المصادر:  


هيب (لسان العرب) [213]


الـهَيْبةُ: الـمَهابةُ، وهي الإِجلالُ والـمَخافة. ابن سيده: الـهَيْبةُ التَّقِـيَّةُ من كل شيءٍ. هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً، والأَمْرُ منه هَبْ، بفتح الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، سقطت الأَلف لاجتماع الساكنين، وإِذا أَخبرت عن نفسِك قلتَ: هِـبْتُ، وأَصله هَيِـبْتُ، بكسر الياءِ، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلَت كسرتها إِلى ما قبلها، فَقِسْ عليه؛ وهذا الشيء مَهْيَبةٌ لكَ.
وهَيَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته مَهيباً عنده.
ورجل هائِبٌ، وهَيُوبٌ، وهَيَّابٌ، وهَيَّابة، وهَيُّوبة، وهَيِّبٌ، وهَيَّبانٌ، وهَيِّبانٌ؛ قال ثعلب: الـهَيَّبانُ الذي يُهابُ، فإِذا كان ذلك كان الـهَيَّبانُ في معنى المفعول، وكذلك الـهَيُوب قد يكون الهائِبَ، وقد يكون الـمَهِـيبَ. الصحاح: رجل مَهِـيبٌ أَي يهابُه الناسُ، . . . أكمل المادة وكذلك رجل مَهُوبٌ، ومكانٌ مَهُوب، بُنيَ على قولهم: هُوبَ الرجلُ، لـمَّا نُقِلَ من الياءِ إِلى الواو، فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه؛ أَنشد الكسائي لـحُمَيْدِ بن ثَور: ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ، دونَهُم * فَـلاً، لا تَخَطَّاه الرِّفاقُ، مَهُوبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده: وتأْوي بالتاءِ، لأَنه يصف قَطاةً؛ وقبله: فجاءَتْ، ومَسْقاها الذي وَرَدَتْ به، * إِلى الزَّوْر، مَشْدودُ الوَثاقِ، كَتِـيبُ والكَتِـيبُ: من الكَتْبِ، وهو الخَرْزُ؛ والمشهور في شعره: تَعِـيثُ به زُغْباً مساكينَ دونَهم ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ؛ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الـهُذَليُّ: أَلا يا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ، * أَرَّقَ من نازحٍ، ذي دَلالْ، أَجازَ إِلينا، على بُعْدِهِ، * مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ قال ابن بري: والبيت الأَول من أَبياتِ كتاب سيبويه، أَتى به شاهداً على فتح اللام الأُولى، وكسر الثانية، فرقاً بين الـمُسْتغاث به والمستغاث من أَجله.
والطَّيفُ: ما يُطِـيفُ بالإِنسان في المنام من خَيال محبوبته.
والنازحُ: البعيد.
وأَرَّقَ: مَنَعَ النَّومَ.
وأَجازَ: قَطَع، والفاعل المضمر فيه يعود على الخَيال.
ومَهابٌ: موضعُ هَيْبة. موضع هَوْلٍ.
والـمَهاوِي: جمعُ مَهْـوًى ومَهْواةٍ، لما بين الجبلين ونحوهما.
والخَرْقُ: الفَلاةُ الواسعة.
والـهَيَّبانُ: الجَبانُ.
والـهَيُوبُ: الجَبانُ الذي يَهابُ الناسَ.
ورجل هَيُوبٌ: جَبانٌ يَهابُ من كلِّ شيءٍ.
وفي حديث عُبَيدِ بن عُمَيْرٍ: الإِيمانُ هَيُوبٌ أَي يُهابُ أَهْلُه، فَعُولٌ بمعنى مفعول، فالناس يَهابونَ أَهلَ الإِيمان لأَنهم يَهابونَ اللّهَ ويَخافونَه؛ وقيل: هو فَعُول بمعنى فاعل أَي إِن المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِـيَ فيَتَّقِـيها؛ قال الأَزهري: فيه وجهان: أَحدهما أَن المؤمن يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِـيه، والآخر: المؤمنُ هَيُوبٌ أَي مَهْيُوبٌ، لأَنه يَهابُ اللّهَ تعالى، فيَهابُه الناسُ، حتى يُوَقِّرُوه؛ ومنه قول الشاعر: لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ أَي لم يُعَظِّمْها. يقال: هَبِ الناسَ يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ. يقال: هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا خافَه، وإِذا وَقَّرَه، وإِذا عظَّمَهُ.
واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ؛ قال: ومَرْقَبٍ، تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ، * أَشْرَفْتُه مُسْفِراً، والشَّمْسُ مُهْتابَهْ ويقال: تَهَيَّبَني الشيءُ بمعنى تَهَيَّبْتُه أَنا. قال ابن سيده: تَهَيَّبْتُ الشيءَ وتَهَيَّبَني: خِفْتُه وخَوَّفَني؛ قال ابن مُقْبِـل: وما تَهَيَّبُني الـمَوْماةُ، أَرْكَبُها، * إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر قال ثعلب: أَي لا أَتَهَيَّبُها أَنا، فنَقَلَ الفِعلَ إِليها.
وقال الجَرْمِـيُّ: لا تَهَيَّبُني الـمَوْماةُ أَي لا تَمْـلأُني مَهابةً.
والـهَيَّبانُ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ.
والـهَيَّبانُ: الترابُ؛ وأَنشد: أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ؟ * نحْنُ إِذاً، في الـهَيَّبانِ، نَبْحَثُ والـهَيَّبانُ: الرَّاعي؛ عن السيرافي.
والـهَيَّبانُ: الكثيرُ مِن كل شيءٍ.
والـهَيَّبانُ: الـمُنْتَفِشُ الخَفيفُ؛ قال ذو الرمة: تَمُجُّ اللُّغامَ الـهَيَّبانَ، كأَنهُ * جَنَى عُشَرٍ، تَنْفيه أَشداقُها الـهُدْلُ وقيل: الـهَيَّبانُ، هنا، الخفيف النَّحِزُ.
وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل، فقال: قال ذو الرمة يصف إِبلاً وإِزْبادها مشافِرَها. قال: وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صغيرة، فتَنْشَقُّ عن مِثْلِ القَزّ، فَشَبَّه لُغامَها به، والبَوادي يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ به النارَ.
وهابْ هابْ: مِن زَجْرِ الإِبل.
وأَهابَ بالإِبل: دَعاها.
وأَهابَ بصاحِـبه: دَعاهُ، وأَصله في الإِبل.
وفي حديث الدُّعاءِ: وقَوَّيْتَني على ما أَهَبْتَ بي إِليه من طاعتِكَ. يقال: أَهَبْتُ بالرجل إِذا دَعَوْتَه إِليك؛ ومنه حديث ابن الزبير في بناءِ الكعبة.
وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه.
وأَهابَ الراعي بغَنَمِه أَي صاح بها لِتَقِفَ أَو لتَرْجِـعَ.
وأَهاب بالبعير؛ وقال طَرَفةُ بن العبد: تَرِيعُ إِلى صَوْتِ الـمُهِـيبِ، وتَتَّقي، * بذِي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ تَرِيعُ: تَرْجِـعُ وتَعُودُ.
وتتَّقِـي بِذي خُصَل: أَراد بذَنَبٍ ذي خُصَل.
ورَوْعات: فَزَعات.
والأَكلَفُ: الفَحْلُ الذي يَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ.
والـمُلْبِدُ: الذي يَخطِرُ بذَنَبِه، فيَتَلَبَّد البولُ على وَرِكَيْه.
وهابِ: زَجْرٌ للخَيْل.
وهَبِـي: مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي، وهَلاً أَي قَرِّبي؛ قال الكميت: نُعَلِّمها هَبِـي وهَـلاً وأَرْحِبْ والهابُ: زَجْرُ الإِبل عند السَّوْق؛ يقال: هابِ هابِ، وقد أَهابَ بها الرجلُ؛ قال الأَعشى: ويَكْثُرُ فيها هَبِـي، واضْرَحِـي، * ومَرْسُونُ خَيْلٍ، وأَعطالُها وأَما الإِهابةُ فالصوت بالإِبل ودُعاؤها، قال ذلك الأَصمعي وغيره؛ ومنه قول ابن أَحمر: إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً، فتَحْسَبُه * إِهابةَ القَسْرِ، لَيْلاً، حين تَنْتَشِرُ وقَسْرٌ: اسمُ راعي إِبل ابن أَحمر قائلِ هذا الشعر. قال الأَزهري: وسمعتُ عُقَيْلِـيّاً يقول لأَمَةٍ كانت تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ، فَجَفَلَتْ في يوم عاصفٍ، فقال لها: أَلا وأَهِـيبي بها، تَرِعْ إِليكِ؛ فجعَل دُعاءَ الخيل إِهابةً أَيضاً. قال: وأَما هابِ، فلم أَسْمَعْه إِلا في الخيل دون الإِبل؛ وأَنشد بعضهم: والزَّجْرُ هابِ وَهَـلاً تَرَهَّبُهْ

الهَيْبَةُ (القاموس المحيط) [60]


الهَيْبَةُ: المَخافَةُ، والتَّقِيَّةُ، كالمَهابَةِ.
وهابَهُ يَهابُهُ هَيْباً ومَهابَةً: خافَهُ،
كاهْتابَهُ، وهو هائِبٌ وهَيوبٌ وهَيَّابٌ وهَيِّبٌ وهَيْبانٌ وهَيِّبانٌ، بكسر المُشَدَّدَة وفَتْحِها،
وهَيَّابَةٌ: يَخافُ الناسَ،
ومَهُوبٌ ومَهِيبٌ وهَيوبٌ وهَيبانٌ: يَخافُهُ الناسُ.
وتَهَيَّبَنِي وتَهَيَّبْتُهُ: خِفْتُه.
والهَيَّبانُ، مُشَدَّدَةً: الكثيرُ، والجَبانُ، والتَّيْسُ، والخَفيفُ، والرَّاعي، والتُّرابُ، وزَبَدُ أفواهِ الإِبِلِ، وصَحابِيُّ أسْلَمِيُّ، وقد يُخَفَّفُ، وقد يقالُ: هَيَّفانُ بالفاءِ.
والمَهِيبُ والمَهوبُ والمُتَهَيَّبُ: الأَسَدُ.
والهابُ: الحَيَّةُ، وزَجْرُ الإِبِلِ عندَ السَّوْقِ بِهابْ هابْ.
وقد أهابَ بها: زَجَرَهَا،
و~ بالخَيْلِ: دَعَاها،
أو زَجَرَهَا بِهابْ أو بِهَبْ وهَبِي، أي: أقْبِلِي وأقْدِمِي.
ومكانٌ مَهابٌ ومَهُوبٌ: يُهابُ فيه، بُني على قَوْلِهِمْ: هُوبَ الرجُلُ، حيث نَقَلُوا من الياءِ إلى الواو فيهما.
وهَيَّبْتُهُ . . . أكمل المادة إليه: جَعَلْتُهُ مَهِيباً عندَهُ.
فَصْلُ اليَاء

هيب (مقاييس اللغة) [59]



الهاء والياء والباء كلمةُ إجلالٍ ومخافة. من ذلك هابَه يَهابُه هَيْبةً. هَيُوبٌ: يَهاب كلَّ شيء.
وهَيُوبٌ: مَهِيبٌ.
وقولهم: "الإيمانُ هَيوبٌ"، قال قوم: مَهيبٌ، وقال قوم: إنَّ المؤمنَ يَهاب الانقِحامَ فيما يسرِعُ إليه غيرُه.
وتهيَّبْت الشَّيءَ: خِفتُه.
وتَهَيَّبنِي الشَّيءُ، كأنَّه أخافَني. قال:والهَيَّبانُ: الجَبَان.
وأمّا قولهم: أهابَ بِهِ، إذا صاح به، يُهيبُ كما يُهيب الرّاعِي بغنمِه لتقِفَ أو تَرجِع، فهو من القياس، لأنَّه كأنَّه يُفْزِعه.ومما ليس من الباب ولا أعلم كيفَ صِحّتُه، قولُهم: الهَيَّبَان: لُغَامُ البَعير.

هيب (الصّحّاح في اللغة) [57]


المَهابَةُ: وهي الإجلال والمخافة.
وقد هابَهُ يَهابَهُ، الأمر منه هَبْ، وإذا أخبرت عن نفسك قلت هِبْتُ.
وهذا الشيء مَهيبَةٌ لك.
وتَهَيَّبْت الشيء، وتَهَيَّبَني الشيءُ، أي خفته وخوَّفني. قال ابن مقبل:
إذا تجاوبَتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ      وما تَهَيَّبني المَوْماةُ أركبُهـا

وهَيَّبْتُ إليه الشيء، إذا جعلته مَهيباً عنده.
ورجلٌ مَهيبٌ، أي تهابه الناس؛ وكذلك رجلٌ مَهوبٌ، ومكانٌ مَهوبٌ، بُني على قولهم: هوبَ الرجلُ، فيما لم يسمّ فاعله.
وأنشد الكسائي:
فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِفاقُ مَهـوبُ      ويأوي إلى زُغْبٍ مساكينَ دونَهم

والهَيوبُ: الجبان الذي يهاب الناس.
وفي الحديث: "الإيمان هَيوبٌ"، أي إنَّ صاحبه يهاب المعاصي.
ورجلٌ هَيْبوبَةٌ وهَيَّابَةٌ وهَيَّابٌ وهَيبانٌ بكسر الياء، أي جبان متهيِّب.
وأهاب الرجل بغنمه، أي صاح بها . . . أكمل المادة لتقف أو لترجع.
وأهاب البعير.
وقال الشاعر طرفة:
بذي خصَلٍ رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ      تَريعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتَّقي

ومكانٌ مَهابٌ، أي مَهوبٌ. قال الهذليّ:
مَهاوي خَرْقٍ مَهَابٍ مَهالِ      أجازَ إلينا علـى بـعـدِهِ

وهابِ: زجر للخيل.
وهَبي مثله، أي أقبلي.

هيب (المعجم الوسيط) [50]


 الشَّيْء إِلَى فلَان جعله مهيبا عِنْده 

أله (لسان العرب) [50]


الإلَهُ: الله عز وجل، وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه، والجمع آلِهَةٌ.
والآلِهَةُ: الأَصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها، وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه، وهو بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانيَّةِ: وفي حديث وُهَيْب ابن الوَرْد: إذا وقع العبد في أُلْهانيَّة الرَّبِّ، ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين، ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لم يَجِدْ أَحداً يأْخذ بقلبه أَي لم يجد أَحداً ولم يُحِبَّ إلاَّ الله سبحانه؛ قال ابن الأَثير: هو مأْخوذ من إلَهٍ، وتقديرها فُعْلانِيَّة، بالضم، تقول إلَهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّة والأُلْهانِيَّة، وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر، يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات . . . أكمل المادة الربوبية وصَرَفَ وَهْمَه إليها، أَبْغَضَ الناس حتى لا يميل قلبه إلى أَحد. الأَزهري: قال الليث بلغنا أَن اسم الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده (* قوله «إلا هو وحده» كذا في الأصل المعوّل عليه، وفي نسخة التهذيب: الله لا إله إلا هو والله وحده ا هـ.
ولعله إلا الله وحده): قال: وتقول العرب للهِ ما فعلت ذاك، يريدون والله ما فعلت.
وقال الخليل: الله لا تطرح الأَلف من الاسم إنما هو الله عز ذكره على التمام؛ قال: وليس هو من الأَسماء التي يجوز منها اشْتقاق فِعْلٍ كما يجوز في الرحمن والرحيم.
وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال: كان حقه إلاهٌ، أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً، فقيل أَلإلاهُ، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها، فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف، وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ، فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة، ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية، فقالوا الله، كما قال الله عز وجل: لكنا هو الله ربي؛ معناه لكنْ أَنا، ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف واللام من الله كان الباقي لاه، فقالوا لاهُمَّ؛ وأَنشد: لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِيرَا، أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا ويقولون: لاهِ أَبوك، يريدون الله أَبوك، وهي لام التعجب؛ وأَنشد لذي الإِصبع: لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخا فُ الحادثاتِ من العواقِبْ قال أَبو الهيثم: وقد قالت العرب بسم الله، بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ؛ وأَنشد: أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ، يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه وأَنشد: لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ، على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها إنما هو للهِ إنَّكِ، فحذف الأَلف واللام فقال لاهِ: إنك، ثم ترك همزة إنك فقال لَهِنَّك؛ وقال الآخر: أَبائِنةٌ سُعْدَى، نَعَمْ وتُماضِرُ، لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُرُ يقول: لاهِ إنَّا، فحذف مَدَّةِ لاهِ وترك همزة إنا كقوله: لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى يَعْدُو وقال الفراء في قول الشاعر لَهِنَّك: أَرادَ لإنَّك، فأبدل الهمزة هاء مثل هَراقَ الماءَ وأَراق، وأَدخل اللام في إن لليمين، ولذلك أَجابها باللام في لوسيمة. قال أَبو زيد: قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له: أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين؟ فقال: لا، فقلت: اسمَعْها. قال الأَزهري: ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام، وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن. قال أَبو الهيثم: فالله أَصله إلاهٌ، قال الله عز وجل: ما اتَّخذ اللهُ من وَلَدٍ وما كان معه من إلَهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بما خَلَقَ. قال: ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً، وحتى يكونَ لعابده خالقاً ورازقاً ومُدبِّراً، وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله، وإِن عُبِدَ ظُلْماً، بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد. قال: وأَصل إلَهٍ وِلاهٌ، فقلبت الواو همزة كما قالوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ وهو السِّتْر إِجاحٌ، ومعنى ولاهٍ أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إليه في حوائجهم، ويَضْرَعُون إليه فيما يصيبهم، ويَفْزَعون إليه في كل ما ينوبهم، كم يَوْلَهُ كل طِفْل إلى أُمه.
وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً.
والأُلَهةُ: الشمسُ الحارَّةُ؛ حكي عن ثعلب، والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ، كلُّه: الشمسُ اسم لها؛ الضم في أَوَّلها عن ابن الأَعرابي؛ قالت مَيَّةُ بنت أُمّ عُتْبَة (* قوله «ام عتبة» كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً) بن الحرث كما قال ابن بري: تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً، فأَعْجَلْنا الإلَهةَ أَن تَؤُوبا (* قوله «عصراً والالهة» هكذا رواية التهذيب، ورواية المحكم: قسراً والهة). على مثْل ابن مَيَّة، فانْعَياه، تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوبا قال ابن بري: وقيل هو لبنت عبد الحرث اليَرْبوعي، ويقال لنائحة عُتَيْبة بن الحرث؛ قال: وقال أَبو عبيدة هو لأُمِّ البنين بنت عُتيبة بن الحرث ترثيه؛ قال ابن سيده: ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ، قال: ورواه بعضهم فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف. غيره: وتدخلها الأَلف واللام ولا تدخلها، وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى. قالوا: لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنة، ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صنم، فكأَنهم سَمَّوْها الإلَهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها، فإنهم كانوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها، وقد أَوْجَدَنا اللهُ عز وجل ذلك في كتابه حين قال: ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تَسْجُدُوا للشمس ولا للقمر واسجُدُوا لله الذي خَلَقَهُنَّ إن كنتم إياه تعبدون. ابن سيده: والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة.
وقد قرئ: ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ، وقرأَ ابن عباس: ويَذَرَك وإِلاهَتَك، بكسر الهمزة، أَي وعبادتك؛ وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها هي المختارة، قال: لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ، فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهة، والقراءة الأُولى أَكثر والقُرّاء عليها. قال ابن بري: يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته: ويذرك وإِلاهَتَك، قولُ فرعون: أَنا ربكم الأَعلى، وقوله: ما علمتُ لكم من إله غيري؛ ولهذا قال سبحانه: فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى؛ وهو الذي أَشار إِليه الجوهري بقوله عن ابن عباس: إن فرعون كان يُعْبَدُ.
ويقال: إلَه بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانِيَّة.
وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً، وهي جمع إلاهة؛ قال الله عز وجل: ويَذَرَك وآلِهَتَك، وهي أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه.
والله: أَصله إلاهٌ، على فِعالٍ بمعنى مفعول، لأَنه مأَلُوه أَي معبود، كقولنا إمامٌ فِعَالٌ بمعنى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به، فلما أُدخلت عليه الأَلف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام، ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم الإلاهُ، وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً لهذا الاسم. قال الجوهري: وسمعت أَبا علي النحوي يقول إِن الأَلف واللام عوض منها، قال: ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء، وذلك قولهم: أَفأَللهِ لَتفْعَلَنّ ويا الله اغفر لي، أَلا ترى أَنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم؟ قال: ولا يجوز أَيضاً أَن يكون للزوم الحرف لأَن ذلك يوجب أَن تقطع همزة الذي والتي، ولا يجوز أَيضاً أَن يكون لأَنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايْمُ الله وايْمُن الله التي هي همزة وصل، فإنها مفتوحة، قال: ولا يجوز أَيضاً أَن يكون ذلك لكثرة الاستعمال، لأَن ذلك يوجب أَن تقطع الهمزة أَيضاً في غير هذا مما يكثر استعمالهم له، فعلمنا أَن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها، ولا شيء أَولى بذلك المعنى من أَن يكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذي هو الفاء، وجوّز سيبويه أَن يكون أَصله لاهاً على ما نذكره. قال ابن بري عند قول الجوهري: ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه في قولهم الإلَهُ، قال: هذا رد على أَبي علي الفارسي لأَنه كان يجعل الأَلف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة، ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلَهُ، لأَن اسم الله لا يجوز فيه الإلَهُ، ولا يكون إلا محذوف الهمزة، تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام، وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، ولهذا جاز أَن ينادي اسم الله، وفيه لام التعريف وتقطع همزته، فيقال يا ألله، ولا يجوز يالإلهُ على وجه من الوجوه، مقطوعة همزته ولا موصولة، قال: وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا تحير، لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته.
وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير، وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً.
وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه، مثل وَلِهْتُ، وقيل: هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر؛ قال الشاعر: أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ وقال آخر: أَلِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقَّف والتَّأَلُّهُ: التَّنَسُّك والتَّعَبُّد.
والتأْليهُ: التَّعْبيد؛ قال: لله دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي ابن سيده: وقالوا يا أَلله فقَطَعُوا، قال: حكاه سيبويه، وهذا نادر.
وحكى ثعلب أَنهم يقولون: يا الله، فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل؛ وقول الشاعر: إنِّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا دَعَوْت: يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا فإن الميم المشددة بدل من يا، فجمع بين البدل والمبدل منه؛ وقد خففها الأعشى فقال: كحَلْفَةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ (* قوله «من أبي رباح» كذا بالأصل بفتح الراء والباء الموحدة ومثله في البيضاوي، إلا أن فيه حلقة بالقاف، والذي في المحكم والتهذيب كحلفة من أبي رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية، وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة).
وإنشاد العامة: يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ قال: وأَنشده الكسائي: يَسْمَعُها الله والله كبار (* وقوله: يسمعها الله والله كبار كذا بالأصل ونسخة من التهذيب). الأَزهري: أَما إعراب اللهم فضم الهاء وفتح الميم لا اختلاف فيه بين النحويين في اللفظ، فأَما العلة والتفسير فقد اختلف فيه النحويون، فقال الفراء: معنى اللهم يا أَللهُ أُمَّ بخير، وقال الزجاج: هذا إقدام عظيم لأَن كل ما كان من هذا الهمز الذي طرح فأَكثر الكلام الإتيان به. يقال: وَيْلُ أُمِّه ووَيْلُ امِّهِ، والأَكثر إثبات الهمزة، ولو كان كما قال هذا القائل لجاز الله أُومُمْ واللهُ أُمَّ، وكان يجب أَن يلزمه يا لأَن العرب تقول يا ألله اغفر لنا، ولم يقل أَحد من العرب إلا اللهم، ولم يقل أَحد يا اللهم، قال الله عز وجل: قُلِ اللهم فاطرَ السمواتِ والأَرضِ؛ فهذا القول يبطل من جهات: إحداها أَن يا ليست في الكلام، والأُخرى أَن هذا المحذوف لم يتكلم به على أَصله كما تكلم بمثله، وأَنه لا يُقَدَّمُ أَمامَ الدُّعاء هذا الذي ذكره؛ قال الزجاج: وزعم الفراء أَن الضمة التي هي في الهاء ضمة الهمزة التي كانت في أُمِّ وهذا محال أَن يُتْرَكَ الضمُّ الذي هو دليل على نداء المفرد، وأَن يجعل في اسم الله ضمةُ أُمَّ، هذا إلحاد في اسم الله؛ قال: وزعم الفراء أَن قولنا هَلُمَّ مثل ذلك أَن أَصلها هَلْ أُمَّ، وإنما هي لُمَّ وها التنبيه، قال: وقال الفراء إن يا قد يقال مع اللهم فيقال يا أَللهم؛ واستشهد بشعر لا يكون مثله حجة: وما عليكِ أَن تَقُولِي كُلَّما صَلَّيْتِ أَو سَبَّحْت: يا أَللَّهُمَا، ارْدُدْ علينا شَيْخَنَا مُسَلَّما قال أَبو إسحق: وقال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم اللهم بمعنى يا أَلله، وإن الميم المشددة عوض من يا، لأَنهم لم يجدوا يا مع هذه الميم في كلمة واحدة، ووجدوا اسم الله مستعملاً بيا إذا لم يذكروا الميم في آخر الكلمة، فعلموا أَن الميم في آخر الكلمة بمنزلة يا في أَولها، والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد، والميم مفتوحة لسكونها وسكون الميم قبلها؛ الفراء: ومن العرب من يقول إذا طرح الميم يا ألله اغفر لي، بهمزة، ومنهم من يقول يا الله بغير همز، فمن حذف الهمزة فهو على السبيل، لأَنها أَلف ولام مثل لام الحرث من الأَسماء وأَشباهه، ومن همزها توهم الهمزة من الحرف إذ كانت لا تسقط منه الهمزة؛ وأَنشد: مُبارَكٌ هُوَّ ومن سَمَّاهُ، على اسْمكَ، اللَّهُمَّ يا أَللهُ قال: وكثرت اللهم في الكلام حتى خففت ميمها في بعض اللغات. قال الكسائي: العرب تقول يا أَلله اغفر لي، ويَلّله اغفر لي، قال: وسمعت الخليل يقول يكرهون أَن ينقصوا من هذا الاسم شيئاً يا أَلله أَي لا يقولون يَلَهُ. الزجاج في قوله تعالى: قال عيسى بنُ مريم اللهم ربنا؛ ذكر سيبويه أَن اللهم كالصوت وأَنه لا يوصف، وأَن ربنا منصوب على نداء آخر؛ الأَزهري: وأَنشد قُطْرُب: إِني إِذا ما مُعْظَمٌ أَلَمّا أَقولُ: يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمّا قال: والدليل على صحة قول الفراء وأَبي العباس في اللهم إِنه بمعنى يا أَلله أُمَّ إِدخالُ العرب يا على اللهم؛ وقول الشاعر: أَلا لا بارَكَ اللهُ في سُهَيْلٍ، إِذا ما اللهُ بارك في الرجالِ إِنما أَراد الله فقَصَر ضرورة.
والإِلاهَةُ: الحية العظيمة؛ عن ثعلب، وهي الهِلالُ.
وإِلاهَةُ: اسم موضع بالجزيرة؛ قال الشاعر: كفى حَزَناً أَن يَرْحَلَ الركبُ غُدْوةً، وأُصْبِحَ في عُلْيا إِلاهَةِ ثاوِيا وكان قد نَهَسته حية. قال ابن بري: قال بعض أَهل اللغة الرواية: وأُتْرَكَ في عُلْيَا أُلاهَةَ، بضم الهمزة، قال: وهي مَغارَةُ سَمَاوَة كَلْب؛ قال ابن بري: وهذا هو الصحيح لأَن بها دفن قائل هذا البيت، وهو أُفْنُونٌ التَّغْلَبيّ، واسمه صُرَيْمُ بن مَعْشَرٍ (* قوله «واسمه صريم بن معشر» أي ابن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب، سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه يموت بمكان يقال له ألاهة، وكان افنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال: خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الالاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق. فلما سمع افنون ذكر الالاهة تطير وقال لأصحابه: إني ميت، قالوا: ما عليك بأس، قال: لست بارحاً. فنهش حماره ونهق فسقط فقال: اني ميت، قالوا: ما عليك بأس، قال: ولم ركض الحمار؟ فأرسلها مثلاً ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها: ألا لست في شيء فروحاً معاويا * ولا المشفقات يتقين الجواريا فلا خير فيما يكذب المرء نفسه * وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا لعمرك إلخ. كذا في ياقوت لكن قوله وهي قارة مخالف للاصل في قوله وهي مغارة)؛ وقبله: لَعَمْرُكَ، ما يَدْري الفَتى كيف يَتَّقي، إِذا هو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيَا

هـ ي ب (المصباح المنير) [11]


 هَابَهُ: "يَهَابُهُ" من باب تعب "هَيْبَةً" حذره قال ابن فارس: "الهَيْبَةُ" الإجلال فالفاعل "هَائِبٌ" والمفعول "هَيُوبٌ" ، و "مَهِيبٌ" أيضا، و "يَهِيبُهُ" من باب ضرب لغة، و "تَهَيَّبْتُهُ" : خفته، و "تَهَيَّبَنِي" : أفزعني. 

ب - ج - م (جمهرة اللغة) [6]


بَجَمَ الرجل يَبْجُم بَجْماً وبُجوماً، إذا سكت من عِيّ أو هيبة، فهو باجِم.

بجم (المعجم الوسيط) [5]


 بجما وبجوما سكت من عي أَو فزع أَو هَيْبَة وانقبض وَتجمع وَأَبْطَأ بجم:  بجم وحدق بِالنّظرِ 

خ ي ب (المصباح المنير) [5]


 خَابَ: "يَخِيبُ" "خَيْبَةً" لم يظفر بما طلب وفي المثل: "الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ" ، و "خَيَّبَهُ" الله بالتشديد: جعله خائبا. 

بجم (لسان العرب) [5]


بَجَم الرجلُ يَبْجِمُ بَجْماً وبُجُوماً: سكت من هيبة أو عِيٍّ.
ورأَيت بَجْماً من الناس وبَجْداً أَي جماعة.
والبَجْمُ: الجماعة الكثيرة.

بَجَمَ (القاموس المحيط) [5]


بَجَمَ يَبْجِمُ بَجماً وبُجوماً: سَكَتَ من عِيٍّ أَو فَزَعٍ أَو هَيْبَةٍ، وأبْطأَ، وانْقَبَضَ،
كبَجَّمَ، تَبْجِيماً فيهما.
والتَّبْجِيمُ: التَّحْديقُ في النَّظَرِ.

ظ - ع - ظ - ع (جمهرة اللغة) [5]


من معكوسه: العَظْعَظَة، وهو الاضطراب والتراجع من هيبة. قال الراجز حتى إذا مَّيثَ منها الريّ ... وشاعَ فيها السكَرُ السكْري وعَظْعَظَ الجبانُ والزئْنيّ الزئنيّ: الكلب الصَينيّ. وقال آخر: لمّا رَمَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْعاظا ... نَبْلهم فصدقوا الوُعّاظا

خيب (الصّحّاح في اللغة) [5]


خاب الرجل خَيبةً، إذا لم ينل ما يَطلُب.
وخَيِّبْتُهُ أنا تخييباً.
وفي المثل: الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ.
ويقال: خَيْبَةٌ لزيد وخَيْبَةً لزيد، فالنصب على إضمار فعلٍ، والرفع على الابتداء. الكسائي: يقال وقَعوا في وادي تُخُيِّبَ غيرَ مصروفٍ، معناه الباطلُ.

ع - ك - ك (جمهرة اللغة) [5]


ومن معكوسه: كَعَّ عن الشيء فهو يَكَعُّ كُعُوعاً، إذا ارتدَّ عنه هيبةً. ولا يقال كاعَ، وان كانت العامّة قد أولعت به. قال الشاعر: تَكارَهَ أعداءُ العشيرة رُؤيتي ... وبالكَفِّ من لَمْس الخِشاش كُعوعُ الخِشاش هاهنا: حية معروفة بهذا الاسم.

خابَ (القاموس المحيط) [4]


خابَ يَخِيبُ خَيْبَةً: حُرِمَ، وخَيَّبَهُ الله، وخَسِرَ، وكَفَرَ، ولم يَنَلْ ما طَلَبَ.
وفي المَثَلِ: "الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ".
ويقالُ:
خَيْبَةٌ لِزَيْدٍ، بالرَّفْعِ والنَّصبِ: دُعاءُ عليه.
وسَعْيُهُ في خَيَّابِ بنِ هَيَّابٍ، مُشَدَّدَيْنِ، أي: خَسارٍ.
والخَيَّابُ أيضاً: القَدْح لا يُورِي.
و"وقعَ في وادِي تُخُيِّبَ" بضم التاءِ والخاءِ وفتحها وكسر الياءِ غيرَ مَصْرُوفٍ، أي: في الباطلِ.
فَصْلُ الدّال

الوَشَلُ (القاموس المحيط) [4]


الوَشَلُ، محرَّكةً: الماءُ القلِيلُ يُتَحَلَّبُ من جَبَلٍ أو صخرةٍ، ولا يَتَّصِلُ قَطْرُهُ، أو لا يكونُ إلاَّ من أعْلَى الجَبَلِ، والماءُ الكثيرُ، ضِدٌّ، والقليلُ من الدَّمْعِ، والكثيرُ منه، وجَبَلٌ عظيمٌ بِتِهامَةَ، ومَوْضِعانِ، والهَيْبَةُ، والخَوْفُ،
ووشَلَ يَشِلُ وَشْلاً وَوَشَلاناً: سالَ أو قَطَرَ،
و~ الرجُلُ: ضَعُفَ واحتاجَ وافْتَقَرَ،
و~ إليه: ضَرَعَ،
وجَبَلٌ واشِلٌ: لا يَزَالُ يَتَحَلَّبُ منه ماءٌ.
وأوْشَلَ حظَّهُ: أقلَّهُ.
والوُشُولُ: قِلَّةُ الغَناءِ.
وجاؤوا أوْشالاً: يَتْبَعُ بعضُهم بعضاً.
وأوشَلَ الماءَ: وجدَهُ وَشَلاً،
و~ الفَصيلَ: أدْخَلَ أطْباءَ الناقةِ في فيه ليَتَعَلَّمَ الرَّضاعَ.
والمَواشِلُ: مَواضِعُ.

الحَجْمُ (القاموس المحيط) [4]


الحَجْمُ من الشيءِ: مَلْمَسُه الناتِئُ تَحْتَ يَدِكَ
ج: حُجومٌ، والمَنْعُ، ونُهودُ الثَّدْي، وعَرْقُ العَظْمِ، والمَصُّ،
يَحْجِمُ ويَحْجُمُ.
والحَجَّامُ: المَصَّاص.
وحاجِمٌ حَجومٌ، ومِحْجَمٌ، كمنبرٍ: رَفيقٌ.
والمِحْجَمُ والمِحْجَمَةُ، بكسرِهِما: ما يُحْجَمُ به.
وحِرْفَتُه: الحِجَامَةُ، ككتابَةٍ.
واحْتَجَمَ: طَلَبَها.
وأحْجَمَ عنه: كَفَّ، أو نَكَصَ هَيْبَةً،
و~ الثَّدْيُ: نَهَدَ،
كَحَجَمَ،
و~ المرأةُ للمَوْلودِ: أرْضَعَتْهُ أوَّلَ رَضْعةٍ.
والمِحْجامُ: الكَثيرُ النُّكوص.
وككِتابٍ: شيءٌ يُجْعَلُ في فمِ البَعيرِ أو خَطْمِهِ لِئَلاَّ يَعَضَّ.
والحَوْجَمَةُ: الوَرْدُ الأَحْمَرُ
ج: حَوْجَمٌ
وحَجَّامُ ساباطٍ في الطاءِ.
وحَجَّمَ تَحْجيماً: نَظَرَ شَديداً.
وكصَبورٍ: فَرْج المرأةِ لأَنَّهُ مَصوصٌ.

خيب (لسان العرب) [3]


خابَ يَخِيبُ خَيْبَةً: حُرِم، ولم يَنَلْ ما طَلَب.
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: مَنْ فازَ بِكُمْ، فقد فازَ بالقِدْحِ الأَخْيَبِ أَي بالسَّهْمِ الخائِبِ، الذي لا نَصِيبَ له من قِداحِ الـمَيْسِر، وهي ثلاثة: الـمَنِيحُ، والسَّفِيحُ، والوَغْدُ.
والخَيْبَة: الحِرْمانُ والخُسْران؛ وقد خابَ يَخِيبُ ويَخُوبُ.
وفي الحديث: خَيْبةً لَك ! ويا خَيْبَةَ الدَّهْرِ! وخَيَّبَه اللّه: حَرَمَه.
وخَيَّبْتُه أَنا تَخْيِيباً.
وخابَ إِذا خَسِرَ، وخابَ إِذا كَفَر، والخَيْبَة: حِرْمان الجَدِّ.
وفي المثل: الهَيْبَةُ خَيْبَة؛ وسَعْيُه في خَيَّابِ ابن هَيَّابٍ أَي في خَسَارٍ، وبَيَّابِ بن بَيَّابٍ، في مَثلٍ للعرب، ولا يقولون منه خابَ، ولا هابَ.
والخَيَّابُ: القِدْحُ الذي لا يُورِي؛ وقوله أَنشده ثعلب: اسْكُتْ، ولا تَنْطِقْ، فأَنـْتَ خَيَّابْ، . . . أكمل المادة * كُلُّكَ ذُو عَيْبٍ، وأَنـْتَ عَيَّابْ يجوز أَن يكون فَعَّالاً مِن الخَيْبَةِ، ويجوز أَن يُعْنَى به، أَنه مثل هذا القِدْح الذي لا يُورِي.
ووَقَع في وَادِي تُخُيِّبَ على تُفُعِّلَ، بضم التاءِ والفاءِ وكسر العين، غير مصروفٍ، وهو الباطِلُ.
وتقول: خَيْبَةً لزَيْدٍ، وخَيْبَةٌ لِزَيْدٍ، فالنَّصْبُ على إِضْمارِ فِعْلٍ، والرَّفْعُ على الابتداءِ.

ب - ه - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [3]


أبِهْتُ بالشيء آبَه أَبْهاً وأَبَهاً، إذا عرفت مكانه. وأبِهْتُ له وما أبِهْتُ به، أي لم أشعر به. وفلان لا يؤبَه له، إذا كان خاملاً. والهَباء ممدود، وهو الغبار، وقد قالوا أهباء أيضاً فجمعوا على غير قياس. والهَبْوَة مثل الهَباء أيضاً. والإهاب: الجلد قبل أن يُدبغ، والجمع أَهَب. قال أبو بكر: وهو أحد ما جاء جمعه على فَعَل وواحده فَعول وفِعال وفَعيل، ومثله أديم وأدَم وأفيق وأفَق وعَمود وعَمَد وإهاب وأهَب. وهِبْتُ الشيءَ أهابه هيبَةً، والشيء مَهيب، والفاعل هائب وهَيوب وهيّاب. والهَوْب: وَهَج النار ووَهَج الشمس، لغة يمانية، لا يتصرّف له فعل. وبَهَأ بالشيء وبَسَأ به، إذا أنس به، وبه سُمّيت بَهانِ. قال الشاعر: ألا . . . أكمل المادة قالت بَهانِ ولم تأبَّقْ ... كَبِرْتَ ولا يَلِيطُ بكَ النعيمُ تأبَّقْ: تَراجعْ عن ذاك، ويُروى: تأنَّقْ، أي ولم تَعَجَّبْ. وأبهأتُ البيتَ، إذا كشفت ستره، والبيت مُبْهَأ، وبَهَأتُ البيتَ وأبهيتُه فهو مُبْهىً. والبَهاء من قولهم: بَهِيَ يَبْهَى بَهاءً، إذا نَبُلَ.

الطيَرَانُ (القاموس المحيط) [3]


الطيَرَانُ، محرَّكةً: حركةُ ذي الجَناحِ في الهَواءِ بِجَناحَيهِ،
كالطَّيْرِ والطَّيْرُورَةِ.
وأطارَهُ وطَيَّرهُ وطَيَّرَ به وطايَرَه.
والطَّيْرُ: جمعُ طائرٍ، وقد يَقَعُ على الواحدِ
ج: طُيورٌ وأطْيارٌ.
وتَطايَرَ: تَفَرَّقَ،
كاسْتَطارَ، وطالَ،
كطارَ،
و~ السحابُ في السماءِ: عَمَّها.
وهو ساكنُ الطائِرِ، أي: وَقُورٌ.
والطائِرُ: الدِّماغُ، وما تَيَمَّنْتَ به أو تَشاءَمْتَ، والحَظُّ، وعَمَلُ الإِنسانِ الذي قُلِّدَهُ، ورِزْقُهُ.
والطِّيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّوْرَةُ: ما يُتَشاءَمُ به من الفأْلِ الرَّدِيءِ، وتَطَيَّرَ به و~ منه.
وأرضٌ مَطارَةٌ: كثيرَةُ الطَّيْرِ،
وبِئْرٌ : واسعةُ الفَمِ.
وهو طَيُّورٌ فَيُّورٌ: حديدٌ سريعُ الفَيْئَةِ.
وفرسٌ مُطارٌ وطَيَّارٌ: حديدُ الفُؤادِ ماضٍ.
والمُسْتَطِيرُ: الساطِعُ المُنْتَشِرُ، والهائِجُ من الكلابِ ومن الإِبِلِ.
واسْتَطَارَ الفَجْرُ: انْتَشَرَ،
و~ السُّوقُ: . . . أكمل المادة ارْتَفَعَ،
و~ الحائِطُ: انْصَدَعَ،
و~ السَّيْفَ: سَلَّه مُسْرِعاً،
و~ الكَلْبَةُ: أرادتِ الفَحْلَ.
واسْتُطيرَ: طُيِّرَ،
و~ فلان: ذُعِرَ،
و~ الفرسُ: أسْرَعَ في الجَرْيِ، فهو مُسْتَطارٌ.
والمُطَيَّرُ، كمُعَظَّمٍ: العُودُ، أو المُطَرَّى منه، والمَشْقوقُ المكسورُ، وضَرْبٌ من البُرُودِ.
والانْطِيارُ: الانْشِقاقُ.
وطارَ طائرهُ: غَضِبَ.
والمَطِيرَةُ، كمدينةٍ: د قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأى.
وطِيْرَةُ، بالكسر: ة بِدِمَشْقَ،
وبِلا هاءٍ: ع.
وطِيْرَى، كضِيزى: ة بأصْفَهانَ، وهو طِيْرانِيٌّ.
وأطارَ المالَ وطَيَّرَهُ: قَسَمَهُ.
والطائرُ: فرسُ قَتادَةَ بنِ جَريرٍ السَّدُوسِيِّ.
والطَّيَّارُ: فَرَسُ رَيْسانَ الخَوْلانِيِّ.
وطَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ: ألقَحَها كلَّها.
وفيه طَيْرَةٌ وطَيرورَةٌ: خِفَّةٌ وطَيْشٌ.
وكأن على رُؤُوسِهِم الطَّيْرَ، أي: ساكنونَ هَيْبَةً، وأصلهُ أن الغُرابَ يَقَعُ على رأسِ البَعيرِ، فَيَلْقُطُ منه القُرادَ، فلا يَتَحَرَّكُ البَعيرُ لئلاَّ يَنْفِرَ عنه الغُرابُ.

كها (لسان العرب) [2]


ناقة كَهاةٌ: سَمِينة، وقيل: الكَهاةُ الناقة العظيمة؛ قال الشاعر: إِذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سَمِينةٌ، فَلا تُهْدِ مِنها، واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وقيل: الكَهاةُ الناقة الضَّخْمة التي كادت تدخل في السِّنّ؛ قال طرفة: فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ عَقِيلةُ شَيْخٍ، كالوبيل، يَلَنْدَدِ وقيل: هي الواسعة جلد الأَخْلاف لا جمع لها من لفظها، وقيل: ناقة كَهاة عظيمة السنام جليلة عند أَهلها.
وفي الحديث: جاءت امرأَة إِلى ابن عباس، رضي الله عنهما، فقالت في نفسي مسأَلة وأَنا أَكْتَهِيكَ أَن أُشافِهَك بها أَي أُجِلُّك وأُعَظمك وأَحتشِمك، قال: فاكتبيها في بِطاقة أَي في رُقعة، ويقال في نِطاقة، والباء تبدل من النون في حروف كثيرة، قال: وهذا . . . أكمل المادة من قولهم للجبان أَكْهَى، وقد كَهِيَ يَكْهَى واكْتَهى، لأَن المحتشم تمنعه الهيبة عن الكلام.
ورجل أَكْهَى أَي جَبان ضعيف، وقد كَهِيَ كَهًى؛ وقال الشَّنْفَرَى: ولا حبَّاءٍ أَكْهَى مُرِبٍّ بِعِرْسِه يُطالِعُها في شأْنِه: كيف يَفْعَلُ؟ والأَكْهاء: النبَلاء من الرجال، قال: ويقال كاهاهُ إِذا فاخَرَه أَيهما أَعظمُ بَدناً، وهاكاهُ إِذا استصغر عَقْلَه.
وصَخْرةُ أَكْهَى: اسم جبل.
وأَكْهَى: هَضْبة؛ قال ابن هَرمة: كما أَعْيَتْ على الراقين أَكْهَى تَعَيَّتْ، لا مِياهَ ولا فِراغا وقضى ابن سيده أَن أَلف كَهاة ياء، لأَن الأَلف ياء أَكثر منها واواً. أَبو عمرو: أَكْهَى الرجلُ إِذا سَخَّن أَطراف أَصابعه بنَفَسه، وكان في الأَصل أَكَهَّ فقُلبت إِحدى الهاءين ياء؛ وقول الشاعر: وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنسُ يَفْعَل (* قوله« وان يك إلخ» صدره كما في التكملة: فان يك من جن فأَبرح طارقاً) يريد: ما هكذا الإِنس تَفعل، فترك ذا وقدم الكاف.

هنف (لسان العرب) [2]


الإهْنافُ: ضَحِكٌ فيه فُتُور كَضَحِك المستهزئ، وكذلك المُهانَفة والتَهانُف؛ قال الكميت: مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَينِ بَيْضاءُ كاعِبُ، تُهانِفُ للجُهَّالِ مِنَّا، وتَلْعَبُ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: إذا هُنَّ فَصَّلْن الحَدِيثَ لأَهْلِه، حَدِيث الرَّنا، فَصَّلْنَه بالتَّهانُف وقال آخر: وهُنَّ في تَهانُفٍ وفي قَهٍ ابن سيده: الهُنُوف والهِنافُ ضَحِك فوق التَّبَسم، وخص بعضهم به ضحك النساء.
وتهانَفَ به: تَضاحَك؛ قال الفرزدق: من اللُّفِّ أَفْخاذاً تَهانَفُ للصِّبا، إذا أَقْبَلَتْ كانت لَطِيفاً هَضِيمُها وقيل: تَهانَفَ به تَضاحَكَ وتعَجَّب؛ عن ثعلب، وقيل: هو الضحِكُ الخَفِيُّ. الليث: الهنافُ مُهانَفةُ الجَوارِي بالضحك وهو التبسم؛ وأَنشد:تَغُضُّ الجُفونَ على رِسْلِها بحُسْنِ الهِنافِ، وخَونِ النَّظَرْ والمُهانَفَةُ: المُلاعَبة أَيضاً. قيل: أَقبل . . . أكمل المادة فلان مُهْنِفاً أَي مُسْرعاً لينال ما عندي؛ قال: وفي نسخة من كتاب الكامل للمبرد: التَّهانُف الضحك بالسُّخْرية.
والمُهانَفة: المُلاعبة.
وأَهْنَف الصبيُّ إهنافاً: مثل الإجْهاش، وهو التهيّؤ للبكاء.
والتهنُّف: البكاء؛ وأَنشد لعَنْتَرة بن الأَخْرس: تَكُفُّ وتَسْتَبْقِي حَيَاءً وهَيْبَةً لنا، ثُم يَعْلُو صَوْتُها بالتهنُّفِ وأَهنَف الصبيُّ وتَهانفَ: تَهيّأَ للبكاء كأَجْهَشَ، وقد يكون التَّهانُف بكاء غير الطفل؛ أَنشد ثعلب والشعر لأَعرابي (* قوله «لاعرابي» في معجم ياقوت: قال الراعي تهانفت إلخ.) : تَهانَفْتَ واستبكاكَ رسْمُ المَنازِلِ بسُوقةِ أَهْوى ، أَو بِقارةِ حائلِ فهذا ههنا إنما هو للرجال دون الأَطفال لأَنَّ الأَطفال لا تبكي على المنازل والأطْلال ؛ وقد يكون قوله تهانفت: تشبَّهت بالأَطفال في بكائك كقول الكميت: أَشَيخاً، كالوَلِيدِ برَسْم دارٍ، تُسائلُ ماأَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَصمّ أَي صَمَّ.

وطط (العباب الزاخر) [2]


في حديثِ عطاءِ بن أبي رباحِ أنه قال: في الوطواطِ يصيبهُ المحرمُ ثُلثا درهمٍ. قال أبو عُبيدةٍ: الوَطواطُ -هاهُنا-: الخفاشُ، ويقالُ: إنه الخُطافُ، قال: وهذا أشبهُ القولينِ عندي بالصواب؛ لحديثِ عائشةَ -رضي اللّه عنها- أنها قالت: لما أحرقَ بيتُ المقدسِ كانت الأوزاغُ تنفخه بأفواهها وكانتِ الوطاوِطُ تُطفئهُ بأجنحتها. قال: فهذه هي الخطاطِيفُ. وقد يقال للرجلِ الضعيفِ الوَطواطُ، ولا أراهُ سُمي بذلك إلا تشبيهاً بالطائرِ، انشدَ غيرهُ في أن الوَطواطَ الرجلُ الضعيفُ قولَ رؤبةَ:
أرمي إذا انشقت عَصَا الوَطواطِ      بِرجمِ أجأى مِقْذفِ الـمِـلاطِ

وقول العجاج:
عَلَوتُ حينَ هيبةِ الوَطـواطِ     




وقولَ حُميدٍ الأرقَطِ يمدحُ الحجاجَ
أشجعُ عِندَ الفزعِ الفِلاطِ      حينَ . . . أكمل المادة تزلُ قدما الوَطواطِ

وأما قولهم: أبصرُ في الليل من الوَطواط، فهو الخُفاشُ.
وقال اللحياني: يقال للرجلِ الصياحِ: وطواطٌ، قال: وزعموا أنه الذي يُقاربُ كلامه كأن صوتهَ صَوتُ الخَطاطيفِ.
والمرأةُ: وطواطةٌ. والوَطُ: صريرُ المحملِ، وصوتُ الوَطواطِ. والوَطواطيُ: الضعيفُ، ويقال: الكثيرُ الكلام، قاله شَمرٌ. وقال ابنُ الأعرابي: الوُطُطُ -بضمتينِ- جمعُ الوَطاوِط. والوُطُطُ: الضعفى العُقُولِ والأبدان. والوَطْوَطَةُ: الضعفُ، وقد وَطْوَطُوا: أي ضعفوا؛ ويقال: كَثُرَ كلامهم، وأنشد شُمرٌ للفرزدق.
إذا كرهَ الشعبُ الشقاقَ ووطواطَ ال      ضعافُ وكانَ العِزُ أمـرَ بـزازِ

وقال ابنُ عباد: تَوَطوُطُ الصبي: ضُغاؤه.

طير (الصّحّاح في اللغة) [2]


الطائِرُ جمعه طَيْرٌ، وجمع الطَيْرُ طُيورٌ وأطْيارٌ. وقال قطرب: الطَيْرَّ أيضاً قد يقع على الواحد.
وأبو عبيدة مثله.
وقرئ: "فيكون طَيْراً بإذنِ الله".
وطائِر الإنسان: عمله الذي قُلِّده.
والطيرُ أيضاً: الاسم من التَطَيُّرِ، ومنه قولهم: "لا طيرَ إلا طيرُ الله" كما يقال: لا أمر إلا أمر الله.
وأنشد الأصمعيُّ، قال: وأنشدناه الأحمر:
أحاييناً وباطـلُـه كَـثـيرُ      بلى شيءٌ يوافقُ بعضَ شيءٍ


قال ابن السكيت: يقال طائر الله لا طائرُك! ولا تقل: طَيْرُ الله.
وأرض مطارَةٌ: كثيرة الطَيْرُ.
وبئرٌ مطارة: واسعة الفم. قال الشاعر:
هُوِيُّ الريح في جَفْرٍ مَطارِ      كأنَّ حفيفَها إذْ بـرَّكـوهـا

وقولهم: كأنَّ على رءوسهم الطَيْرُ إذا سكَنوا من هيبة. يَطيرُ طَيْرورَةً وطَيَراناً.
وأطارَهُ غيره، وطَيَّرَهُ وطايَرَهُ . . . أكمل المادة بمعنًى.
ومن أمثالهم في الخصب وكثرة الخَير قولهم: "هم في شيءٍ لا يَطيرُ غرابُه" ويقال: أُطيرَ الغرابُ فهو مُطارٌ. قال النابغة:
في المجد ليس غرابُها بمُطارِ      ولِرهطِ حَرَّاب وقِـدٍّ سَـورةٌ

وفي فلان طَيْرَةٌ وطَيْرورَةٌ، أي خِفَّةٌ وطيش. قال الكميت:
وطَيْرَتُكَ الصابُ والحنْظَلُ      وحلمُكَ عزٌّ إذا ما حَلُمْـتَ

ومنه قولهم: ازْجر أحْناءَ طَيْرِكَ، أي جوانبَ خفّتك وطيشكَ.
وتَطايَرَ الشيء: تفرَّق.
وتطاير الشيء: طال.
وفي الحديث: "خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرك".
واسْتطارَ الفجرُ وغيره: انتشَر.
واستُطيرَ الشيء: أي طُيِّرَ.
وتَطَيَّرْتُ من الشيء وبالشيء.
والاسم منه الطَيرةُ مثال العِنبَةُ، وهو ما يُتَشاءَمُ به من الفأل الرديء.
وفي الحديث: "أنَّه كان يحبُّ الفأل ويكره الطِيَرَةُ".
وقوله تعالى: "قالوا اطَّيَّرنا بكَ"، أصله تَطَيَّرنا، فأدغمت التاء في الطاء، واجتلبت الألفُ ليصحَّ الابتداء بها.
والمُطَيَّرُ من العود: المُطَرَّى، مقلوبٌ منه. قال:
ذكيُّ الشذَى والمندليُّ المُطَيَّرُ      إذا ما مشَت نادى بما في ثيابها

نجد (الصّحّاح في اللغة) [2]


النَجْدُ: ما ارتفع من الأرض؛ والجمع نِجادٌ ونُجودٌ وأنْجُدٌ.
ومنه قولهم: فلان طَلاَّعُ أنْجُدٍ، وطلاّع الثنايا، إذا كان سامياً لمعالي الأمور. قال الشاعر حميد بن أبي شِحاذِ الضّبّي:
وقد كانَ لو لا القُلُّ طَلاّعَ أنْجُدِ      وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّهِ

وقال آخر:
طلاّعِ أنْجِدَةٍ في كَشْحِهِ هضَمُ      يَغدو أمامَهُمُ في كلِّ مَـرْبـأةٍ

وهو جمع نُجود، جمع الجمع.
والنَجْدُ: الطريق المرتفع. قال الشاعر امرؤ القيس:
وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ      غَداةَ غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ

والنَجْدُ: ما يُنجَّدُ به البيتُ من المتاع، أي يزيَّنُ؛ والجمع نُجودٌ.
والتَنْجيدُ: التزيين. قال ذو الرمّة:
من وَشي عَبْقَرَ تجليلٌ وتنجيدُ      حتَّى كأنَّ رِياضَ القُفِّ ألْبَسَها

والنَجَّادُ: . . . أكمل المادة الذي يعالج الفُرُشَ والوِسادةَ ويخيطهما.
ورجلٌ مُنَجَّذٌ بالذال والدال جميعاً، أي مجرَّبٌ قد نَجَّدَه الدهر، أي جُرِّب وعرف.
ونَجْدٌ من بلاد العرب، وهو خلاف الغَوْرِ.
والغَوْرُ: تِهامة.
وأنشد ثعلب:
لَعِبْنَ بنا شيباً وشَيَّبْننا مُرْدا      ذرانيَ من نَجْدٍ فإنَّ سنينهُ

وتقول: أنْجَدْنا، أي أخذنا في بلاد نَجْدٍ.
وفي المثل: "أنْجَدَ من رأى حَضَناً"، وذلك إذا عاد من الغَوْرِ.
وحَضَنٌ: اسم جبلٍ.
وأنْجَدَ فلانٌ الدعوةَ.
واسْتَنْجَدَني فأنْجَدْتُهُ، أي استعان بي فأعَنْتُهُ.
واسْتَنْجَدَ فلانٌ: قَويَ بعد ضعفٍ.
واستَنْجَدَ على فلانٍ، إذا اجترأ عليه بعد هَيبة. أيضاً: رجلٌ نَجْدٌ في الحاجة، إذا كان ناجياً فيها، أي سريعاً.
والنَجدة: الشجاعةُ. تقول منه: نَجُدَ الرجل بالضم، فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونجيد.
وجمع نَجِدٍ أنْجاد.
وجمع نجيدٍ نُجُدٌ ونُجَداءُ.
ورجلٌ ذو نَجْدَةٍ، أي ذو بأسٍ.
ولاقى فلان نَجْدَةً، أي شدَّةً. أبو عبيدة: نَجَدْتُ الرجلَ أنْجُدُه: غلبته.
وأنْجَدْتُهُ: أعنته.
وناجَدتُهُ مُناجَدَةً مثله.
ورجل مُناجِدٌ، أي مقاتلٌ. الأصمعي: نَجِدَ الرجلُ بالكسر يَنْجَدُ نَجَداً، أي عرق من عمل أو كرب.
والنَجَدُ: العَرَقُ. قال النابغة:
بالخَيْزُرانةِ بعد الأينِ والنَجَـدِ      يَظَلُّ من خَوفِه المَلاَّحُ معتصماً

والمَنْجودُ: المكروب.
وقد نُجِدَ نَجْداً، فهو منجودٌ ونَجيدٌ. قال: والنَجودُ من حُمُر الوحش: التي لا تحمل؛ ويقال: هي الطويلة المشرفة؛ والجمع نُجُدٌ.
والنِجادُ: حمائل السيف.
والناجودُ: كلُّ إناءٍ يُجعَلُ فيه الشراب من جَفنةٍ وغيرها

النَّجْدُ (القاموس المحيط) [2]


النَّجْدُ: ما أشْرَفَ من الأرضِ،
ج: أنْجُدٌ وأنْجادٌ ونِجادٌ ونُجودٌ ونُجُدٌ،
وجمعُ النُّجودِ: أنْجِدَةٌ،
و= الطريقُ الواضِحُ المُرْتَفِعُ، وما خَالَفَ الغَوْرَ، أي: تِهامَةَ، وتُضَمُّ جِيمُهُ مُذَكَّرٌ، أعْلاهُ تِهامَةُ واليَمنُ، وأسْفَلُهُ العِراقُ والشامُ، وأوَّلُهُ من جِهَةِ الحِجاز ذاتُ عِرْق،
و= ما يُنَجَّدُ به البَيتُ من بُسْطٍ وفُرُشٍ ووسائِدَ،
ج: نُجودٌ ونِجادٌ،
و= الدليلُ الماهِرُ، والمكانُ لا شجَر فيه، والعُلْبَةُ، وشجرٌ كالشُّبْرُمِ، وأرضٌ بِبلادِ مَهْرَةَ في أقْصى اليَمنِ، والشُّجاعُ الماضِي فيما يُعْجِزُ غيرَهُ،
كالنَّجِدِ والنَّجُدِ، (ككَتِفٍ ورجُلٍ)،
والنَّجيدِ، وقد نَجُدَ، كَكَرُمَ،
نَجَادَةً ونَجْدَةً،
و= الكَرْبُ، والغَمُّ،
نُجِدَ، كعُنِيَ،
فهو مَنْجودٌ ونَجيدٌ: كُرِبَ،
و~ البَدَنُ عَرَقاً: سالَ.
و= الثَّدْيُ، وبالتحريكِ: العَرَقُ، . . . أكمل المادة والبَلادَةُ، والإِعْياءُ.
وهو طَلاَّعُ أنْجُدٍ وأنْجِدَةٍ ونِجادٍ والنِّجادِ، أي: ضابِطٌ للْأُمُورِ.
وأنْجَدَ: أتى نَجْداً، أو خَرَجَ إليه، وعَرِقَ، وأعانَ، وارْتَفَعَ،
و~ السَّماءُ: أصْحَتْ،
و~ الرَّجُلُ: قَرُبَ مِنْ أهْلِهِ،
و~ الدَّعْوَةَ: أجابَها.
والنَّجودُ من الإِبِلِ والأُتُنِ: الطَّويلَةُ العُنُقِ، أو التي لا تَحْمِلُ، والناقَةُ الماضِيةُ، والمُتَقَدِّمَةُ، والمِغْزارُ، والتي تَبْرُكُ على المكانِ المُرْتَفِعِ، والتي تُناجِدُ الإِبِلَ فَتَغْزُرُ إذا غَزُرْنَ، والمرأةُ العاقلَةُ والنَّبيلَةُ،
ج: ككُتُبٍ.
وعاصمُ بنُ أبي النَّجودِ، ابنُ بَهْدَلَةَ، وهي أُمُّهُ: قارِئٌ.
والنَّجْدَةُ: القِتالُ، والشَّجاعَةُ، والشِّدَّةُ، والهَوْلُ، والفَزَعُ.
والنَّجيدُ: الأَسَدُ.
والمَنْجودُ: الهالِكُ.
وككِتابٍ: حَمائِلُ السَّيْفِ.
وككتَّانٍ: مَنْ يُعالِجُ الفُرُشَ والوسائِدَ ويَخيطُهُما.
والنَّاجودُ: الخَمْرُ، وإناؤُها، والزَّعْفَرانُ، والدَّمُ.
وكمِكْنَسَةٍ: عَصًا خَفيفَةٌ تُحَثُّ بها الدَّابَّةُ على السَّيْرِ، وعُودٌ يُحْشى به حَقيبَةُ الرَّحْلِ.
والمِنْجَدُ، كمِنْبَرٍ: الجُبَيْلُ الصَّغيرُ، وحَلْيٌ مُكَلَّلٌ بالفُصوصِ، وهو من لُؤْلُؤ وذَهَبٍ أو قَرَنْفُلٍ في عَرْضِ شِبْرٍ، يأخُذُ من العُنُقِ إلى أسْفَلِ الثَّدْيَيْنِ، يَقَعُ على مَوْضِعِ النِّجادِ،
ج: مَناجِدُ.
وكمُعَظَّمٍ: المُجَرَّبُ.
واسْتَنْجَدَ: اسْتَعانَ، وقَوِيَ بعدَ ضَعْفٍ،
و~ عليه: اجْتَرَأ بعدَ هَيْبَةٍ. ونَجْدُ مَريعٍ، ونَجْدُ خالٍ، ونَجْدُ عَفْرٍ، ونَجْدُ كَبْكَبٍ: مَواضِعُ.
ونَجْدُ العُقاب: بِدِمَشقَ.
ونَجْدُ الوُدِّ: بِبِلادِ هُذَيْلٍ.
ونَجْدُ بَرْقٍ: باليَمامةِ.
ونَجْدُ أجَأَ: جَبَلٌ أسْوَدُ لِطَيِّئٍ.
ونَجْدُ الشَّرَى: ع.
ونَجَدَ الأَمْرُ نُجوداً: وَضَحَ، واسْتَبَانَ.
وأبو نَجْدٍ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: شاعِرٌ.
ونَجْدَةُ بنُ عامِرٍ الحَنَفِيُّ: خارِجيٌّ، وأصْحابُهُ: النَّجَداتُ، مُحركةً.
والمُناجِدُ: المُقَاتِلُ والمُعينُ.
والنَّواجِدُ: طَرائِقُ الشَّحْمِ.
والتَّنْجِيدُ: العَدْوُ، والتَّزْيينُ، والتَّحْنيكُ.
والتَّنَجُّدُ: الارْتِفاعُ.

وطط (لسان العرب) [2]


الوَطْواطُ: الضعيف الجَبان من الرجال.
والوَطْواطُ: الخُفّاش؛ قال:كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوخَ الوَطاوِط أَراد سلوخ الوَطاوِيط فحذف الياء للضرورة كما قال: وتَجَمَّعَ المتفرِّقُو ن من الفَراعِلِ والعَسابِرْ أَراد العسابِير، وهو ولد الضبُع من الذئب.
وقال كراع: جمعُ الوَطْواطِ وطاوِيطُ ووطاوِطُ، فأَما وطاوِيطُ فهو القياس، وأَما الوَطاوِط فهو جمع مُوَطْوِط، ولا يكون جمع وَطْواط لأَن الأَلف إِذا كانت رابعة في الواحد تثبت الياء في الجمع إِلا أَن يضطرّ شاعر كما بيَّنَّا.
وقال ابن الأَعرابي: جمع الوطواط الوُطُطُ.
والوُطُطُ: الضَّعْفَى العُقولِ والأَبدانِ من الرجال، الواحد وَطْواط؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة يهجو امرأَ القيس: إِنّي إِذا ما عَجَرَ الوَطْواطُ، وكثُر الهِياطُ والمِياطُ، والتَفَّ عند العَرَكِ الخِلاطُ، . . . أكمل المادة لا يُتَشَكَّى مِنِّيَ السِّقاطُ، إِن امْرَأَ القَيْسِ هُم الأَنْباطُ زُرْقٌ، إِذا لاقَيْتَهم، سِناطُ ليس لَهم في نَسَبٍ رِباطُ، ولا إِلى حَبْلِ الهُدى صِراطُ، فالسَّبُّ والعارُ بهم مُلْتاطُ وأَنشد لآخر: فَداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ، ليس كَدوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقال النضر: الوَطواط الرجل الضعيفُ العقلِ والرأْي.
والوَطْواط: الخُفّاش، وأَهل الشام يسمونه السّرْوَعَ وهي البحرية، ويقال لها الخُشّافُ، والوَطْواطُ: الخُطّافُ.
وقيل: الوطواط ضرب من خَطاطِيفِ الجبال أَسود، شبه بضرب من الخَشاشِيف لنُكوصِه وحَيْدِه، وكلُّ ضعيف وَطْواط، والاسم الوَطْوَطةُ.
وروي عن عَطاء بن أَبي رباح أَنه قال في الوَطْواط يُصيبه المُحْرِم: قال: دِرهم، وفي رواية: ثلثا درهم. قال الأَصمعي: الوَطواط الخُفاش. قال أَبو عبيد: ويقال إِنه الخُطّاف، قال: وهو أَشبه القولين عندي بالصواب لحديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت لمّا أُحْرِقَ بيتُ المَقدِس: كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه بأَفْواهِها وكانت الوَطاوِطُ تُطْفِئه بأَجْنحتها. قال ابن بري: الخُطاف العُصفور الذي يسمى عصفور الجنة، والخفاش هو الذي يطير بالليل، والوطواطُ المشهور فيه أَنه الخفاش، وقد أَجازوا أَن يكون هو الخطاف، والدليل على أَنّ الوطواط الخفاش قولهم: هو أَبْصَرُ ليلاً من الوَطْواط.
والوَطْوَطَةُ: مقاربة الكلام، ورجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك؛ وقيل: الوَطواط الصيّاح، والأُنثى بالهاء. اللحياني: يقال للرجل الصيّاح وَطْواط، وزعموا أَنه الذي يُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِيف، ويقال للمرأَة وَطْواطةٌ.
ويقال للرجل الضعيفِ الجَبانِ الوَطْواط، قال: وسمي بذلك تشبيهاً بالطائر؛ قال العجاج: وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ، برَمْلِها من خاطِفٍ وعاطِ، قَطَعْتُ حِينَ هَيْبةِ الوَطْواطِ والوطْواطِيُّ: الضعيف، ويقال الكثير الكلام.
وقد وَطْوَطُوا أَي ضَعُفوا.
وأَما قولهم: أَبْصَرُ في الليل من الوَطْواط فهو الخُفّاش.

بَلأَصَ)( (مقاييس اللغة) [2]



غير أصلٍ، لأنّ الهمزة مبدلة [من هاء] والصَّاد مبدلَةٌ من سين.ومن هذا الباب ما يجيءُ على الرّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، كما يفعلون ذلك في زُرْقُمٍ وَخَلْبَنٍ. لكن هذه الزيادَة تقع أوّلاً وغيرَ أوّلٍ.وَمن ذلك البَحْظَلَة قالوا: أَنْ يَقْفِزَ الرَّجُل قَفَزَانَ اليَربوع. فالباءُ زائدةٌ قال الخليل: الحاظل الذي يمشي في شِقِّه. يقال مَرَّ بنا يَحْظَلُ ظالِعاً.ومن ذلك البِرْشاع الذي لا فُؤاد لـه. فالرّاء زائدة، وإنما هو من الباء والشين والعين، وقد فُسِّرَ.ومن ذلك البَرْغَثَة فالراءُ فيه زائدة وإنما الأصل الباء والغين والثاء.
والأبغث من طير الماء كلون الرَّماد. فالبَرْغَثَةُ . . . أكمل المادة لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة ومنه البُرْغُوث.ومن ذلك البَرْجَمَةُ غِلَظُ الكلام: فالراء زائدةٌ، وإنَّما الأصل البَجْم. قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجَم بُجُوماً، إذا سكَتَ من عِيٍّ أو هيْبَةٍ، فهو باجِمٌ.فأما النّبَهْرَجُ فليست عربيّةٌ صحيحة، فلذلك لم يُطْلَبْ لها قياس.
والبَهْرَج الرَّدِيّ.
ويقال أرضٌ بَهْرَجٌ، إذا لم يكن لها مَن يحميها.
وبَهْرَجَ الشّيءَ إذا أخَذَ به على غير الطريق.
وإن كان فيه شاهدُ شعر فهو كما يقولون "السّمَرَّج".
وليس بشَيْء.ومما فيه حرف زائد البَرْزَخ الحائل بين الشيئين، كأنّ بينهما بَرَازاً * أي متَّسَعاً من الأرض، ثم صار كلُّ حائلٍ بَرْزَحاً. فالخاء زائدة لما قد ذكرنا.ومن هذا الباب البِرْدِس الرّجُل الخبيث.
والباءُ زائدة، وإنما هو من الرَّدْسِ، وذاك أن تقتحم الأمور، مثل المِرْداس، وهي الصخرة.
وقد فُسِّر في بابه.ومن ذلك بلذَمَ إذا فَرِقَ فسَكَتَ.
والباءُ زائدة، وإنّما هو من لَذِمَ، إذا لَزِمَ بمكانه فَرَِقاً لا يتحرَّك.ومن ذلك بِرْقِعُ اسم سَمَاءِ الدّنيا. فالباءُ زائدة والأصل الرّاء والقاف والعين؛ لأنَّ كلَّ سماءٍ رقيعٌ، والسّماواتُ أرقِعَةٌ.ومن ذلك بَرْعَمَ النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُؤوسُه. الأصل بَرَع إذا طال.
ومن ذلك البَرْكَلَةُ وهو مشْيُ الإنسان في الماء والطين، فالباءُ زائدةٌ، وإنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإحدى رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر. قال الأخطل:
ربَتْ وَرَبَا في حَجْرِها ابن مَدِينةٍ      يَظَلُّ على مِسحاتِهِ يترَكَّلُ

ومن ذلك قولهم بَلْسَمَ الرّجُل كَرَّه وجهَه. فالميم فيه زائدة، وإنما هو من المُبْلِس، وهو الكئيب الحزين المتندِّم. قالومن ذلك الناقة البَلْعَكُ وهي المسترخيَة اللَّحم.
واللام زائدةٌ، وهو البَعْك وهو التجمُّع.
وقد ذُكِر.ومن ذلك البَلْقَع الذي لا شيءَ به. فاللام زائدة، وهو من باب الباء والقاف والعين.ومن ذلك تَبَعثرَتْ نَفْسِي فالعين زائدة، وإنما هو في الباء والثّاء والراء.
وقد مرّ تفسيره.البَُهْصَُلَة: المرأة القصيرة، وحمار بُهْصُلٌ قصير.
والبُخْنُق: البُرْقُع القصير، وقال الفرّاء: البُخْنُق خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمارَ الدُّهْنَ. البَلْعَثُ: السَّيِّئ الخُلُق. البَهْكَثَة: السُّرعة. البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة.
وكذلك البَُرْغَُز. بَرْذَنَ الرّجُل: ثَقُل. البرازِق: الجماعات. البُرْزُلُ: الضخم. ناقة بِرْعِس: غزيرة. بَرْشَط اللّحْمَ: شَرْشَرَهُ. بَرْشَمَ الرّجُلُ إذا وَجَمَ وأظهْرَ الحُزْن.
وبَرْهَمَ، إذا أدامَ النظرَ. قال:البَرْقَطَةُ: خَطْوٌ متقارب.
والله أعلَمُ بالصّواب.

الحَنِينُ (القاموس المحيط) [2]


الحَنِينُ: الشَّوْقُ، وشِدَّةُ البُكاءِ، والطَّرَبُ، أو صَوْتُ الطَّرَبِ عن حُزْنٍ أو فَرَحٍ.
حَنَّ يَحِنُّ حَنيناً: اسْتَطْرَبَ، فهو حانٌّ،
كاسْتَحَنَّ وتَحانَّ.
والحانَّةُ: الناقَةُ،
كالمُسْتَحِنِّ.
والحَنَّانَةُ: القَوْسُ، أو المُصَوّتَةُ منها، وقد حَنَّتْ، وأحَنَّها صاحبُها، والتي كان لها زَوْجٌ قَبْلُ فَتَذْكُرُه بالحَنِينِ والتَّحَزُّنِ.
والحَنانُ، كسحابٍ: الرَّحْمَةُ، والرِّزْقُ، والبَرَكَةُ، والهَيْبَةُ، والوَقارُ، ورِقَّةُ القَلْبِ، والشَّرُّ الطويلُ.
وحَنانَ اللهِ، أي: مَعاذَ اللهِ.
وكشَدَّادٍ: من يَحِنُّ إلى الشيءِ، واسمُ اللهِ تعالى، ومَعْناهُ: الرَّحِيمُ، أو الذي يُقْبِلُ على مَن أعْرَضَ عنه، والسَّهْم يُصَوِّتُ إذا نَقَرْتَهُ بين إِصْبَعَيْكَ، والواضِحُ من الطُّرُقِ، وشاعرٌ من جُهَيْنَةَ،
وفرسٌ للعَرَبِ م، ولَقَبُ أسَدِ بنِ نَوَّاسٍ.
وخِمْسٌ حَنَّانٌ، أي: بائِصٌ له حَنينٌ . . . أكمل المادة من سُرْعَتِه.
وأبْرَقُ الحَنَّانِ: ع.
ومحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَهْلٍ الحَنَّانِيُّ: محدِّثٌ.
والحِنَّانُ، بالكسر مُشددة: الحِنَّاءُ.
والحِنُّ، بالكسر: حَيٌّ من الجِنِّ، منهم الكلابُ السُّودُ البُهْمُ، أو سَفِلَةُ الجِنِّ وضُعفاؤُهُم، أو كلابُهُم، أو خَلْقٌ بين الجِنِّ والإِنْس، وبالفتح: الإِشْفاقُ، أو الجُنونُ،
ومَصْدَرُ حُنَّ عَنِّي شَرَّكَ: كُفَّهُ واصْرِفْهُ،
وبالضم: بنو حُنٍّ، حَيٌّ من عُذْرَةَ.
والحِنَّةُ، ويفتحُ: الجِنَّةُ.
والمَحْنُونُ: المَصْروعُ، أو المَجْنونُ.
وتَحَنَّنَ: تَرَحَّمَ.
وحَنانَيْكَ، أي: تَحَنَّنْ عَلَيَّ مَرَّةً بعد مَرَّة، وحَناناً بعد حَنانٍ.
وحَنَّةُ: أُمُّ مَرْيَمَ، عليها السلامُ،
و~ من الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ،
و~ من البعير: رُغاؤُهُ، ووالدُ عَمْرٍو الصحابِيِّ، وجَدُّ حَمْدِ بنِ عبدِ الله المُعَبِّرِ، وجَدُّ والدِ محمدِ بنِ أبي القاسِم بنِ علِيٍّ، وهِبَةِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ هبَةِ اللهِ.
وحَنَّهُ: صَدَّهُ، وصَرَفَهُ.
والحَنونُ: الريحُ لها حَنِينٌ كالإِبِلِ، والمُتَزَوِّجَةُ رِقَّةً على ولَدِها لِيَقُومَ الزَّوْجُ بهم.
وكتَنُّورٍ: الفاغِيَةُ، أو نَوْرُ كُلِّ شجرٍ.
وحَنَّنَتِ الشجرةُ تَحْنيناً: نَوَّرَتْ.
وحَنُّونَةُ، بهاءٍ: لقبُ يوسُفَ بنِ يَعْقُوبَ الراوي عن زُغْبَةَ،
وأما علِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علِيِّ بنِ حَنَّوَيْهِ، فبالياءِ، كعَمْرَوَيْهِ.
وأحَنَّ: أخْطأ.
وحُنَيْننٌ، كزُبيرٍ: ع بينَ الطائِفِ ومَكَّةَ، واسْمٌ ويُمْنَعُ، وإِسْكافٌ ساوَمَهُ أعْرابِيٌّ بخُفَّيْنِ، فلم يَشْتَرِهِ، فَغاظَهُ، وعَلَّقَ أحَدَ الخُفَّيْنِ في طَريقِهِ، وتَقَدَّمَ، وطَرَحَ الآخَرَ، وكَمَنَ له. فَرَأى الأوَّلَ، فقالَ: ما أشْبَهَهُ بخُفِّ حُنَيْنٍ، ولو كان معه آخَرُ، لأَخَذْتُهُ. فَتَقَدَّمَ، ورأى الثانِي مَطْروحاً، فَعَقَلَ بَعيرَهُ، ورَجَعَ إلى الأوَّل، فَذَهَبَ حُنَيْنٌ ببَعيرِهِ.
وجاءَ الأعْرابِيُّ إلى الحيِّ بخُفَّي حُنَيْنٍ، فَذَهَبَ مَثَلاً.
ومحمدُ ابنُ الحُسَيْنِ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحُنَيْنِيَّانِ: محدِّثانِ.
وحَنينٌ، كأَميرٍ وسِكِّيتٍ وباللام فيهما: اسْمانِ لجُمادَى الأولَى والآخِرَةِ
ج: أحِنَّةٌ وحُنونٌ وحَنائِنُ.
ويُحَنَّةُ، بضم أوَّلِهِ وفتح الباقي: ابنُ رَذْبَةَ مَلِكُ أيْلَةَ، صالحَهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، على أهْلِ جَرْباءَ وأذْرُحَ.
وحَمَلَ فَحَنَّنَ، أي: هَلَّلَ وكَذَّبَ.
وحَنْحَنَ: أشْفَقَ.
والحَنَنُ، محركةً: الجُعَلُ.
وحُننٌّ، بالضم: أبو حَيٍّ من عُذْرَةَ.
وحَنانَةُ: اسمُ رَاعٍ.
وحَنِيناءُ: ع بالشام.
وعليُّ بنُ أحمدَ ابنِ حِنِّي، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ حِنِّي، بكسر النونِ المُشَدَّدَةِ: محدِّثانِ.
وبنُو حِنَّا، بالكسر والقَصْر: من كُتَّابِ مِصْرَ.

شزر (لسان العرب) [2]


نَظَرٌ شَزْرٌ: فيه إِعراض كنظر المعادي المبغض، وقيل: هو نظر على غير استواء بِمؤْخِرِ العين، وقيل: هو النظر عن يمين وشمال.
وفي حديث عليّ: الْحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا اليَسْرَ؛ الشَّزْرُ: النظر عن اليمين والشمال وليس بمستقيم الطريقة، وقيل: هو النظر بمؤخر العين، وأَكثر ما يكون النظرُ الشَّزْرُ في حال الغضب، وقد شَزَرَهُ يَشْزِرُهُ شَزْراً.
وشَزَّرَ إِليه: نظر منه في أَحد شِقَّيْهِ ولم يستقبله بوجهه. ابن الأَنباري: إِذا نظر بجانب العين فقد شَزَرَ يَشْزِرُ، وذلك من البَغْضَةِ والهَيْبَةِ؛ ونَظَرَ إِليه شَزْراً، وهو نظر الغضبان بِمُؤَخَّرِ العين؛ وفي لحظه شَزَرٌ، بالتحريك.
وتَشازَرَ القومُ أَي نظر بعضهم إِلى بعض شَزْراً. الفراء: يقال شَزَرْته أَشْزِرُه . . . أكمل المادة شَزْراً، ونَزَرْته أَنْزِرُه نَزْراً أَي أَصبته بالعين، وإِنه لحَمِئُ العَيْنِ، ولا فعل له، وإِنه لأَشْوَهُ العَيْنِ إِذا كان خبيث العين، وإِنه لشَقِذُ العَيْنِ إِذا كان لا يَقْهَرهُ النُّعاسُ، وقد شَقِذَ يَشْقَذُ شَقَذاً. أَبو عمرو: والشَّزْرُ من المُشازَرَةِ، وهي المعاداة؛ قال رؤبة: يَلْقَى مُعَادِيهِمْ عذابَ الشَّزْرِ ويقال: أَتاه الدهرُ بشَزْرَةٍ لا ينحلُّ منها أَي أَهلكه.
وقد أَشْزَرَهُ الله أَي أَلقاه في مكروه لا يخرج منه.
والطَّعْنُ الشَّزْرُ: ما طعنت بيمينك وشمالك، وفي المحكم: الطِّعْنُ الشَّزْرُ ما كان عن يمين وشمال.
وشَزَرَهُ بالسِّنان: طعنه. الليث: الحبل المَشْزُورُ المفتول وهو الذي يفتل مما يلي اليسار، وهو أَشد لقتله؛ وقال غيره: الشَّزْرُ إِلى فوق. قال الأَصمعي: المشزور المفتول إِلى فوق، وهو الفتل الشَّزْرُ؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصحيح. ابن سيده: والشَّزْرُ من الفَتْلِ ما كان عن اليسار، وقيل: هو أَن يبدأَ الفاتل من خارج ويَرُدَّه إِلى بطنه وقد شَزَرَهُ؛ قال: لِمُصْعَبِ الأَمْر، إِذا الأَمْرُ انْقَشَرْ أَمَرَّهُ يَسْراً، فإِنْ أَعْيا اليَسَرْ والْتاثَ إِلا مِرَّةَ الشَّزْرِ، شَزَرْ أَمرَّه أَي فتله فتلاً شديداً. يسراً أَي فتله على الجهة اليَسْراءِ. فإِن أَعْيا اليَسَرُ والتاث أَي أَبطأَ. أَمَرَّهُ شَزْراً أَي على العَسْراءِ وأَغارَهُ عليها؛ قال: ومثله قوله: بالفَتْلِ شَزْراً غَلَبَتْ يَسَارا، تَمْطُو العِدَى والمِجْذَبَ البَتَّارَا يصف حبال المَنْجَنِيقِ يقول: إِذا ذهبوا بها عن وجوهها أَقبلت على القَصْدِ.
واسْتَشْزَرَ الحَبْلُ واسْتَشْزَرَه فَاتِلُه؛ وروي بيت امرئ القيس بالوجهين جميعاً: غَدَائِرُه مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلى العُلى، تَظَلُّ المَدَارِي في مُثَنَّى ومُرْسَلِ (* في معلقة امرئ القيس: تَضِلُّ العِقاصُ).
ويروى مُسْتَشْزَرَات.
وغَزْلٌ شَزْرٌ: على غير استواء وفي الصحاح: والشَّزْرُ من الفتل ما كان إِلى فوق خلافَ دَوْرِ المِغْزَل. يقال: حبل مَشْزُورٌ وغدائر مُسْتَشْزَرات.
وطَحْنٌ شَزْرٌ: ذهب به عن اليمين. يقال: طَحَنَ بالرحى شَزْراً، وهو أَن يذهب بالرحى عن يمينه، وبَتّاً أَي عن يساره؛ وأَنشد: ونَطْحَنُ بالرَّحَى بَتّاً وشَزْراً، ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ ما عَيِينَا والشَّزْرُ: الشدّة والصعوبة في الأَمر.
وتَشَزَّرَ الرجل: تهيأَ للقتال.
وتَشَزَّرَ: غَضِبَ؛ ومنه قول سليمان بن صُرَد: بلغني عن أَمير المؤمنين ذَرْءٌ من خَبَرٍ تَشَزَّرَ لي فيه بِشَتْمٍ وإِبْعَاد فَسِرْتُ إِليه جَوَاداً، ويروى تَشَذَّر، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ما زَالَ في الحُِوَلاءِ شَزْراً رائِغاً، عِنْدَ الصَّرِيمِ، كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ فسره فقال: شَزْراً آخذاً في غير الطريق. يقول: لم يزل في رحم أُمه رَجُلَ سَوْءٍ كأَنه يقول لم يزل في أُمه على الحالة التي هو عليها في الكبر.
والصريم هنا: الأَمر المصروم.
وشَيْزَرٌ: بلد، وفي المحكم: أَرض؛ قال امرؤ القيس: تَقَطَّعَ أَسْبَابُ اللُّبَانَةِ والهَوَى، عَشِيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرَا

خمل (لسان العرب) [2]


الخامِل: الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له. يقال: هو خامل الذِّكْرِ والصوتِ، خَمَل يَخْمُل خُمولاً وأَخْمَله الله، وحكى يعقوب: إِنَّه لَخامِل الذِّكر وخامِنُ الذِّكْرِ، على البدل بمعنى واحد، لا يُعْرَف ولا يُذْكَر؛ وقول المتنخل الهذلي: هل تَعْرِف المنزل بالأَهْيَل، كالوَشْم في المِعْصَم لم يَخْمُل؟ أَراد لم يَدْرُس فيخفى، ويروى يجمل.
والقول الخامل: الخَفِيض.
وفي الحديث: اذكروا الله ذكراً خاملاً أَي خَفِّضوا الصوت بذكره توقيراً لجلاله وهيبة لعظمته.
ويقال: خَمَل صوتَه إِذا وضعه وأَخفاه ولم يرفعه.
والخَمِيلة: المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل، وقيل: الخَمِيلة مَفْرَج بين هَبْطة وصلابة وهي مَكْرَمة للنبات، وقيل: الخَمِيلة رمل ينبت الشجر، وقيل: هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حيث يذهب مُعْظَمها . . . أكمل المادة ويبقى شيء من لَيِّنها.
والخَمِيلة: الشجر الكثير المجتمع الملتفُّ الذي لا يرى فيه الشيء إِذا وقع في وَسَطه، وقيل: الخَمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر حيثما كان؛ قال زهير يصف بقرة: وتَنْفُض عنها غَيْبَ كل خَمِيلة، وتَخْشَى رُماةَ الغوث من كل مَرْصَد والخَمِيلة: الأَرض السَّهْلة التي تُنْبِت، شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة.
ويقال: الخَمِيلة مَنْقَعة ماء ومَنْبِت شجر، ولا تكون الخَمِيلة إِلا في وَطِيءٍ من الأَرض.
والخَمْل والخَمَالة والخَمِيلة: ريش النَّعام، والجمع الخَمِيل.
والخَمْلة والخِمْلة والخَمِيلة: القَطِيفة؛ وقول أَبي خراش: وظَلَّت تُرَاعِي الشمسَ حتى كأَنها، فُوَيْقَ البَضِيع في الشُّعاع، خَمِيل ويقال لريش النَّعام خَمْل.
وقال السكري: الخَمِيل القَطِيفة ذات الخَمْل، شبه الأَتان في شعاع الشمس بها، ويروى جَمِيل، شَبَّه الشمس بالإِهَالةِ في بياضها.
والخَمْل، مجزوم: هُدْب القطيفة ونحوها مما ينسج وتَفْضُل له فضول كخَمْل الطِّنْفِسة، وقد أَخمله.
والخَمْلة: ثوب مُخْمَل من صوف كالكساء ونحوه له خَمْل.
والخَمْل: الطِّنْفِسة؛ ومنه قول عمرو ابن شاس: ومن ظُعُن كالدَّوْم أَشرف فوقها ظِباءُ السُّلَيِّ، واكناتٍ على الخَمْل أَي جالسات على الطنافس.
والخَمْلة: العَباءُ القَطَوانيَّة وهي البِيض القصيرةُ الخَمْل.
والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة؛ وأَنشد: وإِنَّ لنا دُرْنَى، فكُلَّ عَشيَّة، يُحَطُّ إِلينا خَمْرُها وخَمِيلُها خَمِيلها: ثيابُها.
والخَمْلة: شبه الشَّمْلة.
وفي الحديث: أَنه جَهَّز فاطمة، رضي الله عنها، في خَمِيل وقِرْبة ووِسادة أَدَم؛ الخَمِيل والخَمِيلة: القَطِيفة وهي كل ثوب له خَمْل من أَيّ شيء كان، وقيل: الخمِيل الأَسود من الثياب، ومنه حديث أُم سلمة: أَدخلني معه في الخَمِيلة.
وفي حديث فَضالة: أَنه مَرَّ ومعه جارية على خَمْلة بين أَشجار فأَصاب منها؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالخَمْلة الثوب الذي له خَمْل، قال: وقيل الصحيح على خَمِيل وهي الأَرض السهلة اللينة.
وخِمْلةُ الرجل: بِطانتُه؛ يقال: هو خَبِيث الخِمْلة أَي خبيث البطانة والسريرة، ولم يُسمع حَسَن الخِمْلة.
واسأَلْ عن خِمْلاته أَي أَسراره ومَخازيه. قال الفراء: الخِمْلة باطن أَمر الرجل، يقال: فلان كريم الخِمْلة ولئيم الخِمْلة.
والخَمَلة: السَّفِلة من الناس، واحدهم خامل.
وخَمَلَ البُسْرَ: وضعه في الجِرَار ونحوها ليَلِين.
والخَمِيل، بغير هاء: ما لان من الطعام، يعني الثريد.
والخُمَال: داء يأْخذ في مفاصل الإِنسان وقوائم الخيل والشاء والإِبل تَظْلَع منه، ويُداوَى بقطع العِرْق ولا يَبْرَح حتى يُقْطع منه عِرْق أَو يَهْلِك؛ قال الأَعشى: لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ، ولم يَقْـ ـطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقها من خُمَال أَي لم يكن لها لبن فَتُعَطَّفَ على حُوارٍ لتُرْضِعه.
وعُبَيْدٌ: بَيْطار.
وقد خُمِل، على صيغة ما لم يسم فاعله، وقيل هو العَرَج؛ قال الكميت:إِذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها والخُمَال: داء يأْخذ في قائمة الشاة ثم يتحول في قوائمها يدور بينهن. يقال: خُمِلت الشَّاةُ، فهي مخمولة.
والخَمْل: ضَرْب من السمك مثل اللُّخْم؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الخَمْل بالخاء في باب السمك وأَعرف الجَمَل، فإِن صح لِثقة، وإِلا فلا يُعْبَأ به.

حجم (لسان العرب) [1]


الإِحْجامُ: ضدُّ الإِقْدام. أَحْجَمَ عن الأَمر: كَفَّ أَو نكص هَيْبةً. الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَخذَ سَيْفاً يوم أُحُدٍ فقال: من يأْخذ هذا السيف بحَقِّه؟ فأَحْجَم القوم أَي نكصوا وتأَخروا وتَهَيَّبوا أَخْذه.
ورجل مِحْجام: كثير النُّكوص.
والحِجامُ: شيء يجعل في فم البعير أَو خَطْمِه لئلا يَعَضَّ (* قوله «لئلا يعض» في المحكم بعده: وقال أبو حنيفة الدينوري هي مخلاة تجعل على خطمه لئلا يعض)، وهو بعير مَحْجُوم، وقد حَجَمه يَحْجُمه حَجْماً إذا جعل على فمه حجاماً وذلك إِذا هاجَ.
وفي الحديث عن ابن عمر: وذكر أَباه فقال: كان يَصيحُ الصَّيْحةَ يكاد مَنْ سمعها يَصْعَقُ كالبعير المَحْجُوم وأَما . . . أكمل المادة قوله في حديث حمزة: إِنه خرج يومَ أُحُدٍ كأَنه بعير مَحْجُوم، وفي رواية: رجل مَحْجوم؛ قال ابن الأَثير: أَي جسيم، من الحَجْمِ وهو النُّتُوُّ؛ قال ابن سيده: وربما قيل في الشعر فلان يَحْجُم فلاناً عن الأَمر أَي يكفه، والحَجْمُ: كَفُّكَ إِنساناً عن أَمر يريده. يقال: أَحْجَمَ الرجلُ عن قِرْنِه، وأَحْجَمَ إِذا جَبُنَ وكَفَّ؛ قاله الأَصمعي وغيره، وقال مبتكر الأَعرابي: حَجَمْتُه عن حاجته منعته عنها، وقال غيره: حَجَوْتُه عن حاجته مثله، وحَجَمْتُه عن الشيء أَحْجُمُه أَي كفَفْته عنه. يقال: حَجَمْتُه عن الشيء فأَحْجَمَ أَي كففته فكَفَّ، وهو من النوادر مثل كبَبْتُه فأَكبَّ. قال ابن بري: يقال حَجَمْته عن الشيء فأَحْجَم أَي كففته عنه وأَحْجَمَ هو وكَبَبْتُه وأَكَبَّ هو، وشَنَقْتُ البعيرَ وأَشنَقَ هو إِذا رفع رأْسه، ونَسَلْتُ ريشَ الطائر وأَنْسَلَ هو، وقَشَعَتِ الريحُ الغيمَ وأَقْشَعَ هو، ونَزَفْتُ البئرَ وأَنْزََفَتْ هي، ومَرَيْتُ الناقةَ وأَمْرَتْ هي إِذا دَرَّ لبنُها.
وإِحْجام المرأَةِ المولودَ: أَوَّلُ إِرْضاعةٍ تُرْضِعُه، وقد أَحْجَمَتْ له.
وحَجَمَ العظمَ يَحْجُمه حَجْماً: عَرَقَهُ.
وحَجَمَ ثَدْيُ المرأَة يَحْجُم حُجُوماً: بدا نُهُوده؛ قال الأَعشى: قد حَجَمَ الثَّدْيُ على نَحْرِها في مُشْرِقٍ ذي بَهْجةٍ ناضِرِ (* قوله «ذي بهجة إلخ» كذا في المحكم، وفي التكملة: ذي صبح نائر).
وهذه اللفظة في التهذيب بالأَلف في النثر والنظم: قد أَحْجَمَ الثديُ على نحر الجارية. قال: وحَجَّمَ وبَجَّم إِذا نظر نظراً شديداً، قال الأَزهري: وحَمَّجَ مثله.
ويقال للجارية إِذا غَطَّى اللحمُ رؤوس عظامها فسمنت: ما يبدو لعِظامها حَجْمٌ؛ الجوهري: حَجْمُ الشيء حَيْدهُ. يقال: ليس لِمِرْفَقِهِ حَجْمٌ أَي نُتُوٌّ.
وحَجْم كلِّ شيء: مَلْمَسُه الناتئ تحت يدك، والجمع حُجُوم.
وقال اللحياني: حَجْمُ العظام أَن يوجد مَسُّ العِظام من وراء الجلد، فَعَبَّرَ عنه تَعْبيرَه عن المصادر؛ قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو عنده مصدر أَم اسم. قال الليث: الحَجْمُ وِجْدانُك مسَّ شيء تحت ثوب، تقول: مَسِسَتْ بطنَ الحُبْلى فوجدت حَجْمَ الصبيِّ في بطنها.
وفي الحديث: لا يَصِف حَجْمَ عظامها؛ قال ابن الأَثير: أَراد لا يلتصق الثوب ببدنها فَيَحْكي الناتئَ والناشزَ من عظامها ولحمها، وجعله واصفاً على التشبيه لأَنه إِذا أَظهره وبيَّنه كان بمنزلة الواصف لها بلسانه.
والحَجْمُ: المَصّ. يقال: حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه.
وما حَجَمَ الصبيُّ ثدي أُمه أَي ما مَصَّه.
وثَدْيٌ مَحْجوم أَي ممصوص.
والحَجَّامُ: المَصَّاص. قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة، وقد حَجَمَ يَحْجِمُ ويَحْجُم حَجْماً وحاجِمٌ حَجُومٌ ومِحْجَمٌ رَفيقٌ.
والمِحْجَمُ والمِحْجَمَةُ: ما يُحْجَم به. قال الأَزهري: المحْجَمَةُ قارُورَتُهُ، وتطرح الهاء فيقال مِحْجَم، وجمعه مَحاجِم؛ قال زهير: ولم يُهَريقُوا بينهم مِلْءَ مِحْجمِ وفي الحديث: أَعْلَقَ فيه مِحْجَماً؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَمُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَمٍ، وحِرفَتُه وفعلُه الحِجامةُ.
والحَجْمُ: فعل الحاجم وهو الحَجّامُ.
واحْتَجَمَ: طلب الحِجامة، وهو مَحْجومٌ، وقد احْتَجَمْتُ من الدم.
وفي حديث الصوم: أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجومُ؛ ابن الأَثير: معناه: أَنهما تَعَرَّضا للإفْطار، أَما المَحْجومُ فللضعف الذي يلحقه من خروج دمه فربما أَعجزه عن الصوم، وأَما الحاجمُ فلا يأْمَنُ أَن يصل إلى حلقه شيء من الدم فيبلعَهُ أَو من طَعْمِه، قال: وقيل هذا على سبيل الدعاء عليهما أَي بطل أَجْرُهما فكأَنهما صارا مفطرين، كقَوله: من صام الدَّهْرَ فلا صام ولا أَفطر.
والمَحْجمة من العنق: موضع المِحْجمةِ.
وأَصل الحَجْمِ المصّ، وقولهم: أَفْرَغُ من حَجَّام ساباطٍ، لأَنه كان تَمُرُّ به الجيوش فيَحْجُمهم نَسيئةً من الكساد حتى يرجعوا فضربوا به المَثَلَ؛ قال ابن دريد: الحِجامةُ من الحَجْمِ الذي هو البَداءُ لأَن اللحم يَنْتَبِرُ أَي يرتفع.والحَوْجَمةُ: الوَرْدُ الأَحمر، والجمع حَوْجَمٌ.

حنن (لسان العرب) [2]


الحَنّانُ: من أَسماء الله عز وجل. قال ابن الأَعرابي: الحَنّانُ، بتشديد النون، بمعنى الرحيم، قال ابن الأَثير: الحَنَّانُ الرحيم بعبادِه، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة؛ الأَزهري: هو بتشديد النون صحيح، قال: وكان بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين، فاسْتَوحش أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى، وإنما معنى الحَنّان الرحيم من الحَنان، وهو الرحمة؛ومنه قوله تعالى: وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا؛ أَي رَحْمة منْ لَدُنّا؛ قال أَبو إسحق: الحَنَّانُ في صفة الله، هو بالتشديد، ذو الرَّحمة والتعطُّفِ.
وفي حديث بلال: أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو يُعَذَّب فقال: والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً؛ الحَنانُ: الرحمةُ والعطفُ، والحَنَانُ: . . . أكمل المادة الرِّزْقُ والبركةُ، أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به متبرّكاً، كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من الأُمَمِ الماضية، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس، وكان ورقةُ على دين عيسى، عليه السلام، وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً؛ قال ابن الأَثير.
وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ.
وفي الحديث: أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ، فقال: اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه، وفي رواية: أَنه من أَسماء الفَراعِنة، فكَرِه أَن يُسَمَّى به.
والحَنانُ، بالتخفيف: الرحمة. تقول: حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً؛ قال أَبو إسحق في قوله تعالى: وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا؛ أَي وآتَيْناه حَناناً؛ قال: الحَنانُ العَطْفُ والرحمة؛ وأَنشد سيبويه: فقالت: حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا؟ أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ؟ أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة، والذي يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه.
وقال الفَراء في قوله سبحانه: وحَناناً مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ؛ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً لأَبَوَيْك.
وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه قال: ما أَدْري ما الحَنانُ.
والحَنينُ: الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ، وقيل: هو صوتُ الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ.
والحَنِينُ: الشَّوْقُ وتَوَقانُ النَّفس، والمَعْنَيان متقاربان، حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو حانٌّ.
والاسْتِحْنانُ: الاسْتِطْرابُ.
واسْتَحَنَّ: اسْتَطْرَبَ: وحَنَّت الإِبلُ: نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها، والناقةُ تَحِنُّ في إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت، وقيل: حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ.
وتَحَنَّنَت النَّاقةُ على ولدِها: تَعَطَّفَت، وكذلك الشاة؛ عن اللحياني. الأَزهري عن الليث: حنينُ الناقة على معنيين: حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها، وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت؛ قال رؤبة: حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ، حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي. يقال: حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت، وحَنَّت النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ، وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها؛ قال الشاعر: يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها، قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ، تَرْجِيعُ زامِرِ.
ويقال: حَنَّ عليه أَي عَطَف.
وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في مسجده، ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى، فحنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت.
وفي حديث آخر: أَنه كان يصلِّي إلى جذْعٍ في مسجده، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَنَّ الجِذْعُ إليه أَي نَزَع واشتاق، قال: وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ ولدها.
وتحانَّت: كحنَّتْ؛ قال ابن سيده: حكاه يعقوبُ في بعض شروحه، وكذلك الحَمامَةُ والرجلُ؛ وسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، بِلالاً يُنشِد: أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟ فقال له: حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء.
والحَنَّانُ: الذي يَحِنُّ إلى الشيء.
والحِنَّةُ، بالكسر: رقَّةُ القلبِ؛ عن كراع.
وفي حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيل: حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة، وهو من المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، وقالوا: حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن، فمعنى حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ؛ قال ابن سيده: يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ، ولْيَكُنْ موصولاً بآخرَ من رحمتِك، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب؛ قال طرفة: أَبا مُنْذِرٍ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا، حَنانَيْكَ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ. قال سيبويه: ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة.
وحكى الأَزهري عن الليث: حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا، يذكِّرُه الرَّحمةَ والبِرَّ، وأَنشد بيت طرفة؛ قال ابن سيده: وقد قالوا حَناناً فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد، وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل، والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه، كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك، والعرب تقول: حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك، وقالوا: سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه، كما قالوا: سبحانَ الله ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه؛ وقول امرئ القيس: ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ، حَنانَك ذا الحَنانِ. فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم، ورواه الأَصمعي: ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها، وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك، فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ، وكذلك تفسيره، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم، وكذلك تفسيره، والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه، وهو التحنُّنُ.
وتَحَنَّنْ عليه: ترحَّمْ؛ وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة: تَحَنَّنْ عليَّ، هَداك المَلِيك، فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا.
والحَنانُ: الرحمةُ، والحَنانُ: الرِّزق.
والحَنانُ: البركة.
والحَنانُ: الهَيْبَةُ. الوَقار. الأُمَوِيُّ: ما نرى له حَناناً أَي هيبةً. كالحَنانِ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما قال الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ: أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش، فقال عمر: حَنَّ قِدْحٌ ليس منها؛ هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء، والقِدْحُ، بالكسر: أَحدُ سِهام المَيْسِر، فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به؛ ومنه كتاب عليٍّ، رضوان الله عليه، إلى معاوية: وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها.
والحَنُونُ من الرياح: التي لها حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عند الحَنِين؛ قال النابغة: غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ، تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ؛ أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد: مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ، فمَا يَجْــ ـتابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ.
وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك؛ وقوله: فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ. جعل الحَنَّان للخِمْس، وإنما هو في الحقيقة للناقة، لكن لما بَعُد عليه أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه.
وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ؛ الأَصمعي: أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه.
وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ: تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه، وقيل: هي التي تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها.
والحَنونُ من النساء: التي تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم، وفي بعض الأَخْبار: أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال: لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانة.
وقال رجل لابنه: يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ؛ الحَنَّانةُ التي كان لها زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه. الحرَّاني عن ابن السكيت قال: الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم.
وحَنَّةُ الرَّجل: امرأَتُه؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ: ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ، ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ، ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ.
وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه.
وما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ؛ والحَانَّةُ: الناقةُ، والآنَّةُ: الشاةُ، وقيل: هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب. الأَزهري: الحَنِينُ للناقة والأَنينُ للشاةِ. يقال: ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ. أَبو زيد: يقال ما له حانَّة ولا جارَّة، فالحانَّةُ: الإِبلُ التي تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطعامَ.
وحَنَّةُ البعيرِ: رُغاؤُه. قال الجوهري: وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ، قال: والمُسْتَحِنُّ مِثْله؛ قال الأَعشى: تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا بَ، يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ. قال ابن بري: الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم؛ وهو: وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ. قال: والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه؛ قال: ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري: لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك، مُسْتَحِناً، مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى.
وقالوا: لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الإِبلِ الصَّادرة، وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ، وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ أَبداً.
والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت، على التشبيه.
وحَنَّت القوسُ حَنيناً: صَوَّتَت، وأَحَنَّها صاحِبُها.
وقوسٌ حَنَّانة: تَحِنُّ عند الإِنْباضِ؛ وقال: وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ، تَخَيَّرَها لِي، سُوقَ مَكَّةَ، بائعُ. أَي في سوق مكة؛ وأَنشد أَبو حنيفة: حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ. قال أَبو حنيفة: ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم؛ قال: هذا قول أَبي حنيفة وَحْدَه، ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً، إنما هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم، فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا، وإلاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ.
وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب.
والحَنَّانُ من السهام: الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه والْتئامِهِ. قال أَبو الهيثم: يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين إصْبعيك حَنَّان؛ وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم: فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله، عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ. إدامتُه: تَْنفِيزُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه.
وطريقٌ حَنَّانٌ: بَيِّنٌ واضح مُنْبَسِط.
وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ: يَنْبَسِط. الأَزهري: الليث الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها؛ قال الأَزهري: هذا حاقُّ التصحيف، والذي أَراد الخْبَّة، بالخاء والباء، وقد ذكرناه في موضعه، وأَما الحَنَّةُ، بالحاء والنون، فلا أَصل له في باب الثِّياب.
والحَنِينُ والحَنَّةُ: الشَّبَهُ.
وفي المثل: لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً.
وفي التهذيب: لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من أُمِّها حنَّةً؛ يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل، ويقال ذلك لكل مَنْ أَشْبَه أَباه وأُمَّه؛ قال الأَزهري: والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ.
وحَنَّ عليه يَحُنُّ، بالضم، أَي صَدَّ.
وما تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني.
وما حَنَّنَ عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال شمر: ولم أَسمع تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي.
ويقال: حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي اصْرِفْه.
ويقال: حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ.
وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول؛ وأَنشد: وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ، وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ وقال ثعلب: إنما هو يَحِنُّ، وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره.
والمَحْنُون من الحقِّ: المنقوصُ. يقال: ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما نَقَصْتُكَ.
والحَنُّونُ: نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ، واحدتُه حَنُّونةٌ.
وحَنَّنَ الشجرُ والعُشْبُ: أَخرج ذلك.
والحِنَّانُ: لغة في الحِنَّآء؛ عن ثعلب.
وزيت حَنِينٌ: متغير الريح، وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك؛ قال عَبِيدُ بن الأَبرَصِ: كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ، تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ.
وبنو حُنٍّ: حيٌّ؛ قال ابن دُرَيْد: هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ؛ وقال النابغة: تَجَنَّبْ بني حُنٍّ، فإِن لقاءَهُمْ كَرِيهٌ، وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ.
والحِنُّ، بالكسر: حيٌّ من الجن، يقال: منهم الكلابُ السود البُهْمُ، يقال: كلب حِنِّيٌّ، وقيل: الحِنُّ ضرب من الجن؛ وأَنشد: يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ.
والحِنُّ: سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ: أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ، مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ. قال ابن سيده: وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ، ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن، إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير الجنّ.
ويقال: الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس. الفراء: الحِنُّ كِلابُ الجِنِّ.
وفي حديث عليّ: إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من الحِنِّ؛ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ.
ويقال: مَجْنونٌ مَحْنونٌ، ورجلٌ مَحْنونٌ أَي مجنون، وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ. أَبو عمرو: المَحْنون الذي يُصْرعُ ثم يُفيق زماناً.
وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة.
وفي حديث ابن عباس: الكِلابُ من الحِنِّ، وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فإذا غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛ جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها.
وحَنَّةُ وحَنُّونةُ: اسمُ امرأَة، قال الليث: بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ.
وحُنَيْنٌ: اسمُ وادٍ بين مكة والطائف. قال الأَزهري: حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت وَقْعَةُ أَوْطاسٍ، ذكره الله تعالى في كتابه فقال: ويومَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم؛ قال الجوهري: حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث، فإذا قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى: ويومَ حُنَيْنٍ، وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما قال حَسَّان بن ثابت: نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه بِحُنَيْنَ، يومَ تَواكُلِ الأَبْطال.
وحُنَيْنٌ: اسمُ رجل.
وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ بالخَيْبةِ: رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ، فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال: يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ، فقال له عبدُ المطلب: لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ راشداً، فانْصَرَف خائباً فقالوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية، فصار مثلاً؛ وقال الجوهري: هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن فلم يَشتَرِهما، فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه، وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن فقال: ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه ورجع إلى الأوّل، فذهب الإسكافُ براحِلتِه، وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ.
والحَنَّانُ: موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ. الجوهري: وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ. قال ابن الأَثير: الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى بَدْرٍ؛ وحَنَانةُ: اسمُ راعٍ في قول طرفة: نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً، تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ. قال ابن بري: رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ، بالباء والغين المعجمة، والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول، بدليل قوله بعد هذا البيت: فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني، وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ.
والحَنَّانُ: اسمُ فحْلٍ من خُيولِ العرب معروف.
وحُنٌّ، بالضم: اسم رجل.
وحَنِينٌ والحَنِينُ (* قوله «وحنين والحنين إلخ» بوزن أمير وسكيت فيهما كما في القاموس). جميعاً: جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم؛ وقال: وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه، لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ.
وفي التهذيب عن الفراء والمفضل أَنهما قالا: كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنه عُني به الشهر.

روع (لسان العرب) [1]


الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً؛ عن ابن الأَعرابي، كذلك حكاه بغير همز، وإِن شئت همزت، وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: إِذا شَمِطَ الإِنسانُ في عارِضَيْه فذلك الرَّوْعُ، كأَنه أَراد الإِنذار بالموت. قال الليث: كل شيء يَروعُك منه جمال وكَثرة تقول راعني فهو رائع.
والرَّوْعةُ: الفَزْعة.
وفي حديث الدعاء: اللهم آمِنْ رَوعاتي؛ هي جمع رَوْعة وهي المرّة الواحدة من الرَّوْع الفَزَعِ.
ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعثه ليَدِيَ قوماً قتَلَهم خالدُ بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغةَ الكلب ثم أَعطاهم بِرَوْعةِ الخيل؛ يريد أَن الخيل راعت نِساءهم وصبْيانهم فأَعطاهم شيئاً . . . أكمل المادة لِما أَصابهم من هذه الرَّوْعة.
وقولهم في المثل: أَفْرَخَ رَوْعُه أَي ذَهب فَزَعُه وانكشف وسكَن. قال أَبو عبيد: أَفْرِخ رَوعك، تفسيره لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفزَعُك فإِن الأَمر ليس على ما تُحاذِر؛ وهذا المثل لمعاوية كتب به إِلى زياد، وذلك أَنه كان على البصرة وكان المُغيرةُ بن شعبة على الكوفة، فتُوُفِّيَ بها فخاف زياد أَن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عبدالله بن عامر مكانه، فكتب إِلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويُشير عليه بتولية الضَّحَّاك بن قيس مكانه، فقَطِن له معاوية وكتب إِليه: قد فَهِمْت كتتابك فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا المغيرة وقد ضممنا إِليك الكوفة مع البصرة؛ قال الأَزهري: كل من لقيته من اللغويين يقول أَفْرَخَ رَوْعه، بفتح الراء من روعه، إَلا ما أَخبرني به المنذري عن أَبي الهيثم اَنه كان يقول: إِنما هو أَفْرَخَ رُوعهُ، بضم الراء، قال: ومعناه خرج الرَّوْعُ من قلبه. قال: وأَفْرِخْ رُوعَك أَي اسْكُن وأْمَنْ.
والرُّوع: موضع الرَّوْع وهو القلب؛ وأَنشد قول ذي الرمة: جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال: ويقال أَفرخت البيضة إِذا خرج الولد منها. قال: والرَّوْع الفزَعُ، والفزَعُ لا يخرج من الفزع، إِنما يخرج من الموضع الذي يكون فيه، وهو الرُّوع. قال: فخرج والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البيضة. يقال: أَفرخت البيضة إِذا انفلقت عن الفرْخ منها، قال: وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إِذا خرج رَوْعه منه؛ قال: وقلَبَه ذو الرمة على المعرفة بالمعنى فقال: جذلانَ قد أَفرخت عن رُوعه الكرب قال الأَزهري: والذي قاله أَبو الهيثم بيّن غير أَني أَستوحش منه لانفراده بقوله، وقد استدرَكَ الخلف عن السلف أَشياء ربما زَلُّوا فيها فلا ننكر إِصابة أَبي الهيثم فيما ذهب إِليه، وقد كان له حَظّ من العلم مُوَفَّر، رحمه الله.
وارْتاعَ منه وله ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ.
ورُعْت فلاناً ورَوَّعْتُه فارْتاعَ أَي أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ.
ورجل رَوِعٌ ورائعٌ: متروِّع، كلاهما على النسب، صحّت الواو في رَوِع لأَنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللِّين التابِع لها، فكأَنَّ فَعِلاً فَعِيل، كما يصح حَويل وطَويل فعَلى نحْوٍ من ذلك صحّ رَوِعٌ؛ وقد يكون رائع فاعلاً في معنى مفعول كقوله: ذَكَرْت حَبِيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقال: شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه أَي مُرْتاعة.
ورِيعَ فلان يُراع إِذا فَزِع.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ركب فرساً لأَبي طلحة ليلاً لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ المدينة فلما رجَع قال: لن تُراعُوا لن تراعوا إِنّي وجدْته بَحْراً؛ معناه لا فزَع ولا رَوْعَ فاسْكنوا واهْدَؤوا؛ ومنه حديث ابن عمر: فقال له المَلك لم تُرَعْ أَي لا فزَعَ ولا خَوْف.
وراعَه الشيءُ رُؤوعاً ورُوُوعاً، بغير همز؛ عن ابن الأَعرابي، ورَوْعةً: أَفْزَعَه بكثرته أَو جماله.
وقولهم لا تُرَعْ أَي لا تَخَف ولا يَلْحَقْك خوف؛ قال أَبو خِراش: رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِد لا تُرَعْ فقلتُ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ وللأُنثى: لا تُراعِي؛ وقال مجنون قيس بن مُعاذ العامري، وكان وقع في شرَكه ظبية فأَطْلَقها وقال: أَيا شِبْهَ لَيْلى، لا تُراعِي فَإِنَّني لَكِ اليومَ مِن وَحْشيّةٍ لَصَدِيقُ ويا شِبْهَ ليلى لا تَزالي بِرَوضَةٍ، عَلَيْكِ سَحابٌ دائمٌ وبُرُوقُ أَقُولُ، وقد أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها: لأَنْتِ لِلَيْلى، ما حَيِيتُ، طَلِيقُ فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُكِ جِيدُها، سِوى أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِيقُ قال الأَزهري: وقالوا راعَه أَمْرُ كذا أَي بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه.
وقال غيره: راعني الشيءُ أَعجبني.
والأَرْوَعُ من الرجال: الذي يُعْجِبُك حُسْنه.
والرائعُ من الجَمال: الذي يُعْجِب رُوع مَن رآه فيَسُرُّه.
والرّوْعةُ: المَسْحةُ من الجمال، والرَّوْقةُ: الجَمال الرائق.
وفي حديث وائل بن حجر: إِلى الأَقْيال العَباهِلة الأَرْواعِ؛ الأَرواعُ: جمع رائع، وهم الحِسانُ الوُجوهِ، وقيل: هم الذين يَرُوعُون الناس أَي يُفْزِعُونهم بمنْظَرِهم هَيْبةً لهم، والأَوّل أَوجَه.
وفي حديث صفة أَهل الجنة: فيَرُوعُه ما عليه من اللِّباس أَي يُعْجبه حُسنه؛ ومنه حديث عطاء: يُكره للمُحرِم كلُّ زِينةٍ رائعةٍ أَي حَسَنة، وقيل: كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ.
وفرس روْعاء ورائعةٌ: تَرُوعك بعِتْقِها وصفتها؛ قال: رائعة تَحْمِلُ شَيْخاً رائعا مُجَرَّباً، قد شَهِدَ الوَقائعا وفرس رائعٌ وامرأَة رائعة كذلك، ورَوْعاء بَيِّنة الرَّوَعِ من نسوة رَوائعَ ورُوعٍ.
والأَرْوَعُ: الرجل الكريم ذو الجِسْم والجَهارة والفضل والسُّودَد، وقيل: هو الجميل الذي يَرُوعُك حُسنه ويُعجبك إِذا رأَيته، وقيل: هو الحديد، والاسم الرَّوَعُ، وهو بَيِّنُ الرَّوَعِ، والفعل من كل ذلك واحد، فالمتعدِّي كالمتعدّي، وغير المتعدي كغير المتعدي؛ قال الأَزهري: والقياس في اشتقاق الفعل منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً.
وقلب أَرْوَعُ ورُواعٌ: يَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَى.
ورجل أَرْوعُ ورُواعٌ: حَيُّ النفس ذَكيٌّ.
وناقة رُواعٌ ورَوْعاء: حديدةُ الفؤادِ. قال الأَزهري: ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِيّة؛ قال ذو الرمة: رَفَعْتُ لها رَحْلي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ، رُواعِ الفُؤادِ، حُرّةِ الوَجْهِ عَيْطَلِ وقال امرؤ القيس: رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دامي وكذلك الفرس، ولا يوصف به الذكر.
وفي التهذيب: فرس رُواعٌ، بغير هاء، وقال ابن الأَعرابي: فرس رَوْعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأَنّ بها فزَعاً من ذَكائها وخِفّةِ روحِها.
وقال: فرس أَروع كرجل أَروع.
ويقال: ما راعَني إِلا مَجِيئك، معناه ما شَعَرْت إِلا بمحبتك كأَنه قال: ما أَصاب رُوعي إِلا ذلك.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: فلم يَرُعْني إِلا رجل أَخذَ بمَنْكِبي أَي لم أَشعُر، كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غير مَوْعِد ولا مَعْرِفة فراعه ذلك وأَفزعه. قال الأَزهري: ويقال سقاني فلان شَرْبةً راعَ بها فُؤادِي أَي بَرَدَ بها غُلّةُ رُوعي؛ ومنه قول الشاعر: سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي، سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُولِ قال أَبو زيد: ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ له بمعنى واحد.
ورُواعُ القَلْبِ ورُوعُه: ذِهْنُه وخَلَدُه.
والرُّوعُ، بالضم: القَلبُ والعَقْل، ووقع ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي، وفي حديثٍ: نَفْسِي.
وفي الحديث: إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي، وقال: إِنَّ نَفْساً لن تموت حتى تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطلَب؛ قال أَبو عبيدة: معناه في نفْسي وخَلَدي ونحو ذلك، ورُوحُ القُدُس: جبريل، عليه السلام.
وفي بعض الطُّرق: إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ في رُوعي.
والمُرَوَّعُ: المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى في رُوعه.
وفي الحديث المرفوع: إِنّ في كل أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين، فإِن يكن في هذه الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر؛ المُرَوَّعُ: الذي أُلقي في رُوعه الصواب والصِّدْق، وكذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به.
وراعَ الشيءُ يَروعُ رُواعاً: رجَع إِلى موضعه.
وارْتاع كارْتاح.
والرُّواع: اسم امرأَة؛ قال بشير بن أَبي خازم: تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا، فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ وقال رَبِيعة بن مَقْرُوم: أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ، وجَدَّ البَيْنُ منها والوَداعُ وأَبو الرُّواعِ: من كُناهم. شمر: رَوَّع فلان خُبْزه ورَوَّغَه إِذا رَوَّاه (* قوله «إذا رواه» اي بالدسم.).
وقال ابن بري في ترجمة عجس في شرح بيت الرَّاعي يصف إِبلاً: غَيْر أَروعا، قال: الأَرْوَعُ الذي يَرُوعك جَماله؛ قال: وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ.

طير (لسان العرب) [1]


الطَّيَرانُ: حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ، طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة؛ عن اللحياني وكراع وابن قتيبة، وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه، يُعَدى بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر. الصحاح: وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى.
والطَّيرُ: معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ، مؤنث، والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ، وهي قليلة؛ التهذيب: وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى؛ فاَّما قوله أَنشده الفارسي: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ، وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ؛ قال: ونحنُ كَشَفْنا، عن مُعاوِيةَ، التي هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ كما قلنا.
وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول: ومثله . . . أكمل المادة قولُ ابن مقبل: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ، بَيْنهُمُ، نَزْوُ القُلاتِ، زَهاها قالُ قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ: كَثيرةُ الطَّيْرِ. فأَما قوله تعالى: إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله؛ فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً؛ وقوله: فأَنفخ فيه، الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ، ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة لوجهين: أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر، والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ، والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه، وإِنما يقع النَّفْخُ في الجَوْهَر؛ قال: وجميع هذا قول الفارسي، قال: وقد يجوز أَن يكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل والباقر، وجمعُ الطائر أَطْيارٌ، وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه؛ فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ، وقد تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع، وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ، وقرئ: فيكون طَيْراً بإِذْنِ الله، وقال ثعلب: الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم، ثم انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور، قال الأَزهري: وهو ثِقَةٌ. الجوهري: الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مثل فَرْخ وأَفْراخ.
وفي الحديث: الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ؛ قال: كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي، فهو طائرٌ مَجازاً، أَرادَ: على رِجْل قَدَرٍ جار، وقضاءٍ ماضٍ، من خيرٍ أَو شرٍّ، وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها، أَي أَنها إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها، وقَعَتْ على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل؛ وفي رواية أُخرى: الرُّؤْيا على رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر؛ يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر أَحوالِه، فكيف ما يكون على رِجْلِه؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة: فمنكم شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي سيِّدِنا رسول الله، «صلى الله عليه وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ.
وفي حديث أَبي ذَرٍّ: تَرَكَنَا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ، يعني أَنه استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ، فضَرَبَ ذلك مَثَلاً، وقيل: أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ، وما الذي يفْدِي منه المُحْرِمُ إِذا أَصابه، وأَشْباه ذلك، ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ الجاهلية.
وقوله عز وجل: ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه؛ قال ابن جني: هو من التطوع المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ، وقد يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً، وذلك أَنه قد قالوا: طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها وقال العنبري: طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا ومن أَبيات الكتاب: وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح. فقوله تعالى: ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه؛ على هذا مُفِيدٌ، أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ.
والتَّطايُرُ: التَّفَرُّقُ والذهابُ، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ.
وفي حديث عُرْوة: حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً.
وفي حديث ابن مسعود: فَقَدْنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ.
والاسْتِطارَةُ والتَّطايُرُ: التفرُّقُ والذهابُ.
وفي حديث علي، كرّم الله تعالى وجهه: فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن. قال ابن الأَثير: وقيل الهمزة أَصلية، وقد تقدم.
وتطايَرَ الشيءُ: طارَ وتفرَّقَ.
ويقال للقوم إِذا كانوا هادئينَ ساكِنينَ: كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ؛ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه.
وقال الجوهري: كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ، إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ، وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة، فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ.
ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير قولهم: هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه.
ويقال: أُطِيرَ الغُرابُ، فهو مُطارٌ؛ قال النابغة: ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ في المَجْدِ، ليس غرابُها بمُطارِ وفلان ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه، حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ، وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن؛ ومنه قول بعض أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنّا كنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيْرِ.
والطَّيْرُ: الاسمُ من التَّطَيّر، ومنه قولهم: لا طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُ اللهِ، كما يقال: لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله؛ وأَنشد الأَصمعي، قال: أَنشدناه الأَحْمر: تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ على مُتَطيِّرٍ، وهو الثُّبورُ بلى شَيءٌ يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ، أَحايِيناً، وباطلُه كَثِيرُ وفي صفة الصحابة، رضوان الله عليهم: كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ؛ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ.
وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ؛ قال الكميت: وحِلْمُك عِزٌّ، إِذا ما حَلُمْت، وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ ومنه قولهم: ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك.
والطائرُ: ما تيمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت، وأَصله في ذي الجناح.
وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه. طائرُ اللهِ لا طائرُك، فرَفَعُوه على إِرادة: هذا طائرُ الله، وفيه معنى الدعاء، وإِن شئت نَصَبْتَ أَيضاً؛ وقال ابن الأَنباري: معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتخوّفُه؛ وقال اللحياني: يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك، قال: يقولون هذا كلَّه إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ، النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله، وقيل بنصبهما على معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك؛ قال: والمصدرُ منه الطِّيَرَة؛ وجَرَى له الطائرُ بأَمرِ كذا؛ وجاء في الشر؛ قال الله عز وجل: أَلا إِنَّما طائرُهم عند الله؛ المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا، وقال بعضهم: طائرُهم حَظُّهم قال الأَعشى: جَرَتْ لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وقال أَبو ذؤيب: زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ، فإِن تَكُن هَواكَ الذي تَهْوى، يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به، والاسم الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ.
وقال أَبو عبيد: الطائرُ عند العرب الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ.
وقال الفراء: الطائرُ معناه عندهم العمَلُ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي قُلِّدَه، وقيل رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر.
وفي حديث أُمّ العَلاء الأَنصارية: اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ؛ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ: إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح؛ معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه.
وطائرُ الإِنسانِ: ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له.
ومنه الحديث: بالمَيْمونِ طائِرُه؛ أَي بالمُبارَكِ حَظُّه؛ ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ.
وقوله عز وجل: وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه؛ قيل حَظُّه، وقيل عَمَلُه، وقال المفسرون: ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً، والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر: أَن لكل امرئ الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه، وإِنما قيل للحظِّ من الخير والشرّ طائرٌ لقول العرب: جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر، على طريق الفَأْلِ والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً، فخاطَبَهُم اللهُ بما يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه؛ وقرئ طائرَه وطَيْرَه، والمعنى فيهما قيل: عملُه خيرُه وشرُّه، وقيل: شَقاؤه وسَعادتُه؛ قال أَبو منصور: والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته، وعَلِم المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه، فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً، وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً، فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه، فذلك قولُه عز وجل: وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه؛ أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب، والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون، وهو غيرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم.
والعرب تقول: أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه؛ ومنه قول لبيد يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه: تَطيرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً ووَتْراً، والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ: الأَنْصباءُ، واحدُها شِرْكٌ.
وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده.
وقوله عز وجل في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ، عليه السلام: قالوا اطَّيَّرنا بك وبِمَنْ معك، قال طائركم عند الله؛ معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله، وقيل: معنى قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا، وهو في الأَصل تَطَيَّرنا، فأَجابَهم الله تعالى فقال: طائرُكُم مَعَكم؛ أَي شُؤْمُكم معَكم، وهو كُفْرُهم، وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها، فسمّوا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها، ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ.
وقال: لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هامةَ؛ وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ، وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم، وهو عَليل، فأَوْهَمَه سلامَتَه من عِلّته، وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته؛ والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ، وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبي، صلى الله عليه وسلم، الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عنها.
والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت، ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ. الجوهري تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء، والاسم منه الطِّيَرَةُ، بكسر الطاء وفتح الياء، مثال العِنَبةِ، وقد تُسَكَّنُ الياءُ، وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء.
وفي الحديث: أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ؛ قال ابن الأَثير: وهو مصدرُ تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً، قال: ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، قال: وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما، وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ؛ ومنه الحديث: ثلاثة لا يَسْلَم منها أَحَدٌ: الطِّيَرَةُ والحَسَدُ: والظنُّ، قيل: فما نصْنعُ؟ قال: إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ، وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ.
وقوله تعالى: قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك؛ أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها.
وفي الحديث: الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وما مِنّا إِلاَّ.
ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ، فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع؛ وهذا كحديثه الآخر: ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا، فأَظْهَر المستثنى، وقيل: إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث، وإِنما جَعَل الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه، فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك، وقولُه: ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به.
وفي الحديث: أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب؛ أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم؛ جمع طِيرَة.
ويقال للرجل الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ: إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ.
وفرس مُطارٌ: حديدُ الفُؤاد ماضٍ.
والتَّطايُر والاسْتِطارةُ: التفرُّق.
واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في الهواء.
وغُبار طيّار ومُسْتَطِير: مُنْتَشر.
وصُبْحٌ مُسْتَطِير. ساطِعٌ منتشر، وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ.
وفي التنزيل العزيز: ويَخافُون يوماً كان شَرُّه مُسْتَطِيراً.
واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ، فهو مُسْتَطِير، وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ والجماعَ، وبه تحلّ صلاة الفجر، وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز، وأَما الفجر المستطيل، باللام، فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان، وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً، وهو الصبح الكاذب عند العرب.
وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير، هو الذي انتشر ضوءه واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل؛ وفي حديث بني قريظة: وهانَ على سَراةِ بني لُؤَيٍّ حَرِيقٌ، بالبُوَيْرةِ، مُسْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها.
ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه: ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه.
وقد اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة: تَبَيّن في أَجزائهما.
واسْتَطارَت الزُّجاجةُ: تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها.
واسْتطارَ الحائطُ: انْصدَع من أَوله إِلى آخره؛ واسْتطارَ فيه الشَّقّ: ارتفع.
ويقال: اسْتطارَ فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً؛ وأَنشد: إِذا اسْتُطِيرَتْ من جُفون الأَغْمادْ، فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في الحائط إِذا انتشر فيه.
واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر في أُفُقِ السماء. يقال: اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً، فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ؛ وقال عنترة: متى ما تَلْقَني، فَرْدَينِ، تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير الفرسُ، فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ؛ وقول عدي: كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ غادِيةٍ، لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قيل: أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء، كما قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت.
وتَطايَرَ الشيءُ: طال.
وفي الحديث: خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرِك؛ وفي رواية: من شَعرِ رأْسِك؛ أَي طال وتفرق.
واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر؛ قال الراجز: إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ.
ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ.
وبئر مَطارةٌ: واسعةُ الغَمِ؛ قال الشاعر:كأَنّ حَفِيفَها، إِذ بَرّكوها، هُوِيّ الرِّيحِ في جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ: أَلْقَحها كلَّها، وقيل: إِنما ذلك إِذا أَعْجَلت اللَّقَحَ؛ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح، وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ، وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل، فهي ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح؛ وأَنشد: طَيّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح، في الهَيْجِ، قبل كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا.
ومَطارِ ومُطارٌ، كلاهما: موضع؛ واختار ابن حمزة مُطاراً، بضم الميم، وهكذا أَنشد، هذا البيت: حتى إِذا كان على مُطار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار، وسنذكر ذلك في مطر.
وقال أَبو حنيفة: مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف.
والمُسْطارُ من الخمر: أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم.
وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها.
والمُطَيَّرُ: ضَرْبٌ من البُرود؛ وقول العُجَير السلولي: إِذا ما مَشَتْ، نادى بما في ثِيابها، ذَكِيٌّ الشَّذا، والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ قال أَبو حنيفة: المُطَيَّر هنا ضربٌ من صنعته، وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود، فإِذا كان كذلك كان بدلاً من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً، وقيل: هو مقلوب عن المُطَرَّى؛ قال ابن سيده: ولا يُعْجِبني؛ وقيل: المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر، قال ابن بري: المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود؛ قال ابن هَرْمَة:أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى، إِذا نِمْنا، أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ، إِذ طَرَقَتْكَ، باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً: موضع بالهند يجلب منه العُود.
وطارَ الشعر: طالَ؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: طِيرِي بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي اعْلَقي به.
ومِخْراق: كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف، أَي لم يَتزوّج لئيمةً قط. سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة.
والطائرُ: فرس قتادة بن جرير.
وذو المَطارة: جبل.
وقوله في الحديث: رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في سبيل الله يَطِير على مَتْنِه؛ أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ.
وفي حديث وابِصَة: فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها وتعلّق بها.
والمَطارُ: موضع الطيَرانِ.

هابه (المعجم الوسيط) [0]


 هيبا ومهابة أَجله وعظمه وحذره وخافه فَهُوَ هائب وَيُقَال للْمُبَالَغَة هياب وهيبان وهيب وهيبان وهيوبة وَاسم الْمَفْعُول مهوب ومهيب هابه:  هيبه هابه 

الهيبان (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّديد الْخَوْف أَو الحذر والجبان والراعي والتيس وَالتُّرَاب 

أجت (المعجم الوسيط) [0]


 النَّار أجا وأجيجا وأجة تلهبت وتوقدت وَكَانَ للهيبها صَوت وَيُقَال مر يوج فِي سيره إِذا كَانَ لَهُ حفيف كحفيف اللهب وَسمعت أجة الْقَوْم حفيف مشيهم واضطرابهم وَالشَّيْء لمع وتوهج وَالنَّهَار اشْتَدَّ حره وَالْأَمر اخْتَلَط وَالْمَاء أجوجا وأجوجة ملح وَمر 

كزم (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والزاء والميم أصيلٌ يدلُّ على قِصَرٍ وقَماءة. فالكَزَم: القِصَر في الأنْف، وكذلك في الأصابع. يقال أنف أكزَمُ ويد كَزْماء.
والكَزْم: الرّجُل الهَيَّبان، وسمِّي لانقباضِه عن الإقدام، والكَزُوم: التي لم يَبْقَفيها سِنٌّ من الهَرَم.
وكلُّ هذا قياسُه واحد.
وذكر أنَّ الكَزْم كالكَدْم بمقدَّم الفم.
وهذا من باب الإبدال، والله بصحتّها أعلم.

كَزَمَه (القاموس المحيط) [0]


كَزَمَه بمُقَدَّمِ فَمِهِ: كَسَره، واسْتَخْرَجَ ما فيه ليأكُلَه.
وككتِفٍ: الرجُل الهَيَّـِبانُ.
وكصُرَدٍ: النُّغَرُ، وبالتحريك: البُخْلُ، وشِدة الأكْلِ، وقِصَرٌ في الأنْفِ والأصابعِ، وغِلَظٌ وقِصَرٌ في الجَحْفَلَةِ.
فَرسٌ وأنْفٌ أكْزَمُ،
ويَدٌ كَزْماءُ.
والكَزُومُ: ناقَةٌ ذهبتْ أسْنانُها هَرَماً.
وأكْزَمَ: انْقَبَضَ،
و~ عن الطعامِ: أكْثَرَ حتى لا يَشْتَهِيَ.
والتَّكْزيمُ: التَّقْفيعُ.
وتَكَزَّمَ الفاكِهةَ: أكَلَها من غيرِ أن يُقَشِّرَها.
وشَحْمَةٌ كَزْمَةٌ، بالفتح: مُكْتَنِزَةٌ.
وهو أكْزَمُ البَنانِ: بَخيلٌ.

برع (لسان العرب) [0]


بَرَعَ يَبْرُعُ بُروعاً وبَراعةً وبَرُعَ، فهو بارِعٌ: تَمَّ في كلّ فَضِيلة وجمال وفاق أَصحابه في العلم وغيره، وقد توصف به المرأَة.
والبارع: الذي فاق أَصحابه في السُّودد. ابن الأَعرابي: البَرِيعةُ المرأَة الفائقة بالجمال والعَقل، قال: ويقال برَعه وفرَعه إِذا علاه وفاقه، وكلُّ مُشْرف بارِعٌ وفارعٌ.
وتبَرَّع بالعَطاء: أَعطَى من غير سؤال أَو تفضَّل بما لا يجب عليه. يقال: فعلت ذلك مُتَبَرِّعاً أَي مُتطوّعاً.
وسَعْدُ البارِع: نجم من المنازل.
وبَرْوَعُ: من أَسماء النساء؛ قال جرير: ولا حَقُّ ابنَ بَرْوَعَ أَن يُهابا وبَرْوَعُ: اسم امرأَة وهي بروع بنت واشق، وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر الباء، وهو خطأٌ والصواب الفتح لأَنه ليس في الكلام فِعْوَل إِلا . . . أكمل المادة خِرْوَعٌ وعِتْوَد اسم وادٍ.
وبَرْوع: اسم ناقة الراعي عُبَيد بن حُصَين النُّمَيْرِي الشاعر؛ وفيها يقول: وإِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلّةٌ بمَحْنِيةٍ أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا ومنه كان جرير يَدْعو جَنْدل بن الرّاعي بَرْوَعاً.
وقال ابن بري: بَروع اسم أُمّ الراعي، ويقال اسم ناقته؛ قال جرير يهجوه: فما هِيبَ الفَرزدقُ، قد علمتم، وما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أَن يُهابا (* في ديوان جرير: فما هِبتُ الفرزدقَ بدل: فما هِيب الفرزدقُ)

غَافَتِ (القاموس المحيط) [0]


غَافَتِ الشجرةُ تَغيفُ غَيَفاناً، محرَّكةً: مالَتْ أغْصانُها يميناً وشمالاً،
كَتَغَيَّفَ.
والأغْيَفُ: كالأغْيَدِ إلا أنه في غيرِ نُعاسٍ،
و~ من العَيْشِ: الناعِمُ.
والغَيْفُ: جَمَاعَةُ الطَّيْرِ.
وكشَدّادٍ: مَن طالَتْ لِحْيَتُهُ وكبُرَتْ جِدّاً.
والغَيْفانُ، كرَيْحانٍ وَهَيَّبانٍ: المَرْخُ.
والغافُ: شجرٌ له ثَمَرٌ حُلْوٌ جِدّاً ط أو هو ط اليَنْبوتُ.
وأغافَهُ: أمالَهُ.
وغَيْفَةُ: ة قُرْبَ بُلْبَيْسَ.
وغَيَّفَ تَغْييفاً: فَرَّ وجَبُنَ وعَرَّدَ.
وتَغَيُّفُ الفرسِ: تَعَطُّفُهُ.
والمُتَغَيِّف: فرسُ أبي فَيْدِ بنِ حَرْمَلٍ السَّدُوسِيِّ.
فَصْلُ الفَاء

وقَصَ (القاموس المحيط) [0]


وقَصَ عُنُقَه، كوَعَدَ كَسَرها،
فَوَقَصَتْ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، ووُقِصَ، كعُنِيَ، فهو مَوْقُوصٌ.
ووَقَصَتْ به راحِلَتُه تَقِصُه،
و~ الفَرَسُ الآكامَ: دَقَّها.
وواقِصةُ: ع بينَ الفَرْعاءِ وعَقَبَةِ الشيطانِ، وماءٌ لبنِي كعْبٍ،
وع بطريقِ الكوفَةِ دونَ ذِي مَرْخٍ،
وع باليمامة.
وأبو إِسْحاقَ سَعْدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ مالِكِ بنِ وُهَيْبٍ: أحدُ العَشَرَةِ.
والوَقَّاصِيَّةُ: ة بالسَّواد مَنْسوبَةٌ إلى وقَّاصِ بنِ عَبْدَةَ بنِ وقَّاصٍ.
والوَقْصُ: العَيْبُ، والنَّقْصُ، والجَمْعُ بينَ الإِضْمارِ والخَبْنِ، ويُحَرَّكُ، وبالتحريك: قِصَرُ العُنُقِ، وقِصَ، كفرحَ، فهو أوقَصُ.
وأوْقَصَه اللّهُ: صَيَّرَهُ أوْقَصَ، وكُسارُ العِيدانِ تُلْقَى في النارِ، وواحِدُ الأَوْقاصِ في الصَّدَقَةِ، وهو ما بينَ الفَريضَتَيْنِ.
والوَقائصُ: رُؤُوسُ . . . أكمل المادة عِظامِ القَصَرَةِ.
وأوقَصُ الطريقينِ: أقْرَبُهُما.
وبنُو الأوقَصِ: بَطْنٌ.
وصارُوا أوقاصاً: أي: شِلالاً مُتَبَدِّدينَ.
وأوقاصٌ من بني فلانٍ، أي: زَعانِفُ.
وتَواقَصَ: تَشَبَّهَ بالأوقصِ.
وتَوَقَّصَ: سارَ بينَ العَنَقِ والخَبَبِ، أو هو شِدَّةُ الوَطْءِ في المَشْيِ، كأنه يَقِصُ ما تَحْتَه.

تيح (لسان العرب) [0]


تاحَ الشيءُ يَتِيحُ: تَهَيَّأَ؛ قال: تاحَ له بعدَك حِنْزابٌ وَأَى وأُتِيح له الشيءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ له؛ قال الهذلي: أُتِيحَ لَها أُقَيْدِر ذُو حَشِيفٍ، إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما وأَتاحه اللهُ: هَيَّأَه.
وأَتاحَ الله له خيراً وشرًّا.
وأَتاحه له: قَدَّره له.
وتاحَ له الأَمرُ: قدرَ عليه؛ قال الليث: يقال وقع في مَهْلَكَةٍ فتاحَ له رجلٌ فأَنقذه، وأَتاح الله له من أَنقذه.
وفي الحديث: فَبِي حَلَفْتُ لأُتيحَنَّهم فتنةً تَدَعُ الحليم منهم حَيْرانَ.
وأَمرٌ مِتْياحٌ: مُتاحٌ مُقَدَّرٌ، وقَلْبٌ مِتْيَحٌ؛ قال الراعي: أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عينُكَ تَلْمَحُ؟ نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ قوله: لات هنَّا أَي ليس هنا حينُ تَشَوُّق.
ورجل مِتْيَحٌ: لا يزال يقع . . . أكمل المادة في بلية.
ورجلٌ مِتْيَحٌ: يَعْرِضُ في كل شيءٍ ويدخل فيما لا يعنيه، والأُنثى بالهاء؛ قال الأَزهري: وهو تفسير قولهم بالفارسية «أَنْدَرُونَسْت» وقال: إِن لنا لَكَنَّه مِبَقَّةً مِفَنَّه مِتْيَحَةً مِعَنَّه وكذلك تَيِّحَان وتَيَّحان؛ قال سَوَّارُ بنُ المُضَرَّبِ السَّعْدِي: بذَبِّي اليومَ، عن حَسَبي، بمالي، وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تِّيحان ولا نظير له إِلاَّ فرس سَيِّبانُ وسَيبَّانُ، ورجل هَيِّبانُ وهَيَّبانُ إِذا تمايل؛ قال ابن بري: معنى زبُّونات دَفُوعات، واحدتها زبُّونة، يعني بذلك أَحْسابه ومفاخره أَي تَدْفَعُ غيرَها، والباء في قوله بذبِّي متعلقة بقوله بلاني في الذي قبله، وهو: لَخَبَّرها ذَوو أَحْسابِ قَوْمِي وأَعْدائي، فكلٌّ قد بلاني أَي خَبَرَني قومي فعرفوا مني صلة الرحم ومواساة الفقير وحِفْظَ الجِوار، وكوني جَلْداً صابراً على محاربة أَعدائي ومُضْطَلِعاً بنكايتهم.وناحَ في مِشْيَته إِذا تمايل.
وقال أَبو الهيثم: التَّيِّحان والتَّيَّحانُ الطويل؛ وقال الأَزهري: رجل تَيِّحانٌ يتعرض لكل مَكْرُمَةٍ وأَمر شديد؛ وقال العجاج: لقد مُنُوا بتَيِّحانٍ ساطي وقال غيره: أُقَوِّم دَرْءَ قومٍ تَيِّحان الأَزهري: فرس تَيِّحانٌ شديد الجري، وفرس تَيَّاحٌ: جَوَاد، وفرس مِتْيَح وتَيَّاح وتَيِّحانٌ: يعترض في مشيه نَشاطاً ويميل على قُطْرَيْه؛ وتاحَ في مشيته. التهذيب: ابن الأَعرابي: المِتْيَحُ والنِّفِّيحُ والمِنْفَحُ، بالحاء: الداخل مع القوم ليس شأْنه شأْنهم. ابن الأَعرابي: التَّاحِي البُسْتَانيان (* قوله «التاحي البستانيان» أَي خادم البستان كما في القاموس، وحق ذكره في المعتل.).

فرك (لسان العرب) [0]


الفَرْك: دَلْكُ الشيء حتى ينقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز، فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك.
والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قشره.
واسْتَفْرَك الحبُّ في السُّنْبُلة: سَمِنَ واشتدّ.
وبُرٌّ فرِيكٌ: وهو الذي فُرِكَ ونُقِّي.
وأَفْرَك الحبُّ: حان له أَن يُفْرك.
والفَرِيك: طعام يُفْرك ثم يُلَتّ بسمن أَو غيره، وفَرَكْتُ الثوب والسنبل بيدي فَرْكاً.
وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صار فَرِيكاً، وهو حين يَصْلُح أَن يُفْرَك فيؤكل، ويقال للنبت أَوَّلَ ما يَطْلُع: نجَمَ ثم فَرَّخَ وقَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ وأَلَبَّ ثم أسْفى ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ.
وفي الحديث: نهى عن بيع الحَب حتى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وينتهي. يقال: أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن يُفْرَك باليد، وفَرَكْته وهو مفروك وفَرِيك، . . . أكمل المادة ومن رواه بفتح الراء فمعناه حتى يخرج من قشره.
وثوب مَفْرُوك بالزعفران وغيره: صبغ به صبغاً شديداً.
والفَرَكُ، بالتحريك: استرخاء أَصل الأُذن. يقال: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وقيل: الفَرْكاء التي فيها رَخاوة وهي أَشدّ أَصلاً من الخَذْواء، وقد فَرِكَتْ فيهما فَرَكاً.
والإنْفِراكُ: استرخاء المَنْكِب.
وانْفَرَك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضدُ عن صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك قيل حُرق. الليث: إذا زالت الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انْفرك منكبه وانْفَركت وابلتُه، وإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك لا يقال انْفرك، ولكن يقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق. النضر: بعير مَفْرُوك وهو الأَفَكُّ الذي ينخرم منكبه، وتَنْفَكُّ العصبةُ التي في جوف الأخْرَم.
وتَفَرَّك المخنثُ في كلامه ومِشْيَته: تَكَسَّرَ.
والفِرْكُ، بالكسر: البغْضَةُ عامّة، وقيل: الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأة له، وهو أَشهر؛ وقد فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً: أَبغضته.
وحكى اللحياني: فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وليس بمعروف، ويقال للرجل أَيضاً: فَرِكَها فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها؛ قال رؤبة: فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ، ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ وامرأة فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قال القطامِيّ: لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ وجمعها فَوارِكُ.
ورجل مُفَرَّك: لا يَحْظى عند النساء، وفي التهذيب: تُبْغِضهُ النساء، وكان امرؤ القيس مُفَرَّكاً.
وامرأَة مُفَرَّكة: لا تحظى عند الرجال؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مُفَرَّكَة أَزْرى بها عند زَوْجِها، ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ أَي مخالف عن الجَوْدة، يقول: لو لَطَّخته بالطيب ما كانت إلا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يقول: أَزرى بها عند زوجها مَنْظَرٌ هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع من دنا منه أَي أَن مَنْظَر هذه المرأة شيءٌ يُتحامى فهو يُفْزِع، ويروى عند أَهلها، وقيل: إنما الهَيَّبانُ المخالفُ هنا ابنُه منها إذا نظر إلى ولده منها أَبغضها ولو لطخته بالطيب.
وفي حديث ابن مسعود: أَن رجلاً أَتاه فقاله له: إني تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن تَفْرُكَني فقال عبد الله: إن الحُب من الله والفَرْك من الشيطان، فإذا دخلت عليك فصلّ ركعتين ثم ادْعُ بكذا وكذا؛ قال أَبو عبيد: الفَرْك والفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها، قال: وهذا حرف مخصوص به المرأَة والزوجُ، قال: ولم أَسمع هذا الحرف في غير الزوجين.
وفي الحديث: لا يَفْرُك مؤمنٌ مؤمنةً أَي لا يُبْغِضها كأَنه حث على حسن العشرة والصحبة؛ وقال ذو الرمة يصف إبلاً: إذا الليلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ يصف إبلاً شبهها بالنساء الفوارك، لأَنهن يَطْمَحْن إلى الرجال ولسن بقاصرات الطرف على الأزواج، يقول: فهذه الإبل تُصْبِح وقد سَرَتْ ليلها كله فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمينه بأَبصارهن من النَّشاط والقوَّة على السير. ابن الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فيهم نجابة لأنهم أَشبه بآبائهم، وذلك إذا واقع امرأَته وهي فاركٌ لم يشبهها ولده منها، وإذا أَبغض الزوج المرأَة قيل: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عنده. قال أَبو عبيدة: خرج أَعرابي وكانت امرأَته تَفْرُكُه وكان يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نواةً وقالت: شَطَّتْ نواك، ثم أَتبعته رَوْثَةً وقالت: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثم أَتبعتَه حَصاةً وقالت: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد: وقد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني، وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالي وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة وتارَكة مُتاركَةً بمعنى واحد. الفراء: المُفَرَّكُ المتروك المُبْغَضُ. يقال: فارَك فلانٌ فلاناً تاركه.
وفَرَك بلدَه ووطَنَه؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التغلبي: مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍوبِغْضَةٍ مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عن السيرافي.
وفُرُكَّان: أَرض، زعموا. ابن بري: وفِرِكَّان اسم أَرض، وكذلك فِرِكٌ؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذي فِرِكْ

لوط (لسان العرب) [0]


لاط الحوْضَ بالطين لَوْطاً: طَيَّنه، والتاطَه: لاطَه لنفسه خاصّة.
وقال اللحياني: لاط فلان بالحوْض أَي طَلاه بالطِّين وملَّسه به، فعدّى لاط بالباء؛ قال ابن سيده: وهذا نادِر لا أَعرفه لغيره إِلا أَن يكون من باب مَدَّه ومَدَّ به؛ ومنه حديث ابن عباس في الذي سأَله عن مال يَتِيم وهو والِيه أَيُصِيب من لبن إِبله؟ فقال: إِن كنت تَلُوط حَوْضَها وتَهْنَأُ جَرْباها فأَصِبْ من رِسْلها؛ قوله تلُوط حوضَها أَراد باللَّوْطِ تطيين الحوض وإِصْلاحَه وهو من اللُّصُوق؛ ومنه حيث أَشْراطِ الساعةِ: ولتَقُومَن وهو يَلُوط حوضَه، وفي رواية: يَلِيطُ حوضَه.
وفي حديث قتادة: كانت بنو إِسرائيل يشربون في التِّيه ما لاطُوا أَي لم . . . أكمل المادة يصيبوا ماء سَيْحاً إِنما كانوا يشربون مما يجمعونه في الحِياض من الآبار.
وفي خُطبة علي، رضي اللّه عنه: ولاطَها بالبِلَّةِ حتى لزَبَتْ.
واسْتَلاطُوه أَي أَلزَقُوه بأَنفسهم.
وفي حديث عائشةَ في نكاح الجاهِليةِ: فالتاطَ به ودُعِيَ ابنَه أَي التَصَق به.
وفي الحديث: مَنْ أَحَبّ الدنيا التاطَ منها بثلاثٍ: شُغُلٍ لا يَنْقَضي، وأَملٍ لا يُدْرَك، وحِرصٍ لا ينْقَطِع.
وفي حديث العباس: أَنه لاطَ لفلان بأَربعةِ آلافٍ فبعثه إِلى بَدْرٍ مكان نفسه أَي أَلصَق به أَربعة آلاف.
ومنه حديث علي بن الحسين، رضي اللّه عنهما، في المُسْتَلاط: أَنه لا يَرِثُ، يعني المُلْصَقَ بالرجل في النَّسب الذي وُلد لغير رِشْدةٍ.
ويقال: اسْتَلاطَ القومُ والطوه (* قوله «والطوه» كذا بالأصل ولعله محرف عن والتاطوا أَي التصق بهم الذنب.) إِذا أَذنبوا ذنوباً تكون لمن عاقبهم عذراً، وكذلك أَعْذَروا.
وفي الحديث: أَن الأَقْرعَ ابن حابِسٍ قال لعُيَيْنةَ بن حِصْنٍ: بِمَ اسْتَلَطْتُم دَمَ هذا الرجل؟ قال: أَقْسَمَ منا خمسون أَنَّ صاحبنا قتل وهو مُؤمن، فقال الأَقرع: فسأَلكم رسولُ اللّه، صلّى اللّ عليه وسلّم، أَن تقبلوا الدِّيةَ وتَعْفُوا فلم تَقْبلوا وليُقْسِمنَّ مائةٌ من تميم أَنه قتل وهو كافر؛ قوله بِمَ اسْتَلَطْتُم أَي استوجبتم واسْتَحْققم، وذلك أَنهم لما استحقوا الدَّمَ وصار لهم كأَنهم أَلصقوه بأَنفسهم. ابن الأَعرابي: يقال اسْتَلاطَ القوْمُ واستحَقُّوا وأَوْجَبُوا وأَعذَروا ودنوا (* قوله «ودنوا» كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله ذبوا أي دفعوا عمن يعاقبهم اللوم.) إِذا أَذْنَبُوا ذنموباً يكون لمن يعاقبهم عُذر في ذلك لاستحقاقهم.
ولَوَّطَه بالطِّيب: لطَّخه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: مُفَرَّكة أَزْرَى بها عندَ زوجِها، ولوْ لَوَّطَتْه، هَيِّبانٌ مُخالِفُ يعني بالهَيِّبانِ المُخالِف ولَده منها، ويروى عند أَهلها، فإِن كان ذلك فهو من صفة الزوج كأَنه يقول أَزْرَى بها عند أَهلها منها هَيِّبانٌ.
ولاط الشيءَ لوطاً: أَخفاه وأَلصَقه.
وشيء لَوْط: لازق وصف بالمصدر؛ أَنشد ثعلب: رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَع من الوَحْشِ لَوْطٍ، لم تَعُقْه الأَوالِس (* قوله «الاوالس» سيأتي في مضع الاوانس بالنون، وهي التي في شرح القاموس.) الكسائي: لاطَ الشيءُ بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ.
ويقال: هو أَلوطُ بقلبي وأَليَطُ، وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولَيْطاً، يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب.
ولاط حُبُّه بقلبي يَلوط لَوْطاً: لَزِقَ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: إِنَّ عمر لأَحَبُّ الناس إِليَّ، ثم قال: اللهم أَعَزُّ والولَدُ أَلْوَطُ؛ قال أَبو عبيد: قوله والولد أَلوطُ أَي أَلصَقُ بالقلب، وكذلك كل شيء لَصِق بشيء، فقد لاطَ به يَلوط لَوْطاً، ويَليطُ لَيْطاً ولِياطاً إِذا لَصِق به أَي الولد أَلصق بالقلب، والكلمة واوية ويائية.
وإِني لأَجِدُ له لَوْطاً ولَوْطةً ولُوطةً؛ الضمّ عن كراع واللحياني، ولِيطاً، بالكسر، وقد لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ أَي لصِق.
وفي حديث أَبي البَخْتَريّ: ما أَزْعُمُ أَنَّ عليّاً أَفضلُ من أَبي بكر وعمر ولكن أَجد له من اللَّوْطِ ما لا أَجد لأَحد بعد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم.
ويقال للشيء إِذا لم يُوافِق صاحبَه: ما يَلْتاطُ؛ ولا يَلْتاطُ هذا الأَمرُ بصَفَري أَي لا يَلْزَقُ بقلبي، وهو يَفْتَعِلُ من اللَّوْطِ.
ولاطَه بسهم وعين: أَصابه بهما، والهمز لغة.
والْتاطَ ولداً واسْتَلاطَه: اسْتَلْحَقَه؛ قال: فهل كُنْتَ إِلاَّ بُهْثَةً إِسْتَلاطَها شَقِيٌّ، من الأَقوامِ، وَغْدٌ مُلَحَّقُ؟ قطع أَلف الوصل للضرورة، وروي فاسْتَلاطَها.
ولاط بحقه: ذهب به.
واللَّوْطُ: الرِّداء. يقال: انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالةِ حتى يَجِفّ.
ولَوْطُه رِداؤه، ونَتْقُه بَسْطُه.
ويقال: لَبِسَ لَوْطَيْه.
واللَّوِيطةُ من الطعام: ما اختلط بعضه ببعض.
ولُوط: اسم النبي، صلّى اللّه على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلّم.
ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ. قال الليث: لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه، ولوط اسم ينصرف مع العُجْمة والتعريف، وكذلك نُوح: قال الجوهري: وإِنما أَلزموهما الصرف لأَن الاسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن وهو على غاية الخِفة فقاومت خِفَّتُه أَحد السببين، وكذلك القياس في هِنْد ودَعْد إِلاَّ أَنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث وخيَّروك فيه بين الصرف وتركه.
واللِّياطُ: الرِّبا، وجمعه لِيطٌ، وهو مذكور في ليط، وذكرناه ههنا لأَنهم قالوا إِنَّ أَصله لوط.

همن (لسان العرب) [0]


المُهَيْمِنُ والمُهَيْمَنُ: اسم من أَسماء الله تعالى في الكتب القديمة.
وفي التنزيل: ومُهَيْمِناً عليه؛ قال بعضهم: معناه الشاهد يعني وشاهِداً عليه.
والمُهَيْمِنُ: الشاهد، وهو من آمن غيرَه من الخوف، وأَصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ، بهمزتين، قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماعهما فصار مُؤَيْمِنٌ، ثم صُيِّرت الأُولى هاء كما قالوا هَراق وأَراق.
وقال بعضهم: مُهَيْمِنٌ معنى مُؤَيْمِن، والهاء بدل من الهمزة، كما قالوا هَرَقْتُ وأَرَقْتُ، وكما قالوا إيَّاك وهِيَّاكَ؛ قال الأَزهري: وهذا على قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أَنه بمعنى الأَمين، وقيل: بمعنى مُؤتَمَن؛ وأَما قول عباس بن عبد المطلب في شعره يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم. حتى احْتَوَى . . . أكمل المادة بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ، من خِنْدِفَ، عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ فإِن القتيبي قال: معناه حتى احتويتَ يا مُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ علياء؛ يريد به النبي، صلى الله عليه وسلم، فأَقام البيت مقامه لأَن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه؛ قال الأَزهري: وأَراد ببيته شَرَفَه، والمهيمن من نعته كأَنه قال: حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ على فضلك علياءَ الشَّرَفِ من نسب ذوي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التي تحتها النُّطُقُ، وهي أَوساطُ الجبال العالية، جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له؛ قال ابن بري في تفسير قوله بيتُك المهيمنُ قال: أَي بيتُك الشاهدُ بشرفك، وقيل: أَراد بالبيت نفسه لأَن البيت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه.
وفي حديث عكرمة: كان عليّ، عليه السلام، أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي القَضايا، من الهَيْمنَة وهي القيام على الشيء، جعل الفعل لها وهو لأَربابها القوّامين بالأُمور.
وروي عن عمر أَنه قال يوماً: إنِّي داعٍ فَهَيْمِنُوا أَي إني أَدْعُو الله فأَمِّنُوا، قلب أَحد حرفي التشديد في أَمِّنُوا ياء فصار أَيْمِنُوا، ثم قلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء فقال هَيْمِنُوا؛ قال ابن الأَثير: أَي اشْهَدُوا.
والعرب تقول: أَمَّا زيد فحسن، ويقولون أَيْما بمعنى أَمَّا؛ وأَنشد المبرد في قول جَمِيل: على نَبْعةٍ زَوْراءَ أَيْما خِطامُها فَمَتْنٌ، وأَيْما عُودُها فعَتِيقُ قال: إنما يريد أَمَّا، فاستثقل التضعيف فأَبدل من إحدى الميمين ياء، كما فعلوا بقِيراطٍ ودِينارٍ ودِيوانٍ.
وقال ابن الأَنباري في قوله: ومُهَيْمِناً عليه، قال: المُهَيْمِنُ القائم على خلقه؛ وأَنشد: أَلا إنَّ خير الناسِ، بعد نَبِيِّهِ، مُهَيْمِنُه التالِيه في العُرْفِ والنُّكْرِ قال: معناه القائم على الناس بعده، وقيل: القائم بأُمور الخلق، قال: وفي المُهَيْمِن خمسة أَقوال: قال ابن عباس المُهَيْمِن المُؤْتَمَنُ، وقال الكسائي المُهَيْمِنُ الشهيد، وقال غيره هو الرقيب، يقال هَيْمَن يُهَيْمِنُ هَيْمنَة إذا كان رقيباً على الشيء، وقال أَبو مَعْشَرٍ ومُهَيْمِناً عليه معناه وقَبَّاناً عليه، وقيل: وقائماً على الكُتُب، وقيل: مُهَيْمِنٌ في الأَصل مُؤيْمِنٌ، وهو مُفَيْعِلٌ من الأَمانة.
وفي حديث وُهَيْبٍ: إذا وقع العَبْدُ في أُلْهانِيَّةِ الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقين لم يَجِدْ أَحَداً يأْخذُ بقَلْبه؛ المُهَيْمِنِيَّة: منسوب إلى المُهَيْمِن، يريد أَمانة الصدِّيقين، يعني إدا حَصَلَ العبدُ في هذه الدرجة لم يعجبه أَحد، ولم يُحِبَّ إلا الله عز وجل.
والهِمْيانُ: التِّكَّة، وقيل للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ، ويقال للذي يجعل فيه النفقة ويشدّ على الوسط: هِمْيان؛ قال: والهِمْيان دخيل معرّب، والعرب قد تكلموا به قديماً فأَعربوه.
وفي حديث النعمان بن مُقَرّنٍ يَومَ نهاوَنْدَ: أَلا إنِّي هازٌّ لكم الرايةَ الثانية فَلْيَثِب الرجالُ وليَشُدُّوا هَمَايِنَهم على أَحْقائهم، يعني مَناطِقَهم ليَسْتَعِدُّوا على الحملة، وفي النهاية في حديث النُّعمان يوم نَهَاوَنْدَ. تَعاهدُوا هَمايِنكم في أَحْقِيكُم وأَشْساعَكم في نعالكم؛ قال: الهَماينُ جمع هِمْيانٍ، وهي المِنْطَقة والتِّكَّة، والأَحْقِي جمع حِقْوٍ، وهي موضع شَدِّ الإزار؛ وأَورد ابن الأَثير حديثاً آخر عن يوسف الصديق، عليه السلام، مستشهداً به على أَن الهِمْيَان تِكَّةُ السراويل لم أَستحسن إيرادَه، غفر الله لنا وله بكرمه.

ورع (لسان العرب) [0]


الوَرَعُ: التَّحَرُّجُ. تَوَرَّعَ عن كذا أَي تحرَّج.
والوَرِعُ، بكسر الراء: الرجل التقي المُتَحَرِّجُ، وهو وَرِعٌ بيِّن الورَعِ، وقد ورِعَ من ذلك يَرِعُ ويَوْرَعُ؛ الأَخيرة عن اللحياني، رِعةً وورَعاً ورْعاً؛ حكاها سيبويه، وورُعَ ورُوعاً ووراعة وتَوَرَّعَ، والاسم الرِّعةُ والرِّيعةُ؛ الأَخِيرةُ على القلب.
ويقال: فلان سَيءُ الرِّعةِ أَي قليل الورَعِ.
وفي الحديث: مِلاكُ الدِّينِ الورَعُ؛ الورَعُ في الأَصل: الكَفّ عن المَحارِمِ والتحَرُّجُ منه وتَوَرَّعَ من كذا، ثم استعير للكف عن المباح والحلال. الأَصمعي: الرِّعةُ الهَدْيُ وحُسْنُ الهيئةِ أَو سُوء الهيئة. يقال: قوم حَسَنةٌ رِعَتُهم أَي شأْنُهم وأَمْرُهم وأَدَبُهم، وأَصله من الوَرَعِ وهو الكَفّ عن القبيح.
وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: ازْدَحَمُوا عليه فرأَى . . . أكمل المادة منهم رِعةً سيِّئةً فقال: اللهمّ إِلَيْكَ؛ يريد بالرِّعةِ ههنا الاحْتِشامَ والكَفَّ عن سُوءِ الأَدَبِ أَي لم يُحْسِنُوا ذلك. يقال: وَرِعَ يَرِعُ رِعةً مثل وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً.
وفي حديث الدّعاء: وأَعِذْني من سُوءِ الرِّعةِ أَي من سُوءِ الكفِّ عما لا يَنْبَغِي.
وفي حديث ابن عوف: وبِنَهْيه يَرِعُون أَي يَكُفُّونَ.
وفي حديث قيس بن عاصم: فلا يُوَرَّعُ رجل عن جمَل يَختطمه أَي يُكَفُّ ويُمْنعُ، وروي يُوزَعُ، بالزاي، وسنذكره بعدها.
والوَرَعُ، بالتحريك: الجَبانُ، سمي بذلك لإِحْجامِه ونُكُوصه. قال ابن السكيت: وأَصحابنا يذهبون بالورع إِلى الجبان، وليس كذلك، وإِنما الورع الصغير الضعيف الذي لا غَناءَ عنده. يقال: إِنما مال فلان أَوْراع أَي صغار، وقيل: هو الصغير الضعيف من المال وغيره، والجمع أَوْراعٌ، والأُنثى من كل ذلكَ وَرَعةٌ، وقد وَرُعَ، بالضم، يَوْرُعُ وُرْعاً، بالضم ساكنة الراء، وَوُرُوعاً ووُرْعةً ووَراعةً ووَراعاً، ووَرِعَ، بكسر الراء، يَرِعُ وَرَعاً؛ حكاها ثعلب عن يعقوب، ووَراعةً، وأَرى يَرَعُ، بالفتح، لغة كَيَدَعُ،وتَوَرَّعَ، كل ذلك إِذا جَبُنَ أَو صغُر، والورَع: الضعيف في رأْيه وعقله وبدنه؛ وقوله أَنشده ثعلب: رِعةُ الأَحْمَقِ يَرْضَى ما صَنَعْ فسّره فقال: رِعةُ الأَحمقِ حالَتُه التي يَرْضَى بها.
وحكى ابن دُريد: رجل وَرَعٌ بَيِّنُ الوُرُوعة؛ ويشهد بصحة قوله قول الراجز: لا هَيِّبانٌ قَلْبُه مَنَّانُ، ولا نَخِيبٌ ورَعٌ جَبانُ قال: وهذه كلها من صفات الجبانِ.
ويقال: الوَرَعُ على العموم الضعيف من المال وغيره.
وورَّعه عن الشيء تَوْرِيعاً: كفَّه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: وَرِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِه؛ فسّره ثعلب فقال: يقول إِذا شَعَرْتَ به ورأَيْتَه في مَنْزِلِكَ فادْفَعْه واكْفُفْه عن أَخذ متاعِك، وقوله ولا تُراعِه أَي لا تُشْهِدْ عليه، وقيل: معناه رُدَّه بتعرُّض له أَو تَنْبيه ولا تَنتَظِر ما يكون من أَمره.
وكل شيء تنتظره، فأَنت تراعيه وتَرْعاه؛ ومنه تقول: هو يَرْعَى الشمسَ أَي يَنتَظِرُ وُجُوبَها، قال: والشاعر يَرْعَى النجوم.
وقال أَبو عبيد: ادْفَعْه واكْفُفْ بما اسْتَطَعْتَ ولا تنتظر فيه شيئاً.
وكل شيء كَفَفْتَه، فقد ورعْتَه؛ وقال أَبو زبيد: وورَّعْتُ ما يكني الوُجُوهَ رِعايةً ليَحْضُرَ خَيرٌ، أَو ليَقْصُرَ مُنْكَرُ يقول: ورَّعْتُ عنكم ما يَكْني وجوهكم، تَمَنَّنَ بذلك عليهم.
وفي حديث عمر أَيضاً أَنه قال للسائب: وَرِّعْ عني في الدِّرْهَمِ والدِّرهمين أَي كُفَّ عني الخُصومَ بأَن تَقْضِيَ بينهم وتَنُوبَ عني في ذلك، وفي حديثه الآخر: وإِذا أَشْفَى وَرِعَ أَي إذا أَشْرَفَ على معصية كَفَّ.
وأَوْرَعَه أَيضاً: لغة في وَرَّعَه؛ عن ابن الأَعرابي، والأُولى أَعْلى.
ووَرَّعَ الإِبلَ عن الحَوْضِ: رِدَّها فارْتَدَّتْ؛ قال الراعي: وقال الذي يَرْجُو العُلالةَ: وَرِّعوا عن الماء لا يُطْرَقْ، وَهُنَّ طَوارِقُهْ ووَرَّعَ الفرَسَ: حَبَسَه بلجامه.
ووَرَّعَ بينهما وأَوْرَعَ: حَجَزَ.
والتوْرِيعُ: الكَفُّ والمَنْعُ؛ وقال أبو دواد: فَبَيْنا نُوَرِّعُهُ باللِّجام، نُرِيدُ به قَنَصاً أَو غِوارا أَي نَكُفُّه.
ومنه الوَرَعُ التحرُّجُ.
وما وَرَّعَ أَن فَعَلَ كذا وكذا أَي ما كَذَّب.
والمُوارَعةُ: المُناطَقةُ والمُكالَمَةُ ووارَعَه: ناطَقَه.
وفي الحديث: كان أَبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، يُوارِعانِه، يعني علّياً، رضي الله عنه، أَي يَسْتَشِيرانِه؛ هو من المُناطَقةِ والمُكالَمَةِ؛ قال حسان:نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفْعالَ والِدي، إِذا العان لم يُوجَدْ له مَنْ يُوارِعُهْ ويروى: يُوازِعُه.
ومُوَرِّعٌ وورِيعةُ: اسمان.
والوَرِيعةُ: اسم فرس مالك بن نُوَيْرَةَ؛ وأَنشد المازني في الوَرِيعةِ: ورَدَّ خَلِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ، وأَعْقَبَه الوَرِيعةَ من نِصابِ وقال: الوَرِيعةُ اسم فرس، قال: ونِصابٌ اسم فرس كان لمالك بن نويرة وإِنما يريد أَعْقَبَه الوَرِيعةَ من نسل نِصابٍ.
والوَرِيعةُ: موضع؛ قال جرير: أَحَقًّا رأَيْتَ الظَّاعِنِينَ تَحَمَّلُوا منَ الجَزْعِ، أَو واري الودِيعةِ ذي الأَثْلِ؟ وقيل: هو وادٍ معروف فيه شجر كثير؛ قال الراعي يذكر الهَوادِجَ: يُخَيَّلْنَ من أَثْلِ الوَرِيعةِ، وانْتَحَى لها القَيْنُ يَعْقُوبٌ بفَأْسٍ ومِبْرَدِ

حزن (لسان العرب) [0]


الحُزْنُ والحَزَنُ: نقيضُ الفرَح، وهو خلافُ السُّرور. قال الأَخفش: والمثالان يَعْتَقِبان هذا الضَّرْبَ باطِّرادٍ، والجمعُ أَحْزانٌ، لا يكسَّر على غير ذلك، وقد حَزِنَ، بالكسر، حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن.
ورجل حَزْنانٌ ومِحْزانٌ: شديد الحُزْنِ.
وحَزَنَه الأَمرُ يَحْزُنُه حُزْناً وأَحْزَنَه، فهو مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ؛ الأَخيرة على النَّسب، من قوم حِزانٍ وحُزَناءَ. الجوهري: حَزَنَه لغةُ قريش، وأَحْزَنه لغةُ تميم، وقد قرئ بهما.
وفي الحديث: أَنه كان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّى أَي أوْقَعه في الحُزْن، ويروى بالباء، وقد تقدم في موضعه، واحْتزَنَ وتحَزَّنَ بمعنى؛ قال العجاج: بَكَيْتُ والمُحْتَزَن البَكِيُّ، وإنما يأْتي الصِّبا الصّبِيُّ.
وفلانٌ يقرأُ بالتَّحْزين إذا أَرَقَّ صَوْتَه.
وقال سيبويه: أَحْزَنَه جعله حَزِيناً، وحَزَنَه جعلَ فيه . . . أكمل المادة حُزْناً، كأَفْتَنَه جعله فاتِناً، وفَتَنه جعلَ فيه فِتنَة.
وعامُ الحُزْنِ (* قوله «وعام الحزن» ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس، وضبط في المحكم بالتحريك). العامُ الذي ماتت فيه خديجةُ، رضي الله عنها، وأَبو طالب فسمّاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عامَ الحُزْنِ؛ حكى ذلك ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: وماتا قَبْل الهِجرة بثلاث سنين. الليث: للعرب في الحُزْن لغتانِ، إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا، وإذا ضَمُّوا خَفَّفوا؛ يقال: أَصابَه حَزَنٌ شديد وحُزْنٌ شديد؛ أَبو عمرو: إذا جاء الحزَن منصوباً فتَحوه، وإذا جاء مرفوعاً أَو مكسوراً ضموا الحاء كقول الله عز وجل: وابْيَضَّتْ عَيْناهُ من الحُزْنِ؛ أَي أَنه في موضع خفض، وقال في موضع آخر: تَفِيضُ من الدَّمْعِ حَزَناً؛ أَي أَنه في موضع نصب.
وقال: أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى الله، ضمُّوا الحاء ههنا؛ قال: وفي استعمال الفعل منه لغتان: تقول حَزَنَني يَحْزُنُني حُزْناً فأَنا مَحْزونٌ، ويقولون أَحْزَنَني فأَنا مُحْزَنٌ وهو مُحْزِنٌ، ويقولون: صوْتٌ مَحْزِنٌ وأَمرٌ مُحْزِن، ولا يقولون صوت حازنٌ.
وقال غيره: اللغة العالية حَزَنه يَحْزُنه، وأَكثر القرَّاء قرؤوا: ولا يَحْزُنْك قَوْلُهم، وكذلك قوله: قَدْ نَعْلم إِنَّه لَيَحْزُنُك الذي يقولون؛ وأَما الفعل اللازم فإِنه يقال فيه حَزِنَ يَحْزَنُ حَزَناً لا غير. أَبو زيد: لا يقولون قد حَزَنَه الأَمْرُ، ويقولون يَحْزُنُه، فإذا قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالأَلف.
وفي حديث ابن عمر حين ذَكَر الغَزْوَ وذَكَر مَنْ يَغْزو ولا نِيَّةَ له فقال: إن الشيطانَ يُحَزِّنُه أَي يُوَسْوِس إليه ويُندِّمُه ويقول له لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ ومالَكَ؟ فيقع في الحُزْنِ ويبْطلُ أَجْرُه.
وقوله تعالى: وقالوا الحمدُ لله الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن؛ قالوا فيه: الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ، وقيل: هو كُلُّ ما يَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ، فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّة كلُّ الأَحْزانِ.
والحُزَانةُ، بالضم والتخفيف: عيال الرجل الذين يَتَجَزَّنُ بأَمْرهم ولهم. الليث: يقول الرجلُ لصاحبه كيف حَشَمُك وحُزانَتُك أَي كيف مَنْ تَتَحَزَّن بأَمْرِهم.
وفي قلبه عليك حُزانةٌ أَي فِتْنةٌ (* قوله «حزانة أي فتنة» ضبط في الأصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها). قال: وتسمى سَفَنْجقانِيَّةُ العرب على العجم في أَول قُدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به من الدُّورِ والضياع ما اسْتَحَقوا حُزانةً. قال ابن سيده: والحُزانةُ قَدْمةُ العربِ على العجم في أَوّل قدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحقُّوا من الدُّورِ والضِّياع؛ قال الأَزهري: وهذا كله بتخفيف الزاي على فُعَالة.
والسَّفَنْجَقانيَّة: شَرْطٌ كان للعرب على العجم بِخُراسان إذا أَخذوا بلداً صُلْحاً أَن يكونوا إذا مرَّ بهم الجيوش أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن يُنْزلوهم ويَقْرُوهم، ثم يُزَوِّدوهم إلى ناحيةٍ أُخرى.
والحَزْنُ: بلادٌ للعَربِ. قال ابن سيده: والحَزْنُ ما غلُظَ من الأَرض، والجمع حُزُونٌ وفيها حُزُونةٌ؛ وقوله: الحَزْنُ باباً والعَقورُ كَلْباً. أَجرى فيه الاسم مُجْرى الصفة، لأَن قوله الحَزْنُ باباً بمنزلة قوله الوَعْر باباً والمُمْتَنِع باباً.
وقد حَزُنَ المكانُ حُزونةً، جاؤوا به على بناء ضِدِّه وهو قولهم: مكانٌ سَهْلٌ وقد سَهُل سُهولة.
وفي حديث ابن المُسَيَّب: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَراد أَن يُغَيِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ ويُسَمِّيَه سَهْلاً فأَبى، وقال: لا أُغيِّر اسماً سَمَّاني به أَبي، قال: فما زالت فينا تلك الحُزونةُ بَعْدُ.
والحَزْنُ: المكانُ الغليظ، وهو الخَشِنُ.
والحُزونةُ: الخُشونة؛ ومنه حديث المغيرة: مَحْزون اللِّهْزِمة أَي خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ من الكآبة.
ومنه حديث الشعبي: أَحْزَنَ بنا المنزلُ أَي صار ذا حُزونةٍ كأَخْصَبَ وأَجْدَبَ، ويجوز أَن يكون من قولهم أَحْزَنَ وأَسْهَلَ إذا رَكِبَ الحَزْنَ والسَّهْلَ، كأَنَّ المنزلَ أَرْكَبَهم الحُزونةَ حيث نَزلوا فيه. قال أَبو حنيفة: الحَزْنُ حَزْنُ بني يربوعٍ، وهو قُفٌّ غليظ مَسِيرُ ثلاثِ ليالٍ في مِثْلِها، وهي بعيدةٌ من المياه فليس تَرْعاها الشاءُ ولا الحُمُر، فليس فيها دِمَنٌ ولا أَرْواث.
وبعيرٌ حَزْنِيٌّ: يَرْعَى الحَزْنَ من الأَرض.
والحَزْنةُ: لغة في الحَزْنِ؛ وقولُ أَبي ذؤيب يصف مطراً: فَحَطَّ، من الحُزَنِ، المُغْفِرا تِ، والطَّيْرُ تَلْثَقُ حتى تَصِيحا. قال الأَصمعي: الحُزَنُ الجبال الغلاظُ، الواحدة حُزْنة مثل صُبْرةٍ وصُبَر، والمُغْفِراتُ: ذواتُ الأَغفار، والغُفْرُ: وَلَدُ الأُرْوية، والمُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ، ومن رواه فأَنزلَ من حُزَنِ المُغْفِراتِ حذف التنوين لالتقاء الساكنين، وتَلْثَق حتى تصيحا أَي ممَّا بها من الماء؛ ومثله قول المتنخل الهذلي: وأَكْسُوا الحُلَّة الشَّوْكاءَ خِدْني، وبَعْضُ الخَيْرِ في حُزَنٍ وِراطٍ (* قوله «وبعض الخير» أنشده في مادة شوك: وبعض القوم).
والحَزْنُ من الدوابِّ: ما خَشُنَ، صفةٌ، والأُنْثَى حَزْنةٌ؛ والحَزْنُ: قبيلةٌ من غَسَّانَ وهم الذين ذكرهم الأَخطل في قوله: تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان، إذْ حَضروا، والحَزْنُ: كَيْفَ قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ؟ وأَورده الجوهري: كيف قراه الغلمة الجشر؛ قال ابن بري: الصواب كيف قَراك كما أَورده غيره أَي الصُّبْرُ تسأَل عُمَيْر بنَ الحُباب، وكان قد قُتِل، فتقول له بعد موته: كيف قَراكَ الغِلمةُ الجشَر، وإنما قالوا له ذلك لأَنه كان يقول لهم: إنما أَنتم جَشَرٌ، والجَشَرُ: الذين يَبِيتون مع إبلهم في موضع رَعْيِها ولا يرجعون إلى بيوتهم.
والحَزْنُ: بلادُ بني يربوعٍ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وما لِيَ ذَنْبٌ، إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ بِنَفْحةِ حَزْنِيٍّ من النَّبْتِ أَخضرا. قال هذا رجل اتُّهم بِسَرَق بَعِير فقال: ليس هُوَ عندي إنَّما نَزَع إلى الحَزْن الذي هو هذا البَلَد، يقول: جاءت الجَنُوبُ بريحِ البَقْلِ فنَزَع إليها؛ والحَزْنُ في قول الأَعشى: ما رَوْضَةٌ، مِنْ رِياضِ الحَزْن، مُعْشِبَةٌ خَضْراءَ جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ. موضعٌ معروف كانت تَرْعَى فيه إبِلُ المُلوك، وهو من أَرض بني أَسَدٍ. قال الأَزهري: في بلاد العَرب حَزْنانِ: أَحدهما حَزْن بني يَرْبوعٍ، وهو مَرْبَعٌ من مَرابعِ العرَب فيه رياضٌ وقِيعانٌ، وكانت العرب تقول مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمَّانَ وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ فقد أَخْصَبَ، والحَزْنُ الآخرُ ما بين زُبالة فما فوق ذلك مُصْعِداً في بلاد نَجْد، وفيه غِلَظٌ وارتفاعٌ، وكان أَبو عمرو يقول: الحَزْنُ والحَزْمُ الغلَيظُ من الأَرض، وقال غيره: الحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزم من السَّيْل من نَجَوات المُتُون والظُّهور، والجمع الحُزُوم.
والحَزْنُ: ما غَلُظ من الأَرض في ارْتفاعٍ، وقد ذُكِرَ الحَزْم في مكانه. قال ابن شميل: أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها وجِبالُها وقَواقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها، ولا تُعَدُّ أَرضٌ طَيِّبَةٌ، وإن جَلُدَتْ، حَزْناً، وجمعُها حُزُون، قال: ويقال حَزْنَةٌ وحَزْن.
وأَحْزَن الرجلُ إذا صار في الحَزْن. قال: ويقال للحَزْن حُزُن لُغَتان؛ وأَنشد قول ابنِ مُقْبل: مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ، ومُصْطَافُهُ في الوُعُولِ الحُزُنْ. الحُزُن: جمع حَزْن.
وحُزَن: جبل؛ وروي بيت أَبي ذؤيب المتقدّم: فأَنْزَلَ من حُزَن المُغْفِرات.
ورواه بعضهم من حُزُن، بضم الحاء والزاي.
والحَزُون: الشاة السيِّئة الخُلق.
والحَزينُ: اسم شاعر، وهو الحزين الكِنانيُّ، واسمه عمرو بن عبد وُهَيب، وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفَد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحُه في أَبيات من جملتها: لمَّا وقَفْت عليهم في الجُموع ضُحىً، وقد تَعَرَّضَتِ الحُجَّابُ والخَدَمُ، حَيَّيْتُه بسَلامٍ وهو مُرْتَفِقٌ، وضَجَّةُ القَوْمِ عند الباب تَزْدَحِمُ في كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق، في كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِهِ، فما يُكَلِّمُ إلاَّ حين يَبْتَسِمُ (* روي البيتان الأخيران للفرزدق من قصيدته في مدح زين العابدين: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.) وهو القائل أَيضاً يهجو إنساناً بالبُخل: كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ، فليس بين يديه والنَّدَى عَمَلُ، يَرَى التَّيَمُّمَ في بَرٍّ وفي بَحَرٍ، مخافةً أَنْ يُرى كَفِّه بَلَلُ.