المصادر:  


زوق (لسان العرب) [227]


الزَّاوُوق: الزِّئْبَق؛ قال ابن المظفر: أهل المدينة يسمون الزِّئْبَق الزَّاووق، ويدخل الزِّئبَق في التصاوير، ولذلك قالوا لكل مُزَيَّنٍ مُزَوَّق؛ الجوهري: قد يقع في التَّزاوِيق لأنه يُجْعَل مع الذهب على الحديدة، ثم يُدْخَل في النار فيذهب منه الزِّئبَق ويبقى الذهب، ثم قيل لكل مُنَقَّش مُزوَّق وإن لم يكن فيه الزِّئبَق. المزيَّن به ثم كثر حتى سمي كل مُزَيَّنٍ بشيء مُزَوَّقاً. مُزَوَّق: مُحَسَّن؛ عن كراع.
وفي الحديث: ليس لي ولنبيّ أن يدخل بيتاً مُزَوَّقاً أي مُزَيَّناً؛ قيل: أصله من الزاوُوق وهو الزِّئبَق.
وفي الحديث: أنه قال لابن عمر: إذا رأيتَ قُرَيشاً قد هَدَموا البيت ثم بَنَوْه . . . أكمل المادة فزَوَّقوه فإن اسْتَطعْتَ أن تموت فمُتْ؛ كَرِهَ تَزْوِيقَ المساجد لما فيه من الترغيب في الدنيا وزينتها أو لشَغْلِها المصلي، وجمع الزاووق زَوَق؛ قال ابن بري وأنشد القزاز: قد حصَّل الجَدَّ مِنَّا كلُّ مُؤتَشِبٍ، كما يُحَصِّلُ ما في التِّبْرة الزَّوَقُ والتِّبْرة: تراب يخرج منه التِّبْر. الكلامَ والكتابَ إذا حسَّنْته وقوَّمْته. أبو زيد: يقال هذا كتاب مُزَوَّرٌ مُزَوَّق، وهو المُقَوَّم تقويماً؛ وقد زَوَّر فلان كتابه وزوَّقَه إذا قوَّمه تقويماً.ويقال: فلان أثقل من الزاووق.
وفي حديث هشام ابن عروة أنه قال لرجل: أنت أثْقلُ من الزاووق، يعني الزِّئبَق، كذا يُسمّيه أهل المدينة.
ودِرْهم مُزَوَّق ومُزَأبعق بمعنى واحد. أبو عمرو: الزَّوَقةُ نقَّاشو سَمّانِ الرَّوافِد، والسَّمّان: تَزاوِيقُ السُّقوف، وفي نسخة: الزَّوَقةُ الذين يُزَوِّقون السّقوف والطَّوَقةُ الطُّيور والغَوَقة الغربان والقَوَقةُ الدُّيوك والهوقة الهلكى.
وروي عن حسان ابن عطية قال: أبْصر أبو الدَّرْداء قد زُوِّق ابنه، فقال: زوِّقوهم ما شئتم فذاك أغْوى لهم.

الزُّوقُ (القاموس المحيط) [213]


الزُّوقُ، بالضم: ة على دِجْلَةَ بَيْنَ الجَزيرَةِ والمَوْصِلِ، وهُما: زُوقانِ. الزِئْبَقُ،
كالزاووقِ، ومنه: التَّزْويق: للتَّزْيينِ والتَّحْسينِ، لأنه يُجْعَلُ مَعَ الذَّهَبِ، فَيُطْلَى به، فَيُدْخَلُ في النارِ، فَيَطيرُ الزاوُوقُ، ويَبْقَى الذَّهَبُ،
ثم قيلَ لِكُلِّ مُنَقَّشٍ ومُزَيَّنٍ: مُزَوَّقٌ.

زوق (الصّحّاح في اللغة) [56]


الزاوُوقُ: الزئبقُ في لغة أهل المدينة، وهو يقع في التَزاويقِ؛ لأنَّه يُجْعَلُ مع الذهب على الحديد ثم يُدخَلُ في النار فيذهب منه الزئبق ويقى الذهب، ثمَّ قيل لكل مُنَقَّشٍ: مُزَوَّقٌ، وإن لم يكن فيه الزئبقُ. الكلام والكتابَ، إذا حَسَّنْتَهُ وقوّمتَه.
وزيقُ القميص: ما أحاط بالعنق.
وتَزَيَّقَتِ المرأة، إذا تزيَّنتْ واكتحلتْ.

ز و ق (المصباح المنير) [55]


 زَوَّقْتُهُ: "تَزْوِيقًا" مثل زينته وحسنته. 

زوق (مقاييس اللغة) [50]



الزاء والواو والقاف ليس بشيء.
وقولهم زَوَّفْتُ الشيءَ إذا زَيّنتهُ وموّهته، ليس بأصل، يقولون إنّهُ من الزَّاوُوق، وهو الزِّئبق.
وكلُّ هذا كلام.

زوقه (المعجم الوسيط) [15]


 طلاه بالزاووق وزينه وَحسنه يُقَال زوق الْعَرُوس وَيُقَال زوق كَلَامه جمل أسلوبه ونقشه وزخرفه يُقَال زوق الْمَسْجِد وزوق الْكتاب 

رقشه (المعجم الوسيط) [6]


 رقشا نقشه وزخرفه وَحسنه وزينه وَالْكتاب أَو الْكَلَام كتبه ونقطه وسطره والنمام كَلَامه والمعاتب عتابه زوقه ونمقه ليبلغ مُرَاده 

بزر (المعجم الوسيط) [6]


 الْحبّ بزرا أَلْقَاهُ فِي الأَرْض للإنبات وَالْقدر رمى فِيهَا الأبازير وَفُلَانًا بالعصا ضربه والقصار الثَّوْب ضربه بالعصا بزر:  الْقدر بزرها وَيُقَال بزر الطَّعَام وَكَلَامه حسنه وزوقه 

ضرجه (المعجم الوسيط) [6]


 ضرجا شقَّه وَالنَّار فتح لَهَا عينا وَالثَّوْب وَنَحْوه صبغه بالحمرة وَلم يشبعه وَيُقَال ضرجه بِكَذَا لطخه ضرجه:  مُبَالغَة ضرجه وَيُقَال ضرج الْكَلَام زوقه وَحسنه وَالدَّابَّة ركضها 

برق (المعجم الوسيط) [5]


 بَصَره وببصره أوسعه وَأحد النّظر وَفُلَان هدد وأوعد وَفِي الْمثل (برق لمن لَا يعرفك) هدد من لَا علم لَهُ بك فَإِن من عرفك لَا يعبأ بك وسافر سفرا بَعيدا وَفِي الْمعاصِي لج وَالْمَرْأَة بوجهها برقتْ ومنزله زينه وزوقه 

لسق (لسان العرب) [6]


اللَّسَقُ مثل اللَّصَق: لزوق الرِّئة بالجنب من العطش، يقال لَسِق البعير ولَصِقَ؛ منه قول رؤبة: وَبَلٌ بَرْدُ الماء أَعضَادَ اللَّسَقْ قال ابن بري وقبله: حتى إذا أَكْرَعْنَ في الحَوْم المَهَقْ وبعده: وَسْوَس يَدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ والحَوْم: الماء الكثير، والمَهَقُ: الأبيض.
واللَّسُوق: دواء كاللَّزُوق. الأَزهري: اللَّسَقُ عند العرب هو الظمأُ، سمي لَسَقاً للزوق الرِّئة بالجنب، وأَصله اللَّزَقُ. ابن سيده: لَسِقَ لغة في لَصِقَ، لَسِقَ به ولَصِقَ به والتَسَقَ به والْتَزقَ به وألْسَقه به غيرهُ وأَلصقه.
وفلان لِسْقي ولِصْقي وبِلِسِقْي وبِلِصْقِي ولَسِيقي ولَصِيقي أَي بجنبي.

الزوقة (المعجم الوسيط) [5]


 الَّذين يزوقون سقوف الْبيُوت 

البَنيقَةُ (القاموس المحيط) [5]


البَنيقَةُ، كَسفينَةٍ: لَبِنَةُ القَمِيصِ وجُرُبَّانُهُ،
كالْبِنَقَة، كعِنَبَةٍ، ودائِرَتانِ في نَحْرِ الفَرَسِ، وزَمْعَةُ الكَرْمِ، والشَّعَرُ المُخْتَلِفُ وَسَطَ المَوْقِفِ من الشاكِلَةِ.
وبَنَقَ: وَصَلَ، وغَرَسَ شِراكاً واحِداً من الوَدِيِّ،
كأَبْنَقَ وبَنَّقَ.
وبانوقَةُ: امْرَأَةٌ.
وبَنَّقَ بالمكانِ تَبْنيقاً: أقامَ،
و~ كلامَهُ: جَمَعَهُ وسَوَّاهُ،
و~ كِذْبَةً: صَنَعَها وزَوَّقَها،
و~ ظَهْرَهُ بالسَّوْطِ: قَطَعَهُ،
و~ الشيءَ: قَلَّدَهُ،
و~ القَميصَ: جَعَلَ له بَنيقَةً،
و~ الجَعْبَةَ: فَرَّجَ أعْلاها وضَيَّقَ أسْفَلَها.

ضَرَجَهُ (القاموس المحيط) [4]


ضَرَجَهُ: شَقَّهُ فانْصَرَجَ، ولَطَخَهُ فَتَضَرَّجَ، وألقاهُ.
وعيْنٌ مَضْروجَةٌ: واسِعَةُ الشَّقِّ.
وانْضَرجَ: اتَّسَعَ،
و~ ما بينَهمْ: تباعَدَ،
و~ العُقابُ: انْقَضَّتْ على الصَّيْدِ، أو أخَذَتْ في شِقٍّ.
وتَضَرَّجَ البَرْقُ: تَشَقَّقَ،
و~ النَّوْرُ: تَفَتَّحَ،
و~ الخَدُّ: احْمارَّ،
و~ المرأةُ: تَبَرَّجتْ.
وضَرَّجَ الجَيْبَ تَضْريجاً: أرْخاهُ،
و~ الإِبِلَ: رَكَضَها في الغارَةِ،
و~ الكلامَ: حَسَّنَهُ وزَوَّقَهُ،
و~ الثَّوْبَ: صَبَغَهُ بالحُمْرَةِ،
و~ الأَنْفَ بالدَّمِ: أدماهُ.
والإِضْريجُ: كِساءٌ أصْفَرُ، والخَزُّ الأَحْمَرُ، والفَرَسُ الجَوادُ، والصِّبْغُ الأَحْمَرُ.
والمُضَرِّجُ، كمُحَدِّث: الأَسَدُ.
والمضَارجُ، كالمَنازِلِ: المَشاقُّ، والثِّيابُ الخُلْقانُ.
وضارِجٌ: ع.
وعَدْوٌ ضَريجٌ: شَديدٌ.

زخرف (لسان العرب) [2]


الزُّخْرُفُ: الزِّينةُ. ابن سيده: الزُّخْرفُ الذهب هذا الأَصل، ثم سُمِّي كل زِينةٍ زُخْرُفاً ثم شبه كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ به.
وبيت مُزَخْرفٌ، وزَخْرَفَ البيت زَخْرَفَةً: زَيَّنَه وأَكْمَلَه.
وكلُّ ما زُوِّقَ وزُيِّنَ، فقد زُخْرِفَ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لم يدخل الكعبة حتى أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فنُحِّيَ؛ قال: الزخرف ههنا نُقُوشٌ وتَصاويرُ تُزَيَّنُ بها الكعبةُ وكانت بالذهب فأَمر بها حتى حُتّت؛ ومنه قوله تعالى: ولبيوتهم أَبْواباً وسُرراً عليها يتكئُون وزُخْرُفاً؛ قال الفراء: الزخرف الذهب، وجاء في التفسير: إنَّا نجعلها لهم من فِضَّة ومن زُخْرف، فإذا أَلقيت من الزخرف (* قوله «القيت من الزخرف» كذا بالأصل يريد إذا لم تقدر دخول . . . أكمل المادة من على زخرف أوقعت إلخ.) أَوقعت الفعل عليه أَي وزخرفاً نجعل لهم ذلك، قيل: ومعناه ونجعل لهم مع ذلك ذهباً وغِنًى، قال: وهو أَشبه الوجهين بالصواب.
وفي الحديث: نَهَى أَن تُزخْرَفَ المساجدُ أَي تُنْقَشَ وتُمَوَّه بالذهب، ووجه النهي يحتمل أَن يكون لئلا تَشْغَل المصلي.
وفي الحديث الآخر: لَتُزَخْرِفُنّها كما زَخْرَفَتِ اليهود والنصارى، يعني المساجد.
وفي حديث صفة الجنة: لَتَزَخْرَفَتْ له ما بين خَوافِقِ السمواتِ والأَرض.
وقال ابن الأَعرابي في قوله تعالى: زُخْرُفَ القولِ غُرُوراً، أَي حُسْن القول بتَرْقِيشِ الكذِب، والزُخْرُفُ الذهبُ في غيره.
وقوله عز وجل: حتى إذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْرُفَها أَي زينتها من الأَنْوارِ والزّهْر من بين أَحْمر وأَصفر وأَبيض.
وقال ابن أَسلم: الزُّخْرُفُ مَتاعُ البيت.
والزخرف في اللغة: الزينة وكمالُ حُسْنِ الشيء.
والمُزَخْرَفُ: المُزَيَّنُ، وفي وصِيته لِعيّاش بن أَبي ربيعة لمّا بعثه إلى اليمن: فلن تأْتِيك حُجّةٌ إلا دَحَضَتْ ولا كِتاب زُخْرُفٍ إلا ذهَبَ نُورُه أَي كتابُ تمويه وترقيشٍ يزعمون أَنه من كتب اللّه وقد حُرِّفَ أَو غُيِّرَ ما فيه وزُيِّنَ ذلك التغيير ومُوِّهَ.
والتَّزَخْرُفُ: التَّزَيُّنُ.
والزَّخارِفُ: ما زُيِّنَ من السُّفُن.
وفي التهذيب: والزَّخارِفُ السفن.
والزُّخْرُفُ: زينةُ النباتِ؛ ومنه قوله عز وجل: حتى إذا أَخذتِ الأَرضُ زُخْرُفَها؛ قيل: زِينتها بالنبات، وقيل: تمامَها وكمالَها.
وزَخْرَفَ الكلامَ: نَظَّمَه.
وتَزَخْرَفَ الرجلُ إذا تَزَيَّن.
والزَّخارِفُ: ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تطير على الماء؛ قال أَوس بن حجر: تَذَكَّرَ عَيْناً من غُمازَ، وماؤُها له حَدَبٌ تَسْتَنُّ فيه الزخارِفُ وفي التهذيب: دُوَيْبّاتٌ تطير على الماء مثل الذُّباب.
والزُّخْرُفُ: طائر، وبه فسّر كُراع بيت أَوْسٍ.
وزَخارِفُ الماء: طرائقُه.

ليط (لسان العرب) [2]


لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوط ويَلِيط لَيْطاً ولِيطاً: لزِق.
وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولِيطاً، بالكسر، يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب، وهو أَلْوَطُ بقلبي وأَلْيَطُ، وحكى اللحياني به حُبّ الولد.
وهذا الأَمر لا يَلِيطُ بصَفَري ولا يَلْتاطُ أَي لا يَعْلَقُ ولا يَلْزَقُ.
والتاطَ فلان ولداً: ادَّعاه واستلحقه.
ولاطَ القاضي فلاناً بفلان: أَلحقه به.
وفي حديث عمر: أَنه كان يَلِيطُ أَولاد الجاهِلية بآبائهم، وفي رواية: بمن ادَّعاهم في الإِسلام، أَي يُلْحِقهم بهم.
واللِّيطُ: قِشر القصب اللازق به، وكذلك لِيطُ القَناةِ، وكلُّ قِطْعة منه لِيطة.
وقال أَبو منصور: لِيطُ العود القشر الذي تحت القشر الأَعلى.
وفي كتابه لوائل ابن حُجْر: في التِّيعةِ شاة لا مُقْوَرّةُ الألْياطِ؛ هي جمع لِيطٍ . . . أكمل المادة وهي في الأَصل القشر اللازق بالشجر، أَراد غير مُسْترخِيةِ الجلود لهُزالها، فاستعار اللِّيط للجلد لأَنه للحم بمنزلته للشجر والقصب.
وإِنما جاء به مجموعاً لأَنه أَراد لِيط كل عُضو.
واللِّيطةُ: قشْرة القَصبة والقوسِ والقناة وكلِّ شيء له مَتانة، والجمع لِيطٌ كريشةٍ وريش؛ وأَنشد الفارسي قول أَوس بن حَجر يصف قَوْساً وقَوّاساً: فَمَلَّك باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقِئِ بَيْضٍ كَنَّه القيْضُ مِنْ عَل قال: ملَّك، شدَّد، أَي ترك شيئاً من القِشر على قلب القوس ليتمالك به، قال: وينبغي أَن يكون موضع الذي نصباً بمَلَّك ولا يكون جَرّاً لأَنّ القِشْر الذي تحت القوس ليس تحتها، ويدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْضِ والغِرْقِئِ؛ وجمع اللِّيط لِياط؛ قال جَسَّاسُ بن قُطيْبٍ: وقُلُصٍ مُقْوَرّةِ الأَلْياطِ قال: وهي الجُلُودُ ههنا.
وفي الحديث: أَن رجلاً قال لابن عباس: بأَي شيء أُذَكِّي إِذا لم أَجد حَدِيدةً؟ قال: بِلِيطةٍ فاليةٍ أَي قشرةٍ قاطعةٍ.
واللِّيطُ: قشر القصَب والقَناة وكلِّ شيء كانت له صَلابةٌ ومَتانة، والقِطْعةُ منه لِيطةٌ؛ ومنه حديث أَبي إِِدْرِيسَ قال: دخلت على النبي (* قوله «على النبي إلخ» في النهاية على أنس، رضي الله عنه، إلى آخر ما هنا.) ، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأُتِيَ بعَصافِيرَ فذُبحَتْ بِلِيطةٍ، وقيل: أَراد به القِطْعةَ المُحَدَّدةَ من القصب.
وقوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّياطِ أَي لازِقَتُها.
وتَلَيَّط لِيطةً: تَشظّاها.
واللِّيطُ: قِشر الجُعَلِ، واللَّيْطُ: اللَّوْنُ (* قوله «والليط لون» هو بالفتح ويكسر كما في القاموس.) وهو اللِّياطُ أَيضاً؛ قال: فصَبَّحَتْ جابِيةً صُهارِجا، تَحْسَبُها لَيْطَ السماء خارِجا شبه خُضرة الماء في الصِّهْريج بجِلد السماء، وكذلك لِيطُ القَوْسِ العربية تمسح وتمرّن حتى تصفرَّ ويصير لها لِيط؛ وقال الشاعر يصف قوساً: عاتكة اللِّياط.
ولِيطُ الشمس ولَيْطُها: لَوْنها إِذ ليس لها قِشْر؛ قال أَبو ذُؤيْب: بِأَرْيِ التي تَأْرِي إِلى كُلِّ مَغْرِبٍ، إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها (* قوله «تأري» في شرح القاموس تهوي.) والجمع أَلْياط؛ أَنشد ثعلب: يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ، وهو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ ويقال للإنسان اللّيِّن المَجَسّةِ: إِنه للَيِّنُ اللِّيط.
ورجل لَيِّن اللّيطِ أي السجِيّةِ.
واللِّياطُ: الرّبا، سمي لِياطاً لأَنه شيء لا يحِلّ أُلصِق بشيء؛ وكلُّ شيء أُلصق بشيء وأُضِيفَ إِليه، فقد أُليِطَ به، والرِّبا مُلْصَق برأْس المال.
ومنه حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه كتَب لثَقِيفَ حينَ أَسْلَموا كِتاباً فيه: وما كان لهم من دَيْنٍ إِلى أَجَلِه فبلغ أَجَلَه فإِنّه لِياطٌ مُبرّأٌ من اللّه، وإِنّ ما كان لهم من دَيْن في رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه يُقْضى إِلى رأْسِه ويُلاطُ بِعُكاظ ولا يُؤخّر؛ واللِّياطُ، في هذا الحديث: الربا الذي كانوا يُرْبُونَه في الجاهلية ردّهم اللّه إِلى أَن يأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم ويدَعُوا الفَضْل عليها. ابن الأَعرابي: جمع اللِّياطِ اللِّيالِيطُ، وأَصله لوط.
وفي حديث معاويةَ بن قُرَّةَ: ما يَسُرّني أَني طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هذه اللاَّئطةِ وإِنّ لي الدنيا؛ اللائطةُ: الأُسْطوانةُ، سميت به لِلُزوقِها بالأَرض.
ولاطَه اللّهُ لَيْطاً: لعنه اللّه؛ ومنه قول أُمَيّةَ يصف الحية ودخُول إِبليس جَوْفَها: فَلاطَها اللّهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِيفَتَه، طُولَ اللَّيالي، ولم يَجْعَلْ لها أَجَلا أَراد أَن الحية لا تموت بأَجَلها حتى تقتل.
وشَيْطانٌ لَيْطانٌ: منه، سُرْيانِيّة، وقيل: شَيْطانٌ لَيْطانٌ إِتباع.
وقال ابن بري: قال القالي لَيطان كم لاطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَ. أَبو زيد: يقال ما يَلِيطُ به النعيم ولا يَلِيقُ به معناه واحد.
وفي حديث أَشْراطِ الساعةِ: ولتَقُومَنَّ وهو يَلُوطُ حوْضَه، وفي رواية: يَلِيطُ حوضَه أَي يُطَيّنُه.

البَرْقُ (القاموس المحيط) [1]


البَرْقُ: فرسُ ابنِ العَرَِقَةِ، وواحدُ بُروقِ السحابِ، أو ضَرْبُ مَلَكِ السحابِ وتَحْريكُه إياهُ ليَنْسَاقَ فَتُرَى النيرانُ.
وبَرَقَت السماءُ بُروقاً وبَرَقاناً: لَمَعَتْ، أو جاءَتْ ببَرقٍ،
و~ البَرْقُ: بَدا،
و~ الرجلُ: تَهَدّدَ وتَوَعَّدَ،
كأَبْرَقَ،
و~ الشيءُ بَرْقاً وبَريقاً وبَرَقاناً: لَمَعَ،
و~ طعامَه بِزَيْتٍ أو سَمْنٍ: جَعَلَ فيه منه قليلاً،
و~ النَّجْمُ: طَلَعَ،
و~ المرأةُ بَرْقاً: تَحَسَّنَتْ وتَزَيَّنَتْ،
كبَرَّقَتْ،
و~ الناقةُ: شالَتْ بذَنَبِها وتَلَقَّحَتْ، وليستْ بِلاقِحٍ،
كأبْرَقَتْ فيهما، فهي بَروقٌ ومُبْرِقٌ من مَباريقَ،
و~ بَصَرُهُ: تَلألأَ.
وكفرِحَ ونَصَرَ بَرْقاً وبُروقاً: تَحَيَّرَ حتى لا يَطْرِفُ، أو دَهِشَ فلم يُبْصِرْ،
و~ . . . أكمل المادة السِقاءُ: أصابَه الحَرُّ، فَذابَ زُبْدُه وتَقَطَّعَ فلم يجْتَمِعْ.
وسِقاءٌ بَرِقٌ، ككتف،
و~ الغَنَمُ، كفَرِحَ: اشْتَكَتْ بُطونَها من أكْلِ البَرْوَقِ.
والبُرْقانُ، بالضم: البَرَّاقُ البَدَنِ، والجَرادُ المُتَلَوِّنُ، الواحدةُ: بُرْقانَةٌ، وبالكسر: ة بخُوارَزْمَ،
وة بجُرْجانَ.
وجاءَ عندَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ، كمَقْعَدٍ: حينَ بَرَقَ.
وبَرَقَ نَحْرُه: لَقَبُ رجلٍ.
وذو البَرْقَةِ: عليُّ بنُ أبي طالِبٍ، رضي الله تعالى عنه، لَقَّبَهُ به العباسُ، رضي الله تعالى عنه، يومَ حُنَيْنٍ.
والبَرْقَةُ: الدَّهْشَةُ،
وة بقُمَّ،
وة تُجاهَ واسِطِ القَصَبِ، وقَلْعَةٌ حَصينةٌ بنواحي دُوانَ، وإقْليمٌ، أو ناحيةٌ بين الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإفْرِيقِيَّةَ.
وكجُهَيْنَةَ: اسمٌ للعَنْز تُدْعَى به للحَلَبِ.
وذو بارِقٍ الهَمْدانيُّ: جَعْوَنَةُ بنُ مالِكٍ.
والبارِقُ: سحابٌ ذو بَرْقٍ،
وع بالكوفةِ، ولَقَبُ سعدِ بنِ عَدِيٍّ أبي قبيلةٍ باليمَنِ.
والبارِقةُ: السُّيوفُ.
والبَرْوَقُ، كجَرْوَلٍ: شُجَيْرَةٌ ضعيفةٌ، إذا غامَتِ السماءُ اخْضَرَّتْ، الواحدةُ: بهاءٍ، ومنه: "أَشْكَرُ من بَرْوَقَةٍ".
والبَرْواقُ، بزيادةِ أَلِفٍ: نباتٌ يُعْرَفُ بالخُنْثَى، وأكْلُ ساقِه الغَضِّ مَسْلوقاً بزَيْتٍ وخَلٍّ تِرْياقُ اليَرَقانِ، وأصْلُهُ يُطْلَى به البَهَقانِ فَيُزيلُهُما.
والإِبْرِيقُ: مُعَرَّبُ: آبْ ري،
ج: أباريقُ، والسيفُ البَرَّاقُ، والقوس فيها تلاميعُ، والمرأةُ الحَسْناءُ البَرَّاقةُ.
والأَبْرَقُ: غِلَظٌ فيه حِجارَةٌ ورَمْلٌ وطينٌ مُخْتَلِطَةٌ،
ج: أَبارِقُ،
كالبَرْقاءِ، ج: بَرْقاواتٌ، وجَبَلٌ فيه لَوْنانِ، أَو كُلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ فيه سَوادٌ وبَياضٌ، تَيْسٌ أبْرَقُ، وعَنْزٌ بَرْقاءُ، ودَواءٌ فارِسِيٌّ، جَيِّدٌ للحِفْظِ، وطائِرٌ.
وأبْرَقا زيادٍ: ع.
والأبْرَقانِ، إذا ثَنَّوا، فالمُرادُ غالِباً: أبْرَقَا حِجْر اليمامَةِ، وهو مَنْزِلٌ بين رُمَيْلَةِ اللِّوَى بِطَريق البَصْرَةِ إلى مَكةَ.
والأَبْرقانِ: ماءٌ لبَني جَعْفَرٍ.
والأَبْرَقُ: البادي.
وأَبْرَقُ ذي الجُموعِ، والحَنَّانِ، والدَّآثِ، وذي جُدَدٍ، والرَّبَذَةِ، والرَّوحانِ، وضَحْيانَ، والأَجْدَلِ، والأَعْشاشِ، وأليَةَ، والثُّوَيْرِ، والحَزْنِ، وذاتِ سَلاسِلَ، ومازِنٍ، والعَزَّافِ، وعَمْرانَ، والعَيْشومِ،
والأَبْرَقُ الفَرْدُ،
وأبْرَقُ الكِبْريتِ، والمُدى، والمَرْدُومِ، والنَّعَّارِ، والوَضَّاحِ، والهَيْجِ: مَواضِعُ.
وأبْراقٌ: جَبَلٌ بِنَجْدٍ.
والأَبْرَقَةُ: من مِياهِ نَمْلَةَ.
والأُبْروقُ، كأُظْفورٍ: ع بِبلادِ الرومِ، يَزورُهُ المُسْلِمونَ والنَّصارَى.
وأبارِقُ: ع بِكِرْمانَ.
وأبارِقُ الثَّمَدَيْنِ، وطِلْخَامٍ، والنَّسْرِ، واللِكاكِ،
وهَضْبُ الأَبارِقِ: مَواضِعُ.
والبَرَقُ، محرَّكةً: الحَمَلُ، مُعَرَّبُ: بَرَه،
ج: أبْراقٌ وبُرْقانٌ، بالكسر والضم، والفَزَعُ، والدَّهَشُ، والحَيْرَةُ.
وكشدَّادٍ: جَبَلٌ بين سَميراءَ وحاجِرٍ.
وعَمْرُو بنُ بَرَّاقٍ: من العَدَّائِينَ.
والبَرَّاقةُ: المرأةُ لها بَهْجَةٌ وبَريقٌ.
وجَعْفَرُ بنُ بُرقانَ، بالكسر والضم: مُحدِّثٌ كِلابِيٌّ.
وكغُرابٍ: دابَّةٌ رَكِبَهَا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لَيْلَةَ المعْراجِ، وكانت دونَ البَغْلِ وفوقَ الحِمارِ،
وة بِحَلَبَ.
والبُرْقَةُ، بالضمِ: غِلَظٌ،
كالأَبْرَقِ.
وبُرَقُ دِيارِ العَرَبِ: تُنِيفُ على مئةٍ، منها:
بُرْقَةُ الأَثْمادِ، والأَجاوِلِ، والأَجْدَادِ، والأَجْوَلِ، وأحْجَارٍ، وأحْدَبَ، وأحْواذٍ، وأخْرَمَ، وأرْمامٍ، وأروَى، وأظْلَمَ، وأعْيارٍ، وأفْعَى، والأَمالِحِ، والأَمْهارِ، وأنْقَدَ، والأَوْجَرِ، وذِي الأَوْداثِ، وإيرٍ، بالكسر، وبارِقٍ، وثادِقٍ، وثَمْثَمٍ، والثَّوْرِ، وثَهْمَدٍ، والجَبا، وحارِبٍ، والخُرضِ، وحَسْلَةَ، وحِسْمَى أو حُسْنَى، والحَصَّاءِ، وحِلِّيتٍ، والحِمَى، وحَوْزَةَ، وخاخٍ، والخالِ، والخُبَيْبَة، والخَرْجاءِ، وخِنْزِيرٍ، وخَوٍّ، وخَيْنَفٍ، والدَّآَّثِ، ودَمْخٍ، ورامَتَيْنِ، ورَحْرَحانَ، وَرَعْمٍ، والرَّكاءِ، ورُواوَةَ، والرَّوْحانِ، وسُعْدٍ، وسِعْرٍ، وسُلْمانَينِ، وسُمْنانَ، وشَمَّاءَ، والشَّواجِنِ، وصادِرٍ، والصَّراةِ، والصَّفا، وضاحِكٍ، وضارِجٍ، وطِحالٍ، وعاذِبٍ، وعاقِلٍ، وعالجٍ، وعَسْعَسٍ، وذي عَلْقَى، والعُنابِ، كغُرابٍ، وعَوْهَقٍ، والعِيرَاتِ، وعَيْهَلٍ، وعَيْهَمٍ، وذي غانٍ، والغَضى، وغَضْوَرٍ، وقادِمِ، وذي قارٍ، والقُلاخِ، والكَبَوانِ، ولَعْلَعٍ، (ولَفْلَفٍ) واللَّكِيكِ، واللِّوَى، ومأسَلٍ، ومِجْوَلٍ، ومَرَوراةَ، ومُكَتَّلٍ، ومُنْشِدٍ، ومَلْحوبٍ، والنَّجْدِ، ونُعْمِيٍّ، والنِّيرِ، ووَاحِفٍ، وواسِطٍ، وواكِفٍ، والودَّاءِ، وهارِبٍ، وهَجينٍ، وهولَى، ويَتْرَبَ، واليمامةِ: هذه بُرَقُ العَرَبِ.
والبُرْقُ، بالضم: الضِّبابُ، جمعُ ضَبٍّ.
والبَريقُ: التَّلأُلُؤُ، وبهاءٍ: اللَّبَنُ يُصَبُّ عليه إهالَةٌ أو سَمْنٌ قليلٌ،
ج: بَرائِقُ.
والبُورَقُ، بالضم: أصْنافٌ: مائِيٌّ وجَبَلِيٌّ وأرْمَنِيٌّ ومِصْرِيٌّ، وهو النَّطْرون، مَسْحوقُه يُلْطَخُ به البَطْنُ قَريباً من نارٍ، فإنه يُخْرِجُ الدودَ، ومَدُوفاً بِعَسَلٍ أو دُهْنِ زَنْبَقٍ، تُطْلَى به المذَاكيرُ، فإِنه عَجيبٌ للباءَة.
والإِسْتَبْرَقُ: الديباجُ الغَليظُ، مُعَرَّبُ: اسْتَرْوَه، أو ديباجٌ يُعْمَلُ بالذَّهبِ، أو ثيابُ حَريرٍ صِفاقٌ نَحْوُ الديباج، أو قِدَّةٌ حَمْراءُ كأَنَّها قِطَعُ الأَوْتارِ، وتَصْغيرُهُ: أُبَيْرِقٌ.
والبُرَيْقُ بنُ عياضٍ، كزُبَيْرٍ: شاعِرٌ هُذَليٌّ.
وأرْعَدوا وأبْرَقوا: أصابَهُمْ رَعْدٌ وبَرْقٌ،
و~ السَّماءُ: أتتْ بهما،
و~ فُلانٌ: تَهَدَّدَ وأوْعَدَ.
وأبْرَقَ: ألْمَعَ بِسَيْفِهِ،
و~ عَنِ الأَمْرِ: تَرَكَهُ،
و~ المَرْأةُ عَن وَجهِها: أبْرَزَتْهُ،
و~ الصَّيْدَ: أثارَهُ،
و~ المُضَحِّي: ضَحَّى بالشاةِ
البَرْقاءِ، أي: التي يَشُقُّ صوفَها الأَبْيَضَ طاقاتٌ سودٌ.
وبَرَّقَ عَيْنَيْهِ تَبْريقاً: وَسَّعَهُما، وأحَدَّ النَّظَرَ،
و~ فُلانٌ: سافَرَ بَعيداً،
و~ مَنْزِلَهُ: زَيَّنَهُ وزَوَّقَهُ،
و~ في المَعاصي: لَجَّ،
و~ بِي الأَمْرُ: أعْيَا عَلَيَّ.
والبُرْقوقُ: إجَّاصٌ صِغارٌ، والمِشْمِشُ، مُوَلَّدَةٌ.

بنق (لسان العرب) [1]


بَنَّقَ الكِتابَ: لغة في نَبَّقه.
وبَنَّق كلامَه: جمعَه وسوّاه، ومنه بَنائقُ القَميصِ أَي جمع شيء. (* كذا بالأصل).
وقد بَنَّق كتابه إذا جوَّده وجمعَه.
والبِنَقة والبَنِيقةُ: رُقْعة تكون في الثوب كاللَّبِنةِ ونحوها، مشّتق من ذلك، وقيل: البَنِيقة لَبِنة القميص، والجمع بَنائقُ وبَنِيقُ؛ قال قيس بن معاذ المجنون: يَضُمُّ إليَّ الليلُ أَطْفالَ حُبِّها، كما ضَمَّ أزْرارَ القَمِيصِ البَنائقُ ويروى: أََثنْاء حبها؛ ويروى: أَبناء حبها؛ وأراد بالأَطفال الأَحزان المتولدة عن الحبّ؛ قال ابن بري: وهذا من المقلوب لأَن الأَزرار هي التي تضُم البَنائقَ، وليست البنائقُ هي التي تضم الأَزرارَ، وكان حق إنشاده: كما ضمَّ أزرارُ القميصِ البنائقا إلا أَنه قلبه، وفسر أبو عمرو . . . أكمل المادة الشيباني البنائق هنا بالعُرى التي تُدخَل فيها الأَزْرار، والمعنى على هذا واضح بيِّن لا يُحتاج معه إلى قَلْب ولا تعسُّف إِلا أَن الجمهور على الوجه الأَول؛ وذكر ابن السيرافي أَنه روى بعضهم: كما ضم أَزرارُ القميص البنائقا قال: وليس بصحيح لأَن القصيدة مرفوعة، وأَولها: لَعَمْرُكِ إنَّ الحُبَّ، يا أُمَّ مالِكٍ، بِجسْمي، جَزاني اللهُ، مِنْكِ لَلائقُ وبعد قوله: يضم إليَّ أَطْفالَ حُبها قوله: وماذا عسى الواشُونَ أَن يَتحدَّثُوا سِوَى أَن يقُولوا: إنَّني لكِ عاشِقُ؟ نَعَمْ صدَقَ الواشُونَ أَنتِ حَبيبةٌ إليَّ، وإنْ لم تَصْفُ منكِ الخَلائقُ وقال أَبو الحَجاج الأَعلم: البَنِيقة اللَّبِنة.
وكل رُقْعة تزاد في ثوب أَو دَلو ليتَّسِع، فهي بنِيقة؛ ويقوِّي هذا القول قول الأَعشى: قَوافِيَ أَمْثالاً يُوَسِّعْنَ جِلْدَه، كما زِدْتَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الدَّخارِصا فجعل الدِّخْرِصةَ رُقعة في الجلد زِيدَت ليتَّسع بها؛ قال السيرافي: والدِّخرِصةُ أَطول من اللَّبِنة، قال ابن بري: وإذا ثبت أَن بَنِيقة القميص هي جُرُبَّانُه فُهِم معناه، لأَن جُرُبّانه معروف، وهو طَوْقُه الذي فيه الأَزْرارُ مَخِيطةً، فإذا أُريد صْمّه أُدخلت أَزراره في العُرى فضَمَّ الصدْر إلى النَّحر، وعلى ذلك فسر بيت قيس بن معاذ المتقدّم؛ قال: ويبين صحة ذلك ما أَنشده القالي في نوادره وهو: له خَفَقانٌ يَرْفَعُ الجَيْبَ والحَشَى، يُقَطِّعُ أَزْرارَ الجِرِبّانِ ثائرُهْ هكذا أَنشده، بكسر الجيم والراء، وزعم أَنه وجده كذا بخط إِسحق بن إِبراهيم المَوْصليّ، وكان الفراء ومن تابعه يضم الجيم والراء؛ ومثل هذا بيت ابن الدُّمَيْنة: رَمَتْني بطَرفٍ، لو كَمِيًّا رَمَتْ به، لَبُلَّ نَجيعاً نَحْرُه وبَنائقُه لأَن البَنِيقة طَوْقُ الثوب الذي يَضُم النحر وما حولَه، وهو الجُرُبّان؛ قال: ويحتمل أَن يريد العُرى على تفسير الشيباني، قال: ومما يدلُّك على أَن البَنيقة هي الجُرُبَّان قول جرير: إذا قِيلَ هذا البَيْنُ، راجعْتُ عَبْرةً لها بِجُرُبّانِ البَنيقةِ واكِفُ وإِنما أَضاف الجربان إلى البنيقة وإِن كان إياها في المعنى ليُعلم أنهما بمعنى واحد، وهذا من باب إضافة العامّ إلى الخاصّ، كقولهم عِرْقُ النَّسا، وإن كان العرق هو النسا من جهة أَنّ النسا خاصّ والعِرق عامّ لا يخصُّ النسا من غيره، ومثل ذلك حبْل الوَرِيد وحبّ الحَصِيد وثابتُ قُطْنةَ لأَن قُطنة لقبه، وكان يجعل في أنفه قطنة فيصير أَعرف من ثابت، ولما كان الجربان عامّاً ينطلق على البنيقة وعلى غِلاف السيف وأُريد به البنيقة أضافَه إلى البنيقة ليُخصِّصة بذلك؛ قال: ومثل بيت جرير قول ابن الرِّقاع:كأَنَّ زُرُورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ بَنادِكُها منه بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ والبَنادِكُ: البنائق، ويروى هذا البيت أَيضاً لمِلْحة الجَرْمِي، ويروى: عُلِّقَت بنائقها، وقيل: هي هنا عُراها فيكون حجة لأَبي عَمرو الشَّيباني. قال أبو العباس الأَحول: والبنيقة الدِّخْرِصة؛ وعليه فسر بيت ذي الرمة يَهْجو رَهْط امرئِ القيس بن زيد مَناةَ: على كُلٍِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافِعٍ، من اللُّؤْمِ، سِرْبالٌ جَديدُ البنائِقِ فقال: البنائقُ الدَّخارِصُ، وإِنما خص البنائق بالجِدَّة ليعلم بذلك أنَّ اللؤْم فيهم ظاهر بيِّن كما قال طرَفة: تلاقى، وأَحياناً تَبِينُ كأَنها بَنائقُ غرٌّ في قَمِيصٍ مُقَدَّدِ وقول الشاعر: قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَنِيقِ جعل له بَنِيقاً على التشبيه ببَنيقةِ القَميص لبياضها؛ وأَنشد ابن بري هذا الرجز: والصبحُ ذو بَنائق وقال: شبه بياض الصبح ببياض البنيقة؛ قال: ومثله قول نُصَيْب: سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادِي، وتَحْتَه قَمِيصٌ من القُوهِيِّ، بِيضٌ بنَائقُهْ وأَراد بقوله سودتُ أَنه عَوِرَتْ عينُه؛ واستعار لها تحت السواد من عينه قميصا بِيضاً بنائقُه كما استعار الفرزذق للثلج مُلاء بيض البَنائق فقال يصف ناقته: تَظَلُّ بعيْنَيْها إلى الجَبَلِ الذي عليه مُلاء الثَّلْجِ، بِيضُ البَنائِق وقال ثعلب: بَنائقُ وبِنَقٌ، وزعم أنَّ بِنَقاً جمع الجمع، وهذا ما لا يُعقل؛ وقال الليث في قوله: قد أغْتدِي والصبحُ ذو بَنيقِ قال: شبه بياض الصبح ببياض البنيقة؛ وقال ذو الرمة: إذا اعْتفاها صَحْصَحانٌ مَهْيَعُ مُبَنَّقٌ بآلِه مُقَنَّعُ قال الأَصمعي: قوله مُبنَّق يقول السَّرابُ في نواحِيه مُقَنِّعٌ قد غَطَّى كل شيء منه. قال ابن بري: اعلم أَن البنيقة قد اختلف في تفسيرها فقيل: هي لَبِنة القميص، وقيل جُرُبَّانه، وقيل دِخْرِصَتُه، فعلى هذا تكون البنيقة والدخرصة والجربان بمعنى واحد، وسميت بنيقة لجمعها وتحسينها. ابن سيده: أَرض مَبْنُوقةٌ موصولة بأُخرى كما تُوصَل بنيقة القميص؛ قال ذو الرمة: ومُغْبَرّة الأَفْيافِ مَحْلُولة الحَصَى، دَيامِيمُها مَبْنُوقةٌ بالصّفاصِفِ هكذا رواه أَبو عمرو، وروى غيره موصولة.
والبَنِيقةُ: الزَّمَعة من العِنب إِذا عظمت.
والبَنِيقة: السَّطْر من النخل. ابن الأَعرابي: أَبْنَق وبَنَّق ونَبَّق وأنْبَقَ كله إذا غَرَسَ شِراكاً واحداً من الوَدِيّ فيقال نخل مُبَنَّقٌ ومنَبَّقٌ.
وفي النوادر: بَنَّق فلان كِذْبةً حَرْشاء وبَوَّقها وبَلَّقها إذا صنَعَها وزوَّقَها. بالسوط وبَلَّقْته وقَوَّبْتُه وجَوَّبْتُه وفتَّقْته وفلَّقْتُه إذا قطَّعْته.
وبَنيقةُ الفرس: الشعر المختلف في وسط مِرْفَقِه، وقيل: في وسط مِرْفَقه مما يَلي الشاكِلةَ.
والبَنيقتانِ: دائرتانِ في نَحْر الفرس.
والبنيقتانِ: عُودان في طَرَفَي المِضْمَدةِ.

حوا (لسان العرب) [1]


الحُوَّةُ: سواد إِلى الخُضْرة، وقيل: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد، وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مشدّد، واحْوَوى فهو أَحْوَى، والنسب إِليه أَحْوِيٌّ؛ قال ابن سيده: قال سيبويه إِنما ثبتت الواو في احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حيث كانتا وسطاً، كما أَنَّ التضعيف وسطاً أَقوى نحو اقْتَتل فيكون على الأَصل، وإِذا كان مثل هذا طرفاً اعتلّ، وتقول في تصغير يَحْيَى يُحَيٌّّ، وكل اسم اجتمعت فيه ثلاث ياءَات أَولهن ياء التصغير فإِنك تحذف منهن واحدة، فإِن لم يكن أَولهن ياء التصغير أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تقول في تصغير حَيَّة حُيَيَّة، وفي تصغير أَيُّوب أُيَيِّيبٌ بأَربع ياءَات، واحْتَملَت ذلك لأَنها في وسط الاسم ولو كانت طرفاً لم . . . أكمل المادة يجمع بينهن، قال ابن سيده: ومن قال احْواوَيْت فالمصدر احْوِيَّاءٌ لأَن الياء تقلبها كما قَلَبت واوَ أيَّام، ومن قال احْوَوَيْت فالمصدر احْوِوَاء لأَنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احْوِيَّاء، ومن قال قِتَّال قال حِوَّاء، وقالوا حَوَيْت فصَحَّت الواو بسكون الياء بعدها. الجوهري: الحُوَّة لون يخالطه الكُمْتَة مثل صَدَإ الحديد، والحُوَّة سُمْرة الشفة. يقال: رجل أَحْوَى وامرأَة حَوَّاءُ وقد حَوِيَتْ. ابن سيده: شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إلى السواد، وكثر في كلامهم حتى سَمَّوْا كل أَسود أَحْوَى؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطي حُكْمَه بها القَيْنُ، من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ يعني بالحَوَّاءِ بكَرَة صنعت من عود أََحْوَى أَي أَسود، ورَكَدَتْ: دارت، ويكون وقفت، والقين: الصانع. التهذيب: والحُوَّةُ في الشِّفاهِ شَبيه باللَّعَسِ واللَّمَى؛ قال ذو الرمة: لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، وفي اللِّثاتِ وفي أَنيابِها شَنَبُ وفي حديث أَبي عمرو النخعي: ولَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى أَي أَسود ليس بشديد السواد.
واحْواوَتِ الأَرض: اخْضَرَّت. قال ابن جني: وتقديره افْعالَت كاحْمارَتْ، والكوفيون يُصَحِّحون ويُدغمون ولا يُعِلُّون فيقولون احْوَاوَّت الأَرض واحْوَوَّت؛ قال ابن سيده: والدليل على فساد مذهبهم قول العرب احْوَوَى على مثال ارْعَوَى ولم يقولوا احْوَوَّ.
وجَمِيمٌ أَحْوَى: يضرب إلى السواد من شدة خُضْرته، وهو أَنعم ما يكون من النبات. قال ابن الأَعرابي: هو مما يبالغون به. الفراء في قوله تعالى: والذي أَخْرج المَرْععى فجعله غُثاءً أَحْوى، قال: إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاءٌ، والأَحْوَى الذي قد اسودَّ من القِدَمِ والعِتْقِ، وقد يكون معناه أَيضاً أخرج المَرْعَى أَحْوى أَي أَخضر فجعله غُثاءً بعد خُضْرته فيكون مؤخراً معناه التقديم.
والأَحْوَى: الأَسود من الخُضْرة، كما قال: مُدْهامَّتانِ. النضر: الأَحْوى من الخيل هو الأَحْمر السَّرَاة.
وفي الحديث: خَيْرُ الخَيْلِ الحُوُّ؛ جمع أَحْوَى وهو الكُمَيت الذي يعلوه سواد.
والحُوَّة: الكُمْتة. أَبو عبيدة: الأَحْوَى هو أَصْفَى من الأَحَمِّ، وهما يَتَدانَيانِ حتى يكون الأَحْوَى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عليه أَنه أَحَمُّ.
ويقال: احْواوَى يَحْواوي احْوِيواءً. الجوهري: احْوَوى الفرس يَحْوَوِي احْوِوَاءً، قال: وبعض العرب يقول حَوِيَ يَحْوَى حُوَّة؛ حكاه عن الأَصمعي في كتاب الفرس. قال ابن بري في بعض النسخ: احْوَوَّى، بالتشديد، وهو غلط، قال: وقد أَجمعوا على أَنه لم يجئ في كلامهم فِعْل في آخره ثلاثة أَحرف من جنس واحد إلا حرف واحد وهو ابْيَضَضَّ؛ وأَنشدوا: فالْزَمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي أَبو خيرة: الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يقال لها نَمْلُ سليمان.
والأَحْوى: فرس قُتَيْبَة بنِ ضِرار.
والحُوَّاء: نَبْتٌ يشبه لون الذِّئبِ، واحدته حُوَّاءَةٌ.
وقال أَبو حنيفة: الحُوَّاءَةُ بقلة لازقة بالأَرض، وهي سُهْلِيَّة ويسمو من وسطها قضيب عليه ورق أَدق من ورق الأَصل، وفي رأْسه بُرْعُومة طويلة فيها بزرها.
والحُوَّاءة: الرجل اللازم بيته، شبّه بهذه النبتة. ابن شميل: هما حُوَّاءانِ أَحدهما حُوَّاء الذَّعاليق وهو حُوَّاءُ البَقَر وهو من أَحْرار البقول، والآخر حُوَّاء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرِّمْثِ خَشِناً؛ وقال: كما تَبَسَّم للحُوَّاءةِ الجَمَل وذلك لأَنه لا يقدر على قَلْعها حتى يَكْشِرَ عن أَنيابه للزوقها بالأَرض. الجوهري: وبعير أَحْوَى إذا خالط خُضْرتَه سوادٌ وصفرة. قال: وتصغير أَحْوَى أُحَيْوٍ في لغة من قال أُسَيْود، واختلفوا في لغة من أَدغم فقال عيسى بن عمر أُحَيِّيٌ فصَرَف، وقال سيبويه: هذا خطأٌ، ولو جاز هذا لصرف أَصَمُّ لأَنه أَخف من أَحْوى ولقالوا أُصَيْمٌ فصرفوا، وقال أَبو عمرو بن العلاء فيه أحَيْوٍ؛ قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عَطَاءٍ عُطَيٌّ، وقيل: أُحَيٌّ وهو القياس والصواب.
وحُوّة الوادي: جانبه.
وحَوَّاءُ: زوج آدم، عليهما السلام، والحَوَّاء: اسم فرس علقمة بن شهاب.
وحُوْ: زجر للمعز، وقد حَوْحَى بها.
والحَوُّ والحَيُّ: الحق.
واللَّوُّ واللَّيُّ: الباطل.
ولا يعرف الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَي لا يعرف الكلام البَيِّن من الخَفِيِّ، وقيل: لا يعرف الحق من الباطل. أَبو عمرو: الحَوّة الكلمة من الحق.
والحُوَّة: موضع ببلاد كلب؛ قال ابن الرقاع: أَوْ ظَبْية من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ مَذانِباً، فَجَرَتْ نَبْتآً وحُجْرَانا قال ابن بري: الذي في شعر ابن الرقاع فُجِرَتْ، والحُجْران جمع حاجر مثل حائِر وحُوران، وهو مثل الغدير يمسك الماء.
والحُوَّاء، مثل المُكَّاء: نبت يشبه لون الذئب، الواحِدة حُوّاءَةٌ؛ قال ابن بري شاهده قوله الشاعر:وكأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ وحُوَيُّ خَبْتٍ: طائر؛ وأَنشد: حُوَيَّ خَبْتٍ أَينَ بِتَّ اللَّيلَهْ؟ بِتُّ قَرِيباً أَحْتَذِي نُعَيْلَهْ وقال آخر: كأنَّك في الرجال حُوَيُّ خَبْتٍ يُزَقّي في حُوَيّاتٍ بِقَاعِ وحَوَى الشيءَ يحوِيه حَيّاً وحَوَايَةً واحْتَواه واحْتَوى عليه: جمَعَه وأَحرزه.
واحْتَوَى على الشيء: أَلْمَأَ عليه.
وفي الحديث: أَن امرأَة قالت إنَّ ابْنِي هذا كان بَطْني لَهُ حِواءً؛ الحِوَاءُ: اسم المكان الذي يَحْوِي الشيء أَي يجمعه ويضمه.
وفي الحديث: أَن رجلاً قال يا رسول الله هل عَلَيَّ في مالي شيءٌ إذا أَدّيْت زَكاتَه؟ قال: فأَينَ ما تَحَاوتْ عليكَ الفُضُول؟ هي تفاعَلَت من حَوَيْت الشيء إذا جمعته؛ يقول: لا تَدَ ع المُواساة من فضل مالك، والفُضُول جمع فَضْل المالِ عن الحوائج.، ويروى: تَحَاوَأتْ، بالهمز، وهو شاذ مثل لَبَّأتُ بالحَجِّ.
والحَيَّة: من الهوامّ معروفة، تكون للذكر والأُنثى بلفظ واحد، وسنذكرها في ترجمة حَيَا، وهو رأْي الفارسي؛ قال ابن سيده: وذكرتها هنا لأَن أَبا حاتم ذهب إلى أَنها من حَوَى قال لتَحَويِّها في لِوَائِها.
ورجل حَوَّاءٌ وحاوٍ: يجمع الحَيَّات، قال: وهذا يعضد قول أَبي حاتم أَيضاً.
وحَوى الحَيَّةِ: انطواؤها؛ وأَنشد ابن بري لأبَي عنقاء الفزاري: طَوَى نفْسَه طَيَّ الحَرير، كأَنه حَوَى حَيَّةٍ في رَبْوَةٍ، فهْو هاجِعُ وأَرضٌ مَحْواة: كثيرة الحَيَّاتِ. قال الأَزهري: اجتمعوا على ذلك.
والحَوِيَّةُ: كساء يُحَوَّى حَوْلَ سنامِ البعير ثم يركب. الجوهري: الحَوِيّة كساء مَحْشُوٌّ حول سنام البعير وهي السَّويَّة. قال عمير بن وهب الجُمَحِي يم بدر وحُنَينٍ لما نظر إلى أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وحَزَرَهُم وأَخْبر عنهم: رأَيت الحَوايا عليها المَنايا نَواضِحُ يثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ.
والحَوِيَّةُ لا تكون إلا للجِمال، والسَّوِيَّة قد تكون لغيرها، وهي الحَوايا. ابن الأَعرابي: العرب تَقول المَنايا على الحَوايا أَي قد تأْتي المنيةُ الشجاعَ وهو على سَرْجه.
وفي حديث صَفيَّة: كانت تُحْوِّي وراءَه بعباءة أَو كساء؛ التَّحْوِيةُ: أَن تُدير كساءً حولَ سَنام البعير ثم تَرْكَبَه، والاسم الحَوِيّةُ.
والحَوِيّةُ: مَرْكَبٌ يُهَيَّأ للمرأَة لتركبه، وحَوَّى حَوِيَّة عَمِلَها.
والحَوِيَّةُ: اسْتدارة كل شيء.
وتَحَوَّى الشيءُ: استدارَ. الأَزهري: الحَوِيُّ استدارة كل شيء كَحَوِيِّ الحَيَّة وكَحَوِيِّ بعض النجوم إذا رأَيتها على نَسَقٍ واحدٍ مُستديرة. ابن الأَعرابي: الحَوِيُّ المالك بعد استحقاق، والحَوِيُّ العَلِيلُ، والدَّوِيُّ الأَحمق، مشددات كلها. الأَزهري: والحَوِيُّ أَيضاً الحوض الصغير يُسَوِّيه الرجلُ لبعيره يسقيه فيه، وهو المَرْكُوُّ (* قوله «وهو المركوّ» هكذا في التهذيب والتكملة، وفي القاموس وغيره ان المركوّ الحوض الكبير). يقال: قد احتَوَيْتُ حَوِّياً.
والحَوايا: التي تكون في القِيعانِ فهي حفائر مُلْتوية يَمْلَؤها ماءُ السماء فيقى فيها دهراً طويلاً، لأَن طين أَسفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، واحدتها حَوِيَّة، وتسميها العرب الأَمْعاء تشبيهاً بحَوايا البطن يَسْتَنْقِعُ فيها الماء.
وقال أَبو عمرو: الحَوايا المَساطِحُ، وهو أَن يَعْمِدوا إلى الصَّفا فيحوون له تراباً وحجارة تَحْبِسُ عليهم الماءَ، واحدتها حَوِيَّة. قال ابن بري: الحَوايا آبار تحفر ببلاد كَلْب في أَرض صُلْبة يُحْبس فيها ماء السيول يشربونه طُولَ سنتهم؛ عن ابن خالويه. قال ابن سيده: والحَوِيَّة صفاة يُحاط عليها بالحجارة أَو التراب فيجتمع فيها الماء.
والحَوِيَّة والحاوِيَةُ والحاوِيَاء: ما تَحَوَّى من الأَمعاء، وهي بَناتُ اللَّبَن، وقيل: هي الدُّوَّارة منها، والجمع حَوايا، تكون فَعَائل إن كانت جمع حَويَّة، وفَواعل إن كانت جمع حاوِيَةٍ أَو حاوِياءَ. الفراء في قوله تعالى: أَو الحَوايا أَو ما اخْتَلَط بعَظْم؛ هي المَباعِرُ وبناتُ اللبن. ابن الأَعرابي: الحَوِيَّة والحاوِيَةُ واحد، وهي الدُّوَّارة التي في بطن الشاة. ابن السكيت: الحاوِياتُ بَنات اللبن، يقال حاوِيَةٌ وحاوِياتٌ وحاوِيَاء، ممدود. أَبو الهيثم: حاوِيَةٌ وحَوايا مثل زاوية وزَوايا، ومنهم من يقول حَوِيَّة وحَوايا مثل الحَوِيَّة التي توضع على ظهر البعير ويركب فوقها، ومنهم من يقول لواحدتها حاوِياءُ، وجمعها حَوايا؛ قال جرير: تَضْغُو الخَنانِيصُ، والغُولُ التي أَكَلَتْ في حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعار الجوهري: حَوِيَّة البطن وحاوِية البَطْنِ وحاوِياءُ البطن كله بمعنى؛ قال جرير: كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِه نقِيقُ الأَفاعي، أَو نقِيقُ العَقارِبِ وأَنشد ابن بري لعليّ، كرم الله وجهه: أضْرِبُهم ولا أَرى مُعاويَهْ الجاحِظَ العَينِ، العَظيمَ الحاوِيَهْ وقال آخر: ومِلْحُ الوَشِيقَةِ في الحاويَهْ يعني اللبن.
وجمع الحَويَّةِ حَوايا وهي الأَمعاء، وجمع الحاوِياءِ حَوَاوٍ على فَوَاعِلَ، وكذلك جمع الحاوِية؛ قال ابن بري: حَوَاوٍ لا يجوز عند سيبويه لأَنه يجب قلب الواو التي بعد أَلف الجمع همزة، لكون الأَلف قد اكتنفها واوان، وعلى هذا قالوا في جمع شاوِيَة شَوَايا ولم يقولوا شَوَاوٍ، والصحيح أَن يقال في جمع حاوِية وحاوِياءَ حَوَايا، ويكون وزنها فَواعِلَ، ومن قال في الواحدة حَوِيَّة فوزن حَوَايا فَعائِل كصَفِيّة وصَفايا، والله أَعلم. الليث: الحِواءُ أَخْبِيَةٌ يُدَانَى بعضُها من بعض، تقول: هم أَهل حِوَاءٍ واحد، والعرب تقول المُجتمَعِ بيوت الحَيِّ مُحْتَوًى ومَحْوًى وحِوَاء، والجمع أَحْوِيَةٌ ومَحاوٍ؛ وقال: ودَهْماء تستَوْفي الجَزُورَ كأَنَّها، بأَفْنِيَةِ المَحوَى، حِصانٌ مُقَيَّد ابن سيده: والحِوَاءُ والمُحَوَّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت، والجمع الأَحوية، وهي من الوَبَر.
وفي حديث قَيْلَة: فوَأَلْنا إلى حِوَاءٍ ضَخْمٍ، الحِوَاءُ: بيوت مجتمعة من الناس على ماءٍ، ووَأَلْنا أَي لَجَأْنا؛ ومنه الحديث الآخر: ويُطلَبُ في الحِواء العظيمِ الكاتِبُ فما يُوجَدُ.
والتَّحْوِيَة: الانْقِباض؛ قال ابن سيده: هذه عبارة اللحياني، قال: وقيل للكلبة ما تَصْنَعِينَ معَ الليلةِ المَطِيرَة؟ فقالت: أُحَوِّي نفسي وأَجْعَلُ نفَسي عِندَ اسْتي. قال: وعندي أَنَّ التَّحَوِّيَ الانقباضُ، والتَّحْوِيَةُ القَبْض.
والحَوِيَّةُ: طائر صغير؛ عن كراع.
وتَحَوَّى أَي تَجَمَّع واستدارَ. يقال: تَحَوَّت الحَيَّة.
والحَواةُ: الصوتُ كالخَوَاةِ، والخاء أَعلى.
وحُوَيٌّ: اسمٌ؛ أَنشد ثعلب لبعض اللصوص: تقولُ، وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها: أَتَفْعَلُ هذا يا حُوَيُّ على عَمْدِ؟ وفي حديث أنَس: شفاعتي لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتي حتى حَكَمٍ وحاءٍ؛ هما حيان من اليمن من وراء رمْل يَبْرينَ؛ قال أَبو موسى: يجوز أن يكون حا من الحُوَّة، وقد حُذِفت لامُه، ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوي، ويجوز أَن يكون مقصوراً لا ممدوداً. قال ابن سيده: والحاءُ حرف هجاء، قال: وحكى صاحب العين حَيَّيْتُ حاءً، فإذا كان هذا فهو من باب عييت، قال: وهذا عندي من صاحب العين صنعة لا عربية، قال: وإنما قضيت على الألف أنها واو لأَن هذه الحروف وإن كانت صوتاً في موضوعاتها فقد لَحِقَتْ مَلْحَقَ الأَسماء وصارت كمالٍ، وإبدال الأَلف من الواو عيناً أَكثر من إبدالها من الياء، قال: هذا مذهب سيويه، وإذا كانت العين واواً كانت الهمزة ياء لأَن باب لوَيْتُ أَكثر من باب قُوَّة، أَعني أَنه أَن تكون الكلمة من حروف مختلفة أَوْلى من أَن تكون من حروف مثفقه، لأَن باب ضَرَب أَكثر من باب رَدَدْتُ، قال: ولم أَقض أَنها همزة لأَن حا وهمزةً على النسق معدوم.
وحكى ثعلب عن معاذٍ الهَرَّاء أَنه سمع العرب تقول: هذه قصيدة حاوِيَّة أَي على الحاء، ومنهم من يقول حائيّة، فهذا يقوّي أن الألف الأَخيرة همزة وَضْعَّية، وقد قدَّمنا عدم حا وهمزةٍ على نَسَقٍ.
وحم، قال ثعلب: معناه لا يُنْصَرون، قال: والمعنى يا مَنْصور اقْصِدْ بهذا لهم أو يا الله. قال سيبويه: حم لا ينصرف، جعلته اسماً للسورة أَو أَضَفْتَ إليه، لأَنهم أَنزلوه بمنزلة اسم أَعجمي نحو هابيل وقابيل؛ وأنشد:وجَدْنا لكم، في آلِ حميمَ، آيةً تأوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم أَحدهما إلى صاحبه، إذ لو جعلهما كذلك لمدّ حا، فقال حاءْ ميم ليصيرَ كحَضْرَمَوْتَ.
وحَيْوَةُ: اسم رجل، قال ابن سيده: وإنما ذكرتها ههنا لأَنه ليس في الكلام ح ي و، وإنما هي عندي مقلوبة من ح و ي، إما مصدر حَوَيْتُ حَيَّةً مقلوب، وإما مقلوب عن الحَيَّة التي هي الهامّة فيمن جعل الحَيّة من ح و ي، وإنما صحت الواو لنقلها إلى العلمية، وسَهَّل لهم ذلك القلبُ، إذ لو أَعَلُّوا بعد القلب والقلبُ علة لَتَوالَى إعلالان، وقد تكون فَيْعلة من حَوَى يَحْوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الأَخيرة فبقي حية، ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوة.

برق (لسان العرب) [1]


قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب.
والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب.
والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم، وجمعه بُروق.
وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق.
والبُرْقةُ: المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع بُرْقة.
ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن اللحياني.
وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال طُفَيْل: ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه، وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه.
ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ البرقَ أَي قصَده.
والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق.
والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ بارقة: ذات بَرق.
ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة؟ يعني السحابة التي يكون فيها . . . أكمل المادة بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً أَي لَمَعَت.
وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر: يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة: إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِرِ جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت: أَبْرِقْ وأَرْعِد يا يزيـ ـدُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه، وجمعه البِرْقان.
وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا البرق والرعد.
ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر.
وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم رَعْد وبَرق.
واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر: يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ، لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛ وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء (*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء) وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق. بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، والاسم البَريق.
وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن أَحمر: تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله، وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه ، وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ.
وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة الجسم.
والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها.
ورأَيت البارِقةَ أي بريقَ السلاح؛ عن اللحياني.
وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه فتنةً أي لَمَعانِها.
وفي حديث عَمّار، رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة.
وأبرَق الرجل إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به.
ولا أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.
والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق، وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج، وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.
وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق.
والبُرقانة: دُفْعة (*قوله «والبرقانة دفعة» ضبطت في الأصل الباء بالضم.) البريق.
ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.
وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد: وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر.
وبرَّق: لوَّح بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.
وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له مِصداق.
وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة: ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق، بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد قول طرَفة: فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني، وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.
وأَبرَقَه الفزَعُ.
والبَرَقُ أيضاً: الفزع.
ورجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ: الدهِشُ.
وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ، بالتحريك: الحَيْرة والدهَش.
وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع.
وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.
وناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غير لقَح؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَبرَقَت الناقةُ بذَنبها، وهي مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شاذة: شالت به عند اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحياني: هو إذا شالَت بذنبها وتلقَّحت وليست بلاقح.
وتقول العرب: دَعْني من تَكْذابِك وتأْثامك شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان على المصدر أَي أَنك بمنزلة الناقة التي تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، وهي غير لاقح، وجمع البَرُوق بُرْقٌ.
وقول ابن الأَعرابي، وقد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها لنُزْق وإنَّ عقاربها لبُرْق أَي أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة البَروق.
وأَبرقت المرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الأَخيرة (*قوله «الاخيرة إلخ» ضبطت في الأصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت مشددة للحياني.) عن اللحياني، وبرَّقَت إذا تعرَّضت وتحسَّنت، وقيل: أَظْهرته على عَمْد؛ قال رؤبة: يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تفعل ذلك. اللحياني: امرأَة إبريق إذا كانت برَّاقة.
ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت.
والبُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، وجمعها بُرْقانٌ.
والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته. الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً.
ويقال: قُنْفُذُ بُرْقةٍ كما يقال ضَبُّ كُدْية، والجمع بُرَقٌ.
وتَيْسٌ أَبرقُ: فيه سواد وبياض. قال اللحياني: من الغنم أَبرق وبَرقاء للأُنثى، وهو من الدوابّ أَبلَق وبَلْقاء، ومن الكلاب أَبقَع وبَقْعاء.
وفي الحديث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عند الله من دم سَوْداوين، أَي ضَحُّوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خِلال صوفها الأَبيض طاقات سود، وقيل: معناه اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ طعامه بالسمْن.
وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر: بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ (*قوله «تذكر» في الصحاح: مخافة). يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها بلونين من سواد وبياض.
ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد ثعلب:لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها، من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض، فهو أَبْرق. قال ابن برّي: ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال طَهْمان الكلابي: قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ، ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ والنَّقِيق: الصَّرِير. أبو زيد: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً.
والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.
وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ.
وبرَق الطعامَ يبرُقه إذا صب فيه الزيت.
والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمن قليل.
ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.
وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ.
وبَرَق السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.
والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة.
والبَرَقُ: الحَمَلُ، فارسيّ معرّب، وجمعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان.
وفي حديث الدجال: أن صاحِبَ رايتِه في عَجْب ذَنبه مثل أَلْيةِ البَرَقِ وفيه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء والراء: الحمَل، وهو تعريب بَرَهْ بالفارسية.
وفي حديث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ الكَسِير أي المكسور القَوائم يعني تسوقهم النار سَوْقاً رَفِيقاً كما يُساق الحَمَل الظالع.
والإبْرِيقُ: إناء، وجمعه أبارِيقُ، فارسي معرب؛ قال ابن بري: شاهده قول عديّ بن زيد: ودَعا بالصَّبُوحِ، يوماً، فجاءَتْ قَيْنةٌ في يَمينِها إبْرِيقُ وقال كراع: هو الكُوز.
وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة: هو مثل الكوز وهو في كل ذلك فارسي.
وفي التنزيل: يَطُوف عليهم وِلدان مُخلَّدون بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّي: كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ والعرب تشبه أبارِيقَ الخمر برقاب طير الماء؛ قال أبو الهِنْدِيّ: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد وقال عدي بن زيد: بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الـ ـماءِ قد جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ ويشبهون الإبْرِيق أيضاً بالظبي؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة: كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ على شَرَفٍ، مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ وقال آخر كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ وشبّه بعضُ بني أسد أُذن الكُوز بياء حطِّي؛ فقال أبو الهندي اليَرْبوعِيّ: وصُبِّي في أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ، كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّي والبَرْوَقُ: ما يكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، وقيل: هو نبت معروف؛ قال أبو حنيفة: البَرْوَقُ شجر ضعيف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال: أَخبرني أَعرابي قال: البَرْوَقُ نبت ضعيف رَيّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، في رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل الحِمَّص، فيها حبّ أسود ولا يرعاها شيء ولا تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وقال بعضهم: هي بقلة سَوْء تَنْبُت في أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّياط وثمرة سَوْداء، واحدته بَرْوَقة.
وتقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، وذلك أنه يَعِيشُ بأدْنى ندَّى يقع من السماء، وقيل: لأَنه يخضرّ إذا رأى السحاب.
وبَرِقَت الإبل والغنم، بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ ويقال أيضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير: كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ، إذا نُضِيَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء.
وبنو أبارِقَ: قبيلة.
وبارِقٌ: موضع إليه تُنسب الصِّحافُ البارقية؛ قال أبو ذؤيب:فما إنْ هُما في صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ أَراد وبالمِصْقلة، ولولا ذلك ما عطَف العرَض على الجَوْهَر.
وبِراقٌ: ماء بالشام؛ قال: فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ، وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ وبارق: قبيلة من اليمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقي الشاعر.
وبارِقٌ: موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن يَعْفُرَ: أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ، والقَصْرِ ذي الشُّرفاتِ من سِنْدادِ قال ابن بري: الذي في شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ وقبله: ماذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ، تركوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟ أهلِ الخورنق . البيت، وخفضُه على البدل من آل، وإن صحت الرواية بأَرض فينبغي أن تكون منصوبة بدلاً من منازِلَهم.
وتُبارِقُ: اسم موضع أيضاً؛ عن أبي عمرو؛ وقال عِمْران بن حِطَّانَ: عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ، وأقْفَر منها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ (*قوله «حوران» كذا هو في الأصل وشرح القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت ولعلها أنسب لقوله تستر).
وبُرْقة: موضع.
وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء، موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منها.
وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب، وتصغيره أُبَيْرِق. برزق: البَرازِيقُ: الجماعات، وفي المحكم: جَماعاتُ الناس، وقيل: جماعات الخيل، وقيل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِيق، فارسي معرَّب، وقد تحذف الياء في الجمع؛ قال عُمارة: أَرْض بها الثِّيرانُ كالبَرازِقِ، كأَنما يَمْشِينَ في اليَلامِقِ وفي الحديث: لا تَقوم الساعة حتى يكون الناسُ بَرازِيقَ يعني جماعاتٍ، ويروى بَرازِقَ، واحده بِرْزاق وبَرْزَقٌ.
وفي حديث زياد: ألم تكن منكم نُهاةٌ يمنعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال جُهَيْنة بن جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تميم: رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِيرُ يعني جماعات الخيل.
وقال زياد: ما هذه البَرازِيقُ التي تتردّد؟ وتَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خيل ولا رِكاب؛ عن الهَجَرِيّ.
والبَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر.