المصادر:  


زول (لسان العرب) [239]


الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني؛ قال ذو الرمة: وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ، وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة، وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها.
وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال، وما زال يَفْعل كذا وكذا.
وحكى أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في فَعِلْتُ.
وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه . . . أكمل المادة وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه وزُلْت عن مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة؛ كل ذلك عن اللحياني. ابن الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي تحَرَّك.
وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا. أَبو الهيثم: يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه. الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل؛ وأَنشد أَبو عمرو: البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال قال ابن بري: الرجز لأَبي الأَسود العجلي، قال: وهو مُغَيَّر كُلُّه (* قوله «وهو مغير كله» عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر المجذر الزوّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ) والذي أَنشده أَبو عمرو: البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير.
وفي حديث كعب بن مالك: رأَى رَجُلاً مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره. يقال: زال به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً؛ ومنه قول كَعب بن زهير: يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة وتَخْفِضها أُخرى.
والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ.
وزالَ المُلْكُ زَوَالاً، وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه. يعقوب: يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك والبلاء؛ هكذا قال، والصواب يدعو عليه؛ وقول الأَعشى: هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها، ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟ قيل: معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابي: وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع: زالَ زوالُها، على الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذلك في كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها، وغير أَبي عمرو روى هذا المثَل بالنصب بغير إِقواء، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها هي بالنهار؛ وقال أَبو بكر: زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي زالَ خَيالُها حين تَزُول، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب المَحَلِّ.
ويقال: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى الأَوقات.
ويقال: أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه. ابن السكيت: يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله، وحكي زِيلَ زَوالُه، ويقال: زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ. قال أَبو منصور: وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه بمعنى أَزال اللهُ زوالَها. الإِزالة، وقال كثير: أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وقوله عز وجل: فَأَزَلَّهما الشيطانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما.
والزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها. زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله.
وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه ثعلب، وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء.
وزالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك.
وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ: والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان زائِلةً لتَحَرَّك؛ الزائلة: كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه، ولا يستَقِرُّ في مكانه، يقع على الإِنسان وغيره، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه؛ ومن ذلك قول الشاعر: وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً، فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها، وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه، فلما شابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ وفي قصِيد كعب: في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم، ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ.
ويقال: فلان يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه.
والزوائل: الصَّيْد.
وازْدَال: رَمَى الزَّوائل.
والزوائل: النساء على التشبيه بالوَحْش؛ قال:فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً: نَهَضَتْ؛ قال النابغة: كأَنّ رَحْلي، وقد زَالَ النَّهارُ بنا يَوْمَ الحُلَيْلِ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ (* قوله «يوم الحليل إلخ» كذا بالأصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة: يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا: بذي الجليل على مستأنس وحد وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم).
وقيل: معناه ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وقيل بَرِحَ كقوله: عهدي بهم يومَ باب القريتين، وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً كما قالوا في الشمس.
وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وعَقَلَ.
وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني.
وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَيضاً.
وقالوا: لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه، وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة، وقد تقدم؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن عَبابة:ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو لَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل ويقال: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء والحركة والقَلَق.
ويقال: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه.
ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه.
وورد في حديث قتادة: أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان، وهو والزَّوَال بمعنى.
وفي حديث أَبي جهل: يَزُولُ في الناس أَي يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ، ويروى يَرْفُل.
وفي حديث معاوية: أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلاً؛ المِزْيَل، بكسر الميم وسكون الزاي: الجَدِلُ في الخصومات الذي يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة، والميم زائدة.
والمُزَاوَلة: معالجة الشيء، يقال: فلان يُزَاوِل حاجة له، قال أَبو منصور: وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً.
وزاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة: فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها، بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة.
وقال رجل لآخر عَيَّره بالجُبْن: والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال زهير:فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا، يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاولوا: تَعَالَجُوا.
وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً: حاوَلَه وطَالَبه.
وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ.
وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه: أَجاءه؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد.
والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من ظَرْفه، والجمع أَزْوالٌ. يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة.
ووَصِيفَةٌ زَوْلَة: نافِذة في الرَّسائل.
وتَزَوَّل: تَنَاهَى ظَرْفُه.
والزَّوْل: الغُلام الظَّريف.
والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل.
والزَّوْل: الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته؛ وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل لكثير بن مُزَرِّد: لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال، مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل: الجَواد.
والزَّوْلة: المرأَة البَرْزَة، ويقال: هي الفَطِنَةُ الدَّاهِية.
وفي حديث النساء: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ، هو من ذلك، وقيل الظَّرِيفة.
والزَّوْل: الخفيف الحركات.
والزَّوْل: العَجَب.
وزَوْلٌ أَزْوَل على المبالغة؛ قال الكميت: فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيـ ـبِ، زَوْلاً لَدَيْها، هو الأَزْوَلُ ابن بري: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار.
والزَّوْل: الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز: تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ، مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها

الزَّوالُ (القاموس المحيط) [213]


الزَّوالُ: الذَّهابُ، والاستِحالةُ، (زَالَ يزُولُ، ويَزالُ قليلةٌ، عن أبي عَلِيٍّ)، زَوالاً وزُؤُولاً وزَويلاً وزَوْلاً وزَوَلاناً، وازْوَلَّ ازْوِلالاً، وأزَلْتُه وزَوَّلْتُه وزِلْتُه، بالكسر، أزالُه وأزِيلُهُ، وزُلْتُ عن مكاني بالضم، زَوالاً وزُوُولاً، وأزَلْتُه، وزَالَ زَوالُه. وأزالَ الله تعالى زَوالَهُ: دُعاءٌ بالهَلاكِ.
والزَّوائلُ: الصَّيْدُ، والنِّساءُ، والنُّجومُ.
وزالَ النهارُ: ارْتَفَعَ،
و~ الشَّمْسُ زَوالاً وزُوُولاً، بِلا هَمْزٍ، وزِئالاً وزَوَلاناً: مالَتْ عن كَبِدِ السماءِ،
و~ الخَيْلُ بِرُكْبانِها: نَهَضَتْ.
وزالَ زائلُ الظِّلِّ: قامَ قائمُ الظَّهيرةِ،
و~ ظَعْنُهم زَيْلولَةً: ائْتَوَوْا مكانَهُم، ثم بدا لهم عنه.
وزاوَلَهُ مُزَاوَلَةً وزِوالاً: عالَجَهُ، وحاوَلَهُ، وطالَبَه.
. . . أكمل المادة وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه: أجادهُ.
والزَّوْلُ: العَجَبُ، والصَّقْرُ، وفَرْجُ الرَّجُلِ، والشُّجاعُ،
وع باليمنِ، والجَوادُ، والشَّخْصُ، والبَلاءُ، والخفيفُ الظريفُ الفَطِنُ، وهي: بهاءٍ،
ج: أزْوالٌ. وتَزَوَّلَ: تَناهَى ظَرْفُهُ.
وزالَهُ وانْزالَ عنه: فارَقَهُ.
والزائِلَةُ: كلُّ ذي روحٍ، أو كلُّ مُتَحَرِّكٍ.
والازْدِيالُ: الإِزالَةُ.
وتَزاوَلوا: تَعالَجوا.
وأخَذَهُ الزَّويلُ والعَويلُ، أي: الحَرَكَةُ والبُكاءُ.
وزالَ زَويلُهُ وزَوالُه، أي: جانِبُه ذُعْراً وفَرَقاً.
وكزُبيرٍ: د.
والزُّوَيْلُ: ع قُرْبَ الحاجِرِ.
وزَوِيلةُ، كسفينةٍ: د بالبرْبَرِ،
ود قُرْبَ إِفْرِيقيَّةَ.
وكجُهَيْنَةَ: ع، أو رجُلٌ.
وباب زُوَيْلَةَ: بالقاهِرَة.
وأما الزَّوالُ: للذي يَتَحَرَّكُ في مِشْيَتِهِ كثيراً، وما يَقْطَعُه من المَسافَةِ قليلٌ، فبالكافِ لا باللامِ، وغَلِطَ الجوهريُّ في اللُّغَةِ والرَّجَزِ.
وإنما الأُرْجوزَةُ كافيَّةٌ، وأوَّلُها:
تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ
لِنناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ
البُحْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ
فأَرَّها بقاسِحٍ بَكَّاكِ
فَأَوْرَكَتْ لطَعْنِه الدَّرَّاكِ
عندَ الخِلاطِ أيَّما إيْراكِ
فداكَها بِصَيْلَمٍ دَوَّاكِ
يَدْلُكُها في ذلك العِراكِ
بالقَنْفَرِيش أيَّما تَدْلاكِ

زول (الصّحّاح في اللغة) [205]


الزَوْلُ: العجبُ. قال الكميت:
بِ زَوْلاً لديها هـو الأَزْوَلُ      فقد صِرْتُ عَمّضا لها بالمَشي

والجمع الأَزْوالُ. الرجلُ الخفيف الظريف. قال ابن السكيت: يُعْجَبُ من ظَرفه.
والمرأةُ زَوْلَةٌ.
ويقال: هي الفَطِنَةُ الداهية. الذي يتحرك في مِشيته كثيراً وما يقطعه من المسافة قليلٌ.
والزائِلَةُ: كلُّ شيء يتحرّك.
فأصبحتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزوائِلِ      وكنتُ امْرَأً أرمي الزَوائِلَ مَـرَّةً

والازْدِيالُ: الإزالَةُ.
والمُزاوَلَةُ، مثل المحاولة والمعالجة.
وقال رجل لآخر عَيَّرَهُ بالجبن: والله ما كنتُ جباناً ولكنِّي زاولت مُلْكاً مؤجّلاً.
وقالَ زهير:
يُزاوِلُنا عن نفسه ونُزاوِلُهْ      فبِتْنا وُقوفاً عند رأس جوادنا

وتَزاوَلوا: تعالجوا.
وزالَ الشيء من مكانه يَزولُ زَوالاً، وأَزالَهُ غيره وزَوَّلَهُ، فانْزالَ.
وما زالَ فلانٌ يفعل كذا.

الزول (المعجم الوسيط) [57]


 الْخَفِيف الحركات والقطن والشخص والشجاع الَّذِي يَزُول النَّاس من شجاعته والصقر (ج) أزوال وَيُقَال هَذَا زول من الأزوال عجب من الْعَجَائِب 

ز - ل - و (جمهرة اللغة) [55]


رجل زَوْل وامرأة زَوْلَة، وهو الظريف الرَّكين، والجمع أزوال. وزال الشيءُ يزول زَوالاً. ويقال: أزلتُه عن المكان وزِلْتُه عنه، لغتان فصيحتان. قال الشاعر: وبيضاءَ لا تَنْخاشُ منّا وأمُّها ... إذا ما رأتنا زِيلَ منّا زَويلُها يعني بَيض النعام. واللَّوز: عربي معروف.

ز ل ل (المصباح المنير) [52]


 زَلَّ: عن مكانه "زَلًّا" من باب ضرب: تنحى عنه، و "زَلَّ" "زَلَلاً" من باب تعب لغة والاسم "الزِّلَّةُ" بالكسر، و "الزَّلَّةُ" بالفتح المرة، و "المَزَلَّةُ" المكان الدحض وهو بفتح الميم وأما الزاي فالكسر أفصح من الفتح يقال: أرض "مَزِلَّةٌ" تزل فيها الأقدام، و "زَلَّ" في منطقه أو فعله "يَزِلُّ" من باب ضرب "زَلَّةً" أخطأ، و "الزَّلَّةُ" اسم العطية يقال "أَزْلَلْتُ" إليه "إِزْلالاً" إذا أعطيته أو أسديتُ إليه صنيعا وفي الحديث: "مَنْ أُزِلَّتْ إِلَيْهِ نِعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْهَا" أي من صنعت عنده نعمة، وقال ابن القطاع أيضا: "أَزْلَلْتُ" إليه من الطعام وغيره أي أعطيته وعلى هذا فالقياس أن يكون اللازم "زَلَّ" "يَزِلُّ" من باب ضرب إذا أخذه، وعليه قول الفقهاء: و "يَزِلُّ" إن علم الرضا أي يأخذ من الطعام، و "الزَّلَّةُ" أيضا اسم للوليمة، قال في البارع: واتخذ فلان "زَلَّةً" أي صنيعة وقال الأزهري كنا في "زَلَّةِ" فلان أي في عرسه، وقال الليث: "الزَّلَّةُ" عراقية . . . أكمل المادة اسم لما يحمل من المائدة لقريب أو صديق و "الزِّلِيَّةُ" بكسر الزاي نوع من البسط والجمع "الزَّلالِيُّ" ، و "زَلَّ" الدرهم "يَزِلُّ" من باب ضرب "زَلِيلاً" : نقص في الوزن فهو .زَالٌّ واضطربت و "زِلْزَالاً" بالكسر والاسم بالفتح، و "زَلْزَلْتُهُ" أزعجته، والماء "الزُّلالُ" العذب. 

ظ ل ل (المصباح المنير) [8]


 الظِّلُّ: قال ابن قتيبة: يذهب الناس إلى أن الظلّ والفيء بمعنى واحد وليس كذلك بل "الظِّلُّ" يكون غدوة وعشية، و "الفَيْءُ" لا يكون إلا بعد الزوال فلا يقال لما قبل الزوال "فَيْءٌ" وإنما سمي بعد الزوال "فَيْئًا" ؛ لأنه ظلٌّ فاء من جانب المغرب إلى جانب المشرق، و "الفَيْءُ" الرجوع وقال ابن السكيت: "الظِّلُّ" من الطلوع إلى الزوال، و "الفَيْءُ" من الزوال إلى الغروب، وقال ثعلب الظلّ للشجرة وغيرها بالغداة و "الفَيْءُ" بالعشي وقال رؤبة بن العجاج كلّ ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو "ظِلٌّ" و "فَيْءٌ" وما لم يكن عليه الشمس فهو "ظِلٌّ" ومن هنا قيل الشمس تنسخ "الظِّلّ" والفيء "يَنْسَخُ الشَّمْسَ" وجمع "الظِّلِّ" "ظِلالٌ" و "أَظِلَّةٌ" و "ظُلَلٌ" وزان رُطَب وأنا في "ظِلِّ" فلان أي في ستره، و "ظِلُّ" الليل سواده؛ لأنه يستر الأبصار عن النفوذ، و "ظَلَّ" النهار "يَظِلُّ" من باب ضرب "ظَلالَهٌ" دام ظلهُّ و "أَظَلَّ" بالألف . . . أكمل المادة كذلك و "أَظَلَّ" الشيء و "ظَلَّلَ" امتد ظلّه فهو "مُظِلٌّ" و "مُظَلِّلٌ" أي ذو ظِلّ يستظلّ به، و "المِظَلَّةُ" بكسر الميم وفتح الظاء البيت الكبير من الشعر وهو أوسع من الخباء قاله الفارابي في باب مفعلة بكسر الميم وإنما كسرت الميم؛ لأنه اسم آلة ثم كثر الاستعمال حتى سموا العريش المتخذ من جريد النخل المستور بالثمام "مِظَلَّةٌ" على التشبيه، وقال الأزهري في موضع من كتابه: وأما "المَظَلَّةُ" فرواه ابن الأعرابي بفتح الميم وغيره يجيز كسرها، وقال في مجمع البحرين الفتح لغة في الكسر والجمع "المَظَالُّ" وزان دواب، و "أَظَلَّ" الشيء "إِظْلاَلاً" إذا أقبل أو قرب، و "أَظَلَّ" أشرف، و "ظَلَّ" يفعل كذا "يَظَلُّ" من باب تعب "ظُلُولاً" إذا فعله نهارا قال الخليل: لا تقول العرب "ظَلَّ" إلا لعمل يكون بالنهار. 

دلك (لسان العرب) [9]


دَلَكْتُ الشيءَ بيدي أَدْلُكه دَلْكاً، قال ابن سيده: دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه؛ قال: أَبِيتُ أَسْري، وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس: فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله، ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً، فحذف النون كما حذفها من الأَول؛ وقد يجوز أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى: لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها، ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه.
والمَدْلُوك: المصقول.
ودَلَكْتُ الثوب . . . أكمل المادة إذا مُصْتَه لتغسله.
ودَلَكهُ الدهرُ: حَنَّكه وعلَّمه. ابن الأعرابي: الدُّلُك عقلاء الرجال، وهم الحُنُك.
ورجل دَلِيك حَنِيك: قد مارس الأُمور وعَرَفها.
وبعير مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها، وقد دَلَكَتْه الأسفارُ؛ قال الراجز: على عَلاواكِ على مَدْلُوكِ، على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء: تَخَلَّق به.
والدَّلُوك: ما تُدُلِّك به من طيب وغيره.
وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند الإغتسال.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه كتب إلى خالد بن الوليد: إنه بلغني أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم، آل المُغيرة، ذَرْوَ النارِ؛ الدَّلُوك، بالفتح: اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء المطيبة، كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به، والفَطُور لما يفطر عليه.
والدُّلاكةُ: ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية.
وفرس مَدْلُوك الحَجَبة: ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية؛ ومنه قول ابن الأَعرابي يصف فرساً: المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ.
ويقال: فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستوياً.
والدَّلِيكُ: طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد؛ قال الجوهري: وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت.
والدَّلِيكُ: التراب الذي تَسْفِيه الرياح.
ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً: غربت، وقيل اصفرَّت ومالت للغروب.
وفي التزيل العزيز: أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل.
وقد دَلَكَتْ: زالت عن كَبِدِ السماء؛ قال: ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ، دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ: قال الفراء: جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ، قال: ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب الشمس؛ قال الشاعر: هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ، ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني الشمس. قال أَبومنصور: وقد روينا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها.
وروى ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال: دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها.
وقال الزجاج: دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر، وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً. يقال: قد دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته.
وبَراحِ، مثل قطامِ: اسم للشمس.
وروي عن نافع عن ابن عمر قال: دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار.
وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ بِراحِ: استريح منها. قال الأَزهري: والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس، والمعنى، والله أَعلم، أَقِم الصلاة يا محمد أَي أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر، وصلاتا غَسَقِ الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات، والخامسة قوله: وقرآنَ الفَجْر، المعنى وأَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه، صلى الله عليه وسلم، وعلى أَمته؛ وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات، فإن قيل: ما معنى الدُّلوك في كلام العرب؟ قيل: الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة، وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين زائلة.
وفي نوادر الأعراب: دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ، كل هذا ارتفاعها.
وقال الفراء في قوله بِراحِ: جمع راحة وهي الكف، يقول يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس بعد؛ قال ابن بري: ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة: مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ، ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر الدُّلوك في الحديث، وأصله المَيْل.
والدَّلِيكُ: ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر وينضج فيحلو فيؤكل، وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ، قال: وسمعت أعرابيّاً من أَهل اليمن يقول: للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ كأَنه رُطَب يَتَهادى.
والدَّلِيكُ: نبات، واحدته دَلِيكة.
ودُلِكَت الأرض: أكلت.
ورجل مَدْلوك: أُلِحَّ عليه في المسألة؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي.
ودَلَك الرجلَ حقه: مَطَله.
ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله.
وسئل الحسن البصري: أَيُدالِكُ الرجل امرأَته؟ فقال: نعم إذا كان مُلْفَجاً؛ قال أَبو عبيد: قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر.
وكل مماطِل، فهو مُدالِك.
وقال الفراء: المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو مُدْلِك، وهم يفسرونه المَطُول؛ وأَنشد: فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني، ودالِكْني، فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم: المُدالكة المصابرة.
وقال بعضهم: المُدالكة الإلحاح في التقاضي، وكذلك المُعارَكة.
والدُّلَكةُ: دوَيْبَّة، قال ابن دريد: ولا أَحقها.
ودَلُوك: موضع.

زَالَ (المعجم الوسيط) [7]


 زَوَال وزولانا تحول وانتقل وَيُقَال زَالَ من مَكَانَهُ وَعنهُ واضمحل وَالشَّمْس مَالَتْ عَن كبد السَّمَاء وَالنَّهَار ارْتَفع وَذهب وَالْخَيْل بركبانها نهضت ورحلت والسراب بالشخص رَفعه وأظهره وَيُقَال أرى النُّجُوم تَزُول وَلَا تغيب تلمع وتتحرك وَيُقَال زَالَ زائل الظل قَامَ قَائِم الظهيرة وَزَالَ زَوَاله دُعَاء عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ وَزَالَ زَوَاله أَو زويله زَالَ جَانِبه فَزعًا وذعرا وخوفا 

زيل (الصّحّاح في اللغة) [7]


زِلْتُ الشيءَ من مكانه أَزيلُهُ زَيْلاً: لغة في أَزَلْتُهُ. يقال: زالَ اللهُ زَوالَهُ وأزالَ اللهُ زَوالَهُ بمعنىً، إذا دعا عليه بالبلاء والهلاك. قال الأعشى:
ما بالُها بالليل زال زَوالُها      هذا النهارُ بَدا لها من هَمِّها

ويقال أيضاً: زيلَ زَويلُهُ. قال ذو الرمة:
      إذا ما رأتنا زيلَ منا زَويلُها

أي زيلَ قلبُها من الفزع.
وزِلْتُ الشيء أزيلُهُ زَيْلاً، أي مِزْتُهُ وفرّقته.
وزَيَّلْتُهُ فتَزَيَّلَ، أي فرّقته فتفرّق، وَمنه قوله تعالى: "فَزَيَّلْنا بينهم".
والمُزايَلَةُ: المفارقةُ. يقال زايَلَهُ مُزايَلَةً وزِيالاً، إذا فارقه.
والتَزايُلُ: التباينُ. الزَيَلُ، بالتحريك، تباعدُ ما بين الفخذين كالفَحَجِ.

استزاله (المعجم الوسيط) [5]


 ترقب زَوَاله 

الْجُنُون (المعجم الوسيط) [5]


 زَوَال الْعقل أَو فَسَاد فِيهِ 

عتمة (المعجم الوسيط) [5]


 اللَّيْل ظلام أَوله بعد زَوَال نور الشَّفق 

الدَّلْك (المعجم الوسيط) [5]


 اسْم لوقت غرُوب الشَّمْس وزوالها ورخاوة فِي ركبتي الْبَعِير 

أزاله (المعجم الوسيط) [5]


 نحاه وأبعده وَيُقَال أَزَال الله زَوَاله دُعَاء عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ 

الرواح (المعجم الوسيط) [5]


 الرَّاحَة وَاسم للْوَقْت من زَوَال الشَّمْس إِلَى اللَّيْل ويقابله الصَّباح 

يقن (مقاييس اللغة) [5]



الياء والقاف والنون: اليَقَن واليَقين: زَوال الشَّكِّ. يقال يَقِنْت، واستَيْقَنْت، وأيْقَنْت.

ح س د (المصباح المنير) [6]


 حَسَدْتُهُ: على النعمة و "حَسَدْتُهُ" النعمة "حَسَدًا" بفتح السين أكثر من سكونها يتعدى إلى الثاني بنفسه وبالحرف إذا كرهتها عنده وتمنيت زوالها عنه وأما "الحَسَدُ" على الشجاعة ونحو ذلك فهو الغبطة وفيه معنى التعجب وليس فيه تمني زوال ذلك عن المحسود فإن تمناه فهو القسم الأول وهو حرام والفاعل "حَاسِدٌ" و "حَسُودٌ" والجمع "حُسَّادٌ" و "حَسَدَةُ" . 

الْفَيْء (المعجم الوسيط) [5]


 الظل بعد الزَّوَال ينبسط شرقا وَالْخَرَاج وَالْغنيمَة تنَال بِلَا قتال (ج) أفياء وفيوء 

الْعشي (المعجم الوسيط) [5]


 الْوَقْت من زَوَال الشَّمْس إِلَى الْمغرب أَو من صَلَاة الْمغرب إِلَى الْعَتَمَة وصلاتا العشى الظّهْر وَالْعصر 

الْغِبْطَة (المعجم الوسيط) [5]


 أَن يتَمَنَّى الْمَرْء مثل مَا للمغبوط من النِّعْمَة من غير أَن يتَمَنَّى زَوَالهَا عَنهُ وَحسن الْحَال والمسرة 

العفاء (المعجم الوسيط) [5]


 الزَّوَال والهلاك يُقَال على الدُّنْيَا العفاء وَالتُّرَاب والمطر وَالْبَيَاض فِي الحدقة العفاء:  مَا كثر وَطَالَ من الْوَبر وَالشعر والريش 

غ ب ط (المصباح المنير) [6]


 الغِبْطَةُ: حسن الحال وهي اسم من "غَبَطْتُهُ" "غَبْطًا" من باب ضرب إذا تمنيت مثل ما ناله من غير أن تريد زواله عنه لما أعجبك منه وعظم عندك، وفي حديث: "أَقُومُ مَقَامًا يَغْبِطُنِي فِيهِ الأَوَّلُونَ والآخِرُونَ" ، وهذا جائز فإنه ليس بحسد فإن تمنيت زواله فهو الحسد، و "الغَبِيطُ" الرحل يشدّ عليه الهودج والجمع "غُبُطٌ" مثل بريد وبرد وأغبطت الرحل تركته مشدودًا، و "أَغْبَطَتِ" السماء دام مطرها. 

زوح (مقاييس اللغة) [5]



الزاء والواو والحاء أصلٌ يدلُّ على تنَحٍّ وزوال . يقول زاح عن مكانه يزُوح، إذا تنحَّى، وأزحتُه أنا.
وربَّما قالوا: أزاح يُزِيح.

زيح (مقاييس اللغة) [5]



الزاء والياء والحاء أصلٌ واحد، وهو زَوال الشيء وتنحِّيه. يقال زاح الشيءُ يَزيحُ، إذا ذهَب؛ وقد أزَحْتُ عِلَّته فزاحت، وهي تَزِيح.

الطوبى (المعجم الوسيط) [5]


 الْحسنى وَالْخَيْر و (طُوبَى) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {طُوبَى لَهُم} كل مستطاب فِي الْجنَّة من بَقَاء بِلَا فنَاء وَعز بِلَا زَوَال وغنى بِلَا فقر 

أَفَاء (المعجم الوسيط) [5]


 الظل انبسط وَلَا يكون إِلَّا بعد الزَّوَال وَالْأَمر رجعه وَعَلِيهِ الْخَيْر جلبه لَهُ وَعَلِيهِ المَال جعله فَيْئا لَهُ وَفُلَانًا على الْأَمر أَرَادَ أمرا فعدله إِلَى أَمر غَيره 

ب ر ح (المصباح المنير) [6]


 بَرِحَ: الشيء يبرح من باب تعب"  بَرَاحًا "زال من مكانه ومنه قيل لليلة الماضية" البَارِحَةً "والعرب تقول قبل الزوال: فعلنا الليلة كذا لقربها من وقت الكلام وتقول بعد الزوال فعلنا" البَارِحَةَ "، و" بَرِحَتِ "الريح بالتراب حملته وسفت به فهي" بَارِحٌ "وما" بَرِحَ "مكانه لم يفارقه و" مَا بَرِحَ "يفعل كذا بمعنى المواظبة والملازمة و" بَرِحَ الخَفَاءُ "إذا وضح الأمر و" بَرَّحَ "به الضرب" تَبْرِيحًا "اشتد وعظم وهذا" أَبْرَحُ "من ذاك أي أشدّ و" البَرَاحُ "مثل سلام المكان الذي لا سترة فيه من شجر وغيره.

ف - ك - ك (جمهرة اللغة) [4]


الفَكَك: انكسار الفَكّ أو زواله. قال الراجز: هاجَكَ من أرْوَى كمُنْهاض الفَكَكْ وربما سُمّي فَكُّ الإنسان فَكَكاً. والكَفَف من قولهم: تكفّفتُ الشيءَ، إذا طلبته.

شخس (مقاييس اللغة) [4]



الشين والخاء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على اعوجاج وزوالٍ عن نهج الاستقامة. من ذلك الأسنان المتشاخسة، وذلك أن يَميل بعضُها ويسقُطَ بعضُها، ويكون ذلك من الهَرَمِ. قال الطرِمّاح:ويقال ضربَه فتشاخَسَ، أي تمايل.
وكلُّ متمايلٍ متشاخِس.

دحض (مقاييس اللغة) [4]



الدال والحاء والضاد أصلٌ يدلُّ على زوالٍ وزَلَق. يقال دَحَضَتْ رجلُه: زَلِقَتْ.
ومنه دحَضَت الشّمس: زالت.
ودَحَضَتْ حُجّةُ فلانٍ، إذا لم تَثْبُت. قال الله جلّ ثناؤه: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [الشورى 16].

ع ش ي (المصباح المنير) [5]


 العَشِيُّ: قيل: ما بين الزوال إلى الغروب ومنه يقال للظهر والعصر "صَلاتَا العَشِيِّ" وقيل: هو آخر النهار، وقيل "العَشِيُّ" من الزوال إلى الصباح، وقيل: "العَشِيُّ" و "العِشَاءُ" من صلاة المغرب إلى العتمة وعليه قول ابن فارس: "العِشَاءَانِ" المغرب والعتمة، قال ابن الأنباري: "العَشِيَّةُ" مؤنثة وربما ذكرتها العرب على معنى العشي، وقال بعضهم: "العَشِيَّةُ" واحدة جمعها "عَشِيٌّ" ، و "العِشَاءُ" بالكسر والمد أول ظلام الليل، و "العَشَاءُ" بالفتح والمد الطعام الذي يتعشى به وقت العشاء، و "عَشَّيْتُ" فلانا بالتثقيل، و "عَشَوْتُهُ" أطعمته العشاء كتاب العين و "تَعَشَّيْتُ" أنا أكلت العشاء، و "عَشِيَ" "عَشًى" من باب تعب: ضعف بصره فهو "أَعْشَى" والمرأة "عَشْوَاءُ" . 

زلع (مقاييس اللغة) [4]



الزاء واللام والعين أصلٌ يدلُّ على تَفَطُّرٍ وزَوَالِ شيء عن مكانه. فالزَّلَع: تفطُّر الجِلد. تَزَلَّعَت يدُهُ: تشقَّقَت.
ويقال: زَلِعَت جراحته: فسدَتْ. قال الخليل: الزَّلَع: شُقاقُ ظاهِرِ الكفّ. فإن كانَ في الباطن فهو كَلَع.
والزَّلْع: استلابُ شيءٍ في خَتْل.

صَامَ (المعجم الوسيط) [4]


 صوما وصياما أمسك و (فِي الشَّرْع) أمسك عَن الطَّعَام وَالشرَاب من طُلُوع الْفجْر إِلَى غرُوب الشَّمْس مَعَ النِّيَّة وَصمت وَالْفرس قَامَ وَلم يعتلف وَالْمَاء وَالرِّيح وَنَحْوهمَا ركد وَالشَّمْس بلغت كبد السَّمَاء عِنْد الزَّوَال والنعام وَنَحْوه وقف وَرمى بذرقه 

جهض (مقاييس اللغة) [4]



الجيم والهاء والضاد أصلٌ واحد، وهو زَوَالُ الشَّيء عن مكانه بسُرعة. يقال أجْهَضْنا فلاناً عن الشّيء، إذا نَحَّيناه عنه وغلَبْناه عليه.
وأَجْهَضَتِ النّاقة إذا ألقَتْ ولدَها، فهي مُجْهِضٌ.
وأمّا قولهم للحديد القلب: إنّه لَجاهضٌ وفيه جُهوضة وجَهَاضة، فهو من هذا، أي كأنَّ قلبَه من حِدّته يزُولُ من مكانه.

حسد (الصّحّاح في اللغة) [4]


الحَسَد: أن تتمنَّى زوال نعمة المحسود إليكَ. يقال: حَسَدَه يَحْسُدُهُ حُسوداً. قال الأخفش: وبعضهم يقول: يحسِده بالكسر. قال: والمصدر حَسَداً بالتحريك وحَسادَةً.
وحَسَدْتُكَ على الشيء وحَسَدْتُكَ الشيءَ، بمعنى.
وتَحاسَدَ القومُ.
وهم قوم حَسَدَة، مثل حامِلٍ وحَمَلَةٍ.

ح ك ك (المصباح المنير) [4]


 حَكَكْتُ: الشيء "حَكًّا" من باب قتل: قشرته، و "الحِكَّةُ" بالكسر: داء يكون بالجسد وفي كتب الطب هي خلط رقيق بورقي يحدث تحت الجلد ولا يحدث منه مدة بل شيء كالنخالة وهو سريع الزوال، و "حَكَّ" في صدري كذا "يَحُكُّ" من باب قتل إذا حصل كالوهم. 

غبط (المعجم الوسيط) [4]


 الْحَيَوَان غبطا جسه ليتعرف سمنه من هزاله وَفُلَانًا تمنى مثل مَاله من النِّعْمَة من غير أَن يُرِيد زَوَالهَا عَنهُ وَفِي الحَدِيث (أقوم مقَاما يغبطني فِيهِ الْأَولونَ وَالْآخرُونَ) فَهُوَ غابط (ج) غبط غبط:  فلَانا غبطا غبطه يغبطه غبط:  غِبْطَة حسنت حَاله فَهُوَ مغبوط 

يقن (الصّحّاح في اللغة) [4]


اليَقينُ: العلم وزوالُ الشك. يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً، وأيْقَنْتُ، واسْتَيْقَنْتُ، وتَيَقَّنْتُ، كلُّه، بمعنًى.
وأنا على يَقين منه.
وإنَّما صارت الياء واواً في قولك موقِنٌ للضمة قبلها.
وإذا صغّرته رددتَه إلى الأصل وقلت مُيَيْقِنٌ.
وربَّما عبَّروا عن الظنّ باليَقينِ، وباليَقينِ عن الظنّ.

بلسك (لسان العرب) [4]


البِلْسَكاء: نبت إذا لصق بالثوب عسر زواله عنه. قال أبو سعيد: سمعت أعرابياً يقول بحضرة أبي العَمَيْثَلِ: يسمى هذا النبت الذي يَلْزَق بالثياب فلا يكاد يتخلص بتهامة البَلْسكاء، فكتبه أبو العميثل وجعله بيتاً من شعر ليحفظه؛ قال: يُخَبِّرنا بأنك أحْوَذِيّ، وأنت البَلْسَكاءُ بنا لُصوقا ذكَّره على معنى النبات.

دلك (مقاييس اللغة) [5]



الدال واللام والكاف أصلٌ واحد يدلُّ على زَوالِ شيءٍ عن شيء، ولا يكون إلاَّ برِفْق. يقال دَلَكَت الشّمسُ: زالت.
ويقال دَلَكَتْ غابت.
والدَّلَكُ: وقتُ دُلوك الشَّمس.
ومن الباب دَلَكْتُ الشَّيء، وذلك أنّك إذا فعلْتَذلك لم تكَدْ يدُك تستقرُّ على مكانٍ دُونَ مكان.
والدَّلُوك: ما يتدلَّكُ به الإنسان مِن طِيبٍ وغَيره.
والدَّلِيكُ: طعامٌ يُتَّخَذ من زُبدٍ وتَمْرٍ شبه الثّرِيد، والمدلوك: البعير الذي قد دلَكَتْه الأسفار وكَدَّتْه.
ويقال بل هو الذي في رُكْبتيه دَلَكٌ، أي رخاوة؛ وذلك أخَفُّ من الطَّرَق.
وفرسٌ مَدلُوك الحَجَبَةِ، أي ليس بحَجَبَتِه إشرافٌ.
وأرضٌ مدلوكة، أي مأكولة؛ وذلك إذا كانت كأنّها دُلِكَتْ دَلْكاً.
ويقال الدُّلاكة آخِرُ ما يكون في الضَّرع من اللّبن، كأنّه . . . أكمل المادة سُمِّي بذلك لأنَّ اليد تَدْلُك الضَّرع.قال أحمد بن فارس: إنّ لله تعالى في كلِّ شيءٍ سِرّاً ولطيفةً.
وقد تأمّلْتَ في هذا الباب من أوّله إلى آخره فلا تَرَى الدّالَ مؤتلفةً مع اللام بحرفٍ ثالث إلا وهي تدلُّ على حركةٍ ومجيءٍ، وذَهابٍ وزَوَالٍ من مكانٍ إلى مكان، والله أعلم.

حسد (لسان العرب) [5]


الحسد: معروف، حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو؛ قال: وترى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال، وعِرْضُه مَشْتوم الجوهري: الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك. يقال: حَسَدَه يَحْسُدُه حُسوداً؛ قال الأَخفش: وبعضهم يقول يحسِده، بالكسر، والمصدر حسَداً، بالتحريك، وحَسادَةً.
وتحاسد القوم، ورجل حاسد من قوم حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدة مثل حامل وحَمَلَة، وحَسودٌ من قوم حُسُدٍ، والأُنثى بغير هاء، وهم يتحاسدون.
وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: الحَسْدَلُ القُراد، ومنه أُخذ الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا حسد إِلاَّ . . . أكمل المادة في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله قرآناً فهو يتلوه؛ الحسد: أَن يرى الرجل لأَخيه نعمة فيتمنى أَن تزول عنه وتكون له دونه، والغَبْطُ: أَن يتمنى أَن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه؛ وسئل أَحمد بن يحيى عن معنى هذا الحديث فقال: معناه لا حسد لا يضر إِلاَّ في اثنتين؛ قال الأَزهري: الغبط ضرب من الحسد وهو أَخف منه، أَلا ترى أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما سئل: هل يضر الغَبْط؟ فقال: نعم كما يضر الخَبْطُ، فأَخبر أَنه ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زوال النعمة عن أَخيه، والخبط: ضرب ورق الشجر حتى يتحاتَّ عنه ثم يستخلف من غير أَن يضر ذلك بأَصل الشجرة وأَغصانها؛ وقوله، صلى الله عليه وسلم، لا حسد إِلاَّ في اثنتين هو أَن يتمنى الرجل أَن يرزقه الله مالاً ينفق منه في سبيل الخير، أَو يتمنى أَن يكون حافظاً لكتاب الله فيتلوه آناء الليل وأَطراف النهار، ولا يتمنى أَن يُرزأَ صاحب المال في ماله أَو تالي القرآن في حفظه.
وأَصل الحسد: القشر كما قال ابن الأَعرابي، وحَسَده على الشيء وحسده إِياه؛ قال يصف الجن مستشهداً على حَسَدْتُك الشيءَ بإِسقاط على:أَتَوْا ناري فقلتُ: مَنُونَ أَنتم، فقالوا: الجِنُّ، قلتُ: عِمُوا ظَلاماً فقلتُ: إِلى الطعام، فقال منهم زَعِيمٌ: نَحْسِدُ الإِنس الطعاما وقد يجوز أَن يكون أَراد على الطعام فحذف وأَوصل؛ قال ابن بري: الشعر لشمر بن الحرث الضبي وربما روي لتأَبط شرّجاً، وأَنكر أَبو القاسم الزجاجي رواية من روى عِموا صباحاً، واستدل على ذلك بأَن هذا البيت من قطعة كلها على رويّ الميم؛ قال وكذلك قرأْتها على ابن دريد وأَولها: ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ بدارٍ، ما أُريدُ بها مُقاما قال ابن بري: قد وهم أَبو القاسم في هذا، أَو لم تبلغه هذه الرواية لأَن الذي يرويه عِموا صباحاً يذكره مع أَبيات كلها على روي الحاء، وهي لِخَرِع بن سنان الغساني، ذكر ذلك في كتاب خبر سَدّ مَأْرِبَ، ومن جملة الأَبيات: نزلتُ بِشعْبِ وادي الجنِّ، لَمَّا رأَيتُ الليلَ قد نَشَرَ الجناحا أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه، وقد جَنَّ الدُّجى والنجمُ لاحا وحدَّثني أُموراً سوف تأْتي، أَهُزُّ لها الصَّوارمَ والرِّماحا قال: وهذا كله من أَكاذيب العرب؛ قال ابن سيده: وحكى اللحياني عن العرب حسدني الله إِن كنت أَحسدك، وهذا غريب، وقال: هذا كما يقولون نَفِسَها الله عليَّ إِن كنت أَنْفَسُها عليك، وهو كلام شنيع، لأَن الله، عز وجل، يجل عن ذلك، والذي يتجه هذا عليه أَنه أَراد: عاقبني الله على الحسد أَو جازاني عليه كما قال: ومكروا ومكر الله.

زيل (لسان العرب) [6]


زِلْتُ الشيءَ من مكانه أَزِيلُه زَيْلاً: لغة في أَزَلْته؛ قاله الجوهري، قال ابن بري: صوابه زِلْتُه زَيْلاً أَي أَزَلْته.
وزِلْتُه زَيْلاً أَي مِزْتُه. ابن سيده وغيره: زَالَ الشيءَ زَيْلاً وأَزَاله إِزَالةً وإِزَالاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وزَيَّلَه فتَزَيَّل، كل ذلك: فَرَّقَه فتفَرَّق.
وفي التنزيل العزيز: فزَيَّلْنا بَيْنَهم؛ وهو فَعَّلْت لأَنك تقول في مصدره تَزْيِيلاً، قال: ولو كان فَيْعَلْت لقلت زَيَّلَةً.
وقال مُرَّة: أَزَلْت الضأْنَ من المَعَز والبِيضَ من السُّود إِزَالاً وإِزَالَةً، وكذلك زِلْتُها أَزِيلُها زَيْلاً أَي مَيَّزْت. قال الأَزهري: أَمَّا زَالَ يَزِيلُ فإِن الفراء قال في قوله تعالى: فزَيَّلْنا بينهم، قال: ليست من زُلْت وإِنما هي من زِلْتُ الشيءَ فأَنا أَزِيلُه إِذا . . . أكمل المادة فَرَّقْتَ ذا من ذا وأَبَنْتَ ذا من ذا، وقال فزَيَّلْنا لكثرة الفعل، ولو قَلَّ لقلت زِلْ ذا من ذا كقولك مِزْ ذا من ذا، قال: وقرأَ بعضهم فزَايَلْنا بينهم، وهو مثل قولك لا تُصَعِّر ولا تُصَاعِرْ وعاقَدَ وعَقَّد.
وقال تعالى: لو تَزَيَّلوا لعَذَّبنا الذين كفروا؛ يقول لو تَمَيَّزوا؛ وأَنشد أَبو الهيثم للكميت: أَرادوا أَن تُزايِلَ خَالقاتٌ أَدِيمَهُمُ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا والزِّيالُ: الفِراق.
والتَّزَايُل: التباين.
وقال القتيبي في تفسير قوله: فَزَيَّلْنا أَي فَرّقنا وهو مِنْ زَالَ يَزُولُ وأَزَلْته أَنا؛ قال أَبو منصور: وهذا غلط من القتيبي ولم يميز بين زال يَزُول وزَالَ يَزِيل كما فَعَل الفراء، وكان القتيبي ذا بيان عَذْب وقد نَحِسَ حَظُّهُ من النحو ومعرفة مقاييسه. الجوهري: يقال زِلْ ضَأْنَك من مِعْزاك، وزِلْتُه منه فلم يَنْزَلْ، ومِزْتُه فلم يَنْمَزْ.
وَتَزَيَّل القومُ تَزَيُّلاً وتَزْييلاً: تَفَرَّقوا؛ الأَخيرة حجازية رواها اللحياني، قال: وربيعة تقول تَزَايَل القومُ تَزَايُلاً؛ وأَنشد للمتلمس: أَحارِثُ إِنَّا لو تُساطُ دماؤنا، تَزَيَّلْن حتى ما يَمَسّ دَمٌ دَما قال: وينشد تَزَيَلْنَ.
والتَّزايُل: التَّبايُن؛ قال أَبو ذؤيب: إِلى ظُعُنٍ كالدَّوْم فيها تَزايُلٌ، وهِزَّة أَحمالٍ لَهُنَّ وَشِيجُ وزايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيالاً: بارحه.
والمُزايَلَة: المُفارَقة، ومنه يقال: زايَلَه مُزَايَلَة وزِيالاً إِذا فارقه.
والمُتَزايِلَةُ من النساء: التي تُزايِلُك بوجهها تَسْتره عنك، وهو من ذلك.
وانْزال عنه: زايَلَه وفارَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وانْزالَ عن ذائِدها ونَصْرِه أَي زايَلَ الذائدَ وأَنصارَه.
والزَّيَل، بالتحريك: تَباعُدُ ما بين الفَخِذين كالفَحَج.
ورَجُل أَزْيَل الفَخِذين: مُنْفَرِجُهما مُتباعِدُهما، وهو من ذلك لأَن المُتباعِد مُفارِق.
وفي حديث علي، كَرَّم الله وجهه: أَنه ذكر المَهْدِيَّ وأَنه يكون من ولد الحُسَين أَجْلى الجَبين أَقْنى الأَنف أَزْيَل الفخِذين أَفْلَج الثَّنايا بفخذه الأَيمن شامةٌ؛ أَراد أَنه مُتَزايِل الفَخِذين وهو الزَّيَل والتَّزَيُّل، والفعل منه زَيِلَ يَزْيَل.
وأَزْيَلُ الفَخِذين أَي مُنْفَرِجُهما. التهذيب: يقال ما زالَ يفعل كذا وكذا ولا يَزال يفعل كذا وكذا كقولك ما انْفَكَّ وما بَرِح وما زِلْت أَفعل ذاك، وفي المضارع لا يَزال، قال: وقَلَّما يُتَكَلَّم به إِلا بحرف النفي، قال ابن كيسان: ليس يُراد بما زالَ ولا يَزال الفعلُ من زال يَزُول إِذا انصرف من حال إِلى حال وزالَ من مكانه، ولكنه يراد بهما مُلازَمةُ الشيء والحالُ الدائمة.
وفي الحديث: خالِطوا الناسَ وزايِلُوهم أَي فارِقوهم في الأَفعال التي لا تُرْضي اللهَ ورَسُولَه.
وما زِلْتُ أَفعله أَي ما بَرِحْت، وما زِلْت به، حتى فَعَل ذلك، زِيالاً.
وما زِلْت وزَيْداً حتى فَعَل أَي بزيد؛ حكاه سيبويه، وحكى بعضهم زِلْت أَفْعَل بمعنى ما زِلْت.
وقال اللحياني: زِلْت الشيءَ فلم يَنْزَلْ، لا يُتَكَلَّمُ به إِلا على هاتين الصيغتين، يعني أَنهم لا يقولون زَيَّلْته فلم يَتَزَيَّل، كما أَنهم لا يقولون أَيضاً مَيِّزْتُه فلم يَتَمَيَّز، إِنما يقولون مِزْته فلم يَنْمَزْ. الجوهري: زِلْت الشيءَ أَزِيلُه زَيْلاً أَي مِزْته وفَرَّقْتُه.
ويقال: أَزالَ اللهُ زَوالَه إِذا دُعي عليه بالهلاك، معناه أَي أَذهب اللهُ حركته وتَصَرُّفَه كما يقال أَسْكَتَ الله نامَّتَه.
وزال زَوالُه أَي ذَهَبَتْ حركته، ويقال: زِيلَ زَوِيُله؛ قال ذو الرمة يصف بيضة النعامة: وبَيْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، إِذا ما رأَتنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَي زِيلَ قَلْبُها من الفَزَع. قال ابن بري: ويحتمل أَن يكون زِيلَ في البيت مبنيّاً للمفعول من زالَه اللهُ.
والزَّوِيلُ بمعنى الزَّوال، قال: ويحتمل أَن يكون زِيل لغة في زالَ كما يقال في كادَ كِيدَ؛ قال الهذلي: وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي، وكِيدَ خِراشٌ، يَوْمَ ذلك، يَيْتَم قال: ويدل على صحة ذلك أَنه يروى زِيلَ مِنَّا زَوالُها وزالَ مِنَّا زَوِيلُها، قال: فهذا يدل على أَنَّ زِيلَ بمعنى زالَ المبني للفاعل دون المبني للمفعول.

قَامَ (المعجم الوسيط) [4]


 قوما وقياما وقومة انتصب وَاقِفًا وَالْأَمر اعتدل وَيُقَال قَامَ ميزَان النَّهَار انتصف وَقَامَ قَائِم الظهيرة حَان وَقت الزَّوَال وَالْمَاء ثَبت متحيرا لَا يجد منفذا وَالْحق ظهر وَاسْتقر وعَلى الْأَمر دَامَ وَثَبت وللأمر تولاه وعَلى أَهله تولى أَمرهم وَقَامَ بنفقاتهم وَالْمَتَاع بِكَذَا تحددت قِيمَته وَيُقَال قَامَ يفعل كَذَا أَخذ فِي عمله 

متع (المعجم الوسيط) [4]


 الشَّيْء متوعا بلغ فِي الْجَوْدَة الْغَايَة فِي بَابه وَطَالَ فَهُوَ ماتع وَهِي ماتعة وَيُقَال متع النَّهَار وَالضُّحَى بلغ غَايَة ارتفاعه وَهُوَ مَا قبل الزَّوَال والسراب ارْتَفع فِي أول النَّهَار وَفُلَان جاد وظرف وكمل فِي خِصَال الْخَيْر وَالْحَبل اشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جاد فتله والنبيذ اشتدت حمرته فَهُوَ ماتع وبالشيء متعا ومتعة ذهب بِهِ وَالله فلَانا بِكَذَا أَطَالَ لَهُ الِانْتِفَاع بِهِ وملأه بِهِ متع:  الشَّيْء متاعة جاد 

ز ي ل (المصباح المنير) [4]


 زَالَهُ: "يَزَالُهُ" وزان نال ينال زيالاً: نحّاه و "أَزَالَهُ" مثله ومنه لو "تَزَيَّلُوا" أي لو تميزوا بافتراق ولو كان من الزوال وهو الذهاب لظهرت الواو فيه، و "زَيَّلْتُ" بينهم فرقت، و "زَايَلْتُهُ" فارقته، و "مَا زَالَ" يفعل كذا و "لا أَزَالُ" أفعله لا يتكلم به إلا بحرف النفي، والمراد به ملازمة الشيء والحال الدائمة مثل ما برح وزناً ومعنى، وقد تكلم به بعض العرب على أصله فقال: "مَا زَيِلَ" زيد يفعل كذا. 

س و ك (المصباح المنير) [4]


 السِّوَاكُ: عود الأراك والجمع "سُوكٌ" بالسكون والأصل بضمتين مثل كتاب وكتب، و "الْمِسْوَاكُ" مثله و "سَوَّكَ" فاه "تَسْوِيكًا" وإذا قيل "تَسَوَّكَ" أو "اسْتَاكَ" لم يذكر الفم، و "السِّوَاكُ" أيضا مصدر ومنه قولهم: ويكره "السِّوَاكُ" بعد الزوال قال ابن فارس: و "السِّوَاكُ" مأخوذ من "تَسَاوَكَتِ" الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال وقال ابن دريد: "سُكْتُ" الشيء "أَسُوكُهُ" "سَوْكًا" من باب قال إذا دلكته ومنه اشتقاق "السِّوَاكِ" .

طهر (مقاييس اللغة) [3]



الطاء والهاء والراء أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على نقاءٍ وزوالِ دَنَسٍ.
ومن ذلك الطُّهْر: خلاف الدَّنَس.
والتطهُّرُ: التنـزُّه عن الذمِّ وكلِّ قبيح.
وفلانٌ طاهر الثِّياب، إذا لم يدنَّس. [قال]:
ثيابُ بني عوفٍ طَهَارَى نقيّةٌ      وأوجُهُهمْ عند المَسَافرِ غُرّانُ

والطَّهور: الماء. قال الله تعالى: وأَنْزَلْنَا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً [الفرقان 48].
وسمعتُ محمّد بن هارونَ الثَّقَفِي يقول: سمعتُ أحمد بن يحيى ثعلباً يقول: الطَّهور: الطاهر، في نفسه، المُطَهِّرُ لغيرهِ.

ظلل (لسان العرب) [4]


ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ، لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض الشعر ظَلَّ لَيْلَه، وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا، بالكسر، ظُلُولاً إِذا عَمِلْته بالنهار دون الليل؛ ومنه قوله تعالى: فَظَلْتم تَفَكَّهون، وهو من شَواذِّ التخفيف. الليث: يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً، ولا تقول العرب ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل، قال: ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران، فإِن أَهل الحجاز يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر الظُّلُول، والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ؛ قال تعالى: ظَلْتَ عليه . . . أكمل المادة عاكفاً، وقرئ ظِلْتَ، فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها، ومن قرأَ ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّل كسرة اللام على الظاء، ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت، قال: وهذا قول حُذَّاق النحويين؛ قال ابن سيده: قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت، وهذا النَّحْوُ شاذٌّ، قال: والأَصل فيه عربي كثير، قال: وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ وأَما ما أَنشده أَبو زيد لرجل من بني عقيل: أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً على طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قال ابن جني: قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم.
وظِلُّ النهارِ: لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ.
والظِّلُّ: نقيض الضَّحِّ، وبعضهم يجعل الظِّلَّ الفَيْء؛ قال رؤبة: كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ وفَيْء، وقيل: الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس، والفيء ما فاء بعد.
وقالوا: ظِلُّ الجَنَّة، ولا يقال فَيْؤها، لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء، إِنما هي أَبداً ظِلٌّ، ولذلك قال عز وجل: أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها؛ أَراد وظِلُّها دائم أَيضاً؛ وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ؛ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ، فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة الجعدي:فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم، وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال وقال كثير: لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها، وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها ويروى: لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها والظِّلَّة: الظِّلال.
والظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ وقال العباس بن عبد المطلب: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها.
والظِّلال: ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه.
وظِلُّ الليلِ: سَوادُه، يقال: أَتانا في ظِلِّ الليل؛ قال ذو الرُّمَّة: قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه، في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع، فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ.
والظُّلَّةُ أَيضاً (* قوله «والظلة أيضاً إلخ» هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي، وهي قوله: والظلة، بالضم، كهيئة الصفة، الى أن قال: والظلة أيضاً الى آخر ما هنا): أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبي زيد.
وقوله تعالى: يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين؛ قال أَبو الهيثم: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال: والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ، فما فاءت منه الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال، ثم يُدْعى فيئاً بعد الزوال إِلى الليل؛ وأَنشد: فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق قال: وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وقال غيره: يقال أَظَلَّ يومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ.
والعرب تقول: ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر، ولا أَدْفأَ من شَجَر، ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ؛ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه.
وظِلُّ الليل: جُنْحُه، وقيل: هو الليل نفسه، ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها.
وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها، واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرى بها.
وفي الحديث: إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها.
وفي قول العباس: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً في صُلْب آدم حيث كان في الجنة، وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى الأَرض، فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى.
وقوله عز وجل: ولله يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ والآصال؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وجاء في التفسير: أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله، وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير.
وفي حديث ابن عباس: الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله؛ قالوا: معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ.
ويقال للمَيِّت: قد ضَحَا ظِلُّه.
وقوله عز وجل: ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ؛ قال ثعلب: قيل الظِّلُّ هنا الجنة، والحَرور النار، قال: وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعينه، والحَرُور الحَرُّ بعينه.
واسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ.
واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مال إِليه وقَعَد فيه.
ومكان ظَلِيلٌ: ذو ظِلٍّ، وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه.
وقولهم: ظِلٌّ ظَلِيل يكون من هذا، وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر.
وفي التنزيل العزيز: ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً؛ وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل: هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيـ ـلِ، والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابن سيده: المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل، فوضع المصدر موضع الاسم.
وقوله عز وجل: وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ؛ قيل: سَخَّر اللهُ لهم السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المَنَّ والسَّلْوى، والاسم الظَّلالة. أَبو زيد: يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في أَوَّل ما جاء الشتاء.
وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة الحَرِّ؛ وأَنشد الأَصمعي: غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه، في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه (* قوله «غلسته إلخ» كذا في الأصل والاساس، وفي التكملة: تقدم العجز على الصدر).
وقولهم: مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة الذِّئب.
وظِلُّ الشيءِ: كِنُّه.
وظِلُّ السحاب: ما وَارَى الشمسَ منه، وظِلُّه سَوادُه.
والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب.
وكُلُّ شيء أَظَلَّك فهو ظُلَّة.
ويقال: ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل.
وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ.
وظِلُّ كلِّ شيء: شَخْصُه لمكان سواده.
وأَظَلَّني الشيءُ: غَشِيَني، والاسم منه الظِّلُّ؛ وبه فسر ثعلب قوله تعالى: إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب، قال: معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا.
والظُّلَّة: الغاشيةُ، والظُّلَّة: البُرْطُلَّة.
وفي التهذيب: والمِظَلَّة البُرْطُلَّة، قال: والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ، وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس.
والظُّلَّة: الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد، وهي كالصُّفَّة.
والظُّلَّة: الصَّيْحة.
والظُّلَّة، بالضم: كهيئة الصُّفَّة، وقرئ: في ظُلَلٍ على الأَرائك مُتَّكئون، وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة؛ والجمع ظُلَلٌ وظِلال.
والظُّلَّة: ما سَتَرك من فوق، وقيل في عذاب يوم (* قوله «وقيل في عذاب يوم إلخ» كذا في الأصل) الظُّلَّة، قيل: يوم الصُّفَّة، وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ عليهم وهَلَكوا تحتها.
وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة، وكذلك كل ما أَظَلَّك. الجوهري: عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ؛ وقوله عز وجل: لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم، وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ وأَطباق، فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا إِلى القَعْر.
وفي الحديث: أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل؛ قل: هي كُلُّ ما أَظَلَّك، واحدتها ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛ قال الكميت: فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها، إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل؟ وظِلالُ البحر: أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها، ومنه عذاب يوم الظُّلَّة، وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم.
وفي الحديث: رأَيت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ منها السَّمْنُ والعسلُ، ومنه: البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان؛ وقوله: وَيْحَكَ، يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ، وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ؟ قيل: يَعْني بُيوتَ السَّجْن.
والمِظَلَّة والمَظَلَّة: بيوت الأَخبية، وقيل: المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب، وهي كبيرة ذات رُواقٍ، وربما كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً، وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها. قال ابن الأَعرابي: وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت.
وقال ثعلب: المِظَلَّة من الشعر خاصة. ابن الأَعرابي: الخَيْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب، وأَما المَظَلَّة فمن ثياب؛ رواه بفتح الميم.
وقال أَبو زيد: من بيوت الأَعراب المَظَلَّة، وهي أَعظم ما يكون من بيوت الشعر، ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة، ثم الخِباء وهو أَصغر بيوت الشَّعَر.
والمِظَلَّة، بالكسر: البيت الكبير من الشَّعَر؛ قال: أَلْجَأَني اللَّيْلُ، وَرِيحٌ بَلَّه إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه، وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه وعَرْشٌ مُظَلَّل: من الظِّلِّ.
وقال أَبو مالك: المِظَلَّة والخباء يكون صغيراً وكبيراً؛ قال: ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم.
ومَظَلَّة ومِظَلَّة: دَوْحة (* قوله «ومظلة دوحة» كذا في الأصل والتهذيب).
ومن أَمثال العرب: عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها، وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم؛ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي: ولَيْلٍ، كأَنَّ أَفانِينَه صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام، فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء؛ ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده سيبويه لعِمْران بن حِطَّان: قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً، لا يُرَوَّعُني فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه.
وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ.
واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه.
وفي التنزيل العزيز: وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ.
والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ؛ يقال: أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه من قُرْبه.
وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك.
وأَظَلَّك فلان: دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه، ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ.
وفي الحديث: أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال: أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه.
وفي حديث كعب ابن مالك: فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي.
وفي الحديث: الجنَّةُ تحت ظِلالِ السيوف؛ هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه.
والظِّلُّ: الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان، وقيل: هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال، وما كان بعده فهو الفيء.
وفي الحديث: سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته.
وفي الحديث الآخر: السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس، قال: وقد يُكْنى بالظِّلِّ عن الكَنَف والناحية.
وأَظَلَّك الشيء: دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه من قربه.
والظِّلُّ: الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى، وفي التهذيب: شِبْه الخيال من الجِنِّ، ويقال: لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك.
ومُلاعِب ظِلَّه: طائرٌ سمي بذلك.
وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ ظِلِّهن، كل هذ في لغة، فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ وقول عنترة: ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه، حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل أَراد: وأَظَلُّ عليه.
وقولهم في المثل: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّه؛ معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله. الأَزهري: وفي أَمثال العرب: تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه؛ يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من شيء لا يعود إِليه أَبداً، وذلك إِذا نَفَر، والأَصل في ذلك أَن الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه، فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه، ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود إِليه. الأَزهري: ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه، وذلك إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه.
ويقال: أَتيته حين يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه من شدة الحر.
ويقال: انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ؛ قال الراجز: قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها، وذابَت الشَّمْس على قِلالها وقال آخر في مثله: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا والظِّلُّ: العِزُّ والمَنَعة.
ويقال: فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه وكَنَفه.
وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه.
واسْتَظَلَّ الكَرْمُ: التَفَّتْ نَوامِيه.
وأَظَلُّ الإِنسان: بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ، وهو من الإِبل باطن المَنْسِم؛ هكذا عَبَّروا عنه ببطون؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع؛ وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير: دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ، وليس في لحم البعير مُضْغة أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه.
وقال أَبو عبيد في باب سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه: قال أَبو عبيدة إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إِن يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي؛ يقول: إِنه في مثل حالك؛ قال لبيد: بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ قال: والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان.
ويقال للدم الذي في الجوف مُسْتَظِلُّ أَيضاً؛ ومنه قوله: مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ ويقال: اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت؛ قال ذو الرمة: على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ، شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها ومنه قول الراجز: كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر قال بعضهم: أَراد الوَقاحة، وقيل: إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه. غيره: الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير؛ قال العَجَّاج: تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل، مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِنْ ضَنِنُوا والجمع الظُّلُّ، عاملوا الوصف (* قوله «عاملوا الوصف» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: عاملوه معاملة الوصف) أَو جمعوه جمعاً شاذّاً؛ قال ابن سيده: وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة.
وقولهم في المثل: لَكِنْ على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل؛ قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم.
والظَّلِيلة: مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي.
والظَّلِيلة: الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات، وفي التهذيب: الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ قليلٍ في مَسِيل ونحوه، والجمع الظَّلائل، وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها؛ قال رؤبة: غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا (* قوله «غادرهن السيل» صدره كما في التكملة: بخصرات تنقع الغلائلا). ابن الأَعرابي: الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة.
والظِّلُّ: اسم فَرَس مَسْلمة بن عبد المَلِك.
وظَلِيلاء: موضع، والله أَعلم.

الْحَال (المعجم الوسيط) [3]


 الْوَقْت الَّذِي أَنْت فِيهِ والكساء يحتش فِيهِ وَاللَّبن وَحَال الدَّهْر صرفه وَحَال الشَّيْء صفته وَحَال الْإِنْسَان مَا يخْتَص بِهِ من أُمُوره المتغيرة الحسية والمعنوية والعجلة يعلم عَلَيْهَا الصَّبِي الْمَشْي وَالْحَال (فِي الطبيعة) كَيْفيَّة سريعة الزَّوَال من نَحْو حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة عارضة (مج) وَفِي (علم النَّفس) الْهَيْئَة النفسية أول حدوثها قبل أَن ترسخ (مج) و (فِي النَّحْو) الزَّمَان الْحَاضِر وَلَفظ يبين الْهَيْئَة الَّتِي عَلَيْهَا الشَّيْء عِنْد مُلَابسَة الْفِعْل لَهُ وَاقعا مِنْهُ أَو عَلَيْهِ و (فِي البلاغة) الْأَمر الدَّاعِي إِلَى إِيرَاد الْكَلَام الفصيح على وَجه مَخْصُوص وَكَيْفِيَّة مُعينَة (ج) أَحْوَال وأحولة 

الظّهْر (المعجم الوسيط) [3]


 خلاف الْبَطن وَمن الْإِنْسَان مُؤخر الْكَاهِل إِلَى أدنى الْعَجز (ج) أظهر وَظُهُور وظهران وَالدَّابَّة الَّتِي تحمل الأثقال أَو يركب عَلَيْهَا وَطَرِيق الْبر وَمَا غلظ من الأَرْض وارتفع وَمَا غَابَ عَنْك وَيُقَال قَرَأَ الْقُرْآن عَن ظهر قلبه أَي من حفظه وَأَعْطَاهُ عَن ظهر يَد ابْتِدَاء بِلَا مُكَافَأَة وَهُوَ خَفِيف الظّهْر قَلِيل الْعِيَال وثقيل الظّهْر كثير الْعِيَال وقلبت الْأَمر ظهرا لبطن أَنْعَمت تَدْبيره وَهُوَ يَأْكُل عَن ظهر يَد أنْفق عَلَيْهِ وَأقَام بَين ظهريهم وظهرانيهم وأظهرهم بَينهم الظّهْر:  سَاعَة زَوَال الشَّمْس (ج) ظُهُور الظّهْر:  مَتَاع الْبَيْت 

ش ر ك (المصباح المنير) [4]


 شَرِكْتُهُ: في الأمر "أَشْرَكُهُ" من باب تعب "شَرِكًا" و "شَرِكَةً" وزان كلم وكلمة بفتح الأول وكسر الثاني إذا صرت له شريكاً، وجمع "الشَّرِيكِ" "شُرَكَاءُ" و "أَشْرَاكٌ" ، و "شَرَّكْتُ" بينهما في المال "تَشْرِيكًا" ، و "أَشْرَكْتهُ" في الأمر والبيع بالألف جعلته لك "شَرِيكًا" ثم خفف المصدر بكسر الأول وسكون الثاني واستعمال المخفف أغلب فيقال "شِرْكٌ" و "شِرْكَةٌ" كما يقال كلم وكلمة على التخفيف نقله الحجة في التفسير وإسماعيل بن هبة الله الموصلي على ألفاظ المهذب ونصّ عليه صاحب المحكم وابن القطاع وباسم الفاعل، وهو "شَرِيكٌ" سمي ومنه "شَرِيكُ بْنُ سَحْمَاءَ" الذي قذف به هلال بن أمية امرأته و "شَارَكَهُ" و "تَشَارَكُوا" و "اشْتَرَكُوا" وطريق "مُشْتَرَكٌ" بالفتح والأصل "مُشْتَرَكٌ" فيه ومنه الأجير "الْمُشْتَرَكُ" وهو الذي لا يخصّ أحدا بعمله بل يعمل لكلّ من يقصده بالعمل كالخياط في مقاعد الأسواق، و "الشِّرْكُ" النصيب ومنه قولهم: ولو أعتق "شِرْكًا" له في عبد أي نصيبا والجمع "أَشْرَاكٌ" مثل قسم وأقسام، . . . أكمل المادة و "الشِّرْكُ" اسم من "أَشْرَكَ" بالله إذا كفر به، و "شَرَكُ" الصائد معروف والجمع "أَشْرَاكٌ" مثل سبب وأسباب وقيل "الشَّرَكُ" جمع "شَرَكَةِ" مثل قصب وقصبة، و "شِرَاكُ" النعل سيرها الذي على ظهر القدم، و "شَرَّكْتُهَا" بالتثقيل جعلت لها "شِرَاكًا" وفي حديث أنه عليه الصلاة والسلام صلى الظهر حين صار الفيء مثل الشراك يعني استبان الفيء في أصل الحائط من الجانب الشرقي عند الزوال فصار في رؤية العين كقدر الشراك وهذا أقل ما يعلم به الزوال وليس تحديدا، والمسألة "المُشَرِّكَةُ" اسم فاعل مجازا لأنها "شَرَّكَتْ" بين الأخوة وبعضهم يجعلها اسم مفعول ويقول هي محل "التَّشْرِيكُ" و "الاشْتِرَاكُ" والأصل "مُشَرَّكٌ" فيها ولهذا يقال "مُشْتَرَكَةٌ" بالفتح أيضا على هذا التأويل. 

غبط (الصّحّاح في اللغة) [3]


غَبَطْتُ الكبشَ أغْبطُهُ غَبْطاً، إذا أحسست ألْيَتَهُ لتنظر أبِه طِرقٌ أم لا.
والغِبطَةُ: أن تتمنَّى مثل حال المَغْبوطِ من غير أن تريد زوالها عنه، وليس بحسدٍ. تقول منه: غَبَطْتُهُ بما نال أغْبِطُهُ غَبْطاً وغِبْطَةً، فاغْتَبَطَ هو. قال الشاعر:
إذا هو الرَمْسُ تَعْفوهُ الأعاصيرُ      وبينما المرءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطٌ

أي هو مُغْتبطٌ. أنشدنيه أبو سعيد بكسر الباء، أي مَغْبوطٌ. قال: والاسم الغِبْطَةُ، وهو حسنُ الحالِ.
ومنه قولهم: اللهمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً، أي نسألك الغِبْطَةَ، ونعوذ بك من أن نهبِطَ عن حالنا.
والغَبيطُ: الرُحْلُ، وهو للنساء يُشدُّ عليه الهودج؛ والجمع غُبُطٌ.
وربَّما سمُّوا الأرض المطمئنَّةَ غَبيطاً.
وأغْبَطْتُ الرحلَ على ظهر الربيع، إذا أدَمْته عليه ولم . . . أكمل المادة تَحُطَّه عنه.
وأغْبَطَتْ عليه الحمَّى، أي دامت.
وأغْبَطَتِ السماءُ، أي دام مطرها.

ص ب ح (المصباح المنير) [3]


 الصُّبْحُ: الفجر و "الصَّبَاحُ" مثله وهو أول النهار، و "الصَّبَاحُ" أيضا خلاف المساء قال ابن الجواليقي: "الصَّبَاحُ" عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال ثم المساء إلى آخر نصف الليل الأول وهكذا روي عن ثعلب، و "أَصْبَحْنَا" دخلنا في الصباح، و "المَصْبَحُ" بفتح الميم موضع الإصباح ووقته بناء على أصل الفعل قبل الزيادة ويجوز ضمّ الميم بناء على لفظ الفعل، و "الصَُّبْحَةُ" بضمّ الصاد وفتحها الضحى، و "تَصَبَّحَ" نام بالغداة، و "صَبِيحَةُ" اليوم أوله، و "المِصْبَاحُ" معروف والجمع "مَصَابِيحُ" و "الصَّبُوحُ" بالفتح شرب الغداة، و "اصْطَبَحَ" شرب صبوحًا، و "صَبَّحَهُ" الله بخير دعاء له و "صَبَّحْتُهُ" سلمت عليه بذلك الدعاء، و "صَبُحَ" الوجه بالضم "صَبَاحَةً" أشرق وأنار فهو "صَبِيحٌ" و "اسْتَصْبَحْتُ" بالمصباح، و "اسْتَصْبَحْتُ" بالدهن نورت به، و "الْمِصْبَاحَ" . 

فيأ (الصّحّاح في اللغة) [3]


فاءَ يَفيءُ فَيْئاً: رجع، وأفاءه غيره: رَجَعه.
وفلان سريع الفَيءِ من غضبه، وإنه لحسنُ الفِيئَةِ، أي حسنُ الرُجوعِ.
والفِئةُ: الطائفة ويجمع على فِئونَ وفِئاتٍ.
والفَيءُ: الخُراجُ والغنيمة: تقول منه: أفاء الله على المسلمين مالَ الكفَّار يُفيءُ إفاءةً.
واسْتَفَأْتُ هذا المال، أي أخذته فَيْئاً.
والفَيْءُ: ما بعد الزوال من الظلِّ. قال حميد ابن ثور يصف سَرْحَةً وكنى بها عن امرأة:
ولا الفَيْءُ من بعد العشيّ تـذوقُ      فلا الظلُّ من برد الضُّحى تستطيعه

وإنما سمِّي الظلُّ فيئاً لرجوعه من جانبٍ إلى جانبٍ. قال ابن السكيت: الظلُّ ما نسختهُ الشمس، والفَيْءُ ما نسخ الشمسَ.
وحكى أبو عبيدة عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالت عنه فهو . . . أكمل المادة فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلٌّ، والجمع أفياءٌ وفُيوءٌ.
وقد فَيَّأتِ الشجرةُ تَفْيِئةً، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها.
وتَفَيَّأت الظلالُ، أي تَقَلَّبَتْ.

غبط (مقاييس اللغة) [3]



الغين والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ له ثلاثة وجوه: أحدها دوامُ الشيء ولزومُه، [والآخَر الجَسُّ]، والآخِر نوعٌ من الحَسَد.فالأوّل قولهم: أغْبَطَتْ عليه الحُمَّى، أي دامَت.
وأغبَطْتُ الرَّحْلَ على ظَهر البَعِيرِ، إذا أدمْتَه عليه ولم تَحُطَّه عنه.
ولذلك سُمِّي الرَّحْل غَبيطاً، والجمع غُبُط. قال الحارثُ بن وَعْلة :
أم هل تركتَ نساء الحيِّ ضاحيَةً      في قاعة الدَّارِ يستوقدن بالغُبُطِ

ومن هذا الغِبْطة: حُسْن الحالِ ودوامُ المَسَرَّة والخَيْر.والأصل الآخر الغَبْط، يقال: غبَطْتُ الشَّاةَ، إذا جسستَها بيدك تنظر بها سِمَنٌ. قال:
      كالغابِطِ الكلبَ يرجو الطِّرْق في الذَّنَبِ

ومن هذا الباب: الغَبِيط: أرضٌ مطمئنّة، كأنّها غُبِطَتْ حتى اطمأنَّت.والثالث الغَبْط، وهو حَسَدٌ يقال إنَّه غيرُ مذموم، لأنَّه . . . أكمل المادة يَتمنَّى ولا يُريد زوالَ النِّعمة من غيره، والحَسَدُ بخلاف هذا.
وفي الدعاء. "اللهمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً"، ومعناه اللهمَّ [نَسْأَلُك أن] نُغبَط ولا نهْبَطَ، أي لا نُحَطّ.

مَتَعَ (القاموس المحيط) [2]


مَتَعَ النهارُ، كمنَع، مُتُوعاً: ارْتَفَعَ قبلَ الزَّوالِ،
و~ الضُحَى: بَلَغَ آخِرَ غايَتِه؛ وهو عندَ الضُّحَى الأكْبَرِ، أو تَرَجَّلَ وبَلَغَ الغايةَ،
و~ بفلانٍ مَتْعاً، ويُضَمُّ: كاذَبَه،
و~ السرابُ: ارْتَفَعَ،
و~ الحَبْلُ: اشْتَدّ،
و~ النَّبِيذُ: اشْتَدّتْ حُمْرَتُه،
و~ الرجلُ: جادَ وظَرُفَ،
كمَتُع، ككَرُم،
و~ بالشيءِ مَتْعاً ومُتْعَةً، بالضم: ذهَبَ به.
والماتِعُ: الطويلُ، والجَيِّدُ من كلِّ شيءٍ، والفاضلُ المُرْتَفِعُ من المَوازينِ، أو الراجحُ، والجَيِّدُ الفَتْلِ من الحِبالِ، والشديدُ الحُمْرَةِ من النَّبيذِ، ووالدُ كعْبِ الحَبْرِ.
والمَتاعُ: المَنْفَعَةُ، والسِّلْعَةُ، والأداةُ، وما تمَتَّعْتَ به من الحَوائجِ،
ج: أمْتِعةٌ، وقولُه تعالى: {ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ}، . . . أكمل المادة أي: ذهَبٍ وفِضَّةٍ
{أو مَتاعٍ} أي: حديدٍ وصُفْرٍ ونُحاسٍ ورَصاصٍ.
والمُتْعَةُ، بالضم والكسر: اسمٌ للتَمْتيعِ،
كالمَتاعِ، وأن تَتَزَوَّجَ امرأةً تَتَمَتَّعُ بها أياماً، ثم تُخَلِّي سَبِيلَها، وأن تَضُمَّ عُمْرَةً إلى حَجِّكَ، وقد تَمَتَّعْتَ واسْتَمْتَعْتَ، وما يُتَبَلَّغُ به من الزادِ، ويُكْسَرُ فيهما،
ج: مِتَعٌ كصُرَدٍ وعِنَبٍ، وبالضم: الدَّلْوُ، والسِّقاءُ، والرِّشاءُ، والزادُ القليلُ، والبُلْغَةُ، وما يُتَمَتَّعُ به من الصَّيْدِ والطعامِ، ويكسَرُ في الثلاثَةِ الأخيرَةِ.
ومُتْعَةُ المَرأةِ: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطَّلاقِ، وقد مَتَّعَها تَمْتيعاً،
وأمْتَعَهُ اللَّهُ تعالى بكذا: أبْقاهُ وأنْشأهُ إلى أنْ يَنْتَهي شَبَابهُ،
كمَتَّعَهُ،
و~ عنه: اسْتَغْنَى،
و~ بمالِهِ: تَمَتَّعَ،
كاسْتَمْتَعَ.
والتَّمْتيعُ: التَّطْويلُ، والتَّعْمِيرُ.

فسخ (لسان العرب) [2]


فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ: نَقَضَه فانتَقَض.
وتفاسَخَت الأَقاويل: تَناقَضَت.
والفَسْخُ: زوال المَفْصِل عن موضعه.
وفسختُ يدَه أَفسَخُها فسخاً، بغير أَلف، إِذا فككت مَفْصِله من غير كسر.
وفسخَ المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ: أَزاله عن موضعه.
ويقال: وقع فلان فانفسخت قدمه وفسخته أَنا وتفسخ عن العظم وتفسخ الجلد عن العظم، ولا يقال إِلاَّ لشَعر الميتة وجلدها.
وتفسخت الفأْرة في الماء: تقطعت.
والفَسْخ: الضعيف الذي ينفسخ عند الشدة.
واللحم إِذا أَصَلَّ انفَسَخ، وانفَسَخَ اللحمُ وتفسخ: انخَضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ.
وتفسخ الشعر عن الجلد: زال وتطاير، ولا يقال إِلاّ لشعر الميتة.
وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فهو فَسِخٌ: فسد.
وفَسَخَه فَسْخاً: أَفسده: ويقال: فسخت البَيْعَ بين البيِّعَين والنكاحَ فانفسخ البيعُ . . . أكمل المادة والنكاحُ أَي نقضته فانتقض؛ وفي الحديث: كان فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو أَن يكون نوى الحج أَوَّلاً ثم يبطله وينقضه ويجعله عمرة ويحل ثم يعود يحرم بحجة، وهو التمتع أَو قريب منه.
وفيه فَسْخ وفَسْخة إِذا كان ضعيف العقل والبدن.
والفَسْخ: الذي لا يظفر بحاجته.
وفسَخَ الشيءَ: فرَّقه.
وأَفْسَخَ القرآنَ: نسيه.
وتفسَّخَ الرُّبَعُ تحت الحِمل الثقيل، وذلك إِذا لم يطقه.
وفَسَخْتُ عني ثوبي إِذا طرحته.

شخس (العباب الزاخر) [2]


الشَّخْس: الاضطراب والاختلاف.
وأمرٌ شَخِيْس: أي مُتَفَرِّق.
ومَنْطِقٌ شَخِيس: متفاوِت. وقال الليث: الشَّخْسُ: فَتْحُ الحِمارِ فَمَه عند التثاؤب والكَرْفِ. وقال أبو سعيد: أشْخَسْتَ في المَنطِقِ وأشْخَصْتَ: أي تَجَهَّمْتَ. وأشْخَسْتُه -أيضاً-: اغْتَبْتُه. وتَشاخَسَتْ أسْنانُه: إذا اختَلَفَتْ ومالَ بَعْضُها وسقط بعض من الهَرَم.
وأنشد ابن الأعرابي لأرْطاةَ بن سُهَيَّة:
بِنا مثلُ صَدْعٍ إنْ يُعْطَ شاعِباً      يَدَعْهُ وفيهِ عَيْبُهُ مُتَشاخِسُ

أي: وإن أُصْلِحَ فهو مُتَمَايِل لا يَسْتَوي. وقال ابن السكِّيت: تَشَاخَسَ ما بينَ القَوم: أي فَسَدَ. وتَشَاخَسَ الحِمار: مِثْلُ شَخَسَ، قال الطِّرِمّاح يَذْكُرُ وَعِلاً:
وشاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ حتى كـأنَّـه      مُنَمِّس ثيرانِ الكَريْصِ الضَّوَائنِ

وقال ابن السكِّيت في قوله: "شاخَسَ فاه الدَّهْرُ": يقول: خالَفَ بين أسْنانِهِ الكِبَر، فبعضها طويل وبعضها مُنْكَسِر، حتى . . . أكمل المادة كأنَّه كَرِيْصٌ مُنَمِّس؛ وهو المُتَغَيِّر المُصْفَر القديم.
وقيل: الضَّوَائنُ: البيض، وقيل: التي عُمِلَت من الضأن. ويُقال للشَّعّاب: قد شاخَسْتَ: أي ما يَلْتَ صَدْعَ القَدَحِ فَبَقِيَ غَيْرَ مُلْتَئمِ. وقال ابن دريد: ضَرَبَ الرجلُ الرجلَ على رأسِهِ فتَشَاخَسَ قِحْفُه: إذا افْتَرَقَ فِرْقَتَيْن. وتشاخَسَ أمر القَوم: إذا افتَرَقَ وتَبايَن. والتركيب يدل على اعوجاج وزوال عن نهج الاستقامة.

بعج (مقاييس اللغة) [2]



الباء والعين والجيم أصل واحدٌ، وهو الشَّقّ والفَتْح. هذا والبابُ الذي ذكرناهُ في الباء والعين والقاف من وادٍ واحد، لا يكادانِ يَتَزَيَّلان.قال الخليل: بَعَجَ بطنَه بالسّكّين، أي شجّه وشقّه وخَضْخَضَهُ. قال: وقد تَبَعَّجَ السَّحابُ تبعُّجاً، وهو انفراجُه عن الوَدْق. قال:وبَعّجَ المطرُ الأرضَ تبعيجاً وذلك من شدّة فَحْصِه الحجارةَ.
ورجُلٌ بَعِجٌ كأنَّه منفَرِج البَطْن من ضعف مَشيْه. قال:
ليلةَ أَمْشِي على مُخاطَرَةٍ      مَشْياً رُوَيداً كَمِشْيَةِ البَعِجِ

وحكى أبو عَمرو: بَعَجْتُ إليه بَطني، أي أخرجْتُ إليه سِرّي ويقال: بَعَجَهُ حُزْنٌ.
وبطنٌ بَعِيجٌ في معنى مبعُوج. قال أبو ذؤيب:
وذَلِكِ أعلى مِنْكِ فَقْداً لأنَّهُ      كريمٌ وبَطْنِي بالكرامِ بَعيجُ

قال اللِّحيانيّ: رجلٌ بعيجٌ وامرأةٌ بعيج، ونِسْوةٌ . . . أكمل المادة بَعْجى.
وكذلك الرّجال.
ويقال هو تَخَرُّقُ الصِّفاقِ وانديالُ ما فيه.
والانديال: الزَّوال. قال الخليل: باعِجَةَ الوادي حيثُ ينبعِج ويتَّسع. قال:قال أبو زياد: [و] أبو فقعس: الباعجة الرُّحَيْبَة الصغيرة بَعَجَتِ الوادِي من أحَدِ جانبَيْه؛ وهي مِن مَنابت النّصيّ.
ويقال الباعِجة آخرُ الرَّمل، مكانٌ بين السّهل والحَزْن، رُبما كان مرتفِعاً وربما كان مُنْحَدِراً. قال النَّضر: الباعجة مكان مطمئنٌّ من الرِّمال كهيئة الغائط، أرض مَدْكوكة لا أسناد لها، تُنبت الرِّمْث والحَمْضَ* وأطايب العُشْب.وكلُّ ما تَرَكْنَاهُ من هذا الجِنْس كنَحو ما ذَكرناه.
وباعِجة القِرْدان مَوضِعٌ في قول أوس:

هَجَرَهُ (القاموس المحيط) [3]


هَجَرَهُ هَجْراً، بالفتح، وهِجْراناً، بالكسر: صَرَمَهُ،
و~ الشيءَ: تَرَكَهُ كأهْجَرَهُ،
و~ في الصومِ: اعْتَزَلَ فيه عن النكاحِ.
وهُما يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ: يَتَقاطَعانِ، والاسمُ: الهِجْرَةُ، بالكسر.
وهَجَرَ الشِّرْكَ هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسنَةً.
والهِجْرَةُ، بالكسر والضم: الخُروجُ من أرضٍ إلى أُخرى، وقد هاجَرَ.
والهِجْرَتانِ: هِجْرَةٌ إلى الحَبَشَةِ، وهِجْرَةٌ إلى المدينَةِ.
وذو الهِجْرَتَيْنِ: مَنْ هاجَرَ إليهما.
والهِجِرُّ، كفِلِزٍّ: المُهاجَرَةُ إلى القُرى.
ولَقِيتُهُ عن هَجْرَةٍ، بالفتح، أي: بَعْدَ حَوْلٍ، أو بَعْدَ ستةِ أيامٍ فَصاعِداً، أو بَعْدَ مَغيبٍ.
وذَهَبَتِ الشَّجرَةُ هَجْراً، أي: طُولاً وعِظَماً.
ونَخْلَةٌ مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ.
وهذا أهْجَرُ منه: أطْوَلُ، أو أضْخَمُ.
وناقةٌ مُهْجِرَةٌ: فائقةٌ في الشحْمِ والسَّيْرِ.
والمُهْجِرُ: النجيبُ الجميلُ، والجَيِّدُ من كلِّ شيءٍ، . . . أكمل المادة والفائقُ الفاضِلُ على غيرِهِ،
كالهَجِرِ، ككتِفٍ،
والهاجِرِ.
وأهْجَرَتِ الناقةُ: شَبَّتْ شَباباً حَسَناً.
والهَجْرُ: الحَسَنُ الكريمُ الجَيِّدُ،
كالهاجرِيِّ، والخِطامُ، وبالضم: القبيحُ من الكلامِ،
كالهَجْراءِ، وبالكسر: الفائقَةُ والفائقُ من النُّوقِ والجِمالِ.
وأهْجر في مَنْطِقِهِ إهْجاراً وهُجْراً،
و~ به: اسْتَهْزَأ، وتَكَلَّمَ بالمَهاجِرِ، أي: الهُجْرِ.
ورَماهُ بهاجِراتٍ ومُهْجِراتٍ، أي: بفَضائحَ.
وهَجَرَ في نَوْمِهِ ومَرَضِهِ هُجْراً، بالضم، وهِجِّيرَى وإِهْجِيرَى: هَذَى.
وهذا هِجِّيراهُ وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراؤُهُ وهِجِّيرُهُ وأُهْجورَتُهُ وهِجْرِيَّاهُ، أي: دَأْبُهُ وشأنُهُ،
وما عندَه غَناءُ ذلك ولاهَجْراؤُهُ، بمعنًى.
والهَجِيرُ والهَجِيرَةُ والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصفُ النهارِ عندَ زوالِ الشمسِ مع الظُهْرِ، أو من عندِ زوالِها إلى العَصْرِ، لأنَّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ في بُيُوتِهِمْ، كأَنَّهُم قد تَهاجَرُوا، وشدَّةُ الحَرِّ.
وهَجَّرْنا تَهْجيراً وأهْجَرْنا وتَهَجَّرْنا: سِرْنا في الهاجِرَة.
والتَّهْجيرُ في قوله صلى الله عليه وسلم: "المُهَجِّرُ إلى الجُمُعَةِ، كالمُهْدي بَدَنَةً".
وقولِه "ولو يَعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ، لاسْتَبَقُوا إليه" بمعنى التَّبْكِيرِ إلى الصَلوات، وهو المُضِيُّ في أوائلِ أوقاتِها، وليس من الهاجِرَةِ.
والهَجِيرُ: الحَوْضُ العظيمُ الواسِعُ
ج: هُجُرٌ، بضمتين، وما يَبِسَ من الحَمْضِ، والغليظُ من حُمُرِ الوَحْشِ، والقَدَحُ الضَّخْمُ، وماءٌ لبني عِجْلٍ بينَ الكُوفةِ والبَصْرَةِ، والفَحْلُ الفادِرُ الجافِرُ من الضِّرابِ، واللَّبَنُ الخاثِرُ.
والهِجارُ، ككتابٍ: الوَتَرُ، وخاتَمٌ كانتِ الفُرْسُ تَتَّخِذُهُ غَرَضاً، والطَّوْقُ، والتاجُ، وحَبْلٌ يُشَدُّ في رُسْغِ رِجْلِ البعيرِ، ثم يُشَدُّ إلى حَقْوِهِ وإن كان مَوْصولاً شُدَّ إلى الحَقَبِ.
وهَجَرَهُ هَجْراً وهُجُوراً: شَدَّهُ به.
والهَجِرُ، ككتِفٍ: الذي يَمْشي مُثْقَلاً ضعيفاً.
وهَجَرٌ، محركةً: د باليمن، بينه وبينَ عَثَّرَ يومٌ وليلةٌ، مُذَكَّرٌ مَصروفٌ، وقد يُؤَنَّثُ ويُمْنَعُ، والنِّسْبَةُ: هَجَرِيٌّ وهاجِرِيٌّ، واسمٌ لجميعِ أرضِ البَحْرَيْنِ، ومنه المَثَلُ: "كمُبْضِعِ تَمْرٍ إلى هَجَرَ" وقولُ عُمَرَ، رضي الله تعالى عنه:
"عَجِبْتُ لتاجِرِ هَجَرَ"، كأنه أرادَ لكثرةِ وبائِه، أو لِركُوبِ البَحْرِ،
وة كانتْ قُرْبَ المدينة، إليها تُنْسَبُ القِلالُ، أو تُنْسَبُ إلى هَجَرِ اليمنِ، وحِصَّةٌ من مِخْلافِ مازِنٍ.
والهَجَران: قَرْيتانِ مُتَقابِلَتانِ في رأسِ جَبلٍ حَصينٍ قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ، يُقالُ لإِحْداهُما: خَيْدُونُ، وللأُخْرَى: دَمُّونُ.
وما بَلَدُهُ إلا هَجَرٌ من الأهْجارِ، أي: خِصْبٌ.
وهاجِرُ: قبيلةٌ، وبفتح الجيمِ: أُمُّ إسماعيلَ، صلى الله عليه وسلم، ويقالُ لها: آجَرُ أيضاً.
والهَجْرُ والهُجَيْرُ، كزُبَيْرٍ: مَوضعانِ.
والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ، ومَنْ لَزِمَ الحَضَرَ.
والهَجُورِيُّ: الطعامُ يُؤْكَلُ نصفَ النهارِ.
والتَّهَجُّرُ: التَّشَبُّهُ بالمُهاجِرِينَ.
وهَجْرَةُ البُحَيْحِ: قُرْبَ صَنعاءِ اليمنِ.
وهَجْرَةُ ذي غَبَبٍ: قُرْبَ ذَمارِ باليَمنِ.
وذو هَجَرانَ، محرَّكةً: ابنُ نُسْمَى من بنِي مِيتَمِ بنِ سَعْدٍ، من الأَذْوَاءِ.
وعَدَدٌ مُهْجِرٌ، كمُحْسِنٍ: كثيرٌ.
والمُتَهَجِّرُ: فرسُ عبدِ يَغُوثَ بنِ عَمْرِو بنِ مُرَّة.
والهُجَيْرَةُ: تَصغيرُ الهَجْرَةِ، بالفتح، وهي السَّنَةُ التامَّةُ.

صم (مقاييس اللغة) [2]



الصاد والميم أصلٌ يدلُّ على تَضَامِّ الشِّيءِ وزوالِ الخرْق والسَّمّ. من ذلك الصَّمَم في الأُذن. يقال صَمِمْت، وأنت تَصَمُّ صَمَما.
وربَّما قالوا صُمَّ بمعنى صَمّ.
ويقال: أصممتُ الرَّجُلَ، إِذا وَجدته أصمَّ. قال ابنُ أحمر:
أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى      بآخِرِنا وتَنْسَى أوَّلينَا

والصَّمّاء: الدَّاهية، كأنَّه من الصَّمَم. أي هو أمرٌ لا فُرجَةَ له فيه.
ومن ذلك اشتمالُ الصَّمّاء: أنْ تلتحفَ بثوبك ثم تُلقيَ الجانبَ الأيسر على الأيمن.
والعرب تقول في تعظيم الأمر: "صَمِّي صَمَامِ".
والأصل في ذلك قولهم: "صَمّت حصاةٌ بِدَمٍ"، وذلك أنَّ الدِّماءَ تكثُر في الأرض عند الوغَى، حتَّى لو أُلْقِيَتْ حصاةٌ لم يُسْمَع لها وَقْع، وهو في قول امرئ القيس:
بُدِّلتُ مِنْ . . . أكمل المادة وائلٍ وكِندةَ عَدوا      نَ وفهْمَاً صَمِّي ابنةَ الجبَلِ

يريد تعظيمَ ما وقع فيه وأُدِّيَ إِليه.
وصِمام القارورة سمِّيَ بذلك لأنّه يسُدُّ الفُرْجَة.
وقولهم: صَمَّم في الأمر، إِذا مضى فيه راكباً رأسَه، فهو من القياس الذي ذكرناه، كأنَّه لما أراد ذلك لم يسمع عَذْلَ عاذلٍ ولا نَهْيَ ناهٍٍ، فكأَنّهُ أَصمُّ.واشتُقَّ منه السَّيف الصَّمصام والصَّمصامة.
ومنه صَمَّم، إِذا عَضَّ في الشيء فأثبت أسنانه فيه.
والصَّمَّانُ: أرضٌ.
وقال بعضهم: كلُّ أرضٍ إلى جنبِ رَمْلة فهي صَمَّانةٌ. وهذا صحيح؛ لأنَّ الرّمل فيه خَلَل، والصَّمَّانةُ ليست كذلك.ومن الباب: الصِّمْصِم: الرَّجلُ الغليظ، وسمِّي بذلك لما ذكرناه، كأنَّه ليست في لحمه فُرجة ولا خَرْق.
وكذلك الأسد صِمَّةٌ، كأنَّه لا وصول إليه من وجه.ومن الباب الصِّمصِمة: الجماعة، سمِّيت بذلك، كأنَّها اجتمعت حتى لا خلل فيها ولا خَرْق.

ماءٌ (القاموس المحيط) [2]


ماءٌ قُعٌّ، وقُعاعٌ، بضمهما: شديدُ المَرارةِ.
وأقَعَّ القومُ: حَفَرُوا، فَهَجَمُوا على ماءٍ قُعاعٍ.
والقَعقَاعُ: مَن إذا مَشَى سُمِعَ لمَفَاصِلِ رِجْلَيْهِ تَقَعْقُعٌ،
كالقَعْقَعانِيِّ، والتَّمْرُ اليابِسُ، والحُمَّى النافِضُ، والطريقُ لا يُسْلَكُ إلاَّ بمَشَقَّةٍ، وطريقٌ من اليمامةِ إلى الكُوفةِ، وابنُ أبي حَدْرَدٍ، وابنُ مَعْبَدِ بن زُرارَةَ: صحابيَّانِ، وابنُ شَوْرٍ: تابعيٌّ يُضْرَبُ به المَثَلُ في حُسْنِ المُجَاورَةِ.
والقَعاقِعُ: ع بالشُّرَيْف ببلادِ قَيْسٍ.
والقُعْقُعُ، كهُدْهُدٍ: العَقْعَقُ، أو طائرٌ آخَرُ أبْلَقُ بَرِّيٌّ، طويلُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ.
وقُعَيْقِعانُ، كزُعَيْفِرانٍ: جبلٌ بالأهْوازِ في حِجارته رَخاوَةٌ، نُحِتَتْ منها أساطينُ جامِعِ البَصْرَةِ،
وة بها ماءٌ، وزَرْعٌ على اثْنَي عَشَرَ مِيلاً من مكةَ، . . . أكمل المادة على طريقِ الحَوْفِ إلى اليَمَنِ، وجبلٌ بمكةَ وجْهُه إلى أبي قُبَيْسٍ،
لأَنَّ جُرْهُمَ كانت تَجْعَلُ فيه أسْلِحَتَهَا فَتَقَعْقَعُ فيه، أو لأَنهم لمَّا تَحَاربُوا وقَطُوراءَ، قَعْقَعُوا بالسِّلاحِ في ذلك المكانِ.
وَقَعَّه، كَمَدَّه: اجْتَرَأَ عليه بالكلامِ.
والقَعْقَعَةُ: حِكايةُ صَوْتِ السِلاحِ، وصَريفُ الأَسنانِ لِشِدّةِ وَقْعِها في الأَكْلِ، وتحريكُ الشيءِ اليابسِ الصُّلْبِ مع صوتٍ، وطَرْدُ الثَّوْرِ بقَعْ قَعْ، وإجالَةُ القِداحِ في المَيْسِرِ، والذَّهابُ في الأرضِ، وصوتُ الرَّعْدِ والتِرَسَةِ ونحوِهَا.
و"ما يُقَعْقَعُ له بالشِّنانِ"، بفتح القافينِ: يُضْرَبُ لمن لا يَتَّضِعُ لحوادِثِ الدَّهْرِ ولا يَرُوعهُ ما لا حقيقةَ له.
والقَعاقِعُ: تَتابُعُ الرَّعْدِ.
وقَعْقَعَتْ عُمُدُهم،
وتَقَعْقضعَتْ: ارْتَحَلُوا،
وفي المثَلِ: "مَن يَجْتَمِعْ تَتَقَعْقَعْ عُمُدُه"، أي: لا بدَّ من افْتِراقٍ بعدَ الاجْتِماعِ، أو مَعناهُ إذا اجْتَمَعُوا وتَقَاربُوا وقَعَ بينَهُم الشَّرُّ فَتَفَرَّقُوا، أو مَن غُبِطَ بكَثْرَة العَدَد واتِّساقِ الأمرِ، فهو بِمَعْرِضِ الزَّوالِ والانْتِشَارِ.
وطريقٌ مُتَقَعْقِعٌ: بعيدٌ، يَحْتَاجُ السائِرُ فيه إلى الجِدِّ.
وتَقَعْقَعَ: اضطَرَبَ وتَحَرَّكَ.

عشو (مقاييس اللغة) [2]



العين والشين والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ظلامٍ وقِلّةِ وُضوحٍ في الشيء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه. من ذلك العِشاء، وهو أوّل ظلامِ اللّيل.
وعَشواءُ اللّيل: ظُلمتُه.
ومنه عَشَوْتُ إلى ناره.
ولا يكون ذلك إلاّ أن تَخْبِط إليه الظَّلام. قال الحطيئة:
متى تأتِهِ تعشُو إلى ضوءِ ناره      تجدّ خير نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ

والعاشية: كلُّ شيءٍ يعشُو باللَّيل إلى ضوءِ نار.
والتَّعاشي: التَّجاهُل في الأمر. قال:
تَعُدُّ التَّعاشِيَ في دينها      هُدىً، لا تُقُبِّلَ قُربانُها

والعَشِيُّ: آخر النَّهار. فإذا قلت عَشِيَّة فهو ليومٍ واحد. تقول: لقيتُه عِشيَّةَ يومِ كذا، ولقيتُه عشيَّةً من العشيَّات.
وهذا الذي حُكي عن الخَليل فهو مذهبٌ، والأصحُّ عندنا أن يقال في . . . أكمل المادة العَشِيّ مثلُ ما يقال في العَشِيَّة. يقال: لقيته عَشِيَّ يومِ كذا ، كما يقال عَشِيَّة يوم كذا، إذ العشيُّ إنّما هو آخِر النَّهار.
وقد قيل: كلُّ ما كان بعد الزَّوال فهو عَشِيّ.
وتصغر العَشِيَّة عُشيْشِيَة.
والعَشاء ممدود مهموز بفتح العين، هو الطَّعام الذي يُؤكَل مِن آخِر النَّهار وأوَّل اللّيل.قال الخليل: والعَشَا، مقصور: مصدر الأعشى، والمرأة عَشْواء، ورجال عُشْوٌ، وهو الذي لا يُبصِر باللّيل وهو بالنَّهار بصير. يقال عَشَى يَعْشِي عَشىً. قال الأعشَى:
أأن رأَتْ رجُلاً أضرَّ به      ريبُ الزَّمان ودهرٌ خائنٌ خَبلُ

والعَشْواء من النُّوق: التي كأنَّها لا تُبصِر ما أمامَها فتخبِطُ كلَّ شيء بيديها.قالوا: وإنَّما يكون ذلك من حِدَّة قلبِها. قال زُهير:
رأيتُ المنايا خَبْطَ عشواءَ من تُصِبْ      تمِتْه ومن تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فيَهْرمِ

وتقول: إنَّهم لفي عَشْواءَ من أمرِهم. شبَّه زهيرٌ المنايا بناقةٍ تخبط ما يستقبلُهما فتَقتُل.

الصَّرْعُ (القاموس المحيط) [2]


الصَّرْعُ، ويكسرُ: الطَّرْحُ على الأرْضِ،
كالمَصْرَعِ، كمَقعدٍ، وهو مَوْضِعهُ أيضاً، وقد صَرَعهُ، كمَنَعه.
والصِّرْعَةُ، بالكسر: للنَّوْعِ، ومنه المَثَلُ: "سُوءُ الاسْتمساكِ خيرٌ من حُسنِ الصِّرْعَةِ"، ويُرْوَى بالفتح بمعنَى المَرَّةِ، وبالضم: من يَصْرَعهُ الناسُ كثيراً.
وكهُمَزةٍ: من يَصْرَعُهُم،
كالصِّرِّيع والصُّرَّاعة، كسِكِّينٍ ودُرَّاعَةٍ.
وكأميرٍ: المَصْروعُ،
ج: صَرْعَى، والقوسُ لم يُنْحَتْ منها شيءٌ، أو التي جَفَّ عُودُها على الشَّجَرِ، وكذلك السوطُ، والقَضيبُ من الشَّجَرِ يَنْهَصِرُ إلى الأرضِ فَيَسْقُطُ عليها، وأصْلُهُ في الشَّجَرَةِ، فَيَبْقَى ساقِطاً في الظِّلِّ لا تُصيبُهُ الشمسُ فيكونُ ألْيَنَ من الفَرْعِ وأطْيَبَ رِيحاً، ويُسْتاكُ به،
ج: صُرعٌ.
والصَّرْعُ: عِلَّةٌ تَمْنَعُ الأعضاءَ النَّفيسَةَ من أفعالِها مَنْعاً غيرَ . . . أكمل المادة تامٍّ، وسبَبهُ سُدَّةٌ تَعْرِضُ في بعضِ بُطونِ الدِّماغِ، وفي مَجاري الأعْصابِ المحرِّكةِ للأعْضاءِ من خِلْطٍ غَليظٍ أو لَزجٍ كثيرٍ، فَتَمْتَنِعُ الرُّوحُ عن السُّلُوكِ فيها سُلُوكاً طَبِيعِيّاً، فَتَتَشَنَّجُ الأعضاءُ.
والصَّرْعُ: المِثلُ، ويكسرُ، والضَّرْبُ، والفَنُّ من الشيءِ،
ج: أصْرُعٌ وصُرُوعٌ.
وكصَبورٍ: الكثيرُ الصِّراعِ للناس،
ج: ككُتُبٍ.
وهو ذُو صَرْعَيْنِ: ذُو لَوْنَيْنِ.
وتَرَكْتُهُم صَرْعَيْنِ: يَنْتَقِلونَ من حالٍ إلى حالٍ.
والصَّرْعَةُ: الحالَةُ.
وهو صَرْعُ كذا، أي: حِذاءَهُ.
والصَّرْعانِ: إبِلانِ تَرِد إحداهُما حينَ تَصْدُرُ الأخْرَى لكثْرَتِها، والليلُ والنَّهارُ، أو الغَداةُ والعَشِيُّ، من غُدْوَةٍ إلى الزَّوالِ: صَرْعٌ، وإلى الغُروبِ آخَرُ، ويقالُ:
أتَيْتُه صَرْعَيِ النهارِ، أي: غُدْوَةً وعَشِيَّةً.
وما أدْرِي هو على أيُّ صِرْعَيْ أمْرِهِ، بالكسر، أي: لم يَتَبَيَّنْ لي أمْرُهُ.
والصِّرْعُ، بالكسر: قُوَّةُ الحَبْلِ،
ج: صُروعٌ،
و~ : المُصارِعُ، يقالُ:
هُما صِرْعانِ، أي: مُصْطَرِعانِ.
وأبو قَيْسِ بنُ صَرَّاعٍ، كشدادٍ: رجُلٌ من بني عِجْلٍ.
والمِصْراعانِ من الأبوابِ، والشِّعْرِ: ما كانت قافيَتانِ في بيتٍ، وبابانِ مَنْصوبانِ يَنْضَمَّانِ جَميعاً، مَدْخَلُهُما في الوَسَطِ منهما.
وصَرَّعَ الشِّعْرَ، والبابَ: جَعَلَهُ ذا مِصْراعَيْنِ،
كصَرَعه، كمنَعه،
و~ فلاناً: صَرَعهُ شديداً.

روح (مقاييس اللغة) [3]



الراء والواو والحاء أصلٌ كبير مطّرد، يدلُّ على سَعَةٍ وفُسْحَةٍ واطّراد.
وأصل [ذلك] كلِّه الرِّيح.
وأصل الياء في الريح الواو، وإنّما قلبت ياءً لكسرة ما قبلها. فالرُّوح رُوح الإِنسان، وإنّما هو مشتق من الرِّيح، وكذلك الباب كلّه.
والرَّوْح: نسيم الرِّيح.
ويقال أراحَ الإنسانُ، إذا تنفَّسَ.
وهو في شعر امرئ القيس.
ويقال أرْوَحَ الماءُ وغيرُه: تغيَّرتْ* رائحته.والرُّوح: جَبْرَئِيل عليه السلام. قال الله جلَّ ثناؤُه: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ اْلأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ [الشعراء 193- 194].
والرَّواح: العشِيُّ؛ وسمِّي بذلكلرَوحِ الرِّيح، فإنَّها في الأغلب تَهُبّ بعد الزّوال. في ذلك الوقتِ، وذلك من لَدُنْ زوالِ الشّمس إلى الليل.
وأرحْنَا إبلَنا: ردَدْناها ذلك الوقتَ. فأما قولُ الأعشى:
ما تَعِيفُ . . . أكمل المادة اليَوْمَ في الطّيرِ الرَّوَحْ      مِن غُراب البينِ أو تيسٍ بَرَحْ

فقال قومٌ: هي المتفرِّقة.
وقال آخرون: هي الرّائحةُ إلى أوكارها.
والمُرَاوَحَةُ في العمَلَيْن: أنَ يعْمل هذا مرةً و[هذا] مَرَّة.
والأرْوَح: الذي في صُدور قدميه انْبساط. يقال رَوِحَ يَرْوَحُ رَوحاً.
وقَصْعةٌ رَوْحاء: قريبة القَعر.
ويقال الأرْوَح من النّاس: الذي يتباعد صُدورُ قدمَيه ويتدانى عَقِباه؛ وهو بَيِّن الرَّوَح.
ويقال: فلانٌ يَرَاحُ للمعروف، إذا أخذَتْه لـه أرْيَحِيّة.
وقد رِيحَ الغَدير: أصابته الرِّيح.
وأرَاحَ القومُ: دخلوا في الرِّيح.
ويقال للميِّت إذا قَضى: قد أراحَ.
ويقال أرَاحَ الرّجُل، إذا رجعت إليه نَفْسُه بعد الإعياء.
وَأَرْوَحَ الصَّيدُ، إذا وجَدَ رِيحَ الإنسيّ.
ويقال: أتانا وما في وجهه رائِحةُ دمٍ.
ويقال أَرَحْتُ على الرّجُل حَقَّهُ، إذا ردَدْتَه إليه.
وأفعل ذلك في سَراحٍ ورَواحٍ، أي في سهولة.
والمَرَاح: حيث تأوِي الماشيةُ باللَّيل.
والدُّهْن المروَّح: المطيَّب.
وقد تَروَّحَ الشّجر، ورَاح يَرَاح، معناهما أن يَتَفَطَّر بالورق. قال:أبو زيد: أروَحَنِي الصَّيدُ إرواحاً، إذا وجَدَ رِيحك.
وأرْوَحْتُ من فلانٍ طِيباً.
وكان الكسائيّ يقول: "لم يُرِحْ رائحةَ الجنّة" من أَرَحْت.
ويجوز أن يقال "لم يَرَح" من رَاحَ يَرَاحُ، إذا وجَدَ الرِّيح.
ويقال خرجُوا برِيَاح من العشي وبرَوَاحٍ وإرْواح. قال أبو زيد: راحَت الإِبل تَرَاح، وارحْتُها أنا، مِن قوله جلُّ جلالُه: حِينَ تُرِيحُونَ [النحل 6].
ورَاحَ الفَرَسُ يَرَاحُ راحةً، إِذا تحصَّنَ.
والمَرْوَحة: الموضع تخترق فيه الرِّيح. قيل: إنّه لعمر بن الخطاب وقيل بل تمثّلَ به:
كأَنَّ راكبَها غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ      إذا تَدَلَّتْ به أو شاربٌ ثَمِلُ

والرَّيِّح: ذو الرَّوْحِ؛ يقال يومٌ رَيِّح: طيّب.
ويوم رَاحٌ: ذو رِيح شَديدة. قالوا: بُنِيَ على قولهم كَبْشٌ صافٌ كثير الصُّوف.
وأمَّا قولُ أبي كبيرٍ:
وماءٍ وردتُ على زَُوْرةٍ      كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

فذلك وِجْدانُه الرَّوْح.
وسُمِّيت الترويحة في شهر [رمضان] لاستراحة القومِ بعد كلِّ أربع ركَعات.
والرَّاحُ: جماعةُ راحة الكفّ. قال عبيد:
دانٍ مسِفٍّ فُويقَ الأرضِ هَيْدَبُه      يكادُ يدفَعُه مَن قام بالرَّاحِ

الرَّاح: الخمر. قال الأعشى:
وقد أشْرَبُ الرَّاح قد تعلميـ      ـنَ يومَ المُقَام ويوم الظَّعَنْ

وتقول: نَزَلَتْ بفُلانٍ بَلِيَّةٌ فارتاح الله، جلَّ وعزّ، له برحمةٍ فأنقَذَه منها. قال العجّاج:
فارتاحَ ربِّي وأرادَ رحمتي      ونِعمَتِي أتَمَّها فَتَمَّتِ

قال: وتفسير ارتاح: نَظَر إليَّ ورَحِمَنِي.
وقال الأعشى في الأريحيّ:
أريحِيُّ صَلْتٌ يظَلُّ لـه القَوْ      مُ رُكوداً قِيامَهُمْ للهِلالِ

قال الخليل: يقال لكلِّ شيءٍ واسعٍ أََرْيَحُ، ومَحْمِلٌ أَرْيَح.
وقال بعضُهم: مَحْمِلٌ أَرْوَحُ.
ولو كان كذلك لكان ذمَّهُ؛ لأنَّ الرَّوَح الانبطاح، وهو عيب في المَحْمِل. قال الخليل: الأريحيُّ مأخوذٌ مِن رَاحَ يَرَاح، كَما يقال للصَّلْت أَصْلَتِيٌّ.

دمغ (العباب الزاخر) [2]


الدِّمَاُ: واحد الأدْمِغَة، وقد دَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حتى بلغت الشَّجة الدِّماغَ، واسمها: الدّامِغَة، لأن الشَّجَاجَ عشر أولها القاشِرَة وهي الحَرْصة والحارِصَة أيضاً؛ ثم الباضِعَة؛ ثم الدّامِيَة ثم المتلاحِمة ثم الامِّة؛ ثم الدّامِغَة.
وزاد أبو عُبيد: الدّامعة بعين غير معجمة- قبل الدّامية. والدّامِغَة: طلعة من شَظيات القُلْب طويلة صُلْبة إن تركت أفسدت النَّخلة. وقال الأصمعي: يُقال للحديدة التي فوق مؤخرة الرَّحْلِ: الغاشية، وقيل: هي الدّامِغة، قال ذو الرَّمة:
فَقُمْنا فَرُحْنا والدَّوامِـغُ تَـلْـتَـظـي      على العِيْس من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالها

ويقال فيها: الدّامِعَةُ بالعين المُهملة- أيضاً، والاعْجَام أكثر. وقال ابن شُميل: الدَّوامِغ: على حاقِّ رُؤوس الأحناء من فوقها، الواحدة: دامِغَة، وربما كانت من خشب، وتُوّسَر . . . أكمل المادة بالقدِّ أسْراً شديداً، وهي الخَذَاريف، واحدها خُذرُوف، وقد دَمَغت المرأة حَوِيَّتَها تَدْمَغ دَمْغاً.
وقال الأزهري: إذا كانت الدّامِغة من حديد كانت عَريضة تجْمع بين الحِنوَيْن وتُسمَر بِمسمارين، وأمّا الخَذاريف فإنها تُشد على رؤوس العَوارِض لئلا تتفكك.
وقال ابن عبّاد: الدّامِغة خشبة معروضة بين عمودين يُعلّق عليه السِّقاء. وقال ابن دريد: الدَّمْغ: مصدر دَمَغْتُه أدْمَغُه وأدْمُغُهُ دَمْغاً: إذا ضربت دِماغَه. ودَمَغَتْه الشمس: إذا آلَمت دِماغه. ورجل دَمِيْغ ومَدْمُوْغ: إذا ضُرب على دِماغه. ودَمِيْغ الشيطان: نَبَزُ رجل من العرب معروف. وأم الدِّماغ: الجلْدة الرقيقة التي تشتمل على الدِّماغ. وقال ابن عبّاد: دَمَغهم بمُطْفيَّة الرَّضْف: أي ذَبح لهم شاة مَهزولة، ويقال: سمينة. والدّامُوغُ: الذي يَدْمَغُ ويهْشِم، وحجر دامُوْغَة؛ والهاء للمُبالغة، وأنشد الأصمعي لأبي حماس:
تُقْذفُ بالأُثْفِيَّةِ اللَّـطّـاسِ      والحَجَرِ الدّامُوْغَةِ الرَّدّسِ

وقال أبو عمرو: يقال أحْوَجْتُه إلى كذا واحرجته وأدْغَمْتُه وأدْمَغْتُه واجْلَدْته وأزْأمْتُه: بمعنى واحد. وقال ابن عبّاد: دمَّغْتُ الثَّرِيدة بالدسم: إذا لبَّقْتها به. وأمّا المدَمَّغُ فكلام مُسترذَل مُستهجَن أُوْلِع به أهل العراق.

العَشَا (القاموس المحيط) [2]


العَشَا، مَقْصورَةً: سوءُ البَصَرِ باللَّيْلِ والنَّهارِ،
كالعَشاوةِ، أو العَمَى. عَشِيَ، كَرَضِيَ ودَعا، عَشًى، وهو عَشٍ وأعْشَى، وهي عَشْواءُ.
وعَشَّى الطَّيْرَ تَعْشِيَةً: أوْقَدَ لَها ناراً لتَعْشَى، فَتُصادَ.
وتَعاشَى: تَجَاهَلَ.
وخَبَطَهُ خَبْطَ عَشْواءَ: رَكِبَه على غيرِ بَصيرةٍ.
والعَشْواءُ: الناقةُ لا تُبْصِرُ أمامَها.
وعَشا النارَ،
و~ إليها عَشْواً وعُشُوًّا: رآها لَيْلاً من بعيدٍ، فَقَصَدَها مُسْتَضِيئاً،
كاعْتَشاها،
و~ بها.
والعُشْوَةُ، بالضم والكسر: تلك النارُ، ورُكوبُ الأمرِ على غيرِ بيانٍ، ويُثَلَّثُ، وبالفتح: الظُّلْمَةُ،
كالعَشْواءِ، أو ما بين أوَّلِ الليلِ إلى رُبْعِهِ.
والعِشاءُ: أوَّلُ الظَّلامِ، أو من المَغْرِبِ إلى العَتَمَةِ، أو من زَوالِ الشمسِ إلى طُلُوعِ الفجرِ.
والعَشِيُّ والعَشِيَّةُ: آخِرُ النَّهارِ
ج: عَشايا . . . أكمل المادة وعَشِيَّاتٌ، والسَّحابُ.
ولَقِيتُهُ عُشَيْشَةً وعُشَيْشاناً وعُشَّاناً وعُشَيْشِيَةً وعُشَيْشِياتٍ وعُشَيْشِياناتٍ.
والعِشْيُ، بالكسر،
والعَشاءُ، كسَماءٍ: طَعامُ العَشِيِّ
ج: أعْشِيَةٌ.
وَعَشِيَ وتَعَشَّى: أَكَلَه، وهو عَشْيانُ ومُتَعَشٍّ.
وعَشاهُ عَشْواً وعَشْياناً: أطْعَمَه إيَّاهُ،
كعَشَّاهُ وأعْشاهُ.
والعَواشِي: الإِبِلُ والغَنَمُ التي تَرْعَى لَيْلاً،
وبعيرٌ عَشِيٌّ: يُطيلُ العَشاءَ، وهي: بهاءٍ.
وعَشا الإِبِلَ،
وعَشَّاها: رَعاها لَيْلاً.
وعَشِيَ عليه عَشاً، كَرَضِيَ: ظَلَمَهُ،
و~ الإِبِلُ: تَعَشَّتْ، فهي عاشِيَةٌ.
وعَشَّى عنه تَعْشِيَةً: رَفَقَ به.
والعُشْوانُ، بالضم: تَمْرٌ، أو نَخْلٌ،
كالعَشْواءِ.
وصلاتا العَشِيِّ: الظُّهْرُ والعَصْرُ.
والعِشاآنِ: المَغْرِبُ والعَتَمَةُ.
وأعْشَى: أعْطَى.
واسْتَعْشاهُ: وجدَهُ حائراً،
و~ ناراً: اهْتَدَى بها.
والعِشْوُ، بالكسر: قَدَحُ لَبَن يُشْرَبُ ساعَةَ تَرُوحُ الغَنَمُ أو بعدَها.
وعَشا: فَعَلَ فِعْلَ الأعْشَى.
واعْتَشَى: سارَ وقْتَ العِشاءِ.
وأعْشَى باهِلَةَ: (عامِرٌ).
وأعْشَى بني نَهْشَلٍ: (أسْودُ بنُ يَعْفُرَ)، وهَمْدَانَ (عبد الرحمنِ)، وبني أبي رَبيعَةَ، وطِرْوَدٍ، وبني الحِرْمازِ، وبني أسَدٍ وعُكْلٍ، (كَهْمَسٌ)، وابنُ مَعْرُوفٍ (خَيْثَمَةُ)، وبني عُقَيْلٍ، وبني مالِكٍ، وبني عَوْفٍ (ضابِئٌ)، وبني ضَوْزَةَ (عبدُ اللّهِ)، وبنِي جِلاَّنَ (سَلَمَةُ)، وبني قَيْسٍ (أبو بَصيرٍ)،
والأعْشَى التَّغْلَبِيُّ (النُّعْمانُ): شُعَراءُ.
وغيرُهم من العُشْيِ: جماعَةٌ.

ن ص ف (المصباح المنير) [2]


 النِّصْفُ: أحد جزأي الشيء وكسر النون أفصح من ضمها، و "النَّصِيفُ" مثل كريم لغة فيه، و "نَصَّفْتُ" الشيء "تَنْصِيفًا" جعلته "نِصْفَيْنِ" "فَانْتَصَفَ" هو، و "المُنَصَّفُ" من العصير اسم مفعول: ما طبخ حتى بقي على النِّصف، و "نَصَفْتُ" الشيء "نَصْفًا" من باب قتل: بلغت نصفه وكل شيء بلغ نصف شيء قيل "نَصَفَهُ" "يَنْصُفُهُ" فإن بلغ نصف نفسه ففيه لغات "نَصَفَ" "يَنْصُفُ" من باب قتل، و "أَنْصَفَ" بالألف، و "تَنَصَّفَ" ، و "انْتَصَفَ" النهار: بلغت الشمس وسط السماء وهو وقت الزوال، و "نَصَفْتُ" المال بين الرجلين "أَنْصُفُهُ" من باب قتل: قسمته نصفين، و "أَنْصَفْتُ" الرجل "إِنْصَافًا" عاملته بالعدل والقسط والاسم "النَّصَفَةُ" بفتحتين؛ لأنك أعطيته من الحق ما تستحقه لنفسك، و "تَنَاصَفَ" القوم أنصف بعضهم بعضا وامرأة "نَصَفٌ" بفتحتين أي كهلة ونساء "أَنْصَافٌ" وقولهم درهم و "نِصْفُهُ" المعنى: و "نِصْفُ" مثله لكن حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه؛ لفهم المعنى وعبَّر الأزهري بعبارة تؤدّي هذا المعنى فقال: و "نِصْفُ آخَرَ" وإنما . . . أكمل المادة جاز أن يقال: و "نِصْفُهُ" ؛ لأن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأول فيقال درهم و "نِصْفُ" درهم فكنى عنه مثل كناية الأول، ومثله قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} ، والتقدير في أحد التّأويلين ما يطول من عمر واحد ولا ينقص من عمر آخر غير الأول، وهذا قول سعيد بن جبير، والتّأويل الثاني في الآية عود الكناية إلى الأول أي ولا ينقص من عمر ذلك الشخص بتوالي الليل والنهار ويقال له: "نِصْفُ ورُبُعُ" درهم وهي طالق "نِصْفُ وَرُبُعُ" طلقة يجعل الأول في التقدير مضافا إلى المضاف إليه الظاهر وهو كثير في كلامهم نحو قطع الله يد ورجل من قالها و "بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الاسَدِ" : أي بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد وتقدّم في "ضيف" . 

دمغ (لسان العرب) [2]


الدِّماغُ: حَشْوُ الرأْسِ، والجمع أَدْمِغةٌ ودُمُغٌ.
وأُمّ الدِّماغِ: الهامةُ، وقيل: الجلدة الرَّقِيقةُ المشتملة عليه.
والدَّمْغُ: كسر الصَّاقُورةِ عن الدِّماغ. دَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً، فهو مَدْموغٌ ودَمِيغٌ، والجمع دَمْغى، وكذلك مَرَةٌ دَمِيغٌ من نِسْوةٍ دَمْغى؛ عن أَبي زيد.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: رأَيت عَيْنَيْه عَيْنَيْ دَمِيغٍ؛ رجل دَمِيغٌ ومَدْموغ: خرج دِماغُه.
ودَمَغَه: أَصابَ دِماغَه.
ودَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حتى بَلَغَتِ الشجّةُ الدّماغ، واسمها الدَّامِغةُ.
وفي حديث علي، عليه السلام: دامِغِ جَيْشاتِ الأَباطِيل أَي مُهْلِكِها. يقال: دَمَغَه دَمْغاً إذا أَصاب دِماغَه فقتله.
وفي حديث ذكر الشِّجاجِ: الدامغةُ التي انتهت إلى الدماغ، والدَّامِغةُ من الشجاج التي تَهْشِمُ الدّماغ حتى لا تُبْقي شيئاً.
والشجاج عشرة: أَولها القاشرةُ وهي الحارِصةُ ثم الباضعةُ . . . أكمل المادة ثم الدّاميةُ ثم المُتَلاحِمةُ ثم السِّمْحاقُ ثم المُوضِحة ثم الهاشِمةُ ثم المُنَقِّلةُ ثم الآمّةُ ثم الدَّامِغة، وزاد أَبو عبيد: الدّامِغةُ بعين مهملة بعد الدامية.
ودَمَغَتْه الشمسُ دَمْغاً: آلَمَتْ دِماغَه.
ودَمِيغُ الشيطان: نَبْزُ رجل من العرب كان الشيطانُ دَمَغَه.
والدّامِغةُ: حَدِيدةٌ تُشَدُّ بها آخرةُ الرَّحل. الأَصمعي: يقال للحديدة التي فوق مؤخَّرة الرحل الغاشِيةُ، وقال بعضهم: هي الدّامِغةُ؛ وقال ذو الرمة: فَرُحْنا وقُمْنا، والدَّوامِغُ تَلْتَظي على العِيسِ من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالُها قال ابن شميل: الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤوس الأَحْناء من فوقها، واحِدتُها دامِغة، وربما كانت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أَسْراً شديداً، وهي الخَذارِيفُ، واحدها خُذْرُوف.
وقد دَمَغَتِ المرأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ دَمْغاً. قال الأَزهري: الدّامغة إذا كانت من حديد عُرِّضَت فوق طرَفَي الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمارين، والخذاريفُ تشدّ على رؤوس العَوارِضِ لئلا تتفَكَّكَ. أَبو عمرو: أَحْوَجْتُه إلى كذا وأَحْرَجْتُه وأَدْغَمْتُه وأَدْمَغْتُه وأَجْلَدْتُه وأَزْأَمْتُه بمعنًى واحد.
والدّامِغةُ: طَلْعةٌ طَوِيلةٌ صُلْبة تخرج من بين شَظِيّاتِ قُلْبِ النَّخْلة فَتُفْسِدُها إِن تُرِكَتْ، فإِذا عُلِم بها امْتُصِخَتْ، والقَهْرُ والأَخْذُ من فوقُ دَمْغٌ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ.
ودَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً: غَلَبه وأَخذه من فوق.
وفي التنزيل: بَل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل فيَدْمَغُه؛ أَي يَعْلوه ويغلبه ويُبْطِله؛ قال الأَزهري: فيَدْمَغُه فيذهب به ذَهابَ الصَّغارِ والذُّلِّ.
وأَدْمَغَ الرجلُ طَعامَه: ابتلَعه بعد المَضْغ، وقيل قَبْلَه، وهو أَشبه.
ودَمَغَتِ الأَرضُ: أَكَلتْ؛ عن ابن الأَعرابي.
وحكى اللحياني: دَمَغَهم بمُطْفِئةِ الرَّضْف، يعني بمُطْفئة الرضْف الشاةَ المهْزولة، ولم يفسر دمغهم إلا أَن يَعْني غَلَبَهم.

عشا (الصّحّاح في اللغة) [2]


العَشِيُّ والعَشِيَّةُ: من صلاة المغرب إلى العَتَمة. تقول: أتيته عَشِيّ أمس وعَشِيَّةَ أمس.
وتصغير العَشِيِّ عُشَيَّانٌ على غير قياس مكبَّرِه، والجمع عُشَيَّاناتٌ.
والعِشاءُ، بالكسر والمد، مثل العَشِيِّ.
والعِشاءان: المغربُ والعتمةُ.
وزعم قوم أنَّ العِشاءَ من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وأنشدوا:
عِشاءً بعد ما انتصف النَهارُ      غَدَوْنا غدوةً سَحَراً بـلـيلٍ

والعَشاءُ بالفتح والمد: الطعام بعينه، وهو خلاف الغداء.
والعَشا مقصورٌ: مصدر الأعْشى، وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار، والمرأة عَشْواء وامرأتان عَشْواوانِ.
وأعشاه فعَشِيَ بالكسر يَعْشى عَشاً.
وتَعاشى، إذا أرى من نفسه أنَّه أعْشى.
والنسبة إلى أعشى أعْشَوِيٌّ، وإلى العشيّة عَشَوِيٌّ.
والعَشْواء: الناقة التي لا تبصر أمامَها فهي تخبِط بيديها كلَّ شيء.
وركبَ فلانٌ العَشْواءَ، إذا خبط . . . أكمل المادة أمره على غير بصيرة.
وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْواءَ. ابن السكيت: عَشِيَتِ الإبل تَعْشى عَشاً، إذا تَعَشَّتْ، فهي عاشِيَةٌ وهذا عِشْيُها.
وفي المثل: العاشِيَةُ تَهيجُ الآبِيَة، أي إذا رأت التي تأبى العَشاءَ التي تَتَعَشَّى تبعتها فَتَعَشَّت معها.
والعَواشي هي التي ترعى ليلاً.
وقال أبو النجم:
      يَعْشى إذا أظلم من عَشائِهِ

يقول: يَتَعَشَّى في وقت الظلمة.
والعَشْوَةُ: أن تركب أمراً على غير بياتٍ؛ يقال: أوطَأتَني عُشْوَةً وعَشْوَةً، أي أمراً ملتبساً، وذلك إذا أخبرته بما أوقعته في حيرةٍ أو بليَّةٍ.
وعَشَوْتُ، أي تَعَشَّيْتُ.
ورجلٌ عَشْيانٌ، وهو المُتَعَشِّي. أبو زيد: مضى من الليل عَشْوَةٌ بالفتح، وهو ما بين أوّله إلى ربعه. يقال: أخذت عليهم بالعَشْوَةِ، أي بالسواد من الليل.
والعُشْوَةُ بالضم: الشُعلة من النار.
وقال:
      كعُشْوَةِ القابِسِ تَرْمي بالشَرَرْ

 وَعَشوتُهُ: قصدتُه ليلاً. هذا هو الأصل. ثمَّ صار كلُّ قاصد عاشِياً.
وعَشَوْتُ إلى النار أعْشو إليها عَشْواً، إذا استدللت عليها ببصر ضعيف. قال الحطيئة:
تجِدْ خير نارٍ عندها خيرُ موقِدِ      متى تَأتِهِ تَعْشو إلى ضوء ناره

وإذا صدرت عنه إلى غيره قلت: عَشَوْتُ عنه.
ومنه قوله تعالى: "ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له شيطاناً".
وعَشَوْتُهُ فَتَعَشَّى أي أطعمته عَشاء.
وكذلك عَشَّيْتُهُ تَعْشِيَةً. يقال: عَشِّ إبلك ولا تغتر.
وعَشَّيْتُ عنه أيضاً: رفقت به، مثل ضحّيت عنه.
وإذا قيل لك: تَعَشَّ قلت: ما بي من تَعَشٍّ، ولا تقل: ما بي عشاء.

روح (الصّحّاح في اللغة) [3]


الروحُ يذكّر ويؤنّث، والجمع الأَرْواح، ويسمَّى القرآن رُوحاً، وكذلك جبريلُ وعيسى عليهما السلام.
وزعم أبو الخَطّاب أنّه سمِع من العرب من يقول في النِسبَةِ إلى الملائكة والجنّ رُوحانيٌّ، بضم الراء، والجمع رُوحانيُّون.
وزعم أبو عُبَيْدة أنّ العرب تقولُه لكل شيء فيه رُوح.
ومكان رَوْحانيٌّ، بالفتح، أي طَيِّبٌ.
والريح: واحدةُ الرياح والأَرْياح، وقد تُجْمع على أرواحٍ، لأنَّ أصلها الواو، وإنَّما جاءت بالياء لانكسار ما قبلها، فإذا رجعوا إلى الفتح عادت إلى الواو، كقولك: أَرْوَحَ الماءُ، وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَة.
ويقال ريحٌ وريحةٌ، كما قالوا دارٌ ودارَةٌ.
والرَياح بالفتح: الراحُ، وهي الخَمْر، وقال:
نَشاوى تَساقَوْا بالرَياحِ المُفَلْفَلِ      كأنَّ مَكاكِيَّ الـجِـواءِ غُـدَيَّةً

وقد تكون الريحُ بمعنى الغَلَبة والقوَّة. قال الشاعر: . . . أكمل المادة
أوْ تَعْدُوانِ فإنّ الريح لِلْعادي      أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهـم

ومنه قوله تعالى: "وتَذْهَبَ ريحُكمْ".
والرَوْحُ والراحَةُ من الاستراحة.
والرَوْحُ: نسيمُ الريح.
ويقال أيضاً: يومٌ رَوْحٌ ورَيوحٌ، أي طَيِّبٌ.
ورَوْحٌ ورَيْحانٌ، أي رحمة ورزق.
والراحُ: الخمر.
والراحُ: جمع راحةٍ، وهي الكَفُّ.
والراحُ: الارتياح. قال الشاعر:
وفَقدتُ راحي في الشباب وَخالي      ولَقيتُ ما لَقيتُ مَعَـدٌّ كُـلُّـهـا

أي اختيالي.
وتقولُ: وجدتُ ريح الشيءِ ورائحته، بمعنىً.
والدُهْنُ المُرَوَّح: المُطَيّب.
وفي الحديث: أنه أمر بالإثْمِدِ المُرَوَّحِ عند النوم.
وأراح اللحم، أي أَنْتَنَ.
وأَراح الرجلُ، أي مات. قال العجاج:
      أراجَ بَعْدَ الغَمِّ والتَّغَمُّمِ

وأراح إبِلَهُ، أي رَدَّها إلى المُراجِ.
وكذلك التَرْويحُ، ولا يكون ذلك إلا بعد الزوال. على الرجل حَقَّهُ، إذا ردَدْتَهُ عليه.
وقال:  
دون القُضاةِ فقاضينا إلى حَكمِ      إلاَّ تُريحي علينا الحقَّ طـائعةً

وأراحَهُ الله فاستراح.
وأراح الرجلُ: رجعت إليه نفسه بعد الإعياء.
وأراح: تنفس.
وقال امرؤ القيس:
فمنه تُريحُ إذا تَنْبَـهِـرْ      لها مَنْخَرٌ كوِجارِ الضِباع

وأراحَ القَوْمُ: دخلوا في الريح.
وأراح الشيءَ، أي وجدَ ريحَه. يقال: أراحني الصَيْدُ، إذا وجد ريح الإنْسِيِّ.
وكذلك أَرْوَحَ واسْتروح واستراح، كلُّ بمعنىً.
والرَواحُ: نقيض الصَباح، وهو اسمٌ للوقت من زوال الشمس إلى الليل.
وقد يكون مصدر قولك راحَ يَروح رَواحاً، وهو نقيض قولك غَدا يَغْدو غُدُوَّاً.
وتقول: خَرَجوا بِرَواحٍ من العَشِيّ ورَياحٍ بِمعنىً.
وسَرَحَتِ الماشِيَةُ بالغَداةِ وراحَتْ بالعَشِيّ، أي رجعت.
وتقول: افْعَلْ ذاك في سَراحٍ ورَواحٍ، أي سُهولة.
والمُراحُ بالضم: حيثُ تأوي إليه الإبل والغَنَمُ بالليل.
والمَراحُ بالفتح: الموضع الذي يَرُوح منه القوم أو يروحون إليه، كالمَغْدَى من الغَداةِ. يقال: ما تَرَكَ فُلانٌ من أبيه مَغْدىً ولا مَراحاً، إذا أَشْبَهَهُ في أحوالِهِ كُلِّها.
والمِرْوَحَةُ بالكسر: ما يُتَرَوَّح بها، والجمع المَراوح.
والمَرْوَحَةُ بالفتح: المفازة. قال الشاعر:
إذا تَدَلَّتْ به أو شارِبٌ ثَمِلُ      كأنَّ راكبها غُصن بمَرْوَحَةٍ

والجمع المَراويح، وهي المواضع التي تَخْتَرِق فيه الرياح.
وأَرْوَحَ الماء وغَيْرُهُ، أي تَغيَّرت ريحه.
وأَرْوَحَني الصَيْدُ، أي وَجَد ريحي.
وتقول: أَرْوَحْتُ من فلانِ طيباً.
وراحَ اليَوْمُ يَراحُ، إذا اشتدَّت ريحُه.
ويومٌ راحٌ: شديد الريح. فإذا كان طيِّب الريح قالوا: رَيِّحٌ بالتشديد، ومكان رَيِّحٌ أيضاً.
وريح الغَديرُ على ما لم يسمّ فاعله، إذا ضربته الريحُ، فهو مَروحٌ.
وقال يصف رماداً:
      مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَروحٍ مَمْطورْ

ومريخ أيضاً وقال يصف الدمع
      كأنه غض مريخ ممطور

وراحَ الشجرُ يَراحُ، مثل تَروَّحَ، أي تفطَّر بورق. قال الراعي:
راحَ العَضاهُ بهم والعِرْقُ مَدْخولُ      وخالَفَ المَجْدَ أَقْوامٌ لـهـم وَرَقٌ

وراحَ فُلانٌ للمعروف يَراحُ راحَةً، إذا أَخَذَتْهُ له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ.
وراحَت يَدُه بكذا، أي خَفَّتْ له.
وراح الفَرَسُ يَراحُ راحَةً، إذا تَحَصَّن، أي صار فَحْلاً.
وراحَ الشيءَ يَراحَهُ ويَريحهُ، إذا وَجَدَ ريحَه.
وقال الشاعر:
كَمَشْيِ السَبَنْتي يَراحُ الشَفيفا      وماءٍ وَرَدْتُ عـلـى زَوْرَةٍ

ومنه الحديث: "من قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَةً لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّة".
وقولهم: ما لهُ سارِحَةٌ ولا رائِحَةٌ، أي شيءٌ.
وراحِتِ الإبلُ.
وأَرَحْتُها أنا، إذا رَدَدْتَها إلى المُراح.
والمُراوَحَةُ في العَمَلَيْن: أي يعمل هذا مرّة وهذا مرة.
وتقول: راوَحَ بين رجْلَيه، إذا قام على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة.
ويقال: إنَّ يديه لَتَتَراوحانِ بالمعروف.
والرَوَحُ بالتحريك: السَعَةُ. قال الشاعر:
      فُتْخُ الشَمَائِلِ في أَيْمانِهِمْ رَوَحُ

والرَوَحُ أيضاً: سعةٌ في الرِجلين، وهو دون الفَحَج.
وكلُّ نَعامةٍ رَوْحاءُ.
وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ، أي قريبة القَعْرِ.
وطيرٌ رَوَح، أي متفرّقة.
وتَرَوَّحَ الشَجَرُ، إذا تَفَطَّر بوَرَقٍ بعد إدْبارِ الصَيفِ.
وتَرَوَّحَ النَّبْتُ، أي طال.
وتَرَوَّحَ الماء، إذا أخذ ريح غَيْره لِقُرْبِه منه.
وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَةِ.
وتَرَوَّحَ، أي راحَ من الرَواح.
والارتياحُ: النَشاط.
وقولهم: ارْتاحَ الله لفُلانٍ، أي رَحِمَهُ.
واستَراح الرجل من الراحَة، والمُسْتَراح: المَخْرَجُ.
واسْتَرْوَحَ إليه، أي استنام.
والأَرْيَحِيُّ: الواسع الخُلُق. يقال: أخذتْه الأَرْيَحِيَّةُ، إذا ارتاح للنَدى.
والرَيْحان: نَبْتٌ معروفٌ.
والريحان: الرِزْقُ. تقول: خَرَجْتُ أبتغي رَيْحانَ الله.
وفي الحديث: "الوَلَد من رَيْحانِ الله".
وقولهم: سَبْحانَ الله ورَيْحانَه، نَصَبوههما على المصدر، يُريدونَ تَنْزيهاً له واسترزاقاً.
وأما قوله تعالى: "والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَيْحانُ" فالعَصْفُ: ساقُ الزرعِ، والرَيْحانُ: وَرَقُهُ.

مغل (لسان العرب) [2]


المَغَل: وجع البطن من تراب (* قوله «من تراب» اي من أكل التراب) مَغِلَت الدابة، بالكسر، والناقة تَمْغَل مَغَلاً، فهي مَغِلةٌ، ومَغَلَتْ: أَكلت الترابَ مع البَقْل فأَخذها لذلك وجَعٌ في بطنها، والاسم المَغْلة، ويُكْوَى صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيسَم خلْف السُّرَّة، وبها مَغْلة شَديدةٌ. ابن الأَعرابي: المِمْغَل الذي يُولَعُ بأَكل التراب فيَدْقَى منه أَي يَسْلَح.
وقوله في الحديث: صومُ شهرِ الصَّبْرِ وثلاثةِ أَيام من كل شهر صومُ الدهرِ ويذهب بمَغْلةِ الصدْر أَي بنَغَلِه وفساده، من المَغَل وهو داءٌ يأْخذ الغنم في بطونها، ويُروى: بِمَغَلَّةِ الصدْر، بالتشديد، من الغِلِّ الحقد.
وأَمْغَل القومُ: مَغِلَتْ إِبِلُهم وشاؤهم، وهو داء. يقال: مَغِلت تَمْغَل. . . . أكمل المادة قال: والإِمْغالُ في الشاءِ ليس في الإِبل وهو مثل الكِشَافِ في الإِبل أَن تحمِل كلَّ عام.
والمَغْل والمَغَل: اللبن الذي تُرْضِعه المرأَة ولدَها وهي حامل، وقد مَغِلَتْ به وأَمْغَلَته، وهي مُمْغِلٌ.
والإِمْغال: وجَعٌ يُصيبُ الشاةَ في بطنها، فكلَّما حَمَلَت ولداً أَلْقته، وقيل: الإِمْغال في الشاة أَن تحمِل عليها في السنة الواحدة مرتين، وقد أَمْغَلَتْ وهي مُمْغِل، وقيل: هو أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً، والمَغْلةُ: النعجةُ والعَنْزُ التي تُنْتَجُ في عام مرتين، والجمع مِغالٌ.
وأَمْغَلَت غنمُ فلان إِذا كانت تلك حالَها.
وقال ابن الأَعرابي: الإِمْغال أَن لا تُراحَ الإِبلُ ولا غيرُها سنَةً وهو مما يُفْسِدها.
والمُمْغِلُ من النساء: التي تَلِد كلَّ سنة وتحمِل قبل فِطام الصبيّ؛ قال القطامي: بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة، رَيَّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ يقول: لم يكثر ولدها فيكون ذلك مفسدة لها ويُرَهِّل لحمَها؛ وقال أَبو النجم يصف عَيْراً: يَرْمي بِخَوصاءَ إِلى مَزالِها، ليست كَعَين الشَّمْسِ في أَمْغالِها أَراد بمَزالها زوال الشمس.
والمَغَل: الرَّمَص، وجمعه أَمْغال.
ومَغِلت عينه إِذا فسدت.
ومَغَل فلان يَمْغَل مَغْلاً ومَغالةً: وَشى، وخصَّ بعضهم به الوِشايَة عند السلطان، يقال: أَمْغَل بي فلان عند السلطان أَي وَشَى بي إِليه.
ومَغَل فلان بفلان عند فلان إِذا وَقع فيه، يَمْغَل مَغْلاً، وإِنه لصاحب مَغالةٍ؛ ومنه قول لبيد: يَتَأَكَّلون مَغالةً ومَلاذةً، ويُعابُ قائلُهم، وإِن لم يَشْغَبِ (* قوله ويتأَكلون مغالة إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة ملذ بلفظ يتحدثون مغالة إلخ وهو كذلك في النهاية في مواضع، الا أنه وقع في مادة ملذ: وان لم يشعب بالعين المهملة وهو خطأ والصواب ما هنا من انه بالغين المعجمة).
والميم في المَغالة والمَلاذة أَصلية من مَغَل ومَلَذ.
والمُمْغِل: الأَرض الكثيرة الغَمْلى، وهو النَّبْت الكثير.

نجج (لسان العرب) [2]


نَجَّتِ القُرْحَةُ تَنِجُّ، بالكسر، نَجًّا ونَجِيجاً: رَشَحَت؛ وقيل: سالَتْ بما فيها. الأَصمعي: إِذا سال الجُرْح بما فيه، قيل: نَجَّ يَنِجُّ نَجِيجاً؛ قال القَطِران: فإِنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ، فإِنَّ الله يَفعل ما يَشاء وهذا البيت أَورده الجوهري منسوباً لجرير، ونبه عليه ابنُ بَرِّي في أَماليه أَنه للقَطِران، كما ذكره ابن سيده. يقال: خَبُثَتِ القُرْحة إِذا فسَدت وأَفْسَدت ما حَولها؛ يُريد أَنها، وإِن عَظُمَ فسَادُها. فاللهُ قادرٌ على إِبْرَائِها.
وفي حديث الحجاج: سأَحْمِلُك على صَعْبٍ حَدْباءَ (* قوله «صعب حدباء» كذا ضبط صعب في الأصل بالتنوين، وكذا فيما بأيدينا من النهاية هنا وفي حدبر.) حِدْبارٍ يَنِجُّ ظهرُها أَي يسيلُ قَيْحاً، . . . أكمل المادة وكذلك الأُذُن إِذا سال منها الدَّمُ والقَيْحُ.
وأُذُنٌ نَجَّةٌ: رافِضةٌ بما لا يُوَافِقُها من الحديث.
ويقال: جاء بِأَدْبَرَ يَنِجُّ ظهرُه.
ونَجَّ الشيءَ من فيه نَجًّا: كمجَّه.
ونَجْنَجَ في رأْيه وتَنَجْنَجَ: اضطرَبَ.
وتَنَجْنَجَ لحمُه (* قوله «وتنجنج لحمه إلخ» تبع الجوهري فيه.
والذي في القاموس هو غلط، وإِنما هو تبجبج، بياءين اهـ.
وفي شرحه أَصل الردّ للهروي في الغريبين.) أَي كَثُرَ واسترخَى.
ونَجْنَجَ أَمْرَه إِذا ردَّد أَمْرَه ولم يُنَفِّذْه؛ وقال ذو الرمة: حتى إِذا لم يَجِدْ وَغْلاً ونَجْنَجَها مَخافةَ الرَّمْيِ، حتى كلُّها هِيمُ والنَّجْنَجَةُ: التحريك والتقليب.
ويقال: نَجْنِجْ أَمْرَك فلَعَلَّك تَجِدُ إِلى الخُرُوج سَبيلاً.
ونَجْنَجَ إِذا هَمَّ بالأَمْرِ ولم يَعْزِم عليه. الليث: النَّجْنَجةُ الجَوْلَةُ عند الفَزْعةِ؛ وقال العجاج:ونَجْنَجَتْ بالخَوْف مَن تَنَجْنَجا أَبو تراب: قال بعضُ غَنيٍّ: يقال لجَْلَجْتُ اللُّقْمة ونَجْنَجْتها إِذا حَرَّكْتَها في فِيك وردَّدْتَها فلم تَبْتَلِعْها.شجاع السّلَمي: مَجْمَجَ بي ونَجْنَجَ إِذا ذَهَب بكَ في الكلام مَذْهباً على غير الاسْتِقامة،وردَّكَ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ. ابن الأَعرابي: مَجَّ ونَجَّ، بمعنى واحد؛ وقال أَوس: أُحاذِرُ نَجَّ الخَيلِ فَوْقَ سَراتِها، ورَبًّا غَيُوراً، وَجْهُه يتمَعَّر نَجَّتُها: إِلْقاؤُها زَوالَها (* هكذا في الأصل.) عن ظهورها.ونَجْنَجَ الرجُلَ: حَرَّكَه.
ونَجْنَجَه عن الأَمر: كَفَّه؛ قال: فَنَجْنَجَها عن ماءِ حَلْيَةَ، بعدما بَدَا حاجِبُ الإِشْراق، أَو كاد يُشْرِقُ والنَّجْنَجَةُ: الحَبس عن المَرْعى.
ونَجْنَجَ إِبلَه نَجْنَجَةً إِذا ردّها عن الماء. الجوهري: نَجْنَجَ إِبِلَه إِذا ردَّها على الحَوض؛ وأَنشد بيت ذي الرمة: حتى إِذا لم يجد وَغْلاً ونَجنَجَها والنَّجْنَجَةُ: تَرْديدُ الرأْي.
ونَجْنَجت عيْنُه غارت.
واليَنْجُوجُ والأَنجُوجُ: العود الذي يُتبَخَّرُ به؛ قال أَبو دواد: يَكْتَبِينَ الأَنْجُوجَ في كَبَّةِ المَشْـ ـتَى، وبُلْهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ وفي حديث سَلْمَانَ: أَهْبِطَ آدَمُ من الجنة وعليه إِكْلِيلٌ، فَتحاتَّ منه عودُ الأَنْجُوج؛ هو لغة في العود الذي يُتَبَخَّر به، والمشهور فيه أَلَنْجوج ويَلَنْجُوج وأَلَنْجَج، والأَلف والنون زائدتان؛ وفي الحديث: مَجامِرُهُمُ الأَلَنْجوج؛ قال ابن الأَثير: كأَنه يَلِجُّ في تَضَوُّعِ رائحتهِ، وهو انتشارُها.

ر و ح (المصباح المنير) [3]


 رَاحَ: "يَرُوحُ" رَوَاحًا "، و" تَرَوَّحَ "مثله يكون بمعنى الغدو وبمعنى الرجوع وقد طابق بينهما في قوله تعالى: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} أي ذهابها ورجوعها، وقد يتوهم بعض الناس أن" الرَّوَاحَ "لا يكون إلا في آخر النهار وليس كذلك بل" الرَّوَاحُ "و" الْغُدُوُّ "عند العرب يستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار قاله الأزهري وغيره وعليه قوله عليه الصلاة والسلام " مَنْ رَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَلَهُ كَذَا "أي من ذهب ثم قال الأزهري: وأما راحت الإبل فهي" رَائِحَةٌ "فلا يكون إلا بالعشي إذا" أَرَاحَهَا "راعيها على أهلها يقال: سرحت بالغداة إلى الرعي، و" رَاحَتْ "بالعشي على أهلها أي رجعت من المرعى إليهم، وقال ابن فارس:" الرَّوَاحُ "رواح العشي وهو من الزوال إلى الليل، و"  المُرَاحُ "بضم الميم حيث تأوي الماشية . . . أكمل المادة بالليل، و" المُنَاخُ "و" المَأْوَى "مثله وفتح الميم بهذا المعنى خطأ؛ لأنه اسم مكان واسم المكان والزمان والمصدر من أفعل بالألف مفعل بضم الميم على صيغة اسم المفعول، وأما" الْمَرَاحُ "بالفتح فاسم الموضع من" رَاحَتْ "بغير ألف واسم المكان من الثلاثي بالفتح، و" الْمَرَاحُ" بالفتح أيضا الموضع الذي "يَرُوحُ" القوم منه أو يرجعون إليه.و"الرَّيْحَانُ "كلّ نبات طيب الريح ولكن إذا أطلق عند العامة انصرف إلى نبات مخصوص، واختلف فيه فقال كثيرون: هو من بنات الواو وأصله رَيْوَحَانٌ بياء ساكنة ثم واو مفتوحة لكنه أدغم ثم خفف بدليل تصغيره على" رُوَيْحِينٍ "، وقال جماعة: هو من بنات الياء وهو وزان شيطان وليس فيه تغيير بدليل جمعه على" رَيَاحِينَ "مثل شيطان وشياطين، و"  رَاحَ "الرجل" رَوَاحًا "مات، و" رَوَّحْتُ "الدهن" تَرْوِيحًا "جعلت فيه طيبا طابت فيه" رِيحُهُ "" فَتَرَوَّحَ "أي فاحت" رَائِحَتُهُ "قال الأزهري وغيره: و" رَاحَ "الشيء و" أَرْوَحَ "أنتن، فقول الفقهاء:" تَرَوَّحَ "الماء بجيفةٍ بقربه مخالف لهذا وفي المحكم أيضا" أَرْوَحَ "اللحم إذا تغيرت" رَائِحَتُهُ "، وكذلك الماء فتفرق بين الفعلين باختلاف المعنيين، وشذّ الجوهري فقال:" تَرَوَّحَ "الماء إذا أخذ ريح غيره لقربه منه وهو محمول على الريح الطيبة جمعا بين كلامه وكلام غيره، و" تَرَوَّحْتُ بِالْمِرْوَحَةِ "كأنه من الطيب؛ لأن الريح تلين به وتطيب بعد أن لم تكن كذلك.و"  الرَّاحَةُ "بطن الكفّ والجمع" رَاحٌ "و" رَاحَاتٌ "، و" الرَّاحَةُ "زوال المشقة والتعب، و" أَرَحْتُهُ "أسقطت عنه ما يجد من تعبه" فَاسْتَرَاحَ "، وقد يقال" أَرَاحَ "في المطاوعة" وَأَرِحْنَا بِالصَّلاةِ "أي أقمها فيكون فعلها" رَاحَةً "لأن انتظارها مشقة على النفس و" اسْتَرَحْنَا" بفعلهاو "صَلاةُ التَّرَاوِيحِ" مشتقة من ذلك؛ لأن "التَّرْوِيحَةَ" أربع ركعات فالمصلي "يَسْتَرِيحُ" بعدها، و "رَوَّحْتُ" بالقوم "تَرْوِيحًا" صليت بهم "التَّرَاوِيحَ" . و "اسْتَرْوَحَ" الغصن تمايل، و "اسْتَرْوَحَ" الرجل سمر، و "الرِّيحُ" الهواء المسخَّر بين السماء والأرض وأصلها الواو بدليل تصغيرها على "رُوَيْحَةٍ" ولكن قلبت ياء لانكسار ما قبلها والجمع "أَرْوَاحٌ" و "رِيَاحٌ" وبعضهم يقول "أَرْيَاحٌ" بالياء على لفظ الواحد، وغلطه أبو حاتم قال: وسألته عن ذلك فقال: ألا تراهم قالوا: "رِيَاحٌ" بالياء على لفظ الواحد قال: فقلت له: إنما قالوا "رِيَاحٌ" بالياء للكسرة وهي غير موجودة في "أَرْيَاحٍ" فسلم ذلك. و "الرِّيحُ" أربع "الشَّمَالُ" ، وتأتي من ناحية الشام وهي حارة في الصيف بارحٌ و "الْجَنُوبُ" تقابلها وهي الريح اليمانية والثالثة "الصَّبَا" وتأتي من مطلع الشمس وهي القبول أيضا والرابعة "الدَّبُّورُ" وتأتي من ناحية المغرب. و "الرِّيحُ" مؤنثة على الأكثر فيقال هي "الرِّيحُ" وقد تذكر على معنى الهواء فيقال: هو "الرِّيحُ" وهبّ "الرِّيحُ" نقله أبو زيد، وقال ابن الأنباري: "الرِّيحُ" مؤنثة لا علامة فيها وكذلك سائر أسمائها إلا الإعصار فإنه مذكر. و "رَاحَ" اليَوْمُ "يَرُوحُ" "رَوْحًا" من باب قال، وفي لغة من باب خاف إذا اشتدت "رِيحُهُ" فهو "رَائِحٌ" ويجوز القلب والإبدال فيقال "رَاحٍ" كما قيل هارٍ في هائر ويوم "رَيِحٌ" بالتشديد أي طيب "الرِّيحِ" وليلة "رَيِّحَةٌ" كذلك، وقيل شديد "الرِّيحِ" نقله المطرزي عن الفارسي وقال في كفاية المتحفظ أيضا: يومٌ "رَاحٌ" و "رِيّحٌ" إذا كان شديد الريح فقول الرافعي: يجوز "يَوْمُ رِيحٍ" على الإضافة أي مع التخفيف و "يَوْمٌ رَيِّحٌ" أي بالتثقيل مع الوصف وهما بمعنى كما تقدم مطابق لما نقل عن الفارسي وما ذكره في الكفاية و "الرِّيحُ" بمعنى الرائحة عرض يدرك بحاسة الشمّ مؤنثة يقال "رِيحٌ" ذكية وقال الجوهري: يقال "رِيحٌ" و "رِيحَةٌ" كما يقال دار ودارة، و "رَاحَ" زيدٌ الريح "يَرَاحُهَا" "رَوْحًا" من باب خاف: اشتمَّها، و "رَاحَهَا" "رَيْحًا" من باب سار و "أَرَاحَهَا" بالألف كذلك وفي الحديث "لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ" مروي باللغات الثلاث و "الرُّوحُ" للحيوان مذكر وجمعه "أَرْوَاحٌ" قال ابن الأنباري وابن الأعرابي: "الرُّوحُ" والنفس واحد غير أن العرب تذكر "الرُّوحُ" وتؤنث النفس وقال الأزهري أيضا "الرُّوحُ" مذكر وقال صاحب المحكم والجوهري "الرُّوحُ" يذكر ويؤنث وكأن التأنيث على معنى النفس قال بعضهم "الرُّوحُ" النفس فإذا انقطع عن الحيوان فارقته الحياة وقالت الحكماء "الرُّوحُ" هو الدم ولهذا تنقطع الحياة بنزفه، وصلاح البدن وفساده بصلاح هذا "الرُّوحِ" وفساده. ومذهب أهل السنة أن "الرُّوحَ" هو النفس الناطقة المستعدة للبيان وفهم الخطاب، ولا تفنى بفناء الجسد وأنه جوهر لا عرض ويشهد لهذا قوله تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} والمراد هذه "الأَرْوَاحُ" ، و "الرَّوَحُ" بفتحتين انبساط في صدور القدمين وقيل تباعد صدر القدمين وتقارب العقبين فالذكر "أَرْوَحُ" والأنثى "رَوْحَاءُ" مثل أحمر وحمراء، و "الرَّوْحَاءُ" موضع بين مكة والمدينة على لفظ حمراء أيضا. 

ظهر (الصّحّاح في اللغة) [2]


الظَهْرُ: خلاف البطن.
وقولهم: لا تجعل حاجتي بِظَهْرٍ، أي لا تَنْسَها.
والظَهْرُ: الرِكاب.
وبنو فلان مُظْهِرونَ: إذا كانَ لهم ظَهْرٌ ينقلون عليه، كما يقال: مُنْجِبونَ، إذا كانوا أصحابَ نجائب.
والظَهْرُ: الجانب القصير من الريش، والجمع الظُهْرانُ.
والظَهْرُ: طريق البَرّ.
وأقران الظَهْرِ: الذين يجيئون من وراءِ ظهرك في الحرب.
ويقال: هو نازلٌ بين ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِمْ، بفتح النون، ولا تقل ظَهْرانِيهم بكسر النون. قال الأحمر: قولهم لقيته بين الظَهْرانَيْنِ، معناه في اليومين أو في الأيام. قال: وبين الظَهْرَيْنِ مثلُه.
والظُهْرُ، بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظُهر.
والظَهيرةُ: الهاجرة. يقال: أتيتُه حَدَّ الظهيرة، وحين قامَ قائمُ الظهيرة.
والظَهيرُ: المُعين، ومنه قوله تعالى: "والمَلائكَةُ بعد ذلكَ ظهَيرٌ" وإنَّما لم يجمعه لأنَّ فَعيل . . . أكمل المادة وفَعول قد يستوي فيهما المذكَّر والمؤنث والجمع. قال الأصمعيُّ: يقال بعيرٌ ظَهيرٌ بيِّن الظَهارَةِ، إذا كانَ قويًّا.
وناقة ظَهيرَةٌ.
والبعير الظِهْرِيُّ بالكسر: العُدّة للحاجة إن احتيجَ إليه، وجمعه ظَهارِيُّ غير مصروف؛ لأنَّ ياء النسبة ثابتةٌ في الواحد.
والظِهْرِيُّ أيضاً: الذي تجعله بِظَهْرٍ، أي تنساه.
ومنه قوله تعالى: "واتَّخَذْتموهُ وَراءَكُم ظِهْرِيًّا".
وفلان ظِهرتِي على فلان، وأنا ظِهْرَتُكَ على هذا الأمر، أي عَوْنُك.
والظاهِرُ: خلاف الباطن.
والظاهِرَةُ من العيون: الجاحظة.
ويقال: هذا أمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه، أي زائل. قال الشاعر كثيِّر:
وتلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عارُها      وعيَّرها الواشون أنِّي أحِبُّـهـا

ومنه قولهم: ظهَرَ فلانٌ بحاجتي، إذا استخفَّ بها وجعلها بِظَهْرٍ، كأنَّه أزالها ولم يلتفتْ إليها.
وجعلها ظِهْرِيَّةً، أي خَلْف ظَهْرٍ. قال الأخطل:
      وَجَدنا بني البَرصاءِ من ولَدِ الظَهْرِ

أي من الذين يَظْهَرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم.
والظاهِرَةُ من الوِرْدِ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصف النهار.
وقال الأصمعيّ: هاجت ظَواهِرُ الأرض، إذا يبِس بَقْلُها. قال: والظواهِرُ أشراف الأرض.
والظَهَرَةُ بالتحريك: متاع البيت.
ويقال أيضاً: جاء فلان في ظَهَرَتِهِ، أي في قومه وناهِضَته.
والظَهَرُ أيضاً: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل بالكسر، إذا اشتكى ظَهْرَهُ، فهو ظَهِرٌ.
وظَهَرَ الشيء بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ.
وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته.
وظَهَرْتُ البيت: علوته.
وأظْهَرْتُ بفلانٍ: أعلنتُ به.
وأظْهَرَهُ اللهُ على عدوِّه.
وأظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنتُه.
وأَظْهَرْنا، أي سِرنا في وقت الظُهر.
والمُظاهَرَةُ: المعاونة.
والتَظاهُرُ: التعاون.
وتظاهرَ القومُ أيضاً: تدابَروا، كأنَّه ولَّى كلُّ واحدٍ منهم ظهرَه الى صاحبه.
واسْتَظْهَرَ به، أي استعان به.
واستظهر الشيءَ، أي حفِظَه وقرأه ظاهِراً. قال أبو عبيدة: في ريش السهام الظُهارُ بالضم، وهو ما جُعِلَ من ظَهْرِ عَسيب الريشة.
والظُهْرانُ: الجانب القصير من الريش.
والبُطْنان: الجانب الطويل. يقال: رِشْ سهمَك بِظُهْرانٍ ولا تَرِشْه ببُطْنان. الواحد ظَهْرٌ وبطنٌ.
والظِهارَةُ بالكسر: نقيض البطانة.
وظاهَرَ بين ثَوبَين، أي طارَقَ بينهما وطابَقَ.
والظِهارُ: قول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمّي.
وقد ظاهَرَ من امرأته، وتَظَهَّرَ من امرأته، وظَهَّرَ من امرأته تَظْهيراً، كلُّه بمعنى.
والمُظَهَّرُ: الرجل الشديد الظَهْر. قال الأصمعيُّ: أتانا فلان مُظَهِّراً، أي في وقت الظهيرة.

الظَّهْرُ (القاموس المحيط) [2]


الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ، مُذَكَّرٌ
ج: أظْهُرٌ وظُهُورٌ وظُهْرانٌ، والرِّكابُ.
وهم مُظْهِرونَ، أي: لهم ظَهْرٌ، والقِدْرُ القَديمةُ،
وع، والمالُ الكثيرُ، والفَخْرُ بالشيءِ، والجانبُ القصيرُ من الرِّيشِ،
كالظُّهارِ، بالضم ج: ظُهْرانٌ، وطريقُ البَرِّ، وما غَلُظَ من الأرضِ وارْتَفَعَ، ولَفْظُ القُرْآنِ، والبَطْنُ تأويلُه، والحديثُ والخَبَرُ، وما غابَ عنكَ، وإِصابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ، والفِعْلُ كجَعَلَ، وبالتحريك: الشِّكايَةُ من الظَّهْرِ، ظهِرَ كَفَرِحَ،
فهو ظَهيرٌ: وهو القَويُّ الظَّهْرِ،
كالمُظهَّرِ، كمُعَظَّمٍ، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً، بالفتح.
وأعْطاهُ عن ظَهْرِ يدٍ: ابْتداءً بلا مُكافَأةٍ.
وخفيفُ الظَّهْرِ: قليلُ العِيالِ، وثَقِيلُه: كثيرُهُ.
وهو على ظَهْرٍ: مُزْمِعٌ للسَّفَرِ.
وأقرانُ الظَّهْرِ: الذين يُحِبُّونك من ورائكَ.
والظِّهْرَةُ، بالكسر: العَوْنُ. (وأبو رُهْمٍ أحْزابُ بنُ . . . أكمل المادة أُسَيْدٍ الظِّهْرِيُّ: صحابيُّ.
والحارثُ بنُ مُحَمَّرٍ الظِّهْرِيُّ: تابعيٌّ.
والمُعافى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيُّ: ضعيفٌ)، وبالتحريكِ: متاعُ البيتِ.
والظاهِرُ: خِلافُ الباطِنِ، ومن أسماءِ اللهِ تعالى، وبالهاءِ: أن تَرِدَ الإِبِلُ كلَّ يومٍ نِصفَ النهارِ، والعينُ الجاحِظَةُ.
والظَّواهِرُ: أشرافُ الأرضِ.
وقُرَيشُ الظَّواهرِ: النازلونَ بِظهْرِ مكةَ.
والبعيرُ الظِّهْرِيُّ، بالكسر: المُعَدُّ للحاجَةِ، وقد ظَهَرَ به واسْتَظْهَرَه
ج: ظَهارِيُّ، مشدَّدةً ممنوعةً، لأَنَّ ياءَ النّسْبَةِ ثابِتَةٌ في الواحدِ.
وظَهَرَ بِحاجتي وظَهَّرَها وأظْهَرَها واظَّهَرَها: جَعَلَهَا بِظَهْرٍ، أي: وراءَ ظَهْرٍ، واتَّخَذَها ظِهرِيًّا.
وظَهَرَ ظُهوراً: تَبَيَّنَ، وقد أظْهَرْتُه،
و~ علَيَّ: أعانَني،
و~ به،
و~ عليه: غَلَبَه،
و~ بِفُلان: أعْلَنَ به.
وهو بيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِم، ولا تكسرُ النونُ وبَيْنَ أظْهُرِهِم، أي: وسَطَهُم وفي مُعْظَمِهِم.
ولَقِيتُه بَيْنَ الظَّهْرَينِ والظَّهْرَانَيْنِ، أي: في اليَوْمَيْنِ أو الثلاثةِ.
والظُّهْرُ: ساعةُ الزَّوالِ، وبهاءٍ: السُّلَحْفاةُ.
والظَّهيرةُ: حَدُّ انْتِصافِ النهارِ، أو إنما ذلك في القَيْظِ.
وأظْهَرُوا: دَخَلوا فيها، وسارُوا فيها، كظَهَّرُوا.
وتَظاهروا: تَدابَروا، وتَعاوَنوا، ضِدٌّ.
والظَّهيرُ: المُعينُ،
كالظُّهْرَةِ والظِّهْرَةِ.
وجاءَنا في ظُهْرَتِه، بالضم وبالكسر وبالتحريك،
وظاهِرَتِه، أي: عَشيرته.
واسْتَظْهَرَ به: اسْتَعان.
وقَرَأهُ من ظَهْرِ القَلْبِ، أي: حِفْظاً بلا كِتابٍ، وقَرَأهُ ظاهِراً، واسْتَظْهَرَه.
وأظْهَرْتُ على القرآنِ
وأظْهَرْتُه: قرأتُه على ظَهْرِ لِساني.
والظِّهارَةُ، بالكسر: نَقيضُ البِطانَة.
وظاهَرَ بينهما: طابَقَ.
والظِّهارُ: قولُه لامرأتِه: أنتِ عليَّ كظَهْرِ أُمِّي، وقد ظاهَرَ منها وتَظَهَّرَ وظَهَّرَ.
والمَظْهَرُ: المَصْعَدُ.
والظَّهارُ، كسحابٍ: ظاهِرُ الحَرَّةِ، وبالضم: الجَماعةُ.
والظُّهارِيَّةُ: مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ، أو هي الشَّغْزَبِيَّةُ، أو أن تَصْرَعَهُ على الظَّهْرِ، ونَوْعٌ من النكاحِ.
وأوْثَقَه الظُّهارِيَّةَ، أي: كتَّفَه.
وظَهْرانُ: ة بالبَحْرَيْنِ، وجَبَلٌ بأطْرافِ القَنانِ، ووادٍ قُرْبَ مكةَ يُضافُ إليه مَرٌّ.
وكمُعَظَّمٍ: جَدُّ عبدِ الملِكِ بنِ قُرَيْبٍ الأَصْمَعِيِّ.
وسَالَ وادِيهِمْ ظَهراً، أي: من مَطَرِ أرضِهِم، ودُرْأً، أي: من مَطَرِ غيرِهِم.
وأصَبْتُ مِنكَ مَطَرَ ظَهْرٍ، أي: خَيْراً كثيراً.
ولِصٌ عادِيْ ظَهْرٍ، أي: عَدَا في ظَهْرٍ فَسَرقَه.
وبَعيرٌ مُظْهِرٌ، كمُحْسِنٍ: هَجَمَتْه الظَّهيرَةُ.
وهو يأكلُ على ظَهْرِ يدي، أي: أُنْفِقُ عليه. (وكزُبَيْر: ظُهَيْرُ بنُ رافعٍ الصحابِيُّ، وجماعةٌ.
وأبو ظُهَيْرٍ عبدُ اللهِ بنُ فارسٍ العُمَرِيُّ: شَيْخُ أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ.
وكأميرٍ: محمدُ بنُ الظَّهيرِ الإِرْبلِيُّ، ومحمدُ بنُ إسماعِيلَ بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِي: محدِّثانِ).

مزق (لسان العرب) [1]


المَزْق: شَقّ الثياب ونحوها. مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق: خرقه؛ ومنه قول العجاج: بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ والحَوَر: جلود حُمْرٌ، والبُهَر: الأَوساط.
وفي حديث كتابه إلى كِسْرَى: لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزيقُ التخريق والتقطيع، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم.
والمِزْقة: القطعة من الثوب.
وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب.
وحكى اللحياني: ثوب أَمْزَاق ومِزَق.
ويقال: ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق وممزَّق، وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ.
والمِزَق: القطع من الثوب المَمْزُوق، والقطعة منها مِزْقَة. الليث: يقال صار الثوب مِزَقاً أي قطعاً، قال: ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، وكذلك مِزَق السحاب . . . أكمل المادة قطعه.
ومَزْقُ العِرْض: شتمه.
ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً: كَهَرَده.
وناقة مِزاق، بكسر الميم، ونِزَاق؛ عن يعقوب: سريعة جدّاً يكاد يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، وزاد في التهذيب: ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ سريعة: قال الليث: سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من سرعتها؛ وأَنشد: فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، ترى بها نُدوباً من الأَنْساع: فَذّاً وتَوْأَما وقال غيره: فرس مِزَاق سريعة خفيفة؛ قال ذو الرمة: أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا وفي النوادر: ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في العدو.
ومُزَيْقِياءُ: لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ الأنصار، قيل: إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه، وقيل: إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم ثوباً، فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه؛ وقال: أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو، وجدّي أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ وفي حديث ابن عمر: أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه؛ مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً: رمى بذَرْقه.
والمُزْقةُ: طائر، وليس بثَبَتٍ.
والمُمَزِّقُ: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاي وكان الفراء يفتحها: وإنما لُقِّب بذلك لقوله: فإن كنت مأْكولاً، فكُنْ خير آكلٍ، وإلاَّ فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ قال ابن بري: وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي سمي بذلك لقوله: فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ، على العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي. قال: وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق، بالراء.
والتَّمْرِيقُ، بالراء: الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف، وقال الآمدي: المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي، سمي بذلك لقوله: فإن كُنْتُ مأْكولاً، فكُنْ خيرا آكِلٍ وأَما المُمَزِّق، بكسر الزاي، فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي، وهو متأَخر؛ وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله: أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كما كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال: كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة، فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ لما جَرَيْتَ مع الضَّلال، غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ والمُمَزَّقُ أَيضاً: مصدر كالتَّمْزِيق، ومنه قوله تعالى: ومَزَّقْناهم كل مُمَزَّق.

سجج (لسان العرب) [1]


سَجَّ بِسَلْحِه سَجّاً: أَلقاه رقيقاً.وأَخَذَه لَيْلَتَه سَجٌّ: قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً.
وقال يعقوب: أَخذه في بطنه سَجٌّ إِذا لان بطنه.
وسَجَّ الطائر سَجّاً: حذف بِذَرْقه.
وسَجَّ النعام: أَلقى ما في بطنه؛ ويقال: هو يَسُجُّ سَجّاً ويَسُكُّ سَكّاً إِذا رمى ما يجيء منه. ابن الأَعرابي: سَجَّ بِسَلْحِه وتَرَّ إِذا حذف به، وسَجَّ يَسُجُّ إِذا رقَّ ما يجيء منه من الغائط.
وسَجَّ سَطْحَه يَسُجٍّه سَجّاً إِذا طَيَّنَه.
وسَجَّ الحائطَ يَسُجُّه سَجّاً: مسحه بالطين الرقيق، وقيل: طَيَّنَهُ.
والمِسَجَّةُ: التي يطلى بها، لغة يمانيةٌ؛ وفي الصحاح: الخشبة التي يطين بها: مِسَجَّةٌ، وهي بالفارسية المالَجَه؛ ويقال لِلْمالَقِ: مِسَجَّة ومِمْلَقٌ ومِمْدَرٌ ومِمْلَطٌ ومِلْطاطٌ.
والسُّجَّةُ: الخيل. الجوهري: السَّجَّةُ والبَجَّةُ صَنمان. ابن سيده: السَّجَّة . . . أكمل المادة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل، وبه فسر قوله، صلى الله عليه وسلم: أَخرجوا صدقاتكم فإِن الله قد أَراحكم من السَّجَّة والبَجَّة.
والسَّجَاجُ: اللبن الذي يجعل فيه الماء أَرَقَّ ما يكون؛ وقيل: هو الذي ثلثه لبن وثلثاه ماء؛ قال: يَشْرَبُه مَحْضاً، ويَسْقِي عِيالَهُ سَجاجاً، كأَقْرابِ الثَّعالِب، أَوْرَقا واحدته سَجاجَة.
وأَنكر أَبو سعيد الضرير قول من قال: إِن السَّجَّةَ اللَّبَنة التي رققت بالماء، وهي السَّجَاجُ؛ قال: والبَجَّةُ الدم الفصيد، وكان أَهل الجاهلية يَتَبَلَّغُون بها في المجاعات. قال بعض العرب: أَتانا بِضَيْحَةٍ سَجَاجَةٍ ترى سَوَادَ الماء في حَيْفها؛ فسَجَاجَةٌ هنا بدل إِلاَّ أَن يكونوا وَصَفُوا بالسَّجَاجَةِ، لأَنها في معنى مخلوطة، فتكون على هذا نعتاً؛ وقيل في تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم: إِن الله قد أَراحكم من السَّجَّةِ؛ السجَّةُ: المَذِيقُ كالسَّجَاجِ، وقد تقدّم أَنه صنم وهو أَعرف؛ قاله الهروي في الغريبين.
والسَّجْسَجُ: الهواء المعتدل بين الحر والبرد؛ وفي الحديث: نهار الجنة سجسج أَي معتدل لا حَرَّ فيه ولا قَرَّ؛ وفي رواية: ظِلُّ الجنة سَجْسَج، وقالوا: لا ظلمة فيه ولا شمس؛ وقيل: إِن قدر نوره كالنور الذي بين الفجر وطلوع الشمس. ابن الأَعرابي: ما بين طلوع الفجر إِلى طلوع الشمس يقال له السَّجْسَجُ، قال: ومن الزوال إِلى العصر يقال له الهَجيرُ والهاجِرَةُ، ومن غروب الشمس إِلى وقت الليل الجُنْحُ والجِنْحُ، ثم السَّدَفُ والمَلَثُ والمَلَسُ.
وكلُّ هواء معتدل طيب: سَجْسَجٌ.
ويومٌ سَجْسَجٌ: لا حَرٌّ مؤْذٍ، ولا قَرٌّ.
وفي حديث ابن عباس: وهواؤها السَّجْسَجُ.
وريح سَجْسَجٌ: لينة الهواء معتدلة؛ وقول مليح: هَلْ هَيَّجَتْكَ طُلُولُ الحَيِّ مُقْفِرَةً، تَعْفُو، مَعارِفَها، النُّكْبُ السَّجَاسِيجُ؟ احتاج فَكَسَّرَ سَجْسَجاً على سجاسيج؛ ونظيره ما أَنشده سيبويه من قوله:نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيف وأَرضٌ سَجْسَجٌ: ليست بسهلة ولا صُلْبَةٍ؛ وقيل: هي الأَرض الواسعة؛ قال الحرث بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ: طاف الخَيالُ، ولا كَلَيْلَةِ مُدْلِجِ، سَدِكاً بِأَرْحُلِنا، فَلَمْ يَتَعَرَّجِ إِني اهْتَدَيْتُ، وكُنتُ غَيرَ رَجِيلَةٍ، والقَوْمُ قَد قطَعُوا مِتانَ السَّجْسَجِ يقول: لم أَرَ كَلَيلة أَدْلَجها إِلينا هذا الخيالُ مِن هولهاوبُعدها منا.
ولم يتعرّج: لم يُقِمْ.
والتعريجُ على الشيء: الإِقامةُ.
والمِتانُ: جمع مَتْنٍ، وهو ما صَلُبَ من الأَرض وارتفع.
والرَّجِيلَة: القويةُ على المشي.
وسَدِكٌ: مُلازِمٌ.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ بوادٍ بين المسجدين، فقال: هذه سَجاسِجُ مُرَّ بها موسى، عليه السلام؛ هي جمع سَجْسَج، وهي الأَرض ليست بصلبة ولا سهلة.والسُّجُجُ: الطَّاياتُ (* قوله «الطايات» جمع طاية، وهي السطح، والممدرة المطلية بالطين.) المُمَدَّرَةُ.
والسُّجُجُ أَيضاً: النقوش الطيبة.أَبو عمرو: جَسَّ إِذا اخْتَبَرَ، وسَجَّ إِذا طَلَعَ.

برح (مقاييس اللغة) [1]



الباء والراء والحاء أصلان يتفرّع عنهما فروعٌ كثيرة. فالأول: الزَّوال والبروزُ والانكِشاف.
والثاني: الشِّدَّة والعِظَم وما أشبههُما.أمّا الأول فقال الخليل: بَرَحَ يَبْرَحُ بَرَاحا إذا رَامَ مِن موضِعِه، وأبرحته أنا. قال العامريّ: يقول الرّجُل لراحلتهِ إذا كانت بطيئةً: لا تَبْرَحُ بَرَاحاً يُنْتَفَعُ به.
ويقول: ما برِحْتُ أفْعَلُ ذلك، في معنى مازِلْت. قال الله تعالى حكايةً عمَّن قال: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِِينَ [طه 91] أي لن نَزَالَ.
وأنشد:
فأبْرَحُ مَا أَدَامَ اللهُ قَوْمي      بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطِقاً مُجِيداً

أي لا أزال.
ومُجيدٌ: صاحبُ فرسٍ جَواد، ومُنْتطقٌ: قد شَدّ عليه النِّطاق.
ويقول العرب: "بَرَِحَ الخَفَاء" أي انكشَفَ الأمر.
وقال:قال الفرّاء: وبرَح بالفتح أيضاً، أي مضى، ومنه سُمِّيت البارحة. . . . أكمل المادة قالوا:البارحة الليلة التي قبلَ لَيْلَتِك، صفةٌ غالبةٌ لها. حتّى صار كالاسم.
وأصلها من بَرح، أي زال عَنْ موضعه.قال أبو عبيدة في* المثل:"ما أشْبَهَ اللّيْلَةَ بالبارِحة" للشيء ينتظرُه خيراً من شيءٍ، فيَجيءُ مِثْلَه.قال أبو عُبيد: البِرَاح المكاشَفة، يقال بَارَحَ بِراحاً كاشَفَ.
وأحسبُ أنّ البارحَ الذي هو خلافُ السّانح مِن هذا؛ لأنّه شيءٌ يبرُزُ ويَظْهر. قال الخليل: البُرُوح مصدر البَارح وهو خلافُ السَّانح، وذلك من الظِّباء والطير يُتشاءم به أو يُتَيَمَّن، قال:
وهنَّ يَبْرُحْنَ لَهُ بُرُوحا      وتَارَةً يأتِينَهُ سُنُوحَا

ويقول العرب في أمثالها: "هو كبارِحِ الأَرْوَى، قليلاً ما يُرَى". يُضْرَبُ لمن لا يكادُ يُرَى، أو لا يكونُ الشيءُ منه إلاّ في الزّمان مرّةً.
وأصلُهُ أنّ الأرْوَى مساكِنُها الجِبالُ وقِنانُها، فلا يكاد الناسُ يَرَوْنها سانحةً ولا بارحةً إلاّ في الدّهرِ مرّةً.
وقد ذَكَرْنا اختلافَ الناسِ في ذلك في كتاب السّين، عند ذكرنا للسّانح.
ويقال في قولهم: "هو كبارحِ الأرْوَى" إنّه مشؤوم من وجهين: وذلك أنّ الأروى يُتشاءَم بها حيث أتَتْ، فإذا بَرَحَتْ كانَ أعظَمَ لشُؤْمِها.والأصل الآخرُ قال أبو عُبيدٍ: يقال ما أبْرَحَ هذا الأمرَ، أي أعجَبَه.
وأنشد للأعشى:وقالوا: معناه أعظَمْتِ، والمعنى واحدٌ. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال أبْرَحْتُ بفلانٍ، أي حَمَلْتَه على ما لا يُطيق فَتَبَرَّحَ به وغَمَّه.
وأنشد:ابن الأعرابيّ: البَرِيح التَّعب. قال أبو وَجْزة:
على قَعُودٍ قد وَنَى وقد لَغِبْ      به مَسِيحٌ وَبرِيحٌ وصَخَبْ

المسيح: العَرَق. أبو عمرو: ويقال أبْرَحْتَ لُؤْماً وأبرَحْتَ كَرماً.
ويقال بَرْحَى له إذا تعجَّبتَ لـه.
ويقال: البعيرُ بُرْحَةٌ من البُرَح، أي خِيار.
وأعطِني مِنْ بُرَحِ إبلك، أي من خِيارها.قال الخليل: يقال بَرّح فلانٌ تَبْرِيحاً فهو مُبَرِّحٌ إذا أذى بالإلحاح؛ والاسم البَرْح. قال ذو الرُّمّة:والتّباريح: الكُلْفة والمَشَقّة.
وضربَهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً.
وهذا الأمر أبْرَحُ عليَّ مِن ذَاكَ، أي أشق. قال ذو الرُّمة:
أنيناً وشَكْوَى بالنّهارِ كَثيرةً      عَلَيَّ وما يأتي به الليلُ أَبْرَحُ

أي أشَقّ.
ويقال لقيتُ منه البُرَحِين والبَرَحَين وبناتِ بَرْحٍ وبَرْحاً بارحاً.
ومن هذا الباب البَوارح من الرّياح، لأنّها تحمل التراب لشدّة هبوبها. قال ذو الرّمّة:
لا بلْ هو الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنُها      مَرّاً سحابٌ ومرّاً بارِحٌ تَرِبُ

فأمّا قول القائلِ عند الرّامي إذا أخطأ: بَرْحَى، على وزن فَعْلى، فقال ابنُ دريد وغيرُه: إنه من الباب، كأنه قال خُطّة بَرْحَى، أي شديدة.

ظ هـ ر (المصباح المنير) [1]


 ظَهَرَ: الشيء "يَظْهَرُ" "ظُهُورًا" برز بعد الخفاء ومنه قيل "ظَهَرَ" لي رأي إذا علمت ما لم تكن علمته، و "ظَهَرْتُ" عليه اطلعت، و "ظَهَرْتُ" على الحائط علوت ومنه قيل "ظَهَرَ" على عدوه إذا غلبه، و "ظَهَرَ" الحمل تبين وجوده، ويروى أن عمر بن عبد العزيز سأل أهل العلم من النساء عن ظهور الحمل فقلن لا يتبين الولد دون ثلاثة أشهر، و "الظَّهْرُ" خلاف البطن والجمع "أَظْهُرٌ" و "ظُهُورٌ" مثل فَلْس وأَفْلَس وفُلُوس وجاء "ظُهْرَانُ" أيضا بالضم، و "الظَّهْرُ" الطريق في البرّ، و "الظَّهْرَانُ" بلفظ التثنية اسم واد بقرب مكة ونسب إليه قرية هناك فقيل "مَرُّ الظَّهْرَانِ" ، و "الظَّهِيرَةُ" الهاجرة وذلك حين تزول الشمس، و "الظَّهِيرُ" المعين ويطلق على الواحد والجمع وفي التنزيل: {وَالمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} و "المُظَاهَرَةُ" المعاونة، و "تَظَاهَرُوا" تقاطعوا كأن كلّ واحد ولى ظهره إلى صاحبه وهو نازل بين "ظَهْرَانَيْهِمْ" بفتح النون، قال ابن فارس: . . . أكمل المادة ولا تكسر وقال جماعة: الألف والنون زائدتان للتأكيد، وبين "ظَهْرَيْهِمْ" وبين "أَظْهُرِهِمْ" كلها بمعنى بينهم وفائدة إدخاله في الكلام أن إقامته بينهم على سبيل الاستظهار بهم والاستناد إليهم وكأن المعنى أن "ظَهْرًا" منهم قدامه و "ظَهْرًا" وراءه فكأنه مكنوف من جانبيه هذا أصله ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم وإن كان غير مكنوف بينهم ولقيته بين "الظَّهْرَيْنِ" و "الظَّهْرَانَيْنِ" أي في اليومين والأيام، و "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى" كتاب الظاء والمراد نفس الغنى ولكن أضيف للإيضاح والبيان كما قيل "ظَهْرُ" الغيب و "ظَهْرُ" القلب والمراد نفس الغيب ونفس القلب ومثله نسيم الصبا وهي نفس الصبا لاختلاف اللفظين طلبا للتأكيد، قال بعضهم: ومن هذا الباب: {لَحَقُّ اليَقِينِ} ، {وَلَدَارُ الآخِرَةِ} ، وقيل المراد عن غنى يعتمده ويستظهر به على النوائب وقيل ما يفضل عن العيال، والظُّهْرُ مضموما إلى الصلاة مؤنثة فيقال دخلت "صَلاةُ الظُّهْرِ" ومن غير إضافة يجوز التأنيث والتذكير فالتأنيث على معنى ساعة الزوال والتذكير على معنى الوقت والحين فيقال حان "الظُّهْرُ" وحانت "الظُّهْرُ" ويقاس على هذا باقي الصلوات. و "أَظْهَرَ" القوم بالألف دخلوا في وقت "الظُّهْرِ" أو "الظَّهِيرَةِ" و "الظِّهَارَةُ" بالكسر ما يظهر للعين وهي خلاف البطانة، و "ظَاهَرَ" من امرأته "ظِهَارًا" مثل قَاتَل قِتَالا و "تَظَهَّرَ" إذا قال لها أنت عليّ كظهر أمي قيل إنما خصّ ذلك بذكر الظهر؛ لأن الظهر من الدابة موضع الركوب والمرأة مركوبة وقت الغشيان فركوب الأم مستعار من ركوب الدابة ثم شبه ركوب الزوجة بركوب الأم الذي هو ممتنع وهو استعارة لطيفة فكأنه قال: ركوبك للنكاح حرام عليّ، وكان "الظِّهَارُ" طلاقا في الجاهلية فنهوا عن الطلاق بلفظ الجاهلية وأوجب عليهم الكفارة تغليظا في النهى، واتخذت كلامه "ظِهْرِيًّا" بالكسر أي نسيا منسيا، و "اسْتَظْهَرْتُ" به استعنت، و "اسْتَظْهَرْتُ" في طلب الشيء تحريت وأخذت بالاحتياط قال الغزالي: ويستحب "الاِسْتِظْهَارُ" بغسلة ثانية وثالثة قال الرافعي: يجوز أن يقرأ بالطاء والظاء فالاستطهار طلب الطهارة، و "الاِسْتِظْهَارُ" الاحتياط وما قاله الرافعي في الظاء المعجمة صحيح؛ لأنه استعانة بالغسل على يقين الطهارة وما قاله في الطاء المهملة لم أجده. 

فيأ (العباب الزاخر) [1]


الفَيْءُ: الخَراجُ والغَنيمَة. والفَيءُ: ما بَعدَ الزَّوال من الظِّلِّ، قال حُمَيدُ بن ثَورٍ -رضي الله عنه- يَصِفُ سَرحَةً وكَنّى بها امرأةٍ:
فلا الظِّلَّ من بَردِ الضُّحى تَستَطيعُهُ      ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشيِّ تَـذُوقُ

وإنما سُمِّيَ الظِّلُّ فَيئاً: لِرُجوعِه من جانبٍ إلى جانبٍ، وقال ابن السكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْهُ الشمسُ، والفَيءُ: ما نَسَخَ الشمسَ.
وحَكى أبو عبيدةَ عن رؤبَةَ أنَّه قال: كُلُّ ما كانَت عليه الشمس فَزالَت عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكنْ عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، والجَميعُ أفياءٌ وفُيوءٌ. ابنُ الأعرابي عن المُفَضَّل: يُقال للقِطعَةِ من الطَّيرِ: فَيْءٌ وعَرَقَةٌ وصَفٌّ. ويُقال: يا فَيءَ مالي، وهي كَلِمَةُ أسَفٍ مثلُ يا هَيْءَ مالي . . . أكمل المادة ويا شَيءَ مالي، وقيل: هو من الكلام الذي ذَهَبَ مَن كان يُحسِنُه، أنشَدَ الكسائيُّ لنوَيفِع بن لَقيطٍ الأسَديّ:
حتّى يَعودَ من البـلـى وكـأنَّـهُ      في الكَفِّ أفوَقُ ناصِلٌ مَعصوبُ


والوجهُ: أنَّه "جعل" فيءَ وهَيْءَ وشَيْءَ في موضع فِعْلِ الأمر فَبَناها، ولم يُمكنْ أنْ تُبْنى على السكون لِسُكونِ ما قبلَها فَحَرَّكها بالفَتح لالتقاء الساكنين كما فَعَلوا ذلك في أينَ وكَيفَ، والفِعلُ الذي هذه الأسماءُ في موضِعِه: تَنَبَّهْ وتَبَيَّنْ واستيقِظْ وما أشبَهَ ذلك، و "يا" تَدخُلُ في فِعل الأمر لأنها للتَّنبيه؛ فَيُنَبَّهُ كما يُنَبَّهُ بها المَدْعوُّ؛ كما قال ذو الرمَّة:
ألا يا اسلَمي يا دارَ مَيٍّ عل البِلى      ولا زالَ مُنهَلاًّ بجَرْعائكِ القَطرُ

والفَيْئةُ: الحِدَأةُ التي تصطادُ الفراريج من الدِّيار، والجمع فَيئاتٌ. وفاءَ يَفِيءُ فَيئاً وفُيُوءً: أي رجعَ.
وفلان سريع الفيءِ من غَضبِه.
وانَّه لَحسنُ الفِيئةِ -بالكسر مثال الفِيعَة-: أي حسن الرُّجوع. والفِئَةُ: الطائفة، والهاء عوضٌ من الياء التي نُقِصَتمن وسطها، وأصلها فيءٌ مثال فِيعٍ؛ لأنَّها من فاءَ، ويجمع على فِئين وفِئاتٍ مثال شِياتٍ ولِدات وهِبات. والمَفيَأَةُ والمَفيُؤَةُ: المقْنُؤَةُ. وأفَأتُه: رجعته.
وأفاء االله على المسلمين مال الكُفار.
وفي حديث بعض السَّلف: لا يُليّن مُفَاء على مُفِيْيءٍ قال القُتَبيُّ: المُفاء: الذي افتُتحت كُورته فصارت فَيْئا كأنه قال: لا يُليِّن أحد من أهل السواد على الصحابة الذين افتتحوا السواد عَنورة فصار السواد لهم فَيْئاً، هذا وما أشبَهَه.
ويقال: اسْتفأتُ هذا المال: أي أخذته فَيئا، ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أمه خرج إلى ناحية السوق فتعلَّقت امرأة بثيابه وقالت يا أمير المؤمنين؛ فقال: ما شأنك؟ قالت: إني مُوِتِمة تُوي زوجي وتركهم ما لهم من زرع ولا ضرع وما يَسْتَنْضجُ أكبرهم الكُراع وأخاف أن تأكلهم الضَّبع وأنا بنت خُفاف بن أيماء الغفاريّ، فانصرف معها فعَمد إلى بعير ظهير فأمر به فرُحِل ودعا بِغرارَتين فَكلأهُما طعاما وودَكاً ووضع فيها صُرة نفقة ثم قال لها: قودي، فقال رجل: أكثَرْت لها يا أمير المؤمنين؛ فقال عمر: ثَكِلَتْك أمك! إني أرى أبا هذه ما كان يُحاصر الحصن من الحصون حتى افتتحه وأصبحنا نسْتَفيء سُهمانه من ذلك الحصن. ويقال: فَيَّأَت الشجرة تَفْيئَةُ، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها.
وتَفَيّضأتِ الظلال: تقلَّبت. والتَّفيْئةُ: الأثر، يقال: جاء على تَفِيْئَةِ ذلك: أي على أثره.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه دخل عليه عمر -رضي الله عنه- فكلَّمه ثم دخل أبو بكر -رضي الله عنه- على تَفِيئَةِ ذلك، وتاؤها لا تخلو من أن تكون مزيدة؛ أو أصلية فلا تكون مزيدة، والبنية كما هي من غير قلب؛ لأن الكلمة مُعَلَّة؛ مع أن المثال من أمثلة الفِعْل، والزيادة من زوائده، والإعلال في مثلها مُمتنع، ألا ترى أنك لو بنيت مثال تَضْرب أو تُكرم اسمين من البيع لقُلْتَ: تَبْيعُ وتُبْيِعُ من غير إعلال، إلاّ أن تَبْني مثال تِحْلِئٍ، فلو كانت التَّفِيْئة تَفْعِلَةَ من الفَيءِ لخرجت على وزن تَعْبِئة، فهي -إذن- لولا القلب فَعِيْلَةُ لأجل الإعلام، كما أن يأجَجَ فَعْلَل لِترك الإدغام، ولكن القلب على التَّئِفَّةِ هو القاضي بزيادة التاء، وبيان القلب: أن العين واللام أعني الفاءين قُدِّمتا على الفاء أعني الهمزة ثم أُبْدلت الثانية من الفاءين ياء؛ كقولهم: تَظَنَّيْتُ.

جذر (لسان العرب) [1]


جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً: قطعه واستأْصله.
وجَذْرُ كل شيء: أَصلُه.
والجَذْرُ: أَصل اللسان وأَصلُ الذَّكَرِ وأَصل كل شيء.
وقال شمر: إِنه لَشَدِيدُ جَِذْرِ اللسان وشديد جَذْرِ الذكَر أَي أَصله؛ قال الفرزدق: رَأَتْ كَمَراً مثل الجَلامِيد أَفْتَحَتْ أَحالِيلَها، حتى اسْمَأَدَّتْ جُذورُها وفي حديث حذيفة بن اليمان: نزلت الأَمانَةُ في جَذْر قلوب الرجال أَي في أَصلها؛ الجَذْرُ: الأَصلُ من كل شيء؛ وقال زهير يصف بقرة وحشية: وسامِعتَيْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما، إِلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ يعني قرنها.
وأَصلُ كل شيء: جَذْرُه، بالفتح؛ عن الأَصمعي، وجِذره، بالكسر؛ عن أَبي عمرو. أَبو عمرو: الجذر، بالكسر، والأَصمعي بالفتح.
وقال ابن جَبَلَةَ: سأَلت ابن الأَعرابي عنه فقال: هو جَذْرٌ، . . . أكمل المادة قال: ولا أَقول جِذْرٌ، قال: والجَذْر أَصل حِسابٍ ونَسَبٍ.
والجَذْرُ: أَصلُ شجر ونحوه. ابن سيده: وجَذِْرُ كل شيء أَصله، وجَذْرُ العُنُقِ: مَغْرِزُها؛ عن الهجري؛ وأَنشد: تَمُجُّ ذَفَارِيهنَّ ماءً كَأَنَّهُ عَصِيمٌ، على جَذْرِ السَّوالِفِ، مُغْفُرُ والجمع جُذُورٌ.
والحسابُ الذي يقال له عَشَرَةٌ في عَشَرَة وكذا في كذا تقول: ما جَذْرُه أَي ما يبلغ تمامه؟ فتقول: عَشَرَةٌ في عشرة مائةٌ، وخمسة في خمسة خمسةٌ وعشرون، أَي فَجَذْرُ مائة عَشَرَةٌ وجَذْرُ خمسةٍ وعشرين خمسةٌ.
وعشرةٌ في حساب الضَّرْبِ: جَذْرُ مائة ابنُ جَنَبَةَ. الجَذْرُ جَذْرُ الكلام وهو أَن يكون الرجل محكماً لا يستعين بأَحد ولا يردّ عليه أَحد ولا يعاب فيقال: قاتَلَهُ اللهُ كيف يَجْذِرُ في المجادلة؟ وفي حديث الزبير: احْبِس الماءَ حتى يبلغ الجَذْرَ؛ يريد مَبْلَغَ تمامِ الشُّرْبِ من جَذْرِ الحساب وهو، بالفتح والكسر، أَصل كل شيء؛ وقيل: أَراد أَصل الحائط، والمحفوظ بالدال المهملة، وقد تقدّم.
وفي حديث عائشة: سأَلتُهُ عن الجَذْرِ، قال: هو الشَّاذَرْوانُ الفارِغُ من البناء حولَ الكعبة.
والمُجَذَّرُ: القصير الغليظُ الشَّثْنُ الأَطرافِ، وزاد التهذيب: من الرجال؛ قال: إِنَّ الخِلافةَ لم تَزَلْ مَجْعُولَةً أَبداً على جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ وأَنشد أَبو عمرو: البُحْتُر المُجَذَّر الزَّوَّال يريد في مشيته، والأُنثى بالهاء، والجَيْذَرُ مثله؛ قال ابن بري: هذا العجز أَنشده الجوهري وزعم أَن أَبا عمرو أَنشده، قال: والبيت كله مغير والذي أَنشده أَبو عمرو لأَبي السَّوداءِ العِجْلِيِّ وهو: البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ، البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ، فأَرَّها بقاسِحٍ بَكَّاكِ، فَأَوْزَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ، عِنْدَ الخِلاطِ، أَيَّما إِيزاكِ وبَرَكَتْ لِشَبِقٍ بَرَّاكِ، مِنها على الكَعْثَبِ والمَناكِ، فَداكَها بِمُنْعِظٍ دَوَّاكِ، يَدْلُكُها، في ذلك العِراكِ، بالقَنْفَرِيشِ أَيَّما تَدْلاكِ الحياك: الذي يحيك في مشيته فيقاربها.
والبهتر: القصير.
والمجدّر: الغليظ، وكذلك الجادر.
والدمكمك: الشديد.
وأَرّها: نكحها.
والقاسح: الصلب.
والبكاك: من البَكِّ، وهو الزَّحْمُ.
وداكها: من الدِّوْك، وهو السَّحْقُ. يقال: دُكْتُ الطِّيبَ بالفِهْرِ على المَدَاكِ.
والقنفريش: الأَير الغليظ، ويقال: القنفرش أَيضاً، بغير ياء؛ قال الراجز: قد قَرَنُوني بِعَجُوزٍ جَحْمَرِشْ، تُحِبُّ أَنْ يُغْمَزَ فيها القَنْفَرِشْ وناقة مُجَذَّرَةٌ: قصيرة شديدة. أَبو زيد: جَذَرْتُ الشيء جَذْراً وأَجْذَرْتُه استأْصلته. الأَصمعي: جذرت الشيء أَجْذُرُه قطعته.
وقال أَبو أُسَيْدٍ: الجَذْرُ الانقطاع أَيضاً من الحَبْلِ والصاحب والرُّفْقَة من كل شيء؛ وأَنشد: يا طِيبَ حالٍ قضاه الله دُونَكُمُ، واسْتَحْصَدَ الحَبْلُ منك اليومَ فانَجذَرا أَي انقطع.
والجُؤْذُرُ والجُوذَرُ: ولد البقرة، وفي الصحاح: البقرة الوحشية، والجمع جآذِرُ.
وبقرة مُجْذِرٌ: ذات جُؤْذَر؛ قال ابن سيده: ولذلك حكمنا بزيادة همزة جُؤْذُر ولأَنها قد تزاد ثانية كثيراً.
وحكى ابن جني جُؤْذُراً وجُؤْذَراً في هذا المعنى، وكَسَّرَه على جَواذِرَ. قال: فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ.
ويكون جُوذُرٌ وجُوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفيفاً بدلياً أَو لغة فيه.
وحكى ابن جني أَن جَوْذَراً على مثال كَوْثَرٍ لغة في جُوذَرٍ، وهذا مما يشهد له أَيضاً بالزيادة لأَن الواو ثانِيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة.
والجَيْذَرُ: لغة في الجَوْذَرِ. قال ابن سيده: وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عربيان، والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان.

فيأ (لسان العرب) [2]


الفَيْءُ: ما كان شمساً فَنَسَخَه الظِّلُّ، والجمع: أَفْياءٌ وفُيُوءٌ. قال الشاعر: لَعَمْرِي، لأَنْتَ البَيتُ أَكْرَمُ أَهْلِهِ، * وأَقْعَدُ في أَفْيائِه بالأَصائِل وفاءَ الفَيْءُ فَيْئاً: تَحَوَّلَ.
وتَفَيَّأَ فيه: تَظَلَّلَ.
وفي الصحاح: الفَيْءُ ما بعد الزَّوالِ مِن الظلِّ. قال حُمَيْد بن ثَوْر يَصِف سَرْحةً وكنى بها عن امرأَة: فَلا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، * وَلا الفَيْءُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ وإِنما سمي الظلُّ فيئاً لرُجُوعه مِن جانِب إِلى جانِب. قال ابن السِّكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْه الشمسُ، والفَيْءُ: ما نَسَخَ الشمسَ.
وحكى أَبو عُبيدةَ عن رُؤْبَة، قال: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فَزالَتْ عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم . . . أكمل المادة تكن عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ.
وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ أَي تَقَلَّبَتْ.
وفي التنزيل العزيز: تَتَفَيَّأُ ظِلالُه عن اليَمينِ والشَّمائل.
والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَيْءِ، وهو الظِّلُّ بالعَشِيِّ.
وتَفَيُّؤُ الظِّلالِ: رجُوعُها بعدَ انتصاف النهار وابْتعاثِ الأَشياءِ ظِلالَها.
والتَّفَيُّؤُ لا يكون إِلا بالعَشِيِّ، والظِّلُّ بالغَداةِ، وهو ما لَمْ تَنَلْه الشمس، والفَيْءُ بالعَشِيِّ ما انصَرَفَتْ عنه الشمسُ، وقد بَيَّنه حُمَيد بن ثَور في وصف السَّرْحة، كما أَنشدناه آنِفاً.
وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ وفَيَّأَتْ وفاءَتْ تَفْيِئةً: كثرَ فَيْؤُها.
وتَفَيَّأْتُ أَنا في فَيْئِها.
والمَفْيُؤَةُ: موضع الفَيْءِ، وهي المَفْيُوءة، جاءَت على الأَصل.
وحكى الفارسي عن ثعلب: المَفِيئةَ فيها. الأَزهري، الليث: المَفْيُؤَةُ هي المَقْنُؤَةُ من الفَيْءِ.
وقال غيره يقال: مَقْنَأَةٌ ومَقْنُؤَةٌ للمكان الذي لا تطلع عليه الشمس. قال: ولم أَسمع مَفْيُؤَة بالفاءِ لغير الليث. قال: وهي تشبه الصواب، وسنذكره في قَنَأَ أَيضاً.
والمَفْيُوءة: هو المَعْتُوه لزمه هذا الاسم من طول لُزومِه الظِّلَّ.
وفَيَّأَتِ المرأَةُ شَعَرَها: حرَّكَته من الخُيَلاءِ.
والرِّيح تُفَيِّئُ الزرع والشجر: تحرِّكهما.
وفي الحديث: مَثَل المؤْمن كخامة الزرع تُفَيِّئها الرِّيحُ مرةً هُنا ومرة هنا.
وفي رواية: كالخامةِ من الزرعِ من حيث أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُها أَي تُحَرِّكُها وتُمِيلُها يميناً وشِمالاً.
ومنه الحديث: إِذا رأَيتم الفَيْءَ على رؤُوسهنَّ، يعني النساءَ، مِثْل أَسْنِمة البُخْتِ فأَعْلِمُوهنَّ أَن اللّه لا يَقْبَلُ لهن صلاةً. شَبَّه رؤُوسهنَّ بأَسْنِمة البُخْت لكثرة ما وَصَلْنَ به شُعورَهنَّ حتى صار عليها من ذلك ما يُفَيِّئُها أَي يُحَرِّكها خُيلاءً وعُجْباً، قال نافع بن لَقِيط الفَقْعَسِيّ: فَلَئِنْ بَلِيتُ فقد عَمِرْتُ كأَنَّني * غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ وفاءَ: رَجَع.
وفاءَ إِلى الأَمْرِ يَفِيءُ وفاءَه فَيْئاً وفُيُوءاً: رَجَع إليه.
وأَفاءَهُ غيرُه: رَجَعه.
ويقال: فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئاً إِذا رَجَعْتَ إليه النظر.
ويقال للحديدة إِذا كَلَّتْ بعد حِدَّتِها: فاءَتْ.
وفي الحديث: الفَيْءُ على ذِي الرَّحِمِ أَي العَطْفُ عليه والرُّجوعُ إليه بالبِرِّ. أَبو زيد: يقال: أَفَأْتُ فلاناً على الأَمر إِفاءة إِذا أَراد أَمْراً، فَعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ غيره.
وأَفَاءَ واسْتَفَاءَ كَفَاءَ. قال كثيرعزة: فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ، وأَصْبَحَ مُزْنُه * أَفَاءَ، وآفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ وينشد: عَقُّوا بسَهْمٍ، ولم يَشْعُرْ به أَحَدٌ، * ثمَّ اسْتَفاؤُوا، وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَي رَجَعوا عن طَلَبِ التِّرةِ إِلى قَبُولِ الدِّيةِ.
وفلانٌ سَريعُ الفَيْءِ مِن غَضَبِه.
وفاءَ من غَضَبِه: رَجَعَ، وإِنه لَسَرِيعُ الفَيْءِ والفَيْئةِ والفِيئةِ أَي الرُّجوع، الأَخيرتان عن اللِّحيانِي، وإِنه لَحَسَنُ الفِيئَةِ، بالكسر مثل الفِيقَةِ، أَي حَسَنُ الرُّجوع.
وفي حديث عائشةَ رضي اللّه عنها قالت عن زينب: كلُّ خِلالِها مَحْمُودةٌ ما عدا سَوْرةً من حَدٍّ تُسْرِعُ منها الفِيئةَ الفِيئةُ، بوزن الفِيعةِ، الحالةُ من الرُّجوعِ عن الشيءِ الذي يكون قد لابَسه الانسانُ وباشَرَه.
وفاءَ المُولِي من امرأَتِه: كَفَّرَ يَمينَه ورَجَعَ اليها. قال اللّه تعالى: فإِنْ فاؤُوا فإِنَّ اللّه غفورٌ رحيمٌ. قال: الفَيْءُ في كتاب اللّه تعالى على ثلاثة مَعانٍ مَرْجِعُها إِلى أَصل واحد وهو الرجوع. قال اللّه تعالى في المُولِين مِن نسائهم: فإِنْ فاؤُوا فإِنَّ اللّهَ غفور رحيم.
وذلك أَنَّ المُولي حَلَفَ أَنْ لا يَطَأَ امرأَتَه، فجعَل اللّهُ مدةَ أَربعةِ أشْهُر بعدَ إِيلائهِ، فإِن جامَعها في الأَربعة أَشهر فقد فاءَ، أَي رَجَعَ عما حَلَفَ عليهِ من أَنْ لا يُجامِعُها، إِلى جِماعِها، وعليه لحِنْثِه كَفَّارةُ يَمينٍ، وإن لم يُجامِعْها حتى تَنْقَضِيَ أَربعةُ أَشهر مِنْ يوم آلَى، فإِن ابن عباس وجماعة من الصحابة رضي اللّه عنهم أَوقعوا عليها تطليقة، وجعلوا عن الطلاق انْقِضاءَ الأَشهر، وخَالفَهم الجماعة الكثيرة من أَصْحابِ رَسُول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وغيرهم من أَهل العلم، وقالوا: إِذا انْقَضَتْ أَربعةُ أَشهر ولم يُجامِعْها وُقِفَ المُولي، فَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ أَي يَجامِعُ ويُكفِّرَ، وإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، فهذا هو الفَيءُ من الإِيلاءِ، وهو الرُّجوعُ إِلى ما حَلفَ أَنْ لا يَفْعَلَه. قال عبداللّه بن المكرم: وهذا هو نص التنزيل العزيز: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهم تَرَبُّصُ أَرْبَعةِ أَشْهُرٍ، فإِنْ فاؤوا، فإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ، وَإِنْ عَزَمُوا الطّلاقَ، فإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عليمٌ.
وتَفَيَّأَتِ المرأَةُ لزوجها: تَثَنَّتْ عليه وتَكَسَّرَتْ له تَدَلُّلاً وأَلْقَتْ نَفْسَها عليه؛ من الفَيْءِ وهو الرُّجوع، وقد ذكر ذلك في القاف. قال الأَزهري: وهو تصحيف والصواب تَفَيَّأَتْ، بالفاء.
ومنه قول الراجز: تَفَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ لِعابِسٍ، جافِي الدَّلال، مُقْشَعِرّ والفَيْءُ: الغَنِيمةُ، والخَراجُ. تقول منه: أَفاءَ اللّهُ على المُسْلِمينَ مالَ الكُفَّارِ يُفِيءُ إِفاءة.
وقد تكرَّر في الحديث ذكر الفَيْءِ على اخْتِلاف تَصرُّفِه، وهو ما حَصل لِلمُسلِمينَ من أَموالِ الكُفَّار من غير حَرْبٍ ولا جِهادٍ.
وأَصْلُ الفَيْءِ: الرُّجوعُ، كأَنه كانَ في الأَصْل لهم فَرَجَعَ اليهم، ومنه قِيل للظِّلِّ الذي يكون بعدَ الزَّوالِ فَيْءٌ لأَنه يَرْجِعُ من جانِب الغَرْب إِلى جانب الشَّرْق.
وفي الحديث: جاءَتِ امرأَةٌ مِن الأَنصار بابْنَتيْنِ لها، فقالت: يا رسولَ اللّه !هاتانِ ابْنَتَا فُلانٍ قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وقد اسْتَفاءَ عَمُّهما مالَهما ومِراثَهما، أَي اسْتَرْجَعَ حَقَّهُما مِن المِراث وجَعَلَه فَيْئاً له، وهو اسْتَفْعَلَ مِن الفَيْءِ.
ومنه حديث عُمر رضي اللّه عنه: فلَقَدْ رَأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانَهُما أَي نأْخُذُها لأَنْفُسِنا ونَقْتَسِمُ بها.
وقد فِئْتُ فَيْئاً واسْتَفَأْتُ هذا المالَ: أَخَذْتُه فَيْئاً.
وأَفاءَ اللّهُ عليه يُفيءُ إِفاءة. قال اللّه تعالى: ما أَفاءَ اللّهُ على رَسُولِهِ مِن أَهْلِ القُرَى. التهذيب: الفَيْءُ ما رَدَّ اللّهُ تعالى علَى أَهْلِ دِينِهِ من أَمْوالِ مَنْ خالَفَ دِينَه، بلا قِتالٍ. إِمَّا بأَنْ يُجْلَوا عَن أَوْطانِهِم ويُخَلُّوها للمسلمين، أَو يُصالِحُوا على جِزْيةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤوسِهم، أَو مالٍ غَيْرِ الجِزْيةِ يَفْتَدُونَ به مِن سَفْكِ دِمائهم، فهذا المالُ هو الفَيْءُ. في كتاب اللّه قال اللّه تعالى: فَما أَوْجَفْتُم عليه من خَيْلٍ ولا رِكابٍ. أَي لم تُوجِفُوا عليه خَيْلاَ ولا رِكاباً، نزلت في أَموال بَنِي النضير حِينَ نَقَضُوا العَهْدَ وجُلُوا عن أَوْطانِهم إِلى الشام، فَقَسَمَ رسولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه وسلم أَموالَهم مِن النَّخِيل وغَيْرِها في الوُجُوه التي أَراهُ اللّهُ أَن يَقْسِمَها فيها.
وقِسمةُ الفَيءِ غيرُ قسمةِ الغَنِيمة التي أَوْجَفَ اللّهُ عليها بالخَيْلِ والرِّكاب.
وأَصلُ الفَيْءِ: الرُّجُوعُ، سُمِّيَ هذا المالُ فَيْئاً لأَنه رَجَعَ إِلى المسلمين من أَمْوالِ الكُفّار عَفْواً بلا قِتالٍ.
وكذلك قوله تعالى في قِتالِ أَهلِ البَغْيِ: حتى تَفِيءَ إِلى أَمرِ اللّه، أَي تَرجِعَ إِلى الطاعةِ.
وأَفَأْتُ على القوم فَيْئاً إِذا أَخَذْتَ لهم سَلَب قَوْمٍ آخَرِينَ فجئْتَهم به.
وأَفَأْتُ عليهم فَيْئاً إِذا أَخذتَ لهم فَيْئاً أُخِذَ منهم.
ويقال لنَوَى التمر إِذا كان صُلْباً: ذُو فَيْئَةٍ، وذلك أَنه تُعْلَفُه الدّوابُّ فَتَأْكُلُه ثم يَخرُج من بطونها كما كان نَدِيًّا.
وقال عَلْقمةُ بن عَبدَةَ يصف فرساً: سُلاءةً كَعصا النَّهْدِيِّ، غُلَّ لها * ذُو فَيْئةٍ مِن نَوَى قُرَّانَ، مَعْجُومُ قال: ويفسَّر قوله غُلَّ لَها ذو فَيْئةٍ تَفْسِيرين، أَحدهما: أَنه أُدْخِلَ جَوْفَها نوًى مِنْ نَوى نَخِيل قُرَّانَ حتى اشتدّ لحمها، والثاني: أَنه خُلِق لها في بطن حَوافِرها نُسورٌ صِلابٌ كأَنها نوى قُرَّان.
وفي الحديث: لا يَلِيَنَّ مُفاءٌ على مُفِيءٍ. المُفاءُ الذي افْتُتِحَتْ بلدَتُه وكُورَتُه، فصارت فيْئاً للمسلمين. يقال: أَفَأْت كذا أَي صَيَّرته فَيْئاً، فأَنا مُفِيءٌ، وذلك مُفاءٌ. كأَنه قال: لا يَلِينَّ أَحدٌ من أَهل السَّواد على الصَّحابة والتابعين الذين افتَتَحُوه عَنْوةً.والفَيْءُ: القِطعةُ من الطَّيْرِ، ويقال للقطعة من الطَّيْرِ: فَيْءٌ وعَرِقةٌ وصَفٌّ.
والفَيْئةُ: طائر يُشبه العُقابَ فإِذا خافَ البرْد انحدَرَ إِلى اليمن.
وجاءَهُ بعد فَيْئةٍ أَي بعد حِينٍ.
والعرب تقول: يا فَيْءَ مالي، تَتَأَسَّف بذلك. قال: يا فَيْءَ مالي، مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه * مَرُّ الزَّمانِ عليه، والتَّقْلِيبُ واختار اللِّحياني: يا فَيَّ مالي، ورُوي أَيضاً يا هَيْءَ. قال أَبو عبيد: وزاد الأَحمر يا شيْءَ، وكلها بمعنى، وقيل: معناها كلها التَّعَجُّب.والفِئةُ: الطائفةُ، والهاء عوض من الياء التي نقصت من وسطه، أَصله فِيءٌ مثال فِيعٍ، لأَنه من فاءَ، ويجمع على فِئون وفِئاتٍ مثل شِياتٍ ولِداتٍ ومِئاتٍ. قال الشيخ أَبو محمد بن بري: هذا الذي قاله الجوهري سهو، وأَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عين لا لام، والمحذوف هو لامها، وهو الواو.
وقال: وهي من فَأَوْتُ أَي فَرَّقْت، لأَن الفِئة كَالفرقةِ.
وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دخل على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فكلَّمه، ثم دخل أَبو بكر على تَفِيئةِ ذلك أَي على أَثَرِه. قال: ومثله على تَئِيفةِ ذلك، بتقديم الياءِ على الفاءِ، وقد تشدَّد، والتاءُ فيه زائدة على أَنها تَفْعِلة، وقيل هو مقلوب منه، وتاؤها إِما أَن تكون مزيدة أَو أَصلية. قال الزمخشري: ولا تكون مزيدة، والبِنْيةُ كما هي من غير قلب، فلو كانت التَّفِيئَةُ تَفْعِلةً من الفَيْءِ لخرجت على وزن تَهْنِئة، فهي إِذاً لولا القلبُ فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلال، ولامها همزة، ولكن القلب عن التَّئِيفة هو القاضي بزيادة التاءِ، فتكون تَفْعِلةً.

غبط (لسان العرب) [2]


الغِبْطةُ: حُسْنُ الحالِ.
وفي الحديث: اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً، يعني نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بك أَن نَهْبِطَ عن حالِنا. التهذيب: معنى قولهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها، وأَن لا تُهْبِطَنا من الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ، وقيل: معناه اللهم ارْتِفاعاً لا اتِّضاعاً، وزيادةً من فضلك لا حَوْراً ونقْصاً، وقيل: معناه: أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ عليها وجَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ والضَّعةِ، وقيل: معناه نسأَلك الغِبْطةَ، وهي النِّعْمةُ والسُّرُورُ، ونعوذُ بك من الذُّلِّ والخُضوعِ.
وفلان مُغْتَبِطٌ أَي في غِبْطةٍ، وجائز أَن تقول مُغْتَبَطٌ، بفتح الباء.
وقد اغْتَبَطَ، فهو مُغْتَبِطٌ، واغْتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ، كل ذلك جائز.
والاغْتِباطُ: شُكرُ اللّهِ على ما أَنعم وأَفضل وأَعْطى، ورجل مَغْبوطٌ.
والغِبْطةُ: . . . أكمل المادة المَسَرَّةُ، وقد أَغْبَطَ.
وغَبَطَ الرجلَ يَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً: حسَدَه، وقيل: الحسَدُ أَن تَتَمنَّى نِعْمته على أَن تتحوّل عنه، والغِبْطةُ أَن تَتَمنَّى مثل حال المَغْبوطِ من غير أَن تُريد زوالها ولا أَن تتحوّل عنه وليس بحسد، وذكر الأَزهري في ترجمة حسد قال: الغَبْطُ ضرْب من الحسَد وهو أَخفّ منه، أَلا ترى أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، لما سئل: هل يَضُرُّ الغَبْطُ؟ قال: نعم كما يضرُّ الخَبْطُ، فأَخبر أَنه ضارٌّ وليس كضَرَرِ الحسَدِ الذي يتمنى صاحبُه زَيَّ النعمةِ عن أَخيه؛ والخَبْطُ: ضرْبُ ورق الشجر حتى يَتَحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِفَ من غير أَن يضرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانها، وهذا ذكره الأَزهري عن أَبي عبيدة في ترجمة غبط، فقال: سُئل النبيُّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: هل يضرُّ الغَبْطُ؟ فقال: لا إِلاَّ كما يضرّ العِضاهَ الخَبْطُ، وفسّر الغبطَ الحسَدَ الخاصّ.
وروي عن ابن السكيت قال: غَبَطْتُ الرجل أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهيْتَ أَن يكون لك مثلُ ما لَه وأَن لا يَزول عنه ما هو فيه، والذي أَراد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَن الغَبْط لا يضرُّ ضرَر الحسَدِ وأَنَّ ما يلحق الغابِطَ من الضَّررِ الراجعِ إِلى نُقصان الثواب دون الإِحْباط، بقدر ما يلحق العِضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها، ولأَنه يعود بعد الخبط ورقُها، فهو وإِن كان فيه طرَف من الحسد فهو دونه في الإِثْم، وأَصلُ الحسدِ القَشْر، وأَصل الغَبْطِ الجَسُّ، والشجر إِذا قُشِر عنها لِحاؤها يَبِسَت وإِذا خُبِط ورقُها استخلَف دون يُبْس الأَصل.
وقال أَبو عَدْنان: سأَلت أَبا زيد الحنظلي عن تفسير قول سيدنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَيضر الغبطُ؟ قال: نعم كما يَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ، فقال: الغبْط أَن يُغْبَطَ الإِنسانُ وضَرَرُه إِيّاه أَن تُصِيبَه نفس، فقال الأَبانيُّ: ما أَحسنَ ما استَخْرجها تُصِيبه العينُ فتُغيَّر حالُه كما تُغَيَّرُ العِضاهُ إِذا تحاتّ ورقُها. قال: والاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة. قال الأَزهري: الغَبْطُ ربما جلَبَ إِصابةَ عين بالمَغْبُوطِ فقام مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ، وهي الإِصابةُ بالعين، قال: والعرب تُكنّي عن الحسد بالغَبْط.
وقال ابن الأَعرابي في قوله: أَيضر الغبط؟ قال: نعم كما يضر الخبط، قال: الغبْط الحسَدُ. قال الأَزهري: وفرَق اللّهُ بين الغَبط والحَسد بما أَنزله في كتابه لمن تدبّره واعْتَبره، فقال عزَّ من قائل: ولا تَتَمنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ به بعضَكم على بعضٍ، للرِّجالِ نَصِيب مما اكْتَسَبُوا وللنساءِ نَصِيبٌ مما اكْتَسَبْنَ، واسأَلوا اللّه من فضله؛ وفي هذه الآية بيان أَنه لا يجوز للرجل أَن يَتَمَنَّى إِذا رأَى على أَخيه المسلم نِعمة أَنعم اللّه بها عليه أَن تُزْوَى عنه ويُؤْتاها، وجائز له أَن يتمنى مثلها بلا تَمَنّ لزَيِّها عنه، فالغَبْط أَن يَرى المَغْبُوطَ في حال حسَنة فيتمنى لنفسه مثلَ تلك الحالِ الحسنة من غير أَن يتمنى زوالها عنه، وإِذا سأَل اللّهَ مثلها فقد انتهى إِلى ما أَمَرَه به ورَضِيَه له، وأَما الحسَدُ فهو أَن يشتهِيَ أَن يكون له مالُ المحسود وأَن يزول عنه ما هو فيه، فهو يَبْغِيه الغَوائلَ على ما أُوتِيَ من حُسْنِ الحال ويجتهد في إزالتها عنه بَغْياً وظُلماً، وكذلك قوله تعالى: أَم يَحْسُدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله؛ وقد قدّمنا تفسير الحسد مُشعبَاً.
وفي الحديث: على مَنابِرَ من نور يَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع؛ ومنه الحديث أَيضاً: يأْتي على الناسِ زمان يُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كما يُغْبَطُ اليوم أَبو العَشرة، يعني كان الأَئمة في صدْر الإِسلام يَرْزُقون عِيال المسلمين وذَرارِيَّهم من بيتِ المال، فكان أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بكثرة ما يصل إِليهم من أَرزاقهم، ثم يَجيء بعدَهم أَئمة يَقْطَعون ذلك عنهم فَيُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ، ويُرْثَى لصاحبِ العِيال.
وفي حديث الصلاة: أَنه جاء وهم يُصلُّون في جماعة فجعل يُغَبِّطُهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي بالتشديد، أَي يَحْمِلُهم على الغَبْطِ ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبَطُ عليه، وإِن روي بالتخفيف فيكون قد غَبَطَهم لتقدُّمِهم وسَبْقِهم إِلى الصلاة؛ ابن سيده: تقول منه غَبَطْتُه بما نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً فاغْتَبَطَ، هو كقولك مَنَعْتُه فامْتنَع وحبستُه فاحتبس؛ قال حُرَيْثُ بن جَبلةَ العُذْريّ، وقيل هو لعُشِّ بن لَبِيدٍ العذري: وبَيْنَما المَرءُ في الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ، إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَي هو مُغْتَبِطٌ؛ قال الجوهري: هكذا أَنْشَدَنِيه أَبو سعِيد، بكسر الباء، أَي مَغْبُوطٌ.
ورجل غَابطٌ من قومٍ غُبَّطٍ؛ قال: والنَّاس بين شامِتٍ وغُبَّطِ وغَبَطَ الشاةَ والناقةَ يَغْبِطُهما غَبْطاً: جَسَّهُما لينظر سِمَنَهما من هُزالِهِما؛ قال رجل من بني عمرو ابن عامر يهْجُو قوماً من سُلَيْم:إِذا تَحَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِفَها، لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقِه الكُتب (* قوله «في أعناقه» أَنشده شارح القاموس في مادة غلق أَعناقها.) إِني وأَتْيِي ابنَ غَلاَّقٍ ليَقْرِيَني كالغابطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ وناقة غَبُوطٌ: لا يُعْرَف طِرْقُها حتى تُغْبطَ أَي تُجَسّ باليد.
وغَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَليته لتَنْظرَ أَبه طِرْقٌ أَم لا.
وفي حديث أَبي وائلٍ: فغَبَطَ منها شاةً فإِذا هي لا تُنْقِي أَي جَسّها بيده. يقال: غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ منها المَوضع الذي يُعْرَف به سِمَنُها من هُزالها. قال ابن الأَثير: وبعضهم يرويه بالعين المهملة، فإِن كان محفوظاً فإِنه أَراد به الذبح، يقال: اعْتَبَطَ الإِبلَ والغنم إِذا ذبحها لغير داء.
وأَغْبَطَ النباتُ: غَطّى الأَرض وكثفَ وتَدانَى حتى كأَنه من حَبَّة واحدة؛ وأَرض مُغْبَطةٌ إِذا كانت كذلك. رواه أَبو حنيفة: والغَبْطُ والغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ من الزَّرْع، والجمع غُبُطٌ. الطائِفيّ: الغُبُوطُ القَبضاتُ التي إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة، الواحد غَبْط وغِبْط. قال أَبو حنيفة: الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ من الزَّرْع، واحدها غبط على الغالب.
والغَبِيطُ: الرَّحْلُ، وهو للنساء يُشَدُّ عليه الهوْدَج؛ والجمع غُبُطٌ؛ وأَنشد ابن برّيّ لوَعْلةَ الجَرْمِيّ: وهَلْ تَرَكْت نِساء الحَيّ ضاحِيةً، في ساحةِ الدَّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟ وأَغْبَطَ الرَّحْلَ على ظهر البعير إِغْباطاً، وفي التهذيب: على ظهر الدابةِ: أَدامه ولم يحُطَّه عنه؛ قال حميد الأَرقط ونسبه ابن بري لأَبي النجمِ: وانْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ إَغْباطُنا المَيْسَ على أَصْلابِه جَعَل كل جُزْء منه صُلْباً.
وأَغْبَطَتْ عليه الحُمّى. دامتْ.
وفي حديث مرضِه الذي قُبِضَ فيه، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه أَغْبَطَتْ عليه الحُمّى أَي لَزِمَتْه، وهو من وضْع الغَبِيط على الجمل. قال الأَصْمعيّ: إِذا لم تفارق الحُمّى المَحْمومَ أَياماً قيل: أَغْبَطَتْ عليه وأَرْدَمَتْ وأَغْمَطَتْ، بالميم أَيضاً. قال الأَزهري: والإِغْباطُ يكون لازماً وواقعاً كما ترى.
ويقال: أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه؛ وأَنشد ابن السكيت: حتّى تَرَى البَجْباجةَ الضَّيّاطا يَمْسَحُ، لَمَّا حالَفَ الإِغْباطَا، بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه المُخاطا قال ابن شميل: سير مُغْبِطٌ ومُغْمِطٌ أَي دائم لا يَسْتَريحُ، وقد أَغْبَطُوا على رُكْبانِهم في السيْرِ، وهو أَن لا يَضَعُوا الرّحالَ عنها ليلاً ولا نهاراً. أَبو خَيْرةَ: أَغْبَطَ علينا المطَرُ وهو ثبوته لا يُقْلعُ بعضُه على أَثر بعض.
وأَغْبَطَتْ علينا السماء: دام مَطَرُها واتَّصَلَ.
وسَماء غَبَطَى: دائمةُ المطر.
والغَبيطُ: المَرْكَبُ الذي هو مثل أُكُفِ البَخاتِيّ، قال الأَزهري: ويُقَبَّبُ بِشِجارٍ ويكون للحَرائِر، وقيل: هو قَتَبةٌ تُصْنَعُ على غير صَنْعةِ هذه الأقْتاب، وقيل: هو رَحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة، والجمع غُبُطٌ؛ وقولُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيّ: يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا يعني به خشَب الرِّحالِ، وشبّه القِسِيّ الفارِسيّةَ بها. الليث: فرس مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كان مرتفع المِنْسَجِ، شبّه بصنعة الغبيط وهو رحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة؛ قال الشاعر: مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ: كأَنّها غُبُطٌ في زَمْخَرٍ؛ الغُبُطُ: جمع غَبيطٍ وهو الموضع الذي يُوطَأُ للمرأَة على البعير كالهَوْدَج يعمل من خشب وغيره، وأَراد به ههنا أَحَدَ أَخشابه (* قوله «أحد أَخشابه» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في النهاية: آخر أخشابه.)، شبه به القوس في انْحِنائها.
والغَبِيطُ: أَرْض مُطْمَئنة، وقيل: الغَبِيطُ أَرض واسعةٌ مستوية يرتفع طَرفاها.
والغَبِيطُ: مَسِيلٌ من الماء يَشُقُّ في القُفّ كالوادي في السَّعةِ، وما بين الغَبيطَيْنِ يكون الرَّوْضُ والعُشْبُ، والجمع كالجمع؛ وقوله: خَوَّى قَليلاً غَير ما اغْتِباطِ قال ابن سيده: عندي أَنَّ معناه لم يَرْكَن إِلى غَبيطٍ من الأَرض واسعٍ إِنما خوَّى على مكانٍ ذي عُدَواء غيرِ مطمئن، ولم يفسره ثعلب ولا غيره.
والمُغْبَطة: الأَرض التي خرجت أُصولُ بقْلِها مُتدانِيةً.
والغَبِيطُ: موضع؛ قال أَوس بن حجر: فمالَ بِنا الغَبِيطُ بِجانِبَيْه علَى أَرَكٍ، ومالَ بِنا أُفاقُ والغَبِيطُ: اسم وادٍ، ومنه صحراء الغَبِيطِ.
وغَبِيطُ المَدَرةِ: موضع.
ويَوْمُ غَبِيطِ المدرة: يومٌ كانت فيه وقْعة لشَيْبانَ وتَميمٍ غُلِبَتْ فيه شَيْبانُ؛ قال: فإِنْ تَكُ في يَوْمِ العُظالَى مَلامةٌ، فَيَوْمُ الغَبِيطِ كان أَخْزَى وأَلْوَما

خلع (لسان العرب) [2]


خَلَعَ الشيءَ يَخْلَعُه خَلْعاً واختَلَعه: كنَزَعه إِلا أَنَّ في الخَلْعِ مُهْلة، وسَوَّى بعضهم بين الخَلْع والنَّزْعِ.
وخلَعَ النعلَ والثوبَ والرِّداءَ يَخْلَعُه خَلْعاً: جَرَّده.
والخِلْعةُ من الثياب: ما خَلَعْتَه فَطَرَحْتَه على آخر أَو لم تَطْرَحْه.
وكلُّ ثوب تَخْلَعُه عنك خِلْعةٌ؛ وخَلَع عليه خِلْعةً.
وفي حديث كعب: إِنَّ من تَوْبَتي أَن أَنْخَلِعَ من مالي صَدَقةً أَي أَخرُجَ منه جميعه وأَتَصَدَّقَ به وأُعَرَّى منه كما يُعَرَّى الإِنسانُ إِذا خلعَ ثوبه.
وخلَع قائدَه خَلْعاً: أَذالَه.
وخلَع الرِّبقةَ عن عُنُقه: نقَض عَهْدَه.
وتَخالَع القومُ: نقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بينهم.
وفي الحديث: من خَلَعَ يداً من طاعة لَقِيَ اللهَ لا حُجّة له أَي من خرج من طاعةِ سُلْطانِه وعَدا عليه بالشرّ؛ قال ابن . . . أكمل المادة الأَثير: هو من خَلَعْتُ الثوب إِذا أَلْقَيْتَه عنك، شبَّه الطاعة واشتمالَها على الإِنسان به وخصّ اليد لأَن المُعاهَدة والمُعاقَدةَ بها.
وخلَع دابته يَخْلَعُها خَلْعاً وخَلَّعها: أَطْلَقها من قَيْدها، وكذلك خَلَع قَيْدَه؛ قال: وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيْدَ فَحْلِهم، ونحنُ خَلَعْنا قيْدَه، فهو سارِبُ وخلَع عِذاره: أَلْقاه عن نفسه فعَدا بشَرّ، وهو على المَثل بذلك.
وخلع امرأَته خُلْعاً، بالضم، وخِلاعاً فاختلَعَت وخالَعَتْه: أَزالَها عن نفسه وطلقها على بَذْل منها له، فهي خالعٌ، والاسم الخُلْعةُ، وقد تَخالعا، واخْتَلَعَت منه اخْتِلاعاً فهي مخْتلِعةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِن شفْـ ـفَر مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاعا شَفَّر مالٌ: قلَّ. قال أَبو منصور: خَلَع امرأَتَه وخالَعها إِذا افْتَدَت منه بمالها فطلَّقها وأَبانها من نفسه، وسمي ذلك الفِراق خُلْعاً لأَن الله تعالى جعل النساء لباساً للرجال، والرجالَ لباساً لهنَّ، فقال: هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لباس لهن؛ وهي ضجِيعهُ وضَجيعتهُ فإِذا افتدت المرأَة بمال تعطيه لزوجها ليُبِينَها منه فأَجابها إِلى ذلك، فقد بانت منه وخلَع كل واحد منهما لباسَ صاحبه، والاسم من كل ذلك الخُلْعُ، والمصدر الخَلْع، فهذا معنى الخُلع عند الفقهاء.
وفي الحديث: المُخْتَلِعاتُ هن المُنافِقاتُ يعني اللاَّتي يَطْلُبْنَ الخُلْع والطلاق من أَزْواجِهن بغير عُذْر؛ قال ابن الأَثير: وفائدة الخُلْع إِبْطال الرَّجْعة إِلا بعقد جديد، وفيه عند الشافعي خلاف هل هو فَسْخٌ أَو طَلاق، وقد يسمى الخُلع طلاقاً.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنَّ امرأَة نَشَزَت على زوجها فقال له عمر: اخْلَعْها أَي طَلِّقْها واتْرُكْها.
والخَوْلَعُ: المُقامِرُ المَجْدُودُ الذي يُقْمِرُأَبداً.
والمُخالِعُ: المُقامِرُ؛ قال الخراز بن عمرو يخاطِبُ امرأَته: إِنَّ الرَّزِيّةَ ما أُلاكِ، إِذا هَرَّ المُخالِعُ أَقْدُحَ اليَسَرِ (* قوله: ما أُلاك، هكذا في الأصل.) فهو المُقامِرُ لأَنه يُقْمَرُ خُلْعَته.
وقوله هَرَّ أَي كَره.
والمَخْلُوع: المَقْمُورُ مالَه؛ قال الشاعر يصف جملاً: يعُزُّ على الطَّرِيق بِمَنْكِبَيْه، كما ابْتَرَكَ الخَلِيعُ على القِداحِ يقول: يَغْلِب هذا الجَملُ الإِبلَ على لُزُوم الطريق، فشبَّه حِرْصَه على لزُوم الطريق وإِلحاحَه على السيْر بحِرْص هذا الخَلِيع على الضَّرْب بالقِداح لعله يَسْتَرْجِع بعض ما ذهب من ماله.
والخَلِيعُ: المَخْلُوعُ المَقْمُورُ مالَه.
وخلَعَه: أَزالَه.
ورجل خَلِيعٌ: مَخْلُوع عن نفسه، وقيل: هو المَخْلوع من كل شيء، والجمع خُلْعاء كما قالوا قَبيل وقُبَلاء.
وغُلام خَلِيعٌ بيِّنُ الخَلاعةِ، بالفتح: وهو الذي قد خلَعه أَهلُه، فإِن جنى لم يُطالَبُوا بجِنايته.
والخَوْلَعُ: الغلام الكثيرُ الجِناياتِ مثل الخَليع.
والخَليعُ: الرجل يَجْني الجِناياتِ يُؤْخذ بها أَولياؤُه فيتبرَّؤُون منه ومن جنايته ويقولون: إِنّا خلَعْنا فلاناً فلا نأْخذ أَحداً بجناية تُجْنى عليه، ولا نؤَاخَذ بجناياته التي يَجْنيها، وكان يسمى في الجاهلية الخَلِيعَ.
وفي حديث عثمان: أَنه كان إِذا أُتِيَ بالرجل قد تخلَّع في الشراب المُسْكِر جلده ثمانين؛ هو الذي انهمك في الشراب ولازَمه ليلاً ونهاراً كأَنه خلَع رَسَنَه وأَعطى نفْسه هَواها.
وفي حديث ابن الصَّبْغاء: وكان رجل منهم خَلِيعٌ أَي مُسْتَهْتَرٌ بالشرب واللهو، هو من الخَلِيع الشاطِر الخَبيث الذي خَلَعَتْه عشيرته وتَبرَّؤُوا منه.
ويقال: خُلِعَ من الدِّين والحياء، وقومٌ خُلَعاءُ بَيِّنُو الخَلاعةِ.
وفي الحديث: وقد كانت هذيل خلَعوا خَلِيعاً لهم في الجاهلية؛ قال ابن الأَثير: كانوا يتعاهَدون ويتعاقَدون على النُّصْرة والإِعانة وأَن يُؤْخذ كل واحد منهم بالآخر، فإِذا أَرادوا أَن يَتَبرَّؤُوا من إِنسان قد حالَفوه أَظهروا ذلك للناس وسموا ذلك الفِعْل خُلْعاً، والمُتَبَرَّأَ منه خَليعاً أَي مَخْلوعاً فلا يُؤْخَذون بجنايته ولا يُؤْخَذُ بجنايتهم، فكأَنهم خَلَعوا اليمين التي كانوا لَبِسوها معه، وسمَّوْه خُلْعاً وخَلِيعاً مَجازاً واتِّساعاً، وبه يسمى الإِمام والأَميرُ إِذا عُزِلَ خَليعاً، لأَنه قد لَبِسَ الخِلافة والإِمارة ثم خُلِعَها؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله عنه، قال له: إِن اللهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصاً وإِنك تُلاصُ على خَلْعِه؛ أَراد الخلافةَ وتَرْكَها والخُروجَ منها.
وخَلُع خَلاعةً فهو خَليعٌ: تَبَاعَدَ.
والخَلِيعُ: الشاطِرُ وهو منه، والأُنثى بالهاء.
ويقال للشاطِر: خَلِيعٌ لأَنه خلَع رَسَنَه.
والخَلِيعُ: الصَّيادُ لانفراده.
والخَليعُ: الذِّئب.
والخَلِيعُ: الغُول.
والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمار.
والخَلِيعُ: القِدْح الفائزُ أَوّلاً، وقيل: هو الذي لا يَفُوزُ أَوَّلاً؛ عن كراع، وجمعه خِلْعة.
والخُلاعُ والخَيْلَعُ والخَوْلَعُ: كالخَبَلِ والجنون يُصِيب الإِنسان، وقيل: هو فَزَع يَبْقى في الفُؤَاد يكاد يَعْتَرِي منه الوَسْواسُ، وقيل: الضعْفُ والفزَعُ؛ قال جرير: لا يُعْجِبَنَّكَ أَن تَرَى بمُجاشِع جَلَدَ الرِّجالِ، وفي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ.
ورجل مَخْلوعُ الفُؤَاد إِذا كان فَزِعاً.
وفي الحديث: من شَرِّ ما أُعْطِيَ الرجلُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالعٌ أَي شديد كأَنه يَخْلَعُ فؤادَه من شدَّة خَوْفه؛ قال ابن الأَثير: وهو مجاز في الخَلْعِ والمراد به ما يَعْرِضُ من نَوازِع الأَفكار وضَعْفِ القلب عند الخَوْف.
والخَوْلَعُ: داءٌ يأْخذ الفِصال.
والمُخَلَّع: الذي كأَنَّ به هَبْتةً أَو مَسًّا.
وفي التهذيب: المُخَلَّع من الناس، فَخصَّص.
ورجل مُخَلَّعٌ وخَيْلَعٌ: ضَعِيف، وفيه خُلْعةٌ أَي ضَعْفٌ.
والمُخَلَّعُ من الشِّعر: مَفْعولن في الضرب السادس من البَسيط مُشتَقٌّ منه، سمي بذلك لأَنه خُلِعَتْ أَوْتاده في ضَرْبه وعَرُوضه، لأَن أَصله مستفعلن مستفعلن في العروض والضرب، فقد حُذف منه جُزْآن لأَنَّ أَصله ثمانية، وفي الجُزْأَين وتِدانِ وقد حذفت من مستفعلن نونه فَقُطِعَ هذان الوتدانِ فذهب من البيت وتدان، فكأَنَّ البيتَ خُلِّعَ إِلا أَن اسم التخليع لَحِقَه بقطع نون مستفعلن، لأَنهما من البيت كاليدين، فكأَنهما يدان خُلِعتا منه، ولما نقل مستفعلن بالقطع إِلى مفعولن بقي وزنه مثل قوله: ما هَيَّجَ الشَّوْقَ من أَطْلالٍ أَضْحَتْ قِفاراً، كَوَحْيِ الواحِي فسمي هذا الوزن مخلعاً؛ والبيت الذي أَورده الأَزهري في هذا الموضع هو بيت الأَسود: ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عَفا، مُخْلَوْلِقٍ دارِسٍ مُسْتَعْجِم وقال: المُخَلَّع من العَرُوض ضرب من البسيط وأَورده.
ويقال: أَصابه في بعض أَعْضائه بَيْنُونة، وهو زوالُ المَفاصل من غير بَيْنُونة.
والتخلُّع: التفكُّك في المِشْيةِ، وتخلَّع في مَشْيه: هَزَّ مَنْكِبَيْه ويديه وأَشار بهما.
ورجل مُخَلَّع الأَلْيَتَيْنِ إِذا كان مُنْفكَّهما.
والخَلْعُ والخَلَع: زوال المَفْصِل من اليَد أَو الرِّجل من غير بَيْنونة.
وخَلَعَ أَوصالَه: أَزالها.
وثوب خَلِيعٌ: خلَقٌ.
والخالع: داء يأْخُذ في عُرْقوب الناقةِ.
وبعير خالِعٌ: لا يَقدِر أَن يَثُورَ إِذا جلَس الرجل على غُرابِ وَرِكه، وقيل: إِنما ذلك لانْخِلاع عَصَبةِ عُرْقوبه.
ويقال: خُلِعَ الشيخ إِذا أَصابه الخالعُ، وهو التواءُ العُرْقوب؛ قال الراجز: وجُرَّةٍ تَنْشُصُها فَتَنْتَشِصْ من خالِعٍ يُدْرِكُه فَتَهْتَبِصْ الجُرَّة: خَشبة يُثَقَّل بها حِبالة الصائد فإِذا نَشِب فيها الصَّيْد أَثْقَلَتْه.
وخَلَعَ الزرْعُ خَلاعةً: أَسْفَى. يقال: خَلَعَ الزرْعُ يَخْلَعُ خَلاعةً إِذا أَسْفَى السُّنْبُل، فهو خالِعٌ.
وأَخْلَعَ: صار فيه الحَبّ.
وبُسْرة خالِعٌ وخالِعةٌ: نَضِيجةٌ، وقيل: الخالع بغير هاء البُسْرة إِذا نَضِجَتْ كلُّها.
والخالِعُ من الرُّطب؛ المُنْسَبِتُ.
وخلَعَ الشِّيحُ خَلْعاً: أَوْرَقَ، وكذلك العِضاه.
وخَلَع: سقَط ورَقُه، وقيل: الخالِعُ من العِضاه الذي لا يسقُط ورقه أَبداً.
والخالِعُ من الشجر: الهَشِيم السَّاقِطُ.
وخلَع الشجرُ إِذا أَنبَت ورقاً طريّاً.
والخَلْعُ: القَدِيدُ المَشْوِيُّ، وقيل: القَديدُ يُشْوَى واللحم يُطْبَخُ ويجعل في وِعاءٍ بإِهالَتِه.
والخَلْعُ: لحم يُطْبَخُ بالتَّوابل، وقيل: يُؤخذ من العِظام ويُطبخ ويُبَزَّر ثم يجعل في القَرْف،وهو وِعاءٌ من جِلْد، ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار.
والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حين يُهْبَد حتى يخرج سَمْنه ثم يُصَفَّى فيُنَحَّى ويجعل عليه رَضِيضُ التمْرِ المَنْزُوع النَّوَى والدَّقِيقُ، ويُساط حتى يَخْتَلِط ثم يُنْزل فيُوضع فإِذا بَرَد أُعِيد عليه سَمنه.
والخَوْلَعُ: الحَنظل المَدْقُوق والمَلْتُوت بما يُطَيِّبه ثم يُؤْكل وهو المُبَسَّل.
والخَوْلَعُ: اللحم يُغْلَى بالخلّ ثم يُحْمَلُ في الأَسْفار.
والخَوْلَعُ: الذِّئب.
وتَخَلَّع القوم: تَسَلَّلوا وذهبوا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ودَعا بني خلَفٍ، فباتُوا حوْلَهُ، يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمالِ والخالِع: الجَدْي.
والخَلِيعُ والخَلْيَعُ: الغُول.
والخَلِيعُ: اسم رجل من العرب.
والخُلَعاءُ: بطن من بني عامر.
والخَيْلَعُ من الثياب والذِّئاب: لغة في الخَيْعَل.
والخَيْلَعُ: الزَّيت؛ عن كراع.
والخَيْلَعُ: القُبَّةُ من الأَدم، وقيل: الخَيْلَعُ الأَدم عامّة؛ قال رؤبة: نفْضاً كنفْضِ الريحِ تُلْقِي الخَيْلَعا وقال رجل من كلب: ما زِلْتُ أَضْرِبُه وأَدْعو مالِكاً، حتى تَرَكْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ والخَلَعْلَعُ: من أَسماء الضِّباع؛ عنه أَيضاً.
والخُلْعةُ: خِيار المال؛ وينشد بيت جرير: مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَهُ، ما تَكْمُل التَّيْمُ في ديوانِهِم سَطَرا وخُلْعة المالِ وخِلْعَتُه: خِيارُه. قال أَبو سعيد: وسمي خِيارُ المال خُلْعة وخِلْعة لأَنه يَخْلَع قلب الناظر إِليه؛ أَنشد الزجاج: وكانت خُِلْعةً دُهْساً صَفايا، يَصُورُ عُنوقَها أَحْوَى زَنِيمُ يعني المِعْزى أَنها كانت خِياراً.
وخُلْعةُ ماله: مُخْرَتُه.
وخُلِعَ الوالي أَي عُزِلَ.
وخَلَع الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّه. أَبو عمرو: الخَيْعَلُ قَمِيصٌ لا كُمَّيْ له (* قال الهُوريني في تعليقه على القاموس: قوله لا كُمَّي له، قال الصاغاني: وإِنما أُسقطت النون من كُمَّين للاضافة لأن اللام كالمُقحمة لا يُعتدّ بها في مثل هذا الموضع.). قال الأَزهري: وقد يُقلب فيقال خَيْلَع.
وفي نوادر الأَعراب: اختلَعوا فلاناً: أَخذوا ماله.

قيد (لسان العرب) [1]


القَيْدُ: معروف، والجمع أَقْيادٌ وقُيودٌ، وقد قَيَّدَه يُقَيِّدُه تَقْييداً وقَيَّدْتُ الدابَّة.
وفرس قَيْدُ الأَوابِد أَي أَنه لسرعته كأَنه يُقَيِّدُ الأَوابد وهي الحُمُرُ الوحشيَّةُ بلحاقها؛ قال سيبويه: هو نكرة وإِن كان بلفظ المعرفة؛ وأَنشد قول امرئ القيس: وقد أَغْتَدِي والطَّيرُ في وكَناتِها بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابدِ هَيْكَلِ الوكَناتُ: جمع وَكْنَةٍ لِوَكْرِ الطائِر.
والمِنْجَرِدُ: القصيرُ الشعر.
والأَوابِدُ: الوحْشُ. يقال: تأَبَّدَ أَي تَوَحَّشَ والهَيْكَلُ: العظيم الخَلْقِ؛ وأَنشد أَيضاً لامرئ القيس: بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابِدِ لاحَه طِرادُ الهَوادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ قال ابن حني: أَصله تقييد الأَوابد ثم حذف زيادتيه فجاء على الفعل؛ وإِن شئت قلت وصف بالجوهر لما فيه من معنى الفعل نحو قوله: فلولا اللَّهُ . . . أكمل المادة والمُهْرُ المُفَدَّى، لَرُحْتَ وأَنتَ غِرْبالُ الإِهابِ وضَعَ غربالُ موضِعَ المُخَرَّقِ. التهذيب: يقال للفرس الجَوادِ الذي يَلْحَق الطرائدَ من الوحش: قَيْد الأَوابِدِ؛ معناه أَنه يلحق الوحش لجَوْدته ويمنعه من الفوات بسرعته فكأَنها مُقَيَّدَة له لا تعدو.
وقالت امرأَة لعائشة، رضوان الله عليها: أَأُقَيِّدُ جَمَلي؟ أَرادت بذلك تَأْخِيذَها إِياه من النساءِ سِواها، فقالت لها عائشة بعدما فَهِمَت مرادها: وجْهِي من وجْهِك حرام؛ قال ابن الأَثير: أَرادت أَنها تعمل لزوجها شيئاً يمنعه عن غيرها من النساء فكأَنها تَرْبِطه وتُقَيِّدُه عن إِتيان غيرها.
وفي الحديث: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك؛ معناه أَنَّ الإِيمانَ يمنع عن الفَتْك بالمؤمن كما يمنع ذا العَيْثِ عن الفَسادِ قَيْدُه الذي قُيِّدَ به.ومُقَيِّدَةُ الحِمار: الحُرَّةُ لأَنها تَعْقِلُه فكأَنها قَيْدٌ له؛ قال: لَعمْرُكَ ما خَشِيتُ على عَدِيٍّ سُيُوفَ بَني مُقَيِّدَة الحِمارِ ولكِني خَشِيتُ على عَدِيٍّ سُيُوفَ القَوْمِ أَو إِيَّاكَ حارِ عنى ببني مُقَيِّدَة الحِمارِ العَقارِبَ لأَنها هناك تكون.
والقَيْدُ: ما ضَمَّ العَضُدَتَيْنِ المؤَخَّرَتَيْنِ من أَعلاهما من القِدِّ.
والقَيْدُ: القِدُّ الذي يَضُمُّ العَرْقُوَتَيْنِ من القَتبِ.
والعرب تكني عن المرأَة بالقَيْد والغُلّ.
وقَيْدُ الرَّحْل: قِدٌّ مَضْفُور بين حِنْوَيْهِ من فوق، وربما جُعِلَ للسرج قَيْدٌ كذلك، وكذلك كل شيء أُسِرَ بعضُه إِلى بعض.
وقُيُودُ الأَسنان: لِثاتُها؛ قال الشاعر: لَمُرْتَجَّةُ الأَرْدافِ، هِيفٌ خُصُورُها، عِذابٌ ثَناياها، عِجافٌ قُيُودُها يعني اللِّثاتِ وقلَّة لحمها. ابن سيده: وقيود الأَسنانِ عُمورها وهي الشرُفُ السابِلةُ بين الأَسنان؛ شبهت بالقُيودِ الحمر من سِمات الإِبلِ. قَيْدُ الفرس: سِمَة في أَعناقها؛ وأَنشد: كُومٌ على أَعناقِها قَيْدُ الفَرَسْ، تَنْجُو إِذا الليلُ تَدانَى والتَبَسْ الجوهري: قَيْدُ الفَرَسِ سِمَة تكون في عنق البعير على صورة القَيْد.
وفي الحديث: أَنه أَمَرَ أَوْس بن عبدِ الله الأَسْلَمِي أَن يَسِمَ إِبله في أَعناقِها قَيدَ الفَرَسِ؛ هي سمة معروفة وصورتها حَلْقَتان بينهما مدة.
وهذه أَجمالٌ مقاييدُ أَي مُقَيَّدات. قال ابن سيده: إِبل مَقايِيدُ مُقَيَّدة، حكاه يعقوب وليس بشيء، لأَنه إِذا ثبتت مُقَيَّدة فقد ثبتت مقايِيدُه. قال: والقيد من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ مستطيل مثل القيد في عنقه ووجهه وفخذه؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي عليّ.
وقَيْدُ السيف: هو الممدود في أُصول الحمائل تُمْسِكُه البَكَرات.
وقَيَّد العِلم بالكتاب: ضَبَطَه؛ وكذلك قَيَّدَ الكتاب بالشَّكْل: شَكَلَه، وكلاهما على المثل.
وتَقْييدُ الخط: تنقيطه وإِعجامه وشَكْلُه.
والمُقَيَّدُ من الشِّعْرِ: خلافُ المُطْلَق؛ قال الأَخفش: المُقَيَّدُ على وجهين: إِمَّا مُقَيَّد قد تمَّ نحو قوله: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ قال: فإِن زدت فيه حركة كان فضلاً على البيت، وإِما مُقَيَّد قد مُدَّ على ما هو أَقصر منه نحو فَعُولْ في آخر المُتَقارَب مُدَّ عن فَعُلْ، فزيادته على فعل عوض له من الوصل.
وهو منِّي قِيدَ رُمْحٍ، بالكسر، وقادَ رُمْح أَي قَدْرَه.
وفي حديث الصلاة: حين مالت الشمسُ قِيدَ الشِّراكِ؛ الشراك أَحدُ سُيُور النعل التي على وجهها، وأَراد بِقِيدِ الشِّراكِ الوقت الذي لا يجوز لأَحد أَن يَتَقَدَّمه في صلاة الظهر، يعني فوق ظل الزوال فقدّره بالشراك لدقته وهو أَقل ما تَبِينُ به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء؛ وفي الحديث رواية أُخرى: حتى ترتفع الشمس قِيدَ رُمح.
وفي الحديث: لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم من الجنةِ أَو قِيدُ سَوْطِه خيرٌ من الدنيا وما فيها.
والقَيِّدُ: الذي إِذا قُدْتَه ساهَلَكَ؛ قال: وشاعِرِ قَوْمٍ قد حَسَمْتُ خِصاءَه، وكانَ له قَبْلَ الخِصاءِ كَتِيتُ أَشَمُّ خَبُوطٌ بالفراسِنِ مُصْعَبٌ، فأَصْبَحَ مني قَيِّداً تَرَبوتُ والقِيادُ: حبل تُقادُ به الدابة.
والقَيِّدَةُ: التي يُسْتَترُ بها من الرَّمِيَّةِ ثم تُرْمَى؛ حكاه ابن سيده عن ثعلب.
وابن قَيْدٍ: من رُجَّازِهم؛ عن ابن الأَعرابي.
وقَيْد: اسم فرس كان لبني تَغْلِبَ؛ عن الأَصمعي.
والمُقَيَّدُ: موضع القَيْدِ من رِجْل الفرس والخلخال من المرأَة.
وفي حديث قَيْلَةَ: الدَّهْناءُ مُقَيَّد الجمل؛ أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة والجمل لا يَتَعدّى مَرْتَعَه.
والمُقَيَّدُ ههنا: الموضِعُ الذي يُقَيَّدُ فيه أَي أَنه مكانٌ يكون الجمل فيه ذا قَيْد.
وفي الحديث: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك أَي أَن الإِيمان يمنع عن الفتك كما يمنع القَيْدُ عن التصرف، فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً؛ ومنه قولهم في صفة الفرس: قَيْدُ الأَوابد.

موت (لسان العرب) [2]


الأَزهري عن الليث: المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى. غيره: المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة.
والمُواتُ، بالضم: المَوْتُ. ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَيرة طائيَّة؛ قال: بُنَيَّ، يا سَيِّدةَ البَناتِ، عِيشي، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي (* قوله «بني يا سيدة إلخ» الذي في الصحاح بنيتي سيدة إلخ.
ولا نأمن إلخ.) وقالوا: مِتَّ تَموتُ؛ قال ابن سيده: ولا نظير لها من المعتل؛ قال سيبويه: اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ، قال: ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في فَعِل. قال كراع: ماتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فيه مَوِتَ، بالكسر، يَمُوتُ؛ ونظيره: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هو دَوِمَ، والاسم من . . . أكمل المادة كل ذلك المَيْتةُ.
ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ؛ وقيل: المَيْتُ الذي ماتَ، والمَيِّتُ والمائِتُ: الذي لم يَمُتْ بَعْدُ.
وحكى الجوهريُّ عن الفراء: يقال لمنْ لم يَمُتْ إِنه مائِتٌ عن قليل، ومَيِّتٌ، ولا يقولون لمن ماتَ: هذا مائِتٌ. قيل: وهذا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قال الله تعالى: إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء، فقال: ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ، إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً، كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً، وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ.
وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون.
وقال سيبويه: كان بابُه الجمع بالواو والنون، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه كثيراً، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة والسكون، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد.
والقولُ في مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ، لأَنه مخفف منه، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ، والجمع كالجمع. قال سيبويه: وافق المذكر، كما وافقه في بعض ما مَضى، قال: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ.
وفي التنزيل العزيز: لِنُحْيِيَ به بَلدةً مَيْتاً؛ قال الزجاج: قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد؛ وقد أَماتَه اللهُ. التهذيب: قال أَهل التصريف مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه مَيْوِتٌ على فَيْعِل، ثم أَدغموا الواو في الياء، قال: فَرُدَّ عليهم وقيل إِن كان كما قلتم، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ، فقالوا: قد علمنا أَن قياسه هذا، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه، فرددناه إِلى لفظ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل.
وقال آخرون: إِنما كان في الأَصل مَوْيِت، مثل سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الياء في الواو، ونقلناه فقلنا مُيِّتٌ.
وقال بعضهم: قيل مَيْت، ولم يقولوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذوات العلة تخالف أَبنية السالم.
وقال الزجاج: المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد، إِلاَّ أَنه يخفف، يقال: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعنى واحد، ويستوي فيه المذكر والمؤَنث؛ قال تعالى: لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً، ولم يقل مَيْتةً؛ وقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت؛ إِنما معناه، والله أَعلم، أَسباب الموت، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا مَحالَة.وموتُ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ به.وفي الحديث: كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ، هو أَمر بالموت؛ والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة، مع حصول الغَرضِ للشِّعار، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة الليل؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ: من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما.
وقوله تعالى: فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون؛ قال أَبو إِسحق: إِن قال قائل كيف ينهاهم عن الموت، وهم إِنما يُماتون؟ قيل: إِنما وقع هذا على سعة الكلام، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قال: والمعنى الزَمُوا الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين.
والمِيتَةُ: ضَرْبٌ من المَوْت. غيره: والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛ يقال: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وفي حديث الفتن: فقد ماتَ مِيتةً جاهليةً، هي، بالكسر، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ. أَبو عمرو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ.
والمَيْتةُ: ما لم تُدْرَكْ تَذْكيته.
والمَوْتُ: السُّكونُ.
وكلُّ ما سَكنَ، فقد ماتَ، وهو على المَثَل.
وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فلم يَبْقَ من الجمر شيء.
وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ.
وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ وسَكَنَتْ؛ قال: إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ، فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ ويروى: فأَقْعُدَ اليوم.
وناقَضُوا بها فقالوا: حَيِيَتْ.
وماتَت الخَمْرُ: سكن غَلَيانُها؛ عن أَبي حنيفة.
وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ، وكل ذلك على المثل.
وفي حديث دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لله الذي أَحيانا بعدما أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سمي النومُ مَوْتاً لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لا تحقيقاً.
وقيل: المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون؛ يقال: ماتت الريحُ أَي سَكَنَتْ. قال: والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة: فمنها ما هو بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى: يُحْيي الأَرضَ بعد موتها؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كقوله تعالى: يا ليتني مِتُّ قبل هذا؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة، وهي الجهالة، كقوله تعالى: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى؛ ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة، كقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ؛ ومنها المَنام، كقوله تعالى: والتي لم تَمُتْ في مَنامها؛ وقد قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية، وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَوّلُ من ماتَ إِبليس لأَنه أَوّل من عصى.
وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قيل له: إِن هامان قد ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فقال له: أَما تعلم أَن من أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه؟ وقول عمر، رضي الله عنه، في الحديث: اللَّبَنُ لا يموتُ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عليه من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها؛ وقيل: معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لضرورة الاستعمال.
وفي حديث البحر: الحِلُّ مَيْتَتُه، هو بالفتح، اسم ما مات فيه من حيوانه، ولا تكسر الميم.
والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يقع في المال والماشية. الفراء: وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ، وهو الموتُ.
وفي الحديث: يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم. المُوتانُ، بوزن البُطْلانِ: الموتُ الكثير الوقوع.
وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد للمبالغة؛ قال الشاعر: فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً، فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فيها الموتُ.
وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وفي الصحاح: إِذا مات له ابنٌ أَو بَنُونَ.
ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وكذلك الناقةُ إِذا مات ولدُها، والجمع مَمَاويتُ.
والمَوَتانُ من الأَرض: ما لم يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر، على المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، من ذلك.
وفي الحديث: مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله، فمن أَحيا منها شيئاً، فهو له. المَواتُ من الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً لأَحَدٍ، وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم، والمَوَتانُ: ضِدُّ الحَيَوانِ.
وفي الحديث: من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به؛ المَواتُ: الأَرض التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شيء فيها.
ويقال: اشْتَرِ المَوَتانَ، ولا تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ، ولا تشتر الرقيق والدوابَّ.
وقال الفراء: المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد.
ورجل يبيع المَوَتانَ: وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو الحيوان.
والمَوات، بالفتح: ما لا رُوح فيه.
والمَواتُ أَيضاً: الأَرض التي لا مالك لها من الآدميين، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ.
ورجل مَوْتانُ الفؤَاد: غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ.
وقولهم: ما أَمْوَتَه إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ، لا يُتَعَجَّبُ منه.
والمُوتةُ، بالضم: جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران.
والمُوتة: الغَشْيُ.
والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فقيل له: ما هَمْزُه؟ قال: المُوتةُ. قال أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنونُ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه.
وقال ابن شميل: المُوتةُ الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ؛ وقال اللحياني: المُوتةُ شِبْهُ الغَشْية.
وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ.
واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت.
والمُسْتَمِيتُ: الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون.
والمُسْتَميتُ: الذي يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه، ولهذا حتى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ كفَر النعمة.
ويقال: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وهو حيٌّ.
والمُتَماوِتُ: من صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد: سمعت ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.
ويقال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا؟ وذلك إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته.
وقال ابن المبارك: المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وليس كذلك.
وفي حديث أَبي سلمَة: لم يكن أَصحابُ محمد، صلى الله عليه وسلم، مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين. يقال: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن العبادة والزهد والصوم؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ الإِسلام ليس بمريض؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً، فقال: لا تُمِتْ علينا ديننا، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَظَرَتْ إِلى رجل كادً يموت تَخافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ قيل: إِنه من القُرَّاءِ، فقالت: كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ، وإِذا قال أَسْمَعَ، وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع.
والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ للموت، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ هذا النحو.
واسْتماتَ الرجلُ: ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قال: وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، ولم أُضِعْ سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي.
وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة: ذهب فيهما كلَّ مَذْهَب؛ قال: قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا، كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب.
والمُسْتَميتُ للأَمْر: المُسْتَرْسِلُ له؛ قال رؤْبة: وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ، والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ ويقال: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ.
والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي، في الحرب، الموتَ.
وفي حديث بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وهم الذي يُقاتِلون على الموت.
والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بعد الهُزال، عنه أَيضاً؛ وأَنشد: أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ، تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال، كقوله تعالى: وإِقامَ الصلاةِ.
ومُؤْتة، بالهمز: اسم أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب، رضوان الله عليه، بموضع يقال له مُوتة، من بلاد الشام.
وفي الحديث: غَزْوة مُؤْتة، بالهمز.
وشيءٌ مَوْمُوتٌ: معروف، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ.

برح (لسان العرب) [2]


بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً: زال.
والبَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَي زال عنه وصار في البَراحِ.
وقولهم: لا بَراحَ، منصوب كما نصب قولهم لا رَيْبَ، ويجوز رفعه فيكون بمنزلة ليس؛ كما قال سعدُ بنُ ناشِبٍ في قصيدة مرفوعة: مَنْ فَرَّ عن نِيرانِها، فأَنا ابنُ قَيْسٍ لا بَراحُ قال ابن الأَثير: البيت لسعد بن مالك يُعَرِّضُ بالحرث بن عَبَّاد، وقد كان اعتزل حَرْبَ تَغْلِبَ وبكرٍ ابني وائل؛ ولهذا يقول: بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا: أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ وأَراد باللقاح بني حنيفة، سُمُّوا بذلك لأَنهم لا يَدِينُونَ بالطاعة للملوك، وكانوا قد اعتزلوا حرب بكر وتَغْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ الزِّمَّانِيَّ.
وتَبَرَّج: كَبَرِحَ؛ قال مُلَيحٌ الهُذَليُّ: مَكَثْنَ على حاجاتِهنَّ، . . . أكمل المادة وقد مَضَى شَبابُ الضُّحَى، والعِيسُ ما تَتَبَرَّحُ وأَبْرَحَه هو. الأَزهري: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من موضعه.
وما بَرِحَ يفعل كذا أَي ما زال، ولا أَبْرَحُ أَفعل ذاك أَي لا أَزال أَفعله.
وبَرِحَ الأَرضَ: فارَقَها.
وفي التنزيل: فلن أَبْرَحَ الأَرضَ حتى يَأْذَنَ لي أَبي؛ وقوله تعالى: لن نَبْرَحَ عليه عاكفين أَي لن نَزالَ.وحَبِيلُ بَراحٍ: الأَسَدُ كأَنه قد شُدّ بالحبال فلا يَبْرَح، وكذلك الشجاعُ.
والبَراحُ: الظهور والبيان.
وبَرِحَ الخَفاء وبَرَحَ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: ظَهَر؛ قال: بَرَِحَ الخَفاءُ فما لَدَيَّ تَجَلُّدٌ أَي وَضَحَ الأَمر كأَنه ذهب السِّرُّ وزال. الأَزهري: بَرِحَ الخَفاء معناه زال الخَفاءُ، وقيل: معناه ظهر ما كان خافياً وانكشف، مأْخوذ من بَراحِ الأَرض، وهو البارز الظاهر، وقيل: معناه ظهر ما كنت أُخْفِي.
وجاء بالكفر بَراحاً أَي بَيِّناً.
وفي الحديث: جاء بالكفر بَراحاً أَي جِهاراً، بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظهر، ويروى بالواو.
وجاءَنا بالأَمر بَراحاً أَي بَيِّناً.
وأَرض بَراح: واسعة ظاهرة لا نبات فيها ولا عُمرانَ.
والبَراح، بالفتح: المُتَّسِع من الأَرض لا زرع فيه ولا شجر.
وبَراحُ وبَراحِ: اسم للشمس، معرفة مثل قَطامِ، سميت بذلك لانتشارها وبيانها؛ وأَنشد قُطْرُبٌ:هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ، ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ بَراحِ يعني الشمس.
ورواه الفراء: بِراحِ، بكسر الباء، وهي باء الجر، وهو جمع راحة وهي الكف أَي اسْتُريحَ منها، يعني أَن الشمس قد غَرَبَتْ أَو زالت فهم يضعون راحاتهم على عيونهم، ينظرون هل غربت أَو زالت.
ويقال للشمس إِذا غربت: دَلَكَتْ بَراحِ يا هذا، على فَعالِ: المعنى: أَنها زالت وبَرِحَتْ حين غَرَبَتْ، فَبَراحِ بمعنى بارحة، كما قالوا الكلب الصيدِ: كَسابِ بمعنى كاسِبَة، وكذلك حَذامِ بمعنى حاذِمَة.
ومن قال: دَلَكَتِ الشمسُ بِراحِ، فالمعنى: أَنها كادت تَغْرُبُ؛ قال: وهو قول الفراء؛ قال ابن الأَثير: وهذان القولان، يعني فتح الباء وكسرها، ذكرهما أَبو عبيد والأَزهريُّ والهَرَوِيُّ والزمخشري وغيرهم من مفسري اللغة والغريب، قال: وقد أَخذ بعضُ المتأَخرين القولَ الثاني على الهروي، فظن أَنه قد انفرد به، وخطَّأَه في ذلك، ولم يعلم أَن غيره من الأَئمة قبله وبعده ذهب إِليه؛ وقال الغَنَوِيُّ: بُكْرَةَ حتى دَلَكَتْ بِراحِ يعني برائح، فأَسقط الياء، مثل جُرُف هارٍ وهائر.
وقال المفضل: دَلَكَتْ بَراحِ وبَراحُ، بكسر الحاء وضمها؛ وقال أَبو زيد: دلكت بِراحٍ، مجرور منوَّن، ودلكت بَراحُ، مضموم غير منوّن؛ وفي الحديث: حين دلكتْ بَراحِ.
ودُلوك الشمس: غروبها.
وبَرَّحَ بنا فلان تَبْريحاً، وأَبْرَحَ، فهو مُبَرِّحٌ بنا ومُبْرِحٌ: آذانا بالإِلحاح، وفي التهذيب: آذاك بإِلحاح المشقة، والاسم البَرْحُ والتَّبْريحُ، ويوصف به فيقال: أَمر بَرْحٌ؛ قال: بنا والهَوَى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُه وقالوا: بَرْحٌ بارِحٌ وبَرْحٌ مُبْرِحٌ، على المبالغة، فإِن دَعَوْتَ به، فالمختار النصب، وقد يرفع؛ وقول الشاعر: أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً؟ ومُصْعِدَةً؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ يكون دعاء ويكون خبراً.
والبَرْحُ: الشر والعذاب الشديد.
وبرَّحَ به: عذبه.
والتباريح: الشدائد، وقيل: هي كُلَفُ المعيشة في مشقة.
وتَبارِيحُ الشَّوْق: تَوَهُّجُه.
ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً أَي شِدَّةً وأَذىً؛ وفي الحديث: لقينا منه البَرْحَ أَي الشدّة؛ وفي حديث أَهل النَّهْرَوانِ: لَقُوا بَرْحاً؛ قال الشاعر: أَجَدِّكَ هذا، عَمْرَك اللهَ كلما دَعاكَ الهَوَى؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ وضربه ضرباً مُبَرِّحاً: شديداً، ولا تقل مُبَرَّحاً.
وفي الحديث: ضَرْباً غير مُبَرِّح أَي غير شاقٍّ.
وهذا أَبْرَحُ عليّ من ذاك أَي أَشق وأَشدّ؛ قال ذو الرمة: أَنيناً وشَكْوَى بالنهارِ كثيرةً عليّ، وما يأْتي به الليلُ أَبْرَحُ وهذا على طرح الزائد، أَو يكون تعجباً لا فعل له كأَحْنَك الشاتَين.
والبُرَحاءُ: الشِّدَّة والمشقة، وخص بعضهم به شدّة الحُمَّى؛ وبُرَحايا، في هذا المعنى.
وبُرَحاءُ الحُمَّى وغيرها: شِدَّة الأَذى.
ويقال للمحموم الشديد الحُمَّى: أَصابته البُرَحاءُ. الأَصمعي: إِذا تمدَّدَ المحمومُ للحُمَّى، فذلك المطوّى، فإِذا ثاب عليها، فهي الرُّحَضاءُ، فإِذا اشتدت الحمى، فهي البُرَحاءُ.
وفي الحديث: بَرَّحَتْ بي الحمى أَي أَصابني منها البُرَحاءُ، وهو شِدتُها.
وحديث الإِفْكِ: فأَخذه البُرَحاءُ؛ هو شدّة الكرب من ثِقَلِ الوَحْيِ.
وفي حديث قتل أَبي رافع اليهودي: بَرَّحَتْ بنا امرأَته بالصِّياح.
وتقول: بَرَّحَ به الأَمرُ تَبْريحاً أَي جَهَدَه، ولقيت منه بَناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ.
والبِرَحِينَ والبُرَحِينَ، بكسر الباء وضمها، والبَرَحِينَ أَي الشدائد والدواهي، كأَن واحد البِرَحِينَ بِرَحٌ، ولم ينطق به إِلا أَنه مقدّر، كأَن سبيله أَن يكون الواحد بِرَحة، بالتأْنيث، كما قالوا: داهية ومُنْكَرَة، فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون، عوضاً من الهاء المقدّرة، وجرى ذلك مجرى أَرضٍ وأَرَضِينَ، وإِنما لم يستعملوا في هذا الإِفرادَ، فيقولوا: بِرَحٌ، واقتصروا فيه على الجمع دون الإِفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة؛ والقول في الفِتْكَرِينَ والأَقْوَرِينَ كالقول في هذه؛ ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً، ولقيتُ منه ابنَ بَرِيحٍ، كذلك؛ والبَرِيحُ: التَّعَبُ أَيضاً؛ وأَنشد: به مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ والبَوارِحُ: شدّة الرياح من الشمال في الصيف دون الشتاء، كأَنه جمع بارِحَة، وقيل: البوارح الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهَبَواتِ، واحدها بارِحٌ، والبارح: الريح الحارة في الصيف.
والبوارح: الأَنْواءُ، حكاه أَبو حنيفة عن بعض الرواة ورَدَّه عليهم. أَبو زيد: البَوارِحُ الشَّمالُ في الصيف خاصة؛ قال الأَزهري: وكلام العرب الذين شاهدتهم على ما قال أَبو زيد، وقال ابن كُناسَة: كل ريح تكون في نُجُوم القَيْظ، فهي عند العرب بَوارِحُ، قال: وأَكثر ما تَهُبُّ بنُجُوم الميزان وهي السَّمائِم؛ قال ذو الرمة: لا بل هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا سَحابٌ، ومَرّا بْارِحٌ تَرِبُ فنسبها إِلى التراب لأَنها قَيْظِيَّة لا رِبْعِيَّة.
وبَوارِحُ الصيف: كلها تَرِبَة.
والبارِحُ من الظِّباءِ والطير: خلافُ السَّانح، وقد بَرَحَتْ تَبْرُحُ (* قوله «وقد برحت تبرح» بابه نصر، وكذا برح بمعنى غضب.
وأَما بمعنى زال ووضح فمن باب سمع كما في القاموس.) بُرُوحاً؛ قال: فَهُنَّ يَبْرُحْنَ له بُرُوحا، وتارةً يأْتِينَه سُنُوحا وفي الحديث: بَرَحَ ظَبْيٌ؛ هو من البارح ضد السانح.
والبارِحُ: ما مر من الطير والوحش من يمينك إِلى يسارك، والعرب تتطير به لأَنه لا يُمَِكِّنُك أَن ترميه حتى تَنْحَرِفَ، والسانح: ما مرَّ بين يديك من جهة يسارك إِلى يمينك، والعرب تَتَيَمَّنُ به لأَنه أَمكن للرمي والصيد.
وفي المثل: مَنْ لي بالسَّانح بعد البارِحِ؟ يُضرب للرجل يُسِيءُ الرجلَ، فيقال له: إِنه سوف يحسن إِليك، فيضرب هذا المثل؛ وأَصل ذلك أَن رجلاً مرت به ظِباءٌ بارِحَةٌ، فقيل له: سوف تَسْنَحُ لك، فقال: من لي بالسانح بعد البارح؟ وبَرَحَ الظبي، بالفتح، بُرُوحاً إِذا ولاَّك مياسره، يمرّ من ميامنك إِلى مياسرك؛ وفي المثل: إِنما هو كبارِحِ الأُرْوِيِّ قليلاً ما يُرى؛ يضرب ذلك للرجل إِذا أَبطأَ عن الزيارة، وذلك أَن الأُرْوِيّ يكون مساكنها في الجبال من قِنانِها فلا يَقْدِرُ أَحد عليها أَن تَسْنَحَ له، ولا يكاد الناس يَرَوْنَها سانِحةً ولا بارِحةً إِلاَّ في الدهور مرة.
وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَي أَعجبه؛ وفي حديث عكرمة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيح؛ قال: التبريح قَتْلُ السَّوْءِ للحيوان مثل أَن يلقى السمك على النار حيّاً، وجاء التفسير متصلاً بالحديث؛ قال شمر: ذكر ابن المبارك هذا الحديث مع ما ذكره من كراهة إِلقاء السمكة إِذا كانت حية على النار وقال: أَما الأَكل فتؤْكل ولا يعجبني، قال: وذكر بعضهم أَن إِلقاء القمل في النار مثله؛ قال الأَزهري: ورأَيت العرب يَمْلأُون الوِعاءَ من الجراد وهي تَهْتَشُّ فيه، ويحتفرون حُفْرَة في الرمل ويوقدون فيها ثم يَكُبُّونَ الجراد من الوعاء فيها، ويُهِيلُون عليها الإِرَةَ المُوقَدَةَ حتى تموت، ثم يستخرجونها يُشَرِّرُونها في الشمس، فإِذا يَبِسَتْ أَكلوها.
وأَصلُ التَّبْرِيحِ: المشقَّةُ والشدّة.
وبَرَّحَ به إِذا شَقَّ عليه.
وما أَبْرَحَ هذا الأَمرَ أَي ما أَعجبه قال الأَعشى: أَقولُ لها، حِينَ جَدَّ الرَّحيـ ـلُ: أَبْرَحْتِ رَبّاً، وأَبرَحْتِ جارا أَي أَعْجَبْتِ وبالغتِ؛ وقيل: معنى هذا البيت أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ أَي صادَفْتِ كريماً؛ وأَبرَحَه بمعنى أَكرمه وعظمه.
وقال أَبو عمرو: بَرْحَى له ومَرْحى له إِذا تعجب منه، وأَنشد بيت الأَعشى وفسره، فقال: معناه أَعْظَمْتِ رَبّاً؛ وقال آخرون: أَعجَبتِ رَبّاً، ويقال: أَكْرمت من رَبٍّ، وقال الأَصمعي: أَبرَحْتِ بالَغْتِ.
ويقال: أَبرَحْتَ لُؤْماً وأَبرَحْتَ كَرَماً أَي جئت بأَمرٍ مُفْرِطٍ.
وأَبرَحَ فلانٌ رجلاً إِذا فضَّله؛ وكذلك كل شيء تُفَضِّلُه.
وبَرَّحَ اللهُ عنه أَي فَرَّج الله عنه؛ وإِذا غضب الإِنسان على صاحبه، قيل: ما أَشَدَّ ما بَرَحَ عليه والعرب تقول: فعلنا البارِحَةَ كذا وكذا لِلَّيلَةِ التي قد مضت، يقال ذلك بعد زوال الشمس، ويقولون قبل الزوال: فعلنا الليلة كذا وكذا؛ وقول ذي الرمة: تَبَلَّغَ بارِحِيَّ كَراه فيه قال بعضهم: أَراد النوم الذي شق عليه أَمره لامتناعه منه، ويقال: أَراد نومَ الليلة البارِحَةِ.
والعرب تقول: ما أَشبه الليلة بالبارحة أَي ما أَشْبه الليلة التي نحن فيها بالليلة الأُولى التي قد بَرِحَتْ وزالت ومضت.
والبارِحَةُ: أَقربُ ليلة مضت؛ تقول: لقيته البارِحَةَ، ولقيته البارِحَةَ الأُولى، وهو من بَرِحَ أَي زال، ولا يُحَقَّرُ؛ قال ثعلب: حكي عن أَبي زيد أَنه قال: تقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تزول الشمس: رأَيت الليلةَ في منامي، فإِذا زالت، قلت: رأَيتُ البارِحَةَ؛ وذكر السيرافي في أَخبار النحاة عن يونس، قال: يقولون كان كذا وكذا الليلةَ إِلى ارتفاع الضحى، وإِذا جاوز ذلك، قالوا: كان البارِحَةَ. الجوهري: وبَرْحَى، على فَعلى، كلمة تقال عند الخطإِ في الرَّمي، ومَرْحَى عند الإِصابة؛ ابن سيده: وللعرب كلمتان عند الرمي: إِذا أَصاب قالوا: مَرْحَى، وإِذا أَخطأَ قالوا: بَرْحى.
وقولٌ بَرِيحٌ: مُصَوَّبٌ به؛ قال الهذلي: أَراه يُدافِعُ قَوْلاً بَرِيحا وبُرْحةُ كل شيء: خِيارُه؛ ويقال: هذه بُرْحَةٌ من البُرَحِ، بالضم، للناقة إِذا كانت من خيار الإِبل؛ وفي التهذيب: يقال للبعير هو بُرْحَة من البُرَحِ؛ يريد أَنه من خيار الإِبل.
وابنُ بَرِيح، وأُمُّ بَرِيحٍ: اسمٌ للغراب معرفةٌ، سمِّي بذلك لصوته؛ وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ، قال ابن بري: صوابه أَن يقول ابنُ بَرِيح، قال: وقد يُستعمل أَيضاً في الشِّدَّة، يقال: لقيت منه ابنَ بَريحٍ؛ ومنه قول الشاعر: سَلا القلبُ عن كُبْراهما بعدَ صَبْوَةٍ، ولاقَيْتَ من صُغْراهما ابنَ بَرِيحِ ويقال في الجمع: لَقِيتُ منه بناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ.
ويَبْرَحُ: اسم رجل؛ وفي حديث أَبي طلحة: أُحب أَموالي إِليّ بيرحاء؛ ابن الأَثير: هذه اللفظة كثيراً ما تختلف أَلفاظ المحدِّثين فيها فيقولون: بَيرَحاء، بفتح الباء وكسرها، وبفتح الراء وضمها، والمد فيهما، وبفتحهما والقصر، وهو اسم مال وموضع بالمدينة، قال: وقال الزمخشري في الفائق: إِنها فَيْعَلٌ من البراح، وهي الأَرض الظاهرة.

الرُّوحُ (القاموس المحيط) [1]


الرُّوحُ، بالضم: ما به حَياةُ الأَنْفُسِ، ويُؤَنَّثُ، والقرآنُ، والوَحْيُ، وجبريلُ، وعيسى، عليهما السلامُ، والنَّفْخُ، وأمْرُ النُّبُوَّةِ، وحُكْمُ اللّهِ تعالى، وأمْرُهُ، ومَلَكٌ وجْهُهُ كَوَجْهِ الإِنْسانِ وجَسَدُهُ كالملائكَةِ، وبالفتح: الرَّاحَةُ، والرَّحْمَةُ، ونَسيمُ الرِّيحِ، وبالتحريكِ: السَّعَةُ، وسَعَةٌ في الرِّجْلَيْنِ دونَ الفَحَجِ، "وكان عمرُ، رضي الله عنه،
أرْوَحَ"، وجَمْعُ رائحٍ،
و~ من الطَّيْرِ: المُتَفَرِّقَةُ، أو الرَّائِحَةُ إلى أوكارِها.
ومَكانٌ رَوْحانِيُّ: طَيِّبٌ.
والرُّوحانِيُّ، بالضم: ما فيه الرُّوحُ، وكذلك النِّسْبَةُ إلى المَلَكِ والجِنِّ،
ج: رُوْحانِيُّونَ.
والرِّيحُ: م،
ج: أرْواحٌ وأرْياحٌ ورِياحٌ ورِيَحٌ، كعِنَبٍ،
جج: أراويحُ وأراييحُ، والغَلَبَةُ، والقُوَّةُ، والرَّحْمَةُ، والنُّصْرَةُ، والدَّوْلَةُ، والشيءُ الطَّيِّبُ، والرَّائِحةُ.
ويَوْمٌ راحٌ: شديدُها.
وقد راحَ يَراحُ رِيحاً، بالكسر.
ويومٌ رَيِّحٌ، . . . أكمل المادة ككَيِّسٍ: طَيّبُها.
وراحَتِ الرِّيحُ الشيءَ تَراحُهُ: أصابَتُهُ،
و~ الشَّجَرُ: وجَدَ الرِّيحَ.
ورِيحَ الغَديرُ: أصابَتْهُ،
و~ القومُ: دَخَلوا فيها،
كأَراحُوا، أو أصابَتْهُم فَجَاحَتْهُم.
والرَّيْحانُ: نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائحَةِ، أو كُلُّ نَبْتٍ كذلك، أو أطْرافُه، أو ورَقُهُ، والوَلَدُ، والرِّزْقُ.
ومحمدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ، وعبدُ المُحْسنِ بنُ أحمدَ الغَزَّالُ، وعلِيُّ بنُ عُبَيدةَ المُتَكَلِّمُ المُصَنِّفُ، وإسحَاقُ بنُ إبراهيمَ، وزَكَريَّاءُ بنُ علِيٍّ، وعلِيُّ بنُ عبدِ السلامِ الرَّيْحانِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
وسُبْحانَ اللَّهِ ورَيْحانَهُ، أي: اسْتِرْزاقَهُ.
والرَّيْحانَةُ: الحَنْوَةُ، وطاقةُ الرَّيْحانِ.
والرَّاحُ: الخَمْرُ،
كالرَّياحِ، بالفتح، والارْتِياحُ، والأَكُفُّ،
كالرَّاحاتِ، والأَراضي المُسْتَوِيةُ فيها ظُهورٌ واسْتِواءٌ، تُنْبِتُ كثيراً، واحِدَتُهُما: راحةٌ.
وراحةُ الكَلْبِ: نَبْتٌ.
وذو الرَّاحة: سَيْفُ المُختارِ بنِ أبي عُبيدٍ.
والرَّاحةُ: العِرْسُ، والسَّاحةُ، وطَيُّ الثَّوْبِ،
وع باليَمَنِ،
وع قُرْبَ حَرَضَ،
وع ببلادِ خُزَاعَةَ، له يومٌ.
وأراحَ اللَّهُ العبدَ: أدْخَلَهُ في الرَّاحةِ،
و~ فلانٌ على فُلانٍ حَقَّهُ: ردَّدَه عليه،
كأرْوَحَ،
و~ الإِبِلَ: رَدَّها إلى المُراحِ، بالضم، أي: المأْوى،
و~ الماءُ واللّحْمُ: أنْتَنا،
و~ فلانٌ: مات، وتَنَفَّسَ، ورَجَعَتْ إليه نَفْسُهُ بعدَ الإِعْياءِ، وصارَ ذا راحَةٍ، ودَخَلَ في الرِّيحِ،
و~ الشيءَ: وجَدَ رِيحَه،
و~ الصَّيْدُ: وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ، كأرْوَحَ.
وتَرَوَّحَ النَّبْتُ: طالَ،
و~ الماءُ: أخَذَ رِيحَ غيرِهِ لِقُرْبِهِ.
وتَرْويحةُ شَهْرِ رمضانَ: سُمِّيَتْ بها لاسْتراحَةٍ بعدَ كُلِّ أرْبَعِ رَكَعَاتٍ.
واسْتَرْوَحَ: وجَدَ الرَّاحةَ،
كاسْتراحَ، وتَشَمَّمَ،
و~ إليه: اسْتَنامَ.
والارْتِياحُ: النَّشاطُ، والرَّحْمَةُ.
وارْتاحَ اللَّهُ له برَحْمَتِه: أنْقَذَه من البَلِيَّةِ.
والمُرْتاحُ: الخامسُ من خَيْلِ الحَلْبَةِ، وفَرَسُ قَيْسِ الجُيوشِ الجَدَلِيِّ.
والمُراوحَةُ بينَ العَمَلَيْنِ: أن يَعْمَلَ هذا مَرَّةً وهذا مَرَّةً،
و~ بين الرِّجْلَيْنِ: أن يقومَ على كُلٍّ مَرَّةً،
و~ بين جَنْبَيه: أن يَنْقَلِبَ من جَنْبٍ إلى جَنْب.
وراحَ للمَعْروفِ يَراحُ راحةً: أخَذَتْه له خِفَّةٌ وأرْيَحِيَّةٌ،
و~ يَدُه لكَذا: خَفَّتْ، ومنه: قولُه صلى الله عليه وسلم: "ومن راحَ في السَّاعةِ الثانِيَة." الحديثَ، لم يُرِدْ:
رَواحَ النَّهارِ، بَلِ المرادُ خَفَّ إليها،
و~ الفَرَسُ: صارَ حِصاناً، أي: فَحْلاً،
و~ الشجرُ: تَفَطَّرَ بوَرَقٍ،
و~ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحهُ: وجَدَ رِيحَه،
كأَراحَه وأرْوَحَه،
و~ منك مَعْروفاً: نالَه،
كأَراحَه.
والمَرْوَحةُ، كمَرْحَمةٍ: المَفازَةُ، والمَوْضِعُ تَخْتَرِقُه الرِّياحُ.
وكَمِكْنَسَةٍ ومِنْبَرٍ: آلَة يُتَرَوَّحُ بها.
والرائحةُ: النَّسيمُ طَيِّباً أو نَتْناً.
والرَّواحُ والرَّواحةُ والرَّاحةُ والمُرايحَةُ والرَّويحَةُ، كسفينةٍ: وجْدانُكَ السُّرورَ الحادِثَ من اليَقينِ.
وراحَ لذلك الأَمْرِ يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً وراحاً ورِياحَةً: أشْرَفَ له وفَرِحَ.
والرَّواحُ: العَشِيُّ، أو من الزَّوالِ إلى اللَّيْلِ.
ورُحْنا رَواحاً،
وتَرَوَّحْنا: سِرْنا فيه، أو عَمِلْنا.
وخَرَجوا بِرياحٍ من العَشِيِّ،
ورَواحٍ وأرْواحٍ، أي: بأَوَّلٍ.
ورُحْتُ القومَ،
و~ إليهم،
و~ عندَهُم، رَوْحاً ورَواحاً: ذَهَبْتُ إليهم رَواحاً،
كرَوَّحْتُهُم وتَرَوَّحْتُهم.
والرَّوائحُ: أَمْطَارُ العَشِيِّ، الواحِدةُ: رائِحةٌ.
والرَّيِّحَةُ، ككَيِّسةٍ وحيلَةٍ: النَّبْتُ يَظْهَرُ في أصولِ العِضاهِ التي بَقِيَتْ من عامِ أوَّلَ، أو ما نَبَتَ إذا مَسَّه البَرْدُ من غيرِ مَطَرٍ.
وما في وجْهِه رائِحةٌ، أي: دَمٌ.
و"تَرَكْتُه على أنْقى من الرَّاحةِ" أي: بلا شيءٍ.
والرَّوْحاءُ: ع بينَ الحَرَمَيْنِ على ثلاثين أو أربعينَ مِيلاً من المَدينةِ،
وة من رَحَبَةِ الشامِ،
وة من نَهْرِ عيسى.
وعبدُ اللَّهِ بنُ رَواحةَ: صَحابِيُّ.
وبَنو رَواحَةَ بَطْنٌ.
وأبو رُوَيْحَةَ، كجُهَيْنَةَ: أخُو بلالٍ الحَبَشِيِّ.
ورَوْحٌ: اسْمٌ.
والرَّوْحانُ: ع بِبِلادِ بني سَعْدٍ، وبالتحريكِ: ع.
وليْلَةٌ رَوْحَةٌ: طَيِّبَةٌ.
ومَحْمِلٌ أرْوَحٌ وأريَحُ: واسِعٌ.
وهُما يَرْتَوِحانِ عَمَلاً: يَتَعا؟؟بانِه.
ورُوحِينُ، بالضم: ة بِجَبَلِ لُبْنانَ، وبِلِحْفِها قَبْرُ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ.
والرِّياحِيَّةُ، بالكسر: ع بواسِطَ.
ورياحٌ، ككتابٍ، ابنُ الحارِثِ: تابِعِيٌّ، وابنُ عُبَيدَةَ الباهِلِيُّ، وابنُ عُبَيدَةَ الكوفيُّ: مُعاصِرانِ لِثابِتٍ البُنانِيِّ، وابنُ يَرْبُوعٍ: أبو القَبيلَةِ، وجَدُّ لعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رضي الله تعالى عنه، وجَدُّ لبُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ، وجَدٌّ لِجَرْهَدٍ الأَسْلَمِيِّ.
ومُسْلِمُ بنُ رِياحٍ: صَحابِيُّ وتابعيُّ.
وإسماعيلُ بنُ رِياحٍ، وعُبَيدةُ بنُ رِياحٍ، وعَبِيدُ بنُ رِياحٍ، وعُمَرُ بنُ أبي عُمَرَ رِياحٍ، والخِيارُ وموسى ابْنا رِياحٍ، وأبو رِياحٍ مَنْصورُ بنُ عبدِ الحميدِ: مُحَدِّثونَ.
واخْتُلِفَ في رِياحِ بنِ الرَّبيعِ الصَّحابِيِّ، ورياحِ بنِ عَمْرٍو العَبْسِيِّ، وزِيادِ بنِ رِياحٍ التابِعيِّ، وليس في"الصَّحيحَيْنِ" سِواهُ،
وحكى فيه"خ" بِمُوَحَّدَةٍ، وعِمْرانَ بنِ رِياحٍ الكُوفيِّ، وزِيادِ بنِ رِياحٍ البَصْرِيِّ، وأحمدَ بنِ رِياحٍ قاضي البَصْرَةِ، ورِياحِ بنِ عثمانَ شيخِ مالِكٍ، وعبدِ اللَّهِ بنِ رِياحٍ صاحِبِ عِكْرِمةَ، فَهؤلاءِ حُكِيَ فيهم بمُوَحَّدةٍ أيضاً.
وسَيَّارُ بنُ سَلامةَ، وابنُ أبي العَوَّامِ، وأبو العاليَةِ الرِّياحِيُّونَ: كأَنه نِسْبَةٌ إلى رِياحٍ بَطْنٍ من تَميمٍ.
ورُوَيْحانُ: ع بفارِسَ.
والمَراحُ، بالفتح: المَوْضِعُ يَرُوحُ منه القومُ أو إليه.
وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ: قَريبةُ القَعْرِ.
والأَرْيَحِيُّ: الواسِعُ الخُلُقِ.
وأخَذَتْهُ الأَرْيَحيَّةُ: ارْتاحَ للنَّدى.
وافْعَلْهُ في سَراحٍ ورَواحٍ، أي: بسهُولَةٍ.
والرائِحةُ: مَصْدَرُ راحَتِ الإِبِلُ، على فاعلَةٍ.
وأرْيَحُ، كأحمدَ: ة بالشامِ.
وأرِيحاءُ، كزَلِيخاءَ وكرْبَلاءَ: د بها.
فَصْلُ الزّاي

سرب (لسان العرب) [2]


السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ.
وقال ابن الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ. تقول: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة.
وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ.
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ.
وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والـمُضْمِرُ في نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ.
ورُوي عن الأَخْفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ الـمُتواري.
وقال أَبو العباس: المستخفي الـمُسْتَتِرُ؛ قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ. يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه. قال الأَزهري: تقول . . . أكمل المادة العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ.
والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض؛ قال قَيْس بن الخَطيم: أَنـَّى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، * وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ قال ابن بري، رواه ابن دريد: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب.
ومن رواه: سَرَيْت، بالياء باثنتين، فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً، وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً.
وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى؛ قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي: وكلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ، * ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِـعٍ واحدٍ، لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره، وقارَبـُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن يُغَارَ عليها؛ ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه.
وظَبْية سارِبٌ: ذاهبة في مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة عُقابٍ: فخاتَتْ غَزالاً جاثِـماً، بَصُرَتْ به، * لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ ورواه بعضهم: سالِبِ.
وقال بعضهم: سَرَبَ في حاجته: مضَى فيها نهاراً، وعَمَّ به أَبو عبيد.
وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ المذهب يُسرِعُ في حاجته، حكاه ثعلب.
ويقال أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ الـمَذْهَبِ في الأَرض؛ قال الشَّنْفَرَى، وهو ابن أُخْت تأَبـَّط شَرّاً: خرَجْنا من الوادي الذي بينَ مِشْعَلٍ، * وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَـأْتُ سُرْبَتي(1) (1 قوله «وبين الجبا» أورده الجوهري وبين الحشا بالحاء المهملة والشين المعجمة وقال الصاغاني الرواية وبين الجبا بالجيم والباء وهو موضع.) أَي ما أَبْعَدَ الموضعَ الذي منه ابتَدَأْت مَسِـيري !ابن الأَعرابي: السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْـأَةُ: السَّفَرُ البَعيد.
والسَّرِبُ: الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي.
والانْسِرابُ: الدخول في السَّرَب.
وفي الحديث :مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابي: السِّرْب النَّفْسُ، بكسر السين.
وكان الأَخفش يقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه ووجهِه.
والثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح آمِناً في سِرْبِه أَي في نَفْسِه؛ وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وفلان آمن في سِرْبِه، بالكسر، أَي في نَفْسِه. قال ابن بري: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ من قال: في نَفْسِه؛ قال: وإِنما المعنى آمِنٌ في أَهلِه ومالِه وولدِه؛ ولو أَمِنَ على نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله ومالِه وولدِه، لم يُقَلْ: هو آمِنٌ في سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ ههنا ما للرجُل من أَهلٍ ومالٍ، ولذلك سُمِّيَ قَطِـيعُ البَقَرِ، والظِّـباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً.
وكان الأَصلُ في ذلك أَن يكون الراعِـي آمِناً في سِرْبِه، والفحلُ آمناً في سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ في غير الرُّعاةِ، استعارةً فيما شُبِّهَ به، ولذلك كُسرت السين، وقيل: هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قومِه.
والسِّرْبُ هنا: القَلْبُ. يقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، والجمع سِرابٌ، عن الـهَجَري؛ وأَنشد: إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَيمٍ، * وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي والسِّرْب، بالكسر: القَطِـيعُ من النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ، والبَقَرِ، والـحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالى: رَكِبْتُ الـمَطايا كُلَّهُنَّ، فلم أَجِدْ * أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّعالِبِ ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه، * يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارِبِ الأَصمعي: السِّرْبُ والسُّرْبةُ من القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يقال: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِـبَاءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِـيعٌ.
وقال أَبو حنيفة: ويقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فيما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الـحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه على التَّشبِـيه، والجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه. ابن الأَعرابي: السُّرْبةُ جماعة يَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فيُغيرون ويَرْجعُون.
والسُّرْبة: الجماعة من الخيلِ، ما بين العشرين إِلى الثلاثينَ؛ وقيل: ما بين العشرةِ إِلى العِشرينَ؛ تقول: مَرَّ بي سُرْبة، بالضم، أَي قِطْعة من قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف ماءً: سِوَى ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، وسُرْبةٍ * أَطافَتْ به من أُمـَّهاتِ الجَوازِلِ وفي الحديث: كأَنهم سِرْبٌ ظِـباءٍ؛ السِّرْبُ، بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِـيعُ من الظِّباءِ ومن النِّساءِ على التَّشْبيه بالظِّباءِ.
وقيل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِـي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ.
ومنه حديث عليٍّ: إِني لأُسَرِّبُه عليه أَي أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً.
وفي حديث جابر: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قال: سَرِّبْ شيئاً أَي أَرْسِلْه؛ يقال: سَرَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا أَرْسَلْتَه واحداً واحداً؛ وقيل: سِرْباً سِرباً، وهو الأَشْبَه.
ويقال: سَرَّبَ عليه الخيلَ، وهو أَن يَبْعَثَها عليه سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعي: سَرِّبْ عليَّ الإِبلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً.
والسَّرْبُ: الطريقُ.
وخَلِّ سَرْبَه، بالفتح، أَي طريقَه ووجهَه؛ وقال أَبو عمرو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قال ذو الرمة: خَلَّى لَـها سِرْبَ أُولاها، وهَيَّجَها، * من خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ، هِمْهِـيمُ قال شمر: أَكثر الرواية: خَلَّى لَـها سَرْبَ أُولاها، بالفتح؛ قال الأَزهري: وهكذا سَمِعْتُ العربَ تقول: خلِّ سَرْبَه أَي طَريقَه.
وفي حديث ابن عمر: إِذا ماتَ المؤمنُ يُخَلَّى له سَرْبُه، يَسْرَحُ حيثُ شاءَ أَي طريقُه ومذهبُه الذي يَمُرُّ به.
وإِنه لواسعُ السِّرْبِ أَي الصَّدْرِ، والرأْي، والـهَوَى، وقيل: هو الرَّخِـيُّ البال، وقيل: هو الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِـيءُ الغَضَب؛ ويُروى بالفتح، واسعُ السَّرْبِ، وهو الـمَسْلَك والطريقُ.
والسَّرْبُ، بالفتح: المالُ الراعي؛ وقيل: الإِبل وما رَعَى من المالِ. يقال: أُغِـيرَ على سَرْبِ القومِ؛ ومنه قولُهم: اذْهَب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَي لا أَرُدُّ إِبلكَ حتى تَذْهَب حيثُ شاءَت، أَي لا حاجة لي فيك.
ويقولون للمرأَة عند الطلاقِ: اذْهَبـي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة.
وفي الصحاح: وكانوا في الجاهليةِ يقولون في الطَّلاقِ، فَقَيَّده بالجاهليةِ.
وأَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ. الفراءُ في قوله تعالى: فاتخذَ سبيلَه في البحرِ سَرَباً؛ قال: كان الـحُوت مالحاً، فلما حَيِـيَ بالماءِ الذي أَصابَه من العَينِ فوقَع في البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه في البحرِ، فكان كالسَّرَبِ، وقال أَبو إِسحق: كانت سمكةً مملوحةً، وكانت آيةً لموسى في الموضعِ الذي يَلْقَى الخَضِرَ، فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً؛ أَحْيا اللّه السمكة حتى سَرَبَتْ في البحر. قال: وسَرَباً منصوبٌ على جهتَين: على المفعولِ، كقولك اتخذْتُ طريقِـي في السَّرَب، واتخذتُ طريقي مكانَ كذا وكذا، فيكون مفعولاً ثانياً، كقولك اتخذت زيداً وكيلاً؛ قال ويجوز أَن يكونَ سَرَباً مصدراً يَدُلُّ عليه اتخذ سبيلَه في البحر، فيكون المعنى: نَسِـيَـا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طريقَه في البحر؛ ثم بَيَّن كيف ذلك، فكأَنه قال: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ وقال الـمُعْتَرِض الظَّفَرِي في السَّرَب، وجعله طريقاً: تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِليهم، * تَنُوبُ اللحمَ في سَرَبِ الـمَخِـيمِ قيل: تَنُوبُه تأْتيه.
والسَّرَب: الطريقُ.
والمخيم: اسم وادٍ؛ وعلى هذا معنى الآية: فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً، أَي سبيل الحوت طريقاً لنفسِه، لا يَحِـيدُ عنه. المعنى: اتخذ الحوتُ سبيلَه الذي سَلَكَه طريقاً طَرَقَه. قال أَبو حاتم: اتخذ طريقَه في البحر سَرباً، قال: أَظُنُّه يريد ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك يَذهَب ذَهاباً. ابن الأَثير: وفي حديث الخضر وموسى، عليهما السلام: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحريك: الـمَسْلَك في خُفْيةٍ.
والسُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ.
وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ.
والسُّرْبة، والـمَسْرَبةُ، والـمَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر الـمُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وفي الصحاح: الشَّعَر الـمُسْتَدِقُّ، الذي يأْخذ من الصدرِ إِلى السُّرَّة. قال سيبويه: ليست الـمَسْرُبة على المكان ولا المصدرِ، وإِنما هي اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلي: أَلآنَ لـمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي، * وعَضَضْتُ، من نابي، على جِذْمِ وحَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، * وأَتَيْتُ ما آتي على عِلْمِ تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لها، * هذا تَخَيُّلُ صاحبِ الـحُلْمِ! قوله: وعَضَضْتُ، من نابي، عَلى جِذْمِ أَي كَبِرْتُ حتى أَكَلْت على جِذْمِ نابي. قال ابن بري: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمي، وهو غلط، وإِنما هو للذُّهلي، كما ذكرنا.
والـمَسْرَبة، بالفتح: واحدة الـمَسارِبِ، وهي الـمَراعِـي.
ومَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عبيد: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِـيهِ من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها في بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد: جَلال، أَبوهُ عَمُّه، وهو خالُه، * مَسارِبُهُ حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ قال: أَقْرابهُ مَراقُّ بُطُونه.
وفي حديث صفةِ النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: كان دَقِـيقَ الـمَسْرُبَة؛ وفي رواية: كانَ ذا مَسْرُبَة.
وفلانٌ مُنْساحُ السرب: يُريدون شَعر صَدْرِه.
وفي حديث الاسْتِنْجاءِ بالـحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْهِ بـحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ الـمَسْرُبة؛ يريدُ أَعْلى الـحَلْقَة، هو بفتح الراءِ وضمِّها، مَجْرَى الـحَدَث من الدُّبُر، وكأَنها من السِّرْب الـمَسْلَك.
وفي بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هي مثلُ الصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ التي بالشين المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ.
والسَّرابُ: الآلُ؛ وقيل: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ.
والآلُ: الذي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالـمَلا، بينَ السماءِ والأَرض.
وقال ابن السكيت: السَّرَابُ الذي يَجْرِي على وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، وهو يكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صلاة العصر؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الآل يرفعُ كلَّ شيءٍ حتى يصِـير آلاً أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حتى يَصِـيرَ لازِقاً بالأَرضِ، لا شَخْصَ له.
وقال يونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلى ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليومِ. ابن السكيت: الآلُ الذي يَرْفَع الشُّخوصَ، وهو يكون بالضُّحَى؛ والسرابُ الذي يَجْري على وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، وهو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيتُ العرب بالبادية يقولونه.
وقال أَبو الهيثم: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنـَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛ يقال: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً.
والسَّريبة: الشاة التي تصدرها، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها.
والسَّرَبُ: حَفِـير تحتَ الأَرض؛ وقيل: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وقد سَرَّبْتُه.
وتَسْريبُ الـحَافِرِ: أَخْذُه في الـحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة. الأَصمعي: يقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَبَ أَي أَخذ يميناً وشمالاً.
والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ.
والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِـي، والجمع أَسْرابٌ.
وانْسَرَب الوَحْشِـي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل.
ومَسارِب الـحَيَّاتِ: مَواضِـعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على بُطُونِها.
والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ. السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ.
وقال ابن. .
والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ.
ومِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من الـمَزادَة ونحوها. سَرِبَ سَرَباً إِذا سَالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه؛ قال ذو الرمة: ما بالُ عَيْنِكَ، منها الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ * كأَنـَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ قال أَبو عبيدة: ويروى بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت الـمَزادة، بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهي سَرِبَةٌ إِذا سَالَت.
وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فيها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها.
ويقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، وذلك إِذا خرج من عُيونِ الخُرَزِ.
وقال اللحياني: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، وتَسَرَّبَت: سالَتْ.
والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو الـمَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِـخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ وقد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً.
ويقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فيها ماءً حتى تَنْتَفِـخَ عيونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جرير: نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ، * كما عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَـَّلأْتُ.
وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فيه؛ قال أَبو خِراشٍ: فِي ذَاتِ رَيْدٍ، كزلق الرخ مُشْرِفَةٍ، * طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ(1) (1 قوله «كزلق الرخ إلخ» هكذا في الأصل ولعله كرأس الزج.) وتَسَرَّبُوا فيه: تَتابَعُوا.
والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ.
والسَّرْبةُ: الخَرْزة.
وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قَريباً، عن ابن الأَعرابي. شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِـيعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: ولم أَسْمَعْ سِرْباً في الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال: ورُبَّ أَسْرابِ حَجِـيجٍ نظمِ والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِـيٌّ، وهو في الأَصْل سُرْبْ.
والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ في الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ، ورُبَّما ماتَ.
وقد سُرِبَ الرجل، فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً.
وقال شمر: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، وهو بالفارسية سُرْبْ، واللّه أَعلم.

عشا (لسان العرب) [3]


العَشا، مقصورٌ: سوءُ البَصَرِ بالليلِ والنهارِ، يكونُ في الناسِ والدَّوابِّ والإبلِ والطَّيرِ، وقيل: هو ذَهابُ البَصَرِ؛ حكاه ثعلب، قال ابن سيده: وهذا لا يصحُّ إذا تأَمَّلته، وقيل: هو أَن لا يُبْصِر بالليل، وقيل: العَشا يكونُ سُوءَ البصَرِ من غيرِ عَمًى، ويكونُ الذي لا يُبْصِرُ باللَّيْلِ ويُبْصِرُ بالنَّهارِ، وقد عَشا يَعْشُو عَشْواً، وهو أَدْنَى بَصَرِه وإنما يَعْشُو بعدَما يَعْشَى. قال سيبويه: أَمالوا العَشا ، وإن كان من ذَواتِ الواوِ، تَشْبيهاً بذَوات الواوِ من الأفعال كغَزا ونحوها، قال: وليس يطَّرِدُ في الأَسْماء إنما يَطَّرِدُ في الأَفْعالِ، وقد عَشِيَ يَعْشَى عَشًى، وهو عَشٍ وأَعْشَى، والأُنثى عَشْواء، والعُشْوُ جَمعُ الأَعْشَى؛ قال ابن . . . أكمل المادة الأعرابي: العُشْوُ من الشُّعراء سَبْعة: أَعْشَى بني قَيْسٍ أَبو بَصِير، وأَعْشى باهلَةَ أَبو قُحافة (* قوله « أبو قحافة» » هكذا في الأصل، وفي التكملة: أبو قحفان.) وأَعْشَي بَني نَهْشَلٍ الأَسْودُ بنُ يَعْفُرَ، وفي الإسلام أَعْشَى بَني رَبيعة من بني شَيْبانَ، وأَعْشَى هَمْدان، وأَعْشَى تَغْلِب ابنُ جاوانَ، وأَعْشَى طِرْودٍ من سُلَيْم، وقال غيره: وأَعْشَى بَني مازِنٍ من تَمِيم.
ورَجُلان أَعْشَيانِ، وامرأتانِ عَشْواوانِ، ورجال عُشوٌ وأَعْشَوْنَ.
وعَشَّى الطَّـيْرَ: أَوْقَد ناراً لتعَشى منها فيصيدها.
وعَشا يَعْشُو إذا ضَعُفَ بَصَرُه، وأَعشاهُ الله.
وفي حديث ابنِ المُسَيَّب: أَنه ذَهَبَتْ إحدْى عَينَيْه وهو يَعْشُو بالأُخْرى أَي يُبْصِر بها بَصَراً ضَعِيفاً.
وعَشا عن الشيء يَعْشُو: ضَعُفَ بَصَرُه عنه، وخَبَطَه خَبْطَ عَشْواء: لم يَتَعَمَّدْه.
وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْواء، وأَصْلُه من الناقةِ العَشْواءِ لأنها لا تُبْصِر ما أَمامَها فهي تَخْبِطُ بِيَديْها، وذلك أَنها تَرْفَع رَأْسها فلا تَتَعَهَّدُ مَواضِعَ أَخْفافِها؛ قال زهير: رأَيْتُ المَنايَا خَبْطَ عَشْواءَ، مَنْ تَصِبْ تُمِيتْهُ ، ومَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ ومن أَمثالهم السَّائرة: وهو يَخْبِط خَبْطَ عَشْواء، يضرَبُ مثلاً للسَّادِرِ الذي يَرْكَبُ رَأْسَهُ ولا يَهْتَمُّ لِعاقِبَتِهِ كالنَّاقَة العَشْواء التي لا تُبْصِرُ، فهي تَخْبِطُ بيَدَيْها كلَّ ما مَرَّت به ، وشَبَّه زُهَيرٌ المنايا بخَبْطِ عَشْواءَ لأَنَّها تَعُمُّ الكُلَّ ولا تَخُصُّ. ابن الأَعرابي: العُقابُ العَشْواءُ التي لا تُبالي كيْفَ خَبَطَتْ وأَيْنَ ضَرَبَتْ بمخالِبها كالنَّاقة العَشْواء لا تَدْرِي كَيْفَ تَضَع يَدَها.
وتَعاشَى: أَظْهَرَ العَشا، وأَرى من نَفْسِه أَنه أَعْشَى وليس به.
وتعاشَى الرجلُ في أَمْرِه إذا تَجَاهَلَ، على المَثَل.
وعَشا يَعْشوُ إذا أَتى ناراً للضِّيافَة وعَشا إلى النار، وعَشاها عَشْواً وعُشُوّاً واعْتَشاها واعْتَشَى بها، كلُّه: رآها لَيْلاً على بُعْدٍ فقَصَدَها مُسْتَضِيئاً بها؛ قال الحطيئة: مَتَى تأْتِهِ تَعْشُو إِلى ضَوْْء نارِهِ، تَجِدْ خَيرَ نارٍ، عندَها خَيرُ مُوقِدِ أَي متي تأْتِهِ لا تَتَبَيَّن نارَهُ مِنْ ضَعْف بَصَرِك؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وُجُوهاً لو أنَّ المُدْلِجِينَ اعْتَشَوْا بها، صَدَعْنَ الدُّجى حتَّى تَرى اللّيْلَ يَنْجَلي (* قوله« وجوهاً» هو هكذا بالنصب في الأصل والمحكم، وهو بالرفع فيما سيأتي.) وعَشَوْتُه: قَصَدْتُه ليلاً، هذا هو الأَصْلُ ثم صار كلُّ قاصِدٍ عاشِياً.
وعَشَوْت إِلى النارِ أَعْشُو إِليها عَشْواً إِذا اسْتَدْلَلْتَ عليها بِبَصَرٍ ضَعيفٍ، ويُنْشد بيت الحُطيئة أَيضاً، وفسَّره فقال: المعنى متى تَأْتِه عاشِياً، وهو مَرْفُوعٌ بين مَجْزُومَيْن لأَن الفعلَ المُسْتَقْبَل إِذا وَقَع مَوقِعَ الحال يَرْتَفِع، كقولك: إِن تأْتِ زيداً تُكْرِمُه يَأْتِكَ، جَزَمْتَ تأْتِ بأَنْ، وجَزَمْتَ يأْتِكَ بالجواب، ورفَعْتَ تُكْرِمُه بينهما وجَعَلْتَه حالاً، وإِن صَدَرْت عنه إِلى غيره قلت عَشَوْتُ عنه، ومنه قوله تعالى: ومَن يَعْشُ عن ذكْرِ الرَّحْمن نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قَرينٌ؛ قال الفراء: معناه من يُعْرضْ عن ذكر الرحمن، قال: ومن قرأَ ومَن يَعْشُ عن ذكر الرحمن فمعناه مَن يَعْمَ عنه، وقال القُتَيبي: معنى قوله ومَنْ يَعْشُ عن ذكر الرحمن أَي يُظْلِمْ بَصَرُه، قال: وهذا قولُ أَبي عبيدة، ثم ذهب يَرُدُّ قولَ الفراء ويقول: لم أَرَ أَحداً يُجيزُ عَشَوْتُ عن الشيء أَعْرَضْتُ عنه، إِنما يقال تَعاشَيْتُ عن الشيء أَي تَغافَلْت عنه كأَني لم أَرَهُ، وكذلك تعامَيْت، قال: وعَشَوْتُ إِلى النار أَي اسْتَدْلَلْت عليها ببَصَرٍ ضعيف. قال الأَزهري: أَغْفَل القُتَيْبي موضعَ الصوابِ واعْتَرَض مع غَفْلَتِه على الفراء يَرُدُّ عليه، فذكرت قوله لأَبَيِّن عُوارَه فلا يَغْتَرَّ به الناظرُ في كتابه.
والعرب تقول: عَشَوْتُ إِلى النار أَعْشُو عَشْواً أَي قَصَدتُها مُهْتَدِياً بها، وعَشَوْتُ عنها أَي أَعْرَضْت عنها، فيُفرِّقون بين إِلى وعَنْ موصولَيْن بالفعل.
وقال أَبو زيد: يقال عَشَا فلانٌ إِلى النار يَعْشُو عَشْواً إِذا رأَى ناراً في أَوَّل الليل فيَعْشُو إِليها يَسْتضِيءُ بضَوْئها.
وعَشَا الرجلُ إِلى أَهلِه يَعْشُو: وذلك من أَوَّل الليل إِذا عَلِمَ مكانَ أَهلِه فقَصدَ إِليهم.
وقال أَبو الهيثم: عَشِيَ الرجلُ يَعْشى إِذا صار أَعْشى لا يُبْصِرُ لَيْلاً؛ وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي فجعَل الاعتِشاء بالوجوه كالاعتشاء بالنار يَمْدَحُ قوماً بالجمال: يَزينُ سَنا الماوِيِّ كلَّ عَشيَّةٍ، على غَفلات الزَّيْنِ والمُتَجَمَّلِ، وُجُوهٌ لوَانَّ المُدْلِجينَ اعْتَشَوْا بها، سَطَعْنَ الدُّجى حتى ترَى الليْلَ يَنْجَلي وعَشَا عن كذا وكذا يَعْشُو عنه إِذا مَضى عنه.
وعَشَا إِلى كذا وكذا يَعْشُو إِليه عَشْواً وعُشُوّاً إِذا قَصَد إِليه مُهْتَدِياً بضَوْء نارِه.
ويقال: اسْتَعْشَى فلانٌ ناراً إِذا اهْتَدى بها؛ وأَنشد: يَتْبعن حروباً إِذا هِبْنَ قَدَمْ، كأَنه باللَّيْلِ يَسْتَعْشِي ضَرَم (* قوله« حروبا» هكذا في الأصل، ولعله محرف، والأصل حُوذيّاً أي سائقاً سريع السير) يقول: هو نَشِيطٌ صادِقُ الطَّرْفِ جَرِيءٌ على الليلِ كأَنه مُسْتَعْشٍ ضَرَمةً، وهي النارُ، وهو الرجلُ الذي قد ساقَ الخارِبُ إِبله فطَرَدَها فَعَمَد إِلى ثَوْبٍ فشَقَّه وفَتَلَه فَتْلاً شديداً، ثم غَمَره في زَيْتٍ أَو دُهْن فرَوَّاهُ، ثم أَشْعل في طَرَفِه النار فاهْتَدى بها واقْتَصَّ أَثَرَ الخارِبِ ليَسْتَنْقِذَ إِبلَه؛ قال الأَزهري: وهذا كله صحيح، وإِنما أَتى القُتَيْبيَّ في وهمه الخَطَأُ من جهة أَنه لم يَفْرُق بين عَشا إِلى النار وعَشا عنها، ولم يَعْلَم أَن كلَّ واحدٍ منهما ضد الآخر من باب المَيْلِ إِلى الشيءِ والمَيْل عنه، كقولك: عَدَلْت إِلى بني فلانٍ إِذا قَصدتَهم، وعَدَلْتُ عنهم إِذا مَضَيْتَ عنهم، وكذلك مِلْتُ إِليهم ومِلْت عنهم، ومَضيْت إِليهم ومضيْت عنهم، وهكذا قال أَبو إِسحق الزجَّاج في قوله عز وجل: ومن يعشُ عن ذكرِ الرحمن أَي يُعْرِض عنه كما قال الفراء؛ قال أَبو إِسحق: ومعنى الآية أَنَّ من أَعرض عن القرآن وما فيه من الحكمة إِلى أَباطِيل المضلِّين نُعاقِبْه بشيطانٍ نُقَيِّضُه له حتى يُضِلَّه ويلازمه قريناً له فلا يَهْتدي مُجازاةً له حين آثرَ الباطلَ على الحق البيِّن؛ قال الأَزهري: وأَبو عبيدة صاحب معرفة بالغريب وأَيام العرب، وهو بَليدُ النظر في باب النحو ومقَاييسه.
وفي حديث ابن عمر: أَنَّ رجلاً أَتاه فقال له كما لا يَنْفَعُ مع الشِّرْكِ عَمَلٌ هل يَضُرُّ مع الإِيمان ذَنْبٌ؟ فقال ابن عمر: عَشِّ ولا تَغْتَرَّ، ثم سأَل ابنَ عباس فقال مثلَ ذلك؛ هذا مَثَلٌ للعرب تَضْربُه في التَّوْصِية بالاحتِياط والأَخْذِ بالحَزْم، وأَصلُه أَن رجلاً أَراد أَن يَقْطَع مَفازَة بإبلِه ولم يُعَشِّها، ثقة على ما فيها (* قوله« ثقة على ما فيها إلخ» هكذا في الأصل الذي بايدينا، وفي النهاية: ثقة بما سيجده من الكلأ، وفي التهذيب: فاتكل على ما فيها إلخ.) من الكَلإِ، فقيل له: عَشِّ إِبلَك قبل أَن تُفَوِّزَ وخُذْ بالاحتياط، فإِن كان فيها كلأٌ يَضُرَّك ما صنَعْتَ، وإِن لم يكن فيها شيءٌ كنتَ قد أَخَذْت بالثِّقة والحَزْم، فأَراد ابن عمر بقوله هذا اجتَنِبِ الذنوبَ ولا تَرْكبْها اتِّكالاً على الإِسلام، وخُذْ في ذلك بالثِّقة والاحتياط؛ قال ابن بري: معناه تَعَشَّ إِذا كنتَ في سَفَرٍ ولا تَتَوانَ ثِقةً منك أَنْ تتَعَشَّى عند أَهلِكَ، فلَعَلَّك لا تَجِدُ عندهم شيئاً.
وقال الليث: العَشْوُ إِتْيانُكَ ناراً تَرْجُو عندها هُدًى أَو خَيْراً، تقول: عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً وعُشُوّاً، والعاشِية: كل شيءٍ يعشُو بالليلِ إِلى ضَوءِ نارٍ من أَصنافِ الخَلقِ الفَراشِ وغيرِه، وكذلك الإِبل العَواشِي تَعْشُو إِلى ضَوءِ نارٍ؛ وأَنشد: وعاشِيةٍ حُوشٍ بِطانٍ ذَعَرْتُها بضَرْبِ قَتِيلٍ، وَسْطَها، يَتَسَيَّفُ قال الأَزهري: غَلِطَ في تفسير الإِبلِ العَواشي أَنها التي تَعْشُو إِلى ضَوْءِ النارِ، والعَواشي جمعُ العاشِية، وهي التي تَرْعى ليلاً وتتَعَشَّى، وسنذكرها في هذا الفصل: والعُشْوة والعِشْوة: النارُ يُسْتَضاءُ بها.
والعاشِي: القاصِدُ، وأَصلُه من ذلك لأَنه يَعْشُو إِليه كما يَعْشُو إِلى النار؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: شِهابي الذي أَعْشُو الطريقَ بضَوْئِه ودِرْعي، فَلَيلُ الناسِ بَعْدَك أَسْوَدُ والعُشْوة: ما أُخِذَ من نارٍ ليُقْتَبس أَو يُسْتَضاءَ به. أَبو عمرو: العُشْوة كالشُّعْلة من النارِ؛ وأَنشد: حتى إِذا اشْتالَ سُهَيْلٌ بسَحَرْ، كعُشْوةِ القابِسِ تَرْمي بالشَّرر قال أَبو زيد: ابْغُونا عُشْوةً أَي ناراً نَسْتَضيءُ بها. قال أَبو زيد: عَشِيَ الرجلُ عن حق أَصحابِه يَعْشَى عَشًى شديداً إِذا ظَلَمَهم، وهو كقولك عَمِيَ عن الحق، وأَصله من العَشَا؛ وأَنشد: أَلا رُبَّ أَعْشى ظالِمٍ مُتَخَمِّطٍ، جَعَلْتُ بعَيْنَيْهِ ضِياءً، فأَبْصَرا وقال: عَشِيَ عليَّ فلانٌ يَعْشَى عَشًى، منقوص، ظَلَمَني.
وقال الليث: يقال للرجال يَعْشَوْنَ، وهُما يَعْشَيانِ، وفي النساء هُنَّ يَعْشَيْن، قال: لمَّا صارت الواو في عَشِيَ ياءً لكَسْرة الشين تُرِكَتْ في يَعْشَيانِ ياءً على حالِها، وكان قِياسُه يَعْشَوَانِ فتَرَكوا القياس، وفي تثنية الأَعْشى هما يَعْشَيانِ، ولم يقولوا يَعْشَوانِ لأَنَّ الواو لمَّا صارت في الواحد ياءً لكَسْرة ما قَبْلَها تُرِكَت في التَّثْنية على حالها، والنِّسْبة إِلى أَعْشى أَعْشَويٌّ، وإِلى العَشِيَّةِ عَشَوِيٌّ.والعَشْوَةُ والعُشْوَةُ والعِشْوَةُ: رُكوبُ الأَمْر على غير بيانٍ.
وأَوْطأَني عَشْوَةً وعِشْوَةً وعُشْوة: لبَسَ عليَّ، والمعنى فيه أَنه حَمَله على أَن يَرْكَب أَمراً غيرَ مُسْتَبينِ الرشد فرُبَّما كان فيه عَطَبُه، وأَصله من عَشْواءِ الليل وعُشْوَتِه مثلُ ظَلْماءِ الليل وظُلْمَته، تقول: أَوْطَأْتَني عَشْوَةً أَي أَمْراً مُلْتَبِساً، وذلك إِذا أَخْبَرْتَه بما أَوْقَعْتَه به في حَيْرَةٍ أَو بَلِيَّة.
وحكى ابن بري عن ابن قتيبة: أَوطَأْته عَشْوة أَي غَرَرْته وحَمَلْته على أَن يَطَأَ ما لا يُبْصِرُه فرُبَّما وقع في بِئْرٍ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: خَبَّاط عَشَوات أَي يَخْبِطُ في الظَّلامِ والأَمر المُلْتَبِس فيَتَحَيَّر.
وفي الحديث: يا مَعْشَرَ العَرَب احْمَدُوا اللهَ الذي رَفَعَ عنكمُ العُشْوَةَ؛ يريد ظُلْمة الكُفْرِ كُلَّما ركِبَ الإِنسانُ أَمراً بجَهْلٍ لا يُبْصرُ وجْهَه، فهو عُشْوة من عُشْوة اللَّيْلِ، وهو ظُلْمة أَوَّله. يقال: مَضى من اللَّيْلِ عَشْوة، بالفتح، وهو ما بين أَوَّلِه إِلى رُبْعه.
وفي الحديث: حتى ذَهَبَ عَشْوَةٌ من اللَّيْلِ.
ويقال: أَخَذْتُ عَلَيْهم بالعَشْوة أَي بالسَّوادِ من اللَّيل.
والعُشوة، بالضم والفتح والكسر: الأَمْرُ المُلْتَبس.
وركب فلانٌ العَشْواءَ إِذا خَبَطَ أَمرَه على غيرِ بَصِيرة.
وعَشْوَةُ اللَّيْلِ والسَّحَر وعَشْواؤه: ظُلْمَتُه.
وفي حديث ابن الأكوع: فأَخَذَ عَلَيْهِمْ بالعَشْوةِ أَي بالسَّوادِ من اللَّيْلِ، ويُجْمَع على عَشَواتٍ.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، كان في سَفَر فاعْتَشى في أَوَّلِ اللَّيْلِ أَي سار وقتَ العِشاء كما يقال اسْتَحَر وابْتَكَر.
والعِشاءُ: أَوَّلُ الظَّلامِ من اللَّيْلِ، وقيل: هو من صلاةِ المَغْرِب إِلى العَتَمة.
والعِشاءَانِ: المَغْرِب والعَتَمة؛ قال الأَزهري: يقال لصلاتي المَغْرِب والعِشاءِ العِشاءَانِ، والأَصلُ العِشاءُ فغُلِّبَ على المَغْرِب، كما قالوا الأَبَوان وهما الأَبُ والأُمُّ، ومثله كثير.
وقال ابن شميل: العِشاءُ حينَ يُصَلّي الناسُ العَتَمة؛ وأَنشد: ومحوّل مَلَثَ العِشاءِ دَعَوْتُه، والليلُ مُنْتَشِرُ السَّقِيط بَهِيمُ (* قوله« ومحوّل» هكذا في الأصل.) قال الأَزهري: صَلاةُ العِشاءِ هي التي بعدَ صلاةِ المَغْرِب، ووَقْتُها حينَ يَغِيبُ الشَّفَق، وهو قوله تعالى: ومن بعد صلاةِ العِشاءِ.
وأَما العَشِيُّ فقال أَبو الهيثم: إِذا زالت الشَّمْسُ دُعِي ذلك الوقتُ العَشِيَّ، فَتَحَوَّلَ الظلُّ شَرْقِيّاً وتحوَّلت الشمْسُ غَرْبيَّة؛ قال الأَزهري: وصلاتا العَشِيِّ هما الظُّهْر والعَصْر.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: صلى بنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إحْدى صلاتَي العشيِّ، وأَكْبَرُ ظَني أَنها العَصْر، وساقه ابن الأَثير فقال: صَلى بنا إحْدى صلاتي العَشِيِّ فسَلَّم من اثْنَتَيْن، يريدُ صلاةَ الظُّهْر أَو العَصْر؛ وقال الأَزهري: يَقَع العشيُّ على ما بَيْنَ زَوالِ الشمْسِ إلى وَقْت غُروبها، كل ذلك عَشِيٌّ، فإذا غابَتِ الشَّمْسُ فهو العِشاءُ، وقيل: العَشِيُّ منْ زَوالِ الشَّمْس إِلى الصَّباح، ويقال لِما بين المَغْرِب والعَتَمة: عِشاءٌ؛ وزعم قوم أَنَّ العشاء من زَوال الشمس إِلى طُلوع الفَجْر، وأَنشدوا في ذلك: غَدَوْنا غَدْوَةً سَحَراً بليْلٍ عِشاءً، بعدَما انْتَصف النَّهارُ وجاء عَشْوةَ أَي عِشاءً، لا يتمكَّن؛ لا تقول مضتْ عَشْوَةٌ.
والعَشِيُّ والعَشِيَّةُ: آخرُ النهار، يقال: جئتُه عَشِيَّةً وعَشِيَّةً؛ حكى الأَخيرةَ سيبويه.
وأَتَيْتُه العَشِيَّةَ: ليوْمِكَ، وآتيه عَشِيَّ غدٍ، بغير هاءٍ، إِذا كان للمُسْتَقبل، وأَتَيتك عَشِيّاً غير مضافٍ، وآتِيه بالعَشِيِّ والغد أَي كلَّ عَشيَّة وغَداةٍ، وإِني لآتيه بالعشايا والغَدايا.
وقال الليث: العَشِيُّ، بغير هاءٍ، آخِرُ النهارِ، فإِذا قلت عَشية فهو لِيوْم واحدٍ، يقال: لقيته عَشِيَّةَ يوم كذا وكذا، ولَقِيته عَشِيَّةَ من العَشِيّات، وقال الفراء في قوله تعالى: لم يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّة أَو ضُحاها، يقول القائلُ: وهل للعَشِيَّة ضُحًى؟ قال: وهذا جَيِّد من كلام العرب، يقال: آتِيك العَشِيَّةَ أَو غداتَها، وآتيك الغَداةَ أَو عَشِيَّتَها، فالمعنى لم يَلْبثوا إِلاَّ عَشِيَّة أَو ضُحى العَشِيَّة، فأَضاف الضُّحى إِلى العَشِيَّة؛ وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي: أَلا لَيتَ حَظِّي من زِيارَةِ أُمِّيَهْ غَدِيَّات قَيْظٍ، أَو عَشِيَّات أَشْتِيَهْ فإِنه قال: الغَدَوات في القَيْظ أَطْوَلُ وأَطْيَبُ، والعَشِيَّاتُ في الشِّتاءِ أَطولُ وأَطيبُ، وقال: غَدِيَّةٌ وغَدِيَّات مثلُ عَشِيَّةٍ وعَشِيَّات، وقيل: العَشِيُّ والعَشِيَّة من صلاةِ المَغْرِب إلى العَتمة، وتقول: أَتَيْتُه عَشِيَّ أَمْسِ وعَشِيَّة أَمْسِ.
وقوله تعالى: ولهمْ رزْقُهمْ فيها بُكرَةً وعَشِيَّاً، وليسَ هُناك بُكْرَةٌ ولا عَشِيٌّ وإنما أَراد لهُم رزْقُهُم في مِقْدار، بين الغَداةِ والعَشِيِّ، وقد جاء في التَّفْسِير: أَنَّ معْناه ولهُمْ رِزْقُهُم كلَّ ساعةٍ، وتصٌغِيرُ العَشِيِّ عُشَيْشِيانٌ، على غير القياس، وذلك عند شَفىً وهو آخِرُ ساعةٍ من النَّهار، وقيل: تصغير العَشِيِّ عُشَيَّانٌ، على غير قياس مُكَبَّره، كأنهم صَغَّروا عَشيْاناً، والجمع عُشَيَّانات.
ولَقِيتُه عُشَيْشِيَةً وعُشَيْشِيَاتٍ وعُشَيْشِياناتٍ وعُشَيَّانات، كلُّ ذلك نادر، ولقيته مُغَيْرِبانَ الشَّمْسِ ومُغَيْرِباناتِ الشَّمْسِ.
وفي حديث جُنْدَب الجُهَني: فأَتَيْنا بَطْنَ الكَديد فنَزَلْنا عُشَيْشِيَةً، قال: هي تصغير عَشِيَّة على غير قياس، أُبْدلَ من الياء الوُسْطى شِينٌ كأَنّ أَصلَه عُشَيِّيةً.
وحكي عن ثعلب: أَتَيْتُه عُشَيْشَةً وعُشَيْشِياناً وعُشيَّاناً، قال: ويجوز في تَصْغيرِ عَشِيَّةٍ عُشَيَّة وعُشَيْشِيَةٌ. قال الأَزهري: كلام العرب في تصغير عَشِيَّة عُشَيْشِيَةٌ، جاء نادراً على غير قياس، ولم أَسْمَع عُشَيَّة في تصغير عَشيَّة، وذلك أَنَّ عُشَيَّة تصْغِيرُ العَشْوَة، وهو أَولُ ظُلْمة الليل، فأَرادوا أَن يَفْرُقوا بين تصغير العَشِيَّة وبين تَصغير العَشْوَة؛ وأَمَّا ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:هَيْفاءُ عَجْزاءُ خَرِيدٌ بالعَشِي، تَضْحَكُ عن ذِي أُشُرٍ عَذْبٍ نَقِي فإنه أَراد باللَّيل، فإمَّا أَن يكون سَمَّى الليلَ عَشِياً لمَكانِ العِشاء الذي هو الظلمة، وإمَّا أَن يكون وضع العَشِيَّ موضِعَ الليل لقُرْبِه منه من حيث كانَ العَشِيُّ آخِرَ النَّهار، وآخرُ النَّهارِ مُتَّصِلٌ بأَوَّل الليل، وإنما أَرادَ الشاعرُ أَنْ يُبالغَ بتَخَرُّدِها واسْتِحيائِها لأنَّ الليلَ قد يُعْدَمُ فيه الرُّقَباءُ والجُلَساءُ، وأَكثرُ من يُسْتَحْيا منه، يقول: فإذا كان ذلك مع عدم هَؤُلاء فما ظَنُّكَ بتَخَرُّدِها نَهاراً إذا حَضَرُوا ؟ وقد يجوز أَن يُعْنَى به اسْتِحياؤها عند المُباعَلَة لأَنَّ المُباعَلَة أَكثرُ ما تكون لَيْلاً.
والعِشْيُ: طَعامُ العَشىّ والعِشاءِ، قلبت فيه الواوُ ياءً لقُرْب الكسرة.
والعَشاءُ: كالعِشْيِ، وجَمعه أَعْشِيَة.
وعَشِيَ الرجلُ يَعْشَى وعَشا وتَعَشَّى،كلُّه: أَكلَ العَشاء فهو عاشٍ.
وعَشَّيْتِ الرجلَ إذا أَطْعَمته العَشاءَ، وهو الطعام الذي يُؤكَلُ بعد العِشاء.
ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم إذا حَضَر العَشاءُ والعِشاءُ فابْدَؤوا بالعَشاءِ؛ العَشاء، بالفتح والمدِّ: الطعامُ الذي يؤكَلُ عند العِشاء، وهو خِلاف الغَداءِ وأَزاد بالعِشاءِ صلاةَ المغرب، وإنما قدَّم العَشاء لئلاَّ يَشْتَغِل قلْبُه به في الصلاة، وإنما قيل انها المغرب لأنها وقتُ الإفطارِ ولِضِيقِ وقتِها. قال ابن بري: وفي المثل سَقَطَ العَشاءُ به على سِرْحان؛ يضرب للرجُلِ يَطْلُب الأمر التَّافِه فيقَع في هَلَكةٍ، وأَصله أَنَّ دابَّة طَلبَت العَشاءَ فَهَجََمَتْ على أَسَدٍ.
وفي حديث الجمع بعَرفة: صلَّى الصَّلاتَيْن كلُّ صلاةٍ وحْدها والعَشاءُ بينهما أَي أَنه تَعَشَّى بين الصَّلاتَيْن. قال الأصمعي: ومن كلامهم لا يَعْشَى إلا بعدما يَعْشُو أَي لا يَعْشَى إلا بعدما يَتَعَشَّى .
وإذا قيل: تَعَشَّ، قلتَ: ما بي من تَعَشٍّ أَي احتياج إلى العَشاءِ، ولا تقُلْ ما بي عَشاءٌ.
وعَشَوْتُ أَي تَعَشَّيْتُ.
ورجلٌ عَشْيانٌ: مُتَعَشٍّ، والأَصل عَشْوانٌ، وهو من باب أَشاوَى في الشُّذُوذِ وطَلَب الخِفَّة. قال الأزهري: رجلٌ عَشْيان وهو من ذوات الواوِ لأنه يقال عَشَيته وعَشَوته فأَنا أَعْشُوه أَي عَشَّيْته، وقد عشِيَ يعشَى إذا تَعشَّى.
وقال أَبو حاتم: يقال من الغَداء والعَشاء رجلٌ غَدْيان وعَشْيان، والأصل غَدْوان وعَشْوان لأنَّ أَصْلَهُما الواوُ، ولكن الواوُ تُقْلَب إلى الياء كثيراً لأن الياء أَخفُّ من الواوِ.
وعَشاه عَشْواً وعَشْياً فتَعَشَّى: أَطْعَمَهُ العَشاءَ، الأَخيرةُ نادرةٌ؛ وأَنشد ابن الأعرابي: قَصَرْنا عَلَيْه بالمَقِيظِ لِقاحَنَا، فَعَيَّلْنَه من بَينِ عَشْيٍ وتَقْييلِ (* قوله «فعيلنه إلخ» هكذا في الأصول.) وأَنشد ابن بري لقُرْط بن التُّؤام اليشكري: كاتَ ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من هَجْمَةٍ، كفَسِيلِ النَّخلِ دُرَّارِ وعَشَّاهُ تَعْشِية وأَعْشاه: كَعَشاه قال أَبو ذؤيب: فأَعْشَيْتُه، من بَعدِ ما راثَ عِشْيُهُ، بسَهْمٍ كسَيْرِ التَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ عدّاه بالباء في معنى غَذََّيْتُه.
وعَشَّيْتُ الرجُل: أَطْعَمْتُهُ العَشاءَ.
ويقال: عَشِّ إِبِلَكَ ولا تَغْتَرَّ؛ وقوله: باتَ يُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ، يَقْصِدُ في أَسْؤُقِها، وجائِرِ أَي أَقامَ لهَا السَّيْفَ مُقامَ العَشاءِ. الأَزهري: العِشْيُ ما يُتَعَشَّى به، وجَْمْعه أَعْشاء؛ قال الحُطَيْئة: وقَدْ نَظَرْتُكُمُ أَعْشاءَ صادِرَةٍ للْخِمْسِ، طالَ بها حَوْزي وتَنْساسِي قال شمر: يقولُ انْتَظَرْتُكُمُ انْتِظارَ إبِلٍ خَوامِسَ لأَنَّها إذا صَدَرَتْ تَعَشَّت طَويلاً، وفي بُطونِها ماءٌ كثيرٌ، فهي تَحْتاجُ إلى بَقْلٍ كَثِيرٍ، وواحدُ الأَعْشاء عِشْيٌ.
وعِشْيُ الإبلِ: ما تَتَعشَّاه، وأَصلُه الواو.
والعَواشِي: الإبل والغَنم التي تَرْعَى بالليلِ، صِفَةٌ غالبَةٌ والفِعْلُ كالفِعْل؛ قال أَبو النجم: يَعْشَى، إذا أَظْلَم، عن عَشائِه، ثم غَدَا يَجْمَع من غَدائِهِ يقول: يَتَعَشَّى في وقت الظُّلْمة. قال ابن بري: ويقال عَشِيَ بمعنى تَعَشَّى.
وفي حديث ابن عمر: ما مِنْ عاشِيَةٍ أَشَدَّ أَنَقاً ولا أَطْولَ شِبَعاً مِنْ عالِمٍ مِن عِلْمٍ؛ العاشية: التي تَرْعَى بالعَشِيِّ من المَواشِي وغيرِها. يقال: عَشِيَت الإبلُ و وتَعَشَّتْ؛ المعنى: أَنَّ طالِبَ العِلْمِ لا يكادُ يَشْبَعُ منه، كالحديث الآخر: مَنْهُومانِ لا يَشْبَعانِ: طالِبُ عِلْمٍ وطالِبُ دُنْيا.
وفي كتاب أَبي موسى: ما مِنْ عاشِية أَدوَمُ أَنقاً ولا أَبْعَدُ مَلالاً من عاشيةِ عِلْمٍ.
وفسره فقال: العَشْوُ إتْيانُكَ ناراً تَرْجُو عندَها خيراً. يقال: عَشَوْتُه أَعْشُوه، فأَنا عاشٍ من قوم عاشِية، وأراد بالعاشية هَهُنا طالبي العِلْمِ الرَّاجينَ خيرَه ونَفْعَه.
وفي المثل: العاشِيةُ تَهِيجُ الآبِيَةَ أَي إذا رَأتِ التي تأَبَى الرَّعْيَ التي تَتَعَشَّى هاجَتْها للرَّعْي فرَعَتْ معها؛ وأنشد: تَرَى المِصَكَّ يَطْرُدُ العَواشِيَا: جِلَّتَها والأُخرَ الحَواشِيَا وبَعِيرٌ عَشِيٌّ: يُطِىلُ العَشاءَ؛ قال أَعْرابيٌّ ووصف بَعىرَه: عريضٌ عَروُضٌ عَشِيٌّ عَطُوّ وعَشا الإبلَ وعَشَّاها: أَرْعاها ليلا.
وعَشَّيْتُ الإبلَ إذا رَعَيْتَها بعد غروب الشمس.
وعَشِيَت الإبلُ تَعْشَى عشًى إذا تَعشَّت، فهي عاشِية.
وجَمَلٌ عَشٍ وناقة عَشِيَة: يَزيدان على الإبلِ في العَشاء، كلاهُما على النَّسَب دون الفعل؛ وقول كُثَيِّر يصف سحاباً: خَفِيٌّ تَعَشَّى في البحار ودُونَه، من اللُّجِّ، خُضْرٌ مُظْلِماتٌ وسُدَّفُ إنما أَراد أَنَّ السحابَ تَعَشَّى من ماء البحر، جَعَلَه كالعَشاءِ له؛ وقول أُحَيْحَةَ بنِ الجُلاح: تَعَشَّى أَسافِلُها بالجَبُوب، وتأْتي حَلُوبَتُها من عَل يعني بها النخل، يعني أَنها تَتَعَشَّى من أَسفل أَي تَشْرَبُ الماءَ ويأْتي حَمْلُها من فَوْقُ، وعَنى بِحَلُوبَتِها حَمْلَها كأَنه وَضَعَ الحَلُوبة موضعَ المَحْلُوب.
وعَشِيَ عليه عَشًى: ظَلَمه.
وعَشَّى عن الشيء: رَفَقَ به كَضَحَّى عنه.
والعُشْوان: ضَرْبٌ من التَّمْرِ أَو النَّخْلِ.
والعَشْواءُ، مَمْدودٌ: صربٌ من متأخِّر النخلِ حَمْلاً.

حبن (لسان العرب) [1]


الحَبَنُ: داءٌ يأْخذ في البطن فيعظُم منه ويَرِمُ، وقد حَبِنَ، بالكسر، يَحْبَنُ حَبَناً، وحُبِن حَبْناً وبه حَبَنٌ.
ورجل أَحْبَنُ، والأَحْبَنُ: الذي به السِّقْيُ.
والحَبَنُ: أَن يكون السِّقْيُ في شَحْم البطن فيعظم البطن لذلك، وامرأَةٌ حَبْناء.
ويقال لمن سَقَى بطنُه: قد حَبِنَ.
وفي الحديث: أَن رجلاً أَحْبَنَ أَصاب امرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النخل؛ الأَحْبَنُ: المُسْتَسْقي، من الحَبَن، بالتحريك، وهو عِظَمُ البطن؛ ومنه الحديث: تَجَشّأَ رجلٌ في مجلسٍ، فقال له رجلٌ: دَعَوْتَ على هذا الطعامِ أَحداً؟ قال: لا، قال: فجعله الله حَبَناً وقُداداً؛ القُدادُ وجعُ البَطْن.
وفي حديث عروة: أَن وَفْدَ أَهل النار يرجعون زُبّاً حُبْناً؛ الحُبْنُ: جمعُ الأَحْبَنِ؛ وفي شعر جَنْدَل الطُّهَويّ: وعُرّ عَدْوَى من . . . أكمل المادة شُغافٍ وجَبَنْ قال: الحَبَنُ الماءُ الأَصْفَرُ.
والحَبْناءُ من النِّساء: الضخمةُ البطنِ تشبيهاً بتلك.
وحَبِنَ عليه: امتلأَ جوفُه غضباً. الأَزهري: وفي نوادر الأَعراب قال: رأَيت فلاناً مُحْبَئِنّاً ومُقْطَئِرّاً ومُصْمَعِدّاً أَي ممتلِئاً غضباً.
والحِبْنُ: ما يَعْتَري في الجسد فيقِيحُ ويَرِمُ، وجمعُه حُبونٌ.
والحِبْنُ: الدُّمَّلُ، وسمِّي الحِبْنُ دُمَّلاً على جهة التفاؤل، وكذلك سمّي السِّحْر طَبّاً.
وفي حديث ابن عباس: أَنه رخَّصَ في دمِ الحُبونِ، وهي الدَّمامِيل، واحدُها حِبْنٌ وحِبْنةٌ، بالكسر، أَي أَن دَمَها معفُوٌّ عنه إذا كان في الثوب حالةَ الصلاة. قال ابن بُزُرْج: يقال في أَدْعية من القوم يَتَداعَوْن بها صَبَّ الله عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ ماخِضاً، يَعْنونَ الدماميلَ.
والحِبْنُ والحِبْنةُ: كالدُّمَّل.
وقَدَمٌ حَبْناءُ: كثيرة لحمِ البَخَصةِ حتى كأَنها وَرِمةٌ.
والحِبْنُ: القِرْدُ؛ عن كراع.
وحَمامةٌ حَبْناءُ: لا تَبيضُ.
وابن حَبْناءَ: شاعرٌ معروف، سمّي بذلك.
وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن، وقيل: هي أُنثى الحِرْباء.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه رأَى بلالاً وقد خرج بطنُه فقال: أُمُّ حُبَيْنٍ، تَشْبيهاً له بها، وهذا من مَزْحِه، صلى الله عليه وسلم، أَراد ضِخَمَ بطنِه؛ قال أَبو ليْلى: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة على قدر الخُنْفُساء يلعب بها الصبيان ويقولون لها: امَّ حُبَيْنٍ، انْشُرِي بُرْدَيْكِ، إنَّ الأَميرَ والجٌ عليكِ، ومُوجِع بسَوْطِه جَنْبَيْكِ فتنْشُر جَناحَيْها؛ قال رجل من الجنّ فيما رواه ثعلب: وأُمّ حُبَيْنٍ قد رَحَلْتِ لحاجةٍ برَحْلٍ عِلافِيٍّ، وأَحْقَبْتِ مِزْوَداً.
وهُما أُمَّآ حُبَيْنٍ، وهنّ أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، بإفراد المضاف إليه؛ وقول جرير: يقولُ المُجْتَلون عَروس تَيْم سَوىً أُمُّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فيل. إنما أَراد أُمّ حُبَيْن، وهي معرفة، فزاد اللام فيها ضرورة لإقامة الوزن، وأَراد سواء فقصر ضرورة أَيضاً.
ويقال لها أَيضاً حُبَيْنة؛ وأَنْشد ابن بري: طَلَعْتُ على الحَرْ بِيّ يَكْوي حُبَيْنةً بسَبْعةِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ. الجوهري: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبةً، وهي مَعْرِفة مثل ابن عِرْس وأُسامةَ وابن آوى وسامِّ أَبْرَصَ وابن قِتْرة إلا أَنه تعريفُ جنسٍ، وربما أُدْخِل عليه الأَلفُ واللام، ثم لا تكون بحذف الأَلف واللام منها نكرةً، وهو شاذٌّ؛ وأَورد بيت جرير أَيضاً: شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فِيل.
وقال ابن بري في تفسيره: يقول: شَواها شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُها رأْسُ فِيل، قال: وأُمُّ حُبَيْنٍ وأُمُّ الحُبَيْن مما تَعاقَب عليه تعريفُ العلمية وتعريفُ اللام، ومثله غُدْوة والغُدْوة، وفَيْنة والفَيْنة، وهي دابَّة على قدر كف الإنسان؛ وقال ابن السكيت: هي أَعْرَضُ من الغَطاء وفي رأْسِها عِرَضٌ؛ وقال ابن زياد: هي دابَّة غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ وهي بقدر الضِّفْدَعة التي ليست بضَخْمة، فإذا طَرَدها الصِّبْيان قالوا لها: أُمَّ الحُبَيْنِ، انْشُرِي بُرْدَيكِ، إن الأَميرَ ناظرٌ إليكِ. فيطردونها حتى يُدْرِكها الإعْياء، فحينئذ تقف على رِجْلَيْها منتصبةً وتَنْشُر لها جَناحَيْن أَغْبَرَيْن على مِثْلِ لَوْنها، وإذا زادُوا في طَرْدِها نشرت أَجنحة كُنَّ تحت ذَيْنِك الجناحين لم يُرَ أَحسَنُ لوناً منهن، ما بين أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ وهنَّ طرائقُ بعضُهن فوق بعض كثيرة جدّاً، وهي في الرِّقَّة على قدرِ أَجْنِحة الفَراشِ، فإذا رآها الصبيان قد فعلت ذلك تركوها، ولا يوجد لها ولد ولا فَرْخ؛ قال ابن حمزة: الصحيح عندي أَن هذه الصفة صفة أُمّ عُوَيْفٍ؛ قال ابن السكيت: أُمُّ عُوَيْفٍ دابَّةٌ صغيرةٌ ضخمةُ الرأْسِ مخضرَّة، لها ذنبٌ ولها أَربعةُ أَجْنِحةٍ، منها جناحان أَخْضَران، إذا رأَت الإنسان قامت على ذنبها ونشَرت جَناحَيْها؛ قال الآخر: يا أُمَّ عَوْفٍ انْشُري بُرْدَيْكِ، إنَّ الأَميرَ واقفٌ عليكِ، وضاربٌ بالسَّوْطِ مَنْكِبَيْكِ ويروى: أُمَّ عُوَيْفٍ، قال: وهذه الأَسماء (* قوله «وهذه الأسماء إلخ» هكذا في الأصل ولم نعثر عليها في المحكم ولا التهذيب والصحاح). التي تُكْتبُ بها هذه المعارف وأُضيفت إليها غير معرِّفة لها؛ قال الطرماح: كأُمّ حُبَيْنٍ لم ترَ الناسُ غيرَها، وغابَتْ حُبَيْنٌ حينَ غابَتْ بنُو سَعْد.
ومثله لأَبي العلاء المعرِّي: يَتَكَنَّى أبا الوَفاءِ رجالٌ ما وجَدنا الوَفاءَ إلاَّ طَرِيحا وأَبو جَعْدة ذُؤالةُ، مَن جَعْــ ـدةُ؟ لا زال حاملاً تَتْرِيحَا وابنَ عِرْس عَرَفْتُ، وابنَ بَريحٍ، ثم عِرْساً جَهِلْته وبَريحا.
وأَما ابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ فنكرتان يتعرَّفان بالأَلف واللام تعريف جنس.
وفي حديث عقبة: أَتِمُّوا صلاتكم ولا تصلُّوا صلاة أُمِّ حُبَيْنٍ؛ قال ابن الأَثير: هي دُوَيْبة كالحِرْباء عظيمةُ البطنِ، إذا مَشَتْ تُطَأْطِئ رأْسَها كثيراً وترفعُه لعِظَم بطنها، فهي تقعُ على رأْسها وتقومُ، فشبَّه بها صلاتَهم في السجود مثل الحديث الآخر: في نَقْرة الغراب.
والحَبْنُ: الدِّفْلى (* قوله «والحبن الدفلى» في القاموس: والحبن بالفتح شجر الدفلى، وضبط في التكملة والمحكم بالتحريك).
وقال أَبو حنيفة: الحَبَنُ شجرة الدِّفْلى، أَخْبر بذلك بعضُ أَعراب عُمانَ.
والحُبَيْنُ وحَبَوْنَنٌ وحِبَوْنَنٌ: أَسماء.
وحَبَوْنَن: اسمُ واد؛ عن السيرافي، وقيل: هو اسم موضع بالبحرين، وروى ثعلب: حَبَوْنَى، بأَلف غير منونة؛ وأَنشد: خَلِيلَيَّ، لا تسْتَعْجِلا وتَبَيَّنا بِوادِي حَبَوْنَى، هل لهنَّ زَوالُ؟ ولا تَيْأَسا من رحمةِ الله، وادْعُوَا بوادِي حَبَوْنَى أَن تَهُبَّ شَمالُ. قال: والأَصل حَبَوْنَنٌ، وهو المعروف، وإنما أَبدل النون أَلفاً لضرورة الشعر فأَعلَّه؛ قال وَعْلة الجرمي: ولقد صَبَحتُكُم ببَطْنِ حَبَوْنَنٍ، وعلَيَّ إن شاء الإلهُ ثَناءُ.
وقال أَبو الأَخْزَر الحُمَّاني: بالثَّنْيِ من بِئْشةَ أَو حَبَوْنَن وأَنشد ابن خالويه: سَقى أَثْلَةٌ بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ، من الصَّيفِ، زَمْزامُ العشِيّ صَدُوق.

خبط (العباب الزاخر) [1]


البعير الأرض بيده يخبطها خبطاً: ضربها ومنه قليل: خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف؛ تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئاً: قال زهير بن أبي سلمى:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب      تمته ومن تخطى يعمر فـيهـرم

وفي حديث علي -رضى الله عنه-: خباط عشوات، أي يخبط في ظلمات.
وخابط العشوة: نحو واطئ العشوة وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل؛ وربما تردى في بئر أو سقط على السبع. ويقال: هو يخبط في عمياء: إذا ركب أمراً فهاله. وفي حديث سعد -رضى الله عنه-: لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بأمين "22-أ"، نهى أن تقدم الرجل عند القيام من . . . أكمل المادة السجود. وفي حديث مكحول: انه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لقد عوفيت، لقد دفع عنك، إنها ساعة مخرجهم؛ وفيها ينتشرون؛ وفيها تكون الخبتة. قال شمر: كان مكحول في لسانه لكنه، وإنما أراد: الخبطة. وخبط الرجل: إذا طرح نفسه حيث كان لينام، قال:
بشدخن بالليل الشجاع الخابطا     

وخبطت الشجرة خبطاً: إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها، ومنه الحديث: أن تعضد أو تخبط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ع ض د. والمخبط: العصا التي يخبط بها الورق، ومنه الحديث: أن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حبلى فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت، فحكم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه بغرة.
وقال كثير:
إذا ما رآني بارِزاً حـالَ دونـهـا      بمخبطه يا حسن من أنت ضارب

وقال آخر:
لم تدر ما سا للحمـير ولـم      تضرب بكف مخابط السلم

وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يضر الغبط؟ فقال: لا؛ إلا كما يضر العضاة الخبط.
والمعنى: أن أضرار الغبط لا يبلغ ضرار الحسد، لأنه ليس فيه ما في الحسد من تمني زوال النعمة عن المحسود.
ومثل ما يلحق عمل الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بما يلحق العضاة من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها. وخَبَطْتُ الرَّجُلَ: إذا انعمت عليه من غير معرفةٍ، قال عَلْقَمَةُ بن عبيدة يمدح الحارث بن أبي شمر ويستعطفه لأخيه شأسٍ:
وفي كلَّ حَيَّ قد خَبَطْتَ بِنعْمَةٍ      فَحُقَّ لِشَأسٍ من نَدارك ذَنُوْبُ

فقال الحارث: نضعَمْ وأذْنِنَبة، وكان أسَر شَأسَ بن عبيدة يوم عَيْنِ أُباغَ، فأطلق شأساً وسبعين أسيراً من بني تميم. وخَبَطَه أيضاً: سَأله، وهو مستعار من خبط الورق، قال زهير بن أبى سلمى يمدح هَرمَ بن سِنَانٍ:
وليس مانِعٍ ذي قُربى ولا رَحِـمٍ      يموماً ولا مُعْدِماً من خابطٍ وَرَقا

وقولهم: ما أدري أي خابِطِ لَيلٍ هو؟: أي الناس هو. وقال ابن شُميل: الخَبْطَةُ: الزكام، وقد خُبِطَ الرجل على ما لم يُسَمَّ فاعله-، وقال الليثي: الخَبْطَةُ كالزُّكمِة تصيب في قُبل الشتاء. وقال ابن الأعرابي: الخَبْطَةُ والخِبْطَةُ: بقية الماء في الغدير والحوض والاناء. وقال أبو زيد: الخِبْطَةُ -بالكسر- القليل من اللَّبَن. قال: والخِبْطُ من الماء: الرَّفَضُ، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإناء. قال: وفي القِرْبَةِ خِبطَةٌ من ماءٍ، وهي مثل الجزْعَةِ ونحوها، ولم يعرف له فعلاً. ويقال أيضاً: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ من اللَّيلِ: أي بعد صدرٍ منه. والخِبْطَةٌ أيضاً: القطعة من البيوت والناس، والجمع:خِبَطٌ وخَبَطَ بعيره خَبْطاً: وسمه بالخبَاط -بالكسر- والخِبَاطُ: سمة في الفخذ طويلة عرضاً؛ وهي لبني سعد، قال المنتخل الهذلي:
مَعَابِلَ غير أرصافٍ ولكـن      كُسِيْنَ ظُهَارَ أسْوَدَ كالخِبَاطِ

غير أرصاف: أي ليست بمشدودة بعقب وقال الليث: الخَبِطُ من الخيل والخبوطُ: الذي يَخْبِطُ بيديه أي يضرب بيديه. وقال ابن بُزُرجَ: يقال: عليه خَبْطَةٌ جميلة أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته وقال الليث:: الخَبِيْطُ: حوض قد خَبَطَته الإبلُ حتى هدمته، ويقال: إنما سمي خَبِيْطاً لأنه خُبِطَ طينه بالأرجل عند بنائه، وأنشد:
ونُؤي كأعْضَادِ      الخَبِيْطِ المُهَدمِ

وقال أبو مالك: هو الحَوْضُ الصغير. قال: والخَبيْطُ: لبن رائب أو مَخِيضٌ يصب عليه حليب من لبن ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد:
أو فَيْضَـهُ مـن حـازرٍ خَـبِـيطِ      والخَبِيْطُ من الماء: مثل الصُلْصُلةِ.

وقال ابن عباد: الخُبَّاطُ من السمك: أولاد الكَنْعَدِ الصغار. والخَبَطُ -بالتحريك-: موضع بأرض جهينة بالقَبِليَّةِ على خمسة أيام من المدينة -على ساكنيها السلام- بناحية الساحل.
والخَبَطُ -بالتحريك-: الورق المْخُبْوطُ، فعل بمعنى مفعول، كالهدم والنفض، وقال الدينوري: الخَبَطُ وَرَقُ الشجر ينفض بالمخَابِطِ، ثم يجفف ويطحن ويكون علفاً للإبل يخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء ثم توجره الإبل، وسمي خَبَطاً لأنه يخبط بالعصا حتى ينتثر. وسرية الخَبَطِ: من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أميرها أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- إلى حيَّ من جهينة بالقلّبَليَّة مما يلي ساحل البحر.
وبينها وبين المدينة خمس ليالٍ. فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخَبَطَ. فسموا جَيْسَ لخَبَط وسرية الخَبَطِ. وقال ابن عبادٍ: المخْبِطُ: المُطرِقُ. وقوله تعالى: (لا يقُوموُنَ إلا كما يقوم الذي يَتَخِبَّطُه الشيطان من المَسَّ) أي كما يقوم المجنون في حال جنونه إذا صُرع فسقط، وكل من ضربه البعير بيده فَصرَعه فقد خَبَطَه وتَخَبَّطَه، وقيل: يَتَخَبَّطُه أي يفسده. واخْتَبَطَني فلان: إذا جاءك يطلب معروفك من غير آصرةٍ، قال ابن فارس: الأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يَخْتَبِطَ الأرض؛ ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالباً جدوى: مُخْتَبِطُ، قال:
ومُخْتَبِطٍلم يَلقْ من دُوننا كُـفَـىَ      وذات رَضيْعٍ لم يُنِمها رضيعها

الكُفى: جمع كُفْيَةٍ وهي القُوتُ. وقال لبيد -رضي الله عنه-:
لِيَبك على النُّعْمان شَرب وقَيْيَنةٌ      ومُخْتَبطات كالسَّعَالي أرامِلُ

ويقال: اخْتَبَطَ البعيرُ: أي خَبَطَ، قال جَسّاسُ ابن قُطيبٍ يصف فحلاً"
خَوّى قَليلاً غَيْر ما اخْتباطِ      على مَثَاني عُسُبٍ سِبَاطِ

والتركيب يدل على وَطءٍ وضَربٍ.

فكك (لسان العرب) [1]


الليث: يقال فَكَكْتُ الشيء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ الحَنَكيْنِ تَفْصِل بينهما.
وفَكَكْتُ الشيء: خَلَّصْته.
وكل مشتبكين فصلتهما فقد فَكَكْتَهما، وكذلك التَّفْكِيك. ابن سيده: فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ فصله.
وفَكَّ الرهنَ يَفُكُّه فَكّاً وافْتَكَّه: بمعنى خَلَّصه.
وفَكاكُ الرهن وفِكاكُه، بالكسر: ما فُكَّ به. الأَصمعي: الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال والرَّقَبة.
وفَكَّ يدَه فَكّاً إذا أزال المَفْصِلَ، يقال: أَصابه فَكَكٌ؛ قال رؤبة: هاجَكَ من أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ وفَكُّ الرقبة: تخليصُها من إسار الرِّق.
وفَكُّ الرهن وفَكاكُه: تخليصه من غَلَق الرهن.
ويقال: هَلُمَّ فَكاكَ وفِكاكَ رَهْنِك.
وكل شيء أَطلقته فقد فَكَكْتَه.
وفلان يسعى في فِكاكِ رَقبته، وانْفَكَّت رقبته من الرق، وفَكَّ الرقبةَ يفُكُّها فَكّاً: أَعتقها، وهو . . . أكمل المادة من ذلك لأَنها فصلت من الرق.
وفي الحديث: أَعْتِق النَّسَمَة وفُكَّ الرقبة، تفسيره في الحديث: أَن عتق النسمة أَن ينفرد بعتقها، وفَكّ الرقبةِ: أَن يُعِينَ في عتقها، وأَصل الفَك الفصلُ بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض.
وفَكَّ الأَسيرَ فَكّاً وفَكاكَةً: فصله من الأَسْر.
والفِكاكُ والفَكاكُ: ما فُكَّ به.
وفي الحديث: عُودُوا المريض وفُكُّوا العانيَ أَي أَطْلقُوا الأَسير، ويجوز أَن يريد به العتق.
وفَكَكْتُ يدَه فَكّاً، وفَكَّ يدَه: فتحها عما فيها.
والفَكُّ في اليد: دون الكسر.
وسقط فلان فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه إذا انفرجت وزالت.
والفَكَكُ: انفساخ القَدَم، وأَنشد قول رؤبة: كمنهاض الفكك؛ قال الأَصمعي: إنما هو الفَكُّ من قولك فَكه يَفُكُّه فَكّاً، فأَظهر التضعيف ضرورة.
وفي الحديث: أَنه ركب فرساً فصَرَعه على جِذْم نخلةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه؛ الانْفِكاكُ: ضرب من الوَهْنِ والخَلْع، وهو أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عن بعض.
والفَكَكُ، وفي المحكم: والفَكُّ انفراجُ المَنْكِب عن مفصله استرخاء وضعفاً؛ وأَنشد الليث: أَبَدُّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَفَكِّ ويقال: في فلان فَكَّة أَي استرخاء في رأيه؛ قال أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ: الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من الـ إشْفاقِ والفَكَّةِ والهاعِ ورجل أَفَكُّ المَنْكِب وفيه فَكَّة أَي استرخاء وضعف في رأيه.
والأَفَكُّ: الذي انفرج منكبه عن مفصله ضعفاً واسترخاء، تقول منه: ما كنتَ أَفَكَّ ولقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً.
والفَكَّة أيضاً: الحُمْق مع استرخاء.
ورجل فاكٌّ: أَحمق بالغ الحُمْق، ويُتْبَع فيقال: فاكٌّ تاكٌّ، والجمع فِكَكَة وفِكاكٌ؛ عن ابن الأعَرابي.
وقد فَكُكْتَ وفَكِكْتَ وقد حَمُقْتَ وفَكُكْتَ، وبعضهم يقول فَكِكْتَ، ويقال: ما كنت فاكّاً ولقد فَكِكْتَ، بالكسر، تَفَكُّ فَكَّةً.
وفلان يتَفَكَّكُ إذا لم يكن به تماسك من حُمْقٍ.وقال النضر: الفاكُّ المُعْيي هُزالاً. ناقة فاكَّة وجمل فاكّ، والفاكُّ: الهَرِمُ من الإبل والناس، فَكَّ يَفُكّ فَكّاً وفُكُوكاً.
وشيخ فاكّ إذا انفرج لَحْياه من الهَرَم.
ويقال للشيخ الكبير: قد فَكَّ وفَرَّجَ، يريدُ فَرَّجَ لَحْيَيْهِ، وذلك في الكبر إذا هَرِم.
وفكَكْتُ الصبيَّ: جعلت الدواء في فيه.
وحكى يعقوب: شيخ فاكٌّ وتاكّ، جعله بدلاً ولم يجعله إتباعاً؛ قال: وقال الحُصَيْني: أَحمق فاكُّ وهاكّ، وهو الذ ي يتكلم بما يَدْري وخطؤه أكثر من صوابه، وهو فَكَّاكٌ هَكَّاك.
والفَكُّ: اللَّحْيُ.
والفَكَّان: اللِّحْيانِ، وقيل: مجتمع اللحيين عند الصُّدغ من أَعلى وأَسفل يكون من الإنسان والدابة. قال أَكْثَمُ بن صَيْفِيّ: مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْهِ، يعني لسانه.
وفي التهذيب: الفَكَّان ملتقى الشِّدْقين من الجانبين.
والفَكُّ: مجتمع الخَطْم.
والأَفَكُّ: هو مَجْمع الخَطْم، وهو مَجْمع الفَكَّيْنِ على تقدير أَفعل.
وفي النوادر: أَفَكَّ الظبيُ من الحبالة إذا وقع فيها تم انفلت، ومثله: أَفْسَحَ الظبيُ من الحبالة.
والفَكَكُ: انكسار الفَكِّ أَو زواله. أَفَكُّ: مكسور الفَكِّ، وانكسر أَحدُ فَكّيْهِ أي لَحْييه؛ وأَنشد: كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ فَأرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ في سُكِّ والفَكَّةُ: نجوم مستديرة بحِيال بنات نَعْش خلف السماك الرَّامِح تسميها الصبيان قصعة المساكين، وسميت قَصْعة المساكين لأَن في جانبها ثُلْمَةً، وكذلك تلك الكواكب المجتمعة في جانب منها فضاء.
ويقال: ناقة مُتَفَكِّكةٌ إذا أَقْرَبَتْ فاسترخى صَلَواها وعَظُم ضَرْعُها ودنا نِتاجها، شبهت بالشيء يُفَكّ فَيَتَفَكَّك أَي يَتَزايل وينفرج، وكذلك ناقة مُفِكَّة قد أَفَكَّتْ، وناقة مُفْكِهَةٌ ومُفْكِةٌ بمعناها، قال: وذهب بعضهم بتَفَكُّكِ الناقة إلى شدة ضَبعَتها؛ وروى الأَصمعي: أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدنـ ـيا، وقامَتْ تَتَفَكَّكْ انفِشاحَ النَّابِ للسَّقـ ـب، متى ما يَدْنُ تحْشِك أَبو عبيد: المُتَفَكِّكةُ من الخيل الوَدِيقُ التي لا تمتنع عن الفحل.
وما انْفَكَّ فلان قائماً أَي ما زال قائماً.
وقوله عز وجل: لم يَكُنِ الذين كفروا من أَهل الكتاب والمشركين مُنْفَكِّينَ حتى تأتيهم البيِّنةُ؛ قال الزجاج: المشركين في موضع نسق على أَهل الكتاب، المعنى لم يكن الذين كفروا من أَهل الكتاب ومن المشركين، وقوله مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّينَ من كفرهم أَي منتهين عن كفرهم، وهو قول مجاهد، وقال الأَخفش: مُنْفَكِّينَ زائلين عن كفرهم، وقال مجاهد: لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبيَّن لهم الحقُّ، وقال أَبو عبد الله نفطويه: معنى قوله مُنْفَكِّين يقول لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى أتتهم البينة التي أُبِينَتْ لهم في التوارة من صفة محمد، صلى الله عليه وسلم، ونبوّته؛ وتأتيهم لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي، وأَكد ذلك فقال تعالى: وما تَفَرَّق الذين أُوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة، ومعناه أَن فِرَقَ أَهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا مُقرِّين قبل مَبْعَث محمد، صلى الله عليه وسلم، أَنه مَبعوث، وكانوا مجتمعين على ذلك، فلما بُعث تفرقوا فِرْقتين كل فرقة تنكره، وقيل: معنى وما تفرّق الذين أُوتُوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة أَنه لم يكن بينهم اختلاف في أمده، فلما بعث آمن به بعضهم وجحد الباقون وحَرَّفُوا في أَمره، فلما بُعثَ آمن به بعضهم وجَحَد الباقون وحَرَّفُوا وبَدَّلوا ما في كتابهم من صفته ونبوّته؛ قال الفراء: قد يكون الانْفِكاكُ على جهة يَزالُ، ويكون على الانْفِكاكُ الذي نعرفه، فإذا كان على جهة يَزالُ فلا بدَّ لها من فِعْلٍ وأَن يكون معناها جَحْداً، فتقول ما انْفَكَكْتُ أَذكركَ، تريد ما زِلْتُ أَذكرك، وإذا كانت على غير جهة يَزالُ قلت قد انْفَكَكْتُ منك وانْفَكَّ الشيءُّ من الشيء، فتكون بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل؛ قال ذو الرمة: قَلائِص لا تَنْفَكُّ إلا مُناخَةً على الخَسْفِ، أَو نَرْمِي بها بلداً قَفْرا فلم يدخل فيها إلاّ: إلاّ، وهو ينوي به التمام، وخلافَ يَزال لأَنك لا تقول ما زِلْت إلا قائماً.
وأَنشد الجوهري هذا البيت حَرَاجِيج ما تَنْفكُّ؛ وقال: يريد ما تَنْفكّ مناخه فزاد إلا، قال ابن بري: الصواب أَن يكون خبر تَنْفَكُّ قوله على الخَسْف، وتكون إلا مُناخةً نصباً على الحال، تقديره ما تَنْفَكُّ على الخسف والإِهانة إلا في حال الإناخة فإنها تستريح؛ قال الأَزهري: وقول الله تعالى مُنْفَكِّين ليس من باب ما انْفَكَّ وما زَالَ، إنما هو من انْفِكاك الشيء من الشيء إذا انفصل عنه وفارقه، كما فسره ابن عرفة، والله أَعلم.
وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: فُكَّ فلانٌأَي خُلّص وأُريح من الشيء، ومنه قوله مُنْفَكِّين، قال: معناه لم يكونوا مستريحين حتى جاءهم البيان مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما جاءهم ما عَرَفوا كفروا به.

قعع (لسان العرب) [1]


القُعاعُ: ماءٌ مُرّ غليظ. ماءٌ قُعٌّ وقُعاعٌ: مُرٌّ غليظ، وقيل: هو الذي لا أَشدّ مُلُوحةً منه تَحْتَرِقُ منه أَجْوافُ الإِبلِ، الواحد والجمع فيه سواء. قال ابن بري: ماءٌ قُعاعٌ وزُعاقٌ وحُراقٌ، وليس بعد الحُراقِ شيء، وهو الذي يحرق أَوبار الإِبل، والأُجاجُ المِلْحُ المُرّ أَيضاً.
وأَقَعَّ القومُ إِِقْعاعاً إِذا أَنْبَطُوه. يقال: أَقَعَّ أَي أَنْبَطَ ماءً قُعاعاً.
وأَقَعَّتِ البئرُ: جاءت بهذا الضرب من الماء، ومِياهُ الإِمْلاحاتِ كلُّها قُعاعٌ.
والقَعْقَعةُ: حكايةُ أَصوات السِّلاحِ والتِّرَسةِ والجُلُودِ اليابسة والحجارة والرَّعْدِ والبَكْرةِ والحُليِّ ونحوها؛ قال النابغة: يُسَهَّدُ من لَيْلِ التَّمامِ سَلِيمُها، لحَلْيِ النساءِ في يَدَيهِ قَعاقِعُ وذلك أَن المَلْدُوغَ يوضع في يديه شيء من الحَلْيِ لئلا يَنامَ . . . أكمل المادة فيَدِبَّ السمُّ في جسَدِه فيقتله.
وتَقَعْقَعَ الشيء: اضْطَرَبَ وتحرّك.
وقَعْقَعْتُ القارُورةَ وزَعْزَعْتُها إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِها من رأْسها.
وقَعْقَعْتُه وقَعْقَعْتُ به: حرَّكْته.
وفي حديث أُم سلمة: قَعْقَعُوا لك بالسِّلاحِ فطارَ سِلاحُك (* قوله« سلاحك» كذا بالأصل والنهاية ايضاً، وبهامش الأصل صوابه: فؤادك.) وفي المثل: فلانٌ لا يُقَعْقَعُ له بالشِّنانِ أَي لا يُخْدَعُ ولا يُرَوَّعُ، وأَصله من تحريك الجلد اليابس للبعير ليَفْزَع؛ أَنشد سيبويه للنابغة: كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ، يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ أَراد كأَنك جَمَلٌ فحذف الموصوف وأَبقى الصفة كما قال: لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ، يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ أَراد من يفضلها فحذف الموضول وأَبقى الصلة.
والتَّقَعْقُعُ: التحرّك.
وقال بعض الطائيين: يقال قَعَّ فلان فلاناً يَقُعُّه قَعّاً إِذا اجْتَرأَ عليه بالكلام.
وتَقَعْقَعَ الشيءُ: صَوَّتَ عند التحريك.
وقَعْقَعْتُه قَعْقَعةً وقِعْقاعاً: حركته، والاسم القَعْقاعُ، بالفتح. قال ابن الأَعرابي: القَعْقَعةُ والعَقْعَقةُ والشَّخْشَخةُ والخَشَخَشةُ والخَفْخَفةُ والفَخْفَخةُ والنَّشْنَشةُ والشَّنْشَنةُ، كله: حركةُ القِرْطاسِ والثوْبِ الجديدِ.
وفي الحديث: أَنّ ابناً لِبِنْتِ النبي، صلى الله عليه وسلم، حُضِرَ فدخل النبي، صلى الله عليه وسلم، فجيءَ بالصبيّ ونفسُه تَقَعْقَعُ أَي تَضْطَرِبُ؛ قال خالد بن جَنْبةَ: معنى قوله نفسه تَقَعْقَعُ أَي كلَّما صَدَرَتْ إِلى حال لم تَلْبَثْ أَن تصير إِلى حال أُخرى تقرّبه من لموت لا تثبت على حال واحدة.
وفي الحديث: آخُذُ بِحَلْقةِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها أَي أُحَرِّكُها.
والقَعْقَعةُ: حكاية حركة لشيء يُسْمَعُ له صوْتٌ، ومنه حديث أَبي الدرداء: شَرُّ النساء السَّلْفَعةُ التي تُسْمَعُ لأَسنانِها قَعْقَعةٌ.
ورجل قَعْقاعٌ وقُعْقُعانيّ: تَسْمَعُ لِمَفاصِلِ رجليه تَقَعْقُعاً إِذا مشَى، وكذلك العَيْرُ إِذا حَمَلَ على العانةِ وتَقَعْقَعَ لَحْياه يقال له قُعْقُعانيٌّ.
وحِمارٌ قُعْقُعانيُّ الصوتِ، بالضم، أَي شديد الصوت، في صوته قَعْقَعَةٌ؛ قال رؤبة:شاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقُعانيّ الصَّلَقْ قَعْقَعةَ المِحْوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ والأَسَدُ ذُو قَعاقِعَ أَي إِذا مشَى سمعت لِمَفاصِله قَعْقَعةً.
والقَعْقَعةُ: تَتابُعُ صوت الرَّعْدِ في شدَّةٍ؛ وجمعه القَعاقِعُ.
ورجل قُعاقِعٌ: كثير الصوت؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وقُمْتُ أَدْعُو خالداً ورافِعا، جَلْدَ القُوَى ذا مِرَّةٍ قُعاقِعا وتَقَعْقَعَ بنا الزمانُ تَقَعْقُعاً: وذلك من قلة الخير وجَوْرِ السلطانِ وضِيقِ السِّعْرِ.
والمُقَعْقِعُ: الذي يُجِيلُ القِداحَ في الميسر؛ قال كُثيِّر يصف ناقته: وتُعْرَفُ إِنْ ضَلَّتْ فَتُهْدَى لِرَبِّها لِمَوْضِعِ آلاتٍ مِنَ الطَّلْحِ أَرْبَعِ وتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَواجِرِ والضُّحَى، بِقِدْحَيْنِ فازا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ عليها، ولَمَّا يَبْلُغا كلَّ جَهْدِها، وقد أَشْعَراها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ الآلات: خَشَبات تبنى عليها الخيمة، وتُؤْبَنُ أَي تُتَّهَمُ وتُزَنّ؛ يقول: هزلت فكأَنها ضُرِبَ عليها بالقِداحِ فخرج المُعَلَّى والرَّقِيبُ فأَخذا لحمها كله، ثم قال: ولما يبلغا كل جَهْدِها أَي وفيها بقية.
وقوله:قد أَشْعَراها أَي وهذان القِدْحانِ قد اتصل عملهما بالأَظَلِّ حتى دَمِيَ فَنَقِبَ وبالعين حتى دَمَعَت من الإِعياء، والضمير في أَشْعَراها يعود على الهواجِرِ، والسُّرَى على ما قاله ابن بري إِن الذي وقع في شعر كثيِّر نَصَّ الهواجِرِ والسُّرَى؛ قال: وأَصله من إِشْعارِ البدنة، وهو طَعْنُها في أَصل سَنامِها بحديدة، قال ابن بري: يقول أَثَرُ قوائم هذه الناقة في الأَرض إِذا بركت كأَثَرِ عيدان من الطلْحِ فيستدل عليها بهذه الآثار؛ وقد نسب الأَزهريّ قوله: بِقِدْحَيْنِ فازا من قِداحِ المُقَعْقِعِ إِلى ابن مُقْبلٍ.
ويقال للمهزول: صار عظاماً يَتَقَعْقَعُ من هزاله.
وكل شيء يسمع عند دقه صوت واحد فإِنكَ لا تقول تَقَعْقَعَ، وإِذا قلت لمثل الأَدَمِ اليابسة والسِّلاح ولها أَصوات قلت تَتَقَعْقَعُ؛ قال الأَزهري: وقول النابغة: يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ يخالف هذا القول لأَنّ الشنّ من الأَذَمِ وقد تقدّم.
وقَعْقَعَ في الأَرض أَي ذهب.
وتمرٌ قَعْقاعٌ أَي يابس. قال الأَزهري: سمعت البحرانِيِّينَ يقولون للقَسْب إِذا يبِسَ وتَقَعْقَع: تَمْرٌ سَحٌّ وتَمْرُ قَعْقاعٌ.
والقَعْقاعُ: الحُمَّى النافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراس، قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ: إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى على النَّأْي، عادَني ثُلاجِيّ قعْقاعٍ، من الوِرْدِ، مُرْدِم ويقال للقوم إِذا كانوا نزولاً ببلد فاحتملوا عنه: قد تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهم أَي ارتحلوا؛ قال جرير: تَقَعْقَعَ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمادي وفي المثل: مَنْ يَجْتَمِعُ تَتَقَعْقَعُ عُمُدُه، كما يقال: إِذا تَمَّ أَمْرٌ دنَا نَقْصُه، ومعنى من يجمع تتقعقع عمده أَي من غُبِطَ بكثرة العَدَدِ واتِّساقِ الأَمر فهو بِعَرضِ الزوال والانتشار؛ وهذا كقول لبيد يصف تغير الزمان بأَهله: إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أُمِرُوا يَوْماً، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ والقُعْقُعُ، بالضم: طائر أَبْلَقُ فيه سواد وبياض ضخم طويل المِنْقارِ وهو من طير البر، والقَعْقَعةُ صوته.
والقُعْقُعُ، بضم القافين: العَقْعَقُ.
وقُعَيْقِعانُ: جبل، وقيل: موضع بمكة كانت فيه حرب بين قبيلتين من قريش، وهو اسم معرفة، سمي بذلك لقَعْقَعةِ السِّلاح الذي كان به، وقيل: سمي بذلك لأَنّ جُرْهُماً كانت تجعل قِسيَّها وجِعابَها ودَرَقَها فيه فكانت تُقَعْقِعُ وتصوّت، قال ابن بري: وسمي بذلك لأَنه موضع سلاح تُبَّعٍ كما سمي الجبل الذي كان موضع خيله أَجْياداً.
وقُعَيقِعانُ أَيضاً: جبل بالأَهواز في حجارته رخاوة تنحت منه الأَساطِينُ، ومنه نحتت أَساطين مسجد البَصْرةِ.
وطريقٌ قَعْقاعٌ ومُتَقَعْقِعٌ: لا يُسْلَكُ إِلا بِمَشَقّةٍ وذلك إِذا بَعُدَ واحْتاجَ السابِلُ فيه إِلى الجَدِّ، وسمي قَعْقاعاً لأَنه يُقَعْقِعُ الرِّكابَ ويتعبها؛ قال ابن مقبل يصف ناقة: عَمِل قَوائِمُها على مُتَقَعْقعٍ، عَتِبِ المَراقِبِ خارجٍ مُتَنَشِّرِ وقَرَبٌ قَعْقاعٌ: شديدٌ لا اضْطِرابَ فيه ولا فُتُورَ،وكذلك خِمْسٌ قَعْقاعٌ وحَثْحاثٌ إِذا كان بعيداً والسيرُ فيه مُتْعِباً لا وَتِيرةَ فيه أَي لا فُتُورَ فيه، وسَيْرٌ قَعْقاعٌ.
والقَعْقاعُ: طريق يأْخذ من اليمامة إِلى الكوفة، وقيل إِلى مكة، معروف.
وقَعْقاعٌ: اسم رجل؛ قال: وكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ، ولا يَشْقَى بِقَعْقاعٍ جَلِيسُ وبالشُّرَيْفِ من بلادِ قَيْسٍ مواضعُ يقال لها القَعاقِعُ.
وقال الأَصمعي: إِذا طَرَدْتَ الثور قلت له: قَعْ قَعْ، وإِذا زجرته قلت له: وحْ وَحْ (* قوله« وح وح» هو بهذا الضبط في الأصل، وفي القاموس وح، قال شارحه بالتشديد مبنياً على «الكسر،) وقد قَعْقَعتُ بالثور قَعْقَعةً.

كبد (لسان العرب) [1]


الكَبِدُ والكِبْدُ، مثل الكَذِب والكِذْب، واحدة الأَكْباد: اللحمة السوْداءُ في البطن، ويقال أَيضاً كَبْد، للتخفيف، كما قالوا للفَخِذ فَخْذ، وهي من السَّحْر في الجانب الأَيمن، أُنْثى وقد تذكر؛ قال ذلك الفرّاء وغيره.
وقال اللحياني: هو الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ. قال ابن سيده: وقال اللحياني هي مؤنثة فقط، والجمع أَكبادٌ وكُبُودٌ.
وكَبَدَه يَكْبِدُهُ ويَكْبُدُه كَبْداً: ضرَب كَبِدَه. أَبو زيد: كَبَدْتُه أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه.
وإِذا أَضرَّ الماء بالكبد قيل: كَبَدَه، فهو مَكْبود. قال الأَزهريّ: الكبد معروف وموضِعُها من ظاهر يسمى كبداً.
وفي الحديث: فوضع يده على كَبِدي وإِنما وضعها على جنبه من الظاهر؛ وقيل أَي ظاهر جَنْبي مما يلي الكَبِد.والأَكْبَدُ . . . أكمل المادة الزائدُ: مَوْضِع الكبِد؛ قال رؤْبة: أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا (* قوله «يمدّ» في الأَساس يقدّ). يصف جملاً مُنْتَفِخَ الأَقراب.
والكُبادُ: وجع الكَبِدِ أَو داء؛ كَبِدَ كَبَداً، وهو أَكْبَدُ. قال كراع: ولا يعرف داء اشتق من اسم العُضْو إِلا الكُباد من الكَبِدَ، والنُّكاف من النَّكَف، وهو داء يأْخذ في النَّكَفَتَيْنِ وهما الغُدَّتانِ اللتان تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ في أَصل اللّحْي، والقُلاب من القَلْبِ.
وفي الحديث: الكُبادُ من العَبِّ؛ هو بالضم، وجع الكَبِدِ.
والعبُّ: شُرْب الماءِ من غير مَصٍّ.
وكُبِدَ: شكا كَبِدَه، وربما سمي الجوف بكماله كَبِداً؛ حكاه ابن سيده عن كراع أَنه ذكره في المُنَجَّد، وأَنشد: إِذا شاءَ منهم ناشئٌ مَدّ كَفَّه إِلى كَبِدٍ مَلْساءَ، أَو كَفَلٍ نَهْدِ وَأُمُّ وَجَعِ الكَبِد: بَقْلة من دِقِّ البَقْل يحبها الضأْن، لها زهرة غبراء في بُرْعُومَة مُدَوَّرة ولها ورق صغير جدّاً أَغبر؛ سميت أُم وجع الكبد لأَنها شفاء من وجع الكبد؛ قال ابن سيده: هذا عن أَبي حنيفة.
ويقال للأَعداءِ: سُودُ الأَكْباد؛ قال الأَعشى: فما أُجْشِمْت مِن إِتْيانِ قَوْمٍ، هُمُ الأَعداءُ، فالأَكْبادُ سُودُ يذهبون إِلى أَن آثار الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حتى اسودّت، كما يقال لهم صُهْبُ السِّبالِ وإِن لم يكونوا كذلك.
والكَبِدُ: مَعْدِنُ العداوةِ.
وكَبِدُ الأَرض: ما في مَعادِنها من الذهب والفضة ونحو ذلك؛ قال ابن سيده: أُراه على التشبيه، والجمع كالجمع.
وفي حديث مرفوع: وتُلْقي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها أَي تُلْقي ما خُبِئَ في بطنِها من الكُنوز والمعادن فاستعار لها الكبد؛ وقيل: إِنما ترمي ما في باطنها من معادن الذهب والفضة.
وفي الحديث: في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه من كَهْفٍ أَو شِعْبٍ.
وفي حديث موسى والخضر، سلام الله على نبينا وعليهما: فوجدْتُه على كَبِدِ البحر أَي على أَوْسَطِ موضع من شاطئه.
وكَبِدُ كلِّ شيء: وسَطُه ومعظمه. يقال: انتزع سهماً فوضعه في كَبِدِ القِرْطاس.
وَكَبِدُ الرمْلِ والسماء وكُبَيْداتُهما وكُبَيْداؤُهما: وسطُهما ومُعْظَمُهما. الجوهري: وكُبَيْداتُ السماء، كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جمعوا.
وتَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ: صارت في كَبَِدِها.
وكَبَِدُ السماءِ: وسطُها الذي تقوم فيه الشمس عند الزوال، فيقال عند انحطاطها: زالت ومالت. الليث: كَبَِدُ السماءِ ما استقبلك من وسَطها. يقال: حَلَّقَ الطائرُ حتى صار في كَبَِدِ السماء وكُبَيْداءِ السماء إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها كالنعْت؛ وكذلك يقولون في سُوَيْداءِ القلب، قال: وهما نادرانِ حُفِظَتا عن العرب، هكذا قال.
وكَبَّدَ النجمُ السماءَ أَي توسَّطها.
وكبِدُ القوس: ما بين طَرَفَيِ العِلاقة، وقيل: قَدْرُ ذِراعٍ من مَقْبِضِها، وقيل: كَبِداها مَعْقِدا سَيْرِ عِلاقتِها. التهذيب: وكَبِدُ القوس فُوَيْق مَقْبِضِها حيث يقع السهم. يقال: ضع السهم على كبد القوس، وهي ما بين طرَفي مقبضها ومَجْرى السهم منها. الأَصمعي: في القوس كبدها، وهو ما بين طرفي العِلاقة ثم الكُلْيَة تلي ذلك ثم الأَبْهَر يلي ذلك ثم الطائفُ ثم السِّيَةُ، وهو ما عطف من طَرَفَيْها.
وقَوْسٌ كَبْداءُ: غليظة الكبد شديدتها، وقيل: قوس كبداء إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ.
والكَبِدُ: اسم جبل؛ قال الراعي:غَدَا ومِنْ عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُه عن الشِّمالِ، وعنْ شَرْقِيِّهِ كَبِدُ والكَبَدُ: عِظَمُ البطن من أَعلاه.
وكَبَد كل شيءٍ: عِظَمُ وسَطِه وغِلَظُه؛ كَبِدَ كَبَداً، وهو أَكْبَدُ.
ورملة كَبْداء: عظيمة الوسط؛ وناقة كَبْداء: كذلك؛ قال ذو الرمة: سِوى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غيرِ جَعْدَةٍ، تَني أُخْتُها عن غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ والأَكبد: الضخم الوسط ولا يكون إِلا بَطِيءَ السير.
وامرأَةٌ كَبْداءُ: بَيِّنَة الكَبَدِ، بالتحريك؛ وقوله: بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ، كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ، أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ يعني رَحًى.
والكواكِبُ: جِبالٌ طِوالٌ. التهذيب: كواكِبُ جبَل معروف بعينه؛ وقول الآخر: بُدِّلْتُ من وَصْلِ الغَواني البِيضِ، كَبْداءَ مِلْحاحاً على الرَّمِيضِ، تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ يعني رَحى اليَدِ أَي في يد رجل قبيض اليد خفيفها. قال: والكَبْداءُ الرحى التي تدار باليد، سميت كَبْداء لما في إِدارتِها من المشَقَّة.
وفي حديث الخَنْدق: فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شديدة؛ هي القِطْعة الصُّلْبة من الأَرض.
وأَرضٌ كَبْداءُ وقَوْسٌ كَبْداءُ أَي شديدة؛ قال ابن الأَثير: والمحفوظ في هذا الحديث كُدْيَةٌ، بالياء، وسيجيءُ.
وتَكَبَّد اللبنُ وغيرُه من الشراب: غَلُظ وخَثُر.
واللبن المُتَكَبِّدُ: الذي يَخْثُر حتى يصير كأَنه كَبِدٌ يَتَرَجْرَجُ.
والكَبْداء: الهواء.
والكَبَدُ: الشدَّة والمشَقَّة.
وفي التنزيل العزيز: لقد خلقنا الإِنسان في كَبَد؛ قال الفراء: يقول خلقناه منتصباً معتدلاً، ويقال: في كبد أَي أَنه خُلِقَ يُعالِجُ وَيُكابِدُ أَمرَ الدنيا وأَمرَ الآخرة، وقيل: في شدّة ومشقة، وقيل: في كَبَد أَي خُلق منتصباً يمشي على رجليه وغيرُه من سائر الحيوان غير منتصب، وقيل: في كبد خلق في بطن أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الولادة انقلب الولد إِلى أَسفل. قال المنذري: سمعت أَبا طالب يقول: الكَبَدُ الاستواء والاستقامة؛ وقال الزجاج: هذا جواب القسم، المعنى: أَقسم بهذه الأَشياء لقد خلقنا الإِنسان في كبد يكابد أَمر الدنيا والآخرة. قال أَبو منصور: ومكابَدَةُ الأَمر معاناة مشقته.
وكابَدْت الأَمر إِذا قاسيت شدته.
وفي حديث بلال: أَذَّنْتُ في ليلة باردة فلم يأْت أَحد، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَكَبَدَهُم البَرْدُ؟ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّق، من الكَبَد، بالفتح، وهي الشدّة والضيق، أَو أَصاب أَكبادَهم، وذلك أَشد ما يكون من البرد، لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحرارة والدم ولا يَخْلُص إِليها إِلا أَشدّ البرد. الليث: الرجل يُكابِدُ الليلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه.
ويقال: كابَدْتُ ظلمة هذه الليلة مُكابدة شديدة؛ وقال لبيد:عَيْنُِ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذْ قُمْـ ـنا، وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ؟ أَي في شدة وعناء.
ويقال: تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قصدته؛ ومنه قوله: يَرُومُ البِلادَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها ومعظمها.
وقولهم: فلان تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه في طلبِ العِلْم وغيره.
وكابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً: قاساه، والاسم الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب؛ قال ابن سيده: أَعني به أَنه غير جار على الفعل؛ قال العجاج: ولَيْلَةٍ مِنَ اللَّيالي مَرَّتْ بِكابِدٍ، كابَدْتُها وجَرَّتْ أَي طالت.
وقيل: كابِدٌ في قول العجاج موضع بشق بني تميم.
وأَكْباد: اسم أَرض؛ قال أَبو حية النميري: لَعَلَّ الهَوى، إِنْ أَنتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً بِأَكْبادَ، مُرْتَدٌّ عليكَ عَقابِلُه

ليل (لسان العرب) [1]


اللَّيْلُ: عقيب النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس. التهذيب: اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام الليل والنهارُ الضِّياءُ، فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم، وتصغير ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ، أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي، يقول بعضهم: إِنما كان أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلاً مقصور، وقال الفراء: ليلة كانت في الأَصل لَيْلِية، ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة، ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل كَيْكِية، وجمعها الكَياكي. أَبو الهيثم: النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل، والنهارُ اسم لكل يوم، واللَّيْل اسم لكل ليلة، لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل ولَيْلان، إِنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام، وضدّ اليوم ليلة وجمعها لَيال، وكان . . . أكمل المادة الواحد لَيْلاة في الأَصل، يدلُّ على ذلك جمعهم إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها لُيَيْلِيَة، قال: وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر؛ وقال دُرَيْد بن الصِّمَّة: وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً، تَدارَكْتُها وَحْدي بسِيدٍ عَمَرَّد فقال: بين اليوم والليلِ، وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة ضدّ اليوم واليوم ضد الليلة، وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه قال بين النهار وبين الليل، والعرب تستَجِيز في كلامها: تعالى النهارُ، في معنى تعالى اليوم. قال ابن سيده: فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ، وهم يريدون ليل طويل، فإِنما حذف الصفة لما دل من الحال على موضعها، واحدته لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس، توهَّموا واحدته لَيْلاة، ونظيره مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه، وتصغيرها لُيَيْلِيَة، شذّ التحقير كما شذّ التكسير؛ هذا مذهب سيبويه في كل ذلك، وحكى ابن الأَعرابي لَيْلاة؛ وأَنشد:في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ: يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ وحكى الكسائي: لَيايِل جمع لَيْلة، وهو شاذ؛ وأَنشد ابن بري للكميت: جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الجوهري: الليل واحد بمعنى جمع، وواحده ليلة مثل تَمْرة وتَمْر، وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس، قال: ونظيره أَهل وأَهالٍ، ويقال: كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت.
واللَّيْنُ: اللَّيْل على البدل؛ حكاه يعقوب؛ وأَنشد: بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ، لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ، ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ قال ابن سيده: هكذا أَنشده يعقوب في البدل ورواه غيره: بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى: طويلة شديدة صعبة، وقيل: هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة، وبه سميت المرأَة ليلى، وقيل: اللَّيْلاء ليلة ثلاثين، ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك، قال: وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل أَي ضُعِّف ليالي؛ قال عمرو بن شَأْس: وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما مَضى نصفُ لَيْلٍ، بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ (* قوله «وكان مجود» هكذا في الأصل). التهذيب: الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها، ولَيْلٌ أَلْيَل.
وأَنشد للكُميت: ولَيْلهم الأَليَل؛ قال: وهذا في ضرورة الشعر وأَما في الكلام فلَيْلاء.
وليلٌ أَلْيَلُ: شديد الظلمة؛ قال الفرزدق: قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ عليهمُ، والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ: مثل يَوْم أَيْوَمُ.
وأَلالَ القومُ وأَليَلوا: دخلوا في الليل.
ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً: استأْجرته لليلة؛ عن اللحياني.
وعامَله مُلايَلةً: من الليل، كما تقول مُياوَمة من اليوم. النضر: أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل؛ وقال في قوله: لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ يقول: أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل. قال: وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ الليلةَ، وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت. أَبو زيد: العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس، فإِذا زالت قالوا رأَيت البارحةَ في منامي، قال: ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك، وهي الليلةُ التي تليه.
وقال أَبو مالك: الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها، يُتَكَلَّم بهذا في النهار. ابن السكيت: يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ، ولليلة تسعٍ وعشرين الدَّهماءُ، ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ، وذلك أَظلمها، وليلةٌ ليْلاءُ؛ أَنشد ابن بري: كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب واللَّيْلُ: الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى، ويقال: هو فَرْخُهما، وكذلك فَرْخ الكَرَوان؛ وقول الفرزدق: والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ، كأَنه لَيْلٌ يَصِيحُ بِجانِبَيْهِ نَهارُ قيل: عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى، وبالنَّهار فرخ القَطاة، فحُكِيَ ذلك ليونس فقال: اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا. الجوهري: وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان، والنَّهار ولد الحُبارى، قال: وقد جاء في ذلك في بعض الأَشعار، قال: وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر الليلَ؛ قال ابن بري: الشعر الذي عَناه الجوهريُّ بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار هو قول الشاعر: أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار، ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم وأُمُّ لَيْلى: الخمرُ السَّوْداء؛ عن أَبي حنيفة. التهذيب: وأُم ليلى الخمر، ولم يقيِّدها بلون، قال: وليلى هي النَّشْوَةُ، وهو ابتداءُ السُّكْر.
وحَرَّةُ لَيْلى: معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار.
ولَيْلى: من أَسماء النساء؛ قال الجوهري: هو اسم امرأَة، والجمع لَيَالي؛ قال الراجز: لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ، اللاَّبِساتِ البُدَّنِ الحَوَالي، شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي قال ابن بري: يقال لَيْلى من أَسماء الخمرة، وبها سميت المرأَة؛ قال: وقال الجوهري وجمعه ليالي، قال: وصوابه والجمع لَيالٍ.
ويقال للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ: أَبو لَيْلى. قال الأَخفش علي بن سليمان: الذي صح عنده أَن معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى؛ وقد قال ابن همام السَّلُولِيّ: إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها، والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لمن غَلَبا قال: ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره ثم قال: أَتَدْرُون مَن دفنتم؟ قالوا: معاوية فقال: هذا أَبو ليلى؛ فقال أَزْنَمُ الفَزَارِي: لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها، فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن غَلَبا وقال المدايني: يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلى، وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر؛ قال: وأَما عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال لها لَيْلى، ولما قتل قال بعض الناس: إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها، والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَبا قال: ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر؛ قال نوفل بن ضمرة الضَّمْري: إِذا ما لَيْلِي ادْجَوْجَى، رَماني أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلى: موضعان؛ وقول النابغة: ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيارِ (* قوله «وقول النابغة ما اضطرك إلخ» كذا بالأصل هنا، وفي مادة جشش وفي ياقوت هنا ومادة برد: قال بدر بن حزان). يروى: من لَيْلٍ ومن لَيْلى.

قوا (لسان العرب) [2]


الليث: القوّة من تأْليف ق و ي، ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت الياء في الواو كراهية تغير الضمة، والفِعالةُ منها قِوايةٌ، يقال ذلك في الحَزْم ولا يقال في البَدَن؛ وأَنشد: ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها، وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِمُ قال: جعل مصدر القوِيّ على فِعالة، وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل اللازم. ابن سيده: القُوَّةُ نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى.
وقوله عز وجل: يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى، وهي القِوايةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، يكون ذلك في البَدن والعقل، وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك، قال رؤبة: وقُوَّةَ اللهِ بها . . . أكمل المادة اقْتَوَيْنا وقَوّاه هو. التهذيب: وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته.
ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه.
وقال سبحانه وتعالى: شدِيدُ القُوَى؛ قيل: هو جبريل، عليه السلام.
والقُوَى: جمع القُوَّة، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح: فخذها بقوَّة؛ قال الزجاج: أَي خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك. ابن سيده: قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك مكان الضعف قُوَّة، وحكى سيبويه: هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك.
وفرس مُقْوٍ: قويٌّ، ورجل مُقْوٍ: ذو دابة قَوِيّة.
وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ إِذا كانت دابته قَوِيَّة. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِي في نفسه، والمُقْوِي في دابته.
وفي الحديث أَنه قال في غزوة تبوك: لا يَخْرُجَنَّ معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة.
ومنه حديث الأَسود بن زيد في قوله عز وجل: وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون، قال: مُقْوون مُؤْدونَ أَي أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب.
والقَوِيُّ من الحروف: ما لم يكن حرف لين.
والقُوَى: العقل؛ وأَنشد ثعلب: وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما نَبَّهْتُ، والرُّقادُ قد عَلاهُما، إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما القُوَّة: الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل، وقيل: القُوَّة الطاقة الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى.
وحبل قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ، كلاهما: مختلف القُوَى.
وأَقْوَى الحبلَ والوَتر: جعل بعض قُواه أَغلظ من بعض.
وفي حديث ابن الديلمي: يُنْقَضُ الإِسلامُ عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة.
والمُقْوِي: الذي يُقَوِّي وتره، وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه.
ويقال: وتَر مُقْوًى. أَبو عبيدة: يقال أَقْوَيْتَ حبلَك، وهو حبلٌ مُقْوًى، وهو أَن تُرْخِي قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع، ويقال: قُوَّةٌ وقُوَّىً مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى، ومنه الإِقواء في الشعر.
وفي الحديث: يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة. أَبو عمرو بن العلاء: الإِقْواء أَن تختلف حركات الروي، فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أَو مجرور. أَبو عبيدة: الإِقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من الفاصلة يعني من عَرُوض البيت، وهو مشتق من قوَّة الحبل، كأَنه نقص قُوَّة من قُواه وهو مثل القطع في عروض الكامل؛ وهو كقول الربيع بن زياد: أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَيْرٍ تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار؟فنقَص من عَروضه قُوَّة.
والعَروض: وسط البيت: وقال أَبو عمرو الشيباني: الإِقْواء اختلاف إِعراب القَوافي؛ وكان يروي بيت الأَعشى: ما بالُها بالليل زالَ زَوالُها بالرفع، ويقول: هذا إِقْواء، قال: وهو عند الناس الإِكفاء، وهو اختلاف إِعراب القَوافي، وقد أَقْوى الشاعر إِقْواء، ابن سيده: أَقْوَى في الشعر خالفَ بين قَوافِيه، قال: هذا قول أَهل اللغة.
وقال الأَخفش: الإِقْواء رفع بيت وجرّ آخر نحو قول الشاعر: لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ ومن عِظَمٍ، جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ ثم قال: كأَنهم قَصَبٌ، جُوفٌ أَسافِلُه، مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فيه الأَعاصيرُ قال: وقد سمعت هذا من العرب كثيراً لا أُحصي، وقَلَّت قصيدة ينشدونها إِلا وفيها إِقْواء ثم لا يستنكِرونه لأَنه لا يكسر الشعر، وأَيضاً فإِن كل بيت منها كأَنه شعر على حِياله. قال ابن جني: أَما سَمْعُه الإِقواء عن العرب فبحيث لا يُرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجرّ، فأَما مخالطة النصب لواحد منهما فقليل، وذلك لمفارقة الأَلف الياء والواو ومشابهة كل واحدة منهما جميعاً أُختها؛ فمن ذلك قول الحرث بن حلزة: فَمَلَكْنا بذلك الناسَ، حتى مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء مع قوله: آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ، رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ وقال آخر أَنشده أَبو عليّ: رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرََةً، إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ ويروى: الدَّمالِكُ. فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ ومعنى هذا أَن رجلاً واعدته امرأَة فعَثر عليها أَهلُها فضربوه بالعِصِيّ فقال هذين البيتين، ومثل هذا كثير، فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقليل؛ من ذلك ما أَنشده أَبو عليّ: فَيَحْيَى كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً، وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ ثم قال: وفي قَلْبي على يَحْيَى البَلاء قال ابن جني: وقال أَعرابي لأَمدحنّ فلاناً ولأهجونه وليُعْطِيَنِّي، فقال: يا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه، وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه (* قوله« يا أمرس الناس إلخ» كذا بالأصل.) وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه، كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جَماداً: أَلم تَرَني رَدَدْت على ابن بَكْرٍ مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني: رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ وقال العلاء بن المِنهال الغَنَوِيّ في شريك بن عبد الله النخعي: لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كان حَيّاً، فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علينا، إِذا قُلنا له: هذا أَبْوكا وقال آخر: لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً، ولا يسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ أَراد ولا يسُوقَنَّها صَيْداً في حَبْلِك أَو جَنيبة لحبلك.
وإِنْ أَتَوْكَ وقالوا: إنها نَصَفٌ، فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا وقال القُحَيف العُقَيْلي: أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ، فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ، كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حين سالاَ وقال آخر: وإِني بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَى، ولم يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا وإِني بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ لَبِسْتُ، ولا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ ومن ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابي: قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ راعِياً، فَقَدْ، وأَبي راعِي الكواعِبِ، أَفْرِسُ أَتَتْه ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً، وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً: عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا قُولا لجابانَ: فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته، نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً: أَلا يا خيْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ، أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا يَنام ويروى: أُثْردانٍ.
وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْتَ في القِدْر السَّناما وقال: وكل هذه الأَبيات قد أَنشدنا كل بيت منها في موضعه. قال ابن جني: وفي الجملة إِنَّ الإِقواء وإِن كان عَيباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد كثر، قال: واحتج الأَخفش لذلك بأَن كل بيت شعر برأْسه وأَنَّ الإِقواء لا يكسر الوزن؛ قال: وزادني أَبو علي في ذلك فقال إِن حرف الوصل يزول في كثير من الإِنشاد نحو قوله: قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل وقوله: سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام وقوله: كانت مُبارَكَةً مِن الأَيَّام فلما كان حرف الوصل غير لازم لأَن الوقف يُزيله لم يُحْفَل باختلافه، ولأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل، أَلا ترى أَنه لا يمكن الوقوف دون هاء الوصل كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه؟ فلهذا قل جدّاً نحو قول الأعشى: ما بالُها بالليلِ زال زوالُها فيمن رفع. قال الأَخفش: قد سمعت بعض العرب يجعل الإِقواء سِناداً؛ وقال الشاعر: فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَحْرِيدُ قال: فجعل الإِقواء غير السناد كأَنه ذهب بذلك إِلى تضعيف قول من جعل الإِقواء سناداً من العرب وجعله عيباً. قال: وللنابغة في هذا خبر مشهور، وقد عيب قوله في الداليَّة المجرورة: وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ فعِيب عليه ذلك فلم يفهمه، فلما لم يفهمه أُتي بمغنية فغنته: مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي ومدّت الوصل وأَشبعته ثم قالت: وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ ومَطَلَت واو الوصل، فلما أَحسَّه عرفه واعتذر منه وغيَّره فيما يقال إِلى قوله: وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ وقال: دَخَلْتُ يَثْرِبَ وفي شعري صَنْعة، ثم خرجت منها وأَنا أَشْعر العرب.
واقْتَوى الشيءَ: اخْتَصَّه لنفسه.
والتَّقاوِي: تزايُد الشركاء.
والقِيُّ: القَفْر من الأَرض، أبدلوا الواو ياء طلباً للخفة، وكسروا القاف لمجاورتها الياء.
والقَواءُ: كالقِيّ، همزته منقلبة عن واو.
وأَرض قَواء وقَوايةٌ؛ الأَخيرة نادرة: قَفْرة لا أَحد فيها.
وقال الفراء في قوله عز وجل: نحن جَعَلْناها تَذْكِرة ومتاعاً للمُقْوِين، يقول: نحن جعلنا النار تذكرة لجهنم ومتاعاً للمُقْوِين، يقول: منفعةً للمُسافرين إِذا نزلوا بالأَرض القِيّ وهي القفر.
وقال أَبو عبيد: المُقْوِي الذي لا زاد معه، يقال: أَقْوَى الرجل إِذا نَفِد زاده.
وروى أَبو إسحق: المُقْوِي الذي ينزل بالقَواء وهي الأَرض الخالية. أَبو عمرو: القَواية الأَرض التي لم تُمْطَر.
وقد قَوِيَ المطر يَقْوَى إِذا احْتبس، وإنما لم يدغم قَوِيَ وأُدغمت قِيٌّ لاختلاف الحرفين، وهما متحركان، وأُدغمت في قولك لوَيْتُ لَيّاً وأَصله لَوْياً، مع اختلافهما، لأَن الأُولى منهما ساكنة، قَلَبْتَها ياء وأَدغمت.
والقَواء، بالفتح: الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين مَمطورتَين. شمر: قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم يكن فيه مطر، وبلد قاوٍ ليس به أَحد. ابن شميل: المُقْوِيةُ الأَرض التي لم يصبها مطر وليس بها كلأٌ، ولا يقال لها مُقْوِية وبها يَبْسٌ من يَبْسِ عام أَوَّل.
والمُقْوِية: المَلْساء التي ليس بها شيء مثل إِقْواء القوم إِذا نَفِد طعامهم؛ وأَنشد شمر لأَبي الصوف الطائي: لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار رِسْلاً، وإن خِفْتَ تَقاوِي الأَمْطار قال: والتَّقاوِي قِلَّته.
وسنة قاويةٌ: قليلة الأَمطار. ابن الأَعرابي: أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى، وأَقْوى إِذا افتقَرَ، وأَقْوَى القومُ إِذا وقعوا في قِيٍّ من الأَرض.
والقِيُّ: المُسْتَوِية المَلْساء، وهي الخَوِيَّةُ أَيضاً.
وأَقْوَى الرجلُ إِذا نزل بالقفر.
والقِيُّ: القفر؛ قال العجاج: وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ، قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ وكذلك القَوا والقَواء، بالمد والقصر.
ومنزل قَواء: لا أَنِيسَ به؛ قال جرير: أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما، ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيدِ الأَقْواءِ؛ الأَقْواءُ: جمع قَواء وهو القفر الخالي من الأَرض، تريد أَنها كانت سبب رُخصة التيمم لما ضاع عِقْدُها في السفر وطلبوه فأَصبحوا وليس معهم ماء فنزلت آية التيمم، والصَّعِيدُ: التراب.
ودارٌ قَواء: خَلاء، وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ. أَبو عبيدة: قَوِيَت الدار قَواً، مقصور، وأَقْوَتْ إِقواءً إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ. الفراء: أَرض قِيٌّ وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ قَوايةً وقَواً وقَواء.
وفي حديث سَلْمان: مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه، وفي رواية: ما من مسلم يصلي بِقِيٍّ من الأَرض؛ القيّ، بالكسر والتشديد: فِعْل من القَواء، وهي الأَرض القَفْر الخالية.
وأَرض قَواء: لا أَهل فيها، والفِعْل أَقْوَت الأَرض وأَقْوَتِ الدار إِذا خلت من أَهلها، واشتقاقه من القَواء.
وأَقْوَى القومُ: نزلوا في القَواء. الجوهري: وبات فلان القَواء، وبات القَفْر إِذا بات جائعاً على غير طُعْم؛ وقال حاتم طيِّء: وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى، مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ ابن بري: وحكى ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِيِّ، وأَنشد بيت حاتم؛ قال المهلبي: لا معنى للأَرض ههنا، وإِنما القَوَا ههنا بمعنى الطَّوَى.
وأَقْوى الرجل: نَفِدَ طعامه وفَنِي زاده؛ ومنه قوله تعالى: ومتاعاً للمُقْوِين.
وفي حديث سرية عبد الله بن جَحش: قال له المسلمون إِنَّا قد أَقْوَيْنا فأَعْطِنا من الغنيمة أَي نَفِدَت أَزْوادنا، وهو أَن يبقى مِزْوَدُه قَواء أَي خالياً؛ ومنه حديث الخُدْرِي في سَرِيَّةِ بني فَزارةَ: إِني قد أَقْوَيْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع؛ ومنه حديث الدعاء: وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَى أَي لا تَخْلُو من الجوهر، يريد به العطاء والإِفْضال.
وأَقْوَى الرجل وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا كان بأَرض قَفْرٍ ليس معه زاد.
وأَقْوَى إِذا جاعَ فلم يكن معه شيء، وإِن كان في بيته وسْطَ قومه. الأَصمعي: القَواء القَفْر، والقِيُّ من القَواء فعل منه مأْخوذ؛ قال أَبو عبيد: كان ينبغي أَن يكون قُوْيٌ، فلما جاءت الياء كسرت القاف.
وتقول: اشترى الشركاء شيئاً ثم اقْتَوَوْه أَي تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه.
وفي حديث ابن سيرين: لم يكن يرى بأْساً بالشُّركاء يتَقاوَوْنَ المتاع بينهم فيمن يزيد؛ التَّقاوِي بين الشركاء: أَن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يَبْلُغوا غاية ثمنها. يقال: بيني وبين فلان ثوب فتَقاوَيْناه أَي أَعطيته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطاني به ثمناً فأَخذه.
وفي حديث عطاء: سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته، فقال: إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق بينهما وإن أَعتقته فهما على نكاحهما أَي إِن اسْتخْدمَتْه، من القَتْوِ الخِدمةِ، وقد ذكر في موضعه من قَتا؛ قال الزمخشري: هو افْعَلَّ من القَتْوِ الخِدمةِ كارْعَوَى من الرَّعْوَى، قال: إِلا أَن فيه نظراً لأَن افْعَلَّ لم يَجئْ متعَدِّياً، قال: والذي سمعته اقْتَوَى إِذا صار خادماً، قال: ويجوز أَن يكون معناه افْتَعَل من القْتواء بمعنى الاستخلاص، فكَنى به عن الاستخدام لأَن من اقتوى عبداً لا بُدَّ أَن يستخدمه، قال: والمشهور عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط خدمة، قال: ولعل هذا شيء اختص به عبيد الله.
وروي عن مسروق أَنه أَوصى في جارية له: أَن قُولوا لِبَنِيَّ لا تَقْتَوُوها بينكم ولكن بيعوها، إِني لم أَغْشَها ولكني جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن يَجلِس ولد لي ذلك المَجْلِس، قال أَبو زيد: يقال إِذا كان الغلام أَو الجارية أَو الدابة أَو الدار أَو السلعة بين الرجلين فقد يَتَقاوَيانِها، وذلك إِذا قوّماها فقامت على ثمن، فهما في التَّقاوِي سواء، فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو المُقْتَوِي دون صاحبه فلا يكون اقْتِواؤهما وهي بينهما إِلا أَن تكون بين ثلاثة فأَقول للاثنين من الثلاثة إِذا اشتريا نصيب الثالث اقْتَوَياها وأَقْواهما البائع إِقْواء.
والمُقْوِي: البائع الذي باع، ولا يكون الإِقْواء إِلا من البائع، ولا التَّقاوِي إِلا من الشركاء، ولا الاقتواء إِلا ممن يشتري من الشركاء، والذي يباع من العبد أَو الجارية أَو الدابة من اللَّذَيْنِ تَقاويا، فأَما في غير الشركاء فليس اقْتِواء ولا تَقاوٍ ولا إِقْواء. قال ابن بري: لا يكون الاقْتِواء في السلعة إِلا بين الشركاء، قيل أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَى ثمنها؛ قال شمر: ويروى بيت ابن كلثوم: مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا أَي متى اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا.
وقال ابن شميل: كان بيني وبين فلان ثوب فَتَقاوَيْناه بيننا أَي أَعطيته ثمناً وأَعطاني به هو فأَخذه أَحدنا.
وقد اقْتَوَيْت منه الغلام الذي كان بيننا أَي اشتريت منه نصيبه.
وقال الأَسدي: القاوِي الآخذ، يقال: قاوِه أَي أَعْطِه نصيبه؛ قال النَّظَّارُ الأَسدي: ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفا رِ كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا التهذيب: والعرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا في دَلْوٍ مَلآنَ ماء فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه، وقد تقاوَينا الدَّلْو تَقاوِياً. الأَصمعي: من أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ من قاوِيةٍ إِذا انقطع ما بين الرجلين أَو وجَبت بَيْعَةٌ لا تُسْتقال؛ قال أَبو منصور: والقاويةُ هي البيضة، سميت قاوِيةً لأَنها قَوِيَتْ عن فَرْخها.
والقُوَيُّ: الفَرْخ الصغير، تصغير قاوٍ، سمي قُوَيّاً لأَنه زايل البيضة فَقَوِيَتْ عنه وقَوِيَ عنها أَي خَلا وخَلَتْ، ومثله: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ؛ أَبو عمرو: القائبةُ والقاوِيةُ البيضة، فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ والقُوَيُّ، قال: والعرب تقول للدَّنيءِ قُوَيٌّ من قاوِية.
وقُوَّةُ: اسم رجل.
وقَوٌّ: موضع، وقيل: موضع بين فَيْدٍ والنِّباج؛ وقال امْرُؤ القَيْس: سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا، وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا والقَوقاةُ: صوت الدجاجة.
وقَوْقَيْتُ: مثل ضَوْضَيْتُ. ابن سيده: قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقي قيقاءً وقَوْقاةً صوّتت عند البيض، فهي مُقَوْقِيةٌ أَي صاحت، مثل دَهْدَيْتُ الحجر دِهْداء ودَهْداةً، على فَعْلَلَ فَعَللة وفِعْلالاً، والياء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فيه الفاء والعين؛ قال ابن سيده: وربما استعمل في الديك؛ وحكاه السيرافي في الإِنسان، وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فيقول قَوْقَأَت الدجاجة. ابن الأَعرابي: القِيقاءة والقِيقايةُ، لغتان: مشْرَبَة كالتَّلْتلةِ؛ وأَنشد: وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ (* قوله« وشرب» هذا هو الصواب كما في التهذيب هنا وفي مادة بغر، وتصحف في ب غ ر من اللسان بسرت خطأ.) قصره الشاعر.
والقِيقاءة: القاعُ المستديرة في صلابة من الأَرض إِلى جانب سهل، ومنهم من يقول قِيقاةٌ؛ قال رؤبة: إِذا جَرَى، من آلِها الرَّقْراقِ، رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي والقِيقاءة: الأَرض الغَليظة؛ وقوله: وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى على القِيَقْ كأَنه جمع قِيقةٍ، وإِنما هي قِيقاة فحذفت ألفها، قال: ومن قال هي قِيقة وجمعها قَياقٍ، كما في بيت رؤبة، كان له مخرج.

الزَّوَال (المعجم الوسيط) [0]


 الْوَقْت الَّذِي تكون فِيهِ الشَّمْس فِي كبد السَّمَاء