المصادر:  


وفق (لسان العرب) [50]


الوِفاقُ: المُوافقة.
والتَّوافق: الاتفاق والتظاهر. ابن سيده: وَفْقُ الشيء ما لاءَمه، وقد وَافقهُ مُوافقةً ووِفاقاً واتَّفَق معه وتَوَافقا. غيره: وتقول هذا وَفْقُ هذا وَوِفاقه وفيقه وفُوقه وسِيُّه وعِدْله واحد. الليث: الوَفْقُ كل شيء يكون مُتَّفِقاً على تَيْفاقٍ واحد فهو وَفْق كقوله: يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا ومنه المُوافقة: تقول: وافَقْت فلاناً في موضع كذا أَي صادفته، ووافَقْت فلاناً على أَمر كذا أَي اتَّفقنا عليه معاً، ووافَقْتُه أَي صادفته.
ووَفِقْتَ أَمرك أَي وُفِّقْتَ فيه، وأَنت تَفِق أَمرَك كذلك.
ويقال: وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ، بالكسر فيهما، أَي صادفته مُوافقاً وهو من التَّوفيق كما يقال رِشدْتَ أَمرَك.
والوَفْق: من المُوافقة بين الشيئين كالالْتِحام؛ قال عُوَيْف القَوَافي: يا . . . أكمل المادة عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقَّى وَفْقَه، سُمِّيت بالفاروق، فافْرُقْ فَرْقَه وجاء القوم وَفْقاً أَي متوافقين.
وكنت عنده وَفْقَ طلعت الشمس أَي حين طلعت أَو ساعة طلعت؛ عن اللحياني.
ووَفَّقه الله سبحانه للخير: أَلهمه وهو من التَّوْفيق.
وفي الحديث: لا يَتَوَفَّقُ عبدٌ حتى يُوَفِّقه الله.
وفي حديث طلحة والصيد: إنه وَفَّق منْ أَكله أَي دعا له بالتَّوْفيق واستصوب فعله.
واسْتَوْفقتُ الله أَي سأَلته التَّوْفِيق.
والوِفْقُ: التَّوْفيق.
وإن فلاناً مُوَفَّق رشيد، وكنا من أَمرنا على وِفاقٍ.
ووَفِقَ أَمرَه يَفِقُ، قال الكسائي: يقال رَشِدْتَ أَمرَك ووَفِقْتَ رأيك، ومعنى وَفِقَ أَمرَه وجده مُوافقاً.
وقال اللحياني: وفِقَه فهمه.
وفي النوادر: فلان لا يفِق لكذا وكذا أَي لا يقدر له لوقته.
ويقال: وفقت له ووُفِّقْتُ له ووَفَقْتُه ووَفِقَني، وذلك إذا صادفني ولقيني.
وأَتانا لوَفْقِ الهلال ولِميفاقِه وتَوْفِيقه وتِيفَاقه وتَوْفاقه أَي لطلوعه ووقته، معناه أَتانا حين الهلال.
وحكى اللحياني: أَتيتك لوَفْق تفعل ذلك وتَوْفاق وتِيفاق ومِيفاق أَي لحين فعلك ذلك، وأَتيتك لتوفيق ذلك وتَوَفُّق ذلك؛ عنه أيضاً لم يزد على ذلك.
وفي حديث علي، رضي الله عنه، وسئل عن البيت المعمور فقال: هو بيت في السماء تَيفاقُ الكعبة أي خداؤها ومقابلها. يقال: كان ذلك لوَفْق الأمر وتَوْفاقه وتِيفاقه، وأَصل الكلمة الواو والياء زائدة.
ووَفِقَ الأَمرَ يَفِقُه: فهمه؛ عن اللحياني، ونظيره قولهم وَرِع يَرِع وله نظائر كوَرِمَ يَرِمُ ووَثِقَ يَثِقُ، وكل لفظة منها مذكورة في موضعها.
ويقال: حَلُوبة فلان وَفْق عياله أَي لها لبن قدر كفايتهم لا فضل فيه، وقيل: قدر ما يقوتهم؛ قال الراعي: أَما الفقيرُ الذي كانت حَلُوبته وَفْقَ العِيال، فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ أَبو زيد: من الرجال الوَفِيقُ وهو الرفيق، يقال: رَفِيق وَفيق.
وأَوْفَقت السهمَ إذا جعلت فُوقه في الوَتَر لترمي، لغة، كأَنه قَلْب أَفْوقت، ولا يقال أَفوقت، واشتق هذا الفعل من مُوافقة الوَتَر مَحَزَّ الفُوق؛ قال الأَزهري: الأَصل أَفْوَقْت السهمَ من الفُوق، قال: ومن قال أَوْفَقْت فهو مقلوب. الأَصمعي: أَوْفَقَ الرامي إيفاقاً إذا جعل الفُوقَ في الوتر؛ وأَنشد: وأَوْفَقَتْ للرَّمْيِ حَشْرات الرَّشَقْ ويقال: إنه لمُسْتَوْفِقٌ له بالحُجة ومُفِيق له إذا أَصاب فيها. ابن بزرج: أَوْفَقَ القومُ الرجلَ دنوا منه واجتمعت كلمتهم عليه، وأَوْفقَت الإبلُ: اصطفت واستوت معاً، وقد سموا مُوَفَّقاً ووِفَاقاً.

حِينه (المعجم الوسيط) [0]


 جعل لَهُ حينا وَالله فلَانا لم يوفقه للرشاد 

توفق (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان وَفقه الله وأرشده وَفِي الحَدِيث (لَا يتوفق عبد حَتَّى يوفقه الله) 

طبع (مقاييس اللغة) [0]



الطاء والباء والعين أصلٌ صحيح، وهو مثلٌ على نهايةٍ ينتهي إليها الشيء حتى يختم عندها يقال طبَعت على الشيء طابَعاً. ثم يقال على هذا طَبْعُ الإنسان وسجيَّتُه.
ومن ذلك طَبَعَ اللهُ على قَلْب الكافر، كأنَّه ختم عليه حتى لا يصل إليه هُدىً ولا نُور، فلا يوفَّق لخير.
ومن ذلك أيضاً طبْع السَّيف والدِّرهم، وذلك إذا ضربه حتى يكمّله.
والطَّابع: الخاتم يُختَمُ به *.
والطَّابِع: الذي يَختِم.ومن الباب قولُهم لملْءِ المِكيال طَبع.
والقياسُ واحدٌ؛ لأنه قد تكامل وخُتم.
وتطبَّع النَّهر، إذا امتلأ؛ وهو ذلك المعنى.
وكذلك إذا حُمِّلت النّاقة حِمْلَها الوافِيَ الكاملَ، فهي مطبَّعة. قال:
أينَ الشِّظاظانِ وأيْنَ المِرْبَعَهْ      وأيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ المطبَّعهْ

قال ابنُ السكِّيت: . . . أكمل المادة الطِّبع: النَّهر، والجمع: الطِّباع. قال:
فتولَّوْا فاتراً مشيُهم      كروايا الطِّبْع همَّتْ بالوَحَلْ

ولعلَّ الذي قالُوه في وصف النّهر، أن يكون ممتلئاً، حتى يكون أقيس.ومما شذَّ عن هذا الأصل وقد يمكن أن يُقارَب بينهما، إلاَّ أنَّ ذلك على استكراه، قولهم للدَّنَس: طَبَع. يقال رجلٌ طَبِعٌ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استَعيذوا بالله من طمَعٍ يَهدِي إِلَى طَبَعٍ".
وقال:
له أكاليلُ بالياقوت فَصَّلَها      صَوَّاغُها لا ترى عَيْبَاً ولا طَبَعا

ومن هذه الكلمة قولهم للرجل إذا لم ينفُذْ في الأمر: قد طَبِعَ.

الحِيْنُ (القاموس المحيط) [0]


الحِيْنُ، بالكسر: الدَّهْرُ، أو وَقْتٌ مُبْهَمٌ يَصْلُحُ لجميع الأزْمانِ، طالَ أو قَصُرَ، يكونُ سَنَةً وأكثَرَ، أو يَخْتَصُّ بأربعينَ سَنَةً، أو سَبْعِ سِنينَ، أو سَنَتَينِ، أو سِتَّةِ أَشْهُرٍ، أَو كلُّ غُدْوَةٍ وعَشِيَّةٍ، ويومُ القِيامةِ، والمُدَّةُ.
وقوله تعالى {فَتَوَلَّ عنهم حتَّى حِينٍ}، أي: حتى تَنْقَضِي المُدَّةُ التي أُمْهِلُوها
ج: أحْيانٌ
وجج: أحايِينُ.
{ولاتَ حينَ}، أي: ليسَ حِينَ.
وإذا باعَدُوا بَيْنَ الوَقْتَيْنِ، باعَدُوا بإِذْ، فقالوا: حِيْنَئِذٍ.
وحَيَّنَهُ: جَعَلَ له حِيناً،
و~ الناقَةَ: جعَلَ لها في كلِّ يَوْمٍ ولَيْلةٍ وقْتاً يَحْلُبُها فيه،
كتَحَيَّنَها، والاسْمُ: الحِينُ والحِينَةُ، بكسْرِهِما.
ومَتَى حِينَةُ ناقَتِكَ؟: مَتَى وقْتُ حَلَبِها.
وكَمْ حِينَتُها؟: كَمْ حِلابُها.
وحانَ حِينٌ: قَرُبَ، وآنَ،
و~ السنْبُلُ: . . . أكمل المادة يَبِسَ.
وعامَلَهُ مُحايَنَةً، كمُساوَعَةٍ.
وأحْيَنَ: أقامَ،
و~ الإِبِلُ: حانَ لها أن تُحْلَبَ، أو يُعْكَمَ عليها،
و~ القَوْمُ: حانَ لهم ما حاوَلُوهُ.
وهو يأكُلُ الحِينَةَ، ويُفْتَحُ، أي: مَرَّةً في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ.
وما ألقاهُ إلاَّ الحِينَةَ بعدَ الحِينَةِ، أي: الحِينَ بعدَ الحِينِ.
والحَيْنُ: الهلاكُ، والمِحْنَةُ، وقد حانَ، وأحانَهُ اللّهُ.
وكلُّ ما لم يُوَفَّقْ للرَشادِ فقدْ حانَ.
وحَيَّنَهُ اللُّه فَتَحَيَّنَ.
والحائِنُ: الأحْمَقُ.
والحائِنَةُ: النازِلَةُ المُهْلِكَةُ
ج: حَوائِنُ.
والحانوتُ: في ح ن ت.
والحانِيَّةُ: الخَمْرُ.
والحانَةُ: مَوْضِعُ بَيْعِها.
وحِينَى، كضِيزَى: د.
ومِحْيانُ الشيءِ، بالكسر: حِينُه.
وكشدَّادٍ: عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ الحَيَّانِيُّ، نِسْبَةٌ إلى جَدِّه، وكذا الحافِظُ أبو الشيخِ عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ الحَيَّانِيُّ الأصْفهانِيُّ،
وحَفيدُه محمدُ بنُ عبدِ الرزَّاقِ الحَيَّانِيُّ،
وعُبَيْدُ اللهِ بنُ هارونَ الحَيَّانِيُّ.
وأبو حَيَّانَ النَّحْويُّ: مُتأخِّرٌ
فَصْلُ الخَاء

لبق (لسان العرب) [0]


اللّبَقُ: الظَّرْفُ والرِّفْقُ، لَبِقَ، بالكسر، لَبَقاً ولَباقَةً، فهو لَبِقٌ؛ قال سيبويه: بنوه على هذا لأنه عِلْم ونفاذ توهم أَنهم جاؤوا به على فَهِمَ فَهَامَةً فهو فَهِمٌ، والأُنثى لَبِقَةٌ، ولَبُقَ فهو لَبِيقٌ كلَبِقٍ، والأُنثى لَبِيقة؛ قال الشاعر: وكان بتَصْريفِ القَنَاةَ لَبِيقا وقيل: اللَّبِقة واللَّبِيقة الحسنة الدَّلٌ واللِّبْسة اللبيبة الصَّناع، وقال الفراء: اللَّبِقةُ التي يشاكلها كلُّ لباس وطيبٍ. الليث: رجل لَبِقٌ ويقال لَبِيق، وهو الحاذق الرفيق بكل عمل، وامرأَة لبيِقة ظريفة رَفيقةٌ ويليق بها كل ثوب. أبو بكر: اللَّبِقُ الحُلو اللّين الأخلاقِ، قال: وهذا قول ابن الأَعرابي، قال: ومن ذلك المُلَبَّقة إنما سميت مُلَبّقة للينها وحلاوتها، وقال قوم: معناه الرفيق . . . أكمل المادة اللطيفُ العمل؛ قال رؤبة: قَبَّاضة بين العَنيفِ واللَّبِقْ وهذا الأَمر يَلْبَقُ بك أي يوافقك ويزكو بك. الأَزهري: العرب تقول هذا الأَمر لا يليق بك ولا يَلْيَقُ بك، فمن قال لا يليق فمعناه لا يحسن بك حتى يَلْصَق بك، ومن قال لا يَلْبَقُ فمعناه أَنه ليس يوفَّق لك؛ ومنه لَبِقَ به الثوبُ أَي لاق به.
والثريد المُلَبَّق: الشديد التَّثْريد الملين بالدسم. يقال: ثريدة ملبقة.
وفي الحديث: فصنع ثريدة ثم لبَّقَها أي خلطها خلطاً شديداً، وقيل: جمعها بالمغْرَفة.
ولَبَّق الثريد وغيره: خلطه وليّنه؛ أَنشد ابن الأعرابي: لا خَيْرَ في أَكل الخُلاصة وحْدَها، إذا لم يَكُنْ رَبُّ الخُلاصة ذا تَمْرِ ولكنَّها زَيْنٌ، كذا هي لُبِّقَتْ بمَحْضٍ على حَلْواءَ، في مَضَر القِدْرِ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا بثريدة ثم لَبَّقها؛ قال أَبو عبيد أَي جمعها بالمِقْدَحة. الليث: لبَّقْتُ الثريدة إذا لم تكن بلحم، وقيل: ثريدة مُلَبَّقَةٌ خلطت خلطاً شديداً.

ضلل (الصّحّاح في اللغة) [0]


ضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً، أي ضاع وهلَك.
والاسم الضُلُّ بالضم.
ومنه قولهم: هو ضُلُّ بن ضُلٍّ، إذا كانَ لا يُعْرفُ ولا يُعْرَفُ أبوه.
وكذلك: هو الضَلاَلُ بن التَلاَلُ.
والضَالّةُ: ما ضَلَّ من البهيمة للذكر والأنثى.
وأرضٌ مَضَلَّةٌ بالفتح: يُضَلُّ فيها الطريقُ.
وكذلك أرضٌ مَضِلَّةٌ.
وفلان يلومُني ضَلَّةً، إذا لم يُوَفَّقْ للرشاد في عذْله.
ورجلٌ ضِلِّيلٌ ومُضَلَّلٌ، أي ضالٌّ جداً.
وهو الكثير التَتَبُّعِ للضَلالِ.
وكان يقال لامرئ القيس: الملكُ الضِلِّيلُ.
والضَلالُ والضَلالَةَ: ضدُّ الرشاد.
وقد ضَلَلْتُ أضِلُّ. قال تعالى: "قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فإنما أصِل على نفسي".
وهو ضالٌّ تالٌّ، وهي الضَلالَةُ والتَلالَةُ.
وأَضَلُّهُ، أي أَضاعَهُ وأهلكه. يقال أُضِلَّ الميّتُ، إذا دُفِنَ.
وقال النابغة:
وغودِرَ بالجَوْلانِ حزمٌ ونائلُ      وآبَ مُضِلُّوهُ بعينٍ جَـلِـيَّةٍ

ابن السكيت: أَضْلَلْتُ . . . أكمل المادة بعيري، إذا ذهبَ منك.
وضَلَلْتُ المسجدَ والدارَ، إذا لم تعرف موضعهما.
وكذلك كلُّ شيء مقيمٍ لا يُهْتَدى له.
وفي الحديث عن الرجل الذي قال: "لَعَليِّ أَضِلُّ الله" يريد أضِلُّ عنه، أي أخْفَى عليه وأغيبُ. من قوله تعالى "أَئِذا ضَلَلْنا في الأرض" أي خَفينا وغِبْنا.
وأَضَلَّهُ الله فضَلَّ. تقول: إنَّك تهدي الضالَّ ولا تهدي المُتَضالَّ.
وتَضْليلُ الرجلِ: أن تنسُبه إلى الضَلالِ.
وقوله تعالى "إنَّ المجرِمينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ" أي في هلاك. الكسائي: وقع في وادي تُضُلِّلَ، معناه الباطل، مثل تُخَيِّبَ وتَهُلِّكَ، كلُّه لا ينصرف.
ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلالٍ. قال عمرو ابن شأسٍ الأسَديّ:
وقد حُنِيَ الأضلاعُ ضُلٌّ بتَضْلالٍ      تَذَكَّرْتَ لَيْلى لاتَ حين ادكارُهـا

يعني: طُلِبَ منه أن يَضِلَّ فَضَلَّ، كما يقال جُنَّ جنونُه.

ليق (لسان العرب) [0]


لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً، وهي أغرب، فلاقَتْ: لَزِق المداد بِصُوفها، وهي لائق لغة قليلة، ولُقْتُها لَيْقاً أيضاً، والاسم منه اللِّيقةُ، وهي لِيقةُ الدَّوَاة. التهذيب: اللِّيقة لِيقةُ الدواة وهي ما اجتمع في وَقْبتَها من سوادها بمائها.
وحكى ابن الأعرابي: دَواة مَلُوقة أي مَلِيقة إذا أصلحت مِدَادها، وهذا لا يلحقها بالواو لأنه إنما هو على قول بعضهم لُوقَتْ في لِيقَتْ، كما يقول بعضهم بُوعَتْ في بِيعَت، ثم يقولون على هذا مَبُوعة في مَبِيعة.
ولاقَ الشيءُ بقلبي لَيْقاً ولَياقاٌ ولَيقاناً والْتاق، كلاهما: لَزِق.
وما لاقَ ذلك بصَفَري أي لم يوافقني.
وقال ثعلب: ما يَليقُ ذلك بصَفري أي ما ثبت في جوفي، وما يليق هذا . . . أكمل المادة الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه، وهو من ذلك.
والْتَاقَ قلبي بفلان أي لَصِق به وأحبه.
ويقال: الْتاقَ به استغنى به؛ قال ابن ميادة: ولا أن تكونَ النَّفْسُ عنها نَجِيحةً بشي، ولا مُلْتاقةً ببَدِيلِ وما لاقَتْ عند زوجها ولا عاقَتْ أي ما حظيت ولم تَلْصَقْ بقلبه؛ ومنه: لاقَت الدواةُ تَلِيقُ أَي لصقت، ولِقتُها، يتعدى ولا يتعدى. قال ابن بري: وحكى الزجاجي لُقُتُ الدواة ألُوقُها.
ويقال: هذا الأمر لا يَلْبَق بك أي لا يَزْكو بك، فإذا كان معناه لا يعلق قيل لا يليق بك. الأزهري: والعرب تقول هذا أمر لا يَلِيقُ بك، معناه لا يحسن بك حتى يَلْصقَ بك؛ وتقول لا يَلْبَيق بك، معناه أَنه ليس يوفّق لك، ومنه تَلْبِقُ الثريد بالسمن إذا أكثر أدمه؛ وقول أبي العيال: خِضَمّ لم يُلِقْ شيئاً، كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ أَي لم يُلِقْ شيئاً إلا قطعه حُسَامه. يقال: ما أَلاقَني أي ما حبسني أي لا يحبس شيئاً.
ويقال: فلان ما يُلِيقُ شيئاً من سخائه أي ما يمسك.
وألاقُوه بأَنفسهم أي ألزقوه واستلاطوه؛ قال زُمَيْل بن أُبَيْرٍ: وهل كُنْت إلا حَوْتكيّاً أَلاقَهُ بنو عَمّه، حتى بَغَى وتجبّرا؟ ويقال: هذا البيت لخارجة بن ضِرارٍ المُرّي.
واللَّيقُ: شيء أسود يجعل في دواء الكحل، واحدته لِيقَةٌ، وقد يكون اللِّيقُ واللِّيقةُ من باب الفُوق والفُوقةِ.
وما يَلِيقُ بكفه درهم أي ما يحتبس، وما يُلِيقُه هو أَي ما يحبسه ولا يَلْصَق به؛ قال: تقول، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للذَّةٍ، فُكَيْهةُ: هل شيء بكَفَّيْكَ لائقُ؟ وقال كَفَّاك كَفٌّ ما تُلِيقُ درهمَا جوداً، وأُخرى تُعْط بالسيف الدَّمَا (* قوله: تعْط: كذا في الأصل).
وفلان ما يَلِيقُ ببلد أَي ما يمتسك، وما يُلِيقُه بلد أَي ما يمسكه.
وقال الأصمعي للرشيد: ما أَلاقَتْني أَرض حتى أَتيتك يا أَمير المؤمنين وفي التهذيب أَن الأَصمعي قال: ما أَلاقَتْني البَصْرةُ أَي ما ثَبَتّ فيها.
ويقال: ما لِقْتُ بَعْدك بأَرض أي ما ثَبَتّ. ابن الأَعرابي: يقال فلان لا يَلِيق بيده مال ولا يُلِيقُ مالاً ولا يَليق ببلد ولا يَلِيقُ به بلد.
والالْتِياقُ: لزوم الشيء الشيءَ.ولَيَّق الطعامَ: ليّنة.
وما في الأرض ليَاق أَي شيء من مَرْتع.
وما وجدت عنه شيئاً أُلِيقُه، وهو منه.
واللِّيقةُ: الطينة اللزِجةُ يُرمى بها الحائط فتَلزق به. أَبو زيد: هو ضَيْق لَيْق وضَيِّق لَيِّق.
وقد الْتاق فلانٌ بفلان إذا صافاهُ كأَنه لَزِقَ به.
ولاقَ به فلان أي لاذ به.
ولاقَ به الثوب أَي لبق به.

طبع (لسان العرب) [0]


الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها الإِنسان.
والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي: الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري: ويجمع طَبْعُ الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه.
والطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي: الطَّبْعُ المِثالُ. يقال: اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه.
وحكى اللحياني: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي طَبِيعةٌ؛ وأَنشد: له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه.
وطبَع . . . أكمل المادة اللهُ الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم طبْعاً: خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها.
وفي الحديث: كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي يخلق عليها.
والطِّباعُ: ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر.
والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه.
والطَّبّاعُ: الذي يأْخذ الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً: عَمِلْت، والطَّبّاعُ: الذي يعمَلها.
والطبْعُ: الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه.
وفي نوادر الأَعراب: يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ وعليه يَطْبَعُ طبْعاً: ختم.
والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر: الخاتم الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة.
والطابِعُ والطابَعُ: مِيسَم الفرائض. يقال: طبَع الشاةَ.
وطبَع الله على قلبه: ختم، على المثل.
ويقال: طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير.
وقال أَبو إِسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال ا تعالى: أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل: كلاَّ بلْ رانَ على قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن الأَثير: كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد: الرَّيْنُ أَيسر من الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره.
وفي الحديث: من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدَّنَسُ، وأَصله من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ.
وفي حديث الدُّعاء: اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم، يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه.
وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع: مَلأَه.
وطِبْعُه: مِلْؤُه.
والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ فيه من شدّة مَلْئِه. قال: ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت.
وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه وتَدَفَّق.
والطِّبْعُ، بالكسر: النهر، وجمعه أَطباع، وقيل: هو اسم نهر بعينه؛ قال لبيد: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وقيل: الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل: الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قال الأَزهري: ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب.
والطِّبْعُ في بيت لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛ قال: وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم. قال الأَزهري: ويجمع الطِّبْعُ بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب.
وفي الحديث: أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها.
والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ.
وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ: مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي: عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ (* قوله «تسديناك» تقدم في مادة شجر تعديناك.) قال الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال: وأَنشد غيره: أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟ وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟ ويروى الجَلنْفَعهْ.
وقال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهري: وتكون المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها.
وقِربة مُطبَّعة طعاماً: مملوءة؛ قال أَبو ذؤيب: فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جرير: وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ، وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا قال ابن بري: هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ.
وطَبِعَ الثوبُ طَبَعاً: اتَّسَخَ.
ورجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء لا يستَحْيي من سَوأَة.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: لا يتزوج من الموالي في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ: لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ، وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛ قال: وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية: ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ، وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا قال: ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة: وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا، منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم.
والمُطَبَّع: الذي نُجِّسَ، والمَأْبيُّ: الماء الذي تأْبى الإِبل شربه.
وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع.
وطَبِعَ: بمعنى كَسِلَ.
وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل بالأَشياء الحُلْوة. قال الأَزهري: هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال: ويقال إِنها لحكيم بن مُعَيّة الرَّبَعِيّ: إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ، وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ، من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ، يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ، تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ وفي الحديث: نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد: الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك.
وكل شَينٍ في دِين أَو دُنيا، فهو طبَع.
وأما الذي في حديث الحسن: وسئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد، فقال: هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ، وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه.

ضلل (لسان العرب) [0]


الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً؛ وقال كراع: وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وقال اللحياني: أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، وهو ضالٌّ تالٌّ، وهي الضَّلالة والتَّلالة؛ وقال الجوهري: لغة نجد هي الفصيحة. قال ابن سيده: وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا، بكسر اللام، ورَجُلٌ ضالٌّ. قال: وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ، بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء . . . أكمل المادة الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة؛ قال: وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة؛ وأَنشدوا: يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا: حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يريد زَامَّها.
وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال: سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك؟ قال: لا ولا أَقبله.
وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال: لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه: جعله ضَالاًّ.
وقوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ، وقرئت: لا يُهْدى من يُضِلُّ؛ قال الزَّجّاج: هو كما قال تعالى: من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له. قال أَبو منصور: والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. يقال: أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق؛ وإِياه أَراد لبيد: مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ، ومن شاءَ أَضَلّ قال لبيد: هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز: يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء؛ قال أَبو منصور: والأَصل في كلام العرب وجه آخر يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته.
وفي الحديث: سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم، يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه.
وقوله في التنزيل العزيز: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل، وهذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها؛ وقول أَبي ذؤيب: رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل قال السُّكَّري: طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه، ونِيافاً أَي طويلة، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل، والمستعمل أَناف؛ وقال ابن جني: نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد.
ويقال: ضَلَّ ضَلاله، كما يقال جُنَّ جُنونُه؛ قال أُمية: لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا، ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وقال أَوس بن حَجَر: إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ، إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما، وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له، وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً؛ قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال: يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته، وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قال الفرزدق:ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً، كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وفي الحديث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره. الجوهري: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى، يقال: ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار، قال: وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع، وتُجْمَع على ضَوالَّ؛ قال: والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم؛ والضّالَّة من الإِبل: التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.
وسُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار، وخَرَجَ جوابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم قال، عليه السلام: ما لَكَ ولَها، مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها، قال: وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني، ومنه الكلمة الحكيمةُ: ضالَّةُ المؤمن، وفي رواية: ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته.
وضَلَّ الشيءُ: خَفِيَ وغاب.
وفي الحديث: ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله، يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني، وقيل: لَعَلِّي أَغيب عن عذابه. يقال: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته.
وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء.
ويقال: أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً.
ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، ومعنى الحديث من قوله تعالى: أََإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا.
وقال ابن قتيبة في معنى الحديث: أَي أَفُوتُه، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه.
والمُضِلُّ: السَّراب؛ قال الشاعر: أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ.
ويقال: ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني؛ وأَنشد: والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي (* قوله «المبتغي» هكذا في الأصل والتهذيب، وفي شرح القاموس: المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة). أَي تذهب عني.
ويقال: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت.
وقوله في التنزيل العزيز: لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه، وقيل: معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء.
ويقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته، ولا تقل أَضْلَلْته. قال محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب: لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى، فسأَلت عنها يونس فقال: يَضِلُّ جَيِّدةٌ، يقال: ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم يونس في هذا.
وفي الحديث: لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً؛ قال ابن الأَثير: أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع؛ ومنه قوله تعالى: ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا.
وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك.
والضَّلال: النِّسْيان.
وفي التنزيل العزيز: مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى؛ أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها، وقرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه؛ قال الزجاج: المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة، قال: وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ (* قوله «وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان» كذا في الأصل ومثله في التهذيب، وعبارة الكشاف والخطيب: وقرأ حمزة وحده ان تضل احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد، فلعل التخفيف مع كسر ان قراءة اخرى) لا غير، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر، وهي قراءة أَكثر الناس، قال: وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال سيبويه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ، قال: ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله.
ومنه قوله تعالى: قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه.
وقوله تعالى: وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى.
وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عنه. أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه، وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ.
وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إِذا غاب، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة، وضَلَّ الناسي إِذا غابَ عنه حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك، وقوله تعالى: أَضَلَّ أَعمالهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه: قد ضَلَّ سَعْيُك. ابن سيده: وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً: ضاع.
وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال.
والتضليل: تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قال الراعي: وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا قال ابن سيده: هكذا قاله الراعي بالوَقْص، وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، على الكمال.
والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل.
وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار.
ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل. قال الجوهري: وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كله لا ينصرف.
ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو بن شاس الأَسدي: تَذَكَّرْت ليلى، لاتَ حينَ ادِّكارِها، وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال قال ابن بري: حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب؛ قال ومثله للعَجَّاج: يَنْشُدُ أَجْمالاً، وما مِنْ أَجمال يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ.
وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق.
وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله.
وفتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وكذلك طريق مَضَلٌّ. الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غيره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها، والمَجْهَلُ كذلك. يقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ؛ وأَنشد: أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها، لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق وقال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وهو اسم، ولو كان نعتاً كان بغير الهاء.
ويقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى والجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ وقيل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ. أَبو زيد: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكيت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ.
ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال.
ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال.
والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل.
وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس، كان يُلَقَّب به.
والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له.
والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهير: كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً، وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ وفلان صاحب أَضَالِيلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكميت: وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْـ ـرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر.
والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ.
والضِّلَّة: الضَّلالُ.
وقال ابن الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه، وأَنشد: إِنِّي، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني يُريدُ مالي، أَضَلَّني عَلِلي أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها.
ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة (* قوله «ويقال للدليل الى قوله الضلضلة» هكذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص الباب اهـ. لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس). قاله ابن الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك، والاسم الضُّلُّ، بالضم؛ ومنه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال، وقيل: هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه، وقيل: هو الذي لا خير فيه، وقيل: إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو، وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنى. يقال: فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ (* قوله «ضل أضلال وصل أصلال» عبارة القاموس: ضل أضلال بالضم والكسر، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا الكسر) بالضاد والصاد إِذا كان داهية.
وفي المثل: يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ، فقال له قَصِيرٌ: ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه.
وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال.
وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ؛ عن أَبي زيد.
وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب.
وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم يُثْأَرْ به.
وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده؛ عن ثعلب، وكذلك رواه ابن الكوفي؛ وقال ابن الأَعرابي: إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ، على الوصف، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ وقال مُرَّة: هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه، وقيل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد.
وضَلَّ الرَّجُلُ: مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه.
وفي التنزيل العزيز: أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا.
وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل: أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها، وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ: فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ، وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات، والجَوْلانُ: موضع بالشام، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ.
وأَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فَتًى، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم، لَيْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة.
والضَّلَلُ: الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس، يقال: ماءٌ ضَلَلٌ، وقيل: هو الماء الذي يجري بين الشجر.
وضَلاضِلُ الماء: بقاياه، والصادُ لُغةٌ، واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة.
وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ: غليظة؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ، وقال سيبويه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذيب: الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية؛ قال: وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها. الجوهري: الضُّلَضِلة، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية، حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل، قال: وليس في الكلام المضاعف غيره؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ: أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه، وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله؟ وقال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وهو الشديد ذو الحجارة؛ قال: أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء. الجوهري: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ؛ عن الأَصمعي، قال: كأَنه قَصْر الضَّلاضِل.
ومُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بني أَسد؛ وقال الأَسود بن يعْفُر: وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما: عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ قال ابن بري: صواب إِنشاده فَقَبْلي، بالفاء، لأَن قبله: فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا، وإِخالُه كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل.

حين (لسان العرب) [0]


الحِينُ: الدهرُ، وقيل: وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين.
والحِينُ: الوقتُ، يقال: حينئذ؛ قال خُوَيْلِدٌ: كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ.
والحِينُ: المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى: هل أَتى على الإنسان حينٌ من الدَّهِرِ. التهذيب: الحِينُ وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن يكون ذلك، وهو يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا: حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها ياء وكتبوها بالياء.
وحانَ له أَن يَفْعَلَ . . . أكمل المادة كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ.
وقوله تعالى: تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها؛ قيل: كلَّ سنةٍ، وقيل: كُلَّ ستة أَشهر، وقيل: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة. قال الأَزهري: وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح لجميع الأَزمان، قال: فالمعنى في قوله عز وجل: تؤتي أُكلها كل حين، أَنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة؛ قال: والدليل على أَن الحِينَ بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي: تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ. المعنى: أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ، ويروى خَيْرُ المنزل، بالخاء والراء.
وقوله عز وجل: ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ؛ أَي بعد قيام القيامة، وفي المحكم أَي بعد موت؛ عن الزجاج.
وقوله تعالى: فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ؛ أَي حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها، والجمع أَحْيانٌ، وأَحايينُ جمع الجمع، وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ.
وفي التنزيل العزيز: ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ وأَما قول أَبي وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُفْضِلونَ يَداً، إذا ما أَنْعَمُوا. قال ابن سيده: قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله: نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً، وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا. أَراد الآن، فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها. قال أَبو زيد: سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل: أَراد العاطفونَهْ، فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أَنه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون، كما أَنشدوا: أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ، أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ؟ فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الجوهري (* قوله «وأنشد الجوهري إلخ» عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية: العاطفون تحين ما من عاطف، * والمسبغون يداً إذا ما أنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم، * والحاملون إذا العشيرة تغرم واللاحقون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين المطعم.). بيت أَبي وجزة: العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ المُطْعِمُ قال ابن بري: أَنشد ابن السيرافي: فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم، نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا قال: هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها؛ قال ومثله: همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ، إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما.
وحينئذٍ: تَبْعيدٌ لقولك الآن.
وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ.
وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عنه أَيضاً.
وأَحانَ من الحِين: أَزْمَنَ.
وحَيَّنَ الشيءَ: جعل له حِيناً.
وحانَ حِينُه أَي قَرُبَ وَقْتُه.
والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ وقالت بُثَيْنة: وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ، من الدَّهْرِ، ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها. قال ابن بري: لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت؛ قال: ومثله لمُدْرِك بن حِصْنٍ: وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ، ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها.
وفي ترجمة حيث: كلمة تدل على المكان، لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة حِينٍ في الأَزمنة. قال الأَصمعي: ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب حين وحيث، غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه؛ قال أَبو حاتم: رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة بخطه؛ قال أَبو حاتم: واعلم أَن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه، قال: وكثير من الناس جعلوهما معاً حيث، قال: والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع الذي كنت فيه، واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت.
وفي التنزيل العزيز: وكُلا من حيث شِئْتُما.
وتقول: رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج.
وتقول: ائتِني حينَ مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أَنه يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأَيتك لما جئت، وحينَ جئت، وإذْ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث.
وعَامَلْته مُحايَنة: مثل مُساوَعة.
وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً. أَبو عمرو: أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها.
وفلان يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ.
وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي تَنَظَّرْتُه.
وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل.
وحَيَّنْتُ الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه.
وحَيَّنَ الناقةَ وتَحَيَّنها: حَلَبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحَِينَةُ؛ قال المُخَبَّلُ يصف إبلاً: إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها، وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها.
وفي حديث الأَذان: كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها.
والحينُ: الوقتُ.
وفي حديث الجِمارِ: كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس.
وفي الحديث: تَحَيَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم. الأَصمعي: التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً، قال: والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب.
وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها.
وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة في اليوم والليلة، وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز، يعني الفتح. قال ابن بري: فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة فقال: الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس، وكِلاهما للمرة الواحدة، فالوَجْبة: أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة، والحَيْنة: أَن تَحْلُبَ الناقة في اليوم مرة.
والحِينُ: يومُ القيامة.
والحَيْنُ، بالفتح: الهلاك؛ قال: وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها، وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا.
وقد حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانه الله.
وفي المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه.
وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. الأَزهري: يقال حانَ يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ.
والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين، والجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة: بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها، ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ وقول مُلَيح: وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ. يكون من الحَيْنِ، ويكون من المِحْنةِ.
وحانَ الشيءُ: قَرُبَ.
وحانَتِ الصلاةُ: دَنَتْ، وهو من ذلك.
وحانَ سنْبُلُ الزرع: يَبِسَ فآنَ حصادُه.
وأَحْيَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا. أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ.
والحانَةُ: الحانُوتُ؛ عن كراع. الجوهري: والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر.
والحانِيَّةُ: الخمر منسوبة إلى الحانة، وهو حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ معروف، يذكر ويؤنث، وأَصله حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء، والجمع الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين، وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير، إذا لم يكن الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ واللين؛ قال ابن بري: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها فصارت حانُوتٍ، ومثل حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله أَعلم.

لقا (لسان العرب) [0]


اللَّقْوة: داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشِّدق، وقد لُقِيَ فهو مَلْقُوٌّ.
ولَقَوْتُه أَنا: أَجْرَيْت عليه ذلك. قال ابن بري: قال المهلبي واللُّقاء، بالضم والمد، من قولك رجل مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته اللَّقْوة.
وفي حديث ابن عمر: أَنه اكْتَوَى من اللَّقْوَة، هو مرض يَعْرِضُ لوجه فيُميلُه إِلى أَحد جانبيه. ابن الأَعرابي: اللُّقَى الطيُّور، واللُّقَى الأَوْجاع، واللُّقَى السَّريعاتُ اللَّقَح من جميع الحيوان.
واللَّقْوةُ واللِّقْوة: المرأَة السَّريعةُ اللَّقاحِ والناقة السريعة اللقاح؛ وأَنشد أَبو عبيد في فتح اللام: حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً، فأُمٌّ لَقْوةٌ وأَبٌ قَبِيسُ وكذلك الفرسُ.
وناقة لِقْوةٌ ولَقْوةٌ: تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ. قال الأَزهري: واللَّقْوة في المرأَة والناقة، بفتح الام، أَفصح من اللِّقوة، وكان . . . أكمل المادة شمر وأَبو الهيثم يقولان لِقْوة فيهما. أَبو عبيد في باب سرعة اتفاق الأَخوين في التحابّ والمودَّة: قال أَبو زيد من أَمثالهم في هذا كانت لَقْوةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قال: اللَّقْوةُ هي السريعة اللَّقَح والحَمْل، والقَبِيسُ هو الفَحْل السريع الإِلقاح أَي لا إبْطاء عندهما في النِّتاج، يضرب للرجلين يكونان متفقين على رأْي ومذهب، فلا يَلْبَثان أَن يتصاحبا ويتَصافَيا على ذلك؛ قال ابن بري في هذا المثل: لَقْوةٌ بالفتح مذهب أَبي عمرو الشيباني، وذكر أَبو عبيد في الأَمثال لِقْوة، بكسر اللام، وكذا قال الليث لِقْوة، بالكسر.
واللَّقْوة واللِّقْوة: العُقاب الخَفِيفة السَّريعةُ الاخْتِطاف. قال أَبو عبيدة: سميت العقاب لَقْوة لسَعة أَشْداقها، وجمعها لِقاءٌ وألقاءٌ، كأَنَّ أَلقاءً على حذف الزائد وليس بقياس.
ودَلْو لَقْوةٌ: لَيِّنة لا تَنْبَسِطُ سريعاً لِلِينها؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد:شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوةُ المُلازِمه، والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ والصحيح: الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ.
ولقِيَ فلان فلاناً لِقاء ولِقاءةً، بالمدّ، ولُقِيّاً ولِقِيّاً، بالتشديد، ولُقْياناً ولِقْياناً ولِقْيانة واحدة ولُقْيةً واحدة ولُقًى، بالضم والقصر، ولَقاةً؛ الأَخيرة عن ابن جني، واستضعفها ودَفَعها يعقوب فقال: هي مولَّدة ليست من كلام العرب؛ قال ابن بري: المصادر في ذلك ثلاثة عشر مصدراً، تقول لَقِيته لِقاءً ولِقاءَةً وتِلقاءً ولُقِيّاً ولِقِيّاً ولِقْياناً ولُقْياناً ولِقْيانَةً ولَقْيةً ولَقْياً ولُقًى ولَقًى، فيما حكاه ابن الأَعرابي، ولَقاةً؛ قال: وشاهد لُقًى قول قيس بن المُلَوّح: فإِن كان مَقْدُوراً لُقاها لَقِيتُها، ولم أَخْشَ فيها الكاشِحِينَ الأَعادِيا وقال آخر: فإِنَّ لُقاها في المَنامِ وغيره، وإِنْ لم تَجُدْ بالبَذْل عندي، لرابِحُ وقال آخر: فلوْلا اتِّقاءُ الله، ما قلتُ مَرْحَباً لأَوَّلِ شيباتٍ طَلَعْنَ، ولا سَهْلا وقد زَعَمُوا حُلْماً لُقاك، فلم يَزِدْ، بِحَمْدِ الذي أَعْطاك، حِلْماً ولا عَقْلا وقال ابن سيده: ولَقاه طائية؛ أَنشد اللحياني: لمْ تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ، وسَيْرٍ مُسْأَدِ الليث: ولَقِيه لَقْيةً واحدة ولَقاةً واحدة، وهي أَقبحها على جوازها ، قال ابن السكيت: ولِقيانةً واحدة ولَقْيةً واحدة، قال ابن السكيت: ولا يقال لَقاة فإِنها مولدة ليست بفصيحة عربية، قال ابن بري: إِنما يقال لَقاة لأَن الفَعْلة للمرة الواحدة إِنما تكون ساكنة العين ولَقاةٌ محركة العين.
وحكى ابن درستويه: لَقًى ولَقاة مثل قَذًى وقَذاةٍ، مصدر قَذِيت تَقْذَى.
واللِّقاء: نقيض الحِجاب؛ ابن سيده: والاسم التِّلقاء؛ قال سيبويه: وليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل لفتحت التاء؛ وقال كراع: هو مصدر نادر ولا نظير له إِلا التِّبْيان. قال الجوهري: والتِّلقاء أَيضاً مصدر مثل اللقاء؛ وقال الراعي: أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تَأْتي مَواعِدُه، فالْيَوْمَ قَصَّرَ عن تِلْقائِه الأَمَلُ قال ابن بري: صوابه أَمَّلت خيركِ، بكسر الكاف، لأَنه يخاطب محبوبته، قال: وكذا في شعره وفيه عن تِلْقائِك بكاف الخطاب؛ وقبله: وما صَرَمْتُك حتى قُلْتِ مُعْلِنةً: لا ناقةٌ لي في هذا، ولا جَملُ وفي الحديث: مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لقاءه ومَن كَرِه لقاء اللهِ كرهَ الله لقاءه والموتُ دون لقاء الله؛ قال ابن الأَثير: المراد بلقاء الله المصيرُ إِلى الدار الآخرة وطلبُ ما عند الله، وليس الغرض به الموت لأَن كلاًّ يكرهه، فمن تَرك الدنيا وأَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ، ومَن آثَرَها ورَكِنَ إِليها كَرِهَ لِقاء الله لأَنه إِنما يصل إِليه بالموت.
وقوله: والموتُ دون لقاء الله، يُبَيِّنُ أَن الموتَ غيرُ اللقاء، ولكنه مُعْتَرِضٌ دون الغَرَض المطلوب، فيجب أَن يَصْبر عليه ويحتمل مشاقَّة حتى يصل إِلى الفَوْز باللِّقاء. ابن سيده: وتَلَقَّاه والتَقاه والتَقَيْنا وتَلاقَيْنا.
وقوله تعالى: ليُنذِر يوم التَّلاقِ؛ وإِنما سمي يومَ التلاقي لتَلاقي أَهل الأَرضِ وأَهل السماء فيه.
والتَقَوْا وتَلاقَوْا بمعنى.
وجلس تِلْقاءه أَي حِذاءه؛ وقوله أَنشده ثعلب: أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى، نَعَمْ، وأَلا لا حيثُ يَلْتَقِيانِ فسره فقال: أَراد مُلْتَقَى شفتيها لأَن التِقاء نَعمْ ولا إِنما يكون هنالك، وقيل: أَراد حَبَّذا هي مُتكلِّمةً وساكتة، يريد بملتقى نعم شفتيها، وبأَلا لا تَكلُّمَها، والمعنيان متجاوران.
واللَّقِيانِ (* قوله« اللقيان» كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء، والذي في القاموس وتكملة الصاغاني بشدها وهو الاشبه): المُلتَقِيانِ.ورجل لَقِيٌّ ومَلْقِيٌّ ومُلَقًّى ولَقَّاء يكون ذلك في الخير والشر، وهو في الشر أَكثر. الليث: رجل شَقِيٌّ لَقِيٌّ لا يزال يَلْقى شَرّاً، وهو إِتباع له.
وتقول: لاقَيْتُ بين فلان وفلان.
ولاقَيْتُ بين طَرَفَيْ قضيب أَي حَنَيْته حتى تلاقيا والتَقَيَا.
وكلُّ شيءٍ استقبل شيئاً أَو صادفه فقد لقِيَه من الأَشياء كلها.
واللَّقِيَّان: كل شيئين يَلْقى أَحدهما صاحبه فهما لَقِيَّانِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَنها قالت إِذا التقى الخِتانان فقد وجَب الغُسْلُ؛ قال ابن الأَثير: أَي حاذى أَحدهما الآخر وسَواء تَلامَسا أَو لم يتَلامَسا، يقال: التَقى الفارسان إِذا تَحاذَيا وتَقابلا، وتظهر فائدته فيما إِذا لَفَّ على عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل يجب عليه وإن لم يَلْمَسِ الخِتانُ الخِتانَ.
وفي حديث النخعي: إِذا التقى الماءَانِ فقد تَمَّ الطُّهورُ؛ قال ابن الأَثير: يريد إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين من أَعْضائك في الوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ في الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة ولا يُبالي أَيُّهما قدَّم، قل: وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في الوضوء أَو يريد بالعضوين اليدين والرجلين في تقديم اليمنى على اليسرى أَو اليسرى على اليمنى، وهذا لم يشترطه أَحد.
والأُلْقِيَّةُ: واحد من قولك لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من شَرٍّ وعُسْر.
ورجل مُلَقًّى: لا يزالُ يلقاه مكروه.
ولَقِيتُ منه الأَلاقَي؛ عن اللحياني، أَي الشَّدائد، كذلك حكاه بالتخفيف.
والمَلاقي: أَشْراف نَواحي أَعْلى الجبل لا يزال يَمْثُل عليها الوعل يعتصم بها من الصياد؛ وأَنشد: إِذا سامَتْ على المَلْقاةِ ساما قال أَبو منصور: الرواة رووا: إِذا سامت على المَلَقاتِ ساما واحدتها مَلَقةٌ، وهي الصَّفاة المَلْساء، والميم فيها أَصلية، كذا روي عن ابن السكيت، والذي رواه الليث، إِن صح، فهو مُلْتَقى ما بين الجبلين.
والمَلاقي أَيضاً: شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذلك، واحدها مَلْقًى ومَلْقاةٌ، وقيل: هي أَدنى الرحم من موضع الولد، وقيل: هي الإِسَكُ؛ قال الأَعشى يذكر أُم عَلْقمةَ: وكُنَّ قد أَبْقَيْنَ منه أُذًى، عند المَلاقي، وافيَ الشَّافِرِ الأَصمعي: المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقي، وهو مَأْزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه.
وتلقَّت المرأَة، وهي مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، وقلّ ما أَتى هذا البناء للمؤنث بغير هاء. الأَصمعي: تَلقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عليه.
والمَلاقي من الناقة: لحم باطن حيَائها، ومن الفرس لحم باطن ظَبْيَتها.
وأَلقى الشيء: طَرَحَه.
وفي الحديث: إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلْقي لها بالاً يَهْوي بها في النار أَي ما يُحْضِرُ قلبَه لما يَقولُه منها، والبالُ: القَلبُ.
وفي حديث الأَحنف: أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فما أَلقى لذلك بالاً أَي ما اسْتَمع له ولا اكْتَرَثَ به؛ وقوله: يَمْتَسِكُونَ، مِن حِذاِ الإِلْقاءِ، بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خشية أَن تُلقِيَهم في البحر، ولَقَّاه الشيءَ وأَلقاه إِليه وبه. فسر الزجاج قوله تعالى: وإِنَّك لَتُلَقَّى القرآن؛ أَي يُلْقى إِليك وحْياً من عند الله.
واللَّقى: الشيء المُلْقى، والجمع أَلقاء؛ قال الحرث بن حلزة: فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن كلِّ حَيٍّ، كأَنهم أَلْقاءُ وفي حديث أَبي ذر: ما لي أَراك لَقًى بَقًى؟ هكذا جاءَا مخففين في رواية بوزن عَصاً.
واللَّقى: المُلْقى على الأَرض، والبَقى إِتباع له.
وفي حديث حكيم بن حزام: وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً. قال ابن الأَثير: قيل أَصل اللَّقى أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم وقالوا لا نَطُوف في ثياب عَصَيْنا اللهَ فيها، فيُلقُونها عنهم ويُسمّون ذلك الثوب لَقًى، فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأْخُذوها وتركوها بحالها مُلْقاةً. أَبو الهيثم: اللَّقى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إذا طاف بالبيت في الجاهلية ، وجمعه أَلقاء .
واللَّقى: كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة.
والأُلْقِيَّةُ: ما أُلقِيَ.
وقد تَلاقَوْا بها: كتَحاجَوْا؛ عن اللحياني . أَبو زيد: أَلْقَيت عليه أُلْقِيَّةً كقولك أَلقَيت عليه أُحْجِيَّةً، كل ذلك يقال؛ قال الأَزهري: معناه كلمة مُعاياةٍ يُلقِيها عليه ليستخرجها .
ويقال: هم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم.
ولَقاةُ الطريق: وسَطُه؛ عن كراع.
ونهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، عن تَلَقِّي الرُّكْبان ؛ وروى أَبو هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، لا تَتلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى منه شيئاً فصاحِبُه بالخِيارإذا أَتى السُّوقَ؛ قال الشافعي: وبهذا آخذ إن كان ثابتاً، قال: وفي هذا دليل أَن البيع جائِز غيرَ أَن لصاحبها الخيار بعد قُدوم السوق، لأَنَّ شراءَها من البَدوِيّ قبل أَن يصير إلى موضع المُتساومَيْنِ من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخيار ؛ وتَلَقِّي الرُّكبان: هو أَن يستقبل الحضَريُّ البدويَّ قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكَسادِ ما معه كَذِباً ليشتري منه سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ من ثمن المثل ، وذلك تَغْرير مُحرَّم ولكن الشراء منعقد، ثم إن كذب وظهر الغَبْنُ ثبت الخِيار للبائع، وإن صدَق ففيه على مذهب الشافعي خلاف .
وفي الحديث: دخَل أَبو قارظٍ مكةَ فقالت قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقى أَكُفِّنا أَي أَيدينا تَلتَقي مع يده وتجتمع، وأَراد به الحِلْفَ الذي كان بيْنه وبينهم . قال الأَزهري: والتَّلَقِّي هو الاستقبال ؛ ومنه قوله تعالى: وما يُلَقَّاها إلا الذين صَبَروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ؛ قال الفراء: يريده ما يُلَقَّى دفعَ السيئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظيم، فأَنثها لتأْنيث إرادة الكلمة، وقيل في قوله وما يُلقَّاها أي ما يُعَلَّمها ويُوَفَّقُ لها إلا الصابر .
وتَلَقَّاه أَي استقبله.
وفلان يَتَلَقَّى فلاناً أَي يَسْتَقْبِله.
والرجل يُلَقَّى الكلام أَي يُلَقَّنه.
وقوله تعالى: إذ تَلَقَّوْنَه بأَلسنتكم؛ أَي يأْخذ بعض عن بعض.
وأَما قوله تعالى: فَتَلقَّى آدمُ من ربّه كلِماتٍ؛ فمعناه أَنه أَخذها عنه، ومثله لَقِنَها وتَلَقَّنَها ، وقيل: فتَلقَّى آدمُ من ربه كلماتٍ، أَي تَعلَّمها ودعا بها.
وفي حديث أَشراط الساعة: ويُلْقى الشُّحُّ؛ قال ابن الأَثير: قال الحميدي لم يَضْبِط الرواةُ هذا الحرف، قال: ويحتمل أَن يكون يُلَقَّى بمعنى يُتَلَقَّى ويُتَعَلَّم ويُتَواصى به ويُدعى إليه من قوله تعالى: وما يُلَقَّاها إلا الصابرون؛ أَي ما يُعَلَّمُها ويُنَبَّه عليها ، ولو قيل يُلْقَى، مخففة القاف، لكان أَبعد، لأَنه لو أُلقِيَ لترك ولم يكن موجوداً وكان يكون مدحاً، والحديث مبني على الذم، ولو قيل يُلْفى، بالفاء، بمعنى يوجد لم يَستَقِم لأَن الشحّ ما زال موجوداً. الليث: الاسْتِلْقاءُ على القفا، وكلُّ شيء كان فيه كالانْبِطاح ففيه اسْتِلقاء، واسْتَلْقى على قفاه؛ وقال في قول جرير: لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ جعله البعيث لَقًى لا يُدْرى لمن هو وابْنُ مَن هو، قال الأَزهري: كأَنه أَراد أَنه منبوذ لا يُدرى ابن مَن هو. الجوهري: واللَّقى، بالفتح، الشيء المُلْقى لهَوانه، وجمعه أَلقاء؛ قال: فلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه، وكنت لَقًى تَجْري عليْكَ السَّوائِلُ قال ابن بري: قال ابن جني قد يجمع المصدر جمع اسم الفاعل لمشابهته له، وأَنشد هذا البيت ، وقال: السَّوائلُ جمع سَيْل فجَمَعه جَمع سائل؛ قال: ومثله: فإِنَّكَ ، يا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ، مُعِيدٌ على قِيلِ الخَنا والهَواجِرِ فالهَواجِرُ جمع هُجْر ؛ قال: ومثله : مَن يفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ فيمن جعله جمع جزاء ؛ قال: قال ابن أَحمر في اللقى أَيضاً: تَرْوي لَقًى أَلْقِيَ في صَفْصَفٍ، تَصْهَرُه الشمس فما يَنْصَهِر وأَلْقَيْتُه أَي طَرحته . تقول: أُلقِه مِن يدِك وأَلقِ به من يدك، وأَلقَيْتُ إليه المودّة وبالمودّةِ.

حقق (لسان العرب) [0]


الحَقُّ: نقيض الباطل، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وليس له بِناء أدنى عدَد.
وفي حديث التلبية: لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل، وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك، كما تقول: هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد، وتَعَبُّداً مفعول له (* قوله «وتعبداً مفعول له» كذا هو في النهاية أيضاً.) وحكى سيبويه: لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال: لَيقِينُ ذاك أمرُك، وليست في كلام كل العرب، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه، قال سيبويه: سمعنا . . . أكمل المادة فصحاء العرب يقولونه، وقال الأَخفش: لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازِه، على قِلَّته، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه، وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر، ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم: ما أنا بالذي قائل لك شيئاً؟ ولو قلت: ما أنا بالذي قائم لقَبُح.
وقوله تعالى: ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل؛ قال أبو إسحق: الحق أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من القرآن؛ وكذلك قال في قوله تعالى: بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل.
وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً: صار حَقّاً وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب وجُوباً، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا.
وفي التنزيل: قال الذي حَقَّ عليهم القولُ؛ أي ثبت، قال الزجاج: هم الجنُّ والشياطين.
وقوله تعالى: ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين؛ أي وجبت وثبتت، وكذلك: لقد حقَّ القول على أكثرهم؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه، كلاهما: أثبته وصار عنده حقّاً لا يشكُّ فيه.
وأحقَّه: صيره حقّاً.
وحقَّه وحَقَّقه: صدَّقه؛ وقال ابن دريد: صدَّق قائلَه.
وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ كقولك صدَّق.
ويقال: أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته؛ وأنشد:قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه: كان منه على يقين؛ تقول: حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه.
ويقال: ما لي فيك حقٌّ ولا حِقاقٌ أي خُصومة.
وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره.
وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه؛ حكاه أبو عبيد. قال الأَزهري: ولا تقل حَقَّ حذَرَك، وقال: حقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه. قال ابن سيده: وحقَّه على الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه.
واحْتَقّ القومُ: قال كل واحد منهم: الحقُّ في يدي.
وفي حديث ابن عباس في قُرَّراء القرآن: متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا، يعني المِراء في القرآن، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم: الحقُّ بيدي ومعي؛ ومنه حديث الحَضانةِ: فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان ويطلُب كل واحد منهما حقّه؛ ومنه الحديث: من يحاقُّني في ولدي؟ وحديث وهْب: كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ، عليه السلام: أتحاقُّني بِخِطْئِك؛ ومنه كتابه لحُصَين: إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد.
وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له: ما أخرجك؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته، ويروى بالتخفيف من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به، يريد من اشتمال الجوع عليه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ يَحِقُّ.
وفي حديث تأخير الصلاة: وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه، قال: والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون، وسيأتي ذكره.
والحق: من أسماء الله عز وجل، وقيل من صفاته؛ قال ابن الأَثير: هو الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه.
والحَق: ضدّ الباطل.
وفي التنزيل: ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ.
وقوله تعالى: ولو اتبع الحقُّ أهواءَهم؛ قال ثعلب: الحق هنا الله عز وجل، وقال الزجاج: ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ.
وقوله تعالى: وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له. قال ابن سيده: وروي عن أبي بكر، رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت، والمعنى واحد، وقيل: الحق هنا الله تعالى.
وقولٌ حقٌّ: وُصِف به، كما تقول قولٌ باطل.
وقال الليحاني: وقوله تعالى: ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ، إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه؛ قال الأَزهري: رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله، وقد نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً، وقرأ من قرأ: فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ.
وقال الفراءُ في قوله تعالى: قال فالحق والحقَّ أقول، قرأ القراء الأَول بالرفع والنصب، روي الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ، وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء، منهم من يجعل الأَول على معنى الحقَّ لأَمْلأَنَّ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف؛ قال ابن سيده: ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول، فتقديره فأحُقُّ الحقّ حقّاً؛ وقال ثعلب: تقديره فأقول الحقَّ حقّاً؛ ومن قرأ فالحقِّ، أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر.
وأما قول الله عز وجل: هنالك الوَلايةُ لله الحقَّ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً، قال: وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله.
وفي الحديث: من رآني فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام، وقيل: فقد رآني حقيقة غير مُشَبَّهٍ.
ومنه الحديث: أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً، وقيل: واجباً ثابتاً له الأَمانةُ؛ ومنه الحديث: أتدْرِي ما حَقُّ العباد على الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ؛ ومنه الحديث: الحقُّ بعدي مع عمر.
ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا: يجب، والكسر لغة، ويَحُقُّ لك أن تفعل ويَحُقُّ لك تَفْعل؛ قال: يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله؛ قال شمر: تقول العرب حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً، وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون.
وقال الفراء: حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا، فإِذا قلت حُقَّ قلت لك، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك، قال: وتقول يَحِقُّ عليك أَن تفعل كذا وحُقَّ لك، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل.
وقوله تعالى: وأَذِنَت لربِها وحُقَّت؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل.
ومعنى قول من قال حَقَّ عليك أَن تفعل وجَب عليك.
وقالوا: حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل.
وفي التنزيل: حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ.
وحَقِيقٌ في حَقَّ وحُقَّ، فَعِيل بمعنى مَفْعول، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي محقوق أَن تفعله، وتقول: أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك؛ قال الشاعر: قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وفي التنزيل: فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا.
ويقال للمرأَة: أَنت حقِيقة لذلك، يجعلونه كالاسم، وَأَنت مَحْقوقة لذلك، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي ذلك؛ وأَما قول الأَعشى: وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ، ودونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه، وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ، ولا تكون الهاء في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون المَفْعُولين، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت، لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير، وهذا كله تعليل الفارسي؛ وقول الفرزدق: إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً، بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها، فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أي حُقَّ له.
والحَقُّ واحد الحُقوق، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه، وهو في معنى الحَق؛ قال الأزهري: كأنها أوجَبُ وأخصّ، تقول هذه حَقَّتي أي حَقِّي.
وفي الحديث: أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له.
ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال: الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في الإسلام لِمَن تركَها، وقيل: أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها وهو غير قادر عليه، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر؟ وفي الحديث: ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه دَيْن؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم؛ ومنه الحديث: أَيُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من زَرعه وماله؛ وقال الخطابي: يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه، وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا. قال ابن سيده: قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم؛ يريدون بذلك التَّناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال، قال: وقالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ، إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً.
وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن (* قوله «وحققت أن إلخ» كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر.) تفعل وما كان يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك.
وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي أُثْبِتَ فثبت، والعرب تقول: حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته. قال الأزهري: قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق.
وقوله تعالى: حَقّاً على المُحسنين، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم حقّاً؛ هذا قول أبي إسحق النحوي؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على المحسنين وما أشبهه في الكتاب: إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتاعاً بالمعروف حقّاً، قال: وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً، إنما نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال: أُخْبِركم بذلك حقّاً؛ قال الأزهري: هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً؛ قال أبو زكريا الفراء: وكلُّ ما كان في القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً، فوجه الكلام فيه النصب كقول الله تعالى: وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ؛ والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه.
وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه.
وفي الحديث: لا يبلُغ المؤمن حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه؛ يعني خالِصَ الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه.
وحقيقةُ الرجل: ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه الدِّفاعُ عنه من أهل بيته؛ والعرب تقول: فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل، سميت وسيقة لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها، والوَديقةُ شدّة الحر، والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه، وجمعها الحَقائقُ.
والحقيقةُ في اللغة: ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه، والمَجازُ ما كان بضد ذلك، وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة: وهي الإتِّساع والتوكيد والتشبيه، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ، وقيل: الحقيقة الرّاية؛ قال عامر بن الطفيل: لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وقيل: الحقيقة الحُرْمة، والحَقيقة الفِناء.
وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ، بالكسر، حقّاً أي وجب.
وفي حديث حذيفة: ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أي وجَب ولَزِم.
وفي التنزيل: ولكن حَقَّ القولُ مني.
وأحقَقْت الشئ أي أوجبته.
وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ.
وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي صدَّقَ.
وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين؛ قال الراجز: دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ: صِدْق الحديثِ.
والحَقُّ: اليَقين بعد الشكِّ.
وأحقِّ الرجالُ: قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له.
واستحقَّ الشيءَ: استوجبه.
وفي التنزيل: فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً، أي استوجباه بالخِيانةِ، وقيل: معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها، فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل: معنى عليهم منهم، وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء.
وأما قوله تعالى: لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما، فيجوز أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت.
وفي حديث ابن عمر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه عنده؛ قال الشافعي: معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض، وقيل: معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث، وهو ما قدَّره الشارع بثلث ماله.
وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً: ادَّعَى أنه أولى بالحق منه، وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل الغائب.
وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه: غَلبه، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق.
وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قيل حَقَّه.
والتَّحَاقُّ: التخاصمُ.
والاحْتِقاقُ: الاختصام.
ويقال: احْتَقَّ فلان وفلان، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ، ورواه بعضهم: نَصُّ الحَقائِقِ، فالعَصَبة أوْلى؛ قال أبو عبيدة: نَصَّ كل شيء مُنتهاه ومَبْلَغ أقصاه.
والحِقاقُ: المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها، ويقولون بل نحن أحَقُّ، وأراد بِنَصِّ الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر؛ يقول: ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها، فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء والإخْوة والأعمام؛ وقال ابن المبارك: نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل، وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام فهو العقل والإدراك.
وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصَرُّفها في أمرها، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ وحِقَّةٍ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه وتحميله، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة، وهو ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجوبُه، أو جمع الحِقَّة من الإبل؛ ومنه قولهم: فلان حَامي الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه.
ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم في صغار الأشياء.
والحاقَّةُ: النازلة وهي الداهية أيضاً.
وفي التهذيب: الحَقَّةُ الداهية والحاقَّةُ القيامة، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ.
وفي التنزيل: الحاقَّةُ ما الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ؛ الحاقة: الساعة والقيامة، سميت حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر؛ قال ذلك الزجاج، وقال الفراء: سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ.
والحَقَّةُ: حقيقة الأمر، قال: والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ، والحَقَّةُ والحاقَّةُ بمعنى واحد؛ وقيل: سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه وتَخُصِمه، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أي غلبته وفَلَجْتُ عليه.
وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ: رفعت بالابتداء، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً، والحاقَّةُ الثانية خبر ما، والمعنى تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ.
وقوله عز وجل: وما أدراكَ ما الحاقَّةُ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ، وما موضعُها رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ.
ومن أيمانهم: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مبنية على الضم؛ قال الجوهري: وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك؛ قال ابن بري: يريد لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام.
والحَقُّ: المِلْك.والحُقُقُ: القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها، قال: والحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً.
والحِقُّ من أولاد الإبل: الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب، يعني أن يضرب الناقةَ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق، وقيل: إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ. قال الأَزهري: ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء، وقيل: إذا بلغ هو وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ؛ الجوهري: سمي حِقّاً لاستحقاقه أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به؛ تقول: هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ، وهو مصدر، وقيل: الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة؛ قال: إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ، فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً؛ قال ابن سيده: والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ، وإنما حكمه بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد. قال أبو مالك: أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنين، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً.
والحِقَّةُ أيضاً: الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً وأربعين.
وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ وحَقائق؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس: قد نالَني منه على عَدَمٍ مثلُ الفَسِيل، صِغارُها الحُقُقُ قال ابن بري: الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو النعمان؛ قال الجوهري: وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل، قال ابن سيده: وهو نادر؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق: ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ، لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر، وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد.
والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل والديات، قال أَبو عبيد: البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقُّ، والأُنثى حِقَّة.
والحِقَّة: نَبْرُ أُم جَرِير بن الخَطَفَى، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له: إِنها لصغيرة صُرْعةٌ، قال سويد: لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من الإِبل في عِظَمها؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ومن وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها، تشبيهاً بِحقاق الإبل.
وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت، كلاهما: صارت حِقَّةً؛ قال الأَعشى: بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ نِ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ قال ابن بري: يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة، يقول: قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت، والجمع حِقاقٌ وحُقُقٌ؛ قال الجوهري: ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها، ولا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ، وإِنما يقال أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت، وجمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب وكتُب؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت، وأَتت الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل، وهو إِذا تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ، وقيل: حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قال ذو الرمة: أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها، إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً، وقيل: معنى البيت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها، وذلك أَنها رُكبت في سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها؛ وقال بعضهم: سميت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ، وقولهم: كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً، بالكسر، أَي حين ثبت ذلك فيها. الأَصمعي: إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ؛ وقولُ عَدِيّ:أَي قومي إِذا عزّت الخمر وقامت رفاقهم بالحقاق ويروى: وقامت حقاقهم بالرفاق، قال: وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل.
ويقال: عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَهْلِكُ الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم.
وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً.
وثوب مُحقَّق: عليه وَشْيٌ على صورة الحُقَق، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ.
وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قال الشاعر: تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك، إِنّا كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه؛ عن أَبي عليّ، وبه فسر قوله تعالى: حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ، في قراءة من قرأَ به، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله إِلاَّ بالحق.
والحُقُّ والحُقَّةُ، بالضم: معروفة، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أَن يُنحت منه، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح؛ قال الأَزهري: وقد تُسوّى الحُقة من العاج وغيره؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم: وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً، حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا قال الجوهري: والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ؛ قال ابن سيده: وجمع الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ؛ قال رؤبة: سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ، وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ، فجعلوه من باب سِدْرة وسِدْر، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع، ونظيره من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين.
والحُقُّ من الورك: مَغْرِزُ رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل، وقيل: الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ.
والحُق أَيضاً: النُّقْرة التي في رأْس الكتف.
والحُقُّ: رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما أَشْبهها.
ويقال: أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه، وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّآً يقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال: هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ.
وفي الحديث: ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه.
وفي حديث يوسف بن عمر: إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ؛ الحُق: الأَرض المطمئنة، واللُّق: المرتفعة.
وحُقُّ الكَهْوَل: بيت العنكبوت؛ ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما: لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم، في حديث فيه طول، قال: أَي واهٍ.
وحُقُّ الكَهول: بيت العنكبوت. قال الأَزهري: وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحَّفه وقال: مثل حُق الكَهْدَلِ، بالدال بدل الواو، قال: وخبَطَ في تفسيره خَبْط العَشْواء، والصواب مثل حُق الكَهول، والكَهول العنكبوت، وحُقَّه بيته.
وحاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ القفا.
ويقال: استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً فرعَتْه.
وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم.
واحتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه. قال ابن سيده: وأَحقَّ القومُ من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عن أَبي حنيفة، يريد سَمِنت مَواشِيهم.
وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت: سمنت.
وحكى ابن السكيت عن ابن عطاء أَنه قال: أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان؛: ممن أَنت؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه، قلت: من بني تميم، قال: من أَيّ تميم؟ قلت: رباني، قال: وما صنعتُك؟ قلت: الإِبل، قال: فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق، فقلت: سأَلت خبيراً: هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات، فقال لي: لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت واستحقّ لَقاحُها، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح. قال أَبو حاتم: مَحاقُّ المالِ يكون الحَلْبة الأُولى، والثانية منها لِبَأٌ.
والمَحاقُّ: اللاتي لم يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه.
واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر.
ويقال: لا يحقُّ ما في هذا الوِعاء رطلاً، معناه أَنه لا يَزِنُ رطلاً.
وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت.
ويقال: رمَى فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً؛ والمُحْتقُّ من الطعْن: النافِذُ إِلى الجوف؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي: هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها، ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ إِلى الجوف.
والأَحقُّ من الخيل: الذي لا يَعْرَق، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده، وهما عيب؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ: بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ جَوادِ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ قال ابن سيده: هذه رواية ابن دريد، ورواية أَبي عبيد: وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ، كُمَيْتٌ، لا أَحقُّ ولا شئيت الأَقدرُ: الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه، والأَحقُّ: الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ يديه، والشَّئيتُ: الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك أَيضاً عيب، والاسم الحَقَق.
وبنات الحُقَيْقِ: ضرْب من رَدِيء التمر، وقيل: هو الشِّيص، قال الأَزهري: قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من التمر رديء.
وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير، ولَوْنُ الحُبيق معروف. قال: وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهى عن لوْْنين من التمر في الصدقة: أَحدهما الجُعْرُور، والآخر لون الحبيق، ويقال لنخلته عَذْقُ ابن حبيق (* قوله «عذق ابن حبيق» ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ.) وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبيه قال: لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق؛ قال الشافعي: وهذا تمر رديء والسس (* قوله «والسس» كذا بالأصل ولعله وأيبس.) تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر.
والحَقْحقةُ: شدَّة السير. حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا في السير.
وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ منه.
وتعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه: يا عبد الله، العلمُ أَفضلُ من العمل، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين، وخيرُ الأُمور أَوساطُها، وشرُّ السير الحَقْحقةُ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة، يعني عليك بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم؛ وخيرُ العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً، فتكلَّفْ من العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك.
والحَقحقةُ: أَرفع السير وأَتْعَبُه للظَّهر.
وقال الليث: الحقحقة سير الليل في أَوّله، وقد نهي عنه، قال: وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ ساعة وكفُّ ساعة؛ قال الأَزهري: فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه، وقيل: هو المُتعِب من السير، قال: وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله أَحد، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه.
وقال ابن الأَعرابي: الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السير. قال ابن سيده: وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ على البدل، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل.
وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً.
وأُمّ حِقّة: اسم امرأَة؛ قال مَعْنُ بن أَوْس: فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً، وأَنْكَرها ما شئت، والودُّ خادِعُ