المصادر:  


هيج (الصّحّاح في اللغة) [50]


هاجَ الشيء يَهيجُ هَيْجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ وتهَيَّجَ، أي ثارَ.
وهاجَهُ غيرُهُ؛ يتعدى ولا يتعدى.
وهيَّجَهُ وهايَجَهُ بمعنًى.
والهائج: الفحل الذي يشتهي الضراب.
وهاجَ النبتُ هياجاً، أي يبس.
وأرضٌ هائجَةٌ: يبس بقلها أو اصفرّ.
وأهاجَت الريحُ النبت: أيبسته.
وأهْيَجْنا الأرض، أي وجدناها هائجة النبات.
وهاجَ هائجُهُ، أي ثار غضبه.
وهَدَأَ هائِجُهُ أي سكنت فَوْرته.
والهَيْجا: الحرب يمدّ ويقصر.
ويومُ الهِياج: يوم القتال.
وتهايَجَ الفريقان، إذا تواثَبا للقتال.
وناقةٌ مِهْياجٌ، أي نَزوعٌ إلى وطنها.

هيج (لسان العرب) [50]


هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ، وتَهَيَّجَ: ثار لمشقة أَو ضرر. تقول هاج به الدم وهاجَه غيرُه وهَيَّجَه. يتعدَّى ولا يتعدَّى.
وهَيَّجَه وهايَجَه، بمعنى؛ وقوله: إِذا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني، ولو تَعَزَّيْتُ عنها، أُمَّ عَمَّارِ اكتفى فيه بالمسبب الذي هو التهييج مِن السبب الذي هو التذكير، لأَنه لمَّا قال هَيَّجني، دلَّ على ذَكَّرني فنصبها به.
وشيءٌ هَيُوجٌ على التعدِّي، والأُنثى هَيُوجٌ أَيضاً؛ قال الراعي: قَلَى دِينَه واهْتاجَ للشَّوْقِ، إِنها على الشَّوْقِ، إِخوانَ العَزاءِ، هَيُوجُ ومِهْياج كَهَيُوج.
وأَهاجَتِ الريحُ النبتَ: أَيبسته.
ويوم الهِياج: يوم القتال.
وتَهايَجَ الفَريقان إِذا تواثبا للقتال.
وهاجَ الشَّرُّ بين القوم (* يريد أَنه يقال: هاج . . . أكمل المادة الشر بين القوم أي ثار.).
والهَيْجُ والهِياجُ والهَيْجا والهَيْجاءُ: الحرب، بالمد والقصر، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ.
وفي الحديث: لا يَنْكَلُ في الهَيجاء أَي لا يتأَخر في الحرب؛ ومنه قصيد كعب: من نَسْجِ داودَ في الهَيجا سَرابيلُ وقال لبيد: وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا، إِذا ما تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالفِئامِ وقال آخر: إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا، فحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ وتقول: هَيَّجْتُ الشَّرَّ بينهم.
وهاجَ الإِبلَ هَيْجاً: حركها بالليل إِلى المورد والكلإِ.
والمِهْياجُ من الإِبل: التي تَعْطَشُ قبل الإِبل.
وهاجتِ الإِبلُ إِذا عَطِشَتْ.
والمِلْواحُ مثل المِهْياج.
وهاجَ هائجُه: اشتد غضبه وثار.
وهَدَأَ هائِجُه: سَكَنَتْ فَوْرَتُه.
وفي حديث الاعتِكاف: هاجت السماءُ فَمُطِرْنا أَي تَغَيَّمَتْ وكثرت ريحها.
وفي حديث الملاعنة: رأَى مع امرأَته رجلاً فلم يَهِجْه أَي لم يزعجه ولم يُنَفِّره.
وهَيَّجْتُ الناقة فانبعثت، ويقال: هِجْتُه فهاجَ؛ قال الشاعر: هِيْهِ، وإِن هِجْناكَ، يا ابنَ الأَطْولِ وناقة مِهْياجٌ أَي نَزُوعٌ إِلى وَطَنها.
والهائجُ: الفَحْلُ الذي يشتهي الضِّرابَ.
وهاجَ الفَحْلُ يَهيجُ هِياجاً وهُيوجاً وهَيَجاناً واهْتاجَ: هَدَرَ وأَراد الضِّرابَ.
وفحْلٌ هِيَّجٌ: هائج، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي، وفي بعض النسخ هِيَّخٌ، بالخاء المعجمة، ولم يفسره أَحد؛ قال ابن سيده: وهو خطأٌ، وفي حديث الدِّيات: وإِذا هاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قيمتها. هاجَ الفحلُ إِذا طلب الضِّرابَ، وذلك مما يُهْزِلُه فيقل ثمنُه.
والهاجَةُ: النعجة التي لا تشتهي الفحل؛ قال ابن سيده: وهو عندي على السلب كأَنها سُلِبَتِ الهِياجَ.
والهَيْجُ: الريح الشديدة.
والهَيْجُ: الصُّفْرة.
والهَيْجُ: الجَفاف.
والهَيْجُ: الحَركة.
والهَيْجُ: الفتنة.
والهَيْجُ: هَيَجَانُ الدم أَو الجماع أَو الشَّوْقِ.
وهاجَ البقلُ هِياجاً، فهو هائج (* قوله «فهو هائج» كذا بالأصل، وهو مستدرك مع ما قبله.) وهَيْجٌ: يبس واصفرَّ وطال، فهو هائج.
وفي التنزيل: ثم يَهِيجُ فتراه مُصْفَرًّا؛ وأَرض هائجة: يَبِسَ بَقْلُها أَو اصفرَّ؛ وفي الحديث: تَصْرَعُها مرةً وتَعْدِلُها أُخرى حتى تَهيجَ أَي تَيْبَسَ وتَصْفَرَّ؛ ومنه الحديث: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأَمر بغُصْنٍ فقُطِعَ أَو كان مقطوعاً قد هاجَ ورَقهُ؛ وفي حديث علي، رضوان الله عليه: لا يَهِيجُ على التقوى زَرْعُ قوم؛ أَراد: من عمل لله عملاً لم يفسد عمله ولم يبطل، كما يهيج الزرع فَيَهْلِكُ.
وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً وهَيَجاناً: يبس بقلها.
وأَهْيَجها: وجَدَها هائجة النبات؛ قال رؤبة: وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ من ذاتِ البُرَقْ ويقال: يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي يوم غَيْمٍ ومطرٍ.
ويومُنا يومُ هَيْجٍ أَيضاً أَي يوم ريح؛ قال الراعي: ونارِ وَدِيقَةٍ، في يومِ هَيْجٍ من الشِّعْرَى، نَصَبْتُ له الحَنِينا ويروى: يوم ريح. الأَصمعي: يقال للسحاب أَوّل ما يَنْشَأُ: هاجَ له هَيْجٌ حَسَنٌ؛ وأَنشد للراعي: تُراوِحُها رَواغَةُ كلِّ هَيْجٍ، وأَرْواحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِينا والهاجَةُ: الضِّفْدَعَة الأُنثى والنعامة، والجمع هاجاتٌ، وتصغيرها بالواو والياء هُوَيْجَةٌ، ويقال هُيَيْجة، وجمعُ الهاجَةِ هاجاتٌ.
وهِيجِ، كسر بغير تنوين: مِن زجر الناقة خاصة؛ قال: تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها: هِيجِ

تسالما (المعجم الوسيط) [0]


 تصالحا وَالْخَيْل وَنَحْوهَا تسايرت فِي هدوء لَا يهيج بَعْضهَا بَعْضًا 

ضَاسَ (القاموس المحيط) [0]


ضَاسَ النَّبْتُ يَضيسُ: أدْبَرَ، وأرادَ أنْ يَهيجَ، وهو ضَيْسٌ وضَيِّسٌ وضائسٌ.

العصية (المعجم الوسيط) [0]


 تَصْغِير الْعَصَا وَفِي الْمثل (إِن الْعَصَا من العصية) الْأَمر الْعَظِيم يهيجه الْأَمر الصَّغِير 

شَشْقَلَ (القاموس المحيط) [0]


شَشْقَلَ الدينارَ شَشْقَلَةً: عَيَّرَهُ.
والشَّشْقاقُلُّ والشَّقاقُلُ والأشْقاقُلُّ: عِرْقُ شَجَرِ هِنْدِيٍّ، يُرَبَّى فَيُلَيِّنُ ويُهَيِّجُ الباءَة.

العشب (المعجم الوسيط) [0]


 الْكلأ الرطب وَلَا يُقَال لَهُ حشيش حَتَّى يهيج و (فِي علم النَّبَات) نَبَات طري غير متخشب سَاقه خضراء قَليلَة الِاحْتِمَال (ج) أعشاب وواحدته عشبة 

هطر (لسان العرب) [0]


هَطَرَ الكلبَ يَهْطِرُه هَطْراً: قتله بالخشب. قال الليث: هَطَرَه يَهْطِرُه هَطْراً كما يُهَيِّجُ الكلبَ بالخشبة. ابن الأَعرابي: الهَطْرَةُ تَذَلُّلُ الفقير للغنيّ إِذا سأَله.

نَعَظَ (القاموس المحيط) [0]


نَعَظَ ذَكَرُه نَعْظاً، ويُحَرَّكُ، ونُعوظاً: قامَ.
والناعُوظُ: الذي يُهَيِّجُ النَّعْظَ.
وأنْعَظَ الرجلُ والمرأةُ: عَلاهُما الشَّبَقُ،
و~ الدابةُ: فَتَحَتْ حَياءَها مَرَّةً وقَبَضَتْه أُخْرَى،
كانْتَعَظَتْ.
وحِرٌ نَعِظٌ، ككتِفٍ: شَبِقٌ.
وبنُو ناعِظٍ: بَطْنٌ.

المعارف (المعجم الوسيط) [0]


 الملامح وَيُقَال هِيَ حَسَنَة المعارف الْوَجْه وَمَا يظْهر مِنْهَا وَحيا الله المعارف الْوُجُوه وغطوا معارفهم تلثموا وَهُوَ من المعارف من المعروفين وهاجت معارف فلَان ولى عَنْك بوده كَمَا يهيج النَّبَات فيصفر وَخَرجْنَا من مجاهل الأَرْض إِلَى معارفها إِلَى مَا عرف مِنْهَا 

هـ ي ج (المصباح المنير) [0]


 هَاجَ: البقل "يَهِيجُ" : اصفرَّ، و "هَاجَ" الشيء "هَيَجَانًا" ، و "هِيَاجًا" بالكسر: ثار، و "هِجْتُهُ" يتعدى ولا يتعدى، و "هَيَّجْتُهُ" بالتثقيل مبالغة، و "هَاجَتِ" الحرب "هَيْجًا" فهي "هَيْجٌ" تسمية بالمصدر، و "هَيْجَاءُ" أيضا وتمد وتقصر جارية "هَيْفَاءُ" بالمد: أي خميصة البطن دقيقة الخصر ويقال لها "مُهَفَّفَةٌ" ، و "مُهَفْهَفَةٌ" أيضا. 

هاج (المعجم الوسيط) [0]


 النبت هيجا يبس واصفر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ يهيج فتراه مصفرا} وَالْأَرْض هيجا وهيجانا يبس بقلها فَهِيَ هائجة وَالْقَوْم هيجا وهياجا وهيجانا ثَارُوا لمَشَقَّة أَو ضَرَر وَيُقَال هاج الشَّرّ وهاجت الْحَرْب بَينهم وَالْإِبِل عطشت وَالسَّمَاء تغيمت وَكثر رِيحهَا وَالشَّيْء أَو فلَانا أثاره وَيُقَال هاج الْإِبِل حركها بِاللَّيْلِ إِلَى المورد والكلأ 

ضيس (العباب الزاخر) [0]


ابن عبّاد: أهل نجدٍ يقولون للنَبْتِ إذا أدبَرَ وأرادَ أن يَهيجَ: ضاسَ النَّبْتُ يَضيْسُ، وهو ضَيْسٌ وضَيِّسٌ.
وقال الدِّيْنَوَريُّ عن الأعراب القُدُم: إذا أدبَرَ الرُّطْبُ قيل: آذَنَ؛ وهو أوَّل الهَيْجِ، وهو من كلام سُفلى مُضَرَ، قال الرّاعي:
وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمَالَ وآذَنَتْ      مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ

قال: وأمّا أهْلُ نَجْدٍ فيقولون: ضاسَ يَضِيْسُ فهو ضائسٌ.

د خ ن (المصباح المنير) [0]


 الدُّخَانُ: خفيف والجمع "دَوَاخِنٌ" ومثله عثان وعواثن ولا نظير لهما، و "الدُّخْنَةُ" وزان غرفة بخور كالذريرة "يُدَخَّنُ" بها البيوت، و "دَخَنَتِ" النار "تَدْخِنُ" و "تَدْخُنُ" من بابي ضرب وقتل "دُخُونًا" ارتفع دخانها و "دَخِنَتْ دَخَنًا" من باب تعب إذا ألقيت عليها حطبا فأفسدتها حتى يهيج لذلك دخان ومنه قيل "هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ" أي على فساد باطن. و "الدُّخْنُ" حبّ معروف الحبة "دُخْنَةٌ" . 

عشب (مقاييس اللغة) [0]



العين والشين والباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على يُبْسٍ في شيءٍ وقُحول وما أشبه ذلك. من ذلك العُشْب، قالوا: هو سَرَعان الكَلأ في الرَّبيع، ثُمَّ يهيج ولا بقاءَ له.
وأرضٌ عَشِبَةٌ: مُعْشِبة، وأعْشبَتْ إذا كثُر عُشْبُها.
وأعْشَب الرَّجُل: أصابَ العُشْب. قال أبو النَّجم:وممّا حُمِل على هذا أنْ يشبَّه الشَّيخُ القاحلُ به، فيقال رجل عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبة.
وقد يقال ذلك في النوق. [و] يقال: أعشَبَ فلانٌ فلاناً، إذا وَهَب له ناقة عَشَبةً.

مغس (العباب الزاخر) [0]


المَغْسُ والمَعْسُ: الطَّعْن. اللِّحيانيّ: في بَطْنِه مَغْسٌ -بالفتح- ومَغَسٌ -بالتحريك-: أي التِواء، مثل المَغْصِ والمَغَصِ، وقد مُغِسَ -على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه- مَغْساً، ومَغِسَ -مثال سَمِعَ- مَغَساً بالتحريك.
وقال ابن السكِّيت: يُقالُ إنّي لأجِدُ مَغْساً؛ ولا تَقُل مَغَساً -بالتحريك-. والمَغْسُ: الجَسُّ، قال رؤبة:
والدَّيْنُ يُحْيي هاجِساً مَهْجُوْسـاً      مَغْسَ الطبيبِ الطَّعْنَةَ المَغُوْسا

أي الدَّيْن يُحْيي الهَمَّ المُهِمَّ أي يَهِيْجُه.

ج - ه - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [0]


الأَجّة: الصوت واختلاطه، نحو الأجيج سمعت أَجّةَ النار وأَجَّة الريح وأجيجَها، وأجَّت تَئجّ أجّاً وأجيجاً. والهَجَأ مقصور، هَجِىء الرجلُ يهجَأ هَجْأً شديداً، وهو التهاب الجوع، وقال أبو زيد: يقال: أهجاني هذا الطعامُ، أي سكَّن جوعي. والهِجاء: مصدر هجاه هِجاءً قبيحاً من هِجاء الشعر وهِجاء الحروف، ممدودان. وهاجَ البعيرُ يَهيج هِياجاً. وهاجَ النبتُ يهيج هَيْجاً وهِياجاً، إذا بدأ فيه اليُبس فاصفرّ بعضُه. وهاجت له الدارُ الشوقَ. والهَيْج: اختلاط الأصوات في حرب وغيرها. والهَيْجاء: الحرب، يُمَدّ ويُقصر. قال الشاعر: إذا كانت الهَيْجاءُ وانشقّت العَصا ... فحسبُك والضَّحّاكَ سيفٌ مهنَّدُ وهَجٍ: زجر من زجر السَّبُع. وأنشد: سَفَرَتْ فقلتُ لها هَجٍ فتبرقعتْ ... فذكرتُ حين رأيتُها ضَبّارا ضَبّار: . . . أكمل المادة اسم كلب. والهَجاة: الضِّفدع الصغير، والهاجة أيضاً: الضِّفدع الصغير. وجها البيتُ، إذا انهدم، فهو جاهٍ كما ترى، يعني بيوت الشَّعَر. وجاهٍ: زجر من زجر الإبل لا يكون إلاّ للذكر. قال الشاعر: إذا قلتُ جاهٍ لجَّ حتى تَرُدَّه ... قُوَى أَدَمٍ أطرافُها في السلاسلِ وقد سمّت العرب جَيْهان وجُهينة، قال الأصمعي: لا أدري ممّا اشتقاقه.

دخن (مقاييس اللغة) [0]



الدال والخاء والنون أصلٌ واحد، وهو الذي يكون عن الوَقُود، ثمَّ يشبَّه به كلُّ شيء يُشْبِههُ مِن عداوةٍ ونظيرها. فالدُّخَانُ معروفٌ، وجمعه دوَاخن على غير قياس.
ويقال دَخَنَتِ النّار تدخُن، إذا ارتفع دُخانها، ودخِنَتْ تَدْخَنُ، إذا ألقيْتَ عليها حطباً فأفسَدْتَها حتى يهيجَ لذلك دُخانٌ وكذلك دَخِن الطَّعامُ يَدْخَن.
ويقال: دَخَن الغُبار: ارتفَعَ. فأمّا الحديث: "هُدْنَةٌ على دَخَنٍ"، فهو استقرارٌ على أمورٍ مكروهة.
والدُّخْنَةُ من الألوان: كُدرةٌ في سوادٍ. شاةٌ دَخْناءُ، وكبشٌ أدْخَنُ، وليلةٌ دَخْنانةٌ.
ورجلٌ دَخِنُ الخُلُق.
وأبناء دُخانٍ: غنيٌّ وباهلة.
والدُّخْنَة: بَخُورٌ يدخَّن به البيت.

دغر (مقاييس اللغة) [0]



الدال والغين والراء أصلٌ واحد، وهو الدَّفْع والتَّقَحُّمُ في الشَّيء، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للنِّساء: "لا تُعذِّبْنَ أولادَكُنَّ بالدَّغْرِ". فالدَّغْر: غَمْزُ الحَلْق من العُذْرة، والعُذْرة: داءٌ يَهِيج في الحَلْق من الدَّم، ويقال هُوَ مَعْذُور. قال جرير:
غَمَزَ ابنُ مُرَّة يا فَرزْدَقُ كَيْنَها      غَمَزَ الطّبيبِ نغَانِغَ المَعذُورِ

ودَغَرْت القومَ، إذا دخَلْتَ عليهم.
وكلامٌ لهم، يقولون: "دَغْراً لاَصَفَّاً"، يقول: ادْغُروا عليهم، لا تُصَافُّوهُم.
والدَّغرة: الخَلْسَة؛ لأنَّ المختلِس يدفع نفْسَه على الشيء.
وفي الحديث: "لا قَطْعَ في الدَّغْرة".

هاجَ (القاموس المحيط) [0]


هاجَ يَهيجُ هَيْجاً وهَيَجاناً وهِياجاً، بالكسر: ثارَ،
كاهْتاجَ وتَهَيَّجَ، وأثارَ،
و~ الإِبِلُ: عَطِشَتْ،
و~ النَّبْتُ: يَبِسَ.
والهائِجُ: الفَحْلُ يَشْتَهِي الضِّرابَ، والفَوْرَةُ، والغَضَبُ.
والهَيْجاءُ: الحَرْبُ، ويُقْصَرُ.
والهِياجُ، بالكسر: القِتالُ.
وكشدَّادٍ: ابنُ بَسَّامٍ، وابنُ بِسْطامٍ: مُحَدِّثانِ.
وتَهَايَجُوا: تَواثَبوا.
والمِهْياجُ: الناقَةُ النَّزُوعُ إلى وطَنِها، والجَمَلُ الذي يَعْطَشُ قَبْلَ الإِبِلِ.
والهاجَةُ: الضِّفْدِعَةُ الأُنْثى،
ج: هاجاتٌ.
ويومُ هَيْجٍ: ريحٍ، أو غيمٍ ومَطَرٍ.
والهائِجَةُ: أرضٌ يَبِسَ بَقْلُها أو اصْفَرَّ.
وأهاجَهُ: أيْبَسَهُ.
وأهْيَجَها: وجَدَها هائِجَةَ النَّباتِ.
وهِيجِ، بالكسر مَبْنياً على الكسر،
وهِجْ، بالسُّكونِ: من زَجْرِ النَّاقَةِ.
فَصْلُ اليَاء

دخن (الصّحّاح في اللغة) [0]


دُخان النار معروف، والجمع دَواخِنٌ.
والدَخَنُ أيضاً: الدُخانُ. قال الأعشى:
شَماطيطَ في رَهَجٍ كالدَجَن      تُباري الزِجاجَ مَغاويرُهـا

ومنه: هُدنةٌ على دَخَنٍ أي سكونٌ لعلّةٍ لا لصلحٍ.
والدَخَنُ أيضاً: الكُدورَةُ إلى السواد، قال المعطَّل الهذَليّ يصف سيفاً:
في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأَثْرٌ أَحْلَسُ      لَيْنٌ حُسامٌ لا يليق ضَريبَةً

ودَخَنَتِ النار تَدْخُنُ وتَدْخِنُ: ارتفع دُخانها.
وادَّخَنَتْ مثله على افتعَلَتْ.
ودَخِنَت النارُ بالكسر، إذا ألقيت عليها حطباً وأفسدتَها حتَّى يهيج لذلك دُخانٌ.
ودَخِنَ الطبيخ أيضاً، إذا تَدَخَنتِ القِدر.
ورجلٌ دَخِنُ الخُلُقِ.
والدُخْنَةُ كالذَريرة تُدَخّنُ بها البيوت.
والدُخْنَةُ من الألوان كالكُدرة في سوادٍ.
وكبشٌ أَدْخَنُ، وشاةٌ دَخْناءُ بيِّنة الدَخَنِ.
وليلةٌ دَخْنانَةٌ.

دأث (لسان العرب) [0]


دَأَثَ الطعامَ دَأْثاً: أَكله.
والدَّأْثُ: الدَّنَسُ، وقيل: الثِّقْلُ، والجمع أَدْآثٌ؛ قال رؤبة: وإِنْ فَشَتْ في قومِك المَشاعِثُ، من إِصْرِ أَدْآثٍ، لها دَآئثُ (* قوله «المشاعث» من تشعيث الدهر الأموال: ذهابه بها.
والدآئث: الأصول اهـ. تكملة.) بوزن دَعاعِثَ، من دَعَثَه إِذا أَثْقَلَه.
والإِصْرُ: الثِّقْل.
والدِّئْثُ: العَداوةُ؛ عن كراع.
والدِّئْثُ: الحِقْد الذي لا يَنْحَلُّ، وكذلك الدِّعْثُ.
والدَّأْثاءُ: الأَمة الحَمْقاءُ؛ وقيل: الأَمة اسم لها، وقد يُحَرَّك لحرف الحلق، وهو نادر، لأَن فَعَلاء، بفتح العين، لم يجئ في الصفات، وإِنما جاء حرفان في الأَسماء فقط، وهما فَرَماء وجَنَفاء، وهما موضعان، والجمع: دَآثٍ، خفيف؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدَّآثِ، صاحبُ ليلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ خَرِشٌ: يُهَيِّجها ويُحَرِّكُها، . . . أكمل المادة وهو مذكور في موضعه.
وقد يقال للأَحمق: ابن دَأْثاء.
والأَدْأَث: رَمْلٌ معروف، يُسْمَع به عَزيفُ الجن؛ قال رؤبة: تَأَلُّقَ الجِنِّ برَمْلِ الأَدْأَثِ (* قوله «تألف الجن إلخ» صدره كما في التكملة: والضحك لمع البرق في التحدث)

ندف (لسان العرب) [0]


النَّدْفُ: طَرْق القُطن بالمِنْدف. ندف القُطن يَنْدِفه نَدْفاً: ضربه بالمِنْدف، فهو نَديف؛ قال الجوهري: وربما استعير في غيره؛ قال الأَعشى: جالِس عنده النَّدامى، فما يَنْـ ـفَكُّ يُؤتى بمِزْهَرٍ مَنْدُوف وذكر الأَزهري في ترجمة حذف قال: والمحذوف الزِّقُّ؛ وأَنشد: قاعداً حوله الندامى، فما ينـ ـفك يؤتى بمُوكَرٍ مَحْذُوف ورواه شمر عن ابن الأَعرابي: مَجْدوف ومَجْذوف، بالجيم وبالدال أَو بالذال، قال: ومعناهما المقطوع، ورواه أَبو عبيد: مَنْدوف، وأَما محذوف فما رواه غير الليث.
والنَّدِيفُ: القطن المَنْدوف.
والمِنْدَفُ والمِنْدَفةُ: ما نُدِفَ به.
والنَّدّاف: نادِف القطن، عربية صحيحة.
والنَّديف: القطن الذي يُباع في السوق مَنْدوفاً.
والنَّدْفُ: شُرْبُ السِّباع الماءَ بأَلسنتها.
والنَّدّاف: الضاربُ بالعود؛ وقال الأَعشى: وصَدُوح إذا . . . أكمل المادة class="baheth_marked">يُهَيِّجُها الشُّرْ بُ، تَرَقَّتْ في مِزْهَرٍ مَنْدُوف أَراد بالصَّدُوح جارية تغني.
وقال الأَصمعي: رجل ندَّاف كثير الأَكل.
والنَّدْف: الأَكل. ابن الأَعرابي: أَندَف الرجل إذا مال إلى النَّدْف، وهو صوت العود في حِجْر الكَرينة.
ونَدَفَت السماء بالثَّلْج أَي رمَت به.
وندَفَت السحابةُ البَرَدَ نَدْفاً على المثل.
ونَدَفَت الدابة تَنْدِف في سيرها ندْفاً ونَدِيفاً ونَدَفاناً، وهو سُرْعة رجْع اليدين.

عشب (لسان العرب) [0]


العُشْبُ: الكَلأُ الرَّطْبُ، واحدته عُشْبَةٌ، وهو سَرَعانُ الكَلإِ في الربيع، يَهِـيجُ ولا يَبْقَى.
وجمعُ العُشْب: أَعْشابٌ.
والكَلأُ عند العرب، يقع على العُشْبِ وغيره.
والعُشْبُ: الرَّطْبُ من البُقول البَرِّيَّة، يَنْبُتُ في الربيع.
ويقال رَوض عاشِبٌ: ذو عُشْبٍ، وروضٌ معْشِبٌ.
ويدخل في العُشْب أَحرارُ البُقول وذكورُها؛ فأَحرارُها ما رَقَّ منها، وكان ناعماً؛ وذكورُها ما صَلُبَ وغَلُظَ منها.
وقال أَبو حنيفة: العُشْبُ كُلُّ ما أَبادَهُ الشتاءُ، وكان نَباته ثانيةً من أَرُومةٍ أَو بَذْرٍ.
وأَرضٌ عاشِـبَةٌ، وعَشِـبَةٌ، وعَشِـيبةٌ، ومُعْشِـبَةٌ: بَيِّنةُ العَشابةِ، كثيرة العُشْبِ.
ومكانٌ عَشِـيبٌ: بَيِّنُ العَشابة.
ولا يقال: عَشَبَتِ الأَرضُ، وهو قياسٌ إِن قيل؛ وأَنشد لأَبي النجم: يَقُلْنَ للرائدِ أَعْشَبْتَ انْزِلِ وأَرضٌ مِعْشابة، وأَرَضُونَ مَعاشِـيبُ: كريمةٌ، مَنابيتُ؛ فإِما أَن يكون . . . أكمل المادة جمعَ مِعْشاب، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا واحد له.
وقد عَشَّبَتْ وأَعْشَبَتْ واعْشَوْشَبَتْ إِذا كَثُر عُشْبها.
وفي حديث خُزَيمة: واعْشَوْشَبَ ما حَوْلَها أَي نَبَتَ فيه العُشْبُ الكثير.
وافْعَوْعَلَ من أَبنية الـمُبالغة، كأَنه يُذْهَبُ بذلك إِلى الكثرة والمبالغة، والعُموم على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو، كقولك: خَشُنَ واخْشَوْشَنَ.
ولا يقال له: حَشيش حتى يَهِـيجَ. تقول: بَلَدٌ عاشِبٌ، وقد أَعْشَبَ؛ ولا يقال في ماضيه إِلا أَعْشَبَتِ الأَرضُ إِذا أَنبتت العُشْبَ.
ويُقال: أَرض فيها تَعاشِـيبُ إِذا كان فيها أَلوانُ العُشْبِ؛ عن اللحياني.
والتَّعاشِـيبُ: العُشْبُ النَّبْذُ الـمُتَفَرِّقُ، لا واحدَ له.
وقال ثعلب في قول الرائِد: عُشْباً وتَعاشيبْ، وكَمْـأَةً شِـيبْ، تُثِـيرُها بأَخْفافِها النِّيبْ؛ إِن العُشْبَ ما قد أَدْرَكَ، والتَّعاشِـيبُ ما لم يُدْرك؛ ويعني بالكَمْـأَةِ الشِّيبِ البِـيضَ، وقيل: البِـيضُ الكِـبارُ؛ والنِّيبُ: الإِبلُ الـمَسَانُّ الإِناثُ، واحدها نابٌ ونَيُوبٌ.
وقال أَبو حنيفة: في الأَرض تَعاشِـيبُ؛ وهي القِطَعُ الـمُتَفَرِّقَة من النَّبْتِ؛ وقال أَيضاً: التَّعاشِـيبُ الضروبُ من النَّبْت؛ وقال في قولِ الرائدِ: عُشْباً وتَعاشِـيبْ؛ العُشْبُ: الـمُتَّصِلُ، والتَّعاشِـيبُ: المتفَرِّق.
وأَعْشَبَ القومُ، واعْشَوْشَبُوا: أَصابُوا عُشْباً.
وبعيرٌ عاشِبٌ، وإِبِلٌ عاشِـبَةٌ: تَرْعَى العُشْبَ.
وتَعَشَّبَت الإِبل: رَعَتِ العُشْبَ؛ قال: تَعَشَّبَتْ من أَوَّلِ التَّعَشُّبِ،== بينَ رِماحِ القَيْنِ وابْنَيْ تَغْلِبِ وتَعَشَّبَتِ الإِبلُ، واعْتَشَبَتْ: سَمِنَتْ عن العُشْب.
وعُشْبَةُ الدار: التي تَنْبُتُ في دِمْنَتها، وحَوْلَها عُشْبٌ في بَياضٍ من الأَرض والتُّراب الطَّيِّبِ.
وعُشْبةُ الدارِ: الـهَجينَةُ، مَثَلٌ بذلك، كقولهم: خَضْراءُ الدِّمَنِ.
وفي بعض الوَصاةِ: يا بُنَيَّ، لا تَتَّخِذْها حَنَّانةً، ولا مَنَّانة، ولا عُشْبةَ الدار، ولا كَيَّـةَ القَفَا.
وعَشِبَ الخُبْزُ: يَبِسَ؛ عن يعقوب.
ورجل عَشَبٌ: قصير دَمِـيمٌ، والأُنثى، بالهاءِ؛ وقد عَشُبَ عَشابةً وعُشوبةً، ورجل عَشَبٌ، وامرأَة عَشَبةٌ: يابسٌ من الـهُزال؛ أَنشد يعقوب: جَهِـيزَ يا ابْنةَ الكِرامِ أَسْجِحِـي، * وأَعْتِقِـي عَشَبةً ذا وَذَحِ والعَشَبة، بالتحريك: النابُ الكبيرة، وكذلك العَشَمة، بالميم. يقال: شيخ عَشَبَة، وعَشَمة، بالميم والباءِ. يقال: سأَلتُه فأَعْشَبَنِـي أَي أَعْطانِـي ناقةً مُسِنَّة.
وعِـيالٌ عَشَبٌ: ليس فيهم صغير؛ قال الشاعر: جَمَعْت منهم عَشَباً شَهابِرا ورجل عَشَبَةٌ: قد انْحَنى، وضَمَر وكَبِرَ، وعجوز عَشَبة كذلك؛ عن اللحياني.
والعَشَبةُ أَيضاً: الكبيرة الـمُسِنَّة من النِّعاج.

سلج (لسان العرب) [0]


سَلِج الطعامَ، بالكسر، يَسْلَجُهُ سَلْجاً وسَلَجاناً أَيضاً، وسَرَطَه سَرْطاً: بَلَعه؛ وكذلك سَلَجَ اللُّقْمَةَ أَي بَلَعَها.
وقيل: السَّلَجانُ الأَكل السريع.
ومن أَمثال العرب: الأَكْلُ سَلَجانْ والقَضاء لِيَّانْ، وقيل: الأَخذ سَلَجَانْ والقضاء لِيَّانْ؛ تأْويله يحب أَن يأْخذ ويكره أَن يردَّ أَي إِذا أَخذ الرجل الدَّين أَكله، فإِذا أَراد صاحب الدين حقه لواه به أَي مَطَلَهُ.
وتَسَلَّجَ النَّبيذَ: أَلَحَّ في شربه؛ عن اللحياني.
وقال: تركته يَتَزَلَّجُ النَّبيذ ويَتَسَلَّجُه أَي يُلِحُّ في شربه، ويَسْتَلِجُه: يدخله في سِلِّجَانِهِ أَي في حُلْقُومه؛ يقال: رماه الله في سِلِّجانِهِ أَي في حلقومه.
والسَّلالِيجُ: الدُّلْبُ الطِّوالُ.
ويقال للسَّاجَةِ التي يشق منها الباب. السَّلِّيجَةُ.
والسُّلَّجُ، بالضم والتشديد: نبتٌ رِخْوٌ من دِقِّ الشجر؛ وقيل: السُّلَّجَانُ ضرب . . . أكمل المادة منه؛ وقال أَبو حنيفة: السُّلَّجُ شجر ضِخامٌ كأَذناب الضِّبابِ، أَخضرُ له شوك وهو حَمْضٌ. التهذيب: والسُّلَّجُ من الحَمْضِ: الذي لا يزال أَخضر في القيظ والربيع، وهي خَوَّارَةٌ. قال الأَزهري: السُّلَّجُ نبت مَنْبِتيه القِيعان، وله ثمر في أَطرافه حِدَّةٌ، ويكون أَخضر في الربيع ثم يَهيجُ فيَصْفَرُّ، قال: ولا يُعَدُّ من شَجَرٍ الحَمْضِ؛ وفي الصحاح: هو نبت ترعاه الإِبل.
وسَلَجَتِ الإِبل، بالفتح، تَسْلُجُ، بالضم، سُلُوجاً وسَلِجَتْ: كلاهما أَكلت السُّلَّجَ فاستطلقتْ عنه بطونها.
وقال أَبو حنيفة: سَلِجَتْ، بالكسر لا غير؛ قال شمر: وهو أَجود. أَبو تراب عن بعض أَعراب قيس: سَلَجَ الفصيلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رَضَعَها.

حضب (لسان العرب) [0]


الحِضْبُ والحُضْبُ جميعاً: صَوْتُ القَوْس، والجمع أَحْضابٌ. قال شمر: يقال حِضْبٌ وحَبْضٌ، وهو صَوْتُ القَوْسِ.
والحَضْبُ والحِضْبُ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ؛ وقيل: هو الذكر الضَّخْمُ منها. قال: وكلُّ ذكر من الحَيَّاتِ حِضْبٌ. قال أَبو سعيد: هو بالضاد المعجمة، وهو كالأَسْوَدِ والحُفَّاثِ ونحوهما؛ وقيل: هو حَيَّة دقيقة؛ وقيل: هو الأَبْيضُ منها؛ قال رؤبة: جاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضابْ وقول رؤبة: وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ، * بَيْنَ قَتادِ رَدْهةٍ وشِقْبِ يجوز أَن يكون أراد الوَتَرَ، وأَن يكون أَراد الحَيَّةَ.
والحَضَبُ: الحَطَبُ في لغة اليمن؛ وقيل: هو كلُّ ما أَلْقَى في النار مِن حَطَبٍ وغيره، يُهَيِّجُها به.
والحَضَبُ: لغة في الحَصَب، ومنه قرأَ . . . أكمل المادة ابن عباس: حَضَبُ جَهنمَ، منقوطة. قال الفرَّاءُ: يريد الحَصَبَ.
وحَضَبَ النارَ يَحْضِبُها: رَفَعَها.
وقال الكسائي: حَضَبْتُ النارَ إِذا خَبَتْ فأَلْقَيْتَ عليها الحَطَبَ، لتَقِدَ.
والمِحْضَبُ: المِسْعَرُ، وهو عُود تُحَرَّكُ به النارُ عند الإِيقاد؛ قال الأَعشى: فلا تَكُ، فِي حَرْبِنا، مِحْضَباً * لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا وقال الفرّاءُ: هو الـمِحْضَبُ، والمِحْضَأُ، والمِحْضَجُ، والمِسْعَرُ، بمعنى واحد.
وحكى ابن دريد عن أَبي حاتم أَنه قال: يُسمى المِقْلَى المِحْضَب.
وأَحْضابُ الجبَلِ: جَوانِبُه وسَفْحُه، واحدها حِضْبٌ، والنون أَعلى.
وروى الأَزهري عن الفرَّاءِ: الحَضْبُ، بالفتح: سُرْعةُ أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ، إِذا نَقَر الحَبَّة؛ والطَّرْقُ: الفَخُّ، والرَّهْدَنُ: العُصْفُور. قال: والحَضْبُ أَيضاً: انْقِلابُ الحَبْلِ حتى يَسْقُط.
والحَضْبُ أَيضاً: دُخول الحَبْلِ بين القَعْو والبَكْرة، وهو مثل الـمَرَسِ، تقول: حَضِبَتِ البَكْرةُ ومَرِسَتْ، وتأْمر فتقول: أَحْضِبْ، بمعنى أَمْرِسْ، أَي رُدَّ الحَبْل إِلى مَجْراهُ.

ح - ط - م (جمهرة اللغة) [0]


حَطَمْتُ الشيءَ أحطِمه حَطْماً، إذا كسرته. وقد قُرىء: " لا يَحْطِمَنَّكم سليمانُ وجُنودُه " . قال: وكان أبو عمرو ابن العلاء يعجب ممن قرأ: " لا يُحَطِّمَنَّكم " ويقول: إنما التحطيم للشيء اليابس نحو الزُّجاج وما أشبهه. وكل شيء حَطَمْتَه فكُسارته حُطام، وكذلك اليبيس من النبت. قال الله جلّ ذكره: " ثمّ يَهِيجُ فتراه مُصْفرُّا ثم يكونُ حُطاماً " . والحَطيم: موضع بمكَّة كانوا يحلفون فيه في الجاهلية فيُحْطَمُ الكاذب. قال الشاعر: بموقفِ بينَ زَمْزَم والحَطيمِ وسُمِّيت جَهَنَّمُ حُطَمَة، وهي فُعَلَة من الحَطْم والحُطَم: رجل مِن ولَدِ النّعمان كان أهل البحرين ملّكوه في الرِّدّة فقتله أصحاب أبي بكر الصّدِّيق رضي الله . . . أكمل المادة عنه. وقال قوم: والحُطَم: رجل من عبد القيس تُنسب إليه الدروع الحُطَميّة عرفه ابن الكلبي، وقال الأصمعي: لا أدري إلى ما نُسِبَتْ. فأما الملك الذي سُمِّي الحُطَم فهو المنذر بن النعمان ابن المنذر، وكان يلقَّب الغَرور، فلما هُزم قال: أنا المغرور فقُتل يومئذ، ولا يعَدّ في ملوك الحيرة. وبنو حطَمَة: بطن من العرب. وبنو حُطامة: بطن من العرب أيضاً وقال أبو بكر: هذا غلط إنما هم بنو خُطامة، معجمة من فوق، وهم قوم من طيّىء. والحَطْمَة: السنة المُجدبة. والحَمْط من قولهم: حمطتُ الشيءَ أحمِطه حَمْطاً، إذا قشرته وهذا فعل قد أُميت. والحَماط: ضرب من الشجر، الواحدة حَماطة، تقول العرب إن الحَيّات تألفه. قال الشاعر: فلما أتَتْة أَنْشَبَتْ في خِشاشه ... زِماماً كثُعبان الحَماطة أَزْتَما وحَماطة القلب: دم القلب، وهو خالصه وصميمه. قال الشاعر: ليت الغُرابَ رمى حَماطة قلبه ... عمروٌ بأسُهمه التي لم تُلْغَبِ يقال: سهم لَغْب، إذا كان ضعيفاً. وحَماطان: موضع. وأنشد: يا دارَ سَلْمى بحَماطانَ آسْلَمي والحُمْطُوط والحِمْطاط: دُويْبَّة تكون في العشب منقوشة بألوان شتى. قال الشاعر: إني كَساني أبو قابوسَ مُرْفَلَةً ... كأنها ظَرف أطلاءِ الحَماطيطِ مُرفلة: حُلّة سابغة. ويقال: هذه طَحمَة الليل لأوَله ومعظمه، وكذلك طحْمَة الجيش، وطحْمَة السيل للدُّفعة العظيمة منه. والطَّحْمَة: ضرب من النبت، وقد قالوا الطَّحْماء أيضاً. قال أبو بكر: أحسبه مقصوراً وقّد مدّه قوم. ورجل طُحَمَة: شديد العراك. وطَمَحَ الرجل بعينه يطمَح طَمْحاً، إذا شخصَ بها متكبِّراً. وطَمَحَ الفرسُ طِماحاً وطُموحاً، إذا شخص بعينه وركب رأسه في عَدْوِه، فهو طامح وطَموح، وهو عيب. وقد سمّت العرب طَمّاحاً وطَمَحان. وبنو الطُّمَح وبنو الطمّاح: بُطين من بني أسد. وكلّ مُفرِط في تكبّر فهو طامح بَين الطَّماح. والمَحْط: شبيه بالمَخْط. يقال: امتحط سيفَه وامتخطه، إذا سلَّه من جفنه، وكذلك أقبل فلان إلى الرمح مركوزاً فامتحطه، إذا انتزعه. والمَطْح: الضرب باليد. وربما كني به عن النِّكاح فقالوا: مَطَحَ الرجل المرأةَ.

علد (لسان العرب) [0]


العَلْدُ: عَصَبُ العُنُق، وجمعه أَعلادٌ.
والأَعْلاد: مَضائغُ في العُنُقِ من عَصَبٍ، واحدها عَلْدٌ؛ قال رؤْبة يصف فحلاً: قَسْبُ العَلابيِّ جُراز الأَعْلادْ قال ابن الأَعرابي: يريد عصَبَ عنقه.
والقَسْبُ: الشديدُ اليابس. قال أَبو عبيدة: كان مجاشِعُ بن دارمٍ عِلْودَّ العُنق. قال أَبو عمرو: العِلْوَدُّ من الرجال الغليظ الرقَبَة.
والعَلْدُ: الصُّلْبُ الشديدُ من كل شيءٍ كأَن فيه يُبساً من صلابته، وهو أَيضاً: الراسي الذي لا يَنقادُ ولا يَنْعِطفُ، وقد عَلِدَ عَلَداً.
ورجل عِلْوَدٌّ وامرأَة عِلْوَدَّةٌ: وهو الشديد ذو القَسْوة.
والعِلْوَدُّ والعَلْوَدُّ من الرجال والإِبل: المُسِنُّ الشديد، وقيل: الغليظ؛ قال الدُّبَيْرِيُّ يصف الضب: كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّا عَرادَةٍ، كَبيران عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشاهُما علْوَدَّان: ضَخْمان.
واعْلَوَّدَ الرجلُ إِذا غلط.
والعِلْوَدُّ، . . . أكمل المادة بتشديد الدال: الكبير الهرم؛ ووصف الفرزدق بَظْرَ أُم جرير بالعلودّ فقال:بِئْسَ المُدافِعُ عنكمُ عِلْوَدُّها، وابنُ المَراغَةِ كانَ شَرّ مُجِير وإِنما عنى به عِظَمَه وصَلابَتَه.
وناقة عِلْوَدَّة: هَرِمة.
وسيد عِلْوَدٌّ: رزين ثخين؛ ووقع في بعض نسخ الكتاب: العِلوَدُ، بالتخفيف، فزعم السيرافي أَنها لغة.
واعْلَوَّدَ: لَزِمَ مَكانه فلم يُقْدَر على تحريكه؛ قال رؤبة: وعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا، تَثاقلتْ أَركانُه واعْلَوَّدا وعَلْوَدَ يُعَلْوِدُ إِذا لزم مكانه فلم يُقْدَرْ على تحريكه. قال ابن شميل: العِلْوَدَّةُ من الخيل التي تَنْقادُ بقوائمها وتَجْذِبُ بِعُنُقِها القائد جَذْباً شديداً، وقلما يقودها حتى يسوقها سائق من ورائها، وهي غير طَيِّعَةِ القِيادة ولا سَلِسَةٍ؛ وأَما قول الأَسود بن يعفر: وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطاوِلٌ، نَبيلٌ كَجُثْمانِ الجُرادَةِ ناشِرُ فإِنه أَراد بِعِلْوَدِّها عُنُقَها، أَراد الناقة.
والجُرادَةُ: اسم رملةٍ بعينها؛ وقال الراجز: أَيُّ غُلامٍ لَشَ عِلَوَدِّ العُنُقْ ليس بِكَبَّاسٍ ولا جَجٍّ حَمِقْ (* قوله «بكباس» كذا في شرح القاموس بباء موحدة قبل الالف وفي الأصل بلا نقط). قوله لَشَ أَراد لك، لغة لبعض العرب.
والعُلادى والعَلَنْدى والعُلَنْدى: البعير الضخم الشديد، وقيل: الضخم الطويل وكذلك الفرس، وقيل: هو الغليط من كل شيء، والأُنثى عَلَنْداة، والجمع عَلادى، وحكى سيبويه عَلَدْنى.
وفي التهذيب: عَلانِدُ على تقدير قَلانِسَ.
وقال النضر: العَلَنْداة من الإِبل العظيمة الطويلة، ولا يقال جمَلٌ عَلَنْدى؛ قال: والعَفَرْناة مثلها ولا يقال جمل عَفَرْنى، وربما قالوا جمل عُلُنْدى؛ قال أَبو السَّمَيْدَع: اعْلَنْدى الجملُ واكْلَنْدى إِذا غلظ واشتدّ.
والعَلَنْدَدُ: الفرس الشديد.
وما لي عنه عَلَنْدَدٌ ومُعْلَنْدَدٌ أَي بدٌّ.
وقال اللحياني: ما وجدت إِلى ذلك مَعْلَنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي سبيلاً؛ وحكى أَيضاً: ما لي عن ذلك مُعْلُنْدُدٌ ومُعُلَنْدَدٌ أَي مَحِيص.
والعَلَنْدَى، بالفتح: الغليظ من كل شيء.
والعَلَنْدى: ضرب من شجر الرمل وليس بحَمْض يهيج له دخان شديد؛ قال عنترة: سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي، وإِنْ كنتُ نائياً، دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتَي مِذْوَدُ أَي سيأْتي مذْوَدٌ يذودكم يعني الهجاء.
وقوله: دخان العَلَنْدى دون بيتي أَي منابتُ العلندى بيني وبينكم. قال الأَزهري: قال الليث: العَلَنْداةُ شجرة طويلة لا شوك لها من العِضاه؛ قال الأَزهري: لم يصب الليث في وصف العلنداة لأَن العلنداة شجرة صلبة العيدان جاسيَة لا يجهدها المال، وليست من العضاه، وكيف تكون من العضاه ولا شوك لها؟ والعضاهُ من الشجر: ما كان له شوك صغيراً كان أَو كبيراً، والعلنداة ليست بطويلة وأَطولها على قدر قِعْدة الرجل، وهي مع قصرها كثيفة الأَغصان مجتمعة.

دغر (لسان العرب) [0]


دَغَرَ عليه يَدْغَرُ دَغَراً ودَغْرَى كَدَعْوَى: اقتحم من غير تثبت، والاسم الدَّغَرَى.
وزعموا أَن امرأَة قالت لولدها: إِذا رأَت العينُ العينَ فَدَغْرَى ولا صَفَّى، ودَغْرَ لا صَفَّ، ودَغْراً لا صَفّاً مثل عَقْرى وحَلْقَى وعَقْراً وحَلْقاً؛ تقول: إِذا رأَيتم عدوّكم فادْغَرُوا عليهم أَي اقتحموا واحملوا ولا تُصَافُّوهُمْ؛ وصَفَّى من المصادر التي في آخرها أَلف التأْنيث نحو دَعْوَى من قول بُشَيْرِ بن النِّكْثِ: وَلَّتْ ودَعْوَى ما شَدِيدٌ صَخَبُهْ ودَغَرَ عليه: حمل.
والدَّغْرُ أَيضاً: الخلط؛ عن كراع.
وروي هذا المثل: دَغْراً ولا صَفاً أَي خالطوهم ولا تَصافُوهم من الصَّفَاء. ابن الأَعرابي: المَدْغَرَةُ الحرب العَضُوضُ التي شِعارها دَغْرَى، ويقال: دَغْراً.
والدَّغْرُ: غَمْزُ الحَلقِ من الوجع الذي . . . أكمل المادة يُدْعَى العُذْرَةَ.
ودَغَرَ الصَّبِيَّ يَدْغَرُه دَغْراً: وهو رَفْعُ ورم في الحلق.
وفي الحديث أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال للنساء: لا تعذبن أَولادكن بالدَّغْرِ؛ وهو أَن تَرْفَعَ لَهَاةَ المعذور. قال أَبو عبيد: الدَّغْرُ غَمْزُ الحَلْقِ بالأُصبع، وذلك أَن الصبي تأْخذه العُذْرَةُ، وهو وجع يهيج في الحلق من الدم، فتدخل المرأَة أُصبعها فترفع بها ذلك الموضع وتَكْبِسُه، فإِذا رفعت ذلك الموضع بأُصبعها قيل: دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً؛ ومنه الحديث: قال لأُم قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُقِ؟ والدَّغْرُ: تَوَثُّبُ المُخْتَلِس ودَفْعُه نَفْسَه على المتاع ليختلسه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: لا قطع في الدَّغْرَةِ، وهي الخَلْسَةُ؛ قال أَبو عبيد: وهو عندي من الدفع أَيضاً لأَن المختلس يدفع نفسه على الشيء ليختلسه، وقيل في قوله لا قطع في الدغرة: هو أَن يملأَ يده من الشيء يستلبه.
والدَّغْرَةُ: أَخذ الشيء اختلاساً، وأَصل الدَّغْرِ الدفْعُ.
وفي خُلُقِهِ دَغَرٌ أَي تَخَلَّفٌ؛ وفي التهذيب: كأَنه استسلام؛ (* قوله: «كأنه استسلام» في القاموس وشرحه: الدغر، بالتحريك، التخلف والاستلام بالهمز، هكذا في النسخ ومثله في التكملة وفي التهذيب الاستسلام وهو تحريف). قال: وما تَخَلَّفَ من أَخْلاقِهِ دَغَرُ والدَّغْرُ: سوء غذاء الولد وأَن ترضعه أُمُّه فلا ترويه فيبقى مستجيعاً يعترض كل من لقي فيأْكل ويَمَصُّ، ويُلْقَى على الشاة فَيَرْضَعُها، وهو عذاب الصبي.
وقال أَبو سعيد فيما رَدَّ على أَبي عبيد: الدَّغْرُ في الفصيل أَن لا ترويه أُمُّه فَيَدْغَرَ في ضرع غيرها، فقال، عليه الصلاة والسلام: لا تُعَذِّبْنَ أَولادكُنَّ بالدَّغْرِ ولكن أَرْوينَهُمْ لئلا يَدْغَروا في كل ساعة ويستجيعوا؛ وإِنما أَمر بإِرواءِ الصبيان من اللبن. قال الأَزهري: والقول ما قال أَبو عبيد وقد جاءَ في الحديث ما دل على صحة قوله.
والدَّغْرُ: الوُجور.
ودَغَرَهُ أَي ضَغَطَهُ حتى مات، ولونٌ مُدَغَّرٌ: قبيح؛ قال: كَسا عامِراً ثَوْبَ الدَّمامَةِ رَبُّهُ، كما كُسِيَ الخِنْزيرُ ثَوْباً مُدَغَّرا دغمر: الدَّغْمَرَةُ: الخَلْطُ. يقال: خُلُقٌ دُغْمُريٌّ ودَغْمَريٌّ.
والدَّغْمَرَةُ: تخليط اللَّونِ والخُلْقِ؛ قال رؤْبة: إِذا امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، سَلَّمْتُ عِرْضاً لَوْنُه لم يَدْكَنِ الأَدْرَنُ: الوَسِخُ.
ودَغْمَرَ: خَلَطَ. لم يدكن: لم ينشخ؛ قاله ابن الأَعرابي.
ورجل دُغْمورٌ: سيء الثناء.
ورجل مُدغْمَرُ الخُلُقِ أَي ليس بصافي الخُلُقِ.
وخُلُقٌ دَغْمَرِيُّ وفي خُلُقه دَغْمَرَةٌ أَي شَراسَةٌ ولُؤْمٌ؛ قال العجاج: لا يَزْدهيني العَمَلُ المَقْزِيُّ، ولا مِنَ الأَخْلاقِ دَغْمَرِيُّ والدَّغْمَرِيُّ: السَّيِّءُ الخُلُق، وكذلك الذُّغْمُورُ، بالذال، الحَقُودُ الذي لا ينحلُّ حقده.
ودَغْمَرَ عليه الخَبَرَ: خلطه.
والمُدَغْمَرُ: الخَفِيُّ.

نجع (لسان العرب) [0]


النُّجْعةُ عند العرب: المَذْهَبُ في طلَبِ الكلإِ في موضعه.
والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ ماء السماء في الغُدْرانِ، فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العِدَّ حتى يقع ربِيعٌ بالأَرض، خَرَفِيّاً كان أَو شَتِيّاً، فإِذا وقع الربيع تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وتتبعوا مَساقِطَ الغيث يَرْعَوْنَ الكَلأَ والعُشْبَ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، ويشربون الكَرَعَ، وهو ماءُ السماءِ، فلا يزالون في النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ من عام قابل وتَنِشَّ الغُدْرانُ، فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم على أَعدادِ المياه.
والنُّجْعةُ: طَلَبُ الكَلإ والعُرْفِ، ويستعار فيما سواهما فيقال: فلان نُجْعَتِي أَي أَمَلي على المثال.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ.
والمُنْتَجَعُ: المَنْزِلُ في طَلب . . . أكمل المادة الكلإِ، والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى المياه.
وهؤلاء قوم ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون، ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها وانْتَجَعُوها.
وفي حديث بديل: هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا؛ التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة: طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ.
وفي المثل: مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ.
ويقال: انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف، وانْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه؛ قال ذو الرمة: فقلتُ لصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا ويقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ، وجمعه مناجِعُ؛ ومنه قول ابن أَحمر: كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها، والقُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا (* قوله« فرقة» كذا بالأصل مضبوطاً، والذي تقدم في مادة درر: فوقه) .
وكذلك نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه؛ قال: أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي أَعْطَى النّعَمْ بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ (* قوله« أعطاك إلخ» كذا بالأصل هنا وسيأتي انشاده في مادة بوك: أعطاك يا زيد الذي يعطي النعم من غير ما تمنن ولا عدم بوائكاً لم تنتجع مع الغنم ) واستعمل عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ في الحرب لأَنهم إِنما يذهبون في ذلك إِلى الإِغارة والنهب فقال: فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ في جَحْفَلٍ، كالليْلِ، خَطَّارِ العَوالي ونَجع الطعامُ في الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً: هَنأَ آكِلَه أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عليه.
ونَجع فيه الدّواءُ وأَنْجَعَ إِذا عَمِلَ، ويقال: أَنْجَعَ إِذا نفَع.
ونجَع فيه القولُ والخِطابُ والوَعْظُ: عَمِلَ فيه ودخل وأَثَّرَ.
ونجَع فيه الدواءُ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بمعنى واحد، ونجَع في الدابة العلَفُ، ولا يقال أَنْجَعَ.والنَّجُوعُ: المَدِيدُ.
ونَجَعَه: سقاه النَّجُوعَ وهو أَن يَسْقِيَه الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ، وقد نَجَعْتُ البعير.
وتقول: هذا طعام ىننْجَعُ عنه ويُنْجَعُ به ويُسْتَنْجَعُ به ويُسْتَرْجَعُ عنه، وذلك إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عنه، وكذلك الرِّعْيُ، وهو طعام ناجِعٌ ومُنْجِعٌ وغائِرٌ.
وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ: مَرِيءٌ، وماء نَجِيعٌ كما يقال نَمِيرٌ.
وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح.
والنَّجِيعُ: الدمُ، وقيل: هو دم الجَوفِ خاصَّة، وقيل: هو الطَّرِيُّ منه، وقيل: ما كان إِلى السواد، وقال يعقوب: هو الدمُ المَصْبُوب؛ وبه فسر قول طرفة: عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه، مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح ونَجُوعُ الصبيّ: هو اللبن.
ونُجِعَ الصبيّ بلبن الشاة إِذا غُذِيَ به وسُقِيَه؛ ومنه حديث أُبيّ: وسل عن النبيذ فقال: عليك باللبن الذي نُجِعْتَ به أَي سُقِيتَه في الصغر وعُذِّيت به.
والنَّجِيعُ: خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدقيق وبالماء يُوجَرُ الجَمل.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: دخل عليه المِقْدادُ بالسُّقْيا وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً أَي يَعْلِفُها، يقال: نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ، وهو أَن يُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ.

خرش (لسان العرب) [0]


الخَرْشُ: الخَدْشُ في الجسد كلِّه، وقال الليث: الخَرْشُ بالأَظفار في الجسد كلِّه، خَرَشَه يَخْرِشُه خَرْشاً واخْتَرَشَه وخَرَّشَه وخارَشَه مُخارَشَةً وخِراشاً.
وجَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قد تحرَّك وخَدَشَ؛ قال ابن سيده: ليس في الكلام نَفْوَعِلٌ غيره.
واخْتَرَشَ الجَرْوُ: تحرَّكَ وخَدَشَ.
وتخارَشَتِ الكلاب والسنانير: تخادَشَت ومزق بعضها بعضاً.
وكلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ.
والخِراشُ: سِمةٌ مستطيلة كاللذعة الخفية تكون في جوف البعير، والجمع أَخْرِشةٌ، وبعير مَخْروشٌ.
والمِخْرَشُ والمِخْراشُ: خشبةٌ يَخُطٌّ بها الإِسكافُ.
والمِخْرَشةُ والمِخْرَشُ: خشبة يُخُطُّ بها الخَرَّازُ أَي ينقش الجلد ويسمى المِخَطَّ.
والمِخْرَشُ والمِخْراشُ أَيضاً: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ؛ ومنه الحديث: ضَرَبَ رأَسَه بِمِخْرَشٍ.
وخَرَشَ الغصنَ وخَرَّشَه: ضربه بالمِحْجَن يجتذبه إِليه. في حديث أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَفاض وهو . . . أكمل المادة يَخْرِش بعيرَهُ بمِحْجَنِه. قال الأَصمعي: الخَرْشُ أَن يضربه بمِحْجَنه ثم يجتذبُه إِليه يريد بذلك تحريكه للإسراع، وهو شبيه بالخدْشِ والنخسِ؛ وأَنشد: إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشُ في بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ وخرَشَ البعيرَ بالمِحْجَن: ضربه بطرفه في عَرْض رقبته أَو في جلدِه حتى يُحثّ عنه وبَرُه.
وخَرَشْت البعير إِذا اجتذبته إِليك بالمخْراش، وهو المحْجَنُ، وربما جاء بالحاء.
وخَرَشَه الذباب وحَرَشَه إِذا عضَّه.
والخَرَشَةُ، بالتحريك: ذبابة.
والخَرَشَةُ: الذباب، وبها سمي الرجلُ.
وما به خَرَشة أَي قَلَبَةٌ، وما خَرَشَ شيئاً أَي ما أَخذ.
والخَرْشُ: الكسب، وجمعه خُرُوشٌ؛ قال رؤبة: قَرْضي وما جَمَّعْتُ من خُروشي وخرَشَ لأَهله يخْرِشُ خَرْشاً واخْتَرََش: جمع وكسب واحتال.
وهو يَخرِش لعياله ويخْتَرِشُ أَي يكتسب لهم ويجمع، وكذلك يقْتَرِشُ ويقْرِشُ يطلب الرزق.
وفي حديث أَبي هريرة: لو رأَيتُ العَيْرَ يَخْرِشُ ما بين لابَتَيْها يعني المدينة؛ قيل: معناه من اخْتَرَشْت الشيء إِذا أَخذته وحصلته، ويروى بالجيم والشين، وهو مذكور في موضعه من الجَرْشِ الأَكلِ.
وخَرَشَ من الشيء: أَخذ.
وفي حديث قيس بن صيفي: كان أَبو موسى يَسْمعُنا ونحن نُخارِشُهم فلا ينهانا، يعني أَهل السواد.
والمُخارَشةُ: الأَخذ على كره؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدِّئاثِ، صاحِبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ الخَرِشُ: الذي يهيجها ويحركها. الخَرِشُ والخَرْشُ: الرجل الذي لا ينام، ولم يعرفه شمرٌ؛ قال أَبو منصور: أَظنه مع الجوع.
والخِرْشاءُ: قشرة البيضة العليا اليابِسةُ، وإِنما يقال لها خِرْشاءُ بعدما تُنْقَف فيُخْرَجُ ما فيها من البلل.
وفي التهذيب: الخِرْشاءُ جلدةُ البيضة الداخلة، وجمعه خَراشِيّ وهو الغِرْقِئُ.
والخِرْشاءُ: قشرة البيضة العليا بعد أَن تكسر ويخرجَ ما فيها.
وخِرْشاءُ الصدر: ما يرمى به من لزِج النخامة، قال: وقد يسمى البلغم خِرْشاءَ.
ويقال: أَلقى فلان خَراشِيَ صدره، أَراد النخامةَ.
وخِرْشاءُ الحية: سَلخُها وجلدها. أَبو زيد: الخِرْشاءُ مثل الحِرْباء جلد الحية وقشرُه، وكذلك كل شيء فيه انتفاخ وتَفَتُّقٌ.
وخِرْشاءُ اللبن: رغْوتُه، وقيل: جُلَيْدةٌ تعلوه؛ قال مزرد:إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه، ثَنى مِشْفَرَيه للصَّرِيحِ فأَقْنَعا يعني الرغوةَ فيها انتفاخ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ.
وخِرْشاءُ الثُّمالةٍ: الجلدة التي تعلو اللبن، فإِذا أَراد الشارب شربه ثنى مِشفريه حتى يَخْلُص له اللبنُ.
وخِرْشاءُ العسل: شمعه وما فيه من ميت نحله.
وكلُّ شيء أَجوف فيه انتفاخٌ وخروقُ وتفتّقٌ خِرْشاءُ.
وطلعت الشمسُ في خِرْشاءَ أَي في غَبَرَةٍ، واستعار أَبو حنيفة الخراشِيَّ للحَشَرات كلّها.
وخَرَشَةُ وخُراشةُ وخِراشٌ ومُخارِشٌ، كلُّها: أَسماء وسِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاري وأَبو خِراشٍ الهُذلي، بكسر الخاء؛ وأَبو خُراشةَ، بالضم، في قول الشاعر: أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذا نَفَرٍ، فإِنَّ قوميَ لم تأْكلْهمُ الضَّبُع قال ابن بري: البيت لعبّاس بن مرْداسٍ السُّلَمي، وأَبو خُراشةَ كُنْيةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ، ونجبةُ أُمه، فقال يُخاطِبُه: إِن كنت ذا نَفرٍ وعددٍ قليلٍ فإِنَّ قومي عددٌ كثير لم تأْكلهم الضبُع، وهي السَّنةُ المُجْدِبةُ؛ ورَوَى هذا البيتَ سيبويه: أَمَّا أَنتَ ذا نفر، فَجَعَل أَنت اسمَ كان المحذوفة وأَمَّا عوضٌ منها وذا نفر خبرُها وأَن مصدرية (* أَمّا: هي أَن وما، فأن مصدرية وما زائدة.)، وكذلك تقول في قولهم أَمّا أَنت منطلقاً انطلقتُ معك بفتح أَن فتقديره عنده لأَن كنتَ منطلقاً انطلقتُ معك، فأُسْقِطَت لام الجرّ كما أُسقطت في قوله عز وجل: وأَنّ هذه ُامَّتُكم أُمَّةً واحدة وأَنا ربكم فاتَّقُون، والعاملُ في هذه اللام ما بعدها وهو قول فاتقون، قال: وكذلك الكلام في قولك لأَن كنت منطلقاً، العامل في هذه اللام ما بعدها وهو انطلقْتُ معَك؛ وبعد البيت: وكلُّ قَوْمِك يُخْشى منه بائِقَةٌ، فارْعُدْ قَليلاً، وأَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لا أُؤَبِّسُه، أُوقِدْ عليه فأَحْمِيه فَيَنْصَدِع قال أَبو تراب: سمعت رافعاً يقول لي عنده خُراشةٌ وخُماشَةٌ أَي حُقٌّ صغِيرٌ.
وخُرُوشُ البيتِ: سُعُوفُه من جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ، الواحد سَعْفٌ وخَرْشٌ.

قطا (لسان العرب) [0]


قَطا يَقْطو: ثَقُل مشيه .
والقَطا: طائر معروف، سمي بذلك لثِقَل مَشيْه، واحدته قَطاة، والجمع قَطَوات وقَطَياتٌ، ومشيها الاقْطِيطاء . تقول: اقْطَوْطَتِ القَطاةُ تَقْطَوْطي ، وأَما قَطت تَقْطُو فبعض يقول من مشيها، وبعض يقول من صوتها ، وبعض يقول صوتها القَطْقَطةُ.
والقَطْوُ: تَقَارُب الخَطْو من النَّشاط .
والرجل يَقْطَوْطي في مشيه إذا اسْتَدارَ وتَجَمَّع؛ وأَنشد: يَمْشِي مَعاً مُقْطَوْطِياً إذا مَشَى وقَطَت القَطاةُ: صوّتت وحدها فقالت قَطاقَطا؛ قال الكسائي: وربما قالوا في جمعه قَطَياتٍ، ولَهَياتٍ في جمع لَهاة الإنسان، لأن فَعَلْت منهما ليس بكثير فيجعلون الألف التي أَصلها واو ياء لقلتها في الفعل ، قال : ولا يقولون في غَزَواتٍ غَزَيات لأن . . . أكمل المادة غَزَوْتُ أَغْزُو كثير معروف في الكلام.
وفي المثل: إنه لأَصْدَقُ من قَطاة؛ وذلك لأنها تقول قَطا قَطا.
وفي المثل أَيضاً: لو تُرِكَ القَطا لَنامَ؛ يضرب مثلاً لمن يَهِيجُ إذا تُهُيِّج . التهذيب: دل بيت النابغة أَن القَطاة سميت قَطاة بصوتها؛ قال النابغة : تَدْعُو قَطا ، وبه تُدْعى إذا نُسِبَتْ ، يا صِدْقَها حِينَ تَدْعُوها فتَنْتَسِبُ وقال أَبو وَجْزة يصف حميراً وردت ليلاً ماء فمرت بِقَطاً وأَثارَتْها: ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ ، باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَيْرَ أَزْواجِ يعني أَنها تمرُّ بالقَطا فتُثِيرها فتَصِيح قَطا قطا، وذلك انتسابها. الفراء: ويقال في المثل إنه لأدَلُّ من قَطاة، لأنها تَرد الماء ليلاً من الفَلاة البعيدة.
والقَطَوانُ والقَطَوْطَى: الذي يُقارِبُ المشي من كل شيء .
وقال شمر : وهو عندي قَطْوان، بسكون الطاء، والأُنثى قَطَوانة وقَطَوطاة، وقد قَطا يَقْطُو قَطْواً وقُطُوًّا واقْطَوْطى.
والقَطَوطى: الطويل الرجلين إلا أَنه لا يقارب خَطْوه كمشي القطا.
والقَطاةُ: العَجُز ، وقيل: هو ما بين الوَرِكين، وقيل: هو مَقعَد الرِّدف (* قوله «مقعد الردف» هي عبارة المحكم .
وقوله «موضع إلخ» هي عبارة التهذيب جمع المؤلف بينهما على عادته معبراً بأو.) أَو موضع الردف من الدابة خلف الفارس ، ويقال: هي لكل خَلْق؛ قال الشاعر: وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْزجا وثلاث قَطَوات.
والقَطا: مَقْعَد الرِّدف وهو الرِّديف؛ قال امرؤ القيس: وصُمٌّ صِلابٌ ما يَقِينَ من الوَجى، كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه على رالِ يصفه بإشرافِ القَطاة.
والرَّأْلُ: فرخ النَّعامِ؛ ومنه قول الراجز: وأَبوكَ لم يَكُ عارِفاً بلَطاتِه ، لا فَرْقَ بينَ قَطاتِه ولَطاتِه وتقول العرب في مثل: ليس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ أَي ليس النَّبِيلُ كالدَّنيءِ؛ وأَنشد: ليس قَطاً مِثْلَ قُطَيٍّ ، ولا الـ ـمَرْعِيُّ ، وفي الأَقْوامِ ، كالرّاعِي أَي ليس الأَكابر كالأَصاغر .
وتَقَطَّى عني بوجهه: صدَف لأنه إذا صدَف بوجهه فكأَنه أَراه عَجُزَه؛ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد : أَلِكْني إلى المَوْلى الذي كُلَّما رَأى غَنِياًّ تَقَطَّى ، وهو للطَّرف قاطِعُ ويقال: فلان من رَطاتِه (* قوله «من رطاته» ليس من المعتل وإنما هو من الصحيح، ففي القاموس: الرطأ، محركة، الحمق، ولينت هنا للمشاكلة والازدواج .) لا يعرف قَطاتَه من لَطاتِه؛ يضرب مثلاً للرجل الأَحمق لا يعرف قُبُله من دُبُرِه من حَماقَته .
وقال أَبو تراب: سمعت الحُصَيْبي يقول تَقَطَّيْتُ على القوم وتَلَطَّيْتُ عليهم إذا كانت لي طَلِبةٌ فأَخذت من مالهم شيئاً فسبقت به .والقَطْوُ: مُقاربة الخَطْو مع النَّشاط، يقال منه: قطا في مِشْيته يَقْطُو، واقْطَوطى مثله، فهو قَطَوان ، بالتحريك ، وقَطَوطَى أَيضاً ، على فَعَوْعَلٍ، لأَنه ليس في الكلام فعَوَّل، وفيه فَعَوْعَل مثل عَثَوثَل، وذكر سيبويه فيما يلزم فيه الواو أَن تبدل ياء نحو أَغْزَيْت واسْتَغْزَيت أَن قَطَوْطى فَعَلْعَلٌ مثل صَمَحْمحٍ، قال: ولا تجعله فَعَوْعَلاً لأَن فعَلْعَلاً أَكثر من فَعَوْعَلٍ، قال: وذكر في موضع آخر أَنه فَعَوْعَل، قال السيرافي: هذا هو الصحيح لأَنه يقال اقْطَوْطَى واقْطَوْطى افعَوْعَل لا غير . قال: والقَطَوطى أَيضاً القصير الرجلين، وقال ابن ولاّد: الطويل الرجلين، وغلطه فيه علي بن حمزة .
وقال ثعلب: المُقْطَوْطي الذي يَخْتِل ؛ وأَنشد للزِّبرقان: مُقْطَوْطِياً يَشْتِمُ الأَقْوامَ ظالِمَهُمْ ، كالعِفْوِ سافَ رَقِيقَي أُمِّه الجَذَعُ مقطوطياً أَي يختل جاره أَو صديقه ، والعِفْوُ: الجَحْش، والرقيقان: مَراقُّ البطن أَي يريد أَن ينزو على أُمه.
والقَطْيُ: داء يأْخذ في العجز؛ عن كراع.
وتَقَطَّت الدلو: خرجت من البئر قليلاً قليلاً؛ عن ثعلب ؛ وأَنشد : قد أَنْزِعُ الدلْوَ تَقَطَّى في المَرَسْ، تُوزِغُ من مَلْءٍ كإيزاغِ الفَرَسْ والقَطَياتُ: لغة في القَطَوات .
وقُطَيَّات: موضع .
وكساء قَطَوانيٌّ، وقَطَوانُ: موضع بالكوفة.
وقُطَيَّاتٌ: موضع ، وكذلك قَطاتانِ موضع، ورَوْض القَطا ؛ قال: أَصابَ قُطَيّاتٍ فَسالَ لِواهُما ويروى: أَصاب قَطاتَيْنِ ؛ وقال أَيضاً: دَعَتْها التَّناهِي برَوْضِ القَطا إلى وحْفَتَيْنِ إلى جُلْجُل (* قوله « إلى وحفتين إلخ» هذا بيت المحكم .
وفي مادة وح ف بدل هذا المصراع: فنعف الوحاف إلى جلجل) ورياض القطا: موضع ؛ وقال : فما رَوْضةٌ من رِياضِ القَطا ، أَلَثَّ بها عارِضٌ مُمْطِرُ وقُطَيَّةُ بنت بشر: امرأَة مَرْوان بن الحكم.
وفي الحديث: كأني أَنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي مُحْرماً بين قَطَوانِيَّتَيْن؛ القَطَوانِيَّةُ: عباءة بيضاء قصيرة الخَمْلِ، والنون زائدة، كذا ذكره الجوهري في المعتل ، وقال: كساء قَطَوانيٌّ؛ ومنه حديث أُمّ الدرداء: قالت أَتاني سَلْمانُ الفارسيُّ فسلم علي وعليه عَباءة قَطَوانِيّة، والله أَعلم .

كرش (لسان العرب) [0]


الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ: بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب، وفيها لغتان: كِرْش وكَرِش مثل كِبْد وكَبِد، وهي تُفرّغ في القَطِنةِ كأَنها يَدُ جِرابٍ، تكون للأَرْنب واليَرْبوع وتستعمل في الإِنسان، وهي مؤنثة؛ قال رؤبة: طَلْق، إِذا استكْرَشَ ذو التَّكَرُّشِ، أَبْلَج صدّاف عن التَّحَرُّشِ وفي حديث الحسن: في كل ذات كَرِش شاةٌ أَي كل ما لَه من الصيد كَرِشٌ كالظباء والأَرانب إِذا أَصابه المُحرِم ففي فِدائه شاة.
وقول أَبي المجيب ووصف أَرضاً جدبة فقال: اغْبَرّت جادّتها والتقى سَرْحُها ورَقَّتْ كَرِشُها أَي أَكلت الشجرَ الخشن فضَعُفت عنه كَرِشُها ورقَّت، فاستعار الكَرِش للإِبل، والجمع أَكْراش وكُرُوش.
واسْتَكْرَش الصبيُّ والجَدْيُ: عظُمت كَرِشُه، وقيل: المُسْتكْرِش بعد الفَطِيم، . . . أكمل المادة واستِكْراشُه أَن يشتدّ حَنَكُه ويَجْفُر بطنُه، وقيل: استكرش البَهْمةُ عظُمت إِنفَحتُه؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: يقال للصبي إِذا عظم بطنه وأَخذ في الأَكْل: قد اسْتَكْرَشَ، قال: وأَنكر بعضهم ذلك في الصبي فقال: يقال للصبي قد اسْتَجْفَرَ، وإِنما يقال اسْتَكْرَشَ الجَدْيُ، وكلُّ سَخْلٍ يَسْتَكْرِش حين يعظم بطنه ويشتدّ أَكله.
واسْتَكْرَشَت الإِنْفَحةُ لأَن الكَرِش يسمى إِنْفحَةً ما لم يأْكل الجدي، فإِذا أَكل يسمى كَرِشاً، وقد اسْتَكْرشَت.
وامرأَة كَرْشاءُ: عظيمةُ البطن واسعتُه.
وأَتانٌ كَرْشاءُ: ضخمة الخواصر.
وكَرّشَ اللحمَ: طَبخه في الكَرِش؛ قال بعض الأَغْفال: لو فَجّعا جِيرَتَها، فشَلاَّ وسِيقةً فكَرَّشا ومَلاَّ وقَدَمُ كَرْشاءُ: كثيرة اللحم.
ودَلْوٌ كَرْشاءُ: عظيمة.
ويقال للدَّلْو المنتفخة النواحي: كَرْشاء.
ورجل أَكْرَشُ: عظيم البطن، وقيل: عظيم المال.
والكَرِشُ: وِعاءُ الطيب والثوب، مؤنث أَيضاً.
والكِرْشُ: الجماعة من الناس؛ ومنه قوله، صلى اللَّه عليه وسلم: الأَنصارُ عَيْبَتي وكَرِشِي؛ قيل: معناه أَنهم جماعتي وصحابتي الذين أُطلعهم على سري وأَثق بهم وأَعتمد عليهم. أَبو زيد: يقال عليه كَرِشٌ من الناس أَي جماعة، وقيل: أَراد الأَنصارُ مَدَدي الذين أَسْتَمِدّ بهم لأَن الخُفَّ والظِّلْف يستمدَّ الجِرَّة من كَرِشه، وقيل: أَراد أَنهم بِطانتُه وموضع سِرّه وأَمانته والذينَ يعتمد عليهم في أُموره، واستعار الكَرِشَ والعَيْبةَ لذلك لأَن المُجْتَرَّ يجمع علَفَه في كَرِشِه، والرجل يضع ثيابه في عيْبتِه.
ويقال: ما وجدتُ إِلى ذلك الأَمر فا كَرِشٍ أَي لم أَجِدْ إِليه سبيلاً.
وعن اللحياني: لو وجدتُ إِليه فا كَرِشٍ وبابَ كَرِشٍ وأَدنى في كَرِشٍ لأَتَيتُه يعني قدر ذلك من السُّبُل؛ ومثله قولهم: لو وجدتُ إِليه فا سَبِيلٍ؛ عنه أَيضاً. الصحاح: وقول الرجل إِذا كلَّفْته أَمراً: إِن وجدت إِلى ذلك فا كَرِشٍ؛ أَصله أَن رجلاً فصّل شاة فأَدخلها في كَرِشِها ليَطْبخَها فقيل له: أَدْخِل الرأْسَ، فقال: إِن وجدتُ إِلى ذلك فَاكَرِشٍ، يعني إِن وجدت إِليه سبيلاً.
وفي حديث الحجاج: لو وجدتُ إِلى دمِك فَا كَرِشٍ لشرِبْتُ البطْحاءَ منك أَي لو وجدتُ إِلى دمِك سبيلاً؛ قال: وأَصله أَن قوماً طبَخُوا شاة في كَرِشِها فضاق فمُ الكَرِش عن بعض الطعام، فقالوا للطَّباخ: أَدخِلْه إن وجدت فَا كَرِشٍ.
وكَرِشُ كل شيء: مُجَمَعُه.
وكَرِشُ القوم: مُعظمُهم، والجمع أَكْراشٌ وكُرُوشٌ؛ قال: وأَفَأْنا السُّبِيَّ من كلِّ حَيٍّ، فأَقَمْنا كَراكِراً وكُرُوشا وقيل: الكُرُوش والأَكْراشُ جمع لا واحد له.
وتَكَرَّشَ القومُ: تجمَّعوا.
وكَرِشُ الرجلِ: عيالُه من صغار ولدِه. يقال: عليه كَرِشٌ منثورة أَي صبيانٌ صغارٌ.
وبينهم رَحِمٌ كَرْشاءُ أَي بعيدةٌ.
وتزوّجَ المرأَةَ فنَثرت له كَرِشَها وبطْنَها أَي كَثُرَ ولدُها له.
وتكرّش وجهُه: تقبّض جلدُه، وفي نسخة: تكَرّشَ جلدُ وجهِه، وقد يقال ذلك في كل جلد، وكَرّشَه هو.
ويقال: كَرِشَ الجلدُ يَكْرَشُ كرَشاً إِذا مسّته النار فانْزَوى. قال شمر: اسْتَكْرَشَ تقبّضَ وقَطّبَ وعبّس. ابن بزرج. ثوبٌ أَكْراشٌ وثوبٌ أَكْباشٌ وهو من بُرُود اليمن. قال أَبو منصور: والمُكَرّشةُ منْ طعام البادية أَن يُؤْخَذ اللحمِ فيُهَرَّم تَهْرِيماً صغاراً، ويُجْعَل فيه شحمٌ مقطَّع، ثم تُقَوّرَ قطعةُ كَرِشٍ من كَرِشِ البعير ويغْسل وينَظّف وجهُه الذي لا فَرْثَ فيه، ويجعلَ فيه تهريمُ اللحمُ والشحم وتُجْمَع أَطرافه، ويُخَلّ عليه بِخلالٍ بعدما يُوكَأ على أَطرافه، وتُحْفَرَ له إِرَةٌ ويطرحَ فيها رِضافٌ ويوقَدَ عليها حتى تَحْمى وتَصيرَ ناراً، ثم يُنَحّى الجمْرُ عنها وتُدْفَنَ المُكَرَّشةُ فيها، ويجعل فوقها مَلَّةٌ حامية، ثم يوقَدَ فوقَها بحطب جَزْل، ثم تُتْرك حتى تَنْضَج فتُخْرَج وقد كابَتْ وصارت قطعة واحدة فتُؤكل طَيّبة. يقال: كَرّشُوا لنا تَكْريشاً.
والكَرْشاءُ: القَدَمُ التي كثُر لحمها واستوى أَخْمَصُها وقصُرت أَصابعُها.والكَرِشُ: من نبات الرياض والقِيعانِ من أَنْجَعِ المراتِع للمال تسْمَنْ عليه الإِبل والخيل، ينبُت في الشتاء ويهيج في الصيف. ابن سيده: الكَرِشُ والكَرِشةُ من عُشْب الربيع وهي نبْتةٌ لاصقة بالأَرض بُطَيْحاء الورَق مُعْرَضّة غُبَيراء، ولا تكاد تنبُت إِلا في السهل وتنبت في الديار ولا تنفع في شيء ولا تُعَدّ إِلا أَنه يُعْرف رَسْمها.
وقال أَبو حنيفة: الكَرِشُ شجرة من الجَنْبَة تنبت في أَرُومٍ وترتفع نحو الذراع ولها ورَقة مُدَوَّرة حَرْشاء شديدة الخُضْرة وهي مرعى من الخُلَّةِ.
والكُرَاشُ: ضربُ من الفِرْدان، وقيل: هو كالقَمْقام يلكَعُ الناسَ ويكون في مبارك الإِبل، واحدته كُرّاشة.
وكُرْشانٌ: بطنٌ من مَهْرةَ بنِ حَيْدان.
والكِرْشانُ: الأَزْدُ وعبدُ القيس.
وكِرْشِمٌ: اسم رجل، ميمه زائدة في أَحد قولي يعقوب.
وكرشاء بن المزدلف: عمر بن أَبي ربيعة.

جرز (لسان العرب) [0]


جَرَزَ يَجْرُزُ جَرْزاً: أَكل أَكلاً وَحِيًّا.
والجَرُوزُ: الأَكُولُ،وقيل: السريع الأَكل، وإِن كان قسا (* كذا بالأصل مع بياض) .
وكذلك هو من الإِبل، والأُنثى جَرُوزٌ أَيضاً.
وقد جَرُزَ جَرَازَةً.
ويقال: امرأَة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً. الأَصمعي: ناقة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً تأْكل شيء.
وإِنسان جَرُوزٌ إِذا كان أَكولاً.
والجَرُوزُ: الذي إِذا أَكل لم يترك على المائدة شيئاً، وكذلك المرأَة.
ويقال للناقة: إِنها لجُرازُ الشجر تأْكله وتكسره.
وأَرض مَجْرُوزَةٌ وجُرُزٌ وجُرْزٌ وجَزْرٌ: لا تنبت كأَنها تأْكل النبت أَكلاً، وقيل: هي التي قد أُكل نباتها، وقيل: هي الأَرض التي لم يصبها مطر؛ قال: تُسَرُّ أَن تَلْقَى البِلادَ فِلاًّ، مَجْرُوزَةً نَفاسَةً وعلاَّ والجمع أَجْرازٌ.
وربما قالوا: أَرض أَجْرازٌ.
وجَرِزَتْ جَرَزاً وأَجْرَزَتْ: . . . أكمل المادة صارت جُرُزاً. قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسوقُ الماءَ إِلى الأَرضِ الجُرُزِ؛ قال الفراء: الجُرُزُ أَن تكون الأَرضُ لا نبات فيها؛ يقال: قد جُرِزَتِ الأَرضُ، فهي مَجْرُوزَةٌ، جَرَزَها الجَرادُ والشَّاءُ والإِبل ونحو ذلك؛ ويقال: أَرض جُرُزٌ وأَرَضُونَ أَجْرازٌ.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بَيْنا هو يَسِيرُ إِذ أَتَى على أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مثل الأَيّمِ التي لا نبات بها.
وفي حديث الحجاج: وذَكَرَ الأَرضَ ثم قال لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لا يبقى عليها من الحيوان أَحد.
وسَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كانت جَدْبَةً.
والجُرُزُ: السنة المُجْدِبَةُ؛ قال الراجز: قد جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ وقد أَبو إِسحق: يجوز الجَرْزُ والجَرَزُ كل ذلك قد حكي. قال: وجاء في تفسير الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض اليمن، فمن قال الجُرْزُ فهو تخفيف الجُرُزِ، ومن قال الجَرْزُ والجَرَزُ فهما لغتان، ويجوز أَن يكون جَرْزٌ مصدراً وصف به كأَنها أَرض ذات جَرْزٍ أَي ذات أَكل للنبات.
وأَجْرَزَ القومُ: وقعوا في أَرض جُرُز. الجوهري: أَرض جُرُزٌ لا نبات بها كأَنه انقطع عنها أَو انقطع عنها المطر، وفيها أَربع لغات: جُرْزٌ وجُرُزٌ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، وجَرْزٌ وجَرَزٌ مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ، وجمع الجُرْزِ جِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرةٍ، وجمع الجَرَزِ أَجْرازٌ مثل سبب وأَسباب، تقول منه: أَجْرَزَ القومُ كما تقول أَيْبَسُوا، وأَجْرَزَ القومُ: أَمْحَلُوا.
وأَرض جارِزَةٌ: يابسة غليظة يكتنفها رمل أَو قاع، والجمع جَوارِزُ، وأَكثر ما يستعمل في جزائر البحر.
وامرأَة جارِزٌ: عاقِر.
والجَرَزَةُ: الهَلاكُ.
ويقال: رماه الله بِشَرَزَةٍ وجَرَزَةٍ، يريد به الهلاك.
وأَجْرَزَتِ الناقة، فهي مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ.
والجُرْزُ: من السلاح، والجمع الجَِرَزَةُ والجُرْزُ.
والجُرُزُ: العمود من الحديد، معروف عربي، والجمع أَجْرازٌ وجِرَزَةٌ، ثلاثة جِرَزَة مثل جُحْر وجِحَرَةٍ؛ قال يعقوب: ولا تقل أَجْرِزَةٌ؛ قال الراجز: والصَّقْعُ من خابِطَةٍ وجُرْزِ وجَرَزَهُ يَجْرُزُه جَرْزاً: قطعه.
وسيف جُرازٌ، بالضم: قاطع، وكذلك مُدْيَةٌ جُرازٌ كما قالوا فيهما جميعاً هُذامٌ.
ويقال: سيف جُرازٌ إِذا كان مستأْصلاً.
والجُرازُ من السيوف: الماضي النافذ.
وقولهم: لم تَرْضَ شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَي أَنها من شدة بَغْضائِها لا ترضى للذين تُبْغِضُهم إِلا بالاستئصال؛ وقوله: كلّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ إِنما عنى به ناقة شبهها بالجُرازِ من السيوف أَي أَنها تفعل في الشجر فعل السيوف فيها.
والجِرزُ، بالكسر: لباس النساء من الوَبَرِ وجلود الشاء، ويقال: هو الفَرْوُ الغليظ، والجمع جُرُوزٌ.
والجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ من القَتِّ ونحوه.
وإِنه لذو جَرَزٍ أَي قوَّة وخُلُق شديد يكون للناس والإِبل.
وقولهم: إِنه لذو جَرَزٍ، بالتحريك، أَي غِلَظٍ؛ وقال الراجز يصف حية: إِذا طَوَى أَجْرازَهُ أَثْلاثَا فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا أَي عاد ثلاثَ طَرَقٍ بَعْدما كان طَرَقَةً واحدة.
وجَرَزُ الإِنسان: صدرُه، وقيل وسَطُه. ابن الأَعرابي: الجَرَزُ لحم ظهر الجمل، وجمعه أَجْرازٌ، وأَنشد للعجاج في صفة جمل سمين فَضَخَه الحِمْلُ: وانْهَمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الوارِي عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عارِي أَراد القتل كالسُّم الجُرازِ والسيف الجُراز.
والجَرَزُ: الجِسْمُ؛ قال رؤبة: بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِيشِ قال ابن سيده: كذا حكي في تفسيره، قال: ويجوز أَن يكون ما تقدم من لقوة والصدر.
والجارِزُ من السُّعال: الشديدُ.
وجَرَزَه يَجْرُزُه جَرْزاً: نَخَسَه؛ ابن سيده: وقول الشماخ يصف حُمُرَ الوحش: يُحَشْرِجُها طَوْراً، وطَوْراً كأَنها لها بالرُّغامَى والخَياشِيمِ جارِزُ يجوز أَن يكون السُّعال وأَن يكون النخس، واستشهد الأَزهري بهذا البيت على السُّعال خاصة، وقال: الرغامى زيادة الكبد، وأَراد بها الرِّئَةَ ومنها يهيج السُّعال، وأَورد ابن بري هذا البيت أَيضاً وقال: الضمير في يحشرجها ضمير العير والهاء المفعولة ضمير الأُتن أَي يصيح بأُتنه تارة حَشْرَجَةً، والحشرجة: تردد الصوت في الصدر، وتارة يصيح بهن كأَن به جارِزاً وهو السعال.
والرُّغامَى: الأَنْفُ وما حوله. القُتَيْبِيُّ: الجُرُزُ الرَّغِيبَةُ التي لا تَنْشَفُ مطراً كثيراً.
ويقال: طَوَى فلانٌ أَجْرازَه إِذا تراخى.
وأَجْرازٌ: جمع الجَرْزِ، والجَرْزُ: القَتْلُ؛ قال رؤبة: حتى وَقَمْنا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ، والصَّقْعُ من قاذِفَةٍ وجَرْزِ قال: أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ.
وجَرَزَه بالشَّتْمِ: رماه به.
والتَّجارُزُ: يكون بالكلام والفعال.
والجَرازُ: نبات يظهر مثل القَرْعَةِ بلا ورق يعظم حتى يكون كأَنه الناس القُعُودُ فإِذا عظمت دقت رؤُوسها ونَوَّرَتْ نَوْراً كَنَوْرِ الدِّفْلَى حَسَناً تَبْهَجُ منه الجبال ولا ينتفع به في شيء من مَرْعًى ولا مأْكل؛ عن أَبي حنيفة.

دقق (لسان العرب) [0]


الدَّقُّ: مصدر قولك دَقَقْت الدَّواءَ أَدُقُّه دقّاً، وهو الرَّضُّ.
والدَّقُّ: الكَسر والرَّضُّ في كل وجه، وقيل: هو أَن تضرب الشيءَ بالشيء حتى تَهْشِمَه، دَقَّة يَدُقُّه دَقّاً ودقَقْتُه فانْدَقَّ.
والتَّدْقيقُ: إنعامُ الدَّقّ.
والمِدَقُّ والمِدَقَّةُ والمُدُقُّ: ما دقَقْتَ به الشيءَ؛ قال سيبويه: وقالوا المُدُقُّ لأَنهم جعلوه اسماً له كالجُلْمُود، يعني أَنه لو كان على الفعل لكان قياسه المِدَقَّ أو المِدَقَّة لأنه مما يُعتمل بها، وهو أَحد ما جاء من الأدوات التي يُعتمل بها على مُفعُل بالضم؛ قال العجاج يصف الحِمار والأُتُن: يَتْبَعْنَ جأْباً كَمُدُقِّ المِعْطِيرْ يعني مِدْوَكَ العَطّار، حَسِب أَنه يُدَقُّ به، وتصغيره مُدَيْق، والجمع مَداقُّ. التهذيب: والمُدق حجر يُدّق به الطيب، ضمّ . . . أكمل المادة الميم لأنه جعل اسماً، وكذلك المُنْخُل، فإذا جعل نعتاً رُدَّ إلى مِفْعل؛ وقول رؤبة أَنشده ابن دريد: يَرْمي الجَلامِيدَ بِجُلْمُود مِدَقّْ استشهد به على أن المِدقّ ما دققت به الشيء، فإن كان ذلك فمدق بدل من جلمود، والسابقُ إليّ من هذا أنه مِفعل من قولك حافز مدَق أَي يدُقُّ الأشياء، كقولك رجل مِطْعَن، فإن كان كذلك فهو هنا صفة لجلمود؛ قال الأزهري: مُدُقٌّ وأَخواته وهي مُسْعُط ومُنخل ومُدْهُن ومُنْصُلٌ ومُكْحُلةٌ جاءت نوادِرَ، بضم الميم، وموضع العين من مفعلُ، وسائر كلام العرب جاء على مِفْعل ومفْعلة فيما يعتمل به نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّة وما أَشبهها.وفي حديث عطاء في الكَيل قال: لا دقّ ولا زَلْزَلةَ؛ هو أن يَدُقَّ ما في الميكال من المَكيال حتى يَنْضَمَّ بعضُه إلى بعض.
والدَّقّاقةُ: شيء يُدَقُّ به الأَرزُّ.
والدَّقوقةُ والدَّواقُّ: البقر والحمر التي تَدُوس البُرَّ.
والدُّقاقةُ والدُّقاقُ: ما انْدَقَّ من الشيء، وهو التراب اللَّيِّن الذي كَسَحَته الريح من الأرض.
ودُقَقُ التراب: دُقاقهُ، واحدتها دُقَّة؛ قال رؤبة: تَبْدو لنا أَعْلامُه بَعْدَ الغَرَقْ، في قِطَعِ الآلِ وهَبْوات الدُّقَقْ والدُّقاقُ: فُتات كل شيء دُقَّ.
والدُّقَّةُ والدُّقَقُ: ما تَسْهَك به الريح من الأرض؛ وأنشد: بساهِكاتٍ دُقَقٍ وجَلْجالْ وفي مناجاة موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: سَلْنِي حتى الدُّقّة؛ هي بتشديد القاف: المِلح المدقوق.
وهي أَيضاً ما تسحَقه الريح من التراب.
والدّقّةُ: مصدر الدَّقِيق، تقول: دَقَّ الشيء يدِقّ دِقّة، وهو على أَربعة أنحاء في المعنى.
والدَّقِيقُ: الطحين.
والرجل القليل الخير هو الدَّقِيق.
والدَّقِيق: الأمر الغامض.
والدقيق: الشيء لا غِلَظَ له.
وأَهل مكة يسمّون توابِل القِدْر كلها دُقّة؛ ابن سيده: الدُّقّة التّوابل وما خُلط به من الابزار نحو القِزْح وما أَشبهه.
والدُّقة: الملح وما خلط به من الأبزار، وقيل: الدقة الملح المدقوق وحده.
وما له دُقة أَي ما له مِلْح.
وامرأَة لا دُقة لها إذا لم تكن مَلِيحة.
وإن فلانة لقليلة الدقة إذا لم تكن مليحة، وقال كراع: رجل دَقِمٌ مَدْقوق الأسنان على المثَل مشتقّ من الدقِّ، والميم زائدة، وهذا يبطله التصريف.
والدِّقُّ: كل شيء دَقَّ وصغُر؛ تقول: ما رَزأْتُه دِقّاً ولا جِلاًّ.
والدِّقُّ: نقيض الجِلِّ، وقيل: هو صغاره دون جَلّه وجِلّه، وقيل: هو صغاره ورَدِيئه، شيء دِقٌّ ودَقِيق ودُقاق.
ودِقُّ الشجر: صغاره، وقيل: خِساسه.
وقال أَبو حنيفة: الدِّق ما دَقّ على الإبل من النبت ولانَ فيأْكله الضعيف من الإبل والصغير والأَدْرَد والمريض، وقيل: دِقُّه صغار ورَقه؛ قال جُبِيْها الأَشجعي: فلو أَنَّها قامَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفَى الجَدْبُ عنه دِقّه، فهو كالِحُ (* قوله «بظنب إلخ» هذا البيت أوردوه شاهداً على الظنب بالكسر أصل الشجرة، ووقع في مادة بجج بطاء مهملة مضمومة في البيت وتفسيره وهو خطأ).
ورواه ابن دريد: فلو أَنها طافت بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، نفى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالحُ المُشرشَر: الذي قد شَرْشَرتْه الماشية أَي أَكلته.
والدَّقيق: الطِّحْن.
والدَّقِيقيُّ: بائع الدقيق. قال سيبويه: ولا يقال دَقّاق.
ورجلْ دَقِيقٌ بيِّن الدِّقّ: قليل الخير بخيل؛ قال: وإن جاءكم مِنّا غَرِيبٌ بأَرضكم، لَوَيْتُم له، دِقّاً، جُنوبَ المَناخرِ وشيء دَقِيق: غامض.
والدّقيق: الذي لا غِلظَ له خلاف الغليظ، وكذلك الدُّقاقُ بالضم.
والدِّق، بالكسر، مثله، ومنه حُمّى الدِّقّ. قال ابن بري: الفرق بين الدَّقيق والرّقِيق أَن الدقِيق خلاف الغليظ، والرّقيق خلافل الثَّخين، ولهذا يقال حَساء رَقيق وحَساء ثخين، ولا يقال فيه حساء دقيق.
ويقال: سيف دقيق المَضْرِب، ورُمْح دَقِيق، وغُصن دقيق كما تقول رُمح غليظ وغصن غليظ، وكذلك حبل دقيق وحبل غليظ، وقد يُوقَع الدّقيق من صفة الأمر الحقير الصغير فيكون ضدّه الجليل؛ قال الشاعر: فإنَّ الدَّقِيقَ يهِيجُ الجَلِيلَ، وإنَّ الغَرِيب إذا شاء ذَلْ وفي حديث معاذ قال: اسْتَدِقَّ الدنيا واجْتَهِد رأْيَك أَي احْتقِرها واستصغِرْها، وهو استَفْعل من الشيء الدّقيق.
وقولهم: أَخذتُ جِلّه ودِقَّه كما يقال أَخذت قليله وكثيره.
وفي حديث الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه: دِقَّه وجِلَّه.
وما له دَقِيقة ولا جَلِيلة أَي ما له شاةٌ ولا ناقة.
وأَتيته فما أَدَقَّني ولا أَجلَّني أَي ما أَعطاني إحداهما، وقيل أَي ما أَعطاني دقيقاً ولا جَلِيلاً؛ وقال ذو الرمة يهجو قوماً: إذا اصْطَكَّت الحَرْبُ امْرأَ القَيْسِ، أَخْبَروا عَضارِيطَ، إذ كانوا رِعاء الدَّقائقِ أَراد أَنهم رعاء الشاء والبَهْم.
ودقَّقْت الشيءَ وأَدْقَقْته: جعلته دَقيقاً.
وقد دَقَّ يَدِقُّ دِقَّةً: صار دقيقاً، وأَدقَّه غيره ودقَّقَه. المُفَضَّل: الدَّقْداقُ صغار الأنْقاء المتراكمة. ابن الأعرابي: الدَّقَقةُ المُظهرون أقْذالَ الناس أَي عُيوبهم، واحدها قَذَلٌ.
ودَقَّ الشيءَ يدُقُّه إذا أظهره؛ ومنه قول زهير:ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ أي أَظهروا العُيوب والعَداوات.
ويقال في التهدّد: لأَدُقَّنَّ شُقورَك أي لأُظهِرنَّ أُمورَك.
ومُسْتَدَقُّ الساعد: مُقَدَّمه مما يلي الرُّسْغَ.
ومستدَقُّ كل شيء: ما دَقَّ منه واسْترَقَّ.
واستَدَقَّ الشيءُ أي صار دقيقاً؛ والعرب تقول للحَشْو من الإبل الدُّقَّة.
والمِدَقُّ: القويّ.
والدَّقْدَقةُ: حكاية أصوات حوافر الدوابّ في سُرعة تردُّدها مثل الطَّقْطَقةِ.
والمُداقَّةُ في الأمر: التَّداقُّ.
والمُداقَّة: فعل بين اثنين، يقال: إنه ليُداقُّه الحِساب.

شأي (لسان العرب) [0]


الشَّأْوُ: الطَّلَقُ والشَّوْطُ.
والشَّأْوُ: الغَايةُ والأَمَدُ، وفي الحديث: فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِي شَأواً وأَسِيرُ شَأْواً؛ الشّأْوُ: الشَّوْطُ والمَدَى؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: قال لخالد ابن صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَيْر وقد ذكَرَ سُنَّة العُمَرَيْن فقال تَرَكْتُمَا سُنَّتَهُما شَأْواً بَعيداً، وفي رواية: شأْواً مُغَرَّباً ومُغَرِّباً، والمُغَرَّبُ والمُغَرِّبُ البَعِيدُ، ويريد بقوله تَرَكْتُما خالداً وابْنَ الزُّبَيْر.
والشَّأْوُ: السَّبْقُ، شَأَوْتُ القَوْمَ شَأْواً: سَبَقْتُهم.
وشَأَيْتُ القَوْمَ شَأْياً: سبَقْتُهم؛ قال امرؤ القيس: فَكانَ تَنادِينَا وعَقْدَ عِذَارِه، وقالَ صِحابي: قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ قال ابن بري: الواو ههنا بمعنى مَعْ أَي مع عَقْدِ عذاره، فأَغْنَتْ عن الخَبَر على حدِّ قولهم كُلُّ رجلٍ وضَيْعَتَه؛ وأَنشد أَبو القاسم الزجاجي: شَأَتْكَ . . . أكمل المادة المَنازِلُ بالأَبْرَقِ دَوارِسَ كالوَحْيِ في المُهْرَقِ أَي أَعْجَلَتْك من خَرابها إذ صارَتْ كالخَطِّ في الصحيفة.
وشَآني الشيءُ شَأْواً: أَعْجَبَني، وقيل حزَنَنِي؛ قال الحَرِثُ بن خالد المخزومي:مَرَّ الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ وقيل: شآنِي طَرَّبَنِي، وقيل: شاقَنِي؛ قال ساعدة: حتَّى شَآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ؛ باتَتْ طِراباً، وباتَ اللَّيْل لَمْ يَنَمِ شَآها أَي شاقَها وطَرَّبَها بوزن شَعاها. الأَصمعي: شَآنِي الأَمْرُ مثلُ شَعاني، وشاءني مثل شاعَنِي إذا حَزَنَك، وقد جاء الحَرِثُ بنُ خالد في بيته باللغتين جميعاً.
وشُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي أَعْجَبْتُه.
ويقال: شُؤتُ به أَي أُعْجِبْتُ به. ابن سيده: وشَآني الشيءُ شَأْياً حَزَنَني وشاقَني؛ قال عَدِيُّ ابن زيد: لَمْ أُغَمِّضْ له وشَأْيي به مَّا، ذاكَ أَنِّي بصَوْبِهِ مَسْرورُ ويقال: عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْنِ أَي طَلَقاً أَو طَلَقَيْن.
وشَآهُ شَأْواً إذا سَبَقَه.
ويقال: تَشاءَى ما بينهم بوزن تَشاعى أَي تَباعَدَ؛ قال ذو الرُّمَّة يمدح بِلالَ بنَ أَبي بُرْدَة: أَبوكَ تَلافى الدِّينَ والناسَ بَعْدَما تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ فشَدَّ إصارَ الدِّينِ، أَيّامَ أَذْرُحٍ، ورَدَّ حروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْرِ ابن سيده: وشاءَني الشيءُ سبَقَني.
وشاءَني: حَزنَني، مقْلوبٌ من شَآني، قال: والدليل على أَنَّهُ مقلوبٌ منه أَنه لا مصدَرَ له، لم يقولوا شاءَني شَوْءاً كما قالوا شَآني شَأْواً، وأَما ابن الأَعرابي فقال: هما لغتان، لأَنه لم يكن نحوِيّاً فيَضْبِط مثلَ هذا؛ وقال الحَرِثُ بنُ خالد المخزومي فجاء بهما: مَرَّ الحُمولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ تَحْتَ الخُدورِ، وما لَهُنَّ بَشاشَةٌ، أُصُلاً، خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ يقول: مَرَّت الحُمول وهي الإبل عليها النساءُ فما هَيَّجْنَ شَوْقَك، وكنتَ قبل ذلك يهيجُ وجْدُك بهِنَّ إذا عايَنْتَ الحُمولَ، والأَظْعانُ: الهَوادِجُ وفيها النِّساءُ، والأُصُلُ: جَمْعُ أَصيلٍ، ونَعْمانُ: مَوْضِعٌ معروفٌ، والبشاشة: السُّرورُ والابْتِهاج؛ يريد أَنه لم يَبْتَهِجْ بهِنَّ إذ مَرَرن عليه لأَنه قد فارق شبابَه وعَزَفَتْ نفْسُه عن اللَّهْوِ فلم يَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ به، وقوله: وما شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي لم يُحرِّكْنَ مِن قَلْبِكَ أَدْنى شيءٍ.
وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً: سُرِرْتُ.
وشاءَني الشيءُ يشوءُني ويشَيئُني: شاقَني، مَقْلوبٌ من شآني؛ حكاه يعقوب؛ وأَنشد: لقد شاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوعَبوا أَراد: شآنا، والدليلُ على أَنه مقلوبٌ أَنه لا مصدر له.
وشاءاهُ على فاعَلَه أَي سابقه.
وشاءَه: مثل شآهُ على القلبِ أَي سَبَقَه.
ورجلٌ شيِّئانٌ بوزنِ شَيِّعان: بعيدُ النظرِ، ويُنْعَتُ به الفرس، وهو يحتمل أَن يكون مقلوباً من شَأَى الذي هوسبق لأَن نظره يَسْبِقُ نَظَر غيره، ويحتمل أَن يكون من مادَّةٍ على حِيالِها كشاءني الذي هو سَرَّني؛ قال العجاج: مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ وشيءٌ مُتَشاءٍ: مختلِفٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب: لَعَمْري لقد أَبْقَتْ وقيعةُ راهِطٍ، لِمَرْوانَ، صَدْعاً بَيِّناً مُتَشائِيا قال ابن سيده: لم يُفَسِّره.
واشْتَأَى: اسْتَمَع. أَبو عبيد: اشْتأََيْتُ اسْتَمَعْت؛ وأَنشد للشماخ: وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ ليس بَيْنَهُما، إذا هُما اشْتأَتا للسمع، تَهْميلُ (* قوله «تهميل» هكذا في نسخة بيدنا غير معول عليها، وفي شرح القاموس: تسهيل).
واشْتأَى: اسْتَمَع، وقال المُفَضَّل: سَبَقَ. ابن الأَعرابي: الشَّأَى الفسادُ مثلُ الثَّأَى، قال: والشَّأَى التَّفْريقُ. يقال: تَشاءَى القَوْمُ إذا تَفَرَّقوا. التهذيب في هذه الترجمة أَيضاً: ومن أَمثالهم شرٌّ ما أَشاءَكَ إلى مُخَّةِ عُرْقوبٍ، وشَرٌّ ما أَجاءَكَ أَي أَلجَأَكَ.
وقد أُشِئْتُ إلى فُلانٍ وأُجِئْتُ إليه أَي أُلْجِئْتُ إليه. الليث: المَشيئة مصدرُ شاءَ يَشاءُ مَشيئَةً: وشَأْوُ الناقةِ: بَعْرُها، والسين أَعلى. الليث: شَأْوُ الناقةِ زِمامُها وشَأْوُها بَعْرُها؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأَتانه: إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوى لَهُ مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ أَفْلَجُ وقال الأَصمعي: أَصْلُ الشَّأْوِ زَبيلٌ من تُرابٍ يُخْرَجُ مِنَ البِئْر، ويقال للزَّبيلِ المِشْآة، فَشَبَّه ما يُلْقيهِ الحِمارُ والأَتانُ من رَوْثِهِما به؛ وقال الشماخ في الشأْوِ بمعنى الزِّمام: ما إن يَزالُ لها شَأْوٌ يُقَوِّمُها، مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ، مَجْدولُ ويقال للرجل إذا تَرَكَ الشيءَ ونَأَى عنه: ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً، وهَيْهاتَ ذلك شَأْوٌ مُغَرَّبٌ؛ قال الكميت: أَعَهْدَكَ من أُولى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ، هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وقال المازني في قوله: يُصْبِحْنَ، بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ، شَوائِياً للسَّائِقِ الغِرِّيدِ التجريد: المتجرد الماضي، والشَّوائي: الشَّوائِقُ، وقول الحرث بن خالد: فَِما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي ما شُقْنَكَ ولقد نَراك وأَنتَ تَشْتاق إلَيْهِن فقد كَبِرْتَ وصِرْتَ لا يَشُقْنَك إذا مَرَرْنَ.
والشَّأْوُ: ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ.
وشَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً: نَقَّيْتُها وأَخْرَجْت تُرابَها، واسمُ ذلك التراب الشَّأْوُ أَيضاً.
وحكى اللحياني: شَأَوْتُ البِئْرَ أَخْرَجْت منها شَأْواً أو شَأْوَيْن من تراب.
والمِشْآةُ: الشيءُ الذي تُخْرِجهُ به، وقال غيره: المِشْآةُ الزَّبيلُ يُخرَجُ به تُراب البئر، وهو على وزن المِشْعاةِ، والجَمْع المَشائي؛ قال: لولا الإلَهُ ما سَكنَّا خَضَّما، ولا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّما وقُيَّمٌ: جمع قائمٍ مثل صُيَّمٍ، قال: وقياسه قُوَّم وصُوَّم.
وشَأَوْتُ من البئر إذا نزَعْتَ منها التُّراب. اللحياني: إنه لَبَعيدُ الشَّأْوِ أي الهِمَّة، والمعْرُوفُ السين.

حمض (لسان العرب) [0]


الحَمْضُ من النبات: كل نبت مالحٍ أَو حامضٍ يقوم على سُوق ولا أَصل له، وقال اللحياني: كل ملْحٍ أَو حامض من الشجر كانت ورقتُه حيَّةً إِذا غَمَزّتها انْفَقَأَتْ بماءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثوب إِذا غسل به أَو اليد فهو حَمْض، نحو النَّجِيل والخِذْراف والإِخْرِيط والرِّمْث والقِضَة والقُلاَّم والهَرْم والحُرُض والدَّغَل والطَّرْفاء وما أَشبهها.
وفي حديث جرير: من سَلَمٍ وأَراكٍ وحُمُوضٍ؛ هي جمع الحَمْض وهو كل نبت في طعمه حُموضة. قال الأَزهري: والمُلُوحة تسمَّى الحُموضة. الأَزهري عن الليث: الحَمْضُ كل نبات لا يَهيجُ في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة، إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت عليه، وإِذا لم تجده . . . أكمل المادة رَقَّت وضَعُفَت.
وفي الحديث في صفة مكة، شرفها اللّه تعالى، وأَبْقَلَ حَمْضُها أَي نبت وظهَرَ من الأَرض.
ومن الأَعراب من يسمِّي كل نبت فيه مُلوحة حَمْضاً.
واللَّحْم حَمْضُ الرجال.
والخُلَّةُ من النبات: ما كان حُلْواً، والعرب تقول: الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل والحَمْضُ فاكهتُها ويقال لَحْمُها، والجمع الحُموض؛ قال الراجز: يَرْعَى الغَضَا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً، ومَن يَرعَ الحُموضَ يَغْفِقِ أَي يَرِدُ الماءَ كلَّ ساعة.
ومنه قولهم للرجل إِذا جاءَ متهدداً: أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ.
وقال ابن السكيت في كتاب المعاني: حَمَّضْتها يعني الإِبل أَي رَعَّيْتها الحَمْضَ؛ قال الجعدي: وكَلْباً ولَخْماً لم نزَلْ منذ أَحْمَضَت، يُحَمِّضُنا أَهْلُ الجَنابِ وخَيْبَرا أَي طَرَدْناهم ونفَيْناهم عن منازلهم إِلى الجَنابِ وخَيْبر؛ قال ومثله قولهم: جاؤوا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَمْضا أَي جاؤوا يشتهون الشر فوجدوا مَنْ شَفاهم مما بهم؛ وقال رؤبة: ونُورِدُ المُسْتَوْرِدِينَ الحَمْضا أَي مَنْ أَتانا يَطلب شرّاً شفيناه من دائه، وذلك أَن الإِبل إِذا شَبِعْت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض.
وحمَضَت الإِبل تَحْمُضُ حَمْضاً وحُموضاً: أَكلت الحَمْضَ، فهي حامِضةٌ، وإِبل حَوامِضُ، وأَحْمَضَها هو.
والمَحْمَضُ، بالفتح: الموضعُ الذي ترعى فيه الإِبل الحَمْض؛ قال هميان بن قحامة: وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، قَريبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه، بَعِيدة سُرَّته من مَغْرِضِهْ من مَحْمَضة أَي من موضعه الذي يَحْمُض فيه، ويروى: مُحْمَضه بضم الميم.
وإِبل حَمْضيّة وحَمَضيّة: مقيمة في الحَمْض؛ الأَخيرة على غير قياس.
وبعير حَمْضِيٌّ: يأْكُلُ الحَمْض.
وأَحْمَضَت الأَرض وأَرض مُحْمِضة: كثيرة الحَمْض، وكذلك حَمْضِيّة وحَمِيضةٌ من أَرَضِين حمْضٍ، وقد أَحْمَضَ القومُ أَي أَصابوا حَمْضاً.
ووَطِئْنا حُموضاً من الأَرض أَي ذواتِ حَمْضٍ.
والحُموضة: طعم الحامِض.
والحُموضةُ: ما حذَا اللسانَ كطعم الخل واللبن الحازِر، نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تكون للمَصادرِ، حَمَضَ يَحْمُضُ (* قوله «حمض يحمض إلخ» كذا ضبط في الأصل.
وفي القاموس وشرحه ما نصه: وقد حمض ككرم وجعل وفرح، الاولى عن اللحياني.
ونقل الجوهري هذه: وحمض من حد نصر، وحمض كفرح في اللبن خاصة حمضاً، محركة، وهو في الصحاح بالفتح وحموضة بالضم.) حَمْضاً وحُموضةً وحَمُضَ، فهو حامِضٌ؛ عن اللحياني، ولبن حامِضٌ وإِنه لشديد الحَمْضِ والحُموضةِ.
والمُحَمِّضُ من العِنَب: الحامِضُ.
وحَمَّضَ: صار حامضاً.
ويقال: جاءَنا بأَدِلَّةٍ ما تُطاق حَمْضاً، وهو اللبن الخاثر الشديد الحموضة.
وقولهم: فلانٌ حامِضُ الرِّئَتينِ أَي مُرُّ النَّفْسِ.
والحمّاضةُ: ما في جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ، والجمع حُمّاضٌ.
والحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وهو من عُشْب الربيع وورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَمْضِ يأْكله الناس وزهره أَحمر وورقه أَخضر ويَتناوَسُ في ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله الناس شيئاً قليلاً: واحدته حُمّاضة؛ قال الراجز رؤبة: تَرَى بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ كثامِرِ الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ فشبَّه الدم بنَوْرِ الحُمّاض.
وقال أَبو حنيفة: الحُمَّاض من العُشْب وهو يطول طولاً شديداً وله ورقة عظيمة وزهرة حمراء، وإِذا دنا يُبْسُه ابيضَّت زهرته، والناس يأْكلونه؛ قال الشاعر: ماذا يُؤَرِّقُني، والنومُ يُعْجِبُني، من صوت ذي رَعَثاتٍ ساكن الدار؟ كأَن حُمّاضةً في رأْسِه نَبَتَتْ، من آخر الصَّيف، قد همَّت بإِثْمارِ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول وَبْرةَ وهو لِصٌّ معروف يصف قوماً: على رؤُوسِهمُ حُمّاضُ مَحْنِية، وفي صُدورِهم جَمْرُ الغَضَايَقِدُ فمعنى ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض في حُمْرة شعورهم وأَن لِحاهم مَخْضوبة كجَمر الغضا، وجعلَهَا في صدورهم لعظمها حتى كأَنها تضرب إِلى صدورهم، وعندي أَنه إِنما عنى قولَ العرب في الأَعداء صُهْب السِّبال، وإِنما كُنِيَ عن الأَعداء بذلك لأَن الروم أَعداءُ العرب وهم كذلك، فوُصِف به الأَعداءُ وإِن لم يكونوا رُوماً. الأَزهري: الحُمَّاض بقلة بَرِّيَّة تنبت أَيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء وهي من ذكور البقول؛ وأَنشد ابن بري: فتداعَى مَنْخَراهُ بِدَم، مِثلَ ما أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ ومَنابتُ الحُمّاضِ: الشُّعَيْبات ومَلاجئ الأَودية وفيها حُموضةٌ، وربما نبَّتها الحاضرةُ في بَساتِينهم وسَقَوْها ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وقت هَيْجِ البُقولِ البَرِّيَّةِ.
وفلان حامضُ الفُؤاد في الغضب إِذا فسد وتغير عَداوةً.
وفُؤادٌ حَمْضٌ، ونَفْسٌ حَمْضة: تَنْفِر من الشيء أَولَ ما تسمعه.
وتَحَمَّض الرجلُ: تحوَّل من شيءٍ إِلى شيءٍ.
وحَمَّضه عنه وأَحْمَضَه: حَوَّله؛ قال الطرماح:لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُـ لمَّة يُشْفَى صَداهُ بالإِحْماض قال ابن السكيت: يقال حَمَضت الإِبلُ، فهي حامضة إِذا كانت ترعى الخُلَّة، وهو من النبت ما كان حُلْواً، ثم صارت إِلى الحَمْض ترعاه، وهو ما كان من النبت مالحاً أَو حامضاً.
وقال بعض الناس: إِذا أَتى الرجلُ المرأَة في غير مأْتاها الذي يكون موضع الولد فقد حَمَّضَ تَحْمِيضاً كأَنه تحول من خير المكانين إِلى شرِّهما شَهْوَةً مَعْكوسة كفعل قوم لوطٍ الذين أَهلكهم اللّه بحجارة من سِجِّيل.
وفي حديث ابن عمر وسئل عن التحمُّض قال: وما التحمُّض؟ قال: يأْتي الرجل المرأَة في دُبُرِها، قال: ويَفْعَلُ هذا أَحدٌ من المسلمين ويقال للتَّفْخيذ في الجماع: تَحْمِيض.
ويقال: أَحْمَضْت الرجلَ عن الأَمر حَوَّلْته عنه وهو من أَحْمَضَت الإِبلُ إِذا مَلَّتْ من رَعْي الخُلَّة، وهو الحُلْوُ من النبات، اشْتَهَت الحَمْضَ فتحوَّلَت إِليه؛ وأَما قول الأَغلب العجلي: لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلا سَرْدا فإِنه يريد التَّفْخِيذ.
والتَّحْمِيضُ: الإِقلال من الشيء. يقال: حَمَّضَ لنا فلانٌ في القِرَى أَي قلَّل.
ويقال: قد أَحْمَضَ القومُ إِحْماضاً إِذا أَفاضوا فيما يُؤْنِسُهم من الحديث والكلامِ كما يقال فَكِهٌ ومُتَفَكِّهٌ.
وفي حديث ابن عباس: كان يقول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أَحْمِضُوا، وذلك لَمّا خافَ عليهم المَلالَ أَحَبَّ أَن يُرِيحَهم فأَمَرَهم بالإِحْماض بالأَخْذِ في مُلَح الكلام والحكايات.
والحَمْضة: الشَّهْوة إِلى الشيء، وروى أَبو عبيدة في كتابه حديثاً لبعض التابعين وخرجه ابن الأَثير من حديث الزهري قال: الأُذُنُ مَجّاجَةٌ وللنفس حَمْضةٌ أَي شَهْوة كما تشتهي الإِبلُ الحَمْضَ إِذا مَلَّت الخُلَّة، والمَجَّاجَةُ: التي تمُجُّ ما تَسْمعه فلا تَعِيه إِذا وُعِظت بشيءٍ أَو نُهيَت عنه، ومع ذلك فلها شَهْوة في السماع؛ قال الأَزهري: والمعنى أَن الآذان لا تَعِي كلَّ ما تَسْمَعُه وهي مع ذلك ذات شَهْوَةٍ لما تَسْتَظْرِفُه من غرائبِ الحديث ونوادر الكلام.
والحُمَّيْضى: نبت وليس من الحُموضة.
وحَمْضة: اسم حَيِّ بَلْعاءَ بن قيس الليثي؛ قال: ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرانَه، وذِمَّةَ بَلْعاءَ أَن تُؤْكَلا معناه أَن لا تؤْكل.
وبنو حُمَيْضة: بطن.
وبنو حَمْضة: بطن من العرب من بني كنانة.
وحُمَيْضة: اسم رجل مشهور من بني عامر بن صعصعة.
وحَمْضٌ: ماءٌ معروف لبني تميم.

السَّلْمُ (القاموس المحيط) [0]


السَّلْمُ: الدَّلْوُ بعُرْوَةٍ واحدَةٍ، كدَلْوِ السَّقَّائينَ
ج: أسْلُمٌ وسِلامٌ، ولَدْغُ الحَيَّةِ، وبالكسر: المُسالِمُ، والصُّلْحُ، ويُفْتَحُ، ويُؤَنَّثُ، والسَّلامُ، والإِسْلامُ.
وبالتحريكِ: السَّلَفُ، والاسْتِسْلامُ، وشجرٌ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
وأرضٌ مَسْلوماءُ: كثيرَتُهُ، والاسْمُ من التَّسْلِيمِ، والأَسْرُ، والأَسيرُ.
والسَّلِمَةُ، كفرِحَةٍ: الحِجارَةُ
ج: ككِتابٍ، والمرأةُ الناعمَةُ الأَطْرافِ، وابنُ قَيْسٍ الجَرْمِيُّ وابنُ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيُّ: صَحابِيَّانِ،
وبنو سَلِمَةَ: بَطْنٌ من الأَنْصارِ، وابنُ كهْلاء: في بَجيلَةَ، وابنُ الحَارِثِ في كِنْدَةَ، وابنُ عَمْرِو بنِ ذُهْلٍ، وابنُ غَطَفانَ بنِ قَيْسٍ، وعُمَيْرَةُ بنُ خُفافِ بن سَلِمَةَ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ البَدْرِيُّ الأُحُدِيُّ، وعَمْرُو بنُ سَلِمَةَ الهَمْدانِيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرادِيُّ،
وأخْطَأَ الجَوْهَرِيُّ في قولِهِ: وليس سَلِمَةُ في العربِ غيرَ بَطْنِ الأَنْصَارِ.
. . . أكمل المادة وسَلَمَةُ، محرَّكةً: أربعونَ صَحابياً، وثلاثونَ محدِّثاً، أو زُهاؤُهُما.
وسَلَمَةُ الخَيْرِ، وسَلَمَةُ الشَّرِّ: رجُلانِ م.
وأُمُّ سَلَمَةَ: بنْتُ أُمَيَّةَ، وبنْتُ يَزيد، وبنْتُ أبي حَكيمٍ،
أو هي أُمُّ سُلَيْمٍ أو أُمُّ سُلَيْمانَ: صَحابيَّاتٌ.
والسَّلامُ: من أسماء الله تعالى.
والسَّلامَةُ: البَرَاءةُ من العُيوبِ، واللَّدِيغُ،
كالسَّليمِ والمَسْلُومِ،
وع قُرْبَ سُمَيْساطَ، واسمُ مكةَ، وجبلٌ بالحجازِ.
وقصْرُ السَّلامِ: للرشيدِ بالرَّقَّةِ، وشجرٌ ويكسرُ. قيلَ لأَعرابِيٍّ: السَّلامُ عليكَ. قال: الجَثْجاثُ عليكَ. قيل: ما هذا جوابٌ؟ قال: هُما شَجَرانِ مُرَّانِ، وأنتَ جَعَلْتَ علَيَّ واحِداً، فَجَعَلْتُ عليكَ الآخَرَ.
وككتابٍ: ماءٌ.
وكغرابٍ: ع.
وكزبيرٍ: ابنُ مَنْصُورٍ، أبو قَبيلَةٍ من قَيْسِ عَيْلانَ، وأبو قَبيلَةٍ من قَيْسِ عَيْلانَ، وأبو قَبيلَة من جُذامَ، وخمسةَ عَشَرَ صَحابياً.
وأُمُّ سُلَيْمٍ بنتُ مِلْحانَ، وبنْتُ سُحَيْمٍ: صَحابيَّتانِ.
وذاتُ السُّلَيْمِ: ع.
ودَرْبُ سُلَيْمٍ: بِبِغْدَادَ.
وكجُهَيْنَةَ: اسْمٌ.
وأبو سُلْمى، كبُشْرَى: والِدُ زُهَيْرٍ الشاعِرِ.
وكسَكْرَى: كُنْيَةُ الوَزَغِ.
وسَلْمَانُ: جبلٌ، وبطنٌ من مُرادٍ، منهم عُبَيْدَةُ السَّلْمانِيُّ وغيرُهُ.
وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ ثُمامَةَ، وابنُ خالِدٍ، وابنُ صَخْرٍ، وابنُ عامِرٍ،
وابنُ الإِسْلامِ الفارِسِيُّ: صَحابيُّونَ.
وأبو سَلْمَانَ: الجُعَلُ.
والسُّلَّمُ، كسُكَّرٍ: المِرْقاةُ، وقد تُذَكَّرُ
ج: سَلاليمُ وسَلاَلِمُ، والغَرْزُ، وَفَرَسُ زَبَّانَ بنِ سَيَّارٍ، وكواكِبُ أسْفَلَ من العانَةِ عن يَمِينِها، والسَّبَبُ إلى الشيء.
وسَلَمَ الجِلْدَ يَسْلِمُهُ: دَبَغَهُ بالسَّلَمِ،
و~ الدَّلْوَ: فَرَغَ من عَمَلِها، وأحْكَمَهَا.
وسَلِمَ من الآفَةِ، بالكسر، سلامةً،
وسَلَّمَهُ اللُّه تعالى منها تَسْلِيماً.
وسَلَّمْتُهُ إليه تَسْلِيماً فَتَسَلَّمَهُ: أعْطَيْتُهُ فَتناوَلَهُ.
والتَّسْلِيمُ: الرِّضا، والسَّلامُ.
وأسْلَمَ: انْقادَ، وصارَ مُسْلِماً،
كتَسَلَّمَ،
و~ العَدُوَّ: خَذَلَهُ،
و~ أمْرَهُ إلى الله تعالى: سَلَّمَه.
وتَسالَمَا: تَصَالَحَا.
وسالَمَا: صالَحا.
واسْتَلَمَ الحَجَرَ: لَمَسَه إما بالقُبْلَةِ أو باليَدِ،
كاسْتَلأَمَهُ،
و~ الزَّرْعُ: خَرَجَ سُنْبُلُه.
وهو لا يُسْتَلَمُ على سَخَطِه: لا يُصْطَلَحُ على ما يَكْرَهُهُ.
والأْسَيْلِمُ: عِرْقٌ بين الخِنْصِرِ والبِنْصِرِ.
واسْتَسْلَمَ: انْقاد،
و~ ثَكَمَ الطريقِ: رَكِبَهُ ولم يُخْطِئْهُ.
وكان يُسَمَّى محمداً، ثم تَمَسْلَمَ، أي: تَسَمَّى بِمُسْلِمٍ.
وأُسالِمُ، بالضم: جَبَلٌ بالسَّراةِ.
ومدينةُ سالِمٍ: بالأَنْدَلُسِ.
والسَّلامِيَّةُ: ماءةٌ لبني حَزْنٍ بجَنْبِ الثَّلْماءِ، وماءةٌ أُخْرى.
وكَشَدَّادٍ: ة بالصَّعيدِ.
وخَيْفُ سَلاَّمٍ: بمكة.
وسَلَمْيَةُ، مُسَكَّنَةَ الميمِ مُخَفَّفَةَ الياء: د، منه عَتيقٌ السَّلَمانِيُّ، محرَّكةً.
وذو سَلَمٍ، مُحَرَّكَةً: ع.
وذو سَلَمِ: بنُ شَديدِ بنِ ثابِتٍ.
وسَلْمَى، كسَكْرَى: ع بنَجْدٍ، وأُطُمٌ بالطائِفِ، وجبَلٌ لِطَيِّئٍ شَرْقِيَّ المدينةِ، وحَيٌّ، ونَبْتٌ وصحابيانِ، وسِتَّ عَشْرَةَ صَحَابِيَّةً.
وأُمُّ سَلْمَى: امرأةُ أبي رافِعٍ.
وكحُبْلَى: سُلْمَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلْمَى، وابنُ غِياثٍ، وابنُ مُنْقِذٍ،
وأبو سُلْمَى القَتَبانِيُّ، أو هو كَسَكْرَى.
والسُّلامانُ: شجرٌ، وماءٌ لبني شَيْبَانَ،
واسمٌ وكسحابٍ: عبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ الحِبْرُ، وأخوهُ سَلَمَةُ بنُ سَلامٍ،
وابنُ أخيهِ سلامٌ،
سَلامُ بنُ عَمرٍو: صحابِيُّونَ،
وأبو علِيٍّ الجُبَّائِيُّ المُعْتَزِلِيُّ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ،
ومحمدُ بنُ موسى بنِ سَلامٍ السَّلامِيُّ نِسْبَةٌ إلى جَدِّهِ،
وبالتشديدِ: ابنُ سَلْمٍ،
وابن سُلَيْمٍ،
وابنُ سُلَيْمَانَ،
وابنُ أبي سَلاَّمٍ، وابنُ شُرَحْبيلٍ، وابنُ أبي عَمْرَةَ، وابنُ مِسْكِينٍ، وابنُ أبي مُطيعٍ: محدِّثونَ.
واخْتُلِفَ في سَلاَّمِ بنِ أبي الحُقَيْقِ،
وسَلاَّمِ بنِ محمدِ بنِ ناهِضٍ،
وسعدِ بنِ جعفَرِ بنِ سَلاَّمٍ،
ومحمدِ بنِ سَلاَّمٍ البيْكَنْدِيِّ،
وبالتخفيفِ: دارُ السَّلامِ: الجنةُ.
ونَهْرُ السلامِ: دَجْلَةُ.
ومدينَةُ السلامِ: بَغْدَادُ،
وإليها نُسِبَ الحافِظُ محمدُ بنُ ناصِرٍ، وعبدُ اللهِ ابنُ موسَى المُحَدِّثَانِ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعرُ السَّلامِيُّونَ.
وسلامَةُ بنُ عُمَيْرِ بنِ أبي سَلامَةَ: صَحابِيُّ
وسَيَّارُ بنُ سَلامَةَ: مُحدِّثٌ.
وبِنْتُ الحُرِّ الأَزْدِيَّةُ، وبِنْتُ مَعْقِلٍ الخُزَاعِيَّةُ،
وسَلامَةُ حاضِنَةُ إبراهيمَ بنِ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: صحابِيَّاتٌ، وبالتشديدِ: بنتُ عامِرٍ مَوْلاةٌ لعائِشَةَ،
وسَلاَّمَةُ المُغَنِّيَةُ التي هَوِيها عبدُ الرحمن بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ،
وهي سَلاَّمَةُ القَسِّ.
والسَّلاَّمِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: ة بالمَوْصِلِ، منها عبدُ الرحمنِ بنُ عِصْمَةَ المُحدِّثُ، وآخرونَ.
والسُّلامَى، كحُبارَى: عَظْمٌ في فِرْسِنِ البعيرِ، وعِظامٌ صِغارٌ طولُ إصْبَعٍ أو أقَلُّ في اليَدِ والرِجْلِ
ج: سُلامَياتٌ.
وكَسكارَى: ريحُ الجَنوبِ.
والسَّليمُ: اللَّديغُ، أو الجَريحُ الذي أشْفَى على الهَلَكَةِ،
و~ من الحافِرِ: بَينَ الأَمْعَزِ والصَّحْنِ من باطِنِه،
والسالِمُ من الآفاتِ
ج: سُلَماءُ.
وهو لا يَتَسالَمُ خَيْلاهُ، أي: لا يَقُولُ صِدْقاً فَيُسْمَعَ منه.
وإذا تَسالَمَتِ الخَيْلُ: تَسايَرَتْ لا يَهيجُ بعضُها بعضاً.
وقولُ الجَوْهَرِيِّ: يُقالُ للجِلْدَةِ بينَ العَينِ والأَنْفِ: سالِمٌ، غَلَطٌ، واسْتِشْهَادُهُ بِبَيْتِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ باطِلٌ.
وذاتُ أسْلامٍ: أرْضٌ تُنْبِتُ السَّلَمَ.
وسَلْمُ بنُ زُرَيْرٍ، وابنُ جُنادَةَ، وابنُ إبراهيمَ، وابنُ جَعْفَرٍ، وابنُ أبي الذُّبالِ، وابنُ عبدِ الرحمنِ، وابنُ عَطِيَّةَ، وابنُ قُتَيْبَةَ، وابنُ قَيْسٍ: مُحدِّثونَ.
وبابُ سَلْمٍ: مَحَلَّةٌ بأَصْبَهانَ،
وبِشِيرازَ يُشْبِهُ أن يكونَ من إحْدَاهُما أبو خَلَفٍ محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ السَّلْمِيُّ الطَّبَرِيُّ، مُؤَلِّفُ كتابِ الكتابَةِ، وهو بَديعٌ في فَنِّهِ.
وسُلَّمِيُّ بنُ جَنْدَلٍ، كسُكَّرِيٍّ: فَرْدٌ.
وسُلْمانينُ، بالضمِّ وكسر النونِ: ع.
وذو السَّلومَةِ: من ألْهانِ بنِ مالِكٍ،
وسَلُّومَةُ، مُشَدَّدَةً وتُضَمُّ: بنْتُ حُرَيْثِ بنِ زَيْدٍ، امْرَأةُ عَدِيِّ بنِ الرِقاعِ.
ولا بذي تَسْلَمُ، كتَسْمَعُ، أي:
لا واللهِ الذي يُسَلِّمُكَ،
ويقالُ: بِذي تَسْلَمانِ وتَسْلَمونَ وتَسْلَمِينَ وتَسْلَمْنَ،
واذْهَبْ بذي تَسْلَمُ،
واذْهَبَا بذي تَسْلَمانِ،
أي: اذْهَبْ بِسَلامَتِكَ،
لا تُضَافُ ذو إلاَّ إلى تَسْلَمُ، كما لا تَنْصِبُ لَدُنْ غير غُدْوَةٍ.
وأَسْلَمْتُ عنه: تَرَكْتُه بعدَما كُنْتُ فيه.
وقولُ الحُطَيْئَة:
جَدْلاء مُحْكَمَةٌ من صُنْعِ سَلاَّمِ
أرادَ من صُنْعِ داوُدَ، فَجَعَلَهُ سُلَيْمَانَ، ثم غَيَّرَهُ ضَرورَةً.
وسُلَيْمانُ ابْنُ أبي سُلَيْمانَ، وابنُ ط أبي ط صُرَدٍ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ مُسْهِرٍ، وابن هاشمٍ وابن أكَيمَةَ صحابيونَ وأم سليمان صَحابِيَّتانِ.
ومُسْلِمٌ، كمُحْسِنٍ: زُهاءُ عشرينَ صَحابياً، وكَمَرْحَلَةٍ: مَسْلَمَةُ بنُ مخلدٍ، وابنُ أسْلَمَ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ هانِئٍ، وابنُ شَيْبَانَ: صحابِيُّونَ.
وكمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ وجبَلٍ وعَدْلٍ ومُحْسِنَةٍ ومَرْحَلَةٍ وأحمدَ وآنُكٍ وجُهَيْنَةَ: أسْماءٌ.
والسُّلالِمُ، بالضم: حِصْنٌ بخَيْبَرَ.
وسَلَمونُ، مُحَرَّكةً: خمسةُ مَواضِعَ.

زول (لسان العرب) [0]


الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني؛ قال ذو الرمة: وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ، وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة، وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها.
وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال، وما زال يَفْعل كذا وكذا.
وحكى أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في فَعِلْتُ.
وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه . . . أكمل المادة وزُلْت عن مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة؛ كل ذلك عن اللحياني. ابن الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي تحَرَّك.
وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا. أَبو الهيثم: يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه.
والزَّوَّال: الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل؛ وأَنشد أَبو عمرو: البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال قال ابن بري: الرجز لأَبي الأَسود العجلي، قال: وهو مُغَيَّر كُلُّه (* قوله «وهو مغير كله» عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر المجذر الزوّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ) والذي أَنشده أَبو عمرو: البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير.
وفي حديث كعب بن مالك: رأَى رَجُلاً مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره. يقال: زال به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً؛ ومنه قول كَعب بن زهير: يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة وتَخْفِضها أُخرى.
والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ.
وزالَ المُلْكُ زَوَالاً، وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه.
وقال يعقوب: يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك والبلاء؛ هكذا قال، والصواب يدعو عليه؛ وقول الأَعشى: هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها، ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟ قيل: معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابي: وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع: زالَ زوالُها، على الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذلك في كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها، وغير أَبي عمرو روى هذا المثَل بالنصب بغير إِقواء، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها هي بالنهار؛ وقال أَبو بكر: زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي زالَ خَيالُها حين تَزُول، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب المَحَلِّ.
ويقال: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى الأَوقات.
ويقال: أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه. ابن السكيت: يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله، وحكي زِيلَ زَوالُه، ويقال: زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ. قال أَبو منصور: وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه بمعنى أَزال اللهُ زوالَها.
والازْدِيالُ: الإِزالة، وقال كثير: أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وقوله عز وجل: فَأَزَلَّهما الشيطانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما.
والزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها.
والزَّوَال: زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله.
وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه ثعلب، وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء.
وزالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك.
وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ: والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان زائِلةً لتَحَرَّك؛ الزائلة: كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه، ولا يستَقِرُّ في مكانه، يقع على الإِنسان وغيره، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه؛ ومن ذلك قول الشاعر: وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً، فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها، وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه، فلما شابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ وفي قصِيد كعب: في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم، ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ.
ويقال: فلان يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه.
والزوائل: الصَّيْد.
وازْدَال: رَمَى الزَّوائل.
والزوائل: النساء على التشبيه بالوَحْش؛ قال:فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً: نَهَضَتْ؛ قال النابغة: كأَنّ رَحْلي، وقد زَالَ النَّهارُ بنا يَوْمَ الحُلَيْلِ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ (* قوله «يوم الحليل إلخ» كذا بالأصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة: يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا: بذي الجليل على مستأنس وحد وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم).
وقيل: معناه ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وقيل بَرِحَ كقوله: عهدي بهم يومَ باب القريتين، وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً كما قالوا في الشمس.
وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وعَقَلَ.
وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني.
وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَيضاً.
وقالوا: لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه، وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة، وقد تقدم؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن عَبابة:ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو لَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل ويقال: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء والحركة والقَلَق.
ويقال: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه.
ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه.
وورد في حديث قتادة: أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان، وهو والزَّوَال بمعنى.
وفي حديث أَبي جهل: يَزُولُ في الناس أَي يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ، ويروى يَرْفُل.
وفي حديث معاوية: أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلاً؛ المِزْيَل، بكسر الميم وسكون الزاي: الجَدِلُ في الخصومات الذي يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة، والميم زائدة.
والمُزَاوَلة: معالجة الشيء، يقال: فلان يُزَاوِل حاجة له، قال أَبو منصور: وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً.
وزاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة: فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها، بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة.
وقال رجل لآخر عَيَّره بالجُبْن: والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال زهير:فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا، يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاولوا: تَعَالَجُوا.
وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً: حاوَلَه وطَالَبه.
وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ.
وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه: أَجاءه؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد.
والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من ظَرْفه، والجمع أَزْوالٌ.
وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة.
ووَصِيفَةٌ زَوْلَة: نافِذة في الرَّسائل.
وتَزَوَّل: تَنَاهَى ظَرْفُه.
والزَّوْل: الغُلام الظَّريف.
والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل.
والزَّوْل: الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته؛ وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل لكثير بن مُزَرِّد: لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال، مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل: الجَواد.
والزَّوْلة: المرأَة البَرْزَة، ويقال: هي الفَطِنَةُ الدَّاهِية.
وفي حديث النساء: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ، هو من ذلك، وقيل الظَّرِيفة.
والزَّوْل: الخفيف الحركات.
والزَّوْل: العَجَب.
وزَوْلٌ أَزْوَل على المبالغة؛ قال الكميت: فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيـ ـبِ، زَوْلاً لَدَيْها، هو الأَزْوَلُ ابن بري: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار.
والزَّوْل: الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز: تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ، مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها

حرث (لسان العرب) [0]


الحَرْثُ والحِراثَةُ: العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً، وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع، وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى: أَصابت حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم فأَهْلَكَتْه. حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً. الأَزهري: الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في الأَرض لازْدِراعٍ، والحَرْثُ: الزَّرْع.
والحَرَّاثُ: الزَّرَّاعُ.
وقد حَرَث واحـْتَرثَ، مثل زَرَعَ وازْدَرَع.
والحَرْثُ: الكَسْبُ، والفعلُ كالفعل، والمصدر كالمصدر، وهو أَيضاً الاحْتِراثُ.
وفي الحديث: أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ؛ لأَن الحارِثَ هو الكاسِبُ.
واحْتَرَثَ المالَ: كَسَبه؛ والإِنسانُ لا يخلو من الكَسْب طبعاً واخْتياراً. الأَزهري: والاحْتِراثُ كَسْبُ المال؛ قال الشاعر يخاطب ذئباً:ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ والحَرْثُ: العَمَلُ للدنيا والآخرة.
وفي الحديث: احْرُثْ لدُنْياك كأَنك تَعيش أَبداً، واعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً؛ أَي اعْمَلْ لدُنْياك، . . . أكمل المادة فخالَفَ بين اللفظين؛ قال ابن الأَثير: والظاهر من لفظ هذا الحديث: أَمّا في الدنيا فالحَثُّ على عمارتها، وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُنَ فيها، ويَنْتَفِع بها من يجيءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن ان قبلك وسَكَنْتَ فيما عَمَر، فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه أَحْكَم ما يَعْمله، وحَرَصَ على ما يَكْتَسبه؛ وأَما في جانب الآخرة، فإِنه حَثَّ على الإِخلاص في العمل، وحضور النيَّة والقلب في العبادات والطاعات، والإِكثار منها، فإِن من يعلم أَنه يموت غداً، يُكثر من عبادته، ويُخْلِصُ في طاعته، كقوله في الحديث الآخر: صَلِّ صلاةً مُودِّع؛ وقال بعضُ أَهل العلم: المراد من هذا إِلى الحديث غيرُ السابق إِلى الفهم من ظاهره، لأَنه، عليه السلام، إِنما نَدَبَ إِلى الزُّهْد في الدنيا، والتقليل منها، ومِن الانهماك فيها، والاستمتاع بلذاتها، وهو الغالب على أَوامره ونواهيه، صلى الله عليه وسلم، فيما يتعلق بالدنيا، فكيف يَحُثُّ على عِمارتها والاستكثار منها؟ وإِنما أَراد، والله أَعلم، أَن الإِنسان إِذا علم أَنه يعيش أَبداً، قَلَّ حِرْصُه، وعلم أَن ما يريده لا يَفُوته تَحْصِيلُه بترك الحِرْص عليه والمُبادرةِ إِليه، فإِنه يقول: إِن فاتني اليومَ أَدركته غَداً، فإِني أَعيش أَبداً، فقال عليه السلام: اعْمَلْ عَمَلَ من يَظُنُّ أَنه يُخَلَّد، فلا تَحْرِصْ في العمل؛ فيكون حَثّاً على الترك، والتقليل بطريق أَنيقةٍ من الإِشارة والتنبيه، ويكون أَمره لعمل الآخرة على ظاهره، فيَجْمَع بالأَمرين حالةً واحدةً، وهو الزهدُ والتقليل، لكن بلفظين مختلفين؛ قال: وقد اختصر الأَزهري هذا المعنى فقال: معنى هذا الحديث تقديمُ أَمر الآخرة وأَعمالها، حِذارَ الموت بالفَوْت، على عَمل الدنيا، وتأْخيرُ أَمر الدنيا، كراهيةَ الاشْتغال بها عن عمل الآخرة.
والحَرْثُ: كَسْبُ المال وجَمْعُه.
والمرأَةُ حَرْثُ الرجل أَي يكون وَلَدُه منها، كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ وفي التنزيل العزيز: نساؤُكم حَرْثٌ لكم، فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتم. قال الزجاج: زعم أَبو عبيدة أَنه كناية؛ قال: والقول عندي فيه أَن معنى حَرْثٌ لكم: فيهنَّ تَحْرُثُون الوَلَد واللِّدَة، فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم أَي ائْتُوا مواضعَ حَرْثِكم، كيف شِئْتُم، مُقْبِلةً ومُدْبرةً. الأَزهري: حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بين أَربع نسوة.
وحَرَثَ أَيضاً إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ.
وحَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لعياله واجْتَهَدَ لهم، يقال: هو يَحْرُث لعياله ويَحْتَرثُ أَي يَكْتَسِب. ابن الأَعرابي: الحَرْثُ الجماع الكثير.
وحَرْثُ الرجل: امرأَتُه؛ وأَنشد المُبَرّد: إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ، فَحَرْثي هَمُّه أَكلُ الجَرادِ والحَرْثُ: مَتاعُ الدنيا.
وفي التنزيل العزيز: من كانَ يُريد حَرْثَ الدنيا؛ أَي من كان يريد كَسْبَ الدنيا.
والحَرْثُ: الثَّوابُ والنَّصِيبُ.
وفي التنزيل العزيز: من كان يُريدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ له في حَرْثه.
وحَرَثْتُ النار: حَرَّكْتها.
والمِحْراثُ: خَشبة تُحَرَّك بها النارُ في التَّنُّور.
والحَرْثُ: إِشْعالُ النار، ومِحْراثُ النار: مِسْحَاتُها التي تُحَرَّك بها النار.
ومِحْراثُ الحَرْب: ما يُهَيِّجها. الأَمْرَ: تَذَكَّره واهْتاجَ له؛ قال رؤْبة: والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذا لم يُحْرَثِ والحَرَّاثُ: الكثير الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي.
وحَرَثَ الإِبلَ والخَيْلَ، وأَحرَثَها: أَهْزَلها.
وحَرَثَ ناقتَه حَرْثاً وأَحْرَثَها إِذا سار عليها حتى تُهْزَلَ.
وفي حديث بَدْرٍ: اخْرُجُوا إِلى مَعايشكم وحَرائِثكم، واحدُها حَريثةٌ؛ قال الخطابي: الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل؛ قال: وأَصله في الخيل إِذا هُزِلَتْ، فاستعير للإِبل؛ قال: وإِنما يقال في الإِبل أَحْرَفْناها، بالفاء؛ يقال: ناقة حَرْفٌ أَي هَزيلةٌ؛ قال: وقد يراد بالحرائثِ المَكاسِبُ، من الاحْتراثِ الاكتساب؛ ويروى حَرَائبكم، بالحاء والباء الموحدة، جمعُ حَريبةٍ، وهو مالُ الرجل الذي يقوم بأَمره، وقد تقدَّم، والمعروف بالثاء.وفي حديث معاوية أَنه قال للأَنصار: ما فَعَلَتْ نواضِحُكم؟ قالوا: حَرَثْناها يوم بَدْرٍ؛ أَي أَهْزَلناها؛ يقال: حَرَثْتُ الدابةَ وأَحْرَثْتُها أَي أَهْزَلْتها، قال ابن الأَثير: وهذا يخالف قول الخطابي، وأَراد معاوية بذكر النَّواضِح تَقْريعاً لهم وتعريضاً، لأَنهم كانوا أَهل زَرْع وسَقْيٍ، فأَجابوه بما أَسْكتَه، تعريضاً بقتل أَشياخه يوم بَدْر. الأَزهري: أَرض مَحْروثة ومُحْرَثة: وَطِئَها الناسُ حتى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها، ووُطِئَتْ حتى أَثاروها، وهو فسادٌ إِذا وُطِئَتْ، فهي مُحْرَثة ومَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع، وكلاهما يقال بَعْدُ.
والحَرْثُ: المَحَجَّةُ المَكْدُودة بالحوافر.
والحُرْثةُ: الفُرضةُ التي في طَرَف القَوْس للوَتر.
ويقال: هو حَرْثُ القَوْسِ والكُظْرة، وهو فُرْضٌ، وهي من القوس حَرْثٌ.
وقد حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هيَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة الوَتَر؛ قال: والزَّنْدة تُحْرَثُ ثم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ، فهو حَرْثٌ ما لم يُنْفَذ، فإِذا أُنْفِذَ، فهو كُظْر. ابن سيده: والحَرَاثُ مَجْرى الوَتَر في القوس، وجمعه أَحْرِثة.
ويقال: احْرُثِ القرآن أَي ادْرُسْه وحَرَثْتُ القرآن أَحْرُثُه إِذا أَطَلْتَ دِراستَه وتَدَبَّرْتَه.
والحَرْثُ: تَفْتِيشُ الكتاب وتَدبُّره؛ ومنه حديث عبد الله: احْرُثُوا هذا القرآن أَي فَتِّشُوه وثَوِّروه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
والحُرْثَةُ: ما بين مُنْتَهى الكَمَرة ومَجْرَى الخِتان.
والحُرْثَة أَيضاً: المَنْبِتُ، عن ثعلب؛ الأَزهري: الحَرْثُ أَصلُ جُرْدانِ الحمار؛ والحِرَاثُ: السَّهم قبل أَن يُراش، والجمع أَحْرِثة؛ الأَزهري الحُرْثة: عِرقٌ في أَصل أُدافِ الرَّجل.
والحارِثُ: اسم؛ قال سيبويه: قال الخليل إِن الذين قالوا الحَرث، إِنما أَرادوا أَن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه، ولم يجعلوه سمي به، ولكنهم جعلوه كأَنه وَصفٌ له غَلَب عليه؛ قال: ومن قال حارِثٌ، بغير أَلف ولام، فهو يُجْريه مُجْرى زيدٍ، وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن اسم رجل؛ قال ابن جني: إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغالبة بالوَضْع دون اللام، وإِنما أُقِرَّتِ اللامُ فيها بعد النَّقْل وكونها أَعلاماً، مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل، وجمع الأَول: الحُرَّثُ والحُرَّاثُ، وجمع حارِث حُرَّثٌ وحَوارِثُ؛ قال سيبويه: ومن قال حارث، قال في جمعه: حَوارِث، حيث كان اسماً خاصًّا، كزَيْد، فافهم.
وحُوَيْرِثٌ، وحُرَيثٌ وحُرْثانُ، وحارِثةُ، وحَرَّاثٌ، ومُحَرَّثٌ: أَسماءٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هو اسم جَدِّ صَفْوانَ بن أُمية بن مُحَرَّثٍ، وصَفوانُ هذا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة، وأَبو الحارث: كنيةُ الأَسَد.
والحارثُ: قُلَّة من قُلَلِ الجَوْلانِ، وهو جبل بالشأْم في قول النابغة الذبْياني يَرْثِي النُّعمان ابن المنذر: بكَى حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه، وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتضَائِلُ قوله: من فَقْد رَبِّه، يعني النعمان؛ قال ابن بري وقوله: وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل كقول جرير: لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَوَاضَعَتْ سُورُ المدينة، والجِبالُ الخُشَّعُ والحارثان: الحارثُ بن ظالم بن حَذيمةَ بن يَرْبُوع بن غَيْظِ بنِ مُرَّة، والحارثُ بن عوفِ بن أَبي حارثة ابن مُرَّة بن نُشْبَة بن غَيْظِ بنِ مرَّة، صاحب الحَمَالة. قال ابن بري: ذكر الجوهري في الحارثين الحارِثَ بن ظالم بن حَذيمة بالحاء غير المعجمة. ابن يَرْبُوع قال: والمعروف عند أَهل اللغة جَذيمة، بالجيم.
والحارِثان في باهلة: الحارِثُ بن قُتَيْبة، والحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَيْبة.
وقولهم: بَلْحَرث، لبَني الحرث بن كَعْب، مِن شواذِّ الإِدغام، لأَن النون واللام قريبا المَخْرَج، فلما لم يمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام، حذفوا النون كما قالوا: مَسْتُ وظَلْتُ، وكذلك يفعلون بكل قبيلة تَظْهَر فيها لام المعرفة، مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم، فأَما إِذا لم تَظْهَر اللامُ، فلا يكون ذلك.
وفي الحديث: وعليه خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في بعض طُرُق البخاري ومسلم؛ قيل: هي منسوبة إلى حُرَيْثٍ، رجلٍ من قُضاعة؛ قال: والمعروف جُونِيَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.

قطر (لسان العرب) [0]


قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة، وتَقاطَرَ؛ أَنشد ابن جني: كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ، من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ وأَنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم، وأَراد من أَيام الربيع؛ وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وقد قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الماء، بالتحريك، وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً.
والقَطْرُْ: المَطَرُ.
والقِطارُ: جمع قَطْرٍ وهو المطر.
والقَطْرُ: ما قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، والجمع قِطار.
وسحابٌ قَطُورٌ ومِقْطار: كثير القَطْرِ؛ حكاهما الفارسي عن ثعلب.
وأَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر.
واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه.
وأَقْطَرَ الشيءُ: حان أَن يَقْطُرَ.
وغيث قُطارٌ: عظيم القَطْر.
وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة يَقْطُر قَطْراً: . . . أكمل المادة خرج.
وقُطَارةُ الشيء: ما قَطَرَ منه؛ وخص اللحياني به قُطارةَ الحَبِّ، قال: القُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ ونحوه.
وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وفي الإِناء قُطارَة من ماء أَي قليلٌ؛ عن اللحياني.
والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ ونحوهما يُطْبَخ فيُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنيفة: زعم بعض من ينظر في كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصير ثمر الصَّنَوْبَر، وأَن الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، وأَن شجرته به سميت صَنَوْبراً؛ وسمع قول الشماخ في وصف ناقته وقد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال: كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا فظن أَن ثمره يعصر، وفي التنزيل العزيز: سَرابيلُهم من قَطِرانٍ؛ قيل، وا أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه يُبالِغُ في اشْتِعالِ النار في الجلود، وقرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه.
والقَطِرانُ: اسم رجل سمي به لقوله: أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى، وفي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ وبعير مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله: مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبيد: بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ وقَطَرْتُ البعير: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قال امرؤ القيس: أَتَقْتُلني، وقد شَغَفْتُ فؤادَها، كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالي؟ قوله: شغفت فؤادها أَي بلغ حبي منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ شِغافَ الناقة المهنوءة؛ يقول: كيف تقتلني وقد بلغ من حبها لي ما ذكرته، إِذ لو أَقدمت على قتله لفسد ما بينه وبينها، وكان ذلك داعياً إِلى الفرقة والقطيعة منها.
والقِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، وقيل: ضرب منه؛ ومنه قوله تعالى: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ، بالكسر، والقِطْرِيَّة: ضرب من البُرود.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ.
وفي حديث عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُهُ خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد: كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري أَين هو. قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ البحرين. قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان (* قوله« على سيف وعمان» كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال ابو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال: وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير: لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛ قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً: الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ، والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.
والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار.
وقومُك أَقْطارَ البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب.
وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السموات والأَرض؛ أَقطارُها: نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ. قال ابن مسعود: لا يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره.
وأَقطارُ الفَرَس: ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما أَشْرَفَ من أَعاليه.
وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه.
والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ.
وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه، فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ: التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ مُجَدَّلاً يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ، كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه.
والقُطُلُ: المقطوعُ.
وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه.
والعُقار: الخَمْر التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه.
والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.
والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض.
والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل. الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد: قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنا وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ.
والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم.
وفي الحديث: أَن رجلاً رمى امرأَةً يوم الطائف فما أَخطأَ أَن قَطَّرَها.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قد جمع حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإنتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله أَعلم.
وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر به: أَلقاه على تلك الهيئة.
وتَقَطَّرَ هو: رَمى بنَفْسه من عُلْوٍ.
وتَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ.
والبعيرُ القاطِرُ: الذي لا يزال يَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ من القُطارِ وهو سَمُّه الذي يَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِيَّةُ الحية.
وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الجبل، بَنى فُعالاً منه وليست بنسبة على القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قال تأَبَّطَ شرّاً: أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه، بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ وتَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ له. قال: والتَقَطُّر لغة في التَّقَتُّر وهو التَّهَيُّؤُ للقتال.
والقُطْرُ والقُطُرُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به؛ وقد قَطَّر ثوبَه وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال امرؤ القيس: كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ، ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ يُعَلُّ بها بَرْد أَنْيابِها، إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ شَبَّهَ ماءَ فيها في طيبه عند السَّحَر بالمُدم وهي الخمر، وصَوْب الغَمام: الذي يُمْزَجُ به الخمر، وريح الخُزامى: وهو خِيْرِيُّ البَرِّ.
ونَشْر القُطُر: وهو رائحة العود، والطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند السَّحَر.
والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ الأَصْغَر: في كلِّ يومٍ لها مِقْطَرَةٌ، فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ أَي ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ قيل: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وهو الذي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثم يَهِيجُ، يعني النبات.
وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ؛ قال سيبويه: ولا يستعمل إِلا مزيداً.
وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ: ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَتَرْجُو الحَياةَ يا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ، وقد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً، تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟ وناقة مِقْطار على النسب، وهي الخَلِفةُ.
وقد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ.
والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلى بعض على نَسَقٍ واحد.
وتَقْطِيرُ الإِبل: من القِطارِ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثير:هو بفتحتين أَن يَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلاً من متاع أَو حَبٍّ ونحوهما ويأْخُذَ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المُقاطَرة؛ وقيل: هو أَن يأْتي الرجل إِلى آخر فيقول له: بعني ما لك في هذا البيت من التمر جُزافاً بلا كيل ولا وزن، فيبيعه، وكأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً.
وقال أَبو معاذ: القَطَرُ هو البيع نفسه؛ ومنه حديث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به قِطارةُ جمال؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ واحداً خَلفَ واحد.
وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ.
وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ معناه أَن القوم إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها للبيع قِطاراً قِطاراً.
والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم: وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه، وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه والجمع قُطُرٌ وقُطُراتٌ.
وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالاً، وهو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: وجاءت الإِبل قطاراً أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يقال أَكْرَيْتُهُ مُقاطَرَةً إِذاأَكراه ذاهباً وجائياً، وأَكريته وضعة وتوضعة (* قوله« وضعة وتوضعة» كذا بالأصل.) إِذا أَكراه دَفْعةً.
ويقال: اقْطَرَّتِ الناقة اقْطِراراً، فهي مُقْطَرَّةٌ، وذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها وشَمَختْ برأْسها. قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعت العرب تقول في هذا المعنى: اقْمَطَرَّت، فهي مُقْمَطِرَّة، وكأَن الميم زائدة فيها.
والقُطَيْرة: تصغير القُطْرَة وهو الشيء التافه الخسيس.
والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وهي خشبة فيها خروق، كل خرق على قدرِ سَعَةِ الساق، يُدْخَلُ فيها أَرجل المحبوسين، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسين فيها على قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلى بعض، أَرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم.
وقَطَرَ في الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع.
وذهب ثوبي وبعيري فما أَدري من قَطَره ومن قَطَرَ به أَي أَخذه، لا يستعمل إِلا في الجَحْدِ.
ويقال: تَقَطَّرَ عني أَي تَخَلَّفَ عني، وأَنشد:إِنِّي على ما كانَ من تَقَطُّري عنكَ، وما بي عنكَ من تأَسُّري ولمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس.
وقَطُوراءُ، مدودٌ: نبات، وهي سَوادِيَّة.
والقَطْراء، ممدود: موضع؛ عن الفارسي.
وقَطَرٌ: موضع بالبحرين؛ قال عَبْدَةُ بن الطبيب: تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ، وخافوا عُمانَ وخافوا قَطَرْ والقَطَّارُ: ماء معروف.
وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زعم بعضهم أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَريّ النِّعالِ.

غير (لسان العرب) [0]


التهذيب: غَيْرٌ من حروف المعاني، تكون نعتاً وتكون بمعنى لا، وله باب على حِدَة.
وقوله: ما لكم لا تَناصَرُون؛ المعنى ما لكم غير مُتَناصرين.
وقولهم: لا إِلَه غيرُك، مرفوع على خبر التَّبْرِئة، قال: ويجوز لا إِله غيرَك بالنصب أَي لا إِله إِلاَّ أَنت، قال: وكلَّما أَحللت غيراً محلّ إِلا نصبتها، وأَجاز الفراء: ما جاءني غيرُك على معنى ما جاءني إِلا أَنت؛ وأَنشد : لا عَيْبَ فيها غيرُ شُهْلَة عَيْنِها وقيل: غير بمعنى سِوَى، والجمع أَغيار، وهي كلمة يوصف بها ويستثنى، فإِن وصف بها أَتبعتها إِعراب ما قبلها، وإِن استثنيت بها أَعربتها بالإِعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إِلا، وذلك أَن . . . أكمل المادة أَصل غير صفة والاستثناء عارض؛ قال الفراء: بعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غيراً إِذا كان في معنى إِلاَّ، تمَّ الكلام قبلها أَو لم يتم، يقولون: ما جاءني غيرَك وما جاءني أَحد غيرَك، قال: وقد تكون بمعنى لا فتنصبها على الحال كقوله تعالى: فمنِ اضطُرّ غيرَ باعٍ ولا عادٍ، كأَنه تعالى قال: فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغياً.
وكقوله تعالى: غيرَ ناظِرِين إنَاهُ، وقوله سبحانه: غَيرَ مُحِلِّي الصيد. التهذيب: غير تكون استثناء مثل قولك هذا درهم غيرَ دانق، معناه إِلا دانقاً، وتكون غير اسماً، تقول: مررت بغيرك وهذا غيرك.
وفي التنزيل العزيز: غيرِ المغضوب عليهم؛ خفضت غير لأَنها نعت للذين جاز أَن تكون نعتاً لمعرفة لأَن الذين غير مَصْمود صَمْده وإِن كان فيه الأَلف واللام؛ وقال أَبو العباس: جعل الفراء الأَلف واللام فيهما بمنزلة النكرة.
ويجوز أَن تكون غيرٌ نعتاً للأَسماء التي في قوله أَنعمتَ عليهم وهي غير مَصْمود صَمْدها؛ قال: وهذا قول بعضهم والفراء يأْبى أَن يكون غير نعتاً إِلا للّذين لأَنها بمنزلة النكرة، وقال الأَخفش: غير بَدل، قال ثعلب: وليس بممتنع ما قال ومعناه التكرير كأَنه أَراد صراط غيرِ المغضوب عليهم، وقال الفراء: معنى غير معنى لا، وفي موضع آخر قال: معنى غير في قوله غير المغضوب عليهم معنى لا، ولذلك رُدّت عليها لا كما تقول: فلان غير محسِن ولا مُجْمِل، قال: وإِذا كان غير بمعنى سِوى لم يجز أَن يكرّر عليها، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن تقول عندي سوى عبدالله ولا زيدٍ؟ قال: وقد قال مَنْ لا يعرِف العربية إِن معنى غَير ههنا بمعنى سوى وإِنّ لا صِلَة؛ واحتجّ بقوله: في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال الأَزهري: وهذا قول أَبي عبيدة، وقال أَبو زيد: مَن نصَب قوله غير المغضوب فهو قطْع، وقال الزجاج: مَن نصَب غيراً، فهو على وجهين: أَحدهما الحال، والآخر الاستثناء. الفراء والزجاج في قوله عز وجل: غيرَ مُحِلِّي الصَّيْد: بمعنى لا، جعلا معاً غَيْرَ بمعنى لا، وقوله عز وجل: غيرَ مُتَجانفٍ لإِثمٍ، غيرَ حال هذا. قال الأَزهري: ويكون غيرٌ بمعنى ليس كما تقول العرب كلامُ الله غيرُ مخلوق وليس بمخلوق.
وقوله عز وجل: هل مِنْ خالقٍ غيرُ الله يرزقكم؛ وقرئ: غَيْرِ الله، فمن خفض ردَّه على خالق، ومن رفعه فعلى المعنى أَراد: هل خالقٌ؛ وقال الفراء: وجائز هل من خالق (* قوله« هل من خالق إلخ» هكذا في الأصل ولعل أصل العبارة بمعنى هل من خالق إلخ) . غيرَ الله، وكذلك: ما لكم من إِله غيرَه، هل مِنْ خالقٍ إِلا الله وما لكم من إِله إِلا هُوَ، فتنصب غير إِذا كانت محلَّ إِلا.
وقال ابن الأَنباري في قولهم: لا أَراني الله بك غِيَراً؛ الغِيَرُ: من تغيَّر الحال، وهو اسم بمنزلة القِطَع والعنَب وما أَشبههما، قال: ويجوز أَن يكون جمعاً واحدته غِيرَةٌ؛ وأَنشد: ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ وتغيَّر الشيءُ عن حاله: تحوّل.
وغَيَّرَه: حَوَّله وبدّله كأَنه جعله غير ما كان.
وفي التنزيل العزيز: ذلك بأَن الله لم يَكُ مُغَيِّراً نِعْمةً أَنعمها على قوم حتى يُغَيِّروا ما بأَنفسهم؛ قال ثعلب: معناه حتى يبدِّلوا ما أَمرهم الله.
والغَيْرُ: الاسم من التغيُّر؛ عن اللحياني؛ وأَنشد:إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ الغيَرْ قال: ولا يقال إِلا غَيَّرْت.
وذهب اللحياني إِلى أَن الغَيْرَ ليس بمصدر إِذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد.
وغَيَّرَ عليه الأَمْرَ: حَوَّله.
وتَغَايرتِ الأَشياء: اختلفت.
والمُغَيِّر: الذي يُغَيِّر على بَعيره أَداتَه ليخفف عنه ويُريحه؛ وقال الأَعشى: واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ مِ، وكان النِّطافُ ما في العَزَالي ابن الأَعرابي: يقال غَيَّر فلان عن بعيره إِذا حَطّ عنه رَحْله وأَصلح من شأْنه؛ وقال القُطامي: إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ وغِيَرُ الدهْرِ: أَحوالُه المتغيِّرة.
وورد في حديث الاستسقاء: مَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرَ أَي تَغَيُّر الحال وانتقالَها من الصلاح إِلى الفساد.
والغِيَرُ: الاسم من قولك غَيَّرْت الشيء فتغيَّر.
وأَما ما ورد في الحديث: أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يعني نَتْفَه، فإِنّ تغيير لونِه قد أُمِر به في غير حديث.
وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم: أَصابهم بمَطر وخِصْب، والاسم الغِيرة.
وأَرض مَغِيرة، بفتح الميم، ومَغْيُورة أَي مَسْقِيَّة. يقال: اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا بخير.
وغارَ الغيثُ الأَرض يَغِيرها أَي سقاها.
وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم، يَغِيرهم ويَغُورهم.
وغارَنا الله بخير: كقولك أَعطانا خيراً؛ قال أَبو ذؤيب: وما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عام غِيَارهِ، عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها وغارَ الرجلَ يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً: نفعه؛ قال عبد مناف بن ربعيّ الهُذَلي: (* قوله «عبد مناف» هكذا في الأصل، والذي في الصحاح: عبد الرحمن). ماذا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما لا تَرْقُدانِ، ولا يُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا يقول: لا يُغني بُكاؤهما على أَبيهما من طلب ثأْرِه شيئاً.
والغِيرة، بالكسر، والغِيارُ: المِيرة.
وقد غارَهم يَغِيرهم وغارَ لهم غِياراً أَي مارَهُم ونفعهم؛ قال مالك بن زُغْبة الباهِليّ يصِف امرأَة قد كبِرت وشاب رأْسها تؤمِّل بنيها أَن يأْتوها بالغنيمة وقد قُتِلوا: ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِيَّةٍ، تُؤَمِّل نَهْباً مِنْ بَنِيها يَغِيرُها أَي يأْتِيها بالغَنيمة فقد قُتِلوا؛ وقول بعض الأَغفال: ما زِلْتُ في مَنْكَظَةٍ وسَيْرِ لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بِغَيْرِ قد يجوز أَن يكون أَراد أَغِيرُهم بِغَيرٍ، فغيَّر للقافية، وقد يكون غَيْر مصدر غارَهُم إِذا مارَهُم.
وذهب فلان يَغيرُ أَهله أَي يَمِيرهم.
وغارَه يَغِيره غَيْراً: وَداهُ؛ أَبو عبيدة: غارَني الرجل يَغُورُني ويَغيرُني إِذا وَداك، من الدِّيَة.
وغارَه من أَخيه يَغِيره ويَغُوره غَيْراً: أَعطاه الدية، والاسم منها الغِيرة، بالكسر، والجمع غِيَر؛ وقيل: الغِيَرُ اسم واحد مذكَّر، والجمع أَغْيار.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لرجل طلَب القَوَد بِوَليٍّ له قُتِلَ: أَلا تَقْبَل الغِيَر؟ وفي رواية أَلا الغِيَرَ تُرِيدُف الغَيَرُ: الدية، وجمعه أَغْيار مثل ضِلَع وأَضْلاع. قال أَبو عمرو: الغِيَرُ جمع غِيرةٍ وهي الدِّيَةُ؛ قال بعض بني عُذْرة: لَنَجْدَعَنَّ بأَيدِينا أُنُوفَكُمُ، بَنِي أُمَيْمَةَ، إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا (* قوله« بني أميمة» هكذا في الأصل والأَساس، والذي في الصحاح: بني أمية.) وقال بعضهم: إِنه واحد وجمعه أَغْيار.
وغَيَّرَه إِذا أَعطاه الدية، وأَصلها من المُغايَرة وهي المُبادَلة لأَنها بدَل من القتل؛ قال أَبو عبيدة: وإِنما سمّى الدِّية غِيَراً فيما أَرى لأَنه كان يجب القَوَد فغُيّر القَوَد ديةً، فسمّيت الدية غِيَراً، وأَصله من التَّغْيير؛ وقال أَبو بكر: سميت الدية غِيَراً لأَنها غُيِّرت عن القَوَد إِلى غيره؛ رواه ابن السكِّيت في الواو والياء.
وفي حديث مُحَلِّم (* قوله« وفي حديث محلم» أي حين قتل رجلاً فأبى عيينة بن حصن أن يقبل الدية، فقام رجل من بني ليث فقال: يا رسول الله اني لم أجد إلخ.ا هـ. من هامش النهاية) . بن جثَّامة: إني لم أَجد لِمَا فعَل هذا في غُرَّة الإِسلام مثلاً إِلا غَنَماً وردَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها: اسْنُن اليومَ وغَيِّر غداً؛ معناه أَن مثَل مُحَلِّمٍ في قتْله الرجلَ وطلَبِه أَن لا يُقْتَصَّ منه وتُؤخذَ منه الدِّية، والوقتُ أَول الإِسلام وصدرُه، كمَثل هذه الغَنَم النافِرة؛ يعني إِنْ جَرى الأَمر مع أَوْلِياء هذا القتيل على ما يُريد مُحَلِّم ثَبَّطَ الناسَ عن الدخول في الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد يُغَيَّر بالدِّية، والعرب خصوصاً، وهمُ الحُرَّاص على دَرْك الأَوْتار، وفيهم الأَنَفَة من قبول الديات، ثم حَثَّ رسولَ الله،صلى الله عليه وسلم، على الإِقادة منه بقوله: اسْنُن اليوم وغَيِّرْ غداً؛ يريد: إِنْ لم تقتَصَّ منه غَيَّرْت سُنَّتَك، ولكنَّه أَخرج الكلام على الوجه الذي يُهَيّج المخاطَب ويحثُّه على الإِقْدام والجُرْأَة على المطلوب منه.
ومنه حديث ابن مسعود: قال لعمر، رضي الله عنهما، في رجل قتل امرأَة ولها أَولياء فعَفَا بعضهم وأَراد عمر، رضي الله عنه، أَن يُقِيدَ لمن لم يَعْفُ، فقال له: لو غَيَّرت بالدية كان في ذلك وفاءٌ لهذا الذي لم يَعْفُ وكنتَ قد أَتممت لِلْعافي عَفْوَه، فقال عمر، رضي الله عنه: كَنِيفٌ مُلئ عِلْماً؛ الجوهري: الغِيَرُ الاسم من قولك غَيَّرت الشيء فتَغَيَّر.
والغَيْرة، بالفتح، المصدر من قولك غار الرجل على أَهْلِه. قال ابن سيده: وغار الرجل على امرأَته، والمرأَة على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْراً وغاراً وغِياراً؛ قال أَبو ذؤيب يصِف قُدوراً: لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها وقال الأَعشى: لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ ورجل غَيْران، والجمع غَيارَى وغُيَارَى، وغَيُور، والجمع غُيُرٌ، صحَّت الياء لخفّتها عليهم وأَنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على الواو، ومن قال رُسْل قال غُيْرٌ، وامرأَة غَيْرَى وغَيُور، والجمع كالجمع؛ الجوهري: امرأَة غَيُور ونسوة غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى ونسوة غَيارَى؛ وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: إِنَّ لي بِنْتاً وأَنا غَيُور، هو فَعُول من الغَيْرة وهي الحَمِيّة والأَنَفَة. يقال: رجل غَيور وامرأَة غَيُور بلا هاء لأَنّ فَعُلولاً يشترِك فيه الذكر والأُنثى.
وفي رواية: امرأَة غَيْرَى؛ هي فَعْلى من الغَيْرة.
والمِغْيارُ: الشديد الغَيْرة؛ قال النابغة: شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ، يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ ورجل مِغْيار أَيضاً وقوم مَغايِير.
وفلان لا يَتَغَيَّر على أَهله أَي لا يَغار وأَغارَ أَهلَه: تزوّج عليها فغارت.
والعرب تقول: أَغْيَرُ من الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها.
وغايَرَه مُغايَرة: عارضه بالبيع وبادَلَه.
والغِيارُ: البِدالُ؛ قال الأَعشى: فلا تَحْسَبَنّي لكمْ كافِراً، ولا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا تقول للزَّوْج: فلا تحسَبَنّي كافراً لِنعْمتك ولا مِمَّن يريد بها تَغْيِيراً.
وقولهم: نزل القوم يُغَيِّرون أَي يُصْلِحون الرحال.
وبَنُو غِيَرة: حيّ.

نشر (لسان العرب) [0]


النَّشْر: الرِّيح الطيِّبة؛ قال مُرَقِّش: النَّشْر مِسْك، والوُجُوه دَنا نِيرٌ، وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ أَراد: النَّشْرُ مثلُ ريح المسك لا يكون إِلا على ذلك لأَن النشر عَرضٌ والمسك جوهر، وقوله: والوُجوه دنانير، الوجه أَيضاً لا يكون ديناراً إِنما أَراد مثل الدنانير، وكذلك قال: وأَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد مثلَ العَنَم لأَن الجوهر لا يتحول إِلى جوهر آخر، وعَمَّ أَبو عبيد به فقال: الَّشْر الريح، من غير أَن يقيّدها بطيب أَو نَتْن، وقال أَبو الدُّقَيْش: النَّشْر ريح فَمِ المرأَة وأَنفها وأَعْطافِها بعد النوم؛ قال امرؤُ القيس: كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ورِيحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ وفي الحديث: خرج معاوية ونَشْرُه أَمامَه، . . . أكمل المادة يعني ريحَ المسك؛ النَّشْر، بالسكون: الريح الطيبة، أَراد سُطوعَ ريح المسك منه.
ونَشَر الله الميت يَنْشُره نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشره فَنَشَر الميتُ لا غير: أَحياه؛ قال الأَعشى: حتى يقولَ الناسُ مما رَأَوْا: يا عَجَباً للميّت النَّاشِرِ وفي التنزيل العزيز: وانْظُرْ إِلى العظام كيف ننشرها؛ قرأَها ابن عباس: كيف نُنْشِرُها، وقرأَها الحسن: نَنْشُرها؛ وقال الفراء: من قرأَ كيف نُنشِرها، بضم النون، فإِنْشارُها إِحياؤها، واحتج ابن عباس بقوله تعالى: ثم إِذا شاء أَنْشَرَهُ، قال: ومن قرأَها نَنْشُرها وهي قراءة الحسن فكأَنه يذهب بها إِلى النَّشْرِ والطيّ، والوجه أَن يقال: أَنشَرَ الله الموتى فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَيُوا وأَنشَرَهم الله أَي أحْياهم؛ وأَنشد الأَصمَعي لأَبي ذؤيب: لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنشرَتْ أَحَداً، أَحْيا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِيحُ قال: وبعض بني الحرث كان به جَرَب فَنَشَر أَي عاد وحَيِيَ.
وقال الزجاج: يقال نَشَرهُم الله أَي بعثَهم كما قال تعالى: وإِليه النُّشُور.
وفي حديث الدُّعاء: لك المَحيا والمَمَات وإِليك النُّشُور. يقال: نَشَر الميتُ يَنْشُر نُشُوراً إِذا عاش بعد الموت، وأَنْشَره الله أَي أَحياه؛ ومنه يوم النُّشُور.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: فَهلاَّ إِلى الشام أَرضِ المَنْشَر أَي موضِع النُّشُور، وهي الأَرض المقدسة من الشام يحشُر الله الموتى إِليها يوم القيامة، وهي أَرض المَحْشَر؛ ومنه الحديث: لا رَضاع إِلا ما أَنشر اللحم وأَنبت العظم (* قوله« الا م أنشر اللحم وأنبت العظم» هكذا في الأصل وشرح القاموس.
والذي في النهاية والمصباح: الا ما أنشر العظم وأنبت اللحم) أَي شدّه وقوّاه من الإِنْشار الإِحْياء، قال ابن الأَثير: ويروى بالزاي.
وقوله تعالى: وهو الذي يرسل الرياح نُشُراً بين يَدَيْ رَحمتِه، وقرئ: نُشْراً ونَشْراً.
والنَّشْر: الحياة.
وأَنشر اللهُ الريحَ: أَحياها بعد موت وأَرسلها نُشْراً ونَشَراً، فأَما من قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشُور مثل رسول ورسُل، ومن قرأَ نُشْراً أَسكن الشينَ اسْتِخفافاً، ومن قرأَ نَشْراً فمعناه إِحْياءً بِنَشْر السحاب الذي فيه المطر الذي هو حياة كل شيء، ونَشَراً شاذّة؛ عن ابن جني، قال: وقرئ بها وعلى هذا قالوا ماتت الريح سكنتْ؛ قال: إِنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ، فأَقعُد اليومَ وأَستَرِيحُ وقال الزجاج: من قرأَ نَشْراً فالمعنى: وهو الذي يُرسِل الرياح مُنْتَشِرة نَشْراً، ومن قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشور، قال: وقرئ بُشُراً، بالباء، جمع بَشِيرة كقوله تعالى: ومن آياته أَن يُرْسِل الرياحَ مُبَشِّرات.
ونَشَرتِ الريحُ: هبت في يوم غَيْمٍ خاصة.
وقوله تعالى: والنَّاشِراتِ نَشْراً، قال ثعلب: هي الملائكة تنشُر الرحمة، وقيل: هي الرياح تأْتي بالمطر. ابن الأَعرابي: إِذا هبَّت الريح في يوم غيم قيل: قد نَشَرت ولا يكون إِلا في يوم غيم.
ونَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً: أَصابها الربيعُ فأَنبتتْ.
وما أَحْسَنَ نَشْرها أَي بَدْءَ نباتِها.
والنَّشْرُ: أَن يخرج النَّبْت ثم يبطئَ عليه المطر فييبَس ثم يصيبَه مطر فينبت بعد اليُبْسِ، وهو رَدِيء للإِبل والغنم إِذا رعتْه في أَوّل ما يظهر يُصيبها منه السَّهام، وقد نَشَر العُشْب نَشْراً. قال أَبو حنيفة: ولا يضر النَّشْرُ الحافِرَ، وإِذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أَي شرُّه وهو يكون من البَقْل والعُشْب، وقيل: لا يكون إِلا من العُشْب، وقد نَشَرت الأَرض.
وعمَّ أَبو عبيد بالنَّشْر جميعَ ما خرج من نبات الأَرض. الصحاح: والنَّشْرُ الكلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في دُبُرِ الصيف فاخضرّ، وهو رديء للراعية يهرُب الناس منه بأَموالهم؛ وقد نَشَرتِ الأَرض فهي ناشِرة إِذا أَنبتتْ ذلك.
وفي حديث مُعاذ: إِن كلَّ نَشْرِ أَرض يُسلم عليها صاحِبُها فإِنه يُخرِج عنها ما أُعطِيَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ وعُشْرَ المَظْمَئِيِّ؛ قوله رُبعَ المَسْقَوِيّ قال: أَراه يعني رُبعَ العُشْر. قال أَبو عبيدة: نَشْر الأَرض، بالسكون، ما خرج من نباتها، وقيل: هو في الأَصل الكَلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في آخر الصَّيف فاخضرّ، وهو رديء للرّاعية، فأَطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة.
والنَّشْر: انتِشار الورَق، وقيل: إِيراقُ الشَّجَر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: كأَن على أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ وقد جاوَزُوا نَيَّان كالنَّبََطِ الغُلْفِ يجوز أَن يكون انتشارَ الورق، وأَن يكون إِيراقَ الشجر، وأَن يكون الرائحة الطيّبة، وبكل ذلك فسره ابن الأَعرابي.
والنَّشْر: الجَرَب؛ عنه أَيضاً. الليث: النَّشْر الكلأُ يهيج أَعلاه وأَسفله ندِيّ أَخضر تُدْفِئُ منه الإِبل إِذا رعته؛ وأَنشد لعُمير بن حباب: أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِيقاً، ولو تَرى مَقالتَه في الغَيب، ساءَك ما يَفْرِي مَقالتُه كالشَّحْم، ما دام شاهِداً، وبالغيب مَأْثُور على ثَغرة النَّحْرِ يَسرُّك بادِيهِ، وتحت أَدِيمِه نَمِيَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِي عَصَب الظَّهر تُبِينُ لك العَيْنان ما هو كاتِمٌ من الضِّغْن، والشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر وفِينا، وإِن قيل اصطلحنا، تَضاغُنٌ كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْر فَرِشْني بخير طالَما قد بَرَيْتَني، فخيرُ الموالي من يَرِيشُ ولا يَبرِي يقول: ظاهرُنا في الصُّلح حسَن في مَرْآة العين وباطننا فاسد كما تحسُن أَوبار الجَرْبى عن أَكل النَّشْر، وتحتها داءٌ منه في أَجوافها؛ قال أَبو منصور: وقيل: النَّشْر في هذا البيت نَشَرُ الجرَب بعد ذهابه ونَباتُ الوبَر عليه حتى يخفى، قال: وهذا هو الصواب. يقال: نَشِرَ الجرَب يَنْشَر نَشَراً ونُشُوراً إِذا حَيِيَ بعد ذهابه.
وإِبل نَشَرى إِذا انتشر فيها الجَرب؛ وقد نَشِرَ البعيرُ إِذا جَرِب. ابن الأَعرابي: النَّشَر نَبات الوبَر على الجرَب بعدما يَبرأُ.والنَّشْر: مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر نَشْراً. الجوهري: نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه،ومنه ريح نَشُور ورياح نُشُر.
والنَّشْر أَيضاً: مصدر نَشَرت الخشبة بالمِنْشار نَشْراً.
والنَّشْر: خلاف الطيّ. نَشَر الثوبَ ونحوه يَنْشُره نَشْراً ونَشَّره: بَسَطه.
وصحف مُنَشَّرة، شُدّد للكثرة.
وفي الحديث: أَنه لم يخرُج في سَفَر إِلا قال حين ينهَض من جُلوسه: اللهم بك انتَشَرت؛ قال ابن الأَثير: أَي ابتدأْت سفَري.
وكلُّ شيء أَخذته غضّاً، فقد نَشَرْته وانْتَشَرته، ومَرْجِعه إِلى النَّشْر ضدّ الطيّ، ويروى بالباء الموحدة والسين المهملة.
وفي الحديث: إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِف؛ هو المِئْزر سمي به لأَنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ به.
والنَّشِيرُ: الإِزار من نَشْر الثوب وبسْطه.
وتَنَشَّر الشيءُ وانْتَشَر: انْبَسَط.
وانْتَشَر النهارُ وغيره: طال وامْتدّ.
وانتشَر الخبرُ: انْذاع.
ونَشَرت الخبرَ أَنشِره وأَنشُره أَي أَذعته.
والنَّشَر: أَن تَنْتَشِر الغنمُ بالليل فترعى.
والنَّشَر: أَن ترعَى الإِبل بقلاً قد أَصابه صَيف وهو يضرّها، ويقال: اتق على إِبلك النَّشَر، ويقال: أَصابها النَّشَر أَي ذُئِيَتْ على النَّشَر، ويقال: رأَيت القوم نَشَراً أَي مُنْتشِرين.
واكتسى البازِي ريشاً نَشَراً أَي مُنتشِراً طويلاً.
وانتشَرت الإِبلُ والغنم: تفرّقت عن غِرّة من راعيها، ونَشَرها هو ينشُرها نشْراً، وهي النَّشَر.
والنَّشَر: القوم المتفرِّقون الذين لا يجمعهم رئيس.
وجاء القوم نَشَراً أَي متفرِّقين.
وجاء ناشِراً أُذُنيه إِذا جاء طامِعاً؛ عن ابن الأَعرابي.
والنَّشَر، بالتحريك: المُنتشِر.
وضَمَّ الله نَشَرَك أَي ما انتشَر من أَمرِك، كقولهم: لَمَّ الله شَعَثَك وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فرَدَّ نَشَر الإِسلام على غَرِّهِ أَي رَدَّ ما انتشر من الإِسلام إِلى حالته التي كانت على عهد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تعني أَمرَ الرِّدة وكفاية أَبيها إِيّاه، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول. أَبو العباس: نَشَرُ الماء، بالتحريك، ما انتشر وتطاير منه عند الوضوء.
وسأَل رجل الحسَن عن انتِضاح الماء في إِنائه إِذا توضأَ فقال: ويلك أَتملك نَشَر الماء؟ كل هذا محرّك الشين من نَشَرِ الغنم.
وفي حديث الوضوء: فإِذا اسْتنْشَرتْ واستنثرتَ خرجتْ خَطايا وجهك وفيك وخَياشِيمك مع الماء، قال الخطابي: المحفوظ اسْتَنْشيت بمعنى استنْشقْت، قال: فإِن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفرّقه.
وانتشَر الرجل: أَنعظ.
وانتشَر ذكَرُه إِذا قام.
ونَشَر الخشبة ينشُرها نشراً: نَحتها، وفي الصحاح: قطعها بالمِنْشار.
والنُّشارة: ما سقط منه.
والمِنْشار: ما نُشِر به.
والمِنْشار: الخَشَبة التي يُذرَّى بها البُرُّ، وهي ذات الأَصابع.
والنواشِر: عَصَب الذراع من داخل وخارج، وقيل: هي عُرُوق وعَصَب في باطن الذراع، وقيل: هي العَصَب التي في ظاهرها، واحدتها ناشرة. أَبو عمرو والأَصمعي: النواشِر والرَّواهِش عروق باطِن الذراع؛ قال زهير: مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ الجوهري: النَّاشِرة واحدة النَّواشِر، وهي عروق باطن الذراع.
وانتِشار عَصَب الدابة في يده: أَن يصيبه عنت فيزول العَصَب عن موضعه. قال أَبو عبيدة: الانْتِشار الانتِفاخ في العصَب للإِتعاب، قال: والعَصَبة التي تنتشِر هي العُجَاية. قال: وتحرُّك الشَّظَى كانتِشار العَصَب غير أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احتمالاً منه لتحرك الشَّظَى. شمر: أَرض ماشِرة وهي التي قد اهتزَّ نباتها واستوت وروِيت من المطَر، وقال بعضهم: أَرض ناشرة بهذا المعنى. ابن سيده: والتَّناشِير كتاب للغِلمان في الكُتَّاب لا أَعرِف لها واحداً.
والنُّشرةُ: رُقْيَة يُعالَج بها المجنون والمرِيض تُنَشَّر عليه تَنْشِيراً،وقد نَشَّر عنه، قال: وربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ: كأَنه نُشْرة.
والتَّنْشِير: من النُّشْرة، وهي كالتَّعوِيذ والرُّقية. قال الكلابي: وإِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَي يذهب عنه سريعاً.
وفي الحديث أَنه قال: فلعل طَبًّا أَصابه يعني سِحْراً، ثم نَشَّره بِقُلْ أَعوذ بربّ الناس أَي رَقَاهُ؛ وكذلك إِذا كَتب له النُّشْرة.
وفي الحديث: أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال: هي من عَمَل الشيطان؛ النُّشرة، بالضم: ضرْب من الرُّقية والعِلاج يعالَج به من كان يُظن أَن به مَسًّا من الجِن، سميت نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء أَي يُكشَف ويُزال.
وقال الحسن: النُّشْرة من السِّحْر؛ وقد نَشَّرت عنه تَنشِيراً.
وناشِرة: اسم رجل؛ قال: لقد عَيَّل الأَيتامَ طَعنةُ ناشِرَهْ أَناشِرَ، لا زالتْ يمينُك آشِرَهْ أَراد: يا ناشِرَةُ فرخَّم وفتح الراء، وقيل: إِنما أَراد طعنة ناشِر، وهو اسم ذلك الرجل، فأَلحق الهاء للتصريع، قال: وهذا ليس بشيء لأَنه لم يُرْوَ إِلا أَناشِر، بالترخيم، وقال أَبو نُخَيلة يذكُر السَّمَك: تَغُمُّه النَّشْرة والنَّسِيمُ، ولا يَزالُ مُغْرَقاً يَعُومُ في البحر، والبحرُ له تَخْمِيمُ، وأُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ تَلْهَمُه جَهْلاً، وما يَرِيمُ يقول: النَّشْرة والنسيم الذي يُحيي الحيوان إِذا طال عليه الخُمُوم والعَفَن والرُّطُوبات تغُم السمك وتكرُ به، وأُمّه التي ولدته تأْكله لأَن السَّمَك يأْكل بعضُه بعضا، وهو في ذلك لا يَرِيمُ موضعه. ابن الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كانت سخيَّة كريمة، قال: ومن المَنْشُورة قوله تعالى: نُشُراً بين يدَيْ رحمتِه؛ أَي سَخاء وكَرَماً.
والمَنْشُور من كُتب السلطان: ما كان غير مختوم.
ونَشْوَرَت الدابة من عَلَفها نِشْواراً: أَبقتْ من علفها؛ عن ثعلب، وحكاه مع المِشْوار الذي هو ما أَلقتِ الدابة من عَلَفها، قال: فوزنه على هذا نَفْعَلَتْ، قال: وهذا بناء لا يُعرف. الجوهري: النِّشْوار ما تُبقيه الدابة من العَلَف، فارسي معرب.

عرف (لسان العرب) [0]


العِرفانُ: العلم؛ قال ابن سيده: ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق بهذا المكان، عَرَفه يَعْرِفُه عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً: مَرَتْه النُّعامَى، فلم يَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا ورجل عَرُوفٌ وعَرُوفة: عارِفٌ يَعْرِفُ الأَُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه مرة، والهاء في عَرُوفة للمبالغة.
والعَريف والعارِفُ بمعنًى مثل عَلِيم وعالم؛ قال طَرِيف بن مالك العَنْبري، وقيل طريف بن عمرو: أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ، بَعَثُوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ؟ أَي عارِفَهم؛ قال سيبويه: هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم ضَرِيبُ قِداح، والجمع عُرَفاء.
وأَمر عَرِيفٌ وعارِف: مَعروف، فاعل بمعنى مفعول؛ قال الأَزهري: لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي معروف لغير الليث، . . . أكمل المادة والذي حصَّلناه للأَئمة رجل عارِف أَي صَبور؛ قاله أَبو عبيدة وغيره.
والعِرْف، بالكسر: من قولهم ما عَرَفَ عِرْفي إلا بأَخَرةٍ أَي ما عَرَفَني إلا أَخيراً.
ويقال: أَعْرَفَ فلان فلاناً وعرَّفه إذا وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه.
وعرَّفه الأَمرَ: أَعلمه إياه.
وعرَّفه بيتَه: أَعلمه بمكانه.
وعرَّفه به: وسَمه؛ قال سيبويه: عَرَّفْتُه زيداً، فذهَب إلى تعدية عرّفت بالتثقيل إلى مفعولين، يعني أَنك تقول عرَفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل العين فيتعدَّى إلى مفعولين، قال: وأَما عرَّفته بزيد فإنما تريد عرَّفته بهذه العلامة وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل، وإنما عرَّفته بزيد كقولك سمَّيته بزيد، وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو أَو اللغة على شيء: والأَول أَعْرَف؛ قال ابن سيده: عندي أَنه على توهم عَرُفَ لأَن الشيء إنما هو مَعْروف لا عارف، وصيغة التعجب إنما هي من الفاعل دون المفعول، وقد حكى سيبويه: ما أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض، فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال: ما أَبْغضَني له، فعلى هذا يصْلُح أَن يكون أَعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول الذي هو المعروف.
والتعريفُ: الإعْلامُ.
والتَّعريف أَيضاً: إنشاد الضالة.
وعرَّفَ الضالَّة: نَشَدها.
واعترَفَ القومَ: سأَلهم، وقيل: سأَلهم عن خَبر ليعرفه؛ قال بشر بن أَبي خازِم: أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أَبيها، خِلالَ الجَيْش، تَعْترِفُ الرِّكابا؟ قال ابن بري: ويأْتي تَعرَّف بمعنى اعْترَف؛ قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ: تَعَرَّفوني أَنَّني أَنا ذاكُمُ، شاكٍ سِلاحي، في الفوارِس، مُعْلَمُ وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عرَف كما وضعوا عرَف موضع اعترف، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في أَوَّل الترجمة أَي لم يعرف غير الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها.
وتعرَّفت ما عند فلان أَي تَطلَّبْت حتى عرَفت.
وتقول: ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.
وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً.
وأَما الذي جاء في حديث اللُّقَطةِ: فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إياها بصفتها وإن لم يرَها في يدك. يقال: عرَّف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَعْرِفها فجاء رجل يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها.
وفي حديث ابن مسعود: فيقال لهم هل تَعْرِفون ربَّكم؟ فيقولون: إذا اعْترَف لنا عرَفناه أَي إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه.
واستَعرَف إليه: انتسب له ليَعْرِفَه.
وتَعرَّفه المكانَ وفيه: تأَمَّله به؛ أَنشد سيبويه: وقالوا: تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًى، وما كلُّ مَنْ وافَى مِنًى أَنا عارِفُ وقوله عز وجل: وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً فلما نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّف بعضَه وأَعرض عن بعض، وقرئ: عرَفَ بعضه، بالتخفيف، قال الفراء: من قرأَ عرَّف بالتشديد فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ بعْضَ الحديث وترَك بعضاً، قال: وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يُسيء إليك: واللّه لأَعْرِفنَّ لك ذلك، قال: وقد لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها، وقال الفرَّاء: وهو وجه حسن، قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، قال الأَزهري: وقرأَ الكسائي والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَف بعضَه، خفيفة، وقرأَ حمزة ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّف بعضه، بالتشديد؛ وفي حديث عَوْف بن مالك: لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَعرِف سوء صنيعك، وهي كلمة تقال عند التهديد والوعيد.
ويقال للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لمعرفة كل منهم بعلْمِه.
والعرّافُ: الكاهن؛ قال عُرْوة بن حِزام: فقلت لعَرّافِ اليَمامة: داوِني، فإنَّكَ، إن أَبرأْتَني، لَطبِيبُ وفي الحديث: من أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل على محمد، صلى اللّه عليه وسلم؛ أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الذي يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه.
والمَعارِفُ: الوجُوه.
والمَعْروف: الوجه لأَن الإنسان يُعرف به؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُتَكَوِّرِين على المَعارِفِ، بَيْنَهم ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ والمِعْراف واحد.
والمَعارِف: محاسن الوجه، وهو من ذلك.
وامرأَة حَسَنةُ المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَعْرَف؛ قال الراعي: مُتَلفِّمِين على مَعارِفِنا، نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ ومعارفُ الأَرض: أَوجُهها وما عُرِفَ منها.
وعَرِيفُ القوم: سيّدهم.
والعَريفُ: القيّم والسيد لمعرفته بسياسة القوم، وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري، وقد تقدَّم، وقد عَرَفَ عليهم يَعْرُف عِرافة.
والعَريفُ: النَّقِيب وهو دون الرئيس، والجمع عُرَفاء، تقول منه: عَرُف فلان، بالضم، عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً، وإذا أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت: عَرف فلان علينا سِنين يعرُف عِرافة مثال كتَب يكتُب كِتابة.
وفي الحديث: العِرافةُ حَقٌّ والعُرفاء في النار؛ قال ابن الأَثير: العُرفاء جمع عريف وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي أُمورهم ويتعرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهُم، فَعِيل بمعنى فاعل، والعِرافةُ عَملُه، وقوله العِرافة حقّ أَي فيها مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم وأَحوالهم، وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرُّض للرِّياسة لما ذلك من الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة، ومنه حديث طاووس: أنه سأَل ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ما معنى قول الناس: أَهْلُ القرآن عُرفاء أَهل الجنة؟ فقال: رُؤساء أَهل الجنة؛ وقال علقمة بن عَبْدَة: بل كلُّ حيّ، وإن عَزُّوا وإن كَرُموا، عَرِيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ والعُرْف، بالضم، والعِرْف، بالكسر: الصبْرُ؛ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحِيُّ: قل لابْن قَيْسٍ أَخي الرُّقَيَّاتِ: ما أَحْسَنَ العُِرْفَ في المُصِيباتِ وعرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ: صَبَر؛ قال قيس بن ذَرِيح: فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى، ويا حُبَّها قَعْ بالذي أَنْتَ واقِعُ والعارِفُ والعَرُوف والعَرُوفةُ: الصابر.
ونَفْس عَروف: حامِلة صَبُور إِذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ، عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ، ويروى وابْتِحاح من البُحبُوحةِ، وهذا رواه ابن الأَعرابي.
ويقال: نزلت به مُصِيبة فوُجِد صَبوراً عَروفاً؛ قال الأَزهري: ونفسه عارِفة بالهاء مثله؛ قال عَنْترة: وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني، لا يُنْجِني منها الفِرارُ الأَسْرَعُ فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرَّةً، تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ تَرْسو: تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان؛ يقول: حَبَسْتُ نَفْساً عارِفةً أَي صابرة؛ ومنه قوله تعالى: وبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِر؛ وأَنشد ابن بري لمُزاحِم العُقَيْلي: وقفْتُ بها حتى تَعالَتْ بيَ الضُّحى، ومَلَّ الوقوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ المُّبرياتُ: التي في أُنوفِها البُرة، والعَوارِفُ: الصُّبُر.
ويقال: اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد؛ وأَنشد الفراء: أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ أَي تَعْرِف وتصْبر، وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر.
وعرَف بذَنْبه عُرْفاً واعْتَرَف: أَقَرَّ.
وعرَف له: أَقر؛ أَنشد ثعلب: عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمةً، تَسْعى مع الأَتْرابِ في إتْبِ وقال أعرابي: ما أَعْرِفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به.
وفي حديث عمر: أَطْرَدْنا المعترِفين؛ هم الذين يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب عليهم فيه الحدّ والتعْزيز. يقال: أَطْرَدَه السلطان وطَرَّده إذا أَخرجه عن بلده، وطرَدَه إذا أَبْعَده؛ ويروى: اطْرُدُوا المعترفين كأَنه كره لهم ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم.
والعُرْفُ: الاسم من الاعْتِرافِ؛ ومنه قولهم: له عليّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً، وهو توكيد.
ويقال: أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته من أَنا؛ قال مُزاحِمٌ العُقَيْلي: فاسْتَعْرِفا ثم قُولا: إنَّ ذا رَحِمٍ هَيْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا فإنْ بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفانِ بها، يوماً، فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا والمَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر.
والعُرْفُ: ضدّ النُّكْر. يقال: أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً.
والمَعْروف والعارفةُ: خلاف النُّكر.
والعُرْفُ والمعروف: الجُود، وقيل: هو اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه؛ وحرَّك الشاعر ثانيه فقال: إنّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمِلاً للخَيْرِ، يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفا والمَعْروف: كالعُرْف.
وقوله تعالى: وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً، أَي مصاحباً معروفاً؛ قال الزجاج: المعروف هنا ما يُستحسن من الأَفعال.
وقوله تعالى: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف، قيل في التفسير: المعروف الكسْوة والدِّثار، وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده إذا كانت والدته، لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها، وحقُّ كل واحد منهما أَن يأْتمر في الولد بمعروف.
وقوله عز وجل: والمُرْسَلات عُرْفاً؛ قال بعض المفسرين فيها: إنها أُرْسِلَت بالعُرف والإحسان، وقيل: يعني الملائكة أُرسلوا للمعروف والإحسان.
والعُرْفُ والعارِفة والمَعروفُ واحد: ضد النكر، وهو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه، وقيل: هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة. يقال: هو مُستعار من عُرْف الفرس أَي يتتابَعون كعُرْف الفرس.
وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ: جاؤوا كأَنَّهم عُرْف أَي يتْبَع بعضهم بعضاً، وقرئت عُرْفاً وعُرُفاً والمعنى واحد، وقيل: المرسلات هي الرسل.
وقد تكرَّر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسم جامع لكل ما عُرف ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندَب إليه الشرعُ ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي أَمْر مَعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه.
والمعروف: النَّصَفةُ وحُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس، والمُنكَر: ضدّ ذلك جميعه.
وفي الحديث: أَهل المعروف في الدنيا هم أَهل المعروف في الآخرة أَي مَن بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه جزاء مَعروفه في الآخرة، وقيل: أَراد مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ الحُدود فيَشفع فيهم شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة.
وروي عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في معناه قال: يأْتي أَصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم بمعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة، فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة؛ وقوله أَنشده ثعلب: وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه، إذا لم يَزِدْه الشَّيْبُ، حِينَ يَشِيبُ قال ابن سيده: قد يكون من المعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المعروف الذي هو الجود.
ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده: قد هاجت مَعارِفُ فلان؛ ومَعارِفُه: ما كنت تَعْرِفُه من ضَنِّه بك، ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج النبات إذا يبس.
والعَرْفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة. يقال: ما أَطْيَبَ عَرْفَه وفي المثل: لا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء؛ قال ابن سيده: العَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة؛ قال: ثَناء كعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه، وليس له إلا بني خالِدٍ أَهْلُ وقال البُرَيق الهُذلي في النَّتن: فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذي الصُّماحِ، كما عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ وعَرَّفَه: طَيَّبَه وزَيَّنَه.
والتعْرِيفُ: التطْييبُ من العَرْف.
وقوله تعالى: ويُدخِلهم الجنة عرَّفها لهم، أَي طَيَّبها؛ قال الشاعر يمدح رجلاً: عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ يقول: كما عَرُفَ الإتْبُ وهو البقِيرُ. قال الفراء: يعرفون مَنازِلهم إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَعْرَف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله؛ قال الأَزهري: هذا قول جماعة من المفسرين، وقد قال بعض اللغويين عرَّفها لهم أَي طيَّبها. يقال: طعام معرَّف أَي مُطيَّب؛ قال الأَصمعي في قول الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين: فتُدْخلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم، قال وقال بعضهم في قوله: عَرَّفها لهم؛ قال: هو وضعك الطعام بعضَه على بعض. ابن الأَعرابي: عَرُف الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب، وعَرِفَ إذا ترَكَ الطِّيب.
وفي الحديث: من فعل كذا وكذا لم يجد عَرْف الجنة أَي ريحَها الطيِّبة.
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة معروفة أَي طيّبة العَرْفِ، فأَما الذي ورد في الحديث: تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشدَّة، فإنَّ معناه أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فيما أَوْلاك من نِعمته، فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في الدنيا والآخرة.
وعرَّف طَعامه: أَكثر أُدْمَه.
وعرَّف رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه.
وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بعضُها خلْف بعض.
وعُرْف الدِّيك والفَرَس والدابة وغيرها: مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق، واستعمله الأَصمعي في الإنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه، والجمع أَعْراف وعُروف.
والمَعْرَفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية إلى المِنْسَج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العُرْف.
وأَعْرَفَ الفَرسُ: طال عُرفه، واعْرَورَفَ: صار ذا عُرف.
وعَرَفْتُ الفرس: جزَزْتُ عُرْفَه.
وفي حديث ابن جُبَير: ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَعْرَفة البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه من رَقَبته.
وسَنام أَعْرَفُ: طويل ذو عُرْف؛ قال يزيد بن الأَعور الشني: مُسْتَحْملاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى وناقة عَرْفاء: مُشْرِفةُ السَّنام.
وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه الجمال، وقيل لها عَرْفاء لطُول عُرْفها.
والضَّبُع يقال لها عَرْفاء لطول عُرفها وكثرة شعرها؛ وأَنشد ابن بري للشنْفَرَى: ولي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ، وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاء جَيأَلُ وقال الكميت: لها راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ منهما: أَبو جَعْدةَ العادِي، وعَرْفاء جَيْأَلُ وضَبُع عَرفاء: ذات عُرْف، وقيل: كثيرة شعر العرف.
وشيء أَعْرَفُ: له عُرْف.
واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ: تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له كالعُرف.
واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف؛ قال الهذلي يصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب: مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة، تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ (* قوله «الفلوّ» بالفاء المهر، ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين.) واعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ.
وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَعْراف وعِرَفَة (* قوله «وعرفة» كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح.) وقوله تعالى: وعلى الأَعْراف رِجال؛ الأَعراف في اللغة: جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج: الأَعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم، على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم: ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء، وقيل: ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة ضاحكة مُستبشرة؛ ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على أَهل الجنة وأَهل النار.
وجبَل أَعْرَفُ: له كالعُرْف.
وعُرْفُ الأَرض: ما ارتفع منها، والجمع أَعراف.
وأَعراف الرِّياح والسحاب: أَوائلها وأَعاليها، واحدها عُرْفٌ.
وحَزْنٌ أَعْرَفُ: مرتفع.
والأَعرافُ: الحَرْث الذي يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ.
والعَرْفةُ: قُرحة تخرج في بياض الكف.
وقد عُرِف، وهو مَعْروف: أَصابته العَرْفةُ.
والعُرْفُ: شجر الأُتْرُجّ.
والعُرف: النخل إذا بلغ الإطْعام، وقيل: النخلة أَوَّل ما تطعم.
والعُرْفُ والعُرَفُ: ضرب من النخل بالبحرَيْن.
والأعراف: ضرب من النخل أَيضاً، وهو البُرْشُوم؛ وأَنشد بعضهم: نَغْرِسُ فيها الزَّادَ والأَعْرافا، والنائحي مسْدفاً اسُدافا (* قوله «والنائحي إلخ» كذا بالأصل.) وقال أَبو عمرو: إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْف.
والعَرْفُ: نَبْت ليس بحمض ولا عِضاه، وهو الثُّمام.
والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في الرَّمْل، رمْلِ عالِج أَو رمال الدَّهْناء.
وقال أَبو حنيفة: العُرُفَّان جُنْدَب ضخم مثل الجَرادة له عُرف، ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ.
وعُرُفَّانُ: جبل.
وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ: اسم.
وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ: موضع بمكة، معرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ، ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا يقال العَرفةُ، ولا تدخله الأَلف واللام. قال سيبويه: عَرفاتٌ مصروفة في كتاب اللّه تعالى وهي معرفة، والدليل على ذلك قول العرب: هذه عَرفاتٌ مُبارَكاً فيها، وهذه عرفات حسَنةً، قال: ويدلك على معرفتها أَنك لا تُدخل فيها أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع، ولو كانت عرفاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ في غير موضع، قيل: سمي عَرفةَ لأَن الناس يتعارفون به، وقيل: سمي عَرفةَ لأَن جبريل، عليه السلام، طاف بإبراهيم، عليه السلام، فكان يريه المَشاهِد فيقول له: أَعرفْتَ أَعرفت؟ فيقول إبراهيم: عرفت عرفت، وقيل: لأَنّ آدم، صلى اللّه على نبينا وعليه السلام، لما هبط من الجنة وكان من فراقه حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَفها وعرَفَتْه.
والتعْريفُ: الوقوف بعرفات؛ ومنه قول ابن دُرَيْد: ثم أَتى التعْريفَ يَقْرُو مُخْبِتاً تقديره ثم أَتى موضع التعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه.
وعَرَّف القومُ: وقفوا بعرفة؛ قال أَوْسُ بن مَغْراء: ولا يَريمون للتعْرِيفِ مَوْقِفَهم حتى يُقال: أَجيزُوا آلَ صَفْوانا (* قوله «صفوانا» هو هكذا في الأصل، واستصوبه المجد في مادة صوف راداً على الجوهري.) وهو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات.
وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ثم مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُعَرَّفِ، يريد بعد الوُقوف بعرفةَ.
والمُعَرَّفُ في الأَصل: موضع التعْريف ويكون بمعنى المفعول. قال الجوهري: وعَرَفات موضع بِمنًى وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع، قال الفراء: ولا واحد له بصحة، وقول الناس: نزلنا بعَرفة شَبيه بمولَّد، وليس بعربي مَحْض، وهي مَعْرِفة وإن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد، وخالف الزيدِين، تقول: هؤلاء عرفاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكِرة وهي مصروفة، قال اللّه تعالى: فإذا أَفَضْتُم من عَرفاتٍ؛ قال الأَخفش: إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين ومسلمون لأنه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به تُرِك على حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ وعاناتٍ وعُرَيْتِنات والعُرَفُ: مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ صارةَ.
والعُرُفُ: موضع، وقيل جبل؛ قال الكميت: أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ، وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ (* قوله «أهاجك» في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك.) واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله العُرْف.
والعُرُفُ: الرمل المرتفع؛ قال: وهو مثل عُسْر وعُسُر، وكذلك العُرفةُ، والجمع عُرَف وأَعْراف.
والعُرْفَتانِ: ببلاد بني أَسد؛ وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل: وما كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهم، ولا حين جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَيَّبا فليس عرَّف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لمكان الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء.
ومَعْروف: اسم فرس الزُّبَيْر بن العوّام شهد عليه حُنَيْناً.
ومعروف أَيضاً: اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من بني أَسد؛ وفيه يقول: أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عليهم كأَنه، إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ ومَعْرُوف: وادٍ لهم؛ أَنشد أَبو حنيفة: وحتى سَرَتْ بَعْدَ الكَرى في لَوِيِّهِ أَساريعُ مَعْروفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ وذكر في ترجمة عزف: أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت الأَنصار يوم بُعاث، قال: وتروى بالراء المهملة أَي تَفاخَرَتْ.

يدي (لسان العرب) [0]


اليَدُ: الكَفُّ، وقال أَبو إِسحق: اليَدُ من أَطْراف الأَصابع إِلى الكف، وهي أُنثى محذوفة اللام، وزنها فَعْلٌ يَدْيٌ، فحذفت الياء تخفيفاً فاعْتَقَبت حركة اللام على الدال، والنسَبُ إِليه على مذهب سيبويه يَدَوِيٌّ، والأَخفش يخالفه فيقول: يَدِيٌّ كَنَدِيٍّ، والجمع أَيْدٍ، على ما يغلب في جمع فَعْلٍ في أَدْنى العَدَد. الجوهريّ: اليَدُ أَصلها يَدْيٌ على فَعْل، ساكنة العين، لأَن جمعها أَيْدٍ ويُدِيٌّ، وهذا جمع فَعْلٍ مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُل إِلا في حروف يسيرة معدودة مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعصاً وأَعْصٍ، وقد جمعت الأَيْدي في الشعر على أَيادٍ؛ قال جندل بن المثنى الطُّهَوِيّ:كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، . . . أكمل المادة قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكارِعَ؛قال ابن بري: ومثله قول الآخر: فأَمَّا واحداً فكفاكَ مِثْلي، فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها الأَيادِي؟ (* قوله «واحداً» هو بالنصب في الأصل هنا وفي مادة طوح من المحكم، والذي وقع في اللسان في طوح: واحد، بالرفع.) وقال ابن سيده: أَيادٍ جمع الجمع؛ وأَنشد أَبو الخطاب: ساءها ما تَأَمَّلَتْ في أَيادِيـ ـنا وإِشناقَها إِلى الأَعْناقِ (* قوله« واشناقها» ضبط في الأصل بالنصب على أن الواو للمعية، وقع في شنق مضبوطاً بالرفع.) وقال ابن جني: أَكثر ما تستعمل الأَيادي في النِّعم لا في الأَعْضاء. أَبو الهيثم: اليَدُ اسم على حرفين، وما كان من الأَسامي على حرفين وقد حذف منه حرف فلا يُردّ إِلا في التصغير أَو فى التثنية أَو الجمع، وربما لم يُردَّ في التثنية، ويثنى على لفظ الواحد.
وقال بعضهم: واحد الأَيادي يَداً كما ترى مثل عَصاً ورَحاً ومَناً، ثم ثَنَّوْا فقالوا يَدَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ؛ وأَنشد: يَدَيان بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ قدْ يَمْنَعانِك بَيْنُهمْ أَن تُهْضَما ويروى: عند مُحَرِّق؛ قال ابن بري: صوابه كما أَنشده السيرافي وغيره: قد يَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا قال أَبو الهيثم: وتجمع اليَدُ يَدِيّاً مثل عَبْدٍ وعَبيدٍ، وتجمع أَيْدِياً ثم تجمع الأَيْدي على أَيْدِينَ، ثم تجمع الأَيْدي أَيادِيَ؛ وأَنشد: يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأَيْدِينا بَحْثَ المُضِلاَّت لما يَبْغِينا وتصغر اليَدُ يُدَيَّةً؛ وأَما قوله أَنشده سيبويه لمضَرِّس ابن رِبْعِي الأَسدي: فطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ، دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا فإِنه احتاج إِلى حذف الياء فحذفها وكأَنه توهّم التنكير في هذا فشبه لام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأَشياء من خواص الأَسماء، فحذفت الياء لأَجل اللام كما تحذفها لأَجل التنوين؛ ومثله قول الآخر: لا صُلْحَ يَيْني، فاعْلَمُوه، ولا بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِي سَيْفِي، وما كُنَّا بنَجْدٍ، وما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قال الجوهري: وهذه لغة لبعض العرب يحذفون الياء من الأَصل مع الأَلف واللام فيقولون في المُهْتَدِي المُهْتَدِ، كما يحذفونها مع الإِضافة في مثل قول خفاف بن ندبة: كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ، ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ أَراد كنواحي، فحذف الياء لَمَّا أَضاف كما كان يحذفها مع التنوين، والذاهب منها الياء لأَن تصغيرها يُدَيَّةٌ، بالتشديد، لاجتماع الياءين؛ قال ابن بري: وأَنشد سيبويه بيت خفاف: ومَسَحْتِ، بكسر التاء، قال: والصحيح أَن حذف الياء في البيت لضرورة الشعر لا غير، قال: وكذلك ذكره سيبويه، قال ابن بري: والدليل على أَنَّ لام يَدٍ ياء قولهم يَدَيْتُ إِليه يَداً، فأَما يُدَيَّةٌ فلا حجة فيها لأَنها لو كانت في الأَصل واواً لجاء تصغيرها يُدَيَّةً كما تقول في غَرِيَّة غُرَيَّةً، وبعضهم يقول لذي الثُّدَيَّةِ ذو اليُدَيَّةِ، وهو المقتول بنَهْرَوانَ.
وذو اليَدَيْن: رجل من الصحابة يقال سمي بذلك لأَنه كان يَعمل بيديه جميعاً، وهو الذي قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نَسِيتَ؟ ورجل مَيْدِيٌّ أَي مقطوع اليد من أَصلها.
واليُداء: وجع اليد. اليزيدي: يَدِيَ فلان من يَدِه أَي ذَهَبَتْ يدُه ويَبِسَتْ. يقال: ما له يَدِيَ من يَده، وهو دعاء عليه، كما يقال تَرِبَتْ يَداه؛ قال ابن بري: ومنه قول الكميت: فأَيٌّ ما يَكُنْ يَكُ، وَهْوَ مِنَّا بأَيْدٍ ما وبَطْنَ ولا يَدِينا (*قوله« فأي» الذي في الاساس: فأياً، بالنصب.) وبَطْنَ: ضَعُفْنَ ويَدِينَ: شَلِلْنَ. ابن سيده: يَدَيْتُه ضربت يدَه فهو مَيْدِيٌّ.
ويُدِيَ: شَكا يَدَه، على ما يَطَّرِد في هذا النحو. الجوهريّ: يَدَيْتُ الرجل أَصَبْتُ يَده فهو مَيْدِيٌّ، فإِن أَردت أَنك اتخذت عنده يَداً قلت أَيْدَيْت عنده يداً، فأَنا مُودٍ، وهو مُودًى إِليه، ويَدَيْتُ لغة؛ قال بعض بني أَسد: يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهّبٍ، بأَسْفَلِ ذِي الجِذاةِ، يَدَ الكَريمِ قال شمر: يَدَيْتُ اتخذت عنده يَداً؛ وأَنشد لابن أَحمر: يَدٌ ما قد يَدَيْتُ على سُكَينٍ وعَبْدِ اللهِ، إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ قال: يَدَيْت اتخذت عنده يَداً.
وتقول إِذا وقَع الظَّبْيُ في الحِبالةِ: أَمَيْدِيٌّ أَم مَرْجُولٌ أَي أَوْقَعَتْ يدهُ في الحِبالةِ أَم رِجْلُه؟ ابن سيده: وأَما ما روي من أَنَّ الصدقة تقع في يَد الله فتأَويله أَنه يَتَقبَّلُ الصَّدَقة ويُضاعِفُ عليها أَي يزيد: وقالوا: قَطَعَ اللهُ أَدَيْه، يريدون يَدَيه، أَبدلوا الهمزة من الياء، قال: ولا نعلمها أُبدلت منها على هذه الصورة إِلا في هذه الكلمة، وقد يجوز أَن يكون ذلك لغة لقلة إِبدال مثل هذا.
وحكى ابن جني عن أَبي عليّ: قَطَعَ الله أَدَه، يريدُون يَدَه، قال: وليس بشيء.قال ابن سيده: واليَدا لغة في اليَدِ، جاء متمماً على فَعَلٍ؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد: يا رُبَّ سارٍ سارَ ما تَوَسَّدا إِلاَّ ذِراعَ العَنْسِ، أَو كفَّ اليَدا وقال آخر: قد أَقْسَمُوا لا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً حتى تَمُدَّ إِليهمُ كَفَّ اليَدا قال ابن بري: ويروى لا يمنحونك بَيْعةً، قال: ووجه ذلك أَنه ردّ لام الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردّ الآخرلام دم إِليه عند الضرورة، وذلك في قوله: فإِذا هِي بِعِظامٍ ودَمَا وامرأَةٌ يَدِيَّةٌ أَي صنَاعٌ، وما أَيْدَى فلانةَ، ورجل يَدِيٌّ.
ويَدُ القَوْسِ: أَعلاها على التشبيه كما سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلاً، وقيل: يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلُها، وقيل: يَدُها ما عَلا عن كَبِدِها، وقال أَبو حنيفة: يَدُ القَوْسِ السِّيةُ اليُمْنى؛ يرويه عن أَبي زياد الكلابي.
ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه على التمثيل: ويَدُ الرَّحَى: العُود الذي يَقْبِض عليه الطَّاحِنُ.
واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد، والجمع أَيدٍ، وأَيادٍ جمع الجمع، كما تقدم في العُضْوِ، ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ في النعمة خاصّة؛ قال الأَعشى: فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالِحٍ، فإِنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما ويروى: يَدِيّاً، وهي رواية أَبي عبيد فهو على هذه الرواية اسم للجمع، ويروى: إِلا بنِعْمةٍ.
وقال الجوهري في قوله يَدِيّاً وأَنْعُما: إِنما فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات، قال: ولك أَن تضمها، وتجمع أَيضاً على أَيْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم: تَكُنْ لك في قَوْمِي يَدٌ يَشْكُونها، وأَيْدِي النَّدَى في الصالحين قُرُوضُ قال ابن بري في قوله: فلَنْ أَذْكُرَ النعمان إِلا بصالح البيت لضَمْرةَ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلي؛ وبعده: تَرَكْتَ بَني ماء السماء وفِعْلَهُم، وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما قال ابن بري: ويَدِيٌّ جمع يَدٍ، وهو فَعِيلٌ مثل كلْب وكَلِيب وعَبْد وعَبيد، قال: ولو كان يَدِيٌّ في قول الشاعر يَدِيّاً فُعُولاً في الأصل لجاز فيه الضم والكسر، قال: وذلك غير مسموع فيه.
ويَدَيْتُ إِليه يَداً وأَيْدَيْتُها: صَنَعْتها.
وأَيْدَيْتُ عنده يداً في الإِحسان أَي أَنْعَمْت عليه.
ويقال: إِنَّ فلاناً لذو مال يَيْدِي به ويَبُوع به أَي يَبْسُط يَدَه وباعه.
ويادَيْتُ فلاناً: جازَيْتُه يداً بيد، وأَعطيته مُياداةً أَي من يدِي إِلى يده.الأَصمعي: أَعطيته مالاً عن ظهر يد، يعني تفضلاً ليس من بيع ولا قَرْض ولا مُكافأَة. الليث: اليَدُ النِّعْمةُ السابغةُ.
ويَدُ الفأْسِ ونحوِها: مَقْبِضُها.
ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها.
ويدُ الدَّهْر: مَدُّ زمانه.
ويدُ الرِّيحِ: سُلْطانُها؛ قال لبيد: نِطافٌ أَمرُها بِيَدِ الشَّمال لَمَّا مَلَكَتِ الريحُ تصريف السَّحاب جُعل لها سُلطان عليه.
ويقال: هذه الصنعة في يَدِ فلان أَي في مِلْكِه، ولا يقال في يَدَيْ فلان. الجوهري: هذا الشيء في يَدِي أَي في مِلْكي.
ويَدُ الطائر: جَناحُه.
وخَلَعَ يدَه عن الطاعة: مثل نزَعَ يدَه، وأَنشد: ولا نازِعٌ مِن كلِّ ما رابَني يَدا قال سيبويه: وقالوا بايَعْتُه يَداً بيَدٍ، وهي من الأَسماء الموضوعة مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قلت نَقْداً، ولا ينفرد لأَنك إِنما تريد أَخذَ مني وأَعْطاني بالتعجيل، قال: ولا يجوز الرفع لأَنك لا تخبر أَنك بايَعْتَه ويدُك في يَدِه.
واليَدُ: القُوَّةُ.
وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه.
وما لي بفلان يَدانِ أَي طاقةٌ.
وفي التنزيل العزيز: والسَّماءَ بَنَيْناها بأَيْدٍ؛ قال ابن بري: ومنه قول كعب بن سعد الغَنَويِّ: فاعمِدْ لِما يَعْلُو، فما لكَ بالذي لا تستَطِيعُ من الأُمورِ يَدانِ وفي التنزيل العزيز: مما عملت أَيدينا، وفيه: بما كسَبَتْ أَيدِيكم.
وقول سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم: المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم ويَسْعَى بذِمَّتهم أَدْناهم وهم يَدٌ على مَن سِواهم أَي كَلِمَتُهم واحدة، فبعضُهم يُقوِّي بَعْضاً، والجمع أَيْدٍ، قال أَبو عبيد: معنى قوله يَدٌ على مَن سواهم أَي هم مجتمعون على أَعدائِهم وأَمرُهم واحد، لا يَسَعُهم التَّخاذُل بل يُعاوِنُ بعضُهم بعضاً، وكَلِمَتُهم ونُصْرَتُهم واحدةٌ على جميع المِلَلِ والأَدْيانِ المُحاربةِ لهم، يتَعاوَنون على جميعهم ولا يَخْذُل بعضُهم بعضاً، كأَنه جعل أَيْدِيَهم يَداً واحدةً وفِعْلَهم فِعْلاً واحداً.
وفي الحديث: عليكم بالجماعةِ فإِنَّ يدَ اللهِ على الفُسْطاطِ؛ الفُسْطاطُ: المِصْرُ الجامِعُ، ويَدُ اللهِ كناية عن الحِفظ والدِّفاع عن أَهل المصر، كأَنهم خُصُّوا بواقِيةِ اللهِ تعالى وحُسْنِ دِفاعِه؛ ومنه الحديث الآخر: يَدُ اللهِ على الجَماعةِ أَي أَنَّ الجماعة المُتَّفِقةَ من أَهل الإِسلام في كَنَفِ اللهِ، ووِقايَتُه فَوْقَهم، وهم بَعِيد من الأَذَى والخوْف فأَقِيموا بين ظَهْر انَيهِمْ.
وقوله في الحديث: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلى؛ العُلْيا المُعْطِيةُ، وقيل: المُتَعَفِّفَةُ، والسُّفْلى السائلةُ، وقيل: المانِعةُ.
وقوله، صلى الله عليه وسلم، لنسائه: أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يَداً؛ كَنَى بطُولِ اليد عن العَطاء والصَّدَقةِ. يقال: فلان طَوِيلُ اليَدِ وطويلُ الباعِ إِذا كان سَمْحاً جَواداً.
وكانت زينب تُحِبُّ الصَّدقة وهي ماتت قَبْلَهنَّ.
وحديث قَبِيصةَ: ما رأَيتُ أَعْطَى للجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَة أَي عن إِنْعامٍ ابتداء من غيرِ مكافأََةٍ.
وفي التنزيل العزيز: أُولي الأَيدي والأَبْصار؛ قيل: معناه أُولي القُوَّة والعقول.
والعرب تقول: ما لي به يَدٌ أَي ما لي به قُوَّة، وما لي به يَدانِ، وما لهم بذلك أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ، ولهم أَيْدٍ وأَبْصار وهم أُولُو الأَيْدي والأَبْصار.
واليَدُ: الغِنَى والقُدْرةُ، تقول: لي عليه يَدٌ أَي قُدْرة. ابن الأَعرابي: اليَدُ النِّعْمةُ، واليَدُ القُوَّةُ، واليَدُ القُدْرة، واليَدُ المِلْكُ، واليَدُ السُلْطانُ، واليَدُ الطاعةُ، واليَدُ الجَماعةُ، واليَدُ الأَكْلُ؛ يقال: ضَعْ يدَكَ أَي كُلْ، واليَدُ النَّدَمُ، ومنه يقال: سُقِط في يده إِذا نَدِمَ، وأُسْقِطَ أَي نَدِمَ.
وفي التنزيل العزيز: ولما سُقِطَ في أَيديهم؛ أَي نَدِمُوا، واليَدُ الغِياثُ، واليَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ، واليَدُ الاسْتِسلامُ، واليدُ الكَفالةُ في الرَّهْن؛ ويقال للمعاتِب: هذه يدي لكَ.
ومن أَمثالهم: لِيَدٍ ما أَخَذتْ؛ المعنى من أَخذ شيئاً فهو له.
وقولهم: يدي لكَ رَهْنٌ بكذا أَي ضَمِنْتُ ذلك وكَفَلْتُ به.
وقال ابن شميل: له عليَّ يَدٌ، ولا يقولون له عندي يدٌ؛ وأَنشد: له عليَ أَيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها، وإِنما الكُفْرُ أَنْ لا تُشْكَرَ النِّعَمُ قال ابن بزرج: العرب تشدد القوافي وإِن كانت من غير المضاعف ما كان من الياء وغيره؛ وأَنشد: فجازُوهمْ بما فَعَلُوا إِلَيْكُمْ، مُجازاةَ القُرُومِ يَداً بيَدِّ تَعالَوْا يا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ، إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَحَدِّي وقال ابن هانئ: من أَمثالهم: أَطاعَ يَداً بالقَوْدِ فهو ذَلُولُ إِذا انْقادَ واستسلمَ.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال في مناجاته ربه وهذه يدي لك أَي اسْتَسْلَمَتُ إِليك وانْقَدْت لك، كما يقال في خلافِه: نزَعَ يدَه من الطاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله تعالى عنه: هذه يَدي لعَمَّار أَي أَنا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ بما شاء.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: مرَّ قومٌ من الشُّراة بقوم من أَصحابه وهم يَدْعُون عليهم فقالوا بِكُم اليَدانِ أَي حاقَ بكم ما تَدْعُون به وتَبْسطُون أَيْدِيَكم. تقول العرب: كانت به اليَدانِ أَي فَعَلَ اللهُ به ما يقولُه لي، وكذلك قولهم: رَماني من طُولِ الطَّوِيِّ وأَحاقَ اللهُ به مَكْرَه ورجَع عليه رَمْيُه، وفي حديثه الآخر: لما بلغه موت الأَشتر قال لليَدَيْنِ وللفَمِ؛ هذه كلمة تقال للرجل إِذا دُعِيَ عليه بالسُّوء، معناه كَبَّه الله لوجهه أَي خَرَّ إِلى الأَرض على يدَيه وفِيهِ؛ وقول ذي الرمة: أَلا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بذِكْرِها، وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّحٌ في المَغارِب استعارةٌ واتساع، وذلك أَنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نحو الشيء ودَنَتْ إِليه دَلَّتْ على قُرْبها منه ودُنوِّها نحوَه، وإِنما أَراد قرب الثريا من المَغْربِ لأُفُولها فجعل لها أَيْدِياً جُنَّحاً نحوها؛ قال لبيد: حتى إِذا أَلْقَتْ يَداً في كافِرٍ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها يعني بدأَت الشمس في المَغِيب، فجعل للشمس يَداً إِلى المَغِيب لما أَراد أَن يَصِفَها بالغُروب؛ وأَصل هذه الاستعارة لثعلبة بن صُعَيْر المازني في قوله: فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينها في كافِرِ وكذلك أَراد لبيد أَن يُصرِّح بذكر اليمين فلم يمكنه.
وقوله تعالى: وقال الذين كفروا لَنْ نُؤْمِنَ بهذا القرآن ولا بالذي بين يَدَيْهِ؛ قال الزجاج: أَراد بالذي بين يديه الكُتُبَ المُتَقَدِّمة، يعنون لا نُؤمن بما أَتى به محمد،صلى الله عليه وسلم، ولا بما أَتَى به غيرُه من الأَنبياء، عليهم الصلاة والسلام.
وقوله تعالى: إِنْ هُو إِلاّ نَذِيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ؛ قال الزجاج: يُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَيْتُم لَقِيتُم عذاباً شديداً.
وفي التنزيل العزيز: فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم: قال أَبو عبيدة: تركوا ما أُمِرُوا به ولم يُسْلِمُوا؛ وقال الفراء: كانوا يُكَذِّبونهم ويردّون القول بأَيديهم إِلى أَفْواهِ الرسل، وهذا يروى عن مجاهد، وروي عن ابن مسعود أَنه قال في قوله عز وجل: فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم؛ عَضُّوا على أَطْرافِ أَصابعهم؛ قال أَبومنصور: وهذا من أَحسن ما قيل فيه، أَراد أَنهم عَضُّوا أَيْدِيَهم حَنَقاً وغَيْظاً؛ وهذا كما قال الشاعر: يَرُدُّونَ في فِيهِ عَشْرَ الحَسُود يعني أَنهم يَغِيظُون الحَسُودَ حتى يَعَضَّ على أَصابِعه؛ونحو ذلك قال الهذلي: قَدَ افْنَى أَنامِلَه أَزْمُه، فأَمْسَى يَعَضُّ عَليَّ الوَظِيفا يقول: أَكل أَصابِعَه حتى أَفْناها بالعَضِّ فصارَ يَعَضُ وَظِيفَ الذراع. قال أَبو منصور: واعتبار هذا بقوله عز وجل: وإِذا خَلَوْا عَضُّوا عليكم الأَنامِلَ من الغَيْظِ.
وقله في حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: قد أَخْرَجْتُ عِباداً لِي لا يَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ أَي لا قُدْرَةَ ولا طاقَة. يقال: ما لي بهذا الأَمر يَدٌ ولا يَدانِ لأَن المُباشَرةَ والدِّفاعَ إِنما يكونان باليَدِ، فكأَنَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لعجزه عن دَفْعِه. ابن سيده: وقولهم لا يَدَيْنِ لك بها، معناه لا قُوّة لك بها، لم يحكه سيبويه إِلا مُثنى؛ ومعنى التثنية هنا الجمع والتكثير كقول الفرزدق: فكُلُّ رَفِيقَي كُلّ رَحْلٍ قال: ولا يجوز أَن تكون الجارحة هنا لأَن الباء لا تتعلق إِلا بفعل أَو مصدر.
ويقال: اليَدُ لفلان على فلان أَي الأَمْرُ النافِذُ والقَهْرُ والغَلَبةُ، كما تقول: الرِّيحُ لفلان.
وقوله عز وجل: حتى يُعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ؛ قيل: معناه عن ذُلٍّ وعن اعْتِرافٍ للمسلمين بأَن أَيْدِيَهم فوق أَيْدِيهم، وقيل: عن يَدٍ أَي عن إِنْعام عليهم بذلك لأَنَّ قَبول الجِزْية وتَرْكَ أَنْفُسهم عليهم نِعمةٌ عليهم ويَدٌ من المعروف جَزِيلة، وقيل: عن يَدٍ أَي عن قَهْرٍ وذُلٍّ واسْتِسْلام، كما تقول: اليَدُ في هذا لفلان أَي الأَمرُ النافِذُ لفُلان.
وروي عن عثمان البزي عن يَدٍ قال: نَقْداً عن ظهر يد ليس بنسِيئه.
وقال أَبو عبيدة: كلُّ مَن أَطاعَ لمن قهره فأَعطاها عن غير طيبةِ نَفْسٍ فقد أَعطاها عن يَدٍ، وقال الكلبي عن يَدٍ قال: يمشون بها، وقال أَبو عبيد: لا يَجِيئون بها رُكباناً ولا يُرْسِلُون بها.
وفي حديث سَلْمانَ: وأَعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ، إِنْ أُرِيد باليدِ يَدُ المُعْطِي فالمعنى عن يَدٍ مُواتِيةٍ مُطِيعة غير مُمْتَنِعة، لأَن من أَبى وامتنع لم يُعطِ يَدَه، وإِن أُريد بها يَدُ الآخذ فالمعنى عن يَد قاهرة مستولية أَو عن إِنعام عليهم، لأَنَّ قبول الجِزْيةِ منهم وترك أَرْواحِهم لهم نِعْمةٌ عليهم.
وقوله تعالى: فجعلناها نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفَها؛ ها هذه تَعُود على هذه الأُمَّة التي مُسِخَت، ويجوز أَن تكون الفَعْلة، ومعنى لما بين يديها يحتمل شيئين: يحتمل أَن يكون لما بين يَدَيْها للأُمم التي بَرَأَها وما خَلْفها للأُمم التي تكون بعدها، ويحتمل أَن يكون لِما بين يديها لما سَلَفَ من ذنوبها، وهذا قول الزجاج.
وقول الشيطان: ثم لآتِيَنَّهم من بينِ أَيْديهِم ومن خلفهم؛ أَي لأُغُوِيَنَّهم حتى يُكَذِّبوا بما تَقَدَّمَ ويكذِّبوا بأَمر البعث، وقيل: معنى الآية لآتِيَنَّهم من جميع الجِهات في الضَّلال، وقيل: مِن بينِ أَيْدِيهِم أَي لأُضِلَّنَّهم في جميع ما تقدَّم ولأُضِلَّنَّهم في جميع ما يُتَوقَّع؛ وقال الفراء: جعلناها يعني المسخة جُعِلت نَكالاً لِما مَضَى من الذُّنوب ولما تَعْمَل بَعْدَها.
ويقال: بين يديك كذا لكل شيء أَمامَك؛ قال الله عز وجل: مِن بينِ أَيْدِيهِم ومِن خَلْفِهم.
ويقال: إِنَّ بين يَدَيِ الساعة أَهْوالاً أَي قُدَّامَها.
وهذا ما قَدَّمَتْ يَداكَ وهو تأْكيد، كما يقال هذا ما جَنَتْ يَداك أَي جَنَيْته أَنت إلا أَنك تُؤَكِّد بها.
ويقال: يَثُور الرَّهَجُ بين يَدي المطر، ويَهِيجُ السِّباب بين يدي القِتال.
ويقال: يَدِيَ فلان مِن يَدِه إِذا شَلَّتْ.
وقوله عز وجل: يَدُ اللهِ فوق أَيْديهم؛ قال الزجاج: يحتمل ثلاثة أَوجه: جاء الوجهان في التفسير فأَحدهما يَدُ اللهِ في الوَفاء فوقَ أَيْديهم، والآخر يَدُ اللهِ في الثواب فوق أَيْديهم، والثالث، والله أَعلم، يَدُ اللهِ في المِنّةِ عليهم في الهِدايةِ فَوق أَيْديهم في الطاعة.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتِرِينَه بين أَيديهن وأَرْجُلِهِنَّ؛ أَي من جميع الجهات. قال: والأَفعال تُنْسَب إِلى الجَوارِح، قال: وسميت جَوارح لأَنها تَكْتسب.
والعرب تقول لمن عمل شيئاً يُوبَّخ به: يَداك أَوْ كَتا وفُوكَ نَفَخَ؛ قال الزجاج: يقال للرجل إِذا وُبِّخَ ذلك بما كَسَبَتْ يَداكَ، وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَنه يقال لكل من عَمِلَ عملاً كسَبَتْ يَداه لأَن اليَدَيْنِ الأَصل في التصرف؛ قال الله تعالى: ذلك بما كَسَبَتْ أَيْديكم؛ وكذلك قال الله تعالى: تَبَّتْ يدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. قال أَبو منصور: قوله ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَه بين أَيديهن وأَرجلهن، أَراد بالبُهْتان ولداً تحمله من غير زوجها فتقول هو من زوجها، وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأَن فرجها بين الرجلين وبطنها الذي تحمل فيه بين اليدين. الأَصمعي: يَدُ الثوب ما فَضَل منه إِذا تَعَطَّفْت والْتَحَفْتَ. يقال: ثوب قَصيرُ اليَدِ يَقْصُر عن أَن يُلْتَحَفَ به.
وثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: واسع؛ وأَنشد العجاج:بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ، وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ وقَمِيصٌ قصير اليدين أَي قصير الكمين.
وتقول: لا أَفعله يَدَ الدَّهْر أَي أَبداً. قال ابن بري: قال التَّوَّزِيُّ ثوب يَدِيٌّ واسع الكُمّ وضَيِّقُه، من الأَضداد؛ وأَنشد: عَيْشٌ يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِي ويقال: لا آتِيه يَدَ الدَّهْر أَي الدَّهْرَ؛ هذا قول أَبي عبيد؛ وقال ابن الأَعرابي: معناه لا آتيه الدهْرَ كله؛ قال الأَعشى: رَواحُ العَشِيِّ وَسَيْرُ الغُدُوّ، يَدا الدَّهْرِ، حتى تُلاقي الخِيارا (* قوله «رواح العشي إلخ» ضبطت الحاء من رواح في الأصل بما ترى.) الخِيار: المختارُ، يقع للواحد والجمع. يقال: رجل خِيارٌ وقومٌ خِيارٌ، وكذلك: لا آتيهِ يَدَ المُسْنَدِ أَي الدهرَ كله، وقد تقدَّم أَن المُسْنَدَ الدَّهْرُ.
ويدُ الرجل: جماعةُ قومه وأَنصارُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَعْطى فأَعْطاني يَداً ودارا، وباحَةً خَوَّلَها عَقارا الباحةُ هما: النخل الكثير.
وأَعطَيْتُه مالاً عن ظهر يَدٍ: يعني تفضُّلاً ليس من بيع ولا قَرْضٍ ولا مُكافأَةٍ.
ورجل يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: رفيقٌ.
ويَدِيَ الرجُلُ، فهو يَدٍ: ضعُفَ؛ قال الكميت: بأَيْدٍ ما وبَطْنَ وما يَدِينا ابن السكيت: ابتعت الغنم اليْدَيْنِ، وفي الصحاح: باليَدَيْنِ أَي بثمنين مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثمن وبعضُها بثمن آخر.
وقال الفراء: باعَ فلان غنَمه اليدانِ (* قوله« باع فلان غنمه اليدان» رسم في الأصل اليدان بالألف تبعاً للتهذيب.) ، وهو أَن يُسلِمها بيد ويأْخُذَ ثمنها بيد.
ولَقِيتُه أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شيء.
وحكى اللحياني: أَمّا أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ.
وذهب القومُ أَيدي سَبا أَي متفرّقين في كل وجه، وذهبوا أَيادِيَ سَبا، وهما اسمان جُعلا واحداً، وقيل: اليَدُ الطَّريقُ ههنا. يقال: أَخذ فلان يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طريق البحر.
وفي حديث الهجرة: فأَخَذَ بهم يَدَ البحر أَي طريق الساحل، وأَهلُ سبا لما مُزِّقوا في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى، فصاروا أَمثالاً لمن يتفرقون آخذين طُرُقاً مختلفة. رأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: قال أَبو العلاء المَعري قالت العرب افْتَرَقوا أَيادِيَ سبا فلم يهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشيء الواحد، وأَكثرهم لا ينوّن سبا في هذا الموضع وبعضهم ينوِّن؛ قال ذو الرمة: فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها أَيادِي سَباً عنها، وطالَ انْتِقالُها والمعنى أَن نِعَمَ سبا افترقت في كل أَوْبٍ، فقيل: تفرَّقوا أَيادِيَ سبا أي في كل وجه. قال ابن بري: قولهم أَيادِي سبا يُراد به نِعَمُهم.
واليَدُ: النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم، وقيل: اليَدُ هنا كناية عن الفِرْقة. يقال: أَتاني يَدٌ من الناس وعينٌ من الناس، فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا، وقيل: إِن أَهل سبا كانت يدُهم واحدة، فلما فَرَّقهم الله صارت يدُهم أَياديَ، قال: وقيل اليدُ هنا الطريق؛ يقال: أَخذ فلان يدَ بحر أَي طريق بَحرٍ، لأَن أَهل سبا لمَّا مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّى.
وفي الحديث: اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً يَداً ورِجْلاً رجْلاً فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشيطانُ بينهم في الشر؛ قال ابن الأَثير: أَي فَرِّقْ بينهم، ومنه قولهم: تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا في البلاد.
ويقال: جاءَ فلان بما أَدت يَدٌ إِلى يَدٍ، عنذ تأْكيد الإِخْفاق، وهو الخَيْبةُ.
ويقال للرجل يُدْعى عليه بالسوء: لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه.

يدي (لسان العرب) [0]


اليَدُ: الكَفُّ، وقال أَبو إِسحق: اليَدُ من أَطْراف الأَصابع إِلى الكف، وهي أُنثى محذوفة اللام، وزنها فَعْلٌ يَدْيٌ، فحذفت الياء تخفيفاً فاعْتَقَبت حركة اللام على الدال، والنسَبُ إِليه على مذهب سيبويه يَدَوِيٌّ، والأَخفش يخالفه فيقول: يَدِيٌّ كَنَدِيٍّ، والجمع أَيْدٍ، على ما يغلب في جمع فَعْلٍ في أَدْنى العَدَد. الجوهريّ: اليَدُ أَصلها يَدْيٌ على فَعْل، ساكنة العين، لأَن جمعها أَيْدٍ ويُدِيٌّ، وهذا جمع فَعْلٍ مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُل إِلا في حروف يسيرة معدودة مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعصاً وأَعْصٍ، وقد جمعت الأَيْدي في الشعر على أَيادٍ؛ قال جندل بن المثنى الطُّهَوِيّ:كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، . . . أكمل المادة قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكارِعَ؛قال ابن بري: ومثله قول الآخر: فأَمَّا واحداً فكفاكَ مِثْلي، فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها الأَيادِي؟ (* قوله «واحداً» هو بالنصب في الأصل هنا وفي مادة طوح من المحكم، والذي وقع في اللسان في طوح: واحد، بالرفع.) وقال ابن سيده: أَيادٍ جمع الجمع؛ وأَنشد أَبو الخطاب: ساءها ما تَأَمَّلَتْ في أَيادِيـ ـنا وإِشناقَها إِلى الأَعْناقِ (* قوله« واشناقها» ضبط في الأصل بالنصب على أن الواو للمعية، وقع في شنق مضبوطاً بالرفع.) وقال ابن جني: أَكثر ما تستعمل الأَيادي في النِّعم لا في الأَعْضاء. أَبو الهيثم: اليَدُ اسم على حرفين، وما كان من الأَسامي على حرفين وقد حذف منه حرف فلا يُردّ إِلا في التصغير أَو فى التثنية أَو الجمع، وربما لم يُردَّ في التثنية، ويثنى على لفظ الواحد.
وقال بعضهم: واحد الأَيادي يَداً كما ترى مثل عَصاً ورَحاً ومَناً، ثم ثَنَّوْا فقالوا يَدَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ؛ وأَنشد: يَدَيان بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ قدْ يَمْنَعانِك بَيْنُهمْ أَن تُهْضَما ويروى: عند مُحَرِّق؛ قال ابن بري: صوابه كما أَنشده السيرافي وغيره: قد يَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا قال أَبو الهيثم: وتجمع اليَدُ يَدِيّاً مثل عَبْدٍ وعَبيدٍ، وتجمع أَيْدِياً ثم تجمع الأَيْدي على أَيْدِينَ، ثم تجمع الأَيْدي أَيادِيَ؛ وأَنشد: يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأَيْدِينا بَحْثَ المُضِلاَّت لما يَبْغِينا وتصغر اليَدُ يُدَيَّةً؛ وأَما قوله أَنشده سيبويه لمضَرِّس ابن رِبْعِي الأَسدي: فطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ، دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا فإِنه احتاج إِلى حذف الياء فحذفها وكأَنه توهّم التنكير في هذا فشبه لام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأَشياء من خواص الأَسماء، فحذفت الياء لأَجل اللام كما تحذفها لأَجل التنوين؛ ومثله قول الآخر: لا صُلْحَ يَيْني، فاعْلَمُوه، ولا بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِي سَيْفِي، وما كُنَّا بنَجْدٍ، وما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قال الجوهري: وهذه لغة لبعض العرب يحذفون الياء من الأَصل مع الأَلف واللام فيقولون في المُهْتَدِي المُهْتَدِ، كما يحذفونها مع الإِضافة في مثل قول خفاف بن ندبة: كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ، ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ أَراد كنواحي، فحذف الياء لَمَّا أَضاف كما كان يحذفها مع التنوين، والذاهب منها الياء لأَن تصغيرها يُدَيَّةٌ، بالتشديد، لاجتماع الياءين؛ قال ابن بري: وأَنشد سيبويه بيت خفاف: ومَسَحْتِ، بكسر التاء، قال: والصحيح أَن حذف الياء في البيت لضرورة الشعر لا غير، قال: وكذلك ذكره سيبويه، قال ابن بري: والدليل على أَنَّ لام يَدٍ ياء قولهم يَدَيْتُ إِليه يَداً، فأَما يُدَيَّةٌ فلا حجة فيها لأَنها لو كانت في الأَصل واواً لجاء تصغيرها يُدَيَّةً كما تقول في غَرِيَّة غُرَيَّةً، وبعضهم يقول لذي الثُّدَيَّةِ ذو اليُدَيَّةِ، وهو المقتول بنَهْرَوانَ.
وذو اليَدَيْن: رجل من الصحابة يقال سمي بذلك لأَنه كان يَعمل بيديه جميعاً، وهو الذي قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نَسِيتَ؟ ورجل مَيْدِيٌّ أَي مقطوع اليد من أَصلها.
واليُداء: وجع اليد. اليزيدي: يَدِيَ فلان من يَدِه أَي ذَهَبَتْ يدُه ويَبِسَتْ. يقال: ما له يَدِيَ من يَده، وهو دعاء عليه، كما يقال تَرِبَتْ يَداه؛ قال ابن بري: ومنه قول الكميت: فأَيٌّ ما يَكُنْ يَكُ، وَهْوَ مِنَّا بأَيْدٍ ما وبَطْنَ ولا يَدِينا (*قوله« فأي» الذي في الاساس: فأياً، بالنصب.) وبَطْنَ: ضَعُفْنَ ويَدِينَ: شَلِلْنَ. ابن سيده: يَدَيْتُه ضربت يدَه فهو مَيْدِيٌّ.
ويُدِيَ: شَكا يَدَه، على ما يَطَّرِد في هذا النحو. الجوهريّ: يَدَيْتُ الرجل أَصَبْتُ يَده فهو مَيْدِيٌّ، فإِن أَردت أَنك اتخذت عنده يَداً قلت أَيْدَيْت عنده يداً، فأَنا مُودٍ، وهو مُودًى إِليه، ويَدَيْتُ لغة؛ قال بعض بني أَسد: يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهّبٍ، بأَسْفَلِ ذِي الجِذاةِ، يَدَ الكَريمِ قال شمر: يَدَيْتُ اتخذت عنده يَداً؛ وأَنشد لابن أَحمر: يَدٌ ما قد يَدَيْتُ على سُكَينٍ وعَبْدِ اللهِ، إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ قال: يَدَيْت اتخذت عنده يَداً.
وتقول إِذا وقَع الظَّبْيُ في الحِبالةِ: أَمَيْدِيٌّ أَم مَرْجُولٌ أَي أَوْقَعَتْ يدهُ في الحِبالةِ أَم رِجْلُه؟ ابن سيده: وأَما ما روي من أَنَّ الصدقة تقع في يَد الله فتأَويله أَنه يَتَقبَّلُ الصَّدَقة ويُضاعِفُ عليها أَي يزيد: وقالوا: قَطَعَ اللهُ أَدَيْه، يريدون يَدَيه، أَبدلوا الهمزة من الياء، قال: ولا نعلمها أُبدلت منها على هذه الصورة إِلا في هذه الكلمة، وقد يجوز أَن يكون ذلك لغة لقلة إِبدال مثل هذا.
وحكى ابن جني عن أَبي عليّ: قَطَعَ الله أَدَه، يريدُون يَدَه، قال: وليس بشيء.قال ابن سيده: واليَدا لغة في اليَدِ، جاء متمماً على فَعَلٍ؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد: يا رُبَّ سارٍ سارَ ما تَوَسَّدا إِلاَّ ذِراعَ العَنْسِ، أَو كفَّ اليَدا وقال آخر: قد أَقْسَمُوا لا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً حتى تَمُدَّ إِليهمُ كَفَّ اليَدا قال ابن بري: ويروى لا يمنحونك بَيْعةً، قال: ووجه ذلك أَنه ردّ لام الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردّ الآخرلام دم إِليه عند الضرورة، وذلك في قوله: فإِذا هِي بِعِظامٍ ودَمَا وامرأَةٌ يَدِيَّةٌ أَي صنَاعٌ، وما أَيْدَى فلانةَ، ورجل يَدِيٌّ.
ويَدُ القَوْسِ: أَعلاها على التشبيه كما سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلاً، وقيل: يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلُها، وقيل: يَدُها ما عَلا عن كَبِدِها، وقال أَبو حنيفة: يَدُ القَوْسِ السِّيةُ اليُمْنى؛ يرويه عن أَبي زياد الكلابي.
ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه على التمثيل: ويَدُ الرَّحَى: العُود الذي يَقْبِض عليه الطَّاحِنُ.
واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد، والجمع أَيدٍ، وأَيادٍ جمع الجمع، كما تقدم في العُضْوِ، ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ في النعمة خاصّة؛ قال الأَعشى: فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالِحٍ، فإِنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما ويروى: يَدِيّاً، وهي رواية أَبي عبيد فهو على هذه الرواية اسم للجمع، ويروى: إِلا بنِعْمةٍ.
وقال الجوهري في قوله يَدِيّاً وأَنْعُما: إِنما فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات، قال: ولك أَن تضمها، وتجمع أَيضاً على أَيْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم: تَكُنْ لك في قَوْمِي يَدٌ يَشْكُونها، وأَيْدِي النَّدَى في الصالحين قُرُوضُ قال ابن بري في قوله: فلَنْ أَذْكُرَ النعمان إِلا بصالح البيت لضَمْرةَ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلي؛ وبعده: تَرَكْتَ بَني ماء السماء وفِعْلَهُم، وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما قال ابن بري: ويَدِيٌّ جمع يَدٍ، وهو فَعِيلٌ مثل كلْب وكَلِيب وعَبْد وعَبيد، قال: ولو كان يَدِيٌّ في قول الشاعر يَدِيّاً فُعُولاً في الأصل لجاز فيه الضم والكسر، قال: وذلك غير مسموع فيه.
ويَدَيْتُ إِليه يَداً وأَيْدَيْتُها: صَنَعْتها.
وأَيْدَيْتُ عنده يداً في الإِحسان أَي أَنْعَمْت عليه.
ويقال: إِنَّ فلاناً لذو مال يَيْدِي به ويَبُوع به أَي يَبْسُط يَدَه وباعه.
ويادَيْتُ فلاناً: جازَيْتُه يداً بيد، وأَعطيته مُياداةً أَي من يدِي إِلى يده.الأَصمعي: أَعطيته مالاً عن ظهر يد، يعني تفضلاً ليس من بيع ولا قَرْض ولا مُكافأَة. الليث: اليَدُ النِّعْمةُ السابغةُ.
ويَدُ الفأْسِ ونحوِها: مَقْبِضُها.
ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها.
ويدُ الدَّهْر: مَدُّ زمانه.
ويدُ الرِّيحِ: سُلْطانُها؛ قال لبيد: نِطافٌ أَمرُها بِيَدِ الشَّمال لَمَّا مَلَكَتِ الريحُ تصريف السَّحاب جُعل لها سُلطان عليه.
ويقال: هذه الصنعة في يَدِ فلان أَي في مِلْكِه، ولا يقال في يَدَيْ فلان. الجوهري: هذا الشيء في يَدِي أَي في مِلْكي.
ويَدُ الطائر: جَناحُه.
وخَلَعَ يدَه عن الطاعة: مثل نزَعَ يدَه، وأَنشد: ولا نازِعٌ مِن كلِّ ما رابَني يَدا قال سيبويه: وقالوا بايَعْتُه يَداً بيَدٍ، وهي من الأَسماء الموضوعة مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قلت نَقْداً، ولا ينفرد لأَنك إِنما تريد أَخذَ مني وأَعْطاني بالتعجيل، قال: ولا يجوز الرفع لأَنك لا تخبر أَنك بايَعْتَه ويدُك في يَدِه.
واليَدُ: القُوَّةُ.
وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه.
وما لي بفلان يَدانِ أَي طاقةٌ.
وفي التنزيل العزيز: والسَّماءَ بَنَيْناها بأَيْدٍ؛ قال ابن بري: ومنه قول كعب بن سعد الغَنَويِّ: فاعمِدْ لِما يَعْلُو، فما لكَ بالذي لا تستَطِيعُ من الأُمورِ يَدانِ وفي التنزيل العزيز: مما عملت أَيدينا، وفيه: بما كسَبَتْ أَيدِيكم.
وقول سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم: المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم ويَسْعَى بذِمَّتهم أَدْناهم وهم يَدٌ على مَن سِواهم أَي كَلِمَتُهم واحدة، فبعضُهم يُقوِّي بَعْضاً، والجمع أَيْدٍ، قال أَبو عبيد: معنى قوله يَدٌ على مَن سواهم أَي هم مجتمعون على أَعدائِهم وأَمرُهم واحد، لا يَسَعُهم التَّخاذُل بل يُعاوِنُ بعضُهم بعضاً، وكَلِمَتُهم ونُصْرَتُهم واحدةٌ على جميع المِلَلِ والأَدْيانِ المُحاربةِ لهم، يتَعاوَنون على جميعهم ولا يَخْذُل بعضُهم بعضاً، كأَنه جعل أَيْدِيَهم يَداً واحدةً وفِعْلَهم فِعْلاً واحداً.
وفي الحديث: عليكم بالجماعةِ فإِنَّ يدَ اللهِ على الفُسْطاطِ؛ الفُسْطاطُ: المِصْرُ الجامِعُ، ويَدُ اللهِ كناية عن الحِفظ والدِّفاع عن أَهل المصر، كأَنهم خُصُّوا بواقِيةِ اللهِ تعالى وحُسْنِ دِفاعِه؛ ومنه الحديث الآخر: يَدُ اللهِ على الجَماعةِ أَي أَنَّ الجماعة المُتَّفِقةَ من أَهل الإِسلام في كَنَفِ اللهِ، ووِقايَتُه فَوْقَهم، وهم بَعِيد من الأَذَى والخوْف فأَقِيموا بين ظَهْر انَيهِمْ.
وقوله في الحديث: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلى؛ العُلْيا المُعْطِيةُ، وقيل: المُتَعَفِّفَةُ، والسُّفْلى السائلةُ، وقيل: المانِعةُ.
وقوله، صلى الله عليه وسلم، لنسائه: أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يَداً؛ كَنَى بطُولِ اليد عن العَطاء والصَّدَقةِ. يقال: فلان طَوِيلُ اليَدِ وطويلُ الباعِ إِذا كان سَمْحاً جَواداً.
وكانت زينب تُحِبُّ الصَّدقة وهي ماتت قَبْلَهنَّ.
وحديث قَبِيصةَ: ما رأَيتُ أَعْطَى للجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَة أَي عن إِنْعامٍ ابتداء من غيرِ مكافأََةٍ.
وفي التنزيل العزيز: أُولي الأَيدي والأَبْصار؛ قيل: معناه أُولي القُوَّة والعقول.
والعرب تقول: ما لي به يَدٌ أَي ما لي به قُوَّة، وما لي به يَدانِ، وما لهم بذلك أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ، ولهم أَيْدٍ وأَبْصار وهم أُولُو الأَيْدي والأَبْصار.
واليَدُ: الغِنَى والقُدْرةُ، تقول: لي عليه يَدٌ أَي قُدْرة. ابن الأَعرابي: اليَدُ النِّعْمةُ، واليَدُ القُوَّةُ، واليَدُ القُدْرة، واليَدُ المِلْكُ، واليَدُ السُلْطانُ، واليَدُ الطاعةُ، واليَدُ الجَماعةُ، واليَدُ الأَكْلُ؛ يقال: ضَعْ يدَكَ أَي كُلْ، واليَدُ النَّدَمُ، ومنه يقال: سُقِط في يده إِذا نَدِمَ، وأُسْقِطَ أَي نَدِمَ.
وفي التنزيل العزيز: ولما سُقِطَ في أَيديهم؛ أَي نَدِمُوا، واليَدُ الغِياثُ، واليَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ، واليَدُ الاسْتِسلامُ، واليدُ الكَفالةُ في الرَّهْن؛ ويقال للمعاتِب: هذه يدي لكَ.
ومن أَمثالهم: لِيَدٍ ما أَخَذتْ؛ المعنى من أَخذ شيئاً فهو له.
وقولهم: يدي لكَ رَهْنٌ بكذا أَي ضَمِنْتُ ذلك وكَفَلْتُ به.
وقال ابن شميل: له عليَّ يَدٌ، ولا يقولون له عندي يدٌ؛ وأَنشد: له عليَ أَيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها، وإِنما الكُفْرُ أَنْ لا تُشْكَرَ النِّعَمُ قال ابن بزرج: العرب تشدد القوافي وإِن كانت من غير المضاعف ما كان من الياء وغيره؛ وأَنشد: فجازُوهمْ بما فَعَلُوا إِلَيْكُمْ، مُجازاةَ القُرُومِ يَداً بيَدِّ تَعالَوْا يا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ، إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَحَدِّي وقال ابن هانئ: من أَمثالهم: أَطاعَ يَداً بالقَوْدِ فهو ذَلُولُ إِذا انْقادَ واستسلمَ.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال في مناجاته ربه وهذه يدي لك أَي اسْتَسْلَمَتُ إِليك وانْقَدْت لك، كما يقال في خلافِه: نزَعَ يدَه من الطاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله تعالى عنه: هذه يَدي لعَمَّار أَي أَنا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ بما شاء.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: مرَّ قومٌ من الشُّراة بقوم من أَصحابه وهم يَدْعُون عليهم فقالوا بِكُم اليَدانِ أَي حاقَ بكم ما تَدْعُون به وتَبْسطُون أَيْدِيَكم. تقول العرب: كانت به اليَدانِ أَي فَعَلَ اللهُ به ما يقولُه لي، وكذلك قولهم: رَماني من طُولِ الطَّوِيِّ وأَحاقَ اللهُ به مَكْرَه ورجَع عليه رَمْيُه، وفي حديثه الآخر: لما بلغه موت الأَشتر قال لليَدَيْنِ وللفَمِ؛ هذه كلمة تقال للرجل إِذا دُعِيَ عليه بالسُّوء، معناه كَبَّه الله لوجهه أَي خَرَّ إِلى الأَرض على يدَيه وفِيهِ؛ وقول ذي الرمة: أَلا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بذِكْرِها، وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّحٌ في المَغارِب استعارةٌ واتساع، وذلك أَنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نحو الشيء ودَنَتْ إِليه دَلَّتْ على قُرْبها منه ودُنوِّها نحوَه، وإِنما أَراد قرب الثريا من المَغْربِ لأُفُولها فجعل لها أَيْدِياً جُنَّحاً نحوها؛ قال لبيد: حتى إِذا أَلْقَتْ يَداً في كافِرٍ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها يعني بدأَت الشمس في المَغِيب، فجعل للشمس يَداً إِلى المَغِيب لما أَراد أَن يَصِفَها بالغُروب؛ وأَصل هذه الاستعارة لثعلبة بن صُعَيْر المازني في قوله: فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينها في كافِرِ وكذلك أَراد لبيد أَن يُصرِّح بذكر اليمين فلم يمكنه.
وقوله تعالى: وقال الذين كفروا لَنْ نُؤْمِنَ بهذا القرآن ولا بالذي بين يَدَيْهِ؛ قال الزجاج: أَراد بالذي بين يديه الكُتُبَ المُتَقَدِّمة، يعنون لا نُؤمن بما أَتى به محمد،صلى الله عليه وسلم، ولا بما أَتَى به غيرُه من الأَنبياء، عليهم الصلاة والسلام.
وقوله تعالى: إِنْ هُو إِلاّ نَذِيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ؛ قال الزجاج: يُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَيْتُم لَقِيتُم عذاباً شديداً.
وفي التنزيل العزيز: فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم: قال أَبو عبيدة: تركوا ما أُمِرُوا به ولم يُسْلِمُوا؛ وقال الفراء: كانوا يُكَذِّبونهم ويردّون القول بأَيديهم إِلى أَفْواهِ الرسل، وهذا يروى عن مجاهد، وروي عن ابن مسعود أَنه قال في قوله عز وجل: فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم؛ عَضُّوا على أَطْرافِ أَصابعهم؛ قال أَبومنصور: وهذا من أَحسن ما قيل فيه، أَراد أَنهم عَضُّوا أَيْدِيَهم حَنَقاً وغَيْظاً؛ وهذا كما قال الشاعر: يَرُدُّونَ في فِيهِ عَشْرَ الحَسُود يعني أَنهم يَغِيظُون الحَسُودَ حتى يَعَضَّ على أَصابِعه؛ونحو ذلك قال الهذلي: قَدَ افْنَى أَنامِلَه أَزْمُه، فأَمْسَى يَعَضُّ عَليَّ الوَظِيفا يقول: أَكل أَصابِعَه حتى أَفْناها بالعَضِّ فصارَ يَعَضُ وَظِيفَ الذراع. قال أَبو منصور: واعتبار هذا بقوله عز وجل: وإِذا خَلَوْا عَضُّوا عليكم الأَنامِلَ من الغَيْظِ.
وقله في حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: قد أَخْرَجْتُ عِباداً لِي لا يَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ أَي لا قُدْرَةَ ولا طاقَة. يقال: ما لي بهذا الأَمر يَدٌ ولا يَدانِ لأَن المُباشَرةَ والدِّفاعَ إِنما يكونان باليَدِ، فكأَنَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لعجزه عن دَفْعِه. ابن سيده: وقولهم لا يَدَيْنِ لك بها، معناه لا قُوّة لك بها، لم يحكه سيبويه إِلا مُثنى؛ ومعنى التثنية هنا الجمع والتكثير كقول الفرزدق: فكُلُّ رَفِيقَي كُلّ رَحْلٍ قال: ولا يجوز أَن تكون الجارحة هنا لأَن الباء لا تتعلق إِلا بفعل أَو مصدر.
ويقال: اليَدُ لفلان على فلان أَي الأَمْرُ النافِذُ والقَهْرُ والغَلَبةُ، كما تقول: الرِّيحُ لفلان.
وقوله عز وجل: حتى يُعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ؛ قيل: معناه عن ذُلٍّ وعن اعْتِرافٍ للمسلمين بأَن أَيْدِيَهم فوق أَيْدِيهم، وقيل: عن يَدٍ أَي عن إِنْعام عليهم بذلك لأَنَّ قَبول الجِزْية وتَرْكَ أَنْفُسهم عليهم نِعمةٌ عليهم ويَدٌ من المعروف جَزِيلة، وقيل: عن يَدٍ أَي عن قَهْرٍ وذُلٍّ واسْتِسْلام، كما تقول: اليَدُ في هذا لفلان أَي الأَمرُ النافِذُ لفُلان.
وروي عن عثمان البزي عن يَدٍ قال: نَقْداً عن ظهر يد ليس بنسِيئه.
وقال أَبو عبيدة: كلُّ مَن أَطاعَ لمن قهره فأَعطاها عن غير طيبةِ نَفْسٍ فقد أَعطاها عن يَدٍ، وقال الكلبي عن يَدٍ قال: يمشون بها، وقال أَبو عبيد: لا يَجِيئون بها رُكباناً ولا يُرْسِلُون بها.
وفي حديث سَلْمانَ: وأَعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ، إِنْ أُرِيد باليدِ يَدُ المُعْطِي فالمعنى عن يَدٍ مُواتِيةٍ مُطِيعة غير مُمْتَنِعة، لأَن من أَبى وامتنع لم يُعطِ يَدَه، وإِن أُريد بها يَدُ الآخذ فالمعنى عن يَد قاهرة مستولية أَو عن إِنعام عليهم، لأَنَّ قبول الجِزْيةِ منهم وترك أَرْواحِهم لهم نِعْمةٌ عليهم.
وقوله تعالى: فجعلناها نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفَها؛ ها هذه تَعُود على هذه الأُمَّة التي مُسِخَت، ويجوز أَن تكون الفَعْلة، ومعنى لما بين يديها يحتمل شيئين: يحتمل أَن يكون لما بين يَدَيْها للأُمم التي بَرَأَها وما خَلْفها للأُمم التي تكون بعدها، ويحتمل أَن يكون لِما بين يديها لما سَلَفَ من ذنوبها، وهذا قول الزجاج.
وقول الشيطان: ثم لآتِيَنَّهم من بينِ أَيْديهِم ومن خلفهم؛ أَي لأُغُوِيَنَّهم حتى يُكَذِّبوا بما تَقَدَّمَ ويكذِّبوا بأَمر البعث، وقيل: معنى الآية لآتِيَنَّهم من جميع الجِهات في الضَّلال، وقيل: مِن بينِ أَيْدِيهِم أَي لأُضِلَّنَّهم في جميع ما تقدَّم ولأُضِلَّنَّهم في جميع ما يُتَوقَّع؛ وقال الفراء: جعلناها يعني المسخة جُعِلت نَكالاً لِما مَضَى من الذُّنوب ولما تَعْمَل بَعْدَها.
ويقال: بين يديك كذا لكل شيء أَمامَك؛ قال الله عز وجل: مِن بينِ أَيْدِيهِم ومِن خَلْفِهم.
ويقال: إِنَّ بين يَدَيِ الساعة أَهْوالاً أَي قُدَّامَها.
وهذا ما قَدَّمَتْ يَداكَ وهو تأْكيد، كما يقال هذا ما جَنَتْ يَداك أَي جَنَيْته أَنت إلا أَنك تُؤَكِّد بها.
ويقال: يَثُور الرَّهَجُ بين يَدي المطر، ويَهِيجُ السِّباب بين يدي القِتال.
ويقال: يَدِيَ فلان مِن يَدِه إِذا شَلَّتْ.
وقوله عز وجل: يَدُ اللهِ فوق أَيْديهم؛ قال الزجاج: يحتمل ثلاثة أَوجه: جاء الوجهان في التفسير فأَحدهما يَدُ اللهِ في الوَفاء فوقَ أَيْديهم، والآخر يَدُ اللهِ في الثواب فوق أَيْديهم، والثالث، والله أَعلم، يَدُ اللهِ في المِنّةِ عليهم في الهِدايةِ فَوق أَيْديهم في الطاعة.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتِرِينَه بين أَيديهن وأَرْجُلِهِنَّ؛ أَي من جميع الجهات. قال: والأَفعال تُنْسَب إِلى الجَوارِح، قال: وسميت جَوارح لأَنها تَكْتسب.
والعرب تقول لمن عمل شيئاً يُوبَّخ به: يَداك أَوْ كَتا وفُوكَ نَفَخَ؛ قال الزجاج: يقال للرجل إِذا وُبِّخَ ذلك بما كَسَبَتْ يَداكَ، وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَنه يقال لكل من عَمِلَ عملاً كسَبَتْ يَداه لأَن اليَدَيْنِ الأَصل في التصرف؛ قال الله تعالى: ذلك بما كَسَبَتْ أَيْديكم؛ وكذلك قال الله تعالى: تَبَّتْ يدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. قال أَبو منصور: قوله ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَه بين أَيديهن وأَرجلهن، أَراد بالبُهْتان ولداً تحمله من غير زوجها فتقول هو من زوجها، وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأَن فرجها بين الرجلين وبطنها الذي تحمل فيه بين اليدين. الأَصمعي: يَدُ الثوب ما فَضَل منه إِذا تَعَطَّفْت والْتَحَفْتَ. يقال: ثوب قَصيرُ اليَدِ يَقْصُر عن أَن يُلْتَحَفَ به.
وثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: واسع؛ وأَنشد العجاج:بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ، وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ وقَمِيصٌ قصير اليدين أَي قصير الكمين.
وتقول: لا أَفعله يَدَ الدَّهْر أَي أَبداً. قال ابن بري: قال التَّوَّزِيُّ ثوب يَدِيٌّ واسع الكُمّ وضَيِّقُه، من الأَضداد؛ وأَنشد: عَيْشٌ يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِي ويقال: لا آتِيه يَدَ الدَّهْر أَي الدَّهْرَ؛ هذا قول أَبي عبيد؛ وقال ابن الأَعرابي: معناه لا آتيه الدهْرَ كله؛ قال الأَعشى: رَواحُ العَشِيِّ وَسَيْرُ الغُدُوّ، يَدا الدَّهْرِ، حتى تُلاقي الخِيارا (* قوله «رواح العشي إلخ» ضبطت الحاء من رواح في الأصل بما ترى.) الخِيار: المختارُ، يقع للواحد والجمع. يقال: رجل خِيارٌ وقومٌ خِيارٌ، وكذلك: لا آتيهِ يَدَ المُسْنَدِ أَي الدهرَ كله، وقد تقدَّم أَن المُسْنَدَ الدَّهْرُ.
ويدُ الرجل: جماعةُ قومه وأَنصارُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَعْطى فأَعْطاني يَداً ودارا، وباحَةً خَوَّلَها عَقارا الباحةُ هما: النخل الكثير.
وأَعطَيْتُه مالاً عن ظهر يَدٍ: يعني تفضُّلاً ليس من بيع ولا قَرْضٍ ولا مُكافأَةٍ.
ورجل يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: رفيقٌ.
ويَدِيَ الرجُلُ، فهو يَدٍ: ضعُفَ؛ قال الكميت: بأَيْدٍ ما وبَطْنَ وما يَدِينا ابن السكيت: ابتعت الغنم اليْدَيْنِ، وفي الصحاح: باليَدَيْنِ أَي بثمنين مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثمن وبعضُها بثمن آخر.
وقال الفراء: باعَ فلان غنَمه اليدانِ (* قوله« باع فلان غنمه اليدان» رسم في الأصل اليدان بالألف تبعاً للتهذيب.) ، وهو أَن يُسلِمها بيد ويأْخُذَ ثمنها بيد.
ولَقِيتُه أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شيء.
وحكى اللحياني: أَمّا أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ.
وذهب القومُ أَيدي سَبا أَي متفرّقين في كل وجه، وذهبوا أَيادِيَ سَبا، وهما اسمان جُعلا واحداً، وقيل: اليَدُ الطَّريقُ ههنا. يقال: أَخذ فلان يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طريق البحر.
وفي حديث الهجرة: فأَخَذَ بهم يَدَ البحر أَي طريق الساحل، وأَهلُ سبا لما مُزِّقوا في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى، فصاروا أَمثالاً لمن يتفرقون آخذين طُرُقاً مختلفة. رأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: قال أَبو العلاء المَعري قالت العرب افْتَرَقوا أَيادِيَ سبا فلم يهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشيء الواحد، وأَكثرهم لا ينوّن سبا في هذا الموضع وبعضهم ينوِّن؛ قال ذو الرمة: فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها أَيادِي سَباً عنها، وطالَ انْتِقالُها والمعنى أَن نِعَمَ سبا افترقت في كل أَوْبٍ، فقيل: تفرَّقوا أَيادِيَ سبا أي في كل وجه. قال ابن بري: قولهم أَيادِي سبا يُراد به نِعَمُهم.
واليَدُ: النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم، وقيل: اليَدُ هنا كناية عن الفِرْقة. يقال: أَتاني يَدٌ من الناس وعينٌ من الناس، فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا، وقيل: إِن أَهل سبا كانت يدُهم واحدة، فلما فَرَّقهم الله صارت يدُهم أَياديَ، قال: وقيل اليدُ هنا الطريق؛ يقال: أَخذ فلان يدَ بحر أَي طريق بَحرٍ، لأَن أَهل سبا لمَّا مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّى.
وفي الحديث: اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً يَداً ورِجْلاً رجْلاً فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشيطانُ بينهم في الشر؛ قال ابن الأَثير: أَي فَرِّقْ بينهم، ومنه قولهم: تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا في البلاد.
ويقال: جاءَ فلان بما أَدت يَدٌ إِلى يَدٍ، عنذ تأْكيد الإِخْفاق، وهو الخَيْبةُ.
ويقال للرجل يُدْعى عليه بالسوء: لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه.

عذر (لسان العرب) [0]


العُذْر: الحجة التي يُعْتَذر بها؛ والجمع أَعذارٌ. يقال: اعْتَذَر فلان اعْتِذاراً وعِذْرةً ومَعْذُرِة من دِيْنهِ فعَذَرْته، وعذَرَ يَعْذُرِهُ فيما صنع عُذْراً وعِذْرةً وعُذْرَى ومَعْذُرِة، والاسم المعِذَرة (* قوله: «والاسم المعذرة» مثلث الذال كما في القاموس).
ولي في هذا الأَمر عُذْرٌ وعُذْرَى ومَعْذرةٌ أَي خروجٌ من الذنب؛ قال الجَمُوح الظفري: قالت أُمامةٌ لما جِئْتُ زائَرها: هلاَّ رَمَيْتَ بَبَعْض الأَسْهُم السُّودِ؟ لله دَرُّكِ إِني قد رَمَيْتُهُمُ، لولا حُدِدْتُ، ولا عُذْرَى لِمَحْدودِ قال ابن بري: أَورد الجوهري نصف هذا البيت: إِني حُدِدْتُ، قال وصواب إِنشاده: لولا؛ قال: والأَسْهُم السُّود قيل كناية عن الأَسْطر المكتوبة، أَي هلاَّ كتبْتَ لي كتاباً، وقيل: أَرادت بالأَسْهُم . . . أكمل المادة السودِ نَظَرَ مُقْلَتيه، فقال: قد رَمَيتُهم لولا حُدِدْتُ أَي مُنِعت.
ويقال: هذا الشعر لراشد بن عبد ربه وكان اسمه عاوِياً، فسماه النبي، صلى الله عليه وسلم، راشداً؛ وقوله: لولا حددت هو على إِرادة أَن تقديره لولا أَن حُدِدْتُ لأَنَّ لولا التي معناها امتناعُ الشيء لوجود غيره هي مخصوصة بالأَسماء، وقد تقع بعدها الأَفعال على تقدير أَن، كقول الآخر: أَلا زَعَمَتْ أَسْماءُ أَن لا أُحِبُّها، فقلتُ: بَلى، لولا يُنازِعُني شَغْلي ومثله كثير؛ وشاهدُ العِذْرةِ مثل الرِّكبةِ والجِلْسةِ قولُ النابغة: ها إِنّ تا عِذْرة إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ، فإِن صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ (* في ديوان النابغة: ها إِنّ عِذْرةٌ إِلاَّ تكن تفعت * فإِنَّ صاحبها مشاركُ النَّكَد).
وأَعْذَرَه كعذَرَه؛ قال الأَخطل: فبن تكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزارٍ تَوَاضَعَتْ، فقد أَعْذَرَتْنا في طِلابكمُ العُذْر وأَعْذَرَ إِعْذاراً وعُذْراً: أَبْدَى عُذْراً؛ عن اللحياني.
والعرب تقول: أَعْذَرَ فلانٌ أَي كان منه ما يُعْذَرُ به، والصحيح أَن العُذْرَ الاسم، والإِعْذار المصدر، وفي المثل: أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ؛ ويكون أَعْذَرَ بمعنى اعْتَذَر اعتذاراً يُعْذَرُ به وصار ذا عُذْرٍ منه؛ ومنه قول لبيد يخاطب بنتيه ويقول: إِذا متُّ فنُوحاً وابْكِيا عليّ حَوْلاً: فقُوما فقُولا بالذي قد عَلِمُتُما، ولا تَخْمِشَا وَجْهاً ولا تَحْلِقا الشَّعَرْ وقولا: هو المَرْءُ الذي لا خَلِيلَه أَضاعَ، ولا خان الصديقَ، ولا غَدَرْ إِلى الحولِ، ثم اسمُ السلامِ عليكما، ومَنْ يَبْكِ حَوْلاً كامِلاً فقد اعْتَذَرْ أَي أَتى بُعذْر، فجعل الاعْتِذارَ بمعنى الإِعْذارِ، والمُعْتَذِرُ يكون مُحِقّاً ويكون غير مُحِقٍّ؛ قال الفراء: اعْتَذَرَ الرجل إِذا أَتى بعُذْرٍ، واعْتَذَرَ إِذا لم يأْت بعُذْرٍ؛ وأَنشد: ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر أَي أَتى بعُذْرٍ.
وقال الله تعالى: يَعْتَذِرون إِليكم إِذا رجعتُم إِليهم، قل لا تَعْتَذِرُوا لن نُؤْمِنَ لكم قد نَبّأَنا الله من أَخباركم؛ قل لا تَعْتَذِرُوا يعني أَنه لا عُذْرَ لهم، والمعَاذِيرُ يَشُوبُها الكذبُ.
واعتذرَ رجلٌ إِلى عمر بن عبد العزيز فقال له: عَذَرْتُكَ غيرَ مُعْتَذِرٍ؛ يقول: عَذَرْتُك دون أَن تَعْتَذِرَ لأَنّ المُعْتَذِرَ يكون مُحِقّاً وغير محق؛ والمُعَذِّر أَيضاً: كذلك.
واعْتَذَرَ منْ ذنبه وتَعَذّر: تَنَصَّلَ؛ قال أَبو ذؤيب: فإِنك منها والتعَذّر بعدما لَجَجتَ، وشطَّتْ مِن فُطَيمةَ دارُها وتعذّر: اعْتَذَرَ واحتجَّ لنفسه؛ قال الشاعر: كأَنّ يَدَيْها، حين يُفْلَقُ ضَفْرُها، يدا نَصَفٍ غَيْرِي تَعَذّرُ مِنْ جُرْمِ وعَذَّرَ في الأَمر: قَصَّر بعد جُهْد.
والتَّعْذِيرُ في الأَمر: التقصيرُ فيه.
وأَعْذَرَ: قَصَّر ولم يُبالِغ وهو يُرِي أَنه مُبالِغٌ.
وأَعْذَرَ فيه: بالَغَ.
وفي الحديث: لقد أَعْذَرَ اللهُ إِلى مَنْ بَلَغ مِنَ العُمْرِ ستّين سنة؛ أَي لم يُبْقِ فيه موضعاً للاعْتِذارِ، حيث أَمْهَلَه طُولَ هذه المدة ولم يَعْتَذِر. يقال: أَعْذَرَ الرجل إِذا بَلَغ أَقْصى الغايةِ في العُذْر.
وفي حديث المِقْداد: لقد أَعْذَرَ اللهُ إِليك أَي عَذَرَكَ وجَعَلَك موضعَ العُذْر، فأَسْقَط عنك الجهاد ورَخّصَ لك في تركه لأَنه كان قد تَناهَى في السِّمَنِ وعَجَزَ عن القتال.
وفي حديث ابن عمر: إِذا وُضِعَت المائدةُ فلْيأْكلِ الرجلُ مما عنده ولا يَرْفَعْ يده وإِن شَبِعَ ولْيُعذِرْ فإِن ذلك يُخَجَّلُ جَلِيسَه؛ الإِعْذارُ: المبالغة في الأَمر، أَي ليُبالِغْ في الأَكل؛ مثل الحديث الآخر: إِنه كان إِذا أَكَلَ مع قوم كانَ آخرَهم أَكْلاً؛ وقيل: إِنما هو وليُعَذِّرْ من التعذير التَّقْصِير أَي ليُقَصِّرْ في الأَكل لِيَتَوفَّرَ على الباقين ولْيُرِ أَنه بالغَ.
وفي الحديث: جاءَنا بطعامٍ جَشْبٍ فكنا نُعَذِّرُ؛ أَي نُقَصِّر ونُرِي أَننا مجتهدون.
وعَذّرَ الرجل، فهو مُعَذّرُ إِذا اعْتَذَرَ ولم يأْت بِعُذرٍ.
وعَذَّرَ: لم يثبت له عُذْرٌ.
وأَعْذَرَ: ثبت له عُذْرٌ.
وقوله عز وجل: وجاء المُعَذِّرُون من الأَعراب لِيُؤْذَنَ لهم، بالتثقيل؛ هم الذين لا عُذْرَ لهم ولكن يتكلَّفُون عُذْراً.
وقرئ: المُعْذِرون بالتخفيف، وهم الذين لهم عُذْرٌ، قرأَها ابن عباس ساكنةَ العين وكان يقول: والله لكذا أُنْزِلَت.
وقال: لَعَنَ الله المُعَذِّرِينَ. قال الأَزهري: ذهب ابن عباس إِلى أَن المُعْذِرينَ الذين لهم العُذْر؛ والمُعَذِّرِينَ، بالتشديد: الذين يَعَتذِرون بلا عُذْرٍ كأَنهم المُقَصِّرون الذين لا عذر لهم، فكأَنَّ الأَمرَ عنده أَن المُعَذِّرَ، بالتشديد، هو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتلالاً من غير حقيقة له في العُذْر وهو لا عُذْرَ له، والمُعْذِر الذي له عُذْرٌ، والمُعَذِّرُ الذي ليس بمُحقٍّ على جهة المُفَعِّل لأَنه المُمَرِّض والمُقَصِّر يَعْتَذِرُ بغير عُذْرٍ. قال الأَزهري: وقرأَ يعقوب الحضرمي وحده: وجاء المُعْذِرُون، ساكنة العين، وقرأَ سائرُ قُرّاء الأَمْصارِ: المُعَذِّرُون، بفتح العين وتشديد الذال، قال: فمن قرأَ المُعَذِّرُون فهو في الأَصل المُعْتَذِرُون فأُدْغِمَت التاء في الذال لِقُرْب المَخْرَجين، ومعنى المُعْتَذِرُون الذين يَعْتَذِرُون، كان لهم عُذْرٌ أَو لم يكن، وهو ههنا شبيه بأَنْ يكون لَهم عُذْرٌ، ويجوز في كلام العرب المُعِذِّرُون، بكسر العين، لأَن الأَصل المُعْتَذِرُون فأُسكنت التاء وأُبدل منها ذال وأُدغمت في الذال ونُقِلَت حركتها إِلى العين فصار الفتح في العين أَوْلى الأَشياء، ومَنْ كَسَرَ العين جَرّة لإِلتقاء الساكنين، قال: ولم يُقْرَأْ بهذا، قال ويجوز أَن يكون المُعَذِّرُون الذين يُعَذِّرُون يُوهِمُون أَنَّ لهم عُذْراً ولا عُذْرَ لهم. قال أَبو بكر: ففي المُعَذِّرِينَ وجْهان: إِذا كان المُعَذِّرُون مِنْ عَذّرَ الرجل، فهو مُعَذِّر، فهم لا عذر لهم، وإِذا كان المُعَذِّرُون أَصلهم المُعْتَذِرُون فأُلْقِيَت فتحةُ التاء على العين وأُبْدِلَ منها دالٌ وأُدغمت في الذال التي بعدها فلهم عذر؛ قال محمد بن سلام الجُمَحِي: سأَلت يونس عن قوله: وجاء المعذرون، فقلت له: المُعْذِرُون، مخففة، كأَنها أَقْيَسُ لأَن المُعْذِرَ الذي له عُذْرٌ، والمُعَذِّر الذي يَعْتَذِر ولا عُذْر له، فقال يونس: قال أَبو عمرو بن العلاء كلا الفريقين كان مُسيِئاً جاء قوم فَعذَّرُوا وجَلَّحَ آخرون فقعدوا.
وقال أَبو الهيثم في قوله: وجاء المُعَذِّرُون، قال: معناه المُعْتَذِرُون. يقال: عَذَّر يَعَذِّر عِذّاراً في معنى اعتذر، ويجوز عِذَّرَ الرجل يَعِذِّر، فهو مُعِذِّر، واللغة الأُولى أَجودهما. قال: ومثله هَدّى يَهَدِّي هِدّاءً إِذا اهْتَدَى وهِدَّى يَهِدِّي؛ قال الله عز وجل: أَم مَنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى؛ ومثله قراءة من قرأَ يَخُصِّمُون، بفتح الخاء، قال الأَزهري: ويكون المُعَذِّرُون بمعنى المُقَصِّرِينَ على مُفَعِّليِن من التَّعْذير وهو التقصير. يقال: قام فلان قيام تَعْذِيرٍ فيما اسْتَكْفَيْتُه إِذا لم يُبالغْ وقَصَّرَ فيما اعْتُمِدَ عليه.
وفي الحديث: أَن بني إِسرائيل كانوا إِذا عُمِلَ فيهم بالمعاصي نَهاهُم أَحْبارُهم تَعْذِيراً فعمَّهم الله بالعِقاب، وذلك إِذا لم يُبالِغُوا في نَهْيِهم عن المعاصي، وداهَنُوهم ولم يُنْكِرُوا أَعْمالَهم بالمعاصي حَقَّ الإِنْكارِ، أَي نَهَوْهم نَهْياً قَصَّروا فيه ولم يُبالغُوا؛ وضَعَ المصدرَ موضع اسم الفاعل حالاً، كقولهم: جاء مَشْياً.
ومنه حديث الدعاء: وتَعاطى ما نَهَيْتُ عنه تَعْذِيراً.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لن يَهْلِكَ الناسُ حتى يُعذِرُوا من أَنفسهم؛ يقال: أَعْذَرَ من نفسه إِذا أَمْكَن منها، يعني أَنهم لا يَهْلِكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فيُعْذِرُوا من أَنْفُسِهم ويستوجبوا العقوبة ويكون لمن يُعَذِّبُهم عُذْرٌ، كأَنهم قاموا بعُذْرِه في ذلك، ويروى بفتح الياء، من عَذَرْته، وهو بمعناه، وحقيقة عَذَرْت مَحَوْتُ الإِساءَةَ وطَمَسْتها، وفيه لغتان؛ يقال أَعْذَرَ إِعذَاراً إِذا كثرت عيوبُه وذنوبه وصار ذا عيب وفساد. قال الأَزهري: وكان بعضهم يقول: عَذَر يَعْذِرُ بمعناه، ولم يَعْرفه الأَصمعي؛ ومنه قول الأَخطل: فإِن تَكُ حَرْبُ ابنَيْ نِزارٍ تواضَعَتْ، فقد عَذَرَتْنا في كِلاب وفي كَعَبِ (* هذا البيت مرويّ سابقاً في نفس الكلمة ؛ في صورة تختلف عما هو عليه هنا، وما في هذه الصفحة يتفق وما في ديوان الأخطل).
ويروى: أَعْذَرَتْنا أَي جعلت لنا عُذْراً فيما صنعناه؛ وهذا كالحديث الآخر: لن يَهْلِك على الله إِلا هَالِكٌ؛ ومنه قول الناس: مَن يَعْذِرُني من فلان؛ قال ذو الإِصْبَع العَدْوانيّ: عِذِيرَ الحَيِّ مِن عَدْوَا نَ، كانُوا حَيَّةَ الأَرضِ بَغَى بَعْضٌ على بَعْضِ، فلم يَرْعَوْا على بَعْضِ فقد أَضْحَوْا أَحادِيثَ، بِرَفْعِ القَولِ والخَفْضِ يقول: هاتِ عُذْراً فيما فَعَل بعضُهم ببعض من التباعُد والتباغُض والقتل ولم يَرْعَ بعضُهم على بعض، بعدما كانوا حيَّةَ الأَرض التي يَحْذَرُها كلُّ أَحد، فقد صاروا أَحاديثَ للناس يرفعونها ويخفضونها، ومعنى يخفضونها يُسِرّونها، وقيل: معناه هاتِ مَن يَعْذِرُني؛ ومنه قول علي بن أَبي طالب، رضي الله عنه، وهو ينظر إِلى ابن مُلْجَم: عَذِيرَك مِن خَلِيلك مِن مُرادِ يقال: عَذِيرَك مِن فلان، بالنصب، أَي هاتِ مَن يَعْذِرُك، فَعِيل بمعنى فاعل، يقال: عَذِيري مِن فُلان أَي مَن يَعْذِرني، ونصبُه على إِضمار هَلُمَّ مَعْذِرَتَك إِيَّاي؛ ويقال: ما عندهم عَذِيرةٌ أَي لا يَعْذِرون، وما عندهم غفيرةٌ أَي لا يَغْفِرُون.
والعَذِيرُ: النَّصِيرُ؛ يقال: مَن عَذِيرِي مِن فلان أَي مَن نَصِيرِي.
وعَذِيرُ الرجل: ما يَرُومُ وما يُحاوِلُ مما يُعْذَرُ عليه إِذا فَعَلَه؛ قال العجاج يخاطب امرأَته: جارِيَ لا تَسْتَنْكِري عَذِيرِي، سَيْرِي، وإِشْفاقي على بَعِيرِي يريد يا جارية فرخم، ويروى: سَعْيِي، وذلك أَنه عزم على السفر فكانَ يرُمُّ رَحْل ناقته لسفره فقالت له امرأَته: ما هذا الذي ترُمُّ؟ فخاطبها بهذا الشعر، أَي لا تُنْكِري ما أُحاوِلُ.
والعَذِيرُ: الحال؛ وأَنشد: لا تستنكري عذيري وجمعه عُذُرٌ مثل سَرِيرٍ وسُرُرٍ، وإِنما خفف فقيل عُذْر؛ وقال حاتم: أَماوِيَّ قد طال التجنُّبُ والهجْرُ، وقد عَذَرَتْنِي في طِلابِكُمُ العُذْرُ أَماوِيَّ إِن المال غادٍ ورائحٌ، ويَبْقَى من المال الأَحاديثُ والذِّكْرُ وقد عَلِمَ الأَقوامُ لو أَن حاتماً أَرادَ ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ وفي الصحاح: وقد عذرتني في طلابكم عذر قال أَبو زيد: سمعت أَعرابيين تميميّاً وقيسيّاً يقولان: تَعَذَّرْت إِلى الرجل تَعَذُّراً، في معنى اعْتَذَرْت اعْتِذاراً؛ قال الأَحْوَص بن محمد الأَنصاري: طَرِيد تَلافاهُ يَزِيدُ برَحْمَةٍ، فلم يُلْفَ مِنْ نَعْمائهِ يَتَعَذَّرُ أَي يَعْتَذر؛ يقول: أَنعم عليه نعمة لم يحتج إِلى أَن يَعْتذر منها، ويجوز أَن يكون معنى قوله يَتَعَذَّر أَي يذهب عنها.
وتَعَذَّر: تأَخَّر؛ قال امرؤ القيس: بِسَيْر يَضِجُّ العَوْدُ منه، يَمُنّه أَخُو الجَهْدِ، لا يَلْوِي على مَنْ تَعَذَّرا والعَذِيرُ: العاذرُ.
وعَذَرْته من فلان أَي لُمْت فلاناً ولم أَلُمْه؛ وعَذِيرَك إِيَّايَ منه أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتك إِيَّايَّ، وقال خالد بن جَنْبة: يقال أَما تُعذرني من هذا؟ بمعنى أَما تُنْصِفُني منه. يقال: أَعْذِرْني من هذا أَي أَنْصِفْني منه.
ويقال: لا يُعْذِرُك من هذا الرجل أَحدٌ؛ معناه لا يُلْزِمُه الذنب فيما تضيف إِليه وتشكوه منه؛ ومنه قول الناس: مَنْ يَعْذِرُني من فلان أَي من يقوم بعُذْرِي إِن أَنا جازيته بسُوءِ صنيعه، ولا يُلْزِمُني لوْماً على ما يكون مني إِليه؛ ومنه حديث الإِفك: فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، من عبدالله بن أُبَيّ وقال وهو على المنبر: من يَعْذِرُني من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا؟ فقال سعد: أَنا أَعْذِرُك منه، أَي من يقوم بعُذري إِن كافأْته على سوء صنيعه فلا يلومُني؟ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، استعذرَ أَبا بكر من عائشة، كان عَتَبَ عليها في شيء فقال لأَبي بكر: أَعْذِرْني منها إِن أَدَّبْتُها؛ أَي قُمْ بعُذْري في ذلك.
وفي حديث أَبي الدرداء: مَنْ يَعْذِرُني من معاوية؟ أَنا أُخْبِرُه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يخبرني عن نفسه.
ومنه حديث علي: مَنْ يَعْذرني من هؤلاء الضَّياطِرة؟ وأَعْذر فلان من نفسه أَي أَتى من قبَل نفسه. قال: وعَذّر يُعذّر نفسه أَي أَتي من قبل نفسه؛ قال يونس: هي لغة العرب.
وتَعَذَّر عليه الأَمر: لم يستقم.
وتَعَذَّر عليه الأَمر إِذا صعب وتعسر.
وفي الحديث: أَنه كان يتعَذَّر في مرضه؛ أَي يتمنّع ويتعسر.
وأَعْذَرَ وعَذَرَ: كَثُرت ذنوبه وعيوبه.
وفي التنزيل: قالوا مَعْذِرةٌ إِلى ربكم؛ نزلت في قوم من بني إِسرائيلَ وعَظُوا الذين اعتدَوْا في السبت من اليهود، فقالت طائفة منهم: لِمَ تَعِظون قوماً اللهُ مْهْلِكهم؟ فقالوا، يعني الواعظين: مَعْذِرةٌ إِلى ربكم، فالمعنى أَنهم قالوا: الأَمرُ بالمعروف واجبٌ علينا فعلينا موعظةُ هؤلاء ولعلهم يتقون، ويجوز النصب في مَعْذِرة فيكون المعنى نَعْتَذِرُ مَعْذِرَةً بوَعْظِنا إِيَّاهم إِلى ربنا؛ والمَعْذِرةُ: اسمٌ على مَفْعِلة من عَذَرَ يَعْذِر أُقِيم مُقام الاعتذار؛ وقول زهير بن أَبي سلمى: على رِسْلِكمْ إِنا سَنُعْدِي ورَاءكم، فتمنعُكم أَرْماحُنا أَو سَنُعْذَر قال ابن بري: هذا البيت أَورد الجوهري عجزه وأَنشد: ستمنعكم، وصوابه: فتمنعكم، بالفاء، وهذا الشعر يخاطب به آلَ عكرمة، وهم سُلَيم وغَطفان (* قوله: «وهم سليم وغطفان» كذا بالأصل، والمناسب وهوازن بدل وغطفان كما يعلم مما بعد) وسليم هو سليم بن منصور بن عكرمة، وهوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قَيْس عَيْلان، وغطفان هو غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وكان بلغ زهيراً أَن هوازن وبني سليم يريدون غَزْوَ غطفان، وفدكَّرهم ما بين غطفان وبينهم من الرَّحِم، وأَنهم يجتمعون في النسب إِلى قيس؛ وقبل البيت:خُذُوا حظَّكم يا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغيب يُذْكَرُ فإِنَّا وإِيَّاكم إِلى ما نَسُومُكم لَمِثْلانِ، بل أَنتم إِلى الصُّلْح أَفْقَرُ معنى قوله على رِسْلِكم أَي على مَهْلِكم أَي أَمْهِلوا قليلاً.
وقوله: سَنُعْدِي وراءكم أَي سنعدي الخيل وراءكم.
وقوله: أَو سنعذر أَي نأْتي بالعُذْر في الذبَّ عنكم ونصنع ما نُعْذَر فيه.
والأَوَاصِرُ: القرابات.
والعِذَارُ من اللجام: ما سال على خد الفرس، وفي التهذيب: وعِذَارُ اللجام ما وقع منه على خَدي الدابة، وقيل: عذَارُ اللجام السَّيْرانِ اللذان يجتمعان عند القَفا، والجمع عُذُرٌ.
وعَذَرَه يَعْذِرُهُ عَذْراً وأَعْذَرَه وعَذَّرَه: أَلْجَمه، وقيل: عَذَّره جعل له عِذَاراً؛ وقول أَبي ذؤيب: فإِني إِذا ما خُلّةٌ رَثَّ وصلُها، وجَدَّتْ لصَرْمٍ واستمرّ عِذارُها لم يفسره الأَصمعي، ويجوز أَن يكون من عِذَار اللجام، وأَن يكون من التَعَذُّر الذي هو الامتناع؛ وفرس قصيرُ العِذَار وقصيرُ العِنان.
وفي الحديث: الفَقْرُ أَزْيَنُ للمؤمن من عِذَارٍ حسَنٍ على خَدِّ فرس؛ العِذَارانِ من الفرس: كالعارِضَين من وجه الإِنسان، ثم سمي السير الذي يكون عليه من اللجام عِذاراً باسم موضعه.
وعَذَرْت الفرس بالعِذَار أَعْذِره وأَعْذُره إِذا شَدَدْت عِذَارَه.
والعِذَاران: جانبا اللحية لأَن ذلك موضع العذار من الدابة؛ قال رؤبة: حتى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذا التَّلَهْوُقِ يَغْشَى عِذَارَي لحْيَتي ويَرْتَقي وعِذَارُ الرجل: شعرُه النابت في موضع العِذَار.
والعِذَارُ: استواء شعر الغلام. يقال: ما أَحْسَنَ عِذَارَه أَي خطَّ لحيته.
والعِذَارُ: الذي يضُمّ حبلَ الخطام إِلى رأْس البعير والناقة.
وأَعْذَرَ الناقة: جعل لها عِذَاراً.
والعِذَارُ والمُعَذَّر: المَقَذُّ، سمي بذلك لأَنه موضع العِذَار من الدابة.
وعَذَّرَ الغلامُ: نبت شعرُ عِذَاره يعني خدّه.
وخَلَعَ العِذَارَ أَي الحياء؛ وهذا مثل للشابّ المُنْهَمِك في غَيِّه، يقال: أَلْقَى عنه جِلْبابَ الحياء كما خلَع الفرسُ العِذارَ فَجَمَعَ وطَمَّح. قال الأَصمعي: خلَع فلان مُعَذَّرَه إِذا لم يُطِعْ مُرْشِداً، وأَراد بالمُعَذَّر الرَّسن ذا العِذَارين، ويقال للمنهمك في الغيّ: خلَع عِذَارَه؛ ومنه كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: اسْتَعْمَلْتُك على العراقين فاخْرُجْ إِليهما كَمِيشَ الإِزار شديدَ العِذَارِ؛ يقال للرجل إِذا عزم على الأَمر: هو شديد العِذَار، كما يقال في خلافه: فلان خَليع العذار كالفرس الذي لا لجام عليه، فهو يَعِيرُ على وجهه لأَن اللجام يمسكه؛ ومنه قولهم: خَلَعَ عِذارَه أَي خرج عن الطاعة وانهمك في الغي.
والعِذَارُ: سِمةٌ في موضع العِذَار؛ وقال أَبو علي في التذكرة: العِذَارُ سِمةٌ على القفا إِلى الصُّدْغَين.
والأَول أَعرف.
وقال الأَحمر: من السمات العُذْرُ.
وقد عُذِرَ البعير، فهو مَعْذورٌ، والعُذْرةُ: سمة كالعِذار؛ وقول أَبي وجزة السعدي واسمه يزيد بن أَبي عُبَيد يصف أَياماً له مضت وطِيبَها من خير واجتماع على عيش صالح: إِذِ الحَيُّ والحَوْمُ المُيَسِّرُ وَسْطَنا، وإِذا نَحْنُ في حالٍ من العَيْشِ صالحِ وذو حَلَقٍ تُقْضَى العَواذِيرُ بينَه، يلُوحُ بأَخْطارٍ عِظَام اللَّقائِحِ قال الأَصمعي: الحَوْم الإِبل الكثيرة.
والمُيَسِّر: الذي قد جاء لبنُه.
وذو حَلَقٍ: يعني إِبلاً مِيسَمُها الحَلَقُ: يقال: إِبلٌ محَلَّقة إِذا كان سِمَتُها الحَلَق.
والأَخْطَارُ: جمع خِطْر، وهي الإِبل الكثيرة.
والعَواذِيرُ: جمع عاذُور، وهو أَن يكون بنو الأَب مِيسَمُهم واحداً، فإِذا اقتسموا مالهم قال بعضهم لبعض: أَعْذِرْ عني، فيخُطّ في المِيسَم خطّاً أَو غيره لتعرف بذلك سمة بعضهم من بعض.
ويقال: عَذِّرْ عَينَ بَعِيرك أَي سِمْه بغير سِمَه بعيري لتتعارف إِبلُنا.
والعاذُورُ: سِمَةٌ كالخط، والجمع العَواذِيرُ.
والعُذْرةُ: العلامة.
والعُذْر: العلامة. يقال: أَعْذِر على نصيبك أَي أَعْلِمْ عليه.
والعُذْرةُ: الناصية، وقيل: هي الخُصْلة من الشعر وعُرْفُ الفرس وناصيته، والجمعُ عُذَر؛ وأَنشد لأَبي النجم: مَشْيَ العَذارى الشُّعْثِ يَنْفُضْن العُذَرْ وقال طرفة: وهِضَبّات إِذا ابتلّ العُذَرْ وقيل: عُذْر الفرس ما على المِنْسَج من الشعر، وقيل: العُذْرة الشعر الذي على كاهل الفرس.
والعُذَرُ: شعرات من القفا إِلى وسط العنق.
والعِذار من الأَرض: غِلَظٌ يعترض في فضاء واسع، وكذلك هو من الرمل، والجمع عُذْرٌ؛ وأَنشد ثعلب لذي الرمة: ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، عِذارَينِ من جَرْداءَ وعْثٍ خُصُورُها أَي حَبْلين مستطيلين من الرمل، ويقال: طريقين؛ هذا يصف ناقة يقول: كم جاوزت هذه الناقة من رملة عاقر لا تنبت شيئاً، ولذلك جعلها عاقراً كالمرأَة العاقر.
والأَلاءُ: شجر ينبت في الرمل وإِنما ينبت في جانبي الرملة، وهما العِذَارانِ اللذان ذكرهما.
وجَرْداء: مُنْجَرِدة من النبت الذي ترعاه الإِبل.
والوَعْثُ: السهل.
وخُصورُها: جوانبها.
والعُذْرُ: جمع عِذار، وهو المستطيل من الأَرض.
وعِذارُ العراق: ما انْفَسَح عن الطَّفِّ.
وعِذارا النصل: شَفْرَتاه.
وعِذارا الحائطِ والوادي: جانباه.
ويقال: اتخذ فلان في كَرْمِهِ عِذاراً من الشجر أَي سِكّة مصطفة.
والعُذْرة: البَظْر؛ قال: تَبْتَلُّ عُذْرتُها في كلّ هاجِرِةٍ، كما تَنَزَّل بالصَّفْوانةِ الوَشَلُ والعُذْرةُ: الخِتَانُ والعُذْرة: الجلدة يقطعها الخاتن.
وعَذَرَ الغلامَ والجارية يَعْذِرُهما عَذْراً وأَعْذَرَهما: خَنَنَهما؛ قال الشاعر:في فتْيَةٍ جعلوا الصَّلِيبَ إِلَهَهُمْ، حَاشايَ، إِنِّي مسلم مَعْذُورُ والأَكثر خَفَضْتُ الجارية؛ وقال الراجز: تَلْوِيَةَ الخَاتِن زُبَّ المَعْذُور والعِذَار والإِعْذار والعَذِيرة والعَذِيرُ، كله: طعام الختان.
وفي الحديث: الوليمة في الإِعْذار حقٌّ؛ الإِعْذار: الختان. يقال: عَذَرته وأَعْذَرته فهو معذور ومُعْذَرٌ، ثم قيل للطعام الذي يُطْعم في الختان إِعْذار.
وفي الحديث: كنا إِعْذارَ عامٍ واحد؛ أَي خُتِنّا في عام واحد، وكانوا يُخْتَنُونِ لِسِنٍّ معلومة فيما بين عشر سنين وخمسَ عشرة.
وفي الحديث: وُلِدَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَعْذوراً مَسْروراً؛ أَي مختوناً مقطوع السرة.
وأَعْذَرُوا للقوم: عَمِلوا ذلك الطعام لَهم وأَعَدّوه.
والإِعْذارُ والعِذارُ والعَذِيرةُ والعَذِيرُ: طعامُ المأْدُبة.
وعَذَّرَ الرجلُ: دعا إِليه. يقال: عَذَّرَ تَعْذِيراً للخِتَان ونحوه. أَبو زيد: ما صُنِع عند الختان الإِعْذار، وقد أَعْذَرْت؛ وأَنشد: كلّ الطعامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ: الخُرْس والإِعْذار والنَّقِيعَهْ والعِذَار: طعام البِنَاء وأَن يستفيد الرجلُ شيئاً جديداً يتّخذ طعاماً يدعو إِليه إِخوانه.
وقال اللحياني: العُذْرة قُلْفةُ الصبي ولم يَقُل إِن لك اسم لها قبل القطع أَو بعده.
والعُذْرة: البَكارةُ؛ قال ابن الأَثير: العُذْرة ما لِلْبِكْر من الالتحام قبل الافتضاض.
وجارية عَذْراء: بِكْرٌ لم يمسَّها رجل؛ قال ابن الأَعرابي وحده: سُمِّيت البكرُ عَذْراء لضِيقِها، من قولك تَعَذَّرَ عليه الأَمرُ، وجمعها عَذارٍ وعَذارى وعَذْراوات وعَذارِي كما تقدم في صَحارى.
وفي الحديث في صفة الجنة: إِن الرجل لَيُفْضِي في الغَداةِ الواحدة إِلى مائة عَذْراء؛ وفي حديث الاستسقاء: أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي يَدْمَى صدرُها من شدة الجَدْب؛ ومنه حديث النخعي في الرجل يقول إِنه لم يَجد امرأَتَه عَذْراءَ قال: لا شيء عليه لأَن العُذْرةَ قد تُذْهِبُها الحيضةُ والوثْبةُ وطولُ التَّعْنِيس.
وفي حديث جابر: ما لَكَ ولِلْعَذَارَى ولِعَابهنّ أَي مُلاعَبتِهنّ؛ ومنه حديث عمر: مُعِيداً يَبْتَغِي سَقَطَ العَذارَى وعُذْرةُ الجاريةِ: اقْتِضاضُها.
والاعْتذارُ: الاقْتِضاضُ.
ويقال: فلان أَبو عُذْر فلانة إِذا كان افْتَرَعَها واقتضّها، وأَبو عُذْرَتها.
وقولهم: ما أَنت بذي عُذْرِ هذا الكلامِ أَي لسْتَ بأَوَّلِ من اقْتضّه. قال اللحياني: للجارية عُذْرتانِ إِحداهما التي تكون بها بكراً والأُخرى فِعْلُها؛ وقال الأَزهري عن اللحياني: لها عُذْرتانِ إِحداهما مَخْفِضُها، وهو موضع الخفض من الجارية، والعُذْرةُ الثانية قضّتُها، سميت عُذْرةً بالعَذْر، وهو القطع، لأَنها إِذا خُفِضت قطعت نَواتُها، وإِذا افْتُرِعَت انقطع خاتمُ عُذْرتِها.
والعاذُورُ: ما يُقْطع من مَخْفِض الجارية. ابن الأَعرابي: وقولهم اعْتَذَرْت إِليه هو قَطْعُ ما في قلبه.
ويقال: اعْتَذَرَت المياهُ إِذا انقطعت.
والاعْتِذارُ: قطعُ الرجلِ عن حاجته وقطعُه عما أَمْسَك في قلبه.
واعْتَذَرت المنازلُ إِذا دَرَسَت؛ ومررت بمنزل مُعْتَذرٍ بالٍ؛ وقال لبيد: شهور الصيف، واعْتَذَرَتْ نِطَاف الشيِّطَين مِن الشِّمال وتَعَذَرَّ الرسم واعْتَذَر: تَغَيَّر؛ قال أَوس: فبطن السُّلَيِّ فالسّجال تَعَذَّرَت، فمَعْقُلة إِلى مَطارِ فوَاحِف وقال ابن ميّادةَ واسمه الرَّمَّاحُ بن أَبرد (* قوله: «ابن أَبرد» هكذا في الأَصل) : ما هاجَ قَلْبك من مَعَارِفِ دِمْنَةٍ، بالبَرْقِ بين أَصَالِفٍ وفَدَافِدِ لَعِبَتْ بها هُوجُ الرِّياح فأَصْبَحَتْ قَفْراً تَعَذَّر، غَيْرَ أَوْرَقَ هَامِدِ البَرْق: جمع برقة، وهي حجارة ورملٌ وطين مختلطة.
والأَصالِفُ والفَدافِدُ: الأَماكن الغليظة الصلبة؛ يقول: درست هذه الآثار غير الأَوْرَقِ الهامِد، وهو الرماد؛ وهذه القصيدة يمدح بها عبد الواحد بن سليمان ابن عبد الملك ويقول فيها: مَنْ كان أَخْطَأَه الربيعُ، فإِنه نُصِرَ الحجازُ بغَيْثِ عبد الواحدِ سَبَقَتْ أَوائِلَه أَواخِرُه، بمُشَرَّعِ عَذبٍ ونَبْتٍ واعِدِ (* قوله: «سبقت أَوائله أواخره» هو هكذا في الأصل والشطر ناقص). نُصِرَ أَي أُمْطِر.
وأَرض منصورة: ممطورة.
والمُشَرَّعُ: شريعة الماء.
ونَبْت واعِد أَي يُرْجى خيرُه، وكذلك أَرضٌ واعِدةٌ يُرْجى نباتُها؛ وقال ابن أَحمر الباهلي في الاعتذار بمعنى الدُّرُوس: بانَ الشَّبابُ وأَفْنى ضِعْفَه العمُرُ، لله دَرُّك أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ؟ هل أَنتَ طالبُ شيءٍ لسْتَ مُدْرِكه؟ أَمْ هل لِقَلْبِك عن أُلاَّفِه وطَرُ؟ أَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آيات، فقد جَعَلَتْ أَطْلالُ إِلْفِك بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ؟ ضِعْفُ الشيء: مثلهُ؛ يقول: عِشْت عمرَ رجلين وأَفناه العمر.
وقوله: أَم هل لقلبك أَي هل لقلبك حاجة غير أُلاَّفِه أَي هل له وَطَرٌ غيرهم.
وقوله: أَم كنت تعرف آيات؛ الآيات: العلامات، وأَطْلالُ إِلْفك قد دَرَسَت، وأُخِذ الاعْتِذارُ من الذنب من هذا لأَن مَن اعْتَذَرَ شابَ اعتذارَه بكذِبٍ يُعَفِّي على ذنبه.
والاعتِذارُ: مَحْوُ أَثر المَوْجِدة، من قولهم: اعْتَذَرَت المنازلُ إِذا دَرَسَت.
والمَعاذِرُ: جمع مَعْذِرة.
ومن أَمثالهم: المَعاذِرُ مكاذِبُ؛ قال الله عز وجل: بل الإِنسانُ على نفسه بَصِيرةٌ ولو أَلْقى مَعاذِيرَه؛ قيل: المعاذير الحُجَجُ، أَي لو جادَلَ عنها ولو أَدْلى بكل حجة يعتذر بها؛ وجاء في التفسير: المَعاذير السُّتور بلغة اليمن، واحدها مِعْذارٌ، أَي ولو أَلقى مَعاذِيرَه.
ويقال: تَعَذَّرُوا عليه أَي فَرُّوا عنه وخذلوه.
وقال أَبو مالك عمرو ابن كِرْكِرَة: يقال ضربوه فأَعْذَروه أَي ضربوه فأَثْقَلُوه.
وضُرِبَ فلانٌ فأُعْذِرَ أَي أُشْرف به على الهلاك.
ويقال: أَعْذَرَ فلان في ظَهْرِ فلان بالسيَاط إِعْذاراً إِذا ضرَبه فأَثَّر فيه، وشَتَمه فبالغَ فيه حتى أَثَّر به في سبِّه؛ وقال الأَخطل: وقد أَعْذَرْن في وَضَحِ العِجَانِ والعَذْراء: جامِعةٌ توضع في حَلْق الإِنسان لم توضع في عنق أَحد قبله، وقيل: هو شيء من حديد يعذَّب به الإِنسانُ لاستخراج مال أَو لإِقرارٍ بأَمر. قال الأَزهري: والعَذَارى هي الجوامع كالأَغْلال تُجْمَع بها الأَيدي إِلى الأَعناق.
والعَذْراء: الرملة التي لم تُوطَأْ.
ورَمْلة عَذْراء: لم يَرْكَبْها أَحدٌ لارتفاعها.
ودُرَّة عَذْراءُ. لم تُثْقب.
وأَصابعُ العَذارَى: صِنْف من العِنَب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط، يُشَبَّه بأَصابع العَذارى المُخَضَّبَةِ.
والعَذْراء: اسم مدينة النبي، صلى الله عليه وسلم، أُراها سميت بذلك لأَنها لم تُنْكَ.
والعَذْراءُ: برْجٌ من بروج السماء.
وقال النَّجَّامون: هي السُّنْبُلة، وقيل: هي الجَوْزاء.
وعَذْراء: قرية بالشام معروفة؛ وقيل: هي أَرض بناحية دمشق؛ قال ابن سيده: أُراها سميت بذلك لأَنها لم تُنْكَ بمكروه ولا أُصِيبَ سُكّانُها بأَداة عدُوّ؛ قال الأَخطل: ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ بنَا العِيسُ عن عَذْراءَ دارِ بني الشَّجْب والعُذْرةُ: نجْمٌ إِذا طلَع اشتد غَمُّ الحرّ، وهي تطلع بعد الشِّعْرى، ولها وَقْدة ولا رِيحَ لها وتأْخذ بالنفَس، ثم يطلُع سُهَيلٌ بعدها، وقيل: العُذْرة كواكبُ في آخر المَجَرَّة خمسة.
والعُذْرةُ والعاذورُ: داءٌ في الحلق؛ ورجل مَعْذورٌ: أَصابَه ذلك؛ قال جرير: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها، غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ الكَيْنُ: لحم الفرج.
والعُذْرة: وجع الحلق من الدم، وذلك الموضع أَيضاً يسمى عُذْرة، وهو قريب من اللَّهاةِ.
وعُذِرَ، فهو مَعْذورٌ: هاجَ به وجعُ الحلقِ.
وفي الحديث: أَنه رأَى صبيّاً أُعْلِقَ عليه من العُذْرةِ؛ هو وجع في الحلق يهيجُ من الدم، وقيل: هي قُرْحة تخرج في الحَزْم الذي بين الحلق والأَنف يَعْرِض للصبيان عند طلوع العُذْرة، فتَعْمِد المرأَة إِلى خِرْقةٍ فَتَفْتِلُها فتلاً شديداً، وتُدْخِلُها في أَنْفِه فتطعَن ذلك الموضعَ، فينفجرُ منه دمٌ أَسْودُ ربما أَقْرحَه، وذلك الطعنُ يسمى الدَّغْر. يقال: عَذَرَت المرأَةُ الصبيَّ إِذا غَمَزَت حلْقَه من العُذْرة، إِن فعلت به ذلك، وكانوا بعد ذلك يُعَلِّقون عليه عِلاقاً كالعُوذة.
وقوله: عند طلوع العُذْرة؛ خي خمسةُ كواكبَ تحت الشِّعْرى العَبُور، وتسمى العَذارى، وتطلع في وسط الحرّ، وقوله: من العُذْرة أَي من أَجْلِها.
والعاذِرُ: أَثرُ الجُرْح؛ قال ابن أَحمر: أُزاحِمُهم بالباب إِذ يَدْفَعُونَني، وبالظهرِ، مني من قَرَا الباب عاذِرُ تقول منه: أَعْذَرَ به أَي ترك به عاذِراً، والعَذِيرُ مثله. ابن الأَعرابي: العَذْر جَمْع العَاذِر، وهو الإِبداء:. يقال: قد ظهر عاذِره، وهو دَبُوقاؤه.
وأَعْذَرَ الرجلُ: أَحْدَثَ.
والعاذِرُ والعَذِرةُ: الغائط الذي هو السَّلح.
وفي حديث ابن عمر: أَنه كره السُّلْت الذي يُزْرَعُ بالعَذِرة؛ يريد الغائطَ الذي يلقيه الإِنسان.
والعَذِرةُ: فناء الدار.
وفي حديث عليٍّ: أَنه عاتَب قوماً فقال: ما لكم لا تُنَظِّفُون عَذِراتِكم؟ أَي أَفْنِيَتكم.
وفي الحديث: إِن الله نظيف يُحِبّ النَّظافةَ فنظفوا عَذِراتكم ولا تَشَبَّهوا باليهود.
وفي حديث رُقَيقة: وهذه عِبِدَّاؤُك بعَذِراتِ حَرَمِك، وقيل: العَذِرةُ أَصلها فِناءُ الدار، وإِيَّاها أَرادَ عليٌّ، رضي الله عنه، بقوله. قال أَبو عبيد: وإِنما سميت عَذِراتُ الناس بهذا لأَنها كانت تُلْقَى بالأَفْنِية، فكُنِيَ عنها باسم الفناء كما كُنِيَ بالغائط وهي الأَرض المطمئنة عنها؛ وقال الحطيئة يهجو قومه ويذكر الأَفنية: لعَمْرِي لقد جَرَّبْتُكم، فوَجَدْتُكم قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئِي العَذِراتِ أَراد: سيئين فحذف النون للإِضافة؛ ومدح في هذه القصيدة إِبِلَهُ فقال: مَهارِيس يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها، إِذا النارُ أَبْدَتْ أَوْجُهَ الخفِراتِ فقال له عمر: بئس الرجل أَنت إبِلَكَ وتهجو قومَك وفي الحديث: اليهودُ أَنْتَنُ خَلْقِ الله عَذِرةً؛ يجوز أَن يَعْنِيَ به الفِناءَ وأَن يَعْنِيَ به ذا بطونِهم، والجمع عَذِرات؛ قال ابن سيده: وإِنما ذكّرتها لأَن العذرة لا تكسر؛ وإِنه لَبَرِيءُ العَذِرة من ذلك على المثَل، كقولهم بَرِيءُ الساحةِ.
وأَعْذَرَت الدارُ أَي كَثُرَ فيها العَذِرةُ.
وتعَذَّرَ من العَذِرَة أَي تلَطَّخ.
وعَذّره تَعْذيراً: لطَّخَه بالعَذِرَة.
والعَذِرة أَيضاً: المَجْلِسُ الذي يجلس فيه القوم.
وعَذِرةُ الطعامِ: أَرْدَأُ ما يخرج منه فيُرْمَى به؛ هذه عن اللحياني.
وقال اللحياني: هي العَذِرة والعَذِبة.
والعُذْرُ: النُّجْحُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لمسكين الدارمي: ومُخاصِم خاصَمْتُ في كَبَدٍ، مثل الدِّهان، فكان لي العُذْرُ أَي قاوَمْتُه في مزلّةٍ فثبتت قدمي ولم تَثْبُتْ قدمُه فكان النُّجْحُ لي.
ويقال في الحرب: لمن العُذْرُ؟ أَي النجح والغلبة. الأَصمعي: لقيت منه غادُوراً أَي شّراً، وهو لغة في العاثُور أَو لثغة.
وترك المطرُ به عاذِراً أَي أَثراً.
والعواذِيرُ: جمع العاذِرِ، وهو الأَثر.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: لم يَبْقَ لهم عاذِرٌ أَي أَثر.
والعاذِرُ: العِرْقُ الذي يخرُج منه دمُ المستحاضة، واللام أَعرف (* يريد ان العاذل، باللام، الأَصمعي عرف من العاذر، بالراء).
والعاذِرةُ: المرأَة المستحاضة، فاعلة بمعنى مفعولة، من إِقامة العُذْر؛ ولو قال إِن العاذِرَ هو العرف نفسه لأَنه يقوم بِعُذْرِ المرأَة لكان وجهاً، والمحفوظ العاذل، باللام.
وقوله عز وجل: فالمُلْقِيات ذكْراً عُذْراً أَو نُذْراً؛ فسره ثعلب فقال: العُذْرُ والنُّذْر واحد، قال اللحياني: وبعضهم يُثَقِّل، قال أَبو جعفر: مَن ثَقَّل أَراد عُذْراً أَو نُذْراً، كما تقول رُسُل في رُسْل؛ وقال الأَزهري في قوله عز وجل: عذراً أَو نذراً، فيه قولان: أَحدهما أَن يكون معناه فالمُلْقِيات ذِكْراً للإِعْذار والإِنذار، والقول الثاني أَنهما نُصِبَا على البدل من قوله ذِكْراً، وفيه وجه ثالث وهو أَن تنصِبَهما بقوله ذكراً؛ المعنى فالملقيات إِن ذَكَرَتْ عذراً أَو نذراً، وهما اسمان يقومان مقام الإِعْذار والإِنْذار، ويجوز تخفيفُهما وتثقيلُهما معاً.
ويقال للرجل إِذا عاتَبَك على أَمر قبل التقدُّم إِليك فيه: والله وما استْتَعْذَرْتَ إِليَّ ما اسْتَنْذَرْت أَي لم تُقَدِّمْ إِليَّ المَعْذِرةَ والإِنذارَ.
والاستعذارُ: أَن تقول له أَعْذِرْني منك.
وحمارٌ عَذَوَّرٌ: واسعُ الجوف فحّاشٌ.
والعَذَوَّرُ أَيضاً: الشسيء الخلُق الشديد النفْس؛ قال الشاعر: حُلْو حَلال الماء غير عَذَوّر أَي ماؤه وحوضُه مباح.
ومُلْكٌ عَذَوَّرٌ: واسع عريض، وقيل شديد؛ قال كثير بن سعد: أَرَى خَاليِ اللَّخْمِيَّ نُوحاً يَسُرُّني كَرِيماً، إِذا ما ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرا ذَاحَ وحاذَ: جَمَعَ، وأَصل ذلك في الإِبل.
وعُذْرة: قبيلة من اليمن؛ وقول زينب بنت الطثرية ترثي أَخاها يزيد: يُعِينُك مَظْلوماً ويُنْجِيك ظالماً، وكلُّ الذي حَمَّلْتَه فهو حامِلُهْ إِذا نَزلَ الأَضْيافُ كان عَذَوَّراً على الحَيِّ، حتى تَسْتَقلَّ مَراجِلُه قوله: وينجيك ظالماً أَي إِن ظَلَمْتَ فطُولِبْت بظُلْمِكَ حَماكَ ومَنَعَ منك.
والعَذوَّر: السيء الخلق، وإِنما جعلَتْه عَذوَّراً لشدة تَهَمُّمِه بأَمر الأَضياف وحِرْصِه على تعجيل قِراهم حتى تستقل المراجل على الأَثافيّ.
والمَراجلُ: القدور، واحدها مِرْجَل.