المصادر:  


حال (لسان العرب) [50]


أَتى بمُحال.
ورجل مِحْوال: كثيرُ مُحال الكلام.
وكلام مُسْتَحيل: مُحال.
ويقال: أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته.
وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال: المُحال الكلام لغير شيء، والمستقيم كلامٌ لشيء، والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه، واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك، والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به.
وأَحالَ الرَّجُلُ: أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به.
وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه، بكسر اللام. التهذيب: والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى، كقولك ذو مال وأُولو مال. قال الأَزهري: يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه، وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه؛ قال الراجز: ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ . . . أكمل المادة حَوْلَيَه، هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قولهم: حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قال ابن بري: وشاهد حَوالَهُ قول الراجز: أَهَدَمُوا بَيْتَك؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث الاستسقاء: اللهم حَوالَيْنا ولا علينا؛ يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية، من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه؛ وأَما قول امريء القيس: أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً، ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار، فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه.
واحْتَوَله القومُ: احْتَوَشُوا حَوالَيْه.
وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً: رامه؛ قال رؤبة: حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة: مطالبتك الشيءَ بالحِيَل.
وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله؛ قال لبيد: أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ: أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ الليث: الحِوال المُحاوَلة. حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة.
والحِوال: كلُّ شيء حال بين اثنين، يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز. أَبو زيد: حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة. قال الليث: يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز.
ويقال: حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً. ابن سيده: وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً، واسم ذلك الشيء الحِوال، والحَوَل كالحِوال.
وحَوالُ الدهرِ: تَغَيُّرُه وصَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي: أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً، أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب: ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر؛ وأَنشد: ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين، يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال: سمعت أَعرابيّاً من بني سليم ينشد: فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال: وغيره من بني سليم يقول يَحْتال، بلا همز؛ قال: وأَنشدني بعضهم: يا دارَ ميّ، بِدكادِيكِ البُرَق، سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال: وغيره يقول المُشْتاق.
وتَحَوَّل عن الشيء: زال عنه إِلى غيره. أَبو زيد: حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع. الجوهري: حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل.
وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين: يكون تَغَيُّراً، ويكون تَحَوُّلاً؛ وقال النابغة: ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد.
وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال؛ وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده: أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم، وقلت له: با ابْنَ الحيالى تحوَّلا (* «الحيالى» هكذا رسم في الأصل، وفي شرح القاموس: الحيا و لا). قال: يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال: وهذا كثير.
وحَوَّله إِليه: أَزاله، والاسم الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللحياني: أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً، لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا التهذيب: والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يقال: حوّلُوا عنها تَحْويلاً وحِوَلاً. قال الأَزهري: والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت، والحِوَل اسم يقوم مقام المصدر؛ قال الله عز وجل: لا يَبْغُون عنها حِوَلاً؛ أَي تَحْوِيلاً، وقال الزجاج: لا يريدون عنها تَحَوُّلاً. يقال: قد حال من مكانه حِوَلاً، وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً، وعادَني حُبُّها عِوَداً. قال: وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة، فيكون على هذا المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها، قال: وقرئ قوله عز وجل: دِيناً قِيَماً، ولم يقل قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً، لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم، وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل.
وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، كلاهما: تَحَوَّل.
وفي الحديث: من أَحالَ دخل الجنة؛ يريد من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام. الأَزهري: حالَ الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله.
وفي حديث خيبر: فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين، وهو من التَّحَوُّل.
وفي الحديث: إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه، وقيل: هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله.
وفي الحديث: فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم وقد تقدم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة.والحَوالة: تحويل ماء من نهر إِلى نهر، والحائل: المتغير اللون. يقال: رماد حائل ونَبات حائل.
ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً.
وفي حديث ابن أَبي لَيْلى: أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات.
وفي حديث قَباث بن أَشْيَم: رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً.
ومنه الحديث: نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى، وكلُّ متغير حائلٌ، فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل، كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ.
وتَحوَّل كساءَه. جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره، والاسم الحالُ.
والحالُ أَيضاً: الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره، ما كان وقد تَحَوَّل حالاً: حَمَلها.
والحالُ: الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره، يقال منه: تَحَوَّلْت حالاً؛ ويقال: تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره. يقال: تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها.
وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة.
وتَحَوَّل: تنقل من موضع إِلى موضع آخر.
والتَّحَوُّل: التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع، والاسم الحِوَل؛ ومنه قوله تعالى: خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً.
والحال: الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي يَدِبُّ عليها الصبي؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري: ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً، مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد: ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم.
والحائل: كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه.
وقد حالَ يَحُول.
واسْتحال الشَّخْصَ: نظر إِليه هل يَتَحرَّك، وكذلك النَّخْل.
واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً.
وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا، وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك، وقيل: معناه نَطْلُب حال مَطَره، وقيل بالجيم، وقد تقدم. الأَزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال: الحَوْل الحَركة، تقول: حالَ الشخصُ إِذا تحرّك، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول: لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله. الكسائي: يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله، وورد ذلك في الحديث: لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله، وفُسِّر بذلك المعنى: لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: الحَوْل الحِيلة، قال ابن الأَثير: والأَول أَشبه؛ ومنه الحديث: اللهم بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك، وقيل أَحتال، وقيل أَدفع وأَمنع، من حالَ بين الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر.
وفي حديث آخر: بك أُصاوِل وبك أُحاوِل، هو من المُفاعلة، وقيل: المُحاولة طلب الشيء بحِيلة.
وناقة حائل: حُمِل عليها فلم تَلْقَح، وقيل: هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات، وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل، والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع.
وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام؛ وقيل: هو على المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، وقيل: إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل، فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل، وقيل: المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً.
وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام، قال: ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى، والحائل: الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع، وشاة حائل ونخْلة حائل، وحالت النخلةُ: حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر. الجوهري: الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل، يقال: نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة؛ ويقال: لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل، ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل، وأُمُّها أُمُّ حائل؛ قال: فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل.
وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل.
وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل.
والناس مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم. قال أَبو عبيدة: لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يقطعهما قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام.
وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل؛ وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ.
وفي الحديث: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل؛ المُحِيل: الذي لا يولد له، من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً.
وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ؛ ومنه حديث أُم مَعْبَد: والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ.
والحُول، بالضم: الحِيَال؛ قال الشاعر: لَقِحْن على حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش، حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى مُمَنَّع، بالنون. الأَصمعي: حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل؛ وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً (* قوله «وقد حالت حوالاً» هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب، والذي في القاموس: حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما) .
والحالُ: كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني. قال ابن سيده: وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة. اللحياني: يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال: هو بحالة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات. الجوهري: الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه.
وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة والموعظة: توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه، وكذلك روى أَبو عمرو الحديث: وكان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يَتَحَوَّلُنا بالموعظة، بالحاء غير معجمة، قال: وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً.
وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه: صُروفُه.
والحالُ: الوقت الذي أَنت فيه.
وأَحالَ الغَريمَ: زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر، والاسم الحَوالة. اللحياني: يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم: حالَ، وهو يَحُول حَوْلاً.
ويقال: أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً.
واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه. الليث: الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر. قال أَبو منصور: يقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ، وهو كذا درهماً، على رجل آخر لي عليه كذا درهماً أُحِيلُه إِحالةً، فاحْتال بها عليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ. قال أَبو سعيد: يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ، والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل، وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان، وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة.والحال: التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة.
والحالُ: الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ.
وفي الحديث: أَن جبريل، عليه السلام، قال لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل: أَخَذْتُ من حال البحر فضَرَبْتُ به وجهه، وفي رواية: فحشَوْت به فمه.
وفي التهذيب: أَن جبريل، عليه السلام، لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل، أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه؛ وقال الشاعر:وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا، سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر: حالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود.
والحالُ: اللَّبَنُ؛ عن كراع.
والحال: الرَّماد الحارُّ.
والحالُ: ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض، يقال: حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق.
وحالُ الرجلِ: امرأَته؛ قال الأَعلم: إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر، وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها؛ وأَنشد الأَزهري: يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها، والجمع مَحالٌ ومَحاوِل.
والمَحالة والمَحال: واسِطُ الظَّهْر، وقيل المَحال الفَقار، واحدته مَحالة، ويجوز أَن يكون فَعالة.
والحَوَلُ في العين: أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ، وقيل: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف، وقيل: هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها، وقيل: الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج، وقيل: هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت؛ وقول أَبي خراش: إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير (* قوله «إذا ما كان» تقدم في ترجمة كسس: إذا ما حال، وفسره بتحوّل). قيل: معناه انقلبت، وقال محمد بن حبيب: صار أَحْوَل، قال ابن جني: يجب من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة، وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ، فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا. الليث: لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول (* قوله «لغة تميم حالت عينه تحول» هكذا في الأصل، والذي في القاموس وشرحه: وحالت تحال، وهذه لغة تميم كما قاله الليث). حولاً، وغيرهم يقول: حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً.
واحْوَلَّت أَيضاً، بتشديد اللام، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائي.
وجَمْع الأَحول حُولان.
ويقال: ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً، مصدر الأَحْوَلِ.
ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ: جاء على الأَصل لسلامة فعله، ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأَن فَعِلاَ فَعِيل، فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها.
وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها: صَيَّرها حَوْلاء، وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل: احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً واحْوالَّت احْوِيلالاً.
والحُولة: العَجَب؛ قال: ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر ويوصف به فيقال: جاء بأَمرٍ حُولة.
والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة: كالمَشِيمة للمرأَة، وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر، وقيل: تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول، وذلك أَول شيء يخرج منه، وقد تستعمل للمرأَة، وقيل: الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد، وقال الخليل: ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء، وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء، لغة في خُيَلاء؛ حكاه ابن بري؛ وقيل: الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض، ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان، ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة، ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى.
والحُوَلاء: الماء الذي في السَّلى.
وقال ابن السكيت في الحُولاء: الجلدة التي تخرج على رأْس الولد، قال: سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد؛ قال الشاعر: على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها، فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين ابن شميل: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها، وهي أَعْقاؤه، الواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر.
وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر.
ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى: يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً.
ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً، وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ؛ قال: بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها.
وفي حديث الأَحنف: إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب، تقول العرب: تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة، وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم.
والحِوَل: الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ.
وأَحال عليه: اسْتَضْعَفه.
وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل.
وأَحَلْتُ عليه بالكلام: أَقبلت عليه.
وأَحال الذِّئبُ على الدم: أَقبل عليه؛ قال الفرزدق: فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَى دماً بصاحبه يوماً، أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه؛ وقال أَيضاً: فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى بصاحبه، يَوْماً، دَماً فهو آكلُه وفي حديث الحجاج: مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه، وفي حديث آخر: فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه.
وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قال لبيد: كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلون السِّجال على السِّجال وأَحالَ عليه الماء: أُفْرَغَه؛ قال: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، حَبْوَ الجَواري، تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه: يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم: حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم واحداً.
وحال: بمعنى انْصَبَّ.
وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه.
وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابن بري لزهير: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحال الليلُ: انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل: لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها، وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل.
والحالُ: موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، وقيل: هي طَرِيقة المَتْن؛ قال: كأَنَّ غلامي، إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ في السماء، مُحَلِّق وقال امرؤ القيس: كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ابن الأَعرابي: الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء، وفيه ثلاث لغات: الخال، بالخاء المعجمة، وهو أَعْرَقُها، والحال والجَالُ.
والحَالُ: لحم باطن فخذ حمار الوحش.
والحال: حال الإِنسان.
والحال: الثقل.
والحال: مَرْأَة الرَّجُل.
والحال: العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي؛ قال ابن بري: وهذه أَبيات تجمع معاني الحال: يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى، والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد شيء. فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل، فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ: من الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ. ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا: التراب. تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها عن حالها، كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا: العَجَلة. فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى، وعلى ما فات من حال الحال هنا: مَذْهَب خير أَو شر. لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر، لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا: الساعة التي أَنت فيها. لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ، كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال الحال هنا: اللَّبَن؛ حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه، ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل: امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا. رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ، فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال حالُ الفَرَس: طرائق ظَهْره، وقيل مَتْنُه. يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه، حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا: وَرَق الشجر يَسْقُط. الأَصمعي: يقال ما أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد، والحال: لَحْمة المَتْن. الأَصمعي: حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه، وفي الصحاح: حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب.
وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال. ابن سيده وغيره: حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها، وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره.
ويقال: حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه. الجوهري: أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب؛ وفي المثل: تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء.
ويقال: إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان.
وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء؛ قال ذو الرمة: وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه، إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور: وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت، ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى.
وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر.
وما أَحْسَن حَوِيلَه، قال الأَصمعي: أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد.
ويقال: ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال: خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على ثِيلِه.
وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف، ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب؛ حكاه ابن سيده.
وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الواو.
والحَوِيل: الشاهد.
والحَوِيل: الكفِيل، والاسم الحَوَالة.
واحْتال عليه بالدَّين: من الحَوَالة.
وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته، والاسم الحَوِيل؛ قال الكميت: وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق، وهي كَيِّسة الحَوِيل قال: يعني الرَّخَمَة.
وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قال ذو الرمة يصف الحرباء: يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته حَنِيفاً، وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل، هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل، وفتحت العشي على الظرف، ويروى: الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل مفعول به؛ قال ابن بري: يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِيف، فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً، لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق.
واحْتال المنزلُ: مَرَّت عليه أَحوال؛ قال ذو الرمة: فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وطال احْتِيالُها واحتال أَيضاً: تغير؛ قال النمر: مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ، فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به؛ عن اللحياني.
وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ.
وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت: أَتى عليها حَوْلٌ، وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحِيل؛ قال الكميت: أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل بفَيْدَ، وما بُكاؤك بالطُّلول؟ والمُحِيل: الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ ؛ وذلك في البيت بعده وهو: أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم: يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا، حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ: أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل، بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل؟ قال ابن بري: وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة: قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا، والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا، بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا قال: تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، من أَهَله الله؛ وقال الأَخوص: أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس: من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ، من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا أَبو زيد: فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على أَثره.
وحالت القوسُ واستحالت، بمعنى، أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج.
وحَوَال: اسم موضع؛ قال خِراش بن زهير: فإِني دليل، غير مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي: الحَوَلْولة الكَيِّسة، وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها.
وبنو حَوالة: بطن.
وبنو مُحَوَّلة: هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك.
وحَوِيل: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي: تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب

إفريقية (المعجم الوسيط) [0]


 إِحْدَى قارات الدُّنْيَا السَّبع يَقع أَكْثَرهَا فِي المنطقة الحارة وَهِي بَين خطي الْعرض ٣٧ الشمالي و ٣٥ الجنوبي ويحيط بهَا الْبَحْر الْمُتَوَسّط وَالْمُحِيط الأطلسي وَالْمُحِيط الْهِنْدِيّ وَالْبَحْر الْأَحْمَر وأطلقها الْعَرَب على تونس وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا إفريقي 

الأقيانس (المعجم الوسيط) [0]


 الْبَحْر الْعَظِيم الْمُحِيط بالقارات (د) 

الحوق (المعجم الوسيط) [0]


 الإطار الْمُحِيط بالشَّيْء المستدير حوله 

وَذَات الْجنب (المعجم الوسيط) [0]


التهاب فِي الغشاء الْمُحِيط بالرئة (مج) 

الْمُحِيط (المعجم الوسيط) [0]


 الْعَظِيم من الْبحار يحدق باليابسة (مج) 

البرسام (المعجم الوسيط) [0]


 ذَات الْجنب وَهُوَ التهاب فِي الغشاء الْمُحِيط بالرئة 

البائج (المعجم الوسيط) [0]


 عرق فِي بَاطِن الْفَخْذ أَو عرق مُحِيط بِالْبدنِ كُله سمي بذلك لانتشاره وافتراقه 

أمريكة الشمالية (المعجم الوسيط) [0]


 إِحْدَى قارات الدُّنْيَا السَّبع اكتشفت كأمريكة الجنوبية فِي نِهَايَة الْقرن الْخَامِس عشر وَهِي بَين المحيطين الأطلسي وَالْهَادِي وَفِي شماليها الْمُحِيط الجامد الشمالي وَهِي كَذَلِك على شكل مثلث كَبِير تَقْرِيبًا رَأسه إِلَى الْجنُوب وَتَقَع بَين خطي الْعرض ١٠ و ٨٣ الشماليين وتمتد من المنطقة الحارة إِلَى المنطقة الجامدة الشمالية وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا أمريكي شمَالي 

الأنقليس (المعجم الوسيط) [0]


 نوع من السّمك يعِيش فِي مياه الْأَنْهَار والمحيطات وَالْبَحْر الْمُتَوَسّط وَهُوَ يشبه الثعبان فِي شكله (مج) 

الشرود (المعجم الوسيط) [0]


 شرود الذِّهْن (فِي علم النَّفس) عدم الانتباه إِلَى الظروف المحيطة أَو الملابسات الطارئة (مج) 

أوروبة (المعجم الوسيط) [0]


 إِحْدَى القارات السَّبع وأصغرها مساحة مَا عدا أستراليا وَهِي فِي الْجُزْء الشمالي الغربي من الدُّنْيَا الْقَدِيمَة بَين خطي الْعرض ٣٧ ٧١ الشماليين وتفصل بَينهَا وَبَين آسيا جبال أورال وجبال القوقاز وَالْبَحْر الْأسود وَبَينهَا وَبَين إفريقية الْبَحْر الْمُتَوَسّط وَفِي غربيها الْمُحِيط الأطلسي وَفِي شماليها الْمُحِيط الجامد الشمالي ومعظم أراضيها فِي المنطقة المعتدلة ويمتد بعض أَجْزَائِهَا الشمالية إِلَى المنطقة الجامدة النِّسْبَة إِلَيْهَا أوروبي 

السدسية (المعجم الوسيط) [0]


 (فِي الهندسة) آلَة بصرية ذَات مقياس مدرج على شكل قَوس دائرية طولهَا سدس مُحِيط الدائرة تقاس بهَا الأبعاد الزواية (مج) 

الْوَاسِع (المعجم الوسيط) [0]


 (فِي الْأَسْمَاء الْحسنى) الْكثير الْعَطاء الَّذِي يسع لما يسْأَل أَو الْمُحِيط بِكُل شَيْء أَو الَّذِي وسع رزقه جَمِيع خلقه وَرَحمته كل شَيْء وغناه كل فقر 

الحوال (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال قعد حوال الشَّيْء فِي الْجِهَات المحيطة بِهِ وَرَأَيْت النَّاس حواليه مطيفين بِهِ من جوانبه وحوال الدَّهْر تغيره وَصَرفه الحوال:  الحاجز بَين الشَّيْئَيْنِ 

الأوطف (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال بعير أَوْطَفُ الْوَبر سابغه وعام أَوْطَفُ كثير الْخَيْر مخصب وعيش أَوْطَفُ رخي وظلام أَوْطَفُ ملبس دَان مُحِيط 

الْحول (المعجم الوسيط) [0]


 الْحَرَكَة والتحول وَالسّنة (ج) أَحْوَال والحذق وجودة النّظر وَالْقُدْرَة على دقة التَّصَرُّف فِي الْأُمُور وَمن الشَّيْء الْجِهَات المحيطة بِهِ يُقَال رَأَيْت النَّاس حوله وحوليه وأحواله محيطين بِهِ الْحول:  الحاجز بَين الشَّيْئَيْنِ وَمن الرِّجَال الْمُحْتَال الشَّديد الاحتيال الْحول:  الحذق وجودة النّظر وَالْقُدْرَة على دقة التَّصَرُّف فِي الْأُمُور وَالْأُخْدُود الَّذِي تغرس فِيهِ النّخل على صف وَاحِد والانتقال من مَوضِع إِلَى آخر وَيُقَال هَذَا من حول الدَّهْر من عجائبه الْحول:  الحاجز بَين الشَّيْئَيْنِ وَاخْتِلَاف محوري الْعَينَيْنِ 

السُّرادِقُ (القاموس المحيط) [0]


السُّرادِقُ: الذي يُمَدُّ فَوْقَ صَحْنِ البَيْتِ،
ج: سُرادِقاتٌ، والبَيْتُ من الكُرْسُفِ، والغُبارُ الساطِعُ، والدُّخانُ المُرْتَفِعُ المُحيطُ بالشيءِ.
وبَيْتٌ مُسَرْدَقٌ أعْلاهُ وأسْفَلُهُ: مَشْدودٌ كُلُّهُ.

الفنار (المعجم الوسيط) [0]


 مِصْبَاح قوي الضَّوْء ينصب على سَارِيَة عالية أَو شبه برج مُرْتَفع لإرشاد السفن فِي الْبحار والمحيطات إِلَى طرق السّير وتجنب مَوَاطِن الْخطر (وَهُوَ الْمنَار محرفا) 

الكظر (المعجم الوسيط) [0]


 شَحم الكليتين الْمُحِيط بهما وَمَوْضِع شَحم الكليتين إِذا نزع الشَّحْم وغدة صماء فَوق الْكُلية ومحز الْقوس الَّذِي تقع فِيهِ حَلقَة الْوتر (ج) كظار 

المتر (المعجم الوسيط) [0]


 وحدة للْقِيَاس فِي النظام العشري وَهِي فرنسية فِي الأَصْل ثمَّ استعملها أَكثر الْأُمَم وَهِي تمثل ١ / ٤٠. ٠٠٠. ٠٠٠ من مُحِيط الكرة الأرضية تَقْرِيبًا وتساوي مائَة سنتي 

الفَيْقُ (القاموس المحيط) [0]


الفَيْقُ: صَوتُ الدَّجاجِ، وبالكسر: الجبَلُ المُحِيطُ بالدنيا، والرجُلُ الطويلُ،
وبِلا لامٍ:ع.
وفاقَ يَفيقُ: جادَ بنفْسِه.
وأفْيَقَ الشاعرُ: أفْلَقَ.
وعَقَبَةُ أفِيقٍ، كأميرٍ، يائِيٌّ واويٌّ.
فَصْلُ القَاف

الْمعِين (المعجم الوسيط) [0]


 من المَاء المعيون (وَانْظُر معن) الْمعِين:  من الْبَقر مَا كَانَ بَين عَيْنَيْهِ سَواد وَمن الأثواب مَا كَانَ فِي وشيه ترابيع صغَار تشبه عُيُون الْوَحْش و (فِي الهندسة) مَا كَانَ شكله مسطحًا متساوي الأضلاع الْأَرْبَعَة المستقيمة المحيطة بِهِ غير قَائِم الزوايا 

أستراليا (المعجم الوسيط) [0]


 أَصْغَر القارات وَهِي بَين المحيطين الْهِنْدِيّ وَالْهَادِي وَفِي الْجنُوب الشَّرْقِي من آسيا وتمتد بَين خطي الْعرض ١٠ ٣٩ الجنوبيين ويقسمها مدَار الجدي قسمَيْنِ متساويين تَقْرِيبًا معظمها فِي المنطقة المعتدلة الجنوبية النِّسْبَة إِلَيْهَا أسترالي 

السميكاء (المعجم الوسيط) [0]


 الأرضة وسمك صغَار يصل إِلَى مَا يقرب من عشرَة سنتميترات تَقْرِيبًا وجسمه مدور أسطواني فضي اللَّوْن إِلَى خضرَة يعِيش فِي الْبَحْر الْأَحْمَر وعَلى الشاطئ الشَّرْقِي من إفريقية وَالْمُحِيط الْهِنْدِيّ والبحرين يجفف ويؤكل وَهُوَ الحساس 

الْحَرِيم (المعجم الوسيط) [0]


 مَا حرم فَلَا ينتهك وثوب الْمحرم وَمن كل شَيْء مَا تبعه فَحرم بحرمته من مرافق وَحُقُوق فحريم الدَّار مَا أضيف إِلَيْهَا من حُقُوقهَا ومرافقها وَمَا دخل فِي الدَّار مِمَّا يغلق عَلَيْهِ بَابهَا وحريم الْمَسْجِد وحريم الْبِئْر الْموضع الْمُحِيط بهما (ج) أحرام 

اللب (المعجم الوسيط) [0]


 من كل شَيْء خالصه وخياره وَنَفسه وَحَقِيقَته ولب الْجَوْز واللوز وَنَحْوهمَا مَا فِي جَوْفه وَالْعقل (ج) ألباب وألب و (ألبب فِي الشّعْر) وَيُقَال أَنا أحبك من بَنَات ألببي من أصل نَفسِي ولب الأَرْض (فِي الجيولوجيا) النطاق الصخري الْمُحِيط بسطح الأَرْض (مج) 

التيار (المعجم الوسيط) [0]


 حَرَكَة سطحية فِي مَاء الْمُحِيط تتأثر باتجاهات الرِّيَاح وتنقل الْمِيَاه الدافئة إِلَى المناطق الْبَارِدَة وَبِالْعَكْسِ (مج) وَشدَّة جَرَيَان المَاء وَيُقَال فرس تيار يموج فِي عدوه والتائه المتكبر و (فِي علم الطبيعة) سيال كهربائي يجْرِي فِي جسم موصل للكهربا وَهُوَ أَنْوَاع 

أحَاط (المعجم الوسيط) [0]


 الْحَائِط عمله وَالْقَوْم بِالْبَلَدِ أَحدقُوا بِهِ وَيُقَال أحاطت بِهِ الْخَيل وبالأمر أدْركهُ من جَمِيع نواحيه وَمِنْه فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أحطت بِمَا لم تحط بِهِ} و {وَالله بِمَا يعْملُونَ مُحِيط} وَالشَّيْء حاطه وبالقوم مَنعهم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِلَّا أَن يحاط بكم} والخطيئة بفلان لَزِمته فَلم يجتنبها 

أ ط ر (المصباح المنير) [0]


 الإِطَارُ: مثل كتاب لكلّ شيء ما أحاط به و "إِطَارُ" الشّفة اللحْمُ المحيط بها، وسئل عمر بن عبد العزيز عن السُّنَّةِ في قصّ الشارب فقال: يُقَصُّ حتى يبدوَ "الإِطَارُ" ، ومن كلامهم بنو فلان "إِطَارٌ" لبني فلان إذا حلّوا حولهم و "أَطَرَهُ" "أَطَرًا" من باب ضرب عَطفه. 

القَيْقُ (القاموس المحيط) [0]


القَيْقُ: صَوْتُ الدَّجاجَةِ إذا دَعَتِ الديكَ للسِّفادِ، وبالكسر: الأَحْمَقُ الطائِشُ، والجَبَلُ المُحيطُ بالدُّنيا.
والقُياقُ، ككتابٍ وغُرابٍ: الطَّويلُ.
والقِيقَةُ، بالكسرِ: القِشْرَةُ الرقيقَةُ من تَحْتِ القَيْضِ.
والقِئْقِئُ، كزِبْرِجٍ: بَياضُ البَيْضِ.
والقيقانِ، كجيرانٍ: مَوْضِعانِ.
والقيقاءَةُ: الأَرْضُ الغَليظَةُ،
ج: القَواقي وقَياقٍ وقِيَقٌ، كعِنَبٍ.
فَصْلُ اللاّم

أمريكة (المعجم الوسيط) [0]


 الجنوبية إِحْدَى قارات الدُّنْيَا السَّبع اكتشفت كأمريكة الشمالية فِي نِهَايَة الْقرن الْخَامِس عشر وَهِي بَين المحيطين الأطلسي وَالْهَادِي وَفِي جنوبي أمريكة الشمالية وَبَين خطي الْعرض ٨ الشمالي و ٥٥ الجنوبي وَهِي على شكل مثلث كَبِير تَقْرِيبًا رَأسه إِلَى الْجنُوب وجزؤها الشمالي فِي المنطقة الحارة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا أمريكي جنوبي 

ش - ظ - م (جمهرة اللغة) [0]


الشّمْظ: المنع؛ شَمَظْتُ فلاناً عن كذا وكذا، إذا منعته. قال الشاعر: ستشمِظكم عن بطنِ وَجٍّ سيوفُنا ... ويصبح منكم بطنُ جِلدانَ مُقْفِرا وَجُّ: الطائف؛ وجِلْدان: نثيّة بالطائف بعينها، وإنما سُمّيت الطائف بالسّور المحيط بها. والشّيظَم: الطويل؛ ويقال للأسد: شَيظَم وشَيْظَميّ. ويقال: مَشِظَت يدُه، إذا خشنت من عمل وغيره، ويقال بالطاء أيضاً.

القطاع (المعجم الوسيط) [0]


 من اللَّيْل طَائِفَة مِنْهُ تكون فِي أَوله إِلَى ثلثه وَمن الدائرة جُزْء مَحْصُور بَين نصفي قطر وجزء من الْمُحِيط (مو) والجزء المقتطع من أَي شَيْء وَيُقَال هَذَا خَاص بالقطاع الصناعي أَو بالقطاع الزراعي مثلا (مو) والمثال الَّذِي يقطع عَلَيْهِ الثَّوْب والأديم وَنَحْوهمَا وزمن قطاع النّخل زمن إِدْرَاكه واجتناء ثمره وَيُقَال هَذَا وَقت قطاع الطير وَقت طيرانها من بِلَاد إِلَى أُخْرَى 

المركز (المعجم الوسيط) [0]


 الْمقر الثَّابِت الَّذِي تتشعب مِنْهُ الْفُرُوع كمركز الْهَاتِف وَنَحْوه وَأحد أَقسَام الْمُحَافظَة فِي التَّقْسِيم الإداري بِمصْر وتتبعه عدَّة قرى (مو) ومركز الْجند موضعهم الَّذِي أمروا أَن يرابطوا بِهِ ويلزموه وَلَا يبرحوه ومركز الرجل مَنْزِلَته ومكانته الحسية أَو المعنوية ومركز الدائرة نقطة دَاخل الدائرة تتساوى المستقيمات الْخَارِجَة مِنْهَا إِلَى الْمُحِيط والمركز البيضي (فِي الطِّبّ الباطني) هُوَ الْمَادَّة البيضية الْبَيْضَاء فِي نصف المخ (مج) 

الجناب (المعجم الوسيط) [0]


 النَّاحِيَة وَيُقَال مروا يَسِيرُونَ جنابيه حواليه وفناء الدَّار أَو الْمحلة وَيُقَال أَنا فِي جناب فلَان كنفه ورعايته وَفُلَان رحب الجناب وخصيب الجناب سخي (ج) أجنبة الجناب:  ذَات الْجنب وَهِي كَمَا زعم بعض أطباء الْعَرَب قرحه تصيب الْإِنْسَان فِي دَاخل جنبه (وَفِي الطِّبّ الحَدِيث) التهاب فِي الغشاء الْمُحِيط بالرئة (مج) الجناب:  يُقَال لج فلَان فِي جناب قَبِيح لج فِي مجانبة أَهله وَفرس طوع الجناب سَلس القياد 

الحِقْفُ (القاموس المحيط) [0]


الحِقْفُ، بالكسرِ: المُعْوَجُّ من الرَّمْلِ،
ج: أحْقافٌ وحِقافٌ وحُقوفٌ،
وجج: حَقائِفُ وحِقَفَةٌ، أو الرَّمْلُ العَظيمُ المُسْتَديرُ، أو المُسْتَطيلُ المُشْرِفُ، أو هي رِمالٌ مُسْتَطيلَةٌ بِناحِيَةِ الشِحْرِ، وأصْلُ الرَّمْلِ، وأصْلُ الجَبَلِ، وأصْلُ الحائِطِ.
وجَمَلٌ أحْقَفُ: خَميصٌ.
والجَبَلُ المُحيطُ بالدُّنيا: قاف، لاَ الأَحْقافُ كما ذَكَرَهُ الليْثُ.
وظَبْيٌ حاقِفٌ: رابِضٌ في حِقْفٍ من الرَّمْلِ، أو يكونُ مُنْطَوِياً،
كالحِقْفِ، وقَدِ انْحَنَى وتَثَنَّى في نَوْمِهِ، وهو بَيِّنُ الحُقُوفِ.
وكمِنْبَرٍ: من لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَب.
واحْقَوْقَفَ الرَّمْلُ، والظَّهْرُ، والهِلالُ: طالَ واعْوَجَّ.

الأسطوانة (المعجم الوسيط) [0]


 العمود والسارية وَفِي الهندسة جسم صلب ذُو طرفين متساويين على هَيْئَة دائرتين متماثلتين تحصران سطحا ملفوفا بِحَيْثُ تمكن مُتَابَعَته بِخَط يَتَحَرَّك موازيا لنَفسِهِ وَيَنْتَهِي طرفاه فِي محيطي هَاتين الدائرتين وكل جسم أَو شَيْء ذِي شكل أسطواني يُسمى أسطوانة أَيْضا والقرص الَّذِي تسجل فِيهِ أصوات الْغناء أَو الموسيقا أَو غَيرهمَا (ج) أساطين (وأساطين الْعلم أَو الْأَدَب) الثِّقَات المبرزون فِيهِ وهم أساطين الزَّمَان حكماؤه وأفراده مفرده أسطون مُعرب (أستون) الفارسية 

قُوفُ (القاموس المحيط) [0]


قُوفُ الأذُنِ، بالضم: أعْلاها، أو مُسْتَدارُ سَمِّها.
وأخَذَ بِقُوفِ رَقَبَتِهِ وقُوفَتِها، بضَمِّهِما: كصُوفِها وطُوفِها.
وبَيْتُ قُوفَى، كطُوبَى: ة بِدِمَشْقَ.
والقافُ: حَرْفٌ، وجَبَلٌ مُحيطٌ بالأرْضِ، أو من زُمُرُّدٍ، وما من بَلَدٍ إلاَّ وفيه عِرْقٌ منه، وعليه مَلَكٌ، إذا أرادَ اللّهُ أنْ يُهْلِكَ قَوْماً، أمَرَهُ، فَحَرَّكَ، فَخُسِفَ بِهِم، أو اسْمٌ للقُرْآنِ.
والقائِفُ: من يَعْرِفُ الآثارَ،
ج: قافَةٌ.
وقافَ أثَرَهُ: تَبِعَهُ،
كقَفاهُ واقْتافَهُ، وهو أقْوَفُهُم.
وهو يَتَقَوَّفُ عليَّ مالي: يَحْجُرُ عليَّ فيه،
و~ فُلاناً في المَجْلِسِ: يأخُذُ عليه في كَلامِهِ، ويقولُ له: قل كذا وكذا.

غ ي ظ (المصباح المنير) [0]


 الغَيْظُ: الغضب المحيط بالكبد وهو أشدّ الحنق وفي كتاب الغين التنزيل: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} وهو مصدر من "غَاظَهُ" الأمر من باب سار قال ابن الأعرابي كما حكاه الأزهري: "غَاظَهُ" "يَغِيظُهُ" ، و "أَغَاظَهُ" بالألف واسم المفعول من الثلاثي "مَغِيظٌ" قال: مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّمَا مَنَّ الفَتَى وَهُوَ المَغِيظُ المُحَنَقُو "اغْتَاظَ" فلان من كذا ولا يكون "الغَيْظُ" إلا بوصول مكروه إلى "المُغْتَاظِ" وقد يقام "الغَيْظُ" مقام الغضب في حقّ الإنسان فيقال "اغْتَاظَ" من لا شيء كما يقال غضب من لا شيء وكذا عكسه. 

غ ي ظ (المصباح المنير) [0]


 الغَيْظُ: الغضب المحيط بالكبد وهو أشدّ الحنق وفي كتاب الغين التنزيل: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} وهو مصدر من "غَاظَهُ" الأمر من باب سار قال ابن الأعرابي كما حكاه الأزهري: "غَاظَهُ" "يَغِيظُهُ" ، و "أَغَاظَهُ" بالألف واسم المفعول من الثلاثي "مَغِيظٌ" قال: مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّمَا مَنَّ الفَتَى وَهُوَ المَغِيظُ المُحَنَقُو "اغْتَاظَ" فلان من كذا ولا يكون "الغَيْظُ" إلا بوصول مكروه إلى "المُغْتَاظِ" وقد يقام "الغَيْظُ" مقام الغضب في حقّ الإنسان فيقال "اغْتَاظَ" من لا شيء كما يقال غضب من لا شيء وكذا عكسه. 

الْمغرب (المعجم الوسيط) [0]


 مَكَان غرُوب الشَّمْس وزمان غُرُوبهَا وجهة غُرُوبهَا وبلاد الْمغرب الْبِلَاد الْوَاقِعَة فِي شمال إفريقية فِي غربي مصر وَهِي ليبيا وتونس والجزائر ومراكش ومملكة الْمغرب الْيَوْم الْجُزْء الْوَاقِع فِي أقْصَى بِلَاد الْمغرب فِي غربي الجزائر ويحدها الْبَحْر الْمُتَوَسّط شمالا وَالْمُحِيط الأطلسي غربا والمغربان الْمغرب والمشرق (على التغليب) الْمغرب:  كل مَا واراك وسترك وعنقاء مُعرب ومغربة (بِالْوَصْفِ) وعنقاء مغرب (بِالْإِضَافَة) طَائِر عَظِيم يبعد فِي طيرانه وَقيل إِنَّه من الْأَلْفَاظ الَّتِي لَيْسَ لَهَا مَدْلُول حَقِيقِيّ الْمغرب:  شأو مغرب بعيد وَهل من مغربة خبر هَل من خبر جَدِيد جَاءَ من بلد بعيد 

قصو/ي (مقاييس اللغة) [0]



القاف والصاد والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على بُعدٍ وإبعاد. من ذلك القَصَا: البُعْد.
وهو بالمكان الأقصَى والنَّاحيةِ القُصوَى.
وذهبتُ قَصا فلانٍ، أي ناحيته.
ويقال: أحاطُونا القَصَا. أي وقفوا منّا بين البعيد والقريب غير أنَّهم مُحِيطون بنا كالشَّيءِ يَحُوط الشَّيءَ يحفظه. قال:
فحَاطُونا القَصَا ولقد رأونا      قريباً حيثُ يُستَمَع السِّرارُ

وأقصَيتُه: أبعدتُه.
والقَصِيّةُ من الإبل: المودوعة الكريمة لا تُجهَد ولا تُرْكَب، أي تُقصَى إكراماً لها. فأمَّا النّاقةُ القَصْواء فالمقطوعة الأذُن.وقد يمكن هذا على أنَّ أذنَها أُبعِدَت عنها حين قُطعت.
ويقولون: قصَوتُ البعيرَ فهو مقصُوٌّ: قطعت أذنَه.
وناقةٌ قَصْواء، ولا يقال بعيرٌ أقصَى.

الْقطر (المعجم الوسيط) [0]


 الْمَطَر وَمن المَاء والدمع وَغَيرهمَا من السوائل مَا قطر الْوَاحِدَة قَطْرَة (ج) قطار الْقطر:  النّحاس الذائب وَالْحَدِيد الذائب الْقطر:  أَن يزن الرجل جلة من تمر أَو عدلا من مَتَاع أَو حب وَنَحْوهمَا وَيَأْخُذ مَا بَقِي على حِسَاب ذَلِك وَلَا يزنه الْقطر:  النَّاحِيَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن اسْتَطَعْتُم أَن تنفذوا من أقطار السَّمَاوَات وَالْأَرْض فانفذوا} وَمِنْه قيل الْقطر لجملة من الْبِلَاد والنواحي تتَمَيَّز باسم خَاص وَمن الْإِنْسَان شقَّه وجانبه وَيُقَال جمع فلَان قطرية تكبر متغضبا وَمن الْفرس مَا أشرف من أعاليه (ج) أقطار وقطر الدائرة (فِي الهندسة) الْخط الْمُسْتَقيم الَّذِي يقسم الدائرة ومحيطها إِلَى قسمَيْنِ متساويين مارا بمركزها 

ب ل ل (المصباح المنير) [0]


 بَلَلْتُهُ: بالماء "بَلا" من باب قتل "فَابْتَلَّ هُوَ" و "البِلَّةُ" بالكسر منه ويجمع "البَلُّ" على "بِلالٍ" مثل سهم وسهام والاسم "البَلَلُ" بفتحتين وقيل "البِلالُ" ما يبلّ به الحلق من ماء ولبن وبه سمي الرجل و "بَلَّ" في الأرض "بلًّا" من باب ضرب ذهب و "أَبْلَلْتُهُ" أذهبته و "بَلَّ" من مرضه و "أَبَلَّ إبْلاَهً" أيضا برأ، و "بَلْ" حرف عطف ولها معنيان: "أحدهما" إبطال الأول وإثبات الثاني وتسمى حرف إضراب نحو: اضرب زيدا بل عمرا وخذ دينارا بل درهما، والثاني: الخروج من قصة إلى قصة من غير إبطال وترادف الواو كقوله تعالى: {وَاللهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} والتقدير وهو قرآن مجيد وقول القائل: له علي دينار بل درهم محمول على المعنى الثاني؛ لأن الإقرار لا يرفع بغير تخصيص. 

س و ر (المصباح المنير) [0]


 سَارَ: "يَسُورُ" إذا غضب و "السَّوْرَةُ" اسم منه والجمع "سَوْرَاتٌ" بالسكون للتخفيف، وقال الزبيدي: "السَّوْرَةُ" الحدة، و "السَّوْرَةُ" البطش، و "سَارَ" الشراب "يَسُورُ" "سَوْرًا" و "سَوْرَةً" إذا أخذ الرأس، و "سَوْرَةُ" الجوع والخمر: الحدة أيضا ومنه "المُسَاوَرَةُ" وهي المواثبة وفي التهذيب: والإنسان "يُسَاوِرُ" إنسانا إذا تناول رأسه ومعناه المغالبة، و "سِوَارُ" المرأة معروف والجمع "أَسْوِرَةٌ" مثل سلاح وأسلحةٍ و "أَسَاوِرَةٌ" أيضا وربما قيل "سُورٌ" والأصل بضمتين مثل كتاب وكتب لكن أسكن للتخفيف و "السُّوَارُ" بالضم لغة فيه و "الإِسْوَارُ" بكسر الهمزة قائد العجم كالأمير في العرب والجمع "أَسَاوِرَةٌ" ، و "السُّورَةُ" من القرآن جمعها "سُوَرٌ" مثل غرفة وغرف، و "سُورُ" المدينة البناء المحيط بها والجمع "أَسْوَارٌ" مثل نور وأنوار و "السُّؤْرُ" بالهمزة من الفأرة وغيرها كالريق من الإنسان 

قحقح (لسان العرب) [0]


القَحْقَحةُ: تَرَدُّدُ الصوت في الحَلْق، وهو شبيه بالبُحَّةِ، ويقال لضَحِك القِرْدِ: القَحْقَحة، ولصوته: الخَنْخَنة.
والقُحْقُح، بالضم: العظم المحيط بالدُّبر؛ وقيل: هو ما أَحاط بالخَوْرانِ؛ وقيل: هو مُلْتَقَى الوركين من باطن؛ وقيل: هو داخل بين الوركين، وهو مُطِيف بالخَوْرانِ، والخَوْرانُ بين القُحْقُح والعُصْعُصِ؛ وقيل: هو أَسفل العَجْبِ في طِباقِ الوركين؛ وقيل: هو العظم الذي عليه مَغْرِزُ الذكر مما يلي أَسفلَ الرَّكَبِ؛ وقيل: هو فوق القَبِّ شيئاً؛ الأَزهري: القُحْقُحُ ليس من طرف الصلب في شيء وملتقاه من ظاهر العُصْعُص، قال: وأَعلى العُصْعُصِ العَجْبُ وأَسفلُه الذنَبُ؛ وقيل: القُحْقُحُ مُجْتَمَعُ الوركين، والعُصْعُصُ طرفُ الصُّلْبِ الباطنُ، وطرفه الظاهرُ العَجْبُ، والخَوْرانُ هو الدبر. ابن . . . أكمل المادة الأَعرابي: هو القُحْقُح والفَنِيك والعِضْرِطُ والحراه (* قوله «والحراه» كذا بأصله ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.) والبَوْصُ والنَّاقُ والعُكْوَةُ والعُزَيزى والعُصْعُصُ.

كظر (لسان العرب) [0]


الكُظْرُ: حرف الفَرْج. أَبو عمرو: الكُظْرُ جانب الفرج، وجمعه أَكْظار؛ وأَنشد: واكْتَشَفَتْ لِنَاشِئٍ دَمَكْمَكِ عن وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ قال ابن برّيّ: وذكر ابن النحاس أَن الكُظْرَ رَكَبُ المرأَة؛ وأَنشد: وذاتِ كُظْرٍ سَبِطِ المَشافِرِ ابن سيده: والكُظْرُ والكُظْرَةُ شَحْمُ الكُلْيَتَيْن المحيطُ بهما.
والكُظْرَة إَيضاً: الشحمة التي قُدّام الكُلْية فإذا انْتُزِعَت الكُلْية كان موضعُها كُظْراً، وهما الكُظْرانِ.
والكُظْرُ: ما بين التَّرْقُوَتَيْنِ؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سماع.
والكُظْرُ: مَحَزُّ القوس (* قوله« والكظر محز القوس إلخ» هذا والذي قبله بضم الكاف كالذي بعده، وأما بكسرها فهو العقبة تشدّ في أصل فوق السهم؛ نبه عليه المجد.) الذي تقع فيه . . . أكمل المادة حَلَقَةُ الوَتَرِ، وجمعه كِظارٌ، وقد كَظَرَ القوسَ كَظْراً. الأَصمعي في سِيَةِ القَوْسِ: الكُظْرُ،وهو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ، وجمعه الكِظارَةُ.
ويقال: اكْظُرْ زَنْدَتك أَي حُز فيها حَزّاً.

الْأُم (المعجم الوسيط) [0]


 الْعلم فِي مُقَدّمَة الْجَيْش الْأُم:  أصل الشَّيْء (للحيوان والنبات) والوالدة وَتطلق على الْجدّة يُقَال حَوَّاء أم الْبشر وَالشَّيْء يتبعهُ مَا يَلِيهِ (ج) أمات وَأُمَّهَات وَيُقَال هُوَ من أُمَّهَات الْخَيْر من أُصُوله ومعادنه وَيَقُولُونَ فِي الذَّم والسب لَا أم لَك وَقد تكون للمدح والتعجب وَأم الْقُرْآن فاتحته وَأم الْكتاب اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَأم النُّجُوم المجرة يُقَال مَا أشبه مجلسك بِأم النُّجُوم وَأم الطَّرِيق الطَّرِيق الْأَعْظَم بجانبيه طرق أُخْرَى وَأم المثوى مُدبرَة الْمنزل يُقَال من أم مثواك وَأم الْقرى مَكَّة وكل مَدِينَة هِيَ أم مَا حولهَا من الْقرى وَأم الرَّأْس الدِّمَاغ وَأم الدِّمَاغ الْجلْدَة الرقيقة الَّتِي تجمعه يُقَال بلغت الشَّجَّة أم الدِّمَاغ وَأم الْخَبَائِث الْخمر وَأم قشعم . . . أكمل المادة الْمنية وَالأُم الحنون (فِي التشريح) الغشاء الوعائي الرَّقِيق الْمُؤلف للطبقة الدَّاخِلَة من الأغلفة الثَّلَاثَة المحيطة بالمخ وَالْحَبل الشوكي 

حقف (العباب الزاخر) [0]


الحقف: المعوج من الرمل، والجمع: أحقاف وحقاف وحقوف وحقفة، وقوله تعالى: (إذْ أنْذَرَ قَوْمَه بالأحْقافِ) قال أبن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال وهي الأحقاف، ويقال للرمل إذا عظم واستدار: حقف، وقال الأزهري: هي رمال مستطيلة بناحية الشحر.
وقال الفراء: الحقف: المستطيل المشرف.
وقال أبن الأعرابي: الحقف: أصل الرمل وأصل الجبل وأصل الحائط، قال امرؤ القيس:  
فَلَمّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى      بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

ويروى: "ذي قِفَافٍ"، ويروى: "بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكامٍ".
وأنشد الليث: مثل الفاعي أهتز بالحقوف قال: ويقال: الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء يلتهب يوم القيامة فيحشر الناس من كل أفق. قال الصغاني . . . أكمل المادة مؤلف هذا الكتاب: الجبل المحيط بالدنيا هو قاف لا الأحقاف. وقال أبن شميل: جمل أحقف: أي خميص. وقال أبن الأعرابي: الظبي الحاقف: هو الرابض ف حقف من الرمل أو يكون منطوياً كالحقف وقد انحنى وتثنى في نومه.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه م هو وأصحابه وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة فقال: يا فلان قف هاهنا حتى يمر الناس لا يربه أحد بشيء. هكذا رواه أبو عبيد، وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله- في غريبه: بظبي حاقف فيه سهم فقال لأصحابه: دعوه حتى يجيء صاحبه. وقال أبن عباد: ظبي حاقف بين الحقوف. قال: والمحقف: الذي لا يأكل ولا يشرب، وكانه من مقلوب قفح.
واحقوقف الرجل: إذا طال واعوج.
واحقوقف ظهر البعير: كذلك: قال:
قُوَيْرِح عامَيْنِ مُحْقَوْقِف      قَلِيْل الاضاعَةِ للخُذَّلِ

وكذلك احقوقف الهلال، قال العجاج:
طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَـزُلَـفـا      سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا

والتركيب يدل على ميل الشيء وعوجه.

حَظَرَ (القاموس المحيط) [0]


حَظَرَ الشيءَ،
و~ عليه: مَنَعهُ، وحَجَرَ، واتَّخَذَ حَظِيرَةً،
كاحْتَظَرَ،
و~ المالَ: حَبَسَهُ فيها،
و~ الشيءَ: حازَهُ.
والحَظيرَةُ: جَرِينُ التَّمْرِ، والمُحيطُ بالشيءِ، خَشَباً أو قَصَباً.
والحِظارُ، ككِتابٍ: الحائِطُ، ويفتحُ، وما يُعْمَلُ للإِبِلِ من شَجَرٍ لِيَقِيَها البَرْدَ.
وككَتِفٍ: الشَّجَرُ المُحْتَظَرُ به، والشَّوْكُ الرَّطْبُ.
"ووقَعَ في الحَظِرِ الرَّطْبِ" أي: فيما لا طاقَةَ له به، وأوقَدَ فيه، أي نَمَّ، وجاءَ به، أي: بِكَثْرَةٍ من المالِ والناسِ، أو بالكَذِبِ المُسْتَبْشَعِ.
وحَظِيرَةُ القُدْسِ: الجَنَّةُ.
ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الجُبَّائِيُّ، وعبدُ القادِرِ بنُ يوسُفَ الحَظِيرِيَّانِ: مُحَدِّثانِ.
والمِحْظارُ: ذُبابٌ أخْضَرُ.
وأدْهَمُ بنُ حَظْرَةَ اللَّخْمِيُّ: صحابِيٌّ، وحَظْرَةُ بنُ عَبَّادٍ: من ولدِهِ، وكان خارِجِيًّا.
وزَمَنُ التَّحْظيرِ: إشارَةٌ إلى ما . . . أكمل المادة فَعَلَ عُمَرُ من قِسْمَةِ وادِي القُرَى بينَ المسلمينَ وبينَ بني عُذْرَةَ، وذلك بعدَ إِجْلاءِ اليَهُودِ.
والحَظِيرَةُ: د من عَمَلِ دُجَيْلٍ.
والحظائِرُ: ع باليَمامَةِ.
وهو نَكِدُ الحَظيرَةِ: قليلُ الخَيْرِ.
والمَحْظُورُ: المُحَرَّمُ.
{وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} أي: مَقْصُوراً على طائِفَةٍ دُونَ أُخْرَى.

حجا (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والجيم والحرف المعتل أصلان متقاربان، أحدهما إطافةُ الشيءِ بالشيء وملازمتُه، والآخر القصد والتعمُّد.فأما الأول فالحَجْوَةُ وهي الحَدَقة، لأنها مِن أَحْدَقَ بالشيء.
ويقال لنواحي البلاد وأطرافِها المحيطةِ بها أَحْجاءٌ قال ابنُ مُقْبِل:
لا يحْرِز المرءَ أَحْجاءُ البلادِ ولا      يُبنَى له في السَّمواتِ السّلاليمُ

ومحتملٌ أن يكون من هذا الباب الحَجَاة، وهي النُّفَّاخة تكون على الماء من قَطْر المطر، لأنها مستديرة.والأصل الثاني قولهم: تحجَّيت الشيءَ، إذا تحرَّيْتَه وتعمّدتَه. قال ذو الرمة:ويقولون حَجِيتُ بالمكان وتحجَّيت به. قال:والحَجْوُ بالشيء: الضَّنُّ به؛ يقال حَجِئتُ به أي ضَنِنْت.
وبه سمِّي الرجل حَجْوة.
وحَجَأت به: فرحت.
وقد قلنا إنّ البابين متقاربان، والقياس فيهما لمن نَظَرَ قياسٌ واحد.فأمّا الأُحجِيَّة . . . أكمل المادة والحُجَيَّا، وهي الأُغلُوطة يتعاطاها الناس بينهم، يقول أحدهم: أُحاجيك ما كذا؛ فقد يجوز أن يكون شاذّاً عن هذين الأصلين، ويمكن أن يُحمَل عليهما، فيقال أحاجيك، أي اقصُدْ وانظُرْ وتعمَّد لِعِلم ما أسألكعنه.ومنه أنتَ حَجٍ أن تفعل كذا، كما تقول حرِيٌّ.

قوف (العباب الزاخر) [0]


قُوْفُ الأذن -بالضم-: أعلاها؛ وقيل: مُستدار سمِّها.
وقولهم: أخذه بقُوْفِ رقبته وبِقُوْفَةِ وبقافِ رقبته: أي برقبته جمعاء.
وقال الكسائي: هو أن يأخذ برقبته فيعصرها، قال:
نَجَوْتَ بقُوْفِ نَفْسِكَ غيرَ أنّي      إخَالُ بأنْ سَيَيْتَـمُ أو تَـئيْمُ

أي نجوت بنفسك. وبيت قُوْفى -مثال طُوبى-: من قُرى دمشق. والقاف: من حروف المعجم. وقاف: جبل مُحيط بالأرض، قال الله تعالى: (ق والقُرْآنِ المَجِيْدِ). والقائفُ: الذي يعرف الآثار، والمجع: القافَةُ، يقال: قُفْتُ أثره قَوْفاً: إذا اتَّبعْته؛ مثل قَفَوت أثره، قال الأسود بن يَعْفُر:
كَذَبْتُ عليكَ لا تَزَالُ تَقُزْفُنـي      كما قافَ آثارَ الوَسِيْقَةِ قائفُ

فأغراه بنفسه؛ أي عليك بي.
ويقال: هو أقْوَفُ الناس. واقْتَافَ أثره: مثل قافَهُ. وقال ابن شُميل: يقال فلان يَتَقَوَّفُ . . . أكمل المادة على مالي: أي يحجُر عليَّ فيه. وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس: أي يأخذ عليَّ في كلامي ويقول قُل كذا وكذا. وقال ابن دريد: القاف والواو والفاء ليست أصلا؛ وإنما هي من باب أبدال.

وَسِعَه (القاموس المحيط) [0]


وَسِعَه الشيءُ، بالكسر يَسَعُه، كَيَضَعُهُ، سَعَةً، كدَعَةٍ، وزِنَةٍ.
وما أسَعُ ذاكَ: ما أُطيقُهُ.
واللهُمَّ سَعْ عَلَيْنا، أي:
وَسِّعْ "ولْيَسَعْكَ بَيْتُكَ" : أمرٌ بالقرارِ فيه.
وهذا الإِناءُ يَسَعُ عِشرينَ كَيْلاً، أي: يَتَّسِعُ لعشرينَ.
وهذا يَسَعُه عِشْرونَ كَيْلاً، أي: يَتَّسِعُ فيه عشرونَ.
ويقالُ: وسِعَتْ رَحْمَةُ الله كلَّ شيءٍ، ولكلِّ شيءٍ، وعلى كلِّ شيءٍ.
والواسِعُ: ضِدُّ الضَّيِّقِ،
كالوَسيعِ،
و~ في الأَسْماءِ الحُسْنَى: الكثيرُ العَطاءِ الذي يَسَعُ لما يُسْألُ، أو المُحيطُ بكلِّ شيءٍ، أو الذي وَسِعَ رِزْقُه جميعَ خَلْقِه، ورَحْمَتُهُ كُلَّ شيءٍ.
وواسِعُ بنُ حَبَّانَ: في صُحْبَتِهِ خِلافٌ.
والوُِسْعُ، مُثَلَّثَةً: الجِدَةُ، والطَّاقَةُ،
. . . أكمل المادة كالسَّعَةِ، والهاءُ عِوَضٌ عن الواوِ.
وكسَحابٍ: النَّدْبُ،
و~ من الخَيْلِ: الجَوادُ، أو الواسِعُ الخَطْوِ والذَّرْعِ،
كالوَسيعِ، وقد وَسُعَ، كَكَرُمَ، وساعَةً وسَعَةً.
ووَسِيعٌ: ماءٌ بينَ بَني سَعْدٍ وبَني قُشَيْرٍ.
ويَسَعُ، كيَضَعُ: اسمٌ أعْجَمِيٌّ أُدْخِلَ عليه ألْ، ولا يَدْخُلُ على نَظائِرِهِ كَيَزيدَ، وقُرِئَ:
{واللَّيْسَعَ} بِلامَيْنِ.
وأوسعَ: صارَ ذا سَعَةٍ،
و~ اللَّهُ تعالى عليه: أَغْناهُ، كوَسَّعَ عليه.
{وإِنَّا لمُوسِعُونَ}: أغْنِياءُ قادِرونَ،
وتَوَسَّعُوا في المَجْلِس: تَفَسَّحوا.
ووَسَّعه تَوْسيعاً: ضِدُّ ضَيَّقَهُ، فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ.

القَمْلُ (القاموس المحيط) [0]


القَمْلُ: م، وإذا وُضِعَتْ قَمْلَةُ رأسٍ في ثَقْبِ فُولَةٍ، وسُقِيتْ صاحِبَ حُمَّى الرِّبْعِ، نَفَعَتْ، مُجَرَّبٌ، واحِدَتُهُ بهاءٍ،
كالقَمالِ، كسَحابٍ.
وقَمْلُ قُرَيشٍ: حَبُّ الصَّنَوْبَرِ.
وقَمْلَةُ النِسْرِ: دُوَيبَّةٌ.
وقَمِلَ رأسُه، كفَرِحَ: كَثُرَ قَمْلُهُ،
و~ العَرْفَجُ: اسْوَدَّ شيئاً، وصارَ فيه كالقَمْلِ،
و~ القَوْمُ: كَثُروا،
و~ الرَّجُلُ: سَمِنَ بَعْدَ الهُزالِ،
و~ بَطْنُهُ: ضَخُمَ.
وغُلٌّ قَمِلٌ، وأصْلُهُ أنَّهُم كاوا يَغُلُّون الأسيرَ، وعليه الشَّعَرُ قَيَقْمَلُ.
وأقْمَلَ الرِمْثُ: تَفَطَّرَ بالنَّباتِ، وقد بَدا ورَقُه صِغاراً.
وامْرَأةٌ قَمَلِيَّةٌ، كجَبَلِيَّةٍ وكفَرِحَةٍ وكسُكَّرَةٍ: قَصيرَةٌ جِدّاً.
والقَمَلِيُّ، مُحرَّكةً: القَصيرُ الصَّغيرُ الشانِ، والبَدَوِيُّ صارَ سَوَادِيّاً.
والقُمَّلُ، كسُكَّرٍ: صِغارُ . . . أكمل المادة الذَّرِّ، والدَّبَا الذي لا أجْنِحَةَ له، أو شيءٌ صَغيرٌ بجَنَاحٍ أحْمَرَ، وشيءٌ يُشْبِهُ الحَلَمَ، لا يأكُلُ أكْلَ الجَرادِ، خَبيثُ الرائحَةِ، أو دَوابٌّ صِغارٌ كالقِرْدانِ، واحِدَتها: بهاءٍ، أو قَمْلُ الناسِ.
وهذا القَوْلُ مَرْدُودٌ.
وقَمَلَى، كجَمَزَى ع.
وقَمَلانُ، مُحرَّكةً: د باليَمنِ.
وقَمُولَةُ: د بالصَّعيدِ، منه: أحمدُ بنُ محمدٍ، مُصَنِّفُ "البَحْرِ المحيطِ في شَرْحِ الوَسيط".
والمِقْمَلُ، كمِنْبَرٍ: منِ اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ.
والتَّقَمُّل: أدْنَى السمَنِ إذا بَدا،
والقَيْمولِيَا: صَفائِحُ كالرُّخامِ، بيضٌ بَرَّاقَةٌ، تَنْفَعُ من حَرْقِ النارِ، خاصَّةً بالماءِ والخَلِّ.

سردق (لسان العرب) [0]


السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه: جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر.
وفي التنزيل: أحاطَ بهم سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار عليهم سُرادِقٌ من العذاب.
والسُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو الحائط المشتمل على الشيء. ابن الأثير: وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء.
وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل النار.
وبيت مُسَرْدَق: وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل يذكر . . . أكمل المادة قَتْلَ كِسْرى للنعمان: هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ الجوهري: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار.
وكل بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة: يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ، أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ، سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ وقيل: الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه: يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل.
والسُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبيد يصف حُمُراً: رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ، يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً، وأنشد البيت.

حوط (العباب الزاخر) [0]


الحائط: واحد الحيطان، صارت الواو في الحيطان ياء لانكسار ما قبلها. والحائط -أيضاً-: من نواحي اليمامة. وقد حاطه يحوطه حوطاً وحياطة: أي كلاه ورعاه.
ومع فلان حيطه لك -ولا تقل عليك- أي تحنن "21-أ" وتعطف. والحمار يحوط عانته: أي يجمعها. وقال ابن الأعرابي: الحوط: خيط مفتول من لونين أحمر وأسود يقال له البريم تشده المرأة في وسطها لئلا تصيبها العين؛ فيه خرزات وهلال من فضة، يسمى ذلك الهلال الحوط ويسمى الخيط به. قال: وحط حط: إذا أمرته بان يحلي صبيه بالحوط. وحط وحط: إذا أمرته بصلة الرحم. وقال ابن دريد: حوط الحظائر: رجل من النمر بن قاسط وكانت له منزلة من المنذر الأكبر، وهو المنذر بن . . . أكمل المادة المنذر، وله حديث. وحوط بن عبد الله -رضى الله عنه: له صحبه، وكذلك حوط بن يزيد- رضى الله عنه-. وقرواش بن حوط الضبي: شاعر. وجنبة بن طارق بن عمرو بن حوط بن سلمى ابن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة: مؤذن سجاح. وحوط: قرية بحمص أو بجبلة من الشام. وقال ابن السكيت: تحوط: السنة الشديدة، قال أوس بن الحجر يرثي فضاله بن كلدة، ويروى لبشر أبى خازم، ومن رواهخ لأوس أكثر:
والحافظ الناس في تحوط إذا      لم يرسلوا تحت عائذ ربعا

والحواطة -بالضم-: حظيرة تتخذ للطعام. وقال ابن عباد: الحوطة -بالضم-: هي اللعبة التي تسمى الدارة. وحويط -مصغراً-: من الأعلام. وقال ابن بزرج: يقولون للدراهم إذا نقضت في الفرائض أو غيرها: هلم حوطها- بكسر الحاء وفتح الواو-، قال: والحوط: ما تتم به الدراهم إذا نقصت. ويقال: حاطونا القصا: أي تباعدوا عناؤهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أرادونا، قال بشر بن أبي خازم:
فحاطونا القصا ولقد رأونا      قريباً حيث يستمع السرار

وتحيط -بالضم التاء-: السنة المجدبة، أي تحيط بأموال الناس، لغة في تحوط. وأحاط به علمه، وأحاط به علماً. وقوله تعالى: (والله مُحِيْط بالكافِرين) قال مجاهد: أي جامعهم يوم القيامة. وقوله تعالى: (إنّ رَبّك أحَاطَ بالنّاسِ) يعني أنهم في قبضته. وقوله عز وجل: (عَذَاّبَ يَوْم مُحِيطْ) من قولهم: أحاط به الأمر: إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه "21-ب" مخلص. وقوله تعالى: (وأحَاطَتْ به خَطِيئُته) أي مات على شركه. نعوذ بالله من خاتمة السوء. وقوله تعالى: (أحَطْتُ بما لم تحط به) أي علمته من جميع جهاته.
وأحاطت به الخيل. وقال أبو عمرو: حوطوا غلامكم: أي البسوه الحوط. واحتاطت به: أي أحدقت. واحتاط الرجل لنفسه: أخذ بالثقة. وحاوطت فلاناً: إذا داورته في أمر تريده منه ويأباه كأنك تحوطه ويحوطك، قال تميم بن أبي بن مقبل:
وحاوطني حتى ثنيت عنـانـه      على مدبر العلباء ريان كاهله

والتركيب يدل على الإحاطة بالشيء على الشيء يحيط بالشيء حيط: في السنة المجدبة خمس لغات عن الفراء، وقد مر منها في تركيب ح و ط ثنتان وهما تحوط وتحيط -بضم التاء-، وبقيت ثلاث وهن: تحيط -بفتح التاء-، وتحيط -بكسرها- ويحيط -بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها-.

قيق (لسان العرب) [0]


القِيقَاةُ والقِيقاءَةُ، بالمد والقصر: الأرض الغليظة، وقيل المنقادة والهمزة مبدلة من الياء والياء الأُولى مبدلة من الواو، ويدلّك عليه قولهم في الجمع القَوَاقي، وهو فعْلاء ملحق بسِرْدَاح، وكذلك الزِّيزاءَة لأنه لا يكون في الكلام مثل القِلْقَالِ إلا مصدراً وقد يجمع على اللفظ فيقال قَيَاقٍ، والجمع قِيقاء وقَيَاقٍ؛ قال: إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي، لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَناقِ قال سيبويه: وقال بعضهم قَوَاق فجعل الياء في قَيَاقٍ بدلاً كما أَبدلها في قَيْل. ابن شميل: القِيقَاة جمعها قِيقاء من القَوَاقي وهو مكان ظاهر غليظ كثير الحجارة وحجارتها الأَظِرّةُ، وهي مستوية بالأرض وفيها نُشُوز وارتفاع مع النّشوز، نُثِرَتْ فيها الحجارة نَثْراً لا . . . أكمل المادة تكاد تستطيع أن تمشي فيها، وما تحت الحجارة المنْثورة حجارة غاصٌّ بعضها ببعض لا تقدر أن تحفرها، وحجارتها حمر تنبت الشجر والبقل؛ وقول الشاعر: وخَبَّ أَعْرَافُ السَّفَا على القِيَقْ كأَنه جمع قِيقَة وإنما هي قِيقَاة فحذف أَلفها، وقيل هي قِيقَةٌ، وجمعها قَيَاقٍ؛ الجوهري: وقول رؤبة: واسْتَنَّ أَعرافُ السَّفا على القِيَقْ القيق يريد جمع قِيقاءَةٍ كأنه أَخرجه على جمع قِيقةٍ.
والقِيقاةُ والقيقايَةُ: وعاء الطَّلْع. ابن الأَعرابي: القَيْقُ صوت الدجاجة إذا دعت الديك للسِّفاد، وقال أيضاً: القِيقُ الجبل المحيط بالدنيا. الفراء: القِيقيةُ القشرة الرقيقة التي تحت القَيْضِ من البيض، وأَما الغِرْقِئُ فالقشرة الملتزقة ببياض البيض، وقال اللحياني: يقال لبياض البيض القئْقئ ولصفرتها المُخّ؛ وقول الشاعر: والجلْدُ منها غِرْقِئ القُوَيْقيَةْ القُوَيْقِيةُ: كناية عن البيضة.

ح و ل (المصباح المنير) [0]


 حَالَ: "حَوْلا" من باب قال إذا مضى ومنه قيل للعام "حَوْلٌ" ولو لم يمضِ؛ لأنه سيكون تسمية بالمصدر والجمع "أَحْوَالٌ" و "حَالَ" الشيء و "أَحَالَ" و "أَحْوَلَ" إذا أتى عليه حول و "أَحَلْتُ" بالمكان أقمت به "حَوْلًا" و "الحِيلَةُ" الحذق في تدبير الأمور وهو تقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود وأصلها الواو، و "احْتَالَ" طلب الحيلة، و "حَالَتِ" المرأة والنخلة والناقة وكلّ أنثى "حِيَالًا" بالكسر لم تحمل فهي "حَائِلٌ" ، و "حَالَ" النهر بيننا "حَيْلُولَةً" حجز ومنع الاتصال، و "الحَالُ" صفة الشيء يذكر ويؤنث فيقال "حَالٌ" حسن و "حَالٌ" حسنة، وقد يؤنث بالهاء فيقال "حَالَةٌ" و "اسْتَحَالَ" الشيء تغير عن طبعه ووصفه و "حَالَ" "يَحُولُ" مثله و "الْمَحَالُ" الباطل غير الممكن الوقوع، و "اسْتَحَالَ" الكلام صار محالًا، و "اسْتَحَالَتِ" الأرض اعوجّت وخرجت عن الاستواء، و "تَحَوَّلَ" من مكانه انتقل عنه، و "حَوَّلْتُهُ" "تَحْوِيلًا" نقلته من موضع إلى موضع، و "حَوَّلَ" هو "تَحْوِيلًا" يستعمل لازما ومتعديا، و "حَوَّلْتُ" الرداء نقلت كلّ طرف إلى موضع الآخر، و "الْحَوالَةُ" بالفتح مأخوذة من هذا "فَأَحَلْتُهُ" بدينه نقلته . . . أكمل المادة إلى ذمة غير ذمتك و "أَحَلْتُ" الشيء "إِحَالَةً" نقلته أيضا، و "أَحَلْتُ" عليه بالسوط والرمح سددته إليه وأقبلت به عليه ومنه قولهم فيمن ضرب مشرفا على الموت فقتله "يُحَالُ" الموت على الضرب أي نعلقه به ونلصقه به كما يلصق الرمح بالمحال عليه وهو المطعون، و "أَحَلْتُ" الأمر على زيد أي جعلته مقصورا عليه مطلوبا به "وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ" قيل معناه لا حول عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بتوفيق الله وقعدنا "حَوْلَهُ" بنصب اللام على الظرف أي في الجهات المحيطة به و "حَوَالَيْهِ" بمعناه. 

و (القاموس المحيط) [0]


و يَا: حَرْفٌ لِنِداءِ البعيدِ حَقيقةً أَو حُكْماً، وقد يُنادَى بها القرِيبُ تَوْكيداً، أَو هي مُشْتَرَكَةٌ بينَهما، أَو بينَهما وبين المُتَوسِّطِ، وهي أكثَرُ حُروفِ النِداءِ اسْتِعْمالاً، ولهذا لا يُقَدَّرٌ عند الحَذْفِ سِواها، نحوُ: {يُوسُفُ أعْرِضْ عن هذا} ولا يُنادَى اسمُ اللّهِ تعالى والاسمُ المُسْتَغاثُ وأيُّها وأيَّتُها، إلاَّ بها، ولا المَنْدُوبُ إلاَّ بها أَوْ بِوَا، وإذا وَلِيَ "يا" ما ليس بمُنادى كالفِعْلِ ف{أَلاَ يَا اسْجُدوا}؟؟، وقولِهِ:
أَلاَ يا اسْقِيانِي قبلَ غارةِ سِنْجالِ
والحَرْفِ في نحوِ: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهم}، "يا رُبَّ كاسِيَةٍ في الدُّنْيا عاريَةٌ يومَ القيامةِ"، والجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ، نحوُ:
يا لَعْنَةُ اللّهِ والأقْوامِ كُلِّهِمِ **** والصالِحِينَ على . . . أكمل المادة سَمْعانَ مِنْ جارِ
فهي للنِداءِ، والمُنادَى محذوفٌ، أو لمُجَرَّدِ التَّنْبِيهِ لِئَلاَّ يَلْزَمَ الإِجْحافُ بحَذْفِ الجُمْلَةِ كُلِّها، أَو إنْ وَلِيَها دُعاءٌ أَو أمْرٌ، فَللنِداءِ، وإلاَّ فَللتَّنْبِيهِ.
ولِلياآتِ ألْقابٌ تُعْرَفُ بها: ياءُ التأنيثِ: كاضْرِبِي، وياءُ حُبْلَى وعَطْشَى وذِكْرَى وسِيمَى، وياءُ التَّثْنِيَةِ، وياءُ الجَمْعِ، وياءُ الصِلَةِ في القَوافِي، وياءُ المُحَوَّلَةِ: كالمِيزانِ، وياءُ الاسْتِنْكارِ، كَقَوْلِ المُستَنْكِرِ: أبِحَسَنيهِ، لِلقائِلِ مَرَرْتُ بالحَسَنِ، وياءُ التَّعايِي، وياءُ مَدِّ المُنادِي، والياءُ الفاصِلَةُ في الأَبْنِيَةِ، وياءُ الهَمْزَةِ في الخَطِّ وفي اللَّفْظِ، وياءُ التَّصْغيرِ، والياءُ المُبْدَلَةُ من لامِ الفِعْلِ: كالخامِي والسادِي في الخامِسِ والسادِسِ، وياءُ الثَّعالِي، أَي: الثعالِب، والياءُ الساكِنَةُ تُتْرَكُ على حالِها في مَوْضِع الجَزْمِ:
ألَمْ يأتيك والأنْباءُ تَنْمي
وياءُ نِداءِ ما لا يُجيبُ تَشْبيهاً بِمَنْ يَعْقِلُ: {يا حَسْرَةً على العِبادِ}، {يا ويْلَتَا أألِدُ وأنا عَجوزٌ}،
وياءُ الجَزْمِ المُرْسَلِ: اقْضِ الأمْرَ، وتُحْذَفُ لأِنَّ قَبْلَها كَسْرَةً تَخْلُفُها، وياءُ الجَزْمِ المُنْبَسِطِ: رَأيْتُ عَبْدَيِ اللّهِ، لَمْ تَسْقُطْ لأِنَّهُ لا خَلَفَ عنها.
آخر كتاب
القاموس المحيط





حقف (لسان العرب) [0]


الحِقْفُ من الرمل: الـمُعْوَجُّ، وجمعه أَحْقافٌ وحُقوفٌ وحِقافٌ وحِقَفةٌ؛ ومنه قيل لما اعْوَجَّ: مُحْقَوْقِفٌ.
وفي حديث قُسٍّ: في تَنائِفَ حِقافٍ، وفي رواية أُخرى: حَقائِفَ؛ الحِقافُ: جمع حِقْفٍ، وهو ما اعْوَجَّ من الرمل واستطال، ويجمع على أَحْقافٍ، فأَما حَقائِفُ فجمع الجمع، أَما جمع حِقافٍ أَو أَحقافٍ، وأَما قوله تعالى: إذ أَنذر قومَه بالأَحْقافِ، فقيل: هي من الرِّمال، أَي أَنـْذَرَهم هنالك. قال الجوهري: الأَحْقافُ ديار عاد. قال تعالى: واذكر أَخا عادٍ إذ أَنذر قومَه بالأَحْقافِ؛ قال الفراء: واحدها حِقْفٌ وهو المستطيل المشرف، وفي بعض التفسير في قوله بالأَحقاف فقال بالأَرض، قال: والمعروف من كلام العرب الأَول، وقال الليث: الأَحقافُ في القرآن . . . أكمل المادة جبل محيط بالدنيا من زَبَرْجَدةٍ خضراء تَلْتَهِبُ يوم القيامة فتَحْشُرُ الناس من كل أُفُق؛ قال الأَزهري: هذا الجبل الذي وصفه يقال له قافٌ، وأَما الأَحْقافُ فهي رمال بظاهر بلاد اليمن كانت عاد تنزل بها.
والحِقْفُ: أَصْلُ الرَّمْلِ وأَصل الجبل وأَصل الحائط.
وقد احْقَوْقَفَ الرملُ إذا طالَ واعْوَجَّ.
واحْقَوْقَفَ الهِلالُ: اعْوجَّ.
وكلُّ ما طالَ واعْوَجَّ، فقد احْقَوْقَفَ كظهر البعير وشَخْص القَمَرِ؛ قال العجاج: ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ مـمّا وجَفا، طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فزلفا، سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوْقَفا وظبي حاقِفٌ فيه قولان: أَحدهما أَنَّ معناه صار في حِقْفٍ، والآخر أَنه رَبَضَ واحْقَوْقَفَ ظهرُه. الأزهري: الظبي الحاقِفُ يكون رابِضاً في حِقْفٍ من الرمل أَو منطوياً كالحِقْف.
وقال ابن شميل: جمل أَحْقَفُ خَمِيصٌ. قال ابن سيده: وكل موضع دخل فيه فهو حِقْفٌ.
ورجل حاقِفٌ إذا دخل في الموضع؛ كلُّ ذلك عن ثعلب.
وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، مرَّ هو وأَصحابه وهم مُحْرمُون بظبي حاقِفٍ في ظلّ شجرة؛ هو الذي نام وانحَنى وتَثَنّى في نومه، ولهذا قيل للرمل إذا كان مُنْحَنِياً حِقْفٌ، وكانت مَنازِلُ قوم عادٍ بالرِّمال.

بوج (لسان العرب) [0]


بَوَّجَ: صَبَّحَ.
ورجل بَوَّاجٌ: صَيَّاحٌ.
وباجَ البرقُ يبوجُ بَوْجاً وبَوَجاناً، وتَبَوَّجَ إِذا بَرَق ولَمَع وتَكَشَّفَ.
وانْباجَ البرقُ انْبِياجاً إِذا تكشَّف.
وفي الحديث: ثم هَبَّتْ ريحٌ سوداءُ فيها برقٌ مُتَبَوِّجٌ أَي متَأَلِّقٌ برعُود وبُرُوق.وتبوّج البرقُ: تفرّق في وجه السحاب، وقيل: تتابع لَمْعُهُ. ابن الأَعرابي: باجَ الرجلُ يبوجُ بَوْجاً إِذا أَسْفَرَ وجهُه بعد شُحُوب السفر.
والبائجُ: عِرْقٌ في باطن الفخذ؛ قال الراجز: إِذا وَجِعْنَ أَبْهَراً أَو بائِجا وقال جندل: بالكاسِ والأَيْدي دَمُ البَوائَج يعني العروق المفتقة. ابن سيده: والبائج عرق محيط بالبدن كله، سمي بذلك لانتشاره وافتراقه.
والبائجةُ: ما اتسع من الرمل.
والبائجةُ: الداهيةُ؛ قال أَبو ذؤَيب: أَمْسى، وأَمْسَيْنَ لا يَخْشَيْنَ بائجَةً، إِلاّ ضَوارِيَ، في أَعْناقها . . . أكمل المادة القِدَدُ والجمعُ البوائجُ. الأَصمعي: جاءَ فلان بالبائجة والفَلِيقَةِ، وهي من أَسماء الداهية؛ يقال: باجَتْهُم البائجةُ تَبُوجُهُم أَي أَصابتهم، وقد باجتْ عليهم بَوْجاً وانباجت.
وانباجتْ بائجةٌ أَي انفتق فَتْقٌ منكر.
وانباجتْ عليهم بَوائجُ منكَرةٌ إِذا انفتحت عليهم دَواهٍ؛ قال الشماخ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: قَضَيْتَ أُموراً، ثم غادَرْتَ بعدَها بوائِجَ في أَكمامِها، لم تُفَتَّقِ أَبو عبيد: البائجةُ الداهيةُ.
والباجةُ: الاختلاطُ.
وباجَهُم بالشر بَوْجاً: عَمَّهُم. ابن الأَعرابي: الباجُ يهمز ولا يهمز، وهو الطريقة من المَحاجِّ المستوية، وقد تقدم.
ونحن في ذلك باجٌ واحدٌ أَي سواءٌ. قال ابن سيده: حكاه أَبو زيد غير مهموز، وحكاه ابن السكيت مهموزاً، وقد تقجم في الهمز. قال: وهو من ذوات الواو لوجود «ب و ج» وعدم «ب ي ج».
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: اجعلها باجاً واحداً، وهو فارسي معرب. ابن بزرج: وبعيرٌ بائجٌ إِذا أَعيا.
وقد بُجْتُ أَنا: مَشَيْتُ حتى أَعْيَيْتُ؛ وأَنشد: قَدْ كُنْتَ حِيناً تَرْتَجِي رِسْلَها، فاطَّرَدَ الحائلُ والبائجُ يعني المُخِفُّ والمُنْقِلُ.

حوط (لسان العرب) [0]


حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً وحِيطةً وحِياطةً: حَفِظَه وتعَهَّده؛ وقول الهذلي: وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأَحُوطُ عِرْضِي، وبعضُ القومِ ليسَ بذِي حِياطِ أَراد حِياطة، وحذف الهاء كقول اللّه تعالى: وإِقامِ الصلاة، يريد الإِقامة، وكذلك حَوَّطه؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ: عليَّ وكانُوا أَهلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ومَجْدٍ، إِذا ما حُوِّطَ المَجْدُ نائل (* قوله «حوط المجد» وقوله «ويروى حوص» كذا في الأصل مضبوطاً.) ويروى: حُوِّصَ، وهو مذكور في موضعه.
وتَحَوَّطَه: كَحَوَّطَه.
واحْتاطَ الرجلُ: أَخذ في أُموره بالأَحْزَم.
واحْتاط الرجل لنفسه أَي أَخذ بالثِّقة.
والحَوْطةُ والحَيْطةُ: الاحْتِياطُ.
وحاطَه اللّه حَوْطاً وحِياطةً، والاسم الحَيْطةُ والحِيطة: صانه وكَلأَه ورَعاه.
وفي حديث العباس: قلت يا رسول اللّه ما أَغْنَيْتَ عن عمك، يعني أَبا طالب، . . . أكمل المادة فإِنه كان يَحُوطُك؟ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً إِذا حفظه وصانه وذبَّ عنه وتَوفَّرَ على مصالحِهِ.
وفي الحديث: وتُحِيطُ دَعْوَتُه من وَرائهم أَي تُحْدِقُ بهم من جميع نَواحِيهم.
وحاطَه وأَحاط به، والعَيْرُ يَحُوطُ عانَتَه: يجمعها.
والحائطُ: الجِدار لأَنه يَحُوطُ ما فيه، والجمع حِيطانٌ، قال سيبويه: وكان قِياسُه حُوطاناً، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه حِياطٌ كقائمٍ وقِامٍ، إِلا أَن حائطاً قد غلب عليه الاسم فحكمه أَن يكسّر على ما يكسر عليه فاعل إِذا كان اسماً؛ قال الجوهري: صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها؛ قال ابن جني: الحائط اسم بمنزلة السَّقْف والرُّكْنن وإن كان فيه معنى الحَوْط.
وحَوْطَ حائطاً: عمله.
وقال أَبو زيد: حُطْتُ قومي وأَحَطْتُ الحائطَ؛ وحَوَّطَ حائطاً: عمله.
وحَوَّطَ كَرْمَه تحْويطاً أَي بنَى حوْلَه حائطاً، فهو كرم مُحَوَّط، ومنه قولهم: أَنا أُحَوِّطُ حول ذلك الأَمر أَي أدُورُ.
والحُوَّاطُ: حَظِيرة تتخذ للطّعام لأَنها تَحُوطُه.
والحُوَّاطُ: حظيرة تتخذ للطعام أَو الشيء يُقْلَعُ عنه سريعاً؛ وأَنشد: إِنّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ مَذْمُومةً لَئِيمةَ الحُوّاطِ والحُواطةُ: حظيرة تتخَذ للطعام، والحِيطةُ، بالكسر: الحِياطةُ، وهما من الواو.
ومع فلان حِيطةٌ لك ولا تقل عليك أَي تَحَنُّنٌ وتعَطُّفٌ.
والمَحاطُ: المكان الذي يكون خلف المالِ والقومِ يَسْتَدِير بهم ويَحُوطُهم؛ قال العجاج: حتى رأَى من خَمَرِ المَحاطِ وقيل: الأَرض المَحاط التي علَيها حائطٌ وحَديقةٌ، فإِذا لم يُحَيَّطْ عليها فهي ضاحيةٌ.
وفي حديث أَبي طلحة: فإِذا هو في الحائط وعليه خَميصةٌ؛ الحائطُ ههنا البُسْتانُ من النخيل إِذا كان عليه حائط، وهو الجِدارُ، وتكرَّر في الحديث، وجمعه الحوائطُ.
وفي الحديث: على أَهلِ الحَوائطِ حِفْظُها بالنهار، يعني البَساتِينَ، وهو عامٌّ فيها.
وحُوَّاطُ الأَمرِ: قِوامُه.
وكلُّ من بلغ أَقْصَى شيء وأَحْصَى عِلْمَه، فقد أَحاطَ به.
وأَحاطَتْ به الخيلُ وحاطَتْ واحْتاطَتْ: أَحْدَقَتْ، واحتاطت بفلان وأَحاطت إِذا أَحدقت به.
وكلُّ من أَحْرَز شيئاً كلَّه وبلَغ عِلْمُه أَقْصاه، فقد أَحاطَ به. يقال: هذا الأَمْر ما أَحَطْتُ به عِلماً.
وقوله تعالى: واللّه مُحِيطٌ بالكافرين؛ أَي جامعهم يوم القيامة.
وأَحاطَ بالأَمر إِذا أَحْدَقَ به من جَوانِبِه كلِّه.
وقوله تعالى: واللّه من ورائهم مُحِيطٌ؛ أَي لا يُعْجِزُه أَحَدٌ قدرته مشتملة عليهم.
وحاطَهم قَصاهُم وبِقَصاهُم: قاتَلَ عنهم.
وقوله تعالى: أَحَطْتُ بما لم تُحِطْ به؛ أَي علمته من جميع جهاتِه.
وأَحاطَ به: عَلِمَه وأَحاطَ به عِلْماً.
وفي الحديث: أَحَطْت به عِلماً أَي أَحْدَقَ عِلْمِي به من جميع جهاته وعَرفَه. ابن بزرج: يقولون للدَّراهم إِذا نقَصت في الفرائض أَو غيرها هَلُمَّ حِوَطَها، قال: والحِوَطُ ما تُتَمِّمُ به الدَّراهم.
وحاوَطْتُ فلاناً مُحاوَطةً إِذا داورْتَه في أَمر تُريدُه منه وهو يأْباه كأَنك تَحُوطُه ويَحُوطُك؛ قال ابن مقبل: وحاوَطْتُه حتى ثَنَيْتُ عِنانَه، على مُدْبِرِ العِلْباء رَيَّانَ كاهِلُهْ وأُحِيطَ بفلان إِذا دَنا هلاكُه، فهو مُحاطٌ به. قال اللّه عزّ وجلّ: وأُحِيطَ بثمره فأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كفَّيه على ما أَنفَق فيها؛ أَي أَصابَه ما أَهْلَكَه وأَفْسده.
وقوله تعالى: إِلا أَن يُحاطَ بكم؛ أَي تؤْخَذُوا من جَوانِبِكم، والحائط من هذا.
وأَحاطَتْ به خَطِيئته أَي مات على شِرْكِه، نعوذ باللّه من خاتمةِ السُّوء. ابن الأَعرابي: الحَوْطُ خَيْطٌ مفْتول من لَوْنين: أَحمر وأَسود، يقال له البَرِيمُ، تشدُّه المرأَة على وسَطها لئلا تُصيبها العين، فيه خَرَزات وهِلالٌ من فضَّة، يسمى ذلك الهِلالُ الحَوْطَ ويسمَّى الخَيْطُ به. ابن الأَعرابي: حُطْ حُطْ إِذا أَمرته أَن يُحَلِّيَ صِبْيةً بالحَوْط، وهو هِلالٌ من فضَّة، وحُطْ حُطْ إِذا أَمرته بصلة الرحم.
وحَوْطُ الحَظائر: رجل من النَّمِر بن قاسط وهو أَخو المُنْذِر بن امرئ القيس لأُمه جدّ النعمان بن المنذر.
وتَحُوطُ وتَحِيطُ وتُحِيطُ والتَّحُوطُ والتَّحِيطُ، كله: اسم للسنة الشديدة.

الكُوفةُ (القاموس المحيط) [0]


الكُوفةُ، بالضم: الرَّمْلَةُ الحَمْراءُ المُسْتَديرَةُ، أو كلُّ رَمْلَةٍ تُخالِطُها حَصْباءُ، ومدينَةُ العِراقِ الكُبْرَى، وقُبَّةُ الإِسلامِ، ودارُ هِجْرَةِ المُسْلِمينَ، مَصَّرَها سَعْدُ بنُ أبِي وقَّاصٍ، وكان مَنْزِلَ نوحٍ، عليه السلامُ، وبَنَى مَسْجِدَها، سُمِّيَ لاسْتدارَتِها واجْتِماعِ الناسِ بها، ويقال لها: كُوفانُ، ويُفْتَحُ، وكُوفَةُ الجُنْدِ، لأَنَّهُ اخْتُطَّتْ فيها خِطَطُ العَرَبِ أيَّامَ عُثمانَ، خَطَّطَها السائِبُ بنُ الأَقْرَعِ الثَّقَفِيُّ،
أو سُمِّيَتْ بكُوفانَ، وهو جُبَيْلٌ صَغيرٌ، فَسَهَّلوهُ، واخْتَطُّوا عليه،
أو من: الكَيْف: القَطْعِ، لأِن أبْرَويزَ أقْطَعَهُ لبَهْرامَ، أو لأَنها قِطْعَةٌ من البِلادِ، والأَصْلُ: كُيْفَةٌ، فلما سَكَنَتِ الياءُ وانْضَمَّ ما قَبْلَها، جُعِلَتْ واواً،
أو من قولِهِم: هُم في كُوفانٍ، بالضم ويُفْتَحُ،
وكَوَّفانٍ، . . . أكمل المادة مُحرَّكةً مُشدَّدَةَ الواوِ، أي: في عِزٍّ ومَنَعَةٍ، أو لأن جَبَلَ ساتِيدَما مُحيطٌ بها كالكافِ، أو لأَِنَّ سَعْداً لَمَّا ارْتَادَ هذه المَنْزِلَةَ للمسلمينَ قال لهم: تَكَوَّفوا ط أو لأِنه قال:
كَوِّفوا ط هذه الرَّمْلَةَ، أي: نحُّوها.
وكجُهَيْنَةَ: ع بقُرْبِها، ويُضافُ لابنِ عُمَرَ لأَِنه نَزَلَها.
وكطُوبَى: د بِباذَغيسَ قُرْبَ هَراةَ.
والكُوفانُ، ويُفْتَحُ،
والكَوَّفانُ والكُوَّفانُ، كهَيَّبانٍ وجُلَّسانٍ: الرَّمْلَةُ المُسْتَديرَةُ، والأمرُ المُسْتَديرُ، والعَناءُ، والعِزُّ، والدَّغَلُ من القَصَبِ والخَشَبِ.
وظَلُّوا في كُوفانٍ: في عَصْفٍ كعَصْفِ الريحِ، أو اخْتِلاَطٍ وشَرٍّ، أو حَيْرَةٍ، أو مَكْروهٍ، أو أمْرٍ شَديدٍ.
ولَيْسَتْ به كُوفَة ولا تُوفَة: عَيْبٌ.
وكافَ الأَديمَ: كَفَّ جَوانِبَهُ.
والكافُ: حَرْفُ جَرٍّ، ويكونُ للتَّشبيهِ، وللتَّعْليلِ عند قومٍ، ومنه: {كما أرْسَلْنا فيكُم رَسولاً} أي: لأَجْلِ إرْسالِي.
وقولُه تعالى: {اذْكُروهُ كما هَداكُم}، وللاسْتِعْلاَءِ: كُنْ كما أنتَ عليه، وكخَيْرٍ في جَوابِ: كيْفَ أنتَ؟ وللمُبادَرَةِ: إذا اتَّصَلَتْ ب "ما" نَحْو: سَلِّمْ كما تَدْخُلُ، وصَلِّ كمَا يَدْخُلُ الوقْتُ، وللتَّوكيدِ: وهي الزائِدَةُ {ليس كَمِثْلِهِ شيءٌ}، وتكونُ اسْماً جارّاً مُرَادِفاً "لمِثْلٍ"، أو لا تكونُ إلا في ضَرورةٍ، كقولِهِ:
يَضْحَكْنَ عنْ كالبَرَدِ المُنْهَمِّ.
وتكونُ ضَميراً مَنصوباً ومَجْروراً نحو{ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}، وحَرْفَ معنىً لاحِقَةً اسم الإِشارةِ: كذلك وتِلْك، ولاحِقَةً للضميرِ المُنْفَصِلِ المنصوبِ: كإيَّاكَ وإياكُما، ولِبَعْضِ أسْماءِ الأفْعالِ: كحَيَّهَلَكَ ورُوَيْدَكَ والنَّجَاكَ، ولاحِقَةً لأَرَأَيْتَ بمعنَى أخْبِرْني نحوُ: {أرأيْتَكَ هذا الذي كَرَّمْتَ علَيَّ}.
وتُكافُ بضم المُثَنَّاةِ الفَوْقيَّةِ: ة بجُوزَجانَ،
وة بنَيْسابور.
وكَوَّفْتُ الأَديمَ: قَطَعْتُه،
ككَيَّفْتُه،
و~ الكافَ: كَتَبْتُها.
وتَكَوَّفَ تَكَوُّفاً وكَوْفاناً، بالفتح: اسْتَدارَ، وتَشَبَّهَ بالكُوفِيِّينَ، أو انْتَسَبَ إليهم.

الجَزْرُ (القاموس المحيط) [0]


الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، وفِعْلُهُ: كَضَرَبَ، والقَطْعُ، ونُضوبُ الماءِ، وقد يضمُّ آتِيهِما، والبَحْرُ، وشَوْرُ العَسَلِ من خَلِيَّتِه،
وع بالبادِيَةِ، وناحِيَةٌ بحَلَبَ.
وبالتحريكِ: أرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المَدُّ،
كالجَزيرَةِ، وأُرُومَةٌ تُؤْكَلُ، مُعَرَّبَةٌ، وتكسرُ الجيمُ، وهو مُدِرٌّ باهِيٌّ محدِّرٌ للطَّمْثِ، ووَضْعُ ورَقِه مَدْقوقاً على القُروحِ المُتَأَكِّلَةِ نافِعٌ، والشاءُ السمينةُ، واحِدَةُ الكُلِّ بهاءٍ.
وجَزَرَةُ، محرَّكةً: لَقَبُ صالِحِ بنِ محمدٍ الحافِظ.
والجَزورُ: البعيرُ،
أو خاصُّ بالناقَةِ المَجْزورَةِ،
ج: جَزائِرُ وجُزُرٌ وجُزُراتٌ، وما يُذْبَحُ من الشاءِ، واحِدَتُها: جَزْرَةٌ.
وأجْزَرَهُ: أعطاه شاةً يَذْبَحُها،
و~ البعيرُ: حانَ له أن يُذْبَحَ،
و~ الشيخُ: أن يَموتَ.
والجَزَّارُ والجِزِّيرُ، كسِكِّيتٍ: مَنْ يَنْحَرُه، وهي
الجِزارَةُ، بالكسر،
والمَجْزَرُ: موضِعُه.
والجُزارَةُ، بالضم: اليَدانِ والرِّجْلانِ، . . . أكمل المادة والعُنُقُ، وهي عُمالَةُ الجَزَّارِ.
والجَزيرَةُ: أرضٌ بالبَصْرَةِ.
وجَزيرَةُ قُورَ: بين دِجْلَةَ والفُراتِ، وبها مُدُنٌ كِبارٌ، ولها تاريخٌ،
والنِّسْبَةُ: جَزَرِيٌّ.
والجَزيرَةُ الخَضْراءُ: د بالأَنْدَلُسِ، ولا يُحيطُ به ماءٌ،
والنِّسْبَةُ: جَزيرِيٌّ، وجَزيرةٌ عظيمةٌ بأرضِ الزَّنْجِ فيها سُلْطانانِ لا يَدينُ أحدُهما للآخَرِ،
وأهلُ الأَنْدَلُسِ إذا أطْلَقوا الجَزيرةَ: أَرادوا بها بلادَ مُجاهِدِ بن عبدِ اللّهِ شَرْقِيَّ الأَنْدَلُسِ.
وجَزيرةُ الذَّهَبِ: موضِعانِ بأرضِ مِصْرَ.
وجزيرةُ شُكَرَ، كأُخَرَ: د بالأَنْدَلُسِ.
وجَزيرةُ ابن عُمَرَ: د شَمالِيَّ المَوْصِلِ يُحيطُ به دِجْلَةُ مثْلَ الهِلالِ.
وجَزيرةُ شَريكٍ: كورَةٌ بالمَغْرِبِ.
وجَزيرَةُ بني نَصْرٍ: كورَةٌ بِمِصْرَ.
وجزيرةُ قَوْسَنِيَّا: بين مِصْرَ والإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
والجَزيرةُ: ع باليَمامةِ، ومحَلَّةٌ بالفُسْطاطِ إذا زادَ النِّيلُ أحاطَ بها، واسْتَقَلَّتْ بِنَفْسِها.
وجَزيرةُ العَرَبِ: ما أحاطَ به بَحْرُ الهِنْدِ وبَحْرُ الشامِ ثم دِجْلَةُ والفُراتُ، أو ما بينَ عَدَنِ أبْيَنَ إلى أطْرافِ الشامِ طُولاً، ومن جُدَّةَ إلى أطْرافِ ريفِ العِراقِ عَرْضاً.
والجَزائرُ الخالِداتُ،
ويقالُ لها جزائرُ السَّعادَةِ: سِتُّ جزائرَ في البَحْرِ المُحيطِ من جِهَةِ المَغْرِبِ، منها يَبْتَدِئُ المُنَجِّمونَ بأَخْذِ أطْوالِ البِلادِ، تُنْبُتُ فيها كُلُّ فاكهةٍ شَرْقِيَّةٍ وغَرْبِيَّةٍ، وكُلُّ رَيْحانٍ وورْدٍ، وكُلُّ حَبٍّ من غيرِ أن يُغْرَسَ أو يُزْرَعَ.
وجزائرُ بني مَرْغَناي: د بالمَغْرِبِ.
والجِزارُ: صِرامُ النَّخْلِ، وجَزَرَه يَجْزُرُه ويَجْزِرُهُ جَزْراً وجِزاراً، بالكسر والفتح.
وأجْزَرَ: حانَ جِزارُه.
وتَجازَرَا: تَشاتَما.
واجْتَزَرُوا في القتالِ،
وتَجَزَّرُوا: تَرَكوهُمْ جَزَراً للسِّباعِ، أي: قِطَعاً.
والجَزيرُ بلُغَةِ أهلِ السَّوادِ: مَنْ يَخْتارُه أهلُ القَرْيَةِ لما يَنوبُهُم في نَفَقَاتِ من يَنْزِلُ بِهِمْ من قِبَلِ السُّلْطانِ.
وجُزْرَةُ، بالضم: ع باليمامةِ، ووادٍ بين الكوفَةِ وفَيْدَ.

دقر (لسان العرب) [0]


الدُّقْرَانُ: خَشَبٌ ينصب في الأَرض يعرّش عليه الكرم، واحدته دُقْرانَةٌ.
والدَّوْقَرَةُ: بُقْعَةٌ تكون بين الجبال المحيطة بها لا نبات فيها، وهي من منازل الجنّ ويكره النزول بها؛ وفي التهذيب: هي بقعة تكون بين الجبال في الغيطان انحسرت عنها الشجر، وهي بيضاء صُلْبة لا نبات فيها، والجمع الدَّوَاقر.
ودَقِرَ الرجلُ دَقَراً إِذا امتلأَ من الطعام.
ودَقِرَ أَيضاً: قاء من المَلْءِ.
ودَقِرَ هذا المكان: صارت فيه رياضٌ.
وقال أَبو حنيفة: دَقِرَ المكانُ نَدِيَ.
ودَقِرَ النباتُ دَقَراً، فهو دَقِرٌ: كثر وتنعم.
ورَوْضَةٌ دَقَرَى: خضراء ناعمة؛ قال النمر ابن تولب: زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوّ، فأَصْبَحَتْ أَجَأٌ وجُبَّةُ من قَرارِ دِيارِها وكأَنَّها دَقَرَى تَخَيَّلُ، نَبْتُها أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها . . . أكمل المادة تَخَيَّلُ أَي تَلَوَّنُ بالنَّوْر فَتُرِيك رُؤْيا تُخَيِّلُ إِليك أَنها لون ثم تراها لوناً آخر، ثم قطع الكلام الأَوّل وابتدأَ فقال: نبتها أُنف فنبتها مبتدأٌ والأُنف خبره.
والأُنُفُ: التي لم تُرْعَ.
ويغم: يعلو ويستر؛ يقول: نبتها يغم ضالها.
والضال: السِّدْرُ البَرِّيّ.
والبحار: جمع بَحْرَةٍ، وهي الأَرض المستوية التي ليس بقربها جبل. ابن الأَعرابي: الدَّقْرُ الروضة الحسناء، وهي الدَّقَرَى.
وأَرض دَقْرَاءُ: خضراء كثيرة الماء والنَّدَى مملوءَةٌ.
ودَقَرَى: اسم روضة بعينها. أَبو عمرو: هي الدَّقَرَى والدَّقْرَةُ والدَّقيرَةُ.
والوَدْفَةُ والوَدِيفَةُ: الروضة. الجوهري: ودَقَرَى اسم روضة.
والدَّقارِيرُ: الأُمورُ المخالفة، واحدتها دُقْرُورَةٌ ودِقْرارَةٌ، والدِّقْرارَةُ: المخالفَةُ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أَمر رجلاً بشيء فقال له: قد جئتَني بِدِقْرَارَةِ قومك أَي بمخالفتهم.
والدِّقْرَارَةُ: الحديث المُفْتَعَلُ.
ويقال: فلان يَفْتَرِي الدَّقارِيرَ أَي الأَكاذيب والفُحْشَ.
ويقال للكذب المستشنع والأَباطيل: ما جئتَ إِلاَّ بالدَّقارِيرِ. ابن الأَثير: في حديث عمر، رضي الله عنه، قال لأَسْلَمَ مَولاه: أَخَذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهلك؛ الدِّقْرَارَةُ واحدة الدَّقارِير، وهي الأَباطيل وعاداتُ السوء، أَراد أَن عادة السوء التي هي عادة قومك وهي العدولُ عن الحق والعملُ بالباطل قد نَزَعَتْكَ وعَرَضَت لك فعجلت بها، وكان أَسلم عبداً بِجَاوِيّاً.
ورجل دِقْرَارَة: نمام كأَنه ذو دِقْرَارَةٍ أَي ذو نميمة وافتعال أَحاديث، وجمعه دَقارِيرُ؛ قال الكميت: على دَقارِيرَ أَحْكِيها وأَفْتَعِلُ والدَّقارِيرُ: الدواهي والنمائم، الواحدة دِقْرَارَةٌ.
والدِّقْرارُ والدِّقْرَارَةُ: التُّبَّانُ، وهي سراويل بلا ساق، وجمعه دقارِيرُ؛ قال أَوس: يَعْلُونَ بالقَلَعِ الهِنْدِيِّ هامَهُمُ، ويَخْرُجُ الفَسْوُ من تَحْتِ الدَّقارِيرِ وفي حديث عَبْدِ خَيْرٍ قال: رأَيت على عَمَّارٍ دِقْرَارَةً، وقال: إِني مَمْثُونٌ؛ الدِّقْرَارَةُ: التُّبَّانُ، وهو السراويل الصغير الذي يستر العورة وحدها.
والمَمْثُونُ: الذي يشتكي مَثَانَتَهُ.
والدُّقْرُورُ: فَأْسٌ تحتفر بها الأَرض؛ قال: حَرًى حين تأْتي أَهْلَ مَلْهَمَ أَنْ تَرَى بِعَيْنَيْكَ دُقْرُوراً، وكَرّاً مُحَرَّمَا والدِّقْرَارةُ: القصير من الرجال.
والدِّقْرَارَةُ: العَوْمَرَةُ، وهي الخُصُومَةُ المُتْعِبَةُ.

زيف (لسان العرب) [0]


الزَّيفُ: من وصْفِ الدَّراهم، يقال: زافَتْ عليه دَراهِمُه أَي صارت مَرْدُودةً لغِشٍّ فيها، وقد زُيِّفَتْ إذا رُدَّتْ. ابن سيده: زافَ الدِّرهمُ يَزيفُ زُيُوفاً وزُيُوفةً: رَدُؤَ، فهو زائِفٌ، والجمع زُيَّفٌ؛ وكذلك زَيْفٌ، والجمع زُيُوفٌ؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ، حِينَ تُشِدُّه، صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرا (* قوله «تشده» في معجم ياقوت تطيره، وفي ديوان امرئ القيس: تشذه اي تفرّقُه.) وقال: ترى القوم أَشْباهاً إذا نَزَلُوا مَعاً، وفي القَوْمِ زَيْفٌ مِثلُ زَيْفِ الدَّراهم وأَنشد ابن بري لشاعر: لا تُعْطِه زَيْفاً ولا نَبَهْرجا واسْتَشْهَدَ على الزائِف بقول هُدْبةَ: تَرى ورَقَ الفِتْيانِ فيها كأَنهم دَراهِمُ، منها زاكِياتٌ وزُيَّفُ وأَنشد أَيضاً لِمُزَرِّدٍ: . . . أكمل المادة وما زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامةٍ وخَمْسِمِئٍ، منها قَسِيٌّ وزائفُ وفي حديث ابن مسعود: أَنه باع نُفايَة بيتِ المالِ وكانت زُيوفاً وقَسِيّةً أَي رَديئةً.
وزافَ الدراهم وزَيّفَها: جعلها زُيُوفاً، ودِرْهَمٌ زَيْفٌ وزائفٌ، وقد زافَتْ عليه الدَّراهِمُ وزَيَّفْتُها أَنا.
وزَيَّفَ الرجلَ: بَهْرَجَه، وقيل: صغّر به وحقَّر، مأْخوذ من الدرهم الزائف وهو الرَّديء.
وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: من زافَتْ عليه دراهِمُه فليأْتِ بها السّوق، وليشترِ بها سَحْق ثوب ولا يُحالِفِ الناسَ عليها أَنها جِيادٌ.
وزافَ البعيرُ والرجل وغيرهما يَزِيفُ في مِشْيَتِه زَيْفاً وزُيُوفاً وزَيَفاناً، فهو زائفٌ وزَيْفٌ؛ الأَخيرة على الصفة بالمصدر: أَسْرَعَ، وقيل: هو سُرْعةٌ في تمايُل؛ وأنشد: أَنْكَبُ زَيّافٌ وما فيه نَكَبْ وقيل زافَ البعيرُ يَزِيفُ تَبَخْتَر في مِشْيَتِه.
والزَّيّافةُ من النوق: المُخْتالة؛ ومنه قول عنترة: يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ، جَسْرَةٍ، زَيّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكْرَمِ وكذلك الحَمامُ (* قوله «وكذلك الحمام إلخ» كذا هو في الصحاح أَيضاً بدون تاء.) عند الحَمامَة إذا جَرَّ الذُّنابَى ودَفَعَ مُقَدَّمه بمؤَخَّرِه واسْتَدار عليها؛ وقول أَبي ذؤيب يصف الحَرْب: وزافَتْ كمَوْجِ البَحرِ تَسْمو أَمامَها، وقامَتْ على ساقٍ وآنَ التَّلاحُقُ قيل: الزَّيْفُ هنا أَن تدفع مقَدّمها بمؤخّرها.
وزافَتِ المرأَةُ في مَشْيِها تَزِيفُ إذا رأَيتها كأَنها تستدير.
والحَمامة تَزِيفُ بين يدي الحَمام الذكر أَي تمشي مُدِلَّةً.
وفي حديث عليّ: بعد زَيُفَان وثَباته؛ الزَّيَفانُ، بالتحريك: التبختر في المشي من ذلك.
وزافَ الجِدارَ والحائطَ زَيْفاً: قَفَزَه؛ عن كراع.
وزافَ البناءُ وغيره زيفاً: طالَ وارْتَفَع.
والزَّيْفُ: الإقْرِيزُ الذي في أَعْلى الدارِ، وهو الطَّنَفُ المُحِيط بالجدار.
والزَّيْفُ: مِثْلُ الشُّرَفِ؛ قال عَدِيّ بن زيد: ترَكُوني لَدَى قُصُورٍ وأعْرا ضِ قُصُورٍ، لِزَيْفِهنَّ مراقِي (* قوله «لدى قصور» كذا بالأصل.
وفي شرح القاموس: لدى حديد.) الزَّيْف: شُرَفُ القُصُور، واحدته زَيْفةٌ، وقيل: إنما سمي بذلك لأَنَّ الحَمام يَزِيفُ عليها من شُرْفةٍ إلى شُرْفة.

قوف (لسان العرب) [0]


قُوفُ الرقبة وقُوفتُها: الشعر السائل في نُقْرتها. ابن الأعرابي: يقال خذ بقُوف قَفاه وبقوفة قفاه وبقافِيةِ قَفاه وبصوف قَفاه وصوفته وبظَليفه وبصَلِيفه وبصَلِيفَتِه كله بمعنى قفاه. أَبو عبيد: يقال أَخذته بقوف رقبته وصوف رقبته أَي أَخذته كله، وقيل: أَخذت بقوف رقبته وقاف رقبته وصوف رقبته؛ معناه أَن يأْخذ برقبته جَمْعاء، وقيل يأْخذ برقبته فيعْصِرها؛ وأَنشد الجوهري: نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِكَ. غَيْر أَني إخالُ بأَنع سَيَيْتَمُ أَو تَئيمُ أَي نجوت بنفسك؛ قال ابن بري: أَي سَيَيْتَمُ ابنك وتَئيم زوجتك، قال: والبيت غُفل لا يعرف قائله.
وقُوفُ الأُذن: أَعْلاها، وقيل: قوف الأُذن مُسْتدار سَمِّها.
والقائفُ: الذي يَعرف الآثار، والجمع القافةُ. يقال: قُفْت أَثره . . . أكمل المادة إذا اتَّبعْته مثل قَفَوْت أَثَره؛ وقال القطامي: كذَبْت عليك لا تَزالُ تَقُوفُني، كما قافَ آثارَ الوَسِيقةِ قائفُ فأغْراه بنفْسه أَي عليك بي.
وقال ابن بري: البيت للأَسْود بن يَعْفُر.
وحكى أَبو حاتم عن الأَصمعي: أَن قوله لا تزال في موضع رفع على تقدير أَن تقديره أَن لا تزال، فلما سقطت أَن ارتفع الفعل وجعله على حد قولهم كذَب عليك الحج، وكذب زائدة، وكذلك كذبت في البيت زائدة. قال ابن بري: فهذا قول الأَصمعي، قال: ولا يصح عند النحويين، وقد تقدم ذكره في ترجمة كذب.
ويقال: هو أَقْوف الناس.
وفي الحديث: أَن مُجَزِّزاً كان قائفاً؛ القائف الذي يتَتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبَه الرجل بأَخيه وأَبيه.
ويقال: فلان يقُوف الأَثر ويَقْتافه قِيافة مثل قفا الأَثر واقتفاه. ابن سيده: قاف الأَثر قِيافة واقتافه اقتِيافاً وقافه يقُوفه قَوْفاً وتَقوَّفه تتَبَّعه؛ أَنشد ثعلب: مُحَلًّى بأَطواق عِتاق يَبينُها، على الضَّزْنِ، أَغْبى الضأْن، لو يَتَقَوَّفُ الضَّزْنُ هنا: سُوء الحال من الجهل؛ يقول: كرمُه وجوده يبين لمن لا يفهم الخَبر فكيف من يفهم؟ منه قيل للذي ينظر إلى شبه الولد بأَبيه: قائف، والقِيافة: المَصْدر.
وفلان يَتَقَوَّف عليَّ مالي أَي يَحْجُر عليّ فيه، وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس أَي يأْخذ عليّ في كلامي، ويقول قل كذا وكذا.
والقَفْوُ: القَذْف، والقَوْف مثل القَفْو؛ وأَنشد: أَعوذُ باللّه الجَلِيل الأَعْظمِ من قَوْفيَ الشيء الذي لم أَعلمِ والقاف: حرف هجاء، وهو حرف مجهور، يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً.
وقوله تعالى: ق والقرآن المجيد؛ جاء في التفسير أَن مجاز قاف مَجاز الحروف التي تكون في أَوائل السور نحو: ن، وأَلر؛ وقيل: معنى ق قُضِي الأَمر، كما قيل حم، حُمَّ الأَمر؛ وجاء في بعض التفاسير أَن قافاً جبل محيط بالدنيا من ياقوتة خَضْراء، وأَن السماء بيضاء وإنما اخضرَّت من خُضْرته؛ قال ابن سيده: قضينا أَنَّ أَلفها من الواو لأَن الأَلف إذا كانت عيناً فإبدالها من الواو أَكثر من إبدالها من الياء، واللّه أَعلم.

لثي (لسان العرب) [0]


اللَّثى: شيء يسقط من السَّمُر، وهو شجر؛ قال: نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ، أَهلُ اللَّثى والمَغْدِ والمَغافِرِ وقيل: اللَّثى شيء يَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبيض خاثر، وقال أَبو حنيفة: اللَّثى ما رَقَّ من العُلوك حتى يَسِيل فيجري ويَقطُر. الليث: اللثى ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً. قال ابن السكيت: اللثى شيء ينضحه الثمام حُلو، فما سقط منه على الأَرض أُخذ وجعل في ثوب وصُبَّ عليه الماء، فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً، وربما أَعْقَد. قال أَبو منصور: اللَّثى يسيل من الثمام وغيره، وفي جبال هَراةَ شجر يقال له سيرو، له لَثًى حلو يُداوى به المَصْدُور، وهو جيد . . . أكمل المادة للسعال اليابس، وللعُرْفُط لَثًى حلو يقال له المَغافير.
وحكى سَلَمة عن الفراء أَنه قال: اللِّثَأُ، بالهمز، لما يسيل من الشجر. الجوهري: قال أَبو عمرو اللَّثَى ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإِذا جَمد فهو صُعْرُور.
وأَلثَت الشجرة ما حولها إِذا كانت يقطر منها ماء.
ولَثِيَت الشجرة لَثًى فهي لَثِيةٌ وأَلثَت: خرج منها اللَّثى وسال.
وأَلثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى.
وخرجنا نَلْتَثي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثى.
واللَّثى أَيضاً: شبيه بالنَّدى، وقيل: هو النَّدى نَفْسه.
ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت.
وأَلْثَت الشجرة ما حولها لَثًى شديداً: نَدَّتْه. الجوهري: لَثِيَ الشيءُ، بالكسر، يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ.
وهذا ثوب لَثٍ، على فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ من العَرَق واتَّسخ.
ولَثى الثوبِ: وسخُه.
واللَّثَى: الصِّمَغُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَذْبَ اللَّثى تَجرِي عليه البَرْهَما يعني باللَّثى ريقَها، ويروى اللِّثى جمع لِثةٍ.
وامرأَة لَثِيةٌ ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وجسدها.
وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كانت رَطْبة المكان، ونساء العرب يتسابَبْن بذلك، وإِذا كانت يابسة المكان فهي الرَّشُوف، ويُحمد ذلك منها. ابن السكيت: هذا ثوب لَثٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق والوسَخ.
ويقال: لَثِيَتْ رِجْلي من الطين تَلْثى لَثًى إِذا تلطَّخت به. ابن الأَعرابي: لَثا إِذا شرب (* قوله« لثا إذا شرب إلخ» كذا هو في الأصل والتكملة أيضاً مضبوطاً مجوداً، وضبط في القاموس كرضي خطأ،واطلاقه قاض بالفتح.) الماء قليلاً، ولَثا إِذا لَحِسَ القِدْر.
واللَّثِيُّ: المُولَع بأَكل الصمغ؛ وحكى هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَيْرية قالت: لَثا الكلب ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ في الإِناء.
واللَّثا: وطء الأَخفاف إِذا كان مع ذلك ندى من ماء أَو دم؛ قال: بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ ولَثِيَ الوَطْب لَثًى: اتسخ.
واللَّثَى: اللَّزِج من دَسَم اللبن؛ عن كراع.
واللَّثاةُ: اللَّهاةُ.
واللِّثةُ تُجمع لِثاتٍ ولِثِينَ ولِثًى. أَبو زيد: اللِّثةُ مَراكز الأَسنان، وفي اللثة الدُّرْدُرُ، وهي مخارِجُ الأَسنان، وفيها العُمور، وهو ما تَصعَّد بين الأَسنان من اللِّثة. قال أَبو منصور: وأَصل اللثة اللِّثْية فنقص.
واللِّثةُ: مَغْرِز الأَسنان.
والحروف اللّثَوِية: الثاء والذال والظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة.
واللَّثاةُ واللِّثةُ: شجرة مثل السِّدْر، وهي من ذوات الياء. الجوهري: اللِّثة، بالتخفيف، ما حول الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ،والهاء عوض من الياء. قال ابن بري: قال ابن جني اللّثة محذوفة العين من لُثْت العِمامة أي أَدرتها على رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان.
وفي حديث ابن عمر: لُعِنَ الواشِمةُ، قال نافع: الوَشْمُ في اللّثة.
واللثةُ، بالكسر والتخفيف: عُمور الأَسنان، وهي مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قول العجاج: لاتٍ بها الأَشياءُ والعُبْرِيُّ فإِنما هو لائثٌ من لاثَ يَلُوثُ فهو لائث، فجعله من لَثا يَلْثُو فهو لاثٍ، ومثله: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ على القلب، قال: ومثله عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا.

أسف (العباب الزاخر) [0]


الأسف: شدَّة الحزن، يقال: أسف- بالكسر- يأسف أسفاً، قال الله تعالى: (غَضْبَانَ أسِفاً) أي شديد الغضب، ويقال: أسف عليه: أي غضب.
وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن موت الفجاءة فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر. أي أخذة سخطٍ أو ساخط، وذلك لنَّ الغضبان لا يخلو من حزنٍ ولهفٍ، فقيل له: أسف وأسيف، ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه، وهذه الإضافة بمعنى "من"؛ كخاتم فضَّة، ألا ترى أنَّ اسم السَّخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم، وتكون بمعنى اللام نحو: قول صدق ووعد حقٍ، ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النخعي: إن كانوا ليرهبون أخذة . . . أكمل المادة كأخذة الأسف. "إن" هذه هي المخففة من الثقيلة؛ واللام للفرق بينها وبين "أنِ" النافية، والمعنى: انه كانوا يكرهون، أي أنَّ الشأن والحديث هذا.
وقال الأعشي:
أرى رَجُلاً منكم أسِيْفاً كأنَّمـا      يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا

أي: غضبان، ويروي: "كَشْحَيِه بالكَفِّ مثْقَبا". وقال أبن السكيت: الأسيف: العبد، والجمع: الأْسفاء، قال الليث: لأنه مقهور محزون، وأنشد:
كَثُُرَ الآناسُ فيمـا بَـيْنَـهُـمْ      من أسِيْفٍ يَبْتَغي الخَيْرَ وحُرْ

والأسيْفَةُ: الأمة. وقال المبرد: يكون الجير ويكون الأسير. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلَّم-أنَّه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء، ويروى: الأسفاء والوصفاء، السيف: الشيخ الفاني.
وفي حديث آخر: لا تقتلوا عسيفاً ولا أسيفاً. والأسيف -أيضاً- والأسُوْفُ: السريع الحزن الرقيق القلب، ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها-: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه: مروا أبا بكر يصل بالناس، قالت: فقلت إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام لم يسمع من البكاء؛ فمر عمر فليصل بالناس، قالت: قلت لحفصة رضي الله عنها-: قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة رضي الله عنها-؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس، فقالت حفصة لعائشة -رضي الله عنهما-: ما كنت لأصيب منك خيراً. والأسيف -أيضاً-: الذي لا يكاد يسمن. وأرض أسيفة: أي رقيقة لا تكاد تنبت شيئاً، وزاد ابن عباد: أسافة بالضم. وأسافة -بالفتح-: قبيلة، قال جندل بن المثنى الطهوي:
تَحُفُّها أسَافَةٌٌ وجَمْعَر      وخُلَّةٌٌ قِرْداُنُها تَنَشَّر

جمعر -أيضاً-: قبيلة وقيل: أسافة: مصدر أسفت الأرض إذا قل نبتها؛ والجمعر: الحجارة المجموعة. وأسف: من قرى النهروان. وأسفي: بلد على ساحل البحر المحيط بأقصى المغرب بالعدوة. وأسفونا: قرية قرب معرة النعمان. وإساف ونائلة: صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم: إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل، ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين، ثم عبدتهما قريش، وآسفة: أي أغضبه، قال الله تعالى: (فَلَمْا آسَفُوْنا انْتَقَمْنا منهم) أي أغضبونا.  وقال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف؛ ثلاث لغات، وحكى فيه الهمز أيضاً، وقرأ طلحة بن مصرف: (لقد كانَ في يُؤْسِفَ) بالهمز وكسر السين. وتأسف: أي تلهف، وقال أحمد بن جواس: كان أبن المبارك يتأسَّف على سفيان الثوري ويقول: لِمَ لم أطرح نفسي بين يدي سفيان؛ ما كنت أصنع بفلانٍ وفلانٍ. والتركيب يدل على الفوت والتلهف وما أشبههما.

صعق (لسان العرب) [0]


صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً وصَعَقاً، فهو صَعِقٌ: غُشِيَ عليه وذهب عقله من صوت يسمعه كالهَدَّة الشديدة.
وصَعِقَ صَعقَاً وصَعْقاً وصَعْقةً وتَصْعاقاً، فهو صَعِقٌ: ماتَ، قال مقاتل في قول أَصابته صاعِقةٌ: الصاعِقةُ الموت، وقال آخرون: كلُّ عذاب مُهْلِك، وفيها ثلاث لغات: صاعِقة وصَعْقة وصاقِعة؛ وقيل: الصاعِقةُ العذاب، والصَّعْقة الغَشْية، والصَّعْقُ مثل الغشي يأْخذ الإِنسان من الحرِّ وغيره، ومثلُ الصاعِقة الصوتُ الشديد من الرعدة يسقط معها قطْعةُ نارٍ، ويقال إِنها المِخْراقُ الذي بيد المَلَك لا يأْتي عليه شيء إِلا أَحْرَقَه.
ويقال: أَصْعَقَتْه الصاعقة تُصْعِقُه إِذا أَصابته، وهي الصَّواعِقُ والصَّواقِعُ.
ويقال للبَرْق إِذا أَحرق إِنساناً: أَصابته صاعِقةٌ؛ وقال لبيد يذكر أَخاه أَرْبَد: فَجَعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ . . . أكمل المادة بالـ ـفارِس، يَوْمَ الكَريهةِ، النَّجِدِ أَبو زيد: الصاعِقةُ نار تسقط من السماء في رعد شديد، والصاعِقةُ صَيْحةُ العذاب. قال ابن بري: الصَّعْقةُ الصوت الذي يكون عن الصاعقةِ، وبه قرأَ الكسائي: فأَخذتهم الصَّعْقة؛ قال الراجز: لاحَ سَحابٌ فرأَينا برقَه، ثم تدلَّى فسمعنا صَعْقَه وفي حديث خزيمة وذكَر السحابَ: فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ وإِذا رَعَدَتْ صَعَقَتْ أَي أَصابت بصاعِقةٍ.
والصَّاعِقةُ: النار التي يرسلها الله مع الرعد الشديد. يقال: صَعِق الرجلُ وصُعِق.
وفي حديث الحسن: يُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ ثَلاثاً ما لم يخافوا عليه نَتْناً؛ هو المغْشِيّ عليه أَو الذي يموت فجأَة لا يعجَّل دفنه.
وقوله عز وجل: فأَخَذَتْكم الصّاعِقةُ وأَنتم تَنْظُرون؛ قال أَبو إِسحق: الصاعِقةُ ما يَصْعَقون منه أَي يموتون؛ وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا مثل قوله تعالى: فأَماتَه الله مائةَ عام ثم بَعَثَه؛ فأَما قوله تعالى: وخرَّ موسى صَعِقاً، فإِنما هو غَشْيٌ لا مَوْتٌ لقوله تعالى: فلما أَفاقَ، ولم يقل فلما نُشِرَ، ونَصَب صَعِقاً على الحال، وقيل: إِنه خَرَّ مَيّتاً، وقوله فلما أَفاقَ دليل على الغَشْي لأَنه يقال للذي غُشِيَ عليه، والذي يذهب عقله: قد أَفاق.
وقال تعالى في الذين ماتوا: ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ مَوتِكم.
والصاعِقةُ والصَّعْقةُ: الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت.
وقال عز وجل: ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء؛ يعني أَصوات الرعد ويقال لها الصَّواقِعُ أَيضاً.
وفي الحديث: فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا؛ الصَّعْقُ: أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه، ثم استعمل في الموت كثيراً، والصَّعْقة المرَّة الواحدة منه؛ وأَما قوله: فصَعِقَ مَنْ في السَّموات، فقال ثعلب: يكون الموتَ ويكون ذهابَ العقل، والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً.
وأَصْعَقَه: قتَله؛ قال ابن مقبل: ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ، تحت لبَانِه، فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها.
وقوله عز وجل: فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يَصْعَقُون، وقرئت: يُصْعَقُون، أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون.
والصَّعِقُ: الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ؛ قال رؤبة: إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهري: أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته.
وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً: خار خُواراً شديداً.
والصّاعِقةُ: العذابُ، وقيل: قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته.
وصَعِقَ الرجلُ، فهو صَعِقٌ، وصُعِق: أَصابته صاعِقةٌ قال عمرو بن بحر: الإنسانُ يَكْرَه صوتَ الصاعِقة وإِن كان على ثقة من السلام من الإِحراق، قال: والذي نشاهِد اليوم الأَمْرَعليه أَنه متى قَرُب من الإِنسان قتَلَه؛ قال: ولعل ذلك إِنما هو لأَنّ الشيء إِذا اشتدَّ صَدْمُه فسخ القُوّة، أَو لعل الهواء الذي في الإِنسان والمحيطَ به أَنه يَحْمَى ويستحيل ناراً قد شارك ذلك الصوت من النار، قال: وهم لا يجدون الصوت شديداً جيّداً إِلا ما خالط منه النار.
وصَعَقَتهم السماءُ وأَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ عليهم صاعِقةً.
والصَّعِقُ الكِلابيّ: أَحدُ فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَصابته صاعِقةٌ، وقيل: سمي بذلك لأَن بني تميم ضربوه على رأْسه فأَمُّوه، فكان إِذا سمع الصوتَ الشديد صَعِقَ فذهب عقله؛ قال أَبو سعيد السيرافي: كان يُطْعِمُ الناس في الجدب بتهامة فهبّت الريحُ فهالَ الترابَ في قصاعِه، فسَبَّ الريح فأَصابته صاعِقةٌ فقتلته، واسمه خُوَيْلِد؛ وفيه يقول القائل: بِأَنَّ خُوَيْلِداً، فابْكِي عليه، قَتِيلُ الرَّيحِ في البَلَد التِّهامِي قال سيبويه: قالوا فلان ابن الصَّعِق، والصَّعِقُ صفة تقع على كل من أَصابه الصَّعقِ، ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمرو علماً كالنجم، والنسب إِليه صَعَقِيّ على القياس، وصِعَقِيٌّ على غير القياس لأَنهم يقولون فيه قبل الإِضافة صِعِق، على ما يطَّرد في هذا النحو مما ثانيه حرف من حروف الحلق في الاسم والفعل والصفة في لغة قوم.
وصَعِقَت الركية صَعَقاً: انْقاضَتْ فانهارَتْ.
وصُواعق: موضع.
والصَّعِقُ: اسم رجل؛ قال تميم بن العَمَرّد وكان العَمَرّد طعَن يزيدَ بن الصعق فأَعْرَجَه: أَبي الذي أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ، إِذْ كانت الخيلُ كعِلْباء العُنُقْ ويروى لابن أَحمر، ومعنى أَخنب رجله: أَوهَنها.

أطر (لسان العرب) [0]


الأَطْرُ: عَطْفُ الشيءِ تَقْبِضُ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ فَتُعَوِّجُه؛ أَطَرَه يأْطِرُهُ ويأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً وأَطَّرَه فَتَأَطَّر: عطَفه فانعطف كالعُود تراه مستديراً إِذا جمعت بين طرفيه؛ قال أَبو النجم يصف فرساً: كَبْداءُ قَعْشَاءُ على تَأْطِيرِها وقال المغيرة بن حَبْنَاءَ التميمي: وأَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ من القَنا، إِذا ما رَقَى أَكْتَافَكُمْ وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثنى؛ وقال: تأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه، وقدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو إِسرائيل والمعاصي فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأْخذوا على يَدَي الظالم وتَأْطِرُوهُ على الحق أَطْراً؛ قال أَبو عمرو وغيره: قوله . . . أكمل المادة تَأْطِرُوه على الحق يقول تَعْطِفُوه عليه؛ قال ابن الأَثير: من غريب ما يحكى في هذا الحديث عن نفطويه أَنه قال: بالظاء المعجمة من باب ظأَر، ومنه الظِّئْرُ وهي المرضِعَة، وجَعَلَ الكلمة مقلوبةً فقدّم الهمزة على الظاء وكل شيء عطفته على شيء، فقد أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً؛ قال طرفة يذكر ناقة وضلوعها: كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفانِها، وأَطْرَ قِسِيٍّ، تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد شبه انحناء الأَضلاع بما حُني مِن طرَفي القَوْس؛ وقال العجاج يصف الإِبل: وباكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِيرا، لا آجِنَ الماءِ ولا مَأْطُورا وعَايَنَتْ أَعْيُنُها تامُورَا، يُطِيرُ عَنْ أَكتافِها القَتِيرا قال: المأْطور البئر التي قد ضَغَطَتْها بئر إِلى جنبها. قال: تَامُورٌ جُبَيْل صَغير.
والقَتِيرُ: ما تطاير من أَوْبارِها، يَطِيرُ مِنْ شِدَّة المزاحَمَة.
وإِذا كان حالُ البِئر سَهْلاً طُوي بالشجر لئلا ينهدم، فهو مأْطور.
وتَأَطَّرَ الرُّمحُ: تَثَنَّى؛ ومنه في صفة آدم، عليه السلام: أَنه كان طُوالاً فَأَطَرَ اللهُ منه أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَصَ من طُوله. يقال: أَطَرْتُ الشيء فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ أَي انْثَنَى.
وفي حديث ابن مسعود: أَتاه زياد بن عَديّ فأَطَرَه إِلى الأَرض أَي عَطَفَه؛ ويروى: وَطَدَه، وقد تقدّم.
وأَطْرُ القَوْسِ والسَّحاب: مُنحناهُما، سمي بالمصدر؛ قال: وهاتِفَةٍ، لأَطْرَيْها حَفِيفٌ، وزُرْقٌ، في مُرَكَّبَةٍ، دِقاقُ ثنَّاه وإن كان مصدراً لأَنه جعله كالاسم. أَبو زيد: أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَيْتَها.
والأَطْرُ: كالاعْوِجاج تراه في السحاب؛ وقال الهذلي: أَطْرُ السَّحاب بها بياض المِجْدَلِ قال: وهو مصدر في معنى مفعول.
وتَأَطَّرَ بالمكان: تَحَبَّسَ.
وتَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً: لزمت بيتها وأَقامت فيه؛ قال عمر بن أَبي ربيعة:تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ: لَسْنَ بَوارِحاً، وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ والمأْطورة: العُلْبَة يُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ ويُدارُ ثم يُلْبَسُ شَفَتَها، وربما ثُنِيَ على العود المأْطور أَطرافُ جلد العلبة فَتَجِفُّ عليه؛ قال الشاعر: وأَوْرَثَكَ الرَّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً، ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلدِ قال: والسوية مرْكبٌ من مراكب النساء.
وقال ابن الأَعرابي: التأْطير أَن تبقى الجارية زماناً في بيت أَبويها لا تتزوَّج.
والأُطْرَةُ: ما أَحاط بالظُّفُرِ من اللحم، والجمعُ أُطَرٌ وإِطارٌ؛ وكُلُّ ما أَحاط بشيء، فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ وإِطارٌ.
وإِطارُ الشَّفَةِ: ما يَفْصِلُ بينها وبين شعرات الشارب، وهما إِطارانِ.
وسئل عمر ابن عبد العزيز عن السُّنَّة في قص الشارب، فقال: نَقُصُّهُ حتى يَبْدُوَ الإِطارُ. قال أَبو عبيد: الإِطارُ الحَيْدُ الشاخص ما بين مَقَصِّ الشارب والشفة المختلطُ بالفم؛ قال ابن الأَثير: يعني حرف الشفة الأَعلى الذي يحول بين منابت الشعر والشفة.
وإِطارُ الذَّكَرِ وأُطْرَتُه: حَرْفُ حُوقِه.
وإِطارُ السَّهْم وأُطْرتُه: عَقَبَةٌ تُلْوى عليه، وقيل: هي العَقَبَةُ التي تَجْمَعُ الفُوقَ.
وأَطَرَه يَأْطِرُهُ أَطْراً: عمل له إِطاراً ولَفَّ على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً.
والأُطْرَةُ، بالضم: العَقَبَةُ التي تُلَفُّ على مجمع الفُوقِ.
وإِطارُ البيتِ: كالمِنطَقَة حَوله.
والإِطارُ: قُضْبانُ الكرم تُلْوى للتعريش.
والإِطارُ: الحلقة من الناس لإِحاطتهم بما حَلَّقُوا به؛ قال بشر بن أَبي خازم: وحَلَّ الحَيُّ، حَيُّ بني سُبَيْعٍ، قُراضِبَةً، ونَحْنُ لَهم إِطارُ أَي ونحن مُحْدِقُون بهم.
والأُطْرَةُ: طَرَفُ الأَبْهَرِ في رأْس الحَجَبَةِ إِلى منتهى الخاصرة، وقيل: هي من الفرس طَرَفُ الأَبْهَرِ. أَبو عبيدة: الأُطْرَةُ طَفِطَفَة غليظة كأَنها عَصَبَةٌ مركبة في رأْس الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ، وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ، ويستحب للفرس تَشنُّجُ أُطْرتِهِ؛ وقوله: كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ لهَا، حَدِيثٌ نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبِ يصف النِّصَالَ.
والأُطُرُ على الفُوقِ: مثل الرِّصافِ على الأَرْعاظِ. الليث: والإِطارُ إِطارُ الدُّفّ.
وإِطارْ المُنْخُلِ: خَشَبُهُ.
وإِطارُ الحافر: ما أَحاط بالأَشْعَرِ، وكلُّ شيء أَحاط بشيء، فهو إِطارٌ له؛ ومنه صفة شعر عليّ: إِنما كان له إِطارٌ أَي شعر محيط برأْسه ووسطُه أَصلَعُ.
وأُطْرَة الرَّمْلِ: كُفَّتُه.
والأَطِيرُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو الكلام والشرّ يجيء من بعيد، وقيل: إِنما سمي بذلك لإِحاطته بالعُنُق.
ويقال في المثل: أَخَذَني بأَطِيرِ غيري؛ وقال مسكين الدارمي: أَبَصَّرْتَني بأَطِير الرِّجال، وكلَّفْتَني ما يَقُولُ البَشَرْ؟ وقال الأَصمعي: إِن بينهم لاَّواصِرَ رَحِمٍ وأَواطِرَ رَحِمٍ وعَواطِفَ رَحِمٍ بمعنى واحد؛ الواحدة آصِرةٌ وآطِرَةٌ.
وفي حديث عليّ: فَأَطَرْتُها بين نسائي أَي شققتها وقسمتها بينهنُّ، وقيل: هو من قولهم طار له في القسمة كذا أَي وقع في حصته، فيكون من فصل الطاء لا الهمزة.
والأُطْرَة: أَن يُؤخذ رمادٌ ودَمٌ يُلْطَخ به كَسْرُ القِدْرِ ويصلح؛ قال: قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ، وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ

حزب (لسان العرب) [0]


الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ، والجمع أَحْزابٌ؛ والأَحْزابُ: جُنودُ الكُفَّار، تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، وهم: قريش وغطفان وبنو قريظة.
وقوله تعالى: يا قوم إِني أَخاف عليكم مثلَ يومِ الأَحزابِ؛ الأَحْزابُ ههنا: قوم نوح وعاد وثمود، ومن أُهلك بعدهم.
وحِزْبُ الرجل: أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه، والجَمْعُ كالجمع.
والـمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيطانِ، وكل قوم تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ، وإِن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وَثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئك الأَحزابُ.
وكل حِزْبٍ بما لَدَيْهم فَرِحُون: كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ.
والحِزْبُ: الوِرْدُ.
ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة: حِزبُه.
والحِزْبُ: ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِهِ من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد.
وفي الحديث: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القُرْآنِ، . . . أكمل المادة فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه. طرأَ عليَّ: يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه، كأَنـَّه طَلَعَ عليهِ، من قولك: طَرَأَ فلان إِلى بلَد كذا وكذا، فهو طارئٌ إِليه، أَي إِنه طَلَعَ إِليه حديثاً، وهو غير تانِئٍ به؛ وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ.
وفي حديث أَوس بن حذيفة: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، كيف تُحزِّبونَ القُرآن؟ والحِزْبُ: النَّصيبُ. يقال: أَعْطِني حِزْبِي مِن المال أَي حَظِّي ونَصيبي.
والحِزْبُ: النَّوْبةُ في وُرُودِ الماء.
والحِزْبُ: الصِّنْفُ من الناس. قال ابن الأَعرابي: الحِزْب: الجَماعةُ.
والجِزْبُ، بالجيم: النَّصيبُ.
والحازِبُ مِن الشُّغُلِ: ما نابَكَ.
والحِزْبُ: الطَّائفةُ.
والأَحْزابُ: الطَّوائفُ التي تَجتمع على مُحارَبة الأَنبِياء، عليهم السلام، وفي الحديث ذِكْرُ يوم الأَحزاب، وهو غَزْوةُ الخَنْدَقِ.
وحازَبَ القومُ وتَحَزَّبُوا: تَجَمَّعوا، وصاروا أَحْزاباً.
وحَزَّبَهم: جعلَهم كذلك.
وحَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَي جَمَعَهُم وقال رُؤْبة: لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا، * حِينَ رَمَى الأَحْزابَ والـمُحَزِّبا وفي حديث الإِفْكِ: وطَفِقَتْ حَمْنةُ تَحازَبُ لها أَي تَتَعَصَّبُ وتَسْعَى سَعْيَ جَماعَتِها الذين يَتَحَزَّبُونَ لها، والمشهور بالراءِ من الحَرْب.
وفي الحديث: اللَّهم اهْزِمِ الأَحْزابَ وزَلزِلْهم؛ الأَحْزابُ: الطَّوائفُ من الناسِ، جمع حِزْب، بالكسر.
وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: يريد أَن يُحَزِّبَهم أَي يُقَوِّيَهُم ويَشُدَّ منهم، ويَجْعَلَهم من حِزْبه، أَو يَجْعَلَهم أَحْزاباً؛ قال ابن الأَثير: والرواية بالجيم والراء.
وتَحازَبُوا: مالأَ بعضُهم بعضاً فصاروا أَحزاباً.
ومَسْجِدُ الأَحْزاب: معروف، من ذلك؛ أَنشد ثعلب لعبداللّه بن مسلم الهذلي: إِذ لا يَزالُ غَزالٌ فيه يَفْتِنُني، * يأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأحْزابِ، مُنْتَقِبا وحَزَبه أَمرٌ أَي أَصابَه.
وفي الحديث: كان إِذا حَزَبه أَمرٌ صَلَّى، أَي إِذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ.
وفي حديث الدُّعاء: اللهم أَنـْتَ عُدَّتِي، إِن حُزِبْتُ، ويروى بالراءِ، بمعنى سُلِبْتُ مِن الحَرَبِ.وحَزَبَه الأَمرُ يَحْزُبه حَزْباً: نابَه، واشتد عليه، وقيل ضَغَطَه، والاسم: الحُزابةُ.
وأَمرٌ حازِبٌ وحَزيبٌ: شديدٌ.
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: نَزَلَتْ كرائهُ الأُمُورِ، وحَوازِبُ الخُطُوبِ؛ وهو جمع حازِبٍ، وهو الأَمر الشديدُ.
والحَزابِي والحَزابِيَةُ، من الرجال والحَمير: الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ ما هو. رجل حَزابٍ وحَزابِيةٌ وزَوازٍ وزَوازِيةٌ(1) (1 في المحيط: زُوازية، بضم الزاي.) إِذا كان غليظاً إِلى القِصَر ما هو.
ورجل هَواهِيةٌ إِذا كان مَنْخُوبَ الفُؤَادِ.
وبعير حَزابِيةٌ إِذا كان غليظاً.
وحِمارٌ حَزابيةٌ: جَلْدٌ.
ورَكَبٌ حَزابِيةٌ: غَليظٌ؛ قالت امرأَة تصف رَكَبَها: إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ، * إِذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبا بِيَهْ ويقال: رجل حَزابٍ وحَزابِيَةٌ أَيضاً إِذا كان غَليظاً إِلى القِصَر، والياء للالحاق، كالفَهامِيةِ والعَلانيةِ، من الفَهْمِ والعَلَنِ. قال أُميَّةُ بن أَبي عائذ الهذلي: أَوِ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه، * َزابِيةٍ، حَيَدَى بالدِّحال أَي حامٍ نَفْسه من الرُّماة.
وجَرامِيزُه: نفسهُ وجسدُه. حَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى، وأَنَّث حَيَدَى، لأَنه أَراد الفَعْلة.
وقوله بالدِّحال أَي وهو يكون بالدِّحال، جمع دَحْلٍ، وهو هُوَّةٌ ضَيِّقةُ الأَعلى، واسِعةُ الأَسْفل؛ وهذا البيت أَورده الجوهري: وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه قال ابن بري: والصواب أَو اصحم، كما أَوردناه. قال: لأَنه معطوف على جَمَزَى في بيت قبله، وهو: كأَنِّي ورحْلي، إِذا زُعْتُها، * على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال قاله يشبه ناقته بحمار وحشٍ، ووَصَفَه بجَمَزى، وهو السَّريع، وتقديره على حمارٍ جَمَزَى؛ وقال الأَصمعي: لم أَسمع بفَعَلَى في صفة المذكرِ إِلاّ في هذا البيت. يعني أَن جَمَزَى، وزَلجَى، ومَرَطى، وبَشَكَى، وما جاءَ على هذا الباب، لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل.
والجازئ: الذي يَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماء.
والأَصْحَمُ: حمارٌ يَضْرب إِلى السَّواد والصُّفرة.
وحَيَدَى: يَحِيدُ عن ظلِّه لنشاطه.
والحِزْباءة: مكان غَليظٌ مرتفعٌ.
والحَزابِيُّ: أَماكنُ مُنْقادةٌ غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ. ابن شميل: الحِزْباءة مِن أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَيِّناً في قُفٍّ أَيَرَّ(1) (1 الأَيَرّ من اليرر أَي الشدة؛ يقال صخر أَيرّ وصخرةٌ يرّاء، والفعل منه: يَرَّ يَيَرُّ.) شَدِيدٍ؛ وأَنشد: إِذا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ، رأَيْتَها، * لرُوسِ الحَزابِيِّ الغِلاظِ، تَسُومُ والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرضُ الغَلِيظةُ الشَّدِيدةُ الحَزْنةُ، والجمع حِزْباءٌ وحَزابي، وأَصله مُشَدّد، كما قيل في الصَّحارِي.
وأَبو حُزابةَ، فيما ذكر ابن الأَعرابي: الوَلِيدُ بن نَهِيكٍ، أَحدُ بَني رَبِيعَة بن حَنْظَلةَ.
وحَزُّوبٌ: اسم.
والحَيْزَبونُ: العَجُوز، والنون زائدة، كما زيدت في الزَّيتون.

العَرَقُ (القاموس المحيط) [0]


العَرَقُ، مُحَرَّكةً: رَشْحُ جِلْدِ الحَيَوانِ، ويُسْتَعارُ لغَيْرِهِ.
ورَجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ، وأما عُرَقَةٌ، كهُمَزَةٍ: فَبناءٌ مُطَّرِدٌ في كُلِّ فِعْلٍ ثُلاثِيٍّ، كضُحَكَةٍ،
و= : نَدَى الحائِطِ، والثَّوابُ أو قَليلُهُ، واللبَنُ لأَِنَّهُ يَتَحَلَّبُ في العُروقِ حتى يَنْتَهِي إلى الضَّرْعِ، وكُلُّ صَفٍّ من اللَّبِنِ والآجُرِّ في الحائِطِ، وقد بَنَى الباني عَرَقاً وعَرَقَيْنِ وعَرَقَةً وعَرَقَتَيْنِ،
و= : الطُّرُقُ في الجِبالِ،
كالعَرْقَةِ،
و= : آثارُ اتِّبَاعِ الإِبِلِ بعضِها بعضاً.
وعَرَقُ التَّمْرِ: دِبْسُهُ،
و= : الزَّبيبُ، ونِتاجُ الإِبِلِ، والنَّقْعُ، والسَّطْرُ من الخَيْلِ ومن الطَّيْرِ، وكُلُّ مُصْطَفٍّ، والسَّفيفَةُ المَنْسوجَةُ من الخوصِ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ منه الزِّنْبيلُ أو الزِّنْبيلُ . . . أكمل المادة نَفْسُه، ويُسَكَّنُ،
و= : الشَّوْطُ والطَّلَقُ.
و"عَرَقُ القِرْبَةِ" : كنايَةٌ عن الشِدَّةِ والمَجْهودِ والمَشَقَّةِ، لأنّ القِرْبَةَ إذا عَرِقتْ خَبُثَ رِيحُها، أَو لأنَّ القِرْبَةَ مالَها عَرَقٌ، فكأنه تَجَشَّمَ مُحالاً، أو عَرَقُ القِرْبَةِ: مَنْقَعَتُها، كأنه تَجَشَّمَ حتى احْتاجَ إلى عَرَقِ القِرْبَةِ، وهو ماؤُها يَعْني السَّفَرَ إليها، أو عَرَقُ القِرْبَةِ: سَفيفَةٌ يَجْعَلُها حامِلُ القِرْبَةِ على صَدْرِهِ، أو مَعْناهُ: تَكَلَّفَ مَشَقَّةً كمَشَقَّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ، يَعْرَقُ تحتَها من ثِقَلِها.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، ككتِفٍ: فَسَدَ طَعْمُهُ، عن عَرَقِ البعيرِ المُحَمَّلِ عليه.
وكفرِح: كسِلَ.
وحِبَّانُ ابنُ العَرِقَةِ، وقد تُفْتَحُ الراءُ، وهي أُمُّه قِلابَةُ، لُقِّبَتْ به لِطيبِ رِيحِها، وهو الذي رَمَى سعدَ بنَ مُعاذٍ، رضي الله تعالى عنه، يومَ الخَنْدَقِ.
والعَرَقَةُ، (محرَّكةً): الخَشَبَةُ تَعْتَرِضُ بين ساقَيِ الحائِطِ، والدِّرَّةُ يُضْرَبُ بها، والنِسْعَةُ يُشَدُّ بها الأسيرُ،
ج: عَرَقٌ وعَرَقاتٌ.
وعَرَقَ العَظْمَ عَرْقاً ومَعْرَقاً، كمَقْعَدٍ: أكَلَ ما عليه من اللَّحْمِ،
كتَعَرَّقَهُ،
و~ في الأرضِ: ذهَبَ،
و~ المَزادَةَ: جَعَلَ لها عِراقاً.
والعَرْقُ، وكغُرابٍ: العَظْمُ أُكِلَ لَحْمُه،
ج: ككِتابٍ، وغُرابٍ نادرٌ، أو العَرْقُ: العَظْمُ بلَحْمِهِ، فإذا أُكِلَ لَحْمُهُ،
فَعُراقٌ، أو كِلاهُما لِكِلَيْهِما.
وكغُرابٍ وغُرابةٍ: النُّطْفَةُ من الماءِ،
كالعَرْقاةِ، والمَطَرَةُ الغَزَيرَةُ.
وعُراقُ الغَيْثِ: نباتُهُ في أثَرِهِ.
ورجُلٌ مُعَرَّقُ العِظامِ، كمُعَظَّمٍ،
ومَعْروقُها: قليلُ اللَّحْمِ، وقد عُرِقَ، كعُنيَ، عَرْقاً.
والعَرْقُ: الطريقُ يَعْرُقُه الناسُ حتى يَسْتَوْضِحَ، وبالكسر: للشجرِ والبَدَنِ: م،
ج: عُروقٌ وأعراقٌ وعِراقٌ، وأصْلُ كلِّ شيءٍ، والأرضُ المِلْحُ لا تُنْبِتُ، والجَبَلُ الغليظُ المُنْقادُ لا يُرْتَقَى لصُعوبَتِهِ، والجَبَلُ الصغيرُ، ضدٌّ، والجَسَدُ،
وع، واللَّبَنُ، والنِتاجُ الكثيرُ، ولَقَبُ الحُسينِ بنِ عبدِ الجَّبَّارِ، والسَّبَخَةُ تُنْبِتُ الطَّرْفاءَ، والحَبْلُ الرَّقيقُ من الرَّمْلِ المُسْتَطيلِ مع الأرضِ، أو المكانُ المُرْتَفِعُ،
ج: عُروقٌ.
وذاتُ عِرْقٍ: بالباديَةِ، مِيقاتُ العِراقِيِّينَ.
وعِرْقٌ: وادٍ لبني حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ، ومَوْضِعانِ بالبَصْرَةِ.
وعِرْقَةُ، بهاءٍ: د بالشامِ.
والعُروقُ الصُّفْرُ: نباتٌ للصَّبَّاغِينَ، فارِسيَّتُه: زَرْدُجُوبَه، أو هو الهُرْدُ، أو المامِيرانُ، أو الكُرْكُمُ الصغيرُ.
والعُروقُ البِيضُ: نباتٌ مُسَمّنَةٌ للنساءِ، وتُسَمَّى: المُسْتَعْجِلَةَ.
والعُروقُ الحُمْرُ: الفُوَّةُ.
والعُرُقُ، بضمتينِ:
جمعُ عِراقٍ: لشاطِئِ البَحْرِ.
والعُروقُ: تِلالٌ حُمْرٌ قُرْبَ سَجا.
وككِتابٍ: جَوْفُ الرِيشِ، ومِياهٌ لبني سعدٍ، وشاطِئُ الماءِ، أو شاطئُ البَحْرِ طولاً، والخَرْزُ المَثْنِيُّ في أسْفَلِ المَزادَةِ، والراوِيَةُ، والطِبابَةُ، وقُطْرُ الجَبَلِ وحْدَه، وبَقايا الحَمْضِ،
كالعِرْقِ، بالكسر فيهما، ومنه: إبِلٌ عِراقِيَّةٌ،
و~ من الظُّفْرِ: ما أحاطَ به،
و~ من الأذُنِ: كِفافُها،
و~ من الدارِ: فِناؤُها،
و~ من السُّفْرَةِ: خَرْزُها المُحيطُ بها،
و~ من النَّهرِ: حاشِيَتُهُ من أدْناهُ إلى مُنْتَهاهُ،
و~ من الحَشا: فوقَ السُّرَّةِ مُعْتَرِضاً بالبَطْنِ، جمعُ الكلِّ: أعْرِقةٌ وعُرْقٌ،
وبِلادٌ م من عَبَّادَانَ إلى المَوْصِلِ طولاً، ومن القادِسِيَّةِ إلى حُلْوانَ عَرْضاً، ويُذَكَّرُ، سُمِّيَتْ بها لتَواشُجِ عِراقِ النَّخْلِ والشجر فيها، أو ط لأَنَّه اسْتَكَفَّ أرضَ العَرَب ط،
أو سُمِّيَ بِعِراقِ المَزَادَةِ: لجِلْدَةٍ تُجْعَلُ على مُلْتَقَى طَرَفَيِ الجِلْدِ إذا خُرِزَ في أسْفَلِها، لأنَّ العِراق بين الرِيفِ والبَرِّ، أو لأنه على عِراقِ دِجْلَةَ والفُراتِ، أي: شاطِئِهِما، أو مُعَرَّبَةُ إيرانْ شَهْر، ومَعْناه: كثيرةُ النَّخْلِ والشَّجَرِ.
والعِراقانِ: الكوفَةُ والبَصْرَةُ.
وعَرْقُوَةُ الدَّلْو، كَتَرْقُوَةٍ، ولا يُضَمُّ: أوَّلُها.
وعَرْقاتُها: بِمَعْنى.
والعَرْقُوتَانِ: خَشَبَتَانِ يُعْرَضانِ عليها كالصَّليبِ، وخَشَبَتَانِ تَضُمَّانِ ما بينَ واسِطِ الرَّحْلِ والمؤخِرَةِ،
ج: العَراقِي.
وذاتُ العَرَاقي: الداهِيَةُ.
والعَرْقُوَةُ: كُلُّ أكَمَةٍ مُنْقادَةٍ في الأرْضِ، كأنَّها جَثْوَةُ قَبْرٍ.
والعَرْقاةُ، ويُكسَرُ،
والعِرْقَةُ، بالكسْرِ: الأصْلُ، أو أصْلُ المالِ، أو أرومَةُ الشَّجَرِ التي تَتَشَعَّبُ منها العُروقُ.
وقَوْلُهُم اسْتَأصَلَ الله عَرْقَاتَهُم، إنْ فَتَحْتَ أوَّلَهُ فَتَحْتَ آخِرَهُ، وهو الأكثَرُ، وإن كسَرْتَهُ كَسَرْتَهُ، على أَنَّهُ جَمْعُ عِرْقَةٍ، بالكسْرِ.
وكزُبَيرٍ: ع بين البَصْرَةِ والبَحْرَيْنِ.
وعِرْقَةُ، بالكسْرِ: د بالشامِ، منه: عُرْوَةُ بنُ مَرْوانَ المُسْنِدُ، وواثِلَةُ بنُ الحَسَنِ العِرْقيَّانِ.
وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عِرْقٍ، بالكسرِ، وابنُهُ محمد: تابِعِيانِ.
وإبراهيمُ بنُ محمدِ ابنِ عِرْقٍ الحِمْصِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأحْمَدُ بنُ يَعْقوبَ المُقْرِئُ البَغْدَادِيُّ: عُرِفَ بابنِ أخي العِرْقِ.
وكَجُهَيْنَةَ: ع، وله يَوْمٌ.
وأَعْرَقَ: أتى العِراقَ، وصارَ عَريقاً في اللُّؤْمِ وفي الكَرَمِ،
و~ الشَّجَرُ: اشْتَدَّتْ عُروقُهُ في الأرْضِ،
و~ الشَّرابَ: جَعَلَ فيه عِرْقاً من الماءِ، بالكسرِ، أي: قَليلاً، فهو مُعْرَقٌ ومُعَرَّقٌ، كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، ومَعْرُوقٌ،
و~ في الدَّلْوِ: جَعَلَ الماءَ فيها دونَ المَلْءِ،
كَعَرَّقَ فيهما تَعْريقاً.
والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ ومُحَدِّثَةٍ: طريقٌ إلى الشامِ، كانَتْ قُرَيْشٌ تَسْلُكُها.
ورَجُلٌ مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّقٌ، كمُعَظَّم: قَلِيلُ اللَّحْمِ.
واسْتَعْرَقَ: تَعَرَّضَ للحَرِّ كَيْ يَعْرَقَ.
والعَوارِقُ: الأضْرَاسُ والسِنونَ، لأنَّها تَعْرُقُ الإِنْسانَ.
وصارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ: أخَذَ رَأسَهُ تَحْتَ إبْطِهِ فَصَرَعَهُ.
وابنُ عِرْقانَ، بالكسرِ: رَجُلٌ.
والعِرْقانُ: ع.
وعارِقٌ: لَقَبُ قَيْسِ بنِ جِرْوَةَ الطائِيِّ لِقَوْلِهِ:
فإنْ لَمْ نُغَيِّر بَعْضَ ما قَدْ صَنَعْتُمُ **** لأَنْتَحِيَنَّ العَظْمَ ذو أنا عارِقُهْ
والأعْراقُ: ع.

وسع (لسان العرب) [0]


في أَسْمائِه سبحانه وتعالى الواسِعُ: هو الذي وَسِعَ رِزْقُه جميعَ خَلْقِه ووَسِعتْ رحمتُه كل شيء وغِناه كل فَقْرٍ.
وقال ابن الأَنباري: الواسع من أَسماءِ الله الكثيرُ العطاءِ الذي يَسَعُ لما يُسْأَلُ، قال: وهذا قول أَبي عبيدة.
ويقال: الواسِعُ المُحِيطُ بكل شيء من قوله وَسِعَ كل شيءٍ عِلْماً؛ وقال: أُعْطِيهِمُ الجَهْدَ مِني بَلْهَ ما أَسَعُ معناه فَدَعْ ما أُحِيطُ به وأَقْدِر عليه، المعنى أُعطيهم ما لا أَجده إِلاَّ بالجَهْدِ فَدَعْ ما أُحيطُ به.
وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: فأَينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ الله إِنّ الله واسِع عليم؛ يقول: أَينما تولوا فاقصدوا وجه الله تَيَمُّمكم القِبْلة، إِن الله واسع عليم، يدل . . . أكمل المادة على أَنه تَوْسِعةٌ على الناسِ في شيء رَخَّصَ لهم؛ قال الأَزهري: أَراد التحري عند إِشْكالِ القبلة.
والسعة: نقبض الضِّيق، وقد وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعةً، وهي قليلة، أَعني فَعِيلَ يَفْعِلُ وإِنما فتحها حرف الحلق، ولو كانت يَفْعَلُ ثبتت الواو وصحت إِلاَّ بحسَب ياجَلُ.
ووسُع، بالضم، وساعةً، فهو وَسِيعٌ.
وشيءٌ وَسِيعٌ وأَسِيعٌ: واسِعٌ.
وقوله تعالى: للذين أَحسنوا في هذه الدنيا حسَنةٌ وأَرْضُ اللهِ واسعةٌ؛ قال الزجاج: إِنما ذُكِرَتْ سَعةُ الأَرضِ ههنا لمن كان مع من يعبد الأَصنام فأَمِرَ بالهجرة عن البلَد الذي يُكره فيه على عِبادَتِها كما قال تعالى: أَلم تكن أَرضُ اللهِ واسِعةً فتُهاجِرُوا فيها؛ وقد جرى ذِكْرُ الأَوْثانِ في قوله: وجعل لله أَنداداً ليُضِلَّ عن سبيلِه.
واتَّسَعَ: كَوَسِعَ.
وسمع الكسائي: الطريق ياتَسِعُ، أَرادوا يَوْتَسِعُ فأَبدلوا الواو أَلفاً طلباً للخفة كما قالوا ياجَلُ ونحوه، ويَتَّسِعُ أَكثرُ وأَقْيَسُ.
واسْتَوْسَعَ الشيءَ: وجده واسِعاً وطلبَه واسِعاً، وأَوْسَعَه ووَسَّعَه: صيَّره واسعاً.
وقوله تعالى: والسماءَ بنيناها بأَيد وإِنا لَمُوسِعُون؛ أَراد جعلنا بينها وبين الأَرض سَعةً، جعل أَوْسَعَ بمعنى وَسَّعَ، وقيل: أَوْسَعَ الرجلُ صار ذا سَعةٍ وغِنًى، وقوله: وإنا لموسعون أَي أَغنِياءُ قادِرون.
ويقال: أَوْسَعَ الله عليك أَي أَغناكَ.
ورجل مُوسِعٌ: وهو المَلِيءُ.
وتَوَسَّعُوا في المجلس أَي تَفَسَّحُوا.
والسَّعةُ: الغِنى والرفاهِيةُ، على المثل.
ووَسِعَ ع عليه يَسَعُ سَعةً ووَسَّعَ، كلاهما: رَفَّهَه وأَغناه.
وفي النوادر: اللهم سَعْ عليه أَي وسِّعْ عليه.
ورجل مُوَسَّعٌ عليه الدنيا: مُتَّسعُ له فيها.
وأَوْسَعَه الشيءَ: جعله يَسَعُه؛ قال امرؤ القيس: فَتُوسِعُ أَهْلَها أَقِطاً وسَمْناً، وحَسْبُك من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ وقال ثعلب: قيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليْكِ؟ فقالت: التي تأْكل لَمّاً،وتُوسِعُ الحيَّ ذمّاً.
وفي الدعاء: اللهم أَوْسِعْنا رَحْمَتَكَ أَي اجعلها تَسَعُنا.
ويقال: ما أَسَعُ ذلك أَي ما أُطِيقُه، ولا يَسَعُني هذا الأَمر مثله.
ويقال: هل تَسَعُ ذلك أَي هل تُطِيقُه؟ والوُسْعُ والوُسْعُ والسَّعةُ: الجِدةُ والطاقةُ، وقيل: هو قَدْرُ جِدةِ الرجل وقَدْرُه ذاتُ اليد.
وفي الحديث: إِنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأَموالكم فَسَعُوهم بأَخْلاقِكم، أَي لا تَتَّسِعُ أَمْوالُكم لعَطائِهم فوَسِّعُوا أَخْلاقَكم لِصُحْبتهم.
وفي حديث آخر قاله، صلى الله عليه وسلم: إِنكم لا تَسَعُونَ الناسَ بأَموالِكم فلْيَسَعْهم منكم بَسْطُ الوجه.
وقد أَوْسَعَ الرجلُ: كثُرَ مالُه.
وفي التنزيل: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه.
وقال تعالى: ليُنفِقْ ذُو سَعةٍ من سَعَتِه؛ أَي على قدر سعته، والهاء عوض من الواو.
ويقال: إِنه لفي سَعةٍ من عَيْشِه.
والسَّعةُ: أَصلها وُسْعة فحذفت الواو ونقصت.
ويقال: لِيَسَعْكَ بيتُك، معناه القَرارُ.
ويقال: هذا الكَيْلُ يَسَعُ ثلاثةَ أَمْناء، وهذا الوِعاءُ يَسَعُ عشرين كيْلاً، وهذا الوعاء يسعه عشرون كيلاً، على مثال قولك: أَنا أَسعُ هذا الأَمْرَ، وهذا الأَمْرُ يَسَعُني، والأَصل في هذا أَن تدخل في وعلى ولام لأَنَّ قولك هذا الوعاء يَسَعُ عشرين كيلاً أَي يتسع لذلك، ومثله: هذا الخُفُّ يَسَعُ رجلي أَي يَسَعُ لرجلي أَي يَتَّسِعُ لها وعليها.
وتقول: هذا الوِعاءُ يَسَعُه عشرون كيلاً، معناه يسع فيه عشرون كيلاً أَي يَتَّسِعُ فيه عشرون كيلاً، والأَصل في هذه المسأَلة أَن يكون بِصفة، غير أَنهم يَنْزِعُون الصفات من أَشياءَ كثيرة حتى يتصل الفعل إِلى ما يليه ويُفْضِيَ إِليه كأَنه مَفْعول به، كقولك: كِلْتُكَ واسْتَجَبْتك ومَكَّنْتُكَ أَي كِلْتُ لك واستجبت لك ومكنت لك.
ويقال: وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شيء ولكلِّ شيء وعلى كلِّ شيء؛ قال الله عز وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرضَ، أَي اتَّسَعَ لها.
ووَسِعَ الشيءَ الشيءَ: لم يَضِقْ عنه.
ويقال: لا يَسَعُني شيء ويَضِيقَ عنك أَي وأَن يَضِيقَ عنك؛ يقول: متى وَسِعَني شيءٌ وَسِعَكَ.
ويقال: إِنه لَيَسَعُني ما وَسِعَك.
والتوْسِيعُ: خلاف التضْيِيقِ.
ووسَّعْتُ البيتَ وغيره فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ.
ووَسُعَ الفرسُ، بالضم، سَعةً ووَساعةً، وهو وَساعٌ: اتَّسَعَ في السير.
وفرس وَساعٌ إِذا كان جَواداً ذا سَعةٍ في خَطْوِه وذَرْعِه.
وناقةٌ وَساعٌ: واسِعةُ الخَلْق؛ أَنشد ابن الأَعرابي: عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَتْـ ـتِ، وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعا القَعُودُ من الإِبل: ما اقْتُعِد فَرُكِبَ.
وفي حديث جابر: فضرب رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَجُزَ جَملي وكان فيه قِطافٌ فانطلق أَوْسَعَ جملٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي أَعْجَلَ جمَلٍ سَيْراً. يقال: جمل وَساعٌ، بالفتح، أَي واسع الخَطْو سَرِيعُ السيْر.
وفي حديث هشام يصف ناقة: إِنها لمِيساعٌ أَي واسعة الخَطْو، وهو مِفْعالٌ، بالكسر، منه.
وسَيْرٌ وَسِيعٌ ووَساعٌ: مُتَّسِعٌ.
واتَّسَعَ النهارُ وغيره: امْتَدَّ وطالَ.
والوَساعُ: الندْبُ لِسَعةِ خلقه.
وما لي عن ذاك مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ.
وسَعْ: زجْرٌ للإِبل كأَنهم قالوا: سَعْ يا جملُ في معنى اتَّسِعْ في خَطْوكَ ومشيك.
واليَسَعُ: اسم نبيّ هذا إِن كان عربيّاً، قال الجوهري: يَسَعُ اسم من أَسماءِ العجم وقد أُدخل عليه الأَلف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره نحو يَعْمَرَ ويَزيدَ ويَشْكُرَ إِلاَّ في ضرورة الشعر؛ وأَنشد الفرَّاءُ لجرير: وجَدْنا الوَلِيدَ بنَ اليَزِيدِ مُبارَكاً، شدِيداً بأَعْباءِ الخِلافةِ كاهِلُهْ وقرئَ: والْيَسَع واللَّيْسَع أَيضاً، بلامين. قال الأَزهري: ووَسِيعٌ ماءٌ لبني سعْدٍ؛ وقال غيره: وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَانِ بين سَعْدٍ وبني قُشَيْرٍ، وهما الدُّحْرُضانِ اللذان في شعر عَنْتَرةَ إِذ يقول: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ

خفق (لسان العرب) [0]


الخَفْقُ: اضْطِراب الشيء العَرِيض. يقال: راياتُهم تَخْفِق وتَخْتَفِقُ، وتسمّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ. ابن سيده: خَفَقَ الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ والريح ونحوها يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق، كله: اضْطَرب، وكذلك القَلب والسَّراب إذا اضْطَربا. التهذيب: خَفقت الريح خَفَقاناً، وهو حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها، قال الشاعر: كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ، بينَ أَعْلامٍ طِوالِ وأَخْفَقَ بثوبه: لَمع به.
والخَفْقة: ما يُصيب القلبَ فيَخفِق له، وفؤاد مَخْفوق. التهذيب: الخَفقانُ اضطراب القلب وهي خِفّة تأخذ القلب، تقول: رجل مَخْفوق.
وخفَق برأسه من النُّعاس: أَمالَه، وقيل: هو إذا نَعس نَعْسةً ثم تنبّه.
وفي الحديث: كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتين.
ويقال: سير الليل الخَفْقتان وهما . . . أكمل المادة أَوّله وآخره، وسير النهار البَرْدانِ أَي غُدْوة وعشيّة.
وقال ابن هانئ في كتابه: خفَق خُفوقاً إذا نام.
وفي الحديث: كانوا ينتظرون العِشاء حتى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حتى تسقُط أَذْقانهم على صدورهم وهم قُعود، وقيل: هو من الخُفوق الإضطراب.
ويقال: خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة.
وخَفَق الرجل أَي حرّك رأسه وهو ناعس.
وخفَق الآلُ خَفْقاً: اضْطَرب؛ فأَمّا قول رؤبة: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ، مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ فإنه حُرِّك للضرورة كما قال: فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ وأَرض خفّاقة: يَخْفِق فيها السراب. التهذيب: السَّراب الخَفُوق والخافِقُ الكثير الإضطراب.
والخَفْقة: المَفازة ذات الآل؛ قال العجاج: وخَفْقة ليس بها طُوئِيّ يعني ليس بها أَحد.
وخفَق الشيءُ: غاب، وقيل لعَبِيدةَ (* قوله «عبيدة» قال النووي كسفينة وضبط في النهاية أيضاً بفتح العين). السَّلْمانِيّ: ما يوجب الغُسل؟ فقال: الخَفْقُ والخِلاط؛ يريد بالخفق مَغِيب الذكر في الفرج؛ التفسير للأَزهري، من خَفَق النجمُ إذا انْحطَّ في المغرب، وقيل: هو من الخَفْق الضرْبِ.
وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ: غاب؛ قال الشمّاخ:عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية، إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ (* قوله «كفقود الرحل» كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس ولعله كفقود الرحل).
وقيل: هو إذا تلألأ وأَضاء؛ وأَنشد الأَزهري: وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلو كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ وخَفقَ النجمُ والقمر: انْحطّ في المغرب، وكذلك الشمس؛ يقال: ورَدْتُ خُفوقَ النجم أَي وقت خُفوق الثُّريا، تجعله ظرفاً وهو مصدر.
ورأيت فلاناً خافق العين أَي خاشِعَ العين غائرها، وكذلك ماكل العين (* قوله «ما كل العين» كذا بالأصل مرموزاً له بعلامة وقفة، والحرف الأخير يحتمل أن يكون كافاً أو لاماً، ولعله ما ذل العين أي مسترخيها وفاترها.) ومُرَنَّقُ العين.
وخفَق الليلُ: سقط عن الأُفق؛ عن ابن الأَعرابي.
وخفَق السهمُ: أَسرع.
ورِيح خَيْفَقٌ: سريعة.
وفرس خَيْفَق وناقة خَيْفَق: سريعة جدّاً، وقيل: هي الطويلة القوائم مع إخْطاف، وقد يكون للذكر والتأنيثُ عليه أَغلب، وقيل: فرس خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قليلة اللحم. الكلابيُّ: امرأَة خَيْفق وهي الطويلة الرُّفْعين الدقيقة العظام البعيدة الخطو. سريع، وهو الخَنْفَقِيقُ في الناقة والفرس والظليم، وهو مشي في اضطراب.
وقال أَبو عبيدة: فرس خَفِق والأُنثى خَفِيقة مثل خَرِب وخَرِبة، وإن شئت قلت خُفَق والأُنثى خُفقَة مثل رُطَب ورُطبَة، والجمع خَفِقاتٌ وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ، وهي بمنزلة الأَقَبّ، وربما كان الخفوق من خِلْقة الفرس، وربما كان من الضُّمور والجَهْد، وربما أُفرد وربما أُضيف؛ وأَنشد في الإفراد: ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ، على خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها وأَنشد في الإضافة: بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء، حابي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء ويقال: فرسٌ خَفِقُ الحشَا.
والخيْفَق: فرس سَعْد بن مشهب.
وامرأة خَنْفَقٌ: سريعة جَرِيئة.
والخَنْفَقُ والخَنْفَقِينُ: الداهية؛ يقال: داهية خَنْفَقِينٌ، وهو أيضاً الخَفِيفةُ من النساء الجَرِيئة، والنون زائدة، جعلها من خَفْقِ الرّيح.
والخَنْفقِينُ: حكاية أَصوات حوافر الخيل.
والخَنْفقِين: الناقِصُ الخَلْقِ؛ قال شُيَيْمُ ابن خُوَيْلِد: قلتُ لَسيِّدنا: يا حكيـ مُ، إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِيقا أَعْنْتَ عَدِيّاً على شَأوِها، تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقا أَطَعْتَ اليَمينَ عِنادَ الشِّمالِ، تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا زَحَرْتَ بها ليلةً كلَّها، فجِئتَ بها مُؤيَداً خَنْفَقِيقا وهذا أَورده الجوهري: وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّها، فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا قال ابن بري: والصواب: زحرت بها ليلة كلها كما تقدم؛ وقوله: يا حكيم، هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم وتُخطئ هذا الخَطأ، وقوله: أطعت اليمين عِناد الشمال، مثل ضربه، يريد فعلت فِعْلاً أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم؛ يقول: فجِئتنا بداهيةٍ من الأمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي ناقصاً مُقَصِّراً.
وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً: ضربه بها ضرْباً خفيفاً.
والمِخْفقةُ: الشيء يضرب به سير أو دِرّة التهذيب: والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جزم، هو الشيء الذي يضرب نحو سير أو دِرَّة. ابن سيده: والمِخفقة سوط من خشب.
وسيف مِخْفَقٌ: عَرِيض. قال الأَزهري: والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض. الليث: الخَفْقُ ضربك الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض، والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فضربهما بالمِخفقة؛ هي الدرّة.
وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم، أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد، وطلَب حاجة فأخْفَقَ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين؛ قال أبو عبيد: الإخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً؛ ومنه قول عنترة يصف فرساً له: فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى، ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب (* قوله «ويصيد» في الأساس: ويفيد، وقوله «ويفجع» ويفجأ.
وهو في ديوانه: فيخفق تارة ويصيد أُخرى * ويفجع ذا الضفائن بالأريب) يقول: يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى؛ قال أبو عبيد: وكذلك كل طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، وأصل ذلك في الغنيمة. قال ابن الأثير: اصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير ثابتة مستقرّة. الليث: أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قلّ ماله.
والخَفْقُ: صوت النعل وما أشبهها من الأصوات.
وفي الحديث ذكر منكر ونكير: إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه، يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا.
ورجل خَفّاقُ القدم عريض باطن القدم، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض خَفْقٌ؛ وقوله: مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ قال ابن الأَعرابي: معناه أنه خفيف على الأرض ليس بثقيل ولا بَطيء، وقيل: خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي: قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ، خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم وقيل: هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ.
وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة؛ وقوله: ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى، من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة، وإذا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ: المَفازة المَلْساء ذات الآلِ.
والخافِقُ: المكان الخالي من الأَنِيس، وقد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعي: عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِيتَنا بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق وخَفَق في البلاد خُفوقاً: ذهب.
والخافِقان: قُطْرا الهواء.
والخَافِقانِ: أُفُق المشرق والمغرب؛ قال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يَحْفِقان فيهما، وفي التهذيب: يخفقان بينهما؛ قال أَبو الهيثم: الخافقان المشرق والمغرب، وذلك أن المغرب يقال له الخافِقُ وهو الغائب، فغَلَّبُوا المغرب على المشرق فقالوا الخافقان كما قالوا الأَبوان. شمر: الخافقانِ طرَفا السماء والأَرض؛ قال رؤبة: واللّهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ وقال ابن الأَعرابي: يَهْذِمه يأكله. كلاهما في فَلَكٍ يستلْحِمُه أَي يركبه؛ وقال خالد بن جنْبةَ: الخافقانِ منتهى الأَرض والسماء. يقال: أَلحق الله فلاناً بالخافق، قال: والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بجانبي الأَرض. قال: وخَوافِقُ السماء الجِهات التي تَخرج منها الرّياح الأَربع.
وفي الحديث: أن ميكائيل مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يعني طرَفي السماء، وفي النهاية: مَنْكِبا إسرافيل يَحُكّانِ الخافقين، قال: وهما طرفا السماء والأَرض؛ وقيل: المغرب والمشرق.
والخَفّاقةُ: الاسْت.
وخفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت، فهي خَفُوق.
والمَخْفُوق: المجنون؛ وأَنشد: مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا وروى الأَزهري بإسناده عن حذيفة بن أُسيد قال: يخرج الدجال في خَفْقة من الدِّين وسوداب الدين (* قوله «وسوداب الدين» كذا بالأصل ورمز له بعلامة وقفة)، وفي رواية جابر: وإدْبار من العلم؛ أَراد أَن خروج الدجال يكون عند ضَعف الدّين وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الباطل على أَهل الحقّ وفُشُوّ الشر وأَهله، وهو من خَفق الليلُ إذا ذهب أكثره، أَو خَفقَ إذا اضْطربَ، أَو خَفقَ إذا نَعَس. قال أَبو عبيد: الخَفْقةُ في حديث الدجّال النَّعْسةُ ههنا، يعني أن الدين ناعِسٌ وَسْنانُ في ضَعفه، من قولك خَفقَ خَفْقة إذا نامَ نومة خفيفة.
ومن أَمثال العرب: ظلم ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وقيل: كان اسمه سَيّاراً خرج يريد الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكليل بن يسار، وكان قتل أَخاه عويفاً، فلقيه ابن عم له ومعه ناقتان وزادٌ، فقال له: أَين تريد؟ قال: الشحر لئلا يَقْدِر عليَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَيْفاً، فقال: خذ إحدى الناقتين، وشاطَرَه زادَه، فلما ولَّى عطف عليه فقتله فسمي صَرِيعَ الظلم؛ وفيه يقول القائل: أَعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ، فلمّا اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني تعالى الله هذا الجَوْرُ حَقّاً، ولا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقانِ والخَفَقانُ: اضْطِرابُ الجناح.
وخَفَقَ الطائر أَي طار، وأَخْفَقَ إذا ضرب بجناحيه؛ قال الراجز: كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لم يَطِرْ وفلاة خَيْفَقٌ أي واسعة يَخْفِق فيها السَّراب؛ قال الزَّفَيان: أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ، ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ، تِيةٌ مَرَوْراة وفَيْقٌ خَيْفَقُ الأَصمعي: المَخْفَقُ الأَرض التي تستوي فيكون فيها السرابُ مضْطَرِباً.
ومُخَفِّقٌ: اسم موضع؛ قال رؤبة: ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه

عمد (لسان العرب) [0]


العَمْدُ: ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات.
وقد تَعَمَّده وتعمِد له وعَمَده يعْمِده عَمْداً وعَمَدَ إِليه وله يَعْمَّد عمداً وتعمَّده واعتَمَده: قصده، والعمد المصدر منه. قال الأَزهري: القتل على ثلاثة أَوجه: قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته، ففيه الدية على عاقلة الرامي أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض، وعشرون ابنة لَبُون، وعشرون ابن لبون، وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة؛ وأَما شبه العمد فهو أَن يضرب الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه الدية مغلظة؛ وكذلك العمد المحض فيه . . . أكمل المادة ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ؛ فأَما شبه العمد فالدية على عاقلة القائل، وأَما العمد المحض فهو في مال القاتل.
وفعلت ذلك عَمْداً على عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين؛ قال خفاف بن ندبة: إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها. فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً: دعَمَه؛ والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة.
وعَمَد الشيءَ يَعْمِدُه عمداً: أَقامه.
والعِمادُ: ما أُقِيمَ به.
وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه.
والعِمادُ: الأَبنية الرفيعة، يذكر ويؤَنث، الواحدة عِمادة؛ قال الشاعر: ونَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ على الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ العِماد؛ قيل: معناه أَي ذات الطُّولِ، وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ، وجمعه عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع.
وقال الفراء: ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم؛ وقال الليث: يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل عِماد. المبرد: رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلاً.
وفلان طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه.
وفي حديث أُم زرع: زوجي رفيعُ العِمادِ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب.
والعِمادُ والعَمُود: الخشبة التي يقوم عليها البيت.
وأَعمَدَ الشيءَ: جعل تحته عَمَداً.
والعَمِيدُ: المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَي يُقامَ.
وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم: وأَعْمَدَتاه رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها، وقوله: أَعمدتاه رجلاه، على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء.
وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه: فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه اشتق القلبُ العَمِيدُ. يَعْمِدُه: يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه. قال: ودخل أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له: كيف تَجدُك؟ فقال: أَما الذي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ.
ويقال للمريض مَعمود، ويقال له: ما يَعْمِدُكَ؟ أَي يُوجِعُك.
وعَمَده المرض أَي أَضناه؛ قال الشاعر: أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ معناه: موجع. روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ: كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه وقال: ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً (* قوله «وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً» كذا بالأصل). قال الأَزهري: وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة.
واعْتَمَد على الشيء: توكّأَ.
والعُمْدَةُ: ما يُعتَمَدُ عليه.
واعْتَمَدْتُ على الشيء: اتكأْتُ عليه.
واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه.
والعمود: العصا؛ قال أَبو كبير الهذلي: يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ ظَعَنُوا، ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ واعْتَمَد عليه في الأَمر: تَوَرَّك على المثل.
والاعتماد: اسم لكل سبب زاحفته، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على الأَوْتاد.
والعَمود: الخشبة القائمة في وسط الخِباء، والجمع أَعْمِدَة وعُمُدٌ، والعَمَدُ اسم للجمع.
ويقال: كل خباء مُعَمَّدٌ؛ وقيل: كل خباء كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه: عليكم بأَهْل ذلك العمود، ولا يقال: أَهل العَمَد؛ وأَنشد: وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ، ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ وقال في قول النابغة: يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ قال: العمد أَساطين الرخام.
وأَما قوله تعالى: إِنها عليهم مؤصدة في عَمَدٍ مُمَدَّدة؛ قرئت في عُمُدٍ، وهو جمع عِمادً وعَمَد، وعُمعد كما قالوا إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمد من النار؛ نسب الأَزهري هذا القول إِلى الزجاج، وقال: وقال الفراء: العَمَد والعُمُد جميعاً جمعان للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ.
وقوله تعالى: خلق السموات بغير عمد ترونها؛ قال الزجاج: قيل في تفسيره إِنها بعمد لا ترونها أَي لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها؛ قال: والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد، ويكون تأْويل بغير عمد ترونها التأْويل الذي فسر بعمد لا ترونها، وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السموات والأَرض؛ وقال الفراء: فيه قولان: أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر، والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد؛ وقيل: العمد التي لا ترى قدرته، وقال الليث: معناه أَنكم لا ترون العمد ولها عمد، واحتج بأَن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل القبة، أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال: إِن خضرة السماء من ذلك الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر.
وعَمُودُ الأُذُنِ: ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت عليه ومعظمها.
وعمود اللسان: وسَطُه طولاً، وعمودُ القلب كذلك، وقيل: هو عرق يسقيه، وكذلك عمود الكَبِد.
ويقال للوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْر، وقيل: عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً.
ويقال: إِن فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع.
والعمودُ: الوَتِينُ.
وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في الجالِبِ قال: يأْتي به أَحدهم على عمود بَطْنِه؛ قال أَبو عمرو: عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار كالعمود له؛ وقال أَبو عبيد: عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة، وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل، والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد؛ يقولُ: يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له حتى يبيع سلعته كما شاء، فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى السفر والنصَب.
والعمودُ: عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ.
وقال الليث: عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة.
ودائرة العمود في الفرس: التي في مواضع القلادة، والعرب تستحبها.
وعمود الأَمر: قِوامُه الذي لا يستقيم لا به.
وعمود السِّنانِ: ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في وسطه.
وقال النضر: عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله، وربما كان للسيف ثلاثة أَعمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ.
وعمودُ الصُّبْحِ: ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه، وسطع عمودُ الصبح على التشبيه بذلك.
وعمودُ النَّوَى: ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من بيته على المثل.
وعمود الإِعْصارِ: ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل على وجه الأَرض.
وعَمِيدُ الأَمرِ: قِوامُه.
والعميدُ: السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور أَو المعمود إِليه؛ قال: إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها والجمع عُمَداءُ، وكذلك العُمْدَةُ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء.
ويقال للقوم: أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم.
وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم: سيدهم.
وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه فيما يَحْزُبُهم، وكذلك هو عُمْدتنا.
والعَمِيدُ: سيد القوم؛ ومنه قول الأَعشى: حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً، يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ ويقال: استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون عليه.واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها؛ واعتمد فلان فلاناً في حاجته واعتمد عليه.
والعَمِيدُ: الشديد الحزن. يقال: ما عَمَدَكَ؟ أَي ما أَحْزَنَك.
والعَمِيدُ والمَعْمُودُ: المشعوف عِشْقاً، وقيل: الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً.
وقَلبٌ عَمِيدٌ: هدّه العشق وكسره.
وعَمِيدُ الوجعِ: مكانه.
وعَمِدَ البعَيرُ عَمَداً، فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء: وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية: فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ، مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَالِ قال الأَصمعي: يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به سحاب من نواحيه بالمطر، وقيل: هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي، وقيل: هو أَن يَرِمَ ظهر البعير مع الغُدَّةِ، وقيل: هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً، وذلك أَن يُرْكَب وعليه شحم كثير.
والعَمِدُ: البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه. قال: ومنه قيل رجل عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً.
وعَمِدَ البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح، فهو بعير عَمِدٌ.
وفي حديث عمر: أَنّ نادبته قالت: واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى العَمَدَ. العمد، بالتحريك: ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن السياسة؛ ومنه حديث عليّ: لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى العَمَدَ؛ وفي حديثه الآخر: كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ؟ البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل، والعَمِدَةُ من العَمَدِ: الورَمِ والدَّبَرِ، وقيل: العَمِدَةُ التي كسرها ثقل حملها.
والعِمْدَةُ: الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه.
وقال النضر: عَمهدَتْ أَلْيَتَاهُ من الركوب، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا.
وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه عَمْداً إِذا (* قوله «أعمده عمداً إذا إلخ» كذا ضبط بالأَصل ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب.) ضربته بالعمود.
وعَمَدْتُه إِذا ضربت عمود بطنه.
وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم تخرج بيضته، وهو الجرح العَمِدُ.
وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً: بَلَّلَه المطر، فهو عَمِدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على بعض، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعي يصف بقرة وحشية: حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً، رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ، فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة. أَبو زيد: عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ.
ويقال: إَن فلاناً لعَمِدُ الثَّرَى أَي كثير المعروف.
وعَمَّدْتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في موضع بتراب أَو حجارة.
والعمودُ: قضِيبُ الحديد.
وأَعْمَدُ: بمعنى أَعْجَبُ، وقيل: أَعْمَدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم عَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ؛ وقيل: معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمعدَني الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ. الغَنَويُّ: العَمَدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ؛ قال الأَزهري: وهو العَمَدُ والأَمَدُ أَيضاً.
وعَمِدَ عليه: غَضب كَعَبِدَ؛ حكاه يعقوب في المبدل.
ومن كلامهم: أَعْمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا.
وروي عن أَبي عبيد مُحِّقَ، بالتشديد. قال الأَزهري: ورأَيت في كتاب قديم مسموع من كَيْلٍ مُحِقَ، بالتخفيف، من المَحْقِ، وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ كَيْلُه أَي طُفِّفَ. قال: وحسبت أَن الصواب هذا؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز: فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ، وَيْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ وقال: معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي؟ وفي حديث ابن مسعود: أَنه أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع، فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ عليه، فقال له أَبو جهل: أَعْمَدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ؛ قال أَبو عبيد: معناه هل زاد على سيد قتله قومه، هل كان إِلا هذا؟ أَي أَن هذا ليس بعار، ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك، وأَنه ليس بعار عليه أَن يقتله قومه؛ وقال شمر: هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله قومه؛ قال الأَزهري: كأَن الأَصل أَأَعْمَدُ من سيد فخففت إِحدى الهمزتين؛ وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل: تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ، ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها وأَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ صِدامَ الأَعادِي، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها يقول: هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا.
والمُعْمَدُ والعُمُدُّ والعُمُدَّات والعُمَدَّانيُّ: الشابُّ الممتلئ شباباً، وقيل هو الضخم الطويل، والأُنثى من كل ذلك بالهاء، والجمع العُمَدَّانِيُّونَ.
وامرأَة عُمُدَانِيَّة: ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ. ابن الأَعرابي: العَمودُ والعِمادُ والعُمْدَةُ والعُمْدانُ رئيس العسكر وهو الزُّوَيْرُ.
ويقال لرِجْلَي الظليم: عَمودانِ.
وعَمُودانُ: اسم موضع؛ قال حاتم الطائي: بَكَيْتَ، وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ، بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُودانَ فالغَمْرِ؟ ابن بُزُرج: يقال: جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَمِدَ به ولَزِبَ به إِذا لَزِمَه. ابن المظفر: عُمْدانُ اسم جبل أَو موضع؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد غُمْدان، بالغين، فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي يزن؛ قال الأَزهري: وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام العرب أَخرجه في الغين وصحفه.

كفف (لسان العرب) [0]


كفّ الشيءَ يكُفُّه كَفّاً: جمعه.
وفي حديث الحسن: أَنَّ رجلاً كانت به جِراحة فسأَله: كيف يتوضأُ؟ فقال: كُفَّه بخِرْقة أَي اجمَعها حوله.
والكفُّ: اليد، أُنثى.
وفي التهذيب: والكف كفّ اليد، والعرب تقول: هذه كفّ واحدة؛ قال ابن بري: وأَنشد الفراء: أُوفِّيكما ما بلَّ حَلْقيَ رِيقتي، وما حَمَلَت كَفَّايَ أَنْمُليَ العَشْرا قال: وقال بشر بن أَبي خازم: له كَفَّانِ: كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ، وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها وقال زهير: حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لها، طارَتْ، وفي يدِه من ريشَِها بِتَك قال: وقال الأَعشى: يَداكَ يَدا صِدْقٍ: فكفٌّ مُفِيدةٌ، وأُخرى، إذا ما ضُنَّ بالمال، تُنْفِق وقال أَيضاً: غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه، والكفُّ زَيَّنها . . . أكمل المادة خَضابه قال: وقال الكميت: جَمَعْت نِزاراً، وهي شَتَّى شُعوبها، كما جَمَعَت كَفٌّ إليها الأَباخِسا وقال ذو الإصبع: زَمان به للّهِ كَفٌّ كَريمةٌ علينا، ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير وقالت الخنساء: فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ بها المَجْدَ، إلا حيث ما نِلتَ أَطْولُ وما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً، وإنْ أَطْنَبُوا، إلا وما فيكَ أَفضَلُ ويروى: وما بلغ المهدون في القول مدحة فأَما قول الأَعشى: أَرَى رجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنما يضمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا فإنه أَراد الساعد فذكَّر، وقيل: إنما أَراد العُضو، وقيل: هو حال من ضمير يضمّ أَو من هاء كشحيه، والجمع أَكُفٌّ. قال سيبويه: لم يجاوزوا هذا المثال، وحكى غيره كُفوف؛ قال أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يدعو اللّه عز وجل: فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ، حتى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ، وذابِلٍ يَلَذّ بالكُفُوفِ أَبو لطيف يعني أَخاً له أَصغر منه؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر: يَداً ما قد يَدَيْتُ على سُكَيْنٍ وعبدِ اللّه، إذ نُهِشَ الكُفُوفُ وأَنشد لليلى الأَخْيَلِيّة: بقَوْلٍ كَتَحْبير اليماني ونائلٍ، إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفوفُ قال ابن بري: وقد جاء في جمع كفٍّ أَكْفاف؛ وأَنشد علي بن حمزة: يُمسون مما أَضْمَرُوا في بُطُونهم مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيديهمُ اليُمْن وفي حديث الصدقة: كأَنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن؛ قال ابن الأَثير: هو كناية عن محل القَبول والإثابة وإلا فلا كفّ للرحمن ولا جارِحةَ، تعالى اللّه عما يقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبيراً.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بكفّ واحدة، فقال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: صدق عمر.
وقد تكرر ذكر الكف والحفْنة واليد في الحديث وكلُّها تمثيل من غير تشبيه، وللصقر وغيره من جوارح الطير كّفانِ في رِجْليه، وللسبع كفّان في يديه لأَنه يَكُفُّ بهما على ما أَخذ.
والكفُّ الخَضيب: نجم.
وكفُ الكلب: عُشْبة من الأَحرار، وسيأْتي ذكرها.
واسْتَكفَّ عينَه: وضع كفّه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئاً؛ قال ابن مقبل يصف قِدْحاً له: خَرُوجٌ من الغُمَّى، إذا صُكَّ صَكّةً بدا، والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ الكسائي: اسْتَكْفَفْت الشيء واسْتَشْرَفْته، كلاهما: أَن تضع يدك على حاجبك كالذي يَسْتَظِل من الشمس حتى يَستبين الشيء. يقال: اسْتَكفَّت عينه إذا نظرت تحت الكفّ. الجوهري: اسْتَكفَفْت الشيء اسْتَوْضَحْته، وهو أَن تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه.
وقال الفراء: استكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه؛ ومنه قول ابن مقبل: إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ بدا، والعُيونُ المستكفَّة تلمح واستكفّ السائل: بَسط كفَّه.
وتكَفَّفَ الشيءَ: طلبه بكفِّه وتكَفَّفَه.
وفي الحديث: أَن رجلاً رأَى في المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلاً وسمناً وكأَنَّ الناس يتَكفَّفُونه؛ التفسير للهروي في الغريبين والاسم منها الكفَف.
وفي الحديث: لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خير من أَن تَدعهم عالةً يتَكفَّفون الناس؛ معناه يسأَلون الناس بأَكُفِّهم يمدُّونها إليهم.
ويقال: تكفَّف واستكفَّ إذا أَخذ الشي بكفِّه؛ قال الكميت: ولا تُطْمِعوا فيها يداً مُسْتَكِفّةً لغيركُمُ، لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها الجوهري: واستكفَّ وتكفَّفَ بمعنى وهو أَن يمد كفَّه يسأَل الناس. يقال: فلان يَتكَفَّف الناس، وفي الحديث: يتصدَّق بجميع ماله ثم يَقْعُد يستكِفُّ الناسَ. ابن الأَثير: يقال استكفَّ وتكَفَّفَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو سأَل كفّاً من الطعام أَو ما يكُفُّ الجوع.
وقولهم: لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أَي كفاحاً، وذلك إذا استقْبلته مُواجهة، وهما اسمان جُعلا واحداً وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر.
وفي حديث الزبير: فتلقّاه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كفّةَ كَفّةَ أَي مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أَي مَنَعَه.
والكَفّة: المرة من الكفّ. ابن سيده: ولَقِيتُه كفَّةَ كفَّةَ وكفَّةَ كفَّةٍ على الإضافة أَي فُجاءة مواجهة؛ قال سيبويه: والدليل على أَن الآخر مجرور أَنَّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّةً لِكفّةً أَو كفّةً عن كفّةٍ، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأَن أَصل هذا الكلام أَن يكون ظرفاً أَو حالاً.
وكفَّ الرجلَ عن الأَمر يكُفُّه كَفّاً وكفْكَفَه فكفَّ واكتفَّ وتكفَّف؛ الليث: كَفَفْت فلاناً عن السوء فكفّ يكُفّ كَفّاً، سواء لفظُ اللازم والمُجاوز. ابن الأَعرابي: كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من يؤذيه. الجوهري: كَفَفْت الرجل عن الشيء فكفّ، يتعدّى ولا يتعدى، والمصدر واحد.
وكفْكَفْت الرجل: مثل كفَفْته؛ ومنه قول أَبي زبيد: أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم، وكَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبي، وهي عُقَّر؟ واستكفَّ الرجلُ الرجلَ: من الكفِّ عن الشيء.
وتكَفَّف دمعُه: ارتدّ، وكَفْكَفَه هو؛ قال أَبو منصور: وأَصله عندي من وكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولك لا تعِظيني وتَعظْعَظي.
وقالوا: خَضْخضتُ الشيءَ في الماء وأَصله من خُضْت.
والمكفوف: الضَّرير، والجمع المكافِيفُ.
وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه كَفّاً: ذهَب.
ورجل مَكْفوف أَي أَعمى، وقد كُفَّ.
وقال ابن الأَعرابي: كَفَّ بصرُه وكُفَّ.
والكَفْكفة: كفُّك الشيء أَي ردُّك الشيء عن الشيء، وكفْكَفْت دمْع العين.
وبعير كافٌّ: أُكلت أَسنانه وقَصُرَت من الكِبَر حتى تكاد تذهب، والأُنثى بغير هاء، وقد كُفَّت أَسنانها، فإذا ارتفع عن ذلك فهو ماجٌّ.
وقد كَفَّت الناقة تَكُفُّ كُفوفاً.
والكَفُّ في العَرُوض: حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن حتى يصير مفاعيلُ ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات، وكذلك كلُّ ما حُذف سابعه على التشبيه بكُفّة القميص التي تكون في طرف ذيله، قال ابن سيده: هذا قول ابن إسحق.
والمَكفوف في عِلل العروض مفاعيلُ كان أَصله مفاعيلن، فلما ذهبت النون قال الخليل هو مكفوف.
وكِفافُ الثوب: نَواحِيه.
ويُكَفُّ الدِّخْريصُ إذا كُفَّ بعد خِياطة مرة.
وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته، وهي الخِياطةُ الثانية بعد الشَّلِّ.
وعَيْبةٌ مَكْفوفة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة.
وفي كتاب النبي، صلى اللّه عليه وسلم، بالحديْبِية لأَهل مكة: وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفةً؛ أَراد بالمكفوفة التي أُشْرِجَت على ما فيها وقُفِلت وضَربها مثلاً للصدور أَنها نَقِيَّة من الغِلِّ والغِشّ فيما كتبوا واتَّفَقُوا عليه من الصُّلْح والهُدْنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعِياب التي تُشْرَج على حُرِّ الثياب وفاخِر المتاع، فجعل النبي، صلى اللّه عليه وسلم، العِياب المُشْرجة على ما فيها مثلاً للقلوب طُوِيَت على ما تعاقدوا؛ ومنه قول الشاعر: وكادَت عِيابُ الوُدِّ بيني وبينكم، وإن قيل أَبْناءُ العُمومةِ، تَصْفَرُ فجعل الصُّدور عِياباً للوُدِّ.
وقال أَبو سعيد في قوله: وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفة: معناه أَن يكون الشر بينهم مكفوفاً كما تُكَفُّ العَيبة إذا أُشْرِجَت على ما فيها من مَتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على أَن لا يَنْشُروها وأَن يَتكافُّوا عنها، كأَنهم قد جعلوها في وِعاء وأَشرجوا عليها. الجوهري: كُفّةُ القَمِيص، بالضم، ما استدار حول الذَّيل، وكان الأَصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفة، بالضم، نحو كفة الثوب وهي حاشيته، وكُفَّةِ الرمل، وجمعه كِفافٌ، وكلُّ ما استدار فهو كِفّة، بالكسر، نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصائد، وهي حِبالته، وكِفَّةِ اللِّثةِ، وهو ما انحدرَ منها. قال: ويقال أَيضاً كَفّة الميزان، بالفتح، والجمع كِفَفٌ؛ قال ابن بري: شاهد كِفَّةِ الحابِل قول الشاعر: كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ، وهي عَرِيضةٌ على الخائفِ المَطْلوبِ، كِفّةُ حابِلِ وفي حديث عطاء: الكِفَّةُ والشَّبكةُ أَمرهما واحد؛الكُفَّة، بالكسر: حِبالة الصائد.
والكِفَفُ في الوَشْم: داراتٌ تكون فيه.
وكِفافُ الشيء: حِتارُه. ابن سيده: والكِفة، بالكسر، كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود الدُّفّ وحبالة الصيْد، والجمع كِفَفٌ وكِفافٌ. قال: وكفة الميزان الكسر فيها أَشهر، وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم.
والكُفة: كل شيء مستطيل ككُفة الرمل والثوب والشجر وكُفّة اللِّثةِ، وهي ما سال منها على الضِّرس.
وفي التهذيب: وكِفَّة اللثة ما انحدر منها على أُصول الثغْر، وأَمّا كُفَّةُ الرمْل والقميص فطُرّتهما وما حولهما.
وكُفة كل شيء، بالضم: حاشيته وطرَّته.
وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه، يصف السحاب: والتَمع بَرْقُه في كُفَفِه أَي في حواشيه؛ وفي حديثه الآخر: إذا غَشِيكم الليلُ فاجعلوا الرِّماح كُفّة أَي في حواشي العسكر وأَطرافه.
وفي حديث الحسن: قال له رجل إنَّ برِجْلي شُقاقاً، فقال: اكفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بها واجعلها حوله.
وكُفة الثوب: طُرَّته التي لا هُدب فيها، وجمع كل ذلك كُفَف وكِفافٌ.
وقد كَفَّ الثوبَ يكُفه كَفّاً: تركه بلا هُدب.
والكِفافُ من الثوب: موضع الكف.
وفي الحديث: لا أَلبس القميص المُكَفَّف بالحرير أَي الذي عُمِل على ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفاف من حرير، وكلُّ مَضَمِّ شيء كِفافُه، ومنه كِفافُ الأُذن والظفُر والدبر، وكِفّة الصائد، مكسور أَيضاً.
والكِفَّة: حبالة الصائد، بالكسر.
والكِفَّةُ: ما يُصاد به الظِّباء يجعل كالطوْق.
وكُفَفُ السحاب وكِفافُه: نواحيه.
وكُفَّة السحاب: ناحيته.
وكِفافُ السحاب: أَسافله، والجمع أَكِفَّةٌ.
والكِفافُ: الحوقة والوَتَرَةُ.
واسْتكَفُّوه: صاروا حَواليْه.
والمستكِفّ: المستدير كالكِفّة.
والكَفَفُ: كالكِفَفِ، وخصَّ بعضهم به الوَشم.
واستكفَّت الحيَّة إذا ترَحَّتْ كالكِفَّةِ.
واستكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به.
وفي الحديث: المنفِقُ على الخيل كالمسْتَكِفّ بالصدقة أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها، من قولهم استكفَّ به الناسُ إذا أَحدَقوا به، واستكَفُّوا حوله ينظرون إليه، وهو من كِفاف الثوب، وهي طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه، أَو من الكِفّة، بالكسر، وهو ما استدار ككفة الميزان.
وفي حديث رُقَيْقَة: فاستكفُّوا جَنابَيْ عبدِ المطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله.
وقوله في الحديث: أُمرتُ أَن لا أَكُفَّ شَعراً ولا ثوباً، يعني في الصلاة يحتمل أَن يكون بمعنى المنع، قال ابن الأَثير: أَي لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود ليَقَعا على الأَرض، قال: ويحتمل أَن يكون بمعنى الجمع أَي لا يجمعهما ولا يضمهما.
وفي الحديث: المؤمن أَخو المؤمن يَكُفُّ عليه ضَيْعَته أَي يجمع عليه مَعِيشتَه ويَضُمُّها إليه؛ ومنه الحديث: يَكُفُّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويجمعه عن بَذْلِ السؤال وأَصله المنع؛ ومنه حديث أُم سلمة: كُفِّي رأْسي أَي اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه، وفي رواية: كفِّي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي مَشْطَه.والكِفَفُ: النُّقَر التي فيها العيون؛ وقول حميد: ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ، وظلَّت رِحالُنا إلى مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ قيل: أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعين لأَنها في كِفَفٍ، وقيل: أَراد الإبل المجتمعة، وقيل: أَراد شجراً قد استكفَّ بعضُها إلى بعض، وقوله لهنَّ غُروب أَي ظِلال.
والكافَّةُ: الجماعة، وقيل: الجماعة من الناس. يقال: لَقِيتهم كافَّةً أَي كلَّهم.
وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا في السلم كافَّةً، قال: كافة بمعنى الميع والإحاطة، فيجوز أَن يكون معناه ادخلوا في السِّلْمِ كلِّه أَي في جميع شرائعه، ومعنى كافةً في اشتقاق اللغة: ما يكفّ الشيء في آخره، من ذلك كُفَّة القميص وهي حاشيته، وكلُّ مستطيل فحرفه كُفة، وكل مستدير كِفة نحو كِفة الميزان. قال: وسميت كُفَّة الثوب لأَنها تمنعه أَن ينتشر، وأَصل الكَفّ المنع، ومن هذا قيل لطَرف اليد كَفٌّ لأَنها يُكَفُّ بها عن سائر البدن، وهي الراحة مع الأَصابع، ومن هذا قيل رجل مَكْفوف أَي قد كُفَّ بصرُه من أَن ينظر، فمعنى الآية ابْلُغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فَتُكَفُّوا من أَن تعدُو شرائعه وادخلوا كلُّكم حتى يُكَفَّ عن عدد واحد لم يدخل فيه.
وقال في قوله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة، منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية والعاقبة، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين، قال: فلا يجوز أَن يثنى ولا يجمع لا يقال قاتلوهم كافَّات ولا كافّين، كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم عامّة لم تثنِّ ولم تجمع، وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويين؛ الجوهري: وأَما قول ابن رواحة الأَنصاري: فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ جميعاً، علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنما خففه ضرورة لأَنه لا يصح الجمع بين ساكِنين في حشو البيت؛ وكذلك قول الآخر: جَزى اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ، وأَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِيصا

بدد (لسان العرب) [0]


التبديد: التفريق؛ يقال: شَملٌ مُبَدَّد.
وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ: فرّقه فتفرّق.
وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا.
وتبدّد الشيءُ: تفرّق.
وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً: فرّقه.
وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة؛ قال حسان بن ثابت، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب في طلبه ناس من الأَنصار، منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن الأَسود الكِندي حليف بني زهرة، فردّوا السرح، وقتل رجل من بني فزارة يقال له الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ؛ فقال حسان: هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا سِلمٌ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ؟ كنا ثمانيةً، وكانوا جَحْفَلاً لَجِباً، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي متبدّدين.
وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً، مبني . . . أكمل المادة على الكسر لأَنه معدول عن المصدر، وهو البَدَدُ. قال عوف بن الخَرِع التيميّ، واسم الخرع عطية، يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير، فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط قد هجا تيماً وعدياً؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر: هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً، تَناوَحُ في شَرارةِ وادي أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر. أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ، والعامريُّ يقودُه بِصِفاد وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً، والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة؛ وأَنشد أَيضاً: فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ قال الجوهري: وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وحكى اللحياني: جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا، وبَدادَ بَدادَ، وبَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر، وبَدَداً بَدَداً على المصدر، وتَفرَّقوا بَدَداً.
وفي الدعاء: اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً؛ قال ابن الأَثير: يروى بكسر الباء، جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب، أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه، ويروى بالفتح، أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد.وفي حديث خالد بن سنان: أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل يفرّقها بعصاه ويقول: بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي؛ يقال: بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً؛ وهذا خالد هو الذي قال فيه النبيّ، صلى الله عليه وسلم: نبيّ ضيعه قومه.
والعرب تقول: لو كان البَدادُ لما أَطاقونا، البَداد، بالفتح: البراز؛ يقول: لو بارزونا، رجل لرجل؛ قال: فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً.
وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم.
ويقال أَيضاً: لقوا قوماً أَبْدَادَهُمْ، ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل. الجوهري: قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه، وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني، ويقال إِنما كسر لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر.
والبَدِيدة: التفرق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: بلِّغ بني عَجَبٍ، وبَلِّغْ مَأْرِباً قَوْلاً يُبِدُّهُمُ، وقولاً يَجْمَعُ فسره فقال: يبدُّهم يفرِّق القول فيهم؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته.
وبدَّ رجليه في المِقطَرة: فرَّقهما.
وكل من فرَّج رجليه، فقد بَدَّهما؛ قال: جاريةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها، قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها، فبَدَّتِ الرجْلَ، فما تَضُمُّها وهذا البيت في التهذيب: جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين. الفراء: طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق؛ وأَنشد (* قوله «وأنشد إلخ» تبع في ذلك الجوهري.
وقال في القاموس: وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد، وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد، بالنون والاضافة، والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران) : كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، ينظرون متى يرونني خارجاً، طيرٌ يَبَادِيدُ ويقال: لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه.
والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه.
والرضيعان التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما: يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي.
ويقال: لو أَنهما لقياه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه؛ ويقال: لما أَطاقه أَحدهما، وهي المُبادّة، ولا تقل: ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها.
ويقال: إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخرى؛ فيقال: قد أَبْدَدْتُهما.
ويقال في السخلتين: إِبِدَّهما نعجتين أَي اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة؛ وفي حديث وفاة النبيّ، صلى الله عليه وسلم: فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه بُدَّته من النظر أَي حظه؛ ومنه حديث ابن عباس: دخلت على عمر وهو يُبدُّني النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه.
وفي حديث عكرمة: فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء.
والبَدَدُ: تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما، وفي ذوات الأَربع في اليدين.
ويقال للمصلي: أَبِدَّ ضَبْعَيْك؛ وإِبدادهما تفريجهما في السجود، ويقال: أَبَدَّ يده إِذا مدَّها؛ الجوهري: أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها؛ وفي الحديث: أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما ويجافيهما.ابن السكيت: البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما، تقول منه: بدِدتَ يا رجل، بالكسر، فأَنت أَبَدُّ؛ وبقرة بَدَّاء.
والأَبَدُّ: الرجل العظيم الخَلق؛ والمرأَة بَدَّاءُ؛ قال أَبو نخيلة السعدي:من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ، بدَّاءَ، تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ والطائف: الجنون.
والزؤد: الفزع.
ورجل أَبدُّ: متباعد اليدين عن الجنبين؛ وقيل: بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم؛ وقيل: عريض ما بين المنكبين؛ وقيل: العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً.
والبَدَّاءُ من النساء: الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين؛ وقيل: البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين؛ قال الأَصمعي: قيل لامرأَة من العرب: علام تمنعين زوجك القِضَّة؟ قالت: كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد وأُرخي له البادّ؛ تريد أَنها لا تضم فخذيها؛ وقال الشاعر: جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها، قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه، والحائك أَبَدُّ أَبَداً.
ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط. قال ابن الكلبي: كان دُريد بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء؛ وبادّاه: ما يلي السرج من فخذيه؛ وقال القتيبي: يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ.
وفرس أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين؛ وقيل: هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه، وهو البَدَدُ.
وبعير أَبَدُّ: وهو الذي في يديه فَتَل؛ وقال أَبو مالك: الأَبَدُّ الواسع الصدر.
والأَبَدُّ الزنيمُ: الأَسَدُ، وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه، وبالزنيم لانفراده.
وكتف بَدَّاء: عريضة متباعدة الأَقطار.
والبادّان: باطنا الفخذين.
وكل من فرَّج بين رجليه، فقد بَدَّهما؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب، بكسر الباء، وهما بِدادان وبَدِيدان، والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ؛ تقول: بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ.
والبَدِيدانِ: الخُرْجان. ابن سيده: البادّ باطن الفخذ؛ وقيل: البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس؛ وقيل: هو ما بين الرجلين؛ ومنه قول الدهناءِ بنت مِسحل: إِني لأُرْخِي له بادّي؛ قال ابن الأَعرابي: سمي بادّاً لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد يكون على النسب؛ وقد ابْتَدَّاه.
وفي حديث ابن الزبير: أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب؛ البادُّ أَصل الفخذ؛ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس: ما وقع عليه فخذا الراكب، وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما.
والبِدَادان للقتب: كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة، إِنما هما من باطن.
والبِدادُ للسرج: مثله للقتب.
والبِدادُ: بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب، ومن الشق الآخر مثله، وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه بالمِصْدَعة، يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ؛ قال أَبو منصور: البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات القتب وأَحْنائه، ويقال لها الأَبِدَّة، واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان، فإِذا شدت إِلى القتب، فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ.
والبِداد: لِبد يُشدُّ مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة.
وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق، وبَدَّ صاحبه عن الشيء: أَبعده وكفه.
وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً: تجافى به.
وامرأَة متبدّدة: مهزولة بعيدة بعضها من بعض.
واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به؛ وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا؛ يقال: استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره.
واستبدَّ برأْيه: انفرد به.
وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان.
ولابُدَّ منه أَي لا محالة، وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة. أَبو عمرو: البُدُّ الفراق، تقول: لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه؛ ومنه قول أُم سلمة: إِنّ مساكين سأَلوها فقالت: يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم.
والبِدَّة، بالكسر (* قوله «والبدة بالكسر إلخ» عبارة القاموس وشرحه والبدة، بالضم، وخطئ الجوهري في كسرها. قال الصاغاني: البدة، بالضم، النصيب؛ عن ابن الأَعرابي، وبالكسر خطأ): القوة.
والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة، بالكسر، والبُدَّة، بالضم، والبِدَاد: النصيب من كل شيء؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي؛ وروى بيت النَّمِر بن تولب: فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحاً قال ابن سيده: والمعروف بُدْأَتَها، وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع البِدَادِ بُدد؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي.
وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه: أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة، ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور؛ فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ: فَهارِبٌ بذَمائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قيل: إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش، وقيل: أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم. أَبو عبيد: الإِبْدادُ في الهبة أَن تعطي واحداً واحداً، والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين.
وقال رجل من العرب: إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ. الأَصمعي: يقال أَبِدَّ هذا الجزور في الحيّ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه؛ وقال ابن الأَعرابي: البُدَّة القسم؛ وأَنشد: فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً، والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها. ابن الأَعرابي: البِدادُ أَن يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم، وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام، والاسم البُدَّة والبِدادُ.
والبُدَدُ جمع البُدَّة، والبُدُد جمع البِدادِ؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة: أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا قيل: معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم؛ وقيل: معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ.
والمُبادَّة في السفر: أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع فينفقونه بينهم، والاسم منه البِدادُ، والبَدادُ لغة؛ قال القطامي: فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ، ولم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ ويروى البِداد، بالكسر.
وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك.
وتبادّ القوم: مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه.
والبَدُّ: التعب.
وبَدَّدَ الرجلُ: أَعيا وكلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا، وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا، دعوتُ عَوْني، وأَخَذتُ المَسَدا وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة.
وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً: كلاهما عارضه بالبيع؛ وهو من قولك: هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله.
والبُدُّ: العوض. ابن الأَعرابي: البِداد والعِدادُ المناهدة.
وبَدَّدَ: تعب.
وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ.
والبَديد: النظير؛ يقال: ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني.
والبِدّانِ: المثلان. يقال: أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى؛ ومنه قول الكميت: مَن قال: أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ، في الجودِ، بَدَّ الحصى، قِيلت له: أَجلُ وقال ابن الخطيم: كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلى جَوادٍ، أَجْوافُه جَلَف يقال: تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله.
ويقال: بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد.
والبَديدة: المفازة الواسعة.
والبُدُّ: بيت فيه أَصنام وتصاوير، وهو إِعراب بُت بالفارسية؛ قال: لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي، غَداةَ البُدِّ، أَني هِبْرِزِيُّ وقال ابن دريد: البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد، لا أَصل له في اللغة، فارسي معرّب، والجمع البدَدَةُ.
وفلاة بَديد: لا أَحد فيها.
والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال: أَبَدَّهُ بصره.
ويقال: أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه، وأَبْدَتْته بصري.
وأَبددت يدي إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها.
وفي حديث يوم حنين: أَن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي مدّها.
وبَدْبَدُ: موضع، والله أَعلم.

جلد (لسان العرب) [0]


الجِلْدُ والجَلَد: المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، حكاها ابن السكيت عنه؛ قال: وليست بالمشهورة، والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد؛ وأَما قول عبد مناف بن ربع الهذلي: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه، ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله؛ كما قال: علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ شُربَ النبيذ، واعتقالاً بالرِّجِلْ.
وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه؛ قال ابن السكيت: وهذا لا يُعرف، وقوله تعالى ذاكراً لأَهل النار: حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم؛ قيل: . . . أكمل المادة معناه لفروجهم كنى عنها بالجُلود؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم التي تباشر المعاصي؛ وقال الفرّاءُ: الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله عز وجل عنه بالجلد كما قال عز وجل: أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط؛ والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أَو قضى أَحد منكم حاجته.
والجِلْدة: الطائفة من الجِلْد.
وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده: جماعة شخصه؛ وقيل: جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما؛ قال الأَسود بن يعفر:أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ، وغاضني ما نِيلَ من بَصَري، ومن أَجْلادي؟ غاضني: نقصني.
ويقال: فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي الأَعضاءِ والجسم، وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص.
ويقال: فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد، وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شخصه وجسمه؛ وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال: ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم، وكذلك التجاليد؛ وقال الشاعر: يَنْبي، تَجالِيدي وأَقتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ وفي حديث ابن سيرين: كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي جسمُه جسمَه.
وفي الحديث: قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشريتنا؛ وقول الأَعشى: وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها قال الأَزهري: هكذا رواه الأَصمعي، قال: ويقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم، ومن رواه بأَجيادها أَراد الجودياء بالفارسية الكساءَ.
وعظم مُجَلَّد: لم يبق عليه إِلا الجلد؛ قال: أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها، فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد: خِدي بي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى، وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ وجَلَّدَ الجزور: نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة، وخص بعضهم به البعير. التهذيب: التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ.
وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة؛ يقال جَلَّدَ جزوره، وقلما يقال: سلخ. ابن الأَعرابي: أَحزرت (* قوله «أحزرت» كذا بالأصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة، وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة.) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل، لا تقول العرب غير ذلك.
والجَلَدُ: أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره من الدواب؛ قال العجاج يصف أَسداً: كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل والجَلَد: جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها. غيره: الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر وتعطف عليه أُمه فترأَمه. الجوهري: الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه؛ قال العجاج: وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا مُلاوَةً، كأَنَّ فوقي جَلَدا أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ.
وجلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد. التهذيب: الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان، ويقال: جِلْدة العين.
والمِجْلدة: قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها وخدها، والجمع مجاليد؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً. التهذيب: ويقال لميلاء النائحة مِجْلَد، وجمعه مجالد؛ قال أَبو عبيد: وهي خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ؛ وقال عدي بن زيد: إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ، فلا تَغْشَها، واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها، واضرب في الأَرض لسواها.
والجَلْد: مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه.
وامرأَة جَلِيد وجليدة؛ كلتاهما عن اللحياني، أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد؛ قال ابن سيده: وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد، وجلائد جمع جليدة.
وجَلَدَه الحدّ جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه.
وفرس مُجَلَّد: لا يجزع من ضرب السوط.
وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته.
وجَلَد به الأَرض: ضربها.
وفي الحديث: أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم. يقال: جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث الزبير: كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى أَقع.
ويقال: جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه.
والمُجالَدَة: المبالطة، وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا.
وفي الحديث: فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، أَي إِلى موضع الجِلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال.
وفي حديث أَبي هريرة في بعض الروايات: أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه، هكذا رواه بإِدغام التاءِ في الدال، وهي لغة.
وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة وجِلاداً: ضاربناهم.
وجَلَدَتْه الحية: لدغته، وخص بعضهم به الأَسود من الحيات، قالوا: والأَسود يَجْلِدُ بذنبه.
والجَلَد: القوة والشدة.
وفي حديث الطواف: لِيَرى المشركون جَلَدَهم؛ الجَلَد القوّة والصبر؛ ومنه حديث عمر: كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في نفسه وجسده.
والجَلَدُ: الصلابة والجَلادة؛ تقول منه: جَلُد الرجل، بالضم، فهو جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة.
والمَجْلود، وهو مصدر: مثل المحلوف والمعقول؛ قال الشاعر: واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا قال: وربما قالوا رجل جَضْد، يجعلون اللام مع الجيم ضاداً إِذا سكنت.
وقوم جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد، وقد جَلُدَ جَلادَة وجُلودة، والاسم الجَلَدُ والجُلودُ.
والتَّجَلُّد: تكلف الجَلادة.
وتَجَلَّدَ: أَظهر الجَلَدَ؛ وقوله: وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه، ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِيم؟ عداه بعن لأَن فيه معنى تصبر. أَبو عمرو: أَحْرَجْتُهُ لكذا وكذا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه.
والجَلَد: الغليظ من الأَرض.
والجَلَد: الأَرض الصُّلْبَة؛ قال النابغة: إِلاَّ الأَواريَ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ وكذلك الأَجْلَد؛ قال جرير: أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا دُقاقَ الحصى، من كلِّ سَهْلٍ، وأَجْلَدا وفي حديث الهجرة: حتى إِذا كنا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة؛ ومنه حديث سراقة: وحل بي فرسي وإِني لفي جَلَد من الأَرض.
وأَرض جَلَد: صلبة مستوية المتن غليظة، والجمع أَجلاد؛ قاله أَبو حنيفة: أَرض جَلَدٌ، بفتح اللام، وجَلْدة، بتسكين اللام، وقال مرة: هي الأَجالد، واحدها جَلَد؛ قال ذو الرمة:فلما تَقَضَّى ذاك من ذاك، واكتَسَت مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ الليث: هذه أَرض جَلْدَة ومكان جَلَدَةٌ (* قوله «ومكان جلدة» كذا بالأصل وعبارة شرح القاموس؛ وقال الليث هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد.) ومكان جَلَد، والجمع الجلَدات.
والجلاد من النخل: الغزيرة، وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب؛ قال سويد بن الصامت الأَنصاري: أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم، ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سيده: كذا رواه أَبو حنيفة، قال: ورواه ابن قتيبة على الشم، واحدتها جَلْدَة.
والجِلادُ من النخل: الكبار الصِّلاب، وفي حديث عليّ، كرَّم الله تعالى وجهه: كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة؛ الجَلْدة، بالفتح والكسر: هي اليابسة اللحاءِ الجيدة.
وتمرة جَلْدَة: صُلْبة مكتنزة؛ وأَنشد: وكنتُ، إِذا ما قُرِّب الزادُ، مولَعاً بكلّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ والجِلادُ من الإِبِلِ: الغزيرات اللبن، وهي المَجاليد، وقيل: الجِلادُ التي لا لبن لها ولا نِتاح؛ قال: وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بن مُعْقِب والجَلَد: الكبار من النوق التي لا أَولاد لها ولا أَلبان، الواحدة بالهاءِ؛ قال محمد بن المكرم: قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا أَولاد لها صغار تدر عليها، ولا يدخل في ذلك الأَولاد الكبار، والله أَعلم.
والجَلْد، بالتسكين: واحدة الجِلاد وهي أَدسم الإِبل لبناً.
وناقة جَلْدة: مِدْرار؛ عن ثعلب، والمعروف أَنها الصلبة الشديدة.
وناقة جَلْدة ونوق جَلَدات، وهي القوية على العمل والسير.
ويقال للناقة الناجية: جَلْدَة وإِنها لذات مَجْلود أَي فيها جَلادَة؛ وأَنشد: من اللواتي إِذا لانَتْ عريكَتُها، يَبْقى لها بعدَها أَلٌّ ومَجْلود قال أَبو الدقيش: يعني بقية جلدها.
والجَلَد من الغنم والإِبِل: التي لا أَولاد لها ولا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع؛ وقيل: إِذا مات ولد الشاة فهي جَلَدٌ وجمعها جِلاد وجَلَدَة، وجمعها جَلَد؛ وقيل: الجَلَدُ والجلَدة الشاة التي يموت ولدها حين تضعه. الفراء: إِذا ولدت الشاة فمات ولدها فهي شاة جَلَد، ويقال لها أَيضاً جَلَدَة، وجمع جَلَدَة جَلَد وجَلَدات.
وشاة جَلَدة إِذا لم يكن لها لبن ولا ولد.
والجَلَد من الإِبل: الكبار التي لا صغار فيها؛ قال: تَواكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجاءَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل قال الفراء: الجَلَدُ من الإِبل التي لا أَولاد معها فتصبر على الحر والبرد؛ قال الأَزهري: الجَلَد التي لا أَلبان لها وقد ولى عنها أَولادها، ويدخل في الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن، ويجمع الجَلَدَ أَجْلادٌ وأَجاليدُ، ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال فإِذا وضعت أَولادها زال عنها اسم الجَلَدِ وقيل لها العشار واللقاح، وناقة جَلْدة: لا تُبالي البرد؛ قال رؤبة: ولم يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا وقال العجاج: كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال، يَنْضَحْنَ في حَمْأَتِهِ بالأَبوال، من صفرة الماءِ وعهد محتال أَي متغير من قولك حال عن العهد أَي تغير عنه.
ويقال: جَلَدات المخاض شدادها وصلابها.
والجَليد: ما يسقط من السماءِ على الأَرض من الندى فيجمد.
وأَرض مَجْلُودة: أَصابها الجليد.
وجُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِيد، وأُجْلِد الناسُ وجَلِدَ البَقْلُ، ويقال في الصّقِيعَ والضَّريب مِثْله.
والجليد: ما جَمَد من الماء وسقط على الأَرض من الصقيع فجمد. الجوهري: الجليد الضَّريب والسَّقيطُ، وهو ندى يسقط من السماء فيَجْمُد على الأَرض.
وفي الحديث: حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الخطايا كما تُذيبُ الشمس الجليدَ؛ هو الماء الجامد من البرد.
وإِنه ليُجْلَدُ بكل خير أَي يُظَن به، ورواه أَبو حاتم يُجْلَذُ، بالذال المعجمة.
وفي حديث الشافعي: كان مُجالد يُجْلَد أَي كان يتهم ويرمى بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة.
واجْتَلَد ما في الإِناء: شربه كله. أَبو زيد: حملت الإِناء فاجتلدته واجْتَلَدْتُ ما فيه إِذا شربت كل ما فيه. سلمة: القُلْفَة والقَلَفَة والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة (* قوله «والغرلة» كذا بالأصل والمناسب حذفه كما هو ظاهر.) والجُلْدَة: كله الغُرْلة؛ قال الفرزدق: مِنْ آلِ حَوْرانَ، لم تَمْسَسْ أُيورَهُمُ مُوسَى، فَتُطْلِعْ عليها يابِسَ الْجُلَد قال: وقد ذكر الأُرْلَة؛ قال: ولا أَدري بالراء أَو بالدال كله الغرلة؛ قال: وهو عندي بالراء.
والمُجلَّدُ: مقدار من الحمل معلوم المكيلة والوزن.
وصرحت بِجِلْدان وجِلْداء؛ يقال ذلك في الأَمر إِذا بان.
وقال اللحياني: صرحت بِجِلْدان أَي بِجدٍّ.
وبنو جَلْد: حيّ.
وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ: أَسماء؛ قال: نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ منه كَريح الكلب، مات قَريبَ عَهْدِ فقلت له: متى استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابني في جَوْفِ مَهْدِي وجَلُود: موضع بأَفْريقيَّة؛ ومنه: فلان الجَلوديّ، بفتح الجيم، هو منسوب إِلى جَلود قرية من قرى أَفريقية، ولا تقل الجُلودي، بضم الجيم، والعامة تقول الجُلُودي.
وبعير مُجْلَنْدٌ: صلب شديد.
وجْلَنْدى: اسم رجل؛ وقوله: وجْلَنْداء في عُمان مقيما (قوله «وجلنداء إلخ» كذا في الأصل بهذا الضبط.
وفي القاموس وجلنداء، بضم أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة: اسم ملك عمان، ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانيه، قال الأعشى وجلنداء اهـ بل سيأتي للمؤلف في جلند نقلاً عن ابن دريد انه يمد ويقصر.) إِنما مده للضرورة، وقد روي: وجْلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما الجوهري: وجُلَنْدى، بضم الجيم مقصور، اسم ملك عمان.

وسط (لسان العرب) [0]


وسَطُ الشيء: ما بين طرَفَيْه؛ قال: إِذا رَحَلْتُ فاجْعلُوني وَسَطا، إِنِّي كَبِير، لا أُطِيق العُنّدا أَي اجعلوني وسطاً لكم تَرفُقُون بي وتحفظونني، فإِني أَخاف إِذا كنت وحدي مُتقدِّماً لكم أَو متأَخّراً عنكم أَن تَفْرُط دابتي أَو ناقتي فتصْرَعَني، فإِذا سكَّنت السين من وسْط صار ظرفاً؛ وقول الفرزدق: أَتَتْه بِمَجْلُومٍ كأَنَّ جَبِينَه صَلاءةُ وَرْسٍ، وَسْطُها قد تَفَلَّقا فإِنه احتاج إِليه فجعله اسماً؛ وقول الهذلي: ضَرُوب لهاماتِ الرِّجال بسَيْفِه، إِذا عَجَمَتْ، وسْطَ الشُّؤُونِ، شِفارُها يكون على هذا أَيضاً، وقد يجوز أَن يكون أَراد أِذا عجمَتْ وسْطَ الشُّؤونِ شفارُها الشؤُونَ أَو مُجْتَمَعَ الشؤُونِ، فاستعمله ظرفاً على وجهه وحذف المفعول لأَن حذف . . . أكمل المادة المفعول كثير؛ قال الفارسي: ويُقوّي ذلك قول المَرّار الأَسدي: فلا يَسْتَحْمدُون الناسَ أَمْراً، ولكِنْ ضَرْبَ مُجْتَمَعِ الشُّؤُونِ وحكي عن ثعلب: وَسَط الشيء، بالفتح، إِذا كان مُصْمَتاً، فإِذا كان أَجزاء مُخَلْخَلة فهو وسْط، بالإِسكان، لا غير.
وأَوْسَطُه: كوَسَطِه، وهو اسم كأَفْكَلٍ وأَزْمَلٍ؛ قال ابن سيده وقوله: شَهْم إِذا اجتمع الكُماةُ، وأُلْهِمَتْ أَفْواهُها بأَواسِطِ الأَوْتار فقد يكون جَمْعَ أَوْسَطٍ، وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ واسِطاً على وواسِطَ، فاجتمعت واوان فهمَز الأُولى. الجوهري: ويقال جلست وسْط القوم، بالتسكين، لأَنه ظرف، وجلست وسَط الدار، بالتحريك، لأَنه اسم؛ وأَنشد ابن بري للراجز: الحمد للّه العَشِيَّ والسفَرْ، ووَسَطَ الليلِ وساعاتٍ أُخَرْ قال: وكلُّ موضع صلَح فيه بَيْن فهو وسْط، وإِن لم يصلح فيه بين فهو وسَط، بالتحريك، وقال: وربما سكن وليس بالوجه كقول أَعْصُرِ بن سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلانَ: وقالوا يالَ أَشْجَعَ يَوْمَ هَيْجٍ، ووَسْطَ الدّارِ ضَرْباً واحْتِمايا قال الشيخ أَبو محمد بن بري، رحمه اللّه، هنا شرح مفيد قال: اعلم أَنّ الوسَط، بالتحريك، اسم لما بين طرفي الشيء وهو منه كقولك قَبَضْت وسَط الحبْل وكسرت وسَط الرمح وجلست وسَط الدار، ومنه المثل: يَرْتَعِي وسَطاً ويَرْبِضُ حَجْرةً أَي يرْتَعِي أَوْسَطَ المَرْعَى وخِيارَه ما دام القومُ في خير، فإِذا أَصابهم شَرٌّ اعتَزلهم ورَبَضَ حَجرة أَي ناحية منعزلاً عنهم، وجاء الوسط محرّكاً أَوسَطُه على وزان يقْتَضِيه في المعنى وهو الطرَفُ لأَنَّ نَقِيض الشيء يتنزّل مَنْزِلة نظِيرة في كثير من الأَوزان نحو جَوْعانَ وشَبْعان وطويل وقصير، قال: ومما جاء على وزان نظيره قولهم الحَرْدُ لأَنه على وزان القَصْد، والحَرَدُ لأَنه على وزان نظيره وهو الغضَب. يقال: حَرَد يَحْرِد حَرْداً كما يقال قصَد يقْصِد قصداً، ويقال: حَرِدَ يَحْرَدُ حرَداً كما قالوا غَضِبَ يَغْضَبُ غضَباً؛ وقالوا: العَجْم لأَنه على وزان العَضّ، وقالوا: العَجَم لحبّ الزبيب وغيره لأَنه وزان النَّوَى، وقالوا: الخِصْب والجَدْب لأَن وزانهما العِلْم والجَهل لأَن العلم يُحيي الناس كما يُحييهم الخِصْب والجَهل يُهلكهم كما يهلكهم الجَدب، وقالوا: المَنْسِر لأَنه على وزان المَنْكِب، وقالوا: المِنْسَر لأَنه على وزان المِخْلَب، وقالوا: أَدْلَيْت الدَّلْو إِذا أَرسلتها في البئر، وَدَلَوْتُها إِذا جَذَبْتها، فجاء أَدْلى على مثال أَرسل ودَلا على مثال جَذَب، قال: فبهذا تعلم صحة قول من فرق بين الضَّرّ والضُّر ولم يجعلهما بمعنى فقال: الضَّر بإِزاء النفع الذي هو نقيضه، والضُّر بإِزاء السُّقْم الذي هو نظيره في المعنى، وقالوا: فاد يَفِيد جاء على وزان ماسَ يَمِيس إِذا تبختر، وقالوا: فادَ يَفُود على وزان نظيره وهو مات يموت، والنِّفاقُ في السُّوق جاء على وزان الكَساد، والنِّفاق في الرجل جاء على وزان الخِداع، قال: وهذا النحوُ في كلامهم كثير جدّاً؛ قال: واعلم أَنّ الوسَط قد يأْتي صفة، وإِن أَصله أَن يكون اسماً من جهة أَن أَوسط الشيء أَفضله وخياره كوسَط المرعى خيرٌ من طرفيه، وكوسَط الدابة للركوب خير من طرفيها لتمكن الراكب؛ ولهذا قال الراجز: إِذا ركِبْتُ فاجْعلاني وسَطا ومنه الحديث: خِيارُ الأُمور أَوْساطُها؛ ومنه قوله تعالى: ومن الناسِ مَن يَعبد اللّهَ على حرْف؛ أَي على شَكّ فهو على طرَف من دِينه غيرُ مُتوسّط فيه ولا مُتمكِّن، فلما كان وسَطُ الشيء أَفضلَه وأَعْدَلَه جاز أَن يقع صفة، وذلك في مثل قوله تعالى وتقدّس: وكذلك جعلْناكم أُمّة وسَطاً؛ أَي عَدْلاً، فهذا تفسير الوسَط وحقيقة معناه وأَنه اسم لما بينَ طَرَفَي الشيء وهو منه، قال: وأَما الوسْط، بسكون السين، فهو ظَرْف لا اسم جاء على وزان نظيره في المعنى وهو بَيْن، تقول: جلست وسْطَ القوم أَي بيْنَهم؛ ومنه قول أَبي الأَخْزَر الحِمَّانيّ: سَلُّومَ لوْ أَصْبَحْتِ وَسْط الأَعْجَمِ أَي بيم الأَعْجم؛ وقال آخر: أَكْذَبُ مِن فاخِتةٍ تقولُ وسْطَ الكَرَبِ، والطَّلْعُ لم يَبْدُ لها: هذا أَوانُ الرُّطَبِ وقال سَوَّارُ بن المُضَرَّب: إِنِّي كأَنِّي أَرَى مَنْ لا حَياء له ولا أَمانةَ، وسْطَ الناسِ، عُرْيانا وفي الحديث: أَتَى رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وسْط القوم أَي بينهم، ولما كانت بين ظرفاً كانت وسْط ظرفاً، ولهذا جاءت ساكنة الأَوسط لتكون على وزانها، ولما كانت بين لا تكون بعضاً لما يضاف إِليها بخلاف الوسَط الذي هو بعض ما يضاف إِليه كذلك وسْط لا تكون بعضَ ما تضاف إِليه، أَلا ترى أَن وسط الدار منها ووسْط القوم غيرهم؟ ومن ذلك قولهم: وسَطُ رأْسِه صُلْبٌ لأَن وسَطَ الرأْس بعضها، وتقول: وسْطَ رأْسِه دُهن فتنصب وسْطَ على الظرف وليس هو بعض الرأْس، فقد حصل لك الفَرْق بينهما من جهة المعنى ومن جهة اللفظ؛ أَما من جهة المعنى فإِنها تلزم الظرفية وليست باسم متمكن يصح رفعه ونصبه على أَن يكون فاعلاً ومفعولاً وغير ذلك بخلاف الوَسَطِ، وأَما من جهة اللفظ فإِنه لا يكون من الشيء الذي يضاف إِليه بخلاف الوَسَط أَيضاً؛ فإِن قلت: قد ينتصب الوَسَطُ على الظرف كما ينتصب الوَسْطُ كقولهم: جَلَسْتُ وسَطَ الدار، وهو يَرْتَعِي وسَطاً، ومنه ما جاء في الحديث: أَنه كان يقف في صلاة الجَنازة على المرأَة وَسَطَها، فالجواب: أَن نَصْب الوَسَطِ على الظرف إِنما جاء على جهة الاتساع والخروج عن الأَصل على حدّ ما جاء الطريق ونحوه، وذلك في مثل قوله: كما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ وليس نصبه على الظرف على معنى بَيْن كما كان ذلك في وسْط، أَلا ترى أَن وسْطاً لازم للظرفية وليس كذلك وسَط؟ بل اللازم له الاسمية في الأَكثر والأَعم، وليس انتصابه على الظرف، وإِن كان قليلاً في الكلام، على حدِّ انتصاب الوسْط في كونه بمعنى بين، فافهم ذلك. قال: واعلم أَنه متى دخل على وسْط حرفُ الوِعاء خرج عن الظرفية ورجعوا فيه إِلى وسَط ويكون بمعنى وسْط كقولك: جلسْتُ في وسَط القوم وفي وسَطِ رأْسِه دُهن، والمعنى فيه مع تحرُّكه كمعناه مع سكونه إِذا قلت: جلسْتُ وسْطَ القوم، ووسْطَ رأْسِه دُهن، أَلا ترى أَن وسَط القوم بمعنى وسْط القوم؟ إِلاَّ أَن وَسْطاً يلزم الظرفية ولا يكون إِلاَّ اسماً، فاستعير له إِذا خرج عن الظرفية الوسَطُ على جهة النيابة عنه، وهو في غير هذا مخالف لمعناه، وقد يُستعمل الوسْطُ الذي هو ظرف اسماً ويُبَقَّى على سكونه كما استعملوا بين اسماً على حكمها ظرفاً في نحو قوله تعالى: لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم؛ قال القَتَّالُ الكلابي:مِن وَسْطِ جَمْعِ بَني قُرَيْظٍ، بعدما هَتَفَتْ رَبِيعَةُ: يا بَني خَوّارِ وقال عَدِيُّ بن زيد: وَسْطُه كاليَراعِ أَو سُرُجِ المَجْـ ـدلِ، حِيناً يَخْبُو، وحِيناً يُنِيرُ وفي الحديث: الجالِسُ وسْطَ الحَلْقةِ مَلْعُون، قال: الوسْط، بالتسكين، يقال فيما كان مُتَفَرِّقَ الأَجزاء غيرَ مُتصل كالناس والدوابّ وغير ذلك، فإِذا كان مُتصلَ الأَجزاء كالدَّار والرأْس فهو بالفتح.
وكل ما يَصْلُح فيه بين، فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بين، فهو بالفتح؛ وقيل: كل منهما يَقَع مَوْقِعَ الآخر، قال: وكأَنه الأَشبه، قال: وإِنما لُعِنَ الجالِسُ وسْط الحلقة لأَنه لا بدَّ وأَن يَسْتَدبِر بعضَ المُحيطين به فيُؤْذِيَهم فيلعنونه ويذُمونه.
ووسَطَ الشيءَ: صار بأَوْسَطِه؛ قال غَيْلان بن حُرَيْثٍ: وقد وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا صُيَّابَها، والعَدَدَ المُجَلْجِلا قال الجوهري: أَراد وحنظلة، فلما وقف جعل الهاء أَلِفاً لأَنه ليس بينهما إِلا الهَهَّةُ وقد ذهبت عند الوقف فأَشبهت الأَلف كما قال امرؤُ القيس:وعَمْرُو بنُ دَرْماء الهُمامُ إِذا غَدا بِذي شُطَبٍ عَضْبٍ، كمِشْيَةِ قَسْوَرا أَراد قَسْوَرَة. قال: ولو جعله اسماً محذوفاً منه الهاء لأَجراه، قال ابن بري: إِنما أَراد حريثُ بن غَيلان (* قوله «حريث بن غيلان» كذا بالأصل هنا وتقدم قريباً غيلان ابن حريث.) وحنظل لأَنه رَخَّمه في غير النداء ثم أَطلق القافية، قال: وقول الجوهري جعل الهاء أَلِفاً وهمٌ منه.
ويقال: وسَطْتُ القومَ أَسِطُهم وَسْطاً وسِطةً أَي تَوَسَّطْتُهم.
ووَسَطَ الشيءَ وتَوَسَّطَه: صار في وسَطِه.
ووُسُوطُ الشمس: توَسُّطُها السماء.
وواسِطُ الرَّحْل وواسِطَتُه؛ الأَخيرة عن اللحياني: ما بين القادِمةِ والآخِرة.
وواسِطُ الكُورِ: مُقَدَّمُه؛ قال طرفة: وإِنْ شِئت سامى واسِطَ الكُورِ رأْسُها، وعامَتْ بِضَبْعَيْها نَجاء الخَفَيْدَدِ وواسِطةُ القِلادة: الدُّرَّة التي وسَطها وهي أَنْفَس خرزها؛ وفي الصحاح: واسِطةُ القلادة الجَوْهَرُ الذي هو في وَسطِها وهو أَجودها، فأَما قول الأَعرابي للحسن: عَلَّمني دِيناً وَسُوطاً لا ذاهِباً فُرُوطاً ولا ساقِطاً سُقُوطاً، فإِن الوَسُوط ههنا المُتَوَسِّطُ بين الغالي والتَّالي، أَلا تراه قال لا ذاهباً فُرُوطاً؟ أَي ليس يُنال وهو أَحسن الأَديان؛ أَلا ترى إِلى قول عليّ، رضوان اللّه عليه: خير الناس هذا النمَطُ الأَوْسَط يَلْحق بهم التَّالي ويرجع إِليهم الغالي؟ قال الحسن للأَعرابي: خيرُ الأُمور أَوْساطُها؛ قال ابن الأَثير في هذا الحديث: كلُّ خَصْلة محمودة فلها طَرَفانِ مَذْمُومان، فإِن السَّخاء وسَطٌ بين البُخل والتبذير، والشجاعةَ وسَط بين الجُبن والتهوُّر، والإِنسانُ مأْمور أَن يتجنب كل وصْف مَذْمُوم، وتجنُّبُه بالتعَرِّي منه والبُعد منه، فكلَّما ازداد منه بُعْداً ازداد منه تقرُّباً، وأَبعدُ الجهات والمقادير والمعاني من كل طرفين وسَطُهما، وهو غاية البعد منهما، فإِذا كان في الوسَط فقد بَعُد عن الأَطراف المذمومة بقدر الإِمكان.
وفي الحديث: الوالِد أَوْسَطُ أَبواب الجنة أَي خيرُها. يقال: هو من أَوسَطِ قومِه أَي خيارِهم.
وفي الحديث: أَنه كان من أَوْسَطِ قومه أَي من أَشْرَفِهم وأَحْسَبِهم.
وفي حديث رُقَيْقةَ: انظُروا رجلاً وسِيطاً أَي حَسِيباً في قومه، ومنه سميت الصلاة الوُسْطَى لأَنها أَفضلُ الصلوات وأَعظمها أَجْراً، ولذلك خُصت بالمُحافَظةِ عليها، وقيل: لأَنها وسَط بين صلاتَيِ الليل وصلاتَيِ النهار، ولذلك وقع الخلاف فيها فقيل العصر، وقيل الصبح، وقيل بخلاف ذلك، وقال أَبو الحسن: والصلاة الوسطى يعني صلاة الجمعة لأَنها أَفضلُ الصلواتِ، قال: ومن قال خلافَ هذا فقد أَخْطأَ إِلا أَن يقوله برواية مُسنَدة إِلى النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم.
ووَسَطَ في حَسَبِه وَساطة وسِطةً ووَسُطَ ووسَّط؛ ووَسَطَه: حَلَّ وَسَطَه أَي أَكْرَمَه؛ قال: يَسِطُ البُيوتَ لِكي تكون رَدِيّةً، من حيثُ تُوضَعُ جَفْنةُ المُسْتَرْفِدِ ووَسَطَ قومَه في الحسَبِ يَسِطُهم سِطةً حسنَة. الليث: فلان وَسِيطُ الدارِ والحسَبِ في قومه، وقد وسُطَ وَساطةً وسِطةً ووَسَّطَ توْسِيطاً؛ وأَنشد: وسَّطْت من حَنْظَلةَ الأُصْطُمّا وفلان وسِيطٌ في قومه إِذا كان أَوسطَهم نسَباً وأَرْفعَهم مَجْداً؛ قال العَرْجِيُّ: كأَنِّي لم أَكُنْ فيهم وسِيطاً، ولم تَكُ نِسْبَتي في آلِ عَمْرِ والتوْسِيطُ: أَن تجعل الشيء في الوَسَط.
وقرأَ بعضهم: فوَسَّطْنَ به جمعاً؛ قال ابن بري: هذه القراءة تُنسب إِلى عليّ، كرّم اللّه وجهه، وإِلى ابن أَبي ليلى وإِبراهيم بن أَبي عَبْلَةَ.
والتوْسِيطُ: قَطْعُ الشيء نصفين.
والتَّوَسُّطُ من الناس: من الوَساطةِ، ومَرْعىً وسَطٌ أَي خِيار؛ قال: إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا، ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعىً وَسَطا ووَسَطُ الشيءِ وأَوْسَطُه: أَعْدَلُه، ورجل وَسَطٌ ووَسِيطٌ: حسَنٌ من ذلك.
وصار الماءُ وَسِيطةً إِذا غلَب الطينُ على الماء؛ حكاه اللحياني عن أَبي طَيْبة.
ويقال أَيضاً: شيءٌ وَسَطٌ أَي بين الجَيِّدِ والرَّدِيء.
وفي التنزيل العزيز: وكذلك جَعَلْناكم أُمّة وسَطاً؛ قال الزجاج: فيه قولان: قال بعضهم وسَطاً عَدْلاً، وقال بعضهم خِياراً، واللفظان مختلفان والمعنى واحد لأَن العَدْل خَيْر والخير عَدْلٌ، وقيل في صفة النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِنه كان من أَوْسَطِ قومِه أَي خِيارِهم، تَصِف الفاضِلَ النسَب بأَنه من أَوْسَطِ قومه، وهذا يَعرِف حقيقَته أَهلُ اللغة لأَن العرب تستعمل التمثيل كثيراً، فَتُمَثِّل القَبِيلةَ بالوادي والقاعِ وما أَشبهه، فخيرُ الوادي وسَطُه، فيقال: هذا من وَسَط قومِه ومن وَسَطِ الوادي وسَرَرِ الوادي وسَرارَته وسِرِّه، ومعناه كله من خَيْر مكان فيه، وكذلك النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، من خير مكان في نسَب العرب، وكذلك جُعِلتْ أُمّته أُمة وسَطاً أَي خِياراً.
وقال أَحمد بن يحيى: الفرق بين الوسْط والوَسَط أَنه ما كانَ يَبِينُ جُزْء من جُزْء فهو وسْط مثل الحَلْقة من الناس والسُّبْحةِ والعِقْد، قال: وما كان مُصْمَتاً لا يَبِينُ جزء من جزء فهو وسَط مثل وسَطِ الدارِ والراحة والبُقْعة؛ وقال الليث: الوسْط مخففة يكون موضعاً للشيء كقولك زيد وسْطَ الدارِ، وإِذا نصبت السين صار اسماً لما بين طَرَفَيْ كل شيء؛ وقال محمد ابن يزيد: تقول وَسْطَ رأْسِك دُهْنٌ يا فَتى لأَنك أَخبرت أَنه استقرّ في ذلك الموضع فأَسكنت السين ونصبت لأَنه ظرف، وتقول وسَطُ رأْسِك صُلْب لأَنه اسم غير ظرف، وتقول ضربْت وسَطَه لأَنه المفعول به بعينه، وتقول حَفَرْتُ وسَطَ الدارِ بئراً إِذا جعلت الوَسَط كله بِئراً، كقولك حَرَثْت وسَطَ الدار؛ وكل ما كان معه حرف خفض فقد خرج من معنى الظرف وصار اسماً كقولك سِرْت من وَسَطِ الدار لأَنَّ الضمير لِمنْ، وتقول قمت في وسَط الدار كما تقول في حاجة زيد فتحرك السين من وسَط لأَنه ههنا ليس بظرف. الفراء: أَوْسَطْت القومَ ووَسَطْتُهم وتوَسَّطْتُهم بمعنى واحد إِذا دخلت وسْطَهم. قال اللّه عزّ وجلّ: فوَسَطْنَ به جَمْعاً.
وقال الليث: يقال وَسَطَ فلانٌ جماعةً من الناس وهو يَسِطُهم إِذا صار وَسْطَهم؛ قال: وإِنما سمي واسِطُ الرحْل واسِطاً لأَنه وسَطٌ بين القادِمة والآخرةِ، وكذلك واسِطةُ القِلادةِ، وهي الجَوْهرة التي تكون في وسَطِ الكِرْسِ المَنْظُوم. قال أَبو منصور في تفسير واسِطِ الرَّحْل ولم يَتَثَبَّتْه: وإِنما يعرف هذا من شاهَدَ العَربَ ومارَسَ شَدَّ الرِّحال على الإِبل، فأَما من يفسِّر كلام العرب على قِياساتِ الأَوْهام فإِنَّ خَطأَه يكثر، وللرحْلِ شَرْخانِ وهما طَرَفاه مثل قرَبُوسَيِ السَّرْج، فالطرَفُ الذي يلي ذنب البعير آخِرةُ الرحل ومُؤْخِرَتُه، والطرف الذي يلي رأْس البعير واسِطُ الرحل، بلا هاء، ولم يسمَّ واسطاً لأَنه وَسَطٌ بين الآخرة والقادِمة كما قال الليث: ولا قادمة للرحل بَتَّةً إِنما القادمةُ الواحدةُ من قَوادِم الرِّيش، ولضَرْع الناقة قادِمان وآخِران، بغير هاء، وكلام العرب يُدَوَّن في الصحف من حيث يصح، إِمّا أَن يُؤْخَذَ عن إِمام ثِقَة عَرَفَ كلام العرب وشاهَدَهم، أَو يقبل من مؤدّ ثقة يروي عن الثقات المقبولين، فأَما عباراتُ مَن لا معرفة له ولا أَمانة فإِنه يُفسد الكلام ويُزيله عن صِيغته؛ قال: وقرأْت في كتاب ابن شميل في باب الرحال قال: وفي الرحل واسِطُه وآخِرَتُه ومَوْرِكُه، فواسطه مُقَدَّمه الطويل الذي يلي صدر الراكب، وأَما آخِرته فمُؤخرَته وهي خشبته الطويلة العريضة التي تحاذي رأْس الراكب، قال: والآخرةُ والواسط الشرْخان.
ويقال: ركب بين شَرْخَيْ رحله، وهذا الذي وصفه النضْر كله صحيح لا شك فيه. قال أَبو منصور: وأَما واسِطةُ القِلادة فهي الجوهرة الفاخرة التي تجعل وسْطها.
والإِصْبع الوُسطى.
وواسِطُ: موضع بين الجَزيرة ونَجْد، يصرف ولا يصرف.
وواسِط: موضع بين البصرة والكوفة وُصف به لتوسُّطِه ما بينهما وغلبت الصفة وصار اسماً كما قال: ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه، عليه تُرابٌ من صَفِيحٍ مُوَضَّع قال سيبويه: سموه واسطاً لأَنه مكان وسَطٌ بين البصرة والكوفة: فلو أَرادوا التأْنيث قالوا واسطة، ومعنى الصفة فيه وإِن لم يكن في لفظه لام. قال الجوهري: وواسِط بلد سمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف لأَن أَسماء البُلدان الغالب عليه التأْنيث وتركُ الصرف، إِلاَّ مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابِقاً وفَلْجاً وهَجَراً فإِنها تذكر وتصرف؛ قال: ويجوز أَن تريد بها البقعة أَو البلْدة فلا تصرفه كما قال الفرزدق يرثي به عمرو بن عبيد اللّه بن مَعْمر: أَمّا قُرَيْشٌ، أَبا حَفْصٍ، فقد رُزِئتْ بالشامِ، إِذ فارَقَتْك، السمْعَ والبَصَرا كم من جَبانٍ إِلى الهَيْجا دَلَفْتَ به، يومَ اللِّقاء، ولولا أَنتَ ما صَبرا مِنهنَّ أَيامُ صِدْقٍ، قد عُرِفْتَ بها، أَيامُ واسِطَ والأَيامُ مِن هَجَرا وقولهم في المثل: تَغافَلْ كأَنَّك واسِطِيٌّ؛ قال المبرد: أَصله أَن الحجاج كان يتسخَّرُهم في البِناء فيَهْرُبون ويَنامون وسْط الغُرباء في المسجد، فيجيء الشُّرَطِيُّ فيقول: يا واسِطيّ، فمن رفع رأْسه أَخذه وحمله فلذلك كانوا يتَغافلون.
والوَسُوط من بيوت الشعَر: أَصغرها.
والوَسُوط من الإِبل: التي تَجُرُّ أَربعين يوماً بعد السنة؛ هذه عن ابن الأَعرابي، قال: فأَما الجَرُور فهي التي تجرّ بعد السنة ثلاثة أَشهر، وقد ذكر ذلك في بابه.
والواسطُ: الباب، هُذَليّة.

شعر (لسان العرب) [0]


شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن اللحياني، كله: عَلِمَ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام العرب.
ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة.
وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، . . . أكمل المادة وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع؛ وأَنشد:يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ، وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد: يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا، وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد: ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وفي الحديث: ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.
وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به: أَعلمه إِياه.
وفي التنزيل: وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم.
وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى.
وشَعَرَ به: عَقَلَه.
وحكى اللحياني: أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَعِرَ إِذا ملك (* قوله: «وشعر إِذا ملك إِلخ» بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.
وتقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.
واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.
وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به.
ويقال: أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً.
والشِّعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ، والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض.
وقال الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم.
وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ، وقيل: شَعَرَ قال الشعر، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ ورجل شاعر، والجمع شُعَراءُ. قال سيبويه: شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور وصُبُرٌ، واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ، وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، وكُسِّرَ تكسيره ليكون أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه.
ويقال: شَعَرْتُ لفلان أَي قلت له شِعْراً؛ وأَنشد: شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ على غَيْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ ويقال: شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وهو الاسم، وسمي شاعِراً لفِطْنَتِه.
وما كان شاعراً، ولقد شَعُر، بالضم، وهو يَشْعُر.
والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر.
وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه، بالفتح، أَي كان أَشْعر منه وغلبه.
وشِعْرٌ شاعِرٌ: جيد؛ قال سيبويه: أَرادوا به المبالغة والإِشادَة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول سيبويه، وقد قالوا: كلمة شاعرة أَي قصيدة، والأَكثر في هذا الضرب من المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ.
وأَما قولهم: شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ من ضَرَبَ، ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب أَو سيضرب، لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ بحرف الجر، وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن صاحباً غير متعدّ عند سيبويه، وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً من الفعل، أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم لله دَرُّكَ؟ وقال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب شِعْر، وقال: هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه، وليس هذا على حد قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل، وليس في شاعر من قولهم شعر شاعر معنى الفعل، إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا، اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ منه عليه، وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه.
وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ.
والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ للإِنسان وغيره، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الواحدة من الشَّعْرِ، وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس؛ يقال رأَى (* قوله: «يقال رأى إلخ» هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب: انظر الصحاح والاساس). فلان الشَّعْرَة إِذا رأَى الشيب في رأْسه.
ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ: كثير شعر الرأْس والجسد طويلُه، وقوم شُعْرٌ.
ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار، وأَعْنَقُ: طويل العُنق.
وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال: أُشَيْعار، رجع إِلى أَشْعارٍ، وهكذا جاء في الحديث: على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم.
ويقال للرجل الشديد: فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد وإِن لم يكن ثمّ شَعَرٌ؛ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير شعر الصدر؛ وفي الصحاح: كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً.
وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره ولم يُرَجّلْهُ.
وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَي كثير الشعر طويله.
وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ وتيس شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ، وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذلك كلما كثر شعره.
والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ، بالكسر: الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها؛ وفي الصحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسر، شَعَرُ الرَّكَبِ للنساء خاصة.
والشِّعْرَةُ: منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة، وقيل: الشِّعْرَةُ العانة نفسها.
وفي حديث المبعث: أَتاني آتٍ فَشَقَّ من هذه إِلى هذه، أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه؛ قال: الشِّعْرَةُ، بالكسر، العانة؛ وأَما قول الشاعر: فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلاً كَرِيتاً، على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها؛ وقوله تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها.
وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ واسْتَشْعَرَ: نَبَتَ عليه الشعر؛ قال الفارسي: لم يستعمل إِلا مزيداً؛ وأَنشد ابن السكيت في ذلك: كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ وكذلك تَشَعَّرَ.
وفي الحديث: زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ، وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته.
وأَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت جنينها وعليه شَعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ وقال ابن هانئ في قوله: وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيـ ـطَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا أَراد: كأَن السليط، وهو الزيت، في شهر هذا الفرس لصفائه.
والشِّعارُ: جمع شَعَرٍ، كما يقال جَبَل وجبال؛ أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو كأَنه مدهون بالسليط.
والمُوَارِي في الحقيقة: الشِّعارُ.
والمُوارَى: هو الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب، وفيه قول آخر: يجوز أَن يكون هذا البيت من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه: كأَن السليط في حيث وارى الأَديم الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم، وهو تحت الأَديم، لأَن الأَديم الجلد؛ يقول: فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر، وإِذا كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله.
وداهية شَعْراءُ وداهية وَبْراءُ؛ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ.
وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه وشَعَرَهُ خفيفة؛ عن اللحياني، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشعر؛ وخُفٌّ مُشْعَرٌ ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ.
وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر، وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه.
والشَّعِرَةُ من الغنم: التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ، وقيل: هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها.
وداهيةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: يذهبون بها إِلى خُبْثِها.
والشَّعْرَاءُ: الفَرْوَة، سميت بذلك لكون الشعر عليها؛ حكي ذلك عن ثعلب.
والشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال يصف حماراً وحشيّاً: وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا يقول: اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل؛ وقيل: الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ وما أَشبهها، يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ. يقال: أَرض ذات شَعارٍ أَي ذات شجر. قال الأَزهري: قيده شمر بخطه شِعار، بكسر الشين، قال: وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة؛ وأَما ابن السكيت فرواه شَعار، بفتح الشين، في الشجر.
وقال الرِّياشِيُّ: الشعار كله مكسور إِلا شَعار الشجر.
والشَّعارُ: مكان ذو شجر.
والشَّعارُ: كثرة الشجر؛ وقال الأَزهري: فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر.
ورَوْضَة شَعْراء: كثيرة الشجر.
ورملة شَعْراء: تنبت النَّصِيَّ.
والمَشْعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ، وقيل: هو مثل المَشْجَرِ.
والمَشاعر: كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار؛ قال ذو الرمة يصف ثور وحش: يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه، إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر. قال أَبو حنيفة: وإِن جعلت المَشْعَر الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.
والشَّعْراء: الشجر الكثير.
والشَّعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، وقيل: هي الكثيرة الشجر. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ، يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ.
والشَّعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ.
والشَّعَرُ: النبات والشجر، على التشبيه بالشَّعَر.
وشَعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمي بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح: شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها شَعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها أَراد: شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام، كما قال زهير: حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ أَي حُجْنٌ مخالبُه.
وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ: حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم.
وشَعْرٌ: جبل لبني سليم؛ قال البُرَيْقُ: فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ، ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا وقيل: هو شِعِرٌ.
والأَشْعَرُ: جبل بالحجاز.
والشِّعارُ: ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ.
وفي المثل: هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ؛ يصفهم بالمودّة والقرب.
وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ.
والدثار: الثوب الذي فوق الشعار.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إِنه كان لا ينام في شُعُرِنا؛ هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب، وإِنما خصتها بالذكر لأَنها أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد؛ ومنه الحديث الآخر: إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض، وطهارةُ الثوب شرطٌ في صحة الصلاة بخلاف النوم فيها.
وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال: أَشْعِرْنَها إِياه؛ فإِن أَبا عبيدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها، وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ.
والشِّعارُ: ما استشعرتْ به من الثياب تحتها.
والحِقْوَة: الإِزار.
والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار من الإِنسان.
وأَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ.
واسْتَشْعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال طفيل:وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ وقال بعض الفصحاء: أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ طاعَتِه؛ استعمله في العَرَضِ.
والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قيس: والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ، يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ والشِّعارُ: جُلُّ الفرس.
وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي: لزِقَ به كلزوق الشِّعارِ من الثياب بالجسد؛ وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك.
وكل ما أَلزقه بشيء، فقد أَشْعَرَه به.
وأَشْعَرَه سِناناً: خالطه به، وهو منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي: فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع يريد أَشعرت الذئب بالسهم؛ وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال: فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها، مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ ويقال: شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد، فكنت لها شعاراً وكانت لك شعاراً.
ويقول الرجل لامرأَته: شاعِرِينِي.
وشاعَرَتْه: ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد.
والشِّعارُ: العلامة في الحرب وغيرها.
وشِعارُ العساكر: أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه.
وفي الحديث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة.
واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب؛ وقال النابغة: مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا، في دِيارهِمُ، دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم.
وشِعارُ القوم: علامتهم في السفر.
وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً.
وأَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحياني.
والإِشْعارُ: الإِعلام.
والشّعارُ: العلامة. قالالأَزهري: ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ من هذا لأَنها علامات له.
وأَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وهو أَن يشق جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه، وقيل: طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ، وهو الذي كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النبي، صلى الله عليه وسلم، أَحق بالاتباع.
وفي حديث مقتل عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً رمى الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْعِرَ أَميرُ المؤمنين، ونادى رجلٌ آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بني لِهْبٍ: ليقتلن أَمير المؤمنين، فرجع فقتل في تلك السنة.
ولهب: قبيلة من اليمن فيهم عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير المؤمنين فقال: ليقتلن، وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر، وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ: قُتِلُوا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير؛ يريدون دية الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً فيما توجه له من علم العيافة، وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر، رضي الله عنه، لما صَدَرَ من الحج قُتل.
وفي حديث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم يُشعر فلا سلب له، أَي طعنه حتى يدخل السِّنانُ جوفه؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة؛ وأَنشد لكثيِّر: عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها، وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها: أَدمياها وطعناها؛ وقال الآخر: يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ: لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه: أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به؛ وأَنشد أَبو عبيدة: نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً، تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ، بها يُتَقَرَّبُ وفي حديث الزبير: أَنه قاتل غلاماً فأَشعره.
وفي حديث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة في البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ.
والشَّعِيرة: البدنة المُهْداةُ، سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات، والجمع شعائر.
وشِعارُ الحج: مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله، جمع شَعيرَة، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَن جبريل أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم بالتلبية فإِنها من شعائر الحج.
والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ (* قوله: «والشعارة» كذا بالأصل مضبوطاً بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها).
والمَشْعَرُ: كالشِّعارِ.
وقال اللحياني: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعيرة.
وقوله تعالى: فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام؛ هو مُزْدَلِفَةُ، وهي جمعٌ تسمى بهما جميعاً.
والمَشْعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ.
والمَشاعِرُ: المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع؛ قال: ويقولون هو المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام.
وفي التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله؛ قال الفرّاء: كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما فأَنزل الله تعالى: لا تحلوا شعائر الله؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك؛ وقيل: شعائر الله مناسك الحج.
وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبدات الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا، وهي كل ما كان من موقف أَو مسعى أَو ذبح، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم شَعَرْتُ به علمته، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر.
والمشاعر: مواضع المناسك.
والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال: وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ الغادية: السحابة التي تجيء غُدْوَةً، أَي مطر بغير رعد.
والأَشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر.
وأَشاعرُ الفرس: ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه، والجمع أَشاعِرُ لأَنه اسم.
وأَشْعَرُ خُفِّ البعير: حيث ينقطع الشَّعَرُ، وأَشْعَرُ الحافرِ مِثْلُه.
وأَشْعَرُ الحَياءِ: حيث ينقطع الشعر.
وأَشاعِرُ الناقة: جوانب حيائها.
والأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ، وللذي بينهما: الأَشْعَرانِ.
والأَشْعَرُ: شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه؛ هذه عن اللحياني.
والأَشْعَرُ: اللحم تحت الظفر.
والشَّعِيرُ: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِيرَةٌ، وبائعه شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا النحو.
وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق.
والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل، وقد أَشْعَرَ السكين: جعل لها شَعِيرة.
والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على هيئة الشعيرة.
وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: أَنها جعلت شَارِيرَ الذهب في رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير.
والشَّعْراء: ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة، وقيل: الشَّعْراء ذباب يلسع الحمار فيدور، وقيل: الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب الدوابَّ. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراءُ نوعان: للكلب شعراء معروفة، وللإِبل شعراء؛ فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس شيئاً غير الكلب، وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة، وهي أَضخم من شعراء الكلب، ولها أَجنحة، وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: وربما كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل، وهي تلسع الإِبل في مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين، وليس يتقونها بشيء إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها دَوِيّاً، قال الشماخ: تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ والجمع من كل ذلك شَعارٍ.
وفي الحديث: أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه؛ الشُّعْر، بضم الشين وسكن العين: جمع شَعْراءَ، وهي ذِبَّانٌ أَحمر، وقيل أَزرق، يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً، وقيل: هو ذباب كثير الشعر.
وفي الحديث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ؛ هي بمعنى الشُّعْرِ، وقياس واحدها شُعْرورٌ، وقيل: هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ تطايرتْ عنها.
والشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، وجمعه كواحده. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً.
والشَّعْراءُ: فاكهة، جمعه وواحده سواء.
والشَّعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، وقيل: ضرب من الحَمْضِ أَخضر أَغبر.
والشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصغيرة، وقيل: هو نبت.
والشَّعارِيرُ: صغار القثاء، واحدها شُعْرُور.
وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شعاريرُ؛ هي صغار القثاء.
وذهبوا شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين، واحدهم شُعْرُور، وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحياني: أَصبحتْ شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ وقَِذْحَرَّةَ؛ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني أَصبحت القبيلة. قال الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ، كل هذا لا يفرد له واحد.
والشَّعارِيرُ: لُعْبة للصبيان، لا يفرد؛ يقال: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ.
وقوله تعالى: وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى؛ الشعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، وطلوعه في شدّة الحرّ؛ تقول العرب: إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى.
وهما الشِّعْرَيانِ: العَبُورُ التي في الجوزاء، والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع؛ تزعم العرب أَنهما أُختا سُهَيْلٍ، وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ.
وعبد الشِّعْرَى العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية؛ ويقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها، فأَنزل الله تعالى: وأَنه هو رب الشعرى؛ أَي رب الشعرى التي تعبدونها، وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت في أَحاديثها: إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ.
والذي ورد في حديث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ؛ قيل: أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ.
وأَشْعَرُ: قبيلة من العرب، منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ، ويجمعون الأَشعري، بتخفيف ياء النسبة، كما يقال قوم يَمانُونَ. قال الجوهري: والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن، وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ.
وتقول العرب: جاء بك الأَشْعَرُونَ، بحذف ياءي النسب.وبنو الشُّعَيْراءِ: قبيلة معروفة.
والشُّوَيْعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ، وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد، والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس، وكان قد طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال فيه: أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا حريم: هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ؛ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس: أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها، وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً، على آلِهِ، ما يَذُوقُ الطَّعامَا لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُهُ، وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟ والشويعر الحنفيّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو العباس ثعلب له: وإِنَّ الذي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ، لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ فسمي الشويعر بهذا البيت.

حرم (لسان العرب) [0]


الحِرْمُ، بالكسر، والحَرامُ: نقيض الحلال، وجمعه حُرُمٌ؛ قال الأَعشى: مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ، وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ، بالضم، حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً، وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً: لغة في حَرُمَت. الأَزهري: حَرُمَت الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً، وحَرِمَ لغةٌ.
والحَرامُ: ما حَرَّم اللهُ.
والمُحَرَّمُ: الحَرامُ.
والمَحارِمُ: ما حَرَّم اللهُ.
ومَحارِمُ الليلِ: مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ، حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ (* قوله «المحرج» كذا هو بالأصل والصحاح، وفي المحكم؛ . . . أكمل المادة المزلج كمعظم).
ويروى: مخارِمُ الليل أَي أَوائله.
وأَحْرَمَ الشيء: جَعله حَراماً.
والحَريمُ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ.
والحَريمُ: ما كان المُحْرِمون يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه؛ قال: كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه لَقىً، بين أَيْدي الطائفينَ، حَريمُ الأَزهري: الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه، وكانت العرب في الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم؛ ومنه قول الشاعر: لَقىً، بين أَيدي الطائفينَ، حَريمُ وقال المفسرون في قوله عز وجل: يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد؛ كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون: لا نطوف بالبيت في ثياب قد أَذْنَبْنا فيها، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور؛ وقالت امرأة من العرب: اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ، وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته، فأَمَرَ اللهُ عز وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار فقال: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد؛ قال الأَزهري: والتَّعَرِّي وظهور السوءة مكروه، وذلك مذ لَدُنْ آدم.
والحَريمُ: ثوب المُحْرم، وكانت العرب تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف.
وفي الحديث: أَن عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان إذا حج طاف في ثيابه؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم، ولم يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش، فيكون كل واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري، قال: والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ، بكسر الحاء وسكون الراء. يقال: رجل حِرْمِيّ، فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ.
وحَرَمُ مكة: معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله.
والحَرَمانِ: مكة والمدينةُ، والجمع أَحْرامٌ.
وأَحْرَمَ القومُ: دخلوا في الحَرَمِ.
ورجل حَرامٌ: داخل في الحَرَمِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جمعه بعضهم على حُرُمٍ.
والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام.
وقوم حُرُمٌ ومُحْرِمون.
والمُحْرِمُ: الداخل في الشهر الحَرام، والنَّسَبُ إلى الحَرَم حِرْمِيٌّ، والأُنثى حِرْمِيَّة، وهو من المعدول الذي يأتي على غير قياس، قال المبرد: يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم: وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت؛ قال الأَعشى: لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به، بوماً، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم، واستشهد به ابن بري في أَماليه على هذه الصورة، وقال: هذا البيت مُصَحَّف، وإنما هو: لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به، يوماً، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ، والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني: كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي، بذي المَجازِ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِيَّةٍ قالت، وقد ظَعنوا: هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما؟ وقال أَبو ذؤيب: لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ، كأَنها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها قال الأَصمعي: أَظنه عَنى به قُرَيْشاً، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ، وذلك للفرق الذي يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا.
وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ وشهر حرام.
والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ، فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ، والفَرْدُ رَجَبٌ.
وفي التنزيل العزيز: منها أَربعة حُرُمٌ؛ قوله منها، يريد الكثير، ثم قال: فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة.
والمُحَرَّمُ: شهر الله، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا يستَحلُّون فيه القتال، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة بيت الله، وقيل: سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي. الجوهري: من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور، وكان الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون: حَرّمْنا عليكم القتالَ في هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ. الأَزهري: كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية؛ وأَنشد شمر قول حميد بن ثَوْر: رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ، شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما قال: وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، وقال: قاله ابن الأَعرابي؛ وقال الآخر:أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما، وشَهْرَيْ جُمادَى، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خَطَبَ في صِحَّته فقال: أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، السَّنَة اثنا عشر شهراً، منها أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان.
والمُحَرَّم: أَول الشهور.
وحَرَمَ وأَحْرَمَ: دخل في الشهر الحرام؛ قال: وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً، فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ.
والحُرْمُ، بالضم: الإحْرامُ بالحج.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت أُطَيِّبُه، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه؛ الأَزهري: المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة، وكانت تُطَيِّبُه إذا حَلّ من إحْرامه؛ الحُرْمُ، بضم الحاء وسكون الراء: الإحْرامُ بالحج، وبالكسر: الرجل المُحْرِمُ؛ يقال: أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ.
والإِحْرامُ: مصدر أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأَصل فيه المَنْع، فكأنَّ المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء.
ومنه حديث الصلاة: تَحْرِيمُها التكبير، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ لمنعه المصلي من ذلك، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام بالصلاة.والحُرْمَةُ: ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه، وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها؛ يقال: إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ، يريد أن له حُرُماتٍ.
والمَحارِمُ: ما لا يحل إستحلاله.
وفي حديث الحُدَيْبية: لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أَعْطيتُهم إياها؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ؛ يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام.
وقوله تعالى: ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله؛ قال الزجاج: هي ما وجب القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه، وقال مجاهد: الحُرُماتُ مكة والحج والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها، وقال عطاء: حُرُماتُ الله معاصي الله.وقال الليث: الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ، قال الأَزهري: الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ خليلُ الله، عليه السلام، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ، ولما بعث الله عز وجل محمداً، صلى الله عليه وسلم، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك، وكتب مع ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش: أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ من إرْثِ إبراهيم، فما كان دون المنار، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا يُقْطَع شجره، وما كان وراء المَنار، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن صائده مُحْرِماً. قال: فإن قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى: أَوَلم يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم؛ كيف يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ؟ فالجواب فيه أَنه عز وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً، فمن آمن بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به، ومن أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ، ومن أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما قَتَلَ من الصيد، فإن عاد فإن الله ينتقم منه.
وأَما المواقيت التي يُهَلُّ منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ، وهي من الحلّ، ومن أَحْرَمَ منها بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ، وعن لُبْس الثوب المَخيط، وعن صيد الصيد؛ وقال الليث في قول الأَعشى: بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ قال: المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ.
وتقول: أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ وحَرامٌ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد والنساء.
وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال، وأَحْرَمَ إذا صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه؛ وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي: قَسَماً، ما غيرَ ذي كَذِبٍ، أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه (* قوله «أن نبيح الخدن» كذا بالأصل، والذي في نسختين من المحكم: أن نبيح الحصن). قال ابن سيده: فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ، وأَحسن من ذلك أَن يقول والحُرُمَة، بضم الراء، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ، أَو يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً فقال:أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها، وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم: مررت بالعِدِلْ.
وحُرَمُ الرجلِ: عياله ونساؤه وما يَحْمِي، وهي المَحارِمُ، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة.
ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْويجُها؛ قال: وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله، إلا إنما مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَي كما جعلها.
وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ والمَحْرَمُ: ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها، تقول: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الجوهري: يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم يحل له نكاحُها.
وفي الحديث: لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها، وفي رواية: مع ذي حُرْمَةٍ منها؛ ذو المَحْرَمِ: من لا يحل له نكاحها من الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم.
والحُرْمَة: الذِّمَّةُ.
وأَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ إذا كانت له ذمة؛ قال الراعي: قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً، ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا ويروى: مَخْذولا، وقيل: أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي الحِجَّةِ؛ وقال أَبو عمرو: أَي صائماً.
ويقال: أَراد لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ. الأزهري: روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام إحْرامٌ، قال: وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامَه، ويقال للصائم أَيضاً مُحْرِمٌ؛ قال ابن بري: ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من الدخول في الشهر الحَرام، قال: وإنما هو مثل البيت الذي قبله، وإنما يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به، ومنه قول الحسن في الرجل يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف؛ وقال الآخر: قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً، غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ يريد: قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهري: الحُرْمة المَهابة، قال: وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا: له حُرْمَةٌ، قال: وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ. قال أَبو زيد: يقال هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن وجب عليه حَقُّه.
ويقال: أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه، وذكر أَبو القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال: سألت عمي عن قول النبي، صلى الله عليه وسلم: كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ، قال: المُحْرِمُ الممسك، معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ؛ وأَنشد لمِسْكين الدارميّ: أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ، كأَنها خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ أَحَلُّوا على عِرضي، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ، وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ قال: وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ: لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي أُبَلَّغُ عنكْم، والقُلوبُ قُلوبُ وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ليَرْجِعَ وُدٌّ، والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي كرِهْتُ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ، فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ، إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال، عُيوبُ ويقال: أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ: إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ قال: والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها.
وتَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ: تَحَمّى وتَمَنَّعَ.
وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ؛ قال زهير: جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ، وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ؛ وأَنشد بيت زهير: وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه.
والمُحْرِمُ: المُسالمُ؛ عن ابن الأَعرابي، في قول خِداش بن زهير: إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ، من الناس، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده: أَصاب الغَيْثُ، برفع الغيث، قال ابن سيده: وأَراها لغة في صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ وأَنشده مرة أُخرى: إذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ.
وحُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ وأَهله.
وحَرَمُ الرجل وحَريمُه: ما يقاتِلُ عنه ويَحْميه، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ، وجمع الحَريم حُرُمٌ.
وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي في حَريمنا. تقول: فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق وذِمَّةِ. الأَزهري: والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ، والحَريمُ فِناءُ المسجد.
وحكي عن ابن واصل الكلابي: حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو الفِناءُ، قال: وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ، وهو من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما.
وحَريمُ الدار: ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها.
وحَريمُ البئر: مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك؛ الصحاح: حَريم البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها.
وحَريمُ النهر: مُلْقى طينه والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك.
وفي الحديث: حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً، هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها، وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره التصرفُ فيه. الأَزهري: الحِرْمُ المنع، والحِرْمَةُ الحِرْمان، والحِرْمانُ نَقيضه الإعطاء والرَّزْقُ. يقال: مَحْرُومٌ ومَرْزوق.
وحَرَمهُ الشيءَ يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً (* قوله «وحرماً» أي بكسر فسكون، زاد في المحكم: وحرماً ككتف) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً، وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية، كله: منعه العطيّة؛ قال يصف امرأة: وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها. الأَصمعي: أَحْرَمَتْ قومها أَي حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: كل مُسلمٍ عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ؛ قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابي يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه؛ قال الأَزهري: وهذا بمعنى الخبر، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه.
ويقال: مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله.
والتَّحْرِيمُ: خلاف التَّحْليل.
ورجل مَحْروم: ممنوع من الخير.
وفي التهذيب: المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً.
وقوله تعالى: في أَموالهم حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم؛ قيل: المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال، وقيل أَيضاً: إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ.
وحَرِيمةُ الربِّ: التي يمنعها من شاء من خلقه.
وأَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، وحَرِمَ في اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً: قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو؛ وأَنشد: ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ ويُخَطُّ خَطٌّ فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه الداخلُ قيل للداخل: حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، وإن ضبطه الداخلُ فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ.
وحَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ ومَحَكَ.
وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً واسْتحْرَمَتْ: أَرادت الفحل، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها، وهي حَرْمَى، وجمعها حِرامٌ وحَرامَى، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ؛ الأَول عن اللحياني، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم، وقد حكي ذلك في الإبل.
وجاء في بعض الحديث: الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ، فاسْتُعْمِل في ذكور الأَناسِيِّ، وقيل: الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً.
والحِرْمَةُ، بالكسر: الغُلْمةُ. قال ابن الأثير: وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ.
وقوله في حديث آدم، عليه السلام: إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ لم يَضْحَكْ؛ هو من قولهم: أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا تهْتَكُ، قال: وليس من اسْتِحْرام الشاة. الجوهري: والحِرْمةُ في الشاء كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ، والحِنَاء في النِّعاج، وهو شهوة البِضاع؛ يقال: اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل.
وقال الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ إذا أَرادت الفحل.
وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ وعَجالى، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ، قال ابن بري: فَعْلَى مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ، وأَما شاة حَرْمَى فإنها، وإن لم يستعمل لها مذكَّر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن قياس المذكر منه حَرْمانُ، فلذلك قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ، كما قالوا عَجالَى وعِجالٌ.
والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ: وهو الذَّلُول الوَسَط (* قوله «وهو الذلول الوسط» ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه.
وناقة مُحَرَّمةٌ: لم تُرَضْ؛ قال الأَزهري: سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ، وفي الصحاح: ناقة مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ.
وفي حديث عائشة: إنه أَراد البَداوَة فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل.
والمُحَرَّمُ من الجلود: ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ، وجِلد مُحَرَّم: لم تتم دِباغته.
وسوط مُحَرَّم: جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ؛ قال الأَعشى: تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها، تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما وفي التهذيب: في جنب موقها تُحاذر كفِّي؛ أَراد بالقَطيع سوطه. قال الأَزهري: وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ، يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في الثَّرَى، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً، ثم فتلوها ثم علَّقوها من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً وقد أَثقلوها حتى تيبس.
وقوله تعالى: وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون؛ روى قَتادةُ عن ابن عباس: معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها؛ وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ: بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية أَي وَجَب عليها، قال: وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها؛ فسئل عنها فقال: عَزْمٌ عليها.
وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: وحرامٌ على قرية أَهلكناها؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ، قال: وهو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل لما قال: فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له كاتبون، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار، فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون؛ وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها، قال: واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم تائب؛ قال الأَزهري: وهذا يؤيد ما قاله الزجاج، وروى الفراء بإسناده عن ابن عباس: وحِرْمٌ؛ قال الكسائي: أَي واجب، قال ابن بري: إنما تَأَوَّلَ الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون، ومن جعل حَراماً بمعنى المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون، وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ: فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً على شَجْوِهِ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ، قال الفراء: وحَرامٌ أَفشى في القراءة.
وحَرِيمٌ: أَبو حَيّ.
وحَرامٌ: اسم.
وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل حَرامٍ (* قوله «إلى آل حرام» هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل) بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل.
وحَرامٌ: مولى كُلَيْبٍ.
وحَريمةُ: رجل من أَنجادهم؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ: فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها، وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا وحَرِيمٌ: اسم موضع؛ قال ابن مقبل: حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها، بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ: البقر، واحدتها حَيْرَمة؛ قال ابن أَحمر: تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما قال الأَصمعي: لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر، وله نظائر مذكورة في مواضعها. قال ابن جني: والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها، وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر، فإما أَن يكون شيئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه، على حدّ ما قلناه فيمن خالف الجماعة، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ ونحو ذلك، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر، فإن الأَعرابي إذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله، فقد حكي عن رُؤبَة وأَبيه: أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها، وعلى هذا قال أَبو عثمان: ما قِيس على كلام العَرَب فهو من كلام العرب. ابن الأَعرابي: الحَيْرَمُ البقر، والحَوْرَمُ المال الكثير من الصامِتِ والناطق.
والحِرْمِيَّةُ: سِهام تنسب إلى الحَرَمِ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ، ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ.
وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس: اسم رجل، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ جَدُّ الشُّوَيْعِر؛ قال ابن بري يعني قوله: بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني، عَمْدَ عَيْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر.
والحرَيمةُ: ما فات من كل مَطْموع فيه.
وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً، بكسر الراء، وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه؛ وقال يصف إمرأة: ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا (* قوله «ونبئتها» في التهذيب: وأنبئتها) قال ابن بري: وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد أَحدهما من صاحبه، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ، وتروى لابن أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ، وخطب امرأَة فردته فقال: ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي، فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا، وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء، إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة، تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ، وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ، تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه، إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا كأَن المَساويكَ في شِدْقِه، إذا هُنَّ أُكرِهن، يَقلَعنَ طينا كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه، والوُكُونُ: جمع واكِنٍ مثل جالس وجُلوسٍ، وهي الجاثِمة، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ لارتفاعه، والغِسْل: الخطْمِيُّ، واللَّجِينُ: المضروب بالماء، شبَّه ما رَكِبَ أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء.
والحَرِمُ، بكسر الراء: الحِرْمانُ؛ قال زهير: وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ يقولُ: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ وإنما رَفَعَ يقولُ، وهو جواب الجزاء، على معنى التقديم عند سيبويه كأَنه قال: يقول إن أَتاه خليل لا غائب، وعند الكوفيين على إضمار الفاء؛ قال ابن بري: الحَرِمُ الممنوع، وقيل: الحَرِمُ الحَرامُ. يقال: حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى.
والحَريمُ: الـصديق؛ يقال: فلان حَريمٌ صَريح أَي صَديق خالص. قال: وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ الله لا أَفعلُ ذلك، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك، معناهما واحد. قال: وقال أَبو زيد يقال للرجل: ما هو بحارِم عَقْلٍ، وما هو بعادِمِ عقل، معناهما أَن له عقلاً. الأزهري: وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْرى للكُبْرى؛ قال القتيبي: يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة، مثال ذلك: نَهْرٌ يجري لشِرْب العامة، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا النهر، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة، هذا وما أَشبهه، قال: وفي حديث عمر، رضي الله عنه: في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ؛ هو أَن يقول حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ، وهي لغة العقيلِييّن، قال: ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق؛ ومنه قوله تعالى: يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك، ثم قال عز وجل: قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: آلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ حلالاً، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ وجعل في اليمين الكفارةَ.
وفي حديث عليّ (* قوله «وفي حديث عليّ إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث عليّ إلخ) في الرجل يقول لامرأته: أَنتِ عليَّ حَرامٌ، وحديث ابن عباس: من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ، وحديثه الآخر: إذا حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها.
والإحْرامُ والتَّحْريمُ بمعنى؛ قال يصف بعيراً: له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ، فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ قال ابن بري: الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره: له رَبَّة، وقوله مَزْعَم أَي مَطْمع.
وقوله تعالى: للسائل والمَحْرُوم؛ قال ابن عباس: هو المُحارِف.أَبو عمرو: الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، والزَّجُومُ التي لا تَرْغُو، والخَزُوم المنقطعة في السير، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على الحوض.
والحَرامُ: المُحْرِمُ.
والحَرامُ: الشهر الحَرامُ.
وحَرام: قبيلة من بني سُلَيْمٍ؛ قال الفرزدق: فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي، فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ وحَرَام أَيضاً: قبيلة من بني سعد بن بكر.
والتَّحْرِيمُ: الصُّعوبة؛ قال رؤبة: دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما يقال: هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب.
وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ.
وقوله في الحديث: أَما عَلِمْتَ أَن الصورة مُحَرَّمةٌ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ، والحديث الآخر: حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ، فهو في حقه كالشيء المُحَرَّم على الناس.
وفي الحديث الآخر: فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي بتحريمه، وقيل: الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله.
وحديث الرضاع: فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً.
وفي حديث ابن عباس: وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين: حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ، فقال: يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض؛ قال ابن الأَثير: أَراد ابن عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين الحُرَّتَين فقال: لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت، ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى الأُخت لأَنها من أَصْهاره، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه، قال: والفقهاء على خلاف ذلك فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء، فالآية المُحَرِّمةُ قوله تعالى: وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف، والآية المُحِلَّةُ قوله تعالى: وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ.

عرق (لسان العرب) [0]


العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع، هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً.
ورجل عُرَقٌ: كثير العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ، وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا.
وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه: أَجريته ليعرق.
وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى.
وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح به من الشراب وغيره مما فيها.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم . . . أكمل المادة وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد عَرِق عَرَقاً.
والعرَقُ: الثواب.
وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي، وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً، والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه أَخذ من مالك (* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده: ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي لأَن قبله: سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو، إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال والعَرقُ في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على التشبيه بمَعارِق الحيوان.
والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ: تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً، منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ والرواية المعروفة غُرَقاً جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله: إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه، من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً، فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.
وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن.
ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب.
وما أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها.
وفي حديث عمر:أَلا لا تُغالوا صُدُقَ النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة: تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها، وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد لابن أَحمر الباهلي: لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها وقد أُبْلَغتْ إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل: لَقِيت منه عَرَقَ القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة: كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة، وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى حملها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ القربة.
وعَرَقُ التمر: دِبْسه.
وناقة دائمة العَرَقِ أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن.
وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن ابن الأَعرابي.
وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث: أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت.
وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك وتخلَّق بأَخلاقهم.
وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ خير وأَعْراق شر؛ قال: جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ، تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً.
ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً كريماً.
والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي: العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في الدين.
وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح.
وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق.
وفي الحديث: إِن ماءَ الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.
والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق.
وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض.
وفي المحكم: امتدَّت عُروقه بغير تقييد.
والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.
وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه.
ويقال في الدعاء عليه: استأْصل الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم، فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك، شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث: العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي أَقوى.
والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال الأَزهري: والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها.
وفي حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ.
وعُروقُ الأَرضِ: شحمها، وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها.
وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ: أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ: تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ وقول امرئ القيس: إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.
ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير.
والعِرْقُ: الأَرض المِلْح التي لا تنبت.
وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.
واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رعت قُرْب البحر.
وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ.
وإِبل عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس.
والعِراقُ: بقايا الحَمْض.
وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض.
وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.
والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ: ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه، بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي: ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛ قال: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها، أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟ حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني.
والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء، والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة.
وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه: عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ بقلَّة ماء ولا كثرة.
وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً بيِّناً.
وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء.
وفي حديث إِحيْاء المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛ قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فيه.
وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر، والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.
والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز: حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها أَي تبري اللحم عن العظم.
وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ.
وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها، ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر. يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك نَهْشاً.
وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء يخاطب امرأَته: ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ، ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم، عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال: أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال: ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.
والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم (* قوله «جردت من اللحم» يعني من معظمه.) تسمى عُراقاً.
وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو مَرْمَاتَيْنِ.
وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة الوَذَرِ؛ وأَنشد: ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ، بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد: يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ، وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.
وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما عليه.
والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب: يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط منها ومنهم أَي من هذه الإِبل.
وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد.
وفرس مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون مَعْروقَالخدّين؛ قال: قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من علامات عِتْقها.
وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.
والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة.
والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه: إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.
وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال: أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ وقوله أَنشده ثعلب: أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير، وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً.
والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير: نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى، ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ.
وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.
وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه.
والعَرَقُ: السَّفِيفةُ المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً.
والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ.
والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في السماء، وهي عَرَقة أَيضاً.
والعَرَقُ: السطر من الخيلِ والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل: كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين: مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه.
ورفعتُ من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ.
والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط.
والعَرَقةُ: خشيبة تُعَرَّضُ على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط.
وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة.
والعَرَقةُ: آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال: وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا والعَرَقةُ: النِّسْعةُ.
والعَرَقاتُ: النُّسوع. قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون الخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال: يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ، والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ، بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ، وعارِض كجانب العِراقِ هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛ قوله: وعارض كجانب العِراقِ العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها، وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة فقال: فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى، كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى: وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ، مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ عنى فَماً حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا: تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ أَبو عمرو: العِراقُ تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها.
وعَرَقْت المزادة والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً.
وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من اللحم.
وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.
والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.
والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل: سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ، وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل والشجر، فعربَ فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم العِراقَ اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق، وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد: ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة، ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر: وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ، ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟ واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَزادة وهي الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً (* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق.
والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله: أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.
وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ.
وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛ قال الممزَّق العبدي: فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ، وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى العِرَاقِ الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ.
والعِرَاقُ: مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر.
ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا أَخذ في بلد العِرَاقِ. قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر.
وفي حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً والصواب التخفيف.
وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.
وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .
والعَرَقُ: الزبيب، نادر.
والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.
والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه: حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال: احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر من جناحها للانْقِضاضِ.
وعَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً: فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها، بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي، خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ.
وفي الحديث: رأيت كأَن دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع عَرْقُوة الدلو.
وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص: لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي والعَرْقُوَتانِ من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.
والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من أَرض مستوية مشرف على ما حوله.
والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة، وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً.
والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال: الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل، وهي العِرْقُ أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ: ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق.
والعَراقي عند أَهل اليمن: التَّراقي.
وعَرَقَ في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها.
وفي الحديث: قال ابن الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ في الأَرض إِذا ذهب فيها.
وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً قليلاً.
والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل.
وصارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.
وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع.
وفي الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم. قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية.
وفي حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ.
وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله: لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ، لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ.
وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.

حول (لسان العرب) [0]


الحَوْل: سَنَةٌ بأَسْرِها، والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ؛ حكاها سيبويه.
وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً: أَتَى.
وأَحال الشيءُ واحْتالَ: أَتَى عليه حَوْلٌ كامل؛ قال رؤبة: أَوْرَقَ مُحْتالاً دَبيحاً حِمْحِمُه وأَحالت الدارُ وأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها: أَتَى عليها أَحْوَالٌ؛ قال: حالَتْ وحِيلَ بها، وغَيَّرَ آيَها صَرْفُ البِلى تَجْري به الرِّيحانِ وقال الكميت: أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ؟ وما أَنت والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ الجوهري: حالَتِ الدارُ وحالَ الغلامُ أَتَى عليه حَوْلٌ.
وأَحالَ عليه الحَوْلُ أَي حالَ.
ودار مُحيلة: غاب عنها أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ، وكذلك دار مُحِيلة إِذا أَتت عليها أَحوال.
وأَحالَ اللهُ عليه الحَوْلَ إِحالة، وأَحْوَلْتُ أَنا بالمكان وأَحَلْت: أَقمت حَوْلاً.
وأَحال الرجلُ بالمكان وأَحْوَل أَي أَقام به حَوْلاً.
وأَحْوَل الصبيُّ، . . . أكمل المادة فهو مُحوِل: أَتَى عليه حَوْلٌ من مَوْلِده؛ قال امرؤ القيس: فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِل وقيل: مُحْوِل صغير من غير أَن يُحَدَّ بحَوْل؛ عن ابن كيسان.
وأَحْوَلَ بالمكان الحَوْل: بَلَغه؛ وأَنشد ابن الاعرابي: أَزائدَ، لا أَحَلْتَ الحَوْل، حتى كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما يُحَلِّئُ ذو الزوائد لِقْحتيه، ومنْ يَغْلِب فإِنَّ له طعاما أَي أَماتك الله قبل الحَوْل حتى تصير عجوزكم من الحُزن عليك كأَنها سُقِيَت سِمَاماً، وجعل لبنهما طعاماً أَي غَلَبَ على لِقْحَتيه فلم يَسْقِ أَحداً منهما.
ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ: أَتى عليه حَوْلٌ كما قالوا فيه عامِيٌّ، وجَمَل حَوْلِيٌّ كذلك. أَبو زيد: سمعت أَعرابيّاً يقول جَمَلٌ حَوْلِيٌّ إِذا أَتى عليه حَوْل.
وجِمال حَوَالِيُّ، بغير تنوين، وحَوَالِيَّة، ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات: أَتى عليها حَوْل، وكل ذي حافر أَوّلَ سنة حَوْلِيٌّ، والأُنثى حَوْلِيّة، والجمع حَوْلِيّات.
وأَرض مُسْتَحالة: تُرِكت حَوْلاً وأَحوالاً عن الزراعة.
وقَوْس مُسْتَحالة: في قابِها أَو سِيتَها اعوجاج، وقد حالَتْ حَوْلاً أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحصل في قابها اعوجاج؛ قال أَبو ذؤيب: وحالَتْ كحَوْل القَوْسُ طُلَّتْ وعُطِّلَت ثَلاثاً، فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها يقول: تَغَيَّرت هذه المرأَة كالقوس التي أَصابها الطَّلُّ فندِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتر ثلاث سنين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ، وقال أَبو حنيفة: حالَ وتَرُ القوس زال عند الرمي، وقد حالَتِ القوسُ وَتَرَها؛ هكذا حكاه حالت.
ورجل مُسْتَحال: في طَرَفي ساقه اعوجاج، وقيل: كل شيء تغير عن الاستواء إِلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحال، وهو مُسْتَحِيل.
وفي المثل: ذاك أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل؛ وذلك أَن بوله لا يخرج مستقيماً يذهب في إِحدى الناحيتين. التهذيب: ورِجْلٌ مُسْتَحالة إِذا كان طرفا الساقين منها مُعْوَجَّيْن.
وفي حديث مجاهد في التَّوَرُّك في الأَرض المُسْتَحيلة أَي المُعْوَجَّة لاستحالتها إِلى العِوَج؛ قال: الأَرض المستحيلة هي التي ليست بمستوية لأَنها استحالت عن الاستواء إِلى العِوَج، وكذلك القوس.
والحَوْل: الحِيلة والقُوَّة أَيضاً. قال ابن سيده: الحَوْل والحَيْل والحِوَل والحِيلة والحَوِيل والمَحالة والاحتيال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل، كل ذلك: الحِذْقُ وجَوْدَةُ النظر والقدرةُ على دِقَّة التصرُّف.
والحِيَلُ والحِوَل: جمع حِيلة.
ورجل حُوَلٌ وحُوَلة، مثل هُمَزَة، وحُولة وحُوَّل وحَوَالِيٌّ وحُوَاليٌّ وحوَلْوَل: مُحْتال شديد الاحتيال؛ قال: يا زيد، أَبْشِر بأَخيك قد فَعَل حَوَلْوَلٌ، إِذا وَنَى القَومُ نزَل ورجلُ حَوَلْوَل: مُنْكَر كَمِيش، وهو من ذلك. ابن الأَعرابي: الحُوَل والحُوَّل الدَّواهي، وهي جمع حُولة. الأَصمعي: يقال جاء بأَمر حُولة من الحُوَل أَي بأَمر مُنْكَر عجيب.
ويقال للرَّجُل الداهية: إِنَّه لَحُوله من الحُوَل أَي داهِية من الدواهي، وتسمى الداهية نفسها حُولة؛ وأَنشد: ومِنْ حُولة الأَيام، يا أُمَّ خالد، لنا غَنَم مَرْعِيَّةٌ ولنا بَقَر ورجل حُوَّل: ذو حِيَل، وامرأَة حُوَّلة.
ويقال هو أَحْوَل منك أَي أَكثر حِيلة، وما أَحْوَله، ورجل حُوَّل، بتشديد الواو، أَي بَصِير بتحويل الأُمور، وهو حُوَّلُ قُلَّب؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: وما غَرَّهم، لا بارك اللهُ فيهم به، وهو فيه قُلَّبُ الرَّأْي حُوَّل ويقال: رجل حَواليٌّ للجَيِّد الرأْي ذي الحِيلة؛ قال ابن أَحمر، ويقال للمَرَّار بن مُنْقِذ العَدَوي: أَو تَنْسَأَنْ يومي إِلى غيره، إِني حَواليٌّ وإِني حَذِر وفي حديث معاوية: لما احْتُضِر قال لابنتيه: قَلِّباني فإِنكما لتُقَلِّبان حُوَّلاً قُلَّباً إِن وُقِيَ كَبَّة النار؛ الحُوَّل: ذو التصرّف والاحتيال في الأُمور، ويروى حُوَّلِيّاً قُلَّبِيّاً إِن نجا من عذاب الله، بياء النسبة للمبالغة.
وفي حديث الرجلين اللذيْن ادَّعى أَحدُهما على الآخر: فكان حُوَّلاً قُلَّباً.
واحْتَال: من الحِيلة، وما أَحْوَله وأَحْيَله من الحِيلة، وهو أَحْوَل منك وأَحْيَل معاقبة، وإِنه لذو حِيلة.
والمَحالة: الحِيلة نفسها.
ويقال: تَحَوَّل الرجلُ واحْتال إِذا طلب الحِيلة.
ومن أَمثالهم: من كان ذا حِيلة تَحَوَّل.
ويقال: هو أَحْوَل من ذِئْب، ومن الحِيلة.
وهو أَحْوَل من أَبي بَراقش: وهو طائر يَتَلَوَّن أَلواناً، وأَحْوَل من أَبي قَلَمون: ثوب يتلوَّن أَلواناً. الكسائي: سمعتهم يفولون هو رجل لا حُولة له، يريدون لا حِيلة له؛ وأَنشد: له حُولَةٌ في كل أَمر أَراغَه، يُقَضِّي بها الأَمر الذي كاد صاحبه والمَحالة: الحِيلة. يقال: المرء يَعْجِزُ لا المَحالة؛ وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد يعاتب امرأَته في سَماحته بماله: حاوَلْت حين صَرَمْتِني، والمَرْءُ يَعْجِز لا المَحاله والدَّهْر يَلْعَب بالفتى، والدَّهْر أَرْوَغُ من ثُعاله والمَرْءُ يَكْسِب مالَه بالشُّحِّ، يُورِثُه الكَلاله وقولهم: لا مَحالة من ذلك أَي لا بُدَّ، ولا مَحالة أَي لا بُدَّ؛ يقال: الموت آت لا مَحالة. التهذيب: ويقولون في موضع لا بُدَّ لا مَحالة؛ قال النابغة: وأَنت بأَمْرٍ لا مَحالة واقع والمُحال من الكلام: ما عُدِل به عن وجهه.
وحَوَّله: جَعَله مُحالاً.
وأَحال: أَتى بمُحال.
ورجل مِحْوال: كثيرُ مُحال الكلام.
وكلام مُسْتَحيل: مُحال.
ويقال: أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته.
وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال: المُحال الكلام لغير شيء، والمستقيم كلامٌ لشيء، والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه، واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك، والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به.
وأَحالَ الرَّجُلُ: أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به.
وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه، بكسر اللام. التهذيب: والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى، كقولك ذو مال وأُولو مال. قال الأَزهري: يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه، وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه؛ قال الراجز: ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه، هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قولهم: حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قال ابن بري: وشاهد حَوالَهُ قول الراجز: أَهَدَمُوا بَيْتَك؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث الاستسقاء: اللهم حَوالَيْنا ولا علينا؛ يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية، من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه؛ وأَما قول امريء القيس: أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً، ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار، فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه.
واحْتَوَله القومُ: احْتَوَشُوا حَوالَيْه.
وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً: رامه؛ قال رؤبة: حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة: مطالبتك الشيءَ بالحِيَل.
وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله؛ قال لبيد: أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ: أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ الليث: الحِوال المُحاوَلة. حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة.
والحِوال: كلُّ شيء حال بين اثنين، يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز. أَبو زيد: حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة. قال الليث: يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز.
ويقال: حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً. ابن سيده: وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً، واسم ذلك الشيء الحِوال، والحَوَل كالحِوال.
وحَوالُ الدهرِ: تَغَيُّرُه وصَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي: أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً، أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب: ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر؛ وأَنشد: ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين، يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال: سمعت أَعرابيّاً من بني سليم ينشد: فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال: وغيره من بني سليم يقول يَحْتال، بلا همز؛ قال: وأَنشدني بعضهم: يا دارَ ميّ، بِدكادِيكِ البُرَق، سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال: وغيره يقول المُشْتاق.
وتَحَوَّل عن الشيء: زال عنه إِلى غيره. أَبو زيد: حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع. الجوهري: حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل.
وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين: يكون تَغَيُّراً، ويكون تَحَوُّلاً؛ وقال النابغة: ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد.
وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال؛ وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده: أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم، وقلت له: با ابْنَ الحيالى تحوَّلا (* «الحيالى» هكذا رسم في الأصل، وفي شرح القاموس: الحيا و لا). قال: يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال: وهذا كثير.
وحَوَّله إِليه: أَزاله، والاسم الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللحياني: أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً، لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا التهذيب: والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يقال: حوّلُوا عنها تَحْويلاً وحِوَلاً. قال الأَزهري: والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت، والحِوَل اسم يقوم مقام المصدر؛ قال الله عز وجل: لا يَبْغُون عنها حِوَلاً؛ أَي تَحْوِيلاً، وقال الزجاج: لا يريدون عنها تَحَوُّلاً. يقال: قد حال من مكانه حِوَلاً، وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً، وعادَني حُبُّها عِوَداً. قال: وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة، فيكون على هذا المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها، قال: وقرئ قوله عز وجل: دِيناً قِيَماً، ولم يقل قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً، لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم، وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل.
وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، كلاهما: تَحَوَّل.
وفي الحديث: من أَحالَ دخل الجنة؛ يريد من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام. الأَزهري: حالَ الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله.
وفي حديث خيبر: فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين، وهو من التَّحَوُّل.
وفي الحديث: إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه، وقيل: هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله.
وفي الحديث: فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم وقد تقدم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة.والحَوالة: تحويل ماء من نهر إِلى نهر، والحائل: المتغير اللون. يقال: رماد حائل ونَبات حائل.
ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً.
وفي حديث ابن أَبي لَيْلى: أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات.
وفي حديث قَباث بن أَشْيَم: رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً.
ومنه الحديث: نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى، وكلُّ متغير حائلٌ، فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل، كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ.
وتَحوَّل كساءَه. جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره، والاسم الحالُ.
والحالُ أَيضاً: الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره، ما كان وقد تَحَوَّل حالاً: حَمَلها.
والحالُ: الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره، يقال منه: تَحَوَّلْت حالاً؛ ويقال: تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره. يقال: تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها.
وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة.
وتَحَوَّل: تنقل من موضع إِلى موضع آخر.
والتَّحَوُّل: التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع، والاسم الحِوَل؛ ومنه قوله تعالى: خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً.
والحال: الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي يَدِبُّ عليها الصبي؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري: ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً، مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد: ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم.
والحائل: كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه.
وقد حالَ يَحُول.
واسْتحال الشَّخْصَ: نظر إِليه هل يَتَحرَّك، وكذلك النَّخْل.
واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً.
وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا، وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك، وقيل: معناه نَطْلُب حال مَطَره، وقيل بالجيم، وقد تقدم. الأَزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال: الحَوْل الحَركة، تقول: حالَ الشخصُ إِذا تحرّك، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول: لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله. الكسائي: يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله، وورد ذلك في الحديث: لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله، وفُسِّر بذلك المعنى: لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: الحَوْل الحِيلة، قال ابن الأَثير: والأَول أَشبه؛ ومنه الحديث: اللهم بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك، وقيل أَحتال، وقيل أَدفع وأَمنع، من حالَ بين الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر.
وفي حديث آخر: بك أُصاوِل وبك أُحاوِل، هو من المُفاعلة، وقيل: المُحاولة طلب الشيء بحِيلة.
وناقة حائل: حُمِل عليها فلم تَلْقَح، وقيل: هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات، وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل، والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع.
وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام؛ وقيل: هو على المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، وقيل: إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل، فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل، وقيل: المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً.
وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام، قال: ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى، والحائل: الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع، وشاة حائل ونخْلة حائل، وحالت النخلةُ: حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر. الجوهري: الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل، يقال: نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة؛ ويقال: لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل، ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل، وأُمُّها أُمُّ حائل؛ قال: فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل.
وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل.
وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل.
والناس مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم. قال أَبو عبيدة: لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يقطعهما قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام.
وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل؛ وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ.
وفي الحديث: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل؛ المُحِيل: الذي لا يولد له، من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً.
وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ؛ ومنه حديث أُم مَعْبَد: والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ.
والحُول، بالضم: الحِيَال؛ قال الشاعر: لَقِحْن على حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش، حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى مُمَنَّع، بالنون. الأَصمعي: حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل؛ وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً (* قوله «وقد حالت حوالاً» هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب، والذي في القاموس: حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما) .
والحالُ: كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني. قال ابن سيده: وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة. اللحياني: يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال: هو بحالة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات. الجوهري: الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه.
وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة والموعظة: توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه، وكذلك روى أَبو عمرو الحديث: وكان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يَتَحَوَّلُنا بالموعظة، بالحاء غير معجمة، قال: وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً.
وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه: صُروفُه.
والحالُ: الوقت الذي أَنت فيه.
وأَحالَ الغَريمَ: زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر، والاسم الحَوالة. اللحياني: يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم: حالَ، وهو يَحُول حَوْلاً.
ويقال: أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً.
واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه. الليث: الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر. قال أَبو منصور: يقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ، وهو كذا درهماً، على رجل آخر لي عليه كذا درهماً أُحِيلُه إِحالةً، فاحْتال بها عليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ. قال أَبو سعيد: يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ، والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل، وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان، وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة.والحال: التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة.
والحالُ: الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ.
وفي الحديث: أَن جبريل، عليه السلام، قال لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل: أَخَذْتُ من حال البحر فضَرَبْتُ به وجهه، وفي رواية: فحشَوْت به فمه.
وفي التهذيب: أَن جبريل، عليه السلام، لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل، أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه؛ وقال الشاعر:وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا، سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر: حالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود.
والحالُ: اللَّبَنُ؛ عن كراع.
والحال: الرَّماد الحارُّ.
والحالُ: ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض، يقال: حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق.
وحالُ الرجلِ: امرأَته؛ قال الأَعلم: إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر، وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها؛ وأَنشد الأَزهري: يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها، والجمع مَحالٌ ومَحاوِل.
والمَحالة والمَحال: واسِطُ الظَّهْر، وقيل المَحال الفَقار، واحدته مَحالة، ويجوز أَن يكون فَعالة.
والحَوَلُ في العين: أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ، وقيل: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف، وقيل: هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها، وقيل: الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج، وقيل: هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت؛ وقول أَبي خراش: إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير (* قوله «إذا ما كان» تقدم في ترجمة كسس: إذا ما حال، وفسره بتحوّل). قيل: معناه انقلبت، وقال محمد بن حبيب: صار أَحْوَل، قال ابن جني: يجب من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة، وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ، فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا. الليث: لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول (* قوله «لغة تميم حالت عينه تحول» هكذا في الأصل، والذي في القاموس وشرحه: وحالت تحال، وهذه لغة تميم كما قاله الليث). حولاً، وغيرهم يقول: حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً.
واحْوَلَّت أَيضاً، بتشديد اللام، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائي.
وجَمْع الأَحول حُولان.
ويقال: ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً، مصدر الأَحْوَلِ.
ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ: جاء على الأَصل لسلامة فعله، ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأَن فَعِلاَ فَعِيل، فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها.
وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها: صَيَّرها حَوْلاء، وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل: احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً واحْوالَّت احْوِيلالاً.
والحُولة: العَجَب؛ قال: ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر ويوصف به فيقال: جاء بأَمرٍ حُولة.
والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة: كالمَشِيمة للمرأَة، وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر، وقيل: تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول، وذلك أَول شيء يخرج منه، وقد تستعمل للمرأَة، وقيل: الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد، وقال الخليل: ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء، وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء، لغة في خُيَلاء؛ حكاه ابن بري؛ وقيل: الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض، ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان، ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة، ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى.
والحُوَلاء: الماء الذي في السَّلى.
وقال ابن السكيت في الحُولاء: الجلدة التي تخرج على رأْس الولد، قال: سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد؛ قال الشاعر: على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها، فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين ابن شميل: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها، وهي أَعْقاؤه، الواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر.
وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر.
ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى: يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً.
ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً، وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ؛ قال: بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها.
وفي حديث الأَحنف: إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب، تقول العرب: تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة، وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم.
والحِوَل: الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ.
وأَحال عليه: اسْتَضْعَفه.
وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل.
وأَحَلْتُ عليه بالكلام: أَقبلت عليه.
وأَحال الذِّئبُ على الدم: أَقبل عليه؛ قال الفرزدق: فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَى دماً بصاحبه يوماً، أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه؛ وقال أَيضاً: فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى بصاحبه، يَوْماً، دَماً فهو آكلُه وفي حديث الحجاج: مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه، وفي حديث آخر: فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه.
وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قال لبيد: كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلون السِّجال على السِّجال وأَحالَ عليه الماء: أُفْرَغَه؛ قال: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، حَبْوَ الجَواري، تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه: يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم: حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم واحداً.
وحال: بمعنى انْصَبَّ.
وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه.
وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابن بري لزهير: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحال الليلُ: انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل: لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها، وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل.
والحالُ: موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، وقيل: هي طَرِيقة المَتْن؛ قال: كأَنَّ غلامي، إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ في السماء، مُحَلِّق وقال امرؤ القيس: كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ابن الأَعرابي: الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء، وفيه ثلاث لغات: الخال، بالخاء المعجمة، وهو أَعْرَقُها، والحال والجَالُ.
والحَالُ: لحم باطن فخذ حمار الوحش.
والحال: حال الإِنسان.
والحال: الثقل.
والحال: مَرْأَة الرَّجُل.
والحال: العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي؛ قال ابن بري: وهذه أَبيات تجمع معاني الحال: يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى، والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد شيء. فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل، فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ: من الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ. ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا: التراب. تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها عن حالها، كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا: العَجَلة. فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى، وعلى ما فات من حال الحال هنا: مَذْهَب خير أَو شر. لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر، لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا: الساعة التي أَنت فيها. لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ، كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال الحال هنا: اللَّبَن؛ حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه، ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل: امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا. رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ، فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال حالُ الفَرَس: طرائق ظَهْره، وقيل مَتْنُه. يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه، حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا: وَرَق الشجر يَسْقُط. الأَصمعي: يقال ما أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد، والحال: لَحْمة المَتْن. الأَصمعي: حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه، وفي الصحاح: حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب.
وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال. ابن سيده وغيره: حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها، وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره.
ويقال: حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه. الجوهري: أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب؛ وفي المثل: تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء.
ويقال: إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان.
وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء؛ قال ذو الرمة: وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه، إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور: وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت، ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى.
وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر.
وما أَحْسَن حَوِيلَه، قال الأَصمعي: أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد.
ويقال: ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال: خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على ثِيلِه.
وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف، ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب؛ حكاه ابن سيده.
وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الواو.
والحَوِيل: الشاهد.
والحَوِيل: الكفِيل، والاسم الحَوَالة.
واحْتال عليه بالدَّين: من الحَوَالة.
وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته، والاسم الحَوِيل؛ قال الكميت: وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق، وهي كَيِّسة الحَوِيل قال: يعني الرَّخَمَة.
وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قال ذو الرمة يصف الحرباء: يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته حَنِيفاً، وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل، هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل، وفتحت العشي على الظرف، ويروى: الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل مفعول به؛ قال ابن بري: يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِيف، فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً، لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق.
واحْتال المنزلُ: مَرَّت عليه أَحوال؛ قال ذو الرمة: فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وطال احْتِيالُها واحتال أَيضاً: تغير؛ قال النمر: مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ، فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به؛ عن اللحياني.
وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ.
وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت: أَتى عليها حَوْلٌ، وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحِيل؛ قال الكميت: أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل بفَيْدَ، وما بُكاؤك بالطُّلول؟ والمُحِيل: الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ ؛ وذلك في البيت بعده وهو: أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم: يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا، حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ: أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل، بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل؟ قال ابن بري: وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة: قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا، والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا، بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا قال: تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، من أَهَله الله؛ وقال الأَخوص: أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس: من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ، من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا أَبو زيد: فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على أَثره.
وحالت القوسُ واستحالت، بمعنى، أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج.
وحَوَال: اسم موضع؛ قال خِراش بن زهير: فإِني دليل، غير مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي: الحَوَلْولة الكَيِّسة، وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها.
وبنو حَوالة: بطن.
وبنو مُحَوَّلة: هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك.
وحَوِيل: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي: تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب