المصادر:  


غ - م - ن (جمهرة اللغة) [50]


الغَنَم: اسم يجمع الضّأن والمعزَ، لا واحد لها من لفظها، ويُجمع الغنم أغناماً. والغَنيمة والغُنْم والمَغْنَم واحد، وقد جُمع المَغْنَم مَغانم، وجمع غَنيمة غنائم. وقد سمّت العرب غانماً وغَنّامة وغُنَيْماً وغَنّاماً. وغَنّامة: اسم امرأة. ويَغْنَم: اسم، وأحسبه أبا بُطين من العرب. والنَّغْمَة والنّغَم من الكلام أو الغناء: معروف؛ وسمعت نغمةً حسنة؛ وتنغّم الإنسان بالغناء ونحوه. والنَّمْغَة: الجلدة التي تُضرب في مقدِّم رأس الصبي المولود ثم تشتدّ بعد ذلك، والجمع نَمَغ ونَمَغات. والمَغْنَى: مَفْعَل من قولهم: غَنِيَ القومُ بالمكان، إذا أقاموا به، وليس هذا موضعه.

غ ن م (المصباح المنير) [50]


 غَنِمْتُ: الشيء "أَغْنَمُهُ" "غُنْمًا" أصبته "غَنِيمَةً" ، و "مَغْنَمًا" والجمع "الغَنَائِمُ" ، و "المَغَانِمُ" ، و "الغُنْمُ بِالغُرْمِ" أي مقابل به فكما أن المالك يختصّ "بِالغُنْمِ" ولا يشاركه فيه أحد فكذلك يتحمل الغرم ولا يتحمل معه أحد، وهذا معنى قولهم: "الغُرْمُ مَجْبُورٌ بِالغُنْمِ" قال أبو عبيد: "الغَنِيمَةُ" ما نيل من أهل الشرك عنوة والحرب قائمة والفيء ما نيل منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها. و "الغَنَمُ" اسم جنس يطلق على الضأن والمعز وقد تجمع على "أَغْنَامٍ" على معنى قطعانات من الغنم، ولا واحد "لِلْغَنَمِ" من لفظها قاله ابن الأنباري، وقال الأزهري أيضا: "الغَنَمُ" الشاء الواحدة شاة وتقول العرب: راح على فلان "غَنَمَانِ" أي قطيعان من "الغَنَمِ" كلّ قطيع منفرد بمرعى وراعٍ، وقال الجوهري: "الغَنَمُ" اسم مؤنث موضوع لجنس الشاء يقع على الذكور والإناث وعليهما ويصغر، فتدخل الهاء ويقال "غُنَيْمَةٌ" ؛ لأن أسماء الجموع التي لا . . . أكمل المادة واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين وصغرت فالتأنيث لازم لها. 

غنم (لسان العرب) [50]


الغَنَم: الشاء لا واحد له من لفظه، وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ؛ قال الشاعر: هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما قال ابن سيده: وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين؛ تقول العرب: تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة؛ ومنه حديث عمر: أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها فتكون قِطْعتين لقلتها، فلا تُعطوا من له قطعتان منها، وأَراد بالسَّنة الجَدْب؛ قال: وكذلك تروح على فلان إبلان: إبل ههنا وإبل ههنا، والجمع أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو . . . أكمل المادة جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني: فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا، فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما منها: إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ، أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كثيرة.
وفي التهذيب عن الكسائي: غنم مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة.
وقال أَبو زيد: غنم مُغَنَّمة وإبل مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع، وهو اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور وعلى الإناث وعليهما جميعاً، فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم، يقال: له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا، وتقول: هذه غنم لفظ الجماعة، فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة.
وتَغَنَّم غَنَماً: اتخذها.
وفي الحديث: السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم؛ قيل: أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل.
والعرب تقول: لا آتيك غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر، فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه هو على الظرف، وهذا اتساع.
والغُنْم: الفَوْز بالشي من غير مشقة.
والاغتِنام: انتهاز الغُنم.
والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الفيء. يقال: غَنِمَ القَوم غُنْماً، بالضم.
وفي الحديث: الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه غُرْمه؛ غُنَّمه: زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته؛ وقول ساعدة بن جُؤية: وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها، نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم.
وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فاز به.
وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عدّه غَنِيمة، وفي المحكم: انتهز غُنْمه.
وأَغْنَمه الشيءَ: جعله له غَنِيمة.
وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته. قال الأَزهري: الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال المشركين، ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له، ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين المُوجِفين: للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد، وأَما الفَيء فهو ما أَفاء الله من أَموال المشركين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه، مثل جِزية الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله، والباقي يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم، وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة والمَغنم والغنائم، وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه المسلمون الخيل والركاب. يقال: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، والغنائم جمعها. جمع مَغْنم، والغنم، بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر.
ويقال فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة.
والغانم: آخذ الغنيمة، والجمع الغانمون.
وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة؛ سماه غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب.
وغُناماك وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه كما يقال حُماداك، ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك.
وبنو غَنْم: قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل.
ويَغْنَم: أبو بطن.
وغنّام وغانم وغُنَيم: أَسماءٌ.
وغَنَّمة: اسم امرأَة.
وغَنّام: اسم بعير؛ وقال: يا صاح، ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

الْمغنم (المعجم الوسيط) [0]


 الْغَنِيمَة (ج) مَغَانِم 

أفل (الصّحّاح في اللغة) [0]


أَفَلَ، أي غاب.
وقد أَفَلَتِ الشمسُ يَأْفِلُ وتَأْفُلُ أُفُولاً: غابتْ.
والإِفالُ والأَفائلُ: صغارُ الإِبِلِ، بناتُ المخاضِ ونحوُها، واحدها أَفيلٌ، والأنثى أَفيلَةٌ.
ومنه قول زُهَير:
      مَغانِمُ شَتَّى من إفالِ مُزَنَّمِ

والمَأفولُ، إبدال المَأفونِ، وهو الناقص العقل.

افل (لسان العرب) [0]


أَفَلَ أَي غاب.
وأَفَلَت الشمسُ تأْفِل وتأْفُل أَفْلاً وأُفولاً: غَرَبت، وفي التهذيب: إِذا غابت فهي آفلة وآفل، وكذلك القمر يأْفِلُ إِذا غاب، وكذلك سائر الكواكب. قال الله تعالى: فلما أَفل قال لا أُحب الآفلين.
والإِفَال والأَفَائِل: صِغار الإِبل بَنَاتُ المخَاض ونحوُها. ابن سيده: والأَفِيل ابن المخَاض فما فوقه، والأَفِيل الفَصِيل؛ والجمع إِفَال لأَن حقيقته الوصف، هذا هو القياس وأَما سيبويه فقال أَفِيل وأَفائل، شبهوه بذَنُوب وذَنائب، يعني أَنه ليس بينهما أَلا الياء والواو، واختلاف ما قبلهما بهما، والياء والواو أُخْتانِ، وكذلك الكسرة والضمة. أَبو عبيد: واحد الإِفالِ بنات المخَاض أَفِيلٌ والأُنثى أَفِيلة؛ ومنه قول زهير: فأَصْبَحَ يُجْري فيهمُ من تِلادكم . . . أكمل المادة مَغانم شَتَّى، من إِفَالٍ مُزَنَّمِ ويروى: يُجْدي. النوادر: أَفِل الرجلُ إِذا نَشِط، فهو أَفِلٌ على فَعِلٍ؛ قال أَبو زيد: أَبُو شَتِيمَين مِنْ حَصَّاءَ قد أَفِلَت، كأَنَّ أَطْباءَها في رُفْغها رُقَعُ وقال أَبو الهيثم فيما روي بخطه في قوله: قد أَفِلَتْ: ذهب لَبَنُها، قال: والرُّفْغ ما بين السُّرَّة إِلى العانة، والحَصَّاء التي انْحَصَّ وَبَرُها، وقيل: الرُّفْغ أَصل الفَخِذ والإِبْط. ابن سيده: أَفَل الحَمْلُ في الرَّحِم استقر.
وسَبُعَةٌ آفِل وآفلة: حامل. قال الليث: إِذا استقر اللَّقاح في قَرار الرَّحِم قيل قد أَفَلَ، ثم يقال للحامل آفِل.
والمَأْفول إِبدال المَأْفون: وهو الناقص العقل.

وكف (العباب الزاخر) [0]


الوَكْفُ: النِّطَعُ، قال أبو ذُؤيب الهُذليّ:
تَدَلّى عليها بـين سِـبٍّ وخَـيْطَةٍ      بجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها

"و" وَكَفَ البيت يَكِف وَكْفاً ووَكِيْفاً وتَوْكافاً: أي قطر، قال العجّاج:
وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ السى      وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَـا

وناقة وَكُوْفٌ: أي غزيرة.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: أن رجلا جاءه فقال: أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجَنّة قال: المِنْحَةُ الوكُوْفُ والفَيْءُ على ذي الرَّحِم. وقال الليث: الوَكَفُ بالتحريك-: وَمَفُ البيت؛ مثل الجناح يكون على الكَنِيْفِ.  وقول النبي صلى الله عليه وسلم-: خِيار الشهداء عند الله أصحاب الوَكَفِ قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الوَكَفِ؟ قال: قوم تَكَفَّأ عليهم مَرَاكِبُهم في البحر. قال شَمِر: الوَكَفُ . . . أكمل المادة قد جاء مفسّراً في الحديث والمعنى: أنَّ مراكبهم قد اجْتَنَحَت عليهم وتَكَفَّأَتْ فصارت فوقهم مثل أوْكافِ البيوت. والوَكَفُ أيضاً-: العَيب والإثم، وقد وَكِفَ بالكسر- وَكَفاً.
ومنه الحديث: البَخِيل في غير وَكَفٍ.
وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. قال مالك بن العَجلان الخَزرجي وهو من أبيات الكِتاب- ويُروى لشُرَيح بن عمران القُضاعيِّ، ورواه أبو زكريا التَبْريزيّ لعمرو بن امْرِئ القيس الخزرجي، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار، وهو لمالك:
الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ لا يَأْ      تِيْهمُ من وَرائنـا وَكَـفُ

أي هُمُ الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ. والوَكَفُ في قَول العجاج يصِف ثوراً:
غَدا يُباتري خَرِصاً واسْتَأْنَفا      يَعْلُو دَكادِيْكَ ويَعْلُو وَكَفاً

سَفْحُ الجبل. والوكَفُ أيضاً-: الميل والجَوْر، يُقال: إنّي لأَخشى وَكَفَ فلان: أي جوْرَه. وإذا انْحَدَرْت من الصَّمان وقعْت في الوَكَفِ: وهو مُنحَدَرُكَ إذا خَلَّفْتَ الصَّمان. وقال ابن فارس: الوَكَفُ: الفَرَق، كذا في نُسَخ المُجْمَل والمَقاييس، وذكر إبراهيم الحَربيّ رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه في هذا التركيب: الوَكَفُ: العَرَق بعين مُحقَّقة-، وأنْشد:
رَأْيت مُلوكَ النّاسِ عاكِفَةً بـهـمْ      على وَكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ

وقال ابن دريد: ليس في هذا الأمر وَكْفٌ ولا وَكَفٌ: أي فَساد وضَعْف. ووَكَفَ عن الأمر: قصَّر ونَقَصَ.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: لَيَخْرُجنَّ ناس من قبورهم في صورة القردة بما داهَنوا أهل المعاصي ثمَّ وَكَفوا عن عَمَلهم وهم يستطيعونَ. والوَكْفُ -بسُكُونِ الكاف-: النِّطَعُ. والوِكَافُ والوُكافُ: لُغتان في الإكافِ والأُكافِ. وقال ابن عَبّاد: أوْكَفْتُه: أوقعتُه في الإثم. وأوْكَفَ البيت: لغة في وَكَفَ. ويقال: أوْكَفْتُ البغل وآكَفْتُه ووَكَّفْتُه تَوْكِيْفاً وأكَّفْتُه تَأكِيْفاً: إذا وضعْت عليه الوِكافَ. واسْتَوْكَفَ: أي اسْتَقطَر.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه توَضَّأ فاستوكف ثلاثاً.
والمعنى: أنه اصطَبّه على يديه ثلاث مرّات فغسلهما قبل إدخالِهما الإناء.
وأنشد الأزهري لحُمَيد بن ثور -رضي الله عنه- يَصف الخَمْر.
إذا اسْتُوْكِفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها      كما جََّ أحشَاءَ السَّقِيْمِ طَبِـيْبُ

وواكَفْتُ الرجلَ في الحرب وغيرها: إذا واجهته وعارضته، قال ذو الرُّمة:
مَتا ما يُوَاكِفْهُ ابنُ أنْثَى رَمَتْ بهِ      مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْها المَغَانِمَ تَثْكَلِ

ويُروى: "مَتا ما يُواجِهْها" أي مَتَا ما يُواجِه هذه الفَرَس ابن أُنثى أي رجل. ويقال: هو يَتَوَكَّف عِيالَه وَحَشمه: أي يتعهَّدهم وينظر في أمورهم. ويقال: توَكَّفَ الخبر وتوقَّعه وتسقَّطه: إذا انتظر وَكْفَ، ويدُلّ على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقْطَر الخبر واستوْدَفه.
ومنه حديث عُبيد بن عُمير: أهل القبور يتوكَّفون الأخبار؛ فإذا مات الميت ألوه ما فعل فلان وما فعل فلان. وقال أبو عمرو: التَّوَكُّفُ: التعرُّض، يقال: مازلتُ أتَوَكَّفُ له: أي أتعرَّض له حتى لقيْتُه، قال:
سَرى مُتَوَكِّفاً عن آلِ سُعْدى      ولو أسْرى بلَيْلٍ قاطِنِيْنـا

وقال ابن عَبّاد: تَوَاكَفَ القوم: أي انْحَرَفوا.

وكف (لسان العرب) [0]


وكَف الدمعُ والماء وكْفاً ووَكِيفاً ووُكوفاً ووَكَفاناً: سال.
ووَكَفَت العينُ الدمْعَ وكْفاً ووَكيفاً: أَسالته. اللحياني: وكفَت العينُ تَكِفُ وكْفاً ووَكِيفاً، وسحاب وَكُوف إذا كانت تَسِيل قليلاً قليلاً.
ووكَفَت الدلْوُ وكْفاً ووَكِيفاً: قطرت، وقيل: الوكْف المصدر، والوَكِيفُ القطر نفسه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، توضأَ فاستوكف ثلاثاً؛ قال غير واحد: معناه أَنه غسل يديه ثلاثاً وبالغ في صبّ الماء على يديه حتى وكف الماءُ من يديه أَي قطر؛ قال حميد بن ثور يصف الخَمر: إذا اسْتوْكَفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَسُوفُها، كما جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِيمِ طَبِيبُ أَراد إذا استقْطرتْ.
واستوكَفْت الشيء: استَقْطَرْته: ووكَف البيتُ وكْفاً ووَكِيفاً ووُكوفاً ووكَفاناً وتَوْكافاً وأَوكَف وتَوَكَّفَ: هَطَلَ . . . أكمل المادة وقطَر، وكذلك السطْح، ومصدره الوَكِيف والوَكْف.
وشاة وَكُوف: غَزيرة اللبن وكذلك مِنْحةٌ وَكُوف وناقة وَكُوف أَي غزيرة.
وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، قال: من مَنَحَ مِنْحةَ وَكُوفاً فله كذا وكذا؛ قال أَبو عبيد: الوكوف الغزيرة الكثيرة الدَّرِّ، ومن هذا قيل: وَكَفَ البيتُ بالمطر، ووكفَتِ العينُ بالدمع إذا تقاطَر.
وقال ابن الأَعرابي: الوكوف التي لا ينقطع لبنها سنَتها جَمْعاء.
وأَوْكَفت المرأَة: قارَبت أَن تلد.
والوَكْف: النِّطَعُ؛ قال أَبو ذؤيب: ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بجَرْداء، مِثْلِ الوكْفِ، يَكْبُو غُرابها بجَرْداء يعني أَرضاً مَلْساء لا تُنبت شيئاً يكبو غراب الفأْس عنها لصَلابتها إذا حُفِرت؛ والبيت الذي أَورده الجوهري: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطةٍ بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها والوَكَفُ: وكَفُ البيت مثل الجَناح في البيت يكون على الكُنَّةِ أَو الكَنِيف.
وفي الحديث: خيارُ الشُّهداء عند اللّه أَصحابُ الوَكَف؛ قيل: ومن أَصحابُ الوَكَف؟ قال: قوم تُكْفأُ عليهم مراكبهم في البحر؛ قال ابن الأَثير: الوَكَفُ في البيت مثل الجناح يكون عليه الكَنِيف؛ المعنى أَن مراكبهم انقلبت بهم فصارت فوقهم مثل أَوكاف البيوت، قال: وأَصل الوَكَف في اللغة المَيْل والجَوْرُ.
والوَكَف، بالتحريك: الإِثم، وقيل: العيب والنقْص.
وقد وَكِفَ الرجل يَوْكَفُ وكَفاً إذا أَثِمَ.
وقد وَكِفَ يَوْكَفُ وأَوكَفَه: أَوقعه في إثْم.
ويقال: ما عليك في هذا وكَفٌ.
والوَكَفُ: العيب؛ أَنشد ابن السكيت لعمرو بن امرئ القيس، ويقال لقيس بن الخطيم: الحافِظُو عَوْرَةِ العشيرةِ، لا يَأْ تيهِمُ من ورائهمْ وَكَفُ قال ابن بري: وأَنكر عليّ بن حمزة أَن يكون الوكَف بمعنى الإثم، وقال: هو بمعنى العَيْب فقط.وليس في هذا الأَمر وكْف ولا وكَف أَي فساد.
وفي الحديث: ليَخْرُجَنَّ ناسٌ من قُبورهم في صورة (* قوله «في صورة» في النهاية: على صورة.) القِرَدة بما داهَنُوا أَهل المعاصي ثم وكَفُوا عن عِلْمهم وهم يَستطيعون؛ قال الزجاج: وكَفوا عن عِلمهم أَي قصَّروا عنه ونقَصُوا. يقال: عليك في هذا الأَمر وكَف أَي نقص.
ويقال: ليس عليك في هذا الأَمر وكَف أَي ليس عليك فيه مكروه ولا نقص.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: البَخيل في غير وكَفٍ؛ الوكَفُ: الوقوع في المأْثَم والعيب.
وفي عقله ورأْيِه وكَفٌ أَي فساد؛ عن ابن الأَعرابي وثعلب. التهذيب: يقال إني لأَخشى عليك وكَفَ فلان أَي جَوْرَه ومَيْله؛ قال الكميت:بكَ يَعْتَلي وكَفَ الأُمُو ر، ويَحْمِلُ الأَثْقالَ حامِلْ وقال أَبو عمرو: الوكَفُ الثِّقلُ والشدَّةُ.
وقالت الكِلابية: يقال فلان على وكَفٍ من حاجته إذا كان لا يدري على ما هو منها، قال: وكل هذا ليس بخارج مما جاء مفسَّراً في الحديث لأَن التكفي (* قوله التكفي: هكذا في الأصل ولعلها الوكْف.) هو المَيْل.
والوكَفُ من الأَرض: ما انهبط عن المرتفع؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال العجاج يصف ثوراً: يَعْلو الدَّكاديكَ ويَعْلُو الوَكَفا وقال الجوهري: هو سَفْح الجبل، وقال ثعلب: هو المكان الغَمْضُ في أَصل شَرف. ابن شميل: الوَكَفُ من الأَرض القِنْع يتَّسع وهو جَلَد طين وحصى، وجمعه أَوْكاف.
وتَوَكَّف الأَثَر: تتبَّعه.
والتوكُّف: التوقُّع والانتظار.
وفي حديث ابن عمير: أَهلُ القبور يتوكَّفُون الأَخْبار أَي ينتظرونها ويسأَلون عنها، وفي التهذيب: أَي يتوقعونها، فإذا مات الميت سأَلوه: ما فعل فلان وما فعل فلان؟ يقال: هو يتوكَّف الخبر أَي يتوقَّعه.
وتقول: ما زلت أَتوكَّفُه حتى لقِيته.
ويقال: واكَفْت الرجل مُواكفةً في الحرب وغيرها إذا واجَهْتَه وعارَضْته؛ قال ذو الرمة: متى ما يُواكِفْها ابن أُنْثَى، رَمَتْ به مع الجَيْشِ يَبْغِيها المَغانِمَ، تنكل (* قوله «تنكل» كذا في الأصل بالنون، وفي شرح القاموس: بثاء مثلثة.) وتوكَّف عيالَه وحشَمه: تعهَّدهم، وهو يتوكَّفهم: يتعهَّدهم وينظر في أُمورهم.
والوُكاف والوِكاف والأُكاف والإكاف: يكون للبعير والحمار والبغل؛ قال يعقوب وكان رؤبة ينشد: كالكَوْدَن المَشدُودِ بالوكاف والجمع وُكُف؛ وأَوْكَفَ الدابةَ، حِجازيّة. الجوهري: يقال آكفْت البغل وأَوْكَفْته.
ووكَّفَ الدابةَ: وضع عليها الوكاف.
ووكَّف وكافاً: عمله، اللحياني: أَوكَفْت البغل أُوكِفُه إيكافاً، وهي لغة أَهل الحجاز وتميم، تقول: آكفْته أُوكِفُه إيكافاً، وقال بعضهم: وكَّفْته توكيفاً وأَكَّفْته تأْكيفاً، والاسم الوكاف والإكاف.

زنم (لسان العرب) [0]


زَنَمَتا الأُذن: هنتان تليان الشحمة، وتقابلان الوَتَرَةَ.
وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه (* قوله «وزنمتا الفوق وزنمتاه» كذا هو مضبوط في الأصل بضم الزاي وسكون النون في الثاني، ومقتضى القاموس فتح الزاي).
والأَول أَفصح: أَعلاه وحرفاه. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، وهما شَرَجا الفُوق، وهما ما أَشرف من حرفيه.
والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ: الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ.
ويقال: المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم.
والمُزَنَّمُ من الإِبل: المقطوع طرف الأُذن؛ قال أَبو عبيد: وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها؛ والتَّزْنيمُ: اسم تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت. الأَحمر: من السِّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً، ومنها الزَّنَمةُ، وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن، والمُفْضاة . . . أكمل المادة مثلها. الجوهري: الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً، وإِنما يفعل ذلك بالكِرام من الإِبل. يقال: بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ.
والزَّنَمُ: لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ، وفي حديث لقمان: الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ، وهي الكريمة، لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز؛ قال المُعَلَّى بن حَمّال العبدي: وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا، يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ يُفَرِّقُ بينها صَدْعٌ رَباع، له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ والخَلْعَةُ: خيار المال.
والزَّنِيمُ: الذي له زَنَمَتان في حلقه، وقيل: المُزَنَّمُ صغار الإِبل، ويقال: المُزَنَّمُ اسم فحل؛ وقول زهير: فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، من تِلادِكُمْ، مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ قال ابن سيده: هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن معنى الجماعة والجمع سواء، فحمل الصفة على الجمع، ورواه أَبو عبيدة: من إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه.
وقوله تعالى: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل: موسوم بالشر لأَن قطع الأُذن وَسْمٌ.
وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها (* قوله «وزنمتها» كذا هو مضبوط في الأصل بضم فسكون): هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها، وخص بعضهم به العنز، والنعت أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن المُنْذِرِ: تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ، وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ، فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما قال: ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ: كأَنَّ زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة. الليث: وزَنَمتا العنز من الأُذن.
والزَّنَمَةُ أَيضاً: اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده (* قوله «تسمى ملاده» كذا هو في الأصل).
والزَّنِيمُ: ولد العَيْهَرَةِ.
والزَّنِيمُ أَيضاً: الوكيل.
والزُّنْمةُ: شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة.
والزَّنَمةُ: نَبْتَة سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي من شر النبات؛ وقال أَبو حنيفة: الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال: ولا أَحفظ لها عنهم صفة.
والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدهر المعلَّق به البلايا، وقيل: لأَن البلايا مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، وقيل: هو الشديد المرّ، وقد تقدم عامة ذلك في ترجمة زلم.
ويقال: أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ؛ قال رؤبة يصف الدهر: أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة.
والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ.
والمُزَنَّمُ: الدَّعيُّ؛ قال: ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما أَي يستعبدونه؛ قال أَبو منصور: قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ وإِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ، وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ، وفي التنزيل العزيز: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم؛ وقال الفراء: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم، وقيل: الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها.
والزَّنَمَتانِ: المعلقتان عند حُلوق المِعْزَى، وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العبد.
وقال اللحياني: هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي حَقّاً.
والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ في قوم ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قول حَسَّان: وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ، كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي، جاهلي: زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً، كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ وجدت حاشية صورتها: الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان؛ قال: وفي الكامل للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ: ما الزَّنِيمُ؟ قال: هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ، أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت: زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً، كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ وورد في الحديث أَيضاً: الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب؛ وفي حديث علي وفاطمة، عليهما السلام: بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بطنان من بني يَرْبوعٍ. الجوهري: وأَزْنَمُ بطن من بني يَرْبُوعٍ؛ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ: فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا وقال ابن الأَعرابي: بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ، لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ يقول: هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل.
وابن الزُّنَيْمِ، على لفظ التصغير: من شعرائهم.

نفل (لسان العرب) [0]


النَّفَل، بالتحريك: الغنيمةُ والهبةُ؛ قال لبيد: إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ، وبإِذْنِ اللهِ رَيْثي والعَجَلْ والجمع أَنْفال ونِفال؛ قالت جَنُوب أُخت عَمْرو دي الكَلْب: وقد عَلِمَتْ فَهْمُ عند اللِّقاء، بأَنهمُ لك كانوا نِفالا نَفَّله نَفَلاً وأَنْفَله إِيَّاه ونَفَله، بالتخفيف، ونفَّلْت فلاناً تنفيلاً: أَعطيته نَفَلاً وغُنْماً.
وقال شمر: أَنفَلْت فلاناً ونَفَلْته أَي أَعطيته نافِلة من المعروف.
ونَفَّلْته: سوَّغت له ما غَنِم؛ وأَنشد:لَمَّا رأَيت سنة جَمادَى، أَخَذْتُ فَأْسي أَقْطَعُ القَتادا، رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا قال: أَنشدَتْه العُقَيْليَّة فقيل لها ما الإِنْفال؟ فقالت: الإِنْفال أَخذُ الفأْس يقطع القَتادَ لإِبِله لأَن يَنْجُوَ من السَّنَة فيكون له فَضْل على مَنْ لم يقطع القَتاد لإِبله.
ونَفَّل . . . أكمل المادة الإِمامُ الجُنْدَ: جعل لهم ما غَنِمُوا.
والنافِلةُ: الغنيمة؛ قال أَبو ذؤيب: فإِنْ تَكُ أُنْثَى من مَعَدٍّ كريمةً علينا، فقد أَعطيت نافِلة الفَضْل وفي التنزيل العزيز: يَسأَلونك عن الأَنْفال؛ يقال الغَنائم، واحدُها نَفَل، وإِنما سأَلوا عنها لأَنها كانت حراماً على مَن كان قبلهم فأَحلَّها الله لهم، وقيل أَيضاً: إِنه، صلى الله عليه وسلم، نَفَّل في السَّرايا فكَرِهُوا ذلك؛ في تأْويله: كما أَخْرَجَك رَبُّك من بيتك بالحَقِّ وإِنَّ فريقاً من المؤمنين لَكارِهُون، كذلك تُنَفِّل مَنْ رأَيتَ وإِن كَرِهُوا، وكان سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَى بأَسِير شيئاً فقال بعضُ الصحابة: يبقى آخرُ الناس بغير شيء. قال أَبو منصور: وجِماعُ معنى النَّفَل والنافِلة ما كان زيادة على الأَصل، سمِّيت الغنائمُ أَنْفالاً لأَن المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأُمَمِ الذين لم تحلَّ لهم الغَنائم.
وصلاةُ التطوُّع نافِلةٌ لأَنها زيادة أَجْرٍ لهم على ما كُتِبَ لهم من ثواب ما فرض عليهم.
وفي الحديث: ونَفَّلَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، السَّرَايا في البَدْأَةِ الرُّبُعَ وفي القَفْلة الثُّلُثَ، تفضيلاً لهم على غيرهم من أَهل العسكر بما عانَوْا من أَمر العَدُوِّ، وقاسَوْهُ من الدُّؤُوب والتَّعَبِ، وباشروه من القِتال والخوف.
وكلُّ عطيَّةٍ تَبَرَّع بها مُعطيها من صدقةٍ أَو عملِ خير فهي نافِلةٌ. ابن الأَعرابي: النَّفَل الغنائمُ، والنَّفَل الهبة، والنَّفَل التطوُّع. ابن السكيت: تنفَّل فلان على أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مما أَخذوا عند الغنيمة.
وقال أَبو سعيد. نَفَّلْت فلاناً على فلان أَي فضَّلته.
والنَّفَل، بالتحريك: الغنيمة، والنَّفْل، بالسكون وقد يحرّك: الزيادة.
وفي الحديث: أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثني عشر بعيراً ونَفَّلَهم بعيراً بعيراً أَي زادهم على سِهامهم، ويكون من خُمْس الخُمْسِ.
وفي حديث ابن عباس: لا نَفَل في غَنيمةٍ حتى يُقسَم جَفَّةً كلها أَي لا ينفِّل منها الأَمير أَحداً من المُقاتِلة بعد إِحْرازها حتى يقسم كلها، ثم ينفِّله إِن شاء من الخمس، فأَما قبل القِسْمة فلا، وقد تكرر ذكر النَّفَل والأَنْفال في الحديث، وبه سمِّيت النَّوافِل في العِبادات لأَنها زائدة على الفَرائض.
وفي الحديث: لا يزال العَبْد يتقرَّب إِليّ بالنوافِل.
وفي حديث قِيامِ رمضان: لو نَفَّلْتنا بقيَّة ليلتِنا هذه أَي زِدْتنا من صلاة النافلة، وفي حديث آخر: إِنّ المَغانِمَ كانت محرَّمة على الأُمَمِ فنفَّلها الله تعالى هذه الأُمة أَي زادها.
والنافِلةُ: العطيَّة عن يدٍ.
والنَّفْل والنافِلةُ: ما يفعله الإِنسان مما لا يجب عليه.
وفي التنزيل العزيز: فتهجَّدْ به نافِلةً لك؛ النَّفْل والنافلةُ: عطية التطوُّع من حيث لا يجب، ومنه نافِلةُ الصلاة.
والتَّنَفُّل: التطوُّع. قال الفراء: ليست لأَحد نافلة إِلاَّ للنبي، صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأَخَّر فعمَلُه نافِلةٌ.
وقال الزجاج: هذه نافِلةٌ زيادة للنبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة ليست لأَحد لأَن الله تعالى أَمره أَن يزداد في عبادته على ما أَمرَ به الخلْق أَجمعين لأَنه فضَّله عليهم، ثم وعده أَن يبعَثَه مَقاماً محموداً وصحَّ أَنه الشفاعة.
ورجل كثير النَّوافِل أَي كثيرُ العَطايا والفَواضِل؛ قال لبيد: لله نافِلةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ قال شمر: يريد فَضْل ما ينفِّل من شيء.
ونَفَّل غيرَه يُنَفِّل أَي فضَّله على غيره.
والنافِلةُ: ولدُ الولدِ، وهو من ذلك لأَن الأَصلَ كان الولد فصار ولدُ الولدِ زيادةً على الأَصل؛ قال الله عز وجل في قصة إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ووهبنا له إِسحقَ ويعقوبَ نافلةً؛ كأَنه قال وهبنا لإِبراهيم إِسحقَ فكان كالفَرْضِ له، ثم قال: ويعقوب نافلةً، فالنافِلةُ ليعقوبَ خاصةً لأَنه ولدُ الولد أَي وهبنا له زيادةً على الفَرْض له، وذلك أَن إِسحقَ وُهِبَ له بدُعائه وزِيدَ يعقوب تفضُّلاً.
والنَّوْفَلُ: العطية.
والنَّوْفَل: السيِّدُ المِعْطاءُ يشبَّهان بالبحر؛ قال ابن سيده: فدل هذا على أَن النَّوْفَل البَحْرُ ولا نصَّ لهم على ذلك أَعني أَنهم لم يصرِّحوا بذلك بأَن يقولوا النَّوْفَل البحر. أَبو عمرو: هو اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْمَاءُ وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم (* قوله «والعليم» هكذا في الأصل مضبوطاً، والذي في القاموس: العليم أي كحيدر).
والخَسِيفُ.
والنَّوْفَلُ: البحر (* قوله «والنوفل البحر» كذا في الأصل وهو مستغنى عنه). التهذيب: ويقال للرجل الكثير النَّوافِل وهي العَطايا نَوْفَل؛ قال الكميت يمدح رجلاً: غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُو ع، لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ يعني المذكور، ضاعَني أَي أَفْزَعَني. قال شمر: الزُّفَر القَويّ على الحَمالات، والنَّوْفل الكثير النَّوافِل، وقوم نَوْفَلون.
والنَّوْفَلُ: العطية تشبَّه بالبحر.
والنَّوْفَل: الرجل الكثيرُ العطاء؛ وأَنشد لأَعشى باهلة: أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها، يأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ قال ابن الأَعرابي: قوله منه النَّوْفَل الزُّفَر؛ النَّوْفَل: مَنْ ينفي عنه الظلْمَ من قومه أَي يَدْفعه.
والنَّوْفَلة: المَمْحَلةُ، وفي التهذيب: المَمْلَحةُ؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف النَّوْفلة بهذا المعنى.
وانْتَفَلَ من الشيء: انْتَفى وتبرَّأَ منه. أَبو عبيد: انْتَفلْت من الشيء وانْتَفَيْت منه بمعنى واحد كأَنه إِبدال منه؛ قال الأَعشى: لئن مُنِيتَ بنا عن جَدِّ مَعْرَكة، لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوم نَنْتَفِلُ وفي حديث ابن عمر: أَنَّ فلاناً انْتَفَل من وَلَده أَي تبرَّأَ منه. قال الليث: قال لي فلان قولاً فانْتَفَلْت منه أَي أَنكرت أَن أَكون فَعَلْته؛ وأَنشد للمتَلَمِّس: أَمُنْتَفِلاً من نصر بُهْثَةَ دائباً؟ وتَنْفُلُني من آلِ زيد فَبِئْسما قال أَبو عمرو: تَنْفُلُني تَنْفِيني.
والنافِلُ: النافي.
ويقال: انْتَفَل فلان إِذا اعتذر.
وانْتَفَل: صَلَّى النَّوافِل.
ويقال: نفَّلْت عن فلان ما قيل فيه تَنْفِيلاً إِذا نَضَحْت عنه ودَفَعْتَه.
وفي حديث القَسامة: قال لأَولِياء المَقْتول: أَتَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسين من اليهود ما قَتَلُوه؟ يقال: نَفَّلْته فنَفَل أَي حلَّفته فحلَف.
ونَفَل وانْتَفَل إِذا حلَف.
وأَصل النَّفْل النَّفْي. يقال: نَفَلْت الرجلَ عن نسَبه.
وانْفُلْ عن نفسك إِن كنت صادقاً أَي انْفِ ما قيل فيك، وسميت اليمين في القسامة نَفْلاً لأَنَّ القِصاص يُنْفَى بها؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه: لَوَدِدْتُ أَنَّ بني أُمَيَّة رَضُوا ونَفَّلْناهم خمسين رجلاً من بني هاشم يَحْلِفُون ما قَتَلْنا عثمان ولا نعلم له قاتِلاً؛ يريد نَفَّلْنا لهم.
وأَتَيْتُ أَتَنَفَّله أَي أَطلبه؛ عن ثعلب.
وأَنْفَل له: حلَف.
والنَّفَل: ضرْب من دِقِّ النبات، وهو من أَحْرار البُقول تنبُت مُتَسَطِّحةً ولها حَسَك يَرْعاه القَطا، وهي مثل القَثِّ لها نَوْرةٌ صفراءُ طيبةُ الريح، واحدته نَفَلةٌ، قال: وبالنَّفَل سمي الرجل نُفَيْلاً؛ الجوهري: النَّفَل نبت في قول الشاعر هو القطامي: ثم استمرَّ بها الحادِي، وجَنَّبها بَطْنَ التي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ والعرب تقول: في ليالي الشهر ثلاث غُرَر، وذلك أَول ما يَهِلُّ الهلال، سمِّين غُرَراً لأَن بياضَها قليل كغرَّة الفرس، وهي أَقل ما فيه من بياض وجهه، ويقال لثلاث ليال بعد الغُرَر: نُفَل، لأَن الغُرَر كانت الأَصل وصارت زيادة النُّفَل زيادة على الأَصل، والليالي النُّفَل هي الليلة الرابعة والخامسة والسادسة من الشهر.
والنَّوْفَليَّة: ضرْب من الامتِشاط؛ حكاه ابن جني عن الفارسي؛ وأَنشد لجِران العَوْد: أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ على الرأْسِ بَعْدِي، والترائبُ وُضَّحُ ولا فاحِمٌ يُسْقى الدِّهانَ، كأَنه أَساوِدُ يَزْهاها مع الليل أَبْطَحُ وكذلك روي: يَغُرَّنَّ، بلفظ التذكير، وهو أَعذر من قولهم حضر القاضيَ امرأَةٌ لأَن تأْنيث المِشْطة غير حقيقي. التهذيب: والنَّوْفلِيَّة شيء يتَّخذه نساءُ الأَعراب من صوف يكون في غلظ أَقل من الساعِد، ثم يُحْشى ويعطف فتضعه المرأَة على رأْسها ثم تختمر عليه، وأَنشد قول جِران العَوْد.وفي حديث أَبي الدَّرْداء: إِياكم والخَيْلَ المنَفِّلة التي إِن لَقِبَتْ فَرَّتْ وإِن غَنِمت غَلَّتْ؛ قال ابن الأَثير: كأَنه من النَّفَل الغنيمةِ أَي الذين قصدُهم من الغَزْو الغنيمةُ والمالُ دون غيره، أَو من النَّفْل وهم المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الذين لا اسمَ لهم في الدِّيوان فلا يقاتِلون قِتالَ مَنْ له سَهْم، قال: هكذا جاء في كتاب أَبي موسى من حديث أَبي الدرداء، قال: والذي جاء في مسند أَحمد من رواية أَبي هريرة أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إِياكم والخيلَ المُنَفِّلة، فإِنها إِن تَلْقَ تَفِر، وإِن تَغْنَم تَغْلُلْ؛ قال: ولعلهما حديثان.
ونَوْفَل ونُفَيْل: اسمان.

غلل (لسان العرب) [0]


الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كله: شدّة العطش وحرارته، قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة.
وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ، بالفتح: عطشان شديد العطش. غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً، فهو مَغْلول، على ما لم يسم فاعله؛ ابن سيده: غَلَّ يَغَلّ غُلّة واغْتَلّ، وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً.
وأَغَلّ إِبلَه: أَساءَ سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ.
وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لم يَقْضِ رِيَّه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة، بالعين غير معجمة؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها، بالغين، من الغُلَّة وهي حرارة العطش، وهي إِبل غالَّة؛ وقال نصر . . . أكمل المادة الرازي: إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ، وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ، الواحدة غالَّة؛ وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته.
والغَلِيلُ: حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً.
والغِلُّ، بالكسر، والغَلِيلُ: الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد.
وفي التنزيل العزيز: ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ ؛ قال الزجاج: حقيقته، والله أَعلم، أَنه لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ وهو أَيضاً كَدر، والجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بالكسر، غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد.
ورجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حقد وغِلٍّ.
وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ: خانَ؛ قال النمر: جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم.
وأَغَلَّه: خَوّنه.
وفي التنزيل العزيز: وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ؛ قال ابن السكيت: لم نسمع في المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً، وقرئ: وما كان لنبي أَن يُغَلَّ، فمن قرأَ يَغُلّ فمعناه يَخُون، ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين: أَحدهما يُخان يعني أَن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول، وهي قراءة أَصحاب عبد الله، يريدون يسرَّق؛ قال أَبو العباس: جعل يُغَل بمعنى يُغَلَّل، قال: وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت أَدخلت ذلك فيه، وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه؛ وقال الفراء: جائز أَن يكون يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك، وقال الزجاج: قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ، فمن قال أَن يَغُل فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته، وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم؟ قال: ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين: أَحدهما ما كان لنبي أَن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه، وجاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها، لها ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط، والوجه الثاني أَن يكون يُغَل يخوَّن، وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران: وما كان لنبي أَن يَغُل، قال يونس: كيف لا يُغَل؟ بلى ويقتل؛ وقال أَبو عبيد: الغُلول من المَغْنَم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد، ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ، بالكسر، ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ، بالضم؛ قال ابن بري: قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول، وإِنما نجده مبنيّاً للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب، وما كان لنبي أَن يَخُون، وما كان لمُحرِم أَن يلبَس، قال: وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ: وما كان لنبي أَن يَغُل، على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال: والشاهد على قوله يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر: حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، ولم تكن للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية: أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال؛ قال أَبو عبيد: الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال السَّرِقة، وقيل: الإِغلال السرقة، أَي لا خيانة ولا سرقة، ويقال: لا رِشْوة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث، وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة من الغَنيمة؛ وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل، وسميت غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه، ويقال لها جامِعَة أَيضاً، وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة. أَبو عبيدة: رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب خيانة وسَلَّةٍ؛ ومنه قول شريح: ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان، إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة فلا ضمان عليه، من الإِغْلال الخِيانةِ، يعني الخائن، وقيل: المُغِل ههنا المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ، قال ابن الأَثير: والأَوَّل الوَجْه؛ وقيل: الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة، والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل وهي السَّلَّة، وقيل: هو الغارة الظاهرة، يقال: غَلّ يَغُلّ وسَلّ يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة، ويكون أَيضاً أَن يُعِينَ غيره عليهما، وقيل: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ السيوف؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ مؤمن: إِخْلاصُ العمل لله، ومُناصَحة ذوي الأَمْر، ولزوم جماعة المسلمين فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم؛ قيل: معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق، ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِلّ ولا يُغِلّ، فمن قال يَغِلّ، بالفتح للياء وكسر الغين، فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن والشَّحْناء، أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء، جعله من الخيانة؛ وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم خاصة، والإِغْلال: الخيانة في المَغانم وغيرها.
ويقال من الغِلّ: غَلّ يَغِلّ، ومن الغُلول: غَلّ يَغُلّ.
وقال الزجاج: غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء، وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ غُلولاً، وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا، من ذلك الغالّ، وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر، وجمعه غُلاَّن، ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد الكامِن؛ وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن، قال: ويروى يَغِلُ، بالتخفيف، من الوُغول الدخول في الشيء، قال: والمعنى أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل والخيانة والشرّ، قال: وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً عليهن.
وفي حديث أَبي ذر: غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه. ابن الأَعرابي في النوادر: غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ، وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد عن الصواب غاشًّا.
وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه؛ قال أَبو وجزة: خُطباء لا خُرْق ولا غُلل، إِذا خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ في الجِلْد: أَخذ بعض اللحم والإِهابَ. يقال: أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم، وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته فتركت على الجلد اللحم.
والغَلَل: اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ.
وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب.
والغَلَل: داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ، وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً.
وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ: دخل فيه، يكون ذلك في الجواهر والأَعراض؛ قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس: يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ، وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل (* قوله «يحفره» هكذا في الأصل»).
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن شيوخه: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي، فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ: أَدخله؛ قال ذو الرمة: غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة، وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب: ومنها ما يُغِلّ يعني من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية.
وغَلّ أَيضاً: دخل، يتعدّى ولا يتعدّى.
ويقال: غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها.
وغَلْغَله: كغَلَّه.
والغُلَّة: ما تواريت فيه؛ عن ابن الأَعرابي.
والغَلْغَلة: كالغَرْغَرة في معنى الكسر.
والغَلَلُ: الماء الذي يَتَغَلَّل بين الشجر، والجمع الأَغْلال؛ قال دُكين: يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال يقول: يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع (* قوله «من سراع» عبارة الصحاح: من خيل سراع) في الغارة كالحَمام الواردة؛ وفي التهذيب قال: أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر، وقيل: الغَلَل الماء الظاهر الجاري، وقيل: هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية فيخفى مرّة ويظهر مرة، وقيل: الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر؛ قال الحُوَيْدِرة: لَعِب السُّيُول به، فأَصبح ماؤه غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع وقال أَبو حنيفة: الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي، وقيل: أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع إِلاَّ الوَطاء.
وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ، بالضم في جميع ذلك.
وتَغَلْغَل الماء في الشجر: تخلَّلها.
وقال أَبو سعيد: لا يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن يظهر.
ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ، وجمعه غَلاغَلُ؛ قال كعب: وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنها أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل والغِلالة: شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل.
وفي التهذيب: الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد.
واغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تحت الثياب، ومنه الغَلَل الماء الذي يجري في أُصول الشجر.
وغَلَّلَ الغِلالة: لبسها تحت ثيابه؛ هذه عن ابن الأَعرابي.
والغُلَّة: الغِلالة، وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي تدخَل.
والغَلائل: الدرُوع، وقيل: بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، وقيل: هي مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل، واحدتها غَلِيلَة؛ وقول النابغة: عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً، فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل (* في ديوان النابغة: القلائل بدل الغلائل، ولعل الصواب ما هنا). خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع، ومن جعلها البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل.
وغَلائل الدُّروع: مساميرها المُدخَلة فيها، الواحد غَلِيل؛ قال لبيد: وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل، قال: الغِلالة المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع. ابن الأَعرابي: العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها؛ وأَنشد: تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة، ولم تَنَطّقْها على غِلاله، إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله قال ابن بري: وكذلك الغُلَّة، وجمعها غُلَل؛ قال الشاعر: كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه، وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ في رأْسه: أَدخله في أُصول الشعر.
وغَلَّ شعرَه بالطيب: أَدخَله فيه.
وتَغَلَّل بالغالِية، شدد للكثرة، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل: تَغَلَّف؛ أَبو صخر: سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة، فلا هي مِتْفال، ولا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّله بها.
وحكى اللحياني: تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية، وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة ياء، كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قال: والأَول أَقيس. غيره: ويقال تَغَلَّيْتٍّ من الغالية، وقال الفراء: يقال تَغَلَّلْت بالغالية، قال: وكل شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال: وتَغَلَّيْت مولّدة.
وقال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية؟ فقال: إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز. الليث: ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثير: قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية ولا يقال تَغَلَّيْت، قال: وأَجازه الجوهري.
وفي حديث المخنَّث هِيتِ قال: إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له: قد تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة: إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته، أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف.
وغَلَّ المرأَةَ: حَشاها، ولا يكون إِلاَّ من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابي. السلمي: غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به.
والغُلاَّن، بالضم: مَنابت الطَّلْح، وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات شجر، واحدها غالّ وغلِيلٌ.
وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن؛ قال أَبو حنيفة: هو بطن غامض في الأَرض، وقد انْغَلَّ.
والغالُّ: أَرض مطمئنة ذات شجر.
ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم، كما يقال عِيصٌ من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً.
والغالّ: نبت، والجمع غُلاَّن، بالضم؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ، لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ (* قوله «وأظهر في غلان رقد إلخ» تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر على غير هذه الصورة والصواب ما هنا). أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة، وقيل: إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع؛ وقال مضرِّس الأَسدي: تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ (* قوله «تعرض إلخ» قبله كما في ياقوت: ولم أنس من ربا غداة تعرضت * لنا دون أبواب الطراف من الادم) الغُلاَّن: بطون الأَودية، ورَمَم: موضع.
والغالَّة: ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع.
والغُلّ: جامِعة توضع في العُنق أَو اليد، والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك؛ ويقال: في رقبته غُلّ من حديد، وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها، فهو مَغْلول.
وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم؛ قال الزجاج: كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة، وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه، وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت؛ هذه الأَغلال التي كانت عليهم، وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هناك طوق، وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق في عنُقك.
وقوله تعالى: إِذ الأَغْلال في أَعناقهم؛ أَراد بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال، وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب، وقد غَلَّه يَغُلّه.
وقوله تعالى وتقدَّس: إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً؛ هي الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم.
وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وقد غُلّ، فهو مَغْلول.
وفي حديث الإِمارة: فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره (* قوله «وغله جوره» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: أو غله جوره) أَي جعل في يده وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما.
وقوله تعالى: وقالت اليهود يَدُ الله مَغْلولة، غُلَّت أَيديهم؛ قيل: ممنوعة عن الإِنفاق، وقيل: أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا، وقيل: معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا، وقيل: يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا.
وقوله تعالى: ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى عنُقك؛ تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، وقد غَلَّه يَغُلُّه.
وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر، فربما قَمِلَ في عُنقه إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضربه مثلاً للمرأَة السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً، والعرب تكني عن المرأَة بالغُلّ.
وفي الحديث: وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو. ابن السكيت: به غُلّ من العطش وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ.
وقولها: ما له أُلَّ وغُلَّ؛ أُلَّ دُفِع في قضاء، وغُلّ: جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ.
والغَلّة: الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض.
والغَلَّة: واحدة الغَلاَّت.
واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه.
واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت: أَخْذُ غَلّتها.
وأَغَلَّت الضَّيْعة: أَعطت الغَلَّة، فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ؛ قال زهير: فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرىً بالعراق، من قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً: من الغَلَّة؛ قال الراجز: أَقْبَل سَيْلٌ، جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم.
وفي الحديث: الغَلَّة بالضَّمان؛ قال ابن الأَثير: هو كحديثه الآخر: الخَراجُ بالضَّمان.
والغَلَّة: الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك.
وفلان يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة.
ويقال: نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني.
ويقال: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه.
ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه، على فَعُول، بفتح الفاء.
وغَلّ بصَرُه: حاد عن الصواب.
وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره.
والغُلَّة: خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع غُلَل.
والغَلَلُ: المِصْفاة؛ وقول لبيد: لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ، بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق، وبعضهم يرويه غُلَل بالضم، جمع غُلَّة.
والغَلِيل: القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ.
والغَلِيل: النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة: سُلاَّءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لها ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم ويروى: سُلاَّءة، كعصا النهديِّ، غُلّ لها مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم قوله: ذو فَيئة أَي ذو رَجعة، يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته فهو أَصلب، شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل، والنَّهْدِيّ: الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء، ومَعْجُوم: مَعْضُوض أَي عضَّته الناقة فرمته لصلابته.
والغَلْغَلة: سرعة السير، وقد تغَلْغَل.
ويقال: تغَلْغَلوا فمضوا.
والمُغَلْغَلة: الرِّسالة.
ورِسالة مُغَلْغَلة: محمولة من بلدٍ إِلى بلد؛ وأَنشد ابن بري: أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ، وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام وفي حديث ابن ذي يَزَن: مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق المُغَلْغَلة، بفتح الغينين: الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد، وبكسر الغين الثانية: المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السير.
وغَلْغَلَة: موضع؛ قال: هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي، إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله