المصادر:  


كار (المعجم الوسيط) [50]


 فِي مشيته كورا أسْرع والكارة حملهَا وَالْأَرْض حفرهَا 

كار (مقاييس اللغة) [50]



الكاف والألف والراء. يقولون: الكَأْر: أن يَكْأر الرّجُل من الطّعام، أي يصيب منه أخْذاً وأكلا.

و ك ر (المصباح المنير) [50]


 وكْرُ: الطائر: عشه أين كان في جبل أو شجر والجمع "وِكَارٌ" مثل سهم وسهام، و "أوْكَارٌ" أيضا مثل ثوب وأثواب، و "وَكَرِ" الطائر "يكِرُ" من باب وعد: اتخذ "وَكْرًا" ، و "وَكَرَّ" بالتشديد مبالغة، و "وَكَرَ" أيضا صنع "الوَكِيرَةَ" وهي طعام البناء. 

كار (المعجم الوسيط) [50]


 الْفرس كيارا جرى رَافعا ذَنبه فِي جريه فَهُوَ كير 

كور (الصّحّاح في اللغة) [50]


كارَ العِمامَةَ على رأسه يَكورُها كَوْراً، أي لاثَها.
وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ.
وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، أي من النقصان بعد الزيادة.
والكَوْرُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الإبل. يقال: على فلانٍ كَوْرٌ من الإبل.
وجعله أبو ذؤيب في البقر أيضاً فقال:
عن كَوْرِهِ كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَرَدُ      ولا مُشِبٌّ من الـثِـيرانِ أفْـرَده

والكورُ بالضم: الرَحْلُ بأداته، والجمع أكْوارٌ وكيرانٌ.
والكورُ أيضاً: كورُ الحداد المبنيُّ من الطين.
والكورُ أيضاً: موضعُ الزنابير.
وكُوَّرَةُ النحل: عَسَلُها في الشَمَع.
والكورَةُ: المدينة، والصُقْعُ، والجمع كُوَرٌ.
والكارَةُ: ما يُحمل على الظَهر من الثياب.
وتَكْويرُ المتاعِ: جمعه وشدُّه.
ويقال: طعنه فكَوَّرَهُ، أي ألقاه مجتمعاً.
وأنشد أبو عبيدة:
فَخَرَّ صريعاً لليدينِ مـكَـوَّرا      ضَربناه أُمَّ الرأس والنَقْعُ ساطِعٌ

وكَوَّرْتُهُ فتَكَوَّرَ، . . . أكمل المادة أي سقط. قال أبو كَبير الهذلي:
ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأثْجَلِ      مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهـم

وتَكْويرُ العمامةِ: كَوْرُها.
وتَكْويرُ الليلِ على النهار: تَغْشِيَته إيَّاه، ويقال زيادةُ هذا من ذاك.
وقوله تعالى: "إذا الشمسُ كُوِّرَتْ" قال ابن عباس رضي الله عنه: غُوِّرَتْ.
وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال أبو عبيدة: كُوِّرَتْ مثل تَكْويرِ العمامةِ تُلَفُّ فتمحى.
والتَكَوُّرُ: التقطُّر والتشمُّر.
واكَتارَ الفرسُ: رفع ذَنَبَه في حُضْرِهِ.
وربَّما قالوا: كارَ الرجلُ، إذا أسرع في مشيته.
ورجلٌ مَكْوَرَّى، أي لئيم. قال أبو بكر ابن السرَّاج: هو العظيم روثَةِ الأنفِ، مأخوذٌ من كَوَّرَهُ إذا جمعه.

كره (مقاييس اللغة) [50]



الكاف والراء والهاء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ على خلاف الرِّضا والمحبّة. يقال: كرِهتُ الشَّيء أكرَهُه كَرْهاً.
والكُرْه الاسم.
ويقال: بل الكُرْه: المشقّة، والكَرْه: أن تكلَّف الشيءَ فتعملَه كارهاً.
ويقال من الكُرهالكَرَاهِيَة والكَرَاهيّة.
والكَرِيهة: الشِّدة في الحرب.
ويقال للسَّيف الماضي في الضّرائب: ذُو الكريهة.
ويقولون: إنَّ الكَرْه: الجَمَل الشَّديد الرأس، كأنّه يكره الانقياد.

الكُورُ (القاموس المحيط) [50]


الكُورُ، بالضم: الرَّحْلُ، أو بِأَداتِهِ
ج: أكْوارٌ وأكْوُرٌ وكِيرانٌ، ومِجْمَرَةُ الحَدَّادِ مِن الطينِ، ومَوْضِعُ الزَّنابيرِ، وبالفَتحِ: الجماعَةُ الكَثيرَةُ من الإِبِلِ، أو مِئةٌ وخَمْسُونَ، أو مِئَتانِ وأكْثَرُ، والقَطيعُ مِن البَقَر
ج: أكْوارٌ، والزِّيادَةُ، ولَوْثُ العِمامَةِ، وإدارَتُها،
كالتَّكْويرِ، وجبلٌ بِبلادِ بَلْحارِثِ، وأرضٌ باليمامةِ، وأرضٌ بنَجْرانَ، والطَّبيعَةُ، وحَفْر الأرضِ، والإِسْراعُ، وحَمْلُ الكارَةِ، وهي مِقْدارٌ مَعْلومٌ من الطَّعامِ،
كالاسْتِكارَةِ فيهما.
والمِكْوَرُ: العِمامَةُ،
كالمِكْوَرَةِ والكِوارَةِ، بكَسْرِهِنَّ.
وكمَقْعَدٍ: رَحْلُ البَعيرِ.
والمَكْوَرِيُّ: اللئيمُ، والقَصيرُ العَريضُ، والرَّوْثَةُ العظيمةُ، وتُكْسَرُ الميمُ في الكلِّ، وهي: بالهاءِ.
والكورَةُ، بالضم: المدينةُ، والصُّقْعُ
ج: كُوَرٌ.
وكُوارَةُ النَّحْلِ، بالضم وتُكْسَرُ وتُشَدَّدُ الأُولى: شيءٌ يُتَّخَذُ للنَّحْلِ من القُضْبانِ أو الطينِ، ضَيِّقُ الرأسِ، أو هي . . . أكمل المادة عَسَلُها في الشَّمَعِ.
أو الكُوَّاراتُ: الخَلايا الأَهْلِيَّةُ،
كالكَوائِرِ.
والكارُ: سُفُنٌ مُنْحَدِرَةٌ فيها طَعامٌ،
وبِلا لامٍ: ة بالمَوْصِلِ، منها: فَتْحُ بنُ سَعيدٍ الموصِلِيُّ الزاهِدُ، غيرُ فَتْحٍ الكَبيرِ، ومُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ المُحدِّث،
وة بأَصْفَهانَ، منها: عبد الجَبَّارِ بنُ الفَضْلِ، وعليُّ بنُ أحْمَدَ بنِ مُرْدَةَ المُحدِّثانِ،
وة بأَذْرَبِيجانَ.
وكارَةُ، بهاءٍ: ة ببغدادَ.
وكَوَّرَهُ: صَرَعَهُ فَتَكَوَّرَ واكْتارَ،
و~ المَتاعَ: جَمَعَهُ و شَدَّهُ،
و~ الرَّجُلَ: طَعَنَهُ فألْقَاهُ مُجْتَمِعاً،
و~ اللَّيْلَ على النَّهارِ: أدخَلَ هذا في هذا.
واكْتارَ: تَعَمَّمَ، وأسْرَعَ في مَشْيِهِ،
و~ الفَرَسُ: رَفَعَ ذَنَبَهُ عندَ العَدْوِ،
و~ الناقَةُ: عِندَ اللِّقاحِ،
و~ الرَّجُلُ: تَهَيَّأ للسِّبابِ.
ودارَةُ الكَوْرِ: ع.
ورَجُلٌ مُكْوَرَّى ومُكْوَرٌّ، وتُثَلَّثُ مِيمهُما: فاحِشٌ مِكْثارٌ، أو لَئيمٌ، أو قَصيرٌ عَريضٌ.
والكِوارَةُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الخَمْرَةِ.
ودارَةُ الأَكْوارِ: في مُلْتَقَى دارِ بَني رَبيعَةَ ودارِ نَهيكٍ.
والأَكْوارُ: جِبالٌ هُناكَ.
وكُورٌ وكُوَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: جَبَلانِ.
وكُورينُ، بالضم: ة،
وعَبْدُ الكُورِيِّ، بالضم: مَرْسى ببَحْرِ الهنْدِ.
والكُوَيْرَةُ، كجُهَيْنَةَ: جَبَلٌ بالقَبَلِيَّةِ.
وأكَرْتُ عليه: اسْتَذْلَلْتُهُ، واسْتَضْعَفْتُهٌ.
والتَّكَوُّرُ: التَّقَطُّرُ، والتَّشَمُّرُ، والسُّقوطُ.

ر - ك - و (جمهرة اللغة) [50]


الرَّكْوَة: دلو صغيرة من أدم، والجمع رِكاء ورَكَوات. والرَّكاء: وادٍ معروف. ورَكَوْتُ على الرجل أركو رَكْواً، إذا سَبَعْتَه أو ذكرتَه بقبيح. ورَكَوْتُ على البعير الحِمْل، إذا حملت عليه ما يُثقله. ورَكوْتُ على الرجل الحِمْل، إذا ضاعفته عليه. قال أبو زُبيد: ثمتَ جاءوا بما أرْكَوْا وما حملوا ... حملاً على النَّعش حَمّالَ التكاليفِ يرثي عثمان بن عفّان يقول: حملوا على النعش من كان يحمل التكاليف. وقال أبو زيد: الكور: كور العِمامه، كرت العِمامة أكورها كوراً، إذا لثتها على رأسك. والكَوْر: القطعة العظيمة من الإبل، والجمع أكوار. والكَور: الرحْل، والجمع أكوار أيضاً وكِيران. وكَوْر وكُوَيْر: جبلان معروفان. ومثل من أمثالهم: " الحَوْر بعد الكَوْر " . . . أكمل المادة ، أي النقصان بعد الزيادة. وكرْت الكارَةَ على ظهري، أي جمعتها. وكارَ الرجلُ، إذا أسرع في مشيته يكور كَوْراً، واستكار استكارة. قال أبو بكر: وهذه الألف التي في استكار مقلوبة عن الواو وكان الأصل استكوَرَ فألقيت فتحة الواو على الكاف فانقلبت ألفاً ساكنة، وسُمّي الرجل مستكيراً من هذا، وكُرْتُ الأرضَ أكورها كوْراً، إذا حفرتها في بعض اللغات، ووكرتها أكِرها وَكْراً. وكُرْت بالكُرَة، إذا ضربتها بالصَّولجان. فأما الكُورة من القرى فلا أحسبها عربيّة محضة. والكَرو من قولهم: كَرَوْتُ الأرض أكروها كَرْواً، إذا حفرتها، وهي اللغة الصحيحة. والأكْرَة: الحفرة في الأرض. قال الراجز: من سَهلِه ويتأكَرن الأكَرْ وبه سُمِّي الأكّار. وامرأة كَرْواء: دقيقة الساقين. والكَرَوان: طائر معروف، والجمع كِرْوان، وقد قالوا: كَرَوانات. قال الشاعر: مِنَ آل أبي موسى ترى القومَ حوله ... كأنَّهمُ الكِرْوانُ أبصرنَ بازيا وربما سُمِّي الكَرَوان كَرا. والمثل السائر: أطْرقْ كَرا أطرِقْ كَرا إنّ النَّعام في القُرى قال أبو بكر: يقال هذا للرجل يتكلّم بأكثر من قدْره فيقال: إن النعام الذي هو أعظم خَطَراً منك في القُرى فأنت أقلّ من ذلك. والوَرِك: وَرِكُ الإنسان ووَرِك الدابّة. ووَرَكَ بالمكان يَرك وروكاً، إذا أقام به فهو وارِك، وأرَكَ يَأرُك أروكاً، وهي اللغة الفصيحة. والوِراك: وِراك الرحل، وهي المَوْرَكة أيضاً، والجمع المَوارك، وهو قطعة من أدم تطرح في مقدَّم الرحل يتورك عليها الراكب. وتورك الرجلُ على رحله، إذا ثنى رِجله على الرَّحْل. والوَكْر: وَكْر الطائر، والجمع أوكار ووُكور. ووكَرت السِّقاء، إذا ملأته، توكيراً. والتوكير: أن يدعوَ الناسَ إلى طعام يتّخذه إذا فرغ من بناء بيته أو داره، وَكَّر توكيراً، واسم الطعام: الوكيرة. وناقة وَكَرَى: سريعة المشي.

كور (لسان العرب) [50]


الكُورُ، بالضم: الرحل، وقيل: الرحل بأَداته، والجمع أَكْوار وأَكْوُرٌ؛ قال: أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْـ ـيَماني قِلاصاً، حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا والكثير كُورانٌ وكُؤُور؛ قال كُثَيِّر عَزَّة: على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى، فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُها قال ابن سيده: وهذا نادر في المعتل من هذا البناء وإِنما بابه الصحيح منه كبُنُودٍ وجُنُودٍ.
وفي حديث طَهْفَة: بأَكْوارِ المَيسِ تَرْتَمِي بنا العِيسُ؛ الأَكْوارُ جمع كُورٍ، بالضم،وهو رَحْل الناقة بأَداته، وهو كالسَّرْج وآلتِه للفرس، وقد تكرّر في الحديث مفرداً ومجموعاً؛ قال ابن الأَثير: وكثير من الناس يفتح الكاف، وهو خطأ؛ وقول خالد بن زهير الهذلي:نَشَأْتُ عَسِيراً لم تُدَيَّثْ عَرِيكَتي، ولم يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ . . . أكمل المادة كُورُها استعار الكُورَ لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ مما يذلل به البعير ويُوَطَّأُ ولا كُورَ هنالك.
ويقال للكُورِ، وهو الرحل: المَكْوَرُ، وهو المُكْوَرُّ، إِذا فتحت الميم خففت الراء، وإِذا ثقلت الراء ضممت الميم؛ وأَنشد قول الشاعر: قِلاص يَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا فخفف، وأَنشد الأَصمعي: كأَنّ في الحََبْلَيْنِ من مُكْوَرِّه مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ وكُورُ الحَدَّاد: الذي فيه الجَمْر وتُوقَدُ فيه النار وهو مبنيّ من طين، ويقال: هو الزِّقُّ أَيضاً.
والكَوْرُ: الإِبل الكثيرة العظيمة.
ويقال: على فلان كَوْرٌ من الإِبل، والكَوْرُ من الإِبل: العَطيِعُ الضَّخْم، وقيل: هي مائة وخمسون، وقيل: مائتان وأَكثر.
والكَوْرُ: القطيع من البقر؛ قال ذؤيب: ولا شَبُوبَ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه، من كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ والجمع منهما أَكْوار؛ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري: ولا مُشِبَّ من الثِّيرانِ أَفْرَده، عن كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ بكسر الدال، قال: وصوابه: والطردُ، برفع الدال؛ وأَول القصيدة: تالله يَبْقى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ، جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ، سِنُّه غَرِدُ يقول: تالله لا يبقى على الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الذي يَرْعى البقل.
والجَوْنُ: الأَسْوَدُ.
والسَّراةُ: الظَّهْر.
وغَرِدٌ: مُصَوِّتٌ.
ولا مُشِبَّ من الثيران: وهو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به وطَرَدُه.
والكَوْرُ: الزيادة. الليث: الكَوْرُ لَوْثُ العمامة يعني إِدارتها على الرأْس، وقد كَوَّرْتُها تَكْوِيراً .
وقال النضر: كل دارة من العمامة كَوْرٌ، وكل دَوْرٍ كَوْرٌ.
وتكْوِيرُ العمامة: كَوْرُها.
وكارَ العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً: لاثَها عليه وأَدارها؛ قال أَبو ذؤيب:وصُرَّادِ غَيْمٍ لا يزالُ، كأَنه مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ وكذلك كَوَّرَها.
والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ: العمامةُ.
وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، قيل: الحَوْرُ النقصان والرجوع، والكَوْرُ: الزيادة، أُخذ من كَوْرِ العمامة؛ يقول: قد تغيرت حاله وانتقضت كما ينتقض كَوْرُ العمامة بعد الشدّ، وكل هذا قريب بعضه من بعض، وقيل: الكَوْرُ تَكْوِيرُ العمامة والحَوْرُ نَقْضُها، وقيل: معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ أَي من النقصان بعد الزيادة، وهو من تَكْوِير العمامة، وهو لفها وجمعها، قال: ويروى بالنون.
وفي صفة زرع الجنة: فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستحصادُه وتَكْوِيرُه أَي جَمْعُه وإِلقاؤه.
والكِوارَة: خرقة تجعلها المرأَة على رأْسها. ابن سيده: والكِوارَةُ لوث تَلْتاثه المرأَة على رأْسها بخمارها، وهو ضَرْبٌ من الخِمْرَةِ؛ وأَنشد:عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى من تَفَحُّشِها، وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ وقوله أَنشده الأَصْمَعِيُّ لبعض الأَغْفال: جافِيَة مَعْوى ملاث الكَوْر قال ابن سيده: يجوز أَن يعني موضع كَوْرِ العمامة: والكِوارُ والكِوارَة: شيء يتخذ للنحل من القُضْبان، وهو ضيق الرأْس.
وتَكْوِيرُ الليل والنهار: أَن يُلْحَقَ أَحدُهما بالآخر، وقيل: تَكْوِيرُ الليل والنهار تَغْشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه، وقيل: إِدخال كل واحد منهما في صاحبه، والمعاني متقاربة؛ وفي الصحاح: وتَكْوِيرُ الليل على النهار تَغْشيته إِياه، ويقال زيادته في هذا من ذلك.
وفي التنزيل العزيز: يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل؛ أَي يُدْخِلُ هذا على هذا، وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة، وهو لفها وجمعها.
وكُوِّرَتِ الشمسُ: جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العمامة، وقيل: معنى كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، وهو بالفارسية« كُورْبِكِرْ» وقال مجاهد: كُوِّرَت اضمحلت وذهبت.
ويقال: كُرْتُ العمامةَ على رأْسي أَكُورُها وكَوَّرْتُها أُكَوِّرُها إِذا لففتها؛ وقال الأَخفش: تُلَفُّ فَتُمْحَى؛ وقال أَبو عبيدة: كُوِّرَتْ مثل تَكْوِير العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَى، وقال قتادة: كُوِّرَتْ ذهب ضوءُها، وهو قول الفراء، وقال عكرمة: نُزِعَ ضوءُها، وقال مجاهد: كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ، وقال الرَّبيعُ بن خَيثَمٍ: كُوِّرَتْ رُميَ بها، ويقال: دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طرحته حتى يَسْقُطَ، وحكى الجوهري عن ابن عباس: كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، وفي الحديث: يُجاءُ بالشمس والقمر ثَوْرَيْنِ يُكَوَّرانِ في النار يوم القيامة أَي يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ فيها، والرواية ثورين، بالثاء، كأَنهما يُمْسَخانِ؛ قال ابن الأَثير: وقد روي بالنون، وهو تصحيف. الجوهري: الكُورَةُ المدينة والصُّقْعُ، والجمع كُوَرٌ. ابن سيده: والكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ، وهي القرية من قُرَى اليمن؛ قال ابن دريد: لا أَحْسِبُه عربيّاً.
والكارَةُ: الحالُ الذي يحمله الرجل على ظهره، وقد كارها كَوْراً واسْتَكارَها.
والكارَةُ: عِكْمُ الثِّياب، وهو منه، وكارةُ القَصَّار من ذلك، سميت به لأَنه يُكَوِّر ثيابه في ثوب واحد ويحمِلها فيكون بعضُها على بعض.
وكوّر المتاعَ: أَلقى بعضه على بعض. الجوهري: الكارةُ ما يُحمل على الظهر من الثِّياب، وتَكْوِيرُ المتاع: جمعُه وشدّه.
والكارُ: سُفُن مُنحدِرة فيها طعام في موضع واحد.
وضربه فكَوَّره أَي صرَعه، وكذلك طعنه فكَوّرَه أَي أَلقاه مجتمعاً؛ وأَنشد أَبو عبيدة: ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ، والنَّقْعُ ساطِعٌ، فَخَرَّ صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط، وقد تكَوَّر هو؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي، بينهم ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ وقيل: التَّكْوِير الصَّرْع، ضرَبه أَو لم يضربْه.
والاكتيارُ: صرعُ الشيءِ بعضُه على بعضٍ.
والاكْتِيار في الصِّراع: أَن يُصرَع بعضه على بعض.
والتَّكَوُّر: التَّقَطُّر والتَّشَمُّر.
وكارَ الرجلُ في مشْيته كَوْراً، واسْتَكار: أَسْرع.
والكِيار: رَفْع الفَرس ذنبه في حُضْره؛ والكَيِّر: الفرس إِذا فعل ذلك. ابن بزرج: أَكارَ عليه يضربه، وهما يَتَكايرانِ، بالياء.
وفي حديث المُنافق: يَكِير في هذه مرّة وفي هذه مرّة أَي يجري. يقال: كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جرى رافعاً ذنبه، ويروى يَكْبِنُ.
واكْتار الفرسُ: رفع ذنَبه في عَدْوِه.
واكْتارَتِ الناقة: شالت بذنَبها عند اللِّقاح. قال ابن سيده: وإِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأَن الأَلف فيه عين، وانقلاب الأَلف عن العين واواً أَكثر من انقلابها عن الياء.
ويقال: جاء الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه؛ قال الكميت يصف ثوراً: كأَنه، من يَدَيْ قِبْطِيَّة، لَهِقاً بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِبُ قالوا: هو من اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم.
وقال الأَصمعي: اكْتارَتِ الناقة اكْتِياراً إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح.
واكْتار الرجل للرجل اكْتِياراً إِذا تهيأَ لِسبابه.
وقال أَبو زيد: أَكَرْت على الرجل أُكِيرُ كيارةً إِذا استذللته واستضعفته وأَحَلْت عليه إِحالة نحو مائةٍ.والكُورُ: بناء الزَّنابير؛ وفي الصحاح: موضِع الزَّنابير.
والكُوَّارات: الخَلايا الأَهْلِيَّة؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهي الكَوائر أَيضاً على مثال الكَواعِر؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الكَوائر ليس جمع كُوَّارة إِنما هو جمع كُوَارة، فافهم، والكِوَار والكِوارة: بيت يُتَّخذ من قُضبانٍ ضيِّقُ الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فيه. الجوهري: وكُوَّارة النحل عسلها في الشمَع.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: ليس فيما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل صدَقة، واحدها كُور، بالضم، وهو بيت النحل والزَّنابير؛ أَراد أَنه ليس في العسل صدقة.
وكُرْت الأَرض كَوْراً: حفرتُها.
وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر: جبال معروفة؛ قال الراعي: وفي يَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه، وذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ ودارَةُ الكَوْر، بفتح الكاف: موضع؛ عن كُراع.
والمِكْوَرَّى: القصير العريض.
ورجل مِكْوَرَّى أَي لئيم.
والمَكْوَرَّى: الرَّوْثة العظيمة، وجعلها سيبويه صفة، فسرها السيرافي بأَنه العظيم رَوثَةِ الأَنف، وكسر الميم فيه لغة، مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه، قال: وهو مَفْعَلَّى، بتشديد اللام، لأَن فَعْلَلَّى لم يَجِئ، وقد يحذف الأَلف فيقال مَِكْوَرٌّ، والأُنثى في كل ذلك بالهاء؛ قال كراع: ولا نظير له.
ورجل مَكْوَرٌّ: فاحش مكثار؛ عنه، قال: ولا نظير له أَيضاً. ابن حبيب: كَوْرٌ أَرض باليمامة.

أنك (لسان العرب) [50]


الآنُك: الأُسْرُبُّ وهو الرَّصاصُ القَلْعِيُّ، وقال كراع: هو القزدير ليس في الكلام على مثال فاعُل غيره، فأَما كابُل فأَعجمي.
وفي الحديث: من استَمَعَ إِلى قَيْنَة صَبَّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة؛ رواه ابن قتيبة.
وفي الحديث: من استمع إِلى حديث قومٍ هُمْ له كارِهون صبَّ في أُذنيه الآنُك يوم القيامة؛ قال القتيبي: الآنُك الأَسْرُبُّ. قال أَبو منصور: وأَحسبه معرَّباً، وقيل: هو الرَّصاص الأَبيض، وقيل الأَسود، وقيل هو الخالص منه وإِن لم يجئ على أَفْعُل واحداً غير هذا، فأَما أَشُدّ فمختلف فيه، هل هو واحد أَو جمع، وقيل: يحتمل أَن يكون الآنُك فاعُلاً لا أَفْعُلاً، قال: وهو شاذ؛ قال . . . أكمل المادة الجوهري: أَفْعُل من أَبنية الجمع ولم يجئ عليه للواحد إِلا آنُك وأَشُدّ، قال: وقد جاء في شعر عربي والقطعة الواحدة آنُكَة؛ قال رؤبة: في جِسْم جَدْل صَلْهَبيّ عَمَمُه، يَأْنُك عن تَفْئِيمه مُفَأّمُه قال الأَصمعي: لا أَدري ما يَأْنُك، وقال ابن الأَعرابي: يَأْنُك يعظم.

كور (مقاييس اللغة) [50]



الكاف والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلّ على دُوْرٍ وتجمُّع. من ذلك الكوْر: الدَّور. يقال كار يَكُورُ، إذا دار.
وكَوْرُ العمامة: دَوْرُها.
والكُورَةُ: الصُّقْع، لأنَّه يدُور على ما فيه من قُرىً.
ويقال طعَنَه فكَوَّرَه، إذا ألقاه مجتمِعاً.
ومنه قولُه تعالى: إذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير 1]، كأنَّها جُمِعَت جَمْعاً، والكُور: الرَّحْل؛ لأنَّه يدور بغارِب البَعير؛ والجمع أكوار. فأمّا قولهم: "الحَوْر بَعْدَ الكَور"، فالصحيح عندهم: "الحَوْر بعد الكَوْن"، ومعناه حار، أي رجع ونَقَص بعدما كان.
ومن قال بالراء فليس يبعُد، أي كان أمرُه متجمِّعاً، ثم حار ونَقَص.
وقوله تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ علَى النَّهَارِ [الزمر 5]، أي يُدير هذا على ذاك، ويُدير ذاك على هذا. كما جاء . . . أكمل المادة في التفسير: زِيد في هذا من ذلك، وفي ذاك [من هذا].
والكَوْر: قِطعةٌ من الإبل كأنَّها خمسون ومائة.
وليس قياسُه بعيداً، لأنها إذا اجتمعت استدارت في مَبْرَكها.
وكُوَّارة النَّحْل معروفة.ومما يشِذُّ عن هذا الباب قولهم: اكتارَ الفَرسُ، إذا رفَعَ ذَنبَه في حُضْرِه.

كره (لسان العرب) [50]


الأَزهري: ذكر الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة: وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً، واللذيْنِ في الأَحقاف: حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته كُرْهاً، ويقرأُ سائرَهُن بالفتح، وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه الحروفَ الثلاثةَ، والذي في النساء: لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء كُرْهاً، ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح، قال: وقال بعض أَصْحابنا نختار ما عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في . . . أكمل المادة القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة، فإن القراء أَجمعوا عليه. قال أَحمد بن يحيى: ولا أَعلم بين الأَحْرُف التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ تُتَّبع، ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم، وبقية القرآن مصادرُ، وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ، إلا الفراء فإنه زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه، والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه، تقول: جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهو كُرْهٌ لكم؛ يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً، قال: وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز، إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية، فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على ضمِّه، قال: ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه، لا أَن المؤمنين يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله، لأَن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح.
وقال الليث في الكَرْه والكُرْه: إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ، وإذا فتحوا قالوا كَرْهاً، تقول: فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ، وتقول: فعلتُه كَرْهاً، قال: والكَرْهُ المكروهُ؛ قال الأَزهري: والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ جَمِيل، وما قاله الليث فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ الواضح. الفراء: الكُرْه، بالضم، المَشقَّةُ. يقال: قُمْتُ على كُرْهٍ أَي على مشقَّةٍ. قال: ويقال أَقامني فلان على كَرْهٍ، بالفتح، إذا أَكرهك عليه. قال ابن بري: يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه: وله أَسْلَم مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً؛ ولم يقرأ أَحد بضم الكاف.
وقال سبحانه وتعالى: كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم؛ ولم يقرأ أَحد بفتح الكاف فيصير الكَره، بالفتح، فعل المضْطَرّ، الكُرْه، بالضم، فعل المختار. ابن سيده: الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها، والكُرْهُ، بالضم، المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها. يقال: فعلَ ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ.
وحكى يعقوب: أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ، وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً؛ قال: لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها، أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وأَنشد ثعلب: تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ يقول: لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها.
وفي الحديث: إِسْباغ الوُضوء على المَكارِه؛ ابن الأَثير: جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان ويشقُّ عليه.
والكُرْهُ، بالضم والفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء، ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة.
وفي حديث عبادة: بايَعْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المَنْشَطِ والمَكْرَه؛ يعني المَحْبوبَ والمَكْروهَ، وهما مصدران.
وفي حديث الأُضْحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه مكروهٌ، يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ. قال ابن الأَثير: كذا قال أَبو موسى، وقيل: معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة، إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك، هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ، والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ، وهو ظاهر.
وفي الحديث: خُلِقَ المكروهُ يوم الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا الشرَّ لقوله: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء، والنُّورُ خيرٌ، وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب. ابن سيده: واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ.
وفي المثل: أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ، وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا يُبالِغ فيها؛ وقول الخَثْعَمِيَّة: رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم، وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها.
وشيءٌ كَرْهٌ: مكروهٌ؛ قال: وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلاَّ وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ.
وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه.
وتكَرَّهَ الأَمْرَ: كَرِهَه.
وأَكْرهْتُه: حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ، وجمع المكروه مَكارِهُ.
وامرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك.
وكَرَّهَ إليه الأَمْرَ تكرِيهاً: صيَّره كريهاً إليه، نقيض حَبَّبَه إليه، وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُهَ كَراهةً؛ وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر: حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ، لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا، أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ، فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره.
وأَمْرٌ كَريهٌ: مَكروهٌ.
ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَريهٌ: قبيحٌ، وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه.
وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ.
وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه؛ قال الحُطَيْئة: مُصاحبةٍ على الكَراهينِ فارِكِ (* قوله «مصاحبة إلخ» صدره كما في التكملة: وبكر فلاها عن نعيم غزيرة). أَي على الكراهة، وهي لغة. اللحياني: أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ ذلك بمعنىً واحد.
والكَرِيهةُ: النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ، وكذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر.
وذو الكَريهةِ: السَّيْفُ الذي يَمْضِي على الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها. قال الأَصمعي: مِنْ أَسماء السيوف ذُو الكَريهة، وهو الذي يَمْضِي في الضرائب. الأَزهري: ويقال للأَرض الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ.
ورجل ذو مَكْروهةٍ أَي شدة؛ قال: وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا ورجل كَرْهٌ: مُتَكرِّهٌ.
وجمل كَرْهٌ: شديد الرأْس؛ وأَنشد: كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاءِ: أَعْلى النُّقْرة، هُذَليَّة، أَراد نُقْرَة القَفا.
والكَرْهاءُ: الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع.

أرن (لسان العرب) [50]


الأَرَنُ: النشاطُ، أَرِنَ يأْرَنُ أَرَناً وإرِاناً وأَرِيناً؛ أَنشد ثعلب للحَذْلميّ: مَتى يُنازِعْهُنَّ في الأَرِينِ، يَذْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعونِ وهو أَرِنٌ وأَرُونٌ، مثل مَرِحٍ ومروحٍ؛ قال حُميد الأَرْقَط: أقَبَّ ميفاءٍ على الرُّزون، حدّ الرَّبيع أَرِنٍ أَرُونِ والجمع آرانٌ. التهذيب: الأَرَنُ البطَرُ، وجمعه آرانٌ.
والإرانُ: النَّشاطُ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر يصف ثَوْراً: فانْقَضَّ مُنْحَدِباً، كأَنَّ إرانَه قَبَسٌ تَقَطَّع دون كفِّ المُوقِد وجمعه أُرُنٌ.
وأَرِنَ البعيرُ، بالكسر، يأْرَنُ أَرَناً إذا مَرِحَ مَرَحاً، فهو أَرِنٌ أَي نشيطٌ.
والإرانُ: الثورُ، وجمعه أُرُنٌ. غيره: الإرانُ الثورُ الوحشيُّ لأنه يُؤارِنُ البقرةَ أَي يطلبُها؛ قال الشاعر: وكم من إرانٍ قد سَلَبْتُ مقِيلَه، إذا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه وآرَنَ . . . أكمل المادة الثورُ البقرةَ مُؤارَنَةً وإراناً: طلبَها، وبه سُمِّي الرجل إراناً، وشاةُ إرانٍ: الثورُ لذلك؛ قال لبيد: فكأَنها هي، بعدَ غِبِّ كلالِها أَو أَسْفعِ الخَدَّيْنِ، شاةُ إرانِ وقيل: إرانٌ موضعٌ ينسب إليه البقرُ كما قالوا: ليْثُ خفيَّةٍ وجنُّ عَبْقَر.
والمِئْرانُ: كِناسُ الثورِ الوحشيّ، وجمعُه الميَارينُ والمآرينُ. الجوهري: الإرانُ كِناسُ الوحش؛ قال الشاعر: كأَنه تَيْسُ إرانِ مُنْبَتِلْ أَي مُنْبَتّ؛ وشاهد الجمع قول جرير: قد بُدِّلَتْ ساكن الآرام بَعْدهم، والباقِر الخِيس يَنْحينَ المَآرِينا وقال سُؤْرُ الذِّئب: قَطَعْتُها، إذا المَها تَجَوَّفَتْ، مآرِناً إلى ذُراها أَهْدَفَتْ.
والإرانُ: الجنازةُ، وجمعه أُرُنٌ.
وقال أَبو عبيد: الإرانُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إلى بعض تُحْمَل فيه الموتى؛ قال الأَعشى: أثَّرَتْ في جَناجِنٍ كإرانِ الـ ـمَيتِ عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ وقيل: الإران تابوت الموتى. أَبو عمرو: الإرانُ تابوتُ خشب؛ قال طرفة: أَمُونٍ كأَلواحِ الإرانِ نَسَأْتُها على لاحبٍ، كأَنه ظَهْرُ بُرْجُدِ ابن سيده: الإرانُ سرير الميت؛ وقول الراجز: إذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ تحتَ الإرانِ، سَلَبَتْه الظِّلاَّ يجوز أَن يعني به شجرةً شِبْه النعْش، وأَن يعني به النشاط أَي أَن هذه المرأَة سريعة خفيفة، وذلك فيهن مذموم.
والأُرْنةُ: الجُبن الرَّطْب، وجمعها أُرَنٌ، وقيل: حبٌّ يُلقى في اللبن فينتفخُ ويسمّى ذلك البياضُ الأُرْنةَ؛ وأَنشد: هِدانٌ كشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وحكي الأُرنى أَيضاً (* قوله «وحكي الأرنى أيضاً» هكذا في الأصل هنا وفيما بعد مع نقط النون، وفي القاموس بالباء مضبوطاً بضم الهمزة وفتح الراء والباء).
والأُرانى: الجُبن الرَّطبُ، على وزن فُعالى، وجمعه أَرانيّ. قال: ويقال للرجل إنما أَنتَ كالأُرْنةِ وكالأُرْنى.
والأُرانى: حبُّ بقْلٍ يُطرَح في اللبن فيُجبِّنُه؛ وقول ابن أَحمر: وتَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه قيل: يعني السَّرابَ والشمس؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال ثعلب: يعني شعرَ رأْسه، وفي التهذيب: وتقنَّع الحرباء أُرْتَته، بتاءَين، قال: وهي الشَّعرات التي في رأْسه.
وقوله: هِدانٌ نَوَّامٌ لا يُصلِّي ولا يُبكِّر لحاجته وقد تَهَدَّن، ويقال: هو مَهْدونٌ؛ قال: ولم يُعَوَّدْ نَوْمةَ المَهْدُونِ الجوهري: وأُرْنةُ الحِرباء، بالضم، موضعه من العود إذا انتصب عليه؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر: وتَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقْرُ وكنى بالأُرْنة عن السَّراب لأَنه أَبيض، ويروى: أُرْبَته، بالباء، وأُرْبَتُه: قِلادته، وأَراد سَلْخَه لأَن الحِرْباء يُسْلَخ كما يُسلخ الحيّة، فإذا سُلخ بقي في عُنُقِهِ منه شيء كأَنه قلادة، وقيل: الأُرْنة ما لُفَّ على الرأْس.
والأَرُون: السّمُّ، وقيل: هو دماغُ الفيل وهو سمٌّ؛ أَنشد ثعلب: وأَنتَ الغَيْثُ ينفعُ ما يَليه، وأَنتَ السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَي خالطه دماغُ الفيل، وجمعه أُرُنٌ.
وقال ابن الأَعرابي: هو حبُّ بقْلةٍ يقال له الأُراني، والأُراني أُصول ثمر الضَّعة؛ وقال أَبو حنيفة: هي جناتُها.
والأَرانيةُ: ما يطول ساقُه من شجر الحَمْض وغيره، وفي نسخة: ما لا يطول ساقُه من شجر الحمض وغيره.
وفي حديث اسْتسقاء عمر، رضي الله عنه: حتى رأَيت الأَرِينةَ تأْكلها صغارُ الإبل؛ الأَرينةُ: نبتٌ معروف يُشْبه الخِطميّ، وقد روي هذا الحديث: حتى رأَيْتُ الأَرْنبةَ. قال شمر: قال بعضهم: سأَلت الأَصمعي عن الأَرينة فقال: نبتٌ، قال: وهي عندي الأَرْنبة، قال: وسمعت في الفصيح من أَعراب سَعْد بن بكر ببطن مُرٍّ قال: ورأَيتُه نباتاً يُشبَّه بالخطميّ عريض الورق. قال شمر: وسمعت غيره من أَعراب كنانة يقولون: هو الأَرِين، وقالت أَعرابيَّة من بطن مُرٍّ: هي الأَرينةُ، وهي خِطْمِيُّنا وغَسولُ الرأْس؛ قال أَبو منصور: والذي حكاه شمر صحيحٌ والذي روي عن الأَصمعي أَنه الأَرْنَبة من الأَرانب غيرُ صحيح، وشمر مُتْقِن، وقد عُنِيَ بهذا الحرف وسأَل عنه غيرَ واحدٍ من الأَعراب حتى أَحكمه، والرُّواة ربما صحَّفوا وغيَّروا، قال: ولم أَسمع الأَرينةَ في باب النبات من واحد ولا رأَيته في نُبوت البادية، قال: وهو خطأ عندي، قال: وأحسب القتيبي ذكرَ عن الأَصمعي أَيضاً الأَرْنبة، وهو غير صحيح، وحكى ابن بري: الأَرين، على فَعِيل، نبتٌ بالحجاز له ورق كالخِيريّ، قال: ويقال أَرَنَ يأْرُنُ أُروناً دنا للحج. النهاية: وفي حديث الذبيحة أَرِنْ أَو اعْجَلْ ما أَنَهَر الدمَ؛ قال ابن الأَثير: هذه اللفظة قد اختُلف في ضبطها ومعناها، قال الخطابي: هذا حرف طال ما اسْتَثْبَتُّ فيه الرُّواةَ وسأَلتُ عنه أَهلَ العلم فلم أَجدْ عند واحد منهم شيئاً يُقْطعُ بصحته، وقد طلبت له مَخْرَجاً فرأَيته يتجه لوجوه: أَحدها أَن يكون من قولهم أَرانَ القوم فهم مُرينون إذا هلكت مواشيهم، فيكون معناه أَهلِكْها ذَبحاً وأَزْهِقْ نفْسَها بكل ما أَنَهَرَ الدمَ غير السنّ والظفر، على ما رواه أَبو داود في السُّنن، بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون، والثاني أَن يكون إئْرَنْ، بوزن أَعْرَبْ، من أَرِنَ يأْرَنُ إذا نَشِط وخَفَّ، يقول: خِفَّ واعْجَلْ لئلا تقتُلَها خَنْقاً، وذلك أَن غير الحديد لا يمورُ في الذكاة مَوْرَه، والثالث أَن يكون بمعنى أَدِمِ الحَزَّ ولا تَفْتُرْ من قولك رَنَوْتُ النظرَ إلى الشيء إذا أَدَمْتَه، أَو يكون أَراد أَدِمِ النظرَ إليه وراعِه ببصرِك لئلا يَزلَّ عن المذبح، وتكون الكلمة بكسر الهمزة (* قوله «وتكون الكلمة بكسر الهمزة إلخ» كذا في الأصل والنهاية وتأمله مع قولهما قبل من قولك رنوت النظر إلخ، فإن مقتضى ذلك أن يكون بضم الهمزة والنون مع سكون الراء بوزن اغز إلا أن يكون ورد يائياً أيضاً).
والنون وسكون الراء بوزن ارْمِ. قال الزمخشري: كلُّ مَن علاكَ وغَلَبكَ فقد رانَ بك.
ورِينَ بفلان: ذهبَ به الموتُ وأَرانَ القومُ إذا رِينَ بمواشيهم أَي هلكت وصاروا ذَوي رَيْنٍ في مواشيهم، فمعنى أَرِنْ أَي صِرْ ذا رَيْنٍ في ذبيحتك، قال: ويجوز أَن يكون أَرانَ تَعْدِيةَ رانَ أَي أَزْهِقْ نَفْسَها؛ ومنه حديث الشعبي: اجتمع جوارٍ فأَرِنَّ أَي نَشِطْنَ، من الأَرَنِ النَّشاطِ.
وذكر ابن الأَثير في حديث عبد الرحمن النخعي: لو كان رأْيُ الناسِ مثلَ رأْيك ما ادِّيَ الأَرْيانُ، وهو الخراجُ والإتاوةُ، وهو اسم واحدٌ كالشيْطان. قال الخطابي: الأَشْبَهُ بكلام العرب أَن يكون الأُرْبانَ، بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة، وهو الزيادة على الحقّ، يقال فيه أُرْبانٌ وعُرْبانٌ، فإن كانت معجمة باثنتين فهو من التأْرية لأَنه شيء قُرّر على الناس وأُلْزِموه.

الحاقل (المعجم الوسيط) [0]


 الأكار 

اضطفز (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء التقمه كَارِهًا 

القامح (المعجم الوسيط) [0]


 الكاره للْمَاء لعِلَّة مَا 

الإريس (المعجم الوسيط) [0]


 الأكار (ج) أراريس وأرارسة وأراسي 

الْجوَار (المعجم الوسيط) [0]


 الحراث والأكار الَّذِي يعْمل فِي الْكَرم أَو الْبُسْتَان 

حقل (المعجم الوسيط) [0]


 حقلا زرع (من الحاقل بِمَعْنى الأكار) 

الشُّغْنَةُ (القاموس المحيط) [0]


الشُّغْنَةُ، بالضم: الكارَةُ، والغُصنُ الرَّطْبُ
ج: كصُرَدٍ.

ش - غ - ن (جمهرة اللغة) [0]


الشُّغْنة: الحال، وهي التي تسميها العامة الكارَة؛ ويمكن أن تكون الكارَة عربية من قولهم: كوَّرتُ الشيءَ، إذا لففته وجمعته، فكأن أصلها كَوْرة. والغَشْن، يقال: تغشّن الماءُ، إذا ركبه البعرُ وما أشبه ذلك في الغدير ونحوه. والتنغّش: دخول الشيء بعضه في بعض نحو تداخل الدَّبا وما أشبهه.

البيزار (المعجم الوسيط) [0]


 مدرب جوارح الطير على الصَّيْد والأكار والحراث (ج) بيازرة 

المضض (المعجم الوسيط) [0]


 اللَّبن الحامض والتألم يُقَال فعلت هَذَا على مضض كَارِهًا متألما 

توجر (المعجم الوسيط) [0]


 العليل بالدواء بلعه شَيْئا بعد شَيْء وَفُلَان المَاء شربه كَارِهًا 

شفنه (المعجم الوسيط) [0]


 وَإِلَيْهِ شفونا نظر إِلَيْهِ بمؤخر عينه كَارِهًا أَو مُتَعَجِّبا أَو ساخرا فَهُوَ شافن وشفون 

الكارة (المعجم الوسيط) [0]


 مَا يجمع ويشد وَيحمل على الظّهْر من طَعَام أَو ثِيَاب 

راضخ (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان شَيْئا أعطَاهُ كَارِهًا وَمِنْه شَيْئا أصَاب ونال وَفُلَانًا راماه بِالْحِجَارَةِ وَغَيرهَا 

شغن (مقاييس اللغة) [0]



الشين والغين والنون ليس بشيء، وليس لما ذكره ابنُ دريدٍ: أنَّ الشغْنة الكارَةُ، أصلٌ ولا معنىً.

التلم (المعجم الوسيط) [0]


 التلام (ج) أتلام التلم:  الحراث والأكار والصائغ ومنفاخ الصَّائِغ الطَّوِيل وتلميذ الصَّائِغ (ج) تلام 

شغن (لسان العرب) [0]


الشُّغْنة: الحال، وهي التي يسميها الناسُ الكارَةَ.
وشُغْنَةُ القَصّار: كارَتُه وما يجمعه من الثياب.
والشُّغْنَة: الغُصْنُ الرَّطْبُ، وجمعها شُغَنٌ.

عكْرَدَ (القاموس المحيط) [0]


عكْرَدَ: سَمِنَ، وقَوِيَ،
و~ ناقتي: رَجَعَتْ بي قِبَلَ أُلاَّفِها وأنا كارِهٌ.
وغُلامٌ عَكْرَدٌ، كجعفرٍ وبُرْقُعٍ وعُلَبِطٍ وعُصْفورٍ: مُتَقارِبُ الحُلُمِ، أو سَمينٌ.

و ج م (المصباح المنير) [0]


 وَجَمَ: من الأمر "يَجِمُ" "وُجُومًا" : أمسك عنه وهو كارهٌ، و "الوَجَمُ" بفتحتين بناء وعلامة ويهتدى به في الصحراء والجمع "أَوْجَامٌ" مثل سبب وأسباب. 

ر ز م (المصباح المنير) [0]


 الرُّزْمَةُ: الكارة من الثياب والجمع "رِزَمٌ" مثل سدرة وسدر، و "رَزَّمْتُ" الثياب بالتشديد: جعلتها "رِزَمًا" و "رَزَمْتُ" الشيء "رَزْمًا" من باب قتل جمعته. 

جبب (المعجم الوسيط) [0]


 مضى مسرعا فَارًّا وَفِي حَدِيث مُورق (المتمسك بِطَاعَة الله إِذا جبب النَّاس عَنْهَا كالكار بعد الفار) وَالْفرس بلغ تحجيله إِلَى رُكْبَتَيْهِ 

دَهْبَلَ (القاموس المحيط) [0]


دَهْبَلَ: كَبَّرَ اللُّقَمَ لِيُسابقَ في الأَكْلِ.
والدَّهْبَلُ: طائِرٌ، وجَدٌّ لِشَريكٍ القاضي.
ودَهْبَلُ بنُ كارَةَ: م بِكِبَرِ اللُّقَمِ.
وأبو دَهْبَلٍ: شاعِرانِ جُمَحِيٌّ، ودُبَيْرِيٌّ.

الشَّفْنُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّفْنُ: الكَيِّسُ العاقِلُ،
كالشَّفِنِ، ككتِفٍ، ورَقيبُ المِيراثِ، والانْتظارُ.
وكزُفَرَ: الشديدُ النَّظَرِ.
وشَفَنَهُ، كضَرَبَه وعَلِمَهُ، شُفُوناً: نَظَرَ إليه بِمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ، أَو نَظَرَ في إعْراضٍ، أَو رَفَعَ طَرْفَهُ ناظِراً إليه كالمُتَعَجِّبِ أَو كالكارِهِ، فهو شافِنٌ وشَفونٌ.

الشَّمْزُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّمْزُ: نُفورُ النَّفْسِ مما تَكْرَهُ.
وتَشَمَّزَ وجهُه: تَمَعَّرَ، وتَقَبَّضَ.
واشْمَأَزَّ: انْقَبَضَ، واقْشَعَرَّ، أو ذُعِرَ،
و~ الشيءَ: كَرِهَهُ، وهي: الشُّمَأْزِيزَةُ.
والمُشْمَئِزُّ: النافِرُ الكارِهُ، والمَذْعورُ.
وأحمدُ بنُ إبراهيمَ الشَّمْزِيُّ، محدّثٌ، وعُمَرُ بنُ عثمانَ الشَّمْزِيُّ: مُعْتَزِليَّانِ.

أ ك ر (المصباح المنير) [0]


 الأُكْرَة: والجمع "أُكَر" مثل حُفْرَة وحُفَر وزنا ومعنى و "أَكَرْتُ" النهر "أَكْرًا" من باب ضرب شققته و "أَكَرْتُ" الأرضَ حرثتها واسم الفاعل "أَكَّار" للمبالغة والجمع "أَكَرَةٌ" كأنه جمع "آكِرٍ" وزان كَفَرَة جمع كافر. 

الكِيرُ (القاموس المحيط) [0]


الكِيرُ، بالكسر: زِقٌّ يَنْفُخُ فيه الحَدَّادُ، وأما المَبْنِيُّ من الطينِ، فَكُورٌ
ج: أكْيارٌ وكِيَرَةٌ، كعِنَبَةٍ، وكِيرانٌ، وجَبَلٌ،
وع بالبادِيَةِ،
ود بينَ تَبْريزَ وبَيْلَقانَ.
والكَيِّرُ، كسَيِّدٍ: الفَرَسُ يَرْفَعُ ذَنَبَهُ في حُضْرِهِ.
وفِعْلُهُ: الكِيارُ، بالكسر، وهو من كارَ يَكيرُ أو يَكُورُ.

الضَّفْزُ (القاموس المحيط) [0]


الضَّفْزُ: لَقْمُ البعيرِ، أو مع كَراهَتِه ذلك، والدَّفْعُ، والجِماعُ، والعَدْوُ، والوَثْبُ، والقَفْزُ، والضَّرْبُ باليَدِ، أو بالرِّجْلِ، وإدْخالُ اللِّجامِ في في الفرسِ.
والضَّفيزُ: الغَطيطُ، وبهاءٍ: اللُّقْمَةُ العظيمةُ.
واضْطَفَزَهُ: الْتَقَمَهُ كارِهاً.
والضَّفَّازُ: النَّمَّامُ، مُشْتَقٌّ من الضَّفَزِ، محركةً، للشَّعير يُحَشُّ، ليُعْلَفَهُ البعيرُ، لأَنهُ يُهَيّئُ قَوْلَ الزُّورِ، كما يُهَيَّأ هذا الشَّعيرُ للعَلَف.

حَار (المعجم الوسيط) [0]


 حورا وحئورا رَجَعَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّه ظن أَن لن يحور} وَيُقَال حَار إِلَيْهِ وَالشَّيْء نقص وَيُقَال حَار بَعْدَمَا كار نقص بَعْدَمَا زَاد وَأَعُوذ بِاللَّه من الْحور بعد الكور والغصة انحدرت كَأَنَّهَا رجعت من موضعهَا وَالْمَاء فِي الغدير تردد وَيُقَال حَار فِي أمره وَالثَّوْب غسله وبيضه 

جرده (المعجم الوسيط) [0]


 جردا قشره وأزال مَا عَلَيْهِ وَيُقَال جرده من ثَوْبه عراه وجرد الْجلد نزع عَنهُ الشّعْر وجرد الْجَرَاد الأَرْض أكل مَا عَلَيْهَا من النَّبَات وأتى عَلَيْهِ فَلم يبْق مِنْهُ شَيْئا وجرد الْقَحْط الأَرْض أذهب نباتها وَالسيف من غمده سَله والقطن حلجه وَالْقَوْم سَأَلَهُمْ فمنعوه أَو أَعْطوهُ كارهين وَمَا فِي المخزن أَو الْحَانُوت أحصى مَا فِيهِ من البضائع وَقيمتهَا (مج) 

شفن (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأموي: الشَفْنُ بالتسكين: الكَيِّسُ العاقل.
وشَفَنْتُهُ أَشْفِنُهُ شُفوناً، إذا نظرْتَ إليه بمؤخر عينك، فأنا شافِنٌ وشَفونٌ.
وقال:
      حِذارَ مُرْتَقِبٍ شفونِ

وهو الغيور. ابن السكيت: شَغَلْتُ إليه وشَنَفْتُ بمعنىً، وهو نَظَرٌ في اعتراضٍ.
وقال أبو عبيد: هو أن يرفع الإنسان طَرْفه ناظراً إلى الشيء كالمتعجِّب منه، أو كالكاره له.

رَضَخَ (القاموس المحيط) [0]


رَضَخَ الحَصى، كمنَعَ وضَرَبَ: كَسَرَها،
و~ له: أَعْطاهُ عَطَاءً غير كثير،
و~ به الأرضَ: جَلَدَهُ بها،
و~ التُّيُوسُ: أَخَذَتْ في النِّطاحِ.
والمِرْضاخُ: حَجَرٌ يُرْضَخُ به النَّوى.
والرَّضْخُ: خَبَرٌ تَسْمَعُه ولا تَسْتَيْقِنُهُ، يقالُ: هُمْ يَتَرَضَّخُونَ الخَبَرَ.
وراضَخَ زَيْدٌ شيئاً: أعطاهُ كارهاً،
و~ فلاناً: راماهُ بالحجارَةِ.
وهو يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عَجَمِيَّةً: إذا نَشَأَ مَعَهُمْ ثم صارَ إلى العَرَبِ، فهو يَنْزِعُ إلى العَجَمِ في ألفاظٍ، ولو اجْتَهَدَ.
وترَاضَخْنَا: ترَامَيْنا.

ف ل ح (المصباح المنير) [0]


 الفَلاحُ: الفوز ومنه قول المؤذن: "حيّ على الفَلاحِ" أي هلموا إلى طريق النجاة والفوز، و "الفَلاحُ" السحور، كتاب الفاء و "فَلَحْتُ" الأرض "فَلْحًا" من باب نفع: شققتها للحرث، و "الفَلْحُ" الشقّ، والجمع "فُلُوحٌ" مثل فلس وفلوس، والأكار "فَلاحٌ" والصناعة "فِلاحَةُ" بالكسر، و "فَلَحْتُ" الحديد "فَلْحًا" أيضًا: شققته وقطعته، و "أَفْلَحَ" الرجل بالألف: فاز وظفر. 

ف ل ح (المصباح المنير) [0]


 الفَلاحُ: الفوز ومنه قول المؤذن: "حيّ على الفَلاحِ" أي هلموا إلى طريق النجاة والفوز، و "الفَلاحُ" السحور، كتاب الفاء و "فَلَحْتُ" الأرض "فَلْحًا" من باب نفع: شققتها للحرث، و "الفَلْحُ" الشقّ، والجمع "فُلُوحٌ" مثل فلس وفلوس، والأكار "فَلاحٌ" والصناعة "فِلاحَةُ" بالكسر، و "فَلَحْتُ" الحديد "فَلْحًا" أيضًا: شققته وقطعته، و "أَفْلَحَ" الرجل بالألف: فاز وظفر. 

الشَّنْفُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّنْفُ، وبالضم لَحْنٌ: القُرْطُ الأَعْلَى، أَو مِعْلاقٌ في قُوفِ الأُذُنِ، أو ما عُلِّقَ في أعْلاها، وأمَّا ماعُلِّقَ في أسْفَلِها فَقُرْطٌ،
ج: شُنُوفٌ،
و~ : النَّظَرُ إلى الشيءِ كالمُعْتَرِضِ عليه، أو كالمُتَعَجِّبِ منه، أو كالكارِهِ لَهُ.
وشَنِفَ لَهُ، كفَرِحَ: أبْغَضَهُ، وتَنَكَّرَهُ، فهو شَنِفٌ،
و~ : فَطِنَ، وانْقَلَبَتْ شَفَتُهُ العُلْيَا من أعْلَى.
والشانِفُ: المُعْرِضُ.
وإنه لمشانِفٌ عَنَّا بِأَنْفِهِ: رافِعٌ.
وناقةٌ مَشْنُوفةٌ: مَزْمومَةٌ.
وكزُبَيْرٍ: تابِعِيٌّ، وابنُ يَزيدَ: مُحَدِّثٌ.
وأشْنَفَ الجارِيَةَ،
وشَنَّفَهَا تَشْنيفاً: جَعَلَ لها شَنْفاً، فَتَشَنَّفَتْ.

البَأْسُ (القاموس المحيط) [0]


البَأْسُ: العذابُ، والشِّدَّةُ في الحَرْبِ، بَؤُسَ، ككَرُمَ، بأْساً،
فهو بَئِيسٌ: شُجاعٌ.
وبَئِسَ، كسَمِعَ، بُؤْساً وبُؤُوساً وبَأساً، وبُؤْسَى وبَئِيسَى: اشْتَدَّت حاجَتُهُ.
والبَأْساء والأبْؤُسُ: الداهيةُ، ومنه:
"عسَى الغُوَيْرُ أبْؤُساً" أي: داهيةً.
والبَيْأَسُ، كفَيْعَلٍ: الشديدُ، والأسَدُ.
وعَذابٌ بِئْسٌ، بالكسر،
وبَئِيسٌ، كأميرٍ،
وبَيْأَسٌ، كجَيْأَلٍ: شديدٌ.
وبِئْسَ رَجُلاً زيدٌ: فِعْلٌ ماضٍ لا يَتَصَرَّفُ، لأنهُ أُزِيلَ عن مَوْضِعِهِ، وفيه لُغاتٌ تُذْكَرُ في نِعْمَ.
وبَناتُ بِئْس: الدواهي.
والمُبْتَئِسُ: الكارِه الحَزِينُ.
والتَّباؤسُ: التَّفاقُرُ، وأن يُرِيَ تَخَشُّعَ الفُقَرَاء إخْباتاً وتَضَرُّعاً.

عَكَمَ (القاموس المحيط) [0]


عَكَمَ المَتاع يَعْكِمُه: شَدَّهُ بثَوْبٍ.
وأعْكَمَهُ: أعانَهُ على العَكْمِ.
(والعِكْمُ، بالكسرِ: ما عُكِمَ به،
كالِعكامِ، والعِدْلُ
ج: أعْكامٌ، والكارَةُ
ج: عُكومٌ، وبَكَرَةُ البِئْرِ، ونَمَطٌ تَجْعَلُ المرأةُ فيه ذَخيرَتَها، وبالفتحِ: داخِلُ الجَنْبِ.
وككتابٍ: ما عُكِمَ به
ج: عُكْمٌ).
وعُكِمَ عنه، كعُنِي: صُرِفَ عن زِيارَتِه.
وعَكَمَ: انْتَظَر،
و~ عليه: كَرَّ،
و~ لأَرْضِ كذا: يمَّمَهَا،
و~ عن شَتْمِه: تأخَّرَ،
و~ الإِبِلُ: سَمِنَتْ وحَمَلَتْ شَحْماً على شَحْمٍ،
كعَكَّمَتْ.
وعَكْمَةُ البَطْنِ: زاوِيَتُه.
وعَكومٌ، كصَبورٍ: المُنْصَرَفُ، والمَعْدِلُ، والمَرْأةُ المِعْقابُ.
واعْتَكَموا: سَوَّوْا بينَ الأَعْدالِ ليَحْمِلوها،
و~ الشيءُ: ارْتَكَمَ.
وكزُبيرٍ: اسمٌ.
وكمنْبرٍ: المُكْتَنِزُ اللَّحْمِ.

وزر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الوَزَرُ: الملجأ، وأصل الوَزَرِ الجبلُ.
والوِزْرُ: الإثم، والثِقْلُ، والكارَةُ، والسِلاحُ. قال الشاعر:
رِماحاً طِوالاً وخيلاً ذكورا      وأَعْدَدْتُ للحربِ أوْزارَهـا

والوَزير: المُوازِرُ، لأنَّه يحمل عنه وِزْرَهُ، أي ثِقْلُ.
والوَزارةُ: لغةٌ في الوِزارَةِ.
وقد اسْتوزِرَ فلانٌ، وهو يُوازِرُ الأميرَ ويَتَوَزَّرُ له.
واتَّزَرَ الرجلُ: ركب الوِزْر.
وقوله تعالى: "ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى"، أي لا تحمل حاملةٌ حِمْلَ أخرى.
وقال الأخفش: لا تأثَمُ آثمةٌ بإثْمِ أخرى. قال: تقول منه: وَزِرَ يَوْزَرُ، ووَزَرَ يَزِرُ، ووُزِرَ يوزَرُ فهو مَوْزورٌ.
وإنَّما قال في الحديث: "مَأْزورات" لمكان مأجورات، ولو أفرد لقال: مَوْزُوراتٌ. أبو عمرو: وَزَرْتُ الشيء: أحرزْته.
ووَزَرْتُ فلاناً: غلبته.

الوَجُورُ (القاموس المحيط) [0]


الوَجُورُ: الدَّواءُ يُوجَرُ في الفَمِ، ويُضَمُّ،
وَجَرَهُ وَجْراً.
وأوجَرَهُ الرُّمْحَ: طَعَنَهُ به في فيه.
وتَوَجَّرَ الدَّواءَ: بَلَعَه،
و~ الماءَ: شَرِبَهُ كارِهاً.
والمِيْجَرُ والمِيْجَرَةُ: كالمُسْعُطِ يُوجَرُ به الدواءُ.
ووَجِرَ منه، كفَرِحَ: أشْفَقَ، فهو وَجِرٌ وأوْجَرُ، وهي وَجِرَةٌ، كفَرِحَةٍ، ووَجْراءُ.
ووَهِمَ الجوهريُّ، فقال: لا يُقالُ وَجْراءُ.
والوَجْرُ: كالكَهْفِ في الجبلِ.
والوَِجارُ، بالكسر والفتح: جُحْرُ الضَّبُعِ وغيرِها
ج: أوْجِرَةٌ وَوُجُرٌ، والجُرْفُ حَفَرَهُ السَّيلُ من الوادِي.
ووَجْرَةُ: ع بين مكةَ والبَصْرَةِ، أربعونَ مِيلاً، ما فيها مَنْزِلٌ، فهي مَرْتٌ للوَحْشِ.
ووَجَرْتُهُ أجِرُهُ وَجْراً: أسْمَعْتُهُ ما يَكرَهُ، والاسْمُ: كقَبُولٍ.
والأَوْجارُ: حُفَرٌ تُجْعَلُ للوَحْشِ، إذا مَرَّتْ بها، عَرْقَبَتْها، الواحدةُ: وَجْرَةٌ، وتُحَرَّكُ،
واتَّجَرَ: تَدَاوى.
وَوَجْرٌ: جبلٌ بين . . . أكمل المادة أجَأَ وسَلْمَى،
وة بهَجَرَ.
ووَجْرَى، كسَكْرَى: د قُربَ إِرْمِينِيَّةَ.
والمِيْجَارُ: شِبْهُ صَوْلَجانٍ تُضْرَبُ به الكُرَةُ.

الوَزَرُ (القاموس المحيط) [0]


الوَزَرُ، محرَّكةً: الجبلُ المَنيعُ، وكلُّ مَعْقِلٍ، والمَلْجَأُ، والمُعْتَصَمُ.
والوِزْرُ، بالكسر: الإِثمُ، والثِّقْلُ، والكارَةُ الكبيرةُ، والسِّلاحُ، والحِمْلُ الثقيلُ
ج: أوْزارٌ.
وَوَزَرَهُ، كوَعَدَهُ، وِزْراً، بالكسر: حَمَلَهُ.
وَوَزَرَ يَزِرُ،
ووَزِرَ يَوْزَرُ، وَوُزِرَ يُوزَرُ وِزْراً وَوَزْراً، بالكسر، والفتح، وَزِرَة، كَعِدَةٍ: أثِمَ،
فهو مَوْزُورٌ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غيرَ مَأْجورَاتٍ" لِلازْدِواجِ، ولو أُفْرِدَ، لَقيلَ: مَوْزُوراتٍ.
وَوَزَرَ الثُّلْمَةَ، كوَعَدَ: سَدَّها،
و~ الرَّجُلَ: غَلَبَه.
وزُزِرَ، كعُنِيَ: رُمِيَ بِوِزْرٍ.
والوَزيرُ: حَبَأْ المَلِكِ الذي يحْمِلُ ثِقْلَهُ، ويُعِينُهُ بِرأيِهِ.
وقد اسْتَوْزَرَهُ فَتَوَزَّرَ له وَوَازَرَهُ،
وحالُهُ: الوِزارَةُ، بالكسر ويُفْتَحُ
ج: أوزارٌ ووُزَراءُ.
وأوزَرَهُ: أحْرَزَهُ، وذَهَبَ به،
كاسْتَوْزَرَهُ، وجَعَلَ له وَزَراً، وأوثَقَهُ، وخَبَأَهُ.
واتَّزَرَ: رَكِبَ الوِزْرَ.
والوَزِيرُ: . . . أكمل المادة المُوازِرُ، وعَلَمٌ.

القَمْحُ (القاموس المحيط) [0]


القَمْحُ: البُرُّ.
وقَمِحَهُ، كَسَمِعَهُ: اسْتَفَّهُ، كاقْتَمَحَهُ.
والقَمِيحَةُ: الجُوارِشُ.
والقُمْحَةُ، بالضم: مِلْءُ الفَمِ منه.
والقُمُّحانُ، كعُنْفُوَانٍ، وتُفْتَحُ الميمُ: الوَرْسُ، أو كالذَّريرَةِ يَعْلُو الخَمْرَ، والزَّعْفَرَانُ،
كالقُمْحَة، بالضم في الكُلِّ.
وقَمَحَ البعيرُ قُموحاً: رَفَعَ رأسَهُ عِنْدَ الحَوْضِ، وامْتَنَعَ من الشُّرْبِ،
كتَقَمَّحَ وانْقَمَحَ، فهو قامِحٌ، ج: كرُكَّعٍ.
وقَامَحَتْ إبِلُكَ: ورَدَتْ فلم تَشْرَبْ لداءٍ أو بَرْدٍ،
وهي ناقَةٌ مُقامِحٌ وإبِلٌ مُقَامِحَةٌ.
وأقْمَحَ: رَفَعَ رأسَهُ، وغَضَّ بَصَرَهُ،
و~ بِأَنْفِهِ: شَمَخَ،
و~ السُّنْبُلُ: جَرى فيه الدَّقِيقُ،
و~ الغُلُّ الأَسيرَ: تَرَكَ رأسَهُ مَرْفُوعاً لِضيقِهِ.
وشَهْرَا قُماحٍ، قِماحٍ، ككِتابٍ وغُرَابٍ: أشدُّ ما يكونُ من البَرْدِ.
والقِمْحى والقِمْحَاةُ، بكسرهما: الفَيْشَةُ.
والقِمْحَانَةُ، بالكسر: ما بَيْنَ القَمَحْدُوَةِ ونُقْرَةِ القَفَا.
وقَمَّحَهُ تَقْمِيحاً: . . . أكمل المادة دَفَعَهُ بالقَلِيلِ عن كثيرٍ يَجِبُ له.
والقامِحُ: الكارِهُ للماءِ لأيّةِ عِلَّةٍ كانَتْ،
و~ من الإِبِلِ: ما اشْتَدَّ عَطَشُهُ حتى فَتَرَ شَدِيداً،
واقْتَمَحَ البُرُّ: صارَ قَمْحاً نضِيجاً،
و~ النَّبيذَ: شَرِبَهُ.

خرطت (المعجم الوسيط) [0]


 الدَّابَّة خراطا جمحت وجذبت رسنها من يَد ممسكها ثمَّ مَضَت وَالْمَرْأَة جمحت وفجرت فَهِيَ خروط (ج) خرط وَالْبَعِير وَغَيره خرطا سلح وَيُقَال خرطه البقل وَفِي حَدِيثه كذب وَفِي الْأَمر تهور وَركب رَأسه فَهُوَ خروط وَفِي حَدِيث عَليّ (أَتَاهُ قوم بِرَجُل فَقَالُوا إِن هَذَا يؤمنا وَنحن لَهُ كَارِهُون فَقَالَ لَهُ عَليّ إِنَّك لخروط) وَالشَّجر انتزع الْوَرق عَنهُ اجتذابا وَفِي الْمثل (دون ذَلِك خرط القتاد) يضْرب لِلْأَمْرِ دونه مَانع وَيُقَال خرط ورق الشّجر والعنقود انتزع حبه بِجَمِيعِ أَصَابِعه والدواء فلَانا أَمْشَاهُ وَالْإِبِل فِي المرعى أرسلها وَيُقَال خرط الْبَازِي وَتَابعه على النَّاس أذن لَهُ فِي أذاهم وَالْعود قشره وسواه والأشياء جمعهَا فِي خريطة وَالْحَدِيد طوله كالعمود خرطت:  اللَّبُون . . . أكمل المادة خرطا خرج لَبنهَا متعقدا أَو خرج وَبِه مَاء أصفر من دَاء أَو من بروك على ندى وَفُلَان غص بِالطَّعَامِ 

الإِرَةُ (القاموس المحيط) [0]


الإِرَةُ، كعِدَةٍ: النَّارُ نَفْسُها، أَو مَوْضِعُها، أَو اسْتِعارُها وشِدَّتُها، والقَديدُ، والمُعْتَقَرُ، والمُعَالَجُ، ولَحْمٌ يُغْلَى بِخَلٍّ إغْلاءً، فَيُحْمَلُ في السَّفَرِ، وأصْلُه: إرْيٌ، والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ
ج: إرُونَ.
وأرَتِ القِدْرُ تَأْرِي أرْياً: لَزِقَ بأَسْفَلِها شِبْه الجُلْبَةِ السَّوْداءِ من الاحْتِراقِ،
كأَرِيَتْ،
و~ الدابَّةُ مَرْبَطها: لَزِمَتْه،
و~ الريحُ الماءَ: صَبَّتْه،
و~ النَّحْلُ: عَمِلَتِ العَسَلَ،
كتَأَرَّتْ وأْتَرتْ،
و~ صَدْرُهُ عَلَيَّ: اغْتاظَ،
كأَرِيَ،
و~ الدابَّةُ إلى الدَّابَةِ: انْضَمَّتْ، وألِفَتْ مَعَها مَعْلَفاً واحِداً.
وآرَيْتُها أنَا.
والأرْيُ: ما لَزِقَ بأَسْفَلِ القِدْرِ، والعَسَلُ، أو ما تَجْمَعهُ النَّحْلُ في أجْوافِها ثم تَلْفِظُه، أو ما لَزِقَ من العَسَلِ في جَوْفِ العَسَّالَةِ،
و~ من السَّحابِ: دِرَّتُه،
و~ من الريحِ: عَمَلُها . . . أكمل المادة وسَوْقُها السحابَ، والنَّدَى يَقَعُ على الشَّجرِ، ولُطاخةُ ما تَأْكُلُه.
وتَأَرَّى عنه: تَخَلَّفَ،
و~ بالمكانِ: احْتَبَسَ،
كائْتَرَى،
و~ الشيءَ: تَحَرَّاهُ.
والآرِيُّ، ويُخَفَّف: الأخِيَّةُ.
وأرَّيْتُها،
و~ لها تَأْرِيَةً: جَعَلْتُ لها آرِيَّةً،
و~ الشيءَ: أثْبَتُّه، ومَكَّنْتُهُ،
و~ النارَ: عَظَّمْتُها، ورَفَعْتُها،
أَو جَعَلْتُ لها إرَةً،
و~ عن الأمرِ: وَرَّيْتُ.

كرزن (لسان العرب) [0]


الجوهري: الكِرْزِنُ والكِرْزِين، بالكسر، فأْس مثل الكِرْزِم والكِرْزِيم؛ عن الفراء، وفي حديث أُمِّ سَلَمة: ما صَدَّقْتُ بموت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى سمعْتُ وقْعَ الكرازين. ابن سيده: الكَرْزَنُ والكِرْزِنُ والكِرْزِينُ الفأْس لهارأْسٌ واحد، وقيل: الكِرْزِينُ نحوُ المِطْرَقة، وقال أَبو حنيفة: الكَرْزَنُ، بفتح الكاف والزاي جميعاً، الفأْس لها حَدٌّ. قال: وأَحسِبُني قد سمعت الكِرْزَنَ، بكسر الكاف وفتح الزاي.
وفي الحديث عن العباس بن سهل عن أَبيه قال: كنت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم الخَنْدَق فأَخذ الكِرْزِينَ يَحْفِرُ في حَجر إِذ ضَحِكَ، فسُئل: ما أَضْحَكَك؟ فقال: من ناس يُؤْتَى بهم من قِبَلِ المَشْرِق في الكُبُول يُساقون . . . أكمل المادة إِلى الجنة وهم كارهون؛ قال الشاعر: فقد جعَلَتْ أَكْبادُنا تَحْتَوِيكُمُ، كما تَحْتَوي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِنا قال أَبو عمرو: إِذا كان لها حَدٌّ واحد فهي فأْس، وكَرْزَن وكِرْزِنٌ، والجمع كَرازِينُ وكرازِنُ، وقال غيره: الكَرازِنُ ما تحت مِيرَكَةِ الرَّحْلِ؛ وأَنشد: وقَفْتُ فيه ذاتَ وجْهٍ ساهِمِ، تُنْبي الكَرازِينَ بصُلبٍ زاهِمِ

شمز (لسان العرب) [0]


الشَّمْزُ: التَّقَبُّض. اشمَأَزَّ اشمِئْزازاً: انقبض واجتمع بعضه إِلى بعض؛ وقال أَبو زيد: ذُعِرَ من الشيء وهو المَذْعور.
والشَّمْز: نفور النفس من الشيء تكرهه.
وقال الزجاج في قوله تعالى: وإِذا ذُكِرَ الله وحده اشْمَأَزَّتْ قلوبُ الذين لا يؤمنون بالآخرة؛ معناه نَفَرَتْ، وكان المشركون إِذا قيل لا إِله إِلا الله نَفَروا من هذا.
وقال ابن الأَعرابي: اشْمَأَزَّت اقْشَعَرَّتْ.
وقال قتادة: اشمأَزت استكبرتْ وكفرت ونَفَرَتْ.
وفي الحديث: فَسَيَلِيكُمْ أُمراءُ تَقْشَعِرّ منهم الجلود وتشْمَئِزُّ منهم القلوب أَي تنقبض وتجتمع، وهمزته زائدة،وهي الشُّمَأْزِيزَة.
ورجل فيه شُمَأْزِيزَة من اشْمَأْزَزْت. قال شمر: قال خالد بن جَنْبَةَ: اشْمِئزاز السعر (* قوله « اشمئزاز السعر إِلى قوله أي مشدودة» كذا بالأصل) اشمأَز الليل . . . أكمل المادة والنهار مقلولياً، قلت: ما المقلولي؟ قال: الندة التي تجمعها جمعة واحدة، قلت: ما الندة؟ قال السَّوق الشديد حتى يكون كأَنه مُشْرَبة في الأَقْران أَي مشدودة في الحبال.
والمُشْمََئِزُّ أَيضاً: النَّافر الكاره للشيء.
واشْمَأَزَّ الشيءَ: كَرِهه بغير حرف جر؛ عن كراع.
والمُشْمَئِزُّ: المَذْعور.

بأس (الصّحّاح في اللغة) [0]


البَأْسُ: العذابُ.
والبَأْسُ: الشدَّة في الحرب. تقول منه: بَؤُسَ الرجل بالضم يَبْؤُسُ بَأْساً، إذا كان شديد البَأْسِ. فهو بَئيسٌ، أي شجاعٌ.
وعذابٌ بَئيسٌ أيضاً، أي شديد. قال: وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَئيساً: اشتدَّت حاجته فهو بائِسٌ.
وبئس: كلمة مدح. تقول: وبِئْسَ الرجل زيدٌ، وبِئْسَتِ المرأة هندٌ.
وهما فعلان ماضيان لا يتصرَّفان، لأنهما أزيلا عن موضعهما. فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إذا أصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إذا أصاب بُؤْساً، فنِقلاً إلى المدح والذمِّ، فشابها الحروف فلم يتصرَّفا.
والأَبْؤُس: جمع بُؤْسٍ، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ.
والأَبْؤُسُ أيضاً: الداهية.
وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً. وقد أَبْأَسَ إبْآساً. قال الكميت:
عَسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإمْرارِ      قالوا أَساءَ . . . أكمل المادة بَنُو كُرْزٍ فقلت لهم

ولا تَبْتَئِسْ، أي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.
والمُبْتَئِسُ: الكارِهُ والحزينُ. قال حسان ابن ثابت:
      منه وأَقْعُدْ كرِماً ناعِمَ البالِ



رزم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرازِمُ من الإبل: الثابت على الأرض الذي لا يقوم من الهُزال.
وقد رَزَمَتِ الناقة تَرْزِمُ وَتَرْزُمُ رُزوماً ورُزاماً بالضم: قامت من الإعياء والهُزال ولم تتحرَّك، فهي رازِمٌ.
ويقال للثابت القائم على الأرض: رُزَمٌ. أبو زيد: الرَزَمَةُ بالتحريك: صوت الناقة تُخرِجه من حَلْقِها، لا تفتح به فاها، وذلك على ولدها حين تَرأمه. قال: والحَنين أشدُّ من الرَزمَةِ.
وفي المثل: رَزَمَةٌ ولا دِرَّةٌ يضرب لمن يَعِدُ ولا يفي.
وقد أَرْزَمَتِ الناقة. يقال: لا أفعلُ ذاك ما أَرْزَمَتْ أمُّ حائلٍ.
والإرْزامُ أيضاً: صوتُ الرعد.
ورَزَمَةُ السباعِ: أصواتها.
والرَزيمُ: الزئيرُ.
وقال:
      لأُسودِهِنَّ على الطريقِ رَزيمُ

والمِرْزَمانِ: مِرْزَما الشِعْرَيَيْنِ، وهما نجمانِ أحدهما في الشِعْرى والآخر في الذِراع.
وأمُّ مِرْزَمٍ: الشَمالُ.
وأنشد الأعرابيّ: تُقَشِّرُ . . . أكمل المادة أَعْلى أنفه أُمُّ مِرْزَم ورَزَمْتُ الشيء: جمعْتُه. والرِزْمَةُ: الكارَةُ من الثياب.
وقد رَزَّمْتُها تَرْزيماً، إذا شددتَها رِزَماً.
والمُرازَمَةُ في الأكل: الموالاةُ، كما يُرازِمُ الرجل بين الجراد والتمر.
ورازَمَتِ الإبل، إذا خلطَتْ بين مَرْعَيَيْنِ.
وفي الحديث: "إذا أكلتم فرازِموا"، يريد موالاة الحمد.
وارْزامَّ الرجل ارْزيماماً، إذا غضب.

جلس (مقاييس اللغة) [0]



الجيم واللام والسين كلمةٌ واحدة وأصل واحد، وهو الارتفاع في الشيء، يقال جَلَسَ الرجُل جُلوساً، وذلك يكون عن نَومٍ واضطجاع؛ وإذا كان قائماً كانت الحال التي تخالفها القُعود. يقال قام وقعد، وأخذه المُقِيمُ والمُقْعد.
والجِلْسة: الحال التي يكون عليها الجالس، يقال جلس جِلْسةً حسنة.
والجَلْسة المرّة الواحدة.
ويقال جَلَس الرّجُل إذا أتَى نَجْداً؛ وهو قياس الباب، لأنّ نَجْداً خلاف الغور، وفيه ارتفاع.
ويقال لنَجْدٍ: الجَلْس.
ومنه الحديث: "أنّه أعطاهم مَعَادِنَ القَبَلِيَّة غَوْريَّها وجَلْسيَّها".
وقال الهذلي:
إذا ما جَلَسْنَا لا تزال تَنُوبنا      سُلَيمٌ لدى أبياتنا وهَوازِنُ

وقال آخر:وقال :
قُلْ للفرزْدَق والسَّفَاهةُ كاسْمِها      إن كنتَ كارِهَ ما أمَرْتُكَ فاجْلِسِ

يريد ائت نجداً. قال أبو حاتم: قالت أمّ . . . أكمل المادة الهيثم: جَلَستِ الرّخَمة إذا جَثَمَتْ.
والجلْس: الغلَظ من الأرض.
ومن ذلك قولهم ناقةٌ جَلْس أي صُلبة شديدة. فهذا البابُ مطّردٌ كما تراه. فأمّا قول الأعشى:
لنا جُلَّسَانٌ عندها وَبَنَفْسَجً      وَسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما

فيقال إنّه فارسيّ، وهو جُلْشَان، نِثارُ الوَرْد.

عسر (الصّحّاح في اللغة) [0]


العُسْرُ: نقيض اليسر. يقال: عُسْرٌ وعُسُرٌ.
وقد عَسُرَ الأمرُ بالضم يَعسُرُ عُسْراً، فهو عَسيرٌ.
وعَسِرَ الأمر بالكسر يَعْسُرُ عُسْراً، أي التاثَ، فهو عَسِرٌ.
وعَسَرتِ الناقةُ بذَنَبها تَعسِرُ عَسَراناً، إذا شالت به.
وعَسرتُ الغريم أعْسُرُهُ وأعسِرُهُ عَسْراً، إذا طلبتَ منه الدين على عُسْرَتِهِ.
وعَسَرَتِ المرأةُ، إذا عَسُرَ ولادها.
وعَسَرَني فلانٌ، أي جاء على يساري.
ويقال: رجلٌ أعْسَرُ بَيِّن العَسَرِ، للذي يعمل بيساره.
وأمَّا الذي يعمل بكلتا يديه فهو أعْسَرُ يَسَرٌ، ولا تقل أعسَرُ أيَسَرُ.
وعقاب عسْراء: ريشها من الجانب الأيسر أكثرُ من الأيمن.
وحمام أعْسَرُ: بجناحِهِ من يساره بياض.
وأعْسَرَ الرجل: أضاقَ.
والمُعاسَرةُ: ضد المياسرة.
والتعاسُرُ: ضدُّ التياسُر.
والمعْسورُ: ضدُّ الميسور، وهما مصدران.
وقال سيبويه: هما صفتان.
والعُسْرى: نقيض اليسرى.
والعَسَرَةُ، بالتحريك: القادِمةُ البيضاء.
ويقال عقابٌ عَسْراءُ: في . . . أكمل المادة يدها قوادم بِيض.
والعَسيرُ: الناقة إذا اعتاطَتْ عامَها فلم تَحمِل.
والعسير: الناقة التي لم تُرَضْ.
وقد اعْتَسَرْتها إذ ركبتها قبل أن تُراضَ.
واعْتَسَرَهُ: مثل اقتَسره. قال ذو الرمّة:
وقادوا الناس طوعاً واعْتِسارا      أناسٌ أهلكوا الرؤساء قَـتْـلاً

واعْتَسَرَ الرجلُ من مال ولدِه، إذا أخذَ من ماله وهو كارهٌ.

ضور (لسان العرب) [0]


ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه كيَضِيرُه ضَيْراً وضَوراً أَي ضَرَّه، وزعم الكسائي أَنه سمع بعض أَهل العالية يقول: ما ينفعني ذلك ولا يَضُورُني.
والضَّيْرُ والضَّرُّ واحد.
ويقال: لا ضَيْرَ ولا ضَوْر بمعنى واحد.
والضَّوْرَةُ: الجَوْعَةُ، والضَّوْرُ: شدة الجُوعِ.
والتَّضَوُّرُ: التَّلَوِّي والصِّياحُ من وَجَعِ الضَّرْب أَو الجُوعِ، وهو يَتَلَعْلَعُ من الجوع أَي يَتَضَوَّرُ.
وتَضَوَّرَ الذئبُ والكلبُ والأَسد والثعلب: صاح عند الجوع. الليث: التِّضَوُّرُ صِياحٌ وتَلَوٍّ عند الضرب من الوجع، قال: والثعلب يَتَضَوَّرُ في صياحه.
وقال ابن الأَنباري: تركته يَتَضَوَّرُ أَي يظهر الضُّرَّ الذي به ويَضْطَرِبُ.
وفي الحديث: دخل رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على امرأَة يقال لها أُمُّ العَلاءِ وهي تَضَوَّرُ من شدّة الحُمَّى أَي تَتَلَوَّى وتَضِجُّ . . . أكمل المادة وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ، وقيل: تَتَضَوَّرُ تظهر الضَّوْرَ بمعنى الضُّرِّ. يقال: ضارَهُ يَضُورُهُ ويَضِيرُه، وهو مأْخوذ من الضَّوْرِ، وهو بمعنى الضُّرّ. يقال: ضَرَّني وضارَني يَضُورُني ضَوْراً وقال أَبو العباس: التَّضَوُّرُ التَّضَعُّفُ، من قولهم رجل ضُورَةٌ وامرأَة ضُورَةٌ.
والضُّورَةُ، بالضم، من الرجال الصغير الحقير الشأْن، وقيل: هو الذليل الفقير الذي لا يدفع عن نفسه. قال أَبو منصور: أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ عن شَمِرٍ بالراء، وأَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم الضُّؤْزَةُ بالزاي مهموزاً، فقال: كذلك ضبطته عنه، قال أَبو منصور: وكلاهما صحيح. ابن الأَعرابي: الضُّورَةُ الضعيف من الرجال. قال الفراء: سمعت أَعرابيّاً من بني عامر يقول لآخر أَحَسِبْتَني ضُورَةً لا أَرُدُّ عن نفسي؟ وبنو ضَوْرٍ: حَيٌّ من هِزَّانَِ بن يَقْدُمَ؛ قال الشاعر: ضَوْرِيَّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ناصلَة الحَقْوَيْنِ من إِزارها يُطرِقُ كَلْبُ الحيِّ من حِذارِ، أَعْطَيْتُ فيها طائعاً أَو كارِها حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها، وفَرَساً أُنْثَى وعَبْداً فارِهَا

الكَتِفُ (القاموس المحيط) [0]


الكَتِفُ، كفَرِحٍ ومِثْلٍ وحَبْلٍ،
ج: كقِرَدَةٍ وأصحابٍ.
والكَتْفُ، بالفتح: طَلَعٌ يأخُذُ من وجَعٍ في الكَتِفِ، والفَرَسُ، والجَمَلُ: أكْتَفُ، وهي: كَتْفاءُ، وبالضم: جَمْعُ الأكْتَفِ من الخَيْلِ،
والكتافِ: للحَبْلِ،
والكتيفِ: للضَّبَّةِ.
وذُو الكَتِفِ، كفَرِحٍ: أبو السِّمْطِ مَرْوانُ بنُ سليمانَ بنِ يَحْيَى بنِ يَزيدَ بنِ مَرْوانَ بنِ الحكَم، لُقِّبَ ببَيْتٍ قاله.
وذُو الأكْتافِ: سابورُ بنُ هُرْمُزَ، لُقِّبَ لأِنه سارَ في ألفٍ إلى نواحي العَرَبِ الذين كانوا يَعيثونَ في الأرضِ، فَقَتَلَ من قَدَرَ عليهم، ونَزَعَ أكتافَهُم.
وكشَدَّادٍ: الحَزَّاءُ بالكَتِفِ.
وكفَرِحَ: عَرُضَ كَتِفُه،
و~ الفَرَسُ: حَصَلَ في أعالي غَراضِيفِ كَتِفَيْهِ انْفِراجٌ.
وكغُرابٍ: وجَعُ الكَتِفِ.
وكعثمانَ، ويُكْسَرُ: الجَرادُ أوَّلُ ما يَطيرُ منه، الواحِدَةُ: . . . أكمل المادة كُتْفانَةٌ أو كاتِفَةٌ،
لأنه يَتَكَتَّفُ في مَشْيِهِ، أي: يَنْزُو.
وكتِفَ، كضَرَبَ وفَرِحَ: مَشَى رُوَيْداً.
وكضَرَبَ: رَفَقَ في الأمْرِ، وشَدَّ حِنْوَيِ الرحْلِ أحدَهُما على الآخَرِ،
و~ فلاناً: شَدَّ يَدَيْهِ إلى خَلْفُ
بالكِتافِ، وهو: حَبْلٌ يُشَدُّ به،
و~ فلاناً: ضَرَبَ كَتِفَهُ، ومَشَى رُوَيْداً، أو مُحرِّكاً كَتِفَيْهِ،
و~ السَّرْجُ الدابَّةَ: جَرَحَ كَتِفَها،
و~ الأمرَ: كَرِهَهُ،
و~ الخَيْلُ: ارْتَفَعَتْ فُروعُ أكتافِها،
و~ الإِناءَ: لأَمَهُ بالكَتيفِ،
ككَتَّفَ تَكْتيفاً،
و~ الطائِرُ كَتْفاً وكَتَفاناً: طارَ رادّاً جَناحَيْهِ، ضامّاً لهما إلى ما وَراءَهُ.
والكاتِفُ: الكارِهُ.
والكَتَفانُ، مُحرَّكةً: سُرْعَةُ المَشْيِ.
وكجُهَيْنَةَ: ع بِبلادِ باهِلَةَ.
وكأميرٍ: السَّيْفُ الصَّفيحُ، ط وضَبَّةُ الحَديدِ ط، وبهاءٍ: ضَبَّةُ البابِ، وهي حَديدَةٌ طويلَةٌ عَريضَةٌ، ورُبَّما كانتْ كأَنَّها صَفيحَةٌ، والسَّخيمَةُ، والحِقْدُ، والجماعَةُ، وكَلْبَتا الحَدَّادِ.
وإِناءٌ مَكْتوفٌ: مُضَبَّبٌ.
وكتَّفَ اللَّحْمَ تَكْتيفاً: قطَّعَهُ صِغاراً،
و~ الفَرَسُ: مَشَتْ فَحرّكَتْ كتِفيْها.
وتَكَتَّفَ الكُتْفانُ في مَشْيِهِ: نَزَا.
والمِكْتافُ: دابَّةٌ يَعْقِرُ السَّرْجُ كَتِفَها.

ح - ف - ل (جمهرة اللغة) [0]


ولئن كنّا كقوم هلكوا ... ما لِحَيَّ يا لَقَوْمٍ مِن فلَحْ وقال عَبيد بن الأبرص: أفْلِحْ بما شئتَ فقد يُبْلَغُ بالضَّ ... عف وقد يُخْدَعُ الأريبُ المعنى: عِشْ بما شئتَ من عقل أو حُمق فقد يُرزق الأحمق ويُحرم العاقل. ويقال: أفلحَ وأنجحَ، إذا أدرك مطلويه. وعنه " حيَّ على الفَلاح " . وفلحتُ الشي أفلَحه فَلْحاً، إذا شققته أو قطعته. والمثل: السّائر: " الحديدُ بالحديد يُفلح " . قال: لقد علمتَ يا آبن أُمّ صَحْصَحْ أنّا إذا صِيح بنا لم نَبْرَحْ حتى ترى جَماجِماً تَطَوَّحْ إن الحديدَ بالحديد يُفْلَحْ وسُمِّي الأكّار فَلاّحاً لأنه يشقّ الأرض. وجعله ابنُ أحمرَ المُكاريَّ فقال: لها رَطْلٌ تكيلُ الزيتَ فيه ... وفَلاّحٌ يسوق لها . . . أكمل المادة حمارا وُيروى: يسوق بها. والرجل الأَفْلح: الذي في شفته السفلى شَقٌّ، فإذا كان في العليا فهو أَعْلَم. وكان عنترة العبسي يلقب الفَلْحاء لأنه كان في شفته شقّ. قال أبو بكر: هكذا جاء لقبه بلفظ التأنيث. وقد سمّت العرب أفْلَح وفُليحاً ومُفْلِحاً. وصناعة الفلاّح الفِلاحة. والتحفت بالثوب التحافاً، ولَحَفْتُ به غيري. قال طرفة: ثم راحوا عبَق المِسْكِ بهم ... يَلْحَفون الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ وكل ثوب التحفتَ به فهو ملْحَف ومنه اشتقاق اللِّحاف. وألحفَ السائلُ يُلحف إِلحافاً، إذا ألحّ وأبرم في المسألة. واللَّفح من قولهم: لفحته النارُ تلفَحه لَفْحاً ولَفَحاناً، إذا أصابه حرها، وكذلك كل شيء أصابك حرُّه فقد لفحك لَفْحاً ولفَحاناً. ولفحتُ فلاناً بالسيف ونفحتُه به، إذا ضربته به ضربة خفيفة. والسَّموم تلفح الوجه لَفْحاً، إذا غيَّرته. وهذا الثمر الذي يسمَّى اللُّفاح لا أدري ما صحّته إلا أن لفظه عربي. ؟؟

شفن (لسان العرب) [0]


شَفَنَه يَشْفِنه، بالكسر، شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه شَفْناً، كلاهما: نظر إليه بمُؤْخِرِ عينيه بِغْضَةً أَو تعجباً، وقيل: نظره نظراً فيه اعتراض. الكسائي: شَفَِنْتُ إلى الشيء وشَنِفْت إذا نظرت إليه؛ قال الأَخطل: وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَه لَهِقاً، كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ وفي حديث مُجالد بن مسعود: أَنه نظر إلى الأَسوَدِ ابن سُرَيْعٍ يَقُصُّ في ناحيةِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إليهم؛ قال أَبو عبيد: قال أَبو زيد الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظراً إلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره له أَو المُبْغِضِ، ومثله شنِفَ.
وفي رواية أَبي عبيد عن مُجالِدٍ: رأَيتكم صنعتم شيئاً فشَفَنَ الناسُ إليكم فإِياكم وما أَنكر المسلمون. أَبو سعيد: . . . أكمل المادة الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العين، وهو شافِنٌ وشَفُون؛ وأَنشد الجوهري للقَطَاميّ: يُسارِقْنَ الكلامَ إليَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قال: وهو الغَيُور. ابن السكيت: شَفِنْت إليه وشَنِفْت بمعنى، وهو نظر في اعتراض؛ وقال رؤبة: يَقْتُلْنَ، بالأَطرافِ والجُفُونِ، كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ ونَظَرٌ شَفُونٌ ورجل شَفُون وشُفَنٌ؛ وقال جَنْدَل بن المُثَنَّى الحارثي: ذي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ ورواه بعضهم: ولَمَّاحٍ شُفا؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا.
والشَّفُونُ: الغَيُور الذي لا يَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّة الغَيْرة والحَذَرِ.
والشَّفْنُ والشَّفِنُ: الكَيِّسُ العاقل.
والشَّفْنُ: البُغْض.
والشَّفَّانُ: القُرُّ والمَطر؛ قال الشاعر: ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ، تُحَجَّرُ الكلبَ له صَئِيُّ وقال آخر: في كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره، من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ.
والشَّفْنُ: رَقُوبُ الميراث (* قوله «رقوب الميراث» عبارة غيره: رقيب الميراث). أَبو عمرو: الشَّفْنُ الانتظار؛ ومنه حديث الحسن: تَموتُ وتَتْرُكُ مالك للشَّافِنِ أَي للذي ينتظر موتك، استعار النظر للانتظار كما استعمل فيه النظر، ويجوز أَن يريد به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر المُبْغِضِ.

رضخ (لسان العرب) [0]


الرَّضْخُ مثل (* قوله «الرضخ مثل إلخ» وبابه ضرب ومنه كما في القاموس) الرَّضْح، والرَّضْخُ: كسر الرأْس، ويستعمل الرَّضْخُ في كسر النَّوَى والرأْس للحيات وغيرها؛ وَرَضَخْتُ رأْسَ الحية بالحجارة.
ورَضَخ النوى والحصى والعظم وغيرها من اليابس يَرْضَخُه رضخاً: كسره.
والرَّضْخُ: كسر رأس الحية.
وفي الحديث: فَرَضَخ رأْسَ اليهودي قاتِلها بين حجرين.
وفي حديث بدر: شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو من تحت المَراضِخ؛ هي جمع مِرْضَخَة وهي حجر يُرْضَخ به النوى وكذلك المِرْضاخُ.
وظَلُّوا يَتَرَضَّخُون أَي يكسرون الخُبْز فيأْكلونه ويتناولونه.
وهم يَتراضَخُون بالسهام أَي يَتَرامَوْنَ، وراضَخْته: رَامَيْتُه بالحجارة.
والتَّراضُخُ: تَرامِي القوم بينهم بالنُّشَّاب، والحاء في جميع ذلك جائزة إِلا غي الأَكل، يقال: كنا نَتَرضَّخُ.
وفي حديث العَقَبةِ قال . . . أكمل المادة لهم: كيف تقاتلون؟ قالوا: إذا دنا القومُ منا كانت المُراضَخَةُ، وهي المراماة بالسهام من الرَّضْخِ الشَّدْخ.
والرَّضْخُ أَيضاً: الدَّقُّ والكسر وكذلك العطاء. يقال: فيه الرَّضْخُ، بالخاء المعجمة، ورَضَخَ له من ماله يَرْضَخُ رَضْخاً: أَعطاه.
ويقال: رَضَخْت له من مالي رَضِيخَةً وهو القليل.
والرَّضِيخةُ العطية المُقارَبة.
وفي الحديث: أَمَرْتُ له برَضْخٍ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَمرنا لهم برَضْخٍ؛ الرَّضْخُ: العطية القليلة.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: وتَرْضَخُ له على ترك الدِّينِ رَضِيخَةً؛ هي فعيلة من الرَّضْخ أَي عطيةً.ويقال: راضَخَ فلانٌ شيئاً إِذا أَعطى وهو كاره.
وراضَخْنا منه شيئاً: أَصبنا ونلنا؛ وقيل: المراضَخة العطاء على كُرْه.
والرَّضْخُ والرَّضْخة: الشيء اليسير تسمعه من الخَبَر من غير أَن تَسْتَبينه. المبرد: يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عجميةً إِذا نشأَ مع العجم يسيراً ثم صار مع العرب، فهو يَنْزِعُ إِلى العجم في أَلفاظ من أَلفاظهم لا يستمر لسانه على غيرها ولو اجتهد؛ قال وفي حديث صُهَبُب: كان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِيَّةً، وكان سَلْمان يَرْتَضِخُ هذا ينزع في نفطه إلى لكْنَةً فارسية أي كان الروم وهذا إِلى الفُرْسِ، ولا يستمر لسانهما على العربية استمراراً، وكان صُهَيْبُ سَبِيَ وهو صغير، سباه الروم فبقيت لُكْنَة في لسانه، وكان عَبْدُ بني الحسحاس يَرْتَضِخُ لُكْنَة حبشية مع جَوْدةِ شِعْره.

حور (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والواو والراء ثلاثة أصول: أحدها لون، والآخَر الرُّجوع، والثالث أن يدور الشيء دَوْراً.فأما الأول فالحَوَر: شدّةُ بياض العينِ في شدّةِ سوادِها. قال أبو عمرو:الحَوَر أن تسودَّ العين كُلُّها مثلََُ الظباء والبقر.
وليس في بني آدمَ حَوَرٌ. قال وإنما قيل للنساء حُورُ العُيون، لأنهن شُبِّهن بالظِّباء والبقر قال الأصمعيّ: ما أدري ما الحَوَر في العين.
ويقال حوّرت الثيابَ، أي بيّضْتُها، ويقال لأصحاب عيسى عليه السلامُ الحواريُّون؛ لأنهم كانوا يحوِّرون الثِّياب، أي يبيّضونها. هذا هو الأصل، ثم قيل لكلِّ ناصر حَوَاريٌّ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "الزُّبير ابنُ عمَّتي وحَوارِيَّ من أمّتي".
والحَوَاريّات: النِّساء البيض. قال:
فقُلْ للحَوَاريّاتِ يبكين غيرَنا      ولا . . . أكمل المادة يَبْكِنا إلا الكلابُ النوابحُ

والحُوَّارَى من الطَّعام: ما حُوِّر، أي بُيِّض.
واحورَّ الشيءُ: ابيضّ، احوراراً. قال:
يا وَرْدَُ إني سأموتُ مَرَّهْ      فمَنْ حَليفُ الْجَفْنَةِ المُحوَرَّهْ

أي المبيَّضَة بالسَّنَام.
وبعضُ العرب يسمِّي النَّجم الذي يقال لـه المشترِي "الأحورَ".ويمكن أن يحمل على هذا الأصل الحَوَرُ، وهو ما دُبِغ من الجلود بغير القَرَظ ويكون ليِّنا، ولعل ثَمَّ أيضاً لوناً. قال العجّاج:
بِحجِنَاتٍ يتثقَّبْنَ البُهَرْ      كأنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ

يقول: هذا البازي يمزّق أوساطَ الطير، كأنه يَمْزِق بها حَوَراً، أي يُسرع في تمزيقها.وأمّا الرجوع، فيقال حارَ، إذا رجَع. قال الله تعالى: إنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ. بَلَى [الانشقاق 14- 15].
والعرب تقول: "الباطلُ في حُورٍ" أيْ رَجْعٍ ونَقْصٍ، وكلُّ نقص ورجوع حُورٌ. قال:والحَوْر: مصدر حار حَوْراً رَجَع.
ويقال: " [نعوذ بالله] من الحَوْر بعد الكَوْر".
وهو النُّقصان بعد الزيادة.ويقال: "حارَ بعد ما كارَ".
وتقول: كلَّمتُه فما رجَعَ إليّ حَوَاراً وحِوَاراً ومَحُورَةً وحَوِيراً.والأصل الثالث المِحْور: الخشبةُ التي تدور فيها المَحَالة.
ويقال حَوّرْتُ الخُبْزَةَ تحويراً، إذا هيّأتها وأدَرْتَها لتضعَها في المَلَّة.ومما شذَّ عن الباب حُِوار الناقة، وهو ولدُها.

عكم (مقاييس اللغة) [0]



العين والكَاف والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على ضمٍّ وجمعٍ لشيء في وعاءٍ. قال الخليل: يقال عَكَمْت المتاعَ أَعكِمُه عَكماً، إذا جمعتَه في وعاءٍ.
والعِكمانِ: العِدلان يُشدَّانِ من جانبي الهَودج. قال:
تحدِّثُني عمّا مضى من شبابها      وتُطعِمُني من عِكْمِها تَمَراتِ

ويقال في المثل للمتساويين: "وقَعَا كالعِكْمَين ".
وأعْكَمت الرّجُل: أعنتُه على حَمل عِكْمه.
وعاكمته: حملت معه . قال القُطاميّ في أعْكَمَ:
إذا وَكّرتْ منها قطاةٌ سِقاءَها      فلا تُعْكِمُ الأخرى ولا تستعينُها

أي إنّها تَحمِل الماءَ إلى فراخها في حواصلها، فإذا ملأت حَوصلتَها لم تُعِن القطاةَ الأُخرى على حَمْلها.وتقول: أعكِمْني، أي أعِنِّي على حمل العِكْم. فإنْ أمرْتَه بحمله قلت: اِعكِمْني مكسورة الألف إن ابتدأت، ومدرجةً . . . أكمل المادة إن وصلت. كما تقول أَبْغِني ثوباً، أي أعنِّي على طَلبِه.ويقال عكّمَت النّاقةُ وغيرُها: [حَمَلت ] شحماً على شحم، وسِمَناً على سِمَن.
واعتكم الشّيءُ وارتكَمَ، بمعنىً.وأمّا قولهم عَكَم عنه، إذا عَدَلَ جُبْناً، فهو من البابِ، لأنَّ الفَزِعَ إلى جانبٍ يَتَضَامُّ.
وقال:
ولاحَتْه مِن بعد الوُرودِ ظَمَاءَةٌ      ولم يَكُ عن ورد المياه عَكُوما

أي لم ينصرِفْ ولم يتضامَّ إلى جانب. فأمَّا قولُه:
فجال قلم يَعْكِم وشَيَّع إِِلفَه      بمنقَطَع الغضراء شَدٌّ مُوالفُ

فقوله: "لم يعكم" معناه لم يكُرَّ، لأنّ الكارَّ على الشيء متضامٌّ إليه.ويقال: ما عَكَمَ عن شتمي، أي ما انقبض.
ومنه قول الهذليّ :
أزُهيرُ هل عن شَيبةٍ من مَعْكِم      أم لا خُلودَ لباذِلٍ متكرّمِ

يريد بمعكِم: المَعْدِل.وأمّا قول الخليل* يقال للدابّة إذا شربت فامتلأ بطنُها: ما بقِيتْ في جوفها هَزْمة ولا عَكْمةٌ إلاّ امتلأت، فإنَّه يريد بالعَكْمة الموضعَ الذي يجتمع فيه الماء فيَرْوَى.
والقياسُ واحد. قال:
حتَّى إذا ما بلّت العُكوما      من قَصَب الأجواف والهُزُوما

ومن الباب: رجل مُعَكَّم ، أي صُلب اللَّحم.

وضع (الصّحّاح في اللغة) [0]


المَوْضِعُ: المكان.
والمَوْضِعُ أيضاً: مصدر قولك وَضَعْتُ الشيء من يدي وَضْعاً، ومَوْضوعاً وهو مثل المعقول، ومَوْضِعاً.
والموْضَعُ بفتح الضاد، لغة في الموْضِعِ.
ويقال في الحَجَر وفي اللبِن إذا بُنِي به: ضَعْهُ على غير هذه الوَضْعَةِ والوِضْعَةِ والضِعَةِ، كله بمعنًى.
والهاء في الضِعَةِ عوض من الواو.
والوَضيعَةُ: واحدة الوضائِعِ، وهي أثقال القوم.
ويقال: أين خَلَّفوا وضائِعَهم.
والوَضيعَةُ أيضاً: نحو وَضائِعِ كِسرى، كان ينقلُ قوماً من أرض فيُسمنهم أرضاً أخرى، وهم الشِحَنُ والمَسالِحُ.
والوَضيعُ: أن يؤخذ التمر قبل أن ييبس فيوضع في الجِرار.
وتقول: وَضَعْتُ عند فلان وَضيعاً، أي استودعته وديعةً.
والوَضيعُ أيضاً: الدنيء من الناس.
ويقال: في حسبه ضَعَةٌ وضِعَةٌ.
والمُواضَعَةُ: المراهنةُ.
والمُواضَعَةُ: متاركة البيع.
وواضَعْتُهُ في الأمر، إذا وافقته فيه على شيء.
والضَعَةُ: شجرٌ . . . أكمل المادة من الحَمْض. يقال: ناقةٌ واضِعَةٌ، للتي ترعاها، ونوقٌ واضِعاتٌ. قال أبو زيد: إن رَعَتِ الحَمْضَ حول الماء ولم تبرح قيل: وَضَعَتْ تَضَعُ وَضيعةً. فهي واضعة، قال: وكذلك وَضَعْتها أنا، وهي مَوْضوعةٌ، يتعدَّى ولا يتعدَّى.
وهؤلاء أصحاب الوَضيعَةِ، أي أصحاب حَمْضٍ مقيمون فيه.
ووَضَعَتِ المرأة خِمارها.
وامرأةٌ واضِعٌ، أي لا خِمار عليها.
ووَضَعَتِ المرأة وَضْعاً بالفتح، أي وَلَدت.
ووَضَعَتْ وُضْعاً بالضم، أي حملتْ في آخر طهرها من مُقْبَلِ الحَيضةِ، فهي واضِعٌ.
ووضعَ البعير وغيره، أي أسرع في سيره.
وبعيرٌ حسن المَوْضوعِ، قال طرفة:
كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريحْ      مَوْضوعُها زَوْلٌ ومَرْفوعُهـا

وأَوْضَعَهُ راكبه. قال اليزيديّ: يقال: وُضِعَ الرجل في تِجارته وأُوضِعَ، على ما لم يسمَّ فاعله وَضْعاً فيهما، أي خَسِرَ. يقال: وُضِعْتَ في تجارتك فأنت مَوْضوعٌ فيها.
ووُضِعَ الرجل بالضم يوضَعُ ضَعَةً وضِعَةً، أي صار وضيعاً.
ووَضَعَ منه فلانٌ، أي حطَّ من درجته.
والتَواضُعُ: التذلُّلُ.
والاتِّضاعُ: أن تخفض رأسَ البعير لتضع قدمَك على عنقه فتركب. قال الكميت:
أناخوا لأخرى والأَزِمَّةُ تُجْذَبُ      إذا اتَّضَعونا كارِهينَ لـبَـيْعَةٍ

والتَوضيعُ: خياطة الجُبَّةِ بعد وضع القطن.
ورجلٌ مُوَضَّعٌ، أي مُطَرَّحٌ ليس بمستحكمِ الخَلْقِ.

حول (الصّحّاح في اللغة) [0]


الحَوْلُ: الحيلةُ والقُوَّةُ أيضاً.
والحَوْلُ: السنةُ.
وكلُّ ذي حافرِ أولَ سنَةٍ حَوْليٌّ، والأنثى حَوْلِيَّةٌ، والجمع حَوْلِيَّاتٌ.
وحالَ عليه الحَوْلُ، أي مرّ.
وحالَتِ الدارُ، وحالَ الغُلامُ، أي أتى عليه حَوْلٌ.
وحالتِ القوسُ واسْتَحالَتْ بمعنىً، أي انقلبتْ عن حالِها التي غُمِزَتْ عليها وحصل في قابِها اعوجاجُ. قال أبو ذؤيب:
ثلاثاً فأعيا عَجْسُها وظُـهـارُهـا      وحالَتْ كَحَوْلِ القوسِ طُلَّتْ وعُطِّلَتْ

يقول: تغيّرتْ هذه المرأةُ، كالقوس التي أصابها الطَلُّ فَنَدِيَتْ ونُزِعَ عنها الوتر ثلاثَ سنين فزاغ عَجْسُها واعوجَّ.
وحالَ في متن فرسه حُؤولاً، إذا وثَبَ وركب.
وحالَتِ الناقة حِيالاً، إذا ضربها الفحلُ فلم تَحمِل؛ وكذلك النخلُ.
وهي إبلٌ حِيالٌ.
وحالَ عن العهد حُؤولاً: انقلبَ وحالَ لونه، أي تغيَّر واسودّ.
وحالَ الشيءُ بيني وبينك، أي . . . أكمل المادة حجز.
وحالَ إلى مكانٍ آخرَ، أي تحوّلَ.
وحالَ الشخص، أي تحرَّك.
وكذلك كلُّ مُتَحَوِّلٍ عن حاله.
ويقال: قعدوا حَوْلَهُ وحوالَهُ، وحَوْلَيْهِ وحَوالَيْهِ، ولا تقل حَوالِيهِ بكسر اللام.
وقعد حِيالَهُ وبِحيالِهِ، أي بإزائه، وأصله الواو.
والحولُ بالضم: الحِيالُ. قال الشاعر:
من العيش حتّى كُلُّهُنَّ مُمَتَّـعُ      لَقِحْنَ على حولٍ وصادفْنَ سَلْوةً

 ويروى مُمَنَّعُ بالنون.
والحولُ أيضاً: جمع حائِلٍ من النوق.
ويقال أيضاً: حولَةٌ من الحُوَلِ، أي داهيةٌ من الدواهي. قال ابن السكيت: الحَوَلاءُ: الجِلدةُ التي تخرج مع الولد، فيها أغراسٌ وفيها خطوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ.
وقال أبو زيد: الحُولاءُ: الماء الذي يَخرج على رأس الولد إذا وُلِدَ.
وفيها لغةٌ أخرى الحِوَلاءُ. قال الخليل: ليس في الكلام فِعَلاءُ بالكسر ممدودٌ إلاّ حِوَلاءُ وَعِنَباءُ وسِيَراءُ.
والحالَةُ: واحدةُ حالِ الإنسانِ وأَحْوالِهِ.
والحالُ: الطينُ الأسودُ. الحالُ: الدَرَّادَةُ التي يدرجُ عليها الصبيّ إذا مشى، وهي كالعَجَلَةُ الصغيرة. قال عبد الرحمن بن حسان:
مُنْذُ لَدُنْ فارقَهُ الحـالُ      ما زالَ يَنْمي جَدَّهُ صاعداً

والحالُ: الكارةُ التي يحمِلها الرجلُ على ظهره.
وحالُ متنِ الفرسِ: وسطُ ظهرهِ موضع اللِبْدِ.
والحائِلُ: الأنثى من ولد الناقة.
والتَحَوُّلُ: التنقّلُ من موضعٍ إلى موضع، والاسم الحِوَلُ.
ومنه قوله تعالى: "خالدينَ فيها لا يَبْغونَ عنها حِوَلاً".
ويقال أيضاً: تَحَوَّلَ الرجلُ، إذا حمل الكارَةَ على ظهره.
وتَحَوَّلَ أيضاً، أي احتال من الحيلة.
وأَحالَ الرجلُ: أتى بالمُحالِ وتكلَّم به.
وأَحالَ في متن فرسه، مثل حالَ، أي وثَبَ.
وأَحالَ الرجلُ، إذا حالَتْ إبلُه فلم تحمِل.
وأَحالَ عليه بالسوط يضربه، أي أقبَلَ. قال الشاعر:
دَماً بصاحبه يوماً أَحالَ على الدَمِ      وكنتَ كذئب السَوْءِ لـمَّـا رأى

أي أقبل عليه.
وفي المثل: تجنّب رَوضةً وأَحالَ يعدو، أي ترك الخِصْب واختار عليه الشَقاء.
وأَحالَ عليه الحَوْلُ: حالَ.
وأَحَالَتِ الدارُ وأَحْوَلَتْ: أتى عليها حَوْلٌ، وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحيلٌ. قال الكميت:
      أَلَمْ تُلْمِمْ على الطَلَلِ المُحيلِ

وقال في المُحْولِ:
وما أنت والطَلَلُ المُحْوِلُ      أَأَبْكاكَ بالعُرُفِ المِنْـزِلُ

وقال آخر:
من الذَرّ فوق الإتْبِ منـهـا لأَثَّـرا      من القاصِراتِ الطَرْفِ لو دَبَّ مُحْوِلٌ

وأحالَ عليه بِدَيْنِه، والاسمُ الحَوالَةُ.
وأَحالَ الرجل بالمكان وأَحْوَلَ، أي أقام به حَوْلاً.
وأَحالَ الماءَ من الدلو، أي صبَّه وقَلَبها.
ومنه قول لبيد:
      يُحيلونَ السِجالَ على السِجالِ

وحاوَلْتُ الشيء، أي أردته.
والاسمُ الحَويلُ.
وحَوَّلَهُ فَتَحَوَّلَ، وحَوًّلَ أيضاً بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدّى. قال ذو الرمة يصف الحِرباء:
حَنيفاً وفي قَرْنِ الضُحى يَتَنَصَّرُ      إذا حَوَّلَ الظِلُّ العَشِـيَّ رأيتَـه

والمَحالَةُ: الحيلَةُ. يقال: المرء يَعجِزُ لا المحالَةُ.
وقولهم: لا مَحالَةَ، أي لا بُدّ يقال: الموتُ آتٍ لا مَحالَةَ.
ورجلٌ حُوَلَةُ، مثال هُمَزَةٍ، أي محتالٌ. قال الفراء: يقال: هو أَحْوَلُ منك، أي أكثر حيلةً.
وما أَحْوَلَهُ.
ورجلٌ حُوَّلٌ، بتشديد الواو، أي بصيرٌ بتحويل الأمور.
وهو حُوَّليٌّ قُلَّبٌ.
واحْتالَ من الحيلة.
واحْتالَ عليه بالدَيْنِ، من الحَوالَةِ.
ورجلٌ أَحْوَلُ بيّنِ الحَوَلِ.
وقد حَوِلَتْ عينُهُ واحْوَلَّتْ أيضاً، بتشديد اللام.
وأَحْوَلْتُها أنا.
واسْتَحَلْتُ الشخصَ، أي نظرت هل يتحرَّك.
واسْتَحالَ الكلامُ لمّا أَحالَهُ، أي صار مُحالاً.
والأرضُ المُسْتَحيلَةُ التي في حديث مجاهدٍ، هي التي ليست بمستويةٍ، لأنَّها اسْتَحالَتْ عن الاستواء إلى العِوَجِ.
وكذلك القوس.

حور (الصّحّاح في اللغة) [0]


حارَ يَحورُ حَوْراً وحُؤُوراً: رجع. يقال: حارَ بعد ما كارَ.
ونعوذُ بالله من الحَوْر بعد الكَوْرِ أي من النُقصانِ بعد الزيادة.
وكذلك الحورُ بالضم.
وفي المثل: حورٌ في مَحارةٍ، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا كان أمره يُدْبِرُ. قال الشاعر:
والذمُّ يَبقى وزادُ القـوم فـي حـورِ      واستَعْجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا

والحور أيضاً: الاسم من قولك: طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق.
والحورُ أيضاً: الهلَكة.
وفلان حائِرٌ بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد.
والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم.
ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع تحنيك البيطار.
والمَحارةُ: مرجِع الكتف.
والمَحَارُ: المرجع.
وقال الشاعر:
ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ للقُبورِ      نحن بنو عامرِ بنِ . . . أكمل المادة ذُبيانَ وال

والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي:
      كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ

والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ.
ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احْوِراراً.
واحْوَرَّ الشيء: ابيضَّ.
وتَحْويرُ الثياب: تبيضها.
وقول العجاج:
      بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ

يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات سواد الحدَقِ.
وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم كانوا قَصَّارِينَ.
ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي من أُمَّتي".
وقيل للنساء الحَوارِيَّاتُ لبياضهن.
وقال اليشكريّ:
ولا تَبْكِنا إلاَّ الكلابُ النَوابحُ      فَقل للحَوارِيَّاِ يَبكِين غيرَنـا

والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل.
والأَحْوَرِيُّ: الأبيض الناعم.
والحُوَّاري، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ.
وهذا دقيقٌ حُوَّاري.
وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ، أي بيَّضته فابيضَّ.
والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز:
      فمَنْ حليفُ الجفنةِ المُحْروَرَّهْ


وقول الكميت:
      عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حينَ غَرْغَر

يريد بياض زَبَد القدر.
ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حَجِّرْ حولَها بِكَيٍّ.
وحَوَّر الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها ليضَعها في المَلَّة.
والمِحْوَرُ: عود الخبّاز.
والمِحْوَرُ: العود الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد.
والحُِوَارُ: ولدُ الناقة.
ولا يزال حُراراً حتَّى يُفصَل، فإذا فُصِل عن أمِّه فهو فَصيلٌ.
وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً.
والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ.
والتَحاوُرُ: التجاوُب.
ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً.
واستَحَارَهُ، أي استنطَقَه.

شنف (العباب الزاخر) [0]


الشَّنْفُ: القرط الأعلى، والجمع شُنُوفٌ -مثال بدرٍوبُدُورٍ-، ومنه حديث محمد بن سليم: كنت أختلف إلى الضَّحّاك وعليَّ شَنْفُ ذهب فلا ينهاني.
وقال الليث: الشَّنْفُ معلاق في قُوْفِ الأذن، وكذلك ما جُعل منه في القلائد.
وقال ابن دريد: الشَّنْفُ ما عُلِّقَ في أعلى الأذن، والجمع شُنُوْفٌ، فأما قول العامة شُنْفٌ فخطأ.
وكل ما علق في أعلى الأذن فهو شَنْفٌ، وما عُلِّق في أسفلها فهو قرط، قال أبو كبير الهذلي:
وبياضُ وجهك لم تحل أسراره      مثل الوَذيلَةِ أو كشَنْفِ الأنضر

ويروى: "مثل المَذِيَّةِ أو كنَشْفِ"، الوذيلة: سَبيكة أو مرآة فضة، والمَذِيَّةُ: المرآة. والشَّنْفُ إلى الشيء والشَّفْنُ إليه: النظر في اعتراض.
وقيل: الشَّنْفُ النظر إلى الشيء كالمتعجب . . . أكمل المادة منه أو كالكاره له، قال الفرزدق يصف خيلا:
يَشْنِفْنَ للنظر البعيدِ كأنما      إرْنانها ببوائنِ الأشْطَانِ

أي أصواتها وصهيلها، أي كأنها تصهل من آبأرٍ بوائن لسعة أجوافها، ويروى: "يصهلن للشَّبَحِ البعيد"، ورواية ابن الأعرابي: "يَشْتَفْنَ" من الاشْتِيافِ.
وقال العجاج:
أزمان غرّاء تروق الشُّنَّفا      بجيد أدماء تَنُوْشُ العُلَّفا

وقال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:
وقربوا كل صِهْمِيْمٍ مَنَاكِبه      إذا تداكأ منه دفعه شَنَفا

وقال أبو زيد: من الشِّفَاهِ الشَّنْفَاءُ: وهي المنقلبة الشَّفَةِ العليا من أعلى، والأسم: الشَّنَفُ -بالتحريك-. والشَّنَفُ -أيضاً-: البُغْضُ والتنكر، وقد شَنِفْتُ له -بالكسر- أي أبغضته، حكاه ابن السكيت، وهو مثل شَئفْتُه -بالهمز-. والشَّنِفُ: المبغض.
وفي الحديث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج فلقيه زيد بن عمرو؛ فحيا أحدهما الآخر؛ فقال: مالي أرى قومك قد شَنِفُوا لك؟ قال: أما والله إن ذلك لغير نائرةٍ كانت مني إليهم.
وفي حديث إسلام أبي ذر -رضي الله عنه- أنه قال له أخوه أُنَيّس -رضي الله عنه-: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم؛ والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون، فقلت: اكفني حتى أنظر، قال: نعم وكن من أهل مكة على حَذَرِ لأنهم قد شَنِفُوا له وتجهموا. قال:
ولن ازال وإن جاملت محتسباً      في غير نائرة ضَبّاً لها شَنِفا

أي مُتَغَضِّباً.
ويقال: مالي أراك شانِفاً عني: أي معرضا. وقال أبو عمرو: ناقة مَشْنُوْفَةٌ: أي مَزْمُومَةٌ. ويقال: أنك لَشانِفٌ بأنفك عني: أي رافع. وقال ابن الأعرابي: شَنِفْتُ: أي فطنت، وأنشد:
وتقول قد شَنِفَ العدو فقل لها      ما للعدو لغيرنا لا يَشْنَـفُ

وقال الزَّجاج: أشْنَفْتُ الجارية: أي جعلت لها شَنْفاً.
وقال غيره: شَنَّفْتُها تَشْنِيْفاً فَتَشَنَّفَتْ.

الجَرَدُ (القاموس المحيط) [0]


الجَرَدُ، محركةً: فَضَاءٌ لا نباتَ فيه.
مكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ، كفَرِحٍ،
وأرضٌ جَرْدَاءُ وجَرِدَةٌ، كفَرِحَةٍ،
وجَرَدَها القَحْطُ،
وسَنَةٌ جَارُودٌ.
وجَرَدَهُ وجَرَّدَهُ: قَشَرَهُ،
و~ الجِلْدَ: نَزَعَ شَعْرَهُ،
و~ القَوْمَ: سَأَلَهُمْ فَمَنَعُوهُ، أو أعْطَوهُ كارِهِينَ،
و~ زَيْداً من ثَوْبِهِ: عَرَّاهُ فَتَجَرَّدَ،
وانْجَرَدَ،
و~ القُطْنَ: حَلَجَهُ.
وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ.
ورجلٌ أَجْرَدُ: لا شَعْرَ عليه.
وفرسٌ أجْرَدُ: قصيرُ الشَّعَر رقيقُه،
جَرِدَ كفَرِحَ،
وانجرد.
والأجْرَدُ: السَّبَّاقُ.
وجَرَدَ السَّيْفَ: سَلَّهُ،
و~ الكِتَابَ: لم يَضْبِطْهُ،
و~ الحَجَّ: أفْرَدَهُ ولم يَقْرِنْ،
ولَبِسَ الجُرُودَ: لِلْخُلْقَانِ.
وامرأةٌ بَضَّةُ الجُرْدَةِ والمُجَرَّدِ والمُتَجَرَّدِ، أي: بَضَّةٌ عِنْدَ التَّجَرُّدِ.
المُتَجَرَّدُ: مَصْدَرُ، فإنْ كَسَرْتَ الراء: أَرَدْتَ الجِسْمَ.
وتَجَرَّدَ العَصِيرُ: سَكَنَ غَلَيَانُهُ،
و~ السُّنْبُلَةُ: . . . أكمل المادة خَرَجَتْ من لَفَائِفِهَا،
و~ زَيْدٌ لأمْرِهِ: جَدَّ فيه،
و~ بالحَجِّ: تَشَبَّهَ بالحاجِّ.
وخَمْرٌ جَرْداءُ: صافِيَةٌ.
وانْجَرَدَ به السَّيْلُ: امْتَدَّ، وطالَ،
و~ الثَّوْبُ: انْسَحَقَ.
والجَرْدُ: الفَرْجُ، والذَّكَرُ، والتُّرْسُ، والبَقِيَّةُ من المالِ،
وبالتحريكِ: د بِبِلاَدِ تميمٍ،
وعَيْبٌ م في الدَّوابِّ، أو هو بالذالِ.
والجارُودُ: المَشْؤُومُ، ولَقَبُ بِشرِ بنِ عَمْرٍو العَبْدِيِّ الصحابيِّ، لأنه فَرَّ بإبِلِهِ الجُرْدِ إلى أخْوَالِهِ، فَفَشَا الداءُ في إبِلِهِمْ، فَأَهْلَكَها.
والجَارُودِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الزَّيْدِيَّةِ نُسِبَتْ إلى أبي الجارُودِ زِيادِ بنِ أبي زياد.
والجَرِيدَةُ: سَعَفَةٌ طويلَةٌ رَطْبَةٌ أو يابِسَةٌ، أو التي تُقَشَّرُ من خُوصِهَا، وخَيْلٌ لا رَجَّالَةَ فيها،
كالجُرْدِ، والبَقِيَّةُ من المالِ.
والجَرَادَةُ: امرأةٌ، وفرسُ عبدِ اللهِ بنِ شُرَحْبِيل، ولأبي قَتَادَةَ الحارِثِ بنِ رِبْعِيٍّ، ولِسَلاَمَةَ بنِ نَهارِ بنِ أبي الأَسْوَدِ، ولعامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، وأخَذَهَا سَرْحُ بنُ مالِكٍ.
وجَرادةُ العَيَّارِ: فرسٌ أو العَيَّارُ أثْرَمُ أَخَذَ جرادَةً لِيَأْكُلَها، فَخَرَجَتْ من مَوْضِعِ الثَّرَمِ بعد مُكابَدَةِ العَناءِ.
والجَرادتَانِ: مُغَنِّيَتَانِ كانَتَا بمَكَّةَ، أو للنُّعْمَانِ.
ويومٌ جَرِيدٌ وأَجْرَدُ: تامٌّ.
والمُجَرَّدُ والجُرْدَانُ، بالضم،
والأَجْرَدُ: قَضِيبُ ذواتِ الحافِرِ، أو عامٌّ،
ج: جَرادينُ.
وما رأيتُهُ مُذْ أَجْردانِ وجَريدانِ: مُذْ يَوْمَيْنِ، أو شهرين.
والجَرَّادُ: جلاَّءُ آنِيَةِ الصُّفْرِ،
والإِجْرِدُّ، بالكسرِ، كإكْبِرٍّ، وقد يُخَفَّفُ، كإثْمِد: نَبْتٌ يَدُلُّ على الكَمْأَةِ.
والجَرادُ: م لِلذَّكَرِ والأُنْثَى،
وع، وجَبَل.
وأرضٌ مَجْرُودَةٌ: كَثيرتُهُ.
وكفَرِحَ: شَرِيَ جِلْدُهُ عن أكْلِهِ.
وكعُنِيَ: شَكَا بَطْنَهُ عن أكْلِهِ،
و~ الزَّرْعُ: أصابَهُ.
وما أدْرِي أيُّ جَرادٍ عارَهُ، أي: أيُّ النَّاسِ ذَهَبَ به.
والجُرَادِيُّ، كغُرَابِيٍّ: ة بِصَنْعَاءَ.
والجُرَادَةُ، بالضم: رَمْلَةٌ.
وجُرادٌ: ماءٌ بِدِيارِ بني تَمِيمٍ.
ورُمِيَ على جَرَدِهِ، محركةً،
وأجْرَدِه، أي: ظَهْرِهِ.
ودَرابُ جِرْدَ: مَوْضِعَانِ.
وابنُ جَرْدَةَ: كانَ من مَتَمَوِّلِي بَغْدَادَ.
وجُرَادَى، كفُعَالَى: ع.
وجُرْدَانُ: واد بينَ عَمْقَيْنِ.
والمُتَجَرِّدَةُ: اسم امرأةِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ.
وجَرُودٌ: ع بِدِمَشْقَ.
وأُجارِدُ، بالضم،
وجارِدٌ: مَوْضِعَانِ.

شنف (لسان العرب) [0]


الشَّنْفُ: الذي يلبس في أعلى الأُذن، بفتح الشين، ولا تقل شُنْفٌ، والذي في أَسفلها القُرْطُ، وقيل الشنْفُ والقرط سواء؛ قال أَبو كبير: وبَياضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسْرارُه مِثْل الوَذيلةِ، أَو كَشَنْفِ الأَنْضُر والجمع أَشْنافٌ وشُنوفٌ. ابن الأَعرابي: الشَّنْفُ، بفتح الشين، في أَعلى الأُذن والرَّعْثةُ في أَسفل الأُذن.
وقال الليث: الشَّنْفُ مِعْلاقٌ في قُوفِ الأُذن. الجوهري: الشَّنْفُ القُرْط الأَعلى.
وشَنَّفْتُ المرأَة تَشْنِيفاً فَتَشَنَّفَتْ: هي مثل قَرَّطْتُها فَتقَرَّطَتْ هي.
وفي حديث بعضهم: كنت أَختلف إلى الضحّاك وعليَّ شَنْفُ ذَهب؛ الشَّنْفُ: من حُلِيِّ الأُذن.
والشَّنَفُ: شِدّة البِغْضةِ؛ قال الشاعر: ولَنْ أَزالَ، وإن جامَلْتُ مُحْتَسِباً في غير نائرةٍ، صَبّاً لها شَنِفا أَي مُتَغَضِّباً.
والشَّنَفُ، بالتحريك: البُغْضُ والتنكُّر، . . . أكمل المادة وقد شَنِفْت له، بالكسر، أَشْنَفُ شَنَفاً أَي أَبغضْتُه؛ حكاه ابن السكيت وهو مثل شئِفْتُه، بالهمز؛ وقول العجاج: أَزْمان غَرّاءِ تَرُوقُ الشَّنَفا أَي تُعْجِبُ من نَظَرَ إليها. أَبو زيد: الشَّفَنُ أَن يرفع الإنسان طَرْفَه ناطراً إلى الشيء كالمُتَعَجِّب منه أَو كالكارِه له، ومثله شَنَفٌ. أَبو زيد: من الشِّفاه الشَّنْفاء، وهي الشفة العُليا المُنْقَلِبَةُ من أَعلى.
والاسم الشَّنَفُ، يقال: شَفة شَنْفاء.
وشَنَفْتُ إلى الشيء، بالفتح: مثل شَفَنْت، وهو نظر في اعْتِراضٍ؛ وأَنشد لجرير يصف خيلاً: يَشْنِفنَ للنظَرِ البَعِيدِ، كأَنـَّما إرْنانُها بِبَوائِنِ الأَشْطانِ وقال ابن بري: هو للفرزدق يفضل الأَخطل ويمدح بني تغلب ويهجو جريراً؛ وقبله: يا ابنَ المَراغَةِ، إنَّ تَغْلِبَ وائلٍ رَفَعُوا عِناني فَوْقَ كلًّ عِنانِ والبَوائِنُ: جمع بائنة، وهي البئر البعيدةُ القَعْر كأَنها تَصْهِلُ من آبارٍ بَوائنَ، وكذا في شعره يَصْهِلْنَ للنظر البعيد؛ قال: وأَنشد أَبو علي في مثله: وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه، إذا تَداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا وشَنِفَه شَنَفاً: أَبْغَضَه.
والشَّنِفُ: المُبْغِضُ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: لـمَّا رأَتْني أُم عَمْرٍو صَدَفَتْ، ومَنَعَتْني خَيْرَها وشَنِفَتْ وأَنشد لآخر: ولَنْ تُداوَى عِلَّةُ القَلْبِ الشَّنِفْ وفي إسلام أَبي ذرٍّ: فإنهم قد شَنِفُوا له أَي أَبْغَضوه.
وشَنِفَ له شَنَفاً إذا أَبـْغَضه.
وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: قال لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: ما لي أَرى قومَك قد شَنِفوا لك؟ وشَنِفَ له شَنَفاً: فَطِنَ، وشَنِفْتُ: فَطِنْتُ؛ قال: وتَقُول: قد شَنِفَ العَدُوُّ، فَقُلْ لها: ما للعَدُوِّ بغيرِنا لا يَشْنَفُ؟ وأَما ابن الأعرابي فقال: شَنِفَ له وبه في البِغْضَةِ والفِطْنةِ، قال ابن سيده: والصحيح ما تقدم من أَن شَنِفَ في البِغْضةِ متعدية بغير حرف، وفي الفطنة متعدية بحرفين متعاقبين كما تتعدَّى فَطِنَ بهما إذا قلت: فَطِنَ له وفَطِنَ به.
وشَنَفَ إليه يَشْنِفُ شَنْفاً وشُنُوفاً: نظر بمؤخر العين؛ حكاه يعقوب، وقال مرة: هو نظر فيه اعْتراضٌ؛ قال ابن مقبل: إذا تداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا الكسائي: شَفَنْتُ إلى الشيء وشَنَفْتُ إليه إذا نظرت إليه. ابن الأَعرابي: شنفت له وعديت (* قوله «وعديت» كذا بالأصل على هذه الصورة.) له إذا أَبغضته.
ويقال: ما لي أَراك شانِفاً عني وخانِفاً، وقد خَنَفَ عني وجهَه أَي صرَفه.

زمن (لسان العرب) [0]


الزَّمَنُ والزَّمانُ: اسم لقليل الوقت وكثيره، وفي المحكم: الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ، والجمع أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة.
وزَمَنٌ زامِنٌ: شديد.
وأَزْمَنَ الشيءُ: طال عليه الزَّمان، والاسم من ذلك الزَّمَنُ والزُّمْنَة؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَزْمَنَ بالمكان: أَقام به زَماناً، وعامله مُزامنة وزَماناً من الزَّمَن؛ الأَخيرة عن اللحياني.
وقال شمر: الدَّهْر والزَّمان واحد؛ قال أَبو الهيثم: أَخطأَ شمر، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب والفاكهة وزمانُ الحرّ والبرد، قال: ويكون الزمانُ شهرين إلى ستة أََشهر، قال: والدَّهْرُ لا ينقطع؛ قال أَبو منصور: الدَّهْرُ عند العرب يقع على وقت الزمان من الأزْمنة وعلى مُدَّة الدنيا كلها، قال: وسمعت غير واحد من العرب يقول أَقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهراً، . . . أكمل المادة وإن هذا البلد لا يحملنا دهراً طويلاً، والزمان يقع على الفَصْل من فصول السنة وعلى مُدّة ولاية الرجل وما أشبهه.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال لعَجوزٍ تَحَفَّى بها في السؤال وقال: كانت تأْتينا أَزْمانَ خديجة؛ أَراد حياتها، ثم قال: وإِنّ حُسْنَ العهد من الإيمان.
واستأْجرته مُزامنة وزَماناً؛ عنه أَيضاً، كما يقال مُشاهرة من الشهر.
وما لقيته مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان.
والزَّمَنة: البُرْهة.
وأَقام زَمْنة (* قوله «وأقام إلخ» ضبطه المجد والصاغاني بالتحريك).، بفتح الزاي؛ عن اللحياني، أَي زَمَناً.
ولقيته ذاتَ الزُّمَيْن أَي في ساعة لها أَعداد، يريد بذلك تَراخي الوقت، كما يقال: لقيته ذاتَ العُوَيْم أَي بين الأَعوام.
والزَّمِنُ: ذو الزَّمانة.
والزَّمانةُ: آفة في الحيوانات.
ورجل زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة.
والزَّمانة: العاهة؛ زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة، فهو زَمِنٌ، والجمع زَمِنونَ، وزَمِين، والجمع زَمْنَى لأَنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول، وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجَرْحَى وكليم وكَلْمَى.
والزَّمانة أَيضاً: الحُبُّ؛ وقد روي بيت ابن عُلْبَةَ.
ولكن عَرَتْني من هَواك زَمانَةٌ، كما كنتُ أَلْقَى منك إذْ أَنا مُطْلَقُ وقوله في الحديث: إذا تَقارب الزمانُ لم تَكَدْ رؤيا المؤْمن تكذب؛ قال ابن الأَثير: أَراد استواء الليل والنهار واعتدالهما، وقيل: أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنيا.
والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه.
وزِمّانُ، بكسر الزاي: أَبو حيّ من بكر، وهو زِمّان بن تَيْمِ الله بن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل، ومنهم الفِنْدُ الزِّمّانيُّ (* قوله «ومنهم الفند الزماني» هذه عبارة الجوهري، وفي التكملة ومادة ش هـ ل من القاموس: أن اسمه شهل بالشين المعجمة، ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. قال الشارح وسياق نسب زمان بن تيم الله صحيح في ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأن الفند من بني مازن.) قال ابن بري: زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ، قال: وحملها على الزيادة أَولى، فينبغي أَن تذكر في فصل زَمَمَ، قال: ويدلك على زيادة النون امتناع صرفه في قولك من بني زِمّان.

وجر (لسان العرب) [0]


الوَجْرُ: أَن توجِرَ ماء أَو دواء في وسط حلق صبي. الجوهري: الوَجُورُ الدواء يُوجَرُ في وسط الفم. ابن سيده: الوَجُورُ من الدواء في أَيِّ الفَمِ كان، وَجَرَه وَجْراً وأَوْجَرَه وأَوْجَرَه إِياه وأَوْجَرَه الرُّمْحَ لا غير: طعنه به في فيه، وأَصله من ذلك. الليث: أَوْجَرْتُ فلاناً بالرمح إِذا طعنته في صدره؛ وأَنشد: أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ شَذْراً ثم قلتُ له: هَذِي المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحالِيقِ وفي حديث عبد الله بن أُنَيْسٍ، رضي الله عنه: فوَجَرْته بالسيف وَجْراً أَي طعنته. قال ابن الأَثير: من المعروف في الطعن أَوْجَرْتُه الرمح، قال: ولعله لغة فيه.
وتَوَجَّرَ الدواءَ: بلعه شيئاً بعد شيء. أَبو خَيْرَةَ: الرجل إِذا . . . أكمل المادة شرب الماء كارهاً فهو التَّوَجُّرُ والتَّكارُه.
والمِيجَرُ والمِيجَرَةُ: شبه المُسْعُطِ يُوجَرُ به الدواءُ، واسم ذلك الدواء الوَجُورُ. ابن السكيت: الوَجُورُ في أَيِّ الفم كان واللَّدُودُ في أَحد شقيه، وقد وَجَرْتُه الوَجُورَ وأَوْجَرْتُه.
وقال أَبو عبيدة: أَوْجَرْتُه الماء والرمح والغيظ أَفْعَلْتُ في هذا كله. أَبو زيد: وَجَرْتُه الدواء وَجْراً جعلته في فيه.
واتَّجَرَ أَي تداوَى بالوَجُور، وأَصله اوْتَجَرَ.
والوَجْرُ: الخوف.
وَجِرْتُ منه، بالكسر، أَي خفت، وإِني منه لأَوْجَرُ: مثل لأَوْجَلُ.
ووَجِرَ من الأَمر وَجَراً: أَشفَقَ، وهو أَوْجَرُ وَوَجِرٌ، والأُنثى وَجِرَةٌ، ولم يقولوا وَجْراءُ في المؤنث.
والوَجْرُ: مثل الكهف يكون في الجبل؛ قال تأَبط شرّاً: إِذا وَجْرٌ عظيمٌ، فيه شيخٌ من السُّودَانِ يُدْعَى الشَّرَّتَيْنِ (* قوله« يدعى الشرتين» كذا بالأصل. ) والوَجارُ والوِجارُ: سَرَبُ الضَّبُعِ، وفي المحكم: جُحْرُ الضبع والأَسد والذئب والثعلب ونحو ذلك، والجمع أَوْجِرَةٌ ووُجُرٌ، واستعاره بعضهم لموضع الكلب؛ قال: كِلابُ وِجارٍ يَعْتَلِجْنَ بغائِطٍ، دُمُوسَ اللَّيالي، لا رُواءٌ ولا لُبُّ قال ابن سيده: ولا أبعد أن تكون الرواية ضِباعُ وِجارٍ، على أَنه قد يجوز أَن تسمى الضباع كلاباً من حيث سَمَّوْا أَولادها جِراءً؛ أَلا ترى أَن أَبا عبيد لما فسر قول الكميت: حتى غال أَوسٌ عِيالَها قال: يعني أَكل جِراءَها؟ التهذيب: الوِجارُ سَرَبُ الضبع ونحوه إِذا حفر فأَمْعَنَ.
وفي حديث الحسن: لو كنت في وِجار الضَّبِّ، ذكره للمبالغة لأَنه إِذا حفر أَمعن؛ وقال العجاج: تَعَرَّضَتْ ذا حَدَبٍ جَرْجارَا، أَمْلَسَ إِلا الضِّفْدَعَ النَّقَّارَا يَرْكُضُ في عَرْمَضِه الطَّرَّارا، تَخالُ فيه الكواكبَ الزَّهَّارَا لُؤْلُؤَةً في الماءِ أَو مِسْمارَا، وخافَت الرامِينَ والأَوْجارَا قال: الأَوجار حفر يجعل للوحوش فيها مناجل فإِذا مرت بها عرقبتها، الواحدة وَجْرَةٌ ووَجَرَةٌ: حتى إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمارَا رِيًّا، ولَمَّا تَقْصَعِ الإِصْرارَا يعني جمع غِمْرٍ، وهو حَرٌّ يَجِدْنَهُ في صدورهن.
وأَراد بالأِصرارِ إِصْرارَ العطش.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وانْجَحر انْجِحارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِها والضَّبُعِ في وِجارِها؛ هو جُحْرُها الذي تأْوي إِليه.
وفي حديث الحجاج: جِئْتُكَ في مِثْلِ وِجارِ الضَّبُعِ. قال ابن الأَثير: قال الخطابي هو خطأٌ وإِنما هو في مثل جارِ الضبع. يقال: غَيْثٌ جارُ الضبع أَي يدخل عليها في وِجارِها حتى يخرجها منه، قال: ويشهد لذلك أَنه جاء في رواية أُخرى وجئتك في ماءٍ يَجُرُّ الضَّبُعَ ويستخرجُها من وِجارِها. أَبو حنيفة: الوِجارانِ الجُرْفانِ اللذان حفرهما السيل من الوادي.ووَجْرَةُ: موضع بين مكة والبصرة، قال الأَصمعي: هي أَربعون ميلاً ليس فيها منزل فهي مَرْتٌ للوَحْشِ، وقد أَكثرت الشعراء ذكرها؛ قال الشاعر: تَصُدُّ وتُبْدي عن أَسِيلٍ وتَتَّقي بناظِرَةٍ، من وَحْشِ وَجْرَةَ، مُطْفِلِ

هرم (لسان العرب) [0]


الهَرَم: أقْصى الكِبَر، هَرِمَ، بالكسر، يَهْرَمُ هَرَماً ومَهْرَماً وقد أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ، من رجال هَرِمينَ وهَرْمَى، كُسِّر على فَعْلى لأَنه من الأَسماء التي يُصابُون بها وهم لها كارهون، فطابَقَ بابَ فَعِيلٍ الذي بمعنى مفعول نحو قَتْلى وأسْرَى، فكُسِّرَ على ما كُسِّرَ عليه ذلك، والأُنثى هَرِمةٌ من نِسْوةٍ هَرِماتٍ وهَرْمَى، وقد أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه؛ قال: إذا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها، أَتَى بعد ذلك يومٌ فَتي والمَهْرَمةُ: الهَرَمُ.
وفي الحديث: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمةٌ أي مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قال القُتَيبيّ: هذه الكلمة جاريةٌ على أَلْسِنة الناس، قال: ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه.
وفلان يَتَهارَم: يُرِي . . . أكمل المادة من نفْسِه أنه هَرِمٌ وليس به.
وفي الحديث: إنَّ الله لَمْ يَضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جعل الهَرَمَ دَاءً تشبيهاً به لأَن الموت يعَقَّبُه كالأَدْواءِ.
وابنُ هِرْمة: آخرُ (* قوله «هرمة آخر إلخ» هو بهذا الضبط في الأصل والمحكم والتهذيب، وصوّبه شارح القاموس، وهو الصاغاني: قال الليث ابن هرمة بالفتح) وَلَد الشيخ والعجوز، وعلى مثاله ابنُ عِجْزة.
ويقال: وُلِدَ لِهِرْمَةٍ.
وما عنده هُرْمانةٌ ولا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ.
وقَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للجعدي: جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه الـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَرِمُ (* قوله «جور إلخ» هكذا في الأصل والمحكم والتهذيب، وتقدم في مادتي خرس ونقس محرفاً عما هنا).
والهَرْمُ، بالتسكين: ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ، وهو أَذلُّه وأَشدُّه انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قال زهير: ووَطِئْتَنا وَطْأََ على حَنَقٍ، وَطْْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ واحدتُه هَرْمةٌ، وهي التي يقال لها حَيْهَلة.
وفي المثل: أَذلُّ من هَرْمة، وقيل: هي البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، وقيل: هو شجر؛ عنه أيضاً.
ويقال للبعير إذا صار قَحْداً هَرِمٌ، والأُنثى هَرِمةٌ. قال الأَصمعي: والكَزُوم الهَرِمةُ.
وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يتعوَّذُ من الهَرَمِ.وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَهْرَمَيْنِ: البناء والبئر؛ قال: هكذا روي بالراء، والمشهور الأَهْدَمَيْنِ، بالدال، وقد تقدم.
وبعيرٌ هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأْكل الهَرْمَ فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قال: أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ وإنك لا تَْدِري علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وإنك لا تدري بمَنْ يُولَع هَرِمُك؛ حكاه يعقوب ولم يفسره. الجوهري: يقال إنك لا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ هَرِمُك ولا تدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك. الأَزهري: سمعت غير واحد من العرب يقول: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه قِطَعاً صغاراً مثل الخُزّة والوَذْرَة، ولحمٌ مُهَرَّمٌ.
وهَرِمٌ وهَرَمِيٌّ وهِرْمٌ وهَرْمةُ وهُرَيْمٌ وهَرَّام، كلها: أَسماءٌ.ويقال: ما له هُرْمانٌ؛ والهُرْمانُ، بالضم: العَقْلُ والرأْي.
وابن هَرْمةَ: شاعرٌ.
وهَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبي حارثةَ المُرِّيّ: من بني مُرّة بن عوف بن سعد بن دِينارٍ؛ وهو صاحب زهير الذي يقول فيه: إن البَخيلَ مَلُومٌ حيثُ كان، ولـ ـكنَّ الجَوادَ، على عِلاَّتِه، هَرِمُ وأَما هَرِمُ بن قُطْبةَ بن سَيَّارٍ فمن بني فَزارة، وهو الذي تَنافَرَ إله عامرٌ وعَلْقَمةُ والهَرَمانِ: بناءان بمصر، حرسها الله تعالى.

فره (لسان العرب) [0]


فَرُهَ الشيءُ، بالضم، يَفُرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ؛ قال: ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِها يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها، أَعْطَيْتُ فيها، طائِعاً أَوكارِها، حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها، وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها الجوهري: فارِهٌ نادر مثل حامض، وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ، مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح.
ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار: فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ؛ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة، وفُرْهٌ أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ. قال ابن سيده: وأَما فُرْهَة فاسم للجمع، عند سيبويه، وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة، قال: ولا يقال للفرس فارِِهٌ إنما يقال في البغل . . . أكمل المادة والحمار والكلب وغير ذلك.
وفي التهذيب: يقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وحمار فارِهٌ إذا كانا سَيُورَيْن، ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ، ويقال له رائع.
وفي حديث جريج: دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة؛ فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس: فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه، يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل، وقد خُطِّئَ عَديٌّ في ذلك، والأُنثى فارِهَةٌ؛ قال الجوهري: كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله: فنَقَلْنا صَنْعَهُ، حتى شَتا فارِهَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ قال: لم يكن له عِلْمٌ بالخيل. قال ابن بري: بيتُ عديٍّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله: يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا وقول النابغة: أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد قال ابن سيده: إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب، والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ؛ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ.
ويقال: أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ.
وأَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً، وقال: فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائبٌ ونُوب. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول: جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة.
وغلامٌ فارِهٌ: حَسَنُ الوجه، والجمع فُرْه.
وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري: إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ؛ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ.
وأَفْرَهَت الناقةُ، فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ، ومُفَرِّهة أَيضاً؛ قال مالك بن جعدة الثعلبي: فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً، تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ، على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ ابن سيده: ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قال أَبو ذؤيب: ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ ويروى: كما تَتايَع.
والفارِهُ: الحاذِقُ بالشيء.
والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ: النَّشاطُ.
وفَرِهَ، بالكسر: أَشِرَ وبَطِرَ.
ورجل فَرِهٌ: نَشيطٌ أَشِرٌ.
وفي التنزيل العزيز: وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ؛ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين، ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه، بالضم؛ قال ابن بري عند هذا الموضع: قال ابن وادع العَوْفي: لا أَسْتَكِينُ، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ولن تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ قال الفراء: معنى فارِهِين حاذقِين، قال: والفَرِحُ في كلام العرب، بالحاء، الأَشِرُ البَطِر. يقال: لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ. قال الله عز وجل: لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ؛ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء.
والفَرَهُ: الفَرَحُ.
والفَرِهُ: الفَرِحُ.
ورجل فارِهٌ: شديدُ الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه: لا تَشْتَرني، آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً.

عسر (لسان العرب) [0]


العسْر والعُسُر: ضد اليُسْر، وهو الضّيق والشدَّة والصعوبة. قال الله تعالى: سَيَجْعَل الله بعد عُسْرٍ يُسْراً، فإِن مع العُسْرِ يُسْراً إِن مع العَسْرِ يُسْراً؛ روي عن ابن مسعود أَنه قرأَ ذلك وقال: لا يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَينِ؛ وسئل أَبو العباس عن تفسير قول ابن مسعود ومُرادِه من هذا القول فقال: قال الفراء العرب إِذا ذكرت نكرة ثم أَعادتها بنكرة مثلها صارتا اثنتين وإِذا أَعادتها بمعرفة فهي هي، تقول من ذلك: إِذا كَسَبْت دِرْهماً فأَُنْفِقْ دِرْهماً فالثاني غير الأَول، وإِذا أَعَدْتَه بالأَلف واللام فهي هي، تقول من ذلك: إِذا كسبت درهماً فأَنْفِق الدرهم فالثاني هو الأَول. قال أَبو العباس: وهذا . . . أكمل المادة معنى قول ابن مسعود لأَن الله تعالى لما ذكر العُسْر ثم أَعاده بالأَلف واللام علم أَنه هو، ولما ذكر يسراً ثم أَعاده بلا أَلف ولام عُلِم أَن الثاني غير الأَول، فصار العسر الثاني العسر الأَول وصار يُسْرٌ ثانٍ غير يُسرٍ بدأَ بذِكْرِه، ويقال: إِن الله جلَّ ذِكْرُه أَراد بالعُسْر في الدنيا على المؤمن أَنه يُبْدِلهُ يُسْراً في الدنيا ويسراً في الآخرة، والله تعالى أَعلم. قال الخطابي: العُسْرُ بَيْنَ اليُسْرَينِ إِمّا فَرَجٌ عاجلٌ في الدنيا، وإِما ثوابٌ آجل في الآخرة.
وفي حديث عُمَر أَنه كتب إِلى أَبي عبيدة وهو محصور: مهما تنزلْ بامرِئٍ شَدِيدةٍ يَجْعَلِ الله بعدَها فَرَجاً فإِنه لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَينِ.
وقيل: لو دخلَ العُسْرُ جُحْراً لَدَخَل اليُسْرُ عليه؛ وذلك أَن أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانوا في ضِيقٍ شديد فأَعْلَمَهم الله أَنه سيَفْتَحُ عليهم، ففتح الله عليهم الفُتوحَ وأَبْدَلَهم بالعُسْر الذي كانوا فيه اليُسْرَ، وقيل في قوله: فسَنُيَسِّرُه لليُسْرَى، أَي للأَمر السهل الذي لا يَقْدِرُ عليه إِلا المؤمنون.
وقوله عز وجل: فسَنُيَسِّرُه للعُسْرَى؛ قالوا: العُسْرَى العذابُ والأَمرُ العَسِيرُ. قال الفراء: يقول القائل كيف قال الله تعالى: فسنيسره للعسرى؟ وهل في العُسْرَى تَيْسيرٌ؟ قال الفراء: وهذا في جوازه بمنزلة قوله تعالى: وبشِّر الذين كفروا بعذاب أَليم؛ والبِشارةُ في الأَصل تقع على المُفَرِّحِ السارّ، فإِذا جمعتَ كلَّ أَمرٍ في خير وشر جاز التبشيرُ فيهما جميعاً. قال الأَزهري: وتقول قابِلْ غَرْبَ السانية لقائدها إِذا انتهى الغَرْب طالعاً من البئر إِلى أَيدي القابل، وتَمَكَّنَ من عَراقِيها، أَلا ويَسِّر السانيةَ أَي اعطف رأْسَها كي لا يُجاوِر المَنْحاة فيرتفع الغرْبُ إِلى المَحالة والمِحْورِ فينخرق، ورأَيتهم يُسَمُّون عَطْفَ السانيةِ تَيْسِيراً لما في خلافه من التَّعْسير؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَبي تُذَكِّرُنِيهِ كلُّ نائبةٍ، والخيرُ والشرُّ والإِيسارُ والعُسُرُ ويجوز أَن يكون العُسُر لغة في العُسْر، كما قالوا: القُفُل في القُفْل، والقُبُل في القُبْل، ويجوز أَن يكون احتاج فثقل، وحسّن له ذلك إِتاعُ الضمِّ الضمَّ. قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أَحرف أَوله مضموم وأَوسطُه ساكن، فمن العرب من يُثَقِّلُه ومنهم من يخففه، مثل عُسْر وعُسُر وحُلْم وحُلُم.
والعُسْرةُ والمَعْسَرةُ والمَعْسُرةُ والعُسْرَى: خلاف المَيْسَرة، وهي الأُمور التي تَعْسُر ولا تَتَيَسَّرُ، واليُسْرَى ما اسْتَيْسَرَ منها، والعُسْرى تأْنيث الأَعْسَر من الأُمور.
والعرَبُ تضع المَعْسورَ موضع العُسْرِ، والمَيْسورَ موضعَ اليُسْر، ويجعل المفعول في الحرفين كالمصدر. قال ابن سيده: والمَعْسورُ كالعُسْر، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال مفعول.
ويقال: بلغْتُ مَعْسورَ فلانٍَ إِذا لم تَرْفُقْ به.
وقد عَسِرَ الأَمرُ يَعْسَر عَسَراً، فهو عَسِرٌ، وعَسُرَ يَعْسُر عُسْراً وعَسارَةً، فهو عَسِير: الْتاثَ.
ويوم عَسِرٌ وعَسِيرٌ: شديدٌ ذو عُسْرٍ. قال الله تعالى في صفة يوم القيامة: فذلك يومئذ يومٌ عَسِيرٌ على الكافرين غيرُ يَسِير.
ويوم أَعْسَر أَي مشؤوم؛ قال معقل الهذلي: ورُحْنا بقومٍ من بُدالة قُرّنوا، وظلّ لهم يومٌ من الشَّرِّ أَعْسَرُ فسَّر أَنه أَراد به أَنه مشؤوم.
وحاجة عَسِير وعَسِيرة: مُتَعَسِّرة؛ أَنشد ثعلب: قد أَنْتَحِي للحاجة العَسِيرِ، إِذ الشَّبابُ لَيّنُ الكُسورِ قال: معناه للحاجة التي تعسر على غيري؛ وقوله: إِذ الشاب لين الكسور أَي إِذ أَعضائي تُمَكِّنُني وتُطاوِعُني، وأَراد قد انتحيت فوضع الآتي موضع الماضي.
وتعسَّر الأَمر وتعاسَرَ، واسْتَعْسَرَ: اشتدّ والْتَوَى وصار عَسِيراً.
واعْتَسَرْت الكلامَ إِذا اقْتَضَبْته قبل أَن تُزَوِّرَه وتُهَيِّئَه؛ وقال الجعدي: فَذَرْ ذا وعَدًّ إِلى غيرِه، فشَرُّ المَقالةِ ما يُعْتَسَرْ قال الأَزهري: وهذا من اعْتِسارِ البعير ورُكوبه قبل تذليله.
ويقال: ذهبت الإِبلُ عُسارَياتٍ وعُسارَى، تقدير سُكارَى، أَي بعضُها في إِثر بعض.
وأَعْسَرَ الرجلُ: أَضاق.
والمُعْسِر: نقيض المُوسِر.
وأَعْسَر، فهو مُعْسِر: صار ذا عُسْرَةٍ وقلَّةِ ذاتِ يد، وقيل: افتقر.
وحكى كُراع: أَعْسَرَ إِعْساراً وعُسْراً، والصحيح أَن الإِعْسارَ المصدرُ وأَن العُسْرة الاسم.
وفي التنزيل: وإِن كان ذو عُسْرةٍ فنَظِرةٌ إِلى مَيْسَرة؛ والعُسْرةُ: قِلّة ذات اليد، وكذلك الإِعْسارُ.
واسْتَعْسَرَه. طلب مَعْسورَه.
وعَسَرَ الغريمَ يَعْسِرُه ويَعْسُره عُسْراً وأَعْسَرَه: طلب منه الدَّيْنَ على عُسْرة وأَخذه على عُسْرة ولم يرفُق به إِلى مَيْسَرَتِه.
والعُسْرُ: مصدر عَسَرْتُه أَي أَخذته على عُسْرة.
والعُسْر، بالضم: من الإِعْسار، وهو الضِّيقُ.
والمِعْسَر: الذي يُقَعِّطُ على غريمه.
ورجل عَسِرٌ بيِّن العَسَرِ: شَكسٌ، وقد عاسَرَه؛ قال: بِشْرٌ أَبو مَرْوانَ إِن عاسَرْتَه عَسِرٌ، وعند يَسارِه مَيْسورُ وتَعَاسَرَ البَيِّعان: لم يتَّفِقا، وكذلك الزوجان.
وفي التنزيل: وإِن تَعاسَرْتُم فسَتُرْضِعُ له أُخْرى.
وأَعْسَرت المرأَةُ وعَسَرَتْ: عَسُرَ عليها وِلادُها، وإِذا دُعِيَ عليها قيل: أَعْسَرت وآنَثَتْ، وإِذا دُعِيَ لها قيل: أَيْسَرَت وأَذْكَرَتْ أَي وضعت ذَكَراً وتيسَّر عليها الولادُ.
وعَسَرَ الزمانُ: اشتدّ علينا.
وعَسَّرَ عليه: ضَيَّق؛ حكاها سيبويه.
وعَسَر عليه ما في بطنه: لم يخرج.
وتَعَسَّر: التَبَسَ فلم يُقْدَرْ على تخليصه، والغين المعجمة لغة. قال ابن المُظَفَّرِ: يقال للغزل إِذا التبس فلم يقدر على تخليصه قد تغَسَّر، بالغين، ولا يقال بالعين إِلاَّ تحشُّماً؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله ابن المظفر صحيح وكلام العرب عليه، سمعته من غير واحد منهم.
وعَسَرَ عليه عُسْراً وعَسَّرَ: خالَفَه.
والعُسْرَى: نقيض اليُسْرَى.
ورجل أَعْسَرُ يَسَرٌ. يعمل بيديه جميعاً فإِن عَمِل بيده الشِّمال خاصة، فهو أَعْسَرُ بيّن العَسَر، والمرأَة عَسْراء، وقد عَسَرَتْ عَسَراً (* قوله: «وقد عسرت عسراً» كذا بالأصل بهذا الضبط.
وعبارة شارح القاموس؛ وقد عسرت، بالفتح، عسراً، بالتحريك، هكذا هو مضبوط في سائر النسخ اهـ.
وعبارة المصباح: ورجل أَعسر يعمل بيساره، والمصدر عسر من باب تعب) ؛ قال: لها مَنْسِمٌ مثلُ المَحارةِ خُفُّه، كأَن الحَصى، مِن خَلْفِه، خَذْفُ أَعْسَرا ويقال: رجل أَعْسَرُ وامرأَة عَسْراء إِذا كانت قوّتُهما في أَشْمُلِهما ويَعْمَلُ كل واحد منهما بشماله ما يعمَلُه غيرُه بيمينه.
ويقال للمرأَة عَسْراء يَسَرَةٌ إِذا كانت تعمل بيديها جميعاً، ولا يقال أَعْسَرُ أَيْسَرُ ولا عَسْراء يَسْراء للأُنثى، وعلى هذا كلام العرب.
ويقال من اليُسر: في فلان يَسَرة.
وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أَعْسَرَ يَسَراً.
وفي حديث رافع بن سالم: إِنا لنرتمي في الجَبّانةِ وفينا قومٌ عُسْرانٌ يَنْزِعُونَ نَزْعاً شدِيداً؛ العُسْرانُ جمع الأَعْسَر وهو الذي يعمل بيده اليُسْرَى كأَسْودَ وسُودانٍ. يقال: ليس شَيْءٌ أَشَدُّ رَمْياً من الأَعْسَرِ.
ومنه حديث الزَّهْري: أَنه كان يَدَّعِمُ على عَسْرائِه؛ العَسْراء تأْنيث الأَعْسَر: اليد العَسْراء، ويحتمل أَنه كان أَعْسَرَ.
وعُقابٌ عَسْراءُ: رِيشُها من الجانب الأَيْسر أَكثر من الأَيمن، وقيل: في جناحها قَوادِمُ بيضٌ.
والعَسْراء: القادمةُ البيضاء؛ قال ساعدة بن جؤية:وعَمَّى عليه الموتَ يأْتي طَرِيقَه سِنانٌ، كَعَسْراء العُقابِ، ومِنْهَبُ ويروى: يأْبى طريقه يعني عُيَيْنة.
ومِنْهَبٌ: فرس ينتهب الجري، وقيل: هو اسم لهذا الفرس.
وحَمامٌ أَعْسَرُ: بجناحهِ من يَسارِه بياضٌ.
والمُعاسَرةُ: ضدُّ المُياسَرة، والتعاسُر، ضدّ التياسُر، والمَعْسورُ: ضد المَيْسور، وهما مصدران، وسيبويه يقول: هما صفتان ولا يجيء عنده المصدرُ على وزن مفعول البتة، ويتأَول قولهم: دَعْه إِلى مَيْسورِه وإِلى مَعْسورِه. يقول: كأَنه قال دعه إِلى أَمر يُوسِرُ فيه وإِلى أَمر يُعْسِرُ فيه، ويتأَول المعقول أَيضاً.
والعَسَرةُ: القادمةُ البيضاء، ويقال: عُقابٌ عَسْراء في يدِها قَوادِم بيض.
وفي حديث عثمان: أَنه جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرةِ؛ هو جيش غزوة تَبوك، سمي بها لأَنه نَدَبَ الناسَ إِلى الغَزْوِ في شدة القيظ، وكان وقت إِيناع الثمرة وطِيب الظِّلال، فعَسُر ذلك عليهم وشقَّ.
وعَسَّرَني فلانٌ وعَسَرَني يَعْسِرْني عَسْراً إِذا جاء عن يَسارِي.
وعَسَرْتُ الناقةَ عَسْراً إِذا أَخذتها من الإِبل.
واعْتَسَرَ الناقة: أَخذَها رَيِّضاً قبل أَن تذلل يخَطْمِها ورَكِبَها، وناقة عَسِيرٌ: اعْتُسِرت من الإِبل فرُكِبَت أَو حُمِلَ عليها ولم تُلَيَّنْ قبل، وهذا على حذف الزائد، وكذلك ناقة عَيْسَرٌ وعَوْسَرانةٌ وعَيْسَرانةٌ؛ وبعير عَسِيرٌ وعَيْسُرانٌ (* قوله: «وعيسران» هو بضم السين وما بعده بضمها وفتحها كما في شرح القاموس).
وعَيْسُرانيٌّ. قال الأَزهري: وزعم الليث أَن العَوْسَرانيّة والعَيْسَارنِيَّة من النوق التي تُركَب قبل أَن تُراضَ؛ قال: وكلام العرب على غير ما قال الليث؛ قال الجوهري: وجمل عَوْسَارنيّ.
والعَسِيرُ: الناقة التي لم تُرَضْ.
والعَسِيرُ: الناقة التي لم تَحْمِل سَنَتها.
والعَسِيرةُ: الناقة إِذا اعْتاطت فلم تحمل عامها، وفي التهذيب بغير هاء.
وقال الليث: العَسِيرُ الناقة التي اعتاطت فلم تحمل سنتها، وقد أَعْسَرتْ وعُسِرَت؛ وأَنشد قول الأَعشى: وعَسِيرٍ أَدْماءَ حادرةِ العيـ ـنِ خَنُوفٍ عَيْرانةٍ شِمْلال قال الأَزهري: تفسيرُ الليث للعَسِير أَنها الناقة التي اعتاطت غيرُ صحيح، والعَسِيرُ من الإِبل، عند العرب: التي اعْتُسِرت فرُكِبَت ولم تكن ذُلِّلَت قبل ذلك ولا رِيضَت، وكذا فسره الأَصمعي؛ وكذلك قال ابن السكيت في تفسير قوله: ورَوْحَةِ دُنْيا بين حَيَّيْنِ رُحْتُها، أَسِيرُ عَسِيراً أَو عَروضاً أَرُوضُها قال: العَسِيرُ الناقةُ التي رُكِبَت قبل تذليلها.
وعَسَرت الناقةُ تَعْسِر عَسْراً وعَسَراناً، وهي عاسِرٌ وعَسيرٌ: رَفَعت ذَنبها في عَدْوِها؛ قال الأَعشى: بِناجِيةٍ، كأَتان الثَّمِيل، تُقَضِّي السُّرَى بعد أَيْنٍ عَسِيرَا وعَسَرَت، فهي عاسِرٌ، رفَعَت ذنبها بعد اللّقاح.
والعَسْرُ: أَن تَعْسِرَ الناقة بذنبها أَي تَشُولَ به. يقال: عَسَرت به تَعْسِر عَسْراً؛ قال ذو الرمة: إِذا هي تَعْسِرْ به ذَنَّبَتْ به، تُحاكي به سَدْوَ النَّجاءِ الهَمَرْجَلِ والعَسَرانُ: أَن تَشولَ الناقةُ بذنبها لتُرِي الفحلَ أَنها لاقح، وإِذا لم تَعْسِرْ وذنَّبَت به فهي غيرُ لاقح.
والهَمَرْجَلُ: الجمل الذي كأَنه يدحُو بيديه دَحْواً. قال الأَزهري: وأَما العاسِرةُ من النوق فهي التي إِذا عَدَتْ رفعت ذنبها، وتفعل ذلك من نشاطها، والذِّئب يفعل ذلك؛ ومنه قول الشاعر: إِلاَّ عَواسِرَ، كالقِداحِ، مُعِيدة بالليل مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ ايراد بالعَواسِر الذئابَ التي تَعْسِرُ في عَدْوِها وتُكَسِّر أَذنابها.
وناقة عَوْسَرانِيَّة إِذا كان من دَأْبِها تَكْسِيرُ ذنبِها ورَفْعُه إِذا عَدَتْ؛ ومنه قول الطرماح: عَوْسَرانِيّة إِذا انْتَقَضَ الخِمْـ ـسُ نَفاضَ الفَضِيض أَيَّ انْتِفاض الفَضِيضُ: الماء السائل؛ أَراد أَنها ترفع ذنبها من النشاط وتعدُو بعد عطشها وآخر ظمئها في الخمس.
والعَسْرَى والعُسْرَى: بَقْلة؛ وقال أَبو حنيفة: هي البقلة إِذا يبست؛ قال الشاعر: وما مَنعاها الماءَ إِلا ضَنانَةً بأَطْرافِ عَسْرى، شَوْكُها قد تَخَدَّدا والعَيْسُرانُ: نَبْتٌ.
والعَسْراء: بنت جرير بن سعيد الرِّياحِيّ.
واعْتَسَرَه: مثل اقْتَسَرَه؛ قال ذو الرمة: أُناسٌ أَهْلَكُوا الرُّؤَساءَ قَتْلاً، وقادُوا الناسَ طَوْعاً واعْتِسارا قال الأَصمعي: عَسَرَه وقَسَرَه واحدٌ.
واعْتَسرَ الرجلُ من مالِ ولده إِذا أَخذ من ماله وهو كاره.
وفي حديث عمر: يَعْتَسِرُ الوالدُ من مال ولده أَي يأْخذُه منه وهو كاره، من الاعْتِسارِ وهو الاقْتِسارُ والقَهْر، ويروى بالصاد؛ قال النضر في هذا الحديث رواه بالسين وقال: معناه وهو كارهٌ؛ وأَنشد: مُعْتَسِر الصُّرْم أَو مُذِلّ والعُسُرُ: أَصحابُ البُتْرِيّة في التقاضِي والعملِ.
والعِسْرُ: قبيلة من قبائل الجن؛ قال بعضهم في قول ابن أَحمر: وفِتْيان كجِنّة آل عِسْرِ إِنّ عِسْرَ قبيلة من الجن، وقيل: عِسْر أَرض تسكنها الجن.
وعِسْر في قول زهير: موضع: كأَنّ عليهمُ بِجُنوبٍ عِسْر وفي الحديث ذكر العَسِير، هو بفتح العين وكسر السين، بئر بالمدينة كانت لأَبي أُمَيَّة المخزومي سماها النبي، صلى الله عليه وسلم، بِيَسِيرة، والله تعالى أَعلم.

بأس (لسان العرب) [0]


الليث: والبَأْساءُ اسم الحرب والمشقة والضرب.
والبَأْسُ: العذاب.
والبأْسُ: الشدة في الحرب.
وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه: كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؛ يريد الخوف ولا يكون إِلا مع الشدَّة. ابن الأَعرابي: البأْسُ والبَئِسُ، على مثال فَعِلٍ، العذاب الشديد. ابن سيده: البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك، ولا بَأْسَ أَي لا خوف؛ قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ: يقولُ ليَ الحَدَّادُ، وهو يَقُودُني إِلى السِّجْنِ: لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس، فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً، أَلا ترى أَن فيها: وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشَّمْسِ فلولا أَن قوله . . . أكمل المادة من باس في حكم قوله من بأْس، مهموزاً، لما جاز أَن يجمع بين بأْس، ههنا مخففاً، وبين قوله ن الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً والثاني غير مردف.
والبَئِسُ: كالبَأْسِ.وإِذا قال الرجل لعدوّه: لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه، وهو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك، قال شاعرهم: شَرَيْنَا النَّوْمَ، إِذ غَضِبَتْت غَلاب، تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ: لَبَاتِ وقد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بلغتهم: لا بأْس؛ قال الأَزهري: كذا وجدته في كتاب شمر.
وفي الحديث: نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس، يعني الدنانير والدراهم المضروبة، أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها، إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها، وكره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى، وقيل: لأَن فيه إِضاعة المال، وقيل: إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً، فأَما للنفقة فلا، وقيل: كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً، وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه.
ورجلٌ بَئِسٌ: شجاع، بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زيد: بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً؛ حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز، فهو بَئِيسٌ، على فَعِيل، أَي شجاع.
وقوله عز وجل: سَتُدعَوْنَ إِلى قوم أُولي بَأْسِ شديد؛ قيل: هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر، رضي اللَّه عنه، في أَيام مُسَيْلمة، وقيل: هم هَوازِنُ، وقيل: هم فارس والروم.
والبُؤْسُ: الشدة والفقر.
وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إِذا افتقر واشتدت حاجته، فهو بائِسٌ أَي فقير؛ وأَنشد أَبو عمرو:وبيضاء من أَهلِ المَدينةِ لم تَذُقْ بَئِيساً، ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قال: وهو اسم وضع موضع المصدر؛ قال ابن بري: البيت للفرزدق، وصواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة؛ وقبله: إِذا شِئتُ غَنَّاني من العاجِ قاصِفٌ، على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفي حديث الصلاة: تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ؛ هو من البُؤْسِ الخضوع والفقر، ويجوز أَن يكون أَمراً وخبراً؛ ومنه حديث عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها؛ ومنه الحديث: كان يكره البُؤْسَ والتَّباؤُسَ؛ يعني عند الناس، ويجوز التَبَؤُسُ بالقصر والتشديد. قال سيبويه: وقالوا بُؤساً له في حد الدعاء، وهو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره.
والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازِم: فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ، والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ وقوله تعالى: أَخَذناهم بالبَأْساءِ والضَّرَّاءِ؛ قال الزجاج: البأْساء الجوع والضراء في الأَموال والأَنفس.
وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ؛ الأخيرة نادرة، قال ابن جني: هو. (* كذا بياض بالأصل.) كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم.
وأَبْأَسَ الرجلُ: حلت به البَأْساءُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها فأَبْأَسْت .* يومَ ذلك وابْنَما، (* كذا بياض بالأصل ولعل موضعه بنتاً.) والبائِسُ: المُبْتَلى؛ قال سيبويه: البائس من الأَلفاظ المترحم بها كالمِسْكين، قال: وليس كل صفة يترحم بها وإِن كان فيها معنى البائس والمسكين، وقد بَؤُسَ بَأْسَةٌ وبئِيساً، والاسم البُؤْسى؛ وقول تأَبط شرّاً:قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني، حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المساكينِ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس، ويجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه.
والبائس: الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به. ابن الأَعرابي: يقال بُوْساً وتُوساً وجُوْساً له بمعنى واحد.
والبأْساء: الشدة؛ قال الأَخفش: بني على فَعْلاءَ وليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجيء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد.
والبُؤْسَى: خلاف النُّعْمَى؛ الزجاج: البأْساءُ والبُؤْسى من البُؤْس، قال ذلك ابن دريد، وقال غيره: هي البُؤْسى والبأْساءُ ضد النُّعْمى والنَّعْماء، وأَما في الشجاعة والشدة فيقال البَأْسُ.
وابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس.
ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين؛ قال حسان بن ثابت: ما يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتِئِسٍ منه، وأَقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ أَي غير حزين ولا كاره. قال ابن بري: الأَحسن فيه عندي قول من قال: إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة، ومنه قوله سبحانه: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يفعلون؛ أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم، فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره، وإِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه، وليس اشتدّ بمعنى كره.
ومعنى بيت حسان أَنه يقول: ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به وشاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه، ويجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط ولا مُشتَدٍّ أَمره عليّ؛ وبعده: لقد عَلِمْتُ بأَني غالي خُلُقي على السَّماحَةِ، صُعْلوكاً وذا مالِ والمالُ يَغْشَى أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ، كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالي والطبَّاخُ: القوّة والسِّمَنُ.
والدِّنْدنُ: ما بَليَ وعَفِنَ من أُصول الشجر.
وقال الزجاج: المُبْتَئِسُ المسكين الحزين، وبه فسر قوله تعالى: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَعْمَلون؛ أَي لا تَحْزَن ولا تَسْتَكِنْ. أَبو زيد: وابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه؛ قال لبيد: في رَبْرَبٍ كَنِعاج صا رَةَ يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا وفي الحديث في صفة أَهل الجنة: إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا؛ بَؤُس يَبْؤُس، بالضم فيهما، بأْساً إِذا اشتد.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين.
والبَؤُوس: الظاهر البُؤْسِ.
وبِئْسَ: نَقيضُ نِعْمَ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها فسره فقال: يصف زِماماً، وبئسما دأَبت (* قوله «وبئسما دأبت» كذا بالأصل ولعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ.) أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت، قال لم يسمع إِلا في هذا البيت.
وبئس: كلمة ذم، ونِعْمَ: كلمة مدح. تقول: بئس الرجلُ زَيدٌ وبئست المرأَة هِنْدٌ، وهما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما، فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً، فنقلا إِلى المدح والذم فشابها الحروف فلم يتصرفا، وفيهما لغات تذكر في ترجمة نعم، إِن شاء اللَّه تعالى.
وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ؛ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم، وهو ضد نعم في المدح، قال الزجاج: بئس ونعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم، إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس، وإِنما كانتا كذلك لآن نعم مستوفية لجميع المدح، وبئس مستوفية لجميعي الذم، فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه، وإِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف ولام فهو نصب أَبداً، فإِذا كانت فيه الأَلف واللام فهو رفع أَبداً، وذلك قولك نعم رجلاً زيد ونعم الرجل زيد وبئس رجلاً زيد وبئس الرجل زيد، والقصد في بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس، وهذا قول الخليل، ومن العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز وجل: ولبئسما شَرَوْا به أَنفسهم.
وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِيَ ولكنه أُنْسِيَ.
والعرب تقول: بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا، إِذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل: بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم الناس؛ وروى جميع النحويين: بئسما تزويجٌ ولا مَهْر، والمعنى فيه: بئس تزويج ولا مهر؛ قال الزجاج: بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس.
وفي التنزيل العزيز: بعَذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقُون؛ قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة: بعذابٍ بَئِيسٍ، علة فَعِيلٍ، وقرأَ ابن كثير: بِئِيس، على فِعِيلٍ، وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ ابن عامر: بِئْسٍ، علة فِعْلٍ، بهمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة: بِيْسٍ، بغير همز. قال ابن سيده: عذاب بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شديد، وأَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ، وإِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وبابهما يوجهان العلة (* قوله «يوجهان العلة إلخ» كذا بالأصل.) وإِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة وكثيرة الانقلاب عن حرف العلة، فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف والعوض.
وبيس كخِيس: يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك، وليس بشيء.
وبَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ وهذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ.
والأَبْؤُسُ: جمع بَؤُسٍ، من قولهم يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ.
والأَبْؤُسُ أَيضاً: الداهية.
وفي المثل: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً.
وقد أَبْأَسَ إبْآساً؛ قال الكميت: قالوا: أَساءَ بنوكُرْزٍ، فقلتُ لهم: عسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ قال ابن بري: الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس، وهو بمعنى الأَبْؤُس (* قوله «وهو بمعنى الأبؤس» كذا بالأصل ولعل الأولى بمعنى البؤس.) لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ، وباب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ. يقال: بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إِذا اشتدّ، قال: وأَما قوله والأَبْؤُسُ الداهية، قال: صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد، وكذلك هو في قول الزَّبَّاءِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره، وهو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قال ابن الكلبي: التقدير فيه: عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً، قال: وهو جمع بَأْسٍ ولم يقل جمعُ بُؤْسٍ، وذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها: ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك، فقالت: عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ، وعسى ههنا إِشفاق؛ قال سيبويه: عسى طمع وإِشفاق، يعني أَنها طمع في مثل قولك: عسى زيد أَن يسلم، وإِشفاق مثل هذا المثل: عسى الغوير أَبؤُساً، وفي مثل قول بعض أَصحاب النبي؛ صلى اللَّه عليه وسلم: عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه، فهذا إِشفاق لا طمع، ولم يفسر معنى هذا المثل ولم يذكر في أَي معنى يتمثل به؛ قال ابن الأَعرابي: هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر، ويشهد بصحة قوله قول عمر، رضي اللَّه عنه، لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، وذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ؛ وقال الأَصمعي: هو مثل لكل شيء يخاف أَن يَأْتي منه شر؛ قال: وأَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً؛ هو جمع بأْس، وانتصب على أَنه خبر عسى.
والغُوَيْرُ: ماء لكَلْبٍ، ومعنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ.

حدق (لسان العرب) [0]


حدَقَ به الشيءُ وأَحدقَ: اسْتَدارَ؛ قال الأَخطل: المُنْعِمُون بنُو حَرْبٍ، وقد حَدَقَتْ بيَ المَنِيّةُ، واسْتَبْطأْتُ أَنصارِي وقال ساعدة: وأُنْبِئْتُ أنَّ القومَ قد حَدَقُوا به، فلا رَيْبَ أنْ قد كان ثَمَّ لَحيمُ وكل شيء اسْتَدار بشيء وأَحاطَ به، فقد أَحدَقَ به.
وتقول: عليه شامةٌ سوداء قد أحدقَ بها بياض.
والحَدِيقة من الرِّياض: كلُّ أَرض استدارت وأَحدق بها جاجزٌ أو أَرض مرتفعة؛ قال عنترة: جادَتْ عليها كلُّ بِكْرٍ حُرًةٍ، فتَرَكْنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِّرْهمِ ويروى: كلَّ قَرارةٍ؛ وقيل: الحَدِيقةُ كل أَرض ذات شجر مُثمر ونخل، وقيل: الحديقةُ البُسْتانُ والحائط وخص بعضهم به الجَنةَ من النخل والعنب؛ قال: صُورِيّةٌ أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ناصِلةُ الحِقْوَيْنِ من . . . أكمل المادة إزارِها يُطْرِقُ كلبُ الحَيِّ من حِذارِها، أَعْطَيْتُ فيها طائِعاً أَو كارِها حَدِيقةً غَلْباء في جِدارِها، وفرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها أَراد أَنه أَعطاها نخلاً وكَرْماً مُحْدَقاً عليها، وذلك أَفْخَم للنخل والكرم لأَنه لا يُحْدَق عليه إلا وهو مَضْنُون به مُنْفِسٌ، وإنما أَراد أَنه غالَى بمهرها على ما هي به من الاشْتِهار وخلائق الأَشرار، وقيل: الحَدِيقةُ حُفرة تكون في الوادي تَحْبِسُ الماء، وكلُّ وَطِيءٍ يَحْبس الماء في الوادي وإِن لم يكن الماء في بطنه، فهو حديقةٌ.
والحدِيقةُ: أَعْمقُ من الغَديِر.
والحديقةُ: القِطعة من الزرع؛ عن كراع، وكله في معنى الاستدارة.
وفي التنزيل: وحدائقَ غُلْباً.
وكلُّ بُستان كان عليه حائط، فهو حديقة، وما لم يكن عليه حائط لم يُقَل له حديقة. الزجاج: الحدائقُ البَساتين والشجر الملتف.
وحدِيقُ الرَّوْضِ: ما أَعشب منه والتَفَّ. يقال: رَوْضة بني فلان ما هي إلا حديقة ما يجوز فيها شيء.
وقد أَحدقت الرَّوْضةُ عُشْباً، وإذا لم يكن فيها عشب فهي رَوْضة.
وفي الحديث: سمع من السحاب صوتاً يقول اسْقِ حَدِيقةَ فلان.
والحَدَقةُ: السواد المستدير وسط العين، وقيل: هي في الظاهر سواد العين وفي الباطن خَرَزَتها. الجوهري: حدَقةُ العين سوادها الأَعظم، والجمع حَدَقٌ وأَحداقٌ وحِداقٌ؛ قال أبو ذؤيب: فالعَيْنُ بَعْدهمُ كأَنَّ حِداقَها سُمِلَتْ بشوكٍ، فهي عُورٌ تَدْمَعُ قال: حِداقَها أراد الحدَقةَ وما حولَها كما يقال للبعير ذو عَثانِين ومثله كثير. الأَزهري عن الليث: الحدَقُ جماعة الحدَقةِ، وهي في الظاهر سواد العين وفي الباطن خَرَزَتها، قال: وقال غيره السواد الأَعظم في العين هو الحدقة والأَصغر هو الناظر، وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمِرآة إذا استقبلتها رأيتَ فيها شخصك.
وقولهم في حديث الأَحنف: نزلوا في مثل حدَقةِ البعير أَي نزلوا في خِصْب، وشبَّهه بحدقة البعير لأَنها رَيّا من الماء، وقيل: إِنما أَراد أنَّ ذلك عندهم دائم لأَن النِّقْي لا يَبقى في جسد البعير بقاءَه في العين والسُّلامَى؛ قال ابن الأَثير: شبَّه بلادهم في كثرة مائها وخِصْبها بالعين لأَنها توصف بكثرة الماء والنَّداوة، ولأَن المُخ لا يبقى في شيءٍ من الأَعضاء بقاءه في العين.
والحُنْدُوقةُ والحِنْدِيقةُ: الحَدقةُ، قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتها.
والتَّحْدِيقُ: شدة النظر بالحدقة؛ وقولُ مُليحٍ الهذلي: أَبي نَصَبَ الرَّاياتِ بين هَوازِنٍ وبين تَمِيمٍ، بعدَ خَوْفٍ مُحَدِّقِ أَراد أَمراً شديداً تُحَدِّقُ منه الرجال.
وفي حديث مُعاوية بن الحكَم: فحدَّقني القومُ بأَبصارهم أَي رَمَوْني بحَدَقِهم، جمع حدَقة.
وحدَقَ فلان الشيء بعينه يَحْدِقُه حَدْقاً إذا نظر إليه.
وحدَق الميتُ إذا فتَح عينيه وطرَف بهما، والحُدوق المصدر.
ورأَيتُ الميتَ يَحْدِقُ يَمْنةً ويَسْرة أَي يفتح عينيه وينظر.
والحَدْلَقَةُ، بزيادة اللام: مثل التَّحْديق، وقد حَدْلَقَ الرجل إذا أَدار حَدَقَته في النظر.
والحَدَقُ: الباذِنْجانُ، واحدتها حَدَقة، شبّه بحدَق المَها؛ قال: تَلْقَى بها بَيْضَ القَطا الكُدارِي، توائماً كالحَدَقِ الصِّغارِ ووجدنا بخط علي بن حمزة: الحذَقُ الباذنجان، بالذال المنقوطة، ولا أَعرفها. الأَزهري عن ابن الأَعرابي: يقال للباذنجان الحدق والمَغْد، وقد ذكر الجوهري في هذا الفصل الحَنْدَقُوق، قال ابن بري: وصوابه أَن يذكر في ترجمة حندق لأَن النون أَصلية، ووزنه فَعْلَلول، وكذا ذكره سيبويه وهو عنده صفة.

بأس (العباب الزاخر) [0]


البَأْسُ: العَذَابُ. والبأس: الشدَّة في الحرب، تقولُ منه: بَؤسَ الرَّجُلُ يَبْؤسُ بَأساً: إذا كان شديد البأس، حكاه أبو زيدٍ في كتاب الهَمْزِ، فهو بئيس -على فَعيل- أي شُجاعٌ. وعَذابٌ بئيس: أي شديد. وبَئسَ الرجُل يَبأسُ بؤساً وبَئيساً: أي اشتدَّت حاجته.
والبَئيسُ: هو اسْمٌ وُضِعَ موضع المصدر، وأنشد أبو عمرو للفرزدق:  
لِبيضاءَ من أهل المَدينَةِ لم تَـذٌق      بئيساً ولم تَتْبَعْ حَمولَةَ مُجْـحِـدِ


وكذلك البَئيسي والبُؤْسي، قال ربيعة بن مقروم الضَّبِّيُّ:
وأجْزي القُروض وّفاءً بهـا      بِبؤْسي بَئيْسي ونُعْمي نَعِيْما

ويُروى: "بَئيسا". وقوله تعالى: (وسَرَابِيْلَ تَقِيْكُم بَأْسَكُم) أي حربَكُم، وكذلك قوله تعالى: (لِتُحْصِنَكُمْ من بَأْسِكُم). وقوله تعالى: (بَأْسُهم بَيْنَهم شَدِيدٌ) أي إذا لم يَرَوا عدوّاً نَسَبوا أنفُسَهم إلى . . . أكمل المادة الشدة. وقوله عزَّ وجل: (وأنزَلْنا الحَدِيْدَ فيه بَأْسٌ شَدٍيدٌ) أي امتناعٌ من العدوِّ. والأبوسُ: جمع بؤسٍ، من قولهم: يَومُ بُؤسٍ ويَوْمُ نُعْمٍ، قال العجّاج:
فَنُكْثِرُ النُّعْمى ونُفشِي الأبْوُسا     

وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُساً: أي داهيَةً.
والأبْؤُسُ: من أسماء لدّاهيَةِ، وقد مضى تفسير المَثَل في تركيب غور. والبأساء: الشِّدَّة، قال الأخفش: بُنِيَت على فعلاء، وليس لها أفعل. وقوله تعالى: (مَسَّتْهُم البأساءُ والضَّرّاءُ)، قال الأزهريُّ: البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفُسِ وهو القتل. والبَيْأسُ والبَيْهَسُ: الأسد. والبَيْأسُ -أيضاً-: الشديد، وقرأ عاصم: (بِعَذَابٍ بَيْأسٍ). وبِئْسَ: كَلِمةٌ مستوفية لجميع الذم، كما إنَّ نِعمَ كلمة مستوفية لجميع المدح. فإذا ولَّينا اسماً جِنساً فيه ألف ولام ارتَفَع، تقول: بِئْسَ الرجُلُ زَيْدٌ وبِئْسَتِ المَرْأةُ هِنْدٌ، فإن لم تكن فيه ألِفٌ ولام انتصب، تقول: بِئْسِ رَجُلٌ زَيْدَاً ونِعْمَ صَدِيْقاً أنْتَ؛ على التمييز.
وهُما فعلان ماضيان لا يتصرّفان لأنهما أُزيلا عن موضعيهما، فَنِعْمَ منقولٌ من قولَكِ: نَعِمَ فلان: إذا أصاب نعمةً، وبِئْسَ منقول من قولك: بَئسَ فلانٌ: إذا أصاب بُؤساً، فنقلاً إلى المدح والذم، فشابها الحروف فلم يتصرّفا.
وفيهما لُغاتٌ نَذكُرُها- إن شاء الله- في نعم. وعَذَابٌ بِئْسٌ: أي شديدٌ؛ مثل بَئيْسٍ، وقرأ نصرُ بن عاصم: (بعَذَابٍ بِئْسٍ). وبَنَاتُ بِئْسٍ: الدَّواهي. ومن العرب من يصل بِئْسَ ب"ما"، قال الله تعالى (ولَبِئْسَما شَرَوْا به أنْفُسَهم)، وفي حديث النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: بِئْسَما لأحَدِهِم أن يقولَ نسيتُ آية كَيْتَ وكَيْتَ بل هو نُسِّيَ، واستذكروا القُرآنَ فأنَّه أشدُّ تفصِّياً من صدور الرجال من النُّعَمِ من عُقُلِها. والعرب إذا أدخلت "ما" على بِئْسَ أدخلت بعدها "أن" مَعَ الفعل، وروي عن النحاة: بِئْسَما تَزويجٌ ولا مهر، والمعنى بِئْسَ شيئاً تزويجٌ ولا مهر.
وقال الزَّجّاج: بِئْسَ إذا وَقَعتََ على "ما" جُعِلَتْ "ما" معها بمنزلة اسْمٍ منكر دال على جنسٍ. والإباسُ -إفعال-: من البؤسِ، قال الكُمَيت:
قالوا أساء بنو كَرْزٍ فَقُلتُ لهم:      عَسى الغُوَيرُ بإِبْأسٍ وإعوارٍ

الإعوار -إفعال-: من العَوْرَةِ. والإبتئاس: الحُزن. وقوله تعالى: (فَلا تَبْتَئسْ) أي لا تضعُف ولا تَذِل ولا يَشتَدَّنَّ أمرُهُم عليك. والمُبتَئِس: الكارِه الحزين، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
ما يَقْسِمِ اللهُ أقْبَلْ غَيْرَ مُبْتَئِسٍ      منه وأقعُد كريماً ناعِمَ البالِ

وقال لبيد رضي الله عنه:
في رَبْرَبٍ كنِعاجِ صا      رَةَ يَبْتَئسْنَ بما لَقِيْنا

وقال ابن عَبّادٍ: يُقال اغتنم الأمرَ وابْتَئسْهُ: بمعنى واحدٍ. والتبَّاؤسُ: التفاقُرُ وأنْ يَرِي من نَفْسِه تَخَشُّعَ الفقراء إخْباتاً وَتَضَرُّعاً. ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلّم-: الصلاة مَثنى مَثنى؛ وأنْ تَشَهَّدَ في كل ركعتين؛ وأن تباءَسَ وتَمَسكَنَ وتُقْنِع يَدَيكَ وتَقولَ: اللّهُمَّ اللّهُمَّ، فَمَنْ لم يَفعَل فهيَ خِدَاجٌ. والتركيب يدل على الشهادة وما ضارعها.

كتف (العباب الزاخر) [0]


الكَتِفُ والكِتْفُ -مثال كَذِب وكِذْبٍ-، وهي مؤنثة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه سلم- أنه أُتي بكَتِفٍ مُؤرَّبة فأكلها وصلّى ولم يتوضَّأْ، قال:
إنّي امْرُؤ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ      عَلَّمَني كَيْفَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ

وذو الكَتِفِ: مروان سليمان بن يحيى بن أبي حَفْصة -واسمه يزيد- بن مروان بن الحَكَم، وأصلُهُم يهود من موالي السَّمَوْءل بن عادِياءَ، وهم يَدَّعون أنهم موالي عُثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وإنّما أعْتَقَ مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار، ويُقال إن عثمان -رضي الله عنه- اشتراه غُلاما من سَبْيَ اصطَخْرَ ووهبه لمروان بن الحكم، يُكَنّى أبا السِّمط، وكان يُلَقَّب ذا الكَتِفِ لبيت قاله. وجمْع الكَتِفِ: أكْتافٌ. وذو الأكتاف: سابور . . . أكمل المادة بن هُرمُز بن نرسي بن بهرَام. قال ابن قُتيبة: لما بلغ سابور ست عشرة سنة أمر أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة ففعلوا، فأعطاهم الأرزَاق ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين يَعِيثون في أرضهم فقتل من قدر عليه ونزع أكتافهم، فلُقِّب ذا الأكتاف. والكَتّافُ: النّاظِر في الكَتِفِ. ورجل أكْتَفُ بيِّن الكَتَفِ: أي عَريض الكَتِفِ. والأكْتَفُ -أيضاً- من الخيل: الذي في أعالي غَرَاضِيْفِ كَتِفَيْه انْفِرَاجٌ. وقال الليث: المِكْتَافُ من الدّواب: الذي يَعْقِر السرج كِتفه. وقال ابن دريد: الكُتَافُ -بالضم-: وَجَعُ الكَتِفِ. والكَتَفُ: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ؛ عن ابن السِّكِّيت، جمل أكْتَفُ. والكُتْفَانُ: الجراد أول ما يَطير منه، الواحدة: كُتْفانَةٌ.
ويقال: هو الجرادُ بعد الغَوْغاء، أولها السِّرو ثم الدَّبى ثم الغَوْغاء ثم الكُتْفانُ.
وقال ابن دريد: إنّما سمي كُتْفاناً لأنه يتَكَتَّفُ في مشيه أي ينزو.
وقال الأصمعي: واحد الكُتْفانِ من الدَّبى: كاتِفَةٌ. وقال الفرّاء في نوادره: كَتَفَ يَكْتِفُ كَتْفاَ -كضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً- وكَتِفَ يَكْتَفُ كَتَفاً- مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً-: إذا مشى مَشياً رُويداً. وكَتَفَتِ الخيل: إذا ارتفعت فروع أكْتافِها. والكَتْفُ: أن يُشَدَّ حِنوا الرَّحْلِ أحدهما على الآخر. وكَتَفْتُ الرجل: إذا شدَدْت يديه إلى خلف بالكِتَافِ وهو حبل.
وقال ابن دريد: الكِتَافُ حبل يُشَدُّ به وظِيْفُ البعير إلى كَتِفَيْه. والكاتِفُ: الكارِه. وقال الليث: الكَتَفَانُ ضَرْب من الطيران كأنه يَضم جناحيه من خلف شيئاً. وقال ابن عبّاد: الكَتَفَانُ -أيضاً- من المشي: السرعة.
وكُتَيْفَةُ -مُصغرة-: من بلاد باهلة، قال امرؤ القيس:
فكأنَّما بَدْرٌ وَصِيْلُ كُتَيْفَةٍ      وكأنَّما من عاقِلٍ أرْمَامُ

يقول: قطعتُ هذين الموضعين اللذين ذكر على بُعْد ما بينهما قطْعا سريعاً حتى كأن كل واحد مُتصل بصاحبه، وعاقل وأرمام: موضِعان مُتباعدان.
وقال أيضاً:
فأضْحى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَـيْفَةٍ      يَكُبُّ على الأذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ

ويروى: "من كل فِيْقَةٍ" و"من كل تَلْعةٍ". وقال ابن عبّاد: كَتَفْتُ الأمر: كَرِهْتُه. وقال شَمِرٌ: يقال للسيف الصَّفيح: كَتِيْفٌ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديّ:
فَوَدِدْتُ لو أنّي لَقِيْتُكَ خالِـياً      أمْشي بكَفّي صَعْدَةٌ وكَتِيْفُ


أراد سَيفاً صَفِيْحاً سماه كُتِيْفاً. والكَتِيْفَةُ: ضبّة الباب وهي حديدة عَرِيْضَةٌ، قال الأعشى:
رَدَّهُ دَهْرُهُ المُضَلِّـلُ حـتّـى      عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للـدَّلِـيْفِ

عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للـدَّلِـيْفِ

يقال: إناء مَكْتُوْفٌ: أي مُضَبَّبٌ. والكَتِيْفَةُ -أيضاً-: السَّخِيْمَةُ والحِقد، قال القطاميّ:
أخُوْكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُـهُ      وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتَائفُ

وقال أبو عمرو: الكَتِيْفَةُ: الجماعة من الناس. وقال ابن دريد: الكَتِيْفَةُ اللحم صِغارا قلْت: كَتَّفْتُه تَكْتِيْفاً. وقال ابن دريد: كَتَّفَتِ الفَرَس: إذا مشت فحرّكت كَتِفَيْها. وتَكَتَّفَ الكُتْفَانُ في مشيه: إذا نَزَا. والتركيب يدل على عِرض في حديدة أو عَظمٍ، وقد شَذّ عن هذا التركيب الكُتْفانُ.

عكم (لسان العرب) [0]


عَكَمَ المتاعَ يَعْكِمُه عَكْماً: شدَّه بثوب، وهو أَن يبسُطَه ويجعلَ فيه المتاعَ ويَشُدَّه ويُسَمَّى حينئذ عِكْماً.
والعِكامُ: ما عُكِمَ به، وهو الحَبْلُ الذي يُعْكَمُ عليه.
والعِكْمُ: عِكْمُ الثِّيابِ (* قوله «والعكم عكم الثياب إلخ» هي عبارة التهذيب والتكملة، وبقيتها: والعكمتان بالحريك تشدان من جاني الهودج بثوب) الذي تُشَدُّ به العَكَمةُ، والجمع عُكُمٌ.
والعِكْمُ: كالعِكام.
وفي حديث أبي رَيْحانَة: أنه نَهى عن المُعاكَمةِ، وفَسَّرها الطحاويّ بضم الشيء إلى الشيء. يقال: عَكَمْتُ الثِّيابَ إذا شددْت بعضَها إلى بعض، يريدُ بها أن يجتمعَ الرجُلانِ أو المرأَتانِ عاريَيْنِ لا حاجزَ بين بَدَنَيْهِما؛ ومنه الحديث الآخر: لا يُفْضي الرجلُ إلى الرجلِ ولا المرأَةُ إِلى المرأَةِ.
والعِكْمُ: العِدْلُ ما . . . أكمل المادة دامَ فيه المتاعُ.
والعِكْمانِ: عِدْلانِ يُشَدّانِ على جانبي الهَوْدَجِ بثوبٍ، وجمعُ كلِّ ذلك أَعْكامٌ، لا يُكَسَّرُ إلاَّ عليه.
ومن أمثالهم قولهم: هُما كعِكْمَي العَيْرِ؛ يقال للرجلين يَتَساوَيانِ في الشَّرَف؛ ويروى هذا المثل عن هَرِم بن سِنانٍ أنه قاله لعلقمةَ وعامر حين تَنافَرا إليه فلم يُنَفِّر واحداً منهما على صاحِبه.
وفي حديث أُمِّ زرعٍ: عُكُومُها رَداحٌ وبَيتُها فَيَّاحٌ؛ أبو عبيد: العُكومُ الأَحْمالُ والأَعْدالُ التي فيها الأَوْعِية من صُنوفِ الأَطْعِمة والمتاع، واحدُها عِكْمٌ، بالكسر.
وفي حديث عليٍّ، رضي الله عنه: نُفاضةٌ كنُفاضةِ العِكْم. قال: وسمعت العرب تقول لخَدَمِهم يوم الظَّعْن اعْتَكِموا؛ وقد اعْتَكَمُوا إذا سَوَّوُا الأَعْدالَ ليشُدُّوها على الحَمُولةِ.
وقال الأزهري: كلُّ عِدْلٍ عِكْمٌ، وجمعهُ أَعْكامٌ وعُكومٌ.
وقال الفراء: يقول الرجلُ لصاحبه اعْكُمْني وأَعْكِمْني، فمعنى اعْكِمْني أَي اعْكُمْ لي ويجوز بكسر الكاف، وأَما أَعْكِمْني بقطْع الأَلف فمعناه أَعِنِّي على العَكْم، ومثله احْلُبْني أَي احْلُبْ لي، وأَحْلِبْني أي أَعِنِّي على الحَلْب.
وعَكَمْتُ الرجلَ العِكْمَ إذا عَكَمْتَه له، مثل قولك حَلَبْتُه الناقةَ أي حلَبتُها له.
والعِكْمُ: الكارةُ، والجمعُ عُكومٌ.
ووقعَ المُصْطَرِعانِ عِكْمَيْ عَيْرٍ وكعِكْمَيْ عَيْرٍ: وَقَعا مَعاً لم يَصْرعْ أحدُهما صاحِبَه.
وأَعْكَمَه العِكْمَ: أَعانَه عليه.
وعَكَمَ البعيرَ يَعْكِمهُ عَكْماً: شدَّ عليه العِكْمَ.
ورجلٌ مُعَكَّمٌ صُلْبُ: اللحمِ كثيرُ المَفاصِلِ، شُبِّهَ بالعِكْم.
وعَكَمَ البعيرَ يَعْكِمُه عَكْماً: شَدَّ فاهُ، والعِكامُ ما شُدَّ به، والجمع عُكُمٌ.
والعِكْمُ: النَّمَطُ تجعله المرأَةُ كالوِعاء تَدَّخِرُ فيه مَتاعَها؛ قال مُزَرِّد: ولَمَّا غَدَتْ أُمَي تُحَيِّي بَناتِها، أَغَرْتُ على العِكْمِ الذي كان يُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَيْنِ عَجْوَةً إلى صاعِ سَمْنٍ، وَسْطَهُ يَتَرَيَّعُ وفي حديث أبي هريرة: وسَيَجِدُ أَحدُكم امرأَتَه قد مَللأَت عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإبِلِ؛ والعِكْمُ: داخلُ الجَنْبِ على المَثَل بالعِكْمِ النَّمَطِ؛ قال الحُطَيْئة: نَدِمْتُ على لِسانٍ كان مِنِّي، وَدِدْتُ بِأَنَّه في جَوْفِ عِكْمِ ويروي: فَلَيْتَ بأَنَّه، وفَلَيْتَ بَيانَه.
وعَكْمة البَطْنِ: زاويتُه كالهَزْمةِ، وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ فقالوا: ما بَقِيَ في بَطْن الدابَّة هَزْمةٌ ولا عَكْمةٌ إلاَّ امْتلأَت؛ وأَنشد: حتى إذا ما بَلَّتِ العُكُوما مِن قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزُوما والجمعُ عُكُومٌ كصَخْرةٍ وصُخُور.
وعَكَمَه عن زِيارته يَعْكِمهُ: صَرَفَه عن زِيارتهِ.
والعَكُوم: المُنْصَرَفُ.
وما عِنْدَه عَكُومٌ أي مَصْرِفٌ.
وعُكِمَ عن زِيارتِنا يُعْكَمُ أَيضاً: رُدَّ؛ قال الشاعر: ولاحَتْه من بَعْدِ الجُزوءِ ظَماءةٌ ولم يكُ عنْ وِرْدِ المِياهِ عَكُومُ وعكَمَ عليه يَعْكِمُ: كَرَّ؛ قال لبيد: فجالَ ولم يَعْكِمْ لوِرْدٍ مُقَلِّصٍ أي هَرَب ولم يَكُرَّ.
وقال شمر: يكونُ عَكَم في هذا البيت بمعنى انْتَظَر كأَنه قال فجالَ ولم يَنْتظِرْ؛ وأَنشد بيت أبي كبير الهُذَليّ:أَزُهَيْرَ، هل عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَعْكِمِ، أم لا خُلودَ لِبازلٍ مُتَكَرِّمِ؟ أراد زُهَيْرَة ابنتَه، واستشهد به الجوهري فقال: هل عن شَيْبةٍ من مَعْكِم أي مَعْدِل ومَصْرف.
وعَكَمَ يَعْكِمُ: انْتَظَر.
وما عَكَمَ عن شَتْمي أي ما تأَخَّرَ.
والعَكْمُ: الانْتظارُ؛ قال أَوس: فَجالَ ولم يَعْكِمْ، وشَيَّعَ أَمْرَه بمُنْقَطَعِ الغَضْراءِ شدٌّ مُؤالِف أي لم ينتظر؛ يقول: هرَب ولم يَكُرّ.
وفي الحديث: ما عَكَمَ، يعني أبا بكر، رضي الله عنه، حين عُرِضَ عليه الإسْلامُ أي ما تَحبَّسَ وما انْتظرَ ولا عدَلَ.
والعِكْمُ: بَكَرَةُ البئر؛ وأنشد: وعُنُقٍ مِثْل عَمُود السَّيْسَبِ، رُكِّبَ في زَوْرٍ وَثِيقِ المَشْعَبِ كالعِكْمِ بَيْنَ القامتَيْنِ المُنْشَبِ وعَكَّمَتِ الإبلُ تَعْكِيماً: سَمِنتْ وحَمَلتْ شَحْماً على شَحْمٍ.
ورجل مِعْكَمٌ، بالكسره: مُكْتنِزُ اللَّحْمِ. ابن الأعرابي: يقال للغلام الشابِلِ والشابِنِ المُنَعَّمِ مُعَكَّمٌ ومُكَنَّلٌ ومُصَدَّرٌ وكُلْثُومٌ وحِضَجْرٌ.

وزر (لسان العرب) [0]


الوَزَرُ: المَلْجَأُ، وأَصل الوَزَرِ الجبل المنيع، وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ.
وفي التنزيل العزيز: كَلاَّ لا وَزَرَ؛ قال أَبو إِسحق:الوَزَرُ في كلام العرب الجبل الذي يُلْتَجَأُ إِليه، هذا أَصله.
وكل ما الْتَجَأْتَ إِليه وتحصنت به، فهو وَزَرٌ.
ومعنى الآية لا شيء يعتصم فيه من أَمر الله.
والوِزْرُ: الحِمْلُ الثقيل.
والوِزْرُ: الذَّنْبُ لِثِقَلهِ، وجمعهما أَوْزارٌ.
وأَوْزارُ الحرب وغيرها: الأَثْقالُ والآلات، واحدها وِزرٌ؛ عن أَبي عبيد، وقيل: لا واحد لها.
والأَوْزارُ: السلاح؛ قال الأَعشى: وأَعْدَدْت للحربِ أَوْزارَها: رِماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورَا قال ابن بري: صواب إِنشاده فأَعددتَ، وفتح التاء لأَنه يخاطب هَوْذةَ بن علي الحنفي؛ وقبله: ولما لُقِيتَ مع المُخْطِرِين، وَجَدْتَ الإِلهَ عليهم قَدِيرَا المخطرون: الذين جعلوا أَهلهم خَطَراً . . . أكمل المادة وأَنفسهم، إِما أَن يظفروا أَو يظفر بهم، ووضعت الحربُ أَوْزارَها أَي أَثقالها من آلة حرب وسلاح وغيره.
وفي التنزيل العزيز: حتى تَضَعَ الحربُ أَوْزارَها؛ وقيل: يعني أَثقال الشهداء لأَنه عز وجل يُمَحِّصُهم من الذنوب.
وقال الفراء: أَوزارها آثامها وشِرْكها حتى لا يبقى إِلا مُسْلم أَو مُسالم، قال: والهاء في أَوزارها للحرب، وأَتت بمعنى أَوزار أَهلها. الجوهري: الوَزَرُ الإِثم والثِّقْلُ والكارَةُ والسلاحُ. قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والإِثم. يقال: وَزَرَ يَزِرُ إِذا حمل ما يُثْقِلُ ظهرَه من الأَشياء المُثْقِلَةِ ومن الذنوب.
ووَزَرَ وِزْراً: حمله.
وفي التنزيل العزيز: ولا تَزِرُ وازرَةٌ وِزْرَ أُخرى؛ أَي لا يؤخذ أَحد بذنب غيره ولا تحملُ نفسٌ آثمةٌ وِزْرَ نَفْسٍ أُخرى، ولكن كلٌّ مَجْزِيٌّ بعلمه.
والآثام تسمى أَوْزاراً لأَنها أَحمال تُثْقِلُه، واحدها وِزْرٌ، وقال الأَخفش: لا تأْثَمُ آثِمَةٌ بإِثم أُخرى.
وفي الحديث: قد وضعت الحرب أَوزارها أَي انقى أَمرها وخفت أَثقالها فلم يبق قتال.
ووَزَرَ وَزْراً ووِزْراً وَوِزْرَةً: أَثم؛ عن الزجاج.
وَوُزِرَ الرجلُ: رُمِيَ بِوِزْرٍ.
وفي الحديث: ارْجِعْنَ مأْزُورات غير مأْجورات؛ أَصله موْزورات ولكنه أَتبع مأْجورات، وقيل: هو على بدل الهمزة من الواو في أُزِرَ، وليس بقياس، لأَن العلة التي من أَجلها همزت الواو في وُزِرَ ليست في مأْزورات. الليث: رجل مَوْزُورٌ غير مأْجور، وقد وُزِرَ يُوزَرُ، وقد قيل: مأْزور غير مأْجور، لما قابلوا الموزور بالمأْجور قلبوا الواو همزة ليأْتلف اللفظان ويَزْدَوِجا، وقال غيره: كأَن مأْزوراً في الأَصل مَوْزُورٌ فَبَنَوْه على لفظ مأْجور.
واتَّزَرَ الرجلُ: رَكِبَ الوِزْرَ، وهو افْتَعَلَ منه، تقول منه: وَزِرَ يَوْزرُ ووَزَرَ يَزِرُ ووُزِرَ يُوزَرُ، فهو موزورٌ، وإِنما قال في الحديث مأْزورات لمكان مأْجورات أَي غير آثمات، ولو أَفرد لقال موزورات، وهو القياس، وإِنما قال مأْزورات للازدواج.
والوَزِيرُ: حَبَأُ المَلِكِ الذي يحمل ثِقْلَه ويعينه برأْيه، وقد اسْتَوْزَرَه، وحالَتُه الوَزارَةُ والوِزارَةُ، والكسر أَعلى.
ووَازَرَه على الأَمر: أَعانه وقوّاه، والأَصل آزره. قال ابن سيده: ومن ههنا ذهب بعضهم إِلى أَن الواو في وزير بدل من الهمزة؛ قال أَبو العباس: ليس بقياس لأَنه إِذا قل بدل الهمزة من الواو في هذا الضرب من الحركات فبدل الواو من الهمزة أَبعد.
وفي التنزيل العزيز: واجْعَلْ لي وَزيراً من أَهلي؛ قال: الوزير في اللغة استقاقه من الوَزَرِ، والوَزَرُ الجبلُ الذي يعتصم به ليُنْجى من الهلاك، وكذلك وَزِيرُ الخليفة معناه الذي يعتمد على رأْيه في أُموره ويلتجئ إِليه، وقيل: قيل لوزير السلطان وَزِيرٌ لأَنه يَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِليه من تدبير المملكة أَي يحمل ذلك. الجوهري: الوَزِيرُ المُوازِرُ كالأَكِيلِ المُواكِلِ لأَنه يحمل عنه وِزْرَه أَي ثقله.
وقد اسْتُوزِرَ فلان، فهو يُوازِرُ الأَمير ويَتَوَزَّرُ له.
وفي حديث السَّقِيفة: نحن الأُمراء وأَنتم الوزراء، جمع وزير وهو الذي يُوازِرُه فيحمل عنه ما حُمِّلَه من الأَثقال والذي يلتجئ الأَمير إِلى رأْيه وتدبيره، فهو ملجأٌ له ومَفْزَعٌ.
ووَزَرْتُ الشيءَ أَزِرُه وزْراً أَي حملته؛ ومنه قوله تعالى: ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى. أَبو عمرو: أَوْزَرْتُ الشيء أَحرزته، ووَزَرْتُ فلاناً أَي غلبته؛ وقال: قد وَزَرَتْ جِلَّتَها أَمْهارُها التهذيب: ومن باب وَزَرَ قال ابن بُزُرج يقول الرجل منا لصاحبه في الشركة بينهما: إِنك لا تَوَزَّرُ حُظُوظَةَ القوم.
ويقال: قد أَوْزَرَ الشيءَ ذهب به واعْتَبَأَه.
ويقال: قد اسْتَوْزَرَه. قال: وأَما الاتِّزارُ فهو من الوِزْر، ويقال: اتَّزَرْتُ وما اتَّجَرْتُ، ووَزَرْتُ أَيضاً.
ويقال: وازَرَني فلان على الأَمر وآزَرَني، والأَوّل أَفصح.
وقال: أَوْزَرْتُ الرجل فهو مُوزَرٌ جعلت له وَزَراً يأْوي إِليه، وأَوْزَرْتُ الرجل من الوِزْرِ، وآزَرْتُ من المُوازَرَةِ وفعلتُ منها أَزَرْتُ أَزْراً وتَأَزَّرْتُ.

الحَوْلُ (القاموس المحيط) [0]


الحَوْلُ: السَّنَةُ،
ج: أحْوالٌ وحُؤولٌ وحُوُولٌ.
وحالَ الحَوْلُ: تَمَّ، وأحالهُ اللّهُ تعالى.
وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤولاً: أتَى.
وأحالَ: أسْلَمَ، وصارتْ إِبلُهُ حائِلاً فلم تَحْمِلْ،
و~ الشيءُ: أتَى عليه حَوْلٌ،
كاحْتالَ،
و~ بالمكانِ: أقامَ به حَوْلاً،
كأَحْوَلَ به،
و~ الحَوْلَ: بَلَغَه،
و~ الشيءُ: تَحَوَّلَ،
كحالَ حَوْلاً وحُؤولاً،
و~ الغَريمَ: زَجَّاهُ عنه إلى غَريمٍ آخرَ، والاسمُ: الحَوالَةُ، كسحابةٍ،
و~ عليه: اسْتَضْعَفَهُ،
و~ عليه الماءَ: أفْرَغَهُ،
و~ عليه بالسَّوْطِ: أقْبَلَ،
و~ الليلُ: انْصَبَّ على الأرضِ،
و~ في ظَهْرِ دابَّتِه: وثَبَ واسْتَوَى،
كحالَ،
. . . أكمل المادة و~ الدارُ: أتَى عليها أحْوالٌ،
كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها.
وأحْوَلَ الصبيُّ، فهو مُحْوِلٌ: أتَى عليه حَوْلٌ.
والحَوْلِيُّ: ما أتَى عليه حَوْلٌ من ذي حافِرٍ وغيرِه، وهي: بهاءٍ،
ج: حَوْليَّاتٌ،
(والمُسْتَحالَةُ) والمُسْتَحيلَةُ من القِسِيِّ: المُعْوَجَّةُ، وقد حالَتْ،
و~ من الأرضِ: التي تُرِكَتْ حَوْلاً أو أحْوالاً، وكلُّ ما تَحَوَّلَ أو تَغَيَّرَ من الاسْتواءِ إلى العِوَجِ،
فقد حالَ واسْتَحالَ.
والحَوْلُ والحَيْلُ والحِوَلُ، كعِنبٍ،
والحَوْلَةُ والحِيلَةُ والحَويلُ والمَحالَةُ والمَحالُ والاحْتيالُ والتَّحَوُّلُ والتَّحَيُّلُ: الحِذْقُ، وجَوْدَةُ النَّظَرِ، والقُدْرَةُ على التَّصَرُّفِ.
والحِوَلُ والحِيَلُ والحِيلاتُ: جُموعُ حِيلَةٍ.
ورجُلٌ حُوَلٌ، كصُرَدٍ وبُومَةٍ وسُكَّرٍ وهُمَزَةٍ،
وحَوالِيُّ، ويُضَمُّ،
وحَوَلْوَلٌ وحُوَّلِيٌّ، كسُكَّرِيٍّ: شديدُ الاحْتيالِ.
وماأحْوَلَهُ وأحْيَلَهُ، وهو أحْوَلُ منكَ وأحْيَلُ.
ولا مَحالَةَ منه، بالفتح: لا بُدَّ.
والمُحالُ من الكلامِ، بالضم: ما عُدِلَ عن وجههِ،
كالمُسْتَحيلِ.
وأحالَ: أتَى به.
والمِحْوالُ: الكثيرُ المُحالِ.
وحَوَّلَهُ: جَعَلَهُ مُحالاً،
و~ إليه: أزالَهُ، والاسمُ: كعِنبٍ وأميرٍ،
و~ الشيءُ: تَحَوَّلَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
و~ المَجَرَّةُ: صارتْ في وَسَطِ السماءِ، وذلك في الصَّيفِ.
وهو حَوالَيْهِ وحَوْلَهُ وحَوْلَيْهِ وحَوالَهُ وأحْوالَهُ: بمعنىً.
واحْتَوَلوهُ: احْتاشُوا عليه.
وحاوَلَهُ حِوالاً ومُحاوَلَةً: رامَهُ، والاسمُ: الحَويلُ، وكلُّ ما حَجَزَ بين شَيْئَيْنِ،
فقد حالَ بينهما، واسمُ الحاجِزِ: ككِتابٍ وصُرَدٍ وجَبَلٍ.
وحَوالُ الدَّهْرِ، كسحابٍ: تَغَيُّرهُ، وصَرْفُه.
وهذا من حُوْلَةِ الدَّهْرِ، بالضم،
وحَوَلانِه، محرَّكةً،
وحِوَلِه، كعِنَبٍ،
وحُوَلائِهِ، بالضم: من عَجائِبِه.
وتَحَوَّلَ عنه: زالَ إلى غيرِهِ، والاسم: كعِنَبٍ، ومنه: {لا يَبْغونَ عنها حِوَلاً}،
و~ : حَمَلَ الكارَةَ على ظَهْرِهِ،
و~ في الأمِر: احْتالَ،
و~ الكِساءَ: جَعَلَ فيه شيئاً ثم حَمَلَهُ على ظَهْرِهِ.
والحائلُ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ،
وع بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ،
وع بنَجْدٍ.
والحَوالَةُ: تَحْويلُ نَهْرٍ إلى نَهْرٍ.
والحالُ: كِينَةُ الإِنْسانِ، وما هو عليه،
كالحالَة، والوَقْتُ الذي أنْتَ فيه، ويُذَكَّرُ،
ج: أحْوالٌ وأحْوِلَةٌ.
وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ: تَوَخَّى الحالَ التي يَنْشَطُ فيها لِقَبولها.
وحالاتُ الدَّهْرِ وأحْوالُهُ: صُروفُهُ.
والحالُ أيضاً: الطينُ الأَسْوَدُ، والتُّرابُ اللَّيِّنُ، ووَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنْفَضُ في ثَوْبٍ، والزَّوْجَةُ، واللَّبَنُ، والحَمْأَةُ، وما تَحْمِلُهُ على ظَهْرِكَ ما كانَ، والعَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ، ومَوْضِعُ اللِّبْدِ من الفَرَسِ، أو طَريقَةُ المَتْنِ، والرَّمادُ الحارُّ، والكِساءُ يُحْتَشُّ فيه،
ود باليمنِ بِديارِ الأَزْدِ.
والحَوْلَةُ: القُوَّةُ، والتَّحَوُّلُ والانْقِلابُ، والاسْتِواءُ على ظَهْرِ الفَرَسِ، وبالضم: العَجَبُ،
ج: حُولٌ،
و~ : الأَمرُ المُنْكَرُ.
واسْتَحالَهُ: نَظَرَ إليه هل يَتَحَرَّكُ.
وناقَةٌ حائِلٌ: حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ، أو التي لم تَلْقَحْ سَنَةً أو سَنَتَيْنِ أو سَنَواتٍ، وكذلك كلُّ حائلٍ،
ج: حِيالٌ وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ،
وحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ: مبالَغَةٌ، أو إن لم تَحْمِلْ سَنَةً: فحائِلٌ، أو سَنَتَيْنِ: فحائلُ حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤولاً وحِيالاً وحِيالَةً، وأحالَتْ وحَوَّلَتْ، وهي مُحَوِّلٌ.
والحائِلُ: الأُنْثَى من أولادِ الإِبِلِ ساعَةَ تُوضَعُ، والذَّكَرُ منها: سَقْبٌ، يقالُ: نُتِجَتِ الناقَةُ حائِلاً حَسَنَةً،
و~ : نَخْلَةٌ حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِلْ عَاماً.
وقُرَّةُ بنُ حَيْوِيلٍ: مُحَدِّثٌ.
والمَحالَةُ: المَنْجَنونُ، والبَكْرَةُ العظيمةُ،
ج: مَحالٌ ومَحاوِلُ، وواسِطَةُ الظَّهْرِ والفِقَارِ،
كالمَحالِ.
والحَوَلُ، محرَّكةً: ظُهورُ البَياضِ في مُؤْخِرِ العينِ، ويكونُ السَّوادُ من قِبَلِ الماقِ، أو إِقْبالُ الحَدَقَةِ على الأَنْفِ، أو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها، أَو أن تكونَ العَيْنُ كأنما تَنْظُرُ إلى الحَجَاجِ، أو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحَاظِ، وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ، واحْوَلَّتِ احْوِلالاً.
ورجُلٌ أحْوَلُ وحَوِلٌ، ككَتِفٍ.
وأحالَ عَيْنَه وحَوَّلَها: صَيَّرَها حَوْلاءَ.
والحِوَلاءُ، كالعِنَباءِ والسِيَراءِ، ولا رابعَ لها، وتُضَمُّ: كالمَشيمَةِ للناقَةِ، وهي جِلْدَةٌ خَضْراءُ مَمْلوءَةٌ ماءً، تَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ، فيها أغْراسٌ وخُطوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ، ومنه: نَزَلوا في مثلِ حِوَلاءِ الناقَةِ: يُريدونَ الخِصْبَ، وكثْرَةَ الماءِ والخُضْرَةِ.
واحْوالَّتِ الأرضُ: اخْضَرَّتْ، واسْتَوَى نَباتُها.
وكعِنَبٍ: الأُخْدودُ يُغْرَسُ فيه النَّخْلُ على صَفٍّ.
والحِيالُ: خَيْطٌ يُشَدُّ من بِطانِ البَعيرِ إلى حَقَبِهِ، لِئَلاَّ يَقَعَ الحَقَبُ على ثيلِهِ، وقُبالَةُ الشيءِ.
وقَعَدَ حِيالَهُ وبِحيالِهِ: بإِزائِهِ.
والحَويلُ: الشاهِدُ،
وع، والكَفيلُ، والاسمُ: الحَوالَةُ.
وعبدُ اللهِ بنُ حَوالَةَ، أو ابنُ حَوْلِيٍّ: صَحابِيٌّ.
وبَنو حَوالَةَ: بَطْنٌ.
وعبدُ اللهِ بنُ غَطَفانَ، كانَ اسْمُه عبدَ العُزَّى، فَغَيَّرَهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فَسُمِّيَ بَنُوهُ: بني مُحَوَّلَةَ، كمُعَظَّمَةٍ.
والمُحَوَّلُ: ع غَرْبِيَّ بَغْدادَ.
وحاوَلْتُ له بَصَرِي: حَدَّدْتُهُ نحوه، ورَمَيْتُ به.
وامرأةٌ مُحيلٌ، وناقةٌ مُحيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَوِّلٌ: وَلَدَتْ غُلاماً إِثْرَ جاريةٍ، أو عَكَسَتْ.
ورجُلٌ مُسْتَحالَةٌ: طَرَفا ساقَيْهِ مُعْوَجَّانِ.
والمُسْتَحيلُ: المَلْآنُ.
وحالَةُ: ع بِديارِ بني القَيْنِ.
وحَوْلايا: ة من عَمَلِ النَّهْرَوانِ.
وحُوالَى، بالضم: ع.
وذو حَوْلانَ: ع باليمنِ.
ط وتَحاويلُ الأرض: أن تُخْطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً ط.
والحَوَلْوَلُ: المُنْكَرُ الكَميشُ.
وذو حَوالٍ، كسحابٍ: قَيْلٌ.

حال (لسان العرب) [0]


أَتى بمُحال.
ورجل مِحْوال: كثيرُ مُحال الكلام.
وكلام مُسْتَحيل: مُحال.
ويقال: أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته.
وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال: المُحال الكلام لغير شيء، والمستقيم كلامٌ لشيء، والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه، واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك، والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به.
وأَحالَ الرَّجُلُ: أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به.
وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه، بكسر اللام. التهذيب: والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى، كقولك ذو مال وأُولو مال. قال الأَزهري: يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه، وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه؛ قال الراجز: ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ . . . أكمل المادة حَوْلَيَه، هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قولهم: حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قال ابن بري: وشاهد حَوالَهُ قول الراجز: أَهَدَمُوا بَيْتَك؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث الاستسقاء: اللهم حَوالَيْنا ولا علينا؛ يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية، من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه؛ وأَما قول امريء القيس: أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً، ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار، فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه.
واحْتَوَله القومُ: احْتَوَشُوا حَوالَيْه.
وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً: رامه؛ قال رؤبة: حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة: مطالبتك الشيءَ بالحِيَل.
وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله؛ قال لبيد: أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ: أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ الليث: الحِوال المُحاوَلة. حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة.
والحِوال: كلُّ شيء حال بين اثنين، يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز. أَبو زيد: حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة. قال الليث: يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز.
ويقال: حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً. ابن سيده: وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً، واسم ذلك الشيء الحِوال، والحَوَل كالحِوال.
وحَوالُ الدهرِ: تَغَيُّرُه وصَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي: أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً، أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب: ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر؛ وأَنشد: ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين، يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال: سمعت أَعرابيّاً من بني سليم ينشد: فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال: وغيره من بني سليم يقول يَحْتال، بلا همز؛ قال: وأَنشدني بعضهم: يا دارَ ميّ، بِدكادِيكِ البُرَق، سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال: وغيره يقول المُشْتاق.
وتَحَوَّل عن الشيء: زال عنه إِلى غيره. أَبو زيد: حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع. الجوهري: حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل.
وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين: يكون تَغَيُّراً، ويكون تَحَوُّلاً؛ وقال النابغة: ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد.
وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال؛ وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده: أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم، وقلت له: با ابْنَ الحيالى تحوَّلا (* «الحيالى» هكذا رسم في الأصل، وفي شرح القاموس: الحيا و لا). قال: يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال: وهذا كثير.
وحَوَّله إِليه: أَزاله، والاسم الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللحياني: أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً، لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا التهذيب: والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يقال: حوّلُوا عنها تَحْويلاً وحِوَلاً. قال الأَزهري: والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت، والحِوَل اسم يقوم مقام المصدر؛ قال الله عز وجل: لا يَبْغُون عنها حِوَلاً؛ أَي تَحْوِيلاً، وقال الزجاج: لا يريدون عنها تَحَوُّلاً. يقال: قد حال من مكانه حِوَلاً، وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً، وعادَني حُبُّها عِوَداً. قال: وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة، فيكون على هذا المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها، قال: وقرئ قوله عز وجل: دِيناً قِيَماً، ولم يقل قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً، لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم، وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل.
وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، كلاهما: تَحَوَّل.
وفي الحديث: من أَحالَ دخل الجنة؛ يريد من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام. الأَزهري: حالَ الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله.
وفي حديث خيبر: فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين، وهو من التَّحَوُّل.
وفي الحديث: إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه، وقيل: هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله.
وفي الحديث: فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم وقد تقدم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة.والحَوالة: تحويل ماء من نهر إِلى نهر، والحائل: المتغير اللون. يقال: رماد حائل ونَبات حائل.
ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً.
وفي حديث ابن أَبي لَيْلى: أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات.
وفي حديث قَباث بن أَشْيَم: رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً.
ومنه الحديث: نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى، وكلُّ متغير حائلٌ، فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل، كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ.
وتَحوَّل كساءَه. جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره، والاسم الحالُ.
والحالُ أَيضاً: الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره، ما كان وقد تَحَوَّل حالاً: حَمَلها.
والحالُ: الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره، يقال منه: تَحَوَّلْت حالاً؛ ويقال: تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره. يقال: تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها.
وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة.
وتَحَوَّل: تنقل من موضع إِلى موضع آخر.
والتَّحَوُّل: التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع، والاسم الحِوَل؛ ومنه قوله تعالى: خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً.
والحال: الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي يَدِبُّ عليها الصبي؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري: ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً، مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد: ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم.
والحائل: كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه.
وقد حالَ يَحُول.
واسْتحال الشَّخْصَ: نظر إِليه هل يَتَحرَّك، وكذلك النَّخْل.
واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً.
وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا، وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك، وقيل: معناه نَطْلُب حال مَطَره، وقيل بالجيم، وقد تقدم. الأَزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال: الحَوْل الحَركة، تقول: حالَ الشخصُ إِذا تحرّك، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول: لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله. الكسائي: يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله، وورد ذلك في الحديث: لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله، وفُسِّر بذلك المعنى: لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: الحَوْل الحِيلة، قال ابن الأَثير: والأَول أَشبه؛ ومنه الحديث: اللهم بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك، وقيل أَحتال، وقيل أَدفع وأَمنع، من حالَ بين الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر.
وفي حديث آخر: بك أُصاوِل وبك أُحاوِل، هو من المُفاعلة، وقيل: المُحاولة طلب الشيء بحِيلة.
وناقة حائل: حُمِل عليها فلم تَلْقَح، وقيل: هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات، وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل، والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع.
وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام؛ وقيل: هو على المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، وقيل: إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل، فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل، وقيل: المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً.
وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام، قال: ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى، والحائل: الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع، وشاة حائل ونخْلة حائل، وحالت النخلةُ: حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر. الجوهري: الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل، يقال: نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة؛ ويقال: لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل، ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل، وأُمُّها أُمُّ حائل؛ قال: فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل.
وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل.
وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل.
والناس مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم. قال أَبو عبيدة: لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يقطعهما قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام.
وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل؛ وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ.
وفي الحديث: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل؛ المُحِيل: الذي لا يولد له، من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً.
وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ؛ ومنه حديث أُم مَعْبَد: والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ.
والحُول، بالضم: الحِيَال؛ قال الشاعر: لَقِحْن على حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش، حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى مُمَنَّع، بالنون. الأَصمعي: حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل؛ وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً (* قوله «وقد حالت حوالاً» هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب، والذي في القاموس: حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما) .
والحالُ: كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني. قال ابن سيده: وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة. اللحياني: يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال: هو بحالة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات. الجوهري: الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه.
وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة والموعظة: توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه، وكذلك روى أَبو عمرو الحديث: وكان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يَتَحَوَّلُنا بالموعظة، بالحاء غير معجمة، قال: وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً.
وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه: صُروفُه.
والحالُ: الوقت الذي أَنت فيه.
وأَحالَ الغَريمَ: زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر، والاسم الحَوالة. اللحياني: يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم: حالَ، وهو يَحُول حَوْلاً.
ويقال: أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً.
واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه. الليث: الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر. قال أَبو منصور: يقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ، وهو كذا درهماً، على رجل آخر لي عليه كذا درهماً أُحِيلُه إِحالةً، فاحْتال بها عليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ. قال أَبو سعيد: يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ، والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل، وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان، وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة.والحال: التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة.
والحالُ: الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ.
وفي الحديث: أَن جبريل، عليه السلام، قال لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل: أَخَذْتُ من حال البحر فضَرَبْتُ به وجهه، وفي رواية: فحشَوْت به فمه.
وفي التهذيب: أَن جبريل، عليه السلام، لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل، أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه؛ وقال الشاعر:وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا، سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر: حالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود.
والحالُ: اللَّبَنُ؛ عن كراع.
والحال: الرَّماد الحارُّ.
والحالُ: ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض، يقال: حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق.
وحالُ الرجلِ: امرأَته؛ قال الأَعلم: إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر، وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها؛ وأَنشد الأَزهري: يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها، والجمع مَحالٌ ومَحاوِل.
والمَحالة والمَحال: واسِطُ الظَّهْر، وقيل المَحال الفَقار، واحدته مَحالة، ويجوز أَن يكون فَعالة.
والحَوَلُ في العين: أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ، وقيل: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف، وقيل: هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها، وقيل: الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج، وقيل: هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت؛ وقول أَبي خراش: إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير (* قوله «إذا ما كان» تقدم في ترجمة كسس: إذا ما حال، وفسره بتحوّل). قيل: معناه انقلبت، وقال محمد بن حبيب: صار أَحْوَل، قال ابن جني: يجب من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة، وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ، فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا. الليث: لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول (* قوله «لغة تميم حالت عينه تحول» هكذا في الأصل، والذي في القاموس وشرحه: وحالت تحال، وهذه لغة تميم كما قاله الليث). حولاً، وغيرهم يقول: حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً.
واحْوَلَّت أَيضاً، بتشديد اللام، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائي.
وجَمْع الأَحول حُولان.
ويقال: ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً، مصدر الأَحْوَلِ.
ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ: جاء على الأَصل لسلامة فعله، ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأَن فَعِلاَ فَعِيل، فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها.
وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها: صَيَّرها حَوْلاء، وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل: احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً واحْوالَّت احْوِيلالاً.
والحُولة: العَجَب؛ قال: ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر ويوصف به فيقال: جاء بأَمرٍ حُولة.
والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة: كالمَشِيمة للمرأَة، وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر، وقيل: تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول، وذلك أَول شيء يخرج منه، وقد تستعمل للمرأَة، وقيل: الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد، وقال الخليل: ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء، وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء، لغة في خُيَلاء؛ حكاه ابن بري؛ وقيل: الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض، ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان، ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة، ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى.
والحُوَلاء: الماء الذي في السَّلى.
وقال ابن السكيت في الحُولاء: الجلدة التي تخرج على رأْس الولد، قال: سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد؛ قال الشاعر: على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها، فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين ابن شميل: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها، وهي أَعْقاؤه، الواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر.
وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر.
ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى: يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً.
ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً، وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ؛ قال: بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها.
وفي حديث الأَحنف: إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب، تقول العرب: تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة، وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم.
والحِوَل: الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ.
وأَحال عليه: اسْتَضْعَفه.
وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل.
وأَحَلْتُ عليه بالكلام: أَقبلت عليه.
وأَحال الذِّئبُ على الدم: أَقبل عليه؛ قال الفرزدق: فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَى دماً بصاحبه يوماً، أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه؛ وقال أَيضاً: فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى بصاحبه، يَوْماً، دَماً فهو آكلُه وفي حديث الحجاج: مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه، وفي حديث آخر: فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه.
وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قال لبيد: كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلون السِّجال على السِّجال وأَحالَ عليه الماء: أُفْرَغَه؛ قال: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، حَبْوَ الجَواري، تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه: يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم: حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم واحداً.
وحال: بمعنى انْصَبَّ.
وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه.
وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابن بري لزهير: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحال الليلُ: انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل: لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها، وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل.
والحالُ: موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، وقيل: هي طَرِيقة المَتْن؛ قال: كأَنَّ غلامي، إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ في السماء، مُحَلِّق وقال امرؤ القيس: كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ابن الأَعرابي: الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء، وفيه ثلاث لغات: الخال، بالخاء المعجمة، وهو أَعْرَقُها، والحال والجَالُ.
والحَالُ: لحم باطن فخذ حمار الوحش.
والحال: حال الإِنسان.
والحال: الثقل.
والحال: مَرْأَة الرَّجُل.
والحال: العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي؛ قال ابن بري: وهذه أَبيات تجمع معاني الحال: يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى، والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد شيء. فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل، فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ: من الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ. ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا: التراب. تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها عن حالها، كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا: العَجَلة. فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى، وعلى ما فات من حال الحال هنا: مَذْهَب خير أَو شر. لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر، لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا: الساعة التي أَنت فيها. لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ، كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال الحال هنا: اللَّبَن؛ حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه، ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل: امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا. رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ، فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال حالُ الفَرَس: طرائق ظَهْره، وقيل مَتْنُه. يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه، حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا: وَرَق الشجر يَسْقُط. الأَصمعي: يقال ما أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد، والحال: لَحْمة المَتْن. الأَصمعي: حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه، وفي الصحاح: حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب.
وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال. ابن سيده وغيره: حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها، وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره.
ويقال: حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه. الجوهري: أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب؛ وفي المثل: تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء.
ويقال: إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان.
وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء؛ قال ذو الرمة: وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه، إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور: وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت، ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى.
وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر.
وما أَحْسَن حَوِيلَه، قال الأَصمعي: أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد.
ويقال: ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال: خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على ثِيلِه.
وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف، ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب؛ حكاه ابن سيده.
وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الواو.
والحَوِيل: الشاهد.
والحَوِيل: الكفِيل، والاسم الحَوَالة.
واحْتال عليه بالدَّين: من الحَوَالة.
وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته، والاسم الحَوِيل؛ قال الكميت: وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق، وهي كَيِّسة الحَوِيل قال: يعني الرَّخَمَة.
وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قال ذو الرمة يصف الحرباء: يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته حَنِيفاً، وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل، هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل، وفتحت العشي على الظرف، ويروى: الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل مفعول به؛ قال ابن بري: يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِيف، فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً، لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق.
واحْتال المنزلُ: مَرَّت عليه أَحوال؛ قال ذو الرمة: فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وطال احْتِيالُها واحتال أَيضاً: تغير؛ قال النمر: مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ، فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به؛ عن اللحياني.
وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ.
وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت: أَتى عليها حَوْلٌ، وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحِيل؛ قال الكميت: أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل بفَيْدَ، وما بُكاؤك بالطُّلول؟ والمُحِيل: الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ ؛ وذلك في البيت بعده وهو: أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم: يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا، حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ: أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل، بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل؟ قال ابن بري: وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة: قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا، والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا، بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا قال: تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، من أَهَله الله؛ وقال الأَخوص: أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس: من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ، من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا أَبو زيد: فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على أَثره.
وحالت القوسُ واستحالت، بمعنى، أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج.
وحَوَال: اسم موضع؛ قال خِراش بن زهير: فإِني دليل، غير مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي: الحَوَلْولة الكَيِّسة، وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها.
وبنو حَوالة: بطن.
وبنو مُحَوَّلة: هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك.
وحَوِيل: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي: تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب

عيف (لسان العرب) [0]


عافَ الشيءَ يَعافه عَيْفاً وعِيافةً وعِيافاً وعَيَفاناً: كَرِهه فلم يَشْربه طعاماً أَو شراباً. قال ابن سيده: قد غلب على كراهية الطعام، فهو عائف؛ قال أَنس ابن مُدْرِكة الخثعمي: إني، وقتلي كُليباً ثم أَعْقِلَه، كالثَّور يُضْرَبُ لمَّا عافت البَقَرُ (* قوله «كليباً» كذا في الأصل، ورواية الصحاح وشارح القاموس: سليكاً، وهي المشهورة فلعلها رواية أخرى.) وذلك أَن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تُضْرَب لأنها ذات لبن، وإنما يضرب الثور لتَفزع هي فتشرب. قال ابن سيده: وقيل العياف المصدر والعيافة الاسم؛ أَنشد ابن الأَعرابي: كالثَّور يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه، وَجَبَ العِيافُ، ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِب ورجل عَيُوفٌ . . . أكمل المادة وعَيْفان: عائف، واستعاره النجاشي للكلاب فقال يهجو ابن مقبل: تَعافُ الكِلابُ الضارِياتُ لحُومَهُمْ، وتأْكل من كعب بنِ عَوْفٍ ونَهْشَل وقوله: فإنْ تَعافُوا العَدْلَ والإيمانا، فإنَّ في أَيْمانِنا نِيرانا فإنه يعني بالنيران سيوفاً أَي فإنا نضربكم بسيوفنا، فاكتفى بذكر السيوف عن ذكر الضرب بها.
والعائف: الكاره للشيء المُتَقَذِّر له؛ ومنه حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه أُتي بضَبّ مَشْوِي فلم يأْكله، وقال: إني لأَعافُه لأَنه ليس من طعام قومي أَي أَكرهه.
وعاف الماءَ: تركه وهو عطشانُ.
والعَيُوف من الإبل: الذي يَشَمُّ الماء، وقيل الذي يشمه وهو صاف فيدَعُه وهو عطشانُ.
وأَعاف القومُ إعافةً: عافَتْ إبلُهُم الماء فلم تشربه.
وفي حديث ابن عباس وذكره إبراهيم، صلى اللّه على نبينا وعليه وسلم، وإسكانه ابنه إسمعيل وأُمه مكة وأَن اللّه عز وجل فجَّر لهما زمزم قال: فمرَّتْ رُفقةٌ من جُرْهُمٍ فرأَوا طائراً واقعاً على جبل فقالوا: إن هذا الطائر لعائف على ماء؛ قال أَبو عبيدة: العائف هنا هو الذي يتردد على الماء ويحُوم ولا يَمْضِي. قال ابن الأَثير: وفي حديث أُم إسمعيل، عليه السلام: ورأَوا طيراً عائفاً على الماء أَي حائماً ليَجِد فُرْصة فيشرب.
وعافت الطير إذا كانت تحوم على الماء وعلى الجيف تَعيف عَيْفاً وتتردد ولا تمضي تريد الوقوع، فهي عائفة، والاسم العَيْفةُ. أَبو عمرو: يقال عافت الطيرُ إذا استدارت على شيء تَعُوف أَشدّ العَوْف. قال الأَزهري وغيره: يقال عافت تَعِيفُ؛ وقال الطرماح: ويُصْبِحُ لي مَنْ بَطْنُ نَسْرٍ مَقِيلُهُ دويْنَ السماء في نُسُورٍ عوائف وهي التي تَعِيف على القتلى وتتردد. قال ابن سيده: وعاف الطائر عَيَفاناً حام في السماء، وعاف عَيْفاً حام حول الماء وغيره؛ قال أَبو زُبَيْد:كأَن أَوبَ مَساحي القومِ فوقهُمُ طير، تَعِيف على جُونٍ مَزاحِيف والاسم العَيْفة، شبه اخْتِلاف المَساحي فوق رؤوس الحفّارين بأَجنحة الطير، وأَراد بالجُون المزاحيف إبلاً قد أَزْحَفَت فالطير تحوم عليها.
والعائف: المتكهن.
وفي حديث ابن سيرين: أَن شريحاً كان عائفاً؛ أَراد أَنه كان صادق الحَدْس والظن كما يقال للذي يصيب بظنه: ما هو إلا كاهن، وللبليغ في قوله: ما هو إلا ساحر، لا أَنه كان يفعل فعل الجاهلية في العيافة.
وعاف الطائرَ وغيرَه من السَّوانِح يَعيفُه عِيافة: زجَره، وهو أَن يَعتبر بأَسمائها ومساقطها وأَصواتها؛ قال ابن سيده: أَصل عِفْتُ الطيرَ فَعَلْتُ عَيَفْتُ، ثم نقل من فَعَلَ إلى فِعَلَ، ثم قلبت الياء في فَعِلتُ أَلفاً فصارَ عافْتُ فالتقى ساكنان: العينُ المعتلة ولام الفعل، فحذفت العينُ لالتقائهما فصار التقدير عَفْتُ، ثم نقلت الكسرة إلى الفاء لأَن أَصلها قبل القلب فَعِلْت، فصار عِفْت، فهذه مراجعة أَصل إلا أَن ذلك الأَصل الأَقربُ لا الأَبعدُ، أَلا ترى أَن أَولَ أَحوالِ هذه العين في صيغة المثال إنما هو فتحةُ العين التي أُبدِلت منها الكسرةُ؟ وكذلك القول في أَشباه هذا من ذوات الياء؛ قال سيبويه: حملوه على فِعالة كراهيةَ الفُعول، وقد تكون العِيافة بالحدْس وإن لم تر شيئاً؛ قال الأَزهري: العيافة زجر الطير وهو أَن يرى طائراً أَو غراباً فيتطير وإن لم ير شيئاً فقال بالحدس كان عيافة أَيضاً، وقد عاف الطيرَ يَعيفه؛ قال الأَعشى: ما تَعِيف اليومَ في الطَّيْر الرَّوَحْ من غُرابِ البَيْنِ، أَو تَيْسٍ بَرَحْ (* قوله «برح» كتب بهامش الأصل في مادة روح في نسخة سنح.) والعائف: الذي يَعيفُ الطير فيَزْجُرُها وهي العِيافة.
وفي الحديث: العِيافة والطَّرْق من الجِبْتِ؛ العِيافة: زجْرُ الطير والتفاؤل بأَسمائها وأَصواتها ومَمَرِّها، وهو من عادة العرب كثيراً وهو كثير في أَشعارهم. يقال: عافَ يَعِيف عَيْفاً إذا زجَرَ وحدَس وظن، وبنو أَسْد يُذْكَرون بالعيافة ويُوصَفون بها، قيل عنهم: إن قوماً من الجن تذاكروا عيافتهم فأَتَوْهم فقالوا: ضَلَّتْ لنا ناقةٌ فلو أَرسلتم معنا من يَعِيف، فقالوا لغُلَيِّم منهم: انطَلِقْ معهم فاستردَفَه أَحدُهم ثم ساروا، فلقِيَهُم عُقابٌ كاسِرَةٌ أَحد جناحَيْها، فاقشَعَرّ الغلام وبكى فقالوا: ما لَكَ؟ فقال: كسَرَتْ جَناحاً، ورَفَعَتْ جَناحاً، وحَلَفَتْ باللّه صُراحاً: ما أَنت بإنسي ولا تبغي لِقاحاً.
وفي الحديث: أَن عبدَاللّه ابنَ عبدِ المطلب أَبا النبي، صلى اللّه عليه وسلم، مرَّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ فدعته إلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها فأَبى.
وقال شمر: عَيافٌ والطَّريدةُ لُعْبَتان لصِبْيانِ الأَعراب؛ وقد ذكر الطرماح جَواريَ شَبَبْن عن هذه اللُّعَب فقال: قَضَتْ من عَيافٍ والطَريدَة حاجَةً، فَهُنَّ إلى لَهْو الحديث خُضُوعُ وروى إسمعيل بن قيس قال: سمعت المغيرةَ بن شُعْبة يقول: لا تُحَرِّمُ (* قوله «لا تحرم إلخ» هكذا بضم التاء وشد الراء المكسورة في النهاية والأصل، وضبط في القاموس: بفتح التاء وضم الراء.
وقوله «المرة والمرتين» هكذا بالراء في الأصل والقاموس، وقال شارحه: الصواب المزة والمزتين بالزاي كما في النهاية والعباب.) العَيْفَةُ، قلنا: وما العَيْفة؟ قال: المرأَة تَلِدُ فيُحْصَرُ لبَنُها في ثديها فتَرْضَعُه جارَتُها المرَّة والمرتين؛ قال أَبو عبيد: لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع ولكن نُراها العُفَّةَ، وهي بقِيَّة اللبن في الضَرْع بعدما يُمْتَكُّ أَكثرُ ما فيه؛ قال الأَزهري: والذي هو أَصح عندي أَنه العَيْفةُ لا العُفَّة، ومعناه أَن جارتها ترضَعُها المرة والمرتين ليتفتح ما انسدَّ من مخارج اللبن، سمي عيفة لأَنها تَعافُه أَي تقذَرُه وتكرَهُه.
وأَبو العَيُوف: رجل ؛ قال: وكان أَبو العَيُوف أَخاً وجاراً، وذا رَحِمٍ، فقلتَ له نِقاضا وابن العيِّف العَبْديّ: من شعرائهم.

قمح (لسان العرب) [0]


القَمْحُ: البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل؛ وقيل: من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز؛ وقد أَقمَح السُّنْبُل. الأَزهري: إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل، وقد أَقْمَح البُرُّ. قال الأَزهري: وقد أَنْضَجَ ونَضِج.
والقَمْحُ: لغة شامية، وأَهل الحجاز قد تكلموا بها.
وفي الحديث: فَرَضَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ؛ البُرُّ والقَمْحُ: هما الحنطة، وأَو للشك من الراوي لا للتخيير، وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث.
والقَمِيحةُ: الجوارِشُ.
والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ.
وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه: سَفَّه.
واقْتَمَحه أَيضاً: أَحذه في راحته فَلَطَعه.
والاقتماحُ: أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك، والاسم . . . أكمل المادة القُمْحة كاللُّقْمة.
والقُمْحةُ: ما ملأَ فمك من الماء.
والقَمِيحة: السَّفوفُ من السويق وغيره.
والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ: الذَّرِيرة؛ وقيل: الزعفران؛ وقيل: الوَرْسُ؛ وقيل: زَبَدُ الخمر؛ وقيل: طِيبٌ؛ قال النابغة: إِذا قُضَّتْ خواتِمُه، عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ يقول: إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة؛ قال أَبو حنيفة: لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة؛ قال: وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء؛ قال: وهذه رواية البصريين، ورواه غيرهم «علاه يبيس القُمُّحان».
وتَقَمَّحَ الشرابَ: كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في جوفه أَو لمرض.
والقامِحُ: الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت. الجوهري: وقَمَحَ البعيرُ، بالفتح، قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع من الشرب، فهو بعير قامِحٌ. يقال: شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب رِيًّا.
وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها أَو برد، وهي إِبل مُقامِحةٌ؛ أَبو زيد: تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء وهو متكاره؛ وناقة مُقامِحٌ، بغير هاء، من إِبل قِماحٍ، على طَرْحِ الزائد؛ قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها: ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ، نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ والاسم القُماح والقامِحُ.
والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل: الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً.
وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل: إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ؛ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها؛ وأَما الحُمامُ فسيأْتي في بابه.
وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ: شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ؛ قال مالك بن خالد الهُذَليّ: فَتًى، ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا، وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ ويروى: قُماح، وهما لغتان، وقيل: سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه؛ الأَزهري: هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما، ولأَن الإِبل لا تشرب فيهما إِلا تعذيراً؛ قال شمر: يقال لشهري قُِماح: شَيْبانُ ومِلْحان؛ قال الجوهري: سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ.
وبعيرٌ مُقْمِحٌ: لا يكاد يرفع بصره.
والمُقْمَحُ: الذليل.
وفي التنزيل: فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون؛ أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون أَبصارهم.
والمُقْمَحُ: الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ.
والإِقْماحُ: رفع الرأْس وغض البصر: يقال: أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضيقه. قال الأَزهري: قال الليث: القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ.
وبعير مُقْمَحٌ، وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً، وأَقْمَحَه العطشُ، فهو مُقْمَحٌ. قال الله تعالى: فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم؛ قال الأَزهري: كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل «فهم مقمحون» فهو خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره. فأَما المُقامِح فإِنه روي عن الأَصمعي أَنه قال: بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة، بغير هاء، إِذا رفع رأْسه عن الحوض ولم يشرب، قال: وجمعه قِماحٌ، وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة ورُكبانَها؛ وقال أَبو عبيد: قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً، وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء؛ وروي عن الأَصمعي أَنه قال: التَّقَمُّح كراهةُ الشرب. قال: وأَما قوله تعالى: فهم مُقْمَحون؛ فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه قال: المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه؛ وقال الزجاج: المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين؛ ثم جمع يده إِلى عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ؛ الإِقماح: رفع الرأْس وغض البصر. يقال: أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه.
وقيل: للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده؛ قال: وقوله «فهي إِلى الأَذقان» هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق، لأَن الغُلَّ يجعل اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ، وهو مقارب للذقن. قال الأَزهري: وأَراد عز وجل، أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها. قال الليث: يقال في مَثَلٍ: الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح؛ قال الأزهري: وهذا خلاف ما سمعناه من العرب، والمسموع منهم: الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح؛ ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه، وقال أَبو عبيد في قول أُمِّ زرع: وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى أَدَعَ الشربَ؛ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها؛ ويروى بالنون. قال الأَزهري: وأَصل التَّقَمُّح في الماء، فاستعارته للبن. أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا كره شرب الماء.
وقال ابن شميل: إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ.
وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن واقْتَمَحه؛ وهو شربه إِياه؛ وقَمِحَ السويقَ قَمحاً، وأَما الخبز والتمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ.
وفي الحديث: أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء. يقال: قَمِحْتُ السويقَ، بكسر الميم (* قوله «بكسر الميم» وبابه سمع كما في القاموس.)، إِذا استففته.
والقِمْحَى والقِمْحاة: الفَيْشة (* زاد في القاموس القمحانة، بالكسر: ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا.
وقمحه تقميحاً: دفعه بالقليل عن كثير يجب له اهـ. زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة.).

خرط (العباب الزاخر) [0]


خرطتُ العود أخرطه وأخرطه خرطاً، والصانع: خراط، وحرفتهُ: الخراطة كالكتابة. وخرطتُ الورق: حتته، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمُر يدك عليه إلى أسفله، وفي المثل: دونه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك -وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان- فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال:
إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ بـه ل      مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ

وقال المرار بن منقذ الهلالي:
ويَرى دُوْني فلا يسْطيْعُـنـي      خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر

وقال عمرو بن كلثوم:
ومن دُونِ ذلك خَرًّط القَتَـاد      وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا

يضرب الأول لأمر دونه مانع؛ والثاني للأمر . . . أكمل المادة الشاق.
وخرطه الدواء: أي أمشاه. وخَرَطَ الفرس: إذا اجتنب رسنه من يد ممسكه ومضى هائما، ومنه حديث علي رضي الله عنه-: أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي -رضي الله عنه-: انك لخروط أتومُ قوماً وهم لك كارهون. منه الخراط؛ وهو الجماح، ويقول بائع الفرس: برئت إليك من الخراط. والخراط أيضاً: الفجور، وامرأة خروط: أي فاجرة. وخرطت الحديد خرطاً: أي طولته كالعمود.
ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجه: أي فيهما طول من غير عرض. والخرُْط: النكاح، يقال: خرط جاريته.
وخرطت الفحل في الشول: أي أرسلته فيها.
وخرطت البازي: أي أرسلته من سيره. ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم: قد خرط عليهم عبده، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملاً، ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام، قال ابن شميل: أي أرسل. ويقال: خرط العُنْقُوْد: إذا وضعه في فيه وأخرج عمُشوشه عارياً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكلُ العنب خرطاً. وخرط بها: أي حبق. وحمار خارط: وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه. وناقةُ خراطةُ: تخترط فتذهب على وجهها.
وقال ابن عبادٍ: الخرط -بالكسر-: اليعقوب. والخرطة: الرجل الأحمق الشديد الحمق.
وقال ابن دريد: الخرط: اللبن الذي يتعقد ويعلوه ماء أصفر.
وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تحلب خرطاً. والإخريط؛ ضرب من الحمض، الواحدة: إخريطة، وقال أبو زيادٍ: من الحمض: الإخريط؛ أصفر اللون دقيق العيدان وله أصول وخشب، وقال أبو نصر: من الحمض الإخريط، وهو ضخم وله أصول ويخرط من قضبانه فينخرط؛ ولذلك سمي إخريطاً، وهو حمض، قال الرماح:  
بِحيْث يُكنُ إخْرِيطاً وسدْراً      وحيْثُ عن التَّفَرُّق يلْتَقِنا

وقال ابن عبادٍ: الخراطة: ماء قليل في المصران. وقال الليْثُ: الخراط -والواحدة خراطة-: شحمةُ بيضاء تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخراطي -مثال ذنابي- والخريطي.
وقال الدينوري: خراط وخراطي؛ ذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة والجميع خراط وأنها شحمة بيضاء تمتصخ من أصل البردي، قال: ويقال لها أيضاً الخراطي والخريطي. وقال ابن دريدٍ: الخراط -مثال قلام- نبت يشبه البردي. قال: والمخاريط: الحيات التي سلخت جلودها، وقال غيره: المخراط: الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة، قال المتلمس:
إنَّي كَساني أبو قابُوْس مُرْفَلَةَّ      كأنَّها سلْخُ أولادِ المخَاريِط

والخِرْطِيْطُ: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث:
عَجِبْتُ لخِرْطِيْطٍ ورَقْم جَنَـاحِـه      ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْث الضَّغَادر

قال: الطَّخْميلُ: الديك.
والضغادر: الدجاج، الواحدة: ضغدرة، قال الأزْهري: لا أعرف شيئاً مما في هذا البيت. والخريطة وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وقال الليث: الخريطة مثل الكيس مشرج من أدم أوخرقٍ، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل أيضاً فيجعل في رأس البلية وهي الناقة التي تحبس عند قبر الميت. وأخرطت الناقة فهي مخرط بلا هاء-: إذا كان من عادتها أن يخرج لبنها متقطعاً كقطع الأوتار من داء يصيب ضرعها. وأخرطت الخريطة: أي أشْرجتها. وخرطه الدواء تخريطاً: أي أمشاه؛ مثل خرطه خرطاً. وانخرط الفرس في سيره: أي لج، قال العجاج يصف ثوراً.
فَثَارَ يَرْمَدُّ من الـنَّـشـاطِ      كالبَربريَّ لَجَّ في انْخرِاطِ

ويروى: يرقد. وانخرط علينا فلان: إذا اندرأ بالقول السيئ والفعل. وانْخَرَط جِسْمُهُ: أي دقَّّ. واخْتَرَطَ سيفه: أي سله، منه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله؛ ثلاثاً، يعني: غورث بن الحارث واخترط العنقود: مثل خرطه. واخروط بهم السير: أي امتد، قال العجاج يصف جمله مسحولاً:
مخروطاً جاء من الأطرارِ     


وقال أعشى باهلة:
لا تأمن البازلُ الكوماءَ عـدوتـهَ      ولا الأمونَ إذا ما أخروطَ السفرُ

وكذلك قربٌ مُخروطٌ: أي ممتدٌ، قال رؤبةُ:
ما كاد ليلُ القربِ المخـروط      بالعيس تمطوها فيافٍ تمتطي

والمخروطةُ من النوقِ: السريعةُ. وقال الليثُ: اخْروطتِ اللحيةُ: أي امتدتْ. قال: ويقال للشركة إذا انقلبت على الصيد فاعتلتْ رجله: اخروطَتْ في رجلهِ.
واخْرِواطُها: امتدادُ أنشوطتها. قال: واستخرط الرجلُ في البكاء: إذا اشتد بكاؤه ولج فيه. قال: وإذا أخذ الطائرُ الدهنَ من مدهنة بزِمكاه قيل: يتخرطُ تخرطاً وينضدُ تنضيداً. والتركيب يدل على مضي الشيء وانسلاله. خطط: الخط: واحدُ الخطوط.
والخط: الكتابة، يقال: خطه فُلانٌ، قال امرؤ القيس:
بلى ربُ يومٍ قد لهوْت وليلةٍ      بانسةٍ كأنها خطُ تمـثـالِ

وقال امرؤ القيس أيضاً:
لمنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشجـانـي      كخط الزبورِ في عسِيْبِ يمانِ

والمَطُ -بالكسر-: عودٌ يُخَطُ به. والمخْطَاطُ: عُودٌ يسوى عليه الخطوطُ. والخَطُ: موضع باليمامة، وهو خطٌ هجرٍ، وقال الليثُ: الخَطُ ارض ينسب إليها الرماحُ: تقول: رماحٌ خطية، فإذا جعلت النسبة اسماً لازماً قلت: خِطَيةٌ ولم تذكر الرماح، كما قالوا ثيابٌ قبيطيةً: فاذا جعلوها اسماً قالوا: قُبطيةٌ بتغيير اللفظ: وامرأةٌ قبطيةٌ لا يقال الا هكذا، قال:
ذَكَرْتُكِ والخطِيٌ يَخْطِرٌ بيننـا      وقد نَهِلَتْ منا المٌثَقَفَةٌ السمرٌ

وقال عمرو بن كلثوم:
بِسٌمْرٍ من قنا الخَطِيّ لَدْنٍ      ذَوَابلَ أو بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنا

وقال القٌحيفٌ العٌقيلي:
أخذنَ اغتِصاباً خٌطةً عَجْرَفـيةً      وأمهرنَ أرماحاً من الخط ذٌبلا


بخط ابن حبيب في شعر القٌحيف: "خٌطةً"، وفي نوادرِ أبى زيدٍ: "خِطبةً". ويقال: خط عٌمان، وقال الأزهري: ذلك السيفُ كله يسمى الخط، ومن قرى الخط: القَطِيْفُ والعُقَيرُ وقَطَرُ. وقيل في قول امرئ القيس
فإنْ تمنعوا منا المشقرَ والصفا      فإنا وجدنا الخط جماً نخيلُها

هو خط عبد القيس بالبحرين وهو كثيرُ النخيلِِ. وقال الليثُ: الخطوطُ من بقرِ الوحشِ: الذي يخطُ بأطرافِ ظُلُوْفه، وكذلك كل دابةٍ. وتقولُ: خط وجهه: أي اختط، وخططتُ بالسيف وجهه ووسطه، وتقول: يخطه بالسيف نصفين. والخَطُ: أن يخط الزاجر في الرملِ ويزجرَ، قال أبو حاتمٍ: قال أبو زيدٍ: يَخُط خطينِ في الأرض يسميهما ابني عيانٍ؛ إذا زجر قال: ابني عيان أسرعا البيان. قال: وحلبسٌ الخَطاطُ، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبرهُ بكل ما عرف، وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم-: كان نبي من الأنبياء يخط، كذا قاله الليث، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أما الحديث فَراويهْ معاويةُ بنُ الحكم السلميَ -رضي الله عنه-. وقال ابنُ عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: (أو أثارةٍ من علم) إنه الخط الذي يخطه الحازيٍ، قال: وهو علم قد ترَكهَ الناسُ، قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازي فيعْطه حلواناً فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازِي غلام له معهَ ميلّ، ثم يأتي إلى أرِض رِخوة فَيُخطّ الأستاذ خطوطاً كثيرة بالعجلة لئلاِ يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوا على مهلِ خًطَين، فإن بقي خطانِ فهما علامة النجح؛ وغلامةُ يقول للتفول: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو عَلامةُ الخيبَة؛ والعرب تسميهُ الأشخَمَ وهو مشّؤومّ. ويقال: فلان يخط في الأرض: إذا فكر في أمره ودبر وقدره، قال ذو الرمةّ
أخُطُّ وأمْحُـوْ الـخَـطّ ثُـمَ أعِـيْدُهُ      بِكلإفَي والغْرِباَنُ في الـدّارِ وُقّـعُ


وقال اللَّيْث: الخَطُ: ضرْبُ من البُضعِ يقال: خَط بها قُساحاً، والقسحُ: بقاءُ النعاظِ. والخَط: الطريق الخفيفُ في السهلِ. وخط في نومه خَطْيِطاً" 26-ب": أي غَطْ غَطْيِطاً ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أوْترَ بِسْبعٍ أو تِسْعٍ ثم اضْطَجَعَ ونام حتى سُمعَ خَطَيطهُ؛ ويرْى: غَطْيَطْه: ويُروْى: فَخِيْخُه؛ ويُرْوى: ضَفْيرُه؛ وًيرْى: صَفيُره، وَعْنى الخَمْسَةِ واحد وهو نَخيرُ الناّئم. والخَطْيَطة: الأرْض التي لم تُمطر بين أرْضين ممَطورْتين، وأنشدَ أبو عبيدة:
على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطا     

وذكر الليث هذا المعنى وقال: والخطْيَطةُ: أرْض يُصيبُ بعضها الأمطارُ، وبعضها لا يصيبها، وفي حَديث عبد الله بن عَمْروٍ -رضي الله عنهما-: أنه ذكر الأرضيْنَ السبع فوصفها فقال في صفة الخامسة: فيها حيات كسلاسلِ الرّملِ وكالخطائط بين الشّقائق. الخَطائط: الخطوط؛ جمع خَطيْطة.
وقال ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن.
وفلان ما يخط غباره: أي ما يشق. والخط بالكسر، عن ابن دُرَيْدٍ- والخطة: الأرْض يختطها الرجلُ لنفْسِه، وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها لينيها داراً، ومنه خطِطط الكوفةِ والبصرةَ. والخطة -بالضم-: الحجةُ. والخطة -أيضاً-:الأمْرُ والقّصةُ، قال تأبط شرّا:
خّطَّتا إمـا إسـاَرّ ومِـنَّةُ      وإما دَمّ والقَتْلُ بالحْرُ أجْدَرُ

أراد: خُطّتانِ؛ فَحَذّف النّوْن اسْتِخْفافاً. ويقال: جاءَ وفي رَأسه خُطّة: إذا جاءَ وفي نفسه حاجة قد عَزمَ عليها، والعامّة تقولُ: خُطّبةُ، وفي حَديث النبيّ صلى الله عليه وسلم- الذي تَرْويهُ قبله بنت مَخرمة التميمية رضي الله عنها-: أيلامُ ابنُ هذه أن يفصلَ الخطة وينتصر من وراء الحجزة، أي انه إذا نزل به أمر ملتبس مشكلّ لا يهتدى له إنه لا يعياْ به ولكنه يفصلهُ حتى" 27-أ" يبرُمه ويخرجَ منه، وقد كتب الحديثُ بتمامه في ترْكيب س ب ج. وقولهم: خطة نائيةْ: أي مقصدُ بعيد.
وقولهم: خذْ خُطّةَ: أي خُذْ خُطة الأنتصافِ؛ أي انْتَصف.
وفي المثل: قَبح الله معزى خيرها خطة، قال الأصمعي: خُطة: اسمْ عنز؛ وكانت عنز سوءِ، قال:
يا قوم منْ يحْلُبُ شاةً مَيتـهْ      قد حلُبِتْ خُطّة جَنْباً مُسْفَتهْ

الميتة: السّاكِتةُ عند الحَلبَ.
والجَنْبُ: جمعُ جنَبةٍ وهي العلُبة.
والمُسْفَتةُ: المدْبُوغَةُ بالربَ. يضرْبُ لقومٍ أشرارٍ ينسبُ بَعضهمُ إلى أدْنى فَضيلةٍ.
والخطة -أيضا-: من الخط، كالنقطة من النقطِ.
وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. قال ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط: ولم يفسرها. وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي.
والخط -أيضاً-: الطريق.
ويقال بالفتح.
وبالوجهين يروى قول أبي صخر الهدلي:
صدُودَ القٍلاَص الدْمِ في لَيْلةِ الدّجـى      عن الخطُ لم يَسْرُبْ لك الخّط سارِبُ


وجبل الخط: من جبال مكة -حرَسها الله تعالى-.
وهو أحَدْ الأخْشَيِنْ. وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: وسئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثاً: فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: خط الله نوئها ألا طلقت نفسها ثلاثاً. أي جعله مخطئاً لها لا يصيبها مطره.
ويروى: خطأ ويروى: خطى.
والأول من الخطيطة وهي الأرض غير الممطورة.
وأصل خطى: خطط: فقلبت الطاء الثالثة حرف لين: كقول العجاج:
تَقَضُي البازي إذا البازي كسُر     

وكقولهم: التَّظني وما أملاه. "وخط الله نوءها" أضعف الروايات. وخططنا في الطعام: أكلنا منه قليلاً. ومخطط -بكسر الطاء المشددة- موضع. قال أمرؤ القيس: وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا وقال عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه-: ذهب بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله فدعا بطعام قليل فجعلت أخطط ليشبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه أراد أنه يخط الطعام يري أنه يأكلُ وليس يأكلُ. وكساء مخطط: فيه خطوط. قال رؤية يصف منهلاً:
باكَرتُه قبل الغطاط اللَّغـط      وقبل جُوْني القَطا المَخطَط

وخطخطت الإبل في سيرها: تمايلت كلالاً. وخطخط ببوله: رمى بهم خالفاً كما يفعل الصبي واختط الغلام: أي نبت عذاره. واختط الرجل الخطة: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها داراً.
والتركيب يدل على أثر يمتد امتداداً.

عقا (لسان العرب) [0]


العَقْوةُ والعَقَاةُ: الساحة وما حوْلَ الدارِ والمَحَلَّة، وجمعُهما عِقاءٌ.
وعَقْوَةُ الدار: ساحَتُها؛ يقال: نَزَل بعَقْوَته، ويقال: ما بِعَقْوةِ هذه الدَّار مثل فلانٍ، وتقول: ما يَطُورُ أَحد بعقوَة هذا الأسدِ، ونَزَلَت الخيلُ بعَقْوة العَدُؤِّ.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: المؤمنُ الذي يأْمَنُ مَن أَمْسى بعَقْوتِه؛ عَقْوةُ الدارِ حَوْلَها وقريباً منها.
وعَقَا يَعْقُو واعْتَقَى: احْتَقفَرَ البئر فأَنْبَطَ من جانبها.
والاعتقاء: أَن يأْخذَ الحافِرُ في البئر يمنَةً ويَسْرَةً إذا لم يُمكِنُه أَن يُنْبِطَ الماءَ من قَعْرِها، والرجلُ يحفرُ البئرَ فإذا لم يُنْبِطِ الماءَ من قَعْرها اعْتَقَى يَمْنَةً ويَسْرَةً.
واعْتَقَى في كلامه: استَوْفاه ولم يَقْصِدْ، وكذلك الأَخذ في شُعَبِ الكلامِ، ويَشْتَقُّ الإنسانُ الكلامَ فيَعْتَقي فيه، . . . أكمل المادة والعاقي كذلك، قال: وقَلَّما يقولون عَقَا يَعْقُو؛ وأَنشد لبعضهم: ولقد دَرِبْتُ بالاعتِقا ءِ والاعْتقامِ، فنِلْت نُجْحَا وقال رؤبة: بشَيْظَمِيٍّ يفهمُ التَّفهيما، ويَعْتَقي بالعُقَمِ التَّعْقيما وقال غيره: معنى قوله: ويَعْتَقي بالعُقَمِ التَّعْقيما معنى يعْتَقي أي يحبِسُ ويمنَع بالعُقم التَّعْقيمَ أَي بالشرِّ الشرَّ. قال الأزهري: أَما الاعْتقام في الحَفْر فقد فسرناه في موضعه من عَقَم، وأَما الاعتقاء في الحفر بمعنى الاعتقامِ فما سمعتُه لغير الليث؛ قال ابن بري البيت: بشُطَسِيٍّ يفهم التَّفْهيما قال: ويَعْتَقِي يَرُدُّ أَي يردُّ أَمر من عَلا عليه، قال: وقيل التعقيمُ هنا القَهْرُ.
ويقال: عَقَّ الرجلُ بسَهْمِه إذا رَمى به في السماء فارتَفع، ويُسَمَّى ذلك السهمُ العَقيقة.
وقال أَبو عبيدة: عَقَّى الرامي بسهمِه فجعله من عَقَّق.
وعَقَّى بالسهم: رَمى به في الهواء فارتفع، لغة في عَقَّه؛ قال المُتَنَخَّل الهذ : عَقَّوا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ، ثم اسْتَفاؤُوا وقالوا: حَبَّذا الوَضَحُ يقول: رَمَوْا بسهمٍ نحو الهواءِ إِشْعاراً أَنهم قد قَبِلوا الدِّية ورَضُوا بها عِوَضاً عن الدَّمِ، والوَضَحُ اللَّبنَ أَي قالوا حَبَّذا الإِبل التي نأْخُذُها بدَلاً من دَمِ قَتِيلنا فنشرَبَ أَلبْانَها، وقد تَقَدَّم ذلك.
وعَقَا العَلَمُ، وهو البَنْدُ: عَلا في الهواء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وهْوَ، إذا الحَرْبُ عَقَا عُقَابُهُ، كُرْهَ اللِّقاء تَلْتَظي حِرابُهُ ذكّر الحَرْب على معنى القِتال، ويروى: عَفَا عُقابُه أَي كثُر.
وعَقَّى الطائِرُ إذا ارْتَفَع في طَيَرانه.
وعَقَّتِ العُقاب: ارْتَفَعَت، وكذلك النَّسْر.
والمُعَقِّي: الحائِمُ على الشيء المُرْتَفِعُ كما تَرْتَفِعُ العُقابُ، وقيل: المُعَقِّي الحائِمُ المُسْتَدِيرُ من العِقْبَان بالشيء.
وعَقَّتِ الدَّلْوُ إذا ارْتَفَعت في البِئْر وهي تَسْتَديرُ؛ وأَنشد في صفة دلو: لا دَلْوَ إلاَّ مِثْلُ دَلْوِ أُهْبانْ، واسِعَة الفَرْغ أَدِيمانِ اثْنانْ مما تَبَقَّى من عُكاظِ الرُّكْبانْ، إذا الكُفاةُ اضطَجَعُوا للأَذْقانْ (* قوله « الكفاة» هكذا في الأصل، وفي كثير من المواد: السقاة.) عَقَّت كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ، بها فَنَاهِبْ كلَّ ساقٍ عَجْلانْ عقَّتْ أَي حامَتْ، وقيل: ارْتَفَعتْ، يعني الدَّلْوَ، كما تَرْتَفِعُ العُقابُ في السماء، قال: وأَصله عَقَّقَتْ، فلمَّا توالْتَ ثلاثُ قافَاتٍ قُلِبت إحداهنَّ ياءً؛ كما قال العجاج: تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ ومثله قولهم: التظَنِّي من الظَّنّ والتَّلَعِّي من اللُّعاعَةِ، قال: وأَصل تَعْقِيَةِ الدَّلْوِ من العَقِّ وهو الشَّقُّ؛ أَنشد أَبو عمرو لعَطاءٍ الأَسَدي: وعَقَّتْ دَلْوُهُ حينَ اسْتَقَلَّت بما فيها، كَتَعْقِيَةِ العُقابِ واعْتَقى الشيءَ وعَقَاه: احْتَبَسَه، مقلوب عن اعْتاقَه؛ ومنه قول الراعي: صَباً تَعْتَقِيها تارَةً وتُقِيمُها وقال بعضهم: معنى تَعْتَقيها تُمْضِيها، وقال الأَصمعي: تَحْتَبِسُها.
والاعْتِقاءُ: الاحْتِباسُ، وهو قَلْبُ الاعْتِيَاق؛ قال ابن بري: ومنه قول مزاحم: صَباً وشَمالاً نَيْرَجاً يَعْتَقِيهما أَحايين نَوْبات الجَنُوبِ الزَّفازِف وقال ابن الرقاع: ودُونَ ذلِكَ غُولٌ يَعْتَقي الأَجَلا وقالوا: عاقٍ على تَوَهُّمِ عَقَوْتُه. الجوهري: عَقَاه يَعْقُوه إذا عاقَه، على القَلْب، وعاقَني وعاقاني وعَقَاني بمعنىً واحدٍ؛ وأَنشد أَبو عبيد لذي الخِرَقِ الطُّهَوي: أَلَمْ تَعْجَبْ لذِئْبٍ باتَ يَسْري ليُؤْذِنَ صاحِبًا لهُ باللَّحاقِ حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقًا، وما هِيَ، ويْبَ غَيْرِكَ بالعَناقِ ولَوْ أَني رَمَيْتُكَ من قَريبٍ، لعَاقَك عن دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ ولكنِّي رَمَيتُك من بَعِيدٍ، فلَمْ أَفْعَلْ وقدْ أَوهَتْ بساقي عليكَ الشاءَ شاءَ بني تَمِيمٍ ، فعَافِقْهُ فإنَّكَ ذو عِفاقِ أراد بقوله عاقِ عائِقٌ فقَلَبه، وقيل: هو على توهم عَقَوْتُه. قال الأَزهري: يجوز عاقَني عنْك عائِقٌ وعَقاني عنكَ عاقٍ بمعنىً واحد على القَلْب؛ وهذا الشعر اسْتَشْهد الجوهري بقوله: ولو أَني رميتك من قريبٍ وقال في إيراده: ولو أَني رميتك من بَعيدٍ، لعاقَك. قال ابن بري وصواب إنشاده: ولو أَنيَ رَمَيْتُك من قَريبٍ لعَاقَك عن دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ كما أَوردناه.
وعَقَا يَعْقُو ويَعْقِي إذا كَرِه شيئاً.
والعاقي : الكارِهُ للشيء.
والعِقْيُ، بالكسر: أولُ ما يَخْرُجُ من بَطْن الصَّبي يَخْرَؤُه حين يولد إذا أَحْدَثَ أَولَ ما يُحْدِثُ؛ قال الجوهري: وبعد ذلك ما دام صغيراً. يقال في المثل: أَحْرَصُ من كَلْبٍ على عِقْيِ صَبيٍّ؛ وهو الرَّدَجُ من السَّخْلة والمُهْر. قال ابن شميل: الحُوَلاءُ مضمَنة لما يَخْرُجُ من جَوْف الوَلد وهو فيها، وهو أَعْقاؤه، والواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرُج من دُبُره وهو في بطنِ أُمّه أَسْودُ بَعْضِه وأَصْفَرُ بَعْضٍ، وقد عَقى يَعْقي يَعني الحُوارَ إذا نُتِجَتْ أُمُّه، فما خرج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشَّجَر.
وفي حديث ابن عباس وسُئل عن امْرَأَةٍ أَرضعَت صَبياً رَضْعةً فقال: إذا عَقَى حَرُمَت عليه المرأَةُ وما ولَدَتْ، العِقْيُ: ما يَخْرُِج من بَطْنِ الصَّبيِّ حين يُولَدُ أَسودُ لزجٌ كالغِراءِ قبلَ أَن يَطْعَم، وإنما شرطَ العَقْيَ ليُعْلم أَن اللبَن قد صارَ في جَوفه ولأَنْه لا يَعْقي من ذلك اللَّبنِ حتى يصير في جوفه؛ قال ابن سيده: وهو كذلك من المُهْر والجَحْشِ والفَصيلَ والجَدْي، والجمع أَعْقاءٌ، وقد عَقَى المَوْلُودُ يَعْقي من الإنْس والدوابِّ عَقْياً، فإذا رَضَع فما بعد ذلك فهو الطَّوْفُ.
وعَقَّاه: سَقاه دواءً يُسْقِط عِقْيَه. يقال: هل عَقَّيْتُم صبيَّكُم أَي سقَيتُموه عَسَلاً ليَسْقُط عِقْيُه.
والعِقْيانُ: ذهبٌ ينبتُ نَباتاً وليس مما يُستَذابُ ويُحصَّلُ من الحجارة، وقيل: هو الذَّهبُ الخالصُ.
وفي حديث عليٍّ: لو أَراد الله أَن يَفْتَحَ عليهم مَعادن العِقْيان؛ قيل: هو الذَّهبَ الخالصُ، وقيل: هو ما ينبُتُ منه نَباتاً، والأَلف والنون زائدتان.
وأَعْقى الشيءُ يُعْقي إعْقاء: صار مُرّاً، وقيل: اشْتَدَّتْ مَرارَتُه .
ويقال في مَثلٍ: لا تكُنْ مَرًّا فتُعْقِيَ ولا حُلْواً فتُزْدَرَدَ، ويقال: فتُعْقَى، فمن رواه فتُعْقِيَ على تُفْعِل فمعناه فتَشْتَدَّ مرارَتُك، ومن رواه فتُعْقَى فمعناه فتُلْفَظَ لمرارَتِكَ.
وأَعْقَيْتُ الشيء إذا أَزَلْته من فيك لِمَرارَتِه، كما تقولُ: أَشْكَيْتُ الرجلَ إذا أَزَلْتَه عما يَشْكُو.
وفي النوادر: يقال ما أَدْري مِنْ أَيْنَ عُقِيت ولا من أَيْنَ طُبِيت، واعْتُقِيت واطُّبِيت، ولا مِنْ أَيْنَ أُتِيت ولا مِنْ أَيْنَ اغْتُيِلْت بمعنى واحد. قال الأزهري: وجه الكلام اغْتِلْت.
وبَنُو العِقْيِ: قبيلةٌ وهُم العُقاةُ.

زبن (لسان العرب) [0]


الزَّبْنُ: الدَّفْع.
وزَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجليها عند الحلب، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، والركض بالرجْل، والخَبْط باليد. ابن سيده وغيره: الزَّبْنُ دفع الشيء عن الشيء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها وتَزْبِنُ الحالب.
وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ به وزَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب: دَفَعَتْ بها.
وزَبَنَتْ ولدها: دفعته عن ضرعها برجلها.
وناقة زبُون: دَفُوع، وزُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما؛ قال طُرَيْحٌ: غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ، نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِيشِ، شَتِيمُ.
وناقة زَفُون وزَبُونٌ: تضرب حالبها وتدفعه، وقيل: هي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها.
وفي حديث علي، عليه السلام: كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها أَي تدفع.
وفي حديث معاوية: وربما زَبَنَتْ فكسرت أَنف حالبها.
ويقال للناقة إذا . . . أكمل المادة كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها: زَبُون.
والحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم.
وحرب زَبُون: تَزْبِنُ الناس أَي تَصْدِمِهُم وتدفعهم، على التشبيه بالناقة، وقيل: معناه أَن بعض أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم.
وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع، وقيل أَي مانعٌ لجنبه؛ قال سَوَّار بن المُضَرِّب: بِذَبِّي الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومي، وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ والزَّبُّونَةُ من الرجال: الشديد المانع لما وراء ظهره.
ورجل فيه زَبُّونة، بتشديد الباء، أَي كِبْر.
وتَزابَن القومُ: تدافعوا.
وزابَنَ الرجلَ: دافعه؛ قال: بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً، إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ وحَلَّ زَبْناً من قومه وزِبْناً أَي نَبْذَةً، كأَنه اندفع عن مكانهم، ولا يكاد يستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً.
والزَّابِنَة: الأَكمة التي شَرَعَتْ في الوادي وانعَرَج عنها كأَنها دفعته.
والزِّبْنِيَةُ: كل متمرّد من الجن والإِنس.
والزِّبْنِيَة: الشديد؛ عن السيرافي، وكلاهما من الدافع.
والزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ أَي يدفعونهم؛ قال حسان: زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم، وخُورٌ لدى الحربِ في المَعْمَعه وقال قتادة: الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ، وكله من الدَّفْع، وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها.
وقوله تعالى: فلْيَدْعُ نادِيَه سَنَدْعُو الزَّبانية؛ قال قتادة: فليدع ناديه حَيَّه وقومه، فسندعو الزبانية قال: الزَّبانية في قول العرب الشُّرَط؛ قال الفراء: يقول الله عز وجل سندعو الزبانية وهم يعملون بالأَيْدي والأَرجل فهم أَقوى؛ قال الكسائي: واحد الزَّبانية زِبْنيٌّ، وقال الزجاج: الزَّبانية الغلاظ الشداد، واحدهم زِبْنية، وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى: عليها ملائكة غلاظ شِدادٌ، وهم الزَّبانية.
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: سندعو الزَّبانية، قال: قال أَبو جهل لئن رأَيت محمداً يصلي لأَطَأَنَّ على عنقه، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو فعله لأَخذته الملائكة عِياناً؛ وقال الأَخفش: قال بعضهم واحد الزبانية زَبانيّ، وقال بعضهم: زابنٌ، وقال بعضهم: زِبْنِيَة مثل عِفْرية، قال: والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أَبابيلَ وعَبادِيد.
والزِّبِّين: الدافع للأَخْبَثَينِ البول والغائط؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.
وفي الحديث: خمسة لا تقبل لهم صلاة: رجلٌ صلى بقوم وهم له كارهون، وامرأَةٌ تبيت وزوجها عليها غضبان، والجاريةُ البالغةُ تصلي بغير خِمار، والعبدُ الآبق حتى يعود إلى مولاه، والزِّبِّينُ؛ قال الزِّبِّين الدافع للأَخبثين وهو بوزن السِّجِّيل، وقيل: بل هو الزِّبِّين، بنونين، وقد روي بالوجهين في الحديث، والمشهور بالنون.
وزَبَنْتَ عنا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً: دفعتها وصرفتها؛ قال اللحياني: حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم.
وزُباني العقرب: قرناها، وقيل: طرف قرنها، وهما زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما.
والزُّباني: كواكبُ من المنازل على شكل زُبانى العقرب. غيره: والزُّبانَيانِ كوكبان نَيِّرانِ، وهما قرنا العقرب ينزلهما القمر. ابن كُناسة: من كواكب العقرب زُبانَيا العقرب، وهما كوكبان متفرّقان أَمام الإِكليل بينهما قِيدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل، والإِكْليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة. قال أَبو زيد: يقال زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات للنجم، وزُبانى العقرب وزُبانَياها، وهما قرناها، وزُبانَيات؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فِداك نِكْسٌ لا يَبِض حَجَرُهْ، مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ، في ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يقول: هو أَقْلف ليس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ، وشبه قلْفته بالزُّباني، قال: ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس؛ قال ثعلب: هذا القول يقال عن ابن الأَعرابي، وسأَلته عنه فأَبى هذا القول وقال: لا، ولكنه اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء، وإذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كان أَشد البرد؛ وأَنشد: وليلة إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ، بين الذِّراعَيْنِ وبين المِرْزَمِ، تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن المُزابنة ورَخَّصَ في العَرايا؛ والمُزابنة: بيع الرُّطَب على رؤوس النخل بالتمر كيلاً، وكذلك كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلاً، وأَصله من الزَّبْنِ الذي هو الدفع، وإنما نهى عنه لأَن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلاً بمثل، فهذا مجهول لا يعلم أَيهما أَكثر، ولأَنه بيع مُجازفة من غير كيل ولا وزن، ولأَن البَيِّعَيْن إذا وقفا فيه على الغَبْن أَراد المغبون أَن يفسخ البيع وأَراد الغابن أَن يُمْضيه فتَزابَنا فتدافعا واختصما، وإن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد عليه أَي دفعه؛ قال ابن الأَثير: كأَنَّ كل واحد من المتبايعين يَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما يزداد منه، وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة، وروي عن مالك أَنه قال: المُزابنة كل شيء من الجِزافِ الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شيء مسمى من الكيل والوزن والعدد.
وأَخذت زِبْني من الطعام أَي حاجتي.
ومَقام زَبْنٌ إذا كان ضيقاً لا يستطيع الإنسان أَن يقوم عليه في ضيقه وزَلِقِه؛ قال: ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ غيرِ نَميرٍ، ومَقامٍ زَبْنِ كَفَيْتُه، ولم أَكُنْ ذا وَهْنِ.
وقال مُرَقّش: ومنزلِ زَبْنٍ ما أُريد مَبيتَه، كأَني به، من شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ ابن شُبْرُمَة: ما بها زَبِينٌ أَي ليس بها أَحد.
والزَّبُّونة والزُّبُّونة، بفتح الزاي وضمها وشدّ الباء فيهما جميعاً: العُنُق؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ويقال خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه.
وبنو زَبِينَةَ: حيّ، النسب إليه زَباني على غير قياس؛ حكاه سيبويه كأَنهم أَبدلوا الأَلف مكان الياء في زَبِينِيٍّ.
والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ: من باهلة ابن عمرو بن ثعلبة، وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ؛ قال أَبو مَعْدان الباهلي: جاء الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً، لا سابقينَ ولا مع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ، وتَجِيءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبانِ قال الجوهري: وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فليس من كلام أَهل البادية.
وزَبَّانُ: اسم رجل.

حور (لسان العرب) [0]


الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً: رجع عنه وإِليه؛ وقول العجاج: في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد: في بئر لا حُؤُورٍ، فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها؛ قال الأَزهري: ولا صلة في قوله؛ قال الفرّاء: لا قائمة في هذا البيت صحيحة، أَراد في بئر ماء لا يُحِيرُ عليه شيئاً. الجوهري: حارَ يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع.
وفي الحديث: من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حارَ عليه؛ أَي رجع إِليه ما نسب إِليه؛ ومنه حديث عائشة: فَغَسلْتها ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه؛ ومنه حديث بعض السلف: لو عَيَّرْتُ رجلاً . . . أكمل المادة بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه.
وكل شيء تغير من حال إِلى حال، فقد حارَ يَحُور حَوْراً؛ قال لبيد: وما المَرْءُ إِلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ، يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها، وأَحارَها صاحِبُها؛ قال جرير: ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها وأَنشد الأَزهري: وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها أَبو عمرو: الحَوْرُ التَّحَيُّرُ، والحَوْرُ: الرجوع. يقال: حارَ بعدما كارَ.
والحَوْرُ: النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال.
وفي الحديث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ معناه من النقصان بعد الزيادة، وقيل: معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها، وأَصله من نقض العمامة بعد لفها، مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه يقرب من بعض، وكذلك الحُورُ، بالضم.
وفي رواية: بعد الكَوْن؛ قال أَبو عبيد: سئل عاصم عن هذا فقال: أَلم تسمع إِلى قولهم: حارَ بعدما كان؟ يقول إِنه كان على حالة جميلة فحار عن ذلك أَي رجع؛ قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من الرُّجُوعِ والخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ، معناه بعد أَن كنا في الكَوْرِ أَي في الجماعة؛ يقال كارَ عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها، وحارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها.
وفي المثل: حَوْرٌ في مَحَارَةٍ؛ معناه نقصان في نقصان ورجوع في رجوع، يضرب للرجل إِذا كان أَمره يُدْبِرُ.
والمَحارُ: المرجع؛ قال الشاعر: نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ، والنَّا سُ كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم، وكان بنو صُبْح أَغاروا على إِبله فاستغاث بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم، فقال يمدحه: لولا الإِلهُ ولولا مَجْدُ طالِبِها، لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا، والذَّمُّ يَبْقَى، وزادُ القَوْمِ في حُورِ اللَّهْوَجَة: أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل أَن ينضج وابتلعوه؛ وقوله: والذم يبقى وزاد القوم في حور يريد: الأَكْلُ يذهب والذم يبقى. ابن الأَعرابي: فلان حَوْرٌ في مَحارَةٍ؛ قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، يضرب مثلاً للشيء الذي لا يصلح أَو كان صالحاً ففسد.
والمَحارة: المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه.
والباطل في حُورٍ أَي في نقص ورجوع.
وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا إِجادة. ابن هانئ: يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء: ما يَحُور فلان وما يَبُورُ، وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ، بفتح الأَول، وذهب في الحُورِ والبُورِ أَي في النقصان والفساد.
ورجل حائر بائر، وقد حارَ وبارَ، والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع.
والحَوْرُ: ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها؛ وكلَّمته فما رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بضم الحاء، بوزن مَشُورَة أَي جواباً.
وأَحارَ عليه جوابه: ردَّه.
وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة، والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.
والمُحاوَرَة: المجاوبة.
والتَّحاوُرُ: التجاوب؛ وتقول: كلَّمته فما أَحار إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً.
واستحاره أَي استنطقه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك؛ يقال: كلَّمته فما رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً؛ وقيل: أَراد به الخيبة والإِخْفَاقَ.
وأَصل الحَوْرِ: الرجوع إِلى النقص؛ ومنه حديث عُبادة: يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان محمد، صلى الله عليه وسلم، فأَعاده وأَبْدَأَه لا يَحُورُ فيكم إِلا كما يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.
وفي حديث سَطِيحٍ: فلم يُحِرْ جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ.
وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام.
والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره.
والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛ وأَنشد: لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له، كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ وما جاءتني عنه مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر.
وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ؛ وقوله: وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ على النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ ويروى: حَوِيرَه، إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ.
واسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، من الحِوَارِ الذي هو الرجوع؛ عن ابن الأَعرابي. أَبو عمرو: الأَحْوَرُ العقل، وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي ما يعيش بعقل يرجع إِليه؛ قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر: وما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها لجارَتِها: ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا أَراد: من الأَشياء.
وحكى ثعلب: اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت فيه.
والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها؛ وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ؛ قال الكميت: ودامتْ قُدُورُك، للسَّاعِيَيْـ ن في المَحْلِ، غَرْغَرَةً واحْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ، وبالاحورار بياضَ الإِهالة والشحم؛ وقيل: الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر، وليس في بني آدم حَوَرٌ، وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء والبقر.
وقال كراع: الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس؛ وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر.
وقال الأَصمعي: لا أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ.
وامرأَة حَوْراءُ: بينة الحَوَرِ.
وعَيْنٌ حَوْراءٌ، والجمع حُورٌ، ويقال: احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً؛ فأَما قوله: عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير فعلى الإِتباع لعِينٍ؛ والحَوْراءُ: البيضاء، لا يقصد بذلك حَوَر عينها.
والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن؛ قال: فقلتُ: إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ، إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ يعني النساء؛ وقال أَبو جِلْدَةَ: فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا، ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها رِماحُ النَّصَارَى، والسُّيُوفُ الجوارِحُ جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي بلادها.
والحَوارِيَّاتُ من النساء: النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن، ومن هذا قيل لصاحب الحُوَّارَى: مُحَوَّرٌ؛ وقول العجاج: بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ يعني الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ.
وفي حديث صفة الجنة: إِن في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ.
والتَّحْوِيرُ: التببيض.
والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ لتبييضهم لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حَوارِيّاً.
وقال بعضهم: الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ وقال الزجاج: الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء، عليهم السلام، وصفوتهم. قال: والدليل على ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من أُمَّتِي؛ أَي خاصتي من أَصحابي وناصري. قال: وأَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله في الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب. قال: وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ يَحُورُ، وهو الرجوع.
والتَّحْوِيرُ: الترجيع، قال: فهذا تأْويله، والله أَعلم. ابن سيده: وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ، وخص بعضهم به أَنصار الأَنبياء، عليهم السلام، وقوله أَنشده ابن دريد: بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ، ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ، يعني الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ، وعنى بابنه عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير.
وقيل لأَصحاب عيسى، عليه السلام: الحواريون للبياض، لأَنهم كانوا قَصَّارين.
والحَوارِيُّ: البَيَّاضُ، وهذا أَصل قوله، صلى الله عليه وسلم، في الزبير: حَوارِيَّ من أُمَّتي، وهذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره، وأَصله من التحوير التبييض، وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي يُحَوِّرُونَها، وهو التبييض؛ ومنه الخُبْزُ الحُوَّارَى؛ ومنه قولهم: امرأَة حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه السلام، نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك.
والحَوارِيُّونَ: الأَنصار وهم خاصة أَصحابه.
وروى شمر أَنه قال: الحَوارِيُّ الناصح وأَصله الشيء الخالص، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ.
والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم؛ وقول الكميت: ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً، عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ.
والمرضوفة: القدر التي أُنضجت بالرَّضْفِ، وهي الحجارة المحماة بالنار.
ولم تؤْن أَي لم تحبس.
والاحْوِرَارُ: الابْيِضاضُ.
وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قال أَبو المهوش الأَسدي: يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ، فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟ يعني المُبْيَضَّةَ. قال ابن بري: وورد ترخيم وَرْدَة، وهي امرأَته، وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك: الأَزهري في الخماسي: الحَوَرْوَرَةُ البيضاء. قال: هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض حروفها.
والحَوَرُ: خشبة يقال لها البَيْضاءُ.
والحُوَّارَى: الدقيق الأَبيض، وهو لباب الدقيق وأَجوده وأَخلصه. الجوهري: الحُوَّارَى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة، ما حُوِّرَ من الطعام أَي بُيّصَ.
وهذا دقيق حُوَّارَى، وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ.
وعجين مُحَوَّر، وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا.
والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم من أَهل القرى؛ قال عُتَيْبَةُ بن مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ: تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ خَرِيعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ والحَوُْر: البَقَرُ لبياضها، وجمعه أَحْوارٌ؛ أَنشد ثعلب: للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل، إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ والحَوَرُ: الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ، وقيل: السُّلْفَةُ، وقيل: الحَوَرُ الأَديم المصبوغ بحمرة.
وقال أَبو حنيفة: هي الجلود الحُمْرُ التي ليست بِقَرَظِيَّةٍ، والجمع أَحْوَارٌ؛ وقد حَوَّرَهُ.
وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ؛ وقال الشاعر: فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ، كأَنَّما قُدَّ في أَثْوابِه الحَوَرُ الجوهري: الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛ قال العجاج يصف مخالف البازي: بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لهم من الصدقة الثِّلْبُ والنَّابُ والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ؛ قال ابن الأَثير: منسوب إِلى الحَوَرَِ، وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن، وقيل: هو ما دبغ من الجلود بغير القَرَظِ، وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب.
والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رديئة عند يعقوب: ولد الناقة من حين يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل، وقيل: هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة، والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما. قال سيبويه: وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ، قال: وقد قالوا حُورَانٌ، وله نظير، سمعت العرب تقول رُقاقٌ ورِقاقٌ، والأُنثى بالهاء؛ عن ابن الأَعرابي.
وفي التهذيب: الحُوَارُ الفصيل أَوَّلَ ما ينتج.
وقال بعض العرب: اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً؛ وقوله:أَلا تَخافُونَ يوماً، قَدْ أَظَلَّكُمُ فيه حُوَارٌ، بِأَيْدِي الناسِ، مَجْرُورُ؟ فسره ابن الأَعرابي فقال: هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة ثمود على ثمود.
والمِحْوَرُ: الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وهي أَيضاً الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ. قال الزجاج: قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه، وقيل: إِنما قيل له مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض.
ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره: قد قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ وقوله أَنشده ثعلب: يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي، وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي؟ يقول: اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور.
والحديدة التي تدور عليها البكرة يقال لها: مِحْورٌ. الجوهري: المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه البكرة وربما كان من حديد.
والمِحْوَرُ: الهَنَةُ والحديدة التي يدور فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طرف المِنْطَقَةِ وغيرها.
والمِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ.
والمِحْوَرُ: الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز تَحْوِيراً. قال الأَزهري: سمي مِحْوَراً لدورانه على العجين تشبيهاً بمحور البكرة واستدارته.
وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في المَلَّةِ.
وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة: حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها، والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ، سميت بذلك لأَن موضعها يبيضُّ؛ ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ.
وحَوَّرَ عين البعير: أَدار حولها مِيسَماً.
وفي الحديث: أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتقه حَوْراءَ؛ وفي رواية: وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بحديدة؛ الحَوْراءُ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، وهي من حارَ يَحُورُ إِذا رجع.
وحَوَّرَه: كواه كَيَّةً فأَدارها.
وفي الحديث: أَنه لما أُخْبِرَ بقتل أَبي جهل قال: إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ؛ يعني أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها.
وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ؛ عن كراع.
وبعض العرب يسمي النجم الذي يقال له المُشْتَري: الأَحْوَرَ.
والحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، وقيل: هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق بالنعش.
والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ.
والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو نحوها من العظم، والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ؛ قال السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ: كأَنَّ قَوَائِمَ النِّخَّامِ، لَمَّا تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً، مَحارُ أَي كأَنها صدف تمرّ على كل شيء؛ وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في باب محر، وسنذكرها أَيضاً هناك.
والمَحارَةُ: مرجع الكتف.
ومَحَارَةُ الحَنَكِ: فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار.
والمَحارَةُ: باطن الحنك.
والمَحارَةُ: مَنْسِمُ البعير؛ كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. التهذيب: المَحارَةُ النقصان، والمَحارَةُ: الرجوع، والمَحارَةُ: الصَّدَفة.والحَوْرَةُ: النُّقْصانُ.
والحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ.
والحُورُ: الاسم من قولك: طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما رَدَّتْ شيئاً من الدقيق؛ والحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قال الراجز: في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال أَبو عبيدة: أَي في بئر حُورٍ، ولا زَيادَةٌ.
وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ: هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ.
والحائر: الراجع من حال كان عليها إِلى حال دونها، والبائر: الهالك؛ ويقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه ورَجَعَهُ إِلى النقص.
والحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ عن كراع ولم يُحَلِّه.
وحَوْرانُ، بالفتح: موضع بالشام.
وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً.
وحَوَّارُونَ: مدينة بالشام؛ قال الراعي: ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ، تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وحَوْرِيتُ: موضع؛ قال ابن جني: دخلت على أَبي عَلِيٍّ فحين رآني قال: أَين أَنت؟ أَنا أَطلبك، قلت: وما هو؟ قال: ما تقول في حَوْرِيتٍ؟ فخضنا فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب، وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال: ليس من لغة ابني نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك؛ قال: وأَقرب ما ينسب إِليه أَن يكون فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موجود.

رزم (لسان العرب) [0]


الرَّزَمَةُ، بالتحريك: ضرب من حَنين الناقة على ولدها حين تَرْأمُه، وقيل: هو دون الحنين والحنين أشد من الرَّزَمَة.
وفي المثل: لا خير في رَزَمَةٍ لا دِرّةَ فيها؛ ضرب مثلاً لمن يُظهر مودَّة ولا يحقق، وقيل: لا جَدْوَى معها، وقد أرْزَمت على ولدها؛ قال أبو محمد الحَذْلميّ يصف الإبل: تُبينُ طِيبَ النفْسِ في إرْزامها يقول: تبين في حَنينها أنها طيبة النفس فَرِحة.
وأَرْزَمت الشاة على ولَدها: حنَّت.
وأَرْزَمت الناقة إرزاماً، وهو صوت تخرجه من حَلْقها لا تفتح به فاها.
وفي الحديث: أن ناقته تَلَحْلَحَتْ وأَرْزمت أي صوَّتت.
والإرْزامُ: الصوت لا يفتح به الفم، وقيل في المثل: رَزَمَةٌ ولا دِرَّةٌ؛ قال: يُضرب لمن يَعِد ولا . . . أكمل المادة يفي، ويقال: لا أَفْعل ذلك ما أرْزمت أُم حائل.
ورَزَمَةُ الصبي: صوته.
وأرْزَمَ الرَّعد: اشتد صوته، وقيل: هو صوت غير شديد، وأصله من إرزام الناقة. ابن الأعرابي: الرَّزَمة الصوت الشديدُ.
وَرَزَمَةُ السباع: أصواتها.
والرَّزِيم: الزَّئير؛ قال: لِأُسُودهنّ على الطريق رَزِيم وأنشد ابن بري لشاعر: تركُوا عِمرانَ مُنْجَدِلاً، للسباع حَوْله رَزَمَهْ والإرْزامُ: صوت الرعد؛ وأنشد: وعَشِيَّة مُتَجاوِب إرْزامُها (* هذا البيت من معلقة لبيد وصدره: من كل سارية، وغادٍ مُدجنٍ). شبَّه رَزَمَة الرَّعْد بِرَزمة الناقة.
وقال اللحياني: المِرْزَم من الغيث والسحاب الذي لا ينقطع رعدُه، وهو الرَّزِم أيضاً على النسب؛ قالت امرأة من العرب ترثي أَخاها: جاد على قبرك غَيْـ ثٌ مِن سَماء رَزِمَهْ وأَرزمت الريحُ في جوفه كذلك.
ورَزَمَ البعيرُ يَرْزِمُ ويَرْزُمُ رُزاماً ورُزُوماً: سقط من جوع أو مرض.
وقال اللحياني: رَزَم البعيرُ والرجلُ وغيرهما يَرْزُمُ رُزُوماً ورُزاماً إذا كان لا يقدر على النهوض رَزاحاً وهُزالاً.
وقال مرة: الرَّازم الذي قد سقط فلا يَقدِر أن يتحرك من مكانه؛ قال: وقيل لابنة الخُسّ: هل يُفلح البازل؟ قالت: نعم وهو رازِم؛ الجوهري: الرَّازِم من الإبل الثابت على الأرض الذي لا يقوم من الهُزال.
ورزَمت الناقة تَرْزُمُ وتَرْزِمُ رُزُوماً ورُزاماً، بالضم: قامت من الإعياء والهُزال فلم تتحرك، فهي رازِم، وفي حديث سليمان بن يَسار: وكان فيهم رجل على ناقة له رازمٍ أي لا تتحرك من الهُزال.
وناقة رازم: ذات رُزام كامرأة حائض.
وفي حديث خزيمة في رواية الطبراني: تركت المخ رِزاماً؛ قال ابن الأثير: إن صحت الرواية فتكون على حذف المضاف، تقديره: تركت ذوات المُخِّ رِزاماً، ويكون رِزاماً جمع رازِمٍ، وإبل رَزْمَى.
ورَزَمَ الرجل على قِرْنه إذا بَرك عليه.
وأَسد رَزامَة ورَزامٌ ورُزَمٌ: يَبْرُك على فَرِيسته؛ قال ساعدة بن جُؤَية: يخْشَى عليهم من الأَمْلاك نابِخَةً من النَّوابِخِ، مِثْل الحادِرِ الرُّزَمِ قالوا: أراد الفيل، والحادِرُ الغليظ؛ قال ابن بري: الذي في شعره الخادرُ، بالخاء المعجمة، وهو الأَسد في خِدْرِهِ، والنَّابِخَة: المُتَجَبِّرُ، والرُّزَم: الذي قد رَزَم مكانه، والضمير في يخشى يعود على ابن جَعْشُم في البيت قبله، وهو: يُهْدِي ابنُ جَعْشُمَ للأَنباء نَحْوَهُمُ، لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموت والحُمَمِ والأَسد يُدْعى رُزَماً لأنه يَرْزِم على فريسته.
ويقال للثابت القائم على الأرض: رُزَم، مثال هُبَعٍ.
ويقال: رجلٌ مُرْزِم للثابت على الأرض.
والرِّزامُ من الرجال (* قوله «والرزام من الرجال» مضبوط في القاموس ككتاب، وفي التكملة كغراب). الصَّعْب المُتَشدِّد؛ قال الراجز: أيا بَني عَبْدِ مَناف الرِّزام، أنتم حُماةٌ وأبوكمُ حام لا تُسلموني لا يَحلُّ إسْلام، لا تَمْنَعُوني فضلكمْ بعدَ العام ويروى الرُّزَّام جمع رازِم. الليث: الرِّزْمة من الثياب ما شُدَّ في ثوب واحد، وأصله في الإبل إذا رعت يوماً خُلَّةً ويوماً حَمْضاً. قال ابن الأنباري: الرِّزْمَة في كلام العرب التي فيها ضُروب من الثياب وأَخلاط، من قولهم رازَمَ في أَكله إذا خَلَط بعضاً ببعض.
والرِّزمة: الكارةُ من الثياب.
وقد رَزَّمتها تَرْزِيماً إذا شددتها رِزَماً.
ورَزَمَ الشيء يَرْزِمه ويَرْزُمه رَزْماً ورَزَّمه: جمعه في ثوب، وهي الرِّزْمة أيضاً لما بقي في الجُلَّةِ من التمر، يكون نصفها أو ثلثها أو نحو ذلك.
وفي حديث عمر: أَنه أَعطى رجلاً جَزائرَ وجعل غرائرَ عليهن فيهن من رِزَمٍ من دقيق؛ قال شمر: الرِّزْمة قدر ثلث الغِرارة أو ربعها من تمر أو دقيق؛ قال زبد بن كَثْوة: القَوْسُ قدر ربع الجُلَّة من التمر، قال: ومثلها الرِّزْمة.
ورازَمَ بين ضَرْبين من الطعام، ورازَمت الإبلُ العامَ: رعت حَمْضاً مرَّة وخُلّة مرة أُخرى؛ قال الراعي يخاطب ناقته: كُلي الحَمْضَ، عامَ المُقْحِمِينَ، ورازِمي إلى قابلٍ، ثم اعْذِري بعدَ قابِل معنى قوله ثم اعْذِري بعد قابل أَي أَنْتَجع عليك بعد قابل فلا يكون لك ما تأْكلين، وقيل: اعْذِري إن لم يكن هنالك كلأٌ، يَهْزَأُ بناقته في كل ذلك، وقيل رازَمَ بين الشيئين جمع بينهما يكون ذلك في الأَكل وغيره.
ورازَمَتِ الإبل إذا خَلَطَت بين مَرْعَيَيْن.
وقوله، صلى الله عليه وسلم: رازِمُوا بين طعامكم؛ فسره ثعلب فقال: معناه اذكروا الله بين كل لقمتن.
وسئل ابن الأعرابي عن قوله في حديث عمر إذا أَكلتم فرازِمُوا، قال: المُرازَمة المُلازَمة والمخالطة، يريد مُوالاة الحمد، قال: معناه اخْلطوا الأَكل بالشكر وقولوا بين اللُّقم الحمد لله؛ وقيل: المرازمة أن تأْكل الليّن واليابس والحامضَ والحُلو والجَشِب والمَأْدُوم، فكأنه قال: كلوا سائغاً مع خَشب غير سائغ؛ قال ابن الأثير: أَراد خلطوا أكلكم ليِّناً مع خَشِن وسائغاً مع جَشِب، وقيل: المُرازمة في الأكل المعاقبة، وهو أن يأْكل يوماً لحماً، ويوماً لَبَناً، ويوماً تمراً، ويوماً خبزاً قَفاراً.
والمُرازَمَةُ في الأكل: المُوالاة كما يُرازِمُ الرجل بين الجَراد والتمر.
ورازَمَ القوم دارَهُمْ: أَطالوا الإقامة فيها.
ورَزَّمَ القومُ تَرْزيماً إذا ضربوا بأنفسهم لا يَبْرَحون؛ قال أبو المُثَلَّمِ: مَصاليتُ في يوم الهِياجِ مَطاعمٌ، مَضاريبُ في جَنْبِ الفِئامِ المُرَزِّمِ (* قوله «المرزم» كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة كمحدث، وضبطه شارح القاموس كمعظم). قال: المُرَزِّمُ الحَذِرُ الذي قد جَرَّب الأشياء يَتَرَزَّمُ في الأمور ولا يثبت على أمر واحد لأنه حَذِرٌ.
وأكل الرَّزْمَةَ أي الوَجْبَة.
ورَزَمَ الشتاءُ رَزْمَة شديدة: بَرَدَ، فهو رازِمٌ، وبه سمي نَوْءُ المِرْزَمِ. أبو عبيد: المُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرّ المجتمع، الراء قبل الزاي، قال: الصواب المُزْرَئِمُّ، الزاي قبل الراي، قال: هكذا رواه ابن جَبَلة، وشك أبو زيد في المقّشَعِرِّ المجتمع أنه مزْرَئمٌّ أو مُرْزَئمّ.
والمِرْزَمان: نجمان من نجوم المطر، وقد يفرد؛ أنشد اللحياني: أَعْدَدْتُ، للمِرْزَم والذِّراعَيْن، فَرْواً عُكاظِيّاً وأَيَّ خُفَّيْن أراد: وخُفَّيْنِ أيَّ خُفَّيْنِ؛ قال ابن كُناسَةَ: المِرْزَمان نجمان وهما مع الشِّعْرَيَيْنِ، فالذِّراعُ المقبوضة هي إحدى المرْزَمَيْن، ونظم الجَوْزاء أَحْدُ المِرْزَمَيْنِ، ونظمهما كواكب معهما فهما مِرْزَما الشِّعْرَيينِ، والشِّعْرَيان نجماهما اللذان معهما الذراعان يكونان معهما. الجوهري: والمِرْزَمان مِرْزَما الشِّعْرَيين، وهما نجمان: أحدهما في الشِّعْرى، والآخر في الذراع.
ومن أَسماء الشمال أُم مِرْزَمٍ، مأْخوذ من رَزَمَةِ الناقة وهو حَنينها إلى ولدها.
وارْزامَّ الرجلُ ارْزِيماماً إذا غضب.
ورِزامٌ: أبو حيّ من تميم وهو رِزامُ بن مالك بن حَنْظَلَةَ بن مالك بن عمرو بن تميم؛ وقال الحصين بن الحُمَام المُرِّيّ: ولولا رجالٌ، من رِزامٍ، أَعِزَّةٌ وآلُ سُبَيْعٍ أو أََسُوءَكَ عَلْقَما أراد: أو أََنْ أََسوءَك يا عَلْقَمةُ.
ورُزَيْمَةُ: اسم امرأة؛ قال: ألا طَرَقَتْ رُزَيْمةُ بعد وَهْنٍ، تَخَطَّى هَوْلَ أنْمارٍ وأُسدِ وأَبو رُزْمَةَ وأُمّ مِرْزَمٍ: الريح؛ قال صَخْرُ الغَيّ يعير أبا المُثَلَّم ببَرْدِ محله: كأني أراه بالحَلاءَة شاتياً يُقَشِّرُ أعلى أَنفه أُمُّ مِرْزَمِ قال: يعني ريح الشَّمال، وذكره ابن سيده أنه الريح ولم يقيده بشَمال ولا غيره، والحَلاءة: موضع.
ورَزْمٌ: موضع؛ وقوله: وخافَتْ من جبالِ السُّغْدِ نَفْسي، وخافتْ من جبال خُوارِ رَزْمِ قيل: إن خُواراً مضاف إلى رَزْمٍ، وقيل: أراد خُوارِزْم فزاد راء لإقامة الوزن.
وفي ترجمة هزم: المِهْزامُ عصا قصيرة، وهي المِرزام؛ وأنشد: فشامَ فيها مثل مِهْزام العَصا أو الغضا، ويروي: مثل مِرْزام.

برم (لسان العرب) [0]


البَرَمُ: الذي لا يَدْخُل مع القوم في المَيْسِر، والجمع أَبْرامٌ؛ وأَنشد الليث: إذا عُقَبُ القُدُور عُدِدْنَ مالاً، تَحُثُّ حَلائلَ الأَبْرامِ عِرْسِي وأَنشد الجوهري: ولا بَرَماً تُهْدى النساءُ لعِرْسِهِ، إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا وفي المثل: أَبَرَماً قَرُوناً أي هو بَرَمٌ ويأْكل مع ذلك تَمرَتَيْن تَمرتَيْن، وفي حديث وفْدِ مَذحجِ: كِرامٌ غير أَبْرامٍ ؛ الأَبْرامُ: اللِّئامُ، واحِدُهم بَرَمٌ، بفتح الراء، وهو في الأَصل الذي لا يَدْخُل مع القومِ في المَيْسِر ولا يُخْرِج معهم فيه شيئاً؛ ومنه حديث عمرو بن معديكرب: قال لعُمر أَأَبْرامٌ بَنو المُغِيرة؟ قال: ولَِمَ؟ قال نزلتُ فيهم فما قَرَوْني غير قَوْس وثَوْرٍ وكَعْب، فقال عمر: . . . أكمل المادة إنَّ في ذلك لَشِبَعاً؛ القَوْسُ: ما يَبْقى في الجُلَّة من التَّمْر، والثَّوْرُ: قطعة عظيمة من الأَقِط، والكَعْبُ: قِطْعة من السَّمْن؛ وأما ما أَنشده ابن الأعرابي من قول أُحَيْحة: إنْ تُرِدْ حَرْبي، تُلاقِ فَتىً غيرَ مَمْلوكٍ ولا بَرَمَهْ قال ابن سيده: فإنه عَنى بالبَرَمَة البَرَمَ، والهاء مبالغة، وقد يجوز أن يؤنث على معنى العَيْنِ والنَّفْس، قال: والتفسير لنا نحن إذ لا يَتَّجِه فيه غير ذلك.
والبَرَمةُ: ثَمَرةُ العِضاهِ، وهي أَوَّل وَهْلة فَتْلةٌ ثم بَلَّةٌ ثم بَرَمةٌ، والجمع البَرَمُ، قال: وقد أَخطأَ أَبو حنيفة في قوله: إن الفَتْلة قَبْل البَرَمَة، وبَرَمُ العِضاهِ كله أَصفر إلاَّ بَرَمَة العُرْفُطِ فإنها بَيْضاء كأَنَّ هَيادِبها قُطْن، وهي مثل زِرِّ القَمِيص أَو أَشَفُّ، وبَرَمة السَّلَم أَطيب البَرَمِ رِيحاً، وهي صَفْراء تؤْكَل، طيِّبة، وقد تكون البَرَمَةُ للأَراكِ، والجمع بَرَمٌ وبِرامٌ.
والمُبْرِمُ: مُجْتَني البَرَمِ، وخصَّ بعضهم به مُجْتَني بَرَمَ الأَراك. أَبو عمرو: البَرَمُ ثَمَر الطَّلْح، واحدته بَرَمَة. ابن الأعرابي: العُلَّفَةُ من الطَّلْم ما أَخلفَ بعد البَرَمَة وهو شبه اللُّوبياء، والبَرَمُ ثَمَرُ الأَراك، فإذا أَدْرَك فهو مَرْدٌ، وإذا اسْوَدَّ فهو كَباثٌ وبَريرٌ.
وفي حديث خُزيمة السلمي: أَيْنَعَتِ العَنَمَةُ وسَقَطَت البَرَمةُ؛ هي زَهْرُ الطَّلْح، يعني أنها سَقَطَتْ من أَغْصانها للجَدْب.
والبَرَمُ: حَبُّ العِنب إذا كان فوق الذَّرِّ، وقد أَبْرَمَ الكَرْمُ؛ عن ثعلب.
والبَرَمُ، بالتحريك: مصدر بَرِمَ بالأَمْرِ، بالكسر، بَرَماً إذا سَئِمَهُ، فهو بَرِمٌ ضَجِر.
وقد أَبْرَمَهُ فلان إبْراماً أي أَمَلَّه وأَضْجَره فَبَرِمَ وتَبَرَّم به تَبَرُّماً.
ويقال: لا تُبْرِمْني بكَثرة فُضولك.
وفي حديث الدعاء: السلامُ عليك غير مُوَدَّعٍ بَرَماً؛ هو مصدر بَرِمَ به، بالكسر، يَبْرَمُ بَرَماً، بالفتح، إذا سَئِمَه ومَلَّه.
وأَبْرَمَ الأَمرَ وبَرَمَه: أَحْكَمه، والأصل فيه إبْرامُ الفَتْل إذا كان ذا طاقيْن.
وأَبْرَمَ الحَبْلَ: أَجادَ فتله.
وقال أَبو حنيفة: أَبْرَمَ الحَبْلَ جعله طاقَيْن ثم فَتَله.
والمُبْرَمُ والبَريمُ: الحَبْل الذي جمع بين مَفْتُولَيْن فَفُتِلا حَبْلاً واحداً مثل ماء مُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وعَسَلٌ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ، ومِيزانٌ مُتْرَصٌ وتَريصٌ.
والمُبْرَمُ من الثِّياب: المَفْتُول الغَزْل طاقَيْن، ومنه سمِّي المُبْرَمُ، وهو جنسٌ من الثِّياب.
والمَبارِمُ: المَغازِلُ التي يُبْرَمُ بها.
والبَريمُ: خَيْطان مُخْتلفان أَحمرُ وأَصفرُ، وكذلك كل شيء فيه لَوْنان مُخْتلِطان، وقيل: البَريمُ خَيْطان يكونان من لَوْنَيْن.
والبَريمُ: ضَوْءُ الشمس مع بَقِيَّة سَوادِ الليل.
والبَريمُ: الصبْح لِما فيه من سَوادِ الليل وبَياض النهار، وقيل: بَريمُ الصبح خَيْطه المُخْتلط بِلَوْنَيْن، وكل شيئين اختلَطا واجْتمعا بَريمٌ.
والبَريمُ: حَبْل فيه فَوْنان مُزَيَّن بجَوْهر تشدُّه المرأَة على وَسَطها وعَضُدِها؛ قال الكَروّس بن حصن (* قوله «قال الكروس بن حصن» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: الكروس بن زيد، وقد استدرك الشارح هذا الاسم على المجد في مادة كرس).
وقائلةٍ: نِعْمَ الفَتى أَنت من فَتىً؛ إذا المُرْضِعُ العَرْجاءُ جالَ بَريمُها وفي رواية: مُحَضَّرة لا يُجْعَل السِّتْر دُونها قال ابن بري: وهذا البيت على هذه الرواية ذكره أَبو تَمّام للفرزدق في باب المديح من الحماسة. أبو عبيد: البَريمُ خَيْط فيه أَلوانٌ تشدُّه المرأَة على حَقْوَيْها.
وقال الليث: البَريمُ خيط يُنْظَم فيه خَرَز فتشدُّه المرأَة على حَقْويَهْا.
والبَريمُ: ثوب فيه قَزٌّ وكتّانٌ.
والبَريمُ: خليط يُفْتَل على طاقَيْن، يُقال: بَرَمْتُه وأَبْرَمْتُه. الجوهري: البَريمُ الحبْل المَفْتول يكون فيه لَوْنان، وربَّما شدَّتْه المرأَةُ على وَسَطها وعَضُدها، وقد يُعلَّق على الصبيّ تدفَع به العَيْن، ومنه قيل للجيش بَريم لأَلْوان شِعار القَبائل فيه؛ وأَنشد ابن بري للعجاج: أَبْدى الصَّباحُ عن بَريمٍ أَخْصفَا قال: البَريمُ حبْل فيه لَوْنان أَسود وأبيض، وكذلك الأخْصَفُ والخَصِيفُ، ويشبَّه به الفَجْر الكاذِبُ أَيضاً، وهو ذَنَب السِّرْحان؛ قال جامِعُ ابن مُرْخِيَة: لقد طَرَقَتْ دَهْماء، والبُعْدُ بينها، ولَيْل، كأثْناء اللِّفاعِ، بَهِيمُ على عَجَلٍ، والصبحُ بالٍ كأَنه بأَدْعَجَ من لَيْلِ التِّمام بَريمُ قال: والبَريمُ أيضاً الماءُ الذي خالَط غيرَه؛ قال رؤبة: حتى إذا ما خاضَتِ البَرِيما والبَريمُ: القَطيع من الغنَم يكون فيه ضَرْبان من الضَّأْن والمَعَز.
والبَريمُ: الدمع مع الإثْمِدِ.
وبَرِيمُ القوم: لَفِيفُهم.
والبَرِيمُ: الجَيْش فيه أَخْلاط من الناس.
والبَرِيمان: الجَيْشان عرَب وعَجَم؛ قالت لَيْلى الأَخْيَلِيَّة: يا أَيها السَّدِمُ المُلَوِّي رأْسَه لِيَقُود من أَهل الحِجاز بَرِيما أَرادت جَيْشاً ذا لَوْنَيْن، وكلُّ ذي لَوْنَيْن بَريمٌ.
ويُقال: اشْوِ لَنا من بَرِيَميْها أَي من الكَبِد والسَّنام يُقَدَّان طُولاً ويُلَفَّان بِخَيْط أو غيره، ويقال: سمِّيا بذلك لبَياض السَّنام وسَوادِ الكَبِد.
والبُرُمُ: القَومُ السيِّئُو الأَخْلاق.
والبَرِيمُ العُوذَة.
والبَرَم: قِنانٌ من الجبال، واحدتها بَرَمَة.
والبُرْمَةُ: قِدْر من حجارة، والجمع بَرَمٌ وبِرامٌ وبُرْمٌ؛ قال طرَفة:جاؤوا إليك بكل أَرْمَلَةٍ شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرم وأَنشد ابن بري للنابغة الذبياني: والبائعات بِشَطَّيْ نخْلةَ البُرَمَا وفي حديث بَرِيرَةَ: رَأَى بُرْمةً تَفُورُ؛ البُرْمة: القِدْرُ مطلقاً، وهي في الأصل المُتَّخَذَة من الحَجر المعروف بالحجاز واليَمن.
والمُبْرِمُ: الذي يَقْتَلِعُ حِجارةَ البِرامِ من الجبل ويقطَعُها ويُسَوِّيها ويَنْحَتها. يقال: فلان مُبْرِمٌ للَّذي يقْتَطِعُها من جَبَلها ويَصْنعَها.
ورجل مُبْرِمٌ: ثَقِيلٌ، منه، كأَنه يَقْتَطِع من جُلَسائه شيئاً، وقيل: الغَثُّ الحديثِ من المُبْرِمِ وهو المُجْتَني ثَمَر الأَراك. أَبو عبيدة: المُبْرِمُ الغَثُّ الحديثِ الذي يحدِّث الناسَ بالأحاديث التي لا فائدة فيها ولا معنى لها، أُخِذَ من المُبْرِم الذ يَجْني البَرَمَ، وهو ثمر الأراك لا طَعْم له ولا حَلاوة ولا حُمُوضة ولا معنى له.
وقال الأَصمعي: المُبْرِمُ الذي هو كَلٌّ على صاحبه لا نَفْعَ عنده ولا خَيْر، بمنزلة البَرَم الذي لا يدخُل مع القومِ في المَيْسِر ويأْكل معهم من لَحْمِه.
والبَيْرَمُ العَتَلَةُ، فارِسيّ معرَّب، وخصَّ بعضهم به عَتَلَة النَّجَّار، وهو بالفارسيَّة بتفخيم الباء.
والبَرَمُ: الكُحْل؛ ومنه الخبر الذي جاء: من تسمَّع إلى حديث قومٍ صُبَّ في أُذنه البَرَمُ؛ قال ابن الأَعرابي: قلت للمفضَّل ما البَرَمُ؟ قال: الكُحْل المُذاب؛ قال أَبو منصور: ورواه بعضهم صُبَّ في أُذنه البَيْرَمُ، قال ابن الأَعرابي: البَيْرَمُ البِرْطِيلُ، وقال أَبو عبيدة: البَيْرَمُ عَتَلَةُ النَّجار، أو قال: العَتَلة بَيْرَمُ النجار.
وروى ابن عباس قال: قال رسُول الله، صلى الله عليه وسلم: من اسْتَمَع إلى حديث قومٍ وهم له كارِهُون مَلأَ الله سمعَه من البَيْرَم والآنُكِ، بزيادة الياء.
والبُرامُ، بالضم: القُرادُ وهو القِرْشام؛ وأَنشد ابن بري لجؤية بن عائذ النَّصْري: مُقيماً بمَوْماةٍ كأَن بُرَامَها، إذا زالَ في آل السَّراب، ظَليمُ والجمع أَبْرِمَةٌ؛ عن كراع.
وبِرْمةُ: موضع؛ قال كثيِّر عَزَّة: رَجَعْت بها عَنِّي عَشِيَّة بِرْمةٍ، شَماتةَ أَعْداءٍ شُهودٍ وغُيَّب وأَبْرَمُ: موضع، وقيل نَبْت (* قوله «وابرم موضع وقيل نبت» ضبط في الأصل والقاموس والتكملة بفتح الهمزة، وفي ياقوت بكسرها وصوبه شارح القاموس)؛ مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي.
وبَرامٌ وبِرامٌ: موضع؛ قال لبيد: أَقْوى فَعُرِّيَ واسطٌ فبَِرامُ من أَهْلِه، فَصُوَائِقٌ فَخُزامُ وبُرْمٌ: اسم جبل؛ قال أَبو صخر الهذلي: ولو أنَّ ما حُمِّلْتُ حُمِّلَه شَعَفَاتُ رَضْوَى، أَو ذُرَى بُرْم

حول (لسان العرب) [0]


الحَوْل: سَنَةٌ بأَسْرِها، والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ؛ حكاها سيبويه.
وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً: أَتَى.
وأَحال الشيءُ واحْتالَ: أَتَى عليه حَوْلٌ كامل؛ قال رؤبة: أَوْرَقَ مُحْتالاً دَبيحاً حِمْحِمُه وأَحالت الدارُ وأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها: أَتَى عليها أَحْوَالٌ؛ قال: حالَتْ وحِيلَ بها، وغَيَّرَ آيَها صَرْفُ البِلى تَجْري به الرِّيحانِ وقال الكميت: أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ؟ وما أَنت والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ الجوهري: حالَتِ الدارُ وحالَ الغلامُ أَتَى عليه حَوْلٌ.
وأَحالَ عليه الحَوْلُ أَي حالَ.
ودار مُحيلة: غاب عنها أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ، وكذلك دار مُحِيلة إِذا أَتت عليها أَحوال.
وأَحالَ اللهُ عليه الحَوْلَ إِحالة، وأَحْوَلْتُ أَنا بالمكان وأَحَلْت: أَقمت حَوْلاً.
وأَحال الرجلُ بالمكان وأَحْوَل أَي أَقام به حَوْلاً.
وأَحْوَل الصبيُّ، . . . أكمل المادة فهو مُحوِل: أَتَى عليه حَوْلٌ من مَوْلِده؛ قال امرؤ القيس: فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِل وقيل: مُحْوِل صغير من غير أَن يُحَدَّ بحَوْل؛ عن ابن كيسان.
وأَحْوَلَ بالمكان الحَوْل: بَلَغه؛ وأَنشد ابن الاعرابي: أَزائدَ، لا أَحَلْتَ الحَوْل، حتى كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما يُحَلِّئُ ذو الزوائد لِقْحتيه، ومنْ يَغْلِب فإِنَّ له طعاما أَي أَماتك الله قبل الحَوْل حتى تصير عجوزكم من الحُزن عليك كأَنها سُقِيَت سِمَاماً، وجعل لبنهما طعاماً أَي غَلَبَ على لِقْحَتيه فلم يَسْقِ أَحداً منهما.
ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ: أَتى عليه حَوْلٌ كما قالوا فيه عامِيٌّ، وجَمَل حَوْلِيٌّ كذلك. أَبو زيد: سمعت أَعرابيّاً يقول جَمَلٌ حَوْلِيٌّ إِذا أَتى عليه حَوْل.
وجِمال حَوَالِيُّ، بغير تنوين، وحَوَالِيَّة، ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات: أَتى عليها حَوْل، وكل ذي حافر أَوّلَ سنة حَوْلِيٌّ، والأُنثى حَوْلِيّة، والجمع حَوْلِيّات.
وأَرض مُسْتَحالة: تُرِكت حَوْلاً وأَحوالاً عن الزراعة.
وقَوْس مُسْتَحالة: في قابِها أَو سِيتَها اعوجاج، وقد حالَتْ حَوْلاً أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحصل في قابها اعوجاج؛ قال أَبو ذؤيب: وحالَتْ كحَوْل القَوْسُ طُلَّتْ وعُطِّلَت ثَلاثاً، فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها يقول: تَغَيَّرت هذه المرأَة كالقوس التي أَصابها الطَّلُّ فندِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتر ثلاث سنين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ، وقال أَبو حنيفة: حالَ وتَرُ القوس زال عند الرمي، وقد حالَتِ القوسُ وَتَرَها؛ هكذا حكاه حالت.
ورجل مُسْتَحال: في طَرَفي ساقه اعوجاج، وقيل: كل شيء تغير عن الاستواء إِلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحال، وهو مُسْتَحِيل.
وفي المثل: ذاك أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل؛ وذلك أَن بوله لا يخرج مستقيماً يذهب في إِحدى الناحيتين. التهذيب: ورِجْلٌ مُسْتَحالة إِذا كان طرفا الساقين منها مُعْوَجَّيْن.
وفي حديث مجاهد في التَّوَرُّك في الأَرض المُسْتَحيلة أَي المُعْوَجَّة لاستحالتها إِلى العِوَج؛ قال: الأَرض المستحيلة هي التي ليست بمستوية لأَنها استحالت عن الاستواء إِلى العِوَج، وكذلك القوس.
والحَوْل: الحِيلة والقُوَّة أَيضاً. قال ابن سيده: الحَوْل والحَيْل والحِوَل والحِيلة والحَوِيل والمَحالة والاحتيال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل، كل ذلك: الحِذْقُ وجَوْدَةُ النظر والقدرةُ على دِقَّة التصرُّف.
والحِيَلُ والحِوَل: جمع حِيلة.
ورجل حُوَلٌ وحُوَلة، مثل هُمَزَة، وحُولة وحُوَّل وحَوَالِيٌّ وحُوَاليٌّ وحوَلْوَل: مُحْتال شديد الاحتيال؛ قال: يا زيد، أَبْشِر بأَخيك قد فَعَل حَوَلْوَلٌ، إِذا وَنَى القَومُ نزَل ورجلُ حَوَلْوَل: مُنْكَر كَمِيش، وهو من ذلك. ابن الأَعرابي: الحُوَل والحُوَّل الدَّواهي، وهي جمع حُولة. الأَصمعي: يقال جاء بأَمر حُولة من الحُوَل أَي بأَمر مُنْكَر عجيب.
ويقال للرَّجُل الداهية: إِنَّه لَحُوله من الحُوَل أَي داهِية من الدواهي، وتسمى الداهية نفسها حُولة؛ وأَنشد: ومِنْ حُولة الأَيام، يا أُمَّ خالد، لنا غَنَم مَرْعِيَّةٌ ولنا بَقَر ورجل حُوَّل: ذو حِيَل، وامرأَة حُوَّلة.
ويقال هو أَحْوَل منك أَي أَكثر حِيلة، وما أَحْوَله، ورجل حُوَّل، بتشديد الواو، أَي بَصِير بتحويل الأُمور، وهو حُوَّلُ قُلَّب؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: وما غَرَّهم، لا بارك اللهُ فيهم به، وهو فيه قُلَّبُ الرَّأْي حُوَّل ويقال: رجل حَواليٌّ للجَيِّد الرأْي ذي الحِيلة؛ قال ابن أَحمر، ويقال للمَرَّار بن مُنْقِذ العَدَوي: أَو تَنْسَأَنْ يومي إِلى غيره، إِني حَواليٌّ وإِني حَذِر وفي حديث معاوية: لما احْتُضِر قال لابنتيه: قَلِّباني فإِنكما لتُقَلِّبان حُوَّلاً قُلَّباً إِن وُقِيَ كَبَّة النار؛ الحُوَّل: ذو التصرّف والاحتيال في الأُمور، ويروى حُوَّلِيّاً قُلَّبِيّاً إِن نجا من عذاب الله، بياء النسبة للمبالغة.
وفي حديث الرجلين اللذيْن ادَّعى أَحدُهما على الآخر: فكان حُوَّلاً قُلَّباً.
واحْتَال: من الحِيلة، وما أَحْوَله وأَحْيَله من الحِيلة، وهو أَحْوَل منك وأَحْيَل معاقبة، وإِنه لذو حِيلة.
والمَحالة: الحِيلة نفسها.
ويقال: تَحَوَّل الرجلُ واحْتال إِذا طلب الحِيلة.
ومن أَمثالهم: من كان ذا حِيلة تَحَوَّل.
ويقال: هو أَحْوَل من ذِئْب، ومن الحِيلة.
وهو أَحْوَل من أَبي بَراقش: وهو طائر يَتَلَوَّن أَلواناً، وأَحْوَل من أَبي قَلَمون: ثوب يتلوَّن أَلواناً. الكسائي: سمعتهم يفولون هو رجل لا حُولة له، يريدون لا حِيلة له؛ وأَنشد: له حُولَةٌ في كل أَمر أَراغَه، يُقَضِّي بها الأَمر الذي كاد صاحبه والمَحالة: الحِيلة. يقال: المرء يَعْجِزُ لا المَحالة؛ وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد يعاتب امرأَته في سَماحته بماله: حاوَلْت حين صَرَمْتِني، والمَرْءُ يَعْجِز لا المَحاله والدَّهْر يَلْعَب بالفتى، والدَّهْر أَرْوَغُ من ثُعاله والمَرْءُ يَكْسِب مالَه بالشُّحِّ، يُورِثُه الكَلاله وقولهم: لا مَحالة من ذلك أَي لا بُدَّ، ولا مَحالة أَي لا بُدَّ؛ يقال: الموت آت لا مَحالة. التهذيب: ويقولون في موضع لا بُدَّ لا مَحالة؛ قال النابغة: وأَنت بأَمْرٍ لا مَحالة واقع والمُحال من الكلام: ما عُدِل به عن وجهه.
وحَوَّله: جَعَله مُحالاً.
وأَحال: أَتى بمُحال.
ورجل مِحْوال: كثيرُ مُحال الكلام.
وكلام مُسْتَحيل: مُحال.
ويقال: أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته.
وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال: المُحال الكلام لغير شيء، والمستقيم كلامٌ لشيء، والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه، واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك، والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به.
وأَحالَ الرَّجُلُ: أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به.
وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه، بكسر اللام. التهذيب: والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى، كقولك ذو مال وأُولو مال. قال الأَزهري: يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه، وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه؛ قال الراجز: ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه، هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قولهم: حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قال ابن بري: وشاهد حَوالَهُ قول الراجز: أَهَدَمُوا بَيْتَك؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث الاستسقاء: اللهم حَوالَيْنا ولا علينا؛ يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية، من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه؛ وأَما قول امريء القيس: أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً، ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار، فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه.
واحْتَوَله القومُ: احْتَوَشُوا حَوالَيْه.
وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً: رامه؛ قال رؤبة: حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة: مطالبتك الشيءَ بالحِيَل.
وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله؛ قال لبيد: أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ: أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ الليث: الحِوال المُحاوَلة. حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة.
والحِوال: كلُّ شيء حال بين اثنين، يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز. أَبو زيد: حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة. قال الليث: يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز.
ويقال: حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً. ابن سيده: وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً، واسم ذلك الشيء الحِوال، والحَوَل كالحِوال.
وحَوالُ الدهرِ: تَغَيُّرُه وصَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي: أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً، أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب: ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر؛ وأَنشد: ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين، يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال: سمعت أَعرابيّاً من بني سليم ينشد: فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال: وغيره من بني سليم يقول يَحْتال، بلا همز؛ قال: وأَنشدني بعضهم: يا دارَ ميّ، بِدكادِيكِ البُرَق، سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال: وغيره يقول المُشْتاق.
وتَحَوَّل عن الشيء: زال عنه إِلى غيره. أَبو زيد: حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع. الجوهري: حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل.
وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين: يكون تَغَيُّراً، ويكون تَحَوُّلاً؛ وقال النابغة: ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد.
وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال؛ وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده: أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم، وقلت له: با ابْنَ الحيالى تحوَّلا (* «الحيالى» هكذا رسم في الأصل، وفي شرح القاموس: الحيا و لا). قال: يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال: وهذا كثير.
وحَوَّله إِليه: أَزاله، والاسم الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللحياني: أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً، لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا التهذيب: والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يقال: حوّلُوا عنها تَحْويلاً وحِوَلاً. قال الأَزهري: والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت، والحِوَل اسم يقوم مقام المصدر؛ قال الله عز وجل: لا يَبْغُون عنها حِوَلاً؛ أَي تَحْوِيلاً، وقال الزجاج: لا يريدون عنها تَحَوُّلاً. يقال: قد حال من مكانه حِوَلاً، وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً، وعادَني حُبُّها عِوَداً. قال: وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة، فيكون على هذا المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها، قال: وقرئ قوله عز وجل: دِيناً قِيَماً، ولم يقل قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً، لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم، وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل.
وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، كلاهما: تَحَوَّل.
وفي الحديث: من أَحالَ دخل الجنة؛ يريد من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام. الأَزهري: حالَ الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله.
وفي حديث خيبر: فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين، وهو من التَّحَوُّل.
وفي الحديث: إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه، وقيل: هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله.
وفي الحديث: فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم وقد تقدم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة.والحَوالة: تحويل ماء من نهر إِلى نهر، والحائل: المتغير اللون. يقال: رماد حائل ونَبات حائل.
ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً.
وفي حديث ابن أَبي لَيْلى: أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات.
وفي حديث قَباث بن أَشْيَم: رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً.
ومنه الحديث: نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى، وكلُّ متغير حائلٌ، فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل، كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ.
وتَحوَّل كساءَه. جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره، والاسم الحالُ.
والحالُ أَيضاً: الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره، ما كان وقد تَحَوَّل حالاً: حَمَلها.
والحالُ: الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره، يقال منه: تَحَوَّلْت حالاً؛ ويقال: تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره. يقال: تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها.
وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة.
وتَحَوَّل: تنقل من موضع إِلى موضع آخر.
والتَّحَوُّل: التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع، والاسم الحِوَل؛ ومنه قوله تعالى: خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً.
والحال: الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي يَدِبُّ عليها الصبي؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري: ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً، مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد: ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم.
والحائل: كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه.
وقد حالَ يَحُول.
واسْتحال الشَّخْصَ: نظر إِليه هل يَتَحرَّك، وكذلك النَّخْل.
واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً.
وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا، وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك، وقيل: معناه نَطْلُب حال مَطَره، وقيل بالجيم، وقد تقدم. الأَزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال: الحَوْل الحَركة، تقول: حالَ الشخصُ إِذا تحرّك، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول: لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله. الكسائي: يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله، وورد ذلك في الحديث: لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله، وفُسِّر بذلك المعنى: لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: الحَوْل الحِيلة، قال ابن الأَثير: والأَول أَشبه؛ ومنه الحديث: اللهم بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك، وقيل أَحتال، وقيل أَدفع وأَمنع، من حالَ بين الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر.
وفي حديث آخر: بك أُصاوِل وبك أُحاوِل، هو من المُفاعلة، وقيل: المُحاولة طلب الشيء بحِيلة.
وناقة حائل: حُمِل عليها فلم تَلْقَح، وقيل: هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات، وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل، والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع.
وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام؛ وقيل: هو على المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، وقيل: إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل، فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل، وقيل: المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً.
وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام، قال: ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى، والحائل: الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع، وشاة حائل ونخْلة حائل، وحالت النخلةُ: حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر. الجوهري: الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل، يقال: نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة؛ ويقال: لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل، ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل، وأُمُّها أُمُّ حائل؛ قال: فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل.
وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل.
وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل.
والناس مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم. قال أَبو عبيدة: لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يقطعهما قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام.
وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل؛ وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ.
وفي الحديث: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل؛ المُحِيل: الذي لا يولد له، من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً.
وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ؛ ومنه حديث أُم مَعْبَد: والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ.
والحُول، بالضم: الحِيَال؛ قال الشاعر: لَقِحْن على حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش، حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى مُمَنَّع، بالنون. الأَصمعي: حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل؛ وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً (* قوله «وقد حالت حوالاً» هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب، والذي في القاموس: حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما) .
والحالُ: كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني. قال ابن سيده: وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة. اللحياني: يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال: هو بحالة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات. الجوهري: الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه.
وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة والموعظة: توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه، وكذلك روى أَبو عمرو الحديث: وكان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يَتَحَوَّلُنا بالموعظة، بالحاء غير معجمة، قال: وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً.
وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه: صُروفُه.
والحالُ: الوقت الذي أَنت فيه.
وأَحالَ الغَريمَ: زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر، والاسم الحَوالة. اللحياني: يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم: حالَ، وهو يَحُول حَوْلاً.
ويقال: أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً.
واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه. الليث: الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر. قال أَبو منصور: يقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ، وهو كذا درهماً، على رجل آخر لي عليه كذا درهماً أُحِيلُه إِحالةً، فاحْتال بها عليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ. قال أَبو سعيد: يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ، والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل، وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان، وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة.والحال: التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة.
والحالُ: الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ.
وفي الحديث: أَن جبريل، عليه السلام، قال لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل: أَخَذْتُ من حال البحر فضَرَبْتُ به وجهه، وفي رواية: فحشَوْت به فمه.
وفي التهذيب: أَن جبريل، عليه السلام، لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل، أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه؛ وقال الشاعر:وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا، سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر: حالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود.
والحالُ: اللَّبَنُ؛ عن كراع.
والحال: الرَّماد الحارُّ.
والحالُ: ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض، يقال: حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق.
وحالُ الرجلِ: امرأَته؛ قال الأَعلم: إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر، وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها؛ وأَنشد الأَزهري: يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها، والجمع مَحالٌ ومَحاوِل.
والمَحالة والمَحال: واسِطُ الظَّهْر، وقيل المَحال الفَقار، واحدته مَحالة، ويجوز أَن يكون فَعالة.
والحَوَلُ في العين: أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ، وقيل: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف، وقيل: هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها، وقيل: الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج، وقيل: هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت؛ وقول أَبي خراش: إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير (* قوله «إذا ما كان» تقدم في ترجمة كسس: إذا ما حال، وفسره بتحوّل). قيل: معناه انقلبت، وقال محمد بن حبيب: صار أَحْوَل، قال ابن جني: يجب من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة، وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ، فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا. الليث: لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول (* قوله «لغة تميم حالت عينه تحول» هكذا في الأصل، والذي في القاموس وشرحه: وحالت تحال، وهذه لغة تميم كما قاله الليث). حولاً، وغيرهم يقول: حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً.
واحْوَلَّت أَيضاً، بتشديد اللام، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائي.
وجَمْع الأَحول حُولان.
ويقال: ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً، مصدر الأَحْوَلِ.
ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ: جاء على الأَصل لسلامة فعله، ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأَن فَعِلاَ فَعِيل، فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها.
وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها: صَيَّرها حَوْلاء، وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل: احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً واحْوالَّت احْوِيلالاً.
والحُولة: العَجَب؛ قال: ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر ويوصف به فيقال: جاء بأَمرٍ حُولة.
والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة: كالمَشِيمة للمرأَة، وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر، وقيل: تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول، وذلك أَول شيء يخرج منه، وقد تستعمل للمرأَة، وقيل: الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد، وقال الخليل: ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء، وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء، لغة في خُيَلاء؛ حكاه ابن بري؛ وقيل: الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض، ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان، ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة، ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى.
والحُوَلاء: الماء الذي في السَّلى.
وقال ابن السكيت في الحُولاء: الجلدة التي تخرج على رأْس الولد، قال: سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد؛ قال الشاعر: على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها، فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين ابن شميل: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها، وهي أَعْقاؤه، الواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر.
وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر.
ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى: يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً.
ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً، وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ؛ قال: بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها.
وفي حديث الأَحنف: إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب، تقول العرب: تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة، وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم.
والحِوَل: الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ.
وأَحال عليه: اسْتَضْعَفه.
وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل.
وأَحَلْتُ عليه بالكلام: أَقبلت عليه.
وأَحال الذِّئبُ على الدم: أَقبل عليه؛ قال الفرزدق: فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَى دماً بصاحبه يوماً، أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه؛ وقال أَيضاً: فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى بصاحبه، يَوْماً، دَماً فهو آكلُه وفي حديث الحجاج: مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه، وفي حديث آخر: فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه.
وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قال لبيد: كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلون السِّجال على السِّجال وأَحالَ عليه الماء: أُفْرَغَه؛ قال: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، حَبْوَ الجَواري، تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه: يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم: حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم واحداً.
وحال: بمعنى انْصَبَّ.
وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه.
وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابن بري لزهير: يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحال الليلُ: انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل: لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها، وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل.
والحالُ: موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، وقيل: هي طَرِيقة المَتْن؛ قال: كأَنَّ غلامي، إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ في السماء، مُحَلِّق وقال امرؤ القيس: كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ابن الأَعرابي: الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء، وفيه ثلاث لغات: الخال، بالخاء المعجمة، وهو أَعْرَقُها، والحال والجَالُ.
والحَالُ: لحم باطن فخذ حمار الوحش.
والحال: حال الإِنسان.
والحال: الثقل.
والحال: مَرْأَة الرَّجُل.
والحال: العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي؛ قال ابن بري: وهذه أَبيات تجمع معاني الحال: يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى، والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد شيء. فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل، فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ: من الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ. ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا: التراب. تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها عن حالها، كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا: العَجَلة. فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى، وعلى ما فات من حال الحال هنا: مَذْهَب خير أَو شر. لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر، لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا: الساعة التي أَنت فيها. لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ، كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال الحال هنا: اللَّبَن؛ حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه، ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل: امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا. رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ، فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال حالُ الفَرَس: طرائق ظَهْره، وقيل مَتْنُه. يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه، حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا: وَرَق الشجر يَسْقُط. الأَصمعي: يقال ما أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد، والحال: لَحْمة المَتْن. الأَصمعي: حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه، وفي الصحاح: حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب.
وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال. ابن سيده وغيره: حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها، وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره.
ويقال: حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه. الجوهري: أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب؛ وفي المثل: تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء.
ويقال: إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان.
وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء؛ قال ذو الرمة: وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه، إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور: وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت، ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى.
وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر.
وما أَحْسَن حَوِيلَه، قال الأَصمعي: أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد.
ويقال: ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال: خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على ثِيلِه.
وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف، ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب؛ حكاه ابن سيده.
وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الواو.
والحَوِيل: الشاهد.
والحَوِيل: الكفِيل، والاسم الحَوَالة.
واحْتال عليه بالدَّين: من الحَوَالة.
وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته، والاسم الحَوِيل؛ قال الكميت: وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق، وهي كَيِّسة الحَوِيل قال: يعني الرَّخَمَة.
وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قال ذو الرمة يصف الحرباء: يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته حَنِيفاً، وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل، هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل، وفتحت العشي على الظرف، ويروى: الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل مفعول به؛ قال ابن بري: يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِيف، فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً، لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق.
واحْتال المنزلُ: مَرَّت عليه أَحوال؛ قال ذو الرمة: فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وطال احْتِيالُها واحتال أَيضاً: تغير؛ قال النمر: مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ، فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به؛ عن اللحياني.
وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ.
وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت: أَتى عليها حَوْلٌ، وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحِيل؛ قال الكميت: أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل بفَيْدَ، وما بُكاؤك بالطُّلول؟ والمُحِيل: الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ ؛ وذلك في البيت بعده وهو: أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم: يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا، حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ: أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل، بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل؟ قال ابن بري: وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة: قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا، والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا، بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا قال: تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، من أَهَله الله؛ وقال الأَخوص: أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس: من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ، من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا أَبو زيد: فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على أَثره.
وحالت القوسُ واستحالت، بمعنى، أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج.
وحَوَال: اسم موضع؛ قال خِراش بن زهير: فإِني دليل، غير مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي: الحَوَلْولة الكَيِّسة، وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها.
وبنو حَوالة: بطن.
وبنو مُحَوَّلة: هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك.
وحَوِيل: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي: تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب

ضمن (لسان العرب) [0]


الضَّمِينُ: الكفيل. ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل به.
وضَمَّنَه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون.
وفي الحديث: من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله . . . أكمل المادة لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة.
وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني: مثل غَرَّمْتُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ، من البُعْدِ، ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ. فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه.
وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً: أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها، كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا. عليه: على الجنين.
وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه. الليث: كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه؛ وأَنشد: ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ (* قوله «تربيت» أي تربية أي لا يربيه القبر، كما في التهذيب). ضُمِّنَه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ.
وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى؛ قال شمر: قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه، يقال: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء.
والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد غيره: إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ.
ويقال: ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه؛ ومنه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة.
وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ.
والضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه.
والضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه، صلى الله عليه وسلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ (* قوله «إن لنا الضاحية من البعل» كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في النهاية.
ولو قال كما في النهاية: إن لنا الضاحية من الضحل، ويروي من البعل، لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ).
والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ.
والضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو منصور: سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً، والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة.
وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم.
والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله: يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ، لما لُمْتَ على الحُبِّ، فَدَعْني وما قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف؛ وفي المحكم: المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر: سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً، ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين، وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري: أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ، ولا أَملك رأْس البعيرِ، إن نَفَرا والذئبَ أَخْشاه، إن مَرَرْتُ به وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا. فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب، ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة، هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره: وليس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِّ. فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ وقال النابغة: وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ، وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إنِّي شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ، أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ: ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا والمُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال الأَزهري: والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة.
والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال الشاعر: بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس.
والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَمِنٌ، والجمع ضَمِنُون، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون. ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً.
والضَّمانة: الزَّمانة.
وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً، واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته.
والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به.
والضَّمِنُ: الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال الشاعر: ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً، أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ.
والاسم الضَّمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه: إليك، إلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا.
وكان قد أَصابه بعض ذلك، فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة.
ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد.
وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى. الجوهري: والضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه.
وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة.
وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ.
وفي الحديث: كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنى: الزَّمْنى، جمع ضَمِنٍ.
والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة: ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ، كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ.
ورجل ضَمِنٌ: عاشق.
وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو زيد: يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد.
وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد: يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً، حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ. كأَنه قال مضمونة؛ ومثله: أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه. يريد مأْشورة أَي مقطوعة.
ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ: بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة.
وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه.
وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه.

طوع (لسان العرب) [0]


الطَّوْعُ: نَقِيضُ الكَرْهِ. طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه، والاسم الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ.
ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ.
ورجل طائِعٌ وطاعٍ مقلوب، كلاهما: مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ، ولا فِعْل لطاعٍ؛ قال:حَلَفْتُ بالبَيْتِ، وما حَوْلَه من عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ وكذلك مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ؛ قال المتنخل الهذلي: إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً، ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه الليحاني: أَطَعْتُه وأَطَعْتُ له.
ويقال أَيضاً: طِعْتُ له وأَنا أَطِيعُ طاعةً.
ولَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً، وطائِعاً أَو كارِهاً.
وجاء فلان طائعاً غير مُكْرَهٍ، والجمع طُوَّعٌ. قال الأَزهري: من العرب من يقول طاعَ له يَطُوعُ طَوْعاً، فهو طائعٌ، بمعنى أَطاعَ، وطاعَ يَطاعُ لغة جيدة. قال ابن سيده: وطاعَ يَطاعُ وأَطاعَ لانَ وانْقادَ، وأَطاعَه إِطاعةً وانْطاعَ . . . أكمل المادة له كذلك.
وفي التهذيب: وقد طاع له يَطُوعُ إِذا انقاد له، بغير أَلِف، فإِذا مضَى لأَمره فقد أَطاعَه، فإِذا وافقه فقد طاوعه؛ وأَنشد ابن بري للرَّقّاصِ الكلبي: سِنانُ مَعَدٍّ في الحُرُوبِ أَداتُها، وقد طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ ودَعائِمُ وأَنشد للأَحوص: وقد قادَتْ فُؤادي في هَواها، وطاعَ لها الفُؤادُ وما عَصاها وفي الحديث: فإِنْ هُمْ طاعُوا لك بذلك.
ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ. قال: والطاعةُ اسم من أَطاعَه طاعةً، والطَّواعِيةُ اسم لما يكون مصدراً لطاوَعَه، وطاوَعَتِ المرأَةُ زوجها طَواعِيةً. قال ابن السكيت: يقال طاعَ له وأَطاعَ سواء، فمن قال طاع يقال يطاع، ومن قال أَطاعَ قال يُطِيعُ، فإِذا جئت إِلى الأَمر فليس إِلاَّ أَطاعَه، يقال أَمَرَه فأَطاعَه، بالأَلف، طاعة لا غير.
وفي الحديث: هَوًى مُتَّبَعٌ وشُحٌّ مُطاعٌ؛ هو أَن يُطِيعَه صاحبُه في منع الحقوق التي أَوجبها الله عليه في ماله.
وفي الحديث: لا طاعةَ في مَعْصِيةِ الله؛ يريد طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بما فيه معصية كالقتل والقطع أَو نحوه، وقيل: معناه أَن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلُص إِذا كانت مشوبة بالمعصية، وإِنما تصح الطاعة وتخلص مع اجتناب المعاصي، قال: والأَول أَشبه بمعنى الحديث لأَنه قد جاء مقيّداً في غيره كقوله: لا طاعةَ لمخلوق في معصية الله، وفي رواية: في معصية الخالق.
والمُطاوَعةُ: الموافقة، والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مُطاوِعاً.
ورجل مِطْواعٌ أَي مُطِيعٌ.
وفلان حسن الطَّواعِيةِ لك مثل الثمانية أَي حسن الطاعة لك.
ولسانه لا يَطُوعُ بكذا أَي لا يُتابِعُه.
وأَطاع النَّبْتُ وغيره: لم يمتنع على آكله.
وأَطاعَ له المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ له المرتع وأَمْكَنَه الرَّعْيُ؛ قال الأَزهري: وقد يقال في هذا الموضع طاعَ؛ قال أَوس بن حجر:كأَنَّ جِيادَهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ أَنشده أَبو عبيد وقال: الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض من الحشيش والنبات وليس من الورق.
وأَطاعَ له المَرْعَى: اتَّسَعَ وأَمكن الرعْيُ منه؛ قال الجوهري: وقد يقال في هذا المعنى طاعَ له المَرْتَعُ.
وأَطاعَ التمرُ (* قوله«وأطاع التمر إلخ» كذا بالأصل.) حانَ صِرامُه وأَدْرَك ثمره وأَمكن أَن يجتنى.
وأَطاع النخلُ والشجرُ إِذا أَدرك.
وأَنا طَوْعُ يَدِكَ أَي مُنْقادٌ لك.
وامرأَة طَوْعُ الضَّجِيعِ: مُنْقادةٌ له؛ قال النابغة: فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ، فَباتَ له طَوْع الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ ومن صَرَدِ يعني بالشَّوامِتِ الكِلابَ، وقيل: أَراد بها القوائم، وفي التهذيب: يقال فلان طَوْعُ المكارِه إِذا كان معتاداً لها مُلَقًّى إِيّاها، وأَنشد بيت النابغة، وقال: طوع الشوامت بنصب العين ورفعها، فمن رفع أَراد بات له ما أَطاعَ شامِتُه من البرْدِ والخَوْف أَي بات له ما اشتَهى شامِتُه وهو طَوْعُه ومن ذلك تقول: اللهم لا تُطِيعَنَّ بنا شامِتاً أَي لا تفعلْ بي ما يَشْتَهِيه ويُحِبُّه، ومن نصب أَراد بالشَّوامِتِ قوائمه، واحدتها شامِتةٌ؛ تقول: فبات الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَي بات قائماً.
وفرس طَوْعُ العِنانِ: سَلِسُه.
وناقة طَوْعةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعةُ القِيادِ: ليِّنة لا تُنازِعُ قائِدَها.
وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعه، كلاهما: حاوَله، والعرب تقول: عَليَّ أَمْرةٌ مُطاعةٌ.
وطَوَّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أَخِيه؛ قال الأَخفش: مثل طَوَّقَتْ له ومعناه رخّصت وسهّلت، حكى الأَزهري عن الفراء: معناه فَتابَعَتْ نفسُه، وقال المبرد: فطوَّعت له نفسه فَعَّلَتْ من الطوْع، وروي عن مجاهد قال: فطوَّعت له نفسه شَجَّعَتْه؛ قال أَبو عبيد: عنى مجاهد أَنها أَعانته على ذلك وأَجابته إِليه، قال: ولا أَدْرِي أَصله إِلاَّ من الطَّواعِيةِ؛ قال الأَزهري: والأَشبه عندي أَن يكون معنى طَوَّعَتْ سَمَحَتّْ وسهَّلت له نفسه قتل أَخيه أَي جعلت نفسُه بهواها المُرْدي قَتلَ أَخيه سهلاً وهَوِيَتْه، قال: وأَما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله قتلَ أَخيه على إِفضاء الفعل إِليه كأَنه قال فطوَّعت له نفسه أَي انقادت في قتل أَخيه ولقتل أَخيه فحذف الخافض وأَفْضَى الفعلُ إِليه فنصبه. قال الجوهري: والاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ؛ قال ابن بري: هو كما ذكر إِلاَّ أَنّ الاستطاعة للإِنسان خاصّة والإِطاقة عامة، تقول: الجمل مطيق لحِمْله ولا تقل مستطيع فهذا الفرق ما بينهما، قال: ويقال الفَرسُ صَبور على الحُضْر.
والاستطاعةُ: القدرة على الشيء، وقيل: هي استفعال من الطاعة؛ قال الأَزهري: والعرب تحذف التاء فتقول اسْطاعَ يَسْطِيعُ؛ قال: وأَما قوله تعالى: فما اسْطاعُوا أَن يظهروه، فإِن أَصله استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد فحذفت التاء ليخف اللفظ، ومن العرب من يقول اسْتاعوا، بغير طاء، قال: ولا يجوز في القراءة، ومنهم من يقول أَسْطاعُوا بأَلف مقطوعة، المعنى فما أَطاعُوا فزادوا السين؛ قال: قال ذلك الخليل وسيبويه عوضاً من ذهاب حركة الواو لأَن الأَصل في أَطاعَ أَطْوَعَ، ومن كانت هذه لغته قال في المستقبل يُسْطِيعُ، بضم الياء؛ وحكي عن ابن السكيت قال: يقال ما أَسطِيعُ وما أُسْطِيعُ وما أَسْتِيعُ، وكان حمزة الزيات يقرأُ: فما اسْطّاعوا، بإِدغام الطاء والجمع بين ساكنين، وقال أَبو إِسحق الزجاج: من قرأَ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم، وحجتهم في ذلك أَن السين ساكنة، وإِذا أُدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين، قال: ومن قال أَطْرَحُ حركة التاء على السين فأَقرأُ فما أَسَطاعوا فخطأ أَيضاً لأَن سين استفعل لم تحرك قط. قال ابن سيده: واسْتَطاعَه واسْطاعَه وأَسْطاعَه واسْتاعَه وأَسْتاعَه أَطاقَه فاسْتَطاعَ، على قياس التصريف، وأَما اسْطاعَ موصولةً فعلى حذف التاء لمقارنتها الطاء في المخرج فاسْتُخِفَّ بِحذفها كما استخف بحذف أَحد اللامين في ظَلْتُ، وأَما أَسْطاعَ مقطوعة فعلى أَنهم أَنابُوا السين منَابَ حركة العين في أَطاعَ التي أَصلها أَطْوَعَ، وهي مع ذلك زائدة، فإِن قال قائل: إِنّ السين عوض ليست بزائدة، قيل: إِنها وإِن كانت عوضاً من حركة الواو فهي زائدة لأَنها لم تكن عوضاً من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة في عَطاءٍ ونحوه؛ قال ابن جني: وتعقب أَبو العباس على سيبويه هذا القول فقال: إِنما يُعَوَّضُ من الشيء إِذا فُقِدَ وذهب، فأَما إِذا كان موجوداً في اللفظ فلا وجه للتعويض منه، وحركة العين التي كانت في الواو قد نقلت إِلى الطاء التي هي الفاء، ولم تعدم وإِنما نقلت فلا وجه للتعويض من شيء موجود غير مفقود، قال: وذهب عن أَبي العباس ما في قول سيبويه هذا من الصحة، فإِمّا غالَطَ وهي من عادته معه، وإِمّا زلّ في رأْيه هذا، والذي يدل على صحة قول سيبويه في هذا وأَن السين عوض من حركة عين الفعل أَن الحركة التي هي الفتحة، وإِن كانت كما قال أَبو العباس موجودة منقولة إِلى الفاء، إِما فقدتها العين فسكنت بعدما كانت متحركة فوهنت بسكونها، ولما دخلها من التَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام، وذلك لم يُطِعْ وأَطِعْ، ففي كل هذا قد حذف العين لالتقاء الساكنين، ولو كانت العين متحركة لما حذفت لأَنه لم يك هناك التقاء ساكنين، أَلا ترى أَنك لو قلت أَطْوَعَ يُطْوِعُ ولم يُطْوِعْ وأَطْوِعْ زيداً لصحت العين ولم تحذف؟ فلما نقلت عنها الحركة وسكنت سقطت لاجتماع الساكنين فكان هذا توهيناً وضعفاً لحق العين، فجعلت السين عوضاً من سكون العين الموهن لها المسبب لقلبها وحذفها، وحركةُ الفاء بعد سكونها لا تدفع عن العين ما لحقها من الضعف بالسكون والتَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام،ويؤكد ما قال سيبويه من أَن السين عوض من ذهاب حركة العين أَنهم قد عوضوا من ذهاب حركة هذه العين حرفاً آخر غير السين، وهو الهاء في قول من قال أَهْرَقْتُ، فسكن الهاء وجمع بينها وبين الهمزة، فالهاء هنا عوض من ذهاب فتحة العين لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْيَقْتُ، والواو عندي أَقيس لأَمرين: أَحدهما أَن كون عين الفعل واواً أَكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه، والآخر أَن الماء إِذا هريق ظهر جوهره وصفا فَراق رائيه، فهذا أَيضاً يقوّي كون العين منه واواً، على أَن الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصَبّ، وهذا قاطع بكون العين ياء، ثم إِنهم جعلوا الهاء عوضاً من نقل فتحة العين عنها إِلى الفاء كما فعلوا ذلك في أَسطاع، فكما لا يكون أَصل أَهرقت استفعلت كذلك ينبغي أَن لا يكون أَصل أَسْطَعْتُ اسْتَفْعَلْتُ، وأَما من قال اسْتَعْتُ فإِنه قلب الطاء تاء ليشاكل بها السين لأَنها أُختها في الهمس، وأَما ما حكاه سيبويه من قولهم يستيع، فإِما أَن يكونوا أَرادوا يستطيع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظَلْتُ وتركوا الزيادة كما تركوها في يبقى، وإِما أَن يكونوا أَبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد السين مهموساً مثلها؛ وحكى سيبويه ما أَستتيع، بتاءين، وما أَسْتِيعُ وعدّ ذلك في البدل؛ وحكى ابن جني استاع يستيع، فالتاء بدل من الطاء لا محالة، قال سيبويه: زادوا السين عوضاً من ذهاب حركة العين من أَفْعَلَ.
وتَطاوَعَ للأَمر وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه: تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه.
وفي التنزيل: فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له؛ قال الأَزهري: ومن يَطَّوَّعْ خيراً، الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء، وكل حرف أَدغمته في حرف نقلته إِلى لفظ المدغم فيه، ومن قرأَ: ومن تطوّع خيراً، على لفظ الماضي، فمعناه للاستقبال، قال: وهذا قول حذاق النحويين.
ويقال: تَطاوَعْ لهذا الأَمر حتى نَسْتَطِيعَه.
والتَّطَوُّعُ: ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه كأَنهم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ.
والمُطَّوِّعةُ: الذين يَتَطَوَّعُون بالجهاد، أُدغمت التاء في الطاء كما قلناه في قوله: ومن يَطَّوَّعْ خيراً، ومنه قوله تعالى: والذين يلمزون المطَّوّعين من المؤمنين، وأَصله المتطوعين فأُدغم.
وحكى أَحمد بن يحيى المطوِّعة، بتخفيف الطاء وشد الواو، وردّ عليه أَبو إِسحق ذلك.
وفي حديث أَبي مسعود البدري في ذكر المُطَّوِّعِينَ من المؤمنين: قال ابن الأَثير: أَصل المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه، وهو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ.
وطَوْعةُ: اسم.

كتب (لسان العرب) [0]


الكِتابُ: معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ. كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً، وكَتَّبَه: خَطَّه؛ قال أَبو النجم: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ قال: ورأَيت في بعض النسخِ تِكِتِّبانِ، بكسر التاء، وهي لغة بَهْرَاءَ، يَكْسِرون التاء، فيقولون: تِعْلَمُونَ، ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ التاء.والكِتابُ أَيضاً: الاسمُ، عن اللحياني. الأَزهري: الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً؛ والكِتابُ مصدر؛ والكِتابةُ لِـمَنْ تكونُ له صِناعةً، مثل الصِّياغةِ والخِـياطةِ.
والكِتْبةُ: اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه.
ويقال: اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة.
واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه له. ابن سيده: اكْتَتَبَه ككَتَبَه.
وقيل: كَتَبَه خَطَّه؛ واكْتَتَبَه: اسْتَمْلاه، . . . أكمل المادة وكذلك اسْتَكْتَبَه.
واكْتَتَبه: كَتَبه، واكْتَتَبْته: كَتَبْتُه.
وفي التنزيل العزيز: اكْتَتَبَها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِـيلاً؛ أَي اسْتَكْتَبَها.
ويقال: اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه في دِيوانِ السُّلْطان.
وفي الحديث: قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِني اكْتُتِبْت في غزوة كذا وكذا؛ أَي كَتَبْتُ اسْمِي في جملة الغُزاة.
وتقول: أَكْتِبْنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ.
والكِتابُ: ما كُتِبَ فيه.
وفي الحديث: مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه، فكأَنما يَنْظُرُ في النار؛ قال ابن الأَثير: هذا تمثيل، أَي كما يَحْذر النارَ، فَلْـيَحْذَرْ هذا الصنيعَ، قال: وقيل معناه كأَنما يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار؛ قال: ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الجناية منه، كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم، وهم له كارهُونَ؛ قال: وهذا الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة، يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع عليه؛ وقيل: هو عامٌّ في كل كتاب.
وفي الحديث: لا تَكْتُبوا عني غير القرآن. قال ابن الأَثير: وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث، وبين اذنه في كتابة الحديث عنه، فإِنه قد ثبت إِذنه فيها، أَن الإِذْنَ، في الكتابة، ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت، وبـإِجماع الأُمة على جوازها؛ وقيل: إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، والأَوَّل الوجه.
وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء: أَنه سمع بعضَ العَرَب يقول، وذَكَر إِنساناً فقال: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها، فقلتُ له: أَتَقُولُ جاءَته كِتابي؟ فقال: نَعَمْ؛ أَليس بصحيفة! فقلتُ له: ما اللَّغُوبُ؟ فقال: الأَحْمَقُ؛ والجمع كُتُبٌ. قال سيبويه: هو مما اسْتَغْنَوْا فيه ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه، فقالوا: ثلاثةُ كُتُبٍ.
والـمُكاتَبَة والتَّكاتُبُ، بمعنى.
والكِتابُ، مُطْلَقٌ: التوراةُ؛ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى: نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ.
وقوله: كتابَ اللّه؛ جائز أَن يكون القرآنَ، وأَن يكون التوراةَ، لأَنَّ الذين كفروا بالنبي، صلى اللّه عليه وسلم، قد نَبَذُوا التوراةَ.
وقولُه تعالى: والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور. قيل: الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من أَعْمالهم.
والكِتابُ: الصحيفة والدَّواةُ، عن اللحياني. قال: وقد قرئ ولم تَجدوا كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِـباً؛ فالكِتابُ ما يُكْتَبُ فيه؛ وقيل الصّحيفة والدَّواةُ، وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ.
وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً: عَلَّمَه الكِتابَ.
ورجل مُكْتِبٌ: له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده.
والـمُكْتِبُ: الـمُعَلِّمُ؛ وقال اللحياني: هو الـمُكَتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة. قال الحسن: كان الحجاج مُكْتِـباً بالطائف، يعني مُعَلِّماً؛ ومنه قيل: عُبَيْدٌ الـمُكْتِبُ، لأَنه كان مُعَلِّماً.
والـمَكْتَبُ: موضع الكُتَّابِ.
والـمَكْتَبُ والكُتَّابُ: موضع تَعْلِـيم الكُتَّابِ، والجمع الكَتَاتِـيبُ والـمَكاتِبُ. الـمُبَرِّدُ: الـمَكْتَبُ موضع التعليم، والـمُكْتِبُ الـمُعَلِّم، والكُتَّابُ الصِّبيان؛ قال: ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ، فقد أَخْطأَ. ابن الأَعرابي: يقال لصبيان الـمَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً.
ورجلٌ كاتِبٌ، والجمع كُتَّابٌ وكَتَبة، وحِرْفَتُه الكِتابَةُ.
والكُتَّابُ: الكَتَبة. ابن الأَعرابي: الكاتِبُ عِنْدَهم العالم. قال اللّه تعالى: أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ يَكْتُبونَ؟ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن: قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِـباً من أَصحابي؛ أَراد عالماً، سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عنده العلم والمعرفة، وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً، وفيهم قليلاً.
والكِتابُ: الفَرْضُ والـحُكْمُ والقَدَرُ؛ قال الجعدي: يا ابْنَةَ عَمِّي ! كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني * عَنْكُمْ، وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ ما فَعَلا؟ والكِتْبة: الحالةُ.
والكِتْبةُ: الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ.
ويقال: اكْتَتَبَ فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه في الفَرْض.
وفي حديث ابن عمر: من اكْتَتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللّه ضَمِناً يوم القيامة، أَي من كَتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن زَمِناً، يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ، فلما نُدِبَ للخُروجِ مع المجاهدين، سأَل أَن يُكْتَبَ في الضَّمْنَى، وهم الزَّمْنَى، وهو صحيح.
والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض. قال اللّه تعالى: كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى.
وقال عز وجل: كُتِبَ عليكم الصيامُ؛ معناه: فُرِضَ. وقال: وكَتَبْنا عليهم فيها أَي فَرَضْنا.
ومن هذا قولُ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لرجلين احتَكما إِليه: لأَقْضِـيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه، أَو كَتَبَه على عِـبادِه، ولم يُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر لَـهُما فيه؛ وقيل: معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً، بَيَّنه على لسانِ رسوله، صلى اللّه عليه وسلم.
وقولُه تعالى: كِتابَ اللّهِ عليكم؛ مصْدَرٌ أُريدَ به الفِعل أَي كَتَبَ اللّهُ عليكم؛ قال: وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين (1) (1 قوله «وهو قول حذاق النحويين» هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني في تكملته، ثم قال: وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد، لأن ما انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم في هذا الموضع.
ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر.) .
وفي حديث أَنَسِ بن النَّضْر، قال له: كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه، صلى اللّه عليه وسلم؛ وقيل: هو إِشارة إِلى قول اللّه، عز وجل: والسِّنُّ بالسِّنِّ، وقوله تعالى: وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِـبوا بمثل ما عُوقِـبْتُمْ به.
وفي حديث بَريرَةَ: من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه، ولا على مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول، وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له، وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ، لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً.
والكِتْبَةُ: اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه.
واسْتَكْتَبه: أَمَرَه أَن يَكْتُبَ له، أَو اتَّخَذه كاتِـباً.
والـمُكاتَبُ: العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه، فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ.
وفي حديث بَريرَة: أَنها جاءَتْ تَسْتَعِـينُ بعائشة، رضي اللّه عنها، في كتابتها. قال ابن الأَثير: الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً. قال: وسميت كتابةً، بمصدر كَتَبَ، لأَنه يَكْتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه، ويَكْتُبُ مولاه له عليه العِتْقَ.
وقد كاتَبه مُكاتَبةً، والعبدُ مُكاتَبٌ. قال: وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول، لأَن أَصلَ الـمُكاتَبة من الـمَوْلى، وهو الذي يُكاتِبُ عبده. ابن سيده: كاتَبْتُ العبدَ: أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه.
وفي التنزيل العزيز: والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب مما مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِـبُوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً. معنى الكِتابِ والـمُكاتَبةِ: أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه عليه، ويَكْتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه، في كلِّ نَجْمٍ كذا وكذا، فهو حُرٌّ، فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبه عليه، فقد عَتَقَ، وولاؤُه لمولاه الذي كاتَبهُ.
وذلك أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه، فالسيد مُكاتِب، والعَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال؛ سُمِّيت مُكاتَبة لِـما يُكْتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه، ولِـما يُكتَبُ للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها، وأَنَّ له تَعْجِـيزَه إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه. الليث: الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّيْرِ، وجمعها كُتَبٌ. ابن سيده: الكُتْبَةُ، بالضم، الخُرْزَة التي ضَمَّ السيرُ كِلا وَجْهَيْها.
وقال اللحياني: الكُتْبة السَّيْر الذي تُخْرَزُ به الـمَزادة والقِرْبةُ، والجمع كُتَبٌ، بفتح التاءِ؛ قال ذو الرمة: وَفْراءَ غَرْفِـيَّةٍ أَثْـأَى خَوارِزَها * مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ الوَفْراءُ: الوافرةُ.
والغَرْفيةُ: الـمَدْبُوغة بالغَرْف، وهو شجرٌ يُدبغ به.
وأَثْـأَى: أَفْسَدَ.
والخَوارِزُ: جمع خارِزَة.
وكَتَبَ السِّقاءَ والـمَزادة والقِرْبة، يَكْتُبه كَتْباً: خَرَزَه بِسَيرين، فهي كَتِـيبٌ.
وقيل: هو أَن يَشُدَّ فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء.وأَكْتَبْتُ القِرْبة: شَدَدْتُها بالوِكاءِ، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتِـيبٌ. ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابياً يقول: أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه.
وفي حديث المغيرة: وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه ثيابَه، من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه.
وقال اللحياني: اكْتُبْ قِرْبَتَك اخْرُزْها، وأَكْتِـبْها: أَوكِها، يعني: شُدَّ رأْسَها.
والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ.
والكُتْبَةُ: ما شُدَّ به حياءُ البغلة، أَو الناقة، لئلا يُنْزَى عليها.
والجمع كالجمع.
وكَتَبَ الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْتُبها، ويَكْتِـبُها كَتْباً، وكَتَبَ عليها: خَزَمَ حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها، لئلا يُنْزَى عليها؛ قال: لا تَـأْمَنَنَّ فَزارِيّاً، خَلَوْتَ به، * على بَعِـيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل.
والبعيرُ هنا: الناقةُ.
ويُرْوَى: على قَلُوصِك.
وأَسْيار: جمع سَيْر، وهو الشَّرَكَةُ. أَبو زيد: كَتَّبْتُ الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها.
والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها، كُتِبَ مَنْخُراها بخَيْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها، ليكونَ أَرْأَم لها. ابن سيده: وكَتَبَ الناقة يَكْتُبُها كَتْباً: ظَـأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ، لئلا تَشُمَّ البَوَّ، فلا تَرْأَمَه.
وكَتَّبَها تَكْتيباً، وكَتَّبَ عليها: صَرَّرها.
والكَتِـيبةُ: ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ؛ وقيل: هي الجماعة الـمُسْتَحِـيزَةُ من الخَيْل أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ.
وقيل: الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت، من المائة إِلى الأَلف.
والكَتيبة: الجيش.
وفي حديث السَّقيفة: نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة الإِسلام. الكَتيبةُ: القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش، والجمع الكَتائِبُ.
وكَتَّبَ الكَتائِبَ: هَيَّـأَها كَتِـيبةً كتيبةً؛ قال طُفَيْل: فأَلْوَتْ بغاياهم بنا، وتَباشَرَتْ * إِلى عُرْضِ جَيْشٍ، غيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ. قال شَمِرٌ: كل ما ذُكِرَ في الكَتْبِ قريبٌ بعضُه من بعضٍ، وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين. يقال: اكْتُبْ بَغْلَتَك، وهو أَنْ تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ، ومن ذلك سميت الكَتِـيبَةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ فاجْتَمَعَتْ؛ ومنه قيل: كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: لا يُكْتَبُون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم، * جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا قيل: معناه لا يَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم، وقد قيل: معناه لا يُهَيَّؤُونَ.
وتَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا.
والكُتَّابُ: سَهْمٌ صغير، مُدَوَّرُ الرأْس، يَتَعَلَّم به الصبيُّ الرَّمْيَ، وبالثاءِ أَيضاً؛ والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ.
وفي حديث الزهري: الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ، وفيها صُلْحٌ. الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً: اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعني أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح.
وبَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ، واللّه أَعلم.

سوأ (لسان العرب) [0]


ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً: فعل به ما يكره، نقيض سَرَّه.
والاسم: السُّوءُ بالضم.
وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يخففان، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي. قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قال: وسأَلته عن مسائية، فقال: هي مقلوبة، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان مُسْتَثْقَلانِ.
والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً.
وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها . . . أكمل المادة على الجَرْي.
وتقول من السُّوءِ: اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ.
وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم: أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء. قال أَبو عبيد: أَراد أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من الـمَساءة.
ويقال: اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك.
ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل.
ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً.
والسُّوءُ: الفُجُورُ والـمُنْكَر.
ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ ولَيْنٍ. قال الطُّهَوِيُّ: ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابن السكيت: وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا بالأَلف واللام. قال ابن بري: إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ.
ويقال أَسَأْت به وإِليه وعليه وله، وكذلك أَحْسَنْت. قال كثير: أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي.
وقال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها.
وقال: ومَن أَساءَ فعليها.
وقال عزَّ وجل: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ.
وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته. الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إِذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ: قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها.
وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قال الأُموي: السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ. قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه.
ومنه حديث عبدالملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ.
وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها.
والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ الـمُخالِفة.
والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ.
وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ. قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ: ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، * في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، * يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ ويقال: سُؤْتُ وجه فلان، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً، والـمَسايةُ لغة في الـمَساءة، تقول: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ.
ويقال: أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ.
وخَزْيانُ سَوْآنُ: من القُبْح.
والسُّوأَى، بوزن فُعْلى: اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى.
والسُّوأَى: خلاف الحُسْنَى.
وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا.
والسُّوأَى: النارُ.
وأَساءَ الرجلُ إِساءة: خلافُ أَحسَن.
وأَساءَ إِليه: نَقِيضُ أَحْسَن إِليه.
وفي حديث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ.
وقد كثر ذكر السَّيِّئة في الحديث، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة.
وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه.
وأَساءَ فلانٌ الخِياطةَ والعَمَلَ.
وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ.
وذلك أَنَّ رجلاً أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله. يُضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ(1) (1 قوله «يطلب الحاجة» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.) فلا يُبالِغُ فيها.
والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوئِةٌ، فقُلبت الواو ياءً وأُدْغِمت.
وقولٌ سَيِّىءٌ: يَسُوء.
والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ قَبِيحانِ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى.
واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ.
وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّءِ، فأَضافَ.
وفيه: ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه، والمعنى مَكْرُ الشِّرْك.وقرأَ ابن مسعود: ومَكْراً سَيِّئاً على النعت.
وقوله: أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟ فإنه أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ.
وأَراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك.
وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ.
ويقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي.
وفي الحديث: فما سَوَّأَ عليه ذلك، أَي ما قال له أَسأْتَ. قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً: فيه قولان: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، والمعنى: فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه.
وقيل: ضرب فلان على فلان سايةً معناه: جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق ساكن، جعلوها ياءً مشدَّدة، ثم استثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سايةٌ كما قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله.
والسَّوْأَة: العَوْرة والفاحشة.
والسَّوْأَة: الفَرْجُ. الليث: السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قال اللّه تعالى: بَدَتْ لهما سَوْآتُهما. قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن. يقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء.
وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة: وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ؟ قال ابن الأَثير: السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول وفعل، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم.
وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة؛ قال: يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما.
ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول: هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول: هذا رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق: وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ على الدَّمِ قال الأَخفش: ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ، وحَقُّ اليَّقِينِ، جميعاً، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل، واليَقِينُ هُو الحَقُّ. قال: ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بري: وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السين فيهما، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السين، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن يقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، ولم يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، واسم الفِعْل السُّوءُ، وقال: السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل. قال اللّه تعالى: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً.
وتقول في النكرة: رجل سَوْءٍ، وإِذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولم تُضِفْ، وتقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، ولا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، ولا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ. الفرّاء في قوله عز وجل: عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ. قال: ودائرةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَى في القراءة وأَكثر، وقلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السين.
وقال الزجاج في قوله تعالى: الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ. كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم، فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم. قال: ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء، فهو جائز. قال: ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت.
وزعم الخليل وسيبويه: أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون. قال اللّه تعالى: عليهم دائرةُ السَّوْءِ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ بهم. قال الأَزهريّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السين مـمدودة، صحيح، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السين ممدودة، في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء، بفتح السين في السورتين.
وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى: ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فهذه مصادر، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك: عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قال: ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى: ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ ولا في قوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب، فيضم.
وقرئَ قوله تعالى: عليهم دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من الـمَساءة.
وقوله عز وجل: كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة.
وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاءُ.
والسُّوءُ: اسم جامع للآفات والداءِ.
وقوله عز وجل: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الجُنون.
وقوله عز وجل: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم.
وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه، وكلاهما فيه. أَلا تَراهم قالوا(1) (1 قوله «قالوا من إلخ» كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.
وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة.
ويقال: إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ.
ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ.
وقال الليث: أَمَّا السُّوءُ، فما ذكر بسَيِّىءٍ، فهو السُّوءُ. قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإِذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءاً.
وبنو سُوءة: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.