المصادر:  


عجل (مقاييس اللغة) [50]



العين والجيم واللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الإسراع، والآخر على بعض الحيَوان.فالأوّل: العَجَلة في الأمرِ، يقال: هو عَجِلٌ وعَجُل، لغتان. قال ذو الرّمّة:
كأنَّ رِجلَيه رِجلاَ مُقْطِفٍ عَجُِلٍ      إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيه ترنيمُ

واستعجلتُ فلاناً: حثثته.
وعَجِلْتُه: سبَقْته. قال الله تعالى: أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ [الأعراف 150].
والعُجَالَة: ما تُعَجِّلُ من شيء.
ويقال: "عُجَالة الرَّاكبِ تمرٌ وسَويق".
وذكر عن الخليل أنَّ العَجَل: ما استُعجِل به طعامٍ فقُدِّم قبل إدراك الغِذاء.
وأنشد:
إن لم تُغِثْنِي أكُنْ ياذا النَّدَى عَجَلاً      كلُقمةٍ وقَعتْ في شِدقِ غَرثانِ

ونحن نقول: أمّا قياس الكلمة التي ذكرناها فصحيح، لأنَّ الكلمةَ لا أصلَ لها، والبيت مصنوع.ويقال: من العُجَالة: عجَلتُ القَوْمَ، كما يقال لَهَّنْتُهُمْ.
وقال . . . أكمل المادة أهل اللُّغة: العاجل: ضد الآجل.
ويقال للدُّنيا: العاجلة، وللآخرة: الآجلة.
والعَجْلان هو كعب بن ربيعة بن عامر، قالوا: سمِّي العَجْلانَ باستعجالِهِ عَبْدَه.
وأنشدوا:
      خُذِ الصَّحْنَ واحْلُبْ أيُّهَا العبدُ واعجَلِ

وقالوا: إنَّ المُعَجِّل والمُعْجِل من النُّوق: التي تُنْتَج قبل أن تستكمل الوقتَ فيعيش ولدُها.وممّا حُمِل على هذا العَجَلة: عَجَلة الثِّيران.
والعَجَلة: المنجنون التي يُسْتَقى عليها، والجمع عَجَل وعَجَلات.قال أبو عبيد: العَجَلة: خشبةٌ معترِضة على نَعَامَتي البِئرِ والغَرْبُ مُعلَّقٌ بها، والجمع عَجَل. قال أبو زيد: العَجَلة: المَحَالة.
وأنشد:
وقد أعَدَّ ربُّها وما عَقَلْ      حمراءَ من ساجٍ تَتقّاها العَجَلْ

ومن الباب: العِجْلة: الإداوَة الصَّغيرة، والجمْع عِجَل.
وقال الأعشى:
والسّاحباتِ ذيولَ الخزِّ آونةً      والرافلاتِ على أعجازها العِجَلُ

وإنما سمِّيت بذلك لأنها خفيفة يعجَل بها حاملُها.
وقال الخليل: العَجُول من الإبل، الواله التي فَقَدَت ولدَها، والجمع عُجُل.
وأنشد:
أحِنُّ إليك حنين العَجُول      إذا ما الحمامة ناحت هديلا

وقالت الخنساء:
فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيف به      قد ساعدَتْهَا على التَّحنانِ أظآرُ

قالوا: وربما قيل للمرأة الثَّكلى عَجُول، والجمع عُجُل. قال الأعشى:
حتى يظلَّ عميدُ القَوْمِ مرتفقاً      يَدفَع بالرّاح عنه نِسْوةٌ عُجُلُ

ولم يفسِّرُوه بأكثر من هذا. قلنا: وتفسيره ما يلحق الوالهَ عند ولهه من الاضطراب و العَجَلة، إلاّ أنَّ هذه العَجول لم يُبْنَ منها فِعل فيقال: عَجِلتْ، كما بُنِي من الثُّكل ثَكِلتْ، والأصل فيه واحد، إلاّ أنّه لم يأت من العرب.والأصل الآخر العِجْل: ولد البقرة؛ وفي لغةٍ عِجَّوْل، والجمع عجاجيل، والأنثى عِجْلَة وعِجَّولة، وبذلك سُمِّي الرجل عِجْلاً.

عجل (المعجم الوسيط) [50]


 عجلا وعجلة أسْرع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وعجلت إِلَيْك رب لترضى} وَيُقَال عجل إِلَيْهِ فَهُوَ عَاجل وَعجل وَهُوَ وَهِي عجول وَهُوَ عجلَان وَهِي عجلى جمع الِاثْنَيْنِ عجالى وعجال وَفُلَانًا وَالْأَمر سبقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أعجلتم أَمر ربكُم} 

عجل (الصّحّاح في اللغة) [50]


العِجْلُ: ولدُ البقرةِ، والعِجَّوْلُ مثله، والجمع العَجاجيل، والأنثى عِجْلَةٌ.
وبقرةٌ مُعْجِلٌ: ذات عِجْلٍ.
والعِجْلَةُ أيضاً: السِقاءُ، والجمع عِجَلٌ.
وقد تجمع على عِجالٍ.
والعجلةُ أيضاً: ضربٌ من النبت.
والعَجَلَةُ بالتحريك: التي يجرُّها الثور، والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ.
والعَجَلَةُ: المَنْجَنونُ يُستقى عليها، والجمع عَجَلٌ. قال الكلابيّ: العَجَلَةُ جشبةٌ معترِضةٌ على نَعامة البئر والغربُ مُعَلَّقٌ بها.
والعَجَلُ والعَجَلَةُ: خلاف البطء، وقد عَجِلَ بالكسر.
ورجل عَجِلٌ وعَجُلٌ، وعَجولٌ، وعَجْلان بيِّن العَجَلَةِ، وامرأة عَجْلى ونسوةٌ عَجالَى وعِجالٌ أيضاً.
والعاجِلُ والعاجِلَةُ: نقيض الآجِلِ والآجِلَةِ.
وعاجَلَهُ بذنبه، إذا أخذه به ولم يمهله.
وقوله تعالى: "أَعْجِلْتُمْ أمْرَ بكم" أي أسَبَقْتُم. من الإبل: الوالِهُ التي فقدت ولدها.
والعُجالةُ بالضم: ما تَعَجَّلته من شيء.
وأمُّ عجلان: طائرٌ.
وأعْجَلَهُ وعَجَّلهُ تَعْجيلاً، إذا . . . أكمل المادة اسْتَحَثَّه.
وتَعَجّلْتُ من الكِراء كذا، وعَجَّلْتُ له من الثمن كذا، أي قدَّمت.
وعَجَّلْتُ اللحم: طبخته على عَجَلَةٍ.
والمُعَجِّل والمُتَعَجِّلُ: الذي يأتي أهله بالإعْجالةِ.
والإعْجالَةُ: ما يُعَجِّلُهُ الراعي من اللبن إلى أهله قبل الحلب.
واسْتَعْجَلْتُهُ: طلبت عَجَلَتَهُ؛ وكذلك إذا تقدّمته. قال القطاميّ:
كما تَعَجَّـلَ فُـرّاطٌ لِـوُرَّادِ      واسْتَعْجَلونا وكانوا من صَحابَتِنا

ع ج ل (المصباح المنير) [50]


 عَجِلَ: "عَجَلا" من باب تعب، و "عَجَلَةً" أسرع وحضر كتاب العين فهو "عَاجِلٌ" ومنه "العَاجِلَةُ" للساعة الحاضرة وسمع "عَجْلانُ" أيضا بالفتح وسمي به والنسبة إليه على لفظه والمرأة "عَجْلَى" ، و "تَعَجَّلَ" ، و "اسْتَعْجَلَ" في أمره كذلك، و "أَعْجَلْتُهُ" بالألف حملته على أن "يَعْجَلَ" ، و "عَجِلْتُ" إلى الشيء سبقت إليه فأنا "عَجِلٌ" من باب تعب، قال ابن السكيت في كتاب التوسعة: وقوله تعالى: {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلِ} هو على القلب والمعنى خلق العجلُ من الإنسان، وعجّلت إليه المال: أسرعت إليه بحضوره "فَتَعَجَّلَهُ" فأخذه بسرعة، و "العِجْلُ" ولد البقرة ما دام له شهر وبعده ينتقل عنه الاسم والأنثى "عِجْلَةٌ" والجمع "عُجُولٌ" ، و "عِجَلَةٌ" مثل عنبة وبقرة "مُعْجِلٌ" ذات عِجْلٍ كما يقال امرأة مرضع ذات رضيع، و "العَجَلَةُ" خشب يحمل عليها والجمع "عَجَلٌ" مثل قَصَبَةٍ وقَصَبٍ. 

عجل (لسان العرب) [50]


العَجَلُ والعَجَلة: السرْعة خلاف البُطْء.
ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجِيلٌ من قوم عَجالى وعُجالى وعِجالٍ، وهذا كلُّه جمع عَجْلان، وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فلا يُكَسَّر عند سيبويه، وعَجِلٌ أَقرب إِلى حَدِّ التكسير منه لأَن فَعِلاً في الصفة أَكثر من فَعُلٍ، على أَنَّ السلامة في فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زاد على فَعُلٍ، ولا يجمع عَجْلانُ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء.
وامرأَة عَجْلى مثال رَجْلى ونِسْوة عَجالى كما قالوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كما قالوا رِجال.
والاسْتِعْجال والإِعْجال والتَّعَجُّل واحد: بمعنى الاسْتِحْثاث وطَلَبِ العَجَلة.
وأَعَجَله وعَجَّله تعجيلاً إِذا اسْتَحَثَّه، وقد عَجِلَ عَجَلاً وعَجَّل وتَعجَّل.
واسْتَعْجَل الرجلَ: حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل في الأَمر.
ومَرَّ يَسْتَعْجِل . . . أكمل المادة أَي مَرَّ طالباً ذلك من نفسه مُتَكَلِّفاً إِياه؛ حكاه سيبويه، ووَضَع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل.
وقوله تعالى: وما أَعْجَلك عن قَومِك؛ أَي كيف سَبَقْتَهم. يقال: أَعْجَلَني فَعَجَلْتُ له.
واسْتَعْجَلْته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه على العَجَلة.
واسْتَعْجَلْته: طَلَبْت عَجَلَته؛ قال القطاميّ: فاسْتَعْجَلُونا، وكانوا من صَحابَتِنا، كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرَّاد وعاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به ولم يُمْهِلْه.
والعَجْلانُ: شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه؛ قال ابن سيده: وهذا القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ، وهذا الذي انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي العَجْلان، والله أَعلم.
وقَوْسٌ عَجْلى: سرعة السَّهْم؛ حكاه أَبو حنيفة.
والعاجِلُ والعاجِلةُ: نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء.
وقوله عز وجلَّ: من كان يُريد العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء؛ العاجِلةُ: الدنيا، والآجلة الآخرة.
وعَجِلَه: سَبَقَه.
وأَعْجَلَه: اسْتَعْجَلَه.
وفي التنزيل العزيز: أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم؛ أَي أَسْبَقْتُم. قال الفراء: تقول عَجِلْتُ الشيءَ أَي سَبَقْتُه، وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته.
وأَما قوله عز وجل: ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم أَجَلُهُم؛ فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله: لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه، لَهَلَكوا. قال: ونُصِب قولُه اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل، وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف؛ والمعنى: ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم، وقيل: معناه لو عَجَّل الله للناس والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم واسْتَعْجلوا به كما يَسْتَعْجلون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا؛ وقال الأَزهري: معناه ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا.
وأَعْجَلَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغير تمام؛ وقوله أَنشده ثعلب: قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا ت، يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا عَجِلْن عليه: على هذا الموضع، يَنْسِفْنَه: يَنْسِفْن هذا النَّبات يَقْلَعْنه بأَرجلهن؛ وقوله: فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها معناه تَذْهَب عُقولُها، وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ، وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ.
والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل: التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها، والوَلَدُ مُعْجَلٌ؛ قال الأَخطل: إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ، أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب يعني الذئب.
والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه، وقد أَعْجَلَتْ، فهي مُعْجِلةٌ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ.
والإِعْجال في السَّيْر: أَن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه.
والمِعْجال: التي إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ. يقال: جَمَلٌ مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ، ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة فقال أَنشِدْني: ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله: حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ فقال له: عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول: وهْيَ، إِذا قامَ في غَرْزِها، كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُو كِ، وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ (* قوله «عند الوروك» الذي في المحكم، وتقدم في ورك: قبل الوروك). فقال: وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ، وأَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ.
ونَخْلة مِعْجالٌ: مُدْرِكةٌ في أَول الحَمْل.
والمُعَجِّل والمُتَعَجِّل: الذي يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ.
والمُعَجِّل (* قوله «والمعجل إِلى قوله وذلك اللبن الاعجالة» هي عبارة المحكم، وتمامها والعجالة والعجالة أي بالكسر والضم، وقيل: الاعجالة أن يعجل الراعي إلى آخر ما هنا) من الرِّعاء: الذي يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وهي في الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عن إِتمام الرَّعْي فيأْتي بها أَهلَه، وذلك اللَّبن الإِعجالةُ.
والإِعجالةُ: ما يُعَجِّله الراعي من اللبن إِلى أَهله قبل الحَلْب؛ قال ارمؤ القيس يصف سَيَلانَ الدَّمْع: كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ فَرِيّانِ، لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ والعُجَالةُ، وقيل الإِعْجالةُ: أَن يُعَجِّل الراعي بلبن إِبله إِذا صَدَرَتْ عن الماء، قال: وجمعها الإِعْجالاتُ؛ قال الكميت: أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها، وهْيَ حُفَّلٌ، تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها يخاطِب اليَمَنَ يقول: أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها، والثُّمالُ: الرَّغْوَة، يقول لكم عندنا الصَّرِيحُ لا الرَّغْوة.
والذي يجيء بالإِعْجالة من الإِبل من العَزيب يقال له: المُعَجِّل؛ قال الكميت: لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون، ولم يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ وفي حديث خزيمة: ويَحْمِل الراعي العُجالة؛ قال ابن الأَثير: هي لَبَنٌ يَحْمِله الراعي من المَرْعى إِلى أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ عليهم.
والعُجّال: جُمّاع الكَفِّ من الحَيْس والتَّمر يستعجلُ أَكْلهُ، والعُجَّال والعِجَّوْل: تمر يُعْجَن بسَوِيق فيُتَعَجَّلُ أَكْلُه.
والعَجَاجِيل: هَنَاتٌ من الأَقِط يجعلونها طِوَالاً بِغَلَظِ الكَفِّ وطُولِها مثل عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس، والواحدة عُجَّال.
ويقال: أَتانا بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِيق أَو بالأَقِط.
وقال ثعلب: العُجَّال والعِجَّوْل ما اسْتَعْجِل به قبل الغِذاء كاللُّهنة.
والعُجَالةُ والعَجَل: ما اسْتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل إِدراك الغِذاء؛ وأَنشد: إِنْ لم تُغِثْني أَكُنْ يا ذا النَّدَى عَجَلاً، كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرْثان والعُجَالةُ: ما تعَجَّلْته من شيء.
وعُجَالة الراكبِ: تَمْر بسَوِيق.
والعُجَالة: ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا يُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر والسَّوِيق لأَنه يَسْتَعجِله، أَو لأَن السفر يُعْجِله عما سوى ذلك من الطعام المُعالَج، والتمرُ عُجَالة الراكب. يقال: عجَّلْتم كما يقال لَهَّنْتُم.
وفي المثل: الثَّيِّبُ عُجَالة الراكب.
والعُجَيْلة والعُجَيْلى: ضَرْبانِ من المشيء في عَجَلٍ وسرعة؛ قال الشاعر: تَمْشِي العُجَيْلى من مخافة شَدْقَمٍ، يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفُ ويَضْبِرُ وذَكَره ابن وَلاَّد العُجَّيْلى بالتشديد.
وعَجَّلْت اللحم: طَبَخْته على عَجَلة. من النساء والإِبل: الوالِه التي فَقَدَتْ وَلَدَها الثَّكْلَى لَعَجَلِتها في جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً؛ قالت الخنساء: فما عجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به، لها حَنِينانِ: إِعْلانٌ وإِسرار والجمع عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال الأَعشى: يَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ (* قوله «يدفع بالراح إلخ» صدره كما في التكملة: حتى يظل عميد الحي مرتفقا) والعَجُول: المَنِيَّة؛ عن أَبي عمرو، لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن إِدراك أَمَله؛ قال المرّار الفَقْعسي: ونرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا، ونخشى أَن تَعَجِّلَك العَجُولُ (* قوله «تعجلك» كذا في المحكم، وبهامشه في نسخة تعاجلك).
وقوله تعالى: خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل؛ قال الفراء: خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلٍ وعلى عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ على العَجَلة، بِنْيَتُه العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وعلى العَجَلة ونحو ذلك؛ قال أَبو إِسحق: خوطب العرب بما تَعْقِل، والعرب تقول للذي يُكْثِر الشيءَ: خُلِقْتَ منه، كما تقول: خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ في وصفه باللَّعِب.
وخُلِقَ فلان من الكَيْس إِذا بُولغ في صفته بالكَيْس.
وقال أَبو حاتم في قوله: خُلِق الإِنسان من عَجَل؛ أَي لو يعلمون ما استعجلوا، والجواب مضمر، قيل: إِن آدم، صلوات الله على نبينا وعليه، لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتين هَمَّ بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمين، فقال الله عز وجل: خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل؛ فأَوْرَثَنا آدَمُ، عليه السلام، العَجَلة.
وقال ثعلب: معناه خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان؛ قال ابن جني (* قوله «قال ابن جني إلخ» عبارة المحكم: قال ابن جني الأحسن أن يكون تقديره خلق الانسان من عجل، وجاز هذا وإن كان الانسان جوهراً والعجلة عرضاً، والجوهر لا يكون من العرض لكثرة فعله، إلى آخر ما هنا) الأَحسن أَن يكون تقديره خُلِقَ الإِنسان من عَجَلٍ لكثرة فعله إِياه واعتياده له، وهذا أَقوى معنىً من أَن يكون أَراد خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد واتَّسَع، وحَمْلُه على القَلْب يَبْعُد في الصنعة ويُصَغِّر المعنى، وكأَن هذا الموضع لمَّا خَفِيَ على بعضهم قال: إِن العَجَل ههنا الطِّين، قال: ولعمري إِنه في اللغة لكَما ذَكَر، غير أَنه في هذا الموضع لا يراد به إِلاَّ نفس العَجَلة والسرعة، أَلا تراه عَزَّ اسْمُه كيف قال عَقيبة: سأُرِيكم آياتي فلا تسْتَعْجِلونِ؟ فنظيره قوله تعالى: وكان الإِنسان عَجُولاً وخُلِق الإِنسان ضعيفاً؛ لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا يؤذن به من الضرورة والحاجة، فهذا وجه القول فيه، وقيل: العَجَل ههنا الطين والحَمْأَة، وهو العَجَلة أَيضاً؛ قال الشاعر: والنَّبْعُ في الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه، والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل قال الأَزهري: وليس عندي في هذا حكاية عمن يُرْجَع إِليه في علم اللغة.
وتعَجَّلْتُ من الكِراءِ كذا وكذا، وعجَّلْت له من الثَّمن كذا أَي قَدَّمْت.
والمَعَاجِيلُ: مُخْتَصَرات الطُّرُق، يقال: خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق فإِنها أَقرب.
وفي النوادر: أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة (* قوله «أخذت مستعجلة إلخ» ضبط في التكملة والتهذيب بكسر الجيم، وفي القاموس بالفتح) من الطريق وهذه مُسْتَعْجِلاتُ الطريق وهذه خُدْعة من الطريق ومَخْدَع، ونَفَذٌ ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ، كلُّه بمعنى القُرْبة والخُصْرة.
ومن أَمثال العرب: لقد عَجِلَت بأَيِّمِك العَجول أَي عَجِل بها الزواجُ.
والعَجَلة: كارَةُ الثَّوب، والجمع عِجَالٌ وأَعْجالٌ، على طرح الزائد.
والعَجَلة: الدَّوْلاب، وقيل المَحَالة، وقيل الخَشَبة المُعْترِضة على النَّعَامَتين، والجمع عَجَلٌ.
والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة.
والعِجْلة: الإِداوة الصغيرة.
والعِجْلة: المَزَادة، وقيل قِرْبة الماء، والجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة وقِرَب؛ قال الأَعشى: والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً، والرَّافِلاتِ عى أَعْجازِها العِجَلُ قال ثعلب: شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة، وعِجَال أَيضاً.
والعِجْلة: السِّقَاء أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً: قَانَى له في الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ، ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له عَجِلٌ، كأَحْمِرة الصَّريمة، أَرْبَعُ قَانَى له أَي دَامَ له.
وقوله نَبَحَ الظِّباء، لأَن الظَّبْيَ إِذا أَسَنَّ وبدت في قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما يَنْبَح الكلب؛ أَورد ابن بري: ويَنْبَحُ بين الشِّعْب نَبْحاً، تَخالُه نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما يَرِيبُها وقوله كأَحْمِرة الصَّرِيمة يعني الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة المُلَمْلَمة يقال لها أَتانٌ، فإِذا كانت في الماء الضَّحْضاح فهي أَتانُ الضَّحْل، فلَمّا لم يمكنه أَن يقول كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً، فهو يقول: هذا الفرس كريم على صاحبه فهو يسقيه اللبن، وقد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور المُلْس في اكتنازها تُقَدَّم إِليه في أَول الصبح، وتجمع على عِجَالٍ أَيضاً مثل رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب؛ قال الطِّرمّاح: تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها، على أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع (* قوله «تنشف إلخ» تقدم في ترجمة وكع، وقال ابن بري صوابه: تنشف أوشال النطاف ودونها * كلى عجل مكتوبهن وكيع) والعَجَلة، بالتحريك: التي يَجُرُّها الثور، والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ.
والعَجَلة: المَنْجَنُون يُسْقَى عليه، والجمع عَجَلٌ.
والعِجْلُ: وَلدُ البقرة، والجمع عِجَلة، وهو العِجَّوْل والأُنثى عِجْلة وعِجَّوْلة. مُعْجِل: ذات عِجْلٍ؛ قال أَبو خيرة: هو عِجْلٌ حين تضَعُه أُمُّه إِلى شهر، ثم بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نحواً من شهرين ونصف، ثم هو الفَرْقَد، والجمع العَجَاجيلُ.
وقال ابن بري: يقال ثلاثة أَعْجِلة وهي الأَعْجال.
والعِجْلة: ضَرْب من النَّبْت، وقيل: هي بَقْلة تستطيل مع الأَرض؛ قال: عليك سرْداحاً من السِّرْداحِ، ذا عِجْلة وذا نَصِيٍّ ضاحي وقيل: هي شجر ذات وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مستطيلة، لها ثمرَة مثل رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة، فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وليس لها زَهْرة، وقيل: العِجْلة شجرة ذات قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء.
والعَجْلاء، ممدود: موضع، وكذلك عَجْلان؛ أَنشد ثعلب: فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى، بين عالِجٍ وعَجْلانَ، تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل وبنو عِجْل: حَيٌّ، وكذلك بنو العَجْلان.
وعِجْلٌ: قبيلة من رَبيعة وهو عِجْل بن لُجَيم بن صَعْب بن عليّ بن بكْر بن وائل؛ وقوله: عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ شُرْبَ النَّبيذ، واعْتِقالاً بالرِّجِلْ إِنما حَرَّك الجيم فيهما ضرورة لأَنه يجوز تحريك الساكن في القافية بحركة ما قبله كا قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلي: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَنا مَعَهُ، ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا وعَجْلَى: اسمُ ناقةٍ؛ قال: أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى، وحَنَّتْ إِلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ: أَتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بلاداً، هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد أَراد لِبلادٍ؛ فحذف وأَوْصَل.
وعَجْلى: فرس دُرَيد ابن الصِّمَّة.
وعَجْلى أَيضاً: فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة.
وأُمُّ عَجْلان: طائر.
وعَجْلان: اسم رَجُل.
وفي الحديث حديث عبد الله بن أُنَيْس: فأَسْنَدُوا إِليه في عَجَلة من نَخْل؛ قال القتيبي: العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِير، أَراد أَن النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بها إِلى الموضع؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فيه شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فيه إِلى الغُرَف وغيرها، وأَصله الخشبة المُعْترِضة على البئر.

العَجَلُ (القاموس المحيط) [50]


العَجَلُ والعَجَلَةُ، مُحرَّكتينِ: السُّرْعةُ.
وهو عَجِلٌ بكسر الجيمِ وضمِّها، وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجيلٌ من عَجالَى وعُجَالَى وعِجالٍ، وقد عَجِلَ، كفَرِحَ، وعَجَّلَ تَعْجيلاً وتَعَجَّلَ.
واسْتَعْجَلَهُ: حثَّه وأمَرَهُ أن يَعْجَلَ.
ومَرَّ يَسْتَعْجِلُ، أي: طالباً ذلك من نفْسِه مُتَكَلِّفاً إياهُ.
والعَجْلانُ: شَعْبانُ لسُرْعةِ مُضيِّهِ ونَفادِه، وبِلا لامٍ: عَلَمٌ.
وقَوْسٌ عَجْلَى، كسكْرَى: سَريعةُ السَّهْمِ.
والعاجِلُ: نَقِيضُ الآجِل في كلِّ شَيْءٍ.
وأَعْجَلَهُ: سَبَقَهُ
كاسْتَعْجَلَهُ وعَجَّلَهُ،
و~ الناقةُ: ألقتْ ولدها لغيرِ تَمام.
والمُعْجِلُ، كمُحْسنٍ ومُحَدِّثٍ ومِفْتاحٍ، من الإِبل: ما تُنْتَجُ قَبْلَ أن تستكْمِلَ الحَوْلَ، فيَعيشُ ولدُها،
والوَلَد: مُعْجَلٌ كمُكْرَمٍ، والتي إذا وضَعْتَ الرِّجْلَ في غَرْزها، وثَبَتْ،
. . . أكمل المادة كالمُعْجِلَةِ، كمُحسِنَةٍ، والمُدْرِكَةُ من النَّخْلِ في أوَّلِ الحَمْلِ.
والعُجالَةُ، بالكسر والضم،
والعُجْلُ والعُجْلَةُ، بضمهما: ما تَعَجَّلْتَه من شيءٍ.
وكمُحَدِّثٍ: الراعي يَحْلُبُ الإِبِلَ حَلْبَةً وهي في الرَّعْيِ، والآتي أهلَهُ بالعُجالَةِ،
كالمُتَعَجِّلِ.
والعُجالة، بالكسر والضم،
والإِعْجالَةُ، بالكسر،
والعُجْلُ والعُجْلَةُ، بضَمِّهِما: ذلك اللبَنُ الذي يَحْلُبُهُ المُعَجِّلُ، وكرُمَّانٍ وسِنَّورٍ: جُماع الكَفِّ من الحَيْسِ أو التَّمْرِ يُستَعْجَلُ أكْلُهُ، وتَمْرٌ يُعْجَنُ بسَويقٍ فَيُتَعَجَّلُ أكْلُهُ.
والعَجَلُ، مُحرَّكَةً: الطينُ أو الحَمْأَةُ وبالكسر: ولدُ البَقَرَةِ
كالعِجَّوْلِ
ج: عَجاجيلُ،
وبَقَرَةٌ مُعْجِلٌ كمُحْسِنٍ: ذاتُ عِجْلٍ.
وبنو عِجْلٍ: حَيٌّ.
والعِجْلَةُ، بالكسر: السِّقاءُ والدولابُ
ج: كعِنَبٍ وجِبالٍ، ونَباتٌ،
وع قُرْبَ الأَنْبارِ سُمِّيَ بِعِجْلَةَ امرأةٍ، وبالتحريكِ: الآلَةُ التي يَجُرُّها الثَّوْرُ.
ج: عَجَلٌ وأعْجالٌ وعِجالٌ، والدولابُ، أو المَحالَةُ، وخُشُبٌ تُؤَلَّفُ يُحْمَلُ عليها الأَثْقالُ، وخَشَبَةٌ مُعْتَرِضَةٌ على نَعامَةِ البئْرِ، والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بها، والطينُ والحَمْأَةُ، والدَّرَجَةُ من النَّخْلِ نَحْوُ النَّقيرِ،
وة باليمنِ.
ودارُ العَجَلَةِ: بِلِصْقِ المَسْجِدِ الحرامِ.
وعثمانُ بنُ شَرابٍ العَجَلِيُّ، محرَّكةً.
وأمَّا أبو الفُتوحِ أسْعَدُ وسَعْدُ بنُ علِيٍّ العِجْليَّانِ، فبالكسر.
والعَجولُ: الثَّكْلَى، والوالِهُ من النِّساءِ والإِبِلِ لِعَجَلَتِها في حَركاتِها جَزَعاً
ج: عُجُلٌ، ككُتُبٍ، وعَجائِلُ، والمَنِيَّةُ، واللُّهْنَةُ، وبئْرٌ بمكةَ، حَفَرَها عبدُ شمسٍ أو قُصَيٌّ.
والمَعاجيلُ: مُخْتَصراتُ الطُّرُقِ.
والعُجَيْلَى والعُجَيْلَةُ: سَيْرٌ سَريعٌ.
وكزُبيرٍ: اللُّهْنَةُ، أو طَعامٌ يُقَرَّبُ إلى قومٍ، قَبْلَ أن يُتَأَهَّبَ لهم، وكالكِتابةِ: نَباتٌ.
والعَجْلاءُ: ع م.
والعَجْلانِيةُ: د بِمَرْجِ الديباجِ.
وكسَكْرَى: ناقةُ ذي الرُّمَّةِ، وفَرَسُ ثَعْلَبَةَ بنِ أُمِّ حَزْنَةَ، وفَرَسُ يزيدَ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِيِّ، وفَرَسُ دُرَيْدِ بنِ الصِمَّةِ.
وعُبَيْدٌ العِجْلُ، على النَّعْتِ: لَقَبُ الحُسَيْنِ بنِ محمدٍ المُحدِّثِ.
والعَجاجيلُ: هَناتٌ من الأَقِطِ، تُجْعلُ طِوالاً بِغِلَظِ الأَكُفِّ.
وعَجَّلَ أقِطَه تَعْجيلاً وتَعَجَّلَهُ: جَعَلَهُ كذلك.
وأخَذْتُ مُسْتَعْجَلَةً من الطَّريقِ،
وهذه مُسْتَعْجلاتُ الطريقِ: بمعنَى القُرْبَةِ، والخُصْرَةِ.
وأُمُّ عَجْلانَ: طائرٌ.
وأتانا بعُجَّالٍ، كرُمَّانٍ وسِنَّوْرٍ، أي: بجُمْعَةٍ من التَّمْرِ.

الإنفحة (المعجم الوسيط) [0]


 شَجَرَة كالباذنجان وجزء من معدة صَار العجول والجداء وَنَحْوهمَا ومادة خَاصَّة تستخرج من الْجُزْء الباطني من معدة الرَّضِيع من العجول أَو الجداء أَو نَحْوهمَا بهَا خميرة تجبن اللَّبن (ج) أنافح وَيُقَال جَاءَت الْإِبِل كالإنفحة ملاء رواء الإنفحة:  إنفحة العجول والجداء 

الْعجل (المعجم الوسيط) [0]


 ولد الْبَقَرَة (ج) عجول 

الزموع (المعجم الوسيط) [0]


 السَّرِيع العجول والأرنب النشيطة السريعة 

مكث (مقاييس اللغة) [0]



الميم والكاف والثاء كلمةٌ تدلُّ على توقف وانتظار.
ومَكَثَ مَكْثاً ومُكْثاً ورجل مَكِيث: رزينٌ غير عجول. ومَكُثَ والتمكُّث: الانتظار.

العجول (المعجم الوسيط) [0]


 الثكلى (ج) عجل وعجائل 

الزميع (المعجم الوسيط) [0]


 السَّرِيع العجول والشجاع الْمَاضِي الْعَزِيمَة الْمِقْدَام يزمع الْأَمر وَيثبت عَلَيْهِ وَلَا ينثني والجيد الرَّأْي الْمِقْدَام وَيُقَال هُوَ زميع الرَّأْي وَفُلَان قلبه زميع مَاض غير هياب (ج) زمعاء 

بلر (لسان العرب) [0]


البِلَّوْرُ على مثال عِجَّوْل: المَهَا من الحجر، واحدته بِلَّوْرَةٌ. التهذيب: البِلَّوْرُ الرجل الضخم الشجاع، بتشديد اللام. قال: وأَما البِلَوْرُ المعروف، فهو مخفف اللام.
وفي حديث جعفر الصادق، عليه السلام: لا يحبنا، أَهلَ البيت، الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ولا الأَعْوَرُ البِلَوْرَةُ؛ قال أَبو عمرو الزاهد: هو الذي عينه ناتئة؛ قال ابن الأَثير: هكذا شرحه ولم يذكر أَصله.

قلط (العباب الزاخر) [0]


أبو عمرو: القيْليْطُ: الادر.
وقال ابن عباد: القليط. الآدرةُ. قال: والقُلاطُ -بالضم- والقلط -بالتحريك- والقلوط -مثال جلوز وعجول-: من أولاد الجن.
وقال الليث: القلوط -والله أعلم-: إنه من أولاد الجن والشياطين.  قال: والقلطي -مثال عربي للمنسوب إلى العرب-: القصيرُ جداً. قال: والقلطُّي.
وهو الغرغر. يقال في السنانير والكلاب.
وأنشد:
تقلَّبُ عيْني قطةٍ قـلـطـيةٍ      تكنَّفها ذُعْر وليس بها حُضْرُ

وقال غيره: القلطي: الخبيث المارد من الرجال. وقال ابن الأعرابي: القلْطُ: الدُمامة. وقال غيره: هذا أقلط منه: أي أأيُس . وقال ابن دريد: رجل قلاط ونغاشُ: أي قصير. وقلاط -بالكسر-: قلعةُ في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال على قلعة جبلٍ.

الزُّعاقُ (القاموس المحيط) [0]


الزُّعاقُ، كغُرابٍ: الماءُ المُرُّ الغَليظُ، لا يُطاقُ شُرْبُهُ، زَعُقَ، ككَرُمَ، والنِّفارُ،
ويقالُ أيضاً: وَعِلٌ زُعاقٌ، أي: نَفورٌ.
وطَعامٌ مَزْعوقٌ: كثُرَ مِلْحُهُ.
وزَعَقَه، وبه، كَمَنَعَه: ذَعَرَهُ،
كأَزْعَقَه، فهو زَعيقٌ ومَزْعوقٌ،
و~ بِدَوابِّهِ: طَرَدَها،
و~ القِدْرَ: كَثَّرَ مِلْحَها،
كأَزْعَقَها،
و~ الريحُ التُّرابَ: أثارَتْهُ،
و~ العَقْرَبُ فلاناً: لَدَغَتْه.
وأرضٌ مَزْعوقةٌ: أصابَها مَطَرٌ وابِلٌ.
وكفرِحَ وعُنِيَ: خافَ باللَّيْلِ ونَشِطَ، فهو زَعِقٌ، ككَتِفٍ.
وكَمَنَعَ: صاحَ.
وفَرَسٌ زَعَّاقٌ، كشَدَّادٍ: مَشَّاءٌ عَجولٌ. وسَيْرٌ مِزْعَقٌ، كمِنْبَرٍ: سَريعٌ.
ونَزَعَ في القَوْسِ نَزْعاً مِزْعَقاً أيضاً.
والمِزْعَقُ: المِقْلاعُ يُقْلَعُ به الأرَضونَ.
والزُّعْقُوقَةُ: فَرْخُ القَبْج.
. . . أكمل المادة وأزْعَقوا: حَفَروا فَهَجَموا على ماءٍ زُعاقٍ،
و~ فُلاناً: خَوَّفوهُ،
و~ السَّيْرَ: عَجَّلوا.
وانْزَعَقَتِ الدَّوابُّ: أسْرَعَتْ،
و~ الفَرَسُ: تَقَدَّمَ،
و~ فُلانٌ: خافَ باللَّيْلِ.

العَجْسُ (القاموس المحيط) [0]


العَجْسُ، مُثَلَّثَةَ العينِ: مَقْبِضُ القَوْسِ،
كالمَعْجِسِ، كمَجْلِسٍ، وطائِفَةٌ من وسَطِ الليلِ، أو آخِرُهُ.
وعَجَسَهُ عن حاجَتِهِ يَعْجِسُهُ: حَبَسَهُ عنها، وقَبَضَهُ.
والعَجوسُ: السحابُ الثَّقيلُ، والمَطَرُ المُنْهَمِرُ.
وعَجَسَتْ به الناقَةُ تَعْجِسُ: نَكَبَتْ به عن الطَّريقِ من نَشاطِها.
والأعْجَسُ: الشديدُ العَجْسِ، أي: الوَسَطِ.
والعَجَاساءُ: القِطْعَةُ العظِيمةُ من الإِبِلِ، ويُقْصَرُ، ومن اللَّيْلِ، والظُّلْمَةُ
ج: عَجاساءُ أيضاً، والمَوانِعُ من الأُمُورِ.
وعَجاساءُ: رَمْلَةٌ عظيمةٌ بِعَيْنِها.
والعَجُسُ، كنَدُسٍ: العَجُزُ
ج: أعْجاسٌ.
والعُجْسَةُ، بالضم: الساعةُ من الليلِ.
والعُجوسُ: مَشْيُ العَجاساءِ من الإِبِلِ.
وكعِلَّوْصٍ: العَجولُ. وفَحْلٌ عَجيسٌ، كخَسيسٍ: لا يُلْقِحُ.
والعِجِّيسى، كخلِّيفَى: مِشْيَةٌ بَطيئةٌ.
وسَجيسَ عَجيسٍ: في س ج س.
وتَعَجَّسَ أمْرَهُ: تَتَبَّعَهُ، وَتَعَقَّبَهُ،
و~ الأرضَ غُيوثٌ: أصابَها . . . أكمل المادة غَيْثٌ بعدَ غَيْثٍ،
و~ الرجلُ: خَرَجَ بِعُجْسَةٍ من اللَّيْلِ، أي: بِسُحْرَةٍ،
و~ بِهِمْ: حَبَسَهُم، وأبْطَأَ بهمْ، وتأخَّرَ،
و~ فُلاناً: عَيَّرَهُ على أمْرٍ.
وتَعَجَّسَهُ عِرْقُ سوءٍ: قَصَّرَ به عن المَكارِمِ.
والمُتَعَجِّسُ: المُتَشَمْخِرُ.

شمج (لسان العرب) [0]


شَمَجَ الخياطُ الثوب يَشْمُجُه شَمْجاً: خاطَه خياطة متباعِدة؛ ويقال: شَمْرَجَه شَمْرَجَةً.
والشَّمَجَى: الناقة السريعة.
وناقة شَمَجَى: سريعة؛ قال مَنْظور بن حَبَّة وحَبَّة أُمه وأَبوه شريك: بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ، غَلاَّبَةٍ للنَّاجِيات الغُلْبِ، حتى أَتى أُزْبِيُّهَا بالأَدْبِ الغُلْب جمع غَلْباء.
والأَغْلَبُ: العظيم الرَّقَبَة.
والأَزْبيُّ: النَّشاط.
والأَدْبُ: العَجَب.
وشَمَجَ الشيءَ يَشْمُجُه شَمْجاً: خَلَطَه.
وشَمَجَ من الأَرزِّ والشعير ونحوهما: خَبَزَ منه شِبْه قُرَص غلاظ، وهو الشَّماجُ.
وما ذاق شَماجاً ولا لَماجاً أَي ما يؤْكل؛ ويقال: ما أَكلتُ خُبْزاً ولا شَماجاً. الأَصمعي: ما ذقت أَكالاً ولا لَماجاً ولا شَماجاً أَي ما أَكلت شيئاً؛ وأَصله ما يُرْمَى به من العِنَب بعدما يؤْكل.
وبنو شَمَجَى بن جَرْمٍ: حَيّ.
وفي الصحاح: وبنو شَمَجِ (* . . . أكمل المادة قوله «وفي الصحاح: وبنو شمج إلخ» عبارة القاموس وشرحه: وبنو شمجى بفتحات. ابن حرم: قبيلة من قضاعة من حمير، ووهم الجوهري حيث انه قال وبنو شمج بن جرم من قضاعة.
وأَما بنو شمخ بن فزارة، فبالخاء المعجمة وسكون الميم: حيّ من ذبيان، وغلط الجوهري، رحمه الله تعالى، حيث انه قال وبنو شمج بن فزارة، بالجيم محركة.) ابنِ جَرْم من قُضاعة، بنو شَمَج بن فَزارة مِن ذُبْيان؛ قال ابن بَرِّي: قال الجوهري: بنو شَمَج من ذبيان، بالجيم، قال: والمعروف عند أَهل النسَب بنو شَمْخِ بنِ فَزارة، بالخاء المعجمة، ساكنة الميم.

الزَّمَعَةُ (القاموس المحيط) [0]


الزَّمَعَةُ، محركةً: هَنَةٌ زائدةٌ وراءَ الظِّلْفِ، أو شِبْهُ أظْفارِ الغَنَمِ في الرُّسْغِ، في كلِّ قائمةٍ زَمَعَتانِ، كَأَنَّما خُلِقَتا من قِطَعِ القُرونِ، أو الشَّعَراتُ المُدَلاَّةُ في مُؤَخَّرِ رِجْلِ الشاةِ والظَّبْيِ والأرْنَبِ،
ج: زَمَعٌ،
جج: زِماعٌ، والتَّلْعَةُ، أو هو دونَ الشُّعْبَةِ، والشُّعْبَةُ دون التَّلْعَةِ، أو تَلْعَةٌ صغيرةٌ ليس لها سَيْلٌ قَريبٌ، أو القَرَارةُ من الأرضِ،
ج: أزْماعٌ.
والزَّمَعُ، محركةً: مَسايِلُ صغيرةٌ ضَيِّقَةٌ، ورُذالُ الناسِ، والشَّعَراتُ خَلْفَ الثُّنَّةِ، والسَّيْلُ الضعيفُ، وشِبْهُ الرِّعْدَةِ تأخُذُ الإِنسانَ، وأُبَنٌ تكونُ في مَخارِجِ عَناقِيدِ الكَرْمِ، والزيادةُ في الأصابعِ، وهو أزْمَعُ، والدَّهَشُ، والخَوْفُ، وقد زَمِعَ كفرحَ.
والأزْمَعُ: الداهيةُ، والأمرُ المُنْكَرُ،
ج: . . . أكمل المادة أزامِعُ.
وككتِفٍ: من إذا غَضِبَ سَبَقَهُ بَوْلُه أو دَمْعُه.
وكسُكَّرٍ: زُنْبورٌ لا إبْرَةَ له، ومَن لا يَخِفُّ للحاجةِ.
وزُمْعَةٌ من النَّبْتِ، بالضم: قِطْعَةٌ، (وبالفتح ويُحَرَّكُ: والِدُ سَوْدَةَ أمِّ المؤمنينَ وأخيها عبدٍ الصحابيِّ الجليلِ).
والزَّمَّاعَةُ، مُشددةً: الرَّمَّاعَةُ.
والزَّمْعِيُّ: الخسيسُ، والسريعُ الغضبِ، والرجلُ الداهيةُ.
وكأميرٍ: السريعُ، والشُّجاعُ يَزْمَعُ بالأمر ثم لا يَنْثَنِي، والجَيِّدُ الرَّأيِ المُقْدِمُ على الأمُورِ، والاسمُ منهما: كسحابٍ،
ج: زُمعاءُ.
وكسحابٍ وكتابٍ وجبلٍ: المَضَّاءُ في الأمرِ والعَزومُ عليه.
وكصَبورٍ: السَّريعُ العَجولُ، والاسْمُ: كَسَحابٍ، والأرْنَبُ تُقارِبُ عَدْوَها كأَنَّها تَعْدُو على زَمَعَاتِها، أو لأنَّها إذا قَرُبَتْ من جُحْرِها مَشَتْ على زَمَعَتِها لِئَلاَّ يُقْتَفَى أثَرُهَا، أو السَّريعَةُ النَّشيطَةُ.
والزَّمَعانُ، محرَّكةً: خِفَّتُها وسُرْعَتُها، والمَشْيُ البَطِيءُ، وفِعْلُهُ: كَمَنَعَ، ضِدٌّ.
وأزْمَعْتُ الأمْرَ،
و~ عليه: أجْمَعْتُ، أو ثَبَتُّ عليه،
كَزَمَّعْتُ،
و~ النَّبْتُ: لَمْ يَسْتَوِ العُشْبُ كُلُّهُ، بَلْ قِطَعٌ مُتَفَرِّقَةٌ بَعْضُها أفْضَلُ من بَعْضٍ،
و~ الحُبْلَةُ: عَظُمَتْ زَمَعَتُها، وهي أُبْنَتُها.
وزَمَّعَتِ الناقَةُ تَزْميعاً: رَمَّعَتْ.
والمُزَمِّعَةُ. كمُحَدِّثَةٍ: ضَرْبٌ من النِّكاحِ، وهْوَ أنْ يَقوما على أطْرافِ الزَّمَعِ.

شاعَ (القاموس المحيط) [0]


شاعَ يَشيعُ، شَيْعاً وشُيوعاً ومَشاعاً وشَيْعوعَةً، كدَيْمومَةٍ، وشَيَعاناً، محرَّكةً: ذاعَ وفَشا.
وسَهْمٌ شائِعٌ وشاعٌ ومُشاعٌ: غيرُ مَقْسومٍ.
وهذا شَيْعُ هذا: شَوْعُهُ، أو مثْلُهُ.
والشَّيْعُ: المِقْدارُ، ووَلَدُ الأسَدِ.
وآتِيكَ غَداً أو شَيْعَهُ، أي: بَعْدَهُ.
وشَيْعُ الله: اسمٌ، كتَيْمِ اللهِ.
وشَيْعانُ: ع باليَمَنِ.
وشِيْعَةُ الرَّجُلِ، بالكسرِ: أتْباعُهُ وأنْصارُهُ، والفِرْقَةُ على حِدَةٍ، ويَقَعُ على الواحِدِ والاثْنَيْنِ والجَمْعِ، والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وقد غَلَبَ هذا الاسمُ على كُلِّ من يَتَوَلَّى عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِهِ، حتى صارَ اسْماً لَهُم خاصّاً،
ج: أشْياعٌ وشِيَعٌ، كعِنَبٍ.
وشِعْتُ بالشيءِ، كبِعْتُ: أذَعْتُهُ وأظْهَرْتُهُ،
كأَشَعْتُهُ،
و~ به،
و~ الإِناءَ: . . . أكمل المادة مَلأَتُهُ، فهو مَشِيعٌ.
وشاعَكُمُ السَّلامُ، كمالَ: عَلَيْكُم السَّلامُ، أو تَبِعَكُم، أو لا فَارَقَكُم، أو مَلأَكُم السَّلامُ.
وشاعَكُم اللُّه بالسَّلامِ،
وأشاعَكُم به: أتْبَعَكُم، أي: جَعَلَه صاحِباً لكم وتابِعاً.
والشاعُ: بَوْلُ الجَملِ الهائِجِ، أو المُنْتَشِرُ من بَوْلِ الناقةِ إذا ضَرَبَها الفَحْلُ.
وأشاعَتْ به: رَمَتْهُ مُتَفَرِّقاً.
والشاعَةُ: الزَّوْجَةُ لمُشايَعَتِها الزَّوْجَ، والأَخْبارُ المُنْتَشِرَةُ.
والشِّياعُ، ككِتابٍ: دِقُّ الحَطَبِ تُشَيَّعُ به النارُ، وقد يُفْتَحُ، ومِزْمارُ الراعِي، أو صَوْتُه، والدُّعاةُ، جمعُ داعٍ.
وهُم شُيَعاءُ فيها، كفُقَهاءَ، أي: كلُّ واحِدٍ منهم شَيِّعٌ لِصاحِبِه، ككَيِّسٍ،
وكذا الدارُ شَيِّعَةٌ بينهم، أي: مُشَاعةٌ.
والمَشِيعُ، كمَكيلٍ: الحَقودُ المَمْلوءُ لُؤْماً.
وكمكْنَسَةٍ: قُفَّةٌ للمرأةِ لِقُطْنِها ونحوهِ.
وكصَبورٍ: الوَقودُ، والضِّرامُ من الحَطَب.
والشَّيْعَةُ، بالفتح: شَجَرَةٌ تَجْرُسُها النَّحْلُ، وعَسَلُها طَيِّبٌ صافٍ، وتُعَبَّقُ بها الثِّيابُ.
وأشاعَ بالإِبِلِ: أهابَ بهَا،
و~ الناقةُ ببَوْلِها: رَمَتْ به وقَطَّعَتْهُ.
ورجلٌ مِشْيَاعٌ: كمِذْياعٍ زِنَةً ومعنًى.
وشَيَّعَ بالإِبِلِ: أشاعَ بهَا،
و~ فلاناً: خَرَجَ معه ليُوَدِّعَهُ ويُبَلِّغَهُ مَنْزِلَهُ،
و~ رمضانَ: صامَ بعده سِتَّةَ أيّامٍ،
و~ بالنارِ: أحْرَقَه،
و~ فلاناً: شَجَّعَه وجَرَّأهُ،
و~ الراعِي: نَفَخَ في اليراعِ،
و~ النارَ: ألقَى عليها حَطَباً يُذْكيها به.
وكمُعَظَّمٍ: الشُّجاعُ، كأنه شُيِّعَ بغيرِهِ أو بِقُوَّةِ قَلْبِه، والعَجُولُ، و"نَهَى صلى الله عليه وسلم عن المُشَيَّعَةِ في الأضاحِي"، بالفتح، أي: التي تَحْتَاجُ إلى مَنْ يُشَيِّعُها، أي يُتْبِعُها الغَنَمَ لضَعْفها، وبالكسرِ: وهي التي تُشَيِّعُ الغَنَمَ، أي: تَتْبَعُها لعَجَفِها.
وشايَعَه: والاهُ،
و~ بإِبِلِهِ: صاح ودَعاها،
و~ فلاناً: تابَعَه على أمْرٍ.
والمُشايِعُ: اللاحِقُ.
وتَشَيَّعَ: ادَّعى دَعْوَى الشِّيعةِ.
وهما مُتَشايِعانِ في دَارٍ،
ومُتَشاعانِ: شريكانِ.
ومحمدُ بنُ مَنْصُورٍ الشِّيعِيُّ، بالكسر: من شِيعةِ المَنْصورِ؛ محدّثٌ.
وهو شِيعُ نِساءٍ، بالكسر، أي: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنّ.
فَصْلُ الصَّاد

الإِبِلُ (القاموس المحيط) [0]


الإِبِلُ، بكَسْرَتَيْنِ وتُسَكَّنُ الباءُ: م، واحدٌ يَقَعُ على الجمعِ، ليس بجَمْعٍ ولا اسمِ جمعٍ،
ج: آبالٌ وتَصغيرُهَا أُبَيْلَةٌ، والسحابُ الذي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ،
ويقالُ: إبِلانِ: للقَطِيعَيْنِ.
وتَأبَّلَ إبِلاً: اتَّخَذَها.
وأبَلَ، كَضَرَبَ: كثُرَتْ إبِلُهُ،
كأبَّلَ وآبَلَ،
و= : غَلَبَ، وامتَنَعَ،
كأَبَّلَ،
و~ الإِبِلُ وغيرُها تَأْبُلُ وتَأْبِلُ أبْلاً وأُبولاً: جَزَأَتْ عن الماءِ بالرُّطْبِ،
كأَبِلَتْ، كَسَمِعَتْ،
وتَأَبَّلَتْ، الواحدُ: آبِلٌ،
ج: أُبَّالٌ، أو هَمَلَتْ فغابَتْ وليس معَها راعٍ، أو تأبَّدتْ،
و~ عن امرأتِهِ: امتَنَعَ عن غِشْيَانِها،
كتَأبَّلَ، ونَسَكَ،
و~ بالعَصَا: ضَرَبَ،
و~ الإِبِلُ أُبُولاً: أقامَتْ بالمكانِ.
. . . أكمل المادة وأبَلَ، كنَصَرَ وفرِحَ، أبالَةً وأبَلاً، فهو آبِلٌ وأبِلٌ: حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشاءِ.
وإنه من آبَلِ الناسِ: من أشَدِّهِم تأنُّقاً في رِعْيَتِها.
وأبِلَتِ الإِبِلُ، كفرِحَ ونَصَرَ: كثُرَتْ.
وأبَلَ العُشْبُ أُبولاً: طالَ فاسْتَمْكَنَ منه الإِبِلُ.
وأَبَلَهُ أَبْلاً: جَعَلَ له إبِلاً سائِمَةً.
وإبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: لِلقِنْيَةِ.
وكقُبَّرٍ: مهملةٌ.
وأوابِلُ: كثيرةٌ.
وأبابيلُ: فِرَقٌ، جمعٌ بِلا واحدٍ.
والإِبَّالَةُ، كإجَّانةٍ، ويُخَفَّفُ، وكسِكِّيتٍ وعِجَّوْلٍ ودِينارٍ: القِطْعَةُ من الطيرِ والخَيْلِ والإِبِلِ، أو المُتَتَابِعَةُ منها.
وكأَميرٍ: العَصا، والحَزِينُ، بالسُّرْيانِيَّةِ، ورَئيسُ النَّصارى، أو الرَّاهبُ، أو صاحِبُ الناقوسِ،
كالأَيْبُلِيِّ والأَيْبَلِيِّ والهَيْبَلِيِّ والأَبُلِيِّ، بضم الباءِ،
والأَيْبَلِ والأَيْبُلِ والأَبيلِيِّ،
ج: آبالٌ وأُبْلٌ، بالضم، والحُزْمَةُ من الحَشِيشِ،
كالأَبيلَةِ والإِبَّالَةِ، كإجَّانَةٍ،
والإِيبالَةِ والوَبيلَةِ.
ويُريدونَ بأَبيلِ الأَبِيلَيْنِ: عيسى، صَلواتُ الله وسلامُهُ عليه.
والإِبالَةُ، ككتابةٍ: السياسةُ.
والأَبِلَةُ، كفرحة: الطَّلِبَةُ، والحاجةُ، والمُبَارَكَةُ من الوَلَدِ.
وإنه لا يَأْتَبِلُ: لا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ، ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَها، أو لا يَثْبُتُ عليها راكباً.
وتأْبيلُ الإِبِلِ: تَسْمِينُها.
ورجُلٌ آبِلٌ، وككتفٍ،
وإبِلِيٌّ، بكَسْرَتَيْنِ، وبفتحتين: ذو إبِلٍ.
وكشَدَّادٍ: يَرْعَاهَا.
والإِبْلَةُ، بالكسر: العَداوَةُ، وبالضم: العاهَةُ، وبالفتح، أو بالتَّحْريكِ: الثِّقَلُ والوَخامَةُ،
كالأَبَلِ، محرَّكةً، والإِثْمُ.
وكعُتُلَّةٍ: تَمْرٌ يُرَضُّ بين حَجَرَيْنِ، ويُحْلَبُ عليه لَبَنٌ، والفِدْرَةُ من التَّمْرِ،
وع بالبَصْرة أحَدُ جِنانِ الدُّنْيَا منها: شَيْبانُ بنُ فَرُّوخٍ الأُبُلِّيُّ.
وأُبَيْلَى، بالضم وفتح الباء مَقْصوراً: امرأةٌ.
وتأْبيلُ المَيِّتِ: تأبينُهُ.
وكمُعَظَّمٍ: لَقَبُ إبراهيمَ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ.
والأَبْلُ: الرَّطْبُ، أو اليَبيسُ، ويُضَمُّ، وبالضم: ع.
وبضَمَّتَيْنِ: الخِلْفَةُ من الكَلَإِ.
وجاءَ في إبالَتِهِ، بالكسر،
وأُبُلَّتِهِ، بِضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةً: أصْحابِهِ وقَبِيلَتِهِ.
وهو من إبِلَّةِ سَوْءٍ، مُشَدَّدَةً بِكَسْرَتَيْنِ، وبِضَمَّتَيْنِ: طَلِبةٍ، وإبْلاتِهِ وإبالَتِهِ، بِكَسْرِهِما.
و"ضِغْثٌ على إبَّالَةٍ"، كإجَّانَةٍ، ويُخَفَّفُ: بَلِيَّةٌ على أُخْرَى، أو خِصْبٌ على خِصْبٍ، كأَنَّهُ ضِدٌّ.
وآبِلُ، كصاحِبٍ: ة بِحِمْصَ، وة بِدِمَشْقَ، وهي آبِلُ السوقِ، منها: الحُسَيْنُ بنُ عامِرٍ المُقْرِئُ، وة بِنَابُلُسَ،
وع قُرْبَ الأُرْدُنِّ، وهو آبِلُ الزَّيْتِ.
وأُبْلِيٌّ، بالضم: جَبَلٌ عِنْدَ جَبَلَيْ طَيِّئٍ.
وأُبْلَى، كحُبْلَى: جِبالٌ فيها بِئْرُ مَعونَةَ.
وبَعيرٌ أبِلٌ، ككتِفٍ: لَحيمٌ.
وناقَةٌ أبِلَةٌ: مباركَةٌ في الولَدِ.
وككِتابَةٍ: شيءٌ تُصَدَّرُ به البِئْرُ، وقد أبَلْتُها فهي مأْبولَةٌ،
و~ : الحُزْمَةُ الكبيرَةُ من الحَطَبِ، ويُضَمُّ،
كالبُلَةِ، كثُبَةٍ.
وأرضٌ مأْبَلَةٌ: ذاتُ إبِلٍ.
وأبَّلَ تأبيلاً: اتَّخَذَ إبِلاً واقْتَناهَا.

عجس (العباب الزاخر) [0]


العَجْسُ والعِجْسُ والعُجْسُ: مَقْبِضُ القوس، وكذلك المَعْجِسُ -مثال المَجْلِس-، قال أوس بن حَجَر يَصِفُ قوساً:
كَتُومٌ طِلاعُ الكَـفِّ لا دُوْنَ مِـلْـئهـا      ولا عجْسُها عن موضع الكَفِّ أفْضَلا

الكَتوم: القوس التي لا شَقَّ فيها ولا صَدْع.
وقال مُهَلْهِل:
أنْبَضُوا مَعْجِسَ القِسِيِّ وأبْرَقْ      نا كما تُوْعِدُ الفُحولُ فُحولا

والعَجْس: طائفة من وَسَطِ الليل، كأنَّه مأخوذ من عَجْسِ القَوْس، قال مَنظور بن حَبَّة:
إلاّ لِسَيْرٍ بالـفـلاةِ مَـلْـسِ      على قِلاصٍ كَقِسِيِّ الفُرْسِ


يقال: مَضى عَجْسٌ من الليل.
وقال الليث: العَجْس: آخِر الليل، قال حُرَيْث بن عَنّاب:
فقاموا يَجُرّونَ الثِّياب وخَلْـفَـهـم      من الليل عَجْسٌ كالنعامة أقْعَـسُ


ومَطَرٌ عَجُوْس: أي منهمر، قال رؤبة:
أُسْقِيْنَ نَضّاخَ الصَّبا . . . أكمل المادة بَجِـيسـا      أوْطَفَ يَهْدي مُسْبِلاً عَجُوْسا

والعَجُوْس: السحاب الثقيل الذي لا يَبْرَح. وعَجَسَني عن حاجَتي يَعْجِسُني -بالكسر- عَجْساً: أي حَبَسَني. والعَجْس -أيضاً-: القَبْض. وعَجَسَت به الناقة: إذا تنَكّبَت به عن الطريق من نشاطها، قال ذو الرمّة:
إذا قال حادِيْنا أيا عَجَسَـتْ بِـنـا      صُهَابِيَّةُ الأعْراف عُوْجُ السَّوَالِفِ

والأعْجَسُ: الشديد العَجْس أي الوَسَط. والعَجَاساء: القِطْعَة الَظِيمة من الإبل، قال الراعي:
ولإن بَرَكَتْ منها عَجَاسَاء جِلَّة      بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا

والعَجَاسى، وانكرها أبو الهيثم، قال:
وطاف بالحوض عَجاسى حُوْسُ     

والعَجَاساءُ -أيضاً-: الظُّلْمَة، وقال شَمِر: عَجاساءُ الليل: ظُلْمَتُه المُتَراكِمَة، وقال ابن دريد: العَجاساءُ: القِطْعَة العَظيمة من الليل، وقال أبو عمرو: الواحِدة عَجاساءُ والجَمعُ عَجاساءُ أيضاً؛ ولا يقال جَمَل عَجاسَاء، قال العجّاج يَصِف ليلة هادئة شديدة:
منها عَجَاساءُ إذا ما الْتَـجَّـتِ      حَسِبْتُها ولم تُـكَـرَّ كُـرَّتِ


وعَجَاساءُ: رَمْلَة عظيمة بِعَيْنِها. وقال أبو عُبَيدة: يقال عَجَسَتْني عَجاساءُ الأمور عنكَ: أي مَنَعَتْني مَوانِعُها.
وما مَنَعَكَ فهو العَجاساءُ. وقال ثعلب: العُجُوس: مَشْيُ العَجاساءِ من الإبل. والعَجُسُ: العَجُزُ، والأْعَجاس: الأعْجَازُ، قال رؤبة:
وعُنُق تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ      ومَنْكِبا عِزٍّ لنا وأعْجَاسْ

والعُجْسَة -بالضم-: الساعة من الليل. وقال ابن عبّاد: العِجَّوْس -مثال عِلَّوْص-: العِجَّوْلُ. وفَحْلٌ عَجِيْس وعَجِيْزٌ: لا يُلْقِح. والعِجِّيْسي -مِثال خِطِّيْبي-: اسم مِشْيَةٍ بَطِيْئةٍ.
وقال أبو بكر بن السرّاج: هي عَجِيْسَاءُ -مثال قَرِيْثاءَ-. ويقال: لا آتيك سَجِيْسَ عَجِيْسَ وسَجِيْسَ عَجِيْسٍ وسَجِيْسَ عُجَيْسٍ: أي أبداً، قال:
فأقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً      سَجِيْسَ عُجَيْسٍ ما أبانَ لسانـي

وتعجَّسْتُ أمْرَ فلانٍ: إذا تَعَقَّبْتَهُ وتَتَبَّعْتَه. ويقال: تَعَجِّسْتُ الأرْضَ غُيُوْثٌ: إذا أصابها غَيْثٌ بعد غَيْثٍ. وتَعَجَّسَ الرجل: خَرَجَ بعُجْسَةٍ من الليل أي بسُحْرَةٍ، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ رُفْقَتَه:
وإذا هُمُ ارْتَحَلُوا بِلَيْلٍ حـابِـسٍ      أُخْرى النُّجُوْمِ بِعُجْسَةِ المُتَعَجِّسِ

المُتَعَجِّس: المُتَسَحِّر. وتَعَجَّسَ: تأخَّرَ.
وقال شَمِر: تَعَجَّسَ فلان بالقوم: إذا حَبَسَهُم وأبْطَأ بهم. وتَعَجَّسه عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه: إذا قَصَّرَ به عن المكارم. وقال ابن دريد: تَعَجَّسْتُ الرجل: إذا أمَرَ أمراً فَغَيَّرْتَه عليه. ورَوى النَّضْرُ بن شُمَيل في حديث: يَتَعَجَّسُكُم عند أهل مكة.
وقال: معناه يُضَعِّفُ رأيَكُم عندهم. والتركيب يدل على تأخير الشيء كالعَجُزِ في عِظَمٍ وتَجَمُّعٍ وغِلَظٍ.

أدب (لسان العرب) [0]


الأَدَبُ: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى الـمَحامِد، ويَنْهاهم عن المقَابِح.
وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ، ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ: مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ. ابن بُزُرْج: لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً، وأَنت أَدِيبٌ.
وقال أَبو زيد: أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً، فهو أَدِيبٌ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً، في العَقْلِ، فهو أَرِيبٌ. غيره: الأَدَبُ: أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ.
والأَدَبُ: الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ.
وأَدُبَ، بالضم، فهو أَدِيبٌ، من قوم أُدَباءَ.
وأَدَّبه فَتَأَدَّب: عَلَّمه، واستعمله الزجاج في اللّه، عز وجل، فقال: وهذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه، صلى اللّه عليه وسلم.
وفلان قد اسْتَأْدَبَ: بمعنى تَأَدَّبَ.
ويقال للبعيرِ إِذا رِيضَ وذُلِّلَ: أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ.
وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي: . . . أكمل المادة وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ * ونَجْرانَ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ الـمُذَلَّلِ والأُدْبَةُ والـمَأْدَبةُ والـمَأْدُبةُ: كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ. قال صَخْر الغَيّ يصف عُقاباً: كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر، في قَعْرِ عُشِّها، * نَوَى القَسْبِ، مُلْقًى عند بعض الـمَآدِبِ القَسْبُ: تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى. شَبَّه قلوبَ الطير في وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ، كما شبهه امْرُؤُ القيس بالعُنَّاب في قوله: كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ، رَطْباً ويابِساً، * لَدَى وَكْرِها، العُنَّابُ والحَشَفُ البالي والمشهور في الـمَأْدُبة ضم الدال، وأَجاز بعضهم الفتح، وقال: هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ. قال سيبويه: قالوا الـمَأْدَبةُ كما قالوا الـمَدْعاةُ.
وقيل: الـمَأْدَبةُ من الأَدَبِ.وفي الحديث عن ابن سعود: إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه، يعني مَدْعاتَه. قال أَبو عبيد: يقال مَأْدُبةٌ ومَأْدَبةٌ، فمن قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل، فيَدْعُو إِليه الناسَ؛ يقال منه: أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، ورجل آدِبٌ. قال أَبو عبيد: وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه؛ ومن قال مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ.
وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد. قال أَبو عبيد: ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره؛ قال: والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ.وقال أَبو زيد: آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً، والـمَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بينها وبين الـمَأْدَبةِ الأَدَبِ.
والأَدْبُ: مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم، بالكسر، أَدْباً، إِذا دعاهم إِلى طعامِه.
والآدِبُ: الداعِي إِلى الطعامِ. قال طَرَفَةُ: نَحْنُ في الـمَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى، * لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ وقال عدي: زَجِلٌ وَبْلُهُ، يجاوبُه دُفٌّ * لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، وزَمِيرُ والـمَأْدُوبَةُ: التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ.
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ. الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى الـمَأْدُبة، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس.
وفي حديث كعب، رضي اللّه عنه: إِنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ. أَراد: أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ من لحُومِهم.
وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً، وأَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً. أَبو عمرو يقال: جاشَ أَدَبُ البحر، وهو كثْرَةُ مائِه.
وأَنشد: عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه، والأَدْبُ: العَجَبُ. قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ، وحَبَّةُ أُمُّه: بِشَمَجَى الـمَشْي، عَجُولِ الوَثْبِ، غَلاَّبةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ، حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ الأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ، والشَّمَجَى: الناقةُ السرِيعَةُ.
ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف: الإِدْبُ، بكسر الهمزة؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته قال: وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل. الأَصمعي: جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ، مجزوم الدال، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ، وأَنشد: سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ، * أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي

زمع (لسان العرب) [0]


الزمَعةُ: الشعَرة التي خلف الثُّنَّةِ أَو الرُّسْغ.
والزَّمعةُ: الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فوق ظِلْف الشاةِ، وقيل: الهَنةُ الزائدةُ وراء ظلف الشاة، وهي أَيضاً الشعرة المُدَلاَّةُ في مؤخر رجل الشاة والظَّبْي والأَرنب، والجمع زَمَع وزِماعٌ مثل ثَمَرة وثَمَر وثِمار؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبياً نَشِبَتْ فيه كُفَّةُ الصائدِ: فَراغَ، وقدْ نَشِبَتْ في الزّما ع، واسْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ في راغ ضمير الظبي، وفي نَشِبَتْ ضمير الكُفَّة.
وأَرْنَبٌ زَمُوعٌ: تمشي على زَمَعَتِها إِذا دنت من موضعها لئلا يقتص أَثرها فتقارب خطوها وتعدو على زَمَعاتِها، وقيل: الزَّمُوعُ من الأَرانب النَّشِيطة السريعة، وقد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمعاناً: أَسْرَعَتْ.
وأَزْمَعَتْ: عدت وخَفَّتْ؛ قال الشماخ: فما تَنْفَكُّ، بَيْنَ عُوَيْرِضاتٍ، . . . أكمل المادة تَمُدُّ بِرأْسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ العِكْرِشةُ: أُنثى الثعالب. قال الليث: الزَّمَعُ هَناتٌ شبه أَظفار الغنم في الرُّسْغ في كل قائمة زَمَعَتان كأَنما خلقتا من قطع القرون، قال: وذكروا أَنَّ للأَرنب زَمَعاتٍ خلف قَوائِمها، ولذلك تنعت فيقال لها زَمُوعٌ.
ورجل زَميعٌ وزَمُوعٌ بَيِّن الزَّماع أَي سَرِيعٌ عَجُولٌ؛ ومنه قول الشاعر: وَدَعا بِبَيْنِهِم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، داعٍ بعاجِلةِ الفِراقِ زَمِيعُ والزَّمَعُ: رُذالُ الناس وأَتْباعُهم بمنزلة الزَّمَع من الظِّلْف، والجمع أَزْماع. يقال: هو من زَمَعِهم أَي من مآخِيرِهم.
والزَّمَعُ والزَّماعُ: المَضاءُ في الأَمْر والعَزْمُ عليه.
وأَزْمَعَ الأَمرَ وبه وعليه: مَضى فيه، فهو مُزْمِعٌ، وثَبَّت عليه عَزْمَه.
وقال الكسائي: يقال أَزْمَعْتُ الأَمْرَ ولا يقال أَزْمَعْتُ عليه؛ قال الأَعشى: أَأَزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكارا، وشَطَّتْ على ذِي هَوًى أَنْ تُزارا؟ وقال الفراء: أَزْمَعْتُه وأَزْمَعْتُ عليه بمعنًى مثل أَجْمَعْتُه وأَجْمَعْتُ عليه.
والزَّمِيعُ: الشجاعُ المِقْدامُ الذي يُزْمِعُ الأَمْرَ ثم لا يَنْثَني عنه، وهو أَيضاً الذي إِذا همّ بأَمْر مضى فيه بَيِّنَ الزَّماع، وقوم زُمَعاءُ في الجمع.
ورجل زَمِيعُ الرأْي أَي جَيِّدُه؛ قال ابن بري شاهده قول الشاعر: لا يَهْتَدِي فيه إِلاَّ كُلُّ مُنْصَلِتٍ، مِنَ الرِّجالِ، زَمِيعِ الرَّأْي خَوَّاتِ وأَزمع النبتُ إِذا لم يَسْتَوِ العُشْبُ كله وكان قطعاً متفرقة أَوَّل ما يظهر وبعضه أَفضل من بعض.
والزَّمَعُ من النبات: شيء هَهُنا وشيء ههنا مثل القَزَع في السماء، والرَّشَمُ مثله.
وفي نوادر الأَعراب: زُمْعةٌ من نَبْت وزُوعةٌ من نبت ولُمْعةٌ من نبت ورُقْعةٌ بمعنى واحد.
وقال الليث: الزَّمّاعةُ، بالزاي، التي تتحرك من رأْس الصبيّ في يافُوخِه، قال: وهي الرَّمّاعة واللَّمَّاعةُ؛ وقال الأَزهري: المعروف فيها الرَّمَّاعة، بالراء، قال: وما علمت أَحداً روى الزماعة، بالزاي، غير الليث.والزَّمَعةُ: أَصْغرُ من الرِّحاب بين كل رَحبَتَيْن زَمَعةٌ تقصُر عن الوادي، وجمعها زَمَعٌ.
وفي الحديث، حديث أَبي بكر والنّسابة: إِنَّكَ من زَمَعاتِ قُرَيْش؛ الزَّمَعة، بالتحريك: التَّلْعةُ الصغيرة، أَي لست من أَشرافهم، وهي ما دُونَ مَسايلِ الماء من جانبي الوادي.
والزَّمَعةُ: الطلعة في نَوامِي كرم العنب بعدما يَصُوفُ، وقيل: الزَّمَعةُ العُقْدة في مخرج العُنْقود، وقيل: هي الحبة إِذا كانت مثل رأْس الدَّرّة، والجمع زَمَع. قال ابن شميل: والزَّمَعُ الأُبَنُ تَخْرُجُ في مَخارِجِ العَناقِيد.
وأَزمَعَت الحَبَلةُ: خرج زَمَعُها وعظمت ودنا خروجُ الحُجْنةِ منها، والحُجْنةُ والناميةُ شُعَبٌ، فإِذا عظمت الزمعة فهي البَنِيقةُ، وأَكْمَحَتِ البَنِيقةُ إِذا ابْياضَّتْ وخرج عليها مثل القطن، وذلك الإِكْماحُ، والزَّمَعةُ: أَول شيء يخرج منه، فإِذا عظُم فهو بنيقة، وقيل: الزمع العِنَبُ أَول ما يَطْلُع.
والزَّمَعُ الدَّهَشُ، والزَّمَعُ: رِعْدةٌ تعتري الإِنسان إِذا هَمّ بأَمر.
وزَمِعَ الرجُل، بالكسر، زَمَعاً: خَرِقَ من خَوْفٍ وجَزِعَ.
والزَّمَعُ: القَلَقُ؛ عن اللحياني.
وزَمَع، بالفتح، يَزْمَعُ زَمْعاً وزَمَعاناً: أَبْطَأَ في مِشْيَتِه.
ويقال: قَزَعَ قَزْعاً وزَمَعَ زَمَعاناً، وهو مَشْي متقارِبٌ، والزمَعانُ: المشيُ البطِيءُ.
والزَّمْعِيُّ: الخَسِيسُ.
والزَّمْعِيُّ: السريعُ الغضَب، وهو الداهيةُ من الرجال. يقال: جاء فلان بالأَزامِع أَي بالأُمور المُنْكَرات، والأَزامِعُ: الدواهِي، واحدها أَزْمَعُ؛ قال عبدالله بن سمعان التَّغْلَبيّ: وعَدْتَ فلم تُنْجِزْ،وقِدْماً وعَدْتَني فأَخْلَفْتَني، وتِلْكَ إِحْدَى الأَزامِع وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ: أَسماء.

زبي (لسان العرب) [0]


الزُّبْيةُ: الرابِيةُ التي لا يعلوها الماء، وفي المثل: قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى.
وكتبَ عثمانُ إِلى علي، رضي الله عنه لما حُوصِر: أَمَّا بعد فقد بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ، فإِذا أَتاك كِتابي هذا فأَقْبِلْ إِليَّ، عليَّ كنتَ أَمْ لي؛ يضرب مثلاً للأَمر يتَفاقَمُ أَو يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى.
والزُّبَى: جمع زُبْية وهي الرابية لا يعلوها الماء، قال: وهي من الأَضداد، وقيل: إِنما أَراد الحفرة التي تُحْفَرُ للأَسد ولا تحفرُ إِلا في مكان عالٍ من الأَرض لئلا يبلغها السيل فتَنْطَمَّ.
والزُّبْيةُ: حُفرة بتَزَبََّى فيها الرجل للصيد وتُحْتَفَرُ للذئب فيُصْطاد فيها. ابن سيده: الزُّبْية حُفْرة يَستتر فيها الصائد.
والزُّبْية: حَفِيرة يُشْتَوىَ فيها . . . أكمل المادة ويُخْتَبَزُ، وزَبَّى اللحمَ وغيره: طَرَحه فيها؛ قال: طارَ جَرادي بََعْدَما زَبَّيْتُه، لو كانَ رأْسي حَجراً رَمَيْتُه والزُّبْية: بئر أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد، وقد زَباها وتَزَبَّاها؛ قال: فكانَ، والأَمرَ الذي قَد كِيدا، كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدا وتَزَبَّى فيها: كتَزَبَّاها؛ وقال علقمة: تَزَبَّى بذي الأَرْطى لها، ووراءَها رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهم وكَلِيبُ ويروى: وأَرادها رجال.
وقال الفراء: سميت زُبْيةُ الأَسدِ زُبْية لارتفاعها عن المَسِيل، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يحْفِرونها في موضع عالٍ.
ويقال قد تَزَبَّيْت زُبْيةً؛ قال الطرماح: يا طَيِّءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ مَوْعِدُكم كمُبْتَغى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيةِ الأَسَدِ والزُّبْيةُ أَيضاً: حُفْرة النمل، والنملُ لا تفعل ذلك إِلا في موضع مرتفع.
وفي الحديث: أَنه نَهَى عن مَزابي القُبُور؛ قال ابن الأَثير: هي ما يُنْدَبُ به الميتُ ويُناحُ عليه به، من قولهم: ما زَباهُم إِلى هذا أَي ما دَعاهم، وقيل: هي جمع مِزْباةٍ من الزُّبْيةِ وهي الحُفْرة، قال: كأَنه، والله أَعلم، كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبرُ ضريحاً كالزُّبْية ولا يُلْحَد، قال: ويُعَضِّدُه قوله اللَّحْدُ لنا والشَّقُّ لغيرنا، قال: وقد صَحِّفَه بعضُهم فقال نَهى عن مَراثي القُبور.
وفي حديث علي، كرم الله وجهَه: أَنه سئل عن زُبْيةٍ أَصْبَحَ الناسُ يتدافَعُون فيها فَهَوَى فيها رجل فتَعَلَّقَ بآخر، وتعلق الثاني بثالث والثالثُ برابع فوَقَعُوا أَربعَتُهم فيها فخدَشَهم الأَسد فماتوا، فقال: على حافِرِها الدّيةُ: للأَول ربعها، وللثاني ثلاثة أَرباعها، وللثالث نصفها، وللرابع جميع الدية، فأُخْبِرَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فأَجاز قضاءه؛ الزُّبْيةُ: حُفَيْرَةٌ تُحْفَر للأَسَدِ والصَّيْدِ ويُغَطَّى رأْسُها بما يسترها لِيَقَع فيها، قال: وقد رُوِي الحُكم فيها بغير هذا الوجه.
والزابِيانِ: نَهَرانِ بناحية الفُرات، وقيل: في سافِلة الفُرات، ويسمى ما حَولَهما (* قوله «ويسمى ما حولهما إلخ» عبارة التكملة: وربما سموهما مع ما حواليهما من الانهاء الزوابي). من الأَنهار الزَّوابي: وربما حذفوا الياء فقالوا الزّابانِ والزّابُ كما قالوا في البازي بازٌ.
والأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ في السير، على أُفْعول.
واستثقل التشديد على الواو، وقيل: الأُزْبِيُّ العَجَبُ من السير والنَّشاط؛ قال منظور بن حَبَّةَ: بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ، أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ، حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ والأُزبيُّ: ضَرْبٌ من سير الإِبل.
والأَزَابِيُّ: ضُروب مختلفة من السَّير، واحدها أُزْبِيٌّ.
وحكى ابن بري عن ابن جني قال: مَرَّ بنا فلان وله أَزابِيُّ منكرة أَي عَدْوةٌ شديد، وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية.
والأُزْبِيُّ: الصَّوْت؛ قال صخر الغيّ: كأَنَّ أُزْبِيَّها، إِذا رُدِمَتْ، هَزْمُ بُغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيهِ: ساقَه؛ قال: تِلْكَ اسْتَفِدْها، وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا، فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبي لَكَ الرَّقِمُ وفي حديث كعب بن مالك: جَرَتْ بينه وبين رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب: فقلت له كَلِمةً أُزْبِيهِ بها أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه، من قولهم أَزْبَيْتُ الشَّيءَ أُزْبِيه إِذا حَمَلْتَه، ويقال فيه زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ إِذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه.
وزَبَى الشَّيءَ: حمله: قال الكميت: أَهَمْدانُ مَهْلاً لا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ، بِجَهْلِكُمْ، أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبي يُضرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ.
وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه.
وازْدَباهُ: كزَباه.
وتَزابى عنه: تَكَبَّر؛ هذه عن ابن الأَعرابي؛ قال: وأَنشدني المفضل: يا إِبِلي ما ذامُه فَتِيبَيْهْْ (* قوله «يا إبلي إلخ» هكذا ضبطت القوافي في التهذيب والتكملة والصحاح، ووقع لنا ضبطه في عدة مواضع من اللسان تبعاً للأصل بخلاف ما هنا). ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَِيْهْ، هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَيْهْ، حتى تُرُوحِي أُصُلاً تَزابَيْهْ تَزابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْهْ قال: تَزابَيْه تَرَفَّعي عنه تكبراً أَي تكَبَّرِين عنه فلا تُريدينَه ولا تَعْرِضِينَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ، وقوله: فوق الزَّازَيْهْ المكانُ المرتفع، أَراد على الزَّيْزاءَةِ فغيَّره.
والتَّزابي أَيضاً: مِشْيَةٌ فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ قل رؤْبة: إِذَا تَزَابى مِشيةً أَزائِبَا أَراد بالأَزائِبِ الأَزَابيَّ، وهو النَّشاطُ.
ويقال: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه أَزْمة أَي سَنَة.
ويقال: لَقِيتُ منه الأَزابيَّ؛ واحدُها أُزْبيٌّ، وهو الشرُّ والأَمرُ العظيم.

خنس (العباب الزاخر) [0]


خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً. والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ): خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ): إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها.
ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار . . . أكمل المادة فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده:
وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِـرُّمـا      وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين. وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء.
والخَنَسُ -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة.
وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. والأخْنَس: القُرَاد. والأخْنَس: الأسد. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ:
أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ      وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة. وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد. والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها:
كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها      أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَـمُ

والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه:
خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَـم يَرِم      عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها


وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن. وخَناس في قوله:
أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم      وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. وقال ضِرار بن الخطّاب:
ألَّمَت خُناسُ وإلمامُهـا      أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء. ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة. وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. وخُنَيْسٌ -مُصغّراً- في الأعلام واسع. والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد:
تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها      جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَـحُ

وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضاً-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة. والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد. وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. وأخْنَسْتُه -أيضاً-: أي خَلَّفتُه.
وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:
إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَـتْ      ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي:
فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عـاسِـمٌ      من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا


ويُروى "إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.

صغر (لسان العرب) [0]


الصِّغَرُ: ضد الكبر. ابن سيده: الصِّغَر والصَّغارةُ خِلاف العِظَم، وقيل: الصِّغَر في الجِرْم، والصَّفارة في القَدْر؛ صَغُرَ صَغارةً وصِغَراً وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَراً؛ بفتح الصاد والغين، وصُغْراناً؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي: فهو صَغِير وصُغار، بالضم، والجمع صِغَار. قال سيبويه: وافق الذِين يقولون فَعِيلاً الذين يقولون فُعالاً لاعتِقابِهما كثيراً، ولم يقولوا صُغَراء، اسْتَغْنوا عنه بِفِعال، وقد جُمع الصَّغِير في الشعر على صُغَراء؛ أَنشد أَبو عمرو: وللكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاؤوا، وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ والمَصْغُوراءُ: اسم للجمع.
والأَصاغِرَة: جمع الأَصْغَر. قال ابن سيده: إِنما ذكرت هذا لأَنه مِمَّا تلحقه الهاء في حدِّ الجمع إذ ليس منسوباً ولا أَعجميّاً ولا أَهل أَرض ونحوَ ذلك . . . أكمل المادة من الأَسباب التي تدخلها الهاء في حدّ الجمع، لكن الأَصْغَر لما خرج على بناء القَشْعَم وكانوا يقولون القَشاعِمَة أَلحقُوه الهاء، وقد قالوا الأَصاغِر، بغير هاء، إِذ قد يفعلون ذلك في الأَعجمي نحو الجَوارِب والكَرابِج، وإِنما حملهم على تكسيره أَنه لم يتمكَّن في باب الصفة.
والصُّغْرَى: تأْنيث الأَصْغَر، والجمع الصُّغَرُ؛ قال سيبويه: يقال نِسْوَة صُغَرُ ولا يقال قوم أَصاغِر إِلا بالأَلف واللام: قال: وسمعنا العرب تقول الأَصاغِر، وإِن شئت قلت الأَصْغَرُون. ابن السكيت: ومن أَمثال العرب: المرْء بِأَصْغَرَيْهِ؛ وأَصْغَراه قلْبُه ولسانه، ومعناه أَن المَرْءَ يعلو الأُمور ويَضْبِطها بِجَنانه ولسانه.
وأَصْغَرَه غيره وصَغَّره تَصْغِيراً، وتَصْغِيرُ الصَّغِير صُغَيِّر وصُغَيِّير؛ الأُولى على القياس والأُخرى على غير قياس؛ حكاها سيبويه.
واسْتَصْغَره: عَدَّه صَغِيراً.
وصَغَّرَه وأَصْغَرَه: جعلَه صَغِيراً.
وأَصْغَرْت القِرْبَة: خَرزَتُها صَغِيرة؛ قال بعض الأَغفال: شُلَّتْ يَدا فارِيَةٍ فَرَتْها، لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها ويروى: لو خافَتِ السَّاقي لأَصْغَرَتْها والتصغير للاسم والنعت يكون تحقيراً ويكون شفقة ويكون تخصيصاً، كقول الحُباب بن المنذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وهو مفسر في موضعه.
والتصغير يجيء بمعانٍ شتًى: منها ما يجيء على التعظيم لها، وهو معنى قوله: فأَصابتها سُنَيَّة حمراء، وكذلك قول الأَنصاري: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب، ومنه الحديث: أَتتكم الدُّهَيْماءُ؛ يعني الفتنة المظلمة فصغَّرها تهويلاً لها، ومنها أَن يصغُر الشيء في ذاته كقولهم: دُوَيْرَة وجُحَيْرَة، ومنها ما يجيء للتحقير في غير المخاطب، وليس له نقص في ذاته، كقولهم: هلك القوم إِلا أَهلَ بُيَيْتٍ، وذهبت الدراهم إِلا دُرَيْهِماً، ومنها ما يجيء للذم كقولهم: يا فُوَيْسِقُ، ومنها ما يجيء للعَطْف والشفقة نحو: يا بُنَيَّ ويا أُخَيَّ؛ ومنه قول عمر: أَخاف على هذا السبب (* قوله: «هذا السبب» هكذا في الأَصل من غير نقط).
وهو صُدَيِّقِي أَي أَخصُّ أَصدقائي، ومنها ما يجيء بمعنى التقريب كقولهم: دُوَيْنَ الحائط وقُبَيْلَ الصبح، ومنها ما يجيء للمدح، من ذلك قول عمر لعبدالله: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً.
وفي حديث عمرو بن دينار قال: قلت لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بمكة؟ قال: عشراً، قلت: فابن عباس يقول بِضْعَ عشرةَ سنةً، قال عروة: فصغَّره أَي استصغر سنَّه عن ضبط ذلك، وفي رواية: فَغَفَّرَهُ أَي قال غفر الله له، وسنذكره في غفر أَيضاً.
والإِصغار من الحنين: خلاف الإِكبار؛ قالت الخنساء: فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ، لها حَنينانِ: إِصْغارٌ وإِكْبارُ فَإِصْغارُها: حَنِينها إِذا خَفَضته، وإِكْبارُها: جَنِينها إِذا رَفَعته، والمعنى لها حَنِينٌ ذو صغار وحَنِينٌ ذُو كبار.
وأَرضٌ مُصْغِرَة: نَبْتها صغير لم يَطُل.
وفلان صِغْرَة أَبَوَيْهِ وصِغْرَةُ ولَد أَبويه أَي أَصْغَرهُمْ، وهو كِبْرَة وَلَدِ أَبيه أَي أَكبرهم؛ وكذلك فلان صِغْرَةُ القوم وكِبْرَتُهم أَي أَصغرُهم وأَكبرهم.
ويقول صبيٌّ من صبيان العرَب إِذ نُهِيَ عن اللَّعِب: أَنا من الصِّغْرَة أَي من الصِّغار.
وحكى ابن الأَعرابي: ما صَغَرَني إِلا بسنة أَي ما صَغُرَ عَنِّي إِلا بسنة.
والصَّغار، بالفتح: الذل والضَّيْمُ، وكذلك الصُّغْرُ، بالضم، والمصدر الصَّغَرُ، بالتحريك. يقال: قُمْ على صُغْرِك وصَغَرِك. الليث: يقال صَغِرَ فلان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغاراً، فهو صاغِر إِذا رَضِيَ بالضَّيْم وأَقَرَّ بِهِ. قال الله تعالى: حتى يُعْطُوا الجزْية عن يَدٍ وهُمْ صاغِرون؛ أَي أَذِلاَّءُ.
والمَصْغُوراء: الصَّغار.
وقوله عز وجل: سَيُصِيب الذين أَجْرَمُوا صَغار عند الله؛ أَي هُمْ، وإِن كانوا أَكابر في الدنيا، فسيصيبهم صَغار عند الله أَي مَذَلَّة.
وقال الشافعي، رحمه الله، في قوله عز وجل: عن يَدٍ وهُمْ صاغِرُون؛ أَي يجري عليهم حُكْمُ المسلمين.
والصَّغار: مصدر الصَّغِير في القَدْر.
والصَّاغِرُ: الراضي بالذُّلِّ والضيْمِ، والجمع صَغَرة.
وقد صَغُرَ (* قوله: «وقد صغر إلخ» من باب كرم كما في القاموس ومن باب فرح أَيضاً كما في المصباح كما أَنه منهما بمعنى ضد العظم). صَغَراً وصُغْراً وصَغاراً وصَغارَة وأَصْغَرَه: جعله صاغِراً.
وتَصاغَرَتْ إِليه نفسُه: صَغُرت وتَحاقَرَتْ ذُلاًّ ومَهانَة.
وفي الحديث: إِذا قلتَ ذلك تَصاغَرَ حتى يكون مثلَ الذُّباب؛ يعني الشيطان، أَي ذَلَّ وَامَّحَقَ؛ قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون من الصِّغَر والصَّغارِ، وهو الذل والهوان.
وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر، رضي الله عنهما: بِرَغْمِ المُنافِقين وصَغَر الحاسِدين أَي ذُلِّهِم وهَوانِهم.
وفي حديثِ المُحْرِم: يقتل الحيَّة بصَغَرٍ لَها.
وصَغُرَتِ الشمسُ: مالَتْ للغروب؛ عن ثعلب.
وصَغْران: موضع.

صدر (لسان العرب) [0]


الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، حتى إِنهم ليقولون: صَدْر النهار والليل، وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول الأَعشى: وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه، كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ قال ابن سيده: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، وإِن شئت قلت إِن صَدْر القَناة قَناة؛ وعليه قوله: مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم والصَّدْر: واحد الصُّدُور، وهو مذكر، وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، وهو كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث، وصَدْر القناة: أَعلاها.
وصَدْر الأَمر: أَوّله.
وصَدْر . . . أكمل المادة كل شيء: أَوّله.
وكلُّ ما واجهك: صَدْرٌ، وصدر الإِنسان منه مذكَّر؛ عن اللحياني، وجمعه صُدُور ولا يكسَّر على غير ذلك.
وقوله عز وجل: ولكن تَعْمَى القُلوب التي في الصُّدُور؛ والقلب لا يكون إِلاَّ في الصَّدْر إِنما جرى هذا على التوكيد، كما قال عز وجل: يقولون بأَفواههم؛ والقول لا يكون إِلاَّ بالفَمِ لكنه أَكَّد بذلك، وعلى هذا قراءة من قرأَ: إِن أَخي له تِسْعٌ وتسعون نَعْجَةً أُنثى.
والصُّدُرة: الصَّدْر، وقيل: ما أَشرف من أَعلاه.
والصَّدْر: الطائفة من الشيء. التهذيب: والصُّدْرة من الإِنسان ما أَشرف من أَعلى صدْره؛ ومنه الصُّدْرة التي تُلبَس؛ قال الأَزهري: ومن هذا قول امرأَة طائيَّة كانت تحت امرئ القيس، فَفَرِ كَتْهُ وقالت: إِني ما عَلِمْتُكَ إِلاَّ ثَقِيل الصُّدْرة سريع الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة.
والأَصْدَر: الذي أَشرفت صَدْرته.
والمَصْدُور: الذي يشتكي صدره؛ وفي حديث ابن عبد العزيز: قال لعبيدالله بن عبدالله بن عتبة: حتى متَى تقولُ هذا الشعر؟ فقال: لا بُدَّ للمَصْدُور من أَن يَسْعُلا المَصْدُور: الذي يشتكي صَدْره، صُدِرَ فهو مصدور؛ يريد: أَن من أُصيب صَدْره لا بدّ له أَن يَسْعُل، يعني أَنه يَحْدُث للإِنسان حال يتمثَّل فيه بالشعر ويطيِّب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه.
وفي حديث الزهري: قيل له إِن عبيد الله يقول الشِّعْر، قال: ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا يَنْفُِثَ أَي لا يَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يخرجان من الفَمِ.
وفي حديث عطاء: قيل له رجل مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَحَدَثٌ هُوَ؟ قال: لا، يعني يَبزُق قَيْحاً.
وبَنَات الصدر: خَلَل عِظامه.
وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْراً: شكا صَدْرَه؛ وأَنشد: كأَنما هُوَ في أَحشاء مَصْدُورِ وصَدَرَ فلان فلاناً يَصْدُرُه صَدْراً: أَصاب صَدْرَه.
ورجل أَصْدَرُ: عظيم الصَّدْرِ، ومُصَدَّر: قويّ الصَّدْر شديده؛ وكذلك الأَسَد والذئب.
وفي حديث عبد الملك: أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر؛ هو العظيم الصَّدْر.
وفَرس مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه.
والمُصَدَّرُ من الخيل والغنم: الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ، وقيل: هو من النِّعاج السَّوداء الصدر وسائرُها أَبيضُ؛ ونعجة مُصَدَّرَة.
ورجل بعيد الصَّدْر: لا يُعطَف، وهو على المثَل.والتَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس.
وصَدَّر كتابه: جعل له صَدْراً؛ وصَدَّره في المجلس فتصدَّر.
وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر، كلاهما: تقدَّم الخيلَ بِصَدره.
وقال ابن الأَعرابي: المُصَدَّرُ من الخيل السابق، ولم يذكر الصَّدْرَ؛ ويقال: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جاء قد سبق وبرز بِصَدْرِه وجاء مُصَدَّراً؛ وقال طفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً: كأَنه بَعْدَما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ الليل، مَبْلُولُ كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ. بعدما صَدَّرْنَ: يعني خَيْلاَ سَبَقْنَ بصُدُورِهِنَّ.
والعَرَق: الصفُّ من الخيل؛ وقال دكين: مُصَدَّرٌ لا وَسَطٌ ولا بَالي (* قوله: «مصدر إِلخ» كذا بالأَصل).
وقال أَبو سعيد في قوله: بعدما صَدَّرْنَ من عرق أَي هَرَقْنَ صَدْراً ومن العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ ور وي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: رواه بعدما صُدِّرْنَ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعدما عَرِقَ؛ قال: والأَول أَجود؛ وقول الفرزدق يخاطب جريراً:وحَسِبتَ خيْلَ بني كليب مَصْدَراً، فَغَرِقْتَ حين وَقَعْتَ في القَمْقَامِ يقول: اغْتَرَرْتَ بخيْل قومك وظننت أَنهم يخلِّصونك من بحر فلم يفعلوا.
ومن كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يقال: صُودِرَ فلانٌ العامل على مالٍ يؤدِّيه أَي فُورِقَ على مالٍ ضَمِنَه.
والصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قال الأَزهري: وكانت المرأَة الثَّكْلَى إِذا فقدت حميمها فأَحَدّتْ عليه لبست صِدَاراً من صُوف؛ وقال الراعي يصف فلاة: كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فيها عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عنها الصَّدارَا ابن الأَعرابي: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، وهي الصِّدار والأُصْدَة.
والعرَب تقول للقميص الصغير والدِّرْع القصيرة: الصُّدْرَةُ، وقال الأَصمعي: يقال لِمَا يَلي الصَّدْر من الدِّرْعِ صِدارٌ. الجوهري: الصِّدارُ. بكسر الصاد، قميص صغير يَلي الجسد.
وفي المثل: كلُّ ذات صِدارٍ خالَةٌ أَي من حَقِّ الرجل أَن يَغارَ على كل امرأَة كما يَغارُ على حُرَمِهِ.
وفي حديث الخَنْساء: دخلتْ على عائشة وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر؛ الصِّدار: القميص القصير كما وَصَفناه أَوَّلاً.
وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها ما بين أَصابعها إِلي الحِمارَة.
وصَدْرُ النعل: ما قُدَّام الخُرْت منها.
وصَدْرُ السَّهْم: ما جاوز وسَطَه إِلى مُسْتَدَقِّهِ، وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به، وسُمي بذلك لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي، وقيل: صَدْرُ السهم ما فوق نصفه إِلى المَرَاش.
وسهم مُصَدَّر: غليظ الصَّدْر، وصَدْرُ الرمح: مثله.
ويومٌ كصَدْرِ الرمح: ضيِّق شديد. قال ثعلب: هذا يوم تُخَصُّ به الحرْب؛ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي: ويوم كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه بِلَيْلي فَلَهَّانِي، وما كُنْتُ لاهِيَا وصُدُورُ الوادي: أَعاليه ومَقادمُه، وكذلك صَدَائرُهُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد. أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ بَكَيْتَ، ولم يَعْذِرْكَ في الجهلِ عاذِرف؟ تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى على فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ واحدها صَادِرَة وصَدِيرَة. (* قوله: «واحدها صادرة وصديرة» هكذا في الأَصل وعبارة القاموس جمع صدارة وصديرة).
والصَّدْرُْ في العَروضِ: حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون فاعِلاتُنْ؛ قال ابن سيده: هذا قول الخليل، وإِنما حكمه أَن يقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون فاعِلاتُنْ.
والتَّصْدِيرُ؛ حزام الرَّحْل والهَوْدَجِ. قال سيبويه: فأَما قولهم التَّزْدِيرُ فعلى المُضارعة وليست بلُغَة؛ وقد صَدَّرَ عن البعير.
والتَّصْدِيرُ: الحِزام، وهو في صَدْرِ البعير، والحَقَبُ عند الثِّيل.
والليث: التَّصْدِيرُ حبل يُصَدَّرُ به البعير إِذا جرَّ حِمْله إِلى خلْف، والحبلُ اسمه التَّصْدِيرُ، والفعل التَّصْدِيرُ. قال الأَصمعي: وفي الرحل حِزامَةٌ يقال له التَّصْدِيرُ، قال: والوَضِينُ والبِطان لِلْقَتَبِ، وأَكثر ما يقال الحِزام للسَّرج.
وقال الليث: يقال صَدِّرْ عن بَعِيرك، وذلك إِذا خَمُصَ بطنُه واضطرب تَصْدِيُرهُ فيُشدُّ حبل من التَّصْدِيرِ إِلى ما وراء الكِرْكِرَة، فيثبت التَّصْدِير في موضعه، وذلك الحبل يقال له السِّنافُ. قال الأَزهري: الذي قاله الليث أَنَّ التَّصدْيِر حبل يُصَدَّر به البعير إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، والذي أَراده يسمَّى السِّناف، والتَّصْديرُ: الحزام نفسُه.
والصِّدارُ: سِمَةٌ على صدر البعير.والمُصَدَّرُ: أَول القداح الغُفْل التي ليست لها فُروضٌ ولا أَنْصباء، إِنما تثقَّل بها القداح كراهِيَة التُّهَمَة؛ هذا قول اللحياني.
والصَّدَرُ، بالتحريك: الاسم، من قولك صَدَرْت عن الماء وعن البِلاد.
وفي المثل: تَرَكْته على مِثْل ليلَة الصَّدَرِ؛ يعني حين صَدَرَ الناس من حَجِّهِم.
وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع، والموضع مَصْدَر ومنه مَصادِر الأَفعال.
وصادَرَه على كذا.
والصَّدَرُ: نقِيض الوِرْد. صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدَراً؛ الأَخيرة مضارِعة؛ قال:ودَعْ ذا الهَوَى قبل القِلى؛ تَرْكُ ذي الهَوَى، مَتِينِ القُوَى، خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا وقد أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ، والأَوَّل أَعلى.
وفي التنزيل العزيز: حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ؛ قال ابن سيده: فإِمَّا أَن يكون هذا على نِيَّةِ التعدَّي كأَنه قال حتى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثم حذف المفعول، وإِمَّا أَن يكون يَصدرُ ههنا غير متعدٍّ لفظاً ولا معنى لأَنهم قالوا صَدَرْتُ عن الماء فلما يُعَدُّوه.
وفي الحديث: يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحداً ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى؛ الصَّدَرُ، بالتحريك: رُجوع المسافر من مَقصِده والشَّارِبةِ من الوِرْدِ. يقال: صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُوراً وصَدَراً؛ يعني أَنه يُخْسَفُ بهم جميعهم فَيْهلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم، ثم يَصْدُرون بعد الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة على قدْر أَعمالهم ونِيَّاتِهم، ففريقٌ في الجنة وفريق في السعير.
وفي الحديث: لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَر؛ يعني بمكة بعد أَن يقضي نُسُكَه.
وفي الحديث: كانت له رَكْوة تسمَّى الصادِرَ؛ سمِّيت به لأَنه يُصْدَرُ عنها بالرِّيّ؛ ومنه: فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فلم نحتج إِلى المُقام بها للماء.
وما له صادِرٌ ولا وارِدٌ أَي ما له شيء.
وقال اللحياني: ما لَهُ شيء ولا قوْم.
وطريق صادِرٌ: معناه أَنه يَصْدُر بِأَهْله عن الماء.
ووارِدٌ: يَرِدُهُ بِهم؛ قال لبيد يذكر ناقَتَيْن: ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قد مَثَلْ أَراد في طريق يُورد فيه ويُصْدَر عن الماء فيه.
والوَهْمُ: الضَّخْمُ، وقيل: الصَّدَرُ عن كل شيء الرُّجُوع. الليث: الصَّدَرُ الانصراف عن الوِرْد وعن كل أَمر. يقال: صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم.
ويقال للذي يَبْتَدِئُ أَمْراً ثم لا يُتِمُّه: فُلان يُورِد ولا يُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قيل: أَوْرَدَ وأَصْدَرَ. قال أَبو عبيد: صَدَرْتُ عن البِلاد وعن الماء صَدَراً، وهو الاسم، فإِذا أَردت المصدر جزمت الدال؛ وأَنشد لابن مقبل: وليلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها صَدْرَ المطِيَّة حتء تعرف السَّدَفا قال ابن سيده: وهذا منه عِيٌّ واختلاط، وقد وَضَعَ منه بهذه المقالة في خطبة كتابِه المحكَم فقال: وهل أَوحَشُ من هذه العبارة أَو أَفحشُ من هذه الإِشارة؟ الجوهري: الصَّدْرُ، بالتسكين، المصدر، وقوله صَدْرَ المطِيَّة مصدر من قولك صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. قال ابن بري: الذي رواه أَبو عمرو الشيباني السَّدَف، قال: وهو الصحيح، وغيره يرويه السُّدَف جمع سُدْفَة، قال: والمشهور في شعر ابن مقبل ما رواه أَبو عمرو، والله أَعلم.
والصَّدَر: اليوم الرابع من أَيام النحر لأَن الناس يَصْدُرون فيه عن مكة إِلى أَماكنهم.
وتركته على مِثْل ليلة الصَّدَر أَي لا شيء له.
والصَّدَر: اسم لجمع صادر؛ قال أَبو ذؤيب: بِأَطْيَبَ منها، إِذا مال النُّجُو مُ أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ والأَصْدَرَانِ: عِرْقان يضربان تحت الصُّدْغَيْنِ، لا يفرد لهما واحد.
وجاء يضرِب أَصْدَرَيْه إِذا جاء فارِغاً، يعنى عِطْفَيْهِ، ويُرْوَى أَسْدَرَيْهِ، بالسين، وروى أَبو حاتم: جاء فلان يضرب أَصْدَرِيْهِ وأَزْدَرَيهِ أَي جاء فارغاً، قال: ولم يدر ما أَصله؛ قال أَبو حاتم: قال بعضهم أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ ولم يعرِف شيئاً منهنَّ.
وفي حديث الحسَن: يضرب أَصْدَرَيْه أَي منكِبيه، ويروى بالزاي والسين.
وقوله تعالى: يَصْدُرَ الرِّعاء؛ أَي يرجعوا من سَقْيِهم، ومن قرأَ يُصْدِرَ أَراد يردّون. مواشِيَهُمْ.
وقوله عز وجل: يومئذٍ يَصْدُرُ الناس أَشتاتاً؛ أَي يرجعون. يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي رَجَعُوا عنه، وصَدَرُوا إِلى المكان صاروا إِليه؛ قال: قال ذلك ابن عرفة.
والوارِدُ: الجائِي، والصَّادِرُ: المنصرف. التهذيب: قال الليث: المَصْدَرُ أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال، وتفسيره أَن المصادر كانت أَول الكلام، كقولك الذّهاب والسَّمْع والحِفْظ، وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها، فيقال: ذهب ذهاباً وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً وحَفِظ حِفْظاً؛ قال ابن كيسان: أَعلم أَن المصدر المنصوب بالفعل الذي اشتُقَّ منه مفعولٌ وهو توكيد للفعل، وذلك نحو قمت قِياماً وضربته ضَرْباً إِنما كررته (* قوله: «إِنما كررته إِلى قوله وصادر موضع» هكذا في الأَصل).
وفي قمتُ دليلٌ لتوكيد خبرك على أَحد وجهين: أَحدهما أَنك خِفْت أَن يكون من تُخاطِبه لم يَفهم عنك أَوَّلَ كلامك، غير أَنه علم أَنك قلت فعلت فعلاً، فقلتَ فعلتُ فِعلاً لتردِّد اللفظ الذي بدأْت به مكرَّراً عليه ليكون أَثبت عنده من سماعه مرَّة واحدة، والوجه الآخر أَن تكون أَردت أَن تؤكد خَبَرَكَ عند مَنْ تخاطبه بأَنك لم تقل قمتُ وأَنت تريد غير ذلك، فردَّدته لتوكيد أَنك قلتَه على حقيقته، قال: فإِذا وصفته بصفة لو عرَّفتْه دنا من المفعول به لأَن فعلته نوعاً من أَنواع مختلفة خصصته بالتعريف، كقولك قلت قولاً حسناً وقمت القيام الذي وَعَدْتك.
وصادِرٌ: موضع؛ وكذلك بُرْقَةُ صادر؛ قال النابغة: لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِينَ لَقِيتُه يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ وصادِرَة: اسم سِدْرَة معروفة: ومُصْدِرٌ: من أَسماء جُمادَى الأُولى؛ قال ابن سيده: أُراها عادِيَّة.

شيع (لسان العرب) [0]


الشَّيْعُ: مِقدارٌ من العَدَد كقولهم: أَقمت عنده شهراً أَو شَيْعَ شَهْرٍ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ. يقال: أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي مِقْدارَه أَو قريباً منه.
ويقال: كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك، كذلك.
وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده، وقيل اليوم الذي يتبعه؛ قال عمر بن أَبي ربيعة: قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا أَو شَيْعَه، أَفلا تُشَيِّعُنا؟ وتقول: لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه.
والشَّيْعُ: ولد الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ.
والشِّيعةُ: القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر.
وكلُّ قوم اجتَمَعوا على أَمْر، فهم شِيعةٌ.
وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم . . . أكمل المادة رأْي بعض، فهم شِيَعٌ. قال الأَزهري: ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين، قال الله عز وجل: الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها، يعني به اليهود والنصارى لأَنّ النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً، وكذلك اليهود، والنصارى تكفِّرُ اليهود واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد.
وفي حديث جابر لما نزلت: أَو يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ، أَي يَجْعَلَكُم فرقاً مختلفين.
وأَما قوله تعالى: وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم، فإِن ابن الأَعرابي قال: الهاءُ لمحمد، صلى الله عليه وسلم، أَي إِبراهيم خَبَرَ نَخْبَره، فاتَّبَعَه ودَعا له، وكذلك قال الفراء: يقول هو على مِناجه ودِينه وإِن كَان ابراهيم سابقاً له، وقيل: معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل مِلَّتِه، قال الأَزهري: وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح، وهو قول الزجاج.
والشِّيعةُ: أَتباع الرجل وأَنْصارُه، وجمعها شِيَعٌ، وأَشْياعٌ جمع الجمع.
ويقال: شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ؛ وحكي في تفسير قول الأَعشى: يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها يُشَوِّعُ: يَجْمَعُ، ومنه شيعة الرجل، فإِن صح هذا التفسير فعين الشِّيعة واو، وهو مذكور في بابه.
وفي الحديث: القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته، رضوان الله عليهم أَجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل: فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه منهم.
وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم.
وأَصل ذلك من المُشايَعةِ، وهي المُتابَعة والمُطاوَعة؛ قال الأَزهري: والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُوالونهم.
والأَشْياعُ أَيضاً: الأَمثالُ.
وفي التنزيل: كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل؛ أَي بأَمْثالهم من الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم؛ قال ذو الرمة: أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً، أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ؟ يعني عن أَصحابهم. يقال: هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله.
والشِّيعةُ: الفِرْقةُ، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ الأَوّلينَ.
والشِّيعةُ: قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم.
وتَشايَعَ القومُ: صاروا شِيَعاً.
وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ.
وشايَعَه شِياعاً وشَيَّعَه: تابَعه.
والمُشَيَّعُ: الشُّجاعُ؛ ومنهم من خَصَّ فقال: من الرجال.
وفي حديث خالد: أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً؛ المُشَيَّع: الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بغيره.
وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه، كلاهما: تَبِعَتْه وشجَّعَتْه؛ قال عنترة: ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي لُبِّي، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ (* في معلقة عنترة : ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي) قال أَبو إِسحق: معنى شَيَّعْتُ فلاناً في اللغة اتَّبَعْتُ.
وشَيَّعه على رأْيه وشايَعه، كلاهما: تابَعَه وقَوَّاه؛ ومنه حديث صَفْوانَ: إِني أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني.
ويقال: شاعَك الخَيرُ أَي لا فارقك؛ قال لبيد: فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهُم أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ ويقال: فلان يُشَيِّعُه على ذلك أَي يُقَوِّيه؛ ومنه تَشْيِيعُ النار بإِلقاء الحطب عليها يُقَوِّيها.
وشَيَّعَه وشايَعَه، كلاهما: خرج معه عند رحيله ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله، وقيل: هو أَن يخرج معه يريد صُحْبته وإِيناسَه إِلى موضع مّا.
وشَيَّعَ شَهْرَ رمضان بستة أَيّامٍ من شَوَّال أَي أَتبَعَه بها، وقيل: حافظ على سِيرتِهِ فيها على المثل.
وفلان شِيعُ نِساء: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ.
وفي حديث الضَّحايا: لا يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ من الغَنم؛ هي التي لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً، أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تمشي وراءها، هذا إِن كسرت الياء، وإِن فتحتها فهي التي تحتاج إِلى من يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها لتأَخّرها عن الغنم حتى يُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ على ذلك.
ويقال: ما تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعِينُني على المَشْيِ؛ وأَنشد شمر: وأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ ساقُها، لدى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ الضارِي: الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْب به؛ يقول: قد عُقِرَتْ فهي تحبو لا تمشي؛ قال كثير: وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ، دونَهُم هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ أَي ممن يُتبعُه طَرْفَه ناظراً. ابن الأَعرابي: سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رجلاً فقال: هو ضَبٌّ مَشِيعٌ؛ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ينتفع به.
والمَشِيعُ: من قولك شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأتَه.
وتَشَيَّعَ في الشيء: اسْتَهلك في هَواه.
وشَيَّعَ النارَ في الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قال رؤبة: شَداً كما يُشَيَّعُ التَّضْريمُ (* قوله «شداً كذا بالأصل.) والشَّيُوعُ والشِّياعُ: ما أُوقِدَتْ به النار، وقيل: هو دِقُّ الحطب تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين.
وشَيَّعَ الرجلَ بالنار: أَحْرَقَه، وقيل: كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ. يقال: شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به، ومنه حديث الأَحنف: وإِن حَسَكى (* قوله «حسكى كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة.) كان رجلاً مُشَيَّعاً؛ قال ابن الأَثير: أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به.
والشِّياعُ: صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها الراعي؛ قال: حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فيها.
والشاعةُ: الإِهابةُ بالإِبل.
وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بمعنى واحد: صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قال لبيد: تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى، أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ (* في قصيدة لبيد: أخدان مكان إخوان.) أَتَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى؟ وأَيُّ كرِيمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ؟ فَيَمْضُونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بَعْدَهُم، كما ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ (* قوله «فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله: وما المال والأَهلون إلا وديعة * ولا بد يوماً أن ترد الودائع) وقيل: شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ؛ قال جرير يخاطب الراعي: فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها، وشايِعْ بها، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا يقول: صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها؛ قال الطرمّاح: إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً، تَطَوَّقَتْ شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنَّ مَرْيم ابنة عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد، فقالت: اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ؛ الشِّياعُ، بالكسر: الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع؛ المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا تتفرق عليه؛ قال ابن بري: بغير شِياعٍ أَي بغير صوت، وقيل لصوت الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها؛ ومنه حديث عليّ: أُمِرْنا بكسر الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ؛ قال ابن الأَعرابي: الشِّياعُ زَمّارةُ الراعي، ومنه قول مريم: اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع.
وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فيه الشيبُ، والمصدر ما تقدّم، وتَشَيَّعه، كلاهما: استطار.
وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً، فهو شائِعٌ: انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر.
وأََشاعَه هو وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره.
وقولهم: هذا خبَر شائع وقد شاعَ في الناس، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض.
والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ.
وفي الحديث: أَيُّما رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه.
وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم؛ وأَنشد أَبو عبيد: فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ؟ وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به.
ويقال: نَصِيبُ فلان شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول؛ قال الأَزهري: إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها، قال: وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها، قيل: أَوزَغَتْ به إِيزاغاً، وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل: أَشاعت.
وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم، وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه؛ قال ابن بري: شاهده قول ربيعة بن مَقْروم: له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ أَي شائعٌ؛ ومثله: خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ.
وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ.
ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً.
وفي الدعاء: حَيّاكم اللهُ وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً، وقال ثعلب: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد: أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم. قال: ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه، وليس ذلك بقويّ.
وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ، وهذا إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما قال قيس بن زهير لما اصطلح القوم: يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه وولده؛ قال يونس: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم.
وقد أَشاعكم اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً.
ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على القلب والحذف ومُشاعٌ، كل ذلك: غير معزول. أَبو سعيد: هما مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها، وهم شُيَعاءُ فيها، وكل واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه.
وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ.
وكلُّ شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه، فهو شِياعٌ له.
وشاعَ الصَّدْعُ في الزُّجاجة: استطارَ وافترق؛ عن ثعلب.
وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة. قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع: وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي ويروى: كِعابُ مُقامِرٍ.
وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَت. تقول: تقطر قطرة من لبن في الماء (* قوله «تقول تقطر قطرة من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق.).
وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه.
وأَشاعَ ببوله إِشاعةً: حذف به وفَرَّقه.
وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ، كل هذا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل. قال الأَصمعي: يقال لما انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها: شاعٌ؛ وأَنشد: يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه جَدايا، على الأَنْساءِ منها بَصائِر قال: والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج، وبوله شاعٌ؛ وأَنشد: ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه، ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ وأَشاعَتْ أَيضاً: خَدَجَتْ، ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل.
وفي التهذيب في ترجمة شعع: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تفرَّقَ.
وشاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن قال لعبد المطلب: هل لك من شاعةٍ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه.
والمُشايِعُ: اللاحِقُ؛ وينشد بيت لبيد أَيضاً: فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم، كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ (* روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه: نخلف بعدهم؛ وهو هكذا في قصيدة لبيد.) هذا قول أَبي عبيد، وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها.
والمِشْيَعة: قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها.
والمِشْيَعةُ: شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به الثياب؛ عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق، بضم التاء وتخفيف الباء، في نسخة موثوق بها، وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ، بتشديد الباء.
وشَيْعُ اللهِ: اسم كتَيْمِ الله.
وفي الحديث: الشِّياعُ حرامٌ؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم وفسره بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع، وقال أَبو عمرو: إِنه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة، وقد تقدم، قال: وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية الزوجة شاعةً.
وبَناتُ مُشيّع: قُرًى معروفة؛ قال الأَعشى: من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها، أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا

شدد (لسان العرب) [0]


الشِّدَّةُ: الصَّلابةُ، وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر والأَعراض، والجمع شِدَدٌ؛ عن سيبويه، قال: جاء على الأَصل لأَنه لم يُشْبِهِ الفعل، وقد شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ؛ وكلُّ ما أُحْكِمَ، فقد شُدَّ وشُدِّدَ؛ وشَدَّدَ هو وتشَادّ: وشيء شَدِيدٌ: بَيِّنُ الشِّدَّةِ.
وشيء شَديدٌ: مُشتَدٌّ قَوِيٌّ.
وفي الحديث: لا تَبيعُوا الحَبَّ حتى يَشْتَدَّ؛ أَراد بالحب الطعام كالحنطة والشعير، واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه. قال ابن سيده: ومن كلام يعقوب في صفة الماء: وأَما ما كان شديداً سَقْيُهُ غليظاً أَمرُهُ؛ إِنما يرِيدُ به مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صعباً.
وتقول: شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه: وشَدَّدَه: قَوَّاه.
والتشديد: خلاف التخفيف.
وقوله تعالى: وشدَدْنا ملكَه أَي قوَّيناه، وكان من تقوية ملكِه أَنه كان . . . أكمل المادة يَحْرسُ محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون أَلفاً من الرجال؛ وقيل: إِن رجلاً اسْتَعْدَى إِليه على رجل، فادّعى عليه أَنه أَخذ منه بقراً فأَنكر المدّعَى عليه، فسأَل داودُ، عليه السلام، المدّعيَ البينة فلم يُقِمْها، فرأَى داودُ في منامه أَن الله، عز وجل، يأْمره أَن يقتل المَدّعَى عليه، فتثبت داود، عليه السلام، وقال: هو المنام، فأَتاه الوحي بعد ذلك أَن يقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله يأْمرُه بقتله، فقال المدّعَى عليه: إِن الله ما أَخَذَني بهذا الذنب وإِني قتلت أَبا هذا غِيلَة، فقتله داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وذلك مما عظَّمَ الله به هَيْبَتَه وشدَّدَ ملْكه.
وشدَّ على يده: قوَّاه وأَعانه؛ قال: فإِني، بحَمْدِ اللَّهِ، لا سَمَّ حَيَّةٍ سَقَتْني، ولا شَدَّتْ على كفِّ ذابح وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه. قال الله تعالى: فشُدُّوا الوَثاق.
وقال تعالى: اشْدُدْ به أَزري. ابن الأَعرابي: يقال حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بمن يقومُ بأَمرك ويُعْنى بحاجتك.
وقال أَبو عبيد: يقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ؛ ومثلُه قوله مُجاهرَةً إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلى.
ومن أَمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته ويَعْجِز عن تمامها: بَقِيَ أَشَدُّه. قال أَبو طالب: يقال إِنه كان فيما يحكى عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنى الجُرْذان، فاجتمع بقيتها وقلن: تعالَيْن نحتال بحيلة لهذا الهرّ، فأَجمع رأْيُهن على تعليق جُلْجُل في رقبته، فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه، فجئن بجلجل وشددنه في خيط ثم قلن: من يعلقه في عنقه؟ فقال بعضهن: بقي أَشَدُّه؛ وقد قيل في ذلك: أَلا آمْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ورجل شديدٌ: قويٌّ، والجمع أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ: عن سيبويه، قال: جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل.
وقد شَدَّ يشِدّ، بالكسر لا غير، شِدَّةً إِذا كان قويّاً، وشادَّه مُشادَّة وشِداداً: غالبه.
وفي الحديث: مَن يُشادّ هذا الدِّينَ يَغْلِبُه؛ أَراد يَغْلِبُه الدينُ، أَي من يُقاويه ويعاوِمُه ويُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته.
والمُشادَدَة: المُغالَبَة، وهو مثل الحديث الآخر: إِن هذا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برفق.
وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً.
والمُشادَّة في الشيء: التَّشَدُّد فيه.
ويقال للرجل (* قوله «ويقال للرجل» كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل) إِذا كُلِّفَ عملاً: ما أَملك شَدّاً ولا إِرخاءً أَي لا أَقدر على شيء.
وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه.
واشْتَدَّ الشيءُ: من الشِّدَّة. أَبو زيد: أَصابَتْني شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّة.
وأَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شديدة.
وفي الحديث: يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهِمْ؛ المُشِدُّ: الذي دوابه شَديدة قوية، والمُضْعِفُ: الذي دوابه ضعيفة. يريد أَن القويّ من الغُزاة يُساهِمُ الضعيف فيما يَكْسِبه من الغنيمة.
والشَّديدُ من الحروف ثمانية أَحرف وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء، قال ابن جني: ويجمعها في اللفظ قولك: «أَجَدْتَ طَبَقَكَ، وأَجِدُكَ طَبَقْتَ».
والحروف التي بين الشديدة والرخوة ثمانية وهي: الأَلف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو يجمعها في اللفظ قولك: «لم يُرَوِّعْنا» وإِن شئت قلت «لم يَرَ عَوْناً» ومعنى الشديد أَنه الحرف الذي يمنع الصوت أَن يجْرِيَ فيه، أَلا ترى أَنك لو قلت الحق والشرط ثم رمت مدّ صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعاً؟ ومِسْكٌ شَديدُ الرائحة: قويها ذَكِيُّها.
ورجل شديد العين: لا يغلبه النوم، وقد يستعار ذلك في الناقة؛ قال الشاعر: باتَ يقاسى كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ، شَديدةِ حَفْنِ العَينِ، ذاتِ ضَرِيرِ وقوله تعالى: ربنا اطمس على أَموالهم واشدد على قلوبهم؛ أَي اطبع على قلوبهم.
والشِّدَّة: المَجاعة.
والشَّدائِدُ: الهَزاهِزُ.
والشِّدَّة: صعوبة الزمن؛ وقد اشتدَّ عليهم.
والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ من مكاره الدهر، وجمعها شَدائد، فإِذا كان جمع شديدة فهو على القياس، وإِذا كان جمع شدّة فهو نادر.
وشِدَّة العيْش: شَظَفُه.
ورجل شَدِيد: شحيح.
وفي التنزيل العزيز: وإِنه لحبِّ الخيرِ لشديد؛ قال أَبو إِسحق: إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخيل.
والمُتَشَدِّدُ: البخيل كالشديد؛ قال طرفة: أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ، ويَصْطَفي عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ وقول أَبي ذؤَيب: حَدَرْناهُ بالأَثوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ شديدٍ، على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ، جُولُها أَراد شَحِيحٍ على ذلك.
وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شيء: بالَغَ فيه.
والشَّدُّ: الحُضْرُ والعَدْوُ، والفعل اشْتَدَّ أَي عدا. قال ابن رُمَيْضٍ العنبري، ويقال رُمَيْصٍ، بالصاد المهملة: هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ.
وزِيَم: اسم فرسه؛ وفي حديث الحجاج: هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّي زِيَمْ هو اسم ناقته أَو فرسه.
وفي حديث القيامة: كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ الرجل الشَّديدِ العَدْوِ؛ ومنه حديث السَّعْي: لا يَقْطَع الوادي إِلاَّ شَدّاً أَي عَدْواً.
وفي حديث أُحد: حتى رأَيت النساء يَشْتَدِدْنَ في الجبل أَي يَعْدُون؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي، والذي جاء في كتاب البخاري يشْتَدْنَ، بدال واحدة، والذي جاء في غيرهما يُسْنِدْنَ، بسين مهملة ونون، أَي يُصَعِّدْنَ فيه، فإِن صحت الكلمة على ما في البخاري، وكثيراً ما يجيءُ أَمثالها في كتب الحديث، وهو قبيح في العربية لأَن الإِدغام إِنما جاز في الحرف المُضَعَّفِ، لما سكن الأَول وتحرك الثاني، فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعيف يظهر لأَن ما قبل نون النساء لا يكون إِلا ساكناً فيلتقي ساكنان، فيحرك الأَوّل وينفك الإِدغام فتقول يشتددن، فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل، يقولون رَدْتُ ورَدْتِ وَرَدْنَ، يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ، قال الخليل: كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث يَشْتَدْنَ.
وشدّ في العَدْوِ شدّاً واشْتَدَّ: أَسْرَعَ وعَدَا.
وفي المثل: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ وذلك أَنّ رجلاً خرج يركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها فأَلقاها في كُرْزٍ بين يديه، والكرز الجُوالِقُ، فقال له إِنسان: لِمَ تحمله، ما تصنع به؟ فقال: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ يقول: هو سريع الشدِّ كأُمه؛ يُضْرَبُ للرجل يُحْتَقَرُ عندك وله خَبَرٌ قد علمته أَنت؛ قال عمرو ذو الكلب: فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَم جاء بالمصدر على غير الفعل ومثله كثير؛ وقول مالك بن خالد الخُناعي: بأَسَرعِ الشَّدِّ مني، يومَ لا نِيَةٌ، لَمَّا عَرَفْتُهم، واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ يريد بأَسَرعَ شدّاً مني، فزاد اللام كَزيادتها في بنات الأَوبر، وقد يجوز أَن يريد بأَسرعَ في الشد فحذف الجار وأَوصَلَ الفِعْلَ. قال سيبويه: وقالوا شَدَّ ما أَنَّكَ ذاهب، كقولك: حَقّاً أَنك ذاهب، قال: وإِن شئت جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول: نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ.
والشِّدَّة: النَّجْدَة وثَباتُ القلب.
وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ.
والشَّدة، بالفتح: الحملة الواحدة.
والشَّدُّ. الحَمْل.
وشَدَّ على القوم في القتال يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً: حَمَلَ.
وفي الحديث: أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ معك؟ يقال: شَدَّ في الحرب يَشِد، بالكسر؛ ومنه الحديث: ثم شَدَّ عليه فكان كأَمْسِ الذاهب أَي حَمَلَ عليه فقتله.
وشَدَّ فلان على العدوِّ شَدَّة واحدة، وشدَّ شَدَّاتٍ كثيرة. أَبو زيد: خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته؛ وأَنشد: فإِني لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى، ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ ويقال: أَصابَتْني شُدَّى بعدك أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً.
وشَدَّ الذئب على الغنم شَدّاً وشُدُوداً: كذلك.
ورُؤِيَ فارس يومَ الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ على القوم فيردّهم ويقول: أَنا أَبو شَدّادٍ، فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وقال: أَنا أَبو رَدَّاد.
وفي حديث قيام شهر رمضان: أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر؛ وهو كناية عن اجتناب النساء، أَو عن الجِدِّ والاجتهاد في العمل أَو عنهما معاً.
والأَشُدُّ: مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ؛ قال الله عز وجل: حتى إِذا بلغ أَشُده؛ قال الفراء: الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ في القياس، قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ وأَنشد: قد سادَ، وهْو فَتىً، حتى إِذا بَلَغَتْ أَشُدُّه، وعَلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا أَبو الهيثم: واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ وواحدة الأَشُدِّ شِدَّة. قال: والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة.
والشَّديدُ: الرجل القَوِيّ، وكأَنّ الهاء في النعمة والشِّدَّة لم تكن في الحرف إِذ كانت زائدة، وكأَنّ الأَصلَ نِعْمَ وشَدَّ فجمعا على أَفْعُل كما قالوا: رجُل وأَرجُل، وقَدَح وأَقْدُح، وضِرْسٌ وأَضْرُس. ابن سيده: وبلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل.
وقال الزجاج: هو من نحو سبع عشرة إِلى الأَربعين.
وقال مرة: هو ما بين الثلاثين والأَربعين، وهو يذكر ويؤَنث؛ قال أَبو عبيد: واحدها شَدٌّ في القياس؛ قال: ولم أَسمع لها بواحدة؛ وقال سيبويه: واحدتها شِدَّة كنِعْمَة وأَنْعُم؛ ابن جني: جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنْعُم.
وقال ابن جني: قال أَبو عبيد: هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة؛ قال: وقال أَبو عبيدة: ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد؛ وأَنشد بيت عنترة: عَهْدِي به شَدَّ النَّهارِ، كأَنَّما خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ أَي أَشَدَّ النهار، يعني أَعلاه وأَمْتَعَه. قال ابن سيده: وذهب أَبو عثمان فيما رويناه عن أَحمد بن يحيى عنه أَنه جمع لا واحد له.
وقال السيرافي: القياس شَدٌّ وأَشُدّ كما يقال قَدٌّ وأَقُدٌّ، وقال مرة أُخرى: هو جمع لا واحد له، وقد يقال بلغ أَشَدَّه، وهي قليلة؛ قال الأَزهري: الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى في ثلاثة معان يقرب اختلافها، فأَما قوله في قصة يوسف، عليه السلام: ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه؛ فمعناه الإِدْراكُ والبلوغ وحينئذ راودته امرأَة العزيز عن نفسه؛ وكذلك قوله تعالى: ولا تقْرَبوا مالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هي أَحسن حتى يبلغَ أَشُدَّه؛ قال الزجاج: معناه احفظوا عليه ماله حتى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِليه ماله؛ قال: وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَن يكون بالغاً؛ قال: وقال بعضهم: حتى يبلغ أَشده؛ حتى يبلغ ثمانيَ عَشْرَة سنة؛ قال أَبو إِسحق: لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثماني عَشْرَة سنة وقد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِليه وجب له ذلك؛ قال الأَزهري: وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أَكثر أَهل العلم.
وفي الصحاح: حتى يبلغ أَشدّه أَي قوته، وهو ما بين ثماني عَشْرة إِلى ثلاثين، وهو واحد جاء على بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ وهو الأُسْرُبُّ، ولا نظير لهما، ويقال: هو جمع لا واحد له من لفظه، مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ ومَذاكِيرَ.
وكان سيبويه يقول: واحده شِدَّة وهو حسن في المعنى لأَنه يقال بلغ الغلام شِدَّته، ولكن لا تجمع فِعْلة على أَفْعُل؛ وأَما أَنْعُم فإِنه جمع نُعْم من قولهم يوم بُؤْس ويومُ نُعْم.
وأَما من قال واحده شَدٌّ مثل كلب وأَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب وأَذؤب فإِنما هو قياس، كما يقولون في واحد الأَبابيلِ إِبَّوْل قياساً على عِجَّولٍ، وليس هو شيئاً سُمِعَ من العرب.
وأَما قوله تعالى في قصة موسى، صلوات الله على نبينا وعليه: ولما بلغ أَشدّه واستوى؛ فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ، وهو أَن يجتمع أَمره وقوته ويكتهل ويَنْتَهِيَ شَبابُه.
وأَما قول الله تعالى في سورة الأَحقاف: حتى إِذا بلغ أَشُدَّه وبلغ أَربعين سنة؛ فهو أَقصى نهاية بلوغ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِثَ محمد، صلى الله عليه وسلم، نبيّاً وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه، فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ النِّهايةِ غير مَحْصُورِ ما بين ذلك.
وشَدَّ النهارُ أَي ارتفع.
وشَدُّ النهار: ارتفاعُه، وكذلك شَدُّ الضُّحَى. يقال: جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ، وشَدَّ الضُّحَى وفي شَدِّ الضحى.
ويقال: لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع، وكذلك امتدَّ.
وأَتانا مَدَّ النهار أَي قبل الزوال حين مَضَى من النهار خَمْسَةٌ.
وفي حديث عِتْبانَ بنِ مالك: فَغَدا عليَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعْدَما اشْتَدَّ النهارُ أَي علا وارتفعت شمسه؛ ومنه قول كعب: شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَ ْطَلٍ نَصَفٍ قامَتْ، فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه.
وشَدَّه أَي أَوثقه، يَشُدُّوه ويَشِدُّه أَيضاً، وهو من النوادر. قال الفراء: ما كان من المضاعف على فَعَلْتُ غيرَ واقع، فإِنّ يَفْعِلُ منه مكسور العين، مثل عفَّ يعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما أَشبهه، وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل منه مضموم إِلا ثلاثة أَحرف، شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه من العَلَلِ وهو الشُّرْب الثاني، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، فإِنْ جاء مثل هذا أَيضاً مما لم نسمعه فهو قليل، وأَصله الضم. قال: وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أَن يَشْركَه الضم، وهو حَبَّهُ يَحِبُّهُ.
وقال غيره: شَدَّ فلان في حُضْرِه.
وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ نفسَها عند رفع الصوت بالغناء؛ ومنه قول طرفة: إِذا نحنُ قُلْنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْرُوقَةً، لم تَشَدَّدِ وشَدَّاد: اسم.
وبنو شَدَّادٍ وبنو الأَشَدِّ: بطنان.

أبل (لسان العرب) [0]


الإِبِلُ والإِبْلُ، الأَخيرة عن كراع، معروف لا واحد له من لفظه، قال الجوهري: وهي مؤَنثة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم، وإِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك، قال: وربما قالوا للإِبِل إِبْل، يسكِّنون الباء للتخفيف.
وحكى سيبويه إِبِلان قال: لأَن إِبِلاً اسم لم يُكَسَّر عليه وإِنما يريدون قطيعين؛ قال أَبو الحسن: إنما ذهب سيبويه إِلى الإِيناس بتثنية الأَسْماء الدالة على الجمع فهو يوجهها إِلى لفظ الآحاد، ولذلك قال إِنما يريدون قطيعين، وقوله لم يُكَسَّر عليه لم يضمر في يُكَسَّر، والعرب تقول: إِنه ليروح على فلان إِبِلان . . . أكمل المادة إِذا راحت إِبل مع راعٍ وإِبل مع راعٍ آخر، وأَقل ما يقع عليه اسم الإِبل الصِّرْمَةُ، وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إِلى الثلاثين، ثم الهَجْمةُ أَوَّلها الأربعون إِلى ما زادت، ثم هُنَيْدَةٌ مائة من الإِبل؛ التهذيب: ويجمع الإِبل آبالٌ.
وتأَبَّل إِبِلاً: اتخذها. قال أَبو زيد: سمعتُ رَدَّاداً رجلاً من بني كلاب يقول تأَبَّل فلان إِبلاً وتَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلاً وغنماً واقتناها.
وأَبَّل الرجلُ، بتشديد الباء، وأَبَل: كثرت إِبلُه (* قوله «كثرت إبله» زاد في القاموس بهذا المعنى آبل الرجل إيبالاً بوزن أفعل إفعالاً) ؛ وقال طُفيل في تشديد الباء: فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدَما أَسافَ، ولولا سَعيُنا لم يُؤَبِّل قال ابن بري: قال الفراء وابن فارس في المجمل: إِن أَبَّل في البيت بمعنى كثرت إِبلُه، قال: وهذا هو الصحيح، وأَساف هنا: قَلَّ ماله، وقوله استرخى به الخطب أَي حَسُنَت حاله.
وأُبِّلت الإِبل أَي اقتُنِيت، فهي مأْبولة، والنسبة إلى الإِبل إِبَليٌّ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسرات.
ورجل آبِلٌ وأَبِل وإِبَليٌّ وإِبِليٌّ: ذو إِبل، وأَبَّال: يرعى الإِبل.
وأَبِلَ يأْبَل أَبالة مثل شَكِس شَكاسة وأَبِلَ أَبَلاً، فهو آبل وأَبِل: حَذَق مصلحة الإِبل والشاء، وزاد ابن بري ذلك إِيضاحاً فقال: حكى القالي عن ابن السكيت أَنه قال رجل آبل بمد الهمزة على مثال فاعل إِذا كان حاذقاً برِعْية الإِبل ومصلحتها، قال: وحكى في فعله أَبِل أَبَلاً، بكسر الباء في الفعل الماضي وفتحها في المستقبل؛ قال: وحكى أَبو نصر أَبَل يأْبُل أَبالةً، قال: وأَما سيبويه فذكر الإِبالة في فِعالة مما كان فيه معنى الوِلاية مثل الإِمارة والنِّكاية، قال: ومثلُ ذلك الإِيالةُ والعِياسةُ، فعلى قول سيبويه تكون الإِبالة مكسورة لأَنها ولاية مثل الإِمارة، وأَما من فتحها فتكون مصدراً على الأَصل، قال: ومن قال أَبَلَ بفتح الباء فاسم الفاعل منه آبل بالمد، ومن قاله أَبِلَ بالكسر قال في الفاعل أَبِلٌ بالقصر؛ قال: وشاهد آبل بالمد على فاعل قول ابن الرِّفاع: فَنَأَتْ، وانْتَوى بها عن هَواها شَظِفُ العَيْشِ، آبِلٌ سَيّارُ وشاهد أَبِلٍ بالقصر على فَعِلٍ قولُ الراعي: صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ، فات العَزِيبَ بها تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ وأَنشد للكميت أَيضاً: تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومن أَيْنَ شُرْبُه، يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل وحكى سيبوبه: هذا من آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بها، قال: ولا فعل له.
وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ مهْنَتَها، وقيل: لا يثبت عليها راكباً، وفي التهذيب: لا يثبت على الإِبل ولا يقيم عليها.
وروى الأَصمعي عن معتمر بن سليمان قال: رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب كبير يمشي فقلت له: احمله فقال: لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها؛ قال أَبو منصور: وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا يقيم عليها فيما يُصْلِحُها.
ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان حاذقاً بالقيام عليها، قال الراجز: إِن لها لَرَاعِياً جَريّا، أَبْلاً بما يَنْفَعُها، قَوِيّا لم يَرْعَ مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا، حتى عَلا سَنامَها عُلِيّا قال ابن هاجك: أَنشدني أَبو عبيدة للراعي: يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِيداً، وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا الفراء: إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ إِذا كان قائماً عليها.
ويقال: رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ بوزن عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه (* قوله من آله يؤوله إذا ساسه: هكذا في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً) ، قال: ولا أَعرف آبل بوزن عابل.
وتأْبيل الإِبل: صَنْعَتُها وتسمينُها، حكاه أَبو حنيفة عن أَبي زياد الكلابي.
وفي الحديث: الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلةً، يعني أَن المَرْضِيّ المُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّة وُجوده كالنِّجيب من الإِبل القويّ على الأَحمال والأَسفار الذي لا يوجد في كثير من الإِبل؛ قال الأَزهري: الذي عندي فيه أَن الله تعالى ذمَّ الدنيا وحذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها وضرب لهم فيها الأَمثال ليعتبروا ويحذروا، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يُحَذِّرهم ما حذرهم الله ويزهدهم فيها، فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فيها وتنافسوا عليها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال: تجدون الناس بعدي كإِبل مائة ليس فيها راحلة أَي أَن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإِبل، والراحلة هي البعير القوي على الأَسفار والأَحمال، النجيب التام الخَلْق الحسن المَنْظَر، قال: ويقع على الذكر والأُنثى والهاء فيه للمبالغة.
وأَبَلَت الإِبلُ والوحشُ تأْبِلُ وتأْبُلُ أَبْلاً وأُبولاً وأَبِلَتْ وتأَبّلتْ: جَزَأَتْ عن الماء بالرُّطْب؛ ومنه قول لبيد: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ، أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ (* قوله «وإذا حركت، البيت» أورده الجوهري بلفظ: وإذا حركت رجلي أرقلت بي تعدو عدو جون فد أبل) الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو عمرو: أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها، يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ يصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً؛ أَوابِلُ: جَزَأَتْ بالرُّطْب، وحُوشٌ: مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها.
وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء.
وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته وتأَبَّل: اجتَزأَ عنها، وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْيانِها وتأَبَّل.
وفي الحديث عن وهب: أَبَلَ آدمُ، عليه السلام، على ابنه المقتول كذا وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها، ويروى: لما قتل ابن آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده وتَوَحَّشَ عنها.
وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً: أَقامت؛ قال أَبو ذؤيب: بها أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما، فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها (* قوله «كلاهما» كذا بأصله، والذي في الصحاح بلفظ: كليهما.) استعاره هنا للظبية، وقيل: أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء.
وإِبل أَوابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة: كثيرة، وقيل: هي التي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً، وقيل: هي المتخذة للقِنْية، وفي حديث ضَوالِّ الإِبل: أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد، قال: إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ، فإِذا كانت للقِنْية قيل إِبل مُؤَبَّلة؛ أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يُتَعَرَّض إِليها؛ وأَما قول الحطيئة: عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ فإِنه ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر ويؤنث؛ أَنشد سيبوبه: أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وقد يكون أَنه أَراد الواحد، ولكن الجمع أَولى لقوله فالشَّوِيّ، والشَّوِيُّ اسم للجمع.
وإِبل أَوابِلُ: قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء.
والإِبِلُ الأُبَّلُ: المهملة؛ قال ذو الرُّمّة: وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهري: وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة، فإِن كانت لِلقِنْية فهي إِبل مُؤَبَّلة. الأَصمعي: قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها: أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف خُلِقت، بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم، ومن قرأَها بالتثقيل قال الإِبِلُ: السحابُ التي تحمل الماء للمطر.
وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل.
وأَبَلَت الإِبلُ: هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ اليابس بعد عام.
وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً: كَثُرَت.
وأَبَلَت تأْبِلُ: تأَبَّدَت.
وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً: غَلَب وامتنع؛ عن كراع، والمعروف أَبَّل. ابن الأَعرابي: الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير. ابن سيده: والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل والإِبل؛ قال: أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ ومُهْمَل وقيل: الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة، واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل، وذهب أَبو عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ. قال الجوهري: وقال بعضهم إِبِّيل، قال: ولم أَجد العرب تعرف له واحداً.
وفي التنزيل العزيز: وأَرسل عليهم طيراً أَبابيل، وقيل إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة، وقيل: إِبَّوْل وأَبابيل مثل عِجَّوْل وعَجاجيل، قال: ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على فِعِّيل لواحد أَبابيل، وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة. التهذيب أَيضاً: ولو قيل واحد الأَبابيل إيبالة كان صواباً كما قالوا دينار ودنانير، وقال الزجاج في قوله طير أَبابيل: جماعات من ههنا وجماعات من ههنا، وقيل: طير أَبابيل يتبع بعضها بعضاً إِبِّيلاً إِبِّيلاً أَي قَطيعاً خَلْفَ قطيع؛ قال الأَخفش: يقال جاءت إِبلك أَبابيل أَي فِرَقاً، وطير أَبابيل، قال: وهذا يجيء في معنى التكثير وهو من الجمع الذي لا واحد له؛ وفي نوادر الأَعراب: جاء فلان في أُبُلَّتِه وإِبالته أَي في قبيلته.
وأَبَّل الرجلَ: كأَبَّنه؛ عن ابن جني؛ اللحياني: أَبَّنْت الميت تأْبيناً وأَبَّلْته تأْبيلاً إذا أَثنيت عليه بعد وفاته.
والأَبِيلُ: العصا: والأَبِيل والأَبِيلةُ والإِبالة: الحُزْمةُ من الحَشيش والحطب. التهذيب: والإِيبالة الحزمة من الحطب.
ومَثَلٌ يضرب: ضِغْثٌ على إِيبالةٍ أَي زيادة على وِقْر. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول: ضِغْثٌ على إِبَّالة، غير ممدود ليس فيها ياء، وكذلك أَورده الجوهري أَيضاً أَي بلية على أُخرى كانت قبلها؛ قال الجوهري: ولا تقل إِيبالة لأَن الاسم إِذا كان على فِعَّالة، بالهاء، لا يبدل من أَحد حر في تضعيفه ياء مثل صِنَّارة ودِنَّامة، وإَنما يبدل إِذا كان بلا هاء مثل دينار وقيراط؛ وبعضهم يقول إِبَالة مخففاً، وينشد لأَسماء بن خارجة: ليَ، كُلَّ يومٍ من، ذُؤَالَة ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبَاله فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَيْسُ، من الهَبالَه والأَبِيلُ: رئيس النصارى، وقيل: هو الراهب، وقيل الراهب الرئيس، وقيل صاحب الناقوس، وهم الأَبيلون؛ قال ابن عبد الجن (* قوله «ابن عبد الجن» كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: عمرو ابن عبد الحق) : أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها، على قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر، عَنْدَما وما قَدَّسَ الرُّهْبانُ، في كلِّ هَيْكَلٍ، أَبِيلَ الأَبِيلِينَ، المَسِيحَ بْنَ مَرْيَما لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما قوله أَبيل الأَبيلين: أَضافه إِليهم على التسنيع لقدره، والتعظيم لخطره؛ ويروى: أَبِيلَ الأَبيليين عيسى بْنَ مريما على النسب، وكانوا يسمون عيسى، عليه السلام، أَبِيلَ الأَبيليين، وقيل: هو الشيخ، والجمع آبال؛ وهذه الأَبيات أَوردها الجوهري وقال فيها: على قنة العزى وبالنسر عَندما قال ابن بري: الأَلف واللام في النسر زائدتان لأَنه اسم علم. قال الله عز وجل: ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً؛ قال: ومثله قوله الشاعر: ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبر قال: وما، في قوله وما قدّس، مصدريةٌ أَي وتسبيح الرهبان أَبيلَ الأَبيليين.
والأَيْبُليُّ: الراهب، فإِما أَن يكون أَعجميّاً، وإِما أَن يكون قد غيرته ياء الإضافة، وإما أَن يكون من بابِ انْقَحْلٍ، وقد قال سيبوبه: ليس في الكلام فَيْعِل؛ وأَنشد الفارسي بيت الأَعشى: وما أَيْبُليٌ على هَيْكَلٍ بَناهُ، وصَلَّب فيه وَصارا ومنه الحديث: كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يسمى أَبِيلَ الأَبِيلِين؛ الأَبيل بوزن الأَمير: الراهب، سمي به لتأَبله عن النساء وترك غشْيانهن، والفعل منه أَبَلَ يأْبُلُ أَبَالة إِذا تَنَسَّك وتَرَهَّب. أَبو الهيثم: الأَيْبُليُّ والأَيْبُلُ صاحبُ الناقوس الذي يُنَقّسُ النصارى بناقوسه يدعوهم به إلى الصلاة؛ وأَنشد: وما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِيلُها وقيل: هو راهب النصارى؛ قال عدي بن زيد: إِنَّني والله، فاسْمَعْ حَلِفِي بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ وكانوا يعظمون الأَبيل فيحلفون به كما يحلفون بالله.
والأَبَلة، بالتحريك. الوَخامة والثِّقلُ من الطعام.
والأَبَلَةُ: العاهةُ.
وفي الحديث: لا تَبعِ الثمرة حتى تَأْمَنَ عليها الأَبلة؛ قال ابن الأَثير: الأُبْلةُ بوزن العُهْدة العاهة والآفة، رأَيت نسخة من نسخ النهاية وفيها حاشية قال: قول أَبي موسى الأُبلة بوزن العهدة وهم، وصوابه الأَبَلة، بفتح الهمزة والباء، كما جاء في أَحاديث أُخر.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: كلُّ مال أَديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ أَي ذهبت مضرّته وشره، ويروى وبَلَته؛ قال: الأَبَلةُ، بفتح الهمزة والباء، الثِّقَل والطَّلِبة، وقيل هو من الوبال، فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته في الرواية الثانية واواً، وإِن كان من الثاني فقد قلبت واوه في الرواية الأُولى همزة كقولهم أَحَدٌ وأَصله وَحَدٌ، وفي رواية أُخرى: كل مال زكي فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه أَي ثقله ووَخامته. أَبو مالك: إِن ذلك الأَمر ما عليك فيه أَبَلَةٌ ولا أَبْهٌ أَي لا عيب عليك فيه.
ويقال: إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلته أَي من تَبِعته ومذمته. ابن بزرج: ما لي إِليك أَبِلة أَي حاجة، بوزن عَبِلة، بكسر الباء.
وقوله في حديث الاستسقاء: فأَلَّفَ الله بين السحاب فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وابِلاً، وهو المطر الكثير القطر، والهمزة فيه بدل من الواو مثل أََكد ووكد، وقد جاء في بعض الروايات: فأَلف الله بين السحاب فَوَبَلَتْنا، جاء به على الأَصل.
والإِبْلة: العداوة؛ عن كراع. ابن بري: والأَبَلَةُ الحِقْد؛ قال الطِّرِمَّاح: وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد من أَبَلاتها، فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً على حِقْد قال: وقال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها.
والأُبُلَّةُ، بالضم والتشديد: تمر يُرَضُّ بين حجرين ويحلب عله لبن، وقيل: هي الفِدْرة من التمر؛ قال: فَيأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا، ويَأْبى الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ، إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم يُنْفِضِ قال ابن بري: والأُبُلَّة الأَخضر من حَمْل الأَراك، فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ.
ويقال: الآبِلة على فاعلة.
والأُبُلَّة: مكان بالبصرة، وهي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام، البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري، قيل: هو اسمٌ نَبَطِيّ. الجوهري: الأُبُلَّة مدينة إِلى جنب البصرة.
وأُبْلى: موضع ورد في الحديث، قال ابن الأَثير: وهو بوزن حبلى موضع بأَرض بني سُليم بين مكة والمدينة بعث إِليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوماً؛ وأَنشد ابن بري قال: قال زُنَيم بن حَرَجة في دريد: فَسائِلْ بَني دُهْمانَ: أَيُّ سَحابةٍ عَلاهُم بأُبْلى ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ؟ قال ابن سيده: وأَنشده أَبو بكر محمد بن السويّ السرّاج: سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ دونَه، وأَعلامُ أُبْلى كلُّها فالأَصالقُ ويروى: وأَعْلام أُبْل.
وقال أَبو حنيفة: رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مشهورة، وأَنشد: دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه برِحلَة أُبْلِيٍّ، وإِن كان نائياً وفي الحديث ذكر آبِل، وهو بالمد وكسر الباء، موضع له ذكر في جيش أُسامة يقال له آبل الزَّيْتِ.
وأُبَيْلى: اسم امرأَة؛ قال رؤبة: قالت أُبَيْلى لي: ولم أَسُبَّه، ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه

ظهر (لسان العرب) [0]


الظَّهْر من كل شيء: خِلافُ البَطْن.
والظَّهْر من الإِنسان: من لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح بذلك اللحياني، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف، والجمع أَظْهُرٌ وظُهور وظُهْرانٌ. أَبو الهيثم: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، والكاهلُ والكَتَِدُ ستُّ فقارات، وهما بين الكتفين، وفي الرَّقبَة ست فقارات؛ قال أَبو الهيثم: الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ، قال الأَزهري: هذا في البعير؛ وفي حديث الخيل: ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها ولا ظُهورها؛ قال ابن الأَثير: حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها؛ ومنه الحديث الآخر: ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ ظَهْرِها.
وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: . . . أكمل المادة أَنْعَمَ تَدْبِيرَه، وكذلك يقول المُدَبِّرُ للأَمر.
وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قال الفرزدق: كيف تراني قالباً مِجَنّي، أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله ظَهْرَه معرفة، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله، وإِن اختلف وجه التعريف؛ قال سيبويه: هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول، فالبدل أَن يقول: ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ والبطنُ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه، فهذا كله على البدل؛ قال: وإِن شئت كان على الاسم بمنزلة أَجمعين، يقول: يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما يصير أَجمعون توكيداً للقوم، كأَنك قلت: ضُرِبَ كُلّه؛ قال: وإِن شئت نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ، قال: ولكنهم أَجازوا هذا كما أَجازوا دخلت البيتَ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل، قال: وليس المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت: هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت تعني شيئاً على ظهره لم يجز، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن والسَّهْل والجَبَلِ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله، وكما لم يجز حذف حرف الجر إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ والجبلَ بهذا، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء.
وقوله، صلى الله عليه وسلم: ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ؛ قال أَبو عبيد: قال بعضهم الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله، وقيل: الظهر الحديث والخبر، والبطن ما فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه، أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن قيل: ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل: أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف معناه، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره، وقيل: قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير، وقيل: أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم والتعلم.
والمُظَهَّرُ، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر.
وظَهَره يَطْهَرُه ظَهْراً: ضرب ظَهْره.
وظَهِرَ ظَهَراً: اشتكى ظَهْره.
ورجل ظَهِيرٌ: يشتكي ظَهْرَه.
والظَّهَرُ: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل، بالكسر، إِذا اشتكى ظَهْره. الأَزهري: الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ، ورجل مَظْهُورٌ.
وظَهَرْتُ فلاناً: أَصبت ظَهْره.
وبعير ظَهِير: لا يُنْتَفَع بظَهْره من الدَّبَرِ، وقيل: هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره؛ قال ابن سيده: رواه ثعلب.
ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ: قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر: شديد الصَّدْر، ومَصْدُور: يشتكي صَدْرَه؛ وقيل: هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً.
ورجل خفيف الظَّهْر: قليل العيال، وثقيل الظهر كثير العيال، وكلاهما على المَثَل.
وأَكَل الرجُل أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها. قال: وأَكل أَكْلَةً إِن أَصبح منها لناتياً، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها؛ يقول: سَمِنْتُ منها.
وفي الحديث: خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى، وقيل: أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال؛ والظَّهْرُ قد يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ قَويٍّ من المال. قال مَعْمَرٌ: قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، ما ظَهْرُ غِنًى؟ قال أَيوب: ما كان عن فَضْلِ عيال.
وفي حديث طلحة: ما رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ، قيل: عن ظهر يَدٍ ابْتدَاءً من غير مكافأَة.
وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو يُنْفِقُ عليه.
والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس. قال الفراء: العرب تقول: هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ لظاهرها الذي تراه. قال الأَزهري: وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه كَبَطْنه، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه، ولما وَلِيَ غَيْرَك ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه الجسدَ وكان داخلاً، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ؛ وكذلك ظِهارَة البِسَاطِ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ.
ويقال: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً، وجمع الظِّهارَة ظَهَائِر، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ، بالكسر: نقيض البِطانة.
وَظَهَرْتُ البيت: عَلَوْتُه.
وأَظْهَرْتُ بفلان: أَعليت به.
وتظاهر القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه.
وأَقْرانُ الظَّهْرِ: الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب، مأْخوذ من الظَّهْرِ؛ قال أَبو خِراشٍ: لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً، ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ الأَصمعي: فلان قِرْنُ الظَّهْر، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم؛ قال ذلك ابن الأَعرابي، وأَنشد: فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه، ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده: فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا، ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ قال: أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد غلباك.
وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف، وهو من الظَّهْر. ابن بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه.
والظَّهْرُ: الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على ظُهُورها.
وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه، كما يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ.
وفي حديث عَرْفَجَة: فتناول السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به؛ الظَّهْر: الإِبل التي يحمل عليها ويركب. يقال: عند فلان ظَهْر أَي إِبل؛ ومنه الحديث: أَتأْذن لنا في نَحْر ظَهْرنا؟ أَي إبلنا التي نركبها؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران، بالضم؛ ومنه الحديث: فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة.
وفلانٌ على ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك؛ قال يصف أَمواتاً: ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا معي، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ والبعير الظَّهْرِيُّ، بالكسر: هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه، نسب إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس. يقال: اتَّخِذْ معك بعيراً أَو بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ، وفي الصحاح: ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد.
وبَعير ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً، وناقة ظهيره.
وقال الليث: الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً.
وفي الحديث: فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ، يعني شديد الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ؛ وقد ظَهَّر به واسْتَظَهْرَهُ.
وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها: جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم يَخِفَّ لها، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها.
وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر، كقوله تعالى: فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك؛ قال الفرزدق:تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي بظَهْرٍ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها والظِّهْرِيُّ: الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه.
والظِّهْرِيُّ: الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه؛ ومنه قوله: واتَّخَذْتَمُوه وراءكم ظِهْرِيّاً؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه. ابن سيده: واتخذ حاجته ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر، على غير قياس، كما قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ.
وفي حديث علي، عليه السلام: اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه وراء ظهوركم، قال: وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب؛ وقال ثعلب في قوله تعالى: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً: نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم؛ وقال الفراء: يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم، يقول شعيب، عليه السلام: عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه.
وقال في أَثناء الترجمة: أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ، وذلك لا ينجيكم من الله تعالى. يقال: اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً.
ويقال للشيء الذي لا يُعْنَى به: قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ.
وقولهم.
ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها.
وحاجتُه عندك ظاهرةٌ أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ.
وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ: جعلها وراء ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عبيدة: جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي خَلْفِي؛ ومنه قوله: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً، وهو استهانتك بحاجة الرجل.
وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني.
وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ: قَوِيَ.
وفي التنزيل العزيز: أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ أَي لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء؛ وقوله: خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا، أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ هو من ذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه، قال: وليس بقوي، وأَراد منها عازب ومنها مشغول، وكل ذلك راجع إِلى معنى الظَّهْر.
وأَما قوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر منها؛ روي الأَزهري عن ابن عباس قال: الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ، وقالت عائشة: الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة، وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة الثياب.
والظَّهْرُ: طريق البَرِّ. ابن سيده: وطريق الظَّهْره طريق البَرِّ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر.
والظَّهْرُ من الأَرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ.
وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال دُرْأً؛ وقال مرة: سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً؛ قال الأَزهري: وأَحْسِبُ الظُّهْر، بالضم، أَجْودَ لأَنه أَنشد: ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً، ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا: انحدرت منه إِليه، وخص أَبو حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها.
وفي كتاب عمر، رضي الله عنه، إِلى أَبي عُبيدة: فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها يعني إِلى أَرض ذكرها، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم.
وفي حديث عائشة: كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر، تعني الشمس، أَي تعلو السَّطْحَ، وفي رواية: ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها؛ ومنه قوله: وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا يعني مَصْعَداً.
والظاهِرُ: خلاف الباطن؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فهو ظاهر وظهِير؛ قال أَبو ذؤيب: فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم، ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، ظَهِيرُ ويروى طهير، بالطاء المهملة.
وقوله تعالى: وذَروا ظاهِرَ الإِثم وباطِنَه؛ قيل: ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ، وباطنه الزنا؛ قال الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أَعلم، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً.
والظاهرُ: من أَسماء الله عز وجل؛ وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّل والآخر والظاهر والباطن؛ قال ابن الأَثير: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه؛ وقيل: عُرِفَ بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه.
وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم، بفتح النون ولا يكسر: بين أَظْهُرِهم.
وفي الحديث: فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم؛ قال ابن الأَثير: تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً، ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه، ومن جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم مطلقاً.
ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة أَو في الأَيام، وهو من ذلك.
وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه، فهو بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه.
وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال بينكما؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري عن الفراء: فلانٌ بين ظَهْرَيْنا وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد، قال: ولا يجوز بين ظَهْرانِينا، بكسر النون.
ويقال: رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر. قال الفراء: أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام. قال: وقال أَبو فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين.
ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء: هو بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه؛ وأَنشد: أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعي: يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها.
ويقال: هاجَتْ ظَواهِرُ الأَرض. ابن شميل: ظاهر الجبل أَعلاه، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه، استوى أَو لم يستو ظاهره، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال مُهَلْهِلٌ: وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين، كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره وقال الكميت: فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا حِ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل، وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم نزول بظواهر جبالها؛ ويقال: أَراد بالظواهر أَعلى مكة.
وفي الحديث ذِكر قريشِ الظَّواهِرِ، وقال ابن الأَعرابي: قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا بظُهور جبال مكة، قال: وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر، وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة.
والظُّهارُ: الرّيشُ. قال ابن سيده: الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس والمَطَرَ من الجَناح، وقيل: الظُّهار، بالضم، والظُّهْران من ريش السهم ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ، وهو أَجود الريش، الواحد ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس، وأَما ظُهار فنادر؛ قال: ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ، والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ أُخْرَى، وهو أَجود ما يكون، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فهو لُغابٌ ولَغْبٌ.
وقال الليث: الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر وهو في الجناح، قال: ويقال: الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ، ويجمع على الظُّهْرانِ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو عَيْبٌ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش، والجمع الظُّهْرانُ، والبُطْنان الجانب الطويل، الواحد بَطْنٌ؛ يقال: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ؛ وقد ظَهَّرت الريش السهمَ.
والظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان؛ عن أَبي حنيفة.
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ، فالبطن ما يلي منها الوَتَر، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ.
وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين: لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق بينهما وطابقَ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن، وقيل: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ بعضها على بعض.
وفي الحديث: أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما فوق الأُخرى، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد؛ وقول وَرْقاء بن زُهَير:رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ، فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً، ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ إِنما عنى بالحديد هنا الدرع، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي هو الحديد؛ وقال أَبو النجم: سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها، ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها، وظاهِري بِجَلِفٍ عليها قال ابن سيده: هو من هذا، وقد قيل: معناه اسْتَظْهِري، قال: وليس بقوي.
واسْتَظَهْرَ به أَي استعان.
وظَهَرْتُ عليه: أَعنته.
وظَهَرَ عَليَّ: أَعانني؛ كلاهما عن ثعلب.
وتَظاهرُوا عليه: تعاونوا، وأَظهره الله على عَدُوِّه.
وفي التنزيل العزيز: وإن تَظَاهَرَا عليه.
وظاهَرَ بعضهم بعضاً: أَعانه، والتَّظاهُرُ: التعاوُن.
وظاهَرَ فلان فلاناً: عاونه.
والمُظاهَرَة: المعاونة، وفي حديث علي، عليه السلام: أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان.
والظَّهِيرُ: العَوْنُ، الواحد والجمع في ذلك سواء، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر والمؤُنث والجمغ، كما قال الله عز وجل: إِنَّا رسولُ رب العالمين.
وفي التنزيل العزيز: وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً؛ يعني بالكافر الجِنْسَ، ولذلك أَفرد؛ وفيه أَيضاً: والملائكة بعد ذلك ظهير؛ قال ابن سيده: وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ؛ والظَّهِيرُ: المُعِين.
وقال الفراء في قوله عز وجل: والملائكة بعد ذلك ظهير، قال: يريد أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء. قال ابن سيده: ولو قال قائل إِن الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً، ولكن حَسُنَ أَن يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله: والملائكة بعد ذلك، أَي مع نصرة هؤلاء، ظَهيرٌ.
وقال الزجاج: والملائكة بعد ذلك ظهير، في معنى ظُهَراء، أَراد: والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَي أَعوان النبي، صلى الله عليه وسلم، كما قال: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً؛ أَي رُفَقاء، فهو مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في قوله: يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي، إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ يعني لَسْنَ لي بأُمَراء.
وأَما قوله عز وجل: وكان الكافر على ربه ظَهيراً؛ قال ابن عَرفة: أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى.
وقوله عز وجل: وظاهَرُوا على إِخراجكم؛ أَي عاوَنُوا.
وقوله: تَظَاهَرُونَ عليهم؛ أَي تَتَعاونُونَ.
والظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قال تميم: أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ، وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ: الكسر عن كراع: كالظَّهْرِ.
وهم ظِهْرَةٌ واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه.
وظَاهرَ عليه: أَعان.
واسْتَظَهَره عليه: استعانه.
واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر: استعان.
وفي حديث علي، كرّم الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه.
وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي: هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً، بجزم الهاء، وأَما الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره، بكسر الظاء. الليث: رجل ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت ظِهْريٌّ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ.
والظُّهُور: الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه. ابن سيده: الظُّهور الظفر؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه.
وله ظَهْرٌ أَي مال من إِبل وغنم.
وظَهَر بالشيء ظَهْراً: فَخَرَ؛ وقوله: واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ أَي افْخَرْ به على غيره.
وظَهَرْتُ به: افتخرت به وظَهَرْتُ عليه: يقال: ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه.
وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب عليه.
وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته.
وفي الحديث: فظَهَر الذين كان بينهم وبين رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع يدعو عليهم؛ أَي غَلَبُوهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا: والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى: فَغَدَرُوا بهم.
وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا، وقيل: معناه أَنه لا يلتفت إِليهم؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة: فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ؟ أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم.
وفلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم.
والظَّهَرَةُ، بالتحريك: ما في البيت من المتاع والثياب.
وقال ثعلب: بيت حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه، والأَهَرَةُ ما بَطَنَ منه. ابن الأَعرابي: بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ والعَقارِ بمعنى واحد.
وظَهَرَةُ المال: كَثْرَتُه.
وأَظْهَرَنَا الله على الأَمر: أَطْلَعَ.
وقوله في التنزيل العزيز: فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه؛ أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه. يقال: ظَهَرَ على الحائط وعلى السَّطْح صار فوقه.
وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه.
ويقال: ظَهَرَ فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه.
وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: علاه.
وقوله تعالى: ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون، والمعارج الدَّرَجُ.
وقوله عز وجل: فأَصْبَحُوا ظاهِرين؛ أَي غالبين عالين، من قولك: ظَهَرْتُ على فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته. يقال: أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين أَي أَعلاهم عليهم.
والظَّهْرُ: ما غاب عنك. يقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ، والظَّهْر فيما غاب عنك؛ وقال لبيد: عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها ويقال: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه، كما يقال: حَفِظَه عن ظَهْر قلبه.
وفي الحديث: من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره؛ أَي حفظه؛ تقول: قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي.
وظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه عن غير كتاب.
وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً.
والظاهرةُ: العَين الجاحِظَةُ. النضر: لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت نُقْرَة العَيْن، وهي خلاف الغائرة؛ وقال غيره: العين الظاهرة هي الجاحظة الوَحْشَةُ.
وقِدْرٌ ظَهْرٌ: قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ لِقِدَمِها؛ قال حُمَيْدُ بن ثور: فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها، ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ وتَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ، فهو ضدّ.
وقتله ظَهْراً أَي غِيْلَةً؛ عن ابن الأَعرابي.
وظَهَر الشيءُ بالفتح، ظُهُوراً: تَبَيَّن.
وأَظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنْته.
والظُّهور: بُدُوّ الشيء الخفيّ. يقال: أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه.
ويقال: فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد.
وقوله: إِن يَظْهَرُوا عليكم؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا. يقال: ظَهَرْت على الأَمر.
وقوله تعالى: يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم. الأَزهري: والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابن شميل: الظُّهَارِيَّة أَن يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه. يقال: أَخذه الظُّهارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى.
والظُّهْرُ: ساعة الزوال، ولذلك قيل: صلاة الظهر، وقد يحذفون على السَّعَة فيقولون: هذه الظُّهْر، يريدون صلاة الظهر. الجوهري: الظهر، بالضم، بعد الزوال، ومنه صلاة الظهر.
والظَّهِيرةُ: الهاجرة. يقال: أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم الظَّهِيرة.
وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر؛ قال ابن الأَثير: هو اسم لنصف النهار، سمي به من ظَهِيرة الشمس، وهو شدّة حرها، وقيل: أُضيفت إِليه لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ، وقيل: أَظْهَرُها حَرّاً، وقيل: لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت.
وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث، وهو شدّة الحرّ نصف النهار، قال: ولا يقال في الشتاء ظهيرة. ابن سيده: الظهيرة حدّ انتصاف النهار، وقال الأَزهري: هما واحد، وقيل: إِنما ذلك في القَيْظِ مشتق.
وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة، قال: ومُظْهِراً، بالتخفيف، هو الوجه، وبه سمي الرجل مُظْهِراً. قال الأَصمعي: يقال أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى.
ويقال: أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر.
وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر.
وأَظْهر القومُ: دخلوا في الظَّهِيرة.
وأَظْهَرْنا. دخلنا في وقت الظُّهْر كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء، ونجمع الظَّهيرة على ظَهائِرَ.
وفي حديث عمر: أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال: كَذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر.
وفي التنزيل العزيز: وحين تُظْهِرونَ؛ قال ابن مقبل: وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً؛ أَلا ترى أَن قبل هذا: فأَضْحَى له جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ، أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ ويقال: هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل، وقيل: ظاهرٌ عنك أَي ليس بلازم لك عَيْبُه؛ قال أَبو ذؤيب: أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها، وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة والذكرِ القبيح.
ويقال: ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا عَنِّي، وفي النهاية: إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء؛ وقيل لابن الزبير: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها؛ فقال متمثلاً: وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه فيَزيدُه نُبْلاً.
وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه.
وهذا أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك.
والظِّهارُ من النساء، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته، ومنها، مُظاهَرَةً وظِهاراً إِذا قال: هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر، وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى.
وقوله عز وجل: والذين يَظَّهَّرُون من نِسائهم؛ قُرئ: يظاهِرُون، وقرئ: يَظَّهَّرُون، والأَصل يَتَظَهَّرُون، والمعنى واحد، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته: أَنتِ عليّ كظَهْر أُمِّي.
وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته، وهو الظِّهارُ، وأَصله مأْخوذ من الظَّهْر، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج، وهذه أَولى بالتحريم، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت، فكأَنه إِذا قال: أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي، أَراد: رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام كركُوب أُمي للنكاح، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب، وأَقام الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب، وهذا من لَطِيف الاستعارات للكناية؛ قال ابن الأَثير: قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها، فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة، قال: وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها إِلى السماء كان حراماً عندهم، وكان أَهلُ المدينة يقولون: إِذا أُتِيت المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرجل المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر، ثم لم يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه؛ قال: وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ ويحترزون منها، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها، كما قيل: آلى من امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن.
وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة: إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي؛ قال الأَزهري: ومعنى الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق، وهو مأْخوذ من الظِّهْرِيّ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك، قال الأَزهري: واتخاذُ الظِّهْرِيّ من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه إِليه، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته، فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة، ثم يقال: استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ مُقامَ الاحتياط في كل شيء، وقيل: سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن مَسَّت إِليه؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب: واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم ظِهْرِيّاً.
وفي الحديث: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا؛ أَي يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأَضْياف وأَبناءِ السبيل.
والظاهِرةُ من الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار.
ويقال: إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار.
وقال شمر: الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر؛ يقال: شاؤُهم ظَواهِرُ، والظاهرةُ: أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً.
وظاهرةُ الغِبِّ: هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ قليلاً.
وظُهَيْرٌ: اسم.
والمُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل. ابن سيده: ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم.
والظَّهْرانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثير: ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً بالله، عند مَحارِم الرحمنِ بالراقِصات على الكلال عشيّة، تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ العَرْمَضُ ههنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة: وروى ابن سيرين: أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً ومُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ، وقيل: هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين.
والمُعَقَّدُ: بُرْدٌ من بُرود هَجَر، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، وهو واد بين مكة وعُسْفان، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ، بفتح الميم وتشديد الراء؛ وفي حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده، صلى الله عليه وسلم: بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا، وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا فغَضِبَ وقال: إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى؟ قال: إِلى الجنة يا رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله. المَظْهَرُ: المَصْعَدُ.
والظواهر: موضع؛ قال كثير عزة: عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ، فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت، فالأَصافِرُ