المصادر:  


الصَّفْوُ (القاموس المحيط) [50]


الصَّفْوُ: نَقِيضُ الكَدَرِ،
كالصَّفا والصُّفُوِّ، وصَفْوَةُ الشيءِ، مُثَلَّثَةً: ما صَفا منه،
كَصَفْوِهِ.
وصَفا الجَوُّ: لم يَكُنْ فيه لَطْخَةُ غَيْمٍ.
ويَوْمٌ صافٍ وصَفْوانُ: بارِدٌ بلا غَيْمٍ وكَدَرٍ.
واسْتَصْفَاهُ: أخَذَ منه صَفْوَهُ، واخْتارَهُ،
كاصْطَفاهُ، وعَدَّهُ صَفِيًّا،
و~ مالَهُ: أخَذَهُ كُلَّهُ.
وصافاهُ: صَدَقَهُ الإِخاءَ،
كأصْفَاهُ.
والصَّفِيُّ، كَغَنِيٍّ: الحَبيبً المُصافي،
و~ من الغَنيمَةِ: ما اخْتارَهُ الرَّئِيسُ لنَفْسِه قَبْلَ القِسْمَةِ، وخالِصُ كلِّ شيءٍ، والناقةُ الغَزِيرَةُ
ج: صَفايَا، وقد صَفَتْ وصَفُوَتْ، والنَّخْلَةُ الكَثيرةُ الحَمْلِ،
ومحمدُ ابنُ المُصَفَّى: ثِقَةٌ.
والصَّفاةُ: الحَجَرُ الصَّلْدُ الضَّخْمُ لا يُنْبِتُ
ج: صَفَواتٌ وصَفاً
جج: أصْفاءٌ وصُفِيٌّ وصِفِيٌّ،
كالصَّفْواءِ والصَّفْوانَةِ
ج: صَفْوانٌ، ويُحَرَّكُ.
وأصْفَى من المالِ والأَدَبِ: خَلا، . . . أكمل المادة وأنْفَذَتِ النِّساءُ ماءَ صُلْبِه،
و~ فُلاناً بِكذا: آثَرَهُ،
و~ الشاعِرُ: لم يَقُلْ شِعْراً،
و~ الدَّجاجَةُ: انْقَطَعَ بَيْضُها.
والصَّفا: من مَشاعِرِ مَكَّةَ بِلِحْفِ أبي قُبَيْسٍ، وابْتَنَيْتُ على مَتْنِه دَاراً فَيْحاءَ، ونَهْرٌ بالبَحْرَيْنِ.
والمِصْفاةُ: الراوُوقُ.
وأوَّلُ أيَّامِ البَرْدِ: صُفَيَّةُ، كَسُمَيَّةَ، وثانيها صَفْوانُ. ماءٌ.
وكثُمامَة: ع.
وكَجَمَزَى: ع.

صفو (مقاييس اللغة) [50]



الصاد والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلوصٍ من كل شَوب. من ذلك الصَّفاءُ، وهو ضدُّ الكَدَرِ؛ يقال صفا يصفو، إذا خَلص. يقال لكَ صَفْوُ هذا الأمرِ وصِفْوته.
ومحمَّد صِفوة الله تعالى وخِيرَتُه من خَلْقِه، ومُصْطفاهُ صلَّى الله عليه * وآلهِ وسلّم.
والصَّفِيُّ: ما اصطفاه الإمام من المَغْنم لنفسه، وقد يسمَّى بالهاء الصَّفِيَّة، والجمع الصَّفَايا. قال:
لك المِرْبَاعُ منها والصَّفَايا      وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضُولُ

والصَّفِيَّة والصَّفِيّ، وهو بغير الهاء أشهر: النّاقةُ الكثيرة اللّبَن، والنَّخْلة الكثِيرةُ الحَمْل، والجمع الصَّفَايا.
وإِنَّما سُمِّيت صفيّاً لأنَّ صاحِبَها يصطفيها.ومن الباب قولهم: أَصْفت الدَّجاجةُ، إِذا انقطع بيضُها، إِصفاءً.
وذلك كأنَّها صَفَتْ أي خَلَصت من البَيْضِ، ثم جُعِلَ ذلك على . . . أكمل المادة أَفْعَلتْ فرقاً بينها وبين سائرِ ما في بابها، وشبّه بذلك الشَّاعِرُ إذا انقطع شِعْرُهُ.ومن الباب الصَّفَا، وهو الحجر الأَمْلَسُ، وهو الصَّفْوانُ، الواحدة صَفوانةٌ، وسمِّيت صفوانَةً لذلك، لأنَّها تَصْفُو من الطِّين والرَّمْل. قال الأصمعيُّ: الصَّفْوان والصَّفْواءُ والصَّفَا، كله واحد.
وأنشد:ويقال يومٌ صفوانُ، إِذا كان صافِيَ الشَّمسِ شديدَ البَرْدِ.

ص ف و (المصباح المنير) [50]


 صَفْوُ: الشيء بالفتح: خالصه، و "الصِّفْوَةُ" بالهاء والكسر مثله وحكي التثليث و "صَفَا" "صُفُوًّا" من باب قعد، و "صَفَاءً" إذا خلص من الكدر فهو "صَافٍ" ، و "صَفَّيْتُهُ" من القذى "تَصْفِيَةً" أزلته عنه،٠ و "أَصْفَيْتُهُ" بالألف آثرته، و "أَصْفَيْتُهُ" الود أخلصته، و "الصَّفِيُّ" و "الصَّفِيَّةُ" ما يصطفيه الرئيس لنفسه من المغنم قبل القسمة أي يحتازه وجمع "الصَّفِيَّةِ" "صَفَايَا" مثل عطية وعطايا قال الشاعر: لَكَ المِرْبَاعُ مِنْهَا وَالصَّفَايَا وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيطَةُ وَالفُضُولُوقال ابن السكيت: قال الأصمعي: "الصَّفَايَا" جمع "صَفِيٍّ" وهو ما يصطفيه الرئيس لنفسه دون أصحابه مثل الفرس وما لا يستقيم أن يقسم على الجيش، و "المِرْبَاعُ" ربع الغنيمة، و "الفُضُولُ" بقايا تبقى من الغنيمة فلا تستقيم قسمته على الجيش لقلته وكثرة الجيش، و "النَّشِيطَةُ" ما يغنمه القوم في طريقهم التي يمرون بها وذلك غير ما يقصدونه بالغزو، وقال أبو عبيدة: كان رئيس القوم في الجاهلية إذا . . . أكمل المادة غزا بهم فغنم أخذ المرباع من الغنيمة ومن الأسرى ومن السبي قبل القسمة على أصحابه فصار هذا الربع خمسا في الإسلام قال: و "الصَّفِيُّ" أن يصطفي لنفسه بعد الربع شيئا كالناقة والفرس والسيف والجارية، و "الصَّفِيُّ" في الإسلام على تلك الحال وقد اصطفى رسول الله سيف منبه بن الحجاج يوم بدر وهو ذو الفقار واصطفى "صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيّ" ، و "الصَّفَا" مقصور الحجارة ويقال الحجارة الملس الواحدة "صَفَاةٌ" مثل حصى وحصاة ومنه "الصَّفَا" لموضع بمكة ويجوز التذكير والتأنيث باعتبار إطلاق لفظ المكان والبقعة عليه، و "الصَّفْوَانُ" يستعمل في الجمع والمفرد فإذا استعمل في الجمع فهو الحجارة الملس الواحدة "صَفْوَانَةٌ" وإذا استعمل في المفرد فهو الحجر وبه سمي الرجل وجمعه "صُفِيٌّ" و "صِفِيٌّ" . 

ص - ف - و (جمهرة اللغة) [50]


الصَّفْو: ضدّ الكَدَر، صفا الماءُ يصفو صَفْواً، والاسم الصَّفاء. وفلان صِفوتي، أي خيرتي وخُلْصاني. والصّوف: معروف، والواحدة صُرفة. ويقال: أخذ بصوفة قَفاه، إذا أخذ بالشَّعَر السائل في نُقرته. وكَبْشٌ صافٌ، وقد قالوا صافٍ: كثير الصوف. وصُوفة: قوم كانوا في الجاهلية يخدمون الكعبة ويُجيزون الحاجّ أي يُبذرقونهم، ولهذا المعنى قال الشاعر: ولا يَريمون في التعريف مَوقِفَهم ... حتى يقال: أجيزوا آلَ صُوفانا ويُروى: صَفْوانا. وقال أصحاب النسب: هي قبيلة. وقال أبو عبيدة: بل هم قوم من أفناء القبائل تجمّعوا فتشبّكوا كتشبّك الصّوفة. والوَصْف من قولهم: وصفتُ الشيء أصِفه وَصْفاً، إذا نعتّه، وأنا واصف والشيء موصوف. والوَصيف والوَصيفة: معروفان، والجمع وُصَفاء ووَصائف. . . . أكمل المادة ورجل وَصّاف: حاذق بالوصف. والوصّاف: رجل من العرب من ساداتهم سُمّي الوصّاف بحديث له، وبنوه يُنسبون إليه الى اليوم.

صفا (الصّحّاح في اللغة) [50]


الصَفاءُ ممدودٌ: خلاف الكدَر. يقال: صَفا الشراب يَصفو صَفاءً، وصَفَّيْتُهُ أنا تَصْفِيَةً.
وصَفْوَةُ الشيءِ: خالصُه. أبو عبيدة: يقال: له صَفْوَةُ مالي، وصُفْوَةُ مالي، وصِفْوَةُ مالي. فإذا نزعوا الهاء قالوا: له صَفْوُ مالي بالفتح لا غير.
وصَفَوْتُ القِدْرَ، أي أخذت صَفْوَتَها.
والصَفاةُ: صخرة ملساء؛ يقال في المثل: ما تَنْدى صَفاتُهُ، والجمع صَفاً مقصورٌ، وأصْفاءٌ، وصُفيٌّ على فَعولٍ.
والصَفْوةُ: الحجارة اللَّيِّنة المُلْس.
وقال امرؤ القيس:
      كما زَلَّتِ الصَفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ

وكذلك الصَفْوانُ، الواحدة صَفْوانَةٌ. صَفوانُ، إذا كان صافِيَ الشمس شديد البرد.
والصَفيُّ: الناقة الغزيرة الدَرِّ، والجمع صَفايا. يقال منه: ما كانت الناقة والشاة صَفِيّاً، ولقد صَفَتْ تَصْفُو.
والصَفيُّ: المُصافي.
والصَفيُّ: ما يَصْطفيهِ الرئيسُ من المغْنم لنفْسه . . . أكمل المادة قبل القسمة، وهو الصَفيَّةُ أيضاً، والجمع صَفايا.
وأصْفَيْتُهُ الودَّ: أخلصتُه له، وصافَيْتُهُ وتَصافَينا: تخالصنا.
واصْطَفَيْتُهُ: اخترته.
وأَصْفَيْتُهُ بالشيء، إذا آثرتَه به.
وأَصْفَى الرجلُ من المال والأدب، أي خلا.
وأَصْفَى الأميرُ دارَ فلان واسْتَصْفى مالَه، إذا أخذه كلَّه.
وأَصْفَتِ الدجاجةُ، إذا انقطع بيضها.
وأَصْفى الشاعر، إذا انقطع شِعْرُهُ.

صفا (لسان العرب) [50]


الصَّفْوُ والصَّفَاءُ، مَمْدودٌ: نَقِيضُ الكَدَرِ، صفَا الشيءُ والشَّرابُ يَصْفُو صَفاءً وصُفُوّاً، وصَفْوُهُ وصَفْوَتُه وصِفْوَتُه وصُفْوَتُه: ما صَفَا منه، وصَفَّيْتُه أَنَا تَصْفِيَةً.
وصَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ: خالِصُهُ من صَفْوَة المالِ وصَفْوَةِ الإخَاء. الكسائي: هو صُفْوَةُ المَاءِ وصِفْوَةُ الماءِ، وكذلك المالُ.
وقال أَبو عبيدة: يقال له صَفْوَةُ مالِي وصِفْوَةُ مالِي وصُفْوَة مالِي، فإذا نَزَعُوا الهاءَ قالوا له صَفْوُ مالِي، بالفتح لا غير.
وفي حديث عَوفِ بن مالك: لَهُمْ صِفْوَةُ أَمْرِهِمْ؛ الصِّفْوةُ، بالكَسْرِ: خِيارُ الشيء وخُلاصَتُه وما صَفَا منه، فإذا حذفت الهاء فتحت الصاد، وهو صَفْوُ الإهالَة لا غيرُ.
والصَّفاءُ: مَصْدَرُ الشيءِ الصافي.
وإذا أَخَذَ صَفْوَ ماءٍ من غدِيرٍ قال: اسْتَصْفَيْتُ صَفْوَةً.
وصَفَوْتُ القِدْرَ إذا أَخَذْتَ صَفْوَتَها.
والمِصْفَاةُ: الرَّاووُقُ.
وفي . . . أكمل المادة الإناءِ صِفْوَةٌ مِن مَاءٍ أَوْ خَمْرٍ أَي قَلِيلٌ.
وصَفَا الجَوُّ: لم تكن فيه لُطْخَةُ غَيْمٍ.
ويومٌ صافٍ وصَفْوانُ إذا كان صَافِيَ الشَّمْس لا غَيْمَ فيه ولا كَدَرَ وهو شدِيدُ البَرْدِ.
وقولُ أَبي فَقْعَسٍ في صِفَةِ كَلإٍ: خَضِعٌ مَضِغٌ صافٍ رَتِعٌ؛ أَراد أَنَّه نَقِيُّ من الأَغْثَاءِ والنَّبْتِ الذي لا خَيْرَ فيه، فإذا كان ذلك فهو من هذا الباب، وقد يكون صَافٍ مقلوباً من صائِفٍ أَي أَنه نَبْتٌ صَيْفِيٌّ فقُلِبَ، فإذا كان هذا فليس من هذا الباب وإنما هو من باب ص ي ف. أَبو عبيد: الصَّفِيُّ من الغنيمة ما اخْتارَه الرئيس من المَغْنَمِ واصْطَفاه لنَفْسِه قبلَ القسْمَةِ منْ فَرسٍ أَو سيفٍ أَو غيره، وهو الصَّفيَّةُ أَيضاً، وجَمْعُه صَفايا؛ وأَنشد لعبد الله بن عَنَمة يخاطب بِسْطامَ بنَ قَيْسٍ: لَكَ المِرْباعُ فِيها والصَّفَايا، وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضولُ وفي الحديث: إنْ أَعْطَيْتُمُ الخُمُس وسهمَ النبي، صلى الله عليه وسلم، والصَّفِيَّ فأَنْتُم آمِنُونَ؛ قال الشعبي: الصفيّ عِلْقٌ تَخَيَّرَهُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، منَ المَغْنم، كانَ منه صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ؛ ومنه حديث عائشة: كانت صَفِيَّةُ من الصَّفَايا، تَعْني صَفِيَّة بنْتَ حُيَيٍّ كانتْ من غَنيمَةِ خَيْبَرَ.
واسْتَصْفَيْتُ الشيء إذا اسْتَخْلَصْتَه.
ومن قرأَ: فاذكُروا اسمَ اللهِ عَلَيْها صَوافِيَ، بالياء، فَتفسيرهُ أَنَّها خالصَة لله تعالى يذْهَب بها إلى جمع صافية؛ ومنه قيل للضِّيَاع التي يَسْتَخْلِصُها السلطانُ لخاصته: الصَّوَافِي.
وفي حديث عليّ والعباس، رضي الله عنهما: أَنهما دَخَلا على عمر، رضي الله عنه، وهُما يَخْتَصِمان في الصَّوافِي التي أَفاءَ اللهُ على رسولِه، صلى الله عليه وسلم، من أَموال بَني النَّضِير؛ الصَّوافِي: الأَمْلاكُ والأَرض التي جَلا عَنْها أَهْلُها أَو ماتُوا ولا وارِثَ لَها، واحدتها صافِيَةٌ.
واسْتَصْفَى صَفْوَ الشيء: أَخَذَه.
وصَفَا الشيءَ: أَخَذَ صَفْوَه؛ قال الأَسْودُ بن يَعْفُرَ: بَهَالِيلُ لا تَصْفُو الإمَاءُ قُدُورَهُمْ، إذا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بشَمْأَلِ وقول كثير عزة: كأَنَّ مَغارِزَ الأَنْيابِ منْها، إذا ما الصُّبْحُ نَوَّرَ لانْفِلاقِ، صَلِيتُ غَمامَةٍ بجَناةِ نَحْلٍ، صَفَاةِ اللَّوْنِ طَيِّبَةِ المَذَاقِ قال ابن سيده:؛ قيل في تفسير صَفاةُ اللَّوْنِ صَافِيةٌ، قال: وهو عندي فَعِلَةٌ على النَّسَب كأَنه صَفِيَةٌ، قُلِب إلى صَفَاةٍ، كما قيل ناصَاةٌ وباناةٌ.
واسْتَصْفَى الشيءَ واصْطَفاه: اختارَهُ. الليث: الصَّفَاءُ مُصافاة المَوَدَّةِ والإخاءِ.
والاصْطِفاءُ: الاخْتِيارُ، افْتِعالٌ من الصَّفْوَةِ.
ومنه: النبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، صَفْوَةُ الله منْ خَلْقِه ومُصْطَفاةُ، والأَنْبِياءُ المُصْطَفَوْنَ، وهم من المُطْطَفَين إذا اخْتِيرُوا، وهُمُ المُصْطَفُون إذا اختاروا، وهذا بضم الفاء.
وصَفِيُّ الإنْسانِ: أَخُوهُ الذي يُصافِيه الإخاءَ.
والصَِّفِيُّ: المُصافِي.
وأَصْفَيْتُه الوُدَّ: أَخْلَصْته وصَافيتُه.
وتَصافَيْنا: تخالَصْنا.
وصافَى الرجلَ: صَدَقَهُ الإخاءَ.
وصَفِيُّكَ: الذي يُصافِيكَ.
والصَّفِيُّ: الخالِصُ من كلِّ شيءٍ.
واصْطفاه: أَخذَه صفيّاً؛ قال أَبو ذؤيب:عَشِيَّةَ قامتْ بالفِناء كأَنها عَقيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفى وتَغُوجُ وفي الحديث: إن الله لا يَرْضى لعبدهِ المُؤمِن إذا ذَهَبَ بصَفِيَّه من أَهلِ الأَرض فصَبَر واحْتَسَب بثَوابٍ دونَ الجنةِ؛ صَفِيُّ الرجلِ: الذي يصافِيهِ الوُدَّ ويُخْلِصُه له، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ أَو مفعول.
وفي الحديث: كَسانِيه صَفِيِّي عُمَرُ أَي صديقي.
وناقةٌ صَفِيٌّ أَي غَزيرةٌ كثيرةُ اللبنِ، والجمعُ صَفايا؛ قال سيبويه: ولا يُجمَع بالأَلف والتاء لأَن الهاء لم تَدْخُلْه في حَدِّ الإفرادِ، وقد صَفُوَتْ وصَفَتْ.
وفي حديث عوف بن مالك: تَسْبِيحةٌ في طَلَب حاجَةٍ خيرٌ من لَقُوحٍ صَفِيٍّ في عامِ لَزْبَةٍ، هي الناقة الغزيرةُ، وكذلك الشاة.
ويقال: ما كانت الناقةُ والشاةُ صَفِيّاً ولقد صَفَتْ تَصْفُو، وكذلك الإبلُ.
وبنو فلانٍ مُصْفُونَ إذا كانت غنمُهُمْ صَفايا، والنَّخْلة كذلك.
ونَخْلةٌ صَفِيٌّ: كثيرةُ الحَمْل، والجمع الصَّفايا.
ويقال: أَصْفَيْتُ فلاناً بكذا وكذا إذا آثرْتَه به. الأَصمعي: الصَّفْواءُ والصَّفْوانُ والصَّفا، مقصور، كلُّه واحدٌ؛ وأَنشد لامرئ القيس: كُمَيتٌ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه، كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ (* وفي رواية أخرى: يُزِلُّ اللِبدَ.
والمُتَنزِّل بدل والمُتنزّل). ابن السكيت: الصَّفا العريضُ من الحِجارَةِ الأَمْلَسُ، جمع صَفاةٍ يكتَبُ بالأَلف، فإذا ثُنِّي قيل صَفَوانِ، وهو الصَّفْواءُ أَيضاً؛ ومنه الصَّفا والمروةُ، وهما جَبَلانِ بين بَطْحاء مَكَّة والمَسْجِد، وفي الحديث ذِكرُهما.
والصَّفا: اسم أَحد جبلَي المَسْعى.
والصَّفا: موضِعٌ بمكة.والصَّفاةُ: صخْرةٌ مَلْساءُ. يقال في المَثَل: ما تَنْدى صفَاتُه.
وفي حديث معاوية: يَضْرِبُ صَفاتَها بمِعْوَلِه، هو تمثيلٌ أَي أَجْتَهد عليه وبالغَ في امْتحانهِ واخْتِباره؛ ومنه الحديث: لا تُقْرَعُ لهمْ صَفاةٌ أَي لا يَنالهم أَحدٌ بسُوءٍ. ابن سيده: الصَّفاةُ الحَجر الصَّلْدُ الضُّخْمُ الذي لا يُنبِتُ شيئاً، وجمعُ الصَّفاة صَفَواتٌ وصَفاً، مقصور، وجمع الجمع أَصْفاءٌ وصُفِيٌّ وصِفيٌّ؛ قال الأَخيل: كأَن مَتْنَيْهِ، مِنَ النَّفِيِّ، مواقعُ الطَّيْر على الصُّفِيِّ كذا أَنشده متنيه؛ والصحيح مَتْنَيَّ كما أَنشده ابن دريد لأَن بعده: من طول إشْرافي على الطَّويِّ قال ابن سيده: وإنما حَكَمنا بأَن أَصْفاءً وصُفيّاً إنما هو جمع صَفاً لا جمع صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لا تُكَسَّر على فُعُولٍ، إنما ذلك لَفَعْلة كبَدْرَةٍ وبُدورٍ، وكذلك أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لا صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لا تجمع على أَفْعالٍ.
وهو الصَّفْواءُ: كالشَّجْراءِ، واحدتُها صَفاةٌ، وكذلك الصَّفْوانُ واحدَته صَفوانةٌ. التنزيل: كمثل صَفْوانٍ عليه تُرابٌ؛ قال أَوس ابن حجر: على ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه عُلِلْنَ بدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزِّلا وفي حديث الوحْي: كأَنها سِلْسلَةٌ على صَفْوانٍ. الحافِرُ: بلَغ الصَّفا فارْتَدَع.
وأَصْفى الشاعرُ: انقطَع شِعْرُه ولم يقلْ شِعْراً. ابن الأَعرابي: أَصْفى الرجلُ إذا أَنْفَدَت النساءُ ماءَ صُلْبهِ.
وأَصْفي الرجلُ من المالِ والأَدَبِ أي خلا.
وأَصْفى الأَمِيرُ دارَ فلانٍ؛ واسْتَصْفى مالَه إذا أَخذه كلَّه.
وأَصْفَتِ الدَّجاجةُ إصْفاءً: انْقطَع بيضُها.
والصَّفا: اسم نهرٍ بعيْنهِ؛ قال لبيد يصف نخلاً: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ، عُمُّ نَواعِمُ، بينهنَّ كرومُ وبالبحرين نهرٌ يَتَخَلَّجُ من عينِ مُحَلِّمٍ يقال له الصَّفا، مقصورٌ.
وصَفِيٌّ: اسم أبي قيس بن الأَسْلَتِ السُّلَمي. اسم.

صفا (المعجم الوسيط) [50]


 صفوا وصفاء خلص من الكدر صفوا وَيُقَال صفا المَاء وَنَحْوه راق وَصفا الجو وَالْيَوْم لم يكن فِيهِ غيم وَصفا الْيَوْم خلا من الكدر فَهُوَ صَاف وَصَفوَان 

صوف (العباب الزاخر) [50]


الصُّوْف للضأْنِ، والصُّوْفَةُ أخص منه.
وفي المثل: خرقاء وجدت صُوْفاً، وأصله المرأة غير الصَّنَاع تُصيب صُوْفاً فلا تحذق غزله فتفسده، يضرب للأحمق يجد مالاً فيضيعه. وتسمى زَغَبَاتُ القفا: صُوْفَةَ القفا، يقال: أخذت بصُوْفِ رقبته وبُطوفِ رقبته وبطافِ رَقَبَتِه وبظُوْفِِ رَقَبِته وبظافِ رَقَبَتِه وبظافِ رَقَبَتِه وبقُوْفِ رَقَبَتِه وبقافِ رقبته. قال ابن الأعرابي: أي بجلد رقبته، وقال أبو السميدع: وذلك إذا تبعه وقد ظن أنه لن يدركه فلحقه أخذ برقبته أو لم يأخذ، وقال ابن دريد: بشَعَره المتدلي في نقرةِ قَفَاه، وقال الفرّاء: إذا أخذه بقفاه جمعاء، وقال أبو الغوث: إذا أخذه قهراً. ويقال -أيضاً-: أعطاه بصوفِ رقبته؛ كما يقال: أعطاه برمته، قال أبو . . . أكمل المادة عبيد: أي أعطاه مجاناً ولم يأخذ ثمناً. وصُوْفَةُ: أبو حيٍ من مضر، وهو الغوث بن مُرِّ بن أُدِّ بن طابخة بن اليأس بن مضر بن نزار كانوا يخدمون الكعبة ويجيزون الحاج في الجاهلية أي يفيضون بهم من عرفات، وكأن أحدهم يقوم فيقول: أجيزي صُوْفَةُ، فإذا أجازت قال: أجيزي خِنْدِفُ، فإذا أجازت أُذِنَ الناس كلهم في الإجازة. وقال ابن دريد: قال أصحاب النسب: صُوْفَةُ قبيلة، وقال أبو عبيدة: بل هم قوم من أفناء القبائل تجمعوا فتشبكوا كتشبك الصِّوْفَةِ.
ويروون شاهداً على أن صُوْفَةَ يقال له صُوْفانُ قول أوس بن مغراء السعدي:
ولا يريْمُوْنَ في التعريف موقفهم      حتى يقال أجيزوا آل صُوْفانـا

والصواب في الرواية: "آل صَفْوَانا"، وآل صَفْوَانَ: قوم من بني سعد بن زيد مناة، وهكذا ذكر -أيضاً- أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب التّاج وقال: حتى يجوز القائم بذلك من آل صَفْوَانَ. وذو الصُّوْفَةِ: فرس؛ وهو أبو الخُزَزِ وأبو الأعوج. وكبش صافٌ: أي كثير الصُّوْفِ، وكذلك صُوْفانيٌّ عن الليث، ونعجة صُوْفانِيَّةٌ، يقال: صافَ الكبش يَصُوْفُ صَوْفاً وصُووفاً فهو صافٌ وصافٍ وأصْوَفُ وصائفٌ، وكذلك صَوِفَ الكبش بالكسر- فهو كبشٌ صَوِفٌ بيِّنُ الصَّوَفِ، حكاه أبو عبيد عن الكسائي. وقال ابن الأعرابي: الصُّوْفانَةُ بقلة معروفة، وقال غيره: هي بقلة زغباء قصيرة، وقال الدينوري: الصُّوْفَانُ ذكر أبو نصر أنه من الأحرار ولم يحله. وصافَ السهم عن الهدف يَصُوْفُ ويَصِيْفُ: أي عدل عنه، ومنه قولهم: صافَ عني شرُّ فلانٍ. وقال ابن فارسٍ: صَافَ من باب الإبدال من ضَافَ. وأصَافَ الله عني شره.

الصوفُ (القاموس المحيط) [50]


الصوفُ، بالضم: م، وبهاءٍ: أخَصُّ.
وقولُهم "خَرْقاءُ وجَدَتْ صُوفاً"، لأنَّ المرأةَ غيرَ الصَّناعِ إذا أصابَتْ صوفاً أفْسَدَتْهُ، يُضْرَبُ للأَحْمَقِ يَجِدُ مالاً فَيُضَيِّعُهُ.
وأخَذْتُ بصوفِ رَقَبَتِهِ،
وبصافِها: بِجِلْدِها، أو بِشَعَرِهِ المُتَدَلِّي في نُقْرَةِ قَفاهُ، أو بِقَفاهُ جَمْعَاءَ، أو أخَذْتُهُ قَهْراً، أو ذلك إذا تَبِعَه وقد ظَنَّ أن لَنْ يُدْرِكَهُ، فَلَحِقَهُ، أَخَذَ بِرَقَبَتِهِ أو لم يأخُذْ.
وأعطاهُ بصوفِ رَقَبَتِهِ: بُرمَّتِهِ، أو مَجَّاناً بلا ثَمَنٍ.
وصُوفَةُ، أيضاً: أبو حَيٍّ من مُضَرَ، وهو الغَوْثُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ، كانوا يَخْدمون الكَعْبَةَ، ويُجِيزونَ الحاجَّ في الجاهِلِيَّةِ، أي: يُفيضونَ بهم من عَرَفاتٍ، وكان أحدُهُم يقومُ فيقولُ: أَجِيزي صُوفَةُ، فإذا . . . أكمل المادة أجازَتْ قال: أجيزي خِننْدِفُ، فإذا أجازَتْ أُذِنَ للناسِ كُلِّهِم في الإِجازَةِ، أو هُم قومٌ من أفْناءِ القَبائِلِ، تَجَمَّعوا فَتَشَبَّكوا كَتَشَبُّكِ الصوفَةِ، وقولُ الجوهرِيِّ: ومنه:
حتى يقالَ أجِيزوا آلَ صُوفانا
وهَمٌ، والصَّوابُ: آلَ صَفْوانا، وهُمْ قوْمٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناة، قال أبو عُبَيْدَةَ: حتى يُجَوِّزَ القائمُ بذلك من آلِ صَفْوانَ، والبَيْتُ لأَوْسِ بنِ مَغْراءَ، وصَدْرُهُ:
ولا يَريمونَ في التَّعْرِيف مَوقِفَهُم.
وذُو الصوفَةِ، أيضاً: فَرَسٌ، وهو أبو الخُزَزِ والأعْوَجِ.
وصافَ الكَبْشُ صَوْفاً وصُووفاً، فهو صافٌ وصافٍ وأصْوَفُ وصائِفٌ،
وصَوِفَ كَفَرِحَ، فهو صَوِفٌ، ككَتِفٍ، وصُوفانِيٌّ، بالضم، وهي بهاءٍ: إذا كثُرَ صوفُهُ.
والصُّوفانَةُ، بالضم: بَقْلَةٌ زَغْبَاءُ قصيرَةٌ.
وصافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ يَصوفُ ويَصيفُ: عَدَلَ،
و~ عَنِّي وجْهُهُ: مالَ.
وأصاف الله عَنِّي شَرَّهُ: أمالَهُ.
وصافُ: اسمُ ابنِ الصَّيَّادِ، أو هو صافي، كَقاضي، أو اسْمُهُ: عبدُ الله.

الألْفُ (القاموس المحيط) [50]


الألْفُ من العَدَدِ: مُذَكَّرٌ، ولو أُنِّثَ باعْتبارِ الدَّراهِمِ لَجَازَ،
ج: أُلُوفٌ وآلافٌ.
وأَلَفَهُ يألِفُهُ: أعْطاهُ ألْفاً.
والإِلْفُ، بالكسر: الألِيفُ،
ج: آلافٌ، وجَمْعُ الألِيف: ألائِفُ.
والألُوفُ: الكَثير الألْفَةِ،
ج: ككُتُبٍ.
والإِلْفُ والإِلْفَةُ، بكسرِهِما: المَرْأةُ تَأْلَفُها وتَألَفُكَ، وقد ألِفَهُ، كَعَلِمَهُ، أَلْفاً، بالكسرِ والفتحِ وهو آلِفٌ،
ج: أُلاَّفٌ، وهي آلِفَةٌ،
ج: ألفاتٌ وأوالِفُ.
وكَمَقْعَدٍ: مَوْضِعُهما، والشَّجَرُ المُورِقُ يَدْنُو إليه الصَّيْدُ لإِلْفِهِ إيَّاهُ.
والألْفَةُ، بالضمِّ: اسْمٌ من الائْتِلافِ.
والألِفُ، ككَتِفٍ: الرَّجُلُ العَزَبُ، وأوَّلُ الحُرُوفِ، والأليفُ، وعِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ العَضُد إلى الذِراعِ، وهُما الألِفانِ، والواحِدُ من كُلِّ شيء.
وآلفَهُم: كَمَّلَهُم ألْفاً،
(و~ . . . أكمل المادة الإِبِلُ: جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ وماءٍ،
و~ المَكانَ: ألِفَهُ،
و~ الدَّراهِمَ: جَعَلَها ألْفاً)، فآلَفَتْ هي،
و~ فُلاناً مَكانَ كذا: جَعَلَهُ يألَفُهُ.
والإِيلافُ في التَّنْزيلِ: العَهْدُ، وشِبْهُ الإِجازَةِ بالخفارَةِ، وأوَّلُ مَنْ أخَذَها هاشِمٌ مِن مَلِكِ الشامِ، وتَأويلُهُ: أنَّهُم كانوا سُكَّانَ الحَرَمِ، آمِنينَ في امْتيازِهِم وتَنَقُّلاتِهِم شِتاءً وصَيْفاً، والناسُ يُتَخَطَّفُونَ من حَوْلِهِم، فإذا عَرَضَ لَهُم عارِضٌ، قالوا: نَحْنُ أهْلُ حَرَمِ الله، فَلا يَتَعَرَّضُ لَهُمْ أحَدٌ، أو اللامُ للتَّعَجُّبِ، أي: اعْجَبُوا لإِيلافِ قُرَيْشٍ، وكان هاشِمٌ يُؤَلِّفُ إلى الشامِ، وعَبْدُ شَمْسٍ إلى الحَبَشَةِ، والمُطَّلِبُ إلى اليَمَنِ، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ، وكان تُجَّارُ قُريْشٍ يَخْتَلفُونَ إلى هذه الأمصارِ بِحِبالِ هذه الإِخْوَةِ، فَلا يُتَعَرَّضُ لَهُم، وكانَ كُلُّ أخٍ منهم أخَذَ حَبْلاً منْ مَلِكِ ناحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ.
وألَّفَ بَيْنَهُما تَأليفاً: أوْقَعَ الألْفَةَ،
و~ ألِفاً: خَطَّها،
و~ الألْفَ: كَمَّلَهُ.
والمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُم مِنْ سادَةِ العَرَبِ: أُمِرَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بِتَألُّفِهِم، وإعْطائِهِم لِيُرغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُم في الإِسْلامِ، وهُمُ: الأقْرَعُ بنُ حابسٍ، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعم، والجَدُّ بنُ قَيْسٍ، والحَارثُ بنُ هِشامٍ، وحَكيمُ بنُ حِزامٍ، وحَكيمُ بنُ طُلَيْقٍ، وحُوَيْطِبُ ابنُ عَبْدِ العُزَّى، وخالِدُ بنُ أسِيدٍ، وخالدُ بنُ قَيْسٍ، وزَيْدُ الخَيْلِ، وسَعيدُ بنُ يَرْبُوعٍ، وسُهَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ، وسُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو الجُمَحِيُّ، وصَخْرُ ابنُ أمَيَّةَ، وصَفْوانُ بنُ أمَيَّةَ الجُمَحِيُّ، والعَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ يَرْبُوعٍ، والعَلاءُ بنُ جاريةَ، وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاثَةَ، وأبو السَّنابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكٍ، وعَمْرُو ابنُ مِرْداسٍ، وعُمَيْرُ بنُ وَهْبٍ، وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنٍ، وقيس بن عدِن، وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَةَ، ومالكُ بنُ عَوْفٍ، ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلٍ، ومُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ، والمُغِيرَةُ بنُ الحَارِثِ، والنُّضَيْرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ، وهِشامُ بنُ عَمْرٍو، رضي الله عنهم.
وتألَّفَ فلاناً: دَارَاهُ، وقارَبَهُ، ووصَلَهُ حتى يَسْتَميلَهُ إليه،
و~ القومُ: اجْتَمَعُوا،
كائْتَلَفُوا.

انف (العباب الزاخر) [50]


النف: معروف، والجمع آنف وأنوف وأناف، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تقم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار العين ذلف الآنف -ويروى: الأنوف-، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: أن أبا بكر رضي الله عنه، أوصى أن يكفن في ثوبين كانا عليه وأن يجعل معهما ثوب آخر؛ فأرادت عائشة رضي الله عنها- أن تبتاع له أثواباً جدداً؛ فقال عمر -رضي الله عنه-: لا يكفن غلا فيما أوصى به؛ فقالت عائشة -رضي الله عنها-: يا عمر؛ والله ما وضعت الخطم على آنفنا؛ فبكى عمر -رضي الله عنه- وقال: كفني أباك فيما شئت. كنت عن الولاية والملك بوضع الخطم، . . . أكمل المادة لأن البعير إذا ملك وضع عليه الخطام، والمعنى: ما ملكت علينا أمورنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها. وفي الحديث: لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى. أي ابتداء وأول.
وكأن التاء زيدت على أنف؛ كقولهم في الذنب: ذنبه، وقد جاء في أمثالهم: إذا أخذت بذنبة الضب أغضبته. ويقال: هو الفحل لا يقرع أنفه ولا يقدع، أي هو خاطب لا يرد، وقد مر الشاهد عليه من الحديث في تركيب ق د ع. ويقال: جعل أنفه في قفاه، أي أعرض عن الشيء، وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أن فلاناً دخل عليه فنال من عمر -رضي الله عنه- وقال: لو استخلفت فلاناً، فقال أبو بكر: رضي الله عنه: لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ولما أخذت من أهلك حقاً. جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشيء ولي الرأس عنه، لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه، فكأنه جعل أنفه في قفاه.
ومنه قولهم للمنهزم: عيناه في قفاه؛ لنظره إلى ما وراءه دائباً فرقاً من الطلب.
والمراد: لأفرطت في الإعراض عن الحق؛ أو: لجعلت ديدنك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصاً لهم ببرك ومؤثراً إياهم على غيرهم. وأنف اللحية: طرفها: قال معقل بن خويلد الهذلي:
تُخَاصِمُ قَوْماً لا تُلَقّى جَوَابَـهُـمْ      وقد أخَذَتْ من أنفِ لِحْيَتكَ اليَدُ

ويروى: "من جَنْبِ لِحْيِتَكَ" ورجل حمي الأنف: إذا كان أنفاً يأنف أن يضام، قال عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- في مرضه وعادته عائشة -رضي الله عنها- وقالت له: كيف تجدك:
كُلُّ امرئٍ مُجَاهِدٌ بِطَـوْقِـهِ      كالثَّوْرِ يَحْمي أنْفَهُ بِروْقِـهِ


وأنف كل شيء: أوله، ويقال: هذا أنف الشد: أي أول العدو. وأنف البرد: أشده، وقيل: أوله.
وأنف المطر: أول ما أنبت، قال امرؤ القيس:
قد غَدا يَحْمِلُني فـي انْـفِـهِ      لاحِقُ الاطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمَرْ

وهذا أنف عمل فلان: أي أول ما أخذ فيه. وأنف خف البعير: طرف منسمه. وقال أبن السكيت: أنف الجبل: نادر يشخص منه، قال:
خُذا أنْفَ هَرْشى أوقَفاها فإنَّـهُ      كِلا جانَبِيْ هَرْشى لَهُنَّ طَريقُ

وقال أبن فارس: أنف الأرض: ما أستقبل الشمس من الجلد والضواحي. وقال غيره: ما أطعمني إلا أنف الرَّغيف: أي كسرة منه. وأنف الناب: طرفه حين يطلع. والعرب تقول لسمي الأنف: الأنفان، قال مزاحم العقيلي:
يَسُوْفُ بأنْفَيْهِ النِّقَـاعَ كـأنَّـه      عن الرَّوْضِ من النَّشَاطِ كَعِيْمُ

ويقال: أفلان يتبع أنفه: إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها. وذو الأنف: هو النعمان بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله من شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل -وهو خثعم- بن أنمار بن إراش بن عمر وبن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر، الخثعمي، قاد خيل خثعم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الطائف وكانوا مع ثقيف، وهو بيت خثعم. وقال أبن العرابي: النف: السيد. وانف: ثنية، قال أبو خراش الهذلي وقد نهشه حية:
لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْـنِ أنْـفٍ      على الأصْحاب ساقاً ذاة فقد

ويروى: "بَطْنِ وادٍ".
وقال أيضاً:
لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْـنِ أنـفٍ      على الإخوان ساقاً ذاةَ فَضْلِ

وأنف الناقة: لقب جعفر بن قريع بن عوف بن كعب، وكانوا يغضبون إذا قيل لهم: بنو أنف الناقة.
وإنما لقب بذلك بذلك لأن قريعاً نحو جزوراً فقسمها بين نسائه، فبعثت جعفراً هذا أمة -وهي الشموس- من بني وائلٍ ثم من سعد هذيم فأتى أباه وقد قسم الجزور فلم يبق إلا رأسها وعنقها؛ فقال: شأنك بهذا؛ فأدخل يده في أنفها وجعل يجرها، فلقب أنف الناقة، فكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة بقوله:
قَوْمٌ هُمُ الأنْفُ والأذْنابُ غيرُهُمُ      ومَنْ يُسَوِّي بأنَفِ النّاقةِ الذَّنَبا

صار الَّلقب مدحاً لهم.
والنسبة إليهم أنفي. وقال أبن عباد: أضاع مطلب أنفه؛ قيل: فرج أمِّه. وأنفته أنفاً: ضربت انفه؛ آنفه وآنفه. ورجل أنافي -بالضم-: عظيم الأنف. وامرأة أنوف: تأنف مما لا خير فيه، والطيبة ريح النف أيضاً. وأنفه الماء: بلغ أنفه، وذلك إذا نزل في النهر. وروضة أنف -بضمتين-: -إذا لم يرعها أحد- وفي حديث أبي مسلم الخولاني أنه أتي معاوية -رضي الله عنه-: فقال: السلام عليك أيها الأجير؛ إنه ليس من أجير استرعي رعية إلا ومستأجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها وجبر كسراها وهنا جرباها ورد أولاها على أخراه ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء؛ وفاه أجره. وكذلك كاس انف، قال لقيط بن زرارة:
وصِفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْلَ الكَتِـفْ      للطّاعِنينَ الخَيلَ والخَيْلُ قُطُفْ


وأمر أنفف: مستأنف لم يسبق به قدر، ومنه حديث يحيى بن يعمر أنه قال لعبد الله لن عمر -رضي الله عنهما-: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وإنهم يزعمون أن لا قدر وإن الأمر أنف، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وانهم براءة مني. وقال أبن الأعرابي في قوله تعالى: (ماذا قال آنَفاً) أي مذ ساعة، وقال الزجاج: نزلت الآية في المنافقين كانوا يستمعون خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا خرجوا سألوا أصحابه -رضي الله عنهم- استهزاء وأعلاماً انهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا: ما ذا قال آنفا؛ أي ماذا قال الساعة؛ أي في أول وقت يقرب منا. وأنفت الإبل أنفاً: إذا وطئت كلا أنفاً. وقال الطائي: أرض أنيقة النبت: إذا أسرعت النبات، وتلك أرض آنف بلاد الله. ويقال: آتيك من ذي أنف؛ كما تقول من ذي قبل: أي فيما يستقبل. وقال أبن عباد: الأنف: المشية الحسنة.  وقال الكسائي: آنفه الصبا -بالمد- ميعته وأوليته، قال كثير:
عَذَرْتُكَ في سَلْمَى بآنِفَةِ الصِّبَا      ومَيْعَتِهِ إذْ تَزْدهِيْكَ ظلالها

وقال أبن عباد: جبل أنيف: ينبت قبل سائر البلاد. ورجل مئناف: أي سائر في أول النهار. وقال الأصمعي: رجل مئناف: يرعى ماله أنف الكلأ. وانف من الشيء -بالكسر- يأنف أنفاً وأنفة: أي استنكف، ويقال: ما رأيت آنف من فلان. وأنف البعير -أيضاً-: إذا اشتكى أنفه من البرة؛ فهو أنف -بالقصر-؛ عن أبن السكيت، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ. وقال أبو عبيده: كان الصل في هذا أن يقال مأنوف؛ لأنه مفعول به؛ كما قالوا مصدور للذي يشتكي صدره ومبطون للذي يشتكي بطنه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذاً عنهم. ويقال -أيضاً-: جمل آنف -بالمد-، والأول أصح وأفصح. وأنيف -مصغراً- من الصحابة -رضي الله عنهم-: ثلاثة: أنيف بن جشم؛ وأنيف بن ملة اليمامي؛ وأنيف بن واثلة -رضي الله عنهم-. وقريط بن أنيف: شاعر. وأنيف فرع: موضع، قال عبد الله بن سلمة -ويقال: أبن سليمة- العبدي يذكر جنوب بنت أبي وفاء:
ولم أرَ مِثْلَها بأنَيْفِ فَـرْعٍ      عَلَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيْبُ

أي بدنه. وقال أبن عباد: أنفت المرأة -بالكسر- تأنف: إذا حملت فلم تشته شيئاً. وأنفت الرجل: حملته على الأنفة. وأنفت الإبل: إذا تتبعت بها أنف المرعى. وقيل في قول ذي الرمة يصف إبلاً:
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمَاً وبُسْرَةً      وصَمْعاءَ حتّى آنَفَتْها نِصالُـهَـا

أي أصاب شوك البهمي أنوف الإبل فأوجعها حين دخل أنوفها، وقيل: جعلتها تشتكي أنوفها، وقيل: تكرهها. ويقال: أنفته: أي جعلته يشتكي أنفه. وقال أبن عباد: انفه الماء: بلغ انفه؛ مثل أنفه -بالقصر-. قال: والمؤنف: الذي لم يرعه أحدٌ؛ مثل النف. وانف أمره: إذا أعجله. وأنفت مالي تأنيفاً: إذا رعيتها الكلأ النف، وقال أبن عباد: التأنيف: طلب الكلأ؛ وغنم مؤنفة، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
لَسْتُ بذي ثَلَّةٍ مُؤنَّفَةٍ      آقِطُ ألْبانَها وأسْلَؤها

ونصل مؤنف: أي محدد؛ قد أنف تأنيفاً، وأنشد أبن فارس.
بكُلِّ هَتُوْفٍ عَجْسُهـا رَضَـوِيَّةٍ      وسَهْمٍ كَسَيْفِ الحمْيريِّ المُؤنَّفِ

وهو في العرقوب: تحديد غيره على الأنفة؛ كالمؤنف. والاستئناف والائتناف: الابتداء، يقال: استأنف العمل وائتنفه. والمؤتنف: الذي لم يؤكل منه شيء.
وجارية مؤتنفة الشباب: مقتبلته. وقال أبن عباد: المتأنف من الأماكن: لم يؤكل قبله. ويقال للمرأة إذا حملت فاشتد وحمها وتشهت على أهلها الشيء بعد الشيء: إنها لتتأنف الشهوات. والتركيب يدل على أخذ الشيء من أولى وعلى أنف كل ذي أنف.

الف (العباب الزاخر) [50]


الألف: عدد، وهو مذكر؛ يقال: هذا ألف، بدليل قولهم: ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا ثلاث الآف، ويقال: هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال قرعاء، وقال أبن السكيت: لو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف نجاز.
والجمع: ألوف وآلاف، قال الله تعالى: (وهم ألوف). وألفة يألفه ألفا -مثال كسره يكسره كسراً- أي أعطاه إلفاً، قال:
وكَرِيْمَةٍ من آلِ قَيْسَ ألَفْتُـهُ      حّتى تَبَذَّخَ فارْتَقَى الأعْلامِ

أي: ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه: فارتقى إلى الأعلام؛ فحذف "إلى " وهو يريده. والإلف -بالكسر-: الأليف، تقول: حَنَّ فلان إلى فلانٍ حنين الإلف إلى الإلف، وجمع الأليف: ألائف -مثال تبيع وتبائع . . . أكمل المادة وأفيل وأفائل-، قال ذو الرمَّة:
فأصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من ألائفِهِ      يَرْتادُ أحْلِيَةً أعْجَازُها شَذَبُ

وفلان قد ألف هذا الموضع -بالكسر- يألفه إلفاً -بالكسر-، ومنه قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لإِلْفِ قُرَيْشٍ إلْفِهِمْ) بغير ياء ولا ألف.
ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: المؤمن آلف مألوف.
وجمع الآلف: آلاف -مثال عامل وعمال-، قال العجاج يصفُ الدَّهر:
يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عن الأُلاّفِ     

وقال رُؤْبة يرد على أبيه:
تاللهِ لو كُنْتُ مَعَ الأُلاّفش     

وقال ذو الرمَّة:
أكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاّفِ لُزَّتْ كـراعُـهُ      إلى أخْتشها الأخرى ووَلى صَواحِبُهْ


وجمع الآلفة: آلفات وأوالف، قال العجاج:
ورَبِّ هذا البَلَدِ الـمُـحَـرَّمِ      والقاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ

أوَ الِفاً مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمِ والمَأْلف: الموضع الذي يألفه الإنسان أو الإبل.
وقال أبو زيد: المألف: الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه. والألفة -بالضمَّ-: الاسم من الائتلاف. والألف -مثال كتف-: الإلف أيضاً. والألف -فيما يقال-: الرَّجل العزب. وآلفت القوم: أي كملتهم ألفاً؛ وآلفوا هم أيضا، وكذلك آلفت الدراهم؛ وآلفت هي. وآلفت الرجل مكان كذا: أي جعلته يألفه، وآلفت الموضع أيضاً: ألفته، قال ذو الرمة:
من المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أدْمَاءُ حُـرَّةٌ      شُعَاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُ

أي: من الإبِلِ التي ألِفَتِ الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً. وقوله تعالى: (لإيْلافِ قُرَيْشٍ) الإيلاف: شبه الإجازة بالخفارة.
والتَّأويل: أنَّ قريشاً كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الصيف والشتاء آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم.
وقيل: اللام في "لإيلافِ" لام التعجب؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش، وقال بعضهم: معناها متصل بما بعد؛ المعنى؛ فليعد هو هؤلاء ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف لامتيار، وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها؛ المعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتهما، وقال أبن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين: أحدهما أن بين السورتين "بسم الله الرحمن الرحيم" وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، والآخر: أنَّ الإيلاف إنَّما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها، وقوله تعالى: (فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الذي أطعمهم من جُوْعٍ وآمَنَهُم من خَوْفٍ) أي الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف؛ الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا.
وقال أبن الأعرابي: كان هاشم يؤلف إلى الشام؛ وعبد شمس إلى الحبشة؛ والمطلب إلى اليمين؛ ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الأخوة يسمون المجيزين، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه المصار بحبال هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم، فأما هاشم فانه أخذ حبلاً من ملك الروم، وإما عبد شمس فإنه أخذ حبلاً من النجاشي، وأما المطلب فانه أخذ حبلاً من أقبال حمير، وأما نوفل فأنه أخذ حبلاً من كسرى. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر:  
تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِيْناً ويُؤْلِفُ ال      جِوَارَ ويُغْشِيْها الأمَانَ رِبابُها

وآلَفَتِ الإبل: إذا جمعت بين شجر وماءٍ. والفت بين الشيئين تأليفاً، قال الله تعالى: (لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفْتَ بين قُلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم). ويقال: ألف مؤلفة: أي مكملة. وألفت ألفاً: كتبتها، كما يقال: جيمت جيماً. وقوله تعالى: (وِالمُؤلَّفَةِ قُلوبُهم) هم قوم من سادات العرب أمر الله عز وجل نبيه -صلى الله عليه وسلم- بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام وهم: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وجبير بن مطعم بن عدي، والجد بن قيس، والحرث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام الأسدي، وحكيم بن طليق بن سفيان، وحويطب بن عبد العزى العامري، وخالد بن أسيد بن أبي العيص، وخالد بن قيس، وزيد الخيل الطائي، وسعيد بن يربوع بن عنكثة، وسهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحي، وصخر بن حرب بن أمية، وصفوان بن أمية الجمحي والعباس بن مرداس السلمي، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن جارية الثقفي، وعلقمة بن علاثة العامري، وأبو السنابل عمرو بن بعكك، وعمرو بن مرداس السلمي، وعمير بن وهب الجمحي، وعيينة بن حصن الفزاري، وقيس بن عدي السهمي، وقيس بن مخرمة بن المطلب، ومالك بن عوف النصري، ومخرمة بن نوفل الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، والنضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي رضي الله عنهم أجمعين وتألف القوم وائتلفوا: أي اجتمعوا. وتألفت الرجل: إذا قاربته ووصلته حتى تستميله إليك. وآلفت الموضع مؤالفة: بمعنى الإيلاف. والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى والأشياء.

الصفوة (المعجم الوسيط) [0]


 من كل شَيْء صَفوه (يَسْتَوِي فِيهِ الْمُفْرد والمذكر وَغَيرهمَا) 

الصفوان (المعجم الوسيط) [0]


 الصخر الأملس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَمثل صَفْوَان عَلَيْهِ تُرَاب} 

تناعته (المعجم الوسيط) [0]


 النَّاس وصفوه 

رحق (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرَحيقُ: صَفوةُ الخمر.

الْجَهْمِية (المعجم الوسيط) [0]


 طَائِفَة من الْخَوَارِج من المرجئة نسبوا إِلَى جهم بن صَفْوَان 

استصفاه (المعجم الوسيط) [0]


 اصطفاه وعده صفيا وَالشَّيْء أَخذ صَفوه وَمَال فلَان أَخذه كُله 

اللَّبِيرَةُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّبِيرَةُ، ويقالُ: الأَلْبيرَةُ: د بالأَنْدَلُسِ، منها مُحَمَّدُ بنُ صَفْوانَ اللَّبِيرِيُّ المحدِّثُ، ويُقالُ: البِيرِيُّ.

صُنابِحٌ (القاموس المحيط) [0]


صُنابِحٌ: أبو بَطْنٍ، منهم: صَفْوانُ بنُ عَسَّالٍ الصَّحابِيُّ، وصُنابحُ بنُ الأَعْسَرِ: صَحابِيُّ آخَرُ.

الصفو (المعجم الوسيط) [0]


 الصفاء وَمن الشَّيْء خِيَاره وخالصه 

الصفي (المعجم الوسيط) [0]


 من كل شَيْء صَفوه وَالصديق الْمُخْتَار يُقَال هُوَ صفي (ج) أصفياء وَمَا يصطفيه الرئيس من الْغَنِيمَة قبل قسمتهَا (ج) صفايا 

ثفل (المعجم الوسيط) [0]


 المَاء وَنَحْوه ثفلا رسب ثفله وَعلا صَفوه والرحى بسط تحتهَا الثفال وَالشَّيْء نثره مرّة وَاحِدَة 

الزَّكَاة (المعجم الوسيط) [0]


 الْبركَة والنماء وَالطَّهَارَة وَالصَّلَاح وصفوة الشَّيْء و (فِي الشَّرْع) حِصَّة من المَال وَنَحْوه يُوجب الشَّرْع بذلها للْفُقَرَاء وَنَحْوهم بِشُرُوط خَاصَّة 

النَّتِيتُ (القاموس المحيط) [0]


النَّتِيتُ: الكَتيتُ، والنَّفيتُ.
ونَتَّ مَنْخِرَه غَضَباً: نَفَخَ.
ونَتْنَتَ: تَقَذَّرَ بعدَ نَظافةٍ.
ونَتَّتَ الخَبَرَ: فَسَّره.
والنُّتَّةُ، بالضم: النُّقْرَةُ الصغيرةُ في الصَّفْوانِ.

صنبح (لسان العرب) [0]


صُنابِح: اسم، وهو أَبو بطن من العرب، منه صَفْوانُ بن عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صحب النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ.

ص - ف - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [0]


والصَّفاء، ممدود، من قولهم: صافٍ بيِّن الصَّفاء. والصَّفاء من المودّة، ممدود. والصَّفا من الحجارة مقصور، وأصله من الواو، يثنّى صفَوَان. والصَّفْواء: صخرهَ، وهي الصَّفْوانة أيضاً.

كدر (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والدال والراء أصلٌ يدلُّ على خلاف الصَّفو، والآخَر يدلُّ على حركة.فالأول الكَدَر: خلاف الصَّفْو، يقال كَدِر الماءُ وكَدُر.
ويقولون: "خُذْ ما صَفَا ودع ما كَدَُر".
ويُستعار هذا فيقال: كَدِر عيشه.
والكُدْرِيُّ: القَطا؛ لأنَّه نُسِب إلى معظم القطا، وهي كُدْر.
وهذا من الأوّل، لأنَّ في ذلك اللَّون كُدرة.
ومنه الكُدَيْرَاء: لبنٌ حليب يُنقَع فيه تمرٌ.
وبناتُ أكدَرَ: حُمُر وحشٍ نسبَت إلى فحل، ولعلَّ ذلك اللَّون أكدر.وأمَّا الأصل الآخر فيقال: انكدَرَ، إذا أسْرَع، قال الله تعالى: وإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ [التكوير 2].

سنسق (لسان العرب) [0]


التهذيب في الرباعي: قال المبرد روي أن خالد ابن صفوان دخل على يزيد بن المهلب وهويتغدّى فقال: يا أبا صفوان، الغداءَ فقال أيها الأمير، لقد أكلت أكلة لستُ ناسِيَهَا، أتيتُ ضَيْعَتي إبّانَ العِمارةِ فَجُلْتُ فيها جولة، ثم مِلْت إلى غُرْفة هَفّافةٍ تخترقها الرياح فُرِشَت أرضُها بالرياحين: من بين ضَيْمَرَانٍ نافحٍ، وسَنْسَقٍ فائِحٍ، وأُتِيتُ بخُبزِ أرْزٍ كأنه قِطَع العقيق، وسمك بناني بِيض البطون سود المنون عراض السّرَر غلاظ القَصَر، ودُقَّة وخلٍّ ومُرِّيٍّ؛ قال المبرد: السَّْنسَقُ صغار الآس، والدُّقَّة المِلْح.

زَكَا (القاموس المحيط) [0]


زَكَا يَزْكُو زَكاءً وزَكْواً: (نَمَا،
كأَزْكَى،
وزَكَّاهُ الله تعالى،
وأزْكاهُ،
و~ الرَّجلُ: صَلُحَ، وتَنَعَّمَ،
فهو زكِيٌّ من أزْكياءَ.
والزَّكاةُ: صَفْوَةُ الشيءِ، وما أخْرَجْتَه من مالِكَ لتُطَهِّرَهُ به.
والزَّكَا، مَقْصوراً: الشَّفْعُ من العددِ.

تلج (لسان العرب) [0]


التَّوْلَجُ: كِناسُ الظَّبْي، فَوْعَلٌ عند كراع، وتاؤه أَصل عنده؛ قال الشاعر: مُتَّخِذاً في صَفَواتِ تَوْلَجا وفي ترجمة ترب: التَّوْلَج الكناس الذي يلج فيه الظبي وغيره من الوحش. الأَزهري: التُّلَجُ فَرْخُ العُقابِ، أَصله وُلَج.

يرمق (لسان العرب) [0]


في حديث خالد بن صفوان: الدرهم يطعم الدَّرْمَقَ ويكسو اليَرْمَق؛ هكذا جاء في رواية وفسر اليَرْمَق أَنه القَباء بالفارسية، والمعروف في القباء أَنه اليَلْمق باللام، وأَنه معرب، فأَما اليَرْمق فهو الدرهم بالتركية، وروي بالنون، وقد تقدم.

ثغب (مقاييس اللغة) [0]



الثاء والغين والباء أصلٌ واحد، وهو غَديرٌ في غِلَظ من أرض. يقال له ثَغْبٌ وَثَغَبٌ، وجمعه ثِغابٌ وأثغابٌ، ويقال ثُِغبان.
وقال عَبيد:
ولقد تحلُّ بها كأنَّ مُجاجَها      ثَغْبٌ يُصَفَّق صَفْوُه بمُدامِ

الصلد (المعجم الوسيط) [0]


 الصلب الأملس الشَّديد والصخرة العريضة الملساء وَالْأَرْض لَا تنْبت شَيْئا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَمثل صَفْوَان عَلَيْهِ تُرَاب فَأَصَابَهُ وابل فَتَركه صَلدًا} وَيُقَال رَأس أَو جلد صلد لَا ينْبت شعرًا والزند لَا يوري (ج) أصلاد وَهِي صلدة (ج) صلاد 

درمق (لسان العرب) [0]


الدَّرْمَقُ: لغة في الدَّرْمك وهو الدقيق المُحَوَّرُ.
وذكر عن خالد بن صفوان أَنه وصف الدرهم فقال: يُطعِم الدَّرْمق ويَكْسُو النَّرْمقَ، فأَبدل الكاف قافاً؛ أراد بالنَّرمق (* قوله «أراد بالنرمق إلخ» عبارة النهاية: وهو فارسي معرب أصله النرم.) بالفارسية نَرْم.

رنق (مقاييس اللغة) [0]



الراء والنون والقاف أَصلٌ واحدٌ يدلُّ على اضطرابِ شيءٍ متغيّر له صفْوُهُ* إن كان صافياً. من ذلك الرَِّنَْقُ، وهو الماء الكدِر؛ يقال رَنِقَ الماء يَرْنَقُ رَنَقاً.
ورَنَّق النومُ في عينه، إذا خالطها.
والتَُّرْنُوق: الطِّين الباقي في مَسِيل الماء.
والذي قلناه من الاضطراب فأصله قولهم رَنَّق الطائر: خفَق بجناحه ولم يطِرْ.

ب س ر (المصباح المنير) [0]


 البُسْرُ: من ثمر النخل معروف وبه سمي الرجل الواحدة "بُسْرَةٌ" وبها سميت المرأة ومنه "بُسْرَةُ بِنتُ صَفْوَانَ" صحابية قال ابن فارس البسر من كلّ شيء الغضّ ونبات "بُسْرٌ" أي طريًّ و "البَاسُورُ" قيل ورم تدفعه الطبيعة إلى كل موضع من البدن يقبل الرطوبة من المقعدة والأنثيين والأشفار وغير ذلك فإن كان في المقعدة لم يكن حدوثه دون انفتاح أفواه العروق وقد تبدل السين صادا فيقال "بَاصُورٌ" وقيل غير عربي. 

رحق (لسان العرب) [0]


الرَّحِيقُ: من أَسماء الخمر معروف؛ قال ابن سيده: وهو من أَعْتَقِها وأَفضَلها، وقيل: الرَّحِيقُ صَفُوة الخمر.
وقال الزجاج في قوله تعالى: من رَحِيق مختوم، قال: الرَّحِيق الشراب الذي لا غِشّ فيه، وقيل: الرَّحِيقُ السَّهل من الخمر.
والرَّحِيقُ والرُّحاقُ: الصافي ولا فعل له. قال أَبو عبيد: من أَسماء الخمر الرحيقُ والرّاحُ.
وفي الحديث: أَيُّما مؤمِنٍ سقَى مؤمناً على ظَمَإٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المَخْتوم؛ الرحيقُ: من أَسماء الخمر يريد خمر الجنة، والمختومُ: المَصُونُ الذي لم يُبتذَل لأَجل خِتامه.

م - ه - م - ه (جمهرة اللغة) [0]


المَهْمَه: القفر من الأرض، والجمع مهامِه. ومن معكوسه: الهَمْهَمَة: الكلام الذي لا يُفهم. وهَمْهَمَ الرعدُ، إذا سمعت له دَوِيًّا. وهمْهَمَ الأسدُ كذلك. وهَماهِم الصدر: خواطره، والهَمْهَمَة والهَتْمَلَة والدَّنْدَنَة قريب بعضه من بعض في هذا المعنى. قال رجل يوم الفتح يخاطب امرأته: إنَّكِ لو شهدتِنا بالخنْدمَهْ ... إذ فر صفوانُ وفرَّ عِكرمَه وأبو يزيدِ قائم كالمُؤْتِمهْ ... واستقبلتْهم بالسيوف المسْلِمَهْ يَقطعنَ كل ساعدِ وجمْجُمَهْ ... ضرباً فلا تسمعُ إلّا غَمْغَمَهْ لهم نَهيت خلفنا وهمهمَهْ ... لم تَنطقي في اللَّوم أدنى كلمَهْ واشتقاق أبي هَمْهَمَة عامر بن عبد العُزّي من هذا. قال أبو بكر: صفوان بن أمية بن خَلَف الجمَحي وعِكْرِمة بن أبي جهل المخزومي . . . أكمل المادة وأبو يزيد سهيل بن عمرو المخزومي. وخندمَة: جبل بمكة. والرجز لراهش أحد بني صاهلة من هُذيل كان أتى للغنيمة. وفي لغة بعض العرب - وهم قوم من قيس، هكذا يقول أبو زيد - إذا سئل أحدهم: هل بقي عندك من طعامك شيء فيقول: هَمْهامْ، معناه لم يبق شيء. وزعم قوم من أهل اللغة أن الهَمْهامة والهُمهُومة القطعة من الأرض، وليست بثبْت. وأخبرنا أبو حاتم عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت أعرابية تقول لابنتها: هَمِّمي أصابعكِ في رأسي، أي حَرَكي أصابعك فيه.

رغف (العباب الزاخر) [0]


ابن دريد: الرغف: جمعك العجين أو الطين تكتله بيدك، يقال: رغفته أرغفة رغفاً: إذا جمعته، ومنه اشتقاق الرغيف، وجمع الرغيف: أرغفة ورغف ورغف ورغفان وتراغيف -وهذه عن أبن عباد- قال لقيط بن زراة:
وصِفوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْل الكَتِـفْ      للطّاعِنيْنَ الخَيْلَ والخَيْلُ قُطُفْ


ورغفت البعير أرغفه رغفاً: إذا لقمته البزر والدقيق وما أشبه ذلك. وأرغف فلان والغف: إذا حدد نظره.
وكذلك أرغف السد وإلغف: إذا نظر نظراً شديداً. وفي النوادر: أرغفت في السير وإلغفت.

التُّوَلَةُ (القاموس المحيط) [0]


التُّوَلَةُ، كهُمَزَةٍ: السِّحْرُ أو شِبْهُهُ، وخَرَزةٌ تُحَبَّبُ مَعَها المرأةُ إلى زَوْجِها،
كالتِّوَلَةِ، كعِنَبَةٍ فيهما، والداهِيَةُ المُنْكَرَةُ،
كالتَّوْلَةِ، بالفتح وبالضم،
ج: تولاتٌ.
وتالَ يَتولَ: عالَجَ السِّحْرَ.
والتالُ: صِغارُ النَّخْل وفُسْلانُها، واحِدَتُها: تالَةٌ.
ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ تَوْلَةَ: مُحَدِّثٌ.
وتَويلَةُ، كسَفينَةٍ: جَماعَةٌ.
وعَبْدُ الله بنُ تَوْلَى، كَسَكْرَى: تابعيٌّ.
وتَويلٌ، كأَميرٍ: جَدُّ حَنْظَلَةَ بنِ صَفْوانَ، مِنْ أُمَراءِ مِصْرَ.
وكزُبَيْرٍ: قَيْسُ بنُ تُوَيْلٍ.
والتاويلَةُ: نَبْتٌ.
وجاءَ بِدولاهُ وتُولاهُ،
ودولاتِه وتولاتِه، أي: بالدَّواهي.
فَصْلُ الثَّاء

عنتل (لسان العرب) [0]


العُنْتُل: الصُّلْب الشديد.
ويقال لبُظارة المرأَة: العُنْبُل والعُنْتُل مثل نَبَع الماءُ ونَتَع؛ قال أَبو صفوان الأَسدي يهجو ابن مَيَّادة: أَلَهْفي عليْك، يا ابن مَيَّادةَ التي يكون ذِياراً، لا يُحَتُّ خِضَابُها إِذا زَبَنَتْ عنها الفَصِيلَ برِجْلِها، بدا من فُروج الشَّمْلَتَين عُنَابُها بدا عُنْتُلٌ لو تُوضَع الفَأْسُ فَوقه مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عنها غُرابُها وقد روي: بدا عُنْبُلٌ، بالباء أَيضاً؛ والذِّيار: البَعَر الذي يُضَمَّد به الإِحْلِيل لئلا يؤثِّر فيه الضِّراب، والعَنْتَل: فَرْجُ المرأَة، بالفتح، وقال أَبو عمرو: هو العُنْتُل، بضم العين والتاء.

ب - ث - غ (جمهرة اللغة) [0]


الثَّغْب والثَّغَب، وفتح الغين أكثر: الغدير في غِلَظ من الأرض. وقال قوم: بل كل غدير يستنقِع فيه الماء ثَغَب، والجمع ثِغاب وأثغاب. قال عنترة، ويقال عبيد بن الأبرص: ولقد نَحِلُّ بها كأنَ مُجاجَها ... ثَغب يصفقُ صَفْوُه بمُدام وقال ذو الرُّمّة: فما ثَغَبْ باتت تُصَفِّقُه الصَّبا ... قَرارةَ نِهْي أتْأقَتْة الرَّوائحُ والبُغْثَة: كُدرة في وُرقة، وهو لون الأبْغَث من الطير وغيرها؛ عنز بَغْثاءُ، إذا كانت كذلك. وبُغاثُ الطيرِ: شِرارها وما لا يصيد منها. قال أبو عبيدة: يقال: بَغاثَة وبَغاث، مثل نعامة ونَعام، والجمع: بِغْثان. قال الشاعر: بُغاثُ الطير أكثرُها فِراخاً ... وأمُّ البازِ مِقْلات نَزُورُ

ذير (لسان العرب) [0]


الذِّيارُ، غيرُ مهموز: البَعَرُ، وقيل: البَعَرُ الرَّطْبُ يُضَمَّدُ به الإِحْلِيلُ وأَخْلافُ الناقة ذات اللبن إِذا أَرادوا صَرَّها لئلاَّ يُؤَثِّر فيه الصِّرارُ ولكيلا يَرْضَعَ الفصيلُ؛ حكاه اللحياني، وهو التَّذْيِيرُ؛ وأَنشد الكسائي: قد غاثَ رَبُّكَ هذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ بِعَامِ خِصْبٍ، فَعَاشَ الناسُ والنَّعَمُ وأَبْهَلُوا سَرْحَهمْ من غيرِ تَوْدِيَةٍ ولا ذِيارٍ، وماتَ الفَقْرُ والعَدَمُ وقد ذَيَّرَ الراعي أَخْلافَها إِذا لطخها بالذِّيار؛ قال أَبو صَفْوانَ الأَسَديُّ يَهْجُو ابنَ مَيَّادَةَ وميادة كانت أُمه: لَهْفِي عليكَ، يا ابنَ مَيَّادَةَ التي يكونُ ذِياراً لا يُحَتُّ خِضابُها إِذا زَبَنَتْ عنها الفَصيلَ بِرِجْلِها، بَدَا من فُرُوجِ الشَّمْلَتَينِ عُنابُها أَراد بِعُنابِها بَظْرَها. الليث: السِّرْقين الذي يخلط بالتراب . . . أكمل المادة يسمى قبل الخَلْطِ خُثَّةً، وإِذا خلط، فهو ذِيْرَةٌ، فإِذا طلي على أَطْباءِ الناقة لكيلا يَرْضَعَها الفصيلُ، فهو ذِيارٌ؛ وأَنشد: غَدَتْ، وَهْيَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ، فَرَاخَ الذِّيارُ عليها صَخِيما ويقال للرجل إِذا اسودت أَسنانه: قد ذُيِّرَ فُوهُ تَذْيِيراً.

كدر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الكَدَرُ: خلاف الصَفو.
وقد كَدِرَ الماءُ بالكسر يَكْدَرُ كَدَراً، فهو كَدِرٌ وكَدْرٌ أيضاً.
وأنشد ابن الأعرابي:
      لو كُنْتَ ماءً كنتَ غيرَ كَدْر

وكَدُرَ الماء بالضم يَكْدُرُ كُدورَةً مثله، وكذلك تَكدَّرَ، وكَدَّرَهُ غيره تَكْديراً.
ويقال: كَدَرَ عيشُ فلان، وتَكَدَّرَتْ معيشته.
والكَدَرُ أيضاً: مصدر الأكْدَرِ، وهو الذي في لونه كُدْرَةٌ.
ويقال لِحُمر الوحش: بناتُ أكْدَرَ، نُسبت إلى فحلٍ.
والكُدْرِيُّ: ضربٌ من القطا، وهو ثلاثة أضرُبٍ: كُدْرِيٌّ، وجونيٌّ، وغَطاطٌ. فالكُدْرِيُّ الغُبْرُ الألوانِ الرقشُ الظهورِ والبطونِ الصفرُ الحلوقِ، وهو ألطف من الجونيِّ، كأنَّه نسب إلى معظم القطا، وهي كُدْرٌ.
ونذكر الباقيَيْن في موضعهما.
والأكْدَرِيَّةُ: مسألة في الفرائض، وهي: زوجٌ وأمٌّ وجَدٌّ وأختٌ لأبٍ وأمٍّ.
والكُدَيْراءُ: لبن حليب يُنْقَعُ فيه تمرٌ.
وتَكادَرَتِ العينُ . . . أكمل المادة في الشيء، إذا أدامت النظر إليه.
والكُدُرُّ: الشابُّ الحادر الشديد.
وانْكَدَرَ، أي أسرع وانقضَّ.
وانْكَدَرَتِ النجومُ.

ثغب (لسان العرب) [0]


الثَّغْبُ والثَّغَبُ، والفتح أَكثرُ: ما بَقِيَ من الماءِ في بطنِ الوادي؛ وقيل: هو بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ في الأَرض؛ وقيل: هو أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ الـمَسايِلُ من عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عنها، ويُغادِرُ الماءَ فيها، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فليس شيءٌ أَصْفَى منه ولا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بذلك المكانِ.
وقيل: الثَّغَبُ الغَدِيرُ يكون في ظلِّ جَبَل لا تُصِيبُه الشمس، فيَبْرُد ماؤُه، والجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مثل حَمَل وحُمْلان. قال الأَخطل: وثالثةٍ من العَسَل الـمُصَفَّى، * مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح ومنهم من يرويه(1) (1 قوله «ومنهم من يرويه إلخ» هو ابن سيده في محكمه كما يأتي . . . أكمل المادة التصريح به بعد.) بثُغْبانٍ، بضم الثاءِ، وهو على لغة ثَغْبٍ، بالاسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ.
وقيل: كلُّ غَدِيرٍ ثَعْبٌ، والجمع أَثْغابٌ وثِغابٌ. الليث: الثَّغَبُ ماءٌ، صار في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ أَو جَهْلةٍ، قليلٌ.
وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنيا إِلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه. أَبو عبيد: الثَّغْبُ، بالفتح والسكون: الـمُطْمَئِنُّ من المواضع في أَعلى الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيه ماءُ المطر. قال عَبيدٌ: ولقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها * ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ وقيل: هو غَديرٌ في غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو على صَخْرة، ويكون قليلاً.
وفي حديث زياد: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ.
وقال ابن الأَعرابي: الثَّغَبُ ما استَطال في الأَرض مـما يَبْقَى مِن السَّيْل، إِذا انْحَسَر يَبْقَى منه في حَيْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ. قال: واضْطُرَّ شاعر إِلى إِسْكان ثانِيه، فقال: وفي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ ، * أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ شَبَّه السيفَ بذلك الماءِ في رِقَّتِه وصَفائه، وأَراد لأَني. ابن السكيت: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه الـمَسايِلُ مِن عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وهما جميعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ. قال الشاعر: وما ثَغَبٌ، باتَتْ تُصَفِّقُه الصَّبا، * قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ والثَّغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبانٌ.
وأَنشد ابن سيده بيت الأَخطل: بثُغْبان البطاح. ابن الأَعرابي، الثُغْبان: مَجاري الماء، وبين كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فإِذا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ، وأَنشد: مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ

ب - ش - و (جمهرة اللغة) [0]


البوْش: الجمع الكثير إذا كان من أخلاط الناس. ولا يقال لبني الأب إذا اجتمعوا بوْش. ويقال رجل عليه بوْش، أي عيال كثير. وتبوَّش القوم تبوشاً، وهو اختلاط بعضهم ببعض. ومن كلامهم: تركت القوم هوْشاً بَوْشاً، أي مختلطين. والشبْوَة: العقرب الصغيرة. قال الراجز: قد بَكَرَتْ شَبْوَة تَزْبَئرُّ تكسو أستَها لحماً وتَقْمَطِر وجارية شَبْوَة: جريئة كثيرة الحركة. والشَّوب: مصدر شُبْت الشيءَ أشوبه شَوْياً، إذا خلطته. قال ابن مُقبل: يا حُر إن سواد الرأس خالَطَه ... شيب القَذال اختلاطَ الصَفْوِ بالكَدرِ ويقولون: سقاه الذَّوْبَ بالشوْب فالذوْب: العسل، والشوْب: ما شُبْتَه به من ماء أو لبن. وفي التنزيل: " لَشَوْباً من حَميم " . والشَّوْب: القطعة من العجين، ويقال: هي . . . أكمل المادة الفَرزدقة، وهي الخبزة العظيمة. والوَبَش: واحد الأوباش، وهم الأخلاط من الناس السَّفِلَة. وبنو وابِش: بطن من العرب. ويقال: وَبَش إليَّ بكلام، إذا ألقاه إليَ. وقالوا: وَبشَ الشيءَ، إذا جمعه. والوَشبْ من قولهم: تمرة وَشْبَة، غليظة اللِّحاء لغة يمانية. وقال بعضهم: البَوْش طعام، وهو حِنطة وعدس وجُلُبان يجمع في جَرَّة ويجعل في التَّنّور.

ج - ش - ن (جمهرة اللغة) [0]


الشَّجَن: الحاجة، والجمع شُجون. قال الشاعر: والنَّفْسُ شَتَّى شُجونُها والأشْجانُ: جمع شَجَن أيضاً. والشِّجْنة: الشجر المُلْتَفّ أو عروق الشجر المتداخل. ويقال: بيني وبين فلان شِجنَة، أي رَحِم مشتبكة. وبه سمِّي الرجلُ شِجْنة. قالت دَخْتَنوس: كَرِبُ بن صَفْوانَ بن شِجْنَةَ لم يَدَعْ ... من دارم احَداً ولا من نَهْشَلِ والشواجن: أودية كثيرة الشَّجر غامضة، واحدها شاجِن. ومثل من أمثالهم: " الحديث ذو شجُونٍ " ، أي يدخل بعضُه في بعض ويَجُرُّ بعضُه بعضاً. والشَّنَج، في بعض اللغات: الشّيخ تتكلّم به هُذيل يقولون في كلامهم: " شَنَجٌ على غَنَج " ، أي شيخ على بعيرٍ ثقيل. والشَّنَج: تقبُّض الجلد وغيره، يقال: شَنِجَ الجلدُ يشنَج شَنَجاً، وتشنَّج . . . أكمل المادة تشنُّجاً. وفرس شَنِجُ النَّسا، وهو مدح لأنه إذا شَنِجَ نَساه لم تسترخ رِجلاه. والنَّجْش: استخراجك الشيءَ المستوِرَ نجشتُ الحديثَ أنجُشه نَجشاً، إذا أذعتَه. ونجشتُ الأرض: أخرجت ما فيها. ومنه قولهم: نجشت الصيدَ، إذا أظهرته. ورجل نجّاش ومِنْجَش: وقّاع في الناس كشّاف عن عُيوبهم. فأما النَّجاشِيّ فكلمة حبشية، يسمون ملوكَهم بها كما يسمُّون كِسرى وقيصر. والنَّشْج والنَّشيج: تردُّد البكاء في الصَّدر نَشَجَ ينشِج نَشْجاً ونَشيجاً.

أحن (لسان العرب) [0]


الإحْنةُ: الحقْدُ في الصدر، وأَحِنَ عليه أَحَناً وإحْنةً وأَحَنَ، الفتحُ عن كراع، وقد آحَنَهُ. التهذيب: وقد أَحَنْتُ إليه آحَنُ أَحْناً وآحَنْتُه مُؤَاحنةً من الإحْنةِ، وربما قالوا حِنة؛ قال الأَزهري: حِنَة ليس من كلام العرب، وأَنكر الأَصمعي والفراء حِنَةً. ابن الفرج: أَحِنَ عليه ووَحِنَ من الإحْنة.
ويقال: في صدره عليَّ إِحْنةٌ أَي حِقْدٌ، ولا تقل حِنَة، والجمع إِحَنٌ وإحْناتٌ.
وفي الحديث: وفي صدره عليَّ إحْنةٌ.
وفي حديث مازِنٍ: وفي قلُوبِكم البغضاء والإحَنُ.
وأَما حديث معاوية: لقد منَعتْني القدرةُ من ذوي الحِناتِ، فهي جمع حِنَةٍ وهي لغة قليلة في الإحْنة، وقد جاءت في بعض طُرُق حديث حارثة بن مُضَرِّب في الحُدود: ما بيني وبين . . . أكمل المادة العرب حِنَةٌ.
وفي الحديث: لا يجوز شهادةُ ذي الظِّنَّةِ والحِنَةِ؛ هو من العداوة؛ وفيه: إلاَّ رجل بينه وبين أَخيه حِنَةٌ، وقد أَحِنْتُ عليه، بالكسر؛ قال الأُقَيْبل القَينيّ: متى ما يَسُؤُ ظَنُّ امرِيءٍ بِصَدِيقِه، يُصَدِّقْ بلاغاتٍ يَجِئْهُ يَقِينُها إذا كان في صَدْرِ ابنِ عمِّكَ إِحْنةٌ، فلا تسْتَثِرْها سوفَ يَبْدُو دَفِينُها يقول: لا تطلبُ من عدوِّك كشْفَ ما في قلبه لك فإنه سيظهر لك ما يخفيه قلبُه على مرِّ الزمان؛ وقيل: قَبْل قوله إذا كان في صدر ابن عمك إحنة: إذا صَفْحةُ المعروفِ وَلَّتْكَ جانِباً، فخُذْ صَفْوَها لا يَخْتَلِطْ بك طِينُهاً والمُؤاحَنةُ: المُعاداة؛ قال ابن بري: ويقال آحَنْتُه مُؤاحَنةً.

ضغبس (لسان العرب) [0]


الضُّغْبُوسُ: الضعيف.
والضُّغْبُوسُ: وَلَدُ الثُّرْمُلَةِ.
والضُّغْبُوسُ. الرجل المَهِينُ.
والضُّغْبُوسُ والضَّغابِيسُ: القِثَّاء الصغار، وقيل: شبيه به يؤكل، وقيل: الضُّغْبُوسُ أَغْصانٌ شِبْهُ العُرْجُون تنبت بالغَوْرِ في أُصول الثُّمامِ والشَّوْكِ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَة تؤكل.
وفي الحديث: أَن صَفْوانَ بن أُمَيَّة أَهدى إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ضغابيسَ وجِدايَةً؛ هي صغار القثاء، واحدها ضُغْبُوسٌ: وقيل: هو نبت في أُصُول الثُّمامِ يشبه الهِلْيَوْنَ يُسْلَقُ بالخَلِّ والزيت ويؤكل.
وفي حديث آخر: لا بَأْسَ باجتِناء الضَّغابيس في الحَرَم، وبه يَشَبَّه الرجل الضعيف، يقال: رجل ضُغْبُوسٌ؛ قال جَرِير يهجو عمر بن لجَإٍ التَّيْمي: قد جَرَّبَتْ عَرَكِي في كلِّ مُعْتَركٍ غُلْبُ الرِّجالِ، فما بالُ الضَّغابِيسِ؟ تَدْعُوكَ تَيْمٌ، وتَيْمٌ في . . . أكمل المادة قُرى سَبَإِ، قد عَضَّ أَعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِيسِ والتَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي، وأَلأَمُهُمْ ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بنو السُّودِ المَدَانِيسِ تُدْعَى لِشَرِّ أَبٍ يا مِرفَقَيْ جُعَلٍ، في الصَّيْفِ تَدخُلُ بَيْتاً غير مَكْنُوسِ قال ابن بري: صواب إِنشاده غُلْبُ الأُسُود، قال: وكذلك هو في شعره.
والأَغْلَبُ الغليظ الرقبة.
والعَرَكُ: المُعَارَكَةُ في الحرب.
وقال أَبو حنيفة: الضُّغْبُوسُ نباتُ الهِلْيَوْنِ سواء، وهو ضعيف، فإِذا جَفَّ خَمَّتْه الريح فطيرته.
وامرأَة ضَغِبَةٌ (* قوله «وامرأة ضغبة» ليس هذا مشتقّاً من الضغابيس لأن السين فيه غير مزيدة، وإنما هو منه كسبط من سبطر ودمث من دمثر، ولا فصل بين حرف لا يزاد أَصلاً وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإن عدّ في جملة الزوائد ؛ كذا بهامش النهاية.): مُولَعَةٌ بِحبِّ الضَّغابِيسِ، وقد تقدم في حرف الباء.
والضُّغْبُوسُ: الخبيث من الشياطين.

صأي (لسان العرب) [0]


الصَّئِيُّ، على فعيلٍ: صَوْتُ الفَرْخ. صَأَى الطَّائرُ والفَرْخُ والفأْرُ والخِنْزيرُ والسِّنَّوْرُ والكلبُ والفِيلُ بوزن صَعَى يَصْأَى صَئيّاً وصِئِيّاً وتَصاءَى أَي صاحَ، وكذلك اليَرْبُوعُ؛ وأَنشد أَبو صفوان للعجاج: لَهُنَّ في شَباتِه صَئِيُّ وقال جرير: لَحَى اللهُ الفَرَزدقَ حينَ يَصْأَى صَئِيَّ الكلْبِ، بَصْبَص للعِظالِ وأَصْأَيْتُه أَنا.
ويقال للكلبة: صئِيّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تَصْأَى أَي تُصَوِّت. ابن الأَعرابي: في المثل جاء بما صَأَى وصَمَت، يعني جاء بالشاء والإِبلِ، وما صَمَتَ بالذهبِ والفِضة، وقيل: أَي جاء بالمال الكثير أَي بالناطِق والصامِت، ويقال أَيضاً: جاء بما صاءَ وصَمَتَ وهو مقلوبٌ من صأَى. الأَصمعي: الصائي كلُّ مالٍ من الحَيَوان مثل الرقيقِ والدَّوابِّ، والصامِتُ مثلُ . . . أكمل المادة الأَثوابِ والوَرِقِ، وسُمِّي صامِتاً لأَنه لا رُوحَ له.
ويقال: صاءَ يَصِيءُ مثل صاعَ يَصيعُ، وصَأَى يَصْأَى مثلُ صَعَى يَصْعى صاح؛ قال الشاعر: ما لي إِذا أَنْزِعُها صَأَيْتُ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرَني أَمْ بَيْتُ؟ قال الفراء: والعَقْرَب أَيضاً تَصْئِي، وفي المثل: تَلْدَغُ العقرَبُ وتَصَْئِي، والواو للحال؛ حكاه الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ.
والصَّآةُ مثلُ الصَّعاةِ: الماءُ الذي يكون على رأْسِ الوَلد، وقال الأَحمر: هو الصَّاءةُ، بوزن الصاعة (* قوله «وقال الاحمر الصاءة بوزن الصاعة إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أبو عبيد عن الاحمر الصآة بوزن الصعاة ماء ثخين يخرج مع الولد. ثعلب عن ابن الاعرابي: الصاءة بوزن الصاعة إلخ). ماءٌ ثخِينٌ يَخْرُجُ مع الوَلد.

ع - ف - و (جمهرة اللغة) [0]


العَفْو: ضدّ العقوبة؛ عفا يعفو عَفْواً فهو عَفُوّ عنه، في وزن فَعول بمعنى فاعل. وفي التنزيل: " لَعَفُوٌّ غفورٌ " . وعفا المنزلُ يعفو فهو عافٍ، إذا دَرَسَ. وعفا شَعَرُه، إذا كثر؛ فكأنه عندهم من الأضداد. ولك عَفْو هذا الشيء، أي صَفْوه وخالصه. وأدركتُ هذا الأمرَ عَفْواً صَفْواً، أي في سهولة وسَراح. والعِفْو: ولد الأتان الوحشية، والجمع عِفْوَة وعِفاء. وعلى فلان العَفاء، ممدود، إذا دُعي عليه ليعفوَ أثرُه. ويقال: عفا أثرُه، إذا هَلَكَ. وعوْف: اسم. والعَوْف أيضاً: ضرب من النبت. قال النابغة: فلا زال حَوْذانٌ وعَوْفٌ منوِّرٌ ... سأُهدي له من خير ما قال قائلُ ويُروى: سأُتبعه من خير. ويقال للرجل . . . أكمل المادة صبيحة ابتنائه بأهله: نَعِمَ عَوْفُك؛ قال: العَوْف: الذَّكَر. ويقال: أصبح فلان بعَوْفِ سَوْءٍ وبعَوْفِ خير، أي بحال سَوء وبحال خير. وقال بعض أهل اللغة: لا يقال: بعَوْفِ خيرٍ، إنما يقال: بعَوْفِ سَوْءٍ. وقد سمّت العرب عَوْفاً وعُوَيْفاً وعُوافة، وهو أبو بطن منهم. وعُوافة الأسد: ما يتعوّفه بالليل فيأكله، وبه سمّي الرجل عُوافة. وبنو عُوافة: بطن من العرب من بني سَعْد. وشَمِمْتُ فَوْعَة الطّيب، إذا ملأ أنفَك. والفَوْع: فَوْعَة السَّمّ، وهو حدّته وحرارته. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: ما الحُمَة؟ فقال: فَوْعَة السَّمّ. والوَعْف، والجمع وِعاف، وهي مواضع فيها غِلَظ؛ وقالوا: مستنقعات ماء في مواضع فيها غِلَظ. والوَفْع: أصل بناء وِفاع القارورة، وهو صِمامها.

وصم (لسان العرب) [0]


الوَصْمُ: الصَّدْعُ في العُود من غير بَيْنونةٍ. يقال: بهذه القَناة وَصْمٌ.
وقد وَصَمْتُ الشيءَ إذا شَدَدته بسرعة.
وَصَمه وَصْماً: صَدَعه.
والوَصْمُ: العيب في الحَسَب، وجمعه وُصومٌ؛ قال: أرى المالَ يَغْشى ذا الوُصومِ فلا تُرى، ويُدْعى من الأَشْراف أن كان غانيا ورجل مَوْصومُ الحسَبِ إذا كان مَعيباً.
ووَصَمَ الشيء: عابه.
والوَصْمةُ: العيب في الكلام؛ ومنه قول خالد بن صفوان لرجل: رَحِم اللهُ أَباك فما رأَيت رجلاً أَسْكَنَ فَوْراً، ولا أَبعَد غَوْراً، ولا آخَذَ بذَنَبِ حُجّةٍ، ولا أَعلمَ بوَصمْةٍ ولا أُبْنةٍ في كلام منه؛ الأُبْنة: العيب في الكلام كالوَصْمة، وهو مذكور في موضعه.
والوَصَمُ: المرَضُ. أَبو عبيد: الوَصْمُ العيب يكون في الإنسان وفي كل شيء . . . أكمل المادة والوَصْمُ: العيب والعار، يقال: ما في فلانٍ وَصمْة أي عيبٌ؛ قال الشاعر: فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ، فإنما دَلَفْنا إلى جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ الفراء: الوَصْم العيب.
وقَناةٌ فيها وَصْمٌ أي صَدع في أُنبوبها.
والوَصْمةُ: الفَتْرة في الجسد.
ووَصَّمَتْه الحُمَّى فتوَصَّم: آلَمَتْه فتأَلَّم؛ أَنشد ثعلب لأَبي محمد الفقعسي: لم يَلْقَ بُؤْساً لحمُه ولا دَمُهْ، ولم تَبِتْ حُمَّى به تُوَصِّمُهْ ولم يُجَشَّئْ عن طعامٍ يُبْشِمُهْ، تَدُقُّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ ووصَّمَه: فتَّره وكسَّله؛ قال لبيد: وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ، واعْصِ ما يأْمرُ تَوْصيمُ الكَسِلْ الجوهري: التَّوْصِيمُ في الجسد كالتَّكْسير والفَتْرة والكسَل.
وفي الحديث: وإن نامَ حتى يُصْبِحَ أصبَح ثقيلاً مُوَصَّماً؛ الوَصْمُ: الفَترة والكسَل والتواني.
وفي حديث فارِعة أُخت أُميَّة: قالت له هل تجدُ شيئاً؟ قال: لا إلا تَوْصيماً في جسدي، ويروى: إلا توْصيباً، بالباء، وقد تقدم ذكره.
وفي كتاب وائل بن حُجْر: لا تَوْصِيم في الدِّين أي لا تَفْتُروا في إقامةِ الحُدود ولا تُحابوا فيها.

الحَوْزُ (القاموس المحيط) [0]


الحَوْزُ: الجمعُ، وضمُّ الشيء،
كالحِيازَةِ والاحْتِيازِ، والسَّوْقُ اللَّيِّنُ، والشديدُ، ضِدٌّ، والسيْرُ اللَّيِّنُ، والمَوْضِعُ تُتَّخَذُ حَوالَيْهِ مُسَنَّاةٌ، والمِلْكُ، والنِّكاحُ، والإِغْراقُ في نَزْعِ القَوْسِ، ومَحَلَّةٌ بأَعْلى بَعْقُوبا، منها عبدُ الحَقِّ بنُ محمودٍ الفرَّاشُ الزاهِدُ،
وة بواسِطَ، منها خَميسُ بنُ عليٍّ شيخُ السِّلَفِيِّ،
وة بالكوفة، منها الحسنُ بنُ زيدِ بن الهَيْثَمِ، وبهاءٍ: الناحيةُ، وبَيْضَةُ المُلْكِ، وعِنَبٌ، وفَرْجُ المرأةِ، والطبيعةُ، ووادٍ بالحِجازِ.
وأولُ لَيْلَةِ تَوَجُّهِ الإِبِلِ إلى الماءِ: لَيْلَةُ الحَوْزِ، وقد حَوَّزَ تَحْويزاً.
والمُحاوَزَةُ: المُخالَطَةُ، والوَطْءُ.
والأَحْوَزِيُّ: الأَحْوَذِيُّ،
كالأَحْوَزِ، والأَسْوَدُ، والحَسَنُ السِّياقَةِ،
كالحُوزِيِّ، أو الحُوزِيُّ: الذي يَنْزِلُ وحْدَهُ ولا يُخالِطُ، ورجلٌ رَأْيُهُ وعَقْلُهُ مُدَّخَرٌ، والأَسْوَدُ.
وانْحَازَ عنه: عَدَلَ،
و~ القوْمُ: تَرَكوا مَرْكَزَهم . . . أكمل المادة إلى آخَرَ.
وتَحاوَزَ الفَرِيقانِ: انْحَازَ كلُّ واحدٍ عن الآخَرِ. و"حَوَّازُ القُلوبِ" في حديثِ ابنِ مسعودٍ: ما يَحُوزُها ويَغْلِبُها، حتى تَرْكَبَ ما لا يُحَبُّ.
ويُرْوى: حَوازُّ: جمعُ حازَّةٍ، وهي الأُمورُ التي تَحُزُّ في القُلوبِ، وتَحُكُّ، وتُؤَثِّرُ، ويَتَخالَجُ فيها أن تكونَ مَعَاصِيَ، لفَقْدِ الطُّمَأنِينَة إليها.
وتَحَوَّز: تَلَوَّى،
كتَحَيَّزَ، وتَنَحَّى.
والحُوزِيَّةُ، بالضم: الناقةُ المُنْحازَةُ عن الإِبِلِ، أو التي عندَها سَيْرٌ مَذْخُورٌ، أو التي لها خَلَقَةٌ انْقَطَعَتْ عن الإِبِلِ في خَلَقَتِها وفَراهَتِها، كما تقولُ: مُنْقَطِعُ القَرينِ.
والحُوَيْزاءُ: الذَّخيرةُ تَطْويها عن صاحِبِكَ.
وحَوْزانُ وحَوْزُ: قَرْيتانِ.
والحُوَيْزَةُ، كدُوَيْرة: قَصَبَةٌ بِخُوزِسْتانَ، منها: أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الفَقيهُ الشاعرُ، وابنهُ حسنٌ شاعرٌ، وعبدُ اللهِ بنُ الحسنِ، وأحمَدُ بنُ عباس المُحَدِّثانِ، ومحمودُ بنُ إسماعيلَ الحُوَيْزانِيُّ الخَطيبُ المُحدِّثُ، كأنه من تَغْييرِ النَّسَبِ.
وحُوَيْزَةُ، كجُهَيْنَةَ: ممَّنْ قاتلَ الحُسَيْنَ.
وبَدْرُ بنُ حُوَيْزَةَ: محدِّثٌ.
وككَتَّانٍ: رجلٌ.
وكرُمَّانٍ: الجِعْلانُ الكِبارُ.
والحَوْزاءُ: الحَرْبُ التي تَحُوزُ القومَ.
وهِلالُ بنُ أحْوَزَ: قاتِلُ جَهْمِ بنِ صَفْوَانَ.

خندم (لسان العرب) [0]


الخِنْدِمانُ: إسم قبيلة: وخِنْدِم: اسم موضع بناحية مكة.
وفي حديث العباس حين أَسَرَهُ أَبو اليَسَرِ يوم بَدْرٍ قال: إنه لأَعظم في عيني من الخَنْدَمَةِ؛ قال أَبو موسى: أَظنه جبلاً، قال ابن الأَثير: هو جبل معروف عند مكة؛ قال ابن بري: كانت به وقعة يوم فتح مكة، ومنه يوم الخَنْدَمَةِ، وكان لقيهم خالد بن الوَليد فهَزَمَ المشركين وقَتَلَهم؛ وقال الرَّاعِشُ لامرأَته وكانت لامَتْهُ على انهزامه: إنَّكِ لو شاهَدْتِ يومَ الخَنْدَمَهْ، إذ فَرَّ صَفْوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ، ولَحِقَتْنا بالسُّيوف المُسْلِمَهْ، يَفْلِقْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ ضَرْباً، فلا تُسْمَعُ إلا غَمْغَمَهْ، لهم نَهِيتٌ، حَوْلَهُ، وحَمْحَمَهْ، لم تَنْطِقِي باللوم أَدنى كَلِمهْ وكان قد قال . . . أكمل المادة قبل ذلك: إن يُقْبِلُوا اليومَ فما بي عِلَّهْ، هذا سِلاحٌ كامِل وأَلَّهْ، وذو غِرارَيْنِ سَريعُ السِّلَّهْ رأيت هنا حاشية أَظنها بخط الشيخ الشاطبي اللغوي صاحبنا، رحمه الله، قال: هذا الرجز نسبه ابن السيد البَطَلْيُوسِيّ في المُثَلَّث للرَّاعِشِ الهُذَليّ وأَنشده السَّلّة، بكسر السين، قال: وأَنشده الجموهري في ترجمة سلل بفتحها، ولم يُسَمِّ الراجز، وذكر ابن بري هناك أَنه حِماسُ بن قَيْس بن خالد الكنائي، قال: كانت هذه الحاشية، وكذلك شاهدتُ في حاشية المُثَلَّثِ ما مِثاله: كان حِماسُ بن قَيْس ابن خالد أَحْدِ بني بكر بن كِنانة يُعِدُّ سلاحاً ويصلحه قبل قدوم سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مكة يوم الفتح، فقالت له امرأَته: لماذا تُعِدُّهُ؟ فقال: لمحمد وأَصحابه وإني لأَرجو أَن أُخْدِمَكِ بعضَهُمْ؛ ثم قال: إن يَلْقَني اليوم فَما بي علَّه . . . الأَبيات.
ولقيهم خالد وقتل من المشركين أُناساً، ثم انهزموا فخرج حِماسُ بن قَيْس منهزماً، قال: وقيل إن هذا الرجز لهُرَيْم بن الحَطيم، قاله وهو يحارب بني جعفر، وكانوا قتلوا أَخاه فحَمَلَ هُرَيْمٌ على قاتله فقتله، وجعل يَرْتَجِزُ بها، وذكر ابن هشام في سِيرة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الرَّاعِشَ وحِماساً ولم يذكر هُريماً، وهذا اختلاف ظاهر.

عهر (لسان العرب) [0]


عَهَر إِليها يَعْهَر (* قوله: «عهر إليها يعهر» في القاموس: عهر المرأَة كمنع عهراً ويكسر ويحرك، وعهارة بالفتح وعهوراً وعهورة بضمهما اهـ.
وفي المصباح: عهر عهراً من باب تعب: فجر، فهو عاهر، وعهر عهوراً من باب قعد لغة). عَهْراً وعُهُوراً وعَهارةً وعُهُورةً وعاهَرَها عِهاراً: أَتاها ليلاً للفُجور ثم غلب على الزِّنا مطلقاً، وقيل: هو الفجور أَيّ وقت كان في الأَمة والحرّة.
وفي الحديث: أَيّما رجلٍ عاهَرَ بحُرّة أَو أَمة؛ أَي زنى وهو فاعَلَ منه.
وامرأَة عاهِرٌ، بغير هاء، إِلا أَن يكون على الفعل، ومُعاهِرة، بالهاء.
وفي التهذيب: قال أَبو زيد يقال للمرأَة الفاجرة عاهِرةٌ ومُعاهِرة ومُسافِحة.
وقال أَحمد بن يحيى والمبرد: هي . . . أكمل المادة العَيْهرة للفاجرة، قالا: والياء فيها زائدة، والأَصل عَهَرة مثلَ ثَمَرة؛ وأَنشد لابن دارة (* قوله: «وأَنشد لابن دارة» عبارة الصحاح: والاسم العهر، بالكسر، وأنشد إلخ). التَّغْلبي: فقام لا يَحْفِل ثَمَّ كَهْرا، ولا يبالي لو يُلاقي عِهْرا والكَهْر: الانتهار.
وفي حرف عبدالله بن مسعود: فأَمَّا اليَتِيمَ فلا تَكْهَرْ.
وتَعَيْهَرَ الرجلُ إِذا كان فاجراً.
ولقي عبدْالله بن صفوان بن أُميّة أَبا حاضر الأَسِيدي أَسِيد، بن عمرو بن تميم فراعَه جمالُه فقال: ممن أَنت؟ فقال: من أَسِيد بن عمرو وأَنا أَبو حاضر، فقال: أُفّة لك عُهَيْرة تَيّاس قال: العُهَيرة تصغير العَهِر، قال: والعَهِر والعاهِرُ هو الزاني.
وحكي عن رؤبة قال: العاهِرُ الذي يتّبِع الشرّ، زانياً كان أَو فاسقاً.
وفي الحديث: الولدُ للفِراش وللعاهِر الحَجَرُ؛ العاهِرُ: الزاني. قال أَبو عبيد: معنى قوله وللعاهِر الحجَرُ أَي لا حَقَّ له في النسب ولا حظّ له في الولد، وإِنما هو لصاحب الفراش أَي لصاحب أُمِّ الولد، وهو زوجها أَو مولاها؛ وهو كقوله الآخَر: له الترابُ أَي لا شيء له؛ والاسم العِهْر، بالكسر.
والعَهْرُ: الزنا، وكذلك العَهَرُ مثل نَهْر ونَهَر.
وفي الحديث: اللم بَدِّلْه بالعَهْرِ العِفَّةَ.
والعَيْهرة: التي لا تستقر في مكانها نَزَقاً من غير عفة.
وقال كراع: امرأَة عَيْهرة نَزِقة خَفيفة لا تستقر في مكانها، ولم يقل من غير عفّة، وقد عَيْهَرت.
والعَيْهَرةُ: الغُول في بعض اللغات، والذكر منها العَيْهران.
وذو مُعاهِر: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير.

نهس (العباب الزاخر) [0]


نَهْسُ اللَّحْمِ: أخْذُه بمُقَدَّمِ الأسْنانِ ونَتْرُه، يقال: نَهَسْتُ اللَّحْمَ أنْهَسُه نَهْساً، قال أبو ذُؤيْبٍ الهُذَليُّ يصف ثَوْراً:
يَنْهَسْنَهُ ويَذُوْدُهُنَّ ويَحْتَـمـي      عَبْلُ الشَّوى بالطُّرَّتَيْنِ مُوَلَّعُ

ويُروى: "يَنْهَشْنَهُ: بالشين المُعْجَمَة، والنَّهْشُ دونَ النَّهْسِ، وهو تَنَاوُلٌ بالفَم، والنَّهْشُ: تَناوُلٌ من بَعيدٍ كَنَهْشِ الحَيَّةِ، والنَّهْسُ -غيرَ مُعْجَمَة-: القَبْضُ على اللَّحْمِ ونَتْفِه.
وقال أبو العبّاس: النَّهْسُ بأطْرافِ الأسْنانِ، والنَّهْشُ بالأسنانِ والأضْراس. قال: وسألتُ ابن الأعرابيّ عن صِفَةِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه كان مَنْهُوْسُ القَدَمَيْن أو مَنْهوشَ القَدَمَيْنِ -بالسين والشين-: إذا كان مُفَرَّقَ القَدَمَيْنِ. وقال غيرُه: المَنْهوس: القَليل اللحم من الرِّجال.  وقال ابن عبّاد: يقال أرضُنا كثير المَنَاهِسِ، والمَنْهَسُ: المَكانُ الذي يُنْهَسُ منه الشَّيْءُ أي يؤكَلُ. والمِنْهَسُ -بكسر . . . أكمل المادة الميم- والنَّهُوْسُ والنَّهّاسُ -بالفتح والتّشديد-: الأسَدُ.
وقال ابن خالَوَيه: المِنْهَسُ: الأسَدُ الذي قَدَرَ على الشَّيْءِ نَهَسَهُ: أي عَضَّهُ، وأنْشَدَ:
مُضَبَّرَ اللحيَيْنِ بَسْراً مِنْهَسا     

وقال رؤبة:
ألاَ تَخَافُ الأسَدَ النَّهُوْسا     

والنَّهاس بن قَهْمٍ: من أصحاب الحديث، وأصْلُه من نَهْسِ اللَّحْمِ. ونَهَسَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- من كَتِفٍ وصَلّى ولم يَتَوَضَّأْ.
وروى صَفْوانَ بن أُمَيَّةَ -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسَلَّم- أنَّه قال: انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْساً فإنَّه أهْنَأُ وأمْرَأُ. وقال الفرّاء: في نَوَادِرِه: نَهِسَ -بالكسر- لُغَةٌ في نَهَسَ. ونَهَسَتْه الحَيَّة ونَهَشْته: أي لَدَغَتْه، قال:
تُدِيْرُ عَيْناً كشِهَابِ القَبْـسِ     


وقال أبو حاتِمٍ: النُّهَسُ -مثال صُرَدٍ-: طائرٌ يُشْبِه الصُّرَدَ إلاّ أنَّه ليس بِمُلَمَّعٍ، يُدِيْمَ تَحْرِيْكَ ذَنَبِه، يَصْطاد العَصَافِير، والجَمْع: النِّهْسَانُ.
ودَخَلَ زيد بن ثابِت -رضي الله عنه- على شُرَحْبِيْل بالأسْوَافِ وقد صادَ نُهَساً، فأَخَذَه من يَدِه وأرْسَلَه وقال: أمَا عَلِمْتَ أنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وَسَلَّم- حَرَّمَ ما بَيْنَ لابَتَيْها.
ومَعنى الحَديثَ: أنَّه كَرِهَ صَيْدَ المَدِيْنَةِ -على ساكِنيها السَّلام- وجَعَلَ حَرَمَها كحَرَمِ مَكّةَ حَرَسَها الله تعالى. والتركيب يدل على عَضَّةٍ على شَيْئٍ.

الذِّكْرُ (القاموس المحيط) [0]


الذِّكْرُ، بالكسر: الحِفْظُ للشيءِ،
كالتَّذْكارِ، والشيءُ يَجْري على اللسان، والصِّيتُ،
كالذُّكْرَةِ، بالضم، والثَّناءُ، والشرفُ، والصلاةُ للّهِ تعالى، والدُّعاءُ، والكتابُ فيه تفصيلُ الدِّينِ.
ووضْعُ المِلَلِ،
و~ من الرجالِ: القويُّ الشجاعُ الأبِيُّ،
و~ من المَطَرِ: الوابِلُ الشديدُ،
و~ من القولِ: الصُّلْبُ المَتينُ،
وذِكْرُ الحقِّ: الصَّكُّ.
واذَّكَرَهُ واذدَكَرَهُ واسْتَذْكَرَهُ: تَذَكَّرَهُ وأذكَرَهُ إِيَّاهُ وذكَّرَهُ، والاسمُ: الذِّكْرَى، تقولُ: ذَكَّرْتُهُ ذِكْرَى، غيرَ مُجْراةٍ.
وقوله تعالى{وذِكْرَى لِلمُؤْمِنين}: اسمٌ لِلتَّذْكيرِ.
{وذِكْرَى لأُولي الألبابِ}: عِبْرَةٌ لهمْ.
{وأَنَّى له الذِّكْرَى}: من أينَ له التَّوْبَةُ
و{ذِكْرَى الدارِ}، أي: يُذَكَّرونَ بالدارِ الآخرةِ، ويُزَهَّدونَ في الدنيا.
{فأَنَّى لهم إذا جاءَتْهُم ذِكراهُمْ}: أي: فكيفَ لهم إذا جاءَتْهُمْ الساعةُ بِذِكْراهُمْ.
وما زالَ مِنِّي على . . . أكمل المادة ذُكْرٍ، ويكسرُ، أي: تَذَكُّرٍ.
ورجلٌ ذَكِرٌ وذَكُرٌ وذَكيرٌ وذِكِّيرٌ: ذو ذُكْرٍ.
والذَّكَرُ: خلافُ الأُنْثى
ج: ذُكورٌ وذُكورَةٌ وذِكارٌ وذِكارة وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ،
و= : العوفُ
ج: ذُكُورٌ ومَذَاكِيرُ، وأيْبَسُ الحديدِ، وأجْوَدُه، كالذَّكيرِ.
وذَكَرَهُ ذَكْراً، بالفتح: ضَرَبَه على ذَكَرِهِ،
و~ فلانَةَ ذَكْراً: خَطَبَهَا، أو تَعَرَّضَ لخِطْبَتها،
و~ حَقَّه: حَفِظَه ولم يُضَيِّعْه.
وامرأةٌ ذَكِرَةٌ ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ: مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكورِ.
وأذكَرَتْ: ولَدَتْ ذَكَراً، وهي مُذْكِرٌ ومِذْكارٌ.
والذُّكْرَةُ، بالضم: قِطْعَةٌ من الفُولاذِ في رأسِ الفأْسِ وغيرِهِ،
و~ من الرجلِ،
و~ السيفِ: حِدَّتُهُما.
وهو أذكَرُ منه: أحَدُّ.
وذُكُورَةُ الطِّيبِ: ما ليس له رَدْعٌ.
وما اسْمُكَ أذكُرْهُ بقطع الهَمْزِ من أذكُرُ : إنكارٌ عليه.
ويَذْكُرُ، كيَنْصُرُ: بَطْنٌ من ربيعةَ.
والتَّذْكيرُ: خِلافُ التأنيثِ، والوعْظُ، ووضْعُ الذُّكْرَةِ في رأسِ الفأسِ وغيرِهِ.
والمُذَكَّرُ، من السيفِ: ذُو الماءِ،
و~ من الأيامِ: الشديدُ الصَّعبُ،
كالمُذْكِرِ، كمُحْسِنٍ، وهو المَخُوفُ من الطُّرُقِ، والشديدةُ من الدَّواهِي،
كالمُذَكَّرَةِ، كمُعَظَّمَةٍ.
وفَلاةٌ مِذْكارٌ: ذاتُ أهوالٍ لا يسلُكُها إلا ذُكورُ الرجالِ.
والتَّذْكِرَةُ ما يُسْتَذْكَرُ به الحاجةُ.
والذُّكَّارَةُ، كرُمَّانَةٍ: فُحَّالُ النخلِ.
والاسْتِذْكارُ: الدِّراسَةُ والحِفْظُ.
وناقةٌ مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا: عظيمةُ الرأسِ، لأَنَّ رأسَها مما يُسْتَثْنَى في القِمارِ لِبائِعها، وسَمَّوْا ذاكِراً ومَذْكَراً، كَمَسْكَنٍ.
و"القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوهُ" أي: جليلٌ نَبيهٌ خَطيرٌ فأَجِلُّوه، واعْرِفُوا له ذلك، وصِفُوه به، أو إذا اخْتَلَفْتُمْ في الياءِ والتَّاءِ، فاكْتُبُوه بالياءِ، كما صرَّحَ به ابنُ مسعودٍ، رضي الله تعالى عنه.

ضغبس (العباب الزاخر) [0]


الضَّغَابِيْسُ: صغار القِثّاء، الواحِد: ضُغْبُوْس، وفي الحديث: أنَّه أُهدِيَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم- ضَغَابِيسَ فَقَبِلَها وقَبَّلَها وأكل منها. قال أبو عُبَيد: هي شِبه صغار القِثاء تُؤكَل، وهي الشَّعارير أيضاً.
وقال ابن فارِس: السين فيها زائِدة، قال: والدليل على ذلك قولهم للذي يأكُلُها كثيراً: ضَغِب.
وقال جار الله العَلاّمة الزمَخْشَري -رحمه الله- بعد ذِكرِه أنَّه قيل لِعَجوز: ما طَعامُكِ؟ فقالت: الحارُّ والقارُّ وما حُشَّت به النار؛ وإنْ ذكِرَتِ الضَّغَابِيْس فإني ضَغِبَة: ليس هذا بمُشْتَقٍ منه، لأن السين فيه غير مَزِيْدَة، وانَّما هو كَسَبِطٍ من سِبَطْرٍ ودَمِثٍ من دِمَثْرٍ، قال: ولا فَصْلَ بين حَرْفٍ لا يُزادُ أصْلاً وبين حرف وقع في . . . أكمل المادة موضع غير الزيادة وإنْ عُدَّ في جُمْلَةِ الزَّوائِد. وفي حديث آخَر: أنَّ صَفوان بن أُمَيَّة -رضي الله عنه- أهدى لرسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ضَغابيس وجَدَايَةً، وقال ابراهيم الحَرْبيُّ -رحمه الله-: بضَغابيسَ ولَبَإٍ ولَبَنٍ، والنبي -صلى الله عليه وسلّم- بأعلى الوادي، على يَدَيْ كلَدَةَ بن حَنْبَل -رضي الله عنه- قال: فَدَخَلْتُ عليه ولم أُسَلِّم ولم أسْتأذِنْ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلّم-: ارجِع فَقُل السَّلام عليكم أأدْخُل. وفي الحديث: لا بأسَ باجْتِناءِ الضَّغابيس في الحَرَمِ.
وقال الليث: هي شبه العَرَاجِيْنِ تنبُتُ بالغَوْرِ في أُصُول الثُّمَام؛ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَةٌ تُؤكَل.
وقال الأصمعي: هو نَبْتٌ يَنْبُت في أُصول الثُّمَام يُشْبِه الهِلْيَوْنَ؛ يُسْلَقُ بالخلِّ والزَّيت ويُؤكَل. ويُقال لأغصان الثُّمَامِ والشَّوْكِ التي تؤكَل: ضَغَابِيْسُ، وللرجل الضعيف: ضُغْبُوْسٌ؛ على التَّشْبيه، قال جرير:
قد جَرَّبَتْ عَرَكي في كُلِّ مُعْتَرَكٍ      غُلْبُ الأُسُوْدِ فما بالُ الضَّغَابِيْسِ

وقال رؤبة يذكُر العَفائفَ:
حَصْبَ الغُوَاةِ العَوْمَجَ المَنْسُوْسا     


وقال الدِّيْنَوَري: أخْبَرَني بعض الأعراب قال: الضَّغَابيس ينبُتُ نباتَ الهِلْيَوْنِ سَواءً؛ وهو ضَعيف؛ فإذا جَفَّ حَتَتْهُ الرِّيْحُ فَطَيَّرَتْه، قال: والضَّغابيسُ حامِضَة. وقال أبو زياد: الضَّغابيس تَفَقَّعُ من تحت الأرض فَيَخْضَرُّ ما يَخرُجُ منها، وما في الأرض خيرٌ من ذلك، وهو أبيَض، يأكَلَه الناس أخْضَرَهُ وأبيَضَه، وانَّما تخرجُ ساقاً ساقاً، ليس لها ورق ولا شُعَب، وما في الأرض منها حُلْوٌ، وما خَرَجَ منها فإنَّه حامِضٌ. قال: ويقال: أرضٌ مُضْغِبَة: إذا كانت كثيرَةَ الضَّغابيس. والضُّغْبوس: وَلَد الثُّرْملةِ. وقال ابن عبّاد: الضُّغْبُوْسُ: البعير الذي ليس بِمُسِنٍّ ولا سَمِيْنٍ.

العَسَلُ (القاموس المحيط) [0]


العَسَلُ، محرَّكةً: حَبابُ الماءِ إذا جَرَى، ولُعابُ النَّحْل، أو طَلٌّ خَفِيٌّ يَقَعُ على الزَّهْرِ وغيرِه، فَيَلْقُطُه النَّحْلُ.
وهو بُخارٌ يَصْعَدُ فَيَنْضَجُ في الجَوِّ، فَيَسْتَحيلُ فَيَغْلُظُ في الليل، فَيَقَعُ عَسَلاً، وقد يَقَعُ العَسَلُ ظاهراً فَيَلْقُطُه الناسُ، وأفْرَدْتُ لمَنافِعِه وأسمائِهِ كتاباً، ويُؤَنَّث
ج: أعْسالٌ وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسولٌ وعُسْلانٌ.
والعَسَّالُ، والعاسِلُ: مُشْتارُهُ من مَوْضِعِه.
والعَسَّالَةُ، كجَبّانةٍ: شُورَةُ النَّحْلِ، والنَّحْلُ نَفْسُها.
وعَسَلَ الطعامَ يَعْسِلُه ويَعْسُلُه وعَسَّلَهُ: خَلَطَهُ به.
واسْتَعْسَلوا: اسْتَوْهبوه.
فَعَسَلْتُهُم وعَسَّلْتُهم: زَوَّدْتُهم إياهُ.
والعَسَلُ أيضاً: صَقْرُ الرُّطَبِ، وصَمْغُ العُرْفُطِ.
وعَسَلِيُّ اليَهودِ: عَلامَتُهم.
وعَسَلُ اللُّبْنى: طِيبٌ يَنْضَحُ من شجرةٍ، ويُتَبَخَّرُ به.
والعامَّةُ تَقولُ: حَصَى لُبانٍ.
. . . أكمل المادة وعَسَلُ الرِّمْثِ: أبْيَضُ كالجُمان.
وبَنو عَسَلٍ: قَبيلَةٌ.
وعَسَلُ بنُ ذَكْوانَ: م
وعَسَلَ فُلاناً: طَيِّبَ الثَّناءَ عليه.
و~ المَرْأةَ يَعْسِلُها: نَكَحها،
و~ من طعامِه عَسَلاً، بالتحريك: ذاقَهُ، كحَلَبَ حَلَباً،
و~ الله فلاناً: حَبَّبَهُ إلى الناسِ.
و~ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلاً وعُسولاً وعَسَلاناً: اشْتَدَّ اهْتِزازهُ، فهو عاسلٌ وعَسَّالٌ وعَسولٌ.
و~ الذئبُ أو الفرسُ يَعْسِلُ عَسَلاً وعَسَلاناً: اضْطَرَبَ في عَدْوِه، وهَزَّ رأسَه،
و~ الماءُ عَسَلاً وعَسَلاناً: حَرَّكَتْهُ الريحُ فاضْطَرَبَ،
و~ الدليلُ بالمفازةِ: أسْرَعَ.
والعَسْلُ: الناقةُ السريعةُ،
كالعَنْسَلِ،
وع.
وبالكسر: قَبيلٌ من الجِنِّ.
وبنُو عِسْلٍ: قبيلةٌ من بني عَمْرِو بنِ يَرْبُوع، ويَزْعُمونَ أن أُمَّهُمُ السِّعْلاةُ.
والمَعْسَلَةُ، كمَرْحَلَةٍ: الخَلِيَّةُ.
وما أعْرِفُ له مَضْرَبَ عَسَلَةٍ، أي: أعْراقَهُ.
وكأميرٍ: الرجُلُ الشديدُ الضَّرْب، السريعُ رَجْعِ اليَدِ.
وكمكْنَسَةٍ: العَطَّارُ، أو الريشةُ يُقْلَعُ بها الغالِيَةُ، وقَضيبُ الفيلِ، والبعيرِ،
ج: ككُتبٍ.
وهو عِسْلُ مالٍ، بالكسر: إزاؤُه.
وقَصْرُ عِسْلٍ: بالبَصْرَةِ قُرْبَ خُطَّةِ بني ضَبَّةَ، نُسِبَ إلى عِسْلٍ أبي صَبيغٍ.
وذو عِسْلٍ: ع وابنُ عَسَلَةَ، محرَّكةً: شاعرٌ.
وأبو عِسْلَةَ، بالكسر: الذئبُ.
والعُسَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ماءٌ شَرْقيَّ سَميراءَ، والنُّطْفَةُ، أو ماءُ الرجُلِ، أو حَلاوةُ الجماعِ، تَشْبيهٌ بالعَسَلِ لِلَذَّتِهِ.
والعُسُلُ، بضمتينِ: الرجالُ الصالحونَ،
الواحدُ: عاسِلٌ وعَسولٌ. بنُ عسَّالٍ، كشَدَّادٍ: صحابيٌ.
وعَسْلاً، أي: تَعْساً.
وفي الحديثِ: "كذَبَ عليكَ العَسَلَ" بنصبِ العَسَل ورفعِهِ، أي: عليكَ بسُرْعَةِ المَشْيِ، وشَرْحُه في ك ذ ب.
والعاسِلُ: الذئبُ
ج: كرُكَّعٍ وفَوارِسَ، وذو العَمَلِ الصالِحِ يُسْتَحْلَى الثناءُ عليه به كالعَسَلِ.
وكفرِحةٍ: ة باليمنِ من عَمَلِ البَعْدانيَّةِ.
وهو على أعْسالٍ من أبيهِ: على آسانٍ.

مقد (لسان العرب) [0]


مَقَدٌ: من قُرَى البَثَنِيَّةِ.
والمَقدِيَّة، خفيفة الدال: قرية بالشام من عمل الأُرْدُنّ، والشرابُ منسوب إِليها. غيره: المَقَدِي، مخفف الدال: شراب منسوب إِلى قرية بالشام يتخذ من العسل؛ وقال الشاعر: عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِيلاً، بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، اليَوْ مَ، شَراباً مَقَدِيَّهْ وأَنشد الليث: مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للنا سِ شَراباً، وما تَحِلُّ الشَّمُولُ وروى الأَزهري بسنده عن منذر الثوري قال: رأَيت محمد بن عليّ يشربُ الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر، كان يرزقه إِياه عبد الملك، وكان في ضيافته يرْزُقه الطِّلاءَ وأَرطالاً من لحم. قال شمر: سمعت أَبا عبيد يروي عن أَبي عمرو: المَقَدِيُّ ضَرْب من الشراب، بتخفيف الدال؛ قال: والصحيح عندي . . . أكمل المادة أَن الدال مشدّدة؛ قال: وسمعت رجاء بن سلمة يقول المَقَدِّيُّ، بتشديد الدال، الطِّلاءُ المُنَصَّف مشبه بما قُدَّ بنصفين؛ قال: ويصدقه قول عمرو بن معديكرب: وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً، وهُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قال ابن سيده: أُنشد بغير ياء، قال: وقد يجوز أَن يكون أَراد المَقَدّي فحذف الياء. قال ابن بري: وجعل الجوهري المَقَدي مخففاً، وهو المشهور عند أَهل اللغة، وقد حكاه أَبو عبيد وغيره مشدّد الدال، رواه ابن الأَنباري واستشهد على صحته ببيت عمرون بن معديكرب، حكى ذلك عن أَبيه عن أحمد بن عبيد، وأَن المَقَدِّيّ منسوب إِلى مَقَدّ، وهي قرية بِدِمَشْق في الجبل المشرف على الغَوْر؛ وقال أَبو الطيب اللغوي: هو بتخفيف الدال لا غير منسوب إلى مَقَد؛ قال: وإِنما شدّده عمرو بن معديكرب للضرورة؛ قال: وكذا يقتضي أَن يكون عنده قول عدي بن الرقاع في تشديد الدال أَنه للضرورة وهو: فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ، لَعِبَتْ به عُقارٌ، ثَوَتْ في سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها، إِذا ما أَرادُوا أَن يَرُوحوا بها صَرْعَى قال: والذي يشهد بصحة قول أَبي الطيب أَنها منسوبة إِلى مقد، بالتخفيف، قول الأَحوص: كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ، يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْـ ـكِ والكافُورِ والشَّهَدِ قال: وكذلك قول العرجي: كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً، أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ وكذلك قول الآخر: مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ للناس قال: زعم قائل هذا البيت أَنّ المَقَدِيَّة شراب من العسل كانت الخلفاء من بني أُمَيَّة تشربه.
والمَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الثياب.

السُّمْرَةُ (القاموس المحيط) [0]


السُّمْرَةُ، بالضم: منزلةٌ بين البياضِ والسوادِ فيما يَقْبَلُ ذلك، سَمُـرَ، كَكَرُمَ وفرِحَ، سُمْرَةً فيهما، واسْمارَّ، فهو أسْمَرُ.
والأَسْمَرُ: لَبَنُ الظَّبْيَةِ.
والأَسْمَرانِ: الماءُ، والبُرُّ، أو الماءُ، والرُّمْحُ.
والسَّمْراءُ: الحِنْطَةُ، والخُشْكارُ، والعُلْبَةُ، وفرسُ صَفْوانَ بنِ أبي صُهْبانَ، وناقةٌ، وبنتُ نَهِيكٍ، أدرَكَتْ زمنَ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم.
وسَمَرَ سَمْراً وسُمُوراً: لم يَنَمْ، وهمُ السُّمَّارُ والسامِرَةُ.
والسامِرُ: اسمُ الجمعِ.
والسَّمَرُ، محركةً: الليلُ، وحديثهُ، وظِلُّ القمرِ، والدَّهْرُ،
كالسَّميرِ، والظُّلْمَةُ.
والسَّامِرُ: مَجْلِسُ السُّمَّارِ،
كالسَّمَرِ.
والسَّمِيرُ: المُسامِرُ.
وكسِكِّيتٍ: صاحبُ السَّمَرِ.
وذُو سامِرٍ: قَيْلٌ.
وابْنا سَميرٍ: الأَجَدَّانِ.
ولا أفْعَلُه ما سَمَرَ السَّمِيرُ وابنُ سَمِيرٍ وابْنا سَمِيرٍ، وما أسْمَرَ: لُغَةٌ في الكُلِّ، أي: ما اخْتَلَفَ الليلُ والنَّهارُ.
وسَمَرَ . . . أكمل المادة العَيْنَ: سَمَلَها أو فَقَأها،
و~ اللَّبَنَ: جَعَلَهُ سَماراً، كَسحابٍ، أي: كثيرَ الماءِ،
و~ السَّهْمَ: أرسَلَهُ،
و~ الماشِيَةُ النَّباتَ: رَعَتْه،
و~ الخَمْرَ: شَرِبَها،
و~ الشيءَ يَسْمُرُه ويَسْمِرُهُ وسَمَّرَه: شَدَّه.
والمِسْمارُ: ما يُشَدُّ به، واحِدُ مَساميرِ الحَديدِ، وكَلْبٌ لِمَيْمُونَةَ أُمِّ المؤمنينَ، مَرِضَ فقالتْ: وارَحْمتَا لِمِسْمارٍ، وفَرَسُ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ، والحَسَنُ القِوَامِ بالإِبِلِ.
والمَسْمورُ: القليلُ اللَّحْمِ، الشديدُ أسْرِ العِظامِ والعَصَبِ، والمَخْلُوطُ المَمْذُوقُ من العَيْشِ، وبهاءٍ: الجاريةُ المَعْصوبَةُ الجَسَدِ، غيرُ رِخْوَةِ اللَّحْمِ.
والسَّمُرُ، بضم الميمِ: شَجَرٌ م، واحِدَتُها: سَمُرَةٌ، وبها سَمَّوْا.
وإِبِلٌ سَمُرِيَّةٌ: تأكُلُها.
وسَمُرَةُ بنُ جُنادَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وابنُ عَمْرِو بنِ جُنْدَبٍ، وابنُ جُنْدَبِ بنِ هِلالٍ، وابنُ حَبيبٍ، وابنُ رَبيعَةَ، وابنُ عَمْرٍو العَنْبَرِيُّ، وابنُ فاتِكٍ، وابنُ مُعاوِيَةَ، وابنُ مِعْيَرٍ: صحابيُّونَ. (وجُنْدَبُ بنُ مَرْوانَ السَّمُرِيُّ: من وَلَدِ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ.
ومحمدُ بنُ مُوسى السَّمَرِيُّ، محركةً: محدثٌ).
وسُمَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: أبو سُليمانَ، وابنُ الحُصَيْنِ الساعِدِيُّ: صَحابِيَّانِ.
وكَسَحابٍ: ع.
وسُمَيراءُ: ع، وبِنْتُ قَيْسٍ: صحابِيَّةٌ.
وكصبُورٍ: السَّرِيعَةُ من النوقِ.
وكتَنُّورٍ: دابَّةٌ يُتَّخَذُ من جِلْدِها فِراءٌ مُثْمِنَةٌ.
وسَمُّورَةُ وسَمُّرَةُ: مدينةُ الجَلالِقَةِ.
والسامِرَةُ، كصاحِبَةٍ: ة بينَ الحَرَمَيْنِ، وقومٌ من اليهودِ، يُخالِفونَهُم في بعضِ أحكامِهِمْ.
والسامِرِيُّ: الذي عَبَدَ العِجْلَ، كان مِلْجاً؟؟ من كِرْمانَ، أو عظيماً من بني إسرائيلَ، مَنْسوبٌ إلى مَوْضِعٍ لهم.
وإبراهيمُ بنُ أبي العباسِ السامَرِيُّ، بفتح الميم: محدثٌ، وليسَ من سامَرَّا التي هي سُرَّ من رَأى.
وسُمَيْرَةُ، كجُهَيْنَة: امرأةٌ من بني مُعاوِيَةَ، كانتْ لها سِنٌّ مُشْرِفةٌ على أسنانِها، وجَبَلٌ شُبِّهَ بِسِنِّها، ووادٍ قُرْبَ حُنَيْنٍ.
والسَّمَرْمَرَةُ: الغُولُ.
والتَّسْمِيرُ: التَّشْمِيرُ، والإِرسالُ، أو إرسالُ السَّهْمِ بالعَجَلَة.

ثفل (لسان العرب) [0]


ثُفْل كلِّ شيء وثافِلُه: ما استقرَّ تحته من كَدَره. الليث: الثُّفْل ما رَسَب خُثَارته وعَلا صَفْوُه من الأَشياءِ كلها، وثُفْلُ الدواء ونحوِه.
والثُّفْل: ما سَفَل من كلِّ شيء.
والثافل: الرَّجِيع، وقيل: هو كناية عنه.
والثُّفْل: الحَبُّ.
ووجدت بني فلان متثافلين أَي يأْكلون الحَبَّ وذلك أَشدُّ ما يكون من الشَّظَف؛ وفي الصحاح: وذلك إِذا لم يكن لهم لَبَن. قال أَبو منصور: وأَهل البَدْوِ إِذا أَصابوا من اللبن ما يكفيهم لقُوتهم فهم مُخْصِبون، لا يختارون عليه غِذاء من تمر أَو زبيب أَو حَبٍّ، فإِذا أَعْوَزَهم اللبنُ وأَصابوا من الحب والتمر ما يَتَبَلَّغون به فهم مُثافلون، ويسمُّون كل ما يؤكل من لحم أَو خبز أَو . . . أكمل المادة تمر ثُفْلاً.
ويقال: بَنُو فلان مُثَافلون، وذلك أَشَدُّ ما يكون حالُ البدوي. أَبو عبيد وغيره: الثِّفال، بالكسر، الجِلْد الذي يُبْسط تحت رَحَى اليد لِيَقي الطَّحِين من التراب، وفي الصحاح: جِلْدٌ يبسط فتوضع فوقه الرَّحَى فيُطْحَن باليد ليسقط عليه الدقيق؛ ومنه قول زهير يصف الحرب: فتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِها، وتَلْقَحْ كِشَافاً ثم تُنْتَجْ فتُتْئِمِ قال: وربما سمي الحَجَر الأَسفل بذلك.
وفي حديث علي: وتَدُقُّهم الفِتَن دَقَّ الرَّحَى بثِفالها، هو من ذلك، والمعنى أَنها تَدُقُّهم دَقَّ الرَّحَى للحَبِّ إِذا كانت مُثْفَّلة ولا تُثَفَّل إِلاَّ عند الطَّحن.
وفي حديثه الآخر: اسْتَحارَ مَدَارُها واضطرب ثِفَالها.
وفي حديث غزوة الحديبية: من كان معه ثُفْل فَلْيَصْطَنِع؛ أَراد بالثُّفْل الدقيقَ والسويق ونحوهما، والاصطناع: اتخاذ الصَّنِيع، أَراد فليَطْبُخ وليختبز؛ ومنه كلام الشافعي، رضي الله عنه، قال: وبيَّن في سنَّته، صلى الله عليه وسلم، أَن زكاة الفطر من الثُّفْل مما يَقْتات الرجلُ، ومما فيه الزكاة، وإِنما سُمِّي ثُفْلاً لأَنه من الأَقوات التي يكون لها ثُفْل بخلاف المائعات؛ ومنه الحديث: أَنه كان يحب الثُّفْل؛ قيل: هو الثريد؛ وأَنشد: يحلف بالله، وإِن لم يُسْأَل: ما ذاق ثُفْلاً منذُ عام أَول ابن سيده: الثُّفْل والثِّفَال ما وقيت به الرحى من الأَرض، وقد ثَفَّلَها، فإِن وُقيَ الثِّفَالُ من الأَرض بشيء آخر فذلك الوِفَاض، وقد وَفَّضها.
وبعير ثَفَال: بَطِيء، بالفتح.
وفي حديث حذيفة: أَنه ذكر فتنة فقال: تكون فيها مثل الجَمَل الثَّفَال وإِذا أُكْرِهْت فتباطأْ عنها؛ الثَّفَال: البطيء الثقيل الذي لا يَنْبعث إِلاَّ كَرْهاً، أَي لا تتحرك فيها؛ قال ابن بري: وكذلك الثافل؛ قال مدرك: جَرُورُ القِيَادِ ثافِلٌ لا يَرُوعُه صِيَاحُ المُنَادِي، واحْتِثاثُ المُرَاهِن وفي حديث جابر: كنت على جمل ثَفَال.
والثَّفْلُ: نَثْرُك الشيء كله بمرَّة.
والثِّفالة: الإِبريق.
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه: أَنه أَكل الدَّجْر وهو اللُّوبِياء ثم غَسَل يديه بالثِّفَالة، وهو في التهذيب الثِّفال، قال ابن الأَعرابي: الثِّفال الإِبريق؛ وذكره ابن الأَثير في النهاية بالكسر والفتح: الثِّفال الإِبريق. أَبو تراب عن بعض بني سليم: في الغِرَارة ثُفْلة من تمر وثُمْلة من تمر أَي بَقِيَّةٌ منه.

كثث (لسان العرب) [0]


كَثَّ الشيءُ (* قوله «كث الشيء إلخ» من باب ضرب كما ضبط في المحكم ومن باب تعب لغة صرح بهما في المصباح.
ومقتضى القاموس أَنه بضم عين المضارع، وسكت عليه الشارح لكنه مخالف لما صرح به غيره.) كَثاثةً: أَي كَثُفَ.
وكَثَّتِ اللحيةُ تَكَثُّ كَثَثاً، وكَثاثَةً، وكُثُوثةً، ولحية كَثَّة وكَثَّاء: كَثُرت أُصولُها، وكَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعُدَتْ، فلم تَنْبَسِطْ، والجمع: كِثاثٌ.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان كَثَّ اللحية؛ أَراد كَثرةَ أُصولها وشعرها، وأَنها ليست بدقيقة، ولا طويلة، وفيها كَثافة.
واسْتَعْمَلَ ثعلبةُ بنُ عُبَيْد العَدَويُّ الكَثَّ في النخل، فقال: شَتَتْ كَثَّةُ الأَوْبار، لا القُرَّ تَتَّقِي، ولا الذِّئْبَ تَخْشَى، وهي بالبَلَدِ المَقْصِي عَنى . . . أكمل المادة بالأَوْبار ليفَها، وإِنما حمله على ذلك، أَنه شبهها بالإِبل.
ورجلٌ كَثٌّ، والجمع: كِثاثٌ.
وأَكَثَّ كَكَثَّ.
وقد تكون الكَثاثةُ في غير اللحية من منابت الشعر، إِلا أَن أَكثر استعمالهم إِياه في اللحية.
وامرأَة كَثَّاءٌ وكَثَّةٌ إِذا كان شَعَرُها كَثّاً.
وقال ابن دريد: لحية كَثَّة كثيرةُ النَّباتِ، قال: وكذلك الجُمَّة، والجمع: كِثاثٌ؛ وأَنشد عن عبد الرحمن عن عمه: بحَيْثُ ناصَى اللِّمَم الكِثاثا، مَوْرُ الكَثيبِ، فَجرى وحاثَا يعني باللِّمم الكِثاثِ: النباتَ.
وأَراد بحَاثَ: حَثَا، فَقَلَبَ.
وقومٌ كُثٌّ، بالضم: مثل قولك رجل صُدُقُ اللقاء، وقوم صُدُقٌ. الليث: الكَثُّ والأَكَثُّ: نَعْتُ كَثِيثِ اللِّحْية، ومصدَرُه: الكُثُوثَةُ. أَبو خيرة: رجلٌ أَكثُّ، ولحيةٌ كَثَّاءُ بَيِّنَة الكَثَثِ، والفعل: كَثَّ يَكَثُّ كُثوثة.
والكَثْكَثُ، والكِثْكِثُ، مثلُ الأَثلَبِ والإِثلِبِ: دُقاقُ التراب، وفُتاتُ الحجارة؛ وقيل: التُّرابُ مع الحجر؛ وقيل: التُّراب عامَّة.
والكَثْكَثُ: الحجارة.
وقالوا: بفيه الكَثْكَثُ والكِثكِثُ، كقولك: بفيه الترابُ والحجَرُ.
وحكى اللحياني: الكَثْكَثَ له والكِثْكِثَ، قال: فنصب، كأَنه دعاء، يعني أَنهم نصبوه نَصْبَ المصادر المَدْعُوِّ بها، شبَّهوه بالمصدر، وإِن كان اسماً. أَبو خَيرة: من أَسماء التراب الكَثْكَثُ، وهو التراب نفسُه، والواحدة بالهاء.
ويقال: الكَثَاكِثُ. الليث: الحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كلاهما: الحجارة؛ قال رؤبة: مَلأْتُ أَفْواهَ الكِلابِ اللُّهَّثِ، من جَنْدَلِ القُفِّ، وتُرْبِ الكِثْكِثِ وفي الحديث: أَنه مَرَّ بعبد الله بن أُبَيٍّ، فقال: يَذْهَبُ محمدٌ إِلى مَن أَخْرَجَه من بلاده، فأَما مَن لم يُخْرِجْه، وكان قُدُومُه كَثَّ مُنْخُرِه، فلا يغشاه. قال ابن الأَثير: أَي كان قُدومُه على رَغْمِ أَنفه، يعني نفسَه، وكأَنَّ أَصله من الكِثْكِثِ التراب.
وفي حديث حُنين: قال أَبو سفيان عند الجَوْلة التي كانت من المسلمين: غَلَبَتْ والله هوازنُ، فقال له صَفْوانُ بن أُميَّة: بفيك الكِثْكِثُ، هو بالكسر والفتح، دُقاقُ الحَصَة والترابُ؛ ومنه الحديث الآخر: وللعاهِرِ الكِثْكِثُ. قال ابن الأَثير: قال الخطَّابيُّ: قد مَرَّ بمسامعي ولم يَثبُتْ عندي.
والكَثَاثاء: الأَرضُ الكثيرة التراب. التهذيب، ابن شميل: الزِّرِّيعُ والكاثُّ واحدٌ، وهو ما يَنْبُتُ مما يَتَناثَرٌ من الحَصِيد، فيَنْبُتُ عاماً قابلاً.
وقال الأَزهري: لا أَعرف الكاثَّ.

عفا (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَفاءُ بالفتح والمدّ: التراب.
وقال صفوان بن محرز: إذا دخلتُ بيتي فأكلتُ رغيفاً وشربتُ عليه ماءً فعلى الدنيا العفاء.
وقال أبو عبيدة: العفاءُ: الدروسُ، والهلاكُ.
وأنشد لزهير يذكر داراً:
على آثارِ من ذهب العَفاءُ      تحمَّلَ أهلها عنها فبـانـوا

قال: وهذا كقولهم: عليه الدَبارُ، إذا دعا عليه أن يُدبِر فلا يرجع.
والعِفاءُ بالكسر والمد: ما كثُر من ريش النعام ووبَر البعير. يقال: ناقة ذات عِفاءٍ.
والعَفْوُ: الأرضُ الغُفْلُ التي لم توطأ وليست بها آثار. قال الشاعر:
إن يَهْبِطوا العَفْوَ لم يوجد لهم أثَرُ      قبيلةٌ كشِراكِ الـنَـعْـلِ دارِجةٌ

والعَفوُ والعُفْوُ والعِفْوُ: الجحش.
وكذلك العَفا بالفتح والقصر، والأنثى عَفْوَةٌ.
وعَفْوُ المالِ ما يفضل عن النفقة. يقال: أعطيته عفو . . . أكمل المادة المال، يعني بغير مسألة. قال الشاعر:
ولا تنطُقي في سورَتي حين أغضبُ      خُذي العَفْوَ منِّي تستديمي مـودَّتـي

وعِفْوَةُ الشيء بالكسر: صفوته. يقال: ذهبتْ عِفْوَةُ هذا النبت أي لينه وخيره.
وأكلت عِفْوَةَ الطعام والشراب، أي خياره.
ويقال: اعْفِني من الخروج معك، أي دعني منه.
واسْتعْفاه من الخروج معه، أي سأله الإعفاء منه.
وعافاه الله وأعْفاه بمعنًى، والاسم العافِيَةُ.
والعافِيَةُ: كلُّ طالبِ رزقٍ من إنسانٍ أو بهيمةٍ أو طائرٍ.
وعافِيَةُ الماء وارِدَتُهُ.
والعِفاوَةُ بالكسر: ما يرفع من المرق أوَّلاً يُخَصُّ به من يُكرم. قال الكميت:
وكاعِبُهُمْ ذاتُ العِفاوَةِ أسْغَبُ      وبات وليدُ الحيّ طيَّانَ ساغباً

تقول منه: عَفَوْتُ له من المرق، إذا غرفت له أوَّلاً وآثرتَه به. العِفاوَةُ بالكسر: أوَّل المرق وأجوده، والعُفاوة بالضم: آخره، يردُّها مستعير القِدر مع القدر. يقال منه: عَفَوتُ القِدر، إذا تركتَ ذلك في أسفلها.
وأنشد لعوفِ بن الأحوص الباهليّ:
إذا ردَّ عافي القِدر من يستعيرُها      فلا تسأليني واسألي عن خليقتـي

وقال الأصمعيّ: العافي: ما ترك في القدر.
وأنشد هذا البيت.
وعَفَتِ الريحُ المنزلَ: درَسَتْه.
وعفا المنزل يَعْفو: دَرَسَ، يتعدَّى ولا يتعدَّى.
وتَعَفَّتِ الدرّ: دَرَسَتْ.
وعفَّتُها الريح، شدّد للمبالغة.
وقال:
لأسماءَ عَفي آيهُ المورُ والقَطْرُ      أهاجَكَ ربعٌ دارِسُ الرسم باللِوى

ويقال أيضاً: عَفَّى على ما كان منه، إذا أصلح بعد الفساد.
والعُفِيُّ: جمع عافٍ، وهو الدارس.
وعَفَوْتُ عن ذنبه، إذا تركته ولم تعاقبْه.
والعَفُوُّ، على فَعولٍ: الكثير العَفْوِ.
وعَفا الماء، إذا لم يطرقه شيءٌ يكدِّره.
وعَفا الشَعر والبنتُ وغيرهما: كثُر.
ومنه قوله تعالى: "حَتَّى عَفَوُا" أي كثروا وعفَوْتُهُ أنا وأعْفَيْتُهُ أيضاً، لغتان، إذا فعلتَ ذلك به.
والعافي: الطويل الشَعر.
وعَفَوْتُهُ، أي أتيتُه أطلب معروفُه.
وأعْتَفَيْتُهُ مثله.
والعُفاةُ: طلاّب المعروف، الواحد عافٍ.
وقد عَفا يَعْفو.
وفلانٌ تَعْفوهُ الأضيافُ وتَعْتَفيه الأضياف، وهو كثير العُفاةِ وكثير العافِيَةِ، وكثير العُفَّى.

تيس (العباب الزاخر) [0]


التَّيس: الذَّكَرُ من الظَّباء والمَعَزِ والوعول، والجمع: تُيُوس وأتياس وتِيَسَة، قال مالك بن خالد النخاعي يصف رأسَ شاهِقَة:
من فوقه أنسُرٌ سودٌ وأغْرِبَةٌ      وتَحتَهُ أعْنُزٌ كُلْفٌ وأتياسُ

وقال أبو زيد: إذا أتى على وَلَدِ المِعزي سَنَةٌ فالذَّكَرُ تَيْسٌ. والتَّيّاسُ: الذي يُمسِكُ التَّيْسَ، ومنه قول عبد الله بن صفوان بن أُميّة لأبي حاضر الأُسَيِّدِي: عُهَيْرَةٌ تَيّاسٌ.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع ه ر. والوليد بن دينار: التَّيّاس البصريُّ؛ عن الحسن البصريِّ، حديثُه مُنقَطِعٌ، ذَكَرَهُ البخاري في تاريخِه. والمَتْيُوْساءُ: التُّيُوْسُ. وعَنْزٌ تيساءَ بين التَّيسِ -بالتحريك-: وهي التي يُشبِهُ قرناها قَرنَي الوعل الجبلي في طولهما. وتِيَاس -بالكسر-: موضِع التقى به بنو سعد وبنو عمرو، فكان . . . أكمل المادة الظَّفَرُ لبني عمرو، قال أوس بن حجر:
ومثل ابنِ عَثْمٍ إنْ دخولٌ تُذُكِّرَتْ      وقتلى تِياسٍ عن صِلاحٍ تُعَرِّبُ

تُعَرِّبُ: أي تُفْسِد. وقيل: تِياسَان: علمان كل واحد منهما يسمّى تِياساً شماليَّ قَطَنٍ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:
من بعد ما نَزَّ تُزْجِيهِ موَشَّحَة      أخلى تِياسٌ عليها فالبَراعِيمُ

ويقال: التياسان نجمان، وأنشد ابن الأعرابي:
يَلْقَحُها المِجْدَحُ أيَّ لَقْحِ     


المِجْدَحُ: الدَّبَران، والنَّطح: أوَّل منازل القمر. ويقال: في فلان تَيْسِيَّة، وناس يقولون: تَيْسُوْسِيَّة وكَيْفُوْفِيَّة والأُولى أَوْلى.
ورِجْلَةُ التَّيْسِ: موضع بين الكوفة والشَّامِ. وتِيْسِي: كلمة تقال في معنى الإبطال للشيء. ويقال للضَّبْعِ: تِيْسِي جَعَارِ، فكأنه قال لها: كَذَبْتِ يا خارِئةُ. وقال أبو زيد: يُقال: احْمُقي وتِيْسِي؛ للرَّجُلِ إذا تكلَّمَ بحُمْقٍ أو بما لا يُشبهُ شيئاً. وقال ابنُ فارس: تِيسِي: لَعنَةٌ أو سُبَّةٌ. وقال ابنُ عبّاد: يقال في زجر التَّيْسِ لِيَرْجِعَ: تِسْ تِسْ.
وتَيَّسَ الرجُل فَرَسَه: أي راضه وذلَّله، وكذلك تيَّسَ جمله.
وفي حديث عَليٍّ -رضي الله عنه-: أنّه لمّا غَلَبَ على البصرة قال أصحابُه: بِمَ تَحِلُّ لنا دِماؤهم ولا تَحِلُّ لنا نِساؤهم وأموالهم، فَسَمِعَ بذلك الأحنف فدخل عليه فقال: إنَّ أصحابك قالوا كذا وكذا، فقال: لأَيْمُ الله لأُتَيِّسَنَّهُم عن ذلك. أي لأرُدَّنَهُم ولأبطِلِنَّ قولهم، وكأنَّه من قولهم: تِيْسِي جَعَارِ، لِمَن أتى بكلمة حمق: أي كُوني كالتَّيسِ في حُمقِه.
والمعنى: أتَمَثَّلَنَّ لهم بهذا المثل ولأقولنَّ لهم هذا بعينه، كما يقال: فديته وسقيته: إذا قلت له فدّيْتُك وسقاك الله، وتَعْدِيَتُه ب"عَنْ" لِتَضَمُّن معنى الرَّدِّ. ويقال: اسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ؛ كما يُقال: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واسْتَضْرَبَ العَسَلُ واسْتَنْسَرَ البُغِاثُ: أي صارَت كالتَّيْسِ في جُرأتِها وحركتها، يُضْرَب للرجُل الذليل يتعزَّزُ. وقال ابنُ عبّاد: بين القوم مُتَايَسَةٌ وتِيَاسٌ: أي مُمَارَسَةٌ ومُكابَسَةٌ ومُدافَعَةٌ.

نمس (العباب الزاخر) [0]


نامُوْسُ الرَّجُل: صاحِبُ سِرِّه الذي يُطلعُه على باطِنِ أمْرِه ويَخُصُّه بما يَسْتُرُه عن غَيْرِه. وأهل الكِتاب يُسَمُّونَ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- النّامُوسُ الأكبَر.
وفي الحديث: أنَّ وَرَقَة بن نَوْفَل قال لِخَديجَة -رضي الله عنها- لَمّا قَصّت عليه مُلاقاةَ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وغَطَّه إيّاه: لئنْ كانَ ما تَقولِيْنَ حَقّاً إنَّه لَيَأْتِيَه النّامُوْسُ الذي كانَ يأتي موسى -صلوات الله عليه-.
وكان ابن عَم خَدِيْجَةَ -رضيَ الله عنها، وكانَ نَصْرانِيّاً وقد قَرَأَ الكُتُبَ. والنامُوْس -أيضاً-: الحاذِق. والنامُوْس: الذي يَلْطُفُ مَدْخَلُه، قالَه الأصمَعيّ، قال رؤبة:
بِعَشْرِ أيْديهِنَّ والضُّـغْـبُـوسـا      حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا


والنامُوْس -أيضاً-: قَتْرَةُ الصائد، قال مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَة اليَرْبُوعيّ . . . أكمل المادة رضي الله عنه:
لاقى على جَنْبِ الشَّرِيْعَةِ لاطِئاً      صَفْوَانَ في نامُوسِهِ يَتَطَلَّـعُ

ويُروى: كارِزاً. والنامُوْسَة: عِرِّيْسَةُ الأسَدِ، ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب -رضي الله عنه-: أسَدُ في ناموسَتِه.
وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ت م ر. والنامُوْس والنَمّاس: النَّمّام. والنامُوْس: الشَّرَك، لأنَّه يُوارى تحت الأرض. ونَمَسْتُ السِّرَّ أنْمِسُه -بالكسر- نَمْساً: كتَمتُه. والنامُوْس -أيضاً-: ما تَنَمَّسَ به الرِجال مِنَ الاحْتِيال. والنِّمْس -بالكسر-: دُوَيْبَة عَريضَة كأنَّها قِطْعَةُ قَديدٍ، تكون بأرْضِ مِصْرَ، تَقْتُلُ الثُّعْبانَ. والنَّمَسُ -بالتحريك-: فَسَاد السَّمْنِ، وقد نَمِسَ -بالكسر-: أي فَسَدَ. والأنْمَسُ: الأكْدَرُ، ومنه يقال للقَطا: نُمْسٌ- بالضم-؛ لِلَوْنِها، ورَوى أبو سعيد قولَ حَميد بن ثَور رضي الله عنه:
كَنَعائِمِ الصَّحْراءِ في داوِيَّةٍ      يَمْحَصْنَها كَنَواهِقِ النُّمْسِ

بِضَمِّ النون، وفَسَّرَها بالقَطا، ورَواه غيرُه: بالنِّمْسِ -بالكسر- وقال: هو دُوَيْبَة كالدَّلَقِ؛ أسْوَدُ الجِلْدِ؛ يُشْبِهُ السَّمُّوْرَ.
وقيل جَمْعُ النِّمْسِ- بالكسر-: نُمْسٌ بالضَّمِّ. وقال ابن الأعرابيّ: أنْمَسَ بَيْنَهُم: أي أرَشَّ، وأنشد:
ولكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُـم      رَفُوْءٌ لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ

رَفُوْءٌ لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ

قال شَمِر: نَمَلَ وأنْمَلَ: إذا نَمَّ. رَفُوْءٌ: مُصْلِحٌ.
وقال يصف الرِّكَابَ:
يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَـبَّـسٍ      تَنْمِيْسَ نامُوسِ القَطا المُنَمِّسِ

يقول: يَخْرُجْنَ من بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأعلامِ يَشْتَبِهُ على مَنْ يَسْلُكُه كما يَشْتَبِهُ على القَطا أمرُ الشَّرَكِ الذي يُنْصَب له. والتَّنْمِيْس: التَّلْبيس. ونامَسْتُ الرَّجُلَ سارَرْتُه، قال الكُمَيْت:
فَضُمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما      تَهِيْجَونَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ النوابسا


يَزيد: هو يَزيد بن خالد بن عبد الله، ومُنْذِر: هو مُنْذِر بن أسَدِ بن عبد الله، وعمُّهُما: هو إسماعيل بن عبد الله أخو خالِد، والمُسْتَسِرَّ المُنامِس: هو خالِد بن عبد الله. والمُنامِس: الدّاخِل في الناموس وهو قُتْرَة الصّائِد. وانَّمَسَ الرَّجُل: أي اسْتَتَرَ، وهو انْفَعَلَ. والتركيب يدل على سَترِ شَيْءٍ؛ وعلى لونٍ من الألوان؛ وعلى فَسادِ شَيْءٍ مِنَ الأشياء.

الحُكْمُ (القاموس المحيط) [0]


الحُكْمُ، بالضم: القَضاءُ
ج: أحْكامٌ،
وقد حَكَمَ عليه بالأمْرِ حُكْمَاً وحُكومَةً،
و~ بَيْنَهُم كذلك.
والحاكِمُ: مُنَفِّذُ الحُكْمِ،
كالحَكَمِ محرَّكَةً
ج: حُكَّامٌ.
وحاكَمَهُ إلى الحاكِمِ: دعَاهُ وخاصمَهُ.
وحَكَّمَهُ في الأمْرِ تَحْكيماً: أمَرَهُ أن يَحْكُمَ فاحْتَكَمَ.
وتَحَكَّمَ: جازَ فيه حُكْمُه،
والاسْمُ: الأُحْكُومَةُ والحُكومَةُ.
وتَحَكُّمُ الحَرُورِيَّةِ: قولُهُم لا حُكْمَ إلاَّ للهِ.
والحَكَمانِ، محرَّكةً: أبو مُوسَى الأشْعَرِيُّ، وعَمْرُو بنُ العاصِ.
وحُكَّامُ العَرَبِ في الجاهِلِيَّةِ: أكْثَمُ بنُ صَيْفِيٍّ، وحاجِبُ بنُ زُرارَةَ، والأقْرَعُ ابنُ حابِسٍ، ورَبيعةُ بنُ مُخاشِنٍ، وضَمْرَةُ بنُ أبي ضَمْرَةَ لتَميمٍ، وعامِرُ بنُ الظَّرِبِ، وغَيْلانُ بنُ سَلَمَة لِقَيْسٍ، وعبدُ المُطَّلِبِ، وأبو طالِبٍ، والعاصي بنُ وائِلِ، والعَلاءُ بنُ حارِثَةَ لقُرَيْشٍ، ورَبيعَةُ بنُ حِذارٍ . . . أكمل المادة لأَسَدٍ، ويَعْمُرُ بنُ الشَّدَّاخِ وصَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ، وسَلْمَى ابنُ نَوْفَلٍ لِكِنانَةَ.
وحَكِيماتُ العَرَبِ: صُحْرُ بنتُ لُقْمانَ، وهِنْدُ بنتُ الحَسَنِ، وجُمْعَةُ بنتُ حابِسٍ، وابنةُ عامِرِ ابن الظَّرِبِ.
والحِكْمَةُ، بالكسر: العَدْلُ، والعِلْمُ، والحِلْمُ، والنُّبُوَّةُ، والقُرْآنُ، والإِنْجِيلُ.
وأحْكَمَهُ: أتْقَنَه فاسْتَحْكَمَ، ومَنَعه عن الفَسادِ،
كحَكَمَه حَكْمَاً،
و~ عن الأمْرِ: رَجَعَه فَحَكَمَ، ومنَعهُ مما يُريدُ،
كحَكَمَه وحَكَّمَهُ،
و~ الفَرَسَ: جَعَلَ للِجامِهِ حَكَمَةً،
كحَكَمَهُ.
والحَكَمَةُ، محرَّكةً: ما أحاطَ بِحَنَكَي الفَرسِ من لِجامِه وفيها العِذارانِ،
و~ من الإِنسانِ: مُقَدَّمُ وَجْهِه، ورأسُه، وشأنُه، وأمْرُه،
و~ من الضائِنَة: ذَقَنُها، والقَدْرُ، والمَنْزِلَةُ.
وسُورَةٌ مُحْكَمَةٌ: غَيْرُ مَنْسوخَةٍ.
والآياتُ المُحْكَماتُ: {قُلْ تَعَالوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ} إلى آخِرِ السورةِ، أو التي أُحْكِمَتْ فلا يَحْتاجُ سامِعُها إلى تأوِيلِها لِبيانِها، كأَقاصِيصِ الأَنْبِياءِ.
وكمُحَدِّثٍ في شِعْرِ طَرَفَةَ: الشيخُ المُجَرَّبُ، وغَلِطَ الجوهَرِيُّ في فتحِ كافِهِ.
والمُحَكَّمونَ: من أصْحَابِ الأخْدُودِ، يُرْوَى بالفتحِ والكسرِ، ومَعْناهُ: المُنْصِفُ من نَفْسِهِ، وهم قَوْمٌ خُيِّرُوا بينَ القَتْلِ والكُفْرِ، فاخْتاروا الثَّباتَ على الإِسْلاَمِ والقَتْلَ.
والحَكَمُ، مُحرَّكةً: الرَّجُلُ المُسِنّ، ومِخْلافٌ باليَمَنِ، وزُهاءُ عشرين صَحابِيَّاً، وثَلاثينَ مُحدِّثاً.
وكأميرٍ: ابن أُمَيَّةَ، وابنُ جَبَلَةَ، وابنُ حزامٍ، وابنُ حَزْنٍ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ طَلِيقٍ، وابنُ مُعاوِيةَ: صحابيُّونَ، وزُهاءُ عشرينَ مُحدِّثاً.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ سَعْدٍ، وابنُ مُعاوِيَةَ ابنِ عَمَّارٍ، وابنُ عبدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ،
ووَلَدُهُ الصَّلْتُ بنُ حُكَيْمٍ،
وابنُ عَمّهِ حُكَيْمُ بنُ مُحمدٍ: مُحدِّثونَ.
وكجُهَيْنَةَ: بنتُ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّةُ: صحابِيَّةٌ، وبنتُ أُمَيْمَةَ: تَابعيَّةٌ، وكسَفينَةٍ: عليُّ بنُ يَزيدَ بنِ أبي حَكيمَةَ، ومُحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي حَكِيمَةَ: مُحَدِّثانِ، وكشَدَّادٍ: ابنُ أسْلَمَ الكِنانِيُّ ثِقَةٌ، وسَعْدُ بنُ أحْكَمَ، كأَحْمَدَ: تابعيٌّ.
وحَكْمانُ، كسَلْمانَ: اسمٌ،
وع بالبَصْرَةِ، سُمِّيَ بالحَكَمِ ابنِ أبي العاصِ.
وحَكْمون: اسمٌ.
والحَكَّامِيَّةُ: نَخْلٌ لبني حَكَّامٍ، كشَدَّادٍ، باليَمامةِ.
وكمُعَظَّمٍ: مُحَكَّمُ اليَمامةِ، قَتَلَهُ خالدُ بنُ الوَليدِ.
وذو الحُكُمِ، بضمتين: صَيْفيُّ بنُ رَبَاحٍ، والِدُ أكَثْمَ بنِ صَيْفِيٍّ.

معط (العباب الزاخر) [0]


الليثُ: المعْطُ: مد الشيء.
ومَعَطتُ الشعرَ من راس الشاةِ ونحوها: إذا مددته فنتفتهُ أجمعَ. وقال إبراهيم الحربيُ -رحمه اللّه-: حدثنا يوسف بن بهلولٍ قال: حدثنا ابن إدريس عن أبي إسحاق: أن وهرزَ أوتر قوسه ثم مَعَطَ فيها حتى إذا ملأها أرسلَ نشابتهَ فأصابت مسروق بن أبرهةَ. ومَعَطَتُ السيفَ: سَللتهُ من غمده. والمعَطُ: ضربُ من النكاح، يقال معطها: إذا نكحها. ومعطتَ الناقةُ بولدها: رمت به. ومَعَطَ بها: حبقَ. وأبو مُعيط: أبو عُقبةَ بن أبي مُعيط، اسمه أبانٌ. وقال ابنُ دريدٍ: مُعيطٌ: موضعٌ، هكذا هو بخط الأرزني في الجمهرةَ: بضم الميم مصغراً، وبخط ابي سهلِ الهروي في الجمهرة: معيط بفتح الميم وكسرِ العين، وأخشى أن يكونا تصحيفي: مَعْيطَ بفتح . . . أكمل المادة الميم وسكون العين. وأبو مُعطةَ: من كُنى الذئب. ورجلٌ أمعطُ بين المعطِ: وهو الذي لا شعر على جسده.  والذئبُ الأمعطُ: الذي قد تساقط شعرهُ.
وقال الليثُ: يقال: معطَ الذئبُ؛ ولا يقال مَعِطَ شعرهُ. قال: ويقال ذئبٌ أمعطُ؛ تصفه بالخبثِ، وإنما أصلهُ على ما فسرناه، ولكنهم وصفوه بأنه أخبثُ من غيرهِ؛ لأن شعره يتمرط فيتأذى بالبعوض والذباب فيخرجُ على أذىً شديدٍ وجوعٍ فلا يكاد يسلمُ منه ما اعترض له. وتقولُ: لِصَ أمعطُ ولُصوصٌ مُعُطٌ: يشبهون بالذئابِ لخبثهم. ويستعملُ في غير الذئبِ واللص، وأنشد الأصمعي يصفُ القطا:
وقبلَ مُشْتالِ الذُنابى أمْرَطِهْ      أحص ما فوق أمْعَطِهْ

وفي الحديث: أن عائشة -رضي اللّه عنها- قالت لرسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم-: لو أخذت ذاة الذئبِ منا بذنبها، قال: إذن أدعها كأنها شاةٌ مَعَطاءُ. ويقال: أرضٌ مَعْطَاءُ: لا نباتَ فيها، وكذلك: رملٌ أمْعَطُ ورِمالٌ مُعْطٌ، قال الرماحُ بن أبرد وهو ابن ميادةَ:
إلى الوَليدِ أبي العباسِ ما عَمِلـتْ      من دونهاِ المُعْطُ من بَيانَ والكُثُبُ

أعمل "إذن" لكونها مبتدأة وكون الفعلِ مُستقبلاً.
ومعنى "أدعها" أجعلها، كما استعمل التركُ بهذا المعنى، والكافُ مفعولٌ ثانٍ. وأمْعَطُ: اسمُ موضعِ، قال الراعي:
يخرجنَ بالليلِ من نقْعِ له عُرُفٌ      بقاعِ أمعطَ بين الحزنِ والصيرِ

وقال ابن الأعرابي: المعَطاءُ: السوءةُ وماعِطٌ: من الأعلامَ. وامتعطَ سيفهَ: أي استله؛ مِثلُ مَعَطَه. وقال ابن دريدِ: مر فلانٌ برمحه مركوزاً فامتعطهَ. وقال غيرهُ: امتعطَ النهارُ وامتغطَ: أي أرتفعَ وامتعطَ شعرهُ وتمعطَ وامعطَ -على انفعلَ-: أي تمرطَ وتساقطَ، وفي الحديث: أن فتاةً اشتكت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوه فلعن رسولُ اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- الواصلة والمستوصلةَ. وقال الليثُ في صفةِ النبي -صلى اللّه عليه وسلم-: لم يكن بالطويلِ المعطِ، قال: وبعضهم يرويه بالغين، وكذلك ذكره إبراهيم الحربي -رحمه اللّه- بالعين المهملةِ، وقد ذُكر الحديث بتمامه في تركيبِ ص ب ب، ومعنى المُمعِطِ والمُمغِطِ: البائنُ الطولِ. ويقالُ -أيضاً-: أمعط الحبلُ وغيرهُ: أي انجرد.
وأمعط وأمغط: إذا طال وامتد. والتركيبُ يدلُ على تجردِ الشيءِ وتجريدهِ.

وجح (لسان العرب) [0]


وَجَحَ الطريقُ: ظهر ووَضَحَ.
وأَوْجَحَتِ النارُ: أَضاءَت وبدت.
وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً: اتَّضَحَتْ.
وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ، واختار ابن الأَعرابي الفتح، وحكى اللحياني: ما دونه أُجاح وإِجاح؛ عن الكسائي.
وحكي: ما دونه أَجاحٌ؛ عن أَبي صفوان، وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو.
وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره، وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات؛ قال: أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ببَرْزٍ، ليس بينهمُ وَجاحِ والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة.
والمُوجَحُ: المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره.
والوَجَحُ: المَلْجَأُ، وكذلك الوَجِيحُ؛ وأَنشد: فلا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا، ولا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآيِلِ وقال حميد . . . أكمل المادة بن ثور: نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا، ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَجَعْ قال: وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ، كذلك قرئ بخط شمر.
وأَوْجَحه البولُ: ضَيَّقَ عليه.
وروي عن عمر، رضي الله تعالى عنه، أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال: من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَِحٌ، وفي رواية: فلا يصلِّ مُوجَِحاً، قيل: وما المُوجحُ؟ قال: المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ، يعني مُضَيَّقاً عليه؛ قال شمر: هكذا روي بكسر الجيم، وقال بعضهم: مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه؛ قال: وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه، فقال: هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل.
وأَوْجَحَ البيتَ: سَتَرَه؛ قال ساعدة بن حؤية الهذلي: وقد أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ، زانَه فِراشٌ، وخِدْرٌ مُوجَحٌ، ولَطائمُ وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال: المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ، وثوب متين كثيف.وثوب مُوجَحٌ: كثير الغزل كثيف.
وثوب وَجِيحٌ ومُوجَحٌ: قوي، وقيل: ضَيِّق مَتِين؛ قال شمر: كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك. قال: ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر؛ وقد أَوجَحَه بوله، فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه.
والمُوجِحُ: الذي يُخْفي الشيء ويستره، مِن الوِجاحِ وهو السِّتْر فشبه به ما يجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء.
وروي عن أَبي معاذ النحوي: ما بيني وبينه جَاحٌ بمعنى وِجاح. الفراء: ليس بيني وبينه وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي ليس بيني وبينه سِتْر؛ قال أَبو خَيْرَةَ: جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ في مُوجَحٍ مَغِصٍ، أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهازِيلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ.
وأَضيافه: قِرْدانُه. الجوهري: الرِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ: قال القَطَامِيُّ: لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا قال: وربما قلبوا الواو أَلفاً وقالوا: أُجاح وإِجاح وأَجاح. الأَزهري في ترجمة جوح: والوَِجاحُ بقية الشيء من مال وغيره؛ وطريق مُوجِحٌ مَهْيَعٌ. قال الأَزهري: المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاء على الجيم فإِن صحت الرواية فلعلهما لغتان، وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل.
والمُوجِحُ: الذي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو المَلْجَأُ؛ قال الأَزهري: وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقدي: أَتَتْرُكُ أَمرَ القومِ فيهم بَلابِلٌ، وتَتْرُكُ غيظاً كان في الصدرِ مُوجِحا؟ قال شمر: رواه موجحاً، بكسر الجيم.
والوَجَحُ: شبه الغار؛ وقال: بكلِّ أَمْعَزَ مها غير ذي وَجَحٍ، وكلَّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ.
والوَجاحُ: الصَّفا الأَمْلَسُ؛ قال الأَفْوَهُ: وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ، كأَن مُتُونَها فيها الوَجاحُ ويقال للماء في أَسفل الحوض إِذا كان مقدار ما يستره: وَجاحٌ: ويقال: لقيته أَدنى وَجاحٍ (* قوله «لقيته أَدنى وجاح» كذا بضبط الأصل بفتح الواو، وبهامش القاموس ما نصه: ضبطه الشارح بالضم وعاصم بالفتح اهـ.) لأَوّلِ شيء يُرَى.
وباب موجوحٌ أَي مردود.
ويقال: حَفَرَ حتى أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة.

ربب (الصّحّاح في اللغة) [0]


رَبُّ كلِّ شيءٍ: مالكُهُ.
والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن حِلِّزَةَ:
مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَـلاءُ      وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ

والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى.
وقال سبحانه: "كونوا رَبَّانِيِّينَ".
ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ.
ومنه قول صفوان لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ.
ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها.
ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ.
والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر:
مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ      من دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافِيَةٍ

 يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها الصَدَفُ في . . . أكمل المادة قَعْرِ الماءِ.
والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ.
والرُبَّى بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاةٌ رُبَّى بَيِّمَةُ الرِبابِ، وأَعْنُزٌ رِبابٌ.
والرابُّ: زوج الأُمِّ.
والرابَّةُ: امرأة الأب.
وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ؛ والأنثى رَبيبَة.
والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي يربِّيها الناس في البيوت لألبانها.
والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت: يقال افْعَلْ ذلك الأمرَ بُربَّانِهِ، مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر:
وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ      وإنما العيشُ بِـربـانِـهِ

وأخذت الشيء برُبَّانِهِ، أي أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً.
والرُبُّ: الطِلاءُ الخائِرُ، والجمع الرُبوبُ والرِبابُ.
ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر:
فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ      فإن كنتِ مني أو تريدين صُحْبَتي

أراد بالأَدَمِ النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته.
والمُرَبَّباتُ: الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ بالعَسَلِ.
وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ.
ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ، وتدخل عليه ما لِيُمْكِنَ أن يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: "رُبَّما يَوَدُّ الذين كَفَروا".
والرِبَّةُ بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الرِبَبُ. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ:
من دي الفوارسِ تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ      أَمْسى بِوَهبينَ مُجْتازاً لِمَـرْتَـعِـهِ

والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير، ويقال العَذْبُ. قال الراجز:
      والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ

وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم.
ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ.
ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ.
وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي لَزمَتْهُ وأقامت به، فهي إبل مَرابُّ.
وأَرَبَّتِ الناقةُ، أي لَزِمَتِ الفحلَ وأَحَبَّتْهُ.
وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي دامت.
والإرْبابُ: الدنوّ من الشيء.
والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم الألوف من الناس. قال الله تبارك وتعالى: "وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ معه رِبِّيُّونَ كَثيرٌ".
والرِبابَةُ أيضاً، بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر.
وربَّما سَمَّوا جماعَة السِهامِ رِبابة.
والرِبابَةُ أيضاً: العهدُ والميثاقُ. قال الشاعر علقمة بن عبدة:
وقبلك رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبـوبُ      وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي

ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ.
والأرِبَّةُ: أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب:
عَقْدُ الجِوار وكانوا مُعْشَراً غُدُرا      كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَـهْـزٌ وغَـرَّهُـمُ

حتف (العباب الزاخر) [0]


الحتف: الموت، يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات على فراه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: من خرج مجاهداً في سبيل الله فإن أصابته جاتحة أو لسعته دابة فمات فهو شهيد، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصاً فقد اسوجب المآب. قال عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- وهو راوي الحديث: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يعني قوله: "حتف انفه".
وفي حديث عبيد بن عمير أنه قال في السمك: ما مات منها . . . أكمل المادة حتف أنفه فلا تأكله، يعني السمك الطافي. قال القطري:
فإن أمُتْ حَتْفَ أنْفي لا أمُتْ كَمَـداً      على الطِّعَانِ وقَصْرُ العاجِزِ الكَمَدُ

قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: إنما خص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقضي رمقه، فخص الأنف بذلك لن من جهته ينقضي الرمق.
وقال غيره: إنما قيل له ذلك لأن نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه، وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما، وانتصب حتف أنفه على المصدر كأنه يل: موت أنفه، ولا يبنى من الحتف فعل.
ويقال -أيضاً-: مات حتف فيه وحتف أنفيه، قال:
إنَّما المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِيٍّ      حَتْفَ أنْفَيْهِ أو لِفِلقٍ طَحُونِ

ويحتمل أن يكون المراد: منخريه، ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه فغلب الأنف للتجاور.
وفي حديث قيلة -رضي الله عنها-: فتمثل حريث -رضي الله عنه- فقال: كنت أنا وأنت كما قال: حتفها ضأن تحمل بأظلافها.
وأصلة: أن رجلاً كان جائعاً بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة عن مديةٍ فذبحت بها، فضب مثلا لمن أعان على نفسه بسوء تدبيره. والجمع: حتوف، قال حنش بن مالك:
فَنَفْسَكَ أحْرِزْ فإنَّ الحُتُوْفَ      يَنبَأنَ بالمَرْءِ في كُلِّ وادِ

وقال لبيد- رضي الله عنه- يصف بقرة:
لِتَذُوْهُنَّ وأيْقَـنَـتْ إنْ لـم تَـذُدْ      أنْ قد أحَمَّ مَعَ الحُتُوْفِ حِمَامُها

وحية حتفة: نعت لها.
وحتيف بن السجف -مصغراً-: هو حتيف بن السجف وأسم الحتيف: الربيع، وأسم السجف: عمرو بن عبد الحارث بن طرف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد.
ونسبة أبو اليقظان فقال: هو الحتيف بن السجف بن بشير بن أدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو، وهو شاعر فارس، قال حميل بن عبدة بن سلمة بن عرادة يفخر بفعال جده الحتيف -وأم سلمة بن عرادة سلامة بنت الحتيف-:
حُتَيْفُ بن عمرو جَدُّنا كان رِفْعَةً      لِضَـبَّةَ أيّامٌ لـه ومَـآثِــرُ

وقال أبن دريد في كتاب الاشتقاق: الحنتف بن السجف في بني ضبة، وهو وهم، لأن ذلك تميمي؛ والحتيف ضبي، ووافق ابن دريد أبن الكبي. وحتيف بن زيد بن جعونة النسابة: هو أحد بني المنذر بن جهمة ن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، له مع دغفل النسابة خبر.

جرل (لسان العرب) [0]


الجَرَلُ، بالتحريك: الحِجارة وكذلك الجَرْوَلُ، وقيل: الحِجارة مع الشَّجَر؛ وأَنشد ابن بري لراجز: كُلّ وَآةٍ وَوَأًى ضافي الخُصَل مُعْتَدلات في الرِّقاق والجَرَل والجَرَل: المَكان الصُّلْب الغَلِيظ الشَّدِيد من ذلك.
ومَكانٌ جَرِلٌ والجمع أَجْرال؛ قال جرير: مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى، ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرْضٌ جَرِلة: ذات جَراوِلَ وغِلَظٍ وحجارة. قال الجوهري: وقد يكون جمع جَرَل مثل جَبَل وأَجْبال. قال ابن سيده: فأَما قول أَبي عبيد أَرض جَرِلَةٌ وجمعها أَجْرال فخطأٌ، إِلا أَن يكون هذا الجمع على حذف الزائد، والصواب البَيِّن أَن يقول مكان جَرِلٌ، لأَن فَعِلاً مما يُكَسَّر على أَفعال اسماً وصفة، وقد جَرِلَ المَكانُ جَرَلاً.
والجَرْوَل: الحِجارة، . . . أكمل المادة والواو للإِلحاق بجَعْفر، واحدتها جَرْوَلة، وقيل: هي من الحجارة مِلْءُ كَفِّ الرجل إِلى ما أَطاق أَن يَحْمِل، وقيل: الجَراولُ الحجارة، واحدتها جَرْوَلة.
والجَرْوَل والجُرْوَل: موضع من الجبل كثيرُ الحجارةُ. التهذيب: الجَرَل الخَشِن من الأَرض الكثيرُ الحجارة.
ومكان جَرِلٌ، قال: ومنه الجَرْوَل وهو من الحَجَر ما يُقِلُّه الرجل ودونه وفيه صلابة؛ وأَنشد: هُمْ هَبَطُوه جَرِلاً شَراساً، لِيَتْرُكُوه دَمِناً دَهاسا قال ابن شميل: أَما الجَرْوَل فزعم أَبو وَجْزَة أَنه ما سال به الماء من الحجارة حتى تراه مُدَلَّكاً من سيل الماء به في بَطْن الوادي؛ وأَنشد:مُتَكَفِّت ضَرِم السِّبا قِ، إِذا تَعَرَّضَتِ الجَراوِل الكلابي: وَادٍ جَرِلٌ إِذا كان كَثِير الجِرفَة والعَتَب والشجر، قال: وقال حِتْرِشٌ مَكان جَرِلٌ فيه تَعادٍ واختلافٌ، وقال غيره من أَعراب قيس: أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفة، وقَدَحٌ جَرِفٌ ورجل جَرِفٌ كذلك. الليث: والجَرْوَل اسم لبَعض السِّباع. قال الأَزهري: لا أَعرف شيئاً من السِّباع يُدْعَى جَرْوَلاً. ابن سيده: الجَرْوَل من أَسماء السِّباعِ.
وجَرْوَل بنُ مُجاشِع: رجل من العرب، وهو القائل: مُكْرَهٌ أَخْوكَ (* قوله «مكره أَخوك» كذا في الأصل بالواو وكذا أورده الميداني، والمشهور في كتب النحو: أخاك) لا بَطَل.
وجَرْوَلٌ: الحُطَيْئَة العَبْسِيُّ سمِّي الحجر؛ قال الكميت: وما ضَرَّها أَنَّ كَعباً نَوى، وفَوَّزَ من بَعْدِه جَرْوَلُ والجِرْيال والجِرْيالة: الخَمْرُ الشديدة الحُمْرة، وقيل: هي الحُمْرة؛ قال الأَعْشَى: وسَبِيئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بابلٌ، كَدَمِ الذَّبِيح سَلَبْتُها جِرْيالَها وقيل: جِرْيال الخَمْر لَوْنُها.
وسئل الأَعشى عن قوله سلبتها جريالها فقال أَي شربتها حمراء فَبُلْتُها بيضاء.
وقال أَبو حنيفة: يعني أَن حُمْرتها ظهرت في وجهه وخَرَجَت عنه بيضاءَ، وقد كَسَّرَها سيبويه يريد بها الخَمْر لا الحُمْرة، لأَن هذا الضَّرْب من العَرَض لا يُكَسَّرُ وإِنما هو جنس كالبياض والسواد.
وقال ثعلب: الجِرْيال صَفْوَة الخَمْر؛ وأَنشد: كأَنَّ الرِّيقَ مِنْ فِيها سَحِيقٌ بَيْنَ جِرْيال أَي مِسْك سَحِيق بين قِطَع جِرْيال أَو أَجزاء جِرْيال.
وزعم الأَصمعي أَن الجِرْيال اسم أَعجمي رُوميٌّ عُرِّب كأَن أَصله كِرْيال. قال شمر: العرب تجعل الجِرْيالَ لونَ الخَمْر نَفْسِها وهي الجِريالة؛ قال ذو الرمَّة: كأَنَّني أَخُو جِرْيَالةً بَابِلِيَّةٍ كُمَيْتٍ، تَمَشَّتْ في العِظامِ شَمُولُها فجعل الجِرْيالة الخَمْر بعينها، وقيل: هو لونها الأَصفر والأَحمر. الجوهري: الجِرْيال الخَمْر وهو دون السُّلاف في الجَوْدة. ابن سيده: والجِرْيال أَيضاً سُلافة العُصْفُر. ابن الأَعرابي: الجِرْيال ما خَلَص من لَوْن أَحمر وغيره.
والجِرْيَال: البَقَّم.
وقال أَبو عبيدة: هو النَّشَاسْتَج.
والجِرْيال: صِبْغ أَحمر.
وجِرْيَال الذهب: حُمْرته؛ قال الأَعْشَى:إِذا جُرِّدَتْ يَوْماً، حَسِبْتَ خَمِيصَة عَلَيْها، وجِرْيَالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصا شَبَّه شعرها بالخَمِيصة في سواده وسُلُوسَته، وجَسَدَها بالنَّضِير وهو الذهب، والجِرْيال لَوْنُه.
والجِرْيَال: فَرَس قَيْس بن زهير.

اليَسْرُ (القاموس المحيط) [0]


اليَسْرُ، بالفتح ويُحَرَّكُ: اللِّينُ، والانْقِيادُ، ويَسَرَ يَيْسِرُ
وياسَرَه: لايَنَه.
واليَسَرُ، محرَّكةً: السَّهْلُ،
كالياسِرِ.
والمُوَفَّقُ اليَسَرِيُّ: من حَنابِلَةِ الشامِ.
ووَلَدَتْهُ يَسَراً، أي: في سُهولَة، وقد أيْسَرَتْ ويَسَرَتْ.
ويَسَّرَ الرجلُ تَيْسيراً: سَهُلَتْ وِلادَةُ إبِلِهِ وغَنَمِهِ،
و~ الغَنَمُ: كَثُرَ لَبَنُها أو نَسْلُها.
واليُسْرُ، بالضم وبضمتين،
واليَسارُ واليَسارَةُ والمَيْسَرَةُ، مُثلَّثَةَ السين: السُّهولَةُ، والغِنَى.
وأيْسَرَ إِيساراً ويُسْراً: صارَ ذا غِنًى، فهو مُوسِرٌ
ج: مَياسِيرُ أو اليُسْرُ: ضدُّ العُسْرِ.
وَتَيَسَّرَ واسْتَيْسَرَ: تَسَهَّلَ.
ويَسَّرَهُ: سَهَّلَهُ، يكونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ.
والمَيْسورُ: ما يُسِّرَ، أو هو مَصْدَرٌ على مَفْعولٍ،
واليَسيرُ: القليلُ، والهَيِّنُ، وفَرَسُ أبي النَّضيرِ العَبْشَميِّ، والقامِرُ،
كاليَسُورِ.
وأبو اليَسيرِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ، وعُلْوانُ بنُ حُسَيْنٍ: محدِّثانِ.
وأبو جَعْفَرٍ، . . . أكمل المادة وهو محمدُ بنُ يَسيرٍ: شاعرٌ.
وكزُبَيْرٍ: صحابِيٌّ، وابنُ عَمْرٍو: مُخَضْرَمٌ، وابنُ عُمَيْلَةَ، ووالِدُ سُلَيمانَ الكوفيُّ التابِعِيُّ، واليُسَيْرُ بنُ موسى، أو هو بالفتح.
واليَسْرُ: الفَتْلُ إلى أسْفَلَ، وهو أن تَمُدَّ يَمينَكَ نحوَ جَسَدِكَ، والطَّعْنُ حَذْوَ وَجْهِكَ.
واليَسارُ، ويُكْسرُ، أو هو أفصح، وتُشَدَّدُ الأُولَى: نَقيضُ اليَمينِ.
ووَهِمَ الجوهريُّ، فَمَنَعَ الكسر
ج: يُسُرٌ ويُسْرٌ.
واليُسْرَى واليَسْرَةُ والمَيْسَرَةُ: خلافُ اليُمْنَى واليَمْنَةِ والمَيْمَنَةِ.
وبَسَرَنِي يَيْسِرُني: جاءَ عن يَسارِي.
وأعْسَرُ يَسَرٌ: في ع س ر.
والمَيْسِرُ: اللَّعِبُ بالقِداحِ، يَسَرَ يَيْسِرُ، أو هو الجَزُورُ التي كانوا يتقَامَرونَ عليها، كانوا إذا أرادُوا أن يَيْسِروا، اشْتَرَوْا جَزُوراً نَسيئَةً، ونَحَرُوهُ قبلَ أن يَيْسِروا، وقَسَموه ثمانِيَةً وعشرينَ قِسْماً، أو عَشَرَةَ أَقسامٍ، فإذا خرجَ وَاحِدٌ واحِدٌ باسمِ رجُلٍ رَجُلٍ، ظَهَرَ فَوْزُ من خَرَجَ لهم ذَواتُ الأَنْصِباءِ، وغُرْمُ من خَرَجَ له الغُفْلُ، أو هو النَّرْدُ، أو كلُّ قِمارٍ، وبفتح السينِ: ع، ونَبْتٌ.
واليَسَرُ، محرَّكةً: المُيَسَّرُ المُعَدُّ، والقَوْمُ المُجْتَمِعونَ على المَيْسِرِ، والضَّريبُ، وبِهاءٍ: أسْرارُ الكَفِّ إذا كانَتْ غيرَ مُلْصَقَةٍ، وسِمَةٌ في الفَخِذَيْنِ، وجَمْعُ الكُلِّ: أيْسارٌ.
ويَسَرَةُ، محرَّكةً، ابنُ صَفْوانَ: مُحَدِّثٌ.
والياسِرُ: الجازِرُ، والذي يَلِي قِسْمَةَ جَزُور المَيْسِرِ
ج: أيْسارٌ، وقد تَياسَرُوا واتَّسَرُوا يَتَّسِرونَ ويَأْتَسِرونَ.
واليُسْرُ، بالضم: ع.
وياسِرُ بنُ سُوَيْدٍ، وابنُ عامِرٍ: صَحابِيَّانِ، وجَبَلٌ تَحْتَ ياسِرَةَ لِماءَةٍ من مِياهِ أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ، ومَلِكٌ من مُلوكِ تُبَّعٍ، وذُو الحاجَتَيْنِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ ياسِرٍ، أوَّلُ من بايَعَ السَّفّاحَ، فَحَكَّمَهُ كُلَّ يَوْمٍ في حاجَتَيْنِ.
والياسِرِيَّةُ: ة بِبَغْدادَ، خرجَ منها جماعَةٌ زُهَّادٌ، ونَصْرُ بنُ الحَكَمِ، وعُثْمانُ بنُ مُقْبِلٍ الواعِظُ المُحَدِّثانِ.
ويَسارٌ: غُلامُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَتيلُ العُرَنِيِّينَ، وابنُ عبدٍ أو عَمْرٍو، وابنُ سَبُعٍ، وابنُ سُوَيْدٍ، أو عبدِ الله، وابنُ بِلالٍ، وابنُ أُزَيْهِرٍ، والرَّاعِي، والخُفافِ: صحابِيُّونَ، واسْمُ أبي الحسنِ البَصْرِيِّ، ووالِدُ عَطاءٍ، وأخَوَيْهِ: سُليمانَ، وعبدِ المَلِكِ، ووالِدُ سَعيد أبي الحُبابِ.
ومُسْلمُ بنُ يَسارٍ الطُّنْبُذِي، والبَصْرِيُّ، وابنُ أبي مَرْيَمَ، وآخَرونَ.
ويَسارٌ: راعٍ لِزُهَيْرِ بنِ أبي سُلْمَى، وفَرَسُ ذِي الغُصَّةِ حُصَيْنِ بنِ يَزيدَ، وجَبَلٌ باليَمنِ.
ودابَّةٌ حَسَنُ التَّيْسورِ والتَّيْسيرِ: حَسَنُ نقْلِ القَوائِم.
ومَيْسَرٌ، كمَقْعَدٍ: ع بالشَّامِ.
وياسُورِينُ: ع فَوْقَ المَوْصِلِ، يقالُ له: البَلَدُ.
والتَّياسُرُ: التَّساهُلُ، وضِدُّ التَّيامُنِ، والأخْذُ في جِهَةِ اليَسارِ،
كالمُياسَرَةِ.
ويَاسَرَهُ: ساهَلَهُ.
وتَيَسَّرَ: تَسهَّلَ،
و~ النهارُ: بَرَدَ.
واسْتَيْسَرَ له الأَمْرُ: تَهَيَّأَ.
والمُيَسَّرُ، كمُعَظَّمٍ: الزُّماوَرْدُ، فارِسيَّتُهٌ: نُوالَهْ.
والأَيْسَرُ: مُحَدّثٌ، رَوَى عن ابنِ مَنْدَه، وعنه الحُسَيْنُ الخَلاَّلُ.

د - ر - ك (جمهرة اللغة) [0]


أدركتُ الرجلَ إدراكاً، إذا لحقته فهو مُدْرَك. والدَّرَك: القطعة من الحبل تُقرن بالأخرى، والجمع أدراك ودِرَكَة ودُروك. والدَّرَك أيضاً: قعر البئر. وقعر كل شيء دَرَكُه. والدَّرك أيضاً: حبل يُشدّ بطرف الرِّشاء ثم يُشدّ بعِناج الدّلو لئلا يأكل الماءُ الرِّشاءَ. وربّما سمّيت الطريدة دَريكة. ورجل دَرَكُ الطريدةِ، إذا كان لا تفوته طريدة، والفرس كذلك. ويوم الدَّرَك: يوم من أيام العرب، وأحسبه من أيام الأوس والخَزْرَج بينهم. والدَّرَك: الاسم أيضاً من أدركتُ. وأدرك الشجرُ وغيرُه، إذا آن أن يؤكل أو يُشرب، يُدرك إدراكاً. وأدرك الغلامُ والجاريةُ، إذا بلغا، إدراكاً. وقد سمّت العرب مُدْرِكاً ودَرّاكاً ودُرَيْكاً. ومن كلامهم: دَراكِ دَراكِ، معدول عن . . . أكمل المادة أَدْرِكْ. والدَّرَك: المنزلة، وكذلك جاء في التنزيل: " في الدَّرَكِ الأسْفَلِ من النّار " ، فالنار دَرَكات والجنة درَجات، والله أعلم بكتابه. والدَّكْر: لعبة يُلعب بها كلعب الزَّنْج والحَبَش. والرَّدْك: فعل ممات استُعمل منه غلام رَوْدَك وجارية رَوْدَكَة: في عُنفوان شبابهما. قال الراجز: جاريةٌ شبّتْ شباباً رَوْدَكا لم يَعْدُ ثَدْياً نَحْرِها أن فَلَّكا ورَكَدَ الماءُ رُكوداً، إذا دام فلم يَسِحْ، والماء الراكد والدائم سواء. وفي الحديث: نهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن البول في الماء الراكد. ورَكَدَتِ الشمسُ ركوداً، إذا قام قائمُ الظهيرة وصام النهارُ، فكأن الشمس لا تسير؛ وكل ثابت في مكانه فهو راكِد. ورَكَدَتِ الريحُ، إذا لم تهبَّ. ومصدر رَكَدَ: رُكود، والاسم والمصدر فيه سواء. والمَراكِد: المواضع التي يركُد فيها الإنسان وغيرُه. قال الشاعر: أرَتْهُ من الجرباء في كل منزلٍ ... طِباباً فمأواه، النّهارَ، المَراكدُ الطِّباب: جمع طِبّة، وهي القطعة المستطيلة من الأدَم؛ يصف حماراً طردته الخيلُ فلجأ الى الجبال فصار في شِعابها فهو يرى السماء طرائقَ. وهذا كما قال الآخر يصف السّجن: وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إلاّ طِبابَةً ... كتُرْس المُرامي مستَكِفّاً جُنوبُها والكَدَر: ضد الصّفو؛ كَدِرَ الماءُ يكدَر كَدَراً وكُدوراً وكُدْرَة، والماء أكْدَر وكَدِرٌ. ومثل من أمثالهم: " خذ ما صَفا ودَعْ ما كَدِرَ " ، بكسر الدال، ولا يقال: كَدَرَ. وبنات الأكْدَر: حمير وحش تُنسب الى فحل منها. قال الشاعر: تركوا غزالاً بالجَبوب كأنه ... فحلٌ يعقَّر من بنات الأكْدَرِ وحمار كُدُرّ، يوصف بالشدّة والغِلَظ. قال الشاعر: نَجاءَ كُدُرٍّ من حَميرِ أبيدةٍ ... يَمُجُّ لُعاعَ البقل في كل مَشْرَبِ ويروى: من حمير عَماية؛ وحمار كُنْدُر وكُنادر أيضاً: شديد، النون فيه زائدة. وانكدر النجمُ، إذا هوى. وكذلك انكدرت الخيلُ عليهم، إذا لحقتهم. وقد سمّت العرب أكْدَرَ وأُكَيْدِر. وأُكَيْدِر بن عبد الملك: صاحب دُومَة الجَنْدَل، كتب له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كتاباً. والكَدْراء: موضع. والكُدْريّ: ضرب من القَطا. والكَرْد: العُنُق، وهو فارسي معرَّب، كأن أصله الكَرْدَن بالفارسية، وقد جاء في الشعر الفصيح. والكُرْد: أبو هذا الجيل الذين يسمَّون بالأكراد؛ زعم النسّابون أنه كُرْد بن عمرو بن عامر بن صعصعة. وأنشدوا بيتاً ولا أدري ما صحّته، وهو: لعَمْرُك ما الأكرادُ أبناءَ فارسٍ ... ولكنه كُرْدُ بنُ عمرو بن عامرِ وقال ابن الكلبي: هو كُرْد بن عمرو مُزَيْقِياء بن عامر ماء السماء. وقال أبو اليقظان: هو كُرْد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال أبو بكر: فإن كان عربياً فاشتقاق اسمه من المكارَدة، وهو مثل المطاردة في الحرب؛ تكارد القومُ تكارُداً ومكاردةً وكِراداً.

قنطر (لسان العرب) [0]


القَنْطَرة، معروفة: الجِسْرُ؛ قال الأَزهري: هو أَزَجٌ يبنى بالآجُرّ أَو بالحجارة على الماء يُعْبَرُ عليه؛ قال طَرَفَةُ: كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّها لَتُكْتَنَفَنْ، حتى تُشادَ بِقَرْمَدِ وقيل: القَنْطَرة ما ارتفع من البنيان.
وقَنْطَرَ الرجلُ: ترك البَدْوَ وأَقام بالأَمصار والقُرَى، وقيل: أَقام في أَيّ موضع قام.
والقِنْطارُ: مِعْيارٌ، قيل: وَزْنُ أَربعين أُوقية من ذهب، ويقال: أَلف ومائة دينار، وقيل: مائة وعشرون رطلاً، وعن أَبي عبيد: أَلف ومائتا أُوقية، وقيل: سبعون أَلف دينار، وهو بلغة بَرْبَر أَلف مثقال من ذهب أَو فضة، وقال ابن عباس: ثمانون أَلف درهم، وقيل: هي جملة كثيرة مجهولة من المال، وقال السُّدِّيّ: مائة رطل من ذهب أَو فضة، . . . أكمل المادة وهو بالسُّريانية مِلءُ مَسْك ثَوْر ذهباً أَو فضة، ومنه قولهم: قَناطِيرُ مُقَنْطَرةٌ.
وفي التنزيل العزيز: والقَناطِيرِ المُقَنْطَرةِ.
وفي الحديث: من قامَ بأَلف آية كُتِبَ من المُقَنْطِرِينَ؛ أَي أُعْطِيَ قِنْطاراً من الأَجْر.
وروى أَبو هريرة عن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: القِنْطارُ اثنا عشر أَلف أُوقية، الأُوقية خير مما بين السماء والأَرض.
وروى ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: من قرأَ أَربعمائة آية كتب له قِنْطارٌ؛ القِنْطارُ مائة مثقال، المثقال عشرون قيراطاً، القيراط مثل واحد. أَبو عبيدة: القَناطِير واحدها قِنْطار، قال: ولا نجد العرب تعرف وزنه ولا واحد له من لفظه، يقولون: هو قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثور ذهباً.
والمُقَنْطَرة: مُفَنْعَلة من لفظه أَي مُتَمَّمة، كما قالوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، ويجوز القناطير في الكلام، والمُقَنْطَرةُ تسعة، والقناطير ثلاثة، ومعنى المُقَنْطَرة المُضَعَّفة. قال ثعلب: اختلف الناس في القنطار ما هو، فقالت طائفة: مائة أُوقية من ذهب، وقيل: مائة أُوقية من الفضة، وقيل: أَلف أُوقية من الذهب، وقيل: أَلف أُوقية من الفضة، وقيل: مِلْءُ مَسْك ثور ذهباً، وقيل: ملء مسك ثور فضة، ويقال: أَربعة آلاف دينار، ويقال: أَربعة آلاف درهم، قال: والمعمول عليه عند العرب الأَكثر أَنه أَربعة آلاف دينار. قال: وقوله المُقَنْطرة، يقال: قد قَنْطَرَ زيدٌ إِذا ملك أَربعة آلاف دينار، فإِذا قالوا قَناطِيرُ مُقَنْطَرة فمعناها ثلاثة أَدْوارٍ دَوْرٌ ودَوْرٌ ودَوْرٌ، فمحصولها اثنا عشر أَلف دينار.
وفي الحديث: أَن صَفْوان بنَ أُمَيَّة قَنْطَر في الجاهلية وقَنْطَر أَبوه؛ أَي صار له قِنْطارٌ من المال. ابن سيده: قَنْطَر الرجلُ ملك مالاً كثيراً كأَنه يوزن بالقِنْطار.
وقِنْطار مُقَنْطَر: مَكَمَّل.
والقِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة من المال.
والقِنْطارُ: طِلاءٌ (* قوله« والقنطار طلاء» عبارة القاموس وشرحه: والقنطار، بالكسر، طراء لعود البخور). هكذا في سائر النسخ، وفي اللسان طلاء لعود البخور. لعُود البَخُور.
والقِنْطِيرُ والقِنْطِر، بالكسر: الداهية؛ قال الشاعر: إِنَّ الغَرِيفَ يَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ الغريف: الأَجَمَةُ.
ويقال: جاء فلان بالقِنْطِير، وهي الداهية؛ وأَنشد شمر: وكلُّ امرئٍ لاقٍ من الأَمر قِنْطِرا وأَنشد محمد بن إِسحق السَّعْدي: لَعَمْري لقد لاقَى الطُّلَيْلِيُّ قِنْطِراً من الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمُّ قَناطِرُه أَي دواهيه.
والقِنْطِرُ: الدُّبْسِيُّ من الطير؛ يمانية.
وبنو قَنْطُوراءَ: هم التُّرْكُ، وذكرهم حذيفة فيما روي عنه في حديثه فقال: يُوشِكُ بنو قَنْطُوراءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْل العراق من عِراقهم، ويُرْوَى: أَهلَ البَصْرة منها، كأَني بهم خُزْرَ العُيُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ الوجوه، قال: ويقال إِن قَنْطوراء كانت جارية لإِبراهيم، على نبينا وعليه السلام، فولدت له أَولاداً، والترك والصين من نسلها.
وفي حديث ابن عمرو بن العاص: يُوشكُ بنو قَنْطُوراء أَن يُخْرِجوكم من أَرض البَصْرة.
وفي حديث أَبي بَكْرة: إِذا كان آخِرُ الزمان جاء بنو قَنْطُوراء، وقيل: بنو قَنْطوراء هم السُّودانُ.

ألب (لسان العرب) [0]


أَلَبَ إِليك القَوْمُ: أَتَوْكَ من كل جانب.
وأَلَبْتُ الجيشَ إِذا جَمَعْتَه.
وتَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا.
والأَلْبُ: الجمع الكثير من الناس.وأَلَبَ الإِبِلَ يَأْلِبُها ويَأْلُبها أَلْباً: جَمَعَها وساقَها سَوْقاً شَديداً.
وأَلَبَتْ هي انْساقَتْ وانْضَمَّ بعضُها إِلى بعض. أَنشد ابن الأَعرابي(1) (1 قوله «أنشد ابن الأعرابي» أي لمدرك بن حصن كما في التكملة وفيها أَيضاً ألم تريا بدل ألم تعلمي.) : أَلَمْ تَعْلَمي أَنّ الأَحادِيثَ في غَدٍ، * وبعدَ غَدٍ، يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ أَي يَنْضَمُّ بعضُها إِلى بعض. التهذيب: الأَلُوبُ: الذي يُسْرِعُ، يقال أَلَبَ يَأْلِبُ ويَأْلُبُ.
وأَنشد أَيضاً: يَأْلُبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ، وفسره فقال: أَي يُسْرِعْن. ابن بُزُرْجَ. المِئْلَبُ: السَّرِيعُ، قال العجاج: وإِنْ تُناهِبْه تَجِدْه مِنْهَبا * . . . أكمل المادة في وَعْكةِ الجِدِّ، وحِيناً مِئْلَبَا والأَلْبُ: الطَّرْدُ.
وقد أَلَبْتُها أَلْباً، تقدير عَلَبْتُها عَلْباً.
وأَلَبَ الحِمارُ طَرِيدَتَه يَأْلِبُها وأَلَّبَها كلاهما: طَرَدَها طَرْداً شَدِيداً.
والتَّأْلَبُ: الشدِيدُ الغَلِيظُ الـمُجْتَمِعُ من حُمُرِ الوَحْشِ.
والتَّأْلَبُ: الوَعِلُ، والأُنثى تَأْلَبةٌ، تاؤه زائدة لقولهم أَلَبَ الحِمارُ أُتُنَه.
والتَّأْلَب، مثال الثَّعْلبِ: شجَر.
وأَلَبَ الشيءُ يأْلِبُ ويَأْلُبُ أَلْباً: تَجَمَّعَ.
وقوله: وحَلَّ بِقَلْبي، مِنْ جَوَى الحُبِّ، مِيتةٌ، * كما ماتَ مَسْقِيُّ الضَّياحِ على أَلْبِ لم يفسره ثعلب إلا بقوله: أَلَبَ يَأْلِبُ إِذا اجتمع.
وتَأَلَّبَ القومُ: تَجَمَّعُوا.
وأَلَّبَهُمْ: جَمَّعَهم.
وهم عليه أَلْبٌ واحد، وإِلْبٌ، والأُولى أَعرف، ووَعْلٌ واحِدٌ وصَدْعٌ واحد وضِلَعٌ واحدةٌ أَي مجتمعون عليه الظلم والعَداوةِ.
وفي الحديث: إِنّ الناسَ كانوا علينا إِلْباً واحِداً. الالب، بالفتح والكسر: القوم يَجْتَمِعُون على عَداوةِ إِنْسانٍ.
وتَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. قال رؤبة: قد أَصْبَحَ الناسُ عَلَيْنا أَلْبَا، * فالنَّاسُ في جَنْبٍ، وكُنَّا جَنْبا وقد تَأَلَّبُوا عليه تَأَلُّباً إِذا تَضافَروا (1) (1 قوله «تضافروا» هو بالضاد الساقطة من ضفر الشعر إِذا ضم بعضه إِلى بعض لا بالظاء المشالة وان اشتهر.) عليه.
وأَلْبٌ أَلُوبٌ: مُجْتَمِعٌ كثير. قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ: بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابةٍ، * لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ وفي حديث عَبْدِاللّه بن عَمْرو، رضي اللّه عنهما، حين ذَكَر البَصْرةَ فقال: أَمـَا إِنه لا يُخْرِجُ مِنْها أَهْلَها إِلاّ الأُلْبَةُ: هي الـمَجاعةُ. مأْخوذ من التَّأَلُّبِ التَّجَمُّعِ، كأَنهم يَجْتَمِعُون في الـمَجاعةِ، ويَخْرُجُون أَرْسالاً.
وأَلَّبَ بينهم: أَفْسَدَ.
والتَّأْلِيبُ: التَّحْرِيضُ. يقال حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ. قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ: بَيْنا هُمُ يَوْماً، هُنالِكَ، راعَهُمْ * ضَبْرٌ، لِباسُهُم القَتِيرُ، مُؤَلَّبُ والضَّبْرُ: الجَماعةُ يَغْزُونَ.
والقَتِيرُ: مَسامِيرُ الدِّرْعِ، وأَرادَ بها ههنا الدُّرُوعَ نَفْسَها.
وراعَهُم: أَفْزَعَهُم.
والأَلْبُ: التَّدْبِيرُ على العَدُوِّ مِن حيث لا يَعْلَمُ.
ورِيحٌ أَلُوبٌ: بارِدةٌ تَسْفي التُّراب.
وأَلَبَتِ السَّماءُ تَأْلِبُ، وهي أَلُوبٌ: دامَ مَطَرُها.
والأَلْبُ: نَشاطُ السَّاقي.
ورجل أَلُوبٌ: سَرِيعُ إِخْراج الدَّلو، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: تَبَشَّرِي بِماتِحٍ أَلُوبِ، * مُطَرِّحٍ لِدَلْوِه، غَضُوبِ وفي رواية: مُطَرِّحٍ شَنَّتَه غَضُوبِ والأَلْبُ: العَطَشُ.
وأَلَبَ الرَّجلُ: حامَ حولَ الماء، ولم يَقْدِرْ أَن يَصِل إِليه، عن الفارسي. أَبو زيد: أَصابَتِ القومَ أُلْبةٌ وجُلْبةٌ أَي مَجاعةٌ شَديدةٌ.
والأَلْبُ: مَيْلُ النَّفْسِ إِلى الهَوى.
ويقال: أَلْبُ فُلانٍ معَ فُلانٍ أَي صَفْوُه مَعَه.
والأَلْبُ: ابْتِداءُ بُّرْءِ الدُّمَّل، وأَلِبَ الجُرْحُ أَلَباً وأَلَبَ يَأْلِبُ أَلْباً كلاهما: بَرِئَ أَعْلاه وأَسْفَلُه نَغِلٌ، فانْتَقَضَ.
وأَوالِبُ الزَّرْعِ والنَّخْلِ: فِراخُه، وقد أَلَبَتْ تَأْلِبُ.
والأَلَبُ: لغة في اليَلَبِ. ابن المظفر: اليَلَبُ والأَلَبُ: البَيْضُ من جُلُود الإِبل.
وقال بعضهم: هو الفُولاذُ من الحَديدِ.
والإِلْبُ: الفِتْرُ، عن ابن جني؛ ما بينَ الإِبْهامِ والسَّبَّابةِ.
والإِلْبُ: شجرة شاكةٌ كأَنها شجرةُ الأُتْرُجِّ، ومَنابِتها ذُرَى الجِبال، وهي خَبِيثةٌ يؤخَذ خَضْبُها وأَطْرافُ أَفْنانِها، فيُدَقُّ رَطْباً ويُقْشَبُ به اللَّحمُ ويُطْرَح للسباع كُلِّها، فلا يُلْبِثُها إِذا أَكَلَتْه، فإِن هي شَمَّتْه ولم تأْكُلْه عَمِيَتْ عنه وصَمَّتْ منه.

حرث (لسان العرب) [0]


الحَرْثُ والحِراثَةُ: العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً، وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع، وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى: أَصابت حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم فأَهْلَكَتْه. حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً. الأَزهري: الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في الأَرض لازْدِراعٍ، والحَرْثُ: الزَّرْع.
والحَرَّاثُ: الزَّرَّاعُ.
وقد حَرَث واحـْتَرثَ، مثل زَرَعَ وازْدَرَع.
والحَرْثُ: الكَسْبُ، والفعلُ كالفعل، والمصدر كالمصدر، وهو أَيضاً الاحْتِراثُ.
وفي الحديث: أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ؛ لأَن الحارِثَ هو الكاسِبُ.
واحْتَرَثَ المالَ: كَسَبه؛ والإِنسانُ لا يخلو من الكَسْب طبعاً واخْتياراً. الأَزهري: والاحْتِراثُ كَسْبُ المال؛ قال الشاعر يخاطب ذئباً:ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ والحَرْثُ: العَمَلُ للدنيا والآخرة.
وفي الحديث: احْرُثْ لدُنْياك كأَنك تَعيش أَبداً، واعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً؛ أَي اعْمَلْ لدُنْياك، . . . أكمل المادة فخالَفَ بين اللفظين؛ قال ابن الأَثير: والظاهر من لفظ هذا الحديث: أَمّا في الدنيا فالحَثُّ على عمارتها، وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُنَ فيها، ويَنْتَفِع بها من يجيءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن ان قبلك وسَكَنْتَ فيما عَمَر، فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه أَحْكَم ما يَعْمله، وحَرَصَ على ما يَكْتَسبه؛ وأَما في جانب الآخرة، فإِنه حَثَّ على الإِخلاص في العمل، وحضور النيَّة والقلب في العبادات والطاعات، والإِكثار منها، فإِن من يعلم أَنه يموت غداً، يُكثر من عبادته، ويُخْلِصُ في طاعته، كقوله في الحديث الآخر: صَلِّ صلاةً مُودِّع؛ وقال بعضُ أَهل العلم: المراد من هذا إِلى الحديث غيرُ السابق إِلى الفهم من ظاهره، لأَنه، عليه السلام، إِنما نَدَبَ إِلى الزُّهْد في الدنيا، والتقليل منها، ومِن الانهماك فيها، والاستمتاع بلذاتها، وهو الغالب على أَوامره ونواهيه، صلى الله عليه وسلم، فيما يتعلق بالدنيا، فكيف يَحُثُّ على عِمارتها والاستكثار منها؟ وإِنما أَراد، والله أَعلم، أَن الإِنسان إِذا علم أَنه يعيش أَبداً، قَلَّ حِرْصُه، وعلم أَن ما يريده لا يَفُوته تَحْصِيلُه بترك الحِرْص عليه والمُبادرةِ إِليه، فإِنه يقول: إِن فاتني اليومَ أَدركته غَداً، فإِني أَعيش أَبداً، فقال عليه السلام: اعْمَلْ عَمَلَ من يَظُنُّ أَنه يُخَلَّد، فلا تَحْرِصْ في العمل؛ فيكون حَثّاً على الترك، والتقليل بطريق أَنيقةٍ من الإِشارة والتنبيه، ويكون أَمره لعمل الآخرة على ظاهره، فيَجْمَع بالأَمرين حالةً واحدةً، وهو الزهدُ والتقليل، لكن بلفظين مختلفين؛ قال: وقد اختصر الأَزهري هذا المعنى فقال: معنى هذا الحديث تقديمُ أَمر الآخرة وأَعمالها، حِذارَ الموت بالفَوْت، على عَمل الدنيا، وتأْخيرُ أَمر الدنيا، كراهيةَ الاشْتغال بها عن عمل الآخرة.
والحَرْثُ: كَسْبُ المال وجَمْعُه.
والمرأَةُ حَرْثُ الرجل أَي يكون وَلَدُه منها، كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ وفي التنزيل العزيز: نساؤُكم حَرْثٌ لكم، فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتم. قال الزجاج: زعم أَبو عبيدة أَنه كناية؛ قال: والقول عندي فيه أَن معنى حَرْثٌ لكم: فيهنَّ تَحْرُثُون الوَلَد واللِّدَة، فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم أَي ائْتُوا مواضعَ حَرْثِكم، كيف شِئْتُم، مُقْبِلةً ومُدْبرةً. الأَزهري: حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بين أَربع نسوة.
وحَرَثَ أَيضاً إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ.
وحَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لعياله واجْتَهَدَ لهم، يقال: هو يَحْرُث لعياله ويَحْتَرثُ أَي يَكْتَسِب. ابن الأَعرابي: الحَرْثُ الجماع الكثير.
وحَرْثُ الرجل: امرأَتُه؛ وأَنشد المُبَرّد: إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ، فَحَرْثي هَمُّه أَكلُ الجَرادِ والحَرْثُ: مَتاعُ الدنيا.
وفي التنزيل العزيز: من كانَ يُريد حَرْثَ الدنيا؛ أَي من كان يريد كَسْبَ الدنيا.
والحَرْثُ: الثَّوابُ والنَّصِيبُ.
وفي التنزيل العزيز: من كان يُريدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ له في حَرْثه.
وحَرَثْتُ النار: حَرَّكْتها.
والمِحْراثُ: خَشبة تُحَرَّك بها النارُ في التَّنُّور.
والحَرْثُ: إِشْعالُ النار، ومِحْراثُ النار: مِسْحَاتُها التي تُحَرَّك بها النار.
ومِحْراثُ الحَرْب: ما يُهَيِّجها.
وحَرَثَ الأَمْرَ: تَذَكَّره واهْتاجَ له؛ قال رؤْبة: والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذا لم يُحْرَثِ والحَرَّاثُ: الكثير الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي.
وحَرَثَ الإِبلَ والخَيْلَ، وأَحرَثَها: أَهْزَلها.
وحَرَثَ ناقتَه حَرْثاً وأَحْرَثَها إِذا سار عليها حتى تُهْزَلَ.
وفي حديث بَدْرٍ: اخْرُجُوا إِلى مَعايشكم وحَرائِثكم، واحدُها حَريثةٌ؛ قال الخطابي: الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل؛ قال: وأَصله في الخيل إِذا هُزِلَتْ، فاستعير للإِبل؛ قال: وإِنما يقال في الإِبل أَحْرَفْناها، بالفاء؛ يقال: ناقة حَرْفٌ أَي هَزيلةٌ؛ قال: وقد يراد بالحرائثِ المَكاسِبُ، من الاحْتراثِ الاكتساب؛ ويروى حَرَائبكم، بالحاء والباء الموحدة، جمعُ حَريبةٍ، وهو مالُ الرجل الذي يقوم بأَمره، وقد تقدَّم، والمعروف بالثاء.وفي حديث معاوية أَنه قال للأَنصار: ما فَعَلَتْ نواضِحُكم؟ قالوا: حَرَثْناها يوم بَدْرٍ؛ أَي أَهْزَلناها؛ يقال: حَرَثْتُ الدابةَ وأَحْرَثْتُها أَي أَهْزَلْتها، قال ابن الأَثير: وهذا يخالف قول الخطابي، وأَراد معاوية بذكر النَّواضِح تَقْريعاً لهم وتعريضاً، لأَنهم كانوا أَهل زَرْع وسَقْيٍ، فأَجابوه بما أَسْكتَه، تعريضاً بقتل أَشياخه يوم بَدْر. الأَزهري: أَرض مَحْروثة ومُحْرَثة: وَطِئَها الناسُ حتى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها، ووُطِئَتْ حتى أَثاروها، وهو فسادٌ إِذا وُطِئَتْ، فهي مُحْرَثة ومَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع، وكلاهما يقال بَعْدُ.
والحَرْثُ: المَحَجَّةُ المَكْدُودة بالحوافر.
والحُرْثةُ: الفُرضةُ التي في طَرَف القَوْس للوَتر.
ويقال: هو حَرْثُ القَوْسِ والكُظْرة، وهو فُرْضٌ، وهي من القوس حَرْثٌ.
وقد حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هيَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة الوَتَر؛ قال: والزَّنْدة تُحْرَثُ ثم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ، فهو حَرْثٌ ما لم يُنْفَذ، فإِذا أُنْفِذَ، فهو كُظْر. ابن سيده: والحَرَاثُ مَجْرى الوَتَر في القوس، وجمعه أَحْرِثة.
ويقال: احْرُثِ القرآن أَي ادْرُسْه وحَرَثْتُ القرآن أَحْرُثُه إِذا أَطَلْتَ دِراستَه وتَدَبَّرْتَه.
والحَرْثُ: تَفْتِيشُ الكتاب وتَدبُّره؛ ومنه حديث عبد الله: احْرُثُوا هذا القرآن أَي فَتِّشُوه وثَوِّروه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
والحُرْثَةُ: ما بين مُنْتَهى الكَمَرة ومَجْرَى الخِتان.
والحُرْثَة أَيضاً: المَنْبِتُ، عن ثعلب؛ الأَزهري: الحَرْثُ أَصلُ جُرْدانِ الحمار؛ والحِرَاثُ: السَّهم قبل أَن يُراش، والجمع أَحْرِثة؛ الأَزهري الحُرْثة: عِرقٌ في أَصل أُدافِ الرَّجل.
والحارِثُ: اسم؛ قال سيبويه: قال الخليل إِن الذين قالوا الحَرث، إِنما أَرادوا أَن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه، ولم يجعلوه سمي به، ولكنهم جعلوه كأَنه وَصفٌ له غَلَب عليه؛ قال: ومن قال حارِثٌ، بغير أَلف ولام، فهو يُجْريه مُجْرى زيدٍ، وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن اسم رجل؛ قال ابن جني: إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغالبة بالوَضْع دون اللام، وإِنما أُقِرَّتِ اللامُ فيها بعد النَّقْل وكونها أَعلاماً، مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل، وجمع الأَول: الحُرَّثُ والحُرَّاثُ، وجمع حارِث حُرَّثٌ وحَوارِثُ؛ قال سيبويه: ومن قال حارث، قال في جمعه: حَوارِث، حيث كان اسماً خاصًّا، كزَيْد، فافهم.
وحُوَيْرِثٌ، وحُرَيثٌ وحُرْثانُ، وحارِثةُ، وحَرَّاثٌ، ومُحَرَّثٌ: أَسماءٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هو اسم جَدِّ صَفْوانَ بن أُمية بن مُحَرَّثٍ، وصَفوانُ هذا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة، وأَبو الحارث: كنيةُ الأَسَد.
والحارثُ: قُلَّة من قُلَلِ الجَوْلانِ، وهو جبل بالشأْم في قول النابغة الذبْياني يَرْثِي النُّعمان ابن المنذر: بكَى حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه، وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتضَائِلُ قوله: من فَقْد رَبِّه، يعني النعمان؛ قال ابن بري وقوله: وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل كقول جرير: لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَوَاضَعَتْ سُورُ المدينة، والجِبالُ الخُشَّعُ والحارثان: الحارثُ بن ظالم بن حَذيمةَ بن يَرْبُوع بن غَيْظِ بنِ مُرَّة، والحارثُ بن عوفِ بن أَبي حارثة ابن مُرَّة بن نُشْبَة بن غَيْظِ بنِ مرَّة، صاحب الحَمَالة. قال ابن بري: ذكر الجوهري في الحارثين الحارِثَ بن ظالم بن حَذيمة بالحاء غير المعجمة. ابن يَرْبُوع قال: والمعروف عند أَهل اللغة جَذيمة، بالجيم.
والحارِثان في باهلة: الحارِثُ بن قُتَيْبة، والحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَيْبة.
وقولهم: بَلْحَرث، لبَني الحرث بن كَعْب، مِن شواذِّ الإِدغام، لأَن النون واللام قريبا المَخْرَج، فلما لم يمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام، حذفوا النون كما قالوا: مَسْتُ وظَلْتُ، وكذلك يفعلون بكل قبيلة تَظْهَر فيها لام المعرفة، مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم، فأَما إِذا لم تَظْهَر اللامُ، فلا يكون ذلك.
وفي الحديث: وعليه خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في بعض طُرُق البخاري ومسلم؛ قيل: هي منسوبة إلى حُرَيْثٍ، رجلٍ من قُضاعة؛ قال: والمعروف جُونِيَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.

كدر (لسان العرب) [0]


الكَدَرُ: نقيض الصفاء، وفي الصحاح: خلاف الصَّفْوِ؛ كَدَرَ وكَدُرَ، بالضم، كَدارَةً وكَدِرَ، بالكسر، كَدَراً وكُدُوراً وكُدْرَةً وكُدُورَةً وكَدارَةً واكْدَرَّ؛ قال ابن مَطِيرٍ الأَسَدِيُّ: وكائنْ تَرى من حال دُنْيا تَغَيَّرتْ، وحالٍ صَفا، بعد اكدِرارٍ، غَديرُها وهو أَكْدَرُ وكَدِرٌ وكَدِيرٌ؛ يقال: عَيْشٌ أَكْدَرُ كِدرٌ، وماءٌ أَكدَرُ كَدِرٌ؛ الجوهري: كَدِرَ الماءُ بالكسر، يَكْدَرُ كَدَراً، فهو كَدِرٌ وكَدْرٌ، مثل فَخِذٍ وفَخْذٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: لو كنتَ ماءً كنتَ غيرَ كَدرِ وكذلك تَكَدَّر وكَدَّره غيرُه تَكْديراً: جعله كَدِراً، والاسم الكُدْرة والكُدُورَة.
والكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد والغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة في اللون خاصةً، والكُدُورة في الماء والعيش، والكَدَرُ في كلٍّ.
وكَدِرَ لونُ الرجل، . . . أكمل المادة بالكسر؛ عن اللحياني.
ويقال: كَدُرَ عيش فلان وتَكَدَّرَتْ معيشته، ويقال: كَدِرَ الماء وكَدُرَ ولا يقال كَدَرَ إِلا في الصبِّ. يقال: كَدَرَ الشيءَ يَكْدُرُه كَدْراً إِذا صبه؛ قال العجاج يصف جيشاً: فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ، سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّ والكَدَرُ: جمع الكَدَرَة، وهي المَدَرَةُ التي يُثيرها السَّنُّ، وهي ههنا ثُثيرُ سَنابِكُ الخيل.
ونُطفة كَدْراء: حديثة العهد بالسماء، فإِن أُخِذَ لبن حليب فأُنْقِعَ فيه تمر بَرْنِيٌّ، فهو كُدَيْراء.
وكَدَرَةُ الحوض، بفتح الدال: طينه وكدَرُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال مرة: كَدَرَتُه ما علاه من طُحْلُبٍ وعَرْمَضٍ ونحوهما؛ وقال أَبو حنيفة: إِذا كان السحاب رقيقاً لا يواري السماء فهو الكَدَرة، بفتح الدال. ابن الأَعرابي: يقال خُذْ ما صفا ودَعْ ما كَدَرَ وكدُرَ وكَدِرَ، ثلاث لغات. ابن السكيت: القَطا ضربان: فضرب جُونِيَّة، وضرب منها الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، والجُونيُّ ما كان أَكْدَرَ الظهر أَسود باطن الجناح مُصْفَرَّ الخلق قصير الرجلين، في ذنبه ريشتان أَطول من سائر الذنب. ابن سيده: الكُدْرِيُّ والكُدارِيّ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: ضرب من القَطا قِصارُ الأَذناب فصيحة تُنادي باسمها وهي أَلطف من الجُونيّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تَلْقى به بَيْضَ القَطا الكُدارِي تَوائماً، كالحَدَقِ الصِّغارِ واحدته كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّة، وقيل: إِنما أَراد الكُدْرِيّ فحرّك وزاد أَلفاً للضرورة، ورواه غيره الكَدَارِيّ، وفسره بأَنه جمع كُدْرِيّة. قال بعضهم: الكُدْرِيّ منسوبٌ إِلى طير كُدْرٍ، كالدُّبْسِيّ منسوب إِلى طير دُبْسٍ. الجوهري: القَطا ثلاثة أَضرب: كُدْرِيٌّ وجُونيّ وغَطاطٌ، فالكُدْرِيّ ما وصفناه وهو أَلطف من الجُونيِّ، كأَنه نسب إِلى معظم القطا وهي كُدْرٌ، والضربان الآخران مذكوران في موضعيهما.
والكَدَرُ: مصدر الأَكْدَرِ، وهو الذي في لونه كُدْرَة؛ قال رؤبة: أَكْدَرُ لَفَّافٌ عِنادَ الرُّوع والكَدَرَةُ: القُلاعَة الضَّخْمَة المُثارة من مَدَر الأَرض.
والكَدَرُ: القَبضات المحصودة المتفرّقة من الزرع ونحوه، واحدته كَدَرَة؛ قال ابن سيده: حكاه أَبو حنيفة.
وانْكَدَرَ يَعْدُو: أَسرع بعض الإِسراع، وفي الصحاح: أَسرع وانْقَضّ.
وانكَدَر عليهم القومُ إِذا جاؤوا أَرسالاً حتى يَنْصَبُّوا عليهم.
وانْكَدَرَتِ النجومُ: تَناثَرَتْ.
وفي التنزيل: وإِذا النجومُ انْكَدَرَتْ.والكُدَيْراءُ: حليب يُنْقَع فيه تمر بَرْنيٌّ، وقيل: هو لبن يُمْرَسُ بالتمر ثم تسقاه النساء ليَسْمَنَّ، وقال كراع: هو صنف من الطعام، ولم يُحَلِّهِ.
وحمار كُدُرٌّ وكُنْدُر وكُنادِرٌ: غليظ؛ وأَنشد: نَجاءُ كُدُرٍّ من حَمِيرِ أَتِيدَةٍ، بفائله والصَّفْحَتَيْن نُدُوبُ ويقال: أَتان كُدُرَّة.
ويقال للرجل الشاب الحادر القوي المكتنز: كُدُرٌّ، بتشديد الراء؛ وأَنشد: خُوص يَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا، لا يَبْرَحُ المنزلَ إِلا حُرّا وروى أَبو تراب عن شُجاع: غلام قُدُرٌ وكُدُرٌ، وهو التام دون المنخزل؛ وأَنشد: خوص يدعن العزب الكدرا ورجل كُنْدُر وكُنادِرٌ: قصير غليظ شديد. قال ابن سيده: وذهب سيبويه إِلى أَن كُنْدُراً رباعي، وسنذكره في الرباعي أَيضاً.
وبناتُ الأَكْدَرِ: حَميرُ وَحْشٍ منسوبة إِلى فحل منها.
وأُكَيْدِرُ: صاحبُ دُومَةِ الجَنْدَلِ.
والكَدْراء، ممدود: موضع.
وأَكْدَرُ: اسم.
وكَوْدَرُ: ملك من ملوك حِمْيَر؛ عن الأَصمعي؛ قال النابغة الجعدي: ويومَ دَعا وِلْدانَكم عِنْدَ كَوْدَرٍ، فَخَالُوا لدى الدَّاعي ثَرِيداً مُفلْفَلا وتَكادَرت العين في الشيء إِذا أَدامت النظر إِليه. الجوهري: والأَكْدَرِيّة مسأَلة في الفرائض، وهي زوج وأُم وجَدّ وأُخت لأَب وأُم.

جهل (لسان العرب) [0]


الجَهْل: نقيض العِلْم، وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة، وجهِلَ عليه.
وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، واسْتَجْهَله: عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً.
والتجهيل: أَن تنسبه إِلى الجَهْل، وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر.
والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم. ابن شميل: إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَي جاهِلٌ به.
ورجل جاهِلٌ والجمع جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء؛ عن سيبويه، قال: شَبَّهوه بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول؛ قال ابن جني: قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء، حَمْلاً له على ضدّه.
ورجل جَهُول: كجاهِل، والجمع جُهُل وجُهْل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: جُهْل العَشِيِّ رُجَّحاً لقَسْرِه قوله جُهْل . . . أكمل المادة العَشِيِّ يقول: في أَول النهار تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ يدعوها لينضمَّ إِليه ما كان منها شاذّاً فيأْمن عليها السِّباع والليل فيَحُوطها، فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِليه مخافة قَسْرِه لهيبتها إِياه.
والمَجْهَلة: ما يحملك على الجَهْل؛ ومنه الحديث: الولد مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة.
وفي الحديث: إِنكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي يَحْمِلون الآباء على الجَهْل بملاعبتهم إِياهم حفظاً لقلوبهم، وكل من هذه الأَلفاظ مذكور في موضعه؛ وقول مُضَرِّس بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي: إِنا لَنَصْفَح عن مَجاهِل قومنا، ونُقِيم سالِفَةَ العدوّ الأَصْيَد قال ابن سيده: مَجاهِل فيه جمع ليس له واحد مُكَسَّر عليه إِلا قولهم جَهْل، وفَعْل لا يُكَسَّر على مَفاعِل، فَمَجاهِل ههنا من باب مَلامِح ومَحاسِن.
وفي حديث ابن عباس أَنه قال: من اسْتَجْهَل مؤْمناً فعليه إِثْمه؛ قال ابن المبارك: يريد بقوله من اسْتَجْهَل مؤمناً أَي حَمَله على شيء ليس من خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه على من أَحوجه إِلى ذلك، قال: وجَهْله أَرجو أَن يكون موضوعاً عنه ويكون على من اسْتَجْهَله. قال شمر: والمعروف في كلام العرب جَهِلْت الشيء إِذا لم تعرفه، تقول: مِثْلي لا يَجْهَل مثلك.
وفي حديث الإِفْك: ولكن اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه الأَنَفَة والغَضَب على الجَهْل، قال: وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل، واسْتَجْهَلْته: وجدته جاهِلاً، وأَجْهَلْته: جَعَلْته جاهِلاً. قال: وأَما الاسْتِجْهال بمعنى الحمل على الجَهْل فمنه مَثَل للعرب: نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَ، ومثله: اسْتَجْعَلْته حَمَلْته على العَجَلة؛ قال:فاسْتَعْجَلونا وكانوا من صَحابتنا يقول: تَقدَّمونا فحَمَلونا على العَجَلة، واسْتَزَلَّهم الشيطان: حَمَلَهم على الزَّلَّة.
وقوله تعالى: يحسبهم الجاهِلُ أَغنياء؛ يعني الجاهِل بحالهم ولم يُرِدِ الجاهِلَ الذي هو ضد العاقل، إِنما أَراد الجَهْل الذي هو ضد الخِبْرة، يقال: هو يَجْهَل ذلك أَي لا يعرفه.
وقوله عز وجل: إِني أَعِظُك أَن تكون من الجاهلين؛ من قولك جَهِل فلان رأْيه.
وفي الحديث: إِن من العِلْم جَهْلاً؛ قيل: وهو أَن يتعلم ما لا يحتاج إِليه كالنجوم وعلوم الأَوائل، ويَدَعَ ما يحتاج إِليه في دينه من علم القرآن والسنَّة، وقيل: هو أَن يتكلف العالم إِلى علم ما لا يعلمه فيُجَهِّله ذلك.
والجاهِلِيَّة: زمن الفَتْرة ولا إِسلامَ؛ وقالوا الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، فبالَغوا.
والمَجْهَل: المَفازة لا أَعْلام فيها، يقال: رَكِبْتُها على مَجْهولها؛ قال سويد بن أَبي كاهل: فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها، بِصِلابِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَع وقولهم: كان ذلك في الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، هو توكيد للأَول، يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم.
وفي الحديث: إِنك امرؤ فيك جاهِلِيَّة؛ هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك.
وأَرض مَجْهَل: لا يُهْتَدَى فيها، وأَرضانِ مَجْهَل؛ أَنشد سيبويه: فلم يَبْقَ إِلاَّ كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ، بِصَحْراء تِيهٍ، بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك، وربما ثَنَّوا وجَمَعوا.
وأَرض مَجْهولة: لا أَعلام بها ولا جِبال، وإِذا كان بها معارف أَعلام فليست بمجهولة. يقال: عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلاً سَواءً؛ وأَنشدنا: قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ: تَغَوَّلي ما شِئْتِ أَن تَغَوَّلي قال: ويقال مجهولة ومجهولات ومَجاهِيل.
وناقة مجهولة: لم تُحْلَب قَطُّ.
وناقة مجهولة إِذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ عليها؛ وكل ما اسْتَخفَّكَ فقد استجهلك؛ قال النابغة: دَعاك الهَوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ، وكَيْفَ تَصابي المَرءِ، والشَّيْبُ شامِلُ؟ واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ: حَرَّكته فاضطرب.
والمِجْهَل والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهَلة: الخَشَبة التي يُحَرَّك بها الجَمْر والتَّنُّور في بعض اللغات.
وصَفاة جَيْهَل: عظيمة؛ قال ابن الأَعرابي: جَيْهَلُ اسم امرأَة؛ وأَنشد: تقول ذاتُ الرَّبَلاتِ، جَيهَلُ

عبب (لسان العرب) [0]


العَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ؛ وقيل: أَن يَشْرَبَ الماءَ ولا يَتَنَفَّس، وهو يُورِثُ الكُبادَ.
وقيل: العَبُّ أَن يَشْرَبَ الماءَ دَغْرَقَةً بلا غَنَثٍ. الدَّغْرَقَةُ: أَن يَصُبَّ الماءَ مرة واحدة.
والغَنَثُ: أَن يَقْطَعَ الجَرْعَ.
وقيل: العَبُّ الجَرعُ، وقيل: تَتابُعُ الجَرْعِ. عَبَّه يَعُبُّه عَبّاً، وعَبَّ في الماءِ أَو الإِناءِ عَبّاً: كرَع؛ قال: يَكْرَعُ فيها فَيَعُبُّ عَبّا، * مُحَبَّـباً، في مائها، مُنْكَبَّا(1) (1 قوله «محبباً في مائها الخ» كذا في التهذيب محبباً، بالحاء المهملة بعدها موحدتان.
ووقع في نسخ شارح القاموس مجبأ، بالجيم وهمز آخره ولا معنى له هنا وهو تحريف فاحش وكان يجب مراجعة الأصول.) ويقال في الطائر: عَبَّ، ولا يقال شرِبَ.
وفي . . . أكمل المادة الحديث: مُصُّوا الماءَ مَصّاً، ولا تَعُبُّوه عَبّاً؛ العَبُّ: الشُّرْبُ بلا تَنَفُّس، ومنه الحديث: الكُبادُ من العبِّ. الكُبادُ: داءٌ يعرض للكَبِدِ.
وفي حديث الحوض: يَعُبُّ فيه مِـيزابانِ أَي يَصُبّانِ فلا يَنْقَطِـعُ انْصِـبابُهما؛ هكذا جاء في رواية؛ والمعروف بالغين المعجمة والتاء المثناة فوقها.
والحمامُ يَشْرَبُ الماء عبّاً، كما تَعُبُّ الدَّوابُّ. قال الشافعي: الحمامُ من الطير ما عَبَّ وهَدَر؛ وذلك ان الحمام يَعُبُّ الماء عَبّاً ولا يَشرب كما يشرب الطَّير شيئاً فشيئاً.
وعَبَّتِ الدَّلْوُ: صَوَّتَتْ عند غَرْفِ الماء.
وتَعَبَّبَ النبيذَ: أَلَحَّ في شُرْبه، عن اللحياني.
ويقال: هو يَتَعَبَّبُ النبيذ أَي يَتَجَرَّعُه.
وحكى ابن الأَعرابي: أَن العرب تقول: إِذا أَصابت الظِّباءُ الماءَ، فلا عَبابَ، وإِن لم تُصِـبْهُ فلا أَباب أَي إِن وَجَدَتْه لم تَعُبَّ، وإِن لم تجده لم تَـأْتَبَّ له، يعني لم تَتَهَيَّـأْ لطلبه ولا تشربه؛ من قولك: أَبَّ للأَمر وائْتَبَّ له: تَهَيَّـأَ.
وقولهم: لا عَبابَ أَي لا تَعُبّ في الماء، وعُبَابُ كلّ شيء: أَوَّلُه.
وفي الحديث: إِنَّا حَيٌّ من مَذحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها. عُبابُ الماءِ: أَوَّلهُ ومُعْظَمُه.
ويقال: جاؤوا بعُبابهِم أَي جاؤوا بأَجمعهم.
وأَراد بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ من آبائهم، أَو ما سَلَفَ من عِزِّهم ومَجْدِهم.
وفي حديث علي يصف أَبا بكر، رضي اللّه تعالى عنهما: طِرْتَ بعُبابها وفُزْتَ بحبابها أَي سبَقْتَ إِلى جُمَّة الإِسلام، وأَدْرَكْتَ أَوائلَه، وشَرِبتَ صَفْوَه، وحَوَيْتَ فَضائِلَه. قال ابن الأَثير: هكذا أَخرج الحديث الـهَرَوي والخَطَّابيُّ وغيرُهما من أَصحاب الغريب.
وقال بعضُ فُضلاء المتأَخرين: هذا تفسير الكلمة على الصواب، لو ساعدَ النقلُ.
وهذا هو حديث أُسَيْدِ بنِ صَفْوانَ، قال: لما مات أَبو بكر، جاءَ عليٌّ فمدحه، فقال في كلامه: طِرْتَ بِغَنائها، بالغين المعجمة والنون، وفُزْتَ بحِـيائها، بالحاءِ المكسورة والياء المثناة من تحتها؛ هكذا ذكره الدارقطني من طُرُق في كتاب: ما قالت القرابة في الصحابة، وفي كتابه المؤتلف والمختلف، وكذلك ذكره ابنُ بَطَّة في الإِبانةِ.
والعُبابُ: الخُوصَةُ؛ قال الـمَرّارُ: رَوافِـعَ للـحِمَى مُتَصَفِّفاتٍ، * إِذا أَمْسى، لصَيِّفه، عُبابُ والعُبابُ: كثرة الماءِ.
والعُبابُ: الـمَطَرُ الكثير.
وعَبَّ النَّبْتُ أَي طال.
وعُبابُ السَّيْل: مُعْظمُه وارتفاعُه وكثرته؛ وقيل: عُبابُه مَوجُه.
وفي التهذيب: العُبابُ معظم السيل. ابن الأَعرابي: العُبُبُ المياهُ المتدفقة.
والعُنْبَبُ (2) (2 قوله «والعنبب» وعنبب كذا بضبط المحكم بشكل القلم بفتح العين في الأول محلى بأل وبضمها في الثاني بدون أل والموحدة مفتوحة فيهما اهـ.): كثرة الماء، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ، * عَيْناً، بغَضْيانَ، ثَجُوجَ العُنْبَبِ ويُرْوى: نجوج. قال أَبو منصور: جعل العُنْبَبَ، الفُنْعَلَ، من العَبِّ، والنون ليست أَصلية، وهي كنون العُنْصَل.
والعَنْبَبُ وعُنْبَبٌ: كلاهما وادٍ، سمي بذلك لأَنه يَعُبُّ الماءَ، وهو ثلاثي عند سيبويه، وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: العُبَبُ عِنَبُ الثَّعلب، قال: وشجَرَةٌ يقال لها الرَّاءُ، ممدود؛ قال ابن حبيب: هو العُبَبُ؛ ومن قال عِنَبُ الثعلبِ، فقد أَخطأَ. قال أَبو منصور: عِنَبُ الثعلب صحيح ليس بخطإٍ.
والفُرْسُ تسميه: رُوسْ أَنْكَرْدَهْ.
ورُوسْ: اسم الثعلب؛ وأَنْكَرْدَهْ: حَبُّ العِنَب.
ورُوِيَ عن الأَصمعي أَنه قال: الفَنا، مقصور، عِنَبُ الثعلب، فقال عِنَبُ ولم يَقُلْ عُبَبُ؛ قال الأَزهري: وجَدْتُ بيتاً لأَبي وَجْزَة يَدُلُّ على ما قاله ابن الأَعرابي وهو: إِذا تَرَبَّعْتَ، ما بَينَ الشُّرَيْقِ إِلى * أَرْضِ الفِلاجِ، أُولاتِ السَّرْحِ والعُبَبِ(1) (1 قوله «ما بين الشريق» بالقاف مصغراً، والفلاج بكسر الفاء وبالجيم: واديان ذكرهما ياقوت بهذا الضبط، وأنشد البيت فيهما فلا تغتر بما وقع من التحريف في شرح القاموس اهـ.) والعُبَبُ: ضَرْبٌ من النبات؛ زعم أَبو حنيفة أَنه من الأَغْلاثِ.
وبَنُو العَبّابِ: قوم من العرب، سُمُّوا بذلك لأَنهم خالَطوا فارِسَ، حتى عَبَّتْ خيلُهم في الفُرات.
واليَعْبوبُ: الفَرَسُ الطويلُ السريع؛ وقيل: الكَثير الجَرْيِ؛ وقيل: الجوادُ السَّهْل في عَدْوه؛ وهو أَيضاً: الجَوادُ البعيدُ القَدْرِ في الجَرْي.
واليَعْبُوبُ: فرسُ الربيع بن زياد، صفةٌ غالبة.
واليَعْبُوبُ: الجَدْوَلُ الكثير الماء، الشديدُ الجِريةِ، وبه شُبِّه الفَرَسُ الطويلُ اليَعْبُوبُ؛ وقال قُسٌّ: عِذْقٌ بساحَةِ حائِرٍ يَعْبُوبِ الحائر: المكان المطمئن الوَسَطِ، المرتفعُ الـحُروف، يكون فيه الماءُ، وجمعه حُورانٌ.
واليَعْبوبُ: الطويلُ؛ جَعَلَ يَعْبوباً من نَعْتِ حائر.
واليَعبوبُ: السَّحابُ.
والعَبِـيبةُ: ضَرْبٌ من الطَّعام.
والعَبيبةُ أَيضاً: شرابٌ يُتَّخَذُ من العُرْفُطِ، حُلْوٌ.
وقيل: العَبيبةُ التي تَقْطُرُ من مَغافِـيرِ العُرْفُطِ.
وعَبيبةُ اللَّـثَى: غُسالَتُه؛ واللَّـثَى: شيءٌ يَنْضَحُه الثُّمامُ، حُلْوٌ كالناطِفِ، فإِذا سال منه شيءٌ في الأَرض، أُخِذَ ثم جُعِلَ في إِناءٍ، وربما صُبَّ عليه ماءٌ، فشُرِب حُلْواً، وربما أُعْقِدَ. أَبو عبيد: العَبِـيبةُ الرائب من الأَلبان؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف مُنْكَر.
والذي أَقرأَني الإِياديُّ عن شَمِرٍ لأَبي عبيد في كتاب المؤتلف: الغَبيبةُ، بالغين معجمة: الرائب من اللبن. قال: وسمعت العرب تقول للَّبنِ البَيُّوتِ في السِّقاءِ إِذا رابَ من الغَدِ: غَبِـيبةٌ؛ والعَبيبةُ، بالعين، بهذا المعنى، تصحيف فاضح. قال أَبو منصور: رأَيتُ بالبادية جنساً من الثُّمام، يَلْثَى صَمْغاً حُلْواً، يُجْنى من أَغصانِه ويؤكل، يقال له: لَثَى الثُّمام، فإِن أَتَى عليه الزمانُ، تَناثر في أَصل الثُّمام، فيؤخَذُ بتُرابه، ويُجْعَلُ في ثوب، ويُصَبُّ عليه الماءُ ويُشْخَلُ به أَي يُصَفَّى، ثم يُغْلى بالنارِ حتى يَخْثُرَ، ثم يُؤكل؛ وما سال منه فهو العَبِـيبَة؛ وقد تَعَبَّـبْتُها أَي شَرِبْتُها.
وقيل: هو عِرْقُ الصَّمْغِ، وهو حُلْو يُضْرَبُ بمِجْدَحٍ، حتى يَنْضَجَ ثم يُشْرَبَ.
والعَبِـيبةُ: الرِّمْثُ إِذا كان في وَطاءٍ من الأَرض.
والعُبَّـى، على مثال فُعْلى، عن كراع: المرأَةُ التي لا تَكادُ يموتُ لها ولدٌ.
والعُبِّـيَّة والعِـبِّيَّةُ: الكِبْرُ والفَخْرُ. حكى اللحياني: هذه عُبِّيَّةُ قُريشٍ وعِـبِّيَّةُ.
ورجل فيه عُبِّيَّة وعِـبِّيَّة أَي كِـبر وفخر.
وعِبِّيَّةُ الجاهلية: نَخْوَتُها.
وفي الحديث: إِن اللّه وضَعَ عَنْكم عُبِّيَّةَ الجاهلية، وتَعَظُّمَها بآبائها، يعني الكِـبْرَ، بضم العين، وتُكْسَر.
وهي فُعُّولة أَو فُعِّيلة، فإِن كان فُعُّولة، فهي من التَّعْبِـيةِ، لأَن المتكبر ذو تكلف وتَعْبِـيَةٍ، خلافُ الـمُسترْسِل على سَجِـيَّتِه؛ وإِن كانت فُعِّيلَة، فهي من عُبابِ الماءِ، وهو أَوَّلُه وارتفاعُه؛ وقيل: إِن الباءَ قُلِـبَتْ ياء، كما فَعَلوا في تَقَضَّى البازي.
والعَبْعَبُ: الشَّبابُ التامُّ.
والعَبْعَبُ: نَعْمَةُ الشَّبابِ؛ قال العجاج: بعد الجَمالِ والشَّبابِ العَبْعَبِ وشبابٌ عَبْعَبٌ: تامٌّ.
وشابٌّ عَبْعَبٌ: مُـمْـتَلِـئُ الشَّباب.
والعَبْعَبُ: ثَوْبٌ واسِـعٌ.
والعَبْعَبُ: كِساءٌ غليظ، كثير الغَزْلِ، ناعمٌ يُعْمَلُ من وَبَرِ الإِبِلِ.
وقال الليث: العَبْعَبُ من الأَكْسِـية، الناعمُ الرقيق؛ قال الشاعر: بُدِّلْتِ، بعدَ العُرْي والتَّذَعْلُبِ، ولُبْسِكِ العَبْعَبَ بعدَ العَبْعَبِ، نَمارِقَ الخَزِّ، فَجُرِّي واسْحَبي وقيل: كِساءٌ مُخَطَّطٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: تَخَلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبْعَبا وقيل: هو كساء من صوف.
والعَبْعَبَةُ: الصوفةُ الحمراء.
والعَبْعَبُ: صَنَمٌ، وقد يقال بالغين المعجمة؛ وربما سمي موضعُ الصنم عَبْعَباً.
والعَبْعَبُ والعَبْعابُ: الطويلُ من الناس.
والعَبْعَبُ: التَّيسُ من الظِّـباءِ.
وفي النوادر: تَعَبْعَبْتُ الشيءَ، وتَوَعَّبْتُه، واستوعبْتُه، وتَقَمْقَمْتُه، وتَضَمَّمْتُه إِذا أَتيتَ عليه كله.
ورجلٌ عَبْعابٌ قَبْقابٌ إِذا كان واسِـعَ الـحَلْقِ والجَوْفِ، جليلَ الكلام؛ وأَنشد شمر: بعد شَبابٍ عَبْعَبِ التصوير يعني ضَخمَ الصُّورة، جليلَ الكلام.
وعَبْعَبَ إِذا انهزم، وعَبَّ إِذا شرب، وعَبَّ إِذا حَسُنَ وجهُه بعد تَغيُّر، وعَبُ الشمسِ: ضُوءُها، بالتخفيف؛ قال: ورَأْسُ عَبِ الشَّمْسِ الـمَخُوفُ ذِماؤُها(1) (1 قوله «المخوف ذماؤها» الذي في التكملة المخوف ونابها.) ومنهم من يقول: عَبُّ الشمسِ، فيشدِّد الباء. الأَزهري: عَبُّ الشمسِ ضَوءُ الصُّبْح. الأَزهري، في ترجمة عبقر، عند إِنشاده: كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍّ بارِدِ قال: وبه سمي عَبْشَمْسٌ؛ وقولهم: عَبُّ شمسٍ؛ أَرادوا عبدشَمْسٍ. قال ابن شميل في سَعْدٍ: بنو عَبِّ الشَّمْسِ، وفي قريشٍ: بنو عبدِالشمسِ. ابن الأَعرابي: عُبْ عُبْ إِذا أَمرته أَن يَسْتَتِر.
وعُباعِبُ: موضع؛ قال الأَعشى: صَدَدْتَ، عن الأَعْداءِ يومَ عُباعِبٍ، * صُدودَ الـمَذاكي أَفْرَعَتْها الـمَساحِلُ وعَبْعَبٌ: اسم رجل.

معز (لسان العرب) [0]


الماعِزُ: ذو الشَّعَر من الغنم خلاف الضأْن، وهو اسم جنس، وهي العَنْزُ، والأُنثى ماعِزَةٌ ومِعْزاة، والجمع مَعْزٌ ومَعَزٌ ومَواعِزُ ومَعِيزٌ، مثل الضَّئِين، ومِعازٌ؛ قال القطامي: فَصَلَّيْنا بهم وسَعَى سِوانا إِلى البَقَرِ المُسَيَّبِ والمِعازِ وكذلك أُمْعُوزٌ ومِعْزَى؛ ومِعْزَى: أَلفه مُلْحِقَةٌ له ببناء هِجْرَعٍ وكل ذلك اسم للجمع، قال سيبويه: سأَلت يونس عن مِعْزَى فيمن نوَّن، فدل ذلك على أَن من العرب من لا ينوِّن؛ وقال ابن الأَعرابي: مِعْزَى تصرف إِذا شبهت بِمِفْعَل وهي فِعْلَى، ولا تصرف إِذا حملت على فِعْلَى وهو الوجه عنده، قال: وكذلك فِعْلَى لا يصرف؛ قال: أَغارَ على مِعْزايَ، لم يَدْرِ أَنني وصَفْراءَ منها عَبْلَةَ الصَّفَواتِ . . . أكمل المادة أَراد لم يدر أَنني مع صفراء، وهذا من باب: كلُّ رجلٍ وضَيْعَتُه، وأَنت وشَأْنُكَ؛ كما قيل للمحمرة (* قوله« كما قيل للمحمرة إلخ» كذا بالأصل ولعل قبل كما سقطاً ) منها عاتكة. قال سيبويه: معزًى منوّن مصروف لأَن الأَلف للإِلحاق لا للتأْنيث، وهو ملحق بدرهم على فِعْلَلٍ لأَن الأَلف المُلْحِقَةَ تجري مجرى ما هو من نفس الكلم، يدل على ذلك قولهم مُعَيْزٍ وأُرَيْطٍ في تصغير مِعْزًى وأَرْطًى في قول من نوَّن فكسر، وأَما بعد ياء التصغير كما قالوا دُرَيْهِم، ولو كانت للتأْنيث لم يقلبوا الأَلف ياء كما لم يقلبوها في تصغير حُبْلَى وأُخرى.
وقال الفراء: المَعْزَى مؤَنثة وبعضهم ذكرها.
وحكى أَبو عبيد: أَن الذِّفْرى أَكثر العرب لا ينوِّنها وبعضهم ينون، قال: والمعزى كلهم ينوِّنونها في النكرة. قال الأَزهري: الميم في مِعْزًى أَصلية، ومن صرف دُنْيَا شبهها بِفُعْلَلٍ، والأَصل أَن لا تصرف، والعرب تقول: لا آتيك مِعْزَى الفِرْزِ أَي أَبداً؛ موضعُ مِعْزَى الفِرْزِ نصب على الظرف، وأَقامه مقام الدهر، وهذا منهم اتساع. قال اللحياني: قال أَبو طيبة إِنما يُذْكَرُ مِعْزَى الفِرْزِ بالفُرْقَةِ، فيقال: لا يجتمع ذاك حتى تجتمع مِعْزَى الفِرْزِ، وقال: الفِرْزُ رجل كان له بنونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه فَتَواكَلُوا يوماً أَي أَبَوْا أَن يُسَرِّحوها، قال: فساقها فأَخرجها ثم قال: هي النُّهَيْبَى والنُّهَيْبَى أَي لا يحل لأَحد أَن يأْخذ منها أَكثر من واحدة.
والماعِزُ: جِلْدُ المَعَزِ؛ قال: الشماخ: وبُرْدانِ من خالٍ، وسَبْعُونَ دِرْهَماً على ذاكَ مَقْرُوظٌ، من القَدِّ، ماعِزُ قوله على ذاك أَي ذاك.
والمَعَّازُ: صاحب مِعْزًى؛ قال أَبو محمد الفقْعسي يصف إِبلاً بكثرة اللبن ويفصلها على الغنم في شدة الزمان: يَكِلْنَ كَيْلاً ليس بالمَمْحُوقِ، إِذْ رَضِيَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ قال الأَصمعي: قلت لأَبي عمرو بن العلاء: مِعْزَى من المَعَزِفقال: نعم، قلت: وذِفْرَى من الذَّفَرِف فقال: نعم.
وأَمْعَزَ القومُ: كثر مَعَزُهم.والأُمْعُوزُ: جماعة التُّيُوس من الظباء خاصة، وقيل: الأُمْعُوزُ الثلاثون من الظباء إِلى ما بلغت، وقيل: هو القطيع منها، وقيل: هو ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين، وقيل: هي الجماعة من الأَوعال، وقال الأَزهري: الأُمْعُوز جماعة الثَّياتِلِ من الأَوْعال، والماعِزُ من الظباء خلاف الضائن لأَنهما نوعان.
والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ: الأَرض الحَزْنَةُ الغليظةُ ذات الحجارة، والجمع الأَماعِزُ والمُعْزُ، فمن قال أَماعِزُ فلأَنه قد غلب عليه الاسم، ومن قال مُعْزٌ فعلى توهم الصفة؛ قال طرفة: جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المَخاضِ، والصَّلاقِمَةَ الحُمْرا والمَعْزاءُ كالأَمْعَزِ، وجمعها مَعْزاواتٌ.
وقال أَبو عبيد في المصنف: الأَمْعَزُ والمَعْزاءُ المكان الكثير الحَصَى الصُّلْبُ، حكى ذلك في باب الأَرض الغليظة، وقال في باب فَعْلاء: المَعْزاء الحصى الصغار، فعبر عن الواحد الذي هو المَعْزاء بالحصى الذي هو الجمع؛ وأَرض مَعْزاء بَيِّنَةُ المَعَزِ.
وأَمْعَزَ القومُ: صاروا في الأَمْعَزِ.
وقال الأَصمعي: عِظامُ الرملِ ضَوائنُه ولِطافُه مَواعِزُه.
وقال ابن شميل: المَعْزاءُ الصحراء فيها إِشراف وغلظ، وهو طين وحصى مختلطان، غير أَنها أَرض صلبة غليظة المَوْطِئِ وإِشرافها قليل لئيم، تقود أَدنى من الدَّعْوَة، وهي مَعِزَةٌ من النبات.
والمَعَزُ: الصَّلابَةُ من الأَرض.
ورجل مَعِزٌ وماعِزٌ ومُسْتَمْعِزٌ: جادٌّ في أَمره.
ورجل ماعِزٌ ومَعِزٌ: معصوب شديد الخَلْقِ.
وما أَمْعَزَه من رجل أَي ما أَشَدَّه وأَصلبه؛ وقال الليث: الرجل الماعِزُ الشديد عَصْبِ الخَلْقِ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: تَمَعْزَزُوا واخْشَوْشِنُوا؛ هكذا جاء في رواية، أَي كونوا أَشِدَّاء صُبُراً، من المَعَزِ وهو الشِّدَّةُ، وإِن جعل من العِزِّ، كانت الميم زائدة مثلها في تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ. قال الأَزهري: رجل ماعِزٌ إِذا كان حازماً مانعاً ما وراءه شَهْماً، ورجل ضائِنٌ إِذا كان ضعيفاً أَحمق، وقيل ضائن كثير اللحم. ابن الأَعرابي: المَعْزِيُّ البخيل الذي يجمع ويمنع، وما أَمْعَزَ رأْيه إِذا كان صُلْبَ الرأْي.
وماعِزٌ: اسم رجل؛ قال: وَيحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لكَ في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ؟ وأَبو ماعِزٍ: كنية رجل.
وبنو ماعِزٍ: بطن.

حلف (لسان العرب) [0]


الحِلْفُ والحَلِفُ: القَسَمُ لغتان، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مَفْعُولٍ مثل الـمَجْلُودِ والـمَعْقُولِ والـمَعْسُور والـمَيْسُورِ، والواحدة حَلْفةٌ؛ قال امْرؤُ القيس: حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ: لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي ويقولون: مَحْلُوفةً باللّه ما قال ذلك، ينصبون على إضمار يَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً، والمحلوفةُ هو القَسَمُ. الأَزهري عن الأَحمر: حَلَفْتُ محلوفاً مصدر. ابن بُزُرج: لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ، يريد ومَحْلُوفِه فمَدَّها.
وحَلَفَ أُحْلُوفة؛ هذه عن اللحياني.
ورجل حالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ: كثير الحَلِفِ.
وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلفته بمعنًى واحد، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وقد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه . . . أكمل المادة وأَحْلَفَه؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ: قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ وفي الحديث: مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها؛ الحَلِفُ: اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته.
وفي حديث حذيفة قال له جُنْدَبٌ: تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد سَمِعْته من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فلا تَنهاني؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين.
والحِلْفُ، بالكسر، العَهْد يكون بين القوم.
وقد حالَفَه أَي عاهَدَه، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا.
وفي حديث أَنس: حالَفَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا مرَّتين أَي آخَى بينهم، وفي رواية: حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام.
وفي حديث آخر: لا حِلْف في الإسلام. قال ابن الأَثير: أَصل الحِلْف الـمُعاقدةُ والـمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا حِلْف في الإسلام، وما كان منه في الجاهلية على نَصْرِ الـمَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ الـمُطَيِّبِينَ وما جَرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وأَيُّمَا حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً، يريد من الـمُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحِلْفُ الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والـمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام، وقيل: الـمُحالفة كانت قبل الفتح، وقوله لا حِلْفَ في الإسلام قاله زمن الفتح؛ فكان ناسخاً وكان، عليه السلام، وأَبو بكر من الـمُطَيَّبينَ وكان عمر من الأَحْلافِ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ.
والحَلِيفُ: الـمُحالِفُ. الليث: يقال حالَف فلان فلاناً، فهو حَليفه، وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء، فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال: فلان حَلِيفُ الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ؛ وأَنشد قول الأَعشى:وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما لِ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه. ابن الأَعرابي: الأَحْلافُ في قريش خمس قبائل: عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب، سُمُّوا بذلك لـمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ، وأَبَتْ بَنُو عبد الدار، عَقَدَ كلّ قوم على أَمـْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا، فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مـملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد عند الكعبة، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين، وتَعاقَدت بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ؛ وقال الكميت يذكرهم: نَسَباً في الـمُطَيَّبينَ وفي الأَحْـ ـلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا قال: وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ قال: كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال: نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم قال: الذي كان قبلها خير منها، كان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأَحْلافِ، يعني إمارة عمر.
وسمع ابن عباس نادِبة عمر، رضي اللّه عنه، وهي تقول: يا سيِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس: نعم والـمُحْتَلَفِ عليهم، يعني الـمُطيبين. قال الأَزهري: وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن القُتَيْبي ذكر الـمُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة على وجهها، قال: وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً.
وفي حديث ابن عباس: وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية الأَحْلافيِّ، يريد أَبا بكر وعمر، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأَحْلاف؛ قال ابن الأَثير: وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن الأَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج، والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم: أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على التَّناصُرِ؛ قال ابن بري: والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْلُ قال: وفي قوله أَيضاً: أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً وذِبْيان: هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ؟ قال ابن سيده: والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم. ابن سيده: الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ.
والجمع أَحلاف.
وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً، وهو حِلْفُه وحَليفه؛ وقول أَبي ذؤيب: فَسَوْفَ تَقُولُ، إنْ هِيَ لم تَجِدْني: أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الحَلِيفُ؟ الحَلِيف: الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ، والجمع أَحْلافٌ وحُلَفاء، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء. الجوهري: والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك والأَحْلافُ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان، ويقال أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة. ابن سيده: كل شيء مُخْتَلَف فيه، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ، ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وذلك أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل، فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به.
وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف. الأَزهري: ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا؛ قال الكميت: أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُو مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان: أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ليس بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر، وهو الفاجر.
ويقال: كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته، وكُمَيْتٌ غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ.
وفي الصحاح: كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ، وهو الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى، ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ؛ قال ابن كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه: تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ: أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ؟ كَمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك، والصِّرْفُ: شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ.
وقال ابن الأَعرابي: معنى مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً، والصحيح هو الأَول.
والـمُحْلِفُ من الغِلمان: المشكوك في احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلى الحلف. الليث: أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم، قال: وقال بعضهم قد أَحْلَفَ. قال أَبو منصور: أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنى خطأ، إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إليه، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك، وقائل يقول غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله.
وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على أَمر صحيح، فهو مُحْلِفٌ.
والعرب تقول للشيء الـمُخْتَلَفِ فيه: مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ.
والحَلِيفُ: الحَديدُ من كل شيء، وفيه حَلافةٌ، وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ.
وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد. قال الأَزهري: أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء.
وفي حديث الحجاج أَنه قال ليزيد بن الـمُهَلَّب: ما أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض.
والحَلَفُ والحَلْفاء: من نَباتِ الأَغْلاثِ، واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة؛ قال سيبويه: حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد، أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك، ولم يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر.، وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ: كثيرة الحَلْفاء.
وقال أَبو حنيفة: أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء. الليث: الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ. قال الأَزهري: الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل والخوص، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ، الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ.
وقال سيبويه: الحلفاء واحد وجمع، وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع. ابن الأَعرابي: الحَلْفاء الأَمـَةُ الصَّخَّابة. الجوهري: الحَلْفاء نبت في الماء، وقال الأَصمعي: حَلِفة، بكسر اللام.
وفي حديث بدر: أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فقال: مَن أَنت؟ قال: أَنا الذي في الحَلْفاء؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء، وهو نبت معروف، وقيل: هو قصب لم يُدْرِكْ.
والحلفاء: واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء، وقيل: واحدته حَلْفاةٌ.
وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ: اسْمان.
وذو الحُلَيْفةِ: موضعٌ؛ وقال ابن هَرْمةَ: لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ مِنْ ذي الحُلَيْفِ، فصَبَّحُوا الـمَسْلُوقا يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ، ويجوز أَن يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في قوله وهو كثير عَزَّةَ: لَعَمْري، لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَحَّلَتْ وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ، واللّه أَعلم.

علج (لسان العرب) [0]


العِلْج: الرجل الشديد الغليظ؛ وقيل: هو كلُّ ذي لِحْية، والجمع أَعْلاج وعُلُوج؛ ومَعْلُوجَى، مقصور، ومَعْلُوجاء، ممدود: اسم للجمع يُجري مَجْرَى الصفة عند سيبويه.
واسْتَعْلَج الرجل: خرجت لحيته وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بدنه.
وإِذا خرج وجهُ الغلام، قيل: قد اسْتَعْلَج.
واسْتَعْلَج جلد فلان أَي غلُظ.
والعِلْج: الرجل من كفَّار العجم، والجمع كالجمع، والأُنثى عِلْجة، وزاد الجوهري في جمعه عِلَجة.
والعِلْج: الكافر؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار: عِلْج.
وفي الحديث (* قوله «وفي الحديث فأتني إلخ» الذي في النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ.): فَأْتِني بأَربعة أَعْلاج من العدوّ؛ يريد بالعلْج الرجل من كفار العجم وغيرهم.
وفي حديث قَتْل عمر قال لابن . . . أكمل المادة عباس: قد كنت أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بالمدينة.
والعِلْج: حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه؛ ويقال للعَيْرِ الوحشي إِذا سَمِن وقَوِيَ: عِلْج.
وكلُّ صُلْب شديد: عِلْج.
والعِلْج: الرَّغيف؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.
ويقال: هذا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل؛ وما تَلَوَّكْت بأَلوك، وما تَعَلَّجْت بِعَلُوج؛ ويقال للرغيف الغليظ الحُروف: عِلْج.
والعِلاج: المِرَاس والدِّفاع.
واعْتَلَج القوم: اتَّخَذُوا صراعاً وقتالاً؛ وفي الحديث: إِنَّ الدُّعاء ليَلْقى البلاء فيَعْتَلِجان أَي يَتصارعان.
وفي حديث سعد بن عُبادة: كَلاَّ والذي بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بالسيف قبل ذلك أَي أَضربه.
واعْتَلَجتِ الوَحْشُ: تضاربت وتَمارَسَتْ، والاسم العلاج؛ قال أَبو ذؤيب يصف عَيْراً وأُتُناً: فَلَبِثْن حيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ، فتَجِدُّ حيناً في المَراح، وتَشْمَعُ واعْتلَجَ المَوْجُ: التَطم، وهو منه؛ واعْتَلَجَ الهَمُّ في صدره، كذلك على المَثل.
واعتلجتِ الأَرض: طال نباتها.
والمُعْتَلِجَة: الأَرض التي اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر؛ وفي الحديث: ونَفى مُعْتَلِج الرّيب؛ هو من اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو من اعتلَجت الأَرض.
والعُلَّج: الشديد من الرجال قِتالاً ونِطاحاً.
ورجل عُلَّج: شديد العلاج.
ورجل عَلِج، بكسر اللام، أَي شديد، وفي التهذيب عُلَجٌ وعُلَّجٌ.وتَعَلَّجَ الرَّمل: اعتلَج.
وعالِج: رِمالٌ معروفة بالبادِيَة، كأَنه منه بعد طرْح الزائد؛ قال الحرث بن حِلِّزة: قلتُ لعَمْرٍو حين أَرْسَلْتُه، وقد حَبا من دُوننا عالِجُ: لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها، إِنك لا تدرِي مَنِ الناتجُ وعالِج: موضع بالبادية بها رَمْل.
وفي حديث الدُّعاء: وما تحويه عَوَالِجُ الرِّمال؛ هي جمع عالِج، وهو ما ترَاكَم من الرمل ودخل بعضه في بعض.
وعالَج الشيءَ مُعالجة وعلاجاً: زاوله؛ وفي حديث الأَسْلميّ: إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عليه.
وفي الحديث: عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ منها؛ وفي الحديث: من كسْبِه وعلاجِه.
وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً: عاناه.
والمُعالِجُ: المُداوي سواء عالَجَ جَريحاً أَو عَليلاً أَو دابَّة؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن عبد الرحمن بن أَبي بكر تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ على رَأْسِ أَمْيال من مكَّة، فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلى مَكَّة، فقالت عائشة: ما آسَى على شيء من أَمْره إِلاَّ خَصْلتين: أَنه لم يُعالِجْ، ولم يُدفنْ حيث مات؛ أَرادت انه لم يُعالِجْ سَكرة الموْت فيكون كفَّارة لذنوبه؛ قال الأَزهري: ويكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت، وقد رُوي لم يُعالَجْ، بفتح اللام، أَي لم يمرَّض فيكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما يكَفِّر ذنوبه.
وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه.
وعالَجَ عنه: دافع.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: انه بعَث رجُلَين في وجه، وقال: إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عن دينِكُما؛ العِلْج: الرَّجُل القويّ الضخم؛ وعالجا أَي مارِسَا العمَل الذي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا به وزاوِلاه.
وكل شيء زاوَلْتَه ومارَسْتَه: فقد عالجتَه.
والعَلَجُ، بالتحريك: من النخل أَشاؤه؛ عن أَبي حنيفة.
وناقة علجَة: كثيرة اللحم.
والعَلَج والعَلَجان: نَبْت، وقيل: شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة، وليس فيه ورَق وإِنما هو قُضْبان كالانسان القاعِد، ومَنْبِته السَّهل ولا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قال أَبو حنيفة: العَلَج عند أَهل نَجْد: شجر لا ورَق له إِنما هو خِيطانٌ جُرْدٌ، في خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الحمير فتصفرُّ أَسنانها، فلذلك قيل للأَقْلَح: كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً، واحدته عَلَجانة؛ قال عبد بَني الحَسْحاسِ: فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَجانَةٍ وحِقْفٍ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا قال الأَزهري: العَلَجانُ شجر يُشبه العَلَنْدَى، وقد رأَيتهما بالبادية، وتجمع عَلَجات (* قوله «وتجمع علجات» مرتبط بقوله قبل: وناقة علجة كثيرة اللحم.)؛ وقال: أَتاك منها علَجاتٌ نيبُ، أَكَلْنَ حَمْضاً، فالوجوه شِيبُ وقال أَبو دواد: عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْـ ـداقِ، كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ وذكر الجوهري في هذه الترجمة العَلْجَن، بزيادة النون: الناقة الكِنازُ اللحم؛ قال رؤبة: وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ وبعير عالِج: يأْكل العَلَجان.
وتَعَلَّجَت الإِبل: أَصابت من العَلَجان.
وعلَّجتها أَنا: عَلَفْتها العَلَجان.
ويقال: فلان عِلْجُ مال، كما يقال: إِزاءُ مالٍ، ورجل عَلِج، بكسر اللام، أَي شديد.

كسف (لسان العرب) [0]


كسَف القمرُ يَكْسِفُ كُسوفاً، وكذلك الشمس كسَفَتْ تَكْسِف كسوفاً: ذهب ضوءُها واسْوَدَّت، وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ، وكسفها اللّه وأَكسفها، والأَول أَعلى، والقمر في كل ذلك كالشمس.
وكسف القمر: ذهب نوره وتغيَّر إلى السواد.
وفي الحديث عن جابر، رضي اللّه عنه. قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في حديث طويل؛ وكذلك رواه أَبو عبيد: انكسفت.
وكسَف الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه.
وكسَفَت حالُه: ساءت، وكَسفَت إذا تغيَّرت.
وكسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد، وقد تكرر في الحديث ذكر الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، وكلهم روَوا . . . أكمل المادة أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا يَنْكسفان لموت أَحد ولا لحياته، والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر، يقال: كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت، وخسف القمر وخسَفه اللّه وانخسف؛ وورد في طريق آخر: إنَّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أَحد ولا لحياته؛ قال ابن الأَثير: خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له، وخُسِف على ما لم يسمَّ فاعله، قال: وقد ورد الخسوف في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، قال: فأَما إطلاقه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأَنيث الشمس يجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعارضة أَيضاً لما جاء في الرواية الأُولى لا ينكسفان، قال: وأَما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما.
والانخِساف: مطاوع خسَفْته فانخَسَف، وقد تقدم عامة ذلك في خسف. أَبو زيد: كسفت الشمس إذا اسْودَّت بالنهار، وكسفت الشمسُ النجومَ إذا غلب ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، يتعدَّى ولا يتعدى؛ قال جرير: فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ، تَبكي عليك، نُجومَ الليلِ والقَمرا قال: ومعناه أَنها طالعة تبكي عليك ولم تكسِف ضوء النجوم ولا القمر لأَنها في طلوعها خاشعةً باكيةً لا نور لها، قال: وكذلك كسف القمرُ إلا أَن الأَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ، والعامة تقول انكسفت الشمس، قال: وتقول خشَعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بمعنى واحد؛ وروى الليث البيت: الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ، تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمرا فقال: أَراد ما طلع نجم وما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، وهذا كما تقول: لا آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء، وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت الشمسُ، ثم صرفته فنصبته.
وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول تبكي عليك نجومَ الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر، وحكي عن الكسائي مثله، قال: وقلت للفراء: إنهم يقولون فيه إنه على معنى المغالبة باكيته فبكيته فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا الوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن ولا قريب منه.
وكسَف بالُه يَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ، وأَكْسفه الحزنُ؛ قال أَبو ذؤيب: يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْرِفُه مُغْضٍ، كما كسَف المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ وقيل: كُسوف باله أَن يَضِيق عليه أَمله.
ورجل كاسفُ البال أَي سيِّء الحال.
ورجل كاسفُ الوجه: عابسُه من سوء الحال؛ يقال: عبَس في وجهي وكسَفَ كُسوفاً.
والكُسوف في الوجه: الصفرة والتغير.
ورجل كاسف: مهموم قد تغير لونه وهُزل من الحزن.
وفي المثل: أَكَسْفاً وإمْساكاَ؟ أَي أَعبوساً مع بُخل.
والتكسيف: التقطيع.
وكسَف الشيءَ يكْسِفه كسْفاً وكسَّفه، كلاهما: قطعه، وخص بعضهم به الثوب والأَديم.
والكِسْف والكِسْفةُ والكَسِيفة: القِطْعة مما قطَعْت.
وفي الحديث: أَنه جاء بثريدة كِسْفٍ أَي خبز مكسّر، وهي جمع كِسْفة للقطعة من الشيء.
وفي حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي قطعة ثوب؛ قال ابن الأَثير: وكأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف.
وكِسْف السحاب وكِسَفُه: قِطَعُه، وقيل إذا كانت عريضة فهي كِسْف.
وفي التنزيل: وإن يروا كِسْفاً من السماء؛ الفراء في قوله تعالى: أَو تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً، قال: الكِسْفُ والكِسَفُ وجهان، والكِسْفُ: الجِماعُ، قال: وسمعت أَعرابياً يقول أَعطني كِسْفة من ثوبك يريد قِطْعة، كقولك خَرْقة، وكُسِفَ فعل، وقد يكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة وعُشْب؛ وقال الزجاج: قرئ كِسْفاً وكِسَفاً، فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة وهي القِطْعة، ومن قرأَ كِسْفاً جعله واحداً، قال: أَو تسقطها طَبَقاً علينا، واشتقاقه من كسَفْت الشيء إذا غطَّيته.
وسئل أَبو الهيثم عن قولهم كسَفْت الثوبَ أَي قطعته فقال: كلُّ شيء قطعتَه فقد كسفته. أَبو عمرو: يقال لخِرَق القميص قبل أَن تؤلَّف الكِسَفُ والكِيَف والحِذَف، واحدتها كِسْفة وكِيفةٌ وحِذْفةٌ. ابن السكيت: يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه مما كان يأْمل ولم ينبسط، وكسَف بالُه يكسِف حدَّثته نفسه بالشر.
والكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب وهو مصدر كسَفْت البعير إذا قطعت عُرْقوبه.
وكسَف عرقوبه يكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل.
ويقال: استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبيه.
وفي الحديث: أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف.

زبد (لسان العرب) [0]


الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ، والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللبن: رغْوتَه. ابن سيده: الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللين، واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة، والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا، لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة، والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك، ولكن هذا تهويل وإِفراط، كقول الآخر: لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ.
وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم . . . أكمل المادة قلت فعلتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا.
وقوم زابدون: ذَوُو زُبْد، وقال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن سيده: وليس بشيء.
وتَزَبَّدَ الزّبْدَة: أَخذها.
وكل ما أُخِذ خالصه، فقد تُزُبَّد.
وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل: تَزَبَّده.
ومن أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن.
والصريح: اللبن الذي تحته المحْضُ؛ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون.
ويقال: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ وإِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان، يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه.
وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه.
وزُبَّاد اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه.
والزُّبَّادُ: الزُّبْدُ.
وقالوا في موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح، وذلك إِذا ارتجن؛ يضرب مثلاً لاختلاط الحق بالباطل. الليث: أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان.
وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد بمعنى.والزَّبَد: زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به مشافره إِذا هاج.
وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه. الجوهري: الزَّبَدُ زَبَد الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها، والزّبْدة أَخص منه، تقول: أَزبَد الشرابُ.
وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، والجمع أَزْباد.
والزَّبْدة: الطائفة منه.
وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دفع بزَبَدِه.
وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَعطاه ورضخ له من مال.
والزَّبْدُ، بسكون الباءِ: الرِّفْد والعطاء.
وفي الحديث: أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، هدية فردَّها وقال: إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم. الأَصمعي: يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت: أَزبُدُه زَبْداً، بضم الباءِ، من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين: أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة، وأَهدى له أُكَيْدِرُ دومةَ فقبل منهما، وقيل: إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام، وقيل: ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل؛ قال: وليس ذلك مناقضاً لقبول هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب.
والزَّبْدُ: العَونُ والرِّفْد. أَبو عمرو: تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف بها وأَسرع إِليها؛ وأَنشد: تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، يَعلم أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا الحذَّاءُ: اليمين المنكرة.
وتَزَبَّدَها: ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة، وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة.
والزُّبَّاد: نبت معروف. قال ابن سيده: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له ورق عراض وسِنْفَة، وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب؛ وقال أَبو حنيفة: له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه. قال وقال أَبو زيد: الزّبَّادُ من الأَحرار.
وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت بَشَرته وأَثمر. قال أَعرابي: تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده، وكل ذلك مفسر في مواضعه.
وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر.
وتَزْبيدُ القطن: تنفيشه.
وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله.
والزَّباد: مثل السِّنَّوْر (* قوله «والزباد مثل السنور» صريحه أنه دابة مثل السنور.
وقال في القاموس: وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يجلب منها الطيب، وانما الدابة السنور، والزباد الطيب إلى آخر ما قال. قال شارحه: قال القرافي: ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز) . الصغير يجلب من نواحي الهند وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد، يظهر على حلمته بالعصر مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع، وله رائحة طيبة وهو يقع في الطيب؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.
وزُبَيْدة: لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم الأَمين محمد بن هرون، وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً.التهذيب: وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن.
وزبُيَد، بالضم: بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي.
وزَبِيدُ، بفتح الزاي: موضع باليمن.
وزَبْيَدان: موضع.

زكا (لسان العرب) [0]


الزَّكاء، ممدود: النَّماء والرَّيْعُ، زَكا يَزْكو زَكاء وزُكُوّاً.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: المالُ تنقُصه النَّفقة والعِلم يَزْكُو على الإِنْفاقِ، فاستعار له الزَّكاء وإِن لم يك ذا جِرْمٍ، وقد زَكَّاه اللهُ وأَزْكاه.
والزَّكاء: ما أَخرجه الله من الثمر.
وأَرضٌ زَكِيَّةٌ: طيِّبةٌ سمينة؛ حكاه أَبو حنيفة. زكا، والزَّرع يَزْكو زَكاء، ممدود، أَي نما.
وأَزْكاه الله، وكلُّ شيء يزداد ويَنْمي فهو يَزْكو زكاء وتقول: هذا الأَمر لا يَزْكو بفلان زَكاء أَي لا يليق به؛ وأَنشد: والمالُ يَزْكو بك مُسْتَكْبراً، يَخْتال قد أَشرق للناظرِ (* قوله «اشرق» كذا في الأصل بالقاف، وفي التهذيب بالفاء). ابن الأَنْباري في قوله تعالى: وحَناناً من لَدُنَّا وزَكاةً؛ معناه . . . أكمل المادة وفعلنا ذلك رحمةً لأَبويه وتَزْكِيةً له؛ قال الأَزهري: أَقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي.
والزَّكاةُ: الصلاحُ.
ورجل تقيٌّ زَكِيٌّ أَي زاكٍ من قوم أَتْقياء أَزْكِياء، وقد زَكا زَكاء وزُكُوّاً وزَكِيَ وتَزَكَّى، وزَكَّاه الله، وزَكَّى نفسَه تَزْكِيةً: مدَحها.
وفي حديث زينبَ: كان اسمُها بَرَّةَ فغَّيره وقال تُزَكِّي نفسَها.
وزَكَّى الرجل نفسَه إِذا وصفها وأَثنى عليها.
والزَّكاةُ: زَكاةُ المال معروفة، وهو تطهيره، والفعل منه زَكَّى يُزَكِّي تَزْكِيةً إِذا أَدّى عن ماله زَكاته غيره: الزَّكاة ما أَخرجته من مالك لتهطره به، وقد زَكَّى المالَ.
وقوله تعالى: وتُزَكِّيهم بها؛ قالوا: تُطهِّرُهم. قال أَبو علي: الزَّكاةُ صفوةُ الشيء.
وزَكَّاه إِذا أَخذ زَكاتَه.
وتَزَكَّى أَي تصدَّق.
وفي التنزيل العزيز: والذين هم للزَّكاةِ فاعِلُون؛ قال بعضُهم: الذين هم للزكاة مُؤْتُون، وقال آخرون: الذين هم للعمل الصالح فاعِلُون، وقال تعالى: خيراً منه زَكاةً؛ أَي خيراً منه عملاً صالحاً، وقال الفراء: زَكاةً صلاحاً، وكذلك قوله عز وجل: وحناناً من لدُنَّا وزَكاةً؛ قال: صلاحاً. أَبو زيد النحوي في قوله عز وجل: ولولا فضل الله عليكم ورحمتُه ما زَكا منكم من أَحد أَبداً ولكن الله يُزَكِّي من يشاء؛ وقرئ ما زَكَّى منكم، فمن قرأَ ما زَكا فمعناه ما صلح منكم، ومن قرأَ ما زَكَّى فمعناه ما أَصلح، ولكن الله يُزَكِّي من يشاء أَي يُصلح، وقيل لما يُخْرَج من المال للمساكين من حقوقهم زَكاةٌ لأَنه تطهيرٌ للمال وتَثْميرٌ وإِصْلاحٌ ونماء، كل ذلك قيل، وقد تكرر ذكر الزكاةِ والتَّزْكِيةِ في الحديث، قال: وأَصل الزكاة في اللغة الطهارة والنَّماء والبَركةُ والمَدْح وكله قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فَعَلةٌ كالصَّدَقة، فلما تحرَّكت الواو وانفتحُ ما قبلها انقلبت أَلفاً، وهي من الأَسماء المشتركة بين المُخْرَج والفعل، فيطلق على العين وهي الطائفة من المال المُزَكَّى بها، وعلى المَعنى وهي التَّزْكِيَة؛ قال: ومن الجهل بهذا البيان أَتى من ظلم نفسَه بالطعن على قوله تعالى: والذي هم للزَّكاةِ فاعلون؛ ذاهباً إِلى العين، وإِنما المراد المعنى الذي هو التَّزْكِيةُ، فالزَّكاة طُهرةٌ للأَموال وزَكاةُ الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان.
وفي حديث الباقر أَنه قال: زَكاةُ الأَرض يُبْسُها، يريد طَهارَتَها من النجاسة كالبول وأَشباهه بأَن يجف ويذهب أَثرُه.والزَّكا، مقصور: الشَّفْعُ من العدد. الجوهري: وزَكاً الشَّفْعُ. يقال: خساً أَو زَكاً، والعرب تقول للفرد خَساً وللزوجين اثنين زَكاً، وقيل لهما زَكاً لأَن اثنين أَزْكى من واحد؛ قال العجاج:عن قبْضِ من لاقى أَخاسٍ أَمْ زَكا ابن السكيت: الأَخاسي جمع خَساً، وهو الفرد. اللحياني: زَِكِيَ الرجل يَزْكى وزَكا يَزْكو زُكوّاً وزَكاءً، وقد زَكَوْتَ وزَكِيتَ أَي صرت زاكياً. ابن الأَنباري: الزَّكاءُ الزِّيادة من قولك زَكا يَزْكو زكاءً، وهذا ممدود، وزكاً، مقصورٌ: الزوجان، ويجوز خَساً وزكاً باللإجْراء، ومن لم يُجْرِهما جعلهما بمنزلة مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ، ومن أَجراهما جعلهما نكرتين.
وقال أَحمد بن عبيد: خَسا وزَكا لا ينوَّنان ولا تدخلهما الأَلف واللام لأَنهما على مذهب فَعَل وهي وعَفا؛ وأَنشد للكميت: لادى خَسا أَو زَكا من سِنِيك إلى أَربعٍ فيقول انتظارا (* قوله «لادى» وضع له في الأصل علامة وقفة ولم نجده في غيره، والرسم قابل أن يكون لادّى، من التأدية فاللام مفتوحة، ولأن يكون أدنى من الدنوّ فاللام مكسورة).
وقال الفراء: يكتب خَسا بالأَلف لأَنه من خَسأَ، مهموز، وزكا يكتب بالأَلف لأَنه من يزكو، والعرب تقول للزوج زَكاً وللفرد خَساً فتلحقه بباب فتىً، ومنهم من يقول زَكا وخَسا فيلحقه بباب زُفَرَ.
ويقال: هو يُخَسِّي ويُزَكِّي إذا قبض على شيء في كفه وقال أَزَكا أَم خَسا، وهو مهموز. الأَصمعي: رجل زُكأَةٌ أَي موسر. اللحياني: إنه لمَلِيءٌ زُكأَةٌ أَي حاضر النَّقْد عاجِله.
ويقال: قد زَكأَه إذا عجَّل نقده.
وفي حديث معاوية أَنه قدِم المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة فأَزْكى المالَ ومضى، فلحِق الحسن فقال: قدِمْتُ بمال فلما بلغني شُخُوصُك أَزْكَيْتُه، وها هوذا؛ قال: كأَنه يريد أَوْعَيْتُه.
وزَكا الرجلُ يَزْكو زُكوّاً: تَنَعَّم وكان في خِصْب.
وزَكِيَ يَزْكى: عَطِشَ. قال ابن سيده: أَثبته في الواو لعدم ز ك ي ووجود ز ك و؛ قاله ثعلب؛ وأَنشد: كصاحِبِ الخَمْرِ يَزْكى كُلَّما نَفِدَتْ عنه، وإنْ ذاقَ شِرْباً هَشَّ لِلعَلَلِ

خضب (لسان العرب) [0]


الخِضابُ: ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه.
وفي الصحاحِ: الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به.
واخْتَضَب بالحنَّاءِ ونحوه، وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً، وخَضَّبَه: غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غيرِهما؛ قال الأَعشى: أَرَى رَجُلاً، منكم، أَسِيفاً، كأَنما * يَضُمُّ، إِلى كَشْحَيْهِ، كفّاً مُخَضَّبا ذَكَّر على إِرادة العُضْوِ، أَو على قوله: فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، * ولا أَرضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها ويجوز أن يكون صفةً لرجلٍ، أَو حالاً من المضْمَر في يَضُمُّ، أَو المخفوضِ في كَشْحَيْهِ.
وخَضَبَ الرَّجلُ شَيْبَه بالحِنّاءِ يَخْضِبُه؛ والخِضِابُ: الاسم. قال السهيلي: عبدُالمطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ من العرب.
ويقال: اخْتَضَبَ الرَّجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ، من غير ذكر الشَّعَرِ.
وكلُّ ما غُيِّرَ . . . أكمل المادة لَوْنهُ، فهو مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، وكذلك الأُنثى، يقال: كَفٌّ خَضِيبٌ، وامرأَةٌ خَضِيبٌ، الأَخيرة عن اللِّحْياني، والجمع خُضُبٌ. التهذيب: كلُّ لوْنٍ غَيَّر لوْنَه حُمْرةٌ، فهو مَخْضُوبٌ.
وفي الحَديث: بَكَى حتى خضَبَ دَمْعُه الحَصى؛ قال ابن الأَثير: أَي بَلَّها، مِن طَريقِ الاسْتِعارةِ؛ قال: والأَشْبَهُ أَن يكون أَراد الـمُبالغةَ في البُكاءِ، حتى احْمَرَّ دمعهُ، فَخَضَبَ الحَصى.
والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ على التَّشْبِيه بذلك.
وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوه وتَخَضَّبَ، واسْمُ ما يُخْضَبُ به: الخِضابُ.
والخُضَبةُ، مثال الهُمَزةِ: المرأَةُ الكثيرةُ الاخْتِضابِ.
وبنانٌ خَضيبٌ مُخَضَّبٌ، شُدِّد للمبالغةِ. الليث: والخاضِبُ مِنَ النَّعامِ؛ غيره: والخاضِبُ الظَّلِيمُ الذي اغْتَلَمَ، فاحْمَرَّتْ ساقاهُ؛ وقيل: هو الذي قد أَكلَ الرَّبِيعَ، فاحْمَرَّ ظُنْبُوباهُ، أَو اصْفَرَّا، أَو اخْضَرَّا؛ قال أَبو دُواد: له ساقا ظَلِيمٍ خا * ضِبٍ، فُوجئَ بالرُّعْبِ وجمعه خَواضِبُ؛ وقيل: الخاضِبُ مِن النَّعامِ الذي أَكلَ الخُضْرةَ. قال أَبو حنيفة: أَمـّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ، فيكون مِن أَنّ الأَنوارَ تَصْبُغُ أَطْرافَ رِيشِه، ويكون مِنْ أَنّ وَظِيفَيْهِ يحْمَرَّانِ في الرَّبيعِ، مِن غير خَضْبٍ شيءٍ، وهو عارِضٌ يَعْرِضُ للنَّعامِ، فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها؛ وقد قيل في ذلك أَقوالٌ، فقال بعضُ الأَعراب، أَحْسِبُه أَبا خَيْرةَ: إِذا كان الرَّبِيعُ، فأَكلَ الأَساريعَ، احْمَرَّت رِجلاه ومِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر. قال: فلو كان هذا هكذا، كان ما لم يأْكل منها الأَساريعَ لا يَعْرِضُ له ذلك؛ وقد زعم رِجالٌ مِن أَهْلِ العلم أَنّ البُسْرَ إِذا بدَأَ يَحْمَرُّ، بَدأَ وَظِيفا الظَّلِيمِ يَحْمَرَّانِ، فإِذا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ، انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِيفَيْه؛ فهذا على هذا، غَريزةٌ فيه، وليس من أَكل الأَسارِيعِ. قال: ولا أَعْرِف النَّعام يأْكل من الأَسارِيعِ.
وقد حُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ الأَعرابي أَنه قال: الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إِذا اغْتَلَمَ في الرَّبيع، اخضرَّتْ ساقاهُ، خاص بالذكر.
والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلمَ، احْمَرَّتْ عُنُقُه، وصَدْرُه، وفَخِذاه، الجِلْدُ لا الرِّيشُ، حُمرةً شديدةً، ولا يَعْرِضُ ذلك للأُنثى؛ ولا يقال ذلك إِلاّ للظَّلِيمِ، دون النَّعامةِ. قال: وليس ما قيل مِن أَكله الأَسارِيعَ بشيءٍ، لأَنَّ ذلك يعرض للدَّاجِنةِ في البُيوت، التي لا تَرى اليَسْرُوعَ بَتَّةً، ولا يَعْرض ذلك لإِناثِها. قال: وليس هو عند الأَصمعي، إِلاّ مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ، ولو كان كذلك، لكان أَيضاً يَصْفَرُّ، ويَخْضَرُّ، ويكون على قدر أَلوان النَّوْر والبَقْل، وكانتِ الخُضْرةُ تكون أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ، أَوَلا تراهم حين وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ، وَصَفُوها بالخُضرة، أَكثر ما وَصَفُوا! ومِن أَيِّ ما كان، فإِنه يقال له: الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة التي تَعْترِي ساقَيْهِ، والخاضِبُ وَصْفٌ له عَلَمٌ يُعرَفُ به، فإِذا قالوا خاضِبٌ، عُلِمَ أَنه إِيّاه يريدُون؛ قال ذو الرمة: أَذاكَ أَم خاضِبٌ، بالسِّيِّ، مَرْتَعُه، * أَبو ثَلاثين أَمـْسَى، وهو مُنْقَلِبُ؟ فقال: أَم خاضِبٌ، كما أَنه لو قال: أَذاكَ أَمْ ظَلِيمٌ، كان سواءً؛ هذا كلُّه قول أَبي حنيفة. قال: وقد وَهِمَ في قوله بَتَّةً، لأَنّ سيبويه إِنما حكاه بالأَلف واللام لا غيرُ، ولم يُجز سُقوط الأَلف واللام منه، سَماعاً من العرب.
وقوله: وَصْفٌ له عَلم، لا يكون الوَصْفُ عَلماً، إِنما أَراد أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ، حتى صار بمنزلة الاسْم العَلمِ، كما تقول الحرث والعباس. أَبو سعيد: سُمِّيَ الظَّلِيمُ خاضِباً، لأَنه يَحْمَرُّ مِنقارُه وساقاهُ إِذا ترَبَّع، وهو في الصَّيْفِ يَفْرَعُ(1) (1 قوله «يفرع إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب ولعله يقزع.) ويَبْيَضُّ ساقاهُ.
ويقال للثور الوحشي: خاضِبٌ إِذا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ(2) (2 قوله «ويقال للثور الوحشي خاضب إِذا اختضب بالحناء إلخ» هكذا في أصل اللسان بيدنا ولعل فيه سقطاً والأصل ويقال للرجل خاضب إِذا اختضب بالحناء.)، وإِذا كان بغير الحِنَّاء قيل: صَبَغَ شَعَره، ولا يقال: خَضَبَه.وخَضَبَ الشجَرُ يَخْضِبُ خُضُوباً وخَضِبَ وخُضِبَ واخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ.
وخَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُه، واسمُ تلك الخُضْرَة الخَضْبُ، والجمع خُضُوبٌ؛ قال حميد بن ثور: فَلَـمَّا غَدَتْ، قَدْ قَلَّصَتْ غَيرَ حِشْوةٍ، * مِنَ الجَوْفِ، فيه عُلَّفٌ وخُضُوبُ وفي الصحاح: مع الجوف، فيها عُلَّف وخضوب وخَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً: طَلَعَ نَباتُها واخْضَرَّ.
وخَضَبَتِ الأَرضُ: اخْضَرَّتْ.
والعرب تقول: أَخْضَبَتِ الأَرضُ إِخْضاباً إِذا ظَهَرَ نَبْتُها.
وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ: سَقَطَ ورَقُه، فاحْمَرَّ واصْفَرَّ. ابن الأَعرابي، يقال: خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبى إِذا أَورَقَ، وخَلَعَ العِضَاه. قال: وأَوْرَسَ الرِّمْثُ، وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ، وأَرْمَشَ إِذا أَوْرَقَ.
وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ.
والخَضْبُ: الجَديدُ من النَّباتِ، يُصيبه الـمَطَرُ فيَخْضَرُّ؛ وقيل : الخَضْبُ ما يَظْهر في الشَّجَر من خُضْرة، عند ابتداءِ الإِيراقِ، وجمعه خُضُوبٌ؛ وقيل: كلُّ بَهِيمةٍ أَكَلَتْه، فهي خاضِبٌ، وخَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ.
والخَضُوبُ: النَّبْتُ الذي يُصِيبُه المطر، فيَخْضِبُ ما يَخْرجُ مِنَ البَطْنِ.
وخُضُوب القَتادِ: أَنْ تخْرُجَ فيه وُرَيْقةٌ عند الرَّبِيعِ، وتُمِدَّ عِيدانه، وذلك في أَوَّل نَبْتِه؛ وكذلك العُرْفُطُ والعَوْسَجُ، ولا يكون الخُضُوب في شيءٍ من أَنواع العِضاهِ غَيرِها.
والمِخْضَبُ، بالكسر: شِبهُ الإِجّانةِ، يُغْسَلُ فيها الثِّيابُ.
والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ، ومنه الحديث: أَنه قال في مَرضه الذي ماتَ فيه: أَجْلِسُوني في مِخضَبٍ، فاغْسِلُوني.

خرس (لسان العرب) [0]


الخَرَسُ: ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ.
والخَرَسُ، بالتحريك: المصدر، وأَخْرَسَه اللَّه.
وجمل أَخْرَسُ: لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها، وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً.
وعَلَم أَخْرَسُ: لا يسمع في الجبل له صَدًى، يعني العَلَم الذي يهتدى به؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد: وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ والأَيْرَمُ: العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به.
والأَحْرَس: القديم (* قوله «والأحرس القديم إلخ» كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً.) العادي . . . أكمل المادة مأْخوذ من الحَرْس، وهو الدهْرُ.
والعنز: القارة السوداء؛ قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر:وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قال: والأَعْيَسُ الأَبيض.
والعَنْزُ: الأَسْوَدُ من القُور، قارة عَنْزٌ: سوداء.
وناقة خَرْساء: لا يسمع لها رُغاء.
وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ، وقيل: هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول للبن الخاثر: هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت. المحكم: وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن.
ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه.
وقال أَبو حنيفة: عين خَرْساء وسحابة (* قوله «عين خرساء وسحابة إلخ» كذا بالأصل.
ولو قال كما قال شارح القاموس: وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت، وسحابة إلخ لكان أحسن.) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد. قال: وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ. الفراء: يقال وَلاَّني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ؛ يريد أَعْرَضَ عني ولا يكلمني.
والخَرْساء: الداهية.
والعِظامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ، قال: حكاه ثعلب.
والخَرْساءُ من الصخور: الصَّمَّاء؛ أَنشد الأَخفش قول النابغة: أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيَّدُ العَيْرَ، لا يَسْري بها السَّاري ويروى: تقيد العين، وهو مذكور في موضعه.
والخُرْسُ والخِراسُ: طعام الولادة؛ الأَخيرة عن اللحياني، هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً وخِراساً؛ قال الشاعر: كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ: الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها.
والخُرْسَةُ: التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ ونحوها.
وخَرَسَها يَخْرُسُها؛ عن اللحياني، وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عنها، كلاهما: عملها لها؛ قال: وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ، إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وقد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ؛ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف حَدْبَ الزمان وعَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ والفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ، وهو الشيء اليسير من الطعام وغيره: إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً، ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ: الشيء القليل الحقير، أَي ليس لهم شيء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ.
وقوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر، لأن البِكْر يكون غلاماً وجارية، وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر والعنايَةُ بها آكَدَ، فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب وعموم الجَهْدِ.
وفي الحديث في صفة التمر: هي صُمْتَةُ الصبي وخُرْسَةُ مَرْيَمَ؛ الخُرْسَة: ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها.
وخَرَّسْتُ النفساء: أَطعمتها الخُرْسَة.
وأَراد قول اللَّه عز وجل: وهُزّي إِليك بِجِذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطَباً جَنِيّاً.
والخُرْسُ، بلا هاء: الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة.
وفي حديث حَسَّان: كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال: إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب، وإِلا لم يُجِبْ؛ وأَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير: شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ، من الأَرانِبِ، بِكْرِ فيقال: هي البِكْرُ في أَوّل حملها، ويقال: هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ.
ومن أمثالهم: تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ.
وقال خالد بن صفوان في صفة التمر: تُحْفَةُ الكبير، وصُمْتَةُ الصغير، وتَخْرِسَةُ مَرْيم. كأَنه سماه بالمصدر وقد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ.
وتَخَرَّسَت المرأَةُ: عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة.
والخَرُوسُ من النساء: التي يعمل لها شيء عند الولادة.
والخَرُوس أَيضاً: البِكْر في أَول بطن تحمله.
ويقال للأَفاعي: خُرْسٌ؛ قال عنترة: عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ، كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ: الدَّنُّ؛ الأَخيرة عن كراع، والصاد في هذه الأَخيرة لغة.
والخَرَّاسُ: الذي يعمل الدّنانَ؛ قال الجعدي: جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ الناقس: الحامض؛ قال العجاج: وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهري: وقرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر: مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ، وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال: الخَرْسُ الدنّ، قيده بالخاء.
والخَرَّاس أَيضاً: الخَمَّار.
وخُراسانُ: كُورَةٌ، النسب إِليها خُراسانيٌّ، قال سيبويه: وهو أَجود، وخُراسِيٌّ خُرْسِيٌّ، ويقال: هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ وبِيضانٌ؛ ومنه قول بَشَّار: في البيت من خُرْسان لا تُعابُ يعني بناته، ويجمع على الخُرَسِينَ، بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين؛ وأَنشد: لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا .

بدر (لسان العرب) [0]


بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، وكذلك بادَرْتُ إِليه.
وتَبادَرَ القومُ: أَسرعوا.
وابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلى أَخذه.
وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ وقول أَبي المُثَلَّمِ: فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها، فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل.
وبادَرَهُ إِليه: كَبَدَرَهُ.
وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ: عَجِلَ إِليَّ واستبق.
واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ.
وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم: بمعنى بادَرَ وبَدَرَ.
ويقال: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه.
وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره.
وفي حديث اعتزال النبي، صلى الله عليه وسلم، نساءَه قال عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عيناي؛ أَي سالتا بالدموع.
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج فجاءت . . . أكمل المادة بها في أَول الزمان، فهو أَغزر لها وأَكرم.
والبادِرَةُ: الحِدَّةُ، وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل.
وبادِرَةُ الشَّرِّ: ما يَبْدُرُكَ منه؛ يقال: أَخشى عليك بادِرَتَهُ.
وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ.
والبادِرَةُ: البَدِيهةُ.
والبادِرَةُ من الكلام: التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب؛ ومنه قول النابغة: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف: شَباتُه.
وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه.
وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما يَبْدأُ منه.
والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً.
وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، وقيل: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال امرؤ القيس: وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل: عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هي الحديدة النظر، وقيل: هي المدوّرة العظيمة، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي.
والبَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس، وفي المحكم: لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً؛ وقال الجوهري: سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها.
وقوله في الحديث عن جابر: إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: يعني بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهري: وهو صحيح. قال: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ.
وأَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ ونحن مُبْدِرُونَ.
وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ، وسمي بَدْراً لامتلائه.
وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عشرة.
وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، على التشبيه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر: وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ.
والبادِرُ: القمر.
والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ.
والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يقال: احذروا بادِرَتَهُ.
والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر.
وغلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ.
وفي حديث جابر: كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ. يقال: بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله، وقيل: إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له: قد أَبْدَرَ.
والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قال الفارسي: ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ. الجوهري: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، وللسمن نِحْيٌ.
والبَدْرَةُ: كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، والجمع البُدورُ، وثلاثُ بَدرات. أَبو زيد: يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ.
والبادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وقيل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، وقيل: هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر: تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش.
والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ: هَلاَّ سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها، زُوراً، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول: هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً؛ وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي.
وفي الحديث: أَنه لما أُنزلت عليه سورة: اقرأْ باسم ربك، جاء بها، صلى الله عليه وسلم، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فقال: زَمِّلُوني زَمِّلُوني قال الجوهري: في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق؛ قال ابن بري: وهذا القول ليس بصواب، والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التي بين المنكب والعنق.
والبَيْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه، وبذلك فسره الجوهري. البَيْدَرُ: الموضع الذي يداس فيه الطعام.
وبَدْرٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ، قال الجوهري: يذكر ويؤنث. قال الشَّعْبي: بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً؛ ومنه يومُ بَدْرٍ.
وبَدْرٌ: اسمُ رجل.

كسف (العباب الزاخر) [0]


الكِسْفَةُ: القِطعة، يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع: كِسْفٌ وكِسَفٌ، ومنه قوله تعالى: (أوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كما زعمتَ علينا كِسْفاً) و"كِسَفاً"، قرأها هنا -بفتح السين- أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفي الروم -بالإسكان- أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ -بالفتح- إلاّ في الطور حفْصٌ. فمن قرأ مُثقَّلا جعله جمْع كِسْفَةٍ كَفِلْقَةٍ وفِلَقٍ وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مُخفَّفا فهو على التوحيد، وجمْعه: أكْسَافٌ وكُسُوْفٌ، كأنه قال: تُسْقِطها طبقاً علينا، من كَسَفْتُ الشيء: إذا غَطَّيته. وقال أبو زيد: كَسَفْتُ الشيء أكْسِفُه كَسْفاً: إذا قطَعْته. والكَسْفُ: مصدر كَسَفْتُ عُرْقُوْبه: إذا عَرْقَبْته.
وفي الحديث: أن صفوان كَسَفَ عُرْقُوب راحلة فقال النبي -صلى الله . . . أكمل المادة عليه وسلم-: أحرج. وأنشد الليث:
ويَكْسِفُ عُرْقُوْبَ الجَوَادِ بمِخْذَمِ     

وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:
فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِـعَةٍ      تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا

هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّراً وهو: "الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة" أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك. وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر. وكَسَفَتْ حال الرجال: إذا ساءت، ورجل كاسِف البال: أي سيئ الحال. وكاسِف الوجه: أي عابِس.
وفي المَثل: أكَسْفاً وإمْسَاكاً: يُضربُ لمن يجمع بين العُبوس والإمساك. ويوم كاسِفٌ: عظيم الهول شديد الشر، قال:
يا لَكَ يَوْماً كاسِفاً عَصَبْصَبَا     

وكَسَفَ الرجل: إذا نَكَسَ طَرْفه. الكَسْفُ في العَرُوْض: أن يكون آخر الجزء متحركاً فتُسقط الحرف رأساً، والشين المُعجَمة تصحِيفٌ، قاله جار الله العلاّمة الزمخشري -رحمه الله-. وكَسَفُ: قرية من نواحي الصُّغدِ. وكَسْفَةُ -بالفتح-: ماءةٌ لبني نعامة من بني أسد، وقيل: هي مُعجمَة.
وقال ابن عبّاد: الكِسْفُ: صاحب المنصورية. وقال غيره: كَسَّف بصره عن فلان تَكْسِيفاً: أي خفَّضه. وقال الليث: بعض الناس يقول: انْكَسَفَتِ الشمس، وهو الخطأ. قال الزهري: ليس ذلك بَخطأ؛ لما روى جابر -رضي الله عنه-: انْكَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. والتركيب يدل على تغير في حال الشيء إلى ما لا يحب، وعلى قَطْع شيء من شيء. الكَشْفُ والكاشِفَةُ: الإظهار. والكاشِفَةُ: من المصادر التي جاءت على فاعِلَةَ كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى: (ليسَ لها من دُوْنِ اللهِ كاشِفَةٌ): أي كَشْفٌ وإظْهارٌ. وقال الليث: الكَشْفُ: رفْعُكَ شيئا عمّا يُواريه ويُغطِّيه. والكَشُوْفُ: النّاقة يضْرِبُها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظُم بطنُها.
وقال الأصمعي: فإنْ حَمَل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشَافُ، والناقة كَشُوفٌ، وقد كَشَفَتْ، قال زُهير بن أبي سُلمى:
فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها      وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمّ تُنْتَجْ فَتَفْطِمِ

ويروى: "فَتُتْئمِ".
وقال اليث: الكِشَافُ: أن تَلْقح حين تُنتج، والكِشَافُ: أن يُحمل عليها في كل سنة وذلك أرد النِّتاج. والكَشَُ: انقلاب من قُصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شُعيرات تنبتُ صُعداً، والرجل كشَفُ، وذلك الموضع كشفةٌ، قال الليث: يُتشَأمُ بها. والكَشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيْبِ الذنب. والأكْشَفُ: الذي لا تُرْسَ معه في الحرب. والأكْشَفُ: الذي ينهزم في الحرب.
وبِكِلى المعنيين فُسِّر قول كعب بن زهير رضي الله عنه.
زالُوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ      عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَـازِيْلُ

وقال ابن الأعرابي: كَشِفَ القوم: إذا انهزموا، وأنشد:
فما ذَمَّ جـادِيْهِـمْ ولا فـالَ رَأْيُهـم      ولا كَشِفُوا إنْ أفْزَعَ السَّرْبَ صائحُ

أي لم ينهزموا. وقال ابن عبّاد: الكْشَفُ: الذي لا بيضة على رأسه. وكُشَافٌ: موضِع من زابِ الموصل. وقال غيره: كَشَفَتْه الكَواشِفُ: أي فَضحتْه الفضائح. والجبهةُ الكَشْفاء: التي أدبَرت ناصيتها. وأكْشَفَ القوم: كَشَفَتْ إبلُهم. وقال الأصمعي: أكْشَفَ الرجل: إذا ضَحك فانقلبت شَفتُه حتى تبدو دَرادِرُه. وقال الزَّجّاج: أكْشَفَتِ النّاقة: إذا تابعت بين النِّتاجين. وقال ابن عبّاد: أكْشَفْتُ الناقة: جعلتُها كَشُوْفاً. والتَّكْشِيْفُ: مبالغة الكَشْفِ. وقال ابن دريد: كَشَّفْتُ فلاناً عن كذا وكذا: إذا أكْرَهْتُه على إظهاره. والتَّكَشُّفُ: الظهور. وتَكَشَّفَ البرق: إذا كلأ السماء. والانْكِشَافُ: مُطاوَعةُ الكَشْفِ. واسْتَكْشَفَ عن الشيء: سأل أن يُكْشَفَ له عنه. وكاشَفَه بالعداوة: باداه بها. ويقال: لو تَكاشَفْتُمْ ما تَدافنْتُم: أي لو انكشف عيب بعضكم لِبعضٍ. واكتَشَفَتِ المرأة لزوجها: إذا بالغت في التَّكَشُّفِ، قاله ابن الأعرابيِّ، وأنشد:
تقول: دَلِّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ      فَدَاسَها بأذْلَغِيٍّ بَـكْـبَـكِ


واكتشف الكبش: نزا. والتركيب يدل على سرو عن الشيء كالثوب يُسْرى عن البدن.

كنف (العباب الزاخر) [0]


يقال: هو في كَنَفِ الله: أي في حِرْزِه؛ يَكْنُفُه ويَرْعاهُ. والكَنَفُ -أيضاً-: الجانب، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:  
إذا تَأنَّسَ يَبْغِيْها بِـحـاجَـتِـه      إنْ أيْأسَتْهُ وإنْ جَرَّتْ له كَنَفا

وفُلان يعيش في كَنَفِ فلان: أي في ظِلِّه. وأكْنَافُ الشيء: نواحيه حيث يَنْضمُّ إليه، الواحد: كَنَف.
وقدِم جِرير بن عبد الله -رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أين بَلدك؟ قال: بأكْنَافِ بِيْشَةَ. وقال أبو عبيدة: الكَنَفَةُ: الكَنَفُ. وكَنَفا الطّائر: جناحاه، قال ثعلبة بن صُعير المازني يصف ناقته:
وكأنَّ عَيْبَتَها وفضل فِتانِها      فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ نافِرِ

وقال آخر:
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأنَّ عِفـاءهـا      سِقْطَانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ جافِلِ

زقيل في قول النبي . . . أكمل المادة -صلى الله عليه وسلم-: يُدنى العبد من ربِّه حتى يضَع كنَفه عليه فيُقَرِّرُه بذنوبه ويقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، حتى إذا قرَّره بنوبه قال: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم. كَنَفُه: سِتْره.
ومنه قول صفوان بن المُعطّل -رضي الله عنه-: ما كشَفْتُ كَنَفَ أنثى قط. وكَنَفى -مثال جَمَزى-: موضع كانت فيه وَقعةٌ، وأُسر فيها حاجب بن زُرارة. وقال أبو عمرو: الكَنَفُ: أن يُمْسِك بيديه على القفِيزِ، يقال: كَنَفَ الكَيّال يَكْنُفُ كَنفاً حسناً.
وهو أن يجعل يديه على رأس القَفِيْزِ يُمسِك بهما الطعام، يقال: كِلْهُ ولا تَكْنُفْهُ. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه توضّأ فادخل يده في الإناء فَكنَفَها فضرب بالماء وجهه. أي جمعها وجعلها كالكِنْفِ لأخْذِ الماء. وقال أبو عبيدة: ناقَةٌ كَنُوْفٌ: تبرُكُ في كَنَفةِ الإبل؛ مثل القذُوْرِ؛ إلاّ أنها لا تستبعدُ كما تستبعد القذُوْرُ.
وقال هُشيمٌ: الكَنُوْفُ من الغنم: القاصِيةُ التي لا تَمشي مع الغنم.
ومنه قول إبراهيم النَّخَعي: لا تُؤخذ في الصدقة كنوف، قال إبراهيم الحربيُّ -رحمه الله-: لا أدري لِم لا تؤخذ في الصدقة لاعتزالها عن الغنم التي يأخذ المصدق وإتعابها أيّاه، قال: وأظنه أراد أن يقول الكَشوف فقال الكَنُوْف، والكَشُوف: التي يضربُها الفحل هي حامل فنهى عن أخذها لأنها حامل، وإلاّ فلا أدري. وقال أبو زيد: شاةٌ كَنْفَاءُ: أي حدْباء. وكنَفْتُ الإبل أكنفها وأكنِفُها كَنْفاً: إذا علمتُ لها حظيرة تؤويها إليها. وكَنَفْتُ عن الشيء كَنفَاً: أي عدَلْتُ عنه، ومنه قول القُطاميِّ:
فصَالُوا وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكِرٍ      لِيُعْلَمَ ما فينا عن البَيْعِ كانِفُ

ويُقال: انهزم القوم فما كانت لهم كانِفَةٌ دون العسكَرِ: أي حاجز يحجزُ العدو عنهم. والكِنْفُ -بالكسر-: وعاء تكون فيه أداة الراعي.
وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه دعا عِياضَ بن غنْمِ بن زُهير الفِهري القرشي -رضي الله عنه- فالبَسه مِدْرَعَةَ صُوف ودفع إليه كِنف الراعي.
وبتصغيره قال عمر -رضي الله عنه- لابن مسعود -رضي الله عنه-: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلماً. وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يرحم الله المهاجرات الأُوَلَ لمّا أنزل الله: (ولْيَضْرِبْنَ بخُمرهِنَّ على جُيُوْبِهِنَّ) شققْن أكنَف مُروطِهنَّ فاختمَرْن بها. أي أسترها. والكِنيْفُ في حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أنه أشرف من كنيف وأسماء بنت عُميسٍ -رضي الله عنه- فكلَّمهم: السُّترة. والكَنِيْفُ: الساتر.
ومنه قيل للكرياس الذي تُقضى فيه حاجة الإنسان: كَنِيْفٌ. والكَنِيْفُ -أيضاً-: التُّرْسُ. والكَنِيْفُ: حَظِيرة من شجر تُجعل للإبل، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه:
تَبِيْتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيْف     

وقد كُتِبَ الرَّجَز بتمامه مع القصة في تركيب ع ج ف، قال الحارث بن حِلِّزة اليشكري:
وإذا اللِّقَاحُ تَرَوَّحَتْ بِعَـشِـيَّةٍ      رَتَكَ النَّعَامِ إلى كَنِيْفِ العَرْفَجِ

والكَنِيْفُ: النخل يُقطع فينبت نحو الذراع، وتشبَّه اللحية السوداء بذلك فيقال: كانما لِحيته الكَنِيفُ. وكانِفٌ وكُنَيْفٌ -مُصغراً-: من الأعلام. وكَنَفْتُه أكْنُفُه -بالضم- كَنْفاً: أي صُنته وحَفظته، يقال: كَنَفه الله: أي حاطه. وأكْنَفْتُه: أي أعَنته.
وقال ابن عبّاد: أكْنَفْتُ الرجل: مثل كَنَفْتُه.  وأبو مُكْنِفٍ: زيد الخيل بن مُهلهل بن يزيد بن مُنْهِب بن عبد رُضى بن مُخْتَلِس بن ثوب بن عديِّ بن كنانة بن مالك بن نابِل بن نبهان -واسم نبهان: أسْودانُ-، رضي الله عنه، له صًحبة، وسمّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- زيد الخير. والتَّكْنِيْفُ بالشيء: الإحاطة به.
وصِلاءٌ مُكَنَّفٌ: أي قد أُحيط به من جوانبه. وقال ابن عبّاد: لحية مُكَنَّفَةٌ: أي عظِيمة الأكَنَافِ، وأنّه لمُكَنَّفُ اللحية. واكتَنَفَ القوم: إذا اتخذوا كَنِيفاً لإبلهم. واكتَنَفوا فلانا وتَكَنَّفُوه: أي أحاطوا به، قال عروة بن الورد:
سَقَوْني النِّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُونـي      عُدَاةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُوْرِ

أي مُسْكِراً أنساه العقل، ويقال لكل مُسْكِرٍ، نِسْيٌ، ويروى: الخمر. وبنو فلان يَتَكَنَّفونَ بني فلان: أي هم في ناحيتهم. وقا عبّاد: يقال تركت بني فلان يَتَكَّنفُوْنَ بالغِياث: وذلك أن تموت مواشيهم من الهُزَال فَيحظُروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بَقيت فيستُرُونها من الشمال ويَكْنُفُونها. والمُكانَفَةُ: المُعاونة. والتركيب يدل على الستر.

هلب (لسان العرب) [0]


الـهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه؛ وقيل: هو في الذَّنَبِ وحْدَه؛ وقيل: هو ما غَلُظَ من الشعَر؛ زاد الأَزهري: كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ. الجوهري: الـهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزيرِ الذي يُخْرَزُ به، والجمع الـهُلْبُ.
والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكثيرُ الـهُلْبِ.
ورجل أَهْلَبُ: غليظُ الشَّعَر.
وفي التهذيب: رجل أَهْلَبُ إِذا كان شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً.
والأَهْلَبُ: الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ.
والـهُلْبُ أَيضاً: الشَّعَر النابتُ على أَجْفانِ العَيْنَيْن.
والـهُلْبُ: الشَّعَر تَنْتِفُه من الذَّنَب، واحدَتُه هُلْبة.
والـهُلَبُ: الأَذْنابُ والأَعْرافُ الـمَنْتُوفةُ.
وهَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً، وهَلَّبَه: نَتَفَ هُلْبَه، فهو مَهْلُوبٌ ومُهَلَّبٌ.
والـمُهَلَّبُ: اسمٌ، وهو منه؛ ومنه سُمِّي الـمُهَلَّبُ بنُ أَبي صُفْرَة أَبو الـمَهالِـبة. فمُهَلَّبٌ على حارثٍ وعباسٍ، والـمُهَلَّبُ على الـحَارث والعَبَّاس.
وانْهَلَبَ الشَّعرُ، وتَهَلَّبَ: تَنَتَّفَ.
وفرسٌ مَهْلُوبٌ: مُسْـتَـأْصَلُ شعر الذَّنَبِ، قد هُلِبَ . . . أكمل المادة ذَنَبُه أَي اسْـتُـؤْصِلَ جَزّاً.
وذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِـعٌ؛ وأَنشد: وإِنَّهُمُ قدْ دَعَوْا دَعْوَةً، * سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِـعٌ عنكم، كقوله: الدُّنْيا وَلَّت حَذَّاءً أَي مُنْقَطِعَةً.
والأَهْلَبُ: الذي لا شَعَر عليه.
وفي الحديث: انَّ صاحبَ رايةِ الدَّجَّالِ، في عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْيةِ البَرَقِ، وفيها هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس أَي شَعَراتٌ، أَو خُصَلاتٌ من الشَّعر.
وفي حديث مُعاوية: أَفْلَت وانْحَصَّ الذَّنَب، فقال: كَلاَّ إِنه لَبِهُلْبه؛ وفرس أَهْلَبُ ودابة هَلْباءُ.
ومنه حديث تَميم الدَّاريِّ: فلَقِـيَهم دابةٌ أَهْلَبُ؛ ذَكَّرَ الصفةَ، لأَنَّ الدابة تَقَعُ على الذكر والأُنثى.
وفي حديث ابن عمرو: الدابةُ الـهَلْباءُ التي كَلَّمت تمِـيماً هي دابةُ الأَرضِ التي تُكَلِّمُ الناسَ، يعني بها الجَسَّاسةَ.
وفي حديث الـمُغِـيرة: ورَقَبَةٌ هَلْباءُ أَي كثيرةُ الشَّعر.
وفي حديث أَنسٍ: لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيل أَي لا تَسْـتَـأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع.
والـهَلَبُ: كثرةُ الشَّعَر؛ رجلٌ أَهْلَبُ وامرأَةٌ هَلْباءُ.
والـهَلْباءُ: الاسْتُ، اسم غالبٌ، وأَصلُه الصفةُ.
ورجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: في اسْتِه شَعَرٌ، يُذْهَبُ بذلك إِلى اكتِهالِهِ وتَجْرِبَتِه؛ حكاه ابنُ الأَعرابي، وأَنشد: مَهْلاً، بَني رُومانَ بعضَ وَعِـيدِكُمْ ! * وإِيَّاكُمُ والـهُلْبَ مِنَّا عَضارِطا! ورجل هَلِبٌ: نابتُ الـهُلْبِ.
وفي الحديث: لأَنْ يَمْتَلِـئَ ما بَينَ عانَتي وهُلْبَتي؛ الـهُلْبة: ما فوقَ العانةِ إِلى قريب من السُّرَّة.
والـهَلِبُ: رجلٌ كان أَقْرَع، فمَسَح سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يدَه على رأْسه فنَبَت شَعَرُه.
وهُلْبَةُ الشِّتاءِ: شِدَّتُه.
وأَصابَتْهم هُلْبةُ الزمان: مثلُ الكُلْبة، عن أَبي حنيفة.
وَوَقَعْنا في هُلْبةٍ هَلْباءَ أَي في داهيةٍ دَهْياءَ، مثل هُلْبة الشِّتاءِ.
وعامٌ أَهْلَبُ أَي خَصِـيبٌ، مثلُ أَزَبَّ، وهو على التشبيه.
والـهَلاَّبةُ: الريح البارِدَةُ مع قَطْرٍ. ابن سيده: والـهَلاَّبُ رِيحٌ باردة مع مَطَرٍ، وهو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ على فَعَّالٍ كالجَبَّانِ والقَذَّافِ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ (1) (1 قوله «قال أبو زبيد» أي يصف امرأة اسمها خنساء كما في التكملة) : هَيْفاءُ مُقْبِلةً، عَجْزاءُ مُدْبرَةً، * مَحْطُوطَةٌ، جُدِلَتْ، شَنْباءُ أَنْيابا تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزالٍ، تَحْتَ سِدْرَتِه * أَحَسَّ، يوماً، من الـمَشْتَاتِ، هَلاَّبا هَلاَّبا: ههنا بدلٌ من يوم. قال ابن بري: أَتى سيبويه بهذا البيت شاهداً على نصب قوله أَنيابا، على التشبيه بالمفعول به، أَو على التمييز.
ومقبلة نصب على الحال، وكذلك مدبرة، أَي هي هيفاء في حال إِقبالها، عجزاء في حال إِدبارها، والـهَيَفُ: ضُمْرُ البَطْن.
والـمَحْطوطة: الـمَصْقُولة؛ يريد أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ.
والـمِحَطُّ: خشبة يُصْقَلُ بها الجُلُود.
والـمَجْدُولةُ: التي ليست برَهْلة مُسْتَرْخيةِ اللحم.
والشَّنَبُ: بَرْدٌ في الأَسْنان، وعُذُوبةٌ في الريق.
والهَلاَّبةُ: الريح الباردةُ.
وهَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً: بَلَّتْهم.
وفي حديث خالد (2) (2 قوله «وفي حديث خالد إلخ» عبارة التكملة وفي حديث خالد بن الوليد أنه قال لما حضرته الوفاة: لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي إلخ.): ما من عملي شيءٌ أَرْجى عِنْدي بعد لا إِله إِلاَّ اللّه، من ليلةٍ بِتُّها، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِـي، والسماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني.
وقد هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ. التهذيب: يقال هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشيءٍ من نَـدًى، أَو نحو ذلك. ابن الأَعرابي: الـهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ من اليوم الـهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه سَهْلاً لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ؛ والصِّفةُ الـمَذْمُومة أُخِذَتْ من اليوم الـهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه ذا رَعْدٍ، وبَرْقٍ، وأَهوالٍ، وهَدْم للمنازل.
ويومٌ هَلاَّبٌ، وعامٌ هَلاَّبٌ: كثير الـمَطَر والريح. الأَزهري في ترجمة حلب: يوم حَلاَّبٌ، ويوم هَلاَّبٌ، ويوم هَمَّامٌ، وصَفْوانُ، ومِلْحانُ، وشِـيبانُ؛ فأَمَّا الـهَلاَّبُ: فاليابِسُ بَرْداً، وأَما الـحَلاَّبُ: ففيه نَـدًى، وأَما الـهَمَّام: فالذي قد هَمً بالبَرْد. قال: والـهَلْبُ تَتابُع القَطْر؛ قال رؤبة: والـمُذْرِياتُ بالدَّوَارِي حَصْبا بها جُلالاَ، ودُقاقاً هَلْبا وهو التَّتابُعُ والـمَرُّ. الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه في هُلْبة الشِّتاءِ أَي في شِدَّة بَرْدِه. أَبو يَزيدَ الغَنَوِيُّ: في الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والـمَرْقِـيُّ في القَبْر، وفي الكانون الثاني هَلاَّبٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِـيبٌ يَكُنَّ في هُلْبةِ الشَّهْر أَي في آخره.
ومن أَيام الشتاءِ: هالِبُ الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ. قال غيره: يقال هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه، بمعنى واحد. ابن سيده: له أُهْلُوبٌ أَي الْتِهابٌ في الشَّدِّ وغيره، مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فيه.
وامرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ من زَوجِها وتُحِـبُّه، وتُقْصِـي غيرَه وتَتَباعَدُ عنه؛ وقيل: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِـبُّه، وتُقْصِـي زَوجَها، ضِدُّ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه تعالى عنه: رَحِمَ اللّه الـهَلوبَ؛ يَعني الأُولى، ولَعَنَ اللّهُ الـهَلُوبَ؛ يَعْني الأُخرى؛ وذلك من هَلَبْتُه بلساني إِذا نِلْتَ منه نَيْلاً شديداً، لأَن المرأَة تَنالُ إِما من زوجها وإِما من خِدْنِها، فتَرَحَّمَ على الأُولى ولَعَنَ الثانيةَ.ابن شميل: يقال إِنه ليَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إِذا كان يَهْجُوهم ويَشْتُمهم. يقال: هو هَلاَّبٌ أَي هَجَّاءٌ، وهو مُهَلَّبٌ أَي مَهْجُوٌّ.وقال خليفة الـحُصَيْنِـيُّ: يقال رَكِبَ كلٌّ منهم أُهْلُوباً من الثَّناءِ أَي فَنّاً، وهي الأَهالِـيبُ؛ وقال أَبو عبيدة: هي الأَسالِـيبُ، واحدها أُسْلُوبٌ. أَبو عبيد: الـهُلاَّبةُ غُسالةُ السَّلى، وهي في الـحُوَلاءِ، والـحُوَلاءُ رأْسُ السَّلى، وهي غِرْسٌ، كقَدْرِ القَارورةِ، تَراها خَضْراء بَعْدَ الوَلدِ، تُسَمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ.
ويقال: أَهْلَبَ في عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً، وعَدْوُه ذو أَهالِـيبَ.
وفي نوادر الأَعراب: اهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وأَعْتَقَه وامْتَرقَه واخْتَرَطَه إِذا اسْتَلَّه.
وأُهْلُوبٌ: فرسُ ربيعة بن عمرو.

هوم (لسان العرب) [0]


الهَوْم والتَّهَوُّم والتَّهْويم: النوم الخفيف؛ قال الفرزدق يصف صائداً: عاري الأَشاجِع مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ، ما تَطْعَمُ العَينُ نَوْماً غير تَهْوِيم وهَوَّم الرجلُ إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس، وهَوَّمَ القومُ وتَهوَّمُوا كذلك، وقد هَوَّمْنا. أَبو عبيد: إذا كان النوم قليلاً فهو التَّهْويم.
وفي حديث رُقَيقة: فبَينا أَنا نائمة أَو مُهَوِّمةٌ؛ التَّهْويم: أَولُ النوم وهو دون النوم الشديد.
والهامَةُ: رأْس كل شيء من الرُّوحانيين؛ عن الليث؛ قال الأَزهري: أراد الليث بالرُّوحانيين ذوي الأجسام القائمة بما جعَل اللهُ فيها من الأَرْواح؛ وقال ابن شميل: الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أَجسام تُرى، قال: وهذا القول هو الصحيح عندنا. الجوهري: الهامَة الرأْس، والجمع . . . أكمل المادة هامٌ، وقيل: الهامَة ما بين حَرْفَي الرأْس، وقيل: هي وسَطُ الرأْس ومُعظمه من كل شيء، وقيل: من ذوات الأَرواح خاصة. أَبو زيد: الهامَة أَعلى الرأْس وفيه الناصية والقُصَّة، وهما ما أقَبَل على الجبهة من شعر الرأْس، وفيه المَفْرَق، وهو فَرْق الرأْسِ بين الجَبينين إلى الدائرة، وكانت العرب تزعُم أن رُوح القتيل الذي لم يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو عند قبره، تقول: اسقُوني اسقُوني فإذا أُدْرِك بثأْره طارت؛ وهذا المعنى أَراد جرير بقوله: ومِنَّا الذي أَبكى صُدَيَّ بن مالكٍ، ونَفَّرَ طَيراً عن جُعادةَ وُقَّعا يقول: فُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عن قبره.
وأَزْقَيْت هامَة فلان إذا قتلته؛ قال: فإنْ تَكُ هامة بِهَراةَ تَزْقُو، فقد أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هاما وكانوا يقولون: إن القتيل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقوني اسقُوني حتى يُقتل قاتِلُه؛ ومنه قول ذي الإصبع: يا عَمْرُو، إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي، أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ: اسقوني يريد أَقْتُلْك.
ويقال: هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ، أي يموت اليومَ أو غدٍ؛ قال كُثَيِّر: وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فهو قائلٌ مِنَ اجْلِكَ: هذا هامَةُ اليومِ أو غد وفي الحديث: وتَرَكَت المَطِيَّ هاماً؛ قيل: هو جمع هامة من عظام الميت التي تصيرُ هامةً، أَو هو جمع هائمٍ وهو الذاهب على وجهه؛ يريد أَن الإبل من قلة المَرْعَى ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ على وجهها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: لا عَدْوَ ولا هامةَ ولا صَفَرَ؛ الهامَة: الرأْس واسمُ طائر، وهو المراد في الحديث، وقيل: هي البومة. أَبو عبيدة: أما الهامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَى، وقيل أَرواحهم، تصير هامَةً فتطير، وقيل: كانوا يسمون ذلك الطائرَ الذي يخرج من هامَة الميت الصَّدَى، فنَفاه الإسلامُ ونهاهم عنه؛ ذكره الهرويّ وغيره في الهاء والواو، وذكره الجوهري في الهاء والياء؛ وأَنشد أَبو عبيدة: سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ، فَلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ وقال لبيد: فليس الناسُ بَعْدَكَ في نَقيرٍ، ولا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وهامِ ابن الأَعرابي: معنى قوله لا هامَةَ ولا صفَر؛ كانوا يتشاءمون بهما، معناه لا تتشاءموا.
ويقال: أصبَحَ فلانٌ هامةً إذا مات.
وبناتُ الهامِ: مُخُّ الدِّماغ؛ قال الراعي: يُزِيلُ بَناتِ الهام عن سَكِناتِها، وما يَلْقَهُ منْ ساعدٍ فهو طائحُ والهامَةُ: تميمٌ، تشبيهاً بذلك؛ عن ابن الأَعرابي.
وهامَةُ القومِ: سيِّدُهم ورئيسُهم؛ وأَنشد ابن بري للطرماح: ونحن أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا طُهَيَّةَ، يومَ الفارِعَيْنِ، بلا عَقْدِ وقال ذو الرمة: لنا الهامَةُ الكُبْرى التي كلُّ هامةٍ، وإن عُظَمت، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ وفي حديث أبي بكر والنسَّابةِ: أَمِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها؟ أي مِنْ أَشْرافِها أَنت أو من أَوْساطِها، فشبّه الأَشْرافَ بالهامِ، وهو جمع هامةِ الرأْس.
والهامةُ: جماعةُ الناس، والجمع من كل ذلك هامٌ؛ قال جُرَيْبة بن أَشْيم: ولَقَلَّ لي، مما جَعَلْتُ، مَطِيَّةٌ في الهامِ أَرْكَبُها، إذاما رُكِّبُوا يعني بذلك البَلِيَّةَ، وهي الناقةُ تُعْقَل عند قبر صاحِبها تَبْلى، وكان أهلُ الجاهلية يزعمون أَن صاحَبها يركبُها يوم القيامة ولا يمشي إلى المحشر.
والهامة مِن طيرِ الليلِ: طائرٌ صغير يأْلَفُ المَقابِرَ، وقيل: هو الصَّدى، والجمع هامٌ؛ قال ذو الرمة: قد أَعْسِفُ النازحَ المجهول مَعْسِفُه في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ ابن سيده: والهامةُ طائرٌ يخرج من رأْس الميّت إذا بَلِيَ، والجمع أَيضاً هامٌ.
ويقال: إنما أَنتَ مِن الهامِ.
ويقال للفرس هامةٌ، بتخفيف الميم، وأَنكرها ابن السكيت وقال: إنما هي الهامّة، بالتشديد. ابن الأثير في الحديث: اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فإنها مأْوَى الهَوامِّ؛ قال: هكذا جاء في رواية والمشهور هَزْم الأَرض، بالزاي، وقد تقدم؛ وقال الخطابي: لسْتُ أَدْري ما هَوْمُ الأَرض، وقال غيره: هَوْمُ الأَرض بطنٌ منها في بعض اللغات.
والهامةُ: موضعٌ مِن دُونِ مِصر، حماها الله تعالى: قال: مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا وهامةُ: اسمُ حائطٍ بالمدينة؛ أَنشد أَبو حنيفة: من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبت لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها الهَوْماةُ: الفَلاة، وبعضهم يقول الهَوْمة والهَوْماةُ، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة قال: وفي حديث صفوانَ: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سفر إذ ناداه أَعرابيّ بصوتٍ جَهْوَريٍّ يا محمد، فأَجابه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بنَحْوٍ من صوتِه:هاؤُمْ، بمعنى تعالَ ويمعنى خُذْ، ويقال للجماعة كقوله عز وجل: هاؤمُ اقْرَؤُوا كِتابِيَهْ، وإنما رفَع صوتَه، صلى الله عليه وسلم، من طريق الشَّفقة عليه لئلا يَحْبَطَ عملُه، من قوله عز وجل: لا تَرْفَعُوا أَصواتَكم فوقَ صوت النبيّ؛ فعَذَره بجَهْلِه ورَفع النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، صوتَه حتى كانَ مثلَ صوِته أو فوقَه لفَرْطِ رأْفتِه به، صلى الله عليه وسلم، ولا أَعْدَمَنا رأْفَتَه ورحمتَه يومَ ضَرورتِنا إلى شفاعتِه وفاقَتنا إلى رحمته، إنه رؤوف رحيم.

شجن (لسان العرب) [0]


الشَّجَنُ: الهمّ والحُزْن، والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ. شَجِنَ، بالكسر، شَجَناً وشُجُوناً، فهو شاجِنٌ، وشَجُنَ وتشَجَّنَ، وشَجَنَه الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ: أَحزنه؛ وقوله: يُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غير الشَّواجِنِ إِنما يريد أَنهن لا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها من الصيد بل يَصِدْنَه ما شاء.
وشَجَنتِ الحمامة تشْجُنُ شُجُوناً: ناحت وتَحَزَّنتْ.
والشَّجَنُ: هَوَى النَّفْس.
والشَّجَنُ: الحاجة، والجمع أَشْجان، والشَّجَنُ، بالتحريك: الحاجة أَينما كانت؛ قال الراجز: إني سأُبْدي لكَ فيما أُبْدي لي شَجَنانِ: شَجَنٌ بنَجْدِ، وشَجَنٌ لي ببِلادِ الهِنْدِ (* قوله «ببلاد الهند» مثله في المحكم، والذي في الصحاح: ببلاد السند).
والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ؛ قال: ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ، والتَقَتْ رِفاقٌ من الآفاقِ . . . أكمل المادة شَتَّى شُجُونُها ويروى: لُحونُها أَي لغاتها، وأَراد أَرضاً كانت له شَجَناً لا وَطَناً أَي حاجةً، وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتممه ابن بري وذكر عجزه: ذَكَرتُكِ حيثُ استأْمَن الوحشُ، والْتَقَتْ رِفاقٌ به، والنفسُ شَتَّى شُجُونُها قال: ومن هذه القصيدة: رَغا صاحبي، عندَ البكاءِ، كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرينُها وأَنشد ابن بري أَيضاً: حتى إذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ، وكُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قال: فلان كناية عن المعرفة، وهَنٌ كناية عن النكرة.
وشَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً: حَبَسَتْه، وشَجَنَتْني تشْجُنُني.
وما شَجَنَكَ عنا أَي ما حَبَسك، ورواه أَبو عبيد: ما شَجَرَكَ.
وقالوا: شاجِنَتي شُجُونٌ كقولهم عابِلَتي عُبُول.
وقد أَشْجَنني الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً. الليث: شَجُنْتُ شَجَناً أَي صار الشَّجَنُ فيَّ، وأَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بمعنى تذَكَّرْت، وهو كقولك فَطُنْتُ فَطَناً، وفَطِنْتُ للشيء فِطْنةً وفَطَناً؛ وأَنشد: هَيَّجْنَ أَشْجاناً لمن تشَجَّنا والشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ: الغُصْنُ المشتبك. ابن الأَعرابي: يقال شُجْنة وشِجْنٌ وشُجْنٌ للغُصن، وشُجْنَة وشُجَنٌ وشِجْنةٌ وشِجَنٌ وشُجْناتٌ وشِجْناتٌ وشُجُناتٌ وشِجِناتٌ. الجوهري: والشِّجْنةُ والشَّجْنةُ عروق الشجر المشتبكة.
وبيني وبينه شِجْنَةُ رَحِمٍ وشُجْنةُ رَحِمٍ أَي قرابةٌ مُشتبكة.
والشَّجَنُ والشُّجْنة والشِّجْنة: الشُّعْبة من الشيء.
والشِّجْنة: الشُّعبة من العُنقود تُدْرِكُ كلها، وقد أَشْجَنَ الكَرْمُ وتشَجَّنَ الشجر: التف.
وفي المثل: الحديث ذو شُجُون أَي فنون وأَغراض، وقيل: أَي يدخل بعضه في بعض أَي ذو شُعَب وامْتِساك بعضُه ببعض؛ وقال أَبو عبيد: يُراد أَن الحديث يتفرَّق بالإنسان شُعَبُه ووَجْهُه؛ وقال أَبو طالب: معناه ذو فنون وتشَبُّث بعضه ببعض؛ قال أَبو عبيد: يضرب هذا مثلاً للحديث يستذكر به غيره؛ قال: وكان المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عن ضَبَّة بن أُدٍّ بهذا المثل، وقد ذكره غيره؛ قال: كان قد خرج لضبَّة ابن أُدٍّ ابنان: سَعْدٌ وسَعِيد في طلب إِبل، فرجع سعد ولم يرجع سعيد، فبينا هو يُسايِرُ الحرثَ بن كعب إذ قال له: في هذا الموضع قتلت فتى، ووصف صفة ابنه، وقال هذا سيفه، فقال ضَبَّةُ: أَرِني أَنْظُرْ إليه، فلما أَخذه عرف أَنه سيف ابنه، فقال: الحديث ذُو شُجُونٍ، ثم ضرب به الحرث فقتله؛ وفيه يقول الفرزدق: فلا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ، إنّ اسْتِعارَها كضَبَّةَ إذْ قال: الحديثُ شُجُونُ ثم إن ضبة لامه الناس في قتل الحرث في الأَشهر الحرم فقال: سَبَقَ السيفُ العَذَلَ.
ويقال: إنَّ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ لخُرَيْمٍ الهُذَليِّ.
والشُّجْنة والشِّجْنة: الرَّحِمُ المشتبكة.
وفي الحديث: الرَّحِمِ شِجْنة من الله مُعَلَّقة بالعرش تقول: اللهم صِلْ من وَصَلَني واقْطع من قطعني، أَي الرَّحِمُ مشتقة من الرَّحْمن تعالى؛ قال أَبو عبيدة: يعني قَرابةٌ من الله مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً أَو اتساعاً، وأَصل الشُّجْنة، بالكسر والضم، شُعْبة من غُصْن من غصون الشجرة، والشَّجْنةُ لغة فيه؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: الشُّجْنةُ الصِّهْرُ.
وناقة شَجَنٌ: مُتَداخِلَة الخَلْق مشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة؛ وفي حديث سَطِيح الكاهنِ: تجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ أَي ناقة مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شجرة مُتَشَجِّنَة أَي متصلة الأَغصان بعضها ببعض، ويروى: شزن، وسيجيء، والشِّجْنة، بكسر الشين: الصَّدْعُ في الجبل؛ عن اللحياني.
والشاجِنَةُ: ضرب من الأَوْدية يُنْبت نباتاً حسناً، وقيل: الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الوادي، واحدها شَجْن؛ قال ابن سيده: وإِنما قلت إن واحدها شَجْن لأَن أَبا عبيدة حكى ذلك، وليس بالقياس لأَن فَعْلاً لا يكسَّر على فَواعل، لا سيما وقد وجدنا الشاجِنة، فأَنْ يكون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَةٍ أَولى؛ قال الطرماح: كظَهرِ اللأَى لو تُبْتَغَى رِيَّةٌ به نَهاراً، لعَيَّتْ في بُطُونِ الشَّواجِنِ وكذلك روى الأَزهري عن أَبي عمرو: الشَّواجِنُ أَعالي الوادي، واحدتها شاجِنَة.
وقال شِمرٌ: جمع شَجْنٍ أَشْجان. قال الأَزهري: وفي ديار ضبَّة وادٍ يقال له الشَّواجِنُ في بطنه أَطْواء كثيرة، منها لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ، ومياهُها عذبة. الجوهري: الشَّجْنُ، بالتسكين، واحدُ شُجُون الأَودية وهي طُرُقُها.
والشاجِنة: واحدة الشواجِنِ، وهي أَودية كثيرة الشجر؛ وقال مالك بن خالد الخُناعي: لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوِي على أَحَدٍ، إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ عَدِيٌّ: جمع عاد كغَزِيٍّ جمع غازٍ، وقوله: يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لما هربوا تعلقت ثيابُهم بالطَّلْح فتركوها؛ وأَنشد ابن بري للطرماح في شاجنة للواحدة: أَمِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَةِ الحَجُونِ، عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِينِ وقول الحَذْلَمِيِّ: فضارِبَ الضَّبْه وذي الشُّجُونِ يجوز أَن يعني به وادياً ذا الشُّجون، وأَن يعني به موضعاً.
وشِجْنَة، بالكسر: اسم رجل، وهو شِجْنة بن عُطارِد بن عَوْف بن كَعْب بن سَعْد بن زيد مناة بن تميم؛ قال الشاعر: كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لم يَدَعْ من دَارِمٍ أَحَداً، ولا من نَهْشَلِ.

شأي (لسان العرب) [0]


الشَّأْوُ: الطَّلَقُ والشَّوْطُ.
والشَّأْوُ: الغَايةُ والأَمَدُ، وفي الحديث: فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِي شَأواً وأَسِيرُ شَأْواً؛ الشّأْوُ: الشَّوْطُ والمَدَى؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: قال لخالد ابن صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَيْر وقد ذكَرَ سُنَّة العُمَرَيْن فقال تَرَكْتُمَا سُنَّتَهُما شَأْواً بَعيداً، وفي رواية: شأْواً مُغَرَّباً ومُغَرِّباً، والمُغَرَّبُ والمُغَرِّبُ البَعِيدُ، ويريد بقوله تَرَكْتُما خالداً وابْنَ الزُّبَيْر.
والشَّأْوُ: السَّبْقُ، شَأَوْتُ القَوْمَ شَأْواً: سَبَقْتُهم.
وشَأَيْتُ القَوْمَ شَأْياً: سبَقْتُهم؛ قال امرؤ القيس: فَكانَ تَنادِينَا وعَقْدَ عِذَارِه، وقالَ صِحابي: قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ قال ابن بري: الواو ههنا بمعنى مَعْ أَي مع عَقْدِ عذاره، فأَغْنَتْ عن الخَبَر على حدِّ قولهم كُلُّ رجلٍ وضَيْعَتَه؛ وأَنشد أَبو القاسم الزجاجي: . . . أكمل المادة شَأَتْكَ المَنازِلُ بالأَبْرَقِ دَوارِسَ كالوَحْيِ في المُهْرَقِ أَي أَعْجَلَتْك من خَرابها إذ صارَتْ كالخَطِّ في الصحيفة.
وشَآني الشيءُ شَأْواً: أَعْجَبَني، وقيل حزَنَنِي؛ قال الحَرِثُ بن خالد المخزومي:مَرَّ الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ وقيل: شآنِي طَرَّبَنِي، وقيل: شاقَنِي؛ قال ساعدة: حتَّى شَآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ؛ باتَتْ طِراباً، وباتَ اللَّيْل لَمْ يَنَمِ شَآها أَي شاقَها وطَرَّبَها بوزن شَعاها. الأَصمعي: شَآنِي الأَمْرُ مثلُ شَعاني، وشاءني مثل شاعَنِي إذا حَزَنَك، وقد جاء الحَرِثُ بنُ خالد في بيته باللغتين جميعاً.
وشُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي أَعْجَبْتُه.
ويقال: شُؤتُ به أَي أُعْجِبْتُ به. ابن سيده: وشَآني الشيءُ شَأْياً حَزَنَني وشاقَني؛ قال عَدِيُّ ابن زيد: لَمْ أُغَمِّضْ له وشَأْيي به مَّا، ذاكَ أَنِّي بصَوْبِهِ مَسْرورُ ويقال: عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْنِ أَي طَلَقاً أَو طَلَقَيْن.
وشَآهُ شَأْواً إذا سَبَقَه.
ويقال: تَشاءَى ما بينهم بوزن تَشاعى أَي تَباعَدَ؛ قال ذو الرُّمَّة يمدح بِلالَ بنَ أَبي بُرْدَة: أَبوكَ تَلافى الدِّينَ والناسَ بَعْدَما تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ فشَدَّ إصارَ الدِّينِ، أَيّامَ أَذْرُحٍ، ورَدَّ حروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْرِ ابن سيده: وشاءَني الشيءُ سبَقَني.
وشاءَني: حَزنَني، مقْلوبٌ من شَآني، قال: والدليل على أَنَّهُ مقلوبٌ منه أَنه لا مصدَرَ له، لم يقولوا شاءَني شَوْءاً كما قالوا شَآني شَأْواً، وأَما ابن الأَعرابي فقال: هما لغتان، لأَنه لم يكن نحوِيّاً فيَضْبِط مثلَ هذا؛ وقال الحَرِثُ بنُ خالد المخزومي فجاء بهما: مَرَّ الحُمولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ تَحْتَ الخُدورِ، وما لَهُنَّ بَشاشَةٌ، أُصُلاً، خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ يقول: مَرَّت الحُمول وهي الإبل عليها النساءُ فما هَيَّجْنَ شَوْقَك، وكنتَ قبل ذلك يهيجُ وجْدُك بهِنَّ إذا عايَنْتَ الحُمولَ، والأَظْعانُ: الهَوادِجُ وفيها النِّساءُ، والأُصُلُ: جَمْعُ أَصيلٍ، ونَعْمانُ: مَوْضِعٌ معروفٌ، والبشاشة: السُّرورُ والابْتِهاج؛ يريد أَنه لم يَبْتَهِجْ بهِنَّ إذ مَرَرن عليه لأَنه قد فارق شبابَه وعَزَفَتْ نفْسُه عن اللَّهْوِ فلم يَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ به، وقوله: وما شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي لم يُحرِّكْنَ مِن قَلْبِكَ أَدْنى شيءٍ.
وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً: سُرِرْتُ.
وشاءَني الشيءُ يشوءُني ويشَيئُني: شاقَني، مَقْلوبٌ من شآني؛ حكاه يعقوب؛ وأَنشد: لقد شاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوعَبوا أَراد: شآنا، والدليلُ على أَنه مقلوبٌ أَنه لا مصدر له.
وشاءاهُ على فاعَلَه أَي سابقه.
وشاءَه: مثل شآهُ على القلبِ أَي سَبَقَه.
ورجلٌ شيِّئانٌ بوزنِ شَيِّعان: بعيدُ النظرِ، ويُنْعَتُ به الفرس، وهو يحتمل أَن يكون مقلوباً من شَأَى الذي هوسبق لأَن نظره يَسْبِقُ نَظَر غيره، ويحتمل أَن يكون من مادَّةٍ على حِيالِها كشاءني الذي هو سَرَّني؛ قال العجاج: مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ وشيءٌ مُتَشاءٍ: مختلِفٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب: لَعَمْري لقد أَبْقَتْ وقيعةُ راهِطٍ، لِمَرْوانَ، صَدْعاً بَيِّناً مُتَشائِيا قال ابن سيده: لم يُفَسِّره.
واشْتَأَى: اسْتَمَع. أَبو عبيد: اشْتأََيْتُ اسْتَمَعْت؛ وأَنشد للشماخ: وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ ليس بَيْنَهُما، إذا هُما اشْتأَتا للسمع، تَهْميلُ (* قوله «تهميل» هكذا في نسخة بيدنا غير معول عليها، وفي شرح القاموس: تسهيل).
واشْتأَى: اسْتَمَع، وقال المُفَضَّل: سَبَقَ. ابن الأَعرابي: الشَّأَى الفسادُ مثلُ الثَّأَى، قال: والشَّأَى التَّفْريقُ. يقال: تَشاءَى القَوْمُ إذا تَفَرَّقوا. التهذيب في هذه الترجمة أَيضاً: ومن أَمثالهم شرٌّ ما أَشاءَكَ إلى مُخَّةِ عُرْقوبٍ، وشَرٌّ ما أَجاءَكَ أَي أَلجَأَكَ.
وقد أُشِئْتُ إلى فُلانٍ وأُجِئْتُ إليه أَي أُلْجِئْتُ إليه. الليث: المَشيئة مصدرُ شاءَ يَشاءُ مَشيئَةً: وشَأْوُ الناقةِ: بَعْرُها، والسين أَعلى. الليث: شَأْوُ الناقةِ زِمامُها وشَأْوُها بَعْرُها؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأَتانه: إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوى لَهُ مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ أَفْلَجُ وقال الأَصمعي: أَصْلُ الشَّأْوِ زَبيلٌ من تُرابٍ يُخْرَجُ مِنَ البِئْر، ويقال للزَّبيلِ المِشْآة، فَشَبَّه ما يُلْقيهِ الحِمارُ والأَتانُ من رَوْثِهِما به؛ وقال الشماخ في الشأْوِ بمعنى الزِّمام: ما إن يَزالُ لها شَأْوٌ يُقَوِّمُها، مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ، مَجْدولُ ويقال للرجل إذا تَرَكَ الشيءَ ونَأَى عنه: ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً، وهَيْهاتَ ذلك شَأْوٌ مُغَرَّبٌ؛ قال الكميت: أَعَهْدَكَ من أُولى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ، هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وقال المازني في قوله: يُصْبِحْنَ، بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ، شَوائِياً للسَّائِقِ الغِرِّيدِ التجريد: المتجرد الماضي، والشَّوائي: الشَّوائِقُ، وقول الحرث بن خالد: فَِما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي ما شُقْنَكَ ولقد نَراك وأَنتَ تَشْتاق إلَيْهِن فقد كَبِرْتَ وصِرْتَ لا يَشُقْنَك إذا مَرَرْنَ.
والشَّأْوُ: ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ.
وشَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً: نَقَّيْتُها وأَخْرَجْت تُرابَها، واسمُ ذلك التراب الشَّأْوُ أَيضاً.
وحكى اللحياني: شَأَوْتُ البِئْرَ أَخْرَجْت منها شَأْواً أو شَأْوَيْن من تراب.
والمِشْآةُ: الشيءُ الذي تُخْرِجهُ به، وقال غيره: المِشْآةُ الزَّبيلُ يُخرَجُ به تُراب البئر، وهو على وزن المِشْعاةِ، والجَمْع المَشائي؛ قال: لولا الإلَهُ ما سَكنَّا خَضَّما، ولا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّما وقُيَّمٌ: جمع قائمٍ مثل صُيَّمٍ، قال: وقياسه قُوَّم وصُوَّم.
وشَأَوْتُ من البئر إذا نزَعْتَ منها التُّراب. اللحياني: إنه لَبَعيدُ الشَّأْوِ أي الهِمَّة، والمعْرُوفُ السين.

خبس (لسان العرب) [0]


خَبَسَ الشيءَ يَخْبُسُه خَبْساً وتَخَبَّسَه واخْتَبَسَه: أَخذه وغَنِمَه.
والخُباسَةُ: الغنيمة؛ قال عمرو بن جُوَيْنٍ أَو امرؤ القيس: فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ، ونَهْنَهْتُ نَفْسي بعدما كِدتُ أَفْعَلَهْ نصب على إِرادة أَن، لأَن الشعراء يستعملون أَن ههنا مضطرين كثيراً.
والخُباساء: كالخُباسَة، والخُباسَة، بالضم، المَغْنَمُ. الأَصمعي: الخُباسَةُ ما تَخَبَّسْتَ من شيء أَي أَخذته وغنمته، ومنه يقال: رجل خَبَّاسٌ أَي غَنَّام.
والاخْتِباسُ: أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً.
وأَسَدٌ خَبُوس وخَبَّاسٌ وخابِسٌ وخُنابِسٌ: يَخْتَبِسُ الفَريسَة.
وخَبَسه: أَخذه، وأَسَدٌ خُوابِسٌ؛ وأَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطائي واسمه حَرْمَلة ابن المنذر: فما أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني، ولا حَقِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ ولكني ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ، على الأَقْران، مُجْتَرئٌ خَبُوسُ اللَّفاءُ: الشيء اليسير الحقير. . . . أكمل المادة يقال: رضيت من الوفاء باللَّفاء.
ويقال: اللَّفاءُ ما دون الحَقِّ.
والضُّبارِمَة: المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الأُسْدِ وغيرها.
وجَمُوحٌ: ماض راكبٌ رأْسَه.
والخَبْسُ والاخْتباسُ: الظلم؛ خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه.
والخُباسَة: الظُّلامَةُ. خرس: الخَرَسُ: ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ.
والخَرَسُ، بالتحريك: المصدر، وأَخْرَسَه اللَّه.
وجمل أَخْرَسُ: لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها، وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً.
وعَلَم أَخْرَسُ: لا يسمع في الجبل له صَدًى، يعني العَلَم الذي يهتدى به؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد: وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ والأَيْرَمُ: العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به.
والأَحْرَس: القديم (* قوله «والأحرس القديم إلخ» كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً.) العادي مأْخوذ من الحَرْس، وهو الدهْرُ.
والعنز: القارة السوداء؛ قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر:وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قال: والأَعْيَسُ الأَبيض.
والعَنْزُ: الأَسْوَدُ من القُور، قارة عَنْزٌ: سوداء.
وناقة خَرْساء: لا يسمع لها رُغاء.
وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ، وقيل: هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول للبن الخاثر: هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت. المحكم: وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن.
ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه.
وقال أَبو حنيفة: عين خَرْساء وسحابة (* قوله «عين خرساء وسحابة إلخ» كذا بالأصل.
ولو قال كما قال شارح القاموس: وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت، وسحابة إلخ لكان أحسن.) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد. قال: وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ. الفراء: يقال وَلاَّني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ؛ يريد أَعْرَضَ عني ولا يكلمني.
والخَرْساء: الداهية.
والعِظامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ، قال: حكاه ثعلب.
والخَرْساءُ من الصخور: الصَّمَّاء؛ أَنشد الأَخفش قول النابغة: أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيَّدُ العَيْرَ، لا يَسْري بها السَّاري ويروى: تقيد العين، وهو مذكور في موضعه.
والخُرْسُ والخِراسُ: طعام الولادة؛ الأَخيرة عن اللحياني، هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً وخِراساً؛ قال الشاعر: كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ: الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها.
والخُرْسَةُ: التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ ونحوها.
وخَرَسَها يَخْرُسُها؛ عن اللحياني، وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عنها، كلاهما: عملها لها؛ قال: وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ، إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وقد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ؛ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف حَدْبَ الزمان وعَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ والفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ، وهو الشيء اليسير من الطعام وغيره: إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً، ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ: الشيء القليل الحقير، أَي ليس لهم شيء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ.
وقوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر، لأن البِكْر يكون غلاماً وجارية، وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر والعنايَةُ بها آكَدَ، فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب وعموم الجَهْدِ.
وفي الحديث في صفة التمر: هي صُمْتَةُ الصبي وخُرْسَةُ مَرْيَمَ؛ الخُرْسَة: ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها.
وخَرَّسْتُ النفساء: أَطعمتها الخُرْسَة.
وأَراد قول اللَّه عز وجل: وهُزّي إِليك بِجِذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطَباً جَنِيّاً.
والخُرْسُ، بلا هاء: الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة.
وفي حديث حَسَّان: كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال: إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب، وإِلا لم يُجِبْ؛ وأَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير: شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ، من الأَرانِبِ، بِكْرِ فيقال: هي البِكْرُ في أَوّل حملها، ويقال: هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ.
ومن أمثالهم: تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ.
وقال خالد بن صفوان في صفة التمر: تُحْفَةُ الكبير، وصُمْتَةُ الصغير، وتَخْرِسَةُ مَرْيم. كأَنه سماه بالمصدر وقد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ.
وتَخَرَّسَت المرأَةُ: عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة.
والخَرُوسُ من النساء: التي يعمل لها شيء عند الولادة.
والخَرُوس أَيضاً: البِكْر في أَول بطن تحمله.
ويقال للأَفاعي: خُرْسٌ؛ قال عنترة: عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ، كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ: الدَّنُّ؛ الأَخيرة عن كراع، والصاد في هذه الأَخيرة لغة.
والخَرَّاسُ: الذي يعمل الدّنانَ؛ قال الجعدي: جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ الناقس: الحامض؛ قال العجاج: وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهري: وقرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر: مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ، وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال: الخَرْسُ الدنّ، قيده بالخاء.
والخَرَّاس أَيضاً: الخَمَّار.
وخُراسانُ: كُورَةٌ، النسب إِليها خُراسانيٌّ، قال سيبويه: وهو أَجود، وخُراسِيٌّ خُرْسِيٌّ، ويقال: هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ وبِيضانٌ؛ ومنه قول بَشَّار: في البيت من خُرْسان لا تُعابُ يعني بناته، ويجمع على الخُرَسِينَ، بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين؛ وأَنشد: لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا .

عفا (لسان العرب) [0]


في أَسماءِ الله تعالى: العَفُوُّ، وهو فَعُولٌ من العَفْوِ، وهو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس، وهو من أَبْنِية المُبالَغةِ. يقال: عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ وعَفُوٌّ، قال الليث: العَفْوُ عَفْوُ اللهِ، عز وجل، عن خَلْقِه، والله تعالى العَفُوُّ الغَفُور.
وكلُّ من اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ عنه. قال ابن الأَنباري في قوله تعالى: عَفَا الله عنكَ لمَ أَذِنْتَ لهُم؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ من قولهم عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها ومَحَتْها، وقد عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظُ اللازم والمُتَعدِّي سواءٌ. قال الأَزهري: قرأْت بخَطّ شمر لأَبي زيد عَفا الله تعالى عن العبد عَفْواً، وعَفَتِ الريحُ . . . أكمل المادة الأَثر عفاءً فعَفَا الأَثَرُ عُفُوّاً.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: سَلُوا اللهَ العَفْو والعافية والمُعافاة، فأَما العَفْوُ فهو ما وصفْناه من مَحْو الله تعالى ذُنوبَ عبده عنه، وأَما العافية فهو أَن يُعافيَهُ الله تعالى من سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ وهي الصِّحَّةُ ضدُّ المَرَض. يقال: عافاهُ الله وأَعْفاه أَي وهَب له العافية من العِلَل والبَلايا.
وأَما المُعافاةُ فأَنْ يُعافِيَكَ اللهُ من الناس ويُعافِيَهم منكَ أَي يُغْنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أَذاهم عنك وأَذاك عنهم، وقيل: هي مُفاعَلَة من العفوِ، وهو أَن يَعْفُوَ عن الناس ويَعْفُوا هُمْ عنه.
وقال الليث: العافية دِفاعُ الله تعالى عن العبد. يقال: عافاه اللهُ عافيةً، وهو اسم يوضع موضِع المصدر الحقيقي، وهو المُعافاةُ، وقد جاءَت مصادرُ كثيرةٌ على فاعلة، تقول سَمعْت راغِيَة الإِبل وثاغِيَة الشاءِ أَي سمعتُ رُغاءَها وثُغاءَها. قال ابن سيده: وأَعْفاهُ الله وعافاهُ مُعافاةً وعافِيَةً مصدرٌ، كالعاقِبة والخاتِمة، أَصَحَّه وأَبْرأَه.
وعَفا عن ذَنْبِه عَفْواً: صَفَح، وعَفا الله عنه وأَعْفاه.
وقوله تعالى: فمَن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتِّباعٌ بالمعروف وأَداءٌ إِليه بإِحسانٍ؛ قال الأَزهري: وهذه آية مشكلة، وقد فسَّرها ابن عباس ثم مَنْ بعدَه تفسيراً قَرَّبوه على قَدْر أَفْهام أَهل عصرهم، فرأَيتُ أَن أَذكُر قولَ ابن عباس وأُؤَيِّدَه بما يَزيدهُ بياناً ووُضوحاً، روى مجاهد قال: سمعت ابنَ عباسٍ يقول كان القصاصُ في بني إِسرائيلَ ولم تكن فيهم الدِّيَة، فقال الله عز وجل لهذه الأُمَّة: كتِب عليكم القِصاصُ في القَتْلى الحرُّ بالحُرِّ والعبدُ بالعبدِ والأُنثْى بالأُنْثى فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباع بالمعروف وأَداءٌ إِليه بإِحسان؛ فالعَفْوُ: أَن تُقْبَلَ الديَةُ في العَمْدِ، ذلك تخفيفٌ من ربِّكم مما كُتِبَ على من كان قَبْلَكم، يطلُب هذا بإِحسانٍ ويُؤَدِّي هذا بإحسانٍ. قال الأَزهري: فقول ابن عباس العَفْوُ أَن تُقْبَل الديَة في العَمْد، الأَصلُ فيه أَنَّ العَفْو في موضوع اللغة الفضلُ، يقال: عَفا فلان لفلان بماله إِذا أَفضَلَ له، وعفَا له عَمَّا له عليه إِذا تَرَكه، وليس العَفْو في قوله فمن عُفِيَ له من أَخيه عَفْواً من وليِّ الدَّمِ، ولكنه عفوٌ من الله عز وجل، وذلك أَنَّ سائرَ الأُمَم قبلَ هذه الأُمَّة لم يكن لهم أَخذُ الدِّية إِذا قُتِلَ قتيل، فجعَله الله لهذه الأُمة عَفْواً منه وفَضْلاً مع اختيار وَليِّ الدمِ ذلك في العمْد، وهو قوله عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباعٌ بالمعروف؛ أَي مَن عَفا اللهُ جَلَّ اسمُه بالدّية حين أَباحَ له أَخْذَها، بعدما كانت مَحْظُورةً على سائر الأُمم مع اختياره إِيَّاها على الدَّمِ، فعليه اتِّباع بالمعروف أَي مطالبَة للدِّية بمعرُوف، وعلى القاتل أَداءُ الديَةِ إِليه بإحْسانٍ، ثم بَيَّنَ ذلك فقال: ذلك تخفيفٌ من ربكم لكم يا أُمَّة محمدٍ، وفَضْل جعله الله لأَوْلِياءِ الدم منكم، ورحمةٌ خصَّكم بها، فمن اعْتَدَى أَي فمن سَفَك دَمَ قاتل وليِّه بعدَ قبولِه الدِّيَة فله عذاب أَليم، والمعنى الواضح في قوله عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيء؛ أي من أُحِلَّ لَه أَخذُ الدِّية بدلَ أَخيه المَقتول عفْواً من الله وفَضْلاً مع اختياره، فلْيطالِبْ بالمَعْروف، ومِن في قوله مِنْ أَخيه معناها البدل، والعَرَبُ تقولُ عرَضْتُ له من حَقِّه ثَوْباً أَي أَعْطَيْته بدَل حقّه ثوباً؛ ومنه قول الله عز وجل: ولو نَشاءُ لَجَعَلْنا منكُم ملائكَة في الأَرض يَخْلُقُون؛ يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأَرض، والله أَعلم. قال الأَزهري: وما علمت أَحداً أَوضَح من مَعْنى هذه الآية ما أَوْضَحْتُه.
وقال ابن سيده: كان الناسُ من سائِر الأُمَمِ يَقْتُلون الواحدَ بالواحدِ، فجعل الله لنا نحنُ العَفْوَ عَمَّن قتل إِن شِئْناه، فعُفِيَ على هذا مُتَعَدٍّ، أَلا تراه مُتَعَدِّياً هنا إِلى شيء؟ وقوله تعالى: إِلاَّ أَنْ يَعْفُون أَو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النِّكاح؛ معناه إِلا أَن يَعْفُوَ النساء أَو يعفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاح، وهو الزَّوْجُ أَو الوَليُّ إِذا كان أَباً، ومعنى عَفْوِ المَرْأَة أَن تَعْفُوَ عن النِّصْفِ الواجبِ لها فتَتْرُكَه للزوج، أَو يَعْفُوَ الزوج بالنّصفِ فيُعْطِيَها الكُلَّ؛ قال الأَزهري: وأَما قولُ الله عزَّ وجلَّ في آية ما يجبُ للمرأَة من نصف الصَّداق إِذا طُلِّقَت قبل الدخول بها فقال: إِلاَّ أَن يعفُونَ أَو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاحِ، فإن العَفْوَ ههنا معناهُ الإِفْضالُ بإعْطاء ما لا يَجبُ عليه، أَو تركُ المرأَة ما يَجبُ لها؛ يقال: عَفَوْتُ لِفلان بمالي إِذا أَفْضَلْت له فأَعْطَيْته، وعَفَوْت له عمَّا لي عليه إِذا تركْتَه له؛ وقوله: إِلاَّ أَن يَعْفُونَ فِعْلٌ لجَماعَةِ النِّساءِ يطلِّقُهُنَّ أَزْواجُهُنَّ قبل أَن يَمَسُّوهُنَّ مع تسمية الأَزْواجِ لهنَّ مُهورَهُنَّ، فيَعْفُون لأَزْواجِهِنَّ بما وَجَب لهن من نِصفِ المْهرِ ويَتْرُكْنَه لَهُم، أَو يَعْفُوَ الذي بيدِه عُقْدةُ النكاحِ، وهو الزوج، بأَن يُتَمِّمَ لها المَهْر كله ، وإِنما وَجَبَ لها نصْفُه، وكلُّ واحد من الزَّوْجين عافٍ أَي مُفْضِلٌ، أَما إِفْضالُ المرأَةِ فأَن تتركَ للزوج المُطَلِّق ما وجَبَ لها عليه من نِصف المَهْر، وأَما إِفْضاله فأَنْ يُتِمَّ لها المَهْرَ كَمَلاً، لأَنَّ الواجِبَ عليه نصْفُه فيُفْضِلُ مُتَبَرِّعاً بالكلِّ، والنونُ من قوله يعفُون نونُ فِعلِ جماعةِ النساءِ في يَفْعُلْنَ، ولو كان للرجال لوجَبَ أَن يقال إِلاَّأَن يعفُوا، لأَنَّ أَن تنصب المستقبلَ وتحذف النونَ، وإِذا لم يكن مع فعلِ الرجال ما ينْصِب أَو يجزِم قيل هُم يَعْفُونَ، وكان في الأَصل يَعْفُوُون، فحُذِفت إِحْدى الواوينِ استثقالاً للجمع بينهما، فقيل يَعْفُونَ، وأَما فِعلُ النساء فقِيلَ لهُنَّ يَعْفُونَ لأَنه على تقدير يَفْعُلْنَ.
ورجل عَفُوٌّ عن الذَّنْبِ: عافٍ.
وأَعْفاهُ من الأَمرِ: بَرَّأَه.
واسْتَعْفاه: طَلَب ذلك منه.
والاسْتِعْفاءُ: أَن تَطْلُب إِلى مَنْ يُكَلِّفُكَ أَمراً أَن يُعْفِيَكَ مِنْه. يقال: أَعْفِني منَ الخرُوجِ مَعَك أَي دَعْني منه.
واسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه أَي سأَله الإِعفاءَ منه.
وعَفَت الإِبلُ المَرعى: تَناولَتْه قَريباً.
وعَفاه يَعْفُوه: أَتاه، وقيل: أَتاه يَطْلُب معروفه، والعَفْوُ المَعْروف، والعَفْوُ الفضلُ.
وعَفَوْتُ الرجلَ إذا طَلَبْتَ فضلَه.
والعافية والعُفاةُ والعُفَّى: الأَضْيافُ وطُلاَّب المَعْرُوف، وقيل: هم الذين يَعْفُونك أي يأْتونك يَطْلبُون ما عندك.
وعافيةُ الماء: وارِدَتُه، واحدهم عافٍ.
وفلان تَعْفُوه الأَضْيافُ وتَعْتَفيه الأَضْيافُ وهو كثير العُفَاةِ وكثيرُ العافية وكثيرُ العُفَّى.
والعافي: الرائدُ والوارِدُ لأَن ذلك كلَّه طلبٌ؛ قال الجُذامي يصف ماءً : ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ أَي وارِدِه أَو مُسْتَقِيه.
والعافيةُ: طُلاَّبُ الرزقِ من الإِنسِ والدوابِّ والطَّيْر؛ أَنشد ثعلب: لَعَزَّ عَلَيْنا، ونِعْمَ الفَتى مَصِيرُك يا عَمْرُو، والعافِيهْ يعني أَنْ قُتِلْتَ فصِرْتَ أُكْلةً للطَّيْر والضِّباعِ وهذا كلُّه طَلَب.
وفي الحديث: مَن أَحْيا أَرضاً مَيِّتَةً فهي له، وما أَكَلَتِ العافيةُ منها فهو له صَدقةٌ، وفي رواية: العَوافي.
وفي الحديث في ذكرِ المدينة: يتْرُكُها أَهلُها على أَحسنِ ما كانت مُذَلَّلة للعَوافِي؛ قال أَبو عبيد: الواحدُ من العافية عافٍ، وهو كلُّ من جاءَك يطلُب فضلاً أَو رزقاً فهو عافٍ ومُعْتَفٍ، وقد عَفَاك يَعْفُوكَ، وجمعه عُفاةٌ ؛ وأَنشد قول الأَعشى: تطوفُ العُفاةُ بأَبوابِه، كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثنْ قال: وقد تكونُ العافيةُ في هذا الحديث من الناسِ وغيرهم، قال: وبيانُ ذلك في حديث أُمّ مُبَشِّرٍ الأَنصارية قالت: دخل عَليَّ رسُول الله،صلى الله عليه وسلم، وأَنا في نَخْلٍ لي فقال: مَن غَرَسَه أَمُسْلِمٌ أَم كافرٌ؟قلت: لا بَلْ مُسْلِمٌ، فقال: ما من مُسْلِمٍ يَغْرِس غَرْساً أَو يزرَع زرعاً فيأْكلُ منه إِنسانٌ أَو دابَةٌ أَو طائرٌ أَو سَبُعٌ إِلا كانت له صدقةً .
وأَعطاه المالَ عَفْواً بغير مسألةٍ؛ قال الشاعر: خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَديمي مَوَدّتي، ولا تَنْطِقِي في سَوْرَتي حين أَغضَبُ وأَنشدَ ابن بري: فتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً، وهْي وادِعَة، حتى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ وقال حسان بن ثابت: خُذْ ما أَتى منهمُ عَفْواً، فإن مَنَعُوا، فلا يَكُنْ هَمَّكَ الشيءُ الذي مَنَعُوا قال الأَزهري: والمُعْفِي الذي يَصْحَبُكَ ولا يَتَعَرَّضُ لمَعْروفِك، تقولُ: اصْطَحَبْنَا وكلُّنا مُعْفٍ؛ وقال ابن مقبل: فإنَّكَ لا تَبْلُو امْرَأً دونَ صُحْبةٍ، وحتى تَعيشا مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا وعَفْوُ الملِ: ما يُفْضُلُ عن النَّفَقة.
وقوله تعالى: ويَسْأَلونك ماذا يُنُفِقون قُلِ العَغْوَ؛ قال أَبو إسحق: العَفْوُ الكثرة والفَضْلُ، فأُمِرُوا أَن يُنُفِقوا الفَضْل إلى أَن فُرِضَت الزكاةُ.
وقوله تعالى: خُذِ العَفْوَ؛ قيل: العَفْو الفَضْلُ الذي يجيءُ بغيرِ كُلْفَةٍ، والمعنى اقْبَلِ المَيْسُورَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ ولا تَسْتَقْصِ عليهم فيَسْتَقْصِيَ اللهُ عليك مع ما فيه من العَداوة والبَغْضاءِ.
وفي حديث ابن الزبير: أَمَرَ اللهُ نَبيَّه أَن يأَخُذ العَفْوَ من أَخْلاقِ الناسِ؛ قال: هو السَّهْل المُيَسَّر، أَي أَمرَه أَن يَحْتَمِل أَخْلاقَهُم ويَقْبَلَ منها ما سَهُل وتَيَسَّر ولا يستَقْصِيَ عليهم.
وقال الفراء في قوله تعالى: يسأَلونك ماذا يُنْفِقون قل العَفْو؛ قال: وجه الكلام فيه النصبُ، يريدُ قل يُنْفِقُون العَفْوَ، وهو فضلُ المال؛ وقال أَبو العباس: مَنْ رَفَع أَراد الذي يُنْفِقون العَفْوُ، قال: وإنما اختار الفراء النصبَ لأن ماذا عندنا حَرْفٌ واحد أَكثرُ في الكلام، فكأنه قال: ما يُنْفِقُون، فلذلك اخْتِيرَ النَّصبُ، قال: ومَنْ جَعلَ ذا بمَعْنى الذي رَفَعَ، وقد يجوز أن يكونَ ماذا حرفاً، ويُرْفَع بالائتناف ؛ وقال الزجاج: نَزَلَت هذه الآية قبلَ فرض الزكاة فأُمروا أَن يُنْفِقوا الفَضْلَ إلى أَن فُرضَت الزكاةُ، فكان أَهلُ المَكاسِب يأْخذُ الرجلُ ما يُحْسِبه في كل يوم أَي ما يَكْفِيه ويَتَصَدَّقُ بباقيِه، ويأخذُ أَهلُ الذَّهَب والفِضَّة ما يَكْفِيهم في عامِهِمْ وينفِقُون باقيَهُ، هذا قد روي في التفسير، والذي عليه الإجماع أَنَّ الزَّكاةَ في سائرِ الأشياء قد بُيِّنَ ما يَجْبُ فيها، وقيل: العَفْوُ ما أَتَى بغَيرِ مسألةٍ.
والعافي: ما أَتى على ذلك من غير مسأَلةٍ أَيضاً؛ قال: يُغْنِيكَ عافِيه وعِيدَ النَّحْزِ النَّحْزُ: الكَدُّ والنَّخْس، يقول: ما جاءَكَ منه عَفْواً أَغْناكَ عن غيره.
وأَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَي في سُهُولة وسَراحٍ.
ويقال: خُذْ من مالِه ما عَفا وصَفا أَي ما فَضَل ولم يَشُقَّ عليه.
وابن الأعرابي: عَفا يَعْفُو إذا أَعطى، وعَفَا يَعْفُو إذا تَرَكَ حَقّاً، وأَعْفَى إذا أَنْفَقَ العَفْوَ من ماله، وهو الفاضِلُ عن نَفَقَتِه.
وعَفا القومُ: كَثُرُوا.
وفي التنزيل: حتى عَفَوْا؛ أَي كَثُرُوا.
وعَفا النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فهو عافٍ: كثُرَ وطالَ.
وفي الحديث : أَنهصلى الله عليه وسلم، أَمَرَ بإعْفاء اللِّحَى؛ هو أَن يُوفَّر شَعَرُها ويُكَثَّر ولا يُقَصَر كالشَّوارِبِ، من عَفا الشيءُ إذا كَثُرَ وزاد. يقال: أَعْفَيْتُه وعَفَّيْتُه لُغتان إذا فعَلتَ به كذلك.
وفي الصحاح: وعَفَّيْتُه أَنا وأَعْفَيْتُه لغتان إذا فعَلْتَ به ذلك؛ ومنه حديث القصاص: لا أَعْفَى مَنْ قَتَل بعدَ أَخْذِ الدِّيَةِ؛ هذا دُعاء عليه أَي لا كَثُر مالُه ولا اسْتَغنى؛ ومنه الحديث: إذا دخَل صَفَرُ وعَفا الوَبَرُ وبَرِئَ الدَّبَر حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ، أَي كَثُرَ وبرُ الإبلِ، وفي رواية: وعَفا الأَثَرُ، بمعنى دَرَس وامَّحَى.
وفي حديث مُصْعَبِ بن عُمَير: إنه غلامٌ عافٍ أَي وافي اللَّحم كثيرُه.
والعافي: الطويلُ الشَّعَر.
وحديث عمر، رضي الله عنه: إنَّ عامِلَنا ليسَ بالشَّعِثِ ولا العافي، ويقال للشَّعَرِ إذا طال ووَفى عِفاءٌ؛ قال زهير: أَذلِكَ أَمْ أَجَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ، عَلَيْهِ، مِنْ عَقِيقَتِهِ، عِفاءُ؟ وناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ: كثيرةُ الوَبَر.
وعَفا شَعْرُ ظَهْرِ البعيرِ: كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دَبَرَه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: هَلاَّ سَأَلْت إذا الكَواكِبُ أَخْلَفَت، وعَفَتْ مَطِيَّة طالِبِ الأَنْسابِ فسره فقال: عَفَت أَي لم يَجِد أَحدٌ كريماً يرحلُ إليه فعَطَّل مَطِيَّته فسَمِنت وكَثُر وَبَرُها.
وأَرضٌ عافيةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفَرَ وكثر.
وعَفْوَةُ المَرْعَى: ما لم يُرْعَ فكان كثيراً.
وعَفَتِ الأَرضُ إذا غَطَّاها النبات؛ قال حُمَيْد يصف داراً: عَفَتْ مثلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ فأَصْبَحَتْ بها كِبرياءُ الصَّعْبِ، وهيَ رَكُوبُ يقول: غَطاها العشْبُ كما طَرَّ وَبَرُ البعيرِ وبَرَأَ دَبَرُه.
وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قبل أَن يُسْتَقَى منه، وهو من الكثرة. قال الليث: ناقةٌ عافيةُ اللَّحْمِ * كثيرةُ اللحم، ونوقٌ عافياتٌ؛ وقال لبيد: بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُوم ويقالُ: عَفُّوا ظَهْرَ هذا البعيرِ أَي دَعُوه حتى يَسْمَن.
ويقال: عَفَا فلانٌ على فلان في العلمِ إذا زاد عليه؛ قال الراعي: إذا كان الجِراءُ عَفَتْ عليه أَي زادت عليه في الجَرْيِ؛ وروى ابن الأعرابي بيت البَعيث: بَعِيد النَّوَى جالَتْ بإنسانِ عَيْنه عِفاءَةُ دَمْعٍ جالَ حتى تَحَدَّرا يعني دَمْعاً كَثُرَ وعَفَا فسالَ.
ويقال: فلانٌ يعفُو على مُنْيةِ المتَمَنِّي وسؤالِ السائلِ أَي يزيد عطاؤُه عليهما؛ وقال لبيد: يَعْفُو على الجهْدِ والسؤالِ، كما يَعْفُو عِهادُ الأمْطارِ والرَّصَد أَي يزيدُ ويُفْضُلُ.
وقال الليث: العَفْوُ أَحلُّ المالِ وأَطْيَبُه.
وعَفْوُ كلِّ شيءٍ: خِيارُه وأَجْوَدُه وما لا تَعَب فيه، وكذلك عُفاوَتُه وعِفاوتُه.
وعَفا الماءُ إذا لم يَطأْهُ شيءٌ يُكَدِّرُه.
وعَفْوةُ المالِ والطعامِ والشَّرابِ وعِفْوَتُه؛ الكسر عن كراعٍ: خياره وما صفا منه وكَثُرَ، وقد عَفا عَفْواً وعُفُوّاً.
وفي حديث ابن الزبير أَنه قال للنابغة: أَمَّا صَفْوُ أَموالِنا فلآلِ الزُّبَيْرِ، وأما عَفْوُه فإن تَيْماً وأَسَداً تَشْغَلُه عنكَ. قال الحَرْبي: العَفْوُ أَحَلُّ المالِ وأَطيَبُه، وقيل: عَفْوُ المالِ ما يَفْضُلُ عن النَّفَقة؛ قال ابن الأثير: وكِلاهما جائزٌ في اللغة، قال : والثاني أشبَه بهذا الحديث.
وعَفْوُ الماءِ: ما فَضَل عن الشَّارِبَةِ وأُخذَ بغيرِ كُلْفةٍ ولا مزاحمة عليه.
ويقال: عفَّى على ما كان منه إذا أَصلَح بعد الفساد. أبو حنيفة: العُفْوَة، بضم العين، من كل النبات لَيِّنُه وما لا مَؤُونة على الراعية فيه.
وعَفْوة كلّ شيء وعِفَاوتُه؛ الضم عن اللحياني: صَفْوُه وكثرَتُه، يقال: ذَهَبَتْ عِفْوَة هذا النَّبْت أَي لِينُه وخَيرُه؛ قال ابن بري: ومنه قول الأخطل : المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا عِفْواتِه، ويُقَسِّمُوه سِِجالا والعِفاوةُ: ما يرفع للإنسان من مَرَقٍ.
والعافي: ما يُرَدُّ في القِدْرِ من المَرَقةِ إذا اسْتُعِيرَتْ. قال ابن سيده: وعافِي القِدْرِ ما يُبْقِي فيها المُسْتَعِير لمُعِيرِها؛ قال مُضَرِّس الأَسَدي: فلا تَسْأَليني، واسأَ ما خَلِيقَتي، إذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعيرُها قال ابن السكيت: عافي في هذا البيت في موضع الرَّفْع لأَنه فاعل، ومَن في موضع النَّصْب لأنه مفعول به، ومعناه أَنَّ صاحبَ القِدرِ إذا نَزَلَ به الضَّيْفُ نَصَبَ لهم قِدْراً، فإذا جاءهُ مَنْ يستعير قِدْرهُ فرآها منصوبَةً لهُم رجَعَ ولم يَطْلُبْها، والعافي: هو الضَّيْفُ، كأَنه يرُدُّ المُسْتَعِير لارْتِدادِه دونَ قضاءِ حاجَته، وقال غيرُه: عافي القِدْرِ بقِيَّة المَرَقة يردُّها المستَعيرُ، وهو في موضع النَّصْبِ، وكانَ وجه الكلام عافِيَ القدر فترَك الفتح للضرورة. قال ابن بري: قال ابن السكيت العافي والعَفْوة والعِفاوة ما يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ من مَرَقٍ وما اخْتَلَط به، قال: وموضِعُ عافي رَفْعٌ لأَنه هو الذي رَدَّ المُسْتَعِير، وذلك لكلَب الزمان وكونه يمنَع إعارَة القِدْرِ لتِلك البَقِيَّة.
والعِفاوةُ: الشيءُ يُرْفَع من الطَّعام للجارية تُسَمَّنُ فَتُؤثَرُ به؛ وقال الكميت: وظَلَّ غُلامُ الحَيّ طَيّانَ ساغِباً، وكاعِبُهُم ذاتُ العِفاوَةِ أَسْغَبُ قال الجوهري: والعِفارة، بالكسر، ما يُرْفَعُ من المَرَقِ أَوَّلاً يُخَصُّ به مَنْ يُكْرَم، وأَنشد بيت الكميت أَيضاً، تقول منه: عَفَوْت له منَ المَرَق إذا غَرَفْتَ له أَوَّلاً وآثَرْتَهُ به، وقيل: العفاوة، بالكسر، أَوّل المَرَقِ وأَجودُه، والعُفاوة، بالضم، آخِرهُ يردُّها مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مع القِدْرِ؛ يقال منه: عَفَوْت القِدْرَ إذا تركت ذلك في أَسفلها.
والعِفاء، بالمدِّ والكَسْر: ما كَثُر من الوَبَر والرِّيشِ،الواحِدَةُ عِفاءَةٌ؛ قال ابن بري: ومنه قول ساعدة بن جؤية يصف الضبع: كمَشْيِ الأَفْتَلِ السَّارِي عليه عِفاءٌ، كالعَباءَةِ، عَفْشَلِيلُ وعِفَاءُ النَّعام وغيره: الريشُ الذي على الزِّفِّ الصِّغار، وكذلك عِفاءُ الدِّيكِ ونحوه من الطير، الواحدة عِفاءَةٌ، ممدودة.
وناقةٌ ذاتِ عِفاءٍ، وليست همزة العِفاءِ والعِفاءَةِ أَصْلِيَّة، إنما هي واو قلبتْ أَلِفاً فمُدَّت مثل السماء، أَصلُ مَدَّتِها الواو، ويقال في الواحدة: سَماوَة وسَماءَة، قال: ولا يقال للرِّيشة الواحدة عِفاءَةٌ حتى تكون كثيرة كَثيفة؛ وقال بعضُهم في همزة العِفاء: إنَّها أَصلِيَّة؛ قال الأزهري: وليست همزتها أَصليَّة عند النحويين الحُذَّاقِ، ولكنها همزةٌ ممدودة، وتصغيرها عُفَيٌّ.
وعِفاءُ السَّحابِ: كالخَمْل في وجْهِه لا يَكادُ يُخْلِفُ.
وعِفْوَةُ الرجُل وعُفْوَتُه: شَعَر رَأْسِه.
وعَفا المَنزِلُ يَعْفُو وعَفَت الدارُ ونحوُها عَفاءً وعُفُوّاً وعَفَّت وتَعَفَّت تَعَفِّياً: دَرَسَت، يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى، وعَفَتْها الرِّيحُ وعَفَّتْها، شدّد للمبالغة؛ وقال: أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ، باللِّوَى، لأَسماءَ عَفَّى آيَةُ المُورُ والقَطْرُ؟ ويقال: عَفَّى اللهُ على أَثَرِ فلان وعَفا الله عليه وقَفَّى الله على أَثَرِ فلانٍ وقَفا عليه بمعنًى واحدٍ.
والعُفِيُّ: جمع عافٍ وهو الدارسُ.
وفي حديث الزكاة: قد عَفَوْتُ عن الخَيل والرَّقيقِ فأَدُّوا زَكَاةَ أَموالِكم أَي ترَكْتُ لكم أَخْذَ زكاتها وتجاوَزْت عنه، من قولهم عَفَت الريحُ الأَثَرَ إذا طَمَسَتْه ومَحَتْه؛ ومنه حديث أَُم سلمة: قالت لعثمان، رضي الله عنهما: لا تُعَفِّ سبيلاً كان رسول الله،صلى الله عليه وسلم ، لَحَبَها أَي لا تَطْمِسْها؛ ومنه الحديث: تَعافَوُا الحُدُود فيما بينكم؛ أَي تجاوَزُوا عنها ولا تَرْفَعُوها إ فإني متى علمْتُها أَقَمْتُها.
وفي حديث ابن عباس: وسُئل عما في أَموال أَهلِ الذِّمَّةِ فقال العَفْو أَي عُفِيَ لهم عَمَّا فيها من الصَّدَقَة وعن العُشْرِ في غَلاَّتهم.
وعَفا أَثَرهُ عَفاءً: هَلَك، على المَثَل؛ قال زهير يذكر داراً: تَحَمَّلَ أَهلُها منها فبانُوا، على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ والعَفاءُ، بالفتح: التُرابُ؛ روى أَبو هريرة، رضي الله عنه، عن النبيِّ،صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إذا كان عندك قوتُ يومِكَ فعَلى الدنيا العَفاءُ. قال أَبو عبيدة وغيرُه: العَفاءُ التراب، وأَنشد بيتَ زهير يذكر الدارَ، وهذا كقولهم: عليه الدَّبارُ إذا دَعا عليه أَنْ يُدْبِرَ فلا يَرْجِع.
وفي حديث صفوانَ ابنِ مُحْرِزٍ: إذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ رغيفاً وشَرِبْتُ عليه ماءً فعَلى الدُّنْيا العَفاءُ.
والعَفاءُ: الدُّرُوس والهَلاكُ وذهاب الأَثَر .
وقال الليث: يقال في السَّبِّ بِفيِهِ العَفاءُ،وعليه العَفاءُ، والذئبُ العَوّاءُ؛ وذلك أَنَّ الذئب يَعْوِي في إثْرِ الظاعِنِ إذا خَلَت الدار عليه، وأَما ما ورد في الحديث: إنَّ المُنافِقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كان كالبعير عَقَلَه أَهلُه ثم أَرْسَلوه فلم يَدْرِ لِمَ عَقَلُوه ولا لِمَ أَرسَلوه؛ قال ابن الأثير: أَُعْفِيَ المريض بمعنى عُوفِيَ.
والعَفْوُ: الأَرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليست بها آثارٌ. قال ابن السكيت: عَفْوُ البلاد ما لا أَثَرَ لأَحدٍ فيها بِمِلْكٍ.
وقال الشافعي في قول النبي،صلى الله عليه وسلم من أَحْيا أَرْضاً ميتَة فهي له: إنما ذلك في عَفْوِ البلادِ التي لم تُمْلَكْ؛ وأَنشد ابن السكيت: قَبيلةٌ كَشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ، إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهم أَثَرُ قال ابن بري: الشِّعْر للأَخطَل؛ وقبله: إنَّ اللَّهازِمَ لا تَنْفَكُّ تابِعَةً، هُمُ الذُّنابَى وشِرْبُ التابِع الكَدَرُ قال: والذي في شعره: تَنْزُو النِّعاجُ عليها وهْي بارِكة، تَحْكي عَطاءَ سُويدٍ من بني غُبَرا قبيلةٌ كشِراكِ النَّعْل دارجةٌ، إنْ يَهْبِطُوا عَفْوَ أَرضٍ لا ترى أَثرَا قال الأزهري: والعَفَا من البلاد، مقصورٌ، مثلُ العَفْو الذي لا ملْك لأَحد فيه.
وفي الحديث: أَنه أَقْطَعَ من أَرض المدينة ما كان عَفاً أَي ما ليس لأحد فيه أَثَرٌ، وهو من عَفا الشيءُ إذا دَرَس أو ما ليس لأحد فيه مِلْكٌ، من عفا الشيءُ يَعْفُو إذا صَفا وخلُص.
وفي الحديث: ويَرْعَوْن عَفاها أَي عَفْوَها.
والعَفْوُ والعِفْو والعَفا والعِفا، بقصرهما: الجَحشُ، وفي التهذيب: وَلَد الحِمار: وَلَد الحِمار؛ وأَنشد ابن السكيت والمُفَصَّل لأَبي الطَّمحان حَنْظَلة بن شَرْقيِّ: بضَرْبٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناتِه، وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ والجمع أَعْفاءٌ وعِفاءٌ وعِفْوةٌ.
والعِفاوة، بكسر العين: الأَتانُ بعَينِها؛ عن ابن الأعرابي. أَبو زيد: يقال عِفْوٌ وثلاثة عِفَوَةٍ مثلُ قِرَطَةٍ، قال: وهو الجَحْشُ والمُهْرُ أَيضاً، وكذلك العِجَلَة والظِّئَبة جمع الظَّأْبِ، وهو السلْفُ. أَبو زيد: العِفَوَةُ أَفْتاءُ الحُمُر، قال: ولا أَعلم في جميع كلام العرب واواً متحركة بعد حرف متحرك في آخر البناء غيرَ واوِ عِفَوَةٍ، قال: وهي لغة لقَيس، كَرهُوا أَن يقولوا عفاة في موضع فِعَلة، وهم يريدون الجماعة، فتَلْتَبس بوُحْدانِ الأَسماء، وقال : ولو متكَلِّف أَن يَبنيَ من العفو اسماً مفْرداً على بناء فِعَلة لقال عِفاة.
وفي حديث أبي ذرّ، رضي الله عنه: أَنه ترك أَتانَيْن وعِفْواً؛ العِفْو، بالكسر والضم والفتح: الجَحْش، قال ابن الأثير: والأُنثى عُفٌوة وعِفْوَة.
ومعافًى: اسم رجل؛ عن ثعلب.

دجج (لسان العرب) [0]


دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً: مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً في تَقارُبِ خَطْوٍ؛ وقيل: هو أَن يقبلوا ويدبروا؛ وقيل: هو الدبيب بعينه.
ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ، بمعنى: قال ابن مقبل: إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها جَهامٌ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ قال ابن السكيت: لا يقال يَدِجُّون حتى يكونوا جماعة، ولا يقال ذلك للواحد، وهم الدَّاجَّةُ.
وفي الحديث: قال لرجلٍ أَين نزلت؟ قال: بالشق الأَيسر من منة، قال: ذاك منزل الداجِّ فلا تنزله.
ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ.وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ: الذين يحجون، والداجُّ: الذين معهم من الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان ونحوهم، لأَنهم يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ في السفر، وهذان اللفظان وإِن . . . أكمل المادة كانا مفردين فالمراد بهما الجمع، كقوله تعالى: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ.
وقيل: هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم.
وفي حديث ابن عمر: رأَى قوماً في الحجِّ لهم هيئة أَنكرها، فقال: هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ. الجوهري: وأَما الحديث: ما تركت من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ، فهو مخفف، إِتباع للحاجة. قال ابن بري: ذِكْرُ الجوهري هذا في فصل دجج وَهَمٌ منه، لأَن الداجة أَصلها دوجة، كما أَن حاجة أَصلها حوجة، وحكمها حكمها، وإِنما ذكر الجوهري الداجة في فصل دجج لأَنه توهمها من الداجَّةِ الجماعةِ الذين يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّون في السير، وليست هذه اللفظة من معنى الحاجة في شيء. ابن الأَثير: وفي الحديث، قال لرجل: ما تركت حاجَّة ولا داجَّة. قال؛ وهكذا جاء في رواية، بالتشديد. قال الخطابي: الحاجَّةُ القاصدون البيت، والدَّاجَّةُ الراجعون، والمشهور هو بالتخفيف، وأَراد بالحاجة الصغيرى، وبالداجة الكبيرة، وهو مذكور في موضعه.
وفي كلام بعضهم: أَمَا وَحَواجِّ بيت الله ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا وكذا.
وقال أَبو عبيد: في حديث ابن عمر هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ، قال: هم الذي يكونون مع الحاج مثل الأُجراء والجمَّالين والخدم وما أَشبههم؛ وقيل: إِنما قيل لهم داجّ لأَنهم يدجون على الأَرض.
والدَّجَجانُ: هو الدَّبِيبُ في السير؛ وأَنشد: باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا، تَدْعُو بذاك الدَّجَجانَ الدَّارِجَا قال أَبو عبيد: فأَراد ابن عمر أَن هؤلاء لا حج لهم، وليس عندهم شيء إِلاَّ أَنهم يسيرون ويَدِجُّونَ، ولا حج لهم. أَبو زيد: الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون، والحاجُّ أَصحاب النيَّات، والزَّاجُّ المراؤُون.
والدِّجاجة والدِّجاجةُ: معروفة، سميت بذلك لإقبالها وإِدبارها، تقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس، مثل حمامة وبطة؛ أَلا ترى إِلى قول جرير: لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني صَوْتُ الدَّجاجِ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس إِنما يعني زُقَاءَ الدُّيوك؟ والجمع دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج، وفتح الدال أَفصح، فأَما دجائج فجمع ظاهر الأَمر، وأَما دِجاجٌ فقد يكون جمع دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، في أَنه ليس بينه وبين واحدة إِلا الهاء، وقد يكون تكسير دجاجة على أَن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في الواحد، والأَلف غير الأَلف لكنها كسرة الجمع وأَلفه، فتكون الكسرة في الواحد ككسرة عين عِمامة، وفي الجمع ككسرة قاف قِصاع وجيم حِفان.
وقد يكون جمع دجاجة على طرح الزائد، كقولك صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حينئذ جمع دَجَّةٍ.
وأَما دَجاجٌ فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إِلا الهاء كحمامة وحمام ويمامة ويمام. قال سيبويه: وقالوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ، قال: وبعضهم يقول دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات؛ وقول جرير: صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ قال: أَراد أَرَّقني انتظار صوت الدجاج أَي الديوك، وذلك أَنه كان مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ ينتظره.
ودِجْ دِجْ: دعاؤك بالدَّجاجة.
ودَجْدَجَ بالدُّجاجة: صاح بها فقال: دِجْ دِجْ.
ودَجْدَجْتُ بها وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ.
ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ في مشيها: عَدَتْ.
والدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قال: والدِّيكُ والدُّجُّ مع الدَّجاج وقيل: الدُّجُّ مولَّد؛ وقيل في قول لبيد: باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ انه أَراد الديك وصَقِيعَه في سُحْرَةٍ. التهذيب: وجمع الدَّجاج دُجُجٌ.
والدَّجاجُ: الكُبَّةُ من الغَزْلِ، وقيل: الحِفْشُ منه، وجَمْعُها دَجاجٌ؛ وأَنشد قول أَبي المقدام الخزاعي في أُحْجِيَّتِه: وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً، لمْ يُفَرِّخْنَ، قد رأَيتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهـ ـرِ فَراريجَ، صِبْيَةً أَبْذالا والدِّجاجُ هذا جمع دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ.
والفَراريجُ: جمع فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ.
والأَبْذالُ: التي تبتذل في اللباس.
والدَّجاجةُ: ما نَتَأَ من صَدْرِ الفَرَسِ؛ قال: بانتْ دَجاجَتُه عن الصَّدْرِ وهما دَجاجتان عن يمين الزَّوْرِ وشماله؛ قال ابن بُراقة الهَمْداني: يَفْتَرُّ عن زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ والدُّجَّةُ، بالضم: شدّة الظلمة.
وقد تَدَجْدَجَ الليلُ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ: مظلم.
وليلة دَيْجُوجٌ: كظلمة.
ودَجْدَجَ الليلُ: أَظلم.
وجمع الدَّيْجُوجِ دَياجِيجٌ ودَياجٍ، وأَصله دَياجِيجٌ، فخففوه بحذف الجيم الأَخيرة؛ قال ابن سيده: التعليل لابن جني.
وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ: أَسود؛ وقيل: الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ: الأَسود من كل شيء.
وليلة دَجْداجَةٌ: شديدة الظلمة.
ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً: غَيَّمَت.
وتَدَجَّجَ في سلاحه: دخل.
والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ في سلاحه. أَبو عبيد: المُدَجْدِجُ اللابس السلاح التام؛ وقال شمر: ويقال مُدَجِّجٌ أَيضاً. الليث: المُدَجِّجُ الفارس الذي قد تَدَجَّجَ في شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ، قال أَي دخل في سلاحه كأَنه تغطى به.
وفي حديث وهب: خرج داودُ مُدَججاً في السلاح، روي بكسر الجيم وفتحها، أَي عليه سلاح تام، سُمي به لأَنَه يَدِجُّ أَي يمشي رُوَيْداً لثقله؛ وقيل: لأَنه يتغطى به، من دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت.
والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ من القنافذ. ابن سيده: والمُدَجَّجُ القنفذ، قال: أُراه لدخوله في شوكه؛ وإِياه عنى الشاعر بقوله: ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه، مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ الأَصمعي: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته، فهو مَدْجُوجٌ. ابن الأَعرابي: الدُّجُجُ الجبال السود، والدُّجُجُ أَيضاً: تراكم الظلام.
والدُّجَّةُ: شدة الظلمة، ومنه اشتقاق الدَّيْجُوج بمعنى الظلام.
وليل دَجُوجِيٌّ وشعر دَجُوجِيٌّ وسواد دَجُوجِيٌّ، وتَدَجْدَجَ الليلُ، فهي دَجْداجَةٌ؛ وأَنشد: إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا وبَعِير دَجُوجِيٌّ وناقة دَجُوجِيَّة أَي شديدة السواد.
وناقة دَجَوْجاةٌ: منبسطة على الأَرض.
والدِّجَّةُ: جلدة قدر أُصبعين توضع في طرف السَّيْر الذي تعلق به القوس، وفيه حلقة فيها طرف السير.
ودِجاجَةُ: اسم امرأَة (* قوله «ودجاجة اسم امرأة» قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأسماء فكلها دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة اهـ. من شرح القاموس باختصار.).
ودَجُوجٌ: موضع؛ قال أَبو ذؤَيب: فإِنَّكَ عَمْري، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ ودَجُوجٌ: اسم بلد في بلاد قيس.

قفر (لسان العرب) [0]


القَفْرُ والقَفْرة: الخلاءُ من الأَرض، وجمعه قِفارٌ وقُفُورٌ؛ قال الشَّمَّاخُ: يَخُوضُ أَمامَهُنَّ الماءَ حتى تَبَيَّن أَن ساحَتَه قُفورُ وربما قالوا: أَرَضُونَ قَفْرٌ.
ويقال: أَرض قَفرٌ ومَفازة قَفْر وقَفْرة أَيضاً؛ ويقل: القَفْر مَفازة لا نبات بها ولا ماء، وقالوا: أَرض مِقْفار أَيضاً.
وأَقْفَر الرجلُ: صار إِلى القَفْر،وأَقْفَرْنا كذلك.
وذئب قَفِرٌ: منسوب إِلى القَفْر كرجل نَهِر؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فلئن غادَرْتُهم في وَرْطَةٍ، لأَصِيرَنْ نُهْزَةَ الذئبِ القَفِرْ وقد أَقْفر المكانُ وأَقْفَر الرجلُ من أَهله: خلا.
وأَقْفَر: ذهب طعامُه وجاع.
وقَفِرَ مالُه قَفَراً: قَلَّ. قال أَبو زيد: قَفِرَ مالُ فلان وزَمِرَ يَقْفَرُ ويَزْمَرُ قَفَراً وزَمَراً إِذا قَلَّ ماله، وهو قَفِرُ المال زَمِرُه. الليث: القَفْرُ المكان الخَلاء . . . أكمل المادة من الناس، وربما كان به كَلأٌ قليل.
وقد أَقْفَرَتِ الأَرض من الكلإِ والناس وأَقْفَرتِ الدارُ: خلت، وأَقْفَرت من أَهلها: خلت.
وتقول: أَرض قَفْرٌ ودار قَفْر، وأَرض قِفارٌ ودار قِفارٌ تُجْمَعُ على سَعَتها لتوهم المواضع، كلُّ موضع على حِيالِه قَفْرٌ، فإِذا سميت أَرضاً بهذا الاسم أَنثت.
ويقال: دار قَفْر ومنزل قَفْر، فإِذا أَفردت قلت انتهينا إِلى قَفْرة من الأَرض.
ويقال: أَقْفَر فلان من أَهله إِذا انفرد عنهم وبقي وحده؛ وأَنشد لعَبِيد: أَقْفَرَ من أَهلهِ عَبِيدُ، فاليومَ لا يُبْدِي ولا يُعِيدُ ويقال: أَقْفَر جسدُه من اللحم، وأَقْفَر رأْسُه من الشعر، وإِنه لقَفِرُ الرأْس أَي لا شعر عليه، وإِنه لقَفِرُ الجسم من اللحم؛ قال العجاج:لا قَفِراً غَشا ولا مُهَبَّجا ابن سيده: رجل قَفِرُ الشعر واللحم قليلُهما؛ والأُنثى قَفِرة وقَفْرة، وكذلك الدابة؛ تقول منه: قَفِرَت المرأَة، بالكسر، تَقْفَرُ قَفَراً، فهي قَفِرَة أَي قليلة اللحم. أَبو عبيد: القَفِرة من النساء القليلة اللحم. ابن سيده: والقَفَرُ الشعر؛ قال: قد علمت خَوْدٌ بساقَيها القَفَرْ قال الأَزهري: الذي عرفناه بهذا المعنى الغَفَرُ، بالغين، قال: ولا أَعرف القَفَر.
وسَوِيق قَفَارٌ: غير ملتوت.
وخبز قَفَارٌ: غير مَأْدُوم.
وقَفِرَ الطعامُ قَفَراً: صار قَفَاراً.
وأَقْفَر الرجلُ: أَكل طعامَه بلا أُدْم.
وأَكل خُبزَه قَفاراً: بغير أُدْم.
وأَقْفَر الرجلُ إِذا لم يبق عنده أُدْمٌ.
وفي الحديث: ما أَقْفَر بيتٌ فيه خَلّ أَي ما خلا من الأَدام ولا عَدِمَ أَهلُه الأُدْمَ؛ قال أَبو عبيد: قال أَبو زيد وغيره: هو مأْخوذ من القَفَار، وهو كل طعام يؤكل بلا أُدم.
والقَفَار، بالفتح: الخبز بلا أُدم.
والقَفار: الطعام بلا أُدم. يقال: أَكلت اليوم طعاماً قَفَاراً إِذا أَكله غير مأْدوم؛ قال: ولا أَرى أصله إِلا مأْخوذاً من القَفْر من البلد الذي لا شيء به.
والقفار والقَفِير: الطعام إِذا كان غير مأْدوم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِني لم آتهم ثلاثة أَيام وأَحْسِبُهم مُقْفِرين أَي خالين من الطعام؛ ومنه حديثه الآخر: قال للأَعرابي الذي أَكل عنده: كأَنك مُقْفِر.
والقَفَارُ: شاعر؛ قال ابن الأَعرابي: هو خالد بن عامر أَحدُ بني عَمِيرَة بن خُفَافِ بن امرئ القيس، سمي بذلك لأَن قوماً نزلوا به فأَطعمهم الخبز قَفَاراً، وقيل: إِنما أَطعمهم خبزاً بلبن ولم يذبح لهم فلامه الناس، فقال: أَنا القَفَارُ خالدُ بن عامِرِ، لا بَأْسَ بالخُبْز ولا بالخَاثِرِ أَتت بهم داهِيَةُ الجَواعِرِ، بَظْراءُ ليس فَرجُها بطاهِرِ والعرب تقول: نزلنا ببني فلان فبِتْنا القَفْرَ إِذا لم يُقْرَوْا.
والتَّقْفِر: جَمْعُك الترابَ وغيره.
والقَفِير: الزَّبيل؛ يمانية. أَبو عمرو: القَفِير القَلِيفُ والنجوية (* قوله« والنجوية» كذا بالأصل ولم نجدها بهذا المعنى فيما بأيدينا من كتب اللغة بل لم نجد بعد التصحيف والتحريف الا البحونة بموحدة مفتوحة وحاء مهملة ساكنة، وهي القربة الواسعة؛ والبحنانة بهذا الضبط الجلة العظيمة.) الجُلَّة العظيمة البَحْرانية التي يُحْمَلُ فيها القِبابُ، وهو الكَنْعَدُ المالِحُ.
وقَفَرَ الأَثَرَ يَقْفُره قَفْراً واقْتَفَرَه اقْتِفاراً وتَقَفَّره، كلُّه: اقْتَفاه وتَتَبَّعَه.
وفي الحديث: أَنه سئل عمن يَرْمِي الصيدَ فَيَقْتَفِرُ أَثره أَي يتبعه. يقال: اقْتَفَرْتُ الأَثرَ وتَقَفَّرْته إِا تتبعته وقَفَوْتَه.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ: ظَهَر قبلنا أُناس يَتَقَفَّرُونَ العِلْم، ويروى يَقْتَفِرون أَي يَتَطَلَّبونه.
وفي حديث ابن سِيرينَ: أَن بني إِسرائيل كانوا يَجِدُون محمداً، صلى الله عليه وسلم، مَنْعُوتاً عندهم وأَنه يَخْرُجُ من بعض هذه القُرَى العربية وكانوا يَقْتَفِرُونَ الأَثَر؛ وأَنشد لأَعشى باهِلةَ يَرْثي أَخاه المُنْتَشِرَ بن وَهْب: أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها، يأْبى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ مَنْ ليس في خَيْرِه شَرٌّ يُكَدِّرُه على الصَّديقِ، ولا في صَفْوِه كَدَرُ لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلا حيث يَرْكَبُه، وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ لا يَغْمِزُ الساقَ من أَيْنٍ ومن وَصَبٍ، ولا يَزال أَمامَ القَوْمِ يَقْتَفِرُ قال ابن بري: قوله يأْبى الظلامة منه النوفل الزفر، يقضي ظاهره أَن النوفل الزفر بعضه وليس كذلك، وإِنما النوفل الزفر هو نفسه. قال: وهذا أَكثر ما يجيء في كلام العرب بجعل الشيء نفسه بمنزلة البعض لنفسه، كقولهم: لئن رأَيت زيداً لَتَرَيَنَّ منه السيدَ الشريفَ، ولئن أَكرمته لَتَلْقَيَنَّ منه مُجازياً للكرامة؛ ومنه قوله تعالى: ولْتَكُنْ منكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخير ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ ظاهر الآية يقضي أَن الأُمة التي تدعو إِلى الخير ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هي بعض المخاطبين، وليس الأَمر على ذلك بل المعنى:ولْتَكُونوا كلُّكم أُمةً يدعون إِلى الخير؛ وقال أَيوبُ بنُ عَيَايةَ في اقْتفَر الأَثرَ تتبعه: فتُصْبِحُ تَقْفُرُها فِتْيةٌ، كما يَقْفُر النِّيبَ فيها الفَصِيلُ وقال أَبو المُلَثَّمِ صَخْرٌ: فإِني عن تَقَفُّركم مَكِيثُ والقَفُّور، مثال التَّنُّور: كافُورُ النخل، وفي موضع آخر: وِعاءُ طَلْعِ النخل؛ قال الأَصمعي: الكافور وعاء النخل، ويقال له أَيضاً قَفُّورٌ. قال الأَزهري: وكذلك الكافور الطيب يقال له قَفُّور.
والقَفُّورُ: نبت ترعاه القَطا؛ قال أَبو حنيفة: لم يُحَلَّ لنا؛ وقد ذكره ابن أَحمر فقال:تَرْعَى القَطاةُ البَقْل قَفُّورهُ، ثم تَعُرُّ الماءَ فيمن يَعُرْ الليث: القَفُّورُ شيء من أَفاوِيهِ الطيب؛ وأَنشد: مَثْواة عَطَّارِينَ بالعُطُورِ أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ وقُفَيرةُ: اسم امرأَة. الليث: قُفَيْرةُ اسم أُم الفرزدق؛ قال الأَزهري: كأَنه تصغير القَفِرة من النساء، وقد مر تفسيره.قسبر: القِسْبارُ والقُسْبُرِيّ والقُسابريُّ: الذكر الشديد. الأَزهري في رُباعِيِّ العين: وفلان عِنْفاش اللحية وعَنْفَشِيُّ اللحية وقِسْبارُ اللحية إِذا كان طويلها.
وقال في رُباعِيِّ الحاء عن أَبي زيد: يقال للعصا القِزْرَحْلةُ والقِحْرَبَةُ والقِشْبارَة والقِسْبارة.
ومن أَسماء العصا القِسْبارُ ومنهم من يقول القِشْبار؛ وأَنشد أَبو زيد: لا يَلْتَوي من الوَبيل القِسْبارْ، وإِن تَهَرَّاه بها العبدُ الهارْ