المصادر:  


شهد (الصّحّاح في اللغة) [50]


الشَهادة: خبَرٌ قاطع. تقول منه: شَهِد الرجل على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرَجُلُ، بسكون الهاء للتخفيف.
وقولهم: اشهدْ بكذا، أي احْلِف.
والمشاهدة: المعاينة. شُهوداً، أي حَضَرَه، فهو شاهدٌ.
وقومٌ شُهودٌ، أي حُضورٌ، وهو في الأصل مصدرٌ، وشُهَّدٌ أيضاً. له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهِدٌ، والجمع شَهْدٌ. الشَهْد شُهودٌ وأشهاد.
والشهيدُ: الشاهِدُ، والجمع الشُهَداءُ. على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه.
وامرأةٌ مُشْهِدٌ، إذا حضر زَوْجُها، بلا هاء.
وامرأة مُغيبةٌ، أي غاب عنها زوجها، وهذا بالهاء. فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ. إملاكَهُ، أي أَحْضَرَني. مَحْضَرُ الناسِ.
والشَهيدُ: القتيل . . . أكمل المادة في سبيل الله.
وقد استُشْهِدَ فُلانٌ.
والاسم الشهادة. في الصلاة، معروف.
والشاهدُ: الذي يَخرج مع الولد كأنّه مُخاطٌ.
ويقال: شُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتِجِها من دِمٍ أو سَلاً. قال الشاعر:
له والثَرى ما جَفَّ عنه شُهودُها      فَجاءتْ بِمثلِ السابِرِيِّ تَعَجَّـبـوا

والشاهِد: اللِسان.
والشاهِد: الملَكُ. قال الأعشى:
على شاهِدي يا شاهِدَ اللهِ فَاشْهِدِ      فلا تَحْسَبَنّي كـافِـراً نِـعْـمَةً

 ولاشَهْد
والشُهْدُ: العَسَل في شَمَعِها، والشُهْدَةُ أخصّ منها، والجمع شِهادٌ. الرَجُل: أَمْذى.
والمَذْي: عُسَيْلَةٌ.

شهد (المعجم الوسيط) [50]


 على كَذَا شَهَادَة أخبر بِهِ خَبرا قَاطعا وَلفُلَان على فلَان بِكَذَا أدّى مَا عِنْده من الشَّهَادَة وَبِاللَّهِ حلف وَأقر بِمَا علم والمجلس حَضَره وَمِنْه مَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} والحادث عاينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه لنبيتنه وَأَهله ثمَّ لنقولن لوَلِيِّه مَا شَهِدنَا مهلك أَهله} وَالشَّيْء عاينه وَيُقَال شهد على شَهَادَة غَيره وَشهد بِمَا سمع 

شهد (مقاييس اللغة) [50]



الشين والهاء والدال أصلٌ يدلُّ على حضور وعلم وإعلام، لا يخرُج شيءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه. من ذلك الشَّهادة، يجمع الأصولَ التي ذكرناها من الحضور، والعلم، والإعلام. يقال شَهد يشهد شهادةً. محضر النّاس.ومن الباب: الشُّهود: جمع الشاهد، وهو الماء الذي يخرج على رأس الصبيّ إِذا وُلد، ويقال بل هو الغِرْس. قال الشاعر:
فجاءَت بمثل السّابرِي تَعجَّبُوا      لهُ والثَّرَى ما جفَّ عنه شُهودها

وقال قوم: شهود النّاقة: آثار موضع مَنْتَجِها من دمٍ أو سَلَىً.
والشَّهيد: القتيل في سبيل الله، قال قومٌ: سمِّيَ بذلك لأنّ ملائكة الرحمة تشهده، أي تحضُره.
وقال آخرون: سمِّي بذلك لسقوطه بالأرض، والأرض تسمَّى . . . أكمل المادة الشاهدة.
والشاهد: اللِّسان، والشَّاهد: المَلَك.
وقد جمعهما الأعشى في بيت:
فلا تحسَِبَنّي كافراً لك نعمةً      عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ

فشاهده: اللسان: وشاهد الله جلَّ ثناؤه، هو المَلَك، فأمَّا قوله جلَّ وعزَّ: شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُو [آل عمران 18]، فقال أهلُ العِلم: معناه أَعلَمَ الله عزَّ وجلَّ، بيَّن اللهُ، كما يقال: شَهِدَ فلانٌ عند القاضي، إذا بيَّنَ وأعلَمَ لمنالحقُّ وعلى مَنْ هو.
وامرأةٌ مُشْهِد، إِذا حضر زوجها، كما يقال للغائب زوجُها: مُغِيب. فأمَّا قولهم أشْهَدَ الرّجُلُ، إِذا مَذَى، فكأنَّهُ محمولٌ على الذي ذكرناه من الماء الذي يخرج على رأس المولود.ومما شذّ عن هذا الأصل: الشُّهْد: العسلُ في شَمَعِها؛ ويجمع على الشِّهاد. قال:
إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ      لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ

شهد (لسان العرب) [50]


من أَسماء الله عز وجل: الشهيد. قال أَبو إِسحق: الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته. قال: وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء.
والشهيد: الحاضر.
وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً، فهو العليم، وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة، فهو الخبير، وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة، فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة. ابن سيده: الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ، شَهِدَ شهادة؛ ومنه قوله تعالى: شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان؛ أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه.
وقال الفراء: إِن . . . أكمل المادة شئت رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى، هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا.
ورجل شاهِدٌ، وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر، والجمع أَشْهاد وشُهود، وشَهيدٌ والجمع شُهَداء. اسم للجمع عند سيبويه، وقال الأَخفش: هو جمع. عليه. سأَله الشهادة.
وفي التنزيل: واستشهدوا شَهِيدين.
والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه: شَهِدَ الرجلُ على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرجلُ، بسكون الهاء للتخفيف؛ عن الأخفش.
وقولهم: اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف. في الصلاة: معروف؛ ابن سيده: والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من «أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله» وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة.
وفي حديث ابن مسعود: كان يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يريد تشهد الصلاة التحياتُ.
وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله. قال: وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله.
وقوله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو؛ قال أَبو عبيدة: معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو، وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق، فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مما أَنشأَ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته، وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره.
وقال أَبو العباس: شهد الله، بيَّن الله وأَظهر. الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره، يدل على ذلك قوله: شاهدين على أَنفسهم بالكفر؛ وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه، ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار؛ وقيل: معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه: أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك، وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه وما ملك.
وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو، فقال: كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله. قال وقال ابن الأَعرابي: معناه قال الله، ويكون معناه علم الله، ويكون معناه كتب الله؛ وقال ابن الأَنباري: معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو. فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد. فلان، فهو شَهِيدٌ.
والمُشاهَدَةُ: المعاينة. شُهوداً أَي حَضَره، فهو شاهدٌ.
وقَوْم شُهُود أَي حُضور، وهو في الأَصل مصدر، وشُهَّدٌ أَيضاً مثل راكِع ورُكّع. له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة، فهو شاهِد، والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ، وبعضهم يُنْكره، وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد.
والشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، والجمع الشُّهَداء. على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه. الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى؛ ومنه قوله تعالى: واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن. يقال للشاهد: شَهيد ويُجمع شُهَداءَ. إِمْلاكَه: أَحْضَرني. فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها.
وفي الحديث: خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها؛ قال ابن الأَثير: هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً؛ وقيل: هي في الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره؛ وقيل: هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها؛ وأَصل الشهادة: الإِخْبار بما شاهَدَه.
ومنه: يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون، هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها، والذي قبله خاص؛ وقيل: معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم.
وفي الحديث: اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم؛ وقيل: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية.
وفي حديث اللقطة: فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها، فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة، وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه.
وفي الحديث: شاهداك أَو يَمِينُه؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ؛ وحكى اللّحياني: إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة، كما يقال: إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ المجلس. ابن بُزرُج: شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ؛ يريد شُهَداءَ سوء.
وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون. والشَّهيد: الحاضر، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ؛ وأَنشد ثعلب:كأَني، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي، إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ، غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب. الليث: لغة تميمِ شهيد، بكسر الشين، يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق، وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً، قال: ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل، والنصب اللغة العالية. الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً، فهو شاهدٌ، من قوْم شُهَّد، حكاه سيبويه.
وقوله تعالى: وذلك يومٌ مَشْهودٌ، أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض.
ومثله: إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً؛ يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار.
وقوله تعالى: أَو أَلقى السمع وهو شهيد؛ أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك.
وفي الحديث: سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه.
وقوله: فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله؛ الشهادة معناها اليمين ههنا.
وقوله عز وجلّ: إِنا أَرسلناك شاهداً؛ أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة، وقيل: مُبَيِّناً.
وقوله: ونزعنا من كل أُمة شهيداً؛ أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً، وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه.
وقوله، عز وجل: تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء؛ أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم، حق لأَن الله، عز وجل، قد بينه في كتابكم.
وقوله عز وجل: يوم يقوم الأَشْهادُ؛ يعني الملائكة، والأَشهادُ: جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب وأَصحاب، وقيل: إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد، صلى الله عليه وسلم، قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ.
وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري: أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال: قلنا لأَبي أَيوب: ما الشَّاهِدُ؟ قال: النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر.
وصلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ المغرب، وهو اسمها؛ قال شمر: هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم؛ قال غيره: وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم؛ ولذلك قيل له (* قوله «قيل له» أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه.) صلاةُ البصر، وقيل في صلاةِ الشاهد: إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها؛ قال: فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَيْماء، والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل، قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر؛ قال أَبو منصور: والقَوْلُ الأَوَّل، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً.
وقوله عز وجل: فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه؛ معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه؛ قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه؛ المعنى: فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في سفره.
وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر: كَشهِدَه. مُشْهِدٌ: حاضرة البعل، بغير هاءٍ.
وامرأَة مُغِيبَة: غاب عنها زوجها.
وهذه بالهاءِ، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس.
وفي حديث عائشة: قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ: أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ؟ قالت: مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ؛ يقال: امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كان زوجها حاضراً عندها، ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها.
ويقال فيه: مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها.
والشهادة والمَشْهَدُ: المَجْمَعُ من الناس. مَحْضَرُ الناس.
ومَشاهِدُ مكة: المَواطِنُ التي يجتمعون بها، من هذا.
وقوله تعالى: وشاهدٍ ومشهودٍ؛ الشاهِدُ: النبي، صلى الله عليه وسلم، والمَشْهودُ: يومُ القيامة.
وقال الفراءُ: الشاهِدُ يومُ الجمعة، والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه. قال: ويقال أَيضاً: الشاهد يومُ القيامة فكأَنه قال: واليَوْمِ الموعودِ والشاهد، فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه.
وفي حديث الصلاة: فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي.
وفي حديث صلاة الفجر: فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعِدةٌ وهذه نازِلَةٌ. قال ابن سيده: والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان؛ لم يفسره كراع بأَكثر من هذا.
والشَّهِيدُ: المقْتول في سبيل الله، والجمع شُهَداء. الحديث: أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق (* قوله «تعلق من ورق إلخ» في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً: أكلت منها بأفواهها.
وعلقت في الوادي من باب تعب: سرحت.
وقوله، عليه السلام: أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة، قيل: يروى من الأَول، وهو الوجه اذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق ، وقيل من الثاني، قال القرطبي وهو الأكثر.) الجنة، والإسم الشهادة. قُتِلَ شهِيداً. طلب الشهادة.
والشَّهِيدُ: الحيُّ؛ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ: الحيّ أَي هو عند ربه حيّ. ذكره أَبو داود (* قوله «ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور» كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض.
وقوله «كأن أرواحهم» كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان أرواحهم.) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال: فلان حيّ أَي هو عند ربه حيّ؛ قال أَبو منصور: أُراه تأَول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم؛ كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث؛ قال: وهذا قول حسن.
وقال ابن الأَنباري: سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة؛ وقيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأُمم الخالية. قال الله عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ وقال أَبو إِسحق الزجاج: جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم، هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم أَمْرَ الرسل، فتشهَدُ أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويَشْهَدُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لهذه بصدقهم. قال أَبو منصور: والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله؛ ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي، صلى الله عليه وسلم، شهيداً فإِنه قال: المَبْطُونُ شَهيد، والمَطْعُون شَهِيد. قال: ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع.
ودل خبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء، لقوله، رضي الله عنه: ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا عليه؟ قالوا: نَخافُ لسانه، فقال: ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء. قال الأَزهري: معناه، والله أَعلم، أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه، لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا. الكسائي: أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله، فهو مُشْهَدٌ، بفتح الهاءِ؛ وأَنشد: أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وفي الحديث: المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ؛ قال: الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله، ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه النبي، صلى الله عليه وسلم، من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة؛ وقيل: لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، وقيل: لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ، وقيل: لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل. والشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية: إِلى رُدُحٍ، من الشِّيزى، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ (* قوله «ملاء» ككتاب، وروي بدله عليها.) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق.
وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان. الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه. أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ. أَبو عمرو: أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك. الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ؛ وأَنشد: قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا، فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى والشَّاهِدُ: الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سيده: والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حميد بن ثور الهلالي:فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا له، والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف.
وقيل: الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار.
وشُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ.
والشَّاهِدُ: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة.
والشاهد: المَلَك؛ قال الأَعشى: فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً على شاهِدي، يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ: معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان، والرُّواءُ المَنظَر، وكذلك الرِّئْيِ. قال الله تعالى: أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ، حَسَن الرُّواءِ، وقلْبُه مَدْكُوكُ قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي في صفة فرس: له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ قال: الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ، وقال غيره: شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه.

د - ش - ه (جمهرة اللغة) [50]


دُهِشَ الرجلُ فهو مدهوش، وشُدِهَ فهو مشدوه بمعنى، والاسم من هذا الشُّداهُ ومن ذلك الدَّهَشُ. والشُّهْد: العسل الذي لم يُصَفَّ، وقد قيل شَهْد أيضاً، والضمّ أعلى. والشَّهْد: جمع شاهد، كما قالوا: صاحب وصَحْب، وراكب ورَكْب. وشهِدَ الرجلُ يشهَد شهادةً فهو شاهد وشهيد. والأشهاد: جمع شَهْد، مثل صحْب وأصحاب. والرجل شاهد وشهيد، وقد جمعوا شهيداً على شُهَداء. ويقال: فلانة شاهدي، مثل الذكر سواء. والمَشْهَد: الموضع الذي يشاهد فيه القومُ القومَ، أي يحضر بعضهم بعضاً. والشاهد: خلاف الغائب. ويقال: أشهدَ الرجلُ، إذا أمذى؛ ذكر ذلك يونس عن رؤبة. والشّهيد في سبيل الله: . . . أكمل المادة معروف. وشُهود الناقة: آثار مواضع مَنْتَجِها من دم أو سَلًى. قال الهذلي: فجاءت بمثل السّابريِّ تعجّبوا ... له والثّرى ما جفَّ عنه شُهودُها

الشهد (المعجم الوسيط) [0]


 عسل النَّحْل مَا دَامَ لم يعصر من شمعه الْقطعَة مِنْهُ شهدة (ج) شهاد 

ش هـ د (المصباح المنير) [0]


 الشَّهْدُ: العسل في شمعها وفيه لغتان: فتح الشين لتميم وجمعه "شِهَادٌ" مثل سهم وسهام، وضمها لأهل العالية، و "الشَّهِيدُ" من قتله الكفار في المعركة فعيل بمعنى مفعول؛ لأن ملائكة الرحمة "شَهِدَتْ" غسله أو "شَهِدَتْ" نقل روحه إلى الجنة أو لأن الله شهد له بالجنة، و "اسْتُشْهِدَ" بالبناء للمفعول قتل شهيداً والجمع "شُهَدَاءُ" ، و "شَهِدْتُ" الشيء اطلعت عليه وعاينته فأنا "شَاهِدٌ" والجمع "أَشْهَادٌ" و "شُهُودٌ" مثل شريفٍ وأشرافٍ وقاعد وقعود و "شَهِيدٌ" أيضا والجمع "شُهَدَاءُ" ويعدى بالهمزة فيقال "أَشْهَدْتُهُ" الشيء وشهدت على الرجل بكذا و "شَهِدْتُ" له به، و "شَهِدْتُ" العيد أدركته، و "شَاهَدْتُهُ" "مُشَاهَدَةً" مثل عاينته معاينة وزنا ومعنى، و "شَهِدَ" بالله حلف، و "شَهِدْتُ" المجلس حضرته فأنا "شَاهِدٌ" و "شَهِيدٌ" أيضا وعليه قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} أي من كان حاضرا في الشهر مقيما . . . أكمل المادة غير مسافر فليصم ما حضر وأقام فيه وانتصاب الشهر على الظرفية وصلينا صلاة "الشَّاهِدِ" أي "صَلاةَ" المغرب؛ لأن الغائب لا يقصرها بل يصليها "كَالشَّاهِدِ" ، و "الشَّاهِدُ" يرى ما لا يرى الغائب أي الحاضر يعلم ما لا يعلمه الغائب، و "شَهِدَ" بكذا يتعدى بالباء؛ لأنه بمعنى أخبر به ولهذا قال ابن فارس "الشَّهَادَةُ" الإخبار بما قد شوهد. فَائِدَةٌ: جرى على ألسنة الأمة سلفها وخلفها في أداء الشهادة "أَشْهَدُ" مقتصرين عليه دون غيره من الألفاظ الدالة على تحقيق الشيء نحو أعلم وأتيقن وهو موافق لألفاظ الكتاب والسنة فكان كالإجماع على تعيين هذه اللفظة دون غيرها ولا يخلو من معنى التعبد؛ إذ لم ينقل غيره، ولعل السر فيه أن "الشَّهَادَةَ" اسم من "المُشَاهَدَةِ" وهي الاطلاع على الشيء عيانًا فاشترط في الأداء ما ينبئ عن "المُشَاهَدَةِ" ، وأقرب شيء يدلّ على ذلك ما اشتق من اللفظ وهو "أَشْهَدُ" بلفظ المضارع ولا يجوز "شَهِدْتُ" ؛ لأن الماضي موضوع للإخبار عما وقع نحو قمت أي فيما مضى من الزمان فلو قال "شَهِدْتُ" احتمل الإخبار عن الماضي فيكون غير مخبر به في الحال وعليه قوله تعالى حكاية عن أولاد يعقوب عليهم السلام {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا} لأنهم "شَهِدُوا" عند أبيهم أولا بسرقته حين قالوا: {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} فلما اتهمهم اعتذروا عن أنفسهم بأنهم لا صنع لهم في ذلك وقالوا وما شهدنا عندك سابقا بقولنا إن ابنك سرق إلا بما عاينّاه من إخراج الصواع من رحله والمضارع موضوع للإخبار في الحال فإذا قال أشهد فقد أخبر في الحال وعليه قوله تعالى: {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ} أي نحن الآن "شَاهِدُونَ" بذلك وأيضا فقد استعمل "أَشْهَدُ" في القسم نحو "أَشْهَدُ" بالله لقد كان كذا أي أقسم فتضمن لفظ "أَشْهَدُ" معنى المشاهدة والقسم والإخبار في الحال فكأن الشاهد قال: أقسم بالله لقد اطلعت على ذلك وأنا الآن أخبر به وهذه المعاني مفقودة في غيره من الألفاظ فلهذا اقتصر عليه احتياطا واتّباعا للمأثور وقولهم: "أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ" تعدى بنفسه؛ لأنه بمعنى أعلم، و "اسْتَشْهَدْتُهُ" طلبت منه أن "يَشْهَدَ" و "المَشْهَدُ" المحضر وزنا ومعنى، و "تَشَهَّدَ" قال كلمة التوحيد و "تَشَهَّدَ" في صلاته في التحيات. و  مفتوحة بعد الألف ثم جيم يقال هو بزر القنب. 

وسم (المعجم الوسيط) [0]


 شهد الْمَوْسِم يُقَال وسم الْحَاج وَيُقَال وسم الْمَوْسِم شهده 

تشهد (المعجم الوسيط) [0]


 قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَطلب الشَّهَادَة 

الشَّاهِد (المعجم الوسيط) [0]


 من يُؤَدِّي الشَّهَادَة وَالدَّلِيل وَشبه مخاط يخرج مَعَ الْمَوْلُود (ج) شُهُود وأشهاد وَشهد وَشهد وَجمع غير الْعَاقِل شَوَاهِد وَصَلَاة الشَّاهِد صَلَاة الْمغرب وَصَلَاة الْفجْر 

الطرم (المعجم الوسيط) [0]


 الشهد والزبد 

عيد (المعجم الوسيط) [0]


 شهد الْعِيد واحتفل بِهِ 

الشَّهادةُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّهادةُ: خَبَرٌ قاطِعٌ،
وقد شَهِدَ، كعَلِمَ وكرُمَ، وقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ.
وشَهِدَهُ، كسَمِعَهُ، شُهوداً: حَضَرَهُ،
فهو شاهِدٌ،
ج: شُهودٌ وشُهَّدٌ. وشَهِدَ لِزَيْدٍ بكذا شَهادةً: أدَّى ما عندَهُ من الشَّهادَةِ،
فهو شاهِدٌ،
ج: شَهْدٌ، بالفتح،
جج: شُهودٌ وأشْهادٌ.
واسْتَشْهَدَهُ: سألَهُ أن يَشْهَدَ. والشَّهيدُ، وتُكْسَرُ شينُهُ: الشاهِدُ، والأَمينُ في شَهادَةٍ، والذي لا يَغيبُ عن عِلْمِهِ شيءٌ، والقَتيلُ في سبيلِ الله،
لأن مَلائِكَةَ الرحْمةِ تَشْهَدُهُ، أو لأَن الله تعالى وملائكتَهُ شُهودٌ له بالجَنَّةِ،
أو لأَنه ممَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القيامةِ على الأمَمِ الخاليةِ،
إأو لسُقوطِه على الشاهِدَةِ، أي: الأرضِ، أو لأَنه حَيٌّ عندَ ربِّهِ . . . أكمل المادة حاضرٌ،
أو لأَنه يَشْهَدُ مَلَكوتَ الله ومُلْكَهُ،
ج: شُهَداءُ،
والاسمُ: الشَّهادَةُ.
وأشْهَدُ بكذا، أي: أحْلِفُ.
وشاهَدَهُ: عايَنَهُ.
وامرأةٌ مُشْهِدٌ: حَضَرَ زوْجُها.
والتَّشَهُّدُ في الصَّلاةِ: م.
والشَّاهِدُ: من أسْماء النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واللِّسانُ، والمَلَكُ، ويومُ الجُمعَةِ، والنَّجْمُ، وما يَشْهَدُ على جَوْدَةِ الفَرَسِ من جَرْيِهِ، وشِبْهُ مُخاطٍ يَخْرُجُ مع الوَلَدِ،
و~ من الأُمورِ: السَّريعُ.
وصَلاةُ الشَّاهِد: صَلاةُ المَغْرِبِ.
والمَشْهودُ: يومُ الجُمعَة، أو يومُ القيامَةِ، أو يومُ عَرَفَةَ.
والشَّهْدُ: العَسَلُ، ويضمُّ،
والشُّهْدَةُ أخَصُّ،
ج: شِهادٌ، وماءٌ لِبَنِي المُصْطَلِقِ من خُزاعَةَ.
و{شَهِدَ الله أنَّهُ لا إله إلا هو}، أي: عَلِمَ الله، أو قال الله، أو كَتَبَ الله،
وأشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أي: أعْلَمُ، وأُبَيِّنُ.
وأشْهَدَهُ: أحْضَرَهُ،
و~ فُلانٌ: أمْذى،
كشَهَّدَ،
و~ الجارِيَةُ: حاضَتْ، وأدْرَكَتْ،
وأُشْهِدَ، مَجْهولاً: قُتِلَ في سَبيلِ الله،
كاسْتُشْهِدَ، فهو مُشْهَدٌ. والمَشْهَدُ والمَشْهَدَةُ والمَشْهُدَةُ: مَحْضَرُ الناسِ.
وشُهودُ الناقَةِ: آثارُ مَوْضِعِ مَنْتِجها من دَمٍ أو سَلًى.
(وكزُبَيْرٍ: الزَّاهِدُ عُمَرُ بنُ سَعْدِ بنِ شُهَيْدٍ أميرُ حِمْصَ، وأحمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ شُهَيْدٍ: الأَديبُ).

بعزج (لسان العرب) [0]


بَعْزَجَةُ: اسمُ فرس المِقْداد، شهد عليها يوم السَّرْحِ.

جُنادِحُ (القاموس المحيط) [0]


جُنادِحُ بنُ مَيْمونٍ: صَحابِيُّ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.

المحران (المعجم الوسيط) [0]


 من النَّحْل مَا حرن بالشهد فَلم يبرحه وَمَا مَاتَ فِيهِ (ج) محارين 

سدى (المعجم الوسيط) [0]


 الثَّوْب سداه وَإِلَيْهِ أحسن وَبَينهمَا أصلح والنحل الشهد أخرجته 

المزج (المعجم الوسيط) [0]


 شراب مزج ممزوج المزج:  الشهد أَو الْعَسَل وَالْمَاء الَّذِي تمزج بِهِ الْخمر واللوز المر 

عكبر (لسان العرب) [0]


العِكْبِرُ: شيء تجيء به النَّحْل على أَفخاذها وأَعضادها فتجعله في الشهد مكان العسل.
والعَكابرُ: الذكور من اليرابيع.

البدري (المعجم الوسيط) [0]


 من شهد وقْعَة بدر وَمن الْغَيْث مَا كَانَ قبل الشتَاء وَمن الْمَاشِيَة مَا بدرت أمه فِي النِّتَاج فَجَاءَت بِهِ أول الزَّمَان وَمن الزَّرْع مَا بدر بِهِ الزَّارِع أول الزَّمَان 

الهف (المعجم الوسيط) [0]


 الْخَفِيف من النَّاس وَالزَّرْع يُؤَخر حَصَاده فينتثر حبه والشهدة الرقيقة الْخَفِيفَة القليلة الْعَسَل والسحاب الرَّقِيق لَا مَاء فِيهِ وكل خَفِيف لَا شَيْء فِي جَوْفه 

يَنَّةُ (القاموس المحيط) [0]


يَنَّةُ: أبو عبدِ الرحمنِ الحَمرْاويُّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وإليه يُنْسَبُ حَمَّامُ يَنَّةَ بِمِصْرَ.
وعبدُ العزيز بنُ إبراهيمَ بنِ يَنَّةَ: رَوَىَ.

الجرور (المعجم الوسيط) [0]


 من الدَّوَابّ الَّذِي لَا ينقاد وَفِي حَدِيث ابْن عمر (أَنه شهد فتح مَكَّة وَمَعَهُ فرس جرور وجمل جرور) وَمن الركايا والآبار الْبَعِيدَة القعر (ج) جرر 

شَعْثَمُ (القاموس المحيط) [0]


شَعْثَمُ بنُ حَيَّانَ: شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وأبو أصيلٍ: محدِّثٌ.
وذُؤَيْبُ بنُ شَعْثَمٍ أو شَعْثَنٍ، بالنونِ: صَحابيُّ.
وقولُ مُهَلْهِلٍ: "بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ" لم يُفَسِّروه، والظاهِرُ أنه مَوْضِعٌ كانَتْ به وَقْعَةٌ.

الرصفة (المعجم الوسيط) [0]


 وَاحِدَة الرصاف أَو الرصف وَفِي حَدِيث الْمُغيرَة (لحَدِيث من عَاقل أحب إِلَيّ من الشهد بِمَاء الرصفة) والرصافة وعصبة فِي رضفة الرّكْبَة أَو عين الرّكْبَة وهما رصفتان (ج) رصف (جج) أرصاف 

الجلسة (المعجم الوسيط) [0]


 مرّة الْجُلُوس وَحِصَّة من الْوَقْت يجلس فِيهَا جمَاعَة مختصون للنَّظَر فِي شَأْن من الشؤون وَهِي مغلقة إِذا لم يشهدها إِلَّا أعضاؤها ومفتوحة إِذا شَهِدَهَا مَعَهم غَيرهم (ج) جلسات (مو) الجلسة:  الْكثير الْجُلُوس 

طرم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الطِرْمُ: الزُبْد. قال الشاعر يصف النساء:
      ومنهنّ مثلُ الشَهْدِ قد شِيبَ بالطِرْمِ

والطِرْمُ أيضاً في بعض اللغات: العَسَلُ.
والطِرْيَمُ: السحابُ الكثيف.
والطُرامَةُ بالضم: الخُضْرة على الأسنان.
وقد أَطْرَمَتْ أسنانهُ.

الحَتِيُّ (القاموس المحيط) [0]


الحَتِيُّ، كغَنِيٍّ: سَويقُ المُقْلِ، والمُقْلُ، أو رَدِيُّهُ، أو يابِسُهُ، ومَتَاعُ الزَّبِيلِ، أو عَرَقُهُ، وثُفْلُ التَّمْرِ، وقُشورُهُ، والدِمْنُ، وقِشْرُ الشَّهْدِ. والحاتِي: الكثيرُ الشُّرْبِ.
وحَتَيْتُهُ وأحْتَيْتُهُ: خِطْتُهُ، وأحْكَمْتُهُ، وَفَتَلْتُه.
وفَرَسٌ مُحْتاةُ الخَلْقِ: مُوَثَّقُهُ.

جمهر (الصّحّاح في اللغة) [0]


قال الأصمعيّ: الجثمْهورُ: الرملة المشرفة على ما حولها، وهي المجتمعة.
وفي حديث موسى بن طلحة أنَّه شهد دَفْنَ رجلٍ فقال: جَمْهِر واقبره جَمْهَرَةً، أي اجمعوا عليه التُرابَ ولا تطيِّنوه.
والجمهور من الناس: جُلَّهم.
وجَمهرت عليه الخبَرَ، إذا أخبرتَه بطرَفٍ وكتمت الذي تريد.

الفَحَا (القاموس المحيط) [0]


الفَحَا، ويُكْسَرُ: البِزْرُ،
كالفَحْواءِ، أو يابِسُه
ج: أفْحَاءٌ.
وفَحَّى القِدْرَ تَفْحِيَةً: كَثَّرَ أبازِيرَه،
و~ بِكلامِهِ إلى كذا: ذَهَبَ.
والفَحْوَةُ: الشَّهْدَةُ. وفَحْوَى الكَلامِ وفَحْوَاؤُهُ وفُحَوَاؤُهُ، كَغُلَوَائِهِ: مَعْنَاهُ، ومَذْهَبُهُ.
والفِحْيَةُ، كَجِرْيَةٍ ورَكِيَّةٍ: الحَسْوُ الرَّقِيقُ، أوْ عامٌّ.

العُكْبُرَةُ (القاموس المحيط) [0]


العُكْبُرَةُ، كقُنْفُذَةٍ: المرأةُ الجافِيةُ في خَلْقِها.
وعُكْبَراءُ، بفتح الباءِ ويُقْصَرُ: ة، والنِّسْبَةُ: عُكْبَراوِيٌّ وعُكْبَرِيٌّ.
وعبدُ اللهِ بنُ عَكْبَرٍ، كجعفرٍ: محدِّثٌ.
والعِكْبِرُ، بالكسر: شيءٌ تَجيءُ به النَّحْلُ على أفْخاذِها وأعْضادِها، فَتَجْعَلُهُ في الشَّهْدِ مكانَ العَسَلِ.
والعَكابِرُ: الذُّكُورُ من اليَرَابِيعِ.

ضفط (الصّحّاح في اللغة) [0]


رجلٌ ضَفيطٌ بيِّن الضَفاطَةِ، أي ضعيفُ الرأي والعقلِ؛ وقد ضَفُطَ بالضم. ابنُ سيرين نكاحاً فقال: أين ضَفَاطَتُكُنَّ? يعني الدُفَّ. قال أبو عبيدة: وإنَّما نراه سمَّاه ضَفاطَةً لهذا المعنى، أي إنَّه لهوٌ ولعبٌ، وهو راجعٌ إلى ضعف الرأي والجهل.
وأمَّا الضَفَّاطَةُ بالتشديد فشبيهة بالرجَّالَةِ، وهي الرُفقةُ العظيمةُ.

حضر (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان حضارة أَقَامَ فِي الْحَضَر وَالْغَائِب حضورا قدم وَالشَّيْء وَالْأَمر جَاءَ وَالصَّلَاة حل وَقتهَا وَعَن فلَان قَامَ مقَامه فِي الْحُضُور والمجلس وَنَحْوه شهده وَالْأَمر فلَانا نزل بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كتب عَلَيْكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت إِن ترك خيرا الْوَصِيَّة للْوَالِدين والأقربين} ) وخطر بِبَالِهِ وَالْأَمر بِخَير رأى فِيهِ رَأيا حسنا 

غَابَ (المعجم الوسيط) [0]


 غيبا وغيبة وغيبوبة وغيابا خلاف شهد وَحضر يُقَال غَابَ فلَان بعد وَغَابَ فلَان عَن بِلَاده سَافر وَغَابَتْ الشَّمْس وَغَيرهَا غربت واستترت عَن الْعين وَالشَّيْء فِي الشَّيْء توارى فِيهِ وَيُقَال غَابَ عَنهُ الْأَمر خَفِي وعي فلَان أَو حسه غيبوبة فَقده وَفُلَانًا غيبَة ذكر من وَرَائه عيوبه الَّتِي يَسْتُرهَا ويسوؤه ذكرهَا فَهُوَ غَائِب (ج) غيب وغياب 

ر س م (المصباح المنير) [0]


 رَسَمْتُ: للبناء "رَسْمًا" من باب قتل: أعلمت، و "رَسَمْتُ" الكتاب كتبته، ومنه: شهد على "رَسْمِ القَبَالَةِ" أي على كتابة الصحيفة قال ابن القطاع: و "رَسَمْتُ" له كذا "فَارْتَسَمَهُ" أي امتثله، و "الرَّسْمُ" الأثر والجمع "رُسُومٌ" ، و "أَرْسُمٌ" مثل فلس وفلوس وأفلس، و "الرَّوْسَمُ" وزان جعفر خشبة يختم بها الغلة ويقال "رَوْشَمٌ" بالشين المعجمة أيضا والجمع "رَوَاسِمٌ" . 

هَفَّتِ (القاموس المحيط) [0]


هَفَّتِ الريحُ تَهِفُّ هَفّاً وهَفيفاً: هَبَّتْ فَسُمِعَ صَوتُ هُبوبِها.
وسحابةٌ هِفٌّ، بالكسرِ: بلا ماءٍ.
وشُهْدَةٌ هِفٌّ: لا عَسَلَ فيها.
والهِفُّ أيضاً: الزَّرْعُ يُؤَخَّرُ حَصادُه، فَيَنْتَثِرُ حَبُّه، والسَّمَكُ الصِّغارُ الهارِبِيَّةُ، ويُفْتَحُ، والدَّعاميصُ الكِبارُ، واحدتُه: بهاءٍ، والخفيفُ مِنَّا، والشُّهْدَةُ الرَّقيقةُ الخفيفةُ القليلةُ العَسَل، وكلُّ خفيفٍ لا شيءَ في جَوْفِه.
وزُقاقُ الهَفَّةِ، بالفتح: ع من البَطيحَةِ، فيه مُخْتَرَقٌ للسُّفُنِ.
أوطريقُ الهَفَّةِ: ع بالبَصْرَةِ.
والهَفَّافُ، كشَدَّادٍ، من الحُمُرِ: الطَّيَّاشُ،
و~ من الظِّلالِ: البارِدُ، أو الساكِنُ، أو ما لم يكنْ ظَليلاً،
و~ من الأجْنِحَةِ: الخفيفُ للطَّيَرانِ،
و~ من القُمُصِ: الرقيقُ الشَّفَّافُ،
. . . أكمل المادة كالهَفْهافِ فيهما، والبَرَّاقُ.
وريحٌ هَفَّافةٌ: طَيِّبَةٌ ساكنةٌ.
والهَفيفُ، كأَميرٍ: سُرْعةُ السيرِ.
والهَفْهافُ: الضامِرُ البَطْنِ، والعَطْشانُ.
واليَهْفوفُ: الجَبانُ، أو الحديدُ القَلْبِ، والأحمقُ، والقَفْرُ من الأرضِ.
وجاريةٌ مُهَفَّفَةٌ ومُهَفْهَفَةٌ: ضامِرَةُ البَطْنِ، دَقيقةُ الخَصْرِ.
وهَفْهَفَ: مُشِقَ بَدَنُه فصار كأَنه غُصْنٌ.
والاهْتِفافُ: بَريقُ السَّرابِ، والدَّوِي في المَسامِعِ.
وهَفَّانُ، ويُكْسَرُ: من أسمائِهِم.
وجاءَ على هَفَّانه: على إِثْرِهِ.

حرن (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والراء والنون أصلٌ واحد، وهو لزوم الشي للشيء لا يكادُ يفارقه. فالحِرَان في الدّابة معروف، يقال حَرَنَ وحَرُن.
والمَحَارن من النَّحْل: اللواتي يلصَقْن بالشَُّهد فلا يبرحْن أو يُنْزَعْنَ. قال:وكذلك قول الشماخ:
فما أرْوَى ولو كَرُمَتْ علينا      بأدْنَى مِنْ موقَّفَةٍ حَرُونِ

هي التي لا تبرح أعلَى الجبل.
ويقال حَرَنَ في البيع فلا يزيد ولا ينقُص.

جلس (الصّحّاح في اللغة) [0]


جَلَسَ جلوساً.
وأَجْلَسَهُ غيره.
وقومٌ جلوسٌ. والمَجْلِسُ: موضع الجُلوسِ.
والمَجْلِسُ بفتح اللام: المصدر. ورجلٌ جُلَسَةٌ، أي كثير الجُلوسِ. والجِلْسَةُ بالكسر: الحال التي يكون عليها الجالسُ. وجالسْتُهُ فهو جِلْسي وجَليسي: كما تقول: خِدْني وخَديني.
وتَجالَسوا في المَجالِسَ. والجَلْسُ: الغليظ من الأرض.
ومنه جَملٌ جَلْسٌ وناقةٌ جَلْسٌ، أي وثيقٌ جسيمٌ.
وشجرةٌ جَلْسٌ وشَهْدٌ جلْسٌ، أي غليظٌ. ويقال: امرأةٌ جَلْسٌ، للتي تَجْلِسُ في الفِناء ولا تَبرَح.

طرم (لسان العرب) [0]


الطِّرْمُ، بالكسر: العسَلُ عامة، وقيل: الطِّرْمُ والطَّرْمُ والطِّرْيَمُ العسَلُ إذا امتَلأَتِ البيوتُ خاصةً.
والطَّرْمُ والطِّرْمُ: الشَّهْدُ، وقيل: الزُّبْدُ؛ قال الشاعر يصف النساء: فمِنْهُنَّ مَنْ يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ، ومنهنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قد شِيبَ بالطِّرْمِ أَنشده الأَزهري وقال: الصواب: ومنهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قد شِيبَ بالطِّرْم وحكي عن ابن الأَعرابي قال: يقال للنَّحْل إذا مَلأَ أَبْنِيَتَه من العَسَلِ: قد خَتَمَ، فإذا سَوَّى عليه قيل: قد طَرِمَ، ولذلك قيل للشَّهْدِ طَرْمٌ وطِرْمٌ.
والطَّرَمُ: سَيَلانُ الطِّرْمِ من الخَلِيَّةِ، وهو الشَّهْدُ؛ قال ابن بري: شاهد الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشاعر: وقد كنتِ مُزْجاةً زماناً بخَلَّةٍ، فأَصبَحتِ لا تَرْضَينَ بالزَّغدِ والطِّرْمِ قال: والزَّغْدُ الزُّبْدُ؛ . . . أكمل المادة وأَنشد لآخر: فأُتينا بزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ، بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ قال: الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ، والحَتِيُّ سَويقُ المُقْلِ، والتامِكُ السَّنامُ، والثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ.
والطِّرْيَمُ: السحابُ الكثيفُ؛ قال رؤبة: فاضْطَرَّه السَّيْلُ بوادٍ مُرْمِثِ في مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ قال ابن بري: ولم يجئ الطِّرْيَمُ السحابُ إلا في رجز رؤبة؛ عن ابن خالويه، قال: والطِّرْيَمُ العسلُ أَيضاً.
والطِّرْيَمُ: الطويلُ؛ حكاه سيبويه.
ومَرَّ طِرْيَمٌ من الليل أي وقتٌ؛ عن اللحياني.
والطُّرْمَةُ والطُّرْمُ: الكانون.
والطُّرامةُ: الرِّيق اليابسُ على الفم من العطش، وقيل: هو ما يجِفُّ على فم الرجل من الريق من غير أَن يُقيد بالعطش.
والطُّرامَةُ، بالضم أَيضاً: الخُضْرَة تَرْكَبُ على الأَسنان وهو أشَفُّ من القَلَح، وقد أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً؛ قال: إني قَنِيتُ خَنِينَها، إذْ أَعْرَضَتْ، ونَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرام وقال اللحياني: الطُّرامَةُ بَقِيَّةُ الطعام بين الأَسنان.
واطَّرَمَ فُوه: تغيَّر.
والطُّرْمَة والطَّرْمَة والطِّرْمَةُ: نُتُوءٌ في وسط الشفة العُليا، وهي في السُّفْلى التُّرْفَةُ، فإذا جمعوا قالوا طُرْمتين، فغَلَّبوا لفظ الطُّرْمة على التُّرْفَة.
والطُّرْمَةُ: بَثْرَةٌ تخرج في وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَى.
والطَّرْمة، بفتح الطاء: الكبد.
والطارِمَةُ: بيتٌ من خَشَب كالقبة، وهو دخيل أَعجمي مُعَرَّبٌ.
وقال في ترجمة طرن: طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا إذا اخْتَلَطوا من السُّكْر. ابن بري: الطَّرْمُ اسم موضع؛ قال الأَعز بن مأْنوس: طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ، بالطَّرْم باتَ خيالُها يَسْرِي ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال: الطَّرْمُ، بفتح أَوله وإسكان ثانيه، مدينة وَهْشُِوذانَ الذي هَزَمَه عَضُدُ الدولة فَنَّاخُسْرو؛ قال: قاله أَبو عبيد البكري في مُعْجم ما اسْتَعْجَمَ.

الفضول (المعجم الوسيط) [0]


 مَا لَا فَائِدَة فِيهِ يُقَال هَذَا من فضول القَوْل واشتغال الْمَرْء أَو تدخله فِيمَا لَا يعنيه و (عِنْد الْأَطِبَّاء) مَا يخرج من الْبدن بِدُونِ معالجة وَحلف الفضول حلف بَين قبائل من قُرَيْش تَعَاهَدُوا على أَلا يَجدوا بِمَكَّة مَظْلُوما من أَهلهَا أَو من غَيرهم مِمَّن دَخلهَا إِلَّا قَامُوا مَعَه وَكَانُوا على من ظلمه حَتَّى ترد مظلمته وَقد شهده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل الْإِسْلَام فِي دَار عبد الله بن جدعَان وَقَالَ (مَا أحب أَن لي بِهِ حمر النعم) 

الطَّـِرْمُ (القاموس المحيط) [0]


الطَّـِرْمُ، بالكسر والفتح: الشَّهْدُ، والزُّبْدُ، والعَسَلُ إذا امْتَلأَت منه البُيوتُ،
وقد طَرِمَتْ بالكسر، وكثُمامَةٍ: الخُضْرَة على الأسنانِ،
وقد أطْرَمَتْ، وبَقِيَّةُ الطَّعامِ بينَ الأسْنانِ.
واطْرَمَّ فوهُ: تَغَيَّرَ لذلك.
والطَّرْمَةُ، مُثَلَّثَةً: النَّبْرَةُ وَسَطَ الشَّفَةِ العُلْيا، وبالفتح: الكَبِدُ.
والطُّرْمُ، بالضم: الكانونُ،
كالطُّرْمَةِ، وشَجَرٌ، وبالتحريكِ: سَيَلانُ العَسَلِ من الخَلِيَّةِ.
وتَطَرَّمَ في كلامِه: الْتاثَ.
وتَطَرْيَمَ في الطينِ: تَلَوَّثَ.
وطَرْيَمَ الماءُ: خَبُثَ، وعَرْمَضَ،
و~ الشيءُ: طَبَّقَ.
وكحِذْيَمٍ: العَسَلُ، والسَّحابُ الكَثيفُ.
وطارَ طِرْيَمُهُ: احْتَدَّ.

وقف (المعجم الوسيط) [0]


 وقوفا قَامَ من جُلُوس وَسكن بعد الْمَشْي وعَلى الشَّيْء عاينه وَفِي الْمَسْأَلَة ارتاب فِيهَا وعَلى الْكَلِمَة نطق بهَا مسكنة الآخر قَاطعا لَهَا عَمَّا بعْدهَا والحاج بِعَرَفَات شهد وَقتهَا وَفُلَان على مَا عِنْد فلَان فهمه وتبينه والماشي والجالس وَقفا جعله يقف يُقَال وقف الدَّابَّة وَفُلَانًا عَن الشَّيْء مَنعه عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر أطلعه عَلَيْهِ وَالْأَمر على حُضُور فلَان علق الحكم فِيهِ بِحُضُورِهِ وَالدَّار وَنَحْوهَا حَبسهَا فِي سَبِيل الله وَيُقَال وَقفهَا على فلَان وَله 

حرن (الصّحّاح في اللغة) [0]


فرسٌ حَرونٌ: لا ينقاد، وإذا اشتدَّ به الجريُ وقف.
وقد حَرَنُ يَحْرُنُ حُروناً.
وحَرُنَ بالضم، أي صار حَروناً.
والاسم الحِرانُ.
والحَرونُ في قول الشماخ:
بأَدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَـرونِ      وما أرْوى ولو كَرُمَتْ علينا

هي التي لا تبرح أعلى الجبل من الصَيد.
والمَحارينُ من النحل: اللواتي يَلصَقن بالشُهد فيُنزَعْن بالمحابض.
وقال الشاعر ابن مقبل:
نَبْضُ المَحابِضِ يَنْزِعْنَ المَحارينا      كَأَنَّ أصْواتَها من حيث تَسْمَعُهـا

ويقال: حَرَنَ في البيع، إذا لم يزد ولم يُنقِصْ.

هفف (الصّحّاح في اللغة) [0]


الهِفُّ بالكسر: السحاب الرقيق ليس فيه ماء. هِفٌّ: ليس فيها عسل، حكاه ابن السكيت.
والهِفُّ أيضاً: الزرع الذي يُؤخَّرُ حَصاده فينتثر حَبُّه.
والهِفُّ أيضاً: جنسٌ من السمك صِغارٌ.
والهَفَّافُ: البرَّاقُ، والخفيفُ أيضاً.
وقد هَفَّ هَفيفاً.
والظلُّ الهَفَّافُ والريحُ الهَفَّافَةُ: الساكنةُ الطيِّبةُ.
وقميصٌ هَفافٌ وهَفْهافٌ، أي رقيقٌ شفَّافٌ.
وريشٌ هَفْهافٌ.
والهَفيفُ: سرعةُ السير. قال ذو الرمّة:
بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفيفِ الرَواحِلِ      إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلـتُ غَـنِّـنـا

واليَهْفوفُ: الجبانُ، ويقال الحديدُ القلب.

حَرَنَتِ (القاموس المحيط) [0]


حَرَنَتِ الدابَّةُ، كنَصَرَ وكرُمَ، حِراناً، بالكسر والضم، فهي حَرونٌ: وهي التي إذا اسْتُدِرَّ جَرْيُها، وقَفَتْ، خاصٌّ بِذَواتِ الحافِرِ.
والمَحارينُ الشِّهادُ، أي: الأَعْسالُ،
و~ من النَّحْلِ: اللاتي يَلْصَقْنَ بالشَّهْدِ، فَيُنْزَعْنَ بالمَحابِضِ، وحَبَّاتُ القُطْنِ، الواحِدُ: مِحْرانٌ.
وحَرَنَ في البَيْعِ: لم يَزِد ولم يَنْقُصْ،
و~ القُطْنَ: نَدَفَه.
وكمِنْبَرٍ: المِنْدَفُ.
والحَرونُ: التي لا تَبْرَحُ أعْلَى الجَبَلِ من الصَّيْدِ، وفَرَسُ مُسْلِمِ بنِ عَمْرٍو الباهِلِيِّ، أو شَقيقِ بنِ جَريرٍ الباهِلِيِّ، ولَقَبُ حَبيبِ بنِ المُهَلَّبِ.
وكشَدَّادٍ: شاعِرٌ مَصيصِيٌّ،
ود بالشامِ، والنِّسْبَةُ: حَرْنانِيٌّ، ولا تَقُلْ حَرَّانِيٌّ، وإن كان قِياساً.
وبنوُ حِرِنَّةَ، بكسرتين مُشَدَّدةَ النون: بَطْنٌ.
وكزبيرٍ: اسْمٌ.

ب - ع - ب - ع (جمهرة اللغة) [0]


ومن معكوسه: العَبْعَب، وهو كِساء غليظ كثير الغَزْل. قال الراجز: تَخَلُّجَ المجنونِ جَر العَبْعَبا والعَبْعَب: صنم معروف كانت تعبده قُضاعة ومَن داناها. ويقال في الصنم: الغَبْغَب، بالغين معجمةً. وسمعت أبا حاتم يقول: سمعت الأصمعي يقول: شابّ عَبعب: ممتلىء الشباب. وقال مرة أخرى: العَبْعَب: نعمة الشباب. وعُبابُ كل شيء: أوله. وجاء بنو فلان يعب عُبابُهم، أي جاءوا بكثرتهم. قالت دَخْتَنوس بنت لَقِيط بن زُرارة: فلو شَهِدَ الزيدانِ زيدُ بنُ مالكٍ ... وزيدُ مَناةٍ حين عب عُبابُها أي بأجمعها وكثرتها.

هف (مقاييس اللغة) [0]



الهاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِفَّةٍ وسُرعةٍ في سَير وصَوت. فالهَفيف: سُرْعة السَّير. قال ذو الرُّمة:
إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلتُ غَنِّنا      بخرقاءَ وارفَعْ من هَفِيف الرّواحِلِ

ومنه الرِّيحُ الهَفَّافة: الخفيفة الهُبوب.
والظِّلُّ الهفَّاف: الساكن.
ومنه قميصٌ هَفْهافٌ: رقيق.
والهِفُّ: الذي هَراقَ ماءَه وخَفَّ من السَّحاب.
والهَفَّاف: البَرَّاق. الهِفُّ: الرَّقيق القليل العسل، سمِّي لخفَّته، وكذلك الهِفُّ من الزَّرع: الذي يُؤخَّرُ حَصادُه فينتثر حَبُّه.
ومنه المرأة المهَفْهَفة: الخميصة الدقيقة الخصر.
واليَهْفُوف: الأحمق لخِفَّةِ عقله؛ ويقال هو الجَبَان.

الحَمْزُ (القاموس المحيط) [0]


الحَمْزُ، كالضَّرْب: حَرافَةُ الشيء، والتحديدُ، والقَبْضُ.
وحَمَزَ الشَّرابُ اللِّسانَ يَحْمِزُهُ: لَذَعَهُ.
والحَمازَةُ: الشِّدَّةُ، وقد حَمُزَ، ككَرُمَ،
فهو حَمِيزُ الفُؤادِ
وحامِزُهُ: نَزٌّ خفيفُ الفُؤَادِ، ظريفٌ.
وأحْمَزُ الأَعْمالِ: أمْتَنُها.
ورُمَّانَةٌ حامِزَةٌ: فيها حُموضَةٌ.
وحَبيبُ بنُ حِمازٍ، ككِتابٍ: تابعيٌّ.
وعَمْرُو بنُ زالِفِ بنِ عَوْفِ بنِ حِمازٍ: مِمَّنْ شَهِدَ فتحَ مِصْرَ، ويقالُ: هو بالراءِ.
والحَمْزَةُ: الأسَدُ، وبَقْلَةٌ.
وإنه لَحَمُوزٌ لِما حَمَزَهُ: ضابِطٌ لِما ضَمَّهُ،
ومنه اشْتِقاقُ حَمْزَةَ، أو من الحَمازَةِ.
وحِمِّزانُ، كصِلِّيانٍ: ة بنَجْرانِ اليمنِ.
ورجلٌ مَحْموزُ البَنانِ: شَديدُهُ.
وحامِزٌ: ع.

وقه (لسان العرب) [0]


الوَقْهُ: الطاعة، مقلوب عن الْقاهِ، وقد وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ.
ويروى: واسْتَيْقَهُوا للمُحَلِّمِ. قال ابن بري: الصواب عندي أَن القاه مقلوب من الوَقْه، بدلالة قولهم وَقِهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، ومثل الوَقْهِ والْقاهِ الوجهُ والجاهُ في القلب.
وروى الأَزهري عن عمرو بن دينار قال: في كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَهل نجران: لا يُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهْبانِيَّتهِ، ولا واقِهٌ عن وَقاهِيَتِه، ولا أُسْقُفٌّ عن أُسْقُفِّيَّتِهِ، شهد أَبو سفيان بنُ حَرْبٍ والأَقرعُ بن حابِسٍ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه لنا أَبو زيد، بالقاف، والصواب وافِهٌ عن وَفْهِيَّتهِ؛ كذلك قال ابن بُزُرْج بالفاء.
ورواه ابن الأَعرابي و اهِفٌ، وكأَنه مقلوب.

وهب (الصّحّاح في اللغة) [0]


وهبت له شيئاً وَهْباً، ووَهَباً بالتحريك، وهِبَةً؛ والاسم المَوْهِبُ والمَوْهِبَةُ.
والاتهاب: قَبول الهبة.
والاستيهاب: سؤال الهِبة.
وتواهبَ القومُ، إذا وهبَ بعضُهم لبعض.
وتقول: هَبْ زيداً منطلقاً، بمعنى أحسبْ، يتعدَّى إلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مستقبلٌ في هذا المعنى.
والمَوْهِبَةُ: بالفتح: نُقرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء؛ والجمع مواهب. قال الشاعر:
من ماءٍ مَوْهَبَةٍ على شَهْدِ      ولَفوكِ أشْهى لو يَحِلُّ لنـا

ورجلٌ وَهَّابٌ ووَهَّابَةٌ، أي كثير الهبة لأمواله، والهاء للمبالغة. أبو عبيد: أَوْهَبَ له الشيءُ، أي دامَ له.
ويقال للشيء إذا كان مُعَدًّا عند الرجل مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء.
واصبح فلان موهِباً، أي مُعِدًّا قادراً.

قلن (لسان العرب) [0]


الأَزهري: روي عن علي، عليه السلام، أَنه سأَل شُرَيْحاً عن امرأَة طُلِّقَتْ فذكَرَتْ أَنها حاضت ثلاثَ حِيَضٍ في شهر واحد، فقال شريح: إِن شهد ثلاثُ نسوة من بطانَةِ أَهلها أَنها كانت تحيض قبل أَن طلقت في كل شهر كذلك فالقول قولها: فقال عليّ: قالُونْ؛ قال غير واحد من أَهل العلم: قالُون بالرومية معناها أَصَبْتَ، ورأَيت في تاريخ دِمَشْقَ لابن عساكر في ترجمة عبد الله بن عمر قال: اشترى عبد الله بن عمر جارية رومية فأَحبها حبّاً شديداً، فوقعت يوماً عن بغلة كانت عليها فجعل ابن عمر يمسح التراب عنها ويُفَدِّيها، قال: فكانت تقول له أَنت قالُونُ أَي . . . أكمل المادة رجل صالح، ثم هربت منه؛ فقال ابن عمر: قد كنتُ أَحسِبُني قالونَ، فانطلَقَتْ فاليومَ أَعْلَمُ أَني غير قالُونِ

بطرق (لسان العرب) [0]


البِطْريقُ بلغة أَهل الشام والروم: هو القَائدُ، معرًب، وجمعه بطَارِقةٌ.
وفي حديث هِرَقْل: فدخلنا عليه وعنده بَطارِقتُه من الرُّوم؛ هو جمع بِطْريق، وهو الحاذق بالحَرْب وأُمورها بلغة الرُّوم، وهو ذو مَنْصِب وتقدُّمٍ عندهم؛ وأَنشد ابن بري: فلا تُنْكِرُوني، إنَّ قَوْمي أَعِزَّةٌ بَطارِقةٌ، بِيضُ الوُجوهِ كِرامُ ويقال: إن البِطْريق عربي وافق العجمي وهي لغة أهل الحجاز؛ وقال أُميّة بن أبي الصَّـلْتِ: من كُلِّ بِطْريقٍ لبط ريقٍ نَقِيّ الوجْهِ واضِحْ ابن سيده: البِطْرِيق العظيم من الرُّوم، وقيل: هو الوَضِيء المُعْجب ولا توصف به المرأَة؛ قال أبو ذؤيب: هُمُ رَجَعُوا بالعَرْجِ، والقَومُ شُهَّدٌ هَوازِنُ، تَحْدُوها حُماةٌ بَطارِقُ أراد بَطارِيق فحذف.
والبِطْرِيقانِ: ما . . . أكمل المادة على ظهر القدم من الشِّراك.

السَّدَى (القاموس المحيط) [0]


السَّدَى من الثوبِ: ما مُدَّ منه،
كالأسْدِيِّ، كتُرْكِيٍّ، ويُفْتَحُ،
والسَّداةِ، وقد أسْدَى الثوبَ، وسَدَّاهُ وتَسَدَّاهُ، ونَدَى الليلِ، والبَلَحُ الأخْضَرُ، ويُمَدُّ، والشَّهْدُ، والمَعْرُوفُ، والمهملةُ من الإِبِلِ، والضَّمُّ أكثَرُ، كِلاهُما للواحِدِ والجميعِ،
كالسادِي.
وأسْداهُ: أهْمَلَهُ،
و~ بينهما: أصْلَحَ،
و~ إليه: أحْسَنَ،
كَسَدَّى تَسْدِيَةً.
وسَدَا بيدِهِ: مَدَّهَا،
و~ الصَّبِيُّ بالجَوْزِ: لَعِبَ، لُغَةٌ في الزايِ،
كَأَسْدى فيهما،
و~ الناقةُ: اتَّسَعَ خَطْوُها.
ونُوقٌ سوادٍ.
وتَسَدَّاهُ: رَكِبَهُ، وعَلاهُ، وتَبِعَهُ.
وسَدِيَ البُسْرُ، كَرَضِيَ: اسْتَرْخَتْ تَفاريقُه.
وأسْدَى النَّخْلُ: سَدِيَ بُسْرُه، وهذا بَلَحٌ سَدٍ.
واسْتَدَى الفَرَسُ: عَرِقَ،
وكحَتَّى: ع قُرْبَ زَبِيدَ.
والسُّدَيَّا، كحُمَيَّا: د قُرْبَهُ، منه الرُّمَّانُ السَّدَوِيُّ، بالتحريكِ، على غيرِ قِياسٍ.
والسادِي: السادِسُ.
والأسْدِيُّ، كتُرْكِيٍّ: الثوبُ . . . أكمل المادة المُسَدَّى.

هفف (لسان العرب) [0]


الهَفِيف: سُرْعة السير. هَفَّ يَهِفُّ هَفِيفاً: أَسرع في السير؛ قال ذو الرمة: إذا ما نعَسْنا نَعْسةً قُلْتُ غَنِّنا بَخَرْقاء، وارْفَعْ من هَفِيف الرَّواحِل وهَفَّت هافَّةٌ من الناس أَي طَرأَت عن جَدْب.
وغيمٌ هِفٌّ: لا ماء فيه.
والهِفُّ، بالكسر: السحاب الرقيق لا ماء فيه؛ قال ابن بري: ومنه قول أُميّة: وشَوَّذتْ شَمْسُهم، إذا طَلَعَتْ بالجُلْب، هِفّاً كأَنه كَتَمُ (* قوله «بالجلب» بالجيم هو الصواب وقد تقدم في شوذ بالخاء المعجمة في البيت وتفسيره وهو خطأ. راجع مادتي جلب وخلب.) شوَّذت: ارتفعت، أَراد أَن الشمس طلعت في قُتْمة فكأَنما عَمَّمَتْها.
وفي حديث أَبي ذر، رضي اللّه عنه: واللّه ما في بيتك هُفَّة ولا . . . أكمل المادة سُفّة؛ الهُفَّة: السحاب لا ماء فيه، والسُّفّة: ما يُنْسَج من الخوص كالزَّبيل، أَي لا مَشروب في بيتك ولا مأْكول. هِفُّ: لا عسَل فيها.
وفي التهذيب: شُهدة هِفّة.
وعسل هفٌّ: رقيق؛ قال ساعدة: لتَكَشَّفَتْ عن ذِي مُتُونٍ نَيِّرٍ، كالرَّيْطِ لا هِفٍّ، ولا هو مُخْرَبُ مُخْرَبٌ: تُرك لم يُعَسَّلْ فيه.
وقال أَبو حنيفة: الهف، بغير هاء، الشهدة الرقيقة الخفيفة القليلة العسل. قال يعقوب: يقال شُهدة هِفٌّ ليس فيها عسل، فوصف به.
والهَفَّاف: البرّاق.
وجاءنا على هَفّانِ ذاك أَي وقته وحِينه.
وثوب هَفّاف وهَفْهاف: يَخِفُّ مع الريح، وفي الصحاح: أَي رقيق شَفّاف.
وريح هَفّافة وهفهافة: سريعة المَرّ.
وهَفَّت تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيفاً إذا سمعت صوت هُبوبها.
وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه، في تفسير السَّكِينة: هي ريح هَفّافة أَي سريعة المُرور في هُبوبها.
والريحُ الهَفّافة: الساكنة الطَّيِّبةُ. الأَزهري في حديث علي، رضي اللّه عنه، أنه قال في تفسير قوله تعالى: أَن يأَتِيَكم التابوتُ فيه سَكِينة من ربكم، قال: لها وجه كوجه الإنسان، وهي بعدَ ريح أَحمر.
ورجل هَفّاف القميص إذا نُعِت بالخِفّة؛ وقال ذو الرمة في الغازنته (* قوله «الغازنته» كذا في الأصل.): وأَبْيَضَ هَفّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُه، فجئْتُ به للقَوم مُغْتَصباً قَسْرا أَراد بالأَبيض قَلْباً عليه شحم أَبيض، وقَمِيص القلب: غِشاؤه من الشحم، وجعله هفّافاً لرقَّته؛ وأَما قول ابن أَحمر: كبَيْضةِ أُدْحِيٍّ بوَعْثِ خَميلةٍ، يُهَفْهِفُها هَيْقٌ بجُؤْشُوشِه صَعْلُ فمعنى يُهفْهفها أَي يُحرِّكها ويَدْفَعها لتُفْرِخ عن الرَّأْل.
والهَفْهافان: الجَناحان لخِفَّتِهما؛ قال ابن أَحمر يصف ظَليماً وبيضَه:يَبِيت يَحُفُّهن بقَفْقَفَيْهِ، ويَلْحَفُهُنّ هَفْهافاً ثَخِينا أَي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثخيناً لتراكب الرِّيش.
وظِلٌّ هَفْهَفٌ: بارد تَهِفّ فيه الريح؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: أَبطَحَ حَيَّاشاً وظِلاًّ هَفْهَفا وغُرْفة هَفّافة وهَفْهافة: مُظِلّة باردة.
ويقال للجارية الهَيْفاء: مُهَفَّفةٌ ومُهَفْهَفةٌ وهي الخَمِيصةُ البطنِ الدقيقة الخَصْر، ورجل هَفْهاف ومُهَفْهَف كذلك؛ وأَنشد: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غيرُ مُفاضةٍ وامرأَة مُهَفْهَفة لأَي ضامرة البطن. ابن الأَعرابي: هَفْهَفَ الرَّجل إذا مُشِقَ بدنه فصار كأَنه غُصْن يَميد مَلاحة.
والهِفُّ: الزرْع الذي يؤخّر حَصاده فيَنْتَثِر حبه والهَفّاف: الخفيف، وقد هَفَّ هَفِيفاً.
وريش هَفّاف.
واليَهْفُوف: الجَبان. ابن سيده: اليَهْفُوف الحديدُ القلب، وزاد غيره من الرجال، وهو أَيضاً الأَحمق.
واليَهْفُوف: القَفْر من الأَرض. ابن بري: أَبو عمرو اليَهْفُوف: القلب الحديد؛ وأَنشد: طائره حدا بقَلْبٍ يَهْفُوف ورجل هِفٌّ: خفيفٌ.
وفي حديث الحسن وذكَر الحَجاج: هل كان إلاَّ حماراً هِفّاً؟ أَي طيّاشاً خفيفاً.
وفي حديث كعب: كانت الأَرضُ هِفّاً على الماء أَي قَلِقةً لا تَستقِرُّ، من قولهم رجل هِفٌّ أَي خفيف.
وفي النوادر: تقول العرب: ما أَحسَنَ هِفّة الورَق ورِقَّته، وهي إبْرِدَتُه.
وظِلٌّ هَفْهافٌ: بارد، والظلُّ الهَفّافُ.
وزُقاقُ الهَفّةِ: موضع من البَطِيحة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرَق للسُّفُن.
والهِفُّ، بالكسر: جنس من السمك صغار. ابن الأَعرابي: الهِفُّ الهازِبَى، مقصور، وهو السمك، واحدته هُفَّة.
وقال عُمارة: يقال للهفّ الحُساسُ، قال: والهازِبى جنس من السمك معروف.
وفي بعض الحديث: كان بعضُ العُبّادِ يُفْطِر كل ليلة على هِفّة يَشْوِيها؛ هو بالكسر والفتح، نوع من السمك، وقيل: هو الدُّعْمُوص وهي دُويبة تكون في مُسْتَنْقَع الماء.

رثأ (العباب الزاخر) [0]


رَثَأَه بالعصا رَثْأً شديدا: ضربه بها. والرَّثءُ: وَجع يأخذ البعير في مَنْكِبه فَيَظْلَعُ منه، يقال: ثد رَثَأَ البعير رَثْأً. ورَثَأْتُ اللبن رَثْأً: إذا حَلَبْته على حامض فخثر، والاسم: الرَّثِيْئَة.
وبلغ زياداً قول المغيرة بن شُعبة -رضي الله عنه-: لَحَديثٌ من عاقل أحبُّ إليَّ من الشُّهد بماء رصَفةٍ فقال: أكذاك هو فَلهو أحَب إلي من رَثِيْئَةٍ فُثِئت بسلالة من ماء ثغب في يوم ذي وديقة ترمض فيه الآجال.
وفي المثل: الرَّثِيْئَةُ تفثأُ الغضب. ابن السكّيت: قالت امرأة من العرب: رَثَأْتُ زوج بأبيات؛ وهَمَزتْ، وأصلُ المَرْثِيَةِ غير مهموز. وهم يَرْثَأُوْنَ رَأيَهم رَثْأً: أي يخلطون. وارتَثَأ اللبن: خثر، وارتَثَأْتُ الرَّثِيْئَةَ: شرِبْتُها. وارْتَثَأ عليهم أمرهم: أي اختلط، وارتَثَأ عليهم أمرهم: . . . أكمل المادة أي اختلط، وارْتَثَأ فلان في رأيه: أي خلَّط. والتركيب يدل على اختلاط.

الوَسْمُ (القاموس المحيط) [0]


الوَسْمُ: أثَرُ الكَيِّ
ج: وُسومٌ، وسَمَه يَسِمُه وَسْماً وَسِمَةً فاتَّسَمَ.
والوِسامُ والسِّمَةُ، بكسرهما: ما وُسِمَ به الحَيَوانُ من ضُروبِ الصًّوَرِ.
والمِيسَمُ، بكسر الميمِ: المِكْواةُ
ج: مَواسِمُ ومَياسِمُ، واسمٌ.
ومَوْسِمُ الحَجِّ: مُجْتَمَعُه.
وَوَسَّمَ تَوْسِيماً: شَهِدَهُ. وتَوَسَّمَ الشيءَ: تَخَيَّلَهُ، وتَفَرَّسَهُ.
والوَسْمَةُ، وكفَرِحَةٍ: ورَقُ النيلِ، أو نباتٌ يُخْضَبُ بِوَرقِهِ، وفيه قُوَّةٌ مُحَلِّلَةٌ.
والمِيسَمُ، بكسر الميم،
والوَسامَةُ: أثَرُ الحُسْنِ، وقد وَسُمَ، ككَرُمَ، وَسامةً ووَساماً، بفتحهما، فهو وَسيمٌ
ج: وُسَماء، وهي: بهاءٍ، وبه سَمَّوْا: أسماء، وهَمزتُه من واوٍ.
وواسَمَهُ في الحُسْنِ
فَوَسَمَهُ: غَلَبَهُ فيه.
والوَسْمِيُّ: مَطَرُ الرَّبيعِ الأولُ، والأرضُ مَوْسومةٌ.
وتَوَسَّمَ: طَلَبَ كَلأَ الوَسْمِيِّ.
ومَوْسُومٌ: فَرَسُ مالِكِ بنِ الجُلاحِ.
ومسلِمُ بنُ خَيْشَنَةَ كان اسْمُه . . . أكمل المادة مِيْسَماً، فَغَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
ودِرْعٌ مَوْسومَةٌ: مُزَيَّنَةٌ بالشِّيَةِ من أسْفَلِهَا.
وكأَميرٍ: اسمٌ.

ح ي ي (المصباح المنير) [0]


 حَيِىَ: "يَحْيَا" من باب تعب "حَيَاةً" فهو "حَيٌّ" وتصغيره "حُيَيٌّ" وبه سمي ومنه "حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ" والجمع "أَحْيَاءُ" ويتعدى بالهمزة فيقال "أَحْيَاه" الله و "اسْتَحْيَيْتُهُ" بياءين إذا تركته حيا فلم تقتله ليس فيه إلا هذه اللغة، و "حَيِيَ" منه "حَيَاءً" بالفتح والمدّ فهو "حَيِي" على فعيل، و "اسْتَحْيَا" منه وهو الانقباض والانزواء قال الأخفش: يتعدى بنفسه وبالحرف فيقال "اسْتَحْيَيْتُ" منه، و "اسْتَحْيَيْتُهُ" وفيه لغتان إحداهما لغة الحجاز وبها جاء القرآن بياءين والثانية لتميم بياء واحدة، و "حَيَاءُ الشَّاةِ" ممدود قال أبو زيد: "الْحَيَاءُ" اسم للدبر من كلّ أنثى من الظلف والخفّ وغير ذلك، وقال الفارابي في باب "فَعَالِ" "الْحَيَاءُ" فرج الجارية والناقة و "الْحَيَا" مقصور الغيث، و "حَيَّاهُ تَحِيَّةً" أصله الدعاء بالحياة ومنه "التَّحِيَّاتُ للهِ" أي البقاء وقيل الملك ثم كثر حتى استعمل في مطلق الدعاء ثم استعمله الشرع في دعاء مخصوص وهو "سَلامٌ عَلَيْكَ" و "حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ" وَنَحْوَهَا دعاء، قال ابن قتيبة: . . . أكمل المادة معناه هلم إليها ويقال "حَيَّ عَلَى الغَدَاءِ" و "حَيَّ إِلَى الغَدَاءِ" أي أقبل، قالوا: ولم يشتق منه فعل، و "الْحَيْعَلَةُ" قول المؤذن: "حَيَّ على الصلاة" "حَيَّ عَلَى الفَلاحِ" و "الحَيُّ" القبيلة من العرب والجمع "أَحْيَاءٌ" ، و "الْحَيَوَانُ" كلّ ذي روح ناطقا كان أو غير ناطق مأخوذ من الحياة يستوي فيه الواحد والجمع؛ لأنه مصدر في الأصل وقوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} قيل هي الحياة التي لا يعقبها موت، وقيل "الْحَيَوَانُ" هنا مبالغة في الحياة كما قيل للموت الكثير موتان و "الحَيَّةُ" الأفعى تذكر وتؤنث فيقال هو "الْحَيَّةُ" وهي "الْحَيَّةُ" الخِبُّ: بالكسر الخدّاع وفعله "خَبَّ" "خَبًّا" من باب قتل ورجل "خَبٌّ" تسمية بالمصدر، و "خَبَّ" في الأمر "خَبَبًا" من باب طلب أسرع الأخذ فيه ومنه "الْخَبَبُ" لضرب من العدو وهو خطو فسيح دون العنق، و "خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ" من المهاجرين الأولين وشهد بدرا وشهد صفين ومات بعد منصرفه منها سنة سبع وثلاثين، ودفن ظاهر الكوفة. 

الفِهْرُ (القاموس المحيط) [0]


الفِهْرُ، بالكسر: الحَجَرُ قَدْرَ ما يُدَقُّ به الجَوْزُ، أو ما يَمْلَأُ الكَفَّ، ويُؤَنَّثُ
ج: أفْهارٌ وفُهُورٌ، وقبيلَةٌ من قُريشٍ، وبالفتح والتحريكِ: أن تَنْكِحَ المرأةَ ثم تَتَحَوَّلَ إلى غيرِها فَتُنْزِلَ، فَهَرَ، كَمنعَ، وأفْهَرَ، وبالضم: مِدْراسُ اليهُودِ تَجْتَمِعُ إليه في عيدِهم، أو هو يومٌ يأكلونَ فيه ويَشربونَ.
وتَفَهَّرَ في المالِ: اتَّسَعَ،
كتَفَيْهَرَ.
وفَهَّرَ الفرسُ تَفْهيراً وفَيْهَرَ وتَفَيْهَرَ:
اعْتَرَاهُ بُهْرٌ، أو تَرادَّ عن الجَرْي من ضَعْفٍ وانقطاعٍ في الجَرْيِ.
ومَفاهِرُكَ: لَحْمُ صَدْرِكَ.
وناقةٌ فَيْهَرَةٌ وفَيْهَرٌ: صُلْبَةٌ عظيمةٌ.
وعامرُ ابنُ فُهَيْرَةَ، كجُهَيْنَةَ: مَوْلَى أبي بكرٍ رضي الله عنه.
وأفْهَرَ: شَهِدَ عِيدَ اليَهودِ، أو أتى مِدْراسَهُم، واجْتَمَعَ لَحْمُه وتَكَتَّلَ، وهو أقْبَحُ السِّمَنِ،
. . . أكمل المادة و~ بغيرِهِ: أبْدَعَ فأُبْدِع به، وخَلا مع جارِيتِه وجاريتُه الأُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّه، وهو الوَجْسُ المَنْهِيُّ عنه.
وأُفْهِرَت الجاريةُ، بالضم: خُتِنَتْ.
والفَهِيرَةُ، كسفينةٍ: مَحْضٌ يُلْقَى فيه الرَّضْفُ، فإذا غَلى، ذُرَّ عليه الدَّقيقُ، وسِيطَ، وأكِلَ.

ضَحِكَ (القاموس المحيط) [0]


ضَحِكَ، كعَلِمَ، وناسٌ يقولونَ: ضِحِكْتُ، بكسرِ الضادِ، ضَحْكاً، بالفتحِ وبالكسرِ، وبكسرتينِ، وككَتِفٍ، وتَضَحَّكَ وتَضاحَكَ،
فهو ضاحِكٌ وضَحَّاكٌ وضَحوكٌ ومِضْحاكٌ وضُحَكَةٌ، كهُمَزَةٍ وكحُزُقَّةٍ: كثيرُ الضَّحِكِ.
وضُحْكَةٌ، بالضم: يُضْحَكُ منه.
والضَّحَّاكُ، كشَدَّادٍ وهُمَزَةٍ: ذَمٌّ.
والضُّحْكَةُ: أذَمُّ.
وأضْحَكْتُه، وهُمْ يَتضاحَكونَ.
والضاحِكَةُ: كلُّ سِنٍّ تَبْدو عندَ الضَّحِكِ، أو الأرْبَعُ التي بين الأَنْيابِ والأَضْراسِ.
والأُضْحوكَةُ: ما يُضْحَكُ منه.
وضَحِكَتِ الأرْنَبُ، كفرِحَ: حاضَتْ، قيلَ: ومنه:
{فَضحِكَتْ فَبَشَّرْناها}،
و~ الرجُلُ: عَجِبَ، أو فَزِعَ،
و~ السَّحابُ: بَرَقَ،
و~ القِرْدُ: صَوَّتَ.
والضَّحْكُ، بالفتحِ: الثَّلْجُ، والزُّبْدُ، والعَسَلُ، أو الشُّهْدُ، والعَجَبُ، والثَّغْرُ الأَبْيَضُ، والنَّوْرُ، ووَسَطُ الطَّريقِ،
. . . أكمل المادة كالضَّحَّاكِ، وطَلْعُ النَّخْلَة إذا انْشَقَّ عنه كِمامُهُ، وبالضم: جَمْعُ ضَحوكٍ.
والضَّاحِكُ: حَجَرٌ شَديدُ البَياضِ يَبْدو في الجَبَلِ، وكشَدّادٍ: المُسْتَبينُ من الطُّرُقِ،
كالضَّحوكِ، ورجُلٌ مَلَكَ الأرضَ، وكانت أُمهُ جِنِّيَّةً، فَلَحِقَ بالجِنِّ، وبهاءٍ: ماءٌ لبَني سُبَيْعٍ.
وضُوَيْحِكٌ وضاحِكٌ: جَبَلانِ أسْفَلَ الفَرْشِ.
وبُرْقَةُ ضاحِكٍ: بِدِيارِ تَميمٍ.
ورَوْضَةُ ضاحِكٍ: بالصَّمَّانِ.

ضأبل (لسان العرب) [0]


الأَزهري في الثلاثي الصحيح قال: أَهمله الليث، قال: وفيه حرف زائد، وذكر أَبو عبيد عن الأَصمعي: جاء فلان بالضِّئْبِل والنِّئْطِل وهُما الداهية؛ قال الكميت: أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّهُم، ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَينِ ضِئْبِلُ؟ قال: وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رُباعِيَّة. ابن سيده: الضِّئْبِل، بالكسر والهمز، مثل الزِّنْبِر، والضِّئْبلُ الداهية؛ حكى الأَخيرة ابن جني، والأَكثر ما بَدَأْنا به، بالكسر؛ قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ: تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِك ضِئْبِلا، وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا قال: ولغة بني ضَبَّة الصِّئْبِل، بالصاد، والضادُ أَعرف؛ قال الجوهري: وربما جاءَ ضَمُّ الباء في الضِّئْبُل والزِّئبُر؛ قال ثعلب: لا نعلم في الكلام فِعْلُل، فإِن كان هذان . . . أكمل المادة الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر؛ وقال ابن كيسان: هذا إِذا جاء على هذا المثال شَهِد للهمزة بأَنها زائدة، وإِذا وقعت حروف الزيادة في الكلمة جاز أَن تخرج عن بناء الأُصول، فلهذا ما جاءت هكذا؛ قال الكميت: ولم تَتَكَأْدْهُمُ المُعْضِلات، ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ وزاد ابن بري على هاتين الكلمتين نِئْدُل، وقال هو الكابوس.

الصَّمْتُ (القاموس المحيط) [0]


الصَّمْتُ والصُّموتُ والصُّماتُ: السُّكوتُ، كالإِصْماتِ والتَّصْميتِ.
ورَماهُ بِصُماتِهِ، أي بما صَمَتَ منه.
وأصْمَتَهُ وصَمَّتَه: أسْكَتَه، لازِمانِ مُتَعَدِّيانِ.
والصُّماتُ، بالضم: سُرْعَةُ العَطَشِ.
والصَّامِتُ من اللَّبَنِ: الخاثِرُ،
و~ من الإِبِلِ: عشْرون،
و~ من المالِ: الذَّهَبُ والفِضَّةُ، والناطِقُ منه: الإِبِلُ.
والصَّموتُ، بالفتح: الدِّرْعُ الثَّقيلُ، والسَّيْفُ الرَّسوبُ، والشَّهْدَةُ المُمْتَلئَةُ التي لَيْسَتْ فيها ثُقْبَةٌ فارِغَةٌ، وفَرَسُ العَبَّاسِ بنِ مِرْداسٍ، أو خُفافِ بنِ نُدْبَةَ.
وضَرْبَةٌ صَموتُ: تَمُرُّ في العِظامِ، لا تَنْبُو عن عَظْمٍ.
و"تَرَكْتُهُ بِبَلْدَةِ إصْمِتَ، (كإرْبِلَ)، وبصَحْراءِ إصْمِتَ، وبوحشِ إصْمِتَ وإصْمِتَةَ"(بكسرهنَّ)، بقَطْعِ الهَمْزِ ووصْلِه، أي: بالفلاةِ، أو بحيثُ لا يُدْرى أين هو.
والمُصْمَتُ: الذي لاجَوْفَ له.
وأصْمَتُّه أنا.
وبابٌ، وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: مُبْهَمٌ.
وألْفٌ مُصْمَتٌ، . . . أكمل المادة ويُشَدَّدُ: مُتَمَّمٌ.
وثَوْبٌ مُصْمَتٌ: لا يُخالِطُ لوْنَه لَوْنٌ.
والحُروفُ المُصْمَتَةُ: (ماعدا)"مُرْ بِنَفْلٍ".
والصُّمْتَةُ، بالضم والكسر: ما أُصْمِتَ به الصَّبِيُّ من طَعامٍ ونحوِه.
والمُصْمِتُ: سَيْفُ شَيْبانَ النَّهْدِيِّ.
والصِّمِّيتُ: السَّكِّيتُ (زنَةً ومعنى).
وما ذُقْتُ صماتاً، كسَحابٍ: شيئاً.
ولا صَمْتَ يوماً أو يومٌ أو يومٍ إلى اللَّيْلِ، أي: لا يُصْمَتُ يومٌ تامٌّ.
وجارِيَةٌ صَموتُ الخَلْخالَيْنِ: غَليظةُ السَّاقَيْنِ، لا يُسْمَعُ لهما حِسٌّ.
وأصْمَتَتِ الأرضُ: أحالَتْ آخرَ حوْلَيْنِ.

فهر (لسان العرب) [0]


الفِهْرُ: الحجر قَدْرَ ما يُدَقُّ به الجَوْزُ ونحوه، أُنْثى؛ قال الليث: عامة العرب تؤنث الفِهْرَ، وتصغيرها فُهَيْر.
وقال الفراء: الفِهْرُ يذكر ويؤنث، وقيل: هو حجر يملأ الكف.
وفي الحديث: لما نزل « تَبَّتْ يدا أَبي لهب» جاءت امرأَته وفي يدها فِهْر؛ قال: هو الحجر مِلْءَ الكف، وقيل: هو الحجر مطلقاً، والجمع أَفْهار وفُهُورٌ، وكان الأَصمعي يقول: فِهْرَة وفِهْرٌ، وتصغيرها فُهَيْرة، وعامر ابن فُهَيْرة سمي بذلك.
وتَفَهَّر الرجلُ في المال. اتَّسع.
وفَهَّرَ الفرسُ وفَيْهَرَ وتَفَيْهَر: اعتراه بُهْرٌ وانقطاع في الجري وكَلال.
والفَهْرُ: أَن ينكح الرجل المرأَة ثم يتحوّل عنها قبل الفَراغ إِلى غيرها فَيُنْزِل، وقد نهي عن ذلك.
وفي الحديث: أَنه نهى عن الفَهْرِ، وكذلك . . . أكمل المادة الفَهَر، مثل نَهْرٍ ونَهَر، بالسكون والتحريك؛ يقال: أَفْهَرَ يُفْهِرُ إِفْهاراً. ابن الأَعرابي: أَفْهَر الرجلُ إذا خلا مع جاريته لقضاء حاجته ومعه في البيت أُخرى من جواريه، فأَكْسَلَ عن هذه أَي أَوْلَجَ ولم يُنْزِل، فقام من هذه إِلى أُخرى فأَنزل معها، وقد نهي عنه في الخبر. قال: وأَفْهَر الرجل إذا كان مع جاريته والأُخرى تسمع حِسَّه، وقد نهي عنه.
والعرب تسمي هذا الفَهْرَ والوَجْسَ والرَّكْزَ والحَفْحَفَةَ؛ وقال غيره في تفسير هذا الحديث: هو من التَّفْهير، وهو أَن يُحْضِرَ الفرسُ فيعتريه انقطاع في الجري من كَلال أَو غيره؛ وكأَنه مأْخوذ من الإِفْهارِ وهو الإِكْسال عن الجماع.
وفَهَّر الرجلُ تَفْهِيراً أَي أَعيا. يقال: أَوّل نقصان حُضْرِ الفرس التَّرادُّ ثم الفُتُور ثم التَّفْهير.
وتَفَهَّر الرجل في الكلام: اتَّسع فيه، كأَنه مبدل من تَبَحَّر أَو أَنه لغة في الإِعياء والفُتُور.
وأَفْهَر بعيرُه إِذا أَبْدَع فأُبْدِعَ به.
وفِهْر: قبيلة، وهي أَصل قريش وهو فِهْرُ بن غالب ابن النَّضْر بن كنانة، وقريش كلهم ينسبون إِليه.
والفَهِيرةُ: مَخْضٌ يلقى فيه الرَّضْف فإِذا هو غلى ذُرَّ عليه الدقيق وسِيطَ به ثم أُكل، وقد حكيت بالقاف.
وفُهْرُ اليهود، بالضم: موضعُ مِدْراسِهم الذي يجتمعون إِليه في عيدهم يصلون فيه، وقيل: هو يوم يأْكلون فيه ويشربون؛ قال أَبو عبيد: وهي كلمة نَبَطِيَّة أَصلها بُهْر أَعجمي، عرّب بالفاء فقيل فُهْر، وقيل: هي عبرانية عرّبت أَيضاً، والنصارى يقولون فُخْر. قال ابن دريد: لا أَحسب الفُهْر عربيّاً صحيحاً.
وفي حديث علي، عليه السلام، ورأَى قوماً قد سَدَلوا ثيابهم فقال: كأَنهم اليهود خرجوا من فُهْرهم أَي موضع مِدْراسهم. قال: وأَفْهَرَ إِذا شهد الفُهْر، وهو عيد اليهود.
وأَفهر إِذا شهد مِدْراس اليهود.
ومفاهرُ الإِنسان: بَآدِلُه، وهو لحم صدره.
وأَفْهَر إِذا اجتمع لحمه زِيَماً زِيَماً وتَكَتَّل فكان مُعَجَّراً، وهو أَقبح السمن.
وناقة فَيْهرة: صلبة عظيمة.

فحا (لسان العرب) [0]


الفَحا والفِحا، مقصور: أَبْزارُ القِدْر، بكسر الفاء وفتحها، والفتح أَكثر، وفي المحكم: البزر، قال: وخص بعضهم به اليابس منه، وجمعه أَفحاء.
وفي الحديث: مَن أَكل فَحا أَرْضِنا لم يَضُرّه ماؤها، يعني البصل؛ الفَحا: تَوابِلُ القُدور كالفُلْفُل والكمُّون ونحوهما، وقيل: هو البصل.
وفي حديث معاوية: قال لقوم قَدِموا عليه كلوا من فِحا أَرْضِنا فقَلَّ ما أَكل قوم من فِحا أَرض فضَرَّهم ماؤها؛ وأَنشد ابن بري: كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كلَّ مِدادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ (* قوله« كل مداد» كذا بالأصل هنا، وتقدم في م د د: كيل مداد، وكذا هو في شرح القاموس هنا.) المِدادُ: جمع مُدّ الذي يكال به، ويَبْرُدْنَ: يَخْلِطْنَ.
ويقال: . . . أكمل المادة فَحِّ قِدْرَك تَفْحِية، وقد فحَّيْتُها تَفْحِيةً.
والفَحْوةُ: الشَّهْدةُ؛ عن كراع.
وفَحْوَى القَوْل: مَعناه ولَحْنُه.
والفَحْوَى: معنى ما يُعرف من مَذهب الكلام، وجمعه الأَفْحاء.
وعرَفت ذلك في فَحْوى كَلامِه وفَحْوائِه وفَحَوائه وفُحَوائِه أَي مِعراضِه ومَذْهَبِه، وكأَنه من فَحّيت القِدْر إِذا أَلْقَيْتَ الأَبزار، والباب كله بفتح أَوله مثل الحَشا الطَّرَفِ من الأَطْراف، والغَفا والرّحى والوغَى والشَّوَى.
وهو يُفَحِّي بكلامه إِلى كذا وكذا أَي يَذْهَب. ابن الأَعرابي: الفَحِيَّة الحَساء؛ أَبو عمرو: هي الفَحْيةُ والفَحِيَّةُ والفَأْرةُ والفَئِيرةُ والحَريرةُ: الحَسُوُّ الرَّقِيقُ.

مسن (لسان العرب) [0]


أَبو عمرو: المَسْنُ المُجون. يقال: مَسَنَ فلان ومَجَنَ بمعنى واحد.
والمَسْنُ: الضرب بالسوط. مسَنَه بالسوط يَمْسُنه مَسْناً: ضربه.
وسياط مُسَّنٌ، بالسين والشين، منه، وسيأْتي ذكره في الشين أَيضاً؛ قال الأَزهري: كذا رواه الليث وهو تصحيف، وصوابه المُشَّنُ بالشين؛ واحتج بقول رؤبة: وفي أَخاديد السياط المُشَّنِ فرواه بالسين، والرواة رووه بالشين، قال: وهو الصواب، وسيأْتي ذكره. ابن بري: مَسَنَ الشيء من الشيءَ اسْتَلَّهُ، وأَيضاً ضربه حتى يسقط.
والمَيْسَنانِيُّ: ضرب من الثياب؛ قال أَبو دُوادٍ: ويَصُنَّ الوُجوهَ في المَيْسَنانيّ كما صانَ قَرْنَ شَمْسٍ غَمَامُ ومَيْسونُ: اسم إمرأَة (* قوله «وميسون اسم إمرأة» أصل الميسون الحسن القد والوجه، عن أبي عمرو قاله في التكملة).
وهي . . . أكمل المادة مَيْسُونُ بنت بَحْدَلٍ الكلابية؛ وهي القائلة: لَلُبْسُ عَباءَة، وتَقَرَّ عَيْني، أَحبُّ إلىَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْواحُ فيه أَحبُّ إلىَّ من قَصْرٍ مُنيفِ لَكَلْبٌ يَنْبَحُ الأَضْيافَ وَهْناً أَحبُّ إليَّ من قِطٍّ أَلُوفِ لأَمْرَدُ من شَبابِ بني تميمٍ أَحَبُّ إليَّ من شيْخٍ عَفيفِ (* قوله «من شيخ عفيف» كذا بالأصل، ويروى: علج عنيف وعجل عليف).
والمَيْسُونُ: فرس ظُهَيْر بن رافع شهد عليه يوم السَّرْج (* قوله «يوم السرج» كذا بالأصل بالجيم، والذي في نسخة من التهذيب بالحاء محركاً).

النَّضْرَةُ (القاموس المحيط) [0]


النَّضْرَةُ: النَّعْمَةُ، والعَيْشُ، والغِنَى، والحُسْنُ،
كالنُّضُورِ والنَّضارَةِ والنَّضَرِ، محرَّكةً، نَضَرَ الشَّجَرُ والوجْهُ واللَّوْنُ، كنَصَرَ وكَرُمَ وفَرِحَ، فهو ناضِرٌ ونَضِيرٌ وأنْضَرُ، ونَضَرَهُ اللُّه ونَضَّرَهُ وأنْضَرَهُ فأنْضَرَ.
والناضِرُ: الشديدُ الخُضْرَةِ، ويُبالَغُ به في كُلِّ لَوْنٍ. أخْضَرُ ناضِرٌ، وأحْمَرُ ناضِرٌ، وأصْفَرُ ناضِرٌ.
والنَّضْرُ والنَّضيرُ والنُّضارُ والأَنْضَرُ: الذَّهَبُ، أو الفِضَّةُ
ج: نِضارٌ، بالكسر، وأنْضُرٌ.
والنُّضارُ، بالضم: الجَوْهَرُ الخالصُ من التِّبْرِ، والخَشَبُ، والأَثْلُ، أو ما كان عَذْياً على غيرِ ماءٍ، أو الطويلُ منه المُسْتَقيمُ الغُصونِ، أو ما نَبَتَ منه في الجبلِ، وخَشَبٌ للأوَانِي، ويُكْسَرُ، ومنه كان مِنْبَرُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم.
والناضِرُ: الطُّحْلُبُ.
والنَّضْرُ بنُ كِنانَةَ: أبو قُرَيْشٍ.
وكزُبَيْرٍ: أخو النَّضْرِ.
وأبو نَضْرَةَ، المُنْذِرُ . . . أكمل المادة بنُ مالِكٍ، وأُمُّ نَضْرَةَ: تابِعيَّانِ.
وعُبَيْدُ بنُ نِضارٍ، ككِتابٍ: مُحدِّثٌ.
ونِضْرُ الرَّجُلِ، بالكسر: امرأتُهُ.
والنَّضيرُ، كأميرٍ: حَيٌّ من يَهُودِ خَيْبَرَ، والنِسْبَةُ: نَضَرِيٌّ، محرَّكةً، منهم بَكْرُ بنُ عبدِ اللهِ شَيْخُ الوَاقِدِيِّ.
وأبو النَّضيرِ بنُ التَّيِّهانِ: صَحابِيٌّ شَهِدَ أُحداً.
ونَضيرَةُ، كسَفينَةٍ: جارِيَةُ أُمِّ سَلَمَةَ.
ونُضارُ بنُ حُدَيْقٍ، كغُرابٍ: في هَمَذانَ.
والنُّضاراتُ، بالضم: أوْدِيَةٌ بِدِيارِ بَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ.
والعَبَّاسُ بن الفَضْلِ النَّصْروِيُّ: محدِّثٌ.
والحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ النَّضْرِ بنِ حَكيمٍ النَّضْرِيُّ، وابْنُه القاضي عبدُ اللهِ، وشَيْخُ الإِسلامِ يُونُسُ بنُ طاهِرٍ النَّضْرِيُّ: محدِّثونَ.

أرف (لسان العرب) [0]


الأُرْفةُ: الحَدُّ وفَصْلُ ما بين الدُّورِ والضِّياع، وزعم يعقوب أَن فاء أُرْفةٍ بدل من ثاء أُرْثةٍ، وأَرَّفَ الدارَ والأَرض: قسَمَها وحَدَّها.
وفي حديث عثمان: والأُرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعةَ؛ الأُرَفُ: الـمَعالِمُ والحُدُودُ، وهذا كلام أَهل الحجاز، وكانوا لا يَرَوْنَ الشفعة للجار.
وفي الحديث: أَيُّ مال اقْتُسِمَ وأُرِّفَ عليه فلا شُفعة فيه أَي حُدَّ وأُعْلِم.
وفي حديث عمر: فقَسَمُوها على عَدَد السِّهامِ وأَعْلَمُوا أُرَفَها؛ الأُرَفُ: جمع أُرْفة وهي الحُدُودُ والـمَعالِمُ، ويقال بالثاء المثلثة أَيضاً.
وفي حديث عبد اللّه بن سلام: ما أَجِدُ لهذه الأُمَّة من أُرْفةِ أَجلٍ بعد السبعينَ أَي من حَدٍّ يَنْتَهي إليه.
ويقال: أَرَّفْتُ الدارَ والأَرضَ تأْرِيفاً إذا قَسَمْتَها وحَدَّدْتَها. اللحياني: الأُرَفُ والأُرَثُ الحُدُودُ . . . أكمل المادة بين الأَرضين.
وفي الصحاح: مَعالِمُ الحدود بين الأَرضين.
والأُرْفةُ: الـمُسَنَّاةُ بين قَراحَيْنِ؛ عن ثعلب، وجمعه أُرَفٌ كدُخْنةٍ ودُخَنٍ. قال: وقالت امرأَة من العرب: جَعَل عليَّ زوجي أُرْفةً لا أَخُورُها أَي عَلامةً.
وإنه لفي إرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مجد؛ حكاه يعقوب في المبدل. الأَصمعي: الآرِفُ الذي يأْتي قَرْناه على وجْهِه، قال: والأَرْفَحُ الذي يذهَبُ قرناه قِبَلَ أُذُنَيْه في تَباعُدٍ بينهما، والأَفْشَغُ الذي احْلاحَّ (* قوله: احلاحّ؛ هكذا في الأصل ولا أثر لمادة حلح في المعاجم.) وذهب قرناه كذا وكذا، والأَحمص الـمُنْتَصِبُ أَحدهما المنخفض الآخَر، والأَفْشَق الذي تَباعَدَ ما بين قَرْنَيْه، والأُرْفيُّ اللَّبَنُ الـمَحْض.
وفي حديث المغيرة: لَحَديثٌ مِنْ في العاقِلِ أَشْهى إليَّ مِنَ الشُّهدِ بماء رَصَفَةٍ بمَحْضِ الأُرْفيِّ؛ قال: هو اللبن الـمحْضُ الطَّيِّبُ، قال ابن الأَثير: كذا قاله الهروي عند شرحه للرَّصفة في حرف الراء.

جمهر (لسان العرب) [0]


جَمْهَرَ له الخبرَ: أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ له على غير وجهه وترك الذي يريد. الكسائي: إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت: جَمْهَرْتُ عليه الخبرَ. الليث: الجُمْهُورُ الرمل الكثير المتراكم الواسع؛ وقال الأَصمعي: هي الرملة المشرفة على ما حولها المجتمعة.
والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ من الرمل: ما تعقَّد وانقاد، وقيل: هو ما أَشرف منه.
والجُمْهُور: الأَرض المشرفة على ما حولها.
والجُمْهُورَة: حَرَّةٌ لبني سعد بن بكر. ابن الأَعرابي: ناقة مُجَمْهَرَةٌ. إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل.
وجُمهورُ كل شيء: معظمُه، وقد جَمْهَرَهُ.
وجُمهورُ الناس: جُلُّهُم.
وجَماهير القوم: أَشرافهم.
وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية: إِنا لا ندَعْ مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قريش بمَشَاقِصِه أَي جماعاتها، واحدُها . . . أكمل المادة جُمْهُورٌ.
وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم، وجَمْهَرْتُ الشيء إِذا جمعته؛ ومنه حديث النخعي: أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ، قال: هو الجُمْهُورِيُّ وهو العصير المطبوخ الحلالُ، وقيل له الجمهوري لأَن جُمْهُورَ الناس يستعملونه أَي أَكثرهم.
وعددٌ مُجَمْهَرٌ: مُكَثَّرٌ.
والجَمْهَرَةُ: المجتمع.
والجُمْهُورِيُّ: شراب مُحْدَثٌ، رواه أَبو حنيفة؛ قال: وأَصله أَن يعاد على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذهب منه ثم يطبخ ويودع في الأَوعية فيأْخذ أَخذاً شديداً. أَبو عبيد: الجُمْهُوريُّ اسم شراب يسكر.
والجُماهِرُ: الضخم.
وفلان يَتَجَمْهَرُ علينا أَي يستطيل ويُحَقِّرُنا.
وجَمْهَرَ القَبْرَ: جمع عليه التراب ولم يطينه.
وفي حديث موسى بن طلحة: أَنه شهد دفن رجل فقال: جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً أَي اجمعوا عليه التراب جمعاً ولا تُطَيِّنوه ولا تُسوُّوهُ.
وفي التهذيب: جَمْهَرَ الترابَ إِذا جمع بعضه فوق بعض ولم يُخَصِّصْ به القبرَ.

بادَرَهُ (القاموس المحيط) [0]


بادَرَهُ مُبادَرَةً وبِداراً،
وابْتَدَرَهُ، وبَدَرَ غيرَهُ إليه: عاجَلَهُ.
وبَدَرَهُ الأَمْرُ، وإليه: عَجِلَ إليه، واسْتَبَقَ.
واسْتَبَقْنا البَدَرَى، كجَمَزَى، أي: مُبادِرينَ.
والبادِرَةُ: ما يَبْدُرُ من حِدَّتِكَ في الغَضَبِ من قولٍ أو فِعْلٍ، وشَباةُ السَّيْفِ، والبَديهَةُ، ووَرَقُ الحُوَّاءَةِ، وأوَّلُ ما يَتَفَطَّرُ من النَّباتِ، وأجْوَدُ الوَرْسِ، وأحْدَثُهُ، واللَّحْمَةُ بينَ المَنْكِبِ والعُنُقِ،
و~ من الإِنْسانِ: اللَّحْمتانِ فَوْقَ الرُّغَثاوَيْنِ وأسْفَلَ الثُّنْدُوَةِ،
ج: البَوادِرُ.
والبَدْرُ: القَمَرُ المُمْتَلِئُ،
كالبادِرِ، والسَّيِّدُ، والغُلامُ المُبادِرُ، والطَّبَقُ.
وبَدْرٌ: ع بينَ الحَرَمَيْنِ مَعْرِفَةٌ، ويُذَكَّرُ، أو اسمُ بِئْرٍ هناكَ حَفَرَها بَدْرُ بنُ قُرَيْشٍ، ومِخْلافٌ باليَمَنِ، وجَبَلٌ لِباهِلَةَ، وآخَرُ قُرْبَ الوارِدَةِ، وموْضِعٌ بالبادِيَةِ، وجَبَلٌ بِبِلادِ مُعاوِيَةَ بنِ حَفْصٍ، وصَحابِيَّانِ.
والبَدْرِيُّ: من شَهِدَ . . . أكمل المادة بَدْراً.
وأبو مَسْعودٍ عُقْبَةُ بنُ عَمْرٍو البَدْرِيُّ: لم يَشْهَدْها، وإنما نَزَلَ ماءٌ يقالُ له: بَدْرٌ.
وبَدْرُ بنُ عَمْرٍو: بَطْنٌ من فَزارَةَ، إليه نُسِبَ للعَلاَّمَةُ تاجُ الدينِ عبدُ الرحمنِ بنُ إبراهيمَ بنِ سِباعٍ البَدْرِيُّ الفَزارِيُّ.
والبَدْرُ، وبالهاءِ: جِلْدَةُ السَّخْلَةِ،
ج: بُدُورٌ وبِدَرٌ، وكيسٌ فيه ألْفٌ أو عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، أو سَبْعَةُ آلافِ دينارٍ،
وع.
وعَيْنٌ بَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنَّظَرِ، أو تامَّةٌ،
كالبَدْرِ.
والبَيْدَرُ: الكُدْسُ.
وأبْدَرْنا: طَلَعَ لنا البَدْرُ، أو سِرْنا في لَيْلَتِهِ،
و~ الوَصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ: بادَرَ كِبَرَهُ.
وبَيْدَرَ الطَّعامَ: كَوَّمَهُ.
والبَيْدَرُ: مَوْضِعُهُ الذي يُداسُ فيه.
ولِسانٌ بَيْدَرَى، كخَوْزَلَى: مُسْتَوِيَةٌ.
والبَدْرِيُّ من الغَيْثِ: ما كانَ قُبَيْلَ الشِّتاءِ،
و~ من الفُصْلانِ: السَّمينُ، (وبِهاءٍ: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، منها: يَحْيَى بن المُظَفَّرِ اللاَّمِيُّ البَدْرِيُّ).

عالَ (القاموس المحيط) [0]


عالَ: جارَ ومالَ عن الحَقِّ،
و~ الميزانُ: نَقَصَ وجارَ، أو زادَ، يَعولُ ويَعيلُ،
و~ أمْرُهُم: اشْتَّدَ وتَفاقَمَ،
و~ الشيءُ فلاناً: غَلَبَهُ، وثَقُلَ عليه، وأهَمَّهُ،
و~ الفريضَةُ في الحِسابِ: زادَتْ وارْتَفَعَتْ، وعُلْتُها أنا وأعَلْتُها.
و~ فلانٌ عَوْلاً وعِيالَةً: كَثُرَ عِيالُهُ،
كأعْوَلَ وأعْيَلَ،
و~ عِيالَهُ عَوْلاً وعُؤُولاً وعِيالَةً: كفاهُم ومانَهُم،
كأعالَهُم وعَيَّلَهُم.
وأعْوَلَ: رَفَعَ صَوْتَهُ بالبُكاءِ والصِّياح،
كَعَوَّلَ.
والاسمُ: العَوْلُ والعَوْلَةُ والعَويلُ،
و~ عليه: أَدَلَّ وحَمَلَ،
كعَوَّلَ،
و~ فلانٌ: حَرَصَ،
كأعالَ وأعْيَلَ،
و~ القَوْسُ: صَوَّتَتْ.
وعيلَ عَوْلُهُ: ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ،
و~ صَبْرِي: غُلِبَ، فهو مَعولٌ، . . . أكمل المادة كعالَ فيهما.
و"عيلَ ما هو عائلُهُ": غُلِبَ ما هو غالِبُهُ، يُضْرَبُ لِمَنْ يُعْجَبُ من كلامِهِ ونَحْوِهِ.
والعَوْلُ: كُلُّ ما عالَكَ، والمُسْتَعانُ به، وقوتُ العِيالِ.
وعَوَّلَ عليه مُعَوَّلاً: اتَّكَلَ واعْتَمَدَ، والاسمُ، كعِنَبٍ.
وعَيِّلُكَ، ككَيِّسٍ وكِتابٍ: من تَتَكَفَّلُ بِهِم.
واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ ج: عالَةٌ، ونِسْوَةٌ عَيايِلُ.
وعَيَّلَهُم: صَيَّرَهُم عِيالاً، أو أهْمَلَهُم.
والمِعْوَلُ، كمِنْبرٍ: الحديدَةُ يُنْقَرُ بها الجِبالُ.
والعالَةُ: النَّعامَةُ، والظُّلَّةُ يُسْتَتَرُ بها من المَطَرِ.
وعَوَّلَ تَعْويلاً: اتَّخَذَها،
و~ عليه: اسْتَعانَ به، والاسمُ، كعِنَبٍ.
ومالَهُ عالٌ ولا مالٌ: شئٌ.
ومالَهُ عالَ ومالَ: دُعاءٌ عليه، أي: كثُرَ عِيالُهُ، وجارَ في حُكْمِه.
ويقالُ للعاثِرِ: عاً لَكَ، عالياً، كقولِهِم: لَعَاً لَكَ عالِياً.
والمَعاوِلُ والمَعاوِلَةُ: قَبَائِلُ من الأَزْدِ.
وسَبْرَةُ بنُ العَوَّالِ، كشَدَّادٍ، وخارِجَةُ بنُ عَوَّالٍ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ مع عبدِ الله بنِ عَمْرٍو.
وعَوْلَ: كَلِمَةٌ مِثل وَيْبَ. يقالُ: عَوْلَكَ وعَوْلَ زَيْدٍ.
واعْتَوَلَ: بَكَى.
وأعالَ: افْتَقَرَ.
وعُوالٌ، كغُرابٍ: حَيٌّ من بني عبدِ اللهِ بنِ غَطَفانَ، ومَوْضِعانِ.

ز - ع - ن (جمهرة اللغة) [0]


العَنْز: الشاة من المَعْز، والجمع عُنوز، وكذلك من الظِّباء. والعَنْز: الأكَمَة السوداء. قال الراجز: كم جاوزتْ من حدَبٍ وفَرْزِ ونَكّبتْ من جُوءة وضَمْزِ وإرَمٍ أحْرَسَ فوق عَنْزِ إرَم: علم من حجارة ينصبونه في الطريق يُستدلّ به، وقوله: أحرَس بالحاء غير معجمة، أي أتى عليه حَرْسٌ، وهو الدهر. وأهل الكوفة يصحّفون في هذا البيت ويروونه: أخرس، بالخاء معجمة. وتُجمع عَنْز على عِناز وعُنوز وأعنُز. و عُنَيْزَة: موضع. وقد سمّت العرب عُنَيْزَة أيضاً، وهو اسم امرأة. والنَّزْع: نَزْعُكَ الشيءَ حتى يباينه، نزعته أنزِعه نَزْعاً. ونَزَعَ البعيرُ إلى وطنه فهو نازع ونَزوع، وكذلك الإنسان، والمصدر النِّزاع والنَّزاعة والنُّزوع. ونزعتُ عن كذا وكذا أنزع نزوعاً، إذا تركته. ونازعتُ . . . أكمل المادة الرجلَ في الأمر منازعة ونِزاعاً، إذا جادلته. وفرس نَزيع، والجمع النزائع، إذا انتزعوه من أيدي أعدائهم. والمِنْزَعَة: خشبة عريضة نحو المِلعقة تكون مع مُشتار العسل ينزع بها النحلَ اللواصقَ بالشُّهد، وتسمّى المِحْبَضَة أيضاً. ورجل أنْزَعُ بيِّن النَّزَع، وهو ارتفاع الشَعَر وانسفاره عن مقدَّم الرأس، وهو دون الجَلَح. قال الشاعر: فلا تَنْكِحي إن فَرَّقَ الدهرُ بيننا ... أغمَّ القَفا والوجهِ ليس بأنزعا ونَزَعَ الرجلُ في قوسه، إذا جذب الوتر بالسهم، وانتزع للصيد سهماً فرماه به. وفي التنزيل: " والنّازعاتِ غَرْقاً " ، ولا أقدم على تفسيره، إلاّ أن أبا عُبيدة ذكر أنها النجوم تنزع، أي تطلُع، والله أعلم. والنَّزْع: عَلَزُ الموتِ، والعَلَزَ: الحركة المتدارِكة المؤلمة عند حضوره.

حنطب (لسان العرب) [0]


أَبو عمرو: الحَنْطبة: الشَّجَاعَة.
وقال ابن بري: أَهْمَلَ الجوهري أَن يذكر حَنْطَب. قال: وهي لَفْظَة قد يُصَحِّفُها بعضُ الـمُحَدِّثينَ، فيقول: حَنْظَبَ، وهو غَلَط. قال، وقال أَبو علي بن رشيق: حَنْطَبُ هذا، بحاءٍ مهملة وطاءٍ غير معجمة، من مَخْزُومٍ، وليس في العرب حَنْطَبٌ غيرُه. قال: حكى ذلك عنه الفقيه السَّرَقُوسِي، وزعم أَنه سَمِعَه مِن فيه. قال وفي كِتاب البغويِّ: عبدُاللّه بنُ حَنْطَبِ بنِ عُبيد بن عُمَرَ بن مَخْزوم بن زنقطة بن مرَّة(1) (1 قوله «زنقطة بن مرة» وقوله بعد في الموضِعين نقطة هكذا في الأصل الذي بيدنا.) ، وهو أَبو المطَّلِبِ بن عبدِاللّه بن حَنْطَبٍ؛ وفسر بيت الفرزدق: وما زُرْت . . . أكمل المادة سَلْمَى، أَن تَكونَ حبيبةً * إِليَّ، ولا دَيْنٍ لَها أَنا طَالِبُهْ فقال إِن الفرزدق نزل بامرأَة من العرب ، من الغَوْث، من طَيِّئٍ، فقالت: أَلا أدُلُّكَ على رَجُلٍ يُعْطِي ولا يَليقُ شيئاً؟ فقال: بَلى. فَدَلَّته على الـمُطَّلِبِ ابن عبدِاللّه بن حَنْطَبٍ الـمَخْزُومي، وكانت أُمُّه بنت الحكَمِ بن أَبي العاص، وكان مروانُ بنُ الحَكَمِ خاله، فبَعثَ به مَرْوانُ على صَدَقات طَيِّئٍ، ومروانُ عاملُ معاوية يومئذ على الـمَدينة، فلما أَتى الفرزدق الـمُطَّلِبَ وانْتَسَب له، رَحَّبَ به وأَكرمَه وأَعطاه عشرين أَو ثلاثِين بَكْرة.
وذكر العُتْبِيُّ أَن رجُلاً من أَهل المدينة ادَّعَى حَقّاً على رجلٍ، فدعاه إِلى ابن حَنْطَبٍ، قاضي الـمَدينة، فقال: من يَشْهَد بما تَقولُ؟ فقال: نقطة. فلما وَلَّى قال القاضي: ما شَهادَتُه له إِلا كشَهادته عليه. فلما جاءَ نقطة، أَقبل على القَاضِي، وقال: فداؤكَ أَبي وأُمِّي؛ واللّه لقد أَحسن الشاعر حيث يقول: منَ الحَنْطَبِيِّينَ، الَّذينَ وجُوهُهُم * دَنانِيرُ، مـما شِيفَ في أَرْضِ قَيْصَرا فأَقْبَلَ القاضي على الكاتِب وقال: كَيِّسٌ وربِّ السماءِ، وما أَحسبه شهِدَ إِلا بالحق، فأَجِزْ شَهادَتَه. قال ابن الأَثير في الحَنْظَب الذي هو ذَكَر الخَنافِس، والجَرادِ: وقد يقال بالطاءِ المهملة، وسنذكره.

حتا (لسان العرب) [0]


حَتَا حَتْواً: عَدا عَدْواً شديداً.
وحَتا هُدْبَ الكساءِ حَتْواً: كفَّه.
وحَتَيْتُ الثوبَ وأَحْتَيْته وأَحْتأْته إِذا خِطْتَه، وقيل: فتَلْتَه فَتْلَ الأَكْسِية. شمر: حاشِيَةُ الثوبِ طُرَّته مع الطول، وصِنْفَتُه ناحِيتُه التي تلي الهُدْبَ. يقال: احْتُ صِنْفَةَ هذا الكِساء، وهو أَن يُفتل كما يفتل الكساءُ القُوْمَسِيُّ.
والحَتْيُ: الفتْلُ. قال الليث: الحَتْوُ كَفُّكَ هُدْب الكساء مُلْزَقاً به، تقول: حتَوْتُه أَحْتُوه حَتْواً، قال: وفي لغة حَتأْتُه حَتْأً. قال الجوهري: حتَوْتُ هُدْب الكساء حَتْواً إِذا كفَفْتَه مُلْزَقاً به، يُهْمز ولا يُهْمز؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ونَهْبٍ كجُمَّاعِ الثُّرَيَّا حَوَيْتُه غِشَاشاً بمُحْتاتِ الصِّفاقَينِ خَيْفَقِ المُحْتاتُ: المُوَثَّقُ الخَلْقِ، وإِنما أَراد مُحْتتِياً فقلب موضع اللام إِلى العين، وإِلا فلا مادة . . . أكمل المادة له يشتق منها، وكذلك زعم ابن الأَعرابي أَنه من قولك حتَوْتُ الكساء، إِلا أَنه لم ينبه على القلب، والكلمة واوية ويائية.
والحَتِيُّ، على فَعِيل: سَوِيقُ المُقْلِ، وقيل: رديئه، وقيل: يابسه؛ قال الهذلي: لا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ، وعِنْدي البُرُّ مَكْنُوزُ وأَنشد الأَزهري: أَخذتُ لهُمْ سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُساً، وسَحْقَ سَراوِيلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه أَعطى أَبا رافع حَتِيّاً وعُكَّة سَمْنٍ؛ الحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْلٍ.
وحديثه الآخر: فأَتيته بمِزْوَدٍ مَخْتُومٍ فإِذا فيه حَتِيٌّ.
وقال أَبو حنيفة: الحَتِيُّ ما حُتَّ عن المُقْل إِذا أَدْرَكَ فأُكِل، وقيل: الحَتِيُّ قِشرُ الشَّهدِ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: وأَتَتْهُ بِزَغْدَبٍ وحَتِيٍّ، بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمَالِ والحَتِيُّ: متاع البيت، وهو أَيضاً عَرَق الزَّبِيل وكِفافُه الذي في شَفَتِه. الأَزهري: الحَتِيُّ الدِّمْنُ، والحَتِيُّ في الغزل، والحَتِيُّ ثُفْلُ التمر وقشوره.
والحاتي: الكثير الشُّرْب.
وذكر الأَزهري في هذه الترجمة حتَّى قال: حَتَّى مُشدَّدة، تكتب بالياء ولا تُمال في اللفظ، وتكون غايةً معناها إِلى مع الأَسماء، وإِذا كانت مع الأَفعال فمعناها إِلى أَن، ولذلك نصبوا بها الغابِرَ، قال: وقال أَبو زيد سمعت العرب تقول جلست عنده عَتَّى الليلِ، يريدون حتى الليل فيقلبون الحاء عيناً.

مزج (لسان العرب) [0]


المَزْجُ: خَلْطُ المِزاجِ بالشيء.
ومَزْجُ الشرابِ: خَلْطُه بغيره.
ومِزاجُ الشرابِ: ما يُمْزَجُ به.
ومَزَجَ الشيءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه.
وشرابٌ مَزْجٌ: مَمْزُوجٌ.
وكلُّ نوعين امْتَزَجا، فكل واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ.
ومِزاجُ البدَنِ: ما أُسِّسَ عليه من مِرَّةٍ؛ وفي التهذيب: ومِزاجُ الجِسْمِ ما أُسِّس عليه البدن من الدّم والمِرّتَيْنِ والبَلْغَمِ.
والمِزْجُ والمَزْجُ: العَسَلُ؛ وفي التهذيب: الشَّهْدُ؛ قال أَبو ذؤيب: فجاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ الناس مِثلَهُ؛ هو الضَّحْكُ، إِلاَّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ قال أَبو حنيفة: سمِّي مِزْجاً لأَِنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طيب به، وسَمَّى أَبو ذؤيب الماءَ الذي تُمْزَجُ به الخمر مِزْجاً. لأَن كل واحد من الخمرِ والماء يُمازِجُ صاحِبَه؛ فقال: بِمزْجٍ من العَذْب، . . . أكمل المادة عَذْبِ السَّراةِ، يُزَعْزِعُه الرِّيحُ، بعدَ المَطَرْ ومَزَّجَ السُّنبُلُ والعنب: اصْفَرَّ بعد الخضرة.
وفي التهذيب: لَوَّنَ من خُضْرة إِلى صفرة.
ورجل مَزَّاجٌ ومُمَزِّجٌ: لا يثبتُ على خُلُقٍ، إِنما هو ذ أَخْلاق، وقيل: هو المُخَلِّطُ الكَذّاب؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد لِمَدْرَجِ الرِّيح: إِني وَجَدْتُ إِخاءَ كلِّ مُمَزِّجٍ مَلِقٍ، يَعُودُ إِلى المَخانةِ والقِلَى والمِزْجُ اللَّوْزُ المُرُّ. قال ابن دريد: لا أَدري ما صحتُه، وقيل: إِنما هو المَنْج.
والمَوْزَجُ: الخُفُّ؛ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، والجمع مَوازِجةٌ، أَلْحقُوا الهاء للعجمة؛ قال ابن سيده: وهكذا وجد أَكثر هذا الضرب الأَعجمي مُكَسَّراً بالهاء، فيما زعم سيبويه، والمَوْزَجُ معرّب وأَصله بالفارسية مُوزَهْ، والجمع المَوازِجَةُ مثل الجَوْرَبِ والجَوارِبةِ، والهاء للعجمة، وإِن شئتَ حذفتها؛ وفي الحديث: أَنَّ امرأَةً نَزَعَتْ خُفَّها أَو مَوْزَجَها فَسَقَتْ به كَلْباً. ابن شميل: يَسأَلُ السَّائِلُ، فيقال: مَزَّجُوهُ أَي أَعْطُوه شيئاً؛ وأَنشد: وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ وأَنْطَوِي، إِذا الماءُ أَمْسى لِلْمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ (* قوله «واغتبق الماء إلخ» كذا بالأصل، ولا شاهد فيه كما لا يخفى.) وقول البريق الهذلي: أَلمْ تَسْلُ عن لَيْلى، وقد ذهَبَ الدَّهْرُ، وقد أُوحِشَتْ منها الموازِجُ والحَضْرُ (* قوله «أوحشت إلخ» في معجم ياقوت: أقفرت منها الموازج فالحضر.)؟ قال ابن سيده: أَظُنُّ المَوازِجَ مَوْضِعاً، وكذلك الحَضْرُ.

عنكب (لسان العرب) [0]


العَنْكَبُوتُ: دُوَيْبَّة تَنْسُجُ، في الهواءِ وعلى رأْس البئر، نَسْجاً رقيقاً مُهَلْهَلاً، مؤَنثة، وربما ذُكِّرت في الشعر؛ قال أَبو النجم: مما يُسَدِّي العَنْكَبُوتُ إِذ خَلا قال أَبو حاتم: أَظنه إِذ خَلا الـمَكانُ، والموضعُ؛ وأَما قوله: كأَنَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ الـمُرْمِلِ فإِنما ذَكَّره لأَنه أَراد النَّسْجَ، ولكنه جَرَّه على الجِوارِ. قال الفراء: العَنْكَبُوت أُنثى، وقد يُذَكِّرها بعض العرب؛ وأَنشد قوله: على هَطَّالِهم منهم بُيوتٌ، * كأَنَّ العَنْكَبُوتَ هو ابْتَناها(1) (1 قوله «على هطالهم» قال في التكملة هطال كشداد: جبل.) قال: والتأْنيث في العنكبوت أَكثر؛ والجمع: العَنْكبوتاتُ، وعَنَاكِبُ، وعَنَاكِـيبُ؛ عن اللحياني، وتصغيرها: عُنَيْكِبٌ وعُنَيْكِـيبٌ، وهي بلغة اليمن: عَكَنْباةٌ؛ قال: كأَنما . . . أكمل المادة يَسْقُطُ، من لُغامِها، * بَيْتُ عَكَنْباةٍ على زِمامِها ويقال لها أَيضاً: عَنْكَباه وعَنْكَبُوه.
وحكى سيبويه: عَنْكَباء، مستشهداً على زيادة التاءِ في عَنْكَبُوتٍ، فلا أَدري أَهو اسمٌ للواحد، أَم للجمع.
وقال ابن الأَعرابي: العَنْكَبُ الذَّكَرُ منها، والعَنْكَبةُ الأُنثى.
وقيل: العَنْكَبُ جنس العَنْكَبُوت، وهو يذكر ويؤَنث، أَعني العَنْكَبُوتَ. قال الـمُبَرِّدُ: العَنْكَبُوتُ أُنثى، ويذكَّر.
والعَنْزَروت أُنثى ويذكر، والبُرْغُوثُ أُنثى ولا يذكر، وهو الجمل الذَّلول؛ وقول ساعدة بن جؤَية: مَقَتَّ نِساءً، بالحجاز، صَوالِـحاً، * وإِنَّا مَقَتْنا كلَّ سَوْداءَ عَنْكَبِ قال السُّكَّرِيُّ: العَنْكَبُ، هنا، القصيرة.
وقال ابن جني: يجوز أَن يكون العَنْكَبُ، ههنا، هو العَنْكَبُ الذي ذكر سيبويه أَنه لغة في عَنْكَبُوت، وذَكَر معه أَيضاً العَنْكَباء، إِلاَّ أَنه وُصِفَ به، وإِن كان اسماً لما كان فيه معنى الصفة من السَّوادِ والقِصَر، ومثلُه من الأَسماءِ الـمُجْراة مُجْرَى الصفة، قوله: لَرُحْتَ، وأَنتَ غِربالُ الإِهابِ والعنكبوت: دودٌ يتولد في الشُّهْد، ويَفْسُدُ عنه العَسل؛ عن أَبي حنيفة. الأَزهري: يقال للتَّيْس إِنه لـمُعَنْكَبُ القَرْنِ، حتى صار كأَنه حَلْقةٌ.
والـمُشَعْنَـِبُ: الـمُسْتقيم. الفراء: في قوله تعالى: مَثَلُ الذين اتَّخَذوا من دون اللّه أَولياء، كمَثل العنكبوت اتَّخَذَتْ بيتاً؛ قال: ضَرَبَ اللّهُ بيتَ العَنْكَبُوتِ مثلاً لِـمَنِ اتَّخَذَ من دون اللّه وَليّاً أَنه لا ينفعُه ولا يضرُّه، كما أَن بيت العنكبوت لا يَقيها حَرّاً ولا بَرْداً.
ويقال لبيتِ العنكبوتِ: العُكْدُبةُ.

ب - س - ط (جمهرة اللغة) [0]


بَسَطْتُ الشيءَ أَبسُطه بَسْطاً، إذا مددته على الأرض. وتبسَّط الرجل على الأرض، إذا استلقى وامتدّ. والبِساط، بكسر الباء: ما بسطته. والبَساط، بفتح الباء: الأرض الواسعة. والبَسيطة: الأرض بعينها. يقال: ما على البسيطة مثل فلان. ويقال: فلان أبسطُ قومه باعاً بالمعروف، إذا كان أوسعهم رَحلاً. وناقة بِسْط والجمع أبْساط، وهي التي معها ولدها. قال الراجز: يَدْفَعُ عنها الجوعَ كلَّ مَدْفَعِ خمسون بِسْطاً في خلايا أربعِ الخَلِيَّة: التي عطفوا ولدَها على غيرها وتخلَّى أهل البيت بلبنها. ويقال: ضربه حتى انبسط، أي تمدَّد. ورجل سِبْط الشَّعَر وسَبْط الشَّعَر: خلاف الجَعْد بيِّن السَّباطة والسُّبوطة من قوم سِباط. ورجل سَبْط اليدين وسَبِط اليدين، إذا كان جواداً. وامرأة . . . أكمل المادة سَبْطة الخَلْق وسَبِطة، إذا كانت رخصةً لينة. والسِّبط: واحد الأسباط، وهم أولاد إسرائيل، اثنا عشر سبطاً كلّ سِبْط قبيلة. هكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. وغلط العجاج أو رؤبة فقال: فباتَ وهو ثابت الرِّباطِ كأنّه سِبْط من الأسباطِ بين حَوامي هَيْدَبٍ سَقّاطِ أراد رجلاً، وهذا غلط. وقالوا: الحسن والحسين رضوان اللّه عليهما سِبْطا رسول اللّه صلّى عليه وسلَم، أي وَلَدُ وَلَدِه. والسَّبَط: ضرب من الشجر. والسُّباطة: الكُناسة. وفي الحديث أن النبي صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم مال إلى سُباطة قوم. وقد سمّت العرب سابطاً وسُبيطاً. والسُّباطة: ما سقط من الشَّعَر إذا سرَّحته. ويقال: أخذتْ فلاناً سَباطِ، بكسر الطاء بلا ألف ولا لام، إذا أخذته الحمَّى، مثل حَذامِ وقَطامِ ورَقاشِ. قال الشاعر: أَجَزْتُ بفتيةٍ بيض خِفافٍ ... كأنهمُ تَمُلُّهُمُ سَباطِ وسُوَيْبِط: رجل شهد بدراً مع النبي صلى اللّه عليه وسلّم. والطَّبَس: موضع بخُراسان، فارسي معرَّب، وقد جاء في الشعر. قال ابن أحمر: لو كنتُ بالطَّبَسَيْن أو بأُلالةٍ ... أو برْبَعِيصَ مع الجَنان الأسودِ الجَنان هاهنا: كثرة الناس. يقول: أدْخُلُ في سواد الناس. وأنشد: جَنان المسلمين أَوَدُّ مَسّاً ... وإن جاوَزْتَ أسْلَمَ أو غِفارا

ط - ق - م (جمهرة اللغة) [0]


القَمْط: قَمَطَ الطائرُ قَمْطاً، مثل قَفَطَ سواء، وهو السِّفاد. وقُمِطَ الأسيرُ، إذا جُمع بين يديه ورجليه بحبل. ويقال: مرّ بنا حولٌ قَميط، مثل كَريت سواء، أي تامّ. قال الشاعر: أقامت غَزالةُ سوقَ الجِلادِ ... لأهل العِراقَيْنِ عاماً قَميطا غَزالة: امرأة من الحَرورية دخلت الكوفة في ثلاثين نفساً، وفي الكوفة ثلاثون ألف مقاتل، فصلّت الغَداة وقرأت البقرة وآل عمران. وأنشد أبو بكر لرجل من الخوارج: أسَدٌ عليّ وفي الحروب نَعامةٌ ... فَتْخاءُ تَفْرَقُ من صفير الصافرِ هلاّ بَرزْتَ الى غَزالةَ في الوغى ... بل كان قلبُك في جناحَيْ طائرِ غَشِيَتْ غَزالةُ خيلَه بفوارسٍ ... تركتْ فوارسَه كأمْسِ الدّابرِ وكل شيء شُدّ فقد قُمِطَ. والقَطْم: القَطْع؛ قَطَمَ . . . أكمل المادة يقطِم قَطْماً، إذا قطع؛ وعنه عُدِل اسم قَطامِ. وقَطَمَ الفصيلُ النبتَ، إذا أخذه بمقدَّم فيه قبل أن يستحكم أكله. وكل ما قَطَمْتَه بمقدَّم فيك فألقيتَه فهو قُطامة. والمقطَّم بالتشديد: جبل. وفحل قَطِمٌ: هائج. قال الأعشى: بزَيّافةٍ كالفَنيقِ القَطِمْ والقُطاميّ: الصّقْر، والقَطام، بفتح القاف إذا لم يكن فيه ياء، واشتقاقه من القَطْم لأنه يقطِم اللحمَ بمِنْسَره. وابن أمّ قَطام: ملك من ملوك كِندة. قال امرؤ القيس: ونشدتُ حُجْراً وابنَ أمِّ قَطامِ ويُروى: وثأرتُ. وقُطامة: اسم. والمَطَق، قال أبو حاتم: قال أبو زيد: المَطَق: داء يصيب النخل فيمتنع من الحمل؛ لغة يمانية. وتمطّقَ الرجلُ كأنه يتطعّم شيئاً فيُلصق لسانَه بنِطع فيه فتسمع له صوتاً. قال الشاعر: تُريك القذى من دونها وهي دونه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطَّقُ ويُروى: من تحتها وهي فوقه. والمَقْط من قولهم: رجل ماقِط ومَقّاط، وهو الذي يُكري من منزل الى منزل. والماقِط: الحازي الذي يتكهّن ويطرُق بالحصى. ومَقَطْتُ الحبلَ أمقُطه مَقْطاً، إذا شددت فَتْلَه، وبه سُمّي المِقاط: الحبل الشديد الفتل، والجمع مُقُط. وربما سُمّي رِشاءُ الدّلو مِقاطاً. قال أبو بكر: مِقاط الفرس: مِقْوَده. ويقال: رُبَّ مأْقِطٍ قد شهده فلان؛ أي معركة، والجمع المآقط.

ضرب (مقاييس اللغة) [0]



الضاد والراء والباء أصلٌ واحدٌ، ثم يُستعار ويحمل عليه.من ذلك ضَرَبت ضرباً، إِذا أوقعت بغيرك ضرباً.
ويستعار منه ويشبَّه به الضَّرب في الأرض تجارةً وغيرها من السَّفر. قال الله تعالى: وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ [النساء 101].
ويقولونَ إِن الإسراع إلى السَّير أيضاً ضرب. قال:
فإنَّ الذي كنْتُم تحذرونَ      أَتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ

والطَّير الضَّوارِب: الطَّوالِب للِرِّزق.
ويقال رجلٌ مِضْربٌ: شديد الضَّرْب.
ومن الباب: الضَّرْب: الصِّيغة. يقال هذا من ضَرْب فلان، أي صيغته؛ لأنَّه إِذا صاغَ شيئاً فقد ضربه.
والضَّريب: المِثْل، كأنَّهما ضُرِبَا ضَرْباً واحداً وصِيغا صياغةً واحدة.
والضَّرِيب الصَّقِيع: كأن السماء ضربت به الأرض.
ويقال للذي أصابه الضريب مضروب. . . . أكمل المادة قال:
ومضروبٍ يَئِنُّ بغيرِ ضربٍ      يُطاوِحُهُ الطِّرافُ إلى الطِّراف

والضَّريب من اللبن: ما خُلِطَ مَحْضه بحقينه، كأنَّ أحدَهما قد ضُرِبَ على الآخر.
والضَّرِيب: الشَّهْد، كأنَّ النَّحل ضربه.
ويقال للسجِيَّة والطبيعة الضريبة، كأنَّ الإنسان قد ضُرِبَ عليها ضرباً وصيغ صِيغة.
ومَضْرَب السّيف ومَضْرِبه: المكان الذي يُضرَب به منه.
ويقال للصِّنْف من الشيء، الضَّرْب، كأنه ضُرب على مثالِ ما سواه من ذلك الشيء.
والضّريبة: ما يُضرَب على الإنسان من جزيةٍ وغيرها.
والقِياس واحد، كأنَّه قد ضُرِبَ به ضَرْبَاً. ثم يتّسعون فيقولون: ضَرَبَ فلانٌ على يدِ فلان، إذا حَجَرَ عليه، كأنَّه أرادَ بَسْطَ يدَه فضرب الضاربُ على يده فقبض يدَه.
ومن الباب ضِراب الفَحل النّاقة.ويقال أضْرَبْت النّاقةَ: أنْزَيت عليها الفحل.
وأضرب فلان عن الأمر، إذا كفَّ، وهو من الكفّ، كأنَّه أراد التبسُّط فيه ثم أضرب، أي أوقع بنفسه ضرباً فكفها عما أرادت.فأمَّا الذي يُحكى عن أبي زيد، أنَّ العرب تقول: أَضْرَبَ الرَّجُل في بيته: أقامَ، فقياسُهُ قياس الكلمة التي قبلها.ومن الباب الضَّرَب: العَسَلُ الغليظة، كأنَّها ضَرِبت ضَرْبَاً، كما يقال نَفَضَت الشيء نَفْضَاً، والمنفوض نَفَض.
ويقال للموكَّل بالقِداح: الضَّرِيب.
وسمِّيَ ضَريباً لأنَّهُ مع الذي يضربُها، فسمِّي ضريباً كالقعيد والجليس.ومما استُعير في هذا الباب قولهم للرَّجُل الخفيف الجسم: ضَرْب، شُبِّه في خفّته بالضَّرْبة التي يضربُها الإنسان. قال:
      خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقِّدِ

والضَّارب: المتَّسَع في الوادي، كأنَّهُ نَهْجٌ يَضْرِبُ في الوادِي ضَرْباً.

مقد (لسان العرب) [0]


مَقَدٌ: من قُرَى البَثَنِيَّةِ.
والمَقدِيَّة، خفيفة الدال: قرية بالشام من عمل الأُرْدُنّ، والشرابُ منسوب إِليها. غيره: المَقَدِي، مخفف الدال: شراب منسوب إِلى قرية بالشام يتخذ من العسل؛ وقال الشاعر: عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِيلاً، بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، اليَوْ مَ، شَراباً مَقَدِيَّهْ وأَنشد الليث: مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للنا سِ شَراباً، وما تَحِلُّ الشَّمُولُ وروى الأَزهري بسنده عن منذر الثوري قال: رأَيت محمد بن عليّ يشربُ الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر، كان يرزقه إِياه عبد الملك، وكان في ضيافته يرْزُقه الطِّلاءَ وأَرطالاً من لحم. قال شمر: سمعت أَبا عبيد يروي عن أَبي عمرو: المَقَدِيُّ ضَرْب من الشراب، بتخفيف الدال؛ قال: والصحيح عندي . . . أكمل المادة أَن الدال مشدّدة؛ قال: وسمعت رجاء بن سلمة يقول المَقَدِّيُّ، بتشديد الدال، الطِّلاءُ المُنَصَّف مشبه بما قُدَّ بنصفين؛ قال: ويصدقه قول عمرو بن معديكرب: وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً، وهُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قال ابن سيده: أُنشد بغير ياء، قال: وقد يجوز أَن يكون أَراد المَقَدّي فحذف الياء. قال ابن بري: وجعل الجوهري المَقَدي مخففاً، وهو المشهور عند أَهل اللغة، وقد حكاه أَبو عبيد وغيره مشدّد الدال، رواه ابن الأَنباري واستشهد على صحته ببيت عمرون بن معديكرب، حكى ذلك عن أَبيه عن أحمد بن عبيد، وأَن المَقَدِّيّ منسوب إِلى مَقَدّ، وهي قرية بِدِمَشْق في الجبل المشرف على الغَوْر؛ وقال أَبو الطيب اللغوي: هو بتخفيف الدال لا غير منسوب إلى مَقَد؛ قال: وإِنما شدّده عمرو بن معديكرب للضرورة؛ قال: وكذا يقتضي أَن يكون عنده قول عدي بن الرقاع في تشديد الدال أَنه للضرورة وهو: فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ، لَعِبَتْ به عُقارٌ، ثَوَتْ في سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها، إِذا ما أَرادُوا أَن يَرُوحوا بها صَرْعَى قال: والذي يشهد بصحة قول أَبي الطيب أَنها منسوبة إِلى مقد، بالتخفيف، قول الأَحوص: كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ، يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْـ ـكِ والكافُورِ والشَّهَدِ قال: وكذلك قول العرجي: كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً، أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ وكذلك قول الآخر: مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ للناس قال: زعم قائل هذا البيت أَنّ المَقَدِيَّة شراب من العسل كانت الخلفاء من بني أُمَيَّة تشربه.
والمَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الثياب.

هفف (العباب الزاخر) [0]


ابن دريد: هَفَّتِ الريح تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيْفاً: إذا سَمِعت صوت هُبوبها. وسحابة هِفٌّ -بالكر-: لا ماء فيها.
وكذلك شُهْدَة هِفٌّ: لا عل فيها، وأنشد:
لا رَعْىَ إلاّ في يَبِيْسٍ قَـفِّ      تَحْتَ سَمَاحِيْقَ وجِلْبٍ هِفِّ

والهِفُّ -أيضاً-: الزرعُ يُؤخّر حَصادُه فيَنتثِر حَبّه. والهِفُّ -أيضاً-: الدَّعامِيْصُ الكبار؛ عن المُبَرَّد، جمْع هِفّة.
وفي الحديث: كان بعض العُبّاد يُفْطر كلّ ليلة على هِفّة يَشْويْها. والهِفُّ -أيضاً- والهَفُّ: سمك صِغار. وقال ابن عبّاد: الهِفُّ: الخفيف من الرجال. وقال الليث: موضِع من البَطِيحَة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرق للسُّفُن يُسمى: زُقاقَ الهَفَّةِ. وحمار هَفّافٌ: أي طيّاش.
ومنه حديث الحسن البصري: أنه ذكر الحجّاج فقال: ما كان إلاّ حِماراً هَفّافاً. والظِّلُّ الهَفّاف: غير ظليل، وقيل: الساكن، . . . أكمل المادة وقيل: البارد. وجناح هَفّافٌ: خفيف الطيران، قال عمرو بن أحمر الباهليّ يصِف بيْضَ النَّعام:
يَظَلُّ يَحُفَّهُنَّ بِقَفْقَفَـيْهِ      ويَلْحَفُهُنَّ هَفّافاً ثَخِيْنا

أي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثَخينا لتراكب الريش عليه. وقميص هَفّاف: أي رقيق شفاف، والهَفّافُ: البرّاق، ورجل هَفّافُ القميص. وقول ذي الرُّمّة:
وأبْيَضَ هَفّافِ القَمِيْصِ أخْـذْتُـهُ      “فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُعْتَصِباً َضمرا"

"يعني الفُؤاد؛ أي الجِلْدة التي على الفُؤاد". والرِّيح الهُفّافَة: السّاكِنة الطَّيِّبة.  وفي حديث علي -رضي الله عنه- أنه قال في قوله تعالى: (أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوْتُ فيه سَكِيْنَةٌ من رَبِّكم) قال: لها وجْه كَوْجه الإنسان؛ ثم هي بعد ريح هَفّافَةٌ. أي سريعة المرِّ في هبوبها. والهَفِيْفُ: سرعة السير، قال ذو الرُّمة:
إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قُلْـتُ غَـنِّـنـا      بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفِيْفِ الرَّواحِلِ

ورجل هَفْهَافٌ: ضامر البطن. وقميص هَفْهَافٌ: كَهَفّافٍ. وريش هَفْهَافٌ: غير كثيف. والهَفْهَافُ: العطشان. واليَهْفُوْفُ واليَأْفُوْفُ: الجَبان، ويقال: الحديد القلْب؛ والقفز من الأرض. وجارية مُهَفَّفَة ومُهَفْهَفَة: خَمِيْصَة البطن الدقيقة الخَصِر، قال امرؤ القيس:
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفَاضَة      تَرَائبُها مَصْقُوْلَةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وقال ابن الأعرابي: هَفْهَفَ الرجل: إذا مكَشَقَ بدنه فصار كأنه غصن يميد ملاحة. وقول عمرو بن احمر الباهلي يصف امرأة:
كَبَيْضَةِ أُدْحيٍّ بوَعْسِ خَـمِـيْلَةٍ      يُهَفْهِفُها رَأْلٌ بجُؤْشُوْشِهِ صَعْلُ

أي يُحركها ويدفعها ليُفْرج عن الرَّأْل. وقال ابن عبّاد: الاهتِفاف: بريق السراب؛ والدَوي في المسامع. والتركيب يدل على خِفّة وسرعة في سير وصوت.

نغي (لسان العرب) [0]


النَّغْيَةُ: مثل النَّغمة، وقيل: النَّغْية ما يُعْجِبك من صوت أَو كلام.
وسمعت نَغْيةً من كذا وكذا أَي شيئاً من خبر؛ قال أَبو نُخَيْلة:لَمَّا أَتَتْني نَغْيةٌ كالشُّهْدِ، كالعَسَل المَمْزوج بَعْدَ الرَّقْدِ، رَفَّعْتُ من أَطْمارِ مُسْتَعِدِّ، وقلْتُ للعِيسِ: اغْتَدي وجِدِّي (* قوله« وقلت للعيس اغتدي وجدي» هكذا في الأصل ونسختين من الصحاح، والذي في التكملة: وقلت للعنس، بالنون، اغتلي، باللام.) يعني ولاية بعض ولد عبد الملك بن مروان، قال ابن سيده: أَظنه هشاماً. أَبو عمرو: النَّعْوة والمَغْوَةُ النَّغْمة. يقال: نَغَوْتُ ونَغَيْتُ نَغْوةً ونَغْية، وكذلك مَغَوْت ومَغَيْتُ.
وما سمعت له نَغْوةً أَي كلمة.
والنَّغْيةُ من الكلام والخبرِ: الشيءُ تَسمعه ولا تفهمه، وقيل: هو . . . أكمل المادة أَوَّل ما يبلغك من الخبر قبل أَن تستبينه.
ونَغَى إِليه نَغْيةً: قال له قولاً يفهمه عنه.
والمُناغاةُ: المغازَلة.
والمُناغاة: تكليمك الصَّبيَّ بما يَهْوى من الكلام.
والمرأَة تُناغي الصبيِّ أَي تكلمه بما يُعْجِبه ويَسُرُّه.
وناغى الصبيَّ: كلَّمه بما يَهواه ويَسُرُّه؛ قال: ولم يَكُ في بُؤْسٍ، إِذا بات ليلةً يُناغي غَزالاً فاتِرَ الطَّرْفِ أَكْحَلا الفراء: الإِنْغاء كلام الصبيان.
وقال أَحمد بن يحيى: مُناغاةُ الصبي أَن يصير بحِذاء الشمس فيُناغِيها كما يُناغي الصبيُّ أُمَّه.
وفي الحديث: أَنه كان يُناغي القمرَ في صِباه؛ المُناغاةُ: المحادثة.
وناغَتِ الأُمُّ صبيِّها: لاطَفَتْه وشاغَلَته بالمحادثة والمُلاعبة.
وتقول: نَغَيْت إِلى فلان نَغْيَةً ونَغَى إِليَّ نَغْية إِذا أَلقى إِليك كلمة وأَلقيت إِليه أُخرى.
وإِذا سمعت كلمة تعجبك تقول: سمعت نَغْيةً حَسَنة. الكسائي: سمعت له نَغْيةً وهو من الكلام الحسنُ. ابن الأَعرابي: أَنْغى إِذا تَكلَّم بكلام (* قوله « ابن الاعرابي أنغى إلخ» عبارته في التهذيب: أنغى إِذا تكلم بكلام لا يفهم، وأنغى أيضاً إذا تكلم بكلام يفهم، ويقال: نغوت أنغو ونغيت أنغي، قال وأنغى وناغى إذا كلم إلى آخر ما هنا.) ، وناغى إِذا كلَّم صبيّاً بكلام مليح لطيف.
ويقال للموج إِذا ارتفع: ؛كاد يُناغي السحابَ. ابن سيده: ناغى الموجُ السحابَ كاد يرتفع إليه؛ قال: كأَنَّكَ بالمُبارَكِ، بَعْدَ شَهْرٍ، يناغي مَوْجُه غُرَّ السَّحابِ المُبارَكُ: موضع. التهذيب: يقالُ إِنَّ ماءَ رَكِيَّتنا يُناغِي الكواكب، وذلك إِذا نظرت في الماء ورأَيت بَريقَ الكواكب، فإِذا نظرت إِلى الكواكب رأَيتها تتحرَّك بتحَرُّك الماء؛ قال الراجز: أَرْخَى يَدَيه الأُدْمِ وَضَّاح اليَسَر، فتَركَ الشمسَ يُناغِيهِ القَمَر أَي صَبَّ لَبناً فتركه يُناغِيه القمرُ، قال: والأُدْم السَّمْن.
وهذا الجبل يُناغي السماءَ أَي يُدانيها لطوله.

اللَّوْمُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّوْمُ واللَّوْماءُ واللَّوْمَى واللائمةُ: العَذْلُ.
ولامَ لَوْماً ومَلاماً ومَلامةً، فهو مَليمٌ ومَلومٌ وألامَه، ولَوَّمَه للمُبالغةِ، فالْتَامَ هو.
وقَوْمٌ لُوَّامٌ ولُوَّمٌ ولُيَّمٌ.
واللَّوَمُ، محركةً: كثْرَةُ العَذْلِ.
ولاوَمْتُه: لُمْتُهُ ولامَني، وتَلاوَمْنا كذلك.
وألامَ: أتَى ما يُلامُ عليه، أو صارَ ذا لائمَةٍ.
واسْتَلامَ إليهم: أتاهُم بما يَلومونَهُ.
ورجلٌ لُومَةٌ، بالضم: مَلومٌ.
وكهُمَزَةٍ: لَوَّامٌ.
وجاءَ بِلَوْمَةٍ، بالفتح،
ولامَةٍ: ما يُلامُ عليه.
وتَلَوَّمَ في الأَمْرِ: تَمَكَّثَ، وانْتَظَرَ.
ولي فيه لُومَةٌ، بالضم: تَلَوُّمٌ.
ولِيمَ به: قُطِعَ.
واللَّوْمَةُ: الشَّهْدَةُ. واللامُ: الهَوْلُ،
كاللامَةِ واللَّوْمِ، وشَخْصُ الإِنْسانِ، والقُرْبُ، والشديدُ من كُلِّ شيءٍ، وحَرْفُ هجاءٍ.
ولَوَّمَ لامَاً: كَتَبها.
واللامُ: تَرِدُ لثَلاثينَ مَعْنىً، منها العامِلَةُ للجَرِّ، وتَرِدُ لاثْنَيْن وعشْرينَ معنىً: الاستحْقاقُ، . . . أكمل المادة نحو: الحَمْدُ لله. الاخْتِصاصُ: المِنْبَرُ للخَطيبِ. التَّمْليكُ: وَهَبْتُ لزَيْدٍ.
شِبْهُ التَّمْليكِ: {جَعَلَ لَكُمْ من أنْفُسِكُمْ أزْواجاً}. التَّعْليلُ: {لتَكونوا شُهَداءَ على الناس} ويَوْمَ عَقَرْتُ للعَذارَى مَطِيَّتيِ. تَوْكيدُ النَّفْيِ {ما كان اللُّه ليُطْلِعَكُم}. موافَقَةُ إلى: {بأنَّ رَبَّكَ أوْحَى لها}. مُوافَقَةُ على: {ويَخِرُّونَ للْأَذْقانِ}، {وإِنْ أسَأتُمْ فلها}. موافَقَةُ في: {ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ ليومِ القيامَة}. بِمَعْنَى عندَ: كَتَبْتُهُ لخَمْسٍ خَلَوْنَ، وتُسَمَّى: لامَ التاريخ.
مُوافَقَةُ بَعْد: {أقِمِ الصَّلاةَ لدُلوكِ الشَّمْسِ}. مُوافَقَةُ مَعْ:
فلَمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومالِكاً **** لطولِ اجتِماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعا
مُوافَقَةُ من: سَمِعْتُ صُراخاً. التَّبْليغُ: قُلْتُ له. مُوافَقَةُ عن: {وقال الذينَ كَفَروا للَّذينَ آمَنوا لوَ كان خَيْراً ما سَبَقونا إليه}. الصَّيْرورَةُ، وهي لامُ العاقِبَةِ، ولامُ المَآل: {فالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ ليَكونَ لهُمْ عَدُوّاً وحَزَناً}.
فلِلْمَوْتِ تَغْذو الوالِداتُ سِخالَها **** كما لِخَرابِ الدَّهْرِ تُبْنَى المَساكِنُ
القَسَمُ والتَّعَجُّبُ معاً، ويَخْتَصُّ باسمِ اللهِ تعالى:
لله يَبْقَى على الأَيَّامِ ذو حَيَدٍ
التَّعَجُّبُ المُجَرَّدُ عن القَسَمِ، وتُسْتَعْمَلُ في: لله دَرُّهُ، وفي النِّداءِ، نحو: يا لِلْماء، بكسر اللامِ، وأما قولُه:
يا لَلرجالِ لِيومِ الأربعاءِ أما **** يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لي بعدَ النُّهَى طَرَباً
فاللامانِ جميعاً للجَرِّ، لكنهم فَتَحُوا الأولى فَرْقاً بين المُسْتَغاثِ به والمُسْتَغاثِ له.
والتَّعْدِيَةُ: ما أضْرَبَ زَيْداً لِعَمْرٍو.
والتَّوْكيدُ، وهي اللامُ الزائدَة: {نَزَّاعَة للشَّوَى} {يُريدُ الله ليُبَيِّنَ لَكُمْ}. التَّبْيينُ: سَقْياً لزَيْدٍ، {وقالَتْ: هَيْتَ لَكَ}.
وأما العامِلَةُ للجَزْمِ، فنحوُ: {فَلْيَسْتَجيبوا}، وأما غيرُ العاملةِ، فسَبْعٌ: لامُ الاِبْتداءِ: {وإنَّ ربَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}. الزائدَةُ، نحو:
أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجوزٌ شَهْرَبَهْ
لامُ الجوابِ: {لو تَزَيَّلوا لَعَذَّبْنا}، {لولا دَفْعُ اللهِ الناس بعضَهم ببعضٍ لَفَسَدتِ الأرضُ} {تاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللُّه علينا}. الداخِلَةُ على أداةِ شَرْطٍ للإِيذانِ: {ولَئنْ قُوتِلوا لا يَنْصُرُونَهُم}.
لامُ ألْ، نحوُ الرجلِ. اللامُ اللاحقةُ لأَسْماءٍ الإِشارةِ، كما في تلْكَ. لامُ التَّعَجُّبِ غيرُ الجارَّةِ، نحو: لَظَرُفَ زَيْدٌ.
واللامِيَّةُ: ة باليمنِ.

أ - م - م (جمهرة اللغة) [0]


فأخِذْنَ أبكاراً وهنّ بأمةٍ. يريد أنهن سُبين قبل أن يُخْتَنّ فجعل ذلك عيباً. والأمّ: معروفة، وقد سمَت العرب في بعض اللغات الأم إما في معنى أمّ، وللنحويين فيه كلام ليس هذا موضعه. وأمُّ الكتاب: سورة الحمد لأنه يُبتدأ بها في كل صلاة؛ هكذا يقول أبو عبيدة. وأمُّ القُرَىْ: مكّة، سُمّيت بذلك لأنها توسطت الأرض زعموا، والله أعلم. وأمُّ النجوم: المَجَرَّة؛ هكذا جاءت في شعر ذي الرُّمَّة، لأنها مجتمع النجوم، قال أبو عثمان الأشْنانْداني: سمعت الأخفش يقول: كل شيء انضمّت إليه أشياءُ فهو أمّ. وأمُ الرأس: الجِلدة التي تجمع الدماغ، وبذلك سُمَي رئيس القوم أمُّا لهم. قال الشنفرى يعني تأبط شراً: وأمِّ . . . أكمل المادة عيال قد شهدت تَقوتهم ... إذا أحْتَرَتْهمْ أوْتَحَتْ وأقلتِ الحَتْر: الإعطاء قليلاً، والحَتْر أيضاً: الضيق، وهو مأخوذ من الحَتار وهو موضع انضمام السرج، وذلك أنه كان يَقوت عليهم الزاد في غزوهم لئلا ينفد، يعني تأبّط شراًّ، وكان رئيسَهم إذا غَزَوا. يقال: أحْتَرَه، إذا أعطاه عطاءً نزراً قليلاً شيئاً بعد شيء. وسمَيت السماءُ: أم النجوم، لأنها تجمع النجوم؛ قال قوم: يريد المجرة. قال ذو الرمة: وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلا في رؤوسِهِ ... إذا حَوَّلت، أمُّ النجوم الشوابِكُ والأمَة لها مواضع، فالأمة: القَرْنُ من الناس من قوله: " أمَّةً وَسَطاً " ، وقوله: " إن إبراهيمَ كانَ أمّةً " ، أي إماماً. والأمةُ: الإمام. والأمَّةُ: قامة الإنسان. والأمَةُ: الطول. والأمَّةُ: المِلة، " وإنً هذه أمَتُكُمْ أمَّة واحدةً " . وأمُّ مَثْوَى الرجل: صاحبةُ منزله الذي ينزله. وفي الحديث: أن رجلًا قيل له: متى عهدك بالنساء؟ قال: البارحة، وقيل له: بمن؟ قال: بأم مثواي. فقيل له: هلكتَ، أو ما علمت أن الله قد حرمَ الزِّنا. فقال: والله ما علمت. وأحسب أن في الحديث أنه جيء به إلى عمرَ، نضّر الله وجهه، فقال: استحلفوه بين القبر والمِنْبَر أو عند القبر أنه ما علم فإن حلفَ فخلُّوا سبيله. وقال الراجز: وأمُّ مثواي تدَرّي لِمّتي ... وتغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوَةِ أصل القَنَف لصوق الأذنين بالرأس وارتفاعهما. ويعني بالقَنْفاء في هذا الموضع: الحَشَفَة من الذَّكَر. تدرّي، أي تسرّح. ذات الفروة: الشَعر الذي على العانة، وهو هاهنا الفَيْشَة. وأنشد في " تُدرّي " : وقد أشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى ... وأنتَ تُدَرّي في البيوت وتُفْرَقُ وسُمّي " مَفروقاً " بهذا. وتُفْرَق: يُجعل له فَرْق. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة في قوله تعالى: " وإنه في أمّ الكِتابِ لَدَيْنا لَعلي حكيم " ؛ قال: اللوح المحفوظ. وأم أوعال: هضبة معروفة وأنشد: خلَى الذناباتِ شِمالاً كَثَباً ... وأمَ أوعال كَهَا أو أقْرَبا وأمُّ خِنَوَر: الضَبُع.

ح - د - ر (جمهرة اللغة) [0]


والدَّحْر: دَفْعُك الشيءَ عن نفسك من قولهم: اللهمّ ادْحَرْ عنّا الشيطانَ دَحْراً، والشيطان مدحور. وفي التنزيل: " اخْرُجْ منها مذؤوماً مدحوراً " ، أي مُبْعَداً، واللهّ أعلم. فأما الدِّرْحاية الرجل الضخم فإنك ستراه في بابه إن شاء الله. واشتقاق الدَّرحاية من الدَّرَح، وهو فعل ممات. قال الراجز: عَكَوِّك إذا مَشَى دِرْحايهْ يِحْسِبني لا أعرف الهِدايهْ والرَّدْح من قولهم: ردحتُ البيت بالطين أردَحه رَدْحاً وأردحتُه إرداحاً، لغتان فصيحتان، إذا كاثفت عليه الطّين. قال: بيتَ حتوفٍ مُكْفَأً مردوحا يعني قترة صائد. وقال الآخر: بناءُ صَخْرٍ مُرْدَحٌ بِطينِ أبو جَوارٍ أجلَحُ الجبين وامرأة رَداح: ثقيلة الأوراك، والجمع رُدُح. وجَفنة رَداح: عظيمة. قال الشاعر أميّة بن أبي الصَّلت: له داعٍ بمكّةَ مُشْمَعِلّ . . . أكمل المادة ... وآخرُ عند دارَتِهِ ينادي إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى عليها ... لُبابُ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ جمع شُهْد. وكتيبة رَداح: ثقيلة السير من كثرة من فيها. قال الشاعر لبيد: يا عامراً يا عامرَ القِداحِ وعامرَ الكتيبة الرداحِ وقد سمّت العرب رُديحاً ورَدْحان. ح - د - ز أُهملتَ إلاّ في لغة من قال الحَزْد في معنى الحَصْد حزدتُ الشيء في معنى حصدتُ. وإنما يفعلون ذلك إذا سُكِّنت الصادُ، فإذا حرّكوها ردّوها إلى أصلها. ح - د - س الحَدْس: الظنّ: حَدَسْت أحدِس حَدْساً، إذا ظننت. قال الشاعر: فوقفتُ فيها العَنْسَ أحْدِسُ في ... بعض الأمور وكنت ذا حَدْسِ وحَدَسَ يحدِس ويحدُس. ويقال: حدست بالرَّجل أحدِس به حَدْساً، إذا صرعته. قال الشاعر: ومعترَكٍ شَطَّ الحُبيّا تَرى به ... من القوم محدوساً وآخرَ حادِسا الحُبَيّا هاهنا: موضع، وشطّه: ناحيته. وحدَستُ في سَبَلَة البعير، إذا وَجَات لَبَّتَه. والحَدْس: السير الشديد. وبنو حَدَس: بطن عظيم من العرب. وحدستُ الشيءَ برِجلي، إذا وَطئته. والحَسَد: معروف، حسدت أحسُد حَسداً. ويقال: حسدتُك على الشيءَ وحسدتك الشيء بمعنى واحد. قال الشاعر: فقلت إلى الطّعام فقال منهم ... فريق نحسُد الإنْسَ الطَّعاما ورجل حاسِد وحَسود وحَسّاد. والدَّحْس: إدخالك يدَك بين جِلد الشاة وصِفاقها لتسلخها. وداحِس: اسم فرس من خيل العرب كان سُطِيَ على أُمه وهي حامل فسُمِّي داحِساً: وله حديث، وهو الذي تُنسب إليه حرب داحس. والدَّحْس: الفساد دَحَسَ بين القوم: أفسد بينهم، والدُّحّاس: دُوَيْبّة تغيب في التراب، والجمع دَحاحيس. وبيت دِحاس، إذا كان ممتلئاً ناساً، بالحاء والخاء، والخاء أكثر. وداحِس: موضع. قال الشاعر: وأَقفَرَ منها رَحْرَحانَ فداحِسا أي أصابه قفر. ويقال: ضربه حتى انسدحَ على الأرض، أي انبسط على الأرض، وقالوا بالشين أيضاً وليس بالعالي.

حرن (لسان العرب) [0]


حَرَنتِ الدابةُ تَحْرُن حِراناً وحُراناً وحَرُنَتْ، لغتان، وهي حَرونٌ: وهي التي إذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ، وإنما ذلك في ذوات الحوافر خاصَّة، ونظيرُه في الإِبل اللِّجانُ والخِلاءُ، واستعمل أَبو عبيد الحِرانَ في الناقة.
وفي الحديث: ما خَلأَت ولا حَرَنَتْ ولكن حَبَسَها حابِسُ الفِيل.
وفرس حَرُونٌ من خَيْل حُرُنٍ: لا يَنْقادُ، إذا اشتدّ به الجَرْيُ وَقَف.
وقد حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُوناً وحَرُنَ، بالضم أَيضاً: صار حَرُوناً، والاسم الحِرانُ.
والحَرُونُ: اسم فرس كان لباهِلَة، إليه تنسب الخيل الحَرُونِيَّة.
والحَرُونُ: اسم فرس مُسْلم بن عمروٍ الباهليِّ في الإسلام كان يُسابِق الخيلَ، فإِذا اسْتُدرَّ جَرْيه وقَف حتى تكادَ تسْبِقُه، ثم يجري فيسبِقها، وفي الصحاح: حَرون اسمُ فرسِ أَبي صالح . . . أكمل المادة مُسْلم بن عمروٍ الباهلي والد قُتَيْبة؛ قال الشاعر: إذا ما قُريش خلا مُلْكُها، فإِنَّ لخِلافةَ في باهِلَهْ لِرَبِّ الحَرونِ أَبي صالح، وما ذاك بالسُّنَّة العادلَهْ.
وقال الأَصمعي: هو من نَسْل أَعوج، وهو الحَرون بن الأَثاثيّ بن الخُزَر بن ذي الصُّوفة بن أَعْوج، قال: وكان يسبِق الخيلَ ثمَ يَحْرُن حتى تَلْحَقَه، فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثم حرَن ثم سبَقَها، وقيل: الحَرونُ فرسُ عُقبة بن مُدْلِجٍ، ومنه قيل لحبيب بن المهلَّب أَو محمد بن المُهلَّب الحَرُون، لأَنه كان يَحْرُنُ في الحرب فلا يبرح، استعير ذلك له وإنما أَصله في الخيل، وقال اللحياني: حَرَنَت الناقةُ قامت فلم تَبْرَحْ، وخَلأَت بركَتْ فلم تَقُمْ؛ والحَرونُ في قول الشماخ: وما أَرْوَى، وإن كَرُمَتْ علينا، بأَدْنَى من مُوَقَّفةٍ حَرونِ. هي التي لا تبرح أَعلى الجَبل من الصَّيْد.
ويقال: حَرَن في البيع إذا لم يَزِد ولم يَنْقُص.
والمَحارينُ من النَّحْل: اللَّواتي يَلْصَقْنَ بالخَلِيَّة حتى يُنْتزَعْنَ بالمَحابِض؛ وقال ابن مقبل: كأَنَّ أَصْواتَها، من حيث نسمَعُها، نَبْضُ المَحابضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا. قال ابن بري: الهاءُ في أَصواتها تعودُ على النَّواقيس في بيتٍ قَبْله، والمَحابضُ: عِيدانٌ يُشارُ بها العسلُ، قال: والمَحارينُ جمع مِحْرانٍ، وهو ما حَرُنَ على الشَّهْد من النحل فلا يَبْرَح عنه؛ الأَزهري: المَحارينُ ما يموتُ من النحل في عسله، وقال غيره: المَحارينُ من العسل ما لَزِقَ بالخلِيَّة فعَسُر نَزْعُه، أُخذ من قولك حَرُن بالمكان حُرونة إذا لزمه فلم يُفارِقْه، وكأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِيارُه؛ قال الراعي: كِناس تَنوفةٍ ظَلَّت إليها هِجانُ الوَحْشِ حارنةً حُرونا.
وقال الأَصمعي في قوله حارنة: متأَخرة، وغيره يقول: لازِمة.
والمَحارينُ: الشِّهادُ، وهي أَيضاً حَبّات القُطن، واحدتُها مِحْرانٌ، وقد تقدم شرح بيت ابن مقبل: يَخْلِجْنَ المَحارينا.
وحَرّان: اسم بلد، وهو فَعّال، ويجوز أَن يكون فَعْلانَ، والنسبة إليه حَرْنانيٌّ، كما قالوا مَنانّي في النسبة إلى ماني، والقياس مانَوِيّ، وحَرّاني على ما عليه العامة.
وحُرَينٌ: اسمٌ.
وبنو حِرْنَة: بُطَين (* قوله «وبنو حرنة بطين» كذا في الأصل والمحكم بكسر فسكون، وفي القاموس والتكملة بكسر الحاء والراء وشد النون).

ضفط (لسان العرب) [0]


الضَّفاطةُ: الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرأْي.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه سمع رجلاً يتَعوَّذُ من الفِتَنِ، فقال عمر: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ قال أَبو منصور: تأَوَّل قَوْل اللّه عزّ وجلّ: إِنما أَموالُكم وأَولادُكم فِتْنة، ولم يرد فِتنةَ القتالِ والاختلاف التي تَمُوجُ مَوْجَ البحر. قال: وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبيد قال: عَنى به ضَعْفَ الرأْي والجهل.
ورجل ضَفِيطٌ: جاهل ضعيف.
وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه سئل عن الوتْر فقال: أَنا أُوتِرُ حين ينام الضَّفْطَى؛ أَراد بالضَّفْطَى جمع ضَفِيط، وهو الضعيفُ العقل والرأْي.
وعُوتِب ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في شيء فقال: . . . أكمل المادة إِني في ضَفْطَةٍ وهي إِحدى ضَفَطاني أَي غَفَلاني؛ وقد ضَفُطَ، بالضم، يَضْفُطُ ضَفاطةً.
وفي الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطةِ؛ هي ضعْفُ الرأْي والجهل، وهو ضَفِيطٌ؛ ومنه الحديث: إِذا سَرَّكم أَن تنظُروا إِلى الرجل الضَّفِيطِ المُطاعِ في قومه فانظروا إِلى هذا، يعني عُيَيْنةَ بن حِصْنٍ.
وفي حديث ابن سيرين: بلغَه عن رجل شيء فقال: إِني لأُراهُ ضَفِيطاً.
ورجل ضِفِطٌّ وضَفّاطٌ؛ الأَخيرة عن ثعلب: ثقيل لا يَنْبَعِثُ مع القوم؛ هذه عن ابن الأَعرابي.
والضَّفاطةُ: الدُّفُّ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه شهد نِكاحاً فقال: أَين ضَفاطَتُكم؟ فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ، وفي الصحاح: أَين ضَفاطَتُكُنَّ يعني الدفّ، وقيل: أَين ضَفاطَتُكم، قيل: لِعابُ الدُّفِّ، سمي ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ ولَعِبٌ وهو راجع إِلى ضعف الرأْي والجهل. ابن الأَعرابي: الضَّفّاط الأَحْمَقُ، وقال الليث: الضَّفّاطُ الذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه ورمى به.
ورجل ضَفّاطٌ وضَفِيطٌ وضَفَنَّطٌ: سَمِين رخْو ضَخْمُ البَطْنِ، وقد ضَفُطَ ضَفَاطةً. شمر: رجل ضَفِيطٌ أَي أَحمق كثير الأَكل، وقال: الضِّفِطُّ التارُّ من الرجال، والضَّفّاطُ الجالِبُ من الأَصْل، والضفَّاطُ الذي يُكْرِي الإِبل من موضع إِلى موضع.
والضافِطةُ والضَّفّاطةُ: العِير تحملُ المَتاع، وقيل: الضفّاطون التُّجَّار يحملون الطعام وغيره؛ أَنشد سيبويه للأَخضر بن هبيرة: فما كنت ضَفّاطاً، ولكِنَّ راكِباً أَناخَ قلِيلاً فَوْقَ ظَهْر سَبِيلِ والضَّفَّاطُ: الذي يُكْرِي من قرية إِلى قرية أُخرى، وقيل: الذي يُكْري من مَنْزِلٍ إِلى منزل؛ حكاه ثعلب وأَنشد: لَيْسَتْ له شَمائلُ الضَّفّاطِ والضّافِطةُ من الناس: الجَمّالُون والمُكارُون، وقيل: الضَّفّاطُ الجمّال، والضفّاطةُ، بالتشديد، شبيهة بالدَّجّالةِ وهي الرُّفْقةُ العظيمة.
والضَّفَّاطُ: المخْتلفُ على الحُمُر من قَرية إِلى قرية، ويقال للحمر الضفّاطةُ.
وفي حديث قَتادةَ بن النُّعمان: فقَدِمَ ضافِطةٌ (* قوله «فقدم ضافطة» كذا ضبط في النهاية في مادة درمك غير أَنه أَنث الفعل وشدد في أَصلنا دال قدم ونصب ضافطة.) من الدَّرْمَكِ؛ الضافِطةُ والضفّاطُ الذي يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ إِلى المُدُن، والمُكارِي الذي يُكْرِي الأَحْمالَ، وكانوا يومئذ قوماً من الأَنْباط يحملون إِلى المدينة الدَّقيق والزيت وغيرهما؛ ومنه أَنَّ ضَفّاطِينَ قَدِمُوا إِلى المدينة.
وقال ثعلب: رحلَ فلان على ضَفّاطةٍ، وهي الرَّوْحاء المائِلةُ.
وضَفَطَ الرجلُ: أَسْوَى.
وما أَعظَمَ ضُفوطَهم أَي خُرْأَهم.
والضَّفّاطُ: المُحْدِثُ. يقال: ضفَطَ إِذا قضَى حاجتَه كأَنَّه نزل عن راحلته وظُنَّ به ذلك.

ضفط (العباب الزاخر) [0]


رجل ضَفيطّ بينُّ الضفاطةِ: أي ضعيفُ الرّأي والعقلِ، قال أبو حزَامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكليّ
تعادَتْ بالجنانِ على المزُجـى      ويخّفي الخبْءَ بالبدْءِ الضفيطِ

يخْفي: يظهرُ، والبدءُ: الدّاهيةَ، وقد ضفطَ -بالضمّ-، وبلغَ عُمر -رضي الله عنه- أنّ رجلاً اسْتأذَنّ فقال: إني لأراهَ ضَفيْطاً، لأنه كان ينكر قولَ من قال: إذا قعدَ إليك رجلّ فلا تقُمْ حتىّ تستأذنهِ. وقال اللّيثُ: الضفِيطُ، العذْيوْطُ الذي يبدْي إذا جامعَ أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهدَ نكاحاً فقال: أينَ ضَفَاطتكمُ، أرادَ الدفّ لأنه لعبّ ولهو فهو راجعّ إلى ما يحمقُ فيه صاحبهُ. وفي حديثّ عمر -رضي الله عنه-: أنهّ سمعَ رجلاً يتعوذّ من الفتنِ فقال: اللهم إني . . . أكمل المادة أعُوْذ يك من الضّفاطةِ، أتسألُ ربكّ ألاّ يرزقكّ أهْلاً ومالاً. ذَهبَ إلى قوله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكمُ فتنة) وكرهَ التعوذَ منها  
وفي حديث ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: لو لم يطالبِ النّاسُ بدمٍ عثمانَ لرمواُ بالحجارة من السماء، فقيلَ له: اتقواُ هذا وأنتَ عاملَ لفلان، فقال: إنّ في ضفطات وهذه إحدْى ضفَطاني. الضّفطةُ للمرةِ كالمْقةِ، وجمعُ الضفْطِ ضَفْطى؛ كصريْع وصرْعى.
وفي حديثِ عمرُ رضي الله عنه-: أنّ أصحاب محمدٍ صلّى الله عليه وساّم- تذَاكروا الوترْ، فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه-: أماّ أنا فأبْدا بالوتْرِ- وقال عمرُ -رضي الله عنه-: لكنيِ أوترُ حين ينامُ الضفْطى: همُ الحمْقى والنوْكى. والضّفْيطُ -أيضاً- من فحولٍ الإبلِ: السرِيسُ. والضّفْيط: السخيّ، وهو من الأضدَادِ. والضفّاطةُ -بالتشديد-: شبيهةّ بالدجاّلةِ؛ وهي الرفقةُ العظيمةُ. والضّفاطُ: الذي يكريُ الإبل من قريةِ إلى قريةٍ أخرى.
وقال ابن الأعْرابيّ: الضفّاطُ: الجمالُ وروي: أنّ ضفاطة -ويرْوى: ضفّاطيْن- قدمواُ المدينةَْ. وقيل: الصّافطةُ: رُذالُ الناس، وكذلك الضّفاطُ، قال جسّاس بن قطيبْ:
ليستْ به شماءلُ الضفاطِ     

وقال ابن شْميلٍ: الصّافطةُ: الأنباطُ كانوا يقدمون المدينةْ بالدرْمكِ والزيتِ وقال ابن المباركِ: الضفاطَ: الجالبُ من الأصلِ والمقاطُ: الحاملُ من قريةٍ إلى قريةٍ. وقيل: الضفّاطُ: الذي يكرْي من منزلٍ إلى منزلٍ أو من ماءٍ إلى ماء، قال:
وما كنتُ ضَفّاطاً ولكنّ راكبا      أناَخَ فأغْفى فوق ظَهْرِ سبيلِ

ويرْوى: "ولكنّ طالباً" وقال ابن دريدٍ: يقال للعابّ الدّفَ والصنْجِ: الضفّاطةُ وقال اللّيثْ: الضفّاطُ: الذيقد ضفَط بسلْحِه. وقال غيرهُ: ضفط: أي شدّ.
والضفّاطةُ: الإبل الحموْلةُ.
وضفَط عليه فلم يزايلهَ: أي ركبهَ وقال ابن شميلٍ: الضفّطُ -مثالُ فلزٍ-: التّارُّ من الرّجالِ. وقال ابن عبادٍ: الصّافط: المسافرُ الذي لا يبعْدُ السفرَ. وتضافطَ عليه اللّحْمُ: أي اكتنزَ. والترْكيبُ يدلُ على الحقِ والجفاء، وقال ابن فارسٍ: وأحْسب أن البابَ كلهّ ممّا يعولُ عليه

مقط (العباب الزاخر) [0]


الفراءُ: الماقطُ من البعيرِ: مثلُ الرازمِ، وقد مَقَطَ يَمُطُ مُقُوطاً: أي هُزل هُزالاً شديداً. والماقِطُ: الحازي الذي يتكهن ويطرقُ بالحصى. وتقول العرب: فلانٌ ساقطٌ ابن ماقطِ ابن لاقطِ. فالساقطُ عبد الماقِط: والماقِطُ عبدُ اللاقِطِ؛ والاقِطُ عبدٌ مشتريٍ. والماقِطُ -أيضاً-: الشديدُ.
والمَقْطُ: الشدةُ. وقيل في قولِ أبي جُندبٍ الهذلي:
لو أنه ذو عِـزةٍ ومـقـطِ      لمنعَ الجيرانَ بعض الهمطِ


إن المقطَ: الضربُ، يقالِ: مقطه بالسوط، وقيل: الشدة.  وقال ابن دريدٍ: رجلٌ ماقِطٌ ومَقاطٌ: وهو الذي يكري من منزلٍ إلى منزلٍ. ومَقَطَتُ الحبلَ أمقطه مقطاً: إذا شددت فتله، وبه سمي المِقاطُ وهو الحبلُ الشديدُ الفتلِ، وقيل: هو حبلٌ صغيرٌ يكادُ يقومُ من شدةِ إغارته.
وفي حديثِ عُم ر-رضي اللّه عنه-: . . . أكمل المادة أنه قدمَ مكةَ فسأل من يعلمُ موضوعَ المقامَ؛ وكان السيلُ احتملهَ من مكانهِ، فقال المطلبُ بن أبي وداعةَ السهمي -رضي اللّه عنه-: أنا يا أمير المؤمنين قد كنتُ قدرتهُ وذرعتهُ بِمِقاطٍ عندي.
وقال رؤبة:
جذبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي      مثلينِ في كرينِ من مِقَاطِ

وقال أبو داودٍ جاريةُ بن الحجاج الايادي:
مُدْمَجٍ كالمِقَاطِ يَختالُ نِسـعـاً      زَهِماتِ الأكفالِ قُب البُطونِ

وجمعُ المِقاطِ: مُقُطٌ -مثالُ كِتابٍ وكُتُبٍ-، قال الراعي:
كأنها مُقُطٌ ظـلـتْ عـلـى قـيمٍ      من ثُكْدَ واغتَمَستْ في مائهِ الكدرِ

وقال ابن دريدٍ: مِقَاطُ الفرس: مقودُه، ومِقاطُ الدلوِ: رشاؤها. قال؛ ويقال: رب ماقطٍ قد شَهِدهُ فلانٌ: أي معركةَ، والجمعُ: المَقاطُ. وقال الليثُ -أيضاً- في هذا التركيب: الماقِطُ: أضيقُ المواضع. في الحربِ وأشدها. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب؛ إيرادهما إياه في هذا التركيب سَهْو؛ "إذ هذا التركيبُ مختصٌ بما كانت ميمه أصليةً، وما ذكراه هو الماقِطُ بالهمز -كمجلس-، وقد مر في أ ق ط، والميمُ ليست بأصليةٍ". ومَقَطَه بالأيمانِ: إذا حفله بها. وقال ابنُ عبادٍ: مقَطَه الشيء: أي جرمه. وقال الليث: المقطُ: ضربك بالكرةِ على الأرض ثم تأخذها، وقال الشماخُ:
مقطُ الكُرينَ على مـكـنـوسةٍ زَلَـفٍ      في ظهر حنانةِ الـنـيرينِ مِـعـزالِ


وقال المُسيبُ بن علي يصفُ ناقته:
مرحت يداها بالنجاءٍ كأنمـا      تكروُ بكفي ماقِطٍ في صاعِ

ويروى: "لاعبٍ في قاعِ" و"في صاعِ". ومَقَقْتُ صاحبي أمقُطُه مَقْطاً: إذا غِظْتَه وبلغتَ إليه في الغيظ؛ عن أبي زيدٍ. ومَقَطَتُ عُنُقه بالعصا: إذا ضربته بها حتى ينكسرَ عظمُ العُنُقِ والجلدُ صحيحٌ. وقال الليثُ: المقطُ: الضربُ بالحبيلِ الصغيرِ المُغارِ. وقال ابن عبادٍ: المَقِطُ -مثالُ كتفٍ-: الذي يُولدُ لستةِ أشهرٍ أو لسبعةِ أشهرٍ. قال: والمقطُ -بالضم-: خيطٌ يصطادُ به الطيورُ، وجمعهُ: الأمقاطُ. ومقطْتَه تمقيطاً: صرعتهُ. وقال غيره: امتقطَ فلانٌ عينينِ مثل جمرتينِ: أي استخرجهما.

حلج (لسان العرب) [0]


الحَلْجُ: حَلْجُ القُطْنِ بالمِحْلاجِ على المِحْلَجِ. حَلَجَ القُطْنَ يَحْلِجُهُ ويَحْلُجُهُ حَلْجاً: نَدَفَهُ.
والمِحْلاجُ: الذي يُحْلَجُ به.
والمِحْلَجُ والمِحْلَجَة: الذي يُحْلَجُ عليه وهي الخشبة أَو الحجَرُ، والجمع محالِجُ ومَحالِيجُ. قال ابن سيده: قال سيبويه: ولم يجمع بالأَلف والتاء استغناء بالتكسير، ورُبَّ شيء هكذا.
وقُطْنٌ حَلِيجٌ: مَنْدوفٌ مُسْتَخْرَجُ الحَبِّ، وصانع ذلك: الحَلاَّجُ، وحرفته الحِلاجَةُ؛ فأَما قول ابن مقبل: كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بها، جَذْبُ المَحابِضِ يَحْلُجْنَ المحارِينا ويروى صوت المحابض، فقد روي، بالحاء والخاء، يَحْلُجْنَ ويَخْلُجْنَ، فمن رواه يَحْلُجْنَ فإِنه عنى بالمَحارين حبات القطن.
ويحلجن: يَنْدِفْنَ.
والمَحابِضُ: أَوتار النَّدّافِينَ؛ ومن رواه يخلجن فإِنه عنى بالمحارين قِطَعَ الشَّهْدِ. يَجْبِذْنَ ويَسْتَخْرِجْنَ.
والمَحابِضُ: المَشاوِرُ.
والقطن حَلِيجٌ ومَحْلوجٌ.
وحَلَجَ الخُبْزَةَ: دَوَّرَها.والمِحْلاجُ: . . . أكمل المادة الخشبة التي يُدَوَّرُ بها.
والحَلِيجَةُ: السَّمْنُ على المَخْضِ، والزُّبْدُ يُلْقى في المَخْضِ فَيُشْخِتُه المَخْضُ؛ وقيل: الحَلِيجَةُ عُصارة نِحْيٍ، أَو لَبَنٌ يُنْقَعُ فيه تمر، وهي حُلْوَةٌ؛ وقيل: الحَلِيجَةُ عُصارَة الحِنَّاءِ.
والحُلُجُ: عُصاراتُ الحنَّاء. قال ابن سيده: والحَلِيجُ، بغير هاء، عن كراع: أَن يُحْلَبَ اللبنُ على التمر ثم يُماثَ. الأَزهري: الحُلُجُ هي التُّمُورُ بالأَلْبانِ.
والحُلُجُ أَيضاً: الكثيرُو الأَكْلِ.
وحَلَجَ في العَدْوِ يَحْلِجُ حَلْجاً: باعَدَ بين خُطاه.
والحَلْجُ في السَّيْر.
وبينهم حَلْجَةٌ صالحةٌ وحَلجَةٌ بعيدة وبينهم حَلْجَةٌ بعيدة أَو قريبة أَي عُقْبَةُ سيْرٍ. قال الأَزهري: الذي سمعته من العرب الخَلْجُ في السَّيْر، يقال: بيننا وبينهم خَلْجَةٌ بعيدةٌ، قال: ولا أَنكر الحاء بهذا المعنى، غير أَن الخَلْجَ، بالخاء، أَكثر وأَفشى من الحَلْجِ.
وحَلَجَ القومُ لَيْلَتَهُمْ أَي ساروها. يقال: بيننا وبينهم حَلْجَةٌ بعيدةٌ.
والحَلْجُ: المَرُّ السريعُ.
وفي حديث المغيرة: حتى تَرَوْه يَحْلِجُ في قومه أَي يُسرعُ في حُبِّ قومه، ويروى بالخاء. الأَزهري: حَلَجَ إِذا مشى قليلاً قليلاً.
وحَلَجَ المرأَةَ حَلْجاً: نكحها، والخاء أَعلى.
وحَلَجَ الديكُ يَحْلُجُ ويَحْلِجُ حَلْجاً إِذا نشر جناحيه ومشى إِلى أُنثاه لِيَسْفَدَها.
وحَلَجَ السحابُ حَلْجاً: أَمطر؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذلي: أَخِيلُ بَرْقاً مَتى حابٍ له زَجَلٌ، إِذا تَفَتَّرَ من تَوْماضِهِ حَلَجا ويروى خَلَجا. متى، ههنا: بمعنى مِن أَو بمعنى وسط أَو بمعنى في.
وما تَحَلَّجَ ذلك في صدري أَي ما تردّد فأَشكُّ فيه.
وقال الليث: دَعْ ما تَحَلَّجَ في صدرك وما تَخَلَّج، بالحاء والخاء؛ قال شمر: وهما قريبان من السَّواءِ؛ وقال الأَصمعي: تَحَلَّجَ في صدري وتَخَلَّجَ أَي شككت فيه.
وفي حديث عَدِيِّ بن زيد، قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَتَحَلَّجَنَّ في صدرك طعامٌ ضارَعْتَ فيه النَّصْرانيَة. قال شمر: معنى لا يتحلَّجن لا يَدْخُلَنَّ قلبَك منه شيءٌ، يعني أَنه نظيف. قال ابن الأَثير: وأَصله من الحَلْجِ، وهو الحركة والاضطراب، ويروى بالخاء، وهو بمعناه.ابن الأَعرابي: ويقال للحمار الخفيف: مِحْلَجٌ ومِحْلاجٌ، وجمعه المَحالِيجُ؛ وقال في موضع آخر: المَحالِيجُ الحُمُرُ الطِّوالُ. الأَزهري: في نوادر الأَعراب: حَجَنْتُ إِلى كذا حُجوناً وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ وحالَجْتُ ولاحَجْتُ ولحَجْتُ لحُوجاً؛ وتفسيرهُ: لُصُوقُكَ بالشيء ودخُولُكَ في أَضْعافِه.

الجَدُّ (القاموس المحيط) [0]


الجَدُّ: أبو الأبِ، وأبو الأُمِّ،
ج: أجْدَادٌ وجُدودٌ وجُدودَةٌ، والبَخْتُ، والحَظُّ، والحُظْوَةُ، والرِّزْقُ، والعَظَمَةُ، وشاطئ النَّهْرِ،
كالجِدِّ والجِدَّةِ، بكسرهما: والجُدَّةِ، بالضم،
و= وَجْهُ الأرضِ،
كالجِدَّةِ، بالكسر،
والجَدِيدِ والجَدَدِ،
و= الرجُلُ العظيمُ الحَظِّ،
كالجُدِّ والجُدِّيِّ، بضمِّهما،
والجَدِيدِ والمَجْدُودِ، ووكْفُ البَيْتِ، وهذه عن المُطَرِّزِ، ويكسرُ، والقَطْعُ،
وثَوْبٌ جَدِيدٌ: كما جَدَّهُ الحائِكُ،
ج: جُدُدٌ، كسُرُرٍ،
و= صرامُ النَّخْلِ،
كالجِدادِ والجَدادِ.
وأَجَدَّ: حانَ أن يُجَدَّ، وبالضم: ساحِلُ البَحْرِ بِمَكَّةَ،
كالجُدَّةِ.
وجُدَّةُ: لمَوْضِعٍ بِعَيْنِهِ منه، وجانِبُ كُلِّ شيءٍ، والسِّمَنُ، والبُدْنُ، وثَمَرٌ كَثَمَرِ الطَّلْحِ، والبِئْرُ في موضِعٍ كثِير الكلأِ، والبِئْرُ المُغْزِرَةُ، والقليلَةُ الماءِ، ضِدٌّ، والماء القليلُ، والماء في طَرَفِ فلاةٍ، والماء القديمُ، وبالكسر: الاجْتِهادُ . . . أكمل المادة في الأمْرِ، وضِدُّ الهَزْلِ،
وقد جَدَّ يَجِدُّ ويَجُدُّ، وأجَدَّ، والعَجَلَةُ، والتَّحْقِيقُ، والمُحَقَّقُ المُبَالَغُ فيه، ووَكَفَانُ البَيْتِ،
جَدَّ يَجِدُّ.
والجَدَّةُ: أمُّ الأمِّ، وأمُّ الأبِ، وبالضم: الطَّريقةُ، والعَلامَةُ، والخُطَّةُ في ظَهْرِ الحِمارِ تُخالِفُ لَوْنَهُ.
(وع.
ورَكِبَ جُدَّةَ الأَمْرِ: إذا رأى فيه رَأياً)، وبالكسر: قِلاَدَةٌ في عُنُقِ الكَلْبِ، وضِدُّ البِلى،
جَدَّ يَجِدُّ، فهو جَدِيدٌ.
وأَجَدَّهُ وجَدَّدَهُ واسْتَجَدَّهُ: صَيَّرَهُ جديداً فتَجَدَّدَ.
وأَجَدَّ بها أمْرَاً، أي: أجَدَّ أمْرَهُ بها.
وكرُمَّانٍ: خُلْقانُ الثِّيابِ، وكُلُّ مُتَعَقِّدٍ بعضُهُ في بعضٍ من خَيْطٍ أو غُصْنٍ، والجِبَالُ الصِّغارُ.
وككَتَّانٍ: بائِعُ الخَمْرِ، ومُعَالِجُها.
وككِتابٍ: جَمْعُ جَدِيدٍ: للأتانِ السَّمينَةِ.
والجَدِيدَانِ والأجَدَّانِ: اللَّيْلُ والنَّهارُ.
والجَدْجَدُ: الأرضُ الصُّلْبَةُ المُسْتَوِيَةُ.
وكَهُدْهُدٍ: طُوَيْئِرٌ شِبْهُ الجَرادِ، وبَثْرَةٌ تَخْرُجُ في أصلِ الحَدَقَةِ، ودُوَيبَّةٌ كالجُنْدَبِ، والحِرُ العظيمُ.
والجَدَّاءُ: الصَّغيرَةُ الثَّدْي، والمَقْطُوعَةُ الأُذُنِ، والذاهِبَةُ اللَّبَنِ، والفَلاَةُ بِلاَ ماءٍ،
وة بالحِجَازِ.
و"صَرَّحَتْ جِدَّاءَ، وبِجِدٍّ وبِجِدَّ، مَمْنُوعَةً،
وبِجِدَّانَ": يقالُ في شيْءٍ وَضَحَ بَعْدَ الْتِبَاسِهِ، وهو على الجُمْلَةِ اسْمُ مَوْضِعٍ بالطائِفِ، لَيِّنٍ مُسْتَوٍ كالرَّاحَةِ لا خَمَرَ فيه، يُتَوَارَى به، والتاء عبارَةٌ عن القِصَّةِ، أو الخِطَّةِ.
والجَدُودُ: النَّعْجَةُ قَلَّ لَبَنُها، وع.
وتَجَدَّدَ الضَّرْعُ: ذَهَبَ لَبَنُهُ.
والجَدَدُ، محركةً: ما اسْتَرَقَّ من الرمْلِ، وشِبْهُ السِّلْعَةِ بِعُنُقِ البَعِيرِ، والأرضُ الغَلِيظَةُ المُسْتَوِيَةُ.
وأَجَدَّ: سَلَكَهَا،
و~ الطَّرِيقُ: صارَ جَدَداً.
وعالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، بالكسر: مُتَنَاهٍ بالِغُ الغايَةِ.
وجادَّهُ: حاقَقَهُ.
وما عليه جُدَّةٌ، جِدَّةٌ، بالكسر والضم: خِرْقَةٌ.
وأَجَدَّتْ قَرُونِي منه: تَرَكْتُهُ.
والجَدِيدُ: المَوْتُ، ونَهْرٌ باليَمَامَةِ.
وأَجِدَّكَ لا تَفْعَلُ، لا يقالُ إلاَّ مُضافاً، وإذا كُسِرَ: اسْتَحْلَفَهُ بِحَقِيقَتِهِ، وإذا فُتِحَ: اسْتَحْلَفَهُ بِبَخْتِهِ، وإذا قلتَ بالواوِ فَتَحْتَ وَجَدِّكَ (لا تَفْعَل).
والجادَّةُ: مُعْظَمُ الطريقِ،
ج: جَوادُّ.
وجُدٌّ، بالضم: ع.
وجُدُّ الأثافِي، وجُدُّ المَوَالِي: مَوْضِعَانِ بِعَقِيقِ المَدِينَةِ.
وجُدَّانُ، مُشددةً: ع، وابنُ جَدِيلَةَ بنِ أسدِ بنِ رَبِيعَةَ.
والجَدِيدَةُ: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ،
ومُصَغَّرَةً الجُديِّدَةُ: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ قُرْبَ حِصْنِ كِيفى،
وع بِنَجْدٍ فيه رَوْضَةٌ، وماءٌ بالسَّماوَةِ.
وأَجْدَادٌ: ع.
وذو الجَدَّيْنِ: عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بن الحارِثِ، وعَمْرُو بنُ رَبِيعَةَ فارِسُ الضَّحْيَاءِ.
وكَزُبَيْرٍ: جُدَيْدُ بنُ خَطَّابٍ الكَلْبِيُّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.

غثر (لسان العرب) [0]


الغَثَرة والغَثْراء: الجماعة المختلطة، وكذلك الغَيْثرة. أَبو زيد: الغَيْثَرة الجماعة من الناس المختلطون من الناس الغَوْغاء.
والغَثْراء والغُثْر: سَفِلة الناس، الواحد أَغْثَر، مثل أَحْمَر وحُمْر وأَسْوَدَ وسُود.
وفي الحديث: رَعاع غَثرة؛ هكذا يروى، قيل وأَصله غَيْثرة حذفت منه الياء، وقيل في حديث عثمان، رضي الله عنه، حين دخل عليه القومُ ليَقْتُلوه، فقال: إِن هؤلاء رَعْاعٌ غَثَرة أَي جُهَّال؛ قال ابن الأَثير: وهو من الأَغْثَر الأَغْبَر، وقيل للأَحمق الجاهل: أَغْثَر، استعارةً وتشبيهاً بالضبع الغَثْراء للونها، قال: والواحد غاثِر، وقال القتيبي: لم أَسمع غاثِراً، وإِنما يقال رجل أَغْثَر إِذا كان جاهلاً، قال: والأَجود في غَثَرة أَن يقال هو جمع غاثِرٍ مثل كافرٍ . . . أكمل المادة وكَفَرة، وقيل: هو جمع أَغْثَر فجُمِعَ جمْع فاعِل كما قالوا أَعْزَل وعُزَّل، فجاءَ مثل شاهدٍ وشُهَّد، وقياسه أَن يقال فيه أَعْزَل وعُزْل وأَغْثَر وغُثْر، فلولا حملهما على معنى فاعل لم يجمعا على غَثَرة وعُزَّل؛ قال: وشاهد عُزَّل قول الأَعشى: غيرِ مِيلٍ، ولا عَواوِير في الهَيـْ ـجا، ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفال وفي حديث أَبي ذر: أُحِبُّ الإِسلامَ وأَهلَه وأُحِبّ الغَثْراءَ أَي عامّة الناس وجماعتهم، وأَراد بالمحبة المُناصَحةَ لهم والشفقة عليهم.
وفي حديث أُويس: أَكون في غَثْراء الناس؛ هكذا جاء في رواية، أَي في العامّة المجهولين، وقيل: هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى.
وقولهم: كانت بين القوم غَيْثرة شديدة؛ قال ابن الأَعرابي: هي مُداوَسة القوم بعضهم بعضاً في القتال. قال الأَصمعي: تركت القوم في غَيْثَرة وغَيْثَمةٍ أَي في قتال واضطراب.
والأَغْثَر: الذي فيه غُبْرة.
والأَغْثَر: قريب من الأَغْبَر؛ ويسمى الطُّحْلُبُ الأَغْثَرَ، والغُثْرةُ: غُبْرة إِلى خضرة، وقيل: الغُثْرة شبيهة بالغُبْشة يخلطها حمرة، وقيل: هي الغُبْرة، الذكر أَغْثَر والأُنثى غَثْراء؛ قال عمارة: حتى اكْتَسَيْتُ مِنَ المَشيبِ عِمامةً غَثْراء، أُعْفِرَ لَوْنُها بخِضاب والغَثْراءُ وغَثَارِ معرفة: الضبع، كلتاهما لِلَوْنها. قال ابن الأَعرابي: الضبع فيها شُكْلة وغُثْرة أَي لونان من سواد وصفرة سَمْجة، وذئب أَغْثَر كذلك؛ ابن الأَعرابي: الذئب فيه غُبْرة وطُلْسة وغُثْرة.
وكَبْش أَغْثَر: ليس بأَحْمر ولا أَسود ولا أَبيض.
وفي حديث لقيامة: يُؤتى بالموت كأَنه كبش أَغْثَر؛ قال: هو الكَدِر اللون كالأَغْبَر والأَرْبَدِ والأَغْثَر.
والغَثْراء من الأَكْسِية والقطائف ونحوهما: ما كثر صوفه وزِئْبِرُه، وبه شبِّه الغَلْفَق فوق الماء؛ قال الشاعر: عَباءة غَثراء مِنْ أَجَن طالي أَي من ماء ذي أَجَنٍ عليه طلوة عَلَتْه.
والأَغْثَر: طائر ملتبس الريش طويل العنق في لونه غُبْرة، وهو من طير الماء.
ورجل أَغْثَر: أَحمق.
والغُنْثَر: الثقيل الوَخِم، نونه زائدة؛ ومنه قول أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، لابنه عبد الرحمن، رضي الله عنه: يا غُنْثَر.
وأَصابَ القومُ من دُنياهم غَثَرة أَي كثرة.
وعليه غَثَرةٌ من مال أَي قطعة.
والمَغاثِيرُ: لغة في المَغافِير.
والمُغثور: لغة في المُغْفور.
وأَغْثَر الرِّمْثُ وأَغْفَرَ إِذا سال منه صمغ حلو، ويقال له المُغْثور والمِغْثَر، وجمعه المَغاثِير والمغافير، يؤكل وربما سال لثَاه على الثَّرى مثل الدِّبس، وله ريح كريهة، وقال يعقوب: هو شيء يَنْضَحُه الثُّمام والرِّمْثُ والعُرْفُط والعُشَر حُلْوٌ كالعسل، واحدها مُغٌثور ومِغْثار ومِغْثَر؛ الأَخيرة عن يعقوب وحده.
وخرج الناس يَتَمَغْثَرُون، مثل يَتَمَغْفَرون أَي يَجْتَنُون المَغافِيرَ.

رصف (العباب الزاخر) [0]


الرصفة -بالتحريك-: واحدة الرصفح وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل.
وفي حديث زيادٍ أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: لحديث من عاقل أحب إلي من الشهد بماء رصفة فقال: أكذاك هو! فلهو أحب إلي من رثيته فتئت بسلالة من ماء ثغب في يومٍ ذي وديقة ترمض فيه الآجال.
وقال العجاج:
من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَـفـا      حتّى تَناهى في صَهَارِيْجِ الصَّفا

يقول: مزج هذا الشراب من ماء رصف نازع رصفاً آخر؛ لأنه أصفى وأرق، فحذف الماء وهو يريده فجعل مسيله من رصف إلى رصف منازعة منه إياه. والرصفة: واحدة الرصاف وهي العقب الذي يلوى فوق الرعظ.
ومنه الحديث: . . . أكمل المادة ثم نظر في رصافة فلم ير شيئاً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ب د.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أهدى له يكسوم أبن أخي الأشرم سلاحاً فيه سهم لغب وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه وقال: هو مستحكم الرصاف وسماه قتر الغلاء. والرصف -بالتسكين-: المصدر منهما جميعاً، تقول: رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفاً: إذا ضممت بعضها إلى بعض، ورصفت السهم رصفاً: إذا شددت على رعظه عقبة، ومنه حديث النبي -صلى اله عليه وسلم- أنه مضغ وتراً في رمضان ورصف به وتر قوسه.
وقال رجل من أهل المدينة -على ساكنيها السلا-:
وأثْرَبيُّ سِنْخُهُ مَرءصُوْفُ     

وانشد الليث لامرئ القيس:
رَمَتْني فأصَابَتْـنـي      بِنَبْلٍ غَير مَرْصُوفَهْ

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجده في شعر امرئ القيس بن حجر. وقال ابن عباد: المرصوف من النساء: الصغيرة الهنة لا يصل إليها الرجل، وقيل: هي الضيقة الفرج. والمرصافة: المطرقة؛ لنه يرصف بها المطروق أي يضم ويلزق.
وفي حديث معاذ -رضي الله عنه-: ضربه بمرصافة، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و خ ط. ويقال: هذا أمر لا يرصف بك: أي لا يليق بك. وتقول للقائم في الصلاة: رصف قدميه: أي ضم إحداهما إلى الأخرى. والرصوف: المرأة الضيقة الفرج. وعمل رصيف بين الرصافة: أي محكم، وقد رصف -بالضم-.
وجواب رصيف: ولا يفارقه. وقال الليث: الرصافة والرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق من الوتر وعلى أصل نصل السهم. والرصافة: في عدة مواضع: رضافة الشام وهي رصافة هشام بن عبد الملك غربي الرقة.
ورصافة الحجاز وهي عين فيها نز، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي يصف حماراث وآتنه:
يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ للنِّـحـاءِ      عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذاةَ النِّجَالِ

ويروى: "عَيْنَ الضُّرافة".
ورصافة بغداد ورصافة البصرة.
ورصافة واسط.
ورصافة الكوفة.
ورصافة نيسابور.
ورصافة اليمن قرية من أعمال ذمار.
ورصافة قرطبة من بلاد المغرب.
وقال أبن عباد: الرصاف: العصب من الفرس، الواحد: رصيف، وقيل: هي عظام الجنب لتراصفها.
وهي أيضاً: كهيئة المراقي في عرض الجبل، وجمعه الرصف. قال: وفي ركبة الفرس رصفتان: وهما عظمان فيهما مستديران منقطعان عن العظام. وقال الجمحي: رصف -بضمتين- وقال غيره: رصف -بالتحريك-: موضع. وقال ابن الأعرابي: الرصفاء من النساء: الضيقة الملاقي؛ مثل الرصوف. وارصف الرجل: إذا مزج شرابه بماء الرصف وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيصفو. وتراصف القوم في الصف: أي قام بعضهم إلى لزق بعض. والمرتصف: السد؛ عن أبن خالويه. ورجل مرتصف الأسنان: وهو المتقارب بينها. والتراصف: التلاصق. والتركيب يدل على ضم الشيء إلى الشيء.

قرط (العباب الزاخر) [0]


القرطُ: الذي يعلقُ في شحمة الاذن، والجمعُ: أقراط وقروط وقروطة وقراط -مثال بردٍ وإبرادٍ وبرودٍ؛ وقلب وقلبةٍ ورمحٍ ورماحٍ-: قال رؤبة:
كأن بين العقد والأقـراط      سالفة من جيدَ رئم عاط

وقال المتنخلُ الهذلي يذكرُ قوساً:
شنقتُ بها معابلَ مرهفاتٍ      مسالات الأغرة كالقراط

ويروى: "قرنتُ بها". وعن عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة: -رضى الله عنها- فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً. وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية: هي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي . . . أكمل المادة القيمة؛ قيل: إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل: كانتْ فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما.
وقيل: هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت. يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي: لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة:
والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ      تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ

وذو القرط: السكنُ بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الاوس بن حارثة الاوسي الأنصاري، من الجعادرة. وذو القرطْ: -واسمه الوشاحُ- سيف خالد بن الوليد -رضى الله عنه-، وهو القائل فيه:
وبذي القرطْ قد قتلتُ رجـالاً      من كهولُ طماطمٍ وعرابٍ

والقرطُ: سيفُ عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه:
فما ذمتُ أخي قرطاُ فابعـطـهُ      وما نبا نبوة يوماً فـيخـزينـي


وقال الليث: القرطةُ: شية حسنة في ابلمغرى؛ وهي أن يكون للعنز أو للتبس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قرطاءُ، والذكر أقراط، ويستحب في التيس لأنه يكون مناثاً، والفعلُ: قرط قرطاً. وقال ابن عبادٍ: قرطُ الصبي: زبيبه. وقال الدينوري: القرطُ: شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً، وهي الذي يسمى بالفارسية: الشذر. والقريط -مصغراً- وساهم: فرسانٍ لكندة، قال سبيعُ بن الخطيمُ التيمي:
أرباب نحلة والقريط وساهم      إني هنالك إلف مألـوف

نحلة: فرس سبيع بن الخطيم. والقريط -أيضا- والحمالة: فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي -رضي الله عنه- وأنشده له أبو محمد الأعرابي:
بين الحمالة والقريط فقد      أنجبت من أم ومن فحل

وقال ابن دريد: القروط: بطون من العرب من بني كلابٍ لأنهم أخوة أسموهم: قرط: وقريط؛ ولم يزد.
وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلانَ: القرطاءُ وهم قرط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب. وقال ابن دريد: القُرْطانُ لغة في القُرْطاطِ. والقِرْطاطِ: وهو للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضاً، قال حميد الأرْقَطُ:  
بأرْحَيَّ مـائرِ الـمِـلاَطِ      ذي زُفْرَةٍ تَنْشُزُ بالقُرْطاطِ

وقال الزَّفَيان:
ضَمَّنْتُهُنَّ أخْدَريّاً ناشِطا     


الأسمامِطُ: المعاليق وهي ما علقه من متاعهِ برحله. وفي حديث سليمان الفارسي -رضي الله عنه-: أنه دخل عليه في مَرَضه الذي مات فيه فنظروا فإذا إكافٌ وقُرْطاطٌ. وقال ابن دريد: القَرْطيَّةُ -بالفتح-: إبِلٌ تنسب إلى حَيّ من مهرة، وأنشد:
أما تَرى القَرْطيَّ يَفْري نَتْقا     

النَّتْقُ: النَّفْضُ، وامرأة مِنْتاق: كثيرة الولدِ؛ من نَتْق الرحم. وقال يونس: القِرطيُّ -بالكسر-: الصرع على القَفا. والقِرَاطُ -بالكسر-: شعلةُ السّراج ما احترق من طرف الفتيلة.
وقيل في قول المنتخل الهذلي يصف قوساً:
شَنَفْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ      مُسَالاتِ الأغِرَّةِ والقِرَاطِ

إن القِرَاطَ جمع قُرْطٍ، أي في الصفاء والحسن، أي تبرق نصالها كأنها قِرَطَةٌ في بريقها. وقال أبو عمرو: القِرَاطُ: المصابيح؛ وقيل: السُّرُجُ، الواحد قُرْطٌ. ويروى: قَرَنْتُ بها. وقال ابن عباد: قِرَاطا النصل: طَرَفا غراريه. والقِيْراطُ: معروف، ووزنه يختلف باختلاف البلاد، فهو عند أهل مكة -حرسها الله تعالى- ربع سدس الدينار، وعند أهل العراق نصف عشر الدينار.
وأصله قِرّاطٌ بالتشديد؛ لأن جمعه قضرارِيْطُ، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء؛ على ما ذكرناه في دينار.
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قِيراطٌ ومن شهدها حتى تدفن فله قِيراطانِ، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: فبلغ ذلك ابن عمر -رضي الله عنهما- فقال: لقد أكثر أبو هريرة، فبلغ ذلك عائشة -رضي الله عنها- فصدقت أبا هريرة، فقال: لقد فرطنا في قَرارِيطَ كثيرة. وقِيْرَاطٌ: أبو العلية من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ومجاهد. وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما بعث الله نبياً ألا رَعى الغنم -ويروى: إلا راعي غنم-، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قَرَارِيْطَ لأهل مكة. فالمراد بها قَرارِيطُ الحساب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قدمت بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وهي أولى قدمةٍ قدمتها؛ فسألني بعض المحدثين عن معنى القَرارِيطِ في هذا الحديث، فأجبته بما ذكرت، فقال: سمعنا الحافظ الفلاني: أن القَرارِيْطَ اسم جيل أو موضع، فأنكرت ذلك كل الإنكار، وهو مصر على ما قال كل الإصرار. أعاذنا الله من الخطأ والخطل والتصحيف والزلل. والقِرْطِيْطُ: الداهية، وأنشد أبو عمرو:
سَألناهُمُ أنْ يَرِفدونا فـأجْـبَـلـوا      وجاءت بِقِرطِيطِ من الأمرِ زيْنَبُ

وقال ابن دريد: يقال ما جاد لنا فلان بِقِرْطِيطٍ: أي ما جاد لنا بشيْ يشير، وصنعوا في هذا بيتاً وهو:
فَما جادَتْ لنا سَلمى      بِقِرْطِيطٍ ولا فُوْفَه

الفُوْفَةُ: القشرة الرقيقة التي على النواة. هكذا قال ابن دريد في هذا التركيب، وقيل البيت بيت وهو:
فأرْسَلتُ إلى سَلمى      بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُفَهْ

ويروى: "بِرِنْجِيرٍ ولا فُوْفَهْ". وقال الليث: القِرْطِيْطُ: لغة في القُرْطاطِ. والقاْرِيطُ -ويقال: القَرَارِيطُ-: حب الحمر وهو الثمر الهندي. وقَرَّطْت الجارية تَقْرِيطاً: ألبستها القُرْطَ، قال رجل لامرأته وقد سألته أن يحليها قُرْطَينِ:
عقارباً سُواداً وأرقمـين      نسبتِ من دينِ بني قنينِ

نسبتِ من دينِ بني قنينِ

ومن حسابٍ بينهم وبيني وقرطَ فرسهَ: إذا طرح اللجامَ في رأسه.
وقيل: التقريطُ: أن يجعلوا الأعنة وراءَ أذان الخيلِ عند طرح اللجم في رؤوسها، أخذ من تقريط المرأة.
وفي حديث النعمان بن عمرو بن مقرنٍ -رضي الله عنه-: فلشب الرجالُ إلى أكمةِ جيولها فيقرطها أعنتها.
وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب رث ث. وقَرَط السراجَ: إذا نَزَعَ منه ما احترقَ ليضئَ. وقال ابنُ عبادٍ: قرطتُ إليه رسولاً: أعجلتهُ إليه.
 وقال غيرهُ: قرطه عليه: إذا أعطاهُ قليلاً قليلا. وقال ابنُ دريدٍ: قرط فلان فرسهَ العنانَ: فلهذه موضعانِ: ربما استعملوها في طرْح اللجام في رأس الفرسَ، وربما استعملوها للفارسِ إذا مد يدهَ بعنانه حتى يجعلها على قذالِ فرسهَ في الحضرِ.
وقيل: تقريطُ الخيلِ جملهاُ على أشد الحضرْ، وذلك أنها إذا أشتدّ حضرهاُ امتد العنانُ على أذنها.

عتك (لسان العرب) [0]


عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكاً: كَرَّ، وفي التهذيب: كرَّ في القتال.
وعَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إذا حمل.
وعَتَك الفرسُ: حَمَل للعَضِّ؛ قال: نُتْبِعهُم خَيْلاً لنا عَواتِكَا، في الحرب، حُرْداً تَركَبُ المَهالكا أَي مُغْتاظة عليهم، ويروى عَوانكا.
وعَتَك في الأرض يَعْتِك عُتُوكاً: ذهب وحده.
وعَتَك عليه يضربه: حَمَلَ عليه حَمْلةَ بَطْش.
وعَتَك عليه بخير أَو شرّ: اعترض.
وعَتَك على يمين فاجرة. أَقْدَم.
والعاتِك: الراجع من حال إلى حال.
وعَتَكَ فلان بفلان يَعْتِك به إذا لزمه.
وعَتَكتِ المرأةُ على زوجها: نَشَزَت.
وعَتَكَتْ على أَبيها: عصته وغلبته، وقال ثعلب: إنما هو عَنَكت،بالنون، والتاء تصحيف.
وعَتَكَ القومُ إلى موضع كذا إذا عدلوا إليه؛ قال جرير: سارُوا فلستُ، على أَني أُصِبْتُ بهم، أَدْري على أَيِّ صَرْفَيْ نِيَّةٍ . . . أكمل المادة عَتَكوا ورجل عاتك: لَجُوجٌ لا يَنْتَهي ولا يَنْثَني عن أَمر؛ وأَنشد الأَزهري هنا: نُتْبعهم خيلاً لنا عواتِكا وعَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً وعُتوكاً، وهي عاتِك: احْمَرَّت من القِدَم وطول العهد.
والعاتِكة: القوس إذا قَدُمَتْ واحْمَرَّت.
وامرأة عاتكة: مُحْمَرَّة من الطِّيب، وقيل: بها رَدْعُ طِيبٍ، وسميت المرأَة عاتكة لصفائها وحُمْرتها.
وفي الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم، يوم حنين: أَنا ابن العَواتك من سُلَيْم؛ العواتك: جمع عاتكة، وأَصل العاتكة المُتَضَمِّخة بالطيب.
ونخلة عاتكة: لا تأتَبِر أَي لا تقبل الإبار وهي الصَّلُودُ تحمل الشِّيصَ.
والعواتك من سُلَيم: ثلاث يعني جداته، صلى الله عليه وسلم، وهنّ عاتكة بنت هِلال بن فالَج بن ذَكْوان أم عبد مناف بن قصيّ جدّ هاشم، وعاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم هاشم بن عبد مناف، وعاتكة بنت الأَوْقَص بن مُرَّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم وهب بن عبد مناف بن زُهْرة جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبي أُمه آمنة بنت وهب، فالأُولى من العواتك (* قوله «فالأولى من العواتك إلخ» عبارة النهاية: فالأولى من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة.) عَمَّةُ الوُسْطَى والوُسطى عمةُ الأُخرى، وبنو سليم تَفْخَرُ بهذه الولادة؛ ولبني سُلَيم مَفاخِر: منها أَنها أَلَّفَتْ معه يوم فتح مكة أَي شهده منهم أَلفٌ، وأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَدَّم لواءَهم يومئذ على الألْوِية وكان أحمر، ومنها أَن عمر كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام أن ابعثوا إلي من كل بلد أَفضلَه رجلاً، فبعث أَهل الكوفة عُتْبة بن فَرْقَدٍ السُّلَمي، وبعث أَهل البصرة مُجاشِعَ بن مسعود السُّلَمي، وبعث أهل مصر مَعْنَ بن يزيد السُّلَمِي، وبعث أَهل الشام أَبا الأعْوَر السُّلَمِي، وسائر العَواتك أُمهاتِ النبي، صلى الله عليه وسلم، من غير بني سُلَيْم. قال ابن بَرِّي: والعواتك اللاَّتي ولدنه، صلى الله عليه وسلم، اثنتا عشرة: اثنتان من قريش، وثلاث من سُليم هن اللواتي أسميناهن، واثنتان من عَدْوان، وكنانية وأسدية وهُذَلية وقُضاعية وأَزْدية.
وأَحمر عاتك: شديد الحُمْرة.
والعَتِيك: الأَحمَر من القِدَم، وهو نعت.
وأَحمر عاتكٌ وأَحمر أَقْشَر إذا كان شديد الحُمْرة.
ولون عاتك: خالص أَيّ لون كان.
والعاتك: الخالص من كل شيءٍ ولون.
وعِرْقٌ عاتِك: أَصفر.
وعَتَكَ اللبنُ والنبيذ يَعْتِكُ عُتوكاً: اشتدت حُموضته.
ونبيذ عاتك إذا صفا. أَبو عبيد في باب لُزوق الشيء: عَسِقَ وعَبِقَ وعَتَكَ، والعاتِك من اللبن الحازِرُ.
وعَتَكَ اللبنُ والشيءُ يَعْتِكُ عَتْكاً: لَزِقَ.
وعَتَكَ به الطيبُ أَي لَزِقَ به.
وعَتَك البولُ على فخذ الناقة أَي يَبِسَ.
وكلُّ كريم عاتِك.
وأَقام عَتْكاً أَي دَهْراً؛ عن اللحياني؛ والمعروف عَنْكاً.
وعَتِيكٌ: أَبو قبيلة من اليمن، وقيل: العَتِيك بالألف واللام فَخِذٌ من الأزد؛ عن كراع، والنسبة إليها عَتَكِيٌّ.
وعَتِيك: حيٌّ من العرب.
والعَتْكُ: اسم جبل؛ قال ذو الرمة: فَلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قبل احْتِمالِها شَواهِقُ، يَبلُغْنَ السَّحابَ، صِعابُ

قلس (العباب الزاخر) [0]


القَلْس: حبل ضخم من لِيف أو خُوص أو غيرِهما؛ من قُلُوسِ سُفُن البحر. والقَلْسُ أيضاً-: القَذْف، وقد قَلَسَ يَقْلِسُ -بالكسر- قَلْساً.
وقال الخليل: القَلْسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلءَ الفَمِ أو دُونَه وليس بِقَيءٍ، فإن عادَ فهو القَيءْ. قال:
وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ      فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقـاسِ

قال ذو الرُّمَّة:
تَبَسَّمْنَ عن غرٍّ كأنَّ رُضَـابَـهـا      نَدى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهادُ القَوالِسُ

وقال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ يصف الغيث:
يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسا      وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا

وقَلَسَتِ الكأسُ: إذا قَذَفَت بالشَرابِ لِشِدَّة الامتلاء، قال أبو الجَرّاح في أبي الحَسَن الكِسائيّ:
كَريم إلى جَنبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ      يُحَيّى بِأهلاً مَرْحَباً ثمَّ يُجْلَـسُ


وبحرٌ . . . أكمل المادة قَلاّس: أي يَقْذِ ف بالزَّبَد. وقالِس: موضع أقْطَعَه النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بَني الأحَبِّ من عُذْرَة. وقَلُوْس: قرية على عَشْرَةِ فراسِخَ من الرَّيِّ. والقُلَّيْسُ -مثال قُبَّيْط-: بِيعَة كانت بصَنْعاء للحَبَشَة، بَناها أبْرَهَة.
وهَدَمَها حِمْيَر. والقَلْس: الشُّرْبُ الكثير من النبيذ. والقَلْس -أيضاً-: الغِناء الجَيِّد.
والقَلْس: الرَّقْصُ في غناءٍ. وقال ابن دُرَيْدٍ: القَلِيْس: البخيل، وأنشَدَ للأفْوَه الأوْديِّ:
من دونِها الطَّيْرُ ومن فَوْقِهـا      هَفَاهِفُ الرِّيْحِ كَجَثِّ القَلِيْسْ


الجَثُّ الشُّهْدَة التي لا نَخْلَ فيها. والقَلِيْسُ: غثيان النفس. والأنْقَليس: السَّمَك الجِرِّيْث، قال ابن الأعرابي: هو الأنْكَليس والأنْقَليس.
وقال الليث: الأَنْقَلَيس -بفتح الألف واللام، ومنهم مَن يَكْسِر الألف واللام- قال: وهي سمكة على خِلْقَةِ حَيَّة.
ومنه حديث عمّار بن ياسِر -رضي الله عنهما-: لا تاكلوا الصِّلَّوْرَ والأنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّي. والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة: بمعنىً، إذا فَتَحْتَ القاف ضَمَمْتَ السين، وإذا ضَمَمْتَ القافَ كَسَرْتَ السين وقلَبْتَ الواو ياءً، فإذا جَمَعْتَ أو صَغَّرْتَ فأنْتَ بالخِيَار، لأنَّ فيه زِيَادَتَين الواو والنُّوْنَ، إن شِئتَ حَذَفْت الواو فَقُلْتَ قَلانِس، وإن شِئتَ حَذَفْتَ النون فَقُلْتَ قَلاسٍ، وانَما حَذَفْتَ الواوَ لالتِقاء السّاكنين، وإن شِئْتَ عَوّضْتَ فيهمافقُلْتَ قَلانِيْس وقَلاسِيّ.
وتقولُ في التصغير: قُلَيْنِسَة، وإن شِئتَ قُلْتَ قُلَيْسِيّة، ولكَ أن تُعَوِّضَ فيهما فتقول: قُلَيْنِيْسَة وقُلَيْسِيَّة -بتشديد الياء الأخيرة-.
وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الهاء قُلْتَ: قَلَنْسٍ، قال:
لا مَهل حتى تَلْحَقي بعَنْـسِ      أهلِ الرِّيَاطِ البِيْضِ والقَلَنْسِ

وأصلُه: قَلَنْسُوٌ، إلاّ أنَّكَ رَفَضْتَ الواو لأنَّه ليس في الأسماء اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَها ضَمَّة، فإذا أدّى إلى ذلك قياسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ، ويُبَدّل من الضمَّة كسرة، فيصير آخِر الاسم ياءً مكسوراً ما قَبْلَها، وذلك يُوْجِب كَوْنَه بمنزِلة قاضٍ وغازٍ في التنوين.
وكذلك القَوْل في أحْقٍ وأدْلٍ جَمْعَيْ حَقْوٍ ودَلْوٍ؛ وأشباهِ ذلِكَ، فَقِسْ عليه. وقَلَنْسُوَة: حِصْنٌ قُرْبَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ من أرضِ فِلَسْطين. والتَّقْليس: الضَّرْب بالدُّفِّ والغِنَاء، قال:
ضَرْبَ المُقَلِّسِ جَنْبَ الدّفِّ للعَجَم     

وقال الأموي: المُقَلِّس: الذي يلعب بينَ يَدَي الأمير إذا قَدِمَ المِصْرَ.
وقال أبو الجرّاح: التَّقْليس: استِقبال الوُلاةِ عند قُدومِهِم بأصناف اللَّهْوِ.
ومنه حديث عُمَر -رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَ الشّأمَ لَقِيَهُ المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان، قال الكُمَيْت يصف ثوراً طَعَنَ الكِلابَ فَتَبِعَه الذُّباب لما في قَرْنَيْه من الدَّم:
ثُمَّ اسْتَمَرَّ يُغَنِّيْهِ الذُّبابُ كـمـا      غَنّى المُقَلِّسُ بِطْرِيْقاً بمِزْمارِ

والتَّقليس -أيضاً-: أن يَضَعَ يَدَيه على صَدْرِه ويخْضَعَ كما تَفْعَل النَّصارى قَبْلَ أنْ تُكَفِّرَ أي تومِئَ بالسُّجود، وهو من القَلْسِ بمعنى القَيْءِ، كأنَّه حكى ِذلك هيئةَ القالِس في تَطَامُنِ عُنُقِهِ وإطراقِه.
ومنه الحديث الآخر: لمّا رأوْهُ قَلَّسُوا له ثُمَّ كَفَّروا. ويقال: قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ: أي لَبِسَ القَلَنْسُوَة. والتركيب يدل على رُمْيِ السَّحابةِ الندى من غيرِ مَطَرٍ؛ وعلى الضَّرْب ببَعْضِ المَلاهي.

سمم (لسان العرب) [0]


السَّمُّ والسِّمُّ والسُّمُّ: القاتلُ، وجمعها سِمامٌ.
وفي حديث عليّ، عليه السلام، يذُمُّ الدنيا: غذاؤها سِمام، بالكسر؛ هو جمع السَّمِّ القاتل.
وشيءٌ مَسْمُوم: فيه سَمٌّ.
وسَمَّتْه الهامَّة: أَصابَتْه بسَمِّها.
وسَمَّه أَي سقاه السمَّ.
وسَمَّ الطعام: جعل فيه السُّمَّ.
والسَّامَّةُ: الموتُ، نادر، والمعروف السَّامُ، بتخفيف الميم بلا هاء.
وفي حديث عُمير بن أَفْصَى: تُورِدُه السَّامَّةَ أَي الموت، قال: والصحيح في الموت أَنه السَّامُ، بتخفيف الميم.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: قالت لليهود عليكم السَّامُ والدَّامُ.
وأَما السَّامَّةُ، بتشديد الميم، فهي ذواتُ السُّمومِ من الهوامِّ، ومنه حديث ابن عباس: اللهم إِني أَعوذُ بك من كل شيطان وهامَّه، ومن كلِّ عَيْنٍ لامَّه، ومن شرِّ كل سامَّه.
وقال شمر: ما لا يَقْتُل . . . أكمل المادة ويَسُمُّ فهي السَّوامُّ، بتشديد الميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلغ أَن تقتُل مثل الزُّنْبور والعَقْرب وأَشباههما.
وفي الحديث: أُعِيذُكُما بكَلِمات الله التامَّه من كل سامَّه.
والسَّمُّ: سَمُّ الحية.
والسامَّةُ: الخاصَّة؛ يقال: كيف السَّامَّةُ والعامَّةُ.
والسُّمَّةُ: كالسامَّةِ؛ قال رؤبة: ووُصِلَتْ في الأَقْربينَ سُمَمُهْ وسَمَّه سَمّاً: خصَّه.
وسَمَّتِ النِّعْمَةُ أَي خصَّت؛ قال العجاج: هو الذي أَنْعَمَ نُعْمى عَمَّتِ، على البِلاد، رَبُّنا وسَمَّتِ وفي الصحاح: على الذين أَسْلَموا وسَمَّتِ أَي بَلَغت الكلَّ.
وأَهل المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ والأَقارب، وأَهلُ المَنْحاة: الذين ليسُوا بالأَقارب. ابن الأَعرابي: المَسَمَّةُ الخاصَّةُ، والمَعَمَّةُ العامَّةُ.
وفي حديث ابن المسيّب: كنا نقول إِذا أَصبَحْنا: نعوذُ بالله من شر السامَّة والعامَّة؛ قال ابن الأَثير: السَّامَّة ههنا خاصَّة الرجل، يقال: سَمَّ إِذا خَصَّ.
والسَّمُّ: الثَّقْبُ.
وسَمُّ كلِّ شيء وسُمُّه: خَرْتُه وثَقْبُه، والجمع سُمُومٌ، ومنه سَمُّ الخِيَاط.
وفي التنزيل العزيز: حتى يَلِجَ الجمَلُ في سَمِّ الخِياطِ؛ قال يونس: أَهل العالية يقولون السُّمُّ والشُّهْدُ، يَرْفَعُون، وتميم تفتح السَّمَّ والشَّهْدَ، قال: وكان أَبو الهيثم يقول هما لغتان سَمٌّ وسُمٌّ لخرق الإِبْرة.
وسُمَّةُ المرأَة: صَدْعُها وما اتَّصل به من رَكَبِها وشُفْرَيْها.
وقال الأَصمعي: سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها.
وفي الحديث: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئتم سِماماً واحداً؛ أَي مَأْتىً واحداً، وهو من سِمام الإِبرة ثَقْبِها، وانْتَصَب على الظرف، أَي في سِمام واحد، لكنه ظرف مخصوص، أُجري مُجْرى المُبْهَم.
وسُمومُ الإِنسانِ والدابة: مَشَقُّ جِلْده (* قوله «مشق جلده» الذي في المحكم: مشاق).
وسُمُوم الإِنسانِ وسِمامُه: فَمُه ومَنْخِرُه وأُذنُه، الواحد سَمٌّ وسُمٌّ؛ قال: وكذلك السُّمُّ القاتل، يضم ويفتح، ويجمع على سُموم وسِمام.
ومَسامُّ الجسد: ثُقَبُه.
ومَسامُّ الإنسان: تَخَلْخُل بشرته وجلْده الذي يبرُزُ عَرقُهُ وبُخار باطنه منها، سمِّيت مَسامَّ لأَن فيها خُروقاً خفيّة وهي السُّموم، وسُمومُ الفَرس: ما رقَّ عن صَلابة العظْم من جانبي قصَبة أَنفه إِلى نَواهِقه، وهي مَجاري دموعه، واحدها سَمٌّ. قال أَبو عبيدة: في وجه الفرس سُمومٌ، ويستحب عُرْيُ سُمومِه، ويستدلّ به على العِتْق؛ قال حُمَيْدُ بن ثور يصف الفرَس: طِرْف أَسِيل مَعْقِد البَرِيمِ، عارٍ لَطيف موضع السُّمُومِ وقيل: السَّمَّانِ عِرْقان في أَنف الفرس.
وأَصاب سَمَّ حاجتِه أَي مطلَبَه، وهو بصير بسَمِّ حاجته كذلك.
وسَمَمْت سَمَّك أَي قصدت قَصْدَك.
ويقال: أَصبت سَمَّ حاجتك في وجهها.
والسَّمُّ: كل شيء كالوَدَعِ يخرُج من البحر.
والسُّمَّةُ والسَّمُّ: الوَدَع المنظومُ وأَشباهُه، يستخرَجُ من البحر يُنْظَم للزينة، وقال الليث في جمعه السُّموم، وقد سَمَّه؛ وأَنشد الليث: على مُصْلَخِمٍّ ما يكاد جَسِيمُه يَمُدُّ بِعِطْفَيْه الوَضِينَ المُسَمَّما أَراد: وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم. ابن الأَعرابي: يقال لِتَزاويقِ وجهِ السَّقْف سَمَّان، وقال غيره: سَمُّ الوَضِينِ عُرْوَتُه، وكل خَرْق سَمٌّ.
والتَّسْمِيمُ: أَن يتخذ للْوَضينِ عُرىً؛ وقال حميد بن ثور: على كلِّ نابي المَحْزِمَيْنِ تَرى له شَراسِيفَ، تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّما أَي الذي له ثلاث عُرىً وهي سُمُومُه.
وقال اللحياني: السَّمَّانُ الأَصْباغُ التي تُزَوَّقُ بها السقُوف، قال: ولم أَسمع لها بواحدة.
ويقال لِلْجُمَّارة: سُمَّة القُلْب. قال أَبو عمرو: يقال لِجُمَّارة النخلة سُمَّة، وجمعها سُمَم، وهي اليَقَقَةُ.
وسَمَّ بين القوم يَسُمُّ سَمَّاً: أَصْلَح.
وسَمَّ شيئاً: أَصلحه.
وسَمَمْت الشيءَ أَسُمُّه: أَصلحته.
وسَمَمْت بين القوم: أَصْلَحْت؛ قال الكميت: وتَنْأَى قُعُورُهُمُ في الأُمُور على مَنْ يَسُمُّ، ومَن يَسْمُل وسَمَّه سَمّاً: شدَّه.
وسَمَمْت القارورةَ ونحوَها والشيءَ أَسُمُّه سَمّاً: شدَدْتُه، ومثله رَتَوْتُه.
وما له سَمٌّ ولا حَمٌّ، بالفتح، غيرُك ولا سُمٌّ ولا حُمٌّ، بالضم، أَي ما له هَمٌّ غيرك.
وفلان يَسُمُّ ذلك الأَمر، بالضم، أَي يَسبُره وينظُر ما غَوْرُهُ.
والسُّمَّةُ: حصير تُتَّخذ من خوص الغَضف، وجمعها سِمامٌ؛ حكاه أَبو حنيفة. التهذيب: والسُّمَّةُ شِبْه سفرة عريضة تُسَفُّ من الخوص وتبسط تحت النخلة إِذا صُرِمت ليسقُط ما تَناثَر من الرُّطَب والتمر (* قوله «والتمر» الذي في التكملة: والبسر) عليهما، قال: وجمعها سُمَمٌ.
وسامُّ أَبْرَصَ: ضرب من الوَزَغ.
وفي التهذيب: من كبار الوَزَغ، وسامَّا أَبرصَ، والجمع سَوامُّ أَبْرصَ.
وفي حديث عِياض: مِلْنا إِلى صخرة فإِذا بَيْض، قال: ما هذا؟ قال: بيض السامِّ، يريد سامَّ أَبْرصَ نوع من الوَزَغ.
والسَّمُومُ: الريحُ الحارَّة، تؤنث، وقيل: هي الباردة ليلاً كان أَو نهاراً، تكون اسماً وصفة، والجمع سَمائم.
ويومٌ سامٌّ ومُسِمٌّ؛ الأَخيرة قليلة عن ابن الأَعرابي. أَبو عبيدة: السَّمومُ بالنهار، وقد تكون بالليل، والحَرُور بالليل، وقد تكون بالنهار؛ يقال منه: سُمَّ يومُنا فهو مَسْمومٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمَّة: هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كانت تصوم في السفَر حتى أَذْلَقَها السَّمُومُ؛ هو حرُّ النهار.
ونَبْتٌ مَسْمُومٌ: أَصابتْه السَّمومُ.
ويومٌ مَسْمُومٌ: ذو سَمومٍ؛ قال: وقد عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل، يَسْفَعُني يوم قُدَيْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم التهذيب: ومن دوائر الفرس دائرة السَّمامةِ، وهي التي تكون في وَسَط العُنُق في عَرضها، وهي تستحبُّ، قال: وسُمومُ الفَرس أَيضاً كل عظْم فيه مُخٌّ، قال: والسُّمومُ أَيضاً فُروجُ الفَرس، واحدها سَمٌّ، وفُروجُه عَيناه وأُذناه ومَنْخِراه؛ وأَنشد: فنَفَّسْتُ عن سَمَّيْه حتى تَنَفَّسا أَراد عن مَنْخِريه.
وسُمومُ السيف: حُزوزٌ فيه يعلَّمُ بها؛ قال الشاعر يمدح الخَوارج: لِطافٌ بَراها الصومُ حتى كأَنَّها سُيوف يَمانٍ، أَخْلَصَتْها سُمُومُها يقول: بَيَّنَت هذه السُّموم عن هذه السيوف أَنها عُتُق، قال: وسُموم العُتُق غير سُموم الحُدْث.
والسَّمام، بالفتح: ضَرْب من الطير نحو السُّمانى، واحدته سَمامَة؛ وفي التهذيب: ضرب من الطير دون القَطَا في الخِلْقَة، وفي الصحاح: ضرب من الطير والناقة السريعة أَيضاً؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد ابن بري شاهداً على الناقة السريعة: سَمام نَجَتْ منها المَهارَى، وغُودِرَتْ أَراحِيبُها والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ وقولهم في المثَل: كلَّفْتَني بَيْضَ السَّماسِم؛ فسرَّه فقال: السَّماسِمُ طير يُشْبه الخُطَّاف، ولم يذكر لها واحداً. قال اللحياني: يقال في مثَل إِذا سُئل الرجل ما لا يَجِد وما لا يكون: كلَّفْتني سَلَى جَمَلٍ، وكلفتني بَيْضَ السَّماسِم، وكلفتني بيض الأَنُوق؛ قال: السَّماسِم طير مثل الخَطاطيف لا يُقْدَر لها على بيض.
والسَّمامُ: اللواء، على التشبيه.
وسَمامَةُ الرجُلِِ وكلِّ شيء وسَماوتُه: شخصُه، وقيل: سَماوتُه أَعلاه.
والسَّمامَةُ: الشخص؛ قال أَبو ذؤيب:وعادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّما تُزَعْزِعُها، تحت السَّمامةِ، ريحُ وقيل: السَّمامة الطَّلْعة.
والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسُّماسِم والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانيُّ، كله: الخفيف اللطيفُ السريعُ من كل شيء، وهي السَّمْسَمةُ.
والسَّمْسامةُ: المرأَة الخفيفة اللطيفة. ابن الأَعرابي: سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشى مَشْياً رفِيقاً.
وسَمسَمٌ وسَمْسامٌ: الذِّئب لخِفَّته، وقيل: السَّمْسَم الذئب الصغير الجسم.
والسَّمْسَمَةُ: ضرب من عَدْوِ الثَّعْلب، وسَمْسَمٌ والسَّمْسَمُ جميعاً من أَسمائه. ابن الأَعرابي: السَّمْسَمُ، بالفتح، الثَّعْلب؛ وأَنشد: فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه والسَّمامةُ والسمْسُمة والسِّمْسِمة: دُوَيْبَّة، وقيل: هي النملة الحمراء، والجمع سَماسِم. الليث: يقال لدُّوَيْبَّة على خِلْقة الآكِلَة حمراء هي السِّمْسِمة؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها في البادية، وهي تَلْسع فتُؤلم إِذا لَسَعَت؛ وقال أَبو خيرة: هي السَّماسِم، وهي هَناتٌ تكون بالبصرة تَعَضُّ عَضّاً شديداً، لَهُنَّ رؤوس فيها طول إِلى الحمرة أَلوانُها.وسَمْسَم: موضع؛ قال العجاج: يا دارَ سَلْمَى، يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي بسَمْسَمٍ، أَو عن يمين سَمْسَمِ وقال طُفَيل: أَسَفَّ على الأَفلاجِ أَيمنُ صَوْبهِ، وأَيْسَره يَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ وقال ابن السكيت: هي رَمْلة معروفة؛ وقول البَعِيث: مُدامِنُ جَوعاتٍ، كأَنَّ عُروقَه مَسَارِبُ حَيَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا قال: يعني السَّمَّ، قال: ومن رواه تَسَرَّبْنَ جعل سَمْسَماً رملة، ومساربُ الحيات: آثارها في السهل إِذا مرَّت، تَسَرَّبُ: تجيء وتذهب، شبَّه عروقه بمَجارِي حَيَّاتٍ لأَنها مُلْتوية.
والسِّمْسِمُ: الجُلْجُلانُ؛ قال أَبو حنيفة: هو بالسَّراة واليَمَنِ كثير، قال: وهو أَبيض. الجوهري: السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ. قال ابن بري: حكى ابن خالويه أَنه يقال لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ، كما قالوا لبائع اللُّؤلؤ لأْ آلٌ.
وفي حديث أَهل النار: كأَنهم عِيدانُ السَّماسِمِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى في كتاب مُسْلِمٍ على اختلاف طُرْقِهِ ونُسَخِه، فإِن صحَّت الرواية فمعناه أَن السَّماسِم جمع سِمْسِم، وعيدانُه تَراها إِذا قُلِعت وتُرِكَتْ ليؤخذ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها محترقة، فشبه بها هؤلاء الذين يخرجون من النار، قال: وطالما تَطَلَّبْتُ معنى هذه اللفظة وسأَلت عنها فلم أَرَ شافياً ولا أُجِبْتُ فيها بِمُقْنِعٍ، وما أَشبه ما تكون مُحَرَّفةً، قال: وربما كانت كأَنهم عيدان السَّاسَمِ، وهو خشب كالآبنوس، والله أعلم.

زعم (لسان العرب) [0]


قال الله تعالى: زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا، وقال تعالى: فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ؛ الزَّعْمُ والزُّعْمُ والزِّعْمُ، ثلاث لغات: القول، زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً أي قال، وقيل: هو القول يكون حقّاً ويكون باطلاً، وأَنشد ابن الأَعرابي لأُمَيّةَ في الزَّعْم الذي هو حق: وإِني أَذينٌ لكم أَنه سَيُنجِزُكم ربُّكم ما زَعَمْ وقال الليث: سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أَو باطل قيل زَعَمَ فلان، قال: وكذلك تفسر هذه الآية: فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ؛ أَي بقولهم الكذب، وقيل: الزَّعْمُ الظن، وقيل: . . . أكمل المادة الكذب، زَعَمَهُ يَزْعُمُهُ، والزُّعْمُ تميميَّة، والزَّعْمُ حجازية؛ وأَما قول النابغة: زَعَمَ الهمامُ بأَنَّ فاها بارِدٌ وقوله: زَعَمَ الغِدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً فقد تكون الباء زائدة كقوله: سُود المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ وقد تكون زَعَمَ ههنا في معنى شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّى به شهد كقوله تعالى: وما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا.
وقالوا: هذا ولا زَعْمَتَكَ ولا زَعَماتِكَ، يذهب إلى ردّ قوله، قال الأَزهري: الرجل من العرب إذا حدَّث عمن لا يحقق قوله يقول ولا زَعَماتِه؛ ومنه قوله: لقد خَطَّ رومِيٌّ ولا زَعَماتِهِ وزَعَمْتَني كذا تَزْعُمُني زَعْماً: ظَنَنْتني؛ قال أَبو ذؤيب: فإن تَزْعُمِيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ، فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بالجهل وتقول: زَعَمَتْ أَني لا أُحبها وزَعَمَتْني لا أُحبها، يجيء في الشعر، فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّعْمُ على أَنَّ دون الاسم.
والتَّزَعُّمُ: التَّكَذُّبُ؛ وأَنشد: وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُماً إذا تضافروا عليه، قال: وأَصله أَنا صار بعضهم لبعض زَعِيماً؛ وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به، قال الأَزهري: الزَّعْمُ إنما هو في الكلام، يقال: أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير مستقيم فيه منازعة بعدُ. قال ابن السكيت: ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا. قال ابن بري: الزَّعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه، يكون بمعنى الكَفالة والضَّمان؛ شاهده قول عمر بن أَبي ربيعة: قلت: كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضى وازْعُمِي يا هندُ، قالت: قد وَجَب وازْعُمِي أَي اضمني؛ وقال النابغة (* هو النابغة الجعديّ لا النابغة الذبياني) يصف نُوحاً: نُودِيَ: قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إنْـ ـنَ الله مُوفٍ للناس ما زَعَمَا زَعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنى ضَمِنَ، وبمعنى قال، وبمعنى وعَدَ، ويكون بمعنى الوعْد، قال عمرو بن شَأْسٍ: وعاذِلة تَحْشَى الرَّدَى أَن يُصيبَني، تَرُوحُ وتَغْدُو بالمَلامةِ والقَسَمْ تقول: هَلَكْنا، إن هَلكتَ وإنما على الله أَرْزاقُ العِباد كما زَعَمْ وزَعَمَ هنا بمعنى قال ووعد، وتكون بمعنى القول والذكر؛ قال أَبو زُبَيْدٍ الطائيّ: يا لَهْفَ نَفْسِيَ إن كان الذي زَعمُوا حَقّاً وماذا يَرُدّ اليوم تَلْهِيفِي إن كان مَغْنَى وُفُودِ الناس راح بِهِ قومٌ إلى جَدَثٍ، في الغار، مَنْجُوفِ؟ المعنى: إن كان الذي قالوه حقّاً لأَنه سمع من يقول حُمِلَ عثمانُ على النَّعْش إلى قبره؛ قال المُثَقّبُ العبدي: وكلامٌ سَيِّءٌ قد وَقِرَتْ أُذُني عنه، وما بي من صَمَمْ فتصامَمْتُ، لكَيْما لا يَرَى جاهلٌ أَنِّي كما كان زَعَمْ وقال الجميح: أَنتم بَنُو المرأَةِ التي زَعَمَ الـ ـناس عليها، في الغيّ، ما زَعَمُوا ويكون بمعنى الظن؛ قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود: فذُقْ هَجْرَها قد كنتَ تَزْعُمُ أَنه رَشادٌ، أَلا يا رُبَّما كذَبَ الزَّعْمُ فهذا البيت لا يحتمل سوى الظن، وبيت عمر بن أَبي ربيعة لا يحتمل سوى الضَّمان، وبيت أَبي زُبَيْدٍ لا يحتمل سوى القول، وما سوى ذلك على ما فسر.
وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه: الزَّعْمُ يستعمل فيما يُذَمّ كقوله تعالى: زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا؛ حتى قال بعض المفسرين: الزَّعْمُ أَصله الكذب، قال: ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين، وذكر بيت النابغة الجعدي وذكر أَنه روي لأُمية بن أبي الصَّلْتِ، وذكر أَيضاً بيت عمرو بن شَأْس ورواه لمُضَرِّسٍ؛ قال أَبو الهيثم: تقول العرب قال إنه وتقول زَعَمَ أَنه، فكسروا الأَلف مع قال، وفتحوها مع زَعَمَ لأَن زعم فعل واقع بها أي بالأَلف متعدّ إليها، أَلا ترى أَنك تقول زَعَمْتُ عبدَ الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا ومتى تقولُني خارجاً؛ وأَنشد: قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا، فمتى تقول الدارَ تَجْمَعُنا؟ ومعناه فمتى تظن ومتى تَزْعُمُ.
والزَّعُوم من الإبل والغنم: التي يُشَكُّ في سِمنَها فتُغْبَطُ بالأَيدي، وقيل: الزَّعُوم التي يَزْعُمُ الناس أَن بها نِقْياً؛ قال الراجز:وبَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما، مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما قال ابن بري: ومثله قول الآخر: وإنَّا من مَوَدَّة آل سَعْدٍ، كمن طَلَبَ الإِهالةَ في الزَّعُومِ وقال الراجز: إنَّ قُصاراكَ على رعُومِ مُخْلِصَةِ العِظامِ، أَو زَعُومِ المُخْلِصَةُ: التي قد خَلَصَ نِقْيُها.
وقال الأَصمعي: الزَّعُوم من الغنم التي لا يُدْرى أَبها شحم أَم لا، ومنه قيل: فلان مُزاعَم أَي لا يوثق به.
والزَّعوم: القليلة الشحم وهي الكثيرة الشحم، وهي المُزْعَمَةُ، فمن جعلها القليلة الشحم فهي المَزْعُومة، وهي التي إذا أَكلها الناس قالوا لصاحبها توبيخاً: أَزْعَمْتَ أَنها سمينة؛ قال ابن خالويه: لم يجبئ أَزْعَمَ في كلامهم إلا في قولهم أزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إذا ظُنَّ أَن في سنامها شحماً.
ويقال: أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جعلتك به زَعِيماً.
والزَّعِيمُ: الكفيل. زَعَمَ به يَزْعُمُ (* قوله «زعم به يزعم إلخ» هو بهذا المعنى من باب قتل ونفع كما في المصباح) زَعْماً وزَعامَةً أَي كَفَل.
وفي الحديث: الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم؛ والزَّعِيمُ: الكفيل، والغارم: الضامن.
وقال الله تعالى: وأَنا بهِ زَعيمٌ؛ قالوا جميعاً: معناه وأنا به كفيل؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: ذِمَّتي رَهينة وأَنا به زعِيمٌ.
وزَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ.
وزَعِيمُ القوم: رئيسهم وسيدهم، وقيل: رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ، والجمع زُعَماء.
والزَّعامة: السِّيادة والرياسة، وقد زَعُمَ زَعامَةً؛ قال الشاعر: حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ، تحت اللِّواء على الخَمِيسِ، زَعِيما والزَّعامَةُ: السلاح، وقيل: الدِّرْع أَو الدُّروع.
وزَعامَةُ المال: أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره؛ وقول لبيد: تَطِير عَدائِد الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً، والزعامَةُ للغلام فسره ابن الأَعرابي فقال: الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف، وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث، وقيل: يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة، وقوله شفعاً ووِتراً يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأُنثيين.
وأَما الزَّعامَةُ وهي السيادة أَو السلاح فلا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ، إذا هي مخصوصة به.
والزَّعَمُ، بالتحريك: الطمع، زَعِمَ يَزْعَمُ زَعَماً وزَعْماً: طمع؛ قال عنترة: عُلّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها زَعْماً، وربِّ البيت، ليس بمَزْعَمِ (* في معلقة عنترة: زعْماً، لَعَمْرُ أبيكَ، ليسَ بمَزعَمِ). أَي ليس بمطمع؛ قال ابن السكيت: كان حبها عَرَضاً من الأَعراض اعترضني من غير أن أَطلبه، فيقول: عُلِّقْتُها وأَنا أَقتل قومها فكيف أُحبها وأَنا أَقتلهم؟ أَم كيف أَقتلهم وأَنا أُْحبها؟ ثم رجع على نفسه مخاطباً لها فقال: هذا فعل ليس بفعل مثلي؛ وأَزْعَمْتُه أَنا.
ويقال: زعَمَ فلان في غير مَزْعَمٍ أَي طَمِعَ في غير مطمَع؛ قال الشاعر: له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهره، فما فيه للفُقْرى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ وأَمرٌ مُزْعِمٌ أَي مُطْمِعٌ.
وأَزْعَمَه: أَطمعه.
وشِواءٌ زَعِمٌ وزَعْمٌ (* قوله «وشواه زعم وزعم» كذا هو بالأَصل والمحكم بهذا الضبط وبالزاي فيهما، وفي شرح القاموس بالراء في الثانية وضبطها مثل الأَولى ككتف): مُرِشّ كثير الدَّسَمِ سريع السَّيَلان على النار.
وأَزْعَمَتِ الأَرضُ: طلع أَول نبتها؛ عن ابن الأَعرابي: وزاعِمٌ وزُعَيْم: إسمان.
والمِزْعامة: الحية.
والزُّعْمُومُ: العَييّ.
والزَّعْمِيُّ: الكاذب (* قوله «والزعمي الكاذب إلخ» كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة بالفتح ويوافقهما إطلاق القاموس وإن ضبطه فيه شارحه بالضم).
والزَّعْمِيّ: الصادق.
والزَّعْمُ: الكذب؛ قال الكميت: إذا الإكامُ اكتَسَتْ مَآلِيَها، وكان زَعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ يريد السَّراب، والعرب تقول: أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع.
وقال شريح: زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِب.
وقال شمر: الزَّعْمُ والتزاعُمُ أَكثر ما يقال فيما يُشك فيه ولا يُحَقَّقُ، وقد يكون الزَّعْمُ بمعنى القول، وروي بيت الجعدي يصف نوحاً، وقد تقدم، فهذا معناه التحقيق؛ قال الكسائي: إذا قالوا زَعْمَةٌ صادقة لآتينّك، رفعوا، وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ، قال: وينصبون يميناً صادقةً لأَفعلن.
وفي الحديث: أَنه ذكر أَيوب، عليه السلام، قال: كان إذا مر برجلين يَتَزاعَمان فيذكران الله كَفَّر عنهما أي يتداعيان شيئاً فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما؛ وقال الزمخشري: معناه أَنهما يتحادثان بالزَّعَماتِ وهي ما لا يوثق به من الأَحاديث، وقوله فيذكران الله أَي على وجه الاستغفار.
وفي الحديث: بئس مَطِيَّةُ الرجل زَعَمُوا؛ معناه أَن الرجل إذا أَراد المَسير إلى بلد والظَّعْنَ في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إرْبَهُ، فشبه مايقدّمه المتكلم أَمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زَعَمُوا كذا وكذا بالمطية التي يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجة، وإنما يقال زَعَمُوا في حديث لا سند له ولا ثَبَتَ فيه، وإنما يحكى عن الأَلْسُنِ على سبيل البلاغ، فذُمَّ من الحديث ما كان هذا سبيله.
وفي حديث المغيرة: زَعِيمُ الأَنْفاس أي موكَّلٌ بالأَنفاس يُصَعِّدُها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أَو أَراد أَنفاس الشرب كأنه يَتَجَسَّس كلام الناس ويَعِيبهم بما يُسقطهم؛ قال ابن الأَثير: والزَّعيمُ هنا بمعنى الوكيل.

حبس (العباب الزاخر) [0]


الحَبْسُ: ضِدُّ النَّخلِيَة، يقال: حَبَسْتُه أحْبِسُه حَبْساً ومَحْبَساً -بفتح الباء-. والحَبْس -أيضاً-: الشجاعة. والحَبْسُ -بالفتح؛ ويقال: بالكسر-: موضِعٌ، وقيل: جَبَلٌ، وبالوجهين يُروى قول الحارِث بن حِلزَة اليَشكُري:
لِمن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحبْسِ      آياتُها كمَهَارِقِ الفُرْسِ

وكذلك بالوجهين يُروى قول بِشر بن أبي خازم الأسدي:
وأصعَدَتِ الرِّبابُ فليسَ منها      بصَاراتٍ ولا بالحبْسِ نارُ

وقال أبو عمرو: الحَبْسُ: الجبل العظيم، وأنشَدَ:
عَجَنَّسٌ عُرَاهِمُ عَجَمْجَـمُ     


قال ثعلب: وقد يكون الجبل حَبْساً: أي أسْوَدَ؛ وتكون فيه بقعة بيضاء. وكلأٌ حابِس: إذا كان غامِراً لا تتجاوزه راعية لاخضراره. وحابِس بن سعد الطائي، وحابِس أبو حيّضة التَّميمي، والأقرع بن حابِس بن عقال الدّارِميُّ -رضي الله عنهم-: لهم صحبة، وكان . . . أكمل المادة الأقرع عالِم العَرَب في زمانه، قال عمرو بن الخُثارِم البَجَلِيُّ:
إنّك إن يُصرَعُ أخوك تُصرَع     


والحُبْسَة- بالضم-: الاسم من الإحتباس، يقال: الصمت حُبْسَة. وقال المُبَرَّد: الحُبسَة: تعذُّر الكلام عند إرادته، والعُقلَة: التواء اللسان عند إرادة الكلام. وحَبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله؛ فهو محبوس وحبيس. وحَبيسٌ: موضِع بالرّقَّة فيه قبور قوم ممن شَهِدَ صِفِّين مع علّيٍ رضي الله عنهم-. وذاةُ حَبيسٍ: موضع بمكَّة -حرسها الله تعالى- وهناك الجبل الأسود الذي يقال له: أظلم. وفي النوادر: جعلني فلان رَبيطَة لكذا وحَبيسَة: أي يَذهَب فيفعل الشيء وأُوخَذُ به. والحِبسُ -بالكسر-: خَشَبَة أو حجارة تُبنى في مجرى الماء لِتَحبِسَ الماء فيشرب القوم ويَسْقوا أموالَهم، قال:
فَشِمْتُ فيها كَعَمودِ الحِبْسِ     

وقال أبو عمرو: الحِبْسُ: مثل المَصْنَعَة، وجمعُه أحْباس، يُجعَل للماء. والحِبْسُ: الماء المستنقِع. وقال ابنُ عبّاد: الحِبْسُ: الماء المجموع لا مادة له. وقال ابن الأعرابي: الحِبْس: حجارة تكون في فُوَّهَة النهر تمنع طُغيان الماء.
وقال العامري: الحِبْس: صِنعٌ يصنع للماء ويُدسُّ عَمود في شِعْبِه، قال: وقد يقال بالفتح. وقال الليث: حَبَسْتُ الفِراشَ بالمِحبَسِ: وهو المِقرَمَة.
وكذلك الحِبْسُ عن غَيره: للثوب الذي يُطرَح على ظهر الفراش للنَّوم. والحِبْس- أيضاً-: نِطاق الهَودَج. والحِبْس: سِوار من فِضَّة يٌجعل في وَسَطِ القِرام، وهو سِتر يُجمَع به ليضيء البيت.
وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أبا عبيدة بن الجرّاح- رضي الله عنه- يوم الفتحِ على الحُبُسِ -بضمَّتين- أو الحُبَّسِ -مثال رُكَّعٍ- أو الحُسَّرِ.
وهم الرَّجَّالة عن القُتْبيّ قال: سُمُّوا بذلك لِتَحَبُّسِهِم عن الرُّكبانِ وتأخَّرهم، قال: وأحسِب الواحد حبيساً، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ، ويجوز أن يكون واحِدُهُم حابِساً؛ كأنَّهُ يحبِسُ من يسير من الرُّكبان بمَسيرِه. وفي حديث شُرَيح بن الحارث: جاء محمد -صلى الله عليه وسلّم- بإطلاقِ الحُبُسِ. هي جَمْعُ حَبيسٍ، أراد ما كان أهل الجاهلية يحبِسونها من ظهور الحوامي والسوائِب والبَحائِر وما أشبهها، فنزل القرآن بإحلال ما حرَّموا منها فذلك إطلاقُها. والحُبُسُ -في غير هذا-: كلُّ شيء وَقَفَه صاحبُه وّقفاً مؤبَّداً من نخلٍ وكرم، يَحبِس أصله ويُسَبِّلُ غَلَّتَه.
ومن ذلك ما رُوِيَ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلَّم- ندب الناس إلى الصدقة، فقيل له: قد مَنَعَ أبو جَهَم وخالِد بن الوليد والعبّاس، فقال: أمّا أبو جَهْم فلم يَنتَقِم منّا إلاّ أنْ أغْناهُ الله ورسوله من فضلِه، وأمّا خالد بن الوليد فإن الناس يظلِمونَ خالداً؛ إنَّ خالداً قد جعل رَقيقَه وأمواله وأعْتُدَهُ حُبُساً في سبيل الله، وأما العبّاس فإنَّها عليه ومثلُها مَعَها. المعنى: أنّه كان أخَّرَ عنهُ الصدقة عامين، وليس وجهُ ذلك إلاّ أن تكون حاجَةٌ بالعبّاس -رضي الله عنه- إليها.
والأعتُدُ: جمع العتاد؛ وهو ما يُعِدُّه الإنسان من آلةِ الحرب. والحبائسُ: الإبلُ التي كانت تُحبَسُ عند البيوت لكرمها، قال ذو الرمّة يصِفُ فَحلاً:
سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحيا بناتِـهِ      مَقَاليتُها فهيَ اللُّبابُ الحَبَائسُ

وحُبسانُ -مثال عُثمان-: ماءٌ غربيَّ طريق الحاج من الكوفة. وأحْبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله: أي وقَفتُ؛ فهو مُحبَس وحَبيس. قال ابنُ دُرَيد: وهذا أحدُ ما جاء على فَعيل من أفعَل. وحبَّستُ الفِراشَ بالمِحْبَسِ تَحْبيساً: أي سَتَرتُه به، مِثْلُ حَبَسْتُهُ حَبْساً. وتَحبيس الشيء: ألاّ يورَثَ ولا يُبَاع ولا يوهَبَ، لكن يُتْرَك أصلَهَ ويُجعَل ثَمَرُهُ في سبيل الله. واحتَبَسَ الشيء، مثل حَبَسَهُ، واحْتَبَسَ -أيضاً- بنَفْسِه، يتعدّى ولا يتعدّى. وتحبَّسَ على كذا: أي حَبَسَ نفسه على ذلك. وحابَسَ الرجل صاحِبَه، قال العجّاج:
وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا      وجَدْتَنا أعزَّ مَنْ تَنَـفَّـسـا



جلس (العباب الزاخر) [0]


جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوساً أو مَجْلَساُ -بفتح اللام-.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائماً كانت الحال التي يخالفها القُعود. والمَجْلِس -بكسر اللام- والمَجْلِسَة -عن الفرّاء- كالمكان والمكانة: موضع الجلوس. والمَجلِس -أيضاً-: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل:
نُبِّيتُ أنَّ النار بعـدَكَ أُوقِـدَت      واسْتَبَّ بعدَكَ . . . أكمل المادة يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ

أي أهل المجلس.
وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه. ورجلٌ جُلَسَة -مثال تُؤّدّةٍ-: أي كثير الجلوس. والجِلسَة -بالكسر-: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة. وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي. وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه. وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت. والجَلْس -بالفتح-: الغَليظ من الأرض.
ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج:
كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ      كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه أعطى بلال بن الحارث- رضي الله عنه- معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها. أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته:
وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها      كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا

وجَلَسَ: إذا أتى نجداً، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة -على ساكنيها السلام- مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال:
قياماً يَنظرونَ إلـى سـعـيدٍ      كأنَّـهُـم يَرَونَ بـه هِـلالا


قعوداً يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال:
ودَعِ المدينَةَ إنـهـا مـحـروسةٌ      واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقـدِسِ


وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح:
إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعـائنٍ      جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ

وقال مالك بن خالد الخُناعي:
إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا      سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ

وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان:
شِمالَ من غارَ به مُفرِعـاً      وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ

وشَجَرَةُ جَلْسُ. جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ:
وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها      جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَـوْعُ

وقال بعد أحد عشر بيتاً:
بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّـبَـت      من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ

وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي -رضي الله عنه- يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة:  
حتى إذا ما البيت أبرزَني      نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ


ويُروى: "إذا ما الخِدْرُ". وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير. والجَلْس: الوقت. والجَلْس: السهم الطويل. وقال غيره: الجَلْس: الخَمر. وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلاً:
أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شـاهِـقَةٍ      جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ

وقال ابن الأعرابي: الجِلْس -بالكسر-: الفَدْمُ. وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون. والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة. والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي- رضي الله عنهما-: لهما صحبة. وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى:
لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَـفـسَـج      وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما

وابْنَا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال:
فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا      كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيْرِ

وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس. وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه. ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم. وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ. والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء.

بسط (العباب الزاخر) [0]


بَسطُ الشيء: نشره. والمبْسط: المتسع، قال روبة -في رواية أبى- عمرو والأصمعي، وقال ابن الأعرابي: هو للعجاج، وكذلك حكم ما أذكره من هذه الأرجوزة وإن لم أذكر الاختلاف:
وبلَدٍ يَغتَالُ خَطوَ المخْتـطـي      بغائل الغَولِ عَرِيضِ المبْسطِ

وقوله تعالى: (والله يقبض ويبسط) أي يمنع ويعطي وهو القابض الباسط، ومنه قوله تعالى: (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) أي يوسع، ويقال: بسط يده بالعطاء، ومنه قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) يعني بالعطاء والرزق، وقال: (ولا تبسطها كل البسط يقول: لا تسرف. ويقال: بسط يده بالسطوة، ومنه قوله تعالى: (والملائكة باسطو أيديهم) أي مسلطون عليهم؛ كما يقال بسطت يده عليه: أي سلط عليه. وقوله عز وجل: . . . أكمل المادة (إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه) أي كالداعي الماء يومئ إليه فلا يجيبه. وقوله تعالى (وزاده بسطة في العلم والجسم) أي انبساطاً وتوسعاً في العلم وطولاً وتماماً في الجسم.
والبسطة -بالضم- لغة فيها، وقرأ زيد بن علي -رحمهما الله-: (وزاده بسطة) -بالضم-.
وبسط العذر: قبوله.
وبسطت من فلان: أي أزلت عنه الاحتشام.
وقال ابن السكيت: يقال: فرش لي فراشاً لا يبسطني؛ وذلك إذا كان ضيقاً، وهذا فراش يبسطك: إذا كان واسعاً عريضاً. وبسطني الله على فلان: أي فضلني عليه وسرنا عقبة باسطة: أي بعيدة. وخمس باسط: أي بائص. وركيته قامة باسطة وقامة باسطة -مضافة غير مجراةٍ كأنهم جعلوها معرفة-: يعنى أنها قامة وبسطة: من أعمال جيان بالأندلس. والباسوط من الأقتاب: ضد المفروق، ويقال أيضاً قتب مبسوط. وبسيطَةُ -مصغرة-: أرض ببادية الشام. والبساطُ: ما يبسط، قال الله تعالى: (والله جعل لكم الأرض بساطا).
وقال الفراء: البساط والبساط -بالكسر والفتح-: الأرض الواسعة، يقال: مكان بساط وبسيُط، قال روبة: لنا الحصى وأوسع البساط وقيل في قول المتنخل الهذلي يصف حاله مع أضيافه:
سأبدَوَّهُم بِمشْمَعةٍ وأثـنْـي      بجهدي من طعَأم أو بساطِ

إن البسَاط جمع بسيط: أي سعة وطول، ويروى: "من لحاف" فعلى هذه الرواية: البساط ما يبسط، قال العديل بن الفرخ وكان قد هجا الحجاج وهرب إلى قيصر:
مَهَامهُ أشبَاهُ كـأنَّ سَـراتـهـا      مُلاءُ بأيدي الغاسلات رِحيضُ

مُلاءُ بأيدي الغاسلات رِحيضُ

وقال العجاج: وبَسطَهُ بسعة البساط والبساط: القدر العظيمة.
وفلان بسيط الجسم والباع، كما يقال: رحب الباع ورحيب الباع. والبسيُطَ: البحر الثالث من بحور الشعر، ووزنه مستفعلن فاعلن ثماني مراتٍ. وقال الليث: البسيط: الرجل المنبسط اللسان، والمرأةَُ بسيطة.
وقال ابن دريد: البسيطة: الأرض بعينها، يقال: ما على البسيطة مثل فلان. والبسيطة: اسم موضع، قال الأخطل يصف سحاباَ:
وعلى البسيْطةِ فالشّقْيقِ بِريُقٍ      فالّضوجِ بَيْن رُوَيةٍ وطِحَال

وقال ابن عباد: البسيطُة - كالنشيطة- للرئيس، وهي الناقة معها ولدها فتكون هي وولدها في ربع الرئيس: وجمعها بسط. قال: وذهب فلان في بسيطة -مصغرة-: أي في الأرض، غير مصروفة. وبَسطَ الرجل -بالضم- بساطة: صار منبسط اللسان. قال: والمبُْسوطة من الرحال: التي يفرق بين الحنوين حتى يكون بيتهما قريب من ذراع. وناقَةُ بِسُط -بالكسر- وبسط -بالضم- أيضا عن الفراء وبسُط -بضمتين- عن الكسائي وقال: هي لغة بني أسد: وهي التي تخلى مع ولدها لا يمنع منها، وجمع البسط بساط وبساط؛ مثال ظئر وظؤار؛ وبئر وبئار؛ وأبساط- مثال ظئرٍ وأظأرٍ وبئرٍ وأبأر -وبساط- بالكسر، مثال شهد وشهاد وشعب وشعاب.
وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد كلب: في الهمولة الراعية البساط الظوار في كل خمسين ناقة غير ذات عوارٍ، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ظ.أ.ر. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: حتى يتوب بالليل ولمسيء الليل حتى يتوب بالنهار. يقال: يده بسط إذا كان منفاقاً منبسط الباع، ومثله في الصفات روضةُ أنُفُ ومشيةُ سجُح؛ ثم يخفف فيقال بسط كعنق وأذن-. جعل بسط اليد كناية عن الجود حتى قيل للملك الذي تطلق عطاياه بالأمر وبالإشارة مبسوط اليد وإن كان لم يعط منها شيئاً بيده ولا بسطها به البتة، والمعنى: أن الله جواد بالغفران للمسيء التائب. وناقَةُ بَسُوطُ -فعول بمعنى مفعولة-: أي مبسوطة ويد بسط -بالكسر-: أي مطلقة، كما يقال: يد طلق، وكذلك هو في قراءة ابن مسعود -رضى الله عنه- وطلحة بن مصرف: (بل يداه بسطان).
وقد أبسطت الناقة: أي تركت مع ولدها. والَّبسّطُ: التنَزّهُ، يقال خرج يتبسط أي يتنَزَهُ. وتَبَسَط في البلاد: أي سار فيها. والانبساط: مطاوع البسط، يقال: بسطته فانبسط. وابَتَسَط: أي بسط، يقال ابَتَسَط الكلب يديه: إذا افترشهما، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: اعتدلوا في السجود ولا يبتسط أحدكم ذراعيه ابتساط الكلب. والتركيب يدل على امتداد الشيء في عرض أو غير عرض.

خصف (العباب الزاخر) [0]


الخصف: النعل ذاة الطراق، وكل طراق: خصفة. وخصفت النعل خصفاً: خرزتها، قال الله تعال: (وطَفِقا يَخْصفانِ عليهما من وَرَقِ الجَنَّةِ) أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عوراتهما ويطبقان على أبدانهما ورق ورقة.
وقول العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:
من قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي      مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ تُخْصَفُ الوَرَقُ

معناه: حيث خصف آدم وحواء -صلوات الله عليهما- من ورق الجنة، يعني مستودعه من الجنة، وقد ذكرت القصة في تركيب ص ل ب. والمخصف: الإشفى، قال أبو كبير الذلي:
حتّى انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيْزَةٍ      سَوْداءَ رَوْثَةُ أنْفِها كالمِخْصَفِ

ويروي: "انْتَمَيْتُ إلى فراشِ غَريْبَةٍ". وخصفت الناقة تخصف خصافاً: . . . أكمل المادة إذا ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع، فهي خصوف، وقيل: الخصوف هي التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهر؛ والجرور بشهرين. والخصفة - بالتحريك-: الجلة التي تعمل من الخوص للتمر، وجمعها: خصف وخصاف. وقال الليث: الخصف: ثياب غلاظ جداً. قال: وبلغنا أن تبعاً كسا البيت المسوح؛ فانتفض البيت ومزقه عن نفسه، ثم كساه الخصف فلم يقبله، ثم كساه الأنطاع فقبلها، قال: وهو أول من كسا البيت. قال الأزهري: هذا غلط، وليس الخصف من الثياب في شيء، أنما هي من الخوص لا غير، وهي سفائف تسف من سعف النخل فيسوى منها شقق تلبس بيوت العراب، وربما سويت جلالاً للتمر. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي؛ فأقبل رجل في بصره سوء؛ فمر ببئر عليها خصفة؛ فوقع فيها، فضحك بعض من كان خلف النبي -صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. وخصفة -أيضاً-: أبو حي من العرب، وهو خصفة بن قيس عيلان. وخصفى -مثال بشكى-: موضع. والأخصف: الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم؛ وهو الذي ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه. والأخصف: لون كلون الرماد فيه سواد وبياض، قال العجاج:
حتّى إذا ما لَيْلُه تَـكَـشَّـفـا      من الصَّبَاحِ عن بَريْمٍ أخْصَفا

وأخصف: موضع. وحبل أخصف وظليم أخصف: فيهما سواد وبياض. وكتيبة خصيف: أي ذاة لونين لون الحديد وغيره، ولم تدخلها الهاء لأنها مفعولة، أي خصفت من ورائها بخيل؛ أي أردفت، ولو كانت للون الحديد لقالوا خصيفة؛ لأنها بمعنى فاعلة. والخصيف -أيضاً-: النعل المخصوفة. والخصيف: الرماد، قال الطرماح:
وخَصِيفٍ لدى مَنَاتِج ظِئْرَيْ      نِ من المَرْخِ أتْامَتْ زُنُدُهْ

والخصيف: اللبن الحليب يصب عليه الرائب، فغن جعل فيه التمر والسمن فهو العوبثاي، قال:
إذا ما الخَصِيْفُ العَوْبَثَانيُّ سـاءنـا      تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا

والخصاف -بالفتح والتشديد- الذي يخصف النعال. والخصاف -أيضاً-: الكذاب. وخصاف -مثال قطام-: فرس أنثى كانت لمالك بن عمرو الغساني؛ وكان فيمن شهد يوم حليمة فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تطيب رجال أبيها من مركن ، فلما دنت من هذا قبلها، فشكت ذلك إلى أبيها فقال: هو أرجى رجل عندي فدعيه فإما أن يقتل وإما أن يبلي بلاء حسناً.
ويسمى فارس خصاف. ويقال: أجرأ من فارس خصاف.
وخصاف -بالكسر؛ مثال لحاف-: حصان كان لسمير بن ربيعة الباهلي، وكان يقال له أيضاً-: فارس خصاف، ويقال فيه -أيضاً-: أجرأ من فارس خصاف. وخصاف -أيضاً-: حصان كان لحمل بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. كان معه هذا الفرس؛ فطلبه المنذر بن امرئ القيس ليفتحله؛ فخصاه بين يديه لجرأته، فسمي خاصي خصاف، وقيل في المثل: أجرأ من خاصي خصاف. وسماء مخصوفة: ملساء خلقاء.
ومخصوفة أيضاً-: ذاة لونين فيها سواد وبياض. والخصفة -بالضم-: الخرزة. وقال الليث: أخصف: أي أسرع، قال: وهو بالحاء جائز أيضاً. قال الأزهري: الصواب بالحاء المهملة لا غير. وأخصف الورق عليه: مثل خصفه، ومنه قراءة ابن بريدة والزهري في إحدى الروايتين عنه: (وطَفِقا يُخْصِفانِ). وقال غيره: المخصف: السيئ الخلق، وتخصيفه: اجتهاده في التكلف لما ليس عنده. وخصفه الشيب: إذا استوى هو والسواد. وقرأ الحسن البصري والزهري وأبن هرمز وعبد الله بن بريدة وعبد الله بن يزيد: (يُخَصِّفانِ عليهما). وقال الليث: الاختصاف: أن يأخذ العريان على عورته ورقاً عرضاً أو شيئاً نحو ذلك، يقال: اختصف بكذا، وقرأ الحسن البصري والزهري والعرج وعبيد بن عمير: (وطَفِقا يَخِصِّفانِ عليهما) بكسر الخاء والصاد وتشديدها؛ على معنى يختصفان، ثم تدغم التاء في الصاد وتحرك الخاء بحركة الصاد.
وروي عن الحسن أيضاً: يخصفان بفتح الخاء-، وقرأ الأعرج وأبو عمرو: يخصفان -بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة-. والتركيب يدل على اجتماع الشيء إلى الشيء، وقد شذ عن هذا التركيب خصفت الناقة.