المصادر:  


رزق (لسان العرب) [50]


الرازقُ والرّزَّاقُ: في صفة الله تعالى لأَنه يَرزُُق الخلق أَجمعين، وهو الذي خلق الأَرْزاق وأَعطى الخلائق أَرزاقها وأَوصَلها إليهم، وفَعّال من أَبنية المُبالغة.
والرِّزْقُ: معروف.
والأَرزاقُ نوعانِ: ظاهرة للأَبدان كالأَقْوات، وباطنة للقلوب والنُّفوس كالمَعارِف والعلوم؛ قال الله تعالى: وما من دابّة في الأَرض إِلا على الله رزقها.
وأَرزاقُ بني آدم مكتوبة مُقدَّرة لهم، وهي واصلة إِليهم. قال الله تعالى: ما أُرِيد منهم من رِزق وما أُريد أَن يُطعمون؛ يقول: بل أَنا رازقهم ما خلقتهم إِلا ليَعبدون.
وقال تعالى: إِن الله هو الرزَّاق ذو القُوَّةِ المَتِينُ. يقال: رَزَقَ الخلقَ رَزْقاً ورِزْقاً، فالرَّزق بفتح الراء، هو المصدر الحقيقي، والرِّزْقُ الاسم؛ ويجوز أَن يوضع موضع . . . أكمل المادة المصدر.
ورزَقه الله يرزُقه رِزقاً حسناً: نعَشَه.
والرَّزْقُ، على لفظ المصدر: ما رَزقه إِيّاه، والجمع أَرزاق.
وقوله تعالى: ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رِزقاً من السماوات والأَرض شيئاً؛ قيل: رزقاً ههنا مصدر فقوله شيئاً على هذا منصوب برزقاً، وقيل: بل هو اسم فشيئاً على هذا بدل من قوله رزقاً.
وفي حديث ابن مسعود: عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الله تعالى يَبعث المَلَك إلى كل مَن اشتملت عليه رَحِم أُمه فيقول له: اكتب رِزْقَه وأَجلَه وعملَه وشقي أَو سعيد، فيُختم له على ذلك.
وقوله تعالى: وجد عندها رِزقاً؛ قيل: هو عنب في غير حينه.
وقوله تعالى: وأَعْتدْنا لها رِزقاً كريماً؛ قال الزجاج: روي أَنه رِزق الجنة؛ قال أَبو الحسن: وأَرى كرامته بَقاءه وسَلامته مما يَلحَق أَرزاقَ الدنيا.
وقوله تعالى؛ والنخلَ باسِقاتٍ لها طَلْعٌ نضِيد رزقاً للعباد؛ انتصاب رِزقاً على وجهين: أَحدهما على معنى رَزقْناهم رزقاً لأَن إِنْباتَه هذه الأَشياء رِزق، ويجوز أَن يكون مفعولاً له؛ المعنى فأَنبتنا هذه الأَشياء للرِّزْق.
وارْتَزقَه واسْتَرْزقَه: طلب منه الرِّزق.
ورجل مَرْزُوق أَي مجْدود؛ وقول لبيد: رُزِقَتْ مَرابِيعَ النُّجومِ وصابَها وَدْقُ الرّواعِدِ: جَوْدُها فَرِهامُها جعل الرِّزْق مطراً لأَن الرِّزْق عنه يكون.
والرِّزْقُ: ما يُنْتَفعُ به، والجمع الأَرْزاق.
والرَّزق: العَطاء وهو مصدر قولك رَزَقه الله؛ قال ابن بري: شاهده قول عُوَيْفِ القَوافي في عمر بن عبد العزيز: سُمِّيتَ بالفارُوقِِ، فافْرُقْ فَرْقَه، وارْزُقْ عِيالَ المسلمِينَ رَزْقَه وفيه حذف مضاف تقديره سميت باسم الفارُوق، والاسم هو عُمر، والفارُوقُ هو المسمى، وقد يسمى المطر رزقاً، وذلك قوله تعالى: وما أَنزل الله من السماء من رِزق فأَحيا به الأَرض بعد موتها.
وقال تعالى: وفي السماء رِزْقُكم وما تُوعدون؛ قال مجاهد: هو المطر وهذا اتساع في اللغة كما يقال التمر في قَعْر القَلِيب يعني به سَقْيَ النخل.
وأَرزاقُ الجند: أَطماعُهم، وقد ارْتَزقُوا.
والرَّزقة، بالفتح: المرة الواحدة، والجمع الرَّزَقاتُ، وهي أَطماع الجند.
وارْتزقَ الجُندُ: أَخذوا أَرْزاقَهم.
وقوله تعالى: وتجعلون رِزْقَكم أَنكم تكذِّبون، أَي شُكْرَ رزقكم مثل قولهم: مُطِرنا بنَوْءِ الثُّريا، وهو كقوله: واسأَل القرية، يعني أهلها.
ورَزَقَ الأَميرُ جنده فارْتَزقُوا ارْتِزاقاً، ويقال: رُزِق الجندُ رَزْقة واحدة لا غير، ورُزِقوا رَزْقتين أَي مرتين. ابن بري: ويقال لتَيْس بني حِمّانَ أَبو مَرْزُوقٍ؛ قال الراجز: أَعْدَدْت للجارِ وللرَّفِيقِ، والضَّيْفِ والصاحِبِ والصَّدِيقِ ولِلْعِيالِ الدَّرْدقِ اللُّصُوقِ، حَمْراء مِنْ نَسْلِ أَبي مَرْزُوقِ تَمْسَحُ خَدَّ الحالِبِ الرَّفِيقِ، بِلَبنِ المَسِّ قَلِيلِ الرِّيقِ ورواه ابن الأعرابي: حَمْراء من مَعْزِ أَبي مرزوق والرَّوازِِقُ: الجَوارِحُ من الكلاب والطير، ورَزق الطائرُ فرْخَه يَرْزُقه رَزْقاً كذلك؛ قال الأَعشى: وكأَنَّما تَبِعَ الصِّوارَ بِشَخْصها عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلِيِّ عِيالَها والرَّازِقِيّةُ والرّازِقِيُّ: ثِياب كتَّانٍ بيض، وقيل: كل ثوب رقيق رازِقيٌّ، وقيل: الرازِقيُّ الكتَّان نفسه؛ قال لبيد يصف ظُروف الخمر: لها غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيْمانِ عُجْمٍ، يَنْصُفُون المَقاوِلا أَي يَخْدمُون الأَقْيال؛ وأَنشد ابن بري لعَوْفِِ بن الخَرِعِ: كأَنَّ الظِّباء بِها والنِّعا جَ يُكْسَيْنَ، من رازِقِيٍّ، شِعارا وفي حديث الجَوْنِيّةِ التي أَراد النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يتزوَّجها قال: اكْسُها رازِقِيَّيْنِ، وفي رواية: رازقيّتَين؛ هي ثياب كتان بيض.
والرَّازِقِيّ: الضَّعيفُ من كل شيءٍ، والرازقيُّ: ضرب من عنب الطائف أَبيض طويل الحبّ. التهذيب: العِنب الرازِقِيُّ هو المُلاحِيُّ.
ورُزَيْقٌ: اسم.

رزق (الصّحّاح في اللغة) [50]


الرِزْقُ: ما يُنْتَفَعُ به والجمع والأرْزاقُ.
والرِزْقُ العطاءُ، وهو مصدر قولك: رَزَقَهُ الله.
والرَزْقَةُ بالفتح: المرّة الواحدة، والجمع الرَزَقاتُ، وهي أطماع الجند.
وارْتَزَقَ الجندُ، أي أخَذوا أرزاقهم.
وقوله تعالى: "وتجعلون رِزْقَكُمْ أنكم تُكَذِّبونَ" أي شُكْرَ رِزْقِكُمْ.
وهذا كقوله "واسألِ القَرْيَةَ" يعني أهلها.
وقد يُسَمَّى المطر رَزْقاً، وذلك قوله عزَّ وجلّ: "وما أنزل الله من السماء من رِزْقٍ فأحيا به الأرضَ": وقال عزّ وجل: "وفي السماءِ رِزْقُكُمْ"، وهو اتِّساعٌ في اللغة، ورجلٌ مَرْزُوقٌ، أي مجدود.
والرازِقِيَّةُ: ثيابُ كتانٍ بيضٌ.

الرِّزْقُ (القاموس المحيط) [50]


الرِّزْقُ، بالكسْرِ: ما يُنْتَفَعُ به،
كالمُرْتَزَقِ، والمَطَرُ،
ج: أرْزاقٌ، وبالفَتْحِ: المَصْدَرُ الحَقيقِيُّ، والمَرَّةُ، الواحِدَةُ: بهاءٍ،
ج: رَزَقاتٌ، مُحرَّكةً، وهي: أطْماع الجُنْدِ.
ورَزَقَهُ اللّهُ: أوْصَلَ إليه رِزْقاً،
و~ فُلاناً: شَكَرَهُ، أزْدِيَّةٌ، ومنه: {وتَجْعَلونَ رِزْقَكُم أنكم تُكَذِّبونَ}.
ورَجُلٌ مَرْزوقٌ: مَجْدودٌ.
والرازِقِيُّ: الضَّعيفُ، والعِنَبُ المُلاحِيُّ، وبهاءٍ: ثِيابُ كَتَّانٍ بيضٌ، والخَمْرُ،
كالرازِقِيِّ.
ومَدينَةُ الرِزْقِ: كانَتْ إِحْدَى مَسالِحِ العَجَمِ بالبَصْرَةِ قَبْلَ أن يَخْتَطَّهَا المُسْلِمونَ.
وكزُبَيْرٍ أو أميرٍ: نَهْرٌ بمَرْوَ، وإليه نُسِبَ أحْمَدُ بنُ عيسَى الرُّزَيْقِيُّ صاحِبُ ابنِ المُبَاركِ.
وكزُبَيْرٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ، وتابِعِيَّانِ،
و~ ابنُ سَوَّارٍ، وابنُ عَبدِ اللهِ، وابنُ حُكيمٍ، وابن أبي سَلْمَى، وأبو عَبدِ . . . أكمل المادة اللهِ الأَلْهانِيُّ، والثَّقَفِيُّ، والأَعْمَى، وأبو جَعْفَرٍ، وأبو بَكَّارٍ، وأبو وَهْبَةَ، ومَوْلَى عبدِ العَزيزِ بنِ مَرْوانَ، وابنُ حَيَّانَ الأيْلِيُّ، وابنُ حَيَّانَ الفَزارِيُّ، وابنُ سَعيدٍ، وابنُ هِشامٍ، وابنُ عَمْرِو بنِ مَرْزُوقٍ، وابنُ نُجَيْحٍ، وابنُ كُرَيْمٍ، وابنُ وَرْدٍ، وأمَّا من أبوهُ رُزَيْقٌ: فَحَكيمٌ، وعُبَيدُ الله، والهَيْثَمُ، وسُفْيانُ، وعَمَّارٌ، والحُسَيْنُ، والجَعْدُ، وعَلِيُّ، ومُحمَّدٌ، وأمَّا مَنْ جَدُّهُ رُزَيْقٌ، أو أبو جَدِّهِ: فسُلَيْمانُ بنُ أيُّوبَ، وأحْمَدُ بنُ عبدِ اللهِ، ويَزيدُ بنُ عبدِ اللهِ، وسُلَيْمانُ بنُ عَبدِ الجَبَّارِ، وسَعيدُ بنُ القَاسِمِ بنِ سَلَمَةَ، وطاهِرُ بنُ الحُصَيْنِ بنِ مُصْعَبٍ، والحُسَيْنُ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ.
وأبو رُزَيْقٍ الراوِي عن علِيِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ رِزْقانَ، بالكسر، وأحمدُ بنُ عبدِ الوهّابِ بنِ رُزْقونَ، بالضم، الإِشْبِيلِيُّ المالِكِيُّ المُتَأَخِّرُ، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ رُزْقونَ المُرْسِيُّ، ورِزْقُ الله الكَلْواذانِيُّ، وابنُ الأَسْوَدِ، وابنُ سَلاَّمٍ، وابنُ موسَى، ومَرْزوقٌ الحِمْصِيُّ، والباهِلِيُّ، والتَيْمِيُّ: مُحَدِّثونَ، وعُلماءُ.
وارْتَزَقوا: أخَذوا أرْزاقَهُم.

الرازقية (المعجم الوسيط) [0]


 مؤنث الرازقي وَالْخمر المتخذة من الْعِنَب الملاحي وَثيَاب كتَّان بيض 

الرازق (المعجم الوسيط) [0]


 من أَسمَاء الله الْحسنى 

الرازقي (المعجم الوسيط) [0]


 ضرب من الْعِنَب (عِنَب الطَّائِف) أَبيض طَوِيل الْحبّ أَو الْعِنَب الملاحي وَالْخمر المتخذة مِنْهُ وثوب من كتَّان أَبيض أَو كل ثوب رَقِيق أَو الْكَتَّان نَفسه والضعيف 

وين (لسان العرب) [0]


الوَيْنُ العَيْب؛ عن كراع، وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب الأَسود، فهو على قول كراع عرض، وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر.
والوانةُ: المرأَة القصيرة، وكذلك الرجل، وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ وعدم الوَوْن. قال ابن بري: الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عن ثعلب عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن وقال ابن خالويه: الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود، وقال في موضع آخر: الْوَيْنُ العِنب الأَسود، والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيُّ (* قوله «والطاهر والطهار العنب إلخ» لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا بالظاء).
وهو الأَبيض، وكذلك المُلاَّحِيُّ، والله أَعلم.

نعب (لسان العرب) [0]


نَعَبَ الغرابُ وغيره، يَنْعَب ويَنْعِبُ نَعْباً، ونَعِـيباً، ونُعاباً، وتَنْعاباً، ونَعَباناً: صاحَ وصَوَّتَ، وهو صَوْتُه؛ وقيل: مَدَّ عُنقَه، وحَرَّك رأْسَه في صياحه.
وفي دُعاءِ داودَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: يا رازِقَ النَّعَّابِ في عُشِّه؛ النَّعَّابُ: الغُراب. قيل: إِنَّ فَرْخَ الغُراب إِذا خَرَجَ من بَيْضِه، يكون أَبيضَ كالشَّحْمة، فإِذا رآهُ الغُراب أَنكره وتركه، ولم يَزُقَّه، فيسوقُ اللّه إِليه البَقَّ، فيَقَعُ عليه لزُهُومة ريحه، فيَلْقُطُها ويَعيشُ بها إِلى أَن يَطْلُع ريشُه ويَسْوَدَّ، فيُعاوِدَه أَبوه وأُمُّه.
وربما قالوا: نَعَبَ الديك، على الاستعارة؛ قال الشاعر: وقَهْوَةٍ صَهْباءَ، باكَرْتُها * بجُهْمةٍ، والديكُ لم يَنْعَبِ ونَعَبَ الـمُؤَذِّنُ كذلك.
وأَنْعَبَ الرجلُ إِذا نَعَرَ في الفِتَنِ.
والنَّعِـيبُ أَيضاً: . . . أكمل المادة صَوْتُ الفرس.
والنَّعْبُ: السيرُ السريع.
وفرس مِنْعَبٌ: جَوادٌ، يَمُدُّ عُنُقَه، كما يَفعَل الغُرابُ؛ وقيل: الـمِنْعَبُ الذي يَسْطُو برأْسه، ولا يكون في حُضْرِه مَزيدٌ.
والـمِنْعَبُ: الأَحْمَقُ الـمُصَوِّتُ؛ قال امرؤُ القيس: فلِلسَّاقِ أُلْهُوبٌ، وللسَّوْطِ دِرَّةٌ، * وللزَّجْرِ مِنه وَقْعُ أَهْوَجَ مِنْعَبِ والنَّعْبُ: من سير الإِبل؛ وقيل: النَّعْبُ أَن يُحَرِّكَ البعيرُ رأْسَه إِذا أَسرعَ، وهو من سير النَّجائبِ، يرفع رأْسه، فيَنْعَبُ نَعَباناً.
ونَعَبَ البعيرُ يَنْعَبُ نَعْباً: وهو ضَرْبٌ مِن السير، وقيل مِن السُّرْعة، كالنَّحْب.
وناقة ناعبةٌ، ونَعُوبٌ، ونَعَّابة، ومِنْعَبٌ: سريعة، والجمع نُعُبٌ؛ يقال: إِنَّ النَّعْبَ تحَرُّكُ رأْسِها، في الـمَشْيِ، إِلى قُدَّام.
وريحٌ نَعْبٌ: سريعةُ الـمَرِّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَحْدَرْنَ، واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ، * وعارَضَتْهُنّ جَنُوبٌ نَعْبُ ولم يفسر هو النَّعْبَ، وإِنما فسره غيره: إِما ثعلبٌ، وإِما أَحدُ أَصحابه.
وبنو ناعِبٍ: حَيٌّ.
وبنو ناعِـبةَ: بطنٌ منهم.

عضد (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَضُدُ: الساعد، وهو من المِرفق إلى الكتف.
وفيه أربع لغات: عضَد، وعضِد، وعَضْدٌ وعُضْدٌ.
وعَضَدْتُهُ أعْضُدُهُ بالضم: أعَنْتُهُ، وكذلك إذا أصبت عَضُدَهُ.
وعَضَدتُ الشجر أعضِدُهُ بالكسر، أي قطعته بالمِعْضَدِ، فهو مَعْضودٌ وعَضَدٌ بالتحريك.
ومنه قول الهذليّ:
      ضَرْبُ المُعَوِّلِ تحت الديمةِ العَضَدا

والمُعاضدة: المعاونة.
واعْتَضَدْتُ بفلان، أي استعنت به.
واعْتَضَدْتُ بالشيء: جعلته في عَضُدي.
والمِعضد والمِعْضاد: سيفٌ يُمتَهَنُ في قطع الشجر.
والمِعْضَدُ: الدُمْلُجُ.
والعاضِدان: سطران من النخَل على فَلَجٍ.
والعاضِدُ: الجمل يأخذ عَضُدَ الناقة فيتنوَّخها. الأصمعيّ: إذا صار للنخلة جذعٌ يتناول منه المتناولُ فتلك النخلة العَضِيد، وجمعها عِضدانٌ. قال: فإذا فاتَتُ اليدَ فهي جبَّارةٌ.
ورجلٌ أعضدُ: دقيق العَضُدِ.
وعُضادِيٌّ: عظيم العَضُدِ.
ويدٌ عَضِدَةٌ، إذا قصرت عَضُدُها.
وأعضادُ كلِّ شيء: ما يُشَدُّ حواليه من . . . أكمل المادة البناء وغيره، كأعْضادِ الحوض، وهي حجارة تنصب حول شَفيرِه.
وكذلك عِضادَتا الباب، وهما خشبتاهُ من جانبيه.
والعَضَدُ بالتحريك: داءٌ يأخذ الإبل في أعْضادِها فتُبَطُّ. تقول منه: عَضِدَ البعير بالكسر. قال النابغة:
شكَّ المُبَيْطِرِ إذ يشفي من العَضَدِ      شَكَّ الفَريضَةَ بالمِدْرى فأنفَذهـا

والمُعَضَّدُ: الثوب الذي له عَلَمٌ في موضع العضُدِ من لابسه. قال زهير يصف بقرة:
مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيٍّ مُعَضَّدِ      فجالتْ على وَحْشِيِّها وكأنَّها

وإبلٌ مُعَضَّدةٌ: موسومةٌ في أعضادِها؛ والسِمَةُ عِضادٌ.
والمُعَضِّدَةُ: البُسرة التي يبدو الترطيب في أحد جانبيها.

غل (مقاييس اللغة) [0]



الغين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تخلل شيءٍ، وثباتِ شيء،كالشيء يُغْرَزُ. من ذلك قول العرب: غَلَلْتُ الشَّيء في الشّيء، إذا أثبتَّه فيه، كأنه غَرزْتَه. قال:
وعينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرَةٌ      إلى حاجبٍ غُلّ فيه الشُّفُر

والغُلّة والغَليل: العَطَش.
وقيل ذلك لأنَّه كالشَّيء ينْغلُّ في الجَوف بحرارة. يقال بَعيرٌ غَلاَّنُ، أي ظَمْآن.
والغَلَل: الماء الجاري بين الشَّجر.ومنه الغُلول في الغُنم ، وهو أن يخفَى الشَّيء فلا يردَّ إلى القَسْم، كأنَّ صاحبَه قد غَلّه بين ثيابِه.ومن الباب الغِلُّ، وهو الضِّغْن ينْغَلُّ في الصَّدر.فأمَّا قول النبي عليه السلام "لا إغْلالَ ولا إسلال" فالإغلال: الخيانة، والقياس فيه واضحٌ. قال النَّمِر :
جزى الله عنا جمرة ابنةَ . . . أكمل المادة نوفلٍ      جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ

وأمّا الحديث: "ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُؤْمن" فمَنْ قال "لا يُغِلّ" فهو من الإغلال، وهو الخيانة.
ومن قال "لا يَغِلّ" فهو من الغِلّ والضِّغن.ومن الباب الغُلاَّنُ: الأوديةُ الغامضة، واحدها غَالٌّ، وذلك أنَّ سالكَها يَنْغَلُّ فيها.
والغِلالَة: شِعارٌ يُلبَس تحت الثُّوب، وبطانةٌ تُلبَس تحت الدِّرع.ومن الباب الغُلّة، وهو الفِدامُ يكونُ على رأس الإبريق، والجمع غُلَل. قال لَبيد:
لها غُلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ      بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاولا

والغَلغلة: سُرعة السَّير.
ورسالةٌ مُغَلغَلة: محمولةٌ من بلدٍ إلى بلد.
وهو القياس، لأنّها تتخلّل البلاد وتنغلُّ فيها. قال:
أبلِغْ أبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً      وفي العتابِ حياة بين أقوامِ

ومن الباب الغَليل: النَّوَى يُغَلّ في القَتّ يُخلَطُ به ، تُعلَفُه الإبل. قال:
سُلاّءةٌ كعصا النَّهدِيِّ غُلَّ لها      [ذو فيئةٍ] من نَوَى قُرَّانَ معجومُ

نصف (العباب الزاخر) [0]


ابن الأعرابي: النَّصف والنِّصْف والنُّصف: أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف. والنِّصْف أيضاً-: النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق:
ولكِنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّـنـي      بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ

هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره: "لكن عَدْلا". وإناء نصفان بالفتح-: إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى. ونَصَفْتُ الشيء نَصْفاً: بلغت نِصْفَه، تقول: نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه. قال أبو جُنْدب الهذلي:
وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَـضُـوْفَةٍ      أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري

ونَصَفَ النهار: أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصاً:
نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ      وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري

يعني: والماء غامِره، فحذف واو الحال. وقال يعقوب: نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم . . . أكمل المادة نِصَافاً ونِصَافَةً بالكسر فيهما-: أي خدمهم، قال لبيد رضي الله عنه- يصِف ظُروف الخمْر:
لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ      بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا

وقال ابن الأعرابي: المَنْصَفُ والمِنْصَفُ بفتح الميم وكسرها-: الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: أنه ذكر داود صلوات الله عليه- يوم فتنته فقال: دخل المحراب وأقعد مِنصفاً على الباب.
والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع: مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة:
لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِـفِـهـا      لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الـذي وَجَـدا


ومَنْصَفُ الطريق: نِصْفُه. ومَنْصَفٌ أيضاً-: واد باليمامة. وقال ابن دريد: نَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ:
أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْـنَةٍ      بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ

والنّاصِفَة: مجرى الماء، والجَميع: النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد:
كأنَّ حُدُوْجَ المالِـكِـيَّةِ غُـدْوَةً      خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ

وقال الأصمعي: النَّوَاصِفُ: رحاب. وقال ابن عبّاد: النّاصِفَةُ: صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي. ونَصَفَهم يَنْصُفُهم بالضم-: أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال: عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ. وقال ابن عبّاد: نَصَفَ النخل نُصُوْفاً: إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ. والنَّصِيْفُ: النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه.
ويُروى: "مَدَّ أحَدِهم" بالفتح: وهو الغاية؛ من قولهم: لا يُبْلغ مَدُّ فلان: أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه:
لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ     

وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف. والنَّصِيْفُ أيضاً-: الخِمَارُ.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم- في صفة الحور العين: ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
وقال النابغة الذبياني:
سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ      فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَـتْـنـا بـالـيَدِ

وقال ابن عبّاد: بُرْد نَصِيْف: إذا كان على لونين. وقال ابن السكِّيت: النَّصَفُ بالتحريك-: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
لو أنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لهـا:      يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا

أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت.
وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:
تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَـتْ      بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ

والنَّصَفُ أيضاً-: الخُدّام، الواحد: ناصِفٌ. والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ: الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ: العدل، يقال: أنْصَفَه من نفسه. وقال ابن عبّاد: جاء مُنْصِفاً: أي مُسْرعاً. وأنْصَفَ النهار: بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ. وقال ابن الأعرابي: أنْصَفْتُ الشيء: أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ: إذا سار نِصْفَ النّهار. وأنْصَفَ: إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ. وأنْصَفَ النهار: مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ. وتَنْصِيْفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ. ونَصَّفْتُ الجارية: خَمَّرْتُها. والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف. والمُنَصِّفُ بالكسر-: الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة. ونَصَّفَ النهار: بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفاً. وانْتَصَفَ النَّهار: بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ. وانْتَصَفْتُ منه: استوفيت حقي من مَظْلِمَتي. ومُنْتَصَف كل شيء: وسَطُه، يقال: انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر. وانْتَصَفَتِ الجارية: أي اختمرت. ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي: أي دخل فيه إلى النِّصْفِ. وتناصفوا: أي أنْصَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله:
أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِهـا      غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ


يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضاً في أخْذِ القِسْطِ من الجمال. وناصَفْته المال: أي قاسمته على النِّصْف. وتَنَصَّف: خدم، وتَنَصَّفَه: استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان:
بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا      إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ

بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم. وقال الفرّاء: تَنَصَّفْناك بيننا: أي جعلناك بيننا. وتَنَصَّفَتِ المرأة: أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ. وتَنَصَّفْتُ السلطان: إذا سألته أن يُنْصِفَكَ. وقال ابن عبّاد: تَنَصَّفَه الشيب: أي عممه. وتَنَصَّفْتُ منه: أخذت منه حقي كَملاً، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء. وتَنَصَّفَه: إذا طلب ما عنده وخضع له. والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة.

وكل (لسان العرب) [0]


في أَسماء الله تعالى الوَكِيلُ: هو المقيم الكفيل بأَرزاق العباد، وحقيقته أَنه يستقلُّ بأَمر المَوْكول إِليه.
وفي التنزيل العزيز: أَن لا تَتَّخِذوا من دُوني وكِيلاً؛ قال الفراء: يقال رَبًّا ويقال كافِياً؛ ابن الأَنباري: وقيل الوَكِيلُ الحافظ، وقال أَبو إِسحق: الوَكِيلُ في صفة الله تعالى الذي توَكَّل بالقيام بجميع ما خَلَق، وقال بعضهم: الوَكِيلُ الكفيل ونِعْمَ الكَفِيل بأَرزاقِنا، وقال في قولهم حَسْبُنا الله ونِعْم الوَكِيلُ: كافِينا اللهُ ونِعْمَ الكافي، كقولك: رازقنا اللهُ ونِعْم الرازق؛ وأَنشد أَبو الهيثم في الوَكِيل بمعنى الرَّبِّ: وداخِلةٍ غَوْراً، وبالغَوْرِ أُخرِجتْ، وبالماء سِيقَتْ، حين حانَ دُخولُها ثَوَتْ فيه حَوْلاً مُظلِماً جارياً لها، فسُرَّتْ به حَقًّا وسُرَّ . . . أكمل المادة وَكِيلُها داخِلة غَوْراً: يعني جَنِين الناقة غارَ في رَحِمِ الناقة، وبالغَوْر أُخْرِجت: بالرَّحِم أُخْرجت من البطن، بالماء سِيقَتْ إِلى الرَّحم حين حَمَلتْه، سُرَّت يعني الأُمّ بالجنين، وسُرَّ وكيلُها: يعني رَبَّ الناقة سَرَّه خُروجُ الجَنين.
والمُتَوَكِّل على الله: الذي يعلم أَن الله كافِلٌ رزقه وأَمْرَه فيرْكَن إِليه وحْدَه ولا يتوَكَّل على غيره. ابن سيده: وَكِلَ بالله وتوَكَّل عليه واتَّكَل استَسْلم إِليه، وتكرّر في الحديث ذكر التَّوكُّل؛ يقال: توكَّل بالأَمر إِذا ضَمِن القِيامَ به، ووَكَلْت أَمري إِلى فلان أَي أَلجَأْتُه إِليه واعتمدت فيه عليه، ووَكَّل فلانٌ فلاناً إِذا استَكْفاه أَمرَه ثِقةً بكِفايتِه أَو عَجْزاً عن القِيام بأَمر نفسه.
ووَكَل إِليه الأَمرَ: سلَّمه.
ووَكَلَه إِلى رأْيه وَكْلاً ووُكُولاً: تركه؛ وأَنشد ابن بري لراجز: لمَّا رأَيت أَنَّني راعِي غَنَمْ، وإِنَّما وكْلٌ على بعضِ الخَدَمْ عَجْزٌ وتَعْذِيرٌ، إِذا الأَمرُ أَزَمْ أَراد أَنَّ التوكُّل على بعض الخدَم عَجْزٌ.
ورجل وَكَلٌ، بالتحريك، ووُكَلة مثل هُمَزة وتُكَلة على البدَل ومُواكِل: عاجِزٌ كثير الاتكال على غيره. يقال: وُكَلةٌ تُكَلةٌ أَي عاجز يَكِل أَمره إِلى غيره ويَتَّكِل عليه؛ قالت امرأَة: ولا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ الوَكَل: الذي يَكِلُ أَمره إِلى غيره؛ قال ابن بري: وهذه المرأَة هي مَنْفوسة بنت زيد الخيل؛ قال: والرَّجَز إِنما هو لزوجها قيس بن عاصم، وهو:أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشبِهْ عَمَلْ، ولا تَكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ يُصْبِحُ في مَضْجَعه قد انْجَدَلْ، وارْقَ إِلى الخَيْرات زَنْأً في الجَبَلْ وأَما الذي قالته مَنْفوسة فإِنها قالته في ولدها حكيم: أَشْبِهْ أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا أَمّا أَبي فَلَنْ تَنال ذاكا تَقْصُر أَنْ تَنالَه يَداكا وقال أَبو المُثلم أَيضاً: حامِي الحَقيقةِ لا وانٍ ولا وَكَل اللحياني: رجل وَكَلٌ إِذا كان ضعيفاً ليس بنافِذٍ.
ويقال: رجل مُواكِل أَي لا تجده خفيفاً، بغير همز.
ويقال: فيه وَكالٌ أَي بُطْءٌ وبَلادة.
وفي الحديث: كان إِذا مشى عُرِف في مشيه أَنه غير غَرِضٍ ولا وَكَل؛ الوَكَلُ والوَكِلُ: البليدُ والجبان، وقيل: العاجز الذي يَكِلُ أَمره إِلى غيره.
وفي مَقْتَل الحسين، عليه السلام، قال سنان قاتلُه للحجَّاج: وَلَّيْتُ رأْسَه (* قوله «وليت رأسه» ضبط في الأصل والنهاية بفتح التاء والظاهر انه بضمها) امْرَأً غير وَكَل، وفي رواية: وكَلْتُه إِلى غير وَكَل، يعني نفسَه.
ويقال: قد اتَّكَل عليك فلان وأَوْكَل عليك فلان بمعنى واحد.
ويقال: قد أَوْكَلْت على أَخيك العمل أَي خلَّيته كلّه.
ورجل وُكَلةٌ إِذا كان يَكِلُ أَمرِه إِلى الناس.
وواكَلْت فلاناً مُواكلةً إِذا اتَّكَلْت عليه واتَّكَل هو عليك.
والوَكالُ: الضعف؛ قال أَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ: إِذا واكَلْتَه لم يُواكِل وقال أَبو طالب: وما تَرْكُ قَوْمٍ، لا أَبا لكَ، سَيِّداً يَحُوطُ الذِّمارَ غير ذَرْبٍ مُواكِل وواكَلَتِ الدابةُ وِكالاً: أَساءت السيرَ؛ وقيل: المُواكِلُ من الدوابّ المُرْكِحُ إِلى التأَخُّر.
وتواكَلَ القوم مُواكَلةً ووِكالاً: اتَّكَل بعضهم على بعض. أَبو عمرو: المُواكِلُ من الخيل الذي يَتَّكِل على صاحبه في العَدْو.
وفي حديث الفضل بن العباس وابن ربيعة: أَتَياه يسأَلانه السِّقاية فتَواكَلا الكلامَ أَي اتَّكَل كلُّ واحد منهما على الآخر فيه. يقال: اسْتَعَنْت القومَ فتَواكَلوا أَي وكلَني بعضُهم إِلى بعض؛ ومنه حديث ابن يَعْمَر: فظننت أَنه سيَكِلُ الكلامَ إِليَّ؛ ومنه حديث لُقْمان: وإِذا كان الشأْنُ اتَّكَل أَي إِذا وقع الأَمر لا يَنْهَض فيه ويَكِله إِلى غيره.
وفي الحديث: أَنه نهى عن المُواكلة؛ قيل: هو من الاتِّكال في الأُمور وأَن يَتَّكل كلُّ واحد منهما على الآخر. يقال: رجل وُكَلَةٌ إِذا كثُر منه الاتِّكال على غيره فنُهي عنه لما فيه من التَّنافُر والتقاطُع، وأَن يَكِل صاحبه إِلى نفسه ولا يُعينه فيما يَنُوبُه، وقيل: إِنما هو مُفاعلة من الأَكْل، والواو مُبْدَلة من الهمزة، وقد تقدّم.
وفرس واكِلٌ: يَتَّكِلُ على صاحبه في العَدْوِ ويحتاج إِلى الضرْب.
ويقال: دابَّة فيها وِكالٌ شديد ووَكالٌ شديد، بالفتح والكسر.
ووَكَلَتِ الدابةُ: فَتَرَت؛ قال القطامي: وَكَلَتْ فقلْت لها: النَّجاءَ تَناوَلي بِيَ حاجتَي، وتَجَنَّبي هَمْدانا والوَكِيلُ: الجَريءُ، وقد يكون الوَكِيلُ للجمع، وكذلك الأُنثى، وقد وَكَّله على الأَمْر، والاسم الوَكالة والوِكَالةُ.
ووَكِيلُ الرجل: الذي يَقوم بأَمره، سمِّي وَكِيلاً لأَن مُوَكِّله قد وَكَل إِليه القيامَ بأَمره فهو مَوْكولٌ إِليه الأَمرُ.
والوَكِيلُ، على هذا القول: فَعِيل بمعنى مفعول.
وتقول: اللهم لا تَكِلْنا إِلى أَنفسنا.
وفي حديث الدعاء: لا تَكِلْني إِلى نفسي طَرْفةَ عَيْنٍ فَأَهْلِكَ.
وفي الحديث: ووَكَلَها إِلى الله أَي صَرَف أَمْرَها إِليه.
وفي الحديث: مَنْ توَكَّل بما بين لَحْيَيْه ورِجْلَيْهِ توَكَّلْت له بالجنَّة؛ قيل: هو بمعنى تكَفَّل. الجوهري: الوَكِيلُ معروف. يقال: وَكَّلْته بأَمر كذا تَوْكِيلاً.
والتَّوَكُّل: إِظْهارُ العَجْزِ والاعْتماد على غيرك، والاسم التُّكْلان.
واتَّكَلْت على فلان في أَمري إِذا اعتمدته، وأَصله اوْتَكَلْت، قلبت الواوُ ياء لانكسار ما قبلها ثم أُبدلت منها التاء فأُدغمت في تاء الافتعال، ثم بُنِيَت على هذا الإِدغام أَسماءٌ من المِثال، وإِن لم تكن فيها تلك العلة، توهُّماً أَن التاء أَصلية لأَن هذا الإِدغام لا يجوز إِظهاره في حال، فمِنْ تلك الأَسماء التُّكَلة والتُّكْلان والتُّخَمة والتُّهَمة والتُّجاهُ والتُّراثُ والتَّقْوَى، وإِذ صغَّرت قلت تُكَيْلةٌ وتُخَيْمة، ولا تُعيد الواو لأَن هذه حروف أُلْزِمَت البدَل فبقيت في التصغير والجمعِ.
ووَكَلَه إِلى نفسه وَكْلاً ووُكُولاً، وهذا الأَمر مَوْكولٌ إِلى رأْيِك؛ وقوله (* اي النابغة، وعجز البيت: وليلٍ أقاسِيهِ بَطِيء الكَواكب) : كِلِيني لَهمٍّ، يا امَيْمةَ، ناصِبِ أَي دَعِيني.
ومَوْكَل، بالفتح: اسم جبل؛ وقال ثعلب: هو اسم بيت كانت المُلوك تنزِله.
وغُرْفَةُ مَوْكَل: موضع باليمن؛ ذكره لبيد فقال يصف الليالي: وغَلَبْنَ أَبْرَهَةَ الذي أَلْفَيْنَهُ قد كان خُلِّدَ فوق غُرْفةِ مَوْكَل وجاء مَوْكَل على مَفْعَل نادراً في بابه، والقِياس مَوْكِلٌ؛ قال الجوهري: وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ؛ وأَنشد ابن بري للأَسود: وأَسبابُه أَهْلَكْنَ عاداً، وأَنزلت عَزِيزاً تغنَّى فوق غُرْفَةِ مَوْكَلِ

عضد (لسان العرب) [0]


العَضُدُ والعَضْدُ والعُضُدُ والعُضْدُ والعَضِدُ من الإِنسان وغيره؛ الساعدُ وهو ما بين المرفق إِلى الكتف، والكلام الأَكثر العَضُدُ: وحكى ثعلب: العَضَد، بفتح العين والضاد، كلٌّ يذكر ويؤْنث. قال أَبو زيد: أَهل تِهامة يقولون العُضُد والعُجُزُ ويُذكرون. قال اللحياني: العضد مؤنثة لا غير، وهما العَضُدانِ، وجمعها أَعضادٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.
وفي حديث أُمّ زرع: وملأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ؛ العضد ما بين الكَتِفِ والمِرْفَقِ ولم ترده خاصة، ولكنها أَرادت الجسد كله فإِنه إِذا سَمِن العضد سمن سائر الجسد؛ ومنه حديث أَبي قتادة والحمارِ الوحشي: فناولْتُه العضدَ فأَكلها، يريد كتفه.وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان أَبيض مُعَضَّداً؛ هكذا رواه . . . أكمل المادة يحيى بن معين وهو المُوَثَّقُ الخَلْق؛ والمحفوظ في الرواية: مُقَصّداً؛ واستعمل ساعدةُ بنُ جؤيَّةَ الأَعضاد للنحل، فقال: وكأَنَّ ما جَرَسَتْ على أَعضادِها، حَيْثُ اسْتَقَلَّ بها الشرائعُ مَحْلَبُ شبه ما على سوقها من العسل بالمحلب.
ورجل (* قوله «ورجل إلخ» في القاموس ورجل عضادي مثلثة إلخ.) عُضِاديٌّ: عظيم العضد، وأَعْضَدُ: دَقيق العضد.
وعَضَدَه يَعْضِدُه عَضْداً: أَصاب عَضُدَه؛ وكذلك إِذا أَعَنْتَه وكنتَ له عضداً.
وعَضِدَ عَضَداً: أَصابه داءٌ في عَضُدِه.
وعُضِدَ عَضْداً: شكا عَضُدَه، يطَّرد على هذا بابٌ في جميع الأَعضاءِ.
وأَعْضَدَ المطرُ وعَضَّدَ: بلغ ثراه العَضُدَ وعَضُدٌ عَضِدَةٌ: قصيرة.
ويَدٌ عَضِدَةٌ: قصيرة العَضُد.
والعِضادُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ في العضد عرضاً؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي عليّ.
وإِبِلٌ مُعَضَّدَةٌ: موسومة في أَعضادها.
وناقةٌ عَضادٌ: وهي التي لا تَرِدُ النَّضيحَ حتى يَخْلو لهَا، تَنْصرِمُ عن الإِبل ويقال لها القَذُورُ.
والعِضادُ والمِعْضَدُ: ما شُدَّ في العَضُدِ من الحِرْزِ؛ وقيل: المِعْضَدَةُ والمِعْضَد الدُّمْلُجُ لأَنه على العضد يكون؛ حكاه اللحياني، والجمع مَعاضِدُ.
واعْتَضَدْتُ الشيء: جعلته في عضدي.
والمِعْضَدَةُ أَيضاً: التي يشدّها المسافرُ على عضده ويجعل فيها نفقته، عنه أَيضاً.
وثوب مُعَضَّدٌ: مخطط على شكل العضد؛ وقال اللحياني: هو الذي وَشْيُه في جوانبه.
والمُعَضَّدُ: الثوب الذي له عَلَم في موضع العضد من لابسه؛ قال زهير يصف بقرة: فجالَتْ على وحْشِيِّها، وكأَنَّها مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيٍّ مُعَضَّدِ والعَضُدُ: القوة لأَن الإِنسان إِنما يَقْوى بعضده فسميت القوّة به.
وفي التنزيل: سَنَشُدُّ عضدك بأَخيك؛ قال الزجاج: أَي سنعينك بأَخيك. قال: ولفظ العضد على جهة المثل لأَن اليد قِوامُها عَضُدُها.
وكل مُعين، فهو عَضُدٌ.
والعَضُدُ: المُعين على المثل بالعضد من الأَعضاءِ.
وفي التنزيل: وما كنتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً؛ أَي أَعضاداً وإِنما أَفرد لتعتدل رؤوس الآي بالإِفراد.
وما كنتَ متخذ المضلين عضداً؛ أَي ما كنت يا محمد لتتخذ المضلين أَنصاراً.
وعَضُدُ الرجلِ: أَنصاره وأَعوانه.
والعرب تقول: فلانٌ يَفُتُّ في عضد فلان ويقدح في ساقه؛ فالعضد أَهل بيته وساقه نفسه.
والاعْتِضادُ: التَّقَوِّي والاستعانة.
وفلان يَعْضُدُ فلاناً أَي يُعِنيه.
ويقال: فلان عَضُدُ فلانٍ وعِضادَتُه ومُعاضِدُه إِذا كان يعاونه ويرافقه؛ وقال لبيد: أَوْ مِسْحَل سَنِق عِضادَة سَمْحَجٍ، بِسَراتها نَدَبٌ له وكُلومُ واعتضدت بفلان: استعنت.
وعَضَدَه يَعْضُدُه عَضْداً وعاضَدَه: أَعانه.
وعاضدني فلان على فلان أَي عاونني.
والمُعاضدَة: المُعاونة.
وعَضُدُ البِناء وغيره وعَضَدُه وأَعْضاده: ما شُدَّ من حواليه كالصفائح المنصوبة حول شَفِير الحوض.
وعَضُدُ الحوض: من إِزائها إِلى مُؤَخّره، وإِزاؤُه مَصَبُّ الماء فيه، وقيل: عضده جانباه؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع أَعضاد؛ قال لبيد يصف الحوض الذي طال عهده بالواردة: راسِخُ الدِّمْنِ على أَعْضادِه، ثَلَمَتْه كلُّ رِيحٍ وسَبَلْ وعُضود؛ قال الراجز: فَارْفَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضودُ مِنْ عَكَراتٍ، وَطْو ها وئِيدُ وعَضُدُ الركائبِ: ما حواليها.
وعَضَدَ الركائبَ يَعْضُدُها عَضْداً: أَتاها من قبَلِ أَعْضادِها فضمَّ بعضها إِلى بعض؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا مَشى لم يَعْضُدِ الرَّكائبا والعاضِدُ: الذي يمشي إِلى جانب دابة عن يمينه أَو يساره.
وتقول: هو يَعْضُدُها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها، وقد عَضَدَ يَعْضُدُ عُضُوداً، والبعيرُ معضود؛ قال الراجز: ساقَتُها أَربعةٌ بالأَشْطانْ، يَعْضُدُها اثْنانِ، ويَتْلوها اثنانْ يقال: اعْضُدْ بَعِيرَك ولا تَتْلُه.
وعَضَدَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بِعَضُدِه فَصَرَعَه، وضَبَعَه إِذا أَخذ بِضَبْعَيْهِ.
والعاضِدُ: الجمل يأْخُذُ عَضُدَ الناقة فَيَتَنَوَّخُها.
وحِمارٌ عَضِدٌ وعاضِدٌ إِذا ضَمَّ الأُتنَ من جوانبها.
وعَضُدُ الطريقِ وعِضادَتُه: ناحيته.
وعَضُدُ الإِبْطِ وعَضَدُه: ناحيته؛ وقيل: كلُّ ناحية عَضُدٌ وعَضَدٌ.
وأَعْضادُ البيت: نواحِيه.
ويقال: إِذا نَخَرَتِ الرِّيحُ من هذه العَضُدِ أَتاك الغيثُ، يعني ناحيةَ اليمن.
وعضُدُ الرَّحْلِ: خشبتان تَلزقان بواسطته؛ وقيل: بأَسفل واسطته.
وعضَدَ القَتَبُ البعيرَ عَضْداً: عَضَّه فَعَقَرَه؛ قال ذو الرمة: وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ وعَضَدَتْها الرِّحالُ إِذا أَلَحَّتْ عليها. أَبو زيد: يقال لأَعْلى ظَلِفَتَي الرَّحْلِ مما يَلي العَراقي: العَضُدان، الواسِط والمُؤخَّرَةِ.
وعَضُدُ النعل وعِضادَتاها: اللتان تقعان على القدم.
وعِضادتا البابِ والإِبْزيمِ: ناحيتاه.
وما كان نحو ذلك، فهو العِضادة.
وعِضادَتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله.
والعِضادتان: العُودان اللذان في النِّير الذي يكون على عنق ثور العجلة، والواسِطُ: الذي يكون وسط النير.
والعاضِدان: سَطْران من النخل على فَلَج.
والعَضُدُ من النخل: الطريقة منه.
وفي الحديث: أَنّ سَمُرة كانت له عَضُدٌ من نخل في حائط رجل من الأَنصار؛ حكاه الهرويّ في الغريبين؛ أَراد طريقة من النخل، وقيل: إِنما هو عَضِيدٌ من النخل.
ورجل عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ؛ الأَخيرة عن كراع.
وامرأَة عَضادٌ (* قوله «وامرأة عضاد» في القاموس والعضاد كسحاب القصير من الرجال والنساء والغليظة العضد.) قصيرة؛ قال الهذلي: ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِه جَيْدَرِيَّةٌ عَضادٌ، ولا مَكْنوزَةُ اللحمِ ضَمْزَرُ الضمزرُ: الغليظة اللئيمة. قال المؤرّخ: ويقال للرجل القصير عَضادٌ.
وعضَدَ الشجرَ يَعْضِدُه، بالكسر، عَضْداً، فهو مَعْضود وعَضِيدٌ، واسْتَعْضَدَه: قطعه بالمِعْضَد؛ الأَخيرة عن الهرويّ؛ قال: ومنه حديث طهفة: ونَسْتَعْضِدُ البَريرَ أَي نقطعه ونَجْنِيه من شجره للأَكل.
والعَضَدُ: ما عُضِدَ من الشجر أَو قطع بمنزلة المعضود؛ قال عبد مناف بن ربع الهُذَلي:الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ، ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدَا الشغشغة: صوت الطَّعْن.
والهيقعة: صوت الضرب بالسيف.
والمُعَوِّلُ: الذي يبني العالَةَ، وهي ظُلَّةٌ من الشجر يُسْتَظَلُّ بها من المطر.
وفي حديث تحريم المدينة: نهى أَن يُعْضَدَ شجرُها أَي يقطع.
وفي الحديث: لوَدِدْتُ أَني شجرةٌ تُعْضَد.
وفي حديث ظبيان: وكان بنو عمرو بن خالد من جَذيمَةَ يخبِطون عَضِيدَها ويأْكلون حَصِيدَها؛ العَضِيدُ والعَضَدُ: ما قُطِع من الشجر أَي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذوه عَلَفاً لإِبلهم.
وعَضَدَ الشجرَ: نَثَر ورَقَها لإِبله؛ عن ثعلب، واسم ذلك الورَقِ العَضَدُ.
والمِعْضَدُ والمِعْضادُ من السيوف: المُمْتَهَنُ في قطع الشجر؛ أَنشد ثعلب:سَيْفاً بِرِنْداً لم يكن مِعْضاداً قال: والمِعْضادُ سيف يكون مع القصّابين تقطع به العظام.
والمعضاد: مثل المِنْجل ليس لها أُشُرٌ (* قوله «أشر» كشطب وشطب، بفتح الشين وضمها كما في الصحاح والقاموس، وقوله نصابها كذا فيه وفي شرح القاموس ولعله نصالها باللام لا بالباء). يُرْبَط نِصابُها إِلى عصا أَو قناة ثم يَقْصِمُ الراعي بها على غنمه أَو إِبله فُروعَ غُصونِ الشجر؛ قال: كأَنما تُنْحي، على القَتادِ والشَّوْكِ، حَدَّ الْفَأْسِ والمِعْضادِ وقال أَبو حنيفة: كل ما عُضِد به الشجر فهو مِعْضَد. قال: وقال أَعرابي: المِعْضَدُ عندنا حديدة ثقيلة في هيئة المِنْجل يقطع بها الشجر.
والعَضِيدُ: النخلة التي لها جِذْعٌ يَتناولُ منه المتناول، وجمعه عِضْدانٌ؛ قال الأَصمعي: إِذا صار للنخلة جذع يتناول منه المتناول فتلك النخلة العَضِيدُ، فإِذا فأَتت اليد فهي جَبَّارَةٌ.
والعَواضِدُ: ما ينبت من النخل على جانبي النهر.
وبُسْرَةٌ مُعَضِّدة، بكسر الضاد: بدا الترطيب في أَحد جانبيها.
وقال النضر: أَعضادُ المزارع حدودها يعني الحدود التي تكون فيما بين الجار والجار كالجُدْران في الأَرضين.
والعضد، بالتحريك: داء يأْخذ الإِبل في أَعضادها فَتُبَطُّ، تقول منه: عَضِدَ البعير، بالكسر؛ قال النابغة: شَكَّ الفَريصَةَ بالمِدْرى فَأَنْفَذَها، شَكَّ المُبَيْطِر إِذ يَشفِي من العَضَدِ واليَعْضِيدُ: بقلة، وهو الطَّرْخَشْقوق، وفي التهذيب: التَّرْخَجْقوق. قال ابن سيده: واليعضيد بقلة زهرها أَشد صفرة من الوَرْس، وقيل: هي من الشجر، وقيل: هي بقلة من بقول الربيع فيها مَرارة.
وقال أَبو حنيفة: اليعضيد بقلة من الأَحرار مرة، لها زهرة صفراء تشتهيها الإِبل والغنم والخيل أَيضاً تُعْجِبُ بها وتُخْصِبُ عليها؛ قال النابغة ووصف خيلاً: يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها، صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ

عيا (لسان العرب) [0]


عَيَّ بالأَمرِ عَيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا؛ هذه عن الزجَّاجي ، وهو عَيٌّ وعَييٌ وعَيَّانُ: عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه. قال سيبويه: جمع العَييِّ أَعْيِياءُ وأَعِيَّاءُ، والتصحيح من جهة أَنه ليس على وزن الفِعْلِ، والإعْلال لاسْتِثقالِ اجتماع الياءَينِ، وقد أَعْياه الأمرُ؛ فأَمَّا قول أبي ذؤيب: وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ، يأْوِي مَلِيكُها إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونارِلِ فإنما عَدّى أَعْيا بالباء لأنه في معنى برَّح، فكأَنه قال برَّح بِراقٍ ونازِلٍ، ولولا ذلك لما عَدَّاه بالباء.
وقال الجوهري: قوم أَعْياء وأَعْيِياء، قال: وقال سيبويه أَخبرنا بهذه اللغة يونس ، قال ابن بري: صوابه وقوم أَعِيّاء وأَعْيِياء كما ذكره سيبويه. قال ابن بري: وقال . . . أكمل المادة ، يعني الجوهري، وسَمِعْنا من العرب من يقول أَعْيِياء وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّن؛ قال في كتاب سيبويه: أَحْيِيَةٌ جمع حَياء لفَرْج الناقة، وذكر أَنَّ من العرب من يُدْغِمُه فيقول أَحِيَّة. الأزهري: قال الليث العِيُّ تأْسِيسٌ أَصله من عَين وياءَيْن وهو مصدر العَيِيِّ، قال: وفيه لغتان رجل عَيِيٌّ، بوزن فعيل؛ وقال العجاج: لا طائِشٌ قاقٌ ولا عَيِيُّ ورجل عَيٌّ: بوَزْنِ فَعْلٍ، وهو أَكثر من عَييٍّ، قال: ويقال عَيِيَ يَعْيا عن حُجَّته عَيّاً، وعَيَّ يَعْيَا، وكلُّ ذلك يقال مثل حَيِيَ يَحْيَا وحَيِّ؛ قال الله عز وجل: ويَحْيا مَنْ حَيَّ عن بَيِّنَةٍ ، قال: والرِّجلُ يَتَكَلَّف عملاً فيَعْيا به وعَنه إذا لم يَهْتَدِ لوجِه عَمَله.
وحكي عن الفراء قال: يقال في فِعْلِ الجميع من عَيَّ عَيُّوا؛ وأَنشد لبعضهم: يَحِدْنَ عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا أَخاريسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ وقال آخر: مِنَ الذين إذا قُلْنا حديثَكُمُ عَيُّوا، وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا قال: وإذا سُكِّن ما قبل الياء الأُولى لم تُدْغَمْ كقولك هو يُعْيي ويُحْيي. قال: ومن العربَ منْ أَذْعَمَ في مثلِ هذا؛ وأَنشد لبعضهم: فكَأَنَّها بينَ النّساء سَبيكةٌ تَمْشي بسُدَّة بَيتها، فتُعِيُّ وقال أبو إسحق النحوي: هذا غيرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحويين.
وذكر أَنَّ البيتَ الذي اسْتَشْهد به الفراء ليس بمعروف؛ قال الأَزهري: والقياس ما قاله أَبو إسحق وكلامُ العرب عليه وأَجمع القُرّاء على الإظْهار في قوله يُحْيِي ويُمِيتُ.
وحكي عن شمر: عَيِيتُ بالأَمر وعَييتُه وأَعْيا عليَّ ذلك وأَعياني.
وقال الليث: أَعْياني هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِيت عنه، وقال غيره: عَيِيتُ فلاناً أَعْياهُ أَي جَهِلْته.
وفلان يَعْياه أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ، والأصل في ذلك أن لا تَعْيا عن الإخبارِ عنه إذا سُئِلْتَ جَهْلاً به؛ قال الراعي: يسأَلْنَ عنك ولا يَعْياك مسؤولُ أَي لا يَجْهَلُك.
وعَيِيَ في المَنْطِق عِيّاً: حَصِرَ.
وأَعْيا الماشي: كلَّ.
وأَعْيا السيرُ البَعيرَ ونحوَه: أَكَلَّه وطَلَّحه.
وإبلٌ مَعايا: مُعْيِيَة. قال سيبويه: سألت الخليلَ عن مَعايا فقال: الوَجْه مَعايٍ، وهو المُطَّرد، وكذلك قال يونس، وإنما قالوا مَعايا كما قالوا مَدارى وصَحارى وكانت مع الياء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها.
ورجلٌ عَياياءُ: عَيِيٌّ بالأُمور.
وفي الدعاء: عَيٌّ له وشَيٌّ، والنَّصْبُ جائِزٌ.
والمُعاياةُ: أَن تأْتيَ بكلامٍ لا يٌهتَدى له، وقال الجوهري: أَن تأْتي بشيءٍ لا يهتدى له، وقد عاياهُ وعَيَّاه تَعْيِيَةً.
والأُعْيِيَّةُ: ما عايَيْتَ به.
وفَحْلٌ عَياءٌ: لا يَهْتَدي للضراب، وقيل: هو الذي لم يَضْرِبْ ناقةً قطُّ، وكذلك الرجل الذي لا يَضْرِبُ، والجمع أَعْياءٌ ، جمَعُوه على حذف الزائد حتى كأَنهم كسَّروا فَعَلاً كما قالوا حياءُ الناقةِ، والجمع أَحْياءٌ.
وفَحْلٌ عَياياءُ: كْعَياءٍ، وكذلك الرجُلُ.
وفي حديث أُمّ زرع: أَنَّ المرأَة السادسة قالت زوجي عَياياءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ داءٌ؛ قال أبو عبيد: العَياياءُ من الإبلِ الذي لا يَضْرِبُ ولا يُلْقِحُ، وكذلك هو من الرجال؛ قال ابن الأثير في تفسيره: العَياياءُ العِنِّينُ الذي تُعْييهِ مُباضَعَة النساء . قال الجوهري: ورَجلٌ عَياياءُ إذا عَيِّ بالأَمْر والمَنْطِقِ ؛ وذكر الأزهري في ترجمة عبا: كَجَبْهَةِ الشَّيخِ العَباء الثَّطِّ وفسره بالعَبام، وهو الجافي العَيِيُّ ، ثم قال: ولم أَسْمَع العَباءَ بمعنى العَبام لغير الليث، قال: وأَما الرَّجَز فالرواية عنه: كَجَبْهَة الشيخ العياء بالياء . يقال: شيخ عَياءٌ وعَياياءُ، وهو العَبامُ الذي لا حاجة له إلى النساء، قال: ومن قاله بالباء فقد صَحَّف.
وداءٌ عَياءٌ: لا يُبْرَأُ منه ، وقد أَعْياه الداءُ ؛ وقوله: وداءٌ قدَ أعْيا بالأطبَّاء ناجِسُ أراد أَعْيا الأَطِبَّاءَ فعَدَّاه بالحَرْفِ، إذ كانت أَعْيا في معنى بَرَّحَ، على ما تقدم. الأَزهري: وداءٌ عَيُّ مثلُ عَياءٍ، وعَيِيٌّ أَجود؛ قال الحرث بن طُفَيل: وتَنْطِقُ مَنْطِقًا حُلْواً لذيذاً، شِفاءَ البَثِّ والسُّقْمِ العَيِيِّ كأَن فَضِيضَ شارِبه بكأْس شَمُول، لَوْنُها كالرَّازِقِيِّ جَمِيعاً يُقْطَبانِ بِزَنْجَبيلٍ على فَمِها، مَعَ المِسْكِ الذَّكِيِّ وحكي عن الليث: الداءُ العَيادُ الذي لا دَواءَ له، قال: ويقال الداءُ العَياءُ الحُمْقُ. قال الجوهري: داءٌ عَياءٌ أَي صعبٌ لا دواءَ له كأَنه أَعْيا على الأَطِباء.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فِعْلُهم الداءُ العَياءُ؛ هو الذي أَعْيا الأَطِباء ولم يَنْجَعْ فيه الدواءُ.
وحديث الزُّهْري: أَنَّ بَرِيداً من بعض المُلوك جاءَه يسأله عن رجل معه ما مع المرأة كيف يُوَرَّث؟ قال: من حيثُ يخرجُ الماءُ الدافِقُ؛ فقال في ذلك قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَعْيا القُضاةَ عَياؤُها تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ شَكَّ الجاهِلِ عَجَّلْتَ قبلَ حَنِيذها بِشِوَائِها ، وقَطَعْتَ مَحْرِدَها بحُكْمٍ فاصِلِ قال ابن الأثير: أَرادَ أَنك عجلتَ الفَتْوى فيها ولم تَسْتَأْنِ في الجواب، فشَبَّهه برجُلٍ نَزلَ به ضيفٌ فعَجَّل قِراهُ بما قَطعَ له من كَبِدِ الذَّبيحة ولَحْمِها ولم يَحْبِسُه على الحَنيذِ والشّواء، وتَعْجيلُ القِرى عندهم محمودٌ وصاحبُه ممدوح.
وتَعَيَّا بالأمر: كَتَعَنَّى ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد: حتى أَزُورَكُم وأَعْلَمَ عِلْمَكُمْ، إنَّ التَّعَيِّيَ بأَمرِك مُمْرِضُ وبنو عَياءٍ: حَيٌّ من جَرْمٍ.
وعَيْعايةُ: حَيٌّ من عَدْوان فيهم خَساسة. الأزهري: بَنُو أَعْيا يُنْسَبُ إليهم أَعْيَوِيٌّ، قال: وهم حَيٌّ من العرب.
وعاعَى بالضأْنِ عاعاةً وعِيعاءً: قال لها عا، وربما قالوا عَوْ وعايْ وعاءِ، وعَيْعَى عَيْعاةً وعِيعاءً كذلك؛ قال الأَزهري: وهو مثال حاحَى بالغَنَم حِيحاءً، وهو زَجْرُها.
وفي الحديث شِفاءُ العِيِّ السؤالُ؛ العِيُّ: الجهلُ، وعيِيَ به يَعْيا عِيّاً وعَيَّ، بالإدغام والتشديد، مثلُ عَييَ.
ومنه حديث الهَدْي: فأَزْحَفَتْ عليه بالطريق فعَيَّ بشأْنِها أَي عَجَزَ عنها وأَشكل عليه أَمرُها. قال الجوهري: العِيُّ خلافُ البيانِ، وقد عَيَّ في مَنْطِقِه.
وفي المثل: أَعْيَا من باقِلٍ.
ويقال أَيضًا: عَيَّ بِأَمرِه وعَيِيَ إذا لم يَهْتَدِ لوجهِه، والإدْغامُ أَكثر، وتقول في الجمع: عَيُوا ، مخَفَّفاً، كما قلناه في حَيُوا، ويقال أَيضًا: عَيُّوا، بالتشديد، وقال عبيد بن الأبرص: عَيُّوا بأَمرِهِمُ ، كما عَيَّتْ ببَيْضتِها الحَمامَهْ وأَعياني هو ؛ وقال عمرو بن حسان من بني الحَرِث ابنِ همَّام: فإنَّ الكُثْرَ أَعْياني قَديماً ، ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنّي غُلامُ يقول: كنت متوسطاً لم أَفْتَقر فقراً شديداً ولا أَمكَنني جمعُ المال الكثير، ويُرْوى: أَغناني أَي أَذَلِّني وأَخْضَعني.
وحكى الأَزهري عن الأصمعي: عيِيَ فلان، بياءَين، بالأَمر إذا عَجَز عنه، ولا يقال أَعْيا به. قال: ومن العرب من يقول عَيٌّ به، فيُدْغِمُ.
ويقال في المَشْي: أَعْيَيْت وأَنا عَيِيّ؛ (* قوله «اعييت وأنا عييّ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أعييت اعياء، قال: وتكلمت حتى عييت عياً ، قال: واذا طلب علاج شيء فعجز يقال: عييت وأنا عيي.) قال النابغة: عَيَّتْ جواباً وما بالرَّبْعِ من أَحد قال: ولا يُنْشَدُ أَعْيَتْ جواباً؛ وأَنشد لشاعر آخر في لغة من يقول عيي: وحتى حسِبْناهْم فوارِسَ كَهْمَسٍ، حَيُوا بعدما ماتُوا من الدَّهْرِ أَعْصُرَا ويقال: أَعْيا عليَّ هذا الأَمرُ وأَعْياني، ويقال: أَعْياني عَيَاؤه؛ قال المرَّارُ: وأَعْيَتْ أَن تُجِيبَ رُقىً لِرَاقِ قال: ويقال أَعْيا به بعيره وأَذَمَّ سواءٌ.
والإعْياءُ: الكَلال؛ يقال: مَشَيْت فأَعْيَيْت، وأَعيا الرجلُ في المَشْيِ، فهو مُعْيٍ؛ وأَنشد ابن بري: إنّ البَراذِيِنَ إذا جَرَيْنَهْ ، مَعَ العِتاقِ ساعَةً، أَعْيَيَنَهْ قال الجوهري: ولا يقال عَيَّانٌ.
وأَعْيا الرجلُ وأَعياهُ الله، كلاهما بالأَلف.
وأَعيا عليه الأَمْرُ وتَعَيَّا وتَعايا بمعنى.
وأَعْيا: أَبو بطن من أَسَدٍ، وهو أَعيا أَخو فَقْعسٍ ابنا طَريفِ بن عمرو بن الحَرِثِ بن ثَعْلبة بن دُوادانَ بن أَسدٍ؛ قال حُرَيث بنُ عتَّابٍ النَّبْهاني: تَعالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَأَعْيا، وفَقْعَسٌ إلى المَجْدِ أَدْنَى أَمْ عَشِيرَةُ حاتِمِ والنسبَة إليهم أَعْيَويّ.

شرع (لسان العرب) [0]


شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تناول الماءَ بفِيه.
وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت.
ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء.
والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره.
والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ، وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو . . . أكمل المادة مذكور في موضعه.
وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها.
وفي المثل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً؛ ورُفِعَ إِلى عليّ، رضي الله عنه، أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح، فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله: أَوْرَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ، يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ (* ويروى: ما هكذا توردُ، يا سعدُ، الإبل.) ثم قال: إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم واحداً واحداً، فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به؛ أَراد علي: أَن هذا الذي فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الماء، وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض، أَراد أَن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ.
وإِبلٌ شُرُوعٌ، وقد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت؛ قال الشماخ: يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ.
وأَشْرَعَ يدَه في المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً. قال: وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها.
وفي الحديث: فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في شرِيعةِ الماء.
وفي حديث الوضوء: حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه.
وشَرَّعَتِ الدابةُ: صارت على شَرِيعةِ الماء؛ قال الشماخ: فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً فأَعْجَلَها، وقد شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ.
والشريعةُ والشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر؛ عن كراع؛ ومنه قوله تعالى: ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر، وقوله تعالى: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجاً؛ قيل في تفسيره: الشِّرْعةُ الدِّين، والمِنهاجُ الطريقُ، وقيل: الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق، والطريقُ ههنا الدِّين، ولكن اللفظ إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة: أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ في الخلوة.
وقال محمد بن يزيد: شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق، والمِنهاجُ الطريق المستقيم.
وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة، وقال قتادة: شرعة ومنهاجاً، الدِّين واحد والشريعة مختلفة.
وقال الفراء في قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة: على دين ومِلَّة ومنهاج، وكلُّ ذلك يقال.
وقال القتيبي: على شريعة، على مِثال ومَذْهبٍ.
ومنه يقال: شَرَعَ فلان في كذا وكذا إِذا أَخذ فيه؛ ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ.
ويقال: فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه.
وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه.
وفي التنزيل: شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً؛ قال ابن الأَعرابي: شَرَعَ أَي أَظهر.
وقال في قوله: شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله، قال: أَظهَرُوا لهم.
والشارعُ الرَّبّاني: وهو العالم العاملُ المعَلِّم.
وشَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ. قال الأَزهري: معنى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا ولم يُرَجَّلْ، وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ، قال: وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً، وقيل في قوله: شَرَع لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً: إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات.
وقوله عز وجل: والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم وموسى؛ أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك.
والشِّرْعةُ: العادةُ.
وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله؛ وأَنشد الخليل يذمُّ رجلاً: كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى، ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ، كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها، وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ وهذا شِرْعُ هذا، وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ.
والشارِعُ: الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه.
ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً في الطريق.
وقال ابن دريد: دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ واحد.
وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ.
وفي الحديث: كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه. يقال: شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه.
وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ، وأَشْرَعَه إِليه.
والشَّوارِعُ من النجوم: الدَّانِيةُ من المَغِيبِ.
وكلُّ دانٍ من شيء، فهو شارِعٌ.
وقد شَرَعَ له ذلك، وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ، وهذا كله راجع إِلى شيء واحد، إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه.
وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له، فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ؛ وأَنشد: أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما؛ قال: غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ، شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ (* هذا البيت من قصيدة للنابغة.
وفي ديوانه: دُفعن اليه مكان شرعن اليه.)وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة: ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً، ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب.
والشِّرْعةُ (* قوله «والشرعة» في القاموس: هو بالكسر ويفتح، الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب، وجمع الجمع شراع.): الوَتَرُ الرقيقُ، وقيل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على القَوْس، وقيل: هو الوتر، مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود، وقيل: ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود، وجمعه شِرَعٌ على التكسير، وشِرْعٌ على الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء، وشِراعٌ جمع الجمع؛ قال الشاعر: كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا (* قوله «كما أزهرت إلخ» أنشده في مادة زهر: ازدهرت.
وقوله «عل منه» تقدم عل منها.) وقال ساعدة بن جؤية: وعاوَدَني دَيْني، فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره وتأْنيثه؛ يقول: بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من الهُموم، وقيل: شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، والكثير شُرْعٌ؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله.
والشِّراعُ: كالشِّرْعة، وجمعه شُرُعٌ؛ قال كثير: إِلا الظِّباءَ بها، كأَنَّ تَرِيبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ.
وفي الحديث: قال رجل: إِني أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ، وهو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على العُود، والشِّرْعةُ أَخَصّ منه، وجمعهما شِرْعٌ؛ وقول النابغة: كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها، من الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد.
والشَّريعُ: الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ، ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ.
وقال ابن الأَعرابي: الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ، وهو الكتَّانُ الجَيِّدُ.
وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة.
والأَشْرَعُ الأَنْفِ: الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه.
وفي حديث صُوَرِ الأَنبياء، عليهم السلام: شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله.
والأَشْرعُ: السَّقائفُ، واحدتها شَرَعة؛ قال ابن خشرم: كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً، وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ: شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها، والجمع أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ؛ قال الطِّرِمّاح: كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وفي حديث أَبي موسى: بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ؛ شِراعُ السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها.
وشَرّعَ السفينةَ: جعل لها شِراعاً.
وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جدّاً.
وحِيتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها.
وقوله تعالى: إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم؛ قيل: معناه راعفةٌ رُؤُوسَها، وقيل: خافضة لها للشرب، وقيل: معناه أَن حِيتانَ البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها، فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً.
وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ.
والشِّراعُ: العُنُق، وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه.
والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ: الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ؛ وأَنشد: شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها، قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهري: لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ، والكَسْر عندي أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل.
ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، وهذا نَبْتٌ شُراعٌ، ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضاً، يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ.
والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء. قال الأَزهري: كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً.
وفي الحديث: أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر، وهو مصدر بفتح الراء وسكونها.
وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك؛ وقوله أَنشده ثعلب: وكانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال: إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن تُخَوَّفَ.
ورجل شَرْعُك من رجل: كاف، يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية الانفصال. قال سيبويه: مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه، غيره: ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث، والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتَطْلُبُه.
وأَشرَعَني الرجلُ: أَحْسَبَني.
ويقال: شَرْعُكَ هذا أَي حَسْبُك.
وفي حديث ابن مغفل: سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه، قال: فقلت شَرْعي أَي حَسْبي؛ وفي المثل: شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ، يُضْرَبُ في التبليغ باليسير.
والشَّرْعُ: مصدر شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، وقال يعقوب: إِذا شَقَّ ما بين رِجْلَيْه وسَلَخَه؛ قال: وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ.
والشِّرْعةُ: حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع شِرَعاً؛ وقال الراعي: من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ وقال أَبو زبيد: أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ، وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشِّرَعُ: ما يُشْرَعُ فيه، والشَّراعةُ: الجُرْأَةُ.
والشَّرِيعُ: الرجل الشُّجاعُ؛ وقال أَبو وجْزةَ: وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً وشَراعةً، تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ: موضع (* قوله «والشرع موضع» في معجم ياقوت: شرع، بالفتح، قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع، واستشهد على كليهما.)، وكذلك الشّوارِعُ.
وشَرِيعةُ: ماءٌ بعينه قريب من ضَرِيّةَ؛ قال الراعي: غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه، فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ شُراعِيٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال: شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً، فيكون هذا على قياس النسب، أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ، فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب.
والأَسْمَرُ: الرُّمح.
والعاتِكُ: المُحْمَرُّ من قِدَمِه.
والشَّرِيعُ من الليف: ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به؛ قال الأَزهري: سمعت ذلك من الهجريين النَّخْلِيِّين.
وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ، ذكره ذو الرمّة في شعره.

قول (لسان العرب) [0]


القَوْل: الكلام على الترتيب، وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان، تامّاً كان أَو ناقصاً، تقول: قال يقول قولاً، والفاعل قائل، والمفعول مَقُول؛ قال سيبويه: واعلم أَن قلت في كلام العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً، يعني بالكلام الجُمَل كقولك زيد منطلق وقام زيد، ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك زيد منطلق، وعمرو من قولك قام عمرو، فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ بالقول، أَو بما يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال، فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سميت . . . أكمل المادة قولاً إِذ كانت سبباً له، وكان القَوْل دليلاً عليها، كما يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان ملابساً له وكان القول دليلاً عليه، فإِن قيل: فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء بالقَوْل ولم يعبروا عنها بالكلام، ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا؟ فالجواب: أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من الكلام، وذلك أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل قد لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره، أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من ضمير فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله؟ لأَنه إِنما وُضِع على أَن يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل، وقام هذه نفسها قَوْل، وهي ناقصة محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه، فلما اشتبها من هنا عبِّر عن أَحدهما بصاحبه، وليس كذلك الكلام لأَنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه، والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى غيره على ما قدَّمْناه، فكان بالاعتقاد المحتاج إِلى البيان أَقرب وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق، فاعلمه.
وقد يستعمل القَوْل في غير الإِنسان؛ قال أَبو النجم: قالت له الطيرُ: تقدَّم راشدا، إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا وقال آخر: قالت له العينانِ: سمعاً وطاعةً، وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وقال آخر: امتلأَ الحوض وقال: قَطْني وقال الآخر: بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج، قالت الدُّلَّح الرِّواءُ: إِنِيهِ إِنِيهِ: صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد؛ ومثله أَيضاً: قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي والاعتقاد قَوْلاً، وإِن لم يكن صوتاً، كان تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر بالجواز، أَلا ترى أَن الطير لها هَدِير، والحوض له غَطِيط، والأَنْساع لها أَطِيط، والسحاب له دَوِيّ؟ فأَما قوله: قالت له العَيْنان: سَمْعاً وطاعة فإِنه وإِن لم يكن منهما صوت، فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة؛ قال ابن جني: وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله: لو كان يَدْرِي ما المْحَاورة اشْتَكى، أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي (* وفي رواية أخرى: ولكان لو علم الكلامَ مُكَلمي) والجمع أَقْوال، وأَقاوِيل جمع الجمع؛ قال يقول قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلةً ومَقالاً ومَقالةً؛ وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر، رضي الله عنه:تحنّنْ علَيَّ، هَداكَ المَلِيك فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا وقيل: القَوْل في الخير والشر، والقال والقِيل في الشرِّ خاصة، ورجل قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ. حكى ثعلب: إِنهم لَقالةٌ بالحق، وكذلك قَؤول وقَوُول، والجمع قُوُل وقُوْل؛ الأَخيرة عن سيبويه، وكذلك قَوّال وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ؛ وحكى سيبويه مِقْوَل، وكذلك الأُنثى بغير هاء، قال: ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء.
ومِقْوال: كمِقْول؛ قال سيبويه: هو على النسَب، كل ذلك حسَن القَوْل لسِن، وفي الصحاح: كثير القَوْل. الجوهري: رجل قَؤُول وقوم قُوُل مثل صَبور وصُبُر، وإِن شئت سكنت الواو. قال ابن بري: المعروف عند أَهل العربية قَؤُول وقُوْل، بإِسكان الواو، تقول: عَوان وعُوْن الأَصل عُوُن؛ ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر: تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل (* قوله «تمنحه إلخ» صدره كما في مادة سوك: أغر الثنايا أحم اللثاــــــت تمنحه سوك الإِسحل). قال: وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي: وعَوراء قد قِيلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها، وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل وأُعرِضُ عن مولاي، لو شئت سَبَّني، وما كلّ حين حلمه بأَصِيل وما أَنا، للشيء الذي ليس نافِعِي ويَغْضَب منه صاحبي، بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه خليلٌ، وما قَلْبي له بخَلِيل وامرأَة قَوَّالة: كثيرة القَوْل، والاسم القالةُ والقالُ والقِيل. ابن شميل: يقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان.
والتِّقْولةُ، الكثيرُ الكلام البليغ في حاجته.
وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ: مِنْطِيقٌ.
ويقال: كثُر القالُ والقِيلُ. الجوهري: القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع؛ قال رؤبة: فاليوم قد نَهْنَهَني تنَهْنُهِي، أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ، وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح. التهذيب: العرب تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال؛ قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال نحوٌ وعربيَّة، وذلك أَنه جعل القال مصدراً، أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه قال عن قيلٍ وقَوْلٍ؟ يقال على هذا: قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً، قال: وسمعت الكسائي يقول في قراءة عبد الله: ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه يَمْتَرُونَ؛ فهذ من هذا كأَنه قال: قالَ قَوْلَ الحق؛ وقال الفراء: القالُ في معنى القَوْل مثل العَيْب والعابِ، قال: والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه كأَنه قال قَوْلَ اللهِ. الجوهري: وكذلك القالةُ. يقال: كثرتْ قالةُ الناس، قال: وأَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ، بالفتح، ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه يتعدّى. الفراء في قوله، صلى الله عليه وسلم: ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة السؤَال، قال: فكانتا كالاسمين، وهما منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان صواباً كقولهم: أَعْيَيْتني من شُبٍّ إِلى دُبٍّ؛ قال ابن الأَثير: معنى الحديث أَنه نهَى عن فُضُول ما يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا، قال: وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير، والإِعراب على إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم القِيل والقال، وقيل: القالُ الابتداء، والقِيلُ الجواب، قال: وهذا إِنما يصح إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان، فيكون النهي عن القَوْل بما لا يصح ولا تُعلم حقيقتُه، وهو كحديثه الآخر: بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذَمَّ، وقال أَبو عبيد: إِنه جعل القال مصدراً كأَنه قال: نهى عن قيلٍ وقوْلٍ، وهذا التأْويل على أَنهما اسمان، وقيل: أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً، وقيل: أَراد به حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه أَمرُه؛ ومنه الحديث: أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض؛ ومنه الحديث: فَفَشَتِ القالةُ بين الناس، قال: ويجوز أَن يريد به القَوْل والحديثَ. الليث: تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ، ويقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون قال وقيل له، ويقال: بل هما اسمان مشتقان من القَوْل، ويقال: قِيلَ على بناء فِعْل، وقُيِل على بناء فُعِل، كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء، وكذلك قوله تعالى: وسِيقَ الذين اتّقَوْا ربَّهم. الفراء: بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى واحد؛ وأَنشد: وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ، وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ بمعنى وقِيلَ: وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل، كِلاهما: ادّعى عليه، وكذلك أَقاله ما لم يقُل؛ عن اللحياني. قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول؛ عن اللحياني أَيضاً، قال: والإتمام لغة أَبي الجراح.
وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما لم آكُل أَي ادّعَيْته عَليَّ. قال شمر: تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ أَي علمني وأَمرني أَن أَقول، قال: قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على القَوْل.
وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له: ما تقول في عثمان وعلي، رضي الله عنهما؟ فقال: أَقول فيهما ما قَوَّلَني الله تعالى؛ ثم قرأَ: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان (الآية).
وفي حديث علي، عليه السلام: سمع امرأَة تندُب عمَر فقال: أَما والله ما قالتْه ولكن قُوِّلتْه أَي لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي أَنه حقيق بما قالت فيه.
وتَقَوَّل قَوْلاً: ابتدَعه كذِباً.
وتقوَّل فلان عليَّ باطلاً أَي قال عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ؛ ومنه قوله تعالى: ولو تقوَّل علينا بعضَ الأَقاويل.
وكلمة مُقَوَّلة: قِيلتْ مرَّة بعد مرَّة.
والمِقْوَل: اللسان، ويقال: إِنَّ لي مِقْوَلاً، وما يسُرُّني به مِقْوَل، وهو لسانه. التهذيب: أَبو الهيثم في قوله تعالى: زعم الذين كفروا أَن لن يُبْعَثوا، قال: اعلم أَنُ العرب تقول: قال إِنه وزعم أَنه، فكسروا الأَلف في قال على الابتداء وفتحوها في زعم، لأَن زعم فِعْل واقع بها متعدٍّ إِليها، تقول زعمت عبدَ الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ أَن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول: هل تَقُوله خارجاً، ومتى تَقُوله فعَل كذا، وكيف تقوله صنع، وعَلامَ تَقُوله فاعلاً، فيصير عند دخول حروف الاستفهام عليه بمنزلة الظن، وكذلك تقول: متى تَقُولني خارجاً، وكيف تَقُولك صانعاً؟ وأَنشد: فمتى تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا قال الكميت: عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا وكِنْدَة، بالقوارِصِ، مُجْلِبينا؟ والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في العمل؛ قال هدبة بن خَشْرم: متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما؟ فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ ؛ وقال عمرو بن معديكرب: عَلامَ تَقُول الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي، إِذا أَنا لم أَطْعُنْ، إِذا الخيلُ كَرَّتِ؟ وقال عمر بن أَبي ربيعة: أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ، فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا؟ قال: وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى الظنِّ فيُعدُّونه إِلى مفعولين، فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول.
وفي الحديث: أَنه سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي أَتظنُّه؟ وهو مختصٌّ بالاستفهام؛ ومنه الحديث: لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال: البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ، قال: وفِعْلُ القَوْلِ إِذا كان بمعنى الكلام لا يعمَل فيما بعده، تقول: قلْت زيد قائم، وأَقول عمرو منطلق، وبعض العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً، فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك: متى تَقُول عمراً ذاهباً، وأَتَقُول زيداً منطلقاً؟ أَبو زيد: يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك، خمسة أَوجُه. الليث: يقال انتشَرَت لفلان في الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ سيئة، والقالةُ تكون بمعنى قائلةٍ، والقالُ في موضع قائل؛ قال بعضهم لقصيدة: أَنا قالُها أَي قائلُها. قال: والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس.
والمِقْوَل: القَيْل بلغة أَهل اليمن؛ قال ابن سيده: المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء، وأَصله قَيِّل؛ وقِيلَ: هو دون الملك الأَعلى، والجمع أَقْوال. قال سيبويه: كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً بفاعل، وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة، دخلت الهاء فيه على حدِّ دخولها في القَشاعِمة؛ قال لبيد: لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيمان عُجْمٍ، يَنْصُفُون المَقاوِلا والمرأَة قَيْلةٌ. قال الجوهري: أَصل قَيْل قَيِّل، بالتشديد، مثل سَيِّد من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه، والجمع أَقْوال وأَقْيال أَيضاً، ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً؛ التهذيب: وهم الأَقْوال والأَقْيال، الواحد قَيْل، فمن قال أَقْيال بناه على لفظ قَيْل، ومن قال أَقْوال بناه على الأَصل، وأَصله من ذوات الواو؛ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كتب لوائل بن حُجْر ولقومه: من محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة، وفي رواية: إِلى الأَقْيال العَباهِلة؛ قال أَبو عبيدة: الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم، واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره، وقال غيره: سمي الملك قَيْلاً لأَنه إِذا قال قولاً نفَذ قولُه؛ وقال الأَعشى فجعلهم أَقْوالاً: ثم دانَتْ، بَعْدُ، الرِّبابُ، وكانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثير في تفسير الحديث قال: الأَقْوال جمع قَيْل، وهو الملك النافذ القَوْل والأَمرِ، وأَصله قَيْوِل فَيْعِل من القَوْل، حذفت عينه، قال: ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت، قال: وأَما أَقْيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح، والشائع المَقِيس أَرْواح.
وفي الحديث: سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه: تعطَّف العِزَّ أَي اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز، وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد؛ قال ابن الأَثير: معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه، كما يُقال: فلان يَقُول بفلان أَي بمحبَّته واختصاصِه، وقيل: معناه حَكَم به، فإِن القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم.
وفي الحديث: قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم، يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله، ولا تسموني سيِّداً كما تسمُّون رؤساءكم، لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة كالسيادة بأَسباب الدنيا، وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف فيه، قال: وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه، يريد تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشيطان ورُسُلُه تنطِقون عن لسانه.
واقْتال قَوْلاً: اجْتَرَّه إِلى نفسِه من خير أَو شر.
واقْتالَ عليهم: احْتَكَم؛ وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش من بني شَقِرة: فبالخَيْر لا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتي، وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ قال أَبو عبيد: سمعت الهيثم بن عدي يقول: سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رُقْية النَّمْلة: العَرُوس تَحْتَفِل، وتَقْتالُ وتَكْتَحِل، وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ، غير أَن لا تَعْصِي الرجل؛ قال: تَقْتال تَحْتَكِم على زوجها. الجوهري: اقْتال عليه أَي تحكَّم؛ وقال كعب بن سعد الغَنَويّ: ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ، وما اقْتال من حُكْمٍ عَليَّ طَبيبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله: وخَبَّرْ تُماني أَنَّما الموتُ في القُرَى، فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سماء كان غير مَحَمَّة بِبَرِّيَّةٍ، تَجْري عليه جَنُوبُ وأَنشد ابن بري للأَعشى: ولمِثْلِ الذي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا؛ وقول لبيد: وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه، ولا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ أَي ولا يقولها؛ قال ابن بري: صوابه فإِنَّ الله، بالفاء؛ وقبله: حَمِدْتُ اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ: القُلَةُ، مقلوب مغيَّر، وهو العُود الصغير، وجمعه قِيلان؛ قال:وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الجوهري: القالُ الخشبة التي يضرَب بها القُلَة؛ وأَنشد: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بينَهُم، نَزْوُ القُلاة، قلاها قالُ قالِينا قال ابن بري: هذا البيت يروى لابن مقبل، قال: ولم أَجده في شعره. ابن بري: يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به، ويقال: اقْتال باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر؛ قال الراجز: فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا، وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابي: العرب تقول قالوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه، وقُلْنا به أَي قَتَلْناه؛ وأَنشد: نحن ضربناه على نِطَابه، قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به أَي قَتَلْناه، والنَّطابُ: حَبْل العاتِقِ.
وقوله في الحديث: فقال بالماء على يَده؛ وفي الحديث الآخر: فقال بِثَوبه هكذا، قال ابن الأَثير: العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بِيَده أَي أَخذ، وقال برِجْله أَي مشى؛ وقد تقدَّم قول الشاعر:وقالت له العَيْنانِ: سمعاً وطاعة أَي أَوْمَأَتْ، وقال بالماء على يدِه أَي قَلب، وقال بثوب أَي رفَعَه، وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال: ما يَقُولُ ذو اليدين؟ قالوا: صدَق، روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا؛ قال: ويقال قال بمعنى أَقْبَلَ، وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك.
وفي حديث جريج: فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه؛ همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ، وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً.

غلل (لسان العرب) [0]


الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كله: شدّة العطش وحرارته، قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة.
وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ، بالفتح: عطشان شديد العطش. غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً، فهو مَغْلول، على ما لم يسم فاعله؛ ابن سيده: غَلَّ يَغَلّ غُلّة واغْتَلّ، وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً.
وأَغَلّ إِبلَه: أَساءَ سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ.
وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لم يَقْضِ رِيَّه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة، بالعين غير معجمة؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها، بالغين، من الغُلَّة وهي حرارة العطش، وهي إِبل غالَّة؛ وقال نصر . . . أكمل المادة الرازي: إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ، وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ، الواحدة غالَّة؛ وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته.
والغَلِيلُ: حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً.
والغِلُّ، بالكسر، والغَلِيلُ: الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد.
وفي التنزيل العزيز: ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ ؛ قال الزجاج: حقيقته، والله أَعلم، أَنه لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ وهو أَيضاً كَدر، والجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بالكسر، غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد.
ورجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حقد وغِلٍّ.
وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ: خانَ؛ قال النمر: جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم.
وأَغَلَّه: خَوّنه.
وفي التنزيل العزيز: وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ؛ قال ابن السكيت: لم نسمع في المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً، وقرئ: وما كان لنبي أَن يُغَلَّ، فمن قرأَ يَغُلّ فمعناه يَخُون، ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين: أَحدهما يُخان يعني أَن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول، وهي قراءة أَصحاب عبد الله، يريدون يسرَّق؛ قال أَبو العباس: جعل يُغَل بمعنى يُغَلَّل، قال: وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت أَدخلت ذلك فيه، وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه؛ وقال الفراء: جائز أَن يكون يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك، وقال الزجاج: قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ، فمن قال أَن يَغُل فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته، وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم؟ قال: ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين: أَحدهما ما كان لنبي أَن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه، وجاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها، لها ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط، والوجه الثاني أَن يكون يُغَل يخوَّن، وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران: وما كان لنبي أَن يَغُل، قال يونس: كيف لا يُغَل؟ بلى ويقتل؛ وقال أَبو عبيد: الغُلول من المَغْنَم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد، ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ، بالكسر، ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ، بالضم؛ قال ابن بري: قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول، وإِنما نجده مبنيّاً للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب، وما كان لنبي أَن يَخُون، وما كان لمُحرِم أَن يلبَس، قال: وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ: وما كان لنبي أَن يَغُل، على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال: والشاهد على قوله يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر: حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، ولم تكن للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية: أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال؛ قال أَبو عبيد: الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال السَّرِقة، وقيل: الإِغلال السرقة، أَي لا خيانة ولا سرقة، ويقال: لا رِشْوة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث، وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة من الغَنيمة؛ وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل، وسميت غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه، ويقال لها جامِعَة أَيضاً، وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة. أَبو عبيدة: رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب خيانة وسَلَّةٍ؛ ومنه قول شريح: ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان، إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة فلا ضمان عليه، من الإِغْلال الخِيانةِ، يعني الخائن، وقيل: المُغِل ههنا المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ، قال ابن الأَثير: والأَوَّل الوَجْه؛ وقيل: الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة، والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل وهي السَّلَّة، وقيل: هو الغارة الظاهرة، يقال: غَلّ يَغُلّ وسَلّ يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة، ويكون أَيضاً أَن يُعِينَ غيره عليهما، وقيل: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ السيوف؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ مؤمن: إِخْلاصُ العمل لله، ومُناصَحة ذوي الأَمْر، ولزوم جماعة المسلمين فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم؛ قيل: معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق، ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِلّ ولا يُغِلّ، فمن قال يَغِلّ، بالفتح للياء وكسر الغين، فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن والشَّحْناء، أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء، جعله من الخيانة؛ وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم خاصة، والإِغْلال: الخيانة في المَغانم وغيرها.
ويقال من الغِلّ: غَلّ يَغِلّ، ومن الغُلول: غَلّ يَغُلّ.
وقال الزجاج: غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء، وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ غُلولاً، وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا، من ذلك الغالّ، وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر، وجمعه غُلاَّن، ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد الكامِن؛ وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن، قال: ويروى يَغِلُ، بالتخفيف، من الوُغول الدخول في الشيء، قال: والمعنى أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل والخيانة والشرّ، قال: وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً عليهن.
وفي حديث أَبي ذر: غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه. ابن الأَعرابي في النوادر: غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ، وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد عن الصواب غاشًّا.
وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه؛ قال أَبو وجزة: خُطباء لا خُرْق ولا غُلل، إِذا خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ في الجِلْد: أَخذ بعض اللحم والإِهابَ. يقال: أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم، وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته فتركت على الجلد اللحم.
والغَلَل: اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ.
وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب.
والغَلَل: داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ، وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً.
وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ: دخل فيه، يكون ذلك في الجواهر والأَعراض؛ قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس: يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ، وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل (* قوله «يحفره» هكذا في الأصل»).
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن شيوخه: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي، فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ: أَدخله؛ قال ذو الرمة: غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة، وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب: ومنها ما يُغِلّ يعني من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية.
وغَلّ أَيضاً: دخل، يتعدّى ولا يتعدّى.
ويقال: غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها.
وغَلْغَله: كغَلَّه.
والغُلَّة: ما تواريت فيه؛ عن ابن الأَعرابي.
والغَلْغَلة: كالغَرْغَرة في معنى الكسر.
والغَلَلُ: الماء الذي يَتَغَلَّل بين الشجر، والجمع الأَغْلال؛ قال دُكين: يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال يقول: يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع (* قوله «من سراع» عبارة الصحاح: من خيل سراع) في الغارة كالحَمام الواردة؛ وفي التهذيب قال: أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر، وقيل: الغَلَل الماء الظاهر الجاري، وقيل: هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية فيخفى مرّة ويظهر مرة، وقيل: الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر؛ قال الحُوَيْدِرة: لَعِب السُّيُول به، فأَصبح ماؤه غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع وقال أَبو حنيفة: الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي، وقيل: أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع إِلاَّ الوَطاء.
وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ، بالضم في جميع ذلك.
وتَغَلْغَل الماء في الشجر: تخلَّلها.
وقال أَبو سعيد: لا يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن يظهر.
ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ، وجمعه غَلاغَلُ؛ قال كعب: وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنها أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل والغِلالة: شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل.
وفي التهذيب: الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد.
واغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تحت الثياب، ومنه الغَلَل الماء الذي يجري في أُصول الشجر.
وغَلَّلَ الغِلالة: لبسها تحت ثيابه؛ هذه عن ابن الأَعرابي.
والغُلَّة: الغِلالة، وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي تدخَل.
والغَلائل: الدرُوع، وقيل: بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، وقيل: هي مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل، واحدتها غَلِيلَة؛ وقول النابغة: عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً، فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل (* في ديوان النابغة: القلائل بدل الغلائل، ولعل الصواب ما هنا). خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع، ومن جعلها البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل.
وغَلائل الدُّروع: مساميرها المُدخَلة فيها، الواحد غَلِيل؛ قال لبيد: وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل، قال: الغِلالة المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع. ابن الأَعرابي: العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها؛ وأَنشد: تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة، ولم تَنَطّقْها على غِلاله، إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله قال ابن بري: وكذلك الغُلَّة، وجمعها غُلَل؛ قال الشاعر: كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه، وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ في رأْسه: أَدخله في أُصول الشعر.
وغَلَّ شعرَه بالطيب: أَدخَله فيه.
وتَغَلَّل بالغالِية، شدد للكثرة، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل: تَغَلَّف؛ أَبو صخر: سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة، فلا هي مِتْفال، ولا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّله بها.
وحكى اللحياني: تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية، وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة ياء، كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قال: والأَول أَقيس. غيره: ويقال تَغَلَّيْتٍّ من الغالية، وقال الفراء: يقال تَغَلَّلْت بالغالية، قال: وكل شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال: وتَغَلَّيْت مولّدة.
وقال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية؟ فقال: إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز. الليث: ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثير: قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية ولا يقال تَغَلَّيْت، قال: وأَجازه الجوهري.
وفي حديث المخنَّث هِيتِ قال: إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له: قد تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة: إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته، أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف.
وغَلَّ المرأَةَ: حَشاها، ولا يكون إِلاَّ من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابي. السلمي: غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به.
والغُلاَّن، بالضم: مَنابت الطَّلْح، وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات شجر، واحدها غالّ وغلِيلٌ.
وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن؛ قال أَبو حنيفة: هو بطن غامض في الأَرض، وقد انْغَلَّ.
والغالُّ: أَرض مطمئنة ذات شجر.
ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم، كما يقال عِيصٌ من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً.
والغالّ: نبت، والجمع غُلاَّن، بالضم؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ، لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ (* قوله «وأظهر في غلان رقد إلخ» تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر على غير هذه الصورة والصواب ما هنا). أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة، وقيل: إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع؛ وقال مضرِّس الأَسدي: تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ (* قوله «تعرض إلخ» قبله كما في ياقوت: ولم أنس من ربا غداة تعرضت * لنا دون أبواب الطراف من الادم) الغُلاَّن: بطون الأَودية، ورَمَم: موضع.
والغالَّة: ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع.
والغُلّ: جامِعة توضع في العُنق أَو اليد، والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك؛ ويقال: في رقبته غُلّ من حديد، وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها، فهو مَغْلول.
وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم؛ قال الزجاج: كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة، وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه، وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت؛ هذه الأَغلال التي كانت عليهم، وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هناك طوق، وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق في عنُقك.
وقوله تعالى: إِذ الأَغْلال في أَعناقهم؛ أَراد بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال، وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب، وقد غَلَّه يَغُلّه.
وقوله تعالى وتقدَّس: إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً؛ هي الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم.
وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وقد غُلّ، فهو مَغْلول.
وفي حديث الإِمارة: فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره (* قوله «وغله جوره» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: أو غله جوره) أَي جعل في يده وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما.
وقوله تعالى: وقالت اليهود يَدُ الله مَغْلولة، غُلَّت أَيديهم؛ قيل: ممنوعة عن الإِنفاق، وقيل: أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا، وقيل: معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا، وقيل: يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا.
وقوله تعالى: ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى عنُقك؛ تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، وقد غَلَّه يَغُلُّه.
وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر، فربما قَمِلَ في عُنقه إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضربه مثلاً للمرأَة السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً، والعرب تكني عن المرأَة بالغُلّ.
وفي الحديث: وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو. ابن السكيت: به غُلّ من العطش وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ.
وقولها: ما له أُلَّ وغُلَّ؛ أُلَّ دُفِع في قضاء، وغُلّ: جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ.
والغَلّة: الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض.
والغَلَّة: واحدة الغَلاَّت.
واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه.
واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت: أَخْذُ غَلّتها.
وأَغَلَّت الضَّيْعة: أَعطت الغَلَّة، فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ؛ قال زهير: فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرىً بالعراق، من قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً: من الغَلَّة؛ قال الراجز: أَقْبَل سَيْلٌ، جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم.
وفي الحديث: الغَلَّة بالضَّمان؛ قال ابن الأَثير: هو كحديثه الآخر: الخَراجُ بالضَّمان.
والغَلَّة: الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك.
وفلان يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة.
ويقال: نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني.
ويقال: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه.
ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه، على فَعُول، بفتح الفاء.
وغَلّ بصَرُه: حاد عن الصواب.
وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره.
والغُلَّة: خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع غُلَل.
والغَلَلُ: المِصْفاة؛ وقول لبيد: لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ، بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق، وبعضهم يرويه غُلَل بالضم، جمع غُلَّة.
والغَلِيل: القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ.
والغَلِيل: النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة: سُلاَّءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لها ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم ويروى: سُلاَّءة، كعصا النهديِّ، غُلّ لها مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم قوله: ذو فَيئة أَي ذو رَجعة، يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته فهو أَصلب، شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل، والنَّهْدِيّ: الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء، ومَعْجُوم: مَعْضُوض أَي عضَّته الناقة فرمته لصلابته.
والغَلْغَلة: سرعة السير، وقد تغَلْغَل.
ويقال: تغَلْغَلوا فمضوا.
والمُغَلْغَلة: الرِّسالة.
ورِسالة مُغَلْغَلة: محمولة من بلدٍ إِلى بلد؛ وأَنشد ابن بري: أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ، وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام وفي حديث ابن ذي يَزَن: مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق المُغَلْغَلة، بفتح الغينين: الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد، وبكسر الغين الثانية: المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السير.
وغَلْغَلَة: موضع؛ قال: هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي، إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله