المصادر:  


رَاجع (المعجم الوسيط) [50]


 فلَانا فِي أمره مُرَاجعَة ورجاعا رَجَعَ إِلَيْهِ وشاوره وَالْكتاب رَجَعَ إِلَيْهِ وَالْكتاب أَو الْحساب أعَاد النّظر فِيهِ وَزَوجته ردهَا بعد طَلَاق وَفُلَانًا الْكَلَام جاوبه وجادله وَجعله يُعِيدهُ 

رجع (الصّحّاح في اللغة) [50]


رَجَعَ بنفسه رُجوعاً، ورَجَعَةً غيرهُ رَجْعاً.
وهُذَيْلٌ تقول: أَرْجَعَهُ غيرهُ.
وقوله تعالى: "يَرْجِعُ بعضهُم إلى بَعْضٍ القَوْلَ"، أي يتلاومون.
والرُجعى: الرجوعُ. تقول: أرسلت إليك فما جاءني رُجعى رسالتي، أي مَرْجوعُها.
وكذلك المَرْجِعُ.
ومنه قوله تعالى: "ثم إلى ربِّكم مَرْجِعُكُمْ".
وهو شاذٌّ، لأنَّ المصادر من فَعَلَ يَفْعِلُ، إنما تكون بالفتح.
وفلانٌ يؤمن بالرَجْعَةِ، أي بالرجوع إلى الدُنيا بعد الموت.
وقولهم: هل جاء رَجْعَةُ كتابك، أي جوابُه.
وله على امرأته رَجْعَةٌ ورِجْعَةٌ أيضاً، والفتح أفصح.
ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ فلانٍ عليك أي من مردودِه وجوابه.
والرَجْعَةُ: الناقةُ تباع ويُشْتَرى بثمنها مثلها، فالثانية راجِعَةٌ ورجيعة.
وقد ارْتَجَعْتُها، وتَرَجَّعتُها، ورَجَّعْتُها. يقال: باع فلانٌ إبله فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر، إذا صرف أثمانها فيما يعود . . . أكمل المادة عليه بالعائدةٍ والصالحةِ.
وكذلك الرِجْعَةُ في الصدَقة إذا وجبَتْ على ربِّ المال أسنانٌ فأخذ المصدِّق مكانَها أسناناً فوقَها أو دونها.
وأتانٌ راجِعٌ وناقةٌ راجِعٌ، إذا كانت تَشول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتوزِعُ بِبَولها، فيُظَنُّ أن بها حَمْلاً، ثم تُخْلِفُ.
وقد رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجاعاً.
ونوقٌ رَواجِعُ.
والرِجاعُ أيضاً: رُجوعُ الطير بعد قِطاعِها.
والراجِعُ: المرأةُ يموت زوجها فترْجِعُ إلى أهلها.
وأمَّا المطلَّقة فهي المردودة.
والرَجْعُ: المطر. قال الله تعالى: "والسماءِ ذاتِ الرَجْعِ"، ويقال ذاتُ النفعِ.
والرَجْعُ: الغديرُ. قال المتنخِّل الهذَليّ يصف السيف:
ما ناخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي      أبيض كالرَجْعِ رَسوبٌ إذا

والجمعُ الرُجْعانُ.
ورُجْعانُ الكتابِ أيضاً: جوابه. يقال: رَجَعَ إليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً.
ورَجْعُ الدابةِ يَدَيْها في السير: خَطْوُها.
ورَجْعُ الواشِمَةِ: خطها.
والرَجيع من الدوابّ: ما رَجَعْتَهُ من سفرٍ إلى سفر، وهو الكالُّ، والأنثى رَجيعَةٌ، والجمعُ الرَجائِعُ.
والرَجيعُ: الرَوث والبعرُ وذو البطن.
وقد أَرْجَعَ الرجلُ.
وهذا رَجيعُ السَبُعِ ورَجْعُهُ أيضاً.
وكلُّ شيءٍ يُرَدَّدُ فهو رَجيعٌ؛ لأنَّ معناه مَرْجوعٌ، أي مردودٌ.
وربما سَمَّوا الجِرَّةَ رَجيعاً.
وأَرْجَعَ الرجُلُ، إذا أهوى بيده إلى خَلْفه ليتناول شيئاً. قال أبو ذؤيب:
عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرْحِعُ      فَبَدا له أَقْـرابُ هـذا رائِغـاً

وحكى ابن السكيت: هذا متاعٌ مُرْجِعٌ أي له مَرْجوعٌ.
ويقال: أرْجَعَ الله بَيْعَةَ فلانٍ، كما يقال: أربح الله بيعته. الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبْلُ، إذا هزُلَتْ ثم سمنتْ.
والمُراجَعَةُ: المعاودةُ. يقال: راجعَهُ الكلامَ، وراجعَ امرأتَه.
وتَراجَعَ الشيءُ إلى خلفٍ.
واسْتَرْجَعْتُ منه الشيءَ، إذا أخذتَ منه ما دفعتَه إليه.
واسْتَرْجَعْتُ عند المصيبة، إذا قلت: إنا لله وإنَّا إليه راجعون، فأنا مُسْتَرْجِعٌ.
وكذلك التَرْجيعُ، قال جرير:
بقيةُ وشمٍ في متونِ الأشاجِعِ      ورَجَّعْتُ من عِرْفانِ دارٍ كأنها

والترجيعُ في الأذان.
وتَرْجيعُ الصوتِ: ترديدُه في الحَلْقِ، كقراءة أصحاب الألحان.
وتَرْجيعُ الدابةِ يديْها في السير، وتَرْجيعُ الواشِمةِ وَشْمَها.
ورَجْعُ الكتِفِ ومَرْجِعُها: أسفلُها.

رجع (مقاييس اللغة) [50]



الراء والجيم والعين أصلٌ كبيرٌ مطّرد مُنْقاس، يدلُّ على رَدّ وتَكرار. تقول: رَجَع يرجع رُجوعاً، إذا عادَ.
ورَاجَعَ الرّجُل امرأتَه، وهي الرَّجْعَة والرِّجْعَةُ.
والرُّجْعَى: الرجوع.
والرَّاجعة: الناقة تُباع ويُشتَرى بثمنها مِثلُها، والثانية هي الراجعة.
وقد ارتُجِعَتْ.
وفي الحديثُ: "أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في إبلِ الصَّدقةِ ناقةً كَوْماءَ، فسَأل عنها فقال المُصَدِّق: إنِّي ارتَجعتُها بإِبلٍ".
والاسمُ مِن ذلك الرِّجْعة. قال:
جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفَات على الـْ      أوْرَقِ لا رِجْعَةٌ ولا جَلَبُ

وتقول: أعطيتُه كذا ثمَّ ارتجعتُه أيضاً صحيح بمعناه. قال الشاعر:
نُفِضَتْ بك الأحلاسُ نَفْضَ إقامةٍ      واستَرْجَعَتْ نُزّاعَها الأمصارُ

وامرأةٌ راجع: ماتَ زوجُها فرجَعت إلى أهلها.
والترجيع في الصوت: تردِيدُه.
والرَّجْع: رَجْع الدّابةِ يدَيْها في . . . أكمل المادة السَّير.
والمرجوع: ما يُرجَع إِليه من الشيء.
والمرجوع، جواب الرِّسالة. قال حُمَيد:
ولو أنَّ رَبْعاً رَدَّ رَجْعاً لسائلٍ      أشار إِليَّ الرَّبْعُ أو لَتَكَلما

وأرْجَعَ الرَّجلُ يده في كِنانته، ليأخُذ سهماً.
وهو قولُ الهُذَليّ:والرّجاع: رُجوع الطَّير بعد قِطاعِها.
والرَّجيع: الجِرَّة؛ لأنه يُرَدَّد مضْغُها. قال الأعشى:
وفلاةٍ كأنّها ظَهرُ تُرْسٍ      ليس إلا الرَّجِيعَ فيها عَلاَقُ

والرَّجِيع من الدوابّ: ما رجَعْتَه من سفرٍ إلى سَفَر.
وأَرجَعَتِ الإبلُ، إذا كانت مَهَازِيلَ فسَمِنَتْ وحَسُنَتْ حالُها، وذلك رُجوعُها إلى حالِها الأولَى. فأمّا الرَّجْع [فـ] الغيثُ، وهو المطرُ في قوله جلّ وعزّ: وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ [الطارق 11]، وذلك أنها تَغِيث وتصُبّ ثم تَرجِع فتَغِيث.
وقال:
وجاءت سِلْتمٌ لا رَجْعَ فيها      ولا صَدْعٌ فتَحْتلِبَ الرِّعاءُ

رَجَعَ (القاموس المحيط) [50]


رَجَعَ يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً، كمَنْزِلٍ، ومَرْجِعَةً، شاذَّانِ، لأنّ المَصادِرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ إنما تكونُ بالفتح،
ورُجْعَى ورُجْعاناً، بضمهما: انْصَرَفَ،
و~ الشيءَ عن الشيءِ، وإليه رَجْعاً ومَرْجَعاً، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ: صَرَفَه ورَدَّه،
كأرْجَعَه،
و~ كلامي فيه: أفادَ،
و~ العَلَفُ في الدابةِ: نَجَعَ.
وجاءني رُجْعَى رِسالَتِي، كبُشْرَى، أي: مَرْجوعُها.
ويؤمِنُ بالرَّجْعَةِ، أي: بالرُّجوعِ إلى الدُّنْيا بعدَ الموتِ، وبالكسرِ والفتح: عَوْدُ المُطَلِّقِ إلى مُطَلَّقَتِهِ، وبالكسر: حَواشي الإِبِلِ تُرْتَجَعُ من السوقِ.
وناقةٌ رِجْعُ سَفَرٍ،
ورَجيعُ سَفَرٍ: قد رَجَعَ فيه مِراراً.
وباعَ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالِحَةً، بالكسرِ: إذا صَرَفَ أثْمانَها فيما يَعودُ عليه . . . أكمل المادة بالعائِدَةِ الصالِحَةِ.
والمَرْجُوعُ، وبهاءٍ،
والرَّجْعُ والرَّجُوعَةُ، بفَتْحِهِما،
والرُّجْعَةُ والرُّجْعانُ والرُّجْعَى بِضَمِّهِنَّ: جَوابُ الرِسالَةِ.
والراجِعُ: المَرْأةُ يموتُ زَوْجُها وتَرْجِعُ إلى أهْلِها،
كالمُراجِعِ،
و~ من النُّوقِ والأتُنِ: التي تَشُولُ بذَنَبِها وتَجْمَعُ قُطْرَيْها وتُوزغُ بَوْلَها، فَيُظَنُّ أنّ بها حَمْلاً، وقد رَجَعَتْ تَرْجعُ رِجاعاً، بالكسر.
وككِتابٍ: الخِطامُ، أو ما وقَعَ منه على أنْفِ البَعِيرِ،
ج: أرْجِعَةٌ ورُجْعٌ، ورُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها.
والرَّجْعُ: المَطَرُ بعدَ المَطَرِ، والنَّفْعُ، ونَباتُ الرَّبِيعِ، واسمٌ، ومَمْسَكُ الماءِ، والغَديرُ،
كالرَّجيعِ والراجِعَةِ، ط أو ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ ثم نَفَذَ ط،
ج: رِجاعٌ ورِجْعانٌ ورُجْعانٌ، أو الماءُ عامَّةً، والرَّوْثُ،
و~ من الأرضِ: ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ،
و~ : فَوْقَ التَّلْعَة،
ج: رُجْعانٌ، بالضم،
و~ من الكَتِفِ: أسْفَلُها،
كالمَرْجِعِ، كمَنْزِلٍ، وخَطْوُ الدابَّةِ، أو رَدُّها يَدَيْها في السَّيْرِ، وخَطُّ الواشِمَةِ،
كالتَّرْجيعِ فيهما.
والرَّجيعُ من الكلامِ: المَرْدُودُ إلى صاحِبِه، والرَّوْثُ، وذُو البَطْنِ، والجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإِبِلُ ونحوُها، وكلُّ مُرَدَّدٍ، والبَعيرُ الكالُّ من السَّفَرِ، وهي: بهاءٍ، أو المَهْزولُ، أو ما رَجَعْتَه من سَفَرٍ،
ج: رُجُعٌ، بضمتينِ، (والثوبُ الخَلَقُ المُطَرَّى)، وماءٌ لهُذَيْلٍ على سَبْعَةِ أمْيالٍ من الهَدَّةِ، وبه غُدِرَ بِمَرْثَدِ ابنِ أبي مَرْثَدٍ وسَرِيَّتِهِ لَمَّا بَعَثَها صلى الله عليه وسلم مع رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ فَغَدَروا بهم،
و~ : العَرَقُ، والحَبْلُ نُقِضَ ثم فُتِلَ ثانِيَةً، وكلُّ طَعامٍ بَرَدَ ثم أُعِيدَ إلى النارِ، وفأسُ اللِّجامِ، والنَّخيلُ، وبهاءٍ: ماءٌ لِبَنِي أسَدٍ.
ومَرْجَعَةٌ، كمَرْحَلَةٍ: عَلَمٌ.
وأرجَعَ: أهْوَى بيَدِه إلى خَلْفِهِ ليَتَنَاوَلَ شيئاً،
و~ فلانٌ: رَمَى بالرَّجِيعِ،
و~ في المُصيبَةِ: قال: إنَّا لله وإنا إليه راجعونَ،
كرَجَّعَ واسْتَرْجَعَ،
و~ اللّهُ تعالى بَيْعَتَه: أرْبَحَها،
و~ الإِبِلُ: هُزِلَتْ ثم سَمِنَتْ.
وسَفْرَةٌ مُرْجِعَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: لها ثَوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَةٌ،
والشيخُ يَمْرَضُ يومَيْنِ فلا يَرْجِعُ شَهْراً: لا يَثوبُ إليه جِسْمُه وقُوَّتُهُ.
والتَّرْجيعُ في الأذانِ: تَكريرُ الشَّهادَتَيْنِ جَهْراً بعدَ إخْفائِهما، وتَرْديدُ الصوتِ في الحَلْقِ.
واسْتَرْجَعَ منه الشيءَ: أخَذَ منه ما دَفَعَه إليه.
وراجَعَه الكلامَ: عاوَدَه،
و~ الناقةُ: رَجَعَتْ من سَيْرٍ إلى سَيْرٍ.

ر ج ع (المصباح المنير) [50]


 رَجَعَ: من سفره وعن الأمر "يَرْجِعُ" "رَجْعًا" و "رُجُوعًا" و "رُجْعَى" و "مَرْجِعًا" قال ابن السكيت: هو نقيض الذهاب ويتعدى بنفسه في اللغة الفصحى فيقال: "رَجَعْتُهُ" عن الشيء وإليه "رَجَعْتُ" الكلام وغيره أي رددته، وبها جاء القرآن قال تعالى: {فَإِنْ رَّجَعَكَ اللهُ} وهذيل تعديه بالألف. ورَجَعَ الكلب في قيئه عاد فيه فأكله ومن هنا قيل "رَجَعَ" في هبته إذا أعادها إلى ملكه و "ارْتَجَعَهَا" و "اسْتَرْجَعَهَا" كذلك، و "رَجَعَتِ" المرأة إلى أهلها بموت زوجها أو بطلاق فهي "رَاجِعٌ" ومنهم من يفرق فيقول المطلقة "مَرْدُودَةٌ" والمتوفى عنها "رَاجِعٌ" و "الرَّجْعَةُ" بالفتح بمعنى الرجوع وفلان يؤمن "بِالرِّجْعَةِ" أي بالعود إلى الدنيا وأما الرجعة بعد الطلاق ورجعة الكتاب فبالفتح والكسر وبعضهم يقتصر في رجعة الطلاق على الفتح وهو أفصح، قال ابن فارس: و "الرَّجْعَةُ" مراجعة الرجل أهله وقد تكسر وهو يملك "الرِّجْعَةَ" على زوجته، وطلاق "رَِجْعِيٌّ" بالوجهين أيضا و "الرَّجِيعُ" الروث والعذرة فعيل بمعنى فاعلظ؛ . . . أكمل المادة لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاما أو علفا وكذلك كلّ فعل أو قول يردّ فهو "رَجِيعٌ" فعيل بمعنى مفعول بالتخفيف، و "رَجَّعَ" في أذانه بالتثقيل إذا أتى بالشهادتين مرة خفضا ومرة رفعا، و "رَجَعَ" بالتخفيف إذا كان قد أتى بالشهادتين مرة ليأتي بهما أخرى، و "ارْتَجَعَ" فلان الهبة و "اسْتَرْجَعَهَا" و "رَجَعَ" فيها بمعنى و "رَاجَعْتُهُ" عاودته. 

رجع (لسان العرب) [50]


رَجَع يَرْجِع رَجْعاً ورُجُوعاً ورُجْعَى ورُجْعاناً ومَرْجِعاً ومَرْجِعةً: انصرف.
وفي التنزيل: إِن إِلى ربك الرُّجْعى، أَي الرُّجوعَ والمَرجِعَ، مصدر على فُعْلى؛ وفيه: إِلى الله مَرْجِعُكم جميعاً، أَي رُجُوعكم؛ حكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل، بالكسر، ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى، وانتصبت عنه الحالُ، واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل، بفتح العين.
وراجَع الشيءَ ورَجع إِليه؛ عن ابن جني، ورَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً ومَرْجِعاً ومَرْجَعاً وأَرْجَعْتُه، في لغة هذيل، قال: وحكى أَبو زيد عن الضََّّبِّيين . . . أكمل المادة أَنهم قرؤُوا: أَفلا يرون أَن لا يُرْجِع إِليهم قولاً، وقوله عز وجل: قال رب ارْجِعُونِ لعلّي أَعمل صالحاً؛ يعني العبد إِذا بعث يوم القيامة وأَبصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه: ارْجِعونِ أَي رُدُّوني إِلى الدنيا، وقوله ارجعون واقع ههنا ويكون لازماً كقوله تعالى: ولما رَجَع موسى إِلى قومه؛ ومصدره لازماً الرُّجُوعُ، ومصدره واقعاً الرَّجْع. يقال: رَجَعْته رَجْعاً فرجَع رُجُوعاً يستوي فيه لفظ اللازم والواقع.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: من كان له مال يُبَلِّغه حَجَّ بيتِ الله أَو تَجِب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأَل الرَّجعةَ عند الموت أَي سأَل أَن يُرَدّ إِلى الدنيا ليُحْسن العمل ويَسْتَدْرِك ما فات.
والرَّجْعةُ: مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم، ومذهب طائفة من فِرَق المسلمين من أَُولي البِدَع والأَهْواء، يقولون: إِن الميت يَرْجِعُ إِلى الدنيا ويكون فيها حيّاً كما كان، ومن جملتهم طائفة من الرَّافضة يقولون: إِنَّ عليّ بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، مُسْتتِر في السحاب فلا يخرج مع من خرج من ولده حتى ينادِيَ مُنادٍ من السماء: اخرج مع فلان، قال: ويشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالى: حتى إِذا جاء أَحدَهم الموتُ قال رب ارجعون لعلي أَعمل صالحاً فيما تركت؛ يريد الكفار.
وقوله تعالى: لعلّهم يَعْرِفونها إِذا انقلبوا إِلى أَهلهم لعلهم يرجعون، قال: لعلهم يرجعون أَي يَرُدُّون البِضاعةَ لأَنها ثمن ما اكتالوا وأَنهم لا يأْخذون شيئاً إِلا بثمنه، وقيل: يرجعون إِلينا إِذا عَلِموا أَنّ ما كِيلَ لهم من الطعام ثمنه يعني رُدّ إِليهم ثمنه، ويدل على هذا القول قوله: ولما رجعوا إِلى أَبيهم قالوا يا أَبانا ما نَبْغي هذه بِضاعتنا.
وفي الحديث: أَنه نَفَّل في البَدْأَة الرُّبع وفي الرَّجْعة الثلث؛ أَراد بالرَّجعة عَوْدَ طائفةٍ من الغُزاة إِلى الغَزْو بعد قُفُولهم فَيُنَفِّلهم الثلث من الغنيمة لأَنّ نهوضهم بعد القفول أَشق والخطر فيه أَعظم.
والرَّجْعة: المرة من الرجوع.
وفي حديث السّحُور: فإِنه يُؤذِّن بليل ليَرْجِعَ قائمَكم ويُوقِظَ نائمكم؛ القائم: هو الذي يصلي صلاة الليل.
ورُجُوعُه عَوْدُه إِلى نومه أَو قُعُوده عن صلاته إِذا سمع الأَذان، ورَجع فعل قاصر ومتَعَد، تقول: رَجَعَ زيد ورَجَعْته أَنا، وهو ههنا متعد ليُزاوج يُوقِظ، وقوله تعالى: إِنه على رَجْعه لقادر؛ قيل: إِنه على رَجْع الماء إِلى الإِحْليل، وقيل إِلى الصُّلْب، وقيل إِلى صلب الرجل وتَرِيبةِ المرأَة، وقيل على إِعادته حيّاً بعد موته وبلاه لأَنه المبدئ المُعيد سبحانه وتعالى، وقيل على بَعْث الإِنسان يوم القيامة، وهذا يُقوّيه: يوم تُبْلى السّرائر؛ أَي قادر على بعثه يوم القيامة، والله سبحانه أَعلم بما أَراد.
ويقال: أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَي أَبدل همه سروراً.
وحكى سيبويه: رَجَّعه وأَرْجَعه ناقته باعها منه ثم أَعطاه إِياها ليرجع عليها؛ هذه عن اللحياني.
وتَراجَع القومُ: رَجعُوا إِلى مَحَلِّهم.
ورجّع الرجلُ وتَرجَّع: رَدَّدَ صوته في قراءة أَو أَذان أَو غِناء أَو زَمْر أَو غير ذلك مما يترنم به.
والترْجيع في الأَذان: أَن يكرر قوله أَشهد أَن لا إِله إِلاَّ الله، أَشهد أَن محمداً رسول الله.
وتَرْجيعُ الصوت: تَرْدِيده في الحَلق كقراءة أَصحاب الأَلحان.
وفي صفة قراءته، صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح: أَنه كان يُرَجِّع؛ الترجِيعُ: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأَذان، وقيل: هو تَقارُب ضُروب الحركات في الصوت، وقد حكى عبد الله بن مُغَفَّل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو آء آء آء. قال ابن الأَثير: وهذا إِنما حصل منه، والله أَعلم، يوم الفتح لأَنه كان راكباً فجعلت الناقة تُحرِّكه وتُنَزِّيه فحدَثَ الترجِيعُ في صوته.
وفي حديث آخر: غير أَنه كان لا يُرَجِّع، ووجهه أَنه لم يكن حينئذ راكباً فلم يَحْدُث في قراءته الترجيع.
ورجَّع البعيرُ في شِقْشِقَته: هَدَر.
ورجَّعت الناقةُ في حَنِينِها: قَطَّعَته، ورجَّع الحمَام في غِنائه واسترجع كذلك.
ورجّعت القَوْسُ: صوَّتت؛ عن أَبي حنيفة.
ورجَّع النقْشَ والوَشْم والكتابة: ردَّد خُطُوطها، وترْجيعها أَن يُعاد عليها السواد مرة بعد أُخرى. يقال: رجَّع النقْشَ والوَشْم ردَّد خُطوطَهما.
ورَجْعُ الواشِمة: خَطُّها؛ ومنه قول لبيد: أَو رَجْع واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورها كِفَفاً، تعرَّضَ فَوْقهُنَّ وِشامُها وقال الشاعر: كتَرْجيعِ وَشْمٍ في يَدَيْ حارِثِيّةٍ، يَمانِية الأَسْدافِ، باقٍ نَؤُورُها وقول زهير: مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ هو جمع المَرْجُوع وهو الذي أُعِيد سواده.
ورَجَع إِليه: كَرَّ.
ورَجَعَ عليه وارْتَجَع: كرَجَعَ.
وارْتَجَع على الغَرِيم والمُتَّهم: طالبه.
وارتجع إِلي الأَمرَ: رَدَّه إِليّ؛ أَنشد ثعلب: أَمُرْتَجِعٌ لي مِثْلَ أَيامِ حَمّةٍ، وأَيامِ ذي قارٍ عَليَّ الرَّواجِعُ؟ وارْتَجَعَ المرأَةَ وراجَعها مُراجعة ورِجاعاً: رَجَعها إِلى نفسه بعد الطلاق، والاسم الرِّجْعة والرَّجْعةُ. يقال: طلَّق فلان فلانة طلاقاً يملك فيه الرَّجْعة والرِّجْعةَ، والفتح أَفصح؛ وأَما قول ذي الرمة يصف نساء تَجَلَّلْنَ بجَلابيبهن: كأَنَّ الرِّقاقَ المُلْحَماتِ ارْتَجَعْنَها على حَنْوَةِ القُرْيانِ ذاتِ الهَمَائِم أَراد أَنهن ردَدْنها على وجُوه ناضِرة ناعِمة كالرِّياض.
والرُّجْعَى والرَّجِيعُ من الدوابّ، وقيل من الدواب ومن الإِبل: ما رَجَعْتَه من سفر إِلى سفر وهو الكالُّ، والأُنثى رَجِيعٌ ورَجِيعة؛ قال جرير: إِذا بَلَّغَت رَحْلي رَجِيعٌ، أَمَلَّها نُزُوليَ بالموماةِ، ثم ارْتِحالِيا وقال ذو الرمة يصف ناقة: رجِيعة أَسْفارٍ، كأَنَّ زِمامَها شُجاعٌ لدى يُسْرَى الذِّراعَينِ مُطْرِق وجمعُهما معاً رَجائع؛ قال معن بن أَوْس المُزَني: على حينَ ما بي مِنْ رِياضٍ لصَعْبةٍ، وبَرَّحَ بي أَنْقاضُهُن الرَّجائعُ كنَى بذلك عن النساء أَي أَنهن لا يُواصِلْنه لِكِبَره، واستشهد الأَزهري بعجز هذا البيت وقال: قال ابن السكيت: الرَّجِيعةُ بعير ارْتَجعْتَه أَي اشترَيْتَه من أَجْلاب الناس ليس من البلد الذي هو به، وهي الرَّجائع؛ وأَنشد: وبَرَّحَ بي أَنقاضُهن الرَّجائع وراجَعت الناقة رِجاعاً إِذا كانت في ضرب من السير فرَجعت إِلى سَير سِواه؛ قال البَعِيث يصف ناقته: وطُول ارْتِماء البِيدِ بالبِيدِ تَعْتَلي بها ناقتي، تَخْتَبُّ ثُمَّ تُراجِعُ وسَفَر رَجيعٌ: مَرْجُوع فيه مراراً؛ عن ابن الأَعرابي.
ويقال للإِياب من السفَر: سفَر رَجِيع؛ قال القُحَيْف: وأَسْقِي فِتْيةً ومُنَفَّهاتٍ، أَضَرَّ بِنِقْيِها سَفَرٌ رَجِيعُ وفلان رِجْعُ سفَر ورَجِيعُ سفَر.
ويقال: جعلها الله سَفْرة مُرْجِعةً.
والمُرْجِعةُ: التي لها ثَوابٌ وعاقبة حَسَنة.
والرَّجْع: الغِرْس يكون في بطن المرأَة يخرج على رأْس الصبي.
والرِّجاع: ما وقع على أَنف البعير من خِطامه.
ويقال: رَجَعَ فلان على أَنف بعيره إِذا انفسخ خَطْمُه فرَدَّه عليه، ثم يسمى الخِطامُ رِجاعاً.
وراجَعه الكلامَ مُراجَعةً ورِجاعاً: حاوَرَه إِيَّاه.
وما أَرْجَعَ إِليه كلاماً أَي ما أَجابَه.
وقوله تعالى: يَرْجِعُ بعضُهم إِلى بعض القول؛ أَي يَتَلاوَمُونَ.
والمُراجَعَة: المُعاوَدَةُ.
والرَّجِيعُ من الكلام: المَرْدُودُ إِلى صاحبه.
والرَّجْعُ والرَّجِيعُ: النَّجْوُ والرَّوْثُ وذو البَطن لأَنه رَجَع عن حاله التي كان عليها.
وقد أَرْجَعَ الرجلُ.
وهذا رَجِيعُ السَّبُع ورَجْعُه أَيضاً يعني نَجْوَه.
وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُسْتَنْجَى بِرَجِيعٍ أَو عَظْم؛ الرَّجِيعُ يكون الرَّوْثَ والعَذِرةَ جَميعاً، وإِنما سمي رَجِيعاً لأَنه رَجَع عن حاله الأُولى بعد أَن كان طعاماً أَو علَفاً أَو غير ذلك.
وأَرْجَع من الرَّجِيع إِذا أَنْجَى.
والرَّجِيعُ: الجِرَّةُ لِرَجْعِه لها إِلى الأَكل؛ قال حميد بن ثَوْر الهِلالي يَصِف إِبلاً تُرَدِّد جِرَّتها: رَدَدْنَ رَجِيعَ الفَرْثِ حتى كأَنه حَصى إِثْمِدٍ، بين الصَّلاءِ، سَحِيقُ وبه فسر ابن الأَعرابي قول الراجز: بَمْشِينَ بالأَحْمال مَشْيَ الغِيلانْ، فاسْتَقْبَلَتْ ليلةَ خِمْسٍ حَنّانْ، تَعْتَلُّ فيه بِرَجِيعِ العِيدانْ وكلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قول أَو فعل، فهو رَجِيع؛ لأَن معناه مَرْجُوع أَي مردود، ومنها سموا الجِرَّة رَجِيعاً؛ قال الأَعشى: وفَلاةٍ كأَنَّها ظَهْر تُرْسٍ، ليس إِلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ يقول لا تَجِد الإِبل فيها عُلَقاً إِلاَّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتها. الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبلُ إِذا هُزِلَت ثم سَمِنت.
وفي التهذيب: قال الكسائي إِذا هُزِلَت الناقة قيل أَرْجَعت.
وأَرجَعَت الناقة، فهي مُرْجِع: حَسُنت بعد الهُزال.
وتقول: أَرْجَعْتُك ناقة إِرْجاعاً أَي أَعطيْتُكَها لتَرْجِع عليها كما تقول أَسْقَيْتُك إِهاباً.
والرَّجيعُ: الشِّواء يُسَخَّن ثانية؛ عن الأَصمعي، وقيل: كلُّ ما رُدِّد فهو رَجِيع، وكلُّ طعام بَرَد فأُعِيد إِلى النار فهو رَجِيع.
وحبْل رَجِيع: نُقض ثم أُعِيد فَتْلُه، وقيل: كلُّ ما ثَنَيْتَه فهو رَجِيع.
ورَجِيعُ القول: المكروه.
وتَرَجَّع الرجل عند المُصِيبة واسْتَرْجَع: قال إِنّا لله وإِنا إِليه راجعون. حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَنه حين نُعي له قُثَم استرجع أَي قال إِنا لله وإِنا إِليه راجعون، وكذلك الترجيع؛ قال جرير: ورَجَّعْت من عِرْفانِ دار، كأَنَّها بَقِيّةُ وَشْمٍ في مُتُون الأَشاجِعِ (* في ديوان جرير: من عِرفانِ رَبْع كأنّه، مكانَ: من عِرفانِ دارٍ كأنّها.) واسْتَرْجَعْت منه الشيءَ إِذا أَخذْت منه ما دَفَعْته إِليه، والرَّجْع: رَدّ الدابة يديها في السير ونَحْوُه خطوها.
والرَّجْع: الخطو.
وتَرْجِيعُ الدابة يدَيْها في السير: رَجْعُها؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: يَعْدُو به نَهْشُ المُشاشِ، كأَنّه صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ (* قوله «نهش المشاش» تقدم ضبطه في مادتي مشش ونهش: نهش ككتف.) نَهْشُ المُشاشِ: خَفيفُ القوائم، وصفَه بالمصدر، وأَراد نَهِش القوائم أَو مَنْهُوش القوائم.
وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: أَنه قال للجَلاَّد: اضْرِب وارجِعْ يدك؛ قيل: معناه أَن لا يرفع يده إِذا أَراد الضرب كأَنه كان قد رفَع يده عند الضرب فقال: ارْجِعْها إِلى موضعها.
ورَجْعُ الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي: ما يَرُدُّ عليه.
والرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها.
والرَّجْعُ والرُّجْعَى والرُّجْعان والمَرْجُوعَةُ والمَرْجُوعُ: جواب الرسالة؛ قال يصف الدار: سأَلْتُها عن ذاك فاسْتَعْجَمَتْ، لم تَدْرِ ما مَرْجُوعةُ السَّائلِ ورُجْعان الكتاب: جَوابه. يقال: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً.
وتقول: أَرسلت إِليك فما جاءني رُجْعَى رِسالتي أَي مَرْجُوعها، وقولهم: هل جاء رُجْعةُ كتابك ورُجْعانُه أَي جوابه، ويجوز رَجْعة، بالفتح.
ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده وجَوابه.
ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا: يعني رَدّه الجواب.
وليس لهذا البيع مَرْجُوع أَي لا يُرْجَع فيه.
ومتاع مُرْجِعٌ: له مَرْجُوع.
ويقال: أَرْجَع الله بَيْعة فلان كما يقال أَرْبَح الله بَيْعَته.
ويقال: هذا أَرْجَعُ في يَدِي من هذا أَي أَنْفَع، قال ابن الفرج: سمعت بعض بني سليم يقول: قد رجَع كلامي في الرجل ونَجَع فيه بمعنى واحد. قال: ورَجَع في الدابّة العَلَفُ ونَجَع إِذا تَبيّن أَثَرُه.
ويقال: الشيخ يَمْرض يومين فلا يَرْجِع شَهراً أَي لا يَثُوب إِليه جسمه وقوّته شهراً.
وفي النوادر: يقال طَعام يُسْتَرْجَعُ عنه، وتَفْسِير هذا في رِعْي المال وطَعام الناس ما نَفَع منه واسْتُمْرِئَ فسَمِنُوا عنه.
وقال اللحياني: ارْتَجَع فلان مالاً وهو أَن يبيع إِبله المُسِنة والصغار ثم يشتري الفَتِيّة والبِكار، وقيل: هو أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث؛ وعمَّ مرة به فقال: هو أَن يبيع الشيء ثم يشتري مكانه ما يُخَيَّل إِليه أَنه أَفْتى وأَصلح.
وجاء فلان بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَي بشيء صالح اشتراه مكان شيء طالح، أَو مَكان شيء قد كان دونه، وباع إِبله فارْتَجع منها رِجْعة صالحة ورَجْعةً: رَدّها.
والرِّجْعةُ والرَّجْعة: إِبل تشتريها الأَعراب ليست من نتاجهم وليست عليها سِماتُهم.
وارْتَجَعها: اشتراها؛ أَنشد ثعلب: لا تَرْتَجِعْ شارفاً تَبْغِي فَواضِلَها، بدَفِّها من عُرى الأَنْساعِ تَنْدِيبُ وقد يجوز أَن يكون هذا من قولهم: باع إِبله فارتجع منها رِجْعة صالحة، بالكسر، إِذا صرف أَثْمانها فيما تَعود عليه بالعائدة الصالحة، وكذلك الرِّجْعة في الصدقة، وفي الحديث: أَنه رأَى في إِبل الصدقة ناقة كَوْماء فسأَل عنها المُصَدِّق فقال: إِني ارْتَجَعْتها بإِبل، فسكت؛ الارْتِجاعُ: أَن يَقدُم الرجل المصر بإِبله فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلها أَو غيرها، فتلك الرِّجعة، بالكسر؛ قال أَبو عبيد: وكذلك هو في الصدقة إِذا وجب على رَبّ المال سِنّ من الإِبل فأَخذ المُصَدِّقُ مكانها سنّاً أُخرى فوقها أَو دونها، فتلك التي أَخَذ رِجْعةٌ لأَنه ارتجعها من التي وجبت له؛ ومنه حديث معاوية: شكت بنو تَغْلِبَ إِليه السنة فقال: كيف تَشْكُون الحاجةَ مع اجْتِلاب المِهارة وارْتجاعِ البِكارة؟ أَي تَجْلُبون أَولاد الخيل فتَبِيعُونها وترجعون بأَثمانها؛ البكارة للقِنْية يعني الإِبل؛ قال الكميت يصف الأَثافي: جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على الـ أَوْرَقِ، لا رِجْعةٌ ولا جَلَبُ قال: وإِن ردَّ أَثمانها إِلى منزله من غير أَن يشتري بها شيئاً فليست برِجْعة.
وفي حديث الزكاة: فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما بالسَّويّة؛ التَّراجُع بين الخليطين أَن يكون لأَحَدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون، ومالُهما مُشتَرَك، فيأْخذ العامل عن الأَربعين مُسنة، وعن الثلاثين تَبيعاً، فيرجع باذِلُ المسنة بثلاثة أَسْباعها على خَليطه، وباذلُ التَّبِيع بأَربعة أَسْباعِه على خَلِيطه، لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشُّيوعِ كأَن المال ملك واحد، وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعي إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرْضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه، وإِنما يَغْرم له قيمة ما يخصه من الواجب عليه دون الزيادة؛ ومن أَنواع التراجع أَن يكون بين رجلين أَربعون شاة لكل واحد عشرون، ثم كل واحد منهما يعرف عين ماله فيأْخذ العاملُ من غنم أَحدهما شاة فيرجع على شريكه بقيمة نصف شاة، وفيه دليل على أَن الخُلْطة تصح مع تمييز أَعيان الأَموال عند من يقول به.
والرِّجَع أَيضاً: أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث كأَنه مصدر وإِن لم يصح تَغْييرُه، وقيل: هو أَن يبيع الهَرْمى ويشتري البِكارة؛ قال ابن بري: وجمع رِجْعةٍ رِجَعٌ، وقيل لحَيّ من العرب: بمَ كثرت أَموالكم؟ فقالوا: أَوصانا أَبونا بالنُّجَع والرُّجَع، وقال ثعلب: بالرِّجَع والنِّجَع، وفسره بأَنه بَيْع الهَرْمى وشراء البِكارة الفَتِيَّة، وقد فسر بأَنه بيع الذكور وشراء الإِناث، وكلاهما مما يَنْمي عليه المال.
وأَرجع إِبلاً: شَراها وباعَها على هذه الحالة.
والرّاجعةُ: الناقة تباع ويشترى بثمنها مثلها، فالثانية راجعة ورَجِيعة، قال علي بن حمزة: الرَّجيعة أَن يباع الذكور ويشترى بثمنه الأُنثى، فالأُنثى هي الرَّجيعة، وقد ارتجعتها وترَجَّعْتها ورَجَعْتها.
وحكى اللحياني:جاءت رِجْعةُ الضِّياع، ولم يفسره، وعندي أَنه ما تَعُود به على صاحبها من غلَّة.
وأَرْجَع يده إِلى سيفه ليستَلّه أَو إِلى كِنانته ليأْخذَ سهماً: أَهْوى بها إِليها؛ قال أَبو ذؤيب: فبَدا له أَقْرابُ هذا رائغاً عنه، فعَيَّثَ في الكِنانةِ يُرْجِعُ وقال اللحياني: أَرْجَع الرجلُ يديه إِذا رَدّهما إِلى خلفه ليتناوَل شيئاً، فعمّ به.
ويقال: سيف نَجِيحُ الرَّجْعِ إِذا كان ماضِياً في الضَّريبة؛ قال لبيد يصف السيف: بأَخْلَقَ مَحْمودٍ نَجِيحٍ رَجِيعُه وفي الحديث: رَجْعةُ الطلاق في غير موضع، تفتح راؤه وتكسر، على المرة والحالة، وهو ارْتِجاع الزوجة المطلَّقة غير البائنة إِلى النكاح من غير استئناف عقد.
والرَّاجِعُ من النساء: التي مات عنها زوجها ورجعت إِلى أَهلها، وأَمّا المطلقة فهي المردودة. قال الأَزهري: والمُراجِعُ من النساء التي يموت زوجها أَو يطلقها فتَرجِع إِلى أَهلها، ويقال لها أَيضاً راجع.
ويقال للمريض إِذا ثابَتْ إِليه نفْسه بعد نُهوك من العِلَّة: راجع.
ورجل راجع إِذا رجعت إِليه نفسه بعد شدَّة ضَنىً.
ومَرْجِعُ الكتف ورَجْعها: أَسْفَلُها، وهو ما يلي الإِبط منها من جهة مَنْبِضِ القلب؛ قال رؤبة: ونَطْعَن الأَعْناق والمَراجِعا يقال: طعَنه في مَرْجِع كتفيه.
ورَجَع الكلب في قَيْئه: عاد فيه.
وهو يُؤمِن بالرِّجْعة، وقالها الأَزهري بالفتح، أَي بأَنّ الميت يَرْجع إِلى الدنيا بعد الموت قبل يوم القيامة.
وراجَع الرجلُ: رجَع إِلى خير أَو شر.
وتَراجعَ الشيء إِلى خلف.
والرِّجاعُ: رُجوع الطير بعد قِطاعها.
ورَجَعَت الطير رُجوعاً ورِجاعاً: قَطعت من المواضع الحارَّة إِلى البارِدة.
وأَتانٌ راجِعٌ وناقة راجِع إِذا كانت تَشُول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتُوَزِّع ببولها فتظن أَنّ بها حَمْلاً ثم تُخْلِف.
ورجَعت الناقةُ تَرْجع رِجاعاً ورُجوعاً، وهي راجِع: لَقِحت ثم أَخْلَفت لأَنها رجَعت عما رُجِيَ منها، ونوق رَواجِعُ، وقيل: إِذا ضربها الفَحل ولم تَلْقَح، وقيل: هي إِذا أَلقت ولدها لغير تمام، وقيل: إِذا نالت ماء الفحل، وقيل: هو أَن تطرحه ماء. الأَصمعي: إِذا ضُربت الناقة مراراً فلم تَلْقَح فهي مُمارِنٌ، فإِن ظهر لهم أَنها قد لَقِحت ثم لم يكن بها حَمل فهي راجِع ومُخْلِفة.
وقال أَبو زيد: إِذا أَلقت الناقة حملها قبل أَن يَستبِين خلقه قيل رَجَعَت تَرْجِعُ رِجاعاً؛ وأَنشد أَبو الهيثم للقُطامي يصف نجِيبة لنَجِيبَتَين (* قوله: نجيبة لنجيبتين، هكذا في الأصل.): ومن عيْرانةٍ عَقَدَتْ عليها لَقاحاً ثم ما كَسَرَتْ رِجاعا قال: أَراد أَن الناقة عقدَت عليها لَقاحاً ثم رمت بماء الفحل وكسرت ذنبها بعدما شالَت به؛ وقول المرّار يَصِف إِبلاً: مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ، كما رَجَعَتْ في لَيْلها أُمّ حائلِ بُسْطٌ: مُخَلاَّةٌ على أَولادها بُسِطَت عليها لا تُقْبَض عنها. مُتْئمات: معها ابن مَخاض.
وحُوار رَواجِعُ: رجعت على أَولادها.
ويقال: رواجِعُ نُزَّعٌ. أُم حائل: أُمُّ ولدِها الأُنثى.
والرَّجِيعُ: نباتُ الربيع.
والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ: الغدير يتردَّد فيه الماء؛ قال المتنخل الهُذلي يصف السيف: أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ، إِذا ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي وقال أَبو حنيفة: هي ما ارْتَدّ فيه السَّيْل ثم نَفَذَ، والجمع رُجْعان ورِجاع؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه رِجاعُ غَدِيرٍ، هَزَّه الريحُ، رائِعُ وقال غيره: الرِّجاع جمع ولكنه نعته بالواحد الذي هو رائع لأَنه على لفظ الواحد كما قال الفرزدق: إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى، رَقَدْنَ عليهِن السِّجالُ المُسَدَّفُ (* قوله «السجال المسدف» كذا بالأصل هنا، والذي في غير موضع وكذا الصحاح: الحجال المسجف.) وإِنما قال رِجاعُ غدير ليَفْصِله من الرِّجاع الذي هو غير الغدير، إِذ الرجاع من الأَسماء المشتركة؛ قال الآخر: ولو أَنّي أَشاء، لكُنْتُ منها مَكانَ الفَرْقَدَيْن من النُّجومِ فقال من النجوم ليُخَلِّص معنى الفَرقدين لأَن الفرقدين من الأَسماء المشتركة؛ أَلا ترى أَنَّ ابن أَحمر لما قال: يُهِلُّ بالفَرقدِ رُكْبانُها، كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ ولم يُخَلِّص الفَرْقَد ههنا اختلفوا فيه فقال قوم: إِنه الفَرْقَد الفَلَكي، وقال آخرون: إِنما هو فرقد البقرة وهو ولدها.
وقد يكون الرِّجاعُ الغَدير الواحد كما قالوا فيه الإِخاذ، وأَضافه إِلى نفسه ليُبَيِّنه أَيضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً، فهو من الأَسماء المشتركة، وقيل: الرَّجْع مَحْبِس الماء وأَما الغدير فليس بمحبس للماء إِنما هو القِطعة من الماء يُغادِرها السَّيْلُ أَي يتركها.
والرَّجْع: المطر لأَنه يرجع مرة بعد مرة.
وفي التنزيل: والسماء ذاتِ الرَّجْع، ويقال: ذات النفْع، والأَرض ذات الصَّدْع؛ قال ثعلب: تَرْجع بالمطر سنة بعد سنة، وقال اللحياني: لأَنها ترجع بالغيث فلم يذكر سنة بعد سنة، وقال الفراء: تبتدئ بالمطر ثم ترجع به كل عام، وقال غيره: ذاتِ الرجع ذات المطر لأَنه يجيء ويرجع ويتكرّر.
والراجِعةُ: الناشِغةُ من نَواشِغ الوادي.
والرُّجْعان: أَعالي التِّلاع قبل أَن يجتمع ماء التَّلْعة، وقيل: هي مثل الحُجْرانِ، والرَّجْع عامة الماء، وقيل: ماء لهذيل غلب عليه.
وفي الحديث ذكر غَزوة الرَّجيعِ؛ هو ماء لهُذَيْل. قال أَبو عبيدة: الرَّجْع في كلام العرب الماء، وأَنشد قول المُتَنَخِّل: أَبيض كالرَّجْع، وقد تقدم: الأَزهري: قرأْت بخط أَبي الهيثم حكاه عن الأَسدي قال: يقولون للرعد رَجْع.
والرَّجِيعُ: العَرَق، سمي رَجيعاً لأَنه كان ماء فعاد عرَقاً؛ وقال لبيد: كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ رَجِيعاً، في المَغَابنِ، كالعَصِيمِ أَراد العَرَقَ الأَصفر شبَّهه بعصيم الحِنَّاء وهو أَثره.
ورَجِيعُ: اسم ناقة جرير؛ قال: إِذا بلَّغتْ رَحْلي رَجِيعُ، أَمَلَّها نُزُوليَ بالمَوْماةِ ثم ارْتحاليا (* ورد هذا البيت سابقاً في هذه المادة، وقد صُرفت فيه رجيع فنُوّنت، أما هنا فقد منعت من الصرف.) ورَجْعٌ ومَرْجَعةُ: اسمان.

الرَّاجِع (المعجم الوسيط) [0]


 الْمَرْأَة ترجع إِلَى أَهلهَا بعد وَفَاة زَوجهَا (ج) رواجع 

الراجعة (المعجم الوسيط) [0]


 الغدير وَنَوع من الْحمى تذْهب وَترجع (ج) رواجع والرياح الرواجع الْمُخْتَلفَة لمجيئها وذهابها 

ث - ق - ه (جمهرة اللغة) [0]


استُعمل منه الثِّقة، وهي راجعة إلى الوَثيقة.

ناقره (المعجم الوسيط) [0]


 مناقرة ونقارا نازعه وراجعه فِي الْكَلَام 

قيأ (الصّحّاح في اللغة) [0]


قاءَ يَقيءُ قَيْئاً.
وفي الحديث: "الراجعُ في هِبَتِهِ كالراجع في قَيْئِهِ".
واستقاء وتَقَيَّأ: تكلَّف القَيْءَ.
وقَيَّأتُهُ وأقَأتُهُ أنا بمعنى: وهذا ثوبٌ يَقيءُ الصِبْغَ، إذا كان مُشْبَعاً.
والقَيوءُ: الدواء الذي يُشرَبُ للقَيْءِ.
ويقال: به قُياءٌ بالضم والمدّ، إذا جعل يُكثِرُ القَيْءَ.

راده (المعجم الوسيط) [0]


الشَّيْء رده عَلَيْهِ وَيُقَال راده الْكَلَام وَفِيه رَاجعه إِيَّاه وَالْبيع طلب فَسخه 

فاطنه (المعجم الوسيط) [0]


 فِي الْكَلَام رَاجعه قَالَ الرَّاعِي (إِذا فاطنتنا فِي الحَدِيث تهزهزت ... إِلَيْهَا قُلُوب دونهن الجوانح) 

الْقَافِلَة (المعجم الوسيط) [0]


 الرّفْقَة الْكَثِيرَة الراجعة من السّفر أَو المبتدئة بِهِ وَيكون مَعهَا دوابها وأمتعتها وزادها (ج) قوافل 

النائبة (المعجم الوسيط) [0]


 مَا ينزل بِالرجلِ من الكوارث والحوادث المؤلمة (ج) نَوَائِب وَيُقَال حمى نائبة رَاجِعَة تَأتي كل يَوْم 

السانية (المعجم الوسيط) [0]


 الغرب وأداته ينصب على المسنوية ثمَّ تجره الْمَاشِيَة ذَاهِبَة وراجعة وَالْإِبِل يستقى عَلَيْهَا المَاء من الدواليب فَهِيَ أبدا تسير وَفِي الْمثل (سير السواني سفر لَا يَنْقَطِع) (ج) سوان 

أرجع (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان أَهْوى بيدَيْهِ إِلَى خَلفه ليتناول شَيْئا وَالرجل أَو الدَّابَّة رمت بالرجيع والناقة هزلت ثمَّ سمنت وَفِي الْمُصِيبَة قَالَ {إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون} وَفُلَانًا رده وَصَرفه وَالله بيعَته أربحها 

الفِطْنَةُ (القاموس المحيط) [0]


الفِطْنَةُ، بالكسْر: الحِذْقُ، فَطَـِنَ به،
و~ إليه،
و~ له، كفرِحَ ونَصَرَ وكرُمَ، فَطْناً، مثلثةً وبالتحريكِ وبضمتين، وفُطونَةً وفَطانَةً وفَطانِيَةً، مفتوحتين، فهو فاطِنٌ وفَطِينٌ وفَطُونٌ وفَطِنٌ وفَطُنٌ، كنَدُسٍ، وفَطْنٌ، كعَدْلٍ
ج: فُطْنٌ، بالضم، وهي فَطِنَةٌ.
وفاطَنَهُ في الكلامِ: راجَعَهُ.
والتَّفْطِينُ: التَّفْهيمُ.

صقغ (لسان العرب) [0]


الصُّقْغُ: لغة في الصُّقْع، وقد تقدم؛ قال: قُبِّحَتِ من سالِفةٍ ومن صُدُغْ ، كأَنها كُشْيةُ ضَبٍّ في صُقُغْ (* راجع هذا البيت في فصل السين سقغ وفصل الصاد صدغ.) هكذا رواية يونس عن أَبي عمرو، وقال له أَبو عمرو: لولا ذلك لم أَروهما، كأَنه آنَسَ من يونس تَوَحُّشاً من هذا.

الأزمة الأزمة (المعجم الوسيط) [0]


 الضّيق والشدة يُقَال أزمة مَالِيَّة وأزمة سياسية وأزمة مرضية والقحط وَالْحمية و (فِي علم الطِّبّ) نِهَايَة فجائية تحدث فِي مرض حاد كالتهاب الرئة أَو الحميات كالتيفوس والراجعة وَهبة حادة فِي سير مرض مزمن و (فِي علم الْأَحْيَاء) دور اضْطِرَاب أحيائي كالبلوغ (مج) 

ضفط (الصّحّاح في اللغة) [0]


رجلٌ ضَفيطٌ بيِّن الضَفاطَةِ، أي ضعيفُ الرأي والعقلِ؛ وقد ضَفُطَ بالضم.
وشهِد ابنُ سيرين نكاحاً فقال: أين ضَفَاطَتُكُنَّ? يعني الدُفَّ. قال أبو عبيدة: وإنَّما نراه سمَّاه ضَفاطَةً لهذا المعنى، أي إنَّه لهوٌ ولعبٌ، وهو راجعٌ إلى ضعف الرأي والجهل.
وأمَّا الضَفَّاطَةُ بالتشديد فشبيهة بالرجَّالَةِ، وهي الرُفقةُ العظيمةُ.

كنس (المعجم الوسيط) [0]


 الظبي كنسا دخل فِيهِ كناسه فَهُوَ كانس (ج) كنس وكنوس والنجوم كنوسا استمرت فِي مجاريها ثمَّ انصرفت رَاجِعَة فَهِيَ كانسة (ج) كنس والجواري الكنس الْكَوَاكِب السيارة أَو هِيَ النُّجُوم كلهَا وَالْمَكَان كنسا كسح القمامة عَنهُ وَيُقَال مروا بهم فكنسوهم استأصلوهم وَفِي وَجه فلَان اسْتَهْزَأَ بِهِ وَيُقَال كنس أَنفه حركه مستهزئا 

ذود (مقاييس اللغة) [0]



الذال والواو والدال أصلان: أحدهما تنْحِية الشّيء عن الشيء، والآخَر جماعةُ الإبل.
ومحتملٌ أن يكون البابان راجعَينِ إلى أصل واحد.فالأوّل قولهم: ذُدْت فلاناً عن الشيء أَذُودُه ذَوْداً، وذُدْت إبِلي أذودُها ذَوداً وذِيادا.
ويقال أذَدْتُ فلاناً: أعنتُه على ذِياد إبلِه.والأصل* الآخر الذَّوْد من النَّعَم. قال أبو زيد: الذَّود من الثلاثة إلى العشرة.

حيد (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والياء والدال أصلٌ واحد، وهو المَيْل والعُدول عن طريق الاستواء. يقال حادَ عن الشيء يَحِيدُ حَيْدَةً وحُيوداً.
والحَيُودُ: الذي يَحِيد كثيراً، ومثله الحَيَدى على فَعَلى. قال الهذلي:
أو أصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ      حَزَابِيةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ

الحَيْد: النادر من الجَبَل، والجمع حُيُودٌ وأحياد.
والحُيُود: حيود قَرْن الظَّبي، وهي العُقَد فيه، وكلُّ ذلك راجعٌ إلى أصل واحد.

لعو (مقاييس اللغة) [0]



اللام والعين والحرف المعتلّ كلماتٌ غير راجعةٍ إلى قياسٍ واحد.
وقد كتبت الكلبة اللّعوة: الحريصة.
والرجُل اللّعْو: السيِّئُ الخُلُق.
واللُّعْوة: السَّواد حولَ حَلَمةَ الثَّدي.
ويقولون: تَلَعَّى العَسَل: تعَقَّد.
ويقولون للعاثر: لعاً لَكَ، دعاء أن ينتعش. قال:
بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناة إذا عَثَرَتْ      فالتَّعْسُ أدنَى لها من أن أقولَ لعا

ويقال: ما بها لاَعِي قَرْوٍ، أي مَن يلحَس عُسّاً.

نكر (مقاييس اللغة) [0]



النون والكاف والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف المعرفة التي يَسكُن إليها القَلب.
ونَكِرَ الشَّيءَ وأنكَره: لم يَقْبَلْه قلبُه ولم يعترِفْ به لسانُه. قال:
      مِنَ الحوادثِ إلاَّ الشَّيبَ والصَّلَعا

والباب كلُّه راجعٌ إلى هذا. فالنُّكْر: الدَّهْي.
والنَّكْراء: الأمر الصعب الشَّديد.
ونَكُرَ الأمرُ نَكَارةً.
والإنكار: خِلاف الاعتراف.
والتنكُّر: التَّنقُّل من حالٍ تَسُرُّ إلى أخرى تُكْرَه.
ويقولون لما يخرج من الحُِوَلاءِ [من] دمٍ وما أشبهه: نَكِرَة.

قفل (الصّحّاح في اللغة) [0]


القُفْلُ معروف.
والقَفْلُ، بالفتح: ما يَبِسَ من الشجر.
والقَفيلُ مثله.
والقَفيلُ أيضاً: نبتٌ.
والقفيلُ: السوطُ.
ودرهمٌ قَفلَةٌ: وازن.
والقُفولُ: الرجوع من السفر.
وقد قَفَلَ يقفُلُ بالضم.
والقافِلَةُ: الرُفقةُ الراجعةُ من السفر.
والقُفولُ: اليُبوسُ.
وقد قَفَلَ يَقْفِلُ بالكسر.
وخيلٌ قوافِلُ: ضوامرُ.
وأقْفَلَهُ، أي أيبسه.
وأقفلْتُ الجندَ من مبعثِهم.
وأقْفَلَ الباب وقفَّلَ الأبواب، مثل أغْلَقَ وغَلَّقَ.
ويقال للبخيل: هو مُقْفَلُ اليدين.
والقِفالُ: عرقٌ في اليدِ يُفْصَدُ، وهو معرَّبٌ.

كيد (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والياء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معالجةٍ لشيء بشدّة، ثم يتّسع الباب، وكلّه راجعٌ إلى هذا الأصل. قال أهلُ اللُّغة: الكيد: المعالجة. قالوا: وكلُّ شيءٍ تُعالِجُه فأنت تَكِيدُه. هذا هو الأصل في الباب، ثم يسمُّون المَكر كيداً. قال الله تعالى: أمْ يُرِيدُونَ كَيْداً [الطور 42].
ويقولون: هو يَكيدُ بِنَفسهِ، أي يجودُ بها، كأنَّه يُعالِجها لتخرُج.
والكَيْد: صِياح الغراب بجَهْدٍ.
والكَيد: أن يُخرِج الزّندُ النّار ببطءٍ وشدة، والكَيد: القَيء، وربّما سمَّوا الحَيض كيداً.
والكَيد: الحرب، يقال: خرجوا ولم يلقَوْا كيداً، أي حرباً.

ب و س (المصباح المنير) [0]


 البُؤْسُ: بالضم وسكون الهمزة الضرّ ويجوز التخفيف ويقال "بَئِسَ" بالكسر إذا نزل به الضرّ فهو "بَائِسٌ" و "بُؤْسٌ" مثل قرب "بَأْسًا" شجع فهو "بَئِيسٌ" على فعيل وهو ذو "بَأْسٍ" أي شدة وقوة قال الشاعر: فَخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ البَأْسِ مِنْكُمْ إِذَا الدَّاعِي المَثُوبُ قَالَ يَالا أي نحن عند الحرب إذا نادى بنا المنادي ورجّع نداءه ألَا لا تفرّوا فإنّا نكرّ راجعين لما عندنا من الشجاعة وأنتم تجعلون الفرّ فرارا فلا تستطيعون الكرّ وجمع "البَأْسِ" "أَبْؤُسٌ" مثل فلس وأفلس. 

عكش (مقاييس اللغة) [0]



العين والكاف والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على مِثل ما دلَّ عليه الذي تقدّمَ من التجمُّع. يقال عَكِشَ شعرُه إذا تلبَّد.
وشعر مُتَعكِّشوقد تَعكَّش. قال دريد:
وأنت امرؤٌ جعد القفا متعكِّشٌ      من الأَقِطِ الحَوليِّ شَبْعان كانبُ

وأنشد ابنُ الأعرابيّ:
إذ تَسْتَبِيك بفاحمٍ متعكّشٍ      فُلَّتْ مَدَاريهِ أحَمُّ رَفَالُ

وقد يقال ذلك في النبات. يقال: نباتٌ عكِشٌ، إذا التفَّ.
وقد عَكِشَ عَكَشاً.
والذي ذُكِر في الباب فهو راجعٌ إلى هذا كلّه.وفي كتاب الخليل أنّ هذا البناء مهمل.
وقد يشِذُّ عن العالِم البابُ من الأبواب.
والكلام أكثر من ذلك.

س - ع - م (جمهرة اللغة) [0]


وهالَهم منكَ إيادٌ داهِمُ كالبحر لا يَعْسِم فيه عاسِمُ أي لا يطمع فيه طامع. والعُسوم، ذكر الخليل أنها القِطَع من الخبز، وأنشد بيتاً أحسبه لأميّة بن أبي الصّلت: ولا يتنازعون عِنانَ شِرْكٍ ... ولا أقواتُ أهلهمُ العُسومُ يصف أهل الجنة. وعاسم: موضع. والعاسم: أحسبه الحريص على الشيء، وهو راجع الى الطمع. وعُسامة: اسم. والمَعْس: الطعن بالرُّمح؛ مَعَسَه بالرُّمح مَعْساً. والمَعْس: الدَّلْك أيضاً؛ يقال: مَعَسْتُ الأديمَ، أي دلكته. والمِسْع والنِّسْع: اسمان من أسماء الرياح أحسبهما من أسماء الشَّمال. قال الشاعر: وحال دون دَريسَيْه مؤوِّبةً ... مِسْعٌ لها بعِضاه الأرض تهزيرُ

ف - ق - ل (جمهرة اللغة) [0]


ويُروى: وطَفيلُ أيضاً. والقَفيل: اليبيس من النبت مثل القفيف سواء. وجمع قافلة قوافل، وهم الراجعون من أسفارهم الى أوطانهم. وأقفلتُ الجيشَ، إذا رددتَه من الثغر. واللّفْق: لفقُك الشيءَ حتى تلائمه؛ لَفَقْتُ الشيء بالشيء أو الثوبين، إذا لاءمت بينهما، وهو اللِّفاق والتِّلفاق، زعموا. وهذا تراه في باب تِفْعال إن شاء الله. وتلافَقَ القومُ، إذا تلاءمت أمورهم. واللَّقْف من قولهم: لَقِفْتُ الشيءَ ألقَفه وتلقّفته، إذا أخذته بيدك من رامٍ رماك به. وبعير متلقِّف، إذا كان يهوي بخُفّي يديه الى وَحْشِيّه في سيره. وتلقّف الحوضُ، إذا تلجّف من أسافله، فهو لقيف ولَقِفٌ.

رده (المعجم الوسيط) [0]


 ردا وتردادا وردة مَنعه وَصَرفه وأرجعه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ود كثير من أهل الْكتاب لَو يردونكم من بعد إيمَانكُمْ كفَّارًا} وَيُقَال رده إِلَيْهِ أَعَادَهُ ورده على عقبه دَفعه ورد كَيده فِي نَحره قابله بِمثل كَيده ورد الْبَاب أغلقه ورد عَلَيْهِ كَذَا لم يقبله ورد عَلَيْهِ أَجَابَهُ يُقَال رد عَلَيْهِم السَّلَام ورد إِلَيْهِ جَوَابه رجعه وأرسله ورد عَلَيْهِ قَوْله رَاجعه فِيهِ وَيُقَال مَا يرد عَلَيْك هَذَا مَا ينفعك وَإِلَيْهِ الحكم فوضه إِلَيْهِ وَفُلَانًا خطأه وَالشَّيْء حوله من صفة إِلَى صفة وَمِنْه قَول الشَّاعِر (فَرد شعورهن السود بيضًا ... ورد وجوههن الْبيض سُودًا) 

زكي (مقاييس اللغة) [0]



الزاء والكاف والحرف المعتلّ أصلٌ يدل على نَمَاءٍ وزيادة.
ويقال الطَّهارة زكاة المال. قال *بعضهم: سُمِّيت بذلك لأنَّها مما يُرجَى به زَكاءُ المال، وهو زيادتهُ ونماؤه.
وقال بعضُهم:سمِّيت زكاةً لأنّها طهارة. قالوا: وحُجّة ذلك قولُهُ جلَّ ثناؤُه: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة 103].
والأصل في ذلك كلِّه راجع إلى هذين المعنيين، وهما النَّماءوالطهارة.
ومن النَّماء: زرْع زاكٍ، بيِّن الزكاء.
ويقال هو أمْرٌ لا يَزْكُو بفلانٍ، أي لا يليق به.
والزَّكا: الزَّوْج، وهو الشّفع.فأمَّا المهموز فقريبٌ من الذي قبله. قال الفرّاء: رجلٌ زُكَأةٌ: حاضِر النَّقد كثيرُهُ. قال الأصمَعيّ: الزُّكَأَةُ: الموسِر.وممّا شذَّ عن الباب جميعاً قولهم: زَكَأَتِ الناقة بولدها تَزْكَأُ به زَكْأً، إذا . . . أكمل المادة رمَتْ به عند رجليها.

عفق (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَفْقُ: كثرة الضِرابِ.
وقد عَفَقَ الحمارُ الأتانَ، إذا نزا عليها مرّةً بعد أخرى.
وعَفَقَ الرجلُ، أي غاب.
ويقال: لا يزال يَعْفِقُ العَفْقَةَ، أي يغيب الغيبة، وإنَّه لَيُعَفِّقُ الغنم بعضها على بعض تَعْفيقاً، أي يردّها عن وجهها.
والمُنْعَفِقُ: المنعطِفُ، ويقال المنصرف عن الماء.
وعَفَقَ بها، أي حَبَقَ.
والعَفَّاقَةُ: الاستُ؛ يقال كذبتْ عفَّاقَتُكَ، إذا حَبَقَ.
والعَفْقُ: سرعة الإيراد وكثرتهُ.
وعَفَقَتِ الإبلُ تَعْفِقُ عَفْقاً إذا كانت ترجع إلى الماء كلَّ يوم.
وكل راجعٍ مختلفٍ عافِقٌ. يقال: إنك لتَعْفِقُ، أي تُكثر الرجوع.
وانْعَفَقَ القومُ في حاجتهم: أي مضوا فيها وأسرعوا.
ورجلٌ مِعْفاقُ الزيارة، أي لا يزال يجيء ويذهب زائراً. قال الشاعر:
إذا جئت إكثار الكلامِ المُعَيَّبِ      ولا تَكُ مِعْفاقَ الزيارةِ واجتنبْ

خب (مقاييس اللغة) [0]



الخاء والباء أصلان: الأول [أن] يمتدّ [الشيء] طولاً، والثاني جنسٌ من الخِداع.فالأول الخَبيبة والْخُبَّةُ: الطريقة تمتدُّ في الرَّمل. ثم يشبّه بها الخِرْقَة التي تُخْرَقُ طُولاً.
ويُحمَل على ذلك الخَبِيبة من اللَّحم، وهي الشَّرِيحة منه.وأما الآخَر فالخِبُّ الخِداع، والخَِبُّ الخَدَّاع.
وهذا مشتقٌّ من خَبَّ البَحْرُ اضطَرَبَ.
وقد أصابهم الخِبُّ.ومن هذا الخَبَبُ: ضربٌ من العَدْو.
ويقال جاء مُخِبَّاً.
ومنه خَبَّ النّبتُ،إذا يَبِس وتقلَّع، كأنه يَخُبّ، توهَّم أنه يمشي. قال رؤبة:والخَبخَبة: رخاوةُ الشيءِ واضطرابُه.
وكل ذلك راجعٌ إلى ما ذكرناه؛ لأنَّ الخَدَّاع مضطربٌ غيرُ ثابت العَقْدِ على شيء صحيح. فأما ما حكاه الفرّاء: [لي] من فلانٍ خَوَابُّ، وهي القَرابات، واحدها خابٌّ، فهو عندي من الباب الأول؛ لأنّه . . . أكمل المادة سَبَبٌ يمتدُّ ويتّصل. فأما قولهم "خبْخِبوا عنكم من الظهيرة"، أي أَبرِدُوا فليس من هذا، وهو من المقلوب، وقد مرَّ.

أخّ (مقاييس اللغة) [0]



وأما الهمزة والخاء فأصلان: [أحدهما] تأوُّه أو تكرُّه، والأصل الآخَر طعامٌ بعينه. قال ابن دُريد: أَخِّ كلمة تقال عند التأوُّه، وأحسبُها مُحدَثة.
ويقال إنّ أخِّ كلمة تقال عند التكرُّه للشيء.
وأنشد:وكانت دَخْتَنُوس بنتُ لَقيطٍ، عند عمرو بن عمرو بن عُدُس، وهو شيخٌ كبير، فوضع رأسَه في حجرها فنفخ كما ينفخ النائم، فقال أخِّ! فقالت أخِّ واللهِ منك! وذلك بسَمْعه، ففتح عينيه وطلّقها، فتزوّجها عمرو بن معبد بن زُرارة، وأغارت عليهم خيلٌ لبكر بن وائل فأخذوها* فيمن أُخذ، فركب الحيُّ ولحق عمرُو بنُ عمروٍ فطاعَنَ دونَها حتى أخَذَها، وقال وهو راجعٌ بها:
      أم الذي يأتِي الكُماةَ سَيْرَا

فقالت: ذاك في ذاك، . . . أكمل المادة وهذا في هذا.
والأَخيخة: دقيقٌ يصبُّ عليه ماء فيُبرَق بزيتٍ أو سمن ويُشْرَب. قال:

صفق (مقاييس اللغة) [0]



الصاد والفاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على ملاقاةِ شيءٍ ذي صَفْحةٍ لشيءٍ مثله بقُوَّة. من ذلك صَفَقْتُ الشَّيءَ بيدي، إِذا ضربتَه بباطن يدكِ بقُوّة.
والصَّفْقَة: ضربُ اليدِ على اليدِ في البَيْعِ والبَيْعةِ، وتلك عادةٌ جاريةٌ للمتبايِعين.
وإذا قيل أصفَق القومُ على الأمر، إِذا اجتمعوا عليه، فهو من ذلك، وإِنَّما شُبِّهوا بالمتصافِقين على البيع.وممّا حُمِل على ذلك الصَّفَقُ، وهو الماء يُصَبُّ على الأديمِ الجديد فيخرُج مُصْفرَّا.ومن الباب أيضاً: الشَّراب المصفَّق، وهو أن يُحوَّل من إِناءٍ إلى إِناءٍ، كأنَّه صَفَقَ الإِناءَ إذا لاقاه، وصُفِقَ به الإِناء.
ومنه صَفَقَ الإِبلَ، إِذا حوَّلـها مِن مرعَىً إلى مرعَىً.ثم حُمِل على ذلك فقيل لكلِّ منبسطٍ صَفقٌ وإن . . . أكمل المادة لم يُضربْ به على شيء. فيقال لجانِبَي العُنُق صفقانِ، ولكلِّ ناحيةٍ صَفْق وصُفْق.
ويقال للجِلدِ الذي يلي سوادَ البطنِ صُفْق.ومما شذَّ عن الباب، وقد يمكن أن يُخرّج له وجه، قولهم: قَوسٌ صَفوقٌ، إِذا كانت ليّنة راجعة.

نَكَعَه (القاموس المحيط) [0]


نَكَعَه عن الأمْرِ، كمنَع: أعْجَلَهُ عنه،
كأَنْكَعَه، أو رَدَّهُ ودَفَعَه،
كأَنْكَعَهُ، ونَغَّصَهُ بالإِعْجالِ،
كنَكَّعَه، وضَرَبَ بظَهْرِ قَدَمِه على دُبُرِه.
و~ فلاناً حَقَّهُ: حَبَسَه عنه، أو أعْطاهُ، ضِدٌّ،
و~ الماشِيَةَ نَكْعاً وتَنْكاعاً: جَهَدَها حَلْباً،
و~ عن الحاجةِ: نَكَلَ.
وما نَكَعَ: ما زالَ.
وكصبور: المرأةُ القصيرةُ،
ج: نُكُعٌ، بضمتينِ.
وهُكَعَةٌ نُكَعَةٌ، كهُمَزَة: أحمقُ، أو يَثْبُتُ مكانَه فلا يَبْرَحُ.
والنَّكْعَةُ: نَبْتٌ كالطُّرْثُوثِ، وبكسر الكافِ: المرأةُ الحَمْراءُ،
و~ من الشِفاهِ: الشديدةُ الحُمْرَةِ.
ورجلٌ نُكَعَةٌ، كهُمَزَةٍ،
وأنْكَعُ، بَيِّنُ النَّكَعِ: يَتَقَشَّرُ أنْفُه.
ونَكَعَةُ الطُّرْثُوثِ، محرَّكَةً، وكهُمَزَةٍ: زَهْرَةٌ حمراءُ في رأسِها، تُشْبِهُ . . . أكمل المادة البُسْتانَ أفْرُوز، يُصْبَغُ بها.
وكصُرَدٍ: اللَّوْنُ الأحمرُ.
وكمُكْرَمٍ: الراجِعُ إلى ورائهِ.
وأنْفٌ مُنْكَعٌ: أفْطَسُ.
والإِنْكاعُ: الإِعْياءُ.
والنَّكَعَةُ، محرَّكةً: صَمْغَةُ القَتادِ، وثَمَرُ النُّقاوَى، وطَرَفُ الأَنْفِ، وثَمَرُ شجرٍ أحمرُ، والاسمُ من الرّجُلِ النُّكَعُ، للذي يُخالِطُ سَوادَه حُمْرَةٌ.

ومِنْ (القاموس المحيط) [0]


ومِنْ، بالكسر: لابتِداء الغايَةِ غالِباً، وسائِرُ مَعانِيها راجِعَةٌ إليه: {إنه من سُليمانَ}، {من المَسْجِدِ الحرامِ}، "من الجُمْعَةِ إلى الجُمْعَةِ".
وللتَّبْعِيضِ: {منهم مَنْ كَلَّمَ اللُّه}.
ولبَيانِ الجِنْسِ، وكَثيراً ما تَقَعُ بَعْدَ ما ومَهْما، وهُما بها أوْلى، لإِفْراطِ إبْهامِهِما: {ما يَفْتَحِ اللُّه للناس من رَحْمَةٍ فلا مُمْسِكَ لَها}. التَّعْلِيلِ: {ممَّا خَطاياهُمْ أُغْرِقُوا}. البَدَلِ: {أرَضِيتُم بالحَيَاةِ الدُّنْيا من الآخِرَةِ}، لا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ. الغايَةِ: رأيْتُهُ من ذلك المَوْضِعِ، جَعَلْتَهُ غايَةً لِرُؤْيَتِكَ، أي محلاًّ للابْتِداء والانْتِهاء. التَّنْصيصِ على العُمومِ، وهي الزائِدَةُ، نَحْوَ: ما جاءني من رجُلٍ. تَوْكيدِ العُمُومِ زائِدَةً أيضاً: ما جاءني من أحدٍ. الفَصْلِ، وهي الداخِلَةُ على ثانِي المُتَضادَّيْنِ: {والله يَعْلَمُ . . . أكمل المادة المُفْسِدَ من المُصْلِحِ}. مُرادَفَةِ الباء: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}، مُرادَفَةِ عَنْ: {فَوَيْلٌ للقاسِيَة قُلوبُهُم من ذِكْرِ اللهِ}، مُرادَفَةِ ف{أرُونِي ماذا خَلَقوا من الأرضِ}، {إذا نُودِيَ للصَّلاةِ من يَوْمِ الجُمُعَةِ}. مُوَافَقَةِ عِنْدَ: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُم أمْوالُهُمْ ولا أوْلادُهم من اللهِ شيئاً}، ومُرادَفَةِ على: {ونَصَرْناهُ من القَوْمِ}.

قيأ (لسان العرب) [0]


القَيْءُ، مهموز، ومنه الاسْتِقاءُ وهو التكَلُّفُ لذلك، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ وأَكثر.
وفي الحديث: لو يَعْلَمُ الشَّارِبُ قائماً ماذا عليه لاسْتَقاءَ ما شرب. قاءَ يَقيءُ قَيْئاً، واسْتَقاءَ، وتَقَيَّأَ: تَكَلَّفَ القَيْءَ.
وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلم، اسْتَقَاءَ عامِداً، فأَفْطَرَ. هو اسْتَفْعَلَ من القَيْءِ، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ منه، لأَنَّ في الاسْتِقاءة تكلُّفاً أَكثر منه، وهو استِخراجُ ما في الجَوْفِ عامداً.وقَيَّأَه الدَّواءُ، والاسم القُيَاءُ.
وفي الحديث: الراجِعُ في هِبَتِه كالراجِعِ في قَيْئِه.
وفي الحديث: مَنْ ذَرَعَه القَيْءُ، وهو صائم، فلا شيءَ عليه، ومَنْ تَقَيَّأَ فعليه الإِعادةُ، أَي تَكَلَّفَه وتعَمَّدَه.
وقَيَّأْتُ الرجُلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يَتَقَيَّأُ منه.
وقاءَ فلان ما أَكل يَقِيئُه قَيْئاً إِذا أَلقاه، فهو . . . أكمل المادة قاءٍ.
ويقال: به قُيَاءٌ، بالضم والمد، إِذا جَعل يُكثِر القَيْءَ.
والقَيُوءُ، بالفتح على فَعُول: ما قَيَّأَكَ.
وفي الصحاح: الدواءُ الذي يُشرب للقَيْءِ.
ورجل قَيُوءٌ: كثير القَيْءِ.
وحكى ابن الأَعرابي: رجل قَيُوٌّ، وقال: على مثال عَدُوٍّ، فإِن كان إِنما مثَّله بِعدُوٍّ في اللفظ، فهو وجِيهٌ، وإِن كان ذَهَب به إِلى أَنه مُعتلّ، فهو خَطَأٌ، لأَنَّا لم نعلم قَيَيْتُ ولا قَيَوْتُ، وقد نفى سيبويه مثل قَيَوْتُ، وقال: ليس في الكلام مثل حَيَوْتُ، فإِذاً ما حكاه ابن الأَعرابي من قولهم قَيُوٌّ، إِنما هو مخفف من رجل قَيُوءٍ كَمَقْرُوٍّ من مَقْرُوءٍ. قال: وإِنما حكينا هذا عن ابن الأَعرابي لِيُحْتَرَسَ منه، ولئلا يَتَوَهَّمَ أَحد أَن قَيُوّاً من الواو أَو الياء، لا سيما وقد نظَّره بعدُوٍّ وهَدُوٍّ ونحوهما من بنات الواو والياء. وقاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ: أَخرجَتْها وأَظْهَرَتْها.
وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي اللّه عنهما: وَبَعَجَ الأَرضَ فَقَاءَتْ أُكْلَها، أَي أَظهرت نَباتَها وخَزائنَها.
والأَرض تَقيءُ النَّدَى، وكلاهما على المثل.
وفي الحديث: تَقِيءُ الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها، أَي تُخْرِجُ كُنُوزَها وتَطْرَحُها على ظهرها.
وثوب يَقِيءُ الصَّبْغَ إِذا كان مُشْبَعاً.
وتَقَيَّأَتِ المرأَةُ: تَعَرَّضَتْ لبَعْلِها وأَلْقَتْ نَفْسَها عليه. الليث: تَقَيَّأَتِ المَرأَةُ لزوجها، وتَقَيُّؤُها: تَكَسُّرها له وإِلقاؤُها نفسَها عليه وتَعَرُّضُها له. قال الشاعر: تَقَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ * لِعابِسٍ، جافي الدَّلالِ، مُقْشَعِرّ قال الأَزهري: تَقَيَّأَتْ، بالقاف، بهذا المعنى عندي: تصحيف، والصواب تَفَيَّأَتْ،بالفاءِ، وتَفَيُّؤُها: تَثنِّيها وتَكَسُّرها عليه، من الفَيْءِ، وهو الرُّجوع.

ت - ع - ك (جمهرة اللغة) [0]


عَتَكَتِ القوسُ تعتِك عَتْكاً وعُتوكاً، إذا قدُمت فاحمارَّ عُودها، فهي عاتك، وقالوا عاتكة أيضاً. وعَتَكَتِ المرأةُ بالطِّيب، إذا تضمَّخت به. ومنه اشتقاق اسم عاتِكة. ويقال: عَتَك البولُ على أفخاذ الإبل، إذا انصبغت به. وهو راجع إلى قولهم: عَتَكَتِ المرأةُ بالطِّيب. وأنشد: تذكَّرَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائها وعَتَكَ البولُ على أنسائها وعَتَكَ الرجلُ على يمينٍ فاجرة، إذا أقدم عليها. وعَتَكَ فلان على فلان، إذا حمل عليه أو أرهقه شراً. وبه سُمِّي العَتيك، أبو هذه القبيلة. وكَتعِ الرجلُ كَتَعاً، مفتوح المصدر، إذا شمَر في أمره. وقال قوم: بل كتع، إذا انقبض وانضمّ، فكأنه من الأضداد عندهم. ورجل كتَع، إذا كان كذلك. وجاءني القومُ أجمعون أكتعون، وجاءني . . . أكمل المادة النِّساء جُمَعُ ُكَتعُ، ورأيت دارَك جمعاءَ كتعاءَ. وقال قوم: هو إتباع، وقال قوم آخرون: بل أكتعون في معنى أجمعين. والكَعْت: أصل بناء الكَعيت، وهو هذا الطائر الذي يسمَّى البُلْبُل.

ع ز و (المصباح المنير) [0]


 عَزَوْتُهُ: إلى أبيه "أَعْزُوهُ" : نسبته إليه، و "عَزَيْتُهُ" "أَعْزِيهِ" لغة، و "اعْتَزَى" هو انتسب وانتمى، و "تَعَزَّى" كذلك، وفي حديث: "مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلا تَكْنُوا" هو أمر تأديب وفيه زجر عن دعوى الجاهلية؛ لأنهم كانوا يقولون في الاستغاثة يا لفلان وينادي أنا فلان بن فلان ينتمي إلى أبيه وجده؛ لشرفه وعزه ونحو ذلك فمعنى الحديث قبحوا عليه كتاب العين فعله وقولوا: اعضض بهن أبيك فإنه في القبح مثل هذه الدعوى، و "عَزَيْتُ" الحديث "أَعْزِيهِ" أسندته، و "عَزِيَ" "يَعْزَى" من باب تعب: صبر على ما نابه، و "عَزَّيْتُهُ" "تَعْزِيَةً" قلت له أحسن الله "عَزَاءَكَ" أي رزقك الصبر الحسن، و "العَزَاءُ" مثل سلام اسم من ذلك مثل سلّم سلاما وكلّم كلاما، و "تَعَزَّى" هو تصبر، وشعاره أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، و "العِزَةُ" وزان عدة: . . . أكمل المادة الطائفة من الناس والهاء عوض عن اللام المحذوفة وهي واو والجمع "عِزُونَ" قال الطرطوشي: "عِزُونَ" جماعات يأتون متفرقين. 

فطن (لسان العرب) [0]


الفِطْنَةُ: كالفهم.
والفِطْنَة: ضِدُّ الغَباوة.
ورجل فَطِنٌ بَيِّنُ الفِطْنة والفَطَنِ وقد فَطَنَ لهذا الأَمر، بالفتح، يَفْطُنُ فِطْنَة وفَطُنَ فَطْناً وفَطَناً، وفُطُناً وفُطُونة وفَطانة وفَطَانية، فهو فاطِنٌ له وفَطُون وفَطِين وفَطِنٌ وفَطُنٌ وفَطْنٌ وفَطُونة، وقد فَطِنَ، بالكسر، فِطْنة وفَطَانة وفَطَانيةً، والجمع فُطْنٌ، والأُنثى فَطِنَة؛ قال القطامي: إِلى خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّيني، طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ وقال الآخر: قالتْ، وكنتُ رَجُلاً فَطِينَا: هذا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائينا وقال قَيْسُ بنُ عاصمٍ في الجمع لا يَفْطُنُونَ لعَيْبِ جارِهِمِ، وهُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ والمُفاطَنَةُ: مُفَاعلة منه. الليث: وأَما الفَطِنُ فذو فِطْنَةٍ للأَشياء، قال: ولا يمتنع كل فعل من النعوت من أَن يقال قد فَعُلَ وفَطُنَ أَي . . . أكمل المادة صار فَطِناً إلا القليل.
وفَطَّنه لهذا الأَمر تَفْطِيناً: فَهَّمَه.
وفي المثل: لا يُفطِّنُ القارَةَ إِلا الحِجارة؛ القارةُ: أُنثى الذِّئَبةِ.
وفاطَنَةُ في الحديث: راجَعَه؛ قال الراعي: إِذا فاطَنَتْنا في الحديثِ تَهَزْهَزَتْ إِليها قلوبٌ، دونهن الجَوانِحُ ويقال: فَطِنْتُ إِليه وله وبه فِطْنَةً وفَطانة.
ويقال: ليس له فُطْنٌ أَي فِطْنةٌ.

حدث (الصّحّاح في اللغة) [0]


الحديثُ: نقيض القديم.
والحديثُ: الخبرُ، يأتي على القليل والكثير، ويُجمَعُ على أحاديثَ على غير قياس. قال الفراء: نُرَى أنّ واحدَ الأحاديث أُحْدوثَةٌ، ثم جعلوه جمعاً للحديث.
والحُدوثُ: كون شيءٍ لم يكن.
وأَحْدثَةُ الله فَجَدَثَ.
وحَدَثَ أمرٌ، أي وقع.
والحَدَثُ والحُدْثى والحادثةُ والحَدَثانُ، كلُّها بمعنىً.
وأَحْدَثَ الرجل، من الحَدَثِ.
واستْتحدثتُ خبراً، أي وجدت خبراً جديداً. قال ذو الرمة:
أَمْ راجَعَ القَلْبُ من أَطْرا بِهِ طَرَبُ      أَستحدثَ الرَكْبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبْراً

ورجل حَدَثٌ، أي شابٌّ. فإنْ ذكرت السنَّ قلت: حديث السنّ.
وهؤلاء غلمان حُدْثانٌ، أي أحداثٌ.
والمحادثة، والتحدث، والتحادث، والتحديث معروفاتٌ.
ومحادثة السيف: جِلاؤه.
ورجل حَدُثٌ وحَدِثٌ بضم الدال وكسرها، أي حَسَنُ الحديث.
ورجل حِدّثٌ، أي كثير الحديث.
والأُحْدوثَةُ: ما يُتَحَدَّثُ به.
ورجلٌ حِدءثُ مُلوكٍ، . . . أكمل المادة بكسر الحاء، إذا كان صاحبَ حديثهم وسَمرهم.
وحِدْثُ نساءٍ، يتحدَّث إليهن.
وتقول افْعَلْ ذلك الأمرَ بِحِدْثاتِهِ وبحَداثَتِه أي في أوَّلِهِ وطِراءَته.
ويقال للرجل الصادِق الظنِّ مُحَدِّثٌ، بفتح الدال مشددة.

عَفَقَ (القاموس المحيط) [0]


عَفَقَ يَعْفِقُ: غابَ، وضَرِطَ،
و~ بالسَّوْطِ: ضَرَبَهُ كثيراً،
و~ فلانٌ: نَامَ قَليلاً ثم اسْتَيْقَظَ،
و~ العَمَلَ: لمْ يُحْكِمْهُ،
و~ الحِمارُ [الأتانَ]: أكْثَرَ ضِرابَها،
و~ الإِبِلُ: تَرَدَّدَتْ إلى الماءِ كثيراً،
و~ الشيءَ: جَمَعَهُ،
و~ عن الأمرِ: حَبَسَهُ ومَنَعَهُ،
و~ الريحُ الشيءَ: ضَرَبَتْهُ،
و~ الإِبِلُ عَفْقاً وعُفوقاً: أُرْسِلَتْ في المَرْعَى فَمَرَّتْ على وجُوهِها،
وكلُّ راجِعٍ مُخْتَلِفٍ كثيرِ التَّرَدُّدِ: عافِقٌ.
ورجُلٌ مِعْفاقُ الزِيارةِ: كثيرُ الزِيارةِ، لا يَزَالُ يَجيءُ ويَذْهَبُ،
وهو يَعْفِقُ العَفْقَةَ: يَغيبُ الغَيْبَةَ.
وإنكَ لَتَعْفِقُ: تُكْثِرُ الرُّجوعَ.
والعَفْقُ والعِفاقُ: كَثْرَةُ حَلْبِ الناقةِ، والسُّرْعَةُ في الذَّهابِ.
وعِفاقٌ، ككتابٍ، . . . أكمل المادة ابنُ مُرَيٍّ: أخَذَه الأحْدَبُ بنُ عَمْرٍو الباهِلِيُّ في قَحْطٍ، وشَواهُ وأكَلَه.
والعَفْقَةُ: لُعْبَةٌ يُجْمَعُ فيها التُّرابُ.
والعَيْفَقانُ: نَبْتٌ كالعَرْفَجِ.
وأعْفَقَ: أكْثَرَ الذَّهابَ والمَجِيءَ في غيرِ حاجةٍ.
والعُفُقُ، بضمتينِ: الذِئَابُ.
والفَرْعُ بنُ عُفَيْقٍ، كزُبَيْرٍ: تابعيٌّ.
وعَفَّقَ الغَنَمَ بعضَها على بعضٍ تَعْفيقاً: رَدَّها عن وُجوهِها.
والمُنْعَفَقُ: المُنْعَطَفُ، أو المُنْصَرَِفُ عن الماءِ.
وانْعَفَقوا في حاجَتِهِم: مَضَوْا فيها وأسْرَعوا.
وعافَقَهُ: عالَجَه وخادَعَه،
و~ الذئبُ الغَنَمَ: عاثَ فيها ذاهِباً وجائِياً.
وَتَعَفَّقَ بفلانٍ: لاذَ.
واعْتَفَقَ الأسَدُ فَرِيسَتَهُ: عَطَفَ عليها،
و~ القومُ بالسيوفِ: اجْتَلَدُوا.
وكمِنْبَرٍ: اسمٌ.

د - م - و (جمهرة اللغة) [0]


الدَّوْم: نخل المُقْل. ودُومة الجندل، بضمّ الدال: موضع؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة، وأصحابُ الحديث يقولون: دَومة الجندل، بفتح الدال، وذلك خطأ. ودَوْمان، قال قوم: رجل، وقال آخرون: اسم موضع. قال أبو بكر: هو دَوْمان بن بُكَيْل، فأما دُومة الجندل فمجتمعه ومستداره كما تدوم الدُّوّامة، أي تستدير. ودوّمتِ الشمس في كبد السماء. ودوّم الطائرُ ودام، إذا حلّق في السماء، وحام أيضاً، إذا دار. والدُّوَام مثل الدُّوَار سواء؛ يقال: به دُوَام ودُوَار. ودام الشيءُ يدوم دَوَماناً وأدمتُه أنا إدامةً، إذا سكّنته. ونُهي عن البول في الماء الدائم، أي الساكن. وأدمتُ القِدْرَ، إذا غلتْ فنضحتَ عليها الماءَ البارد لتَسْكُنَ. وكان الأصمعي . . . أكمل المادة ينكر بيت ذي الرُّمَّة: حتى إذا دوّمتْ في الأرض راجَعَه ... كِبْرٌ ولو شاء نجّى نفسَه الهَرَبُ ويقول: لا يكون التدويم إلا في السماء؛ وأنكر ذلك عليه قوم من أهل العلم وقالوا: لمَ سُمِّيت الدُّوّامة. وبنو دَوْمان: بطن من العرب. والوَمَد: شدّة الحرّ وسكون الريح؛ وَمِدَ يومُنا يَوْمَدُ ومَداً، وهو يوم وَمِدٌ، والاسم الوَمَد.

حقر (لسان العرب) [0]


الحَقْرُ في كل المعاني: الذِّلَّة؛ حَقَرَ يَحْقِرُ حَقْراً وحُقْرِيَّةً، وكذلك الاحْتِقارُ.
والحَقِيرُ: الصغير الذليل.
وفي الحديث: عَطَسَ عنده رجل فقال له: حَقِرْتَ ونَقِرْتَ؛ حَقِرَ إِذا صار حقيراً أَي ذليلاً.
وتَحاقَرَتْ إِليه نفسه؛ تَصاغَرَتْ.
والتَّحْقِيرُ: التصغيرُ.
والمُحَقَّراتُ: الصغائر.
ويقال: هذا الأَمر مَحْقَرَةٌ بك أَي حَقارَةٌ.
والحَقِيرُ: ضد الخَطِير، ويؤكد فيقال: حَقِيرٌ نَقِيرٌ وحَقْرٌ نَقْرٌ.
وقد حَقُرَ، بالضم، حَقْراً وحَقارةً وحَقَرَ الشيءَ يَحْقِرُهُ حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةَ وحَقَّرَهُ واحْتَقَرَهُ واسْتَحقَرهُ: اسْتَصْغَرَه ورآه حقِيراً.
وحَقَّرَهُ: صيره حَقِيراً؛ قال بعض الأَغفال:حُقِّرْتِ أَلاَّ يَوْمَ قُدَّ سَيْرِي، إِذ أَنَا مِثْلُ الفَلَتانِ العَيْرِ حُقِّرْتِ أَي صيرك الله حقيرة هلاَّ تعرَّضت إِذْ أَنَا فتى.
وتحقير الكلمة: تصغيرها.
وحَقَّرَ الكلامَ: صَغَّرَه.
والحروف المَحْقورةُ هي: القاف والجيم والطاء والدال والباء يجمعها . . . أكمل المادة «جَدُّ قُطْبٍ» سميت بذلك لأَنها تُحَقَّرُ في الوقت وتُضْغَطُ عن مواضعها، وهي حروف القلقلة، لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت وذلك لشدَّة الحَقْر والضَّغْطِ، وذلك نحو الحَقْ واذْهَبْ واخرُج، وبعض العرب أَشدَّ تصويتاً من بعض.
وفي الدعاء: حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةً، وكله راجع إِلى معنى الصِّغَرِ.
ورجل حَيْقَرٌ: ضعيف؛ وقيل: لئيم الأَصل.

رجُلٌ (القاموس المحيط) [0]


رجُلٌ عَبَنَّكٌ، كعَمَلَّسٍ: صُلْبٌ شديدٌ.
عتَكَ يَعْتِكُ: كَرَّ في القِتالِ،
و~ الفرسُ: حَمَلَ للعَضِّ،
و~ في الأرضِ عُتوكاً: ذهَبَ وحْدَه،
و~ على يَمينٍ فاجِرَةٍ: أقْدَمَ،
و~ عليه بخَيْرٍ أو شَرٍّ: اعْتَرَضَ،
و~ على زَوْجِها: نَشَزَتْ وعَصَتْ،
و~ القوسُ عَتْكاً وعُتوكاً، فهي عاتِكٌ: احْمَرَّت قِدَماً،
و~ اللَّبَنُ، والنَّبيذُ: اشْتَدَّتْ حُموضَته،
و~ البَوْلُ على فَخِذِ الناقةِ: يَبِسَ،
و~ البَلَدَ: عَسَفَهُ،
و~ إلى مَوْضِعِ كذا: مالوا،
و~ يَدَه: ثَناها في صَدْرِهِ،
و~ المرأةُ: شَرُفَتْ ورأسَتْ،
و~ فلانٌ بِنِيَّتِه: اسْتَقامَ لوَجْهِه.
وعَتَكَ عليه يَضْرِبُه، أي: لم يُنَهْنِهْهُ عنه شيءٌ.
. . . أكمل المادة والعاتِكُ: الكريمُ، والخالِصُ من الأَلْوانِ، واللَّجوجُ، والراجِعُ من حالٍ إلى حالٍ،
و~ من النَّبيذِ: الصافي.
والعَتْكُ: الدَّهْرُ، وجبَلٌ.
وكأميرٍ، من الأيامِ: الشديدُ الحَرِّ، وفَخِذٌ من الأزْدِ،
والنِّسْبَةُ: عَتَكِيٌّ، محرَّكةً.
والعاتِكَةُ من النَّخْلِ: التي لا تَأتَبِرُ، والمرأةُ المُحْمَرَّةُ من الطِّيبِ.
والعواتِكُ في جَدَّاتِ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، تِسْعٌ: ثَلاثٌ من سُلَيْمٍ بنتُ هِلالٍ أُمُّ جَدِّ هاشِمٍ، وبنتُ مُرَّةَ بنِ هِلالٍ أُمُّ هاشِمٍ، وبنتُ الأَوْقَصِ بنِ مُرَّةَ بنِ هِلالٍ أُمُّ وَهْبِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، والبَواقي من غيرِ بني سُلَيْمٍ.
وعاتِكَةُ بنتُ أُسَيْدٍ، وبنتُ خالِدٍ، وبنتُ زيدِ بنِ عَمْرٍو، وبنتُ عبدِ اللهِ، وبنتُ عَوْفٍ، وبنتُ نُعَيْمٍ، وبنتُ الوَليدِ: صحابيَّاتٌ.
وعِتْكانُ، بالكسر:ع.

ولي (مقاييس اللغة) [0]



الواو واللام والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على قرب. من ذلك الوَلْيُ: القرْب. يقال: تَباعَدَ بعد وَلْي، أي قُرْبٍ.
وجَلَسَ ممّا يَلِيني، أي يُقارِبُني.
والوَلِيُّ: المَطَر يجيءُ بعد الوَسْميّ، سمِّي بذلك لأنَّه يلي الوسمِيّ.ومن الباب المَوْلَى: المُعْتِقُ والمُعْتَق، والصَّاحب، والحليف، وابن العَمّ، والنَّاصر، والجار؛ كلُّ هؤلاءِ من الوَلْيِ وهو القُرْب.
وكلُّ مَن ولِيَ أمرَ آخرَ فهو وليُّه.
وفلانٌ أولى بكذا، [أي أحرى به وأجدر. فأمَّا قولهم في الشتم: أولى لكَ فحدّثني علي بن عمر قال: سمعت ثعلباً] يقول: أولى تهدُّد ووعيد.
وأنشد:
فأوْلَى ثمَّ أولَى ثم أوْلَى      وهل للدَّرِّ يُحْلَبُ مِن مَرَدِّ

وقال الأصمعيّ: معناه قارَبَه ما يُهلكُه، أي نَزَل به.
وأنشد:
فعَادَى بين هادِيَتينِ منها      وأولَى . . . أكمل المادة أن يزيدَ على الثَّلاثِ

أي قارب أن يزيد. قال ثعلب: ولم يقل أحدٌ [أحسَنَ] مما قاله الأصمعيُّ في أولى.
وقال غيره: أولى تحسيرٌ له على ما فاتَه.
والوَلاَء: الموالون. يقال هَؤلاء وَلاءُ فلانٍ.
والوَلاء أيضاً: ولاءُ المُعْتَق، وهو أن يكون ولاؤه لمُعْتِقِه، كأنَّه يكون أولى به في الإرْثِ من غيره إذا لم يكن للمُعْتِق وارثُ نَسَب.
وهو الذي جاء فيالحديث: "نَهَى عن بيع الوَلاَء وهِبَتِه".
ووالَيْتُ بين الشَّيئين، إذا عادَيْتَ بينهما وِلاءً.
وافعَلْ هذا على الوِلاء أي مُرَتِّبا.
والباب كلُّه راجعٌ إلى القُرْب.

لحن (الصّحّاح في اللغة) [0]


اللَحْنُ: الخطأ في الإعراب. يقال: فلان لَحَّانٌ ولَحَّانَةٌ، أي كثير الخطأ.
والتَلْحينُ: التخطئة.
واللَحْنُ: واحد الألْحانِ واللُحونِ، ومنه الحديث: "اقرءوا القرآنَ بِلُحونِ العرب".
وقد لَحَنَ في قراءته، إذا طرَّب بها وغرَّد.
وهو ألْحَنُ الناس، إذا كان أحسنهم قراءةً أو غِناءً.
ولَحَنَ إليه يَلْحَنُ لَحْناً، أي نَواهُ وقصَده ومالَ إليه.
ولَحَنَ في كلامه أيضاً، أي أخطأ.
واللَحَنُ: الفطنة.
وقد لَحِنَ.
وفي الحديث: "ولعلَّ أحدَكم ألْحَنُ بحُجَّته من الآخر"، أي أفطن لها.
ومنه قول عمر بن عبد العزيز: عجبت لمن لاحَنَ الناس كيف لا يعرفُ جوامعَ الكلم، أي فاطَنَهم. أبو زيد: لَحَنْتُ له بالفتح ألْحَنُ لَحْناً، إذا قلت له قولاً لا يفهمه عنك ويخفى على غيره.
ولَحِنَهُ هو عنِّي يَلْحَنُهُ لَحَناً، أي . . . أكمل المادة فهمه، وألْحَنْتُهُ أنا إيَّاه.
ولاحَنْتُ الناسَ: فاطنتُهم. قال الفزاريّ:
ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا      منطَقٌ رائعٌ وتَلْحَـنُ أحـيا


يريد أنَّها تتكلَّم وهي تريد غيره، وتعرِّض في حديثها فتُزيله عن جهته، من فِطنتها وذكائها، كما قال تعالى: "ولَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ القول"، أي في فحواه ومعناه.
وقال القتَّال الكلابيّ:
ولحنْتُ لَحْناً ليس بالمرتـابِ      ولقد وَحَيْتُ لكم لكي ما تفهموا

 وكأنَّ اللَحْنَ في العربية راجعٌ إلى هذا، لأنَّه من العدول عن الصواب.

الرَّمَضُ (القاموس المحيط) [0]


الرَّمَضُ، محركةً: شِدَّةُ وَقْعِ الشمسِ على الرَّمْلِ وغيرِه.
رَمِضَ يَوْمُنا، كفرحَ: اشْتَدَّ حَرُّه،
و~ قَدَمُه: احْتَرَقَتْ من الرَّمْضَاءِ، للأرضِ الشديدةِ الحَرارةِ،
و~ الغَنَمُ: رَعَتْ في شِدَّةِ الحَرِّ فَقَرِحَتْ أكْبادُها.
ورَمَضَ الشاةَ يَرْمِضُها: شَقَّها وعليها جِلْدُها، وطَرَحَها على الرَّضْفَةِ، وجَعَلَ فَوْقَها المَلَّةَ لِتَنْضَجَ،
و~ الغنَمَ: رَعَاها في الرَّمْضاءِ،
كأرْمَضَها ورَمَّضَها،
و~ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضُه: جَعَلَه بين حَجَرَينِ أمْلَسَيْنِ، ثم دَقَّهُ لِيَرِقَّ.
وشَفْرَةٌ رَميضٌ، بَيِّنُ الرَّماضَةِ: وقيعٌ حديدٌ.
والرَّمِضةُ، كفرحةٍ: المرأةُ التي تَحُكُّ فَخِذُها فَخِذَها الأُخْرَى.
ورُشَيْدُ بنُ رُمَيْضٍ، مُصَغَّرَيْنِ: شاعرٌ.
وشَهْرُ رَمَضَانَ: م،
ج: رَمَضاناتٌ ورَمَضانُون وأرْمِضَةٌ، وأرْمُضٌ شاذٌّ، . . . أكمل المادة سُمِّيَ بهِ لأَنَّهُم لَمَّا نَقَلُوا أسْماءَ الشُّهورِ عن اللُّغَةِ القَديمَةِ، سَمَّوها بالأَزْمِنَةِ التي وَقَعَتْ فيها، فَوافَق ناتِقٌ زَمَنَ الحَرِّ والرَّمَضِ،
أو من رَمضَ الصائمُ: اشْتَدَّ حَرُّ جَوْفِه، أو لِأَنَّهُ يَحْرِقُ الذُّنوبَ.
ورَمَضانُ، إِنْ صَحَّ من أسماءِ اللّهِ تعالى، فَغَيْرُ مُشْتَقٍّ، أو راجِعٌ إلى مَعْنَى الغافِرِ، أي: يَمْحُو الذُّنوبَ ويَمْحَقُها.
والرَّمَضِيُّ، محركةً، من السحابِ والمَطَرِ: ما كان في آخر الصَّيْفِ وأوَّلِ الخَريفِ.
وأرْمَضَه: أوْجَعَه، وأحْرَقَه،
و~ الحَرُّ القَوْمَ: اشْتَدَّ عليهم فآذاهُمْ.
ورَمَّضْتُه تَرْميضاً: انْتَظَرْتُهُ شيئاً قليلاً ثم مَضَيْتُ،
و~ الصَّوْمَ: نَوَيْتُه.
والتَّرَمُّضُ: صَيْدُ الظَّبْيِ في الهاجِرَةِ، وغَثَيانُ النَّفْسِ.
وارْتَمَضَت الفَرَسُ به: وثَبَتْ،
و~ زَيْدٌ من كذا: اشْتَدَّ عليه، وأقْلَقَهُ،
و~ لفلانٍ: حَدِبَ له،
و~ كَبِدُه: فَسَدَتْ.

ركع (لسان العرب) [0]


الرُّكوع: الخُضوع؛ عن ثعلب. رَكع يَرْكَع رَكْعاً ورُكُوعاً: طَأْطأَ رأْسَه.
وكلُّ قَوْمة يتلوها الركوع والسجْدتان من الصلوات، فهِي رَكْعة؛ قال: وأُفْلِتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوالي، على شَقّاء تَرْكَعُ في الظِّرابِ ويقال: رَكع المُصلّي ركعة وركعتين وثلاث رَكعات، وأَما الرُّكوع فهو أَن يَخْفِض المصلي رأْسه بعد القَوْمة التي فيها القِراءة حتى يطمئن ظهره راكعاً؛ قال لبيد: أَدِبُّ كأَنِّي كُلَّما قُمْتُ راكِع فالرّاكِعُ: المنحني في قول لبيد.
وكلُّ شيء يَنْكَبُّ لوجهه فَتَمسُّ ركبتُه الأَرضَ أَو لا تمسها بعد أَن يخفض رأْسه، فهو راكع.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، قال: نَهاني أَن أَقرأَ وأَنا راكع أَو ساجد؛ قال الخطابي: لما كان الركوع والسجود، وهما . . . أكمل المادة غاية الذُّلِّ والخُضوع، مخصوصين بالذكر والتسبيح نهاه عن القراءة فيهما كأَنه كَرِه أَن يجمع بين كلام الله تعالى وكلام الناس في مَوْطِن واحد فيكونا على السَّواء في المَحَلِّ والمَوْقِع؛ وجمع الرّاكع رُكَّع ورُكُوع، وكانت العرب في الجاهلية تسمي الحَنِيف راكعاً إِذا لم يَعْبُد الأَوثان وتقول: رَكَع إِلى الله؛ ومنه قول الشاعر: إِلى رَبِّه رَبِّ البَرِيّةِ راكِع ويقال: ركَع الرجل إِذا افْتَقَرَ بعد غِنًى وانْحَطَّت حالُه؛ وقال: ولا تُهِينَ الفَقِيرَ، عَلَّكَ أَن تركَعَ يَوْماً، والدهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد ولا تُهِينَن فجعل النون أَلفاً ساكنة فاستقبلها ساكن آخر فسقطت.
والرُّكوع: الانحناء، ومنه رُكوع الصلاة، وركَع الشيخُ: انحنى من الكِبَر، والرَّكْعةُ: الهُوِيُّ في الأَرض، يمانية. قال ابن بري: ويقال ركَع أَي كَبا وعَثَر؛ قال الشاعر: وأُفلت حاجب فَوْتَ العَوالي وأَورد البيت (* راجع هذا البيت سابقاً).

بول (مقاييس اللغة) [0]



الباء والواو واللام أصلان: أحدهما ماءٌ يتحلَّب والثاني الرُّوع.فالأوّل البَوْل، وهو معروف وفلانٌ حسن البِيلَة، وهي الفِعْلة من البَوْل.
وأخَذَه بُوالٌ إذا كانَ يُكْثِر البَوْل.
وربما عبَّروا عن النّسل بالبَوْل. قال الفرزدق:
أبي هُوَ ذُو البَوْلِ الكثيرِ مُجاشِعٌ      بكلِّ بِلادٍ لا يَبوُل بها فَحْلُ

قال الأصمعيُّ: يقال لنُطَفِ البِغال أبوالُ البِغال، ومنه قيل للسَّراب "أبوالُ البغال" على التشبيه.
وإنما شُبّه بأبْوالِ البِغال لأنّ بَوْلَ البِغال كاذبٌ لا يُلْقِح، والسّرابُ كذلك. قال ابن مقبل:
بِسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوالُ البِغالِ به      أنَّى تَسدَّيتَ وَهْناً ذلك البِينا

قال ابن الأعرابيّ: شَحْمةٌ بَوّالَة، إذا أَسْرَع ذَوْبُها. [قال]:
إذْ قالت النَّثُولُ للجَمُولِ      يا ابنةَ شَحْمٍ في المَرِيءِِ بُولِي

الجَمُول: شَحمة . . . أكمل المادة تُطبَخ.
والنَّثول: المرأة التي تُخْرجُها من القِدْر.
ويقال زِقٌّ بَوَّالٌ إذا كان يتفجَّر بالشَّراب، وهو في شعر عَدِيّ.وأما الأصل الثاني فالبَال: بالُ النفس.
ويقال ما خَطَر بِبالي، أي ما أُلْقِيَ في رُوعي. فإنْ قال قائل: فإنَّ الخليلَ ذكَرَ أنّ بال النَّفْس هو الاكتراث، ومنه اشتقَّما باليتُ، ولم يخْطُِر ببالي. قيل له: هو المعنى الذي ذكرناه، ومعنى الاكتراث أن يَكْرُثَه ما وقعَ في نفسه، فهو راجعٌ إلى ما قلناه.
والمصدر البَاَلةُ والمبالاةُ.
ومنه قول ابن عباس وسُئِل عن الوُضوء باللَّبَن: "ما أُباليهِ بالةً، اسمحْ يُسْمَح لك".
ويقولون: لم أُبَال ولم أُبَلْ، على القصر.وممّا حُمِل على هذا: البال، وهو رَخَاء العَيْش؛ يقال إنه لَرَاخي البال، وناعِمُ البال.

دوم (الصّحّاح في اللغة) [0]


دامَ الشيء يَدومُ ويَدامُ، دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً، وأَدامَهُ غيره.
ودَوَّمَتِ الشمسُ في كبد السماء.
وقال:
      والشمسُ حَيرى لها في الجوِّ تَدْويم

أي كأنَّها لا تمضي. قال الأصمعيّ: دَوَّمَتِ الخمرُ شاربَها، إذا سكِر فدار.
ويقال: أخذه دُوامٌ بالضم، أي دُوارٌ، وهو دُوار الرأس.
ودامَ الشيء: سكنَ.
وفي الحديث: نَهى أن يُبَالَ في الماء الدائم، وهو الساكن.
ودَوَّمْتُ القِدْرَ وأَدَمْتُها، إذا سكَّنتَ غليانَها بشيءٍ من الماء.
ودَوَّمْتُ الشيءَ: بَلَلْتُهُ. قال ابن أحمر:
      وقد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِع الأَمَل

وتَدْويمُ الزعفران: دَوْفُهُ. قال الفراء: والتَدْويمُ: أن يَلوكَ لسانَه لئلاَّ يَيبَسَ ريقُه.
وتَدْويمُ الطير: تحليقه، وهو دورانه في طَيرانه ليرتفع إلى السماء.
وقد جعل ذو الرمة التدويمَ في الأرض بقوله يصفُ . . . أكمل المادة ثوراً:
كِبْرٌ ولو شاء نَجَّى نَفْسَهُ الهَـرَبُ      حتَّى إذا دَوَّمَتْ في الأرضِ راجَعَهُ

وأنكر الأصمعيُّ ذلك وقال: إنَّما يقال دَوَّى في الأرض، ودَوَّمَ في السماء.
وغيره يقول: إنَّما سُمِّيت الدُوَّامَةُ من قولهم: دَوَّمْتُ القِدْرَ، إذا سكّنتَ غليانَها بالماء؛ لأنها من سرعة دورانها كأنَّها قد سَكَنَتْ وهدأت.
والتدْوامُ مثل التَدْويم.
وتَدْويمُ الكلب: إمعانُه في الهرب.
والمُديمُ: الراعِفُ.
والدَوْمُ: شجرُ المُقْلِ.
والظلُّ الدَوْمُ: الدائمُ.
والمُدامةُ والمُدامُ: الخمرُ.
واسْتَدَمْتُ الأمرَ، إذا تأنَّيت به وقال الشاعر:
على ذاك فيما بيننا مُسْتَديمُها      وإنِّ على لَيْلى لَزارٍ وإنَّنـي

أي منتظرٌ أن تُعْتِبَني بخير.
والمُداوَمَةُ على الأمر: المواظَبة عليه.
وأما قولهم: ما دام، فمعناه الدَوامُ.

شيع (الصّحّاح في اللغة) [0]


شاعَ الخبرُ يَشِيعُ شَيْعوعَةً، أي ذاع.
وسهمٌ مُشاعٌ وسهمٌ شائِعٌ، أي غير مقسومٍ.
وسهمٌ شاعٌ أيضاً.
وأَشاعَ الخبر، أي أذاعه فهو رجلٌ مِشْياعٌ، أي مِذياعٌ.
وقولهم: حيَّاكم الله وأَشاعَكُمُ السلامَ، أي جعله الله صاحباً لكم وتابعاً.
وشاعَكُمُ السلامُ، كما تقول عليكم السلام.
وهذا إنّما يقوله الرجل لأصحابه إذا أراد أن يفارقهم.
وأَشاعَتِ الناقةُ ببولها، إذا رمتْ به وقَطَّعَتْهُ، مثل أوزعتْ ببولها.
والشَيْعُ: المِقدارُ؛ يقال: أقام فلانٌ شهراً أو شَيْعَهُ.
وقولهم: آتيك غداً أو شَيْعَهُ، أي بعده.
والشَيْعُ أيضاً: ولد الأسد.
وشَيَّعْتُهُ عند رحيله.
والمُشَيَّعُ: الشجاعُ.
وشيعَةُ الرجلِ: أتباعُه وأنصارُه. يقال: شايَعَهُ، كما يقال والاهُ من الوليِّ.
والمُشايِعُ أيضاً: اللاحقُ.
وشَيَّعْتُهُ بالنار، أي أحرقته. قال ابن السكيت: شَيَّعْتُ النارَ، إذا ألقيتَ عليها حطباً تُذكيها به.
وتَشَيَّعَ . . . أكمل المادة الرجل، أي ادَّعى دعوى الشيعَةِ.
وتَشايَعَ القومُ، من الشيعَةِ.
وكلُّ قومٍ أمرهم واحدٌ يتبع بعضُهم رأيَ بعض فهم شِيَعٌ.
وقوله تعالى: "كما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ"، أي بأمثالهم من الشِيَعِ الماضية. قال ذو الرمة:
أم راجَعَ القلبَ من أَطْرابِهِ طَرَبُ      أستحدثَ الركبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبَراً

يعني عن أصحابهم.
وشاعَهُ شِياعاً، أي تَبِعَهُ.
وشايَعَ الراعي بإبله مُشايَعَةً وشِياعاً، أي صاح بها ودعاها إسا استأخَرَ بعضُها. قال لبيد:
كما ضَمَّ أخرى التالياتِ المُشايعُ      فيَمْضونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بعدهم

والمِشْياعُ: دِقُّ الحطب تُشَيَّعُ به النار، كما يقال شِبابٌ للنار، وجِلاءٌ للعين.
والشِياعُ: صوت مزمار الراعي، ومنه قول الشاعر:
      حَنينَ النيبِ تَطْرَبُ للشِياعِ

عتب (مقاييس اللغة) [0]



العين والتاء والباء أصلٌ صحيح، يرجع كله إلى الأمر فيه بعضُ الصُّعوبة من كلامٍ أو غيره. من ذلك العَتَبة، وهي أسكُفَّة الباب، وإنَّما سمِّيت بذلك لارتفاعها عن المكان المطمئنّ السَّهل.
وعَتَبات الدُّرْجة: [مَرَاقيها]، كلُّ مِرقاةٍ من الدُّرْجة عتَبة.
ويشبّه بذلك العتَباتُ تكون في الجبال، والواحدة عَتَبة، وتجمع أيضاً على عَتَب.
وكلُّ شيء جَسَا وجفا فهو يشتقُّ له هذا اللفظ، يقال فيه عَتَبٌ، إذا اعتراه ما يغيِّره عن الخُلوص. قال:
فما في حُسْن طاعتِنا      ولا في سَمْعِنا عَتَب

وقال في وصف سيف:أي غير ملتوٍ عن الضَّريبة ولا نابٍ عنها.ويقولون: حُمِل فلانٌ على عَتَبةٍ كريهة* وعَتَب كريه من بلاءٍ وشرّ. قال المتلمَّس:ويقال للفحَل المعقول أو . . . أكمل المادة الظَّالع إذا مَشَى على ثلاثِ قوائم كأنّه يَقفِز: عَتَب عَتَباناً . قال الخليل: وهذا تشبيهٌ، كأنّه يمشي على عتبات الدّرجةِ فينزُو من عَتبةٍ إلى عتبة.
ويقال عتِّب لنا عَتبةً، أي اتَّخذْها.ومن الباب، وهو القياسُ الصحيح: العَتْب: المَوْجِدة. تقول: عَتَبتُ على فلان عَتْباً ومَعْتَِبَة، أي وَجَدْت عليه. ثم يشتقّ منها فيقال: أعتَبَني، أي ترك [ما كنت ] أجد عليه ورجع إلى مَسَرَّتي ؛ وهو مُعْتِب راجعٌ عن الإساءة.
وأنشد:
      بجُملٍ وإن كانت بها النّعلُ زلَّتِ

ويقولون: أعطانِي العُتْبَى، أي أعتَبني.
ولك العُتْبَى، أي أعطيتك العتبَى.
والتعتُّب، إذا قال هذا وهذا يَصِفان الموجِدة .
وكذلك المعاتبة، إذا لامك واستزادك قلت عاتِبْني. قال:
      ويبقى الحبُّ ما بقي العتابُ

ويقال للرّجُل إذا طَلب أنْ يُعتَب: قد استَعتَب. قال أبو الأسود:
فألفيتُه غيرَ مستعتبٍ      ولا ذاكِرَ اللهَِ إلاّ قليلا

وقال بعضهم: ما رأيت عند فلان عُتْباناً، إذا أردت أنّه أعتبك ولم تر لذلك بَياناً.

عفق (مقاييس اللغة) [0]



العين والفاء والقاف أصل صحيح، يدلُّ على مجيءٍ وذَهاب، وربما يدلُّ على صوت من الأصوات. قال الخليل: عفَق الرّجُل يَعْفِق عَفْقاً، إذا ركب رأسَه فمضَى. تقول: لا يزال يعفِق العفقةَ ثم يرجع، أي يغيب الغَيبة.
والإبل تَعفِق عَفْقاً وعُفُوقاً، إذا أُرْسِلَتْ في مراعيها فَمرّت على وجوها.
وربما عفَقَتْ عن المرعى إلى الماء، ترجع إليه بين كلِّ يومين.
وكلُّ واردٍ وصادرٍ عافقٌ؛ وكلُّ راجع مختلفٍ عافِق.
وقال ابنُ الأعرابيّ في قوله:قال: أراد في المنُصَرَف عن الماء . قال: ويقال: عفَق بنو فلانٍ [بني فلانٍ]، أي رجَعوا إليهم.
وأنشد:والمعنى أنّ من يرعى الحموض تَعَطشُ ماشيتُه سريعاً فلا يجدُ بُدَّاً من أن يَعْفِق، أي يرجعَ بسُرعة.ومن . . . أكمل المادة الباب: عَفَقَه عن حاجته، أي ردَّه وصَرَفه عنها.
ومنه التعفُّق، وهو التصرُّف والأخْذ في كلِّ وجهٍ مشياً لا يستقيم، كالحيّة.قال أبو عمرو: العَفْق: سرعة رَجع أيدي الإبل وأرجلِها. قال:قال أبو عمرو: وهو يعفِّق الغنم، أي يردُّها عن وجوهها.
ورجلٌ مِعفاق الزِّيارة لا يزال يجيء ويذهب.
ويذكر عن بعض العرب أنّه قال: "انتلي فيها تأويلات ثم أعْفِق"، أي أقضي بقايا من حوائجي ثم أنصرف.قال ابن الأعرابيّ: تَعَفَّقَ بالشيء، إذا رجع إليه مرّةً بعد أخرى.
وأنشد:
تَعفَّقَ بالأرظَى لها وأرادَها      رجالٌ فبذَّتْ نبلَها وكليبُ

ومن الباب: قولهم للحَلَب عِفاق .
وتلخيصُ هذا الكلام أنْ يحلبَها كلَّ ساعة. يقال عَفَقْتَ ناقتَك يومَك أجمعَ في الحَلَب.
وقال ذو الخِرَق:
عليك الشاءَ شاءَ بني تميمٍ      فعافِقْهُ فإِنّك ذُو عِفاقِ

ومن الباب: عفَقت الرِّيحُ التُّرابَ، إذا ضربَتْه وفَرّقته. قال سُويد:
وإن تك نارٌ فهي نار بملتقَىً      من الرِّيح تَمْرِيها وتَعْفِقها عَفْقا

وأمّا الذي ذكرناه من الصَّوت فيقولون: عَفَق بها، إذا أنبقَ بها وحَصَم .ومما يقرُب من هذا الباب العَفْق ضربٌ بالعصا، والضِّرابُ ، وكأنَّ ذلك تَصْوِيت .

ب - ر - ط (جمهرة اللغة) [0]


البَطْر: الشَّقّ في جلد أو غيره؛ بطَرْت الجرحَ أبطُره بطْراً وأبطِره، وهو أصل بناء البَيْطار. وقالوا: رجل بَيْطر وبِيَطْر ومبَيْطِر، وكلّه راجع إلى ذلك. وكل مشقوق فهو مَبطور وبَطير. والبَطَر: إفراط الأشَر؛ بَطِرَ يَبْطَر بَطَراً. وربطت الشيءَ أربِطه وأربُطه ربْطاً، إذا شددته. وربما سمِّيت جُملة الخيل رباطاً. قال الشاعر: فإن الرِّباطَ النُّكْدَ من آل داحس ... نَكِدنَ فلم يفْلِحْنَ يومَ رِهانِ والرِّباط: الحبل الذي يُربط به. والفَرَس الرَّبيط: المربوط الذي لا يَرود. ونعْمَ الربيط هذا الفرسُ. ومن أمثالهم: " أكْرَمْتَ فآرتبِط " ، أي أصبتَ فرساً كريماً فارتبِطه. والرِّباط: المقام في الثغور، وهي المرابَطة. والمرابِطة: القوم المرابِطون. وذكر قوم من أهل العلم أن . . . أكمل المادة قوله جلّ وعزّ: " ورابِطوا " ، أي اصبروا على الطاعة، والله أعلم. ومَرْبِط الفرس: موضعه الذي يربط فيه، بكسر الباء. وُيروى: قَرِّبا مَرْبِطَ النّعامة منّي ... لَقِحَتْ حرب وائلٍ عن حِيالِ والكلام الصحيح كسر الباء. وفلان رابط الجأش، إذا كان ثابت القلب عند الفزع. وتمر رَبيط، وهو أن يعبَّأ في إناء وُينضح عليه الماء حتى يبقى كالرُّطَب. والرَّطْب: ضدّ اليابس. والرطْب: الكلأ ما دام رطباً. والرُّطَب: معروف. وأرطب النخلً إرطاباًَ ورطَب ترطيباً. والرِّطاب جمع رُطبة، وهو ما اقتُضب من القَضْب رطباً فأكلته الماشية. والغصن الرطيب: اللَدْن الليِّن. ورطَّبت الثوبَ وغيره ترطيباً، إذا بللتَه. ويقال للمرأة: يا رَطابِ، شيء تُعاب به. والطرَب: أن يستخفك الفرح أو الحزنُ. قال الشاعر: وأراني طرِباً في إثرهم ... طَرَبَ الوالهِ أو كالمختبَلْ ورجل طَروب ومِطراب، إذا كان كثير الطرب. ومثل من أمثالهم: " الكريم طَروب " . وإبل طِراب: تَنْرع إلى أوطانها. والمطرِّب: الذي يمدّ صوتَه بقراءة أو غناء. قال الشاعر: يغرِّد بالأسحارِ في كل سدفَةٍ ... تَغَرُّدَ ميّاح النَّدامى المطرِّبِ والمَطارِب: طرق متفرقة.

صوت (لسان العرب) [0]


الصَّوتُ: الجَرْسُ، معروف، مذكر؛ فأَما قول رُوَيْشِدِ بن كَثيرٍ الطائي: يا أَيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، سائلْ بَني أَسَدٍ: ما هذه الصَّوْتُ؟ فإِنَّما أَنثه، لأَنه أَراد به الضَّوضاءَ والجَلَبة، على معنى الصَّيْحةِ، أَو الاستغاثة؛ قال ابن سيده: وهذا قبيح من الضرورة، أَعني تأْنيث المذكر، لأَنه خروجٌ عن أَصلٍ إِلى فَرْعٍ، وإِنما المُسْتَجاز من ذلك رَدُّ التأْنيث إِلى التذكير، لأَن التذكير هو الأَصْلُ، بدلالة أَن الشيء مذكر، وهو يقع على المذكر والمؤنث، فعُلم بهذا عُمومُ التذكير، وأَنه هو الأَصل الذي لا يُنْكَر؛ ونظير هذا في الشذوذ قوله، وهو من أَبيات الكتاب:إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، كفَى الأَيتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيم قال: . . . أكمل المادة وهذا أَسهل من تأْنيثِ الصوتِ، لأَن بعضَ السنين: سنة، وهي مؤَنثة، وهي من لفظ السنين، وليس الصوتُ بعضَ الاستغاثة، ولا مِن لفظها، والجمعُ أَصْواتٌ.
وقد صاتَ يَصُوتَ ويَصاتُ صَوتاً، وأَصاتَ، وصَوَّتَ به: كلُّه نادَى.
ويقال: صَوَّتَ يُصَوِّتُ تصْويتاً، فهو مُصَوِّتٌ، وذلك إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فدعاه.
ويقال: صاتَ يَصُوتُ صَوتاً، فهو صائت، معناه صائح. ابن السكين: الصوتُ صوتُ الإِنسان وغيره.
والصائتُ: الصائح. ابن بُزُرْجَ: أَصاتَ الرجلُ بالرجل إِذا شَهَّره بأَمر لا يَشْتَهيه.
وانْصاتَ الزمانُ به انْصِياتاً إِذا اشْتَهر.
وفي الحديث: فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوتُ والدُّفُّ؛ يريد إِعلانَ النكاح.
وذَهابَ الصَّوتِ، والذِّكرَ به في الناس؛ يقال: له صَوتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ.والدُّفُّ: الذي يُطََّبَلُ به، ويُفتح ويضم.
وفي الحديث: أَنهم كانوا يكرهون الصَّوتَ عند القتال؛ هو أَن يُناديَ بعضُهم بعضاً، أَو يفعل أَحدُهم فِعْلاً له أَثر، فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بنفسه على طريق الفَخْر والعُجْب.
وفي الحديث: كان العباس رجلاً صَيِّتاً أَي شديدَ الصوت، عاليه؛ يقال: هو طيِّتٌ وصائِتٌ، كمَيِّتٍ ومائِتٍ، وأَصله الواو، وبناؤُه فَيْعِلٌ، فقلب وأُدغم؛ ورجل صَيِّتٌّ وصاتٌ؛ وحمارٌ صاتٌ: شديدُ الصَّوتِ. قال ابن سيده: يجوز أَن يكون صاتٌ فاعلاً ذَهَبَتْ عينه، وأَن يكون فَعِلاً مكسور العين؛ قال النَّظَّارُ الفَقْعَسِيّ: كأَنَّني فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ جَأْبٍ، إِذا عَشَّرَ، صاتِ الإِرْنانْ قال الجوهري: وهذا مَثَلٌ، كقولهم رجلٌ مالٌ: كثيرُ المال، ورجلٌ نالٌ: كثير النَّوال، وكبشٌ صافٌ، ويوم طانٌ، وبئر ماهةٌ، ورجل هاعٌ لاعٌ، ورجل خَافٌ، قال: وأَصل هذه الأَوصافِ كلِّها فَعِل، بكسر العين.
والعرب تقول: أَسمعُ صَوتاً وأَرى فَوتاً أَي أَسْمَعُ صَوتاً ولا أَرى فِعلاً.
ومثله إِذا كنتَ تَسمعُ بالشيء ثم لا تَرى تَحْقِيقاً؛ يقال: ذِكْرٌ ولا حِساسَ، ينصب على التبرئة، ومنهم من يقول: لا حِساسٌ، ومنهم من يقول: لا حِساسٍ، ومنهم من يقول: ذِكْرٌ ولا حَسِيسَ، فينصب بغير نون، ويرفع بنون.
ومن أَمثالهم في هذا المعنى: لا خيرَ في رَزَمَة لا دِرَّة معها أَي لا خير في قول ولا فِعْلَ معه.
وكلُّ ضَرْبٍ من الغِناء صوتٌ، والجمع الأَصْوات.
وقوله عز وجل: واسْتَفْزِزْ من اسْتَطَعْتَ منهم بصَوتِك؛ قيل: بأَصوات الغِناء والمَزامير.
وأَصاتَ القَوسَ: جَعَلَها تُصَوِّتُ.
والصِّيتُ: الذِّكْرُ؛ يقال: ذَهَب صِيتُه في الناس أَي ذِكْرُه.
والصِّيتُ والصَّاتُ: الذِّكْرُ الحَسَنُ. الجوهري: الصِّيتُ الذِّكْر الجميلُ الذي يَنْتَشِرُ في الناس، دون القبيح. يقال: ذهب صِيتُه في الناس، وأَصله من الواو، وإِنما انقلبت ياء لانكسار ما قبلها، كما قالوا: رِيحٌ من الرُّوحِ، كأَنهم بَنَوه على فِعْلٍ، بكسر الفاء، للفرق بين الصَّوتِ المسموع، وبين الذِّكْر المعلوم، وربما قالوا: انْتَشَرَ صَوتُه في الناس، بمعنى الصِّيتِ. قال ابن سيده: والصَّوْتُ لغةٌ في الصِّيتِ.
وفي الحديث: ما من عبدٍ إِلاّ له صِيتٌ في السماء أَي ذِكْرٌ وشُهْرة وعِرفان؛ قال: ويكون في الخير والشر.
والصِّيتَةُ، بالهاء: مثلُ الصِّيتِ؛ قال لبيد: وكم مُشْتَرٍ من مالهِ حُسنَ صِيتةٍ لآبائِهِ، في كلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ وانْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ.
وقولُهم: دُعيَ فانْصاتَ أَي أَجابَ وأَقْبل، وهو انْفَعلَ مِن الصَّوْت.
والمُنْصاتُ: القَويم القامة.
وقد انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بعد انْحنَاءٍ، كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ؛ قال سلمة بن الخُرْشُبِ الأَنْبارِيُّ: ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها وتِسْعِينَ حَوْلاً، ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا وعادَ سوادُ الرأْسِ بعد ابْيضاضِه، وراجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ الذي فاتَا وراجَعَ أَيْداً، بعد ضَعفٍ وقُوَّةٍ، ولكنه، من بعدِ ذا كلِه، ماتَا

دوم (مقاييس اللغة) [0]



الدال والواو والميم أصلٌ واحد يدلُّ على السُّكون واللُّزوم. يقال دامَ الشّيءُ يَدُومُ، إذا سكَنَ.
والماء الدّائم: السَّاكن.
ونَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُبَالَ في الماء الدائم ثم يُتَوَضَّأَ منه.
والدليل على صحّة هذا التأويل أنّه روي بلَفْظَةٍ أُخرى، وهو أنّه نَهَى أن يُبَالَ في الماء القائم.
ويقال أَدمْتُ القِدْرَ إدامةً، إذا سكَّنْتَ غليانَها بالماء. قال الجعديُّ:
تفورُ علينا قِدْرُهم فَنُدِيمُها      ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذَا حَمْيُها غَلا

ومن المحمول على هذا وقياسُه قياسُه، تدويم الطّائِر في الهواء؛ وذلك إذا حلَّق وكانت له عندها كالوقفة.
ومن ذلك قولهم: دَوّمت الشَّمْسُ في كبد السماء، وذلك إذا بلغت ذلك الموضع.
ويقول أهلُ العلم بها: . . . أكمل المادة إنْ لها ثَمَّ كالوَقْفة، ثم تَدْلُك. قال ذو الرُّمَّة:أي كأنَّها لا تمضِي.
وأما قولُه يصف الكلاب:
حتَّى إذا دوَّمَت في الأرض راجَعَهُ      كِبْرٌ ولو شاءَ نَجَّى نَفْسَه الهَرَبُ

فيقال إنّه أخطأ، وإنَّما أراد دَوَّتْ فقال دَوَّمَتْ، وقد ذُكر هذا في بابه.ويقال: دَوَّمْتُ الزّعفرانَ: دُفْتُه؛ وهو القياسُ لأنّه يسكُن فيما يُداف فِيه.
واستَدَمْتُ الأمْرَ، إذا رفَقْتَ به.
وكذا يقولون.
والمعنى أنّه إذا رَفَقَ به ولم يعْنُف ولم يَعْجَل دامَ له. قال:
فلا تَعْجَلْ بأمْرِكَ واستدِمْهُ      فما صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيم

وأما قولُه:فيقولون: يُدوِّم يَبُلُّ، وليس هذا بشيء، إنَّما يدوِّم يُبْقِي؛ وذلك أنّ اليائِسَ يجفُّ ريقُه.
والدِّيمة: مطرٌ يدُومُ يوماً وليلةً أو أكثر.ومن الباب أنّ عائشة [رضي الله عنها] سُئلت عن عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: "كان عملُهُ دِيمَة" أي دائماً.
والمعنى أنّه كان يَدُوم عليه، سواء قلَّلَ أو كثَّر، ولكنه كان لا يُخِلّ. تعني بذلك في عبادته صلى الله عليه وسلم. فأمّا قولهم دوَّمَتْه الخمر، فهو من ذاك؛ لأنها تُخَثّره حتَّى تسكُن حركاته.
والدَّأْمَاءُ: البَحْر، ولعلّه أن يكون من الباب؛ لأنّه ماءٌ مقيمٌ لا يُنْزَح ولا يَبْرَح. قال:
واللَّيْلُ كالدَّأماءِ مستشعِرٌ      مِن دُونِهِ لوناً كلَوْن السَُّدُوسْ

نعم (مقاييس اللغة) [0]



النون والعين والميم فروعُه كثيرة، وعندنا أنَّها على كثرتها راجعةٌ إلى أصلٍ واحدٍ يدلُّ على ترفُّهٍ وطِيب عيش وصلاح. منه النِّعمة: ما يُنعِم الله تعالى على عبدِه به من مالٍ وعيش. يقال: للهِ تعالى عليه نِعمة.
والنِّعمة: المِنَّة، وكذا النَّعْماء.
والنَّعْمة: التنعُّمُ وطيبُ العيش. قال الله تعالى:وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهينَ [الدخان 27].
والنُّعَامَى: الرِّيح اللَّيِّنة.
والنَّعَم: الإبل، لما فيه من الخَيْر والنِّعمة. قال الفرّاء: النَّعم ذَكَرٌ لا يؤنَّثُ فيقولون: هذا نَعَمٌ وارِدٌ؛ وتُجمَع أنعاماً.
والأنعام: البهائم، وهو ذلك القياس.
والنَّعامة معروفة. لنَعْمةِ رِيشِها.
وعلى معنى التَّشبيه النَّعامة، وهي كالظُّلَّة تُجعَل على رؤوس الجبل، يستظلُّ بها. قال:
لا شَيءَ في رَيدِها إلاَّ نَعامَتُها      منها هزيمٌ ومنها . . . أكمل المادة قائِمٌ باقِ

ويقولون: نَعَمْ ونُعْمَى عَينٍ، ونُعْمَةَ عين، أي قُرّةَ عين.
ونَعِم الشَّيءُ من النَّعْمَة*.
وقد نَعَّم فلانٌ أولادَه: تَرَّفهم.
ويقولون: ابنُ النَّعامة: صَدْرُ القَدَم. قال:
فَيكونُ مَركبَُكَ القَعودَ ورَحْلََُه      وابن النَّعامةِ يوم ذلكِ مَركِبي

وسمِّي به لأنَّه مكانٌ ليِّن ناعم.
وتنعَّمَ الرّجلُ: مشَى حافياً.
ويعبَّر عن الجماعة بالنَّعامة فيقال: شَالَتْ نعامتُهم، إذا تفرقوا.
وهذا على معنى التَّشبيه، أي كما تطير النَّعامةُ فقد تفرَّقوا هؤلاء.
ويقولون: أتيتُ أرضَ بني فُلانٍفتَنعَّمَتْنِي إذا وافَقَتْهُ.
ونِعْمَ: ضدُّ بئْسَ.
ويقولون: إنْ فعلت ذاكَ فَبِها ونِعْمَتْ، أي نِعْمَت الخَصْلة هي.ومن الباب قولهم: نَعَمْ، جواب الواجب، ضدُّ لا، وهي أيضاً من النّعمة.وعلى معنى التَّشبيه النَّعائم: كوكب.
والنَّعائم، خَشَبات يُنصَبْنَ على الرَّكِيّ تُعلَّق إليهنَّ القَامةُ، إذا لم تكنْ للرَّكِيِّ زَرَانيق.
ويقال: إنَّ شقائق النُّعمان حماه ابنُ المنذِر فنُسِبَ إليه.
ويقال: بل النعمان ها هنا: الدَّم.
والأوَّلُ أشبه. قال ابن دريد: "تنعَّمْتُ زيداً: طلبتُه"، كأنّه أراد: أعْمَلَ إليه نَعَامَتَه، وهي باطن قدمِهِ.
ويقولون: نَعِمَ اللهُ بك عيناً، [ونَعِمَكَ عيناً]، بمعنى.

جسد (لسان العرب) [0]


الجسد: جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية، ولا يقال لغير الإِنسان جسد من خلق الأَرض.
والجَسَد: البدن، تقول منه: تَجَسَّد، كما تقول من الجسم: تجسَّم. ابن سيده: وقد يقال للملائكة والجنّ جسد؛ غيره: وكل خلق لا يأْكل ولا يشرب من نحو الملائكة والجنّ مما يعقل، فهو جسد.
وكان عجل بني إِسرائيل جسداً يصيح لا يأْكل ولا يشرب وكذا طبيعة الجنّ؛ قال عز وجل: فأَخرج لهم عجلاً جسداً له خوار؛ جسداً بدل من عجل لأَن العجل هنا هو الجسد، وإِن شئت حملته على الحذف أَي ذا جسد، وقوله: له خُوار، يجوز أَن تكون الهاء راجعة إِلى العجل وأَن تكون . . . أكمل المادة راجعة إِلى الجسد، وجمعه أَجساد؛ وقال بعضهم في قوله عجلاً جسداً، قال: أَحمر من ذهب؛ وقال أَبو إِسحق في تفسير الآية: الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز إِنما معنى الجسد معنى الجثة. فقط.
وقال في قوله: وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام؛ قال: جسد واحد يُثْنَى على جماعة، قال: ومعناه وما جعلناهم ذوي أَجساد إِلاَّ ليأْكلوا الطعام، وذلك أَنهم قالوا: ما لهذا الرسول يأْكل الطعام؟ فأُعلموا أَن الرسل أَجمعين يأْكلون الطعام وأَنهم يموتون. المبرد وثعلب: العرب إِذا جاءت بين كلامين بجحدين كان الكلام إِخباراً، قالا: ومعنى الآية إِنما جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام، قالا: ومثله في الكلام ما سمعت منك ولا أَقبل منك، معناه إِنما سمعت منك لأَقبل منك، قالا: وإِن كان الجحد في أَول الكلام كان الكلام مجحوداً جحداً حقيقياً، قالا: وهو كقولك ما زيد بخارج؛ قال الأَزهري: جعل الليث قول الله عز وجل: وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام كالملائكة، قال: وهو غلط ومعناه الإِخبار كما قال النحويون أَي جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام؛ قال: وهذا يدل على أَن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام، وأَن الملائكة روحانيون لا يأْكلون الطعام وليسوا جسداً، فإِن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام.
وحكى اللحياني: إِنها لحسنة الأَجساد، كأَنهم جعلوا كل جزء منها جسداً ثم جمعوه على هذا.
والجاسد من كل شيءٍ: ما اشتدّ ويبس.
والجَسَدُ والجَسِدُ والجاسِدُ والجَسِيد: الدم اليابس، وقد جَسِدَ؛ ومنه قيل للثوب: مُجَسَّدٌ إِذا صبغَ بالزعفران. ابن الأَعرابي: يقال للزعفران الرَّيْهُقانُ والجاديُّ والجِساد؛ الليث: الجِساد الزعفران ونحوه من الصبغ الأَحمر والأَصفر الشديد الصفرة؛ وأَنشد:جِسادَيْنِ من لَوْنَيْنِ، ورْسٍ وعَنْدَم والثوب المُجَسَّد، وهو المشبع عصفراً أَو زعفراناً.
والمُجَسَّد: الأَحمر.
ويقال: على فلان ثوب مشبع من الصبغ وعليه ثوب مُفْدَم، فإِذا قام قياماً من الصبغ قيل: قد أُجسِدَ ثَوْبُ فلان إِجساداً فهو مُجْسَد؛ وفي حديث أَبي ذر: إِنَّ امرأَته ليس عليها أَثر المجاسد؛ ابن الأَثير: هو جمع مُجسد، بضم الميم، وهو المصبوغ المشبع بالجَسَد وهو الزعفران والعصفر.
والجسد والجساد: الزعفران أَو نحوه من الصبغ.
وثوب مُجْسَد ومُجَسَّد: مصبوغ بالزعفران، وقيل: هو الأَحمر.
والمجسد: ما أُشبع صبغه من الثياب، والجمع مجاسد؛ وأَما قول مليح الهذلي: كأَنَّ ما فوقَها، مما عُلِينَ به، دِماءُ أَجوافِ بُدْنٍ، لونُها جَسِد أَراد مصبوغاً بالجساد؛ قال ابن سيده: هو عندي على النسب إِذ لا نعرف لجَسِدٍ فعلاً.
والمجاسد جمع مجسد، وهو القميص المشبع بالزعفران. الليث: الجسد من الدماء ما قد يبس فهو جامد جاسد؛ وقال الطرماح يصف سهاماً بنصالها:فِراغٌ عَواري اللِّيطِ، تُكْسَى ظُباتُها سَبائبَ، منها جاسِدٌ ونَجِيعُ قوله: فراغ هو جمع فريغ للعريض؛ يصف سهاماً وأَن نصالها عريضة.
والليط: القشر، وظباتها: أَطرافها.
والسبائب: طرائق الدم.
والنجيع: الدم نفسه.
والجاسد: اليابس. الجوهري: الجسد الدم؛ قال النابغة: وما هُريقَ على الأَنْصابَ من جَسَد والجسد: مصدر قولك جسِد به الدم يجسَد إِذا لصق به، فهو جاسد وجسِد؛ وأَنشد بيت الطرماح: «منها جاسد ونجيع» وأَنشد لآخر: بساعديه جَسِدٌ مُوَرَّسُ، من الدماء، مائع وَيَبِسُ والمِجْسَد: الثوب الذي يلي جسد المرأَة فتعرق فيه. ابن الأَعرابي: المجاسد جمع المِجسد، بكسر الميم، وهو القميص الذي يلي البدن. الفرّاء: المِجْسَدُ والمُجْسَد واحد، وأَصله الضم لأَنه من أُجسد أَي أُلزق بالجسد، إِلاَّ أَنهم استثقلوا الضم فكسروا الميم، كما قالوا للمُطْرف مِطْرف، والمُصْحف مِصْحف.
والجُساد: وجع يأْخذ في البطن يسمى بيجيدق (* لم نجد هذه اللفظة في اللسان، ولعلها فارسية).
وصوت مُجَسَّد: مرقوم على محسنة ونغم (* قوله «مرقوم على محسنة ونغم» عبارة القاموس وصوت مجسد كعظم مرقوم على نغمات ومحنة. قال شارحه: هكذا في النسخ، وفي بعضها على محسنة ونغم وهو خطأ). الجوهري: الجَلْسَد، بزيادة اللام، اسم صنم وقد ذكره غيره في الرباعي وسنذكره.

رثم (لسان العرب) [0]


الرَّثَمُ والرُّثْمةُ: بياض في طرف أَنف الفرس، وقيل: هو في جَحْفَلَةِ الفرس العليا، وقيل: هو كل بياض قل أَو كثر إِذا أَصاب الجَحْفَلة العليا إِلى أَن يبلغ المَرْسِنَ، وقيل: هو البياض في الأَنف؛ وقد رَثِمَ رَثَماً، فهو رَثِمٌ وأَرْثَمُ، والأُنثى رَثْماء. قال أَبو عبيدة في شيات الفرس: إِذا كان بجَحْفَلَةِ الفرس العليا بياض فهو أَرْثَمُ، وإِن كان بالسُّفلى بياض فهو أَلْمظُ، وهي الرُّثْمَةُ واللُّمظَةُ، الجوهري: وقد ارْثَمَّ الفرس ارْثِماماً صار أَرْثَمَ.
وفي الحديث: خير الخيل الأَرْثَمُ الأَقْرَحُ؛ الأَرَْثَمُ الذي أَنفه أَبيض وشفته العليا.
ونعجة رَثْماء: سوداء الأَرْنَبَة وسائرها أَبيض.
ورَثَمَ أَنفه وفاه يَرْثِمُهُ رَثْماً، فهو مَرْثُومُ ورَثيم إِذا كسره حتى تَقَطَّرَ . . . أكمل المادة منه الدم، وكذلك رَتَمَه، بالتاء.
وكل ما لُطِخَ بدم أَو كسر فهو رَثِيم. الليث: تقول العرب رَثَمْتُ فاه رَثْماً، والرَّثْمُ تَخْديش وشق من طرف الأَنف حتى يخرج الدم فيقطر.
وفي حديث أَبي ذر: بيانك عن الأَرْثَمِ صدقة؛ قال ابن الأَثير: هو الذي لا يُصَحِّح كلامه ولا يُبَيِّنُهُ لآفةٍ في لسانه، وأَصله من رَثيم الحَصى، وهو ما دُقَّ منه بالأَخْفاف أَو من رَثَمْتُ أَنفه إِذا كسرته فكأَنّ فمه قد كسر فلا يُفْصِحُ في كلامه، وقد ذكر في رَتَمَ بالتاء.
ورَثَمَتِ المرأَة أَنفها بالطيب: لطَخَتْهُ وطَلَتْهُ، وهو على التشبيه.
والمِرْثَمُ: الأَنف في بعض اللغات من ذلك.
ورَثِمَ مَنْسِمُ البعير: دَمِيَ. التهذيب: والرَّثْمُ كسر من طرف مَنْسِمِ البعير؛ قال ذو الرُّمَّةِ يصف امرأَة: تَثْني النِّقابَ على عِرْنِينِ أَرْنَبَة شَمَّاء، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثوم قال الأَصمعي: الرَّثْم أَصله الكسر، فشبه أَنفها مُلَغَّماً بالطيب بأَنف مكسور ملطخ بالدم، كأَنه جعل المسك في المارِنِ شَبيهاً بالدم في الأَنف المَرْثوم.
وخُفّ مَرْثُوم مثل مَلْثُوم إِذا أَصابته حجارة فَدَمِيَ؛ وقال لبيد في المَنْسِمِ: بِرَثِيمٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ مَنْسِمٌ رَثِيم: أَدْمَتْهُ الحجارة.
وحَصىً رَثِيمٌ ورَثْمٌ إِذا انكسر؛ قال الطَّرماح: رَثِيم الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ قال أَبو منصور: وكل كسر ثَرْمٌ ورَتْمٌ ورَثْم؛ وقال الشاعر: لأَصْبَحَ رَثْماً دُقاقَ الحَصى، مكان النبيِّ من الكاثِب (* راجع البيت في مادة رتم).
والرَّثِيمةُ: الفأْرة.

د - أ - و - ي (جمهرة اللغة) [0]


ويقال: دوى في الأرض، إذا دار فيها، ودوم في السماء. والودَي: الفَسيل، والواحد وَدِية. والوَدي: مصدر وَدىَ الدابةُ والرجل يَدي وَدْياً، وهو الماء الرقيق الذي يخرج مع البول لا يجب منه الغُسْل. قال الشاعر: ترى آبنَ أْبير خلفَ قيسٍ كأنه ... حمار ودىَ خلفَ آسْتِ آخَرَ قائم والوادي: معروف، وأحسبه راجعاً إلى هذا لسيلان الماء فيه، إن شاء اللّه. ويقال: آدَني الأمر يؤودني أوداً، إذا بَهظَني، وكذلك فُسِّر قوله جلّ ثناؤه: " ولا يؤُودهُ حِفْظُهما " ، والله أعلم. ووَدَيْتُ القتيلَ أديه دِيَةً، إذا أعطيتَ دِيتَه. ووأدتُ الموءودة أيِدُها وأداً فهي وَئيد ووَئيدة وموءودة. قال الشاعر: ومنّا الذي مَنَعَ الوائداتِ ... وآحيا الوَئيدَ فلم يُوأدِ في . . . أكمل المادة وزن يًوعد. والوَئيد: صوت وطء قوائم الإبل على الأرض؛ سمعت وَأدَها ووَئيدها. وأودى الشيءُ يُودي إيداءً، إذا تلف وأودىَ به الدهرُ. وآدَتِ الإبل، إذا حنّت. قال أبو بكر: وفي العرب إيادأن: إياد بن نزار، وإياد بن سُود في الأزد، إياد بن سُود بن الحَجْر بن عمرو بن مُزَيْقِياء بن عامر ماء السماء. وآدَ الشيءُ يَؤود، إذا رجع، فهو آئد أي راجع. قال الهُذلي: ظَلِلْتَ به نهارَ الصيفِ حتَّى ... رأيتَ ظلالَ آخره تَؤودُ أي ترجع. وبنو أود: بطن من العرب. وإياد: قبيلة أيضاً. والمُؤْيِد: الداهية. قال طرفة: يقول وقد تَرَّ الوَظيفُ وساقُها ... ألستَ تَرى أن قد أتيتَ بمُؤْيِدِ وأيَّدتُ الرجل تأييداً، إذا قوّيته وأسعدته. والآد والأيْد: القوّة. والأوَد: العَوَج؛ أوِدَ يأوَد أوَداً. وأود، مثل عُود: وادٍ معروف. والإياد: ما حبا من الرمل وارتفع. وبه سُمِّي حَبِيُّ السَّحاب لإشرافه على الأفق. أدا: ورجل مُؤدٍ: حسن الأداة تامّها. وأداة الرحل: سُيوره ونُسوعه، وكذلك أداة السّرج. يدي: وعيش يدِي: واسع. وأيدَيْتُ إلى الرجل يَداً، إذا أسديتها إليه. ويَدَيْتُ الرجل، إذا ضربت يده. ومثله رَأسْتُه، إذا ضربت رأسَه؛ وبَطَنْتُه، إذا ضربت بطنَه، ورأيتُه، إذا ضربت رِئَتَه.

عفق (لسان العرب) [0]


عَفَقَ: الرجلُ يَعْفِقُ عَفْقاً: ركب رَأْسه فمضى.
وعَفَقَت الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفُوقاً: أُرْسلت في المرعى فَمرَّت على وجوهها، وعَفَقَتْ عن المَرْعى إِلى الماء: رجعت.
وكل ذاهب راجعٍ عافِقٌ، وكل واردٍ صادرٍ راجعٍ مختلفٍ كذلك. عَفَقَ يَعْفِق عَفْقاً وعَفَقاناً وعَفَقَتِ الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً إِذا كان يرجع إِلى الماء كل يوم أَو كل يومين.
وإِنه ليَعْفِقُ أَي يكثر الرجوع.
ويقال: إِنه ليَعَفِّقُ الغنمَ بعضها على بعض تَعْفِيقاً أَي يردها على وجهها.
والعَفْقُ: سرعة الإِيرادِ وكثرته، يقال: إِنك لتَعْفِقُ أَي تكثر الرجوع؛ قال الراجز: تَرْعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً، ومَنْ يَرْعَ الحُموضَ يَعْفِقِ أَي من يرعى الحمض تعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُداًّ من العَفْقِ، . . . أكمل المادة ويروى يَغْفِقِ، بالغين المعجمة؛ قال ابن بري: ومثله لأَبي النجم حتى إِذا ما انْصَرَفَتْ لم تَعْفِقِ وانْعَفَقَ القوم في حاجتهم أَي مَضَوْا وأَسرعوا. عَفَقَ الرجلُ إِذا أَكثر الذهاب والمجيء في غير حاجة.
وعافَقَ الذئبُ الغنمَ إِذا عاثَ فيها ذاهباً وجائياً.
ورجل مِعْفاقُ الزيارة أَي لا يزال يجيء ويذهب زائراً؛ قال الشاعر: ولا تَكُ مِعْفاقَ الزيارة واجْتَنِبْ، إِذا جِئْتَ، إِكْثارَ الكلامِ المُعَيَّبا وفي النوادر: والاعْتِفاقُ انثناءُ الشيء بعد اتْلِئْبابِه وهو صرف (* كذا بياض بالأصل) عن رأْيه.
والعَفْقُ: الإِقبالُ والإدبار والعَفَقُ: السرعة في العَدْوِ.
والعُفُوق والعِفَاق: شبه الخُنُوس، عَفَقَ يَعْفِقُ أَي خنس وارتدّ ورجع؛ ومنه قول لقمان في حديث فيه طُول: خُذِي مِني أَخي ذا العِفاقِ، صَفّاقٌ أَفّاقٌ يَعْمِلُ البَكْرة والساق؛ يصفه بالسير في آفاق الأَرض راكباً وماشياً على ساقه.
وقد عَفَقَ يَعْفق عَفْقاً وعِفَاقاً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً.
والعَفْقَةُ: الغَيْبة، عَفَقَ الرجل أَي غاب، يقال: لا يزال فلان يَعْفِقُالعَفْقَةَ أَي يغيب الغيبة. قال ابن بري: والعِفاق السرعة؛ وقال: قال ذو الخِرَق الطُّهَويّ يخاطب الذئب: عَلَيْكَ الشَّاءَ، شَاءَ بني تميمٍ، فَعَافِقْه، فإِنك ذو عِفَاقِ والعَفْقُ: العطف.
والمُنْعَفَقُ: المُنَعَطَفُ، ويقال المُنْصَرَف عن الماء.
وعَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً: ضرط، وقيل: هي الضرطة الخفية يقال للرجل وغيره: عَفَقَ بها وخَبَجَ بها إِذا ضرط.
والعُفُق: الضراطون في المجالس.
وكذبت عَفَّاقَتُهُ أَي اسْتُه إِذا حَبَقَ والعَفّاقة: الاست.
والعَفْقُ: ا لأَسْتاء.
والعَفَّاقُ (* قوله «والعفاق» هو بهذا الضبط في الأصل، وفي شرح القاموس ككتاب): الفرج لكثرة لحمه.
وعَفَق الرجل: نام قليلاً ثم استيقظ ثم استيقظ ثم نام.
وعَفَقَهُ عَفَقَاتٍ:ضربه ضربات.
واعْتَفَقَ القومُ بالسيوف إِذا اجتلدوا.
وعَفَق الشيءَ يَعْفِقُه عَفْقاً: جمعه أَو ضَمه إِليه.
وعافَقَهُ معافَقَةٌ وعِفاقاً: عالجه وخادعه؛ قال قُرْطٌ يصف الذئب: عليك الشاءَ، شاءَ بني تميمٍ، فعافِقْهُ، فإِنك ذو عِفاقِ وأَورد ابن سيده هذا البيت هنا على هذه الصورة.
والعُفُق: الذئاب التي لا تنام ولا تُنِيم من الفساد، واعْتَفَقَ الأَسد فَرِيستَه: عطف عليها فأَفرسها؛ وقال: وما أَسَدٌ من أُسودِ العريـ ـنِ يَعْتَفِقُ السائلين اعْتِفاقَا وتَعَفّقَ فلان بفلان إِذا لاذَ به.
وتَعَفَّقَ الوحشي بالأَكمَةِ لاذ بها من خوف كلب أَو طائر؛ قال علقمة: تَعَفَّقُ بالأَرْطَى لها، وأَرَادَها رجالٌ، فبَذَّتْ نَبْلَهمْ وكَلِيبُ أَي تَعَوَّذَ بالأَرْطى من المطر والبرد. قال الأَزهري:سمعت العرب تقول للذي يثير الصيد ناجِشٌ، وللذي يَثْني وجهه ويرده عافق. يقال: اعْفِقْ عليّ الصيد أَي اثنِها واعطفها؛ قال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً للمُنْصفَقَ، حتى تَرَدَّى أَرْبعٌ في المُنْعَفَقْ يعني عَيْراً أَورد أُتنه الماء فرماها الصيَّاد فصَفقَها العَيْر لينجو بها، فرماها الصياد في مُنْعَفَقها أَي في مكان عَفْقِ العير إِياها.
وعَفَقَ العَيْر الأَتانَ يَعْفِقُها عَفْقاً: سَفَدها، وعَفَقَها عَفْقاً إِذا أَتاها مرة بعد مرة. يقال للحمار: بَاكَهَا يَبُوكُها بَوْكاً، وللفرس كَامَها كَوْماً وعَفَقَ الرجل جاريته إِذا جامعها.
والعَفْقُ: كثرة الضِّراب وعِفَاقٌ وعَفَّاقٌ ومِعْفَق: أَسماء.
وعِفَاق اسم رجل أَكلته باهلة في قحط أَصابهم؛ قال الشاعر: فلو كان البكاء يَرُدّ شيئاً، بَكَيْتُ على يَزِِيدٍ أَو عِفَاقِ هما المَرْآن، إِذ ذهبا جميعاً لشأْنهما بحُزْنٍ واحْتِراقِ قال ابن بري: البيتان لُمتَمِّمِ بن نُوَبْرَة، وصوابه بكيت على بُجَيْرٍ، وهو أَخو عِفاقٍ، ويقال غفاق، بغين معجمة، وهو ابن مُلَيْكَ، ويقال ابن أَبي مليك، وهو عبد الله بن الحرث بن عاصم، وكان بِسْطامُ بن قيس أَغار على بني يَرْبوع فقتل عِفاقاً، وقتل بُجَيْراً أُخاه بعد قتله عفاقاً في العام الأَول وأَسر أَباهما أَبا مليك، ثم أَعتقه وشرط عليه أَن لا يُغِيرَ عليه؛ قال ابن بري: ويقوي قول من قال إِن باهلة أَكلته قول الراجز:إِن عِفاقاً أَكَلَتْه باهِلَهْ، تَمَشَّشوا عِظامَه وكاهِلَهْ والعَفَقَةُ: لعبة يجمع فيها التراب.
والعَيْفَقَانُ: نبت يشبه العَرْفَجَ.

أزب (لسان العرب) [0]


أَزِبَت الإِبلُ تَأْزَبُ أَزَباً: لم تَجْتَرَّ.
والإِزْبُ: اللَّئِيمُ.
والإِزْبُ: الدَّقيقُ الـمَفاصِل، الضاوِيُّ يكون ضئِيلاً، فلا تكون زيادتُه في الوجهِ وعِظامِه، ولكن تكون زيادته في بَطنِه وسَفِلَتِه، كأَنه ضاوِيٌّ مُحْثَلٌ.
والإِزْبُ من الرِّجالِ: القصِيرُ الغَلِيظُ. قال: وأُبْغِضُ، مِن قُرَيْشٍ، كُلَّ إِزْبٍ، * قَصيرِ الشَّخْصِ، تَحْسَبُه وَلِيدا كأَنهمُ كُلَى بَقَرِ الأَضاحِي، * إِذا قاموا حَسِبْتَهُمُ قُعُودا الإِزْبُ: القَصِيرُ الدَّمِيمُ.
ورجل أَزِبٌ وآزِبٌ: طويلٌ، التهذيب.
وقول الأَعشى: ولَبُونِ مِعْزابٍ أَصَبْتَ، فأَصْبَحَتْ * غَرْثَى، وآزبةٍ قَضَبْتَ عِقالَها قال: هكذا رواه الإِياديُّ بالباءِ. قال: وهي التي تَعافُ الماءَ وتَرْفَع رأْسَها.
وقال المفضل: إِبلٌ آزِبةٌ أَي ضامِزة(1) (1 قوله «ضامزة» بالزاي لا بالراء المهملة كما في . . . أكمل المادة التكملة وغيرها. راجع مادة ضمز.) بِجِرَّتِها لا تَجْتَرُّ.
ورواه ابن الأَعرابي: وآزية بالياءِ. قال: وهي العَيُوفُ القَذُور، كأَنها تَشْرَبُ من الإِزاءِ،وهو مَصَبُّ الدَّلْو.
والأَزْبَةُ: لغة في الأَزْمةِ، وهي الشّدَّةُ، وأَصابتنا أَزْبَةٌ وآزِبةٌ أَي شدَّة.
وإِزابٌ: ماءٌ لبَني العَنبر. قال مُساوِر بن هِنْد: وجَلَبْتُه من أَهلِ أُبْضةَ، طائعاً، * حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ إِزابِ ويقال للسنة الشديدة: أَزْبَةٌ وأَزْمَةٌ ولَزْبَةٌ، بمعنى واحد.
ويروى إِراب.
وأَزَبَ الماءُ: جَرَى.
والمِئْزاب: المِرزابُ، وهو الـمَثْعَبُ الذي يَبُولُ الماءَ، وهو من ذلك، وقيل: بل هو فارسي معرّب معناه بالفارسية بُلِ الماءَ، وربما لم يهمز، والجمع الـمَآزيبُ، ومنه مِئْزابُ الكَعْبةِ، وهو مَصَبُّ ماءِ المطرِ.
ورجل إِزْبٌ حِزْبٌ أَي داهِيةٌ.
وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: أَنه خَرج فباتَ في القَفْرِ، فلـمَّا قامَ لِيَرْحَلَ وجد رَجلاً طولُه شِبْرانِ عَظِيمَ اللِّحْيةِ على الوَليّةِ، يعني البَرْذَعَةَ، فَنَفَضَها فَوَقَعَ ثم وضَعَها على الراحلةِ وجاءَ، وهو على القِطْعِ، يعني الطِّنْفِسةَ، فنَفَضَه فَوَقَع، فوضَعَه على الراحِلة، فجاءَ وهو بين الشَّرْخَينِ أَي جانِبَيِ الرَّحْلِ، فنَفضَه ثم شَدَّه وأَخذ السوطَ ثم أَتاه فقال: مَن أَنتَ؟ فقال: أَنا أَزَبُّ. قال: وما أَزَبُّ؟ قال: رجل من الجِنِّ. قال: أفْتَحْ فاك أَنْظُر! ففَتَح فاه، فقال: أَهكذا حُلُوقُكم؟ ثم قَلَب السوط فوضَعَه في رأْسِ أَزَبَّ، حتى باصَ، أَي فاتَه واسْتَتَر. الأَزَبُّ في اللغة: الكثيرُ الشَّعَرِ.
وفي حديث بَيْعةِ العَقَبة: هو شيطان اسمه أَزَبُّ العَقَبةِ، وهو الحَيّةُ.
وفي حديث أَبي الأَحْوصِ: لَتَسْبيحةٌ في طَلَبِ حاجَةٍ خَيْرٌ من لَقُوحِ صفِيٍّ في عام أَزْبةٍ أَو لَزْبَةٍ. يقال: أَصابَتْهم أَزْبَةٌ ولَزْبَةٌ أَي جَدْبٌ ومَحْلٌ.

عجز (مقاييس اللغة) [0]



العين والجيم والزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الضَّعف، والآخر على مؤخَّر الشيء.فالأول عَجِزَ عن الشيء يعجز عَجْزاً ، فهو عاجزٌ، أي ضَعيف.
وقولهم إنّ العجزَ نقيضُ الحَزْم فمن هذا؛ لأنه يَضْعُف رأيُه.
ويقولون: "المرء يَعْجِز لا مَحَالة ".
ويقال: أعجزَني فلانٌ، إذا عَجِزْت عن طلبه وإدراكه.
ولن يُعجز للهَ تعالى شيء، أي لا يَعجِز اللهَ تعالى عنه متى شاء.
وفي القرآن: لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً [الجن 12]، وقال تعالى: وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ [العنكبوت 22، الشورى 31].
ويقولون: عَجَزَ بفتح الجيم.
وسمعتُ عليَّ بن إبراهيمَ القطَّان يقول: سمعت ثعلباً يقول: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول: لا يقال عَجِزَ إلاَّ . . . أكمل المادة إذا عَظُمَتْ عجيزتُه.ومن الباب: العجوز: المرأة الشَّيخة، والجمع عجائز.
والفعل عجَّزت تعجيزاً.
ويقال: فلانٌ عاجَزَ فلاناً، إذا ذَهَب فلم يُوصَل إليه.
وقال تعالى: يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعَاجزين [سبأ 38].
ويجمع العجوز على العُجُزِ أيضاً، وربَّما حملوا على هذا فسمَّوا الخمرَ عجوزاً، وإنما سمَّوها لقدَمها، كأنَّها امرأةٌ عجوز.
والعِجْزَة وابنُ العِجْزَة: آخرُ ولد الشَّيخ.
وأنشد:وأمَّا الأصل الآخر فالعَجُز: مؤخَّر الشيء، والجمع أعجاز، حتى إنهم يقولون: عَجُز الأمرِ، وأعجازُ الأمور.
ويقولون: "لا تَدَبَّرُوا أعجازَ أمورٍ ولَّتْ صدورُها". قال: والعَجيزة: عجيزة المرأة خاصّة إذا كانت ضَخْمَةً، يقال امرأةٌ عَجْزَاء.
والجمع عَجيزَاتٌ كذلك. قال الخليل: ولا يقال عجائز، كراهة الالتباس.
وقال ذو الرُّمَّة:
عجزاءُ ممكورةٌ خُمصانةٌ قَلِقٌ      عنها الوِشاحُ وتمّ الجسم والقصبُ

وقال أبو النَّجم:
مِن كلِّ عَجْزَاءَ، سَقوط البُرقُعِ      بلهاءَ لَم تَحْفَظْ ولم تُضَيِّع

والعَجَز: داء يأخذ الدّابةَ في عَجُزها ، يقال هي عَجْزاء، والذّكر أعجَز.
ومما شُبّه [في] هذا الباب: العَجْزاء من * الرَّمل: رملة مرتفِعة كأنّها جبل، والجمع العُجْز.
وهذا على أنَّها شبِّهت بعجيزةِ ذاتِ العجيزة، كما قد يشبِّهون العَجِيزات بالرّمل والكثيب.
والعَجْزاء من العِقْبان: الخفيفة العَجِيزة. قال الأعشى:وما تَركْنا في هذا كراهةَ التّكرار راجعٌ إلى الأصلين اللذين ذكرناهما.
وسمِعنا من يقول إنّ العَجوز: نصلُ السَّيف.
وهذا إنْ صحَّ فهو يسمَّى بذلك لِقدمه كالمرأة العجوز، وإتْيان الأزمنة عليه.

عرك (مقاييس اللغة) [0]



العين والراء والكاف أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ على ذلك وما أشبَهَه من تمريسِ شيءٍ بشيء أو تمرُّسِه به. قال الخليل: عركتُ الأديمَ عَرْكاً، إذا دَلَكتَه دلْكاً.
وعركت القومَ في الحربِ عَركاً. قال زهير:
فتعرْكُكُمْ عَرْكَ الرَّحى بثفَالها      وتَلْقَح كِشافاً ثم تَحْمِل فتُتْئِمِ

ومن الباب: اعترَك القومُ في القتال، وذلك تمرُّسُ بعضِهم ببعضٍ وعَرْكُ بعضِهم بعضاً، *وذلك المكان مُعْترَك ومُعتَرَكةٌ.
وقال الخليل: رجلٌ عَرِكٌ وقوم عَرِكون، وهم الأشِدَّاء في الصِّراع.ومن الباب وإِنَّما زِيد في حروفه ابتغاءَ زيادةٍ في معناه –قولُهم: عَرَكْرَكٌ، أي غليظ شديدٌ صَبور. قال:
      عَركْركٍ يملأُ عينَ النّاظر

ويقال: رجلٌ عَرِكٌ: حِلْسٌ لا يبرح القِتال.
وعَريكة البَعير: سَنامُه، وذلك أنَّ الحِمْل . . . أكمل المادة يَعْرُكه. قال ذو الرُّمَّة:مُطْلَنْفئة: لاصقة بالأرض.
ويقال: ناقة عَرُوك، مثل اللَّموسُ ، وذلك إذا كان عليها وَبَر فلا يُرى طرْقُها تحت الوَبَر حتى يُلْمَس.
وعَرَكْت الشّاة أيضاً، إذا جَسَستَها . قال: ولا تكون المرَّة والمرَّتانِ عَرَكاً، وإنّما يكون ذلكإذا بُولِغ في الجسّ.
وتقول: لقيتُه عَرَكاتٍ، أي مَرّاتٍ وهذا على معنى التمثيل بعَرَكات الجَسّ.قال الخليل: والعَرْك: عَرك المِرفق الجنبَ، من الضّاغط يكون بالبعير. قال الطرِمَّاح:فأمَّا قولُهم: هو ليِّن العريكة، فقال الخليل: فلانٌ ليِّن العريكة، إذا لم يكن ذا إباءٍ، وكان سَلِساً.
وقال ابن الأعرابيّ: العريكة: شِدَّة النَّفْس. قال:
خرّجها صوارمُ كلِّ يومٍ      فقد جعلت عَرائكُها تلين

خَرَّجها: هذَّبها وأدّبها كما يَتخرّج الإنسان، وهذا كلُّه راجعٌ إلى ما تقدّم ذِكرُه من عريكة السَّنام.فأمّا المَلاّحون فهم العَرَك، يقال عَركيٌّ للواحد وعَرَكٌ للجمع، مثل عربيٍّ وعَرب. قال زُهير:
      يُغشِي السّفائنَ موجَ اللَّجَّةِ العَرَكُ

وإنَّما سُمُّوا عَرَكاً لمعاركتهم الماءَ والسُّفن.ويقال: أرضٌ مَعْروكة، إذا عَرَكتها السّائمةُ وأكلت نَباتَها.ومن الباب: العِراك في الوِرْد.
ويقال ماء مَعْروكٌ، أي مُزدَحَم عليه.
وهو القياس، لأنَّ المُورِد إذا أورد إبلَه أجْمَعَ تزاحمت وتعاركت. قال لبيد:
فأورَدَها، العِراكَ ولم يذُدْها      ولم يُشفِق على نَغَصِ الدِّخالِ

ومن أمثالهم: "عارِكْ بجَذَعٍ أودَعْ ".فأمّا العارك فإنَّها الحائض، وممكن أن يكون من قياسه أن تكون معانِيةً، لما تُعانِيه من نِفاسها ودَمِها، وكأنّها تُعارِكُ شيئاً. يقال امرأةٌ عاركٌ ونساء عوارك. قالت الخنساء:
لن تَغْسِلُوا أبداً عاراً أظلّكُم      غَسْلَ العَوارِكِ حيضاً بعد أطهارِ

يقال منه: عَرَكَت تعرُك عَركاً وعراكاً فهي عارك.

حشك (لسان العرب) [0]


الحشَك: شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع، وقيل: سرعة تجمُّع اللبن فيه.
وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً، وهي حَشُوك: جمعته؛ وكذلك قال عمرو ذو الكلب: يا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ، ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟ صُبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ، فاجْتالَ منها لَجْبةً ذات هَزَمْ، حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ (* قوله «مريخ» المريخ: كسكين السهم، لكن المراد به هنا الذئب على التشبيه لقوله فاجتال أي اختار، فإن الاختيار للذئب، أفاده شارح القاموس في م ر خ).
والحَشْكُ: تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها، وهي مَحْشُوكة.
وحَشَكَها يَحْشِكها حشكاً إِذا تركها لا يحلبها حتى يجتمع اللبن في . . . أكمل المادة ضَرْعها؛ قال: غَدَتْ، وهي مَحْشُوكة حافِلٌ، فَرَاح الذِّئارُ عليها صحيحا والاسم من كل ذلك الحَشَكُ كالنَّفْضِ والنَّفَضِ والقَبْضِ والقَبَض؛ قال زهير: كما استغاثَ، بِسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ، خاف العيونَ، فلم يُنْظَر به الحَشَكُ وقيل: أَراد الحَشْكَ فحرك للضرورة أَي لم تنتظِرْ به أُمُّه حُشوك الدِّرَّة.
والحَشَكُ: اسم للدِّرَّة المجتمعة.
وحَشَكَت الدرة تَحْشِكُ حَشكاً، بالتسكين، وحُشُوكاً: امتلأت؛ وقيل الحَشْك والحَشَك لغتان. الجوهري: يقال ناقة حَشُوك وحَشُود للتي يجتمع اللبن في ضرعها سريعاً.
وحَشَكْتُ الناقة: تركتها ولم أَحلبها حتى اجتمع لبنها؛ ومنه قول الشاعر: غَدَتْ وهي مَحْشوكة حافِلُ وحشَكت السحابة تَحْشِكَ حَشْكاً: كثر ماؤها.
وحَشَكت النخلةُ، وهي حاشِك: كثر حملها.
وحَشَكَ القومُ حَشْكاً: حَشَدُوا وتجمعُوا؛ قال الفراء: حَشَك القومُ وحَشَدوا بمعنى واحد.
وحَشَكَ القوم على مياههم حَشَكاً، بفتح الشين: اجتمعوا؛ عن ثعلب، وخص بذلك بني سليم كأَنه إِنما فسر بذلك شعراً من أَشعارهم، وكل ذلك راجع إِلى معنى الكثرة.
والرِّياح الحَوَاشِكُ: المختلفة، وقيل: الشديدة ، واحدتها حاشكة؛ حكاه أَبو عبيد.
وحَشَكَت الريح تَحْشِكُ حَشكاً أَي ضعفت واختلفت مَهَابُّها.
ورياح حَواشِك: مختلفات المَهابِّ.
والحِشَاك: الخشبة التي تشد في فم الجَدْي لئلا يرضع؛ قال الجوهري: الحِشَاك الشِّبَامُ؛ عن ابن دريد، وهو عود يُعَرَّض في فم الجدي ويشد في قفاه يمنعه من الرضاع، قال: ولم يعرف أَبو سعيد الشِّحَاكَ، بتقديم الشين.
وحَشَك نَفسَه إِذا علاه البُهْر، والعرب تقول: اللهم اغفر لي قبل حَشْك النَّفَس وأَزِّ العروق؛ الحَشْك: اجتهادها في النزع الشديد.
وأَزُّ العروق: ضَرَبانُها.
وأَحْشَكْتُ الدابة إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي قَضِمَتْ.
والحَشْكةُ من المطر: مثل الحَفْشة والغَبْيَة، وهي فوق البَغْشَةِ، وقد حَشَكت السماء تَحْشِك حَشْكاً.
وحَشَكَت القَوْس: صلبت. قال أَبو حنيفة: إِذا كانت القوس طَرُوحاً ودامت على ذلك فهي حاشك؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي: فوَدَّكَ لَيْناً أَخلص القَيْنُ أَثْرَهُ، وحاشِكةً يَحْمِي الشِّمال نَذِيرُها وقوس حاشِكٌ وحاشِكة إِذا كانت مُوَاتِيةً للرامي فيما يريد؛ قال أُسامة الهذلي: له أَسْهُمٌ قد طَرَّهُنَّ سَنِينُه، وحاشِكةٌ تمتد فيها السَّواعِدُ والحَشَّاك: موضع.
والحَشَّاك، بالتشديد: نهر.

ضفط (لسان العرب) [0]


الضَّفاطةُ: الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرأْي.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه سمع رجلاً يتَعوَّذُ من الفِتَنِ، فقال عمر: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ قال أَبو منصور: تأَوَّل قَوْل اللّه عزّ وجلّ: إِنما أَموالُكم وأَولادُكم فِتْنة، ولم يرد فِتنةَ القتالِ والاختلاف التي تَمُوجُ مَوْجَ البحر. قال: وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبيد قال: عَنى به ضَعْفَ الرأْي والجهل.
ورجل ضَفِيطٌ: جاهل ضعيف.
وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه سئل عن الوتْر فقال: أَنا أُوتِرُ حين ينام الضَّفْطَى؛ أَراد بالضَّفْطَى جمع ضَفِيط، وهو الضعيفُ العقل والرأْي.
وعُوتِب ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في شيء فقال: . . . أكمل المادة إِني في ضَفْطَةٍ وهي إِحدى ضَفَطاني أَي غَفَلاني؛ وقد ضَفُطَ، بالضم، يَضْفُطُ ضَفاطةً.
وفي الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطةِ؛ هي ضعْفُ الرأْي والجهل، وهو ضَفِيطٌ؛ ومنه الحديث: إِذا سَرَّكم أَن تنظُروا إِلى الرجل الضَّفِيطِ المُطاعِ في قومه فانظروا إِلى هذا، يعني عُيَيْنةَ بن حِصْنٍ.
وفي حديث ابن سيرين: بلغَه عن رجل شيء فقال: إِني لأُراهُ ضَفِيطاً.
ورجل ضِفِطٌّ وضَفّاطٌ؛ الأَخيرة عن ثعلب: ثقيل لا يَنْبَعِثُ مع القوم؛ هذه عن ابن الأَعرابي.
والضَّفاطةُ: الدُّفُّ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه شهد نِكاحاً فقال: أَين ضَفاطَتُكم؟ فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ، وفي الصحاح: أَين ضَفاطَتُكُنَّ يعني الدفّ، وقيل: أَين ضَفاطَتُكم، قيل: لِعابُ الدُّفِّ، سمي ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ ولَعِبٌ وهو راجع إِلى ضعف الرأْي والجهل. ابن الأَعرابي: الضَّفّاط الأَحْمَقُ، وقال الليث: الضَّفّاطُ الذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه ورمى به.
ورجل ضَفّاطٌ وضَفِيطٌ وضَفَنَّطٌ: سَمِين رخْو ضَخْمُ البَطْنِ، وقد ضَفُطَ ضَفَاطةً. شمر: رجل ضَفِيطٌ أَي أَحمق كثير الأَكل، وقال: الضِّفِطُّ التارُّ من الرجال، والضَّفّاطُ الجالِبُ من الأَصْل، والضفَّاطُ الذي يُكْرِي الإِبل من موضع إِلى موضع.
والضافِطةُ والضَّفّاطةُ: العِير تحملُ المَتاع، وقيل: الضفّاطون التُّجَّار يحملون الطعام وغيره؛ أَنشد سيبويه للأَخضر بن هبيرة: فما كنت ضَفّاطاً، ولكِنَّ راكِباً أَناخَ قلِيلاً فَوْقَ ظَهْر سَبِيلِ والضَّفَّاطُ: الذي يُكْرِي من قرية إِلى قرية أُخرى، وقيل: الذي يُكْري من مَنْزِلٍ إِلى منزل؛ حكاه ثعلب وأَنشد: لَيْسَتْ له شَمائلُ الضَّفّاطِ والضّافِطةُ من الناس: الجَمّالُون والمُكارُون، وقيل: الضَّفّاطُ الجمّال، والضفّاطةُ، بالتشديد، شبيهة بالدَّجّالةِ وهي الرُّفْقةُ العظيمة.
والضَّفَّاطُ: المخْتلفُ على الحُمُر من قَرية إِلى قرية، ويقال للحمر الضفّاطةُ.
وفي حديث قَتادةَ بن النُّعمان: فقَدِمَ ضافِطةٌ (* قوله «فقدم ضافطة» كذا ضبط في النهاية في مادة درمك غير أَنه أَنث الفعل وشدد في أَصلنا دال قدم ونصب ضافطة.) من الدَّرْمَكِ؛ الضافِطةُ والضفّاطُ الذي يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ إِلى المُدُن، والمُكارِي الذي يُكْرِي الأَحْمالَ، وكانوا يومئذ قوماً من الأَنْباط يحملون إِلى المدينة الدَّقيق والزيت وغيرهما؛ ومنه أَنَّ ضَفّاطِينَ قَدِمُوا إِلى المدينة.
وقال ثعلب: رحلَ فلان على ضَفّاطةٍ، وهي الرَّوْحاء المائِلةُ.
وضَفَطَ الرجلُ: أَسْوَى.
وما أَعظَمَ ضُفوطَهم أَي خُرْأَهم.
والضَّفّاطُ: المُحْدِثُ. يقال: ضفَطَ إِذا قضَى حاجتَه كأَنَّه نزل عن راحلته وظُنَّ به ذلك.

سجع (لسان العرب) [0]


سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً: استوى واستقام وأَشبه بعضه بعضاً؛ قال ذو الرمة: قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها، إِذا ما عَلَوْها، مُكْفَأً غَيْرَ ساجِعِ أَي جائراً غير قاصد.
والسجع: الكلام المُقَفَّى، والجمع أَسجاع وأَساجِيعُ؛ وكلام مُسَجَّع.
وسَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً وسَجَّعَ تَسْجِيعاً: تَكَلَّم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غير وزن، وصاحبُه سَجّاعةٌ وهو من الاسْتِواءِ والاستقامةِ والاشتباهِ كأَن كل كلمة تشبه صاحبتها؛ قال ابن جني: سمي سَجْعاً لاشتباه أَواخِره وتناسب فَواصِلِه وكسَّرَه على سُجُوع، فلا أَدري أَرواه أَم ارتجله، وحكِي أَيضاً سَجَع الكلامَ فهو مسجوعٌ، وسَجَع بالشيء نطق به على هذه الهيئة.
والأُسْجُوعةُ: ما سُجِعَ به.
ويقال: بينهم أُسْجُوعةٌ. قال الأَزهري: ولما قضى . . . أكمل المادة النبي، صلى الله عليه وسلم، في جَنِينِ امرأَة ضربتها الأُخرى فَسَقَطَ مَيِّتاً بغُرّة على عاقلة الضاربة قال رجل منهم: كيف نَدِيَ من لا شَرِبَ ولا أَكل، ولا صاحَ فاستهل، ومِثْلُ دمِه يُطَلّْ (* قوله «يطل» من طل دمه بالفتح أهدره كما أَجازه الكسائي، ويروى بطل بباء موحدة، راجع النهاية.)؟ قال، صلى الله عليه وسلم: إِياكم وسَجْعَ الكُهّان.
وروي عنه، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى عن السَّجْعِ في الدُّعاء؛ قال الأَزهري: إِنه، صلى الله عليه وسلم، كره السَّجْعَ في الكلام والدُّعاء لمُشاكلتِه كلامَ الكهَنَة وسجْعَهم فيما يتكهنونه، فأَما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل المُسَجَّع فهو مباح في الخطب والرسائل.
وسَجَعَ الحَمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً: هَدَلَ على جهة واحدة.
وفي المثل: لا آتيك ما سجَع الحمام؛ يريدون الأَبد عن اللحياني.
وحَمامٌ سُجُوعٌ: سَواجِعُ، وحمامة سَجُوعٌ، بغير هاء، وساجعة.
وسَجْعُ الحمامةِ: موالاة صوتها على طريق واحد. تقول العرب: سجَعَت الحمامة إِذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ في صوتها.
وسجَعت الناقة سَجْعاً: مدّت حَنِينَها على جهة واحدة. يقال: ناقة ساجِعٌ، وسَجَعَتِ القَوْسُ كذلك؛ قال يصف قوساً: وهْيَ، إِذا أَنْبَضْتَ فيها، تَسْجَعُ تَرَنُّمُ النَّحْلِ أَباً لا يَهْجَعُ (* قوله: أباً لا يهجع، هكذا في الأصل؛ ولعله أبَى أي كره وامتنع أن ينام.) قوله تَسْجَعُ يعني حَنِين الوَتر لإِنْباضِه؛ يقول: كأَنها تَحِنُّ حنيناً متشابهاً، وكله من الاستواء والاستقامة والاشتباه. أَبو عمرو: ناقةٌ ساجعٌ طويلةٌ؛ قال الأَزهري: ولم أَسمع هذا لغيره.
وسجَع له سَجْعاً: قصَد، وكلُّ سَجْع قَصْدٌ.
والساجِعُ: القاصِدُ في سيره؛ وأَنشد بيت ذي الرمة: قطعتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها البيت المتقدم.
وَجْهُ رَكْبها: الوَجْهُ الذي يَؤُمُّونه؛ يقول: إِنّ السَّمُومَ قابَلَ هُبُوبُها وُجوهَ الرَّكبِ فَأَكْفَؤُوها عن مَهَبِّها اتِّقاءً لِحَرِّها.
وفي الحديث: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، اشترى جاريةً فأَراد وطأَها فقالت: إِني حامل، فرفع ذلك إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنّ أَحدكم إِذا سَجَع ذلك المَسْجَعَ فليس بالخِيار على اللهِ؛ وأَمَر بردِّها، أَي سَلَكَ ذلك المَسْلَكَ.
وأَصل السجْعِ: القَصْدُ المُسْتَوي على نسَقٍ واحد.

شوف (لسان العرب) [0]


شافَ الشيءَ شَوْفاً: جلاه.
والشَّوْفُ: الجَلْوُ.
والمَشُوفُ: المَجْلُوُّ.
ودينار مَشُوفٌ أَي مَجْلُوٌّ؛ قال عنترة: ولقد شَرِبْتُ من المُدامةِ بَعْدما ركدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ يعني الدينار المَجْلُوَّ، وأَراد بذلك ديناراً شافَه ضاربُه أَي جلاه، وقيل: عنى به قَدَحاً صافياً مُنَقَّشاً.
والمَشُوفُ من الإبل: المَطْلِيُّ بالقَطران لأَن الهناء يشُوفه أَي يجلوه.
وقال أَبو عبيد: المشوف الهائج، قال: ولا أَدري كيف يكون الفاعل عبارة عن المفعول؛ وقول لبيد: بِخَطِيرةٍ تُوفي الجَدِيلَ سَرِيحَةٍ، مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْته بِعصِيمِ (* قوله «بخطيرة» في شرح القاموس: الخطيرة التي تخطر بذنبها نشاطاً، والسريحة: السريعة السهلة السير.) يحتمل المعنيين.
وقال أَبو عمرو: المَشُوفُ الجمل الهائجُ في قول لبيد، ويروى المسُوفُ، بالسين، يعني المشموم . . . أكمل المادة إذا جَرِبَ البعير فطُلِيَ بالقَطِران شمَّتْه الإبل، وقيل: المَشُوف المزين بالعُهُون وغيرها.
والمُشَوَّفةُ من النساء: التي تُظْهِر نَفسَها ليراها الناسُ؛ عن أَبي علي.
وتَشَوَّفَتِ المرأَةُ: تزينت.
ويقال: شِيفتِ الجاريةُ تُشافُ شَوْفاً إذا زُيِّنَتْ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَنها شَوَّفَتْ جارية فطافَتْ بها وقالت لعلَّنا نَصِيدُ بها بعضَ فِتْيان قُريش، أَي زَيَّنَتْها.
واشْتافَ فلان يَشْتافُ اشْتِيافاً إذا تَطاوَلَ ونظر.
وتَشَوَّفْتُ إلى الشيء أَي تطَلَّعْتُ.
ورأَيت نساء يَتَشَوَّفْن من السُّطُوح أَي يَنْظرن ويَتطاوَلْنَ.
ويقال: اشْتافَ البرقَ أَي شامَه، ومنه قول العجاج:واشْتافَ من نحوِ سُهَيْلٍ بَرْقا وتَشَوَّفَ الشيءُ وأَشافَ: ارتفع.
وأَشافَ على الشيء وأَشْفى: أَشْرَفَ عليه.
وفي الصحاح: هو قلب أَشْفى عليه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: ولكن انْظُرُوا إلى ورَعِه إذا أَشافَ أَي أَشْرَفَ على الشيء، وهو بمعنى أَشْفى؛ وقال طُفَيْل: مُشيفٌ على إحْدى ابْنَتَيْنِ بنفسه، فُوَيْتَ العَوالي بَيْنَ أَسْرٍ ومَقْتَلِ (* قوله «ابنتين» في شرح القاموس اثنتين.) وتمثّل المخْتارُ لما أُحِيطَ به بهذا البيت: إما مُشِيف على مجْدٍ ومَكْرُمةٍ، وأُسْوةٌ لك فيمن يَهْلِكُ الوَرَقُ والشَّيِّفةُ: الطَّلِيعةُ؛ قال قَيْسُ بن عَيزارة: ورَدْنا الفُضاضَ، قَبْلَنا شَيِّفاتُنا، بأَرْعَنَ يَنْفي الطيرَ عن كلِّ مَوْقِعِ وشَيِّفةُ القوم: طَلِيعَتُهم الذي يَشْتافُ لهم. ابن الأَعرابي: بعث القومُ شَيِّفةً أَي طَليعةً. قال: والشَّيِّفانُ الدَّيْدَبانُ.
وقال أَعرابي: تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ فإنه يَصُوكُ على شَعَفَةِ المَصادِ أَي يلزمها.
واشْتافَ الفرسُ والظَّبْيُ وتَشَوَّفَ: نَصَب عُنُقَه وجعل ينظر؛ قال كثير عزة: تَشَوّفَ من صَوْتِ الصَّدى كلَّ ما دَعا، تَشَوُّفَ جَيْداء المُقَلَّدِ مُغْيِبِ الليث: تشوَّفتِ الأَوْعالُ إذا ارتفعت على معاقِلِ الجبال فأَشْرفت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: يَشْتَفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما إرنانُها ببَوائِن الأَشْطانِ (* راجع هذا البيت في مادة شنف فقد ورد فيه يَشنَفْن بدل يشتفن. يصف خيلاً نَشِيطة إذا رأَتْ شخصاً بعيداً طَمَحَتْ إليه ثم صَهَلَت، فكأَنَّ صَهِيلها في آبار بعيدة الماء لسعَةِ أَجْوافها.
وفي حديث سُبَيْعةَ: أَنها تَشَوَّفت للخُطّاب أَي طَمَحَتْ وتَشَرَّفَتْ.
واسْتَشافَ الجُرحُ، فهو مُسْتَشِيفٌ، بغير همز إذا غَلُظَ.
وفي الحديث: خرجت بآدم شافةٌ في رجله؛ قال: والشافةُ جاءت بالهمز وغير الهمز، وهي قُرحة تخرج بباطن القدم وقد ذكرت في شأَف، واللّه أَعلم.

زري (مقاييس اللغة) [0]



الزاء والراء والحرف المعتل يدلُّ على احتقارِ الشيء والتّهاون به. يقال زَرَيْت عليه، إذا عِبْتَ عليه.
وأَزْريْتَ به: قصَّرت به.وسبيلُ هذا البابِ سبيلُ ما مضى. فمنه المشتقُّ البيِّنُ الاشتقاق، ومنه ما وُضع وضْعاً.فمن المشتق الظّاهرِ اشتقاقُه قولهم الزُّرْقُم، أجمع أهلُ اللغة أنَّ أصله من الزَّرَق، وأن الميم فيه زائدة.ومن ذلك الزُّمَّلِق والزُّمَالِق، وهو الذي إذا باشر أراق ماءَه قبل أن يجامِع.
وهذا أيضاً مما زيدت فيه الميم؛ لأنه من الزَّلَق.
وهو من باب أَزْلَقَتِ الأنثى، وذلك إذا لم تقبل رحمُها ماءَ الفحل ورَمت به.ومن ذلك الزَّهْمَقَة وهي الزَّهَم، أو رائحة الزُّهُومة. فالقاف فيه زائدة.ومن ذلك قولهم ازْمَهَرَّت الكواكبُ، إذا لَمَعَتْ.
وهذا مما . . . أكمل المادة زيدت فيه الميم؛ لأنه من زَهَرَ الشيء، إذا أضاء.فأما الزَّرَجُون ففارسية معرّبة، واشتقاقه من لون الذَّهَب.ومن ذلك سيل مُزْلَعِبٌّ، وهو المُتدافع الكثير القَمْش.
وهذا ممّا زِيدت فيه اللام.
وهو من السَّيل الزّاعب، وهو الذي يتدافع.ومن ذلك الزُّلقوم، وهو الحلقوم فيما ذكره ابن دريد. فإن كان صحيحاً فهو منحوت من زَلِقَ وزقم، كأنَّ اللقمة تزلَق فيه.ومن ذلك الزُّهلُوق وهو الخفيف، وهو منحوت من زلق وزهق، وذلك إذا تهاوى سِفْلاه.ومن ذلك الزُّعْرور السَّيِّئُ الخُلُق.
وهذا ممّا اشتقاقُه ظاهر؛ لأنه من الزّعارَة، والراء *فيه مكرَّرة.ومن ذلك الزَّمْجَرة: الصَّوت.
والميم فيه زائدة، وأصله من الزّجر.ومن ذلك قول الخليل: ازَلَغَبّ الشعر، وذلك إذا نَبَتَ بعد الحلْق.
وازلغَبَّ الطائر. إذا شوَّك.
وهذا مما نُحِت من كلمتين، من زَغَب ولَغَب.والزَّغب معروف، واللَّغْب: أضعف الريش.ومن ذلك الزَّغْدَب، وهو الهدير الشديد، حكاه الخليل.
وأمرُ هذا ظاهر. لأن الباء فيه زائدة.
والزَّغْد: أشدّ الهدير.ومن ذلك الزَّغْبَد.ومن ذلك الزَّرْدَمَة: موضع الازدرام، وهو الابتلاع. فهذا مما زيدت فيه الميم. لأنّه من زَرِدت الشيء.ومن ذلك ازْرَأَمَّ الرجلُ فهو مزرئمّ، إذا غضب.
وهذا مما زيدت فيه الهمزة، وهو من زَرِم، إذا انقطع، كذلك إذا غضب تغيَّر خُلقه وانقطع عمّا عُهد منه.ومن ذلك الزَّغْرَب وهو الماء الكثير. فهذا مما زِيدت فيه الزّاء، والأصل راجع إلى الغَرَب، وهو من باب كثرة الماء.ومما وُضع فيه وضعا الزَّنْتَرَة: ضِيق الشيء.
والزَّعْفقة: سوء الخُلق.
والزِّعْنِف: الرجل اللئيم.
وزعانف الأديم: أطرافه.ومما وُضع وضعاً وبعضُه مشكوك في صحته الزِّبرج، والزَّعْبَج. فالزِّبرِج: الزينة.
والزَّعْبَج: سحاب رقيق.حدثنا عليّ بن إبراهيم، قال: حدثنا عليّ بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عبيد، قال: قال الفراء: الزَّعبج السحاب الرقيق. قال أبو عبيد: وأنا أنكر أن يكون الزَّعبَج من كلام العرب، والفرّاء عندي ثِقة.وأمّا الزَّمْهَرير فالبرد، ممكنٌ أن يكون وضع وضعاً، وممكنٌ أن يكون مما مضى ذكره، من قولهم: ازمهرَّت الكواكب؛ وذلك أنّه إذا اشتدَّ البرد زَهَرت إذاً [و] أضاءت.ومن ذلك الزَّرْنَب: ضرب من الطِّيب.
والزَّبَنْتَر القصير.
والزِّخْرِط: مُخاط النعجة.
والزُّخْرُف: الزينة.
ويقال الزُّخْرُف الذهب.
وزخارف الماء: طرائقُ تكونُ فيه.وزمْخَرَ الصوت: اشتد.
والزَّمْخَرة: الزَّمَّارة.
والزَّمْخَر: القصب الأجوف الناعم من الرّيّ.
والزَّمْخر: نُشَّاب العَجَم.
والزَّمْخَر: الكثير الملتفّ من الشجر.
وممكن أن يكون الميم فيه زائدة، ويكون من زَخَرَ النبات.
وقد مضى ذكره.
والله أعلم.

جبأ (العباب الزاخر) [0]


الجَبْئُ: واحدُ الجِبَأَةِ وهي الحَمْرُ من الكَمْأة، مثالُهُ فَقْعٌ وفِقَعَةٌ وغَرْدٌ وغِرَدَةٌ، وثلاثةُ أجْبَؤٍ.
والجَبْءُ -أيضاً- نَقِيْرٌ يجتمع فيه الماء، والجمع أجْبُؤٌ أيضاً.
والجَبْءُ: الأكَمَة. وجَبَأَ وجَأَبَ: أي باع الجَأْبَ وهو المَغَرَةُ عن ابن الأعرابي. وجَبْأَةُ البَطْنِ: مَأْنَتُه.
والجَبْأَةُ -أيضاً-: الفُرْزُوْمُ أي الخَشَبَةُ التي يَحْذُوْ عليها الحَذَّاءُ، قال النابغة الجَعْديُّ -رضي الله عنه- يصف فَرَساً:
في مِرْفَقَيه تَـقَـارُبٌ ولـه      بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَـزَمِ

بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَـزَمِ

وجَبَأَتْ عَيْني عن الشَّيء: نَبَتْ عنه.
وقال ابو زيد: جَبَأْتُ عن الرَّجُل جَبْئاً وجُبُوءً: خَنَسْتُ عنه، وأنْشَدَ لِنُصَيْبٍ أبى مِحْجَن:
فهلْ أنا الاّ مِثْـلُ سَـيِّقَة الـعِـدى      إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحرٌ واِنْ جَبَأَت عَقْرُ

وقال الأصمعي: يُقال للمرأة إذا كانتْ كَريهَةَ . . . أكمل المادة المنظَر لا تُستَحلى: إنَّ العَينَ لَتَجبَأُ عنها، وقال حُمَيدُ بن ثَورٍ الهِلاليُّ رضي اللهُ عنه:
ليستْ إذا سَمنَتْ بجـابِـئةٍ      عنها العُيونُ كريهةَ المَسِّ

ويُرْوى: "إذا رُمِقَتْ": أي إذا نُظِرَ إليها. وجَبَأَ عليه الأسْوَدُ: أي خَرَجَ عليه حَيَّةٌ من حُجْرِها، ومنه الجَابيءُ: وهو الجَراد. وجَبأَ وجَبيءَ "17-أ": أي توارى.
وأجبَأتُه: وارَيتُه. وأجبَأَتِ الأرضُ: كثرتْ كَمأَتُها، وهي أرضٌ مَجبَأَةٌ. وأجبَأتُ الزَّرعَ: بِعتُه قبل أنْ يَبدُو صَلاحُه، وجاء في حديث النبيِّ -صلّى اللهُ عليه وسَلَّم- بلا هَمزٍ للمُزاوَجَة، والحديثُ هو أنَّ النبي -صلّى اللهُ عليه وسَلَّم- كَتَبَ كِتاباً لوائل بن حُجْر: من محمَّد رسول الله إلى المُهاجِرِ بن أبو أُمَيَّةَ أنَّ وائلاً يُستَسعى ويَتَرَفَّل على الأقوالِ حيث كانوا، ويُروى: من محمدٍ رسول الله إلى الأقيال العَبَهِلَة من أهل حَضرَمَوتَ باِقام الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة، على التِّيعَة شاةٌ، والتِّمَةُ لصاحبها، وفي السُّيُوبِ الخُمْسُ، لأخِلاَطَ ولا وِراطَ ولاشِنَاقَ ولا شِغارَ، ومَن أجبى فَقد أربى، وكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ. والجُبَّأُ -بِضمِّ الجيم-: الجَبانُ، قال مَفروق بن عمرو بن قيس بن مسعود بن عامرٍ الشَّيباني:
فما أنا من رَيبِ المَنون بِجُبَّأٍ      وما أنا من سَيب الاِلهِ بآيِسِ

والجُبَّأُ -ايضاً- والجُبَّاءُ -بالمَدِّ- من السِّهام: الذي يُجعَلُ في أسفَلِه مكانَ النَّصل كالجَوزَةِ من غيرِ أنْ يُراشَ. وجُبَّأُ: بَلدَةٌ من أعمال خُوزِسْتان. وجُبَّأُ -ايضاً-: قَريَةٌ من النَّهْروان. والجُبَّاءُ-بالضمِّ والمَدِّ والتَّشديد مثالُ جُبَّاعٍ- والجُبَّاءَةُ -بالهاء ايضاً مثالُ جُبَّاعَةٍ-: التي لا تَروعُ إذا نَظَرَت، وقال الأصمعيُّ: هي التي إذا نَظَرَت إلى الرِّجالِ انْخَزَلَت راجِعَةً لِصِغَرِها، قال تميمُ بن أُبَيِّ بن مُقبِل "17-ب":
عانَقْتُها فانثَنَت طَوعَ العِناق كما      مالَت بشارِ بِها صَهباءُ خُرطومُ


كأنَّهُ قال: ليست بصَغيرةٍ ولا كبيرة، ويُروى: "غيرِ جُبَّاعٍ" بالعين وهي القَصيرة. وقال الأحْمَرُ: الجِبَأَةُ من الكَمْءِ: هي التي إلى الحُمرَة، والكَمْأَةُ: هي التي إلى الغُبرَة والسَّوَاد، والفِقَعَةُ: البِيض، وبَنَاتُ أوبَرَ: الصِّغَار. وامرأةٌ جَبْأى -على فَعْلى-: قائمَةُ الثديَين. وجَبَأ -بالتحريك-: جَبَلٌ باليَمَن، وقيل قَرْيَةٌ، وهذا هو الصحيح.

ضفط (العباب الزاخر) [0]


رجل ضَفيطّ بينُّ الضفاطةِ: أي ضعيفُ الرّأي والعقلِ، قال أبو حزَامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكليّ
تعادَتْ بالجنانِ على المزُجـى      ويخّفي الخبْءَ بالبدْءِ الضفيطِ

يخْفي: يظهرُ، والبدءُ: الدّاهيةَ، وقد ضفطَ -بالضمّ-، وبلغَ عُمر -رضي الله عنه- أنّ رجلاً اسْتأذَنّ فقال: إني لأراهَ ضَفيْطاً، لأنه كان ينكر قولَ من قال: إذا قعدَ إليك رجلّ فلا تقُمْ حتىّ تستأذنهِ. وقال اللّيثُ: الضفِيطُ، العذْيوْطُ الذي يبدْي إذا جامعَ أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهدَ نكاحاً فقال: أينَ ضَفَاطتكمُ، أرادَ الدفّ لأنه لعبّ ولهو فهو راجعّ إلى ما يحمقُ فيه صاحبهُ. وفي حديثّ عمر -رضي الله عنه-: أنهّ سمعَ رجلاً يتعوذّ من الفتنِ فقال: اللهم إني أعُوْذ . . . أكمل المادة يك من الضّفاطةِ، أتسألُ ربكّ ألاّ يرزقكّ أهْلاً ومالاً. ذَهبَ إلى قوله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكمُ فتنة) وكرهَ التعوذَ منها  
وفي حديث ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: لو لم يطالبِ النّاسُ بدمٍ عثمانَ لرمواُ بالحجارة من السماء، فقيلَ له: اتقواُ هذا وأنتَ عاملَ لفلان، فقال: إنّ في ضفطات وهذه إحدْى ضفَطاني. الضّفطةُ للمرةِ كالمْقةِ، وجمعُ الضفْطِ ضَفْطى؛ كصريْع وصرْعى.
وفي حديثِ عمرُ رضي الله عنه-: أنّ أصحاب محمدٍ صلّى الله عليه وساّم- تذَاكروا الوترْ، فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه-: أماّ أنا فأبْدا بالوتْرِ- وقال عمرُ -رضي الله عنه-: لكنيِ أوترُ حين ينامُ الضفْطى: همُ الحمْقى والنوْكى. والضّفْيطُ -أيضاً- من فحولٍ الإبلِ: السرِيسُ. والضّفْيط: السخيّ، وهو من الأضدَادِ. والضفّاطةُ -بالتشديد-: شبيهةّ بالدجاّلةِ؛ وهي الرفقةُ العظيمةُ. والضّفاطُ: الذي يكريُ الإبل من قريةِ إلى قريةٍ أخرى.
وقال ابن الأعْرابيّ: الضفّاطُ: الجمالُ وروي: أنّ ضفاطة -ويرْوى: ضفّاطيْن- قدمواُ المدينةَْ. وقيل: الصّافطةُ: رُذالُ الناس، وكذلك الضّفاطُ، قال جسّاس بن قطيبْ:
ليستْ به شماءلُ الضفاطِ     

وقال ابن شْميلٍ: الصّافطةُ: الأنباطُ كانوا يقدمون المدينةْ بالدرْمكِ والزيتِ وقال ابن المباركِ: الضفاطَ: الجالبُ من الأصلِ والمقاطُ: الحاملُ من قريةٍ إلى قريةٍ. وقيل: الضفّاطُ: الذي يكرْي من منزلٍ إلى منزلٍ أو من ماءٍ إلى ماء، قال:
وما كنتُ ضَفّاطاً ولكنّ راكبا      أناَخَ فأغْفى فوق ظَهْرِ سبيلِ

ويرْوى: "ولكنّ طالباً" وقال ابن دريدٍ: يقال للعابّ الدّفَ والصنْجِ: الضفّاطةُ وقال اللّيثْ: الضفّاطُ: الذيقد ضفَط بسلْحِه. وقال غيرهُ: ضفط: أي شدّ.
والضفّاطةُ: الإبل الحموْلةُ.
وضفَط عليه فلم يزايلهَ: أي ركبهَ وقال ابن شميلٍ: الضفّطُ -مثالُ فلزٍ-: التّارُّ من الرّجالِ. وقال ابن عبادٍ: الصّافط: المسافرُ الذي لا يبعْدُ السفرَ. وتضافطَ عليه اللّحْمُ: أي اكتنزَ. والترْكيبُ يدلُ على الحقِ والجفاء، وقال ابن فارسٍ: وأحْسب أن البابَ كلهّ ممّا يعولُ عليه

نكف (العباب الزاخر) [0]


ابن دريد: نَكِفَ الرجل عن الأمر بالكسر- يَنْكَفُ نَكَفاُ بالتريك-: إذا أنِفَ منه، فهو ناكِفٌ. قال: وَيَنْكَف: موضع. قال: ويَنْكَفُ: اسم ملك من ملوك حِمْيَر.
وقال ابن الكلبي في نسب حِمْيَر: فمن ذي أصبح: أبرهة بن الصباح بن لَهِيعة بن شيبة الحمد بن مرثَد الخير بن ينكفَ بن ينِف بن معدي كَرب بن مضحى وهو عبد الله- بن عمرو بن ذي أصبح. وقال الفرّاء: نَكَفْتُ بالفتح-: لُغة في نَكِفْتُ بالكسر-. وذاةُ نَكِيْفٍ: موضِع. ويوم نَكِيْفٍ: من أيامهم، كانت فيه وقعة بين قريش وبني كِنانة، وهو من ناحية يلَمْلَم، فهومَت قريش عبد المطلب، قال ابن شُعلة الفِهري:
أناخُوا إلى أبْياتِنا ونِـسـائنـا      فكانوا لنا ضَيْفاً لِشَرِّ مِضيْفِ
. . . أكمل المادة


ونَكَفْتُ الغيث أنكُفُه بالضم- نَكْفاً: إذا أقطعته، وذلك إذا انقطع عنك، وهذا غيث لا يُنْكف، ورأينا غيثا ما نَكَفه أحد سار يوماً ولا يومين: أي ما أقطعه. وفلان بحر لا يُنكَفُ: أي لا يُنْزَح. ونَكَفْتُ الدمع أنْكُفُه أيضاً-: إذا نحَّيتَه عن خدِّك بإصبَعِك. ونَكَفْتُ أثره نَكْفاً: وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض لا يؤدي أثراً فاعترضْته في مكان سهلٍ. ونَكَفْتُ عن الشيء: عَدَلْت، مثل كَنَفْتُ. وجاءنا جيش لا يُنْكَفُ: أي لا يُبلَغ آخره ولا يُقْطَع.
وفي الحديث: قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْكَفُ. لا يُكّتُّ: أي لا يُحصى، وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ح ر ش ف. والنَّكَفُ بالتحريك- جمْعُ نَكَفَةٍ: وهي غُدة صغيرة في أصل اللحي بين الرّأدِ وشحْمة الأذن، وأنشد ابن الأعرابي:
فَحَرَّفَتْها فَتَلَقّاها النَّـكَـفْ     


وقال أبو الغوث: النَّكفَتان: اللهْزِمتان. والنُّكاف بالضم-: ورم يكون في نَكَفَتي البعير، قال: وهو داء يأخذها في حُلُوقها فيقتلها قتلاً ذريعاً، والبعير مَنكوف، والناقة مَنْكوفة. وأنْكَفْتُه: نزَّهتُه عمّا يُستنكف منه.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم- أنه سُئل عن قول سبحان الله فقال: إنْكافُ الله من كل سوء. أي تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأضداد. وقال ابن السكِّيت: نَكَّفَتِ الإبل تَنْكيفاً: إذا ظهرت نَكَفَاتُها، فهي مُنَكِّفَة. وأنْتَكَفْتُ الغيث: أقطعْتُه، وذلك إذا انقطع عنك، مثل نَكَفْتُه. وأنْتَكَفْتُ أثره: مثل نَكَفْتُه. وقال ابن فارس: الانْتِكافُ: الخروج من أمر إلى أمر أو أرض إلى أرض: تقول: ضرب هذا فانْتَكَفَ فضرب هذا. وقال أبو عمرو: انْتَكَفْتُ له فَضَرَبْته: أي مِلْت عليه، وأنشد:
لمّا انْتَكَفْتُ له فَوَلّى مُدْبِراً      كَرْنَفْتُهُ بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ

والانْتِكَافُ: الانْتِكاثُ والانْتِقاضُ: قال أبو النجم:
ما بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِكافـا      بَعْدَ التَّعَزّي اللَّهْوَ والإيجافا

وتناكَفَ الرجُلان الكلام: إذا تعاوَرَاه. والاسْتِنْكاف: الاسْتِكبار.
وقال الزَّجّاج في قوله تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ المَسِيْحُ أنْ يكونَ عَبْداً للهِ) أي ليس يستنكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون لأنه أكثر من البشر. قال الزَّجّاج؛ قال ومعنى لن يستنكف: لن يأنف، وقيل: لن ينْقَبض ولن يمتنع عن عبودة الله. والتركيب يدل على قطع شيء وتنحيته، وعلى عضو من الأعضاء، ثم يُقاس عليه.

ب - ح - و (جمهرة اللغة) [0]


وبَيْحان: اسم رجل تُنسب إليه الإبل البَيْحانيَّة. وهذا البِياح من الحِيتان عربي صحيح. والحَوْب: الجمل. ثم كثر ذلك حتى صار زجراً للجمل. قال الشاعر في أن الحَوب الجمل بعينه: هي ابنة حَوْب أمُ تسعين آزَرَتْ ... أخا ثقةٍ تَمري جَباها ذَوائبُه يعني كِنانة عُملت من جلد بعير وفيها تسعون سهماً، فجعلها أمًّا للسهام لأنها قد جُمعت السهام فيها. وقوله: أخا ثقة، يعني السيف. جَباها: حَرْفُها. وذوائبه: الهاء راجعة إلى السيف، يريد أنه تقَلد السيف ثم تقلَّد بعده الكِنانَة، فذوائب السيف تمري حَرْفَها، يريد حرفَ الكِنانة. والمَرْيُ: المسح. وقال بعضهمِ في كلام له: " حَوْبْ حَوْبْ، إنه يوم دَعْقٍ وشَوْبْ، لا لَعاَ . . . أكمل المادة لبني الصَّوْبْ " الدَعْق: الوطء الشديد. دَعَقْتُ الأرضَ دَعْقاً شديداً، إذا وَطِئتَها وطأً شديداً. والشَّوب: الاختلاط، يريد أنه يومُ شَرٍّ وقوله: لا لعاً لبني الصَّوب، دعاء عليهم، ويقال للرجل إذا عثر: لَعاً، أي آسْلَمْ. والحوب والحَوب: الإثم. وقد قُرىء: " إنه كان حَوْباً كبيراً " وحُوباً. والحَوْبَة: الحزن. يقال: بات فلان بحَوْبة سَوْءٍ وحِيبة سوءٍ. وفي دعاء النبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " اللهمَّ آقْبَل توبتي وآرْحَم حَوْبتي " . وحَوبة الرجل: حَريبته وأهله. والمتحوِّب: المتحزِّن من شكوى. قال طفيل الغنوي: فذوقوا كما ذُقنا غداةَ محجَّرٍ ... من الغيظ في أكبادنا والتحوُّبِ وتحوَّبَ الرجل من الشيء، إذا تأثَّم منه. والحَوْباء: النفْس. والحَوْأبَة: الدلو العظيمة. قال الراجز: بئسَ مَقامُ العَزَبِ المَربوع ... حَوأبَة تُنْقِضُ بالضُّلوع أي تسمع لأضلاعه نقيضاً، أي صوتاً. المَربوع: الذي تأخذه حمَّى الرِّبْع. يقال: رُبِعَ الرَّجُل وأربعَ. قال الهذلي: من المُرْبَعين ومن آزِل ... إذا جَنه الليلُ كالنّاحطِ الآزِل: المضيَّق عليه في العيش، من الأزْل، وهو الضيق. والناحِط: الذي يردِّد البكاءَ في صدره، نَحَط يَنْحِط نَحْطاً. والحَوأب: موضع قريب من البصرة، وهو الذي جاء في حديث عائشة، رضي اللهّ عنها. وهذا الموضع منسوب إلى الحَوْأب أو مسمًى بها، وهي ابنة كَلْب بن وَبْرَة. وحَبا الصبي يحبو حَبْواً، إذا مشى على آسْتِه وأشرف بصدره. وبه سمِّي حَبِيُّ السحاب، وهو الذي يشرف من الأفق على الأرض فكأنه قد دنا إليها. وحَبا البعيُر حَبْواً، إذا كُلِّف الصعودَ في الرَّمل فبرك ثم زحف من الإعياء، قال الراجز: أودَيْتُ إن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِكْ ... فالذكْرُ منه عندنا والأجْرُ لَكْ والمعتنِك: الذي يحبو في العانِك، وهو الكثيب من الرمل. وكل شيء دنا إليك فقد حَبا لك؛ وبه سمِّي الحَبِيّ من السحاب لدنوّه من الأرض. والحَبِيّ سمِّي بذلك لانتصابه في الأرض فكأنه مشرف عليك. وحَبَوْت الرجل أحْبُوه حِباءٍ، إذا أعطيته. وأحباء المَلِك: جُلَساؤه. والحِبْوة: اسم الاحتباء، تقول: ما أحسنَ حِبْوةَ فلان. والحُبْوَة: ما حَبَوْتَه من شيء. ويقال في قوله تعالى: " إنّي أحْبَبْتُ حُبَّ الخير " فسرَّوه: إني لَصقْتُ بالأرض لحُبّي للخير كما يُحِب البعير. قال الشاعر: دعتني إليها مُقْلَتاها وجِيدها ... فمِلْت كما مال المُحِبّ على عَمْدِ يعني البعيرَ الذي قد أحب.

كثر (لسان العرب) [0]


الكَثْرَةُ والكِثْرَةُ والكُثْرُ: نقيض القلة. التهذيب: ولا تقل الكِثْرَةُ، بالكسر، فإِنها لغة رديئة، وقوم كثير وهم كثيرون. الليث: الكَثْرَة نماء العدد. يقال: كَثُرَ الشيءُ يَكْثُر كَثْرَةً، فهو كَثِيرٌ.
وكُثْرُ الشيء: أَكْثَرُه، وقُلُّه: أَقله.
والكُثْرُ، بالضم، من المال: الكثيرُ؛ يقال: ما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو لرجل من ربيعة:فإِنَّ الكُثْرَ أَعياني قديماً، ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّي غُلامُ قال ابن بري: الشعر لعمرو بن حَسَّان من بني الحرث ابن هَمَّام؛ يقول: أَعياني طلبُ الكثرة من المال وإِن كنتُ غيرَ مُقْتِرٍ من صِغَرِي إِلى كِبَرِي، فلست من المُكْثِرِين ولا المُقْتِرِين؛ قال: وهذا يقوله لامرأَته وكانت لامته في نابين عقرهما لضيف نزل . . . أكمل المادة به يقال له إِساف فقال: أَفي نابين نالهما إِسافٌ تَأَوَّهُ طَلَّتي ما أَن تَنامُ؟ أَجَدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ، أَطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ بَنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا، تَغَنَّى في طوئقِه الحَمامُ تَمَخَّضَت المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى، ولكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ وكِسْرى، إِذ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ بأَسيافٍ، كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ قوله: أَبا قبيس يعني به النعمان بن المنذر وكنيته أَبو قابوس فصغره تصغير الترخيم.
والركام: الكثير؛ يقول: لو كانت كثرة المال تُخْلِدُ أَحداً لأَخْلَدَتْ أَبا قابوس.
والطوائق: الأَبنية التي تعقد بالآجُرِّ.
وشيء كَثِير وكُثارٌ: مثل طَويل وطُوال.
ويقال: الحمد على القُلِّ والكُثْرِ والقِلِّ والكِثْرِ.
وفي الحديث: نعم المالُ أَربعون والكُثْرُ سِتُّون؛ الكُثْرُ، بالضم: الكثير كالقُلِّ في القليل، والكُثْرُ معظم الشيء وأَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشيءُ كَثارَةً فهو كَثِير وكُثارٌ وكَثْرٌ.
وقوله تعالى: والْعَنْهم لَعْناً كثيراً، قال ثعلب: معناه دُمْ عليه وهو راجع إِلى هذا لأَنه إِذا دام عليه كَثُرَ.
وكَثَّر الشيءَ: جعله كثيراً.
وأَكْثَر: أَتى بكَثِير، وقيل: كَثَّرَ الشيء وأَكْثَره جعله كَثيراً.
وأَكْثَر اللهُ فينا مِثْلَكَ: أَدْخَلَ ؛ حكاه سيبويه.
وأَكثَر الرجلُ أَي كَثُر مالُه.
وفي حديث الإِفْك: ولها ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فيها أَي كَثَّرْنَ القولَ فيها والعَنَتَ لها؛ وفيه أَيضاً: وكان حسانُ ممن كَثَّرَ عليها، ويروى بالباء الموحدة، وقد تقدّم.
ورجل مُكْثِرٌ: ذو كُثْرٍ من المال؛ ومِكْثارٌ ومِكْثير: كثير الكلام، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال سيبويه: ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء.
والكاثِرُ: الكَثِير.
وعَدَدٌ كاثِرٌ: كَثِير؛ قال الأَعشى: ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى، وإِنما العِزَّةُ للكاثِرِ الأَكثر ههنا بمعنى الكثير، وليست للتفضيل، لأَن الأَلف واللام ومن يتعاقبان في مثل هذا؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن تكون للتفضيل وتكون من غير متعلقة بالأَكثر، ولكن على قول أَوْسِ بن حَجَرٍ: فإِنَّا رَأَيْنا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً، إِلى الصِّدْقِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ ورجل كَثِيرٌ: يعني به كَثْرَة آبائه وضُرُوبَ عَلْيائة. ابن شميل عن يونس: رِجالٌ كَثير ونساء كَثِير ورجال كَثيرة ونساء كَثِيرة.
والكُثارُ، بالضم: الكَثِيرُ.
وفي الدار كُثار وكِثارٌ من الناس أَي جماعات، ولا يكون إِلا من الحيوانات.وكاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَي غلبناهم بالكَثْرَةِ.
وكاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ يَكْثُرونَهُمْ: كانوا أَكْثَرَ منهم؛ ومنه قول الكُمَيْتِ يصف الثور والكلاب: وعاثَ في غابِرٍ منها بعَثْعَثَةٍ نَحْرَ المُكافئِ، والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ العَثْعَثَة: اللَّيِّنْ من الأَرض.
والمُكافئُ: الذي يَذْبَحُ شاتين إِحداهما مقابلة الأُخرى للعقيقة.
ويَهْتَبِلُ: يَفْتَرِصُ ويَحْتال.
والتَّكاثُر: المُكاثَرة.
وفي الحديث: إِنكم لمع خَلِيقَتَيْنِ ما كانتا مع شيء إِلا كَثَّرتاه؛ أَي غَلَبناه بالكَثْرَةِ وكانَتا أَكْثَر منه. الفراء في قوله تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زُرْتُم المقابر؛ نزلت في حَيَّيْنِ تَفاخَرُوا أَيُّهم أَكْثَرُ عَدداً وهم بنو عبد مناف وبنو سَهْم فكَثَرَتْ بنو عبد مناف بني سهم، فقالت بنو سهم: إِن البَغْيَ أَهلكنا في الجاهلية فعادُّونا بالأَحياء والأَموات. فكَثَرَتْهم بنو سَهْم، فأَنزل الله تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر؛ أَي حتى زرتم الأَموات؛ وقال غيره: أَلهاكم التفاخر بكثرة العدد والمال حتى زرتم المقابر أَي حتى متم؛ قال جرير للأَخطل: زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ، فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها (* وفي رواية أخرى: فكان كأَلأَمِ زُوّارِها) فجعل زيارةَ القبور بالموت؛ وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره.
وكاثَره الماءَ واسْتَكْثَره إِياه إِذا أَراد لنفسه منه كثيراً ليشرب منه، وإِن كان الماء قليلاً.
واستكثر من الشيء: رغب في الكثير منه وأَكثر منه أَيضاً.
ورجل مَكْثُورٌ عليه إِذا كَثُرَ عليه من يطلب منه المعروفَ، وفي الصحاح: إِذا نَفِدَ ما عنده وكَثُرَتْ عليه الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ ومَشْفوهٍ ومَضْفوفٍ.
وفي حديث قَزَعَةَ: أَتيتُ أَبا سعيد وهو مَكْثُور عليه. يقال: رجل مكثور عليه إِذا كَثُرَتْ عليه الحقوقُ والمطالَباتُ؛ أَراد أَنه كان عنده جمع من الناس يسأَلونه عن أَشياء فكأَنهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها.
وفي حديث مقتل الحسين، عليه السلام: ما رأَينا مَكْثُوراً أَجْرَأَ مَقْدَماً منه؛ المكثور: المغلوب، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه، أَي ما رأَينا مقهوراً أَجْرَأَ إِقْداماً منه.
والكَوْثَر: الكثير من كل شيء.
والكَوْثَر: الكثير الملتف من الغبار إِذا سطع وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛ قال أُمَيَّةُ يصف حماراً وعانته: يُحامي الحَقِيقَ إِذا ما احْتَدَمْن، وحَمْحَمْنَ في كَوْثَرٍ كالجَلالْ أَراد: في غُبار كأَنه جَلالُ السفينة.
وقد تَكَوْثَر الغُبار إِذا كثر؛ قال حَسّان بن نُشْبَة: أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ، وقد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حتى تَكَوْثَرا وقد تَكَوْثَرَ.
ورجل كَوْثَرٌ: كثير العطاء والخير.
والكَوْثَرُ: السيد الكثير لخير؛ قال الكميت: وأَنتَ كَثِيرٌ،يا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ، وكان أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا وقال لبيد: وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَكَوْثَرُ والكَوْثَرُ: النهر؛ عن كراع.
والكوثر: نهر في الجنة يتشعب منه جميع أَنهارها وهو للنبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة.
وفي حديث مجاهد: أُعطِيتُ الكَوْثَر، وهو نهر في الجنة، وهو فَوْعَل من الكثرة والواو زائدة، ومعناه الخير الكثير.
وجاء في التفسير: أَن الكوثر القرآن والنبوّة.
وفي التنزيل العزيز: إِنا أَعطيناك الكوثر؛ قيل: الكوثر ههنا الخير الكثير الذي يعطيه الله أُمته يوم القيامة، وكله راجع إِلى معنى الكثرة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الكوثر نهر في الجنة أَشد بياضاً من اللبن وأَحلى من العسل، في حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، وجاء أَيضاً في التفسير: أَن الكوثر الإِسلام والنبوّة، وجميع ما جاء في تفسير الكوثر قد أُعطيه النبي، صلى الله عليه وسلم، أُعطي النبوّة وإِظهار الدين الذي بعث به على كل دين والنصر على أَعدائه والشفاعة لأُمته، وما لا يحصى من الخير، وقد أُعطي من الجنة على قدر فضله على أَهل الجنة، صلى الله عليه وسلم.
وقال أَبو عبيدة: قال عبد الكريم أَبو أُمية: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ كَثير، وهو فوعل من الكثرة. أَبو تراب: الكَيْثَرُ بمعنى الكَثِير؛ وأَنشد: هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَا ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ؟ فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ واحد.
والكَثْرُ والكَثَرُ، بفتحتين: جُمَّار النخل، أَنصارية، وهو شحمه الذي في وسط النخلة؛ في كلام الأَنصار: وهو الجَذَبُ أَيضاً.
ويقال: الكَثْرُ طلع النخل؛ ومنه الحديث: لا قَطْعَ في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ، وقيل: الكَثَرُ الجُمَّارُ عامَّةً، واحدته كَثَرَةٌ.
وقد أَكثر النخلُ أَي أَطْلَعَ.
وكَثِير: اسم رجل؛ ومنه كُثَيِّرُ بن أَبي جُمْعَةَ، وقد غلب عليه لفظ التصغير.
وكَثِيرَةُ: اسم امرأَة.
والكَثِيراءُ: عِقِّيرٌ معروف.

سته (لسان العرب) [0]


السَّتْهُ والسَّتَهُ والاسْتُ: معروفة، وهو من المحذوف المُجْتَلَبَةِ له أَلفُ الوصل، وقد يستعار ذلك للدهر؛ وقوله أَنشده ثعلب:إذا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ، فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ يجوز أَن تكون الهاء فيه راجعة إلى اليوم، ويجوز أَن تكون راجعة إلى رجل مهجوّ، والجمع أَسْتاهٌ، قال عامر بن عُقَيْل السَّعْدِيُّ وهو جاهلي:رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ، وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ خاظياتٌ: غِلاظٌ سِمانٌ.
ويقال: سَهٌ وسُهٌ في هذا المعنى بحذف العين؛ قال: أُدْعُ أُحَيْحاً باسْمِه لا تَنْسَهْ، إنَّ أُحَيْحاً هي صِئْبانُ السَّهْ الجوهري: والاسْتُ العَجُزُ، وقد يُرادُ بها حَلْقة الدبر، وأَصله سَتَهٌ على فَعَل، بالتحريك، يدل على ذلك أَن جمعه أَسْتاه . . . أكمل المادة مثل جَمَل وأَجمال، ولا يجوز أَن يكون مثل جِزْعٍ وقُفْل اللذين يجمعان أَيضاً على أَفعال، لأَنك إذا رَدَدْتَ الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سَهٌ، بالفتح؛ قال الشعر أَوْسٌ: شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها، وأَنْتَ السَّهُ السُّفْلى، إذا دُعِيَت نَصْر يقول: أنت فيهم بمنزلة الاست من الناس.
وفي الحديث: العينُ وِكاءُ السَّهِ، بحذف عين الفعل؛ ويروى: وِكاءُ السَّتِ، بحذف لام الفعل.
ويقال للرجل الذي يُسْتَذَلُّ: أَنت الاسْتُ السُّفْلى وأَنت السَّهُ السُّفْلى.
ويقال لأَرْذالِ الناس: هؤلاء الأَسْتاه، ولأَفاضلهم: هؤلاء الأَعْيانُ والوُجوهُ؛ قال ابن بري: ويقال فيه سَتٌ أَيضاً، لغة ثالثة؛ قال ابن رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ: يَسِيلُ على الحاذَيْنِ والسَّتِ حَيْضُها، كما صَبَّ فوقَ الرُّجْمَةِ الدَّمِ ناسِكُ وقال أَوس بن مَغْراءَ: لا يُمْسِكُ السَّتَ إلاَّ رَيْثَ يُرْسِلُها، إذا أَلَحَّ على سِيسَائِه العُصُمُ يعني إذا أَلح عليه بالحبل ضَرطَ. قال ابن خالويه: فيها ثلاث لغات: سَهٌ وسَتٌ واسْتٌ.
والسَّتَهُ: عِظَمُ الاسْتِ.
والسَّتَهُ: مصدر الأَسْتَهِ، وهو الضَّخْمُ الاسْتِ.
ورجل أَسْتَهُ: عظيم الاسْتِ بَيِّنُ السَّتَهِ إذا كان كبير العَجُز، والسُّتاهِيُّ والسُّتْهُم مثله. الجوهري: والمرأَة سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ، والميم زائدة، وإذا نسبت إلى الاسْتِ قلت سَتَهِيٌّ، بالتحريك، وإن شئت اسْتِيٌّ، تركته على حاله، وسَتِهٌ أَيضاً، بكسر التاء، كما قالوا حَرِحٌ. قال ابن بري: رجل حَرِحٌ أَي مُلازمٌ للأَحْراحِ، وسَتِهٌ مُلازم للأَسْتاهِ. قال: والسَّيْتَهِيُّ الذي يتخلف خلف القوم فينظر في أَسْتاهِهم؛ قالت العامرية: لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيَّا، يَمْشِي وَراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا ودُهْرِيٌّ: منسوب إلى بني دَهْرٍ بَطْن من كلب.
والسَّتِهُ: الطالبُ للاسْتِ، وهو على النسب، كما يقال رجل حَرِحٌ. قال ابن سيده: التمثيل لسيبويه. ابن سيده: رجل أَسْتَهُ، والجمع سُتْهٌ وسُتْهانٌ؛ هذه عن اللحياني، وامرأَة سَتْهاء كذلك.
ورجل سُتْهُمٌ، والأُنثى سُتْهُمة كذلك، الميم زائدة.
ويقال للواسعة من الدُّبر: سَتْهاء وسُتْهُمٌ، وتصغير الاسْتِ سُتَيْهَةٌ. قال أَبو منصور: رجل سُتْهُم إذا كان ضَخْمَ الاسْتِ، وسُتاهِيٌّ مثله، والميم زائدة. قال النحويون: أَصل الاسْتِ سَتْهٌ، فاستثقلوا الهاء لسكون التاء، فلما حذفوا الهاء سكنت السين فاحتيج إلى أَلف الوصل، كما فعل بالاسْمِ والابْنِ فقيل الاسْتُ، قال: ومن العرب من يقول السَّهْ، بالهاء، عند الوقف يجعل التاء هي الساقطة، ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف وتاء عند الإدراج، فإذا جمعوا أو صَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلى أَصلها فقالوا في الجمع أَسْتاهٌ، وفي التصغير سُتَيْهة،وفي الفعل سَتِهَ يَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ.
وفي حديث المُلاعَنَةِ: إن جاءت به مُسْتَهاً جَعْداً فهو لفلان، وإن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجها؛ أَراد بالمُسْتَه الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ، كأَنه يقال أُسْتِه فهو مُسْتَهٌ، كما يقال أُسْمِنَ فهو مُسْمَنٌ، وهو مُفْعَلٌ من الاسْتِ، قال: ورأَيت رجلاً ضخم الأَرداف كان يقال له أَبو الأَسْتاهِ.
وفي حديث البراء: مرَّ أَبو سفيان ومعاويةُ خلفه وكان رجلاًمُسْتَهاً. قال أَبو منصور: وللعرب في الاسْتِ أَمثالٌ، منها ما روي عن أَبي زيد: تقول العرب ما لك اسْتٌ مع اسْتِكَ إذا لم يكن له عَدَدٌ ولا ثَرْوة من مال ولا عُدَّة من رجال، تقول فاسْتُه لا تفارقه، وليس له معها أُخرى من رجال ومال. قال أَبو زيد: وقالت العرب إذا حدّثَ الرجلُ حديثاً فخَلَّط فيه أَحاديث الضَّبُعِ اسْتَها (* قوله «أحاديث الضبع استها» ضبط في التكملة والتهذيب استها في الموضعين بالنصب).
وذلك أَنها تمرّغ في التراب ثم تُقْعِي فَتَتَغَنَّى بما لا يفهمه أَحد فذلك أَحاديثها اسْتَها، والعرب تَضَعُ الاسْتَ موضعَ الأَصل فتقول ما لك في هذا الأَمر اسْتٌ ولا فم أَي ما لك فيه أَصل ولا فرع؛ قال جرير: فما لَكُمُ اسْتٌ في العُلالا ولا فَمُ واسْتُ الدهر: أَوَّلُ الدهر. أَبو عبيدة: يقال كان ذلك على اسْتِ الدَّهْرِ وعلى أُسِّ الدهر أَي على قِدَمِ الدهر؛ وأَنشد الإيادِيُّ لأَبي نُخَيْلَة: ما زالَ مجنوناً على اسْتِ الدَّهْرِ، ذا حُمُقٍ يَنْمِي، وعَقْل يَحْرِي (* قوله «ذا حمق» الذي في التهذيب: في بدن، وفي التكملة: في جسد). أَي لم يزل مجنوناً دَهْرَهُ كله.
ويقال: ما زال فلانٌ على اسْت الدهرِ مجنوناً أَي لم يزل يعرف بالجنون.
ومن أَمثال العرب في عِلْمِ الرجلِ بما يَلِيه دون غيره: اسْتُ البائِن أَعْلَمُ؛ والبائنُ: الحالبُ الذي لا يَلي العُلْبةَ، والدي يلي العُلْبة يقال له المُعَلِّي.ويقال للرجل الذي يُسْتَذلُّ ويُسْتَضْعف: اسْتُ أُمِّك أَضْيَقُ واسْتُكَ أَضْيَقُ من أن تفعل كذاوكذا.
ويقال للقوم إذا استُذِلُّوا واسْتُخِفَّ بهم: باسْتِ بني فُلانٍ، وهو شَتْمٌ للعرب؛ ومنه قول الحُطَيئة: فبِاسْتِ بَني عَبْسٍ وأَسْتاهِ طَيِّءٍ، وباسْتِ بَني دُودانَ حاشا بَني نَصْرِ (* قوله «فباست بني عبس» الذي في الجوهري: بني قيس، لكن صوب الصاغاني الاول).
وسَتَهْتُه أَسْتَهُه سَتْهاً: ضربتُ اسْتَه.
وجاء يَسْتَهُه أَي يَتْبعه من خلفه لا يفارقه لأَنه يَتْلُو اسْتَه؛ وأَما قول الأَخطل: وأَنتَ مكانُك من وائلٍ، مَكانَ القُرادِ من اسْتِ الجَملْ فهو مجاز لأَنهم لا يقولون في الكلام اسْتُ الجَمل. الأَزهري: قال شمر فيما قرأْتُ بخطه: العرب تسمي بني الأَمة بَني اسْتِها؛ قال: وأَقرأَني ابنُ الأَعرابي للأَعشى: أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يا ابْنَ اسْتِهَا، لَسْتَ على الأَعْداءِ بالقادِرِ ويقال للذي ولدته أَمَة: يا ابن اسْتِها، يعنون است أَمة ولدته أَنه ولد من اسْتِها.
ومن أَمثالهم في هذا المعنى: يا ابن اسْتِها إذا أَحْمَضَتْ حِمارَها. قال المؤرِّجُ: دخل رجل على سليمان بن عبد الملك وعلى رأْسه وَصِيفَةٌ رُوقَةٌ فأَحَدَّ النَّظَر إليها، فقال له سليمان: أََتُعْجِبُكَ؟ فقال: بارك الله لأَمير المؤمنين فيها فقال: أَخبرني بسبعة أَمثال قيلت في الاسْتِ وهي لك، فقال الرجل: اسْتُ البائن أَعْلَمُ، فقال: واحد، قال: صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ، قال: اثنان، قال: اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المِجْمَر، قال: ثلاثة، قال: اسْتُ المَسْؤول أَضْيَقُ، قال: أَربعة، قال: الحُرُّ يُعْطِي والعَبْدُ تَأْلَمُ اسْتُهُ، قال: خمسة، قال الرجل: اسْتي أَخْبَثِي، قال: ستة، قال: لا ماءَكِ أَبْقَيْتِ ولا هَنَكِ أَنْقَيْتِ، قال سليمان: ليس هذا في هذا، قال: بلى أَخذتُ الجارَبالجارِ كما يأْخذ أَمير المؤمنين، وهو أَوَّل من أَخذ الجار بالجار، قال: خُذْها لا بارك الله لك فيها قوله: صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ لأَنه لا يقدر أَن يجامع إذا غزا.

طرب (لسان العرب) [0]


الطَّرَبُ: الفَرَح والـحُزْنُ؛ عن ثعلب.
وقيل: الطَّرَبُ خفة تَعْتَري عند شدَّة الفَرَح أَو الـحُزن والهمّ.
وقيل: حلول الفَرَح وذهابُ الـحُزن؛ قال النابغة الجعديّ في الهمّ: سَـأَلَتْني أَمتي عن جارَتي، * وإِذا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَـأَلْ سَـأَلَتْني عن أُناسٍ هَلَكوا، * شَرِبَ الدَّهْرُ عليهم وأَكلْ وأَراني طَرِباً، في إِثْرِهِمْ، * طَرَبَ الوالِهِ أَو كالـمُخْتَبَلْ والوالِهُ: الثاكِلُ.
والـمُخْتَبَلُ: الذي اخْتُبِلَ عَقْله أَي جُنَّ.
وأَطْرَبَهُ هو، وتَطَرَّبه؛ قال الكميت: ولم تُلْهِني دارٌ ولا رَسْمُ مَنزِلٍ، * ولم يَتَطَرَّبني بَنانٌ مُخَضَّبُ وقال ثعلب: الطَّرَبُ عندي هو الحركة؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف ذلك.
والطَّرَبُ: الشَّوقُ، والجمع، من ذلك، أَطْرابٌ؛ قال ذو . . . أكمل المادة الرمة: اسْتَحْدَثَ الرَّكْب، عن أَشياعِهِم، خَبَراً، * أَم راجَعَ القلبَ، من أَطرابه، طَرَبُ وقد طَرِبَ طَرَباً، فهو طَرِبٌ، من قوم طِرابٍ.
وقولُ الـهُذَليّ: حتى شَـآها كَليلٌ؛ مَوْهِناً، عَمِلٌ، * بانَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ يقول: باتت هذه البَقَر العِطاشُ طِراباً لِـمَا رَأَته من البَرْقِ، فَرَجَتْه من الماء.
ورجل طَروبٌ ومِطْرابٌ ومِطرابةٌ، الأَخيرة عن اللحياني: كثيرُ الطَّرَبِ؛ قال: وهو نادرٌ.
واسْتَطْرَب: طلب الطَّرب واللَّهْوَ.
وطَرَّبه هو، وطَرَّب: تَغَنَّى؛ قال امرؤ القيس: يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ، في كلِّ سُدْفَةٍ، * تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامى الـمُطَرِّبِ ويقال: طَرَّب فلانٌ في غِنائِه تَطْريباً إِذا رَجَّع صوتَه وزيَّنَه؛ قال امرؤ القيس: كما طَرَّبَ الطَّائرُ الـمُسْتَحِرْ أَي رجَّع.
والتَّطْريب في الصوت: مَدُّه وتَحْسينُه.
وطَرَّبَ في قراءته: مَدَّ ورجَّع.
وطَرَّبَ الطائِرُ في صوته، كذلك، وخَصَّ بعضُهم به الـمُكَّاء.
وقول سَلْمى (1) (1 قوله «وقول سلمى إلخ» كذا بالأصل.) ابنِ الـمُقْعَدِ: لما رأَى أَن طَرَّبوا من ساعَةٍ، * أَلْوى بِرَيْعانِ العِدى وأَجْذَما قال السُّكَّريُّ: طَرَّبوا صاحُوا ساعةً بعد ساعةٍ.
والأَطْرابُ: نُقاوَةُ الرَّياحينِ؛ وقيل: الأَطْرابُ الرَّياحينُ وأَذْكاؤُها.
وإِبلٌ طرابٌ تَنزِعُ إِلى أَوْطانِها، وقيل: إِذا طَرِبَتْ لِـحُداتها.
واستَطْرَبَ الـحُداةُ الإِبلَ إِذا خَفَّتْ في سيرها، من أَجلِ حُداتِها؛ وقال الطِّرمَّاحُ: واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لما احْزَأَلَّ بهمْ * آلُ الضُّحى ناشِطاً من داعِـباتِ دَدِ(2) (2 قوله «من داعبات» كذا بالأصل كالتهذيب بالموحدة بعد العين والذي في الأساس بالمثناة التحتية ثم قال أي سألته أن يطرب ويغني وهو من داعيات دد أي من دواعيه وأسبابه يعني الناشط وهو الحادي لأنه ينشط من مكان إلى مكان.) يقول: حَملَهم على الطرب شوقٌ نازعٌ؛ وقولُ الكُمَيْت: يُريد أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله * عندَ الإِدامَة، حتى يَرْنَـأَ الطَّرِبُ(3) (3 قوله «يريد أهزع إلخ» أنشده في دوم يستل أهزع إلخ والأهزع بالزاي السريع.) فإِنما عَنى بالطَّرِبِ السَّهْم؛ سماه طَرِباً لِتَصْويته إِذا دُوِّم أَي فُتِلَ بالأَصابع.
والـمَطْرَبُ والـمَطْرَبةُ: الطريق الضيق، ولا فعل له، والجمعُ الـمَطارِبُ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، تَخْلِجُه * مَطارِبٌ، زَقَبٌ أَميالُها فيحُ ابن الأَعرابي: الـمَطْرَبُ والـمَقْرَبُ الطريق الواضح، والـمَتْلَفُ: القَفْر؛ سمي بذلك لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه في الأكثر كما سموا الصَّحراءَ بَيْداء لأَنها تُبيدُ سالِكَها.
والزَّقَبُ: الضيقة.
وقوله: مثل فَرْقِ الرأْس أَي مثل فرق الرأْس في ضيقه.
وتَخْلِجُهُ أَي تَجْذِبهُ هذه الطرقُ إِلى هذه، وهذه إِلى هذه.
وأَميالُها فيح أَي واسعة، والميلُ: المسافة من العَلَم إِلى العَلَم.
وفي الحديث: لَعَنَ اللّهُ من غيَّر الـمَطْرَبَةَ والـمَقْرَبَة. الـمَطْرَبَة: واحدة المطارب، وهي طُرُقٌ صِغار تَنْفُذُ إِلى الطرقِ الكبارِ، وقيل: المطارِبُ طُرُقٌ متَفرقة، واحدتُها مَطْربة ومَطْرَبٌ؛ وقيل: هي الطرق الضيقة المنفردة. يقال: طَرَّبْتُ عن الطريق: عدَلْتُ عنه.
والطَّرَبُ: اسم فرس سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم.
وطَيْروب: اسم.

لعا (لسان العرب) [0]


قال الليث: يقال كلبة لَعْوةٌ وذِئبة لَعْوةٌ وامرأَة لَعْوة يعني بكل ذلك الحريصة التي تقاتل على ما يؤكل، والجمع اللَّعَواتُ.
واللِّعاء واللَّعْوةُ واللَّعاةُ: الكلبة، وجمعها لَعاً؛ عن كراع، وقيل: اللَّعْوةُ واللَّعاةُ الكلبة من غير أَن يخصوا بها الشَّرهة الحريصة، والجمع كالجمع.
ويقال في المثل: أَجْوَعُ من لَعْوة أَي كلبة.
واللَّعْو: السيء الخُلُق، واللَّعْوُ الفَسْلُ، واللَّعْوُ واللَّعا الشَّرِه الحَريص، رجل لَعْوٌ ولَعاً، منقوص، وهو الشره الحريص، والأُنثى بالهاء وكذلك هما من الكلاب والذئاب؛ أَنشد ثعلب: لو كُنتَ كلبَ قَنيصٍ كُنتَ ذا جُدَدٍ، تَكونُ أُرْبَتُهُ في آخِرِ المَرَسِ لَعْواً حَريصاً يَقولُ القانِصانِ له: قُبِّحْتَ ذا أَنْفِ وَجْهٍ حَقّ مُبْتَئِسِ اللفظ للكلب والمعنى لرجل . . . أكمل المادة هجاه، وإنما دَعا عليه القانِصان فقالا له قُبِّحت ذا أَنف وجه لأَنه لا يَصيد؛ قال ابن بري: شاهد اللَّعْوِ قول الراجز: فَلا تَكُونَنَّ رَكِيكاً ثَيْتَلا لَعْواً، متى رأَيته تَقَهَّلا وقال آخر: كلْبٍ على الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه، لَعْوٍ يُعاديكَ في شَدٍّ وتَبْسِيل (*قوله« كلب إلخ» ضبط بالجر في الأصل هنا، ووقع ضبطه بالرفع في بهل.) واللَّعْوة واللُّعْوةُ: السواد حول حلمة الثدي؛ الأَخيرة عن كراع، وبها سمي ذو لَعْوةَ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْيَر، أُراه للَعْوة كانت في ثديه. ابن الأَعرابي: اللَّوْلَع الرُّغَثاء وهو السواد الذي على الثدي، وهو اللطخة.
وتَلَعَّى العسَلُ ونحوه: تَعَقَّد.
واللاعي: الذي يُفزعه أَدنى شيء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد، أُراه لأَبي وجزة: لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه، مُسْتَرْيِعٍ لسُرى المَوْماةِ هَيَّاجِ يُفْرِطُه: يَملؤه رَوْعاً حتى يذهب به.
وما بالدار لاعِي قَرْوٍ أَي ما بها أَحد، والقَرْوُ: الإِناء الصغير، أَي ما بها مَن يَلحَس عُسّاً، معناه ما بها أَحد، وحكى ابن بري عن أَبي عُمر الزاهِد أَن القَرْو مِيلَغةُ الكلب.
ويقال: خرجنا نَتَلعَّى أَي نأْخذ اللُّعاع، وهو أَول النَّبت، وفي التهذيب: أَي نُصيب اللُّعاعة من بُقول الربيع؛ قال الجوهري: أَصله نَتَلَعَّع، فكرهوا ثلاث عينات فأَبدلوا ياء.
وأَلَعَّتِ الأَرض: أَخرجت اللُّعاع. قال ابن بري: يقال أَلَعَّت الأَرض وأَلْعَتْ، على إِبدال العين الأَخيرة ياء.
واللاعي: الخاشِي؛ وقال ابن الأَعرابي في قول الشاعر: داوِيَة شَتَّتْ على اللاعي السَّلِعْ، وإِنما النَّوْمُ بها مِثْلُ الرَّضع قال الأَصمعي: اللاعي من اللَّوْعةِ. قال الأَزهري: كأَنه أَراد اللاَّئع فقلب،وهو ذو اللّوعة، والرَّضع: مصة بعد مصة. أَبو سعيد: يقال هو يَلْعى به ويَلْغى به أَي يتولع به. ابن الأَعرابي: الأَلْعاء السُّلامَياتُ. قال الأَزهري في هذه الترجمة: وأَعْلاء الناسِ الطِّوال من الناس.
ولَعاً: كلمة يُدعَى بها للعاثر معناها الارتفاع؛ قال الأَعشى: بِذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ، إِذا عَثَرَتْ فالتَّعْسُ أَدْنى لَها مِن أَنْ أَقُولَ لَعا أَبو زيد: إِذا دُعي للعاثر بأَن يَنْتَعِشَ قيل لَعاً لك عالياً، ومثله: دَعْ دَعْ. قال أَبو عبيدة: من دعائهم لا لَعاً لفلان أَي لا أَقامه الله والعرب تدعو على العاثر من الدّوابّ إِذا كان جواداً بالتَّعْس فتقول: تَعْساً له وإِن كان بَلِيداً كان دعاؤهم له إِذا عَثَرَ: لَعاً لك؛ وهو معنى قول الأَعشى: فالتعس أَدنى لها من أَن أَقول لعا قال ابن سيده: وإِنما حملنا هذين (* قوله« وإِنما حملنا هذين إلخ» اسم الاشارة في كلام ابن سيده راجع إلى لاعي قرو وإلى لعاً لك كما يعلم بمراجعته.) على الواو لأَنا قد وجدنا في هذه المادة لعو ولم نجد لعي.
ولَعْوةُ: قوم من العرب.
ولَعْوةُ الجوع: حِدَّته.

بذر (لسان العرب) [0]


البَذْرُ والبُذْرُ: أَولُ ما يخرج من الزرع والبقل والنبات لا يزال ذلك اسمَهُ ما دام على ورَقَتَيَنِ، وقيل: هو ما عُزِلَ من الحبوب للزَّرْعِ والزِّراعَةِ، وقيل: البَذْرُ جميع النبات إِذا طلع من الأَرض فَنَجَمَ، وقيل: هو أَن يَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أَو تعرف وجوهه، والجمع بُذُورٌ وبِذارٌ.
والبَذْرُ: مصدر بَذَرْتُ، وهو على معنى قولك نَثَرْتُ الحَبَّ.وبَذَرْتُ البَذْرَ: زَرَعْتَه.
وبَذَرَتِ الأَرضُ تَبْذُرُ بَذْراً: خرج بَذْرُها؛ وقال الأَصمعي: هو أَن يظهر نبتها متفرّقاً.
وبَذَرَها بَذْراً وبَذَّرَها، كلاهما، زرعها.
والبَذْرُ والبُذارَةُ: النَّسْلُ.
ويقال: إِن هؤلاء لَبَذْرُ سَوْءٍ.
وبَذَرَ الشيءَ بَذْراً: فرَّقه.
وبَذَرَ الله الخلق بَذْراً: بَثَّهُمْ وفرّقهم.
وتفرّق القومُ شَذَرَ بَذَرَ وشِذَرَ بِذَرَ أَي في كل وَجهٍ، وتفرّقت إِبله كذلك؛ وبَذَرَ: . . . أكمل المادة إِتْباعٌ.
وبُذُرَّى، فُعُلَّى: من ذلك، وقيل: من البَذْرِ الذي هو الزرع، وهو راجع إِلى التفريق.
والبُذُرَّى: الباطلُ؛ عن السيرافي.
وبَذَّرَ مالهُ: أَفسده وأَنفقه في السَّرَفِ.
وكُلُّ ما فرقته وأَفسدته، فقد بَذَّرْتَهُ.
وفيه بَذارَّةٌ، مشدّدة الراء، وبَذارَةٌ، مخففة الراء، أَي تَبْذِيرٌ؛ كلاهما عن اللحياني.
وتَبْذيرُ المال: تفريقه إِسرافاً.
ورجلٌ تِبْذارَةٌ: للذي يُبَذِّرُ مالَه ويفسده.
والتَّبْذِيرُ: إِفسادُ المال وإِنفاقه في السَّرَفِ. قال الله عز وجل: ولا تُبَذِّرْ تَبْذيراً.
وقيل: التبذير أَن ينفق المال في المعاصي، وقيل: هو أَن يبسط يده في إِنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته، واعتباره بقوله تعالى: ولا تَبسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحسوراً. أَبو عمرو: البَيْذَرَةُ التبذير.
والنَّبْذَرَةُ، بالنون والباء: تفريقُ المال في غير حقه.
وفي حديث وقف عمر، رضي الله عنه: وَلِوَلِيِّه أَن يأْكلَ منه غَيْرَ مُباذِرٍ؛ المُباذِرُ والمُبَذِّرُ: المُسْرِفُ في النفقة؛ باذرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً؛ وقول المتنخل يصف سحاباً:مُسْتَبْذِراً يَرْغَبُ قُدَّامَهُ، يَرْمِي بِعُمِّ السُّمُرِ الأَطْولِ فسره السكري فقال: مستبذر يفرِّق الماء.
والبَذيرُ من الناس: الذي لا يستطيع أَن يُمْسِكَ سِرَّهُ.
ورجلٌ بَيْذارَةٌ: يُبَذِّرُ ماله.
وبَذُورٌ وبَذِيرٌ: يُذيعُ الأَسرارَ ولا يكتم سرّاً، والجمع بُذُرٌ مثل صبور وصُبُرٍ.
وفي حديث فاطمة عند وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت لعائشة: إِني إِذاً لَبَذِرَةٌ؛ البَذِرُ: الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه، وقد بَذُرَ بَذارَةً.
وفي الحديث: ليسوا بالمَسابيح البُذُرِ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، في صفة الأَولياء: ليسوا بالمَذاييع البُذْرِ؛ جمع بَذُورٍ. يقال: بَذَرْتُ الكلام بين الناس كما تُبْذَرُ الحبُوبُ أَي أَفشيته وفرّقته.
وبُذارَةُ الطعام: نَزَلُه ورَيْعُه؛ عن اللحياني.
ويقال: طعام كثير البُذارَة أَي كثيرُ النَّزَل.
وهو طعام بَذَرٌ أَي نَزَلٌ؛ قال: ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُرى جَذْماءَ، لَيْس لها بُذارَهْ الأَصمعي: تَبَذَّر الماءُ إِذا تغير واصْفَرَّ؛ وأَنشد لابن مقبل: قُلْباً مُبَلِّيَةً جَوائِزَ عَرْشِها، تَنْفي الدِّلاءَ بآجنٍ مُتَبَذِّرِ قال: المتبذر المتغير الأَصفر.
ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوجدته رجلاً أَي لو جربته؛ هذه عن أَبي حنيفة.
وكَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ: إِتْباعٌ؛ قال الفراء: كَثيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِير لغة أَو لُغَيَّة.
ورجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ وهَيْذارَةٌ بَيْذارَةٌ: كثيرُ الكلام.
وبَذَّرُ: موضعٌ، وقيل: ماء معروف؛ قال كثير عزة: سَقى اللهُ أَمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها: جُراباً وَمَلْكوماً وبَذَّرَ والْغَمْرا وهذه كلها آبار بمكة؛ قال ابن بري: هذه كلها أَسماء مياه بدليل إِبدالها من قوله أَمواهاً، ودعا بالسقيا للأَمواه، وهو يريد أَهلها النازلين بها اتساعاً ومجازاً.
ولم يجئ من الأَسماء على فَعَّلَ إِلاَّ بَذَّرُ، وعَثَّرُ اسمُ موضع، وخَضَّمُ اسم العَنْبَرِ بن تَمِيم، وشَلَّمُ اسمُ بنت المقدس، وهو عبراني، وبَقَّمُ وهو اسم أَعجمي، وهي شجرة، وكَتَّمُ اسم موضع أَيضاً؛ قال الأَزهري: ومثلُ بَذَّر خَضَّمُ وعَثَّرُ وبَقَّمُ شجرة، قال: ولا مثل لها في كلامهم.

س - ل - م (جمهرة اللغة) [0]


يصف حوضاً. وبنو سَلِمَة: بطن من الأنصار، وليس في العرب بنو سَلِمَة غيرهم. والسَّلَم: ضرب من العِضاه، الواحدة سَلَمَة، بفتح اللام. والسَّلامان: ضرب من الشجر، الواحد سَلامانة. وسَلْمان: موضع. قال أبو زيد: وبسَلْمان مات نوفل بن عبد مَناف. قال الشاعر: ومات على سَلْمانَ سَلْمَى بنُ جَنْدَلٍ ... وذلك مَيْتٌ لو علمتِ عظيمُ وأبو سَلْمان: دُوَيْبة شبيهة بالجُعَل. وسَلْمى وأَجأ: جَبَلا طيّئ. قال الراجز: وإن تصلْ لَيْلى بسَلمى أو أجا أو باللِّوى أو ذي حُساً أو يَأجَجا والسُّلاميات: فصوص أعلى القدمين، وهي من الإبل في الأخفاف عظام صغار يجمعها عَصَب. قال الراجز: لا يشتكينَ عَمَلاً ما أنْقَيْنْ ما دام مُخٌّ في سُلامَى أو عَيْنْ والسُّلامَى والعين آخر ما . . . أكمل المادة يبقى فيه الطِّرْق من ذوات الأربع. قال الشاعر: أرارَ الله مُخَّكِ في السُلامى ... علي من بالحنين تعوِّلينا وقوله أرار: جعله رِيراً، أي رقيقاً، ولا يُستعمل إلا في المخّ؛ يدعو على الحمامة. وقد سمّت العرب سالماً وسَلْماً وسُلَيْماً، وهو أبو قبيلة منهم. وفي العرب بطون يُنسبون الى سَلامان: بطن في الأزْد، وبطن في قُضاعة، وبطن في طيئ. وسمّت العرب أيضاً: مسلّماً وسَلْمى، وهو أبو زهير بن أبي سُلمى. قال أبو بكر: وليس في العرب سُلْمَى مثل فُعْلَى غيره. وبنو سُلَيمَة: بطن من الأزد، وبنو سُلَيمَة: بطن من عبد القيس، وكذلك سُلَيْمى. فأما سُلْمِيّ، بكسر الميم، فكثير. قال الشاعر: وأتيتُ سُلْمِيّاً فعُذْتُ بقبره ... وأخو الزّمانة عائذٌ بالأمْنَعِ والسُّلَّم يذكَّر ويؤنّث، وهو في التنزيل مذكّر. وأسْلَم: اسم، وهو أبو قبيلة. والأسْلوم: بطون من اليمن. والأُسَيْلِم: عِرق في اليد يقال إن القِيفال. وسَلامة: اسم. وللسّلام موضع في التنزيل فذكر قوم أن السّلام الله عزّ وجلّ، وهو في التنزيل: " السّلام المؤمن المُهَيْمن " . والسّلام: التحيّة، وأحسبها راجعة الى ذلك. والسَّمَل: الثوب الخَلَق؛ ثوب سَمَلٌ وأثواب أسمال، وربما قالوا: ثوب أسمال، كما قالوا: قِدر أعشار وجفنة أكسار. والسَّمَلَة: الماء القليل في أسفل الحوض. قال الراجز: أعراضُهم ممغوثةٌ مُمَرْطَلَهْ في كلِّ ماءٍ آجنٍ وسَمَلَهْ ممغوثة: مدلوكة؛ ومُمَرْطَلَة: مسترخية رطبة. وسَمَلْتُ عينَ الرجل أسمُلها سَمْلاً، إذا أحميت لها حديدة فكحلتها بها. وفي الحديث: " فسَمَلَ أعينَهم " . وأبو سَمّال الأسَدي: رجل معروف، وله حديث. وبنو سَمّال: بطن من العرب سَمَلَ أبوهم رجلاً فسُمّي سَمّالاً. والسَّمَال: شجر، لغة يمانية، وهي التي تسمّى الشِّبِتّ. واللّمْس أصله باليد ليُعرف مَسُّ الشيء، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار كل طالب ملتمساً. والملامسة في بعض الأقاويل: كناية عن النِّكاح، وفي بعضها: الملامسة باليد؛ ويقولون: فلانة لا تمنه يدَ لامِسٍ، كأنهم أرادوا لِين جانب المرأة وانقيادها. وقد سمّت العرب لامساً ولَميساً ولَمّاساً ولُمَيْساً. والمَسْل، والجمع مُسْلان: خَدٌّ في الأرض شبيه بالانهباط ينقاد ويتسطيل؛ فأما المَسيل فهو مَفْعِل لأنه سال يسيل، والميم زائدة، وكان أصله مَسْيِلاً. ومُسالا الرجل: جانبا لحيته، والواحد مُسال. قال الشاعر: فلو كان في الحيّ النّجيِّ سَوادُه ... لما مَسَحَتْ تلك المُسالاتِ عامرُ والمَلْس: مصدر مَلَسْتُ الشيء مَلْساً، ومَلَسَ الشيءُ يملُس مَلْساً، إذا انخنس انخناساً سريعاً وامّلس امِّلاساً. وبه سُمّي الرجل مَلاّساً؛ ومنه قولهم: ناقة مَلَسَى: سريعة. وامتُلس بصرُه، إذا اختُطف. والشيء الأملس مثل الصخرة الملساء ونحوها من هذا أيضاً لامِّلاس ماء المطر عنها وكل شيء عليها. وأرض إمْليس، والجمع أماليس، وهي الملساء التي لا شُخوص ولا شجر فيها. وامَّلس الشيءُ من يدك، إذا سقط وأنت لا تشعر به. وبعتُه المَلَسَى، أي بنَسيئة.

عتك (لسان العرب) [0]


عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكاً: كَرَّ، وفي التهذيب: كرَّ في القتال.
وعَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إذا حمل.
وعَتَك الفرسُ: حَمَل للعَضِّ؛ قال: نُتْبِعهُم خَيْلاً لنا عَواتِكَا، في الحرب، حُرْداً تَركَبُ المَهالكا أَي مُغْتاظة عليهم، ويروى عَوانكا.
وعَتَك في الأرض يَعْتِك عُتُوكاً: ذهب وحده.
وعَتَك عليه يضربه: حَمَلَ عليه حَمْلةَ بَطْش.
وعَتَك عليه بخير أَو شرّ: اعترض.
وعَتَك على يمين فاجرة. أَقْدَم.
والعاتِك: الراجع من حال إلى حال.
وعَتَكَ فلان بفلان يَعْتِك به إذا لزمه.
وعَتَكتِ المرأةُ على زوجها: نَشَزَت.
وعَتَكَتْ على أَبيها: عصته وغلبته، وقال ثعلب: إنما هو عَنَكت،بالنون، والتاء تصحيف.
وعَتَكَ القومُ إلى موضع كذا إذا عدلوا إليه؛ قال جرير: سارُوا فلستُ، على أَني أُصِبْتُ بهم، أَدْري على أَيِّ صَرْفَيْ نِيَّةٍ . . . أكمل المادة عَتَكوا ورجل عاتك: لَجُوجٌ لا يَنْتَهي ولا يَنْثَني عن أَمر؛ وأَنشد الأَزهري هنا: نُتْبعهم خيلاً لنا عواتِكا وعَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً وعُتوكاً، وهي عاتِك: احْمَرَّت من القِدَم وطول العهد.
والعاتِكة: القوس إذا قَدُمَتْ واحْمَرَّت.
وامرأة عاتكة: مُحْمَرَّة من الطِّيب، وقيل: بها رَدْعُ طِيبٍ، وسميت المرأَة عاتكة لصفائها وحُمْرتها.
وفي الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم، يوم حنين: أَنا ابن العَواتك من سُلَيْم؛ العواتك: جمع عاتكة، وأَصل العاتكة المُتَضَمِّخة بالطيب.
ونخلة عاتكة: لا تأتَبِر أَي لا تقبل الإبار وهي الصَّلُودُ تحمل الشِّيصَ.
والعواتك من سُلَيم: ثلاث يعني جداته، صلى الله عليه وسلم، وهنّ عاتكة بنت هِلال بن فالَج بن ذَكْوان أم عبد مناف بن قصيّ جدّ هاشم، وعاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم هاشم بن عبد مناف، وعاتكة بنت الأَوْقَص بن مُرَّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم وهب بن عبد مناف بن زُهْرة جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبي أُمه آمنة بنت وهب، فالأُولى من العواتك (* قوله «فالأولى من العواتك إلخ» عبارة النهاية: فالأولى من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة.) عَمَّةُ الوُسْطَى والوُسطى عمةُ الأُخرى، وبنو سليم تَفْخَرُ بهذه الولادة؛ ولبني سُلَيم مَفاخِر: منها أَنها أَلَّفَتْ معه يوم فتح مكة أَي شهده منهم أَلفٌ، وأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَدَّم لواءَهم يومئذ على الألْوِية وكان أحمر، ومنها أَن عمر كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام أن ابعثوا إلي من كل بلد أَفضلَه رجلاً، فبعث أَهل الكوفة عُتْبة بن فَرْقَدٍ السُّلَمي، وبعث أَهل البصرة مُجاشِعَ بن مسعود السُّلَمي، وبعث أهل مصر مَعْنَ بن يزيد السُّلَمِي، وبعث أَهل الشام أَبا الأعْوَر السُّلَمِي، وسائر العَواتك أُمهاتِ النبي، صلى الله عليه وسلم، من غير بني سُلَيْم. قال ابن بَرِّي: والعواتك اللاَّتي ولدنه، صلى الله عليه وسلم، اثنتا عشرة: اثنتان من قريش، وثلاث من سُليم هن اللواتي أسميناهن، واثنتان من عَدْوان، وكنانية وأسدية وهُذَلية وقُضاعية وأَزْدية.
وأَحمر عاتك: شديد الحُمْرة.
والعَتِيك: الأَحمَر من القِدَم، وهو نعت.
وأَحمر عاتكٌ وأَحمر أَقْشَر إذا كان شديد الحُمْرة.
ولون عاتك: خالص أَيّ لون كان.
والعاتك: الخالص من كل شيءٍ ولون.
وعِرْقٌ عاتِك: أَصفر.
وعَتَكَ اللبنُ والنبيذ يَعْتِكُ عُتوكاً: اشتدت حُموضته.
ونبيذ عاتك إذا صفا. أَبو عبيد في باب لُزوق الشيء: عَسِقَ وعَبِقَ وعَتَكَ، والعاتِك من اللبن الحازِرُ.
وعَتَكَ اللبنُ والشيءُ يَعْتِكُ عَتْكاً: لَزِقَ.
وعَتَكَ به الطيبُ أَي لَزِقَ به.
وعَتَك البولُ على فخذ الناقة أَي يَبِسَ.
وكلُّ كريم عاتِك.
وأَقام عَتْكاً أَي دَهْراً؛ عن اللحياني؛ والمعروف عَنْكاً.
وعَتِيكٌ: أَبو قبيلة من اليمن، وقيل: العَتِيك بالألف واللام فَخِذٌ من الأزد؛ عن كراع، والنسبة إليها عَتَكِيٌّ.
وعَتِيك: حيٌّ من العرب.
والعَتْكُ: اسم جبل؛ قال ذو الرمة: فَلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قبل احْتِمالِها شَواهِقُ، يَبلُغْنَ السَّحابَ، صِعابُ

قرط (لسان العرب) [0]


القُرْطُ: الشَّنْف، وقيل: الشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن والقُرْط في أَسفلها، وقيل: القُرْط الذي يعلَّق في شحمة الأُذن، والجمع أَقْراط وقِراط وقُروط وقِرَطة.
وفي الحديث: ما يمنع إِحْداكنَّ أَن تصنَع قُرْطين من فضة؛ القُرْطُ: نوع من حُلِيِّ الأُذُن معروف؛ وقَرَّطْت الجارية فتقَرَّطتْ هي؛ قال الراجز يخاطب امرأَته: قَرَّطكِ اللّه، على العَيْنَينِ، عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ وجارية مُقَرَّطة: ذات قُرْط.
ويقال للدُّرّة تعلَّق في الأُذُن قُرْط، وللتُّومة من الفضة قُرْط، وللمَعاليق من الذهب قُرْط، والجمع في ذلك كله القِرَطة.
والقُرْط: الثُّرَيّا.
وقُرْطا النَّصْل: أُذُناه.
والقَرَط: شِية (* قوله «والقرط شية» كذا بالأصل.) حسَنة في المعزى، وهو أَن يكون لها زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيها، فهي قَرْطاء، والذكر . . . أكمل المادة أَقْرَط مُقَرَّط، ويستحب في التيس لأَنه يكون مِئناثاً. قال ابن سيده: والقُرَطة والقِرَطة أَن يكون للمعزى أَو التَّيْس زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيه، وقد قَرِطَ قَرَطاً، وهو أَقْرَط.
وقَرَّط فَرَسه اللِّجام: مَدَّ يدَه بعِنانه فجعله على قَذاله، وقيل: إِذا وضع اللِّجام وراء أُذنيه.
ويقال: قَرَّط فَرَسه إِذا طرح اللِّجام في رأْسه.
وفي حديث النعمان بن مقرّن: أَنه أَوصى أَصحابه يومَ نِهاوَنْد فقال: إِذا هزَزْت اللواءَ فَلْتَثِب الرجال إِلى خيولها فيُقَرِّطوها أَعِنّتها، كأَنه أَمرَهم بإِلجامها. قال ابن دريد: تَقْرِيط الفرس له موضعان: أَحدهما طَرْحُ اللجام في رأْس الفرس، والثاني إِذا مدَّ الفارس يده حتى جعلها على قَذال فرسِه وهي تُحْضِر؛ قال ابن بري وعليه قول المتنبي: فقَرِّطْها الأَعِنَّةَ راجعاتٍ وقيل: تَقْرِيطُها حَمْلُها على أَشدّ الخُضْر، وذلك أَنه إِذا اشتدَّ حُضْرها امتدَّ العِنان على أُذُنها فصار كالقُرْط.
وقَرَط الكُرّاثَ وقَرَّطه: قطَّعه في القِدْرِ، وجعل ابن جِني القُرْطُم ثلاثيّاً، وقال: سُمِّي بذلك لأَنه يُقَرَّط.
وقَرَّطَ عليه: أَعطاه قليلاً.
والقُرْط: الصَّرْع؛ عن كراع.
وقال ابن دريد: القِرْطي الصَّرْع على القَفا، والقُرْط شُعْلة النار، والقِرط شُعْلة السِّراج.
وقَرَّط السراجَ إِذا نزع منه ما احترق ليُضيء.
والقُراطة: ما يُقطع من أَنف السراج إِذا عشى، والقُراطة ما احترق من طَرف الفَتيلة، وقيل: بل القُراطة المصباح نفسه؛ قال ساعدة الهذلي: سَبَقْتُ بها مَعابِلَ مُرْهَفات مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراطِ (* قوله «سبقت» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: شنفت. قال ويروى قرنت، ونسبه عن الصاغاني للمتنخل الهذلي يصف قوساً.) مُسالات: جمع مُسالة، والأَغِرَّة: جمع الغِرار، وهو الحدّ، والجمع أَقْرِطة. ابن الأَعرابي: القِراط السراج وهو الهِزْلقِ.
والقِرَّاط والقِيراط من الوزن: معروف، وهو نصف دانِق، وأَصله قِرّاط بالتشديد لأَن جمعه قَراريط فأُبدل من إِحدى حرفي تضعيفه ياء على ما ذكر في دينار كما قالوا ديباج وجمعوه دَبابيج، وأَما القيراط الذي في حديث ابن عمر وأَبي هريرة في تَشْييع الجنازة فقد جاء تفسيره فيه أَنه مثل جبل أُحُد، قال ابن دريرد: أَصل القيراط من قولهم قَرَّط عليه إِذا أَعطاه قليلاً قليلاً.
وفي حديث أَبي ذَرّ: ستفتحون أَرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأَهلها خيراً فإِن لهم ذِمّة ورَحِماً؛ القيراط جُزء من أَجزاء الدينار وهو نصف عُشره في أَكثر البلاد، وأَهل الشام يجعلونه جزءاً من أَربعة وعشرين، والياء فيه بدل من الراء وأَصله قِرّاط، وأَراد بالأَرض المُستفتحة مِصر، صانها اللّه تعالى، وخصها بالذكر وإِن كان القيراط مذكوراً في غيرها لأَنه كان يغلِب على أَهلها أَن يقولوا: أَعطيت فلاناً قَراريط إِذا أَسمعه ما يَكْرهه، واذهَبْ لا أُعطيك قَراريطك أَي أَسُبُّك وأُسْمِعك المكروه، قال: ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم، ومعنى قوله فإِن لهم ذمّة ورَحِماً أَنَّ هاجَرَ أُم إسمعيل، عليهما السلام، كانت قِبْطِيّة من أَهْل مصر.
والقُرْط: الذي تُعْلَفه الدوابّ وهو شبيه بالرُّطْبة وهو أَجلُّ منها وأَعظم ورَقاً.
وقُرْط وقُرَيْط وقَرِيط: بطون من بني كلاب يقال لهم القُروط.
وقُرط: اسم رجل من سِنْبِس.
وقُرْط: قبيلة من مَهْرة بن حَيْدان.
والقَرطِيّة والقُرْطِيّة: ضرْب من الإِبل ينسب إِليها؛ قال: قال ليَ القُرْطِيُّ قَوْلاً أَفهَمُهْ، إِذ عَضَّه مَضْروسُ قِدٍّ يأْلَمُهْ

كنس (لسان العرب) [0]


الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض. كَنَسَ الموضع يَكْنُسُه، بالضم، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عنه.
والمِكْنَسَة: ما كُنِس به، والجمع مَكانِس.
والكُناسَة: ما كُنِسَ. قال اللحياني: كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض.
والكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ.
وفَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.
والمَكْنِسُ (* قوله «والمكنس» هكذا في الأصل مضبوطاً بكسر النون، وهومقتضى قوله بعد البيت وكنست الظباء والبقر تكنس بالكسر، ولكن مقتضى قوله قبل البيت وهو من ذلك لأنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين.): مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فيه من الحرِّ، وهو . . . أكمل المادة الكِناسُ، والجمع أَكْنِسَة وكُنْسٌ، وهو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتى تصل إِلى الثَّرَى، وكُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ وجُزُرات؛ قال: إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ، تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلاَّ (* قوله «سلبته الطلا» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: سلبته الظلا.) وكَنَسَتِ الظِّباء والبقر تَكْنِسُ، بالكسر، وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ: دخلت في الكِناس؛ قال لبيد: شاقَتُكَ ظُعْنُ الحَيِّ يوم تَحَمَّلُوا، فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْن.
والكَانِسُ: الظبي يدخل في كِناسِهِ، وهو موضع في الشجر يَكْتَنُّ فيه ويستتر؛ وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وإِلا نَعاماً بها خِلْفَةً، وإِلاَّ ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا وكذلك البقر؛ أَنشد ثعلب: دارٌ لليلى خَلَقٌ لَبِيسُ، ليس بها من أَهلِها أَنِيسُ إِلا اليَعافِيرُ وإِلاَّ العِيسُ، وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ وكَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت في مَجاريها ثم انصرفت راجعة.
وفي التنزيل: فلا أُقْسِمُ بالخُنْسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال الزجاج: الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية، وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها، وقيل: الكُنَّسُ الظِّباء.
والبقر تَكْنِس أَي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قال: والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة.
وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هي النجوم الخمسة تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار، وهو الكِناسُ، والنجوم الخمسة: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وقال الليث: هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه ويستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وقيل: هي الخُنَّسُ السَّيَّارة.
وفي الحديث: أَنه كان يقرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّسِ؛ الجَوارِي الكواكب، والكُنَّسُ جمع كانِس، وهي التي تغيب، من كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب واستتر في كِناسِه، وهو الموضع الذي يَأْوِي إِليه.
وفي حديث زياد: ثم أَطْرَقُوا وَراءكم في مَكانِسِ الرِّيَبِ؛ المَكانِسُ: جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس، والمعنى اسْتَترُوا في موضع الرِّيبَة.
وفي حديث كعب: أَول من لَبسَ القَباءَ سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثَّياب كَنَسَتْ الشياطين استهزاء. يقال: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ ويروى: كنَّصت، بالصاد. يقال: كنَّصَ في وجه فلان إِذا استهزأَ به.
ويقال: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وهي المَلْساء الجَرْداء من الشعَر. قال أَبو منصور: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرايا لِمَلاسَتِها.
وكَنِيسَةُ اليهود وجمعها كَنائِس، وهي معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الجوهري: والكنِيسَة للنصارى.
ورَمْلُ الكِناس: رمل في بلاد عبد اللَّه بن كلاب، ويقال له أَيضاً الكِناس؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها، عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ (* قوله «رميم» هو اسم امرأة كما في شرح القاموس.) قال: أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل.
والكُناسَةُ: اسم موضع بالكوفة.
والكُناسَة والكانِسيَّة: موضعان؛ أَنشد سيبويه: دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ، بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا

هفف (لسان العرب) [0]


الهَفِيف: سُرْعة السير. هَفَّ يَهِفُّ هَفِيفاً: أَسرع في السير؛ قال ذو الرمة: إذا ما نعَسْنا نَعْسةً قُلْتُ غَنِّنا بَخَرْقاء، وارْفَعْ من هَفِيف الرَّواحِل وهَفَّت هافَّةٌ من الناس أَي طَرأَت عن جَدْب.
وغيمٌ هِفٌّ: لا ماء فيه.
والهِفُّ، بالكسر: السحاب الرقيق لا ماء فيه؛ قال ابن بري: ومنه قول أُميّة: وشَوَّذتْ شَمْسُهم، إذا طَلَعَتْ بالجُلْب، هِفّاً كأَنه كَتَمُ (* قوله «بالجلب» بالجيم هو الصواب وقد تقدم في شوذ بالخاء المعجمة في البيت وتفسيره وهو خطأ. راجع مادتي جلب وخلب.) شوَّذت: ارتفعت، أَراد أَن الشمس طلعت في قُتْمة فكأَنما عَمَّمَتْها.
وفي حديث أَبي ذر، رضي اللّه عنه: واللّه ما في بيتك هُفَّة ولا . . . أكمل المادة سُفّة؛ الهُفَّة: السحاب لا ماء فيه، والسُّفّة: ما يُنْسَج من الخوص كالزَّبيل، أَي لا مَشروب في بيتك ولا مأْكول.
وشُهْدة هِفُّ: لا عسَل فيها.
وفي التهذيب: شُهدة هِفّة.
وعسل هفٌّ: رقيق؛ قال ساعدة: لتَكَشَّفَتْ عن ذِي مُتُونٍ نَيِّرٍ، كالرَّيْطِ لا هِفٍّ، ولا هو مُخْرَبُ مُخْرَبٌ: تُرك لم يُعَسَّلْ فيه.
وقال أَبو حنيفة: الهف، بغير هاء، الشهدة الرقيقة الخفيفة القليلة العسل. قال يعقوب: يقال شُهدة هِفٌّ ليس فيها عسل، فوصف به.
والهَفَّاف: البرّاق.
وجاءنا على هَفّانِ ذاك أَي وقته وحِينه.
وثوب هَفّاف وهَفْهاف: يَخِفُّ مع الريح، وفي الصحاح: أَي رقيق شَفّاف.
وريح هَفّافة وهفهافة: سريعة المَرّ.
وهَفَّت تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيفاً إذا سمعت صوت هُبوبها.
وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه، في تفسير السَّكِينة: هي ريح هَفّافة أَي سريعة المُرور في هُبوبها.
والريحُ الهَفّافة: الساكنة الطَّيِّبةُ. الأَزهري في حديث علي، رضي اللّه عنه، أنه قال في تفسير قوله تعالى: أَن يأَتِيَكم التابوتُ فيه سَكِينة من ربكم، قال: لها وجه كوجه الإنسان، وهي بعدَ ريح أَحمر.
ورجل هَفّاف القميص إذا نُعِت بالخِفّة؛ وقال ذو الرمة في الغازنته (* قوله «الغازنته» كذا في الأصل.): وأَبْيَضَ هَفّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُه، فجئْتُ به للقَوم مُغْتَصباً قَسْرا أَراد بالأَبيض قَلْباً عليه شحم أَبيض، وقَمِيص القلب: غِشاؤه من الشحم، وجعله هفّافاً لرقَّته؛ وأَما قول ابن أَحمر: كبَيْضةِ أُدْحِيٍّ بوَعْثِ خَميلةٍ، يُهَفْهِفُها هَيْقٌ بجُؤْشُوشِه صَعْلُ فمعنى يُهفْهفها أَي يُحرِّكها ويَدْفَعها لتُفْرِخ عن الرَّأْل.
والهَفْهافان: الجَناحان لخِفَّتِهما؛ قال ابن أَحمر يصف ظَليماً وبيضَه:يَبِيت يَحُفُّهن بقَفْقَفَيْهِ، ويَلْحَفُهُنّ هَفْهافاً ثَخِينا أَي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثخيناً لتراكب الرِّيش.
وظِلٌّ هَفْهَفٌ: بارد تَهِفّ فيه الريح؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: أَبطَحَ حَيَّاشاً وظِلاًّ هَفْهَفا وغُرْفة هَفّافة وهَفْهافة: مُظِلّة باردة.
ويقال للجارية الهَيْفاء: مُهَفَّفةٌ ومُهَفْهَفةٌ وهي الخَمِيصةُ البطنِ الدقيقة الخَصْر، ورجل هَفْهاف ومُهَفْهَف كذلك؛ وأَنشد: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غيرُ مُفاضةٍ وامرأَة مُهَفْهَفة لأَي ضامرة البطن. ابن الأَعرابي: هَفْهَفَ الرَّجل إذا مُشِقَ بدنه فصار كأَنه غُصْن يَميد مَلاحة.
والهِفُّ: الزرْع الذي يؤخّر حَصاده فيَنْتَثِر حبه والهَفّاف: الخفيف، وقد هَفَّ هَفِيفاً.
وريش هَفّاف.
واليَهْفُوف: الجَبان. ابن سيده: اليَهْفُوف الحديدُ القلب، وزاد غيره من الرجال، وهو أَيضاً الأَحمق.
واليَهْفُوف: القَفْر من الأَرض. ابن بري: أَبو عمرو اليَهْفُوف: القلب الحديد؛ وأَنشد: طائره حدا بقَلْبٍ يَهْفُوف ورجل هِفٌّ: خفيفٌ.
وفي حديث الحسن وذكَر الحَجاج: هل كان إلاَّ حماراً هِفّاً؟ أَي طيّاشاً خفيفاً.
وفي حديث كعب: كانت الأَرضُ هِفّاً على الماء أَي قَلِقةً لا تَستقِرُّ، من قولهم رجل هِفٌّ أَي خفيف.
وفي النوادر: تقول العرب: ما أَحسَنَ هِفّة الورَق ورِقَّته، وهي إبْرِدَتُه.
وظِلٌّ هَفْهافٌ: بارد، والظلُّ الهَفّافُ.
وزُقاقُ الهَفّةِ: موضع من البَطِيحة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرَق للسُّفُن.
والهِفُّ، بالكسر: جنس من السمك صغار. ابن الأَعرابي: الهِفُّ الهازِبَى، مقصور، وهو السمك، واحدته هُفَّة.
وقال عُمارة: يقال للهفّ الحُساسُ، قال: والهازِبى جنس من السمك معروف.
وفي بعض الحديث: كان بعضُ العُبّادِ يُفْطِر كل ليلة على هِفّة يَشْوِيها؛ هو بالكسر والفتح، نوع من السمك، وقيل: هو الدُّعْمُوص وهي دُويبة تكون في مُسْتَنْقَع الماء.

حظر (لسان العرب) [0]


الحَطْرُ: الحَجْرُ، وهو خلاف الإِباحَةِ.
والمَحْظُورُ: المُحَرَّمُ. حَظَرَ الشيءَ يَحْظُرُه حَظْراً وحِظاراً وحَظَرَ عليه: منعه، وكلُّ ما حال بينك وبين شيء، فقد حَظَرَهُ عليك.
وفي التنزيل العزيز: وما كان عَطاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً.
وقول العرب: لا حِظارَ على الأَسماء يعني أَنه لا يمنع أَحد أَن يسمي بما شاء أَو يتسمى به.
وحَظَرَ عليه حَظْراً: حَجَرَ ومَنَعَ.
والحَظِيرَة: جَرِينُ التمر، نَجْدِيَّة، لأَنه يَحْظُرُه ويَحْصُرُه.
والحَظِيرَةُ: ما أَحاط بالشيء، وهي تكون من قَصَبٍ وخَشب؛ قال المَرَّارُ بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ: فإِنَّ لنا حَظائِرَ ناعِماتٍ، عَطاء اللهِ رَبِّ العالمينا فاستعاره للنخل.
والحِظَارُ: حائطها وصاحبها مُحْتَظِرٌ إِذا اتخذها لنفسه، فإِذا لم تَخُصَّهُ بها فهو مُحْظِرٌ.
وكل ما حال بينك وبين شيء، فهو . . . أكمل المادة حِظار وحَظَارٌ.
وكل شيء حَجَرَ بين شيئين، فهو حِظارٌ وحِجارٌ.
والحِظارُ: الحَظِيرَةُ تعمل للإِبل من شجر لتقيها البَرْد والريحَ؛ وفي التهذيب: الحَظارُ، بفتح الحاء.
وقال الأَزهري: وجدته بخط شمر الحِظار، بكسر الحاء.
والمُحْتَظِرُ: الذي يعمل الحَظِيرَةَ، وقرئ: كَهَشِيمِ المُحْتَظِر؛ فمن كسره جعله الفاعل، ومن فتحه جعله المفعول به.
واحْتَظَرَ القومُ وحَظَرُوا: اتخذوا حَظِيرَةً.
وحَظَرُوا أَموالهم: حَبَسُوها في الحظائر من تضييق.
والحَظِرُ: الشيءُ المُحْتَظَرُ به.
ويقال للرجل القليل الخير: إِنه لَنكِدُ الحَظِيرَةِ؛ قال أَبو عبيد: أُراه سمى أَمواله حَظِيرَةً لأَنه حَظَرَها عنده ومنعها، وهي فعيلة بمعنى مفعولة.
والحَظِرُ: الشجر المُحْتَظَرُ به، وقيل الشوك الرَّطْبُ؛ ووقع في الحَظِرِ الرَّطْبِ إِذا وقع فيما لا طاقة له به، وأَصله أَن العرب تجمع الشوك الرَّطْبَ فَتُحَظِّرُ به فربما وقع فيه الرجل فَنَشِب فيه فشبهوه بهذا.
وجاء بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي بكثرة من المال والناس، وقيل بالكذب المُسْتَشْنَعِ.
وأَوْقَدَ في الحَظِرِ الرطْبِ: نَمَّ. الأَزهري: سمعت العرب تقول للجدار من الشجر يوضع بعضه على بعض ليكون ذَرًى للمال يَرُدُّ عنه بَرْدَ الشَّمالِ في الشتاء: حَظارٌ، بفتح الحاء؛ وقد حَظَرَ فلانٌ على نَعَمِهِ. قال الله تعالى: إِنا أَرسلنا عليهم صَيْحَةً واحدةً فكانوا كهَشِيم المُحْتَظِر؛ وقرئ: المحتظَر؛ أَراد كالهشيم الذي جمعه صاحب الحظيرة؛ ومن قرأَ المحتظَر، بالفتح، فالمحتظَر اسم للحظيرة، المعنى كهشيم المكان الذي يحتظر فيه الهشيم، والهشيم: ما يَبِسَ من المُحْتَظَرَاتِ فارْفَتَّ وتَكَسَّر؛ المعنى أَنهم بادوا وهلكوا فصاروا كَيَبيس الشجر إِذا تَحَطَّمَ؛ وقال الفرّاء: معنى قوله كهشيم المحتظر أَي كهشيم الذي يحظر على هشيمه، أَراد أَنه حَظَرَ حِظاراً رَطْباً على حِظارٍ قديم قد يَبِسَ.
ويقال للحَطَبِ الرَّطْبِ الذي يُحْظَرُ به: الحَظِرُ؛ ومنه قول الشاعر: ولم يَمْشِ بين الحَيِّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي لم يمش بالنميمة.
والحَظْرُ: المنعُ، ومنه قوله تعالى: وما كان عطاءٌ ربك مَحْظُوراً؛ وكثيراً ما يرد في القرآن ذكر المَحْظُور ويراد به الحرام.
وقد حَظَرْتُ الشيءَ إِذا حَرَّمْتَهُ، وهو راجع إِلى المنع.
وفي حديث أُكَيْدِرِ دُوْمَةَ: لا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ؛ يقول: لا تُمْنَعُونَ من الزراعةِ حيث شئتم، ويجوز أَن يكون معناه لا يُحْمَى عليكم المَرْتَعُ.
وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا حِمَى في الأَراكِ، فقال له رجل: أَرَاكَةٌ في حِظارِي، فقال: لا حِمَى في الأَراك؛ رواه شمر وقيده بخطه في حِظاري، بكسر الحاء، وقال: أَراد الأَرض التي فيها الزعر المُحاطُ عليها كالحَظِيرَةِ، وتفتح الحاء وتكسر، وكانت تلك الأَراكة التي ذكرها في الأَرض التي أَحياها قبل أَن يحييها فلم يملكها بالإِحياء وملك الأَرض دونها أَو كانت مَرْعَى السَّارِحَةِ.
والمِحْظارُ: ذُبابٌ أَخْضَرُ يَلْسَعُ كذباب الآجام.
وحَظِيرَةُ القُدْسِ: الجَنَّةُ.
وفي الحديث: لا يَلِجُ حَظِيرَةَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ أَراد بحظيرة القدس الجنة، وهي في الأَصل الموضع الذي يُحاطُ عليه لتأْوي إِليه الغنم والإِبل يقيها البرد والريح.وفي الحديث: أَتته امرأَة فقالت: يا نَبِيَّ الله، ادْعُ اللهَ لي فلقد دَفَنْتُ ثلاثة، فقال: لقد احْتَظَرْت بِحِظارٍ شديد من النار؛ والاحْتِظارُ: فِعْلُ الحِظارِ، أَراد لقد احْتَمَيْتِ بِحِمًى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دُخولَها.
وفي حديث مالك بن أَنس: يَشْتَرِطُ صاحبُ الأَرض على المُساقِي سَدَّ الحِظارِ يريد به حائط البستان.

خَرَقَهُ (القاموس المحيط) [0]


خَرَقَهُ يَخْرُقُهُ ويَخْرِقُهُ: جابَهُ ومَزَّقَه،
و~ الرجُلُ: كَذَبَ، وقَطَعَ المَفازَةَ،
و~ الثَّوْبَ: شَقَّه،
و~ الكَذِبَ: صَنَعَهُ،
و~ في البَيْتِ خُروقاً: أقامَ (فلم يَبْرَحْ)،
كخَرِقَ، كفرِحَ.
وخَرُقَ بالشيءِ، ككَرُمَ: جَهِلَهُ.
والخَرْقُ: القَفْرُ، والأرضُ الواسِعَةُ تَتَخَرَّقُ فيها الرِياحُ،
كالخَرْقاءِ،
ج: خُروقٌ، ونَبْتٌ كالقُسْطِ،
وع بنَيْسابورَ، وبالكسرِ، وكسِكّيتٍ: السَّخِيُّ، أو الظَّريفُ في سَخاوَةٍ، والفَتَى الحَسَنُ الكَريمُ الخَليقَةِ،
ج: أخْراقٌ وخُرَّاقٌ وخُروقٌ.
وكمَقْعَدٍ: الفَلاةُ،
و~ مِنَ الحَوْضِ: حَجَرٌ يكونُ في عُقْرِهِ لِيُخرجوا منه الماءَ إذا شاؤُوا.
والمَخْروقُ: المَحْرومُ لا يَقَعُ في كَفِّهِ غِنًى.
والخِرْقَةُ، بالكسرِ منَ الجَرادِ، والثَّوْبِ: القِطْعَةُ . . . أكمل المادة (منه)،
ج: كعِنَبٍ.
وأبو القاسِمِ شيْخُ الحَنابِلَةِ، وأبو الحُسَيْنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ والِدُ صاحِبِ "المُخْتَصَرِ"، وعبدُ العَزيزِ بنُ جَعْفَرٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ علِيٍّ، وإبراهيمُ بنُ عَمْرٍو مُسْنِدُ أصْبَهَانَ، وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ أبي الفَتْحِ، وبَلَدِيَّاهُ: عُمَرُ بنُ محمدٍ الدَّلاَّلُ، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ الخِرَقِيُّونَ، أئِمةٌ محدِّثونَ.
وذو الخِرَقِ: النُّعْمانُ بنُ راشِدٍ، لإِعْلامِهِ نفسَه بِخِرَقٍ حُمْرٍ وصُفْرٍ في الحَرْبِ، وخَليفَةُ بنُ حَمَلٍ، لقولِه:
لَمَّا رأتْ إِبِلي جاءَتْ حَمولَتُها **** غَرْثَى عِجافاً عليها الرِيشُ والخِرَقُ
وقُرْطٌ، أو ابنُ قُرْطٍ الطُّهَوِيُّ الشاعِرُ القَديمُ، وابنُ شُرَيْحِ بنِ سَيْفٍ: شاعِرٌ آخَرُ جاهِليٌّ يَرْبُوعِيٌّ، وفَرَسُ عَبَّادِ بنِ الحَارِثِ.
وخِرْقَةُ، بالكسر: فَرَسُ الأَسْوَدِ بنِ قِرْدَةَ، وَفَرَسُ مُعَتِّبٍ الغَنَوِيِّ، واسمُ ابنِ شُعاثَ الشاعِرِ، وشُعاثُ: أُمُّهُ، وأبوه نُباتَةُ.
والمِخْراقُ: الرجُلُ الحَسَنُ الجِسْمِ، طَالَ أو لم يَطُلْ، والمُتَصَرِّفُ في الأُمورِ، والثَّوْرُ البَرِّيُّ، والسَّيِّدُ، والسَّخِيُّ، واسمٌ، والمِنْديلُ يُلَفُّ لِيُضْرَبَ به.
وهو مِخْراقُ حَرْبٍ: صاحِبُ حُروبٍ.
والخَريقُ: المُطْمَئِنُّ مِنَ الأرضِ وفيه نَباتٌ،
ج: ككُتُبٍ، والريحُ البارِدَةُ الشَّديدَةُ الهَبَّابَةُ،
كالخَروقِ، واللَّيِّنَةُ السَّهْلَةُ، ضِدٌّ، أو الراجِعَةُ المُسْتَمِرَّةُ السَّيْرِ، أو الطَّويلَةُ الهُبوبِ، والبِئْرُ كُسِرَ جَبْلَتُها مِنَ الماءِ،
ج: خَرائِقُ وخُرُقٌ،
و~ مِنَ الأَرْحَامِ: التي خَرَقَها الوَلَدُ فلا تَلْقَحُ،
كالمُتَخَرِّقَةِ، ومَجْرَى الماءِ الذي ليسَ بِقَعيرٍ ولا يَخْلو مِنْ شَجَرٍ، ومُنْفَسَحُ الوادي حيثُ يَنْتَهِي.
وككَتِفٍ: الرَّمادُ لأنه يَثْبُتُ ويَذْهَبُ أهلُهُ، ووَلَدُ الظَّبْيَةِ الضَّعيفُ القَوائِمِ.
وكرُكَّعٍ: طائرٌ، أو جِنْسٌ من العَصافيرِ،
ج: خرارِقُ.
والخَرَقُ، مُحرَّكةً: الدَّهَشُ من خَوْفٍ أو حَياءٍ، أو أن يُبْهَتَ فاتِحاً عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ، وأنْ يَفْرَقَ الغَزالُ فَيَعْجِزَ عن النُّهوضِ، والطائِرُ فلا يَقْدِرَ على الطَّيَرانِ. خَرِقَ، كَفَرِحَ، فهو خَرِقٌ، وهي خَرِقَةٌ،
وبِلا لامٍ: ة بمَروَ، مُعَرَّبُ: خَرَه، منها: محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي بِشْرٍ المُتَكَلِّمُ، ومحمدُ بنُ موسى، وابنُ عُبَيْدِ اللهِ المُحَدِّثُونَ.
والخُرْقُ، بالضم، وبالتحريكِ: ضِدُّ الرِفْقِ، وأن لا يُحْسِنَ الرجلُ العَمَلَ والتَّصَرفَ في الأُمورِ، والحُمْقُ،
كالخُرْقَةِ، وجمعُ الأَخْرَقِ والخَرْقَاءِ. خَرِقَ، كفرِحَ وكرُمَ.
وكَسحبانَ: ة ببِسْطامَ، وتَحْريكُه: لَحْنٌ،
وبتشديدِ الراءِ: ة بهَمَذانَ.
وكسِكِّيتٍ: الكثيرُ السَّخَاءِ.
والزُبَيْرُ بنُ خُرَيْقٍ، كزُبَيْرٍ: تابعيٌّ.
والأَخْرَقُ: الأحمقُ، أو مَن لا يُحْسِنُ الصَّنْعَةَ،
كالخَرِقِ، ككتِفٍ ونَدُسٍ، والبعيرُ يَقَعُ مَنْسِمهُ على الأرضِ قَبْلَ خُفِّهِ، يَعْتَرِيهِ ذلك من النَّجابَةِ.
وخَرْقاءُ: امرأةٌ سَوْدَاءُ، كانتْ تَقُمُّ مسجدَ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، ورَضيَ عنها، وامرأةٌ من بني البَكَّاءِ، شَبَّبَ بها ذو الرُّمَّةِ،
و~ من الغَنَمِ: التي في أُذُنِها خَرْقٌ،
و~ من الريحِ: الشديدةُ،
و~ من النُّوقِ: التي لا تَتَعاهَدُ مَواضِعَ قَوائِمِها،
وع.
وعِذارُ بنُ خَرْقاءَ: محدِّثٌ.
ومالكُ بنُ أبي الخَرْقاءِ: عُقَيْلِيٌّ.
و"لا تَعْدَمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً": يُضْرَبُ في النَّهْي عن المَعاذيرِ، أي: العِلَلُ كثيرةٌ، تحسِنُها الخَرْقاءُ فضْلاً عن الكَيِّسِ، فلا تَرْضَوا بها لأَنْفُسِكُم.
وأخْرَقَهُ: أدْهَشَهُ.
والتَّخْريقُ: التَّمْزيقُ، وكَثْرَةُ الكَذِبِ.
والتَّخَرُّقُ: خَلْقُ الكَذِبِ، ومُطَاوِعُ التَّخْريقِ،
كالانْخِراقِ، والتَّوَسُّعُ في السَّخَاءِ.
ورجلٌ مُتَخَرِّقُ السِرْبالِ،
ومُنْخَرِقُه: إذا طالَ سَفَرُه، فَتَشَقَّقَتْ ثِيابُهُ.
واخْرَوْرَقَ: تَخَرَّقَ.
والمُخْرَوْرِقُ: مَنْ يَدورُ على الإِبِلِ ويَخِفُّ ويَتَصَرَّفُ.
واخْتَرَقَ: مَرَّ،
و~ الكَذِبَ: اخْتَلَقَهُ.
ومُخْتَرَقُ الرِّياحِ: مَهَبُّها.
وعبدُ الكَريمِ بنُ أبي المُخارِقِ: محدِّثٌ لَيِّنٌ.

فلق (لسان العرب) [0]


الفَلْق: الشق، والفَلْق مصدر فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شقه، والتَّفْليقُ مثله، وفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ، والفِلَقُ: ماتَفَلَّق منه، واحدتها فِلْقَةٌ، وقد يقال لها فِلْقٌ، بطرح الهاء. الأَصمعي: الفُلُوق الشقوق، واحدها فَلَقٌ، محرك؛ وقال أَبوالهيثم: واحدهافَلْق، قال: وهو أَصوب من فَلَق.
وفي رجله فُلُوق أَي شقوق.والفِلْقةُ: الكِسْرةُ من الجَفْنة أو من الخبز.
ويقال:أعطني فِلْقةَ الجفنة وفِلقَ الجفنة وهونصفها، وقال غيره: هو أحد شِقَّيْها إذا انْفَلَقَتْ.وفي حديث جابر: صنعت للنبي، صلى الله عليه وسلم، مَرَقة يسميها أهل المدينة الفَلِيقةَ؛ قيل: هي قدر تطبخ ويثرد فيها فِلَقُ الخبز وهي كِسَرهُ، وفَلَقْت الفستقة وغيرها فانْفَلَقَت.
والفِلْق: القَضيب يُشَق باثنين فيعمل منه قوسان، فيقال لكل واحدة فِلْقٌ.
والفَلْق: الشق. . . . أكمل المادة يقال: مررت بحَرَّةٍ فيها فُلُوق أي شقوق.
وفي الحديث: يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر للإنبات.
وفي حديث علي، عليه السلام: والذي فَلَقَ الحبة وبرأَ النََّسَمَةَ، وكثيراً ما كان يقسم بها.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إن البكاء فالِقٌ كبدي.
والفِلْق: القوس يشف من العودِ فِلْقة مع أُخرى، فكل واحدة من القوسين فِلْقٌ.
وقال أبو حنيفة: من القِسيّ الفِلْق، وهي التي شُقَّت خشبتها شقتين أو ثلاثاً ثم عملتْ، قال: وهي الفَلِيقُ؛ وأَنشد للكميت: وفَلِيقاً مِلْءَ الشِّمالِ من الشَّوْ حَطِ تعطي، وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا وقوس فِلْقٌ: وصف بذلك؛ عن اللحياني.
وفِلْقَةُ القوس: قطعتها.
وفُلاقهُ الآجُرّ: قطعتها؛ عن اللحياني. يقال: كأَنه فُلاقه آجُرَّةٍ أي قطعة.
وفُلاق البيضة: ما تَفَلَّقَ منها.
وصار البيض فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً أي مُتَفَلِّقاً.
وفِلاقُ اللَّبَن: أن يخثُر ويحمُض حتى يتَفَلَّق؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وإن أَتاها ذو فِلاقٍ وحَشَنْ، تُعارضُ الكلبَ، إذا الكلبُ رَشَنْ وجمعه فُلُوق.
وتَفَلَّق اللبن: تقطع وتشقق من شدة الحموضة؛ وسمعت بعض العرب يقول للبن إذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع: قد تَفَلَّق وامْزَقَرَّ، وهو أن يصير اللبن ناحية، وهم يَعافون شرب اللبن المُتَفَلِّق.
وفَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات: شقه.
والفَلْقُ: الخلق.
وفي التنزيل: إن الله فالِقُ الحب والنوى.
وقال بعضهم: وفالِق في معنى خالق، وكذلك فَلَقَ الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر، وإذا تأَملت الخَلْق تبين لك أَن أكثره عن انِفلاق، فالفَلَقُ جميع المخلوقات، وفَلَقُ الصبح من ذلك.
وانْفَلَقَ المكان به: انشق.
وفَلَقَت النخلة، وهي فالِقٌ: انشقت عن الطَّلْع والكافور، والجمع قُلْق.
وفَلَقَ الله الفجر: أَبداه وأَوضحه.
وقوله تعالى: قالِقُ الأصْباح؛ قال الزجاج: جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن يكون معناه شاق الأَصباح، وهو راجع إلى معنى خالق.
والفَلَق، بالتحريك: ما انفَلَقَ من عمود الصبح، وقيل: هو الصبح بعينه، وقيل: هو الفجر، وكلٌّ راجع إلى معنى الشق. قال الله تعالى: قل أَعوذ برب الفَلَق؛ قال الفراء: الفَلَق الصبح. يقال: هو أَبين من فَلَقِ الصبح وفَرَق الصبح.
وقال الزجاج: الفَلَق بيان الصبح.
ويقال الفَلَقُ الخَلْق كله، والفَلَق بيان الحق بعد إشكال.
ويقال: فَلَقَ الصبحَ فالِقُه؛ قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي: حتى إذا ما انْجَلى عن وَجْهه فَلَقٌ، هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليل مُنْتَصبُ قال ابن بري: الرواية الصحيحة: حتى إذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ لأن بعده: أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ تَطَحْطُخُ الغيمِ، حتى ما له جُوَبُ وفي الحديث: أَنه كان يرى الرؤيا فتأْتي مثل فَلَقِ الصبح؛ هو بالتحريك: ضوءُه وإنارته.
والفَلْق، بالتسكين: الشَّقّ. كلمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه وسمعته من فَلْق فيه وفِلْق فيه؛ الأخيرة عن اللحياني، أي شِقِّه، وهي قليلة، والفتح أَعْرَف.
وضربه على فَلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه ووسطه.
والفَلَق والفالِقُ: الشق في الجبل والشِّعب: الأُولى عن اللحياني.
والفَلَقُ: المطمئن من الأَرض بين الرَّبْوَتَينِ؛ وأنشد: وبالأُدْمِ تَحْدي عليها الرِّحال، وبالشَّوْل في الفَلَقِ العاشب ويقال: كان ذلك بفالِق كذا وكذا؛ يريدون المكان المنحدر بين رَبْوَتَيْن، وجمع الفَلَق فُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان، وهو الفالِقُ، وقيل: الفالِق فضاء بين خَلَق وخُلْقان، وهو الفالِقُ، وقيل: الفالق فضاء بين شَقِيقَتين من رمل، وجمعهما فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران.
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو خيرة أو غيره من الأعراب: الفالِقَةُ، بالهاء، تكون وسط الجبال تنبت الشجر وتُنْزَلُ ويبيت بها المال في الليلة القَرَّة، فجعل الفالِقَ من جَلَد الأرض، قال: وكلا القولين ممكن.
وفي حديث الدجال: فأَشرق على فَلَقٍ من أَفْلاق الحَرَّة؛ الفَلَقُ، بالتحريك: المطمئِنُّ من الأرض بين رَبوَتَين.
والفَلَقُ: جهنم، وقيل: الفَلَقُ وادٍ في جهنم، نعوذ بالله منها.
والفَلَقُ: المَقْطَرة، وفي الصحاح: الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان.والفَلَقة والفَلْقة: الخشبة؛ عن اللحياني.
والفِلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ والْمَفْلَقَةُ الفَيْلَقُ والفَلَقى، كله: الداهية والأمر العجب؛ قال أَبو حَيَّة النميري: وقالت: إنها الفَلَقى، فأَطْلِقْ على النَّقَدِ الذي معك الصِّرارا والعرب تقول: يا لَلْفَلِيقة.
وكَتِيبة فَيْلَق: شديدة شبهت بالداهية، وقيل: هي الكثيرة السلاح؛ قال أبو عبيد: هي اسم للكتيبة. قال ابن سيده: وليس هذا بشيء. التهذيب: القَيْلَق الجيش العظيم؛ قال الكميت: في حَوْمة القَيْلَقِ الجَأْواءِ إذ نزلتْ قَسْراً، وهَيْضَلُها الخَشْخاش إذ نزلوا وامرأَة فَيْلَق: داهية صخابة؛ قال الراجز: قلتُ: تَعَلَّقْ فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ، عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلاَّ وجاء بالفِلْقِ أي بالداهية؛ عن اللحياني.
وجاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أي بعجب عجيب.
وقد أَعْلَقْت وأَفْلَقْت وافْتََلَقْت أي جئت بعُلَق فُلَقَ، وهي الداهية، لا تُجْرى.
وأَفْلَقَ وافْتَلَقَ بالعجب: أتى به؛ عن اللحياني؛ وأَنشد ابن السكيت لسويد بن كُراع العُكْليّ، وكراع اسم أُمه واسم أَبيه عُمَيْر: إذا عَرَضَتْ داوِيةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا قال ابن الأَنباري: أراد عملن بها سيراً عجباً.
والفِلْق العَجَب أي عملن بها داهية من شدة سيرها، والفَرْيُ: العمل الجيد الصحيح، والإفراء الإفساد، وغَرَّدَ: طرَّب في حُدائهِ، وعَرَّد: جَبُن عن السير؛ قال القالي: رواية ابن دريد غَرَّد، بغين معجمة، ورواية ابن الأعرابي عَرَّد، بعين مهملة، وأنكر ابن دريد هذه الرواية.
ويقال: مَرَّ يَفْتَلِقُ بالعَجَب أي يأْتي بالعجب.
ويقال: أَفْلَقَ فلانٌ اليوم وهو يُفْلِقُ إذا جاء بعجَب.
وشاعر مُفْلِقٌ: مجيد، منه، يجيء بالعجائب في شعره.
وأَفْلَقَ في الأمر إذا كان حاذقاً به.
ومرَّ يَفْتَلِقُ في عَدْوه أي يأْتي بالعجب من شدته.
وقُتِلَ فلان أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أي أشدّ قِتْلَةٍ.
وما رأَيت سيراً أَفْلَقَ من هذا أي أَبعد؛ كلاهما عن اللحياني. ابن الأَعرابي: جاء فلانٌ بالفْلْقانِ أي بالكذب الصُّرَاح، وجاء فلان بالسُّمَاق مثله.
والفَلِيقُ: عِرْق في العَضُد يجري على العظم إلى نُغْضِ الكتف، وقيل: هو المطمئن في جِرَانِ البعير عند مَجْرى الحلقوم؛ قال أبو محمد الفقعسي:بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ، جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ والفَليقُ: باطن عنق البعير في موضع الحلقوم؛ قال الشماخ: وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه، إذا اجْتَازَ في جَوْف الفَلاة، فَلِيقُ وقيل: الفَلِيقُ ما بين العِلْباوَيْنِ وهو أن يَنْفَلِقَ الوَبَرُ بين العِلْباوَيْن، قال: ولا يقال في الإنسان.
وفي النوادر: تَفَيْلَم الغلام وتَفَيْلَقَ وتَفَلَّق وحَثِر إذا ضخم وسمن.
وفي حديث الدجال وصفته: رجل فَيْلَقٌ؛ قال الأزهري: هكذا رواه القتيبي في كتابه بالقاف، وقال: لا أَعرف الفَيْلَقَ إلا الكَتِيبة العظيمة، قال: فإن كان جعله فَيْلَقاً لعظمه فهو وَجْهٌ إن كان محفوظاً، وإلا فهو الفَيْلَمُ، بالميم، يعني العظيم من الرجال. قال أَبو منصور: والفَيْلَم والفَيْلَق العظيم من الرجال، ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد؛ الفَيْلَقُ العظيم وأصله الكتيبة العظيمة، والياء زائدة.
ورجل مِفْلاق: دنيء رديء فَسْلٌ رَذْلٌ قليل الشيء.
وخليته بِفالقَةِ الوَرِكِةِ: وهي رملة، وفي التهذيب: خليته بفَالِق الوَرْكاءِ وهي رملة.
والفُلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضرب من الخَوْخ يتَفَلَّقُ عن نَواهُ، والمفَلَّق منه المجفف.
والفَيْلِقُ: الجيش، والجمع الفَيَالِقُ.
وفي حديث الشعبي: وسئل عن مسأَلة فقال: ما يقول فيها هؤلاء المَفَاليقُ؟ هم الذي لا مال لهم، الواحد مِفْلاق كالمَفَاليس، شبه إفْلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمَفَاليس من المال.
وفَالِق: اسم موضع بغير تعريف، وفي المحكم: والفَالِقُ اسم موضع؛ قال: حيث تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

قزح (لسان العرب) [0]


القِزْحُ: بِزْرُ البصل، شاميةٌ.
والقِزْحُ والقَزْحُ: التابَلُ، وجمعهما أَقْزاحٌ؛ وبائعه قَزَّاح. ابن الأَعرابي: هو القِزْحُ والقَزْحُ والفِحا والفَحا.
والمِقْزَحةُ: نحوٌ من المِمْلَحة.
والتقازيح: الأَبازير .
وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً: جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها الأَبازيرَ.
وفي الحديث: إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً،وضَرَبَ الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً، وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه، من القِزْح، وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ ونحو ذلك، والمعنى: أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر، فكذلك الدنيا المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار.
وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ، قلت: فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها وقَزَحْتُها، بالتخفيف. . . . أكمل المادة الأَزهري: قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها، ومَليح قَزيحٌ؛ فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح.
وقَزَّحَ الحديثَ: زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه، وهو من ذلك.
والأَقْزاحُ، خُرْءُ الحَيَّات، واحدها قِزْحٌ.
وقَزَحَ الكلبُ (* قوله «وقزح الكلب إلخ» بابه منع وسمع كما في القاموس.) ببوله، وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً، بالفتح، وقُزوحاً: بالَ، وقيل: رَفَعَ رجله وبالَ، وقيل: رَمَى به ورَشَّه، وقيل: هو إِذا أَرسله دفعاً.
وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة: بَوَّلَه.
والقازحُ: ذَكَرُ الإِنسان، صفة غالبة.
وقوسُ قُزَحَ: طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع، زاد الأَزهري: غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة، وهو غير مصروف، ولا يُفْصَلُ قُزَحُ من قوس؛ لا يقال: تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه؛ وفي الحديث عن ابن عباس: لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان، وقولوا: قوس الله عز وجل؛ قيل: سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من التقزيح، وهو التحسين؛ وقيل: من القُزَحِ، وهي الطرائق والأَلوان التي في القوس، الواحدة قُزْحة، أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع، كأَنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله (* قوله «وأن يقال قوس الله» كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ: كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية، وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ.) فَيُرْفَعَ قدرُها، كما يقال بيت الله، وقالوا: قوسُ الله أَمانٌ من الغرق؛ والقُزْحة: الطريقة التي في تلك القَوس. الأَزهري: أَبو عمرو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ.
وسئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ، فقال: من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل؛ وقال المبرد: لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين: المعرفة والعدل؛ قال ثعلب: ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة، وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة، فإِذا كان هذا، أَلحقته بزيد، قال: ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به، قال؛ فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر؛ قال الأَزهري: وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة. الأَزهري: وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب؛ قال أَبو وَجْزَة: لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ، وصارِخٌ كسَيْل الغَوادِي، تَرْتَمِي بالقَوازِحِ وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً: جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ، قُزَحْ فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له، وليس باسم، وقيل: هو اسم.
والتقزيح: رأْسُ نَبْتٍ (* قوله «رأس نبت إلخ» عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ.) أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب، وهو اسم كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ؛ وقد قَزَّحتْ.
وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة؛ هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة؛ وقد تَقَزَّح الشجر والنبات؛ وقيل: هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب؛ وقيل: أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع بأَبوالها عليها؛ يقال: قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال. قال ابن الأَعرابي: من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ، وهو شجر على صورة التين له غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب؛ ومنه خبر الشَّعْبي: كره أَن يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة.
وقَزَّحَ العَرْفَجُ: وهو أَول نباته.
وقُزَحُ أَيضاً: اسم جبل بالمزدلفة؛ ابن الأَثير: وفي حديث أَبي بكر: أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه؛ هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة، ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ؛ قال: وكذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق، فهو جمع قُزْحةٍ، وقد ذكرناه آنفاً.

زين (لسان العرب) [0]


الزَّيْنُ: خلافُ الشَّيْن، وجمعه أَزْيانٌ؛ قال حميد بن ثور: تَصِيدُ الجَلِيسَ بأَزْيَانِها ودَلٍّ أَجابتْ عليه الرُّقَى زانه زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه، على الأَصل، وتَزَيَّنَ هو وازْدانَ بمعنًى، وهو افتعل من الزِّينةِ إلاَّ أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها ولم توافق الزاي لشدتها، أَبدلوا منها دالاً، فهو مُزْدانٌ، وإن أَدغمت قلت مُزّان، وتصغير مُزْدان مُزَيَّنٌ، مثل مُخَيَّر تصغير مُختار، ومُزَيِّين إن عَوَّضْتَ كما تقول في الجمع مَزَاينُ ومَزَايِين، وفي حديث خُزَيمة: ما منعني أَن لا أَكون مُزْداناً بإعلانك أَي مُتَزَيِّناً بإعلان أَمرك، وهو مُفْتَعَلٌ من الزينة، فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي. قال الأَزهري: سمعت صبيّاً من بني عُقَيلٍ يقول لآخر: وجهي . . . أكمل المادة زَيْنٌ ووجهك شَيْنٌ؛ أَراد أَنه صبيح الوجه وأَن الآخر قبيحه، قال: والتقدير وجهي ذو زَيْنٍ ووجهك ذو شَيْنٍ، فنعتهما بالمصدر كما يقال رجل صَوْمٌ وعَدْل أَي ذو عدل.
ويقال: زانه الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً. قال محمد بن حبيب: قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في غير سمان، قال: تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ، وزانَه وزَيَّنَه بمعنى؛ وقال المجنون: فيا رَبِّ، إذ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى، فزِنِّي لِعَيْنَيْها كما زِنْتَها لِيَا وفي حديث شُرَيح: أَنه كان يُجِيزُ من الزِّينة ويَرُدُّ من الكذب؛ يريد تَزْيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أَو في صفتها.
ورجل مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشعر، والحَجَّامُ مُزَيِّن؛ وقول ابن عَبْدَلٍ الشاعر: أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ، كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟ يعني عُرْفه.
وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بالنبات وازَّيَّنَتْ وازْدانتِ ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ وبَهُجَتْ، وقد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخيرة.
وقالوا: إذا طلعت الجَبْهة تزينت النخلة. التهذيب: الزِّينة اسم جامع لكل شيء يُتَزَيَّن به.
والزِّينَةُ: ما يتزين به.
ويومُ الزِّينةِ: العيدُ.
وتقول: أَزْيَنَتِ الأَرضُ بعُشبها وازَّيَّنَتْ مثله، وأَصله تَزَيَّنَت، فسكنت التاء وأُدغمت في الزاي واجتلبت الأَلف ليصح الابتداء.
وفي حديث الاستسقاء قال: اللهم أَنزل علينا في أَرضنا زِينتَها أَي نباتَها الذي يُزَيّنها.
وفي الحديث: زَيِّنُوا القرآن بأَصواتكم؛ ابن الأَثير: قيل هو مقلوب أَي زينوا أَصواتكم بالقرآن، والمعنى الهَجُوا بقراءته وتزَيَّنُوا به، وليس ذلك على تطريب القول والتحزين كقوله: ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن أَي يَلْهَجْ بتلاوته كما يَلْهَج سائر الناس بالغِناء والطَّرب، قال هكذا قال الهَرَوِيّ والخَطَّابي ومن تَقَدَّمهما، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أَمر به في قوله تعالى: ورَتِّلِ القرآنَ ترتيلاً؛ فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لا للقرآن، كما يقال: ويل للشعر من رواية السَّوْءِ، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر، فكأَنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأَداء وحث لغيره على التوقي من ذلك، فكذلك قوله: زينوا القرآن بأَصواتكم، يدل على ما يُزَيّنُ من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أَراد بالقرآن القراءة، وهو مصدر قرأَ يقرأُ قراءة وقُرْآناً أَي زينوا قراءتكم القرآن بأَصواتكم، قال: ويشهد لصحة هذا وأَن القلب لا وجه له حديث أَبي موسى: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، اسْتَمع إلى قراءته فقال: لقد أُوتِيت مِزْماراً من مزامير آل داود، فقال: لو علمتُ أَنك تسمع لحَبَّرْتُه لك تحبيراً أَي حسَّنت قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك تأْييداً لا شبهة فيه حديث ابن عباس: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل شيء حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ القرآن حُسْنُ الصوت.
والزِّيْنَةُ والزُّونَة: اسم جامع لما تُزُيِّنَ به، قلبت الكسرة ضمة فانقلبت الياء واواً.
وقوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينَتَهن إلا ما ظهر منها؛ معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمِخْنقة والخَلْخال والدُّمْلُج والسِّوار والذي يظهر هو الثياب والوجه.
وقوله عز وجل: فخرج على قومه في زينته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه خرج هو وأَصحابه وعليهم وعلى الخيل الأُرْجُوَانُ، وقيل: كان عليهم وعلى خيلهم الدِّيباجُ الأَحمر.
وامرأَة زَائنٌ: مُتَزَيِّنَة.
والزُّونُ: موضع تجمع فيه الأَصنام وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ.
والزُّونُ: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله عز وجل لأَنه يُزَيَّنُ، والله أَعلم.

عتق (مقاييس اللغة) [0]



العين والتاء والقاف أصل صحيح *يجمع معنى الكرم خِلْقةً وخُلُقاً، ومعنى القِدَم.
وما شذَّ من ذلك فقد ذُكِر على حدة.قال الخليل: عَتَق العبد يَعْتِق عَتاقاً وعَتاقةً وعُتوقاً، وأعتقه صاحبُه إعتاقاً. قال الأصمعيّ: عَتَق فلانٌ بعد استعلاجٍ، إذا صار رقيقَ الخِلْقة بعد ما كان جافياً.
ويقال: حلف بالعَتَاق، وهو مولى عَتَاقةٍ.
وصار العبد عتيقاً.
ولا يقال عاتق في موضع عتيق إلاّ أن تنوى فعلهُ في قابل، فتقول عاتقٌ غداً.
وامرأة عتيقةٌ حُرَّةٌ من الأمُوَّة .
وامرأةٌ عتيقة أيضاً، أي جميلة كريمة.
وفرس عتيق: رائع بيِّن العِتْق، وثوب ناعمٌ عتيق.
والعتيق أيضاً: الكريم من كلِّ شيء.
وقد عَتَق وعَتُق، إذا أتَى عليه زمن.قال الخليل: جاريةٌ عاتق، أي شابّة أوّلَ . . . أكمل المادة ما أدركت. قال ابنُ الأعرابيِّ: إنما سمِّيت عاتقاً لأنّها عَتَقت من الصِّبا وبلغت أنْ تَدَرَّع. قالوا: والجوارح من الطيرعِتاقٌ لأنّها تصيد ولا تصاد، فهي أكرمُ الطَّير ، وكأنّها عتَقت أن تُصاد، وذلك كالبازِي وما أشبهه. قال لبيد:
فانتضَلْنا وابنُ سلمى قاعدٌ      كعَتيق الطَّيرِ يُغضِي ويُجَلّ

قال أبو عبيد: أعتقت المالَ فعَتق، أي أصلحتُه فصَلَح.
ويقال: عَتَقت الفرسُ، إذا سَبَقت.قال الأصمعيّ: وكنت بالمِرْبد فأُجرِيَ فَرَسان، فقال أعرابيّ: هذا أوَان عَتَقت الشَّقْراء، أي سبقت.
ويقال: فلانٌ مِعتاقُ الوَسِيقة، إذا طرد طريدةً أنجاهَا وسَلِمَ بها.
ويقال: ما أبْيَنَ العِتْق في وجه فلانٍ، أي الكرم.قال الخليل: البيت العتيق: الكعبة، لأنّه أوّلُ بيتٍ وُضِع للنّاس. قال الله تعالى:ولْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج 29].
ويقال: سمِّي بذلك لأنّه أُعِتقَ من الغَرَق أيّامَ الطُّوفان فرُفع.
ويقال أُعتِق من الحبشة عامَ الفيل ويقال: أُعتِقَ من أنْ يدَّعِيَه أحدٌ فهو بيتُ الله تعالى.قال أبو عبيدة: من أمثالهم: "لولا عِتْقُه لقد بلى"، يقال ذلك للرَّجل إذا ثَبَتَ ودام.
وقال الخليل: العاتق من الطَّير فوقَ النَّاهض.
وقال الأصمعيّ: يقال أخذ فرْخ قطاة عاتقاً، إذا استقلَّ وطار.
ونرى أنّه من عَتَقت الفرسُ.قال أبو حاتم: طيرٌ عاتِق، إذا كان فوقَ النَّاهض، لأنَّه قد خرج عن حدالزقّ . فأما العاتق من الزِّقاق فهو الواسع الجيِّد، وهذا على معنى التَّشبيه بالشيء الكريم. قال لبيد:
أُغلِي السِّباءَ بكلِّ أدكَنَ عاتقٍ      أو جَونةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها

وقال الخليل: شرابٌ عاتقٌ، أي عتيق. قال أبو زُبَيد :
لا تَبعدَنَّ إداوةٌ مطروحة      كانت زماناً للشَّرَاب العاتق

ويقال للبِئر القديمة عاتقة .
والخمر العتيقة: التي عُتّقَت زماناً حتى عَتَقت. قال الأعشى:
وسبيئةٍ ممَّا تُعَتِّقُ بابلٌ      كدم الذَّبيحِ سلبتُها جِريالَها

قال بعضهم: العاتق في وصف الخمر التي لم تُفَضَّ ولم تُبزَل، ذَهَبَ إلى الجارية العاتق التي لم تَبِنْ عن أبويها.
ويقال: بل الخمر العاتق من القِدم، وكلُّ شيء تقادَمَ فهو عاتق وعتيق. قال ابنُ الأعرابيّ: كلُّ شيء بلغ إنَاهُ فقد عَتَق، وسمِّي العبدُ عتيقاً لأنَّهُ بلغَ غايَته. فأمّا قولُ عنترة:
كَذَبَ العتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ      إن كنتِ سائلتِي غبوقاً فاذهَبِي

فقال قوم: إنَّه نوعٌ من التَّمر العتيق.
ومعنى كَذَب، أي عليك بهذا النَّوع.
ويقال بل العتيق: الماء؛ وسمِّيَ بذلك لأنَّه أجلُّ الأشربة، وفيه الحياة.ومن القِدَم الذي ذكرناه قولُهم: عَتُقَتْ عليه يمينٌ، أي قَدُمَت ووجَبَت. قال:
عليَّ أَلِيَّةٌ عتقَتْ قديماً      فليس لها وإن طُلبِت مَرَامُ

ويقال لكلِّ كريمٍ عتيق.ومما شذَّ عن هذا الأصل: عاتقا الإنسان، وهما ما بين المَنكِبَين والعُنق، والجمع العواتق.
ويقال العاتق يذكَّر ويؤنَّث.
وقال الأصمعيُّ: يقال فلانٌ أمْيَل العاتق *إذا كان موضعُ الرداء منه معوَّجاً.
وقال في تأنيث العاتق:
سَيفي وما كُنَّا بنجدٍ وما      قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهقِ

قال ابن الأعرابيّ: العاتق: القَوس التي تغيَّر لونها واسودَّت، وهذا أيضاً من القِدَم راجعٌ إلى الباب الأوّل.

أرك (لسان العرب) [0]


الأَراكُ: شجر معروف وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه، قال أَبو حنيفة: هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر وأَطيب ما رَعَتْه الماشية رائحةَ لَبَنٍ؛ قال أَبو زياد: منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق، وأَجوده عند الناس العُروق وهي تكون واسعة محلالاً، واحدته أَراكة، وفي حديث الزهري عن بني إِسرائيل: وعِنَبُهم الأَراك، قال: هو شجر معروف له حَمْل عناقيد العنب واسمه الكَباثُ، بفتح الكاف، وإِذا نَضِج يسمى المَرْدَ.
والأَراك أَيضاً: القطعة من الأَراك كما قيل للقطعة من القصب أَباءَة، وقد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك؛ قال كثيِّر عزة: إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ عليهن صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ ابن شميل، . . . أكمل المادة الأَراكُ شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأَغصان خوَّارة العود تنبت بالغَوْر تتخذ منها المَساويك. الأَراك: شجر من الحَمْض، الواحدة أَراكة؛ قال ابن بري: وقد تجمع أَراكة على أَرائك؛ قال كليب الكلابي: أَلا يا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى، تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها وإِبل أَراكية: ترعى الأَراك.
وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ: كثير ملتف.
وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً: اشتكت بطونها من أَكل الأَراك، وهي إِبل أَراكَى وأَرِكَةٌ، وكذلك طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى ورَمِثَة.
وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً: رعت الأَراك.
وأَرَكتْ تَأْرِكُ وتَأْرُك أُرُوكاً: لزمت الأَراك وأَقامت فيه تأْكله، وقيل: هو أَن تصيب أَي شجر كان فتُقيم فيه؛ قال أَبو حنيفة: الأراك الحَمْض نفسه، قال: وقال بعض الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً، فهي أَرِكةٌ مقصور، من إِبل أُرُكٍ وأَوارِك: أَكلت الأَراك، وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفواعل شاذ.
والإِبل الأَوارك: التي اعتادت أَكل الأَراك، والفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً، وقد أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح، وقيل: إِنما يقال أَرَكَتْ إِذا أَقامت في الأَراك وهو الحمض، فهي أَرِكة؛ قال كثيِّر: وإِنَّ الذي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ، لمّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي يقول: إِن أَهل عَزَّة ينوون أَن لا يجتمع هو وهي ويكونا كالأوارِك من الإِبل والعَوَادي في ترك الاجتماع في مكان، وقيل: العَوَادي المقيمات في العِضاه لا تفارقها، يقول: أَهل هذه المرأَة يطلبون من مهرها ما لا يمكن كما لا يمكن أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وتجتمع في مكان واحد.
وفي الحديث: أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قد أَكلت الأَراك. ابن السكيت: الإِبل الأَوَارك المقيمات في الحَمْض، قال: وإِذا كان البعير يأْكل الأَراك قيل آرِك.
ويقال: أَطيب الأَلبان أَلبان الأََارك.
وقوم مُؤْرِكُونَ: رعت إِبلهم الأَراك، كما يقال: مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ؛ قال: أَقُولُ، وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها مُعِضُّون: إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ؟ (* راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر) قال ابن سيده: وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض حذاق المعاني، وهو مذكور في موضعه.
وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً، كلاهما: أَقام به.
وأَرَكَ الرجلُ: لَجَّ.
وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه: أَلزمه إِيَّاه.
وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً: تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه.
وقال شمر: يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لغتان.
ويقال: ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً أَحمر ولم يَعْلُه الجلد، وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف.
والأَرِيكةُ: سرير في حَجَلة، والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك.
وفي التنزيل: على الأَرائِك مُتَّكِئُون؛ قال المفسرون: الأَرائك السُّرُر في الحِجال؛ وقال الزجاج: الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال، وقيل: هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش، كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال، وقيل: الأَريكة سرير مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة، وفي الحديث: أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله؟ الأَرِيكة: السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً، وقيل: هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ.
وأَرَّكَ المرأَةَ: سترها بالأَرِيكة؛ قال: تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ، ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ: اسم وادٍ. أَبو تراب عن الأَصمعي: هو آرَضُهُمْ أَن يفعل ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم، قال: ولم يبلغني ذلك عن غيره.
وأُرُكٌ وأَرِيكٌ: موضع؛ قال النابغة: عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، فَجَنْبَا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ (* في ديوان النابغة: عفا ذو حُساً بدل حُسْمٌ).
وأَرَك: أَرض قريبة من تَدْمُر؛ قال القطامي: وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً، ذات الشِّمال، وعن أَيْماننا الرِّجَلُ

نبح (لسان العرب) [0]


النَّبْحُ: صوت الكلب؛ نَبَحَ الكلبُ والظبي والتيس والحية يَنْبِحُ ويَنْبَحُ نَبْحاَ ونَبِيحاً ونُباحاً، بالضم، ونِباحاً، بالكسر، ونُبُوحاَ وتَنْباحاً. التهذيب: والظبي يَنْبَحُ في بعض الأَصوات؛ وأَنشد لأَبي دُواد: وقُصْرَى شَنِج الأَنْسا ءِ، نَبَّاحٍ من الشُّعْبِ رواه الجاحظ نَبَّاح من الشَّعْبِ وفسره: يعني من جهة الشَّعْبِ، وأَنشد:ويَنْبَحُ بينَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه نُبَاحُ سَلُوقٍ، أَبْصَرتْ ما يَرِيبُها وقال الظبي: إِذا أَسَنَّ ونبتت لقرونه شُعَبٌ نَبَحَ؛ قال أَبو منصور، والصواب الشُّعْبُ جمع الأَشْعَبِ، وهو الذي انشعب قرناه. الأَزهري: التيس عند السِّفاد يَنْبَحُ والحية تَنْبَحُ في بعض أَصواتها؛ وأَنشد: يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا والنَّوابِحُ والنُّبُوحُ: جماعة النابح من الكلاب. أَبو خَيْرَةَ: النُّباحُ صوت . . . أكمل المادة الأَسْود يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو. أَبو عمرو: النَّبْحاء الصَّيَّاحة من الظِّباء. ابن الأَعرابي: النَّبَّاحُ الظبي الكثير الصِّياح.
والنَّبَّاحُ: الهُدْهُد الكثيرُ الفَرْقَرةِ.
ويقول الرجلُ لصاحبه إِذا قَضِيَ له عليه: وَكَلْتُكَ العامَ من كلب بتَنْباح؛ وكلب نابح ونَبَّاح؛ قال: ما لَكَ لا تَنْبَحُ يا كَلْبَ الدَّوْمْ قد كنتَ نَبَّاحاً فما لَكَ اليَوْمْ؟ قال ابن سيده: هؤلاء قوم انتظروا قوماً فانتظروا نُِباحَ الكلب ليُنْذِرَ بهم.
وكلابٌ نَوابِحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ.
وأَنْبَحَه: جعله يَنْبَحُ؛ قال عبدُ بن حَبيب الهُذَلي: فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا، خِلالَ الدارِ، دامِيةَ العُجُوبِ وأَنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْتُه بمعنًى.
واسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كان في مَضِلَّة فأَخرج صوته على مثل نُباح الكلب، ليسمعه الكلب فيتوهمه كلباً فَيَنْبَح فيستدل بِنُّباحِه فيهتدي؛ قال: قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ، قالوا لأُمِّهِمُ: بُولِي على النارِ (* قوله «إِذا استنبح الأَقوام» كذا بالأصل، والمشهور الأَضياف.) وكلب نَبَّاح ونَبَّاحِيٌّ: ضَخْمُ الصوت؛ عن اللحياني.
ورجل مَنْبُوح: يُضْرَبُ له مثل الكلب ويُشَبَّه به؛ ومنه حديث عَمَّار، رضي الله تعالى عنه، فيمن تناول من عائشة، رضي الله عنها: اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً، حكاه الهروي في الغريبين.
والمَنْبُوحُ: المَشْتُوم. يقال: نَبَحَتْني كِلابُك أَي لَحِقَتْني شَتائِمُكَ، وأَصله من نُباح الكلب، وهو صياحه. التهذيب عن شمر: يقال نَبَحه الكلب ونَبَحَتْ عليه . . . (* كذا بياض بالأصل وراجع عبارة التهذيب.) ونابَحَه؛ قال امرؤُ القيس: وما نَبَحَتْ كلابُك طارقاً مثلي ويقال في مَثَلٍ: فلان لا يُعْوَى ولا يُنْبَحُ؛ يقول: من ضعفه لا يُعْتَدُّ به ولا يكلم بخير ولا شر.
ورجل نَبَّاح: شديد الصوت، وقد حكيت بالجيم.
وقد نَبَحَ نَبْحاً ونَبِيحاً.
ونَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَحُ نُباحاً: أَسَنَّ فَغَلُظَ صوته.والنبوحُ: أَصوات الحي؛ قال الجوهري: والنُّبُوحُ ضَجَّةُ الحيِّ وأَصوات كلابهم؛ قال أَبو ذؤيب: بأَطْيَبَ من مَقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَمَ النُّبُوحُ والنُّبُوح: الجماعة الكثيرة من الناس؛ قال الجوهري: ثم وضع موضع الكثرة والعِزِّ؛ قال الأَخطل: إَنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ، والعِزّ عند تَكامُلِ الأَحْسابِ وهذا البيت أَورده ابن سيده؛ وغيره: إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ، والمُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا وقال ابن بري عن البيت الذي أَورده الجوهري إِنه للطِّرِمَّاح قال: وليس للأَخطل كما ذكره الجوهري، وصواب إِنشاده والنُّبُوح لطيئٍ؛ وقبله: يا أَيُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَيِّئاً، أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَيَّما إِغرابِ قال: وأَما بيت الأَخطل فهو ما أَورده ابن سيده، وبعده: المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا عَفَواتِه، ويُقَسِّموه سِجالا مدح الأَطلُ بني دارم بكثرة عددهم وحملهم الأُمور الثقال التي يَعْجِزُ غيرهم عن حملها؛ ويروى المستخف، بالرفع والنصب، فمن نصبه عطفه على اسم إِن، وأَخوهم خبر إِن، والأَثقال مفعول بالمستخف، تقديره: إِنَّ المستخف الأَثقال أَخوهم، ففصل بين الصلة والموصول بخبر إِن للضرورة، وقد يجوز أَن ينتصب بإِضمار فعل دل عليه المستخف تقديره إِن الذي استخف الأَثقال أَخوهم، ويجوز أَن يرتفع أَخوهم بالمستخف والأَثقال منصوبة به، ويكون العائد على الأَلف واللام الضمير الذي أُضيف إِليه الأَخ، ويكون الخبر محذوفاً تقديره إِن الذي استخف أَخوهم الأَثقال هم، فحذف الخبر لدلالة الكلام عليه، وأَما من رفع المستخف فإِنه رفعه بالعطف على موضع إِنَّ، ويكون الكلام في رفع الأَخ من الوجهين المذكورين كالكلام فيمن نصب المستخف.
والنَّبَّاح: صَدَفٌ بيض صغار، وفي التهذيب: مَناقِفُ يُجاءُ بها من مكة تجعل في القلائد والوُشُح، ويُدْفَعُ بها العينُ، الواحدة نَبَّاحة.
والنَّوابح: موضع؛ قال مَعْنُ بن أَوس: إِذا هيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً، فَجَوْزَ العُذَيْبِ دونها، فالنَّوابِحا

أوب (لسان العرب) [0]


الأَوْبُ: الرُّجُوعُ. آبَ إِلى الشيءِ: رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وإِياباً وأَوْبَةٌ وأَيْبَةً، على الـمُعاقبة، وإِيبَةً، بالكسر، عن اللحياني: رجع.
وأوَّبَ وتَأَوَّبَ وأَيَّبَ كُلُّه: رَجَعَ وآبَ الغائبُ يَؤُوبُ مآباً إِذا رَجَع، ويقال: لِيَهْنِئْكَ أَوْبةُ الغائِبِ أَي إِيابُه.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا أَقْبَلَ من سَفَر قال: آيِبُونَ تائِبُون، لربنا حامِدُونَ، وهو جمع سلامة لآيب.
وفي التنزيل العزيز: وإِنّ له عندنا لَزُلْفَى وحُسْنَ مآب أَي حُسْنَ الـمَرجِعِ الذي يَصِيرُ إِليه في الآخرة. قال شمر: كُلُّ شيء رجَعَ إِلى مَكانِه فقد آبَ يَؤُوبُ إِياباً إِذا رَجَع. أَبو عُبَيْدةَ: هو سريع الأَوْبَةِ أي الرُّجُوعِ.
وقوم يحوّلون الواو ياء فيقولون: سَريعُ الأَيْبةِ.
وفي . . . أكمل المادة دُعاءِ السَّفَرِ: تَوْباً لِربِّنا أَوْباً أَي تَوْباً راجعاً مُكَرَّراً، يُقال منه: آبَ يَؤُوبُ أَوباً، فهو آيِبٌ(1) (1 قوله «فهو آيب» كل اسم فاعل من آب وقع في المحكم منقوطاً باثنتين من تحت ووقع في بعض نسخ النهاية آئبون لربنا بالهمز وهو القياس وكذا في خط الصاغاني نفسه في قولهم والآئبة شربة القائلة بالهمز أيضاً.).
وفي التنزيل العزيز: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُم وإِيَّابَهُمْ أَي رُجُوعَهم، وهو فِيعالٌ من أَيَّبَ فَيْعَلَ.
وقال الفرَّاءُ: هو بتخفيف الياء، والتشديدُ فيه خَطَأٌ.
وقال الزجاج: قُرئَ إِيَّابهم، بالتشديد، وهو مصدر أَيَّبَ إِيَّاباً، على معنى فَيْعَلَ فِيعالاً، من آبَ يَؤُوبُ، والأَصل إِيواباً، فأُدغمت الياء في الواو، وانقلبت الواو إِلى الياء، لأَنها سُبِقت بسكون. قال الأَزهريّ: لا أَدري من قرأَ إِيَّابهم، بالتشديد، والقُرّاءُ على إِيابهم مخففاً.
وقوله عز وجل: يا جبالُ أَوِّبي مَعَه، ويُقْرَأُ أُوبِي معه، فمن قرأَ أَوِّبي معه، فمعناه يا جِبالُ سَبِّحي معه وَرَجِّعي التَّسْبيحَ، لأَنه قال سَخَّرْنا الجِبالَ معه يُسَبِّحْنَ؛ ومن قرأً أُوبِي معه، فمعناه عُودي معه في التَسْبيح كلما عادَ فيه.
والـمَآبُ: الـمَرْجِعُ.
وَأْتابَ: مثل آبَ، فَعَلَ وافْتَعَل بمعنى. قال الشاعر: ومَن يَتَّقْ، فإِنّ اللّهَ مَعْهُ، * ورِزْقُ اللّهِ مُؤْتابٌ وغادي وقولُ ساعِدةَ بن عَجْلانَ: أَلا يا لَهْفَ !أَفْلَتَنِي حُصَيْبٌ، * فَقَلْبِي، مِنْ تَذَكُّرِهِ، بَليدُ فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حينَ أَرْمِي، * لآبَكَ مُرْهَفٌ منها حَديدُ يجوز أَن يكون آبَكَ مُتَعَدِّياً بنَفْسه أَي جاءَك مُرْهَفٌ، نَصْلٌ مُحَدَّد، ويجوز أَن يكون أَراد آبَ إِليكَ، فحذف وأَوْصَلَ.
ورجل آيِبٌ من قَوْم أُوَّابٍ وأُيَّابٍ وأَوْبٍ، الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: جمع آيِبٍ.
وأَوَّبَه إِليه، وآبَ به، وقيل لا يكون الإِيابُ إِلاّ الرُّجُوع إِلى أَهله ليْلاً. التهذيب: يقال للرجل يَرْجِعُ بالليلِ إِلى أَهلهِ: قد تَأَوَّبَهم وأْتابَهُم، فهو مُؤْتابٌ ومُتَأَوِّبٌ، مثل ائْتَمَره.
ورجل آيِبٌ من قوم أَوْبٍ، وأَوَّابٌ: كثير الرُّجوع إِلى اللّه، عزوجل، من ذنبه. والأَوْبَةُ: الرُّجوع، كالتَّوْ بةِ.
والأَوَّابُ: التائِبُ. قال أَبو بكر: في قولهم رجلٌ أَوَّابٌ سبعةُ أَقوال: قال قوم: الأَوّابُ الراحِمُ؛ وقال قوم: الأَوّابُ التائِبُ؛ وقال سعيد بن جُبَيْر: الأَوّابُ الـمُسَّبِّحُ؛ وقال ابن المسيب: الأَوّابُ الذي يُذنِبُ ثم يَتُوب ثم يُذنِبُ ثم يتوبُ، وقال قَتادةُ: الأَوّابُ الـمُطيعُ؛ وقال عُبَيد بن عُمَيْر: الأَوّاب الذي يَذْكر ذَنْبَه في الخَلاءِ، فيَسْتَغْفِرُ اللّهَ منه، وقال أَهل اللغة: الأَوّابُ الرَّجَّاعُ الذي يَرْجِعُ إِلى التَّوْبةِ والطاعةِ، مِن آبَ يَؤُوبُ إِذا رَجَعَ. قال اللّهُ تعالى: لكُلِّ أَوّابٍ حفيظٍ. قال عبيد: وكلُّ ذي غَيْبةٍ يَؤُوبُ، * وغائِبُ الـمَوتِ لا يَؤُوبُ وقال: تَأَوَّبَهُ منها عَقابِيلُ أَي راجَعَه.
وفي التنزيل العزيز: داودَ ذا الأَيْدِ إِنه أَوّابٌ. قال عُبَيْد بن عُمَيْر: الأَوّابُ الحَفِيظُ (1) (1 قوله «الأوّاب الحفيظ إلخ» كذا في النسخ ويظهر أن هنا نقصاً ولعل الأصل: الذي لا يقوم من مجلسه حتى يكثر الرجوع إِلى اللّه بالتوبة والاستغفار.) الذي لا يَقوم من مجلسه.
وفي الحديث: صلاةُ الأَوّابِينَ حِين ترْمَضُ الفِصالُ؛ هو جَمْعُ أَوّابٍ، وهو الكثيرُ الرُّجوع إِلى اللّه، عز وجل، بالتَّوْبَة؛ وقيل هو الـمُطِيعُ؛ وقيل هو الـمُسَبِّحُ يُريد صلاة الضُّحى عند ارتِفاعِ النهار وشِدَّة الحَرِّ.
وآبَتِ الشمسُ تَؤُوبُ إِياباً وأُيوباً، الأَخيرة عن سيبويه: غابَتْ في مَآبِها أَي في مَغِيبها، كأَنها رَجَعت إِلى مَبْدَئِها. قال تُبَّعٌ: فَرَأَى مَغِيبَ الشمسِ، عندَ مَآبِها، * في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ (2) (2 قوله «حرمد» هو كجعفر وزبرج.) وقال عتيبة (3) (3 قوله «وقال عتيبة» الذي في معجم ياقوت وقالت امية بنت عتيبة ترثي أباها وذكرت البيت مع أبيات.) بن الحرِث اليربوعي: تَرَوَّحْنا، مِنَ اللَّعْباءِ، عَصْراً، * وأَعْجَلْنا الأَلاهة أَنْ تَؤُوبا أَراد: قيل أَن تَغِيبَ.
وقال: يُبادِرُ الجَوْنَةَ أَن تَؤُوبا وفي الحديث: شَغَلُونا عن صَلاَةِ الوُسْطى حتى آبَتِ الشمسُ مَلأَ اللّهُ قُلوبهم ناراً، أَي غَرَبَتْ، من الأَوْبِ الرُّجوعِ، لأَنها تَرجِعُ بالغروب إِلى الموضع الذي طَلَعَتْ منه، ولو اسْتُعْمِلَ ذلك في طُلوعِها لكان وجهاً لكنه لم يُسْتَعْمَلْ.
وتَأَوَّبَه وتَأَيَّبَه على الـمُعاقَبةِ: أَتاه ليلاً، وهو الـمُتَأَوَّبُ والـمُتَأَيَّبُ.
وفلان سَرِيع الأَوْبة.
وقوم يُحوِّلون الواو ياء، فيقولون: سريع الأَيْبةِ.
وأُبْتُ إِلى بني فلان، وتَأَوَّبْتُهم إِذا أَتيتَهم ليلاً.
وتَأَوَّبْتُ إِذا جِئْتُ أَوّل الليل، فأَنا مُتَأَوِّبٌ ومُتَأَيِّبٌ.
وأُبْتُ الماءَ وتَأَوَّبْتُه وأْتَبْتُه: وردته ليلاً. قال الهذليُّ: أَقَبَّ رَباعٍ، بنُزْهِ الفَلا * ةِ، لا يَرِدُ الماءَ إِلاّ ائْتِيابَا ومن رواه انْتِيابا، فقد صَحَّفَه.
والآيِبَةُ: أَنَ تَرِد الإِبلُ الماءَ كلَّ ليلة. أَنشد ابن الأَعرابي،رحمه اللّه تعالى: لا تَرِدَنَّ الماءَ، إِلاّ آيِبَهْ، أَخْشَى عليكَ مَعْشَراً قَراضِبَهْ ، سُودَ الوجُوهِ، يأْكُلونَ الآهِبَهْ والآهِبةُ: جمع إِهابٍ.
وقد تقدَّم.
والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهاراً نظير الإِسْآدِ في السير ليلاً.
والتَّأْوِيبُ: أَن يَسِيرَ النهارَ أَجمع ويَنْزِلَ الليل.
وقيل: هو تَباري الرِّكابِ في السَّير.
وقال سلامةُ بن جَنْدَلٍ: يَوْمانِ: يومُ مُقاماتٍ وأَنْدِيَةٍ، * ويومُ سَيْرٍ إِلى الأَعْداءِ، تَأْوِيب التَّأْوِيبُ في كلام العرب: سَيرُ النهارِ كلِّه إِلى الليل. يقال: أَوَّبَ القومُ تَأْوِيباً أَي سارُوا بالنهار، وأَسْأَدُوا إِذا سارُوا بالليل.والأَوْبُ: السُّرْعةُ.
والأَوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِيبِ اليَدَيْن والرجلين في السَّيْر. قال: كأَنَّ أوْبَ مائحٍ ذِي أَوْبِ، * أَوْبُ يَدَيْها بِرَقاقٍ سَهْبِ وهذا الرجز أَورد الجوهريُّ البيتَ الثاني منه. قال ابن بري: صوابه أَوْبُ، بضم الباء، لأَنه خبر كأَنّ.
والرَّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ ليِّنةُ التُّراب صُلْبةُ ما تحتَ التُّراب.
والسَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بما هو اسم الفَلاةِ، وهو السَّهْبُ.
وتقول: ناقةٌ أَؤُوبٌ، على فَعُولٍ.
وتقول: ما أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِي هذه الناقةِ، وهو رَجْعُها قوائمَها في السير، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيْدِي والقَوائِم. قال كعبُ بن زهير: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، وقد عَرِقَتْ، * وقد تَلَفَّعَ، بالقُورِ، العَساقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاءَ، مُعْوِلةٍ، * ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ قال: والـمُآوَبةُ: تَباري الرِّكابِ في السير.
وأَنشد: وإِنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا وجاؤُوا من كلّ أَوْبٍ أَي مِن كُلِّ مآبٍ ومُسْتَقَرٍّ.
وفي حديث أنس، رضي اللّه عنه: فَآبَ إِلَيهِ ناسٌ أَي جاؤُوا إِليه من كل ناحيَةٍ.
وجاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَي من كل طَرِيقٍ ووجْهٍ وناحيةٍ.
وقال ذو الرمة يصف صائداً رمَى الوَحْشَ: طَوَى شَخْصَه، حتى إِذا ما تَوَدَّفَتْ، * على هِيلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالها على هِيلةٍ أَي على فَزَعٍ وهَوْلٍ لما مَرَّ بها من الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخرى. مِنْ كُلِّ أَوْبٍ أَي من كل وَجْهٍ، لأَنه لا مكمن لها من كل وَجْهٍ عن يَمينها وعن شِمالها ومن خَلْفِها.
ورَمَى أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ.
ورَمَيْنا أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي رِشْقاً أَو رِشْقَيْن.
والأَوْبُ: القَصْدُ والاسْتِقامةُ.
وما زالَ ذلك أَوْبَه أَي عادَتَه وهِجِّيراهُ، عن اللحياني.
والأَوْبُ: النَّحْلُ، وهو اسم جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آيِبٌ. قال الهذليُّ: رَبَّاءُ شَمَّاء، لا يَأْوِي لِقُلَّتها * إِلاّ السَّحابُ، وإِلاّ الأَوْبُ والسَّبَلُ وقال أَبو حنيفة: سُمِّيت أَوْباً لإِيابِها إِلى الـمَباءة. قال: وهي لا تزال في مَسارِحِها ذاهِبةً وراجِعةً، حتى إِذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حتى لا يَتَخَلَّف منها شيء.
ومَآبةُ البِئْر: مثل مَباءَتِها، حيث يَجْتَمِع إِليه الماءُ فيها.
وآبـَه اللّهُ: أَبـْعَدَه، دُعاءٌ عليه، وذلك إِذا أَمـَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثم وقَع فيما تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بذلك، فعند ذلك تقول له: آبـَكَ اللّهُ، وأَنشد(1): (1 قوله «وأنشد» أي لرجل من بني عقيل يخاطب قلبه: فآبك هلاّ إلخ.
وأنشد في الأساس بيتا قبل هذا: أخبرتني يا قلب أنك ذوعرا * بليلي فذق ما كنت قبل تقول) فآبـَكَ، هَلاَّ، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ، * تُلِمُّ، وفي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ وقال الآخر: فآبـَكِ، ألاَّ كُنْتِ آلَيْتِ حَلْفةً، * عَلَيْهِ، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ الـمُضَبِّبا ويقال لمن تَنْصَحُه ولا يَقْبَلُ، ثم يَقَعُ فيما حَذَّرْتَه منه: آبـَكَ، مثل وَيْلَكَ.
وأَنشد سيبويه: آبـَكَ، أَيـّهْ بِيَ، أَو مُصَدِّرِ * مِنْ خُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ وكذلك آبَ لَك.
وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عن ثعلب. ابن الأَعرابي: يقال أَنا عُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ وحُجَيْرُها الـمُأَوَّبُ. قال: الـمُأَوَّبُ: الـمُدَوَّرُ الـمُقَوَّرُ الـمُلَمْلَمُ، وكلها أَمثال.
وفي ترجمة جلب ببيت للمتنخل: قَدْ حالَ، بَيْنَ دَرِيسَيْهِ، مُؤَوِّبةٌ، * مِسْعٌ، لها، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِيزُ قال ابن بري: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عند الليل.
وآبُ: مِن أَسماءِ الشهور عجمي مُعَرَّبٌ، عن ابن الأَعرابي.
ومَآبُ: اسم موضِعٍ(2) (2 قوله «اسم موضع» في التكملة مآب مدينة من نواحي البلقاء وفي القاموس بلد بالبلقاء.) من أَرض البَلْقاء. قال عبدُاللّه بن رَواحةَ: فلا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْها، * وإِنْ كانَتْ بها عَرَبٌ ورُومُ

عصب (مقاييس اللغة) [0]



العين والصاد والباء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على رَبْط شيءٍ بشيء، مستطيلاً أو مستديراً. ثم يفرّع ذلك فروعاً، وكلّه راجعٌ إلى قياس واحد.من ذلك العَصَب. قال الخليل: هي أطناب المفاصل التي تُلائِم بينها، وليس بالعَقَب.
ويقال: لحمٌ عصِب، أي صلب مكتنِزٌ كثير العصَب.
وفلانٌ معصوب الخَلْق، أي شديد اكتنازِ اللَّحم.
وهو حَسَن العَصْب، وامرأته حَسَنة* العَصْب.
والعَصْب: الطيُّ الشديد.
ورجلٌ مَعصوب الخَلْق كأنَّما لُوِيَ لَيَّاً. قال حسان:
      إنَّ الرِّجالَ ذوو عَصْبٍ وتذكيرِ

وإنّما سمِّي العَصِيب من أمعاء الشَّاء لأنَّه معصوبٌ مطويٌّ. فأمّا قولهم للجائع معصوب، فقال قوم: هو الذي تكاد أمعاؤُه تَعْصَب، أي تَيْبَس.
وليس هذا بشيء، إنَّما المعصوبُ الذي عَصَب بَطْنَه من الجُوع.
ويقال: . . . أكمل المادة عَصَّبَهم، إذا جوَّعَهم.قال ابنُ الأعرابيّ: المُعَصَّب: المحتاج، من قولهم عَصَّبَهُ الجوعُ، وليس هو الذي رَبَط حجراً أو غيره.
وقال أبو عبيد: المُعَصَّب الذي يتعصَّب من الجوعبالخِرَق.
والقولُ ما قاله أبو عبيدٍ، للقياس الذي قِسناه، ولأنَّ قولَه أشهَرُ عند أهل العِلْم:وقال أبو زيد: المُعَصَّب: الذي عَصَّبته السِّنونَ، أي أكلَتْ مالَه، وهذا صحيحٌ، وتلخيصُه أنَّها ذهَبَتْ بمالِهِ فصار بمنزلة الجائع الذي يَلجأ إلى التَّعصُّبِ بالخرق.
وقال الخليل: والعَصْب من البُرُود: يُعصَب، أي يُدرَجُ غَزْلُه، ثم يُصبَغ ثمّ يحاك. قال: ولا يُجمَع، إنَّما يقال بُرْدُ عَصْبٍ وبُرودُ عَصْبٍ؛ لأنَّه مضافٌ إلى الفِعل.ومن الباب: العِصابة: الشَّيء يُعْصَب به الرَّأسُ من صُداعٍ. لا يقال إلاَّ عِصابة بالهاء، وما شَدَتَ به غيرَ الرَّأْس فهو عِصابٌ بغير هاء، فَرَقوا بينَهما ليُعرَفا.
ويقال: اعْتَصَب بالتَّاج وبالعِمامة. قال الشَّاعر :
يَعتصِبُ التَّاجَ بين مَفرِقِه      على جَبينٍ كأنَّه الذَّهبُ

وفلانٌ حَسَنُ العِصْبة، أي الاعتصاب.
وعَصَّبْتُ رأسَه بالعصا والسَّيف تعصبياً، وكأنَّه من العِصابة.
وكان يقال لسعيد بن العاص بن أُمَيَّة: "ذو العِصابة"، لأنَّه كان إذا اعتمَّ لم يعتمَّ قرشيٌّ إعظاماً له.
ويُنشِدون:
أبو أحيحة مَن يعتمَّ عِمّتَه      يُضْرَبْ وإن كان ذا مالٍ وذا عَددِ

ومن الباب: العَصَّاب: الغزّال، وهو القياس لأنَّ الخَيط يُعصَب به. قال:والشجرة تُعْصَب أغصانُها لينتثِر ورقُها.
ومنه قول الحجّاج: "لأعصِبنَّكم عَصْبَ السَّلَمة ".
والعِصاب: العصائب التي تعصب الشَّجرة، عن دوجها فيه . قال:
مَطاعيم تغدو بالعَبِيطِ جِفانهمْ      إذا القُرُّ ألْوَت بالعِضاه عصائبه

وقال ابن أحمر:
يا قوم ما قومِي على نأيِهِمْ      إذْ عَصَبَ النَّاسَ جَهامٌ وقُرّْ

أي جَمَعَهم وضَمَّهم.
ويُعْصَب فَخِذ النّاقة لتَدُِرّ. قال:
وأخلاقُنا إعطاؤنا وإباؤُنا      إذا ما أبينا لا ندرُّ لعاصِبِ

أي لا نُعطِي على القَسْر.
والعَصُوب من الإبل هذه؛ وهي لا تدرّ حتَّى تُعصَب.
والعَصْب: أن يشَدَّ أُنثَيا الدَّابّة حتَّى تَسقُطا، وهو معصوبٌ.
ويقال: عَصَب الفَمُ، وهو ريقٌ يجتمع على الأسنان من غبارٍ أو شدَّة عَطَش. قال:
يَعصِبُ فاه الرِّيقُ أيَّ عَصْبِ      عَصْبَ الجُبابِ بِشِفاه الوطْبِ

ومن الباب: العُصْبة، قال الخليل: هم من الرِّجال عَشرة، ولا يقال لما دونَ ذلك عُصْبة.
وإنَّما سمِّيت عُصْبةً لأنَّها قد عُصِبت، أي كأنَّها رُبِط بعضُها ببعض.
والعُصْبَة والعِصَابة من النَّاس، والطَّير، والخيل. قال النَّابغة:
      عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ

واعصوصَبَ القَومُ: صاروا عِصابة.
واليوم العَصيب: الشَّديد.
واعصَوصَبَ اليومُ: اشتدَّ.
ويوم عَصَبْصَبٌ واعْصَوْصَبَتْ: تجمَّعتْ. قال:
      وسْطَ الدِّيار رَذِيَّاتٌ مرازيحُ

قال أبو زيد: كلُّ شيءٍ بشيء فقد عَصَب به. يقال: عَصَبَ القومُبفلان. قال: ومنه سميت العَصَبَةُ، وهم قَرَابة الرَّجُل لأبيه وبني عمِّه، وكذلك كلُّ شيءٍ استدارَ حول شيءٍ واستكفَّ فقد عَصِبَ به.قال ابنُ الأعرابيِّ: عَصَبَ به وعَصَّب، إذا طافَ به ولزِمَه.
وأنشد:
*ألا ترى أنْ قد تدَاكا وِردُ      وعَصَّبَ الماء طِوالٌ كبْدُ

تَدَاكأ: تَدافَع.
وعَصَبَ الماء: لزِمه. قال أبو مهديّ: عَصَِبت الإبلُ بالماء تَعصب عُصُوباً، إذا دارَتْ حَولَه وحامت عليه. قال:وما عَصَبت بذلك المكان ولا قَرَِبته. قال الخليل: العَصَبَة هم الذين يَرِثون الرّجُلَ عن كَلالةٍ من غير والدٍ ولا ولد. فأمَّا الفرائض فكلُّ مَن لم تكن فريضتُه مسمَّاةً فهو عَصَبَة، إنْ بَقِيَ بعد الفرائض شيءٌ أخذوه. قال الخليل: ومنه اشتُقَّ العَصَبِيّة. قال ابن السِّكِّيت: ذاك رجلٌ من عَصَب القوم، أي من خيارهم.
وهو قياسُ الباب لأنَّه تُعصب بهم الأمور.

لحن (لسان العرب) [0]


اللَّحْن: من الأَصوات المصوغة الموضوعة، وجمعه أَلْحانٌ ولُحون.
ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان، وفي الحديث: اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب.
وهو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء.
واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك، لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً ولُحوناً؛ الأَخيرة عن أَبي زيد قال: فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لم يَلْحَنِ ورجل لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَة: يُخْطِئ، وفي المحكم: كثير اللَّحْن.
ولَحَّنه: نسبه إِلى اللَّحْن.
واللُّحَنَةُ: الذي يُلحَّنُ.
والتَّلْحِينُ: التَّخْطِئة.
ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً: تكلم بلغته.
ولَحَنَ له يَلْحَنُ لَحْناً: قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم؛ ومنه قولهم: لَحِنَ الرجلُ: فهو لَحِنٌ . . . أكمل المادة إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره.
ولَحِنَه هو عني، بالكسر، يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه؛ وقول الطرماح: وأَدَّتْ إِليَّ القوْلِ عنهُنَّ زَوْلةٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَي تَكلَّمُ بمعنى كلام لا يُفْطنُ له ويَخْفى على الناس غيري.
وأَلْحَنَ في كلامه أَي أَخطأَ.
وأَلْحَنه القولَ: أَفهمه إيِاه، فلَحِنَه لَحْناً: فهِمَه.
ولَحَنه عن لَحْناً؛ عن كراع: فهِمَه؛ قال ابن سيده: وهي قليلة، والأَول أَعرف.
ورجل لَحِنٌ: عارفٌ بعواقب الكلام ظريفٌ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنكم تَخْتصِمُون إِليَّ ولعلَّ بعضَكم أَن يكونَ أَلْحَنَ بحجَّته من بعض أَي أَفْطنَ لها وأَجْدَل، فمن قَضَيْتُ له بشيء من حق أَخيه فإِنما أَقطعُ له قِطْعةً من النار؛ قال ابن الأَثير: اللَّحْنُ الميل عن جهة الاستقامة؛ يقال: لَحَنَ فلانٌ في كلامه إِذا مال عن صحيح المَنْطِق، وأَراد أَن بعضكم يكون أَعرفَ بالحجة وأَفْطَنَ لها من غيره.
واللَّحَنُ، بفتح الحاء: الفِطْنة. قال ابن الأَعراب: اللَّحْنُ، بالسكون، الفِطْنة والخطأُ سواء؛ قال: وعامّة أَهل اللغة في هذا على خلافه، قالوا: الفِطْنة، بالفتح، والخطأ، بالسكون. قال ابن الأَعرابي: واللَّحَنُ أَيضاً، بالتحريك، اللغة.
وقد روي أَن القرآن نزَل بلَحَنِ قريش أَي بلغتهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: تعلَّمُوا الفرائضَ والسُّنَّةَ واللَّحَن، بالتحريك، أَي اللغة؛ قال الزمخشري: تعلموا الغَريبَ واللَّحَنَ لأَن في ذلك عِلْم غَرِيب القرآن ومَعانيه ومعاني الحديث والسنَّة، ومن لم يعْرِفْه لم يعرف أَكثرَ كتاب الله ومعانيه ولم يعرف أَكثر السُّنن.
وقال أَبو عبيد في قول عمر، رضي الله عنه: تعلَّمُوا اللَّحْنَ أَي الخطأَ في الكلام لتحترزوا منه.
وفي حديث معاويه: أَنه سأَل عن أَبي زيادٍ فقيل إِنه ظريف على أَنه يَلْحَنُ، فقال: أَوَليْسَ ذلك أَظرف له؟ قال القُتَيْبيُّ: ذهب معاويةُ إِلى اللَّحَن الذي هو الفِطنة، محرَّك الحاء.
وقال غيره. إِنما أَراد اللَّحْنَ ضد الإِعراب، وهو يُسْتَمْلَحُ في الكلام إِذا قَلَّ، ويُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ والتشَدُّقُ.
ولَحِنَ لَحَناً: فَطِنَ لحجته وانتبه لها.
ولاحَنَ الناس: فاطَنَهم؛ وقوله مالك بن أَسماء بن خارجةَ الفَزاريّ: وحديثٍ أَلَذُّه هو مما يَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنا مَنْطِقٌ رائِعٌ، وتَلْحَنُ أَحْيا ناً، وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْنا يريد أَنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره، وتُعَرِّضُ في حديثها فتزيلُه عن جهته من فِطنتِها كما قال عز وجل: ولَتَعْرِفنَّهُمْ في لَحن القول، أَي في فَحْْواهُ ومعناه؛ وقال القَتَّال الكلابيُّ: ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيْما تَفْهمُوا، ولَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً ليس بالمُرْتابِ وكأَنَّ اللَّحْنَ في العربية راجعٌ إِلى هذا لأَنه من العُدول عن الصواب.
وقال عمر بن عبد العزيز: عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ لا يعرفُ جَوامعَ الكَلِم، أَي فاطَنَهم وفاطَنُوه وجادَلَهم؛ ومنه قيل: رجل لَحِنٌ إِذا كان فَطِناً؛ قال لبيد: مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّه قَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِ وأَما قول عمر، رضي الله عنه: تعلموا اللَّحْنَ والفرائضَ، فهو بتسكين الحاء وهو الخطأُ في الكلام.
وفي حديث أَبي العالية قال: كنتُ أَطُوفُ مع ابن عباسٍ وهو يُعلِّمني لَحْنَ الكلامِ؛ قال أَبو عبيد: وإِنما سماه لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره اللَّحْنَ. قال شمر: قال أَبو عدنان سأَلت الكِلابيينَ عن قول عمر تعلموا اللحن في القرآن كما تَعَلَّمُونه فقالوا: كُتِبَ هذا عن قوم لس لهم لَغْوٌ كلَغْوِنا، قلت: ما اللَّغْوُ؟ فقال: الفاسد من الكلام، وقال الكلابيُّون: اللَّحْنُ اللغةُ، فالمعنى في قول عمر تعلموا اللّحْنَ فيه يقول تعلموا كيف لغة العرب فيه الذين نزل القرآنُ بلغتهم؛ قال أَبو عدنان: وأَنشدتْني الكَلْبيَّة: وقوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قومِنا وشَكلٌ، وبيتِ اللهِ، لسنا نُشاكِلُهْ قال: وقال عُبيد بن أَيوب: وللهِ دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ، وأَنني شُجاعٌ، إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ أَتَتني بلحْنٍ بعد لَحْنٍ، وأَوقدَتْ حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ ورجل لاحِنٌ لا غير إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته، ولا يقال لَحّانٌ. الليث: قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قد أَخذ في ناحية عن الصواب أَي عَدَل عن الصواب إِليها؛ وأَنشد قول مالك بن أَسماء: مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْيا ناً، وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْناً قال: تأْويله وخير الحديث من مثل هذه الجارية ما كان لا يعرفه كلُّ أَحد، إِنما يُعرفُ أَمرها في أَنحاء قولها، وقيل: معنى قوله وتلحن أَحياناً أَنها تخطئ في الإِعراب، وذلك أَنه يُسْتملَحُ من الجواري، ذلك إِذا كان خفيفاً، ويُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب.
وعُرِف ذلك في لَحْن كلامه أَي فيما يميل إِليه. الأَزهري: اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِليه بلسانك أَي تميلُ إِليه بقولك، ومنه قوله عز وجل: ولَتَعْرِفَنَّهُم في لَحْنِ القول؛ أَي نَحْوِ القول، دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل وفِعْلَه يَدُلاَّنِ على نيته وما في ضميره، وقيل: في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه.
ولَحَن إِليه يَلْحَنُ لَحْناً أَي نَواه ومال إِليه. قال ابن بري وغيره: للَّحْنِ ستة مَعان: الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى، فاللَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه لَحَنَ في كلامه، بفتح الحاء، يَلْحَنُ لَحْناً، فهو لَحَّانٌ ولَحّانة، وقد فسر به بيتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاري كما تقدم، واللَّحْنُ الذي هو اللغة كقول عمر، رضي الله عنه: تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ، يريد اللغة؛ وجاء في رواية تعلموا اللَّحْنَ في القرآن كما تتعلمونه، يريد تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها؛ وقال الأَزهري: معناه تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفُوا معانيه كقوله تعالى: ولتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القول؛ أَي معناه وفَحْواه، فقول عمر، رضي الله عنه: تعلموا اللَّحْن، يريد اللغة؛ وكقوله أَيضاً: أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِه أَي من لُغَتِه وكان يَقْرأُ التابُوه؛ ومنه قول أَبي مَيْسَرَة في قوله تعالى: فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ، قال: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ اليمن أَي بلغة اليمن؛ ومنه قول أَبي مَهْديٍّ: ليس هذا من لَحْني ولا لَحْنِ قومي؛ واللَّحْنُ الذي هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ شاهدُه قول يزيد ابن النعمان: لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى يَمِيلُ بها، وتَرْكَبُه بلَحْنٍ، إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا فلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى تَذَكّرُها، ولا طَيْرٌ أَرَنَّا وقال آخر: وهاتِفَينِ بشَجْوٍ، بعدما سجَعَتْ وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ باتا على غُصْنِ بانٍ في ذُرَى فَننٍ، يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ ويقال: فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا يعرف كيف يُغَنيه.
وقد لَحَّنَ في قراءته إِذا طَرَّب بها.
واللَّحْنُ الذي هو الفِطْنة يقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته وفَطِنته، فَلَحَنَ هو عني لَحْناً أَي فَهمَ وفَطِنَ، وقد حُمِلَ عليه قول مالك بن أَسماء: وخير الحديث ما كان لحناً، وقد تقدم؛ قاله ابن الأَعرابي وجعله مُضارعَ لَحِنَ، بالكسر، ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: لعَلَّ بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَفْطَنَ لها وأَحسَنَ تصَرُّفاً.
واللَّحْنُ الذي هو التَّعْريض والإِيماء؛ قال القتَّالُ الكلابي: ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيما تَفْهَموا، ووَحَيْتُ وَحْياً ليس بالمُرْتابِ ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم، وقد بعث قوماً ليُخْبِرُوه خبَرَ قريش: الْحَنُوا لي لَحْناً، وهو ما روي أَنه بعث رجلين إِلى بعض الثُّغُور عَيْناً فقال لهما: إِذا انصرفتما فالْحَنا لي لَحْناً أَي أَشيرا إِليَّ ولا تُفْصِحا وعَرِّضا بما رأَيتما، أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة، فأَحَبَّ أَن لا يقفَ عليه المسلمون.
ويقال: جعَلَ كذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ ولم يُُصَرِّح؛ ومنه أَيضاً قول مالك بن أَسماء وقد تقدم شاهداً على أَن اللَّحْنَ الفِطنة، والفعل منه لَحَنْتُ له لَحْناً، على ما ذكره الجوهر عن أَبي زيد؛ والبيت الذي لمالك:مَنطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحيا ناً، وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا ومعنى صائب: قاصد الصواب وإِن لم يُصِبْ، وتَلْحَن أَحياناً أَي تُصيب وتَفْطُنُ، وقيل: تريدُ حديثَها عن جهته، وقيل: تُعَرِّض في حديثها، والمعنى فيه متقاربٌ، قال: وكأَنَّ اللَّحْن في العربية راجع إِلى هذا لأَنه العُدول عن الصواب؛ قال عثمان ابن جني: مَنْطِقٌ صائب أَي تارة تورد القول صائباً مُسَدَّداً وأُخرى تتَحَرَّفُ فيه وتَلْحَنُ أَي تَعْدِلُه عن الجهة الواضحة متعمدة بذلك تلَعُّباً بالقول، وهو من قوله ولعل بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَنْهَضَ بها وأَحسَنَ تصَرُّفاً، قال: فصار تفسير اللَّحْنِ في البيت على ثلاثة أَوجه: الفِطنة والفهم، وهو قول أَبي زيد وابن الأَعرابي وإِن اختلفا في اللفظ، والتعريضُ، وهو قول ابن دريد والجوهري، والخطأُ في الإِعراب على قول من قال تزيله عن جهته وتعدله عن الجهة الواضحة، لأَن اللحن الذي هو الخطأُ في الإِعراب هو العدول عن الصواب، واللَّحْن الذي هو المعنى والفَحْوَى كقوله تعالى: ولَتَعْرِفنَّهُم في لَحْنِ القول؛ أَي في فَحْواه ومعناه.
وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه قال: العُنوان واللَّحْنُ واحد، وهو العلامة تشير بها إِلى الإِنسان ليَفْطُنَ بها إِلى غيره، تقول: لَحَنَ لي فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ؛ وأَنشد: وتَعْرِفُ في عُنوانِها بعضَ لَحْنِها، وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهيا قال: ويقال للرجل الذي يُعَرِّضُ ولا يُصَرِّحُ قد جعل كذا وكذا لَحْناً لحاجته وعُنواناً.
وفي الحديث: وكان القاسم رجلاً لُحْنَةً، يروى بسكون الحاء وفتحها، وهو الكثير اللَّحْنِ، وقيل: هو بالفتح الذي يُلَحِّنُ الناس أَي يُخَطِّئُهم، والمعروف في هذا البناء أَنه الذي يَكْثُر منه الفعل كالهُمَزة واللُّمَزة والطُّلَعة والخُدَعة ونحو ذلك.
وقِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم يكن صافيَ الصوت عند الإِفاضة، وكذلك قوس لاحنة إِذا أُنْبِضَتْ.
وسهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفير إِذا لم يكن حَنَّاناً عند الإِدامةِ على الإِصبع، والمُعْرِبُ من جميع ذلك على ضِدِّه.
ومَلاحِنُ العُودِ: ضُروبُ دَسْتاناته. يقال: هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد، وهو الوجه الذي يَضْرِبُ به.
وفي الحديث: اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب وأَصواتها، وإِياكم ولُحُونَ أَهل العِشْق؛ اللَّحنُ: التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشِّعْرِ والغِناءِ، قال: ويشبه أَن يكون أَراد هذا الذي يفعله قُرَّاء الزمان من اللُّحون التي يقرؤون بها النظائر في المحافل، فإِن اليهود والنصارى يقرؤون كتُبَهم نحْواً من ذلك.

عوض (لسان العرب) [0]


العِوَضُ: البَدَلُ؛ قال ابن سيده: وبينهما فَرْقٌ لا يليق ذكره في هذا المكان، والجمع أَعْواضٌ، عاضَه منه وبه.
والعَوْضُ: مصدر قولك عاضَه عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضةً وعَوَّضَه وأَعاضَه؛ عن ابن جني.
وعاوَضَه، والاسم المَعُوضةُ.
وفي حديث أَبي هريرة: فلما أَحل اللّه ذلك للمسلمين، يعني الجزية، عرفوا أَنه قد عاضَهم أَفضل مما خافُوا. تقول: عُضْتُ فلاناً وأَعَضْتُه وعَوَّضْتُه إِذا أَعطيته بدل ما ذهب منه، وقد تكرر في الحديث.
والمستقبل التعويض (* قوله «والمستقبل التعويض» كذا بالأصل.).
وتَعَوَّضَ منه، واعْتاضَ: أَخذ العِوَضَ، واعْتاضَه منه واسْتَعاضَه وتَعَوَّضَه، كلُّه: سأَلَه العِوَضَ.
وتقول: اعْتاضَني فلان إِذا جاء طالباً للعوض والصِّلة، واستعاضني كذلك؛ وأَنشد: نِعْمَ الفَتى ومَرْغَبُ المُعْتاضِ، واللّهُ يَجْزِي القَِرِْضَ . . . أكمل المادة بالاقْراضِ وعاضَه: أَصاب منه العِوَضَ.
وعُضْتُ: أَصَبْتُ عِوَضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسي: هل لكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ، في هَجْمةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ؟ ويروى: في مائة، ويروى: يُغْدِرُ أَي يُخَلِّفُ. يقال: غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عن الإِبل، وأَغْدَرَها الراعي.
والقابض: السائق الشديد السوق. قال الأَزهري: أَي هل لك في العارِضِ منك على الفضل في مائة يُسْئِرُ منها القابض؟ قال: هذا رجل خطب امرأَة فقال أُعطيك مائة من الإِبل يَدَعُ منها الذي يقبضها من كثرتها، يدع بعضها فلا يطيق شَلَّها، وأَنا مُعارِضُك أُعطي الإِبل وآخُذُ نفسَكِ فأَنا عائض أَي قد صار العوض منك كله لي؛ قال الأَزهري: قوله عائض من عِضْتُ أَي أَخذت عوضاً، قال: لم أَسمعه لغير الليث.
وعائضٌ من عاضَ يَعوض إِذا أَعطى، والمعنى هل لك في هجمة أَتزوّجك عليها.
والعارضُ منكِ: المُعْطي عِوَضاً، عائِضٌ أَي مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَيْنَه وهو الهجمة من الإِبل، وقيل: عائض في هذا البيت فاعل بمعنى مفعول مثل عيشة راضِية بمعنى مَرْضِيَّة.
وتقول: عَوَّضْتُه من هِبَتِه خيراً.
وعاوَضْتُ فلاناً بعوض في المبيع والأَخذ والإِعطاء، تقول: اعْتَضْتُه كما تقول أَعطيته، وتقول: تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَي ثابَ مالُهم وحالُهم بعد قِلَّةٍ.
وعَوْض يبنى على الحركات الثلاث: الدَّهْر، معرفة، علم بغير تنوين، والنصب أَكثر وأَفشَى؛ وقال الأَزهري: تفتح وتضم، ولم يذكر الحركة الثالثة.
وحكي عن الكسائي عوضُ، بضم الضاد غير منون، دَهْرٌ، قال الجوهري: عَوْضُ معناه الأَبد وهو للمستقبل من الزمان كما أَنَّ قَطّ للماضي من الزمان لأَنك تقول عوض لا أُفارقك، تريد لا أُفارقك أَبداً، كما تقول قطّ ما فارقتك، ولا يجوز أَن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أَن تقول قطّ ما أُفارقك. قال ابن كيسان: قط وعوض حرفان مبنيان على الضم، قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل، تقول: ما رأَيته قطّ يا فتى، ولا أُكلمك عوض يا فتى؛ وأَنشد الأَعشى، رحمه اللّه تعالى: رضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ، عَوْضَ لا نَتَفرَّقُ أَي لا نتفرق أَبدأً، وقيل: هو بمعنى قَسَم. يقال: عَوْض لا أَفْعَله، يحلف بالدهر والزمان.
وقال أَبو زيد: عوض في بيت الأَعشى أَي أَبداً، قال: وأَراد بأَسْحَمَ داجٍ الليل، وقيل: أَراد بأَسْحم داج سواد حَلَمَةِ ثدي أُمه، وقيل: أَراد بالأَسحم هنا الرَّحِمَ، وقيل: سواد الحلمة؛ يقول: هو والنَّدَى رضَعا من ثدي واحد؛ وقال ابن الكلبي: عَوْض في بيت الأَعشى اسم صنم كان لبكر بن وائل؛ وأَنشد لرُشَيْدِ بن رُمَيْضٍ العنزي: حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لدَى السَّعِيرِ قال: والسعِيرُ اسم صنم لعنزةَ خاصَّة، وقيل: عوض كلمة تجري مجرى اليمين.
ومن كلامهم: لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ ولا دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي لا أَفعله أَبداً. قال: ويقال ما رأَيت مثله عَوْض أَي لم أَرَ مثله قَط؛ وأَنشد: فَلَمْ أَرَ عاماً عَوْضُ أَكْثَرَ هالِكاً، ووَجْهَ غُلامٍ يُشْتَرَى وغُلامَهْ ويقال: عاهَدَه أَن لا يُفارِقَه عَوْضُ أَي أَبداً.
ويقول الرجل لصاحبه: عوض لا يكون ذلك أَبداً، فلو كان عوض اسماً للزمان إِذاً لجرى بالتنوين، ولكنه حرف يراد به القسم كما أَن أَجَلْ ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حُمِلَ على غير الإِعراب.
وقولهم: لا أَفعلُه من ذي عوضِ أَي أَبداً كما تقول من ذي قبْلُ ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ، أَضاف الدهر إِلى نفسه. قال ابن جني: ينبغي أَن تعلم أَنَّ العِوَضَ من لفظ عَوْضُ الذي هو الدهر، ومعناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار والليل والتقاؤُهما وتَصَرُّمُ أَجزائهما، وكلَّما مضَى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوَضاً منه، فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأَوّل، قال: فلهذا كان العِوَضُ أَشدّ مخالفة للمُعَوَّضِ منه من البدل؛ قال ابن بري: شاهد عوضُ، بالضم، قول جابر بن رَأْلانَ السِّنْبسِيّ: يَرْضَى الخَلِيطُ ويَرْضَى الجارُ مَنْزِلَه، ولا يُرَى عَوْضُ صَلْدا يَرْصُدُ العَلَلا قال: وهذا البيت مع غيره في الحماسة.
وعَوْضُ: صنم.
وبنو عَوْضٍ: قبيلة.
وعياضٌ: اسم رجل، وكله راجع إِلى معنى العِوَضِ الذي هو الخلَفُ. قال ابن جني في عياض اسم رجل: إِنما أَصله مصدر عُضْتُه أَي أَعطيته.
وقال ابن بري في ترجمة عوص: عَوْصٌ: قبيلة، وعَوْضٌ، بالضاد، قبيلة من العرب؛ قال تأَبط شرّاً: ولَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو، تَنَفَّرَتْ عَصافِيرُ رأْسي مِنْ نَوىً وتَوانِيا