المصادر:  


خ - ش - ع (جمهرة اللغة) [50]


خَشَّع الرجلُ يخشَع خُشوعاً فهو خاشع. وللخشوع مواضع، فالخاشع: المستكين، والخاشع: الراكع في بعض اللغات. يخَشَعَ الإنسان خَراشيَ صدره، إذا ألقى من صدره بُزاقاً لَزِجاً. وخَشَعَ ببصره، إذا غضَّه، فهو خاشع. والخاشع والمُخبِث سواء. والخِشْعَة: قطعة من الأرض تغلظ. وفي الحديث: " إن الكعبة كانت خِشْعَةً على الماء فدحا الله من تحتها الأرضَ " . والخاشع: المطمئنّ من الأرض.

خشع (الصّحّاح في اللغة) [50]


الخُشوعُ: الخضوعُ. يقال: خَشَعَ واخْتَشَعَ.
وخَشَعَ ببصره، أي غَضّهُ.
وبلدةٌ خاشِعَةٌ، أي مُغْبَرَّةٌ لا منزِل بها.
ومكانٌ خاشعٌ. أكمةٌ متواضِعةٌ.
والتَخَشُّعُ: تكلُّفُ الخُشوعِ.

خشع (مقاييس اللغة) [50]



الخاء والشين والعين أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على التَّطامُن. يقال خَشَع، إذا تطامَنَ وطأْطأَ رأسَه، يخشَع خُشوعاً.
وهو قريبُ المعنى من الخضوع، إلاّ أنّ الخُضوع في البدَن والإقرارُ بالاستخذاء، والخشوعَ في الصَّوتِ والبصر. قال الله تعالى: خَاشِعَةً أبْصَارُهُمْ [القلم 43، المعارج 44]. قال ابنُ دريد: الخاشِع المستكينُ والرَّاكع. يقال اختشعَ فلانٌ، ولا يقال اختَشَع بَصرُه.
ويقال: خَشَع خَراشِيَّ صدْرِه، إذا ألْقى بُزاقاً لزِجاً.
والخُشْعَة: قِطعةٌ من الأرض قُفٌّ قد غلبَتْ عليه السُّهولة. يقال قُفٌّ خاشع: لاطِئٌ بالأرض. قال ابنُ الأعرابيّ: بلدةٌ خاشعة: مُغْبَرَّة. قال جريرٌ:
لَمّا أتى خبرُ الزُّبَيْرِ تواضعت      سُورُ المدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ

قال الخليل. خَشَعَ سَنامُ . . . أكمل المادة البَعير، إذا ذهَبَ إلاّ أقله.

خشع (لسان العرب) [50]


خَشَع يَخْشَعُ خُشوعاً واخْتَشَع وتَخَشَّعَ: رمى ببصره نحو الأَرض وغَضَّه وخفَضَ صوته.
وقوم خُشَّع: مُتَخَشِّعُون.
وخشَع بصرُه: انكسر، ولا يقال اخْتَشع؛ قال ذو الرمة: تَجَلَّى السُّرى عن كلِّ خِرْقٍ كأَنه صَفِيحةُ سَيْفٍ، طَرْفُه غيرُ خاشِع واخْتشعَ إِذا طأْطأَ صَدْرَه وتواضع، وقيل: الخُشوع قريب من الخُضوع إِلا أَنّ الخُضوع في البدن، وهو الإِقْرار بالاستِخْذاء، والخُشوعَ في البدَن والصوْت والبصر كقوله تعالى: خاشِعةً أَبصارُهم؛ وخَشَعتِ الأَصواتُ للرحمن، وقرئ: خاشِعاً أَبصارُهم؛ قال الزجاج: نصب خاشعاً على الحال، المعنى يخرجون من الأَجْداث خُشَّعاً، قال: ومَن قرأَ خاشِعاً فعلى أَنّ لك في أَسماء الفاعلين إِذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو . . . أكمل المادة خاشِعاً أَبصارُهم، ولك التوحيدُ والتأْنِيثُ لتأْنِيث الجَماعةِ كقولك خاشعةً أَبصارهم، قال: ولك الجمع خُشَّعاً أَبصارُهم، تقول: مررتُ بشُبّان حَسَنٍ أَوْجُهُهم وحِسانٍ أَوجُههم وحسَنةٍ أَوجهُهم؛ وأَنشد: وشَبابٍ حَسَنٍ أَوجُهُهُم، منْ إِيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ وقوله: وخشَعتِ الأَصوات للرحمن؛ أَي سكنت، وكلُّ ساكنٍ خاضعٍ خاشعٌ. حديث جابر: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَقبل علينا فقال: أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ الله عنه؟ قال: فخَشَعْنا أَي خَشِينا وخضَعْنا؛ قال ابن الأَثير: والخُشوع في الصوت والبصَر كالخُضوع في البدَن. قال: وهكذا جاء في كتاب أَبي موسى، والذي جاء في كتاب مسلم فجَشِعْنا، بالجيم، وشرحه الحميدي في غريبه فقال: الجَشَعُ الفَزَعُ والخَوْفُ.
والتخشُّع: نحو التضرُّعِ.
والخشُوعُ: الخضُوعُ. الراكع في بعض اللغات.
والتخشُّعُ: تَكلُّف الخُشوع.
والتخشُّعُ لله: الإِخْباتُ والتذلُّلُ.
والخُشْعةُ: قُفٌّ غَلبت عليه السُّهولةُ.
والخُشْعةُ، مثال الصُّبْرة: أَكَمةٌ مُتواضِعةٌ.
وفي الحديث: كانت الكعبة خُشْعةً على الماء فَدُحِيَت الأَرضُ من تَحْتِها؛ قال ابن الأَثير: الخُشْعةُ أَكَمةٌ لاطِئةٌ بالأَرض، والجمع خُشَعٌ، وقيل: هو ما غَلَبت عليه السُّهولة أَي ليس بحجر ولا طين، ويروى خَشَفة، بالخاء والفاء، والعرب تقول للجَثَمة اللاطئة بالأَرض هي الخُشْعة، وجمعها خُشَعٌ؛ وقال أَبو زبيد (* قوله «وقال أبو زبيد» أي يصف صروف الدهر، وقوله الاوداة يريد الاودية فقلب، أفاده شرح القاموس.): جازِعات إِليهمُ، خُشَعَ الأَوْ داةِ قُوتاً، تُسْقَى ضَياحَ المَدِيدِ ويروى: خُشَّعَ الأَوْداة جمع خاشِعٍ. ابن الأَعرابي: الخُشْعةُ الأَكمةُ وهي الجَثَمةُ والسَّرْوعةُ والقائدةُ.
وأَكمة خاشِعة: مُلْتَزِقة لاطئة بالأَرض. من الأَرض: الذي تُثِيره الرّياح لسُهولته فتمحو آثارَه.
وقال الزجاج: وقوله تعالى: ومن آياته أَنك ترى الأَرض خاشعة، قال: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، وأَراد المُتهشِّمةَ النبات.
وبَلْدةٌ خاشعة أَي مُغْبَرّة لا مَنْزِل بها.
وإِذا يَبِست الأَرض ولم تُمْطَر قيل: قد خَشَعَت. قال تعالى: وترى الأَرض خاشعة فإِذا أَنزلنا عليها الماء اهْتَزّتْ وربَتْ.
والعرب تقول: رأَينا أَرض بني فلان خاشِعةً هامِدة ما فيها خَضْراء.
ويقال: مكان خاشِعٌ. سَنامُ البعير إِذا أُنْضِيَ فذهب شَحْمه وتَطأْطأَ شَرَفُه.
وجِدار خاشعٌ إِذا تَداعَى واستوى مع الأَرض؛ قال النابغة: ونُؤْيٌ كَجِذْم الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ وخَشَعَ خَراشِيَّ صدْره: رمَى بُزاقاً لَزِجاً. قال ابن دريد: وخَشَعَ الرَّجلُ خَراشِيَّ صدْرِه إِذا رمَى بها.
ويقال: خَشَعَت الشمسُ وخَسَفَت وكَسَفَت بمعنى واحد.
وقال أَبو صالح الكلابي: خُشوعُ الكواكِب إِذا غارَت وكادت تَغِيب في مَغِيبها؛ وأَنشد: بَدْر تَكادُ له الكواكب تَخْشَعُ وقال أَبو عدنان: خشعت الكواكب إِذا دنت من المَغِيب، وخضَعَت أَيدي الكواكب أَي مالت لتَغِيب.
والخِشْعةُ: الذي يُبْقر عنه بطْن أُمه. قال ابن بري: قال ابن خالويه والخِشْعة ولد البَقِير، والبقيرُ: المرأَة تموت وفي بطنها ولد حيّ فَيُبْقَر بطنُها ويُخرج، وكان بكير بن عبد العزيز خِشْعة؛ ورأَيت في حاشية نسخة موثوق بها من أَمالي الشيخ ابن بري قال الحطيئة يمدح خارِجةَ بن حِصْن بن حُذَيفةَ بن بَدْر: وقد عَلِمَتْ خيْلُ ابنِ خِشْعةَ أَنها متى تَلْقَ يَوْماً ذا جِلادٍ تُجالِدِ خِشْعةُ: أُم خارجةَ وهي البَقِيرةُ كانت ماتت وهو في بطنها يَرْتَكِم، فبُقِر بطنُها فسميت البَقِيرةَ وسمي خارجةَ لأَنهم أَخرجوه من بطنها.

خشع (المعجم الوسيط) [50]


 خشوعا خضع وذل وَخَافَ وَفِي حَدِيث جَابر (أَنه أقبل علينا فَقَالَ أَيّكُم يحب أَن يعرض الله عَنهُ قَالَ فخشعنا) وخفض صَوته وَرمى ببصره نَحْو الأَرْض وغضه وببصره غضه ولربه استكان وَركع فَهُوَ خاشع (ج) خشع وَهُوَ خشوع (ج) خشع وصوته انخفض وَسكن وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وخشعت الْأَصْوَات للرحمن فَلَا تسمع إِلَّا همسا} وبصره انْكَسَرَ وَالشَّيْء سكن وَالْوَرق وَنَحْوه ذبل وَالْأَرْض يَبِسَتْ لعدم الْمَطَر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {آيَاته أَنَّك ترى الأَرْض خاشعة فَإِذا أنزلنَا عَلَيْهَا المَاء اهتزت وربت} والكوكب دنا من المغيب وَالشَّمْس كسفت والسنام ذهب شحمه إِلَّا أَقَله 

الخاشع (المعجم الوسيط) [0]


 الرَّاكِع وَمن الْأَمْكِنَة الَّذِي تثيره الرِّيَاح لسهولته فتمحو آثاره وَالْمَكَان لَا يهتدى إِلَيْهِ وَالْمَكَان المغير لَا منزل بِهِ 

نأج (المعجم الوسيط) [0]


 البوم نأجا ونئيجا صَاح وَالرِّيح تحركت سريعة شَدِيدَة الصَّوْت وَالْإِنْسَان تضرع فِي دُعَاء حَزِين خاشع وَفِي الأَرْض نؤوجا ذهب وَيُقَال نأج الْخَبَر ذهب فِي الْبِلَاد 

ضَمَزَ (القاموس المحيط) [0]


ضَمَزَ يَضْمُزُ ويَضْمِزُ: سَكَتَ، ولم يَتَكَلَّمْ، فهو ضامِزٌ وضَموزٌ،
و~ البعيرُ: أمْسَكَ جِرَّتَهُ في فيه، ولم يَجْتَرَّ،
و~ على مالي: جَمَدَ عليه، ولَزِمَهُ،
و~ على مالِه: شَحَّ،
و~ اللُّقْمَةَ: الْتَقَمها.
والضَّمْزُ: المكانُ الغليظُ، والأَكَمَةُ الخاشِعَةُ، وكلُّ جَبَلٍ مُنْفَرِدٍ، حجَارَتُهُ حُمْرٌ صِلابٌ، ما فيه طينٌ،
كالضَّمُوزِ، الواحدةُ: بهاءٍ.
والضَّمُوزُ: الأَسَدُ.
والضامِزُ: العَيَّابُ للناس.

سمد (الصّحّاح في اللغة) [0]


سَمَدَ سُموداً: رفع رأسَه تكبُّراً.
وكلُّ رافعٍ رأسهُ فهو سامِدٌ.
وقال ابنُ الأعرابيّ: سَمَدْتُ سُموداً: عَلَوْتُ.
وسَمَدَتِ الإبل في سيرها: جَدَّتْ.
والسُمودُ: اللهوُ.
والسامِدُ: اللاهي والمغنِّي.
والسامِدُ: القائمُ، والساكتُ.
والسامِدُ: الحزينُ الخاشع. يقال للقَيْنَة: أَسْمِدِينا، أي أَلْهينا بالغناء وغنِّينا.
وتَسْميدُ الأرض: أن يُجعل فيه السَمادُ، وهو سِرْجينٌ ورماد.
وتسميدُ الرأس: استئصالُ شَعَره، لغة في التسبيد.

ضمز (مقاييس اللغة) [0]



الضاد والميم والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ في كلام أو إِمساكٍ على شيءٍ بفم وما أشبَهَ ذلك. من ذلك ضَمَز البَعِيرُ: أَمسك عن الجِرّة.
والضَّامِز: السّاكت.
وقال بشر:
وقد ضَمَزَتْ بِجِرّتها سُلَيْمٌ      مخافتَنا كما ضَمَزَ الحِمارُ

والضَّمْز: ضرب من الأكل، لأنَّه إِذا أكل أمسَكَ عليه في فمه. وضَمَز فلانٌ على مالي، أي لزمه.ومما شذَّ عن هذا الأصل: الضَّمْزَة: الأَكَمة الخاشعة، والجمع ضَمْزٌ.

الخُشوعُ (القاموس المحيط) [0]


الخُشوعُ: الخُضوعُ،
كالاخْتِشَاعِ، والفعْلُ: كمنَع،
أو قَريبٌ من الخُضوعِ، أو هو في البَدَنِ، والخُشُوعُ في الصوتِ والبَصَرِ،
و~ السُّكونُ والتَّذَلُّلُ،
و~ في الكَوْكَبِ: دُنُوُّه من الغُروبِ.
والخاشِعُ: المكانُ المُغْبَرُّ لا مَنْزِلَ به، والمكانُ لا يُهْتَدَى له، والمُسْتَكِينُ، والراكِعُ.
وَخَشَعَ السَّنامُ: ذَهَبَ إلا أقَلَّهُ،
و~ فلانٌ خَرَاشِيَّ صَدْرِه فَخَشَعَتْ هي: إذا ألْقَى بُزاقاً لَزِجاً.
والخِشْعَةُ، بالكسر: الصبِيُّ يُلْزَقُ عنه بَطْنُ أُمِّه إذا ماتتْ، وبالضم: القِطْعَةُ من الأرضِ الغليظةُ، والأَكَمَةُ اللاطِئَةُ بالأرض،
ج: كصُرَدٍ.
وَتَخَشَّعَ: تَضَرَّعَ.

الجَخَرُ (القاموس المحيط) [0]


الجَخَرُ، محرَّكةً: تَغَيُّرُ رائِحَةِ اللَّحْمِ، ورائِحَةٌ مَكروهَةٌ في قُبُلِ المرأةِ،
وهي جَخْراءُ، والاتِّساعُ في البِئْرِ، وخَلاءُ البَطْنِ.
وككَتِفٍ: الكثيرُ الأَكْلِ، والجَبانُ، والقَليلُ لَحْمِ الفَخِذَيْنِ، والفاسِدُ العَقْلِ، والعاجِزُ، والسَّمِجُ، والسَّريعُ الجُوعِ.
والجَخْراءُ: د لِبَنِي شِجْنَةَ، والمرأةُ الواسِعَةُ، التَّفِلَةُ،
و~ من العُيونِ: الضَّيِّقَةُ، فيها غَمَصٌ ورَمَصٌ.
والجاخِرُ: الوادِي الواسِعُ.
وجَخَرَ، كمَنَعَ: وسَّعَ رَأسَ بِئْرِهِ،
كأَجْخَرَ وجَخَّرَ.
وأجْخَرَ: أنْبَعَ ماءً كثيراً من غير مَوْضِعِ بِئْرٍ، وغَسَلَ دُبُرَهُ، ولم يُنْقِ فَبَقِيَ نَتْنُهُ، وتَزَوَّجَ امرأةً جَخْراءَ.
وتَجَخَّرَ الحَوْضُ: تَفَلَّقَ طينُهُ، وذَهَبَ ماؤُهُ، وانْفَجَرَ ماؤُهُ.
وجَخْرٌ: ة بسَمَرْقَنْدَ.
وجَخِرَ جَوْفُ البِئْرِ، كَفَرِحَ: اتَّسَعَ،
و~ الغَنَمُ: شَرِبَتْ على خَلاءِ بَطْنٍ، فَتَخَضْخَضَ الماءُ في بُطونِها، فَتراها جَخِرَةً . . . أكمل المادة خاشِعَةً.

مدش (لسان العرب) [0]


المَدَشُ: دِقةٌ في اليد واسترخاءٌ وانتشارٌ مع قلّة لحم، مَدِشَت يدُه مَدَشاً وهو أَمْدَشُ.
وفي لحمِه مَدْشةٌ أَي قلةٌ. يقال: يدٌ مَدْشاءُ وناقة مَدْشاءُ. ابن شميل: وإنه لأَمْدَشُ الأَصابعِ وهو المُنْتَشرُ الأَصابِع الرَّخْوُ القَصَبةِ، وقال غيره: ناقة مَدْشاءُ اليدينِ سريعةُ أَوْبِهما في حُسْن سَيْر؛ وأَنشد: ونازِحة الجُولَيْنِ خاشعة الصُّوَى، قَطَعْتُ بمَدْشاءِ الذِّراعَيْنِ سَاهِم وقال آخر: يَتْبَعْنَ مَدْشاءَ اليَدَيْن قُلْقُلا الصحاح: المَدَش رَخاوةُ عَصَبِ اليدِ وقلّةُ لحمِها.
ورجل أَمْدَشُ اليدِ، وقد مَدِشَ، وامرأَة مَدْشاءُ اليدِ. ابن سيده: والمَدْشاءُ من النساء خاصة التي لا لحم على يديها؛ عن أَبي عبيد، وجمل أَمْدَشُ منه.
والمَدَشُ: قلةُ لحمِ ثَدْيِ المرأَةِ؛ عن كراع.
ومَدَشَ من الطعام . . . أكمل المادة مَدْشاً: أَكَل منه قليلاً.
ومَدَشَ له من العطاء يَمْدُشُ: قلّلَ. التهذيب: ويقال ما مَدَشْت به مَدْشاً ومَدُوشاً وما مَدَشَني شيئاً ولا أَمْدَشَني وما مَدَشْتُه شيئاً ولا مَدَّشْتُه شيئاً أَي ما أَعطاني ولا أَعْطَيْتُه، قال: وهذا من النوادر.
ومَدِشَت عينُه مَدَشاً وهي مَدْشاءُ: أَظْلَمت من جُوع أَو حرِّ شمسٍ.
والمَدَشُ: تَشقّق في الرِّجْل.
والمَدَشُ في الخيل: اصْطِكاكُ بواطنِ الرُّسْغَين من شدة الفَدَغِ وهو من عيوب الخيل التي تكون خِلْقة، والفَدَعُ النواءُ الرُّسْغ من عُرْضِه الوَحْشِيِّ.
ورجل مَدِشٌ: أَخْرَقُ كفَدِش؛ حكاه ابن الأَعرابي.
والمَدَشُ: الحُمْق.
وما به مَدْشةٌ أَي مرضٌ، واللَّه أَعلم بالصواب.

وحش (الصّحّاح في اللغة) [0]


الوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ.
وأرضٌ مَوْحوشَةٌ: ذاتُ وُحوشٍ.
والوَحْشِيُّ: الجانبُ الأيمنُ من كلِّ شيء. قال الراعي:
وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ      فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها

ويقال: ليس من شيءٍ يَفْزَعُ إلاّ مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن.
وكان الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الأيسر من كل شيء.
ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها.
وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها.
وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرِجلِ وإنْسِيُّهما.
والوَحْشَةُ: الخلوةُ والهمُّ.
وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.
وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفرٌ.
وتَوَحَّشَتِ الأرضُ: صارت . . . أكمل المادة وَحْشَةً.
وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً.
وأوْحَشَ المنزل أيضاً:صار كذلك وذهب عنه الناس.
وأوْحَشَ الرجلُ: جاعَ.
وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخْلِ جوفَك من الطعام.
وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً.
وبتنا أوْحاشاً.
وقد أوْحَشْنا منذ ليلتانِ، أي نَفِذَ زادُنا.
وقال حُميدٌ يصف ذئباً:
ذِراعاً ولم يُصْبح بها وهو خاشِعُ      وإنْ باتَ وَحْشاً ليلةً يم يَضِقْ بها

ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ.
وفي الحديث: "فوَحَّشوا برماحهم".
وقال الشاعر:
      فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالأبْرَقِ

جخر (لسان العرب) [0]


جَخِرَ الفرسُ جَخَراً: امتلأَ بطنه فذهب نشاطه وانكسر.
وجَخِرَ الفرسُ (* قوله: «جخر الفرس» هذا والذي بعده من باب فرح، وقوله وجخر البئر إلخ من باب منع كما في القاموس). جَخَراً: جَزِعَ من الجوع وانكسر عليه.
ورجل جَخِرٌ: جبان أَكولٌ، والأُنثى جَخِرَةٌ.
وجَخِرَ جوف البئر، بالكسر: اتسع، وتَجْخِيرها: توسيعها، وأَجْخَر فلان إِذا وَسَّعَ رأْسَ بئره.
وأَجْخَرَ إِذا أَنْبَعَ ماءً كثيراً في غير موضع بئر.
وأَجْخَرَ إِذا تَزَوَّج جَخْراء، وهي الواسعة.
وأَجْخَرَ إِذا غسل دبره ولم يُنْقِها فبقي نَتْنُه. الجوهري: الجَخَرُ، بالتحريك، الاتساع في البئر.
وجَخَرَ البئرَ يَجْخَرُها جَخْراً وجَخَّرها: وسعها.
والجَخَرُ: قبح رائحة الرَّحِمِ.
وامرأَة جَخْراءُ: واسعة البطن.
وقال اللحياني: الجَخْراء من النساء المُنْتِنَةُ التَّفِلَةُ.
وفي الحديث في صفة . . . أكمل المادة عين الدجال: أَعْورُ مطموسُ العين ليست بِناتِئَةٍ ولا جَخْراءَ؛ قال: يعني الضَّيِّقَةَ التي فيها غَمْصٌ ورَمَصٌ؛ ومنه قيل للمرأَة جَخْراءُ إِذا لم تكن نظيفةَ المكانِ، وروي بالحاء المهمَلة، وهو مذكور في موضعه؛ وقال الأَزهري: هي بالخاء وأَنكر الحاء. ابن شميل: الجَخَرُ في الغنم أَن تشرب الماء وليس في بطنها شيء فيَتَخَضْخَضَ الماءُ في بطونها فتراها جَخِرَةً خاسِفَة (* قوله: «خاسفة» كذا بالأصل بالسين المهملة والفاء أَي مهزولة، وفي القاموس خاشعة بالمعجمة والعين)؛ وقال الأَصمعي في قوله: بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرْ قال: الذكر من الخيل لا يعدو إِلا إِذا كان بين الممتلئ والطاوي، فهو أَقل احتمالاً للجَخَرِ من الأُنثى.
والجَخَرُ: الخلاء، والذكر إِذا خلا بطنه انكسر وذهب نشاطه.
والجاخِرُ: الوادي الواسع.
وتَجَخَّرَ الحوض إِذا تَفَلَّقَ طينه وانفجر ماؤه. الأَزهري: والجُخَيرة تصغير الجَخَرة، وهي نَفْحَة تبقى في القندودة إِذا لم تنق.

ذرع (الصّحّاح في اللغة) [0]


ذِراعُ اليدِ يذكَّر ويؤنث.
والذِراعُ: ذِراعُ الأسدِ، وهما كوكبان نيِّران ينزلهما القمر.
والذِراعُ: سَمَةٌ في ذِراعِ البعير.
وقولهم: هو منِّي على حَبل الذِراعِ، أي مُعَدٌّ حاضرٌ.
والذِراعُ: ما يُذْرَعُ به.
ويقال لصدر القناةِ: ذِراعُ العاملِ.
والذَراعُ بالفتح: المرأةُ الخفيفة اليدين بالغزْل.
وقد ذَرَعَت الثوبَ وغيره ذَرْعاً.
وذَرَعَهُ القيءُ، أي سبَقَه وغلبه.
وتقول: أبطرتُ فلاناً ذَرْعَهُ، أي كلفته أكثر من طَوقه.
ويقال ضِقْتُ بالأمر ذَرْعاً، إذا لم تُطِقْهُ ولم تَقْوَ عليه.
وأصلُ الذَرْعِ إنَّما هو بسطُ اليدِ، فكأنَّك تريد: مددت يدي إليه فلم تَنلْه.
وربَّما قالوا: ضقتُ به ذِراعاً. قال حُميد بن ثور يصف ذئباً:
ذِراعاً ولم يصبح لها وهو خاشِعُ      وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها

وقولهم: اقْصِدْ بذَرْعِكَ، . . . أكمل المادة أي اربَعْ على نفسك.
وقولهم: الثوبُ سَبْعٌ في ثمانيةٍ، إنما قالوا سَبْعٌ لأن الأذْرُعَ مؤنَّثة. قال سيبويه: الذِراعُ مؤنثة، وجمعها أَذْرُعٌ لا غير.
وإنَّما قالوا ثمانية لأنَّ الأشبار مذكِّرَة.
والذِراعُ: الزَقُّ الصَغير يُسْلَخُ من قِبَلِ الذِراعِ، والجمع ذَوارِعُ، وهي للشراب.
وذَرَّعَهُ تَذْريعاً، أي خَنَقه.
والتَذْريعُ في المشي: تحريك الذِراعَيْنِ.
ويقال أيضاً للبَشيرِ إذا أومى بيده: قد ذَرَّعَ البشيرُ.
وثورٌ مُذَرَّعٌ، إذا كان في أكارِعِهِ لُمَعٌ سودٌ.
والذَرَعُ بالتحريك: الطَمَعُ.
ومنه قول الراجز:
      وقد يقود الذَرَعُ الوَحْشِيَّا

والذَرَعُ أيضاً: ولد البقَرة الوحشية. تقول منه: أَذْرَعَتِ البقرةُ فهي مُذْرِعٌ.
والإذْراعُ أيضاً: كثرةُ الكلام والإفراطُ فيه، وكذلك التَذَرُّعُ.
وأرى أصلَه من مَدَّ الذِراعِ، لأنَّ المكثِر قد يفعل ذلك.
والتَذَرُّعُ أيضاً: تقدير الشيء بِذِراع اليد.
وقال:
تَذَرُّعُ خِرْضانٍ بأيدي الشَواطِبِ      ترى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقى كأنهـا

والمُذَرِّعُ بكسر الراء مشددة: المطُر الذي يرسَخ في الأرض قدرَ ذِراعٍ.
والمُذَرَّعُ: الذي أُمُّه أشرف من أبيه، هذا بفتح الراء.
ويقال إنَّما سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَقْمَتَيْنِ في ذِراعِ البغلِ، لأنَّهما أتياه من ناحية الحمار.
والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وهي البلاد بين الريف والبَرِّ، الواحدُ مِذْراعٌ.
ويقال للنخيل التي تقرب من البيوت: مَذارِعُ.
ومَذارِعُ الدابةِ: قوائمُها. قال الأخطل:
في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيْقٍ وَتَنْحارِ      وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَذارِعُها

والذَريعَةُ: الوسيلةُ.
وقد تَذَرَّعَ فلانٌ بذَريعَةٍ، أي توسَّلَ؛ والجمع الذَرائِعُ، مثل الدريئةِ وهي الناقة التي يستتر بها الرامي للصيد.
وفرسٌ ذَريعٌ: واسعُ الخطوِ بيِّن الذَراعَة.
وقوائمُ ذَرِعاتُ، أي سريعاتٌ.
وقتلٌ ذَريعٌ، أي سريعٌ، يقال: قتلوهم أَذْرَعَ قتلٍ.

غتت (لسان العرب) [0]


غَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّه غَتًّا: وَضَع يدَه أَو ثوبه على فيه، ليُخْفِيَهُ.
وغَتَّ في الماء يَغُتُّ غَتّاً: وهو ما بين النَّفَسين من الشُّرْب، والإِناءُ على فيه. أَبو زيد: غَتَّ الشاربُ يَغُتُّ غَتّاً، وهو أَن يَتَنَفَّسَ من الشَّراب، والإِناءُ على فيه؛ وأَنشد بيت الهذلي: شَدَّ الضُّحَى، فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ، غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً على إِعْجالِ أَي شَرِبْنَ أَنْفاساً غير بَواضِعٍ أَي غَيْرَ رِواءٍ.
وفي حديث المَبْعَثِ: فأَخَذَني جبريلُ فغَتَّني؛ الغَتُّ والغَطُّ سواء، كأَنه أَراد عَصَرني عَصْراً شديداً حتى وَجَدْتُ منه المَشَقَّةَ، كما يَجِدُ من يُغْمَسُ في الماء قَهْراً.
وغَتَّهُ خَنِقاً يَغُتُّه غَتّاً: عَصَر حَلْقَه نفَساً، أَو نَفَسين، أَو أَكثر من ذلك.
وغَتَّه في الماءِ يَغُتُّه . . . أكمل المادة غَتّاً: غَطَّه، وكذلك إِذا أَكرهه على الشيء حتى يَكْرُبَه.
ويقال: غَتَّه الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكيتاً.
وفي حديث الدُّعاء: يا مَنْ لا يَغُتُّه دعاءُ الداعِينَ أَي يَغْلِبُه ويَقْهَرُه.
وفي حديث ثَوْبانَ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي، أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليَمن أَي لأَذُودَهم بعَصايَ حتى يَرْفَضُّوا عنه، وإِنه ليَغُتُّ فيه ميزابانِ من الجنة: أَحدُهما من وَرِقٍ، والآخرُ من ذهبٍ، طولُه ما بين مُقامِي إِلى عُمانَ؛ قال الليث: الغَتُّ كالغَطِّ.وروي في حديث ثوبان أَيضاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم: في الحَوْض يَغُتُّ فيه ميزابانِ، مِدادُهما من الجنة؛ قال الأَزهري: هكذا سمعته من محمد بن إِسحق يَغُتُّ، بضم الغين، قال: ومعنى يَغُتُّ، يَجْري جَرْياً له صَوْتٌ وخَريرٌ؛ وقيل: يَغُطُّ؛ قال: ولا أَدري ممن حَفِظَ هذا التفسير. قال الأَزهري: ولو كان كما قال، لقيل يَغُتُّ ويَغِطُّ، بكسر الغين، ومعنى يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ في الحوض لا يَنْقَطِعُ،مأْخوذ من غَتَّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع، ونَفَساً بعد نَفَس، من غير إِبانةِ الإِناء عن فيه؛ قال: فقوله يَغُتُّ فيه مِيزابانِ أَي يَدْفُقانِ فيه الماءَ دَفْقاً مُتتابعاً دائماً، مِن غير أَن يَنْقَطِعَ، كما يَغُتُّ الشاربُ الماءَ، ويَغُتُّ مُتَعَدٍّ ههنا، لأَن المُضاعف إِذا جاء على فَعَلَ يَفْعُل، فهو متعدّ، وإِذا جاء على فَعَلَ يَفْعِلُ، فهو لازم، إِلا ما شَذَّ عنه؛ قال ذلك الفراء وغيره.
وقال شمر: غُتَّ، فهو مَغْتُوتٌ؛ وغُمَّ، فهو مَغْمومٌ، قال رؤْبة يذكر يونس والحُوتَ: وجَوْشَنُ الحُوتِ له مَبيتُ، يُدْفَع عنه جوفُه المَسْحُوتُ كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ، والليلُ فَوْقَ الماء مُسْتَمِيتُ (* قوله «المسحوت» أَي الذي لا يشبع، وقوله مستميت أَي خاشع خاضع.) قال: والمَغْتُوت المَغْموم.
وغَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَيْن يَغُتُّها: رَكَضَها، وجَهَدَها، وأَتْعَبها.
وغَتَّهم اللهُ بالعذاب غَتّاً كذلك.
وغَتَّ القَوْلَ بالقَوْل، والشُّربَ بالشُّرْب، يَغُّتُّه غَتّاً: أَتْبَعَ بَعْضَه بعضاً.
وغَتَّه بالأَمْر: كَدَّه.
وفي الحديث: يَغُتُّهم اللهُ في العذاب أَي يَغْمِسُهم فيه غَمْساً مُتَتابعاً. قال: والغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ القَوْلَ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ؛ وأَنشد: فغَتَتْنَ غير بَواضِعٍ أَنفاسَها، غَتَّ الغَطاطِ مَعاً على إِعْجالِ وفي حديث أُم زَرْعٍ في بعض الروايات: ولا تُغَتِّتْ طَعامَنا تَغْتيتاً؛ قال أَبو بكر أَي لا تُفْسده. يقال: غَتَّ الطعامُ يَغُّتُّ، وأَغْتَتُّه أَنا، وغَتَّ الكلامُ: فَسَدَ؛ قال قَبْسُ بن الخَطيم: ولا يَغُتُّ الحديثُ إِذْ نَطَقَتْ، وهو، بفِيها، ذو لَذَّةٍ طَرَبُ

قمح (لسان العرب) [0]


القَمْحُ: البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل؛ وقيل: من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز؛ وقد أَقمَح السُّنْبُل. الأَزهري: إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل، وقد أَقْمَح البُرُّ. قال الأَزهري: وقد أَنْضَجَ ونَضِج.
والقَمْحُ: لغة شامية، وأَهل الحجاز قد تكلموا بها.
وفي الحديث: فَرَضَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ؛ البُرُّ والقَمْحُ: هما الحنطة، وأَو للشك من الراوي لا للتخيير، وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث.
والقَمِيحةُ: الجوارِشُ.
والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ.
وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه: سَفَّه.
واقْتَمَحه أَيضاً: أَحذه في راحته فَلَطَعه.
والاقتماحُ: أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك، والاسم . . . أكمل المادة القُمْحة كاللُّقْمة.
والقُمْحةُ: ما ملأَ فمك من الماء.
والقَمِيحة: السَّفوفُ من السويق وغيره.
والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ: الذَّرِيرة؛ وقيل: الزعفران؛ وقيل: الوَرْسُ؛ وقيل: زَبَدُ الخمر؛ وقيل: طِيبٌ؛ قال النابغة: إِذا قُضَّتْ خواتِمُه، عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ يقول: إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة؛ قال أَبو حنيفة: لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة؛ قال: وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء؛ قال: وهذه رواية البصريين، ورواه غيرهم «علاه يبيس القُمُّحان».
وتَقَمَّحَ الشرابَ: كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في جوفه أَو لمرض.
والقامِحُ: الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت. الجوهري: وقَمَحَ البعيرُ، بالفتح، قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع من الشرب، فهو بعير قامِحٌ. يقال: شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب رِيًّا.
وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها أَو برد، وهي إِبل مُقامِحةٌ؛ أَبو زيد: تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء وهو متكاره؛ وناقة مُقامِحٌ، بغير هاء، من إِبل قِماحٍ، على طَرْحِ الزائد؛ قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها: ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ، نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ والاسم القُماح والقامِحُ.
والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل: الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً.
وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل: إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ؛ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها؛ وأَما الحُمامُ فسيأْتي في بابه.
وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ: شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ؛ قال مالك بن خالد الهُذَليّ: فَتًى، ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا، وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ ويروى: قُماح، وهما لغتان، وقيل: سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه؛ الأَزهري: هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما، ولأَن الإِبل لا تشرب فيهما إِلا تعذيراً؛ قال شمر: يقال لشهري قُِماح: شَيْبانُ ومِلْحان؛ قال الجوهري: سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ.
وبعيرٌ مُقْمِحٌ: لا يكاد يرفع بصره.
والمُقْمَحُ: الذليل.
وفي التنزيل: فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون؛ أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون أَبصارهم.
والمُقْمَحُ: الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ.
والإِقْماحُ: رفع الرأْس وغض البصر: يقال: أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضيقه. قال الأَزهري: قال الليث: القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ.
وبعير مُقْمَحٌ، وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً، وأَقْمَحَه العطشُ، فهو مُقْمَحٌ. قال الله تعالى: فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم؛ قال الأَزهري: كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل «فهم مقمحون» فهو خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره. فأَما المُقامِح فإِنه روي عن الأَصمعي أَنه قال: بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة، بغير هاء، إِذا رفع رأْسه عن الحوض ولم يشرب، قال: وجمعه قِماحٌ، وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة ورُكبانَها؛ وقال أَبو عبيد: قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً، وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء؛ وروي عن الأَصمعي أَنه قال: التَّقَمُّح كراهةُ الشرب. قال: وأَما قوله تعالى: فهم مُقْمَحون؛ فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه قال: المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه؛ وقال الزجاج: المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين؛ ثم جمع يده إِلى عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ؛ الإِقماح: رفع الرأْس وغض البصر. يقال: أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه.
وقيل: للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده؛ قال: وقوله «فهي إِلى الأَذقان» هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق، لأَن الغُلَّ يجعل اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ، وهو مقارب للذقن. قال الأَزهري: وأَراد عز وجل، أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها. قال الليث: يقال في مَثَلٍ: الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح؛ قال الأزهري: وهذا خلاف ما سمعناه من العرب، والمسموع منهم: الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح؛ ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه، وقال أَبو عبيد في قول أُمِّ زرع: وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى أَدَعَ الشربَ؛ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها؛ ويروى بالنون. قال الأَزهري: وأَصل التَّقَمُّح في الماء، فاستعارته للبن. أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا كره شرب الماء.
وقال ابن شميل: إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ.
وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن واقْتَمَحه؛ وهو شربه إِياه؛ وقَمِحَ السويقَ قَمحاً، وأَما الخبز والتمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ.
وفي الحديث: أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء. يقال: قَمِحْتُ السويقَ، بكسر الميم (* قوله «بكسر الميم» وبابه سمع كما في القاموس.)، إِذا استففته.
والقِمْحَى والقِمْحاة: الفَيْشة (* زاد في القاموس القمحانة، بالكسر: ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا.
وقمحه تقميحاً: دفعه بالقليل عن كثير يجب له اهـ. زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة.).

ضمز (لسان العرب) [0]


ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع، وكذلك الناقة.
وبعير ضامِزٌ: لا يَرْغُو.
وناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو.
وناقة ضامِزٌ وضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء.
والحمار ضامِزٌ: لأَنه لا يَجْتَرّ؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه: وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه، بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وهو ضامِزُ وقال ابن مقبل: وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي؛ معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون.
ويقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ . . . أكمل المادة إِذا لم يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته.
وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ ومنه قول كعب: منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً، ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي ممسكة من خوفه؛ ومنه حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ، ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامِزٍ.
وفي حديث سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل هي بالضاد والزاي، من ضَمَزَ إِذا سكت وضَمَزَ غيره إِذا سَكَّته، قال: ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قال: وهو أَشبه، قال: وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما.
وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت ولم يتكلم، والجمع ضُمُوز، ويقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم: قد ضَمَزَ. الليث: الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم.
وكل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه.
والضَّمُوز من الحيَّات: المُطْرِقة، وقيل الشديدة، وخص بعضهم به الأَفاعي؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي:يا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما، يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما، تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله: يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه.
وأَسْلم: اسم راعٍ.
والشيظم: الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء.
وعبل المشاش: غليظ العظام.
والأَهضم: الضامر البطن، ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء.
ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها.
والأُفْعُوان: ذكر الأَفاعي، وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات، ويقال هو ضرب معروف من الحيات.
والشجعم: الجريء.
والضِّرزم: المسنة، وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها.
وامرأَة ضَمُوز: على التشبيه بالحية الضَّمُوز.والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، والجمع ضَمْز، والضُّمَّز من الآكام؛ وأَنشد: مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ ابن شميل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين، وهو الضَّمْزَز أَيضاً.
والضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع وصَلُبَ، وجمعه ضُمُوز.
والضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ، ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع.
وناقة ضَمُوز: مُسِنَّة.
وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم.
والضَّمُوز: الكَمَرة.

نأي (لسان العرب) [0]


النَّأْيُ: البُعدُ. نَأَى يَنْأَى: بَعُدَ، بوزن نَعى يَنْعَى.
ونَأَوْتُ: بَعُدْت، لغة في نأَيْتُ.
والنَّأْي: المُفارقة؛ وقول الحطيئة:وهِنْدٌ أَتى من دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ إِنما أَراد المُفارقةَ، ولو أَراد البُعْدَ لما جَمع بينهما. نَأَى عنه، وناء ونآه يَنْأَى نَأْياً وانْتَأَى، وأَنْأَيْتُه أَنا فانْتَأَى: أَبْعَدْتُه فبَعُد. الجوهري: أَنأَيْته ونَأَيْتُ عنه نأْياً بمعنى أَي بَعُدْت.
وتَناءَوا: تباعَدُوا.
والمُنْتَأَى: الموضع البعيد؛ قال النابغة:فإِنَّك كاللَّيْل الذي هُوَ مُدْرِكِي، وإِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَى عنك واسِعُ الكسائي: ناءَيْتُ عنك الشرَّ على فاعَلْت أَي دافعت؛ وأَنشد: وأَطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وقد عَلَتْ، وناءَيْتُ عَنهمْ حَرْبَهُمْ فتَقَرَّبُوا ويقال للرجل إِذا تكبر وأعْرِض بوجهه: نَأَى بجانبه، ومعناه أَنه نأَى جانِبَه من وَراء أَي نَحّاه. . . . أكمل المادة قال الله تعالى: وإِذا أَنْعَمْنا على الإِنسان أَعْرَضَ ونأَى بجانبه؛ أَي أَنْأَى جانِبَه عن خالِقه مُتَغانياً مُعْرضاً عن عبادته ودعائه، وقيل: نأَى بجانبه أَي تباعَدَ عن القبول. قال ابن بري: وقرأَ ابن عامر ناءَ بجانِبه، على القلب؛ وأَنشد: أَقولُ، وقد ناءتْ بها غُرْبَةُ النَّوَى: نَوًى خَيْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِيارُكِ قال المنذري: أَنشدني المبرد: أَعاذِل، إِنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرةٍ بَعِيداً، نآني زائِرِي وقَريبي قال المبرد: قوله نآني فيه وجهان: أَحدهما أَنه بمعنى أَبعدني كقولك زِدْته فزاد ونقصته فنقص، والوجه الآخر في نآني أَنه بمعنى نَأَى عني،قال أَبو منصور: وهذا القول هو المعروف الصحيح.
وقد قال الليث: نأَيتُ الدمعَ عن خَدِّي بِإِصْبَعي نَأْياً؛ وأَنشد: إِذا ما التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا شآبِيبُ، يُنْأَى سَيْلُها بالأَصابِع قال: والانْتِياء بوزن الابْتِغاء افتعال من النَّأْي.
والعرب تقول: نأَى فلان عني يَنأَى إِذا بَعُد، وناء عني بوزن باع، على القلب، ومثله رآني فلان بوزن رَعاني، وراءني بوزن راعَني، ومنهم من يُميل أَوَّله فيقول نأَى ورَأَى.
والنُّؤْي والنِّئْي والنَّأْيُ والنُّؤَى، بفتح الهمزة على مثال النُّفَى؛ الأَخيرة عن ثعلب: الحَفِير حول الخِباء أَو الخَيْمة يَدْفَع عنها السيلَ يميناً وشمالاً ويُبْعِدُه؛ قال: ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رَمادٍ، وأَشْذابُ الخِيامِ وقَد بَلِينا وقال: عَليها مَوْقِدٌ ونُؤَى رَمادٍ والجمع أَنْآء، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آناء، على القلب،مثل أَبْآرٍ وآبارٍ، ونُؤُيٌّ على فُعُول ونِئِيٌّ تتبع الكسرة. التهذيب: النُّؤْي الحاجز حول الخيمة،وفي الصحاح: النُّؤْي حُفرة حول الخِباء لئلا يدخله ماء المطر.
وأَنْأَيْتُ الخِباء: عملت له نُؤْياً.
ونَأَيْتُ النُّؤْيَ أَنْآه وأَنْأَيْتُه: عملته.
وانْتأَى نُؤْياً: اتخذه، تقول منه: نأَيْتُ نُؤْياً؛ وأَنشد الخليل: شَآبيبُ يُنأَى سيلُها بالأَصابع قال: وكذلك انْتَأَيْتُ نُؤْياً، والمُنْتَأَى مثله؛ قال ذو الرمة: ذَكَرْتَ فاهْتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ مَيّاً، وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ وتقول إِذا أَمرت منه: نَ نُؤْيَك أَي أَصْلِحْه، فإِذا وقفت عليه قلت نَهْ، مثل رَ زيداً، فإِذا وقَفت عليه قلت رَهْ؛ قال ابن بري: هذا إِنما يصح إِذا قدَّرت فعلَه نأَيتُه أَنْآه فيكون المستقبل يَنْأَى، ثم تخفف الهمزة على حدِّ يَرى، فتقول نَ نُؤْيَك، كما تقول رَ زيداً، ويقال انْأَ نُؤيك، كقولك انْعَ نُعْيَك إِذا أَمرته أَن يُسوِّي حولَ خِبائه نُؤياً مُطيفاً به كالطَّوْف يَصْرِفُ عنه ماء المطر.
والنُّهَيْر الذي دون النُّؤْي: هو الأَتيُّ، ومن ترك الهمز فيه قال نَ نُؤْيَك، وللاثنين نَيا نُؤْيكما، وللجماعة نَوْا نُؤْيَكم، ويجمع نُؤْي الخِباء نُؤًى، على فُعَلٍ.
وقد تَنَأْيْتُ نؤياً، والمُنْتَأَى: موضعه؛ قال الطرماح: مُنْتَأًى كالقَرْوِ رَهْنَ انْثِلامِ ومن قال النُّؤي الأَتِيُّ الذي هو دون الحاجز فقد غلط؛ قال النابغة: ونُؤْيٌ كَجِذْمِ الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ فإِنما يَنْثَلِمُ الحاجزُ لا الأَتِيُّ؛ وكذلك قوْله: وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب والمُعَثْلَبُ: المَهْدُوم، ولا يَنْهَدِم إِلا ما كان شاخصاً.
والمَنْأَى: لغة في نؤي الدار، وكذلك النِّئْيُ مثل نِعْيٍ، ويجمع النُّؤْي نُؤْياناً بوزن نُعْياناً وأَنْآء.

كسف (لسان العرب) [0]


كسَف القمرُ يَكْسِفُ كُسوفاً، وكذلك الشمس كسَفَتْ تَكْسِف كسوفاً: ذهب ضوءُها واسْوَدَّت، وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ، وكسفها اللّه وأَكسفها، والأَول أَعلى، والقمر في كل ذلك كالشمس.
وكسف القمر: ذهب نوره وتغيَّر إلى السواد.
وفي الحديث عن جابر، رضي اللّه عنه. قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في حديث طويل؛ وكذلك رواه أَبو عبيد: انكسفت.
وكسَف الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه.
وكسَفَت حالُه: ساءت، وكَسفَت إذا تغيَّرت.
وكسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد، وقد تكرر في الحديث ذكر الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، وكلهم روَوا . . . أكمل المادة أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا يَنْكسفان لموت أَحد ولا لحياته، والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر، يقال: كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت، وخسف القمر وخسَفه اللّه وانخسف؛ وورد في طريق آخر: إنَّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أَحد ولا لحياته؛ قال ابن الأَثير: خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له، وخُسِف على ما لم يسمَّ فاعله، قال: وقد ورد الخسوف في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، قال: فأَما إطلاقه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأَنيث الشمس يجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعارضة أَيضاً لما جاء في الرواية الأُولى لا ينكسفان، قال: وأَما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما.
والانخِساف: مطاوع خسَفْته فانخَسَف، وقد تقدم عامة ذلك في خسف. أَبو زيد: كسفت الشمس إذا اسْودَّت بالنهار، وكسفت الشمسُ النجومَ إذا غلب ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، يتعدَّى ولا يتعدى؛ قال جرير: فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ، تَبكي عليك، نُجومَ الليلِ والقَمرا قال: ومعناه أَنها طالعة تبكي عليك ولم تكسِف ضوء النجوم ولا القمر لأَنها في طلوعها خاشعةً باكيةً لا نور لها، قال: وكذلك كسف القمرُ إلا أَن الأَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ، والعامة تقول انكسفت الشمس، قال: وتقول خشَعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بمعنى واحد؛ وروى الليث البيت: الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ، تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمرا فقال: أَراد ما طلع نجم وما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، وهذا كما تقول: لا آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء، وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت الشمسُ، ثم صرفته فنصبته.
وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول تبكي عليك نجومَ الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر، وحكي عن الكسائي مثله، قال: وقلت للفراء: إنهم يقولون فيه إنه على معنى المغالبة باكيته فبكيته فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا الوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن ولا قريب منه.
وكسَف بالُه يَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ، وأَكْسفه الحزنُ؛ قال أَبو ذؤيب: يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْرِفُه مُغْضٍ، كما كسَف المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ وقيل: كُسوف باله أَن يَضِيق عليه أَمله.
ورجل كاسفُ البال أَي سيِّء الحال.
ورجل كاسفُ الوجه: عابسُه من سوء الحال؛ يقال: عبَس في وجهي وكسَفَ كُسوفاً.
والكُسوف في الوجه: الصفرة والتغير.
ورجل كاسف: مهموم قد تغير لونه وهُزل من الحزن.
وفي المثل: أَكَسْفاً وإمْساكاَ؟ أَي أَعبوساً مع بُخل.
والتكسيف: التقطيع.
وكسَف الشيءَ يكْسِفه كسْفاً وكسَّفه، كلاهما: قطعه، وخص بعضهم به الثوب والأَديم.
والكِسْف والكِسْفةُ والكَسِيفة: القِطْعة مما قطَعْت.
وفي الحديث: أَنه جاء بثريدة كِسْفٍ أَي خبز مكسّر، وهي جمع كِسْفة للقطعة من الشيء.
وفي حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي قطعة ثوب؛ قال ابن الأَثير: وكأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف.
وكِسْف السحاب وكِسَفُه: قِطَعُه، وقيل إذا كانت عريضة فهي كِسْف.
وفي التنزيل: وإن يروا كِسْفاً من السماء؛ الفراء في قوله تعالى: أَو تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً، قال: الكِسْفُ والكِسَفُ وجهان، والكِسْفُ: الجِماعُ، قال: وسمعت أَعرابياً يقول أَعطني كِسْفة من ثوبك يريد قِطْعة، كقولك خَرْقة، وكُسِفَ فعل، وقد يكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة وعُشْب؛ وقال الزجاج: قرئ كِسْفاً وكِسَفاً، فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة وهي القِطْعة، ومن قرأَ كِسْفاً جعله واحداً، قال: أَو تسقطها طَبَقاً علينا، واشتقاقه من كسَفْت الشيء إذا غطَّيته.
وسئل أَبو الهيثم عن قولهم كسَفْت الثوبَ أَي قطعته فقال: كلُّ شيء قطعتَه فقد كسفته. أَبو عمرو: يقال لخِرَق القميص قبل أَن تؤلَّف الكِسَفُ والكِيَف والحِذَف، واحدتها كِسْفة وكِيفةٌ وحِذْفةٌ. ابن السكيت: يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه مما كان يأْمل ولم ينبسط، وكسَف بالُه يكسِف حدَّثته نفسه بالشر.
والكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب وهو مصدر كسَفْت البعير إذا قطعت عُرْقوبه.
وكسَف عرقوبه يكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل.
ويقال: استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبيه.
وفي الحديث: أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف.

ظرب (لسان العرب) [0]


الظَّرِبُ، بكسر الراءِ: كلُّ ما نَتأَ من الحجارة، وحُدَّ طَرَفُه؛ وقيل: هو الجَبَل الـمُنْبَسِط؛ وقيل: هو الجَبَلُ الصغير؛ وقيل: الرَّوابي الصغار، والجمعُ: ظِرابٌ؛ وكذلك فسر في الحديث: الشَّمْسُ على الظِّرَابِ.
وفي حديث الاستسقاءِ: اللهم على الآكام، والظِّرابِ، وبُطونِ الأَوْدية، والتِّلالِ.
والظِّرابُ: الرَّوابي الصِّغارُ، واحدها ظَرِبٌ، بوزن كَتِفٍ، وقد يجمع، في القلة، على أَظْرُبٍ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَيْنَ أَهْلُكَ يا مَسْعُودُ؟ فقال: بهذه الأَظْرُبِ السَّوَاقِطِ؛ السَّواقِطُ: الخاشعةُ المنخفضةُ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: رأَيتُ كأَني على ظَرِبٍ.
ويُصَغَّر على ظُرَيْبٍ.
وفي حديث أَبي أُمامة في ذكر الدجال: حتى ينزلَ على الظُّرَيْبِ الأَحمر.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إِذا غَسَقَ . . . أكمل المادة الليلُ على الظِّرابِ؛ إِنما خَصَّ الظِّراب لِقَصرها؛ أَراد أَنّ ظُلْمة الليل تَقْرُبُ من الأَرض. الليث: الظَّرِبُ من الحجارة ما كان ناتِئاً في جَبَلٍ، أَو أَرضٍ خَرِبةٍ، وكان طَرَفُه الثاني مُحَدَّداً، وإِذا كان خِلْقَةُ الجَبَلِ كذلك، سُمِّيَ ظَرِباً.
وقيل: الظَّرِبُ أَصْغَرُ الإِكامِ وأَحَدُّه حَجراً، لا يكون حَجَرُه إِلاَّ طُرَراً، أَبيضُه وأَسْودُه وكلُّ لونٍ، وجمعه: أَظْرابٌ.
والظَّرِبُ: اسم رجل، منه.
ومنه سُمِّي عامِرُ بن الظَّرِبِ العَدْوانيّ، أَحدُ فُرْسانِ بني حِمَّانَ بنِ عبدِالعُزَّى؛ وفي الصحاح: أَحَدُ حُكَّامِ العَرَب. قال مَعْد يِكرب، المعروفُ بغَلْفاءَ، يَرْثي أَخاه شُرَحْبيلَ، وكان قُتِلَ يومَ الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبِـي عن الفِراشِ لَنابِ، * كَتَجافي الأَسَرّ فَوْقَ الظِّرابِ من حديثٍ نَمَى إِليَّ، فما تَرْقأُ * عَيْني، ولا أُسِـيغُ شَرابِـي من شُرَحْبيلَ، إِذ تَعاوَرَهُ الأَرْ * ماحُ في حالِ صَبْوةٍ وشَبَابِ والكُلابُ: اسمُ ماءٍ.
وكان ذلك اليومَ رئيس بَكْرٍ.
والأَسَرُّ: البعير الذي في كِرْكِرَتِه دَبْرَةٌ؛ وقال الـمُفَضَّلُ: الـمُظَرَّبُ الذي لَوَّحَتْهُ الظِّرابُ؛ قال رؤْبة: شَدَّ الشَّظِـيُّ الجَنْدَلَ الـمُظَرَّبا وقال غيره: ظُرِّبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَظْريباً، فهي مُظَرَّبة، إِذا صَلُبَتْ واشْتَدَّتْ.
وفي الحديث: كان له فرسٌ يقال له الظَّرِبُ، تشبيهاً بالجُبَيْل، لقُوَّته.
وأَظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ التي في أَطْرافِ الـحَديدِ؛ قال: بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ وهذا البيتُ ذكره الجوهريّ شاهداً على قوله: والأَظْرابُ أَسْناخُ الأَسْنانِ؛ قال عامر بن الطُّفَيْلِ: ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِـحٍ، * بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ وقال ابن بري: البيت للَبيد يصف فرساً، وليس لعامر بن الطفيل، وكذلك أَورده الأَزهري للبيد أَيضاً، وقال: يقول يُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، وتَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِـئَ على الظِّرابِ أَي كَلَح. يقول: هو هكذا، وهذه قُوَّتُه، قال: وصوابه ومُقَطِّعٌ، بالرفع، لأَن قبله: تَهْدي أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ، * جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ والنَّواجذُ، ههنا: الضَّواحِكُ؛ وهو الذي اختاره الهروي.
وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذُه؛ قال: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كان التَّبَسُّمَ.
والنواجذُ، هنا: آخر الأَضراس، وذلك لا يَبينُ عند الضَّحِك.
ويقوّي أَن الناجذَ الضاحكُ قول الفرزدق: ولو سأَلَتْ عنِّي النَّوارُ وقَوْمُها، * إِذَنْ لم تُوارِ الناجِذَ الشَّـفَتانِ وقال أَبو زُبَيْدٍ الطائي: بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ الـمَوْ * تُ، على مُصْطَلاهُ، أَيَّ بُرودِ والظُّرُبُ، على مثال عُتُلٍّ: القصير الغليظُ اللَّحِيمُ، عن اللحياني؛ وأَنشد: يا أُمَّ عبدِاللّهِ أُمَّ العبدِ، يا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ، لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ أَبو زيد: الظَّرِباءُ، ممدود على فَعِلاءَ (1) (1 قوله «الظرباء ممدود الخ» أي بفتح الظاء وكسر الراء مخفف الباء ويقصر كما في التكملة، وبكسر الظاء وسكون الراء ممدوداً ومقصوراً كما في الصحاح والقاموس.): دابة شبه القرد. قال أَبو عمرو: هو الظَّرِبانُ، بالنون، وهو على قدر الـهِرِّ ونحوه.
وقال أَبو الهيثم: هو الظَّرِبَـى، مقصور، والظَّرِباءُ، ممدود، لحن؛ وأَنشد قول الفرزدق: فكيف تُكَلِّمُ الظَّرِبَـى، عليها * فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا قال: والظَّرِبَـى جمع، على غير معنى التوحيد. قال أَبو منصور وقال الليث: هو الظَّرِبَـى، مقصور، كما قال أَبو الهيثم، وهو الصواب.
وروى شمر عن أَبي زيد: هي الظَّرِبانُ، وهي الظَّرابِـيُّ، بغير نون، وهي الظِّرْبَـى، الظاء مكسورة، والراء جزم، والباء مفتوحة، وكلاهما جِماعٌ: وهي دابة تشبه القرد؛ وأَنشد: لو كنتُ في نارٍ جحيمٍ، لأَصْبَحَت * ظَرابِـيُّ، من حِمّانَ، عنِّي تُثيرُها قال أَبو زيد: والأُنثى ظَرِبانةٌ؛ وقال البَعِـيثُ: سَواسِـيَةٌ سُودُ الوجوهِ، كأَنهم * ظَرابِـيُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ والظَّرِبانُ: دُوَيْبَّة شِـبْهُ الكلب، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ البطن، كثير الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرائحة، يَفْسُو في جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ من خُبْث رائحته، فيأْكله.
وتزعم الأَعراب: أَنها تفسو في ثوب أَحدهم، إِذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يَبْلى الثوبُ. أَبو الهيثم: يقال هو أَفْسى من الظَّرِبانِ؛ وذلك أَنها تَفْسُو على باب جُحْرِ الضَّبِّ حتى يَخْرُجَ، فيُصادَ. الجوهري في المثل: فَسا بَيْنَنا الظَّرِبانُ؛ وذلك إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابن سيده: قيل هي دابة شِبْهُ القِرْد، وقيل: هي على قَدْرِ الـهِرِّ ونحوه؛ قال عبداللّه بن حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبـيّ: أَلا أََبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني * ضَرَبْتُ كَثِـيراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ يعني كثير بن شهاب الـمَذْحِجيّ، وكان معاويةُ ولاّه خُراسان، فاحْتازَ مالاً، واستتر عند هانئ بن عُروة الـمُراديّ، فأَخذه من عنده وقتله.
وقوله مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أَي ضَرَبْتُه في وجهه، وذلك أَن للظَّرِبان خَطّاً في وجهه، فشَبَّه ضربته في وجهه بالخَطِّ الذي في وَجْهِ الظَّرِبانِ؛ وبعده: فيا لَيْتَ لا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه، * يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ، كُلُّ يَمانِ قال: ومن رواه ضَرَبْتُ عُبَيْداً، فليس هو لعبداللّه ابن حَجَّاج، وإِنما هو لأَسَدِ بن ناغِصةَ، وهو الذي قَتَلَ عُبيداً بأَمر النُّعْمان يوم بُوسَةَ؛ والبيت: أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنـَّني * ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ غَداةَ تَوَخَّى الـمُلْكَ، يَلتَمِسُ الـحِبا، * فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ الأَزهري: قال قرأْت بخط أَبي الهيثم، قال: الظِّرْبانُ دابة صغير القوائم، يكون طُولُ قوائمه قدر نصف إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شبراً أَو فتراً، وطُولُه مقدار ذراع، وهو مُكَربَسُ الرأْس أَي مجتمعه؛ قال: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وجمعه الظِّرْبَـى.
وقيل: الظِّرْبَـى الواحدُ، وجمعه ظِرْبانٌ. ابن سيده: والجمعُ ظَرابينُ وظَرابِـيُّ؛ الياء الأُولى بدل من الأَلف، والثانية بدل من النون، والقول فيه كالقول في إِنسانٍ، وسيأْتي ذكره. الجوهري: الظِّرْبَـى على فِعْلَى، جمع مثل حِجْلَى جمع حَجَلٍ؛ قال الفرزدق: وما جعل الظِّرْبَـى، القِصارُ أُنوفُها، إِلى الطِّمِّ من مَوْجِ البحارِ الخَضارمِ وربما مُدَّ وجُمع على ظَرابِـيّ، مثل حِرْباءٍ وحَرابيّ، كأَنه جمع ظِرْباء؛ وقال: وهل أَنتُم إِلاّ ظَرابِـيُّ مَذْحِجٍ، * تَفَاسَى وتَسْتَنْشِـي بآنُفِها الطُّخْمِ وظِرْبَـى وظِرْباء: اسمان للجمع، ويُشْتَمُ به الرجلُ، فيقال: يا ظَرِبانُ.
ويقال: تَشاتَما فكأَنما جَزَرا بينهما ظَرِباناً؛ شَبَّهوا فُحْشَ تشاتمهما بنَتْنِ الظَّربان.
وقالوا: هما يَتنازعان جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي يَتَسابَّانِ، فكَـأَنَّ بينهما جِلْدَ ظَرِبانٍ، يَتَناولانِه ويَتَجاذَبانِه. ابن الأَعرابي: من أَمثالهم: هما يَتَماشَنانِ جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي يَتَشاتمان.
والـمَشْنُ: مَسْحُ اليدين بالشيءِ الخَشِنِ.

جمد (لسان العرب) [0]


الجَمَد، بالتحريك: الماء الجامد. الجوهري: الجَمْد، بالتسكين، ما جَمَد من الماء، وهو نقيض الذوب، وهو مصدر سمي به.
والجَمَدُ، بالتحريك، جمع جامد مثل خادم وخدم؛ يقال: قد كثر الجمد. ابن سيده: جمَدَ الماء والدم وغيرهما من السيالات يَجْمُد جُموداً وجَمْداً أَي قام، وكذلك الدم وغيره إِذا يبس، وقد جمد، وماء جَمْد: جامد.
وجَمَد الماءُ والعصارة: حاول أَن يَجْمُد.
والجَمَد: الثلج.
ولَكَ جامدُ المال وذائبُه أَي ما جَمَد منه وما ذاب؛ وقيل: أَي صامته وناطقه؛ وقيل: حجره وشجره.
ومُخَّةٌ جامدة أَي صُلْبة.
ورجلٌ جامدُ العين: قليل الدمع. الكسائي: ظلت العين جُمادَى أَي جامدةً لا تَدْمَع؛ وأَنشد: من يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلاً، فالعَيْنُ مِنِّي للهمّ . . . أكمل المادة لم تَنَمِ تَرْعى جُمادَى، النهارَ، خاشعةً، والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ أَي ترعى النهار جامدة فإِذا جاء الليل بكت.
وعين جَمود: لا دَمْع لها.
والجُمادَيان: اسمان معرفة لشهرين، إِذا أَضفت قلت: شهر جمادى وشهرا جمادى.
وروي عن أَبي الهيثم: جُمادى ستَّةٍ هي جمادى الآخرة، وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة ورجب هو السابع، وجمادى خمسَةٍ هي جمادى الأُولى، وهي الخامسة من أَول شهور السنة؛ قال لبيد: حتى إِذا سَلَخا جمادى ستة هي جمادى الآخرة. أَبو سعيد: الشتاء عند العرب جمادى لجمود الماء فيه؛ وأَنشد للطرماح: ليلة هاجت جُمادِيَّةً، ذاتَ صِرٍّ، جِرْبياءَ النسام أَي ليلة شتوية. الجوهري: جمادى الأُولى وجمادى الآخرة، بفتح الدال فيهما، من أَسماء الشهور، وهو فعالى منَ الجمَد (* قوله «فعالى من الجمد» كذا في الأصل بضبط القلم، والذي في الصحاح فعالى من الجمد مثل عسر وعسر). ابن سيده: وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور؛ وقال أَبو حنيفة: جمادى عند العرب الشتاء كله، في جمادى كان الشتاء أَو في غيرها، أَوَلا ترى أَن جمادى بين يدي شعبان، وهو مأْخوذ من التشتت والتفرق لأَنه في قبَل الصيف؟ قال: وفيه التصدع عن المبادي والرجوع إِلى المخاض. قال الفراء: الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما مؤَنثان؛ قال بعض الأَنصار: إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ (* قوله «عطن» كذا بالأصل ولعله عطل باللام أي شمراخ النخل.) يعني نخلاً. يقول: إِذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس فجناني تزين بالنخل؛ قال الفراء: فإِن سمعت تذكير جمادى فإِنما يذهب به إِلى الشهر، والجمع جُماديات على القياس، قال: ولو قيل جِماد لكان قياساً.وشاة جَماد: لا لبن فيها.
وناقة جماد، كذلك لا لبن فيها؛ وقيل: هي أَيضاً البطيئة، قال ابن سيده: ولا يعجبني: التهذيب: الجَمادُ البَكيئَة، وهي القليلة اللبن وذلك من يبوستها، جَمَدَت تَجْمُد جموداً.
والجَماد: الناقة التي لا لبن بها.
وسنة جَماد: لا مطر فيها؛ قال الشاعر: وفي السنة الجَمادِ يكون غيثاً، إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ التهذيب: سنة جامدة لا كلأَ فيها ولا خصب ولا مطر.
وناقة جَماد: لا لبن لها.
والجماد، بالفتح: الأَرض التي لم يصبها مطر.
وأَرض جماد: لم تمطر؛ وقيل: هي الغليظة. التهذيب: أَرض جَماد يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها؛ قال لبيد: أَمْرَعَتْ في نَداهُ، إِذ قَحَطَ القط ـرُ، فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا ابن سيده: الجُمْد والجُمُد والجَمَد ما ارتفع من الأَرض، والجمع أَجْماد وجِماد مثل رُمْح وأَرْماح ورِماح.
والجُمْد والجُمُد مثل عُسْر وعُسُر: مكان صلب مرتفع؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ الصِّوارَ، إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة على جُمُدٍ، خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ ورجل جَماد الكف: بخيل، وقد جَمَد يَجْمُد: بخل؛ ومنه حديث محمد بن عمران التيمي: إِنا والله ما نَجْمُد عند الحق ولا نَتَدَفَّقُ عند الباطل، حكاه ابن الأَعرابي.
وهو جامد إِذا بخل بما يلزمه من الحق.
والجامد: البخيل؛ وقال المتلمس: جَمادِ لها جَمادِ، ولا تَقُولَنْ لها أَبداً إِذا ذُكِرت: حَمادِ ويروى ولا تقولي.
ويقال للبخيل: جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال، وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي الفجرة، وهو نقيض قولهم حَمادِ، بالحاء، في المدح؛ وأَنشد بيت المتلمس، وقال: معناه أَي قولي لها جُموداً، ولا تقولي لها: حمداً وشكراً؛ وفي نسخة من التهذيب: حَمادِ لها حَمادِ، ولا تَقُولي طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت: جَمادِ وفسر فقال: احمدها ولا تذمها.
والمُجْمِدُ: البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار. قال ابن سيده: والمجمد البخيل المتشدّد؛ وقيل: هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل بين أَهل الميسر، فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق من وجب عليه ولزمه؛ وقيل: هو الذي لم يفز قدحه في الميسر؛ قال طرفة بن العبد في المجمد يصف قِدْحاً: وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه على النار، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قال ابن بري: ويروى هذا البيت لعدي بن زيد؛ قال وهو الصحيح، وأَراد بالأَصفر سهماً.
والمضبوح: الذي غيرته النار.
وحويرُه: رجوعه؛ يقول: انتظرت صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته، فهو كالمحاورة منه، وكان الأَصمعي يقول: هو الداخل في جمادى، وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد.
وقال ابن الأَعرابي: سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه؛ وقيل: المجمد هنا الأمين: التهذيب: أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً، فهو مُجْمد إِذا كان أَميناً بين القوم. أَبو عبيد: رجل مُجْمِد أَمين مع شح لا يخدع.
وقال خالد: رجل مُجْمِد بخيل شحيح؛ وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة: استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء.
وأَجْمَد القوم: قلَّ خيرهم وبخلوا.
والجَماد: ضرب من الثياب؛ قال أَبو دواد: عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية، وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد ابن الأَعرابي: الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين، واحدها جامد، والجامد: الحد بين الدارين، وجمعه جَوامد.
وفلان مُجامدي إِذا كان جارك بيتَ بيتَ، وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي.
وفي الحديث: إِذا وقعت الجَوامِدُ فلا شُفْعَة، هي الحدود. الفراء: الجِماد الحجارة، واحدها جَمَد. أَبو عمرو: سيف جَمَّاد صارم؛ وأَنشد: والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة من رأْسِ قُنْفُذٍ، آو رؤوسِ صِماد، لسمعتم، من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا، ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد والجُمُدُ: مكان حزن؛ وقال الأَصمعي: هو المكان المرتفع الغليظ؛ وقال ابن شميل: الجُمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين أُخرى، تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة، سميت جُمُداً من جُمُودها أَي من يبسها.
والجُمُد: أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً، والقارة مستديرة طويلة في السماء، ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس ويسميان جميعاً أَكمة. قال: وجماعة الجُمُد جِماد ينبت البقل والشجر؛ قال: وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد وأَشد مخالطة للسهول، ويكون الجُمُود في ناحية القُفِّ وناحية السهول، وتجمع الجُمُد أَجْماداً أَيضاً؛ قال لبيد:فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق والجُمُد: جبل، مثل به سيبويه وفسره السيرافي؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له، وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد والجُمُد، بضم الجيم والميم وفتحهما: جبل معروف؛ ونسب ابن الأَثير عجز هذا البيت لورقة بن نوفل.
ودارة الجُمُد: موضع؛ عن كراع.
وجُمْدان: موضع بين قُدَيْد وعُسْفان؛ قال حسان: لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ، ودونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ وفي الحديث ذكر جُمْدان، بضم الجيم وسكون الميم، وفي آخره نون: جبل على ليلة من المدينة مر عليه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون.

وحش (لسان العرب) [0]


الوَحْش: كلُّ شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، وهو وَحْشِيّ، والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ.
ويقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ وحْشِيٌّ. ابن شميل: يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ وَحْش، والجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قال أَبو النجم: أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُهْ، قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ.
وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛ وكل شيء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ. قال بعضهم: إِذا أَقبل الليلُ استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ.
والوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة. يقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ.
وأَرض مَوْحُوشةٌ: كثيرة الوَحْشِ.
واسْتَوْحَشَ منه: لم . . . أكمل المادة يَأْنَسْ به فكان كالوَحْشيّ؛ وقول أَبي كبير الهذلي: ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ، تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف (* قوله «ولقد عدوت» في شرح القاموس: ولقد غدوت بالغين المعجمة.) قيل: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، وقوله بَصِيرة بالمُشْرف يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ.
وفي حديث النجاشي: فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات، وفي رواية: فطارَ مع الوَحْشِ.
ومكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ.
وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ: خَلا وذهبَ عنه الناسُ.
ويقال للمكان الذي ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد: لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ، يَلُوح كأَنه خِلَلُ وهذا البيت أَورده الجوهري فقال: لِمَيّةَ موحشاً؛ وقال ابن بري: البيت لكُيَيّر، قال وصواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، وأَوْحَشَ المكانَ: وجَدَه وحْشاً خالياً.
وتوَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي لعبّاس بن مِرْداس: لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا، وأَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا ويروى: وأَقْفَر إِلاَّ رَحْرَحانَ فراكِسا ورَحْرَحانُ وراكِس: موضعان.
وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ.
وقومٌ وَحاشَى: وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس.
والوَحْشةُ: الخَلْوة والهَمُّ.
وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وكذلك توحّشَ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.
وفي حديث عبد اللَّه: أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، في الأَرضِ وَحْشاً أَي وحْدَه ليس معه غيره.
وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها أَي خَلاءٍ لا ساكنَ به.
وفي حديث المدينة: فيَجدانه وَحْشاً.
وفي حديث ابن المسيب وسئل عن المرأَة: هي في وَحْشٍ من الأَرض.
ولَقِيَه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، ومعناه كمعنى الأَول، أَي ببلد قَفْر.
وتركته بوَحْشِ المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه، ثم فسّر المَتْنَ فقال: وهو المتنُ من الأَرض وكلُّه من الخَلاء.
وبلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خالية؛ وأَنشد: منازلُها حِشُونا على قياس سِنُونَ وفي موضع النصب والجرّ حِشِينَ مثل سِنِينَ؛ وأَنشد: فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا قال أَبو منصور: حِشُون جمعُ حِشَةٍ وهو من الأَسماء الناقصة، وأَصلُها وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة، ثم جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسماء الناقصة.
وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً فخلا جَوفُه، والجمع أَوْحاشٌ.
والوَحْشُ والمُوحِشُ: الجائعُ من الناس وغيرهم لخُلُوِّهِ من الطعام.
وتوَحَّشَ جوفُه: خَلا من الطعام.
ويقال: تَوَحَّشْ للدَّواء أَي أَخْل جوفَك له من الطعام.
وتوَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى مَعِدَتَه ليكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه.
والتوَحُّشُ للدواء. الخُلُوُّ له.
ويقال للجائع الخالي البطن: قد توَحَّشَ. أَبو زيد: رجل مُوحِشٌ ووحْشٌ ووحِشٌ وهو الجائع من قوم أَوْحاشٍ.
ويقال: بات وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً.
وأَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ.
وبِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً.
وقد أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَيد يصف ذئباً: وإِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها ذِراعاً، ولم يُصْبِحْ بها وهو خاشِعُ وفي الحديث: لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام. يقال: رجل وَحْشٌ، بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ وقد أَوْحَشَ إِذا جاع. قال ابن الأَثير: وجاء في رواية الترمذي: لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه وَحْشى، كأَنه أَراد جماعةَ وحْشِيٍّ؛ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقَّا كلِّ شيء.
ووَحْشِيُّ كلِّ شيء: شِقُّه الأَيْسَرُ، وإِنْسِيُّه شِقُّه الأََيْمنُ، وقد قيل بخلاف ذلك. الجوهري: والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من كل شيء؛ هذا قول أَبي زيد وأَبي عمرو؛ قال عنترة: وكأَنما تَنْأَى بجانب دَفّها الـ ـوَحْشِيّ من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم وإِنما تَنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى؛ وقال الراعي: فمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها، وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ ويقال: ليس من شيء يَفْزَع إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من جانبها الأَيْسر، فإِنما خَوْقُه منه، والخائف إِنما يَفِرّ من موضع المخافة إِلى موضع الأَمْن.
والأَصمعي يقول: الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ من كل شيء.
وقال بعضهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على القدم الأُخرى، ووَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها.
ووَحْشِيُّ القَوْسِ الأَعْجمِيّةِ: ظَهرُها، وإِنْسِيُّها: بَطنُها المُقْدِمُ عليك، وفي الصحاح: وإِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها، وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل وإِنْسِيُّهما، وقيل: وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ، لم يَخُصَّ بذلك أَعْجميّةٌ من غيرها.
ووَحْشِيُّ كلِّ دابة: شِقَّه الأَيمن، وإِنْسِيُّه: شقُّه الأَيسر. قال الأَزهري: جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِينَ.
ورُوي عن المفضل وعن الأَصمعي وعن أَبي عبيدة قالوا كلُّهم: الوَحْشِيُّ من جميع الحيوان ليس الإِنسان، هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه ولا يُرْكَبُ، والإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب ويَحْلُب منه الحالب. قال أَبو العباس: واختلف الناس فيهما من الإِنسان، فبعضهم يُلْحِقه في الخيل والدواب والإِبل، وبعضهم فرّق بينهما فقال: الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ، والإِنْسِيُّ ما وَليَ الإِبْطَ، قال: هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم وسائرٍ الحيوان؛ وقيل: الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ ويَحْتَلِبُ منه الحالبُ، وإِنما قالوا: فَجالَ على وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبُه الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب والحلب والمُعالجة وكلِّ شيء إِلا منه فإِنما خوْفُه منه، والإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر؛ وقيل: الوحشي الذي لا يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ، وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة.
وقال ابن الأَعرابي: الجانب الوَحِيشُ كالوَحْشِيّ؛ وأَنشد: بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة حَياء، وللمُهْدى إِليه طَريقُ لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، ولا يُرى لِجارتِنا منّا أَخٌ وصديقُ وتَوَحَّشَ الرجلُ: رَمى بثوبه أَو بما كان.
ووَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه وبرُمْحه، خَفِيف: رَمى؛ عن ابن الأَعرابي، قال: والناسُ يقولون وَحَّشَ، مُشَدَّداً، وقال مرّة: وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش، مخفف ومثقَّل، خافَ أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته. قال الأَزهري: ورأَيت في كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه.
وفي الحديث: كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فلما رآهم نادى: أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه «الآيات» فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها؛ قالت أُم عمرو بنت وَقْدانَ: إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم، فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا برِماحِهم واستَلّوا السيوف؛ ومنه الحديث: كان لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، خاتم من حديد (* قوله «من حديد» الذي في النهاية من ذهب.) فَوَحَّشَ به بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم، وفي الحديث: أَتاه سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ بها.
والوحشي من التِّين: ما نَبَت في الجبال وشَواحِط الأَوْدية، ويكون من كل لون: أَسود وأَحمر وأَبيض، وهو أَصغر التين، وإِذا أَكل جَنِيّاً أَحْرق الفم، ويُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.
ووَحْشِيٌّ: اسم رجل، ووَحْشِيَّةُ: اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو المرّار الفقعسي: إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن لِعَيْنَيك، مما تَشْكُوانِ، طَبِيبُ والوَحْشةُ: الخَلْوةُ والهَمُّ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

كلم (لسان العرب) [0]


القرآنُ: كلامُ الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته، وكلامُ الله لا يُحدّ ولا يُعدّ، وهو غير مخلوق، تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون علُوّاً كبيراً.
وفي الحديث: أَعوذ بِكلماتِ الله التامّاتِ؛ قيل: هي القرآن؛ قال ابن الأَثير: إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه.
وفي الحديث: سبحان الله عَدَد كلِماتِه؛ كِلماتُ الله أي كلامُه، وهو صِفتُه وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد، فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في الكثرة، وقيل: يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد . . . أكمل المادة الأُجُور على ذلك، ونَصْبُ عدد على المصدر؛ وفي حديث النساء: اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة الله؛ قيل: هي قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان، وقيل: هي إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه. ابن سيده: الكلام القَوْل، معروف، وقيل: الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة، والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه، وهو الجُزْء من الجملة؛ قال سيبويه: اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً، ومِن أَدلّ الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا يقولوا القرآن قول الله، وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه، فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة؛ قال أَبو الحسن: ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر؛ ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثيِّر: لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها، خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب السامع، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه، وقد قال سيبويه: هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم، فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد، وسمى كل واحدة من ذلك كلمة. الجوهري: الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق، ولهذا قال سيبويه: هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية، ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء: الاسم والفِعْل والحَرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة، وتميم تقول: هي كِلْمة، بكسر الكاف، وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات: كَلِمة وكِلْمة وكَلْمة، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ، وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان؛ قال: فَصَبَّحَتْ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ، جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ (* قوله «مفعم» ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في مادة فعم من الصحاح).
وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول، أَلا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول؟ والكِلْمَة: لغةٌ تَميمِيَّةٌ، والكَلِمة: اللفظة، حجازيةٌ، وجمعها كَلِمٌ، تذكر وتؤنث. يقال: هو الكَلِمُ وهي الكَلِمُ. التهذيب: والجمع في لغة تميم الكِلَمُ؛ قال رؤبة: لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ وقالل سيبويه: هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل، يجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة، ويجوز أن تكون من نعت الأَواخر، فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ: لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف فوصفه بالجمع، فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من قولهم: ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ؛ وكما قال: تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد، لما كانت الضبع هنا جنساً، وهي الكِلْمة، تميمية وجمعها كِلْم، ولم يقولوا كِلَماً على اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة.
وأما ابن جني فقال: بنو تميم يقولون كِلْمَة وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر.
وقوله تعالى: وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه بكَلِمات؛ قال ثعلب: هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس.
وقوله تعالى: فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ؛ قال أَبو إسحق: الكَلِمات، والله أَعلم، اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنْفُسَنا. قال أَبو منصور: والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء، وتقع على لفظة مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً، وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة بأَسْرها. يقال: قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته. قال الجوهري: الكلمة القصيدة بطُولها.
وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً، جاؤوا به على مُوازَنَة الأَفْعال، وكالمَه: ناطَقَه.
وكَلِيمُك: الذي يُكالِمُك.
وفي التهذيب: الذي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يقال: كلَّمْتُه تَكلِيماً وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً.
وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة.
وما أَجد مُتكَلَّماً، بفتح اللام، أي موضع كلام.
وكالَمْته إذا حادثته، وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر.
ويقال: كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ. ابن سيده: تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ كل واحد منهما صاحِبَه، ولا يقال تَكَلَّما.
وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى: وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً؛ لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة لاحتمل ما قلنا وما قالوا، يعني المعتزلة، فلما جاء تكليماً خرج الشك الذي كان يدخل في الكلام، وخرج الاحتمال للشَّيْئين، والعرب تقول إذا وُكِّد الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً، والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج الشك.
وقوله تعالى: وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه؛ قال الزجاج: عنى بالكلمة هنا كلمة التوحيد، وهي لا إله إلا الله، جَعلَها باقِيةً في عَقِب إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل.
ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ: جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ مِنْطِيقٌٌ.
وقال ثعلب: رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام، فعبر عنه بالكثرة، قال: والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ، قال: ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ. قال أَبو الحسن: وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام.
والكَلْمُ: الجُرْح، والجمع كُلُوم وكِلامٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَشْكُو، إذا شُدَّ له حِزامُه، شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً، وإنما حقيقته الجُرْحُ، وقد يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ، فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار.
وكَلَمَه يَكْلِمُه (* قوله «وكلمه يكلمه» قال في المصباح: وكلمه يكلمه من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا هـ.
وعلى الأخيرة اقتصر المجد.
وقوله «وكلمة كلماً جرحه» كذا في الأصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً) كَلْماً وكَلَّمه كَلْماً: جرحه، وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم؛ قال: عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ والكَلِيمُ، فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً، والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد، والجمع كَلْمى.
وقوله تعالى: أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم؛ قرئت: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم، فتَكْلِمُهم: تجرحهم وتَسِمهُم، وتُكَلِّمُهم: من الكلام، وقيل: تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم، قال الفراء: اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام، وقال أَبو حاتم: قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم، والكِلام: الجراح، وكذلك إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم، وفسر فقيل: تَسِمهُم في وجوههم، تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه، وتَسِم الكافر بنقطة سوداء فيسودّ وجهه.
والتَّكْلِيمُ: التَّجْرِيح؛ قال عنترة: إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَلَّمِ وفي الحديث: ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم، وأَصل الكَلْم الجُرْح.
وفي الحديث: إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى؛ جمع كَلِيم وهو الجَريح، فعيل بمعنى مفعول، وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً.
وفي التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل: بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح؛ قال أَبو منصور: سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم كَوَّن الكلمة بشَراً، ومعنى الكَلِمة معنى الولد، والمعنى يُبَشِّرُك بولد اسمه المسيح؛ وقال الجوهري: وعيسى، عليه السلام، كلمة الله لأَنه لما انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله وأَسَدُ الله.
والكُلام: أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس، قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته، والله أَعلم.

نقل (لسان العرب) [0]


النَّقْلُ: تحويلُ الشيء من موضع إِلى موضع، نَقَله يَنْقُله نَقْلاً فانتَقَل.
والتَّنَقُّل: التحوُّل.
ونَقَّله تَنْقِيلاً إِذا أَكثر نقله.
وفي حديث أُم زرع: لا سَمِين فيَنْتَقِل أَي ينقُله الناس إِلى بيوتهم فيأْكلونه.
والنُّقْلة: الاسم من انتِقال القوم من موضع إِلى موضع، وهمزة النَّقْل التي تَنْقُل غير المتعدِّي إِلى المتعدِّي كقولك قام وأَقَمْتُه، وكذلك تشديدُ النَّقْل هو التضعيفُ الذي يَنْقُل غير المتعدي إِلى المتعدي كقولك غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته.
والنُّقْلة: الانتِقال.
والنُّقْلة: النمِيمةُ تنْقُلها.
والناقِلةُ من نَواقِل الدهر: التي تنقُل قوماً من حال إِلى حال.
والنَّواقِلُ من الخَراج: ما يُنْقَل من قرية إِلى أُخرى.
والنواقِلُ: قَبائل تَنتَقِل من قوم إِلى قوم.
والناقِلةُ من الناس: خلافُ القُطَّان.
والناقِلةُ: قبيلةٌ تنتقل إِلى أُخرى. . . . أكمل المادة التهذيب: نَواقِل العرب من انتقَل من قبيلة إِلى قبيلة أُخرى فانتَمى إِليها.
والنَّقلُ: سرعة نَقْل القوائم.
وفرس مِنْقَل أَي ذو نَقَل وذو نِقال.
وفرس مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل: سريع نَقْل القوائم، وإِنه لذو نَقِيل.
والتَّنْقِيل: مثل النَّقَل؛ قال كعب: لهنّ، من بعدُ، إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ والنَّقِيلُ: ضرب من السير وهو المُداومة عليه.
ويقال: انتَقَل سار سيراً سريعاً؛ قال الراجز: لو طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ، مثلَ انْتِقال نَفَرٍ على إِبِلْ وقد ناقَلَ مُناقلةً ونِقالاً، وقيل: النِّقالُ الرَّدَيان وهو بين العدْو والخَبَبِ.
والفرس يُناقِل في جَرْيه إِذا اتَّقى في عَدْوه الحجارة.
ومُناقَلةُ الفرس: أَن يضع يدَه ورجله على غير حجَر لحسْن نَقْلِه في الحجارة؛ قال جرير: من كل مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى، ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرض جَرِلةٌ: ذاتُ جَراوِل وغِلظ وحجارة.
والمُنَقِّلة، بكسر القاف، من الشِّجاج: التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره حتى يخرج منها فَراشُ العِظام، وهي قُشور تكون على العَظْم دون اللحم. ابن الأَعرابي: شَجَّة مُنَقِّلة بَيِّنة التَّنْقيل، وهي التي تخرج منها كِسَرُ العِظام، وورد ذكرها في الحديث قال: وهي التي يخرج منها صِغار العِظام وتنتَقِل عن أَماكنها، وقيل: هي التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره، وقال عبد الوهاب بن جَنْبة: المنقِّلة التي تُوضِح العظم من أَحد الجانبين ولا توضِحه من الجانب الآخر، وسميت منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الذي أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد، والتَّنْقِيل: أَن ينقل بالمِرْوَد ليسمع صوت العظم لأَنه خفي، فإِذا سمع صوت العظم كان أَكثر لنَذْرِها وكانت مثلَ نصف المُوضِحة؛ قال الأَزهري: وكلام الفقهاء هو أَول ما ذكرناه من أَنها التي تنقِّل فَراشَ العِظام، وهو حكاية أَبي عبيد عن الأَصمعي، وهو الصواب؛ قال ابن بري: المشهور الأَكثر عند أَهل اللغة المنقلة، بفتح القاف.والمَنْقَلةُ: المَرْحلة من مَراحل السفر.
والمَناقِل: المَراحِل.
والمَنْقَلُ: الطريق في الجبل.
والمَنْقَل: طريق مختصَر.
والنَّقْل: الطريق المختصر.
والنَّقَل: الحجارة كالأَثافِيِّ والأَفْهار، وقيل: هي الحجارة الصِّغار، وقيل: هو ما يبقى من الحجر إِذا اقتُلِع، وقيل: هو ما بقي من الحجارة إِذا قُلِع جبَل ونحوه، وقيل: هو ما يبقى من حجَر الحِصْن أَو البيت إِذا هُدِم، وقيل: هو الحجارة مع الشجر.
وفي الحديث: كان على قبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، النَّقَل؛ هو بفتحتين صِغار الحجارة أَشباه الأَثافيّ، فَعَلٌ بمعنى مفعول أَي مَنْقول.
ونَقِلَتْ أَرضُنا فهي نَقِلة: كثر نَقَلُها؛ قال: مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ ويروى: بالجُرْف، بالجيم.
وأَرضَ مَنْقَلة: ذاتُ نَقَل.
ومكان نَقِلٌ، بالكسر على النسب، أَي حَزْنٌ.
وأَرض نَقِلةٌ: فيها حجارة، والحجارةُ التي تَنْقُلُها قوائمُ الدابة من موضع إِلى موضع نَقِيلٌ؛ قال جرير: يُناقِلْنَ النَّقِيلَ، وهُنّ خُوصٌ بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ وقيل: يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ.
والنَّقْلةُ والنَّقْلُ والنِّقْلُ والنَّقَلُ: النعل الخَلَقُ أَو الخفُّ، والجمع أَنْقال ونِقال؛ قال: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ يعني نباتاً مُتهَدِّلاً من نَعْمته، شبَّهه في تَهَدُّله بالنعْل الخَلَق التي يجرُّها لابسها.
والمَنْقَلةُ: كالنَّقْلِ.
والنَّقائلُ: رِقاعُ النَّعل والخُفِّ، واحدتها نَقِيلة.
والنَّقِيلة أَيضاً: الرُّقْعة التي يُنْقَل بها خفُّ البعير من أَسفله إِذا حَفِيَ ويُرْقَع، والجمع نَقائِل ونَقِيلٌ.
وقد نَقَلَه وأَنْقَل الخُفَّ والنعلَ ونَقَله ونَقَّله: أَصلحه، ونعل مُنَقَّلة. قال الأَصمعي: فإِن كانت النعل خلَقاً قيل نِقْل، وجمعه أَنْقال.
وقال شمر: يقال نَقَلٌ ونِقْلٌ، وقال أَبو الهيثم: نعل نَقْلٌ.
وفي حديث ابن مسعود: ما مِنْ مُصَلًّى لامرأَة أَفضَل من أَشدّ مكاناً في بيتها ظُلمةً إِلاَّ امرأَة قد يَئِسَتْ من البُعُولة فهي في مَنْقَلِها؛ قال الأُموي: المَنْقَل الخفّ؛ وأَنشد للكميت:وكان الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ، وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ ما يُصيب الحافي من الرَّمْضاءِ؛ قال أَبو عبيد: ولولا أَن الرواية في الحديث والشعر اتَّفقا على فتح الميم ما كان وجه الكلام في المَنْقَل إِلاَّ كسر الميم.
وقال ابنُ بُزُرْج: المَنْقَلُ في شعر لبيد الثَّنِيَّة، قال: وكل طريق مَنْقَل؛ وأَنشد: كَلاَّ ولا، ثم انْتَعَلْنا المَنْقَلا قِتْلَيْن منها: ناقةً وجَمَلا، عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا قال: ويقال للخفين المَنْقَلان، وللنَّعْلين المَنْقَلان. ابن الأَعرابي: يقال للخف المَنْدَل والمِنْقَل، بكسر الميم. قال ابن بري في كتاب الرَّمَكِيِّ بخط أَبي سهل الهرَوي: في نص حديث ابن مسعود: من أَشد مكانٍ، بالخفض، وهو الصحيح. الفراء: نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة، فالمُنَقَّلة المرقوعة، والمُطَرَّقة التي أُطبق عليها أُخرى.
وقال نُصير لأَعرابي: ارْقَع نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك. الجوهري: يقال جاء في نَقْلَيْن له ونِقْلَيْن له.
ونَقَل الثوبَ نَقْلاً: رَقَعه.
والنِّقْلة: المرأَة تُتْرَك فلا تخطب لكِبَرها.
والنَّقِيلُ: الغريب في القوم إِن رافَقهم أَو جاوَرهم، والأُنثى نَقِيلة ونَقِيل؛ قال وزعموا أَنه للخنساء: تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ، كأَنَّني بعْدَك فيهم نَقِيلْ ويقال: رجل نَقِيل إِذا كان في قوم ليس منهم.
ويقال للرجل: إِنه ابن نَقِيلة ليست من القوم أَي غريبة.
ونَقَلةُ الوادي: صوتُ سَيْله، يقال: سمعت نَقَلة الوادي وهو صوت السيل.
والنَّقيل: الأَتيُّ وهو السيل الذي يجيء من أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لم تمطَر؛ حكاه أَبو حنيفة.
والنَّقَل في البعير: داء يصيب خفَّه فيتخَرَّق.
والنَّقِيلُ: الطريق، وكل طريق نَقِيل؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو: لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها، أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب النَّقِيلُ: الطريق، وثَكَمُه وسطُه، وإِلْحاحُ الدابة وقوفُها على أَهلها لا تبرح.
والنَّقَلُ: مراجعة الكلام في صَخَب؛ قال لبيد: ولقد يعلَم صحْبي كلُّهم، بِعَِدانِ السَّيفِ، صَبْري ونَقَلْ أَبو عبيد: النَّقَل المُناقَلة في المنطِق.
وناقَلْتَ فلاناً الحديثَ إِذا حدَّثته وحدَّثك.
ورجل نَقِلٌ: حاضر المنطِق والجواب، وأَنشد للبيد هذا البيت أَيضاً: صَبْرِي ونَقَلْ.
وقد ناقَله.
وتَناقل القومُ الكلامَ بينهم: تنازَعوه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر: كانت إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ، وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لم تَنْقَل (* قوله «تطلمت» هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة). قال ابن سيده: فقد يكون من النَّقَل الذي هو حضور المنطِق والجواب، قال: غير أَنَّا لم نسمع نَقِل الرجل إِذا جاوَب، وإِنما نَقِلٌ عندنا على النسب لا على الفعل، إِلاَّ أَن نجهل ما علم غيرُنا فقد يجوز أَن تكون العرب قالت ذلك إِلاَّ أَنه لم يبلغنا نحن، قال: وقد يكون تَنْقَل تَنْفَعِل من القَوْل كقولك لم تَنْقَد من الانقياد، غير أَنَّا لم نسمعهم قالوا انْقالَ الرجلُ على شَكْل انْقادَ، قال: وعسى أَن يكون ذلك مَقُولاً أَيضاً إِلاَّ أَنه لم يصل إِلينا، قال: والأَسبق إِليَّ أَنه من النَّقَل الذي هو الجواب لأَن ابن الأَعرابي لمَّا فسره قال: معناه لم تُجاوِبني.
والنَّقْل: ما يَعْبَث به الشارب على شَرابه، وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي العباس أَنه قال: النَّقْل الذي يُتَنَقَّل به على الشَّراب، لا يقال إِلاّ بفتح النون. الجوهري: والنُّقْل، بالضم، ما يُتَنَقَّل به على الشراب، وفي بقيَّة النسخ: النَّقْل، بالفتح.
وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال: النَّقْل بفتح النون الانْتقال على النبيذ، والعامة تضمُّه.
وقال ابن دريد: النَّقَل، بفتح النون والقاف، الذي يُتنقَّل به على الشراب.
والنَّقَل: المُجادلة.
وأَرض ذات نَقَل أَي ذات حجارة؛ قال: ومنه قول القَتَّال الكلابي: بَكْرِيُّه يَعْثُرُ في النِّقال وقول الأَعشى: غَدَوْتُ عليها، قُبَيْلَ الشُّرو قِ، إِمَّا نِقالاً وإِمَّا اغْتِمارا قال بعضهم: النِّقال مُناقَلة الأَقْداح. يقال: شَهِدت نِقالَ بني فلان أَي مجلِس شَرابهم.
وناقَلْت فلاناً أَي نازعته الشرابَ.
والنِّقال: نصالٌ عريضة قصيرة من نِصال السهام، واحدتها نَقْلة، يمانية.
والنَّقَل، بالتحريك، من رِيشات السهام: ما كان على سهم آخر. الجوهري: النَّقَل، بالتحريك، الريشُ يُنْقَل من سهم فيجعل على سهم آخر؛ يقال: لا تَرِشْ سهمي بِنَقَل، بفتح القاف؛ قال الكميت يصف صائداً وسهامه: وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها، لا نَقَلٌ رِيشُها ولا لَغَبُ الجوهري: والأَنْقِلاءُ ضرب من التمر بالشام.
والنِّقالُ أَيضاً: أَن تشرَب الإِبل نَهَلاً وعَلَلاً بنفسها من غير أَحد، يقال: فرس مِنْقَل وقد نَقَلْتها أَنا؛ وقال عدي بن زيد يصف فرساً: فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتَا ناعِمَ البال، لَجُوجاً في السَّنَنْ صَنْعه: حُسْن القيام عليه، والسَّنَن: اسْتِنانُه ونَشاطُه.

خفق (لسان العرب) [0]


الخَفْقُ: اضْطِراب الشيء العَرِيض. يقال: راياتُهم تَخْفِق وتَخْتَفِقُ، وتسمّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ. ابن سيده: خَفَقَ الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ والريح ونحوها يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق، كله: اضْطَرب، وكذلك القَلب والسَّراب إذا اضْطَربا. التهذيب: خَفقت الريح خَفَقاناً، وهو حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها، قال الشاعر: كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ، بينَ أَعْلامٍ طِوالِ وأَخْفَقَ بثوبه: لَمع به.
والخَفْقة: ما يُصيب القلبَ فيَخفِق له، وفؤاد مَخْفوق. التهذيب: الخَفقانُ اضطراب القلب وهي خِفّة تأخذ القلب، تقول: رجل مَخْفوق.
وخفَق برأسه من النُّعاس: أَمالَه، وقيل: هو إذا نَعس نَعْسةً ثم تنبّه.
وفي الحديث: كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتين.
ويقال: سير الليل الخَفْقتان وهما . . . أكمل المادة أَوّله وآخره، وسير النهار البَرْدانِ أَي غُدْوة وعشيّة.
وقال ابن هانئ في كتابه: خفَق خُفوقاً إذا نام.
وفي الحديث: كانوا ينتظرون العِشاء حتى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حتى تسقُط أَذْقانهم على صدورهم وهم قُعود، وقيل: هو من الخُفوق الإضطراب.
ويقال: خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة.
وخَفَق الرجل أَي حرّك رأسه وهو ناعس.
وخفَق الآلُ خَفْقاً: اضْطَرب؛ فأَمّا قول رؤبة: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ، مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ فإنه حُرِّك للضرورة كما قال: فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ وأَرض خفّاقة: يَخْفِق فيها السراب. التهذيب: السَّراب الخَفُوق والخافِقُ الكثير الإضطراب.
والخَفْقة: المَفازة ذات الآل؛ قال العجاج: وخَفْقة ليس بها طُوئِيّ يعني ليس بها أَحد.
وخفَق الشيءُ: غاب، وقيل لعَبِيدةَ (* قوله «عبيدة» قال النووي كسفينة وضبط في النهاية أيضاً بفتح العين). السَّلْمانِيّ: ما يوجب الغُسل؟ فقال: الخَفْقُ والخِلاط؛ يريد بالخفق مَغِيب الذكر في الفرج؛ التفسير للأَزهري، من خَفَق النجمُ إذا انْحطَّ في المغرب، وقيل: هو من الخَفْق الضرْبِ.
وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ: غاب؛ قال الشمّاخ:عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية، إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ (* قوله «كفقود الرحل» كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس ولعله كفقود الرحل).
وقيل: هو إذا تلألأ وأَضاء؛ وأَنشد الأَزهري: وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلو كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ وخَفقَ النجمُ والقمر: انْحطّ في المغرب، وكذلك الشمس؛ يقال: ورَدْتُ خُفوقَ النجم أَي وقت خُفوق الثُّريا، تجعله ظرفاً وهو مصدر.
ورأيت فلاناً خافق العين أَي خاشِعَ العين غائرها، وكذلك ماكل العين (* قوله «ما كل العين» كذا بالأصل مرموزاً له بعلامة وقفة، والحرف الأخير يحتمل أن يكون كافاً أو لاماً، ولعله ما ذل العين أي مسترخيها وفاترها.) ومُرَنَّقُ العين.
وخفَق الليلُ: سقط عن الأُفق؛ عن ابن الأَعرابي.
وخفَق السهمُ: أَسرع.
ورِيح خَيْفَقٌ: سريعة.
وفرس خَيْفَق وناقة خَيْفَق: سريعة جدّاً، وقيل: هي الطويلة القوائم مع إخْطاف، وقد يكون للذكر والتأنيثُ عليه أَغلب، وقيل: فرس خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قليلة اللحم. الكلابيُّ: امرأَة خَيْفق وهي الطويلة الرُّفْعين الدقيقة العظام البعيدة الخطو. سريع، وهو الخَنْفَقِيقُ في الناقة والفرس والظليم، وهو مشي في اضطراب.
وقال أَبو عبيدة: فرس خَفِق والأُنثى خَفِيقة مثل خَرِب وخَرِبة، وإن شئت قلت خُفَق والأُنثى خُفقَة مثل رُطَب ورُطبَة، والجمع خَفِقاتٌ وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ، وهي بمنزلة الأَقَبّ، وربما كان الخفوق من خِلْقة الفرس، وربما كان من الضُّمور والجَهْد، وربما أُفرد وربما أُضيف؛ وأَنشد في الإفراد: ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ، على خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها وأَنشد في الإضافة: بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء، حابي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء ويقال: فرسٌ خَفِقُ الحشَا.
والخيْفَق: فرس سَعْد بن مشهب.
وامرأة خَنْفَقٌ: سريعة جَرِيئة.
والخَنْفَقُ والخَنْفَقِينُ: الداهية؛ يقال: داهية خَنْفَقِينٌ، وهو أيضاً الخَفِيفةُ من النساء الجَرِيئة، والنون زائدة، جعلها من خَفْقِ الرّيح.
والخَنْفقِينُ: حكاية أَصوات حوافر الخيل.
والخَنْفقِين: الناقِصُ الخَلْقِ؛ قال شُيَيْمُ ابن خُوَيْلِد: قلتُ لَسيِّدنا: يا حكيـ مُ، إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِيقا أَعْنْتَ عَدِيّاً على شَأوِها، تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقا أَطَعْتَ اليَمينَ عِنادَ الشِّمالِ، تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا زَحَرْتَ بها ليلةً كلَّها، فجِئتَ بها مُؤيَداً خَنْفَقِيقا وهذا أَورده الجوهري: وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّها، فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا قال ابن بري: والصواب: زحرت بها ليلة كلها كما تقدم؛ وقوله: يا حكيم، هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم وتُخطئ هذا الخَطأ، وقوله: أطعت اليمين عِناد الشمال، مثل ضربه، يريد فعلت فِعْلاً أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم؛ يقول: فجِئتنا بداهيةٍ من الأمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي ناقصاً مُقَصِّراً.
وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً: ضربه بها ضرْباً خفيفاً.
والمِخْفقةُ: الشيء يضرب به سير أو دِرّة التهذيب: والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جزم، هو الشيء الذي يضرب نحو سير أو دِرَّة. ابن سيده: والمِخفقة سوط من خشب.
وسيف مِخْفَقٌ: عَرِيض. قال الأَزهري: والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض. الليث: الخَفْقُ ضربك الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض، والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فضربهما بالمِخفقة؛ هي الدرّة.
وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم، أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد، وطلَب حاجة فأخْفَقَ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين؛ قال أبو عبيد: الإخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً؛ ومنه قول عنترة يصف فرساً له: فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى، ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب (* قوله «ويصيد» في الأساس: ويفيد، وقوله «ويفجع» ويفجأ.
وهو في ديوانه: فيخفق تارة ويصيد أُخرى * ويفجع ذا الضفائن بالأريب) يقول: يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى؛ قال أبو عبيد: وكذلك كل طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، وأصل ذلك في الغنيمة. قال ابن الأثير: اصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير ثابتة مستقرّة. الليث: أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قلّ ماله.
والخَفْقُ: صوت النعل وما أشبهها من الأصوات.
وفي الحديث ذكر منكر ونكير: إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه، يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا.
ورجل خَفّاقُ القدم عريض باطن القدم، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض خَفْقٌ؛ وقوله: مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ قال ابن الأَعرابي: معناه أنه خفيف على الأرض ليس بثقيل ولا بَطيء، وقيل: خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي: قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ، خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم وقيل: هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ.
وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة؛ وقوله: ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى، من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة، وإذا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ: المَفازة المَلْساء ذات الآلِ.
والخافِقُ: المكان الخالي من الأَنِيس، وقد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعي: عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِيتَنا بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق وخَفَق في البلاد خُفوقاً: ذهب.
والخافِقان: قُطْرا الهواء.
والخَافِقانِ: أُفُق المشرق والمغرب؛ قال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يَحْفِقان فيهما، وفي التهذيب: يخفقان بينهما؛ قال أَبو الهيثم: الخافقان المشرق والمغرب، وذلك أن المغرب يقال له الخافِقُ وهو الغائب، فغَلَّبُوا المغرب على المشرق فقالوا الخافقان كما قالوا الأَبوان. شمر: الخافقانِ طرَفا السماء والأَرض؛ قال رؤبة: واللّهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ وقال ابن الأَعرابي: يَهْذِمه يأكله. كلاهما في فَلَكٍ يستلْحِمُه أَي يركبه؛ وقال خالد بن جنْبةَ: الخافقانِ منتهى الأَرض والسماء. يقال: أَلحق الله فلاناً بالخافق، قال: والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بجانبي الأَرض. قال: وخَوافِقُ السماء الجِهات التي تَخرج منها الرّياح الأَربع.
وفي الحديث: أن ميكائيل مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يعني طرَفي السماء، وفي النهاية: مَنْكِبا إسرافيل يَحُكّانِ الخافقين، قال: وهما طرفا السماء والأَرض؛ وقيل: المغرب والمشرق.
والخَفّاقةُ: الاسْت.
وخفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت، فهي خَفُوق.
والمَخْفُوق: المجنون؛ وأَنشد: مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا وروى الأَزهري بإسناده عن حذيفة بن أُسيد قال: يخرج الدجال في خَفْقة من الدِّين وسوداب الدين (* قوله «وسوداب الدين» كذا بالأصل ورمز له بعلامة وقفة)، وفي رواية جابر: وإدْبار من العلم؛ أَراد أَن خروج الدجال يكون عند ضَعف الدّين وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الباطل على أَهل الحقّ وفُشُوّ الشر وأَهله، وهو من خَفق الليلُ إذا ذهب أكثره، أَو خَفقَ إذا اضْطربَ، أَو خَفقَ إذا نَعَس. قال أَبو عبيد: الخَفْقةُ في حديث الدجّال النَّعْسةُ ههنا، يعني أن الدين ناعِسٌ وَسْنانُ في ضَعفه، من قولك خَفقَ خَفْقة إذا نامَ نومة خفيفة.
ومن أَمثال العرب: ظلم ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وقيل: كان اسمه سَيّاراً خرج يريد الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكليل بن يسار، وكان قتل أَخاه عويفاً، فلقيه ابن عم له ومعه ناقتان وزادٌ، فقال له: أَين تريد؟ قال: الشحر لئلا يَقْدِر عليَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَيْفاً، فقال: خذ إحدى الناقتين، وشاطَرَه زادَه، فلما ولَّى عطف عليه فقتله فسمي صَرِيعَ الظلم؛ وفيه يقول القائل: أَعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ، فلمّا اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني تعالى الله هذا الجَوْرُ حَقّاً، ولا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقانِ والخَفَقانُ: اضْطِرابُ الجناح.
وخَفَقَ الطائر أَي طار، وأَخْفَقَ إذا ضرب بجناحيه؛ قال الراجز: كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لم يَطِرْ وفلاة خَيْفَقٌ أي واسعة يَخْفِق فيها السَّراب؛ قال الزَّفَيان: أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ، ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ، تِيةٌ مَرَوْراة وفَيْقٌ خَيْفَقُ الأَصمعي: المَخْفَقُ الأَرض التي تستوي فيكون فيها السرابُ مضْطَرِباً.
ومُخَفِّقٌ: اسم موضع؛ قال رؤبة: ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه

ذرع (لسان العرب) [0]


الذِّراعُ: ما بين طرَف المِرْفق إِلى طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطى، أُنثى وقد تذكَّر.
وقال سيبويه: سأَلت الخليل عن ذراع فقال: ذِراع كثير في تسميتهم به المذكر ويُمَكَّن في المذكَّر فصار من أَسمائه خاصّة عندهم، ومع هذا فإِنهم يَصِفون به المذكر فتقول: هذا ثوب ذراع، فقد يُمَكَّنُ هذا الاسم في المذكر، ولهذا إِذا سمي الرجل بذراع صُرف في المعرفة والنكرة لأَنه مذكر سمي به مذكر، ولم يعرف الأَصمعي التذكير في الذراع، والجمع أَذْرُعٌ؛ وقال يصف قوساً عَربية: أَرْمِي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ قال سيبويه: كسّروه على هذا البناء حين كان مؤنثاً يعني أَن فَعالاً وفِعالاً وفَعِيلاً من . . . أكمل المادة المؤنث حُكْمُه أَن يُكسَّر على أَفْعُل ولم يُكسِّروا ذِراعاً على غير أَفْعُل كما فَعَلوا ذلك في الأَكُفِّ؛ قال ابن بري: الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير؛ وأَنشد لمِرْداس ابن حُصَين: قَصَرْتُ له القبيلةَ إِذ تَجَِهْنا، وما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي وفي حديث عائشةَ وزَينبَ: قالت زينبُ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها؛ الذُّرَيِّعةُ تصغير الذراع ولُحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثَنَّتْها مصغرة وأَرادت به ساعدَيْها.
وقولهم: الثوب سبع في ثمانية، إِنما قالوا سبع لأَن الذراع مؤنثة، وجمعها أَذرع لا غير، وتقول: هذه ذراع، وإِنما قالوا ثمانية لأَن الأَشبار مذكرة.
والذِّراع من يَدَيِ البعير: فوق الوظيفِ، وكذلك من الخيل والبغال والحمير.
والذِّراعُ من أَيدي البقر والغنم فوق الكُراع. قال الليث: الذراع اسم جامع في كل ما يسمى يداً من الرُّوحانِيين ذوي الأَبدان، والذِّراعُ والساعد واحد.
وذَرَّع الرجلُ: رَفَعَ ذِراعَيْه مُنذراً أَو مبشراً؛ قال: تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وقد رَأتْ سَوابِقَ خَيْلٍ، لم يُذَرِّعْ بَشيرُها يقال للبشير إِذا أَوْمَأَ بيده: قد ذَرَّع البَشيرُ.
وأَذْرَع في الكلام وتذَرَّع: أَكثر وأَفْرَط.
والإِذْراعُ: كثرةُ الكلامِ والإِفْراطُ فيه، وكذلك التَّذَرُّع. قال ابن سيده: وأَرى أَصله من مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد يفعل ذلك.
وثور مُذَرَّع: في أَكارِعه لُمَع سُود.
وحمار مُذَرَّع: لمكان الرَّقْمةِ في ذِراعه.
والمُذَرَّعُ: الذي أُمه عربية وأَبوه غير عربي؛ قال: إِذا باهليٌّ عنده حَنْظَلِيَّةٌ، لها وَلَدٌ منه، فذاك المُذَرَّعُ وقيل: المُذَرَّع من الناس، بفتح الراء، الذي أُمه أَشرف من أَبيه، والهجين الذي أَبوه عربيّ وأُمه أَمة؛ قال ابن قيس العدوي: إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه، كالبَغْلِ يَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِير وقال آخر يهجو قوماً: قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم، كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ وإِنما سمي مُذَرَّعاً تشبيهاً بالبغل لأَنَّ في ذراعيه رَقْمتين كرَقْمتي ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلى الحِمار في الشبه، وأُمّ البغل أَكرم من أَبيه.
والمُذَرَّعة: الضبع لتخطيط ذِراعَيْها، صفة غالبة؛ قال ساعدة بن جؤية: وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه مُذَرَّعةٌ أُمَيْم، لها فَلِيلُ والضبع مّذَرَّعة بسواد في أَذْرعها، وأَسد مُذَرَّع: على ذِراعَيْه دَمُ فَرائِسه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: قد يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ، والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ والتذْرِيع: فضل حبل القَيد يُوثَق بالذراع، اسم كالتَّنْبيت لا مصدر كالتَّصْويت.
وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ له: قُيِّدَ في ذراعَيْه جميعاً. يقال: ذَرَّعَ فلان لبعيره إِذا قَيَّدَه بفضل خِطامه في ذراعه، والعرب تسميه تَذْريعاً.
وثوب مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ، وموشَّى المَذارِع كذلك، جمع على غير واحده كمَلامحَ ومَحاسِنَ.
والذِّراعُ: ما يُذْرَعُ به. ذَرَع الثوب وغيره يَذْرَعُه ذَرْعاً: قدَّره بالذِّراع، فهو ذارِعٌ، وهو مَذْرُوع، وذَرْعُ كلّ شيء: قَدْرُه من ذلك.
والتذَرُّع أَيضاً: تَقْدِير الشيء بذِراع اليد؛ قال قَيْس بن الخَطِيم: ترى قَِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى، كأَنَّها تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وقال الأَصمعي: تَذَرَّعَ فلان الجَرِيدَ إِذا وضَعه في ذِراعِه فشَطَبه؛ ومنه قول قَيْس بن الخَطِيم هذا البيت، قال: والخِرْصانُ أَصلها القُضْبان من الجَرِيد، والشَّواطِبُ جمع الشاطِبة، وهي المرأَة التي تَقْشُر العَسِيب ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كل ما عليه بسِكِّينها حتى تتركه رقيقاً، ثم تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثانية فتَشْطُبه على ذِراعها وتَتَذَرَّعُه، وكل قَضِيب من شجرة خِرْصٌ.
وقال أَبو عبيدة: التَّذَرُّع قدر ذِراع يَنكسر فيسقط، والتذَرُّع والقِصَدُ واحد غيره، قال: والخِرْصان أَطراف الرماح التي تلي الأَسنَّة، الواحد خُرْص وخِرْص وخَرْص. قال الأَزهري: وقول الأَصمعي أَشبههما بالصواب.
وتَذَرَّعتِ المرأَة: شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِيراً. ابن الأَعرابي: انْذَرَع وانْذَرَأَ ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم.
والذَّرِعُ: الطويلُ اللسان بالشَّرِّ، وهو السيّار الليلَ والنهارَ.
وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً: وَطِئه على ذِراعه ليرْكب صاحبُه.
وذَرَّعَ الرجلُ في سباحتِه تَذْرِيعاً: اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه.
والتَّذْرِيعُ في المشي: تحريك الذِّراعين.
وذَرَّع بيديه تَذْرِيعاً: حرَّكهما في السعْي واستعان بهما عليه.
وقيل في صفته، صلى الله عليه وسلم: إِنه كان ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة؛ ومنه الحديث: فأَكَل أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً.
وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها في السير.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَذْرَعَ ذِراعَيْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً؛ أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما من تحت الجُبَّة ومدَّهما؛ ومنه الحديث الآخر: وعليه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها يده أَي أَخرجها.
وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ: خاضَتْه بأَذْرُعِها.
ومَذارِيعُ الدابة ومَذارِعُها: قوائمها؛ قال الأَخطل: وبالهدايا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها، في يوم ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ وقوائم ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ.
وذَرِعاتُ الدابة: قوائمها؛ ومنه قول ابن حذاق العبدي: فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ، يَغْدُو إِذا غَدَتْ، على ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا أَي على قوائم يَعْتَلين من جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن أَي يُبْقين منه؛ يقول لم يَبْذُلْن جميع ما عندهن من السير.
ومِذْراعُ الدابة: قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض، ومِذْرَعُها: ما بين ركبتها إِلى إِبْطها، وثَور مُوَشَّى المَذارِع.
وفرس ذَروعٌ وذَرِيعٌ: سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة.
وفرس مُذَرَّع إِذا كان سابقاً وأَصله الفرس يلحق الوَحْشيّ وفارِسُه عليه يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فيُلَطِّخ ذِراعَي الفرس بذلك الدم فيكون علامة لسَبْقِه؛ ومنه قول تميم: خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع ويقال: هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطريق أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها لتَقْطعَه، وهي تُذارِع الفلاة وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فيها كأَنها تَقِيسُها؛ قال الشاعر يصف الإِبل: وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا، ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا والنواطِي: النَّواسِجُ، الواحدة ناطيةٌ، وبعير ذَرُوعٌ.
وذَارَع صاحِبَه فذَرَعه: غَلَبه في الخَطْو.
وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى فيه.
وقد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه.
وفي الحديث: مَن ذَرَعه القَيْء فلا قضاء عليه أَي سبَقه وغَلبه في الخُروج.
والذَّرْعُ: البَدَنُ، وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي.
وأَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَي كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه.
ورجل واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق، على المثل، والذَّرْعُ: الطاقةُ.
وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي ضعُقت طاقتُه ولم يجد من المكروه فيه مَخْلَصاً ولم يُطِقه ولم يَقْو عليه، وأَصل الذرْع إِنما هو بَسْط اليد فكأَنك تريد مَدَدْت يدي إِليه فلم تَنَلْه؛ قال حميد بن ثور يصف ذئباً: وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها ذِراعاً، ولم يُصْبحْ لها وهو خاشِعُ وضاق به ذَرْعاً: مثل ضاق به ذِراعاً، ونَصْبَ ذرْعاً لأَنه خرج مفسِّراً مُحَوِّلاً لأَنه كان في الأَصل ضاق ذَرْعي به، فلما حُوّل الفعل خرج قوله ذرعاً مفسراً، ومثله طِبْت به نفساً وقَرَرْت به عَيناً، والذَّرْعُ يوضع موضع الطاقة، والأَصل فيه أَن يَذْرَع البعير بيديه في سيره ذَرْعاً على قدر سَعة خَطْوه، فإِذا حملته على أَكثر من طَوْقه قلت: قد أَبْطَرْت بعيرك ذَرْعه أَي حَمَلْته من السير على أَكثر من طاقته حتى يَبْطَر ويَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل عليه.
ويقال: ما لي به ذَرْع ولا ذِراع أَي ما لي به طاقة.
وفي حديث ابن عوف: قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القوة والقدرة والبطش.
والذرْعُ: الوُسْع والطاقة؛ ومنه الحديث: فكَبُر في ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عندي، والحديث الآخر: فكسَر ذلك من ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عما أَردته؛ ومنه حديث إِبراهيم، عليه الصلاة والسلام: أَوحى الله إِليه أَنِ ابنِ لي بَيْتاً فضاق بذلك ذَرْعاً، وجهُ التمثيل أَن القصير الذِّراع لا ينالُ ما ينالهُ الطويل الذراع ولا يُطيق طاقتَه، فضرب مثلاً للذي سقطت قوَّته دون بلوغ الأَمر والاقتدار عليه.
وذراعُ القَناة: صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذراع.
ويقال لصدر الفتاة: ذراع العامل.
ومن أَمثال العرب السائرة: هو لك على حَبْلِ الذِّراع أَي أُعَجِّله لك نقداً، وقيل: هو مُعَدٌّ حاضر، والحبْلُ عِرْق في الذراع.
ورجل ذَرِعٌ: حَسَن العِشْرةِ والمخالَطةِ؛ ومنه قول الخَنْساء: جَلْد جَمِيل مَخِيل بارِع ذَرِع، وفي الحُروبِ، إِذا لاقَيْتَ، مِسْعارُ ويقال: ذارعْتُه مذارعةً إِذا خالطته.
والذِّراع: نَجم من نُجوم الجَوْزاء على شكل الذراع؛ قال غَيْلانُ الربعي: غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ: نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ وقيل: الذراعُ ذِراع الأََسد، وهما كوكبانِ نَيِّران ينزلُهما القمر.
والذِّراع: سِمةٌ في موضع الذِّراع، وهي لبني ثعلبة من أَهل اليمن وناسٍ من بني مالك بن سعد من أَهل الرِّمال.
وذَرَّع الرجلَ تذْريعاً وذَرَّعَ له: جعل عُنقه بين ذراعه وعُنُقه وعضُده فخنَقَه ثم استعمل في غير ذلك ما يُخْنَق به.
وذَرَّعَه: قتله.
وأَمْر ذَريع: واسع.
وذَرَّع بالشيء: أَقَرَّ به؛ وبه سمي المُذَرِّعُ أَحدُ بني خَفاجةَ بن عُقَيْل، وكان قتل رجلاً من بني عَجْلان ثم أَقرَّ به فأُقيدَ به فسمي المُذَرِّعَ.
والذَّرَعُ: ولد البقرة الوحْشِيَّة، وقيل: إِنما يكون ذَرَعاً إِذا قَوِيَ على المشي؛ عن ابن الأَعرابي، وجمعه ذِرْعانٌ، تقول: أَذْرَعتِ البقرةُ، فهي مُذْرِعٌ ذات ذَرَعٍ.
وقال الليث: هنَّ المُذْرِعات أَي ذوات ذِرْعانٍ.
والمَذارِعُ: النخل القريبة من البيوت.
والمَذارِعُ: ما دانى المِصْر من القرى الصِّغار.
والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وهي البلاد التي بين الريف والبرّ كالقادِسية والأَنْبار، الواحد مِذْراعٌ.
وفي حديث الحسن: كانوا بمذراع اليمن، قال: هي القريبة من الأَمصار.
ومَذارِعُ الأَرض: نَواحيها.
ومَذارِعُ الوادي: أَضْواجُه ونواحيه.
والذَّرِيعة: الوسيلة.
وقد تَذَرَّع فلان بذَريعةٍ أَي توسَّل، والجمع الذرائعُ.
والذريعةُ، مثل الدَّريئة: جمل يُخْتَل به الصيْد يَمْشي الصيَّاد إِلى جنبه فيستتر به ويرمي الصيدَ إِذا أَمكنه، وذلك الجمل يُسَيَّب أَوَّلاً مع الوحش حتى تأْلَفَه.
والذريعةُ: السبَبُ إِلى الشيء وأَصله من ذلك الجمل. يقال: فلان ذَرِيعتي إِليك أَي سَبَبي ووُصْلَتي الذي أَتسبب به إِليك؛ وقال أَبو وجْزةَ يصف امرأَة: طافَت بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة، ذَرِيعةُ الجِنِّ لا تُعْطِي ولا تَدَعُ أَراد كأَنها جنية لا يَطْمَع فيها ولا يَعْلمها في نفسها. قال ابن الأَعرابي: سمي هذا البعير الدَّرِيئة والذَّريعة ثم جعلت الذريعةُ مثلاً لكل شيء أَدْنى من شيء وقَرَّب منه؛ وأَنشد: وللمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها، كما تُقَرِّب للوَحْشِيَّة الذُّرُع وفي نوادر الأَعراب: أَنت ذَرَّعْت بيننا هذا وأَنت سَجَلْته؛ يريد سَبَّبْتَه.
والذَّريعةُ: حَلْقة يُتَعلَّم عليها الرَّمْي.
والذريعُ:السريعُ.
وموت ذريعٌ: سريع فاشٍ لا يكاد الناس يَتدافَنُون، وقيل: ذَريع أَي سريع.
ويقال: قتلوهم أَذْرَع قتل.
ورجل ذَرِيعٌ بالكتابة أَي سريع.
والذِّراعُ والذَّراعُ، بالفتح: المرأَة الخفيفةُ اليدين بالغَزل، وقيل: الكثيرة الغزل القويَّةُ عليه.
وما أَذْرَعَها وهو من باب أَحْنَكِ الشاتَيْن، في أَن التعجب من غير فِعل.
وفي الحديث: خَيْرُكنَّ أَذْرَعُكن للمِغْزَل أَي أَخَفُّكُنَّ به، وقيل: أَقْدَركنَّ عليه.
وزِقٌّ ذارِعٌ: كثير الأَخذ من الماء ونحوه؛ قال ثعلبة بن صُعَيْر المازنيّ: باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ، قَبْل الصَّباحِ، وقَبْلَ لَغْو الطائرِ وقال عبد بن الحسحاس: سُلافة دارٍ، لاسُلافة ذارِعٍ، إِذا صُبَّ منه في الزُّجاجةِ أَزْبدا والذارِعُ والمِذْرَعُ: الزِّقُّ الصغير يُسْلَخ من قِبَلِ الذِّراع، والجمع ذَوارِعُ وهي للشراب؛ قال الأَعشى: والشارِبُونَ، إِذا الذَّوارعُ أُغْلِيَتْ، صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ وتِلادِ وابنُ ذارِعٍ: الكلْب.
وأَذْرُعٌ وأَذْرِعات، بكسر الراء: بلد ينسب إِليه الخمر؛ قال الشاعر: تَنوَّرْتُها من أَذْرِعاتِ، وأَهلُها بيَثْرِبَ أَدْنى دارِها نَظَرٌ عالي ينشد بالكسر بغير تنوين من أَذرعاتِ، وأَما الفتح فخطأ لأَن نصب تاء الجمع وفتحه كسر، قال: والذي أَجاز الكسر بلا صرف فلأَنه اسم لفظُه لفظُ جماعة لواحد، والقول الجيِّد عند جميع النحويين الصرف، وهو مثل عَرفات، والقرّاء كلهم في قوله تعالى من عَرَفاتٍ على الكسر والتنوين، وهو اسم لمكان واحد ولفظه لفظ جمع، وقيل أَذرعات مَوضِعانِ ينسب إِليهما الخمر؛ قال أَبو ذؤيب: فما إِنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجا رُ من أَذْرِعاتٍ، فَوادِي جَدَرْ وفي الصحاح: أَذْرِعات، بكسر الراء، موضع بالشام تنسب إِليه الخمر، وهي معروفة مصروفة مثل عرفات؛ قال سيبويه: ومن العرب من لا ينون أَذرعات، يقول: هذه أَذرعاتُ ورأَيت أَذرعاتِ، برفع التاء وكسرها بغير تنوين. قال ابن سيده: والنسبة إِلى أَذْرِعات أَذْرَعِيٌّ، وقال سيبويه: أَذرعات بالصرف وغير الصرف، شبهوا التاء بهاء التأْنيث، ولم يَحْفَلوا بالحاجز لأَنه ساكن، والساكن ليس بحاجز حَصين، إِن سأَل سائل فقال: ما تقول فيمن قال هذه أَذرعاتُ ومسلماتُ وشبه تاء الجماعة بهاء الواحدة فلم يُنَوِّن للتعريف والتأْنيث، فكيف يقول إِذا نكَّر أَيُنوّن أَم لا؟ فالجواب أَن التنوين مع التنكير واجب هنا لا محالة لزوال التعريف، فأَقْصى أَحوال أَذْرِعات إِذا نكرتها فيمن لم يصرف أَن تكون كحمزةَ إِذا نكرتها، فكما تقول هذا حمزةُ وحمزةٌ آخر فتصرف النكرة لا غير، فكذلك تقول عندي مسلماتُ ونظرت إِلى مسلماتٍ أُخرى فتنوّن مسلماتٍ لا محالة.
وقال يعقوب: أَذْرِعات ويَذْرِعات موضع بالشام حكاه في المبدل؛ وأَما قول الشاعر: إِلى مَشْرَبٍ بين الذِّراعَيْن بارِد فهما هَضْبتان.
وقولهم: اقْصِدْ بذَرْعِك أَي ارْبَعْ على نَفْسك ولا يَعْدُ بك قَدْرُك.
والذَّرَعُ، بالتحريك: الطمَعُ؛ ومنه قول الراجز: وقد يَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِيَّا والمُذَرِّعُ، بكسر الراء مشددة: المطر الذي يَرْسَخ في الأَرض قدرَ ذِراع.