المصادر:  


ح ي ث (المصباح المنير) [50]


 حَيْثُ: ظرف مكان ويضاف إلى جملة وهي مبنية على الضم وبنو تميم ينصبون إذا كانت في موضع نصب نحو قم حيث يقوم زيد وتجمع معنى ظرفين؛ لأنك تقول أقوم حيث يقوم زيد وحيث زيد قائم فيكون المعنى أقوم في الموضع الذي فيه زيد، وعبارة بعضهم "حَيْثُ" من حروف المواضع لا من حروف المعاني وشذّ إضافتها إلى المفرد في الشعر ويشتبه بحين وسيأتي. 

حيث (لسان العرب) [50]


حَيْثُ: ظرف مُبْهم من الأَمْكِنةِ، مَضموم، وبعض العرب يفتحه، وزعموا أَن أَصلها الواو؛ قال ابن سيده: وإِنما قلبوا الواو ياء طلبَ الخِفَّةِ، قال: وهذا غير قويّ.
وقال بعضهم: أَجمعت العربُ على وقع حيثُ في كل وجه، وذلك أَن أَصلها حَوْثُ، قفلبت الواو ياء لكثرة دخول الياء على الواو، فقيل: حَيْثُ، ثم بنيت على الضم، لالتقاء الساكنين، واختير لها الضم ليشعر ذلك بأَن أَصلها الواو، وذلك لأَن الضمة مجانسةٌ للواو، فكأَنهم أَتْبَعُوا الضَّمَّ الضَّمَّ. قال الكسائي: وقد يكونُ فيها النصبُ، يَحْفِزُها ما قبلها إِلى الفتح؛ قال الكسائي: سمعت في بني تميم من بني يَرْبُوع وطُهَيَّةَ من ينصب . . . أكمل المادة الثاء، على كل حال في الخفض والنصب والرفع، فيقول: حَيْثَ التَقَيْنا، ومن حيثَ لا يعلمون، ولا يُصيبه الرفعُ في لغتهم. قال: وسمعت في بني أَسد بن الحارث بن ثعلبة، وفي بني فَقْعَس كلِّها يخفضونها في موضع الخفض، وينصبونها في موضع النصب، فيقول من حيثِ لا يعلمون، وكان ذلك حيثَ التَقَيْنا.
وحكى اللحياني عن الكسائي أَيضاً أَن منهم من يخفضُ بحيث؛ وأَنشد: أَما تَرَى حَيْثَ سُهَيْلٍ طالِعا؟ قال: وليس بالوجه؛ قال: وقوله أَنشده ابن دريد: بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثَاثَا، مَوْرُ الكَثِيبِ، فَجَرى وحاثا قال: يجوز أَن يكون أَراد وحَثَا فقَلَب. الأَزهري عن الليث: للعرب في حَيْثُ لغتان: فاللغة العالية حيثُ، الثاء مضمومة، وهو أَداةٌ للرفع يرفع الاسم بعده، ولغة أُخرى: حَوْثُ، رواية عن العرب لبني تميم، يظنون حَيْثُ في موضع نصب، يقولون: الْقَهْ حيثُ لَقِيتَه، ونحو ذلك كذلك.
وقال ابن كَيْسانَ: حيثُ حرف مبنيٌّ على الضم، وما بعده صلة له يرتفع الاسم بعده على الابتداء، كقولك: قمت حيثُ زيدٌ قائمٌ.
وأَهلُ الكوفة يُجيزون حذف قائم، ويرفعون زيداً بحيثُ، وهو صلة لها، فإِذا أَظْهَروا قائماً بعد زيدٍ، أَجازوا فيه الوجهين: الرفعَ، والنصبَ، فيرفعون الاسم أَيضاً وليس بصلة لها، ويَنْصِبُونَ خَبَرَه ويرفعونه، فيقولون: قامتْ مقامَ صفتين؛ والمعنى زيدٌ في موضع فيه عمرو، فعمرو مرتفع بفيه، وهو صلة للموضع، وزيدٌ مرتفعٌ بفي الأُولى، وهي خَبره وليست بصلة لشيء؛ قال: وأَهل البصرة يقولون حيثُ مُضافةٌ إِلى جملة، فلذلك لم تخفض؛ وأَنشد الفراء بيتاً أَجاز فيه الخفض، وهو قوله: أَما تَرَى حيثَ سُهَيْلٍ طالِعا؟ فلما أَضافها فتحها، كما يفعل بِعِنْد وخَلْف، وقال أَبو الهيثم: حَيْثُ ظرفٌ من الظروف، يَحْتاجُ إِلى اسم وخبر، وهي تَجْمَعُ معنى ظرفين كقولك: حيثُ عبدُ الله قاعدٌ، زيدٌ قائمٌ؛ المعنة: الموضعُ الذي في عبدُ الله قاعدٌ زيدٌ قائمُ. قال: وحيثُ من حروف المواضع لا من حروف المعاني، وإِنما ضُمَّت، لأَنها ضُمِّنَتِ الاسم الذي كانت تَسْتَحِقُّ إِضافَتَها إِليه؛ قال: وقال بعضهم إِنما ضُمَّتْ لأَن أَصلَها حَوْثُ، فلما قلبوا واوها ياء، ضَمُّوا آخرَها؛ قال أَبو الهيثم: وهذا خطأٌ، لأَنهم إِنما يُعْقِبون في الحرف ضمةً دالَّةً على واو ساقطة. الجوهري: حَيْثُ كلمةٌ تدلُّ على المكان، لأَنه ظرفٌ في الأَمكنة، بمنزلة حين في الأزمنة، وهو اسمٌ مبنيٌّ، وإِنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين؛ فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيهاً بالغايات، لأَنها لم تجئْ إِلاَّ مضافة إِلى جملة، كقولك أَقومُ حيثُ يقوم زيدٌ، ولم تقل حيثُ زيدٍ؛ وتقول حيثُ تكون أَكون؛ ومنهم مَن يبنيها على الفتح مثل كيف، استثقالاً للضم مع الياء وهي من الظروف التي لا يُجازَى بها إِلا مع ما، تقول حيثما تجلسْ أَجْلِسْ، في معنى أَينما؛ وقولُه تعالى: ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حيثُ أَتى؛ وفي حرف ابن مسعود: أَينَ أَتى.
والعرب تقول: جئتُ من أَيْنَ لا تَعْلَمُ أَي من حَيْثُ لا تَعْلَم. قال الأَصمعي: ومما تُخْطئُ فيه العامَّةُ والخاصَّة باب حِينَ وحيثُ، غَلِطَ فيه العلماءُ مثل أَبي عبيدة وسيبويه. قال أَبو حاتم: رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يَجْعَلُ حين حَيْثُ، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة بخطه، قال أَبو حاتم: واعلم أَن حِين وحَيْثُ ظرفانِ، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدٌّ لا يجاوزه، والأَكثر من الناس جعلوهما معاً حَيْثُ، قال: والصواب أَن تقول رأَيتُك حيثُ كنتَ أَي في الموضع الذي كنت فيه، واذهب حيثُ شئتَ أَي إِلى أَيّ موضعٍ شئتَ؛ وقال الله عز وجل: وكُلا من حيثُ شِئْتُما.
ويقال: رأَيتُكَ حين خَرَجَ الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا يجوز حيثُ خَِرَجَ الحاجُّ؛ وتقول: ائتِني حينَ يَقْدَمُ الحاجُّ، ولا يجوز حيثُ يَقْدَمُ الحاجُّ، وقد صَيَّر الناسُ هذا كلَّه حَيْثُ، فَلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامَهُ. فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيَّ موضعٍ فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حَيْثُ؛ وقولهم حيثُ كانوا، وأَيْنَ كانوا، معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمعَ بينهما لاختلاف اللفظين.
واعلم أَنه يَحْسُنُ في موضع حين: لَمَّا، وإِذ، وإِذا، ووقتٌ، ويومٌ، وساعةٌ، ومَتَى. تقول: رأَيتُكَ لَمَّا جِئْتَ، وحين جِئْتَ.
وإِذا جِئْتَ.ويقال: سأُعْطيك إِذ جئتَ، ومتى جئتَ.

الحَوْثُ (القاموس المحيط) [0]


الحَوْثُ: عِرْقُ الحَوْثاءِ: للكَبِدِ وما يَليها.
و"تَرَكَهُم حَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيثَ، وحِيْثَ بِيْثَ، وحاثِ باثِ، وحَوْثاً بَوْثاً": إذا فَرَّقَهُم وبَدَّدَهُم.
وأحاثَ الأرضَ، واسْتَحاثَها: أثارَها، وطَلَبَ ما فيها،
و~ الشيءَ: حَرَّكَه وفَرَّقَه.
وحَوْثُ: لُغَةٌ في حَيْثُ، طائِيَّةٌ.
والحَوْثاءُ: المرأةُ السَّمِينةُ.
والحُوثةُ، بالضم: اسْمٌ.

المدعس (المعجم الوسيط) [0]


 مدعس الْقَوْم مختبزهم ومشتواهم فِي الْبَادِيَة وَحَيْثُ تُوضَع الْملَّة ويشوى اللَّحْم 

حَيْثُ (المعجم الوسيط) [0]


 ظرف للمكان تُضَاف للجمل وتتصل بهَا مَا الكافة فتتضمن معنى الشَّرْط وتجزم فعلين كَمَا فِي قَول الشَّاعِر (حَيْثُمَا تستقم يقدر لَك الله ... نجاحا فِي غابر الْأَزْمَان) وَقيل إِنَّهَا ترد ظرف زمَان كَمَا فِي الْبَيْت 

الفورة (المعجم الوسيط) [0]


 من الْحر شدته وَمن النَّاس مجتمعهم وَحَيْثُ يفورون فِي أسواقهم وَمن النَّهَار أَوله يُقَال أتيتهم فِي فورة النَّهَار وَمن الْجَبَل أَعْلَاهُ وظهره 

حوث (الصّحّاح في اللغة) [0]


حَوْثُ لغة في حَيْثُ. الكبد وما يليها.
ويقال: تركهم حَوْثاً بَوْثاً، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ، وحاثِ باثِ، إذا فرّقهم وبدَّدهم.
والاسْتِحاثَةُ مثل الاسْتِباثة، وهي الاستِخرَاجُ. تقول اسْتَحَثْتُ الشيءَ، إذا ضع في التُراب فوجدته.

دعس (الصّحّاح في اللغة) [0]


الدَعْسُ بالفتح: الأثر. يقال: رأيتُ طريقاً دَعْساً، أي كثير الآبار.
والمِدْعاسُ: الطريق الذي ليَّنتْه المارّةُ.
والدَعْسُ: الطعن، وقد يُكْنَى به عن الجِماع.
ودَعَسْتُ الوعاءَ: حشوته.
والمداعسة: المطاعنه.
والمِدْعَسُ: الرمح يُدْعِسُ به.
ويقال: المداعِسُ الصُمُّ من الرماح.
والمُدَّعَسُ: مُخْتَبَرُ القوم في البادية، وحيثُ توضع الملّةُ ويُشَوى اللحم.

الرَّكْلُ (القاموس المحيط) [0]


الرَّكْلُ: ضَرْبُكَ الفَرَسَ بِرِجْلِكَ لِيَعْدُوَ، والضَّرْبُ بِرِجْلٍ واحِدَةٍ وقد تَراكَلَ القَوْمُ، والكُرَّاثُ، وبائِعُهُ رَكَّالٌ.
والرَّكْلَةُ: الحُزْمَةُ من البَقْلِ، وكمِنْبَرٍ: الرَّجُلُ.
وكمَقْعَدٍ: الطَّريقُ، وحَيْثُ تُصيبُهُ بِرِجْلِكَ من الدابَّةِ.
وأرْضٌ مُرَكَّلَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: كُدَّتْ بِحوافِرِ الدابَّةِ.
وتَرَكَّلَ بِمِسْحاتِهِ: ضَرَبَها بِرِجْلِهِ لتَدْخُلَ في الأرْضِ.
ومَرْكَلانُ: ع.

الدَّعْسُ (القاموس المحيط) [0]


الدَّعْسُ، كالمَنْعِ: حَشْوُ الوِعاء، وشِدَّةُ الوَطْءِ، وكالدَّحْسِ في السَّلْخِ، والأثَرُ، والطَّعْنُ،
كالتَّدْعِيسِ.
وطريقٌ دَعْسٌ: كثيرُ الآثارِ، وبالكسر: القُطْنُ، ولُغَةٌ في الدِّعْصِ.
والمِدْعَاسُ: فَرَسُ الأقْرَعِ بنِ حابِسٍ، رضي اللّهُ تعالى عنه، والرُّمْحُ الذي لا يَنْثَنِي، والطريقُ لَيَّنَتْهُ المارَّةُ،
كالمِدْعَسِ، وهو الرُّمْحُ يُدْعَسُ به، والطَّعَّانُ.
وكمَقْعَدٍ: المَطْمَعُ، والجِمَاعُ.
والمُدَّعَسُ، كمُدَّخَرٍ: مُخْتَبَزُ القَوْمِ في البادِيَةِ، وحَيْثُ تُوضَعُ المَلَّةُ، ويُشْوَى اللَّحْمُ.
والمُدَاعَسَةُ: المُطَاعَنَةُ.
ورجُلٌ دَعوسٌ عَطوسٌ: مِقْدَامٌ.

أوْهُِ (القاموس المحيط) [0]


أوْهُِ، كجَيْرِ وحيثُ وأيْنَ،
وآهِ، وأوِّهِ بكسر الهاءِ والواوِ المُشَدَّدَةِ، وأوِّ، بحذف الهاءِ،
وأوَّهْ بفتح الواو المشَدَّدَةِ
وآوُوهُ بضم الواو،
وآهٍ بكسر الهاءِ مُنَوَّنَةً،
وآوٍ بكسر الواوِ مُنَوَّنَةً وغير مُنَوَّنةٍ،
وأوَّتاهُ، بفتح الهمزةِ والواوِ والمُثناةِ الفوقِيَّةِ،
وآوِيَّاهُ، بتَشديدِ المُثناةِ التحتيةِ: كلمَةٌ تقالُ عند الشِكايةِ أو التَّوَجُّعِ،
آهَ أوْهاً، وأوَّهَ تأوِيهاً.
وتأوَّهَ: قالها.
والأوَّاهُ: المُوقِنُ أَو الدَّعَّاءُ، أَو الرَّحيمُ الرقيقُ، أَو الفقيهُ، أَو المُؤْمِنُ بالحَبَشِيَّةِ.
والآهَةُ: الحَصْبَةُ.
والماهَةُ: الجُدَرِيُّ.

فل (مقاييس اللغة) [0]



الفاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على انكسارٍ وانثلام. أو ما يقاربُ ذلك. مِن ذلك الفَلُّ: القومُ المنهزِمون.
والفُلولُ: الكُسور في حدِّ السيف، الواحدُ فَلٌّ. قال النابغة:
ولا عيبَ فيهم غير أنَّ سُيوفَهم      بهنَّ فُلولٌ من قِراع الكتائبِ

والفليل: ناب البعير إذا انثلَمَ.ومما يقارب هذا الفِلُّ: الأرض لا نباتَ فيها.
والقياس فيه صحيح.
وقال:يقال: أفلَلْنا: صِرنا في الفَِلّ.ومما شذّ عن هذا الأصل: الفَليلة: الشّعر المجتمِع، والجمع الفليل. قال:
ومُطَّرِدِ الدِّماءِ وحيث يُهْدَى      من الشَّعَر المضفّر كالفليلِ

رَكَزَ (القاموس المحيط) [0]


رَكَزَ الرُّمْحَ يَرْكِزُهُ ويَرْكُزُهُ: غَرَزَهُ في الأرضِ.
كَرَكَّزَهُ،
و~ العِرْقُ: اخْتَلَجَ.
كارْتَكَزَ.
والمَرْكَزُ: وسَطُ الدَّائرَةِ، ومَوْضِعُ الرَّجُلِ، ومَحَلُّهُ، وحيث أُمِرَ الجُنْدُ أن يَلْزَمُوهُ.
والرِّكْزُ، بالكسر: الصَّوْتُ الخَفِيُّ، والحِسُّ، والرَّجُلُ العالِمُ العاقِلُ السَّخِيُّ، الكريمُ، وبهاءٍ: ثَباتُ العَقْلِ، وواحِدَةُ الرِّكازِ.
وهو ما رَكَزَهُ اللّهُ تعالى في المَعادِنِ، أي: أحْدَثَهُ،
كالرَّكيزَةِ، ودَفينُ أهلِ الجاهِلِيَّةِ، وقِطَعُ الفِضَّةِ والذَّهبِ من المَعْدِنِ.
وأرْكَزَ: وجَدَ الرِّكازَ،
و~ المَعْدِنُ: صار فيه رِكازٌ.
وارْتَكَزَ: ثَبَتَ،
و~ على القَوْسِ: وضَعَ سِيَتَها على الأرضِ، ثم اعْتَمَدَ عليها.
والرَّكْزَةُ: النَّخْلَةُ تُقْتَلَعُ من الجِذْعِ.
ومَرْكوزٌ: ع.
والرَّكيزَةُ في اصْطِلاحِ الرَّمْلِيِّين: العَتَبَةُ الدَّاخلَةُ.

إنْ (القاموس المحيط) [0]


إنْ المَكْسورَةُ الخَفِيفَةُ: تكونُ شَرْطيَّةً: {إن يَنْتَهوا، يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ}، {وإنْ تَعودُوا، نَعُدْ}، وقد تَقْتَرِنُ بِلا، فَيَظُنَّ الغِرُّ أَنها إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّةُ، نحوُ: {إلاَّ تَنْصُروه، فقد نَصَرَه الله}، {إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم}.
وتكونُ نافِيَةً، وتَدْخُلُ على الجُمْلةِ الاسْمِيَّة: {إنِ الكافرونَ إلاَّ في غُرورٍ}، والفِعْليَّةِ: {إن أرَدْنا إلاَّ الحُسْنَى}.
وقولُ من قال: لا تأتي نافِيةً إلا وبعدَها إلا أو لَمَّا، ك {إن كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافِظٌ} مَرْدودٌ بقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ {إن عِنْدَكُم من سُلْطانٍ بهذا}، {قُلْ إن أدْري أقَريبٌ ما توعَدونَ}.
وتَكُونُ مُخَفَّفَةً عن الثَّقيلَةِ، فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ، ففي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ، وفي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها. وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها لامٌ . . . أكمل المادة مَفْتُوحَةٌ، فاحْكُم بِأَنَّ أصْلَها التَّشْديدُ.
وتكونُ زائدَةً، كقَوْله:
ما إنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أنْتَ تَكْرَهُهُ
وتَكونُ بمَعْنَى: قد، قيلَ: ومنه:
{إن نَفَعَتِ الذِّكْرَى}، {واتَقوا الله إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين}، {لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ الله آمِنينَ}، وقوله:
اتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا
وغيرُ ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فيه مُحَقّقٌ، أو كُلُّ ذلك مُؤَوَّلٌ.

حوث (لسان العرب) [0]


حَوْثُ: لغة في حَيْثُ، إِما لغة طَيِّئٍ وإِما لغة تميم؛ وقال اللحياني: هي لغى طَيِّئٍ فقط، يقولون حَوْثُ عبدُ اللهِ زيدٌ؛ قال ابن سيده: وقد أَعلمتك أَن أَصل حيث؛ إِنما هو حَوْثُ، على ما سنذكره في ترجمة حيث؛ ومن العرب من يقول حَوْثَ فيفتح، رواه اللحياني عن الكسائي، كما أَن منهم من يقول: حَيْثَ. روى الأَزهري بإِسناده عن الأَسود قال: سأَل رجل ابنَ عمر: كيف أَضَعُ يَدَيَّ إِذا سَجَدْتُ؟ قال: ارْمِ بهما حَوْثُ وقَعَتا؛ قال الأَزهري: كذا رواه لنا، وهي لغة صحيحة. حَيْثُ وحَوْثُ: لغتان جيدتان، والقرآن نزل بالياء، وهي أَفصح اللغتين.
والحَوْثاءُ: الكَبِدُ، . . . أكمل المادة وقيل: الكَبِدُ وما يليها؛ وقال الراجز: إِنَّا وجَدْنا لَحْمها طَرِيَّا: الكِرْشَ، والحَوْثاء، والمَرِيَّا وامرأَة حَوْثاء: سمينة تارَّة.
وأَحاثَهُ: حَرَّكَه وفَرَّقه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقوله أَنشده ابن دريد:بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثا، مَوْرُ الكَثِيبِ، فَجَرى وحاثا قال ابن سيده: لم يفسره، قال: وعندي أَنه أَراد وأَحاثا أَي فَرَّقَ وحَرَّكَ، فاحتاج إِلى حذف الهمزة حذفها؛ قال: وقد يجوز أَن يريد وحَثَا، فقَلَبَ.
وأَوقع بهم فلانٌ فَتركهم حَوْثاً بَوثاً أَي فَرَّقهم؛ وتركهم حَوْثاً بَوْثاً أَي مختلفين.
وحاثِ باثِ، مبنيان على الكسر: قُماشُ الناس.
وقال اللحياني: تركتُه حاثِ باثِ، ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَلف حاثِ أَنها منقلبة عن الواو، وإِن لم يكن هنالك ما اشْتُقَّتْ منه، لأَن انقلاب الأَلف إِذا كانت عيناً عن الواو، أَكثر من انقلابها عن الياء. الجوهري: يقال تركتُهم حَوْثاً بَوْثاً، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ، وحاثِ باثِ، حاثَ باثَ إِذا فَرَّقهم وبَدَّدهم؛ وروى الأَزهري عن الفراء قال: معنى هذه الكلمات إِذا أَذْلَلْتَهم ودقَقْتَهم؛ وقال اللحياني: معناها إِذا تَرَكْتَه مُخْتَلِطَ الأَمرِ؛ فأَما حاثِ باثِ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذَامِ، وأَما حِيثَ بِيثَ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ حِيصَ بِيصَ. ابن الأَعرابي: يقال تركتُهم حاثِ باثِ إِذا تفَرَّقوا؛ قال: ومثلهما في الكلام مُزْدَوِجاً: خاقِ باقِ، وهو صوتُ حركةِ أَبي عُمَيْر في زَرْنَبِ الفَلْهم، قال: وخاشِ ماشِ: قماشُ البيت، وخازِ بازِ: ورَمٌ، وهو أَيضاً صوتُ الذباب.
وتركتُ الأَرضَ حاثِ باثِ إِذا دَقَّتْها الخيلُ، وقد أَحاثَتْها الخيلُ.
وأَحَثْتُ الأَرضَ وأَبَثْتُها. الفراس: أَحثَيْتُ الأَرضَ وأَبْثَيْتُها، فهي مُحْثاةٌ ومُبْثاة.
وقال غيره: أَحَثْتُ الأَرضَ وأَبَثْتُها، فهي مُحَاثة ومُبَاثةٌ.
والإِحاثةُ، والاسْتِحاثةُ، والإِباثةُ، والاستِباثة، واحدٌ. الفراء: تركتُ البلادَ حَوْثاَ بَوْثاً، وحاثِ باثِ، وحَيْثَ بَيْثَ، لا يُجْرَيانِ إِذا دَقَّقُوها.
والاسْتِحاثةُ مثلُ الاسْتِباثة: وهي الاستخراج. تقول: استَحَثْتُ الشيءَ إِذا ضاعَ في التراب فَطلبْتَه.

ر ك ن (المصباح المنير) [0]


 رَكَنْتُ: إلى زيد اعتمدت عليه وفيه لغات إحداها من باب تعب وعليه قوله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} ، و "ركن" "ركونا" من باب قعد، قال الأزهري: وليست بالفصيحة والثالثة: "رَكَن" "يَرْكَن" بفتحتين وليست بالأصل بل من باب تداخل اللغتين؛ لأن باب فعل يَفْعَل يفتحتين يكون حلقي العين أو اللام. و "رُكْن" الشيء: جانِبُهُ، والجمع "أركان" مثل قفل أو أقفال، "فأركان" الشيء أجزاء ماهيته، و "الشروط" ما توقَّفَ صحة الأركان عليها. واعلم أن الغزالي جعل الفاعل "ركنا" في مواضع كالبيع والنكاح ولم يجعله "ركنا" في مواضع كالعبادات، والفرق عسر، ويمكن أن يقال: الفرق أن الفاعل علة لفعله، والعلة غير المعلول فالماهية معلولة؛ فحيث كان الفاعل متَّحدًا استقل بإيجاد الفعل كما في العبادات، وأُعطِيَ حكم العلة العقلية ولم يجعل ركنا، . . . أكمل المادة class="baheth_marked">وحيث كان الفاعل متعددا لم يستقل كل واحد بإيجاد الفعل بل يفتقر إلى غيره؛ لأن كل واحد من العاقدين غير عاقد بل العاقد اثنان فكلّ واحد من المتابعين مثلاً غير مستقل، فبعد بهذا الاعتبار عن شبه العلة وأشبه جزء الماهية في افتقاره إلى ما يقومه فناسب أن يجعل "رُكْنًا" و "المِرْكَنُ" بكسر الميم الإجَّانة و "رُكَانَةُ" بضم الراء والتخفيف اسم رجل من الصحابة وهو الذي صارعه النبي. 

شطر (مقاييس اللغة) [0]



الشين والطاء والراء أصلان، يدلُّ أحدهما على نِصف الشيء، والآخر على البُعد والمواجهة.فالأوَّل قولُهم شَطَر الشيء، لِنصفه، وشاطرت فلاناً الشيءَ، إذا أخذتَمنه نصفه وأخذ هو النِّصف.
ويقال شاةٌ شَطور، وهي التي أَحَدُ طبييها أطولُ من الآخر.ومن هذا الباب قولهم: شَطَر بصرُهُ شُطوراً وشَطْراً، وهو الذي ينظُر إليك وإلى آخَر.
وإنّما جُعِلَ هذا من الباب لأنَّه إذا كان كذا فقد جَعل لكلِّ واحدٍ منهما شَطرَ نظرِه.
وفي قول العرب: "حلَب فلانٌ الدّهرَ أشطُرَه"، فمعناه أنّه مرّت عليه ضروبٌ من خيرِهِ وشرِّه.
وأصله في أخلاف الناقة: خِلْفان قادمان، وخِلفان آخِران، وكلُّ خِلفَين شَطر؛ لأنّه إذا كانت الأخلاف أربعة فالاثنان شطر الأربعة، وهو النصف.
وإذا يبس . . . أكمل المادة أحدُ خِلفَي الشّاة فهي شَطور، وهي من الإبل التي يَبِس خِلْفان من أخلافها؛ وذلك أنّ لها أربعةَ أخلافٍ، على ما ذكرناه.وأما الأصل الآخر: فالشَّطير: البعيد.
ويقولون: شَطَرت الدّارُ، ويقول الرّاجز:ومنه قولهم: شَطَرَ فلانٌ على أهله، إذا تركهم مُراغما مخالِفا.
والشَّاطر: الذي أعيا أهلَه خُبْثا.
وهذا هو القياس؛ لأنَّه إذا فَعل ذلك بعُد عن جَماعَتِهم ومُعظَم أمرِهم.ومن هذا الباب الشَّطْر الذي يقال في قَصْد الشّيءَ وجِهَتِهِ. قال الله تعالى في شأن القِبْلة: وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة 144 و150] أي قَصْدَه. قال الشّاعر:
أقولُ لأمِّ زِنباعٍ أقيمي      صُدورِ العِيسِ شَطْرَ بني تميم

وقال آخر:
وقد أظلَّكُم من شَطْرِ ثَغْرِكُم      هَولٌ لـه ظُلَمٌ تغشاكُم قِطَعا

ولا يكون شطر ثغركم تلقاءه، إلاّ وهو بعيدٌ عنه، مباينٌ له، والله أعلم بالصواب.

صبح (الصّحّاح في اللغة) [0]


الصُبْح: الفَجْر.
والصَباحُ: نقيض المساء.
وكذلك الصَبيحَةُ. تقول: أَصْبَحَ الرَجل، وصَبَّحه الله.
وصَبَّحْتُه، أي قُلتُ له: عِمْ صَباحاً.
وصَبَّحْتُه أيضاً، إذا أَتَيْتَهُ صَباحاً.
ولا يُراد بالتشديد ههنا التكثير.
وأصبح فلانٌ عالماً، أي صار.
وأتيتُه لِصُبْحِ خامِسَةٍ، كما تقول لِمُسْي خامِسةٍ.
وصِبْح خامسة بالكسر لغة فيه.
وأتيتُه أصْبوحَةَ كلِّ يوم، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يومٍ.
ولَقيته صباحاً وذا صَباحٍ، وهو ظَرْفٌ غَيْرُ متمكِّن.
وأما قول الشاعر أَنس بن نُهيْكٍ:
لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ مـن يَسـودُ      عَزَمْتُ على إقامَةِ ذي صَباحٍ

فلم يستعملْه ظَرْفاً. قال سيبويه: هي لُغَةٌ لِخَثْعَمٍ.
وفُلانٌ ينامُ الصَبْحَةَ والصُبْحَةَ، أي يَنامُ حين يُصْبِح. تقول منه: تَصَبَّح الرَجُل.
والمَصْبَحُ بالفتح: موضع الإصباح ووقت الإصباح أيضاً. قال الشاعر:
      بِمَصْبَحِ الحَمْدِ وحَيْثُ يُمْسي

والصَبوحُ: . . . أكمل المادة الشُرْبُ بالغَداة، وهو خلاف الغَبوق. تقول منه: صَبَحْتُه صَبْحاً.
واصْطَبَحَ الرَجُلُ: شَرِب صَبوحاً، فهو مُصْطَبِحٌ وصَبْحان، والمرأة صَبْحى.
وفي المثل: إنّه لأكْذَبُ من الأخيذ الصَبْحان.
والمِصباح: السِراج.
وقد استصبَحتُ به: إذا أَسْرَجْتَ.
والشَمَعُ مما يُصْطَبَحُ به، أي يُسْرَج به.
والمِصباح: الناقة التي تُصْبِحُ في مَبْرَكِها ولا ترتعي حتّى يرتفع النهار. قال الأصمعيّ: وهذا مما يُسْتَحَبُّ من الإبل.
والمَصابيح: الأقداح التي يُصْطَبَح بها.
ويوم الصَباحِ: يوم الغارَةِ. قال الأعشى:
      غَداةَ الضَباحِ إذا النَقْعُ ثارا

والصَباحة: الجمال، وقد صَبُحَ بالضم صباحة، فهو صبيح وصُباح أيضاً بالضم.
والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَبِ. تقول: رجل أَصْبَحُ وأسد أَصْبَحُ بيِّن الصَبَح.
والأَصْبَحِيُّ: السَوْط.

أشي (لسان العرب) [0]


أَشى الكلامَ أَشْياً: اخْتَلَقَه.
وأَشِيَ إليه أَشْىاً: اضْطُرَّ.
والأَشاءُ، بالفتح والمد: صِغار النَّخْل، وقيل: النخل عامَّةً، واحدته أَشاءَةٌ، والهمزة فيه منقلبة من الياء لأَن تصغيرها أُشَيٌّ، وذهب بعضهم إلى أَنه من باب أَجَأَ، وهو مذهب سيبويه.
وفي الحديث: أَنه انطلق إلى البَراز فقال لرجل كان معه ائتِ هاتَيْنِ الأَشاءَتَيْنِ فقُلْ لهما حتى تجتمعا فاجتمعتا فقَضى حاجتَه، هو من ذلك.
ووادي الأَشاءَيْنِ (* قوله «ووادي الاشاءين» هكذا ضبط في الأصل بلفظ التثنية، وتقدم في ترجمة أشر أشائن وهو الذي في القاموس في ترجمة أشا، والذي سبق في ترجمة زهف أشائين بزنة الجمع): موضع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: لِتَجْرِ المَنِيَّةُ بَعْدَ امْرِئٍ، بوادي أَشاءَيْن، أَذْلالَها . . . أكمل المادة ووادي أُشَيّ وأَشِيّ: موضع؛ قال زيادُ بنُ حَمْد، ويقال زياد بن مُنْقِدٍ: يا حَبَّذا، حِينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدَةً، وادي أُشَيٍّ وفِتِيانٌ به هُضُمُ ويقال لها أَيضاً: الأَشاءَة؛ قال أَيضاً فيها: يا لَيْتَ شِعْريَ عنْ جَنْبَيْ مُكَشَّحَةٍ، وحَيْثُ يُبْنى مِن الحِنَّاءَةِ الأُطُمُ عَنِ الأَشاءَة هَلْ زالَتْ مَخارِمُها؟ وهَلْ تَغَيَّرَ من آرامِها إرَمُ؟ وجَنَّةٍ ما يَذُمُّ الدَّهْرَ حاضِرُها، جَبَّارُها بالنَّدى والحَمْلِ مُحْتَزِمُ وأَورد الجوهري هذه الأَبيات مستشهداً بها على أَن تصغير أَشاء أُشَيٌّ، ثم قال: ولو كانت الهمزة أَصلية لقال أُشَيءٌ، وهو واد باليمامة فيه نخيل. قال ابن بري: لام أَشاءَة عند سيبويه همزة، قال: أَما أُشَيّ في هذا البيت فليس فيه دليل على أَنه تصغير أَشاء لأَنه اسم موضع.
وقد ائْتَشى العَظْمُ إذا بَرَأَ من كَسْرٍ كان به؛ هكذا أَقرأَه أَبو سعيد في المصنَّف؛ وقال ابن السكيت: هذا قول الأَصمعي، وروى أَبو عمرو والفراء: انْتَشى العَظْمُ، بالنون.
وإشاء: جبل؛ قال الراعي: وساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ بَيْني وبَيْنَها، برَعْنِ إشاءٍ، كلُّ ذي جُدَدٍ قَهْد

سَقَطَ (القاموس المحيط) [0]


سَقَطَ سُقوطاً ومَسْقَطاً: وَقَعَ،
كاسَّاقَطَ، فهو ساقِطٌ وسَقوطٌ.
والموضِعُ: كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ،
و~ الوَلَدُ من بَطْنِ أمه: خَرَجَ، ولا يقالُ: وَقَعَ،
و~ الحَرُّ: أقَبَلَ، ونَزَلَ،
و~ عَنَّا: أقْلَعَ، ضِدٌّ،
و~ في كَلامِهِ: أخْطأ،
و~ القومُ إليَّ: نَزَلُوا.
وهذا مَسْقَطَةٌ له من أعْيُنِ الناسِ.
ومَسْقَطُ الرأسِ: المَوْلِدُ.
وتَساقَطَ: تَتَابَعَ سُقوطُه.
وساقَطَه مُساقَطةً وسِقاطاً: تابَعَ إسْقاطَه.
والسَّقْطُ، مُثَلَّثَةً: الوَلَدُ لغيرِ تَمامٍ، وقد أسْقَطَتْهُ أمُّه، وهي مُسْقِطٌ.
ومُعْتادَتُه: مِسْقاطٌ، وما سَقَطَ بين الزَّنْدَيْنِ قَبْلَ استِحكامِ الوَرْيِ، ويُؤَنَّثُ، وحيثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُ الرَّمْلِ ورَقَّ،
كمَسْقَطِهِ، وبالفتح: الثَّلْجُ، وما يَسْقُطُ من النَّدَى، ومن لا . . . أكمل المادة يُعَدُّ في خِيارِ الفِتْيانِ،
كالساقِطِ، وبالكسر: ناحيةُ الخِباءِ، وجَناحُ الطائرِ،
كسِقاطِه، بالكسر،
ومَسْقَطِه، كمَقْعَدِه، وطَرَفُ السحابِ، وبالتحريك: ما أُسْقِطَ من الشيءِ، وما لا خيرَ فيه
ج: أسْقاطٌ، والفضِيحةُ، ورَدِيءُ المَتاعِ، وبائعُه:
السَّقَّاطُ والسَّقَطِيُّ، والخَطَأ في الحِسابِ والقولِ، وفي الكِتابِ،
كالسِّقاطِ، بالكسر.
والسُّقاطةُ والسُّقاطُ، بضمهما: ما سَقَطَ من الشيء.
وسُقِطَ في يدِه،
وأُسْقِطَ، مضمومتينِ: زَلَّ، وأخْطأ، ونَدِمَ، وتَحَيَّرَ.
والسَّقيطُ: الناقِصُ العقْلِ،
كالسَّقيطةِ، والبَرَدُ، والجَليدُ،
وما سَقَطَ من النَّدَى على الأرضِ.
وما أسْقَطَ كلمةً،
و~ فيها: ما أخْطأ.
وأسْقَطَه: عالَجَه على أن يَسْقُطَ، فَيُخْطِئَ أو يَكْذبَ أو يَبوحَ بما عندَه،
كتَسَقَّطَه.
والسَّواقِطُ: الذينَ يَرِدونَ اليمامةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ.
وككتابٍ: ما يَحْمِلونَه من التَّمْرِ.
والساقِطُ: المُتَأخِّرُ عن الرِّجالِ.
وساقطَ الشيءَ مُسَاقَطَةً وسِقاطاً: أسْقَطَه، أو تابَعَ إسْقاطَه،
و~ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً: جاءَ مُسْتَرْخِياً،
و~ فلانٌ فلاناً الحديث: سَقَطَ من كُلٍّ على الآخَرِ، بأَن يَتَحَدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ الآخَرُ، فإذا سَكَتَ، تَحَدَّثَ الساكِتُ.
وكشدَّادٍ وسَحابٍ: السيفُ يَسْقُطُ وراءَ الضَّريبةِ، ويَقْطَعُها حتى يَجوزَ إلى الأرضِ، أو يَقْطَعَ الضَّريبةَ ويَصِلَ إلى ما بعدَها.
وككِتابٍ: ما سَقَطَ من النَّخْلِ من البُسْرِ، والعَثْرَةُ، والزَّلَّةُ، أو هي جَمْعُ سَقْطةٍ، أو هُما بمَعْنًى.
وكمَقْعَدٍ: د بساحِلِ بَحْرِ عُمانَ، ورُسْتاقٌ بساحلِ بحرِ الخَزَرِ، ووادٍ بين البَصْرَةِ والنِّباجِ.
وتَسَقَّطَ الخَبَرَ: أخَذَه قليلاً قليلاً،
و~ فلاناً: طَلَبَ سَقَطَه.

خسا (لسان العرب) [0]


الخَسَا: الفَرْد، وهي المَخاسي جمعٌ على غير قياس كمَسَاوٍ وأَخواتِِها.
وتَخاسى الرجلان: تَلاعَبا بالزَّوْج والفَرْد. يقال: خَساً أَو زَكاً أَي فَرْد أَو زَوْج؛ قال الكميت: مَكارِمُ لا تُحْصَى، إِذا نحْنُ لَمْ نَقُلْ خَساً وزَكاً فِيما نَعُدُّ خِلالَها الليث: خَساً وزَكاً، فَخَساً كلمة مِحَْنَتُها أَفْرادُ الشيءِ، يُلْعَبُ بالجَوْزِ فيقال خَساً زَكاً، فَخَساً فَرْدٌ وزَكاً زَوْج، كما يقال شَفْعٌ ووِتْرٌ؛ قال رؤْبة: لم يَدْرِ ما الزَّاكي مِنَ المُخاسِي وقال رؤبة أَيضاً: حَيْرانُ لا يَشْعُرْ من حَىْثُ أَتَى عنْ قِبْضِ مَنْ لاقَى، أَخاسٍ أَمْ زَكا؟ يقول: لا يَشْعُر أَفَرْدٌ هو أَم زَوْج. قال: والأَخاسي جمع خَساً. الفراء: العرب تقول للزوج زَكَا وللفَرْد . . . أكمل المادة خَسَا، ومنهم من يُلْحِقها بباب فَتىً، ومنهم من يلحقها بباب زُفَرَ، ومنهم من يلحقها بباب سَكْرَى؛ قال: وأَنشدتني الدُّبَيْرِيَّة: كانوا خَساً أَو زَكاً من دونِ أَرْبعةٍ، لم يَخْلَقُوا وجُدُودُ الناسِ تَعْتَلِجُ ويقال: هو يُخَسِّي ويُزَكِّي أَي يَلْعب فيقول أَزَوْجٌ أَم فَرْد.
وتقول: خَاسَيْتُ فلاناً إِذا لاعبته بالجَوْزِ فَرْداً أَو زَوْجاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس: يَعْدُو عَلى خَمْسٍ قَوائِمُه زَكَا أَراد: أَن هذا الفرس يَعْدُو على خَمْسٍ من الأُتُن فيَطْرُدها، وقَوائمُه زَكَا أَي هي أَربع. قال ابن بري: لام الخَسا همزة. يقال: هو يُخاسِئُ يُقامِرُ، وإِنما ترك همزة خَساً إِتباعاً لِزَكاً؛ قال الكميت:لأَدْنى خَساً أَو زَكاً من سِنِيك إِلى أَرْبَعٍ، فَتقُولُ انْتِظارا قال: ويقال خَسَا زَكَا مثل خمسة عشر؛ قال: وشَرُّ أَصْنافِ الشُّيوخِ ذُو الرّيا، أَخْنَسُ يَحْنُو ظَهْرَه، إِذا مَشى الزُّورُ أَو مالُ اليَتِيمِ، عِنْدَه، لِعْبُ الصَّبِيِّ بالحَصى خَسَازَكا وفي الحديث: ما أَدْرِي كَمْ حدَّثني أَبي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَخَساً أَمْ زَكاً؛ يعني فَرْداً أَو زَوْجاً.
وتَخَاسَتْ قوائمُ الدابة بالحَصَى أَي تَرامَتْ به؛ قال المُمَزَّق العبدي: تَخاسى يَداها بالحَصَى وتَرُضُّه بأَسْمَر صَرَّافِ، إِذا حَمَّ مُطْرِقُ (* قوله «إذا حم» بالحاء المهملة كما في الأصل والتكملة والتهذيب وقال حم أي قصد اهـ والذي في الاساس: جم، بالجيم: وقال يريد الخف وجمومه اجتماع جريه). أَراد بالأَسْمَر الصَّرَّافِ مَنْسِمَها.

دعس (العباب الزاخر) [0]


الدَّعْسُ: الأثر، يقال: رأيتُ طريقاً دَعْساً: أي كثير الآثار، قال الحارث بن حِلزَة اليَشْكُريُّ يَصِف آثارَ الدِّيارِ:
وغيرُ آثارِ الـجِـيادِ بـأعْ      راضِ الجَمادِ وآيَةِ الدَّعْسِ

والمِدعاس: الطريق الذي ليّنَتْهُ المارّة، قال رؤبة يَصِف الحَميرَ:
في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَـقْ      يَرِدْنَ تحتَ الليلِ سَيّاحَ الدَّسَق

والمِدعاس -أيضاً-: فَرَسُ الأقرع بن حابِسٍ -رضي الله عنه-، قال الفرزدق:
يُفَدّي عُلالاتِ العَـبَـاءَةِ إذْ دَنَـا      له فارِسُ المِدْعاسِ غَيْرَ المُغَمَّرِ

والمِدْعاس من الرماح: الذي لا ينثني. والدَّعْس: الطَّعن، قال الشَّنْفَري:
دَعسْتُ على غَطْشٍ وبَغْشٍ وصُحْبَتي      سُعارٌ وإرْزِيْرٌ ووَجْـرٌ وأفـكَـل

ورجل مِدْعَس: طعّان، وأنشد ابنُ دُرَيد:
إذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا     


والمِدْعَس -أيضاً-: الرمح الذي يُدعَس . . . أكمل المادة به. وطريقٌ مِدْعَس: دَعَسَه شِدَّة الوَطْءِ. والمَدْعَسُ -بالفتح-: المَطْمَع، وقد يُكنّى به عن الجِماع. ودَعَسْتُ الوِعاءَ: حَشَوْتُه. والدَّعْسُ: شِدَّة الوَطْءِ. والدَّعْسُ والدَّحْسُ في سلخِ الشّاةِ: أن يُدخِلَ اليَدَ بين البَدَنِ والإهاب. ورجُلٌ دَعُوسٌ وغَطوسٌ: أي مقدام في الغَمَراتِ والحُرُوب. وقال ابن عبّاد: الدِّعْس -بالكسر-: القُطن. وقال بعضهم: الدِّعْس: لُغَةٌ في الدِّعْص. والتَّدعيس: مبالغةُ الدَّعْس أي الطَّعن، قال امرؤ القيس:
فَظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيْمِ غَماغِمٌ      يُدَعِّسُها بالسَّمُهَرِيِّ المُعَلَّبِ

والمُداعَسَة: المُطاعَنَة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال ليلة بدرٍ لِمَنْ كان معه: كيفَ تُقاتِلون؟ قال عاصِم حَمِيُّ الدَّبْرِ -رضي الله عنه-: إذا دنا القومُ حتى تنالُنا وتنالُهم الرِّماحُ كانت المُداعَسَة بالرِّماح حتى تَقَصَّفَ. وقال أبو عُبَيد: المُدَّعَس -على مُفْتَعَل-: مُخْتَبَز القوم في البادِيَة، وحيثُ تُوضَع المَلَّة ويُشْتَوى اللَّحم؛ وهو الحَشْوُ، قال أبو ذؤيْبٍ الهُذَليُّ يَرْثي نُشْبَةَ بن مُحَرِّث:
ومُدَّعَسٍ فيه الأنِيْضُ اخْتَفَيْتَـهُ      بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّميلَ حِمَارُها

والتركيب يدل على دَفْعٍ وتأثير.

دعس (لسان العرب) [0]


دَعَسَه بالرمح يَدْعَسُه دَعْساً: طعنه.
والمِدْعَسُ: الرمح يُدْعَسُ به، وقيل: المِدْعَسُ من الرماح الغليظُ الشديدُ الذي لا ينثني، ورمح مِدْعَسٌ.
والمَداعِسُ: الصُّمُّ من الرماح؛ حكاه أَبو عبيد، والدَعْسُ: الطعن.
والمُداعَسَةُ: المُطاعَنَةُ.
وفي الحديث: فإِذا دَنا العدوُّ كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتى تُقْصَدَ أَي تُكْسَر.
ورجل مِدْعَسٌ: طَعَّانٌ؛ قال: لَتَجِدَنِّي بالأَميرِ بَرَّا، وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا، إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا وسنذكره في الصاد، وهو الأَعرف. قال سيبويه: وكذلك الأُنثى بغير هاء ولا يجمع بالواو والنون لأَن الهاء لا تدخل مؤَنثة.
ورجل دِعِّيسٌ: كمِدْعَسٍ.
ورجل مُداعِسٌ: مُطاعِنٌ؛ قال: إِذا هابَ أَقوامٌ، تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما يَهابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ ويروى: تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً يَهابُ.
وقد يكنى بالدَّعْسِ عن الجماع.
ودَعَسَ فلان جاريته دَعْساً . . . أكمل المادة إِذا نكحها.
والدَّعْسُ: شدة الوطء.
ودَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً: وَطِئَتْه وَطْأً شديداً.
والدَّعْسُ: الأَثَرُ، وقيل: هو الأَثر الحديثُ البَيِّنُ؛ قال ابنُ مُقْبِلٍ: ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِيِّ به، تَلْقى المَحارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنِينا وطريق دَعْسٌ ومِدْعاسٌ ومَدْعُوسٌ: دَعَسَتْه القوائمُ ووَطِئَتْه وكثرت فيه الآثارُ. يقال: رأَيت طريقاً دَعْساً أَي كثير الآثار.
والمَدْعُوسُ من الأَرضين: الذي قد كثر به الناسُ ورعاه المالُ حتى أَفسده وكثرت فيه آثاره وأَبواله، وهم يكرهونه إِلا أَن يجمعهم أَثَرُ سَحابة لا يجدون منها بُدّاً.
والمِدْعاسُ: الطريق الذي لَيَّنَتْه المارَّةُ؛ قال رؤْبة بن العجاج يصف حميراً وردت الماء: في رَسْم آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ، يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ أَي مَمَرُّ هذه الحمير في رَسْم قد أَثرت فيه حوافرها.
والطريق الدُّعاقُ: الذي كثر عليه المشي.
والسَّيَّاح: الماء الذي يَسِيحُ على وجه الأَرض.
والدَّسَقُ. البياض؛ يريد به أَن الماء أَبيض.
ومُدَّعَسُ القوم: مُخْتَبَزُهم ومُشْتَواهم في البادية وحيث توضَعُ المَلَّة، وهومُفْتَعَلٌ من الدَّعْس، وهو الحَشْوُ.
ودَعَسْتُ الوِعاء: حَشَوْتُه؛ قال أَبو ذؤَيب: ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه، بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها يقول: رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فيه اللحم ثم استخرجته قبل أَن يَنْضَجَ للعَجَلَةِ والخوف لأَنه في سفر.
وفي التهذيب: والمُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِيلِ؛ ومنه قول الهُذَلي: ومدَّعس فيه الأَنيض اختفيته، بجرداء مثل الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها أَي لا يثبت الغراب عليها لملاستها؛ أَراد الصحراء.
وأَرض دَعْسَةٌ ومَدْعُوسَةٌ: سهلة.
وأَدْعَسَه الحَرُّ: قتله.
والمِدْعاسُ: اسم فرس الأَقْرَعِ بن سُفْيان؛ قال الفرزدق: يُعَدِّي عُلالاتِ العَبايَةِ إِذْ دَنا له فارِسُ المِدْعاسِ، غيرِ المُعَمَّرِ وفي النوادر: رجل دَعُوسٌ وغَطُوسٌ وقَدُوسٌ ودَقُوسٌ؛ كل ذلك في الاستقدام في الغَمَراتِ والحروب.

دمس (لسان العرب) [0]


دَمَس الظلامُ وأَدْمَسَ وليلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ وأَظلم.
وقد دَمَسَ الليل يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً وأَدْمَسَ: أَظلم، وقيل: اختلط ظلامه.
وفي كلام مسيلمة: والليل الدَّامِس هو الشديد الظلمة.
ودَمَسَه يَدْمُسُه ويَدْمِسُه دَمْساً: دفنه.
ودَمَّسَ الخَمْرَ: أَغلق عليها دَنَّها؛ قال: إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ، أُريدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سأْبِ والتدميس: إِخفاء الشيء تحت الشيء، ويقال بالتخفيف. أَبو زيد: المُدَمَّسُ المَخْبوء.
ودَمَسْتُ الشيء: دفنته وخَبَأْته، وكذلك التَّدْمِيسُ.
ودَمَّسَ الشيءَ: أَخفاه.
ودَمَسَ عليه الخبرَ دَمْساً: كَتَمَه البتة.
والدِّماسُ: كل ما غَطَّاك. أَبو عمرو: دَمَسْت الشيء غطيته.
والدَّمَسُ: ما غُطِّي؛ وأَنشد للكميت: بلا دَمَسٍ أَمرَ القَريبِ ولا غَمْلِ أَبو زيد: يقال أَتاني حيث وَارى دَمَسٌ دَمْساً . . . أكمل المادة class="baheth_marked">وحيث وارى رُؤْيٌ رُؤْياً، والمعنى واحد، وذلك حين يُظْلِمُ أَوَّلُ الليل شيئاً؛ ومثله: أَتاني حين تقول أَخوك أَم الذئب.
وروى أَبو تراب لأَبي مالك: المُدَّمَّسُ والمُدَنَّسُ بمعنى واحد.
وقد دَنَّسَ ودَمَّسَ.
والدِّماسُ: كساء يطرح على الزِّقِّ.
ودَمَسَ المرأَة دَمْساً: نكحها كَدَسَمها؛ عن كراع.
والدِّيماس والدَّيْماسُ: الحَمَّامُ.
وفي الحديث في صفة الدجال: كأَنما خَرَجَ من ديماس؛ قال بعضهم: الدِّيماسُ الكِنُّ؛ أَراد أَنه كان مُخَدَّراً لم يَرَ شمساً ولا ريحاً، وقيل: هو السَّرَبُ المظلم، وقد جاءَ في الحديث مفسراً أَنه الحَمَّام.
والدِّيْماسُ: السَّرَب؛ ومنه يقال دَمَسْتُه أَي قَبَرْتُه. أَبو زيد: دَمَسْته في الأَرض دَمْساً إِذا دفنته، حيّاً كان أَو مَيِّتاً؛ وكان لبعض الملوك حبس سماه دَيْماساً لظلمته.
والدِّيماسُ: سجن الحجاج بن يوسف، سمي به على التشبيه، فإِن فتحتَ الدال جمع على دَياميسَ مثل شيطان وشياطين، وإِن كسرتها جمعت على دَماميس مثل قِيْراطٍ وقَراريطَ، وسمي بذلك لظلمته.
وفي حديث المسيح: أَنه سَبْطُ الشَّعرِ كثيرُ خِيلان الوجه كأَنه خَرَجَ من دِيماس؛ يعني في نَضْرَتِه وكثرة ماء وجهه كأَنه خرج من كِنٍّ لأَنه قال في وصفه: كأَنَّ رأْسَه يَقْطُرُ ماءً.
والمُدَمِّسُ والمُدَمَّسُ: السجن.
ويقال: جاء فلان بأُمور دُمْسٍ أَي عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ.
والدُّودَمِسُ: الحيةُ، وقيل: ضرب من الحيات مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ، يقال ينفخ نَفخاً فيُحْرِقُ ما أَصابه، والجمع دَوْدَمِساتٌ ودَوامِيسُ.
وقال أَبو مالك: المُدَمَّسُ الذي عليه وَضَرُ العَسَل.
وقال أَبو عمرو: دَمَسَ الموضعُ ودَسَمَ وسَمَدَ إِذا دَرَسَ.

الشَّرْقُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّرْقُ: الشمسُ، ويُحَرَّكُ، وإسْفارُها، وحيثُ تَشْرُقُ الشمسُ، والشَقُّ، والمَشْرِقُ، والضَّوْءُ يَدْخُلُ من شَقِّ البابِ، ويُكْسَرُ، وطائِرٌ بَيْنَ الحِدَأةِ والصَّقْرِ، وإقْليمٌ بإشْبِيلِيَةَ، أو إقْلِيمٌ بباجَةَ.
وشَرَقَتِ الشمسُ شَرْقاً وشُرُوقاً: طَلَعَتْ،
كأشْرَقَتْ،
و~ الشاةَ شَرْقاً: شَقَّ أُذُنَها،
و~ النَّخْلُ: أَزْهَى،
كأَشْرَقَ،
و~ الثَّمَرَةَ: قَطَفَها.
والمَشْرِقُ: جَبَلٌ بالمَغْرِبِ.
ومِخْلافُ المَشْرِقِ: باليَمنِ.
والضَّحَّاكُ المَشْرِقِيُّ: تابِعِيٌّ، أو صوابُهُ: كَسْرُ الميم وفتحُ الراءِ،
نِسْبَةٌ إلى مِشْرَقٍ: بَطْنٌ من هَمْدَانَ.
و{لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ}، أي: لا تَطْلُعُ عليها الشمسُ عند شُروقِها فقط، لكِنَّها شَرْقِيَّةٌ غَرْبيَّةٌ، تُصيبُها الشمسُ بالغَداةِ والعَشِيِّ، فهو أنْضَرُ لها وأجْوَدُ لزَيْتُونِها.
. . . أكمل المادة والشَّرْقَةُ، بالفتح،
والمَشْرُِقَةُ، مُثَلَّثَةَ الراءِ، وكمِحْرابٍ ومِنْديلٍ: مَوْضِعُ القُعودِ في الشَمْسِ بالشِتاءِ.
وتَشَرَّقَ: قَعَدَ فيه.
وكمِنْديلٍ من البابِ: الذي يَقَعُ فيه ضِحُّ الشمسِ عندَ شُروقِها، وبابٌ للتَوبَةِ في السماءِ، وقد رُدَّ حتى ما بَقِيَ إلاَّ شَرْقُه.
والشارِقُ: الشمسُ حينَ تَشْرُقُ،
كالشَّرْقَةِ، بالفتحِ، وكفَرِحَةٍ وكأميرٍ، والجانِبُ الشَّرْقِيُّ،
ج: كقُفْلٍ، وصَنَمٌ في الجاهِلِيَّةِ، ولَقَبٌ لِقَيْسِ بنِ مَعد يكرِبَ.
وعبدُ الشارِقِ بنُ عبدِ العُزَّى: شاعِرٌ.
والشَّرْقِيَّةُ: كُورَةٌ بِمِصْرَ، ومَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ، منها: أحمدُ ابنُ الصَّلْتِ، وبواسِطَ، منها: عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ المُعَلَّمِ، ومَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ، منها: أبو حامِدٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ،
وة بِبَغْدادَ خَرِبَتْ.
وشَرْقِيٌّ: رَوَى عن أبي وائِلٍ.
وشَرْقِيُّ بنُ القُطامِيِّ: عن مُجالِدٍ، واسمُ شَرْقِيٍّ: الوليدُ.
وشارِقَةُ: حِصْنٌ بالأنْدَلُسِ.
وشَرِقَتِ الشاةُ، كفرِحَ: انْشَقَّت أُذُنُها طُولاً، فهي شَرْقاءُ،
و~ بِريقِهِ: غُصَّ،
و~ الدمُ في عَيْنِهِ: احْمَرَّتْ،
و~ الشمسُ: ضَعُفَ ضَوْءُها، أو دَنَتْ للغروبِ، وأضافَهُ، صلى الله عليه وسلم، فقال: ".يُؤَخِّرونَ الصلاةَ إلى شَرَقِ المَوْتَى"، لأنَّ ضَوْءَها عند ذلك الوَقْتِ ساقِطٌ على المَقابِرِ، أو أراد أنَّهُم يُصَلُّونَها ولم يَبْقَ من النَّهارِ إلاَّ بقَدْرِ ما يَبْقَى من نَفْسِ المُحْتَضَرِ إذا شَرِقَ بِريقِهِ.
والشَّرَقَةُ، مُحرَّكةً: السمَةُ تُوسَمُ بها الشاةُ الشَّرْقاءُ.
وكأَميرٍ: المرأةُ الصغيرةُ الجَهازِ، أو المُفْضاةُ، واسمٌ،
وع باليَمَنِ، والغُلامُ الحَسَنُ،
ج: شُرُقٌ.
وأشْرَقَ: دَخَلَ في شُروقِ الشمسِ،
و~ الشمسُ: أضاءَتْ،
و~ الثَّوبَ في الصِبْغِ: بالَغَ في صِبْغِه،
و~ عَدُوَّهُ: أغَصَّهُ.
والتَّشْريقُ: الجَمالُ، وإشْراقُ الوَجْهِ، والأخْذُ في ناحيةِ الشَّرْقِ، وتَقْديدُ اللَّحْمِ، ومنه:
أيامُ التَّشْرِيقِ، أو: لأنَّ الهَدْيَ لا يُنْحَرُ حتى تَشْرُقَ الشمسُ.
وكمُعَظَّمٍ: مسجدُ الخَيْفِ، والمُصَلَّى، وجَبَلٌ لهُذَيْلٍ، وسُوقُ الطائِفِ، والثَّوبُ المَصْبوغُ بالحُمْرَةِ،
و~ من الحُصونِ: المُطَيَّنُ
بالشاروقِ: للصاروجِ.
وانْشَرَقَتِ القوسُ: انْشَقَّتْ.
واشْرَوْرَقَ بالدَّمْعِ: غَرِقَ.

حين (لسان العرب) [0]


الحِينُ: الدهرُ، وقيل: وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين.
والحِينُ: الوقتُ، يقال: حينئذ؛ قال خُوَيْلِدٌ: كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ.
والحِينُ: المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى: هل أَتى على الإنسان حينٌ من الدَّهِرِ. التهذيب: الحِينُ وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن يكون ذلك، وهو يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا: حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها ياء وكتبوها بالياء.
وحانَ له أَن يَفْعَلَ . . . أكمل المادة كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ.
وقوله تعالى: تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها؛ قيل: كلَّ سنةٍ، وقيل: كُلَّ ستة أَشهر، وقيل: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة. قال الأَزهري: وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح لجميع الأَزمان، قال: فالمعنى في قوله عز وجل: تؤتي أُكلها كل حين، أَنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة؛ قال: والدليل على أَن الحِينَ بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي: تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ. المعنى: أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ، ويروى خَيْرُ المنزل، بالخاء والراء.
وقوله عز وجل: ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ؛ أَي بعد قيام القيامة، وفي المحكم أَي بعد موت؛ عن الزجاج.
وقوله تعالى: فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ؛ أَي حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها، والجمع أَحْيانٌ، وأَحايينُ جمع الجمع، وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ.
وفي التنزيل العزيز: ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ وأَما قول أَبي وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُفْضِلونَ يَداً، إذا ما أَنْعَمُوا. قال ابن سيده: قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله: نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً، وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا. أَراد الآن، فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها. قال أَبو زيد: سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل: أَراد العاطفونَهْ، فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أَنه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون، كما أَنشدوا: أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ، أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ؟ فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الجوهري (* قوله «وأنشد الجوهري إلخ» عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية: العاطفون تحين ما من عاطف، * والمسبغون يداً إذا ما أنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم، * والحاملون إذا العشيرة تغرم واللاحقون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين المطعم.). بيت أَبي وجزة: العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ المُطْعِمُ قال ابن بري: أَنشد ابن السيرافي: فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم، نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا قال: هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها؛ قال ومثله: همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ، إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما.
وحينئذٍ: تَبْعيدٌ لقولك الآن.
وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ.
وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عنه أَيضاً.
وأَحانَ من الحِين: أَزْمَنَ.
وحَيَّنَ الشيءَ: جعل له حِيناً.
وحانَ حِينُه أَي قَرُبَ وَقْتُه.
والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ وقالت بُثَيْنة: وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ، من الدَّهْرِ، ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها. قال ابن بري: لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت؛ قال: ومثله لمُدْرِك بن حِصْنٍ: وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ، ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها.
وفي ترجمة حيث: كلمة تدل على المكان، لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة حِينٍ في الأَزمنة. قال الأَصمعي: ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب حين وحيث، غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه؛ قال أَبو حاتم: رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة بخطه؛ قال أَبو حاتم: واعلم أَن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه، قال: وكثير من الناس جعلوهما معاً حيث، قال: والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع الذي كنت فيه، واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت.
وفي التنزيل العزيز: وكُلا من حيث شِئْتُما.
وتقول: رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج.
وتقول: ائتِني حينَ مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أَنه يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأَيتك لما جئت، وحينَ جئت، وإذْ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث. مُحايَنة: مثل مُساوَعة.
وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً. أَبو عمرو: أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها.
وفلان يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ.
وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي تَنَظَّرْتُه.
وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل.
وحَيَّنْتُ الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه.
وحَيَّنَ الناقةَ وتَحَيَّنها: حَلَبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحَِينَةُ؛ قال المُخَبَّلُ يصف إبلاً: إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها، وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها.
وفي حديث الأَذان: كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها.
والحينُ: الوقتُ.
وفي حديث الجِمارِ: كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس.
وفي الحديث: تَحَيَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم. الأَصمعي: التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً، قال: والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب.
وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها.
وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة في اليوم والليلة، وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز، يعني الفتح. قال ابن بري: فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة فقال: الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس، وكِلاهما للمرة الواحدة، فالوَجْبة: أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة، والحَيْنة: أَن تَحْلُبَ الناقة في اليوم مرة.
والحِينُ: يومُ القيامة.
والحَيْنُ، بالفتح: الهلاك؛ قال: وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها، وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا.
وقد حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانه الله.
وفي المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه.
وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. الأَزهري: يقال حانَ يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ.
والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين، والجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة: بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها، ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ وقول مُلَيح: وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ. يكون من الحَيْنِ، ويكون من المِحْنةِ.
وحانَ الشيءُ: قَرُبَ.
وحانَتِ الصلاةُ: دَنَتْ، وهو من ذلك.
وحانَ سنْبُلُ الزرع: يَبِسَ فآنَ حصادُه.
وأَحْيَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا. أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ.
والحانَةُ: الحانُوتُ؛ عن كراع. الجوهري: والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر.
والحانِيَّةُ: الخمر منسوبة إلى الحانة، وهو حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ معروف، يذكر ويؤنث، وأَصله حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء، والجمع الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين، وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير، إذا لم يكن الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ واللين؛ قال ابن بري: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها فصارت حانُوتٍ، ومثل حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله أَعلم.

لزم (لسان العرب) [0]


اللُّزومُ: معروف.
والفِعل لَزِمَ يَلْزَمُ، والفاعل لازمٌ والمفعول به ملزومٌ، لزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْماً ولُزوماً ولازَمه مُلازَمَةً ولِزاماً والتزَمَه وأَلزمَه إِيَّاه فالتزَمَه.
ورجل لُزَمَةٌ: يَلْزَم الشيء فلا يفارِقه.
واللِّزامُ: الفَيْصل جدّاً.
وقوله عز وجل: قل ما يَعْبَأُ بِكُم ربِّي لولا دُعاؤكم؛ أَي ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إِيَّاكم إِلى الإِسلام، فقد كذَّبتم فسوف يكون لِزاماً؛ أَي عذاباً لازماً لكم؛ قال الزجاج: قال أَبو عبيدة فَيْصلاً، قال: وجاء في التفسير عن الجماعة أَنه يعني يومَ بدر وما نزل بهم فيه، فإِنه لُوزِم بين القَتْلى لِزاماً أَي فُصل؛ وأَنشد أَبو عبيدة لصخر الغَيّ: فإِمَّا يَنْجُوَا من حَتْفِ أَرْضٍ، فقد لَقِيا حُتوفَهما لِزاماً وتأْويل . . . أكمل المادة هذا أَن الحَتْف إِذا كان مُقَدَّراً فهو لازمٌ، إِن نجا من حَتْفِ مكانٍ لقيه الحَتْفُ في مكان آخر لِزاماً؛ وأَنشد ابن بري: لا زِلْتَ مُحْتَمِلاً عليَّ ضَغِينَةً، حتى المَماتِ يكون منك لِزاماً وقرئَ لَزاماً، وتأْويله فسوف يَلْزمُكم تكذيبكم لَزاماً وتَلْزمُكم به العقوبة ولا تُعْطَوْن التوبة، ويدخل في هذا يومُ بدر وغيره مما يَلْزَمُهم من العذاب.
واللِّزام: مصدر لازَم.
واللَّزام، بفتح اللام: مصدر لَزِمَ كالسَّلام بمعنى سَلِمَ، وقد قرئ بهما جميعاً، فمن كسر أَوقعه مُوقَع مُلازِم، ومن فتح أَوقعه موقع لازِم.
وفي حديث أَشراط الساعة ذكرُ اللِّزام، وفسِّر بأَنه يوم بدر، وهو في اللغة المُلازَمة للشيء والدوامُ عليه، وهو أَيضاً الفَصْل في القضية، قال: فكأَنه من الأَضداد.
واللِّزامُ: الموتُ والحسابُ.
وقوله تعالى: ولولا كلِمةٌ سبَقَتْ من ربِّك لكان لِزاماً؛ معناه لكان العذاب لازِماً لهم فأَخّرَهم إِلى يوم القيامة.
واللَّزَمُ: فَصْلُ الشيء، من قوله كان لِزاماً فَيْصَلاً، وقال غيره: هو من اللُّزومِ. الجوهري: لَزِمْت به ولازَمْتُه.
واللِّزامُ: المُلازِمُ؛ قال أَبو ذؤيب: فلم يرَ غيرَ عاديةٍ لِزاماً، كما يَتَفَجَّر الحوضُ اللَّقِيفُ والعاديةُ: القوم يَعْدُون على أَرجلهم أَي فحَمْلَتُهم لِزامٌ كأَنهم لَزِمُوه لا يفارقون ما هم فيه، واللَّقيفُ: المُتهوِّر من أَسفله.
والالتِزامُ: الاعتِناقُ. قال الكسائي: تقول سَبَبْتُه سُبَّةً تكون لَزامِ، مثل قَطامِ أَي لازمة.
وحكى ثعلب: لأَضْرِبَنَّك ضَرْبةً تكون لَزامِ، كما يقال دَراكِ ونَظارِ، أَي ضربة يُذكر بها فتكون له لِزاماً أَي لازِمةً.
والمِلْزَم، بالكسر: خشبتان مشدودٌ أَوساطُهما بحديدة تُجْعَل في طرفها قُنّاحة فتَلْزَم ما فيها لُزوماً شديداً، تكون مع الصَّياقِلة والأَبَّارِين.
وصار الشيءُ ضربةَ لازِمٍ، كلازِبٍ، والباء أَعلى؛ قال كُثيّر في محمد بن الحنفية وهو في حبس ابن الزبير: سَمِيُّ النبيِّ المُصْطَفى وابنُ عَمِّه، وفَكّاك أَغْلالٍ ونَفّاع غارِمِ أَبى فهو لا يَشْرِي هُدىً بضَلالةٍ، ولا يَتَّقي في الله لَوْمةَ لائمِ ونحنُ، بحَمْدِ اللهِ، نَتْلُو كِتابَه حُلولاً بهذا الخَيْفِ، خَيْفِ المَحارِم بحيثُ الحمامُ آمِنُ الرَّوْعِ ساكِنٌ، وحيثُ العَدُوُّ كالصَّديقِ المُلازِم فما وَرِقُ الدُّنْيا بِباقٍ لأَهْلهِ، وما شِدَّةُ البَلْوَى بضَرْبةِ لازِم تُحَدِّثُ مَن لاقَيْت أَنك عائذٌ، بَل العائذُ المظلوم في سِجْنِ عادِم والمُلازِمُ: المُغالِقُ.
ولازِم: فرس وُثَيل بن عوف.

زجر (لسان العرب) [0]


الزَّجْرُ: المَنْعُ والنهيُ والانْتِهارُ. زَجَرَهُ يَزْجُرُه زَجْراً وازْدَجَرَهُ فانْزَجَرَ وازْدَجَرَ. قال الله تعالى: وازْدُجِرَ فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوب فانْتَصِرْ. قال: يوضع الازْدِجارُ مَوْضِعَ الانْزِجارِ فيكون لازماً، وازدجر كان في الأَصل ازتجر، فقلبت التاء دالاً لقرب مخرجيهما واختيرت الدال لأَنها أَليق بالزاي من التاء.
وفي حديث العَزْلِ: كأَنه زَجَرَ؛ أَي نَهَى عنه، وحيث وقع الزَّجْرُ في الحديث فإِنما يراد به النهي.
وزَجَرَ السَّبُعَ والكلبَ وزَجَرَ به: نَهْنَهَهُ. قال سيبويه: وقالوا هو مِنِّي مَزْجَرَ الكلب أَي بتلك المنزلة فحذف وأَوصل، وهو من الظروف المختصة التي أُجريت مجرى غير المختصة. قال: ومن العرب من يرفع بجعل الآخر هو الأَوّل، وقوله: مَنْ كانَ . . . أكمل المادة لا يَزْعُمُ أَنِّي شاعِرُ، فَلْيَدْنُ منِّي تَنهَهُ المَزاجِرُ عنى الأَسباب التي من شأْنها أَن تَزْجُرَ، كقولك نَهَتْهُ النَّواهِي، ويروى: من كان لا يزعم أَني شاعر، فيدن مني تنهه المزاجر أَراد فَلْيَدْنُ فحذف اللام، وذلك أَن الخبن في مثل هذا أَخف على أَلسنتهم والإِتمام عربيّ.
وزَجَرْتُ البعير حتى ثَارَ ومَضَى أَزْجُرُهُ زَجْراً، وزَجَرْتُ فلاناً عن السُّوءِ فانْزَجَرَ، وهو كالرَّدْع للإِنسان، وأَما للبعير فهو كالحث بلفظ يكون زَجْراً له. قال الزجاج: الزَّجْرُ النَّهْرُ، والزَّجْرُ للطير وغيرها التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِها والتَّشَاؤُمُ بِبُروحِها، وإِنما سمي الكاهنُ زَاجِراً لأَنه إِذا رَأَى ما يظن أَنه يتشاءم به زَجَرَ بالنهي عن المُضِيِّ في تلك الحاجة برفع صوت وشدّة، وكذلك الزَّجْرُ للدواب والإِبل والسباع. الليث: الزَّجْرُ أَن تَزْجُرَ طائراً أَو ظَبْياً سانِحاً أَو بارِحاً فَتَطَيَّرَ منه، وقد نُهِيَ عن الطِّيَرَةِ.
والزَّجْرُ: العِيافَةُ، وهو ضرب من التَّكَهُّن؛ تقول: زَجَرْتُ أَنه يكون كذا وكذا.
وفي الحديث: كان شُرَيْحٌ زَاجِراً شاعِراً؛ الزَّجْرُ للطير هو التَّيَّمُّنُ والتَّشَاؤُمَ بها والتَّفَؤُّلُ بطيرانها كالسَّانِحِ والبارِحِ، وهو نوع من الكَهَانَة والعِيَافَةِ.
وزَجَرَ البعير أَي ساقه.
وفي حديث ابن مسعود: من قرأَ القرآن في أَقَلَّ من ثلاثٍ، فهو زَاجِرٌ؛ من زَجَرَ الإِبلَ يَزْجُرُها إِذا حَثَّها وحَمَلها على السُّرْعَةِ، والمحفوظ رَاجِزٌ، وسنذكره في موضعه؛ ومنه الحديث: فسمع وراءه زَجْراً؛ أَي صِياحاً على الإِبل وحَثّاً. قال الأَزهري: وزَجْرُ البعير أَن يقال له: حَوْبٌ، وللناقة: حَلْ.
وأَما البغلُ فَزَجْرُه: عَدَسْ، مَجْزُومٌ؛ ويُزْجَرُ السبع فيقال له: هَجْ هَجْ وجَهْ جَهْ وجَاه جَاه. ابن سيده: وزَجَرَ الطائِرَ يَزْجُرُه زَجْراً وازْدَجَرَهُ تفاءل به وتَطَيَّر فنهاه ونَهَرَهُ؛ قال الفرزدق: وليس ابنُ حَمْراءِ العِجَانِ بِمُفْلِتِي، ولم يَزْدَجِرْ طَيْرَ النُّحوسِ الأْشَائم والزَّجُورُ من الإِبل: التي تَدِرُّ على الفصيل إِذا ضُرِبَتْ، فإِذا تُرِكَتْ مَنَعَتْهُ، وقيل: هي التي لا تَدِرُّ حتى تُزْجَرَ وتُنْهَرَ. ابن الأَعرابي: يقال للناقة العَلُوقِ زَجُورٌ؛ قال الأَخطل: والحَرْبُ لاقِحَةٌ لهُنَّ زَجُورُ وهي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتَمْنَعُ دَرَّها. الجوهري: الزَّجُورُ من الإِبل التي تَعْرِفُ بعَيْنِها وتُنْكِرُ بأَنفها.
وبعير أَزْجَرُ: في فَقَارِه انْخِزَالٌ من داءٍ أَو دَبَرٍ.
وزَجَرَتِ الناقةُ بما في بطنها زَجْراً رمت به ودفعته.
والزَّجْرُ: ضَرْبٌ من السَّمَكِ عِظامٌ صِغارُ الحَرْشَفِ، والجمع زُجُورٌ، يتكلم به أَهل العراق؛ قال ابن دُرَيْدٍ: ولا أَحسبه عربيّاً، والله أَعلم.

مرع (لسان العرب) [0]


المَرْعُ: الكَلأُ، والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ مثل يَمْنٍ وأَيْمُنٍ وأَيمانٍ؛ قال أَبو ذؤيب يعني عَضَّ السِنِينَ المُجْدِبةِ: أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحجٌ مثْلُ القَناةِ، وأَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ ذكر الجوهري في هذا الفصل: المَرِيعُ الخَصِيبُ، والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ، قال ابن بري: لا يصح أَن يجمع مَرِيعٌ على أَمْرُعٍ لأَنّ فَعِيلاً لا يجمع على أَفْعُلٍ إِلا إِذا كان مؤنثاً نحو يمِينٍ وأَيْمُنٍ، وأَما أَمْرُعٌ في بيت أَبي ذؤيب فهو جمع مَرْعٍ، وهو الكَلأُ؛ قال أَعرابي: أَتَتْ علينا أَعوامٌ أَمْرُعٌ إِذا كانت خَصْبةً.
ومَرَعَ المكانُ والوادِي مَرْعاً ومَراعةً ومَرِعَ مَرَعاً وأَمْرَعَ، كلُّه: أَخْصَبَ وأَكْلأَ،وقيل لم يأْت مَرَعَ، ويجوز مَرُعَ.
ومَرِعَ الرجل إِذا وَقَعَ في خِصْبٍ، ومَرِع . . . أكمل المادة إِذا تَنَعَّمَ.
ومكانٌ مَرِعٌ ومَرِيعٌ: خَصِيب مُمْرِع ناجِعٌ؛ قال الأَعشى: سَلِسٌ مُقَلَّدُه أَسِيـ ـلٌ خَدُّه مَرِعٌ جَنابُهْ وأَمْرَعَ القومُ: أَصابوا الكَلأَ فأَخْصَبُوا.
وفي المثل: أَمْرَعْتَ فانْزِلْ؛ وأَنشد ابن بري: بما شِئْتَ من خَزٍّ وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ ويقال للقوم مُمْرِعُون إِذا كانت مواشِيهم في خِصْبٍ.
وأَرض أُمْرُوعةٌ أَي خصيبة. ابن شميل: المُمْرِعةُ. الأَرض المُعْشِبةُ المُكْلِئةُ.
وقد أَمْرَعَت الأَرضُ إِذا شَبِعَ غنمها، وأَمْرَعَتْ إِذا أَكْلأَتْ في الشجر والبقل، ولا يزال يقال لها مُمْرِعةٌ ما دامت مُكْلِئةً من الربيع واليَبِيسِ.
وأَمْرَعَتِ الأَرضُ إِذا أَعْشَبَتْ.
وغَيْثٌ مَرِيعٌ ومِمْراعٌ: تُمْرِعُ عنه الأَرضُ.
وفي حديث الاستسقاء: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دَعا فقال: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً مُرْبِعاً؛ المَرِيعُ: ذُو المَراعةِ والخِصْبِ. يقال: أَمْرَعَ الوادي إِذا أَخْصَبَ؛ قال ابن مقبل: وغَيْث مَرِيع لم يُجَدَّعْ نَباتُه أَي لم ينقطع عنه المطر فَيُجَدَّعَ كما يجدّع الصبي إِذا لم يَرْوَ من اللبن فيسوءَ غِذاؤه ويُهْزَلَ.
ومَمارِيعُ الأَرضِ: مَكارِمُها، قال: أَعني بمكارمها التي هي جمع مَكْرُمةٍ؛ حكاه أَبو حنيفة ولم يذكر لها واحداً.
ورجل مَرِيعُ الجنابِ: كثير الخير، على المثل.
وأَمْرَعَتِ الأَرضُ: شَبِعَ مالُها كلُّه؛ قال: أَمْرَعَتِ الأرضُ لَوَ نَّ مالا، لو أَنَّ نُوقاً لَكَ أَو جِمالا، أَو ثَلّةً من غَنَمٍ إِمَّالا والمُرَعُ: طير صِغار لا يظهر إِلا في المطر شبيه بالدُّرّاجة، واحدته مُرَعةٌ مثل هُمَزةٍ مثل رُطَبٍ ورُطَبةٍ؛ قال سيبويه: ليس المُرَعُ تكسير مُرَعةٍ، إِنما هو من باب ثَمْرة وتَمْر لأَن فُعَلةَ لا تكسَّر لقلها في كلامها، أَلا تراهم قالوا: هذا المُرَعُففذكّروا فلو كان كالغُرَفِ لأَنَّثُوا. ابن الأَعرابي: المُرْعةُ طائر طويل، وجمعها مُرَعٌ؛ وأَنشد لمليح: سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى، وسُعْدَى ورَهْطَها، وحيثُ التَقَى شَرْقٌ بِسُعْدَى ومَغْرِبُ بِذي هَيْدبٍ أَيْما الرُّبا تحتَ وَدْقِه فَترْوَى، وأَيْما كلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ له مُرَعٌ يَخْرُجْنَ من تحتِ وَدْقِه، منَ الماءِ جُونٌ رِيشُها يَتَصَبَّبُ قال أَبو عمرو: المُرْعةُ طائر أَبيض حسَنُ اللونِ طيب الطعم في قدر السُّمانَى.
وفي حديث ابن عباس: أَنه سئل عن السَّلْوى فقال: هي المُرَعةُ؛ قال ابن الأَثير: هو طائر أَبيض حسن اللون طويل الرجلين بقدر السُّمانى، قال: إِنه يقع في المطر من السماء.
ومارِعةُ: مِلكٌ في الدهْرِ الأوّل.
وبنو مارِعةَ: بطن يقال لهم الموارِعُ.
ومَرْوَعُ: أَرض؛ قال رؤْبة: في جَوْفِ أَجْنَى من حِفافى مَرْوَعا وأَمْرَعَ رأْسَه بدُهْنٍ أَي أَكْثَرَ منه وأَوْسَعَه، يقال: أَمرِعْ رأْسك وامْرَعْه أَي أَكثر منه؛ قال رؤبة: كَغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرََعْرَعُ، كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُ لَوْنِي، ولو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ يقول كأَنَّ لونه يُعْلَى بالدُّهْنِ لصَفائِه. ابن الأَعرابي: أَمْرَعَ المكانُ لا غير.
ومَرَعَ رأْسَه بالدهن إِذا مَسَحَه.

فور (لسان العرب) [0]


فارَ الشيء فَوْراً وفُؤُوراً وفُواراً وفَوَراناً: جاش.
وأَفَرْته وفُرْتُه المتعدّيان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فلا تَسْأَلِيني واسأَلي عن خَلِيقَتي، إِذا رَدَّ عافي القِدْر، مَنْ يَسْتَعِيرُها وكانوا قُعوداً حَوْلَها يَرْقُبونها،صلى الله عليه وسلموكانتْ فَتاةُ الحيّ ممن يُفيرُها يُفِيرُها: يوقد تحتها، ويروى يَفُورها على فُرْتُها، ورواه غيره يُغِيرها أَي يشدّ وَقُودها.
وفارتِ القِدْرُ تَفُور فَوْراً وفَوَراناً إِذا غلت وجاشت.
وفار العِرْقُ فَوَراناً: هاج ونَبَعَ.
وضرْبٌ فَوَّار: رَغِيبٌ واسع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: بِضَرْبٍ يُخَفِّتُ فوَّارُه، وطَعْنٍ تَرى الدمَ منه رَشِيشا إِذا قَتَلوا منكمُ فارساً، ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يَعِيشا يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له.
وقوله: ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يعيشا، . . . أكمل المادة يعني أَنه يُدْرَكُ بثأْره فكأَنه لم يُقتل.
ويقال: فارَ الماءُ من العين يَفُورُ إِذا جاش.
وفي الحديث: فجعل الماءُ يَفُور من بين أَصابعه أَي يَغْلي ويظهر متدفِّقاً.
وفارَ المسكُ يَفُورُ فُوَاراً وفَواراناً: انتشر.
وفارةُ المِسْكِ: رائحته، وقيل: فارتُه وعاؤُه، وأَما فأْرَةُ المسك، بالهمز، فقد تقدم ذكرها.
وفارة الإِبل: فَوْح جلودها إِذا نَدِيَتْ بعد الوِرْدِ؛ قال: لها فارةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشيةٍ، كما فَتَقَ الكافورَ، بالمسكِ، فاتِقُه وجاؤوا من فَوْرِهمْ أَي من وجههم.
والفائرُ: المنتشرُ الغَضَب من الدواب وغيرها.
ويقال للرجل إِذا غضب: فارَ فائرُه وثارَ ثائرُه أَي انتشر غضبه.
وأَتيته في فَوْرَةِ النهار أَي في أَوله.
وفَوْرُ الحرّ: شدته.
وفي الحديث: كلا، بل هي حُمَّى تَثُور أَو تَفُور أَي يظهر حرها.
وفي الحديث: إِن شدة الحرّ من فَوْرِ جهنم أَي وَهَجِها وغلياها.
وفَوْرَةُ العشاء: بعده.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: ما لم يسقط فَوْرُ الشَّفَقِ، وهو بقية حمرة الشمس في الأُفُق الغربي، سمِّي فَوْراً لسطوعه وحمرته، ويروى بالثاء وقد تقدم.
وفي حديث مِعْصار (*قوله « وفي حديث معصار» الذي في النهاية: معضد): خرج هو وفلان فضربوا الخيام وقالوا أَخْرِجْنا من فَوْرَةِ الناس أَي من مجتَمَعِهم وحيث يَفُورونَ في أَسواقهم.
وفي حديث مُحَلِّم: نعطيكم خمسين من الإِبل في فَوْرِنا هذا؛ فَوْرُ كلِّ شيء: أَوله.
وقولهم: ذهبتُ في حاجةٍ ثم أَتيتُ فُلاناً من فَوْري أَي قبل أَن أَسكن.
وقوله عز وجل: ويأْتوكم من فَوْرِهم هذا؛ قال الزجاج: أَي من وجههم هذا.
والفِيرةُ: الحُلْبة تخلط للنفساء؛ وقد فَوَّر لها، وقد تقدم ذلك في الهمز.
والفارُ: عَضَل الإِنسان؛ ومن كلامهم: بَرِّز نارَكَ وإِن هَزَلْت فارَكَ أَس أَطعم الطعام وإِن أَضررت ببدنك، وحكاه كراع بالهمز.
والفَوَّارتانِ: سِكَّتانِ بين الوركين والقُحْقُحِ إِلى عُرْض الوَرِكِ لا تحولان دون الجوف، وهما اللتان تَفُوران فتتحركان إِذا مشى، وقيل: الفَوَّارةُ خرق في الورك إِلى الجوف لا يحجبه عظم. الجوهري: فَوَّارةُ الورك، بالفتح والتشديد: ثقبها؛ وفُوَارة القِدْر، بالضم والتخفيف: ما يَفُور من حرِّها. الليث: للكرش فَوَّارتان وفي باطنهما عُذَّتان من كل ذي لحم، ويزعمون أَن ماء الرجل يقع في الكُلْية ثم في الفَوَّارة ثم في الخُصْية، وتلك الغُدَّةُ لا تؤكل، وهي لحمة في جوف لحم أَحمر؛ التهذيب: وقول عوف بن الخَرِع يصف قوساً: لها رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكْرَبٌ، فلا العَظْمُ واهٍ ولا العِرْقُ فارا المُكْرَبُ: الممتلئ فأَراد أَنه ممتلئ العَصَب.
وقوله: ولا العِرْق فارا، قال ابن السكيت: يكره من الفرس فَوْرُ العِرْقِ، وهو أَن يظهر به نَفْخ أَو عَقْدٌ. يقال: قد فارتْ عروقه تَفُور فَوْراً. ابن الأَعرابي: يقال للمَوْجة والبِرْكة فَوَّارة، وكل ما كان غيرَ الماء قيل له فوارة (* قوله« قيل له فوارة إلى قوله وفوارة الماء منبعه» هكذا بضبط الأصل) ، وقال في موضع آخر: يقال دَوَّارة وفَوَّارة لكل ما لم يتحرّك ولم يدر، فإِذا تحرّك ودار فهي دُوارة وفُوارة.
وفَوَّارة الماء: مَنْبَعُه.
والفُورُ، بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها؛ هذا قول يعقوب، وقال كراع: واحدها فائر. ابن الأَعرابي: لا أَفعل ذلك ما لأْلأَتِ الفُورُ أَي بَصْبصَت بأَذنابها، أَي لا أَفعله أَبداً.
والفُورُ: الظباء، لا يفرد لها واحد من لفظها.
ويقال: فعلتُ أَمرَ كذا وكذا من فَوْري أَي من ساعتي، والفَوْرُ: الوقت.
والفُورةُ: الكُوفة؛ عن كراع.
وفَوْرة الجبل: سَراتُه ومَتْنُه؛ قال الراعي: فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً، لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ والفِيارُ: أَحد جانبي حائط لسان الميزان، ولسان الميزان الحديدة التي يكتنفها الفِيارانِ، يقال لأَحدهما فِيارٌ، والحديدةُ المعترِضة التي فيها اللسان المِنْجَمُ، قال: والكِظامَةُ الحَلْقة التي تجمع فيها الخيوط في طرفي الحديدة. ابن سيده: والفِيارانِ حديدتان تكتنفان لسان الميزان، وقد فُرْتُه؛ عن ثعلب، قال: ولو لم نجد الفعل لقضينا عليه بالواو ولعدمنا« ف ي ر» متناسقة.

رفض (لسان العرب) [0]


الرَّفْضُ: تركُكَ الشيءَ. تقول: رَفَضَني فَرَفَضْتُه، رَفَضْتُ الشيءَ أَرْفُضُه وأَرفِضُه رَفْضاً ورَفَضاً: تركتُه وفَرَّقْتُه. الجوهري: الرَّفْضُ الترك، وقد رَفَضَه يَرْفُضُه ويَرْفِضُه.
والرَّفَضُ: الشيء المُتَفَرِّقُ، والجمع أَرفاضٌ.
وارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضاضاً وتَرَفَّض: سالَ وتفَرَّق وتتابَعَ سَيَلانُه وقَطَرانُه.
وارْفَضَّ دَمْعُه ارْفِضاضاً إِذا انهلَّ متفرِّقاً.
وارْفِضاضُ الدمْع ترشُّشُه، وكل متفرِّق ذهب مُرْفَضٌّ؛ قال: القطامي: أَخُوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحَِسَّ نفسُه، وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ يقول: هو الذي إِذا رآكَ مظلوماً رَقّ لك وذهب حِقْده.
وفي حديث البُراق: أَنه استصعب على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، ثم ارْفَضَّ عرَقاً وأَقَرَّ أَي جرَى عرَقُه وسالَ ثم سكَنَ وانْقاد وترك الاسْتِصعاب؛ ومنه حديث الحْوض: حتى يَرْفَضّ عليهم أَي يَسِيل.
وفي حديث . . . أكمل المادة مُرَّةَ بن شراحِيلَ: عوتب في ترك الجمعة فذكر أن به جرحاً ربما ارْفَضّ في إِزاره أَي سال فيه قَيْحُه وتفَرَّق.
وارْفَضَّ الوَجَعُ: زالَ.
والرِّفاضُ: الطُّرُق المتفرِّقةُ أَخادِيدُها؛ قال رؤبة: بالعِيسِ فوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاض هي أَخاديدُ الجادَّةِ المتفرِّقةُ.
ويقال لشَرَكِ الطريقِ إِذا تفرّقت: رِفاضٌ، وهذا البيت أَورده الجوهري: كالعِيسِ؛ قال ابن بري: صوابه بالعيس لأَن قبله: يَقْطَعُ أَجْوازَ الفلا انْقِضاضِي والشَّرَكُ: جمع شَرَكةٍ وهي الطرائقُ التي في الطريق.
والرِّفاضُ: المُرْفَضّةُ المتفرّقة يميناً وشمالاً. قال: والرِّفاضُ أَيضاً جمع رَفْضٍ القَطِيعُ من الظِّباء المتفرِّق.
وفي حديث عمر: أَن امرأَة كانت تَزْفِنُ والصِّبْيانُ حولَها إِذ طلع عمر، رضي اللّه عنه، فارْفَضَّ الناسُ عنها أَي تفَرّقُوا.
وتَرَفَّضَ الشيءُ إِذا تكسّر.
ورَفَضْت الشيء أَرْفُضُه وأَرْفِضُه رَفْضاً، فهو مرفوضٌ ورَفِيضٌ: كسرته.
ورَفَضُ الشيء: ما تحطّم منه وتفرّق، وجمع الرَّفَض أَرْفاض؛ قال طفيل يصف سَحاباً: له هَيْدَبٌ دانٍ كأَنَّ فُرُوجَه، فُوَيْقَ الحَصى والأَرضِ، أَرْفاضُ حَنْتَمِ ورُفاضُه: كرَفَضِه، شبّه قِطع السحاب السُّود الدانية من الأَرض لامتلائها بِكِسَر الحنتم المُسْوَدّ والمُخْضَرّ؛ وأَنشد ابن بري للعجاج:يُسْقى السَّعِيطَ في رُفاضِ الصَّنْدَلِ والسَّعِيطُ: دُهْن البانِ، ويقال: دُهْنُ الزَّنْبَقِ.
ورُمْحٌ رَفِيضٌ إِذا تَقَصَّد وتكسَّر؛ وأَنشد: ووالى ثلاثاً واثْنَتَيْنِ وأَرْبَعاً، وَغادَرَ أُخْرى في قَناةِ رَفِيضِ ورُفُوضُ الناسِ: فِرَقُهم؛ قال: من أَسَدٍ أَوْ مِنْ رُفُوضِ الناس ورُفُوضُ الأَرضِ: المَواضِع التي لا تُمْلَك، وقيل: هي أَرض بين أَرْضَيْنِ حَيَّتَيْنِ فهي متروكة يتَحامَوْنَها.
ورُفُوضُ الأَرض: ما ترك بعد أَن كان حِمىً.
وفي أَرض كذا رُفُوضٌ من كلإٍ أَي مُتَفَرِّقٌ بَعيدٌ بعضه من بعض.
والرَّفّاضةُ: الذين يَرْعَوْنَ رُفُوضَ الأَرض.
ومَرافِضُ الأَرضِ: مساقِطُها من نواحي الجبال ونحوها، واحدها مَرْفَضٌ، والمَرْفَضُ من مَجاري المياه وقَرارَتِها؛ قال: ساقَ إِليْها ماءَ كلِّ مَرْفَضِ مُنْتِجُ أَبْكارِ الغَمامِ المُخَّضِ وقال أَبو حنيفة: مَرافِضُ الوادي مَفاجِرُه حيثُ يَرْفَضُّ إِليه السَّيْلُ؛ وأَنشد لابن الرقاع: ظَلَّتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَو بِمَرْفَضِه ذي الشّيح، حيثُ تَلاقى التَّلْعُ فانسَحَلا (* قوله «ظلت إلخ» في معجم ياقوت: باضت بدل ظلت، وقبله كما فيه: كأنها وهي تحت الرحل لاهية * إذا المطي على أنقابه زملا جونية من قطا الصوان مسكنها * جفاجف تنبت القفعاء والنفلا.) ورَفَضُ الشيء: جانبُه، ويجمع أَرْفاضاً؛ قال بشار: وكأَنَّ رَفْضَ حَدِيثِها قِطَعُ الرّياضِ، كُسينَ زَهْرا والرّوافِضُ: جنود تركوا قائدهم وانصرفوا فكل طائفة منهم رافِضةٌ، والنسبة إِليهم رافِضِيٌّ.
والرَّوافِضُ: قوم من الشِّيعة، سموا بذلك لأَنهم تركوا زيد بن علي؛ قال الأَصمعي: كانوا بايعوه ثم قالوا له: ابْرأْ من الشيخين نقاتل معك، فأَبى وقال: كانا وَزِيرَيْ جَدِّي فلا أَبْرأُ منهما، فرَفَضُوه وارْفَضُّوا عنه فسُمُّوا رافِضَةً، وقالوا الرَّوافِضَ ولم يقولوا الرُّفَّاضَ لأَنهم عَنُوا الجماعات.
والرَّفْضُ: أَن يَطْرُدَ الرجل غنمه وإِبله إِلى حيث يَهْوى، فإِذا بَلَغَتْ لَها عنها وتركها.
ورَفَضْتُها أَرْفِضُها وأَرْفُضُها رَفْضاً: تركْتُها تَبَدَّدُ في مَراعِيها تَرْعى حيث شاءَتْ ولا يَثْنيها عن وَجْهٍ تريده، وهي إِبل رافِضةٌ وإِبل رَفَضٌ وأَرْفاضٌ. الفراء: أَرْفَضَ القوم إِبلهم إِذا أَرسلوها بلا رِعاء.
وقد رَفَضَتِ الإِبل إِذا تفرقت، ورَفَضَت هي تَرْفِضُ رَفْضاً أَي تَرْعى وحدها والراعي يبصرها قريباً منها أَو بعيداً لا تتعبه ولا يجمعها؛ وقال الراجز: سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ، وحَيْثُ يَرْعى ورَعِي ويَرْفِضُ ويروى: وأَرْفِضُ. قال ابن بري: المُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ وهو خطّ في الفخذين عَرْضاً.
والوَرَعُ: الصغير الضعيف الذي لا غَناءَ عنده. يقال: إِنما مال فلان أَوْراعٌ أَي صِغارٌ.
والرَّفَضُ: النَّعَمُ المُتَبَدِّدُ، والجمع أَرْفاضٌ.
ورجل قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ: يَتَمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه.
ويقال: راع قُبَضةٌ رُفَضَةٌ للذي يَقْبِضُها ويسوقها ويجمعها، فإِذا صارت إِلى الموضع الذي تحبه وتهواه رفضها وتركها ترعى كيف شاءَتْ، فهي إِبل رَفَضٌ. قال: الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول: القوم رَفَضٌ في بيوتهم أَي تفرّقوا في بيوتهم، والناس أَرْفاضٌ في السفَر أَي متفرّقون، وهي إِبلٌ رافِضةٌ ورَفْضٌ أَيضاً؛ وقال مِلْحةُ ابن واصل، وقيل: هو لِمِلْحةَ الجَرْمي، يصف سحاباً. يُباري الرِّياحَ الحَضْرَمِيّاتِ مُزْنُه بِمُنْهَمِر الأوْراقِ ذي قَزَعٍ رَفْضِ قال: ورفَضٌ أَيضاً بالتحريك، والجمع أَرْفاض.
ونَعام رَفَضٌ أَي فِرَقٌ؛ قال ذو الرمة: بها رَفَضٌ من كلِّ خَرْجاءَ صَعْلةٍ، وأَخْرَجَ يَمْشِي مِثْلَ مَشْي المُخَبَّلِ وقوله أَنشده الباهلي: إِذا ما الحِجازِيّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ بِمَيْثاء، لا يأْلُوكَ رافِضُها صخْرا أَعْلَقْنَ أَي عَلَّقْن أَمْتعَتَهُنَّ على الشجر لأَنهن في بلاد شجر. طَنَّبَتْ هذه المرأَة أَي مَدَّتْ أَطنابها وضرَبَتْ خيمتها. بِمَيْثاءَ: بِمَسِيلٍ سَهْل لين. لا يأْلوك: لا يستطيعك.
والرافضُ: الرامي؛ يقول: من أَراد أَن يرمي بها لم يجد حجراً يَرْمي به، يريد أَنها في أَرض دَمِثةٍ لَيّنة.
والرَّفْضُ والرَّفَضُ من الماء واللَبن: الشيء القليل يبقى في القِرْبة أَو المَزادةِ وهو مثل الجُرْعةِ، ورواه ابن السكيت رَفْضٌ، بسكون الفاء، ويقال: في القِرْبة رَفَضَ من ماء أَي قليل، والجمع أَرْفاضٌ؛ عن اللحياني.
وقد رَفَّضْتُ في القِرْبة تَرْفيضاً أَي أَبْقَيْتُ فيها رَفْضاً من ماء.
والرَّفْضُ: دون المَلْءِ بِقَلِيل؛ عن ابن الأَعرابي: فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ اليَدَيْنِ، وحَنَّفَتْ إِلى المَلْءِ، وامْتَدَّتْ بِرَفْضٍ غُضُونُها والرَّفْضُ: القُوت، مأْخوذ من الرَّفْضِ الذي هو القليل من الماء واللبن.
ويقال: رَفَضَ النخلُ وذلك إِذا انتَشَرَ عِذْقُه وسقَطَ قِيقاؤُه.

خرر (لسان العرب) [0]


الخَرِيرُ: صوت الماء والريح والعُقاب إِذا حَفَّتْ، خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ خَرِيراً وخَرْخَر، فهو خارٌّ؛ قال الليث: خَرِيرُ العُقاب حَفِيفُه؛ قال: وقد يضاعف إِذا توهم سُرْعَة الخَرِيرِ في القَصَبِ ونحوه فيحمل على الخَرْخَرَةِ، وأَما في الماء فلا يقال إِلاَّ خَرْخَرَةً.
والخَرَّارَةُ: عَيْنُ الماءِ الجارِيَةُ، سميت خَرَّارَةً لِخَرِيرِ مائها، وهو صوته.
ويقال للماء الذي جَرَى جَرْياً شديداً: خَرَّ يَخِرُّ؛ وقال ابن الأَعرابي: خَرَّ الماءُ يَخِرُّ، بالكسر، خَرّاً إِذا اشتدّ جَرْيُه؛ وعينٌ خَرَّارَةٌ، وخَرَّ الأَرضَ خَرّاً.
وفي حديث ابن عباس. من أَدخل أُصْبُعَيْهِ في أُذنيه سَمِعَ خَرِيرَ الكَوْثَرِ؛ خَرِيرُ الماء: صَوْتُه، أَراد مثل صوت خرير الكوثر.
وفي حديث قُسٍّ: إِذا أَنا بعين خَرَّارَةٍ أَي كثيرة . . . أكمل المادة الجَرَيانِ.
وفي الحديث ذِكْرُ الخَرَّارِ، بفتح الخاء وتشديد الراء الأُولى، موضع قُرْبَ الجُحْفَةِ بعث إِليه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، سَعْدَ بن أَبي وَقَّاصٍ في سَرِيَّةٍ.
وخَرَّ الرجلُ في نومه: غَطَّ، وكذلك الهِرَّةُ والنَّمِرُ، وهي الخَرْخَرَةُ.
والخَرْخَرَةُ: صوتُ النائِم والمُخْتَنِقِ؛ يقال: خَرَّ عند النوم وخَرْخَرَ بمعنى.
وهِرَّةٌ خَرُورٌ: كثيرة الخَرِيرِ في نومها؛ ويقال: للهِرَّةِ خُرُورٌ في نومها.
والخَرْخَرَةُ: صوتُ النَّمِر في نومه، يُخَرْخِرُ خَرْخَرَةً ويَخِرُّ خَرِيراً؛ ويقال لصوته: الخَرِيرُ والهَرِيرُ والغَطِيطُ.
والخَرْخَرَةُ: سُرْعَةُ الخَرِير في القَصَب ونحوها.
والخَرَّارَةُ: عود نحو نصف النعل يُوثَقُ بخيط فَيُحَرَّكُ الخَيْطُ وتُجَرُّ الخَشَبَةُ فَتَصَوِّتُ تلك الخَرَّارَةُ؛ ويقال لخُذْرُوف الصِّبِي التي يُدِيرُها: خَرَّارَةٌ، وهو حكاية صوتها: خِرْخِرْ.
والخَرَّارَةُ: طائر أَعظم من الصُّرَدِ وأَغلظ، على التشبيه بذلك في الصوت، والجمع خَرَّارٌ؛ وقيل: الخَرَّارُ واحِدٌ؛ وإِليه ذهب كراع.
وخَرَّ الحَجَرُ يَخُرُّ خُرُوراً: صَوَّتَ في انحداره، بضم الخاء، من يَخُرُّ .
وخَرَّ الرجلُ وغيره من الجبل خُرُوراً.
وخَرَّ الحَجَرُ إِذا تَدَهْدَى من الجبل.
وخَرَّ الرجلُ يَخُرُّ إِذا تَنَعَّمَ.
وخَرَّ يَخُرُّ إِذا سقط، قاله بضم الخاء؛ قال أَبو منصور وغيره: يقول خَرَّ يَخِرُّ، بكسر الخاء.
والخُرْخُورُ: الرجل الناعم في طعامه وشرابه ولباسه وفراشه.
والخارُّ: الذي يَهْجُمُ عليك من مكان لا تعرفه؛ يقال: خَرَّ علينا ناسٌ من بني فلان.
وخَرَّ الرجلُ: هجم عليك من مكان لا تعرفه.
وخَرَّ القومُ: جاؤوا من بلد إِلى آخر، وهم الخَرَّارُ والخَرَّارَةُ.
وخَرُّوا أَيضاً: مَرُّوا، وهم الخَرَّارَةُ لذلك.
وخَرَّ الناسُ من البادية في الجَدْبِ: أَتوا.
وخَرَّ البناء: سقط.
وخَرَّ يَخِرُّ خَرّاً: هَوَى من عُلْوٍ إِلى أَسفل. غيره: خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ، بالكسر والضم، إِذا سقط من علو.
وفي حديث الوضوء: إِلاَّ خَرَّت خطاياه؛ أَي سقطت وذهبت، ويروى جَرَتْ، بالجيم، أَي جَرَتْ مع ماء الوضوء.
وفي حديث عمر: قال الحرث بن عبدالله: خَرِرْتَ من يديك أَي سَقَطْتَ من أَجل مكروه يصيب يديك من قطع أَو وجع، وقيل: هو كناية عن الخجلِ؛ يقال: خَرِرْتُ عن يدِي أَي خَجِلْتُ، وسياق الحديث يدل عليه، وقيل: معناه سَقَطْتَ إِلى الأَرض من سبب يديك أَي من جنايتهما، كما يقال لمن وقع في مكروه: إِنما أَصابه ذلك من يده أَي من أَمر عمله، وحيث كان العمل باليد أُضيف إليها.
وخَرَّ لوجهه يَخِرُّ خَرّاً وخُرُوراً: وقع كذلك.
وفي التنزيل العزيز: ويَخِرُّونَ للأَذقان يبكون.
وخَرَّ لله ساجداً يَخِرُّ خُرُوراً أَي سقط.
وقوله عز وجل: ورفع أَبويه على العرش وخرُّوا له سُجَّداً؛ قيل: خَرُّوا لله سجداً، وقيل: إِنهم إِنما خَرُّوا ليوسف لقوله في أَوّل السورة: إِني رأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كوكباً والشمسَ والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجدين؛ وقوله عز وجل: والذين إِذا ذُكِّرُوا بآيات ربهم لم يَخِرُّوا عليها صُمّاً وعُمياناً؛ تأْويله: إِذا تليت عليهم خَرُّوا سُجَّداً وبكياً سامعين مبصرين لما أُمروا به ونهوا عنه؛ ومثله قول الشاعر: بأَيْدِي رِجالٍ لم يَشِيمُوا سُيوفَهُمْ، ولم تَكْثُر القَتْلَى بها حِينَ سُلَّتِ أَي شَامُوا سيوفهم وقد كثرت القتلى.
وخَرَّ أَيضاً: مات، وذلك لأَن الرجل إِذا ماتَ خَرَّ.
وقوله: بايعتُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَنْ لا أَخرَّ إِلاَّ قائماً؛ معناه أَنْ لا أَمُوتَ لأَنه إِذا مات فقد خَرَّ وسقط، وقوله إِلاَّ قائماً أَي ثابتاً على الإِسلام؛ وسئل إِبراهيم الحَرْبِيُّ عن قوله: أَنْ لا أَخِرَّ إِلاَّ قائماً، فقال: إِني لا أَقع في شيء من تجارتي وأُموري إِلاَّ قمتُ بها منتصباً لها. الأَزهري: وروي عن حَكِيم بنِ حِزامٍ أَنه أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أُبايعك أَنْ لا أَخِرَّ إِلاَّ قائماً، قال الفراء: معناه أَن لا أُغبن ولا أَغبن، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لستَ تُغْبَنُ في دين الله ولا في شيء من قِبَلِنا ولا بَيْعٍ؛ قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم، أَما من قِبَلِنَا فلست تخرّ إِلاَّ قائماً أَي لسنا ندعوك ولا نبايعك إِلاَّ قائماً أَي على الحق؛ ومعنى الحديث: لا أَموت إِلاَّ متمسكاً بالإِسلام، وقيل: معناه لا أَقع في شيء من تجارتي وأُموري إِلاَّ قمتُ منتصباً له؛ وقيل: معناه لا أُغبن ولا أَغبن؛ وخَرَّ الميتُ يَخِرُّ خَرِيراً، فهو خارٌّ.
وقوله تعالى: وخَرُّوا له سُجَّداً؛ قال ثعلب: قال الأَخفش: خَرَّ صار في حال سجوده؛ قال: ونحن نقول، يعني الكوفيين، بضربين بمعنى سَجَدَ وبمعنى مَرَّ من القوم الخَرَّارَةِ الذين هم المارَّةُ.
وقوله تعالى: فلما خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ؛ ويجوز أَن تكون خَرَّ هنا بمعنى وَقَعَ، ويجوز أَن تكون بمعنى مات.
وخُرَّ إِذا أُجْرِيَ.
ورجل خارٌّ: عاثِرٌ بعد استقامةٍ؛ وفي التهذيب: وهو الذي عَسَا بعد استقامة.
والخِرِّيانُ: الجَبَانُ، فِعْلِيانٌ منه؛ عن أَبي علي.
والخَرِيرُ: المكان المطمئن بين الرَّبْوَتَيْنِ ينقاد، والجمع أَخِرَّةٌ؛ قال لبيد: بأَخِرَّةِ الثَّلَبُوتِ، يَرْبأْ فَوْقَها قَفْرَ المراقِبِ خَوْفُها آرامُها (* قوله: «بأَخرة الثلبوت» بفتح المثلثة واللام وضم الموحدة وسكون الواو فمثناة فوقية: واد فيه مياه كثيرة لبني نصر بن قعين كما في ياقوت). فأَما العامة فتقول أَحزَّة، بالحاء المهملة والزاي، وهو مذكور في موضعه، وإِنما هو بالخاء.
والخُرُّ: أَصل الأُذن في بعض اللغات.
والخُرُّ أَيضاً: حَبَّةٌ مدوّرةُ صفَيْراءُ فيها عُلَيْقمَةٌ يسيرة؛ قال أَبو حنيفة: هي فارسية.
وتَخَرْخَرَ بَطْنُه إِذا اضطرب مع العِظَمِ، وقيل: هو اضطرابه من الهزال؛ وأَنشد قول الجعدي: فأَصْبَحَ صِفْراً بَطْنُه قد تَخَرْخَرَا وضرب يده بالسيف فأَخَرَّها أَي أَسقطها؛ عن يعقوب.
والخُرُّ من الرَّحَى: اللَّهْوَةُ، وهو الموضع الذي تلقي فيه الحنطة بيدك كالخُرِّيِّ؛ قال الراجز: وخُذْ بِقَعْسَرِيِّها، وأَلْهِ في خُرِّيّها، تُطْعِمْكَ من نَفِيِّها والنَّفِيُّ، بالفاء: الطحين، وعنى بالقَعْسَرِيّ الخشبة التي تدار بها الرحى.

رمم (لسان العرب) [0]


الرَّمّ: إصلاح الشيء الذي فسد بعضه من نحو حبل يَبْلى فتَرُمُّهُ أو دار تَرُمُّ شأْنها مَرَمَّةً.
ورَمُّ الأَمر: إصلاحه بعد انتشاره. الجوهري: رَمَمْتُ الشيء أَرُمُّهُ وأَرِمُّهُ رَمّاً ومَرَمَّةً إذا أَصلحته. يقال: قد رَمَّ شأْنه ورَمَّهُ أَيضاً بمعنى أَكله.
واسْتَرَمَّ الحائطُ أي حان له أن يُرَمَّ إذا بعد عهده بالتطيين.
وفي حديث النعمان بن مُقَرِّنٍ: فلينظر إلى شِسْعه ورَمِّ ما دَثَرَ من سلاحه؛ الرَّمُّ: إصلاح ما فسد ولَمُّ ما تفرق. ابن سيده: رَمَّ الشيءَ يَرُمُّهُ رَمّاً أَصلحه، واسْتَرَمَّ دعا إلى إصلاحه.
ورَمَّ الحبلُ: تقطع.
والرِّمَّةُ والرُّمَّةُ: قطعة من الحبْل بالية، والجمع رِمَمٌ ورِمام؛ وبه سمي غَيْلانُ العدوي الشاعر ذا الرُّمَّةِ لقوله في أُرجوزته يعني . . . أكمل المادة وَتِداً: لم يَبْقَ منها، أَبَدَ الأَبِيدِ، غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سُودِ وغيرُ مَشْجوجِ القَفا مَوتُودِ، فيه بَقايا رُمَّةِ التَّقْليدِ يعني ما بقي في رأْس الوَتِدِ من رُمَّةِ الطُّنُبِ المعقود فيه، ومن هذا يقال: أَعطيته الشيء برُمَّتِه أي بجماعته.
والرُّمَّةُ: الحبل يقلَّد البعير. قال أبو بكر في قولهم أَخذ الشيء برُمَّتِه: فيه قولان: أَحدهما أَن الرُّمَّةَ قطعة حبل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتلُ إذا قِيدَ إلى القتل للقَوَدِ، وقولُ عليّ يدلّ على هذا حين سئل عن رجل ذكر أَنه رأَى رجلاً مع امرأته فقتله فقال: إن أَقام بَيِّنَةً على دعواه وجاء بأربعة يشهدون وإلا فلْيُعْطَ برُمَّتِهِ، يقول: إن لم يُقِم البينة قاده أَهله بحبل عنقه إلى أَولياء القتيل فيقتل به، والقول الآخر أَخذت الشيء تامّاً كاملاً لم ينقص منه شيء، وأَصله البعير يشد في عنقه حبل فيقال أَعطاه البعير برُمَّته؛ قال الكميت: وَصْلُ خَرْقاءَ رُمَّةٌ في الرِّمام قال الجوهري: أَصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته؛ وهذا المعنى أَراد الأَعشى بقوله يخاطب خَمَّاراً: فقلتُ له: هذِه، هاتِها بأَدْماءِ في حَبْل مُقْتادِها وقال ابن الأَثير في تفسير حديث عليّ: الرُّمَّةُ، بالضم، قطعة حبْل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتل الذي يُقاد إلى القصاص أي يُسلَّم إليهم بالحبل الذي شُدَّ به تمكيناً لهم منه لئلا يَهْرُبَ، ثم اتسعوا فيه حتى قالوا أَخذت الشيء برُمَّتِهِ وبزَغْبَرِهِ وبجُمْلَتِه أَي أَخذته كله لم أَدع منه شيئاً. ابن سيده: أخذه برُمَّته أي بجماعته، وأَخذه برُمَّتِهِ اقتاده بحبله، وأَتيتك بالشيء برُمَّتِهِ أي كله؛ قال ابن سيده: وقيل أَصله أن يُؤْتى بالأَسير مشدوداً برُمَّتِهِ، وليس بقوي. التهذيب: والرُّمَّة من الحبل، بضم الراء، ما بقي منه بعد تقطعه، وجمعها رُمٌّ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، يَذُمُّ الدنيا: وأَسبابُها رِمامٌ أي بالية، وهي بالكسر جمع رُمَّةٍ، بالضم، وهي قطعة حبل بالية.
وحبل رِمَمٌ ورِمامٌ وأرْمام: بالٍ، وصفوه بالجمع كأنهم جعلوا كل جزء واحداً ثم جمعوه.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن الاستنجاء بالرَّوْثِ والرِّمَّةِ؛ والرِّمَّةُ، بالكسر: العظام البالية، والجمع رِمَمٌ ورِمام؛ قال لبيد: والبيت إن تعرَ مني رِمَّةٌ خَلَقاً، بعد المَماتِ، فإني كنتُ أَثَّئِرُ والرمِيمُ: مثل الرِّمَّةِ. قال الله تعالى: قال من يُحْيي العِظام وهي رَمِيمٌ؛ قال الجوهري: إنما قال الله تعالى وهي رَمِيمٌ لأن فعيلاً وفَعُولاً قد استوى فيهما المذكر والمؤنث والجمع، مثل رَسُول وعَدُوٍّ وصَديقٍ.
وقال ابن الأثير في النهي عن الاستنجاءِ بالرِّمَّة قال: يجوز أن تكون الرِّمَّة جمع الرَّمِيم، وإنما نهى عنها لأَنها ربما كانت ميتة، وهي نجسة، أَو لأَن العظم لا يقوم مقام الحجر لملاسته؛ وعظم رَمِيمٌ وأَعظم رَمائِمُ ورَمِيمٌ أَيضاً؛ قال حاتم أَو غيره، الشك من ابن سيده: أَما والذي لا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيْرُهُ، ويُحْيي العِظامَ البِيضَ، وهي رَمِيمُ وقد يجوز أن يعني بالرَّمِيمِ الجنس فيضع الواحد موضع لفظ الجمع.
والرَّمِيمُ: ما بقي من نبت عام أَول؛ عن اللحياني، وهو من ذلك.
ورَمَّ العظمُ وهو يَرِمُّ، بالكسر، رَمّاً ورَمِيماً وأَرَمَّ: صار رِمَّةً؛ الجوهري: تقول منه رَمَّ العظمُ يَرِمُّ، بالكسر، رِمَّةً أَي بَلِيَ. ابن الأَعرابي: يقال رَمَّتْ عظامه وأَرَمَّتْ إذا بَلِيَتْ.
وفي الحديث: قالوا يا رسول الله، كيف تُعْرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرَمَّتَ؟ قال ابن الأَثير: قال الحربي كذا يرويه المحدثون، قال: ولا أَعرف وجهه، والصواب أَرَمَّتْ، فتكون التاء لتأْنيث العظام أو رَمِمْتَ أي صِرْتَ رَمِيماً، وقال غيره: إنما هو أَرَمْتَ، بوزن ضَرَبْتَ، وأَصله أَرْمَمْتَ أي بَلِيتَ، فحذفت إحدى الميمين كما قالوا أَحَسْتَ في أَحْسَسْتَ، وقيل: إنما هو أَرْمَتَّ، بتشديد التاء، على أَنه أَدغم إحدى الميمين في التاء، قال: وهذا قول ساقط، لأن الميم لا تدغم في التاء أبداً، وقيل: يجوز أن يكون أُرِمْتَ، بضم الهمزة، بوزن أُمِرْتَ، من قولهم: أَرَمَت الإبل تَأْرمُ إذا تناولت العلفَ وقلعته من الأرض؛ قال ابن الأثير: أَصل هذه الكلمة من رَمَّ الميتُ وأَرَمَّ إذا بَليَ.
والرِّمَّةُ: العظم البالي، والفعل الماضي من أَرَمَّ للمتكلم والمخاطب أَرْمَمْتُ وأَرْمَمْتَ، بإظهار التضعيف، قال: وكذلك كل فعل مضعَّف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما، تقول في شَدَّ: شَدَدْتُ، وفي أَعَدَّ: أَعْدَدْتُ، وإنما ظهر التضعيف لأن تاء المتكلم والمخاطب متحركة ولا يكون ما قبلها إلا ساكناً، فإذا سكن ما قبلها وهي الميم الثانية التقى ساكنان، فإن الميم الأُولى سكنت لأَجل الإدغام، ولا يمكن الجمع بين ساكنين، ولا يجوز تحريك الثاني لأنه وجب سكونه لأجل تاء المتكلم والمخاطب، فلم يبق إلا تحريك الأول، وحيث حُرِّكَ ظهر التضعيف، والذي جاء في هذا الحديث بالإدغام، وحيث لم يظهر التضعيف فيه على ما جاء في الرواية احتاجوا أن يُشَدِّدُوا التاء ليكون ما قبلها ساكناً، حيث تعذر تحريك الميم الثانية، أو يتركوا القِياسَ في التزام سكون ما قبل تاء المتكلم والمخاطب، قال: فإن صحت الرواية ولم تكن مُحَرَّفَةً فلا يمكن تخريجه إلا على لغة بعض العرب، فإن الخليل زعم أن ناساً من بَكْر بن وائلٍ يقولون: رَدَّتُ ورَدَّتَ، وكذلك مع جماعة المؤنث يقولون: رُدَّنَ ومُرَّنَ، يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتَ وارْدُدْنَ وامْرُرْنَ، قال: كأَنهم قَدَّرُوا الإدْغامَ قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث أَرَمَّتَ، بتشديد الميم وفتح التاء.
والرَّميمُ: الخَلَقُ البالي من كل شيء.
ورَمَّتِ الشاةُ الحشيش تَرُمُّه رَمّاً: أَخذته بشفتها.
وشاة رَمُومٌ: تَرُمُّ ما مَرَّتْ به.
ورَمَّتِ البهمةُ وارْتَمَّتْ: تناولت العيدان.
وارْتَمَّتِ الشاة من الأرض أي رَمَّتْ وأَكلت.
وفي الحديث عليكم بأَلْبان البقر فإنها تَرُمُّ من كل الشجر أي تأْكل، وفي رواية: تَرْتَمُّ؛ قال ابن شميل: الرَّمُّ والارْتِمامُ الأَكل؛ والرُّمامُ من البَقْلِ، حين يَبْقُلُ، رُمامٌ أيضاً. الأزهري: سمعت العرب تقول للذي يَقُشُّ ما سقط من الطعام وأَرْذَله ليأْكله ولا يَتَوَقَّى قَذَرَهُ: فلانٌ رَمَّام قَشَّاش وهو يَتَرَمَّمُ كل رُمامٍ أَي يأْكله.
وقال ابن الأعرابي: رَمَّ فلان ما في الغَضارَةِ إذا أَكل ما فيها.
والمِرَمَّةُ، بالكسر: شفة البقرة وكلِّ ذات ظِلْفٍ لأنها بها تأْكل، والمَرَمَّةُ، بالفتح، لغة فيه؛ أبو العباس: هي الشفة من الإنسان، ومن الظِّلْفِ المِرَمَّة والمِقَمَّة، ومن ذوات الخف المِشْفَرُ.
وفي حديث الهِرَّة: حَبَسَتْها فلا أطْعَمَتْها ولا أَرسلتْها تُرَمْرِمُ من خَشاشِ الأرض أي تأْكل، وأَصلها من رَمَّتِ الشاة وارْتَمَّتْ من الأرض إذا أَكلت، والمِرَمَّةُ من ذوات الظلف، بالكسر والفتح: كالفَم من الإنسان.
والرِّمُّ، بالكسر: الثَّرى؛ يقال: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ إذا جاء بالمال الكثير؛ وقيل: الطِّمُّ البحر، والرِّمُّ، بالكسر، الثرى، وقيل: الطِّمُّ الرَّطْبُ والرِّمُّ اليابس، وقيل: الطِّمُّ التُّرْبُ والرِّمُّ الماء، وقيل: الطِّمُّ ما حمله الماء والرِّمُّ ما حَمله الريح، وقيل: الرِّمُّ ما على وجه الأرض من فُتات الحشيش.
والإرْمام: آخر ما يبقى من النبت؛ أنشد ثعلب: تَرْعى سُمَيْراء إلى إرْمامِها وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قبل أن يكون ثُماماً ثم رُماماً؛ الرُّمامُ، بالضم: مبالغة في الرَّميم، يريد الهَشِيمَ المتفتت من النبت، وقيل: هو حين تنبت رؤوسه فتُرَمُّ أي تؤكل.
وفي حديث زياد بن حُدَيْرٍ: حُمِلْتُ على رِمٍّ من الأَكرْادِ أي جماعة نُزول كالحَيّ من الأَعراب؛ قال أبو موسى: فكأَنه اسم أَعجمي، قال: ويجوز أن يكون من الرِّمِّ، وهو الثَّرَى؛ ومنه قولهم: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ.
والمَرَمَّةُ: متاع البيت.
ومن كلامهم السائر: جاء فلان بالطِّمِّ والرِّمِّ؛ معناه جاء بكل شيء مما يكون في البرو البحر، أَرادوا بالطِّمِّ البحر، والأَصل الطَّمُّ، بفتح الطاء، فكسرت الطاء لمعاقبته الرِّمَّ، والرِّمُّ ما في البر من النبات وغيره.
وما له ثُمٌ ولا رُمٌّ؛ الثُّمُّ: قُماش الناس أَساقيهم وآنيتهم، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت.
وما عَنْ ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ؛ حُمٌّ: مَحال، ورُمٌّ إتباع.
وما له رُمٌّ غيرُ كذا أي هَمٌّ. التهذيب: ومن كلامهم في باب النفي: ما له عن ذلك الأَمرِ حَمٌّ ولا رَمٌّ أي بُدٌّ، وقد يضمَّان، قال الليث: أما حَمٌّ فمعناه ليس يحول دونه قضاء، قال: ورَمٌّ صِلَةَ كقولهم حَسَن بَسَن؛ وقال الفراء: ما له حُمٌّ ولا سُمٌّ أي ما له هَمٌّ غيرك.
ويقال: ما له حُمٌّ ولا رُمٌّ أي ليس له شيء، وأما الرُّمُّ فإن ابن السكيت قال: يقال ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً، قال: والثُّمُّ قماش الناس أَساقيهم وآنيتهم، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت؛ قال الأزهري: والكلام هو هذا لا ما قاله الليث، قال: وقرأْت بخط شمر في حديث عُرْوَةَ بن الزبير حين ذكر أُحَيْحَةَ بن الجُلاح وقول أَخواله فيه: كنا أهل ثُمِّه ورُمِّه حتى استوى على عُمُمِّهِ؛ قال: أَبو عبيد حدّثوه بضم الثاء والراء، قال ووجهه عندي ثَمِّه ورَقِّ، بالفتح، قال: والثَّمُّ إصلاح الشيء وإحكامه، والرَّمُّ الأَكل؛ قال شمر: وكان هاشم بن عبدِ مَنافٍ تزوج سَلْمى بنت زيد النَّجَّاريّة بعد أُحَيْحَةَ بن الجُلاح فولدت له شَيْبةَ وتوفي هاشم وشَبَّ الغلام، فقَدِم المطَّلِب بن عبد مناف فرأَى الغلام فانتزعه من أُمِّه وأَرْدَفه راحلته، فلما قدم مكة قال الناس: أَردَفَ المُطَّلِبُ عبدَه، فسمِّي عبدَ المطلب؛ وقالت أُمّه: كنا ذوي ثَمِّهِ ورَمِّه، حتى إذا قام على تَمِّهِ، انتزعوه عَنْوَةً من أُمّهِ، وغلب الأَخوالَ حقُّ عَمِّهِ؛ قال أَبو منصور: وهذا الحرف رواه الرواة هكذا: ذَوي ثُمِّهِ ورُمِّهِ، وكذلك روي عن عُرْوة وقد أَنكره أَبو عبيد، قال: والصحيح عندي ما جاء في الحديث، والأَصل فيه ما قال ابن السكيت: ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ، فالثُّمُّ قماش البيت، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت، كأَنها أَرادت كنا القائمين بأَمره حين ولدَتْه إلى أَن شَبَّ وقوي، والله أَعلم.
والرِّمُّ: النَّقْي والمُخُّ، تقول منه: أَرَمَّ العظمُ أَي جرى فيه الرِّمُّ؛ وقال: هَجاهُنَّ، لمّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُهُ، ولو كان في الأَعْراب مات هُزالا ويقال: أَرَمْ العظمُ، فهو مُرِمٌّ، وأَنْقى، فهو مُنْقٍ إذا صار فيه رِمٌّ، وهو المخ؛ قال رؤبة: نَعَم وفيها مُخّ كلِّ رِمّ وأَرَمّت الناقة، وهي مُرِمٌّ: وهو أَوَّل السِّمَنِ في الإقبال وآخر الشحم في الهزال.
وناقة مُرِمّ: بها شيء من نِقْيٍ.
ويقال للشاة إذا كانت مهزولة: ما يُرِمُّ منها مَضرَبٌ أي إذا كسر عظم من عظامها لم يُصَبْ فيه مُخّ. ابن سيده: وما يُرِمّ من الناقة والشاة مَضْرَبٌ أَي ما يُنْقِي، والمَضْرَبُ: العظم يضرب فيُنْتَقَى ما فيه.
ونعجةٌ رَمَّاءُ: بَيضاءُ لا شِيَة فيها.
والرِّمَّةُ: النَّملةُ ذات الجَناحَين، والرِّمَّة: الأَرَضَة في بعض اللغات.
وأَرَمَّ إلى اللهو: مالَ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَرَمَّ: سكَتَ عامَّةً، وقيل: سكَت من فَرَقٍ.
وفي الحديث: فأَرَمَّ القومُ. قال أَبو عبيد: أَرَمَّ الرجل إرْماماً إذا سكَتَ فهو مُرِمٌّ.
والإرْمام: السكوت.
وأَرَمَّ القومُ أَي سكتوا؛ وقال حُميد الأَرقط: يَرِدْنَ، والليلُ مُرِمٌّ طائره، مُرْخىً رِواقاه هُجُودٌ سامِرُه وكلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَي ما ردَّ جواباً.
وتَرَمْرَمَ القومُ: تحركوا للكلام ولم يَتَكلَّموا. التهذيب: أما التَّرَمْرُمُ فهو أَن يحرّك الرجل شفتيه بالكلام. يقال: ما تَرَمْرَمَ فلان بحرف أَي ما نطق؛ وأَنشد:إذا تَرَمْرَمَ أََغْضَى كلّ جَبَّار وقال أَبو بكر في قولهم ما تَرَمْرَمَ: معناه ما تحرَّك؛ قال الكيميت: تَكادُ الغُلاةُ الجُلْسُ منهن كلَّما تَرَمْرَمَ، تُلْقِي بالعَسِيبِ قَذالَها الجوهري: وتَرَمْرَمَ إذاحَرَّك فاه للكلام؛ قال أَوس بن حجر: ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى من أَناتِنا، ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان لآل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وَحْشٌ فإذا خرج، تَعْني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعِب وجاء وذهب، فإذا جاء رَبَضَ ولم يَتَرَمْرَمْ ما دام في البيت؛ أَي سكن ولم يتحرك، وأكثر ما يستعمل في النفي.
وفي الحديث: أَيّكم المتكلم بكذا وكذ؟ فأَرَمَّ القوم أَي سكتوا ولم يُجيبُوا؛ يقال: أَرَمَّ فهو مُرِمٌّ، ويروى: فأَزَمَ، بالزاي وتخفيف الميم، وهو بمعناه لأَن الأزْم الإمساك عن الطعام والكلام؛ ومنه الحديث الآخر: فلما سمعوا بذلك أَرَمُّوا ورَهبُوا أَي سكتوا وخافوا.
والرَّمْرامُ: حَشِيش الربيع؛ قال الراجز: في خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها التهذيب: الرَّمْرامَةُ حشيشة معروفة في البادية، والرَّمْرامُ الكثير منه، قال: وهو أَيضاً ضرب من الشجر طيب الريح، واحدته رَمْرامَة؛ وقال أَبو حنيفة: الرَّمْرامُ عُشبة شَاكَةُ العِيدانِ والورق تمنع المس، ترتفع ذراعاً، وورقها طويل، ولها عرض، وهي شديدة الخضرة لها زهْرَة صفراء والمواشي تحْرِصُ عليها؛ وقال أَبو زياد: الرَّمْرامُ نبت أَغبر يأْخذه الناس يسقون منه من العقرب، وفي بعض النسخ: يشفون منه؛ قال الطِّرِمَّاحُ: هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها، تَسْتَنُّ في جائل رَمْرامِها؟ والرُّمَّةُ والرُّمَةُ، بالثقيل والتخفيف: موضع.
والرُّمَّةُ: قاعٌ عظيم بنجد تَصُبُّ فيه جماعة أَوْدِيَةٍ. أَبو زيد: يقال رماه الله بالمُرِمَّاتِ إذا رَماه بالدواهي؛ قال أَبو مالك: هي المُسْكتات.
ومَرْمَرَ إذا غضب، ورَمْرَمَ إذا أَصلح شأْنه.
والرُّمَّانُ: معروف فُعْلان في قول سيبويه قال: سألته (* قوله «قال» أي سيبويه، وقوله «سألته» يعني الخليل، وقد صرح بذلك الجوهري في مادة ر م ن) عن رُمَّان، فقال: لا أَصرفه وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف، وهو عند أَبي الحسن فُعَّال يحمله على ما يجيء في النبات كثيراً مثل القُلاَّم والمُلاَّح والحُمَّاض، وقول أُم زَرْعٍ: فلقي امرأة معها ولَدان لها كالفَهْدَيْنِ يلعبان من تحت خصرها برُمَّانَتَيْنِ، فإنما تَعني أَنها ذاتُ كَفَلٍ عظيم، فإذا اسْتَلْقَتْ على ظهرها نَبَا الكَفَلُ بها من الأَرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرُّمَّانُ؛ قال ابن الأثير: وذلك أن ولديها كان معهما رمانتان، فكان أَحدهما يرمي برُمَّانته إلى أَخيه، ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خَصْرها، قال أَبو عبيد: وبعض الناس يذهب بالرُّمَّانتين إلى أنهم الثَّدْيان، وليس هذا بموضعه؛ الواحدة رُمَّانةٌ.
والرُّمَّانة أَيضاً: التي فيها علف الفرس.
ورُمَّانتان: موضع؛ قال الراعي: على الدار بالرُّمَّانَتَيْنِ تَعُوجُ صُدُورُ مَهَارَى، سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ ورَمِيم: من أسماء الصَّبا، وبه سميت المرأةُ؛ قال: رَمَتْني، وسِِتْرُ الله بيني وبينها، عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ، رَمِيمُ أَراد بأَحْجار الكِناس رمل الكِناس.
وأَرْمام: موضع.
ويَرَمْرَمُ: جبل، وربما قالوا يَلَمْلَمُ.
وفي الحديث ذكر رُمّ، بضم الراء وتشديد الميم، وهي بئر بمكة من حفر مُرَّة بن كعب.

فلل (لسان العرب) [0]


الفَلُّ: الثَّلْم في السيف، وفي المحكم: الثَّلْم في أَيّ شيء كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قال بعض الأَغْفال: لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ، فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ، الفلُّ: الكسر والضرب، تقول: إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما، وقيل: أَرادت بالفَلِّ الخصومة.
وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة: وسَيْفي كالعَقِيقة، وهو كِمْعي، سِلاحي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه: ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، وقد قيل: الفُلول مصدر، والأَول أَصح.
والتَّفْلِيل: تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف؛ وأَنشد: بهِنَّ فُلُولٌ من . . . أكمل المادة قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذو فُلول.
والفَلُّ، بالفتح: واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه.
وفي حديث سيف الزبير: فيه فَلَّة فُلَّها يوم بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف، وجمعه فُلول؛ ومنه حديث ابن عوف: ولا تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين، كنى بفَلِّها عن النزاع والشقاق.
وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، والغرب الحدُّ.
ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته.
وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت.
والفَلِيل: ناب البعير المتكسر، وفي الصحاح: إِذا انثلَم.
والفَلُّ: المنهزِمون.
وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ: هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا.
وهم قوم فَلٌّ: منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل؛ قال أَبو الحسن: لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ، لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة.
والفَلُّ: الجماعة، والجمع كالجمع، وهو الفَلِيل.
والفَلُّ: القوم المنهزمون وأَصله من الكسر، وانْفَلّ سِنُّه؛ وأَنشد: عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ، طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر.
والفُلَّى: الكتيبة المُنْهزمة، وكذلك الفُرَّى، يقال: جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع؛ قال ابن بري: ومنه قول الجعدي: وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول.
ويقال: رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ، وربما قالوا فَلُول وفِلال.
وفَلَلْت الجيش: هزمته، وفَلَّه يفُلُّه، بالضم. يقال: فَلَّه فانفَلَّ أَي كسره فانكسر. يقال: مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ.
وفي حديث الحجاج بن عِلاط: لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه؛ الفَلُّ: القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر، وهو مصدر سمي به، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة.
وفي حديث عاتكة: فَلّ من القوم هارب؛ وفي قصيد كعب:ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي مهزوم: والفَلُّ: ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار، والجمع كالجمع.
وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وقيل: هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً، وقيل: هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين؛ أَبو عبيدة: هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت. قال أَبو حنيفة: أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ؛ وأَنشد: وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي غيره: الفِلُّ: الأَرض التي لم يصبها مطر.
وأَرض فلٌّ: لا شيء بها، وفَلاةٌ منه، وقيل: الفِلُّ الأَرض القفرة، والجمع كالواحد، وقد تكسَّر على أَفْلال.
وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض.
وأَفْلَلْنا: وطئنا أَرضاً فِلاًّ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد:شَهِدْت، ولم أَكذِب، بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ، ومَنْ دانَها، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير، ويروى: ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى؛ وقال آخر يصف إِبلاً: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ، فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم: شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس.
وقال ابن شميل: الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل.
ويقال: أَرض أَفْلال؛ قال الراجز: مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء: أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر؛ قال الشاعر: أَفَلَّ وأَقْوَى، فهو طاوٍ، كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرجل: ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ.
واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره.
والاسْتِفْلال: أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً.
والفَلِيلة: الشعر المجتمع. المحكم: الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع، فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكميت: ومُطَّرِدِ الدِّماء، وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل قال ابن بري: ومنه قول ابن مقبل: تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية: وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية: أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة؛ الفَلِيلة: الكُبَّة من الشعر.
والفَلِيل: الليفُ، هذلية.
وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ: ذهب ثم عاد.
والفُلْفُل، بالضم (* قوله «والفلفل بالضم إلخ» عبارة القاموس: والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم، وأَصل الكلمة فارسية؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني من رأَى شجرَه فقال: شجره مثل شجر الرمَّان سواء، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان، والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ وينكمِش، وله شوك كشوك الرمان، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، وقد فَلْفل الطعام والشراب؛ قال: (* امرؤ القيس في معلقته). كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً، صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر على إِرادة الشراب.
والمُفَلْفَل: ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل.
وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه.
وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ.
وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل.
وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل: فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً، لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان: قادِمَتا الضرع.
والفُلْفُل: الخادم الكيِّس.
وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. المحكم: وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم؛ قال: وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ.
وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ.
وفي حديث عليّ: قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل، وفي رواية السُّلمي: خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء والمِسواك في فِيه يَشُوصُه؛ ويقال: جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر، وقيل: هو مُقارَبة الخُطى، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين؛ وقال القتيبي: لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك، قال: ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل.
وقال النضر: جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك.
وفَلْفَل إِذا استاك، وفَلْفَل إِذا تبختر، قال: ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ؛ قال الكميت: وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ وللمرأَة: يا فُلَة. قال سيبويه: وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء، ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم؛ قال: والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ، وهذا اسم اختص به النداء، وإِنما بُني على حرفين لأَن النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء؛ قال أَبو النجم: تَدافَعَ الشيبُ، ولم تقْتلِ في لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية؛ الجوهري: قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم، قال: ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا.
وفي حديث القيامة: يقول الله تبارك وتعالى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك؛ معناه يا فُلان؛ قال ابن الأَثير: وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه: ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء، وجاء أَيضاً في غير النداء؛ وقال الجوهري: ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة، فبنو أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، فإِن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة، قال: وقال قوم إِنه ترخيم فُلان، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم.
وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف؟

طعم (لسان العرب) [0]


الطَّعامُ: اسمٌ جامعٌ لكل ما يُؤكَلُ، وقد طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً، فهو طاعِمٌ إذا أَكَلَ أَو ذاقَ، مثال غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً، فهو غانِمٌ.
وفي التنزيل: فإذا طَعِمْتم فانْتَشِرُوا.
ويقال: فلان قَلَّ طُعْمُه أَي أَكْلُه.
ويقال: طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وإنه لَطَيّبُ المَطْعَمِ كقولك طَيِّبُ المَأْكَلِ.
وروي عن ابن عباس أَنه قال في زمزم: إنها طَعَامُ طُعْمٍ وشِفاءُ سُقْمٍ أَي يَشْبَعُ الإنسانُ إذا شَرب ماءَها كما يَشْبَعُ من الطعام.
ويقال: إنِّي طاعِمٌ عن طَعامِكُمْ أَي مُسْتَغُنٍ عن طَعامكم.
ويقال: هذا الطَّعامُ طَعامُ طُعْمٍ أَي يَطْعَمُ مَنْ أَكله أَي يَشْبَعُ، وله جُزْءٌ من الطَّعامِ ما لا جُزْءَ له.
وما يَطْعَم آكِلُ هذا الطعام أَي ما يَشْبَعُ، وأَطْعَمْته الطعام.
وقوله تعالى: . . . أكمل المادة أُحِلَّ لكم صَيْدُ البحر وطَعامُه مَتاعاً لكم وللسَّيَّارةِ؛ قال ابن سيده: اختلف في طعام البحر فقال بعضم: هو ما نَضَب عنه الماء فأُخِذَ بغير صيد فهو طَعامُه، وقال آخرون: طعامُه كُلُّ ما سُقِي بمائة فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عن مائه؛ كلُّ هذا عن أَبي إِسحق الزجاج، والجمع أَطْعِمَةٌ، وأَطْعِماتٌ جمع الجمع، وقد طَعِمَه طَعْماً وطَعاماً وأَطْعَم غيرَه، وأَهلُ الحجاز إذا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا به البُرَّ خاصةً، وفي حديث أَبي سعيد: كنا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ على عهدِ رسول الله، صلى الله علي وسلم، صاعاً من طَعامٍ أَو صاعاً من شعير؛ قيل: أَراد به البُرَّ، وقيل: التمر، وهو أَشبه لأَن البُرَّ كان عندهم قليلاً لا يَتَّسِعُ لإخراج زكاة الفطر؛ وقال الخليل: العالي في كلام العرب أَن الطَّعامَ هو البُرُّ خاصة.
وفي حديث المُصَرَّاةِ: مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخير النظرين، إنْ شاء أَمْسَكها، وإن شاء رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من طَعامٍ لا سَمْراء. قال ابن الأثير: الطَّعامُ عامٌّ في كلِّ ما يُقْتات من الحنطة والشعير والتمر وغير ذلك، وحيث اسْتَثْنى منه السَّمْراء، وهي الحنطة، فقد أَطْلَق الصاعَ فيما عداها من الأَطعمة، إلاَّ أَن العلماء خَصُّوه بالتمر لأَمرين: أَحدهما أَنه كان الغالبَ على أَطَْعمتهم، والثاني أَن مُعْظَم روايات هذا الحديث إنما جاءت صاعاً من تمر، وفي بعضها قال صاعاً من طعام، ثم أَعقبه بالاستثناء فقال لا سَمْراء، حتى إن الفقهاء قد ترَدَّدُوا فيما لو أَخرج بدل التمر زبيباً أَو قوتاً آخر، فمنهم من تَبِعَ التَّوقِيفَ، ومنهم من رآه في معناه إجراءً له مُجْرى صَدَقةِ الفطر، وهذا الصاعُ الذي أَمَرَ برَدِّه مع المُصَرّاة هو بدل عن اللبن الذي كان في الضَّرْع عند العَقْد، وإِنما لم يَجِبْ رَدُّ عينِ اللبنِ أَو مثلِه أَو قيمته لأَنَّ عينَ اللبن لا تَبْقى غالباً، وإن بقيت فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع في الضَّرْعِ بعد العقد إلى تمام الحَلْب، وأَما المِثْلِيَّةُ فلأَن القَدْرَ إذا لم يكن معلوماً بمِعْيار الشرعِ كانت المُقابلةُ من باب الربا، وإنما قُدِّرَ من التمر دون النَّقْد لفَقْدِه عندهم غالباً، ولأَن التمر يُشارك اللبنَ في المالِيَّة والقُوتِيَّة، ولهذا المعنى نص الشافعي، رضي الله عنه، أَنه لو رَدَّ المُصَرَّاة بعَيْبٍ آخرَ سوى التَّصْرِيَةِ رَدَّ معها صاعاً من تمر لأَجل اللبن.
وقولُه تعالى: ما أُريدُ منهم من رِزْقٍ وما أُريدُ أَن يُطْعِمُونِ؛ معناه ما أَُريدُ أَن يَرْزُقُوا أَحداً من عبادي ولا يُطْعِمُوه لأَني أَنا الرَّزَّاقُ المُطْعمُ.
ورجل طاعِمٌ: حَسَنُ الحال في المَطْعِمِ؛ قال الحُطَيْئَةُ: دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها، واقْعُدْ فإنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسي ورجل طاعِمٌ وطَعِمٌ على النَّسَبِ؛ عن سيبويه، كما قالوا نَهِرٌ.
والطَّعْمُ: الأَكْلُ.
والطُّعْم: ما أُكِلَ.
وروى الباهِليُّ عن الأَصمعي: الطُّعْم الطَّعام، والطَّعْمُ الشَّهْوةُ، وهو الذَّوْقُ؛ وأَنشد لأَبي خراش الهُذَلي: أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قد تَعْلَمِينَه، وَأُوثِرُ غَيْري مِنْ عِيالِك بالطُّعْم أَي بالطعامِ، ويروى: شُجاعَ البَطْنِ، حَيَّةٌ يُذْكَرُ أَنها في البَطْنِ وتُسَمَّى الصَّفَر، تُؤْذي الإنسانَ إذا جاع؛ ثم أَنشد قول أَبي خِراش في الطَّعْمِ الشَّهْوة: وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فأَنْتَهي، إذا الزادُ أَمْسى للمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ ذا طَعْمٍ أَي ذا شَهْوَةٍ، فأَراد بالأَول الطعامَ، وبالثاني ما يُشْتَهى منه؛ قال ابن بري: كَنَى عن شِدَّةِ الجُوع بشُجاعِ البَطْنِ الذي هو مثل الشُّجاع.
ورجل ذو طَعْمٍ أَي ذو عَقْلٍ وحَزْمٍ؛ وأَنشد: فلا تَأْمُري، يا أُمَّ أَسماءَ، بالتي تُجِرُّ الفَتى ذا الطَّعْمِ أَن يتَكَلَّما أَي تُخْرِسُ، وأَصله من الإِجْرارِ، وهو أَن يُجْعَلَ في فَمِ الفَصيل خشَبةٌ تمنعه من الرَّضاعِ.
ويقال: ما بفلان طَعْمٌ ولا نَويصٌ أَي ليس له عَقْل ولا به حَراكٌ. قال أَبو بكر: قولُهم ليس لما يَفْعَلُ فلانٌ طَعْمٌ، معناه ليس له لَذَّة ولا مَنْزِلَةٌ من القلب، وقال في قوله للمُزَلَّجِ ذا طَعْم في بيت أَبي خِراش: معناه ذا منزلة من القلب، والمُزَلَّجُ البخيلُ، وقال ابن بَرِّي: المُزَلَّجُ من الرجال الدونُ الذي ليس بكامل؛ وأَنشد: أَلا ما لِنَفْسٍ لا تموتُ فَيَنْقَضِي شَقاها، ولا تَحْيا حَياةً لها طَعْمُ معناه لها حلاوةٌ ومنزلة من القلب.
وليس بذي طَعْم أَي ليس له عقْلٌ ولا نفْسٌ.
والطَّعْمُ: ما يُشْتَهى. يقال: ليس له طَعْم وما فلانٌ بذي طَعْمٍَ إذا كان غَثّاً.
وفي حديث بدرٍ: ما قَتَلْنا أَحداً به طَعْمٌ، ما قَتَلْنا إلاّ عجائزَ صُلْعاً؛ هذه استعارة أَي قَتَلْنا من لا اعْتِدادَ به ولا مَعْرفةَ ولا قَدْرَ، ويجوز فيه فتح الطاء وضمها لأَن الشيء إذا لم يكن فيه طُعم ولا له طَعْم فلا جَدوى فيه للآكل ولا منفَعة.
والطُّعْمُ أَيضاً: الحَبُّ الذي يُلْقى للطير، وأَما سيبويه فسَوَّى بين الاسم والمصدر فقال: طَعِمَ طُعْماً وأَصاب طُعْمَه، كلاهما بضم أَوّله.
والطُّعْمة: المَأْكَلة، والجمع طُعَمٌ؛ قال النابغة: مُشَمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمةٍ، نَرْجُو الإلَه، ونَرْجُو البِرَّ والطُّعَما ويقال: جعَلَ السلطانُ ناحيةَ كذا طُعْمةً لفلان أَي مَأْكَلَةً له.
وفي حديث أَبي بكر: إن الله تعالى إذا أَطْعَمَ نبيّاً طُعْمةً ثم قَبَضَه جعَلَها للذي يَقومُ بعده؛ الطُّعْمةُ، بالضَّم: شبْهُ الرِّزْق، يريدُ به ما كان له من الفَيْء وغيره، وجَمْعُها طُعَمٌ.
ومنه حديثُ ميراثِ الجَدّ: إن السدسَ الآخرَ طُعْمةٌ له أَي أَنه زيادة على حقّه.
ويقال فلانٌ تُجْبَى له الطُّعَمُ أَي الخَراجُ والإتاواتُ؛ قال زهير: مما يُيَسَّرُ أَحياناً له الطُّعَمُ (* قوله «قال زهير مماييسر إلخ» صدره كما في التكملة: ينزع إمة أقوام ذوي حسب).
وقال الحسن في حديثه: القِتالُ ثلاثةٌ: قِتالٌ على كذا وقتالٌ لكذا وقِتالٌ على كَسْبِ هذه الطُّعْمةِ، يعني الفَيْءَ والخَراجَ.
والطُّعْمة والطِّعْمة، بالضم والكسر: وَجْهُ المَكْسَبِ. يقال: فلانٌ طَيِّب الطُِّعْمة وخبيثُ الطِىُّعْمة إذا كان رَديءَ الكَسْبِ، وهي بالكسر خاصَّةً حالةُ الأَكل؛ ومنه حديث عُمَر ابن أَبي سَلَمَة: فما زالَتْ تلك طِعْمَتي بعدُ أَي حالتي في الأَكل. أَبو عبيد: فلان حسَنُ الطِّعْمةِ والشِّرْبةِ، بالكسر.
والطُّعْمَةُ: الدَّعْوَةُ إلى الطعام.والطِّعْمَةُ: السِّيرَةُ في الأَكل، وهي أَيضاً الكِسْبَةُ، وحكى اللحياني: إنه لخبيث الطِّعْمَةِ أَي السِّيرةِ، ولم يقل خبيثُ السّيرة في طَعامٍ ولا غيره.
ويقال: فلانٌ طَيِّبُ الطَّعْمَةِ وفلان خبيثُ الطِّعْمَةِ إذا كان من عادته أَنْ لا يأْكل إلا حَلالاً أَو حراماً.
واسْتَطْعَمَه: سأله أَن يُطْعِمه.
وفي الحديث: إذا اسْتَطْعَمَكُمُ الإمامُ فأَطْعِمُوه أَي إذا أُرْتِجَ عليه في قراءة الصلاةِ واسْتَفْتَحكُم فافْتَحُوا عليه ولَقِّنُوهُ، وهو من باب التمثيل تشبيهاً بالطعام، كأنهم يُدْخِلُون القراءة في فيه كما يُدْخَلُ الطعامُ؛ ومنه قولهم: فاسْتَطْعَمْتُه الحديثَ أَي طلبت منه أن يُحَدِّثَني وأَن يُذِيقَني حديثه، وأَما ما ورد في الحديث: طعامُ الواحدِ يكفي الاثنين، وطعامُ الاثنين يكفي الأَربعة، فيعني شِبَعُ الواحد قُوتُ الإثنين وشِبَعُ الاثنين قوتُ الأَربعة؛ ومثلُه قول عمر، رضي الله عنه، عامَ الرَّمادةِ: لقد هَمَمْتُ أَن أُنزِلَ على أهلِ كلِّ بيت مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لا يَهْلِكُ على نصفِ بَطْنه.
ورجل مِطْعَمٌ: شَديدُ الأَكل، وامرأةٌ مِطْعَمة نادرٌ ولا نظير له إلاَّ مِصَكَّة.
ورجل مُطْعَمٌ، بضم الميم: مرزوق.
ورجل مِطْعامٌ: يُطْعِمُ الناسَ ويَقْرِيهم كثيراً، وامرأَة مِطْعامٌ، بغير هاء.
والطَّعْم، بالفتح: ما يُؤَدِّيه. الذَّوْقُ. يقال: طَعْمُه مُرٌّ.
وطَعْمُ كلِّ شيءٍ: حَلاوتُه ومَرارتُه وما بينهما، يكون ذلك في الطعام والشراب، والجمع طُعُومٌ.
وطَعِمَه طَعْماً وتَطَعَّمَه: ذاقَه فوجد طَعْمَهُ.
وفي التنزيل: إنَّ اللهَ مُبْتَلِيكم بنَهَرٍ فمن شرِبَ منه فليس مِني ومن لم يَطْعَمْه فإنه مِني؛ أَي مَن لم يَذُقْه. يقال: طَعِمَ فلانٌ الطَّعامَ يَطْعَمه طَعْماً إذا أَكله بمُقَدَّمِ فيه ولم يُسْرِفْ فيه، وطَعِمَ منه إذا ذاقَ منه، وإذا جعلتَه بمعنى الذَّوْقِ جاز فيما يُؤْكل ويُشْرَبُ.
والطعام: اسم لما يؤْكل، والشراب: اسم لما يُشْرَبُ؛ وقال أَبو إسحق: معنى ومن لم يَطْعَمْه أَي لم يَتَطَعَّمْ به. قال الليث: طَعْمُ كلِّ شيءٍ يُؤْكلُ ذَوْقُه، جَعَلَ ذواقَ الماء طَعْماً ونَهاهم أَن يأْخذوا منه إلاّ غَرْفَةً وكان فيها رِيُّهم ورِيُّ دوابهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار، غَدَاةَ لَقُونا، فكانوا نَعَاما نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو دِ، لا تَطْعَمُ الماءَ إلا صِيَاما يقول: هي صائمة منه لا تَطْعَمُه، قال: وذلك لأَن النَّعامَ لا تَرِدُ الماءَ ولا تَطْعَمُه؛ ومنه حديث أَبي هريرة في الكِلابِ: إذا وَرَدْنَ الحَكَرَ الصَّغيرَ فلا تَطْعَمْه؛ أَي لا تَشْرَبه.
وفي المثل: تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ تَشَهَّ؛ قال الجوهري: قولهم تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ حتى تَسْتَفِيقَ أَي تشْتَهِيَ وتأْكلَ. قال ابن بري: معناه ذق الطَّعامَ فإنه يدعوك إلى أَكْلِه، قال: فهذا مَثَلٌ لمن يُحْجِمُ عن الأَمْرِ فيقال له: ادْخُلْ في أَوَّلِه يدعُوك ذلك إلى دُخولِكَ في آخِرِه؛ قاله عَطاءُ بن مُصْعَب.
والطَّعْمُ: الأَكْلُ بالثنايا.
ويقال: إن فلاناً لحَسَنُ الطَّعْمِ وإنه ليَطْعَمُ طَعْماً حسناً.
واطَّعَمَ الشيءُ: أَخَذَ طَعْماً.
ولبنٌ مُطِّعِمٌ ومُطَعِّمٌ: أَخَذَ طَعْمَ السِّقَاء.
وفي التهذيب: قال أَبو حاتم يقال لبنٌ مُطَعِّم، وهو الذي أَخَذَ في السِّقاء طَعْماً وطِيباً، وهو ما دام في العُلْبة مَحْضٌ وإن تغير، ولا يأخُذُ اللبنُ طَعْماً ولا يُطَعِّمُ في العُلْبةِ والإناء أَبداً، ولكن يتغَيَّرُ طَعْمُه في الإنْقاعِ.
واطَّعَمَتِ الشجرة، على افْتَعلَتْ: أَدْرَكَتْ ثمرَتُها، يعني أَخذَت طَعْماً وطابتْ.
وأَطْعَمَتْ: أَدْرَكَتْ أَن تُثْمِرَ.
ويقال: في بُستانِ فلانٍ من الشجر المُطْعِمِ كذا أَي من الشجر المُثْمِر الذي يُؤْكلُ ثمرُه.
وفي الحديث: نَهى عن بيع الثّمرةِ حتى تُطْعِمَ. يقال: أَطْعَمَتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ وأَطْعَمَتِ الثمرةُ إِذا أَدرَكتْ أَي صارت ذاتَ طَعْمٍ وشيئاً يُؤْكل منها، وروي: حتى تُطْعَم أَي تُؤْكلَ، ولا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ.
وفي حديث الدَّجّال: أَخْبِرُوني عن نخلِ بَيْسانَ هل أَطْعَمَ أَي هل أَثْمَرَ؟ وفي حديث ابن مسعود: كرِجْرِجةِ الماء لا تُطْعِمُ أَي لا طَعْمَ لها، ويروى: لا تَطَّعِمُ، بالتشديد، تَفْتَعِلُ من الطَّعْمِ.
وقال النَّضْرُ: أَطْعَمْتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ به غُصْناً من غير شجره، وقد أَطْعَمْتُه فطَعِمَ أَي وصَلْتُه به فقَبِلَ الوَصْلَ.ويقال للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فمه في فمِ أُنْثاه: قد طاعَمَها وقد تطاعَما؛ ومنه قول الشاعر: لم أُعْطِها بِيَدٍ، إِذْ بتُّ أَرْشُفُها، إِلاَّ تَطاوُلَ غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ كما تَطاعَمَ، في خَضْراءَ ناعمةٍ، مُطَوَّقانِ أَصاخَا بعد تَغْريدِ وهو التَّطاعُم والمُطاعَمةُ، واطَّعَمَتِ البُسْرَةُ أَي صار لها طَعْمٌ وأَخذَتِ الطَّعْمَ، وهو افتعَلَ من الطَّعْم مثلُ اطَّلَبَ من الطَّلَب، واطَّرَدَ من الطَّرْدِ.
والمُطْعِمةُ: الغَلْصَمة؛ قال أَبو زيد: أَخذَ فلانٌ بِمُطْعِمَة فلان إِذا أَخذَ بحَلْقِه يَعْصِرُه ولا يقولونها إِلا عند الخَنْقِ والقِتالِ.
والمُطْعِمةُ: المِخْلَبُ الذي تَخْطَفُ به الطيرُ اللحمَ.
والمُطْعِمةُ: القوْسُ التي تُطْعِمُ الصيدَ؛ قال ذو الرمة: وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمةٌ كَبْداءٌ، في عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْويمُ كَبْداءُ: عريضةُ الكَبِدِ، وهو ما فوقَ المَقْبِضِ بِشِبْرٍ؛ وصواب إِنشاده: في عُودِها عَطْفٌ (* قوله «وصواب إنشاده في عودها إلخ» عبارة التكملة: والرواية في عودها، فإن العطف والتقويم لا يكونان في العجز وقد أخذه من كتاب ابن فارس والبيت لذي الرمة) يعني موضع السِّيَتَيْنِ وسائرُه مُقوَّم، البيتُ بفتح العين، ورواه ابن الأَعرابي بكسر العين، وقال: إِنها تُطْعِمُ صاحبَها الصَّيْدَ.
وقوسٌ مُطْعِمةٌ: يُصادُ بها الصيدُ ويَكْثُر الضِّرابُ عنها.
ويقال: فلانٌ مُطْعَمٌ للصَّيْدِ ومُطْعَمُ الصَّيْدِ إِذا كان مرزوقاً منه؛ ومنه قول امرئ القيس: مُطْعَمٌ للصَّيْدِ، ليسَ له غيْرَها كَسْبٌ، على كِبَرِهْ وقال ذو الرمة: ومُطْعَمُ الصيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيتِه وأَنشد محمد بن حبيب: رَمَتْني، يومَ ذاتِ الغِمِّ، سلمَى بسَهْمٍ مُطْعَمٍ للصَّيْدِ لامِي فقلتُ لها: أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبي، ورُبَّتَ رَمْيةٍ من غير رامي ويقال: إِنك مُطْعَمٌ مَوَدَّتي أَي مرزوقٌ مودَّتي؛ وقال الكميت: بَلى إِنَّ الغَواني مُطْعَماتٌ مَوَدَّتَنا، وإِن وَخَطَ القَتِيرُ أَي نُحِبُّهُنَّ وإِن شِبْنا.
ويقال: إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ أَي مُتَتابِعُ الخَلْق.
ويقال: هذا رجل لا يَطَّعِمُ، بتثقيل الطاء، أَي لا يَتأَدَّبُ ولا يَنْجَعُ فيه ما يُصْلِحه ولا يَعْقِلُ.
والمُطَّعِمُ والمُطَعِّمُ من الإِبل: الذي تَجِدُ في لَحْمه طَعْمَ الشَّحْمِ من سِمَنِه، وقيل: هي التي جَرى فيها المُخُّ قليلاً.
وكُلُّ شيء وُجِدَ طَعْمُه فقد اطَّعَم.
وطَعَّمَ العظمُ: أَمَخَّ؛ أَنشد ثعلب: وَهُمْ تَرَكُوكُمْ لا يُطَعِّمُ عَظْمُكُم هُزالاً، وكان العَظْمُ قبلُ قَصِيدا ومُخٌّ طَعُومٌ: يُوجَدُ طَعْمُ السِّمَن فيه.
وقال أَبو سعيد: يقالُ لَكَ غَثُّ هذا وطَعُومُه أَي غَثُّه وسَمِينُه.
وشاةٌ طَعُومٌ وطَعِيم: فيها بعض الشَّحْم، وكذلك الناقةُ.
وجَزورٌ طَعُومٌ: سَمِينَةٌ، وقال الفراء: جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ إِذا كانت بين الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ.
والطَّعُومَةُ: الشاةُ تُحْبَسُ لتُؤكَلَ.
ومُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ: جَحافِلُه، وقيل: ما تحتَ مَرْسِنِه إِلى أَطراف جَحافِله؛ قال الأَصمعي: يُسْتَحَبُّ من الفرس أَن يَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه.
والطُّعْمُ: القُدْرة. يقال: طَعِمْتُ عليه أَي قَدَرْتُ عليه، وأَطْعَمْتُ عَيْنَه قَذىً فَطَعِمَتْهُ واسْتَطْعَمْتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ جَرْيَه؛ وأَنشد أَبو عبيدة: تَدارَكهُ سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ سَبُوحٍ، إِذا اسْتَطْعَمْتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ والمُطْعِمتانِ من رِجْل كلِّ طائرٍ: هما الإِصْبَعانِ المُتَقَدّمتانِ المُتقابلَتانِ.
والمُطْعِمَةُ من الجَوارحِ: هي الإِصْبَعُ الغَلِيظَةُ المُتَقَدِّمَةُ، واطَّرَدَ هذا الاسمُ في الطير كُلِّها.
وطُعْمَةُ وطِعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِمٌ، كُلُّها: أَسماء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كَسانيَ ثَوْبَيْ طُعْمةَ المَوْتُ، إِنما الـ ـتُّراثُ، وإِنْ عَزَّ الحَبيبُ، الغَنائِمُ

خرط (العباب الزاخر) [0]


خرطتُ العود أخرطه وأخرطه خرطاً، والصانع: خراط، وحرفتهُ: الخراطة كالكتابة. وخرطتُ الورق: حتته، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمُر يدك عليه إلى أسفله، وفي المثل: دونه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك -وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان- فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال:
إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ بـه ل      مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ

وقال المرار بن منقذ الهلالي:
ويَرى دُوْني فلا يسْطيْعُـنـي      خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر

وقال عمرو بن كلثوم:
ومن دُونِ ذلك خَرًّط القَتَـاد      وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا

يضرب الأول لأمر دونه مانع؛ والثاني للأمر . . . أكمل المادة الشاق.
وخرطه الدواء: أي أمشاه. وخَرَطَ الفرس: إذا اجتنب رسنه من يد ممسكه ومضى هائما، ومنه حديث علي رضي الله عنه-: أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي -رضي الله عنه-: انك لخروط أتومُ قوماً وهم لك كارهون.
والاسم منه الخراط؛ وهو الجماح، ويقول بائع الفرس: برئت إليك من الخراط. والخراط أيضاً: الفجور، وامرأة خروط: أي فاجرة. وخرطت الحديد خرطاً: أي طولته كالعمود.
ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجه: أي فيهما طول من غير عرض. والخرُْط: النكاح، يقال: خرط جاريته.
وخرطت الفحل في الشول: أي أرسلته فيها.
وخرطت البازي: أي أرسلته من سيره. ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم: قد خرط عليهم عبده، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملاً، ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام، قال ابن شميل: أي أرسل. ويقال: خرط العُنْقُوْد: إذا وضعه في فيه وأخرج عمُشوشه عارياً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكلُ العنب خرطاً. وخرط بها: أي حبق. وحمار خارط: وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه. وناقةُ خراطةُ: تخترط فتذهب على وجهها.
وقال ابن عبادٍ: الخرط -بالكسر-: اليعقوب. والخرطة: الرجل الأحمق الشديد الحمق.
وقال ابن دريد: الخرط: اللبن الذي يتعقد ويعلوه ماء أصفر.
وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تحلب خرطاً. والإخريط؛ ضرب من الحمض، الواحدة: إخريطة، وقال أبو زيادٍ: من الحمض: الإخريط؛ أصفر اللون دقيق العيدان وله أصول وخشب، وقال أبو نصر: من الحمض الإخريط، وهو ضخم وله أصول ويخرط من قضبانه فينخرط؛ ولذلك سمي إخريطاً، وهو حمض، قال الرماح:  
بِحيْث يُكنُ إخْرِيطاً وسدْراً      وحيْثُ عن التَّفَرُّق يلْتَقِنا

وقال ابن عبادٍ: الخراطة: ماء قليل في المصران. وقال الليْثُ: الخراط -والواحدة خراطة-: شحمةُ بيضاء تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخراطي -مثال ذنابي- والخريطي.
وقال الدينوري: خراط وخراطي؛ ذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة والجميع خراط وأنها شحمة بيضاء تمتصخ من أصل البردي، قال: ويقال لها أيضاً الخراطي والخريطي. وقال ابن دريدٍ: الخراط -مثال قلام- نبت يشبه البردي. قال: والمخاريط: الحيات التي سلخت جلودها، وقال غيره: المخراط: الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة، قال المتلمس:
إنَّي كَساني أبو قابُوْس مُرْفَلَةَّ      كأنَّها سلْخُ أولادِ المخَاريِط

والخِرْطِيْطُ: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث:
عَجِبْتُ لخِرْطِيْطٍ ورَقْم جَنَـاحِـه      ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْث الضَّغَادر

قال: الطَّخْميلُ: الديك.
والضغادر: الدجاج، الواحدة: ضغدرة، قال الأزْهري: لا أعرف شيئاً مما في هذا البيت. والخريطة وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وقال الليث: الخريطة مثل الكيس مشرج من أدم أوخرقٍ، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل أيضاً فيجعل في رأس البلية وهي الناقة التي تحبس عند قبر الميت. وأخرطت الناقة فهي مخرط بلا هاء-: إذا كان من عادتها أن يخرج لبنها متقطعاً كقطع الأوتار من داء يصيب ضرعها. وأخرطت الخريطة: أي أشْرجتها. وخرطه الدواء تخريطاً: أي أمشاه؛ مثل خرطه خرطاً. وانخرط الفرس في سيره: أي لج، قال العجاج يصف ثوراً.
فَثَارَ يَرْمَدُّ من الـنَّـشـاطِ      كالبَربريَّ لَجَّ في انْخرِاطِ

ويروى: يرقد. وانخرط علينا فلان: إذا اندرأ بالقول السيئ والفعل. وانْخَرَط جِسْمُهُ: أي دقَّّ. واخْتَرَطَ سيفه: أي سله، منه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله؛ ثلاثاً، يعني: غورث بن الحارث واخترط العنقود: مثل خرطه. واخروط بهم السير: أي امتد، قال العجاج يصف جمله مسحولاً:
مخروطاً جاء من الأطرارِ     


وقال أعشى باهلة:
لا تأمن البازلُ الكوماءَ عـدوتـهَ      ولا الأمونَ إذا ما أخروطَ السفرُ

وكذلك قربٌ مُخروطٌ: أي ممتدٌ، قال رؤبةُ:
ما كاد ليلُ القربِ المخـروط      بالعيس تمطوها فيافٍ تمتطي

والمخروطةُ من النوقِ: السريعةُ. وقال الليثُ: اخْروطتِ اللحيةُ: أي امتدتْ. قال: ويقال للشركة إذا انقلبت على الصيد فاعتلتْ رجله: اخروطَتْ في رجلهِ.
واخْرِواطُها: امتدادُ أنشوطتها. قال: واستخرط الرجلُ في البكاء: إذا اشتد بكاؤه ولج فيه. قال: وإذا أخذ الطائرُ الدهنَ من مدهنة بزِمكاه قيل: يتخرطُ تخرطاً وينضدُ تنضيداً. والتركيب يدل على مضي الشيء وانسلاله. خطط: الخط: واحدُ الخطوط.
والخط: الكتابة، يقال: خطه فُلانٌ، قال امرؤ القيس:
بلى ربُ يومٍ قد لهوْت وليلةٍ      بانسةٍ كأنها خطُ تمـثـالِ

وقال امرؤ القيس أيضاً:
لمنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشجـانـي      كخط الزبورِ في عسِيْبِ يمانِ

والمَطُ -بالكسر-: عودٌ يُخَطُ به. والمخْطَاطُ: عُودٌ يسوى عليه الخطوطُ. والخَطُ: موضع باليمامة، وهو خطٌ هجرٍ، وقال الليثُ: الخَطُ ارض ينسب إليها الرماحُ: تقول: رماحٌ خطية، فإذا جعلت النسبة اسماً لازماً قلت: خِطَيةٌ ولم تذكر الرماح، كما قالوا ثيابٌ قبيطيةً: فاذا جعلوها اسماً قالوا: قُبطيةٌ بتغيير اللفظ: وامرأةٌ قبطيةٌ لا يقال الا هكذا، قال:
ذَكَرْتُكِ والخطِيٌ يَخْطِرٌ بيننـا      وقد نَهِلَتْ منا المٌثَقَفَةٌ السمرٌ

وقال عمرو بن كلثوم:
بِسٌمْرٍ من قنا الخَطِيّ لَدْنٍ      ذَوَابلَ أو بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنا

وقال القٌحيفٌ العٌقيلي:
أخذنَ اغتِصاباً خٌطةً عَجْرَفـيةً      وأمهرنَ أرماحاً من الخط ذٌبلا


بخط ابن حبيب في شعر القٌحيف: "خٌطةً"، وفي نوادرِ أبى زيدٍ: "خِطبةً". ويقال: خط عٌمان، وقال الأزهري: ذلك السيفُ كله يسمى الخط، ومن قرى الخط: القَطِيْفُ والعُقَيرُ وقَطَرُ. وقيل في قول امرئ القيس
فإنْ تمنعوا منا المشقرَ والصفا      فإنا وجدنا الخط جماً نخيلُها

هو خط عبد القيس بالبحرين وهو كثيرُ النخيلِِ. وقال الليثُ: الخطوطُ من بقرِ الوحشِ: الذي يخطُ بأطرافِ ظُلُوْفه، وكذلك كل دابةٍ. وتقولُ: خط وجهه: أي اختط، وخططتُ بالسيف وجهه ووسطه، وتقول: يخطه بالسيف نصفين. والخَطُ: أن يخط الزاجر في الرملِ ويزجرَ، قال أبو حاتمٍ: قال أبو زيدٍ: يَخُط خطينِ في الأرض يسميهما ابني عيانٍ؛ إذا زجر قال: ابني عيان أسرعا البيان. قال: وحلبسٌ الخَطاطُ، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبرهُ بكل ما عرف، وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم-: كان نبي من الأنبياء يخط، كذا قاله الليث، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أما الحديث فَراويهْ معاويةُ بنُ الحكم السلميَ -رضي الله عنه-. وقال ابنُ عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: (أو أثارةٍ من علم) إنه الخط الذي يخطه الحازيٍ، قال: وهو علم قد ترَكهَ الناسُ، قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازي فيعْطه حلواناً فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازِي غلام له معهَ ميلّ، ثم يأتي إلى أرِض رِخوة فَيُخطّ الأستاذ خطوطاً كثيرة بالعجلة لئلاِ يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوا على مهلِ خًطَين، فإن بقي خطانِ فهما علامة النجح؛ وغلامةُ يقول للتفول: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو عَلامةُ الخيبَة؛ والعرب تسميهُ الأشخَمَ وهو مشّؤومّ. ويقال: فلان يخط في الأرض: إذا فكر في أمره ودبر وقدره، قال ذو الرمةّ
أخُطُّ وأمْحُـوْ الـخَـطّ ثُـمَ أعِـيْدُهُ      بِكلإفَي والغْرِباَنُ في الـدّارِ وُقّـعُ


وقال اللَّيْث: الخَطُ: ضرْبُ من البُضعِ يقال: خَط بها قُساحاً، والقسحُ: بقاءُ النعاظِ. والخَط: الطريق الخفيفُ في السهلِ. وخط في نومه خَطْيِطاً" 26-ب": أي غَطْ غَطْيِطاً ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أوْترَ بِسْبعٍ أو تِسْعٍ ثم اضْطَجَعَ ونام حتى سُمعَ خَطَيطهُ؛ ويرْى: غَطْيَطْه: ويُروْى: فَخِيْخُه؛ ويُرْوى: ضَفْيرُه؛ وًيرْى: صَفيُره، وَعْنى الخَمْسَةِ واحد وهو نَخيرُ الناّئم. والخَطْيَطة: الأرْض التي لم تُمطر بين أرْضين ممَطورْتين، وأنشدَ أبو عبيدة:
على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطا     

وذكر الليث هذا المعنى وقال: والخطْيَطةُ: أرْض يُصيبُ بعضها الأمطارُ، وبعضها لا يصيبها، وفي حَديث عبد الله بن عَمْروٍ -رضي الله عنهما-: أنه ذكر الأرضيْنَ السبع فوصفها فقال في صفة الخامسة: فيها حيات كسلاسلِ الرّملِ وكالخطائط بين الشّقائق. الخَطائط: الخطوط؛ جمع خَطيْطة.
وقال ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن.
وفلان ما يخط غباره: أي ما يشق. والخط بالكسر، عن ابن دُرَيْدٍ- والخطة: الأرْض يختطها الرجلُ لنفْسِه، وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها لينيها داراً، ومنه خطِطط الكوفةِ والبصرةَ. والخطة -بالضم-: الحجةُ. والخطة -أيضاً-:الأمْرُ والقّصةُ، قال تأبط شرّا:
خّطَّتا إمـا إسـاَرّ ومِـنَّةُ      وإما دَمّ والقَتْلُ بالحْرُ أجْدَرُ

أراد: خُطّتانِ؛ فَحَذّف النّوْن اسْتِخْفافاً. ويقال: جاءَ وفي رَأسه خُطّة: إذا جاءَ وفي نفسه حاجة قد عَزمَ عليها، والعامّة تقولُ: خُطّبةُ، وفي حَديث النبيّ صلى الله عليه وسلم- الذي تَرْويهُ قبله بنت مَخرمة التميمية رضي الله عنها-: أيلامُ ابنُ هذه أن يفصلَ الخطة وينتصر من وراء الحجزة، أي انه إذا نزل به أمر ملتبس مشكلّ لا يهتدى له إنه لا يعياْ به ولكنه يفصلهُ حتى" 27-أ" يبرُمه ويخرجَ منه، وقد كتب الحديثُ بتمامه في ترْكيب س ب ج. وقولهم: خطة نائيةْ: أي مقصدُ بعيد.
وقولهم: خذْ خُطّةَ: أي خُذْ خُطة الأنتصافِ؛ أي انْتَصف.
وفي المثل: قَبح الله معزى خيرها خطة، قال الأصمعي: خُطة: اسمْ عنز؛ وكانت عنز سوءِ، قال:
يا قوم منْ يحْلُبُ شاةً مَيتـهْ      قد حلُبِتْ خُطّة جَنْباً مُسْفَتهْ

الميتة: السّاكِتةُ عند الحَلبَ.
والجَنْبُ: جمعُ جنَبةٍ وهي العلُبة.
والمُسْفَتةُ: المدْبُوغَةُ بالربَ. يضرْبُ لقومٍ أشرارٍ ينسبُ بَعضهمُ إلى أدْنى فَضيلةٍ.
والخطة -أيضا-: من الخط، كالنقطة من النقطِ.
وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. قال ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط: ولم يفسرها. وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي.
والخط -أيضاً-: الطريق.
ويقال بالفتح.
وبالوجهين يروى قول أبي صخر الهدلي:
صدُودَ القٍلاَص الدْمِ في لَيْلةِ الدّجـى      عن الخطُ لم يَسْرُبْ لك الخّط سارِبُ


وجبل الخط: من جبال مكة -حرَسها الله تعالى-.
وهو أحَدْ الأخْشَيِنْ. وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: وسئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثاً: فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: خط الله نوئها ألا طلقت نفسها ثلاثاً. أي جعله مخطئاً لها لا يصيبها مطره.
ويروى: خطأ ويروى: خطى.
والأول من الخطيطة وهي الأرض غير الممطورة.
وأصل خطى: خطط: فقلبت الطاء الثالثة حرف لين: كقول العجاج:
تَقَضُي البازي إذا البازي كسُر     

وكقولهم: التَّظني وما أملاه. "وخط الله نوءها" أضعف الروايات. وخططنا في الطعام: أكلنا منه قليلاً. ومخطط -بكسر الطاء المشددة- موضع. قال أمرؤ القيس: وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا وقال عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه-: ذهب بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله فدعا بطعام قليل فجعلت أخطط ليشبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه أراد أنه يخط الطعام يري أنه يأكلُ وليس يأكلُ. وكساء مخطط: فيه خطوط. قال رؤية يصف منهلاً:
باكَرتُه قبل الغطاط اللَّغـط      وقبل جُوْني القَطا المَخطَط

وخطخطت الإبل في سيرها: تمايلت كلالاً. وخطخط ببوله: رمى بهم خالفاً كما يفعل الصبي واختط الغلام: أي نبت عذاره. واختط الرجل الخطة: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها داراً.
والتركيب يدل على أثر يمتد امتداداً.

صبح (لسان العرب) [0]


الصُّبْحُ: أَوّل النهار.
والصُّبْحُ: الفجر.
والصَّباحُ: نقيص المَساء، والجمع أَصْباحٌ، وهو الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ؛ قال الله عز وجل: فالِقُ الإِصْباحِ؛ قال الفراء: إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح، فهو جمع المَساء والصُّبْح، قال: ومثله الإِبْكارُ والأَبْكارُ؛ وقال الشاعر: أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ، تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ.
وحكى اللحياني: تقول العربُ إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره: صباحُ الله لا صَباحُك قال: وإِن شئت نصبتَ.وأَصْبَحَ القومُ: دخلوا في الصَّباح، كما يقال: أَمْسَوْا دخلوا في المساء؛ وفي الحديث: أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح؛ يقال: أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح؛ وفي التنزيل: وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم مُصْبِحِينَ وبالليل؛ . . . أكمل المادة وقال سيبويه: أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك، وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء؛ وقال أَبو عدنان: الفرق بين صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا، وصَبَّحْنا فلاناً، فهذه مُشَدَّدة، وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً؛ وقال النابغة: وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زال كَعْبُه، عل كلِّ من عادى من الناسِ، عاليا ويقال: صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا؛ كل ذلك جائز؛ ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة: أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك؛ وقال رؤبة: أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ.
وقول الله، عز من قائل: فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح.
وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار.
وصَبَّحك الله بخير: دُعاء له.
وصَبَّحْته أَي قلت له: عِمْ صَباحاً؛ وقال الجوهري: ولا يُرادُ بالتشديد ههنا التكثير.
وصَبَّحَ القومَ: أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول لِمُسْيِ خامسةٍ، وصِبْحِ خامسة، بالكسر، أَي لِصَباحِ خمسة أَيام.
وحكى سيبويه: أَتيته صَباحَ مَساءَ؛ من العرب من يبنيه كخمسة عشر، ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال أَو الظرف، وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ؛ قال سيبويه: لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً، وهو ظرف غير متمكن، قال: وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً؛ قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ: عَزَمْتُ على إِقامةِ ذي صباحٍ، لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم. قال الأَزهري: صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً؛ وأَما قول بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ، وكان أَسلم: صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ، وسَبْعٍ من بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم؛ وقال الراجز: نحْنُ صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً، تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها صباحاً بخيل جُرْد؛ وقول الشَّمَّاخ: وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها، وقيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قال الأَزهري: يسأَل السائل عن هذا البيت فيقول: الإِدلاج سير الليل، فكيف يقول: أَصبح القوم، وهو يأْمر بالإِدلاج؟ والجواب فيه: أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده، تقول: قد بلغناه، وإِذا قربت للساري طلوعَ الصبح وإِن كان غير طالع، تقول: أَصْبَحْنا، وأَراد بقوله أَصبح القومُ: دنا وقتُ دخولهم في الصباح؛ قال: وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه.
والصُّبْحة والصَّبْحة: نوم الغداة.
والتَّصَبُّحُ: النوم بالغداة، وقد كرهه بعضهم؛ وفي الحديث: أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر، ثم وقت طلب الكسب.
وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح، تقول منه: تَصَبَّح الرجلُ،؛ وفي حديث أُم زرع أَنها قالت: وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ؛ أَرادت أَنها مَكفِيَّة، فهي تنام الصُّبْحة.
والصُّبْحة: ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً.والمِصْباحُ من الإِبل: الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير، وقيل: المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار؛ وهو مما يستحب من الإستبل وذلك لقوَّتها وسمنها؛ قال مُزَرِّد: ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً، فشُبَّتْ عليها النارُ، فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ: كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً، وهو خلاف الغَبُوقِ.
والصَّبُوحُ: ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه، وحكى الأَزهري عن الليث: الصَّبُوحُ الخمر؛ وأَنشد: ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ، مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن: ما حُلب بالغداة.
والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ: الناقة المحلوبة بالغداة؛ عن اللحياني. حكي عن العرب: هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي.
والصَّبْحُ: سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن.
والصَّبُوح: ما شرب بالغداة فما دون القائلة وفعلُكَ الإِصطباحُ؛ وقال أَبو الهيثم: الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ، والناقة التي تُحْلَبُ في ذلك الوقت: صَبُوح أَيضاً؛ يقال: هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي؛ قال: وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي:ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي؟ والقَيْلُ: اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة.
واصْطَبَحَ القومُ: شَرِبُوا الصَّبُوحَ.
وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً، وصَبَّحَه: سقاه صَبُوحاً، فهو مُصْطَبحٌ؛ وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري: كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من هَجْمةٍ، كفَسِيلِ النَّخْل، دُرَّارِ يَعشون: يطعمه عشاء.
والهَجْمة: القطعة من الإِبل.
ودُرَّار: من صفتها.
وفي الحديث: وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير، ويقال: صَبَحْتُ فلاناً أَي ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر؛ ومنه قول طرفة: متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً؛ وقيل: الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا.
ومن أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم: أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ؛ قال شمر: هكذا قال ابن الأَعرابي، قال: وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ، فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها، قال: ويقال أَيضاً: أَكذب من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ؛ قال أَبو عدنان: الأَخِيذُ الأَسيرُ.
والصَّبْحانُ: الذي قد اصْطَبَحَ فَرَوِيَ؛ قال ابن الأَعرابي: هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض عنهم شاخصاً، فأَخذه قوم وقالوا: دُلَّنا على حيث كنت، فقال: إِنما بِتُّ بالقَفْر، فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول، فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم، فاستدلوا به عليهم واسْتَباحوهم، والمصدرُ الصَّبَحُ، بالتحريك.
وفي المثل: أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق؟ يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح، وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن الخَطْب العظيم بكناية عنه، ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه؛ وأَصله أَن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً، فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه، وقال في خِلال كلامه: إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا كذا، فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال: أَعن صَبُوح تُرَقِّق؟ وروي عن الشَّعْبيِّ أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته، فقال له الشعبي: أَعن صبوح ترقق؟ حرمت عليه امرأَته؛ ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها؛ وقد ذكر أَيضاً في رقق.
ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى: شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى.
وفي الحديث أَنه سئل: متى تحلُّ لنا الميتة؟ فقال: ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها؛ قال أَبو عبيج: معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ وهو الغداء، والغَبُوقُ وهو العَشاء؛ يقول: فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة؛ قال: ومنه قول سَمُرة لبنيه: يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ؛ قال الأَزهري وقال غير أَبي عبيد: معناه لما سئل: متى تحل لنا الميتة؟ أَجابهم فقال: إِذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به، ولم تجدوا مع عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة حينئذ، وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة؛ قال: وهذا التفسير واضح بَيِّنٌ، والله الموفق.
وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها: قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً.
ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب الصَّبُوحَ؛ ابن الأَعرابي: أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً؛ وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام.
وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً: جاءَهم به صَباحاً.
وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم: جاءَتهم صُبْحاً.
وفي الحديث: أَنه صَبَّح خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً؛ وفي حديث أَبي بكر: كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله، والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ.
ويوم الصَّباح: يوم الغارة؛ قال الأَعشى: به تُرْعَفُ الأَلْفُ، إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ، إِذا النَّقْعُ ثارا يقول: بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل يوم الغارة.
والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً: يا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي.
وفي الحديث: لما نزلت.
وأَنْذِرْ عشيرتك الأَقربين؛ صَعَّدَ على الصفا، وقال: يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا صاحوا للغارة، لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح، ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم الصَّباح، فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول: قد غَشِيَنا العدوُّ؛ وقيل: إِن المتقاتلين كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا، فكأَنه يريد بقوله يا صباحاه: قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال.
وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع: لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ، صلى الله عليه وسلم، نادَى: يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً: سقاها غُدْوَةً.
وصَبَّحَ القومَ الماءَ: وَرَده بهم صباحاً.
والصَّابِحُ: الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً؛ ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ: حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ، وليست بناجعة عند العرب، ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر.
وفي حديث جرير: ولا يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا، وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها ماء ظاهراً على وجه الأَرض. قال الأَزهري: والتَّصْبِيحُ على وجوه، يقال: صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً؛ ومنه قوله: وصَبَّحْتُهم ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ، وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ، فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء؛ وتقول: صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع الصباح؛ ومنه قول عنترة يصف خيلاً: وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً، يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً؛ يعني خيلاً عليها فُرْسانها؛ ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ.
والتَّصْبيح: الغَداء؛ يقال: قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي؛ وفي حديث المبعث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يَتِيماً في حجْر أَبي طالب، وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم؛ وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع، والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس، والتنوير اسم لنَوْر الشجر.والصَّبُوح: الغَداء، والغَبُوق: العَشاء، وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل.
وفي الحديث: من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة، هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ.
وصَبَّحْتُ، بالتشديد، لغة فيه.والصُّبْحةُ والصَّبَحُ: سواد إِلى الحُمْرَة، وقيل: لون قريب إِلى الشُّهْبَة، وقيل: لون قريب من الصُّهْبَة، الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء، تقول: رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح.
والأَصْبَحُ من الشَّعَر: الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ؛ وقد اصْباحَّ.
وقال الليث: الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر، والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَب.
وروى شمر عن أَبي نصر قال: في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة.
ورجل أَصْبَحُ اللحية: للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ، ومن ذلك قيل: دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته؛ قال أَبو زُبيد: عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر: الأَصْبَحُ الذي يكون في سواد شعره حمرة؛ وفي حديث الملاعنة: إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ؛ الأَصْبَحُ: الشديد حمرة الشعر، ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح؛ قال الأَزهري: ولونُ الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل الليل.
والصَّبَحُ: بَريقُ الحديد وغيره.
والمِصْباحُ: السراج، وهو قُرْطُه الذي تراه في القِنديل وغيره، والقِراطُ لغة، وهو قول الله، عز وجل: المِصْباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ.
والمِصْبَحُ: المِسْرَجة.
واسْتَصْبَح به: اسْتَسْرَجَ.
وفي الحديث: فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها.
وفي حديث جابر في شُحوم الميتة: ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم.
وفي حديث يحيى بن زكريا، عليهما السلام: كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي يُسْرِجُ السِّراح.
والمَصْبَح، بالفتح: موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً؛ قال الشاعر: بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه، ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح، بضم الميم؛ قال الأَزهري: المُصْبَحُ الموضع الذي يُصْبَحُ فيه، والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه؛ ومنه قوله: قريبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً: الإِصباحُ؛ يقال: أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً؛ وقول النمر بن تَوْلَبٍ: فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ، وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فسره ابن الأَعرابي فقال: أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ؛ وقال غيره: شبه البَرْقَ بالليل بالمِصْباح، وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب: أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه؟ كأَنه، في عِراصِ الشامِ، مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب: شِمْتُ هذا البرق والليلُ مُسْتَحْكِم، فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في الظُّلَم، وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح، فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح؛ قال ثعلب: معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغيم؛ والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به.
والمِصْبَحُ والمِصْباحُ: قَدَحٌ كبير؛ عن أَبي حنيفة.
والمَصابيح: الأَقْداح التي يُصْطبح بها؛ وأَنشد: نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها، لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ، مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم: أَعلام الكواكب، واحدها مِصْباح.
والمِصْباح: السِّنانُ العريضُ.
وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ، كذلك؛ قال ابن سيده: لا أَدري إِلامَ نُسِبَ.
والصَّباحةُ: الجَمال؛ وقد صَبُحَ، بالضم، يَصْبُح صَباحة.
وأَما من الصَّبَح فيقال صَبِحَ (* قوله «فيقال صبح إلخ» أي من باب فرح، كما في القاموس.) يَصْبَحُ صَبَحاً، فهو أَصْبَحُ الشعر.
ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ، بالضم: جميل، والجمع صِباحٌ؛ وافق الذين يقولون فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً، والأُنثى فيهما، بالهاء، والجمع صِباحٌ، وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية؛ وقد صَبُحَ صَباحة؛ وقال الليث: الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه.
وذو أَصْبَحَ: مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر (* قوله «ملك من ملوك حمير» من أَجداد الإمام مالك بن أنس.) وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة.
والأَصْبَحِيُّ: السوط.
وصَباحٌ: حيّ من العرب، وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً.
وبنو صُباح: بطون، بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ.
وصُباحُ: حيّ من عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ.
وصُنابِحُ: بطن من مُراد.

أمر (لسان العرب) [0]


الأَمْرُ: معروف، نقيض النَّهْيِ. أَمَرَه به وأَمَرَهُ؛ الأَخيرة عن كراع؛ وأَمره إِياه، على حذف الحرف، يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه؛ وقوله: ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها، وإِلا فليس لهنَّ أَمر.
وقوله عز وجل: وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين؛ العرب تقول: أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل، فمن قال: أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل، ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء، ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ، والمعنى أُمِرْنا للإِسلام.
وقوله عز وجل: أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه؛ قال الزجاج: أَمْرُ . . . أكمل المادة اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور؛ أَي جاء ما وعدناهم به؛ وكذلك قوله تعالى: أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً؛ وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة، فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما قال عز وجل: اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر؛ وكما قال تعالى: وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ.
وأَمرتُه بكذا أَمراً، والجمع الأَوامِرُ.
والأَمِيرُ: ذو الأَمْر.
والأَميرُ: الآمِر؛ قال: والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ، إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ، ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ: مُرْ، وأَصله أُؤْمُرْ، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة، وقد جاءَ على الأَصل.
وفي التنزيل العزيز: وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة؛ وفيه: خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ.
والأَمْرُ: واحدُ الأُمُور؛ يقال: أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ.
والأَمْرُ: الحادثة، والجمع أُمورٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.
وفي التنزيل العزيز: أَلا إِلى الله تصير الأُمورُ.
وقوله عز وجل: وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها؛ قيل: ما يُصلحها، وقيل: ملائكتَهَا؛ كل هذا عن الزجاج.
والآمِرَةُ: الأَمرُ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة.
وقالوا في الأَمر: أُومُرْ ومُرْ، ونظيره كُلْ وخُذْ؛ قال ابن سيده؛ وليس بمطرد عند سيبويه. التهذيب: قال الليث: ولا يقال أُومُرْ، ولا أُوخُذْ منه شيئاً، ولا أُوكُلْ، إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين، فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت: وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل: وأْمُرْ أَهلك بالصلاة؛ فأَما كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو، ويقولون: وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ؛ قال: وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ، وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه، وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ، فإِذا كان الفعل الذي أَوله همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل: إِيسِرْ يا فلانُ، إِيْبِقْ يا غلامُ، وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً، قال: وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين، فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو، فاستثقلت العرب جمعاً بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا: مُرْ فلاناً بكذا وكذا، وخُذْ من فلان وكُلْ، ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ، إِلا أَنهم قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا: الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ، فردوه إِلى أَصله، وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في اللفظ، ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا: الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا، ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ. قال الله تعالى: وكُلا منها رَغْداً؛ ولم يقل: وأْكُلا؛ قال: فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ؟ قيل: لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشيء إلى أَصله، وربما بنوه على ما سبق، وربما كتبوا الحرف مهموزاً، وربما تركوه على ترك الهمزة، وربما كتبوه على الإِدغام، وكل ذلك جائز واسع؛ وقال الله عز وجل: وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها؛ قرأَ أَكثر القراء: أَمرْنا، وروى خارجة عن نافع آمَرْنا، بالمدّ، وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً، وروي عن أَبي عمرو: أَمَّرْنا، بالتشديد، وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف الميم وبالقصر، وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير: أَمَّرْنا، وسائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً، وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ: أَمَرْنا، خفيفةً، فسَّرها بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها، إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلى الفسق. قال الفراء: وقرأَ الحسن: آمَرْنا، وروي عنه أَمَرْنا، قال: وروي عنه أَنه بمعنى أَكْثَرنا، قال: ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا، ومعنى آمَرْنا، بالمد، أَكْثَرْنا؛ قال: وقرأَ أَبو العالية: أَمَّرْنا مترفيها، وهو موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال: سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا.
وقال أَبو إِسحق نَحْواً مما قال الفراء، قال: من قرأَ أَمَرْنا، بالتخفيف، فالمعنى أَمرناهم بالطاعة ففسقوا. فإِن قال قائل: أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً؟ والمعنى أَنك أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب؛ ومثله قوله: أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها، أَمَرْتُكَ فعصيتَني، فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ الأَمْرِ، وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله.
وقرأَ الحسن: أَمِرْنا مترفيها على مثال عَلِمْنَا؛ قال ابن سيده: وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً؛ قال الجوهري: معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا؛ قال: وقد تكون من الإِمارَةِ؛ قال: وقد قيل إِن معنى أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها؛ قال: والدليل على هذا قول النبي، صلى الله عليه وسلم؛ خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ؛ أَي مُكَثِّرَةٌ.
والعرب تقول: أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا. مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود؛ وقال لبيد: إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أَمِرُوا، يَوْماً، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله: مُهْرَةٌ مَأْمورة: إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ؛ قال: وفيها لغتان: قال أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ، وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة؛ وقال غيره: إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة، فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب: إِني آتيه بالغدايا والعشايا، وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً للفظين، ولها نظائر. قال الجوهري: والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ، كما قال، صلى الله عليه وسلم: ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات؛ وإِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا.
وقال أَبو زيد: مُهْرَةٌ مأْمورة التي كثر نسلها؛ يقولون: أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها.
وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا؛ قال الأَعشى: طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ، أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال: أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا، وفيه لغتان: أَمَرَها فهي مأْمُورَة، وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ؛ ومنه حديث أَبي سفيان: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه؛ يعني النبيَّ، صلى الله عليه وسلم؛ ومنه الحديث: أن رجلاً قال له: ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ؟ فقال: والله لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى؛ ومنه حديث ابن مسعود: كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا.
وأَمِرَ الرجلُ، فهو أَمِرٌ: كثرت ماشيته.
وآمَره الله: كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه، ولا يقال أَمَرَه؛ فأَما قوله: ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى ما قد أُنِسَ به من الإِتباع، ومثله كثير، وقيل: آمَرَه وأَمَرَه لغتان. قال أَبو عبيدة: آمرته، بالمد، وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه.
وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك؛ قال يعقوب: ولم يقله أَحد غيره. قال أَبو الحسن: أَمِرَ مالُه، بالكسر، أَي كثر.
وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً: كَثُرَتْ أَموالهم.
ورجل أَمُورٌ بالمعروف، وقد ائتُمِرَ بخير: كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه.
وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا: تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم.
وفي التنزيل: إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك؛ قال أَبو عبيدة: أَي يتشاورون عليك ليقتلوك؛ واحتج بقول النمر بن تولب: أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ، ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره: وهذا الشعر لامرئ القيس.
والخَمِرُ: الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ.
ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه. قال القتيبي: هذا غلط، كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة، وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به من الشر. قال وقوله: إِن المَلأَ يأْتمرون بك؛ أَي يَهُمون بك؛ وأَنشد: إِعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي، أَحْيَانَا قال: يقول من ركب أَمْراً بغير مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً. قال وقوله: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف؛ أَي هُمُّوا به واعْتَزِمُوا عليه؛ قال: ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال: يَتَأَمَّرُونَ بك.
وقال الزجاج: معنى قوله: يَأْتِمرُونَ بك؛ يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك. قال أَبو منصور: ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً، كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا، ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي قتلك؛ قال: وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي يأْتيه، وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى. قال: فمعنى قوله يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي إِنه بمعنى يهمون بك. قال: وأَما قوله: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف؛ فمعناه، والله أَعلم، لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف؛ قال وقوله: اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً؛ وقال العجاج: لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر. مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً. يقال: بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك.
وقال شمر في تفسير حديث عمر، رضي الله عنه: الرجالُ ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ؛ قال شمر: معناه ارْتَأَى وشاور نفسه قبل أَن يواقع ما يريد؛ قال وقوله: اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه فلا بد أَن يخطئ الأَحيان. قال وقوله: ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره.
ويقال ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر، وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا؛ وقال الأَعشى: فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ، واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال: ومنه قوله: لا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه ويَعْقِدُ عليه؛ وقال أَبو عبيد في قوله: ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه. الجوهري: وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله؛ قال امرؤٌ القيس: ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك.
ويقال: ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به وتشاوروا فيه.
والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ: المشاوَرَةُ، وكذلك التَّآمُرُ، على وزن التَّفاعُل.
والمُؤْتَمِرُ: المُسْتَبِدُّ برأْيه، وقيل: هو الذي يَسْبِقُ إِلى القول؛ قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم؛ أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ، ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ ويقال: بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه.
وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ: شاوره.
وقال غيره: آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته، والعامة تقول: وأَمَرْتُه.
وفي الحديث: أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي.
وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته، فهو أَمِيرُكَ؛ ومنه حديث عمر؛ الرجال ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل مُواقَعَة الأَمر، وقيل: المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه؛ ومنه الحديث الآخر: لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه.
ويقال لكل من فعل فعلاً من غير مشاورة: ائْتَمَرَ، كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها؛ ومن المُؤَامَرَةِ المشاورةُ، في الحديث: آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن في تزويجهن قال: ويقال فيه وأَمَرْتُه، وليس بفصيح. قال: وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس بواجب مثل قوله: البِكر تُسْتَأْذَنُ، ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر، فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح، فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها.
ومنه حديث عمر: آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ، هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى للأُلفة، وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما، إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب، ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح، من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح، وعلى نحو من هذا يتأَول قوله: لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها، وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح، فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة.
وقوله في حديث آخر: البكر تُسْتَأْذَنُ والثيب تُسْتَأْمَرُ، لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق.
وفي حديث المتعة: فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها.
ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة (* قوله «إمر وإمرة» هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس).
وأَمَّارة: يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره.
والأَميرُ: الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ الإِمارة والأَمارة، والجمعُ أُمَراءُ.
وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ وأَمِرَ: كوَليَ؛ قال: قد أَمِرَ المُهَلَّبُ، فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم فاذْهَبوا.
وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً.
وأَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً.
ويقال: ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ، بالكسر.
وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً.
وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ، بالضم، أَي صارَ أَميراً، والأُنثى بالهاء؛ قال عبدالله بن همام السلولي:ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ، لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة، بالكسر.
وحكى ثعلب عن الفراء: كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ، بفتح الميم، وهي الإِمْرَة.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه؛ الإِمْرَة، بالكسر: الإِمارة؛ ومنه حديث طلحة: لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك.
وقالوا: عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ، ففتحوا. التهذيب: ويقال: لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة، بالفتح لا غير، ومعناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها، وهي المرة الواحدة من الأُمور، ولا تقل: إِمْرَةٌ، بالكسر، إِنما الإِمرة من الولاية.
والتَّأْميرُ: تَوْلية الإِمارة.
وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ: مُمَلَّكٌ.
وأَمير الأَعمى: قائده لأَنه يملك أَمْرَه؛ ومنه قول الأَعشى: إِذا كان هادي الفتى في البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ: الرُّؤَساءُ وأَهل العلم.
وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً، فهو أَمِرٌ: كَثُرَ وتَمَّ؛ قال: أُمُّ عِيالٍ ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم: الإِمْرُ.
وزرعٌ أَمِرٌ: كثير؛ عن اللحياني.
ورجل أَمِرٌ: مباركٌ يقبل عليه المالُ.
وامرأَة أَمِرَةٌ: مباركة على بعلها، وكلُّه من الكَثرة.
وقالوا: في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه؛ وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء.
وأَمَرَتُه: زيادته وكثرته.
وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم وعددهم. الفراء: تقول العرب: في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه ونفقته. تقول: في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه.
والأَمَرَةُ: الزيادة والنماءُ والبركة.
ويقال: لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة؛ من قولك: أَمِرَ المالُ إِذا كثر. قال: ووجه الأَمر أَول ما تراه، وبعضهم يقول: تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ.
وقال أَبو الهيثم: تقول العرب: في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه؛ قال أَبو منصور: والصواب ما قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة. قال ابن بزرج: قالوا في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه، وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه.
ورجل أَمِرٌ وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين.والإِمَّرُ: الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ، والأُنثى إِمَّرَةٌ، وقيل: هما الصغيران من أَولادِ المعز.
والعرب تقول للرجل إِذا وصفوه بالإِعدامِ: ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ، وقيل: ما له شيء.
والإِمَّرُ: الخروف.
والإِمَّرَةُ: الرِّخْلُ، والخروف ذكر، والرِّخْلُ أُنثى. قال الساجع: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا إِمَّراً.
ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ: أَحمق ضعيف لا رأْي له، وفي التهذيب: لا عقل له إِلا ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ، مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ؛ قال امرؤُ القيس: وليس بذي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ، إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا ويقال: رجل إِمَّرٌ لا رأْي له فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه.
وأَنشد شمر: إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها إِمَّرَةً ولا إِمَّراً؛ قال: معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له يُدَبِّرُها.
وفي حديث آدم، عليه السلام: من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً. الإِمَّرَةُ، بكسر الهمزة وتشديد الميم: تأْنيث الإِمَّرِ، وهو الأَحمق الضعيف الرأْي الذي يقول لغيره: مُرْني بأَمرك، أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير. قال: وقد تطلق الإِمَّرَة على الرجل، والهاء للمبالغة. يقال: رجل إِمَّعَةٌ.
والإِمَّرَةُ أَيضاً: النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة.
وقال ثعلب في قوله: رجل إِمَّرٌّ. قال: يُشَبَّه بالجَدْي.
والأَمَرُ: الحجارة، واحدتُها أَمَرَةٌ؛ قال أَبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان، رضي الله عنه: يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمَرٌ، كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ: جمع عانة، وهي حُمُرُ الوحش، ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ، وساحة وسُوحٌ.
وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم في البيت الذي قبله؛ وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه.
والأَمَرُ، بالتحريك: جمع أَمَرَّةٍ، وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة، وهو بفتح الهمزة والميم.
وقال الفراء: يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ.
وقال أَبو عمرو: الأَمَرَاتُ الأَعلام، واحدتها أَمَرَةٌ.
وقال غيره: وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ؛ وقال حميد: بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها، إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ، فهي أَمارةٌ.
وتقول: هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة؛ وأَنشد: إِذا طلَعَتْ شمس النهار، فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ، فسَلِّمي ابن سيده: والأَمَرَةُ العلامة، والجمع كالجمع، والأَمارُ: الوقت والعلامة؛ قال العجاجُ: إِذّ رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ، وأَمارٍ مُدَّتي قال ابن بري: وصواب إِنشاده وأَمارِ مدتي بالإِضافة، والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى، والهاء في ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج؛ يقول: إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت انتهاء مدني.
وفي حديث ابن مسعود: ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ أَمارٍ؛ الأَمارُ والأَمارةُ: العلامة، وقيل: الأَمارُ جمع الأَمارَة؛ ومنه الحديث الآخر: فهل للسَّفَر أَمارة؟ والأَمَرَةُ: الرابية، والجمع أَمَرٌ.
والأَمارة والأَمارُ: المَوْعِدُ والوقت المحدود؛ وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ.
وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال: الأَمارةُ الوقت، ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود؟ ابن شميل: الأَمَرةُ مثل المنارة، فوق الجبل، عريض مثل البيت وأَعظم، وطوله في السماء أَربعون قامة، صنعت على عهد عاد وإِرَمَ، وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار، وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض، قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها كأَنها خِلْقَةٌ. الأَخفش: يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ، والاسم الإِمْرُ، بكسر الهمزة؛ قال الراجز: قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا، داهِيَةً دَهْياءَ إِدّاً إِمْرا ويقال: عَجَباً.
وأَمْرٌ إِمْرٌ: عَجَبٌ مُنْكَرٌ.
وفي التنزيل العزيز: لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً؛ قال أَبو إِسحق: أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر، وقيل: الإمْرُ، بالكسر، والأَمْرُ العظيم الشنيع، وقيل: العجيب، قال: ونُكْراً أَقلُّ من قوله إِمْراً، لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة؛ قال ابن سيده: وذهب الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً، واشتقه من قولهم أَمِرَ القوم إِذا كثُروا.
وأَمَّرَ القناةَ: جعل فيها سِناناً.
والمُؤَمَّرُ: المُحَدَّدُ، وقيل: الموسوم.
وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ؛ قال ابن مقبل: وقد كان فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا، ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا والمُؤَمَّرُ أَيضاً: المُسَلَّطُ.
وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ.
وقال خالد في تفسير الزاعبي المؤَمر، قال: هو المسلط.
والعرب تقول: أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها سِناناً.
والزاعبي: الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في مُقدَّمه؛ ومنه قيل: مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع؛ حكاه عن الأَصمعي.ويقال: فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب.
ومتا بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ.
وأَنت أَعلم بتامورك؛ تامورهُ: وعاؤُه، يريد أَنت أَعلم بما عندك وبنفسك.
وقيل: التَّامورُ النَّفْس وحياتها، وقيل العقل.
والتَّامورُ أَيضاً: دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته، وقيل: هو القلب نفسه، وربما جُعِلَ خَمْراً، وربما جُعِلَ صِبغاً على التشبيه.
والتامور: الولدُ.
والتّامور: وزير الملك.
والتّامور: ناموس الراهب.
والتَّامورَةُ: عِرِّيسَة الأَسَدِ، وقيل: أَصل هذه الكلمة سريانية، والتَّامورة: الإِبريق؛ قال الأَعشى: وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها . . . . . . . . . .
والتَّامورة: الحُقَّة.
والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ: الإِنسان؛ وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن من هذه المرأَة.
وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد.
وما بالركية تامورٌ، يعني الماءَ؛ قال أَبو عبيد: وهو قياس على الأَوَّل؛ قال ابن سيده: وقضينا عليه أَن التاء زائدة في هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب.
والتَّامور: من دواب البحر، وقيل: هي دوَيبةٌ.
والتَّامور: جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ رأْسه.
وآمِرٌ: السادس من أَيام العجوز، ومؤُتَمِرٌ: السابع منها؛ قال أَبو شِبل الأَعرابي: كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ: بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مؤُتَمِرٍ، ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس بالحذر، والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام، وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في موضعها. قال الأَزهري: قال البُستْي: سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر الناس بالحذر منه، وسمي الآخر مؤتمراً. قال الأَزهري: وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم؛ والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه، ويوم عاصف تَعْصِف فيه الريحُ، ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه، ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل.
ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ: المُحَرَّمُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ، في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال: القَمِرُ المتكبر.
والجمع مآمر ومآمير. قال ابن الكلبي: كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً، وصَفَرَ ناجِراً، وربيعاً الأَول خُوَّاناً، وربيعاً الآخر بُصاناً، وجمادى الأُولى رُبَّى، وجمادى الآخرة حنيناً، ورَجَبَ الأَصمَّ، وشعبان عاذِلاً، ورمضان ناتِقاً، وشوّالاً وعِلاً، وذا القَعْدَةِ وَرْنَةَ، وذا الحجة بُرَكَ.
وإِمَّرَةُ: بلد، قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد: وأَهْلُكَ بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ: موضع؛ قال الراعي: وافْزَعْنَ في وادي الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور: يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم؛ وإِياه عنى الفرزدق بقوله: هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا، أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ؟ وفي الحديث ذكرُِ أَمَرَ، وهو بفتحِ الهمزة والميم، موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لجمع محارب.

عمر (لسان العرب) [0]


العَمْر والعُمُر والعُمْر: الحياة. يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه، لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع أَعْمار.
وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى.
والعرب تقول في القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال: لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: العَمْرُ ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً.
وفي التنزيل العزيز: لَعَمْرُك . . . أكمل المادة إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَعْمَهُون؛ لم يقرأْ إِلا بالفتح؛ واستعمله أَبو خراش في الطير فقال: لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً على خالدٍ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ (* قوله: «عذرة» هكذا في الأصل). أَي لحم شريف كريم.
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لَعَمْرُك أَي لحياتك. قال: وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي، صلى الله عليه وسلم.
وقال أَبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعَمْرُك لَدِينُك الذي تَعْمُر وأَنشد لعمربن أَبي ربيعة: أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً، عَمْرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان؟ قال: عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ وأَنشد: عَمْرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِينا، وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْرَك الله.
وقال الأَخفش في قوله: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد العُمْرَ.
وقال أَهل البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به. قال: وقال الفراء الأَيْمان يَرْفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لَعَمْرُ الله وعَمْر الله أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه؛ قال: وإِذا قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت بِتَعْمِيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة: عَمْرَك اللهَ كيف يجتمعان يريد: سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك. قال الأَزهري: وتدخل اللام في لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء فقلت: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ، نَصَبْتَ الخير وخفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمارةً، فنصب الخير بوقوع العَمْر عليه؛ ومَن خفض الخير جعله نعتاً لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبيد: سأَلت الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُك؟ فقال: على إِضمار قسم ثان كأَنه قال وعَمْرِك فلَعَمْرُك عظيم، وكذلك لَحياتُك مثله، قال: وصِدْقُه الأَمرُ، وقال: الدليل على ذلك قول الله عز وجل: اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم، كأَنه أَراد: والله ليجمعنكم، فأَضمر القسم.
وقال المبرد في قوله عَمْرَك اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شئت نصبته بواو حذفته وعَمْرِك (* قوله: بواو حذفته وعمرك إِلخ» هكذا في الأَصل). الله، وإِن شئت كان على قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم وضعتَ عَمْرَك في موضع التَّعْمِير؛ وأَنشد فيه: عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا، هل كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟ يريد: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: وفي لغة لهم رَعَمْلُك، يريدون لَعَمْرُك. قال: وتقول إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. ابن السكيت: يقال لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ الله، مرفوعة.
وفي الحديث: أَنه اشترى من أَعرابي حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابيّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك، وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ.
وفي حديث لَقِيط: لَعَمْرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه.
وقالوا: عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة، بالنصب، وهو من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فحذفت زيادته فجاء على الفعل.
وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله بطول عُمْرِه؛ قال: عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني أَلْوِي عليك، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي الكسائي: عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب على معنى عَمَرْتُك اللهَ أَي سأَلت الله أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قال: عَمَّرْتُ الله إِيَّاك. قال: ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْرَ اللهِ، وهو قبيح.
وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر؛ الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ وبقي زماناً طويلاً؛ قال لبيد:وعَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ، لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير: لئن عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ، لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا ومنه قولهم: أَطال الله عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا أَنه استعمل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح.
وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه.
وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر لها قدْراً محدوداً.
وقوله عز وجل: وما يُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص من عُمُرِه إِلا في كتاب؛ فسر على وجهين، قال الفراء: ما يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر ولا يُنْقَص من عُمُرِه، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء كأَنه الأَول؛ ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفُه؛ المعنى ونصف آخر، فجاز أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية الأَول؛ قال: وفيها قول آخر: ما يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص مِن عُمُرِه، يقول: إِذا أَتى عليه الليلُ، والنهار نقصا من عُمُرِه، والهاء في هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب، وكلٌّ حسن، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب، وهو قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير.
والعُمْرَى: ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه.
وقال ثعلب: العُمْرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول: هذه لك عُمُرَك أَو عُمُرِي، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية.
وقد عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِي؛ والعُمْرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى.
وفي الحديث: لا تُعْمِرُوا ولا تُرْقِبُوا، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده، وهي العُمْرَى والرُّقْبَى. يقال: أَعْمَرْتُه الدار عمْرَى أَي جعلتها له يسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِليَّ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية فأَبطل ذلك، وأَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ فيها مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث. قال الأَزهري: والرُّقْبى أَن يقول الذي أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك.
وأَصل العُمْرَى مأَخوذ من العُمْر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة، فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة؛ قال: وهذا الحديث أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة جائزة والشرط باطل؛ وفي الصحاح: أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو إِبِلاً؛ قال لبيد: وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى، وما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ، ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك.
ويقال: لك في هذه الدار عُمْرَى حتى تموت.
وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نسب إِلى العُمْر، وقيل: هو العُبْرِيّ من السدر، والميم بدل. الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم، على نهر كان أَو غيره، قال: والضّالُ الحديثُ منه؛ وأَنشد قول ذي الرمة: قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي، ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا (* قوله: «إِذا تجوفت» كذا بالأصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس).
وقال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار.
وفي حديث محمد بن مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوي (* قوله: «قال الراوي» بهامش الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما قاله الصاغاني كتبه محمد مرتضى) لحديثهما. ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْرِيَّة، فجعل كل واحد منهما يلوذ بها من صاحبه، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه. قال ابن الأَثير: الشجرة العُمْريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل. يقال للسدر العظيم النابت على الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب.
ويقال: عَمَر اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً.
ومكان عامِرٌ: ذو عِمَارةٍ.
ومكان عَمِيرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهري: ولا يقال أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف.
وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً.
وثوبٌ عَمِيرٌ أَي صَفِيق.
وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَي مَعْمورٌ، مثل دافقٍ أَي مدفوق، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة.
وعَمَر الرجلُ مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل: أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً، ولم يَكُنْ كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم ويقال: عَمِرَ فلان يَعْمَر إِذا كَبِرَ.
ويقال لساكن الدار: عامِرٌ، والجمع عُمّار.
وقوله تعالى: والبَيْت المَعْمور؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه.
والمَعْمورُ: المخدومُ.
وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته.
وعَمَر المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَره فيه: جعله يَعْمُره.
وفي التنزيل العزيز: هو أَنشأَكم من الأَرض واسْتَعْمَرَكم فيها؛ أَي أَذِن لكم في عِمارتها واستخراجِ قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّارَها.
والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه؛ قال طرفة بن العبد: يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ ومنه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً، كقوله تعالى: يَبْغُونها عِوَجاً؛ وقال أَبو كبير: فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه، فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ والفاء هناك في قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة وقد زيدت في غير موضع؛ منها بيت الكتاب: لا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة، وذلك لأَن الظرف معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها، فإِذا كان ذلك كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة.
ويقال: أَتَيْتُ أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً.
والعِمَارةُ: ما يُعْمَر به المكان.
والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة.
وأَعْمَرَ عليه: أَغناه.والعُمْرة: طاعة الله عز وجل.
والعُمْرة في الحج: معروفة، وقد اعْتَمر، وأَصله من الزيارة، والجمع العُمَر.
وقوله تعالى: وأَتِمُّوا الحجَّ والعُمْرة لله؛ قال الزجاج: معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة فقط، والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في السنة؛ قال: ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة، وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة.
والعُمْرة: مأَخوذة من الاعْتِمار، وهو الزيارة، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر، ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ: مُعْتَمِرٌ، وقال كراع: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بالمصدر.
وفي الحديث ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة.
وفي حديث الأَسود قال: خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، وعَمَر فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم.
والعَمَار والعَمَارة: كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غير ذلك.
وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة، ويقال للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى: فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى، سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له.
واعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛ ومنه قول أَعشى باهلة: وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ، وراكِبٌ، جاء من تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ قال الأَصمعي: مُعْتَمِر زائر، وقال أَبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة؛ وقول ابن أَحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فيه قولان: قال الأَصمعي: إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد، وقال غيره: يريد أَنهم في مفازة بعيدة من المياه فإِذا رأَوْا فرقداً، وهو ولد البقرة الوحشية، أَهلّوا أَي كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء.
ويقال للاعْتِمار: القصد.
واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له: قال العجاج: لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حين اعْتَمَرْ، مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ المعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً.
وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.
والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها، فإِن نقلها إِلى أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابي.
والعَمَارُ: الآسُ، وقيل: كل رَيْحانٍ عَمَارٌ.
والعَمّارُ: الطَّيِّب الثناء الطَّيِّب الروائح، مأْخوذ من العَمَار، وهو الآس.
والعِمَارة والعَمارة: التحيّة، وقيل في قول الأَعشى «ورفعنا العمارا» أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل: العَمَارُ ههنا الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفُرْس ميُوران، فإِذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده «ووَضَعْنا العَمارا» فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا، هو الريحان أَو الدعاء أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له، والذي يرويه «ووضعنا العمارا» هو العِمَامة؛ وقيل: معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك، وليس بقوي؛ وقيل: العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.
ورجل عَمّارٌ: مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر، وهو المنديل أَو غيره، تغطّي به الحرّة رأْسها. حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: إِن العَمَرَ أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في كمها؛ وأَنشد: قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ وحكى ابن الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي عابدٌ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: تركته يَعمرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم. ابن الأَعرابي: يقال رجل عَمّار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام.
ورجل عَمّار، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ: مأْخوذ من العَمِير، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على العمل، قال: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على السلطان، مأْخوذ من العَمارةِ، وهي العمامة، وعَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر، وهو البقاء، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى أَن يموت. قال: وعَمّارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ من العَمَرات، وهي اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هذا كله محكى عن ابن الأَعرابي. اللحياني: سمعت العامِريّة تقول في كلامها: تركتهم سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك فقال: مقيمين مجتمعين.
والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر من القبيلة، وقيل: هو الحيُّ العظيم الذي يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وهي من الإِنسان الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر، وجمعها عمائر؛ ومنه قول جرير: يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى لنا، حتى يُجاوزَها دَليل قال الجوهري: والعَمَارة القبيلة والعشيرة؛ قال التغلبي: لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوِّضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ وعَمارة خفض على أَنه بدل من أُناس.
وفي الحديث: أَنه كتب لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر والفتح، فمن فتح فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ، ومن كسر فلأَن بهم عِمارةَ الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم العَِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ.
والعَمْرة: الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها النظم، وبها سميت المرأَة عَمْرة؛ قال: وعَمْرة مِن سَرَوات النسا ءِ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها وقيل: العَمْرة خرزة الحُبّ.
والعَمْر: الشَّنْف، وقيل: العَمْر حلقة القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط.
والعَمَّار: الزَّيْن في المجالس، مأْخوذ من العَمْر، وهو القرط.
والعَمْر: لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن.
وفي الحديث: أَوْصاني جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمورِي؛ العُمُور: منابت الأَسنان واللحم الذي بين مَغارِسها، الواحد عَمْر، بالفتح، قال ابن الأَثير: وقد يضم؛ وقال ابن أَحمر: بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ، وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ والجمع عُمور، وقيل: كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْر.
وقد قيل: إِنه أَراد العُمْر.
وجاء فلان عَمْراً أَي بطيئاً؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف، وتبع أَبا عبيد كراع، وفي بعضها: عَصْراً. اللحياني: دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن.
وفي حديث قتل الحيّات: إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحيّات التي تكون في البيوت، واحدها عامِرٌ وعامرة، قيل: سميت عَوامِرَ لطول أَعمارها.
والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يقال: تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ وجَلبة.والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان (* قوله: «العمرتان» هو بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني).
والعُمَيْمِرتان: عظمان صغيران في أَصل اللسان.
واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ وصغارُ الضأْن، واحدها يَعْمور؛ قال أَبو زيد الطائي: ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً، مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف. قال الأَزهري: وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً، وهو خطأٌ. قال ابن سيده: واليَعْمورة شجرة، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل.
والعُمْرُ: ضربٌ من النخل، وقيل: من التمر.
والعُمور: نخلُ السُّكَّر (* قوله: «السكر» هو ضرب من التمر جيد). خاصة، وقيل: هو العُمُر، بضم العين والميم؛ عن كراع، وقال مرة: هي العَمْر، بالفتح، واحدتها عَمْرة، وهي طِوال سُحُقٌ.
وقال أَبو حنيفة: العَمْرُ نخل السُّكّر، والضم أَعلى اللغتين.
والعَمْرِيّ: ضرب من التمر؛ عنه أَيضاً.
وحكى الأَزهري عن الليث أَنه قال: العَمْر ضرب من النخيل، وهو السَّحُوق الطويل، ثم قال: غلظ الليث في تفسير العَمْر، والعَمْرُ نخل السُّكَّر، يقال له العُمُر، وهو معروف عند أَهل البحرين؛ وأَنشد الرياشي في صفة حائط نخل: أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه، بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ والتَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّيّ، وهو من خير تُمْران هجَر، أَسود عذب الحلاوة.
والعُمُر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غير سحوق. قال: وكان الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن تأْليفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسير، قال: وقد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها، ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه. ابن الأَعرابي: يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قال الأَزهري: هكذا قال بالعين.
والعَمَرانِ: طرفا الكُمّين؛ وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ على عَمَرَيْهِ، بفتح العين والميم، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في الغريبين وغيره.
وعَمِيرة: أَبو بطن وزعمها سيبويه في كلْب، النسبُ إِليه عَمِيرِيّ شاذ، وعَمْرو: اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَر وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها، والجمع أَعْمُرٌ وعُمور؛ قال الفرزدق يفتخر بأَبيه وأَجداده: وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخاتٍ، وعَمرو الخير إِن ذُكِرَ العُمورُ الباذِخاتُ: المراتب العاليات في الشرف والمجد.
وعامِرٌ: اسم، وقد يسمى به الحيّ؛ أَنشد سيبويه في الحي: فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة، دَعَوْا: يا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر وأَما قول الشاعر: وممن ولَدُوا عامِـ ـرُ ذو الطُّول وذو العَرْض فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ، كقول الآخر: قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه: مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ؟ تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ، قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل عنه في حال الصفة لقيل العُمَر يُراد العامِر.
وعامِرٌ: أَبو قبيلة، وهو عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وعُمَير وعُوَيْمِر وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كلها: أَسماء؛ وقول عنترة:أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلَني؟ فها أَنا ذا عُمارا هو ترخيم عُمارة لأَنه يهجو به عُمارةَ بن زياد العبسي.
وعُمارةُ بن عقيل بن بلال بن جرير: أَدِيبٌ جدّاً.
والعَمْرانِ: عَمْرو بن جابر بن هلال بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة، وبَدْر بن عمرو بن جُؤيّة بن لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابن السكيت لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما: إِذا اجتمع العَمْران: عَمْرو بنُ جابر وبَدْرُ بن عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما، جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا والعامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو أَبو علي.
والعُمَران: أَبو بكر وعُمَر، رضي الله تعالى عنهما، وقيل: عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قال الأَزهري: العُمَران أَبو بكر وعمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه افْتِئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضي الله عنه، وكان قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل فلا يقال عن عمر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه.
وروي عن قتادة: أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى العُمَران فما بينهما من الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر خليفةٌ.
وعَمْرَوَيْهِ: اسم أَعجمي مبني على الكسر؛ قال سيبويه: أَما عَمْرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع؛ قال الجوهري: إِن نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخر، وقال: عَمْرَوَيْه شيئان جعلا واحداً، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه، وذكر المبرد في تثنيته وجمعه العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وذكر غيره أَن من قال هذا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه، ولم يشرطه المبرد.
ويحيى بن يَعْمَر العَدْوانيّ: لا ينصرف يَعْمَر لأَنه مثل يَذْهَب.
ويَعْمَر الشُِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب.
وأَبو عَمْرة: رسولُ المختار (* قوله: «المختار» أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس).
وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به.
وأَبو عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قال: إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار وقال: حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو عَمْرة: كنية الجوع.
والعُمُور: حيٌّ من عبد القيس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما شَنٌّ: من قيس أَيضاً.
والأَضْجَم: ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة.
وبنو عمرو بن الحرث: حيّ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي: لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم، ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا قيل: معنى مَن تَعَمَّر انتسب إِلى بني عمرو بن الحرث، وقيل: معناه من جاء العُمْرة.
واليَعْمَريّة: ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من الشَّرَبّة.
واليَعامِيرُ: اسم موضع؛ قال طفيل الغنوي: يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم: لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ (* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع «فيه» مكان «لغدٍ» هذا إِذا كان اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه).
وأَبو عُمَيْر: كنية الفَرْج.
وأُمُّ عَمْرو وأُم عامر، الأُولى نادرة: الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع؛ قال الراجز: يا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى، مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى وقال الشنفرى: لا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم عليكم، ولكن أَبْشِري، أُمَّ عامر يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ ومنه قول الهذلي: وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص، به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ ومن أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عامر، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ له حتى يكْعَمها ثم يجرّها ويستخرجها. قال: والعرب تضرب بها المثل في الحمق، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول؛ يضرب مثلاً لمن يُخْدع بلين الكلام.

عرق (لسان العرب) [0]


العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع، هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً.
ورجل عُرَقٌ: كثير العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ، وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا.
وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه: أَجريته ليعرق.
وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى.
وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح به من الشراب وغيره مما فيها.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم . . . أكمل المادة وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد عَرِق عَرَقاً.
والعرَقُ: الثواب.
وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي، وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً، والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه أَخذ من مالك (* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده: ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي لأَن قبله: سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو، إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال والعَرقُ في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على التشبيه بمَعارِق الحيوان.
والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ: تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً، منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ والرواية المعروفة غُرَقاً جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله: إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه، من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً، فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.
وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن.
ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب.
وما أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها.
وفي حديث عمر:أَلا لا تُغالوا صُدُقَ النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة: تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها، وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد لابن أَحمر الباهلي: لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها وقد أُبْلَغتْ إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل: لَقِيت منه عَرَقَ القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة: كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة، وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى حملها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ القربة.
وعَرَقُ التمر: دِبْسه.
وناقة دائمة العَرَقِ أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن.
وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن ابن الأَعرابي.
وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث: أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت.
وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك وتخلَّق بأَخلاقهم.
وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ خير وأَعْراق شر؛ قال: جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ، تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً.
ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً كريماً.
والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي: العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في الدين.
وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح.
وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق.
وفي الحديث: إِن ماءَ الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.
والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق.
وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض.
وفي المحكم: امتدَّت عُروقه بغير تقييد.
والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.
وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه.
ويقال في الدعاء عليه: استأْصل الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم، فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك، شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث: العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي أَقوى.
والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال الأَزهري: والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها.
وفي حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ.
وعُروقُ الأَرضِ: شحمها، وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها.
وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ: أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ: تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ وقول امرئ القيس: إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.
ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير.
والعِرْقُ: الأَرض المِلْح التي لا تنبت.
وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.
واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رعت قُرْب البحر.
وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ.
وإِبل عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس.
والعِراقُ: بقايا الحَمْض.
وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض.
وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.
والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ: ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه، بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي: ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛ قال: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها، أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟ حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني.
والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء، والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة.
وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه: عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ بقلَّة ماء ولا كثرة.
وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً بيِّناً.
وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء.
وفي حديث إِحيْاء المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛ قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فيه.
وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر، والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.
والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز: حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها أَي تبري اللحم عن العظم.
وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ.
وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها، ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر. يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك نَهْشاً.
وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء يخاطب امرأَته: ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ، ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم، عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال: أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال: ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.
والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم (* قوله «جردت من اللحم» يعني من معظمه.) تسمى عُراقاً.
وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو مَرْمَاتَيْنِ.
وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة الوَذَرِ؛ وأَنشد: ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ، بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد: يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ، وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.
وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما عليه.
والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب: يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط منها ومنهم أَي من هذه الإِبل.
وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد.
وفرس مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون مَعْروقَالخدّين؛ قال: قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من علامات عِتْقها.
وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.
والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة.
والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه: إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.
وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال: أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ وقوله أَنشده ثعلب: أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير، وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً.
والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير: نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى، ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ.
وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.
وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه.
والعَرَقُ: السَّفِيفةُ المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً.
والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ.
والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في السماء، وهي عَرَقة أَيضاً.
والعَرَقُ: السطر من الخيلِ والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل: كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين: مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه.
ورفعتُ من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ.
والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط.
والعَرَقةُ: خشيبة تُعَرَّضُ على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط.
وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة.
والعَرَقةُ: آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال: وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا والعَرَقةُ: النِّسْعةُ.
والعَرَقاتُ: النُّسوع. قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون الخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال: يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ، والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ، بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ، وعارِض كجانب العِراقِ هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛ قوله: وعارض كجانب العِراقِ العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها، وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة فقال: فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى، كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى: وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ، مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ عنى فَماً حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا: تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ أَبو عمرو: العِراقُ تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها.
وعَرَقْت المزادة والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً.
وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من اللحم.
وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.
والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.
والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل: سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ، وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل والشجر، فعربَ فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم العِراقَ اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق، وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد: ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة، ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر: وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ، ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟ واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَزادة وهي الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً (* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق.
والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله: أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.
وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ.
وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛ قال الممزَّق العبدي: فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ، وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى العِرَاقِ الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ.
والعِرَاقُ: مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر.
ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا أَخذ في بلد العِرَاقِ. قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر.
وفي حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً والصواب التخفيف.
وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.
وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .
والعَرَقُ: الزبيب، نادر.
والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.
والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه: حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال: احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر من جناحها للانْقِضاضِ.
وعَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً: فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها، بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي، خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ.
وفي الحديث: رأيت كأَن دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع عَرْقُوة الدلو.
وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص: لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي والعَرْقُوَتانِ من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.
والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من أَرض مستوية مشرف على ما حوله.
والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة، وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً.
والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال: الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل، وهي العِرْقُ أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ: ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق.
والعَراقي عند أَهل اليمن: التَّراقي.
وعَرَقَ في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها.
وفي الحديث: قال ابن الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ في الأَرض إِذا ذهب فيها.
وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً قليلاً.
والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل.
وصارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.
وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع.
وفي الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم. قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية.
وفي حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ.
وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله: لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ، لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ.
وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.