المصادر:  


ثوب (مقاييس اللغة) [50]



الثاء والواو والباء قياسٌ صحيحٌ من أصلٍ واحد، وهو العَوْدُ والرُّجوع. يقال ثاب يثُوب إذا رَجَع.
والمَثَابةُ: المكان يَثُوب إليه النّاس. قال الله تعالى: وَإذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً [البقرة 125]. قال أهل التفسير: مثابة: يثُوبون إليه لا يَقْضُون منه وَطَراً أبداً.
والمَثَابة: مَقام المُستَقِي على فَمِ البِئرْ.
وهو مِنْ هذا، لأنّه يثُوب إليه، والجمع مَثَابات. قال:
وما لـمَثَاباتِ العُروشِ بَقيَّةٌ      إذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ

وقال قَوم: المَثَابة العدد الكبير. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب، لأنهم الفئة التي يُثَابُ إليها.
ويقال ثَابَ الحوضُ، إذا امتلأ. قال:وهكذا كأنّه خلا ثم ثاب إليه الماء، أو عاد ممتلئاً بعد أنْ خلا. . . . أكمل المادة من الأجْر والجزاء أمرٌ يُثابُ إليه.
ويقال إنّ المَثابة حِبالةُ الصَّائد، فإن كان هذا صحيحاً فلأنّه مَثَابة الصَّيد، على معنى الاستعارة والتّشبيه. قال الراجز:
مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ المَثَابَا      لعلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا

يعني بالشّيخِ الوَعِلَ يَصِيدُه.
ويقال إنّ الثَّوابَ العَسَلُ؛ وهو من الباب، لأنّ النّحلَ يثُوبُ إليه. قال:
فهو أحْلَى مِنَ الثَّوابِ إذا      ذُقْتَُ فَاهَا وبَارِئِ النَّسَمِ

قالوا: والواحدُ ثَوَابة. اسمُ رجلٍ كان يُضْرَب به المثل في الطَّوَاعِيَة، فيقال: "أطْوَعُ مِنْ ثواب". قال:
وكنتُ الدّهر لَستُ أُطِيعُ أنْثَى      فصرْتُ اليومَ أطْوَعَ مِن ثَوابِ

والثوب الملبوس محتملٌ أن يكون من هذا القياس؛ لأنّه يُلْبَس ثم يُلبَس ويثاب إليه.
وربَّما عبَّروا عن النفس بالثَّوب، فيقال هو طاهر الثِّياب.

ثَابَ (القاموس المحيط) [50]


ثَابَ ثَوْباً وثُؤُوباً: رَجَع،
كثَوَّبَ تَثْوِيباً،
و~ جِسْمُهُ ثَوَبَاناً، مُحَرَّكَةً: أَقْبَلَ،
و~ الحَوْضُ ثَوْباً وثُؤُوباً: امْتَلأَ أو قارَبَ، وأَثَبْتُهُ.
والثَّوَابُ: العَسَلُ، والنَّحْلُ، والجَزَاءُ،
كالمَثُوبَةِ والمَثْوَبَةِ.
أَثَابَهُ اللَّهُ،
وأَثْوَبَهُ، وثَوَّبَهُ مَثُوبَتَهُ: أَعْطَاهُ إيَّاهَا.
ومَثَابُ البِئْرِ: مَقَامُ السَّاقِي، أو وَسَطُها.
ومَثَابَتُها: مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها، وما أشْرَفَ مِنَ الحِجَارَةِ حَوْلَها، أو مَوْضِعُ طَيِّها،
ومُجْتَمَعُ النَّاسِ بَعْدَ تَفَرُّقِهِمْ، كالمَثابِ.
والتَّثْوِيبُ: التَّعْوِيضُ، والدُّعاءُ إلى الصَّلاةِ، أو تَثْنِيَةُ الدُّعاءِ، أو أَنْ يَقولَ في أذانِ الفَجْرِ: الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ عَوْداً على بَدْءٍ، والإِقامَةُ، والصَّلاةُ بَعْدَ الفَرِيضَةِ.
وتَثَوَّبَ: تَنَفَّلَ بَعْدَ الفَرِيضَةِ، وكَسَبَ الثَّوابَ. والثَّوْبُ: اللِّباسُ،
ج: أَثْوُبٌ وأَثْؤُبٌ وأَثْوَابٌ وثِيَابٌ،
وبائِعُهُ . . . أكمل المادة وصاحِبُهُ: ثَوَّابٌ، ومحمدُ بنُ عُمَرَ الثِّيابِيُّ المُحَدِّثُ: كان يَحْفَظُ الثِّيابَ في الحَمَّامِ.
وثَوْبُ بنُ شَحْمَةَ: أسَرَ حاتِمَ طَيِّئٍ، وابنُ النَّارِ: شاعِرٌ جاهِلِيٌّ، وابنُ تَلْدَةَ: مُعَمَّرٌ، لَهُ شِعْرٌ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ.
وللَّهِ ثَوْبَاهُ: للَّهِ دَرُّهُ.
وثَوْبُ الماءِ: السَّلَى والغِرْسُ.
وفي ثَوْبَيْ أبي أَنْ أَفِيَهُ، أي: في ذِمَّتِي وذِمَّةِ أبي.
و" إنَّ المَيِّتَ ليُبْعَثُ في ثِيَابِهِ"، أي: أعْمالِهِ. {وثيابَكَ فَطَهِّر}: قيلَ: قَلْبَكَ.
وسَمَّوْا: ثَوْباً وثُوَيْباً وثَواباً، كَسَحابٍ، وثَوَابَةَ، كَسَحابَةٍ.
ومَثْوَبٌ، كمَقْعَدٍ: د باليَمَنِ.
وثُوَبُ، كَزُفَرَ، ابنُ مَعْنٍ الطائِي.
وزُرْعَةُ بنُ ثُوَبُ المُقرِئ قاضي دِمَشْقَ، وعبدُ اللَّهِ بنُ ثُوَبَ أبو مُسْلمٍ الخَوْلانِيُّ، وجُمَيْح، أو جُمَيْعُ بنُ ثُوَبَ، وزيدُ بنُ ثُوَبَ: مُحَدِّثُونَ.
والحَارِثُ بنُ ثُوَبَ أيضاً، لا أَثْوَبَ، (ووَهِمَ فيه عبدُ الغنِيّ، تابِعيٌّ، وأثْوِبُ بنُ عُتْبَةَ: من رُواةِ حَدِيثِ الدِّيكِ الأبْيَضِ).
وثَوَابٌ: رجُلٌ غَزَا، أو سافَرَ فانْقَطَعَ خَبَرُهُ، فَنَذَرَتِ امْرَأُتُهُ: لَئِن اللَّهُ رَدَّهُ لَتَخْرِمَنَّ أَنْفَهُ، وتَجْنُبَنَّ به إلى مَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ أخْبَرَتْهُ به، فقال: دُونَكِ، فقيلَ: "أطْوَعُ من ثَوَابٍ. والثَّائِبُ: الرِّيحُ الشديدَةُ تكونُ في أوَّلِ المَطَرِ،
و~ من البَحْرِ: ماؤُهُ الفائِضُ بَعْدَ الجَزْرِ. بنُ عُتْبَةَ، كَكَتَّانٍ: مُحَدِّثٌ،
و~ ابنُ حُزَابَةَ: له ذِكْرٌ، وبالتخفيفِ: جَماعةٌ.
واسْتَثَابَهُ: سَأَلَهُ أن يُثِيبَهُ،
و~ مالاً: اسْتَرْجَعَهُ.
وكَزُبَيْرٍ: تابِعِيٌّ مُحَدِّثٌ كَلاعِيٌّ، وآخَرُ بِكَالِيُّ.
وزيادُ بنُ ثُوَيْبٍ، وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ ثُوَيْبٍ: تابِعيّانِ.

ث و ب (المصباح المنير) [50]


 الثَّوْبُ: مذكر وجمعه "أَثْوَابٌ" و "ثِيَابٌ" وهي ما يلبسه الناس من كتان وحرير وخزّ وصوف وفرو ونحو ذلك، وأما الستور ونحوها فليست بثياب بل أمتعة البيت و "المَثَابَةُ" و "الثَّوَابُ" الجزاء و "أَثَابَهُ" الله تعالى فعل له ذلك و "ثَوْبَانُ" مثل سكران من أسماء الرِّجَالِ و "ثَابَ" "يَثُوبُ" "ثَوْبًا وَثُؤوبًا" إذا رجع ومنه قيل للمكان الذي يرجع إليه الناس "مَثَابَةٌ" وقيل للإنسان إذا تزوج "ثَيِّبٌ" وهو فيعل اسم فاعل من ثاب وإطلاقه على المرأة أكثر؛ لأنها ترجع إلى أهلها بوجه غير الأول، ويستوي في "الثَّيِّبِ" الذكر والأنثى كما يقال: أيّم و "بِكْرٌ" للذكر والأنثى، وجمع المذكر "ثَيِّبُونَ" بالواو والنون وجمع المؤنث "ثَيِّبَاتٌ" والمولدون يقولون "ثُيَّبٌ" وهو غير مسموع وأيضا ففيعل لا يجمع على فُعَّل و "ثَوَّبَ" الداعي "تَثْوِيبًا" ردد صوته ومنه "التَّثْوِيبُ" في الأذان و "تَثَاءَبَ" بالهمز "تَثَاؤُبًا" وزان تقاتل تقاتلا قيل: هي فترة تعتري الشخص فيفتح عندها . . . أكمل المادة فمه و "تَثَاوَبَ" بالواو عاميّ. 

ثوب (الصّحّاح في اللغة) [50]


الثوب: واحدُ الأثوابِ والثيابِ، ويجمع في القِلَّةِ على أَثْوُبٍ، وبعض العرب يقول: أَثْؤُبٌ فيهمز. قال سيبويه: يقال لصاحب الثياب ثَوَّابٌ. الرجل يثوب ثَوْباً وثَوَباناً: رجع بعد ذَهابه.
وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا.
وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض.
ومَثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء إذا استُفرِغَ.
والمثابة: الموضع الذي يُثابُ إليه، أي يُرْجَعُ إليه مرةً بعد أخرى.
ومنه قوله تعالى: "وإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ" وإنما قيل للمنزل مثابةٌ لأنّ أهله يتصرَّفون في أمورهم ثم يثوبون إليه،والجمع المَثابُ.
وربَّما قالوا لموضع حِبالَةِ الصائدِ مَثابةً.
والمَثابُ: مَقامُ المسْتَقي على فَمِ البئر عند العَرْش. قال القُطاميُّ:
إذا اسْتُلَّ من تحت العُروشِ الدعائمُ      وما لِمَثابـاتِ الـعُـروش بـقـيَّةٌ
. . . أكمل المادة

والثواب: جزاء الطاعة، وكذلك المَثوبَةُ. قال الله تبارك وتعالى: "لَمَثوبَةٌ منْ عِنْد اللهِ خير".
وأثاب الرجلُ، أي رجَع إليه جسمُهُ وصَلَحَ بدنُه. استَثابَهُ: سأله أن يُثيبَهُ.
وقوله تعالى: "هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا يَفْعَلون" أي جوزوا.
والتثويب في أذانِ الفجر أن يقول: الصَّلاة خيرٌ من النوم.
والثاب: الريح الشديدة تكون في أول المطَر.
ورجل ثَيِّبٌ وامرأةٌ ثيِّبٌ، الذكر والأثنى فيه سواءٌ. قال ابن السكيت: وذلك إذا كانت المرأة قد دُخِلَ بها، أو كان الرجل قد دَخَل بامرأته. تقول منه: قد ثُيَّبَتِ المرأةُ.

ثوب (لسان العرب) [50]


ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذَهابه.
ويقال: ثابَ فلان إِلى اللّه، وتابَ، بالثاء والتاء، أَي عادَ ورجعَ إِلى طاعته، وكذلك: أَثابَ بمعناه.
ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بمعنى واحد.
ورجل ثَوّابٌ: للذي يَبِيعُ الثِّيابَ.
وثابَ الناسُ: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا.
وكذلك الماءُ إِذا اجْتَمَعَ في الحَوْضِ.
وثابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَي رَجَعَ.قال: وزَعْتُ بِكالهِراوةِ أعْوَجِيٍّ، * إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وَثابا ويروى وِثابا، وهو مذكور في موضعه.
وثَوَّبَ كثابَ. أَنشد ثعلب لرجل يصف ساقِيَيْنِ: إِذا اسْتَراحا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبا والثَّوابُ: النَّحْلُ لأَنها تَثُوبُ. قالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ: من كل مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافةٍ * منها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَرْعَبُ وثابَ جِسْمُه ثَوَباناً، . . . أكمل المادة وأَثابَ: أَقْبَلَ، الأَخيرة عن ابن قتيبة.
وأَثابَ الرَّجلُ : ثابَ إِليه جِسْمُه وصَلَح بَدَنُهُ .التهذيب :ثابَ إِلى العَلِيلِ جِسْمُه إِذا حسُنَتْ حالُه بعْدَ تَحوُّلِه ورجَعَتْ إِليه صِحَّتُه.
وثابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً: امْتَلأَ أَو قارَبَ، وثُبةُ الحَوْض ومَثابُه: وَسَطُه الذي يَثُوبُ إِليه الماءُ إِذا اسْتُفرِغَ حُذِفَتْ عَينُه.
والثُّبةُ: ما اجْتَمع إِليه الماءُ في الوادي أَو في الغائِط. قال: وإِنما سميت ثُبةً لأَن الماءَ يَثُوبُ إِليها، والهاء عوض من الواو الذاهبة من عين الفعل كما عوّضوا من قولهم أَقام إِقامةً، وأَصله إِقْواماً.
ومَثابُ البئر: وَسَطها.
ومَثابُها: مقامُ السَّاقي من عُرُوشها على فَم البئر. قال القطامي يصف البِئر وتَهَوُّرَها: وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، * إِذا اسْتُلَّ، مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ، الدَّعائُم ومَثابَتُها: مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها.
ومَثابَتُها: ما أَشْرَفَ من الحجارة حَوْلَها يَقُوم عليها الرَّجل أَحياناً كي لا تُجاحِفَ الدَّلْوَ الغَرْبَ، ومَثابةُ البِئْرِ أَيضاً: طَيُّها، عن ابن الأَعرابي. قال ابن سيده: لا أَدري أَعَنَى بطَيّها موضِعَ طَيِّها أَم عَنى الطَّيَّ الذي هو بِناؤُها بالحجارة. قال: وقَلَّما تكون الـمَفْعَلةُ مصدراً.
وثابَ الماءُ: بَلَغ إِلى حاله الأَوّل بعدما يُسْتَقَى. التهذيب: وبِئْرٌ ذاتُ ثَيِّبٍ وغَيِّثٍ إِذا اسْتُقِيَ منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَر.
وثَيّبٌ كان في الأَصل ثَيْوِبٌ. قال: ولا يكون الثُّؤُوبُ أَوَّلَ الشيءِ حتى يَعُودَ مَرَّةً بعد أُخرى.
ويقال: بِئْر لها ثَيْبٌ أَي يَثُوبُ الماءُ فيها.
والـمَثابُ: صَخْرة يَقُوم السَّاقي عليها يثوب إِليها الماء، قال الراعي: مُشْرفة الـمَثاب دَحُولا. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول: الكَلأُ بمَواضِعِ كذا وكذا مثل ثائِبِ البحر: يَعْنُون أَنه غَضٌّ رَطْبٌ كأَنه ماءُ البحر إِذا فاضَ بعد جزْرٍ.وثابَ أَي عادَ ورَجَع إِلى مَوْضِعِه الذي كان أَفْضَى إِليه.
ويقال: ثابَ ماءُ البِئر إِذا عادَتْ جُمَّتُها.
وما أَسْرَعَ ثابَتَها.
والمَثابةُ: الموضع الذي يُثابُ إِليه أَي يُرْجَعُ إِليه مرَّة بعد أُخرى.
ومنه قوله تعالى: وإِذ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ وأَمْناً.
وإِنما قيل للمنزل مَثابةٌ لأَنَّ أَهلَه يَتَصَرَّفُون في أُمُورهم ثم يَثُوبون إِليه، والجمع الـمَثابُ. قال أَبو إِسحق: الأَصل في مَثابةٍ مَثْوَبةٌ ولكن حركةَ الواو نُقِلَت إِلى الثاء وتَبِعَت الواوُ الحركةَ، فانقَلَبَتْ أَلفاً. قال: وهذا إِعلال باتباع باب ثابَ، وأَصل ثابَ ثَوَبَ، ولكن الواو قُلبت أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها. قال: لا اختلاف بين النحويين في ذلك.
والـمَثابةُ والـمَثابُ: واحد، وكذلك قال الفرَّاءُ.
وأَنشد الشافعي بيت أَبي طالب: مَثاباً لأَفْناءِ القَبائِلِ كلِّها، * تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاَتُ الذَّوامِلُ وقال ثعلب: البيتُ مَثابةٌ.
وقال بعضهم: مَثُوبةٌ ولم يُقرأْ بها.
ومَثابةُ الناسِ ومثابُهم: مُجتَمَعُهم بعد التَّفَرُّق.
وربما قالوا لموضع حِبالة الصائد مَثابة. قال الراجز: مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ الـمَثابا، لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا يعني بالشَّيْخِ الوَعِلَ.
والثُّبةُ: الجماعةُ من الناس، من هذا.
وتُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبًى، وقد اختلف أَهل اللغة في أَصلها، فقال بعضهم: هي من ثابَ أَي عادَ ورَجَعَ، وكان أَصلها ثَوُبةً، فلما ضُمت الثاءُ حُذفت الواو، وتصغيرها ثُوَيْبةٌ.
ومن هذا أُخذ ثُبةُ الحَوْض.
وهو وسَطُه الذي يَثُوب إِليه بَقِيَّةُ الماءِ.
وقوله عز وجل: فانْفِرُوا ثُباتٍ أَو انْفروا جميعاً. قال الفرّاءُ: معناه فانْفِرُوا عُصَباً، إِذا دُعِيتم إِلى السَّرايا، أَو دُعِيتم لتَنْفِروا جميعاً.
وروي أَنَّ محمد بن سلام سأَل يونس عن قوله عز وجل: فانْفِروا ثُباتٍ أَو انْفِرُوا جميعاً. قال: ثُبَةٌ وثُباتٌ أَي فِرْقةٌ وفِرَقٌ.
وقال زهير: وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ، * نَشاوَى، واجِدِينَ لِما نَشاءُ قال أَبو منصور: الثُّباتُ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، وكلُّ فِرْقةٍ ثُبةٌ، وهذا من ثابَ.
وقال آخرون: الثُّبةُ من الأَسْماءِ الناقصة، وهو في الأَصل ثُبَيةٌ، فالساقط لام الفعل في هذا القول، وأَما في القول الأَوّل، فالساقِطُ عين الفعل.
ومَن جعل الأَصل ثُبَيةً، فهو من ثَبَّيْتُ على الرجل إِذا أَثْنَيْتَ عليه في حياتِه، وتأْوِيلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ، وإِنما الثُّبةُ الجماعةُ.
وثاب القومُ: أَتَوْا مُتواتِرِين، ولا يقالُ للواحد. جَزاءُ الطاعةِ، وكذلك الـمَثُوبةُ. قال اللّه تعالى: لَمَثُوبةٌ مِن عندِ اللّهِ خَيْرٌ.
وأَعْطاه ثَوابَه ومَثُوبَتَهُ ومَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ ما عَمِلَه.
وأَثابَه اللّهُ ثَوابَه وأَثْوَبَه وثوَّبَه مَثُوبَتَه: أَعْطاه إِيّاها.
وفي التنزيل العزيز: هل ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانوا يَفْعلون. أَي جُوزُوا.
وقال اللحياني: أَثابَهُ اللّهُ مَثُوبةً حَسَنَةً.
ومَثْوَبةٌ، بفتح الواو، شاذ، منه.
ومنه قراءة مَن قرأَ: لـمَثْوَبةٌ من عند اللّه خَيْرٌ.
وقد أَثْوَبه اللّهُ مَثْوَبةً حسَنةً، فأَظْهر الواو على الأَصل.
وقال الكلابيون: لا نَعرِف الـمَثْوبةَ، ولكن الـمَثابة.
وثَوَّبه اللّهُ مِن كذا: عَوَّضه، وهو من ذلك.
واسْتَثابَه: سأَله أَن يُثِيبَه.
وفي حديث ابن التَّيِّهانِ، رضي اللّه عنه: أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه على صَنِيعِهِ. يقال: أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، والاسم الثَّوابُ، ويكون في الخير والشرِّ، إِلا أَنه بالخير أَخَصُّ وأَكثر استِعمالاً.
وأَما قوله في حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا أَعرِفَنَّ أَحداً انْتَقَص مِن سُبُلِ الناسِ إِلى مَثاباتِهم شيئاً. قال ابن شميل: إِلى مَثاباتِهم أَي إِلىمَنازِلهم، الواحد مَثابةٌ، قال: والـمَثابةُ الـمَرْجِعُ.
والـمَثابةُ: الـمُجْتمَعُ والـمَنْزِلُ، لأَنَّ أَهلَه يَثُوبُون إِليه أَي يرجِعُون.
وأَراد عُمر، رضي اللّه عنه، لا أَعْرِفَنَّ أَحداً اقْتَطع شيئاً من طُرُق المسلمين وأَدخله دارَه.
ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها، وقولُها في الأَحْنَف: أَبي كانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهِه.
وفي حديث عَمْرو ابن العاص، رضي اللّه عنه، قِيلَ له في مَرَضِه الذي مات فيه: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قال: أَجِدُني أَذُوبُ ولا أَثُوبُ أَي أَضْعُفُ ولا أَرجِعُ إِلى الصِّحة. ابن الأَعرابي: يقال لأَساس البَيْتِ مَثاباتٌ. قال: ويقال لتُراب الأَساس النَّثِيل. قال: وثابَ إِذا انْتَبَه، وآبَ إِذا رَجَعَ، وتابَ إِذا أَقْلَعَ.
والـمَثابُ: طَيُّ الحجارة يَثُوبُ بَعْضُها على بعض من أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه.
والـمَثابُ: الموضع الذي يَثُوبُ منه الماءُ، ومنه بِئْر ما لها ثائِبٌ.
والثَّوْبُ: اللِّباسُ، واحد الأَثْوابِ، والثِّيابِ، والجمع أَثْوُبٌ، وبعض العرب يهمزه فيقول أَثْؤُبٌ، لاستثقال الضمة على الواو، والهمزةُ أَقوى على احتمالها منها، وكذلك دارٌ وأَدْؤُرٌ وساقٌ وأَسْؤُقٌ، وجميع ما جاءَ على هذا المثال. قال معروف بن عبدالرحمن: لكُلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْؤُبـــــــــا، حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْيَبا، أَمْلَـــــحَ لا لَـــذًّا، ولا مُحَبَّبـــــــا وأَثْوابٌ وثِيابٌ. التهذيب: وثلاثةُ أَثْوُبٍ، بغير همز، وأَما الأَسْؤُقُ والأَدْؤُرُ فمهموزان، لأَنَّ صرف أَدْؤُرٍ على دار، وكذلك أَسْؤُق على ساقٍ، والأَثْوبُ حُمِل الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَوْب نَفْسِها، والواو تحتمل الصرف من غير انهماز. قال: ولو طرح الهمز من أَدْؤُر وأَسْؤُق لجاز على أَن تردّ تلك الأَلف إِلى أَصلها، وكان أَصلها الواو، كما قالوا في جماعة النابِ من الإِنسان أَنْيُبٌ، همزوا لأَنَّ أَصل الأَلف في الناب ياء(1) (1 قوله «همزوا لأَن أصل الألف إلخ» كذا في النسخ ولعله لم يهمزوا كما يفيده التعليل بعده.) ، وتصغير نابٍ نُيَيْبٌ، ويجمع أَنْياباً.
ويقال لصاحب الثِّياب: ثَوَّابٌ. عز وجل: وثيابَكَ فَطَهِّرْ. قال ابن عباس، رضي اللّه عنهما، يقول: لا تَلْبَسْ ثِيابَك على مَعْصِيةٍ، ولا على فُجُورِ كُفْرٍ، واحتجَّ بقول الشاعر: إِني بِحَمْدِ اللّهِ، لا ثَوْبَ غادِرٍ * لَبِسْتُ، وَلا مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُ وقال أَبو العباس: الثِّيابُ اللِّباسُ، ويقال للقَلْبِ.
وقال الفرَّاءُ: وثِيابَك فَطَهِّرْ: أَي لا تكن غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّيابِ، ويقال: وثِيابَك فطَهِّرْ. يقول: عَمَلَكَ فأَصْلِحْ.
ويقال: وثِيابَكَ فطهر أَي قَصِّرْ، فإِن تَقْصِيرها طُهْرٌ.
وقيل: نَفْسَكَ فطَهِّر، والعرب تَكْني بالثِّيابِ عن النَفْسِ، وقال: فَسُلِّي ثيابي عن ثِيابِكِ تَنْسَلِي وفلان دَنِسُ الثِّيابِ إِذا كان خَبيثَ الفِعْل والـمَذْهَبِ خَبِيثَ العِرْض. قال امْرُؤُ القَيْس: ثِيابُ بَني عَوْفٍ طَهارَى، نَقِيّةٌ، * وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ الـمَسافِرِ، غُرّانُ وقال: رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، ولا تَرَى * لها شَبَهاً، الا النَّعامَ الـمُنَفَّرا. رَمَوْها يعني الرّكابَ بِأَبْدانِهِم.
ومثله قول الراعي: فقامَ إِليها حَبْتَرٌ بِسلاحِه، * وللّه ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيّما فَتَى يريد ما اشْتَمَل عليه ثَوْبا حَبْتَرٍ من بَدَنِه.
وفي حديث الخُدْرِيِّ لَـمَّا حَضَره الـمَوتُ دَعا بِثيابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثم ذكر عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: إِن المَيّتَ يُبْعَثُ في ثِيابِه التي يَموتُ فيها. قال الخطابي: أَما أَبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهرهِ، وقد رُوي في تحسين الكَفَنِ أَحاديثُ. قال: وقد تأَوّله بعضُ العلماء على المعنى وأَراد به الحالةَ التي يَمُوت عليها من الخَير والشرّ وعَمَلَه الذي يُخْتَم له به. يقال فلان طاهِرُ الثيابِ إِذا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ والبَراءةِ من العَيْبِ.
ومنه قوله تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ.
وفلان دَنِسُ الثّياب إِذا كان خَبِيثَ الفعل والـمَذْهبِ. قال: وهذا كالحديث الآَخَر: يُبْعَثُ العَبْدُ على ما مات عليه. قال الهَروِيُّ: وليس قَولُ من ذَهَبَ به إِلى الأَكْفانِ بشيءٍ لأَنَّ الإِنسان إِنما يُكَفَّنُ بعد الموت.
وفي الحديث: مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللّهُ تعالى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؛ أَي يَشْمَلُه بالذلِّ كما يشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ يُصَغِّرَه في العُيون ويُحَقِّرَه في القُلوب.
والشهرة: ظُهور الشيء في شُنْعة حتى يُشْهِره الناسُ.
وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ. قال ابن الأَثير: الـمُشْكِلُ من هذا الحديث تثنية الثوب. قال الأَزهريّ: معناه أَن الرجل يَجعَلُ لقَميصِه كُمَّيْنِ أَحدُهما فوق الآخر لِيُرَى أَن عليه قَميصَين وهما واحد، وهذا إِنما يكونُ فيه أَحدُ الثَّوْبَيْن زُوراً لا الثَّوْبانِ.
وقيل معناه أَن العرب أَكثر ما كانت تَلْبَسُ عند الجِدَّةِ والـمَقْدُرةِ إِزاراً ورداءً، ولهذا حين سُئل النبي، صلى اللّه عليه وسلم، عن الصلاة في الثوب الواحد قال: أَوكُلُّكُم يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ وفسره عمر، رضي اللّه عنه، بإِزارٍ ورِداء، وإِزار وقميص، وغير ذلك.
وروي عن إِسحق بن راهُويه قال: سأَلتُ أَبا الغَمْرِ الأَعرابيَّ، وهو ابنُ ابنةِ ذي الرُّمة، عن تفسير ذلك، فقال: كانت العربُ إِذا اجتَمَعوا في المحافِلِ كانت لهم جماعةٌ يَلْبَسُ أَحدُهم ثوبين حَسَنَيْن. فإِن احتاجوا إِلى شَهادةٍ شَهِدَ لهم بِزُور، فيُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَيْهِ، فيقولون: ما أَحْسَنَ ثِيابَه، وما أَحسنَ هَيْئَتَه، فَيُجيزون شهادته لذلك. قال: والأَحسن أَن يقال فيه إِنَّ المتشبّعَ بما لم يُعْطَ هو الذي يقول أُعْطِيتُ كذا لشيءٍ لم يُعْطَه، فأَمـّا أَنه يَتَّصِفُ بصِفاتٍ ليست فيه، يريدُ أَنَّ اللّه تعالى منَحَه إِيّاها، أَو يُريد أَنّ بعضَ الناسِ وصَلَهُ بشيءٍ خَصَّه به، فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين أَحدهما اتّصافُه بما ليس فيه، أَو أَخْذُه ما لم يأْخُذْه، والآخَر الكَذِبُ على الـمُعْطِي، وهو اللّهُ، أَو الناسُ.
وأَراد بثوبي زُورٍ هذين الحالَيْن اللَّذَيْنِ ارْتَكَبَهما، واتَّصفَ بهما، وقد سبق أَن الثوبَ يُطلق على الصفة المحمودة والمذمومة، وحينئذ يصح التشبيه في التثنية لإِنه شَبَّه اثنين باثنين، واللّه أَعلم.
ويقال: ثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيباً إِذا عاد مرَّة بعد أُخرى.
ومنه تَثْوِيبُ المؤذّن إِذا نادَى بالأَذانِ للناس إِلى الصلاة ثم نادَى بعد ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذَهابه . التأْذين، فقال: الصلاةَ، رَحمكم اللّه، الصلاةَ، يَدْعُو إِليها عَوْداً بعد بَدْء.
والتَّثْوِيبُ: هو الدُّعاء للصلاة وغيرها، وأَصله أَنَّ الرجلَ إِذا جاءَ مُسْتَصْرِخاً لوَّحَ بثوبه لِيُرَى ويَشْتَهِر، فكان ذلك كالدُّعاء، فسُمي الدعاء تثويباً لذلك، وكلُّ داعٍ مُثَوِّبٌ.
وقيل: إِنما سُمِّي الدُّعاء تَثْوِيباً من ثاب يَثُوبُ إِذا رجَع، فهو رُجُوعٌ إِلى الأَمر بالـمُبادرة إِلى الصلاة، فإِنّ المؤَذِّن إِذا قال: حَيَّ على الصلاة، فقد دَعاهم إِليها، فإِذا قال بعد ذلك: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، فقد رجَع إِلى كلام معناه المبادرةُ إِليها.
وفي حديث بِلال: أَمرَني رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَنْ لا أُثَوِّبَ في شيءٍ من الصلاةِ، إِلاَّ في صلاةِ الفجر، وهو قوله: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، مرتين.
وقيل: التَّثْويبُ تثنية الدعاء.
وقيل: التثويب في أَذان الفجر أَن يقول المؤَذِّن بعد قوله حيّ على الفلاح: الصلاةُ خير من النَّوْم، يقولها مرتين، كما يُثوِّب بين الأَذانين: الصلاةَ، رحمكم اللّه، الصلاةَ.
وأَصلُ هذا كلِّه من تَثْوِيب الدعاء مرة بعدَ اخرى.
وقيل: التَّثوِيبُ الصلاةُ بعدَ الفَريضة. يقال: تَثَوَّبت أَي تَطَوَّعْت بعد المكتُوبة، ولا يكون التَّثْوِيبُ إِلا بعد المكتوبة، وهو العود للصلاة بعد الصلاة.
وفي الحديث: إِذا ثُوِّبَ بالصلاة فأْتُوها وعليكم السَّكِينةُ والوَقارُ. قال ابن الأَثير: التَّثْويبُ ههنا إِقامةُ الصلاة.
وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي اللّه عنها، حين أَرادت الخُروجَ إِلى البصرة: إِنَّ عَمُودَ الدِّين لا يُثابُ بالنساءِ إِنْ مالَ. تريد: لا يُعادُ إِلى اسْتِوائه، من ثابَ يَثُوبُ إِذا رجَع.
ويقال: ذَهَبَ مالُ فلانٍ فاسْتَثابَ مالاً أَي اسْتَرْجَع مالاً.
وقال الكميت: إِنّ العَشِيرةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه، * فتُغِيرُ، وهْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوالَها وقولهم في المثلِ هو أَطْوَعُ من ثَوابٍ: هو اسم رجل كان يُوصَفُ بالطَّواعِيةِ. قال الأَخفش بن شهاب: وكنتُ، الدَّهْرَ، لَسْتُ أُطِيع أُنْثَى، * فَصِرْتُ اليومَ أَطْوَعَ مِن ثَوابِ التهذيب: في النوادر أَثَبْتُ الثَّوْبَ إِثابةً إِذا كَفَفْتَ مَخايِطَه، ومَلَلْتُه: خِطْتُه الخِياطَة الأُولى بغير كَفٍّ.
والثائبُ: الرّيحُ الشديدةُ تكونُ في أَوّلِ الـمَطَر.
وثَوْبانُ: اسم رجل.

الثَّوَاب (المعجم الوسيط) [0]


 الْجَزَاء وَالعطَاء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالله عِنْده حسن الثَّوَاب} 

الثَّوَاب (المعجم الوسيط) [0]


 بَائِع الثِّيَاب 

هدمل (المعجم الوسيط) [0]


 الرجل خرق أثوابه 

الجازية (المعجم الوسيط) [0]


 الثَّوَاب وَالْعِقَاب (ج) جَوَاز 

المرجعة (المعجم الوسيط) [0]


 سفرة مرجعة فِيهَا ثَوَاب وعاقبة حَسَنَة 

الشُّكْر (المعجم الوسيط) [0]


 عرفان النِّعْمَة وإظهارها وَالثنَاء بهَا وَمن الله الرِّضَا وَالثَّوَاب 

غُنْتُمٌ (القاموس المحيط) [0]


غُنْتُمٌ، كقُنْفُذٍ والتاءُ مُثَنَّاةٌ فَوْقِيَّةٌ: ابنُ ثَوابَةَ الطائِيُّ، مُحدِّثٌ.

ائتجر (المعجم الوسيط) [0]


 طلب الثَّوَاب بِصَدقَة أَو نَحْوهَا وعَلى فلَان بِكَذَا عمل لَهُ بِأَجْر 

وعَظَه (القاموس المحيط) [0]


وعَظَه، يَعِظُه وعْظاً وعِظَةً ومَوْعِظَةً: ذَكَّرَه ما يُلَيِّنُ قَلْبَه مِن الثوابِ والعِقابِ، فاتَّعَظَ.

ف و ج (المصباح المنير) [0]


 الفَوْجُ: الجماعة من الناس والجمع "أَفْواَجُ" مثل ثوب وأثواب وجمع "الافْوَاجِ" "أفَاوِيجُ" . 

ف و ج (المصباح المنير) [0]


 الفَوْجُ: الجماعة من الناس والجمع "أَفْواَجُ" مثل ثوب وأثواب وجمع "الافْوَاجِ" "أفَاوِيجُ" . 

البغية والبغية (المعجم الوسيط) [0]


 مَا يبتغى يُقَال ليكن بغيتك ثَوَاب الْآخِرَة وَليكن الْحق بغيتك وَيُقَال هُوَ ابْن بغية أَي حرَام 

ح و ض (المصباح المنير) [0]


 حَوْضُ: الماء جمعه "أَحْوَاضٌ" و "حِيَاضٌ" وأصل "حِيَاضٍ" الواو لكن قلبت ياء للكسرة قبلها مثل ثوب وأثواب وثياب. 

المكعب (المعجم الوسيط) [0]


 الموشي من البرود والأثواب و (فِي المساحة) الْجِسْم الَّذِي يُحِيط بِهِ سِتَّة مربعات مُتَسَاوِيَة و (فِي الْحساب) الْعدَد الْحَاصِل من ضربه بمربعه فثمانية هُوَ مكعب اثْنَيْنِ 

الْبَقِيَّة (المعجم الوسيط) [0]


 مَا بَقِي من الشَّيْء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {بَقِيَّة الله خير لكم} مَا ادخر عِنْده من الثَّوَاب و (أولو بَقِيَّة) أولو تَمْيِيز واستبقاء وَنظر للعواقب 

الثَّوْب (المعجم الوسيط) [0]


 مَا يلبس وَيُقَال رجل طَاهِر الثَّوْب بَرِيء من الْعَيْب وثوب المَاء جلدَة يكون فِيهَا الْجَنِين ولفه كَامِلَة من القماش مُخْتَلفَة الْمِقْدَار (ج) أَثوَاب وَثيَاب 

الْمعِين (المعجم الوسيط) [0]


 من المَاء المعيون (وَانْظُر معن) الْمعِين:  من الْبَقر مَا كَانَ بَين عَيْنَيْهِ سَواد وَمن الأثواب مَا كَانَ فِي وشيه ترابيع صغَار تشبه عُيُون الْوَحْش و (فِي الهندسة) مَا كَانَ شكله مسطحًا متساوي الأضلاع الْأَرْبَعَة المستقيمة المحيطة بِهِ غير قَائِم الزوايا 

ط و ر (المصباح المنير) [0]


 الطُّورُ: بالضم اسم جبل و "الطَّوْرُ" بالفتح التارة وفعل ذلك "طَوْرًا" بعد "طَوْرٍ" أي مرة بعد مرة و "الطَّوْرُ" الحال والهيئة والجمع "أَطْوَارٌ" مثل ثَوْب وأثواب وتعدى "طَوْرَهُ" أي حاله التي تليق به. 

الْحَرْث (المعجم الوسيط) [0]


 الزَّرْع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَيهْلك الْحَرْث والنسل} وَالْأَرْض المحروثة وَالطَّرِيق المثار بالحوافر لِكَثْرَة السّير عَلَيْهِ وحرث الدُّنْيَا متاعها من مَال وبنين وَغَيرهمَا وحرث الْآخِرَة الْعَمَل الصَّالح الْبَاقِي وَالثَّوَاب والنصيب 

س و ط (المصباح المنير) [0]


 السَّوْطُ: معروف والجمع "أَسْوَاطٌ" و "سِيَاطٌ" مثل ثوب وأثواب وثياب وضربه "سَوْطًا" أي ضربه "بِسَوْطٍ" وقوله تعالى: {سَوْطُ عَذَابٍ} أي ألم سوط عذاب والمراد الشدة لما علم أن الضرب بالسوط أعظم ألما من غيره. 

ط و ق (المصباح المنير) [0]


 الطَّوْقُ: معروف والجمع "أَطْوَاقٌ" مثل ثوب وأثواب، و "طَوَّقْتُهُ" الشيء: جعلته "طَوْقَهُ" ويعبر به عن التكليف، و "طَوْقُ" كل شيء ما استدار به ومنه قيل للحمامة "ذَاتُ طَوْقٍ" ، و "أَطَقْتُ" الشيء "إِطَاقَةً" قدرت عليه فأنا "مُطِيقٌ" والاسم "الطَّاقَةُ" مثل الطّاعة من أَطَاع. 

و ك ر (المصباح المنير) [0]


 وكْرُ: الطائر: عشه أين كان في جبل أو شجر والجمع "وِكَارٌ" مثل سهم وسهام، و "أوْكَارٌ" أيضا مثل ثوب وأثواب، و "وَكَرِ" الطائر "يكِرُ" من باب وعد: اتخذ "وَكْرًا" ، و "وَكَرَّ" بالتشديد مبالغة، و "وَكَرَ" أيضا صنع "الوَكِيرَةَ" وهي طعام البناء. 

ص د م (المصباح المنير) [0]


 صَدَمَهُ: "صَدْمًا" من باب ضرب دفعه وفي الحديث: "الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُوْلَى" معناه أن كلّ ذي مصيبة آخر أمره الصبر ولكن الثواب الأعظم إنما يحصل بالصَّبر عند حدتها. و "صَدَمَهُ" بالقول أسكته، و "تَصَادَمَ" الفارسان و "اصْطَدَمَا" كتاب الصاد أصاب كلّ واحد الآخر بثقله وحدته. 

ف و د (المصباح المنير) [0]


 الفود: معظم شعر اللمة مما يلي الأذنين قاله ابن فارس، كتاب الفاء وقال ابن السكيت: "الفَوْدَانِ" الضفيرتان، ونقل في البارع عن الأصمعي أن "الفَوَديْن" ناحيتا الرأس كلّ شقّ "فَوْدٌ" والجمع "أَفْوَادٌ" مثل ثوب وأثواب. و  وهو مذكر والجمع "أَفْئِدَةٌ" . 

ف و د (المصباح المنير) [0]


 الفود: معظم شعر اللمة مما يلي الأذنين قاله ابن فارس، كتاب الفاء وقال ابن السكيت: "الفَوْدَانِ" الضفيرتان، ونقل في البارع عن الأصمعي أن "الفَوَديْن" ناحيتا الرأس كلّ شقّ "فَوْدٌ" والجمع "أَفْوَادٌ" مثل ثوب وأثواب. و  وهو مذكر والجمع "أَفْئِدَةٌ" . 

ب - ث - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [0]


أبَثَ يأبِث أبْثاً، وأبَثَ الرجلُ بالرجل يأبِث أبْثاً، إذا سبعه عند السلطان خاصة، وبثا به يبثو بَثْواً. وباث المكانَ يَبيثه ويَبوثه بَوْثاً وبَيْثاً، إذا حفر فيه وخلط ترابَه. وبَثاء: موضع، ممدود مهموز. والوَثْب: الضَّبْر؛ وَثَبَ يَثِبَ وثْباً ووثوباً. والوَثْب بلغة حِمير: القعود؛ ويسمّون السرير وِثاباً. والثَّوْب الملبوس: معروف. وبنو ثَوْب: بطن من العرب. والثَّوْب: مصدر ثاب يثوب ثَوْباً وثُؤوباً، إذا رجع من مكان الى مكان، والموضع الذي يَرجع إليه المَثابة والمَثاب. والثواب: ثواب الله جلّ وعزّ علي ما عملتَه من خير أو شرّ، وهي المَثوبة والمَثْوَبَة. وأثابه الله يُثيبه إثابةً وثواباً. والثُّؤَباء من التثاؤب، ممدود مهموز . . . أكمل المادة وربما تُرك همزه ومدّه. ومن أمثالهم: " أعْدَى من الثُّؤَباء " . وأصل التثاؤب من قولهم: ثُئب الرجل فهو مثؤوب، إذا أصابه كسل وتوصيم.

ذ و د (المصباح المنير) [0]


 الذَّوْدُ: من الإبل، قال ابن الأنباري: سمعت أبا العباس يقول: ما بين الثلاث إلى العشر "ذَوْدٌ" ، وكذا قال الفارابي و "الذَّوْدُ" مؤنثة؛ لأنهم قالوا: ليس في أقل من خمس ذود صدقة والجمع "أَذْوَادٌ" مثل ثوب وأثواب، وقال في البارع: "الذَّوْدُ" لا يكون إلا إناثا و "ذَادَ" الراعي إبله عن الماء "يَذُودُهَا" "ذَوْدًا" و "ذِيَادًا" منعها. 

حبط (الصّحّاح في اللغة) [0]


حَبِطَ عملُهُ حَبْطاً بالتسكين، وحُبوطاً: بطَلَ ثوابه. الله تعالى.
والإحْباطُ: أن يذْهبَ ماءُ الرَكِيَّةِ فلا يعودَ كما كان.
ويقال أيضاً: حَبِطَ الجُرحُ حَبَطاً بالتحريك، يعودَ كما كان.
ويقال أيضاً: حَبِطَ الجُرحُ حَبَطاً بالتحريك، أي عَرِبَ ونُكِسَ.
والحَبَطُ أيضاً: أن تأكل الماشيةُ فتُكْثِرَ حتَّى تنتفخ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها. يقال: حَبِطَتِ الشاةُ بالكسر.
وفي الحديث "إنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقتُل حَبَطاً أو يُلِمُّ".

س ح ل (المصباح المنير) [0]


 السَّحْلُ: الثوب الأبيض والجمع "سُحُلٌ" مثل رهن ورهن وربما جمع على "سُحُولٍ" مثل فلس وفلوس. و "سَحُولٌ" مثل رسول بلدة باليمن يجلب منها الثياب وينسب إليها على لفظها فيقال أثواب "سَحُولِيَّةٌ" وبعضهم يقول "سُحُولِيَّةٌ" بالضم نسبة إلى الجمع، وهو غلط؛ لأن النسبة إلى الجمع إذا لم يكن علما وكان له واحد من لفظه ترد إلى الواحد بالاتفاق، و "السَّاحِلُ" شاطئ البحر والجمع سواحل. 

ن ف ل (المصباح المنير) [0]


 النَّفَلُ: الغنيمة، قال: إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلأي خير غنيمة والجمع "أَنْفَالٌ" مثل سبب وأسباب ومنه "النَّافِلَةُ" في الصلاة وغيرها؛ لأنها زيادة على الفريضة والجمع "نَوَافِلُ" ، و "النَّفْلُ" مثل فلس مثلها، ويقال لولد الولد "نَافِلَةٌ" أيضا، و "أَنْفَلْتُ" الرجل، و "نَفَّلْتُهُ" بالألف وبالتثقيل: وهبت له النّفل وغيره، وهو عطية لا تريد ثوابها منه، و "تَنَفَّلْتُ" : فعلت النّافلة، و "تَنَفَّلْتُ" على أصحابي: أخذت نفلا عنهم أي زيادة على ما أخذوا. 

أجر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأجْرُ: الثوابُ. تقول أَجَرَهُ الله يَأْجِرُهُ ويَأْجُرُهُ أَجْراً.
وكذلك آجَرَهُ الله إيجَاراً.
وآُجرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِهِ، أي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ.
والأُجرَةُ: الكِراءُ. تقول: استأجَرتُ الرجلَ فهو يَأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ، أي يصير أَجيري.
وائْتَجَرَ عليه بكذا، من الأُجْرَةِ. الأصمعي: أجَرَ العظمُ يَأْجُرُ أَجْراً وأُجوراً، أي بَرَأ على عَثْمٍ.
وقد أُجِرَتْ يَدُهُ، أي خُبِرَتْ.
وآجَرَها اللهُ، أي جَبَرَها على عَثْمٍ؛ وآجَرْتُهُ الدارَ: أكْرَيْتُها.
والإجَّارُ: السّطحُ بلغة أهل الشام والحجاز.

الْحلَّة (المعجم الوسيط) [0]


 زنبيل كَبِير من قصب يَجْعَل فِيهِ الطَّعَام وإناء معدني يطهى فِيهِ الطَّعَام (محدثة) وَالْحلَل (ج) حلل الْحلَّة:  منزل الْقَوْم وَجَمَاعَة الْبيُوت ومجتمع النَّاس وَيُقَال حَيّ حلَّة نزُول وَفِيهِمْ كَثْرَة وشجرة شاكة من القتاد إِذا أكلتها الْإِبِل سهل خُرُوج لَبنهَا (ج) حَلَال وأحلة الْحلَّة:  الثَّوْب الْجيد الْجَدِيد غليظا أَو رَقِيقا وثوب لَهُ بطانة وثوبان من جنس وَاحِد وَثَلَاثَة أَثوَاب وَقد تكون قَمِيصًا وإزارا ورداء وَالْمَرْأَة وَالسِّلَاح (ج) حلل وحلال 

شكم (مقاييس اللغة) [0]



الشين والكاف والميم أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ على عطاء، والآخر يدلُّ على شِدَّةٍ في شيءٍ وقوّة.فالأوّل: الشَّكْمُ وهو العطاء والثَّواب. يقال شَكَمني شَكْماً، والاسم الشُّكْم.
وجاء في الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [احتَجَمَ ثم قال: "اشْكُمُوه"]، أي أعطوه أَجْره.
وقال الشاعر:
      إِثْرَ الأَحِبَّة يومَ البينِ مشكومُ

وقال آخر:
      منه العطاءَ وعاجلَ الشُّكْمِ

والأصل الآخر: الشّكيمة: أي شِدة النفس.
والشكيمة شكيمة اللِّجام، وهي الحديدة المعترضة التي فيها الفأس، والجمع شكائم.
وحكى ناس: شكَمه، أي عضّه.
والشَّكيم: العَضّ في قول جرير:وشكيم القدر: عُراها.

الضَّمُّ (القاموس المحيط) [0]


الضَّمُّ: قَبْضُ شيءٍ إلى شيءٍ،
وقد ضَمَّه فانضَم إليه وتَضامَّ وضامَّهُ.
واضطَمَّ الشيءَ: جَمَعَهُ إلى نفسِه.
وكغُرابٍ: ما ضُمَّ به شيءٌ إلى شيءٍ.
والضِمُّ والضِمامُ، بكسرِهِما: الداهيةُ الشديدَةُ، وكأنه تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ بالصادِ.
والإِضْمامَةُ، بالكسر: الجماعَةُ.
وكصَبورٍ: كُلُّ وادٍ يُسْلَكُ بين أكمَتَيْنِ طويلَتَيْنِ.
والضَّمْضَمُ: الغَضْبانُ، والأسَدُ الغَضْبانُ، الجَرِيءُ،
كالضُّماضِمِ، كعُلابِطٍ وعُلَبِطٍ فيهما، والجَسيمُ، وابنُ الحَارِثِ، وابنُ قَتادَةَ: صَحابيَّانِ، وابنُ حَوْسٍ، وابنُ زُرْعَةَ، والأمْلوكِيُّ أبو المُثَنَّى: محدِّثونَ.
وضَمْضَمَ: شَجُعَ قَلْبُهُ،
و~ على المالِ: أخَذَهُ كُلَّهُ،
و~ الأسَدُ: صَوَّتَ.
وككِتابٍ: ابنُ ثَعْلَبَةَ، وابنُ زيدِ بنِ ثَوابَةَ: صَحابيَّانِ.
والضَّمْضامُ: الذي يَحْتَوِي على كُلِّ شَيءٍ.
والضَّمَّةُ: الحَلْبَةُ في الرِّهانِ.
وفَرَسٌ سَبَّاقُ الأضامِيمِ، أي: جماعاتِ الخَيْلِ.
. . . أكمل المادة واضْطَمَّ عليه: اشْتَمَلَ.

بقِيَ (القاموس المحيط) [0]


بقِيَ يَبقَى بقاءً، وبَقَى بَقْياً: ضِدُّ فَنِيَ.
وأبْقاهُ وبَقَّاهُ وتَبَقَّاهُ واسْتَبْقَاهُ، والاسْمُ: البَقْوَى، كَدَعْوَى، ويُضَمُّ، والبُقْيَا بالضم، والبَقِيَّةُ، وقد تُوضَعُ الباقِيَةُ موضِعَ المَصْدَرِ.
و{بَقِيَّةُ الله خَيْرٌ} أَي: طاعَةُ اللهِ وانْتِظارُ ثوابِهِ، أَو الحالَةُ الباقِيَةُ لَكُمْ من الخَيْرِ، أو ما أبْقَى لَكُمْ من الحلالِ.
{والباقياتُ الصالحاتُ}: كلُّ عَمَلٍ صالِحٍ، أَو سبحانَ اللهِ، والحمد لله، ولا إله إلا اللُّه، واللُّه أكْبَرُ، أَو الصَّلواتُ الخَمْسُ.
ومُبْقِيَاتُ الخَيْلِ: التي يَبْقَى جَرْيُها بعدَ انْقِطَاعِ جَرْيِ الخَيْلِ.
واسْتَبْقَاهُ: اسْتَحْياهُ،
و~ من الشيء: تَرَكَ بَعْضَه.
وبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، كَرَضِيٍّ: حافظُ الأَنْدَلُسِ.
وبقيَّةُ: مُحَدِّثٌ ضعيفٌ.
وبقيَّةُ وبَقاءٌ: اسْمانِ.
وأَبْقَيْتُ ما بَيْنَنا: لم أُبالِغْ في إفْسادِهِ، . . . أكمل المادة والاسْمُ: البَقِيَّةُ.
و{أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عن الفَسادِ}، أَي: إبْقاء، أَو فَهْمٍ.
وبقاهُ بَقْياً: رَصَدَهُ، أَو نَظَرَ إليه، واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.

ل - ن - و (جمهرة اللغة) [0]


لَوْن كل شيء: ما فصل بينه وبين غيره، والجمع ألوان. وفي التنزيل: " واختلافُ ألسنتكم وألوانكم " . وتلوّن فلان علينا، إذا اختلفت أخلاقُه. قال الشاعر: فما تدومُ على حالٍ تكون بها ... كما تَلَوُّنُ في أثوابها الغُولُ ولُوَيْن: اسم. واللّونة: لغة في اللِّينة، وهي النخلة، والجمع لُون. والنَّوْل: مصدر نُلْتُهُ أنوله نَوْلاً، وهو من النَّوال، ونوّلتُه تنويلاً. قال الشاعر: إذا قلتُ هاتي نوّليني تمايلتْ ... عليّ هضيمَ الكَشْحِ رَيّا المُخَلْخَلِ والنَّوْل: خشبة الحائك التي يُلَفّ عليها الثوب، وهو المِنوال أيضاً. وتناولتُ الشيءَ تناولاً، إذا تعاطيتَه. وما كان نَوْلُك أن تفعل كذا وكذا، أي ما كان ينبغي لك أن تفعله. ومَنُولة: اسم . . . أكمل المادة أمّ حيّ من العرب. وما أصَبْتُ من فلان نَيْلاً ولا نِيْلَةً ولا نُولةً. وقد سمّت العرب نَوّالاً ومنوِّلاً.

الحِزْبُ (القاموس المحيط) [0]


الحِزْبُ، بالكسر: الوِرْدُ، والطَّائِفَةُ، والسِّلاحُ، وجَماعَةُ النَّاسِ.
والأَحْزَابُ: جَمْعُهُ، وجَمْعٌ كانوا تَأَلَّبُوا وتَظَاهَرُوا على حَرْبِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وجُنْدُ الرَّجُلِ، وأصْحابُهُ الذين على رَأيِهِ، و{إني أخافُ عليكم مِثْلَ يومِ الأَحْزَابِ}: هُمْ قومُ نوحٍ، وعادٌ وثَمُودُ، ومَنْ أَهْلَكَهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِم.
وحازَبُوا وتَحَزَّبُوا: صاروا أحْزاباً، وقد حَزَّبْتُهُمْ تَحْزِيباً.
وحَزَبَهُ الأَمْرُ: نَابَهُ، واشْتَدَّ عَلَيه أو ضَغَطَهُ،
والاسمُ: الحُزَابَةُ، بالضم، (والحَزْبُ أيضاً، كالمَصْدَرِ).
وأمْرٌ حازِبٌ وحَزِيبٌ: شَدِيدٌ،
ج: حُزْبٌ.
والحَزَابِي، والحَزابِيَةُ، مُخَفَّفَتَيْنِ: الغَلِيظُ إلى القِصَرِ،
كالحِنْزابِ، بالكسر.
والحِزْبُ والحِزْباءَةُ، بكسرهما: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ،
ج: حِزْبَاءُ وحَزَابِيُّ.
وأبو حُزَابَةَ، بالضم: الوَلِيدُ بنُ نَهِيكٍ. ابنُ حُزابَةَ: له ذِكْرٌ.
وبالفتح: محمدُ بنُ محمدِ . . . أكمل المادة بنِ أحمدَ بنِ حَزَابَةَ المُحَدِّثُ.
وكَتَنُّورٍ: اسمٌ.
وحازَبْتُه: كُنْتُ من حِزْبَهِ.
والحِنْزَابُ، بالكسر: الدِّيكُ، وجَزَرُ البَرِّ، وضَرْبٌ من القَطَا.
وذاتُ الحِنْزابِ: ع.
والحُنْزُوبُ، بالضم: نَباتٌ.

نَثَرَ (القاموس المحيط) [0]


نَثَرَ الشيءَ يَنْثُرُهُ ويَنْثِرُه نَثْراً ونِثاراً: رَماهُ مُتَفَرِّقاً.
كَنَثَّرَهُ فانْتَثَرَ وتَنَثَّرَ وتَنَاثَرَ.
والنُّثَارَةُ، بالضم، والنَّثَرُ، بالتحريك: ما تَناثَرَ منه، أو الأُولَى تُخَصُّ بما يَنْتَثِرُ من المائِدَة فَيُؤْكَلُ للثَّوابِ. وتَنَاثَروا: مَرِضوا فَماتوا.
والنَّثورُ: الكثيرَةُ الوَلَدِ، والشاةُ تَطْرَحُ من أنْفها كالدُّودِ،
كالناثِرِ، والواسِعَةُ الإِحْليلِ.
والنَّيْثُرانُ، كرَيْهُقانٍ وككتِفٍ ومِنْبَرٍ: الكثيرُ الكلامِ.
ونَثَرَ الكلاَمَ والوَلَدَ: أكثَرَه.
والنَّثْرَةُ: الخَيْشومُ وما والاهُ، أو الفُرْجَةُ بَيْنَ الشارِبَيْنِ حِيالَ وَتَرَةِ الأَنْفِ، وكَوْكَبانِ بينهما قدرُ شِبْرٍ، وفيهما لَطْخُ بَياضٍ كأنه قِطْعَةُ سَحابٍ، وهي أنفُ الأَسَدِ، والدِّرْعُ السَّلِسَةُ المَلْبَسِ، أو الواسِعَةُ، والعَطْسَةُ.
والنَّثيرُ للدَّوابِّ: كالعُطاسِ لنا، نَثَرَ يَنْثِرُ نَثيراً.
واسْتَنْثَرَ: اسْتَنْشَقَ الماءَ، ثم اسْتَخْرَجَ ذَلك بِنَفَسِ الأَنْفِ،
. . . أكمل المادة كانْتَثَرَ.
والمِنْثارُ: نَخْلَةٌ يَتَنَاثَرُ بُسْرُها.
وأنْثَرَهُ: أرْعَفَه، وألْقاهُ على خَيْشومه،
و~ الرَّجُلُ: أخْرَجَ ما في أنْفِهِ، أو أخْرَجَ نَفَسَه من أنْفِهِ، وأدْخَلَ الماءَ في أنْفِهِ،
كانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ.
والمُنَثَّرُ، كمُعَظَّمٍ: الضَّعيفُ لا خَيْرَ فيه.

وعظ (لسان العرب) [0]


الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ: النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب؛ قال ابن سيده: هو تذكيرك للإِنسان بما يُلَيِّن قلبَه من ثواب وعِقاب.
وفي الحديث: لأَجْعلنك عِظة أَي مَوْعظة وعِبرة لغيرك، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة.
وفي التنزيل: فمَن جاءه مَوْعِظة من ربه؛ لم يجئ بعلامة التأْنيث لأَنه غير حقيقي أَو لأَن الموعِظة في معنى الوَعْظ حتى كأَنه قال: فمن جاءه وعظ من ربه، وقد وَعَظه وَعْظاً وعِظة، واتَّعَظَ هو: قَبِل الموعظة، حين يُذكر الخبر ونحوه.
وفي الحديث: وعلى رأْس السّراط واعظُ اللّه في قلب كل مسلم، يعني حُجَجه التي تَنْهاه عن الدُّخول فيما منعه اللّه منه وحرَّمه عليه والبصائر التي جعلها فيه.
وفي . . . أكمل المادة الحديث أَيضاً: يأْتي على الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فيه الرّبا بالبيع والقَتلُ بالموعظة؛ قال: هو أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ به المُرِيب كما قال الحجاج في خطبته: وأَقْتلُ البريء بالسَّقِيم.
ويقال: السَّعِيدُ من وُعِظ بغيره والشقيُّ من اتَّعَظ به غيره. قال: ومن أَمثالهم المعروفة: لا تَعِظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي ولا تَعِظيني؛ قال الأَزهري: وقوله وتعظعظي وإِن كان كمكرّر المضاعف فأَصله من الوعظ كما قالوا خَضْخَضَ الشيءَ في الماء، وأَصله من خَضَّ.

ط و ف (المصباح المنير) [0]


 طَافَ: بالشيء "يَطُوفُ" "طَوْفًا" و "طَوَافًا" استدار به، و "المَطَافُ" موضع الطواف، و "طَافَ" "يَطِيفُ" من باب باع و "أَطَافَهُ" بالألف، و "اسْتَطَافَ" به كذلك، و "أَطَافَ" بالشيء أحاط به، و "تَطَوَّفَ" بالبيت و "اطوَّفَ" على البدل والإدغام واسم الفاعل من الثلاثي "طَائِفٌ" و "طَوَّافٌ" مبالغة وامرأة "طَوَّافَةٌ" على بيوت جاراتها ويتعدى بزيادة حرف فيقال "طُفْتُ" به على البيت، و "طَافَ" بالنساء "يَطُوفُ" و "أَطَافَ" إذا ألمّ. و "الطَّائِفُ" بلاد الغور وهي على ظهر جبل غزوان وهو أبرد مكان بالحجارة و "الطَّائِفُ" بلاد ثقيف، و "الطَّائِفَةُ" الفرقة من الناس، و "الطَّائِفَةُ" القطعة من الشيء، و "الطَّائِفَةُ" من الناس الجماعة وأقلها ثلاثة وربما أطلقت على الواحد والاثنين، و "طُوفَانُ" الماء ما يغشى كل شيء قال البصريون: هو جمع واحده "طُوفَانَةٌ" وقال الكوفيون هو مصدر كالرجحان والنقصان ولا يجمع وهو من "طَافَ" "يَطُوفُ" و "الطَّوْفُ" بالفتح ما يخرج من الولد من الأذى بعدما يرضع ثم أطلق على الغائط مطلقا فقيل "طَافَ" "يَطُوفُ" "طَوْفًا" ، و "الطَّوْفُ" قرب ينفخ فيها ثم يشدُّ بعضها . . . أكمل المادة إلى بعض ويجعل عليها خشب حتى تصير كهيئة سطح فوق الماء والجمع "أَطْوَافٌ" مثل ثوب وأثواب. 

و ق ف (المصباح المنير) [0]


 وَقفَتِ: الدابة "تَقِفُ" "وَقْفًا" ، و "وُقُوفًا" سكنت، و "وَقَفْتُها" أنا يتعدى ولا يتعدى، و "وقَفْتُ" الدار "وَقْفًا" حبستها في سبيل الله، وشيء "مَوْقُوفٌ" ، و "وَقْفٌ" أيضا تسمية بالمصدر والجمع "أوْقَافٌ" مثل ثوب وأثواب، و "وَقَفْتُ" الرجل عن الشيء "وَقْفًا" : منعته عنه، و "أوْقَفْتُ" الدار والدابة بالألف لغة تميم، وأنكرها الأصمعي وقال: الكلام "وَقَفْتُ" بغير ألف، و "أوْقَفْتُ" عن الكلام بالألف: أقْلَعْتُ عنه وكلمني كتاب الواو فلان "فَأَوْقَفْتُ" أي أمسكت عن الحجة عيًّا، وحكى بعضهم ما يمسك باليد يقال فيه "أوْقَفْتُهُ" بالألف وما لا يمسك باليد يقال "وقَفْتُهُ" بغير ألف والفصيح "وقَفْتُ" بغير ألف في جميع الباب إلا في قولك "ما أوْقَفَكَ" ههنا وأنت تريد أي شأن حملك على الوقوف فإن سألت عن شخص قلت: من "وقَفَك" بغير ألف، و "وَقَفْتُ" بعرفات "وُقُوفًا" شهدت وقتها، و "تَوَقَّفَ" عن الأمر أمسك عنه، و "وَقَفْتُ" الأمر على حضور زيد علقت الحكم فيه بحضوره، و "وَقَفْتُ" قسمة الميراث إلى الوضع: أخرته حتى تضع، و "المَوقِفُ" موضع . . . أكمل المادة الوقوف. 

فرض (مقاييس اللغة) [0]



الفاء والراء والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على تأثيرٍ في شيء من حزٍّ أو غيره. فالفَرْض: الحزُّ في الشَّيء. يقال: فَرَضْتُ الخشبةَ.
والحَزُّ في سِيَة القوسفَرْضٌ، حيث يقعُ الوتَر.
والفَرْض*: الثّقب في الزَّند في الموضع الذي يُقدَح منه.
والمِفْرض: الحديدة التي يُحَزّ بها.ومن الباب اشتقاق الفَرْض الذي أوجَبَه الله تعالى، وسمِّي بذلك لأنّ لـه معالمَ وحدوداً.ومن الباب الفُرضة، وهي المَشرَعة في النَّهر وغيرِه، وسمِّيت بذلك تشبيهاً بالحزِّ في الشَّيء، لأنَّها كالحزِّ في طَرَف النهر وغيرِه.
والفَرْض: التُّرس، وسمِّي بذلك لأنه يُفرَض من جوانبه.
وقال:
أرِقْتُ له مثلَ لمعِ البشير      يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا

ومن الباب ما يَفرِضُه الحاكم من نفقةٍ لزوجةٍ أو غيرها، وسمِّي بذلك . . . أكمل المادة لأنَّه شيءٌ معلوم يَبِين كالأثر في الشَّيء.
ويقولون: الفَرض ما جُدتَ به على غير ثوابٍ، والفَرض: ما كان للمكافأة. قال:
وما نالَها حتَّى تجلَّتْ وأسفَرَتْ      أخُو ثقةٍ مني بقرضٍ ولا فرضِ

ومما شذَّ عن هذا الأصل الفارض: المُسنّة، في قوله تعالى: لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ [البقرة 68].
والفَرْض: جنسٌ من التَّمر. قال:
إذا أكلتُ سمكاً وفَرْضَا      ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا

والفِرْياضُ، الواسع.

الدُّهْمَةُ (القاموس المحيط) [0]


الدُّهْمَةُ، بالضم: السوادُ.
والأدْهَمُ: الأسْوَدُ، والجديدُ من الآثارِ، والقديمُ الدارِسُ، ضِدٌّ،
و~ من البعيرِ: الشديدُ الوُرْقةِ حتى يَذْهَبَ البياضُ،
وهي دَهْماءُ.
وقد ادْهَمَّ الفَرَسُ ادْهِماماً: صارَ أدْهَمَ.
وادْهامَّ الشيءُ ادْهِيماماً: اسْودَّ، والقَيْدُ
ج: أداهِمُ، وفَرَسُ هِشامِ بنِ حَرْمَلَةَ المُرِّيِّ، وعَنْتَرَةَ بنِ شدَّادٍ العَبْسِيِّ، ومُعاوِيةَ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِيِّ، وآخَرُ لبَني بُجَيْرِ بنِ عُبَادٍ.
وكغرابٍ: الأسْوَدُ، وفَحْلٌ من الإِبِلِ.
والدَّهْماءُ: القِدْرُ، والقَديمةُ،
و~ من الضأْنِ: الخالصةُ الحُمْرَةِ، والعَدَدُ الكثيرُ، وجماعةُ الناسِ، وسَحْنةُ الرجُلِ، وعُشْبةٌ عَرِيضةٌ يُدْبَغُ بها، وفَرَسُ مَعْقِلِ بنِ عامِرٍ وحُباشَةَ الكِنانِيِّ، وليلَةُ تِسْعٍ وعِشْرينَ.
والدُّهْمُ، بالضم: ثلاثُ لَيالٍ من الشَّهْرِ.
وأدْهَمَهُ: ساءَه.
ودَهِمَكَ، كسَمِعَ ومَنَعَ: غَشِيَكَ.
وأيُّ الدُّهْمِ هو،
. . . أكمل المادة وأيُّ دُهْمِ اللهِ هو، أيْ: أيُّ خَلْقِ اللهِ هو.
وكزُبَيْرٍ: الداهِيةُ،
كأُمِّ الدُّهَيْمِ، والأحْمَقُ، وناقَةُ عَمْرِو بنِ الرَّيَّانِ الذُّهْلِيِّ، قُتِلَ هو وإخْوتُهُ، وحُمِلَتْ رُؤُوسُهُم عليها،
فقيلَ: "أشْأَمُ من الدُّهَيْمِ".
ودَهَّمَتِ النارُ القِدْرَ تَدْهِيماً: سَوَّدَتْها.
والمُتَدَهَّمُ: المُتَدَأَّمُ.
وكزُبَيْرٍ: ثَوابَةُ بنُ دُهَيْمٍ،
والقاسمُ بنُ دُهَيْمٍ: مُحدِّثانِ.
وكغرابٍ وأحمدَ وعُثمانَ: أسماءٌ.
وحَديقَةٌ دَهْماءُ ومُدْهامَّةٌ: خَضْراءُ تَضْرِبُ إلى السَّوادِ نَعْمَةً ورِيّاً،
ومنه: {مُدْهامَّتانِ}.

جن (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والنون أصل واحد، وهو [السَّتْر و] التستُّر. فالجنَّة ما يصير إليه المسلمون في الآخرة، وهو ثواب مستورٌ عنهم اليومَ.
والجَنّة البستان، وهو ذاك لأنّ الشجر بِوَرَقه يَستُر.
وناسٌ يقولون: الجَنّة عند العرب النَّخْل الطِّوَال، ويحتجُّون بقول زهير:
كأنَّ عَيْنَيّ [في] غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ      مِن النَّواضح تَسْقِي جَنَّةً سُحُقا

والجنين: الولد في بطن أُمّه.
والجنين: المقبور.
والجَنَان: القَلْب.
والمِجَنُّ: الترسُ.
وكلُّ ما استُتر به من السِّلاح فهو جُنَّة. قال أبو عبيدةَ: السّلاح ما قُوتِل به، والجُنّة ما اتُّقِيَ به. قال:
حيث تَرَى الخيلَ بالأبطال عابِسَةً      ينْهَضْنَ بالهُنْدُوانيّاتِ والجُنَنِ

والجِنّة: الجنون؛ وذلك أنّه يغطِّي العقل.
وجَنَانُ الليل: سوادُه وسَتْرُه الأشياءَ. قال:
ولولا جَنَان الليل أدْرَكَ ركْضُنا      بذِي الرِّمْث والأرْطَى . . . أكمل المادة عِياضَ بنَ ناشِبِ

ويقال جُنُون الليل، والمعنى واحد.
ويقال جُنَّ النَّبتُ جُنوناً إذا اشتدّ وخَرَج زهره. فهذا يمكن أن يكون من الجُنونِ استعارةً كما يُجنُّ الإنسان فيهيج، ثم يكون أصل الجنون ما ذكرناه من السَّتْر.
والقياس صحيح.
وجَنَان النّاس مُعْظمُهم، ويسمَّى السَّوَادَ.
والمَجَنّة الجنون. فأمّا الحيّة الذي يسمَّى الجانَّ فهو تشبيهٌ له بالواحد من الجانّ.
والجنُّ سُمُّوا بذلك لأنهم متستِّرون عن أعيُنِ الخَلْق. قال الله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف 27].
والجناجنِ: عظام الصَّدْر.

ع ي ر (المصباح المنير) [0]


 عَارَ: الفرس "يَعِيرُ" من باب سار "عِيَارًا" : أفلت وذهب على وجهه، و "العَارُ" كل شيء يلزم منه عيب أو سبّ، و "عَيَّرْتُهُ" كذا، و "عَيَّرْتُهُ" به: قبحته عليه ونسبته إليه يتعدى بنفسه وبالباء، قال المرزوقي في شرح الحماسة: والمختار أن يتعدى بنفسه قال الشاعر: أَعَيَّرْتَنَا أَلْبَانَهَا وَلُحُومَهَا وَذَلِكَ عَارٌ يَا ابْنَ رَيْطَةَ ظَاهِرُيقول: "عَيَّرْتَنَا" كثرة الإبل واللبن وليس ذلك للتجارة بل للضيوف، وذلك عارٌ لا يُستحيا منه، و "عَيَّرْتُ" الدنانير "تَعْييرًا" امتحنتها لمعرفة أوزانها، و "عَايَرْتُ" المكيال والميزان "مُعَايَرَةً" ، و "عِيَارًا" امتحنته بغيره لمعرفة صحته، و "عِيَارُ" الشيء ما جعل نظاما له، قال الأزهري: الصواب "عَايَرْتُ" المكيال والميزان، ولا يقال "عَيَّرْتُ" إلا من "العَارِ" هكذا يقول أئمة اللغة، وقال ابن السكيت: "عَايَرْتُ" بين المكيالين: امتحنتهما لمعرفة تساويهما، ولا تقل "عَيَّرْتُ" الميزانين وإنما يقال "عَيَّرْتُهُ" بذنبه، و "العَيْرُ" بالفتح الحمار الوحشي والأهلي أيضا والجمع "أَعْيَارٌ" مثل ثوب وأثواب، و "عُيُورَةٌ" أيضا والأنثى "عَيْرَةٌ" ، و "عَيْرٌ" جبل . . . أكمل المادة بمكة، ونقل حديث أنه عليه السلام حرَّم المدينة ما بين عير إلى ثور وتقدم في ثور، و "العِيرُ" بالكسر: الإبل تحمل الميرة ثم غلب على كلّ قافلة، وسهم "عَائِرٌ" لا يدرى من رمى به، ورجل "عَيَّارٌ" كثير الحركة كثير التطواف، وقال ابن الأنباري: "العَيَّارُ" من الرجال الذي يخلي نفسه وهواها لا يروعها ولا يزجرها. 

الفَرْضُ (القاموس المحيط) [0]


الفَرْضُ، كالضَّرْبِ: التَّوْقِيتُ،
ومنه: {فمن فَرَضَ فيهن الحَجَّ}، والحَزُّ في الشيء،
كالتَّفْرِيضِ،
و~ من القَوْسِ: مَوْقِعُ الوَتَرِ
ج: فِراضٌ، وما أوْجَبَهُ اللّهُ تعالى،
كالمَفْرُوضِ، والقراءةُ، والسُّنَّةُ،
يقال: فَرَضَ رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، أي: سَنَّ، ونَوْعٌ من التَّمْرِ، والجُنْدُ يَفْتَرِضُونَ، والتُّرْسُ، وعُودٌ من أعْوادِ البَيْتِ، والثوبُ، والعَطِيَّةُ المَوْسُومَةُ، وما فَرَضْتَهُ على نَفْسِكَ، فَوَهَبْتَهُ، أو جُدْتَ به لغيرِ ثَوابٍ،
و~ من الزَّنْدِ: حيثُ يُقْدَحُ منه، أو الحَزُّ الذي فيه.
و{سُورةٌ أنزلْناها وفَرَضْناهَا}: جَعَلْنا فيها فرائِضَ الأحْكَامِ، وبالتشديدِ، أي: جَعَلْنَا فيها فَرِيضةً بعد فَريضةٍ، أو فَصَّلْناها وبَيَّنَّاها.
والفِراضُ، ككِتابٍ: . . . أكمل المادة اللِّبَاسُ، وفُوَّهَةُ النَّهَرِ،
وع بين البَصْرَةِ واليَمامَةِ، والطُّرُقُ.
وفَرَضَتِ البَقَرَةُ، كضَرَبَ وكَرُمَ، فروضاً وفَراضةً: طَعَنَتْ في السِّنِّ.
والفارضُ: الضَّخْمُ من الرِّجَالِ وكلِّ شيءٍ ولِحْيَةٌ فارِضٌ، وكذا شِقْشِقَةٌ، ولَهاةٌ فارِضٌ
ج: فُرَّضٌ، كَرُكَّعٍ، والقديمُ، والعارِفُ بالفرائِضِ،
كالفَريضِ والفَرَضِيِّ.
فَرُضَ، كَكَرُمَ، فَراضةً، وهو أفْرَضُ الناسِ.
والفَرِيضَةُ: ما فُرِضَ في السائِمَةِ من الصَّدَقَةِ، والهَرِمَةُ، والحِصَّةُ المَفْرُوضَةُ.
وسَهْمٌ فَرِيضٌ: مَفْرُوضٌ فُوقُه.
والفَرِيضتانِ: الجَذَعَةُ من الغَنَمِ، والحِقَّةُ من الإِبِلِ.
والفِرْضُ، بالكسر: ثَمَرُ الدَّوْمِ ما دامَ أحْمَرَ.
والفِرْياضُ، كجِرْيالٍ: الواسِعُ، وبِلا لامٍ: ع.
وكمِنْبَرٍ: حديدةٌ يُحَزُّ بها.
والفُرْضَةُ بالضم، من النَّهَرِ: ثُلْمَةٌ يُسْتَقَى منها،
و~ من البَحْرِ: مَحَطُّ السُّفُنِ،
و~ من الدَّواةِ: مَحَلُّ النِّقْسِ، ونَجْرانُ البابِ،
وة بالبَحْرَيْنِ لبني عامِرٍ،
وع بِشَطِّ الفُراتِ.
والفوارِضُ: الصِّحَاحُ العِظامُ، والمِراضُ، ضدٌّ.
وأفْرَضَهُ: أعطاهُ،
و~ له: جَعَلَ له فَريضةً،
كفَرَضَ له فَرْضاً،
و~ الماشِيَةُ: بَلَغَتِ النِّصَابَ.
وفَرَّضَ تَفْرِيضاً: صارَتْ في إبِلِهِ الفَرِيضَةُ.
وافْتَرَضَ اللُّه: أوجَبَ،
و~ القومُ: انْقَرَضُوا،
و~ الجُنْدُ: أخذوا عَطاياهم.

د - ق - ن (جمهرة اللغة) [0]


قال أبو بكر: أُخبرت عن أبي عبيدة قال: كان رجل من بني قيس بن ثعلبة بالبصرة وكان جَلْداً فجاء الى بقّال ليشتريَ منه شيئاً بدانق فاستربح البقّال في الوزن فوجأه بين جيده وعاتقه وَجْأةً فقتله فحُملت دِيَةُ الرجل على عاقلته، فقال رجل منهم هذا الشعر، وفيه زيادة وهي: فَخَرَّ من وَجأته مَيِّتاً ... كأنما دُهْدِهَ من حالقِ فبعضَ هذا الوَجْأ يا عجردٌ ... ما ذا على قومك بالرّافقِ ودَنَّقَتْ عينُ الرجل تدنِّق تدنيقاً، إذا غارت، وكذلك الدابّة. ويقال: قَدْني، في معنى حَسْبي، وكذلك قَدي. والقَنْد: فارسيّ معرَّب قد جاء في الشعر الفصيح. وقد استعملته العرب فقالوا: سَويق مقنود ومقنَّد. قال الشاعر: أهاجَكَ أظعانٌ . . . أكمل المادة رَحَلْنَ ونسوةٌ ... بكَرْمان يُغْبَقْنَ السَّويقَ المقنَّدا والنَّقَد من الغنم: الصّغار الأجرام منها، والجمع نِقاد. وراعي النَّقَد نَقّاد. قال أبو زُبيد يصف أسداً: كأنّ أثواب نَقّادٍ قُدِرْنَ له ... يعلو بخَمْلته كَهْباءَ هُدّابا ونَقِدَ القرنُ والسنّ ينقَد نَقَداً، إذا وقع فيه الفساد. قال الهُذلي: تَيْسُ تُيوسٍ إذا يناطحُها ... يَألَمُ قَرْناً أرُومُه نَقِدُ ونَقَدَتْه الحيّةُ، إذا لدغته؛ عربي صحيح. وفي بعض الأخبار: أنا النقّاد ذو الرَّقَبَة بُعثت الى صاحب هذا القصر. وناقد الدّنانير: الذي يعرف جيّدها من مدخولها. والنَّقْد: خلاف النَّسيئة. وأنْقَدُ: اسم من أسماء القُنْفُذ؛ يقال في مثل: بات فلان بليلِ أنْقَدَ، وبليلِ ابنِ أنقدَ، إذا بات ساهراً لأن القنفذ لا ينام الليل. والنُّقْد: ضرب من النبت.

حوض (لسان العرب) [0]


حاضَ الماءَ وغيرَه حَوْضاً وحَوَّضَه: حاطَه وجَمَعَه.
وحُضْتُ أَحُوضُ:اتخذْتُ حَوْضاً.
واسْتَحْوَض الماءُ: اجتمع.
والحَوْضُ: مُجْتَمَعُ الماء معروف، والجمع أَحْواض وحِياض.
وحَوْضُ الرسول، صلّى اللّه عليه وسلّم: الذي يَسْقِي منه أُمَّته يوم القيامة. حكى أَبو زيد: سَقاك اللّه بِحَوْض الرسول ومن حَوْضِه.
والتَّحْوِيضُ: عمل الحَوْض.
والاحْتِياضُ: اتخاذُه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: طَمِعْنا في الثَّوابِ فكان جَوْراً، كمُحْتاضٍ على ظَهْرِ السَّرابِ واسْتَحْوَضَ الماءَ: اتخذ لنفسه حَوْضاً.
وحَوْضُ المَوْتِ: مُجْتَمَعُه، على المثل، والجمع كالجمع.
والمُحَوَّضُ، بالتشديد: شيءٌ يُجْعَلُ للنخلة كالحوْض يشرب منه.
وفي حديث أُمّ إِسمعيل: لما ظَهر لها ماءُ زمزم جعلت تُحَوِّضُه أَي تجعله حَوْضاً يجتمع فيه الماء. ابن سيده: والمُحَوَّضُ ما يصْنَع حَوالَيِ الشجرة على شكل . . . أكمل المادة الشَّرَبَةِ؛ قال: أَما تَرى، بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ، كلِّ رَداحٍ دَوْحةِ المُحَوَّضِ؟ ومنه قولهم: أَنا أُحَوِّضُ حول ذلك الأَمر أَي أَدُور حوله مثل أُحَوِّطُ.
والمُحَوَّض: الموضع الذي يسمَّى حَوْضاً.
وحَوْضَى: اسم موضع؛ قال أَبو ذؤيب: من وَحْشِ حَوْضَى يُراعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً، كأَنه كَوْكَبٌ، في الجَوِّ، مُنْحَرِدُ يعني بالصيد الوحش.
ومُنْحَرِدٌ: منفردٌ عن الكواكب؛ قال ابن بري: ومثله لذي الرمة: كأَنَّا رَمَتْنا بالعُيونِ، التي نَرَى، جآذِرُ حَوْضَى من عُيونِ البَراقِع وأَنشد ابن سيده: أَوْ ذي وُشومٍ بحَوْضَى باتَ مُنْكَرِساً، في لَيْلةٍ من جُمادَى، أَخْضَلَتْ زِيمَا وفي الحديث ذكر حَوْضاء، بفتح الحاء والمد، وهو موضع بين وادي القُرَى وتبوك نزله سيدنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، حين سار إِلى تبوك؛ قاله ابن إِسحق بالضاد. الأَصمعي: إِني لأَدُورُ حولَ ذلك الأَمر وأُحَوِّضُ وأُحَوِّطُ حوله بمعنى واحد.

فردس (لسان العرب) [0]


الفِرْدَوْسُ: البُستان؛ قال الفرَّاء: هو عرَبيّ. قال ابن سيده: الفِرْدَوْس الوادي الخَصِيب عند العرب كالبُستان، وهو بِلِسان الرُّوم البُسْتان.
والفِرْدَوْس: الرَّوْضة؛ عن السيرافي.
والفِرْدَوْس: خُضْرة الأَعْناب. قال الزجاج: وحقيقته أَنه البستان الذي يجمع ما يكون في البَساتين، وكذلك هو عند أَهل كل لغة.
والفِرْدَوْسُ: حَديقة في الجنة.
وقوله تعالى: وتقدَّسَ الذين يَرِثون الفِرْدَوْس هم فيها خالِدُون؛ قال الزجاج: رُوي أَن اللَّه عز وجل جعل لكل امرئٍ في الجنة بيتاً وفي النار بَيْتاً، فمن عَمِلَ عَمَل أَهل النار وَرِثَ بيتَه، ومن عمل عَمَل أَهل الجنة وَرِث بيته؛ والفِرْدَوْس أَصله رُوميّ عرّب، وهو البُستان، كذلك جاء في التفسير.
والعرَب تُسمِّي الموضع الذي فيه كَرْم: فِرْدَوْساً.
وقال . . . أكمل المادة أَهل اللغة: الفِرْدَوْس مذكر وإِنما أُنث في قوله تعالى: هم فيها، لأَنه عَنى به الجنة.
وفي الحديث: نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلى.
وأَهل الشأْم يقولون للْبَساتين والكُروم: الفَراديس؛ وقال الليث: كَرْم مُفَرْدَس أَي مُعَرَّش؛ قال العجاج: وكَلْكَلاً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا قال أَبو عمرو: مُفَرْدَساً أَي مَحْشُوّاً مُكْتَنِزاً.
ويقال لِلْجُلَّة إِذا حُشِيَتْ: فُردست، وقد قيل: الفِرْدَوْس تَعرِفُه العرب؛ قال أَبو بكر: مما يدل أَن الفِرْدَوس بالعربية قول حسان: وإِن ثَوابَ اللَّه كلَّ مُوَحِّدٍ جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس، فيها يُخَلَّدُ وفِرْدَوْس: اسم رَوْضة دون اليَمامة.
والفَراديسُ: موضع بالشام؛ وقوله: نَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْس، والبِشْرُ دُونها، وأَيْهاتَ من أَوْطانِها حَوْثُ حَلَّتِ يجوز أَن يكون موضعاً وأَن يعني به الوادي المُخْصِب.
والمُفَرْدَس: المعرَّش من الكُرُوم.
والمُفَرْدَس: العَريض الصَّدْر.
والفَرْدَسة: السِعَة.
وفَرْدَسَه: صرَعه.
والفَرْدَسَة أَيضاً: الصَّرْع القبيح؛ عن كراع.
ويقال: أَخذه فَفَرْدَسَه إِذا ضرَب به الأَرض.

دور (الصّحّاح في اللغة) [0]


الدارُ مؤنَّثةٌ.
وإنَّما قال الله تعالى: "ولَنِعْمَ دارُ المُتَّقين" فذُكِّر على معنى المَثْوى والموضِعِ كما قال: "نِعْمَ الثَوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقا" فأنّثَ على المعنى.
والدارَةُ: أَخَصُّ من الدار. قال أميَّةُ بن أبي الصَلت يمدح عبد الله بن جُدْعان:
وآخَرُ فَوْقَ دارَتِهِ يُنادي      لَهُ داعٍ بِمَكَّةَ مُشْمَعِـلٌّ

والدارَةُ: التي حَوْلَ القمر، وهي الهالَةُ.
ويقال: ما بها دُوريٌّ وما بها دَيَّارٌ، أي أَحَدٌ.
وهو فَيْعالٌ من دُرْتُ، وأصله دَيْوارٌ.
ودارَ الشيءُ يَدورُ دَوْراً ودَوَراناً.
وأَدارَهُ غيره ودَوَّرَ به.
وتدوير الشيء: جَعْلُهُ مُدَوَّراً.
والمُداوَرَةُ كالمُعالجَةِ. قال الشاعر:
      ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُؤُونِ

والدَوَّاريُّ: الدَهْرُ يدور بالإنسانِ أَحْوالاً.
والدارِيُّ: العَطَّارُ، وهو مَنْسوبٌ إلى دارينَ: فُرْضَةٌ بالبحرَيْنِ فيها سوقٌ كان يُحْمَل إليها مِسْكٌ من . . . أكمل المادة ناحية الهِنْد.
وفي الحديث: "مَثَلُ الجَليسِ الصالِحِ مثل الدارِيِّ إنْ لم يُحْذِكَ من عِطْرِهِ عَلِقَكَ من رِيحِه". قال الشاعر:
من المِسْكِ راحَتْ في مَفارِقِها تَجْري      إذا التاجِـرُ الـدارِيُّ جـاء بـفَـأرَةٍ

والداريُّ أيضاً: رَبُّ النَعَم؛ سُمِّيَ بذلك لأنه مُقيمٌ في دارِه، فَنُسِبَ إليها.
والدائرة: واحدةُ الدوائر. يقال في الفرس ثماني عشرة دائرة والدائرة الهزيمة يقال:: عليهم دائرةُ السَوءِ.
والمُدارَةُ: جِلْدٌ يُدارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدَلْوِ فيستقي بها.
ودُوارٌ بالضم: صَنَمٌ، وقد يفتح.
وقال امرؤ القيس:
عَذارى دُوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ      فَعَنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعـاجَـهُ

والدُوارُ أيضاً من دُوارِ الرأس. يقال: دِيرَ بالرجل، وأُديرَ به.
ودَيْرُ النصارى، أصله الواو، والجمع أَدْيارٌ.
والدَيْرانيُّ: صاحب الدَيْرِ.
وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل إذا رَأَسَ أصحابه: هو رَأْسُ الدَيْر.

النُّبْلُ (القاموس المحيط) [0]


النُّبْلُ، بالضم: الذَّكَاءُ والنَّجابَةُ.
نَبُلَ ككَرُمَ،
نَبالَةً وتَنَبَّلَ، فهو نَبيلٌ، ونَبَلٌ، محرَّكةً، وهي نَبْلَةٌ
ج: نِبَالٌ ونَبَلٌ، بالتحريكِ، ونَبَلَةٌ.
وامرأةٌ نبيلَةٌ في الحُسْنِ، بَيِّنَةُ النَّبَالَةِ، وكذا الناقَةُ والفَرَسُ والرجُلُ.
وما انْتَبَلَ نَبْلَهُ إلا بِأَخَرَةٍ ونَبالَهُ ونَبالَتَه ونُبْلَهُ ونُبْلَتَهُ، بِضمِّهِما، أي: لم يَتَنَبَّهْ له، وما شعَرَ به، ولا تَهَيَّأَ له.
والنَّبَلُ، محرَّكةً: عِظامُ الحِجَارَةِ والمَدَرِ، وصِغَارُهُمَا، ضِدٌّ، والحِجَارةُ يُسْتَنْجَى بها،
كالنُّبَلِ، كصُرَدٍ.
ونَبَّلَهُ النَّبَلَ تَنْبِيلاً: أعْطَاهُ إيَّاها يَسْتَنْجِي بها.
وتَنَبَّلَ بها: اسْتَنْجَى.
واسْتَنْبَلَ المالَ: أخَذَ خِيارَهُ.
والتِنْبالَةُ، بالكسر: القَصيرُ كالتِّنْبالِ، والقِصَرُ.
والنَّبْلُ: السِهامُ بلا واحدٍ، أو نَبْلَةٌ
. . . أكمل المادة ج: أنبالٌ ونِبالٌ ونُبْلانٌ.
والنَّبَّالُ: صاحِبُهُ وصَانِعُهُ،
كالنابِلِ.
وحِرْفَتُه: النِبالَةُ.
والمُتَنَبِّلُ: حامِلُهُ.
ونَبَلَهُ: رَماهُ به، أو أعطاهُ النَّبْلَ،
كأَنْبَلَهُ،
و~ على القومِ: لَقَطَهُ لهم،
و~ فلاناً بالطَّعامِ: عَلَّلَهُ به الشيءَ بعدَ الشيءِ،
و~ به: رَفَقَ،
و~ الإِبِلَ: ساقَهَا وقامَ بِمَصْلَحَتِهَا، وسارَ شَديداً.
وقوم نُبَّلٌ، كرُكَّعٍ: رُماةٌ.
والنابِلُ والنَّبيلُ: الحاذِقُ بالنَّبْلِ.
وثارَ حابِلُهُم في ح ب ل.
وأنْبَلَ النَّخْلُ: أرْطَبَ،
و~ قدَاحَهُ: جاءَ بها غلاظاً.
وتَنَبَّلَ: ماتَ، وتَكَلَّفَ النَّبْلَ، وأخَذَ الأنْبَلَ فالأنْبَلَ،
و~ ما عندي: أخَذَهُ.
والنَّبيلَةُ: المَيْتَةُ.
والنُّبْلَةُ، بالضم: الثوابُ والجَزَاءُ، واللُّقْمَةُ.
وانْتَبَلَ: ماتَ، وقَتَلَ، ضِدٌّ،
و~ الشيءَ: احْتَمَلَهُ بمَرَّةٍ حَمْلاً سَريعاً.
ونابُلٌ، كآنُكٍ: رجُلٌ،
وع بإِفْريقِيَّةَ، منه أحمدُ بنُ علِيِّ بنِ عَمَّارٍ النابُلِيُّ.
وأنْبَلَ، كأحْمَدَ: ناحِيَةٌ ببَطَلْيَوْسَ.
وكزُفَرَ: نُبَلُ بنْتُ بَدْرٍ محدِّثَةٌ.
وأبو عاصِمٍ النَّبيلُ ثِقَةٌ.
وأخَذَ للأمرِ نُبالَتَهُ ونُبْلَهُ، بضمهما: عُدَّتَهُ وعتَادَهُ.
ونابَلْتُه فَنَبَلْتُه: كنتُ أجْوَدَ منه نَبْلاً،
أَو أكثَرَ نَبَالَةً،
وهو نابِلٌ وابنُ نابِلٍ: حاذِقٌ وابنُ حاذِقٍ.
ونَبيلَةُ بنتُ قَيْسٍ: صحابيَّةٌ.

نَجَا (القاموس المحيط) [0]


نَجَا َجْواً ونَجاءً ونَجَاةً ونَجَايَةً: خَلَصَ،
كنَجَّى واسْتَنْجَى.
وأنْجاهُ اللّهُ، ونَجَّاهُ.
ونَجَا الشَّجَرَةَ نَجْوًا: قَطَعَها،
كأَنْجاها واسْتَنْجاها،
و~ الجِلْدَ نَجْواً ونَجاً: كشَطَهُ،
كأَنْجاهُ.
والنَّجْوُ والنَّجا: اسمُ المَنْجُوِّ.
ونَجَا فُلانٌ: أحْدَثَ،
و~ الحَدَثُ: خَرَجَ.
واسْتَنْجَى منه حاجَتَهُ: تَخَلَّصَها،
كانْتَجَى.
والنَّجَا: ما ارْتَفَعَ من الأرضِ،
كالنَّجْوَةِ والمَنْجَى، والعَصَا، والعودُ.
وناقةٌ ناجِيَةٌ ونَجِيَّةٌ: سَريعَةٌ، لا يُوصَفُ به البَعيرُ، أو يقالُ: ناجٍ.
وأنْجَت السَّحابَةُ: وَلَّتْ،
و~ النَّخْلَةُ: أجْنَتْ،
و~ الرجلُ: عَرِقَ،
و~ الشيءَ: كَشَفَهُ.
والنَّجْوُ: السَّحابُ هَراقَ ماءَهُ، وما يَخْرُجُ من البَطْنِ من ريحٍ أو غائِطٍ.
واسْتَنْجَى: اغْتَسَلَ بالماءِ منه، أو تَمَسَّحَ بالحَجَرِ،
و~ القَوْمُ: أصابُوا الرُّطَبَ، أو أكَلُوهُ.
وكُلُّ اجْتناءٍ: استنجاءٌ.
. . . أكمل المادة ونَجاهُ نَجْواً ونَجْوَى: سارَّهُ، ونَكَهَهُ.
والنَّجْوَى: السِّرُّ،
كالنَّجِيِّ، والمُسارُّونَ، اسمٌ ومَصْدَرٌ.
وناجاهُ مُنَاجَاةً ونِجاءً: سارَّهُ.
وانْتَجَاهُ: خَصَّهُ بمُناجاتِه، وقَعَدَ على نَجْوَةٍ،
و~ القَوْمُ: تَسارُّوا،
كتَنَاجَوْا.
وكغنِيٍّ: من تُسارُّه
ج: أَنْجِيَةٌ.
ونُجا، كهُنا: د بِساحِلِ بَحْرِ الزَّنجِ.
والنَّجاءَكَ النَّجاءَكَ، ويُقْصَرانِ، أي: أسْرِعْ أسْرِعْ.
والنَّجاةُ: الحِرْصُ، والحَسَدُ، والكَمْأَةُ.
وتَنَجَّى: الْتَمَسَ النَّجْوَةَ من الأرضِ،
و~ لفُلانٍ: تَشَوَّهَ له لِيُصِيبَهُ بالعينِ، كنَجَا له.
وبَيْنَنا نَجاوَةٌ من الأرضِ: سَعَةٌ.
والنُّحَواء: للتَّمَطِّي، بالحاءِ المُهْملةِ، وغَلِطَ الجَوْهرِيُّ.
ويَنْجَى، كيَرْضَى: ع.
والمُنَجَّى، للمفعولِ: سَيْفٌ، واسمٌ.
وناجِيةُ: ماءَةٌ لبَنِي أسَدٍ،
وع بالبَصْرَةِ.
وكسُمَيٍّ: اسمٌ.
والنَّجْوَةُ: ة بالبَحْرَيْنِ، وبلا لامٍ: اسمٌ.
والناجِي: لَقَبٌ لأبِي المُتَوَكِّلِ علِيِّ بنِ داودَ، ولأبِي الصِّدِّيقِ بَكْرِ بنِ عُمَرَ، ولأبِي عُبَيْدَةَ الرَّاوي عن الحَسَنِ، ولِرَيْحانَ بنِ سَعيدٍ المُحَدِّثينَ.
وعلِيُّ بنُ نَجَا الواعِظُ الحَنْبَلِيُّ: يُعْرَفُ بابنِ نُجَيَّةَ، كسُمَيَّةَ.
وكَغَنِيَّةٍ: نَجِيَّةُ بنُ ثَوابِ الأصْفَهانِيُّ المُحَدِّثُ.

حسف (لسان العرب) [0]


الحُسافُ: بَقِيّةُ كلِّ شيء أُكل فلم يبق منه إلا قليل.
وحُسافةُ التمرِ: بقية قُشُوره وأَقْماعُه وكِسَرُه؛ هذه عن اللحياني. قال الليث: الحُسافة حُسافة التمر، وهي قُشوره ورَدِيئه.
وحُسافُ المائدةِ: ما يَنْتَثِرُ فيؤكل فيُرْجى فيه الثوابُ. الصِّلِّيانِ ونحوه: يَبِيسُه، والجمع أَحْسافٌ.
والحُسافةُ: ما سَقَطَ من التمر، وقيل: الحسافة في التمر خاصّة ما سقط من أَقماعه وقشوره وكِسَره. الجوهري: الحسافة ما تناثر من التمر الفاسد.
وحَسَفَ التمرَ يَحْسِفُه حَسْفاً وحَسَّفَه: نَقَّاه من الحُسافةِ. ابن الأَعرابي: الحُسوفُ اسْتِقْصاء الشيء وتَنْقِيَتُه.
وفي الحديث: أَنَّ أَسْلَم كان يأَْتي عمر بالصاعِ من التمر فيقول: يا أَسْلَمُ حُتَّ عنه قِشْره، قال: فأَحْسِفُه ثم يأْكله؛ الحَسْفُ كالحتّ وهو إزالة القِشْر.
ومنه . . . أكمل المادة حديث سعد بن أَبي وقاص قال عن مصعب بن عمير: لقد رأَيت جِلْدَه يَتَحَسَّفُ تَحَسُّفَ جِلدِ الحَيّةِ أَي يَتَقَشر.
وهو من حُسافتهم أَي من خُشارَتِهمْ.
وحُسافةُ الناسِ: رُذالُهم.
وانْحَسَفَ الشيءُ في يَدِي: انفَتَّ.
وحَسَفَ القَرْحة: قَشَرَها.
وتَحَسَّفَ الجِلْدُ: تقشّر؛ عن ابن الأَعرابي.
وتَحَسَّفَتْ أَوْبارُ الإبلِ وتوَسَّفَتْ إذا تَمَعَّطَتْ وتَطايَرَتْ.
والحَسِيفةُ: الضَّغِينةُ؛ قال الأَعشى: فَماتَ ولم تَذْهَبْ حَسِيفةُ صَدْرِه، يُخَبِّرُ عنه ذاك أَهْلُ الـمَقابِرِ وفي صدره عليَّ حَسِيفةٌ وحُسافةٌ أَي غَيْظٌ وعداوةٌ. أَبو عبيد: في قلبه عليه كَتِيفةٌ وحَسِيفةٌ وحَسيكةٌ وسخِيمةٌ بمعنًى واحد.
ورجع فلان بحَسيفة نَفْسِه إذا رجَعَ ولم يَقْضِ حاجةُ نفسِه؛ وأَنشد: إذا سُئِلُوا الـمَعْرُوفَ لم يَبْخَلُوا به، ولم يَرْجِعُوا طُلاَّبَه بالحَسائِفِ قال الفراء: حُسِفَ فلان أَي رُذلَ وأُسْقِطَ.
وحكى الأَزهري عن بعض الأَعراب قال: يقال لجَرْسِ الحَيّاتِ حَسْفٌ وحَسِيفٌ وحفيفٌ؛ وأَنشد: أَباتوني بِشَرِّ مَبيتِ ضَيْفٍ، به حَسْفُ الأَفاعي والبُرُوصِ شمر: الحُسافةُ الماء القليل؛ قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي لكثيِّر: إذا النَّبْلُ في نَحْرِ الكُمَيْتِ، كأَنها شَوارِعُ دَبْرٍ في حُسافةِ مُدْهُنِ شمر: وهو الحُشافةُ، بالشين أَيضاً، الـمُدْهُن: صخْرة يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ.

خَمَّ (القاموس المحيط) [0]


خَمَّ البَيْتَ والبئْرَ: كَنَسَها،
كاخْتَمَّها،
و~ الناقةَ: حَلَبَها،
و~ اللحْمُ يَخِمُّ ويَخُمُّ خَمّاً وخُموماً،
وهو خَمٌّ: أنْتَنَ، وأكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في المَطْبوخِ والمَشْوِيِّ،
و~ اللَّبَنُ: غَيَّرَهُ خُبْثُ رائحَةِ السِّقاءِ،
كأَخَمَّ.
والمِخَمَّةُ: المكْنَسَةُ.
والخُمامَةُ، بالضم: الكُناسَةُ، وما يَنْتَثِرُ من الطَّعامِ فَيُؤْكَلُ، ويُرْجَى الثَّوابُ،
والمَخْمومُ القَلْبِ: النَّقِيُّهُ من الغِلِّ والحَسدِ.
وهو يَخُمُّ ثيابَهُ: يُثْنِي عليه.
والخُمُّ، بالضم: قَفَصُ الدَّجاجِ،
وخُمَّ، بالضم: حُبِسَ فيه، (ووادٍ، ويُفْتَحُ)، وبئرٌ حَفَرَها عبدُ شَمْسِ بنُ عبدِ مَنافٍ بمكة.
وغَديرُ خُمٍّ: ع (على ثلاثة أمْيالٍ) بالجُحْفَةِ بين الحَرَمَينِ.
(أوخُمٌّ: اسمُ غَيْضَةٍ هُناكَ، بها غَديرُ ماءٍ سَمٍّ، لم يُولدْ بها أحدٌ فَعاشَ إلى أن يَحْتَلِمَ، إلا . . . أكمل المادة أن يَنْتَقِل منها، وحُفْرَةٌ في الأرضِ يُجْعَلُ في أسْفَلِها الرَّمادُ، ثم تُوضَعُ السِّخالُ فيها
ج: كقِرَدَةٍ، والقَوْصَرَّةُ يُجْعَلُ فيها التِّبْنُ لتَبيضَ فيه الدَّجاجَةُ)، وبالفتح: القَطْعُ،
كالاخْتِمامِ، والثَّناءُ الطَّيِّبُ، والبُكاءُ الشديدُ، وبالكسر: البُسْتانُ الفارِغُ.
والخَمَّانُ: الرُّمْحُ الضعيفُ،
وع بالشامِ، وبالضم والكسرِ: رُذالُ الناسِ، ورَدِيءُ المَتاعِ والشَّجَرِ، وبالضم: نَباتٌ،
ويقالُ له: خُمامَى، نافِعٌ للاسْتِسْقاءِ، ونَهْشِ الأَفْعَى، ومن الكسرِ والوثْيِ من السّقْطَةِ جِدّاً، ومن الكَلْبِ الكَلِبِ، ويُسَوِّدُ الشَّعَرَ.
والخَمْخَمَةُ: الخَنْخَنَةُ.
والخِمْخِمُ، كسِمْسِمٍ: الضَّرْعُ الكثيرُ اللَّبَنِ، ونَبْتٌ له شَوْكٌ دَقيقٌ، لَصّاقٌ بكُلِّ ما يَتَعَلّقُ به، كَثيرٌ بظاهِرِ القاهِرَةِ، وليس بِلسانِ الثَّورِ، كما تَوَهَّمَه بعضُهم، إنما ذلك بالمُهْمَلَتَيْنِ.
وكهُدْهُدٍ: دُوَيْبَّةٌ بَحْرِيَّةٌ.
والخَمْخامُ بنُ الحارثِ: صَحابِي.
وإخميمُ، بالكسرِ: د بِمصرَ،
وع لبني عَنَزَةَ.
وخُمَّامٌ، كزُنَّارٍ وغُرابٍ: أبو بَطْنٍ من الأَزْدِ، منهم: خُوَيْلُ بنُ مُحمدٍ الزاهِدُ، والفَرَزْدَقُ بنُ جَوَّاسٍ المُحَدِّثُ.
وكأَميرٍ: المَمدوحُ، والثَّقيلُ الروحِ، واللبَنُ ساعَةَ يُحْلَبُ.
وككِتابَةٍ: ريشَةٌ فاسِدَةٌ تحْتَ الريشِ.
وخِمَّاءُ، كالحِنَّاءِ: ع.
وتَخَمَّمَ ما على الخِوانِ: أكَلَ بَقايا ما عليه من كُسارٍ وحُتاتٍ.

ض ع ف (المصباح المنير) [0]


 ضِعْفُ: "الشيء" مِثْلُه و "ضِعْفَاهُ" مِثْلَاه و "أَضْعَافُهُ" أمثاله، وقال الخليل: "التَّضْعِيفُ" أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثليه وأكثر، وكذلك "الإِضْعَافُ" و "المُضَاعَفَةُ" ، وقال الأزهري: "الضِّعْفُ" في كلام العرب المِثْلُ هذا هو الأصل ثم استعمل "الضِّعْفُ" في المِثْل وما زاد وليس للزيادة حدّ يقال هذا "ضِعْفُ" هذا أي مِثْلَه وهذان "ضِعْفَاهُ" أي مِثْلاه، قال: وجاز في كلام العرب أن يقال هذا "ضِعْفُهُ" أي مِثْلاَه وثلاثة أمثاله؛ لأن "الضِّعْفَ" زيادة غير محصورة فلو قال في الوصيّة: أعطوه "ضِعْفَ" نصيب وَلَدي أعُطي مِثْلَيْهِ، ولو قال "ضِعْفَيْهِ" أعُطى ثلاثة أمثاله حتى لو حصل للابن مائة أعطي مائتين في الضِّعْف وثلثمائة في الضِّعْفَيْنِ وعلى هذا جرى عرف الناس واصطلاحهم، والوصيّة تحمل على العُرْف لا على دقائق اللغة، و "أَضْعَفْتُ" الثّواب للقوم، و "أَضْعَفُوا" هم حصل لهم "التَّضْعِيفُ" . و "الضَّعْفُ" بفتح الضاد في لغة تميم وبضمها في . . . أكمل المادة لغة قريش خلاف القوّة والصِّحّة فالمضموم مصدر "ضَعُفَ" مثال قَرُبَ قُرْبا والمفتوح مصدر "ضَعَفَ" "ضَعْفًا" من باب قَتَلَ، ومنهم من يجعل المفتوح في الرّأي والمضموم في الجسد، وهو "ضَعِيفٌ" والجمع "ضُعَفَاءُ" و "ضِعَافٌ" أيضا، وجاء "ضَعَفَةٌ" و "ضَعْفَى" ؛ لأن فَعِيلاً إذا كان صفة وهو بمعنى مَفْعُول جمُع على فَعْلَى مثل قَتِيل وقَتْلَى وجَرِيح وجَرْحَى، قال الخليل: قالوا هَلْكَى ومَوْتَى ذهابا إلى أنّ المعنى معنى مَفْعُول، وقالوا: أَحْمَق وحَمْقَى وأَنْوَك ونَوْكى؛ لأنه عيب أصيبوا به فكان بمعنى مَفْعُول، وشذّ من ذلك سقيم فجُمع على سِقَام بالكسر لا على سَقْمَى ذهابا إلى أن المعنى معنى فاعل، ولوحِظ في "ضَعِيفٍ" معنى فاعل فجمع على "ضِعَافٍ" و "ضَعَفَةٍ" مثل كافر وكفرة، و "أَضْعَفَهُ" الله "فَضَعُفَ" فهو "ضَعِيفٌ" و "ضَعُفَ" عن الشيء عَجَز عن احتماله فهو "ضَعِيفٌ" ، و "اسْتَضْعَفْتُهُ" رأيته "ضَعِيفًا" أو جعلته كذلك. 

الكُفْرُ (القاموس المحيط) [0]


الكُفْرُ، (بالضم): ضِدُّ الإِيمان، ويفتحُ،
كالكُفُورِ والكُفْرانِ، بضمهما.
وكفَرَ نعْمَةَ اللهِ،
و~ بها كُفُوراً وكُفْراناً: جَحَدَها، وسَتَرَها.
وكافَرَهُ حَقَّهُ: جَحَدَهُ.
والمُكَفَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المَجْحُودُ النِّعْمَةِ مع إِحسانِهِ.
وكافِرٌ: جاحِدٌ لِأَنْعُمِ اللهِ تعالى
ج: كُفَّارٌ، (بالضم)، وكَفَرَةٌ، (محرَّكةً)، وكِفارٌ، (ككِتابٍ)، وهي كافِرَةٌ، من كَوافِرَ.
ورجلٌ كَفَّارٌ، كشَدَّادٍ،
وكَفُورٌ: كافِرٌ
ج: كُفُرٌ، بضمتين.
وكَفَرَ عليه يَكْفِرُ: غَطَّاهُ،
و~ الشيءَ: سَتَرَهُ،
ككَفَّرَهُ.
والكافِرُ: الليلُ، والبَحْرُ، والوادِي العظيمُ، والنهرُ الكبيرُ، والسَّحابُ المُظْلِمُ، والزارِعُ، والدِّرْعُ،
و~ من الأرضِ: ما بَعُدَ عن الناسِ،
كالكَفْرِ، والأرضُ المُسْتَوِيةُ، والغائطُ الوَطِيءُ، والنَّبْتُ،
وع بِبِلادِ هُذَيْلٍ، والظُّلْمَةُ،
كالكَفْرَةِ، والداخِلُ في السِّلاحِ،
كالمُكَفِّرِ، كمحدِّث، ومنه:
"لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً، يَضْرِبُ . . . أكمل المادة بعضُكم رِقابَ بَعْضٍ"، أو مَعْنَاهُ: لا تُكَفِّرُوا الناسَ فَتَكْفُرُوا.
والمُكَفَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المُوثَقُ في الحَديدِ.
والكَفْرُ: تَعْظيمُ الفارِسِيِّ مَلِكَهُ، وظُلْمَةُ اللَّيْلِ، واسْودادُهُ، ويُكْسَرُ، والقَبْرُ، والتُّرابُ، والقَرْيَةُ.
وأكْفَرَ: لَزِمَها،
كاكْتَفَرَ، والخَشَبَةُ الغَليظَةُ القَصيرَةُ، أو العَصَا القَصيرَةُ، وبالضم: القِيرُ تُطْلَى به السُّفُنُ.
وككَتِفٍ: العظيمُ من الجبالِ، أو الثَّنِيَّةُ منها، وبالتحريك: العُقابُ، وَوِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ،
كالكافُورِ والكافِرِ والكُفُرَّى، وتُثَلَّثُ الكافُ والفاءُ معَاً.
والكافُورُ: نَبْتٌ طَيِّبٌ، نَوْرُهُ كنَوْرِ الأُقْحُوَانِ، والطَّلْعُ، أو وِعاؤُهُ،
وطِيبٌ م، يكونُ من شَجَرٍ بِجبالِ بَحْرِ الهِنْدِ والصِّينِ، يُظِلُّ خَلْقاً كثيراً، وتَأْلَفُه النُّمُورَةُ، وخَشَبُه أبيضُ هَشٌّ، ويُوجَدُ في أجْوافِهِ الكافورُ، وهو أنواعٌ، ولَوْنُها أحْمَرُ، وإنما يَبْيَضُّ بالتَّصْعيدِ، وزَمَعُ الكَرْمِ
ج: كَوَافِيرُ وكَوافِرُ، وعَيْنٌ في الجَنَّةِ.
والتَّكفيرُ في المَعاصِي كالإِحْباطِ في الثَّوابِ، وأن يَخْضَعَ الإِنسانُ لغَيْرِه، وتَتْوِيجُ المَلِكِ بِتاجٍ إذا رُئِيَ، كُفِّرَ له، واسمٌ للتَّاجِ كالتَّنْبِيتِ للنَّبْتِ.
والكُفارِيُّ، بالضم (كغُرابِيٍّ): العظيمُ الأُذُنَيْنِ.
والكَفَّارَةُ، (مُشدَّدَةً): ما كُفِّرَ به من صَدَقَةٍ وصَوْمٍ ونَحْوِهِما.
وكَفَرِيَّةُ، كَطَبِريَّةَ: ة بالشَّامِ.
ورجُلٌ كِفِرِّينٌ، كعِفِرِّينٍ: داهٍ.
وكَفَرْنَى: خامِلٌ أحْمَقُ.
والكوافِرُ: الدِّنانُ.
والكافِرَتانِ: الأَلْيَتَانِ، أو الكاذَتَانِ.
وأكْفَرَهُ: دَعاهُ كافِراً.
وكَفَّرَ عن يَمِينِهِ: أعْطَى الكَفَّارَةَ.

ب - د - ن (جمهرة اللغة) [0]


البَدَن: بَدَن الإنسان، وهو جسمه. والبدن: الدِّرع القصيرة. قال الشاعر: تخَشْخَشُ أبدانُ الحديد عليهم ... كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنوبُ وكان أبو عبيدة يفسرِ قوله عزّ وجلّ: " فاليومَ نُنَجِّيك ببَدَنِكَ " ، أي نُلقيك بنجوة من الأرض، وعليك بَدَنُكَ، أي درْعُكَ لتُعرف بها. والبَدَن: الوَعِل المُسِنّ. قال الراجز، وهو يعني كلبةً: وضَمَّها والبَدَنَ الحِقابُ ... جِدّي، لكل عاملٍ ثَوابُ الرأسُ والأكْرُعُ والإهابُ الحِقاب: جبل. وبَدُنَ الرجلُ، إذا سَمِن. وبَدَّن، إذا ثَقلَ عن سِنّ. وفي حديث النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " فإني قد بَدَّنْتُ " ، أي ثَقُلْتُ. قال الراجز: وكنتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَبدينا ... والهَمَّ مما يُذهِلُ القَرينا وأصحاب الحديث يقولون: فإني قد بَدُنْتُ، وليس . . . أكمل المادة ذلك بشيء لأنه ليس من صفته أنه، عليه السلام، كان " سميناً. والبَدَنَة من الإبل مثل الأضْحِيّة من الغنم، والجمع البُدْن والبُدُن، وقد قرىء بهما جميعاً. وامرأة بَادِن، أي سمينة. فأما البَنْد الذي يُراد به علم الجيش، فليس بالعربي الصحيح، وقد استعمله المولّدون. والنَّدَب: الأثر في الجلد، نَدِبَ يَنْدَبُ نَدَباً. قال الشاعر: تُرِيكَ سُنَةَ وجهٍ غيرَ مُقْرِفَة ... ملساءَ ليس بها خال ولا نَدَبُ وجمع النَّدَب أنداب ونُدوب. قال الشاعر: كأنَّها من حَمِيرِ غابٍ ... جَوْن بصَفحته نُدوبُ وهو جمع نَدَب. والنَّدَب: قبيلة من العرب. ورجل نَدْب، إذا كان مِعواناً مُنجِداً يَنتدب للأمور، إذا ندب إليها. والنُّدْبة من قولهم: نَدَبْت الرجلَ أندبه نَدْباً، إذا قلت له يا فُلاناه وبه سمِّيت الباكية نادِبة. ويقال: رجل نَدْب وامرأة نَدْبَة، إذا كانا سريعي النهوض في الأمور. ومنه اشتقاق نَدْبَة، وهي أم خُفاف بن نَدْبَة أحد سُودان العرب وفرسانها. وإذا رمى المتناضِلان قالوا: نَدَبُنا يومَ كذا وكذا، أي يوم انتدابنا للرمي. وتكلَّم فلان فانتَدب له فلان، إذا عارَضه.

ح س ب (المصباح المنير) [0]


 حَسَبْتُ: المال "حَسْبًا" من باب قتل أحصيته عددا وفي المصدر أيضا "حِسْبَةً" بالكسر و "حُسْبَانًا" بالضم، و "حَسِبْتُ" زيدا قائما "أَحْسَبُهُ" من باب تعب في لغة جميع العرب إلا بني كنانة فإنهم يكسرون المضارع مع كسر الماضي أيضا على غير قياس "حِسْبَانًا" بالكسر بمعنى ظننت ويقال "حَسْبُكَ" درهم أي كافيك و "أَحْسَبَنِي" الشيء بالألف أي كفاني و "الحَسَبُ" بفتحتين ما يعدّ من المآثر وهو مصدر "حَسُبَ" وزان شرف شرفا وكرم كرما، قال ابن السكيت: "الحَسَبُ" والكرم يكونان في الإنسان وإن لم يكن لآبائه شرف ورجل "حَسِيبٌ" كريم بنفسه قال: وأما المجد والشرف فلا يوصف بهما الشخص إلا إذا كانا فيه وفي آبائه، وقال الأزهري: "الحَسَبُ" الشرف الثابت له ولآبائه قال: وقوله عليه السلام "تنكح المرأة... لحسبها" أحوج أهل العلم إلى معرفة الحسب؛ لأنه مما يعتبر في مهر المثل "فَالحَسَبُ" الفعال له . . . أكمل المادة ولآبائه مأخوذ من الحساب، وهو عدّ المناقب لأنهم كانوا إذا تفاخروا حسب كلّ واحد مناقبه ومناقب آبائه ومما يشهد لقول ابن السكيت قول الشاعر: وَمَنْ كَانَ ذَا نَسبٍ كَرِيمٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللئِيمَ المُذَمَّمَاجعل الحسب فعال الشخص مثل الشجاعة وحسن الخلق والجود ومنه قوله: حَسَبُ المرء دينه وقولهم: "يُجْزَى المَرْءُ عَلَى حَسَبِ عَمَلِهِ" أي على مقداره، و "الحُسْبَانُ" بالضم سهام صغار يرمى بها عن القسي الفارسية الواحدة "حُسْبَانَةٌ" وقال الأزهري: "الحُسْبَانُ" مرامٍ صغارٌ لها نصال دقاق يرمى بجماعة منها في جوف قصبة، فإذا نزع في القصبة خرجت الحسبان كأنها قطعة مطر فتفرقت فلا تمر بشيء إلا عقرته و "احْتَسَبَ" فلان ابنه إذا مات كبيرا فإن كان صغيرا قيل "افْتَرَطَهُ" و "احْتَسَبَ" الأجر على الله ادّخره عنده لا يرجو ثواب الدنيا، والاسم "الحِسْبَةُ" بالكسر، و "احْتَسَبْتُ" بالشيء اعتددت به قال الأصمعي: وفلان حسن "الحِسْبَةِ" في الأمر أي حسن التدبير والنظر فيه، وليس هو من احتساب الأجر فإن "احْتِسَابَ" الأجر فعل لله لا لغيره. 

حتف (لسان العرب) [0]


الحَتْفُ: الموت، وجمعه حُتُوفٌ؛ قال حنش بن مالك: فَنَفْسَك أَحْرِزْ، فإنَّ الحُتُو فَ يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ واد ولا يُبْنى منه فِعْل.
وقول العرب: مات فلان حتف أَنفه أَي بلا ضرب ولا قتل، وقيل: إذا مات فَجْأَةً، نصب على المصدر كأَنهم توهَّموا حَتَفَ وإن لم يكن له فِعْلٌ. قال الأَزهري عن الليث: ولم أَسمع للحَتْفِ فِعْلاً.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: مَنْ مات حَتْف أَنفه في سبيل اللّه فقد وقع أَجره على اللّه؛ قال أَبو عبيد: هو أَن يموت موتاً على فراشه من غير قتل ولا غَرَق ولا سَبُع ولا غيره، وفي رواية: فهو شهيد. قال . . . أكمل المادة ابن الأَثير: هو أَن يموت على فراشه كأَنه سَقَطَ لأَنفه فمات.
والحَتْفُ: الهلاك، قال: كانوا يتخَيَّلُون أَن رُوحَ المريض تخرج من أَنفه فإن جُرِحَ خرجت من جِراحتِه. الأَزهري: وروي عن عبيد اللّه بن عمير (* قوله «عبيد اللّه بن عمير» كذا بالأصل والذي في النهاية: عبيد ابن عمير.) أَنه قال: في السمك: ما مات حتف أَنفه فلا تأْكله، يعني الذي يموت منه في الماء وهو الطافي. قال وقال غيره: إنما قيل للذي يموت على فراشه مات حتف أَنفه.
ويقال: مات حَتْفَ أَنـْفَيْهِ لأَنَّ نَفْسه تخرج بتنفسه من فيه وأَنفه. قال: ويقال أَيضاً مات حَتْفَ فِيه كما يقال مات حَتْف أَنفه، والأَنفُ والفمُ مخرجا النفَس. قال: ومن قال حتف أَنفيه احتمل أَن يكون أَراد سَمَّيْ أَنفه وهما مَنْخَراه، ويحتمل أَن يراد به أَنفه وفمه فَغَلَّب أَحدَ الاسمين على الآخر لتجاورهما؛ وفي حديث عامر بن فُهَيْرَةَ: والـمَرْءُ يأْتي حَتْفُه مِن فَوْقهِ يريد أَن حَذَره وجُبْنَه غيرُ دافع عنه الـمَنِيّة إذا حلت به، وأَوّل من قال ذلك عمرو بن مامة في شعره، يريد أَن الموت يأْتيه من السماء.
وفي حديث قَيْلَة: أَنَّ صاحبها قال لها كنتُ أَنا وأَنتِ، كما قيل: حَتْفَها تَحْمِلُ ضَأْنٌ بأَظْلافِها؛ قال: أَصله أَن رجلاً كان جائعاً بالفَلاة القَفْر، فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاةُ الأَرض فظهر فيها مُدْية فذبحها بها، فصار مثلاً لكل من أَعان على نفسه بسُوء تدبيره؛ ووصف أُميةُ الحيّةَ بالحتفة فقال: والحَيّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاء أَخْرَجَها، منْ بَيْتِها، أَمَناتُ اللّهِ والكَلِمُ وحُتافةُ الخِوانِ كَحُتامَتِه: وهو ما يَنْتَثِر فيؤكل ويُرْجى فيه الثَّواب.

لثم (لسان العرب) [0]


اللِّثامُ: رَدُّ المرأَة قِناعَها على أَنفها وردُّ الرجل عمامَته على أَنفه، وقد لَثَمَتْ تَلْثِمُ (* قوله «وقد لثمت تلثم» هكذا ضبط في الصحاح والمحكم أيضاً، ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب قتل، وفي المصباح: ولثمت المرأة من باب تعب لثماً مثل فلس.
وتلثمت والتثمت شدت اللثام. )، وقيل: اللِّثامُ على الأَنف واللِّفامُ على الأَرْنبة. أَبو زيد قال: تميم تقول تَلَثَّمَت على الفم، وغيرهم يقول تَلَفَّمَت؛ قال الفراء: إِذا كان على الفم فهو اللِّثام، وإِذا كان على الأَنف فهو اللِّفام.
ويقال من اللِّثام: لثَمْت أَلْثِمُ، فإِذا أَراد التقبيل قلت: لثِمْتُ أَلْثَم؛ قال الشاعر:فلَثِمْتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها، ولَثِمْتُ من شَفَتَيْهِ أَطْيَبَ مَلْثَم . . . أكمل المادة ولَثِمْتُ فاها، بالكسر، إِذا قبَّلتها، وربما جاء بالفتح؛ قال ابن كيسان: سمعت المبرد ينشد قول جَمِيل: فلَثَمْتُ فاها آخِذاً بقرونِها، شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَج بالفتح، ويروى البيت لعمر بن أَبي ربيعة، أَبو زيد: تميم تقول تَلَثَّمَت على الفم، وغيرهم يقول تلفَّمت، فإِذا كان على طرف الأَنف فهو اللِّفام، وإِذا كان على الفم فهو اللِّثام. قال الفراء: اللِّثام ما كان على الفم من النقاب، واللِّفام ما كان على الأَرْنبة.
وفي حديث مكحول: أَنه كَرِهَ التَّلَثُّم من الغبار في الغَزْوِ، وهو شدُّ الفم باللثام، وإِنما كرهه رغبة في زيادة الثواب بما يناله من الغبار في سبيل الله.
والملثَم: الأَنف وما حوله وإِنها لحسنَةُ اللِّثْمةِ: من اللِّثام؛ وقول الحَذْلميّ: وتَكْشِف النُّقْبةَ عن لِثامِها لم يفسر ثعلب اللِّثام، قال (* قوله «قال» أي ابن سيده): وعندي أَنه جلدها؛ وقول الأَخطل: آلَت إِلى النِّصف من كَلْفاء أَتْأَقَها عِلْجٌ، ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ إِنما أَراد أَنه صيّر الجفنَ والغارَ لهذه الخابية كاللِّثام.
ولَثِمَها ولَثَمَها يَلْثِمُها ويَلْثَمُها لَثْماً: قبّلها. الجوهري: واللُّثْم، بالضم، جمع لاثِمٍ.
واللَّثْم: القُبْلة. يقال: لَثَمَت المرأَةُ ثَلْثِمُ لَثْماً والْتَثَمَت وتَلَثَّمَت إِذا شدَّت اللِّثامَ، وهي حسنَة اللِّثْمة.
وخُفٌّ مَلْثُوم ومُلَثَّم: جرحته الحجارة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: يَرْمِي الصُّوَى بمُجْمَراتٍ سُمْرِ مُلَعثَّماتٍ، كمَرادِي الصَّخْرِ الجوهري: لَثَمَ البعير الحجارة بخُفِّه يَلْثِمُها إِذا كسرَها.
وخفٌّ مِلْثَم: يَصُكّ الحجارة.
ويقال أَيضاً: لَثَمت الحجارةُ خُفَّ البعير إِذا أَصابته وأَدْمته.

بقي (لسان العرب) [0]


في أَسماء الله الحسنى الباقي: هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الإستقبال إلى آخر ينتهي إليه، ويعبر عنه بأَنه أَبديّ الوجود.
والبَقاء: ضدّ الفَناء، بَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بَقاءً وبَقَى بَقْياً، الأَخيرةُ لغة بلحرث بن كعب، وأَبقاه وبَقَّاه وتَبَقَّاه واسْتَبْقاه، والاسم البَقْيَا والبُقْيَا. قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى البُقْوَى، بالواو وضم الباء.
والبَقْوَى والبَقْيا: إسمان يوضعان موضع الإبْقاء، إن قيل: لم قلبت العرب لام فَعْلَى إذا كانت اسماً وكان لامها ياء واواً حتى قالوا البَقْوَى وما أَشبه ذلك نحو التَّقْوَى والعَوَّى (* قوله «العوَّى» هكذا في الأصل والمحكم)؟ فالجواب: أَنهم إنما فعلوا ذلك في فَعْلى لأَنهم قد قلبوا . . . أكمل المادة لام الفُعْلَى، إذا كانت اسماً وكانت لامها واواً، ياء طلباً للخفة، وذلك نحو الدُّنْيا والعُلْيا والقُصْيا، وهي من دَنَوْتُ وعَلَوْتُ وقَصَوْت، فلما قلبوا الواو ياء في هذا وفي غيره مما يطول تعداده عوَّضوا الواو من غلبة الياء عليها في أَكثر المواضع بأَن قلبوها في نحو البَقْوَى والثَّنْوَى واواً، ليكون ذلك ضرباً من التعويض ومن التكافؤ بينهما.
وبقي الرجلُ زماناً طويلاً أَي عاش وأَبقاه الله. الليث: تقول العرب (* قوله «الليث تقول العرب إلخ» هذه عبارة التهذيب وقد سقط منها جملة في كلام المصنف ونصها: تقول العرب نشدتك الله والبقيا وهي البقية، أبو عبيد عن الكسائي قال: البقوى والبقيا هي الإبقاء مثل الرعوى إلخ). نَشَدْتُك الله والبُقْيَا؛ هو الإبقاء مثل الرَّعْوى والرُّعْيا من الإرْعاء على الشيء، وهو الإبْقاء عليه.
والعرب تقول للعدوّ إذا غَلَبَ: البَقِيَّةَ أَي أَبْقُوا علينا ولا تستأْصلونا؛ ومنه قول الأَعشى: قالوا البَقِيَّة والخَطِّيُّ يأْخُذُهم وفي حديث النجاشي والهجرة: وكان أَبْقَى الرجلين فينا أَي أَكثر إبقاء على قومه، ويروى بالتاء من التُّقى.
والباقِيةُ توضع موضع المصدر.
ويقال: ما بَقِيَتْ منهم باقِيةٌ ولا وَقاهم الله من واقِيَة.
وفي التنزيل العزيز: فهل تَرى لهم من باقية؛ قال الفراء: يريد من بَقاء.
ويقال: هل ترى منهم باقياً، كل ذلك في العربية جائز حسن، وبَقِيَ من الشيء بَقِيَّةٌ.
وأَبْقَيْتُ على فلان إذا أَرْعَيْتَ عليه ورَحِمْتَه. يقال: لا أَبْقَى اللهُ عليك إن أَبْقَيْتَ عليَّ، والإسم البُقْيَا؛ قال اللَّعِين: سَأَقْضِي بين كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ، وبَيْنَ القَيْنِ قَيْنِ بَني عِقَالِ فإنَّ الكلبَ مَطْعَمُه خَبيثٌ، وإنَّ القَيْنَ يَعْمَلُ في سِفَالِ فما بُقْيَا عليّ ترَكْتُماني، ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ وكذلك البَقْوى، بفتح الباء.
ويقال: البُقْيَا والبَقْوَى كالفُتْيا والفَتْوَى؛ قال أَبو القَمْقام الأَسَدِيُّ: أُذَكِّرُ بالبَقْوَى على ما أَصابَني، وبَقْوايَ أَنِّي جاهِدٌ غَير مُؤتَلي واسْتَبْقَيتُ من الشيء أَي تركت بعضه.
واسْتبقاه: اسْتَحْياه، وطيِّءٌ تقول بَقَى وبَقَتْ مكان بَقِيَ وبَقيَتْ، وكذلك أَخواتها من المعتل؛ قال البَولاني: تَسْتَوْقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، وتَصْـ ـطادُ نُفُوساً بُنَتْ على الكَرَمِ أَي بُنِيَتْ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ.
والبقيَّةُ: كالبَقْوَى.
والبِقيَّة أَيضاً: ما بقي من الشيء.
وقوله تعالى: بَقِيَّةُ الله خير لكم. قال الزجاج: معناه الحالُ التي تبقى لكم من الخير خير لكم، وقيل: طاعة الله خير لكم.
وقال الفراء: يا قوم ما أُبقي لكم من الحلال خير لكم، قال: ويقال مراقبة الله خير لكم. الليث: والباقي حاصل الخَراج ونحوه، ولغة طيء بَقَى يَبْقى، وكذلك لغتهم في كل ياء انكسر ما قبلها، يجعلونها أَلفاً نحو بَقَى ورَضَى وفَنَى؛ وقوله عز وجل: والباقياتُ الصالحاتُ خير عند ربك ثواباً؛ قيل: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس، وقيل هي الأَعمال الصالحة كلها، وقيل: هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أَكبر. قال: والباقيات الصالحات، والله أَعلم، كل عمل صالح يَبْقَى ثوابه. من الخيل: التي يَبْقَى جَريُها بعد انقطاع جَرْي الخيل؛ قال الكَلْحَبةُ اليَرْبوعِيُّ: فأَدْرَكَ إبْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها، وقد جَعَلَتْني من حزِيمةَ إصْبَعا وفي التهذيب: المُبْقِياتُ من الخيل هي التي تُبْقِي بعضَ جَريها تَدَّخِره.
والمُبْقِياتُ: الأَماكن التي تُبقِى ما فيها من مناقع الماء ولا تشربه؛ قال ذو الرمة: فلما رَأَى الرَّائي الثُّرَيَّا بسُدْفةٍ، ونَشَّتْ نِطافُ المُبْقِياتِ الوقائع واسْتَبْقى الرجلَ وأَبقى عليه: وجب عليه قتل فعفا عنه.
وأَبْقيْتُ ما بيني وبينهم: لم أُبالغ في إفساده، والإسم البَقِيَّةُ؛ قال: إنْ تُذْنِبُوا ثم تأْتِيني بَقِيَّتُكم، فما عليَّ بذَنْبٍ منكُم فَوْتُ أَي إبقاؤكم: ويقال: اسْتَبْقَيْتُ فلاناً إذا وجب عليه قتل فعفوت عنه.
وإذا أَعطيت شيئاً وحَبَسْتَ بعضَه قلت: استبقيت بعضه.
واسْتَبْقَيْتُ فلاناً: في معنى العفو عن زلله واسْتِبْقاء مودَّته؛ قال النابغة: ولَسْتَ بمُسْتَبْقِ أَخاً لا تَلُمُّه على شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟ وفي حديث الدعاء: لا تُبْقِي على من يَضْرَعُ إليها، يعني النار. يقال: أَبْقَيْت عليه أُبْقِي إبْقاءً إذا رحمته وأَشفقت عليه.
وفي الحديث: تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ؛ هو أَمر من البقاء والوِقاء، والهاء فيهما للسكت، أَي اسْتَبْق النفسَ ولا تُعَرِّضْها للهَلاك وتحرّز من الآفات.
وقوله تعالى: فلولا كان من القرون من قبلكم أُولو بَقِيَّة ينهون عن الفساد؛ معناه أُولو تمييز، ويجوز أُولوا بقية أُولو طاعة؛ قال ابن سيده: فسر بأَنه الإبقاء وفسر بأَنه الفَهْم، ومعنى البَقِيَّة إذا قلت فلان بَقِيَّة فمعناه فيه فَضْل فيما يُمْدَحُ به، وجمع البَقِيَّة بقايا.
وقال القتيبي: أُولو بَقِيَّة من دِينِ قوم لهم بَقِيَّة إذا كانت بهم مُسْكَة وفيهم خير. قال أَبو منصور: البَقيَّة اسم من الإبْقاء كأَنه أَراد، والله أَعلم، فلولا كان من القرون قوم أُولوا إبقاء على أَنفسهم لتمسكهم بالدين المرضي، ونصب إلا قليلاً لأَن المعنى في قوله فلولا كان فما كان، وانتصاب قليلاً على الانقاع من الأَول.
والبُقْيَا أَيضاً: الإبْقاءُ؛ وقوله أَنشده ثعلب: فلولا اتِّقاءُ الله بُقْيايَ فيكما، لَلُمْتُكما لَوْماً أَحَرَّ من الجَمْرِ أَراد بُقْيايَ عليكما، فأَبدل في مَكانَ على، وأَبدل بُقْيايَ من اتقاء الله.
وبَقَاهُ بَقْياً: انتظره ورَصَدَه، وقيل: هو نظرك إليه؛ قال الكُمَيْت وقيل هو لكثير: فما زلْتُ أَبْقِي الظُّعْنَ، حتى كأَنها أَواقِي سَدىً تَغْتالهُنَّ الحَوائِكُ يقول: شبهت الأَظْعَان في تباعدها عن عيني ودخولها في السراب بالغزل الذي تُسْديه الحائكةُ فيتناقص أَوَّلاً فأَوّلاً.
وبَقَيْتُه أَي نظرت إليها وترقبته.
وبَقِيَّةُ الله: انتظارُ ثوابه؛ وبه فسر أَبو عليّ قوله: بقيةُ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، لأَنه وإنما ينتظر ثوابه من آمن به.
وبَقِيَّةُ: اسم.
وفي حديث معاذ: بَقَيْنا رسولَ الله وقد تأَخر لصلاة العَتَمة، وفي نسخة: بَقَيْنا رسولَ الله في شهر رمضان حتى خَشينا فوتَ الفَلاح أَي انتظرناه.
وبَقَّيْتُه، بالتشديد، وأَبقيَته وتَبَقَّيْتُه كله بمعنى.
وقال الأَحمر في بَقَيْنا: انتظرنا وتبصرنا؛ يقال منه: بَقَيْتُ الرجلَ أَبْقِيه أَي انتظرته ورَقَبْتُه؛ وأَنشد الأَحمر: فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها، جُنْحُ النَّواصِي نَحْوَ أَلْوِياتِها، كالطَّير تَبقي مُتَداوِِماتِها يعني تنظر إليها.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، وصلاة الليل: فبَقَيْتُ كيف يصلي النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وفي رواية: كراهة أَن يَرَى أَني كنت أَبْقِيه أَي أَنْظُره وأَرْصُده. اللحياني: بَقَيْتُه وبَقَوْتُه نظرت إليه، وفي المحكم: بَقَاه بعينه بَقَاوَةً نظر إليه؛ عن اللحياني.
وبَقَوْتُ الشيءَ: انتظرته، لغة في بَقَيْتُ، والياء أَعلى.
وقالوا: ابْقُهْ بَقْوَتَك مالَك وبَقَاوَتَك مالَك أَي احفظه حفْظَك مالَك.

أجر (لسان العرب) [0]


الأَجْرُ: الجزاء على العمل، والجمع أُجور.
والإِجارَة: من أَجَر يَأْجِرُ، وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل.
والأَجْر: الثواب؛ وقد أَجَرَه الله يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه الله إِيجاراً.
وأْتَجَرَ الرجلُ: تصدّق وطلب الأَجر.
وفي الحديث في الأَضاحي: كُلُوا وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَجْرِ بذلك. قال: ولا يجوز فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَجر لا من التجارة؛ قال ابن الأَثير: وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر: إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي، صلى الله عليه وسلم، صلاتَه فقال: من يَتّجِر يقوم فيصلي معه، قال: والرواية إِنما هي يأْتَجِر، فإِن . . . أكمل المادة صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً؛ ومنه حديث الزكاة: ومن أَعطاها مُؤْتَجِراً بها.
وفي حديث أُم سلمة: آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها؛ آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر والجزاء، وكذلك أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه، والأَمر منهما آجِرْني وأْجُرْني.
وقوله تعالى: وآتيناه أَجْرَه في الدنيا؛ قيل: هو الذِّكْر الحسن، وقيل: معناه أَنه ليس من أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: أَجْرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من ولده، وقيل: أَجْرُه الولدُ الصالح.
وقوله تعالى: فبشره بمغفرة وأَجْر كريم؛ الأَجر الكريمُ: الجنةُ.
وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً، فهو مأْجور، وآجره، يؤجره إِيجاراً ومؤاجَرَةً، وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب؛ وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً، فهو مُؤْجَرٌ.
وأَجْرُ المرأَة: مَهْرُها؛ وفي التنزيل: يا أَيها النبي إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ.
وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً: أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ؛ وآجر الإِنسانَ واستأْجره.
والأَجيرُ: المستأْجَرُ، وجمعه أُجَراءُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة: وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه، إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا والاسم منه: الإِجارةُ.
والأُجْرَةُ: الكراء. تقول: استأْجرتُ الرجلَ، فهو يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري.
وأُتْجَرَ عليه بكذا: من الأُجرة؛ وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي، والصحيح أَنه لمحمد بن بشير الخارجي:يا أَحْسنَ الناسِ، إِلاّ أَنّ نائلَها، قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها، عَسِرُ وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به، وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ هل تَذْكُريني؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ، وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلي، ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ، وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ: يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي عبدٌ لأَهلِكِ، هذا الشهرَ، مُؤْتَجَرُ إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً منَّا ويَحْرِمُنا، ما أَنْصَفَ القَدَرُ جِنِّيَّةٌ، أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها، ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ قوله: يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي. الدارَ: أَكريتُها، والعامة تقول وأَجرْتُه.
والأُجْرَةُ والإِجارَةُ والأُجارة: ما أَعْطيتَ من أَجرٍ. قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً حكى فيه الأَجارة، بالفتح.
وفي التنزيل العزيز: على أَن تأْجُرني ثماني حِجَجٍ؛ قال الفرّاءُ: يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج؛ وروى يونس: معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة؛ ومن ذلك قول العرب: آجركَ اللهُ أَي أَثابك الله.
وقال الزجاج في قوله: قالت إحداهما يا أَبَتِ استأْجِرْهُ؛ أَي اتخذه أَجيراً؛ إِن خيرَ مَن اسْتأْجرتَ القَويُّ الأَمينُ؛ أَي خيرَ من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة. قال وقوله: على أَن تأْجُرَني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجيراً لي. ابن السكيت: يقال أُجِرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ.
وأَجِرَتْ يدُه تأْجُر وتَأْجِرُ أَجْراً وإِجاراً وأُجوراً: جُبِرَتْ على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ، وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ؛ وآجَرَها هو وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً. الجوهري: أَجَرَ العظمُ يأْجُر ويأْجِرُ أَجْراً وأُجوراً أَي برئَ على عَثْمٍ.
وقد أُجِرَتْ يدُه أَي جُبِرَتْ، وآجَرَها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ.
وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ: إِذا كُسِرَت بَعيرانِ، فإِن كان فيها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة؛ الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها.
والمِئْجارُ: المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم المجبور؛ قال الأَخطل: والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم، كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ الكسائي: الإِجارةُ في قول الخليل: أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى دالاً.
وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ؛ وهو فِعَالَةٌ من أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ.
والأُجُورُ واليَأْجُورُ والآجُِرُون والأُجُرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ: طبيخُ الطين، الواحدة، بالهاء، أُجُرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة؛ أَبو عمرو: هو الآجُر، مخفف الراء، وهي الآجُرَة.
وقال غيره: آجِرٌ وآجُورٌ، على فاعُول، وهو الذي يبنى به، فارسي معرّب. قال الكسائي: العرب تقول آجُرَّة وآجُرَّ للجمع، وآجُرَةُ وجمعها آجُرٌ، وأَجُرَةٌ وجمعها أَجُرٌ، وآجُورةٌ وجمعها آجُورٌ.
والإِجَّارُ: السَّطح، بلغة الشام والحجاز، وجمع الإِجَّار أَجاجِيرُ وأَجاجِرَةٌ. ابن سيده: والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ.
وفي الحديث: من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ منه الذمَّة. الإِجَّارُ، بالكسر والتشديد: السَّطحُ الذي ليس حوله ما يَرُدُ الساقِطَ عنه.
وفي حديث محمد بن مسلمة: فإِذا جارية من الأَنصار على إِجَّارٍ لهم؛ والأَنْجارُ، بالنون: لغة فيه، والجمع الإِناجِيرُ.
وفي حديث الهجرة: فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، في السوق وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ؛ يعني السطوحَ، والصوابُ في ذلك الإِجَّار.ابن السكيت: ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته.
ويقال لأُم إِسمعيلَ: هاجَرُ وآجَرُ، عليهما السلام.

مخخ (لسان العرب) [0]


المُخُّ: نِقْيُ العظم؛ وفي التهذيب: نِقْيُ عظام القصب؛ وقال ابن دريد: المُخُّ ما أُخرج من عظم، والجمع مَخَخة ومخاخ، والمُخَّة: الطائفة منه، وإذا قلت مُخَّة فجمعها المُخُّ.
وتقول العرب: هو أَسمح من مُخَّة الوبَر أَي أَسهل، وقالوا: اندَرَع اندِراعَ المُخَّة وانقصف انقصاف البَرْوَقَة فاندرع، يذكر في موضعه.
وانقصف: انكسر بنصفين.
وفي حديث أُمّ معبد في رواية: فجاءَ يسوق أَعْنُزاً عجافاً مِخاخُهنّ قليل؛ المخاخ جمع مُخ مثل حِباب وحُب وكمام وكمّ، وإِنما لم يقل قليلة لأَنه أَراد أَن مخاخَهن شيء قليل.
وتَمَخَّخ العظمَ وامْتَخخَه وتَمَكَّكه ومَخْمَخَه: أَخرج مخه.
والمُخاخَة: ما تُمُصِّص منه.
وعظم مَخيخ: ذو مخ؛ وشاة مَخيخة وناقة مخيخة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: باتَ يُماشي . . . أكمل المادة قُلُصاً مَخائِخا وأَمَخَّ العظمُ: صار فيه مُخّ؛ وفي المثل: شَرٌّ ما يُجِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ.
وأَمَخَّتِ الدابة والشاة: سَمِنت.
وأَمَخَّت الإِبل أَيضاً: سَمِنَت؛ وقيل: هو أَوّل السِّمَن في الإِقبال وآخر الشحم في الهُزال.
وفي المثل: بين المُمِخَّة والعَجْفاءِ.
وأَمَخَّ العود: ابتَلَّ وجرى فيه الماءُ، وأَصل ذلك في العظم.
وأَمَخَّ حب الزرع: جرى فيه الدقيق، وأَصل ذلك العظم.والمخ: الدماغ؛ قال: فلا يَسْرقُ الكلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنا، ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجم ويروى السروّ وهو فعول من السُّرى، وصف بهذا قوماً فذكر أَنهم لا يلبسون من النعال إِلا المدبوغة والكلب لا يأْكلها، ولا يستخرجون ما في الجماجم لأَن العرب تعير بأَكل الدماغ كأَنه عندهم شَرَهٌ ونَهَم.
ومُخُّ العين: شحمتها، وأَكثر ما يستعمل في الشعر. التهذيب: وشحم العين قد سمي مخّاً؛ قال الراجز: ما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْن ومخ كل شيء: خالصه.
وغيره يقال: هذا من نُخّ قَلْبي ونُخاخة قلبي ومن مُخَّة قلبي ومن مُخِّ قلبي أَي من صافيه.
وفي الحديث: الدعاءُ مُخُّ العبادة؛ مخّ الشيء: خالصه، وإِنما كان مُخّاً لأَمرين: أَحدهما أَنه امتثال أَمر الله تعالى حيث قال ادعوني فهو محض العبادة وخالصها، الثاني أَنه إِذا رأَى نجاح الأُمور من الله قطع أَمله عن سواه ودعاه لحاجته وحده، وهذا هو أَصل العبادة ولأَن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاءِ.
وأَمْرٌ مُمِخٌّ إِذا كان طائلاً من الأُمور.
وإِبل مخائخ إِذا كانت خياراً. أَبو زيد؛ جاءَته مُخَّة من الناس أَي نخبتهم؛ وأَنشد أَبو عمرو:أَمسى حَبيبٌ كالفُرَيجِ رائِخا، يقول: هذا الشرُّ ليس بائخا، بات يماشي قلصاً مخائخا ونعجة فَريج إِذا ولدت فانْفَرج وَرِكاها.
والرائخ: المسترخي.
والمخ: فرس الغراب بن سالم.

بخس (لسان العرب) [0]


البَخْسُ: النَّقْصُ. بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه؛ وامرأَة باخِسٌ وباخِسَةٌ.
وفي المثل في الرجل تَحْسَبُه مغفلاً وهو ذو نَكْراءَ: تَحسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ أَو باخِسَةٌ؛ أَبو العباس: باخِسٌ بمعنى ظالم، ولا تَبْخَسُوا الناس. لا تظلموهم.
والبَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه.
وقوله عز وجل: فلا يَخافُ بَخْساً ولا رَهَقاً؛ أَي لا ينقص من ثواب عمله، ولا رهقاً أَي ظلماً.
وثَمَنٌ بَخْسٌ: دونَ ما يُحَبُّ.
وقوله عز وجل: وشَرَوْه بثمن بَخْسٍ؛ أَي ناقص دون ثمنه.
والبَخْسُ: الخَسِيسُ الذي بَخَس به البائعُ. قال الزجاج: بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا يحل بيعه. قال: وقيل بَخْسٌ ناقص، . . . أكمل المادة وأَكثر التفسير على أَن بَخْساً ظلم، وجاءَ في التفسير أَنه بيع بعشرين درهماً، وقيل باثنين وعشرين، أَخذ كل واحد من إِخوته درهمين، وقيل بأَربعين درهماً، ويقال للبيع إِذا كان قَصْداً: لا بَخْسَ فيه ولا شطط.
وفي التهذيب: لا بَخْس ولا شُطُوط.
وبَخَسَ الميزانً: نَقَصَه.
وتَباخَسَ القومُ، تغابنوا.
وروي عن الأَوزاعي في حديث: أَنه يأْتي على الناس زمانٌ يُستحلُّ فيه الربا بالبيع، والخمرُ بالنبيذ، والبَخْسُ بالزكاة؛ أَراد بالبَخْس ما يأْخذه الولاة باسم العُشْر، يتأَوّلون فيه أَنه الزكاة والصدقات.
والبَخْسُ: فَقْءُ العين بالإِصبع وغيرها، وبَخَسَ عينه يَبْخَسُها بخساً: فقأَها، لغة في بَخَصَها، والصاد أَعلى. قال ابن السكيت: يقال بَخَصْتُ عينَه، بالصاد، ولا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق.
والبَخْسُ: أَرض تُنْبِتُ بغير سَقْي، والجمع بُخُوسٌ.
والبَخْسُ من الزرع: ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء؛ قال أَبو مالك: قال رجل من كندة يقال له العُذافَة وقد رأَيته: قالتْ لُبَيْنَى: اشْتَرْ لنا سَويقَا، وهاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا، واعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا واشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا، واصْبُغْ ثيابي صِبَغاً تَحْقِيقا، من جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا بِزَعْفَرَانٍ، صِبَغاً رَقيقا قال: البَخْسُ الذي يزرع بماء السماء، تشريقاً أَي صُفِّرَ شيئاً يسيراً.
والأَباخِسُ: الأَصابعُ. قال الكُمَيْتُ: جَمَعْتَ نِزَاراً، وهي شَتَّى شُعُوبُها، كما جَمَعَتْ كَفُّ إليها الأَباخِسا وإِنه لشديد الأَباخِسِ، وهي لحم العَصَب، وقيل: الأَباخِسُ ما بين الأَصابع وأُصولها.
والبَخِيسُ من ذي الخُفِّ: اللحم الداخل في خُفِّه.
والبَخِيسُ: نِياطُ القلب.
ويقال: بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نقص ولم يبق إِلا في السُّلامَى والعين، وهو آخر ما يبقى.
وقال الأُموي: إِذا دخل في السُّلامَى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى.

تجر (لسان العرب) [0]


تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً؛ باع وشرى، وكذلك اتَّجَرَ وهو افْتَعَل، وقد غلب على الخَمَّار قال الأَعشى: ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ آلْـ أُمَّانَ، مَوْرُوداً شَرَابُهْ وفي الحديث: مَنْ يَتَّجِرُ على هذا فيصلي معه. قال ابن الأَثير: هكذا يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة لأَنه يشتري بعمله الثواب ولا يكون من الأَجر على هذه الرواية لأَن الهمزة لا تدغم في التاء وإِنما يقال فيه يأْتَجِرُ. الجوهري: والعرب تسمي بائع الخمر تاجراً؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ: ولَقَدْ أَروحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً، مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادي أَي مائلاً عُنُقي من السُّكْرِ.
ورجلٌ تاجِرٌ، والجمع تِجارٌ، بالكسر والتخفيف، وتُجَّارٌ وتَجْرٌ مثل صاحب وصَحْبٍ؛ فأَما . . . أكمل المادة قوله: إِذ ذُقْتَ فاها قلتَ: طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ، مما يجيء به التُّجُرْ فقد يكون جمع تِجَارٍ، على أَن سيبويه لا يَطْرُدُ جمع الجمع؛ ونظيره عند بعضهم قراءة من قرأَ: فَرُهُنٌ مقبوضة؛ قال: هو جمع رهانٍ الذي هو جَمْعُ رَهْنٍ وحمله أَبو عليُّ على أَنه جمع رَهْن كَسَحْل وسُحُلٍ، وإِنما ذلك لما ذهب إِليه سيبويه من التحجير على جمع الجمع إِلا فيما لا بدّ منه، وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ في البيت من باب: أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ على نقل الحركة، وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ جمع تاجر كشارف وشُرُفٍ وبازل وبُزُلٍ، إِلا أَنه لم يسمع إِلا في هذا البيت.
وفي الحديث: أَن التُّجَّار يُبعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله وبَرَّ وصَدَقَ؛ قال ابن الأَثير: سماهم فجاراً لما في البيع والشراء من الأَيمان الكاذبة والغبن والتدليس والربا الذي لا يتحاشاه أَكثرهم أَو لا يفطنون له، ولهذا قال في تمامه: إِلاَّ من اتقى الله وبرّ وصدق؛ وقيل: أَصل التاجر عندهم الخمَّار يخصونه به من بين التجار؛ ومنه حديث أَبي ذر: كنا نتحدث أَن التاجر فاجر؛ والتَّجْرُ: اسمٌ للجمع، وقيل: هو جمع؛ وقول الأَخطل: كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها، حَتَّى اشْتَراها بِأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ قال ابن سيده: أُراه على التشبيه كَطَهِرٍ في قول الآخر: خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ وأَرضَ مَتْجَرَةٌ: يُتَّجَرُ إِليها؛ وفي الصحاح: يتجر فيها.
وناقة تاجر: نافقة في التجارة والسوق؛ قال النابغة: عِفَاءٌ قِلاصٍ طار عنها تَواجِر وهذا كما قالوا في ضدها كاسدة. التهذيب: العرب تقول ناقة تاجرة إِذا كانت تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ على البيع لنجابتها، ونوق تواجر؛ وأَنشد الأَصمعي: مَجَالِحٌ في سِرِّها التَّواجِرُ ويقال: ناقةٌ تاجِرَةٌ وأُخرى كاسدة. ابن الأَعرابي: تقول العرب إِنه لتاجر بذلك الأَمر أَي حاذق؛ وأَنشد: لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجارَةٌ، لكِنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ ويقال: رَبِحَ فلانٌ في تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ، وأَرْبَحَ إِذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ.

همل (لسان العرب) [0]


الهَمْل، بالتسكين: مصدر قولك هَمَلتْ عينُه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولاً وهَمَلاناً.
وانْهَمَلتْ: فاضت وسالت.
وهَمَلتِ السماءُ هَمْلاً وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ: دام مطرُها مع سكونٍ وضعفٍ، وهَمَل دمعُه، فهو مُنْهَمِل.
والهَمَل: السُّدى المتروك ليلاً أَو نهاراً.
وما ترك الله الناس هَمَلاً أَي سُدىً بلا ثوابٍ ولا عِقاب، وقيل: لم يتركهم سُدى بلا أَمر ولا نهي ولا بيان لما يحتاجون إِليه، وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُل، وبعيرٌ هامِل من إِبل هَوامِل وهُمَّل وهَمَل، وهو اسم الجمع كرائح ورَوَح لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فَعَلٍ، وقد أَهْمَلها، ولا يكون ذلك في الغنم. ابن الأَعرابي: إِبِل هَمْلى مُهْمَلة، وإِبِل هَوامِل مُسَيَّبة لا راعي لها، وأَمر مُهْمَل متروك؛ . . . أكمل المادة قال: إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائلِ أَراد: إِنَّا وجدنا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سلاَّ وسَرِقة أَهْون علينا من مسألة الناس والتَّباكي إِليهم.
وفي حديث الحوض: فلا يَخْلُص منهم إِلاَّ مثل هَمَل النَّعَم؛ الهَمَل: ضَوالُّ الإِبلِ، واحدها هامِلٌ، أَي أَنَّ الناجي منهم قليل في قلَّة النَّعَم الضالَّة.
وفي حديث طهفة: ولنا نَعَم هَمَل أَي مهمَلة لا رِعاءَ لها ولا فيها من يُصلحها ويَهديها فهي كالضَّالة؛ ومنه حديثُ سراقة: أَتيته يوم حُنَين فسأَلته عن الهَمَل.
وفي حديث قَطَن بن حارثة: عليهم في الهَمُولة الراعية في كل خمسين ناقةٌ؛ هي التي أُهْمِلت ترعى بأَنفسها، ولا يستعمل فَعولة بمعنى مَفْعولة.
وأَهْمَل أَمرَه: لم يُحْكِمْه.
والهَمَل، بالتحريك: الإِبلُ بلا راعٍ، مثل النَّفَش، إِلاَّ أَن الهَمَل بالنهار (* قوله «الا ان الهمل بالنهار إلخ» مثله في التهذيب، وعبارة الصحاح: الا أن النفش لا يكون الا ليلاً والهمل يكون ليلاً ونهاراً اهـ.
ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد).
والنَّفَش لا يكون إِلاَّ ليلاً. يقال: إِبِل هَمَل وهامِلة وهُمَّال وهَوامِل، وتركْتها هَمَلاً أَي سُدىً إِذا أَرسلتها ترعى ليلاً بلا راعٍ.
وفي المثل: اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل، والمَرْعيُّ: الذي له راعٍ.
وفي الحديث: فسأَلته عن الهَمَل يعني الضَّوالَّ من النَّعَم، واحدها هامِل مثل حارِس وحَرَس وطالب وَطَلَب.
وفي الحديث: في الهَمُولة الراعِية كذا من الصدَقة؛ يعني التي قد أُهْمِلت ترعى.
والهَمَل أَيضاً: الماء الذي لا مانع له.وأَهْمَلْت الشيء: خلَّيت بينه وبين نفسه.
والمُهْمَل من الكلام: خلاف المستعمَل.
والهَمَلُّ: البيت الصغير؛ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد لأَبي حبيب الشيباني: دخلتُ عليها في الهَمَلّ، فأَسْمَحَتْ باَّقْمَرَ، في الحِقْوَيْن، جَأْبٍ مُدَوَّرِ والأَقْمرُ: الأَبيض.
وثوب هَمالِيل: مخرَّق.
وكِساءٌ هِمِلٌّ: خَلَق.
والهِمِلُّ: الكبير السِّنِّ.
والهَمَل: اللِّيف المتنزع، واحدته هَمَلة؛ حكاه أَبو حنيفة.
وهُمَيل وهَمَّال: اسمان.
وأَرض هُمَّال بين الناس: قد تَحامَتْها الحُروب فلا يَعْمُرها أَحد.
وشيء هُمَّال: رِخْوٌ.
واهْتَمَل الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بكلام لا يُفُهم؛ قال الأَزهري: والمعروف بهذا المعنى هَتْمَل، وهو رباعي.

أمن (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب، والآخر التصديق.
والمعنيان كما قلنا متدانيان. قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن.
والأمان إعطاء الأَمَنَة.
والأمانة ضدُّ الخيانة.يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْناً وأَمَنَةً وأَماناً، وآمنني يُؤْمنني إيماناً.
والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أميناً. قال الأعشى:
ولقد شَهِدْتُ التّاجِر الـ      أُمّانَ موْرُوداً شرابُه

وما كان أميناً ولقد أَمُنَ. قال أبو حاتم: الأمين المؤتَمِن. قال النابغة:
وكنتَ أمينَهُ لو لم تخُنْه      ولكن لا أمانَةَ لليماني

وقال حسّان:
وَأمينٍ حَفَّظْتُه سِرَّ نفسي      فوَعاهُ حِفْظَ الأمينِ الأمِينا

الأوّل مفعول والثاني فاعل، كأنّه قال: حفْظ المؤتَمَن المؤتَمِن.
وبيْتٌ آمِنٌ ذو أَمْن. قال الله تعالى: رَبِّ اجْعَلْ هذا البَلَدَ . . . أكمل المادة آمِناً [إبراهيم 35].
وأنشد اللِّحيانيّ:
ألم تعلَمي يا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّني      حَلَفْتُ يميناً لا أَخُون أمِيني

أي آمِني.
وقال اللّحياني وغيره: رجلٌ أُمَنَة إذا كان يأمَنه الناسُ ولا يخافون غَائِلَتَهُ؛ وأَمَنَةٌ بالفتح يصدّق ما سَمِع ولا يكذِّب بشيءٍ، يثق بالناس. فأما قولهم: أعطيتُ فلاناً من آمَنِ مالي فقالوا: معناهُ مِن أعَزِّه عليّ.
وهذا وإن كان كذا فالمعنى معنى الباب كلِّه، لأنّه إذا كان من أعزّه عليه فهو الذي تسكن نفسهُ.
وأنشدوا قولَ القائل:
ونِقِي بآمَن مالِنا أحسابَنَا      و*نُجِِرُّ في الهَيْجَا الرّمَاحَ ونَدّعِي

وفي المثل: "مِن مَأمَنِه يُؤْتَى الحَذِر" ويقولون: "البَلَوِيُّ أخُوك ولا تأمَنْه"، يُراد به التَّحذير.وأمّا التّصديق فقول الله تعالى: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا [يوسف 17] أي مصدِّقٍ لنا.
وقال بعض أهل العلم: إن "المؤمن" في صفات الله تعالى هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثّواب. آخرون: هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه ولا يظلمُهم. فهذا قد عاد إلى المعنى الأوّل.
ومنه قول النّابغة:
والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرِ يمسحُها      رُكْبانُ مَكة بين الغِيلِ والسَّعَدِ

ومن الباب الثاني- والله أَعلمُ- قولنا في الدعاء: "آمين"، قالوا: تفسيره: اللهم افْعَل، ويقال هو اسمٌ من أسماء الله تعالى. قال:
تباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ وابنُ أُمِّهِ      أَمِينَ فزادَ اللهُ ما بيننا بُعْدا

وربما مَدُّوا، وحُجّتُه قولُه
يا رَبِّ لا تسلِبَنّي حُبَّها أبداً      ويَرْحَمُ اللهُ عَبْداً قالَ آمِينَا

كفر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الكُفْرُ: ضدُّ الإيمان.
وقد كَفَرَ بالله كُفْراً.
وجمع الكافِرِ كُفَّارٌ وكَفَرَةٌ وكِفارٌ أيضاً.
وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ.
والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر.
وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً.
وقوله تعالى: "إنَّا بكُلٍّ كافِرون"، أي جاحدون.
وقوله عز وجل: "فأبَى الظالمونَ إلا كُفوراً". قال الأخفش: هو جمع الكُفْرِ، والكَفْرُ بالفتح: التغطيةُ.
وقد كفرْتُ الشيءَ أكْفِرُهُ بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ.
ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتَّى غطته.
والكَفْرُ أيضاً: القَرْيَةُ.
وفي الحديث: "تخرجُكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً" أي قريةً قريةً، من قرى الشام.
ولهذا قالوا: كَفْرُ تُوثا، وكَفْرُ تِعْقابٍ وغير ذلك، وإنما هي قرًى نسبت إلى رجالٍ.
ومنه قول معاوية: "أهل الكُفورِ هم أهل القبور"، يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجُمَعَ . . . أكمل المادة وما أشبهها.
والكَفْرُ أيضاً: القبرُ.
ومنه قيل: "اللهم اغفر لأهل الكُفورِ".
والكَفْرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه.
وقد يُكْسَرُ، قال حميد:
      وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْرِ


أي فيما يواريه من سواد الليل.
والكافِرُ: الليل المظلم، لأنه ستر كلَّ شيء بظلمته.
والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه.
وكلُّ شيء غَطَّى شيئاً فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه.
والكافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازني:
ألقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ      فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَ مـا

يعني الشمس أنها بدأت في المغيب.
ويحتمل أن يكون أراد الليلَ.
وذكر ابن السكيت أن لَبيداً سرقَ هذا المعنى فقال:  
وأجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها      حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كـافِـرٍ

والكافِرُ الذي في شِعر المتلمّس: النهر العظيم.
والكافِرُ: الزارعُ، لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب.
والكُفَّارُ: الزرّاعُ.
والمُتَكَفَرُ: الداخل في سلاحه.
وأكْفَرْتُ الرجل، أي دعوْتُه كافِراً يقال: لا تُكَفرْ أحداً من أهل القبلة، أي لا تَنْسُبهم إلى الكُفْرِ.
والتَكْفيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير:
فضَعوا السلاحَ وكَفِّروا تَكفيرا      وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَها

وتَكْفيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها.
والاسم الكَفَّارَةُ.
والتَكْفيرُ في المعاصي، كالإحباطِ في الثوابِ. أبو عمرو: الكافورُ: الطَلْعُ.
والفراء مثله.
وقال الأصمعي: هو وعاء طلعِ النخلِ.
وكذلك الكُفُرَّى.
والكافورُ من الطيبِ.
وأما قول الراعي:
من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ      تَكْسو المَفارِقَ واللَبَّـاتِ ذا أرَجٍ

فإنَّ الظبي الذي يَكونُ منه المسكُ إنما يرعى سُنْبُلَ الطيبِ، فيجعله كافوراً.
والكَفِرُ بكسر الفاء: العظيم من الجبال.

رَجَعَ (القاموس المحيط) [0]


رَجَعَ يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً، كمَنْزِلٍ، ومَرْجِعَةً، شاذَّانِ، لأنّ المَصادِرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ إنما تكونُ بالفتح،
ورُجْعَى ورُجْعاناً، بضمهما: انْصَرَفَ،
و~ الشيءَ عن الشيءِ، وإليه رَجْعاً ومَرْجَعاً، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ: صَرَفَه ورَدَّه،
كأرْجَعَه،
و~ كلامي فيه: أفادَ،
و~ العَلَفُ في الدابةِ: نَجَعَ.
وجاءني رُجْعَى رِسالَتِي، كبُشْرَى، أي: مَرْجوعُها.
ويؤمِنُ بالرَّجْعَةِ، أي: بالرُّجوعِ إلى الدُّنْيا بعدَ الموتِ، وبالكسرِ والفتح: عَوْدُ المُطَلِّقِ إلى مُطَلَّقَتِهِ، وبالكسر: حَواشي الإِبِلِ تُرْتَجَعُ من السوقِ.
وناقةٌ رِجْعُ سَفَرٍ،
ورَجيعُ سَفَرٍ: قد رَجَعَ فيه مِراراً.
وباعَ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالِحَةً، بالكسرِ: إذا صَرَفَ أثْمانَها فيما يَعودُ عليه . . . أكمل المادة بالعائِدَةِ الصالِحَةِ.
والمَرْجُوعُ، وبهاءٍ،
والرَّجْعُ والرَّجُوعَةُ، بفَتْحِهِما،
والرُّجْعَةُ والرُّجْعانُ والرُّجْعَى بِضَمِّهِنَّ: جَوابُ الرِسالَةِ.
والراجِعُ: المَرْأةُ يموتُ زَوْجُها وتَرْجِعُ إلى أهْلِها،
كالمُراجِعِ،
و~ من النُّوقِ والأتُنِ: التي تَشُولُ بذَنَبِها وتَجْمَعُ قُطْرَيْها وتُوزغُ بَوْلَها، فَيُظَنُّ أنّ بها حَمْلاً، وقد رَجَعَتْ تَرْجعُ رِجاعاً، بالكسر.
وككِتابٍ: الخِطامُ، أو ما وقَعَ منه على أنْفِ البَعِيرِ،
ج: أرْجِعَةٌ ورُجْعٌ، ورُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها.
والرَّجْعُ: المَطَرُ بعدَ المَطَرِ، والنَّفْعُ، ونَباتُ الرَّبِيعِ، واسمٌ، ومَمْسَكُ الماءِ، والغَديرُ،
كالرَّجيعِ والراجِعَةِ، ط أو ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ ثم نَفَذَ ط،
ج: رِجاعٌ ورِجْعانٌ ورُجْعانٌ، أو الماءُ عامَّةً، والرَّوْثُ،
و~ من الأرضِ: ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ،
و~ : فَوْقَ التَّلْعَة،
ج: رُجْعانٌ، بالضم،
و~ من الكَتِفِ: أسْفَلُها،
كالمَرْجِعِ، كمَنْزِلٍ، وخَطْوُ الدابَّةِ، أو رَدُّها يَدَيْها في السَّيْرِ، وخَطُّ الواشِمَةِ،
كالتَّرْجيعِ فيهما.
والرَّجيعُ من الكلامِ: المَرْدُودُ إلى صاحِبِه، والرَّوْثُ، وذُو البَطْنِ، والجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإِبِلُ ونحوُها، وكلُّ مُرَدَّدٍ، والبَعيرُ الكالُّ من السَّفَرِ، وهي: بهاءٍ، أو المَهْزولُ، أو ما رَجَعْتَه من سَفَرٍ،
ج: رُجُعٌ، بضمتينِ، (والثوبُ الخَلَقُ المُطَرَّى)، وماءٌ لهُذَيْلٍ على سَبْعَةِ أمْيالٍ من الهَدَّةِ، وبه غُدِرَ بِمَرْثَدِ ابنِ أبي مَرْثَدٍ وسَرِيَّتِهِ لَمَّا بَعَثَها صلى الله عليه وسلم مع رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ فَغَدَروا بهم،
و~ : العَرَقُ، والحَبْلُ نُقِضَ ثم فُتِلَ ثانِيَةً، وكلُّ طَعامٍ بَرَدَ ثم أُعِيدَ إلى النارِ، وفأسُ اللِّجامِ، والنَّخيلُ، وبهاءٍ: ماءٌ لِبَنِي أسَدٍ.
ومَرْجَعَةٌ، كمَرْحَلَةٍ: عَلَمٌ.
وأرجَعَ: أهْوَى بيَدِه إلى خَلْفِهِ ليَتَنَاوَلَ شيئاً،
و~ فلانٌ: رَمَى بالرَّجِيعِ،
و~ في المُصيبَةِ: قال: إنَّا لله وإنا إليه راجعونَ،
كرَجَّعَ واسْتَرْجَعَ،
و~ اللّهُ تعالى بَيْعَتَه: أرْبَحَها،
و~ الإِبِلُ: هُزِلَتْ ثم سَمِنَتْ.
وسَفْرَةٌ مُرْجِعَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: لها ثَوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَةٌ،
والشيخُ يَمْرَضُ يومَيْنِ فلا يَرْجِعُ شَهْراً: لا يَثوبُ إليه جِسْمُه وقُوَّتُهُ.
والتَّرْجيعُ في الأذانِ: تَكريرُ الشَّهادَتَيْنِ جَهْراً بعدَ إخْفائِهما، وتَرْديدُ الصوتِ في الحَلْقِ.
واسْتَرْجَعَ منه الشيءَ: أخَذَ منه ما دَفَعَه إليه.
وراجَعَه الكلامَ: عاوَدَه،
و~ الناقةُ: رَجَعَتْ من سَيْرٍ إلى سَيْرٍ.

شبر (لسان العرب) [0]


الشِّبْرُ: ما بين أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصَر مذكر، والجمع أَشْبارٌ؛ قال سيبويه: لم يُجاوزُوا به هذا البناء.
والشَّبْرُ، بالفتح: المصدر، مصدر شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه، وهو من الشِّبْرِ كما يقال بُعْتُه من الباع.
وهذا أَشْبَرُ من ذاك أَي أَوسَعُ شِبْراً. الليث: الشِّبْرُ الاسم والشَّبْرُ الفِعْل.وأَشْبَرَ الرجلَ: أَعطاه وفضَّله، وشَبَرَه سيفاً ومالاً يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَه: أَعطاه إِياه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يصف سيفاً: وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ، كأَنَّه غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ ويروى: وأَشْبَرَنِيها فتكون الهاء للدرع؛ قال ابن بري: هو الصواب لأَنه يصف دِرْعاً لا سيفاً؛ وقبله: وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ، لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ . . . أكمل المادة الزَّغْفُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ.
وسُلَمِيَّة: من صنعة سليمان بن داود، عليهما السلام والهالِكيُّ: الحداد، وأَراد به ههنا الصَّيْقَلَ، ومصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال: الحمد لله الذي أَعطى الشَّبَرْ كأَنه قال: أَعطى العَطِيَّة، ويروى: الحَبَرْ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده: فالحمد لله الذي أَعطى الحَبَرْ قال: وكذا رَوَتْه الرُّواة في شعره.
والحَبَرُ: السرور؛ وقوله: إِن الأَصل فيه الشَّبْرُ وإِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ، بسكون الباء، مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه، والشَّبَرُ، بفتح الباء، اسمُ العطية؛ ومثله الخَبْطُ والخَبَطُ، والمصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً، والخَبَطُ: اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ؛ ومثله النَّفْضُ والنَّفَضُ، النَّفَضُ هو المصدر، والنَّفْضُ اسمُ ما نفضته؛ وكذلك جاء الشَّبْرُ في شعر عديّ في قوله: لم أَخُنْه والذي أَعطى الشَّبَرْ قال: ولم يقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه ليس يريد به الفعل وإِنما يريد به اسمَ الشيء المُعطَى؛ وبعد بيت العجاج: مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَا وما دَثَرْ وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى برّاً فَبَرْ، وعهدَ عُثْمَانَ وعهداً منْ عُمَرْ وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ، وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خافوا الحَصَرْ شَدّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ، بالقَتْلِ، أَقْوَاماً، وأَقواماً أَسَرْ تَحْتَ التي اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ محمداً، واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ فَمَا وَنى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتى ظَهَرْ والشَّبَرُ: العطية والخير؛ قال عدي بن زيد: إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ لم أَخُنْه، والذي أَعْطَى الشَّبَرْ (* قوله: «من منعمر» كذا بالنون، وهذا الضبط بالأصل).
وقيل: الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ والقَدَرِ ابن الأَعرابي: الشِّبْرَة العطية. شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه: أَعطيته، وهو الشَّبْرُ، وقد حُرِّك في الشعر. ابن الأَعرابي: شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا قَدَّرَ.
وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ.
ويقال: قصر الله شَبْرَك وشِبْرَك أَي قصر الله عُمْرَك وطُولَك. الفراء: الشَّبْرُ القَدّ، يقال: ما أَطول شَبْرَه أَي قَدَّه.
وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ.
والشَّبْرَة: القامة تكون قصيرة وطويلة. أَبو الهيثم: يقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ فتعظَّمَ وقُرِّب فتقرّب. ابن الأَعرابي: أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنين طوال، وأَشْبَرَ: جاء بنين قِصارِ الأَشبارِ.
وتَشَابَرَ الفريقان إِذا تقاربا في الحرب كأَنه صار بينهما شِبْرٌ ومَدَّ كل واحد منهما إِلى صاحبه الشِّبْرَ.
والشَّبَرُ: شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقُرْبانِ يتقرّبون به، وقيل: هو القُرْبانُ بعينِهِ.
وأَعطاها شَبْرَها أَي حق النكاح.
وفي دعائه لعلي وفاطمة، رضوان الله عليهما: جمع الله شَمْلَكُما وبارك في شَبْرِكُما؛ قال ابن الأَثير: الشَّبْرُ في الأَصل العطاء ثم كُني به عن النكاح لأَن فيه عطاء.
وشَبْرُ الجمل: طَرْقُه، وهو ضِرَابه.
وفي الحديث: أَنه نهى عن شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ. قال: ويجوز أَن يسمى به الضراب نفسه على حذف المضاف أَي عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ؛ قال الأَزهري: معناه النهي عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل، وهو مثلُ النهي عن عَسْبِ الفحل، وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمَرَ لرجل خاصمته امرأَته إِليه تطلب مهرها: أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ، فشَكْرُها: بضْعُها؛ وشَبْرُه: وَطْؤه إِياها؛ وقال شمر: الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر وعُقْرٍ.
وشَبْرُ الجمل: ثواب ضِرَابه.
وروي عن ابن المبارك أَنه قال: الشَّكْرُ القُوتُ، والشَّبْرُ الجماع. قال شمر: القُبُل يقال له الشَّكْرُ؛ وأَنشد يصف امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة: صَنَاعٌ بإِشْفاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها، جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ ابن الأَعرابي: المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الكريمة. قال ابن سيده: فسر ابن الأَعرابي شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل فكأَنه فسر الشيء بنفسه؛ قال: وذلك ليس بتفسير، وفي طريق آخر نهى عن شَبْرِ الفحل.
ورجل قصير الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ؛ قالت الخنساء: معاذَ الله يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى، قصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ: نَهْرٌ ينخفض فيتأَدى إِليه ما يفيض عن الأَرضِين. ابن الأَعرابي: قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ الحيَّة.
وقال أَبو سعيدْ: المَشَابِرُ حُزُوزٌ في الذِّراعِ التي يُتَبايَعُ بها، منها حز الشِّبْر وحز نصف الشِّبْرِ ورْبُعِه، كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر مَشْبَرٌ.والشَّبُورُ: شيء ينفخ فيه، وليس بعربي صحيح.
والشَّبُّور، على وزن التَّنُّور: البُوقُ، ويقال هو معرّب.
وفي حديث الأَذان ذُكِرَ له الشَّبُّور؛ قال ابن الأَثير: جاء في تفسيره أَنه البُوقُ وفسروه أَيضاً بالقُبْعِ، واللفظة عِبرانية. قال ابن بري: ولم يذكر الجوهري شَبَّر وشَبيراً في اسم الحسن والحُسين، عليهما السلام؛ قال: ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال: شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبَّرٌ هم أَولاد هرون، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ومعناها بالعربية حسن وحسين ومُحَسِّن، قال: وبها سَمَّى علي، عليه السلام، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يعني حسناً وحسيناً ومُحَسِّناً، رضوان الله عليهم أَجمعين.

سقط (لسان العرب) [0]


السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ: وقع، وكذلك الأُنثى؛ قال: من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ بيْضاءَ، لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يعني أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّيبةِ ولم يُضَيِّعْها والداها.
والمَسْقَطُ، بالفتح: السُّقوط.
وسَقط الشيءُ من يدي سُقوطاً.
وفي الحديث: لَلّهُ عزّ وجلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم يَسْقُط على بَعِيره وقد أَضلَّه؛ معناه يَعثُر على موضعه ويقعُ عليه كما يقعُ الطائرُ على وكره.
وفي حديث الحرث بن حسان: قال له النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وسأَله عن شيء فقال: على الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي على العارِفِ به وقعت، وهو مثل سائرٌ للعرب.
ومَسْقِطُ الشيء ومَسْقَطُه: موضع سقُوطه، الأَخيرة نادرة.
وقالوا: البصرة مَسْقَطُ . . . أكمل المادة رأْسي ومَسْقِطُه.
وتساقَط على الشيء أَي أَلقى نفسَه عليه، وأَسقَطَه هو.
وتساقَط الشيءُ: تتابع سُقوطه.
وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً: أَسْقَطَه وتابع إِسْقاطَه؛ قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِيّ يصف ثوراً والكلاب: يُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِياتِها، سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا قوله: أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يعني شرَرَ النار.
والمَسْقِطُ مِثال المَجْلِس: الموضع؛ يقال: هذا مَسْقِط رأْسي، حيث ولد، وهذا مسقِطُ السوْطِ، حيث وقع، وأَنا في مَسْقِط النجم، حيث سقط، وأَتانا في مَسْقِط النجم أَي حين سقَط، وفلان يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حيث ولد.
وكلُّ مَن وقع في مَهْواة يقال: وقع وسقط، وكذلك إِذا وقع اسمه من الدِّيوان، يقال: وقع وسقط، ويقال: سقَط الولد من بطن أُمّه، ولا يقال وقع حين تَلِدُه.
وأَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً، وهي مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لغير تَمام من السُّقوطِ، وهو السَّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط، الذكر والأُنثى فيه سواء، ثلاث لغات.
وفي الحديث: لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ من مائة مُسْتَلئِمْ؛ السقط، بالفتح والضم والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الولد الذي يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه، والمستلْئِمُ: لابس عُدَّةِ الحرب، يعني أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبير يخصُّه أَجره وثوابُه وإِن شاركه الأَب في بعضه، وثواب السقط مُوَفَّر على الأَب.
وفي الحديث: يحشر ما بين السَّقْطِ إِلى الشيخ الفاني جُرْداً مُرْداً.وسَقْطُ الزَّند: ما وقع من النار حين يُقْدَحُ، باللغات الثلاث أَيضاً. قال ابن سيده: سَقْطُ النار وسِقْطُها وسُقْطُها ما سقَط بين الزنْدين قبل اسْتحكامِ الوَرْي، وهو مثل بذلك، يذكر ويؤَنث.
وأَسقَطَتِ الناقةُ وغيرها إِذا أَلقت ولدها.
وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه بمعنى مُنقَطَعِه حيث انقطع مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كله من السُّقوط، الأَخيرة إِحدى تلك الشواذ، والفتح فيها على القياس لغة.
ومَسْقِطُ الرمل: حيث ينتهي إِليه طرَفُه.
وسِقاطُ النخل: ما سقَط من بُسْرِه.
وسَقِيطُ السَّحابِ: البَرَدُ.
والسَّقِيطُ: الثلْجُ. يقال: أَصبَحتِ الأَرض مُبْيَضَّة من السَّقِيطِ.
والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائيةٌ، وكلاهما من السُّقوط.
وسَقِيطُ النَّدَى: ما سقَط منه على الأَرض؛ قال الراجز: وليْلةٍ، يا مَيَّ، ذاتِ طَلِّ، ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ، طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ ومثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ: وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه، تَرى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ والسَّقَطُ من الأَشياء: ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد والقوم ونحوه.
والسُّقاطاتُ من الأَشياء: ما يُتَهاون به من رُذالةِ الطعام والثياب ونحوها.
والسَّقَطُ: رَدِيءُ المَتاعِ.
والسَّقَطُ: ما أُسْقِط من الشيء.
ومن أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء به على سِرْحانٍ، يُضرب مثلاً للرجل يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ في أَمر يُهْلِكُه.
ويقال لخُرْثِيِّ المَتاعِ: سَقَطٌ. قال ابن سيده: وسقَطُ البيت خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفيع المتاع، والجمع أَسْقاط. قال الليث: جمع سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نحو الإِبرة والفأْس والقِدْر ونحوها.
وأَسْقاطُ الناس: أَوْباشُهم؛ عن اللحياني، على المثل بذلك.
وسَقَطُ الطَّعامِ: ما لا خَيْرَ فيه منه، وقيل: هو ما يَسْقُط منه.
والسَّقَطُ: ما تُنُوول بيعه من تابِلٍ ونحوه لأَن ذلك ساقِطُ القِيمة، وبائعه سَقَّاط.
والسَّقَّاطُ: الذي يبيع السَّقَطَ من المَتاعِ.
وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم عليه؛ هو الذي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وهو رَدِيئُه وحَقِيره.
والبِيعةُ من البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ والجُلوس، والسَّقَطُ من البيع نحو السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها، وأَنكر بعضهم تسميته سَقَّاطاً، وقال: لا يقال سَقَّاط، ولكن يقال صاحب سَقَطٍ.
والسُّقاطةُ: ما سَقَط من الشيء.
وساقَطه الحديثَ سِقاطاً: سَقَط منك إِليه ومنه إِليك.
وسِقاطُ الحديثِ: أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ له الآخَرُ، فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ؛ قال الفرزدق: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ، كأَنَّه جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف وسَقَطَ إِليَّ قوم: نزلوا عليَّ.
وفي حديث النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ: فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ له أَي أَتاهم فأَعاذُوه وسَترُوه.
وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً: يكنى به عن النزول؛ قال النابغة الجعدي: إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش في ظُلُلاتِها سَواقِطُ من حَرٍّ، وقد كان أَظْهَرا وسَقَطَ عنك الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عن ابن الأَعرابي، كأَنه ضد.
والسَّقَطُ والسِّقاطُ: الخَطَأُ في القول والحِساب والكِتاب.
وأَسْقَطَ وسَقَطَ في كلامه وبكلامه سُقوطاً: أَخْطأَ.
وتكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة، وما أَسْقَط حرفاً وما أَسْقَط في كلمة وما سَقَط بها أَي ما أَخْطأَ فيها. ابن السكيت: يقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أَسْقَطَ حَرْفاً، قال: وهو كما تقول دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه وعَلوْت به وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ به ظَنّاً وأَسأْتُ به الظنَّ، يُثْبتون الأَلف إِذا جاء بالأَلف واللام.
وفي حديث الإفك: فأَسْقَطُوا لها به يعني الجارِيةَ أَي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلامِ، وهو رديئه، بسبب حديث الإِفْك.
وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه وعالَجه على أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يكذب أَو يَبُوحَ بما عنده؛ قال جرير: ولقد تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا حَجِئاً بِسِرِّكِ، يا أُمَيْمَ، ضَنِينا (* قوله «حجئاً» أَي خليقاً، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير: حصراً، وهو الكتوم للسر.) والسَّقْطةُ: العَثْرةُ والزَّلَّةُ، وكذلك السِّقاطُ؛ قال سويد بن أَبي كاهل: كيفَ يَرْجُون سِقاطِي، بَعْدَما جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ؟ قال ابن بري: ومثله ليزيد بن الجَهْم الهِلالي: رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي، وراءَكِ عَنِّي طالِقاً، وارْحَلي غَدا وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كُتب إِليه أَبيات في صحيفة منها: يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ مُعِيداً، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى أَي عثَراتِها وزَلاَّتِها.
والعَذارى: جمع عَذْراء.
ويقال: فلان قليل العِثار، ومثله قليل السِّقاطِ، وإِذا لم يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام يقال: ساقِطٌ، وأَنشد بيت سويد بن أَبي كاهل.
وأَسقط فلان من الحساب إِذا أَلقى.
وقد سقَط من يدي وسُقِطَ في يَدِ الرجل: زَلَّ وأَخْطأَ، وقيل: نَدِمَ. قال الزجّاجُ: يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسِر على ما فرَطَ منه: قد سُقِط في يده وأُسْقِط.
وقال أَبو عمرو: لا يقال أُسقط، بالأَلف، على ما لم يسمّ فاعله.
وفي التنزيل العزيز: ولَمّا سُقِط في أَيديهم؛ قال الفارسي: ضرَبوا بأَكُفِّهم على أَكفهم من النَّدَم، فإِن صح ذلك فهو إِذاً من السقوط، وقد قرئ: سقَط في أَيديهم، كأَنه أَضمر الندم أَي سقَط الندمُ في أَيديهم كما تقول لمن يحصل على شيء وإِن كان مما لا يكون في اليد: قد حَصل في يده من هذا مكروهٌ، فشبّه ما يحصُل في القلب وفي النفْس بما يحصل في اليد ويُرى بالعين. الفراء في قوله تعالى ولما سُقط في أَيْديهم: يقال سُقط في يده وأُسقط من الندامة، وسُقط أَكثر وأَجود.
وخُبِّر فلان خَبراً فسُقط في يده وأُسقط. قال الزجاج: يقال للرجل النادم على ما فعل الحسِرِ على ما فرَط منه: قد سُقط في يده وأُسقط. قال أَبو منصور: وإِنما حَسَّنَ قولهم سُقط في يده، بضم السين، غير مسمًّى فاعله الصفةُ التي هي في يده؛ قال: ومثله قول امرئ القيس: فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ في حَجَراتِه، ولكنْ حَدِيثاً، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ؟ أَي صاح المُنْتَهِبُ في حَجَراتِه، وكذلك المراد سقَط الندمُ في يده؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه، كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها أَي تأْتي لذاته شيئاً بهد شيء، أَراد أَنه كثير اللذات: وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه، حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ.
وأَما قوله تعالى: وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ النخلةِ يَسّاقَطْ، وقرئ: تَساقَطْ وتَسّاقَطْ، فمن قرأَه بالياء فهو الجِذْعُ، ومن قرأَه بالتاء فهي النخلةُ، وانتصابُ قوله رُطَباً جَنِيّاً على التمييز المحوَّل، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فلما حوّل الفعل إِلى الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً؛ قال الأَزهري: هذا قول الفرّاء، قال: ولو قرأَ قارئ تُسْقِطْ عليك رُطباً يذهب إِلى النخلة، أَو قرأَ يسقط عليك يذهب إِلى الجذع، كان صواباً.
والسَّقَطُ: الفَضيحةُ.
والساقِطةُ والسَّقِيطُ: الناقِصُ العقلِ؛ الأَخيرة عن الزجاجيّ، والأُنثى سَقِيطةٌ.
والسَّاقِطُ والساقِطةُ: اللَّئيمُ في حسَبِه ونفْسِه، وقوم سَقْطَى وسُقّاطٌ، وفي التهذيب: وجمعه السَّواقِطُ؛ وأَنشد: نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويقال للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى: سَقِيطةٌ، ويقال للرجل الدَّنِيء: ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ.
والسَّقِيطُ: الرجل الأَحمق.
وفي حديث أَهل النار: ما لي لا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم وأَدْوانُهُم.
والساقِط: المتأَخِّرُ عن الرجال.
وهذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْيُنِ الناس: وهو أَن يأْتي بما لا ينبغي.
والسِّقاطُ في الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ.
والسِّقاطُ في الفرس: أَن لا يَزالَ مَنْكُوباً، وكذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ.
ويقال للفرس: إِنه ليساقِط الشيء (* قوله «ليساقط الشيء» كذا بالأصل، والذي في الاساس: وانه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شيء بعد شيء.) أَي يجيء منه شيء بعد شيء؛ وأَنشد قوله: بِذي مَيْعة، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخياً.
ويقال للفرس إِذا سبق الخيل: قد ساقَطَها؛ ومنه قوله: ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ، عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ، وهَذَّ تَقْرِيباً مع التَّجْلِيحِ المَنِيحُ: الذي لا نَصِيبَ له.
ويقال: جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ وغَلب؛ وقال يصف الثور: كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ، بين حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ السِّبْطُ: الفِرْقةُ من الأَسْباط. بين حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً أَي نَواحِي شجر ملتفّ الهَدَب.
وسُقّاطٌ: جمع الساقِط، وهو المُتَدَلِّي.
والسَّواقِطُ: الذين يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التمر، والسِّقاطُ: ما يحملونه من التمر.
وسيف سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ، وذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلى ما بعدها؛ قال ابن الأَعرابي: هو الذي يَقُدُّ حتى يَصِل إِلى الأَرض بعد أَن يقطع؛ قال المتنخل الهذلي: كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ، يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي وقد تقدَّم في سرط، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ.
والسُّراطِيُّ: القاطعُ.
والسَّقّاطُ: السيفُ يسقُط من وراء الضَّرِيبة يقطعها حتى يجوز إِلى الأَرض.وسِقْطُ السَّحابِ: حيث يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ على الأَرض في ناحية الأُفُق.
وسِقْطا الخِباء: ناحِيَتاه.
وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه ومَسْقَطاه: جَناحاه، وقيل: سِقْطا جَناحَيْه ما يَجُرُّ منهما على الأَرض. يقال: رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه.
والسِّقْطانِ من الظليم: جَناحاه؛ وأَما قول الرَّاعي: حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وهو على الاستعارة؛ يقول: إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وقال الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين، وسِقاطا الليل: ناحِيتا ظَلامِه؛ وقال العجاج يصف فرساً: جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ، وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ قوله: ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو (* قوله «أي يعدو إلخ» كذا بالأصل.) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه.
ويقال: الرجل فيه سِقاطٌ إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى. قال أَبو تراب: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول: تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللاَّطئةِ بالأَرض.
وفي حديث سعد، رضي اللّه عنه: كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَي يَرْوِيهِ عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو من أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به.
وفي حديث أَبي هريرة: أَنه شرب من السَّقِيطِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين، وفسره بالفَخّارِ، والمشهور فيه لُغةً وروايةً الشينُ المعجمة، وسيجيء، فأَمّا السَّقِيطُ، بالسين المهملة، فهو الثَّلْجُ والجَلِيدُ.

جزي (لسان العرب) [0]


الجَزاءُ: المُكافأََة على الشيء، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه مُجازاةً وجِزَاءً؛ وقول الحُطَيْئة: منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ قال ابن سيده: قال ابن جني: ظاهر هذا أَن تكون جَوازِيَه جمع جازٍ أَي لا يَعْدَم جَزاءً عليه، وجاز أَن يُجْمَع جَزَاءٌ على جَوازٍ لمشابهة اسم الفاعل للمصدر، فكما جمع سَيْلٌ على سَوائِل كذلك يجوز أَن يكون جَوَازِيَهُ جمع جَزَاءٍ.
واجْتَزاه: طَلبَ منه الجَزاء؛ قال: يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما يُجْتَزَى والجازِيةُ: الجَزاءُ، اسم للمصدر كالعافِية. أَبو الهيثم: الجَزاءُ يكون ثواباً ويكون عقاباَ. قال الله تعالى: فما جَزاؤُه إِن كنتم كاذبين، قالوا جَزاؤُه من وُجِدَ في رَحْله فهو جَزاؤُه؛ قال: . . . أكمل المادة معناه فما عُقُوبته إِنْ بان كَذِبُكم بأَنه لم يَسْرِقْ أَي ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن ظَهَر عليه؟ قالوا: جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ في رَحْله أَي الموجود في رحله كأَنه قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذي يوجد في رَحْله سُنَّة، وكانت سُنَّة آل يعقوب. ثم وَكَّده فقال فهو جَزاؤه.
وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال: قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر، قال: وغيره يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ.
ويقال: هذا حَسْبُك من فلان وجازِيكَ بمعنىً واحد.
وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجل أَي حَسْبُك؛ وأَما قوله: جَزَتْكَ عني الجَوَازي فمعناه جَزتْكَ جَوازي أَفعالِك المحمودة.
والجَوازي: معناه الجَزاء، جمع الجازِية مصدر على فاعِلةٍ، كقولك سمعت رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ؛ قال أَبو ذؤَيب: فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً، فتلك الجَوازي عُقْبُها ونَصِيرُها أَي جُزِيتَ كما فعَلْتَ، وذلك لأَنه اتَّهَمه في خليلتِه؛ قال القُطاميُّ: وما دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ جَزتْكُمْ، يا بَني جُشَمَ، الجوازي أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم ولا مِنَّةَ لي عليكم. الجوهري: جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً.
ويقال: جازَيْتُه فجَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه. التهذيب: ويقال فلانٌ ذو جَزاءٍ وذو غَناءٍ.
وقوله تعالى: جَزاء سيئة بمثلها؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش إِلى أَن الباء فيها زائدة، قال: وتقديرها عنده جَزاءُ سيئة مثلُها، وإِنما استدل على هذا بقوله: وجَزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها؛ قال ابن جني: وهذا مذهب حسن واستدلال صحيح إِلا أَن الآية قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْويلين آخرين: أَحدهما أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر، كأَنه قال جزاءُ سيئة كائنٌ بمثلها، كما تقول إِنما أَنا بك أَي كائنٌ موجود بك، وذلك إِذا صَغَّرت نفسك له؛ ومثله قولك: توكلي عليك وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك، فتخبر عن المبتدإِ بالظرف الذي فِعْلُ ذلك المصدر يتَناوَلُه نحو قولك: توكلت عليك وأَصغيت إِليك وتوجهت نحوك، ويدل على أَنَّ هذه الظروفَ في هذا ونحوه أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها عليها، ولو كانت المصادر قبلها واصلة إِليها ومتناولة لها لكانت من صلاتها، ومعلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو شيءٍ منها على الموصول، وتقدُّمُها نحوُ قولك عليك اعتمادي وإِليك توجهي وبك استعانتي، قال: والوجه الآخر أَن تكون الباء في بمثلها متعلقة بنفس الجزاء، ويكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء وخبرة محذوف، كأَنه جزاءُ سيئة بمثلها كائن أَو واقع. التهذيب: والجَزاء القَضاء.
وجَزَى هذا الأَمرُ أَي قَضَى؛ ومنه قوله تعالى: واتَّقُوا يوماً لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً؛ يعود على اليوم والليلة ذكرهما مرة بالهاء ومرة بالصفة، فيجوز ذلك كقوله: لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، وتُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول لا تَجْزي فيه نفسٌ عن نفس شيئاً، قال: وكان الكسائي لا يُجِيزُ إِضمار الصفة في الصلة.
وروي عن أَبي العباس إِضمارُ الهاء والصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزي وتَجْزي فيه إِذا كان المعنى واحداً؛ قال: والكسائي يضمر الهاء، والبصريون يضمرون الصفة؛ وقال أَبو إِسحق: معنى لا تَجْزي نفس عن نفس شيئاً أَي لا تَجْزي فيه، وقيل: لا تَجْزيه، وحذف في ههنا سائغٌ لأَن في مع الظروف محذوفة.
وقد تقول: أَتيتُك اليومَ وأَتيتُك في اليوم، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فيه، ويجوز أَن تقول أَتَيْتُكه؛ وأَنشد: ويوماً شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً قَليلاً، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ أَراد: شهدنا فيه. قال الأَزهري: ومعنى قوله لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، يعني يوم القيامة لا تَقْضِي فيه نفْسٌ شيئاً: جَزَيْتُ فلاناً حَقَّه أَي قضيته.
وأَمرت فلاناً يَتَجازَى دَيْني أَي يتقاضاه.
وتَجازَيْتُ دَيْني على فلان إِذا تقاضَيْتَه.
والمُتَجازي: المُتَقاضي.
وفي الحديث: أَن رجلاً كان يُدايِنُ الناس، وكان له كاتبٌ ومُتَجازٍ، وهو المُتَقاضي. يقال: تَجازَيْتُ دَيْني عليه أَي تقاضَيْته.
وفسر أَبو جعفر بن جرير الطَّبَرِيُّ قوله تعالى: لا تَجْزي نفْسٌ عن نفس شيئاً، فقال: معناه لا تُغْني، فعلى هذا يصح أَجْزَيْتُك عنه أَي أَغنيتك.
وتَجازَى دَيْنَه: تقاضاه.
وفي صلاة الحائض: قد كُنَّ نساءُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين؟ ومنه قولهم: جَزاه الله خيراً أَي أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته.
وفي حديث ابن عمر: إِذا أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ جَزَى عنك، وروي بالهمز.
وفي الحديث: الصومُ لي وأَنا أَجْزي به؛ قال ابن الأَثير: أَكثَرَ الناسُ في تأْويل هذا الحديث وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عليه بنفسه عز وجل، وإِن كانت العباداتُ كلها له وجَزاؤها منه؟ وذكروا فيه وُجُوهاً مدارُها كلها على أَن الصوم سرٌّ بين الله والعبد، لا يَطَّلِع عليه سواه، فلا يكون العبد صائماً حقيقة إِلاَّ وهو مخلص في الطاعة، وهذا وإِن كان كما قالوا، فإِن غير الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة، أَو في ثوب نجس، ونحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إِلاَّ الله وصاحبها؛ قال: وأَحْسَنُ ما سمعت في تأْويل هذا الحديث أَن جميع العبادات التي ُتقرب بها إِلى الله من صلاة وحج وصدقة واعتِكاف وتَبَتُّلٍ ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وغير ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها ما كانوا يتخذونه من دون الله أَنداداً، ولم يُسْمَع أَن طائفة من طوائف المشركين وأَرباب النِّحَلِ في الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرَّبت إِليها به، ولا عرف الصوم في العبادات إِلاَّ من جهة الشرائع، فلذلك قال الله عزَّ وجل: الصومُ لي وأَنا أَجْزي به أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري، فأَنا حينئذ أَجْزي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أَكِلُه إِلى أَحد من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي؛ قال محمد بن المكرم: قد قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن الأَثير هذا بالاستحسان دونها، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن: فمنها أَنه أَضافه إِلى نفسه تشريفاً وتخصيصاً كإِضافة المسجد والكعبة تنبيهاً على شرفه لأَنك إِذا قلت بيت الله، بينت بذلك شرفه على البيوت، وهذا هو من القول الذي استحسنه ابن الأَثير، ومنها الصوم لي أَي لا يعلمه غيري لأَن كل طاعة لا يقدر المرء أَن يخفيها، وإِن أَخفاها عن الناس لم يخفها عن الملائكة، والصوم يمكن أَن ينويه ولا يعلم به بشر ولا ملك، كما روي أَن بعض الصالحين أَقام صائماً أَربعين سنة لا يعلم به أَحد، وكان يأْخذ الخبز من بيته ويتصدق به في طريقه، فيعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل في بيته، ويعتقد أَهل بيته أَنه أَكل في سوقه، ومنها الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفات ملائكتي، فإِن العبد في حال صومه ملك لأَنه يَذْكُر ولا يأْكل ولا يشرب ولا يقضي شهوة، ومنها، وهو أَحسنها، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفاتي، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم، فالصائم على صفة من صفات الرب، وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم والإرادة، ومنها الصوم لي أَي أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه إِلاَّ الصوم فإِني انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع عليه أَحداً، وقد جاء ذلك مفسراً في حديث أَبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم يُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلى سبعمائة ضِعْفٍ، قال الله عز وجل: إِلاَّ الصوم فإِنه لي وأَنا أَجْزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامه من أَجلي، فقد بيَّن في هذا الحديث أَن ثواب الصيام أَكثر من ثواب غيره من الأَعمال فقال وأَنا أَجزي به، وما أَحال سبحانه وتعالى المجازاة عنه على نفسه إِلاَّ وهو عظيم، ومنها الصوم لي أَي يَقْمَعُ عدوِّي، وهو الشيطان لأَن سبيل الشيطان إِلى العبد عند قضاء الشهوات، فإِذا تركها بقي الشيطان لا حيلة له، ومنها، وهو أَحسنها، أَن معنى قوله الصوم لي أَنه قد روي في بعض الآثار أَن العبد يأْتي يوم القيامة بحسناته، ويأْتي قد ضرَب هذا وشَتَم هذا وغَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلاَّ حسنات الصيام، يقول الله تعالى: الصوم لي ليس لكم إِليه سبيل. ابن سيده: وجَزَى الشيءُ يَجْزِي كَفَى، وجَزَى عنك الشيءُ قضَى، وهو من ذلك.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لأَبي بُرْدة بن نِيَارٍ حين ضَحَّى بالجَذَعة: تَجْزِي عنك ولا تَجْزِي عن أَحد بعدَك أَي تَقْضِي؛ قال الأَصمعي: هو مأْخوذ من قولك قد جَزَى عني هذا الأَمرُ يَجْزِي عني، ولا همز فيه، قال: ومعناه لا تَقْضِي عن أَحد بعدك.
ويقال: جَزَتْ عنك شاةٌ أَي قَضَتْ، وبنو تميم يقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَي قَضَت.
وقال الزجاج في كتاب فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ: أَجْزَيْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه.
وقال بعضهم: جَزَيْتُ عنك فلاناً كافأْته، وجَزَتْ عنك شاةٌ وأَجْزَتْ بمعنىً. قال: وتأْتي جَزَى بمعنى أَغْنَى.
ويقال: جَزَيْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً، وقَضَيْت فلاناً قَرْضَه، وجَزَيْتُه قرضَه.
وتقول: إِن وضعتَ صدقَتك في آل فلان جَزَتْ عنك وهي جازِية عنك. قال الأَزهري: وبعض الفقهاء يقول أَجْزَى بمعنى قَضَى. ابن الأَعرابي: يَجْزِي قليلٌ من كثير ويَجْزِي هذا من هذا أَي كلُّ واحد منهما يقوم مقام صاحبه.
وأَجْزَى الشيءُ عن الشيء: قام مقامه ولم يكف.
ويقال: اللحمُ السمين أَجْزَى من المهزول؛ ومنه يقال: ما يُجْزِيني هذا الثوبُ أَي ما يكفيني.
ويقال: هذه إِبلٌ مَجازٍ يا هذا أَي تَكْفِي، الجَملُ الواحد مُجْزٍ.
وفلان بارع مَجْزىً لأَمره أَي كاف أَمره؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لبعض بني عمرو بن تميم: ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً، جَزاءَ العُطاسِ، لا يموت المُعاقِب قال: يقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بين التشميت والعُطاس، والمُعاقِبُ الذي أَدرك ثَأْره، لا يموت المُعاقِب لأَنه لا يموت ذكر ذلك بعد موته، لا يَمُوت من أَثْأَرَ أَي لا يَمُوت ذِكْرُهُ.
وأَجْزَى عنه مُجْزَى فلان ومُجْزاته ومَجْزاه ومَجْزاته؛ الأَخيرة على توهم طرح الزائد أَعني لغة في أَجْزَأَ.
وفي الحديث: البَقَرَةُ تُجْزِي عن سبعة، بضم التاء؛ عن ثعلب، أَي تكون جَزَاءً عن سبعة.
ورجلٌ ذو جَزَاءٍ أَي غَناء، تكون من اللغتين جميعاً.
والجِزْيَةُ: خَراجُ الأَرض، والجمع جِزىً وجِزْيٌ.
وقال أَبو علي: الجِزَى والجِزْيُ واحد كالمِعَى والمِعْيِ لواحد الأَمْعاء، والإِلَى والإِلْيِ لواحد الآلاءِ، والجمع جِزاءٌ؛ قال أَبو كبير: وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى، تَذَرُ البِكارةَ في الجِزَاءِ المُضْعَفِ وجِزْيَةُ الذِّمِّي منه. الجوهري: والجِزْيةُ ما يؤخذ من أَهل الذمة، والجمع الجِزَى مثل لِحْيةٍ ولِحىً.
وقد تكرر في الحديث ذكر الجِزْية في غير موضع، وهي عبارة عن المال الذي يَعْقِد الكتابيُّ عليه الذمة، وهي فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه؛ ومنه الحديث: ليس على مسلم جِزْية؛ أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وقد مر بعضُ الحول لم يُطالَبْ من الجِزْية بِحِصَّةِ ما مضى من السَّنة؛ وقيل: أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وكان في يده أَرض صُولح عليها بخراج، توضع عن رقبته الجِزْيةُ وعن أَرضه الخراج؛ ومنه الحديث: من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي يُؤَدَّى عنها، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ؛ قال ابن الأَثير؛ هكذا قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج، فتُرْفَعُ عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له: إِن قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك، وإِن تحوّلت عنها فنحن أَحق بها.
وحديث ابن مسعود، رضي الله عنه، أَنه اشترى من دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها؛ قيل: اشترَى ههنا بمعنى اكْتَرَى؛ قال ا بن الأَثير: وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة، قال: وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً، وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم بخَراجها.
وأَجْزَى السِّكِّينَ: لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ، اللهم إِلا أَن يكون نادراً.

ب - ح - ق (جمهرة اللغة) [0]


حَبَقَ يَحبق حَبْقَاً وحُباقاً. والحَبْقة: الضُّرَيْطة. وأكثر ما يُستعمل ذلك في الإبل والغنم، وربما استُعمل في الناس أيضاً فقيل: حَبَقَ الغلامُ يَحبِق حَبْقاً وحُباقاً. وربما قالوا للأمَة: يا حَباقِ، معمول، كما يقولون: يا دفار. وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة قال: لما قُتل عثمان، رضي اللّه عنه، قال عديّ بن حاتمِ: " لا تَحْبِقُ فيه عَنْز " ، فأصيبت عينه يوم صِفِّين وقُتل ابنه طريف فدخل على معاوية بعد قتل علي، رضي الله عنه فقال له: هل حَبَقَتِ العنزُ في قتل عثمان فقال: إي والله، والتيسُ الأعظم. والحُباق: الضُّراط بعينه. وفي بعض كلامهم: " فيخرج الشيطان وله حُباق " ، وقالوا: خُباج. . . . أكمل المادة والحَبَق: ضرب من النَّبت. والحِباق: لقب لبطن من بني تميم. قال أبو العَرَنْدَس العَوْذي: يُنادي الحِباقَ وحِمّانَها ... وقد شَيَّطوا رأسَه فالتَهَبْ والحَقَب: النِّسْعة أو الحبل يُشَدُّ على حَقْو البعير على حقيبته. والحقيبة: الرِّفادة في مؤخّر القَتَب. وكل شيء شددتَه في مؤخرة رحلك أو قَتَبك فقد احتقبتَه. وكثر ذلك حتى قالوا: احتقبَ فلان خيراً أو شراً، إذا ادّخره. وحَقِبَ البعيرُ يَحْقَبُ حَقَباً، إذا وقع حَقَبه على ثِيله فامتنع من البول فربما قتله ذلك. ويقال: حَقِبَ عامنا، إذا قل مطرُه. والحِقاب: خيط فيه خَرَز يُشَدّ في حَقْو الصَّبي تُدفع به العين، والأعراب تفعله إلى اليوم. والحقاب: جبل معروف. قال الراجز: قد قلتُ لما جَدتِ العُقابُ ... وضمها والبدنَ الحِقابُ جِدِّي، لكل عاملٍ ثوابُ ... الرأسُ والأكْرع والإهابُ البَدَن: الوَعِل المُسِنّ. فقال لكلبته، واسمها عقاب: جِدِّي حتى أطعمَكِ الأكْرُعَ والرأسَ والإهابَ. وأتان حقْباء وحمار أحْقَبُ، وهو الذي في حَقْوه بَياض. قال رؤبة: كأنها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزلَقْ ... أو جادرُ اللِّيتَيْن مطْويُّ الحَنَقْ والأحْقَب، زعموا: اسم بعض الجن الذين جاءوا يستمعون القرآنَ من النبي، صلَى الله عليه وسلَّم. وللأحْقَب حديث في المنازي في غزوة تبوك، وهو أحد النفر الذين جاءوا إلى النبي، صلَّى اللّه عليه وسلَّم. وقالوا: خمسة من نصِيبِين واثنان من الأردنّ لم يعرف أسماءهما ابن الكلبي. وأسماؤهم حَسا وبَسا وشاصِر وباصِر والأحْقَب. والحِقْبة: السَّنة، والجمع حِقَّب. يقال: حَقبَتِ السَّنةُ، وهي التي لا مطرَ فيها. ومرت حِقبة من الدهر، والجمع أحقاب وحُقوب والحُقْبة: سكون الريح، لغة يمانية. يقال: أصابتنا حُقبة في يومنا. والقُّبح: ضد الحُسن. والرجل قبيح والمصدر القُبح والقُباح. ويقال: رجل قبيح وقُباح من قوم قِباح وقباحَى. والقَباحة مصدر القُبح. وقبحَّ الله الرجلَ تقبيحاً وقَبَحَه قَبْحاً فهو مَقبوح، في معنى الدعاء عليه. والقَباح والقبيح: مَغْرِز طرف عظم الساعد في المرافق. قال الراجز: حيث تواصي الإبرة القَبيحا تواصي: تواصل. والإبرة: عظم المِرْفَق. والقَحب والقُحاب: سعال الخيل؛ فرس به قُحاب. وربما استُعمل للإبل أيضاً. وأصل القُحاب فساد الجوف. وأحسب أن القَحْبة من ذلك. ويقال بالدابّة قحْبة أيضاً، أي سُعال. فأما أهل اليمن فجعلوا القحاب للناس وغيرهم. والأحْقَب: حمار الوحش

حفا (لسان العرب) [0]


الحَفا: رِقَّة القَدم والخُفِّ والحافر، حَفِيَ حَفاً فهو حافٍ وحَفٍ، والاسم الحِفْوة والحُفْوة.
وقال بعضهم: حافٍ بيِّنُ الحُفْوة والحِفْوة والحِفْية والحِفَاية، وهو الذي لا شيء في رِجْله من خُفٍّ ولا نَعْل، فأَما الذي رقَّت قَدماه من كثرة المَشْي فإنه حافٍ بيّن الحَفَا.
والحَفَا: المَشْيُ بغير خُفٍّ ولا نَعْلٍ. الجوهري: قال الكسائي رجل حافٍ بيّنُ الحُفْوة والحِفْية والحِفاية والحفاءِ، بالمد؛ قال ابن بري: صوابه والحَفَاء، بفتح الحاء، قال: كذلك ذكره ابن السكيت وغيره، وقد حَفِيَ يَحْفَى وأَحفاه غيره.
والحِفْوة والحَفا: مصدر الحَافي. يقال: حَفِيَ يَحْفَى حَفاً إذا كان بغير خفّ ولا نَعْل، وإذا انْسَحَجَتِ القدم أَو فِرْسِنُ البعير أَو الحافرُ من المَشْيِ . . . أكمل المادة حتى رَقَّت قيل حَفِيَ يَحْفَى حَفاً، فهو حَفٍ؛ وأَنشد: وهو منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ وحَفِيَ من نَعْليه وخُفِّه حِفْوة وحِفْية وحَفاوة، ومَشَى حتى حَفِيَ حَفاً شديداً وأَحْفاه الله، وتَوَجَّى من الحَفَا وَوَجِيَ وَجىً شديداً.
والاحْتِفاء: أَن تَمْشِيَ حافياً فلا يُصيبَك الحَفَا.
وفي حديث الانتعال: ليُحْفِهِما جميعاً أَو لِيَنْعَلْهما جميعاً؛ قال ابن الأَثير: أَي ليمشِ حافيَ الرِّجلين أَو مُنْتَعِلَهما لأَنه قد يشق عليه المشي بنعل واحدة، فإنَّ وضْعَ إحْدى القدمين حافية إنما يكون مع التَّوَقِّي من أَذىً يُصيبها، ويكون وضع القدم المُنْتَعِلة على خلاف ذلك فيختلف حينئذ مشيه الذي اعتاده فلا يأْمَنُ العِثارَ، وقد يتَصَوَّر فاعلُه عند الناس بصورة مَنْ إحْدى رجليه أَقصرُ من الأُخرى. الجوهري: أَما الذي حَفِيَ من كثرة المشي أَي رَقَّت قدَمُه أَو حافِره فإنه حَفٍ بَيِّنُ الحَفَا، مقصور، والذي يمشي بلا خُفٍّ ولا نَعْل: حافٍ بيّن الحَفَاءِ، بالمد. الزجاج: الحَفَا، مقصور، أَن يكثر عليه المشي حتى يُؤلِمَه المَشْيُ، قال: والحَفاءُ، ممدود، أَن يمشي الرجل بغير نَعْل، حافٍ بَيِّن الحفاء، ممدود، وحَفٍ بيّن الحَفَا، مقصور، إذا رَقَّ حافره.
وأَحْفَى الرجلُ: حَفِىت دابته.وحَفِيَ بالرجُل حَفَاوة وحِفاوة وحِفاية وتَحَفَّى به واحْتَفَى: بالَغَ في إكْرامه.
وتَحَفَّى إليه في الوَصِيَّة: بالغَ. الأَصمعي: حَفِيتُ إليه في الوصية وتَحَفَّيْت به تَحَفِّياً، وهو المبالغة في إكْرامه.
وحَفِيت إليه بالوصية أَي بالغت.
وحَفِيَ اللهُ بك: في معنى أَكرمك الله.
وأَنا به حَفِيٌّ أَي بَرٌّ مبالغ في الكرامة.
والتَّحَفِّي: الكلامُ واللِّقاءُ الحَسَن.
وقال الزجاج في قوله تعالى: إنَّه كان بِي حَفِيّاً؛ معناه لطيفاً.
ويقال: قد حَفِيَ فلان بفلان حِفْوة إذا بَرَّه وأَلْطَفه.
وقال الليث: الحَفِيُّ هو اللطيف بك يَبَرُّكَ ويُلْطِفك ويَحْتَفِي بك.
وقال الأَصمعي: حَفِيَ فلان بفلان يَحْفَى به حَفاوة إذا قام في حاجته وأَحْسَن مَثْواه.
وحَفا الله به حَفْواً: أَكرمه.
وحَفَا شارِبَه حَفْواً وأَحْفاه: بالَغَ في أَخْذه وألْزَقَ حَزَّه.
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، أَمر أَن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى اللِّحَى أَي يُبالَغ في قَصِّها.
وفي التهذيب: أَنه أَمر بإحْفاءِ الشوارب وإعْفاء اللِّحَى. الأَصمعي: أَحْفَى شارِبَه ورأْسَه إذا أَلزق حَزَّه، قال: ويقال في قولِ فلانٍ إحْفاءٌ، وذلك إذا أَلْزَق بِك ما تكره وأَلَحَّ في مَسَاءَتِك كما يُحْفَى الشيءُ أَي يُنْتَقَص.
وفي الحديث: إن الله يقول لآدم، عليه السلام: أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ منْ ذُرِّيَّتِكَ، فيقولُ: يَا رَبّ كَمْ؟ فيقول: مِن كلِّ مائة تسْعَةً وتسعينَ، فقالوا: يا رسول الله احْتُفِينا إذاً فَماذا يَبْقى؟ أي اسْتُؤْصِلْنَا، من إحْفَاءِ الشعر.
وكلُّ شيءٍ اسْتُؤْصِلَ فَقَد احْتُفِيَ.
ومنه حديث الفتح: أَنْ يَحْصُدُوهم حَصْداً، وأَحْفَى بيَدِه أَي أَمالَها وصْفاً للحَصْدِ والمُبالَغة في القَتْل.
وحَفاهُ من كل خَيْر يَحْفُوه حَفْواً: مَنَعَه.
وحَفَاه حَفْواً: أَعطاه.وأَحْفاه: أَلَحَّ عليه في المَسْأَلة.
وأَحْفَى السُّؤالَ: رَدَّده. الليث: أَحْفَى فلان فلاناً إذا بَرَّح به في الإلْحاف عليه أَو سَأَلَه فأَكْثَر عليه في الطلب. الأَزهري: الإحْفاء في المسأَلة مثلُ الإلْحاف سَواءً وهو الإلْحاحُ. ابن الأَعرابي: الحَفْوُ المَنْعُ، يقال: أَتاني فحَفَوْته أَي حَرَمْتُه، ويقال: حَفَا فلان فلاناً من كلّ خير يَحْفُوه إذا مَنَعه من كلّ خير.
وعَطَس رجلٌ عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فَوْقَ ثلاثٍ فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: حَفَوْتَ، يقول مَنَعْتَنا أن نُشمِّتَكَ بعدَ الثلاثِ لأَنَّه إنما يُشَمِّتُ في الأُولى والثَّانية، ومن رواه حَقَوْتَ فمعناه سَدَدْت علينا الأَمْرَ حتى قَطَعْتَنا، مأْخوذٌ من الحَقْوِ لأَنه يقطع البطنَ ويَشُدُّ الظهر.
وفي حديث خَلِيفَةَ: كتبتُ إلى ابن عباس أَن يَكْتُب إليَّ ويُحْفِيَ عَنِّي أَي يُمْسِكَ عَنِّي بعضَ ما عنده مِمَّا لا أَحْتَمِلُه، وإن حمل الإحفاء بمعنى المبالغة فيكون عَنِّي بمعنى عليَّ، وقيل: هو بمعنى المبالغة في البِرِّ بِهِ والنصيحةِ له، وروي بالخاء المعجمة.
وفي الحديث: أَن رجلاً سلَّم على بعض السلف فقال وعليكم السلامُ ورحمةُ الله وبَرَكاتُه الزَّاكِيات، فقال: أَراك قد حَفَوْتَنا ثَوابَها أَي مَنَعتَنا ثواب السلام حيث استَوْفَيت علينا في الردِّ، وقيل: أَراد تَقَصَّيْتَ ثوابَها واستوفيته علينا.
وحَافَى الرجلَ مُحافاةً: مارَاه ونازَعه في الكلام.
وحَفِيَ به حِفَايةً، فهو حَافٍ وحَفِيٌّ، وتَحَفَّى واحْتَفَى: لَطَفَ بِهِ وأَظهر السرورَ والفَرَحَ به وأَكثر السؤال عن حاله.
وفي الحديث: أَنَّ عجوزاً دخلَت عليه فسَأَلها فأَحْفَى وقال: إنَّها كانت تَأْتِينا في زَمَن خَدِيجَة وإنَّ كَرَم العَهْدِ من الإيمان. يقال: أَحْفَى فلان بصاحبه وحَفِيَ به وتَحَفَّى به أَي بالَغَ في بِرِّهِ والسؤال عن حاله.
وفي حديث عمر: فَأَنْزَلَ أُوَيْساً القَرَنيَّ فَاحْتَفَاهُ وأَكْرَمَه.
وحديث علي: إنَّ الأَشْعَثَ سَلَّم عليه فَرَدَّ عليه بغَيْر تَحَفٍّ أَي غيرَ مُبالِغٍ في الردّ والسُّؤَالِ.
والحَفاوة، بالفتح: المُبالَغةُ في السؤَال عن الرجل والعنايةُ في أَمرهِ.
وفي المثل: مَأْرُبَةٌ لا حَفاوةٌ؛ تقول منه: حَفِيت، بالكسر، حَفاوةً.
وتَحَفَّيْت به أَي بالَغْت في إكْرامِه وإلْطافِه وحفِيَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافِرهُ.
والإحْفاء: الاسْتِقْصاء في الكلام والمُنازَعَةُ؛ ومنه قول الحرث بن حِلِّزة: إن إخْوانَنَا الأَراقِمَ يَعْلُو نَ عَلَيْنا، فِي قيلِهِم إخْفاءُ أَي يَقَعون فينا.
وحافَى الرجلَ: نازَعَه في الكلام وماراه. الفراء في قوله عز وجل: إن يَسْأَلْكُمُوها فيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا؛ أَي يُجْهِدْكُم.
وأَحْفَيْتُ الرجلَ إذا أَجْهَدْتَه.
وأَحْفاه: بَرَّحَ به في الإلحاحِ عليه، أَو سأَله فأَكْثَر عليه في الطلب، وأَحْفى السؤالَ كذلك.
وفي حديث أَنس: أَنهم سأَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى أَحْفَوْه أَي اسْتَقْصَوْا في السؤالِ.
وفي حديث السِّواكِ: لَزِمْتُ السِّواكَ حتى كدت أُحْفِي فَمِي أَي أَسْتَقْصِي على أَسناني فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّكِ.
وقوله تعالى: يسأَلونك كأَنك حَفِيٌّ عنها؛ قال الزجاج: يسأَلونك عن أَمر القيمة كأَنك فرحٌ بسؤالهم، وقيل: معناه كأَنك أَكثرت المسأَلة عنها، وقال الفراء: فيه تقديم وتأْخير، معناه يسأَلونك عنها كأَنك حفِيٌّ بها؛ قال: ويقال في التفسير كأَنك حَفِيٌّ عنها كأَنك عالم بها، معناه حافٍ عالمٍ.
ويقال: تحافَيْنا إلى السلطان فَرَفَعَنَا إلى القاضي، والقاضي يسمى الحافيَ.
ويقال: تَحَفَّيْتُ بفلان في المسأَلة إذا سأَلت به سؤالاً أَظهرت فيه المحَبَّةَ والبِرَّ، قال: وقيل كأَنك حفِيٌّ عنها كأَنك أَكثرت المسأَلة عنها، وقيل: كأَنك حَفِيٌّ عنها كأَنك مَعْنِيٌّ بها، ويقال: المعنى يسأَلونك كأَنك سائل عنها.
وقوله: إنه كان بي حَفِيّاً؛ معناه كان بي مَعْنِيّاً؛ وقال الفراء: معناه كان بي عالماً لطيفاً يجيب دعوتي إذا دعوته.
ويقال: تحَفَّى فلان بفلان معناه أَنه أَظهر العِناية في سؤَاله إياه. يقال: فلان بي حَفِيٌّ إذا كان مَعْنِيّاً؛ وأَنشد للأَعشى: فإن تَسْأَلي عنِّي، فيا رُبَّ سائِلٍ حَفِيٍّ عن الأَعْشى به حيث أَصعَدا معناه: مَعْنِيٌّ بالأَعْشى وبالسؤَال عنه. ابن الأَعرابي: يقال لقيت فلاناً فَحفِيَ بي حَفاوة وتَحَفَّى بي تَحَفِّياً. الجوهري: الحَفِيُّ العالم الذي يَتَعَلَّم الشيءَ باسْتِقْصاء.
والحَفِيُّ: المُسْتَقْصي في السؤال.
واحْتَفى البَقْلَ: اقْتَلعَه من وجه الأرض.
وقال أَبو حنيفة: الاحْتِفاء أَخذُ البقلِ بالأَظافير من الأَرض.
وفي حديث المضْطَرّ الذي سأَل النبيَّ، صلى الله عليه وسلم: مَتى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أو تَحْتَفِيُوا بها بَقْلاً فشَأْنَكُم بها؛ قال أَبو عبيد: هو من الحَفا، مهموز مقصور، وهو أَصل البَرْدي الأَبيض الرَّطبِ منه، وهو يُؤْكَل، فتأَوَّله في قوله تَحْتَفِيُوا، يقول: ما لم تَقْتَلِعُوا هذا بعَيْنه فتأْكلوه، وقيل: أَي إذا لم تجدوا في الأَرض من البقل شيئاً، ولو بأَن تَحْتَفُوه فتَنْتِفُوه لِصغَرِه؛ قال ابن سيده: وإنما قَضَينا على أَنّ اللام في هذه الكلمات ياء لا واو لما قيل من أَن اللام ياء أَكثر منها واواً. الأَزهري: وقال أَبو سعيد في قوله أَو تَحْتَفِيُوا بَقْلاً فشَأْنَكُم بها؛ صوابه تَحْتَفُوا، بتخفيف الفاء من غير همز.
وكلُّ شيء اسْتُؤْصل فقد احْتُفِيَ، ومنه إحْفاءً الشَّعَرِ. قال: واحْتَفى البَقْلَ إذا أَخَذَه من وجه الأَرض بأَطراف أَصابعه من قصره وقِلَّته؛ قال: ومن قال تَحْتَفِئُوا بالهمز من الحَفإ البَرْدِيّ فهو باطل لأَن البَرْدِيَّ ليس من البقل، والبُقُول ما نبت من العُشْب على وجه الأَرض مما لا عِرْق له، قال: ولا بَرْدِيَّ في بلاد العرب، ويروى: ما لم تَجْتَفِئُوا، بالجيم، قال: والاجْتِفاء أَيضاً بالجيم باطل في هذا الحديث لأَن الاجْتِفاء كبُّكَ الآنِيَةَ إذا جَفَأْتَها، ويروى: ما لم تَحْتَفُّوا، بتشديد الفاء، من احْتَفَفْت الشيء إذا أَخذتَه كلّه كما تَحُفُّ المرأَة وجهها من الشعر، ويروى بالخاء المعجمة، وقال خالد ابن كلثوم: احْتَفى القومُ المَرْعى إذا رَعَوْهُ فلم يتركوا منه شيئاً؛ وقال في قول الكميت: وشُبِّه بالْحِفْوة المُنْقَلُ قال: المُنْقَلُ أَن يَنْتَقِلَ القومُ من مَرْعىً احْتَفَوْه إلى مَرْعىً آخر. الأَزهري: وتكون الِحَفْوَة من الحافي الذي لا نَعْلَ له ولا خُفَّ؛ ومنه قوله: وشُبِّه بالِحفْوة المُنْقَلُ وفي حديث السِّباق ذكر الحَفْىاء، بالمد والقصر؛ قال ابن الأَثير: هو موضع بالمدينة على أَميال، وبعضهم يقدم الياء على الفاء، والله أَعلم.

خوف (العباب الزاخر) [0]


خاف الرجل يخاف خوفاً وخيفاً وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوف على الأصل؛ وخيف على اللفظ، ومنه قراءة أبن مسعود- رضي الله عنه-: (أنء يَدْخُلُوها إلاّ خُيَّفاً).
وقال الكسائي: ما كان من نبات الواو من ذوات الثلاثة فأنه يجمع على فعل، وفيه ثلاثة أوجه: يقال خائف وخيف وخيف وخوف، ونحو ذلك كذلك. وقوله تعالى: (خَوْفاً وطَمَعاً) أي اعْبُدُوْه خائفين عذابه وطامعين ثوابه. وقوله جل وعز: (يُرِيْكُم البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً) قيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، وقيل: خوفاً لمن يخاف ضره لأنه ليس كل بلد وكل وقت ينفع المطر وطمعاً لمن ينتفع به. وربما قالوا رجل خاف: أي شديد الخوف، جاءوا به على فعل . . . أكمل المادة -مثال فرق وفزع-، كما قالوا رجل صات: أي شديد الصوت. وجمع الخيفة: خيف؛ وأصله خوف، كما أن أصل الخيفة خوفة، صارت الواو ياء لا نكسار ما قبلها، قال صخر الغي الهذلي:
فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخَّةٍ      وتُضْمِرُ في القَلْبِ وَجْداً وخِيْفا

وروى أبن حبيب: "على زكة" أي على غم، ويروى: "غَيْظاً وخِيْفا"، وقيل: الخيف في البيت: مصدر وليس بجمع. والخافة: خريطة من أدم يشتار فيها العسل، قال أبو ذؤيب الهذلي:
تَأبَّطَ خافَةً فيهـا مِـسَـابٌ      فأضْحى يَقْتَري مَسَداً بشِيْقِ

وقال السكري: الخافة: سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل، قال: وقال أبو عبد الله: الخافة: جبة من أدم، ويروى: "فيها مساد"، قال: وحكي عن عمر -رضي الله عنه-: اليوم اجتمع الإسلام في خافته. وخواف: قصبة من أعمال نيسابور. وسمعت خواف القوم: أي ضجتهم. وخفته أخوفه: أي غلبته بالخوف. ويقال: هذا الطريق مخوف وهذا وجع مخيف، لأن الطريق لا يخيف وغنما يخيف فيه قاطع الطريق، والوجع المخيف: هو الذي إذا رأى صاحبه أحد أخافه وجعه.
وروى أبو سهلة السائب بن خلاد الجهني -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أخاف أهل المدينة أخافه الله. والمخيف: الأسد الذي يخيف من يراه أي يفزعه، قال طريح الثقفي:
وُقْصٌ تُخِيْفُ ولا تَخَـافُ      هَزابِرٌ لِصُدُوْرِهنَّ حَطِيْمُ

ويروى: "يخفن ولا يخفن"، ويروى: "نحيم" و"نهيم"، وحطيم: أي تحطم من الغيظ. والتخويف: الإخافة. وخوفته -أيضاً-: صيرته بحالٍ يخافه الناس، ومنه قوله تعالى: (إنَّما ذلكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلياءه) أي يُخَوِّفُكم فلا تَخَافُوه. وتخوفت عليه الشيء: أي خفته. وتخوفة: أي تنقصه، ومنه قوله تعالى: (أوْ يَأخُذَهُم على تَخَوُّفٍ)، وقال الأزهري: معنى التنقص أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، وقال أبن فارس: إنه من باب الإبدال؛ وأصله النون، وأنشد:
تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تامِكاً قَرِداً      كما تَخَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ

أنشد البيت الأزهري لابن مقبل، وليس له.
ورواه بعضهم لذي الرمة، وليس له.
وروى صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية [أنه] لأبن مزاحم الثمالي.
ويروى لعبد الله بن عجلان النهدي. والتركيب يدل على الذعر والفزع.

غ - ل - و (جمهرة اللغة) [0]


الغُلُو: الارتفاع في الشيء ومجاوزة الحدّ فيه؛ ومنه قوله جلّ وعزّ: " لا تَغْلُوا في دِينكم " ، أي لا تجاوزوا المقدار. ومنه الغَلْوَة بالسهم، وهو أن يُرمى به حيث ما بلغ؛ غلا يغلو غَلْواً وغَلْوَةً وغُلُوّاً، وجمع الغَلْوَة غِلاء؛ وكل ما ارتفع فقد تغالى، ومنه اشتقاق الشيء الغالي لأنه قد ارتفع عن حدود الثمن. وغَلْوَى: اسم فرس معروفة من خيل العرب. والغَلْوَة من هذا اشتقاقها. والغَوْل: مصدر غاله يَغوله غَوْلاً، إذا دبّ في هلاكه، وبذلك سُمّي الشيطان غُولاً والحيّة غُولاً، ومنه قول امرئ القيس: أيقتلني والمَشْرَفيّ مُضاجعي ... ومسنونةٌ زُرْقٌ كأنياب أغوالِ أي كأنياب الشياطين. قال أبو حاتم: قوله: كأنياب . . . أكمل المادة أغوال يريد أن يكثِّر بذلك ويعظّم. ومنه قوله تبارك وتعالى " كأنه رؤوس الشّياطين " ، وقُريش لم تر رأس شيطان قطُّ، وإنما أراد تعظيم ذلك في صدورهم. وقال أبو بكر أيضاً: ولم يصف امرؤ القيس أنياب الشياطين لأنهم رأوها وعرفوها ولكنه على التهويل والتعظيم لأن اعلرب تسمّى كل ما استفظعته شيطاناً. ومنه قوله جلّ وعزّ: " كأنّه رؤوس الشياطين " ، لم يمثِّلها جلّ وعزّ لهم بما لم يرَوا ولكنه خاطبهم بما يعرفون. قال الراجز: ما ليلةُ الفَقير إلا شَيطانْ والفَقير: بئر معروفة. وغَوْل: موضع معروف، بفتح الغين. قال لبيد: عَفَتِ الدّيارُ مَحلُّها فمُقامُها ... بمِنًى تأبّدَ غَوْلُها فرِجامُها وغُوَيْل: موضع أيضاً. وتغوّل هذا الأمرُ، إذا تنكّر. والغِيلان عند العرب: سَحَرة الشياطين؛ هكذا قول الأصمعي، الواحد غُول من الجنّ. قال الشاعر: فما تدومُ على حالٍ تكون بها ... كما تلوّنُ في أثوابها الغُولُ وأمّ غَيْلان: ضرب من العِضاه. وقد سمّت العرب غَيْلان وغُوَيْلاً. وغَوْلان: موضع. وغَوْلان: أحسبه ضرباً من أحرار البقل. والغَوْل: البُعد، وقوله عزّ وجلّ: " لا فيها غَوْلٌ " ، أي لا تغتال عقولَهم. واللّوغ: أن تديرَ الشيءَ في فيك ثم تلفِظه؛ لاغه يلوغه لوْغاً. وأوغلَ في الأرض، إذا أبعد فيها؛ وكل داخل في شيء دخولَ مستعجلٍ فقد أوغلَ فيه. قال المتنخِّل الهُذلي: حتى يجيءَ وجِنُّ الليل يوغِلُه ... والشّوكُ في وضَح الرِّجلين مركوزُ جِنُّ الليل: ظُلمته؛ ويوغله: يُعْجله. والواغِل: الداخل على القوم وهم يشربون ولم يُدْعَ إليه، كما أن الوارش والراشن: الداخل على القوم وهم يأكلون ولم يُدْعَ: قال امرؤ القيس: فاليومَ أشْرَبْ غيرَ مستحقِبٍ ... إثماً من الله ولا واغلِ ويُروى: فاليوم فاشْرَبْ. قال النحويون: فاليوم أُسْقى غير مستحقِب، فراراً من كثرة الحركات وتسكين الباء. قال جرير بن الخَطَفَى: سيروا بني العمِّ فالأهوازُ منزِلُكم ... ونهرُ تِيرَى فما تعرفْكم العَرَبُ وقال الآخر: إذا اعوجَجْنَ قلتُ صاحبْ قَوِّمِ بالدَّوِّ أمثالَ السّفينِ العُوَّمِ والوَغْل: المدّعي نَسَباً ليس بنَسَبه، والجمع أوغال. وولَغَ الكلبُ في الإناء وكذلك السَّبُع يَلَغُ ويالَغ أيضاً، وأولغَه صاحبُه. ويُنشد هذا البيت لابن قيس الرُّقَيّات: ما مرّ يومٌ إلا وعندهما ... لحمُ رجالٍ أو يالَغان دَما ويروى: يولَغان أيضاً؛ قال الأصمعي: رَشَنَ الكلبُ في الإناء، إذا أدخل رأسَه فيه.

نيل (لسان العرب) [0]


نِلت الشيء نَيْلاً ونالاً ونالةً وأَنَلْته إِيّاه وأَنَلْتُ له ونِلْته؛ ابن الأَعرابي: نِلْته معروفاً؛ وأَنشد لجرير: إِني سأَشكُر ما أُوليت من حَسَن، وخيرُ مَنْ نِلْت معروفاً ذَوو الشكر ويقال: أَنَلْتُك نائلاً ونِلْتكَ وتَنَوَّلْتُ لك ونَوَّلْتك؛ وقال أَبو النجم يذكر نساء: لا يَتَنَوَّلْنَ من النَّوَالِ لِمَنْ تعرَّضْنَ من الرِّجالِ، إِنْ لم يكن من نائلٍ حَلالِ أَي لا يُعْطِين الرجال إِلا حلالاً بتزويج ويجوز أَن يقال: نَوَّلَني فَتَوَّلْت أَي أَخذْت، وعلى هذا التفسير لا يأْخُذْن إِلاَّ مهراً حلالاً.
ويقال: ليس لك هذا بالنَّوَال؛ قال أَبو سعيد: النَّوَال ههنا الصواب.
وفي حديث أَبي جُحيفة: فحرج بلالٌ بفَضْل وَضوء النبي، صلى الله عليه وسلم، . . . أكمل المادة فَبَيْن ناضِحٍ ونائلٍ أَي مصيبٍ منه وآخِذٍ.
وفي حديث ابن عباس في رَجُل له أَربعُ نِسوةٍ فطلَّق إِحداهنّ ولم يَدْر أَيَّتَهُنَّ طلَّق فقال: يَنالُهُن من الطلاق ما يَنالهنّ من الميراث أَي أَن المِيراث يكون بينهن لا تسقط منهن واحدة حتى تُعرَف بعينها، وكذلك إِذا طلَّقها وهو حيٌّ فإِنه يعتزلهنّ جميعاً إِذا كان الطلاق ثلاثاً، يقول كما أُورِّثُهنَّ جميعاً آمرُ باعتزالهنَّ جميعاً.
وقوله عزَّ وجل: وهَمُّوا بما لم يَنالوا؛ قال ثعلب: معناه هَمُّوا بما لم يُدْرِكوه.
والنَّيْل والنائِل: ما نِلْته.
وما أَصاب منه نَيْلاً ولا نَيْلةً ولا نُولة.
وقوله تعالى: لَن ينَالَ اللهَ لُحومُها ولا دِماؤها؛ أَراد لن يَصِل إِليه لحومُها ولا دماؤها وإِنما يصِل إِليه التَّقْوَى، وذكَّر لأَن معناه لن ينال الله شيءٌ من لُحومِها ولا دِمائِها، ونظيره قوله عز وجل:لا يَحِلُّ لك النساءُ من بعدُ؛ أَي شيء من النساء، وهو مذكور في موضعه.
وفي التنزيل العزيز: ولا يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً؛ قال الأَزهري: روى المنذري عن بعضهم أَنه قال النَّيْل من ذوات الواو وقد ذكرناه في نول.
وفلان يَنالُ من عِرْضِ فلان إِذا سَبَّه، وهو يَنال من ماله ويَنال من عدوِّه إِذا وَتَرَه في مالٍ أَو شيء، كل ذلك من نِلْت أَنالُ أَي أَصَبْت.
ويقال: نالَني من فلان معروف يَنالُني أَي وَصَل إِليّ منه معروف؛ ومنه قوله تعالى: لن يَنال اللهَ لُحومُها ولا دِماؤها ولكن يَناله التَّقوَى منكم؛ أَي لن يصِل إِليه ما يُعدُّ لكم به ثَوابه غير التقوَى دون اللُّحوم والدِّماء.
وفي الحديث: أَن رجُلاً كان يَنال من الصحابة، يعني الوقيعة فيهم. يقال منه: نال يَنال نَيْلاً إِذا أَصاب، فهو نائل.
وفي حديث أَبي بكر: قد نالَ الرحيلُ أَي حانَ ودَنا.
وفي حديث الحسن: ما نالَ لهم أَن يَفْقَهوا أَي لم يقرُبْ ولم يَدْن. الجوهري: نالَ خيراً يَنال نَيْلاً، قال: وأَصله نَيِل يَنْيَل مثال تعِب يتعَب وأَناله غيره، والأَمرُ منه نَلْ، بفتح النون، وإِذا أَخبرت عن نفسك كسرته.
ونالةُ الدار: قاعَتُها لأَنها تُنال. ابن الأَعرابي: باحةُ الدار ونالَتُها وقاعَتُها واحد؛ قال ابن مقبل: يُسقَى بأَجْدادِ عادٍ هُمَّلاً رَغَداً، مثل الظِّباء التي في نالَةِ الحَرَم قال الأَصمعي: نالةُ الحرَم ساحتها وباحتُها.
والنِّيل: نهر مصر، حماها الله وصانها، وفي الصحاح: فيض مصر.
ونِيل: نهر بالكوفة، وحكى الأَزهري قال: رأَيت في سواد الكوفة قرية يقال لها النِّيل يَخْرِقُها خَلِيج كبير يَتَخَلَّج من الفُرَات الكبير، قال: وقد نزلت بهذه القرية؛ وقال لبيد: ما جاوَزَ النِّيلُ يوماً أَهل إِبْلِيلاً وجعل أُمية بن أَبي عائذ السَّحاب نِيلاً فقال: أَناخُ بأَعْجازٍ وجاشَتْ بِحارُه، ومَدَّ له نِيلُ السماء المنزَّلُ ونُيَال: موضع؛ قال السُّلَيك بن السُّلَكة: أَلَمَّ خَيالٌ من أُميَّة بالرَّكْبِ، وهُنَّ عِجالٌ من نُيَالٍ وعن نَقْبِ ونائِلةُ: امرأَة.
ونائلةُ: صنم كانت لقريش، والله أَعلم.

س - ل - م (جمهرة اللغة) [0]


يصف حوضاً. وبنو سَلِمَة: بطن من الأنصار، وليس في العرب بنو سَلِمَة غيرهم. والسَّلَم: ضرب من العِضاه، الواحدة سَلَمَة، بفتح اللام. والسَّلامان: ضرب من الشجر، الواحد سَلامانة. وسَلْمان: موضع. قال أبو زيد: وبسَلْمان مات نوفل بن عبد مَناف. قال الشاعر: ومات على سَلْمانَ سَلْمَى بنُ جَنْدَلٍ ... وذلك مَيْتٌ لو علمتِ عظيمُ وأبو سَلْمان: دُوَيْبة شبيهة بالجُعَل. وسَلْمى وأَجأ: جَبَلا طيّئ. قال الراجز: وإن تصلْ لَيْلى بسَلمى أو أجا أو باللِّوى أو ذي حُساً أو يَأجَجا والسُّلاميات: فصوص أعلى القدمين، وهي من الإبل في الأخفاف عظام صغار يجمعها عَصَب. قال الراجز: لا يشتكينَ عَمَلاً ما أنْقَيْنْ ما دام مُخٌّ في سُلامَى أو عَيْنْ والسُّلامَى والعين آخر ما . . . أكمل المادة يبقى فيه الطِّرْق من ذوات الأربع. قال الشاعر: أرارَ الله مُخَّكِ في السُلامى ... علي من بالحنين تعوِّلينا وقوله أرار: جعله رِيراً، أي رقيقاً، ولا يُستعمل إلا في المخّ؛ يدعو على الحمامة. وقد سمّت العرب سالماً وسَلْماً وسُلَيْماً، وهو أبو قبيلة منهم. وفي العرب بطون يُنسبون الى سَلامان: بطن في الأزْد، وبطن في قُضاعة، وبطن في طيئ. وسمّت العرب أيضاً: مسلّماً وسَلْمى، وهو أبو زهير بن أبي سُلمى. قال أبو بكر: وليس في العرب سُلْمَى مثل فُعْلَى غيره. وبنو سُلَيمَة: بطن من الأزد، وبنو سُلَيمَة: بطن من عبد القيس، وكذلك سُلَيْمى. فأما سُلْمِيّ، بكسر الميم، فكثير. قال الشاعر: وأتيتُ سُلْمِيّاً فعُذْتُ بقبره ... وأخو الزّمانة عائذٌ بالأمْنَعِ والسُّلَّم يذكَّر ويؤنّث، وهو في التنزيل مذكّر. وأسْلَم: اسم، وهو أبو قبيلة. والأسْلوم: بطون من اليمن. والأُسَيْلِم: عِرق في اليد يقال إن القِيفال. وسَلامة: اسم. وللسّلام موضع في التنزيل فذكر قوم أن السّلام الله عزّ وجلّ، وهو في التنزيل: " السّلام المؤمن المُهَيْمن " . والسّلام: التحيّة، وأحسبها راجعة الى ذلك. والسَّمَل: الثوب الخَلَق؛ ثوب سَمَلٌ وأثواب أسمال، وربما قالوا: ثوب أسمال، كما قالوا: قِدر أعشار وجفنة أكسار. والسَّمَلَة: الماء القليل في أسفل الحوض. قال الراجز: أعراضُهم ممغوثةٌ مُمَرْطَلَهْ في كلِّ ماءٍ آجنٍ وسَمَلَهْ ممغوثة: مدلوكة؛ ومُمَرْطَلَة: مسترخية رطبة. وسَمَلْتُ عينَ الرجل أسمُلها سَمْلاً، إذا أحميت لها حديدة فكحلتها بها. وفي الحديث: " فسَمَلَ أعينَهم " . وأبو سَمّال الأسَدي: رجل معروف، وله حديث. وبنو سَمّال: بطن من العرب سَمَلَ أبوهم رجلاً فسُمّي سَمّالاً. والسَّمَال: شجر، لغة يمانية، وهي التي تسمّى الشِّبِتّ. واللّمْس أصله باليد ليُعرف مَسُّ الشيء، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار كل طالب ملتمساً. والملامسة في بعض الأقاويل: كناية عن النِّكاح، وفي بعضها: الملامسة باليد؛ ويقولون: فلانة لا تمنه يدَ لامِسٍ، كأنهم أرادوا لِين جانب المرأة وانقيادها. وقد سمّت العرب لامساً ولَميساً ولَمّاساً ولُمَيْساً. والمَسْل، والجمع مُسْلان: خَدٌّ في الأرض شبيه بالانهباط ينقاد ويتسطيل؛ فأما المَسيل فهو مَفْعِل لأنه سال يسيل، والميم زائدة، وكان أصله مَسْيِلاً. ومُسالا الرجل: جانبا لحيته، والواحد مُسال. قال الشاعر: فلو كان في الحيّ النّجيِّ سَوادُه ... لما مَسَحَتْ تلك المُسالاتِ عامرُ والمَلْس: مصدر مَلَسْتُ الشيء مَلْساً، ومَلَسَ الشيءُ يملُس مَلْساً، إذا انخنس انخناساً سريعاً وامّلس امِّلاساً. وبه سُمّي الرجل مَلاّساً؛ ومنه قولهم: ناقة مَلَسَى: سريعة. وامتُلس بصرُه، إذا اختُطف. والشيء الأملس مثل الصخرة الملساء ونحوها من هذا أيضاً لامِّلاس ماء المطر عنها وكل شيء عليها. وأرض إمْليس، والجمع أماليس، وهي الملساء التي لا شُخوص ولا شجر فيها. وامَّلس الشيءُ من يدك، إذا سقط وأنت لا تشعر به. وبعتُه المَلَسَى، أي بنَسيئة.

دثر (لسان العرب) [0]


الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ.
وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ؛ واستعار بعض الشعراء ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال: في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ، عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ.
وسيفٌ داثِرٌ: بعيد العهد، بالصِّقالِ.
ورجل خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، وقيل: الدَّاثِرُ هنا الهالك، وروي عن الحسن أَنه قال: حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة الدُّثُورِ؛ قال أَبو عبيد: سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ منها، يقول: اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله.
ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نِسْيانِها، تقول للمنزل وغيره إِذا عَفَا ودَرَسَ: قد دَثَرَ دُثُوراً؛ قال ذو الرمة: أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ . . . أكمل المادة وقال شمر: دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها، ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نسيانها.
ودَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ.
وقال ابن شميل: الدَّثَرُ الوَسَخُ.
وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ.
ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ.
وسيف داثِرٌ: وهو البعيد العهد بالصِّقالِ؛ قال الأَزهري: وهذا هو الثواب يدل عليه قوله: حادِثُوا هذه القلوبَ أَي اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ؛ ومنه قول لبيد: كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ أَي جُلِيَ وصُقِلَ؛ وفي حديث أَبي الدرداء: أَن القلب يَدْثُرُ كما يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف، وأَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب.
وفي حديث عائشة: دَثَرَ مكانُ البيت فلم يَحُجَّهُ هود، عليه السلام.
ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً: أَصلح عُشَّهُ.
وتَدَثَّرَ بالثوب: اشتمل به داخلاَ فيه.
والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ به، وقيل: هو ما فوق الشِّعارِ.
وفي الصحاح: الدِّثار كل ما كان فوق الثياب من الشعار.
وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار.
وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ؛ الدِّثارُ: هو الثوب الذي يكون فوق الشِّعارِ، يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ.
ورجل دَثُورٌ: مُتَدَثِّرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ قليلٌ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟ والدِّثارُ: الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ. يقال: تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً، فهو مُدَّثِّرٌ، والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: يا أَيها المُدَّثِّرُ؛ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إِذا نام.
وفي الحديث: كان إِذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني؛ أَي غَطُّوني بما أَدْفَأُ به.
والدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عن كراع.
والدَّثُور أَيضاً: الخامل النَّؤُوم.
والدَّثْرُ، بالفتح: المال الكثير، لا يثنى ولا يجمع، يقال: مال دَثْرٌ ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ، وقيل: هو الكثير من كل شيء؛ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ قال أَبو عبيد: واحد الدُّثُور دَثْرٌ، وهو المال الكثير؛ يقال: هم أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ، ومالٌ دَثْرٌ؛ وقال امرؤ القيس: لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء ليستقيم له الشعر. الجوهري: وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء بالتحريك.
وفي حديث طَهْفَةَ: وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ؛ أَراد بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير. أَبو عمرو: المُتَدَثِّر من الرجال المَأْبُونُ، قال: وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ والمِثْفَارُ.
ورجل دَثْرٌ: غافل، وداثِرٌ مثله؛ وقول طفيل: إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها رِكابَ عِرَاقِيٍّ، مَواقِيرَ تَدْفَعُ الدَّثُور: البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ.
ودَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه.
ودَاثِرٌ: اسم؛ قال السيرافي: لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً.
وتَدَثَّرَ فَرَسَه: وَثَبَ عليها فركبها، وفي المحكم: ركبها وجال في مَتْنِها، وقيل: ركبها من خلفها؛ ويستعار في مثل هذا، قال ابن مقبل يصف غيثاً: أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ، بعدما تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها.

يوم (لسان العرب) [0]


اليَوْمُ: معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها، والجمع أَيّامٌ، لا يكسَّر إِلا على ذلك، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه جمعَ الكثرة.
وقوله عز وجل: وذكِّرْهم بأَيامِ الله؛ المعنى ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها من نوحٍ وعادٍ وثمودَ.
وقال الفراء: معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين، وهو في المعنى كقولك: خُذْهُم بالشدّة واللِّين.
وقال مجاهد في قوله: لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله، قال: نِعَمَه، وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله، قال: أَيامُه نِعَمُه؛ وقال شمر في قولهم: يَوْماهُ: . . . أكمل المادة يومُ نَدىً، ويومُ طِعان ويَوْماه: يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ، فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك.
والأَيّام في أَصلِ البِناء أَيْوامٌ، ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع.
والأُولى منهما ساكنةٌ، أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء هي الغالبةَ، كانت قبلَ الواو أَو بعدَها، إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة والهُوّة.
وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ: لمَ ذهبَت الواوُ؟ فأَجاب: أَن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع، وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى، من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ، ومثلُها سيّدٌ وميّت، الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت، فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة، ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً، والأَصل شَوْياً ولَوْياً.
وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم، فقال: يريدون اليَوْم اليَوِمَ، ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم، وقالوا: أَنا اليومَ أَفعلُ كذا، لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ؛ حكاه سيبويه؛ ومنه قوله عز وجل: اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم؛ وقيل: معنى اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم، وذلك حسَنٌ جائز، فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ كامل فلا.
وقالوا: اليومُ يومُك، يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة، يعني يُراد بهما ثوابُ ذلك اليوم.
وفي حديث عبد المَلِك: قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ النوم طويل اليوم؛ يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه، وقد يُرادُ باليوم الوقتُ مطلقاً؛ ومنه الحديث: تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه، ولا يختص بالنهارِ دون الليل.
واليومُ الأَيْوَمُ: آخرُ يوم في الشهر.
ويومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ؛ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً، كلُّه: طويلٌ شديدٌ هائلٌ.
ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك؛ وقوله: مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي ورواه ابن جني: مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي وقال: أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ الصعبُ، فقال: يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث، فقُلب فصار يَمِو، فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً، ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ اليومُ، فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده أَبو زيد من قوله: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا، مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا يريد خَمْسون، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي؛ قال ابن جني: ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به، وهو أَن يكون أَصله على ما قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ، ثم نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر، فصار اليَمُو، فلما وقعت الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً، ثم من الواو ياءً فصارت اليَمِي كأَحْقٍ وأَدْلٍ، وقال غيره: هو فَعِلٌ أَي الشديد؛ وقيل: أَراد اليَوْم اليَوْم كقوله: إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا

غنم (لسان العرب) [0]


الغَنَم: الشاء لا واحد له من لفظه، وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ؛ قال الشاعر: هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما قال ابن سيده: وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين؛ تقول العرب: تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة؛ ومنه حديث عمر: أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها فتكون قِطْعتين لقلتها، فلا تُعطوا من له قطعتان منها، وأَراد بالسَّنة الجَدْب؛ قال: وكذلك تروح على فلان إبلان: إبل ههنا وإبل ههنا، والجمع أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو . . . أكمل المادة جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني: فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا، فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما منها: إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ، أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كثيرة.
وفي التهذيب عن الكسائي: غنم مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة.
وقال أَبو زيد: غنم مُغَنَّمة وإبل مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع، وهو اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور وعلى الإناث وعليهما جميعاً، فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم، يقال: له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا، وتقول: هذه غنم لفظ الجماعة، فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة.
وتَغَنَّم غَنَماً: اتخذها.
وفي الحديث: السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم؛ قيل: أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل.
والعرب تقول: لا آتيك غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر، فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه هو على الظرف، وهذا اتساع.
والغُنْم: الفَوْز بالشي من غير مشقة.
والاغتِنام: انتهاز الغُنم.
والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الفيء. يقال: غَنِمَ القَوم غُنْماً، بالضم.
وفي الحديث: الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه غُرْمه؛ غُنَّمه: زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته؛ وقول ساعدة بن جُؤية: وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها، نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم.
وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فاز به.
وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عدّه غَنِيمة، وفي المحكم: انتهز غُنْمه.
وأَغْنَمه الشيءَ: جعله له غَنِيمة.
وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته. قال الأَزهري: الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال المشركين، ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له، ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين المُوجِفين: للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد، وأَما الفَيء فهو ما أَفاء الله من أَموال المشركين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه، مثل جِزية الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله، والباقي يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم، وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة والمَغنم والغنائم، وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه المسلمون الخيل والركاب. يقال: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، والغنائم جمعها.
والمَغانم: جمع مَغْنم، والغنم، بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر.
ويقال فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة.
والغانم: آخذ الغنيمة، والجمع الغانمون.
وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة؛ سماه غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب. وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه كما يقال حُماداك، ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك.
وبنو غَنْم: قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل.
ويَغْنَم: أبو بطن.
وغنّام وغانم وغُنَيم: أَسماءٌ.
وغَنَّمة: اسم امرأَة.
وغَنّام: اسم بعير؛ وقال: يا صاح، ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

رقب (لسان العرب) [0]


في أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِـيبُ: وهو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عنه شيءٌ؛ فَعِـيلٌ بمعنى فاعل.
وفي الحديث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهل بيته أَي احفَظُوه فيهم.
وفي الحديث: ما مِن نَبـيٍّ إِلاَّ أُعْطِـيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يكونون معه.
والرَّقيبُ: الـحَفِـيظُ.
ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بالكسر فيهما، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه.
والتَّرَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارْتِقابُ.
وقوله تعالى: ولم تَرْقُبْ قَوْلي؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولي.
والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ. ورَقِـيبُ الجَيْشِ: طَلِـيعَتُهم.
ورَقِـيبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه أَو عَشِـيرتِه.
والرَّقِـيبُ: الـمُنْتَظِرُ.
وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا.
والـمَرْقَبُ والـمَرْقَبةُ: الموضعُ الـمُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عليه الرَّقِـيبُ، وما أَوْفَيْتَ عليه من عَلَمٍ أَو رابِـيةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ.وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قال: بالجِدِّ حيثُ ارْتَقَبَتْ . . . أكمل المادة مَعْزاؤُه أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض. شمر: الـمَرْقَبة هي الـمَنْظَرةُ في رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه مَراقِبُ.
وقال أَبو عمرو: الـمَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ وأَنشد: ومَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، * أُقَلِّبُ طَرْفي في فَضاءِ عَريضِ ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: يُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الـحُوتِ يَصِفُ رَفِـيقاً له، يقول: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً على الرَّحِـيلِ كحِرْصِ الـحُوتِ على الماءِ؛ ينظر النَّجْمَ حِرْصاً على طُلوعِه، حتى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ.
والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ.
ورَقِـيبُ القومِ: حارِسُهم، وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبةٍ ليَحْرُسَهم.
والرَّقِـيبُ: الحارِسُ الحافِظُ.
والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الذي يَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إِذا غابُوا.
والرَّقِـيبُ: الـمُوَكَّل بالضَّريبِ.
ورَقِـيبُ القِداحِ: الأَمِـينُ على الضَّريبِ؛ وقيل: هو أَمِـينُ أَصحابِ الـمَيْسِرِ؛ قال كعب بن زهير: لها خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، * مكانَ الرَّقِـيبِ من الياسِرِينا وقيل: هو الرجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الـحُرْضَة في الـمَيْسِرِ، ومعناه كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التهذيب، ويقال: الرَّقِـيبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ الـمَيْسِرِ؛ وأَنشد: كَـمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ للضُّـ * ـرَباءِ، أَيْديهِمْ نَواهِدْ قال اللحياني: وفيه ثلاثةُ فُروضٍ، وله غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباء إِن فَازَ، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباءَ إِن لم يَفُزْ.
وفي حديث حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهْمُ اللّهِ ذي الرَّقِـيبِ؛ الرَّقِـيبُ: الثالِثُ من سِهام الميسر.
والرَّقِـيبُ: النَّجْمُ الذي في الـمَشْرِق، يُراقِبُ الغارِبَ.
ومنازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِـيبٌ لِصاحِـبِه، كُـلَّما طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَيَّا، رَقِـيبُها الإِكلِـيلُ إِذا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غَابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا.
ورَقِـيبُ النَّجْمِ: الذي يَغِـيبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَيَّا رَقِـيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الفراء: أَحَقّاً، عبادَ اللّهِ، أَنْ لَسْتُ لاقِـياً * بُثَيْنَةَ، أَو يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِـيبُها؟ وقال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ.
ويقال: إِنَّ رَقِـيبَ الثُرَيَّا من الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حتى تَغِـيبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِـيبُ الشَّرَطَيْنِ، لا يَطْلُع الغَفْرُ حتى يَغِـيبَ الشَّرَطانِ؛ وكما أَن الزُّبانيَيْن رَقِـيبُ البُطَيْنِ، لا يَطْلُع أَحدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِـبِه وغَيْبُوبَتِه، فلا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وكذلك الشَّوْلَةُ رَقِـيبُ الـهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِـيبُ الـهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِـيبُ الذِّرَاعِ.
وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِـيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِـيهاً برَقِـيبِ الـمَيْسِرِ؛ ولذلك قال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابـئِ الضُّـ * ـرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتَلَّع النَّجْمُ ههنا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ.
والرَّقِـيب: نَجْمٌ من نُجومِ الـمَطَرِ، يُراقبُ نَجْماً آخَر.
وراقبَ اللّهَ تعالى في أَمرِهِ أَي خافَه.
وابنُ الرَّقِـيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقانِ بن بَدْرٍ، كأَنه كان يُراقِبُ الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه.
والرُّقْبى: أَن يُعْطِـيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَيـُّهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وهي من الـمُراقَبَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه.
وقيل: الرُّقْبَـى: أَن تَجْعَلَ الـمَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه.
وقد أَرْقَبه الرُّقْبَـى، وقال اللحياني: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَـى، ولِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ.
وفي الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إِذا أَعطيتَه إِياها فكانت للباقي مِنْكُما؛ وقُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهي لك، وإِن مُتَّ قَبْلِـي، فهي لِـي؛ والاسمُ الرُّقْبى.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في العُمْرَى والرُّقْبَـى: انها لمن أُعْمِرَها، ولمن أُرْقِـبَها، ولوَرَثَتِهِما من بعدِهِما. قال أَبو عبيد: حدثني ابنُ عُلَيَّة، عن حَجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عن الرُّقْبَـى، فقال: هو أَن يقول الرجل للرجل، وقد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِـي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فهي لك. قال أَبو عبيد: وأَصلُ الرُّقْبَـى من الـمُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما يَرْقُبُ موت صاحِـبِه؛ أَلا ترى أَنه يقول: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فهي لك؟ فهذا يُنْبِـئك عن الـمُراقَبة. قال: والذي كانوا يُريدون من هذا أَن يكون الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل على صاحِـبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِـعَ به ما دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ منه شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِـيِّ، صلى اللّه عليه وسلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شيئاً حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من بَعْدِه. قال ابن الأَثير: وهي فُعْلى من الـمُراقَبَةِ.
والفُقهاءُ فيها مُختَلِفون: منهم مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِـيكاً، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قال: وجاء في هذا الباب آثارٌ كثيرةٌ، وهي أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِـبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الـهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشرط باطِلٌ.
ويقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، وأَعْمَرْتُه داراً إِذا أَعْطَيْته إِيَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ.
ويقال: وَرِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَةٍ أَي عن كلالةٍ، لم يَرِثْهُ عن آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إِذا لم يكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال الكميت: كان السَّدَى والنَّدى مَجْداً ومَكْرُمَةً، * تلك الـمَكارِمُ لم يُورَثْنَ عن رِقَبِ أَي وَرِثَها عن دُنًى فدُنًى من آبائِهِ، ولم يَرِثْهَا من وراءُ وَراءُ. والـمُراقَبَة، في عَرُوضِ الـمُضارِعِ والـمُقْتَضَبِ، أَن يكون الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِـيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سمي بذلك لأَن آخرَ السَّببِ الذي في آخِرِ الجزءِ، وهو النُّونُ من مَفاعِـيلُن، لا يثبت مع آخِر السَّببِ الذي قَبْلَه، وهو الياءُ في مَفاعِـيلُن، وليست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ الـمُراقَبَة لا يَثْبُت فيها الجزآن الـمُتراقِـبانِ، وإِنما هو من الـمُراقَبَة الـمُتَقَدّمة الذِّكْر، والـمُعاقَبة يَجْتمعُ فيها الـمُتعاقِـبانِ. التهذيب، الليث: الـمُراقَبَة في آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بين حَرْفَيْنِ، وهو أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، ولا يَسْقُطانِ مَعاً، ولا يَثْبُتان جَمِـيعاً، وهو في مَفَاعِيلُن التي للـمُضارع لا يجوز أَن يتمَّ، إِنما هو مَفاعِـيلُ أَو مَفاعِلُنْ.
والرَّقِـيبُ: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وفي التهذيب: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِـيباتٌ.
والرَّقِـيب والرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه.
والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التي لا تَدْنُو إِلى الحوضِ من الزِّحامِ، وذلك لكَرَمِها، سُميت بذلك، لأَنها تَرْقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هي.
والرَّقُوبُ من الإِبل والنِّساءِ: التي لا يَبْقَى لها وَلَدٌ؛ قال عبيد: لأَنها شَيْخَةٌ رَقُوبُ وقيل: هي التي ماتَ وَلَدُها، وكذلك الرجُل؛ قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمـِّنا، * ولا كَأَبِـينا عاشَ، وهو رَقُوبُ وفي الحديث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟ قالوا: الذي لا يَبْقى لَه وَلَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذي لم يُقَدِّم من وَلَدِهِ شيئاً. قال أَبو عبيد: وكذلك معناه في كلامِهِم، إِنما هو عَلى فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قال صخر الغيّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ * بوَاحِدِها، إِذا يَغْزُو، تُضِـيفُ قال أَبو عبيد: فكان مَذْهَبُه عندهم على مَصائِب الدنيا، فَجَعَلها رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فَقْدِهِم في الآخرة؛ وليس هذا بخلافِ ذلك في المعنى، ولكنه تحويلُ الموضع إِلى غيرِه، نحو حديثه الآخر: إِنَّ الـمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وليس هذا أَن يكونَ من سُلِبَ مالَه، ليس بمحْروبٍ. قال ابن الأَثير: الرَّقُوبُ في اللغة: الرجل والمرأَة إِذا لم يَعِشْ لهما ولد، لأَنه يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عليه، فنَقَلَه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الذي لم يُقَدِّم من الولد شيئاً أَي يموتُ قبله تعريفاً، لأَن الأَجرَ والثوابَ لمن قَدَّم شيئاً من الولد، وأَن الاعتِدادَ به أَعظم، والنَّفْعَ به أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كان في الدنيا عظيماً، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ على الصبرِ، والتسليم للقضاءِ في الآخرة، أَعظم، وأَنَّ المسلم وَلَدُه في الحقيقة من قَدَّمه واحْتَسَبَه، ومن لم يُرزَق ذلك، فهو كالذي لا وَلدَ له؛ ولم يقله، صلى اللّه عليه وسلم، إِبطالاً لتفسيره اللغوي، إِنما هو كقولِه: إِنما الـمَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه، ليس على أَن من أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ.
والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وقيل: أَعلاها؛ وقيل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة على طَرْح الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرِدْ بنا، في سَمَلٍ لم يَنْضُبِ * منها، عِرَضْناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فقال: تَظَلُّ، على الثَّمْراءِ، منها جَوارِسٌ، * مَراضيعُ، صُهْبُ الريشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً.
وهو أَرْقَب: بَيِّنَ الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً على غير قياسٍ.
والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قال سيبويه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ الـمَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ.
ويقال للأَمَةِ الرَّقَبانِـيَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الـحُرَّة.
وقال ابن دريد: يقال رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، ولا يقال للمرأَة رَقَبانِـيَّة.
والـمُرَقَّبُ: الجلدُ الذي سُلِـخَ من قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قال سيبويه: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِليه إِلاَّ على القياسِ.
ورَقَبَه: طَرَحَ الـحَبْلَ في رَقَبَتِه.
والرَّقَبةُ: المملوك.
وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً.
وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذيب: وقوله تعالى في آية الصدقات: والـمُؤَلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ؛ قال أَهل التفسير في الرقابِ إِنهم الـمُكاتَبون، ولا يُبْتَدَأُ منه مملوك فيُعْتَقَ.
وفي حديث قَسْم الصَّدَقاتِ: وفي الرِّقابِ، يريدُ الـمُكاتَبين من العبيد، يُعْطَوْنَ نَصِـيباً من الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِـيهم. الليث يقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، ولا يقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه.
وفي الحديث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قال ابن الأَثير: وقد تكَرَّرَتِ الأَحاديث في ذكر الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وهي في الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عن جميع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ ومنه قولُهم: دَيْنُه في رَقَبَتِه.
وفي حديث ابنِ سِـيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَي نَفْس الأَرضِ، يعني ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمين، ليس لأَصحابهِ الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً.
وفي حديث بِلالٍ: والرَّكائِب الـمُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وما عليهِنَّ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ.
وفي حديث الخَيْلِ: ثم لمْ يَنْسَ حَقَّ اللّه في رِقابِها وظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الـحَمْلَ عليها.
وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، وهو لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، وهو الذي أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة يَوْمَ جَبَلَة.
والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب.
وفي حديث عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذي الرَّقِـيبة وهو، بفتح الراءِ وكسرِ القافِ، جَبَل بخَيْبَر.

عقص (لسان العرب) [0]


العَقَص: التواءُ القَرْن على الأُذُنين إِلى المؤخّر وانعطافُه، عَقِصَ عَقَصاً.
وتَيْسٌ أَعْقَص، والأُنثى عَقصاء، والعَقْصاءُ من المِعْزى: التي التَوى قَرْناها على أُذُنيها من خَلْفها، والنَّصْباء: المنتصبةُ القَرْنين، والدَّفْواءُ: التي انتصب قَرْناها إِلى طرَفَيْ عِلْباوَيْها، والقَبْلاءُ: التي أَقبَلَ قرناها على وجهها، والقَصْماءُ: المكسورةُ القَرْن الخارج، والعَضْباءُ: المكسورة القَرْن الداخلِ، وهو المُشاشُ، وكل منها مذكور في بابه.
والمِعْقاصُ: الشاةُ المُعْوَجَّةُ القرن.
وفي حديث مانع الزكاة: فتَطَؤه بأَظلافها ليس فيها عَقْصاءُ ولا جَلْحاءُ؛ قال ابن الأَثير: العَقْصاءُ المُلْتَوِيَةُ القَرْنَيْن.
والعَقَصُ في زِحاف الوافر: إِسكان الخامس من «مفاعلتن» فيصير «مفاعلين» بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فيصير الجزء مفعول كقوله: لَوْلا مَلِكٌ رؤوفٌ رَحِيمٌ تَدارَكَني . . . أكمل المادة برَحْمتِه، هَلَكْتُ سُمِّي أَعْقَصَ لأَنه بمنزلة التَّيْسِ الذي ذهبَ أَحدُ قَرْنَيْه مائلاً كأَنه عُقِصَ أَي عُطِفَ على التشبيه بالأَوَّل.
والعَقَصُ: دخولُ الثنايا في الفم والتِواؤُها، والفِعْل كالفعل.
والعَقِصُ من الرمل: كالعَقِد.
والعَقَصَةُ من الرمل: مثل السِّلْسِلة، وعبر عنها أَبو علي فقال: العَقِصَة والعَقَصة رملٌ يَلْتَوي بَعضُه على بعض ويَنقادُ كالعَقِدة والعَقَدة، والعَقِصُ: رمْلٌ مُتَعَقِّد لا طريق فيه؛ قال الراجز: كيف اهْتَدَتْ، ودُونها الجَزائِرُ، وعَقِصٌ من عالج تَياهِرُ والعَقْصُ: أَن تَلْوِيَ الخُصْلة من الشعر ثم تَعْقِدها ثم تُرْسِلَها.
وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِن انْفَرَقَتْ عَقِيصتُه فَرَقَ وإِلا تَرَكها. قال ابن الأَثير: العَقِيصةُ الشعرُ المَعْقوص وهو نحوٌ من المَضْفور، وأَصل العَقْص اللّيُّ وإِدخالُ أَطراف الشعر في أُصوله، قال: وهكذا جاء في رواية، والمشهور عَقيقَته لأَنه لم يكن يَعْقِصُ شعرَه، صلّى اللّه عليه وسلّم، والمعنى إِن انْفَرَقَت من ذات نفسها وإِلا تَرَكَها على حالها ولم يفْرُقْها. قال الليث: العَقْصُ أَن تأْخذ المرأَة كلَّ خُصْلة من شعرها فتَلْويها ثم تعقدها حتى يبقى فيها التواء ثم تُرْسلَها، فكلُّ خُصْلة عَقِيصة؛ قال: والمرأَة ربما اتخذت عَقِيصةً من شعر غيرها.
والعَقِيصةُ: الخُصْلةُ، والجمع عَقائِصُ وعِقاصٌ، وهي العِقْصةُ، ولا يقال للرجل عِقْصةٌ.
والعَقِيصةُ: الضفيرةُ. يقال: لفلان عَقِيصَتان.
وعَقْصُ الشعر: ضَفْرُه ولَيُّه على الرأْس.
وذُو العَقِصَتين: رجل معروف خَصَّلَ شعرَه عَقِيصَتين وأَرْخاهما من جانبيه.
وفي حديث ضِمام: إِنْ صَدَقَ ذُو العَقِيصَتين لَيَدْخُلَنَّ الجنة؛ العَقِيصَتانِ: تثنية العَقِيصة؛ والعِقاصُ المَدارَى في قول امرئ القيس: غَدائرُه مُسْتَشْزِراتٌ إِلى العُلى، تَضِلّ العِقاصُ في مُثَنَّىً ومُرْسَلِ وصَفَها بكثرة الشعر والْتِفافِه.
والعَقْصُ والضَّفْر: ثَلاثُ قُوىً وقُوَّتانِ، والرجل يجعل شعرَه عَقِيصَتَين وضَفيرتين فيرْخِيهما من جانبيه.وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه: من لَبَّدَ أَو عَقَصَ فعليه الحَلْقُ، يعني المحرمين بالحج أَو العمرة، وإِنما جعل عليه الحلق لأَن هذه الأَشياء تَقي الشعر من الشَّعْث، فلما أَرادَ حفظَ شعره وصونَه أَلزمه حَلْقَه بالكلية، مبالغة في عقوبته. قال أَبو عبيد: العَقْصُ ضَرْبٌ من الضَّفْر وهو أَن يلوى الشعر على الرأْس، ولهذا تقول النساء: لها عِقْصةٌ، وجمعها عِقَصٌ وعِقاصٌ وعَقائِصُ، ويقال: هي التي تَتَّخِذ من شعرها مثلَ الرُّمَّانةِ.
وفي حديث ابن عباس: الذي يُصَلِّي ورأْسُه مَعْقُوصٌ كالذي يُصَلِّي وهو مكْنُوفٌ؛ أَراد أَنه إِذا كان شعرُه منشوراً سقط على الأَرض عند السجود فيُعْطَى صاحبُه ثوابَ السجودِ به، وإِذا كان معقوصاً صارَ في معنى ما لم يَسْجد، وشبَّهه بالمكتوف وهو المَشْدُودُ اليدين لأَنهما لا تَقَعانِ على الأَرض في السجود.
وفي حديث حاطب: فأَخْرَجَتِ الكتاب من عِقاصِها أَي ضَفائرِها. جمع عَقِيصة أَو عِقْصة، وقيل: هو الخيط الذي تُعْقَصُ به أَطرافُ الذوائب، والأَول الوجه.
والعُقُوصُ: خُيوطٌ تُفْتَل من صُوفٍ وتُصْبَغ بالسواد وتَصِلُ به المرأَةُ شعرَها؛ يمانية.
وعقَصَت شعرَها تَعْقِصُه عَقْصاً: شدَّتْه في قَفاها.
وفي حديث النخعي: الخُلْعُ تطليقة بائنة وهو ما دُون عِقاص الرأْس؛ يُرِيد أَن المُخْتلعة إِذا افْتَدَت نفسَها من زوجها بجميع ما تملك كان له أَن يأْخذ ما دون شعرها من جميع مِلْكِها. الأَصمعي: المِعْقَصُ السهمُ يَنْكَسِرُ نَصْلُه فيبقى سِنْخُه في السهم، فيُخْرَج ويُضْرَب حتى يَطُولَ ويُرَدَّ إِلى موضعه فلا يَسُدَّ مَسَدَّه لأَنه دُقِّقَ وطُوِّلَ، قال: ولم يَدْرِ الناسُ ما مَعافِصُ فقالوا مَشاقِصُ للنصال التي ليست بِعَرِيضَةٍ؛ وأَنشد للأَعشى: ولو كُنْتُمُ نَخْلاً لكنتمْ جُرامةً، ولو كنتمُ نَبْلاً لكنتمْ مَعاقِصَا ورواه غيره: مَشاقِصا.
وفي الصحاح: المِعْقَصُ السهمُ المُعْوَجّ؛ قال الأَعشى: وهو من هذه القصيدة: لو كنتمُ تمراً لكنتمْ حُسَافةً، ولو كنتمُ سَهماً لكنتمْ معاقصا وهذان بيتان على هذه الصورة في شعر الأَعشى.
وعَقَصَ أَمرَه إِذا لواه فلَبَّسه.
وفي حديث ابن عباس: ليس مثلَ الحَصِر العقِصِ يعني ابنَ الزبير؛ العَقِصُ: الأَلْوَى الصعبُ الأَخْلاقِ تشبيهاً بالقَرْن المُلْتَوِي.
والعَقصُ والعِقِّيصُ والأَعْقَصُ والعَيْقَصُ، كله: البخيل الكزّ الضيّق، وقد عَقِصَ، بالكسر، عَقَصاً.
والعِقاصُ: الدُّوّارةُ التي في بطن الشاة، قال: وهي العِقاصُ والمَرْبِض والمَرْبَضُ والحَوِيّةُ والحاوِيةُ للدُّوَّارة التي في بطن الشاة.ابن الأَعرابي: المِعقاصُ من الجَوارِي السَّيِّئةُ الخُلُقِ، قال: والمِعْفاصُ، بالفاء، هي النهايةُ في سُوءِ الخلُق.
والعَقِصُ: السيءُ الخُلُق.
وفي النوادر: أَخذتُهُ معاقَصةً ومُقاعَصةً أَي مُعازّةً.

العَرَقُ (القاموس المحيط) [0]


العَرَقُ، مُحَرَّكةً: رَشْحُ جِلْدِ الحَيَوانِ، ويُسْتَعارُ لغَيْرِهِ.
ورَجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ، وأما عُرَقَةٌ، كهُمَزَةٍ: فَبناءٌ مُطَّرِدٌ في كُلِّ فِعْلٍ ثُلاثِيٍّ، كضُحَكَةٍ،
و= : نَدَى الحائِطِ، والثَّوابُ أو قَليلُهُ، واللبَنُ لأَِنَّهُ يَتَحَلَّبُ في العُروقِ حتى يَنْتَهِي إلى الضَّرْعِ، وكُلُّ صَفٍّ من اللَّبِنِ والآجُرِّ في الحائِطِ، وقد بَنَى الباني عَرَقاً وعَرَقَيْنِ وعَرَقَةً وعَرَقَتَيْنِ،
و= : الطُّرُقُ في الجِبالِ،
كالعَرْقَةِ،
و= : آثارُ اتِّبَاعِ الإِبِلِ بعضِها بعضاً.
وعَرَقُ التَّمْرِ: دِبْسُهُ،
و= : الزَّبيبُ، ونِتاجُ الإِبِلِ، والنَّقْعُ، والسَّطْرُ من الخَيْلِ ومن الطَّيْرِ، وكُلُّ مُصْطَفٍّ، والسَّفيفَةُ المَنْسوجَةُ من الخوصِ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ منه الزِّنْبيلُ أو . . . أكمل المادة الزِّنْبيلُ نَفْسُه، ويُسَكَّنُ،
و= : الشَّوْطُ والطَّلَقُ.
و"عَرَقُ القِرْبَةِ" : كنايَةٌ عن الشِدَّةِ والمَجْهودِ والمَشَقَّةِ، لأنّ القِرْبَةَ إذا عَرِقتْ خَبُثَ رِيحُها، أَو لأنَّ القِرْبَةَ مالَها عَرَقٌ، فكأنه تَجَشَّمَ مُحالاً، أو عَرَقُ القِرْبَةِ: مَنْقَعَتُها، كأنه تَجَشَّمَ حتى احْتاجَ إلى عَرَقِ القِرْبَةِ، وهو ماؤُها يَعْني السَّفَرَ إليها، أو عَرَقُ القِرْبَةِ: سَفيفَةٌ يَجْعَلُها حامِلُ القِرْبَةِ على صَدْرِهِ، أو مَعْناهُ: تَكَلَّفَ مَشَقَّةً كمَشَقَّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ، يَعْرَقُ تحتَها من ثِقَلِها.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، ككتِفٍ: فَسَدَ طَعْمُهُ، عن عَرَقِ البعيرِ المُحَمَّلِ عليه.
وكفرِح: كسِلَ.
وحِبَّانُ ابنُ العَرِقَةِ، وقد تُفْتَحُ الراءُ، وهي أُمُّه قِلابَةُ، لُقِّبَتْ به لِطيبِ رِيحِها، وهو الذي رَمَى سعدَ بنَ مُعاذٍ، رضي الله تعالى عنه، يومَ الخَنْدَقِ.
والعَرَقَةُ، (محرَّكةً): الخَشَبَةُ تَعْتَرِضُ بين ساقَيِ الحائِطِ، والدِّرَّةُ يُضْرَبُ بها، والنِسْعَةُ يُشَدُّ بها الأسيرُ،
ج: عَرَقٌ وعَرَقاتٌ.
وعَرَقَ العَظْمَ عَرْقاً ومَعْرَقاً، كمَقْعَدٍ: أكَلَ ما عليه من اللَّحْمِ،
كتَعَرَّقَهُ،
و~ في الأرضِ: ذهَبَ،
و~ المَزادَةَ: جَعَلَ لها عِراقاً.
والعَرْقُ، وكغُرابٍ: العَظْمُ أُكِلَ لَحْمُه،
ج: ككِتابٍ، وغُرابٍ نادرٌ، أو العَرْقُ: العَظْمُ بلَحْمِهِ، فإذا أُكِلَ لَحْمُهُ،
فَعُراقٌ، أو كِلاهُما لِكِلَيْهِما.
وكغُرابٍ وغُرابةٍ: النُّطْفَةُ من الماءِ،
كالعَرْقاةِ، والمَطَرَةُ الغَزَيرَةُ.
وعُراقُ الغَيْثِ: نباتُهُ في أثَرِهِ.
ورجُلٌ مُعَرَّقُ العِظامِ، كمُعَظَّمٍ،
ومَعْروقُها: قليلُ اللَّحْمِ، وقد عُرِقَ، كعُنيَ، عَرْقاً.
والعَرْقُ: الطريقُ يَعْرُقُه الناسُ حتى يَسْتَوْضِحَ، وبالكسر: للشجرِ والبَدَنِ: م،
ج: عُروقٌ وأعراقٌ وعِراقٌ، وأصْلُ كلِّ شيءٍ، والأرضُ المِلْحُ لا تُنْبِتُ، والجَبَلُ الغليظُ المُنْقادُ لا يُرْتَقَى لصُعوبَتِهِ، والجَبَلُ الصغيرُ، ضدٌّ، والجَسَدُ،
وع، واللَّبَنُ، والنِتاجُ الكثيرُ، ولَقَبُ الحُسينِ بنِ عبدِ الجَّبَّارِ، والسَّبَخَةُ تُنْبِتُ الطَّرْفاءَ، والحَبْلُ الرَّقيقُ من الرَّمْلِ المُسْتَطيلِ مع الأرضِ، أو المكانُ المُرْتَفِعُ،
ج: عُروقٌ.
وذاتُ عِرْقٍ: بالباديَةِ، مِيقاتُ العِراقِيِّينَ.
وعِرْقٌ: وادٍ لبني حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ، ومَوْضِعانِ بالبَصْرَةِ.
وعِرْقَةُ، بهاءٍ: د بالشامِ.
والعُروقُ الصُّفْرُ: نباتٌ للصَّبَّاغِينَ، فارِسيَّتُه: زَرْدُجُوبَه، أو هو الهُرْدُ، أو المامِيرانُ، أو الكُرْكُمُ الصغيرُ.
والعُروقُ البِيضُ: نباتٌ مُسَمّنَةٌ للنساءِ، وتُسَمَّى: المُسْتَعْجِلَةَ.
والعُروقُ الحُمْرُ: الفُوَّةُ.
والعُرُقُ، بضمتينِ:
جمعُ عِراقٍ: لشاطِئِ البَحْرِ.
والعُروقُ: تِلالٌ حُمْرٌ قُرْبَ سَجا.
وككِتابٍ: جَوْفُ الرِيشِ، ومِياهٌ لبني سعدٍ، وشاطِئُ الماءِ، أو شاطئُ البَحْرِ طولاً، والخَرْزُ المَثْنِيُّ في أسْفَلِ المَزادَةِ، والراوِيَةُ، والطِبابَةُ، وقُطْرُ الجَبَلِ وحْدَه، وبَقايا الحَمْضِ،
كالعِرْقِ، بالكسر فيهما، ومنه: إبِلٌ عِراقِيَّةٌ،
و~ من الظُّفْرِ: ما أحاطَ به،
و~ من الأذُنِ: كِفافُها،
و~ من الدارِ: فِناؤُها،
و~ من السُّفْرَةِ: خَرْزُها المُحيطُ بها،
و~ من النَّهرِ: حاشِيَتُهُ من أدْناهُ إلى مُنْتَهاهُ،
و~ من الحَشا: فوقَ السُّرَّةِ مُعْتَرِضاً بالبَطْنِ، جمعُ الكلِّ: أعْرِقةٌ وعُرْقٌ،
وبِلادٌ م من عَبَّادَانَ إلى المَوْصِلِ طولاً، ومن القادِسِيَّةِ إلى حُلْوانَ عَرْضاً، ويُذَكَّرُ، سُمِّيَتْ بها لتَواشُجِ عِراقِ النَّخْلِ والشجر فيها، أو ط لأَنَّه اسْتَكَفَّ أرضَ العَرَب ط،
أو سُمِّيَ بِعِراقِ المَزَادَةِ: لجِلْدَةٍ تُجْعَلُ على مُلْتَقَى طَرَفَيِ الجِلْدِ إذا خُرِزَ في أسْفَلِها، لأنَّ العِراق بين الرِيفِ والبَرِّ، أو لأنه على عِراقِ دِجْلَةَ والفُراتِ، أي: شاطِئِهِما، أو مُعَرَّبَةُ إيرانْ شَهْر، ومَعْناه: كثيرةُ النَّخْلِ والشَّجَرِ.
والعِراقانِ: الكوفَةُ والبَصْرَةُ.
وعَرْقُوَةُ الدَّلْو، كَتَرْقُوَةٍ، ولا يُضَمُّ: أوَّلُها.
وعَرْقاتُها: بِمَعْنى.
والعَرْقُوتَانِ: خَشَبَتَانِ يُعْرَضانِ عليها كالصَّليبِ، وخَشَبَتَانِ تَضُمَّانِ ما بينَ واسِطِ الرَّحْلِ والمؤخِرَةِ،
ج: العَراقِي.
وذاتُ العَرَاقي: الداهِيَةُ.
والعَرْقُوَةُ: كُلُّ أكَمَةٍ مُنْقادَةٍ في الأرْضِ، كأنَّها جَثْوَةُ قَبْرٍ.
والعَرْقاةُ، ويُكسَرُ،
والعِرْقَةُ، بالكسْرِ: الأصْلُ، أو أصْلُ المالِ، أو أرومَةُ الشَّجَرِ التي تَتَشَعَّبُ منها العُروقُ.
وقَوْلُهُم اسْتَأصَلَ الله عَرْقَاتَهُم، إنْ فَتَحْتَ أوَّلَهُ فَتَحْتَ آخِرَهُ، وهو الأكثَرُ، وإن كسَرْتَهُ كَسَرْتَهُ، على أَنَّهُ جَمْعُ عِرْقَةٍ، بالكسْرِ.
وكزُبَيرٍ: ع بين البَصْرَةِ والبَحْرَيْنِ.
وعِرْقَةُ، بالكسْرِ: د بالشامِ، منه: عُرْوَةُ بنُ مَرْوانَ المُسْنِدُ، وواثِلَةُ بنُ الحَسَنِ العِرْقيَّانِ.
وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عِرْقٍ، بالكسرِ، وابنُهُ محمد: تابِعِيانِ.
وإبراهيمُ بنُ محمدِ ابنِ عِرْقٍ الحِمْصِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأحْمَدُ بنُ يَعْقوبَ المُقْرِئُ البَغْدَادِيُّ: عُرِفَ بابنِ أخي العِرْقِ.
وكَجُهَيْنَةَ: ع، وله يَوْمٌ.
وأَعْرَقَ: أتى العِراقَ، وصارَ عَريقاً في اللُّؤْمِ وفي الكَرَمِ،
و~ الشَّجَرُ: اشْتَدَّتْ عُروقُهُ في الأرْضِ،
و~ الشَّرابَ: جَعَلَ فيه عِرْقاً من الماءِ، بالكسرِ، أي: قَليلاً، فهو مُعْرَقٌ ومُعَرَّقٌ، كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، ومَعْرُوقٌ،
و~ في الدَّلْوِ: جَعَلَ الماءَ فيها دونَ المَلْءِ،
كَعَرَّقَ فيهما تَعْريقاً.
والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ ومُحَدِّثَةٍ: طريقٌ إلى الشامِ، كانَتْ قُرَيْشٌ تَسْلُكُها.
ورَجُلٌ مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّقٌ، كمُعَظَّم: قَلِيلُ اللَّحْمِ.
واسْتَعْرَقَ: تَعَرَّضَ للحَرِّ كَيْ يَعْرَقَ.
والعَوارِقُ: الأضْرَاسُ والسِنونَ، لأنَّها تَعْرُقُ الإِنْسانَ.
وصارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ: أخَذَ رَأسَهُ تَحْتَ إبْطِهِ فَصَرَعَهُ.
وابنُ عِرْقانَ، بالكسرِ: رَجُلٌ.
والعِرْقانُ: ع.
وعارِقٌ: لَقَبُ قَيْسِ بنِ جِرْوَةَ الطائِيِّ لِقَوْلِهِ:
فإنْ لَمْ نُغَيِّر بَعْضَ ما قَدْ صَنَعْتُمُ **** لأَنْتَحِيَنَّ العَظْمَ ذو أنا عارِقُهْ
والأعْراقُ: ع.

حنف (لسان العرب) [0]


الحَنَفُ في القَدَمَينِ: إقْبالُ كل واحدة منهما على الأُخرى بإبْهامها، وكذلك هو في الحافر في اليد والرجل، وقيل: هو ميل كل واحدة من الإبهامين على صاحبتها حتى يُرى شَخْصُ أَصلِها خارجاً، وقيل: هو انقلاب القدم حتى يصير بَطنُها ظهرَها، وقيل: ميل في صدْر القَدَم، وقد حَنِفَ حَنَفاً، ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء، وبه سمي الأَحْنَفُ بن قَيْس، واسمه صخر، لِحَنَفٍ كان في رجله، ورِجلٌ حَنْفاء. الجوهري: الأَحْنَفُ هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شِقِّها الذي يَلي خِنْصِرَها. يقال: ضرَبْتُ فلاناً على رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، وقدَم حَنْفاء.
والحَنَفُ: الاعْوِجاجُ في الرِّجْل، وهو أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه على الأُخرى.
وفي الحديث: أَنه . . . أكمل المادة قال لرجل ارْفَعْ إزارَك، قال: إني أَحْنَفُ. الحَنَفُ: إقْبالُ القدَم بأَصابعها على القدم الأُخرى. الأَصمعي: الحَنَفُ أَن تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل اليمنى على أُختها من اليسرى وأَن تقبل الأُخرى إليها إقْبالاً شديداً؛ وأَنشد لدايةِ الأَحْنف وكانت تُرَقِّصُه وهو طِفْل:واللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ، ما كانَ في فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ ومن صلة ههنا. أَبو عمرو: الحَنِيفُ المائِلُ من خير إلى شرّ أَو من شرّ إلى خير؛ قال ثعلب: ومنه أُخذ الحَنَفُ، واللّه أَعلم.
وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ: مال.
والحَنِيفُ: الـمُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ إلى الحقّ، وقيل: هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ إبراهيمَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو الـمُخْلِصُ، وقيل: هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء، وقيل: كلُّ من أَسلم لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ، فهو حنيفٌ. أَبو زيد: الحَنيفُ الـمُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد: تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا طريقٌ، لا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل: قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً، قال: من كان على دين إبراهيم، فهو حنيف عند العرب، وكان عَبَدَةُ الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاء على دين إبراهيم، فلما جاء الإسلام سَمَّوُا المسلم حنيفاً، وقال الأَخفش: الحنيف المسلم، وكان في الجاهلية يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ من اختتن وحج قيل له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ المسلم؛ وقال الزجاج: نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة إبارهيم في حال حنيفيته، ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ، وإنما أُخذَ الحَنَفُ من قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ واحدة إلى أُختها بأَصابعها. الفراء: الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان.
وروى الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حُنفاء للّه غيرَ مشركين به، قال: حُجَّاجاً، وكذلك قال السدي.
ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا مال إليه.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفاً، قد قيل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنى الحنيفية في الإسلام الـمَيْلُ إليه والإقامةُ على عَقْدِه.
والحَنيف: الصحيح الـمَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه. الجوهري: الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب أَعْوَرَ.
وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، ويقال اخْتتن، ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ: ولـمَّا رأَين الصُّبْحَ، بادَرْنَ ضَوْءَه رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَما أَقامَ الصلاةَ العابِدُ الـمُتَحَنِّفُ وقول أَبي ذؤيب: أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنيـ ـف، شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا الـمُتَرَبَّع إقامةَ الـمُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب، وجُمْعُه حُنَفاء، وقد حَنَفَ وتَحَنَّفَ.
والدينُ الحنيف: الإسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإسلام.
وفي الحديث: أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ، ويوصف به فيقال: مِلَّةٌ حنيفية.
وقال ثعلب: الحنيفية الميلُ إلى الشيء. قال ابن سيده: وليس هذا بشيء. الزجاجي: الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة ويخْتَتنُ، فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ الـمُسْلِمَ، وقيل له حَنِيف لعُدوله عن الشرك؛ قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة الظلمة في الجزء الثاني: فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ وفي الحديث: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من الـمَعاصِي. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن، وقيل: أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم الميثاقَ أَلستُ بربكم، فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن أَشرك به، واختلفوا فيه.
والحُنَفاءُ: جَمْع حَنيفٍ، وهو المائل إلى الإسلام الثابتُ عليه.
وفي الحديث: بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة السَّهْلةِ.وبنو حَنيفةَ: حَيٌّ وهم قوم مُسَيْلِمة الكذَّابِ، وقيل: بنو حنيفة حيّ من رَبيعة.
وحنيفةُ: أَبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لُجَيم بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل؛ كذا ذكره الجوهري.
وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ إسْلاميُّ لا قَدِيمَ له؛ وقال ابن حَبْناء التميمي: وماذا غير أَنـَّك ذُو سِبالٍ تُمِسِّحُها، وذو حَسَبٍ حَنِيفِ؟ ابن الأَعرابي: الحَنْفاء شجرة، والحَنْفاء القَوْسُ، والحَنْفاء الموسى، والحَنْفاء السُّلَحْفاةُ، والحَنْفاء الحِرْباءَة، والحَنْفاءُ الأَمـَةُ الـمُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى.
والحَنِيفِيّةُ: ضَرْبٌ من السُّيوفِ، منسوبة إلى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل من عَمِلها، وهو من الـمَعْدُولِ الذي على غير قياس. قال الأَزهري: السيوفُ الحنيفيةُ تُنْسَبُ إلى الأَحنف بن قيس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها، قال والقياسُ الأَحْنَفِيُّ. الجوهري: والحَنْفاء اسم ماء لبني مُعاوية بن عامر ابن ربيعةَ، والحَنْفاء فرس حُجْرِ بن مُعاويةَ وهو أَيضاً فرس حُذَيْفةَ بن بدر الفَزاريّ. قال ابن بري: هي أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه من ولد العُقّالِ، والغَبْراء خالةُ داحِس وأُخته لأَبيه، واللّه أَعلم.

غلب (لسان العرب) [0]


غَلَبه يَغْلِـبُه غَلْباً وغَلَباً، وهي أَفْصَحُ، وغَلَبةً ومَغْلَباً ومَغْلَبةً؛ قال أَبو الـمُثَلَّمِ: رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبةٍ، * رَكَّابُ سَلْهبةٍ، قَطَّاعُ أَقْرانِ وغُلُبَّـى وغِلِـبَّـى، عن كراع.
وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً، الأَخيرةُ عن اللحياني: قَهَره.
والغُلُبَّة، بالضم وتشديد الباءِ: الغَلَبةُ؛ قال الـمَرَّار: أَخَذْتُ بنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّةً، * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَويلُ ورجل غُلُبَّة أَي يَغْلِبُ سَريعاً، عن الأَصمعي.
وقالوا: أَتَذْكر أَيامَ الغُلُبَّةِ، والغُلُبَّـى، والغِلِـبَّى أَي أَيامَ الغَلَبة وأَيامَ من عَزَّ بَزَّ.
وقالوا: لمنِ الغَلَبُ والغَلَبةُ؟ ولم يقولوا: لِـمَنِ الغَلْبُ؟ وفي التنزيل العزيز: وهم من بَعْدِ غَلَبِهم سَيَغْلِـبُون؛ وهو من مصادر المضموم العين، مثل الطَّلَب. قال الفراءُ: وهذا يُحْتَمَلُ أَن يكونَ غَلَبةً، فحذفت . . . أكمل المادة الهاءُ عند الإِضافة، كما قال الفَضْلُ بن العباس بن عُتْبة اللِّهْبـيّ: إِنَّ الخَلِـيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا، * وأَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الذي وَعَدُوا أَراد عِدَةَ الأَمر، فحذف الهاءَ عند الإِضافة.
وفي حديث ابن مسعود: ما اجْتَمَعَ حلالٌ وحرامٌ إِلا غَلَبَ الـحَرامُ الـحَلالَ أَي إِذا امْتَزَجَ الحرامُ بالـحَلال، وتَعَذَّرَ تَمْييزهما كالماءِ والخمر ونحو ذلك، صار الجميع حراماً.
وفي الحديث: إِنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبي؛ هو إِشارة إِلى سعة الرحمة وشمولها الخَلْقَ، كما يُقال: غَلَبَ على فلان الكَرَمُ أَي هو أَكثر خصاله.
وإِلا فرحمةُ اللّه وغَضَبُه صفتانِ راجعتان إِلى إِرادته، للثواب والعِقاب، وصفاتُه لا تُوصَفُ بغَلَبَةِ إِحداهما الأُخرى، وإِنما على سبيل المجاز للمبالغة.
ورجل غالِبٌ مِن قوم غَلَبةٍ، وغلاَّب من قوم غَلاَّبينَ، ولا يُكَسَّر.
ورجل غُلُبَّة وغَلُبَّة: غالِبٌ، كثير الغَلَبة، وقال اللحياني: شديد الغَلَبة.
وقال: لَتَجِدَنَّه غُلُبَّة عن قليل، وغَلُبَّةَ أَي غَلاَّباً.والـمُغَلَّبُ: الـمَغْلُوبُ مِراراً.
والـمُغَلَّبُ من الشعراءِ: المحكوم له بالغلبة على قِرْنه، كأَنه غَلَب عليه.
وفي الحديث: أَهلُ الجنةِ الضُّعَفاءُ الـمُغَلَّبُونَ. الـمُغَلَّبُ: الذي يُغْلَبُ كثيراً.
وشاعر مُغَلَّبٌ أَي كثيراً ما يُغْلَبُ؛ والـمُغَلَّبُ أَيضاً: الذي يُحْكَمُ له بالغَلَبة، والمراد الأَوَّل.
وغُلِّبَ الرجلُ، فهو غالِبٌ: غَلَبَ، وهو من الأَضداد.
وغُلِّبَ على صاحبه: حُكِمَ له عليه بالغلَبة؛ قال امرؤُ القيس: وإِنَّكَ لم يَفْخَرْ عليكَ كفاخِرٍ * ضَعِـيفٍ؛ ولم يَغْلِـبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ وقد غالبَه مُغالبة وغِلاباً؛ والغِلابُ: الـمُغالَبة؛ وأَنشد بيت كعب بن مالك: هَمَّتْ سَخِـينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها، * ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ والـمَغْلبة: الغَلَبة؛ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبة تَرْثي أَباها: يَدْفَعُ يومَ الـمَغْلَبَتْ، * يُطْعِمُ يومَ الـمَسْغَبَتْ وتَغَلَّبَ على بلد كذا: استولى عليه قَهْراً، وغَلَّبْتُه أَنا عليه تَغْليباً. محمدُ بنُ سَلاَّمٍ: إِذا قالت العرب: شاعر مُغَلَّبٌ، فهو مغلوب؛ وإِذا قالوا: غُلِّبَ فلانٌ، فهو غالب.
ويقال: غُلَّبَتْ ليْلى الأَخْيَليَّة على نابِغة بني جَعْدَة، لأَنها غَلَبَتْه، وكان الجَعْدِيُّ مُغَلَّباً.
وبعير غُلالِبٌ: يَغْلِبُ الإِبل بسَيْرِه، عن اللحياني.
واسْتَغْلَبَ عليه الضحكُ: اشتدَّ، كاسْتَغْرَبَ.
والغَلَبُ: غِلَظُ العُنق وعِظَمُها؛ وقيل غِلَظُها مع قِصَرٍ فيها؛ وقيل: مع مَيَلٍ يكون ذلك من داءٍ أَو غيره. غَلِبَ غَلَباً، وهو أَغْلَبُ: غليظُ الرَّقَبة.
وحكى اللحياني: ما كان أَغْلَبَ، ولقد غَلِبَ غَلَباً، يَذْهَبُ إِلى الانتقال عما كان عليه. قال: وقد يُوصَفُ بذلك العُنُق نفسه، فيقال: عُنُق أَغْلَبُ، كما يقال: عُنقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ.
وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: بِـيضٌ مَرازبةٌ غُلْبٌ جَحاجحة؛ هي جمع أَغْلَب، وهو الغليظ الرَّقَبة، وهم يَصِفُون أَبداً السادةَ بغِلَظِ الرَّقبة وطُولِها؛ والأُنثى: غَلْباءُ؛ وفي قصيد كعب: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرَةٌ.
وقد يُسْتَعْمَل ذلك في غير الحيوان، كقولهم: حَديقةٌ غَلْباءُ أَي عظيمةٌ مُتكاثفة مُلْتفَّة.
وفي التنزيل العزيز: وحَدائِقَ غُلْباً.
وقال الراجز: أَعْطَيْت فيها طائِعاً، أَوكارِها، حَديقةً غَلْباءَ في جِدارِها الأَزهري: الأَغْلَبُ الغَلِـيظُ القَصَرَةِ.
وأَسَدٌ أَغْلَبُ وغُلُبٌّ: غَلِـيظُ الرَّقَبة.
وهَضْبةٌ غَلْباءُ: عَظِـيمةٌ مُشْرِفة.
وعِزَّةٌ غَلْباءُ كذلك، على المثل؛ وقال الشاعر: وقَبْلَكَ ما اغْلَولَبَتْ تَغْلِبٌ، * بغَلْباءَ تَغْلِبُ مُغْلَولِـبينا يعني بِعِزَّة غَلْباءَ.
وقَبيلة غَلْباءُ، عن اللحياني: عَزيزةٌ ممتنعةٌ؛ وقد غَلِبَتْ غَلَباً.
واغْلَولَبَ النَّبْتُ: بَلَغَ كلَّ مَبْلَغٍ والتَفَّ، وخَصَّ اللحيانيُّ به العُشْبَ.
واغْلَوْلَبَ العُشْبُ، واغْلَولَبَتِ الأَرضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها.
واغْلَولَبَ القومُ إِذا كَثُرُوا، من اغْلِـيلابِ العُشْبِ.
وحَديقَةٌ مُغْلَوْلِـبَة: ملْتفّة. الأَخفش: في قوله عز وجل: وحدائقَ غُلْباً؛ قال: شجرة غَلْباءُ إِذا كانت غليظة؛ وقال امرؤُ القيس: وشَبَّهْتُهُمْ في الآلِ، لـمَّا تَحَمَّلُوا، * حَدائِقَ غُلْباً، أَو سَفِـيناً مُقَيَّرا والأَغْلَبُ العِجْليُّ: أَحَدُ الرُّجَّاز.
وتَغْلِبُ: أَبو قبيلة، وهو تَغْلِبُ بنُ وائل بن قاسط بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بن دُعْمِـيِّ بن جَديلَةَ ابن أَسَدِ بن ربيعةَ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عَدْنانَ.
وقولهم: تَغْلِبُ بنتُ وائِل، إِنما يَذْهَبُون بالتأْنيث إِلى القبيلة، كما قالوا تميمُ بنتُ مُرٍّ. قال الوليد بن عُقْبة، وكان وَليَ صَدَقات بني تَغْلِبَ: إِذا ما شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ، * فَغَيَّكِ عَنِّي، تَغْلِبَ ابنةَ وائِل وقال الفرزدق: لولا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنةِ وائِلٍ، * ورَدَ العَدُوُّ عليك كلَّ مَكانِ وكانت تَغْلِبُ تُسَمَّى الغَلْباءَ؛ قال الشاعر: وأَوْرَثَني بَنُو الغَلْباءِ مَجْداً * حَديثاً، بعدَ مَجْدِهِمُ القَديمِ والنسبة إليها: تَغْلَبـيٌّ، بفتح اللام، اسْتِـيحاشاً لتَوالي الكسرتين مع ياءِ النسب، وربما قالوه بالكسر، لأَن فيه حرفين غير مكسورين، وفارق النسبة إِلى نَمِر.
وبنو الغَلْباءِ: حَيٌّ؛ وأَنشد البيت أَيضاً: وأَوْرَثَني بنُو الغَلْباءِ مَجْداً وغالِبٌ وغَلاَّبٌ وغُلَيْبٌ: أَسماءٌ.
وغَلابِ، مثل قَطامِ: اسم امرأَة؛ مِن العرب مَنْ يَبْنِـيه على الكسرِ، ومنهم من يُجْريه مُجْرى زَيْنَبَ.
وغالِبٌ: موضعُ نَخْلٍ دون مِصْرَ، حَماها اللّه، عز وجل، قال كثير عزة: يَجُوزُ بِـيَ الأَصْرامَ أَصْرامَ غالِبٍ، * أَقُولُ إِذا ما قِـيلَ أَيْنَ تُريدُ: أُريدُ أَبا بكرٍ، ولَوْ حالَ، دُونَه، * أَماعِزُ تَغْتالُ الـمَطِـيَّ، وَبِـيدُ والـمُغْلَنْبـي: الذي يَغْلِـبُكَ ويَعْلُوكَ.

أوس (لسان العرب) [0]


الأَوْسُ: العطيَّةُ (* قوله «الأوس العطية إلخ» عبارة القاموس الأوس الاعطاء والتعويض.). أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهم أَوْساً إِذا أَعطيتهم، وكذلك إِذا عوَّضتهم من شيء.
والأَوْس: العِوَضُ. أُسْتُه أَؤُوسُه أَوْساً: عُضتُه أَعُوضُه عَوضاً؛ وقال الجَعْدِيُّ: لَبِسْتُ أُناساً فأَفْنَيْتُهم، وأَفْنَيْتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا ثلاثةُ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهم، وكان الإِلهُ هو المُسْتَآسَا أَي المُسْتَعاضَ.
وفي حديث قَيْلَةَ: ربِّ أُسْني لما أَمْضَيْت أَي عَوّضْني.
والأَوْسُ: العِوَضُ والعطية، ويروى: رب أَثِبْني، من الثواب. فأُسْتُه: طلب إِليَّ العِوَضَ.
واسْتَآسَهُ أَي اسْتَعَاضَه.
والإِياسُ: العِوَضُ.
وإِياسٌ: اسم رجل، منه.
وأَساهُ أَوْساً: كَآساه؛ قال المؤَرِّجُ: ما يُواسِيهِ ما يصيبه بخير، من قول العرب: أُسْ فلاناً بخير أَي أَصبه، وقيل: ما يُواسِيه من مودّته ولا . . . أكمل المادة قرابته شيئاً، مأْخوذ من الأَوْس وهو العِوَضُ. قال: وكان في الأَصل ما يُواوِسُه فقدَّموا السين، وهي لام الفعل، وأَخَّروا الواو، وهي عين الفعل، فصار يُواسِوُه، فصارت الواو ياء لتحريكها ولانكسار ما قبلها، وهذا من المقلوب، ويجوز أَن يكون من أَسَوْتُ الجُرْحَ، وهو مذكور في موضعه.والأَوْسُ: الذئب، وبه سمي الرجل. ابن سيده: وأَوْسٌ الذئبي معرفة؛ قال: لما لَقِينا بالفَلاةِ أَوْسا، لم أَدْعُ إِلا أَسْهُماً وقَوْسا، وما عَدِمْتُ جُرْأَةً وكَيْسا، ولو دَعَوْتُ عامراً وعبْسا، أَصَبْتُ فيهمْ نَجْدَةً وأُنْسا أَبو عبيد: يقال للذئب: هذا أَوسٌ عادياً؛ وأَنشد: كما خامَرَتْ في حَضْنِها أُمُّ عامِرٍ، لَدى الحَبْل، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها يعني أَكلَ جِراءَها.
وأُوَيْسٌ: اسم الذئب، جاءَ مُصَّغَّراً مثل الكُمَيْت واللُّجَيْن؛ قال الهذلي: يا ليتَ شِعْري عنكَ، والأَمْرُ أَمَمْ، ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟ قال ابن سيده: وأُويس حقروه مُتَفَئِّلِين أَنهم يقدرون عليه؛ وقول أَسماء بن خارجة: في كلِّ يومٍ من ذُؤَالَهْ ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبالَهْ فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَيْسُ، من الهَبالَهْ الهبالة: اسم ناقته.
وأُويس: تصغير أَوس، وهو الذئب.
وأَوساً: هو موضع الشاهد خاطب بهذا الذئب، وقيل: افترس له شاة فقال: لأَضعنَّ في حَشاك مَشْقَصاً عوضاً يا أُويس من غنيمتك التي غنمتها من غنمي.
وقال ابن سيده: أَوساً أَي عوضاً، قال: ولا يجوز أَن يعني الذئب وهو يخاطبه لأَن المضمر المخاطب لا يجوز أَن يبدل منه شيء، لأَنه لا يلبس مع أَنه لو كان بدلاً لم يكن من متعلق، وإِنما ينتصب أَوساً على المصدر بفعل دل عليه أَو بلأَحشأَنك كأَنه قال أَوساً. (* قوله «كأنه قال أوساً» كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً كأنه قال أؤوسك أوساً أو لأحشأنك أوساً.).
وأَما قوله أُويس فنداء، أَراد يا أُويس يخاطب الذئب، وهو اسم له مصغراً كما أَنه اسم له مكبراً، فأَما ما يتعلق به من الهبالة فإِن شئت علقته بنفس أَوساً، ولم تعتدّ بالنداء فاصلاً لكثرته في الكلام وكونه معترضاً به للتأْكيد، كقوله: يا عُمَرَ الخَيْرِ، رُزِقْتَ الجَنَّهْ أُكْسُ بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّهْ، أَو، يا أَبا حَفْصٍ، لأَمْضِيَنَّهْ فاعترض بالنداء بين أَو والفعل، وإِن شئت علقته بمحذوف يدل عليه أَوساً، فكأَنه قال: أَؤوسك من الهبالة أَي أُعطيك من الهبالة، وإِن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفاً لأَوساً فعلقته بمحذوف وضمنته ضمير الموصوف.
وأَوْسٌ: قبيلة من اليمن، واشتقاقه من آسَ يَؤُوسُ أَوْساً، والاسم: الإِياسُ، وهو من العوض، وهو أَوْسُ بن قَيْلَة أَخو الخَزْرَج، منهما الأَنصار، وقَيْلَة أُمهما. ابن سيده: والأَوْسُ من أَنصار النبي، صّلى اللَّه عليه وسلم، كان يقال لأَِبيهم الأَوْسُ، فكأَنك إِذا قلت الأَوس وأَنت تعني تلك القبيلة إِنما تريد الأَوْسِيِّين.
وأَوْسُ اللات: رجل منهم أَعقب فله عِدادٌ يقال لهم أَوْس اللَّه، محوّل عن اللات. قال ثعلب: إِنما قَلَّ عدد الأَوس في بدر وأُحُدِ وكَثَرَتْهُم الخَزْرَجُ فيهما لتخلف أَوس اللَّه عن الإِسلام. قال: وحدث سليمان بن سالم الأَنصاري، قال: تخلف عن الإِسلام أَوْس اللَّه فجاءت الخزرج إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: يا رسول اللَّه ائذن لنا في أَصحابنا هؤلاء الذين تخلفوا عن الإِسلام، فقالت الأَوْس لأَوْسِ اللَّه: إِن الخَزْرَج تريد أَن تأْثِرَ منكم يوم بُغاث، وقد استأْذنوا فيكم رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فأَسْلِمُوا قبل أَن يأْذن لهم فيكم؛ فأَسْلَموا، وهم أُمَيَّة وخَطْمَةُ ووائل. أَما تسميتهم الرجل أَوْساً فإِنه يحتمل أَمرين: أَحدهما أَن يكون مصدر أُسْتُه أَي أَعطيته كما سموه عطاء وعطية، والآخر أَن يكون سمي به كما سَمَّوْهُ ذئباً وكَنَّوْه بأَبي ذؤَيب.والآسُ: العَسَلُ، وقيل: هو منه كالكَعْب من السَّمْن، وقيل: الآس أَثَرُ البعر ونحوه. أَبو عمرو: الآس أَن تَمُرَّ النحلُ فيَسْقُطَ منها نُقَطٌ من العسل على الحجارة فيستدل بذلك عليها.
والآس: البَلَحُ.
والآسُ: ضرب من الرياحين. قال ابن دريد: الآسُ هذا المشمومُ أَحسبه دخيلاً غير أَن العرب قد تكلمت به وجاءَ في الشعر الفصيح؛ قال الهذلي: بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ قال أَبو حنيفة: الآس بأَرض العرب كثير ينبت في السهل والجبل وخضرته دائمة أَبداً ويَسْمو حتى يكون شجراً عظاماً، واحدته آسَةٌ؛ قال: وفي دوام خضرته يقول رؤبة: يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلى والآسُ التهذيب: الليث: الآس شجرة ورقها عَطِرٌ.
والآسُ: القَبْرُ.
والآسُ: الصاحب.
والآس: العسل. قال الأَزهري: لا أَعرف الآس بالوجوه الثلاثة من جهة نصح أَو رواية عن ثقة؛ وقد احتج الليث لها بشعر أَحسبه مصنوعاً: بانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤادُ آسِي، أَشْكو كُلُوماً، ما لَهُنَّ آسِي من أَجْلِ حَوْراءَ كغُصْنِ الآسِ، رِيقَتُها كمثل طَعْمِ الآسِ يعني العسل.
وما اسْتَأَسْتُ بعدَها من آسِي، وَيْلي، فإِني لاحِقٌ بالآسِ يعني القبر. التهذيب: والآسُ بقية الرماد بين الأَثافي في المَوْقِدِ؛ قال: فلم يَبْقَ إِلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، وسُفْعٌ على آسٍ، ونُؤْيٌ مُعَتْلَبُ وقال الأَصمعي: الآسُ آثارُ النار وما يعرف من علاماتها.وأَوْسْ: زجر العرب للمَعَزِ والبقر، تقول: أَوْسْ أَوْسْ.

خمم (لسان العرب) [0]


خَمَّ البيتَ والبئرَ يَخُمُّهما خَمّاً واخْتَمَّهما: كنسهما، والاخْتِمامُ مثله.
والمِخَمَّةُ: المِكنسَةُ.
وخُمامَةُ البيتِ والبئر: ما كُسِحَ عنه من التراب فأُلقِيَ بعضُه على بعضٍ؛ عن اللحياني.
والخُمامَةُ والقُمامَةُ: الكُناسةُ، وما يُخَمُّ من تراب البئر.
وخُمامةُ المائدة: ما يَنْتَثِرُ من الطعام فيؤكل ويُرْجَى عليه الثواب. مَخْمومٌ أَي نَقِيٌّ من الغِلِّ والحسد.
ورجل مَخمُومُ القلب: نَقِيٌّ من الغش والدَّغَلِ، وقيل: نَقِيُّهُ من الدنس.
وفي الحديث عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: خير الناس المَخْمومُ القلب. قيل: يا رسول الله، وما المَخْمُومُ القلب؟ قال: الذي لا غش فيه ولا حسد، وفي رواية: سُئِلَ أَيُّ الناسِ أَفضلُ؟ قال: الصادقُ اللسانِ المَخْمومُ القلب، وفي رواية: ذو القلب . . . أكمل المادة المَخْمومِ واللسان الصادق، وهو من خَمَمْتُ البيت إذا كنسته؛ ومثله قول مالك: وعلى السَّاقي خَمُّ العين أَي كنسها وتنظيفها، وهو السُّمُّ لا يَخِمُّ، وذلك إذا كان خالصاً؛ ومَثَلٌ يُضْرَبُ للرجل إذا ذُكِرَ بخير وأثْنِيَ عليه: هو السَّمْنُ لا يَخِمُّ.
والخَمُّ: الثناء الطيب: وفلان يَخُمُّ ثياب فلان إذا كان يُثْنِي عليه خيراً.
وفي النوادر: يقال خَمَّه بِثَناءٍ حسَنٍ يَخُمُّه، وطَرَّهُ يَطُرُّه طَرّاً، وبَلَّه بثناء حسن ورَشَّه، كلُّ هذا إذا أَتبعه بقول حسن.
وخَمَّ الناقةَ: حلبها.
وخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ، بالكسر، ويَخُمُّ خَمّاً وخُموماً وهو خَمٌّ وأَخَمَّ: أَنتن أَو تغيرت رائتحته.
ولحم خامٌّ ومُخِمٌّأَي منتن. الليث: اللحم المُخِمُّ الذي قد تغير ريحه ولما يفسدْ كفساد الجِيَفِ.
وقد خَمَّ اللحمُ يَخِمُّ، بالكسر، إذا أَنتن وهو شِواءٌ أَو طبيخ.
وفي حديث معاوية: من أَحب أَن يَسْتَخِمَّ الناسُ له قياماً، قال الطحاوي: هو بالخاء المعجمة، يريد أَن تتغير روائحهم من طول قيامهم عنده، ويروى بالجيم، وقد تقدم؛ قال ابن دريد: خَمَّ اللحمُ أكثر ما يستعمل في المطبوخ والمَشْويّ، قال: فأَما النِّيءُ فيقال فيه صَلَّ وأَصَلَّ.
وقال أَبو عبيد في الأَمثلة: خَمَّ اللحمُ وأَخَمَّ إذا تغير وهو شواءٌ أَو قَديرٌ، وقيل: هو الذي يُنْتِنُ بعد النُّضْج.
وإذا خَبُثَ ريحُ السِّقاء فأَفسد اللبنَ قيل: أَخَمَّ اللبنُ، قال: وخَمَّ مثله؛ وأَنشد الأَزهري: أَخَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمُوم (* قوله «أخم أو قد إلخ» الذي في التهذيب: قد حم أو قد إلخ).
والخَمِيمُ: اللبن ساعة يُحْلَبُ.
وخَمّ اللبنُ وأَخَمَّ: غَيَّره خُبْثُ رائحة السِّقاء، وربما استعمل الخُمُومُ في الإنسان؛ قال ذِرْوَة بن خَجْفَةَ الصَّمُوتي: يا ابن هشامٍ عَصَرَ المظلومِ، إليك أَشْكُو جَنَفَ الخُصومِ وشَمَّةً من شارِفٍ مَزْكومِ، قد خَمَّ أَو زاد على الخُمومِ وأَنشده ابن دُرَيْدٍ بجَرّ شَمَّةٍ والمعروف وشَمَّةً لقوله إليك أَشكو؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها إذا خَمى إنما أَراد خَمَّ فأبدل من الميم الأَخيرة ياء، وهذا كقولهم لا أَمْلاه أَي لا أَمَلُّه.
والخَمُّ: تَغَيُّرُ رائحة القُرْصِ إذا لم يَنْضَجْ.
والخُمُّ: قَفَصُ الدجاج؛ قال ابن سيده: أَرى ذلك لخبث رائحته.
وخُمَّ إذا جُعل في الخُمِّ وهو حبس الدجاج، وخُمَّ إذا نُظِّفَ.
والخَمِيمُ: الممدوح.
والخَمِيمُ: الثقيل الروح.
والخَمُّ: البُكاء الشديد، بفتح الخاء.
والخِمامةُ: ريشة فاسدة رديئة تحت الريش.
والخَمُّ والاخْتِمامُ: القطع.
واخْتَمَّه: قطعه؛ قال: يا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ رأَيْتَ عَمَّكا؟ أَرَدْتَ أَن تَخْتَمَّهُ فاخْتَمَّكا وخَمَّانُ الناس: خُشارَتُهُمْ، وقيل: جماعتهم. ابن الأَعرابي: خَمَّانُ الناس ونُتَّاشُ الناس وعَوَذُ الناس واحد.
وقال اللحياني: رأَيت خَمَّاناً من الناس أَي ضُعَفاء.
ويقال: ذاك رجل من خُمَّانِ الناس وخَمَّانِ الناس، على فُعْلان وفَعْلان، بالضم والفتح، أَي من رُذالهم: وخُمّانُ البيت: رديء متاعه؛ قال ابن دريد: هكذا روي عن أَبي الخطاب.
والخِمُّ: البستان الفارغ.
وخُمّان: موضع، وقيل: موضع بالشام؛ قال حَسَّان بن ثابت:لِمَنِ الدَّارُ أَوْحَشَتْ بَمغانِ، بين أعْلى اليَرْمُوكِ فالخَمّانِ (* وفي رواية: فالصَّمَّان بدل فالخمّان)؟ وخَمَّانُ الشجر: رديئه؛ أَنشد ثعلب: رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، تأكل القَتَّ وخَمَّانَ الشَّجَرْ والخَمَّانُ أَيضاً من الرِّماح: الضعيف.
وخَمٌّ: غَديرٌ معروف بين مكة والمدينة بالجُحْفةِ، وهو غدير خَمٍّ، وقال ابن دُرَيْدٍ: إنما هو خُمٌّ، بضم الخاء؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ: عَفا وخَلا ممَّنْ عَهِدْتَ به خُمُّ، وشاقَك بالمَسْحاء من سَرِفٍ رَسْمُ وورد ذكره في الحديث، قال ابن الأَثير: هو موضع بين مكة والمدينة تَصُبُّ فيه عين هناك، وبينهما مسجد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: وفي الحديث ذكر خُمّى، بضم الخاء وتشديد الميم المفتوحة، وهي بئر قديمة كانت بمكة.
وإخْمِيمُ: موضع بمصر.
وخُمَّام، على مثل خُطَّاف: أَبو بطن. قال ابن سيده: وأَروى ابن دُرَيْد إنما قال خُمام، بالتخفيف.
والخَمْخَمَةُ والتَّخَمْخُمُ: ضرب من الأَكل قبيح، وبه سمي الخَمْخامُ، ومنه التَّخَمْخُمُ.
والخِمْخِمُ، بالكسر: نبات تُعْلَفُ حَبَّة الإبلُ؛ قال عَنْتَرَةُ: ما راعَني إلا حَمُولَةُ أَهْلِها، وَسْطَ الدِّيارِ، تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ ويقال: هو بالحاء، قال أَبو حنيفة: الخِمْخِمُ والحِمْحِمُ واحد، وقد تقدم، وهو الشُّقّارى. التهذيب في ترجمة ثغر: والثَّغْرُ من خيار العُشْبِ، ولها زَغَبٌ خشن، وكذلك الخِمْخِمُ، ويوضع الثَّغْرُ والخِمْخِمُ في العين؛ قال ابن هَرْمَةَ: فكأنَّما اشْتَمَلَتْ مَواقي عينه، يَوْمَ الفِراقِ، على يَبِيسِ الخِمْخِمِ والخَمْخَمَةُ: مثل الخَنْخَنَةِ، وهو أَن يتكلم الرجل كأَنه مَخْنُونٌ من التِّيه والكِبْر.
وضَرْعٌ خِمْخِمٌ: كثير اللبن غَزيرُه؛ قال أَبو وَجْزَةَ: وحَبَّبَتْ أَسْقِيَةً عَواكِما، وفَرَّغَتْ أُخْرى لها خَماخِما والخَمْخامُ: رجل من بني سَدُوس، سُمِّيَ بالخَمْخَمَةِ الخَنْخَنَةِ، وكلُّ ما في أَسماءِ الشعراء ابن حُمام، بالحاء، إلا ابن خُمام، وهو ثَعْلَبَةُ بن خُمام بن سَيَّارٍ، فإنه بالخاء.
والخُمْخُمُ: دُوَيْبَّةٌ في البحر؛ عن كراع.

بدن (لسان العرب) [0]


بَدَنُ الإنسان: جسدُه.
والبدنُ من الجسدِ: ما سِوَى الرأْس والشَّوَى، وقيل: هو العضوُ؛ عن كراع، وخص مَرّةً به أَعضاءَ الجَزور، والجمع أَبْدانٌ.
وحكى اللحياني: إِنها لحَسنةُ الأَبدانِ؛ قال أَبو الحسن: كأَنهم جعلو كل جُزْءٍ منه بَدَناً ثم جمعوه على هذا؛ قال حُمَيد بن ثور الهلالي: إنّ سُلَيْمى واضِحٌ لَبَّاتُها، لَيِّنة الأَبدانِ من تحتِ السُّبَجْ.
ورجل بادنٌ: سمين جسيم، والأُنثى بادنٌ وبادنةٌ، والجمعُ بُدْنٌ وبُدَّنٌ؛ أَنشد ثعلب: فلا تَرْهَبي أَن يَقْطَع النَّأْيُ بيننا، ولَمّا يُلَوِّحْ بُدْنَهُنَّ شُروبُ وقال زهير: غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمَّراً خُدُجاً، من بَعْدِ ما جَنَّبوها بُدَّناً عُقُقا وقد بَدُنَتْ وبَدَنَتْ تَبْدُن بَدْناً وبُدْناً وبَداناً وبدانةً؛ قال:وانْضَمَّ بُدْنُ الشيخ واسمَأَلاً . . . أكمل المادة إنما عنى بالبُدن هنا الجوهرَ الذي هو الشحم، لا يكون إلا على هذا لأَنك إن جعلت البُدْنَ عرَضاً جعلته محلاًّ للعرض.
والمُبَدَّنُ والمُبَدّنةُ: كالبادِنِ والبادنةِ، إلا أَن المُبَدَّنةَ صيغةُ مفعول.
والمِبْدانُ: الشَّكورُ السَّريعُ السَّمَن؛ قال: وإني لَمِبْدانٌ، إذا القومُ أَخْمصُوا، وفيٌّ، إذا اشتدَّ الزَّمانُ، شحُوب.
وبَدَّنَ الرجلُ: أَسَنَّ وضعف.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا تُبادروني بالركوع ولا بالسجودِ، فإنه مهْما أَسْبِقكم به إذا ركعتُ تُدْرِكوني إذا رَفَعْتُ، ومهما أَسْبقْكم إذا سجدت تُدْرِكوني إذا رفعتُ، إني قد بَدُنْتُ؛ هكذا روي بالتخفيف بَدُنْت؛ قال الأُموي: إنما هو بَدَّنْت، بالتشديد، يعني كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ، والتخفيفُ من البدانة، وهي كثرةُ اللحم، وبَدُنْتُ أَي سَمِنْتُ وضَخُمْتُ.
ويقال: بَدَّنَ الرجلُ تَبْديناً إذا أَسَنَّ؛ قال حُمَيد الأَرقط: وكنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدينا والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرينا قال: وأَما قولُه قد بَدُنْتُ فليس له معنىً إلا كثرة اللحم ولم يكن، صلى الله عليه وسلم، سَميناً. قال ابن الأَثير: وقد جاء في صفته في حديث ابن أَبي هالةَ: بادِنٌ مُتمَاسِك؛ والبادنُ: الضخمُ، فلما قال بادِنٌ أَرْدَفَه بمُتماسِكٍ وهو الذي يُمْسِكُ بعضُ أَعْضائِه بعضاً، فهو مُعْتَدِلُ الخَلْقِ؛ ومنه الحديث:أَتُحِبُّ أَنّ رجلاً بادِناً في يوم حارٍّ غَسَلَ ما تَحتَ إزارِه ثم أَعْطاكَه فشَرِبْتَه؟ وبَدَنَ الرجلُ، بالفتح، يَبْدُنُ بُدْناً وبَدانةً، فهو بادِنٌ إذا ضخُمَ، وكذلك بَدُنَ، بالضم، يَبْدُن بَدانةً.
ورجل بادِنٌ ومُبَدَّنٌ وامرأَة مُبَدَّنةٌ: وهما السَّمينانِ.
والمُبَدِّنُ: المُسِنُّ. أَبو زيد: بَدُنَت المرأَةُ وبَدَنَت بُدْناً؛ قال أَبو منصور وغيره: بُدْناً وبَدانةً على فَعالة، قال الجوهري: وامرأَةٌ بادِنٌ أَيضاً وبَدين.
ورجل بَدَنٌ: مُسِنٌّ كبير؛ قال الأَسود بن يعفر: هل لِشَبابٍ فاتَ من مَطْلَبِ، أَمْ ما بكاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ؟ والبَدَنُ: الوعِلُ المُسِنُّ؛ قال يصفَ وعِلاً وكَلْبة: قد قُلْتُ لما بَدَتِ العُقابُ، وضَمّها والبَدَنَ الحِقابُ: جِدِّي لكلِّ عاملٍ ثَوابُ، والرأْسُ والأَكْرُعُ والإهابُ. العُقابُ: اسمُ كلبة، والحِقابُ: جبل بعينه، والبَدَنُ: المُسِنُّ من الوُعول؛ يقول: اصْطادي هذا التيْسَ وأَجعلُ ثوابَك الرأْسَ والأَكْرُعَ والإهابَ، وبيتُ الاستشهاد أَورده الجوهري: قد ضمَّها، وصوابه وضمَّها كما أَوردناه؛ ذكره ابن بري، والجمع أَبْدُنٌ؛ قال كُثَيّر عزّة: كأَنّ قُتودَ الرَّحْلِ منها تُبِينُها قُرونٌ تَحَنَّتْ في جَماجِمِ أَبْدُنِ وبُدونٌ، نادر؛ عن ابن الأَعرابي.
والبَدنةُ من الإبلِ والبقر: كالأُضْحِيَة من الغنم تُهْدَى إلى مكة، الذكر والأُنثى في ذلك سواء؛ الجوهري: البَدْنةُ ناقةٌ أَو بقرةٌ تُنْحَرُ بمكة، سُمِّيت بذلك لأَنهم كانوا يُسَمِّنونَها، والجمع بُدُنٌ وبُدْنٌ، ولا يقال في الجمع بَدَنٌ، وإن كانوا قد قالوا خَشَبٌ وأَجَمٌ ورَخَمٌ وأَكَمٌ، استثناه اللحياني من هذه.
وقال أَبو بكر في قولهم قد ساقَ بَدَنةً: يجوز أَن تكون سُمِّيَتْ بَدَنةً لِعِظَمِها وضَخامتِها، ويقال: سمِّيت بدَنةً لسِنِّها.
والبُدْنُ: السِّمَنُ والاكتنازُ، وكذلك البُدُن مثل عُسْر وعُسُر؛ قال شَبيب بن البَرْصاء:كأَنها، من بُدُنٍ وإيفارْ، دَبَّت عليها ذَرِباتُ الأَنبارْ وروي: من سِمَنٍ وإيغار.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه أُتِيَ ببَدَناتٍ خَمْسٍ فطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدأُ؛ البَدَنةُ، بالهاء، تقع على الناقة والبقرة والبعير الذَّكر مما يجوز في الهدْي والأَضاحي، وهي بالبُدْن أَشْبَه، ولا تقع على الشاة، سمِّيت بَدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها، وجمع البَدَنةِ البُدْن.
وفي التنزيل العزيز: والبُدْنَ جعَلْناها لكم من شعائِرِ الله؛ قال الزجاج: بَدَنة وبُدْن، وإنما سُمِّيت بَدَنةً لأَنها تَبْدُنُ أَي تَسْمَنُ.
وفي حديث الشعبي: قيل له إن أَهلَ العِراق يقولون إذا أَعْتَقَ الرجلُ أَمَتَه ثم تَزوَّجها كان كمَنْ يَرْكَبُ بدَنتَه؛ أَي مَنْ أَعْتَقَ أَمتَه فقد جعلها مُحرَّرة لله، فهي بمنزلة البَدَنةِ التي تُهْدَى إلى بيت الله في الحجّ فلا تُرْكبُ إلا عن ضرورةٍ، فإذا تزَوَّجَ أَمتَه المُعْتَقة كان كمن قد رَكِبَ بدَنتَه المُهْداةَ.
والبَدَنُ: شِبْهُ دِرْعٍ إلا أَنه قصير قدر ما يكون على الجسد فقط قصير الكُمَّينِ. ابن سيده: البَدَنُ الدِّرعُ القصيرة على قدر الجسد، وقيل: هي الدرع عامَّة، وبه فسر ثعلب قوله تعالى: فاليومَ نُنَجِّيكَ ببدَنِك؛ قال: بِدِرْعِك، وذلك أَنهم شكُّوا في غَرَقِه فأَمرَ اللهُ عز وجل البحرَ أَن يَقْذِفَه على دَكَّةٍ في البحر بِبَدنه أَي بِدرْعِهِ، فاستيقنوا حينئذ أَنه قد غَرِقَ؛ الجوهري: قالوا بجَسَدٍ لا رُوحَ فيه، قال الأَخفش: وقولُ مَن قالَ بِدرْعِك فليس بشيء، والجمع أَبْدانٌ.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهَه: لما خطَب فاطمةَ، رضوان الله عليها، قيل: ما عندكَ؟ قال: فَرَسي وبَدَني؛ البَدَنُ: الدِّرْع من الزَّرَدِ، وقيل: هي القصيرةُ منها.
وفي حديث سَطيح: أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنِ أَي واسعُ الدِّرْعِ؛ يريد كثرةَ العطاء.
وفي حديث مَسْح الخُفَّين: فأَخْرجَ يدَه من تحتِ بدَنِه؛ اسْتعارَ البَدَنَ ههنا للجُبَّةِ الصغيرةِ تشبيهاً بالدِّرع، ويحتمل أَن يريد من أَسفَل بدَنِ الجُبَّة، ويشهد له ما جاء في الرواية الأُخرى: فأَخرجَ يده من تحتِ البَدَنِ.
وبدَنُ الرجلِ: نَسَبُه وحسبُه؛ قال: لها بدَنٌ عاسٍ، ونارٌ كريمةٌ بمُعْتَركِ الآريّ، بين الضَّرائِم.

نثر (لسان العرب) [0]


الليث: النَّثْرُ نَثْرُكَ الشيءَ بيدك تَرْمي به متفرقاً مثلَ نَثْرِ الجَوْزِ واللَّوْزِ والسُّكَّرِ، وكذلك نَثْرُ الحَبِّ إِذا بُذرَ، وهو النِّثَارُ؛ وقد نَثَرَهُ يَنْثُرُهُ ويَنْثِرُهُ نَثراً ونِثاراً ونَثَّرَه فانْتَثَرَ وتناثَرَ؛ والنُّثارةُ: ما تناثَرَ منه، وخص اللحياني به ما يَنْتَثِرُ من المائدة فَيُؤكل فيرجى فيه الثوابُ. التهذيب: والنُّثارُ فُتاتُ ما يَتَناثَرُ حَوالي الخِوانِ من الخبز ونحو ذلك من كل شيء. الجوهري: النُّثارُ، بالضم، ما تناثر من الشيء.
ودُرٌّ مُنَثَّرٌ: شُدِّدَ للكثرة، وقيل: نُثارةُ الحِنْطة والشعيرِ ونحوهما ما انْتَثَرَ منه.
وشيءٌ نَثَرٌ: مُنْتَثِرٌ، وكذلك الجمع؛ قال: حَدَّ النهارِ تُراعِي ثِيرَةً نَثَرا ويقال: شَهِدتُ نِثارَ فلان؛ وقوله أَنشده ثعلب: هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ، مُوشِكُ . . . أكمل المادة السَّقْطةِ، ذُو لُبٍّ نَثِر قال ابن سيده: لم يفسر نَثِراً، قال: وعندي أَنه مُتَناثِرٌ مُتساقطٌ لا يَثْبُتْ.
وفي حديث ابن مسعود وحذيفةَ في القراءة: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْرِ ونَثْراً كَنَثْرِ الدَّقَلِ أَي كما يَتساقَطُ الرُّطَبُ اليابِسُ من العِذْقِ إِذا هُزَّ.
وفي حديث أَبي ذر: يُوافِقُكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نَثورٍ؛ هي الواسعة الإِحليلِ كأَنها تَنْثُرُ اللَّبنَ نَثْراً وتَفْتَحُ سَبِيلَه، ووجأَه فَنَثَر أَمْعاءَهُ.
وتَناثَرَ القوم: مَرِضُوا فماتوا.
والنَّثورُ: الكثِيرُ الولد، وكذلك المرأَة، وقد نَثَرَ ولداً ونثر كلاماً: أَكثره، وقد نَثَرَتْ ذا بَطْنِها ونَثَرَتْ بَطْنَها.
وفي الحديث: فلما خلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني؛ أَرادت أَنها كانت شابَّةً تَلِدُ الأَولادَ عنده.
وقيل لامرأَةٍ: أَيُّ البُغاةِ أَبغضُ إِليكِف فقالت: التي إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ، وإِن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ.
ورجلٌ نَثِرٌ بَيِّنُ النَّثَرِ ومِنْثَرٌ، كِلاهُما: كثيرُ الكلام، والأُنثى نَثِرَةٌ فقط.
والنَّثْرةُ: الخَيْشومُ وما والاه.
وشاةٌ ناثِرٌ ونَثُورٌ: تَطْرَحُ من أَنفها كالدُّود.
والنَّثِيرُ للدّواب والإِبلِ: كالعُطاسِ للناس؛ زاد الأَزهري: إِلا أَنه ليس بغالب له ولكنه شيءٌ يفعله هو بأَنفه؛ يقال: نَثَرَ الحِمارُ وهو يَنْثِرُ نَثِيراً. الجوهري: والنَّثْرةُ للدواب شِبْهُ العَطْسةِ، يقال: نَثَرَتِ الشاةُ إِذا طرحَتْ من أَنفها الأَذى. قال الأَصمعي: النافر والناثِرُ لشاةُ تَسْعُلُ فَيَنْتَثرُ من أَنفها شيءٌ.
وفي حديث ابن عباس: الجرادُ نَثْرةُ الحوتِ أَي عَطْسَتُهُ؛ وحدثِ كعبٍ: إِنما هو نَثْرَةُ حوتٍ، وقد نَثَرَ يَنْثِرُ نَثِيراً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:فما أَنْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بِسُدْفَةٍ علاجِيمَ، عيرُ ابني صُباحٍ نَثِيرُها واستَنْثَر الإِنسانُ: استَنْشَقَ الماء ثم استخرج ذلك بِنَفَسِ الأَنفِ.
والانْتِثارُ والاستِنْثارُ بمعنى: وهو نَثْرُ ما في الأَنف بالنَّفَسِ.
وفي الحديث: إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر، وفي التهذيب: فانْثِر، وقد روي: فأَنْثِرْ، بقطع الأَلف، قال: ولا يعرفه أَهل اللغة، وقد وُجِدَ بخطه في حاشية كتابه في الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِرْ، بكسر الثاء، يقال: نَثَرَ الجوزَ والدُّرَّ يَنْثُرُ، بضم الثاء، ونَثَرَ من أَنفه يَنْثِرُ، بكسر الثاء لا غير؛ قال: وهذا صحيح كذا حفظه علماء اللغة. ابن الأَعرابي: النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ، ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في الطهارة: اسْتَنْثِرْ؛ قال: ومعناه اسْتَنْشِقْ وحَرِّكِ النَّثْرةَ. الفراء: نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ في الطهارة؛ قال أَبو منصور: وقد روي هذا الحرف عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إِذا توضأْت فأَنْثِرْ، من الإِنْثار، إِنما يقال: نَثَرَ يَنْثِرُ وانْتَثَرَ يَنْتَثِرُ واسْتَنْثَرَ يَسْتَنْثِرُ.
وروى أَبو الزناد عن الأَعرج عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، أَنه قال: إِذا توضأَ أَحدُكم فليجعلِ الماءَ في أَنْفِه ثم لِيَنْثِرْ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه أَهل الضبط لأَلفاظ الحديث، قال: وهو الصحيح عندي، وقد فسر قوله لِيَنْثِرْ واسْتَنْثِرْ على غير ما فسره الفراء وابن الأَعرابي، قال بعض أَهل العلم: معنى الاستنثارِ والنَّثْر أَن يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أَذى أَو مُخاط، قال: ومما يدل على هذا الحديث الآخر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يَستنشِق ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ؛فجعل الاستنثار غير الاستنشاق، يقال منه: نَثَر يَنْثِر، بكسر الثاء.
وفي الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِر، بكسر الثاء، لا غير.
والإِنسان يستنثر إِذا استنشق الماء ثم استخرج نَثِيرَه بنَفَس الأَنفِ. ابن الأَثير: نَثَرَ يَنثِرُ، بالكسر، إِذا امتخط، واستَنْثَر استفعل منه: استنشق الماء ثم استخرج ما في الأَنف، وقيل: هو من تحريك النَّثْرةِ، وهي طرَف الأَنف؛ قال: ويروى فأَنْثِر بأَلف مقطوعة، قال: وأَهل اللغة لا يجيزونه والصواب بأَلف الوصل.
ونَثَر السُّكَّر يَنْثُره، بالضم، قال: وأَما قول ابن الأَعرابي النَّثْرةُ طرف الأَنف فهو صحيح، وبه سمي النجْم الذي يقال له نَثْرةُ الأَسد كأَنها جعلت طرَف أَنفه.
والنثرة: فُرْجة ما بين الشاربين حِيالَ وتَرةِ الأَنف، وكذلك هي من الأَسَدِ، وقيل: هي أَنف الأَسد.
والنَّثْرةُ: نَجْم من نُجوم الأَسَد ينزلها القمر؛ قال: كادَ السِّماكُ بها أَو نَثْرةُ الأَسَدِ التهذيب: النثْرة كوكب في السماء كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوكبين، تسميه العرب نثرة الأَسد وهي من منازل القمر، قال: وهي في علم النجوم من بُرْجِ السرَطانِ. قال أَبو الهيثم: النثرة أَنف الأَسد ومنْخراه، وهي ثلاثة كواكبَ خَفِيَّة متقاربة، والطرْفُ عينا الأَسَد كوكبان، الجبهة أَمامَها* قوله« كوكبان، الجبهة امامها» كذا بالأصل.
وعبارة القاموس: الطرف كوكبان يقدمان الجبهة.
وهي أَربعةُ كواكِبَ. الجوهري: النثرة كوكبان بينهما مقدار شبر، وفيهما لَطْخ بياض كأَنه قِطْعة سحاب وهي أَنف الأَسد ينزلها القمر.
والعرب تقول: إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَي داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ، وطلوع النثرة على إِثْر طُلُوع الشِّعْرَى.
وطعَنه فأَنْثَره عن فرسه أَي أَلقاه على نَثْرَتِه؛ قال: إِنّ عليها فارِساً كَعَشَرَهْ؛ إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ قال ثعلب: معناه طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه من أَنفه، ويروى رئِيسَ. الجوهري: ويقال طعنه فأَنْثَره أًي أَرعفه؛ وأَنشد الراجز: إِذا رأَى فارس قوم أَنثره والنثْرةُ: الدِّرْعُ السَّلِسةُ المَلْبَس، وقيل: هي الدرْعُ الواسِعةُ.
ونَثَر دِرْعَه عليه: صَبَّها، ويقال للدِّرعِ: نثْرةٌ ونَثْلَةٌ.قال ابن جني: ينبغي أَن تكون الراء في النثرة بدلاً من اللام لقولهم نَثَلَ عليه دِرْعَه ولم يقولوا نثرها، واللام أَعمّ تصرفاً، وهي الأَصل، يعني أَن باب نَثَلَ أَكثر من باب نثر.
وقال شمر في كتابه في السلاح: النثرة والنثْلةُ اسم من أَسماء الدرْعِ، قال: وهي المَنْثُولةُ؛ وأَنشد:وضاعَفَ مِنْ فَوْقِها نَثْرَةً، تَرُدُّ القَواضِبَ عنها فُلُولا وقال ابن شميل: النَّثْلُ الأَدْراعُ، يقال نَثَلَها عليه ونَثَلَها عنه أَي خَلَعها.
ونَثَلَها عليه إِذا لَبِسَها. قال الجوهري: يقال نَثَر دِرْعه عنه إِذا أَلقاها عنه، قال: ولا يقال نَثَلَها.
وفي حديث أُم زرع: ويَمِيسُ في حَِلَقِ النثْرةِ، قال: هي ما لَطُفَ من الدُّرُوع، أَي يَتَبَخْتَرُ في حَِلَقِ الدِّرْعِ، وهو ما لطُف منها.

سيب (لسان العرب) [0]


السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ.
وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ.
وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛ قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد: فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1) (1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري: السُّـيُوبُ . . . أكمل المادة جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.
وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه.
والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.
والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.
والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.
وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً.
وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب: أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟ وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ.
وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه.
وفي الحديث: أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى.
وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.
وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه.
وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ.
وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ.
والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له.
والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه.
والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً.
وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ.
وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ.
وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو مَذْكور في موضعه.
وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه.
وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ.
وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله.
وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر.
وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه.
وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى.
وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.
وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ.
ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ.
والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ: أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد: أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ: سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.
والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.
وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى.
والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.
والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.

رغب (لسان العرب) [0]


الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ، والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ، والرُّغْبَـى والرَّغْبَـى، والرَّغْبَاءُ: الضَّراعة والمسأَلة.
وفي حديث الدعاءِ: رَغْبَةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ. قال ابن الأَثير: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، ولو أَعْمَلَهُما مَعاً، لقال: رَغْبة إِليكَ ورَهْبة منكَ، ولكن لـمَّا جمَعَهُما في النظم، حَمَل أَحدَهما على الآخَرِ؛ كقول الراجز: وزَجَّجْنَ الـحَواجِبَ والعُيونا وقول الآخر: مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قالوا له عند موتِه: جزاكَ اللّهُ خيراً، فعَلْتَ وفَعَلْتَ؛ فقال: راغِبٌ وراهِبٌ؛ يعني: انَّ قولَكم لِـي هذا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فيما عندي، أَو راهِبٍ منِّي؛ وقيل: أَراد إِنَّنِـي راغِبٌ فيما عندَ اللّه، وراهِبٌ من عذابِه، فلا تَعْويلَ عندي على ما قُلتم من . . . أكمل المادة الوصف والإِطْراءِ.
ورجل رَغَبُوت: من الرَّغْبَةِ.
وقد رَغِبَ إِليه ورَغَّـبَه هو، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا مالَتِ الدُّنْيا على الـمَرْءِ رَغَّـبَتْ * إِليه، ومالَ الناسُ حيثُ يَمِـيلُ وفي الحديث أَن أَسماءَ بنتَ أَبي بكر، رضي اللّه عنهما، قالت: أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً في العَهْدِ الذي كان بين رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وبينَ قريشٍ، وهي كافِرة، فسأَلَتْنِـي، فسأَلتُ النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم: أَصِلُها؟ فقال: نعم. قال الأَزهري: قولُها أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً، أَي طائعة، تَسْـأَلُ شيئاً. يقال: رَغِـبْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا أَي سأَلتُه إِيَّاه.
ورُوِي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: كيفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ الدِّينُ، وظَهَرَتِ الرَّغْبة؟ وقوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر السُّـؤال وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الـحِرْصُ على الجَمْع، مع مَنْعِ الـحَقِّ. رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ على الشيءِ، وطَمِعَ فيه.
والرَّغْبة: السُّـؤالُ والطَّمَع.
وأَرْغَبَنِـي في الشَّيءِ ورغَّبَنِـي، بمعنًى.
ورَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛ قال ساعدة بنُ جُؤَيَّة: لَقُلْتُ لدَهْري: إِنَّه هو غَزْوَتي، * وإِنِّي، وإِنْ رَغَّبْتَني، غيرُ فاعِلِ والرَّغِـيبةُ من العَطاءِ: الكثيرُ، والجمعُ الرَّغائبُ؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: لا تَغْضَبَنَّ على امْرِئٍ في ماله، * وعلى كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ ومَتى تُصِـبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنى، * وإِلى الَّذي يُعْطِـي الرَّغائبَ، فارْغَبِ ويقال: إِنه لَـوَهُوبٌ لكلِّ رَغِـيبةٍ أَي لكلِّ مَرْغُوبٍ فيه.
والـمَراغِبُ: الأَطْماعُ.
والـمَراغِبُ: الـمُضْطَرَباتُ للـمَعاشِ.
ودَعا اللّهَ رَغْبةً ورُغْبةً، عن ابن الأَعرابي.
وفي التنزيل العزيز: يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً؛ قال: ويجوز رُغْباً ورُهْباً؛ قال: ولا نعلم أَحَداً قَرَأَ بها، ونُصِـبَا على أَنهما مفعولٌ لهما؛ ويجوز فيهما المصدر.
ورَغِبَ في الشيءِ رَغْباً ورَغْبةً ورَغْبَـى، على قياس سَكْرَى، ورَغَباً بالتحريك: أَراده، فهو راغِبٌ؛ وارْتَغَبَ فيه مثلُه.
وتقول: إِليك الرَّغْبَاءُ ومنكَ النَّعْماءُ.
وقال يعقوب: الرُغْبَـى والرَّغْبَاءُ مثل النُّعْمَى والنَّعْمَاءِ.
وفي الحديث أَنَّ ابنَ عُمرَ كان يَزِيدُ في تَلْبِـبتِه: والرُّغْبَـى إِليكَ والعَمَل.
وفي رواية: والرَّغْباءُ بالمدّ، وهما من الرَّغْبة، كالنُّعْمى والنَّعْماءِ من النِّعْمةِ. أَبو زيد: يقال للبَخِـيل يُعْطِـي من غيرِ طَبْعِ جُودٍ، ولا سَجِـيَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خير من رُغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ لك، وأَحْرى أَنْ يُعْطِـيَكَ عليه من حُبّه لك. قال ومثَلُ العامَّة في هذا: فَرَقٌ خيرٌ من حُبٍّ. قال أَبو الهيثم: يقول لأَنْ تُرْهَبَ، خيرٌ من أَن يُرْغَبَ فيكَ. قال: وفعلتُ ذلك رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك. قال ويقال: الرُّغْبَى إِلى اللّه تعالى والعملُ أَي الرَّغْبة؛ وأَصَبْتُ منك الرُّغْبَـى أَي الرَّغْبة الكَثيرة.
وفي حديث ابن عمر: لا تَدَعْ رَكْعَتَيِ الفجر، فإِنَّ فيهما الرَّغائِبَ؛ قال الكلابي: الرَّغائِبُ ما يُرْغَبُ فيه من الثوابِ العظيمِ، يقال: رَغيبة ورَغائِب؛ وقال غيره: هي ما يَرْغَبُ فيه ذو رَغَبِ النفسِ، ورَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكثير؛ ومن ذلك صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغيبةٌ؛ والرَّغيبةُ: الأَمرُ الـمَرْغوبُ فيه.
ورَغِبَ عن الشيءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، وزَهِدَ فيه ولم يُرِدْهُ.
ورَغِبَ بنفسه عنه: رأَى لنفسِه عليه فضلاً.
وفي الحديث: إِني لأَرْغَبُ بك عن الأَذانِ. يقال: رَغِـبْتُ بفلانٍ عن هذا الأَمرِ إِذا كَرِهْتَه له، وزَهِدتَ له فيه.والرُّغْبُ، بالضم: كثرة الأَكلِ، وشدة النَّهْمة والشَّرَهِ.
وفي الحديث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ؛ ومعناه الشَّرَه والنَّهْمة، والـحِرْصُ على الدنيا، والتَّبَقُّرُ فيها؛ وقيل: سَعَة الأَمَل وطَلَبُ الكثير.
وقد رَغُبَ، بالضم، رُغْباً ورُغُباً، فهو رغيب. التهذيب: ورُغْبُ البطنِ كثرةُ الأَكلِ؛ وفي حديث مازنٍ: وكنت امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً أَي بسَعَةِ البطنِ، وكثرةِ الأَكلِ؛ ورُوِي بالزاي، يعني الجماع؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر.
والرَّغابُ، بالفتح: الأَرضُ اللَّـيِّنة.
وأَرضٌ رَغابٌ ورُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثيرَ، ولا تَسيلُ إِلاّ من مَطَرٍ كثير؛ وقيل: هي اللينة الواسعة، الدَّمِثةُ.
وقد رَغُبَتْ رُغْباً.
والرَّغيب: الواسع الجوفِ.
ورجلٌ رَغيبُ الجَوْفِ إِذا كان أَكُولاً.
وقد رَغُبَ يَرْغُب رَغابةً: يقال: حَوْضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ.
وقال أَبو حنيفة: وادٍ رَغيبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كثير الأَخذِ للماءِ، ووادٍ زَهيدٌ: قليلُ الأَخْذِ.
وقد رَغُبَ رُغْباً ورُغُباً: وكلُّ ما اتَّسَع فقد رَغُبَ رُغْباً.
ووادٍ رُغُبٌ: واسعٌ.
وطريق رَغِبٌ: كذلك، والجمع رُغُبٌ؛ قال الحطيئة: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جَعَلَتْ * أَيْدي الـمَطِـيِّ به عاديَّـةً رُغُبا ويُروى رُكُبا، جمع رَكُوبٍ، وهي الطريقُ التي بها آثارٌ.
وتراغَبَ المكانُ إِذا اتَّسَع، فهو مُتَراغبٌ.
وحِمْلٌ رَغِـيبٌ ومُرْتَغِبٌ: ثقِـيلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جُؤَيَّة: تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لِحَمْلٍ، * على ما كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِـيلُ وفَرَسٌ رَغِـيبُ الشَّحْوة: كَثيرُ الأَخذِ من الأَرضِ بِقَوائِمِه، والجمعُ رِغَابٌ.
وإِبِلٌ رِغابٌ: كَثِـيرَةٌ؛ قال لبيد: ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنـَّها * اشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَجادِلُ وفي الحديث: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ؛ قال ابن الأَثير: هي الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِـيبِ، وهو الواسِعُ. جَوْفٌ رَغيبٌ: وواد رَغيبٌ.
وفي حديث حُذَيْفة: ظَعَنَ بهم أَبو بكر ظَعْنَـةً رَغيبةً، ثم ظَعَنَ بهم عمر كذلك أَي ظَعْنَـةً واسعةً كثيرةً؛ قال الحربي: هو إِن شاء اللّه تَسْيِـير أَبي بكر الناسَ إِلى الشام، وفتحه إِيَّاها بهم، وتَسْيِـيرُ عمر إِيَّاهم إِلى العراق، وفتْحُها بهم.
وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلى الدِّينِ: قَلْبٌ نَخِـيبٌ، وبَطْنٌ رَغِـيبٌ.
وفي حديث الحجاج لـمَّا أَراد قَتْلَ سعيدِ بن جبير: ائتُوني بسيفٍ رَغِـيبٍ أَي واسِعِ الحدَّينِ، يأْخُذُ في ضَرْبَتِه كثيراً من الـمَضْرِب.
ورجلٌ مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غَنيٌّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَوامِهِ * سَوامُ أَخٍ، داني القَرابةِ، مُرْغِبِ شمر: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَي مُوسِرٌ، له مالٌ كثيرٌ رَغِـيبٌ.
والرُّغْبانةُ من النَّعْل: العُقْدَة التي تحتَ الشِّسْع.
وراغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبانُ: أَسْماء.
ورَغباء: بِئرٌ معروفة؛ قال كثَيّر عزة: إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، في يومِ وِرْدِها، * قَلُوصِـي، دَعَا إِعْطاشَه وتَبَلَّدَا والـمِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة.
ومَرْغابِـينُ: موضعٌ، وفي التهذيب: اسم لنَهْرٍ بالبَصْرة.

وطأ (العباب الزاخر) [0]


وَطئْتُ الشيءَ برِجلي وَطْأً. ووَطِيءَ الرجلُ امرأتَه يَطَأُ فيهما، سَقَطَتِ الواوُ من "يَطَأُ" سَقوطَها من "يَسَعُ" لِتَعَدِّيهما، لأنَّ فِعلَ يفعلُ ممّا اعتَلَّ فاؤُه لا يكونُ إلاّ لازِماً، فلمّا جاءا من بينِ أخَتِهما مُتَعدِّييْن خُولِفَ بهما نَظائرُهُما. والوَطَأَةُ -بالتحريك- والواطئةُ: السّابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لِوَطْئِهم الطَّريقَ، وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم-: احتاطوا لأهلِ الأموال في النّائبَةِ والواطِئَةِ وما يجبُ في الثَّمَرِ من حَقٍّ. والوَطْأَةُ: مَوْضِعُ القَدَمِ، وهي -أيضاً-: كالضَّغْطَة، وفي دُعاء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على قُرَيش: اللهمَّ أنجِ الوَليدَ بن الوليد وسَلَمَةَ بن هِشامٍ وعَيّاشَ بن أبي ربيعةَ والمُستَضعَفينَ بمكَّةَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعَلها عليهم سِنينَ كَسِني . . . أكمل المادة يُوسُف.
وفي حديثه الآخَر: انَّه -صلى الله عليه وسلَّم- خَرَجَ ذاتَ يومٍ وهو مُحتَضِنٌ أحَدَ ابنَيْ ابنَتِه وهو يقولُ: والله إنَّكم لَتُجَبِّنونَ وتُبَخِّلونَ وتُجَهِّلونَ وإنّكم لَمِن رَيْحانِ الله، وانَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بِوَجٍّ: أي آخِرَ أخْذَةٍ ووَقْعَةٍ.
والمَوْطَأُ -بفتح الطاء-: موضع وَطْءِ القدم، وقال الليث: هو المَوطِيءُ؛ قال: وكل شيءٍ يكون الفِعلُ منه على فَعِلَ يَفعَلُ مثل سَمِعَ يَسمَعُ فانَّ المَفعَلَ منه مَفتوح العين الاّ ما كان من بناتِ الواو على بِناء وَطِيءَ يَطَأُ، ومنه حديثُ طَهْفَةَ ابن ابي زُهَيرٍ النَّهدِي رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَت وُفودُ العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم-: قام إليه طَهْطَفَةُ بن أبى زُهَير النَّهديُّ رضي الله عنه- فقال: أتَيناكَ يا رسولَ الله من غَوْرَيْ تهامَةَ بأكْوارِ المَيس تَرتَمي بنا العِيسُ نَستَحْلِبُ الصَّبيرَ ونَسْتَخْلِبُ الخَبير ونَستعضِدُ البَريرَ ونَستَخيلُ الرِّهامَ ونَستَحيلُ أو نَستَجيلُ- الجَهامَ من ارضٍ غائلَةِ النِّطاءِ غلَيظةِ المَوْطَأ قد نَشِفَ المُدْهُنُ ويَبِسَ الجِعْثِن وسَقط الأُمْلوجُ ومات العُسلوجُ وهَلَكَ الهَديُّ ومات الوَدِيُّ، بَرِئْنا يا رسول الله من الوَثَنِ والعَنَنِ وما يُحدِثُ الزَّمَنُ؛ لنا دعوة السَّلام وشريعةُ الاسلام ما طَمَا البحرُ وقام تِعارُ، ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ إغْفالٌ ما تَبِضٌ بِبِلالٍ ووَقيرٌ كَثيرُ الرَّسَلِ قليلُ الرِّسلِ أصابَتْها سُنَيَّةٌ حمراءُ مُؤزِلَةٌ ليس لها عَلَلٌ ولا نَهَلٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ بارِك لهم في مَحْضِها ومَخضِها ومَذْقِها وابعَث راعيَها في الدَّثرِ بِيانِع الثَّمَر وافجُر له الثَّمَدَ وبارك له في المال والوَلَد، مَن أقامَ الصلاةَ كان مُسلِماً ومَن آتى الزكاةَ كان مُحسِناً ومَن شَهِدَ أنْ لا اِلهَ إلاّ الله كان مُخلِصاً، لكم يا بَني نَهْدٍ ودائعُ الشِّرْكِ ووَضائهُ المِلكِ لا تُلَطِطْ في الزَّكاة ولا تُلحِد في الحياة ولا تَتَثاقَل عن الصلاة، وكَتَبَ مَعَه كِتاباً الى بَني نَهْدٍ: بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم: من مُحمَّدٍ رسولِِ الله إلى بني نَهْدِ بن زيدٍ، السَّلامُ على من آمَنَ باللهِ ورَسولِهِ، لكم يا بين نَهْدٍ في الوَظيفةِ الفَريضَةُ ولكم العارِضُ والفَريشُ وذو العِنانِ الرَّكوبُ والفَلُوُّ الضَّبيسُ لا يُمنَعُ سَرحُكُم ولا يُعضَدُ طَلحُكُم ولا يُحبَسُ دَرُّكُم ما لم تُضمِروا الاِماقَ وتأكُلُوا الرِّباقَ، من أقَرَّ بما في هذا الكِتاب فَلَهُ من رَسولِ الله الوَفاءُ بالعَهدِ والذِّمَّةُ ومن أبى فعليه الرِّبوَةُ. ووَطُؤَ الموضِعُ يَوْطُؤُ وَطاءَةً: أي صار وَطيئاً، وكذلك الطِّئَةُ والطَّأَةُ مثالُ الطِّعَةِ والطَّعَةِ في المصدر، فالهاء عِوَضٌ من الواو؛ كما قال الكُمَيتُ:
أغْشى المَكارِهَ أحياناً ويَحمِلُنـي      منه على طَأَةٍ والدَّهرُ ذو نُوَبِ

أي: على حالٍ لَيِّنَةٍ، ويُروى: "على طِئَةٍ". والوَطيئَةُ -على فَعيلَةٍ-: الغِرارَةُ، وقال بعضُ بَني عُذرَةَ: أتَينا النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- بتَبُوكَ فأخرَجَ إلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطيئَةِ. والوَطيئَةُ -أيضاً-: ضَرْبٌ من الطَّعام. وقوله تعالى: (لم تَعلَمُوهُم أن تَطَأُوهُم) أي تَناوَلوهُم بمكرُوهٍ. وبنو فلانٍ يَطَؤُهُم الطَّريقُ: أي ينزِلونَ قريباً منه، والمعنى: يَطَؤُهُم أهلُ الطَّريق. والواطِئَةُ: سُقاطَةُ التمر؛ لأنَّها تُوطَأُ، فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعولَة. وأوْطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه، يُقال: منأوْطَأَكَ عَشْوَةً.
وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلّم-: أَنَّ رِعاءَ الاِبِلِ ورِعاءَ الغنم تَفاخَروا عندَه فأوْطَأَهُم رِعاءُ الإبل غَلَبَةً؛ فقالوا: وما أنتم يا رِعاءَ النَّقَدِ هل تَخُبُّونَ أو تَصيدونَ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: بُعِثَ موسى وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثَ داوودُ وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثْتُ وانا راعي غَنَمِ أهلي بأجيادَ. فَغَلَّبَهم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-. فَأَوْطَأُونَ قَهراً وغَلَبَةً عليهم. والاِيطاءُ في الشِّعر: اِعادةُ القافيَة. وائْتَطَأَ الشيءُ -على افْتَعَلَ-: أي استَقامَ وبَلَغَ نِهايَتَه. وبنو قَيسٍ يقولون: لم يَأْتَطِيءْ السِّعرُ بعدُ: أي لم يَستَقِم.
ولم يَأْتَطِيءْ الجِدتدُ بَعدُ: أي لم يَحِنْ، يُقال: وَطَّأْتُه فاتَّطَأَ: أي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ، وفي الحديث: أَنَّ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- صلى برسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- العِشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ وائتَطَأَ العِشاءُ. ووَطَّأْتُ الشيءَ تَوْطِئَةً: جَعَلْتُه وطِيئاً، ولا تَقُل: وَطَّيْتُ. ورَجلٌ مُوَطَّأُ الأكْناف: إذا كان سَهلاً دَمِثاً كَريماً يَنزِلُ به الأضيافُ، ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم-: ألاَ أُخْبِرُكُم بأَحبِّكُم إلَيَّ وأقرَبِكُم مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامة: أحاسِنُكُم أخْلاقاً الموطِئونَ أكْنافاً الذين يَأْلَفُونَ ويُؤلَفونَ.
وقال المُبَرِّد: المُوَطَّأُ الأكْنافِ: الذي يَتمكن في ناحيته صاحِبُها غيرَ مُؤْذىً ولا نابٍ به مَوْضِعُه. ورَجُلٌ مَوَطَّأُ العَقِبِ: أي سلطانٌ يُتَّبَعُ وتُوْطَأُ عَقِبُه، ومنه حديث عَمّار ابن ياسِر -رضي الله عنهما- حين وشَى به رَجُلٌ إلى عُمَر -رضي الله عنه- فقال عَمّارُ: اللهُمَّ إِنْ كان كَذَبَ عَلَيَّ فاجعَلْهُ مُوَطَّأَ العَقِبِ. كأنَّهُ دعا عليه بأنْ يكونَ رَأساً أو ذا مالٍ فيتّبِعُه الناس. أبو زيد: واَطأْتُه على الأمرِ: إذا وافَقْتَه، وفلانٌ يُواطِيءُ اسمُه اسمي، وقال الأخْفَشُ في قول الله تعالى: (لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ الله): أي لِيُوافِقُوا ويُماثِلوا. وقوله تعالى: (هي أشَدُّ وطَاءً) بالمَدِّ، وهي قراءةُ غيرِ أبي عمرو وابن عامِر: أي مُواطَأَةً وهي المُواتَاة: أي مُواتَاةُ السَّمْع والبَصَر ايّاه، وذلك أَنَّ اللِّسانَ يُواطيءُ العملَ والسَّمْعَ يُواطِيءُ فيها القلبَ، وقَرَأَ أبو عمرو وابنُ عامر: (أشَدُّ وطْأً) بسُكون الطاء: أي قياماً أي هي أبلَغُ في القيام وأوْطَأُ للقائم، وقيل: أبْلَغُ في الثَّواب، ويجوزُ أنْ يكونَ معناه: أغْلَظُ على الإنسان من القِيام بالنَّهار؛ لأنَّ الليلَ جُعِلَ سَكَناً. والمُواطَأَةُ في الشِّعْر: مثلُ الإيطاء. وتَوَطَّأْتُه بقَدَمي: مثلُ وَطِئْتُه. وتَواطَأُوا عليه: أي تَوافَقُوا. والتركيبُ يدلُّ على تَمْهيد شيءٍ وتَسهِيله.

خبط (العباب الزاخر) [0]


البعير الأرض بيده يخبطها خبطاً: ضربها ومنه قليل: خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف؛ تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئاً: قال زهير بن أبي سلمى:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب      تمته ومن تخطى يعمر فـيهـرم

وفي حديث علي -رضى الله عنه-: خباط عشوات، أي يخبط في ظلمات.
وخابط العشوة: نحو واطئ العشوة وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل؛ وربما تردى في بئر أو سقط على السبع. ويقال: هو يخبط في عمياء: إذا ركب أمراً فهاله. وفي حديث سعد -رضى الله عنه-: لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بأمين "22-أ"، نهى أن تقدم الرجل عند القيام من . . . أكمل المادة السجود. وفي حديث مكحول: انه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لقد عوفيت، لقد دفع عنك، إنها ساعة مخرجهم؛ وفيها ينتشرون؛ وفيها تكون الخبتة. قال شمر: كان مكحول في لسانه لكنه، وإنما أراد: الخبطة. وخبط الرجل: إذا طرح نفسه حيث كان لينام، قال:
بشدخن بالليل الشجاع الخابطا     

وخبطت الشجرة خبطاً: إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها، ومنه الحديث: أن تعضد أو تخبط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ع ض د. والمخبط: العصا التي يخبط بها الورق، ومنه الحديث: أن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حبلى فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت، فحكم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه بغرة.
وقال كثير:
إذا ما رآني بارِزاً حـالَ دونـهـا      بمخبطه يا حسن من أنت ضارب

وقال آخر:
لم تدر ما سا للحمـير ولـم      تضرب بكف مخابط السلم

وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يضر الغبط؟ فقال: لا؛ إلا كما يضر العضاة الخبط.
والمعنى: أن أضرار الغبط لا يبلغ ضرار الحسد، لأنه ليس فيه ما في الحسد من تمني زوال النعمة عن المحسود.
ومثل ما يلحق عمل الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بما يلحق العضاة من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها. وخَبَطْتُ الرَّجُلَ: إذا انعمت عليه من غير معرفةٍ، قال عَلْقَمَةُ بن عبيدة يمدح الحارث بن أبي شمر ويستعطفه لأخيه شأسٍ:
وفي كلَّ حَيَّ قد خَبَطْتَ بِنعْمَةٍ      فَحُقَّ لِشَأسٍ من نَدارك ذَنُوْبُ

فقال الحارث: نضعَمْ وأذْنِنَبة، وكان أسَر شَأسَ بن عبيدة يوم عَيْنِ أُباغَ، فأطلق شأساً وسبعين أسيراً من بني تميم. وخَبَطَه أيضاً: سَأله، وهو مستعار من خبط الورق، قال زهير بن أبى سلمى يمدح هَرمَ بن سِنَانٍ:
وليس مانِعٍ ذي قُربى ولا رَحِـمٍ      يموماً ولا مُعْدِماً من خابطٍ وَرَقا

وقولهم: ما أدري أي خابِطِ لَيلٍ هو؟: أي الناس هو. وقال ابن شُميل: الخَبْطَةُ: الزكام، وقد خُبِطَ الرجل على ما لم يُسَمَّ فاعله-، وقال الليثي: الخَبْطَةُ كالزُّكمِة تصيب في قُبل الشتاء. وقال ابن الأعرابي: الخَبْطَةُ والخِبْطَةُ: بقية الماء في الغدير والحوض والاناء. وقال أبو زيد: الخِبْطَةُ -بالكسر- القليل من اللَّبَن. قال: والخِبْطُ من الماء: الرَّفَضُ، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإناء. قال: وفي القِرْبَةِ خِبطَةٌ من ماءٍ، وهي مثل الجزْعَةِ ونحوها، ولم يعرف له فعلاً. ويقال أيضاً: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ من اللَّيلِ: أي بعد صدرٍ منه. والخِبْطَةٌ أيضاً: القطعة من البيوت والناس، والجمع:خِبَطٌ وخَبَطَ بعيره خَبْطاً: وسمه بالخبَاط -بالكسر- والخِبَاطُ: سمة في الفخذ طويلة عرضاً؛ وهي لبني سعد، قال المنتخل الهذلي:
مَعَابِلَ غير أرصافٍ ولكـن      كُسِيْنَ ظُهَارَ أسْوَدَ كالخِبَاطِ

غير أرصاف: أي ليست بمشدودة بعقب وقال الليث: الخَبِطُ من الخيل والخبوطُ: الذي يَخْبِطُ بيديه أي يضرب بيديه. وقال ابن بُزُرجَ: يقال: عليه خَبْطَةٌ جميلة أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته وقال الليث:: الخَبِيْطُ: حوض قد خَبَطَته الإبلُ حتى هدمته، ويقال: إنما سمي خَبِيْطاً لأنه خُبِطَ طينه بالأرجل عند بنائه، وأنشد:
ونُؤي كأعْضَادِ      الخَبِيْطِ المُهَدمِ

وقال أبو مالك: هو الحَوْضُ الصغير. قال: والخَبيْطُ: لبن رائب أو مَخِيضٌ يصب عليه حليب من لبن ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد:
أو فَيْضَـهُ مـن حـازرٍ خَـبِـيطِ      والخَبِيْطُ من الماء: مثل الصُلْصُلةِ.

وقال ابن عباد: الخُبَّاطُ من السمك: أولاد الكَنْعَدِ الصغار. والخَبَطُ -بالتحريك-: موضع بأرض جهينة بالقَبِليَّةِ على خمسة أيام من المدينة -على ساكنيها السلام- بناحية الساحل.
والخَبَطُ -بالتحريك-: الورق المْخُبْوطُ، فعل بمعنى مفعول، كالهدم والنفض، وقال الدينوري: الخَبَطُ وَرَقُ الشجر ينفض بالمخَابِطِ، ثم يجفف ويطحن ويكون علفاً للإبل يخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء ثم توجره الإبل، وسمي خَبَطاً لأنه يخبط بالعصا حتى ينتثر. وسرية الخَبَطِ: من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أميرها أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- إلى حيَّ من جهينة بالقلّبَليَّة مما يلي ساحل البحر.
وبينها وبين المدينة خمس ليالٍ. فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخَبَطَ. فسموا جَيْسَ لخَبَط وسرية الخَبَطِ. وقال ابن عبادٍ: المخْبِطُ: المُطرِقُ. وقوله تعالى: (لا يقُوموُنَ إلا كما يقوم الذي يَتَخِبَّطُه الشيطان من المَسَّ) أي كما يقوم المجنون في حال جنونه إذا صُرع فسقط، وكل من ضربه البعير بيده فَصرَعه فقد خَبَطَه وتَخَبَّطَه، وقيل: يَتَخَبَّطُه أي يفسده. واخْتَبَطَني فلان: إذا جاءك يطلب معروفك من غير آصرةٍ، قال ابن فارس: الأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يَخْتَبِطَ الأرض؛ ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالباً جدوى: مُخْتَبِطُ، قال:
ومُخْتَبِطٍلم يَلقْ من دُوننا كُـفَـىَ      وذات رَضيْعٍ لم يُنِمها رضيعها

الكُفى: جمع كُفْيَةٍ وهي القُوتُ. وقال لبيد -رضي الله عنه-:
لِيَبك على النُّعْمان شَرب وقَيْيَنةٌ      ومُخْتَبطات كالسَّعَالي أرامِلُ

ويقال: اخْتَبَطَ البعيرُ: أي خَبَطَ، قال جَسّاسُ ابن قُطيبٍ يصف فحلاً"
خَوّى قَليلاً غَيْر ما اخْتباطِ      على مَثَاني عُسُبٍ سِبَاطِ

والتركيب يدل على وَطءٍ وضَربٍ.

نصح (لسان العرب) [0]


نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ.
والناصحُ: الخالص من العسل وغيره.
وكل شيءٍ خَلَصَ، فقد نَصَحَ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه: فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ، من ماءِ أَلْهابٍ، بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو: الناصح الناصع في بيت ساعدة، قال: وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء.
والنُّصْح: نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً، وهو باللام أَفصح؛ قال الله تعالى: وأَنْصَحُ لكم.ويقال: نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ، والاسم النصيحة.
والنصيحُ: الناصح، وقوم نُصَحاء؛ وقال النابغة الذبياني: نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي، . . . أكمل المادة ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي ويقال: انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه؛ ومنه قوله: أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ، ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه: تَعْتَدُّه غاشّاً لك.
وتَنْتَصِحُه: تَعْتَدُّه ناصحاً لك. قال الجوهري: وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة. يقال: انْتَصِحْني إِنني لك ناصح؛ وأَنشده ابن بري: تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ، وما أَنا، إِن خَبَّرْتُها، بأَمِينِ قال ابن بري: هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح، كما تقول رددته فارْتَدَّ، وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ، ومَدَدْتُه فامْتَدَّ، فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً، فهو متعدّ إِلى مفعول، فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح، يعني اتخذني ناصحاً لك؛ ومنه قولهم: لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أَن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً، فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح.
والنُّصْحُ: مصدر نَصَحْتُه.
والانتصاحُ: مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً، ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة، فقد صار للانتصاح معنيان.
وفي الحديث: إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم؛ قال ابن الأَثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها.
وأَصل النُّصْحِ: الخلوص.
ومعنى النصيحة لله: صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته.
والنصيحة لكتاب الله: هو التصديق به والعمل بما فيه.
ونصيحة رسوله: التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه.
ونصيحة الأَئمة: أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا.
ونصيحة عامّة المسلمين: إِرشادهم إِلى المصالح؛ وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا، فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق.
وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء.
واسْتَنْصَحه: عَدَّه نصيحاً.
ورجل ناصحُ الجَيْب: نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه، كقولهم طاهر الثوب، وكله على المثل؛ قال النابغة: أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ، بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ.
والتَّنَصُّح: كثرة النُّصْحِ؛ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ: إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة.والتوبة النَّصُوح: الخالصة، وقيل: هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه؛ قال الله عز وجل: توبةً نَصُوحاً؛ قال الفراء: قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً، بفتح النون، وذكر عن عاصم نُصُوحاً، بضم النون؛ وقال الفراء: كأَنّ الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود، والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة؛ والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً، وفي حديث أُبيّ: سأَلت النبي، صلى الله عليه وسلم، عن التوبة النصوح فقال: هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ؛ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى، فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها، وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة.
وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال: لا أَعرفه؛ قال الفراء وقال المفضَّل: بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً؛ وقال أَبو إِسحق: توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح، ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً.
وقال أَبو زيد: نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه؛ ومنه التوبة النصوح، وهي الصادقة.
والنِّصاحُ: السِّلكُ يُخاط به.
وقال الليث: النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها، وتصغيرها نُصَيِّحة.
وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط.
ويقال للإِبرة: المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ، فهي الشعيرة.
والنُّصْحُ: مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه. قال الجوهري: ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله، صلى الله عليه وسلم: من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ.
ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه: خاطه.
ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ: خائط.
والنِّصاحُ: الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً، والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ، الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد، والأَلف فيه غير الأَلف، والهاء لتأْنيث الجمع.
والمِنْصَحة: المِخْيَطة.
والمِنْصَحُ: المِخْيَطُ.
وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة، كما يقال: إِن فيه مُتَرَقَّعاً؛ قال ابن مقبل: ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه، غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو: المُتَنَصَّحُ المَخيطُ، وأَنشد بيت ابن مقبل.
وأَرض مَنْصوحة: متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ، حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض، كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض. قال النضر: نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ؛ وقال غيره: نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد؛ وقال أَبو زيد: الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً.
ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى؛ وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً: صَدَقَتْه.
وأَنْصَحْتُها أَنا: أَرويتها؛ قال: هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ويروى: حتى تَنْضَحِي، بالضاد المعجمة، وليس بالعالي. البَلاطُ: القاعُ.
وأَنْصَح الإِبلَ: أَرْواها.
والنِّصاحاتُ: الجلودُ؛ قبال الأَعشى يصف شَرْباً: فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهري: أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم؛ وقال ابن سيده: الرُّبَحُ من أَولاد الغنم، وقيل: هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ؛ وقال المُؤَرِّج: النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها: يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها، والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل، ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه، ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال؛ قال وهو قول الأَعشى: مثلما مدّت نصاحات الربح قال: والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح.
وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ: رجل من القرّاء.
والنَّصْحاء ومَنْصَح: موضعان؛ قال ساعدة بن جؤية (* قوله «قال ساعدة بن جؤية لهن إلخ» قبله: ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي، بالصاد المهملة والغين المعجمة: موضع، كما أنشده ياقوت في مادته.): لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ، كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ