المصادر:  


تمور (المعجم الوسيط) [50]


 الشَّيْء تحرّك واضطرب وَالرجل جَاءَ وَذهب مترددا والوبر وَنَحْوه عَن الدَّابَّة سقط 

مور (الصّحّاح في اللغة) [50]


 مارَ الشيء يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ، أي تحرَّك وجاء وذهب، كما تَكَفَّأُ النخلةُ العَيْدانة. مثله.
وقوله تعالى: "يومَ تَمورُ السماء مَوْراً". قال الضحاك: تموج موجاً.
وقال أبو عبيدة: تَكَفَّأُ.
والأخفش مثله.
وأنشد للأعشى:
مَوْرُ السحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ      كأنَّ مِشْيَتَها من بيت جارتِـهـا

ويقال: مارَ الدمُ على وجه الأرض.
وأَمارَهُ غيره.
والمائِراتُ: الدماءُ.
والمَوْرُ: الطريقُ.
والمَوْرُ: الموجُ.
وناقةٌ مَوَّارَةُ اليدِ، أي سريعةٌ.
والبعير يَمورُ عَضُداهُ، إذا تَرَدَّدا في عُرض جَنْبه. قال الشاعر:
      على ظهرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ

وقولهم: لا أدري أَغارَ أم مارَ? أي أتى غَوْراً، أم دار فرجع إلى نجد.
والمُورُ بالضم: الغُبارُ بالريح.
والمُوارَةُ: نَسيلُ الحمار.
وقد تَمَوَّرَ عليه نَسيلُهُ، أي سقط.
وانْمارَتْ عقيقةُ الحمار، أي سقطت . . . أكمل المادة عنه أيامَ الربيع.
والقطاة المارِيَّةُ: الملساءُ.

مور (مقاييس اللغة) [50]



الميم والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تردّد.
ومار الدّمُ على وَجْهِ الأرض يمور: انصبَّ وتردّد، وأمَرْتُ دَمَه فمار.
وفي الحديث: "أمِرِ الدّمَ بما شئت" ويروى "أمْرِ الدّمَ" من مَرَى يَمْرِي، وسيأتي.
والمُورُ: ترابٌ تمور به الرِّيح.
والنّاقة تمُور في سَيرِها، وهي مَوَّارة: سريعة. قال طرفة:
صُهَابيَّةِ العُثْنُونِ مُوجَدَةِ القَرَى      بَعيدةِ وخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارةِ اليدِ

وفَرسٌ مَوّارةُ الظَّهر.
ويقولون: "لا أدري أغَارَ أمْ مار"، أي لا أدري أتى غوراً أم دَارَ فرجَع إلى نجد.
وانْمارت عقيقةُ الحِمار: سقطت عنه أيّام الربيع، وكلُّ قطعةٍ منها مُوَارة. قال:وسمِّيت بها لأنها إذا سقطت مارت.
والمَوْر: الطريق، لأنّ الناس يمورون فيه، أي يتردَّدون.
والمَوْر: الموج.
وقولهم: "فلانٌ لا يَدْرِي . . . أكمل المادة ما سائرٌ من مائر" فالمائر: السَّيْف القاطع الذي يَمُور في الضَّريبة، والسائر: الشِّعر المرويّ.

مور (لسان العرب) [50]


مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم: تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ مثله.
والمَوْرُ: الطريق؛ ومنه قول طرفة: تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ تُبارِي: تُعارِض.
والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ.
والناجِياتُ: السريعاتُ.
والوظيفُ: عظم الساق.
والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ.
وفي المحكم: المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي.
والمور: المَوْجُ.
والمَوْرُ: السرْعة؛ وأَنشد: ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ اليد، وفي المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة: خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ (* في معلقة عنترة: زيّافةٌ، ووخدُ خفٍّ، في مكان موّارة وذات خفّ.) وكذلك الفرس. التهذيب: المُورُ جمع ناقة . . . أكمل المادة مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كانت نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها.
والبعير يَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر: على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ ومارَ: جَرى.
ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد. قال أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير الجبال سيراً؛ قال في الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة: تَكَفَّأُ، والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى: كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ (* في قصيدة الأعشى: مَرُّ السحابة.) الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل ما يَفْعل؛ وأَنشد: يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ أَي تُبارِيه.
والمُماراةُ: المُعارَضةُ.
ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي.
وقولهم: لا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد.
وسَهْم مائِرٌ: خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛ قال أَبو عامر الكلابي: لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الذي كان عادِياً على الناسِ، أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ ومَشْيٌ مَوْرٌ: لَيِّنٌ.
والمَوْرُ: ترابٌ.
والمَور: أَنْ تَمُورَ به الرِّيحُ.
والمُورُ، بالضم: الغُبارُ بالريح.
والمُورُ: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ، وقيل: التراب تُثيرُه الريحُ، وقد مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ، وريحٌ موَّارة، وأَرياحٌ مُورٌ؛ والعرب تقول: ما أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسره فقال: غار أَتى الغَوْرَ، ومارَ أَتى نَجْداً.
وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْساءُ.
وامرأَةٌ مارِيَّةٌ: بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ اليَدَ تَمُورُ عليها أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ، وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولة من المَرْيِ، وهو مذكور في موضعه.
والمَوْرُ: الدَّوَرانُ.
والمَوْرُ: مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا نَتَفْتَهُ وهي المُوَارَةُ والمُراطَةُ: ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار: نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ.
والمُوارَةُ: نَسِيلُ الحِمارِ، وقد تَمَوَّرَ عنه نَسِيلُه أَي سقط.
وانمارَتْ عقِيقةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَيامَ الربيعِ.
والمُورَة والمُوارَةُ: ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجحش وصُوفِ الشاةِ، حيَّةً كانت أَو مَيِّتَةً؛ قال: أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ، ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا قال: وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيءُ يفنى فيبقى منه الشيء. قال الأَصمعي: وقع عن الحمار مُوارَتُه وهو ما وقع من نُسالهِ.
ومارَ الدمْعُ والدمُ: سال.
وفي الحديث عن ابن هُرْمُز عن أَبي هريرة عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ كمثلِ رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إِلى أَيديهما، فأَما المُنْفِقُ فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَتْ حتى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ أَثَرَه، وأَما البخيل فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فهو يريد أَن يُوسِّعَها ولا تَتَّسِع؛ قال أَبو منصور: قوله مارت أَي سالت وتردّدت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته؛ وابن هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج.
وفي حديث ابن الزبير: يُطْلَقُ عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد أَي تتردّد وتضطرب لكثرتها.
وفي حديث عِكْرِمة: لما نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَ في رأْسِهِ فَعَطَسَ أَي دار وتَردّد.
وفي حديث قُسٍّ: ونجوم تَمُورُ أَي تَذهَبُ وتجيء، وفي حديثه أَيضاً: فتركت المَوْرَ وأَخذت في الجبل؛ المَوْرُ، بالفتح: الطريق، سمي بالمصدر لأَنه يُجاء فيه ويُذهب، والطعنة تَمُورُ إِذا مالت يميناً وشمالاً، والدِّماءُ تَمورُ على وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ فتردّدت.
وفي حديث عديِّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: أَمِرِ الدمَ بما شئت، قال شمر: من وراه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه وأَجْرِه؛ يقال: مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وسال، وأَمَرْتُه أَنا؛ وأَنشد: سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْدا ةٌ أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ ورواه أَبو عبيد: امْرِ الدمَ بما شئت أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه، من مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ. الجوهري: مار الدمُ على وجه الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه؛ قال جرير بن الخَطَفى: نَدَسْنا أَبامَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا، ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ أَبو مَنْدُوسَة: هو مُرَّة بن سُفيان بن مُجاشع، ومجاشع قبيلة الفرزدق، وكان أَبو مندوسة قتله بنو يَرْبوع يوم الكُلابِ الأَوّل.
وجارُ بَيْبَةَ: هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمي قتله ثعلبة اليربوعي، وكان في جِوار الحرث ابن بيبة بن قُرْط بن سفيان بن مجاشع.
ومعنى نَدَسْناه: طعنَّاه.
والناقِعُ: المُرْوي.
وفي حديث سعيد بن المسبب: سئل عن بعير نحروه بعُود فقال: إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه، وإِنْ ثَرَّدَ فلا.
والمائِراتُ: الدماءُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض، بالضاد والصاد معجمة وغير معجمة، العنزي:حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ وعَوْضٌ والسَّعِيرُ: صنمان.
ومارَسَرْجِسَ: موضع وهو مذكور أَيضاً في موضعه. الجوهري: مارَسَرْجِسَ من أَسماء العجم وهما اسمان جعلا واحداً؛ قال الأَخطل: لما رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً، ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا، خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا، وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا، كأَنما كانوا غُراباً واقِعا إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الياء.
ومَوْرٌ: موضع.
وفي حديث ليلى: انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سفينةً قد جاءت من مَوْرٍ؛ قيل: هو اسم موضع سمي به لِمَوْرِ الماء فيه أَي جَرَيانهِ.

ت م ر (المصباح المنير) [50]


 التَّمْرُ: من ثمر النخل كالزبيب من العنب وهو اليابس بإجماع أهل اللغة؛ لأنه يترك على النخل بعد إرطابه حتى يجفّ أو يقارب ثم يقطع ويترك في الشمس حتى ييبس قال أبو حاتم: وربما جدّت النخلة وهي باسرة بعد ما أخلت ليخفف عنها أو لخوف السرقة، فتترك حتى تكون تمرًا الواحدة .تَمْرَةٌ في لغة ويؤنث في لغة فيقال هو "التَّمْرُ" وهي "التَّمْرُ" و "تَمَرْتُ" القوم "تَمْرًا" من باب ضرب أطعمتهم التمر ورجل "تَامِرٌ" و "لابِنٌ" ذو تمر ولبن قال ابن فارس "التَّامِرُ" الذي عنده التمر و "التَّمَّارُ" الذي يبيعه و "تَمَّرْتُهُ تَتْمِيرًا" يبسته "فَتَتَمَّرَ" هو و "أَتْمَرَ" الرطب حان له أن يصير تمرا. 

التَّمْرُ (القاموس المحيط) [50]


التَّمْرُ: م، واحِدَتُهُ: تَمْرَةٌ،
ج: تَمَراتٌ وتُمُورٌ وتُمْرانٌ.
والتَّمَّارُ: بائِعُهُ.
والتَّمْرِيُّ: مُحِبُّهُ.
والمَتْمُورُ: المُزَوَّدُ به.
وتَمَّرَ الرُّطَبُ تَتْميراً،
وأتْمَرَ: صارَ في حَدِّ التَّمْرِ،
و~ النَّخْلَةُ: حَمَلَتْهُ، أو صارَ ما عليها رُطَباً،
و~ القومَ: أطْعَمَهُمْ إيَّاهُ،
كتَمَرَهُمْ تَمْراً.
وأَتْمَروا، وهم تامِرونَ: كَثُرَ تَمْرُهُم.
والتَتْميرُ: التَّيْبيسُ، وتَقْطيعُ اللَّحمِ صِغاراً، وتَجْفيفُهُ.
والتَّأْمورُ: في أ م ر.
والتُّماريُّ، بالضم: شجرةٌ.
والتُّمَّرَةُ، كقُبَّرَةٍ،
أو ابنُ تُمَّرَةَ: طائِرٌ أصْغَرُ من العُصْفورِ.
وتَيْمَرُ: ة بالشامِ.
وتَيْمَرَى: ع به.
وتَيْمَرَةُ الكُبْرَى، والصُّغْرَى: قَرْيَتَان بأصْفَهانَ.
وتَمَرٌ، محرَّكةً: ع باليَمامَةِ.
وكزُبَيْرٍ: ة بها.
وتَمْرَةُ: ة أُخْرَى بها.
وعَقيقُ تَمْرَةَ: ع بتِهامَةَ.
وعَيْنُ التَّمْرِ: قُرْبَ الكوفَةِ.
. . . أكمل المادة وتَمْرانُ: د.
وتَيْمارٌ: جَبَلٌ.
ونَفْسٌ تَمِرَةٌ: طَيِّبَةٌ.
والتُّمْرَةُ، بالضم: عُجَيَّةٌ عندَ الفُوقِ.
واتْمَأَرَّ الرُّمْحُ اتْمِئْراراً: صَلُبَ،
و~ الذَّكَرُ: اشْتَدَّ نَعْظُه.
والمُتْمَئِرُّ: الذَّكَرُ،
و~ من الجُرْدانِ: الصُّلْبُ الشديدُ.
وما بالدَّارِ تُومُرِيٌّ، بضم التاءِ والميمِ: أحَدٌ.

تمر (الصّحّاح في اللغة) [50]


التَمْرُ: اسم جنسٍ، الواحدة منها تَمْرَةٌ، وجمعها تَمراتٌ بالتحريك.
وجمع التَمْرِ تُمورٌ وتُمْرانٌ بالضم.
ويراد به الأنواعُ، لأنَّ الجنس لا يجمع في الحقيقة.
والتامِرٌ: الذي عنده التَمْرُ، يقال رجلٌ تامِرٌ ولابِنٌ، أي ذو تَمْرٍ ولبنٍ.
وقد يكون من قولك: تَمَرْتُهُمْ فأنا تامِرٌ، أي أطْعَمْتُهُمْ التَمْرَ.
والتَمَّارُ: الذي يبيعه.
والتَمْريُّ: الذي يحبُّه.
والمُتْمِرُ: الكثيرُ التَمْرِ. يقال: أَتْمَرَ الرجلُ، إذا كَثُرَ عنده التَمْرُ. المُزَوَّدُ تَمْراً.
والتامورَةُ: الصَومَعَةُ.
وقولهم: فلانٌ أسدٌ في تامورَتِهِ، أي في عَرينه.
والتامورَةُ: غِلاف القَلْب.
والتامورَةُ: الإبريقُ. قال الأعشى يصف خمَّارةً:
مَرفوعَةٌ لشَرابِها      فإذا لها تامـورَةٌ

وما بالدار تامورٌ، أي أحدٌ، غير مهموز.
والتامورُ: الدمُ، ويقال النَفْسُ. قال أوس:
أَبْيَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ      أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سُحَيمٍ أدخلوا
. . . أكمل المادة

قال الأصمعيّ: يعني مُهجَةَ نفسِه.
وكانوا قتلوه.
وما في الرَكِيَّةِ تامورٌ، أي شيءٌ من ماءٍ.
وما بالدار تومُريٌّ بغير همز.
وبلادٌ خلاءٌ ليس بها تومُريٌّ، أي أحدٌ.
وما رأيت تومُرِيَّاً أحسنَ منها، للمرأة الجميلة، أي لم أر خَلْقاً.
وما رأيت تومُرِياً أحسنَ منه.
وتَتْميرُ اللحمِ والتَمْرِ: تجفيفهما.

تمر (لسان العرب) [50]


التَّمْرُ: حَمْلُ النخل، اسم جنس، واحدته تمرة وجمعها تمرات، بالتحريك.
والتُّمْرانُ والتُّمورُ، بالضم: جمع التَّمْرِ؛ الأَوَّل عن سيبويه، قال ابن سيده: وليس تكسير الأَسماء التي تدل على الجموع بمطرد، أَلا بمطرد، أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أَبرار في جمع بُرٍّ؟ الجوهري: جمع التَّمر تُمُورٌ وتُمْرانٌ، بالضم، فتراد به الأَنواع لأَن الجنس لا يجمع في الحقيقة.
وتَمَّرَ الرُّطَبُ وأَتْمَرَ، كلاهما: صار في حد التَّمْرِ.
وتَمَّرَتِ النخلة وأَتْمَرَت، كلاهما: حَمَلَتِ التمر.
وتَمَرَ القَوْمَ يَتْمُرُهُمْ تَمْراً وتَمَّرَهُمْ وأَتْمَرَهُمْ: أَطعمهم التمر.
وتَمَّرَني فلان: أَطعمني تَمْراً.
وأَتْمَرُوا، وهم تامِرُونَ: كَثُرَ تَمْرُهم؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن تامِراً على النسب؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيء من . . . أكمل المادة هذا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وهبت لهم قلته بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا.
ورجل تامِرٌ: ذو تمر. يقال: رجل تامر ولابن أَي ذو تمر وذو لبن، وقد يكون من قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَي أَطعمتهم التمر.
والتَّمَّار: الذي يبيع التمر.
والتَّمْرِيُّ: الذي يحبه.
والمُتْمِرُ: الكثير التَّمْرِ.
وأَتْمَرَ الرجلُ إِذا كثر عنده التمر. المُزَوَّدُ تَمْراً؛ وقوله أَنشده ثعلب: لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الذين، إِذا جاءَ الشتاءُ، فَجارُهم تَمْرُ يعني أَنهم يأْكلون مال جارهم ويَسْتَحلُونه كما تَسْتَحْلي الناسُ التمر في الشتاء؛ ويروى: لَسْنَا كَأَقْوَامٍ، إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنِينَ، فجارُهُمْ تَمْرُ والتَّتْمِيرُ: التقديد. يقال: تَمَّرْتُ القَدِيدَ، فهو مُتَمَّرٌ؛ وقال أَبو كاهل اليشكري يصف فرخة عقاب تسمى غُبَّة، وقال ابن بري يصف عُقاباً شبه راحلته بها: كأَنَّ رَحْلي على شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءِ، قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها لها أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالي، وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها أَراد الأَرانب والثعالب أَي تقدّده؛ يقول: إِنها تصيد الأَرانب والثعالب فأَبدل من الباء فيهما ياء، شبه راحلته في سرعتها بالعقاب، وهي الشغواء، سميت بذلك لاعوجاجِ منقارها.
والشَّغاء: العِوَجُ.
والظمياء: العطشى إِلى الدم.
والخوافي: قصار ريش جناحها.
والوخز: شيء ليس بالكثير.
والأَشارير: جمع إِشرارة: وهي القطعة من القديد.
والثعالي: يريد الثعالب، وكذلك الأَراني يريد الأَرانب فأَبدل من الباء فيهما ياء للضرورة.
والتَّتْمِيرُ: التَّيْبِيسُ.
والتَّتْمير: أَن يقطع اللحم صغاراً ويجفف.
وتَتْمِيرُ اللحم والتمر: تَجْفِيفُهما.
وفي حديث النخعي: كان لا يرى بالتتمير بأْساً؛ التتمير: تقطيع اللحم صغاراً كالتمر وتجفيفه وتنشيقه، أَراد لا بأْس أَن يَتَزَوَّدَهُ المُحْرِمُ، وقيل: أَراد ما قُدِّدَ من لحوم الوحوش قبل الإِحرام.
واللحمُ المُتَمَّرُ: المُقَطَّع.
والتامور والتَّامُورة جميعاً: الإِبريق؛ قال الأَعشى يصف خَمَّارة: وإِذا لَها تامُورَةٌ مرفوعةٌ لِشَرابِها ولم يهمزه، وقيل: حُقَّة يجعل فيها الخمر: وقيل: التامور والتامورة الخمر نفسها. الأَصمعي: التامور الدم والخمر والزعفران.
والتامور: وزير الملك.
والتامور: النَّفْسُ. أَبو زيد: يقال لقد علم تامورُك ذلك أَي قد علمت نفسُك ذلك.
والتامور: دم القلب، وعمَّ بعضهم به كل دم؛ وقول أَوْسِ بن حَجَرٍ: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا أَبْيَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنذِرِ قال الأَصمعي: أَي مُهْجَةَ نَفْسه، وكانوا قتلوه؛ وقال عمر بن قُنْعاسٍ المرادي، ويقال قُعاس: وتامُورٍ هَرَقْتُ، وليس خَمْراً، وحَبَّةِ غَيْرِ طاحيَةٍ طَحَيْتُ وأَورده الجوهري: وحبة غير طاحنة طحنت بالنون. قال ابن بري: صواب إِنشاده: وحبة غير طاحية طحيت، بالياء فيهما، لأَن القصيدة مردفة بياء وأَوّلها: أَلا يا بَيْتُ بالعَلْيَاءِ بَيْتُ، ولولا حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ قال ابن بري: ورأَيته بخط الجوهري في نسخته طاحنة طحنت، بالنون فيهما.
وقد غيره من رواه طحيت، بالياء، على الصواب.
ومعنى قوله: حبة غير طاحية، بالياء، حبة القلب أَي رب علقة قلب مجتمعة غير طاحية هرقتها وبسطتها بعد اجتماعها. الجوهري: والتَّامُورَةُ غِلافُ القلب. ابن سيده: والتامور غلاف القلب، والتامور حبة القلب، وتامور الرجل قلبه. يقال: حَرْفٌ في تامُورك خير من عشرة في وعائك.
وعَرَّفْتُه بِتامُوري أَي عَقْلي.
والتَّامُور: وعاء الولد.
والتَّامُور: لَعِبُ الجواري، وقيل: لعب الصبيان؛ عن ثعلب.
والتَّامُور: صَوْمَعَةُ الراهب.
وفي الصحاح: التامورة الصومعة؛ قال ربيعة ابن مَقْرومٍ الضَّبّيُّ: لَدَنا لبَهْجَتِها وحُسْنِ حَدِيثِها، ولَهَمَّ مِنْ تامُورِهِ يَتَنَزَّلُ ويقال: أَكل الذئبُ الشاةَ فما ترك منها تاموراً؛ وأَكلنا جَزَرَةً، وهي الشاة السمينة، فما تركنا منها تاموراً أَي شيئاً.
وقالوا: ما في الرَّكِيَّةِ تامُورٌ يعني الماء أَي شيء من الماء؛ حكاه الفارسي فيما يهمز وفيما لا يهمز.
والتَّامُورُ: خِيسُ الأَسد، وهو التامورة أَيضاً؛ عن ثعلب.
ويقال: احذر الأَسد في تاموره ومِحْرابِهِ وغِيلِهِ وعِرْزاله.
وسأَل عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، عمرو بن معد يكرب عن سعد فقال: أَسد في تامورته أَي في عَرِينِهِ، وهو بيت الأَسد الذي يكون فيه، وهي في الأَصل الصومعة فاستعارها للأَسد.
والتَّامُورَةُ والتامور: عَلَقَةُ القلب ودَمُه، فيجوز أَن يكون أَراد أَنه أَسَدٌ في شدّة قلبه وشجاعته.
وما في الدار تامُورٌ وتُوموُرٌ وما بها تُومُريٌّ، بغير همز، أَي ليس بها أَحد.
وقال أَبو زيد: ما بها تأْمور، مهموز، أَي ما بها أَحد.
وبلادٌ خَلاءٌ ليس بها تُومُرِيٌّ أَي أَحد.
وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسَنَ من هذه المرأَة أَي إِنسيّاً وخَلْقاً.
وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسنَ منه.
والتُّمارِيُّ: شجرة لها مُصَعٌ كَمُصَعِ العَوْسَجِ إِلاَّ أَنها أَطيب منها، وهي تشبه النَّبْعَ؛ قال: كَقِدْحِ التُّماري أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضبُهْ والتُّمَّرَةُ: طائر أَصغر من العصفور، والجمع تُمَّرٌ، وقيل: التُّمَّرُ طائر يقال له ابن تَمْرَة وذلك أَنك لا تراه أَبداً إِلا وفي فيه تَمْرَةٌ.
وتَيْمَرى: موضع؛ قال امرؤ القيس: لَدَى جانِب الأَفْلاج من جَنْبِ تَيْمَرى واتْمَأَرَّ الرمح اتْمِئْراراً، فهو مُتْمَئِرٌّ إِذا كان غليظاً مستقيماً. ابن سيده: واتّمَأَرَّ الرمح والحبل صلب، وكذلك الذكر إِذا اشتدَّ نَعْظُه. الجوهري: اتْمَأَرَّ الشيءُ طال واشتد مثل اتْمَهَلَّ واتْمَأَلَّ؛ قال زهير بن مسعود الضبي: ثَنَّى لها يَهْتِكُ أَسْحَارَها بِمْتمَئِرٍّ فيه تَخْزِيبُ

التأمور والتامور (المعجم الوسيط) [0]


 الصومعة والوعاء وعرين الْأسد ووزير الْملك وَالنَّفس وَالْقلب يُقَال اجْعَل هَذَا الْأَمر فِي تأمورك وَالدَّم وَالْخمر وَيُقَال مَا فِي الْبِئْر تأمور مَاء وَمَا فِي الدَّار تأمور أحد (ج) تآمير 

ص م غ (المصباح المنير) [0]


 الصَّمْغُ: ما يتحلب من شجر العضاه ونحوها الواحدة "صَمْغَةٌ" والجمع "صُمُوغٌ" مثل تمر وتمرة وتمور، و "أَصْمَغَتِ" الشجرة بالألف أخرجت صمغها والعربي منه "صَمْغُ" الطلح ويقال هي المسماة بأم غيلان، و "صَمَّغَ" رأسه "بِالصَّمْغِ" "تَصْمِيغًا" مثل لبده به. 

التَّمْر (المعجم الوسيط) [0]


 الْيَابِس من ثَمَر النّخل (ج) تمور وتمران إِذا أريدت الْأَنْوَاع وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ ثَمَر شجر من الفصيلة القرنية ينْبت فِي الْبِلَاد الحارة ثماره غذائية ملينة وَشَرَابه حامض نَافِع (وَهُوَ الْحمر) و (تمر الْحِنَّاء) نور الْحِنَّاء (وَهُوَ الفاغية) (مو) 

ب ث ر (المصباح المنير) [0]


 بَثَرَ: الجلد "بَثْرًا" من باب قتل خرج به خُرَّاج صغير ثم استعمل المصدر اسما وقيل في واحدته "بَثْرَةٌ" وفي الجمع "بُثُورٌ" مثل تمرة وتمر وتمور و "بَثِرَ" "بَثَرًا" من باب تعب أيضا الواحدة "بَثَرَةٌ" والجمع "بَثَرَاتٌ" مثل قصب وقصبة وقصبات و "بَثُرَ" مثل قرب لغة ثالثة و "تَبَثَّرَ" الجلد تنقَّط. 

بلعق (لسان العرب) [0]


البَلْعَقُ: ضرب من التمر، وقال أَبو حنيفة: هو من أَجودِ تمرهم؛ وأنشد: يا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا قال: وهذا مثلٌ ضربه لمن يَصْطَنِعُ معروفاً ليجتَرَّ أَكثر منه. قال الأَصمعي: أَجودُ تمر عُمان الفَرْض والبَلْعَقُ. قال ابن الأَعرابي: البَلعق الجيّد من جميع أَصناف التُّمور؛ قال ابن بري: شاهده قول الحارثي:لا يَحْسَبَنْ أَعْداؤنا حَرْبَنا كالزُّبْدِ، مأْكولاً به البَلْعَقُ

موج (لسان العرب) [0]


المَوْجُ: ما ارتفع من الماء فوق الماء، والفعل ماجَ الموجُ، والجمع أَمْواج؛ وقد ماجَ البحرُ يموجُ مَوْجاً ومَوَجاناً ومُؤُوجاً، وتَموَّج: اضطرَبَت أَمواجُه.
ومَوْجُ كلِّ شيء وموَجانُه: اضطرابُه.
والمُؤُوجُ: مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ.
ومُؤُوجُ السِّلْعَة: تَموُّرٌ بين الجلد والعظم. ابن الأَعرابي: ماجَ يَموج إِذا اضطرَب وتحَيَّر.
ورجلٌ مَؤُوجٌ: مائجٌ؛ أَنشد ثعلب: وكلُّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا والناسُ يَموجون، وماجَ الناسُ: دخل بعضُهم في بعض.
وماج أَمْرُهم: مَرِجَ.
وفرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع (* قوله «غوج موج اتباع» سبق في مادة غوج: وفرس غوج موج؛ غوج جواد، وموج اتباع.) أَي جَوَاد، وقيل: هو الطويلُ القَصَبِ، وقيل: هو الذي يَنْثَني فيَذهبُ ويجيءُ.

قسم (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَسْمُ: مصدر قَسَمْتُ الشيء فانْقَسَمَ، والموضع مَقْسِمٌ.
والقِسْمُ: الحظُّ والنصيبُ من الخير. قال يعقوب: يقال هو يَقْسِمُ أمره قَسْماً، أي يقدِّره وينظر فيه كيف يفعل.
وأقْسَمْتُ: حلفتُ، وأصله من القَسامَةِ، وهي الأيْمانُ تُقْسَمُ على الأولياء في الدم.
والقَسَمُ بالتحريك: اليمين، وكذلك المُقْسَمُ.
والمُقْسَمُ أيضاً: موضعُ القَسَمِ.
وقال زهير:
بمُقْسَمَةٍ تَمورُ بها الدماء      فتُجْمَعُ أيْمُنٌ مِنَّا ومنكـم

يعني بمكة.
والقَسِمَةُ: الوجهُ.
وقال ابن الأعرابي: هو ما بين الوجنتين والأنف، تكسر سينُها وتفتح.
وأنشد لمحرز بن مكعبرٍ الضبِّي:
وإن كان قد شَفَّ الوجوهَ لِقاءُ      كَأنَّ دنانيراً على قَسِماتِـهِـم

والقَسامُ: الحسنُ.
وفلانٌ قَسيمُ الوجهِ ومُقَسَّمُ الوجه.
وأما قول عنترة:
سبقتْ عَوارِضها إليك من الفَمِ      وكأنَّ فارَةَ تاجِرٍ بـقَـسـيمَةِ

فيقال: هو اليمين، . . . أكمل المادة ويقال: امرأةٌ حسنةُ الوجه، ويقال: موضعٌ.
ووشْيٌ مُقَسَّمٌ، أي مُحَسَّنٌ.

مَارَ (القاموس المحيط) [0]


مَارَ يَمُورُ مَوْراً: تَرَدَّدَ في عَرْضٍ، وأتَى نَجْداً،
و~ الدَّمُ: جَرَى.
وأمَارَهُ: أسالَهُ.
والمَوْرُ: المَوْجُ، والاضْطرابُ، والجَرَيانُ على وَجْهِ الأرضِ، والتَّحَرُّكُ، والطريق المَوْطوءُ المُسْتَوِي، والشيءُ اللَّيِّنُ، ونَتْفُ الصُّوفِ، وساحِلٌ لِقُرى اليَمَنِ شِمالِيَّ زَبِيدَ، وبالضم: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ، والتُّرابُ تُثيرُهُ الريحُ.
وناقَةٌ مَوَّارَةٌ: سَهْلَةُ السَّيْرِ، سَرِيعَةٌ.
وسَهْمٌ مائِرٌ: خَفيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجْسامِ.
وامرأةٌ مارِيَّةٌ: بَيْضاءُ بَرَّاقَةٌ.
ومُرْتُ الوَبَرَ فَانْمارَ: نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ.
والمُورَةُ والمُوارَةُ، بِضمهما: ما نَسَلَ من صُوف الشاةِ، حَيَّةً كانَتْ أو مَيْتَةً.
ومارَسَرْجِسَ: ع اسْمَانِ جُعِلاَ واحِداً.
والتَّمَوُّرُ: المَجيءُ، والذَّهابُ، وأن يَذْهَبَ الشَّعَرُ يَمْنَةً ويَسْرَةً، أو أن يَسْقُطَ الوَبَرُ ونحوُهُ عن الدَّابةِ،
كالانْمِيارِ.
وامْتارَ السَّيْفَ: اسْتَلَّهُ.
ومُورانُ، . . . أكمل المادة بالضم: ة بنَواحي خُوزِسْتانَ، منها سليمانُ بنُ أبي أيُّوبَ المُورِيانِيُّ وزيرُ المَنْصورِ.
وخُورِيانُ مُورِيانُ: جَزيرَةٌ ببَحْرِ اليَمَنِ مِمَّا يَلِي الهِنْدَ.

يمن (الصّحّاح في اللغة) [0]


اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ ويَمانٍ مخفَّفةً. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أميَّة بن خلف:
وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ      يَمانِيًّا يظَلُّ يشـدُّ كِـيراً

وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ.
وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً.
وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ.
وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً.
وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ.
والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ.
واليُمْنُ: البركة.
وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم.
ويَمَنَهُمْ فهو يامِنٌ.
وتَيَمَّنْتُ به: تبرَّكتُ.
والأيامِنُ: خلافُ الأشائم.
واليَمْنَةُ بالفتح: خلافُ اليَسرةِ. يقال: قعدَ فلانٌ يَمْنَةً.
والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة.
واليمينُ: القوَّة. قال الشماخ:
تَلَقَّاها عَرابَةُ باليمـينِ      إذا ما رايَةٌ رُفعتْ لمجدٍ

وقوله تعالى: "تأتونَنا عن . . . أكمل المادة اليمينِ". قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ.
واليَمينُ: القَسَمُ، والجمع أيْمُنٌ وأيْمانٌ. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ.
واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره.
وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ.
واليُمْنَةُ بالضم: البُرْدَةُ من بُرود اليَمَنُ.
وأيْمُنُ الله: اسمٌ وضع للقسم.
وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ.
وأنشد لامرئ القيس:
ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي      فقلتُ يَمينُ اللـه أبـرحُ قـاعـداً

أراد: لا أبرحْ. فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ. كما قال زهير:
بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ      فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكـم

ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا.

خمر (الصّحّاح في اللغة) [0]


 خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمور، مثل تَمْرَتٍ وتَمْرٍ وتُمورٍ. يقال خَمْرَةٌ صِرْفٌ. قال ابن الأعرابيّ: سمِّيت الخَمْرُ خَمْراً لأنَّها تُرِكَتْ فاختمرت، واختِمارها: تغيُّر ريحِها.
ويقال: سُمِّيَتْ بذلك لمُخامرتِها العَقْل.
وما عندَ فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ، أي خَيْرٌ ولا شَرٌّ.
والخِمِّير: الدائم الشُرْبِ للخَمْر.
والخُمار: بقيّة السُكْر. تقول منه: رَجُلٌ خَمِرٌ، أي في عَقِبِ خُمارٍ.
وقال امرؤ القيس:
ويَعْدو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ      أَحارَ بنَ عَمْروٍ كأني خَمِرْ

ويقال: هو الذي خامَرَهُ الداءُ.
وخُمِرَ عني الخَبَرُ: أي خَفيَ.
والمَخْمور: الذي به خُمارٌ والخمرة بالضم سجادة تعمل من سعف النخل وترمل بالخيوط.
والخُمْرَةُ: لُغَةٌ في الغُمْرَةِ: شيء يُتَطَلَّى به لتحسين اللون.
وخُمْرَةُ النَبيذ والطيب: ما يُجعل فيه من الخَمْر والدُرْديِّ.
وخُمْرَةُ العجين: . . . أكمل المادة ما يُجعل فيه من الخَميرة.
ويقال: دَخلَ في خُمارِ الناس وخَمارِهم، لغةٌ في غَمارِ الناس وغَمارِهم، أي في زَخْمَتِهم وجَماعتهم وكَثْرتهم.
والخِمار للمرأة. تقول منه: اختمرت المرأةُ وإنها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ.
والخَمَرُ بالتحريك: ما واراك من شيء. يقال تَوارى الصَيْدُ منِّي في خمَرِ الوادي. قال ابن السكِّيت: خَمَرُهُ ما واراه من جُرْفٍ أو حَبْلٍ من حبال الرَمْلِ، أو شَجَرٍ، أو شيء. قال: ومنه قولهم: دخل فُلانٌ في خُمار الناس، أي فما يُواريه ويَسْتُرُه منهم.
ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحِبَهُ: هو يَدِبُّ له الضَراءَ ويَمشي له الخَمَرَ.
وأَخْمَرَتِ الأرض: أي كَثُر خَمَرُها.
وأَخْمَرْتُ الشي: أَضْمَرْتُهُ. قال لبيد:
عليَّ بنو أَمِّ البَنينَ الأَكابِـرُ      أَلِفْتُكِ حتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةً

وخَمَرُ الناس: زَحْمَتُهُم، مثل خُمارِهِم.
ويقال أيضاً: وجدْتُ خَمَرَة الطِيبِ: أي ريحَهُ.
وقد خَمِرَ عنِّي فلان بالكسر يَخْمَرُ، إذا توارى عنك.
ومكانٌ خَمِرٌ، إذ كان كثير الخَمَرِ.
والخَميرُ والخَميرَةُ: الذي يُجْعَلُ في العَجينِ. تقول: خَمَرْتُ العجينَ أَخْمُرُهُ وأَخْمِرُهُ خَمْراً: جعلت فيه الخَميرة. يقال عندي: خُبْزٌ خَميرٌ، وحَيْسٌ فطير، أي خُبْزٌ بائتٌ.
وخَمَرْتُ الرَجُل أَخْمُرُهُ: استَحْيَيْتُ منه.
وخَمَرَ فلانٌ شهادَتَه: أي كَتَمها.
والتَخْميرُ: التَغْطيةُ. يقال: خَمِّر وجْهَك، وخَمِّرْ إناءَكَ.
والمُخَمَّرَةُ: الشاة يَبْيضُّ رأسُها ويَسْوَدُّ سائر جسدها، مثل الرَخْماء.
والمُخامَرَةُ: المُخالَطَةُ.
وخامَر الرجُل المكانَ، أي لَزِمَه.
ويقال للضَبُع: خامري أَمَّ عامِرٍ، أي استَتري.
واسْتَخْمَرَ فُلانٌ فُلاناً، أي اسْتَعْبَدَهُ.
ومنه حديث مُعاذ: من اسْتَخْمَرَ قَوْماً أَوَّلُهم أَحْرارٌ، أي أَخَذَهم قَهْراً وتَمَلَّكَ عليهم.
وقال محمد بن كثير هذا كلام عندنا معروف باليمن: لا يكادُ يتكلَّم بغيره: يقول الرَجُل: أَخْمِرْني كذا وكذا، أي أَعْطِنيهِ هِبَةً لي ومَلِّكْني إيَّاهُ.
ونحو هذا.

حلج (لسان العرب) [0]


الحَلْجُ: حَلْجُ القُطْنِ بالمِحْلاجِ على المِحْلَجِ. حَلَجَ القُطْنَ يَحْلِجُهُ ويَحْلُجُهُ حَلْجاً: نَدَفَهُ.
والمِحْلاجُ: الذي يُحْلَجُ به.
والمِحْلَجُ والمِحْلَجَة: الذي يُحْلَجُ عليه وهي الخشبة أَو الحجَرُ، والجمع محالِجُ ومَحالِيجُ. قال ابن سيده: قال سيبويه: ولم يجمع بالأَلف والتاء استغناء بالتكسير، ورُبَّ شيء هكذا.
وقُطْنٌ حَلِيجٌ: مَنْدوفٌ مُسْتَخْرَجُ الحَبِّ، وصانع ذلك: الحَلاَّجُ، وحرفته الحِلاجَةُ؛ فأَما قول ابن مقبل: كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بها، جَذْبُ المَحابِضِ يَحْلُجْنَ المحارِينا ويروى صوت المحابض، فقد روي، بالحاء والخاء، يَحْلُجْنَ ويَخْلُجْنَ، فمن رواه يَحْلُجْنَ فإِنه عنى بالمَحارين حبات القطن.
ويحلجن: يَنْدِفْنَ.
والمَحابِضُ: أَوتار النَّدّافِينَ؛ ومن رواه يخلجن فإِنه عنى بالمحارين قِطَعَ الشَّهْدِ.
ويَخْلِجْنَ: يَجْبِذْنَ ويَسْتَخْرِجْنَ.
والمَحابِضُ: المَشاوِرُ.
والقطن حَلِيجٌ ومَحْلوجٌ.
وحَلَجَ الخُبْزَةَ: دَوَّرَها.والمِحْلاجُ: الخشبة . . . أكمل المادة التي يُدَوَّرُ بها.
والحَلِيجَةُ: السَّمْنُ على المَخْضِ، والزُّبْدُ يُلْقى في المَخْضِ فَيُشْخِتُه المَخْضُ؛ وقيل: الحَلِيجَةُ عُصارة نِحْيٍ، أَو لَبَنٌ يُنْقَعُ فيه تمر، وهي حُلْوَةٌ؛ وقيل: الحَلِيجَةُ عُصارَة الحِنَّاءِ.
والحُلُجُ: عُصاراتُ الحنَّاء. قال ابن سيده: والحَلِيجُ، بغير هاء، عن كراع: أَن يُحْلَبَ اللبنُ على التمر ثم يُماثَ. الأَزهري: الحُلُجُ هي التُّمُورُ بالأَلْبانِ.
والحُلُجُ أَيضاً: الكثيرُو الأَكْلِ.
وحَلَجَ في العَدْوِ يَحْلِجُ حَلْجاً: باعَدَ بين خُطاه.
والحَلْجُ في السَّيْر.
وبينهم حَلْجَةٌ صالحةٌ وحَلجَةٌ بعيدة وبينهم حَلْجَةٌ بعيدة أَو قريبة أَي عُقْبَةُ سيْرٍ. قال الأَزهري: الذي سمعته من العرب الخَلْجُ في السَّيْر، يقال: بيننا وبينهم خَلْجَةٌ بعيدةٌ، قال: ولا أَنكر الحاء بهذا المعنى، غير أَن الخَلْجَ، بالخاء، أَكثر وأَفشى من الحَلْجِ.
وحَلَجَ القومُ لَيْلَتَهُمْ أَي ساروها. يقال: بيننا وبينهم حَلْجَةٌ بعيدةٌ.
والحَلْجُ: المَرُّ السريعُ.
وفي حديث المغيرة: حتى تَرَوْه يَحْلِجُ في قومه أَي يُسرعُ في حُبِّ قومه، ويروى بالخاء. الأَزهري: حَلَجَ إِذا مشى قليلاً قليلاً.
وحَلَجَ المرأَةَ حَلْجاً: نكحها، والخاء أَعلى.
وحَلَجَ الديكُ يَحْلُجُ ويَحْلِجُ حَلْجاً إِذا نشر جناحيه ومشى إِلى أُنثاه لِيَسْفَدَها.
وحَلَجَ السحابُ حَلْجاً: أَمطر؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذلي: أَخِيلُ بَرْقاً مَتى حابٍ له زَجَلٌ، إِذا تَفَتَّرَ من تَوْماضِهِ حَلَجا ويروى خَلَجا. متى، ههنا: بمعنى مِن أَو بمعنى وسط أَو بمعنى في.
وما تَحَلَّجَ ذلك في صدري أَي ما تردّد فأَشكُّ فيه.
وقال الليث: دَعْ ما تَحَلَّجَ في صدرك وما تَخَلَّج، بالحاء والخاء؛ قال شمر: وهما قريبان من السَّواءِ؛ وقال الأَصمعي: تَحَلَّجَ في صدري وتَخَلَّجَ أَي شككت فيه.
وفي حديث عَدِيِّ بن زيد، قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَتَحَلَّجَنَّ في صدرك طعامٌ ضارَعْتَ فيه النَّصْرانيَة. قال شمر: معنى لا يتحلَّجن لا يَدْخُلَنَّ قلبَك منه شيءٌ، يعني أَنه نظيف. قال ابن الأَثير: وأَصله من الحَلْجِ، وهو الحركة والاضطراب، ويروى بالخاء، وهو بمعناه.ابن الأَعرابي: ويقال للحمار الخفيف: مِحْلَجٌ ومِحْلاجٌ، وجمعه المَحالِيجُ؛ وقال في موضع آخر: المَحالِيجُ الحُمُرُ الطِّوالُ. الأَزهري: في نوادر الأَعراب: حَجَنْتُ إِلى كذا حُجوناً وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ وحالَجْتُ ولاحَجْتُ ولحَجْتُ لحُوجاً؛ وتفسيرهُ: لُصُوقُكَ بالشيء ودخُولُكَ في أَضْعافِه.

أيد (لسان العرب) [0]


الأَيْدُ والآدُ جميعاً: القوة؛ قال العجاج: من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب.
وفي خطبة علي، كرم الله وجهه: وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته؛ وقوله عز وجل: واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد؛ أَي ذا القوة؛ قال الزجاج: كانت قوّته على العبادة أَتم قوة، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وذلك أَشدّ الصوم، وكان يصلي نصف الليل؛ وقيل: أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه.
وقد أَيَّده على الأَمر؛ أَبو زيد: آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي.
والتأْييد: مصدر أَيَّدته أَي قوّيته؛ قال الله تعالى: إِذا أَيدتك بروح القدس؛ وقرئ: إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول من: آيَدْته . . . أكمل المادة على فاعَلْته وهو مؤيَد.
وتقول من الأَيْد: أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد؛ وفي التنزيل العزيز: والسماء بنيناها بأَيد؛ قال أَبو الهيثم: آد يئيد إِذا قوي، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد، وقد تأَيَّد.
وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ.
وتأَيد الشيء: تقوى.
ورجل أَيِّدٌ. بالتشديد، أَي قويّ؛ قال الشاعر: إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ، رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا يقول: إِذا الله تعالى وتَّر القوسَ التي في السحاب رمى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بالشحم، يعني من النبات الذي يكون من المطر.
وفي حديث حسان بن ثابت: إن روح القدس لا تزال تُؤَيِّدُك أَي تقويك وتنصرك والآد: الصُّلب.والمؤيدُ: مثال المؤمن: الأَمر العظيم والداهية؛ قال طرفة: تقول وقد، تَرَّ الوظيفُ وساقُها: أَلستَ تَرى أَنْ قد أَتيتَ بمُؤْيِدِ؟ وروى الأَصمعي بمؤيَد، بفتح الياء، قال: وهو المشدّد من كل شيء؛ وأَنشد للمثَبِّب العَبْدي: يَبْنى، تَجَاليدي وأَقْتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ يريد بالناوي: سنامها وظهرها.
والفدَن: القصر.
وتجاليده: جسمه.
والإِيادُ: ما أُيِّدَ به الشيء؛ الليث: وإِيادُ كل شيء ما يقوّى به من جانبيه، وهما إِياداه.
وإِياد العسكر: الميمنة والميسرة؛ ويقال لميمنة العسكر وميسرته: إِياد؛ قال العجاج: عن ذي إِيادَينِ لَهَامٍ، لو دَسَرْ برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ، لانْقَعَرْ وقال يصف الثور: متخذاً منها إِياداً هدَفا وكل شيء كان واقياً لشيء، فهو إِيادُه.
والإِياد: كل مَعْقل أَو جبل حصين أَو كنف وستر ولجأ؛ وقد قيل: إِن قولهم أَيده الله مشتق من ذلك؛ قال ابن سيده: وليس بالقوي، وكل شيء كَنَفَك وسترك: فهو إِياد.
وكل ما يحرز به: فهو إِياد؛ وقال امرؤ القيس يصف نخيلاً: فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه، ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا آدت أُصوله: قويت، تَئيدُ أَيْداً.
والإِيادُ: التراب يجعل حول الحوض أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر؛ قال ذو الرمة يصف الظليم: دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ، حَوَى حَوْلَها من تُرْبهِ بإِيادِ يعني طردناه عن بيضه.
ويقال: رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي الدواهي.
والإِياد: ماحَنا من الرمل.
وإِياد: اسم رجل، هو ابن معدّ وهم اليوم باليمن؛ قال ابن دريد: هما إِيادانِ: إِياد بن نزار، وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو. الجوهري: إِيادُ حيّ من معدّ؛ قال أَبو دُواد الإِيادي: في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ، من إِياد بن نِزار بن مُضر.

سلع (لسان العرب) [0]


السَّلَعُ: البَرَصُ، والأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قال: هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ؟ وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ.
والسَّلَعُ: آثار النار بالجسَد.
ورجل أَسْلَعُ: تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه.
وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً، وتَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ.
والسَّلْعُ: الشَّقُّ يكون في الجلد، وجمعه سُلُوعٌ.
والسَّلْعُ أَيضاً: شَقّ في العَقب، والجمع كالجمع، والسَّلْعُ: شَقّ في الجبل كهيئة الصَّدْعِ، وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ، ورواه ابن الأَعرابي واللحياني سِلْعٌ، بالكسر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: بِسِلْع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً، إِذا ما رآهُ راكِب . . . أُرْعِدَا (* كذا بياض بالأصل.) وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع.
وسَلَعَ . . . أكمل المادة رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه.
وسَلِعَتْ يده ورجله وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ، وانْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي (* قوله «حكيم بن معية الربعي» كذا بالأصل هنا، وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى عكاشة السعدي.) : تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ مِنْ بارِئ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ: يَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي أَخاها أَسعد: سَبَّاقُ عادِيةٍ، ورأْسُ سَرِيَّةٍ، ومُقاتِلٌ بَطَلٌ، وهادٍ مِسْلَعُ والمَسْلُوعَةُ: الطريق لأَنها مشقوقة؛ قال مليح: وهُنَّ على مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى تُنِيرُ، وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ والسَّلْعة، بالفتح: الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت. يقال: في رأْسه سَلْعتانِ، والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ، والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ وحَلَق، ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ.
وسَلَعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه.
والسِّلْعةُ: ما تُجِرَ به، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وجمعها السِّلَعُ.
والمُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة.
والسِّلْعةُ، بكسر السين: الضَّواةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة؛ وقال الأَزهري: هي الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها، وقد تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره، وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ.
وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مثل السِّلْعة؛ قال: هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت.
ورجل أَسْلَعُ: أَحْدَبُ.
وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة.
وهما سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان.
وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها، واحدُها سِلْع وسَلْع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلي فقال رجل: لك عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها.
وهذا سِلْع هذا أَي مثله وشَرْواهُ.
والأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون شيء.
والسَّلَعُ: سَمّ؛ فأََما قول ابن (* هنا بياض بالأصل.) . . . : يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ السِّمام واحد، وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم.
والسَّلَعُ: نبات، وقيل شجر مُرّ؛ قال بشر: يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ، وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ ومنه المُسَلَّعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل: يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ (* قوله «قال الورك» في شرح القاموس: قال وداك.) الطائي: لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ، يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب، قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار، فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي الصلت:سَلَعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما، عائِلٌ ما، وعالَتِ البَيْقُورا وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار في أَذناب البقر.
وسَلْع: موضع بقرب المدينة، وقيل: جبل بالمدينة؛ قال تأَبط شرّاً: إِنَّ، بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْعٍ، لَقَتِيلاً، دَمُه ما يُطَلُّ قال ابن بري: البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه؛ ولذلك قال في آخر القصيدة: فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو، إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى.
والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.

أثل (لسان العرب) [0]


أَثْلَةُ كل شيء: أَصله؛ قال الأَعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؛ ولَسْتَ ضائِرَها، منا أَطَّتِ الإِبلُ يقال: فلان يَنْحَِتُ أَثْلَتَنا إِذا قال في حَسبَه قبيحاً.
وأَثَلَ يأْثِل أُثولاً وتَأَثَّل: تأَصَّل.
وأَثَّل مالَه: أَصَّله.
وتَأَثَّل مالاً: اكتسبه واتخذه وثَمَّره.
وأَثَّل اللهُ مالَه: زكاه.
وأَثَّل مُلْكَه: عَظَّمه.
وتَأَثَّل هو: عَظُم.
وكلُّ شيء قديم مُؤَصَّلٍ: أَثيلٌ ومُؤَثَّل ومُتأَثِّل، ومال مؤَثَّل.
والتَّأَثُّلُ: اتخاذ أَصل مال.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال في وصيّ اليتيم: إِنه يأْكل من ماله غَيْرَ مُتَأَثِّل مالاً؛ قال: المتأَثل الجامع، فقوله غير متأَثل أَي غير جامع، وقال ابن شميل في قوله، صلى الله عليه وسلم: ولمن وليها أَنْ يَأْكُل ويُؤْكِلَ صَديقاً غيرَ مُتَأَثِّلٍ مالاً، . . . أكمل المادة يقال: مال مُؤَثَّل ومَجْدٌ مؤثَّل أَي مجموع ذو أَصل. قال ابن بري: ويقال مال أَثِيلٌ؛ وأَنشد لساعدة: ولا مال أَثِيل وكل شيء له أَصل قديم أَو جُمِعَ حتى يصير له أَصل، فهو مُؤَثَّل؛ قال لبيد: لله نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضل، وله العُلى وأَثِيثُ كُلِّ مُؤَثَّل ابن الأَعرابي: المؤَثَّل الدائم.
وأَثَّلْتُ الشيءَ: أَدَمْتُه.
وقال أَبو عمرو: مُؤَثَّل مُهَيَّأٌ له.
ويقال: أَثَّلَ اللهُ مُلْكاً آثِلاً أَي ثَبَّته؛ قال رؤبة: أَثَّل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما وقال أَيضاً: رِبابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلا أَي ملكاً ذا أَثْلَةٍ.
والتأْثيل: التأْصيل.
وتأْثيل المجد: بناؤه.
وفي حديث أبي قتادة: إِنه لأَوَّلُ مال تَأَثَّلْتُه.
والأَثال، بالفتح: المحد، وبه سمي الرجل.
ومجد مُؤَثَّل: قديم، منه، ومجد أثيل أَيضاً؛ قال امرؤ القيس: ولكِنَّما أَسْعى لمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ، وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالي والأَثْلَةُ والأَثَلَةُ: متاع البيت وبِزَّتُه.
وتَأَثَّلَ فلان بعد حاجة أَي اتخذ أَثْلَةً، والأَثْلة: المِيرةُ.
وأَثَّل أَهْلَه: كساهم أَفضل الكُسوة، وقيل: أَثَّلهم كساهم وأَحسن إِليهم.
وأَثَّلَ: كَثُرَ مالُه؛ قال طفيل: فَأَثَّلَ واسْتَرْخَى به الخَطْبُ بعدما أَسافَ، ولولا سَعْيُنا لم يُؤَثِّل ورواية أَبي عبيد: فأَبّل ولم يُؤَبِّل.
ويقال: هم يَتَأَثَّلون الناسَ أَي يأْخذون منهم أَثالاً، والأَثال المال.
ويقال: تأَثَّل فلان بئراً إِذا احتفرها لنفسه. المحكم: وتَأَثَّلَ البئر حَفَرها؛ قال أَبو ذؤيب يصف قوماً حفروا بئراً، وشبه القبر بالبئر: وقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَأَثَّلوا قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد أَراد أَنهم حفروا له قبراً يُدْفَن فيه فسماه قليباً على التشبيه، وقيل: فتأَثّلوا قليباً أَي هَيَّأُوه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَليَّ القَضاء، فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعمالَها فَسَّره فقال: تؤثل أَي تُلْزِمني، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.
والأَثْلُ: شجر يشبه الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم منه وأَكرم وأَجود عُوداً تسوَّى به الأَقداح الصُّفْر الجياد، ومنه اتُّخِذ مِنبر سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وفي الصحاح: هو نوع من الطَّرْفاء.
والأَثْل: أُصول غليظة يسوّي منها الأَبواب وغيرها وورقه عَبْلٌ كورق الطرفاء.
وفي الحديث: أَن منبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان من أَثْل الغابة، والغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة، قال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد من العضاه الأَثْل وهو طُوَال في السماء مستطيل الخشب وخشبه جيد يحمل من القرى فتبنى عليه بيوت المدر، وورقُه هَدَبٌ طُوَال دُقَاق وليس له شوك، ومنه تُصنع القِصَاع والجِفَان، وله ثمرة حمراء كأَنها أُبْنَة، يعني عُقْدة الرِّشاء، واحدته أَثْلة وجمعه أُثول كتَمْر وتُمور؛ قال طُرَيح: ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه، يَرْمي الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَها وجمعه أَثَلاث.
وفي كلام بَيْهَسٍ الملقب بنَعامةَ: لكِنْ بالأَثَلات لَحْمٌ لا يُظَلِّل؛ يعني لحم إِخوته القَتْلى؛ ومنه قيل للأَصل أَثْلة؛ قال: ولسُمُوّ الأَثلة واستوائها وحسن اعتدالها شبه الشعراء المرأَة إِذا تم قَوامها واستوى خَلْقها بها؛ قال كُثَيِّر: وإِنْ هِيَ قامت، فما أَثْلَةٌ بعَلْيا تُناوحُ رِيحاً أَصيلا، بأَحْسَنَ منها، وإِن أَدْبَرَتْ فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِيلا الأَرْخُ والإِرْخُ: الفَتيُّ من البَقَر.
والأُثَيْل: مَنْبِتُ الأَراك.وأُثَيْل، مصغَّر: موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
وأُثال، بالضم: اسم جبل، وبه سمي الرجل أُثالاً.
وأُثالة: اسم.
وأَثْلة والأَثِيل: موضعان؛ وكذلك الأُثَيْلة.
وأُثال: بالقَصِيم من بلاد بني أَسد؛ قال: قاظَتْ أُثَالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَع وذو المأْثول: وادٍ، قال كُثَيِّر عَزَّة: فلما أَنْ رأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ، بِذِي المأْثولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالي

ضحك (لسان العرب) [0]


الضَّحِكُ: معروف، ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضَحِكاً أَربع لغات، قال الأزهري: ولو قيل ضَحَكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ، قال الأزهري: وقد جاءت أَحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً.
والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ ومنه قول كُثَيِّر: غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر، وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها.
وتضَحَّك وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك.
وضُحْكة، بالتسكين: يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة . . . أكمل المادة الشيء الذي يُضْحك منه.
والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه.
ورجل ضَحَّاك: نعت على فَعَّال.
وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً.
وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى.
وأَضْحَكه اللهُ عز وجل.
والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به.
وامرأة مِضْحاك: كثيرة الضَّحِك. قال ابن الأَعرابي: الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك، والضَّحَّاك مَدْح، والضُّحَكَة دَمٌّ، والضُّحْكَة أَذَمُّ، وقد أَضْحكني الأَمرُ وهم يَتَضاحكون، وقالوا: ضَحِكَ الزَّهْرُ على المَثَل لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة.
والضَّاحِكَة: كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك.
والضَّاحِكَة: السُِّّ التي بين الأَنياب والأَضراس، وهي أَربع ضَواحِكَ.
وفي الحديث: ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا.
والضَّواحِكُ: الأَسنان التي تظهر عند التبسم. أَبو زيد: للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك، والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى، وفي كل شِقٍّ ستٌّ: وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها، وهي أَقصى الأَضراس.
والضَّحِكُ: ظهور الثنايا من الفرح.
والضَّحْكُ: العَجَب وهو قريب مما تقدَّم.
والضَّحْك:الثَّغر الأبيض.
والضَّحْك: العسل، شبه بالثَّغْر لشدة بياضه؛ قال أَبو ذؤيب: فجاء بِمَزْجٍ لم ير الناسُ مِثْلَهُ، هو الضَّحْك، إلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ وقيل: الضَّحْك هنا الشَّهْد، وقيل الزُّبْدُ، وقيل الثَّلْج.
والضَّحْكُ أَيضاً: طَلْعُ النَّخْل حين يَنْشَقُّ، وقال ثعلب: هو ما في جوف الطَّلْعة.
وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ: أَخرجت الضَّحْكَ. أَبوعمرو: الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الذي يؤكل.
والضَّحْك: النَّوْرُ.
والضَّحْك: المَحَجَّة.
وضَحِكَتِ المرأةُ: حاضت؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى: فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق؛ وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من فزع إبراهيم، عليه السلام.
وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية: لما قا ل رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضَحِكتْ عند ذلك امرأَته، وكانت قائمة عليهم وهو قاعد، فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق، وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم.
وقال بعضهم: هذا مقدَّم، ومؤخر المعنى فيه عندهم: فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة؛ قال الفراء: وهو ما يحتمله الكلام، والله أعلم بصوابه. قال الفراء: وأما قولهم فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة. قال أَبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت، وقال إنه قد جاء في التفسير، فقال: ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له فأنت أنشدتنا: تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ، وتَرى الذئبَ بها يَسْتَهِلّ فقال أَبو العباس: تضحك ههنا تَكْشِرُ، وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتَكْشِر في وجهه وَعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمرّ؛ قال ابن سيده: وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت؛ قال: وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا، كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقا يعني الحيضَ فيمازعم بعضهم؛ قال ابن الأَعرابي في قول تأبط شرّاً: تضحك الضبع لقتلى هذيل أَي أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ، وقد أَضْحكها الدمُ؛ قال الكُمَيْت: وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ، لقَتْلى ما دُفِنَّ ولا وُدِينا وكان ابن دريد يردّ هذا ويقول: من شاهد الضِّباعَ عند حيضها فيعلم أَنها تحيض؟ وإنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم، وهذا سهو منه فجعل كَشْرَها ضَحِكاً؛ وقيل: معناه أَنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيَهِرُّ بعضُها على بعض فجعل هَرِيرها ضَحِكاً لأن الضحك إنما يكون منه كتسمية العنب خمراً، ويسْتَهِلُّ: يصيح ويَسْتَعْوِي الذئابَ. قال أَبو طالب: وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة (* قوله «من ضحاك الطلعة» كذا بالأصل، والإضافة بيانية لأن الضحاك، كشداد: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه.) إذا انشقت؛ قال: وقال الأَخطل فهي بمعنى الحيض:تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ، إذ رَأَتْها على الحِداب تَمُورُ وكان ابن عباس يقول: ضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهيم.
وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: وامْرأَته قائمةٌ فضَحِكَتْ؛ يروي أَنها ضحكت لأَنها كانت قالت لإبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخيك إليك فإني أَعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فضحِكَتْ سُروراً لما أَتى الأمر على ما توهمت، قال: فأما من قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء.
وأَضْحَكَ حَوْضَه: ملأه حتى فاض، وكأَنَّ المعنى قريبٌ بعضُه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض، وكذلك الحيض.
والضَّحُوكُ من الطُّرُق: ما وَضَح واستبان؛ قال: على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَي مستقيم.والضَّاحِكُ: حجر أبيض يبدو في الجبل.
والضَّحُوك: الطريق الواسع.
وطريق ضَحَّاك: مُسْتبين؛ وقال الفرزدق: إذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ في نَقْبِ نحائز الطرق: جَوادُّها. أَبو سعيد: ضَحِكاتُ القلوب من الأموال والأَولاد خِيارُها تَضْحَك القلوب إليها.
وضَحِكاتُ كل شيء: خِيارُه.
ورأيٌ ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس.
ويقال: إن رأيك ليُضاحِكُ المشكلات أَي تظهر عنده المشكلات حتى تُعْرف.
ويقال: القِرد يَضْحَك إذا صوّت.
وبُرْقَةُ ضاحِكٍ: في ديار تميم.
ورَوْضة ضاحِك: بالصَّمَّان معروفة.
والضَّحَّاك بن عَدْنان: زعم ابن دَأبٍ المَدني أنه الذي ملك الأرض وهو الذي يقال له المُذْهَب، وكانت أمه من الجن فلَحِقَ بالجن وسدا القرا (* قوله «وسدا القرا» كذا بالأصل بدون نقط، ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى)، وتقول العجم: إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشُدََّ في جبل دُنْباوَنْدَ، ويقال: إن الذي شدَّه أفْرِيدون الذي كان مَسَح الدنيا فبلغت أربعة وعشرين ألف فرسخ؛ قال الأزهري: وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا عقل له.

شكل (لسان العرب) [0]


الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛ وأَنشد أَبو عبيد: فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما، فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ ومُشَاكَلَة.
وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع.
والشَّكْل: المِثْل، تقول: هذا على . . . أكمل المادة شَكْل هذا أَي على مِثَاله.
وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه في حالاته.
ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ بهذا أَي أَشْبَه.
والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.
والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة.
وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه وناحيته وطريقته.
وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على ناحيته وجهته وخَلِيقته.
وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.
والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب.
وهذا طَرِيقٌ ذو شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ.
وشَكْلُ الشيء: صورتُه المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.
وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه.
وأَشْكَل الأَمْرُ: الْتَبَس.
وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ.
وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه أَمْرُها.
والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد.
والأَشكل من الإِبل والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء: بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة: يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج وقول الشاعر: فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة.
وقال شَمِر: الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض.
وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر المشتَبه مُشْكِلٌ.
وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر (* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد.
والأَشْكَل عند العرب: اللونان المختلطان.
ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده: والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال: كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة، والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ.
ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ العين.
وفي حديث علي (* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد: ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها، كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها (* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب). عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد: ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ، سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه.
وقوله في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ.
وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.
وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ (* قوله «المحكم شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو تَثَنِّي جُلودها (* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.
وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم: شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه.
ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من غير سماع.
وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.
والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ بالشَّكَال.
وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ.
والشِّكَال في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.
والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين اليد والرجل.
وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب، أَشْكُلُ شَكْلاً.
والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.
والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه.
ويقال: شَكَلْت الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة.
والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة: سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي، هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ وشَكَّلَتِ المرأَةُ (* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها.
والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد، والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل: هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي إِحدى يديه.
وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض.
وقال أَبو عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول. ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ.
وحُكي عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر.
وورد في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين العِذَار والأُذُن من البياض.
وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل: وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى، لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ الفَخِذ في الساق.
والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن.
والشَّاكِلةُ: الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة.
وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته.
والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ الشَّاكِلة.
ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي بَيِّنَة الشَّكَل.
والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.
والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.
والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً، فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ الدَّلّ.
والشَّكْل: المِثْل.
والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في هذا وهذا في هذا.
والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال: امرأَة ذات شِكْل.
وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.
والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين: نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا وسُرْعَتَها: مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي للعجاج: يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل قال ابن بري: الذي في شعره: مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر: أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات أَصفر وأَحمر.
وشَكْلةُ: اسم امرأَة.
وبَنُو شَكَل: بطن من العرب.
والشَّوْكَل: الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء: الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ العَوْسَجَة.

خمر (لسان العرب) [0]


خامَرَ الشيءَ: قاربه وخالطه؛ قال ذو الرمة: هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها، على عُدَواءٍ الدَّارِ. تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ: خالطه داء؛ قال ابن سيده: وأُراه على النسب؛ قال امرؤ القيس: أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ، ويَعْدُو على المَرْءِ ما يأْتَمِرْ ويقال: هو الذي خامره الداء. ابن الأَعرابي: رجل خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ؛ وأَنشد أَيضاً: أَحار بن عمرو كأَني خمر أَي مُخامَرٌ؛ قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وأَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ، مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه؛ وأَنشد: وإِذا تُباشِرْكَ الهُمُو مُ، فإِنها داءٌ مُخامِرْ قال: ونحو ذلك قال الليث في خامَرَهُ الداءُ إِذا خالط جوفه.
والخَمْرُ: ما أَسْكَرَ من عصير العنب . . . أكمل المادة لأَنها خامرت العقل.
والتَّخْمِيرُ: التغطية، يقال: خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك.
والمُخامَرَةُ: المخالطة؛ وقال أَبو حنيفة: قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب؛ قال ابن سيده: وأَظنه تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب دون سائر الأَشياء، والأَعْرَفُ في الخَمْرِ التأْنيث؛ يقال: خَمْرَةٌ صِرْفٌ، وقد يذكَّر، والعرب تسمي العنب خمراً؛ قال: وأَظن ذلك لكونها منه؛ حكاها أَبو حنيفة قال: وهي لغة يمانية.
وقال في قوله تعالى: إِني أَراني أَعْصِرُ خَمْراً؛ إِن الخمر هنا العنب؛ قال: وأُراه سماها باسم ما في الإِمكان أَن تؤول إِليه، فكأَنه قال: إِني أَعصر عنباً؛ قال الراعي: يُنازِعُنِي بها نُدْمانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّيرِ، والعِنَبَ الحَقِينا يريد الخمر.
وقال ابن عرفة: أَعصر خمراً أَي أَستخرج الخمر، وإِذا عصر العنب فإِنما يستخرج به الخمر، فلذلك قال: أَعصر خمراً. قال أَبو حنيفة: وزعم بعض الرواة أَنه رأَى يمانيّاً قد حمل عنباً فقال له: ما تحمل؟ فقال: خمراً، فسمى العنب خمراً، والجمع خُمور، وهي الخَمْرَةُ. قال ابن الأَعرابي: وسميت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخُتِمارُها تَغَيُّرُ ريحها؛ ويقال: سميت بذلك لمخامرتها العقل.
وروى الأَصمعي عن معمر بن سليمان قال: لقيت أَعرابياً فقلت: ما معك؟ قال: خمر.
والخَمْرُ: ما خَمَر العَقْلَ، وهو المسكر من الشراب، وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل تمرة وتمر وتمور. حديث سَمُرَةَ: أَنه باع خمراً فقال عمر: قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ قال الخطابي: إِنما باع عصيراً ممن يتخذه خمراً فسماه باسم ما يؤول إِليه مجازاً، كما قال عز وجل: إِني أَراني أَعصر خمراً، فلهذا نَقَمَ عمر، رضي الله عنه، عليه لأَنه مكروه؛ وأَما أَن يكون سمرة باع خمراً فلا لأَنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره.
وخَمَر الرجلَ والدابةَ يَخْمُره خَمْراً: سقاه الخمر، والمُخَمِّرُ: متخذ الخمر، والخَمَّارُ: بائعها.
وعنبٌ خَمْرِيٌّ: يصلح للخمر.
ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ: يشبه لون الخَمر.
واخْتِمارُ الخَمْرِ: إِدْراكُها وغليانها.
وخُمْرَتُها وخُمارُها: ما خالط من سكرها، وقيل: خْمْرَتُها وخُمارُها ما أَصابك من أَلمها وصداعها وأَذاها؛ قال الشاعر: لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ، فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عن قلبِهِ الخُمَرُ وقيل: الخُمارُ بقية السُّكْرِ، تقول منه: رجل خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمارٍ؛ وينشد قول امرئ القيس: أَحار بن عمرو فؤادي خمر ورجل مَخْمُورٌ: به خُمارٌ، وقد خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ.
ورجل مُخَمَّرٌ: كمَخْمُور.
وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ: تَسَكَّرَ به، ومُسْتَخْمِرٌ وخِميِّرٌ: شِرِّيبٌ للخمر دائماً.
وما فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده.
ويقال أَيضاً: ما عند فلان خل ولا خمر أَي لا خير ولا شر.
والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ: ما خامَرَك من الريح، وقد خَمَرَتْهُ؛ وقيل: الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرائحة الطيبة؛ يقال: وجدت خَمَرَة الطيب أَي ريحه، وامرأَة طيبة الخِمْرَةِ بالطِّيبِ؛ عن كراع.
والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ: التي تجعل في الطين.
وخَمَرَ العجينَ والطِّيبَ ونحوهما يَخْمُره ويَخْمِرُه خَمْراً، فهو خَمِيرٌ، وخَمَّرَه: ترك استعماله حتى يَجُودَ، وقيل: جعل فيه الخمير.
وخُمْرَةُ العجين: ما يجعل فيه من الخميرة. الكسائي: يقال خَمَرْتُ العجين ونَظَرْتُه، وهي الخُمْرَةُ التي تجعل في العجين تسميها الناس الخَمِيرَ، وكذلك خُمْرَةُ النبيذ والطيب.
وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخبزة خمير؛ عن اللحياني، كلاهما بغير هاء، وقد اخْتَمَر الطيبُ والعجين.
واسم ما خُمِرَ به: الخُمْرَةُ، يقال: عندي خُبْزٌ خَمِير وحَبسٌ فَطِير أَي خبز بائت.
وخُمْرةُ اللَّبَنِ: رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عليه لِيَرُوبَ سريعاً؛ وقال شمر: الخَمِيرُ الخُبْزُ في قوله: ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت خَمِيرُها أَي خبزها الذي خُمِّرَ عجينُه فذهبت فُطُورَتُه؛ وطعام خَمِيرٌ ومَخْمورٌ في أَطعمة خَمْرَى.
والخَمُيرُ والخَمِيرَةُ: الخُمْرَةُ.
وخُمْرَةُ النبيذ والطيب: ما يجعل فيه من الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ.
وخُمْرَةُ النبيذ: عَكَرُه، ووجدتُ منه خُمْرَةً طيبة (* قوله: «خمرة طيبة» خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما في القاموس). إِذا اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ ريحه.
ووصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرها قال: فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَي طابت روائح أَبداننا بالبَخُور. أَبو زيد: وجدت منه خَمَرَةَ الطِّيبِ، بفتح الميم، يعني ريحه.
وخامَرَ الرجلُ بيتَه وخَمَّرَهُ: لزمه فلم يَبْرَحْهُ، وكذلك خامَرَ المكانَ؛ أَنشد ثعلب: وشاعِرٍ يُقالُ خَمِّرْ في دَعَهْ ويقال للضَّبُعِ: خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري. أَبو عمرو: خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحيت منه. ابن الأَعرابي: الخِمْرَةُ الاستخفاء (* قوله: «الخمرة الاستخفاء» ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح توارى واستخفى كما في القاموس). قال ابن أَحمر: مِنْ طارِقٍ أَتى على خِمْرَةِ، أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ قال ابن الأَعرابي: على غفلة منك.
وخَمَرَ الشيءَ يَخْمُرُه خَمْراً وأَخْمَرَهُ: سَتَرَهُ.
وفي الحديث: لا تَجِدُ المؤمنَ إِلاَّ في إِحدى ثلاثٍ: في مسجد يَعْمُرُه، أَو بيت يَخْمُرُه، أَو معيشة يُدَبِّرُها؛ يَخْمُره أَي يستره ويصلح من شأْنه.
وخَمَرَ فلانٌ شهادته وأَخْمَرَها: كتمها.
وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي باح به.
واجْعَلْهُ في سرِّ خَمِيرِك أَي اكتمه.
وأَخْمَرْتُ الشيء: أَضمرته؛ قال لبيد: أَلِفْتُكِ حتى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً عَليَّ، بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ الأَزهري: وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً أَي أَضمرها، وأَنشد بيت لبيد.والخَمَرُ، بالتحريك: ما واراك من الشجر والجبال ونحوها. يقال: توارى الصيدُ عني في خَمَرِ الوادي، وخَمَرُه: ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حبال الرمل أَو غيره؛ ومنه قولهم: دخل فلان في خُمارِ الناسِ أَي فيما يواريه ويستره منهم.
وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ: انطلقت أَنا وفلان نلتمس الخَمَر، هو بالتحريك: كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غيره؛ ومنه حديث أَبي قتادة: فابْغِنَا مَكاناً خَمَراً أَي ساتراً بتكاثف شجره؛ ومنه حديث الدجال: حتى تَنْتَهُوا إِلى جبل الخَمَرِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى بالفتح، يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث أَنه جبل بيت المقدس لكثرة شجرة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه كتب إِلى أَبي الدرداء: يا أَخي، إِن بَعُدَتِ الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَريبٌ، وطَيْرُ السماءٍ على أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ؛ يريد أَن وطنه أَرفق به وأَرفه له فلا يفارقه، وكان أَبو الدرداء كتب إِليه يدعوه إِلى الأَرض المقدسة. زوفي حديث أَبي إِدريس الخَوْلانِيِّ قال: دخلت المسجد والناس أَخْمَرُ ما كانوا أَي أَوْفَرُ.
ويقال: دخل في خَمَار الناس (* قوله: «في خمار الناس» بضم الخاء وفتحها كما في القاموس). أَي في دهمائهم؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالجيم، ومنه حديث أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ: أَكون في خَمَارِ الناس أَي في زحمتهم حيث أَخْفَى ولا أُعْرَفُ.
وقد خَمِرَ عني يَخْمَرُ خَمَراً أَي خفي وتوارى، فهو خَمِرٌ.
وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عني مني وعَلَيَّ: وارته.
وأَخْمَرَ القومُ: تَوارَوْا بالخَمَرِ.
ويقال للرجل إِذا خَتَلَ صاحبه: هو يَدِبُّ (* قوله: «يدب إلخ» ذكره الميداني في مجمع الأَمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف وبما انخفض من الأَرض، عن ابن الأَعرابي؛ والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل؛ ثم قال: يضرب للرجل يختل صاحبه.
وذكر هذا المثل أَيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي وضبطوه بوزن سماء). له الضَّراءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ.
ومكان خَمِرٌ: كثير الخَمَرِ، على النسب؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِيِّ: وجَرَّ المَخاضُ عَثَانِينَها إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ وأَخْمَرَتِ الأَرضُ: كثر خَمَرُها.
ومكان خَمِرٌ إِذا كان كثير الخَمَرِ.
والخَمَرُ: وَهْدَةٌ يختفي فيها الذئب؛ وأَنشد: فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ وقول طرفة: سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فَأَبْتَغِي به جِيرَتي، إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ قال ابن سيده: معناه إِن لم يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ، ويروى يُخَلُّوا، فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ ههنا الشجر بعينه. يقول: إِن لم يخلوا لي الشجر أَرعاها بإِبلي هجوتهم فكان هجائي لم سمّاً، ويروى: سأَحلب عَيْساً، وهو ماء الفحل، ويزعمون أَنه سم؛ ومنه الحديث: مَلِّكْهُ على عُرْبِهِمْ وخُمُورِهِمْ؛ قال ابن الأَثير: أَي أَهل القرى لأَنهم مغلوبون مغمورون بما عليهم من الخراج والكُلَفِ والأَثقال، وقال: كذا شرحه أَبو موسى.
وخَمَرُ الناس وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم: جماعتهم وكثرتهم، لغةٌ في غَمار الناس وغُمارهم أَي في زَحْمتهم؛ يقال: دخلت في خَمْرتهم وغَمْرتهم أَي في جماعتهم وكثرتهم.
والخِمَارُ للمرأَة، وهو النَّصِيفُ، وقيل: الخمار ما تغطي به المرأَة رأَْسها، وجمعه أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ.
والخِمِرُّ، بكسر الخاء والميم وتشديد الراء: لغة في الخمار؛ عن ثعلب، وأَنشد: ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ والخِمْرَةُ: من الخِمار كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ. يقال: إِنها لحسنة الخِمْرَةِ.
وفي المثل: إِنَّ الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كيف تفعل.
وتَخَمَّرَتْ بالخِمار واخْتَمَرَتْ: لَبِسَتْه، وخَمَّرَتْ به رأْسَها: غَطَّتْه.
وفي حديث أُم سلمة: أَنه كان يمسح على الخُفِّ والخِمار؛ أَرادت بالخمار العمامة لأَن الرجل يغطي بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطيه بخمارها، وذلك إِذا كان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير كالخفين،، غير أَنه يحتاج إِلى مسح القليل من الرأْس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لمعاوية: ما أَشبه عَيْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ؛ الخمرةُ: هيئة الاختمار؛ وكل مغطًّى: مُخَمَّرٌ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ؛ قال أَبو عمرو: التخمير التغطية، وفي رواية: خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا السِّقَاءَ؛ ومنه الحديث: أَنه أُتِيَ بإِناءِ من لَبَنِ فقال: هلاَّ خَمَّرْتَه ولو بعود تَعْرِضُه عليه.
والمُخَمَّرَةُ من الشياه: البيضاءُ الرأْسِ، وقيل: هي النعجة السوداء ورأْسها أَبيض مثل الرَّخْماءِ، مشتق من خِمار المرأَة؛ قال أَبو زيد: إِذا ابيض رأْس النعجة من بين جسدها، فهيمُخَمَّرة ورَخْماءُ؛ وقال الليث: هي المختمرة من الضأْن والمِعْزَى.
وفرس مُخَمَّرٌ: أَبيضٌ الرأْس وسائر لونه ما كان.
ويقال: ما شَمَّ خِمارَكَ أَي ما أَصابَكَ، يقال ذلك للرجل إِذا تغير عما كان عليه.
وخَمِرَ عليه خَمَراً وأَخْمَرَ: حَقَدَ.
وخَمَرَ الرجلَ يَخْمِرُهُ: استحيا منه.
والخَمَرُ: أَن تُخْرَزَ ناحيتا أَديم المَزَادَة ثم تُعَلَّى بِخَرْزٍ آخَر.
والخُمْرَةُ: حصيرة أَو سَجَّادَةٌ صغيرة تنسج من سَعَفِ النخل وتُرَمَّلُ بالخيوط، وقيل: حصيرة أَصغر من المُصَلَّى، وقيل: الخُمْرَة الحصير الصغير الذي يسجد عليه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يسجد على الخُمْرَةِ؛ وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من السَّعَفِ؛ قال الزجاج: سميت خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض.
وفي حديث أُم سلمة قال لها وهي حائض: ناوليني الخُمْرَةَ؛ وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أَو نسيجة خوص ونحوه من النبات؛ قال: ولا تكون خمرة إِلاَّ في هذا المقدار، وسميت خمرة لأَن خيوطها مستورة بسعفها؛ قال ابن الأَثير: وقد تكررت في الحديث وهكذا فسرت.
وقد جاء في سنن أَبي داود عن ابن عباس قال: جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ بها فأَلقتها بين يدي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على الخُمْرَةِ التي كان قاعداً عليها فأَحرقت منها مثل موضع درهم، قال: وهذا صريح في إِطلاق الخُمْرَةِ على الكبير من نوعها. قال: وقيل العجين اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ، وهو الاختمار.
ويقال: قد خَمَرْتُ العجين وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه، قال: وسمي الخَمْرُ خَمْراً لأَنه يغطي العقل، ويقال لكل ما يستر من شجر أَو غيره: خَمَرٌ، وما ستره من شجر خاصة، فهو الضَّرَاءُ.
والخُمْرَةُ: الوَرْسُ وأَشياء من الطيب تَطْلي به المرأَة وجهها ليحسن لونها، وقد تَخَمَّرَتْ، وهي لغة في الغُمْرَةِ.
والخُمْرَةُ: بِزْزُ العَكَابِرِ (* قوله: «العكابر» كذا بالأَصل ولعله الكعابر). التي تكون في عيدان الشجر.
واسْتَخْمَر الرجلَ: استعبده؛ ومنه حديث معاذ: من اسْتَخْمَرَ قوماً أَوَّلُهُمْ أَحْرارٌ وجِيرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ في بيته. قال أَبو عبيد: كان ابن المبارك يقول في قوله من استخمر قوماً أَي استعبدهم، بلغة أَهل اليمن، يقول: أَخذهم قهراً وتملك عليهم، يقول: فما وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء لرجل فَقَصَرَهُ الرجل في بيته أَي احتبسه واختاره واستجراه في خدمته حتى جاء الإِسلام وهو عنده عبد فهو له. ابن الأَعرابي: المُخامَرَةُ أَن يبيع الرجل غلاماً حُرّاً على أَنه عبده؛ قال أَبو منصور: وقول معاذ من هذا أُخذ، أَراد من استعبد قوماً في الجاهلية ثم جاء الإِسلام، فله ما حازه في بيته لا يخرج من يده، وقوله: وجيران مستضعفون أَراد ربما استجار به قوم أَو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم، فلذلك لا يخرجون من يده، وهذا مبني على إِقرار الناس على ما في أَيديهم.
وأَخْمَرَهُ الشيءَ: أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ؛ قال محمد بن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يُتكلم بغيره؛ يقول الرجل: أَخْمِرني كذا وكذا أَي أَعطنيه هبة لي، ملكني إِياه، ونحو هذا.
وأَخْمَر الشيءَ: أَغفله؛ عن ابن الأَعرابي.
واليَخْمُورُ: الأَجْوَفُ المضطرب من كل شيء.
واليَخْمُورُ أَيضاً: الودع، واحدته يَخْمُورَةٌ.
ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ: اسمان.
وذو الخِمَار: اسم فرس الزبير بن العوّام شهد عليه يوم الجمل.
وباخَمْرَى: موضع بالبادية، وبها قبر إِبراهيم (* قوله: «وبها قبر إِبراهيم إلخ» عبارة القاموس وشرحه: بها قبر إِبراهيم بن عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد ابن علي إلخ. ثم قال: خرج أي بالبصرة سنة ؟؟ وبايعه وجوه الناس، وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى مصر اهـ. باختصار). بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أَبي طالب، عليهم السلام.

قسم (لسان العرب) [0]


القَسْمُ: مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم، والموضع مَقْسِم مثال مجلس.
وقَسَّمَه: جزَّأَه، وهي القِسمةُ.
والقِسْم، بالكسر: النصيب والحَظُّ، والجمع أَقْسام، وهو القَسِيم، والجمع أَقْسِماء وأَقاسِيمُ، الأَخيرة جمع الجمع. يقال: هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي.
والأَقاسِيمُ: الحُظُوظ المقسومة بين العباد، والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور (* قوله «مقل أظفور» في التكملة: مثل أُظفورة، بزيادة هاء التأنيث).
وأَظافِير، وقيل: الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام، والأَقسام جمع القِسْم. الجوهري: القِسم، بالكسر، الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً، والطِّحْنُ الدَّقيق.
وقوله عز وجل: فالمُقَسِّماتِ أَمراً؛ هي الملائكة تُقَسِّم ما وُكِّلت به.
والمِقْسَمُ والمَقْسَم: كالقِسْم؛ التهذيب: كتب عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد: فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً به أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ . . . أكمل المادة أَو تقَدَّما (* قوله «فاستأخرن أو تقدما» في الاساس بدله: فاعجل به أو تأخرا) قال: القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء. يقال: قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه، وسمي مِقْسم بهذا وهو اسم رجل.
وحصاة القَسْم: حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها، وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا. الليث: كانوا إِذا قَلَّ عليهم الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله، ثم صَبُّوا عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك، وتسمى تلك الحصاةُ المَقْلَةَ.
وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه: قَسَمُوه بينهم.
واسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم منها. الزجاج في قوله تعالى: وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام، قال: موضع أَن رفع، المعنى: وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ والأَزْلام: سِهام كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها: أَمَرَني ربِّي، وعلى بعضها: نَهاني ربي، فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح، فإِن خَرج السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته، وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم يمض في أَمره، فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم لكم من أَحد الأَمرين، ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون بها غير قداح الميسر، ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي، وهو ابن أَخي سُراقة بن جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول: جاءتنا رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأَبي بكرٍ دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما، قال: فبينا أَنا جالس في مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال: يا سراقة، إِني رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه، قال: فعرفت أَنهم هم، فقلت: إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بُغاة، قال: ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة، قال: ثم أَخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما، فلما دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها، أَهويت بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم لا، فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم، فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي فرَفَعتها تُقَرِّب بي، حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها، قال: ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض، فلما بلغتا الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها، فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها، فلما استوت قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان؛ قال معمر، أَحد رواة الحديث: قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان؟ فسكت ساعة ثم قال لي: هو الدخان من غيرنا، وقال: ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار سفرهم وما يريد الناس منهم، وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا، قال: فسأَلت أَن يكتب كتاب مُوادَعة آمَنُ به، قال: فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه لي في رُقعة من أَديم ثم مضى؛ قال الأَزهري: فهذا الحديث يبين لك أَن الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر، قال: وقد قال المؤَرّج وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر، قال: وهو وهَم.
واسْتَقْسم أَي طلب القَسْم بالأَزلام.
وفي حديث الفتح: دخل البيت فرأَى إِبراهيم وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال: قاتَلَهم الله والله لقد علِموا أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ؛ الاسْتِقْسام: طلب القِسم الذي قُسِم له وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر، وهو استِفعال منه، وكانوا إِذا أَراد أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام، وهي القداح، وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي، وعلى الآخر نهاني ربي، وعلى الآخر غُفْل، فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه، وإِن خرج نهاني أَمسك، وإِن خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو النهي، وقد تكرّر في الحديث.
وقاسَمْتُه المال: أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ قِسْمه.
وقَسِيمُك: الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه، والجمع أَقسِماء وقُسَماء.
وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه.
ويقال: هذه الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها.
وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا قَسِيم النار؛ قال القتيبي: أَراد أَن الناس فريقان: فريق معي وهم على هُدى، وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج، فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف عليّ في النار.
وقَسِيم: فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل، كالسَّمير والجليس والزَّميل؛ قيل: أَراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله.
وتَقاسَما المال واقتَسَماه، والاسم القِسْمة مؤَنثة.
وإِنما قال تعالى: فارزقوهم منه، بعد قوله تعالى: وإِذا حضَر القِسْمة، لأَنها في معنى الميراث والمال فذكَّر على ذلك.
والقَسَّام: الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها، وفي المحكم: الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس؛ قال لبيد: فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنما قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها (* رواية المعلقة: فاقنع بما قسم المليكُ، فإنما قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها) عنى بالمليك الله عز وجل. الليث: يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً وقِسْمة.
والقِسْمة: مصدر الاقْتِسام.
وفي حديث قراءة الفاتحة: قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه، وقد جاءت مفسرة في الحديث، وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء، وانتهاء الثناء عند قوله: إِياك نعبد، وكذلك قال في إِياك نستعين: هذه الآية بيني وبين عبدي.
والقُسامة: ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له.
وفي الحديث: إِياكم والقُسامة، بالضم؛ هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً، كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً، وذلك حرام؛ قال الخطابي: ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم، وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً أَمسك منه لنفسه نصيباً يستأْثر به عليهم، وقد جاء في رواية أُخرى: الرجل يكون على الفِئام من الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا.
وأَما القِسامةُ، بالكسر، فهي صنعة القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة.
والقُسامةُ: الصَّدقة لأَنها تُقسم على الضعفاء.
وفي الحديث عن وابِصة: مثَلُ الذي يأْكل القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً؛ قال ابن الأَثير: جاء تفسيرها في الحديث أَنها الصدقة، قال: والأَصل الأَوَّل. ابن سيده: وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء، ولا يجمع، وهو من القِسْمة.
وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا، وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا.
ونَوىً قَسُومٌ: مُفَرِّقة مُبَعَّدة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها نَوىً، يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ، قَسوم (* قوله «وانقلبت» كذا في الأصل، والذي في المحكم: وانفلتت). أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له.
والتقْسِيم: التفريق؛ وقول الشاعر يذكر قِدْراً: تُقَسِّم ما فيها، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ فَذاكَ، وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري قال أَبو عمرو: قَسَّمت عَمَّت في القَسْم، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابن الأََعرابي: القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين، وجمعها قَسامات، والقَسم الرَّأْي، وقيل: الشكُّ، وقيل: القَدَرُ؛ وأَنشد ابن بري في القَسْم الشَّكِّ لعدي بن زيد: ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْـ ـمُ فأَعدَتْه، والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَم أَمرَه قَسْماً: قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل، وقيل: قَسَمَ أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه. يقال: هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه؛ قال لبيد: فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه: أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ ويقال: قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله. أَبو سعيد: يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين، وفي موضع آخر: تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه.
ويقال: فلان جَيِّد القَسْمِ أَي جيِّد الرأْي.
ورجل مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم.
والقَسَمُ، بالتحريك: اليمين، وكذلك المُقْسَمُ، وهو المصدر مثل المُخْرَج، والجمع أَقْسام.
وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه: حلَف له.
وتَقاسمَ القومُ: تحالفوا.
وفي التنزيل: قالوا تَقاسَمُوا بالله.
وأَقْسَمْت: حلفت، وأَصله من القَسامة. ابن عرفة في قوله تعالى: كما أَنزلنا على المُقْتَسِمين؛ هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما.
والقَسامة: الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون.
وفي الحديث: نحن نازِلُون بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر؛ تقاسموا: من القَسَم اليمين أَي تحالفوا، يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم. ابن سيده: والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون، ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم.
وفي حديثٍ: الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء الدمِ. أَبو زيد: جاءت قَسامةُ الرجلِ، سمي بالمصدر.
وقَتل فلان فلاناً بالقَسامة أَي باليمين.
وجاءت قَسامة من بني فلان، وأَصله اليمين ثم جُعِل قَوْماً.
والمُقْسَمُ: القَسَمُ.
والمُقْسَمُ: المَوْضِع الذي حلف فيه.
والمُقْسِم: الرجل الحالف، أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً. قال الأَزهري: وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد على قتل القاتل إِياه بينة عادلة كاملة، فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتله ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة، وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة ثقة أَن فلاناً قتله، أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما عداوة ظاهرة قبل ذلك، فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما شَرَكه في دمه أَحد، فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم، فإِن أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ، وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ الدية من مال المدّعى عليه، وهذا جميعه قول الشافعي.
والقَسامةُ: اسم من الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع المصدر، ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة، وإِن لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ، وقيل: يحلف يميناً واحدة.
وفي الحديث: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من غيرهم فقال: رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم؛ قال ابن الأَثير: القَسامة، بالفتح، اليمين كالقسَم، وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف قاتله، فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً، ولا يكون فيهم صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد، أَو يُقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم، فإِن حلف المدعون استحقوا الدية، وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم الدية، وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة، وقد جاءت على بِناء الغَرامة والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد.
وفي حديث الحسن: القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها وقد قرّرها الإِسلام، وفي رواية: القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية، كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام.
والقَسامُ: الجَمال والحُسن؛ قال بشر بن أَبي خازم: يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ؛ وقال باعث ابن صُرَيْم اليَشْكُري، ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو الصحيح:ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ، كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها، فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ، تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ فَقُلْتُ لها: إِنْ لا تَناهَي، فإِنَّني أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد: كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم وقال: قال أَبو زيد: سمعت بعض العرب ينشده: كأَنْ ظبيةٌ؛ يريد كأَنها ظبية فأَضمر الكناية؛ وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق: بأَحْسَنَ منها، وقامَتْ تريـ ـك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما أَي حُسْناً.
وفي حديث أُم معبد: قَسِيمٌ وَسِيم؛ القَسامةُ: الحسن.
ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال.
ويقال لحُرِّ الوجه: قَسِمة، بكسر السين، وجمعها قَسِماتٌ.
ورجل مُقَسَّمٌ وقَسِيم، والأُنثى قَسِيمة، وقد قَسُم. أَبو عبيد: القَسام والقَسامة الحُسْن.
وقال الليث: القَسِيمة المرأَة الجميلة؛ وأَما قول الشاعر (* قوله «الشاعر» هو عنترة): وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ فقيل: هي طلوع الفجر، وقيل: هو وقت تَغَير الأَفواه، وذلك في وقت السحر، قال: وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار، وقد قيل في هذا البيت إِنه اليمين، وقيل: امرأَة حسَنة الوجه، وقيل: موضع، وقيل: هو جُؤْنة العَطَّار؛ قال ابن سيده: والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة العطار قَسِمة، فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة، قال: والقَسِيمة السُّوقُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يُفسِّر به قول عنترة؛ قال ابن سيده: وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به؛ وقول العجاج: الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ، باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن، يعني مَقام إِبراهيم، عليه السلام، كأَنه قُسِّم أَي حُسِّن؛ وقال أَبو ميمون يصف فرساً: كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن، مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ.
وشيء قَسامِيٌّ: منسوب إِلى القَسام، وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ، فقال: إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا أَراد أُبوّة والدين.
والقَسِمةُ: الحُسن.
والقَسِمةُ: الوجهُ، وقيل: ما أَقبل عليك منه، وقيل: قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر.
وقيل: الأَنفُ وناحِيتاه، وقيل: وسَطه، وقيل: أَعلى الوَجْنة، وقيل: ما بين الوَجْنتين والأَنف، تكسر سينها وتفتح، وقيل: القَسِمة أَعالي الوجه، وقيل: القَسِمات مَجارِي الدموع، والوجوه، واحدتها قَسِمةٌ.
ويقال من هذا: رجل قَسِيم ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً. ابن سيده: والمُقْسَم موضع القَسَم؛ قال زهير:فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء وقيل: القَسِماتُ مجاري الدموع؛ قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي: وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم، كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ، وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ، وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها، وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ وقيل: القَسِمةُ ما بين العينين؛ روي ذلك عن ابن الأَعرابي، وبه فسر قوله دنانيراً على قَسِماتهم؛ وقال أَيضاً: القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق الحاجب، وفتح السين لغة في ذلك كله. أَبو الهيثم: القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين.
والقَسامِيّ: الحَسَن، من القسامة.
والقَسامِيُّ: الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على طيه؛ قال رؤبة: طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب، طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب ورأَيت في حاشية: القَسَّامُ المِيزان، وقيل: الخَيّاطُ.
وفرس قَسامِيٌّ أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو، من آخرَ، رَباعٍ؛ وأَنشد الجَعْدي يصف فرساً: أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ، وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا وفرس قَسامِيٌّ: منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة؛ وفيه يقول الجعدي: أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل، خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا أَي فَرْدٌ.
وقال ابن خالويه: اسم الفرس قَسامة، بالهاء؛ وأَما قول النابغة يصف ظبية: تَسَفُّ برِيرَه، وتَرُودُ فيه إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ قيل: القَسامة شدّة الحرّ، وقيل: إِن القسام أَول وقت الهاجرة، قال الأَزهري: ولا أَدري ما صحته، وقيل: القسام وقت ذُرور الشمس، وهي تكون حينئذ أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً، وأَصل القَسام الحُسن؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب عندي؛ وقول ذي الرمة: لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً، ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ يقول: إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة، يعني حالاتِ شبابه، حالاً واحداً وأَمراً واحداً، يعني الكِبَر والشيب؛ قال ابن بري: يقول كنت لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم، وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق، وأَن الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ (* قوله: وأن الشعب إلخ؛ هكذا في الأصل).
والقَسُومِيَّات: مواضع؛ قال زهير: ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ، ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ (* قوله «ضحوا قليلاً إلخ» أنشده في التكملة ومعجم ياقوت: وعرسوا ساعة في كثب اسنمة).
وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم: أَسماء.
والقَسْم: موضع معروف.
والمُقْسِم: أَرض؛ قال الأَخطل: مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل، سَعْيُهُم بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي: القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما، أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه.

يمن (لسان العرب) [0]


اليُمْنُ: البَركةُ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث.
واليُمْنُ: خلاف الشُّؤم، ضدّه. يقال: يُمِنَ، فهو مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ. ابن سيده: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن، وإنَّه لمَيْمونٌ عليهم.
ويقال: فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به، وجمع المَيْمونِ مَيامِينُ.
وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، والله الْيَامِنُ. الجوهري: يُمِن فلانٌ على قومه، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مثل شُئِمَ وشَأَم.
وتَيَمَّنْتُ به: تَبَرَّكْتُ.
والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، ويروى لخُزَزَ بن لَوْذَانَ. لا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَا ءِ الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم وكَذَاك لا شَرٌّ ولا خَيْرٌ، على أَحدٍ، بِدَائم ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا أَغْدُو على وَاقٍ وحائم فإذَا الأَشائِمُ . . . أكمل المادة كالأَيا مِنِ، والأَيامنُ كالاشائم وقول الكيمت: ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ يعني في انتسابها إلى اليَمَن، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن.
ويقال: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛ قال زُهَير: وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ ورجل أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، والجمع أَيامِنُ.
ويقال: قَدِمَ فلان على أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن.
وفي الصحاح: قدم فلان على أَيْمَن اليَمِين أَي اليُمْن.
والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ.
وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على أَنفسهم غير مَشَائيم، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ.
واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن، بالتشديد بلا هاء.
وقوله في الحديث: إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع أَمره ما استطاع؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن.
وفي الحديث: فأَمرهم أَن يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً.
وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم؛ أَي عن يمينه. ابن سيده: اليَمينُ نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ ويَمَائنُ.
وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص: هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ عَزِيزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهيثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله كافٍ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فهو مَيْمون، قال: واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر؛ وأَنشد: بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ قال: فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ، وجعل العَيْنَ عزيزاً والصاد صادقاً، والله أَعلم. قال اليزيدي: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا مَيْمونٌ عليهم، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ يَمْناً ويَمْنةً، وكذلك شَأَمْتُهُم.
وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ على شَمائلهم، ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً.
والعرب تقول: أَخَذَ فلانٌ يَميناً وأَخذ يساراً، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً.
ويامَنَ فلان: أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكيت: يامِنْ بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنْ بهم ولا تَياسَرْ بهم؛ ويقال: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين، ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ.
واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة.
ويقال: قَعَدَ فلان يَمْنَةً.
والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خلاف الأَيْسَر والمَيْسَرة.
وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم ويُلْثَم.
وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم.
وفي حديث صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ في مَلَكَتِه، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما؛ وأَما قوله: قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا، قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا: هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا قال ابن سيده: عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ، ثم جمع أَيْماناً على أَيامِين، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر: فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الآخر: جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور جَمَع صارِياً على صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ، ثم جمعه على صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول أَيامينينا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف الثاني أَو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أَراد أَن يبني قوله أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين؛ ونظير هذه التسوية قول الشاعر: قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء، كقولهم سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل، لكن أَراد أَن يبني بين (* قوله «يبني بين» كذا في بعض النسخ، ولعل الأظهريسوي بين كما سبق). دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو العَرُوضَيْن فَعُولُن، قال: وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف؛ وأَما قوله: قالت، وكنتُ رجُلاً فَطِينا فإن قالت هنا بمعنى ظنت، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى مفعولين، وذلك في لغة بني سليم؛ حكاه سيبويه عن الخطابي، ولو أَراد قالت التي ليست في معنى الظن لرفع، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن إلاَّ بني سُلَيم، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ (* قوله «وهي اليمنى فلا تكسر» كذا بالأصل، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة لنقصهما). قال الجوهري: وأَما قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه حين ذكر ما كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته، وأَنه واخْتاً له خرجا يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما، قال: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ، فيقال: إنه أَراد بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث؛ قال ابن بري: الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة، وهي تصغير يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة؛ يقال: أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه الطعام بيمينه ويده مبسوطة.
ويقال: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه بيده مبسوطة، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة، ثم سمي الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين، كما سَمَّوا الحَلِفَ يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين؛ قال: ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً تَصْغِيرَ الترخيم، ثم ثنَّاه، وقيل: الصواب يَمَيِّنَيْها، تصغير يمين، قال: وهذا معنى قول أَبي عبيد. قال: وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى، على ما ذكره من إبدال التاء من الياء الأُولى. قال أَبو عبيد: وجه الكلام يُمَيِّنَيها، بالتشديد، لأَنه تصغير يَمِينٍ، قال: وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء. قال ابن سيده: وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين، لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم، وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع الكفين، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها، فهاتان يمينان؛ قال شمر: وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها، قال: وهكذا قال يزيد بن هرون؛ قال شمر: والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قال: وسعت من لقيت في غطفانَ يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، وإن حَشَى له بيده فهي الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قال: وهذا هو الصحيح؛ قال أَبو منصور: والصواب عندي ما رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها، وهو صحيح كما روي، وهو تصغير يَمْنَتَيْها، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ؛ قال: وهذا أَحسن الوجوه مع السماع.
وأَيْمَنَ: أَخَذَ يَميناً.ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذهب به ذاتَ اليمين.
وحكى سيبويه: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين، قال: وسَلَّمُوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه؛ وقول أَبي النَّجْم: يَبْري لها، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ، ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ (* قوله «يبري لها» في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي للممدوح، وبعده: خوالج بأسعد أن أقبل والرجز للعجاج). يقول: يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر: فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً، بعدما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب. قال أَبو منصور: اليَمينُ في كلام العرب على وُجوه، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ.
واليَمِينُ: القُوَّة والقُدْرة؛ ومنه قول الشَّمّاخ: رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ، تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ أَي بالقوَّة.
وفي التنزيل العزيز: لأَخَذْنا منه باليَمين؛ قال الزجاج: أَي بالقُدْرة، وقيل: باليد اليُمْنَى.
واليَمِينُ: المَنْزِلة. الأَصمعي: هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: وقوله تلقَّاها عَرابة باليمين، قيل: أَراد باليد اليُمْنى، وقيل: أَراد بالقوَّة والحق.
وقوله عز وجل: إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل، وقيل: معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد، والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك لأَنه من ناحية الشمال؟ وكذلك قيل في قوله تعالى: ثم لآتِيَنَّهم من بين أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم؛ قيل في قوله وعن أَيمانهم: من قِبَلِ دينهم، وقال بعضهم: لآتينهم من بين أَيديهم أَي لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، ومن خلفهم حتى يكذبوا بأَمر البعث، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك، وإن كانت اليدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل بغيرهما.
وأَما قوله تعالى: فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين؛ ففيه أَقاويل: أَحدها بيمينه، وقيل بالقوَّة، وقيل بيمينه التي حلف حين قال: وتالله لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين.
والتَّيَمُّنُ: الموت. يقال: تَيَمَّنَ فلانٌ تيَمُّناً إذا مات، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في قبره؛ قال الجَعْدِيّ (* قوله «قال الجعدي» في التكملة: قال أبو سحمة الأعرابي): إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ (* قوله «وجلده» ضبطه في التكملة بالرفع والنصب). عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ، والتَّيَمُّن: أَ يُوَسَّدَ يمِينَه في قبره. ابن سيده: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه الأَيْمن في القبر؛ قال الشاعر: إذا الشيخُ عَلْبى، ثم أَصبَحَ جِلْدُه كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ (* لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة).
وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ.
واليَمَنُ: ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمانٍ، على نادر النسب، وأَلفه عوض من الياء، ولا تدل على ما تدل عليه الياء، إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً، فإن سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس، وكذلك جميع هذا الضرب، وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه، وعلى هذا ذهب اليَمَنَ، وإنما يجوز على اعتقاد العموم، ونظيره الشأْم، ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة.
وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا: أَتَوا اليَمن؛ وقول أَبي كبير الهذلي: تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه، إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ إمّا أَن يكون على النسب، وإِما أَن يكون على الفعل؛ قال ابن سيده: ولا أََعرف له فعلاً.
ورجل أَيْمَنُ: يصنع بيُمْناه.
وقال أَبو حنيفة: يَمَنَ ويَمَّنَ جاء عن يمين.
واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان.
وفي الحديث: يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له. الجوهري: وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف وصل عند أَكثر النحويين، ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها؛ قال: وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب الأَلف في الوصل؛ قال نُصَيْبٌ: فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ: نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي، ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك.
وفي حديث عروة بن الزبير أَنه قال: لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنت سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ، وربما حذفوا منه النون قالوا: أَيْمُ الله وإيمُ الله أَيضاً، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أَمُ اللهِ، وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونَها لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ، وربما قالوا مُنُ الله، بضم الميم والنون، ومَنَ الله بفتحها، ومِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أَهل الكوفة يقولون أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر، قال ابن سيده: وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فحذفوا، ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ الله، واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جني: أَما أَيْمُن في القسم ففُتِحت الهمزة منها، وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل إلا في القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف، وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى، ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به وأَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوي شبه الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف، ومما يجيزه القياس، غير أَنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من الخبر.
واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحياني.
وقال في حديث عروة بن الزبير: لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ، وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون بها. قال أَبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِينُ الله لا أَفعل؛ وأَنشد لامرئ القيس: فقلتُ: يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً، ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي أَراد: لا أَبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما قال زهير: فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ ثم يحلفون بأيْمُنِ الله، فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا، وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا، وأَيْمُنْك يا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلى هذا قال عروة لَيْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله، ثم كثر في كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا: لم يَكُ، وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ؛ قال الجوهري: وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقالا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول، إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك لمَ ضمَّت النون، قال: والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ ثانٍ، فقيل وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء.
وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى: الله لا إله إلا هو؛ كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم.
وقال غيره: العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله، الأَصل أَيْمُنُ الله، وقلبت الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ، وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف فقالوا مُ الله ليفعلن كذا، وهي لغات كلها، والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن الله. قال الجوهري: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه، لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَلا ترى أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال؟ وقال بعضهم: قيل للحَلِفِ يمينٌ باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا، ولذلك قال عمر لأَبي بكر، رضي الله عنهما: ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك. قال أَبو منصور: وهذا صحيح، وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى، كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غير أَني لم أَسمع يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب، والله أَعلم.
واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود اليمن؛ قال: واليُمْنَةَ المُعَصَّبا.
وفي الحديث: أَنه عليه الصلاة والسلام، كُفِّنَ في يُمْنة؛ هي، بضم الياء، ضرب من برود اليمن؛ وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن عَمَّار: يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا، ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه وقال ربيعة الأَسدي: إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ وفي هذه القصيدة: إنْ يَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة، كما قيل لناحية الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة؛ وقال أَبو عبيد: إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة.
ويقال: إن مكة من أَرض تِهامَةَ، وتِهامَةُ من أَرض اليَمن، ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية، ولهذا سمي ما وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ، فمكة على هذا التفسير يَمَانية، فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، على هذا؛ وفيه وجه آخر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ بينه وبين اليَمن، فأَشار إلى ناحية اليَمن، وهو يريد مكة والمدينة أَي هو من هذه الناحية؛ ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل من قيس: وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ، ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي وذلك أَنه كان مما يلي اليمن؛ وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس: طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها، ولهذا قالوا سُهَيْلٌ اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ. قال أَبو عبيد: وذهب بعضهم إلى أَنه، صلى الله عليه وسلم، عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ، وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم، قال: وهو أَحسن الوجوه؛ قال: ومما يبين ذلك حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن: أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ.
وقولهم: رجلٌ يمانٍ منسوب إلى اليمن، كان في الأَصل يَمَنِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة، وكذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان في الأَصل شأْمِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة، وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً وقالوا تَهامٍ. قال الأَزهري: وهذا قول الخليل وسيبويه. قال الجوهري: اليَمَنُ بلادٌ للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ ويَمانٍ، مخففة، والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول يمانيّ، بالتشديد؛ قال أُميَّة ابن خَلَفٍ: يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً، ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ وقال آخر: ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها، وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ وقوم يَمانية ويَمانُون: مثل ثمانية وثمانون، وامرأَة يَمانية أَيضاً.
وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ، وكذلك إذا أَخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً، ولا تقل تَيامَنْ بهم، والعامة تقوله.
وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إلى اليمن.
ويامَنَ القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن. قال ابن الأَنباري: العامة تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب، إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌغُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ الشأْم.
ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ ويَمَنٌ، وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ.
والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن (* قوله «والتيمني أبو اليمن» هكذا بالأصل بكسر التاء، وفي الصحاح والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن ا هـ. أي بفتحها) ، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ.
وأَيْمُنُ: إسم رجل.
وأُمُّ أَيْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة.
وأَيْمَنُ: موضع؛ قال المُسَيَّبُ أَو غيره: شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ