المصادر:  


تقلب (المعجم الوسيط) [50]


 فِي الْأُمُور تصرف فِيهَا كَيفَ شَاءَ يُقَال فلَان يتقلب فِي أَعمال السُّلْطَان وَفِي نعمائه وَفِي الْبِلَاد تنقل 

تقلقل (المعجم الوسيط) [50]


 تحرّك وَفِي الْبِلَاد تقلب فِيهَا 

قلب (الصّحّاح في اللغة) [50]


القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر به عن القلب. قال الفراء في قوله تعالى: "إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قَلْبٌ": أي عقل.
وقَلَبْتُ الشيء فانقلبَ، أي انكبَّ.
والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف.
وقلَّبته بيدي تقليباً. الشيء ظَهراً لبطنٍ، كالحيَّة تتقلَّب على الرَمْضاء.
وقَلَبْتُ القومَ، كما تقول صَرَفْتُ الصِبيان، عن ثعلب.
وقَلَبْتُهُ، أي أصبت قلبه.
وقَلَبْت النخلةَ: نزعت قِلْبَها.
وقَلَبَت البُسْرَةُ، إذا احمرَّت.
وأقْلَبَت الخُبْزَةُ، إذا حان لها أن تُقْلَبَ. قال الأصمعيّ: القُلابُ: داءٌ يأخذ البعير فيشتكي منه قَلبه فيموت من يومه، يقال بعير مقلوب، وقد قُلِبَ قُلاباً، وناقة مقلوبة.
وأقْلَبَ الرجُل، إذا أصاب لإبله ذلك.
وقولهم: ما به قَلَبَةٌ، أي ليست به عِلَّةٌ. قال . . . أكمل المادة الفراء: هو مأخوذ من القُلابِ.
وقَلْبُ العقرب: منزِلٌ من منازل القمر وهو كوكبٌ نَيًّرٌ وبجانبه كوكبان.
وقولهم: هو عربيٌّ قَلْبٌ، أي خالص؛ يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث والجمع؛ وإن شئت قلت امرأة قَلْبَةٌ وثنَّيتَ وجمعتَ.
وقَلْبُ النخلة: لُبُّها، وفيه ثلاث لغات: قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ، والجمع القِلَبَة.
والقُلْبُ من السِوارِ: ما كان قلباً واحداً.
والقُلْبُ أيضاً: حيَّة تشبَّه به.
والمِقْلَبُ: الحديدة التي تُقلبُ بها الأرض للزراعة.
وقولهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ، أي محتالٌ بصير بتقليب الأمور.
والقِلِّيبُ: الذئبُ، وكذلك القِلَّوبُ.
والقالَبُ، بالفتح: قالَبُ الخُفّ وغيره.
والقالِبُ، بالكسر: البُسْرُ الأحمر.
والقَليب: البئر قبل أن تُطْوى، تذكَّر وتؤنَّث، وقال أبو عبيدة: هي البئر العاديَّة القديمة؛ وجمع القلَّة أقْلِبَةٌ، والكثير: قُلُبٌ. قال الشاعر:
بها قُلُـب عـاديَّةٌ وكِـرارُ      وما دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّب

وقد شبَّه العجَّاج بها الجِراحات فقال:
      عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي من سَبَرْ

قلب (لسان العرب) [50]


القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه. قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة.
وقد انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ. الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ.
وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً، وكلام مَقْلوبٌ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب.والقَلْبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِـبُه عن وَجْهه الذي يُريده.
وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها.
وفي التنزيل العزيز: وقَلَّبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم. في الأُمور وفي البلاد: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ.
وفي التنزيل العزيز: فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد. معناه: فلا يَغْرُرْكَ سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ.
ورجل قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ . . . أكمل المادة كيف شاءَ. ظهراً لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ: تَحَوَّل.
وقولُهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ، بصير بتَقْليبِ الأُمور.
والقُلَّبُ الـحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأُمُورَ، ويحْتال لها.
وروي عن مُعاوية، لما احْتُضِرَ: أَنه كان يُقَلَّبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه، فقال: إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لو وُقيَ هَوْلَ الـمُطَّلَعِ؛ وفي النهاية: إِن وُقيَ كُبَّةَ النار، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وكان مُحْتالاً في أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ. تعالى: تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار؛ قال الزجاج: معناه تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ. قال: ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة، ازدادَ بصيرة، ورأَى ما وُعِدَ به، ومن كانَ قلبه على غير ذلك، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث، فعَلِم ذلك بقلبه، وشاهَدَه ببصره؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار.
ويقال: قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عند الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد: قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِـبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَقْلَبها: لغة عن اللحياني، وهي ضعيفة.
وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حان لها أَن تُقْلَبَ. العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ.
والقَلَبُ، بالتحريك: انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وفي الصحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا.
وشَفَة قَلْباءُ: بَيِّنَةُ القَلَب، ورجل أَقْلَبُ.
وفي المثل: اقْلِبـي قَلابِ؛ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه، فيَضَعُه حيث شاءَ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عليه، فقال: ما تقول ياجرير؟ وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه، فقال: ذكرتُ أَبا بكر وفضله، فقال عمر: اقْلِبْ قَلاَّبُ، وسكتَ؛ قال ابن الأَثير: هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فيتداركها بأَن يَقْلِـبَها عن جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها؛ يريد: اقْلِبْ يا قَلاَّبُ! فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ، وهو غريب؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام.
وقَلَبْتُ القومَ، كما تقولُ: صَرَفْتُ الصبيانَ، عن ثعلب.
وقَلَبَ الـمُعَلِّم الصبيان يَقْلِـبُهم: أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم؛ وأَقْلَبَهم: لغةٌ ضعيفةٌ، عن اللحياني، على أَنه قد قال: إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو: قَلَبْتُه، بغير أَلف.
وفي حديث أَبي هريرة: أَنه كان يقالُ لـمُعَلِّم الصبيان: اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى منازلهم.
والانْقِلابُ إِلى اللّه، عز وجل: المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وقد قَلَبه اللّهُ إِليه؛ هذا كلامُ العرب.
وحكى اللحياني: أَقْلَبه؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ: أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه، ومُقْلَبَ أَوليائه، فقالها بالأَلف.
والـمُنْقَلَبُ يكون مكاناً، ويكون مصدراً، مثل الـمُنْصَرَف.
والـمُنْقَلَبُ: مَصِـيرُ العِـبادِ إِلى الآخرة.
وفي حديث دعاءِ السفر: أَعوذُ بِكَ من كآبة الـمُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر، والعَوْدِ إِلى الوَطَن؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه.
والانْقِلابُ: الرجوعُ مطلقاً؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِـيدٍ، حين وُلِدَ: فاقْلِـبُوه، فقالوا: أَقْلَبْناه يا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في صحيح مسلم، وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه.
وقَلَبه عن وجهه: صَرَفَه؛ وحكى اللحيانيُّ: أَقْلَبه، قال: وهي مَرْغُوبٌ عنها.
وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ: حَوَّله؛ وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه.
وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَبْتُ.
وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي، قال الفراءُ: هو مأْخوذ من القُلابِ: داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها، فيَقْلِـبُها إِلى فوق؛ قال النمر: أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِـبه، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقلبِ من قَلَبَهْ أَي بَرِئْتُ من داءِ الـحُبِّ؛ وقال ابن الأَعرابي: معناه ليست به علة، يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه. تقول: ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ له، فيُنْظَرُ إِليه؛ وقال الطائي: معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه، فَيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه على فراشه. الليث: ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة.
وفي الحديث: فانْطَلَق يَمشي، ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة؛ وقال الفراءُ: معناه ما بهِ علة يُخْشى عليه منها، وهو مأْخوذ مِن قولهم: قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه وَجَعٌ في قلبه، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه؛ وقال ابن الأَعرابي: أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ منه حافرُه؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ يصف فرساً: ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، * ولا لِـحَبْلَيْه بها حَبارُ أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها.
وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ منها.
والقَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني.
وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً.
وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
وَرُوي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة، والأَفْئِدَةَ باللِّين.
وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قلبه؛ وأَنشد بعضهم: لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ وقيل: القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما، لاختلاف اللفظين تأْكيداً.
وقال بعضهم: سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد: ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب! وقال اللّه تعالى: ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم. قال الأَزهري: ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها، شَحْمَها وحِجابَها: قَلْباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛ قال: ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه.
وقَلَبه يَقْلِـبُه ويَقْلُبه، الضم عن اللحياني وحدَه: أَصابَ قَلْبَه، فهو مَقْلُوب، وقُلِبَ قَلْباً: شَكا قَلْبه.
والقُلابُ: داءٌ يأْخذ في القَلْبِ، عن اللحياني.
والقُلابُ: داءٌ يأْخُذُ البعير، فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه، يقال: بعير مَقْلُوبٌ، وناقة مَقْلوبة. قال كراع: وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب، والكُباد من الكَبِدِ، والنُّكاف من النَّكَفَتَيْن، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الـحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي. وقد قُلِبَ قِلاباً؛ وقيل: قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات.
وأَقْلَبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم القُلابُ. الأَصمعي: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فهو مَقْلُوب، وقد قُلِبَ قِلاباً.
وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها: لُبُّها، وشَحْمَتُها، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وفيه ثلاث لغات: قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ.
وقال أَبو حنيفة مَرَّة: القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، وأَشدُّه بياضاً، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها، واحدته قُلْبة، بضم القاف، وسكون اللام، والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ.
وقَلَبَ النخلة: نَزَع قُلْبَها.
وقُلُوبُ الشجر: ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها.
وفي الحديث: أَن يحيـى بن زكريا، صلوات اللّه على نبينا وعليه، كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضم، للفَرْق.
وقَلْبُ النخلة: جُمَّارُها، وهي شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْباً لبياضه. شمر: يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة، ويُجْمَع قِلَبةً. التهذيب: القُلْبُ، بالضم، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب.
والقَلْبُ: هو الجُمَّارُ، وقَلْبُ كلّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تقول: جئْتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ.
وفي الحديث: إِن لكلِّ شيءٍ قَلْباً، وقلبُ القرآن يس.
وقَلْبُ العقْرب: منزل من منازل القَمَر، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كوكبان.
وقولهم: هو عربيّ قَلْبٌ، وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص، تقول منه: رجل قَلْبٌ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة: قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ، * يُرْمَى الـمَقانبُ عنها والأَراجِـيلُ ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ: مَحْضُ النسَبِ، يستوي فيه المؤَنث، والمذكر، والجمع، وإِن شئت ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ؛ قال سيبويه: وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصفة والمصدر، والصفة أَكثرُ.
وفي الحديث: كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش.
وقيل: أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالى: لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ.
والقُلْبُ من الأَسْوِرَة: ما كان قَلْداً واحداً، ويقولون: سِوارٌ قُلْبٌ؛ وقيل: سِوارُ المرأَة.
والقُلْبُ: الحيةُ البيضاءُ، على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة.
وفي حديث ثَوْبانَ: أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ والحسين، عليهم السلام، بقُلْبَيْن من فضة؛ القُلْبُ: السوار.
ومنه الحديث: أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، في قوله تعالى: ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها؛ قالت: القُلْبُ، والفَتَخَةُ.
والـمِقْلَبُ: الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة.
وقَلَبْتُ الـمَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِـبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه.
والقُلَيْبُ، على لفظ تصغير فَعْلٍ: خَرَزة يُؤَخَّذُ بها، هذه عن اللحياني.
والقِلِّيبُ، والقَلُّوبُ، والقِلَّوْبُ، والقَلُوبُ، والقِلابُ: الذئبُ، يَمانية؛ قال شاعرهم: أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ، * أَكِـيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض الـمَذانبِ والقَلِـيبُ: البئرُ ما كانت.
والقليبُ: البئر، قبل أَن تُطْوَى، فإِذا طُوِيَتْ، فهي الطَّوِيُّ، والجمع القُلُبُ.
وقيل: هي البئر العاديَّةُ القديمةُ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ، ولا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري، تُذكَّر وتؤَنث؛ وقيل: هي البئر القديمة، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ. ابن شميل: القَلِـيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِـيّ، مَطْويَّةٌ أَو غير مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ.
وقال شمر: القَلِـيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ. قال: وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها.
وقال ابن الأَعرابي: القَلِـيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا، والجمع أَقْلِـبةٌ؛ قال عنترة يصف جُعَلاً: كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً، * هَدُوجاً بينَ أَقْلِـبةٍ مِلاحِ وفي الحديث: أَنه وقَفَ على قَلِـيبِ بَدْرٍ. القَلِـيبُ: البئر لم تُطْوَ، وجمع الكثير: قُلُبٌ؛ قال كثير: وما دامَ غَيْثٌ، من تِهامةَ، طَيِّبٌ، * بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ والكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للـحِسْيِ.
والعاديَّة: القديمةُ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال: عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وقيل: الجمع قُلُبٌ، في لغة مَنْ أَنـَّثَ، وأَقْلِـبةٌ وقُلُبٌ جميعاً، في لغة مَن ذَكَّر؛ وقد قُلِـبَتْ تُقْلَبُ. القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه .
وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قال ابن الأَعرابي: القُلْبةُ الـحُمْرَةُ. الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب: القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ يقال منه: قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ.
وقال أَبو حنيفة: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهي القالِبُ.
وشاة قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها.
وفي الحديث: أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب، قال لموسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لَكَ من غَنَمِـي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين. تفسيره في الحديث: أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب.
وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهَه، في صفة الطيور: فمنها مغموس في قالِـَبِ لونٍ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه. أَبو زيد: يقال للبليغ من الرجال: قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وقد طَبَّقَ الـمَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ.
وفي الحديث: كان نساءُ بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، وهو نَعْل من خَشَب كالقَبْقابِ، وتُكسَر لامه وتفتح.
وقيل: انه مُعَرَّب.
وفي حديث ابن مسعود: كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بهما.
والقالِبُ والقالَبُ: الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها، وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه، دَخِـيل.
وبنو القلَيْب: بطن من تميم، وهو القُلَيْبُ بنُ عمرو ابن تميم.
وأَبو قِلابةَ: رجلٌ من المحدّثين.

قلب (مقاييس اللغة) [50]



القاف واللام والباء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلّ على خالِص شَيءٍ وشَريفِه، والآخَرُ على رَدِّ شيءٍ من جهةٍ إلى جهة.فالأوَّل القَلْبُ: قلب الإنسان وغيره، *سمِّي لأنَّه أخْلصُ شيء فيه وأرفَعُه.
وخالِصُ كلِّ شيءٍ وأشرفُه قَلْبُه.
ويقولون: عربيٌّ قَُلْبٌ. قال:
[فلا] تُكثِروا فيها الضَّجَاجَ فإنَّني      تخيَّرتُها منهم زُبيرِيّةً قَُلْبَا

والقُلاَب: داء يصيب البعير فيَشْتَكِي قَلْبَه.
والقُلْبُ من الأَسورة: ما كان قُلْباً واحداً لا يُلوَى عليه غيرُه.
وهو تشبيهٌ بقُلْب النَّخْلة. ثم شبِّه الحَيَّة بالقُلْب من الحَلْي فسمِّي قُلْباً.
والقَلْب: نجمٌ يقولون إنه قَلْبُ العَقرب. [و] قَلَبْتُ النَّخلةَ: نَزَعت قَلْبها.والأصل الآخر قَلَبْتُ الثَّوبَ قَلْباً.
والقَلَب: انقلابُ الشَّفَة، وهي قَلْباءُ وصاحبُها أَقْلَب.
وقَلَبْتُ الشَّيء: كبَبتُه، وقلَّبته بيديَّ تقليباً.
ويقال: أقْلَبَتِ . . . أكمل المادة الخُبْزةُ، إذا حان لها أن تُقْلَب. ما به قَلبَةٌ، قالوا: معناه ليست به عِلّة يُقْلب لها فيُنْظَر إليه.
وأنشدوا:
ولم يقلِّب أرضَها بيطارُ      ولا لحبلَيْهِ بها حُبَارُ

أي لم يقلِّب قوائمها من عِلَّةٍ بها.
والقَلِيب: البئرُ قبل أنْ تُطوَى؛ وإنّماسمِّيت قليباً لأنَّها كالشَّيء يقلَب من جهةٍ إلى جهة، وكانت أرضاً فلما حُفِرت صار ترابُها كأنَّه قُلِب. فإذا طُوِيت فهي الطَّوِيّ.
ولفظ القليب مذكَّر.
والحُوَّلُ القُلَّب: الذي يقلِّب الأمور ويحتال لها.
والقياس في جميع ما ذكرناه واحد. فأمَّا القِلِّيب والقِلّوْب فيقال إنَّه الذئب.
ويمكن أن يُحمَل على هذا القياس فيقال سمِّي بذلك لتقلُّبه في طلب مأكله. قال:
أَيَا جَحْمَتَا بَكِّي على أمِّ عامرٍ      أكيلةِ قِلَّوْبٍ بإحدى المَذَانبِ

ب - ق - ل (جمهرة اللغة) [50]


يعني أن الخيل تجذب الأعِنَّة فتصير كالقَبَل في العين. وأقبل الشيءُ إقبالاً، إذا ابتدأ بخير أو صلاح. والقابلة: التي تَقْبَل الصبيَّ إذا سقط من بطن أمه. وسئل أعرابي عن امرأة فقال: تركتها تَوَحْوَح بين القوابل، قال الشاعر: أطَوْرَين في عام غزَاة ورِحلةٌ ... ألا ليَّتَ قَيساً غرَّقته القوابلُ والقابِل: الذي يقبل دَلْوَ السّانية. قال الشاعر: وقابِلٌ يتغنَّى كلّما قَدَرَتْ ... على العَراقي يداه قائماً دَفَقا ويقال: عام قابل وليلة قابلة. وقبائل الرأس: شُعَبه التي تتّصل بينها الشؤون، وبه سُمِّيت قبائل العرب. وقِبال النَّعْل: معروف. ونَعْل مُقابَلة: لها قِبالان. والشاة والناقة المقابَلة: ضِدُّ المدابَرة. فالمقابَلة: التي تُشَقُّ أذُنها من قِبل وجهها والمدابَرة: التي تُشَق . . . أكمل المادة أذُنها من قِبَل قفاها. والشَّقّ: الإقبالة والإدبارة. والقُبْلة: خَرَزَة شبيهة بالفَلْكَة تعلَّق في أعناق الخيل. والقُبْلة: خَرَزَة من خَرَز نساء الأعراب اللواتي يؤخِّذن بهن الرجال يَقُلن في كلامهن: " يا قُبْلَة أَقْبِليه ويا كرارِ كُرِّيه " . وهكذا جاء الكلام، وإن كان الكلام ملحوناً عن العرب، لأن العرب تُجري الأمثال على ما جاءت ولا تستعمل فيها الإعراب. والقُبْلة: ما تتّخذه الساحرة لتُقْبِل بوجه الإنسان إلى صاحبه. والقِبْلَة: قِبْلة الصلاة. ويقال: ما لفلان قِبْلة، أي ما له جهة. والقَلْب، قلب الإنسان وغيره: معروف. والقَلْب: نجم من منازل القمر. قال الشاعر: بين السِّماك وبين قَلْبِ العَقْرَبِ وقَلْبُ النخلة وقُلْبها لغتان. ويُجْمَع قُلْب قِلَبَة. ومثل من أمثالهم: " ما الخوافي كالقِلَبَة ولا الخُنّاز كالثًّعَبَة " الخُنّاز: الوَزَغَة والثُّعَبَة: أغلظ من الوَزَغَة وأشد غُبرةً، تلسع لسعاً مُنْكراً وربما قتلت، والخوافي: ما دون القُلْب من سَعَفِ النخل يسمّيها أهل نجد: العَواهن. وقَلَّبْت النخلةَ: نزعت قلْبَها. وقَلْبُ كل شيء: خالصه، يقال: عربي قَلْب، أي خالص، وعربية قَلْبٌ. وقَلَبْت الشيء لوجهه قَلْباً، إذا كَبَبْتَه، وقلَّبته بيدي تقليباً. ومن أمثالهم: " إقْلِبْ قَلاّبُ " ، يُضرب للرجل الذي يقلَب لسانه فيضعه حيث يشاء. والقُلْب: السِّوار. قال الشاعر: تَخول خلاخيلُ النِّساء ولا أرى ... لرملةَ خَلخالاً يجول ولا قُلْبا والقُلاَب: داء يأخذ في القلب فلا يلبِّث. والقالَب: الذي يُصبّ فيه الشيء من صُفر أو غيره فيجيء مثله. والقَليب: الرَّكيّ مذكَّر. وأقْلَبَتِ الخبزة في المَلَّة، إذا نضج أحدُ وجهيها فاحتاجت أن تُقلب إلى الوجه الآخر. والقِلِّيب: الذئب لغة يمانية. قال الشاعر: أُتيحَ لها القِلَيبُ من بطن قَرْقَرَى ... وقد تَجْلِبُ الشرَّ البعيدَ الجوالبُ تَجْلِب بالتاء والكسر أنشدَناه أبو حاتم عن أبي زيد. والقُلوْب: الذئب أيضاً. وبنو القُلَيْب: قبيلة من العرب. واللَّبِق. الحاذق بالشيء إذا عمله رجل لَبِق ولَبيق. قال الشاعر: وكان بتصريف القناة لَبيقا والمصدر اللَّباقة واللَّبَق. ولبقت الثريدَ والشىء تلبيقاً، إذا أحكمت تليينه وضربَه حتى يلتحم. واللَّقَب: اللَمْز والنَّبْز لقَّبته تلقيباً. وجمع لَقَب ألقاب.

معج (مقاييس اللغة) [0]



الميم والعين والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على تقلُّبٍ وسُرعة في شيء.
ومعج الحِمارُ مَعْجاً: تقلَّب في جريه.
ويقولون قياساً على هذا: مَعَجَ الفَصِيلُ ضَرعَ أمِّه: ضربه برأسه عند الرَّضاع.

تلوص (المعجم الوسيط) [0]


 تلوى وتقلب 

تَكَرتَبَ (القاموس المحيط) [0]


تَكَرتَبَ عَلَيْنَا: تَقَلَّبَ.

تمعك (المعجم الوسيط) [0]


 تمرغ فِي التُّرَاب وتقلب فِيهِ 

تمرغت (المعجم الوسيط) [0]


 السَّائِمَة أَطَالَت الرَّعْي فِي الْمَكَان وَالْحَيَوَان رش اللعاب من فِيهِ وَفُلَان تنزه وتزين وتنعم كي يكون لوجهه وميض وبريق وتلوى من وجع يجده وَفِي التُّرَاب تقلب وَيُقَال تمرغ فِي الرذائل وتمرغ فِي النَّعيم تقلب فِيهِ وَفِي الْأَمر تردد وعَلى فلَان تلبث وتمكث 

تصاريف (المعجم الوسيط) [0]


 الْأُمُور تواليها وتخالفها وتصاريف الرِّيَاح تقلبها فِي وجهاتها 

تعار (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان أرق وتقلب فِي فرَاشه لَيْلًا مَعَ كَلَام وَصَوت 

تصرف (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان فِي الْأَمر احتال وتقلب فِيهِ ولعياله اكْتسب وَبِه الْأَحْوَال تقلبت 

تصفق (المعجم الوسيط) [0]


 تقلب على جَنْبَيْهِ وَالدَّابَّة انقلبت ظهرا لبطن عِنْد الْمَخَاض وللأمر تعرض لَهُ 

تقلى (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء إِلَى نَفسِي تبغض وَفُلَان تقلب متململا كَأَنَّهُ على المقلى 

الْقلب (المعجم الوسيط) [0]


 الْكثير التقلب وَرجل حول قلب وحولي قلبِي محتال بصبر بتقليب الْأُمُور 

تملل (المعجم الوسيط) [0]


 تقلب من مرض أَو نَحوه وَفِي الْمَشْي أسْرع وَاللَّحم على النَّار اضْطربَ وملة الْإِسْلَام امتلها 

تحوز (المعجم الوسيط) [0]


 مُطَاوع حوزه وَالرجل أَرَادَ لقِيَام فثقل عَلَيْهِ وتمكث ولبث وتلوى وتقلب وَعنهُ تنحى 

تصلق (المعجم الوسيط) [0]


 تقلب وتلوى على جَنْبَيْهِ وَالْمَرْأَة تقلبت على جنبيها وتأوهت عِنْد الطلق وَالدَّابَّة تمرغت ظهرا لبطن 

تقمص (المعجم الوسيط) [0]


 فِي المَاء تقلب وانغمس والقميص لبسه وشخصية غَيره قَلّدهُ وحاكاه فِي سلوكه وهيئته (مو) 

المقلب (المعجم الوسيط) [0]


 فأس حَدِيد تقلب بهَا الأَرْض للزِّرَاعَة (ج) مقالب المقلب:  المكيدة وَالْحِيلَة (ج) مقالب (محدثة) 

المكرب (المعجم الوسيط) [0]


 مَا تقلب بِهِ الأَرْض وتثار المكرب:  من المفاصل الممتلئ عصبا والشديد الْأسر من حَبل أَو بِنَاء أَو مفصل أَو دَابَّة 

زبردج (لسان العرب) [0]


الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذُ؛ قال ابن جني: إِنما جاء الزَّبَرْدَج مقلوباً في ضرورة شعر، وذلك في القافية خاصة، وذلك لأَن العرب لا تقلب الخماسي.

ع ص د (المصباح المنير) [0]


 العَصِيدَةُ: قال ابن فارس: سميت بذلك؛ لأنها "تُعْصَدُ" أي تقلب وتلوى يقال "عَصَدْتُهَا" "عَصْدًا" من باب ضرب إذا لويتها، و "أَعْصَدْتُهَا" بالألف لغة. 

اقلولى (المعجم الوسيط) [0]


 الطَّائِر ارْتَفع فِي طيرانه وَفُلَان فِي الْجَبَل وَنَحْوه صعد إِلَى أَعْلَاهُ فَأَشْرَف وَالدَّابَّة أسرعت بصاحبها وَفُلَان رَحل وتقلب متململا وتجافى عَن مَحَله وَفِي أمره انكمش 

عَبث (المعجم الوسيط) [0]


 عَبَثا اتخذ عبيثة وَالشَّيْء بالشَّيْء خلطه عَبث:  عَبَثا لعب وَعمل مَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أفحسبتم أَنما خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا} وَيُقَال عَبث بِهِ الدَّهْر تقلب فَهُوَ عابث وعبيث 

تململ (المعجم الوسيط) [0]


 تقلب على فرَاشه متألما من مرض أَو غم أَو نَحْوهمَا وَيُقَال تململ الْجَالِس أدّى قلقه بِأَن جثا على رُكْبَتَيْهِ أَو جنح إِلَى أحد شقيه تَارَة وَإِلَى الآخر تَارَة أُخْرَى 

ارتكض (المعجم الوسيط) [0]


 ركض يُقَال ارتكضوا فِي حلبة السِّيَاق واضطرب وتحرك وَيُقَال ارتكض الْجَنِين فِي بطن أمه وارتكض قلبه فَزعًا وَفُلَان فِي شؤونه تقلب فِيهَا وحاولها وَالْمَاء فِي الْبِئْر وَنَحْوهَا تجمع وماج 

ضور (مقاييس اللغة) [0]



الضاد والواو والراء أُصَيْلٌ صحيح وفيه بعض الإِبدال. فالتضوُّر: الصِّياح والتلوِّي عند الضَّرب.
ويقال هو التقلُّب ظهراً لبَطن.
ويقال الضَّوْر: الجُوع الشديد.وأمّا الإِبدال فقال الكسائي: لا يَضُورني كذا، بمنزلة لا يَضِيرني.
ورجل ضُورَة: ذليل، من هذا.

الملال (المعجم الوسيط) [0]


 فتور يعرض للْإنْسَان من كَثْرَة مزاولة شَيْء فَيُوجب الكلال والإعراض عَنهُ الملال:  التقلب مَرضا أَو وجعا يُقَال أَخذ فلَانا الملال ووجع الظّهْر وعرق الْحمى وَالْحر الكامن فِي الْعظم من الْحمى وتوهجها وخشبة قَائِم السَّيْف 

الصَّمَيان (القاموس المحيط) [0]


الصَّمَيان، محرَّكةً: التَّقَلُّبُ، والوَثْبُ، والسُّرْعَةُ، صَمَى، وأصْمَى، والشُّجاعُ الصادِقُ الحَمْلَةِ.
وأصْمَى الصَّيْدَ: رَماهُ فَقَتَلَهُ مَكَانَهُ،
و~ الفَرَسُ على لِجامِهِ: عَضَّ، ومَضَى.
وصَمَى الصَّيدُ يَصْمِي: ماتَ مَكَانَهُ،
و~ الأمْرُ فُلاناً: حَلَّ به.
وما صَماكَ عليه: ما حَمَلَكَ.
وانْصَمَى عليه: انصَبَّ.

سبح (المعجم الوسيط) [0]


 بالنهر وَفِيه سبحا وسباحة عَام وَالْفرس مد يَدَيْهِ فِي الجري فَهُوَ سابح وسبوح والنجوم جرت فِي الْفلك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كل فِي فلك يسبحون} وَفُلَان فِي الأَرْض تبَاعد وحفر وتقلب متصرفا فِي معاشه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن لَك فِي النَّهَار سبحا طَويلا} وَفِي الْكَلَام أَكثر 

ع ب ث (المصباح المنير) [0]


 عَبِثَ: "عَبَثًا" من باب تعب: لعب وعمل ما لا فائدة فيه "فهو" "عَابِثٌ" و "عَبِثَ" به الدهر كناية عن تقلبه. و  بالبادية طيب الريح وفيه أربع لغات: فعيللان وفعوللان بالياء والواو وتفتح الثاء وتضم مع كلّ واحدة من الياء والواو، وأما الأول والثاني فبالفتح مطلقا. 

معج (المعجم الوسيط) [0]


 معجا أسْرع يُقَال معج السَّيْل وَالْفرس وَنَحْوه فِي سيره سَار لشدَّة عدوه مرّة فِي الشق الْأَيْمن وَمرَّة فِي الشق الْأَيْسَر وَيُقَال الرّيح تمعج فِي النَّبَات تقلبه يَمِينا وَشمَالًا وبالقلم فِي الدواة حركه ليلزق بِهِ المداد والفصيل ضرع أمه لهزه وقلب فَاه فِي نواحيه ليستمكن مِنْهُ 

صمي (مقاييس اللغة) [0]



الصاد والميم والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ على السُّرعة في الشيء. يقال للرَّجُل المبادِر إلى القتال شَجاعةً: هو صَمَيانٌ.
وهو من الصَّمَيان وهو الوثْب والتقلُّب. انصمى الطائر، إِذا انقضَّ.
ويقال أصمى الفَرسُ، إِذا مضى على وجْهه عاضّاً على لجامه.ومن الباب: رمى الرَّجُل الصّيدَ فأصمى، إذا قتله مكانه، وهو خلاف أنْمَى.

كفت (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء كفتا تقلب ظهرا لبطن وبطنا لظهر والطائر وَغَيره أسْرع فِي الطير وتقبض فِيهِ وَفُلَانًا صرفه عَن وَجهه وَالشَّيْء وَإِلَيْهِ ضمه إِلَى نَفسه وَالْمَتَاع جمعه وَضم بعضه إِلَى بعض وذيله شمره وَالله فلَانا قَبضه كفت:  الشَّيْء وَإِلَيْهِ ضمه والدرع بِالسَّيْفِ علقها بِهِ فَضمهَا إِلَيْهِ 

صما (الصّحّاح في اللغة) [0]


الصَمَيانُ بالتحريك: التقلُّب والوثب.
ورجلٌ صَمَيانٌ: شجاعٌ.
وأَصْمَيْتُ الصيدَ، إذا رميتَه فقتلتَه وأنت تراه.
وفي الحديث: "كُلْ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ ما أَنْمَيْتَ".
وقد صَمَى الصيد يَصْمي، إذا مات وأنت تراه.
وأصْمى الفرسُ على لجامه، إذا عضَّ عليه ومضى.
وانْصَمى عليه، أي انصبَّ. قال جرير:
حتَّى اخْتَطَفْتُكَ يا فرزدقُ مِنْ عَلُ      إنِّي انْصَمَيْتُ من السماء عَلَيْكُـمُ

اللَّوْصُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّوْصُ: اللَّمْحُ من خَلَلِ بابٍ ونحوه،
كالمُلاوَصَةِ، ووجعُ الأُذُنِ أو النَّحْرِ.
ولاصَ: حادَ.
واللَّواصُ، كسحابٍ: الفالُوذُ،
كالمُلَوَّصِ، كمُعَظَّمٍ، والعَسَلُ الصَّافِي.
ولَوَّصَ: أكَلَهُ.
واللَّوْصَةُ: وجَعُ الظَّهْرِ.
وألاصَهُ على الشيءِ: أدَارَهُ عليه، وأرادَهُ منه.
وأُلِيصَ، بالضم: أُرْعِشَ.
ولاَوَصَ: نَظَرَ كأنَّه يَخْتِلُ لِيَرُومَ أمْراً،
و~ الشجرةَ: أرادَ أنْ يَقْطَعَهَا بالفاسِ، فَلاوَصَ في نَظرِهِ يَمْنَةً ويَسْرَةً كيفَ يأتِيها، وكيفَ يَضْرِبُها.
وتَلَوَّصَ: تَلَوَّى، وتَقلَّبَ.

مل (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان ملا أَصَابَهُ الملال وتقلب مَرضا أَو غما كَأَنَّهُ على مِلَّة وعَلى فلَان السّفر طَال وَفِي الْمَشْي أسْرع وَالشَّيْء قلبه وَالشَّيْء فِي الْجَمْر أدخلهُ فِيهِ يُقَال مل الْخبز أَو اللَّحْم فِي النَّار فَهُوَ مملول ومليل ومل الْقوس أَو السهْم فِي النَّار عالجه بهَا وَالثَّوْب خاطه الْخياطَة الأولى قبل الْكَفّ فَهُوَ مملول مل:  فلَان الشَّيْء وَعَن الشَّيْء (مثل فَرح يفرح) مللا وملالا وملالة سئمه وضجر مِنْهُ فَهُوَ مل وملول 

قَلَبَه (القاموس المحيط) [0]


قَلَبَه يَقْلِبُه: حَوَّلَه عن وجْهِه،
كأَقْلَبَه وقَلَّبَه، وأصابَ فُؤادَه، يَقْلُبُه ويَقْلِبُهُ،
و~ الشيءَ: حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ،
كقَلَّبَه،
و~ اللَّهُ فلاناً إليه: تَوفَّاه،
كأَقْلَبَه،
و~ النَّخْلَةَ: نَزَعَ قَلْبَها،
و~ البُسْرَةُ: احْمَرَّتْ.
والقَلْبُ: الفُؤادُ، أو أخَصُّ منه، والعَقْلُ، ومَحْضُ كلِّ شيءٍ، وماءٌ بِحَرَّةِ بني سُلَيْمٍ
م، وبالضم: سِوارُ المرأة، والحَيَّةُ البَيْضاءُ، وشَحْمَةُ النَّخْلِ، أو أجْوَدُ خُوصِها، ويُثَلَّثُ،
ج: أقْلابٌ وقُلوبٌ وقِلَبَةٌ.
والقُلْبَةُ، بالضم: الحُمْرَةُ، والخالصَةُ النَّسَبِ.
والقَليبُ: البِئرُ، أو العادِيَّةُ القَديمةُ منها، ويُؤَنَّثُ،
ج: أقْلِبَةٌ وقُلْبٌ وقُلُبٌ.
والقالِبُ: البُسْرُ الأَحْمَرُ، وكالمِثالِ يُفْرَغُ فيه الجَواهِرُ، وفتح لامِهِ أكثرُ.
وشاةٌ قالبُ لَوْنٍ: على غيرِ لَوْنِ أُمّها.
والقِلِّيبُ، كَسِكِّيتٍ وتَنُّورٍ وسِنَّوْرٍ وقَبْولٍ وكتَابٍ: . . . أكمل المادة الذِّئْبُ.
وما به قَلَبَةٌ، محركةً: داءٌ، وتَعَبٌ.
وأقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُهُ،
و~ الخُبْزُ: حانَ له أنْ يُقْلَبَ.
وتَقَلَّبَ في الأُمورِ: تَصَرَّفَ كيفَ شاءَ.
وحُوَّلٌ قُلَّبٌ، وحُوَّلِيُّ قُلَّبِيُّ، وحُوَّلِيُّ قُلَّبٌ: مُحْتالٌ بَصيرٌ بِتَقَلُّبِ الأُمورِ.
وكمِنْبَرٍ: حَديدَةٌ تُقْلَبُ بها أرضُ الزِّراعة.
والمَقْلوبَةُ: الأُذُنُ.
والقَلَبُ، محركةً: انقِلابُ الشَّفَةِ. رَجُلٌ أقْلَبُ، وشَفَةٌ قَلْباءُ.
والقَلُوبُ: المُتَقَلِّبُ، الكثيرُ التَّقَلُّبِ. وقُلُبُ، بضَمَّتَيْنِ: مِياهٌ لِبَني عامِرٍ.
وكزُبَيْرٍ: ماءٌ بِنَجْدٍ لِرَبيعَةَ، وجَبَلٌ لِبَنِي عامِرٍ، وقد يُفْتَحُ، وأبو بَطْنٍ من تَميمٍ وخَرَزَةٌ للتَّأخيذِ.
وبَنُو القُلَيْبِ: بَطْنٌ من تَميمٍ.
وذُو القَلْبَيْنِ: جَميلُ بنُ مَعْمَرٍ، وفيه نَزَلَتْ {ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ من
قَلْبَيْنِ}.
ورَجُلٌ قَلْبٌ وقُلْبٌ: مَحْضُ النَّسَبِ.
وأبُو قِلابَةَ، ككِتابَة: تابِعِيُّ.
والمُنْقَلَبُ: للمَصْدَرِ وللِمكانِ.
والقُلابُ، كغُرابٍ: جَبَلٌ بِديارِ أسَدٍ، وداءٌ لِلقَلْبِ، وداءٌ للبَعيرِ يُميتُه من يَوْمه.
وقد قُلِبَ، فهو مَقْلوبٌ.
وأقْلَبوا: أصابَ إبِلَهُمُ القُلاَبُ.
وقُلْبَيْنُ، بالضم: ة بِدِمَشْق، وقد يُكْسَرُ ثالِثُه.

نَزَا (القاموس المحيط) [0]


نَزَا نَزْواً ونُزَاءً، بالضم، ونُزُوًّا ونَزَواناً: وثَبَ،
كنَزَّى.
وأنْزاهُ ونَزَّاهُ تَنْزِيَةً وتَنْزِيًّا.
ونَزَا به قَلْبُه: طَمَحَ،
و~ الحُمُرُ: وثَبَتْ من المَراحِ،
و~ الطعامُ: غَلاَ.
والنَّزَوانُ، محركةً: التَّقَلُّبُ، والسَّوْرَةُ.
وإنَّهُ لَنَزِيٌّ إلى الشَّرِّ، كَغَنِيٍّ،
ونَزَّاءٌ ومُنْتَزٍ: سَوَّارٌ إليه.
والنازِيَةُ: الحِدَّةُ، والباردةُ، والقَعيرةُ من القِصاعِ،
كالنَّزِيَّةِ، وعَيْنٌ قُرْبَ الصَّفْراءِ.
والنَّزَاءُ، كسَماءٍ وكِساءٍ: السِّفادُ.
وتَنَزَّى: تَوَثَّبَ، وتَسَرَّعَ.
ونُزِيَ، كعُنِيَ: نَزِقَ.
والنَّزْوَةُ: القَصيرُ، وجَبَلٌ بعُمانَ.
وكغَنِيَّةٍ: السَّحابُ.

مَلِلْتُهُ (القاموس المحيط) [0]


مَلِلْتُهُ، وـ منه، بالكسر،
مَلَلاً ومَلَّةً ومَلالَةً ومَلالاً: سَئِمْتُه،
كاسْتَمْلَلْتُه.
وأمَلَّني وأمَلَّ عَلَي: أبْرَمَني، فهو مَلولٌ ومَلولَةٌ ومالولَةٌ ومَلاّلَةٌ وذو مَلَّةٍ، وهي مَلولٌ ومَلولَةٌ.
والمَلَلُ: سِمةٌ على حُرَّةِ الذُفْرَى خَلْفَ الأُذُنِ.
والمَلَّةُ: الرَّمادُ الحارُّ، والجَمْرُ، وعَرَقُ الحُمَّى،
كالمُلالِ، بالضم.
والمُلَّةُ، بالضم: الخِياطَةُ الأولَى، وبالكسر: الشَّريعَةُ أو الدينُ.
وتَمَلَّلَ وامْتَلَّ: دَخَلَ فيها، والدِّيَةُ،
ومَلَّ القوسَ أو السَّهْمَ بالنارِ: عالَجَه بها،
و~ الشيءَ في الجَمْرِ: أدخَلَه،
و~ في المَشْيِ: أسْرَعَ،
كامْتَلَّ وتَمَلَّلَ،
و~ الثوبَ: خاطَه،
و~ المَلاَّلُ الخُبْزَ واللحم: أدخَلَهُ في المَلَّةِ، فهو مَليلٌ ومَمْلولٌ،
. . . أكمل المادة و~ عليه السَّفَرُ: طالَ،
كأَمَلَّ.
والمُلالُ، بالضم: خَشَبَةُ قائِمِ السَّيْفِ، وظَهْرُ القَوْسِ،
وع، والحَرُّ الكامِنُ في العَظْم،
كالمَليلَةِ، ووَجَعُ الظَّهْرِ، وعَرَقُ الحُمَّى، والتَّقَلُّبُ مَرَضاً أو غَمّاً،
فِعْلُ الكُلِّ مَلِلْتُ، بالكسر،
ومَلَّلْتُ وتَمَلَّلْتُ.
وتَمَلْمَلَ: تَقَلَّبَ. ومَلَّلْتُهُ أنا.
وطَريقٌ مَليلٌ ومُمَلٌّ، بفتحِ الثانية: سُلِكَ فهو مُعْلَمٌ لاحِبٌ.
وأمَلَّهُ: قال له فَكَتَبَ عنه.
وحِمارٌ مُلامِلٌ، كعُلابِطٍ،
وناقَةٌ مَلْمَلَى: سَريعٌ.
والمَلْمَلَةُ: السُّرْعَةُ.
والمُلْمولُ: المِكْحالُ، وقَضيبُ الثَّعْلَبِ والبَعيرِ، والحَديدَةُ يُكْتَبُ بها في ألْواحِ الدَّفْتَرِ.
وكجَبَلٍ: ع.
وكسَفينَةٍ: د بالمَغْرِبِ،
وكجَبَّانَةٍ: ة قُرْبَ بِجايَةَ.
والمُلَّى، كرُبَّى: الخُبْزَةُ المُنْضَجَةُ،
وهارونُ بنُ مَلُّولٍ، كتَنُّورٍ، وشُعَيْبُ بنُ إسحاقَ المَعْروفُ بابنِ أخي مَلُّولٍ: محدِّثانِ.
وكزُبَيْرٍ: الغُرابُ، واسمٌ،
وأبو مُلَيْلِ بنُ عبدِ اللهِ، وابنُ الأَغَرِّ: صَحابيَّانِ.
وانْمَلَّ: انْسَلَّ.

غيس (لسان العرب) [0]


الغَيْساء من النِّساء: النَاعِمَة، والمذكَّر أَغْيَس.
ولِمَّة غَيْساء: وافية الشِّعر كثيرته؛ قال رؤبة: رَأَيْنَ سُوداً ورَأَيْنَ غِيسا، في شائعٍ يَكْسُو اللِّمام الغِيسا (* قوله «في شائع» هكذا في الأصل.
وأَنشده شارح القاموس: في سابغ.) والغَيْسانُ: حِدَّة الشباب، وهو فَعْلان. الأَزهري: أَبو عمرو فلان يتقلَّبُ في غَيْساتِ شَبابِه أَي نَعْمَة شَبابِه، وقال أَبو عبيد في غَيْسان شَبابِه؛ وأَنشد أَبو عمرو: بَيْنا الفتى يَخْبِسطُ في غَيْساتِهِ، تَقَلُّبَ الحَيَّةِ في قِلاتِه، إِذ أَصْعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِهِ، فاجْتاحَها بِشَفْرَتيْ مِبْراتِه قال الأَزهري: والنون والتاء فيهما لَيْستا من أَصل الحرف، من قال غَيْسات فهي تاء فَعْلات، ومن قال غَيْسان فهو نون فعلان.

ونى (الصّحّاح في اللغة) [0]


الوَنى: الضعفُ والفتورُ، والكلالُ والإعياءُ. قال امرؤ القيس:
أثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُـرَكَّـلِ      مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ على الوَنى

يقال: وَنَيْتُ في الأمر أَني وَنًى ووَنْياً، أي ضعفتُ، فأنا وانٍ.
وناقةٌ وانِيَةٌ، وأَوْنَيْتُها أنا: أتعبتها وأضعفتها.
وفلانٌ لا يَني يفعلُ كذا، أي لا يزال يفعل كذا.
وافْعَلْ ذاك بلا وَنْيَةٍ، أي بلا تَوانٍ.
وامرأةٌ وناةٌ: فيها فتور، وقد تقلب الواو همزة فيقال: أَناةٌ.
وقال:
نَئومِ الضُحى في مَأْتَمٍ أَيِّ مأْتَمِ      رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعَةِ عـامِـرٍ

وتَوانى في حاجتها قصَّر.
والمِيناءُ: كَلاَّءُ السفن ومرفؤها، وهو مِفْعالٌ من الوَنى.

أفَكَ (القاموس المحيط) [0]


أفَكَ، كضَرَبَ وعَلِمَ، إفْكاً، بالكسر والفتح والتحريك، وأُفُوكاً: كَذَبَ،
كأَفَّكَ فهو أفَّاكٌ وأفيكٌ وأفُوكٌ،
و~ عنه يَأْفِكُه أفْكاً: صَرَفَه وقَلَبَه، أو قَلَبَ رأْيَه،
و~ فلاناً: جَعَلَهُ يَكْذِبُ، وحَرَمَهُ مرادَهُ.
والمُؤْتَفِكاتُ: مَدائِنُ قُلِبَتْ على قومِ لوطٍ، عليه الصلاةُ والسلامُ، والرِّياحُ التي تَقْلِب الأرضَ، أو تَخْتَلِفُ مَهابُّها، ويقال: إذا كَثُرَتِ المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأرضُ.
وكأَميرٍ: العاجِزُ القليلُ الحيلةِ والحزمِ، والمَخْدوعُ عن رَأيِهِ،
كالمَأْفوكِ، وبهاءٍ: الكَذِبُ،
ج: أفائِكُ.
وأفْكانُ: د.
والأَفِكَةُ، كفَرِحَةٍ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ.
والأَفَكُ، مُحرَّكةً: مَجْمَعُ الفَكِّ والخَطْمَيْنِ، وبالضمِّ: جَمْعُ أَفوكٍ: للكَذَّابِ.
وائْتَفَكَتِ البَلْدَةُ: انْقَلَبَتْ.
والمَأْفوكُ: المكانُ لم يُصِبْهُ مَطَرٌ، . . . أكمل المادة ولَيْسَ به نَباتٌ، وهي: بهاءٍ، والضَّعيفُ العَقْلِ، وفعْلُهُما: كعُنِيَ، أفْكاً، بالفتحِ.

قلط (العباب الزاخر) [0]


أبو عمرو: القيْليْطُ: الادر.
وقال ابن عباد: القليط. الآدرةُ. قال: والقُلاطُ -بالضم- والقلط -بالتحريك- والقلوط -مثال جلوز وعجول-: من أولاد الجن.
وقال الليث: القلوط -والله أعلم-: إنه من أولاد الجن والشياطين.  قال: والقلطي -مثال عربي للمنسوب إلى العرب-: القصيرُ جداً. قال: والقلطُّي.
وهو الغرغر. يقال في السنانير والكلاب.
وأنشد:
تقلَّبُ عيْني قطةٍ قـلـطـيةٍ      تكنَّفها ذُعْر وليس بها حُضْرُ

وقال غيره: القلطي: الخبيث المارد من الرجال. وقال ابن الأعرابي: القلْطُ: الدُمامة. وقال غيره: هذا أقلط منه: أي أأيُس . وقال ابن دريد: رجل قلاط ونغاشُ: أي قصير. وقلاط -بالكسر-: قلعةُ في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال على قلعة جبلٍ.

د و ر (المصباح المنير) [0]


 دَارَ: حول البيت "يَدُورُ" "دَوْرًا" و "دَوَرَانًا" طاف به، و "دَوَرَانُ" الفلك تواتر حركاته بعضها إثر بعض من غير ثبوت ولا استقرار ومنه قولهم "دَارَتِ" المسألة أي كلما تعلقت بمحلّ توقف ثبوت الحكم على غيره فينقل إليه ثم يتوقف على الأول وهكذا و "اسْتَدَارَ" بمعنى دار. و "الدَّارُ" معروفة وهي مؤنثة والجمع "أَدْوُرٌ" مثل أفلس وتهمز الواو ولا تهمز وتقلب فيقال "آدُرٌ" ويجمع أيضا على "دِيَارٍ" و "دُورٍ" والأصل في إطلاق الدور على المواضع وقد تطلق على القبائل مجازا، و "الدَّارُ" الصنم وبه سمي فقيل "عَبْدُ الدَّارِ" و "الدَّارَةُ" دارة القمر وغيره سميت بذلك لاستدارتها والجمع "دَارَاتٌ" و "دَوَائِرُ الدَّابةِ" من ذلك الواحدة "دَائِرَةٌ" ، و "دَائِرَةُ السُّوءِ" النائبة تنزل وتهلك والجمع "الدَّوَائِرُ" أيضا. 

صلق (لسان العرب) [0]


الصَّلْقةُ والصَّلْق والصَّلَقُ: الصياحُ والوَلْوَلةُ والصوت الشديد، وقد صَلَقُوا وأَصْلَقُوا.
وفي الحديث: ليس مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ شعره؛ الصّلْقُ: الصوت الشديد يريد رَفْعَه عند ا لمصائب وعند الموت ويدخل فيه النَّوْح؛ ومنه الحديث: أَنا بَرِيٌ مِنَ الصّالِقةِ والحالِقةِ؛ وقول لبيد:فصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقةً، وُصَداء أَلْحَقَتْهم بالثَّلَل أَي وقعنا بهم وقعة في مُرادٍ. قال الليث في قوله ولا حَلَقَ ولا صَلَقَ: يقال بالصاد والسين يعني رفَع الصوت، وقد أَصْلَقوا إِصْلاقاً، وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه بالسين ذهب به إِلى قوله سَلَقُوكُمْ بأَلْسِنةٍ حدَادٍ.
وتَصَلَّقَت المرأَةُ إِذا أَخذَها الطَّلْقُ فَصَرخَتْ. ابن الأَعرابي: صَلَقْتُ الشاة صَلْقاً إِذا شَوَيْتها على جنبيها، قال: فكأَنه . . . أكمل المادة أَراد على مذهب ابن الأَعرابي ما شوي من الشاة وغيرها يعني قول عمر، رضي الله عنه: ليس مِنّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ أَي رفع صوته في المصائب.
وضَرْبٌ صَلاَّقٌ ومِصْلاقٌ: شديد.
وخطيبٌ صَلاَّقٌ ومِصْلاقٌ: بليغ.
والصَّلْقُ: صوتُ أَنياب البعير إِذا صَلَقَها وضرَب بَعْضها ببعض، وقد صَلَقَا أَنيابُه.
وصَلَقاتُ الإِبلِ: أَنْيابُها التي تصللق؛ قال الشاعر:لم تَبْك حَوْلكَ نِيبُها، وتَقاذَفَتْ صَلَقاتُها كمَنابِتِ الأَشْجارِ وصَلَقَ نابَهُ يَصْلِقُه صَلْقاً: حَكّه بالآخَر فحدث بينهما صوتٌ، وأَصْلَقَ البابُ نفسهُ؛ قال العجاج: إِنْ زَلَّ فُوه عَنْ أَتانٍ مِئْشِيرْ، أَصْلَقَ ناباه صِياحَ العُصْفورْ يريد إِن زلَّ فو العير عن هذه الأَتان أَصْلَقَ ناباه لِفَوْت ذلك؛ وقال رؤْبة: أَصَلَقَ نابِي عِزّة وصَلْقما وأَصْلَقَ الفحلُ: صَرَف أَنيابه؛ قال: أَصْلَقَها العِزُّ بناتٍ فاصْلَقَمّ والفحل يَصْطَلِقُ بنابه: وذلك صَرِيفُه.
والصَّلْقَمُ: الشديد الصُّراخِ، منه.
وصَلَقه بلسانه يَصْلِقُه صَلْقاً: شتمه.
وفي التنزيل: صَلَقوكم بأَلْسِنةٍ حدادٍ؛ وسَلَقُوكم لغةٌ في صَلَقُوكم؛ قال الفراء: جائز في العربية صَلَقُوكم والقراءة سنَّة. الليث: الحاملُ إِذا أَخذها الطَّلْقُ فأَلْقت نفسها على جنبيها مرّة كذا ومرة كذا قيل تَصَلَّقتْ تَصَلُّقاً، وكذلك كل ذي أَلَم إِذا تَصَلَّق على جنببيه، يقال بالصاد تَصَلَّقت تَصَلُّقاً؛ وتَصَلَّقَت المرأَة إِذا أَخذها الطَّلْقُ فصَرَخَتْ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه تَصَلَّقَ ذاتَ ليلة من الجُوع أَي تقَلَّب. تَصَلَّقَ ذاتَ ليلة من الجُوع أَي تقَلَّب. تَصَلَّقَ الحوت في الماء إِذا تقلَّب وتلوَّى.
وصَلَقَه بالعصا يَصْلِقُه صَلْقاً وصَلَقاً: ضربه على أَي موضع كان من يديه.
وصَلَقَتِ الخيلُ إِذا صَدَمَتْ بغارتها.
والصَّلْقةُ: الصَّدْمةُ في الحرب؛ قال: مِنْ بَعْدِ ما صَلَقَتْ في جَعَْفَرٍ يَسَراً، يَخْرُجْنَ في النَّقْع مُحْمرّاً هوادِيها جعفر هنا يعني جعفر بن كلاب، واليَسْرُ الطعن حِذاءَ الوجه، وإِنما حرَّكه ضرورة.
والصَّلَقُ: القاعُ المطمئن اللّين المستدير الأَمْلس وشجره قليل؛ قال الشماخ: من الأَصالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرود قال الأَزهري: والسَّلَقُ بالسين أَكثر، والجمع صُلْقانٌ وأَصالِقُ.
والّصَلَقُ مثل السَّلَقِ: القاعُ الصفصف؛ قال أَبو دواد: تَرى فاه، إِذا أَقْـ ـبَلَ، مثْلَ الصَّلَقِ الجَدْبِ له، بَبْنَ حَوامِيه، نُسورٌ كنَوَى القَسْبِ والمُتَصَلِّقُ: المُتَمرِّغ على جنبيه من الأَلم.
وفي حديث ابن عمر: أَنه تَصَلَّقَ ذات ليلةٍ على فِراشِه أَي تَلوَّى وتَقلَّب، من تَصَلَّقَ الحوتُ في الماء إِذا ذهب وجاء.
وحديث أَبي مسلم الخَوْلانّي: ثم صَبَّ فيه من الماءِ وهو يتَصَلَّقُ.
والصَّلِيقةُ: الخُبْزة الرقيقة والقطعة المُشْواة من اللحم؛ قال الفرزدق: فإِن تَفْرَكَّ عِلْجةُ آل زيدٍ، وتُعْوِزْكَ الصَّلائِقُ والصِّنابُ فقِدْماً كانَ عَيْشُ أَبِيكَ مُرّاً، يَعيِشُ بما تَعِيشُ به الكِلابُ وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: أَما والله ما أَجْهلُ عن كَراكِرَوأَسْنِمةٍ ولو شِئْتُ لدعَوتُ بِصلاءٍ وصِنابٍ وصَلائِقَ؛ قيل: هي الرِّقاقُ، وقال أَبو عمرو: السَّلائق، بالسين، كل ما سُلِق من البُقول وغيرها، وقيل: هي الحُمْلان المَشْوِيّة من صَلَقْت الشاة إِذا شَوَيْتَها.
وقال غير أَبي عمرو: الصَّلائق، بالصاد، الخُبز الرقيق؛ وأَنشد لجرير: تكلِّفني مَعيشة آل زيدٍ، ومَنْ لِي بالصّلائق والصِّنَاب؟ وقال غير هؤلاء: هي الصَّرائقُ، بالراء، الرِّقاقُ؛ وقيل: الصلائق اللحم المَشوِيّ النَّضّيج.
والصَّلِيقاء، ممدودٌ: ضرب من الطير.
والصَّلْقَم: الشديد؛ عن اللحياني، قال: والميم فيه زائدة، والجمع صَلاقِمُ وصَلاقِمة؛ قال طرفة: جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المُخاضِ، والصَّلاقِمةَ الحُمْرا والصَّلْقُم: السيّد؛ عن اللحياني، وميمه زائدة أَيضاً وبنو المُصْطَلِق: حيّ من خزاعة.

حيز (لسان العرب) [0]


الحَوْزُ والحَيْزُ: السير الرُّوَيْدُ والسَّوْقُ اللَّيِّنُ.
وحازَ الإِبلَ يَحُوزها ويحِيزُها: سارَها في رِفْق.
والتَّحَيُّز: التلوّي والتقلبُ. الرجلُ: أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه، والواو فيهما أَعلى.
وحَيْزِ حَيْزِ: من زجر المِعْزى؛ قال: شَمْطاء جاءَتْ من بلادِ البَرِّ، قد تَرَكَتْ حَيْزِ، وقالت: حَرِّ ورواه ثعلب: حَيْهِ (* قوله« ورواه ثعلب حيه» تقدمت هذه الرواية في حرر وضبطت حيه بشد المثناة التحتية مفتوحة وهو خطأ والصواب كما هنا).
وتَحَوَّزت الحيةُ وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت. يقال: ما لك تَتَحَيَّزُ تَحَيُّزَ الحيةَ قال سيبويه: هو تَفَيْعُلٌ من حُزْت الشيءَ؛ قال القطامي: تَحَيَّزُ مني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها، كما انحازَتِ الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ يقول: تتنحى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً . . . أكمل المادة أَن أَنزل عليها ضيفاً، ويروى: تَحَوَّزُ مني.
وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحية وتَحَيُّزَها، وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم فأَبطأَ ذلك عليه.

مل (مقاييس اللغة) [0]



الميم واللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما على تقليب شيء، والآخر على غَرَضٍ من الشَّيء.فالأوَّل مَلَلْتُ الخُبزة في النّار أمُلُّها مَلاًّ، وذلك تقليبك إيَّاها فيها.
والمَلَّة: الرَّماد أو التُّرابُ الحارّ.
ويقال: أطعمنا خبزَ ملّةٍ وخبزةً مليلاً.
والمُلْمُول: المِيل: لأنَّه يقلّب في العين عند الكَحْل.ومن الباب طريقٌ مُمَلٌّ: سُلِك حتَّى صار مَعْلماً. قال:
رفعناها ذَمِيلاً في      مُمَلّ مُعْمَلٍ لَحْبِ

والمَلِيلة: حُمَّى في العِظام: كأنَّها تقلِّب. يتملمَلُ على فِراشه، أي يَقْلَق ويتضَوَّر عليه، حتَّى كأنَّه على مَلَّة؛ والأصل يتملّل.ومن الباب امتلَّ يَعدُو، وذلك إذا أسرَعَ* بعضَ الإسراع.والباب الآخَر مَللِته أَمَلُّه مَلَلاً ومَلاَلةً: سئِمْتُه.
وأملَلْتُ القومَ: شَقَقْتَ عليهم حَتَّى مَلُّوا؛ وكذا أملَلْتُ عليهم.فأمَّا إملالُ الكتاب . . . أكمل المادة وتفسير المَلَّة فقد ذُكِرَتا في الميم واللام والحرف المعتلّ.

شكب (لسان العرب) [0]


التهذيب: روى بعضهم قول وِعاس(1) (1 قوله «قول وعاس» هكذا في الأصل والذي في التكملة وشرح القاموس أبي سهم الهذلي.) : وهُنَّ،مَعاً، قِـيامٌ كالشُّكُوبِ وقال: هي الكَراكيُّ؛ ورواه بعضهم: كالشُّجُوبِ، وهي عَمَد من أَعمِدَةِ البيت. الأَزهري في الثلاثي: والشُّكْبانُ شِـبَاكٌ يُسَوِّيها الـحَشَّاشونَ في البادِية من اللِّيفِ والـخُوصِ، تُجْعَلُ لها عُـرًى واسعةٌ، يَتَقَلَّدُها الـحَشَّاشُ، فيَضَعُ فيها الـحَشيشَ؛ والنُّونُ في شُكْبان نونُ جَمْعٍ، وكأَنها في الأَصل شُبْكَانٌ، فقُلِـبَت إِلى الشُّكْبان؛ وفي نوادر الأَعراب: الشُّكْبانُ ثوبٌ يُعْقَدُ طَرَفاهُ من وراءِ الـحِقْوَينِ، والطَّرفانِ في الرأْسِ، يَحُشُّ فيه الـحَشَّاشُ على الظَّهْر، ويُسَمَّى الحالَ؛ قال أَبو سليمان الفَقْعَسِـي: لـمَّا رأَيتُ جَفْوَةَ الأَقارِبِ، تُقَلِّبُ . . . أكمل المادة الشُّقْبَانَ، وهْوَ رَاكِـبـي، أَنتَ خَليلٌ، فالْزَمَنَّ جانِـبـي وإِنما قال: وهو راكِـبـي، لأَنه على ظَهرِه؛ ويقالُ له: الرِّفَلُّ، وقاله بالقاف، وهُما لُغتان: شُكْبان وشُقْبان؛ قال: وسماعي من الأَعراب شُكْبان.
والشُّكْبُ: لغة في الشُّكْمِ، وهو الجَزاءُ؛ وقيل: العَطاءُ.

المَرْغُ (القاموس المحيط) [0]


المَرْغُ: اللُّعابُ، ومُجْتَمَعُ بَعَرِ الشاةِ، والرَوْضَةُ، أو الكَثيرَةُ النَّباتِ،
كالمَرْغَةِ.
وكَمَنَعَ: أكَلَ العُشْبَ،
و~ في العُشْبِ: أقامَ،
و~ البَعيرُ: رَمَى باللُّغام.
وبِكارٌ مُرَّغٌ، كسُكَّرٍ، ولا واحِدَ لَهَا.
وكسَحابَةٍ: مُتَمَرَّغُ الدابَّةِ،
كالمَراغِ،
و~ : الأتانُ لا تَمْنَعُ الفُحُولَةَ، وأمُّ جَريرٍ، لَقَّبَها الفَرَزْدَقُ لا الأَخْطَلُ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، أي: مَراغَةٌ للرِجالِ، أوْ لُقِّبَتْ لأِنَّ أمَّهُ وُلِدَتْ في مَراغَةِ الإِبِلِ،
و د بِأذْرَبيجانَ،
و د لِبَنِي يَرْبُوعٍ.
وبنُو المَراغَةِ: بُطَيْنٌ.
وهو مَرَاغَةُ مالٍ: إزاؤُهُ، وبالتشديدِ: المُتَمَرَّغُ.
والمَرائِغُ: كُورةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ.
والمِمْرَغَةُ، كمِكْنَسَةٍ: المِعَى الأعْوَرُ، كالكِيسِ لا مَنْفَذَ له، يُرْمَى به،
والمارِغُ: . . . أكمل المادة الأحمقُ.
والأَمْرَغُ: المُتَمَرِّغُ في الرَّذائِلِ. مَرغَ عِرْضُهُ، كفرِحَ.
وشَعَرٌ مَرغٌ، ككتِفٍ: ذُو قَبُولٍ للدُّهْنِ.
وأمْرَغَ: سالَ لُعابُه،
و~ الرجلُ: كَثُرَ كَلامُه في خَطَأٍ،
و~ العَجينَ: أكثَرَ ماءَهُ.
ومَرَّغَ الدابةَ في التُّرابِ تَمْريغاً: قَلَّبَهَا.
وتَمَرَّغَ: تَقَلَّبَ، وتَنَزَّهَ، وتَلَوَّى من وَجَعٍ يَجِدُهُ،
و~ الحَيَوانُ: رَشَّ اللُّعابَ من فيه،
و~ المالُ: أطالَ الرَّعْيَ في الرَّوْضَةِ،
و~ في الأمرِ: تَرَدَّدَ،
و~ على فلانٍ: تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ،
و~ الرَّجُلُ: صَبَغَ نَفْسَهُ بالأدْهان والتَّزَلُّق.

كفَتَهُ (القاموس المحيط) [0]


كفَتَهُ يَكْفِتُهُ: صَرَفَهُ عن وجْهِهِ فانْكَفَتَ،
و~ الشيءَ إليه: ضَمَّهُ، وقَبَضَهُ، ككَفَّتَهُ،
و~ الطائِرُ وغيرُهُ كَفْتاً وكِفاتاً وكفيتاً وكَفَتَاناً: أسْرَعَ في الطَّيرَانِ والعَدْوِ، وتَقَبَّضَ فيه.
ورَجُلٌ كَفْتٌ وكَفيتٌ: سريعٌ، خفيفٌ، دقيقٌ.
وكافَتَهُ: سابَقَهُ.
والكِفاتُ، بالكسر: المَوْضِعُ يُكْفَتُ فيه الشيءُ، أي: يُضَمُّ ويُجْمَعُ.
والأرضُ كِفاتٌ لنا.
واكْتَفَتَ المالَ: اسْتَوْعَبهُ أجْمَعَ.
والكَفَّاتُ، ككَتَّانٍ: الأَسَدُ.
والكَفْتُ، (بالفتح): القِدْرُ الصَّغيرَةُ، ويُكْسَرُ، وتَقَلُّبُ الشيءِ ظَهْراً لِبَطْنٍ، والمَوْتُ.
وخُبْزٌ كَفْتٌ: بِلا أُدْمٍ.
وماتَ كِفاتاً ومُكافَتَةً: فَجْأَةً.
والانْكِفاتُ: الانْصِرافُ، والانْقِباضُ، وضُمور الفَرَسِ، واجْتِماعُ الخَلْقِ.
والكَفيتُ: فَرَسُ حَيَّانَ بن قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ، وجِرابٌ لا يُضَيِّعُ شيئاً، كالكِفتْتِ، بالكسر، وما يُكْفَتُ به المَعيشَةُ، أي: يُضَمُّ.
وكافِتٌ: غارٌ . . . أكمل المادة كان يأوي إليه اللُّصوصُ، ويَكْفِتونَ فيه المَتاعَ.
وفَرَسٌ كُفَتٌ، وكُفَتَةٌ، كَصُرَدٍ وهُمَزَةٍ: يَثِبُ جميعاً فلا يُسْتَمْكَنُ منه لاِجْتِماعِ وثْبِهِ.
والمُكْفِتُ، كمُحْسِنٍ: من يَلْبَسُ دِرْعَيْنِ بينهما ثَوْبٌ.
وكَفْتَةُ: اسْمُ بَقيعِ الغَرْقَدِ، لأِنَّها تَكْفِتُ النَّاسَ، أو لأِنَّها تأكُلُ المَدْفونَ سريعاً، لأِنَّها سَبِخَةٌ.

ربط (الصّحّاح في اللغة) [0]


رَبَطْتُ الشيءَ أَرْبِطُهُ، وأَرْبُطُهُ أيضاً عن الأخفش، أي شددته.
والموضع مَرْبَطٌ ومَرْبِطٌ. يقال: ليس له مَرْبِطُ عنزٍ.
وفلان يَرْتَبِطُ كذا رأساً من الدواب.
ويقال: نِعْمَ الرَبيطُ هذا، لما يُرْتَبطُ من الخيل.
والرَبيطُ: البسرُ المَوْدونُ.
والرِباطُ: ما تُشَدُّ به القربةُ والدابةُ وغيرهما والجمعُ رُبُطٌ. قال الأخطل:
كما تُقَلَّبُ في الرُبْطِ المَراويدُ      تموت طَوْراً وتحيا في أًسِرَّتِها

وقطَع الظبي رِباطَهُ، أي حِبالَتَه.
ويقال: جاء فلان وقد قرض رِباطَهُ، إذا انصرف مجهوداً.
والرِباطُ: المُرابَطَةُ، وهو ملازمة ثَغْرِ العدوِّ.
والرِباطُ: واحد الرِباطاتِ المبنية.
ورِباطُ الخيل: مُرابَطَتها.
ويقال: الرِباطُ من الخيل: الخَمْسُ فما فَوْقَها. قال الشاعر:
أَبَيْنَ فما يُفْلِحْـنَ يومَ رِهـانِ      وإنَّ الرِباطَ النُكْدَ من آلِ داحِسٍ

ويقال: لفلان رِباطٌ من الخيل، كما . . . أكمل المادة تقول: تِلادٌ، وهو أصلُ خيله.
وفلانٌ رابِطُ الجأشِ، ورَبيط الجأشِ، أي شديدُ القَلْب، كأنه يَرْبُطُ نفسَه عن الفِرار.
وقد خلَّف فلانٌ بالثغر جيشاً رابِطَةً.
وببلد كَذا رابِطَةٌ من الخيل.
وماءٌ مُترابِطٌ، أي دائمٌ لا يُنْزَحُ.

سنأ (الصّحّاح في اللغة) [0]


السَنا مقصورٌ: ضوء البرق.
والسَناءُ من الرفعة والشرف ممدودٌ.
والسَنِيُّ: الرفيع.
وأَسْناهُ، أي رفعه وأعلاه وسَنَّاهُ، أي فتحه وسهَّله.
وقال:
إذا الله سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تَيَسَّرا      وأَعْلَمُ عِلْماً ليس بالظنّ أنَّـه

وسانَيْتُ الرجل، إذا راضيتَه وداريتَه وأحسنَ معاشرته. قال لبيد: وسانَيْتُ من ذي بهجةٍ ورَقَيْتُهُ=عليه السُموطُ عابسٍ مُتَعَصِّبِ الفراء: يقال تَسَنَّى، أي تغيّر، وقال أبو عمرو: لم يَتَسَنَّ: لم يتغير، من قوله تعالى: "من حَمَأٍ مَسْنونٍ"، أي متغيِّر، فأبدل من إحدى النونات ياءً، مثل تقَضَّى من تَقَضَّضَ.
والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ.
والسانِيَةُ: الناضحةُ، وهي الناقة التي يستقى عليها.
وفي المثل: سير السَواني سفرٌ لا ينقطع. يقال: سَنَتِ الناقة تَسْنُو سَناوَةً وسَنايَةً، إذا سقت الأرض.
والسَحابَةُ تَسْنو الأرض، والقومُ يَسْنونَ . . . أكمل المادة لأنفسهم إذا استقَوا.
والأرض مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ. الفراء: يقال أخذه بِسنايَتِهِ وصِنايَتِهِ، أي أخذه كلَّه.
والسَنَةُ إذا قلته بالهاء وجعلت نقصانه الواو فهو من هذا الباب.
وتقول: أسْنى القومُ يُسْنونَ إسْناءً، إذا لبثوا في موضعٍ سَنَةً.
وأَسْنَتوا، إذا أصابهم الجُدوبة، تقلب الواو تاءً للفرق بينهما.

الْوَجْه الأول (المعجم الوسيط) [0]


 أَن تخْتَص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه مَاضِيا كلم إِلَّا أَنَّهَا تفارقها فِي خَمْسَة أُمُور أَحدهَا أَنَّهَا لَا تقترن بأداة شَرط فَلَا يُقَال إِن لما تقم و (لم) تقترن بهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِن لم تفعل} وَالثَّانِي أَن منفيها مُسْتَمر النَّفْي إِلَى الْحَال كَقَوْل الممزق الْعَبْدي (فَإِن كنت مَأْكُولا فَكُن خير آكل ... وَإِلَّا فأدركني وَلما أمزق) ومنفي لم يحْتَمل الِاتِّصَال وَمِنْه فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلم أكن بدعائك رب شقيا} والانقطاع كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لم يكن شَيْئا مَذْكُورا} وَلِهَذَا جَازَ لم يكن ثمَّ كَانَ وَلم يجز لما يكن ثمَّ كَانَ بل يُقَال لما يكن وَقد يكون الثَّالِث أَن منفي لما لَا يكون إِلَّا قَرِيبا من الْحَال وَلَا يشْتَرط ذَلِك فِي منفي لم . . . أكمل المادة تَقول لم يكن ذَلِك الرجل فِي الْعَام الْمَاضِي مُقيما وَلَا يجوز لما يكن الرَّابِع أَن منفي لما متوقع ثُبُوته بِخِلَاف منفي لم أَلا ترى أَن معنى {بل لما يَذُوقُوا عَذَاب} أَنهم لم يذوقوه إِلَى الْآن وَأَن ذوقهم لَهُ متوقع الْخَامِس أَن منفي لما جَائِز الْحَذف لدَلِيل كَقَوْلِه (فَجئْت قُبُورهم بدءا وَلما ... ) أَي وَلما أكن بدءا قبل ذَلِك أَي سيدا وَلَا يجوز وصلت إِلَى بَغْدَاد وَلم تُرِيدُ وَلم أدخلها 

حملق (لسان العرب) [0]


الحِمْلاقُ والحُمْلاقُ والحُمْلوقُ: ما غَطَّت الجُفُونُ من بَياضِ المُقْلةِ؛ قال: قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ وقال عَبِيدٌ: يَدِبُّ مِنْ خَوْفِها دَبِيباً، والعينُ حِمْلاقُها مَقْلوب والحِملاق: ما لَزِقَ بالعين من موضع الكُحْل من باطن، وقيل: الحملاقُ باطن الجفن الأَحمر الذي إِذا قُلب للكَحْل بدَتْ حُمرته.
وحَمَلَقَ الرَّجل إِذا فتح عينيه، وقيل: الحَمالِيقُ من الأَجفان ما يَلي المُقلة من لحمها، وقيل: هو ما في المقلة من نَواحِيها، وقيل: الحملاق ما وَلِي المقلةَ من جِلْدِ الجَفن. الجوهري: حملاقُ العبن باطن أَجفانها الذي يُسوِّده الكُحْل. يقال: جاء فلان مُتَلَثِّماً لا يظهر من حسن وجهه إِلا حَمالِيقُ حَدَقتيه.
وحَمْلَق الرجل إِذا انقلب حملاق عينيه من . . . أكمل المادة الفزَع؛ وأَنشد:رأَتْ رجُلاً أَهْوَى إِليها، فحَمْلَقَت إِليه بماقي عَيْنِها المُتَقَلِّب والمُحَمْلِقُ من الأََعين: التي حَولَ مُقْلَتَيْها بياض لم يُخالِطها سواد، وعين مُحَمْلِقة من ذلك، وقيل: حَمالِيقُ العين بياضها أَجمعُ ما خلا السوادَ.
وحَمْلَق إِليه: نظر، وقيل: نظرَ نظراً شديداً؛ قال الراجز: والليْثُ إِن أَوْعَدَ يَوماً، حَمْلَقا بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاًّ أَزْرقا التهذيب: حَمالِيقُ المرأَة ما انْضَمَّ عليه شُفْرا عَوْرَتِها؛ وقال الراجز: وَيْحَكِ يا عراب لا تُبَرْبِري، هلْ لكِ في ذا العَزَبِ المُخَصَّرِ؟ يَمشِي بعَرْدٍ كالوَظِيفِ الأَعْجَرِ، وفَيْشةٍ متى تَراها تشْفرِي، تَقْلِبُ أَحيْاناً حَمالِيقَ الحِرِ

عجلز (لسان العرب) [0]


العِجْلِزَةُ والعَجْلَزَةُ، جميعاً: الفرس الشديدة الخَلْق، الكسر لقَيْس، والفتح لتميم، وقيل: هي الشديدة الأَسْر المجتمِعةُ الغليظة ولا يقولونه للفرس الذكر. الأَزهري: قال بعضهم أَخذ هذا من جَلْزِ الخَلْق، وهو غير جائز في القياس، ولكنهما اسمان اتفقت حروفهما ونحوُ ذلك قد يجيء وهو متباين في أَصل البناء ولم أَسمعهم يقولون للذكر من الخيل، ولكنهم يقولون للجمل عِجْلِزٌ وللناقة عِجْلِزَة، وهذا النعت في الخيل أَعْرَف، وناقة عِجْلِزَةٌ وعَجْلَزَةٌ: قوية شديدة، وجمل عِجْلِزٌ.
ورملة عِجْلِزَة: ضخمة صلبة.
وكَثِيبٌ عِجْلِز: كذلك.
وعَجْلَزَ الكِثْيبُ: ضَخُم وصَلُبَ. الجوهري: فرس عِجْلِزَةٌ؛ قال بشر: وخَيْلٍ قد لَبِسْتُ بِجَمْعِ خَيْلٍ، على شَقَّاءَ عِجْلِزَةٍ وَقاحِ تُشَبِّه شَخْصَها، والخَيْلُ تَهْفُو هُفُوًّا، ظِلَّ . . . أكمل المادة فَتْخاءِ الجَناحِ الشقَّاء: الفرس الطويلة.
والوقاح: الصُّلبة الحافر.
وتهفو: تعدو.
والفتخاء: العُقاب اللينة الجناح تقلبه كيف شاءت.
والفَتَخ: لِينُ الجناح.
وعِجْلِزَة: اسم رملة بالبادية؛ قال الأَزهري: هي اسم رملة معروفة حذاءَ حَفَر أَبي موسى، وتجمع عَجالِزَ؛ ذكرها ذو الرمة فقال: مَرَرْنَ على العَجالِزِ نِصْفَ يومٍ، وأَدَّيْنَ الأَواصِرَ والخِلالا وفرس رَوْعاءُ: وهي الحديدة الذكية، ولا يقال للذكر أَرْوَعُ، وكذلك فرس شَوْهاءُ، ولا يقال للذكر أَشْوَه، وهي الواسعة الأَشْداقِ.

يعط (لسان العرب) [0]


يَعاطِ مثل قَطامِ: زجر للذئب أَو غيره إِذا رأَيته قلت: يَعاطِ يَعاطِ وأَنشد ثعلب في صفة إِبل: وقُلُصٍ مُقْوَرَّة الأَلْياطِ، باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ، تَنْجُو إِذا قيل لها: يَعاطِ ويروى يِعاطِ، بكسر الياء، قال الأَزهري: وهو قبيح لأَن كسر الياء زادها قُبْحاً لأَن الياء خلقت من الكسرة، وليس في كلام العرب كلمة على فِعال في صدرها ياء مكسورة.
وقال غيره: يِسارٌ لغة في اليَسار، وبعض يقول إِسار، تُقلب هَمْزة إِذا كُسِرت، قال: وهو بَشِع قبيح أَعني يِسار وإِسار، وقد أَيْعَطَ به ويَعَّطَ وياعَطَه وياعَطَ به.
ويَعاطِ وياعاطِ، كلاهما: زجر للإِبل.
وقال الفراء: تقول العرب ياعاطِ ويَعاطِ، وبالأَلف أَكثر؛ قال:صُبَّ على . . . أكمل المادة شاء أَبي رِياطِ ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأَمْراطِ، تَنْجُو إِذا قيل لها: ياعاطِ وحكى ابن برّي عن محمد بن حبيب: عاطِ عاطِ، قال: فهذا يدل على أَن الأَصل عاطِ مثل غاقِ ثم أُدخل عليه يا فقيل ياعاط، ثم حذف منه الأَلف تخفيفاً فقيل يَعاطٍ، وقيل: يعاط كَلمة يُنذِر بها الرَّقيبُ أَهله إِذا رأَى جيشاً؛ قال المتنخل الهذلي: وهذا ثَمَّ قد علِموا مَكاني، إِذا قال الرَّقِيبُ: أَلا يَعاطِ قال الأَزهري: ويقال يعاط زجر في الحرب؛ قال الأَعشى: لقد مُنُوا بِتَيِّحانٍ ساطِ ثَبْتٍ، إِذا قيل له: يَعاطِ

معك (لسان العرب) [0]


المَعْكُ: الدَّلْكُ، مَعكه في التراب يَمْعَكُه مَعْكاً تَلَكَه، ومعَّكه تَمْعِيكاً: مَرَّغه فيه والتَّمَعُّك: التقلب فيه.
وفي الحديث: فَتَمَعَّك فيه أي تَمرَّغ في ترابه؛ قال زهير: أُرْدُدْ يَساراً، ولا تَعنُف عليه، ولا تَمْعَكْ بِعِرْضِك، إنَّ الغادِر المَعِكُ ومَعَكْتُ الأَدِيمَ أَمْعكه مَعْكاً إذا دَلَكْتَهُ دَلْكاً شديداً، ومَعَكه بالحرب والقتال والخصومة: لَواه.
ورجل مَعِكٌ: شديد الخصومة.
ومَعَكَه دَيْنَه مَعْكاً وماعَكه: لواه.
ورجل مَعِكٌ ومِمْعكٌ ومُماعِكٌ: مَطُولٌ.
والمَعْكُ: المِطالُ واللَّيُّ بالدين: يقال: مَعَكه بِدَيْنه يَمْعَكه مَعْكاً إذا مَطَله ودافعه، وماعَكه ودَالَكه: ما طَلَه.
وفي حديث ابن مسعود عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لو كان المَعْكُ رجلاً لكان رَجُلَ سَوْءٍ.
وفي حديث شُرَيْح: المَعْكُ طرف من . . . أكمل المادة الظُّلْم، والحمارُ يَتَمَعَّكُ ويَتَمَرَّغُ في التراب.
والمَعْكاءُ: الإبل الغِلاظ السِّمان؛ وأَنشد ابن بري للنابغة: الواهِب المائة المَعْكاءَ، زَيَّنَها سَعْدانُ تُوضِحَ في أَوْبارِها اللِّبَدِ والمَعِكُ: الأَحْمق، وقد مَعُكَ مَعاكة؛ أَنشد ثعلب: وطاوَعْتُماني داعِكاً ذا مَعاكَةٍ، لعمْري لقد أوْدى وما خِلْتُهُ يُودي ومَعَكْتُ الرجلَ أَمْعَكُه إذا ذَلَّلْته وأَهنته.
وإبلٌ مَعْكَى: كثيرة.
ووقعوا في مَعْكُوكاء أي في غُبار وجَلَبة وشرّ، على وزن فَعْلُولاء؛ حكاه يعقوب في البدل كأَنَّ ميم مَعْكُوكاء بدل من باء بَعْكُوكاء أو بضدّ ذلك.

ج (المعجم الوسيط) [0]


 الِامْتِنَاع وَعَن هَذِه قَالَ جمَاعَة هِيَ حرف امْتنَاع لِامْتِنَاع أَي امْتنَاع الْجَواب لِامْتِنَاع الشَّرْط وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ هِيَ حرف لما كَانَ سيقع لوُقُوع غَيره ٢ - أَن تكون حرف شَرط فِي الْمُسْتَقْبل إِلَّا أَنَّهَا لَا تجزم نَحْو (وَلَو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ... وَمن دون رمسينا من الارض سبسب (لظل صدى صوتي وَإِن كنت رمة ... لصوت صدى ليلى يهش ويطرب) وَالْفرق بَين هَذَا الْقسم وَمَا قبله أَن الشَّرْط مَتى كَانَ مُسْتَقْبلا كَانَت لَو بِمَعْنى إِن وَمَتى كَانَ مَاضِيا كَانَت حرف امْتنَاع وَمَتى وَقع بعْدهَا مضارع فَإِنَّهَا تقلب مَعْنَاهُ إِلَى الْمُضِيّ نَحْو لَو تقوم أقوم أَي لَو قُمْت قُمْت ٣ - أَن تكون حرفا مصدريا بِمَنْزِلَة أَن إِلَّا أَنَّهَا لَا تنصب . . . أكمل المادة وَأكْثر وُقُوع هَذِه بعد ود وَيَوَد نَحْو {ودوا لَو تدهن فيدهنون} و {يود أحدهم لَو يعمر} وَمن وُقُوعهَا بدونهما قَول قتيلة بنت النَّضر (مَا كَانَ ضرك لَو مننت وَرُبمَا ... من الْفَتى وَهُوَ المغيظ المحنق) فَإِذا وَليهَا مَاض بَقِي على مضيه وَإِذا وَليهَا مضارع تخلص للاستقبال ٤ - أَن تكون لِلتَّمَنِّي وَيَأْتِي جوابها بِالْفَاءِ مَنْصُوبًا نَحْو لَو تَأتِينِي فتحدثني (بِنصب تحدث) ٥ - أَن تكون للعرض مثل أَلا وَيَأْتِي جوابها بِالْفَاءِ مَنْصُوبًا أَيْضا نَحْو لَو تنزل عندنَا فتصيب خيرا ٦ - أَن تكون للتقليل نَحْو تصدقوا وَلَو بظلف محرق 

خعل (لسان العرب) [0]


الخَيْعَل: الفَرْوُ، وقيل: ثوب غير مَخيط الفَرْجَيْن يكون من الجلود ومن الثياب، وقيل: هو درع يُخاط أَحد شِقَّيه تَلْبَسه المرأَة كالقميص؛ قال المتنخل الهذلي: السالك الثُّغْرة اليَقْظان كالِئُها، مَشْيَ الهَلُوك عليها الخَيْعَل الفُضُلُ وقيل: الخَيْعَل قميص لا كُمَّيْ له. قال الأَزهري: وقد تقلب فيقال خَيْلَع، قال: وربما كان غير مَنْصوح الفَرْجَيْن، وأَورد نصف هذا البيت الذي نسبه ابن سيده للجوهري، ونسبه لتأَبط شرًّا، وقد نسب الشيخ ابن بري البيت بكماله أَيضاً للمتنخل، فإِما أَن يكون أَبو منصور وهم فيه أَو يكون لتأَبط شرّاً عجُز بيت على هذا النص؛ وأَنشد الشيخ ابن بري أَيضاً لحاجز السروي: وأَدْهَمَ قد . . . أكمل المادة جُبْتُ ظلماءه، كما اجْتابَت الكاعِبُ الخَيْعَلا وتقول: خَيْعَلته فَتَخَيْعَل أَي أَلبسته الخَيْعل فَلبِسه.
وقال الفراء: الخَوْعَلة الاختباء من ريبة.
والخَيْعَل: الخَيْلَع.
والخَيْعَل: من أَسماء الذِّئب.
وخَياعِل: اسم موضع؛ قال رؤبة: يَجُوز مَهْواةً إِلى خَياعلا (* قوله «يجوز مهواة إلخ» عجز بيت، وصدره كما في شرح القاموس: وعقد الارباق والحبائلا). قال الجوهري: الخَيْعَل قميص لا كُمَّيْ له، وإِنما أُسقطت النون من كمين للإِضافة لأَن اللام كالمُقْحَمة لا يعتدّ بها في مثل هذا الموضع، كقولك لا أَبا لَكَ وأَصله لا أَباك؛ أَلا ترى إِلى قول أَبي حَيَّة النُّميري: أَبالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَنِّي مُلاقٍ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟ وقولهم: لا عَبْدَيْ لك لأَنه بمنزلة قولك لا عَبْدَيْك، ولا تحذف النون في مثل هذا إِلا عند اللام دون سائر حروف الخفض لأَنها لا تأْتي بمعنى الإِضافة.

فوه (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأفْواهُ: ما يُعالَجُ به الطيبُ، كما أنَّ التوابل ما تُعالَجُ به الأطعمة. يقال فوهٌ وأفْواهٌ، ثم أفاويُه.
والفوهُ أصلُ قولنا فَمٌ، لأنَّ الجمع أفْواهٌ إلا أنهم استثقلوا اجتماع الهاءين في قولك: هذا فوهُهُ بالإضافة، فحذفوا منها الهاء فقالوا: هذا فوهُ وفو زيدٍ، ورأيت فا زيدٍ، ومررت بفي زيدٍ، وإذا أضفتَه إلى نفسك قلت: هذا فِيَّ، يستوي فيه حال الرفع والنصب والخفض، لأنَّ الواو تُقْلَبُ ياءً فتُدْغَم.
وقولهم: كَلَّمْتُهُ فاهُ إلى فِيِّ، أي مُشافِهاً، ونُصب فوهُ على الحال.
وإذا أفردوا لم تحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوّضوا من الهاء ميماً فقالوا هذا فَمٌ وفَمانِ وفَمَوانِ، ولو كانت الميم عِوَضاً من الواو لما اجْتَمَعَتا. . . . أكمل المادة أبو زيد: فاها لِفيكَ، ومعناه الخيبةُ لك.
والفَوَهُ بالتحريك: سعةُ الفَمِ.
ورجلٌ أفْوَهُ وامرأةٌ فَوْهاءُ، بَيِّنا الفَوَهِ.
وقد فَوِهَ يَفْوَهُ.
ويقال: الفَوَهُ خروجُ الثنايا العُلى وطولها.
وأفْواهُ الأزقّة والأنهار واحدتها فُوَّهَةٌ.
ويقال: اقْعُدْ على فُوَّهَةِ الطريق، والجمع أفْواهٌ على غير قياس.
ويقال أيضاً: إن رَدَّ الفُوَّهَةِ لشديدٌ، أي القالَة، وهو من فُهْتُ بالكلام.
ومَحالَةٌ فَوْهاءُ، إذا كانت أسناتها التي يجري الرَشاءُ بينها طِوالاً.
وفوَّهَهُ الله: جعله أفْوَهَ.
وفاهَ بالكلام يَفوهُ: لفَظَ به. يقال: ما فُهْتُ بكلمة وما تَفَوَّهْتُ، بمعنًى، أي ما فتحت فمي بها.
والمُفَوَّهُ: المِنْطيقُ.
واسْتَفاهَ الرجلُ فهو مُسْتَفيهُ، إذا اشتدَّ أكله بعد ضَعْفٍ وقلة.
والفَيِّهُ: الأكول، وأصله فَيْوَهٌ فأُدغم، وهو المنطيق أيضاً، والمرأةُ فَيهَّةٌ.

فصد (لسان العرب) [0]


الفصدُ: شَقُّ العِرْقِ؛ فَصدَه يَفْصِدُه فَصْداً وفِصاداً، فهو مَفْصُودٌ وفَصِيدٌ.
وفَصَدَ الناقةَ: شَقَّ عِرْقَها ليستخرِجَ دَمَهَ فيشرَبَه.
وقال الليث: الفَصْدُ قطع العُروق.
وافْتَصَدَ فلانٌ إِذا قطعَ عرْقَه فَفَصَد، وقد فَصَدَتْ وافْتَصدَتْ.
ومن أَمثالهم في الذي يُقْضَى له بعضُ حاجته دون تمامها: لم يُحْرَمْ من فُصْدَ له، بإِسكان الصاد، مأْخوذ من الفَصيدِ الذي كان يُصْنَعُ في الجاهلية ويؤْكل، يقول: كما يتبلغ المضطر بالفصيد فاقنع أَنت بما ارتفع من قضاء حاجتك وإِن لم تُقْضَ كلُّها. ابن سيده: وفي المثل: لم يُحْرَمْ من فُصْد له، ويروي: لم يحرم من فُزْدَ له أَي فُصِدَ له البعير، ثم سكنت الصاد تخفيفاً، كما قالوا في ضُرِبَ: ضُرْبَ، وفي . . . أكمل المادة قُتِلَ: قُتْلَ؛ كقول أَبي النجم. لو عُصْرَ منه البانُ والمِسْكُ انعَصَرْ فلما سكنت الصاد وضَعُفَتْ ضارَعوا بها الدال التي بعدها بأَن قلبوها إِلى أَشبه الحروف بالدال من مخرج الصاد، وهو الزاي لأَنها مجهورة كم أن الدال مهجورة، فقالوا؛ فُزْد، فإِن تحركت الصاد هنا لم يجز البدل فيها وذلك نحو صَدَرَ وصَدَفَ لا تقول فيه زَدَرَ ولا زَدَفَ، وذلك أَن الحركة قوّت الحرف وحصنته فأَبعدته من الانقلاب، بل قد يجوز فيها إِذا تحركت إِشمامها رائحة الزاي، فأَما أَن تخلُص زاياً وهي متحركة كما تخلص وهي ساكنة فلا، وإِنما تقلب الصاد زاياً وتشم رائحتها إِذا وقعت قبل الدال، فإِن وقعت قبل غيرها لم يجز ذلك فيها، وكل صاد وقعت قبل الدال فإِنه يجوز أَن تشمها رائحة الزاي إِذا تحركت، وأَن تقلبها زاياً محضاً إِذا سكتت، وبعضهم يقول: قُصْدَ له، بالقاف، أَي من أُعْطِيَ قَصْداً أَي قليلاً، وكلام العرب بالفاء؛ قال يعقوب: والمعنى لم يحرم من أَصاب بعض حاجته وإِن لم ينلها كلها، وتأْويل هذا أَن الرجل كان يضيف الرجل في شدة الزمان فلا يكون عنده ما يَقْرِيه، ويَشِحُّ أَن ينحر راحلته فيفصدها فإِذا خرج الدم سَخَّنَه للضيف إِلى أَن يَجْمُد ويَقْوَى فيطعمه إِياه فجرى المثل في هذا فقيل: لم يحرم من فَزْدَ له أَي لم يحرم القِرَى من فُصِدت له الراحلة فَحَظِيَ بدمها، يستعمل ذلك فيمن طلب أَمراً فنال بعضه.
والفَصِيدُ: دَمٌ كان يوضع في الجاهلية في مِعًى من فَصْدِ عِرْقِ البعير ويُشْوى، وكان أَهل الجاهلية يأْكلونه ويطعمونه الضيف في الأَزْمة. ابن كُبْوَةَ: الفَصيدَة تمرٌ يُعْجَنُ ويُشابُ بشيء من دم وهو دواء يُداوَى به الصبيان، قاله في تفسير قولهم: ما حُرِمَ من فُصْد له.
وفي حديث أَبي رجاء العُطاردي أَنه قال: لما بلغنا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم. أَخذ في القتل هرَبْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَفيناً وفَصَدْنا عليها لا أَنسى تلك الأُكْلَةَ؛ قوله: فَصَدْنا عليها يعني الإِبل وكانوا يَفْصِدونها ويعالِجون ذلك الدمَ ويأْكلونه عند الضرورة أَي فصدنا على شلو الأَرنب بعيراً وأَسلنا عليه دمه وطبخناه وأَكلنا.
وأَفْصَدَ الشجرُ وانفَصَدَ: انشقت عُيون ورقه وبَدَتْ أَطرافُه.
والمُنْفَصِدُ: السائل وكذلك المُتَفَصِّدُ. يقال: تَفَصَّدَ جبينُه عَرَقاً، إِنما يريدون تَفَصَّد عَرَقُ جبينِه، وكذلك هذا الضرب من التمييز إِنما هو في نية الفاعل.
وانفَصَدَ الشيءُ وتَفصَّدَ: سالَ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا نزل عليه الوحيُ تَفَصَّدَ عَرَقاً. يقال: هو يتفصد عرقاً ويَتَبَضَّعُ عرقاً أَي يسيلُ عرقاً. معناه أَي سالَ عَرَقُهُ تشبيهاً في كثرته بالفِصاد، وعَرَقاً منصوب على التمييز.
وقال ابن شميل: رأَيت في الأَرض تفصيداً من السيل أَي تَشَقُّقاً وتَخَدُّداً.
وقال أَبو الدُّقَيْشِ: التفصيدُ أَن يُنْقَع بشيءٍ من ماءٍ قليل.
ويقال: فصَد له عطاءً أَي قَطع له وأَمضاهُ يَفْصِدُه فَصْداً.

ذخر (لسان العرب) [0]


ذَخَرَ الشيءَ يَذْخُرُه ذُخْراً واذَّخَرَهُ اذِّخاراً: اختاره، وقيل: اتخذه، وكذلك اذَّخَرْتُه، وهو افتعلت.
وفي حديث الضحية: كُلُوا وادَّخِرُوا؛ وأَصله اذْتَخَرَهُ فثقلت التاء التي للافتعال مع الذال فقلبت ذالاً وأُدغمت فيها الذال الأَصلية فصارت ذالاً مشدّدة، ومثله الاذِّكارُ من الذِّكْرِ.
وقال الزجاج في قوله تعالى: تَدَّخِرُونَ في بيوتكم؛ أَصله تَذْتَخِرُون لأَن الذال حرف مجهور لا يمكن النفَس أَن يجري معه لشدة اعتماده في مكانه والتاء مهموسة، فأُبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه الذال في جهرها وهو الدال فصار تَدَّخِرُون، وأَصل الإِدغام أَن تدغم الأَول في الثاني. قال: ومن العرب من يقول تَذَّخِرُون، بذال مشدّدة، وهو جائز والأَول أَكثر.
والذَّخِيرَةُ: واحدة الذَّخائِر، . . . أكمل المادة وهي ما ادُّخِرَ؛ قال: لَعَمْرُكَ ما مالُ الفَتَى بِذَخِيرَةٍ، ولكنَّ إِخْوانَ الصَّفَاء الذَّخائِرُ وكذلك الذُّخَرُ، والجمع أَذْخارٌ.
وذَخَرَ لنفسه حديثاً حَسَناً: أَبقاه، وهو مَثَلٌ بذلك.
وفي حديث أَصحاب المائدة: أُمِرُوا أَن لا يَدَّخِرُوا فادَّخَرُوا؛ قال ابن الأَثير: هكذا ينطق بها، بالدال المهملة.
وأَصل الادِّخارِ اذْتِخارٌ، وهو افتعال من الذَّخْرِ.
ويقال: اذْتَخَرَ يَذْتَخِرُ فهو مُذْتَخِرٌ، فلما أَرادوا أَن يُدْغِمُوا لِيَخِفَّ النطق قلبوا التاء إِلى ما يقاربها من الحروف، وهو الدال المهملة، لأَنهما من مخرج واحد فصارت اللفظة مُذْدَخِرٌ بذال ودال، ولهم فيه حينئذٍ مذهبان: أَحدهما، وهو الأَكثر، أَن تقلب الذال المعجمة دالاً مشددة، والثاني، وهو الأَقل، أَن تقلب الدال المهملة ذالاً وتدغم فيها فتصير ذالاً مشدّدة معجمة، وهذا العمل مطرد في أَمثاله نحو ادَّكَرَ واذَّكَرَ، واتَّغَرَ واثَّغَرَ.والمَذْخَرُ: العَفِجُ.
والإِذْخِرُ: حشيش طيب الريح أَطول من الثِّيْلِ ينبت على نِبتة الكَوْلانِ، واحدتها إِذْخِرَةٌ، وهي شجرة صغيرة؛ قال أَبو حنيفة: الإِذْخِرُ له أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاقٌ دَفِرُ الريح، وهو مثل أَسَلِ الكُولانِ إِلا أَنه أَعرض وأَصغر كُعُوباً، وله ثمرة كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلا أَنها أَرق وأَصغر، وهو يشبه في نباته الغَرَزَ، يطحن فيدخل في الطّيب، وهي تنبت في الحُزُونِ والسُّهُول وقلما تنبت الإِذْخِرَةُ منفردة؛ ولذلك قال أَبو كَبير: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَى خُلاَّنَهُ، تَلَّى شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ قال: وإِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابيَضَّ؛ قال الشاعر وذَكَرَ جَدْباً: إِذا تَلَعَاتُ بَطْنِ الحَشْرَجِ آمْسَتْ جَدِيباتِ المَسَارِح والمَراحِ، تَهادَى الرِّيحُ إِذْخِرَهُنَّ شُهْباً، ونُودِيَ في المجالِس بالقِدَاحِ احتاج إِلى وصل همزة أَمست فوصلها.
وفي حديث الفتح وتحريم مكة: فقال العباسُ إِلاَّ الإِذْخِرَ فإِنه لبيوتنا وقبورنا؛ الإِذخر، بكسر الهمزة: حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب، وهمزتها زائدة.
وفي الحديث في صفة مكة: وأَعْذَقَ إِذْخِرُها أَي صار له أَعْذَاقٌ .
وفي الحديث ذكْرُ تمر ذَخِيرَةَ؛ هو نوع من التمر معروف؛ وقول الراعي: فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ مَذاخِرُها، وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُها يعني أَجوافها وأَمعاءها، ويروى خواصرها. الأَصمعي: المذاخر أَسفل البطن. يقال: فلان مَلأَ مَذاخِرَهُ إِذا ملأَ أَسافل بطنه.
ويقال للدابة إِذا شبعت: قد مَلأَتْ مَذَاخِرَها؛ قال الراعي: حتى إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ، ولم تَمْلأُ مَذَاخِرَها لِلرَّيِّ والصَّدَرِ أَبو عمرو: الذاخر السمين. أَبو عبيدة: فرسٌ مُذَّخَرٌ وهو المُبَقَّى لحُضْرِهِ. قال: ومن المُذَّخَر المِسْوَاطُ، وهو الذي لا يُعْطِي ما عنده إِلا بالسَّوْطِ، والأُنثى مُذَّخَرَةٌ.
وفي الحديث: حتى إِذا كنا بِثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ؛ هي موضع بين مكة والمدينة، وكأَنها مسماة بجمع الإِذْخِرِ.

س - ط - ع (جمهرة اللغة) [0]


سطَعَ النورُ وغيرُه يسطَع سُطوعاً وسَطْعاً، إذا انتشر، ثم كثر ذلك حتى قالوا: سَطَعَتْ رائحةُ الطِّيب. والسَّطْع: ضربُك بيدك على يدك أو على يدِ آخرَ؛ يقال: سَطَعَ الرجلُ بيديه، إذا صفّق بهما. وكل منتشرٍ ساطعٌ من نور أو طِيب. ورجل أسْطَعُ وامرأة سَطْعاءُ، وهو طول العُنق؛ سَطِعَ يسطَع سَطَعاً، وكذلك جمل أسْطَعُ وناقة سَطْعاءُ أيضاً. والسِّطاع: أطول عُمُد الخِباء، والجميع سُطُع. والسّطيع: الصُّبح. والسَّعْط: مصدر سَعَطْتُ الإنسانَ أسعُطه وأسعَطه - والضمّ أعلى وأكثر - سَعْطاً. والمُسْعُط: الذي يُسعط ب، وهو أحد ما جاء مضمومَ الأول مما يُستعمل باليد. والسَّعوط: كل شيء صببته في الأنف من دواء أو غيره. والطَّعْس: . . . أكمل المادة كلمة يُكنى بها عن النِّكاح، أحسب الخليل قد ذكرها. وتُقلب فيقال: الطّسْع، وربما قلبت السين زاياً فقيل: الطَّعْز. والعَسْط: كلمة مماتة، منها اشتقاق العَسَطُوس، وهو ضرب من الشّجر. قال الشاعر: على أمرِ مُنْقَدِّ العِفاء كأنه ... عصا عَسَطُوسٍ لِينُها واعتدالُها وهذا يجيء في باب فَعَلُول. وأحسب أن عَيْسَطان موضع، وقد جاء في الشعر الفصيح. قال الشاعر: وقد وَرَدَتْ من عَيْسَطانَ جُمَيْمَةً ... كماء السَّلَى يَزْوي الوجوهَ شَرابُها جُميمة: تصغير جُمّة، وهو الماء المجتمع. والعَطْس: مصدر عَطَسَ يعطِس ويعطُس عَطْساً، والاسم العُطاس؛ وكانت العرب تتشاءم بالعُطاس. قال الشاعر: وخَرْقٍ إذا وجَّهتَ فيه لغزوةٍ ... مضيتَ ولم تحبِسْكَ عنه العَواطسُ ويُروى: الكَوادس، وكلاهما واحد؛ يقال: عَطَسَ وكَدَس. ومن ذلك قول الآخر: وقد أغتدي قبل العُطاسِ بهَيْكَلٍ يريد أنه يبكّر قبل أن يسمع العُطاس فيتفاءل به. والمَعْطِس: الأنف، والجمع المَعاطس.

أ خ و (المصباح المنير) [0]


 الأخ: لامه محذوفة وهي واو وترد في التثنية على الأشهر فيقال "أَخَوَان" وفي لغة يستعمل منقوصا فيقال "أَخَانِ" وجمعه "إِخْوَةٌ" و "إِخْوَانٌ" بكسر الهمزة فيهما وضمها لغة وقلّ جمعه بالواو والنون وعلى "آخاء" وزان آباء أقلّ والأنثى "أُخْتٌ" وجمعها "أَخَوَاتٌ" وهو جمع مؤنث سالم وتقول هو "أخو تميم" أي واحد منهم ولقي "أَخَا الموتِ" أي مثله وتركته "بأخِي الخيرِ" أي بشرّ وهو "أخو الصِّدق" أي ملازم له و "أخُو الغِنى" أي ذو الغنى وفي كلام الفقهاء "حُمَّى الأخوين" وهي التي تأخذ يومين وتترك يومين وسألت عنها جماعة من الأطباء فلم يعرفوا هذا الاسم وهي مركبة من حميين فتأخذ واحدة مثلا يوم السبت وتقلع ثلاثة أيام وتأتي يوم الأربعاء وتأخذ واحدة يوم الأحد وتقلع ثلاثة أيام وتأتي يوم الخميس وهكذا فيكون الترك يومين والأخذ يومين والله تعالى . . . أكمل المادة أعلم و "الآخِيَّة" بالمدّ والتشديد عروة تربط إلى وتد مدقوق وتشد فيها الدابة وأصلها فاعولة والجمع "الأَوَاخي" بالتشديد للتشديد وبالتخفيف للتخفيف وجمعها "أواخٍ" مثل ناصية ونواصٍ وهكذا كلّ جمع واحده مثقل و "أخَّيْتُ" للدّابَّة "تَأْخِيَةً" صنعت لها "آخِيَة" وربطتها بها و "تَأَخَّيْتُ" الشيء بمعنى قصدته وتحريته و "آخَيْتُ" بين الشيئين بهمزة ممدودة وقد تقلب واوا على البدل فيقال "وَاخَيْتُ" كما قيل في آسيت واسيت حكاه ابن السّكّيت وتقدم في أخذ أنها لغة اليمن. 

صبع (لسان العرب) [0]


الأَصْبَعُ: واحدة الأَصابِع، تذكر وتؤنث، وفيه لغات: الإِصْبَعُ والأُصْبَعُ، بكسر الهمزة وضمها والباء مفتوحة، والأَصْبُعُ والأُصْبِعُ والأَصْبِعُ والإِصْبِعُ مثال اضْرِبْ، والأُصْبُعُ: بضم الهمزة والباء، والإِصْبُعُ نادِرٌ، والأُصْبُوعُ: الأُنملة مؤنثة في كل ذلك؛ حكى ذلك اللحياني عن يونس؛ روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه دَمِيَتْ إِصْبَعُه في حَفْر الخَنْدَق فقال: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ، وفي سَبِيلِ اللهِ ما لَقِيتِ فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم ذهبتْ بعض أَصابِعه فإِنه أَنث البعض لأَنه إِصبع في المعنى، وإِن ذَكَّرَ الإِصبعَ مُذَكِّر جاز لأَنه ليس فيها علامة التأْنيث.
وقال أَبو حنيفة: أَصابع البُنَيّاتِ (* «اصابع البنيات في القاموس اصابع الفتيات، . . . أكمل المادة قال شارحه: كذا في العباب والتكملة، وفي المنهاج لابن جزلة اصابع الفتيان وفي اللسان اصابع البنيات.) نبات يَنْبُت بأَرض العرب من أَطراف اليمن وهو الذي يسمى الفَرَنْجَمُشْكَ، قال: وأَصابِعُ العذارَى أَيضاً صنف من العنب أَسود طِوال كأَنه البَلُّوطُ، يشبّه بأَصابِع العذارَى المُخَضَّبةِ، وعُنْقُودُه نحو الذراع متداخِسُ الحب وله زبيب جيِّد ومَنابِتُه الشّراةُ.
والإِصْبَعُ: الأَثَر الحسَنُ، يقال: فلان من الله عليه إِصْبَعٌ حسَنة أَي أَثَرٌ نعمة حسنة ؛ وعليك منك اصْبَعٌ خسَنة أَي أتَرٌ حسَن؛ قال لبيد: مَنْ يَجْعَلِ اللهُ إِصْبَعا، في الخَيْرِ أَو في الشّرِّ، يَلْقاهُ مَعا وإِنما قيل للأَثر الحسن إِصبع لإِشارة الناس إِليه بالإِصبع. ابن الأَعرابي: إِنه لحسنُ الإِصْبَعِ في ماله وحسَنُ المَسِّ في ماله أَي حسَن الأَثر؛ وأَنشد: أَورَدَها راعٍ مَرِيءِ الإِصْبَعِ، لم تَنْتَشِرْ عنه ولم تَصَدَّعِ وفلانٌ مُغِلُّ الإِصْبَع إِذا كان خائناً؛ قال الشاعر: حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، ولم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ وفي الحديث: قَلْبُ المؤمِن بين إِصْبَعَيْنِ من أَصابِع الله يُقَلّبُه كيف يشاء، وفي بعض الروايات: قلوب العباد بين إِصبعين؛ معناه أَن تقلب القلوب بين حسن آثاره وصُنْعِه تبارك وتعالى. قال ابن الأَثير: الإِصبع من صفات الأَجسام،تعالى الله عن ذلك وتقدّس، وإِطلاقها عليه مجاز كإِطلاق اليد واليمين والعين والسمع، وهو جار مجرى التمثيل والكناية عن سرعة تقلب القلوب، وإِن ذلك أَمر معقود بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وتخصيص ذكر الأَصابع كناية عن أَجزاء القدرة والبطش لأَن ذلك باليد والأَصابع أَجزاؤها.
ويقال: للراعي على ماشيته إِصبع أَي أَثر حسن، وعلى الإِبل من راعيها إِصبع مثله، وذلك إِذا أَحسن القيام عليها فتبين أَثره فيها؛ قال الراعي يصف راعياً: ضَعِيفُ العَصا بادِي العُروقِ، تَرَى له عليها، إِذا ما أَجْدَبَ الناسُ، إِصْبَعا ضَعِيفُ العَصا أَي حاذِقُ الرَّعْيةِ لا يضرب ضرباً شديداً، يصفه بحسن قيامه على إِبله في الجدب.
وصَبَعَ به وعليه يَصْبَعُ صَبْعاً: أَشار نحوَه بإِصْبَعِه واغتابه أَو أَراده بشَرٍّ والآخر غافل لا يُشْعُر.
وصَبَعَ الإِناء يَصْبَعُه صَبْعاً إِذا كان فيه شَرابٌ وقابَلَ بين إِصْبَعَيْهِ ثم أَرسل ما فيه في شيء ضَيِّقِ الرأْس، وقيل: هو إِذا قابل بين إِصبعيه ثم أَرسل ما فيه في إِناء آخَرَ أَيَّ ضَرْبٍ من الآنيةِ كان، وقيل: وضَعْتَ على الإِناءِ إِصْبَعَك حتى سال عليه ما في إِناء آخر غيره؛ قال الأَزهري: وصَبْعُ الإِناء أَن يُرْسَل الشَّرابُ الذي فيه بين طرفي الإِبهامين أَو السبَّابتين لئلا ينتشر فيندفق، وهذا كله مأْخوذ من الإِصبع لأَن الإِنسان إِذا اغتاب إِنساناً أَشار إِليه بإِصبعه، وإِذا دل إِنساناً على طريق أَو شيء خفي أَشار إِليه بالإِصبع.
ورجل مَصْبُوعٌ إِذا كان متكبراً.
والصَّبْعُ: الكِبْر التامُّ.
وصَبَعَ فلاناً على فلان: دَلَّه عليه بالإِشارة.
وصَبَعَ بين القوم يَصْبَعُ صَبْعاً: دل عليهم غيرهم.
وما صَبَعَك علينا أَي ما دَلَّك.
وصَبَع على القوم يَصْبَعُ صَبْعاً: طلع عليهم، وقيل: إِنما أَصله صَبَأَ عليهم صَبْأً فأَبْدَلُوا العين من الهمزة.
وإِصْبَعٌ: اسم جبل بعينه.

حيف (لسان العرب) [0]


الحَيْفُ: الـمَيْلُ في الحُكم، والجَوْرُ والظُّلم. حافَ عليه في حُكْمِه يَحِيفُ حَيعفاً: مالَ وجارَ؛ ورجل حائِفٌ من قوم حافةٍ وحُيَّفٍ وحُيُفٍ. الأَزهري: قال بعض الفقهاء يُرَدُّ من حَيفِ النّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَفِ الـمُوصِي، وحَيْفُ الناحِلِ: أَن يكون للرجل أَولاد فيُعْطي بعضاً دون بعض، وقد أُمر بأَن يسوِّي بينهم، فإذا فضَّلَ بعضهم على بعض فقد حاف.
وجاء بَشيرٌ الأَنصاريُّ بابنه النُّعمان إلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وقد نَحَلَه نَحْلاً وأَراد أَن يُشْهِدَه عليه فقال له: أَكُلَّ ولَدِكَ قد نَحَلْتَ مِثْلَه؟ قال: لا، فقال: إني لا أَشْهَد على حَيْفٍ، وكما تُحِبّ أَن يكون أَولادُك في بِرِّك سواءً فسَوِّ بينهم . . . أكمل المادة في العَطاء.
وفي التنزيل العزيز: أَن يَحِيفَ اللّهُ عليهم ورسولُه، أَي يَجُورَ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: حتى لا يَطْمَعَ شَريفٌ في حَيْفِك أَي في مَيْلِك معه لشرَفِه؛ الحَيْفُ: الجَوْرُ والظلم.
وحافةُ كل شيء: ناحِيَتُه، والجمع حيَفٌ على القِياسِ، وحِيف على غير قياس.
ومنه حافَتا الوادي، وتصغيره حُوَيْفةٌ، وقيل: حِيفةُ الشيء ناحيته.
وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي الجَرَّاح: جاءنا بضَيْحةٍ سَجاجةٍ تَرى سوادَ الماء في حِيفِها.
وحافتا اللسانِ: جانِباه.
وتَحَيَّفَ الشيءَ: أَخذ من جوانِبه ونواحِيه؛ وقول الطِّرِمّاح: تَجَنَّبها الكُماةُ بكلِّ يَوْمٍ مَرِيضِ الشَّمْسِ، مُحْمَرِّ الحَوافي فُسِّر بأَنه جمع حافةٍ، قال: ولا أَدري وَجهَ هذا إلا أَن تُجمع حافةٌ على حَوائِفَ كما جَمَعوا حاجة على حَوائجَ، وهو نادر عَزيز، ثم تُقلب. مالَه: نَقَصَه وأَخَذَ من أَطْرافه.
وتَحَيَّفْتُ الشيء مثل تَحَوَّفْتُه إذا تَنَقَّصْته من حافاته.
والحِيفةُ: الطَّريدَةُ لأَنها تَحَيَّفُ ما يَزيدُ فتَنْقُصه؛ حكاه أَبو حنيفة.
والحافان: عِرْقانِ أَخضران تحت اللسان، الواحد حافٌ، خفيف.
والحَيْفُ: الهامُ والذكر؛ عن كراع.
وذاتُ الحِيفةِ: من مساجِد النبي، صلى اللّه عليه وسلم، بين المدينة وتَبُوك.

قوس (مقاييس اللغة) [0]



القاف والواو والسين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تقدير شيءٍ بشيء، ثم يُصَرَّف فتقلبُ واوهُ ياءً، والمعنى في جميعِهِ واحد. فالقوْس: الذِّراع، وسمِّيت بذلك لأنَّه يقدر بها المَذْرُوع. [وبها سمِّيت القَوسُ] التي يُرمَى عنها. قال الله تعالى: فَكانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدْنَى [النجم 9]. قال أهلُ التفسير: أراد: ذِرَاعَين.
والأقْوَس: المُنْحنِي الظَّهر.
وقد قَوَّسَ الشَّيخُ، أي انحَنى كأنَّه قوسٌ. قال امرؤ القيس:
أَراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَن قلَّ مالُه      ولا مَنْ رأَيْنَ الشَّيب منه وقوّسا

وتقلب الواوُ لبعض العِلَل ياءً فيقال: بيني وبينه قِيسُ رُمْح، أي قَدْرُه.
ومنه القِياسُ، وهو تَقديرُ الشَّيء بالشيء، والمقدار مِقْياسٌ. تقول: قَايَسْتُ الأَمْرَينِ مُقايَسَةً وقياساً. قال:
. . . أكمل المادة يخزَى الوَشيظُ إذا قال الصَّريحُ لهم      عُدُّوا الحَصَى ثمَّ قِيسوا بالمَقاييس

وجمعُ القَوْسِ قِسِيٌّ، وأقواس، [وقِياس]. قال:وحكى بَعضُهم أنَّ القوسَ: السَّبْق، وأنَّ أصل القياسِ منه؛ يقال: قاسَ بنو فلانٍ بني فلان، إذا سَبَقُوهم، وأنشد:
لَعَمْرِي لقد قاسَ الجميعَ أبوكُم      فَهَلاّ تَقِيسون الذي كان قائسا

وأصل ذلك كلِّه الواو، وقد ذَكَرْناه.ومما شذّ عن هذا الباب القَوْس: ما يَبقَى في الجُلَّة من التَّمر.
والقَوْس: نَجْمٌ.
والمِقْوَس: المكانُ تُجرَى منه الخيلُ، يُمَدُّ في صدورها بذلك الحبلِ لتَتَساوَى، ثمَّ تُرْسَل. فأمَّا القُوسُ فصَومعةُ الرَّاهب، وما أُراها عربيَّة، وقد جاءت في الشِّعر. قال:
………… كأنّها      عَصا قَسِّ قُوسٍ لينُها واعتدالُها

وقال جرير:
……… ولو وقَفَتْ      لاستَفْتَنَتْنِي وذَا المِسْحَينِ في القُوسِ

سَبَحَ (القاموس المحيط) [0]


سَبَحَ بالنَّهْرِ وفيه، كمَنَعَ، سَبْحاً وسِباحَةً، بالكسر: عامَ، وهو سابحٌ وسَبُوحٌ من سُبَحاءَ، وسَبَّاحٌ من سَبَّاحِينَ.
وقوله تعالى: {والسَّابِحاتِ} هي السُّفُنُ، أو أرواحُ المُؤْمِنينَ، أو النُّجومُ.
وأسْبَحَهُ: عَوَّمَهُ.
والسَّوابحُ: الخَيْلُ لِسَبْحِها بِيَدَيْها في سَيْرِها.
وسُبحانَ اللّهِ: تَنْزيهاً لِلّهِ من الصَّاحِبَةِ والوَلَدِ، مَعْرِفَةٌ، ونُصِبَ على المَصْدرِ، أي: أُبَرِّئُ الله من السُّوءِ براءَةً، أو معناهُ: السُّرْعَةُ إليه، والخِفَّةُ في طاعَتِهِ.
وسُبْحانَ مِن كذا: تَعَجُّبٌ منهُ.
وأنْتَ أَعْلَمُ بما في سُبْحانِكَ، أي في نَفْسِكَ.
وسُبْحانُ بنُ أحمدَ: من وَلَدِ الرَّشيدِ.
وسَبَحَ، كمَنَعَ، سُبْحاناً،
وسَبَّحَ تَسْبيحاً: قالَ: سُبْحانَ اللّهِ.
وسُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ويُفْتَحانِ: من صِفاتِه تعالى، لأِنَّهُ يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ.
والسُّبُحاتُ، بضمَّتين: مواضِع السُّجودِ.
وسُبُحاتُ . . . أكمل المادة وَجْهِ اللّه: أنوارُهُ.
والسُّبْحَةُ: خَرَزاتٌ للتَّسْبيحِ تُعَدُّ، والدُّعاءُ، وصَلاَةُ التَّطَوُّعِ، وبالفَتح: الثِّيابُ من جُلودٍ، وفَرَسٌ للنَبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وآخَرُ لِجَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ، وآخَرُ لآِخَرَ.
وسُبْحَةُ اللّهِ: جَلاَلُهُ.
والتَّسْبيحُ: الصلاةُ، ومنه: {كانَ من المُسَبِّحينَ}.
والسَّبْحُ: الفَراغُ، والتَّصَرُّفُ في المعاشِ، والحَفْرُ في الأرضِ، والنَّوْمُ، والسُّكونُ، والتَّقَلُّبُ، والانْتِشارُ في الأرضِ، ضِدٌّ، والإِبْعادُ في السَّيْرِ، والإِكْثارُ من الكَلاَمِ.
وكِساءٌ مُسَبَّحُ، كمُعَظَّم: قَوِيُّ شَديدٌ.
وككَتَّانٍ: بَعيرٌ.
وكسَحابٍ: أرضٌ عندَ مَعْدِنِ بني سُلَيْمٍ.
والسَّبُوحُ: فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ جُشَمَ.
وسَبوحَةُ: مَكَّةُ، أو وادٍ بِعَرَفات.
وكمُحَدِّثٍ: اسمٌ.
والأَميرُ المُخْتارُ محمدُ بنُ عُبَيْدِ اللّهِ المُسَبِّحِيُّ: له تصانِيفُ.
وبَرَكَةُ بنُ عليِّ بنِ السابِحِ الشُّروطِيُّ، وأحمَدُ بن خَلَف السابحُ، وأحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ محمدٍ، ومحمدُ بنُ سَعيدٍ، وعَبدُ الرحمنِ بنُ مُسْلمٍ، ومحمدُ بنُ عثمانَ البُخارِيُّ السُّبَحِيُّونَ بالضم وفتح الباءِ: مُحَدِّثونَ.

سطر (لسان العرب) [0]


السَّطْرُ والسَّطَرُ: الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها؛ قال جرير: مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَه، ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا والجمعُ من كل ذلك أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ؛ عن اللحياني، وسُطورٌ.
ويقال: بَنى سَطْراً وغَرَسَ سَطْراً.
والسَّطْرُ: الخَطُّ والكتابة، وهو في الأَصل مصدر. الليث: يقال سَطْرٌ من كُتُبٍ وسَطْرٌ من شجر معزولين ونحو ذلك؛ وأَنشد: إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لقائلٌ: يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا وقال الزجاج في قوله تعالى: وقالوا أَساطير الأَوّلين؛ خَبَرٌ لابتداء محذوف، المعنى وقالوا الذي جاء به أَساطير الأَولين، معناه سَطَّرَهُ الأَوَّلون، وواحدُ الأَساطير أُسْطُورَةٌ، كما قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحاديث.
وسَطَرَ بَسْطُرُ إِذا كتب؛ قال الله تعالى: ن والقلم . . . أكمل المادة وما يَسْطُرُونَ؛ أَي وما تكتب الملائكة؛ وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه واسْتَطَرَه.
وفي التنزيل: وكل صغير وكبير مُسْتَطَرٌ.
وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً: كتب، واسْتَطَرَ مِثْلُهُ. قال أَبو سعيد الضرير: سمعت أَعرابيّاً فصيحاً يقول: أَسْطَرَ فلانٌ اسمي أَي تجاوز السَّطْرَ الذي فيه اسمي، فإِذا كتبه قيل: سَطَرَهُ.
ويقال: سَطَرَ فلانٌ فلاناً بالسيف سَطْراً إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ؛ ومنه قيل لسيف القَصَّابِ: ساطُورٌ. الفراء: يقال للقصاب ساطِرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ ولَحَّامٌ وقُدَارٌ وجَزَّارٌ.
وقال ابن بُزُرج: يقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عن خَطَئِهِ: أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ، وهو الإِسْطارُ بمعنى الإِخْطاءِ. قال الأَزهري: هو ما حكاه الضرير عن الأَعرابي أَسْطَرَ اسمي أَي جاوز السَّطْرَ الذي هو فيه.
والأَساطِيرُ: الأَباطِيلُ.
والأَساطِيرُ: أَحاديثُ لا نظام لها، واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ، بالكسر، وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ، بالضم.
وقال قوم: أَساطِيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ.
وقال أَبو عبيدة: جُمِعَ سَطْرٌ على أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ على أَساطير، وقال أَبو أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة إِلى العشرة. قال: ويقال سَطْرٌ ويجمع إِلى العشرة أَسْطاراً، ثم أَساطيرُ جمعُ الجمعِ.
وسَطَّرَها: أَلَّفَها.
وسَطَّرَ علينا: أََتانا بالأَساطِيرِ. الليث: يقال سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطْرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل. يقال: هو يُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَي يؤلف.
وفي حديث الحسن: سأَله الأَشعث عن شيء من القرآن فقال له: والله إِنك ما تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بشيء أَي ما تُرَوِّجُ. يقال: سَطَّرَ فلانٌ على فلان إِذا زخرف له الأَقاويلَ ونَمَِّّْقَها، وتلك الأَقاويلُ الأَساطِيرُ والسُّطُرُ.
والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ: المُسَلَّطُ على الشيء لِيُشْرِف عليه ويَتَعَهَّدَ أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ، وأَصله من السَّطْر لأَن الكتاب مُسَطَّرٌ، والذي يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ. يقال: سَيْطَرْتَ علينا.
وفي القرآن: لست عليهم بِمُسْيِطرٍ؛ أَي مُسَلَّطٍ. يقال: سَيْطَرَِ يُسَيِطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ، فهو مُسَيْطِرٌ ومَتَسَيْطِرٌ، وقد تقلب السين صاداً لأَجل الطاء، وقال الفراء في قوله تعالى: أَم عندهم خزائن ربك أَم هم المُسَيْطِرُونَ؛ قال: المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها بالسين، وقال الزجاج: المسيطرون الأَرباب المسلطون. يقال: قد تسيطر علينا وتصيطر، بالسين والصاد، والأَصل السين، وكل سين بعدها طاء يجوز أَن تقلب صاداً. يقال: سطر وصطر وسطا عليه وصطا.
وسَطَرَه أَي صرعه.
والسَّطْرُ: السِّكَّةُ من النخل.
والسَّطْرُ: العَتُودُ من المَعَزِ، وفي التهذيب: من الغنم، والصاد لغة.
والمُسَيْطِرُ: الرقيب الحفيظ، وقيل: المتسلط، وبه فسر قوله عز وجل: لستَ عليهم بمسيطر، وقد سَيْطْرَ علينا وسَوْطَرَ. الليث: السَّيْطَرَةُ مصدر المسيطر، وهو الرقيب الحافظ المتعهد للشيء. يقال: قد سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ، وفي مجهول فعله إِنما صار سُوطِر، ولم يقل سُيْطِرَ لأَن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة، كما أَنك تقول من آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ، فإِذا جاءت ياء ساكنة بعد ضمة لم تثبت، ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها واواً في حال (* قوله: «في حال» لعل بعد ذلك حذفاً والتقدير في حال تقلب الضمة كسرة للياء مثل وقولك أَعيس إلخ). مثل قولك أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وجمعه بِيضٌ، وهو فُعْلَةٌ وفُعْلٌ، فاجترت الياء ما قبلها فكسرته، وقالوا أَكْيَسُ كُوسَى وأَطْيَبُ طُوبَى، وإِنما تَوَخَّوْا في ذلك أَوضحه وأَحسنه، وأَيما فعلوا فهو القياس؛ وكذلك يقول بعضهم في قسمة ضِيزَى إِنما هو فُعْلَى، ولو قيل بنيت على فِعْلَى لم يكن خطأ، أَلا ترى أَن بعضهم يهمزها على كسرتها، فاستقبحوا أَن يقولوا سِيطِرَ لكثرة الكسرات، فلما تراوحت الضمة والكسرة كان الواو أَحسن، وأَما يُسَيْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة السين رجعت الياء. قال أَبو منصور: سَيْطَرَ جاء على فَيْعَلَ، فهو مُسَيْطِرٌ، ولم يستعمل مجهول فعله، وينتهي في كلام العرب إِلى ما انتهوا إِليه. قال: وقول الليث لو قيل بنيتْ ضِيزَى على فِعْلَى لم يكن خطأَ، هذا عند النحويين خطأَ لأَن فِعْلَى جاءت اسماً ولم تجئ صفة، وضِيزَى عندهم فُعْلَى وكسرت الضاد من أَجل الياء الساكنة، وهي من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضُيزُهُ إِذا نقصته، وهو مذكور في موضعه؛ وأَما قول أَبي دواد الإِيادي: وأَرى الموتَ قد تَدَلَّى، مِنَ الحَضْـ ـرِ، عَلَى رَبِّ أَهلِهِ السَّاطِرونِ فإِن الساطرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر، وهو مدينة بين دِجْلَةَ والفرات، غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه وقتله. التهذيب: المُسْطَارُ الخمر الحامض، بتخفيف الراء، لغة رومية، وقيل: هي الحديثة المتغيرة الطعم والريح، وقال: المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التي اعتصرت من أَبكار العنب حديثاً بلغة أَهل الشام، قال: وأُراه روميّاً لأَنه لا يشبه أَبنية كلام العرب؛ قال: ويقال المُسْطار بالسين، قال: وهكذا رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال: هو الحامض منه. قال الأَزهري: المسطار أَظنه مفتعلاً من صار قلبت التاء طاء. الجوهري: المسطار، (* قوله: «الجوهري المسطار بالكسر إلخ» في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب الضم، قال: وكان الكسائي يشدد الراء فهذا دليل على ضم الميم لأَنه يكون حينئذٍ من اسطارّ يسطارّ مثل ادهامّ يدهامّ). بكسر الميم، ضرب من الشراب فيه حموضة.

غيم (لسان العرب) [0]


الغَيْم: السحاب، وقيل: هو أَن لا ترى شمساً من شدة الدَّجْن، وجمعه غُيوم وغِيام؛ قال أَبو حية النميري: يَلُوحُ بها المُذَلَّقُ مِذْرَياه، خُروجَ النجمِ من صَلَعِ الغِيام وقد غامَت السماء وأَغامَت وأَغْيَمت وتَغَيَّمَت وغَيَّمت، كله بمعنى.
وأَغيَم القومُ إذا أصابهم غَيْم.
ويوم غَيُوم: ذو غَيم، حُكي عن ثعلب.
والغَيم: العطش وحرّ الجوف؛ وأَنشد: ما زالتِ الدَّلْوُ لها تَعُودُ، حتى أَفاقَ غَيْمُها المَجْهُودُ قال ابن بري: الهاء في قوله لها تعود على بئر تقدم ذكرها، قال: ويجوز أَن تعود على الإبل أَي ما زالت تعود في البئر لأَجلها. أَبو عبيد: والغَيْمة العطش، وهو الغَيْم. أَبو عمرو: الغيم والغَيْن العطش، وقد غام يَغِيم . . . أكمل المادة وغان يَغِين.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتعوذ من العَيْمة والغَيْمة والأَيْمة؛ فالعَيْمة: شدّة الشهوة للبن، والغَيمة شدّة العطش، والأَيمة العُزْبة.
وقد غام إلى الماء يَغِيم غَيْمة وغَيَماناً ومَغِيماً؛ عن ابن الأَعرابي، فهو غَيْمان، والمرأَة غَيْمَى؛ وقال رَبيعة ابن مقروم الضبي يصف أُتُناً: فَظَلَّتْ صَوافِنَ، خُزْرَ العُيون إلى الشمس مِن رَهْبةٍ أَن تَغِيما والذي في شعره: فظلت صَواديَ أَي عطاشاً.
وشجر غَيْم: أَشِبٌ مُلتفّ كغَين.
وغَيَّمَ الطائرُ إذا رفرف على رأْسك ولم يُبعد؛ عن ثعلب، بالغين والياء عن ابن الأَعرابي.
والغِيام: اسم موضع؛ قال لبيد: بَكَتْنا أَرْضُنا لما ظَعَنّا، وحَيَّيْنا سُفَيْرَةُ والغِيام وغَيَّمَ الليلُ تغييماً إذا جاء مِثْلَ الغَيم.
وروى الأزهري عن ابن السكيت قال: قال عجرمة الأَسدي ما طَلعت الثريا ولا باءت إلا بعاهة فيُزكَم الناس ويُبْطَنُون ويُصيبهم مرض، وأَكثر ما يكون ذلك في الإبل فإنها تُقْلَب ويأْخذها عَتَهٌ.
والغيم: شُعبة من القُلاب. يقال: بعير مَغْيُوم، ولا يكاد المغيوم يموت، فأَما المَقْلوب فلا يكاد يُفْرِقُ، وذلك يُعرف بمَنْخِره، فإذا تنفس منخِره فهو مقلوب، وإذا كان ساكن النَفَس فهو مغيوم.

معج (لسان العرب) [0]


المَعْجُ: سُرعةُ المَرّ.
وريح مَعُوجٌ: سريعةُ المَرّ؛ قال أَبو ذؤَيب: تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ، وتَمُدّهُ مُسَفْسِفةٌ، فَوقَ التُّرابِ، مَعُوجُ ومَعَجَ السَّيْلُ يَمْعَجُ: أَسْرَعَ؛ وقَولُ ساعِدةَ ابن جُؤَيَّةَ: مُسْتأْرِضاً بَينَ أَعْلى اللِّيثِ أَيْمَنَهُ إِلى شَمَنْصِيرَ، غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجا (* قوله «بين أعلى» كذا بالأصل هنا.
وفي معجم ياقوت: بين بطن؛ وكذا في غير موضع من هذا الكتاب.) إِنما هو على النسب أَي ذو مَعْجٍ.
ومَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَجُ مَعْجاً: تَفَنَّنَ.
وقيل: المَعْجُ أَن يَعْتَمِدَ الفَرَسُ على إِحدى عُضادَتَي العنانِ، مرة في الشِّقِّ الأَيمَنِ ومرة في الشق الأَيسر.
وفرسٌ مِمْعَجٌ: كثير المَعْجِ.
وحمار مَعَّاجٌ ومَعُوجٌ: يَسْتَنُّ في عَدْوِه يميناً وشمالاً.
ومَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً: سارتْ سَيراً سَهْلاً؛ أَنشد ثعلب: من . . . أكمل المادة المُنْطياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ أَي تسير هذا السير الشديد بعدما تَغُور عيناها من الإِعْياء والتعَب.
ومَعَجَ في سيره إِذا سارَ في كل وجه، وذلك من النَّشاطِ؛ قال العجاج يصف العير: غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجا ومَرَّ يَمْعَجُ أَي مَرَّ مَرًّا سَهْلاً.
وفي حديث معاوية: فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفَرَّقَ لها السُّفُنُ أَي ماجَ واضْطَرَبَ.
والمَعْجُ: هُبُوبُ الرِّيحِ في لينٍ.
والرِّيحُ تَمْعَجُ في النبات: تَقْلِبُه يميناً وشمالاً؛ قال ذو الرمة: أَو نَفْحة من أَعالي حَنْوةٍ مَعَجَتْ فيها الصَّبا مَوْهِناً، والرَّوضُ مَرْهُومُ ومَعَجَ الرجلُ جارِيَتَه يَمْعَجُها إِذا نكحها.
ومَعَجَ المُلْمُولَ في المكْحُلةِ إِذا حَرَّكَه فيها.
ومَعَجَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه يَمْعَجُه مَعْجاً: لَهَزَه وقلَّبَ فاه في نواحِيهِ لِيَتَمَكَّنَ في الرَّضاع؛ قال عقبة بن غَزوان: فعَلَ ذلك في مَعْجَةِ شَبابه وعلوة (* قوله «وعلوة» كذا في الأصل بمهملة، وفي شرح القاموس بغين معجمة.
ونص القاموس في مادة غلو: والغلواء، بالضم وفتح اللام ويسكن: الغلوّ وأَوّل الشباب وسرعته كالغلوان بالضم.) شبابه، وعُنْفُوانِه، وقال غيره: في مَوْجةِ شَبابه، بمعناه.

رشف (لسان العرب) [0]


رَشَفَ الماءَ والرِّيقَ ونحوهما يَرْشُفُه ويَرْشِفه رَشْفاً ورَشَفاً ورَشِيفاً؛ أَنشد ثعلب: قابَلَه ما جاء في سِلامِها بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتِهامِها وحكى ابن بري: رَشِفَه يَرْشَفُه رَشَفاً ورَشَفاناً، والرّشْفُ: المَصُّ.
وتَرَشّفَه وارْتَشَفَه: مصَّه.
والرَّشِيفُ: تَناوُلُ الماء بالشَّفَتَيْنِ، وقيل: الرَّشْفُ والرَّشِيفُ فَوْق المَصِّ؛ قال الشاعر:سَقَيْنَ البَشامَ المِسْكَ ثم رَشَفْنَه، رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ وقيل: هو تَقَصِّي ما في الإناء واشْتِفافُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يَرْتَشِفُ البَوْلَ ارْتِشافَ المَعْذُورْ فَسَّره بجميع ذلك.
وفي المثل: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي إذا تَرَشَّفْتَ الماء قليلاً قليلاً كان أَسْكَنَ للعَطَشِ.
والرَّشَفُ والرَّشْفُ: بَقِيّةُ الماء في الحَوْضِ، وهو وجه الماء الذي ارْتَشَفَتْه الإبلُ.
والرَّشفُ: ماء قليل يبقى في الحوض تَرْشُِفُه الإبلُ بأَفْواهها. قال . . . أكمل المادة الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول: الجَرْعُ أَرْوَى والرَّشِيفُ أَشْرَبُ؛ قال: وذلك أَن الإبل إذا صادَفَتِ الحَوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ ماءَه جَرْعاً يَمْلأُ أَفْواهَها وذلك أَسْرَعُ لِرِيِّها، وإذا سُقِيَتْ على أَفْواهِها قبل مَلء الحَوْضِ تَرَشّفَتِ الماء بمَشافِرِها قليلاً قليلاً، ولا تكاد تَرْوَى منه، والسُّقاةُ إذا فَرَطُوا النَّعَم وسَقَوْا في الحَوْضِ تَقَدَّموا غلى الرُّعْيانِ بأَن لا يُورِدُوا النَّعَمَ ما لم يَطْفَحِ الحوضُ، لأَنها لا تكاد تَرْوَى إذا سُقِيَتْ قليلاً، وهو معنى قولهم الرَّشِيفُ أَشْرَبُ.
وناقة رَشُوفٌ تشرب الماء فَتَرتَشِفُه؛ قال القطامي: رَشُوفٌ ورَاء الخُورِ لم تَنْدَرئْ بها صَباً وشَمالٌ، حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ وأَرْشَفَ الرجلُ ورشَفَ إذا مَصَّ رِيقَ جاريته. أَبو عمرو: رَشَفْتُ ورشِفْتُ قَبّلْت ومَصِصْتُ، فمن قال رَشَفْتُ قال أَرْشُفُ، ومن قال رَشِفتُ قال أَرْشَفُ.
والرَّشُوفُ: المرأَة الطَّيِّبَةُ الفَمِ. ابن سيده: امرأَة رَشُوفٌ طيبة الفم، وقيل: قَلِيلَةُ البِلّةِ.
وقالوا في المثل: لَحَسُنَ ما أَرْضَعْتِ إن لم تُرْشِفي أَي تُذْهبي اللَّبنَ، ويقال ذلك للرجل أَيضاً إذا بدأَ أَن يُحْسِنَ فخِيفَ عليه أَن يُسِيءَ. ابن الأَعرابي: الرّشُوفُ من النساء اليابسةُ المَكانِ، والرّصُوفُ الضَّيِّقَةُ المكان.

سقر (لسان العرب) [0]


السَّقْرُ: من جوارح الطير معروف لغة في الصَّقْرِ.
والزَّقْرُ: الصَّقْرُ مضارعة، وذلك لأَن كلباً تقلب السين مع القاف خاصة زاياً.
ويقولن في مَسّ سَقَر: مس زقر، وشاة زَقْعَاء في سَقْعَاء.
والسَّقْرُ: البُعْدُ.
وسَقَرَت الشمسُ تَسْقُرُهُ سَقْراً: لوَّحَتْه وآلمت دماغه بحرّها.
وسَقَرَاتُ الشمس: شدّة وَقْعِها.
ويوم مُسْمَقِرٌّ ومُصْمَقِرٌّ: شديد الحر.
وسَقَرُ: اسم من أَسماء جهنم، مشتق من ذلك، وقيل: هي من البعد، وعامة ذلك مذكور في صَقَر، بالصاد.
وفي الحديث في ذكر النار: سماها سَقَرَ؛ هو اسم أَعجمي علم النار الآخرة. قال الليث: سقر اسم معرفة للنار، نعوذ بالله من سقر.
وهكذا قرئ: ما سَلَكَكُمْ في سَقَر؛ غير منصرف لأَنه معرفة، وكذلك لَظَى وجهنم. أَبو بكر: في . . . أكمل المادة السقر قولان: أَحدهما أَن نار الآخرة سميت سقر لا يعرف له اشتقاق ومنع الإِجراء التعريف والعجمة، وقيل: سميت النار سقر لأَنها تذيب الأَجسام والأَرواح، والاسم عربي من قولهم سقرته الشمس أَي أَذابته.
وأَصابه منها ساقُور، والسَّاقور أَيضاً: حديدة تحمى ويكوى بها الحمار، ومن قال سقر اسم عربي قال: منعه الإِجراء لأَنه معرفة مؤنث. قال الله تعالى: لا تبقي ولا تذر.
والسَّقَّارُ: اللَّعَّانُ الكافر، بالسين والصاد، وهو مذكور في موضعه. الأَزهري في ترجمة صقر: الصَّقَّارُ النَّمَّامُ.
وروى بسنده عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يسكن مكة سَاقُور ولا مَشَّاءٌ بنميم.
وروي أَيضاً في السَّقَّار والصَّقَّار: اللَّعَّان، وقيل: اللَّعَّان لمن لا يستحق اللعن، سمي بذلك لأَنه يضرب الناس بلسانه من الصَّقْرِ، وهو ضربك الصخرة بالصَّاقُور، وهو المِعْوَلُ.
وجاء ذكر السَّقَّارِينَ في حديث آخر وجاء تفسيره في الحديث أَنهم الكذابون، قيل: سموا به لخبث ما يتكلمون.
وروى سهل بن معاذ عن أَبيه: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا تزال الأُمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخُبْثُ، وتظهر فيهم السَّقَّارَةُ، قالوا: وما السَّقَّارَةُ يا رسول الله؟ قال: بَشَرٌ يكونون في آخر الزمان يكون تَحِيَّتُهم بينهم إِذا تَلاقَوا التَّلاعُنَ، وفي رواية: يظهر فيهم السَّقَّارُونَ.

عيس (العباب الزاخر) [0]


العَيْس: ماء الفَحْل، وأنشد المُفَضَّلُ لطَرَفَة بن العَبْد:
سَأحْلُبُ عَيْساً سَـمٍّ فـأبْـتَـغـي      به جِيرتي حتى يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ

ورواه غير المفضَّلِ: "عَنْساً" بالنون "إنْ لم تُجَلُّوا ليَ الخَبَرْ"، وإنما يَتَهَدَّدُهم بشِعْرِه. وقال الخليل: العَيْس: عَسْبُ الفَحْل وهو ضِرَابُه يقال: عاسَ الفَحْلُ النّاقة يَعيسُها عَيْساً: إذا ضَرَبَها. والعِيْس -بالكسر-: الإبل البيض التي يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقْرَة، واحِدُها: أعْيَسُ، والأُنثى: عَيْسَاء، قال ذو الرمَّة يصف ناقَتَه:
والعِيْسُ من عاسِجٍ أوْ واسِج خَبَباً      يُنْحَزْنَ من جانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ

وقال آخَرُ:
أقُولُ لِخارِبَيْ هَمْدانَ لَمّـا      أثارا صِرْمَةً حُمْراً وعِيْسا

وقال جرير:
عَلَّ الهَوى من بَعِيْدٍ أنْ يُقَرِّبَهُ      أمُّ النُّجُومِ ومَرُّ القَوْمِ بالعِيْسِ

أي بالبِيْضِ . . . أكمل المادة وهي كرائِمُ الإبِل. وعَيْساء: اسْم امْرَأة. والعَيْساء -أيضاً- الأنثى من الجَرَاد. وعِيْسى: اسمٌ عِبْرانيّ أو سُرْيانيّ، والجمع: العِيْسَوْن -بفتح السين-، ومَرَرْتُ بالعِيْسَيْن، ورأيتُ العِيْسَيْن.
وأجازَ الكوفيُّونَ ضَمَّ السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يُجِزْهُ البصرِيُّونَ وقالوا: لأنَّ الألِفَ لمّا سَقَطَت لاجْتِماع السّاكِنَيْن وَجَبَ أن تَبقى السين مَفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الألف أصلية أو غير أصليّة.
وكان الكِسَائيّ يُفَرِّق بينهما، ويَفْتَحُ في الأصليّة فيقول: مُعْطَوْن، ويَضُمُّ في غير الأصلية فيقول: عِيْسَوي ومُوْسَوي، تَقْلِبُ الياء واواً، كما قُلْتَ في مَرْمِيٍّ مَرْمَوِيٌّ، وإن شِئتَ حَذَفْتَ الياء فقُلْتَ: عِيْسيٌّ ومُوْسِيٌّ بكسر السين، كما قُلْتَ: مَرْمِيٌّ ومَلْهِيٌّ.
وقال الليث: العِيْسَةُ في أصل البناء: فُعْلَة، على قياس الصُّهْبَة والكُمْتَة، ولكن قَبُحَت الياء بعدَ الضمّة فَكُسِرَت العين على الياء.
وكانت الكسرة أحَقَّ بالياء لأنَّها خُلِقَت من صِرْفِ الكَسْر. وأعْيَسَ الزَّرْعُ: إذا لم يكُن فيه رَطْبٌ. وتَعَيَّسَت الإبل: صارَتْ بَيَاضاً في سَوَادٍ، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ:
سَلِّ الهُمُوْمَ بكُلِّ مُعْطٍ رَأْسَهُ      ناجٍ مُخَالِطِ صُهْبَةٍ بَتَعَيُّسِ

هكذا الرواية، ورواه سِيْبَوَيْه: "مُعْطي رَأْسِهِ" بالإضافةِ، ويُكْرَهُ هذا وإن أُضيفَ إلى المَعْرِفَة، بدليل أنَّه وَصَفَه بِنَاجٍ. والتركيب يدل على لونٍ أبيَضَ وعلى عَسْبِ الفَحْلِ.

ر - غ - م (جمهرة اللغة) [0]


وتغمّرتُ من الماء وغيره، إذا شربت منه دون الرِّيّ، ومنه سُمّي القَعْب الصغير غُمَراً. قال أعشى باهلة: تغْنِيه حُزَّة فِلْذ إن ألَمَّ بها ... من الشِّواء ويروي شرْبَه الغُمَرُ وفي حديث النبي صلى اللهّ عليه وآله وسلم: " هَلُمُّوا غُمَري " . ودخلت في غُمار الناس وخُمارهم، أي جماعتهم. وغَمْر: اسم موضع. وغُمَيْر: اسم موضع أيضاً. وقد سمّت العرب غَمْراً وغُمَيْراً وغامراً. وقالوا: فرس غَمْر البديهة، إذا كان جواداً، تشبيهاً بالرجل الغَمْر. والغُرْم: كل شيء غَرِمْتَه من مال وغيره، غَرِمَ يغرم غُرْماً وغَرامةً. قال الشاعر:: دارَ ابن عمك بِعْتَها ... تَقضي بها عنك الغَرامَهْ إذهبْ بها إذْهَبْ بها ... طوِّقْتَها طَوْقَ الحمامَهْ والمتداينان كل واحد منهما . . . أكمل المادة غَريم صاحبه. قال الشاعر: يَصوعُ عنوقَها أحوَى زَنيم ... له ظاء كما صَخِبَ الغَريمُ يصف تيساً، والطاء: صوت التيس، وهو في هذا الموضع صاحب الدَّين. قال أبو بكر: الظّاء والظّأب واحد، وهو الصوت. وقال الآخر: ويَمْطُلُ دَيني وهو أقدَرُ مالكٍ ... ألا إنّ ذا التَّمطال شَرُّ غَريم فهذا عليه الدَين. وفلان مُغْرَم بفلانة، إذا اشتدّ حبُّه لها، وأصل ذلك من الغرام وهو الهلاكُ. وكذلك فُسر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: " إنّ عذابَها كان غَراماً " ، أي هلاكاً. والمَرْغ: اللعاب. وأنشد: تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغ وتقول العرب: " أحمَقُ لا يَجْأى مَرْغَه " أي لا يحبس لعابَه. وتمرّغ في التراب تمرُّغا، إذا تقلّب فيه، وكذلك تمرّغ الفرسُ والحمارُ تمرُّغاً، وموضع تَمَرُّغِه: المَراغة. وبنو مَراغة: بطين من العرب. فأما قول الفرزدق لجرير: يا ابنَ المَراغة، فإنما يعيره ببني كُليب لأنهم أصحاب حَمير. والأمْرَغ: موضع. والمَغْرَة: طين أحمرُ، وهو المِشْق، والجأب مهموز. وثوب ممغَّر: مصبوغ بالمغْرَة. وفرس أمْغَرُ والأنثى مَغْراءُ، وهي شُقرة فيها كدرة. والمَمْغَرَة: الأرض التي يخرج منها المَغْرَة. وماغِرة: اسم موضع. ومَغْران: اسم رجل. وناقة ممْغِر ومُنْغِر، إذا حُلبت فخالط لبنَها دم، فإذا كان ذلك من عادتها فهي مِمْغار ومِنْغار. واللبن مَغير، إذا خالطه الدم.

مرغ (لسان العرب) [0]


المَرْغُ: المُخاطُ، وقيل اللُّعابُ؛ قال الحِرْمازِيّ: دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ ، فأَصْفِغِيه فاكِ أَيَّ صَفْغِ ، ذلِك خَيْرٌ من حُطامِ الرَّفْغِ وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ، شَفَيْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ والمَرْغُ: الرِّيقُ، وقيل: المَرْغُ لُعاب الشاء، وهو في الإنسان مُسْتَعارٌ كقولهم أَحْمَقُ ما يَجْأَى مَرْغَه أَي لا يَسْتر لُعابَه، وجَأَيْتُ الشيءَ أَي ستَرْتُه، وعَمَّ به بعضهم، وقصره ابن الأَعرابي على الإِنسان فقال: المَرْغُ للإنسان، والرُّوالُ غير مهموز للخيل، واللُّغامُ للإِبل.
وأَمْرَغَ أَي سالَ لُعابُه.
وأَمْرَغَ: نامَ فسالَ مَرْغُه من ناحيتي فيه.
وتَمرَّغَ إِذا رَشَّه من فيه؛ قال الكُمَيْتُ يُعاتِبُ قُرَيْشاً: فَلمْ أَرْغُ ممّا كان بَيْني وبَيْنَها ، ولم أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّى . . . أكمل المادة غَضُوبُها قوله فلم أَرْغُ من رُغاء البعير.
والأَمْرَغُ: الذي يَسِيل مَرْغُه.
والمَرْغةُ: الروْضةُ.
والعرب تقول: تَمَرَّغْنا أَي تَنَزَّهْنا.
والمَرْغُ: الرَّوْضةُ الكثيرة النبات، وقد تَمَرَّغَ المالُ إذا أطال الرَّعْي فيها.
وقال أَبو عمرو: مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ إذا أَقام فيه يَرْعَى؛ وأَنشد لرِبْعِيّ الدُّبَيري: إني رَأَيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ ، فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ ويقال: تَمَرَّغْتُ على فلان أَي تَلَبَّثْتُ وتمكَّثْتُ.
وأَمْرَغَ إِذا أَكثر الكلامَ في غير صَواب.
والمَرْغُ: الإِشْباعُ بالدُّهْن.
ورجل أَمْرَغُ وشعَر مَرِغٌ: ذو قَبُولٍ للدُّهْن.
والمُتَمَرِّغُ: الذي يَصْنَعُ نفسَه بالدِّهانِ والتَّزَلُّقِ.
وأَمْرَغَ العَجينَ: أَكثر ماءَه حتى رَقَّ، لغة في أَمْرَخَه فلم يَقْدِر أَن يُيَبِّسه.
ومَرِغَ عِرْضُه: دَنِسَ، وأَمْرَغَه هو ومَرَّغَه: دَنَّسَه، والمُجاوِزُ من فِعْله الإِمْراغ.
ومَرَّغَه في التراب تمريغاً فتَمرَّغ أَي مَعَّكه فَتَمَعَّك، ومارَغه، كلاهما: أَلْزَقَه به، والاسم المَراغةُ، والموضع مَتَمَرَّغٌ ومَراغٌ ومَراغةٌ.
وفي صفة الجنة: مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ أَي الموضع الذي يُتَمَرَّغُ فيه من تُرابها.
والتمَرُّغُ: التَّقَلُّبُ في التراب.
وفي حديث عَمّار: أَجْنَبْنا في سففَر وليس عندنا ماء فتمَرَّغْنا في التراب؛ ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ يحتاج أَن يُوَصِّلَ الترابَ إِلى جميع جسَده كالماء.
ومَراغةُ الإِبل: مُتَمَرَّغها.
والمَرْغُ: المَصِيرُ الذي يجتمع فيه بَعْرُ الشاة.
والمَراغةُ: الأَتانُ، وقيل: الأَتانُ التي لا تَمْتَنِعُ من الفُحول، وبذلك لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَريرٍ فسمّاه ابن المَراغةِ أَي يَتَمرَّغ عليها الرِّجال، وقيل: لأَن كليباً كانت أَصحابَ حُمُرٍ.
والمَرْغُ: أَكلُ السائِمة العُشبَ.
ومَرَغَتِ السائمةُ والإبل العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً: أَكلته؛ عن أَبي حنيفة.
ومَراغُ الإِبلِ: مُتَمَرَّغُها؛ قال الشاعر: يَجْفِلُها كلُّ سَنامٍ مِجْفَلِ ، لأَياً بِلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ والمِمْرَغةُ: المِعَى الأَعْوَرُ لأَنه يُرْمى به، وسمّي أَعْورَ لأَنه كالكيس لا مَنْفَذَ له.

زيب (لسان العرب) [0]


الأَزْيَبُ: الجَنُوبُ، هُذَلِـيّة، أَو هي النَّكْباءُ التي تَجْري بين الصَّبا والجَنُوب.
وفي الحديث: إِن للّه تعالى ريحاً، يقال لها الأَزْيَبُ، دونها بابٌ مُغْلَقٌ، ما بين مِصْراعَيْه مسيرةُ خمسمائة عام، فرياحُكم هذه ما يَتَفَصَّى من ذلك الباب، فإِذا كان يوم القيامة فُتِح ذلك البابُ، فصارت الأَرضُ وما عليها ذَرْواً. قال ابن الأَثير: وأَهلُ مكة يَستعملون هذا الاسم كثيراً.
وفي رواية: اسمُها عند اللّه الأَزْيَب، وهي فيكم الجَنُوبُ. قال شمر: أَهلُ اليمن ومن يَرْكَبُ البَحر، فيما بين جُدَّة وعَدَن، يُسَمُّون الجَنُوبَ الأَزْيَبَ، لا يعرفون لها اسماً غيره، وذلك أَنها تَعْصِفُ الرِّياحَ، وتُثيرُ البحر حتى تُسَوِّده، وتَقْلب أَسفلَه، فتجعله أَعلاه؛ وقال . . . أكمل المادة ابن شميل: كلُّ ريحٍ شديدة ذاتُ أَزْيَب، فإِنما زَيَـبُها شدَّتُها.
والأَزْيَبُ: الماءُ الكثير، حكاه أَبو علي عن أَبي عمرو الشيباني؛ وأَنشد: أَسْقانيَ اللّهُ رَواءً مَشْرَبُهْ، ببطْنِ كَرٍّ، حين فاضت حِـبَبُهْ، عن ثَبَج البحرِ يَجِـيشُ أَزْيَبُه الكَرُّ: الـحِسْيُ.
والـحِبَبَةُ: جمع حُبٍّ، لخابيةِ الماءِ.
والأَزْيَبُ، على أَفْعَل: السُّرعة والنشاط، مؤَنث. يقال: مَرَّ فلانٌ وله أَزْيَبٌ مُنْكَرةٌ إِذا مَرَّ مَرّاً سريعاً من النَّشاط.
والأَزْيَبُ: النَّشيطُ.
وأَخذَه الأَزْيَبُ أَي الفَزَعُ.
والأَزْيَبُ: الرجلُ الـمُتقارِبُ الـمَشْيِ.
ويقال للرجل القصير، الـمُتقارِبِ الخَطْوِ: أَزْيَب.
والأَزْيَبُ: العَداوة.
والأَزْيَبُ: الدَّعِـيُّ. قال الأَعشى يَذْكُر رجلاً من قَيْس عَيْلانَ كان جاراً لعمرو بن المنذر، وكان اتَّهمَ هَدَّاجاً، قائد الأَعشى، بأَنه سَرَقَ راحلةً له، لأَنه وَجَد بعض لحمها في بَيْتِه، فأُخِذَ هَدَّاجٌ وضُرِبَ، والأَعْشى جالسٌ، فقام ناسٌ منهم، فأَخَذوا من الأَعْشى قيمةَ الراحلة؛ فقال الأَعشى: دَعا رَهْطَه حَوْلي، فجاؤُوا لنَصْرِه، * ونادَيْتُ حَـيّاً، بالـمُسَنَّاةِ، غُيَّبا فأَعْطَوْهُ مِني النِّصْفَ، أَو أَضْعَفُوا له، * وما كنتُ قُلاًّ، قبلَ ذلك، أَزْيَبا أَي كنتُ غَريباً في ذلك الموضع، لا ناصر لي؛ وقال قبل ذلك: ومن يَغْتَرِبْ عن قَوْمِه، لا يَزَلْ يَرَى * مَصارِعَ مَظْلومٍ، مَجَرّاً ومَسْحَبا وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ، وإِن يُسئْ * يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا والنِّصْفُ: النَّصَفة؛ يقول: أَرْضَوْه وأَعْطَوه النِّصْفَ، أَو فَوْقَه.
وامرأَةٌ إِزْيَبَّة: بخيلة. ابن الأَعرابي: الأَزْيَبُ: القُنْفُذ.
والأَزْيَبُ: من أَسماءِ الشيطان.
والأَزْيَبُ: الداهية؛ وقال أَبو المكارم: الأَزْيَبُ البُهْثةُ، وهو وَلَدُ الـمُساعاة؛ وأَنشد غيره: وما كنتُ قُلاًّ، قبل ذلك، أَزْيَبا وفي نوادر الأَعراب: رجل أَزْبة، وقوم أَزْبٌ إِذا كان جَلْداً، ورجل زَيْبٌ أَيضاً.
ويقال: تَزَيَّبَ لحمُه وتَزَيَّم إِذا تَكَتَّلَ واجْتَمع، واللّه أَعلم.

العَرُّ (القاموس المحيط) [0]


العَرُّ والعُرُّ والعُرَّةُ: الجَرَبُ، أو بالفتح: الجَرَبُ، وبالضم: قُرُوحٌ في أعْناق الفُصْلانِ، وداءٌ يَتَمَعَّطُ منه وبَرُ الإِبِلِ، وقد عَرَّتْ تَعُرُّ وتَعِرُّ وعُرَّتْ، فهي مَعْرورَةٌ، وتَعَرْعَرَتْ.
واسْتَعَرَّهُمُ الجَرَبُ: فَشَا فيهم.
وعَرَّهُ: ساءَهُ،
و~ بِشَرٍّ: لَطَخَهُ به.
ورجلٌ عَرٌّ، بَيِّنُ العَرَرِ والعُرُورِ: أجْرَبُ.
ونَخْلَةٌ مِعْرارٌ: جَرْباءُ.
والمَعَرَّةُ: الإِثمُ، والأَذَى، والغُرْمُ، والدِّيَةُ، والخِيانَةُ، وكوكبٌ دونَ المَجَرَّةِ، وقتالُ الجَيْشِ دونَ إِذنِ الأَميرِ، وتَلَوُّنُ الوجهِ غَضَباً.
وحِمارٌ أعَرُّ: سَمِينُ الصَّدْرِ والعُنُقِ.
وعَرَّ الظَّليمُ يَعِرُّ عِراراً، بالكسر،
وعارَّ وعِرَاراً: صاحَ.
والتَّعَارُّ: السَّهَرُ، والتَّقَلُّبُ على الفِراشِ لَيْلاً مع كلامٍ.
والعُرُّ، بالضم: جَبَلُ عَدَنَ، والغُلامُ، وبهاءٍ: الجاريَةُ.
والعَرَارُ والعَرُّ، بفتحهما: المُعَجَّلُ عن الفِطامِ، وهي: بهاءٍ.
والمُعْتَرُّ: . . . أكمل المادة الفقيرُ، والمُعْتَرِضُ للمَعْرُوفِ من غير أن يَسْألَ، عَرَّهُ عَرًّا واعْتَرَّهُ و~ به.
والعَريرُ: الغَريبُ في القومِ،
والمَعْرُورُ: المَقْرُورُ، ومَنْ أصابَهُ ما لا يَسْتَقِرُّ عليه، وابنُ سُوَيدٍ المحدِّثُ، وبهاءٍ: التي أصابَتْها عَيْنٌ في لَبَنِها.
والعَرَّةُ: الشِّدَّة في الحَرْبِ، والخَلَّةُ القبيحةُ، وبالضم: ذَرْقُ الطَّيرِ،
كالعُرِّ، وعَذِرَةُ الناسِ، وقد أعَرَّتِ الدارُ، وشحْمُ السَّنَامِ، والإِصابَةُ بِمَكرُوهٍ، وقد عَرَّهُ عَرًّا، والجُرْمُ، ورجُلٌ يكونُ شَيْنَ القومِ.
والعَرارُ، كسَحابٍ: القَوَدُ، وكلُّ شيءٍ باءَ بشيءٍ، ووادٍ، وَبَهَارُ البَرِّ، وبهاءٍ: واحدتُهُ، والشِّدَّةُ، والرِّفْعَةُ، والسُّودَدُ، والنِّساءُ يَلِدْنَ الذُّكورَ، وسُوءُ الخُلُقِ.
والعَرَرُ، محركةً: صِغَرُ السَّنَامِ، أو قِلَّتُه، أو ذَهابُهُ، وهو أعَرُّ، وهي عَرَّاءُ، وقد عَرَّ يَعَرُّ، بالفتح،
والعُراعِرُ: الشريفُ
ج: بالفتح، والسَّيّدُ،
و~ من الإِبِلِ: السَّمينُ،
وع يُجْلَبُ منه المِلْحُ.
وعُرْعُرَةُ الجَبَلِ والسَّنَامِ وكلِّ شيءٍ، بالضم: رأسُهُ، ومُعْظَمُه.
وعَرْعَرَ عَينَه: اقْتَلَعَها،
و~ صِمامُ القارُورَةِ: استَخْرَجَه.
والعَرْعَرُ: شَجَرُ السَّرْوِ، فارِسيَّةٌ،
وع، وبهاءٍ: سِدادُ القارورةِ، ويضمُّ، وجِلْدَةُ الرأسِ، والتحريكُ، ولُعْبَةٌ للصِّبْيانِ،
كَعرْعارِ، مَبْنِيَّةً، وبالضم: ما بينَ المنْخَرَيْنِ، والرَّكَبُ.
ورَكِبَ عُرْعُرَهُ: ساءَ خُلقُهُ.
وكقَطَامِ: اسْمُ بَقَرَةٍ، ومنه: "بَاءَتْ عَرَارِ بِكَحْلٍ"، وهما بَقَرَتَانِ، انْتَطَحَتا، فماتَتَا جميعاً، أي: بَاءَتْ هذه بهذه، يُضْرَبُ لكُلِّ مُسْتَوِيَيْنِ.
والعارُورَةُ: الرجُلُ المَشْؤُومُ، والجَمَلُ لا سَنَامَ له.
والعَرَّاءُ: الجاريَة العَذْراءُ.
والعُرَّى، كعُزَّى: المَعِيبَةُ من النساءِ.
وقولُ الجوهريِّ في العَرَارَة: اسْمُ فَرَسِ، تَصْحيفٌ، وإنما اسْمُها العَرَادَةُ، بالدالِ المهملةِ، وكذا في الشِّعرِ الذي ذكرهُ، ولَعَلَّهُ أَخَذَهُ من ابنِ فارسٍ، وقد ذَكَرَهُ في الدالِ المهملةِ على الصِّحةِ.
وعارَرْتُ: تَمَكَّثْتُ.
ومَعَرَّةُ: د بينَ حَماةَ وحَلَبَ، وتُضافُ إلى النُّعْمان، وذكرُهُ في ن ع م.
ومَعَرَّةُ علْياءَ: مَحَلَّةٌ بها، وكورَةٌ على مَرْحَلَة من حَلَبَ،
وة قُرْبَ كَفرطابَ،
وة قُرْبَ أفامِيَةَ.
ومَعَرُّ، بِلا هاءٍ: إحدَى عَشْرَةَ قَرْيَةً، كلها بالشامِ.
ومَعَرِّينُ، بِزيادةِ ياءٍ ونونٍ: د بنواحي نَصِيبِينَ،
وة بِشَيْزَرَ،
وة بِحَماةَ، وبِجَبَلِها مَشْهَدٌ يُزارُ،
وة شَمالِيَّ عَزَّازٍ.

لبط (لسان العرب) [0]


لبَطَ فلان بفلان الأَرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً مثل لبَجَ به: ضرَبها به، وقيل: صرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً.
ولُبِطَ بفلان إِذا صُرِع من عين أَو حُمّى.
وَلُبِطَ به لَبْطاً: إِذا صُرع من عين أَو حُمّى.
وَلُبِطَ به لَبْطاً: ضرَب بنفسه الأَرض من داء أَو أَمر يَغْشاه مفاجأَةً.
ولُبِطَ به يُلْبَط لَبْطاً إِذا سقَط من قِيام، وكذلك إِذا صُرعَ.
وتَلَبَّط أَي اضْطَجَع وتَمَرَّغَ.
والتَّلَبُّط: التَّمرُّغُ.
وسئل النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الشهداء فقال: أُولئك يَتَلَبَّطُون في الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون، ويقال: يَتَصَرَّعُون، ويقال: فلان يَتَلَبَّطُ في النَّعِيم أَي يتمرَّغُ فيه. ابن الأَعرابي: اللَّبْطُ التَّقَلّبُ في الرِّياضِ.
وفي حديث ماعِز: لا تَسُبُّوه إِنه ليَتَلَبَّطُ في رِياضِ . . . أكمل المادة الجنة بعدما رُجِمَ أَي يتمرَّغُ فيها؛ ومنه حديث أُم إِسمعيل: جعلت تنظُر إِليه يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّطُ.
وفي الحديث: أَنَّ عائشة، رضي اللّه عنها، كانت تَضْرِب اليتيمَ حتى يَتَلَبَّطَ أَي يَنْصَرِعَ مُسْبِطاً على الأَرض أَي مُمْتَدّاً، وفي رواية: تضرب اليتيم وتَلْبِطُه أَي تصْرَعُه إِلى الأَرض.
وفي الحديث: أَنَّ عامر بن أَبي ربيعةَ رأَى سَهْلَ بن حُنَيْف يغْتسل فعانَه فلُبِطَ به حتى ما يَعْقِل أَي صُرِعَ وسقَطَ إِلى الأَرض، وكان قال: ما رأَيتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فأَمَر، عليه الصلاة والسلام، عامِر بن أَبي رَبيعةَ العائنَ حتى غسل له أَعْضاءه وجمع الماء ثم صبَّ على رأْس سهل فراح مع الركب.
ويقال: لُبِطَ بالرّجل فهو مَلْبوطٌ به.
وفي الحديث: أَنه، صلّى اللّه عليه وسلّم، خرج وقريشٌ ملْبُوطٌ بهم، يعني أَنهم سُقُوطٌ بين يديه، وكذلك لُبِجَ به، بالجيم، مثل لُبط به سواء. ابن الأَعرابي: جاء فلان سَكْرانَ مُلْتَبِطاً كقولك مُلْتَبِجاً، ومُتَلَبِّطاً أَجْود من مُلْتَبِط لأَن الالْتِباطَ من العَدْوِ.
وفي الحديث الحَجَّاج السُّلَميّ حين دخل مكة قال للمشركين: لَيْسَ عندي (* قوله «ليس عندي إلخ» كذا بالأصل، وهو في النهاية بدون ليس.) من الخبَر ما يسُرّكم، فالتَبَطُوا بَجَنْبَيْ ناقته يقولون: إِيه يا حجاج الفرّاء: اللَّبَطةُ أَن يضرب البعير بيديه.
ولَبطه البعيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَه.
واللَّبْط باليد: كالخَبْطِ بالرجل، وقيل: إِذا ضرب البعير بقوائمه كلها فتلك اللَّبَطَةُ، وقد لَبَطَ يَلْبِطُ؛ قال الهذلي: يَلْبِطُ فيها كلّ حَيْزَبُون الحيزبون: الشَّهْمةُ الذَّكِيَّةُ.
والتَبَطَ: كَلَبَطَ.
وتَلَبَّطَ الرجلُ: اختلطت عليه أُمُوره.
ولُبِطَ الرجلُ لَبْطاً: أَصابَه سعال وزُكام، والاسم اللَّبَطَةُ، واللبَطة: عَدْوُ الشدِيد العَرج، وقيل: عَدْوُ الأَقْزَل. أَبو عمرو: اللَّبَطة والكَلَطةُ عدْو الأَقزل، والالْتباطُ عَدْوٌ مع وَثْب.
والتَبَطَ البعيرُ يَلْتَبِطُ التِباطاً إِذا عَدا في وَثْب؛ قال الراجز: ما زِلْتُ أَسْعى مَعَهم وأَلْتَبطْ وإِذا عدا البعير وضرب بقوائمه كلها قيل: مَرَّ يَلْتَبطُ، والاسم اللبَطةُ، بالتحريك.
والأَلباطُ: الجُلودُ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ ورواية أَبي العَلاء: مقوَّرة الأَلْياط، كأَنه جمع لِيطٍ.
ولَبَطةُ: اسم، وكان للفرزدق من الأَولاد لَبَطةُ وكَلَطةُ وجَلَطة (* قوله «وجلطة» هو بالجيم، وقد مر في كلط خبطة بالخاء المعجمة ووقع في القاموس حلطة بالهاء المهملة.).

صلت (لسان العرب) [0]


الصَّلْتُ: البارِزُ المُسْتَوي.
وسيفٌ صَلْتٌ، ومُنْصَلِتٌ، وإِصْلِيتٌ: مُنْجَرِدٌ، ماضٍ في الضَّريبة؛ وبعضٌ يقول: لا يقال الصَّلْتُ إِلا لما كان فيه طُولٌ.
ويقال: أَصْلَتُّ السيفَ أَي جَرَّدْتُه؛ وربما اشْتَقُّوا نَعْتَ أَفْعَلَ من إِفْعيلٍ، مثل إِبْلِيسَ، لأَن الله، عز وجل، أَبْلَسَه.
وسيف إِصْلِيتٌ أَي صَقِيلٌ، ويجوز أَن يكون في مَعْنى مُصْلَتٍ.
وفي حديث غَوْرَثٍ: فاخْتَرَط السيفَ وهو في يده صَلْتاً أَي مُجَرَّداً. ابن سيده: أَصْلَتَ السيفَ جَرَّده من غِمْده، فهو مُصْلَتٌ.
وضَرَبه بالسيف صَلْتاً وصُلْتاً أَي ضَرَبه به وهو مُصْلَتٌ.
والصَّلْتُ والصُّلْتُ: السِكِّينُ المُصْلَتة؛ وقيل: هي الكبيرة، والجمع أَصْلاتٌ. أَبو عمرو: سكِّينٌ صَلْتٌ، وسيف صَلْتٌ، ومِخْيَطٌ صَلْتٌ إِذا لم يكن له غِلافٌ؛ وقيل: انْجَرَدَ من غِمْدِه.
ورُوي . . . أكمل المادة عن العُكْليّ أَو غيره: وجاؤُوا بصَلْتٍ مثل كَتِفِ الناقة أَي بشَفْرة عظيمة.
وانْصَلَتَ في الأَمر: انْجَرَدَ. أَبو عبيد: انْصَلَتَ يَعْدُو، وانْكَدَرَ يَعْدُو، وانْجَرَدَ إِذا أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع.
والصَّلْتُ: الأَمْلَسُ؛ ورجل صَلْتُ الوجه والخَدِّ؛ تقول منه: صَلُتَ، بالضم، صُلُوتةً.
ورجل صَلْتُ الجَبين: واضحُه.
وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان صَلْتَ الجبين. قال خالدُ بن جَنْبَةَ: الصَّلْتُ الجبينِ الواسعُ الجَبينِ، الأَبيضُ الجَبينِ، الواضحُ؛ وقيل: الصَّلْتُ الأَمْلَس، وقيل: البارزُ. يقال: أَصْبَحَ صَلْتَ الجَبين، يَبْرُقُ؛ قال: فلا يكون الأَسْوَدُ صَلْتاً. ابن الأَعرابي: صَلْتُ الجَبين صُلْبٌ، صحيحة؛ قال رؤْبة: وخُشْنَتي بعدَ الشَّبابِ الصَّلْتِ وكلُّ ما انْجَرَدَ وبَرَزَ، فهو صَلْتٌ.
وقال أَبو عبيد: الصَلْتُ الجبينِ المُسْتَوي.
وقال ابن شميل: الصَّلْتُ الواسعُ المُسْتَوي الجميل.
وفي حديث آخر: كان سَهْلَ الخَدَّيْنِ، صَلْتَهما.
ورجل صَلْتٌ، وأَصْلَتِيٌّ، ومُنْصَلِتٌ: صُلْبٌ، ماضٍ في الحوائج، خفيفُ اللباس. الجوهري: رجل مِصْلَتٌ، بكسر الميم، إِذا كان ماضياً في الأُمور، وكذلك أَصْلَتيٌّ، ومُنْصَلِتٌ، وصَلْتٌ، ومِصْلات؛ قال عامر بن الطُّفَيْل: وإِنَّا المَصالِيتُ، يَوْمَ الوَغَى، إِذا ما المَغاويرُ لم تَقْدَمِ والمُنْصَلِتُ: المُسْرِعُ من كل شيءٍ.
ونَهْر مُنْصَلِتٌ: شديد الجِرْية؛ قال ذو الرمة: يَسْتَلُّها جَدْولٌ، كالسَّيفِ، مُنْصَلِتٌ بينَ الأَشاءِ، تَسامى حَوْلَه العُشُبُ والصَّلَتانُ من الرجال والحُمُر: الشديد الصُّلْبُ، والجمع صِلْتانٌ؛ عن كراع.
وقال الأَصمعي: الصَّلَتانُ من الحمير المُنْجَرِدُ القَصير الشعر، من قولك: هو مِصْلاتُ العُنُق أَي بارزه، مُنْجَرِدُه. الأَحْمرُ والفَرَّاءُ: الصَّلَتانُ، والفَلَتانُ، والبَزَوانُ، والصَّمَيانُ: كل هذا من التَّقَلُّبِ، والوَثْبِ ونحوه.
وقال الجوهري: الصَّلَتانُ، من الحُمر: الشديدُ النَّشِيطُ، ومن الخيل: الحَديدُ الفؤاد.
وجاءَ بمَرق يَصْلِتُ، ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا كان قليل الدَّسَم، كثيرَ الماءِ؛ قال: ويجوز يَصْلِد، بهذا المعنى.
وصَلَتُّ ما في القَدَح إِذا صَبَبْتَه.
وصَلَتُّ الفَرس إِذا رَكَضْتَه.
وانْصَلَتَ في سَيره أَي مَضَى وسَبق.
وفي الحديث: مَرَّتْ سَحابةٌ، فقال: تَنْصَلِتُ أَي تَقْصد للمطر. يقال: انْصَلَتَ يَنْصَلِتُ إِذا تَجَرّدَ وإِذا أَسْرَع في السير.
ويُروى: تَنَصَّلَتْ، بمعنى أَقْبَلَتْ.والصَّلْتُ: اسم رجل، والله أَعلم.

هـ و ى (المصباح المنير) [0]


 هَوَى: "يَهْوِي" من باب ضرب: "هُوِيًّا" بضم الهاء وفتحها، وزاد ابن القوطية: "هَوَاءً" بالمد سقط من أعلى إلى أسفل قاله أبو زيد وغيره قال الشاعر: هُوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَهَا الرِّشَاءُيروى بالفتح وبالضم، واقتصر الأزهري على الفتح، و "هَوَيَ" "يَهْوِى" أيضا "هُوِيًّا" بالضم لا غير إذا ارتفع قال الشاعر: يَهْوِي مَخَارِمَهَا هُوِيَّ الأجْدَلِوقال الآخر: وَالدَّلْوُ فِي إِصْعَادِهَا عَجْلَى الهُوِيو "هَوَتِ" العقاب "تَهْوِي" "هَوِيًّا" ، و "هُوِيًّا" انقضت على صيد أو غيره ما لم ترغه فإذا أراغته قيلَ "أَهْوَتْ" له بالألف، و "الإِرَاغَةُ" ذهاب الصيد هكذا وهكذا وهي تتبعه، و "هَوَى" "يَهْوِي" : مات وسقط في "مَهْوَاةٍ" من شرف "هَوِيًّا" ، و "هُوِيًّا" ، و "هَوَاءً" بالمدّ، و "المَهْوَاةُ" بفتح الميم: ما بين الجبلين وقيل الحفرة، و "الهُوَّةُ" الحفرة وقيل: الوهدة العميقة، و "تَهَاوَى" القوم: سقطوا في "المَهْوَاةِ" بعضهم في إثر بعض، و "الهَوَى" مقصور مصدر "هَوِيتُهُ" من باب تعب إذا أحببته وعلقت به ثم أطلق على ميل النفس وانحرافها . . . أكمل المادة نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال اتبع هواه وهو من أهل "الاهْوَاءِ" ، و "الهَوَاءُ" ممدود: المسخر بين السماء والأرض والجمع "أَهْوِيَةٌ" ، و "الهَوَاءُ" أيضا: الشيء الخالي، و "أَهْوَى" إلى سيفه بالألف تناوله بيده، و "أَهْوَى" إلى الشيء بيده مدها ليأخذه إذا كان عن قرب فإن كتاب الهاء كان عن بعد قيل "هَوَى" إليه بغير ألف، و "أَهْوَيْتُ" بالشيء بالألف أوْمَأْتُ به. و "الهَاءُ" التي للتأنيث نحو تمرةٍ وطلحة تبقى هاء في الوقف وفي لغة حمير تُقْلَبُ في الوقف تاء فيقال: تَمْرَتْ وطلحت، وفي الحديث: "إِلَّا هَاءْ وهَاءْ" بهمزة ساكنة على إرادة الوقف ممدود ومقصور والمولدون ينونون بغير همز وإذا كان لمفرد مذكر قيل "هَاءَ" بهمزة ممدودة مفتوحة على معنى خُذْ قال الشاعر: تَمْزُجُ لِي مِنْ بُغْضِهَا السِّقَاءَ ثُمَّ تَقُولُ مِنْ بَعِيدٍ هَاءَومكسورة على معنى هات، قال الشاعر: مُولَعَاتٌ بِهَاءِ هَاءٍ فَإِنْ شَـ ـفَّرَ مَالٌ طَلَبْنَ مِنْكَ الخِلاعَاوللاثنين "هَاءَا" وللجمع "هَاءُوا" بألف التثنية وواو الجمع وللمؤنثة "هَاءِ" بهمزة مكسورة وفي لغة أخرى للمؤنثة "هَائِي" بياء بعد الهمزة بمعنى "هَاتِي" ، و "هَاءَ" بهمزة بمعنى هاك وزنا ومعنى وإذا كانت بمعنى الكاف دخلت الميم فتقول للاثنين "هَاؤُمَا" ولجمع المذكّر "هَاؤُمْ" وللمؤنث هَأْنَ بهمزة ساكنة وإذا دخلت التاء والكاف تعين القصر فيقال للمذكر "هَاتِ" وللمؤنثة "هَاتِي" ، و "هَاتِيَا" ، و "هَاتُوا" ، و "هَاتِينَ" ، و "هَاكَ" بفتح الكاف للمذكر وبكسرها للمؤنثة، و "هَاكُمَا" ، و "هَاكُمْ" ، و "هَاكُنَّ" فمعنى التاء أعطني ومعنى الكاف خذ ومعنى الحديث: "يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ هَاءِ" أي هات ما في يدك فيقول له "هَاءَ" أي خذه ويعطيه في وقته؛ لأنّه وضع للمناولة. وفي "لاهَا اللهِ" ثلاث لغات: "إحداها" المدُّ مع الهمزة لأنّها نائبة عن حرف القسم فيجب إثبات الألف كما لو قيل "هَا واللهِ" ، و "الثانية" ، و "الثالثة" حذف الهمزة مع المد والقصر بجعلها كأنها عوض عن حرف القسم. 

حدا (لسان العرب) [0]


حَدَا الإِبِلَ وحَدَا بِها يَحْدُو حَدْواً وحُِدَاءً، ممدود: زَجَرَها خَلْفَها وساقَها.
وتَحادَتْ هي: حَدَا بعضُها بعضاً؛ قال ساعدة بن جؤية: أَرِقْتُ له حتَّى إِذا ما عُرُوضُه تَحادَتْ وهاجَتْها بُرُوق تُطِيرُها ورجلٌ حادٍ وحَدَّاءٌ؛ قال: وكانَ حَدَّاءً قُراقِرِياً الجوهري: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها.
ويقال للشَّمالِ حَدْواءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قال العجاج: حَدْواءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ تُزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ الخُورِ وبينهم أُحْدِيّة وأُحْدُوَّة أَي نوع من الحُدَاء يحْدُونَ به؛ عن اللحياني.
وحَدَا الشيءَ يَحْدُوه حَدْواً واحْتَدَاه: تبعه؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: حتى احتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ وحَدِيَ بالمكان حَداً: لزمه فلم يَبْرَحْه. أَبو عمرو: الحَادِي المتعمد للشيء. يقال: حَدَاه . . . أكمل المادة وتَحَدَّاه وتَحَرَّاه بمعنى واحد، قال: ومنه قول مجاهد: كنتُ أَتَحَدَّى القُرَّاءَ فأَقْرَأُ أَي أَتعَمَّدهم.
وهو حُدَيَّا الناسِ أَي يَتَحَدَّاهم ويَتَعَمَّدهم. الجوهري: تَحَدَّيْتُ فلاناً إِذا بارَيْته في فعل ونازَعْته الغَلَبةَ. ابن سيده: وتحَدَّى الرجلَ تعمَّدَه، وتَحَدَّاه: باراه ونَازَعه الغَلَبَةَ، وهي الحُدَيَّا.
وأَنا حُدَيَّاك في هذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي فيه؛ قال عمرو بن كلثوم: حُدَيَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِيعاً، مُقارَعَةً بَنِيهمْ عن بَنِينَا وفي التهذيب تقول: أَنا حُدَيَّاكَ بهذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي وَحْدك وجارِنِي؛ وأَنشد: حَدَيَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَميعاً لِنَغْلِبَ في الخُطُوب الأَوَّلِينَا وحُدَيَّا الناس: واحدُهم؛ عن كراع. الأَزهري: يقال لا يقوم (* قوله «لا يقوم إلخ» هذه عبارة التهذيب والتكملة، وتمامها: يقول لا يقوم به إلا كريم الآباء والأمهات من الرجال والإبل). بهذا الأَمر إِلا ابن إِحْدَاهما، وربما قيل للحمار إِذا قَدَّمَ آتُنَه حادٍ.
وحَدَا العَيْرُ أُتُنَه أَي تبعها؛ قال ذو الرمة: كأَنَّه حينَ يرمِي خَلْفَهُنَّ بِه حَادِي ثَلاثٍ منَ الحُقْبِ السَّماحِيجِ (* قوله «حادي ثلاث» كذا في الصحاح، وقال في التكملة: الرواية حادي ثمان لا غير). التهذيب: يقال للعَيْرِ حَادِي ثَلاثٍ وحَادِي ثَمَانٍ إِذا قَدَّم أَمامَه عِدَّة من أُتُنِهِ.
وحَدَا الريشُ السَّهم: تبعه.
والحَوادِي: الأَرْجُل لأَنها تتلو الأَيدي؛ قال: طِوالُ الأَيادي والحَوادِي، كأَنَّها سَمَاحِيجُ قُبٌّ طارَ عَنْها نُسالُها ولا أَفْعَله ما حَدَا الليلُ النهارَ أَي ما تبعه. التهذيب: الهَوَادِي أَوَّلُ كلِّ شيءٍ، والحَوادِي أَواخِرُ كلِّ شيءٍ.
وروى الأَصمعي قال: يقال لَكَ هُدَيَّا هذا وحُدَيَّا هذا وشَرْوَاه وشَكلُه كُلُّه واحِد. الجوهري: قولهم حادِي عَشَر مقلوب من واحد لأَن تقديرَ واحدٍ فاعلٌ فأَخَّروا الفاء، وهي الواو، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وقدم العين فصار تقديره عالف.
وفي حديث ابن عباس: لا بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ والأَفْعَوْ؛ هي لغة في الوقف على ما آخره أَلف، تقلب الأَلف واواً، ومنهم من يقلبها ياء، يخفف ويشدد.
والحِدَوُ: هو الحِدَأُ، جمع حِدَأَةٍ وهي الطائر المعروف، فلما سكن الهمز للوقف صارت أَلفاً فقلبها واواً؛ ومنه حديث لقمان: إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ الشيءَ في انْقِضاضِها، وقد أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقف فقَلَب وشدَّد، وقيل: أَهلُ مكة يسمُّون الحِدَأَ حِدَوّاً بالتشديد.
وفي حديث الدعاء: تَحْدُوني عليها خَلَّةٌ واحِدَةٌ أَي تبعَثُني وتَسُوقُني عليها خَصْلة واحدة، وهو من حَدْوِ الإِبل فإِنه من أَكبر الأَشياء على سَوْقِها وبَعْثها.
وبَنُو حادٍ: قبيلة من العرب.
وحَدْواء: موضع بنجد.
وحَدَوْدَى: موضع.

خطأ (العباب الزاخر) [0]


خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان. والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. والخَطْءُ -بفتح الخاء وسكون الطاء-، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ -بالكسر-: الذنب في قوله تعالى: (إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً) أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً -على فِعْلَةَ-، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا . . . أكمل المادة وبعد الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ -على فَعَائِلَ-، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين. والخَطِيْئَةُ -أيضاً-: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة. وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله.
وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا      القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِـلا

هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة.
وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد.
وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى: (بالخاطِئة) أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة.
وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً. وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ.
وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشـاءه      وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ


وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني.
ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء.
وسُئل ابن عباس -رضي الله عنهما-: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:
إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول البـاعَ بَـدَرْ      تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ

والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل. والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.

ليس (العباب الزاخر) [0]


لَيْسَ: كَلِمَةُ نَفْيٍ، وهيَ فعلٌ ماضٍ، وأصلها لَيِسَ -بكسر الياء- فسُكَّنَتْ اسْتِثقالاً، ولم تُقْلَب ألِفاً لأنَّها لا تَتَصَرَّف، من حيث اسْتُعْمِلَت بلفظ الماضي للحال، والذي يدُلُّ على أنَّها فعل وإن لم تَتَصَرّف تَصَرُّفَ الأفعال قولهم: لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُم؛ نحو قولِكَ ضَرَبْتَ وضَرَبتُما وضَرَبْتُم. وجُعِلَت من عوامِل الأفعال نحوِ "كانَ" وأخواتِها وَحدَها دون أخَواتِها، تقول: ليسَ زيدٌ بِمُنْطَلِقٍ، قال الله تعالى: (ألَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَه) وقال جَلَّ وعَزَّ: (ألَيْسَ ذلك بقادِرٍ على أنْ يُحْيِيَ المَوْتى)، فالباء لِتَعْدِيَة الفِعْلِ وتأكيد النَّفْي.
ولكَ ألاّ تُدْخِلْهَا، لأنَّ المُؤَكِّدَ يُسْتَغْنى عنه، ولأنَّ من الأفعال ما يَتَعَدّى مَرَّةً بحرفِ جَرٍ ومَرَّةً بغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ؛ نحو قَوْلِكَ: . . . أكمل المادة اشْتَقْتُكَ واشْتَقْتُ إلَيْكَ. ولا يجوز تقديم خَبَرِها عليها كما جازَ في أخَواتِها، تقولُ: مُحْسِناً كانَ زَيْدٌ، ولا يجوز أنْ تقولَ: مُحْسِناً ليسَ زَيْدٌ. وقد يُسْتَثْنى بها فيُقال: جاءَ القوم لَيْسَ زَيداً؛ كما تقول: إلاّ زَيْداً، تُضْمِرُ فيها اسْمَها وتَنْصِبُ خَبَرَها بها، كأنَّك قُلتَ: ليس الجائي زَيْداً، ولك أن تَقولَ: جاءَ القَوْمُ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال:
عَهِدْتُ قَومي كعَدِيْدِ الطَّيْسِ      قد ذَهَبَ القَوْمُ الكِرَامُ لَيْسِي

إلاّ أنَّ المُضْمَرَ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال:
لَيْسَ إيّايَ وإيّا      كِ ولا نَخْشى رَقِيْبا


ولم يَقُل: لَيْسَني ولَيْسَكِ، وهو جائِز. وبعض بَني ضَبَّة يقول: لِسْتُ -بكسر اللام-، وبعضهم يَضُمُّها فيقول: لُسْتُ. وقال الخليل: لَيْسَ: معناه لا أيْسَ، فَطُرِحَت الهَمْزَةُ، وأُلْزِقَت اللاّمُ الياء. قال: والدليل على ذلك قول العرب: ائْتِني به من حيثُ أيْسَ ولَيْسَ، والمعنى من حيث هُوَ ولا هُوَ.
وقيل: معنى لا أيْسَ: أي لا وُجِدَ، وقيل: أيْس موجود ولا أيْس لا موجود، فَثَقُلَ عليهم فقالوا: لَيْسَ. وقال الكِسائيّ: ورُبَّما جاءت لَيْسَ بمعنى "لا" النَّسَقِيَّةِ، كقول لَبيد رضي الله عنه:
وإذا جُوْزِيْتَ قَرْضاً فـاجْـزِهِ      إنَّما يَجْزي الفَتى لَيْسَ الجَمَلْ

وقال سِيْبَوَيْه: أرادَ لَيْسَ يَجْزي الجَمَلُ ولَيْسَ الجَمَلُ يَجْزي، قال: ورُبَّما جاءتْ لَيْسَ بمعنى "لا" التَّبْرِئةِ. ورجُلٌ ألْيَس: أي شُجاع، بَيِّنُ اللَّيَسِ -بالتحريك-، من قومٍ لِيْسٍ، قال العجّاج يصف ثَوْراً:
ذو نَخْوَةٍ حُمَارِسٌ عُرْضِيٌّ      ألْيَسُ عن حَوْبائهِ سَخِيُّ

وقال الفرّاء: الألْيَس: البعير الذي يَحمِلُ ما حُمِّلَ. وقال الأصمعيّ: الألْيَس: الذي لا يَبْرَح مَنْزِلَه، قال رؤبة:
ذو النَّبْلِ ما كانَ المَها كُنُوْسـا      يَرْمي ويَرْجُو المُمْكِناتِ اللِّيْسا

ويُروى: "ما دامَ".
وقال آخَر:
تَخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَيَاءً      وتَلْقاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ لِيْسا

وقال غيره: إبلٌ لِيْسٌ على الحَوْضِ: إذا قامَت عليه فَلَم تَبْرَحْهُ.
وقيل هي البِطَاءُ. وقال بعض الأعراب: الألْيَسُ: الدَّيُّوثيُّ الذي لا يَغَار، ويُتَهَزَّأُ به فيُقال: هو ألْيَسُ بُورِكَ فيه. والألْيَس: الأسد، وُصِفَ بذلك لِشَجاعَتِهِ. والألْيَس: الحَسَنُ الخُلُقِ. وقال أبو زيد: اللَّيَسُ -بالتحريك-: الغَفْلَةُ. واللِّيَاس -بالكسر-: الرَّجُل الدَّيُّوْث الذي لا يَبْرَح مَوْضِعَه.
وتَلايَسَ الرَّجُلُ: إذا كان حَمْولاً حَسَنَ الخُلُقِ. وتَلايَسْتُ عن كذا: أي أغْمَضْتُ عنه. وقال أبو عمرو: المُلايِسُ: البَطِيءُ.

عيس (لسان العرب) [0]


العَيْسُ: ماء الفَحْل؛ قال طرفة: سأَحْلُب عَيْساً صَحْن سُمّ قال: والعَيْس يقتل لأَنه أَخبث السُّم؛ قال شمر: وأَنشدنيه ابن الأَعرابي: سأَحلب عنساً، بالنون، وقيل: العَيْس ضِراب الفحل. عاس الفحلُ الناقةَ يَعِيسُها عَيْساً: ضَرَبها.
والعِيَس والعِيسَة: بياض يُخالِطُه شيء من شُقْرة، وقيل: هو لون أَبيضُ مُشْرَب صَفاءً في ظُلمة خفِية، وهي فُعْلَة، على قياس الصُّهبة والكُمْتة لأَنه ليس في الأَلوان فِعْلَة، وإِنما كُسِرت لتصح الياء كبيض.
وجَمل أَعْيَس وناقة عَيْساء وظَبْيٌ أَعْيَس: فيه أُدْمَة، وكذلك الثَّور؛ قال: وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ وقيل: العِيس الإِبل تضرب إِلى الصُّفرة؛ رواه ابن الأَعرابي وحده.
وفي حديث طهفة: تَرْتَمِي بِنَا العِيس؛ هي الإِبل البيض مع شُقرة . . . أكمل المادة يسيرة، واحدها أَعْيَس وعَيْساء؛ ومنه حديث سَوادِ بنِ قارب: وشدَّها العِيسُ بأَحْلاسِها ورجُل أَعْيسَ الشَّعَر: أَبيضه.
ورَسْم أَعْيَس: أَبيض.
والعَيْساء: الجَرادَة الأُنثى.
وعَيْساء: اسم جدّة غَسَّان السَّلِيطي؛ قال جرير: أَساعِية عَيْساء، والضَّأْن حُفَّلٌ، كما حاولَتْ عَيساء أَمْ ما عَذِيرُها؟ قال الجوهري: العِيس، بالكسر، جمع أَعْيَس.
وعَيْساء: الإِبلُ البِيض يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقرة، واحدها أَعْيَس، والأُنثى عَيْساء بَيِّنا العِيس. قال الأَصمعي: إِذا خالط بياض الشعَر شُقْرة فهو أَعْيَس؛ وقول الشاعر: أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا أَثارَا صِرْمةً حُمراً وعِيسَا أَي بيضاً.
ويقال: هي كرائم الإِبل.
وعِيسَى: اسم المسيح، صلوات اللَّه على نبينا وعليه وسلم؛ قال سيبويه: عيسى فِعْلَى، وليست أَلفه للتأْنِيث إِنما هو أَعجمي ولو كانت للتأْنيث لم ينصرف في النكرة وهو ينصرف فيها، قال: أَخبرني بذلك من أَثِق به، يعني بصَرْفِه في النكرة، والنسب إِليه عِيْسِيٌّ، هذا قول ابن سيده، وقال الجوهري: عِيسى اسم عِبْرانيّ أَو سُرياني، والجمع العِيسَوْن، بفتح السين، وقال غيره: العِيسُون، بضم السين، لأَن الياء زائدة (* قوله «لأن الياء زائدة» أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإمالة، وكذا يقال فيما بعده.)، قال الجوهري: وتقول مررت بالعِيسَيْنَ ورأَيت العِيسَيْنَ، قال: وأَجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يجزه البَصريون وقالوا: لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنين وجَب أَن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الأَلف أَصلية أَو غير أَصلية، وكان الكسائي يَفْرق بينهما ويفتح في الأَصلية فيقول مُعْطَوْنَ، ويضم في غير الأَصلية فيقول عِيسُون، وكذلك القول في مُوسَى، والنسبةُ إِليهما عِيسَويّ ومُوسَويّ، بقلب الياء واواً، كما قلت في مَرْمًى مَرْمَوِيّ، وإِن شئت حذفت الياء فقلت عِيسِيّ وموسِيّ، بكسر السين، كما قلت مَرْميّ ومَلْهيّ؛ قال الأَزهري: كأَن أَصل الحرف من العَيَس، قال: وإِذا استعملت الفعل منه قلت عَيِس يَعْيَس أَو عاس يَعِيس، قال: وعِيسى شبه قِعْلى، قال الزجاج: عيسى اسم عَجَمِيّ عُدِلَّ عن لفظ الأَعجمية إِلى هذا البناء وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العُجمة والتعريف فيه، ومَنال اشتقاقه من كلام العرب أَن عيسى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنيث فلا ينصرف في معرفة ولا نكرة، ويكون اشتقاقه من شيئين: أَحدهما العَيَس، والآخر من العَوْس، وهو السِّياسة، فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فأَما اسم نبيّ اللَّه فعدول عن إِيسُوع، كذا يقول أَهل السريانية، قال الكسائي: وإِذا نسبت إِلى موسى وعيسى وما أَشبهها مما فيه الياء زائدة قلت مُوسِيّ وعيسيّ، بكسر السين وتشديد الياء.
وقال أَبو عبيدة: أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لم يكن فيه رطب، وأَخْلَس إِذا كان فيه رَطْب ويابِس.

وجع (لسان العرب) [0]


الوَجَع: اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ، والجمع أَوْجاعٌ، وقد وَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ وياجَعُ، فهو وجِعٌ، من قوم وَجْعَى ووَجاعَى ووَجِعِينَ ووِجاعٍ وأَوجاعٍ، ونِسْوةٌ وَجاعى ووَجِعاتٌ؛ وبنو أَسَد يقولون يِيجَعُ، بكسر الياء، وهم لا يقولون يِعْلَمُ اسْتِثْقالاً للكسرة على الياء، فلما اجتمعت الياءَان قَوِيَتا واحْتَمَلَتْ ما لم تحتمله المفردة، وينشد لمتمم بن نويرة على هذه اللغة: قَعِيدَكِ أَن لا تُسْمِعِيني مَلامةً، ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤادِ فَيِيجَعا ومنهم من يقول: أَنا إِيجَعُ وأَنت تِيجَعُ، قال ابن بري: الأَصل في يِيجَعُ يَوْجَعُ، فلما أَرادوا قلب الواو ياء كسروا الياء التي هي حرف المضارعة لتنقلب الواو ياء قلباً صححياً، ومن قال . . . أكمل المادة يَيْجلُ ويَيْجَعُ فإِنه قلب الواو ياء قلباً ساذَجاً بخلاف القلب الأَول لأَنَّ الواو الساكنة إِنما تَقْلِبُها إِلى الياء الكسرةُ قبلها. قال الأَزهري: ولُغةٌ قبيحةٌ من يقول وَجِعَ يَجِعُ، قال: ويقول أَنا أَوْجَعُ رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي وأَوْجَعْتُه أَنا.
ووَجِعَ عُضْوُه: أَلِمَ وأَوْجَعَهُ هو. الفراء: يقال للرجل وَجِعْتَ بَطْنَكَ مثل سَفِهْتَ رأْيَكَ ورَشِدْتَ أَمرَك، قال: وهذا من المعرفة التي كالنكرة لأَن قولك بَطْنَكَ مُفَسِّرٌ، وكذلك غُبِنْتَ رأْيَك، والأَصل فيه وَجِعَ رأْسُك وأَلم بَطْنُكَ وسَفِهَ رأْيُك ونَفْسُك، فلما حُوِّلَ الفعلُ خرج قولك وَجِعْتَ بطنَك وما أَشبهه مَفَسِّراً، قال: وجاء هذا نادراً في أَحرف معدودة؛ وقال غيره: إِنما نصبوا وَجِعْتَ بطنَك بنزع الخافض منه كأَنه قال وَجِعْت من بطنك، وكذلك سفهت في رأْيك، وهذا قول البصريين لأَن المُفَسِّراتِ لا تكون إِلا نكرات.
وحكى ابن الأَعرابي: أَمَضَّني الجُرْحُ فَوَجِعْتُه. قال الأَزهري: وقد وَجِعَ فلانٌ رأْسَه وبطنَه.
وأَوْجَعْتُ فلاناً ضَرْباً وجِيعاً، وضَرْبٌ وجِيعٌ أَي مُوجِعٌ، وهو أَحد ما جاء على فَعِيلٍ من أَفْعَلَ، كما يقال عذاب أَلِيمٌ بمعنى مؤلم، وقيل: ضربٌ وجِيعٌ وأَلِيمٌ ذو أَلَمٍ.
وفلان يَوْجَعُ رأْسَه، نصبْتَ الرأْسَ، فإِن جئت بالهاء قلت يَوْجَعُه رأْسُه وأَنا أَيْجَع رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي، ولا تقل يُوجِعني رأْسي، والعامة تقوله؛ قال صِمّة بن عبد الله القشيري: تَلَفَّتُّ نحوَ الحَيِّ، حتى وجَدْتُني وجِعْتُ من الإِصْغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا والإِيجاعُ: الإِيلامُ.
وأَوْجَعَ في العَدُوّ: أَثْخَنَ.
وتَوَجَّعَ: تَشَكَّى الوجَعَ.
وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل.
والوجْعاءُ: السافِلةُ وهي الدُّبُر، ممدودة؛ قال أَنسُ ابن مُدْرِكةَ الخَثْعَمِي: غَضِبتُ للمَرْءِ، إِذْ نِيكَتْ حَلِيلَتُه، وإِذْ يُشَدُّ على وَجْعائِها الثَّفَرُ أَغْشَى الحُزوبَ، وسِرْبالي مُضاعَفةٌ تَغْشَى البَنانَ، وسَيْفي صارِمٌ ذَكَرُ إِني وقَتْلي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلَه، كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ يعني أَنها بُوضِعَتْ.
وجمعُ الوَجْعاءِ وَجْعاواتٌ، والسبب في هذا الشعْرِ أَنَّ سُلَيْكاً مَرَّ في بعض غَزَواتِه ببيت من خَثْعَمَ، وأَهله خُلوفٌ، فَرأَى فيهنَّ امرأَة بَضَّةً شابةً فَعلاها، فأُخْبر أَنس بذلك فأَدْركه فقتله.
وفي الحديث: لا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لذي دَمٍ مُوجِعٍ؛ هو أَنْ يتحمل دِيةً فيسعى بها حتى يُؤَدِّيَها إِلى أَولياءِ المقتول، فإِن لم يؤدِّها قُتِل المُتَحَمَّلُ عنه فَيُوجِعُه قَتْلُه.
وفي الحديث: مُري بَنِيكِ يقلموا أَظْفارَهم أَن يُوجِعُوا الضُّرُوعَ أَي لئلا يُوجِعُوها إِذا حَلَبُوها بأَظْفارِهم.
وذكر الجوهري في هذه الترجمة الجِعةَ فقال: والجِعةُ نَبِيذُ الشعير، عن أَبي عبيد، قال: ولست أَدري ما نُقْصانُه؛ قال ابن بري: الجِعةُ لامها واو من جَعَوْت أَي جَمَعْتُ كأَنها سميت بذلك لكونها تَجْعُو الناسَ على شُرْبِها أَي تجمعهم، وذكر الأَزهري هذا الحرف في المعتل، وسنذكره هناك.
وأُمُّ وجَعِ الكَبدِ: نبتة تنفع من وجَعِها.

جمع (الصّحّاح في اللغة) [0]


جَمَعْتُ الشيءَ المتفرقَ فاجْتَمَعَ.
والرجلُ المُجْتَمِعُ: الذي بلغ أشُدَّهُ.
ولا يقال ذلك للنساء.
ويقال للجارة إذا شَبَّتْ: قد جمعت الثياب، أي قد لبست الدرعَ والخمارَ والملحفةَ.
وتَجَمَّعَ القومُ، أي اجتمعوا من ههنا وههنا.
وجُمَّاعُ الناس بالضم: أَخْلاطُهُمْ، وهم الأُشابَةُ من قبائلَ شتَّى.
والجَمْعُ: مصدر قولك جَمَعْتُ الشيء.
وقد يكون اسماً لجماعة الناس، ويُجْمَعُ على جُموعٍ، والموضِعُ مَجْمَعٌ ومَجْمِعٌ.
والجمع أيضاً: الدَقَلُ. يقال: ما أَكْثَرَ الجَمْعَ في أرض بني فلان: لنخلٍ يخرج من النَوى ولا يُعْرَفُ اسْمُهُ.
ويقال أيضاً للمُزْدَلِفَةِ: جَمْعٌ، لاجتماع الناس فيها.
وجُمْعُ الكَفِّ بالضم، وهو حين تَقْبِضُها. يقال: ضربته بجُمْعِ كفّي.
وجاء فلان بقُبضةٍ مِلْءِ جُمْعِهِ. قال الشاعر:
تُقَلِّبُ رأْساً مثلَ جُمْعيَ عارِيا      وما فَعَلَتْ بي ذاكَ . . . أكمل المادة حتّى تَرَكْتُها

وتقول: أخذت فلاناً بجُمْعٍ ثيابه.
وأمرُ بَني فلانٍ بجَمْعٍ وجِمْعٍ، أي لم يَقْتَضَّها. قالت دَهْناء بنت مِسْحَلٍ امرأةُ العجاج للعامل: أصلح الله الأمير، إنِّي منه بجُمْعٍ، أي عذراء لم يَقْتَضَّني.
وماتت فلانة بجُمْعٍ وجِمْعٍ، أي ماتت وولدُها في بطنها.
وجُمْعَةٌ من تمرٍ، أي قُبْضَةٌ منه.
ويومُ الجُمْعَةِ: يومُ العَروبةِ.
وكذلك يومُ الجُمُعَةِ بضم الميم.
ويُجْمَعُ على جُمُعاتٍ وجُمَعٍ.
وأتانٌ جامِعٌ، إذا حملتْ أوَّلَ ما تحمل.
وقِدْرٌ جامِعَةٌ، وهي العظيمة.
والجامِعَةُ: الغُلُّ؛ لأنَّها تجمع اليدين إلى العنق.
والمسجدُ الجامِعُ، وإن شئت قلت مسجدُ الجامِع بالإضافة، كقولك: الحقُّ اليقينُ وحقُّ اليقينِ، بمعنى مسجدِ اليوم الجامعِ وحقِّ الشيءِ اليقينِ.
والجَمْعاءُ من البهائم: التي لم يذهب من بدَنها شيء.
وأَجْمَعَ بناقته، أي صَرَّ أَخْلافَها جُمَعَ. قال الكسائي: يقال أَجْمَعْتُ الأمرَ وعلى الأمرِ، إذا عزمتَ عليه؛ والأمرُ مُجْمَعٌ.
ويقال أيضاً: أَجْمِعْ أمرَكَ ولا تَدَعْهُ منتشراً، قال الشاعر:
لها أمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمِعُ      تُهِلُّ وتَسْعى بالمصابيح وَسْطَها

وقال آخر:
هل أَغْدُوَنْ يوماً وأمري مُجْمَعُ      يا ليتَ شِعري والمُنى لا تنفـع

وقوله تعالى: "فأَجْمِعوا أَمْرَكُمْ وشُرَكاءَكُم" أي وادْعوا شركاءكم، لأنَّه لا يقال أَجْمَعْتُ شركائي، إنما يقال جَمَعْتُ.
وأَجْمَعْتُ الشيءَ: جعلتُه جَميعاً.
والمَجْموعُ: الذي جُمِعَ من ههنا وههنا وإن لمْ يُجْعَلْ كالشيء الواحد.
وفلاةٌ مُجْمِعَةُ: يجتمع القومُ فيها ولا يتفرَّقون، خوفَ الضلال ونحوِه، كأنَّها هي التي جمعتهم.
واسْتَجْمَعَ السيلُ: اجتمع من كلِّ موضع.
ويقال للمُسْتَجيش: اسْتَجْمَعَ كلَّ مَجْمَعٍ.
واستَجْمَعَ الفرسُ جَرْياً.
وقال يصف سراباً:
تُباريه في ضاحي المِتانِ سَواعِدُهْ      ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً وليس بِـبـارِحٍ

وجُمِعَ: جَمْعُ جُمْعَةٍ، وجَمْعُ جَمْعاءَ في توكيد المؤنَّث.
وأَجْمَعونَ: جَمْعُ أَجْمَعَ.
وأَجْمَعُ واحدٌ في معنى جَمْعٍ وليس له مفردٌ من لفظه.
والمؤنث جَمْعاءُ.
ويقال: جاء القوم بأَجْمَعِهِمْ وبأَجْمُعِهِمْ أيضاً بضم الميم.
وجَميعٌ يُؤَكَّدُ به، يقال جاءوا جميعاً، أي كلهم.
والجَميعُ: ضدُّ المتفرِّق. قال الشاعر: فَقَدْتُكِ من نَفْسٍ شَعاعٍ فأنني=نَهَيْتُكِ عن هذا وأنتِ جَميعُ والجميعُ: الجَيْشُ. قال لبيد:
منها وغودِرَ نُؤْيُها وثُمامُـهـا      عَرِيَتْ وكان بها الجميعُ بَأَبْكَروا

وجِماعُ الشيء بالكسر: جَمْعُهُ. تقول: جِماعُ الخِباءِ الأخبيةُ، لأنَّ الجِماعَ ما جَمَعَ عدداً، يقال: الخمرُ جِماعُ الإِثم.
وقِدْرٌ جِماعٌ أيضاً للعظيمة.
وجَمَّعَ القومُ تَجْميعاً، أي شهدوا الجُمْعَةَ وقَضَوا الصلاة فيها.
وجَمَعَ فلانٌ مالاً وعدَّدَهُ.
والمُجامَعَةُ: المُباضَعَةُ.
وجامَعَهُ على أمر كذا، أي اجتمع معه.

د - ن - ه (جمهرة اللغة) [0]


الدَّنَه مثل الدَّلَه، تُقلب اللام نوناً. والدُّهن: معروف، وكل شيء دهنتَه فهو مدهون ودهين، وجمع الدُّهن أدهان. وناقة دَهين، إذا قلّ لبنُها. ودَهَنَ المطرُ الأرضَ، إذا بلّها بَلاًّ يسيراً. وبنو داهن وبنو دُهْن: حيّان من العرب، ومن بني دُهْن عمّار الدُّهني المحدِّث. وقد سمّت العرب دُهَيْناً. والمُدْهُن: ما جُعل فيه الدُّهن، وهو أحد ما جاء على مَفْعُل مضموم الأول ممّا يُستعمل باليد ممّا أوله ميم. والمُدْهُن أيضاً: نَقْرٌ في صخرة يجتمع فيه ماء السماء. وداهنتُ الرجل مداهنةً ودِهاناً، إذا واربته فأظهرت له خلافَ ما تضمر؛ والمدهَنة: المخادَعة؛ وأدهنتُ إدهاناً، فأنا مُدْهِنْ، إذا غششت. والدَّهْناء، يُمدّ ويُقصر: بلد معروف. . . . أكمل المادة وقال بعض المفسّرين في قوله عزّ وجلّ: " وَرْدَةً كالدِّهان " ، أي حمراء شديدة الحُمرة لأنهم يقولون إن السماء تصير ناراً والله أعلم، كالدِّهان في صفة الدُّهن. والنَّدْه: الزَّجْر والكفّ عن الشيء؛ يقال: نَدَهْتُ الإبل أندَهها نَدْهاً فهي مندوهة، إذا زجرتها أو رددتها عن وِجهتها. وكان الرجلُ في الجاهلية يقول لامرأته: اذهبي فلا أنْدَهُ سَرْبَك؛ أي أنت طالق، فكانت تطلق بهذه الكلمة. والنَّهْد: العظيم من الخيل وغيرها؛ رجل نَهد وفرس نَهد: عظيم الخَلْق، والأنثى نَهْدَة. والنَّهيدة: الزُّبدة العظيمة. وكل شيء دنا منك فقد نَهَدَ. والناهد: التي قد عظم حجمُ ثديها حتى بدا ولم يتكسّر. وتناهد القومُ الشيءَ، إذا تناولوه بينهم. قال الشاعر: كمقاعد الرُّقَباء للضُّ ... رباء أيديهم نَواهدْ وتناهد القومُ في الحرب، إذا تناهضوا لها. وكل ناهض فهو ناهد. ونهدتُ الى القوم، إذا قمت إليهم. وقيل لسلمان بن ربيعة رحمه الله وهو بالكوفة إن الأعاجم قد اجتمعوا بالمدائن فقال: انهَدوا بنا إليهم، أي انهضوا. قال أبو بكر: وهذا أحد ما عُدَّ من فصاحة سلمان رضي الله تعالى عنه. وبنو نَهْد: قبيلة من العرب. ونَهْدان: اسم، وكذلك نُهيد ومُناهِد. والهُدْنة: السّكون؛ هدّنت الرجل تهديناً وهادنته مهادنةً، إذا وادعتَه الحربَ، والاسم الهُدنة. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: " هُدنة على دَخَنٍ " ، أي موادعة تحتها عداوة. والهِدان: الرجل الثقيل الجبان. وهِند: اسم، أصله التّهنيد؛ يقال: هنّدته النساءُ، إذا سلبن عقله. قال الراجز: شاقَكَ من هَنّادةَ التهنيدُ موعودُها والباطلُ الموعودُ والهِند: جيل معروف. والسيف المهنَّد وكذلك الهُنْدُواني منسوب الى الهند. وقد سمّت العرب: هَنّاداً وهُنَيْداً. وهُنَيْدَة: المائة من الإبل، معرفة لا تدخلها الألف واللام. قال جرير: أعطَوا هُنيدةَ يحدوها ثمانيةٌ ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفُ وفي العرب بطون يُنسبون الى أمهات يُسمّين هِنْداً: بنو هِند في كندة، وبنو هِند في بكر بن وائل وأحسب في قُضاعة، أيضاً. وهِند: صنم، وقد سمّوا عبد هِند كما سمّوا عبد يَغوث. وعمرو بن هند: رجل من الشعراء المجوَّدين. وقد سمّوا الرجل هنداً: هِند بن أبي هالةَ، أمّه خديجة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهِند بن أسماء: رجل من بني الحارث بن كعب. قال الشاعر: قتلتَ في حَرَمٍ مِنّا أخا ثقةٍ ... هندَ بنَ أسماءَ لا يَهْنئْ لك الظَّفَرُ وبنو هِند: بطن من العرب، وكذلك بنو هَنّاد.

ملل (لسان العرب) [0]


المَلَلُ: المَلالُ وهو أَن تَمَلَّ شيئاً وتُعْرِض عنه؛ قال الشاعر: وأُقْسِمُ ما بي من جَفاءٍ ولا ملَل ورجل مَلَّةٌ إِذا كان يَمَلُّ إِخوانَه سريعاً. مَلِلْت الشيء مَلَّة ومَلَلاً ومَلالاً ومَلالة: بَرِمْت به، واسْتَمْلَلْته: كمَلِلْتُه؛ قال ابن هَرْمة: قِفا فَهَرِيقا الدمْع بالمَنْزِل الدَّرْسِ، ولا تَسْتَمِلاَّ أَن يطول به عَنْسِي وهذا كما قالوا خَلَت الدارُ واستخْلت وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وقال الشاعر: لا يَسْتَمِلُّ ولا يَكْرى مُجالِسُها، ولا يَمَلُّ من النَّجْوَى مُناجِيها وأَمَلَّني وأَمَلَّ عَليَّ: أَبرَمَني. يقال: أَدَلَّ فأَمَلَّ.
وقالوا: لا أَمْلاهُ أَي لا أَمَلُّه، وهذا على تحويل التضعيف والذي فعلوه في هذا ونحوِه من قولهم لا (* هكذا بياض في الأصل) . . . أكمل المادة . . . لا أَفعل؛ وإِنشادهم:من مآشِرٍ حِداءِ (* قوله «من مآشر حداء» قبله كما في مادة حدد: يا لك من تمر ومن شيشاء ينشب في المسعل واللهاء أنشب من مآشر حداء). لم يكن واجباً فيجب هذا، وإِنما غُيِّر استحساناً فساغ ذلك فيه. الجوهري: مَلِلْت الشيء، بالكسر، ومَلِلْت منه أَيضاً إِذا سَئِمْته، ورجل مَلٌّ ومَلول ومَلولة ومالولةٌ ومَلاَّلة وذو مَلَّة؛ قال: إِنك والله لَذُو مَلَّة، يَطرِفُك الأَدْنى عن الأَبْعَدِ قال ابن بري: الشعر لعمر بن أَبي ربيعة وصواب إِنشاده: عن الأَقدَم؛ وبعده: قلت لها: بل أَنتِ مُعْتَلَّة في الوَصل، يا هندُ، لِكَي تَصْرِمي وفي الحديث: اكْلَفوا من العمل ما تُطِيقون فإِن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا؛ معناه إِن الله لا يَمَلُّ أَبداً، مَلِلْتم أَو لم تَمَلُّوا، فجرى مجرى قولهم: حتى يَشِيبَ الغراب ويبيضَّ القارُ، وقيل: معناه إِن الله لا يَطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل وتزهدوا في الرغبة إِليه فسمى الفعلين مَلَلاً وكلاهما ليس بِمَلَل كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل إِذا وافق معناه نحو قولهم: ثم أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بهم، وكذاك الدهرُ يُودِي بالرجال فجعل إِهلاكه إِياهم لَعِباً، وقيل: معناه إِن الله لا يقطع عنكم فَضْله حتى تَمَلُّوا سؤاله فسمَّى فِعل الله مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله تعالى: وجزاءُ سيئة سيئةٌ مثلها، وقوله: فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدوا عليه؛ وهذا باب واسع في العربية كثير في القرآن.
وفي حديث الاستسقاء: فأَلَّف اللّه السَّحاب ومَلَّتْنا؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في رواية لمسلم، قيل: هي من المَلَلِ أَي كثر مطرُها حتى مَلِلناها، وقيل: هي مَلَتْنا، بالتخفيف، من الامْتِلاء فخفف الهمزة، ومعناه أَوسَعَتْنا سَقْياً وريًّا.
وفي حديث المُغيرة: مَلِيلة الإِرْغاء أَي مَمْلولة الصوت، فَعِيلة بمعنى مفعولة، يَصِفها بكثرة الكلام ورَفْعِ الصوت حتى تُمِلَّ السامعين، والأُنثى مَلول ومَلولة، فملول على القياس ومَلولة على الفعل.
والمَلَّة: الرَّماد الحارُّ والجمْر.
ويقال: أَكلنا خُبزَ مَلَّة، ولا يقال أَكلنا مَلَّة.
ومَلَّ الشيءَ في الجمْر يَمُلُّه مَلاًّ، فهو مَمْلول ومَلِيل: أَدخله (* قوله «ادخله» يعني فيه فلفظ فيه إما ساقط من قلم الناسخ او اقتصاراً من المؤلف) . يقال: مَلَلْت الخُبرةَ في المَلَّة مَلاًّ وأَمْلَلْتها إِذا عمِلتها في المَلَّة، فهي مَمْلولة، وكذلك كل مَشْوِيّ في المَلَّة من قَريس وغيره.
ويقال: هذا خُبز مَلَّةٍ، ولا يقال للخبز مَلَّة، إِنما المَلة الرَّماد الحارّ والخبز يسمى المَلِيل والمَمْلول، وكذلك اللحمُ؛ وأَنشد أَبو عبيد: ترى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى إِلى تَيْمِيَّةٍ، كعَصا المَلِيل وفي الحديث: قال أَبو هريرة لما افتتَحْنا خَيبرَ إِذا أُناس من يَهُود مجتمعون على خُبزة يَمُلُّونها أَي يجعلونها في المَلَّة.
وفي حديث كعب: أَنه مرَّ به رِجْل من جَراد فأَخذ جَرادَتين فمَلَّهما أَي شَواهما بالمَلَّة؛ وفي قصيد كعب بن زهير: كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنار مَمْلولُ أَي كأَنَّ ما ظهر منه للشمس مَشْويّ بالمَلَّة من شدّة حرّه.
ويقال: أَطعَمَنا خبز مَلَّةٍ وأَطعمَنا خبزة مَلِيلاً، ولا يقال أَطعَمنا مَلَّة؛ قال الشاعر: لا أَشْتُم الضَّيْفَ إِلاّ أَنْ أَقولَ له: أَباتَكَ الله في أَبيات عَمَّارِ أَباتَك الله في أَبيات مُعْتَنِزٍ عن المَكارِم، لا عَفٍّ ولا قارِي صَلْدِ النَّدى، زاهِدٍ في كل مَكْرُمة، كأَنَّما ضَيْفُهُ في مَلَّة النارِ وقال أَبو عبيد: المَلَّة الحُفْرة نفسها.
وفي الحديث: قال له رجل إِنَّ لي قَراباتٍ أَصِلُهم ويَقْطَعُونَني وأُعْطِيهم ويَكْفُرونني فقال له: إِنما تُسِفُّهم المَلَّ؛ المَلُّ والمَلَّة: الرّماد الحارّ الذي يُحْمى ليُدْفَن فيه الخبز ليَنْضَج، أَراد إِنما تجعل المَلَّة لهم سَفُوفاً يَسْتَفُّونه، يعني أَن عَطاءَك إِياهم حرام عليهم ونارٌ في بطونهم.
ويقال: به مَلِيلة ومُلالٌ، وذلك حَرارة يجدها، وأَصله من المَلَّة، ومنه قيل: فلان يتململ على فِراشه ويتَمَلَّلُ إِذا لم يستقرّ من الوجع كأَنه على مَلَّة.
ويقال: رجل مَلِيل للذي أَحرقته الشمس؛ وقول المرار: على صَرْماءَ فيها أَصْرَماها، وخِرِّيتُ الفَلاة بِها مَلِيلُ قوله: وخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ أَي أَضْحَت الشمس فلَفَحَتْه فكأَنه مَمْلول في المَلَّة. الجوهري: والمَلِيلة حَرارة يجدها الرجل وهي حُمَّى في العظم.
وفي المثَل: ذهبت البَلِيلة بالمَلِيلة.
والبَلِيلة: الصِّحَّة من أَبَلَّ من مَرَضه أَي صح.
وفي الحديث: لا تَزال المَلِيلةُ والصُّداعُ بالعبد؛ المَلِيلة: حرارة الحُمَّى وتوهُّجُها، وقيل: هي الحُمَّى التي تكون في العظام.
والمَلِيلُ: المِحْضَأْ.
ومَلَّ القَوْسَ والسهمَ والرمح في النار: عالجها به (* قوله «عالجها به» هكذا في الأصل، ولعله عالجها بها) عن أَبي حنيفة: والمَلِيلةُ والمُلالُ: الحرُّ الكامِن.
ورجل مَمْلول ومَلِيل: به مَلِيلة.
والمَلَّةُ والمُلالُ: عَرَق الحُمَّى، وقال اللحياني: مُلِلْتُ مَلاًّ والاسم المَلِيلةُ كَحُمِمْت حُمَّى والاسم الحُمَّى.
والمُلال: وجع الظَّهْر؛ أَنشد ثعلب: دَاوِ بها ظَهْرَك من مُلالِه، من خُزُرات فيه وانْخِزالِه، كما يُداوى العَرُّ من إِكالِه والمُلال: التقلُّب من المرض أَو الغم؛ قال: وهَمّ تأْخُذُ النُّجَواءُ منه، يُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ والفعل من ذلك مَلَّ.
وتَمَلَّل الرجلُ وتَمَلْمَلَ: تَقلَّب، أَصله تَمَلَّل فَفُكَّ بالتضعيف.
ومَلَّلْته أَنا: قلَّبته.
وتَمَلَّل اللحمُ على النار: اضطرب. شَمِر: إِذا نَبا بالرجل مَضْجَعُه من غَمٍّ أَو وَصَب قيل: قد تَمَلْمَلَ، وهو تقلُّبه على فِراشه، قال: وتَمَلْمُله وهو جالس أَن يَتوكأَ مرة على هذا الشِّق، ومرة على ذاك، ومرة يَجْثُو على ركبتيه.
وأَتاه خَبَر فَمَلْمَله، والحِرْباءُ تَتَمَلْمَل من الحرِّ: تصعَد رأْس الشجرة مرة وتَبْطُن فيها مرة وتظهر فيها أُخرى. أَبو زيد: أَمَلَّ فلان على فلان إِذا شقَّ عليه وأَكثر في الطلَب. يقال: أَمْلَلْت عليَّ؛ قال ابن مقبل: أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ وقال شمر في قوله أَمَلَّ عليها بالبِلى: أَلقى عليها، وقال غيره: أَلَحَّ عليه حتى أَثَّر فيها.
وبعير مُمَلٌّ: أَكثر رُكوبه حتى أَدْبَر ظَهره؛ قال العجاج فأَظهر التضعيف لحاجته إِليه يصِف ناقة. حَرْف كقَوْسِ الشَّوْحَطِ المُعَطَّلِ، لا تَحْفِل السَّوْطَ ولا قولي حَلِ تشكُو الوَجى من أَظْلَلٍ وأَظلَلِ، من طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ أَراد تشكُو الناقة وجَى أَظَلَّيْها، وهما باطِنا مَنْسِمَيها، وتشكو ظهرَها الذي أَمَلَّه الركوب أَي أَدْبَرَه وجَزَّ وبَره وهَزَله.
وطريق مَلِيل ومُمَلٌّ: قد سلك فيه حتى صار مُعْلَماً؛ وقال أَبو دُواد: رَفَعْناها ذَمِيلاً في مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ وطريق مُمَلّ أَي لَحْب مسلوك.
وأَمَلَّ الشيءَ: قاله فكُتِب.
وأَمْلاه: كأَمَلَّه، على تحويل التضعيف.
وفي التنزيل: فليُمْلِلْ وَلِيُّه بالعدْل؛ وهذا من أَمَلَّ، وفي التنزيل أَيضاً: فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِيلاً؛ وهذا من أَمْلى.
وحكى أَبو زيد: أَنا أُمْلِلُ عليه الكتاب، بإِظهار التضعيف.
وقال الفراء: أَمْلَلْت لغة أَهل الحجاز وبني أَسد، وأَمْلَيْت لغة بني تميم وقيس. يقال: أَمَلَّ عليه شيئاً يكتبه وأَمْلى عليه، ونزل القرآن العزيز باللغتين مَعاً.
ويقال: أَمللت عليه الكتاب وأَمليته.
وفي حديث زيد: أَنه أَمَلَّ عليه لا يَستوي القاعدون من المؤمنين. يقال: أَمْلَلْت الكتاب وأَمليته إِذا أَلقيته على الكاتب ليكتبه.
ومَلَّ الثوبَ مَلاًّ: درَزَه؛ عن كراع. التهذيب: مل ثوبَه يَمُلُّه إِذا خاطه الخياطة الأُولى قبل الكَفِّ؛ يقال منه: مَلَلت الثوبَ بالفتح.والمِلَّة: الشريعة والدين.
وفي الحديث: لا يَتوارثُ أَهلُ مِلَّتين؛ المِلَّة: الدين كملَّةِ الإِسلام والنَّصرانية واليهودية، وقيل: هي مُعْظم الدين، وجملة ما يجيء به الرسل.
وتملَّل وامتلَّ: دخل في المِلَّة.
وفي التنزيل العزيز: حتى تَتَّبِع مِلَّتهم؛ قال أَبو إِسحق: المِلة في اللغة سُنَّتُهم وطريقهم ومن هذا أُخذ المَلَّة أَي الموضع الذي يختبزُ فيه لأَنه يؤثَّر في مكانها كما يؤثَّر في الطريق، قال: وكلام العرب إِذا اتفَق لفظُه فأَكثره مُشتق بعضُه من بعض. قال أَبو منصور: ومما يؤيد قولَه قولُهم مُمَلٌّ أَي مسلوك معلوم؛ وقال الليث في قول الراجز: كأَنه في ملَّة مَمْلول قال: المملول من المِلَّة، أَراد كأَنه مثال مُمَثَّل مما يعبد في مِلَل المشركين. أَبو الهيثم: المِلَّة الدية، والمِلَل الديات؛ وأَنشد: غَنائم الفِتْيان في يوم الوَهَل، ومن عَطايا الرؤساء في المِلَل (* قوله «غنائم الفتيان إلخ» في هامش النهاية ما نصه: قال وأنشدني أبو المكارم: غنائم الفتيان أيام الوهل * ومن عطايا الرؤساء والملل يريد إبلاً بعضها غنيمة وبعضها صلة وبعضها من ديات).
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: ليس على عَرَبيٍّ مِلْك ولَسْنا بنازِعِين من يدِ رجل شيئاً أَسلَم عليه، ولكِنَّا نُقَوِّمُهم (* قوله «ولكنا نقوّمهم إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: ولكنا نقوّمهم الملة على آبائهم خمساً من الابل: الملة الدية وجمعها ملل؛ قال الازهري الى آخر ما هنا وقال الصاغاني بعد ان ذكر الحديث كما في النهاية: قال الازهري أراد إنما نقومهم كما نقوّم الى آخر ما هنا وضبط لفظ ونذر الجراح بهذا الضبط ففي عبارة الأصل سقط ظاهر) كما نُقَوِّم أَرشَ الدِّيات ونَذَرُ الجِراحَ، وجعل لكلِّ رأْسٍ منهم خمساً من الإِبل يَضْمَنُها عَشائِرُهم أَو يضمنونها للذين مَلَكوهم. قال ابن الأَثير: قال الأَزهري كان أَهل الجاهلية يَطَؤون الإِماءَ ويَلِدْن لهم فكانوا يُنْسَبُون إِلى آبائهم وهم عَرَب، فرأَى عمر، رضي الله عنه، أَن يردّهم على آبائهم فَيَعْتِقون ويأْخُذ من آبائهم لِمَواليهم عن كلِّ وَلَدٍ خمساً من الإِبل، وقيل: أَراد مَن سُبِيَ من العرب في الجاهليَّة وأَدركه الإِسلام وهو عبد مَن سَباه أَن يردّه حرّاً إِلى نسبه، ويكون عليه قيمته لِمَن سَباه خمساً من الإِبل.
وفي حديث عثمان: أَنَّ أَمَةً أَتت طَيِّئاً فأَخبرتهم أَنها حُرَّة فتزوّجت فولَدت فجعل في وَلَدِها المِلَّة أَي يَفْتَكُّهم أَبوهم من مَوالي أُمِّهم، وكان عثمان يعطي مكانَ كلَّ رأْسٍ رأْسَيْن، وغيرُه يعطي مكان كل رأْس رأْساً، وآخرون يُعْطُون قيمته بالغةً ما بلغت. ابن الأَعرابي: مَلَّ يَمِلُّ، بالكسر كسرِ الميم، إِذا أَخذ المِلَّة؛ وأَنشد: جاءت به مُرَمَّداً ما مُلاَّ، ما فِيَّ آلُ خَمَّ حين أَلَّى (* قوله «وأنشد جاءت به إلخ» هكذا في الأصل). قوله: ما مُلاَّ ما جُحِد، وقوله: ما فيَّ آل، ما صلة، والآلُ: شخصه، وخَمَّ: تغيرت ريحُه، وقوله: أَلَّى أَي أَبْطأَ، ومُلَّ أَي أُنضِج.
وقال الأَصمعي: مَرَّ فلان يَمْتَلّ امْتِلالاً إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً. المحكم: مَلَّ يَمُلُّ مَلاًّ وامْتَلَّ وتَمَلَّل أَسرع.
وقال مصعب: امْتَلَّ واسْتَلَّ وانْمَلَّ وانسَلَّ بمعنى واحد.
وحمار مُلامِلٌ: سريع، وهي المَلْمَلة.
ويقال: ناقة مَلْمَلى على فَعْلَلى إِذا كانت سريعة؛ وأَنشد:يا ناقَتا ما لَكِ تَدْأَلِينا، أَلم تكوني مَلْمَلى دَفونا؟ (* قوله «دفونا» هكذا في الأصل؛ وفي التكملة: ذقونا، بالذال والقاف).
والمُلمُول: المِكْحال. الجوهري: المُلمول الذي يكتحَل به؛ وقال أَبو حاتم: هو المُلُمول الذي يُكْحَل وتُسْبَرُ به الجراح، ولا يقال المِيل، إِنما المِيلُ القِطعة من الأَرض.
ومُلمول البعير والثعلب: قضيبه، وحكى سيبويه مالُّ، وجمعه مُلاَّن، ولم يفسِّره.
وفي حديث أَبي عبيد: أَنه حَمَل يوم الجِسْر فضرب مَلْمَلة الفِيل يعني خُرْطومَه.
ومَلَل: موضع في طريق مكة بين الحرَمين، وقيل: هو موضع في طريق البادِية.
وفي حديث عائشة: أَصبح النبي، صلى الله عليه وسلم، بمَلَل ثم راحَ وتعشَّى بسَرفٍ؛ مَلَلٌ، بوزن جَبل: موضع بين مكة والمدينة على سبعة عشر ميلاً بالمدينة (* قوله «سبعة عشر ميلاً بالمدينة» الذي في ياقوت: ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة) ومُلال: موضع؛ قال الشاعر: رَمى قلبَه البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيةً، بذكرِ الحِمَى وَهْناً، فباتَ يَهِيمُ

موم (لسان العرب) [0]


المَوْماةُ: المَفازةُ الواسعة المَلْساء، وقيل: هي الفلاة التي لا ماءَ ولا أَنِيسَ بها، قال: وهي جماع أَسماء الفَلَوات؛ يقال: عَلَوْنا مَوْماةً، وأرضٌ مَوْماةٌ؛ قال سيويه: هي (* كذا بياض بالأصل) . . .
ولا يجعلها بمنزلة تَمَسْكَن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير، يعني نحو الشَّوْشاةِ والدَّوْداةِ، والجمع مَوامٍ، وحكاها ابن جني مَيامٍ؛ قال ابن سيده: والذي عندي في ذلك أنها مُعاقَبة لغير علّة إلا طلبَ الخفَّة. التهذيب: والمَوامِي الجماعةُ، والمَوامِي مثلُ السَّباسِب، وقال أبو خَيْرة: هي المَوْماءُ والمَوْماةُ، وبعضهم يقول: الهَوْمةُ والهَوْماةُ، وهو اسم يقع على جميع الفَلَواتِ.
وقال المبرد: يقال لها المَوْماةُ والبَوْباةُ، . . . أكمل المادة بالباء والميم.
والمُومُ: الحُمَّى مع البِرْسامِ، وقيل: المُومُ البِرْسامُ؛ يقال منه: مِيمَ الرجلُ، فهو مَمُومٌ.
ورجل مَمُومٌ وقد مِيمَ يُمامُ مُوماً ومَوْماً، من المُومِ، ولا يكون يَمُومُ لأنه مفعولٌ به مثل يُرْسِمَ؛ قال ذو الرمة يصف صائداً: إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً منْ سَنابِكِها، أَو كانَ صاحِبَ أَرضٍ، أَو به المُومُ فالأَرض: الزُّكامُ، والمُومُ: البِرْسامُ، والمُومُ: الجُدَرِيُّ الكثيرُ المُتراكِبُ.
وقال الليث: قيل المُومُ أشدُّ الجُدَرِيّ يكون صاحبَ أرضٍ أو به المُومُ، ومعناه أن الصيّاد يُذْهِبُ نَفَسَه إلى السماء ويَفْغَر إليها أبداً لئلا يَجِد الوحشُ نفسَه فَينْفُرَ، وشُبِّهِ بالمُبَرْسَم أو المزكومِ لأن البِرْسامَ مُفْغِر، والزكام مُفْغِر.
والمُومُ، بالفارسية: الجُدَرِيّ الذي يكون كله قُرْحة واحدة، وقيل هو بالعربية. ابن بري: المُومُ الحُمَّى؛ قال مُلَيح الهذلي: بهِ مِن هَواكِ اليومَ، قد تَعْلَمِينَه، جَوًى مثلُ مُومِ الرِّبْع يَبرِي ويَلعَجُ وفي حديث العُرَنِيِّين: وقد وقع بالمدينة المُومُ؛ هو البِرْسامُ مع الحُمَّى، وقيل: هو بَثْرٌ أَصغَرُ من الجُدَرِيّ.
والمُومُ: الشَّمَعُ، معرَّب، واحدته مُومة؛ عن ثعلب، قال الأَزهري؛ وأَصله فارسي.
وفي صفة الجنة: وأَنهار من عَسَلٍ مُصَفَّى من مُومِ العسَلِ؛ المُومُ: الشَّمَعُ، معرّب.
والمِيمُ: حرفُ هجاءٍ، وهو حرف مجهور يكون أصلاً وبدلاً وزائداً؛ وقول ذي الرمة: كأَنَّها عَيْنَها منها، وقد ضَمَرَتْ وضَمَّها السَّيْر في بعضِ الأَضا، مِيمُ قيل له: من أَين عرفت المِيمَ؟ قال: والله ما أَعرفها إلاّ أَني خرجت إلى البادية فكتب رجلٌ حرفاً، فسأَلتُه عنه فقال هذا المِيمُ، فشبَّهتُ به عينَ الناقة.
وقد مَوَّمَها: عَمِلَها. قال الخليل: الميمُ حرف هجاءٍ من حروف المعجم لو قصرت في اضطرار الشعر جاز؛ قال الراجز: تخال منه الأَرْسُمَ الرَّواسِما كافاً ومِيمَيْنِ وسِيناً طاسِما وزعم الخليل أَنه رأَى يمانيّاً سئل عن هجائه فقال: بابا مِمْ مِمْ، قال: وأَصاب الحكاية على اللفظ، ولكن الذين مدُّوا أَحسنوا الحكاية بالمَدَّة، قال: والمِيمانِ هما بمنزلة النُّونَيْنِ من الجَلَمَيْنِ. قال: وكان الخليل يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بها أَطْبَقْت، قال: والميم من الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هي التي في حَيِّزَيْنِ: حَيِّز الفاء، والآخر حيِّز اللام، وجعلها في التأْليف الحرفَ الثالث للفاء والباء، وهي آخر الحروف من الحيِّز الأَول، قال: وهذا الحيِّز شفويٌّ. النهاية لابن الأَثير: وفي كتابه لوائل بن حُجْر: مَنْ زنى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب، فقلب النون مِيماً، أَما مع بِكْر ملأَنَّ النون إِذا سكنت قبل الباء فإِنها تقلب ميماً في النطق نحو عَنْبر وشَنْباء، وأَما مع غير الباء فإِنها لغة يمانية، كما يبدلون الميم من لام التعريف.
ومَامةُ: اسم؛ ومنه كعب بن مامة الإِيادِيّ؛ قال: أَرضٌ تخيَّرَها لِطِيبِ مَقيلِها كعبُ بنُ مامةَ، وابنُ أُمِّ دُوادِ قال ابن سيده: قضينا على أَلف مامةَ أَنها واو لكونها عَيْناً، وحكى أَبو علي في التذكرة عن أَبي العباس: مامة من قولهم أَمْرٌ مُوَامٌ؛ كذا حكاه بالتخفيف، قال: وهو عنده فُعَال، قال: فإِذا صحّت هذه الحكاية لم يُحْتَجْ إِلى الاستدلال على مادة الكلمة.
ومامةُ: اسم أُمّ عمرو بن مامةَ.

مرغ (العباب الزاخر) [0]


ابن دريد: الأمْرَغُ: موضع. والمَرْغُ: اللعاب، قال رجل من أهل اليمن يخاطب أمه:
تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ     



وتقول العرب: أحمق لا يجأى مَرْغَه: أي لا يحبس لعابه. وقال ابن عباد: مَرَغَ البعير يَمْرَغُ مَرْغاً: كأنه يرمي باللغام، وبكار مُرَّغٌ: يسيل لغامها، قال رؤبة:
أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ      بالهدر تَكْشَاشَ البكار المُرَّغِ

ويقال: المُرَّغُ: التي يسيل مَرْغُها، وليس له واحد.
وقال أبو عمرو: المُرَّغُ: مُرَّغ في التراب.
وقال ابن الأعرابي: المُرَّغُ: التي تَمرَّغُها الفحول. ومَرَغَتِ السائمة العشب تَمَرَغُه مَرْغاً.
وقال ابن عباد: المَرْغُ: أكل العشب.
وقال أبو عمرو: مَرَغَ العير في العشب: أقام فيه، وأنشد:
إني رأيت العير في العشب مَـرَغْ      فجئت أمشي مستطارا في الرَّزَغْ
. . . أكمل المادة

وقال أبو عمرو: المَرْغَةُ: الروضة.
وقال ابن الأعرابي: المَرْغُ الروضة الكثيرة النبات. والمَرَاغُ والمَرَاغَةُ: موضع تمرغ الدابة، قال أبو النجم يصف ناقة:
يجفلها كل سنـام مـجْـفَـلِ      لأُياً بلأي في المَرَاغِ المسهل

والمَرْغُ: المصير الذي يجتمع فيه بعر الشاة. ومَرَاغَةُ: أشهر باد أذربيجان. والمَرَاغَةُ -أيضاً-: من بلاد بني يربوع، قال أبو البلاد الطهوي وكان خطب امرأة فَزُوِّجتْ من رجل من بني عمرو بن تميم فقتلها فهرب:
سُقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر      لنا من سُلَيمى إذ نشدناك بالذكر


والمَرَائغُ: كورة بصعيد مصر غربي النيل. وقال ابن دريد: بنو المَرَاغَةِ: بُطين من العرب.
فأما قول الفرزدق لجرير: يا ابن المَرَاغَةِ؛ فإنما يُعَيَّرُه بني كليب لأنهم أصحاب حمير، وقال الغوري: لأن أُمه ولدت في مَرَاغَةِ الإبل.
وقال ابن عباد: المَرَاغَةُ: الأتَان لا تمنع الفحولة وبذلك هجا الفرزدق جريرا، قال: وقيل هي مشربُ الناقة التي أرسلها جرير فجعل لها قسما من الماء ولأهل الماء قسما، قال الفرزدق يهجو جريراً:
يا ابن المَرَاغَةِ أين خالك أننـي      خالي حُبَيْشٌ ذو الفعال الأفضل

وقال بعضهم: المَرَاغَةُ: أم جرير لقبها به الأخطل حيث يقول:
وابن المَرَاغَةِ حابس أعياره      قذف الغريبة ما تذوق بلالا

أراد أمة كانت مَرَاغَةً للرجال، ويروى: رمي الغريبة. وقال ابن عباد: فلانٌ مَرَاغَةُ مال: كما يقال إزاء مال. ورجل مَرّاغَةُ -بالفتح والتشديد-: أي يَتَمرَّغُ. وقال الليث: المَرْغُ: الإشباع بالدهن. وقال غيره: المِمْرَغةُ: المعى الأعور لأنه يُرمى به، وسُميَ أعور لأنه كالكيس لا منفذ له. والمارغ: الأحمق. وأما قول رؤبة:
خالط أخلاق المجون الأمرغ     

فمعناه: خالط الأخلاق السيئة المنتنة فصار كالمُتَمَرَّغِ في السوءات. وقد مرغ عِرضُه -الكسر-. وشَعَرٌ مَرِغٌ -مثال كَتِفٍ-: ذو قبول للدهن، ورجل أمْرَغُ. وأمْرَغَ: أي سال لعابه. وأمْرَغَ العجين -لغة في أمْرَخَه-: أي أكثر ماءه حتى رق. وأمْرَغَ: إذا أكثر الكلام في غير صواب. ومَرَّغَ الدابة في التراب تَمرِيْغاً؛ فَتَمَرَّغَتْ. وتَمرَّغَ الإنسان: إذا تقلب وتلوى من وجع يجده؛ تشبيها بالدابة. وتَمَرَّغَ: إذا رش اللعاب من فيه، قال الكميت يعاتب قريشا:
فلم أرْغُ مما كان بيني وبينهـا      ولم أتَمَرَّغْ أن تجنى عصوبها

قوله: "فلم أرْغُ" من رُغَاءِ البعير. وتَمَرَّغَ المال: إذا أطال الرعي كفي المَرْغ: أي الروضة. وتَمَرَّغْنا: أي تنزهنا. والمُتَمَرَّغُ: الذي يصنع نفسه بالأدهان والتزلق. وقال أبو عمرو: تَمَرَّغْتُ على فلان: أي تَلَبَّثْتُ وتمكنت. وقال ابن عباد: تَمَرَّغْتُ في الأمر: أي ترددت فيه. والتركيب يدل على سيلان شيء في شيء.

قصا (لسان العرب) [0]


قَصا عنه قَصْواً وقُصُوًّا وقَصاً وقَصاء وقَصِيَ: بَعُدَ.
وقَصا المَكانُ يَقْصُو قُصُوّاً: بَعُدَ.
والقَصِيُّ والقاصي: العبد، والجمع أَقْصاء فيهما كشاهدٍ وأَشْهاد ونصِير وأَنصار؛ قال غَيْلان الرَّبَعِي: كأَنَّما صَوْتَ حَفِيفِ المَعْزاء، مَعْزُولِ شَذَّان حَصاها الأَقْصاء، صَوْتُ نَشِيشِ اللحمِ عند الغَلاَّء وكلُّ شيء تَنَحَّى عن شيء فقد قَصا يَقْصُو قُصُوًّا، فهو قاصٍ، والأَرض قاصِيةٌ وقَصِيَّةٌ.
وقَصَوْت عن القوم: تباعدت.
ويقال: فلان بالمَكان الأَقْصَى والناحية القُصْوى والقُصْيا، بالضم فيهما.
وفي الحديث: المسلمون تَتَكافَأُ دِماؤهم يَسْعَى بذِمَّتِهِم أَدْناهم ويُرَدُّ عليهم أقصاهم أَي أَبْعَدُهم، وذلك في الغَزْو إِذا دخل العسكر أَرض الحرب فَوَجَّه الإِمامُ منه السرايا، فما غَنِمَتْ من شيء أَخذَت منه ما سَمَّى لها، ورَدَّ ما بقي . . . أكمل المادة على العسكر لأَنهم، وإِن لم يشهدوا الغنيمة، رِدْءٌ للسَّرايا وظهْرٌ يَرْجِعون إِليهم.
والقُصْوَى والقُصْيا: الغاية البعيدة، قلبت فيه الواو ياء لأَن فُعْلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوه ياء كما أُبدلت الواو مكان الياء في فَعْلى فأَدخلوها عليها في فُعْلى ليَتَكافآ في التغيير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أَنا بياناً، قال: وقد قالوا القُصْوَى فأَجروها على الأَصل لأَنها قد تكون صفة بالأَلف واللام.
وفي التنزيل: إِذ أَنتم بالعُدْوَة الدُّنيا وهم بالعُدوة القصوى؛ قال الفراء: الدنيا مما يَلي المدينة والقُصوى مما يَلي مكة. قال ابن السكيت: ما كان من النعوت مثل العُلْيا والدُّنيا فإِنه يأْتي بضم أَوَّله وبالياء لأَنهم يستثقلون الواو مع ضمة أَوّله، فليس فيه اختلاف إِلا أَن أَهل الحجاز قالوا القُصْوَى، فأَظهروا الواو وهو نادر وأَخرجوه على القياس، إِذ سكن ما قبل الواو، وتميم وغيرهم يقولون القُصْيا؛ وقال ثعلب: القُصْوَى والقُصْيا طَرف الوادي، فالقُصْوَى على قول ثعلب من قوله تعالى بالعُدْوة القُصْوَى، بدل.
والقاصِي والقاصِيةُ والقَصِيُّ والقَصِيَّةُ من الناس والمواضع: المُتَنَحِّي البعيدُ.
والقُصْوَى والأَقْصَى كالأَكْبر والكُبرى.
وفي الحديث: أَن الشيطان ذِئبُ الإِنسانِ يأْخُذُ القاصِيةَ والشَّاذَّةَ، القاصِيَةُ: المُنْفَرِدة عن القطيع البعيدة منه، يريد أَن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأَهل السَّنة.
وأَقْصى الرجلَ يُقْصِيه: باعَدَه.
وهَلُمَّ أُقاصِكَ يعني أَيُّنا أَبْعَدُ من الشرّ.
وقاصَيْتُه فقَصَوته وقاصاني فقَصَوْته.
والقَصا: فِناء الدار، يمد ويقصر.
وحُطْني القَصا أَي تباعَدْ عني؛ قال بشر بن أَبي خازم: فَحاطُونا القَصا، ولقَدْ رَأَوْنا قريباً، حيث يُسْتَمَعُ السِّرارُ والقَصا يمد ويقصر؛ ويروى: فحاطُونا القَصاءَ وقد رأَوْنا ومعنى حاطُونا القصاء أَي تباعَدوا عنا وهم حولنا،وما كنا بالبعد منهم لو أَرادوا أَن يَدْنُوا منَّا، وتوجيه ما ذكره ابن السكيت من كتاب النجو أَن يكون القَصاء بالمد مصدر قَصا يَقْصو قَصاءً مثل بَدا يَبْدُو بَداءً، وأَما القصا بالقصر فهو مصدر قصِيَ عن جِوارِنا قَصاً إِذا بعد.
ويقال أَيضاً: قَصِيَ الشيءُ قَصاً وقَصاءً.
والقَصا: النسَبُ البعيد، مقصور.
والقَصا: الناحيةُ.
والقَصاةُ: البُعْد (* قوله« والقصاة البعد» كذا في الأصل، ولم نجده في غيره، ولعله القصاء.) والناحية، وكذلك القَصا. يقال: قَصِيَ فلان عن جوارنا، بالكسر، يَقْصى قَصاً، وأَقْصَيْته أَنا فهو مُقْصًى، ولا تقل مَقْصِيٌّ.
وقال الكسائي: لأَحُوطَنَّك القَصا ولأَغْزُوَنَّك القَصا، كلاهما بالقصر، أَي أَدَعُك فلا أَقْرَبُك. التهذيب: يقال حاطَهم القَصا، مقصور، يعني كان في طُرَّتِهم لا يأْتِيهم.
وحاطَهم القَصا أَي حاطَهم من بعيد وهو يَتَبَصَّرهم ويَتَحَرَّزُ منهم.
ويقال: ذهبت قَصا فلان أَي ناحِيَته، وكنت منه في قاصِيَتِه أَي ناحِيته.
ويقال: هَلُمَّ أُقاصِك أَيُّنا أَبعد من الشرّ.
ويقال: نزلنا مَنزلاً لا تُقْصِيه الإِبل أَي لا تَبْلُغ أَقصاه.
وتَقَصَّيت الأَمر واسْتَقْصَيتُه واسْتَقْصى فلان في المسأَلة وتَقَصَّى بمعنى. قال اللحياني: وحكى القَناني قَصَّيْت أَظفاري، بالتشديد، بمعنى قَصَصْت فقال الكسائي أَظنه أَراد أَخَذ من قاصيتها، ولم يحمله الكسائي على مُحوّل التضعيف كما حمله أَبو عبيد عن ابن قَنان، وقد ذكر في حرف الصاد أَنه من مُحوّل التضعيف، وقيل: يقال إِن وُلدَ لكِ ابن فقَصِّي أُذنيه أَي احْذفِي منهما. قال ابن بري: الأَمر من قَصَّى قَصٍّ، وللمؤنث قَصِّي، كما تقول خَلِّ عنها وخَلِّي.
والقَصا: حَذْفٌ في طرَف أُذن الناقة والشاة، مقصور، يكتب بالأَلف وهو أَن يُقْطع منه شيء قليل، وقدقَصاها قَصْواً وقَصَّاها. يقال: قَصَوْت البعير فهو مَقْصُوّ إِذا قطَعْت من طرف أُذنه، وكذلك الشاة؛ عن أَبي زيد.
وناقة قَصْواء: مَقْصُوَّة، وكذلك الشاة، ورجل مَقْصُوّ وأَقْصى، وأَنكر بعضهم أَقصى.
وقال اللحياني: بعير أَقْصى ومُقَصَّى ومَقْصُوّ.
وناقة قَصْواء ومُقَصَّاةٌ ومَقْصُوَّةٌ: مقطوعة طرف الأُذن.
وقال الأَحمر: المُقَصَّاة من الإِبل التي شُق من أُذنها شيء ثم ترك معلقاً. التهذيب: الليث وغيره القَصْوُ قطع أُذن البعير.يقال: ناقة قَصْواء وبعير مَقْصُوّ، هكذا يتكلمون به، قال: وكان القياس أَن يقولوا بعير أَقصى فلم يقولوا. قال الجوهري: ولا يقال جمل أَقصى وإِنما يقال مَقْصُوٌّ ومُقَصًّى، تركوا فيه القياس، ولأَن أَفعل الذي أُنثاه على فَعْلاء إِنما يكون من باب فَعِلَ يَفْعَل، وهذا إِنما يقال فيه قصَوْت البعير، وقَصْواء بائنة عن بابه، ومثله امرأَة حَسناء، ولا يقال رجل أَحْسَن؛ قال ابن بري: قوله تركوا فيها القياس يعني قوله ناقة قَصْواء، وكان القياس مَقْصُوَّة، وقياس الناقة أَن يقال قَصَوْتها فهي مَقْصُوَّة.
ويقال: قَصَوْت الجمل فهو مَقْصُوّ، وقياس الناقة أَن يقال قصوتها فهي مقصوَّة، وكان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ناقة تسمى قَصْواء ولم تكن مقطوعة الأُذن.
وفي الحديث: أَنه خطب على ناقَتِه القَصْواء، وهو لقب ناقة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: والقَصْواء التي قُطِع طرَف أُذنها.
وكل ما قُطع من الأُذن فهو جَدْعٌ، فإِذا بلغ الرُّبُع فهو قَصْوٌ، فإِذا جاوزه فهو غَضْبٌ، فإِذا استُؤصِلت فهو صَلْم، ولم تكن ناقة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَصْواء وإِنما كان هذا لقباً لها، وقيل: كانت مقطوعة الأُذن.
وقد جاء في الحديث: أَنه كان له ناقة تسمى العَضْباء وناقة تسمى الجَدْعاء، وفي حديث آخر: صلماءَ، وفي رواية أُخرى: مخَضْرَمةً؛ هذا كله في الأُذن، ويحتمل أَن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة، ويحتمل أَن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسماها كل منهم بما تخيّل فيها، ويؤيد ذلك ما روي في حديث علي، كرم الله وجهه، حين بعثه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبلغ أَهل مكة سُورة براءة فرواه ابن عباس، رضي الله عنه، أَنه ركب ناقة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، القَصْواء، وفي رواية جابر العَضْباء، وفي رواية غيرهما الجَدْعاء، فهذا يصرح أَن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأَن القضية واحدة، وقد روي عن أَنس أَنه قال: خطبنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على ناقة جَدْعاء وليست بالعَضباء، وفي إِسناده مقال.
وفي حديث الهجرة:أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، قال: إِن عندي ناقتين، فأَعْطَى رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، إِحداهما وهي الجَدْعاء.
والقَصِيَّةُ من الإِبل: الكريمة المُوَدَّعة التي لا تُجْهَد في حَلَب ولا حَمْلٍ.
والقَصايا: خِيارُ الإِبل، واحدتها قَصِيَّة ولا تُركب وهي مُتَّدِعة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: تَذُود القَصايا عن سَراة، كأَنها جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ وإِذا حُمِدت إِبل الرجل قيل فيها قَصايا يثق بها أَي فيها بقية إِذا اشتدّالدهر، وقيل: القَصِيَّة من الإِبل رُذالتها.
وأَقْصى الرجلُ إِذا اقتنى القَواصي من الإِبل، وهي النهاية في الغَزارة والنَّجابة، ومعناه أَن صاحب الإِبل إِذا جاء المُصَدِّق أَقصاها ضِنّاً بها.
وأَقْصى إِذا حفظ قصا العسكر وقَصاءه، وهو ما حول العسكر.
وفي حديث وَحْشِيٍّ قاتل حَمْزة، عليه السلام: كنتُ إِذا رأَيته في الطريق تَقَصَّيْتها أَي صرت في أَقْصاها وهو غايتها.
والقَصْوُ: البعد.
والأَقْصى: الأَبعد؛ وقوله: واخْتَلَس الفَحْلُ منها، وهي قاصِيةٌ، شيئاً فقد ضَمِنَتْه، وهو مَحْقُورُ فسره ابن الأَعرابي فقال: معنى قوله قاصية هو أَن يتبعها الفحل فيضربها فَتَلْقَح في أَوَّل كَوْمة فجعل الكَوْم للإِبل، وإِنما هو للفرس.
وقُصْوانُ: موضع؛ قال جرير: نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصَةِ الخُصَى بِقُصْوانَ، في مُسْتَكْلِئِينَ بِطانِ ابن الأَعرابي: يقال للفحل هو يَحْبُو قَصا الإِبل إِذا حَفِظها من الانتشار.
ويقال: تَقَصّاهم أَي طَلَبهم واحداً واحداً.
وقُصَيٌّ، مصغر: اسم رجل، والنسبة إِليه قُصَوي بحذف إِحدى الياءَين، وتقلب الأُخرى أَلفاً ثم تقلب واواً عما قلبت في عَدَوِيّ وأُمَوِيٍّ.

طرا (لسان العرب) [0]


طَرا طُرُوّاً: أَتى من مكانٍ بعيدٍ، وقالوا الطَّرَا والثرَى، فالطَّرا كلُّ ما كان عليه من غير جِبِلَّة الأرضِ؛ وقيل الطَّرَا ما لا يُحْصى عَدَدُه من صُنُوف الخلق. الليث: الطَّرَا يُكَثَّرُ به عَدَدُ الشيء. يقال: هُمْ أَكْثَرُ من الطَّرَا والثرَى، وقال بعضهم: الطَّرَا في هذه الكلمة كلُّ شيءٍ من الخَلْق لا يُحْصَى عَددَه وأََصنافُه، وفي أَحَدِ القَولَيْن كلُّ شيءٍ على وجه الأرض مما ليس من جِبِلَّة الأرض من التُّرابِ والحَصْباءِ ونحوه فهو الطَّرَا.
وشيءٌ طَرِيٌّ أَي غَضٌّ بيِّنُ الطَّراوَةِ، وقال قطرب: طَرُوَ اللحْمُ وطَرِيَ ولَحْمٌ طَرِيٌّ، غيرُ مهموزٍ؛ عن ابن الأعرابي. ابن سيده: طَرُوَ الشيءُ يَطْرو وطَرِِيَ طَراوَةً وطَراءً وطَراءَةً . . . أكمل المادة وطَراةً مثل حَصاةٍ، فهو طَرِيٌّ.
وطَرَّاهُ: جعله طَرِيَّاً؛ أَنشد ثعلب: قُلْت لطاهِينا المُطَرِّي للْعَمَلْ: عَجِّلْ لَنا هذا وأَلْحِقْنا بِذَا الـْ (* قوله «بذا الـ بالشحم» هكذا في الأصول باعادة الباء في الشحم.) بالشَّحْم إِنَّا قَدْ أَجِمْناهُ بَجَلْ وقد تقدم في الهمز.
وأَطْرَى الرجلَ: أَحسَن الثناء عليه.
وأَطْرَى فلان فُلاناً إذا مَدَحَه بما ليس فيه؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النصارَى المسِيحَ فإِنَّما أَنا عَبْدٌ ولكن قولوا عبدُ الله ورَسُولُه؛ وذلك أَنَّهم مَدَحُوه بما ليس فيه فقالوا: هو ثالثُ ثَلاثةٍ وإنه ابنُ الله وما أَشْبَهَهُ من شِرْكهم وكُفرِهِم.
وأَطْرَى إذا زاد في الثناء.
والإطراءُ: مُجاوَزَةُ الحَدِّ في المَدْحِ والكَذِبُ فيه.
ويقال: فلان مُطَرًّى في نَفْسه أَي مُتَحَيِّرٌ.
والطَّرِيُّ: الغريبُ.
وطَرَى إذا أَتَى، وطَرَى إذا مَضى، وطَرَى إذا تَجَدَّدَ، وطَرِيَ يَطْرَى إِذا أَقبَل، (* قوله «وطري يطرى إذا أقبل» ضبطه في القاموس كرضي، وفي التكملة والتهذيب كرمى.) وطَرِيَ يَطْرَي إذا مَرّ. أَبو عمرو: يقال رجلٌ طارِيٌّ وطُورانيٌّ وطُورِيٌّ وطُخْرورٌ وطُمْرورٌ أَي غريب، ويقال للغُربَاء الطُّرَّاءُ، وهم الذين يأتون من مَكانٍ بَعِيدٍ، ويقال: لكلِّ شيءٍ أُطْرُوانِيَّةٌ يَعْني الشَّبابَ.
وطَرَّى الطِّيبَ: فَتَقَه بأَخْلاطٍ وخَلَّصه، وكذلك طَرَّى الطعامَ.
والمُطَرَّاةُ: ضربٌ من الطِّيب؛ قال أَبو منصور: يقال لِلأَلُوَّة مُطَرَّاةٌ إذا طُرِّيَتْ بطِيبٍ أَو عَنْبرٍ أَو غَيرِه، وطرَّيْتُ الثوب تَطْرِيَةً. أَبو زيد: أطْرَيْتُ العَسَل إِطْراءً وأَعْقَدْتُه وأَخْتَرْتُه سَواءٌ.
وغِسْلَة مُطَرَّاةٌ أَي مُرَبَّاةٌ بالأَفاوِيه يُغْسَلُ بها الرأسُ أو اليَدُ، وكذلك العُودُ المُطَرَّى المُرَبَّى منه مثلُ المُطيَّرِ يُتَبَخَّرُ به.
وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يَسْتَجْمِرُ بالألُوَّةِ: هو العُودُ (* قوله: هو العود أي العود الذي يتبخر به.
ورواية هذا الحديث في النهاية: أنه كانَ يستجمرُ بالألُوَّةِ غيرَ مُطَرَّاة.) والمُطَرَّاةُ التي يُعْمَلُ عليها أَلوانُ الطيبِ غيرها كالعَنْبرِ والمِسْكِ والكافور.
والإِطْرِيَةُ ، بكسر الهمز مثل الهِبْرِيَةِ: ضربٌ من الطَّعامِ، ويقال له بالفارسية لاخْشَهْ. قال شمر: الإِطْرِيَةُ شيءٌ يُعْمَلُ مثل النَّشاسْتَجْ المُتَلَبِّقة؛ وقال الليث: هو طَعامٌ يتَّخِذُه أَهلُ الشامِ ليسَ له واحدٌ، قال:وبعضهم يَكْسِرُ الهمزة فيقولُ إِطْرِيَة بوزن زِبْنِيةٍ، قال أَبو منصور: وكسرها هو الصواب وفتحُها لحنٌ عندَهمُ؛ قال ابن سيده: أَلِفُها واوٌ، وإِنما قَضَيْنا بذلك لوجود ط ر و وعدم ط ري، قال: ولا يُلْتَفَتُ إِلى ما تَقْلِبه الكسرة فإِنَّ ذلك غيرُ حُجَّة.
واطْرَوْرَى الرجل: اتَّخَمَ وانْتَفَخَ جَوْفُهُ. أَبو عمرو: إِذا انْتَفَخَ بَطنُ الرجلِ قيل اطْرَوْرَى اطْرِيراءً.
وقال شمر: اطْرَوْرَى، بالطاءِ، لا أَدْرِي ما هو، قال: وهو عندي بالظاءِ؛ قال أَبو منصور: وقد روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال ظَرِيَ بطنُ الرجل إِذا لم يَتمالَكْ لِيناً؛ قال أَبو منصور: والصواب اظْرَوْرَى، بالظاء، كما قال شمر.
والطِّريَّانُ: الطَّبَقُ.
وقال ابن سيده:الطِّرِيَّان الذي يُؤْكلُ عليه، قال: وقَع في بعض نسخ كتاب يعقوب مخفَّفَ الراءِ مشَدَّد الياء على فِعِلاَّن كالفِرِ كَّانِ والعِرِفَّانِ، ووقع في النسخ الجِيلِيَّة منه الطِّرِّيَانُ، مشدّد الراء مخفَّف الياء.
وفي الحديث عن أَبي أُمامة قال: بَيْنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يأْكلُ قَدِيداً على طِرِّيانٍ جالساً على قدميه؛ قال شمر: قال الفراء هو الطِّرِّيَانُ الذي تُسَمِّيه الناسُ الطِّرْيَانَ؛ قال ابن السكيت: هو الطِّرِيَّانُ الذي يُؤْكَلُ عليه، جاء به في حروفٍ شُدِّدَتْ فيها الياء مثل الباريِّ والبَخاتيِّ والسَّراريِّ.

رتع (لسان العرب) [0]


الرَّتْعُ: الأَكل والشرب رَغَداً في الرِّيف، رَتَعَ يَرْتَعُ رَتْعاً ورُتوعاً ورِتاعاً، والاسم الرَّتْعةُ والرَّتَعةُ. يقال: خرجنا نَرْتَعُ ونَلْعب أَي نَنْعَم ونَلْهُو.
وفي حديث أُمّ زَرْع: في شِبَعٍ ورِيٍّ ورَتْعٍ أَي تَنَعُّمٍ.
وقوم مُرْتِعُون: راتِعُون إِذا كانوا مَخاصِيبَ، والموضع مَرْتَعٌ، وكلُّ مُخْصِب مُرْتِع. ابن الأَعرابي: الرَّتْع الأَكل بشَرَهٍ.
وفي الحديث: إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الجنة فارْتَعُوا؛ أَراد بِرياض الجنة ذِكر الله، وشبَّه الخَوْضَ فيه بالرَّتْع في الخِصْب.
وقال الله تعالى مخبراً عن إِخوة يوسف: أَرسله معنا غداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ؛ أَي يلهو ويَنْعَم، وقيل: معناه يَسْعَى وينْبَسِط، وقيل: معنى يَرتَع يأْكل؛ واحتج بقوله: وحَبِيبٌ لي إِذا لاقَيْتُه، وإِذا يَخْلو له لَحْمِي رَتَعْ (* قوله «وحبيب . . . أكمل المادة لي إذا إلخ» في هامش الأصل بدل وحبيب لي ويحييني إذا إلخ.) معناه أَكله، ومن قرأَ نَرتع، بالنون (* قوله «ومن قرأ نرتع بالنون إلخ» كذا بالأصل، وقال المجد وشرحه: وقرئ نرتع، بضم النون وكسر التاء، ويلعب بالياء، أي نرتع نحن دوابنا ومواشينا ويلعب هو.
وقرئ بالعكس أي يرتع هو دوابنا ونلعب جميعاً، وقرئ بالنون فيهما.) ، أَراد نرتع. قال الفراء: يَرْتَعْ، العين مجزومة لا غير، لأَن الهاء في قوله أَرسله معرفة وغَداً معرفة وليس في جواب الأَمر وهو يرتع إِلاَّ الجزم؛ قال: ولو كان بدل المعرفة نكرة كقولك أَرسل رجلاً يَرتع جاز فيه الرفع والجزم كقوله تعالى: ابعث لنا مَلِكاً يُقاتِلْ في سبيل الله، ويقاتلُ، الجزم لأَنه جواب الشرط، والرفع على أَنها صلة للملك كأَنه قال ابعث لنا الذي يقاتل.
والرتْعُ: الرَّعيُ في الخِصْبِ. قال: ومنه حديث الغَضْبان الشَّيْباني مع الحَجّاج أَنه قال له: سَمِنْتَ يا غَضْبان فقال: الخَفْضُ والدَّعَةُ، والقَيْدُ والرَّتَعَة، وقِلّة التَّعْتَعة، ومن يكن ضَيْفَ الأَمير يَسْمَن؛ الرَّتَعَة: الاتّساع في الخصب. قال أَبو طالب: سماعي من أَبي عن الفراء والرَّتَعةُ مُثَقّل؛ قال: وهما لغتان: الرتَعة والرتْعة؛ بفتح التاء وسكونها، ومن ذلك قولهم: هو يَرْتَع أَي أَنه في شيء كثير لا يُمْنع منه فهو مُخْصِب. قال أَبو طالب: وأَوّل من قال القَيْدُ والرتعةُ عمرو بن الصَّعِق بن خُوَيْلد بن نُفَيْل بن عمرو بن كِلاب، وكانت شاكرٌ من هَمْدان أَسَرُوه فأَحسنوا إِليه ورَوَّحُوا عليه، وقد كان يومَ فارَق قومَه نحيفاً فهرَب من شاكر فلما وصل إِلى قومه قالوا: أَيْ عَمرُو خَرجت من عندنا نَحِيفاً وأَنت اليوم بادِنٌ فقال: القيدُ والرَّتعةُ، فأَرسلها مثلاً.
وقولهم: فلان يَرْتع، معناه هو مُخْصِب لا يَعْدَم شيئاً يريده.
ورتَعَت الماشِيَةُ تَرْتَع رَتْعاً ورُتُوعاً: أَكلت ما شاءت وجاءت وذهبت في المَرْعَى نهاراً، وأَرْتَعْتُها أَنا فَرَتَعت. قال: والرَّتْع لا يكون إِلا في الخِصْب والسعة؛ ومنه حديث عمر: إِني والله أُرْتِعُ فأُشْبِعُ؛ يريد حُسْن رِعايَتِه للرَّعِيَّة وأَنه يَدَعُهم حتى يشبعوا في المَرْتع.
وماشِيةٌ رُتَّعٌ ورُتُوع ورَواتِعُ وَرِتاعٌ، وأَرْتَعَها: أَسامها.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: فمنهم المُرْتِع أَي الذي يُخَلِّي رِكابَه تَرْتَع.
وأَرْتَع الغيْثُ أَي أَنْبت ما تَرْتَع فيه الإِبل.
وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُرْبِعاً مُرْتِعاً أَي يُنْبِت من الكَلإِ ما تَرْتع فيه المَواشِي وتَرعاه، وقد أَرْتَعَ المالَ وأَرْتَعَتِ الأَرضُ.
وغَيث مُرْتِع: ذو خِصب.
ورَتَع فلان في مال فلان: تَقلَّب فيه أَكلاً وشرباً، وإِبل رِتاع.
وأَرْتَعَ القومُ: وقعوا في خِصب ورَعَوْا.
وقوم رَتِعُون مُرْتِعُون، وهو على النسب كَطَعِم، وكذلك كَلأٌ رَتِع؛ ومنه قول أَبي فَقْعس الأَعرابي في صفة كلإٍ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضَافٍ رَتِعٌ، أَراد خَضِع مَضِغ، فصير الغين عيناً مهملة لأَن قبله خَضِع وبعده رتِع، والعرب تفعل مثل هذا كثيراً.
وأَرْتعتِ الأَرضُ: كثر كَلَؤها.
واستعمل أَبو حنيفة المَراتِع في النَّعم.
والرَّتَّاعُ: الذي يَتَتَبَّعُ بإِبله المَراتِع المخْصِبة.
وقال شمر: يقال أَتَيْت على أَرض مُرْتِعة وهي التي قد طَمِعَ مالُها في الشِّبع.
والذي في الحديث: أَنه من يَرْتَع حَوْل الحِمى يُوشِك أَن يُخالِطه أَي يَطُوفُ به ويَدُور حولَه.

ربط (العباب الزاخر) [0]


ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً -والضمّ عن الأخفش-: أي شدَدْته.
والموضعُ: مربطّ ومربطّ -بكسر الباء وفتحها-، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني
لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ     

وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ. ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه:
رابطِ الجأش على فرجهـمِ      أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ

وقال عمرو بن أحمر الباهلي:
أرْبطَ جأشاً عن ذرى قومـهِ      إذْ قلصتْ عما تواري الأزر


وقوله تعالى: (لولا . . . أكمل المادة أن ربطنا على قلبها). الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى: (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا) أي ألهمناهم الصبر. والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ. ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ. والربيط -أيضاً-: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ -وكان لا يعيشُ لها ولد- لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادماً للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ. والربيط: البسرُ المودُوْن.
وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر.
وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل. ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار. ومربوط: من قرى الإسكندرية. ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ. ويقال: خلف فلان بالثغر جيشاً رابطةً.
وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ. والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ. والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ:
تموَتُ طَواراً وتَحْيا في أسِرتّها      كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ

وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهوداً. والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ:
وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ      أبينْ فما يفلحنْ يوم رهـانِ

ورواية ابن دريدٍ: "جرينْ فلم يفلْحنْ".
ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله. والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ. وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً.
وقوله تعالى: (وصابروا وربطوا) قال الأزهري: في قوله تعالى: (ورابطوا) قولانِ: أحدهما أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل-، والثاني ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق:
فأوْرثك العلاة وأوْرثـونـا      رِباطَ الخيلْ أفْنية القبـاِبِ


وقال آخر:  
قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم      وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْـا

وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى: (ورابطوا): هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها. وتقول:فلان يرتبطُ كذا كذا رأساً من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرساً: إذا اتخذَه للرباطّ. وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ. والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ.

سرط (العباب الزاخر) [0]


سَرِطتُ الشيء أسرطهُ -مثالُ بِلعتهُ أبلعهُ- أي بَلعتهُ، وفيه لُغةٌ أخرى وهي: سرَطتُه أسرُطُه -مثالُ كتبتهُ كتبُه-.
والمسرطُ: الحلقُ، وأنشدَ الأصمعي:
كأن غُصنَ سَامٍ أو عُـرْفُـطِة      معُترضاً بِشوكِهِ في مسرطهِ

وسيفٌ سُراطٌ وسُراطيٌ: قاطعٌ، وقيل: هو الذي يستَرطُ كل شيءٍ أي يلتهمهُ، قال المتنخلُ الهذلي يصفُ سيفاً:
كَلونِ الملحِ ضربتهُ هبـيرٌ      يتُر العظمَ ساقطُ سُراطي

والمعنى: سُراطيٌ، نسبه إلى السرطِ وخفف ياءه للقافية، وقال ابن حبيبَ: أراد سُراطيٌ يسترطُ كل شيءٍ يذهبُ سريعاً في اللحم. وفَرسٌ سُراطيُ الجريِ: كأنه يسترطُ الجري سَرطاً، وقيل: كأنه يسترطُ العدو أي يلتهمه. وفي المثلِ: الأخذُ سُريطى والقضاءُ ضُريطى، ويروى: الأخذُ سريط والقضاءُ ضُريطٌ حكاهما يعقوب ويروى: . . . أكمل المادة الأخذ سريطى والقضاءُ ضِريطى -بوزنِ خِصيصى-.
ويروى: الأخذُ سُريطاءُ والقضاءُ ضُريطاءُ -بتخفيف الرائين وبالمد- ويروى: الأخذُ سرطانٌ -ويروى: سلجانٌ- والقضاءُ ليلنٌ أي يسترطُ ما يأخذُ من الدين فإذا تقاضاه صاحبهُ أضرطَ به. وفرسٌ سرطانٌ: أي يسترطُ الجري كالسراطي. والسرَطانُ: من دواب الماءِ. والسرطانُ: برجٌ في السماء. والسرطانُ: داءٌ في رسغِ الدابة يأخذُ فيه فييبسه حتى يقلبَ حافره. والسرطانُ: داءٌ يعتري الإنسان في حلقه: دموي: مثلُ الدبيلةِ. وقال الليث: السَّرَطْرَاطُ والسسَّرِطْراطُ -بفتح السين والراء وكسرهما-: هو الفالوذ.
وقال الأزهري: أما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل حِلِبْلاب وسِجِلاطٍ، وأما بالفتح فلا أعرف له نظيراً. وقيل للفالُوذُ: سِرِطْراطُ، فكررت فيه الراء والطاء تبليغاَ في وصفه واستلذاذ آكله إياه إذا سَرِطَه وأساغَه في حلقه.
ويقال للرجل إذا كان سريع الأكلِ: مِسرَطُ وسَرَّاطُ. والسَّرَاطُ والصُرَاطُ والزَّرَاطُ: الطريق، وقال الأزهري: قول الله عز وجل: (اهدِنا الصَّراطَ المستَقيم) كتب بالصاد وأصله السين، ومعناه ثبتنا على المنهاج الواضح، قال جرير يمدح هشام بن عبد الملك:
أميرُ المؤمنينَ على سِرَاطٍ      إذا اعْوَجَّ المواردُ مُسْتَقيمِ

قال الفراء: إذا كان بعد السين طاء أو قاف أو غين أو خاء فان تلك السين تقلب صاداً، قال: ونَفَرٌ من بَعَنْبَرِ يصيرون السين إذا كانت مقدمة ثم جاءت طاء أو قاف أو غين أو خاء صاداً، وذلك أن الطاء حرف تضع فيه لسانك على حنكك فينطبق به الصوت فقلبت السين صاداً وصوتها صوت الطاء واستخفوها ليكون المخرج واحداً كما استخفوا الإدغام، فمن ذلك قولهم: السَّرَاطُ والصَّرَاط، قال وهي بالصاد لغةُ قريش الأدنين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامَّةُ العرب تجعلها سيناً. وقال غيره: إنما قيل للطريق الواضح: سِرَاطٌ؛ لأنه كأنه يسترطُ المارَّةَ لكثرة سلوكهم لاحِبه، وقرأ رويس: اهدنا السَّرَاطَ؛ بالسين، وقال بعضهم: سُمي سِراطاً لأن الذاهب فيه يغيب غيبةَ الطعام المستَرط. وقال ابن دريد: السُّرَيْطاءُ: حَسَاء شبيه بالخزيرةِ أو نحوها. قال: والسَّرْطِيْطُ: العظيم اللَّقمِ. وقال ابن عباد: رجل سُرَطْرِطٌ وسُرَطَةُ -مثال تؤدةٍ- وسُرَطٌ مُرَطٌ: أي سريع الاستراط واستَرَطَه: أي ابتلعه، قال رُوبةُ:
مَضْغي رُؤوسَ النّاس واستراطي.     

وفي المثل: لا تكن حلواً فتُسترَطَ ولا مُراً فتعفى، من قولهم: أعقبت الشيء: إذا أزلته من فيك لمرارته، كما يقال: أشكيت الرجل: إذا أزلته عما يشكوه.
ويروى: "فَتُعْقِي" -بكسر القاف- من أعقى الشيء: إذا مرارته كأنه صار بحيث يعقى أي يكره، يقال: عقي يعقي: إذا كره، يضرب في الأمر بالتوسط. وكذلك التسرط، وأنشد الأصمعي:
وعبْطِه عِرضي أوان معْبَطـهْ      عَبِيْثَةُ من سَمْنـه وأقِـطِـه


المَعْبُط: العبط وهو شق الجلد، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمه بن عامر بن هرمة:
يَدْعو علي ولو هلَكتُ تَركْتُه      جَزَرَ العَدُوَّ وأكْلَةَ المُتَسرطِ

والتركيب يدل على غيبة في مر وذهاب. سرقسط:  
سَرَقُسطَةُ -بالتحريك-: بلدة من بلاد الأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة.
وسرقسط -أيضاً-: بليد من نواحي خوارزم، عن العمراني الخوارزمي.