المصادر:  


نطق (الصّحّاح في اللغة) [50]


المنْطِقُ: الكلامُ.
وقد نَطَقَ نُطْقاً وأنْطَقَهُ غيره، وناطَقَهُ واسْتَنْطَقَهُ، أي كلَّمه.
والمِنْطيقُ: البليغُ.
وقولهم: ماله صامتٌ ولا ناطِقٌ: فالناطقُ: الحيوانُ، والصامت: ما سواه.
والنِطاقُ: شُقَّةٌ تَلبَسها المرأةُ وتَشُدَّ وسطَها ثم تُرسِل الأعلى على الأسفل إلى الرُكبة والأسفل يَنْجَرُّ على الأرض، وليس لها حُجْزَةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقان؛ والجمع نطقٌ. انتطقتِ المرأةُ، أي لبست النِطاقَ.
وانْتَطَقَ الرجلُ، أي لبس المِنْطَقَ، وهو كلُّ ما شددتَ به وسطك.
وفي المثل: "مَنْ يَطَلْ هَنُ أبيه يَنْتَطِقْ به"، أي من كثُر بنو أبيه يتقوَّى بهم. معروفة، اسمٌ لها خاصَّةً، تقول منه: نَطَّقْتُ الرجلَ تَنْطيقاً فَتَنَطَّقَ، أي شدَّها في وسطه.
ومنه قولهم: . . . أكمل المادة جبلٌ أشَمُّ مُنَطَّقٌ؛ لأنَّ السحاب لا يبلغ أعلاه.
وجاء فلانٌ مُنْتَطِقاً فرسَهُ، إذا جَنَبَهُ ولم يركبْه. قال الشاعر:
على الأعداءِ مُنْتَطِقاً مُجيدا      وأَبْرَحَ ما أَدامَ اللهُ قَوْمـي

يقول: لا أزال أجْنُبُ فرسي جَواداً.
ويقال: إنَّه أراد قولاً يُسْتَجادُ في الثناء على قومي.
والناطِقَةُ: الخاصرةُ.

نَطَقَ (القاموس المحيط) [50]


نَطَقَ يَنْطِقُ نُطْقاً ومَنْطِقاً ونُطوقاً: تَكَلَّمَ بصَوْتٍ وحُروفٍ تُعْرَفُ بها المَعاني. اللّهُ تعالى واسْتَنْطَقَهُ. و"ما لَهُ ناطِقٌ ولا صامِتٌ" أي: حَيَوانٌ ولا غَيْرُهُ مِنَ المالِ.
والناطِقَةُ: الخاصِرَةُ.
وكمِكْنَسَةٍ: مايُنْتَطَقُ به.
وكمِنْبَرٍ وكِتابٍ: شُقَّةٌ تَلْبَسُها المَرْأةُ وتَشُدُّ وَسَطَها، فتُرْسِلُ الأعْلَى على الأسْفَلِ إلى الأرْضِ، والأسْفَلُ يَنْجَرُّ على الأرْضِ، ليس لها حُجْزَةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقانِ.
وانْتَطَقَتْ: لَبِسَتْها،
و~ الرجُلُ: شَدَّ وسَطَهُ بمِنْطَقَة،
كتَنَطَّقَ. وقولُ علِيٍّ، رضي الله تعالى عنه: من يَطُلْ هَنُ أبيه يَنْتَطِقْ به، أي: مَنْ كثُرَ بَنو أبيه يَتَقَوَّى بهم.
وذاتُ النِطاقَيْنِ: أسماءُ بِنتُ . . . أكمل المادة أبي بَكْرٍ، لأنها شَقَّتْ نِطاقَها لَيْلَةَ خُروج رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إلى الغارِ، فجَعَلَتْ واحِدَةً لِسُفْرَةِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، والأخْرَى عِصاماً لِقِرْبَتِهِ.
وذاتُ النِطاقِ: أكَمَةٌ م لِبَني كِلابٍ، مُنَطَّقَةٌ ببَياضٍ.
والنِّطاقانِ: أسْكَتَا المرأةِ.
والمِنْطيقُ: البَليغُ، والمرأةُ المُتأَزِّرَةُ بحَشِيَّةٍ تُعَظِّمُ بها عَجَيزَتَها.
ونَطَّقَهُ تَنْطيقاً: ألبَسَهُ المِنْطَقَةَ،
و~ الماءُ الأكَمَةَ وغيرَها: بَلَغَ نِصْفَها.
والنُّطُقُ، بضمتينِ، في قولِ العباسِ: أعْراضٌ ونَواحٍ من جِبالٍ بعضُها فَوْقَ بعضٍ، شُبِّهَتْ بالنُّطُقِ التي تُشَدُّ بها الأوْساطُ.
والمُنْتَطِقُ: العَزيزُ.
وكمُعَظَّمَةٍ من الغَنَمِ: ما عُلِّمَ عليها بِحُمْرَةٍ في مَوْضِع النِّطاقِ.
وقولُهُم جَبَلٌ أَشَمُّ مُنَطَّقٌ، كمُعَظَّمٍ: لأَنَّ السَّحابَ لا يَبْلُغُ رأسَه.
وجاءَ مُنْتَطِقاً فَرَسَه: إذا جَنَبَهُ ولم يَرْكَبْهُ.

نطق (لسان العرب) [50]


نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً: تكلم. الكلام.
والمِنْطِيق: البليغ؛ أَنشد ثعلب: والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا من ربِّها، ويَلوكُ، ثِنْيَ لسانه، المِنْطِيق وقد أَنْطَقَه الله واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه.
وكتاب ناطِقٌ بيِّن، على المثل: كأَنه يَنْطِق؛ قال لبيد: أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه، أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ وكلام كل شيء: مَنْطِقُه؛ ومنه قوله تعالى: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير؛ قال ابن سيده: وقد يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير؛ وأَنشد سيبويه: لم يَمْنع الشُّرْبَ منها، غَيْرَ أَن نطقت حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها . . . أكمل المادة وموضعها الرفع.
وحكى يعقوب: أَن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه، وقال: إنها خَلْف نَطَقَت خَلْفاً، يعني بالنطق الضرط.
وتَناطَق الرجلان: تَقاوَلا؛ وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه: قاوَلَه؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته.
وقولهم: ما له صامِت ولا ناطِقٌ؛ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه، وقيل: الصامِتُ الذهب والفضة والجوهر، والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره، سمي ناطِقاً لصوته.
وصوتُ كلِّ شيء: مَنْطِقه ونطقه. والمِنْطقةُ والنِّطاقُ: كل ما شد به وسطه. غيره: والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة، تقول منه: نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق أي شدَّها في وسطه، ومنه قولهم: جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه، قال خداش بن زهير: وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي، على الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِيدا يقول: لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً، ويقال: إنه أَراد قولاً يُسْتجاد في الثناء على قومي، وأَراد لا أَبرح، فحذف لا، وفي شعره رَهْطي بدل قومي، وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد، وقد انْتَطق بالنِّطاق والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ؛ الأَخيرة عن اللحياني.
والنِّطاق: شبه إزارٍ فيه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به.
وفي حديث أُم إسمعيل: أَوَّلُ ما اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً؛ هو النِّطاق وجمعه مناطق، وهو أَن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند مُعاناةِ الأَشغال، لئلا تَعْثُر في ذَيْلها، وفي المحكم: النَّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، فالأَسفل يَنْجَرّ على الأَرض، وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ، والجمع نُطُق .
وقد انْتَطَقت وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها؛ وأَنشد ابن الأعرابي: تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ، ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ، وانْتَطق الرجل أَي لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك.
وقالت عائشة في نساء الأَنصار: فعَمَدْن إلى حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها حين أَنزل الله تعالى: ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن؛ المَناطِق واحدها مِنْطق، وهو النِّطاق. يقال: مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد، كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف ومِسْردَ وسِراد، وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، ذات النطاقَيْنِ لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق، وقيل: إنه كان لها نِطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، رضي الله عنه، وهما في الغار؛ قال: وهذا أصح القولين، وقيل: إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت أَحدهما وجعلت الآخر شداداً لزادهما.
وروي عن عائشة، رضي الله عنها: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما خرج مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت أَسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين، واستعاره علي، عليه السلام، في غير ذلك فقال: من يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر: فلو شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ طويلاً، كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ وقال شمر في قول جرير: والتَّغْلَبيون، بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة، مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ قال شمر: مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها، وقال بعضهم: النِّطاق والإزار الذي يثنى؛ والمِنْطَقُ: ما جعل فيه من خيط أَو غيره؛ وأَنشد: تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ، وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب والرخاوة.
ويقال: تَنَطَّقَ بالمِنْطقة وانْتَطق بها؛ ومنه بيت خِداش بن زهير: على الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا وقد ذكر آنفاً. من المعز: البيضاءُ موضِع النِّطاق. الماءُ الأَكَمَةَ والشجرة: نَصَفَها، واسم ذلك الماء النِّطاق على التشبيه بالنِّطاق المقدم ذكره، واستعارة عليّ، عليه السلام، للإسلام، وذلك أَنه قيل له: لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد خَضَب؟ فقال: كان ذلك والإسلامُ قُلٌّ، فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما اختار. التهذيب: إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد نَطَّقَها؛ وفي حديث العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم: حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ، تحتها النُّطُقُ النُّطُق: جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَي نواحٍ وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلاً له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، وأَراد ببيته شرفه، والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسبِ خِنْدِفَ.
وذات النِّطاقِ أَيضاً: اسم أَكَمةٍ لهم. ابن سيده: ونُطُق الماء طرائقه، أَراه على التشبيه بذلك؛ قال زهير: يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ، حَبْوَ الجَواري تَرى في مائة نُطُقا والنَّاطِقةُ: الخاصرة.

أنطقه (المعجم الوسيط) [0]


 جعله ينْطق يُقَال أنطق الله الألسن 

الجَرَضُ (القاموس المحيط) [0]


الجَرَضُ، محركةً: الرِّيقُ،
جَرِضَ بِرِيقِهِ، كفرحَ: ابْتَلَعَه بالجَهْدِ على هَمٍّ، والغَصَصُ.
وأجْرَضَهُ بِرِيقهِ: أغَصَّهُ.
و"حالَ الجَريضُ دونَ القَريض"، يُضْرَبُ لأَمْرٍ يَعُوقُ دُونَه عائِقٌ. قالَه شَوْشَنٌ الكِلابيُّ حينَ مَنَعَه أبوهُ من الشِّعْرِ، فَمَرِضَ حُزْناً، فَرَقَّ له وقد أشْرَفَ، فقال: انْطِقْ بما أحْبَبْتَ.
والجَريضُ: المَغْمومُ،
كالجِرْياضِ والجِرْآضِ، بكسرهما
ج: جَرْضَى.
والجِرْواضُ: الغليظُ الشديدُ، والأسَدُ،
كالجِرَاضِ، ككِتابٍ،
والجُرَئِضِ، كعُلَبِطٍ وعلابِطٍ،
والجِرْياضِ فيهما.
وناقةٌ جُراضٌ، بالضم: لطيفةٌ بوَلَدها.
وعبدُ اللهِ بنُ الجُرَئِضِ، كعُلَبِطٍ: محدِّثٌ.
وجَرَضَه: خَنَقَه.
وجَمَلٌ جُرائِضٌ: أكولٌ، شديدُ القَصْلِ بأنيابِه للشجرِ.

ركن (لسان العرب) [0]


رَكِنَ إلى الشيءِ ورَكَنَ يَرْكَنُ ويَركُنُ رَكْناً ورُكوناً فيهما ورَكانَةً ورَكانِيَةً أَي مال إليه وسكن.
وقال بعضهم: رَكَنَ يَرْكَن، بفتح الكاف في الماضي والآتي، وهو نادر؛ قال الجوهري: وهو على الجمع بين اللغتين. قال كراع: رَكِنَ يَرْكُنُ، وهو نادر أَيضاً، ونظيره فَضِلَ يَفْضُل وحَضِرَ يَحْضُر ونَعِمَ يَنْعُم؛ وفي التنزيل العزيز: ولا تَرْكَنُوا إلى الذين ظلموا؛ قرئ بفتح الكاف من رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إذا مال إلى الشيء واطمأَنَّ إليه، ولغة أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ، وليست بفصيحة.
ورَكِنَ إلى الدنيا إذا مال إليها، وكان أَبو عمرو أَجاز رَكَنَ يَرْكَنُ، بفتح الكاف من الماضي والغابر، وهو خلاف ما عليه (* قوله «وهو خلاف ما . . . أكمل المادة عليه إلخ» أي لأن باب فعل يفعل بفتحتين أن يكون حلقيّ العين أَو اللام اهـ. مصباح). الأَبنية في السالم.
ورَكِنَ في المنزل يَركَنُ ركْناً: ضَنَّ به فلم يفارقه.
ورُكْن الشيء: جانبه الأَقوى.
والرُّكْنُ: الناحية القوية وما تقوّى به من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيره، وبذلك فسر قوله عز وجل: فتَوَلَّى برُكْنِه، ودليل ذلك قوله تعالى: فأَخذناه وجنودَه؛ أَي أَخذناه ورُكْنَه الذي تولى به، والجمع أَرْكان وأَرْكُنٌ؛ أَنشد سيبويه لرؤبة: وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شدِيدَ الأَرْكُنِ.
ورُكْنُ الإنسانِ: قوّته وشدّته، وكذلك رُكْنُ الجبل والقصر، وهو جانبه.
ورُكْنُ الرَّجُل: قومه وعَدَدُه ومادّته.
وفي التنزيل العزيز: لو أَنَّ لي بكم قُوَّةً أَو آوِي إلى رُكْن شديد؛ قال ابن سيده: وأُراه على المثل.
وقال أَبو الهيثم: الرُّكْنُ العشيرة؛ والرُّكْنُ: الأَمر العظيم في بيت النابغة: لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاءَ له.
وقيل في قوله تعالى: أَو آوِي إلى رُكْن شديد؛ إن الرُّكْن القُوَّة.
ويقال للرجل الكثير العدد: إنه ليأْوي إلى رُكْن شديد.
وفلان رُكْنٌ من أَركان قومه أَي شريف من أَشرافهم، وهو يأْوي إلى رُكْن شديد أَي عز ومَنَعة.
وفي الحديث أَنه قال: رَحِمَ الله لُوطاً إن كان لَيأْوي إلى رُكْن شديد أَي إلى الله عز وجل الذي هو أشد الأَركان وأَقواها، وإنما ترحم عليه لسهوه حين ضاق صدره من قومه حتى قال: أَو آوي إلى ركن شديد، أَراد عز العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط.
وجبل ركِينٌ: له أَركان عالية، وقيل: جَبَل رَكِينٌ شديد.
وفي حديث الحساب: ويقال لأَرْكانه انْطقي أَي لجوارحه.
وأَركانُ كل شيء: جَوانبه التي يستند إليها ويقوم بها.
ورجل رَكِين: رَميز وَقُور رَزِينٌ بَيّنُ الرَّكانة، وهي الرَّكانة والرَّكانِيَةُ.
ويقال للرجل إذا كان ساكناً وقوراً: إنه لرَكِينٌ، وقد رَكُنَ، بالضم، رَكانة.
وناقة مُرَكَّنَةُ الضَّرْع، والمُرَكَّنُ من الضروع: العظيم كأَنه ذو الأَركان.
وضرع مُرَكَّنٌ إذا انتفخ في موضعه حتى يَمْلأَ الأَرفاغ، وليس بحَدّ طويلٍ؛ قال طرفة: وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ وقال أَبو عمرو: مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة.
والمِرْكَن: شبه تَوْرٍ من أَدَمٍ يتخذ للماء أَو شبه لَقَن.
والمِرْكَنُ، بالكسر: الإجَّانة التي تغسل فيها الثياب ونحوها.
ومنه حديث حَمْنَةَ: أَنها كانت تجلس في مِرْكَن لأُختها زينب وهي مستحاضة، والميم زائدة، وهي التي تخض الآلات.
والرَّكْنُ: الفَأْرُ ويُسَمَّى رُكَيْناً على لفظ التصغير.
والأُرْكُون: العظيم من الدَّهاقين.
والأُرْكون: رئيس القرية.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دخل الشام فأَتاه أُرْكُونُ قَرْيةٍ فقال له: قد صنعتُ لك طعاماً؛ رواه محمد بن إسحق عن نافع عن أَسلم؛ أُرْكُون القرية: رئيسها ودِهْقانها الأَعظم، وهو أُفْعُول من الرُّكُون السكون إلى الشيء والميل إليه، لأَن أَهلها يَرْكَنُون إليه أَي يسكنون ويميلون.
ورُكَيْنٌ ورُكَانٌ ورُكانَةُ: أَسماء. قال: ورُكانَة، بالضم، اسم رجل من أهل مكة، وهو الذي طَلَّق امرأَته البتة فحلفه النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه لم يرد الثلاثَ.

علق (مقاييس اللغة) [0]



العين واللام والقاف أصلٌ كبير صحيح يرجع إلى معنىً واحد، وهو أن يناط الشَّيء بالشيء العالي. ثم يتَّسع الكلام فيه، والمرجع كله إلى الأصل الذي ذكرناه.تقول: عَلّقْتُ الشيءَ أعلِّقه تعليقاً.
وقد عَلِق به، إذا لزِمَه.
والقياس واحد.
والعَلَق: ما تعلَّق به البَكَرة من القامة.
ويقال العلَق: آلة البَكْرَة.
ويقولون: البئر محتاجة إلى العَلَقِ.
وقال أبو عبيدة: العَلق هي البَكرة بكل آلتِها دون الرِّشاء والدَّلو.
والعَلَق: الدم الجامد، وقياسُه صحيح، لأنَّه يَعْلَقُ بالشيء؛ والقطعة منه عَلَقة. قال:ويقول القائل في الوعيد: "لتفعلنَّ كذا أو لتَشْرَقَنّ بعَلَقة " يعني الدّم، كأنّه يتوعده بالقَتْل.
والعَلَق: أن يُلَزَّ بعيرانِ بحبلٍ ويُسْنَى عليهما إذا عظُم الغَرْب.
وأعلقتُ بالغَرب بعيرين، إذا قرنتَهُما بطَرَف رِشائه.قال . . . أكمل المادة اللِّحيانيّ: بئر فلانٍ تدوم على عَلَق، أي لا تنْزح، إذا كان عليها دلوانِ وقامة ورشاء.
وهذه قامة ليس لها عَلَق، أي ليس لها حبل يعلَّق بها.قال الخليل: العَلَق أن يَنَشِب الشيء بالشيء. قال جرير:
إذا عَلِقَتْ مخالبُه بقِرْنٍ      أصابَ القلبَ أو هتك الحجابا

وعَلِق فلانٌ بفلانٍ: خاصمه.
والعَلق: الهوى.
وفي المثل: "نظرة مِن ذي عَلَق"، أي ذي هَوىً قد عَلِق قلبُه بمن يهواه.
وقال الأعشى:
عُلِّقْتُها عرَضاً وعُلِّقتْ رجلاً      غيري وعُلِّق أخرى غيرَها الرّجُل

ومن الباب العَلاَق، وهو الذي يجتزئ [به] الماشية من الكلأ إلى أوان الربيع.
وقال الأعشى:
وفلاةٍ كأنّها ظهرُ تُرسٍ      ليس إلاّ الرَّجيع فيها عَلاَقُ

يقول: لا تجد الإبل فيها عَلاقاً إلاّ ما تردّده من جِرَّتها في أفواهها*.
والظبية تعلُق عُلوقاً، إذا تناولت الشجرةَ بفيها.
وفي حديث الشهداء: "إنَّ أرواحهم في أجواف طيرٍ خُضر تَعْلُق في الجنَّة".
والعُلْقة: شجر يبقى في الشِّتاء تَعلُق به الإبلُ فتستغني به، مثل العَلاَق.
ويقال: ما يأكل فلانٌ إلا عُلْقَة، أي ما يُمْسِك نَفْسَه.ورجلٌ معلوق، إذا أخذت العَلَق بحلقِهِ.
وقد علِقت الدابة عَلَقاً، إذا عَلِقتها العَلَقةُ عند الشرب.ومن الباب على نحو الاستعارة، قولهم: عَلِق دَمُ فلان ثيابَ فلان، إذا كان قاتِلَه.
ويقولون: دمُ فلانٍ في ثوب فلان. قال أبو ذؤيب:
تبرَّأُ من دَمِّ القتيل وبَزِّهِ      وقد عَلِقت دمَّ القتيلِ إزارُها

قالوا: الإزار يذكّر ويؤنّث في لغة هذيل وبزّه: سلاحه.
وقال قوم: "علِقت دمَّ القتيل إزارُها" مَثَل، يُقال: حَملتَ دمَ فلانٍ في ثوبك، أي قتلتَه.
وهذا على كلامين، أراد علقت المرأةُ دمَ القتيل ثم قال: عَلِقَهُ إزارُها.قالوا: والعَلاقة: الخصومة. قال الخليل: رجلٌ معلاقٌ، إذا كان شديدَ الخُصومة. قال مُهلهل:
إنّ تحت الأحجار حَزْماً وجوداً      وخَصيماً ألدَّ ذا مِعلاقِ

ورواه غيره بالغين، وهو الخَصْم الذي يَغْلَق عنده رَهْنُ خَصمه فلا يقدرُ على افتكاكِه منه، للَدَدِه.ما ذكرناه من العَلاَق الذي يُتعلَّق به في معيشةٍ وغيرها.
والعَليق: القَضيم ، من قولك أعلقته فهو عليق، كما يقال أعقدتُ العسلَ فهو عَقِيد.وذُكر عن الخليل أنّه قال: يسمَّى الشراب عليقاً.
ومثل هذا مما لعلّ الخليل لا يذكره، ولا سيّما هذا البيتُ شاهدُه.
واسق هذا وذا وذاك وعلِّق      لا نسمِّي الشَّرَابَ إلاّ العليقا

ويقولون لمن رضيَ بالأمر بدون تمامه: متعلِّق .
ومن أمثالهم:وأصله أنَّ رجلاً انتهى إلى بئر فأعلقَ رشاءَه برِشائها، ثم صار إلى صاحب البئر فادَّعى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ فقال: عَلَّقْتُ رِشائي برِشائِك. فأمره بالارتحال عنه، فقال الرّجل: "علِقت معالِقَها وصرّ الجندب"، أي علقت الدّلو معالقَها وجاء الحرُّ ولا يمكن الذّهاب.وقد عَلِقت الفَسيلةُ إذا ثبتت في الغِراس.
ويقولون: أعلقت الأمُّ من عُذْرَة الصبيِّ بيدها تُعْلق إعلاقاً، والعُذْرة قريبةٌ من اللَّهاة وهي وجع، فكأنّها لما رفعته أعلقته.
ويقال هذا عِلْقٌ من الأعلاق، للشَّيء النفيس، كأنَّ كلَّ من رآه يَعْلَقه. ثمَّ يشبّهون ذلك فيسمُّون الخمر العِلْق.
وأنشدوا:
إذا ما ذقت قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ      أريد به قَيْلٌ فغودر في سابِ

ويقال للشَّيء النفيس: عِلْق مَضِنّة ومَضَنَّة.
ويقال فلان ذو مَعْلَقة، إذا كان مُغِيراً يعلَق بكلِّ شيء.
وأعْلَقْتُ، أي صادفت عِلقاً نفيساً، وجمع العِلْق عُلُوق. قال الكميت:
إن يَبِع بالشَّباب شيئاً فقد با      عَ رخيصاً من العُلُوق بغالِ

والعَلاقة: الحبُّ اللازم للقلب.
ويقولون: إنَّ العَلُوق من النِّساء: المُحبّة لزوجها.
وقوله تعالى: فَتَذَرُوهَا كالمُعَلَّقَة [النساء 129]، هي التي لا تكون أيِّما ولا ذاتَ بعل، كأنَّ أمرَها ليس بمستقرّ.
وكذلك قول المرأة في حديث أم زرع : "إنْ أَنْطِق أُطلَّق، وإنْ أسْكُت أُعلَّق".
وقولهم: "ليس المتعلِّق كالمتأنّق" أي ليس من عيشُه قليلٌ كمن يتأنّق فيختار ما شاء.
والعلائق: البضائع.
ويقولون: جاء فلان بعُلَقَ فُلَقَ، أي بداهية.
وقد أعْلَق وأفلق.
وأصل هذا أنّها داهيةٌ تَعْلَق كُلاًّ.
ويقال إن العَلُوق: ما تَعلقُه السّائمة من الشَّجر بأفواهها* من ورَق أو ثمَر.
وما عَلَقت منه السَّائمة عَلُوق. قال:
هو الواهب المائة المصطفا      ة لاطَ العَلُوق بهن احمرارا

يريد أنّهنّ رَعَيْن في الشجر وعَلِقْنَه حتى سمِنَّ واحمرَرْن ولاطَ بهنّ.
والإبل إذا رعَتْ في الطَّلْح ونحوِه فأكلت ورقَهُ أخصَبت عليه وسَمِنت واحمرَّت.
والعُلَّيق: شجرٌ من شجر الشَّوك لا يعظُم، فإذا نَشِب فيه الشّيءُ لم يكد يتخلَّص من كثرة شَوكه، وشوكُهُ حُجْنٌ حِداد، ولذلك سمى عُلَّيقاً.
ويقولون: هذا حديثٌ طويل العَوْلَق، أي طويل الذَّنَب.وأمَّا العَلُوق من النُّوق، فقال الكسائيّ: العَلُوق: الناقة التي تأبى أن ترْأمَ ولدها.
والمَعالِق مثلها.
وأنشد:
أم كيف ينفَعُ ما تُعطِي العلوقُ به      رِئمانََُِ أنف إذا ماضُنَّ باللّبنِ

فقياسه صحيح، كأنَّها عَلِقَتْ لبنَها فلا يكاد يتخلَّص منها. قال أبو عمرو: العَلُوق ما يَعْلَق الإنسانَ.
ويقال للمنيّة: عَلُوق. قال:
وسائلةٍ بثعلبة [بنِ سير      وقد عَلِقت بثعلبةَ] العَلوقُ

وعَلِقَ الظَّبيُ في الحِبالة يَعْلَق، إذا نَشِق فيها .
وقد أعلَقَتْه الحِبالة.
وأعْلَقَ الحابلُ إعلاقاً، إذا وقَع في حِبالتهِ الصَّيد.
وقال أعرابيّ: "فجاء ظبيٌ يستطيفالكِفَّة فأعلقته".
ويقال للحابِل: أعلَقْتَ فأدرك.
وكذلك الظّبي إذا وَقَع في الشرك، أُعْلِق به . قال ذو الرُّمَّة:
ويومٍ يُزير الظَّبيَ أقصى كِناسِهِ      وتنْزو كَنَزْو المُعْلَقاتِ جنادبُه

ويقولون: ما ترك الحالبُ للنَّاقة عُلْقَةً ، أي لم يدع في ضَرعها شيئاً إلاَّ حَلَبه.
وقلائد النُّحور، وهي العلائق. فأمَّا العليقة فالدّابَّة تُدفَع إلى الرّجُل ليَمتار عليها لصاحبها، والجمع علائق. قال:
وقائلةٍ لا تَركبنَّ عليقةً      ومن لذّة الدُّنيا ركوبُ العلائقِ

وقال آخر:
أرسَلَها عَليقةً وقد عَلِم      أنَّ العَلِيقاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ

ويقولون: عَلِق يفعل كذا، كأنَّه يتعلَّق بالأمر الذي يريده.
وقد عَلِق الكِبَرُ منه مَعَالِقه.
ومَعاليق العِقد والشُّنُوف: ما يُعَلَّق بهما ممّا يُحسِّنهما.
ويقولون: عَلقِتِ المرأةُ: حَبِلت.
ورجلٌ ذو مَعْلَقةٍ، إذا كان مُغِيراً يتعلّق بكلِّ شيء . قال:والعَلاقِيَة: الرجل الذي إذا عَلِقَ شيئاً لم يكَدْ يدَعُه.
وأمّا العِلْقة، فقال ابن السّكِّيت: هي قميصٌ يكون إلى السُّرَّة وإلى أنصاف السُّرَّة، وهي البَقِيرةُ.
وأنشد:
وما هي إلاَّ في إزارٍ وعِلْقةٍ      مُغارَ ابنِ هَمّامٍ على حيِّ خثعما

وهو من القياس؛ لأنّه إذا لم يكن ثوباً واسعاً فكأنّه شيء عُلِّق على شيء. قال أبو عمرو: وهو ثوب يُجاب ولا يُخاط جانباه، تلبسه الجارية إلى الحُجْزَة، وهو الشّوذر.

عرب (لسان العرب) [0]


العُرْبُ والعَرَبُ : جِيْلٌ من الناس معروف ، خِلافُ العَجَم ، وهما واحدٌ ، مثل العُجْمِ والعَجَم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر . الجوهري : العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ ؛ قال أبو الهِنْدِيّ ، واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس : فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ، * فما زِلْتُ فيها كثيرَ السَّقَمْ وقد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ ، * فلَمْ أرَ فيها كَضَبٍّ هَرِمْ وما في البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج ، * وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْـ * ـبِ ، لا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ صَغَّرهم تعظيماً ، كما قال : . . . أكمل المادة أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ .
والعَرَبُ العارِبة : هم الخُلَّصُ منهم ، وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به ، كقولك لَيلٌ لائِلٌ ؛ تقول : عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ : صُرَحاءُ .
ومُتَعَرِّبةُ ومُسْتَعْرِبةٌ : دُخَلاءُ، ليسوا بخُلَّصٍ .
والعربي منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن بدوياً .
والأعرابي : البدوي ؛ وهم الأعراب ؛ والأعاريب : جمع الأعراب .
وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب ، وقيل : ليس الأعراب جمعاً لعرب ، كما كان الأنباط جمعاً لنبطٍ ، وإنما العرب اسم جنس .
والنسب إلى الأعراب : أعرابي ؛ قال سيبويه إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي ، لأنه لا واحد له على هذا المعنى . ألا ترى أنك تقول العرب ، فلا يكون على هذا المعنى ؟ فهذا يقويه .
وعربي : بين العروبة والعروبية ، وهما من المصادر التي لا أفعال لها .
وحكى الأزهري : رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً ، وإن لم يكن فصيحاً ، وجمعه العرب ، كما يقال : رجل مجوسي ويهودي ، والجمع ، بحذف ياء النسبة ، اليهود والمجوس .
ورجل معرب إذا كان فصيحاً ، وإن كان عجمي النسب .
ورجل أعرابي ، بالألف ، إذا كان بدوياً ، صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ ، وتتبع لمساقط الغيث ، وسواء كان من العرب أو من مواليهم .
ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب .
والأعرابي إذا قيل له : يا عربي ! فرح بذلك وهش له .
والعربي إذا قيل له : يا أعرابي ! غضب له . فمن نزل البادية ، أو جاور البادين وظعن بظعنهم ، وانتوى بانتوائهم : فهم أعراب ؛ ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب : فهم عرب ، وإن لم يكونوا فصحاء .
وقول اللّه ، عز وجل : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا ،قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا، وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا . فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، المدينة، طمعاً في الصدقات ، لا رغبة في الإسلام ، فسماهم اللّه تعالى العرب ؛ ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة، فقال : الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً ونِفاقاً ؛ الآية . قال الأزهري : والذي لا يفرق بين العربي والأعراب والعربي والأعرابي ، ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية ، وهو لا يميز بين العرب والأعراب ، ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب ، إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية ، وسكنوا المدن ، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى ، والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة ، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم ، واقتنوا نعماً ، ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة ، قيل : قد تعربوا أي صاروا أعراباً ، بعدما كانوا عرباً .
وفي الحديث : تمثل في خطبته مهاجر ليس بأعرابي ؛ جعل المهاجر ضد الأعرابي . قال : والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ، ولا يدخلونها إلا لحاجة .
والعرب : هذا الجيل،لا واحد له من لفظه ، وسواء أقام بالبادية والمدن ، والنسبة إليهما أعرابيٌّ وعربيٌّ .
وفي الحديث : ثلاث (1) (1 قوله« وفي الحديث ثلاث الخ »كذا بالأصل والذي في النهاية وقيل ثلاث إلـخ ) من الكبائر ، منها التعرب بعد الهجرة: هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب ، بعد أن كان مهاجراً .
وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ.
والعَذْبُ:. . عذر ، يعدونه كالمرتد .
ومنه حديث ابن الأكوع : لما قتل عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها ، ثم إنه دخل على الحجاج يوماً ، فقال له : يا ابن الأكوع ارتددت على عقبك وتعربت ؛ قال : ويروى بالزاي ، وسنذكره في موضعه . قال : والعرب أهل الأمصار ، والأعراب منهم سكان البادية خاصة .
وتعرب أي تشبه بالعرب ، وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابياً .
والعربية : هي هذه اللغة .واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال بعضهم : أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان،وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ، ونشأ إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، معهم فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده : العرب المستعربة ؛ وقيل : إن أولاد إسمعيل نشؤوا بعربة ، وهي من تهامة ، فنسبوا إلى بلدهم .
وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء من العرب ، وهم : محمد ، وإسمعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود ، صلوات اللّه عليهم .
وهذا يدل على أن لسان العرب قديم .
وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب ؛ فكان شعيب وقومه بأرض مدين ، وكان صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر ، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال اليمن ، وكانوا أهل عمدٍ ، وكان إسمعيل ابن إبراهيم والنبي المصطفى محمد ، صلى اللّه عليهم وسلم ، من سكان الحرم .
وكل من سكن بلاد العرب وجزريتها ونطق بلسان أهلها ، فهم عرب يمنهم ومعدهم . قال الأزهري : والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم العربات .
وقال إسحق ابن الفرج : عربة باحة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، وفيها يقول قائلهم : وعربة أرض ما يحل حرامها ، * من الناس ، إلا اللوذعي الحلاحل يعني النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ، ثم هي حرام إلى يوم القيامة . قال : واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة، فسكنها ؛ وأنشد قول الآخر : ورجت باحة العربات رجا ، * ترقرق ، في مناكبها ،الدماءُ قال : وأقامت قريش بعربة فتنخت بها ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها ، فنسبوا كلهم إلى عربة ، لأن أباهم إسمعيل ، صلى اللّه عليه وسلم ، بها نشأ ، وربل أولاده فيها ، فكثروا ، فلما لم تحتملهم البلاد ، انتشروا وأقامت قريش بها .
وروي عن أبي بكر الصديق ، رضي اللّه عنه ، أنه قال : قريش هم أوسط العرب في العرب داراً ، وأحسنه جواراً ، وأعربه ألسنة .
وقال قتادة : كانت قريش تجتبي ، أي تختار ، أفضل لغات العرب ، حتى صار أفضل لغاتها لغتها، فنزل القرآن بها . قال الأزهري : وجعل اللّه ، عز وجل ، القرآن المنزل على النبي المرسل محمد ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً، لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم ، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب ، في باديتها وقراها ،العربية ؛ وجعل النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً لأنه من صريح العرب ، ولو أن قوماً من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها ، وتناءوا معهم فيها ، سموا عرباً ولم يسموا أعراباً .
وتقول : رجل عربي اللسان إذا كان فصيحاً ؛ وقال الليث : يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان . قال : والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد ، فاستعربوا. قال الأزهري : المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب، فتكلموا بلسانهم ،وحكوا هيئاتهم ، وليسوا بصرحاء فيهم .
وقال الليث : تعربوا مثل استعربوا . قال الأزهري : ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية ، بعدما كان مقيماً بالحضر ، فيلحق بالأعراب .
ويكون التعرب المقام بالبادية ، ومنه قول الشاعر : تعرب آبائي ! فهلا وقاهم ، * من الموت ، رملاً وزرود يقول : أقام آبائي بالبادية ، ولم يحضروا القرى .
وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح.
وفي حديث آخر : الثيب يعرب عنها لسانها ، والبكر تستأمر في نفسها .
وقال أبو عبيد : هذا الحرف جاء في الحديث يعرب ، بالتخفيف .وقال الفراء : إنما هو يعرب ، بالتشديد . يقال : عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم ، واحتججت لهم ؛ وقيل : إن أعرب بمعنى عرب .
وقال الأزهري : الإعراب والتعريب معناهما واحد ، وهو الإبانة ؛ يقال : أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح .
وأعرب عن الرجل : بين عنه .
وعرب عنه : تكلم بحجته .
وحكى ابن الأثير عن ابن قتيبة : الصواب يعرب عنها ، بالتخفيف .
وإنما سمي الإعراب إعراباً ، لتبيينه وإيضاحه ؛ قال : وكلا القولين لغتان متساويتان ، بمعنى الإبانة والإيضاح .
ومنه الحديث الآخر فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه .
ومنه حديث التيمي : كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي ، حين يعرب ، أن يقول : لا إله إلا اللّه، سبع مرات أي حين ينطق ويتكلم.
وفي حديث السقيفة : أعربهم أحساباً أي أبينهم وأوضحهم .
ويقال : أعرب عما في ضميرك أي أبن .
ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام : أعرب .
وقال أبو زيد الأنصاري : يقال أعرب الأعجمي إعراباً ، وتعرب تعرباً ، واستعرب استعراباً : كل ذلك للأغتم دون الصبي . قال : وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم .
وأفصح الأغتم إفصاحاً مثله .
ويقال للعربي أفصح لي أي أبن لي كلامك .
وأعرب الكلام ، وأعرب به : بينه ؛ أنشد أبو زياد : وإني لأكني عن قذوربغيرها ، * وأعرب أحياناً ، بها ، فأصارح .
وعربه: كأعربه .
وأعرب بحجته أي أفصح بها ولم يتقِّ أحداً ؛ قال الكميت : وجدنا لكم ، في آل حمِ ، آية ، * تأولها منا تقيٌّ معربُ هكذا أنشده سيبويه كَمُكَلِّمٍ .
وأورد الأزهري هذا البيت« تقي ومعرب» وقال : تقي يتوقى إظهاره ، حذر أن يناله مكروه من أعدائكم ؛ ومعرب أي مفصح بالحقِّ لا يتوقاهم .
وقال الجوهري : معربٌ مفصحٌ بالتفصيل ، وتقيٌّ ساكتٌ عنهُ للتقيّة . قال الأزهري : والخطاب في هذا لبني هاشم ، حين ظهروا على بني أمية ، والآية قوله عز وجل : قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .
وعرب منطقه أي هذبه من اللحن .
والإعراب الذي هو النحو إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ .
وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب .
ويقال : عربت له الكلام تعريباً ، وأعربت له إعراباً إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة .
وعرب الرجل (1) (1 قوله« وعرب الرجل إلـخ »بضم الراء كفصح وزناً ومعنى وقوله وعرب إذا فصح بعد لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول وصرح به في المصباح . ) يعرب عرباً وعروباً ، عن ثعلب ، وعروبة وعرابة وعروبية ، كفصح .
وعرب إذا فصح بعد لكنة في لسانه .
ورجل عريب معرب .
وعرّبه : علمه العربية .
وفي حديث الحسن أنه قال له البتّيُّ : ما تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ فقال الحسن : إن هذا يعرب الناس ، وهو يقول رعف ، أي يعلمهم العربية ويلحن ، إنما هو رعف .
وتعريب الاسم الأعجمي : أن تتفوه به العرب على منهاجها ؛ تقول : عربته العرب ، وأعربته أيضاً ، وأعرب الأغتم ، وعرب لسانه ، بالضم ، عروبة أي صار عربياً ، وتعرب واستعرب أفصح ؛ قا ل الشاعر: ماذا لقينا من المستعربين، ومن * قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا وأعرب الرجل أي ولد له ولد عربي اللون .
وفي الحديث : لا تنقشوا في خواتمكم عربياً أي لا تنقشوا فيها محمد رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، لأنه كان نقش خاتم النبي ، صلى اللّه عليه وسلم .
ومنه حديث عمر ، رضي اللّه عنه : لا تنقشوا في خواتمكم العربية .
وكان ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن .
وعربية الفرس : عتقه وسلامته من الهجنة .
وأعرب: صهل ، فعرف عتقه بصهيله .
والإعراب : معرفتك بالفرس العربي من الهجين ، إذا صهل .
وخيل عراب معربة ، قال الكسائي : والمعرب من الخيل : الذي ليس فيه عرق هجين ، والأنثى معربة ؛ وإبل عراب كذلك ، وقد قالوا : خيل أعرب ، وإبل أَعربٌ ؛ قال : ما كان إلا طلقُ الإهماد ، * وكرنا بالأعرب الجياد حتى تحاجزن عن الرواد ، * تحاجز الري ولم تكاد حول الإخبار إلى المخاطبة، ولو أراد الإخبار فاتزن له ، لقال : ولم تكد .
وفي حديث سطيح : تقود خيلاً عراباً أي عربية منسوبة إلى العرب .
وفرقوا بين الخيل والناس ، فقالوا في الناس : عرب وأعراب ، وفي الخيل : عراب .
والإبل العراب ، والخيل العراب ، خلاف البخاتي والبراذين .
وأعرب الرجل : ملك خيلاً عراباً ، أو إبلاً عراباً ، أو اكتسبها ، فهو معرب ؛ قال الجعدي : ويصهل في مثل جوف الطويّ ، * صهيلاً تبين للمعرب يقول : إذا سمع صهيله من له خيل عراب عرف أنه عربي .
والتعريب : أن يتخذ فرساً عربياً .
ورجل معربٌ : معه فرسٌ عربيٌّ .
وفرسٌ معربٌ : خلصتْ عربيتهُ وعرّب الفرسَ : بزَّغَهُ ، وذلك أنْ تنسفَ أسفلَ حافرهُ ؛ ومعناهُ أنهُ قدْ بانَ بذلك ما كان خفيّاً من أمرهِ ، لظهورهِ إلى مرآةِ العينِ ، بعد ما كان مستوراً ، وبذلك تُعرفُ حالهُ أصلبٌ هو أم رِخْوٌ ، وصحيح هو أم سقيم . قال الأزهريُّ : والتعريبُ ، تعريبُ الفرسِ، وهو أن يكوى على أشاعر حافره ، في مواضعَ ثمَّ يُبزَغُ بمَبْزِغٍ بَزْغَاً رفيقاً ، لا يؤثر في عصبه ليشتدّ أشعره .
وعرب الدابة : بزغها على أشاعرها ، ثم كواها .
والإعراب والتعريب : الفحش .
والتعريب ، والإعراب ، والإعرابة ، والعرابة ، بالفتح والكسر: ما قبح من الكلام .
وأعرب الرجل :تكلم بالفحش .
وقال ابن عباس في قوله تعالى : فلا رفث ولا فسوق ؛ هو العرابة في كلام العرب . قال : والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب ، وهو ما قبح من الكلام . يقال منه : عربت وأعربت .
ومنه حديث عطاء : أنه كره الإعراب للمحرم ، وهو الإفحاش في القول ، والرفث .
ويقال : أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام .
وفي حديث ابن الزبير :لا تحل العرابة للمحرم .
وفي الحديث : أن رجلاً من المشركين كان يسب النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له رجل من المسلمين : واللّه لتكفنَّ عن شتمه أو لأرحلنَّك بسيفي هذا ، فلم يزدد إلا استعراضاً ، فحمل عليه فضربه ، وتعاوى عليه المشركون فقتلوه . الإستعراب : الإفحاش في القول .
وقال رؤبة يصف نساء : جمعن العفاف عند الغرباء ، والإعراب عند الأزواج ؛ وهو ما يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع ؛ فقال : والعرب في عفافة وإعراب وهذا كقولهم : خير النساء المتبذلة لزوجها ، الخفرة في قومها .
وعرب عليه : قبح قوله وفعله وغيره عليه ورده عليه .
والإعراب كالتعريب .
والإعراب : ردك الرجل عن القبيح .
وعرب عليه : منعه .
وأما حديث عمر بن الخطاب ، رضي اللّه عنه : ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ، أنْ لا تعربوا عليه ؛ فليس من التعريب الذي جاء في الخبر ، وإنما هو من قولك : عربت على الرجل قوله إذا قبحت عليه .
وقال الأصمعي وأبو زيد في قوله : أن لا تعربوا عليه ، معناه أن لا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه ؛ ومنه قول أوس ابن حجر : ومثل ابن عثمٍ إنْ ذحولٌ تذكرت، * وقتلى تياس ،عن صلاح ،تعرب ويروى يعرب ؛يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا ، ولم نثئر بهم ، ولم نقتل الثأر ، إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها .
والصلاح : المصالحة . ابن الأعرابي : التعريب التبيين والإيضاح ، في قوله : الثيب تعرب عن نفسها ، أي ما يمنعكم أن تصرحوا له بالإنكار ، والرد عليه ، ولا تستأثروا . قال : والتعريب المنع والإنكار ، في قوله أن لا تعربوا أي لا تمنعوا .
وكذلك قوله عن صلاح تعرب أي تمنع .
وقيل : الفحش والتقبيح ، من عرب الجرح مصعب أبو عمار

علق (لسان العرب) [0]


عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ: نَشِب فيه؛ قال جرير: إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ، أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا وفي الحديث: فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا، وقيل طَفِقُوا؛ وقال أَبو زبيد: إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ، رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه.
وقال اللحياني: العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها.
وأَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب.
ويقال للصائد: أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك.
وقال اللحياني: الإِعْلاقُ وقوع الصيد في الحبل. يقال: نَصَب له فأَعْلقه.
وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً: لزمه.
وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ، فهي عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ: . . . أكمل المادة لَهِجَتْ به؛ قال: فقلت لها، والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ عَلاقِيَةٌ تَهْوَى، هواها المُضَلَّلُ ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ وهو كما يقال: جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ؛ قال ابن سيده: وفي المثل: عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْْدب يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِِتَكَ.
وقالوا: عَلِقَتْ مَراسِبها بذي رَمْرامِ، وبذي الرَّمْرَام؛ وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت عيونها بالمرتع، يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه، وأَصله أَنَّ رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب البئر فادَّعَى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ، فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل؛ فقال: عَلُِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل.
ويقال للشيخ: قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ؛ جمع مِعْلَقٍ، وفي الحديث: فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بها. يقال: عَلِقَ بقليه عَلاقةً، بالفتح.
وكلُّ شيءٍ وقع مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه، والعَلاقة: الهوى والحُبُّ اللازم للقلب.
وقد عَلِقَها، بالكسر، عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً: أَحبها، وهو مُعَلِّقُ القلب بها؛ قال الأَعشى: عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّقَتْ رجلاً غَيْري ، وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ وقول أَبي ذؤَيب: تَعَلَّقَهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ، تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب.
وقال اللحياني: العَلَقُ الهوى يكون للرجل في المرأَة.
وإنه لذو عَلَقٍ في فلانة: كذا عدَّاه بفي.
وقالوا في المثل: نَظْرةٌ من ذي عَلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَلِقَ بمن هويه؛ قال كثيِّر: ولقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ ، فعاقَني عَلَقٌ بقَلْبي ، من هَواكِ، قديمُ وعَلِقَ حبُّها بقلبه: هَوِيَها.
وقال اللحياني عن الكسائي: لها في قلبي عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ، قالك ولم يعرف الأَصمعي عِلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ، إِنما عرف عَلاقَةَ حُب، بالفتح، وعَلَق حبٍّ، بفتح العين واللام، والعَلاقَةُ، بالفتح؛ قال المرار الأَسدي: أَعَلاقَةً، أُمَّ الوُلَيِّدِ ، بعدما أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس؟ واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه.
ويقال: عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها، وعَلِقَتْ هي بقلبي: تشبثت به؛ قال ذو الرمة: لقد عَلِقَتْ مَيٌّ بقلبي عَلاقةً، بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها ورجل علاقِيَةٌ، مثل ثمانية، إِذا عَلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه.
وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء: أَنشَبها.
وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه تَعْليقاً: ناطَهُ.
والعِلاقةُ: ما عَلَّقْتَه به.
وتَعَلَّقَ الشيءَ: عَلقَهُ من نفسه؛ قال: تَعَلَّقَ إِبريقاً، وأَظْهَرَ جَعْبةً، ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ وقيل: تَعَلَّق هنا لزمه، والصحيح الأَول، وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق به بمعنى.
ويقال: تَعَلَّقْتَهُ بمعنى عَلَّقْتُهُ؛ ومنه قول عبيد الله بن زياد لأَبي الأَسود: لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين.
وفي الحديث: من تَعَلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَلَّقَ على نفسه شيئاً من التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه ضرّاً.
وفي الحديث أَنه قال: أَدُّوا العَلائِقَ، قالوا: يا رسول الله، وما العَلائِقُ؟ وفي رواية في قوله تعالى: وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين، قيل: يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم؟ قال: ما تَرَاضَى عليه أَهْلُوهُم؛ العَلائِقُ: المُهُور، الواحدة عَلاقَةٌ، قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش فهو عُلْقةٌ؛ قال ابن بري في هذا المكان: والعِلْقةُ، بالكسر، الشَّوْذَرُ؛ قال الشاعر: وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِلْقَةٍ، مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما وقد تقدم الاستشهاد به.
ويقال: لم تبق لي عنده عُلْقةٌ أَي شيءٌ.
والعَلاقةُ: ما يُتبلغ به من عيش.
والعُلْقةُ والعَلاقُ: ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء.
وقال اللحياني: ما يأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام.
وفي الحديث: وتَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام.
وفي حديث الإفك: وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام. قال الأَزهري: والعُلْقةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً، ومنه قولهم: ارْضَ من المَرْكب بالتَّعْلِيقِ؛ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة؛ ويقال: هذا الكلام لنا فيه عُلْقةٌ أي بلغة، وعندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَي بقية.
وعَلَقَ عَلاقاً وعَلوقاً: أَكل، وأَكثرما يستعمل في الجحد، يقال: ما ذقت عَلاقاً ولا عَلوقاً.
وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به من عيش، ويقال: ما فيها مَرْتَع؛ قال الأَعشى: وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ، ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ الرجيع: الجِرَّةُ؛ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من جِرَّتها.
وفي المثل: ليس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق؛ يريد ليس مَنْ عَيشُه قليل يَتَعَلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه، وقيل: معناه ليس من يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء.
وما بالناقة عَلُوق أَي شيء من اللبن.
وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم يَدَعْ في ضرعها شيئاً.
والبَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق: تصيب، وكذلك الطير من الثمر.
وفي الحديث: أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة؛ قال الأَصمعي: تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها، يقال: عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً؛ وأَنشد للكميت يصف ناقته: أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة، إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق يقول: كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية؛ قال ابن الأَثير: هو في الأَصل للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير، وروءاه الفراء عن الدبيريين تَعْلَق من ثمار الجنة.
وقال اللحياني: العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر، عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً.
والصبي يَعْلُقُ: يَمُصُّ أَصابعه.
والعَلوقُ: ما تَعْلُقه الإِبل أَي ترعاه، وقيل هو نبت؛ قال الأَعشى: هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ.
وقال أَبو الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت، فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى: بأَجْوَدَ منه بِأْدْمِ الرِّكا بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال: وذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ أَحمر؛ وأَما عَجُُزُ البيت الذي صدره: هو الواهبُ المائة المُصْطَفا ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ.
وقال أَبو الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت، فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى: بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكا بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال: وذلك أَن الإبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهب أَحمرَ؛ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره: هو الواهِبُ المائة المُصْطَفا ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا فإِنه: إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا والعَلْقَى: شجر تدوم خضرته في القَيْظ ولها أَفنان طوالِ دقاق وورق لِطاف، بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث، وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون؛ قال الجوهري: عَلْقَى نبت، وقال سيبويه: تكون واحدة وجمعاً؛ قال العجاج يصف ثوراً: فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ، بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ وفي المحكم: يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكورِ وقال: ولم ينونه رؤبة، واحدته عَلْقاة، قال ابن جني: الأَلف في عَلْقاة ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها، وإِِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر وسلهب، فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة قالوا عَلْقَى غير منون، لأَنها لو كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًى، أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء في عَلْقاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث؟ فإِذا نزع الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم ينونها، ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذهبون إِليه من أَن أَلف عَلْقَى للتأْنيث.
وبعير عَالِقٌ: يرعى العَلْقَى.
والعالِقُ أَيضاً: الذي يَعْلُقُ العِضاه أَي ينتِف منها، سمي عالقاً لأَنه يَعْلُق العضاه لطولها.
وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق، بالضم، عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَي رعتها من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها، وهي إِبل عَوالق.
ورجل ذو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بكل شيء أَصابه؛ قال: أَخاف أَن يَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ وجاء بعُلَقَ فُلَقَ أَي الداهية، وقد أَعْلَقَ وأَفْلَقَ.
وعُلَقُ فُلَقُ: لا ينصرف؛ حكاه أَبو عبيد عن الكسائي.
ويقال للرجل: أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ أَي جئت بعُلَقَ فُلَقَ، وهي الداهية، لا يجري مجرى عمر.
ويقال: العُلَقُ الجمع الكثير.
والعَوْلَقُ: الغُول، وقيل: الكلبة الحريصة، قال: وكلبة عَوْلَقٌ حريصة؛ قال الطرماح: عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ، ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي وقولهم: هذا حديث طويل العَوْلَقِ أَي طول الذَّنَب.
وقال كراع: إِنه لطول العَوْلَقِ أَي الذنب، فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره.
والعَليقةُ: البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القوم إِذا خرجوا مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها؛ قال الراجز: أَرسلها عَلِيقةً، وقد عَلِمْ أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها.
ويقال: عَلَّقْتُ مع فلان عَلِيقةً، وأَرسلت معه عليقَةً، وقد عَلَّقها معه أَرسلها؛ وقال الراجز: إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ، فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ وقيل: يقال للدابة عَلوق.
وقال ابن الأَعرابي: العَلِيقةُ والعَلاقةُ البعير يضمه الرجل إِلى القوم يمتارون له معهم؛ قال الشاعر: وقائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً، ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ شمر: عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَلَّقون به على المتزوج؛ وقال في قول امرئ القيس: بِأََيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو نَ عَنْ دمِ عَمْروِ، على مَرْثَدِ؟ (* قوله: عن دم عمرو؛ هكذا في الأصل.
وفي رواية أخرى: أَعَنْ، بادخال همزة الإستفهام على عن). قال: العَلاقةُ النَّيْل، وما تعلقوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر.
والعِلاقةُ: المِعْلاق الذي يُعَلَّقُ به الإِناء.
والعِلاقةُ، بالكسر: عِلاقةُ السيفِ والسوط، وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير، وكذلك عِلاقةُ القَدَحِ والمصحف والقوس وما أَشبه ذلك.
وأَعْلَقَ السوطَ والمصحف والسيف والقدح: جعل لها عِلاقةً، وعَلَّقهُ على الوَتدِ، وعَلَّقَ الشيءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل.
وتَعَلَّقَ به وتَعَلَّقَه، على حذف الوَسيط، سواء.
ويقال: لفلان في هذه الدار عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ، والدَّعْوى له عَلاقةٌ.
وعَلِقَ الثوبُ من الشجر عَلَقاً وعُلوقاً: بقي متعلقاً به.
وفي حديث أَبي هريرة: رُئِيَ وعليه إزار فيه عَلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ؛ العَلَقُ: الخرق، وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه.
والعَلْقُ: الجذبة في الثوب وغيره، وهو منه.
والعَلَقُ: كل ما عُلِّقَ.
وقال اللحياني (* قوله «وقال اللحياني إلخ» عبارة شرح القاموس: والمعالق، بغير ياء، من الدواب: هي العلوق؛ عن اللحياني): وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ.
والمِعْلاقُ والمُعْلوق: ما عُلِّقَ من عنب ولحم وغيره، لا نظير له إِلا مُغْْرود لضرب من الكمأَة، ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور ومُزْمور لواحد مزامير داود، عليه السلام؛ عن كراع.
ويقال للمِعْلاق مُعْلوق وهو ما يُعَلَّق عليه الشيء. قال الليث: أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن، ثم أَدخلوا عليه المدة.
وكلُّ شيء عُلِّقَ به شيء، فهو مِعْلاقه.
ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف: ما يجعل فيها من كل ما يحْسُن، وفي المحكم: ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ يجعل فيها من كل ما يحسن فيه.
والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ، كلاهما: ما عُلِّقَ، ولا واحد للأَعالِيقِ.
وكل شيء عُلِّقَ منه شيء، فهو مِعْلاقه.
ومِعْلاقُ الباب: شء يُعَلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح، وفرق ما بين المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح، والمِعْلاق يُعْلَّقُبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح، وقد عَلَّق الباب وأَعلَقه.
ويقال: عَلِّق الباب وأَزْلِجْهُ.
وتَعْلِيق البابِ أَيضاً: نَصْبه وترْكِيبُه، وعَلِّق يدَه وأَعْلَقها؛ قال: وكنتُ إِذا جاوَرْتُ، أَعْلَقْتُ في الذُّرى يَدَيَّ، فلم يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ والمِعْلَقة: بعض أَداة الراعي؛ عن اللحياني.
والعُلَّيْقُ: نبات معروف يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه.
وقال أَبو حنيفة: العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم، وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد يتخلَّص من كثرة شوكه، وشَوكُه حُجَز شداد، قال: ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً، قال: وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فيها النارَ، وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ.
وعَلِقَ به عَلَقاً وعُلوقاً: تعلق.
والعَلوق: ما يعلق بالإنسان؛ والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة. قال ابن سيده: والعَلوق المنيَّة، صفة غالبة؛ قال المفضل البكري: وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ، وقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة.
والعُلُق: الدواهي.
والعُلُق: المَنايا.
والعُلُق: الأَشغال أَيضاً.
وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ يتَعَلَّقُ به أَحدُهما على الآخر.
ولي في الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض؛ فأَما قوله: عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ، عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ (* قوله «مل أُسامة» هكذا هو بالأصل مضبوطاً، وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر قصته). فإِنه عنى الحية لتَعَلّقها لأََنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغعته، وقيل: العَلاَّقة، بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً.
ويقال: لفلان في هذا الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَلَّق؛ قال الفرزدق: حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي، كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ أَي مستقلاً بما يُعَلَّقُ به من الدِّيات.
والعَلَق: الذي تُعَلَّق به البَكَرةُ من القامة؛ قال رؤبة: قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ يقال: أَعرني عَلَقَك، أَي أَدة بَكَرتك، وقيل: العَلَقُ البَكَرة، والجمع أَعْلاق؛ قال: عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ وقيل: العَلَقُ القامةُ، والجمع كالجمع، وقيل: العَلَق أَداة البَكَرة، وقيل: هو البَكَرةُ وأَداتها، يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو، وهي العَلَقةُ.
والعَلَق: الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ، وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُّ وقيل: العَلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً: بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ، مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ، وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ قال: لما كانت القامةُ مُعَلَّقة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما الزُّقاء للبَكرة، وقال اللحياني: العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور والبَكرة؛ قال: يقولون أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذلك كله، قال الأَصمعي: العَلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة، ويدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل، ثم يُوتَدانِ على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض، ويُمَدَّان في وَتِدَينِ أُثْبتا في الأَرض، وتُعَلَّق القامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان، ولا يكون العَلَقُ إِلا السَّانَيَة، وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها؛ كذلك حفظته عن العرب.
وعَلَقُ القربة: سير تُعَلَّقْ به، وقيل: عَلَقُها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن به.
ويقال: كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ القربة، لغة في عَرَق القربة، فأَما عَلَقُ القربة فالذي تشد به ثم تُعَلَّق، وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من جهدها، وقد تقدم، وإِنما قال كَلِقْتُ إِليك عَلَق القربة لأَن أَشد العمل عندهم السقي.
وفي الحديث: خَطَبَنَا عمر،رضي الله عنه، فقال: أَيها الناس، أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ، فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أَصْدَقَ امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة أُوقيّةً، وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً حتى يقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ، وفي النهاية يقول: حتى جَشِمْتُ إِليكِ عَلَقَ القربةِ؛ قال أَبو عبيدة: عَلَقُها عِصَامُها الذي تُعَلَّقُ به، فيقول: تَكَلَّفْت لكِ كل شيء حتى عِصَامَ القربة.
والمُعَلَّقة من النساء: التي فُقِد زَوجُها، قال تعالى: فَتَذَرُوَها كالمُعَلَّقِة، وفي التهذيب: وقال تعالى في المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها: فَتَذَرُوها كالمُعَلّقة، فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل.
وفي حديث أُم زرع: إِن أَنْطق أُطَلَّقْ، وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً ولا مطلقةً.
والعَلِيقُ: القَضِييمُ يُعَلَّق على الدابة، وعَلّقها: عَلَّق عليها.
والعَليقُ: الشراب على المثل. قال الأَزهري: ويقال للشراب عَلِيق؛ وأَنشد لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع: اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ، لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا والعَلاقة: بالفتح: عَلاقة الخصومة.
وعَلِقَ به عَلَقاً: خاصمه. يقال: لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة.
ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق: خصيم شديد الخصومة يتعلَّق بالحجج ويستَدْركها؛ ولهذا قيل في الخصيم الجَدِل:لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بها.
والمِعْلاق: اللسان البليغ؛ قال مِهَلْهِلٌ: إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً، وخَصِيماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ ومعْلاق الرجل: لسانه إِذا كان جَدِلاً.
والعَلاقَى، مقصور: الأَلقاب، واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ، واحدَتها عِلاقةٌ، لأَنها تُعَلَّقُ على الناس.
والعَلَقُ: الدم، ما كان وقيل: هو الدم الجامد الغليظ، وقيل: الجامد قبل أَن ييبس، وقيل: هو ما اشتدت حمرته، والقطعة منه عَلَقة.
وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ: فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم، الواحدة عَلَقةٌ.
وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى: أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضى في صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد.
وفي التنزيل: ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً؛ ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم، وكل دم غليظ عَلَقٌ، والعَلَقُ: دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ.
وعَلِق الدابةُ عَلَقاً: تعلَّقَتْ به العَلَقَة.
وقال الجوهري: عَلِقَت الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة.
وعَلِقَتْ به عَلَقاً: لزمته.
ويقال: عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ على موضع العُذّرة من حلقه يشرب الدم، وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه.
والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق.
والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم.
وفي الحديث: اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ.
وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان.
والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب.
والعَلوقُ: التي لا تحب زوجها، ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا تَرْأَمُ الولد، وكلاهما على الفأْل، وقيل: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا تَدِرُّ، وفي المثل: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛ قال: وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ عَلوقاً، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها وقيل: العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه؛ وقال اللحياني: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها؛ قال أُفْنُون التغلبي:أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي: وما نَحَني كمِنَاح العَلُو قِ، ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ، برفع الباء، وصوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط؛ وقبله: وكان الخليلُ، إِذا رَابَني فعاتَبْتُه، ثم لم يُعْتِبِ يقول: أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه.
والمَعَالق من الإِبل: كالعَلُوق.
ويقال: عَلَّق فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها ليَهْنِئَها.
والعِلْق: المال الكريم. يقال: عِلْقُ خير، وقد قالوا عِلْق شرٍّ، والجمع أَعْلاق.
ويقال: فلان عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ.
ويقال: هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به، وجمعه أَعْلاق.
ويقال: عِرْق مَضِنَّةٍ، بالراء، وقد تقدم.
وقال اللحياني: العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف، قال: وكذا الشيءُ الواحد الكريم من غير الروحانيين، ويقال له العَلوق.
والعِلْق، بالكسر: النفيس من كل شيءٍ.
وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي نفائس أَموالنا، الواحد عِلْق، بالكسر،سمي به لتَعَلُّقِ القلب به.
والعِلْقُ أَيضاً: الخمر لنفاستها، وقيل: هي القديمة منها؛ قال: إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُرِيدَ به قَيْلٌ، فَغُودِرَ في سَابِ أَراد سأْباً فخفف وأَبدل، وهو الزِّقّ أَو الدَّنّ.
والعَلَق في الثوب: ما عَلِق به.
وأَصاب ثوبي عَلْقٌ، بالفتح، وهو ما عَلِِقَهُ فجذبه.
والعِلْقُ والعِلْقةُ: الثوب النفيس يكون للرجل.
والعِلْقةُ: قميص بلا كمين، وقيل: هو ثوب صغير يتخذ للصبي، وقيل: هو أَول ثوب يلبسه المولود؛ قال: وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِلْقةٍ، مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما ويقال: ما عليه عِلْقة، إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة، ويقال: العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها؛ قال امرؤ القيس: بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ؟ (* راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة).
وقد تقدم الاستشهاد به في المهر؛ قال أَبو نصر: أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم أَقحم الباء، والعَلاقة: التباعد؛ فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون، أَتأْبون دم عمرو على مرثد ولا ترضون به؟ قال: والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال أَو عِلْقةٌ أَيضاً، وعِلْق للنفيس من المال، وقيل: كان مرثد قتل عمراً فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا، وأَرادوا أَكثر من رجل برجل، فقال: بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أ َكثر من دم بدم؟ والعُلْقة: نبات لا يَلْبَثُ.
والعُلْقةُ: شجر يبقى في الشتاء تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع.
وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً، وتَعَلَّقت: أَكلت من عُلْقةِ الشجر.
والعَلَقُ: ما تتبلغ به الماشية من الشجر، وكذلك العُلْقةُ، بالضم.
وقال اللحياني: العَلائِقُ البضائع.
وعَلِقَ فلانٌ يفعل كذا، ظَلَّ، كقولك طَفِقَ يفعل كذا؛ فال الراجز: عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ، إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُّ أَي طَفِقَ يرِدهُ، ويقال: أَحبه واعتاده.
وفي الحديث: فَعَلِقُوا وجهه ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه.
والإِعْلاقُ: رفع اللَّهاةِ.
وفي الحديث: أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ فقال: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق؟ عليكم بكذا، وفي حديث: بهذا الإِعْلاق، وفي حديث أُم قيس: دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، بابنٍ لي وقد أَعلقتُ عليه؛ الإِعْلاقُ: معالجة عُذْرةِ الصبي، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها. يقال: أَعْلَقَتْ عليه أُمُّه إِذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته. أَبو العباس: أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر، وحقيقة أَعْلقتُ عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية. قال الخطابي: المحدثون يقولون أَعْلَقَت عليه وإِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَي دفَعت عنه، ومعنى أَعْلَقَتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها؛ ومنه قولهم: أَعْلَقْتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يدي في حلقي أَتَقَيَّأُ، وجاءَ في بعض الروايات العِلاق، وإِما المعروف الإِعْلاق، وهو مصدر أَعْلَقَتُ، فإِن كان العِلاقُ الاسمَ فيَجُوز، وأَما العُلُق فجمع عَلُوق، والإعْلاق: الدَّغْر.
والمِعْلَقُ: العُلْبة إِذا كانت صغيرة، ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من جَنْب الناقة، ثم الحَوْأَبة أَكبرهن.
والمِعْلَقُ: قدح يعلقه الراكب معه، وجمعه مَعَالق.
والمَعَالقُ: العِلاب الصغار، واحدها مِعْلَق؛ قال الفرزدق: وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا، إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ والمِعْلَقة: متاع الراعي؛ عن اللحياني، أَو قال: بعض متاع الراعي.
وعَلَقَه بلسانه: لَحاهُ كَسَلَقَةُ؛ عن اللحياني.
ويقال سَلَقَه بلسانه وعَلَقَه إِذا تناوله؛ وهو معنى قول الأَعشى: نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي، ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَلق ومَعَاليق: ضرب من النخل معروف؛ قال يذكر نخلاً: لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ من الدَّبَى، إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ والعُلاَّقُ: شجر أَو نبت.
وبنو عَلْقَةَ: رهط الصِّمَّةِ، ومنهم العَلَقاتُ، جمعوه على حد الهُبَيْراتِ.
وعَلَقَةُ: اسم.
وذو عَلاقٍ: جبل.
وذو عَلَقٍ: اسم جبل؛ عن أَبي عبيدة؛ وأَنشد ابن أَحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَلَقٍ، يَنْفِي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ وفي حديث حليمة: ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْلَقُ بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها.
وفي حديث ابن مسعود: إنَّ امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال: أَنَّى عَلِقَها فإِن رسول الله، صلى عليه وسلم، كان يفعلها؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها؟ وفي حديث المِقْدام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج المرأَة وما يَعْلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا هَرَماً؛ قال الحربي: يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى يموتا هَرَماً، والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم.
وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ.
وعَلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة.
والعُلَّيْقُ، مثال القُبَّيْط: نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية «سَبرَنْد » (* قوله «سبرند» كذا بالأصل، والذي في الصحاح: سرند مضبوطاً كفرند).
وربما قالوا العُلَّيْقَى مثال القُبَّيْطَى.
وفي التهذيب في هذه الترجمة: روي عن عليّ، رضي الله عنه، أَنه قال: لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه، وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل؛ قال الأَزهري: معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب بالتَّعْلِيق، لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ البعير، وهو التَّعْليق، والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز، وقد تقدم.