المصادر:  


أمسك (المعجم الوسيط) [50]


 بالشَّيْء مسك وَعَن الطَّعَام وَنَحْوه كف عَنهُ وَامْتنع وَعَن الْإِنْفَاق اشْتَدَّ بخله وَالشَّيْء بِيَدِهِ قبض عَلَيْهِ بهَا وَالشَّيْء على نَفسه حَبسه وَالله الْغَيْث منع نُزُوله 

المَسْكُ (القاموس المحيط) [50]


المَسْكُ: الجِلْدُ، أو خاصٌّ بالسَّخْلَةِ،
ج: مُسوكٌ، وبهاءٍ: القِطْعَةُ منه.
وهُمْ في مُسوكِ الثَّعالِبِ، أي: مَذْعورونَ، وبالتَّحْريكِ: الذَّبْلُ والأَسْوِرَةُ والخَلاخيلُ مِنَ القُرونِ والعاجِ، الواحِدُ: بهاءٍ،
وبالكَسر: طِيبٌ م، والقِطْعَةُ منه: مِسْكَةٌ،
ج: كَعِنبٍ، مُقَوٍّ للقَلْبِ، مُشَجِّعٌ للسَوْداوِيِّينَ، نافِعٌ للخَفَقَانِ والرِياحِ الغَليظَةِ في الأمْعاءِ والسُّمومِ والسُّدَدِ، باهِيٌّ، وإذا طُلِيَ رَأسُ الإِحْلِيلِ بِمَدوفِهِ بدُهْنِ خَيْرِيٍّ كانَ غَريباً،
ودَواءٌ مُمَسَّكٌ: خُلِطَ به.
ومَسَّكَهُ تَمْسيكاً: طَيَّبَهُ به.
وأعْطَاهُ مُسْكاناً، بالضمِ: للعَرَبونِ.
ومِسْكُ البَرِّ،
ومِسْكُ الجِنِّ: نَباتانِ.
ومَسَكَ به، وأمْسَكَ وتَمَاسَكَ وتَمَسَّكَ . . . أكمل المادة class="baheth_marked">واسْتَمْسَكَ ومَسَّكَ: احْتَبَسَ، واعْتَصَمَ به.
والمُسْكَةُ، بالضم: ما يُتَمَسَّكُ به، وما يُمْسِكُ الأَبْدَانَ مِنَ الغِذاءِ والشَّرابِ، أو ما يُتَبَلَّغُ به منهما، والعَقْلُ الوافِرُ،
كالمَسيكِ فيهما،
ج: كصُرَدٍ، وبالتَّحْريكِ: قِشْرَةٌ على وَجْهِ الصَّبِيِّ أو المُهْرِ،
كالماسِكَةِ، والمَكانُ الصُّلْبُ في بِئْرٍ تَحْفِرُها، أو البِئْرُ الصُّلْبَةُ التي لا تَحْتاجُ إلى طَيٍّ، ويُضَمُّ فيهما.
ورَجُلٌ مَسِيكٌ، كأميرٍ وسكِّيتٍ وهُمَزَةٍ وعُنُقٍ: بَخيلٌ.
وفيه إمْساكٌ ومُسْكَةٌ بالضم وبِضَمَّتَيْنِ، وكسَحابٍ وسَحابةٍ وكِتابٍ وكِتابَةٍ: بُخْلٌ.
وكُلُّ قائِمَةٍ مِنَ الفَرَسِ فيها بَياضٌ، فهي مُمْسَكَةٌ، كمُكْرَمَةٍ، لأَنَّها أُمْسِكَتْ على البَياضِ، وقيلَ: هي أنْ لا يَكونَ فيها بَياضٌ.
وأمْسَكَهُ: حَبَسَهُ،
و~ عَنِ الكَلامِ: سَكَتَ.
والمَسَكُ، مُحَرَّكةً: المَوْضِعُ يُمْسِكُ الماءَ،
كالمَساكِ، كَسحابٍ وأميرٍ.
وكصُرَدٍ: جَمْعُ مُسَكَةٍ، كهُمَزَةٍ: لِمَنْ إذا أمْسَكَ الشيءَ لم يُقدَرْ على تَخْلِيصِهِ منهُ.
وسِقاءٌ مِسِّيكٌ، كسكِّيتٍ: كثيرُ الأَخْذِ للماءِ، وقَدْ مَسَكَ مَساكَةً.
ومِسْكَوَيْهِ، بالكسر، كسيبَوَيْهِ: عَلَمٌ.
وماسِكانُ: ناحِيَةٌ بمَكْرانَ.
وفَرْوَةُ بنُ مُسَيْكٍ، كزُبيرٍ: صَحابِيٌّ. بالضم: شَيْخٌ للشِّيعَةِ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ.
وكصاحِبٍ: اسمٌ.
وبَيْننا ماسِكَةُ رَحِمٍ: واشِجَةُ رَحِمٍ.
وهو حَسَكَةٌ مَسَكَةٌ، محرَّكَتَيْنِ: شُجاعٌ.
وأرْضٌ مَسِيكَةٌ، كسَفينَةٍ: لا تُنَشِّفُ الماءَ صَلاَبةً.
وما فيه مِساكٌ، ككِتابٍ،
ومُسْكَةٌ، بالضمِ، وكأَميرٍ: خَيْرٌ يُرْجَعُ إليه.

مسك (لسان العرب) [50]


المَسْكُ، بالفتح وسكون السين: الجلد، وخَصَّ بعضهم به جلد السَّخْلة، قال: ثم كثر حتى صار كل جلد مَسْكاً، والجمع مُسُكٌ ومُسُوك؛ قال سلامة بن جَنْدل: فاقْنَيْ لعلَّكِ أن تَحْظَيْ وتَحْتَبِلي في سَحْبَلٍ، من مُسُوك الضأْن، مَنْجُوب ومنه قولهم: أنا في مَسْكِك إن لم أفعل كذا وكذا.
وفي حديث خيبر: أَين مَسْكُ حُيَيِّ بن أَخْطَب كان فيه ذخيرة من صامِتٍ وحُليّ قُوِّمت بعشرة آلاف دينار، كانت أَوَّلاً في مَسْك جَمَل ثم مَسْك ثور ثم مَسْك جَمَل.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: ما كان على فِراشي إلاّ مَسْكُ كَبْشٍ أي جلده. ابن . . . أكمل المادة الأعرابي: والعرب تقول نحن في مُسُوك الثعالب إذا كانوا خائفين؛ وأنشد المُفَضَّل: فيوماً تَرانا في مُسُوك جِيادنا ويوماً تَرانا في مُسُوك الثعالِبِ قال: في مسوك جيادنا معناه أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا في قُدودٍ من مُسُوك خيولنا المذبوحة، وقيل في مُسُوك أي على مسوك جيادنا أي ترانا فرساناً نُغِير على أَعدائنا ثم يوماً ترانا خائفين.
وفي المثل: لا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَم رائحة خبيثة؛ يضرب للرجل اللئيم يكتم لؤمه جُهْدَه فيظهر في أفعاله. الذَّبْلُ. الأَسْوِرَة والخلاخيل من الذَّبْلِ والقرون والعاج، واحدته مَسَكة. الجوهري: المَسَك، بالتحريك، أَسْوِرة من ذَبْلٍ أو عاج؛ قال جرير:تَرَى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْباً بكُوعِها لها مسَكاً، من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ وفي حديث أبي عمرو النَّخَعيّ: رأَيت النعمان بن المنذر وعليه قُرْطان ودُمْلُجانِ ومَسَكتَان، وحديث عائشة، رضي الله عنها: شيء ذَفِيفٌ يُرْبَطُ به المَسَكُ. حديث بدر: قال ابن عوف ومعه أُمية بن خلف: فأحاط بنا الأنصار حتى جعلونا في مثل المَسَكَةِ أي جعلونا في حَلْقةٍ كالسِّوارِ وأحدقوا بنا؛ واستعاره أَبو وَجْزَة فجعل ما تُدخِلُ فيه الأُتُنُ أَرجلَها من الماء مَسَكاً فقال: حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَسَكٍ، من نَسْلِ جدَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ التهذيب: المَسَكُ الذَّبْلُ من العاج كهيئة السِّوار تجعله المرأَة في يديها فذلك المَسَكُ، والذَّبْلُ القُرون، فإن كان من عاج فهو مَسَك وعاج ووَقْفٌ، وإذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غير.
وقال أَبو عمرو المَسَكُ مثل الأَسْوِرة من قُرون أو عاج؛ قال جرير: ترى العبس الحوليّ جوناً بكوعها لها مسكاً، من غير عاج ولا ذبل وفي الحديث: أنه رأى على عائشة، رضي الله عنها، مَسَكَتَيْن من فضة، المَسَكةُ، بالتحريك: الوسار من الذَّبْلِ، وهي قُرون الأَوْعال، وقيل: جلود دابة بحرية، والجمع مَسَكٌ. الليث: المِسْكُ معروف إلا أَنه ليس بعربي محض. ابن سيده: والمِسْكُ ضرب من الطيب مذكر وقد أَنثه بعضهم على أنه جمع، واحدته مِسْكة. ابن الأعرابي: وأصله مِسَكٌ محرّكة؛ قال الجوهري: وأما قول جِرانِ العَوْدِ: لقد عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثوبُها جديدٌ، ومن أَرْدانها المِسْكُ تَنْفَحُ فإنما أَنثه لأنه ذهب به إلى ريح المسك. مُمَسَّك: مصبوغ به؛ وقول رؤبة: إن تُشْفَ نَفْسي من ذُباباتِ الحَسَكْ، أَحْرِ بها أَطْيَبَ من ريحِ المِسِكْ فإنه على إرادة الوقف كما قال: شُرْبَ النبيذ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ ورواه الأصمعي: أَحْرِ بها أَطيب من ريح المِسَك وقال: هو جمع مِسْكة. مُمَسَّك: فيه مِسك. أَبو العباس في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحيض: خُذِي فِرْصةً فَتَمَسَّكي بها، وفي رواية: خذي فَرِصَة مُمَسّكة فَتَطَيَّبي بها؛ الفِرصَةُ: القِطْعة يريد قطعة من المسك، وفي رواية أُخرى: خذي فِرْصَةً من مِسْكٍ فتطيبي بها، قال بعضهم: تَمَسَّكي تَطَيَّبي من المِسْك، وقالت طائفة: هو من التَّمَسُّك باليد، وقيل: مُمَسَّكة أي مُتَحَمَّلة يعني تحتملينها معك، وأَصل الفِرْصة في الأصل القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك؛ قال الزمخشري: المُمَسَّكة الخَلَقُ التي اُمْسِكَتْ كثيراً، قال: كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد من القطن والصوف للارْتِفاق به في الغزل وغيره، ولأن الخَلَقَ أصلح لذلك وأَوفق؛ قال ابن الأثير: وهذه الأقوال أكثرها مُتَكَلَّفَة والذي عليه الفقهاء أنا الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأْخذ شيئاً يسيراً من المِسْك تتطيب به أو فِرصةً مطيَّبة من المسك. الجوهري: المِسْك من الطيب فارسي معرب، قال: وكانت العرب تسميه المَشْمُومَ. البَرِّ: نبت أطيب من الخُزامى ونباتها نبات القَفْعاء ولها زَهْرة مثل زهرة المَرْوِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وقال مرة: هو نبات مثل العُسْلُج سواء. بالشيءِ وأَمْسَكَ به وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك، كُلُّه: احْتَبَس.
وفي التنزيل: والذي يُمَسِّكون بالكتاب؛ قال خالد بن زهير: فكُنْ مَعْقِلاً في قَوْمِكَ، ابنَ خُوَيْلدٍ، ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها التهذيب في قوله تعالى: والذين يُمْسِكُون بالكتاب؛ بسكون وسائر القراء يُمَسِّكون بالتشديد، وأَما قوله تعالى: ولا تُمَسِّكوا بعِصَم الكوافر، فإن أَبا عمرو وابن عامر ويعقوب الحَضْرَمِيَّ قرؤُوا ولا تُمَسِّكوا، بتشديدها وخففها الباقون، ومعنى قوله تعالى: والذي يُمَسِّكون بالكتاب، أي يؤْمنون به ويحكمون بما فيه. الجوهري: أَمْسَكْت بالشيء وتَمَسَّكتُ به واسْتَمْسَكت به وامْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنى اعتصمت، وكذلك مَسَّكت به تَمْسِيكاً، وقرئَ ولا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ.
وفي التنزيل: فقد اسْتمسكَ بالعُرْوَة الوُثْقى؛ وقال زهير: بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ ولي فيه مُسْكة أي ما أَتَمَسَّكُ به. اسْتِمْساكك بالشيء، وتقول أَيضاً: امْتَسَكْت به؛ قال العباس: صَبَحْتُ بها القومَ حتى امْتَسكْـ تُ بالأرْضِ، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيءِ فإني لا أُحِلُّ إلا ما أَحَلَّ الله ولا أُحرِّم إلاّ ما حَرَّم الله؛ قال الشافعي: معناه إن صحَّ أنَّ الله تعالى أَحل للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَشياء حَظَرَها على غيره من عدد النساء والموهوبة وغير ذلك، وفرض عليه أَشياء خففها عن غيره فقال: لا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيء، يعني بما خصِّصْتُ به دونهم فإن نكاحي أَكثر من أَربع لا يحل لهم أَن يبلغوه لأنه انتهى بهم إلى أَربع، ولا يجب عليهم ما وجب عليَّ من تخيير نسائهم لأنه ليس بفرض عليهم. عن الكلام أي سكت.
وما تَماسَكَ أن قال ذلك أي ما تمالك.
وفي الحديث: من مَسَّك من هذا الفَيْءِ بشيءٍ أي أَمسَك. والمُسْكةُ: ما يُمْسِكُ الأبدانَ من الطعام والشراب، وقيل: ما يتبلغ به منهما، وتقول: أَمْسَك يُمْسِكُ إمْساكاً.
وفي حديث ابن أَبي هالَة في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: بادنٌ مُتَماسك؛ أراد أَنه مع بدانته مُتَماسك اللحم ليس بمسترخيه ولا مُنْفَضِجه أي أنه معتدل الخلق كأَن أعضاءَه يُمْسِك بعضها بعضاً.
ورجل ذو مُسْكةٍ ومُسْكٍ أي رأْي وعقل يرجع إليه، وهو من ذلك.
وفلان لا مِسُكة له أي لا عقل له.
ويقال: ما بفلان مُسْكة أي ما به قوَّة ولا عقل.
ويقال: فيه مُسْكَةٌ من خير، بالضم، أي بقية. الشيءَ: حبسه. والمَسَاكُ: الموضع الذي يُمْسِك الماءَ؛ عن ابن الأعرابي.
ورجل مَسِيكٌ ومُسَكَةٌ أي بخيل.
والمِسِّيك: البخيل، وكذلك المُسُك، بضم الميم والسين، وفي حديث هند بنت عُتْبة: أن أَبا سفيان رجل مَسِيكٌ أي بخيل يُمْسِكُ ما في يديه لا يعطيه أَحداً وهو مثل البخيل وزناً ومعنى.
وقال أَبو موسى: إنه مِسِّيكٌ، بالكسر والتشديد، بوزن الخِمَّير والسِّكِّير أي شديد الإمْساك لماله، وهو من أَبنية المبالغة، قال: وقيل المِسِّيك البخيل إلاَّ أن المحفوظ الأول؛ ورجل مُسَكَةٌ، مثل هُمَزَة، أي بخيل؛ ويقال: هو الذي لا يَعْلَقُ بشيء فيتخلص منه ولا يُنازِله مُنازِلٌ فيُفْلِتَ، والجمع مُسَكٌ، بضم الميم وفتح السين فيهما؛ قال ابن بري: التفسير الثاني هو الصحيح، وهذا البناء أعني مُسَكة يختص بمن يكثر منه الشيء مثل الضُّحكة والهُمَزَة.
وفي حديث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حين قال له ابن عُرَانَةَ: أَما هذا الحَيُّ من بَلْحرث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ، ومُسَكٌ أَحْماس، تَتَلَظَّى المَنايا في رِماحِهِم؛ فوصفهم بالقوَّة والمَنَعةِ وأَنهم لِمَنْ رامهم كالشوك الحادِّ الصُّلْب وهو الحَسَك، وإذا نازَلوا أَحداً لم يُفْلِتْ منهم ولم يتخلص؛ وأما قول ابن حِلِّزة: ولما أَن رأَيتُ سَراةَ قَوْمِي مَسَاكَى، لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مساكى في بيته اسماً لجمع مَسِيك، ويجوز أن يتوهم في الواحد مَسْكان فيكون من باب سَكَارَى وحَيَارَى.
وفيه مُسْكةٌ ومُسُكةٌ؛ عن اللحياني، ومَسَاكٌ ومِساك ومَسَاكة وإمْساك: كل ذلك من البخل والتَّمَسُّكِ بما لديه ضَنّاً به؛ قال ابن بري: المِسَاك الاسم من الإمْساك؛ قال جرير: عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ وفارَقَتْ، ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إقْتارُ والعرب تقول: فلان حَسَكة مَسَكة أي شجاع كأَنه حَسَكٌ في حَلْق عدوِّه.
ويقال: بيننا ماسِكة رحِم كقولك ماسَّة رحم وواشِجَة رحم.
وفرس مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَقُ الأياسر: مُحَجَّلُ الرجل واليد من الشِّقِّ الأيمن وهم يكرهونه، فإن كان مُحَجَّل الرجل واليد من الشِّقِّ الأيسر قالوا: هو مُمْسَكُ الأياسر مُطْلَق الأيامن، وهم يستحبون ذلك.
وكل قائمة فيها بياض، فهي مُمْسَكة لأنها أُمسِكت بالبياض؛ وقوم يجعلون الإمْسَاك أن لا يكون في القائمة بياض. التهذيب: والمُطْلَق كل قائمة ليس بها وَضَحٌ، قال: وقوم يجعلون البياض إطلاقاً والذي لا بياض فيه إمساكاً؛ وأَنشد؛ وجانب أُطْلِقَ بالبَياضِ، وجانب أُمْسك لا بَياض وقال: وفيه من الاختلاف على القلب كما وصف في الإمْساك. والمَاسِكة: قِشْرة تكون على وجه الصبي أَو المُهْر، وقيل: هي كالسَّلى يكونان فيها.
وقال أَبو عبيدة: المَاسِكة الجلدة التي تكون على رأْس الولد وعلى أطراف يديه، فإذا خرج الولد من الماسِكة والسَّلى فهو بَقِير، وإذا خرج الولد بلا ماسِكة ولا سَلىً فهو السَّلِيل.
وبلغ مَسَكة البئر ومُسْكَتَها إذا حفر فبلغ مكاناً صُلْباً. ابن شميل: المَسَكُ الواحد مَسَكة وهو أن تَحْفِر البئر فتبلغ مَسَكةً صُلْبةً وإن بِئارَ بني فلان في مَسَك؛ قال الشاعر: اللهُ أَرْواكَ وعَبْدُ الجَبَّارْ، تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المِنْقارْ، في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هارْ الجوهري: المُسْكَةُ من البئر الصُّلْبةُ التي لا تحتاج إلى طَيّ. بالنار. فَحَصَ لها في الأرض ثم غطاها بالرماد والبعر ودفنها. أبو زيد: مَسَّكْتُ بالنار تَمْسِيكاً وثَقَّبْتُ بها تَثْقْيباً، وذلك إذا فَحَصت لها في الأَرض ثم جعلت عليها بعراً أو خشباً أو دفنتها في التراب.والمُسْكان العُرْبانُ، ويجمع مَساكينَ، ويقال: أَعطه المُسْكان. الحديث: أنه نهى عن بيع المُسْكانِ؛ وهو بالضم بيع العُرْبانِ والعَرَبُونِ، وهو أن يشتري السِّلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن أَمضى البيع حُسب من الثمن وإن لم يمض كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري، وقد ذكر في موضعه. ابن شميل: الأرض مَسَكٌ وطرائق: فَمَسَكة كَذَّانَةٌ ومَسَكة مُشاشَة ومَسَكة حجارة ومَسَكة لينة، وإنما الأرض طرائق فكل طريقة مَسَكة، والعرب تقول للتَّناهي التي تُمْسِك ماء السماء مَساك ومَساكة ومَساكاتٌ، كل ذلك مسموع منهم.
وسقاءٌ مَسِيك: كثير الأخذ للماء.
وقد مَسَك، بفتح السين، مَساكة، رواه أَبو حنيفة. أبو زيد: المَسِيك من الأَساقي التي تحبس الماء فلا يَنْضَحُ.
وأرض مَسِيكة: لا تُنَشِّفُ الماءَ لصلابتها.
وأَرض مَساك أيضاً.
ويقال للرجل يكون مع القوم يخوضون في الباطل: إن فيه لَمُسْكةً عما هم فيه.
وماسِكٌ: اسم.
وفي الحديث ذكر مَسْك (* قوله «ذكر مسك إلخ» كذا بالأصل والنهاية، وفي ياقوت: ان الموضع الذي قتل به مصعب والذي كانت به وقعة الحجاج مسكن بالنون آخره كمسجد وهو المناسب لقول الأصل وكسر الكاف وليس فيه ولا في القاموس مسك؛) هو بفتح الميم وكسر الكاف صُقْع بالعراق قتل فيه مُصْعَب ابن الزبير، وموضع بدُجَيْل الأهْواز حيث كانت وقعة الحجاج وابن الأشعث.

حجحج (الصّحّاح في اللغة) [0]


الحَجْحَجَةُ: النكوص. يقال: حَمَلوا على القوم حَملةً ثم حجحجوا.
وحجحجَ الرجلُ إذا أراد أن يقول ما في نفسه ثم أَمْسَكَ، هو مثل المجْمَحَةِ.

ضمز (مقاييس اللغة) [0]



الضاد والميم والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ في كلام أو إِمساكٍ على شيءٍ بفم وما أشبَهَ ذلك. من ذلك ضَمَز البَعِيرُ: أَمسك عن الجِرّة.
والضَّامِز: السّاكت.
وقال بشر:
وقد ضَمَزَتْ بِجِرّتها سُلَيْمٌ      مخافتَنا كما ضَمَزَ الحِمارُ

والضَّمْز: ضرب من الأكل، لأنَّه إِذا أكل أمسَكَ عليه في فمه. وضَمَز فلانٌ على مالي، أي لزمه.ومما شذَّ عن هذا الأصل: الضَّمْزَة: الأَكَمة الخاشعة، والجمع ضَمْزٌ.

ضمز (الصّحّاح في اللغة) [0]


ضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً: سكَتَ ولم يتكلَّم.
وكذلك البعيرُ إذا أمسك جِرَّتَهُ في فيه ولم يجترّ.
وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَموزٌ.
وضمز فلانٌ على مالي، أي جَمَد عليه ولزمه.

بزم (مقاييس اللغة) [0]



الباء والزاء والميم أصلٌ واحد: الإمساك والقَبْض. يقال بَزَم على الشيءِ إذا قَبَض عليه بمُقَدَّم فيه.
والإبزيم عربيٌّ فصيح، وهو مشتق من هذا.
والبَزيم فَضْلَة الزّادِ، سُمِّيت بذلك لأنه أُمْسِكَ عن إنفاقها.

ضَبَتْه (القاموس المحيط) [0]


ضَبَتْه النارُ تَضْبُوهُ ضَبْواً: غَيَّرَتْهُ وشَوَتْهُ،
و~ إليه: لَجَأَ.
والمُضْباةُ، بالضم: خُبْزَةُ المَلَّةِ.
والضَّابِي: الرَّمادُ.
وأضْبَى: أمْسَكَ، ورَفَعَ، وأضْوَى،
و~ عليه: أشْرَفَ لِيَظْفَرَ به،
و~ بِهِم السَّفَرُ: أخْلَفَهُمْ فيما رَجَوْا من رِبْحٍ.

وَكَحَه (القاموس المحيط) [0]


وَكَحَه برِجْلِهِ يَكِحُهُ: وطِئَهُ شديداً.
والوُكُحُ، بضمَّتينِ: الفِراخُ الغليظةُ، وقد اسْتَوْكَحَتْ.
والأَوْكَحُ: التُّرابُ، والحَجَرُ.
وأوْكَحَ: أعْيا،
و~ في حَفْرِهِ: أي بَلَغَ الحَجَرَ،
و~ العَطِيَّةَ: قَطَعَها،
و~ عن الأَمْرِ: كَفَّ.
وسألَه فاسْتَوْكَحَ: أمْسَكَ ولم يُعْطِ.

رهيأ (الصّحّاح في اللغة) [0]


 الرَهْياةُ: العَجْزُ والتواني. أبو زيد: رَهْيَأْتُ رأيي رَهْيَأَةً، إذا لم تُحْكِمْهُ.
ورَهْيَأَتِ السحابة وتَرَهْيَأَتْ، إذا تَمَخَّضَتْ للمطر. قال: والمرأة تَرَهْيَأُ في مشْيَتِها. أي تَكَفَّأُ، كما تَرَهْيَأُ النخلة العَيدانَةُ. أبو عبيد: تَرَهْيَأَ الرجُلُ في أمره، إذا هَمَّ به، ثم أمسك وهو يريد أن يفعله.

هِنْد (المعجم الوسيط) [0]


 هنادا صَاح صياح البومة هِنْد:  الرجل هِنْد وَقصر فِي الْأَمر وَشتم إنْسَانا شتما قبيحا وَشتم وامسك عَن شتم الشاتم وَالْمَرْأَة بِقَلْبِه ذهبت بِهِ وَفُلَانًا أورثته عشقا بالملاطفة والمغازلة وَالرجل فلَانا لاينه ولاطفه وَالسيف شحذه 

الرَّهْيَأَةُ (القاموس المحيط) [0]


الرَّهْيَأَةُ: الضَّعْفُ والتَّوانِي، وأَنْ تَجْعَلَ أَحَدَ العِدْلَيْنِ أثْقَلَ من الآخَرِ، وأَنْ تَغْرَوْرِقَ العَيْنَانِ جَهْداً أو كِبَراً، وأنْ يُفْسِدَ رَأْيَهُ ولا يُحْكِمَهُ، وأن يَحْمِلَ حِمْلاً فلا يَشُدَّهُ وهو يَمِيلُ.
وتَرَهْيَأَ: اضْطَرَبَ، وتَحَرَّكَ،
و~ في مٍشْيَتِهِ: تَكَفَّأَ،
و~ السَّحَابُ: تَهَيَّأَ للمَطَرِ،
كَرَهْيَأَ،
و~ في أَمْرِهِ: هَمَّ به ثم أمْسَكَ، وهو يُرِيدُ فِعْلَهُ.

ضَمَزَ (القاموس المحيط) [0]


ضَمَزَ يَضْمُزُ ويَضْمِزُ: سَكَتَ، ولم يَتَكَلَّمْ، فهو ضامِزٌ وضَموزٌ،
و~ البعيرُ: أمْسَكَ جِرَّتَهُ في فيه، ولم يَجْتَرَّ،
و~ على مالي: جَمَدَ عليه، ولَزِمَهُ،
و~ على مالِه: شَحَّ،
و~ اللُّقْمَةَ: الْتَقَمها.
والضَّمْزُ: المكانُ الغليظُ، والأَكَمَةُ الخاشِعَةُ، وكلُّ جَبَلٍ مُنْفَرِدٍ، حجَارَتُهُ حُمْرٌ صِلابٌ، ما فيه طينٌ،
كالضَّمُوزِ، الواحدةُ: بهاءٍ.
والضَّمُوزُ: الأَسَدُ.
والضامِزُ: العَيَّابُ للناس.

رهأ (مقاييس اللغة) [0]



الراء والهاء والهمزة لا تكون إلاّ بدَخيل، وهي الرَّهْيأَة، وذلك يدلُّ على قلَّة اعتدالٍ في الشيء. فالرَّهْيأة: أن يكون أحد عِدْلي الحِمل أثْقَل من الآخَر. رَهْيَأْتَ حِمْلك؛ ورهيَأْتَ أمرك، إذا لم تقوِّمْه.
والرَّهيأة: العجْز والتّوانِي.
ويقال ترهْيأَ في أمرِه، إذا همَّ به ثُمَّ أمسَكَ عنه.
ومنه الرَّهيأة: أنْ تَغرورِقَ العينانِ.
وتَرَهْيَأت السّحابةُ، إِذا تمخَّضَتْ للمطر.

وجم (الصّحّاح في اللغة) [0]


وَجَمَ من الأمر وُجوماً.
والواجِمُ: الذي اشتدَّ حزنه حتَّى أمسك عن الكلام. يقال: مالي أراك واجِماً.
ويقال: لم أَجِمْ عنه، أي لم أسكت عنه فَزَعاً.
ويومٌ وَجيمٌ، أي شديد الحرّ.
ويقال: يكون ذلك وَجْمَةً، أي مسبَّةً.
والوَجْمَةُ مثل الوجبة، وهي الأكلة الواحدة.
والوَجَمُ بالتحريك: واحد الأوْجامِ، وهي علاماتٌ وأبنيةٌ يُهتدى بها في الصحارى.

القَهْبُ (القاموس المحيط) [0]


القَهْبُ: الأبيضُ عَلَتْهُ كُدْرَةٌ،
ولَوْنُه: القُهْبَةُ، وقد قَهِبَ، كفَرِحَ، وهي قَهِبةٌ، والجَبَلُ العظيمُ، والجَمَلُ المُسِنُّ.
والأَقْهبانِ: الفيلُ، والجاموسُ.
والقُهابُ والقُهابِيُّ، بضمِّهِما: الأبيضُ.
والقَهْبِيُّ، بالفتح: اليَعْقوبُ.
والقُهَيْبَةُ: طائرٌ.
والقَهَوْبَةُ، والقَهَوْباةُ: نَصْلٌ له شُعَبٌ ثَلاثٌ، أو سَهْمٌ صغيرٌ مُقَرْطَس، مُقْرْطِس، وليس فَعَوْلى غيرَها.
وأقْهَبَ عن الطَّعامِ: أمْسَكَ، ولم يَشْتَهِ.

حَقَدَ (القاموس المحيط) [0]


حَقَدَ عليه، كضَرَبَ وفَرِحَ،
حِقْداً وحَقْداً وحَقَداً وحَقيدةً: أمْسَكَ عَداوَتَهُ في قَلْبِه، وتَرَبَّصَ لِفُرْصَتِها،
كتَحَقَّدَ.
والحَقُودُ: الكثيرُ الحِقْدِ،
وجَمْعُ الحِقْدِ: أحقادٌ وحُقودٌ وحقائِدُ.
وأحْقَدَهُ: صَيَّرَهُ حاقِداً.
وحَقِدَ المَطَرُ، كفَرِحَ،
واحْتَقَدَ: احْتَبَسَ،
و~ السَّماءُ: لم تُمْطِرْ،
و~ المَعْدِنُ: انْقَطَعَ فلم يُخْرِجْ شيئاً.
وحَقَدَت الناقَةُ: امْتَلأَتْ شَحْماً.
وأحْقَدوا: طَلَبوا من المَعْدِنِ شيئاً، فلم يَجِدوهُ.
والمَحْقِدُ: المَحْتِدُ.

عَصَمَ (القاموس المحيط) [0]


عَصَمَ يَعْصِمُ: اكتَسَبَ، ومَنَعَ، وَوَقَى،
و~ إليه: اعْتَصَمَ به،
و~ القِرْبَةَ: جَعَلَ لها عِصاماً،
كأَعْصَمَهَا.
وعَصَمَهُ الطعامُ: مَنَعه من الجوعِ، وكأَميرٍ: العَرَقُ، وَوَسَخٌ، وبَوْلٌ يَيْبَسُ على فَخِذِ الإِبِلِ، وشَعَرٌ أسْوَدُ يَنْبُتُ تحتَ وبَرِ البعيرِ إذا انْتَسَلَ، وبَقِيَّةُ كلِّ شيءٍ وأثرهُ من خِضابٍ ونحوِهِ،
كالعُصْمِ، بالضم وبضمتينِ.
وأعْصَمَ: لم يَثْبُتُ على (ظَهْرِ) الخَيْلِ،
و~ فلاناً: هَيَّأَ له ما يَعْتَصِمُ به،
و~ بفلانٍ: أمْسَكَ،
و~ القِرْبَةَ: شَدَّهَا بالعِصَامِ،
و~ بالفَرَسِ: أمْسَكَ بعُرْفِهِ،
و~ بالبعيرِ: أمْسَكَ بِحَبْلٍ من حِبالِهِ.
والعِصْمَةُ، بالكسر: المَنْعُ.
والقِلادَةُ، ويُضَمُّ
ج: كعِنَبٍ
جج: أعْصُمٌ وعِصَمَةٌ
ججج: أعْصَامٌ.
وأبو عاصِمٍ: السَّوِيقُ، والسِّكْباجُ.
واعْتَصَمَ بالله: امْتَنَعَ بلُطْفِهِ . . . أكمل المادة من المَعْصِيَةِ.
والأَعْصَمُ من الظِّباء والوُعولِ: ما في ذِراعَيْهِ أو في أحدِهما بياضٌ وسائرهُ أسْوَدُ أو أحْمَرُ،
وهي عَصْمَاء،
وقد عَصِمَ، كفَرِحَ،
والاسمُ: العُصْمَةُ، بالضمِ.
وككِتابٍ: الكُحْلُ، ومُسْتَدَقُّ طَرَفِ الذَّنَبِ
ج: أعْصِمَةٌ، وابنُ شَهْبَرٍ: حاجِبُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، ومنه قولُهُم: ما وراءك يا عِصامُ؟
وفي المَثَلِ: "كُنْ عِصامِيّاً ولا تَكُنْ عِظامِيّاً"، يُريدونَ به قولَه:
نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما **** وعَلَّمتْهُ الكَرَّ والإِقْدَامَا
و~ من المَحْمِلِ: شِكالُه،
و~ من الدَّلْوِ والقِرْبَةِ والإِداوَةِ: حَبْلٌ يُشَدُّ،
و~ من الوِعاء: عُرْوَةٌ يُعَلَّقُ بها
ج: أعْصمَةٌ وعُصْمٌ وعِصامٌ، على لَفْظِ مُفْرَدِهِ، كبابِ دِلاصٍ.
والمِعْصَمُ، كمِنْبَرٍ: مَوْضِعُ السِّوَارِ، أو اليَدُ، و(بلا لامٍ): اسْمٌ للعَنْزِ، وتُدْعَى للحَلَبِ،
فيقالُ: مِعْصَمْ مِعْصَمْ، مُسَكَّنَةَ الآخِرِ.
والعَصومُ: الأَكولُ،
كالعَيْصُومِ.
والعَواصِمُ: بِلادٌ قَصَبَتُها أنْطاكِيَةُ.
وعاصِمٌ: ع بِبِلاد هُذَيْلٍ.
والعاصِمَةُ: المَدينَةُ.
والعاصِمِيَّةُ: ة قُرْبَ رأسِ عَيْنٍ.
والعُصْمُ، بالضمِ: حِصْنٌ باليَمَنِ لِبَنِي زُبَيْدٍ، وجَبَلٌ لهُذَيلٍ،
وسَمَّوْا: عاصِماً وأعْصَمَ ومُعْتَصِماً ومُسْتَعْصِماً ومَعْصُوماً وعُصْمَاً، بالضم، وكزُبيرٍ وجُهَيْنَةَ.
والغُرَابُ الأَعْصَمُ: الأَحْمَرُ الرِّجْلَيْنِ والمِنْقَارِ، أو في جَناحِهِ رِيشَةٌ بَيْضاء.
وأعْصَامُ الكِلابِ: عَذَباتُها التي في أعْنَاقِها،
الواحِدُ: عُصْمَةٌ، بالضم، وعِصامٌ.

كظم (الصّحّاح في اللغة) [0]


كَظَمَ غيظه كَظْماً: اجترَعه، فهو رجلٌ كَظيمٌ.
والغَيْظُ مَكْظومٌ.
والكَظيمُ: غَلَقُ الباب.
والكَظومُ: السكوتُ.
وكَظَمَ البعير يَكْظمُ كُظوماً، إذا أمسَكَ عن الجِرَّة، فهو كاظِمٌ.
وإبلٌ كظومٌ. تقول: أرى الإبل كَظوماً لا تجترُّ.
وقومٌ كُظَّمٌ، أي ساكتون.
ويقال: أخذت بكَظْمِه، أي بمَخْرَج نَفَسه.
والجمع أكْظامٌ.
والكِظامَةُ: بئرٌ إلى جنبها بئر، وبينهما مجرًى في بطن الوادي.
والكِظامَةُ: الحَلقة التي تجمع فيها خيوط الميزان في طرف الحديدة.
والكِظامَةُ: العَقَبُ الذي على رءوس القُذَذِ العليا.

صامَ (القاموس المحيط) [0]


صامَ صَوْماً وصِياماً واصْطامَ: أمْسَكَ عن الطَّعامِ والشَّرابِ والكَلامِ والنكاحِ والسَّيْرِ، وهو صائِمٌ وصَوْمانُ وصَوْمٌ
ج: صُوَّامٌ وصُيَّامٌ وصُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصِيَّمٌ وصِيامٌ وصَيامَى.
وصامَ مَنِيَّتَهُ: ذاقَها،
و~ النَّعامُ: رَمَى بِذَرْقِه،
وهو صَوْمُه،
و~ الرجُلُ: تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ، لشجرةٍ كريهةِ المَنْظَرِ،
و~ النهارُ: قامَ قائِمُ الظَّهيرَةِ.
والصَّوْمُ: الصَّمْتُ، ورُكودُ الرِيحِ، ورَمَضَانُ، والبِيعَةُ.
والصائِمُ: للواحِدِ والجميعِ.
وأرضٌ صَوامٌ، كسحابٍ: يابِسَةٌ لا ماءَ بها.
ومَصامُ الفَرَسِ ومَصامَتُه: مَوْقِفُه.

حرقم (لسان العرب) [0]


حَرْقَمٌ: موضع؛ التهذيب: قرئ على شمر في شعر الحُطَيْئةِ: فقلتُ له: أَمْسِكْ فَحَسْبُكَ، إنَّما سأَلْتُكَ صِرْفاً من جيادِ الحَراقِمِ قال: الحَراقِمُ الأدَمُ والصُّوف الأَحمر (* قوله «والصوف الأحمر» هكذا في الأصل، والذي في التهذيب: والصرف بالراء ومثله في التكملة ومقصودهما تفسير لفظ الصرف المذكور في البيت بالأحمر، وقد نطقت بذلك عبارة التكملة ومنه يعلم ما في القاموس من جعله كلا من الأدم والصرف الأَحمر معنى للحراقم وما في شرحه من تصويب الصوف الأَحمر اغتراراً بنسخة اللسان).

أزم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأزْمَة: الشدَّةُ والقحط. يقال أصابتهُمْ سَنَةٌ أزَمَتْهُمْ أَزْماً، أي اسْتأْصَلَتْهُمْ.
وأَزَمَ علينا الدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً، أي اشتدَّ وقل خَيره.
ويقال أيضاً: أَزَمَ الرجل بصاحبه، إذا لَزِمَه.
وأَزَمَهُ أيضاً، أي عضّه.
وأَزَمَ عن الشيء، أي أمسك عنه. قال أبو زيد: الآزمُ: الذي ضمَ شفتَيه. أبو زيد: أَزَمْتُ الخيطَ، إذا فَتَلْته، بالزاي والراء جميعاً. قال: والأَزْمُ ضربٌ من الضَفْرِ.
وتَأزّمَ القومُ دارَهُم، إذا أطالوا الإقامة بها.
والمَأزِمُ: المَضِيقُ، مثل المأْزِلِ.
والمأْزِمُ: كلُّ طريقٍ ضيّق بين جبلين، وموضعُ الحرب أيضاً، مَأْزِمٌ.

حجحج (لسان العرب) [0]


الحَجْحَجَة: النُّكُوصُ. يقال: حملوا على القوم حملةً ثم حَجْحَجُوا.
وحَجْحَجَ الرجلُ: نَكَصَ، وقيل: عجز؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ضَرْباً طِلَحْفاً ليس بالمُحَجْحِجِ أَي ليس بالمتواني المُقَصِّر.
وحَجْحَجَ الرجل إِذا أَراد أَن يقول ما في نفسه ثم أَمسك، وهو مثل المَجْمَجَة.
وفي المحكم: حَجْحَجَ الرجل: لم يُبْدِ ما في نفسه.
والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عن الشيءِ والارتداعُ.
وحَجْحَجَ عن الشيء: كفَّ عنه.
وحَجْحَجَ: صاح.
وتَحَجْحَجَ: صاح.
وتحجحج القومُ بالمكان: أَقاموا به فلم يبرحوا.
وكَبْشٌ حَجْحَجٌ: عظيم؛ قال: أَرْسَلْتُ فيها حَجْحَجاً قَدْ أَسْدَسا

لَهَدَهُ (القاموس المحيط) [0]


لَهَدَهُ الحِمْلُ، كمنَعَهُ: أثْقَلَه،
و~ دابَّتَهُ: جَهَدَها، وأحْرَثَها،
و~ الشَّيءَ: أكَلَهُ، أو لَحِسَهُ،
و~ فُلاناً: دَفَعَهُ دَفْعَةً لِذُلِّهِ، أو ضَرَبَهُ في ط أُصولِ ط ثَدْيَيْهِ، أو أُصول كَتِفَيْهِ، أو غَمَزَهُ،
كلَهَّدَهُ فيهما.
واللَّهْدُ: انْفِراجٌ يُصيبُ الإِبِلَ في صُدورها من صَدْمَةٍ ونَحْوِها، وورَمٌ في الفَريصَةِ، وداءٌ في أرْجُلِ النَّاسِ وأفْخَاذِهِم كالانْفِراجِ، والرَّجُلُ الثَّقيلُ الجِبْسُ.
وألْهَدَ: ظَلَمَ، وجارَ،
و~ به: أزْرَى،
و~ إلى الأرْضِ: تَثاقَلَ إليها،
و~ بِفُلانٍ: أمْسَكَ أحَدَ الرَّجُلَيْنِ، وخَلَّى الآخَرَ عليه يُقاتِلُهُ.
واللَّهيدَةُ: العَصيدَةُ الرِّخْوَةُ.
وكغُرابٍ: الفُواقُ.

ثقف (مقاييس اللغة) [0]



الثاء والقاف والفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع، وهو إقامة دَرْءِ الشيء.
ويقال ثَقَّفْتُ القناةَ إذا أقَمْتَ عِوَجَها. قال:
نَظَرَ المثقِّفِ في كُعوب قناتِهِ      حَتَّى يقيم ثِقافُهُ منآدَها

وثَقِفْتُ هذا الكلامَ من فلانٍ.
ورجل ثَقِْفٌ لَقِْفٌ، وذلك أنْ يصيب عِلْمَ ما يَسمعُه على استواء.
ويقال ثقِفْتُ به إذا ظَفِرْت به. قال:
فإمَّا تَثْقَفُوني فاقتُلوني      وإنْ أُثْقَفْ فسوف تَرَوْنَ بَالي

فإنْ قيل: فما وجْهُ قُربِ هذا من الأوّل؟ قيل لـه: أليس إذا ثَقِفَهُ فقد أَمسَكَه. الظَّافر بالشيءِ يُمسكُه. فالقياس بأخْذِهما مأخَذاً واحداً.

عنج (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَنْجُ: ضربٌ من رياضة البعير، يجذِبُ الراكب خِطامه فيردُّه على رجلَيه.
وقد عَنَجْتُ البعيرَ أعْنُجُه بالضم، والاسمُ منه العَنَجُ بالتحريك.
والعِناجُ في الدلوِ العظيمة: حبلٌ أو بِطانٌ يشدُّ في أسفلها، ثمَّ يشدُّ إلى العَراقيِّ فيكون عوناً لها وللوَذَمِ، فإذا انقطعتِ الأوذام أمسكها العِناجُ. فإذا كانت الدلو خفيفةً فعِناجها خيطٌ يشدُّ في إحدى آذانها إلى العَرقُوَةِ. قال الحطيئة:
شدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقَهُ الكَرَبا      قومٌ إذا عَقدوا عَقْداً لجـارِهـم

تقول منه: عَنَجْتُ الدلوَ عَنْجاً.
وقولٌ لا عِناج له، إذا أرسِلَ على غير رَوِيَّة. أبو عبيد: العَناجيج: جِياد الخيل، واحدها عُنْجوجُ.

وكح (لسان العرب) [0]


وَكَحَه برجله وَكْحاً: وَطِئَه وَطْأً شديداً.
واستوكَحَتْ مَعِدَتُه: اشتدّت.
واستوكَحَتِ الفِراخُ، وهي وُكُحٌ: غَلُظَتْ؛ وأُرَى وُكُحاً على النسب كأَنه جمع واكِح أَو وَكُوحٍ، إِذ لا يسوغ أَن يكون جمع مُسْتَوكِح.
وأَوكَحَ الرجلُ: مَنَع واشتدّ على السائل؛ قال رؤْبة: إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قال المُفَضَّل: سأَلته فاستوكَح استِيكاحاً أَي أَمسك ولم يُعْطِ. الأَزهري عن أَبي زيد: أَوكَحَ عَطِيَّتَه إِيكاحاً إِذا قطعها؛ الأَصمعي: حَفَر فأَكْدى وأَوكَحَ إِذا بلغ المكانَ الصُّلْبَ؛ الأَزهري: أَراد أَمراً فأَوكَحَ عنه إِذا كَفَّ عنه وتركه.
والأَوكَحُ: الترابُ، وقد ذكر في أَول الباب لأَنه عند كراع فَوْعَلٌ، وقياس قول سيبويه أَن يكون أَفْعَل.

شهبر (لسان العرب) [0]


الشَّهْبَرَة والشَّهْرَبة: العجوز الكبيرة.
وفي الحديث: لا تَتَزَوّجَنَّ شَهْبَرة ولا نَهْبَرة؛ الشَّهْبَرَة: الكبيرة الفانية.
والشَّيْهَبُور: كالشَّهْبَرة؛ وشيخ شَهْرَب وشَهْبَر؛ عن يعقوب. قال الأَزهري: ولا يقال للرجل شَهْبَرٌ؛ قال شِظاظ الضبَّي، وهو أَحد اللصوص الفُتَّاك، وكان رأَى عجوزاً معها جمل حسن، وكان راكباً على بكر له فنزل عنه وقال: أَمسكي لي هذا البكر لأَقضي حاجة وأَعود، فلم تستطع العجوز حفظ الجملين فانفلت منها جملها ونَدَّ، فقال: أَنا آتيك به؛ فمضى وركبه، وقال: رُبَّ عجوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنَقَاضَ بعد القَرقَرَهْ أَراد أَنها كانت ذات إِبل، فأَغَرْتُ عليها ولم أَترك لها غير شُوَيْهات تُنْقِضُ بها، والإِنْقاض: صوت الصغير من الإِبل، . . . أكمل المادة والقَرْقَرَةُ: صوت الكبير، والجمع الشَّهابِر؛ وقال: جمعتُ منهمْ عَشَباً شَهابِرَا

أبق (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والباء والقاف يدلُّ على إباق العبد، والتشدُّد في الأمر. أبق العبد يأبِق أَبْقاً وأَبَقاً قال الرّاجز:
أَمسِكْ بنيكَ عمرُو إنّي آبقُ      بَرقٌ على أرضِ السّعالي آلقُ

ويقال عبدٌ أبُوقٌ وأَبَّاق. قال أبو زيد: تأبّقَ الرجل استتر. قال الأعشى:وقال آخر:
ألاَ قالتْ بَهَانِ ولم تأَبّق      نَعِمْت ولا يليقُ بك النّعيمُ

قال بعضهم: يقال للرّجل إنّ فيك كذا، فيقول: "أمَا والله ما أتأبّق"، أي ما أنكِر.
ويقال له يا ابنَ فلانة، فيقول: "ما أتأبّقُ منها" أي ما أنكِرُها. قال الخليل: الأبَق قِشْر القِنَّب. قال أبو زياد: الأبَق نبات تُدَقُّ سوقُه حتى يَخلُص لحاؤه، فيكون قِنَّبا. قال رؤبة:وقال زهير:

رهأ (العباب الزاخر) [0]


الرَّهيَأةُ: العَجزُ والتَّواني. أبو زيد: رَهيَأتُ رَأيي: إذا لم تُحكِمه. اللَّيث: الرَّهيَأَةُ: أن تَجعَلَ أحَدَ العدلَينِ أثقَلَ من الآخَر، يقال: رَهيَأتَ حِملَك. قال: والرَّهيأَةُ: أن تَغرَورِقَ العَينانِ من الجَهد أو من الكِبَر، وأنشَدَ:
إِن كان حَظُّكُما من مال شيخكما      ناباً تَرَهيَأُ عَيناها من الكِـبَـرِ

ورَهيَأَتِ السحابَةُ وتَرَهيأَت: إذا تَمَخَّضَت للمَطَر، وقال ابنُ مَسعودٍ -رضي الله عنه-: اِنَّ رَجُلاً كان في أرضٍ له إِذ مَرَّت به عَنانَةٌ تَرَهيَأُ فَسَمِع فيها قائلاً يقول: اِءتي أرضَ فلانٍ فاسقيها، قال:
فتلكَ عَنانَةُ النَّقِماتِ أضحَت      تَرَهيَأَ بالعِقابِ لمُجرِميها

"37-أ" والمرأةُ تَرَهيَأُ في مِشيَتِها: أي تَكَفَّأُ كما تَرَهيَأُ النَّخلَة العَيدانَةُ. أبو عبيد: تَرَهيَأَ الرَّجُلُ في أمرِه: إذا هَمَّ به . . . أكمل المادة ثمَّ أمسَكَ وهو يريدُ أن يَفعَلَه.

كَظَمَ (القاموس المحيط) [0]


كَظَمَ غَيْظَه يَكْظِمُه: رَدَّهُ، وحَبَسَهُ،
و~ البابَ: أغْلَقَهُ،
و~ النَّهْرَ والخَوْخَةَ: سَدَّهُما،
و~ البعيرُ كُظوماً: أمْسَكَ عن الجِرَّةِ.
ورجُلٌ كَظيمٌ ومَكْظومٌ: مَكْروبٌ.
والكَظَمُ، محرَّكةً: الحَلْقُ، أو الفَمُ، أو مَخْرَجُ النَّفَسِ.
وكُظِمَ، كعُنِيَ كُظوماً: سَكَتَ.
وقَوْمٌ كُظَّمٌ، كرُكَّعٍ: ساكِتونَ.
والكِظامةُ، بالكسر: فَمُ الوادي، ومَخْرَجُ البَوْلِ من المرأةِ، وبِئْرٌ بجَنْبِ بِئْرٍ بَيْنَهُما مَجْرًى في بَطْنِ الأرضِ،
كالكَظيمَةِ، والحَلْقَةُ تُجْمَعُ فيها خُيوطُ الميزانِ، وسيرٌ يُدارُ بطَرَفِ السِّيَةِ العُلْيا من القَوْسِ، ومِسْمارُ الميزانِ، أو الحَلْقَةُ يُجْمَعُ فيها خُيوطُ الميزانِ من طَرَفِ الحَديدةِ، وحَبْلٌ يُشَدُّ به أنْفُ البعيرِ، والعَقَبُ على رُؤُوسِ قُذَذِ السَّهْمِ، أو مَوْضِعُ الريشِ منه.
وككِتابٍ: سِدادُ الشيءِ.
وكاظِمَةُ: ع م.
. . . أكمل المادة وأخَذَ بكِظامِ الأمْرِ، بالكسر، أي: بالثِّقَةِ.
والكَظِيمةُ: المَزادَةُ.

إلى (القاموس المحيط) [0]


إلى: حرفُ جَرٍّ يَأْتِي لاِنتهاءِ الغايةِ زَمَانِيَّةً: {ثم أتِمُّوا الصِّيامَ إلى الليلِ}، ومكانِيَّةً: {من المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الأقْصَى}، وللمَعِيَّةِ: وذلك إذا ضَمَمْتَ شيئاً إلى آخَرَ: {مَن أَنْصارِي إلى اللّه}، الذَّوْدُ إلى الذَّوِدِ إِبِلٌ، وللتَّبْيِينِ: وهي المُبَيِّنَةُ لِفاعِلِيَّةِ مجرورِها بعدَ ما يُفِيدُ حُبًّا أو بُغْضاً من فِعْلِ تَعَجُّبٍ أو اسمِ تَفْضيلٍ: {ربِّ السِّجْنُ أحَبُّ إلَي}، ولِمُرَادَفَةِ اللامِ: {والأمرُ إلَيْكِ}، ولِمُوافَقَةِ ف{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يومِ القيامةِ}، وللاِبْتِداءِ بها، قال:
تقولُ وقد عالَيْتُ بالكُورِ فَوْقَها **** أيُسْقَى فلا يَرْوَى إليَّ ابنُ أحْمَرَا.
أي مِنِّي، ولِمُوافَقَةِ عندَ، قال:
أمْ لا سَبِيلَ إلى الشَّبابِ وذِكْرُهُ **** أشْهَى إليَّ . . . أكمل المادة من الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ
وللتَّوْكِيدِ، وهي الزائدةُ: {فاجْعَلْ أفْئدَةً من الناسِ تَهْوَى إليهم} بفتح الواوِ، أي: تَهْواهُم.
وإليكَ عَنِّي، أي: أمْسِكْ، وكُفَّ.
وإليكَ كذا، أي: خُذْهُ.
واذْهَبْ إليكَ، أي: اشْتَغِلْ بنفسِكَ.

ف - ل - ل (جمهرة اللغة) [0]


ومن معكوسه: لَفَّ الشيءَ يَلُفُّه لَفّا، إذا خلطه وطواه. ومنه قولهم: لَفَفْتُ الكتيبةَ بالأخرى، إذا خَلْطَتَ بينهما في الحرب. قال الشاعر: ولَكَمْ لَففْتُ كتيبةً بكتيبة ... ولكَمْ كَمِي قد تركتُ معفرا ومنه اللفيف في الناس، وهم المختلطون، لتداخل بعضهم في بعض. ولفُّ القوم: جماعتهم. قال الشاعر: سيكفيهمُ أوْداً ومن لَفَّ لِفها ... فوارسُ من جَرْم بنِ رَبّانَ كالأسْدِ ورجل ألَفُّ، وهو الضعيفُ الواهِنُ البَطْش. قال الشاعر: رأيتُكما يا ابنَي عِياذ عدُوْتما ... على مال ألوَى لا سَنِيدٍ ولا ألَف ولا مالَ لي إلّا عِطاف ومدْرَع ... لكم طَرف منه حديد ولي طَرَفْ سَنيد يعني دَعِيّ. قال أبو بكر: أراد هاهنا السيف، يقول: لكم ظُبَتُه التي أضربكم بها . . . أكمل المادة ولي قائمه الذي امسكه. ويقال: امرأة لَفّاءُ: غليظة الفخذين.

فلن (لسان العرب) [0]


فُلانٌ وفُلانَةُ: كناية عن أَسماء الآدميين.
والفُلانُ والفُلانَةُ: كناية عن غير الآدميين. تقول العرب: رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ الفُلانة. ابن السَّرَّاج: فُلانٌ كناية عن اسم سمي به المُحَدَّثُ عنه، خاص غالب.
ويقال في النداء: يا فُلُ فتحذف منه الأَلف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا، قال: وربما جاء ذلك في غير النداء ضرورة؛ قال أَبو النجم: في لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ واللجة: كثرة الأَصوات، ومعناه أَمسك فلاناً عن فلان.
وفلانٌ وفلانةُ: كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، قال: ويقال في غير الناس الفُلانُ والفُلانَةُ بالأَلف واللام. الليث: إِذا سمي به إِنسان لم يحسن فيه الأَلف واللام. . . . أكمل المادة يقال: هذا فلانٌ آخَرُ لأَنه لا نكرة له، ولكن العرب إِذا سَمَّوْابه الإِبلَ قالوا هذا الفُلانُ وهذه الفُلانة، فإِذا نسبت قلت فلانٌ الفُلانِيُّ، لأَن كل اسم ينسب إِليه فإِن الياء التي تلحقه تصيره نكرة، وبالأَلف واللام يصير معرفة في كل شيء. ابن السكيت: تقول لقيت فلاناً، إِذا كَنَيْت عن الآدميين قلته بغير أَلف ولام، وإِذا كَنَيْتَ عن البهائم قلته بالأَلف واللام؛ وأَنشد في ترخيم فلان: وهْوَ إِذا قيل له: وَيْهاً، فُلُ فإِنه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُ وهْو إِذا قيل له: وَيْهاً، كُلُ فإِنه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ وقال الأَصمعي فيما رواه عنه أَبو تراب: يقال قم يا فُلُ ويا فُلاه، فمن قال يا فُلُ فمضى فرفع بغير تنوين فقال قم يا فُلُ؛ وقال الكميت: يقالُ لمِثْلِي: وَيْهاً فُلُ ومن قال يا فُلاه فسكن أَثبت الهاء فقال قُلْ ذلك يا فُلاه، وإِذا مضى قال يا فُلا قل ذلك، فطرح ونصب.
وقال المبرد: قولهم يا فُلُ ليس بترخيم ولكنها كلمة على حِدَةٍ. ابن بُزُرْج: يقول بعض بني أَسدٍ يا فُلُ أَقبل ويا فُلُ أَقبلا ويا فُلُ أَقبلوا، وقالوا للمرأَة فيمن قال يا فُلُ أَقْبِلْ: يا فُلانَ أَقبلي، وبعض بني تميم يقول يا فُلانَةُ أَقبلي، وبعضهم يقول يا فُلاةً أَقبلي.
وقال غيرهم: يقال للرجل يا فُلُ أَقبل، وللاثنين يا فُلانِ، ويا فُلُونَ للجمع أَقبلوا، وللمرأَة يا فُلَ أَقْبِلي، ويا فُلَتانِ، ويا فُلاتُ أَقْبِلْنَ، نصب في الواحدة لأَنه أَراد يا فُلَة، فنصبوا الهاء.
وقال ابن بري: فلانٌ لا يثنى ولا يجمع.
وفي حديث القيامة: يقول الله عز وجل أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ؟ معناه يا فلانُ، قال: وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام، ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه: ليست ترخيماً وإِنما هي صيغة ارْتُجِلَتْ في باب النداء، وقد جاء في غير النداء؛ وأَنشد: في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية. قال الأَزهري: ليس بترخيم فُلانٍ، ولكنها كلمة على حدة، فبنو أَسد يُوقِعُونَها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث؛ وقال قوم: إِنه ترخيم فلان، فحذفت النون للترخيم والأََلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم.
وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقى في النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فيقال له أَي فُلْ أَين ما كنت تَصِفُ.
وقوله عز وجل: يا ويلَتا ليتني لم أَتَّخِذْ فلاناً خليلاً؛ قال الزجاج: لم أَتخذ فلاناً الشيطانَ خليلاً، قال: وتصديقُه: وكان الشيطان للإِنسان خَذُولاً؛ قال: ويروى أَن عُقْبة بن أَبي مُعَيْطٍ هو الظالم ههنا، وأَنه كان يأْكل يديه نَدَماً، وأَنه كان عزم على الإِسلام قبلغ أُمَيَّةَ ابن خَلَفٍ فقال له أُميةُ: وَجْهِي من وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت وإِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فامتنع عقبة من الإِسلام، فإِذا كان يوم القيامة أَكل يديه ندماً، وتمنى أَنه آمن واتخذ مع الرسول إِلى الجنة سبيلاً ولم يتخذ أُمية بن خلف خليلاً، ولا يمتنع أَن يكون قبوله من أُمية من عمل الشيطان وإِغوائه.
وفُلُ بن فُلٍ: محذوف، فأَما سيبويه فقال: لا يقال فُل يعني به فلان إِلا في الشعر كقوله: في لجة، أَمسك فلاناً عن فُلِ وأَما يا فُلْ التي لم تحذف من فلان فلا يستعمل إِلا في النداء، قال: وإِنما هو كقولك يا هَناه، ومعناه يا رجل.
وفلانٌ: اسم رجل.
وبنو فُلان: بَطنٌ نسبوا إِليه، وقالوا في النسب الفُلانيّ كما قالوا الهَنِيّ، يَكْنُونَ به عن كل إِضافة. الخليلُ: فلانٌ تقديره فُعال وتصغيره فُلَيِّنٌ، قال: وبعض يقول هو في الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو، قال: وتصغيره على هذا القول فُلَيَّانٌ، وكالإنسان حذفت منه الياء أَصله إِنْسِيان، وتصغيره أُنَيْسِيانُ، قال: وحجة قولهم فُلُ بن فُلٍ كقولهم هَيُّ بن بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ.
وروي عن الخليل أَنه قال: فلانٌ نُقْصانُه ياء أَو واو من آخره، والنون زائدة، لأَنك تقول في تصغيره فُلَيَّانٌ، فيرجع إِليه ما نقص وسقط منه، ولو كان فلانٌ مثل دُخانٍ لكان تصغيره فُلَيِّنٌ مثل دُخَيِّنٍ، ولكنهم زادوا أَلفاً ونوناً على فُلَ؛ وأَنشد لأَبي النجم: إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ، تُدافِعُ الشَّيبَ ولم تُقَتَّلِ، في لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

ضبا (لسان العرب) [0]


ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ تَضْبُوهُ ضَبْياً وضََبْواً: لَفَحَتْه ولَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه، وكذلك ضَبَحَتْه ضَبْحاً.
وضَبَتْه النار ضَبْواً: أَحْرَقَتْه وشَوَتْهُ، وبعضُ أَهلِ اليَمَن يُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً (* قوله «مضباة» بفتح الميم كما في المحكم، وفي القاموس بضم الميم). من هذا؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيفَ ذلك إِلاَّ أَن تُسَمَّى باسم المَوْضِعِ.
وأَضَبْى الرجلُ على ما في يَدَيْهِ: أَمْسَك، لغةٌ في أَضْبَأَ؛ عن اللحياني.
وأَضْبَى بِهِمُ السَّفَر: أَخْلَفَهُم ما رَجَوْا فيه مِنْ رِبْحٍ ومَنْفَعةٍ؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد: لا يَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ، ولا يَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَى بنا السَّفَر الكسائي: أَضْبَيْتُ على الشيء أَشْرَفْتُ عليه أَنْ أَظْفَرَ به.
والضَّابي: الرَّمادُ.
وأَضْبَى يُضْبِي إِذا رَفَع؛ قال . . . أكمل المادة رؤْبة: تَرَى قَناتي كقَناة الاضْهابْ يُعْمِلُها الطَّاهِي، ويُضْبِيها الضَّابْ يُضْبيها أَي يَرْفَعُها عن النارِ كي لا تَحْتَرِقَ، والضّابْ: يريد الضّابِيَ، وهو الرافِعُ، والطّاهي هنا: المُقَوِّم للقِسِيِّ والرِّماحِ على النّارِ.

هِنْدٌ (القاموس المحيط) [0]


هِنْدٌ: اسمٌ للمِئَةِ من الإِبِلِ،
كهُنَيْدَةَ، أو لِما فَوقَها ودُونَها، أو للمِئَتَيْنِ، واسمُ امرأةٍ،
ج: أهْنُدٌ وأهْنادٌ وهُنودٌ، ورجُلٌ.
وبنو هِنْدٍ: بَطْنٌ.
والهِنْدُ: جيلٌ م،
والنِّسبَةُ: هِنْدِيٌّ،
ج: هُنودٌ.
والأَهانِدُ والهَنادِكُ: رِجالُ الهِنْدِ.
والسَّيْفُ الهِنْدُوانِيُّ، ويُضَمُّ: مَنْسوبٌ إليهم.
وهَنَّدَ تَهْنيداً: قَصَّرَ في الأمرِ، وصاحَ صِياحَ البُومَةِ، وشَتَمَ شَتْماً قَبيحاً، وشُتِمَ فاحْتَمَلَهُ، وأمْسَكَ عن شَتْمِ الشاتِمِ،
و~ السَّيْفَ: شَحَذَهُ.
وما هَنَّدَ: ما كَذَّبَ، أو ما تأخَّرَ.
وهَنَّدَتْهُ المرأةُ: أوْرَثَتْهُ عِشْقاً بالمُلاطَفَةِ.
وهُنْدُوانُ، بالضم: نَهْرٌ بخوزِسْتانَ، وع.
ودَرهُنْدُوانَ: مَحَلَّةٌ بِبَلْخَ، منها: أبو جعفرٍ الهُنْدُوانِيُّ الفقيهُ.
وهِنْدَمَنْدُ: نَهْرٌ بسجِسْتانَ يَنْصَبُّ إليه ألْفُ نَهْرٍ، فلا تَظْهَرُ فيه الزِّيادَةُ، ويَنْشَقُّ منه ألْفُ . . . أكمل المادة نَهْرٍ، فلا يَظْهَرُ فيه النُّقْصانُ.
وكحَمَّادٍ: محدِّثٌ، وبهاءٍ: من أعلامِهِنَّ.
ودَيْرُ هِنْدَ: ة بدِمَشْقَ، ومَوْضِعانِ بالحِيرةِ.

ضبأ (لسان العرب) [0]


ضَبَأَ بالأَرض يَضْبَأُ ضَبْأً وضُبُوءاً وضَبَأَ في الأَرض، وهو ضَبِيءٌ: لَطِئَ واخْتَبأَ، والموضع: مَضْبَأٌ.
وكذلك الذئب إِذا لَزِقَ بالأَرض أَو بشجرة أَو استَتَر بالخَمَر لِيَخْتِلَ الصَّيْد.
ومنه سُمِّي الرجلُ ضابِئاً، وهو ضابئُ بن الحَرِثِ البُرْجُمِيُّ.
وقال الشاعر في الضابِئِ الـمُخْتَبِئِ الصَّيَّادِ: إِلاّ كُمَيْتاً، كالقَناةِ وضابِئاً * بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه وَيَدِهْ(1) (1 قوله «ويده» كذا في النسخ والتهذيب بالإفراد ووقع في شرح القاموس بالتثنية ويناسبه قوله في التفسير بعده ما بين يدي فرسه.) يَصفُ الصَّيَّادَ أَنه ضَبَأَ في فُروج ما بين يدي فرسه لِيَخْتِلَ به الوَحْشَ، وكذلك الناقةُ تُعَلَّم ذلك، وأَنشد: لَـمَّا تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه، * آواه . . . أكمل المادة في ضِبْنِ مَضْبَإٍ به نَضَبُ قال: والـمَضْبَأُ: الموضع الذي يكون فيه. يقال للناس: هذا مَضْبَؤُكم أَي مَوْضِعُكم، وجمعه مَضابِئُ.
وضَبَأَ: لَصِقَ بالأَرضِ.
وضَبَأْتُ به الأَرضَ، فهو مَضْبوءٌ به، إِذا أَلْزَقه بها.
وضَبَأْتُ إِليه: لَجأْت.
وأَضْبَأَ على الشيءِ إِضْبَاءً: سَكَتَ عليه وكَتَمه، فهو مُضْبِئٌ عليه.
ويقال: أَضْبَأَ فلان على داهيةٍ مثل أَضَبَّ.
وأَضْبَأَ على ما في يَدَيْه: أَمْسَكَ. اللحياني: أَضْبَأَ على ما في يديه، وأَضْبَى، وأَضَبَّ إِذا أَمسك، وأَضْبَأَ القومُ على ما في أَنفُسهم إِذا كتموه.
وضَبَأَ: اسْتَخْفَى.
وضَبَأَ منه: اسْتَحْيَا. أَبو عبيد: اضْطَبَأْتُ منه أَي اسْتَحْيَيْتُ، رواه بالباءِ عن الأُموي.
وقال أَبو الهيثم: إِنما هو اضْطَنَأْتُ بالنون، وهو مذكور في موضعه.
وقال الليث: الأَضْباءُ: وَعْوعة جَرْوِ الكلب إِذا وَحْوَحَ، وهو بالفارسية فحنحه(2) ( 2 قوله «فحنحه» كذا رسم في بعض النسخ.). قال أَبو منصور: هذا خطأٌ وتصحيف وصوابه: الأَصْياءُ، بالصاد، من صَأَى يَصْأَى، وهو الصَّئِيُّ.
وروى المنذري بإِسناده عن ابن السكيت عن العُكْليِّ: أَنَّ أَعرابيّاً أَنشده: فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم يَؤُلَّ * بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْدَؤُهْ قال ابن السّكيت: الـمُضابِئَةُ: الغِرارةُ الـمُثْقَلَةُ تُضْبِئُ من يحْمِلُها تحتها أَي تُخْفِيه. قال: وعنى بها هذه القصيدة المبتورة.
وقوله: لم يَؤُلَّ أَي لم يُضْعِفْ. بادئها: قائِلَها الذي ابْتَدأَها.
وهاؤُوا أَي هاتوا.
وضَبَأَتِ المرأَةُ إِذا كَثُرَ ولدها. قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب ضَنَأَت المرأَة، بالنون والهمزة، إِذا كثر ولدها.
والضَّابِئُ: الرَّمادُ.

الحَجُّ (القاموس المحيط) [0]


الحَجُّ: القَصْدُ، والكَفُّ، والقُدُومُ، وسَبْرُ الشَّجَّةِ
بالمِحْجَاجِ: لِلمِسْبارِ، والغَلَبَةُ بالحُجَّةِ وكَثْرَةُ الاخْتِلافِ والتَّرَدُّدِ، وقَصْدُ مَكَّةَ لِلنُّسُكِ، وهو حاجٌّ وحاجِج،
ج: حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ وحَجٌّ، وهي حاجَّةٌ من حَواجَّ، وبالكسر: الاسْمُ.
والحِجَّةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ، شاذٌّ لأِنَّ القِياسَ الفتحُ، والسَّنَةُ، وشَحْمَةُ الأُذُنِ، ويُفْتَحُ، وبالفتح: خَرَزَةٌ أو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ في الأُذُنِ، وبالضم: البُرْهانُ.
والمِحْجاجُ: الجَدِلُ.
وأحْجَجْتُهُ: بَعَثْتُهُ لِيَحُجَّ.
وحَجَّةِ اللَّهِ لا أفعلُ، بفتح أوَّلِهِ وخَفْضِ آخِرِهِ: يَمِينٌ لهمْ.
وحَجْحَجَ: أقامَ، ونَكَصَ، وكَفَّ، وأمْسَكَ عَمَّا أرادَ قَوْلَهُ.
والحَجَوَّجُ، كَحَزَوَّرٍ: الطريقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرى.
والحُجُجُ، بضمَّتينِ: الطُّرُقُ المُحَفَّرةُ، والجِراحُ المَسْبُورَةُ.
والحَجَاجُ، ويُكْسَرُ: الجانِبُ، وعَظْمٌ يَنْبُتُ عليه الحاجِبُ، وحاجِبُ الشَّمْسِ.
والحَجْحَجُ: الفَسْلُ.
ورأسٌ . . . أكمل المادة أحَجُّ: صُلْبٌ.
وفَرَسٌ أحَجُّ: أحَقُّ.
وحَجَّاجٌ: اسْمٌ،
وة ببَيْهَقَ.
ويَحُجُّ الفاسِيُّ، أبو عِمْرانَ مُوسى بنُ أبي حاجٍّ: فَقِيهٌ.
والتَّحاجُّ: التخاصُمُ.

قَبَضَهُ (القاموس المحيط) [0]


قَبَضَهُ بِيَدِهِ يَقْبِضُهُ: تَناوَلَهُ بيدِه،
و~ عليه بيدِهِ: أمْسَكَهُ،
و~ يَدَهُ عنه: امْتَنَعَ عن إمساكِهِ، فهو قابِضٌ وقَبَّاضٌ وقَبَّاضَةٌ، وضِدُّ بَسَطَهُ،
و~ الطائِرُ، وغيرُهُ: أسْرَعَ في الطَّيَرَانِ أو المَشْيِ.
وهو قابِضٌ وقَبيضٌ، بَيِّنُ القَباضَةِ، والقَبَضِ: مُنْكَمِشٌ سريعٌ، ومنه:
والطيرُ صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ.
ورجلٌ قَبيضُ الشَّدِّ: سريعُ نَقْلِ القَوائِمِ.
وقُبِضَ، كعُنِيَ: ماتَ.
والقَبَضُ، محركةً: المَقْبُوضُ.
والمَقْبَضُ، كمَنْزِلٍ ومَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ، وبالهاء فيهنَّ: ما يُقْبَضُ عليه من السيفِ وغيرِهِ.
والقُبَّضُ، كرُكَّعٍ: دابَّةٌ تُشْبِهُ السُّلَحْفَاةَ.
والقَبْضَةُ، وضَمُّهُ أكْثَرُ: ما قَبَضْتَ عليه من شيء، وكهُمَزَةٍ: من يُمْسِكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ . . . أكمل المادة أن يَدَعَهُ، والراعي الحَسَنُ التَّدبيرِ في غَنَمِهِ.
والقِبِضَّى، كزِمِكَّى: ضَرْبٌ من العَدْوِ.
والقبيضُ: اللبيبُ المُكِبُّ على صَنْعَتِهِ.
وأقْبَضَ السيفَ: جَعَلَ له مَقْبَضاً.
وقَبَّضَهُ تَقْبِيضاً: أعْطَاهُ في قَبْضَتِهِ، وجَمَعَهُ، وزَواهُ.
وانْقَبَضَ: انْضَمَّ، وسارَ، وأسْرَعَ، وضِدُّ انْبَسَطَ.
والمُتَقَبِّضُ: الأسَدُ، والمُسْتَعِدُّ للوُثوبِ.
وتَقَبَّضَ عنه: اشْمَأَزَّ،
و~ إليه: وَثَبَ،
و~ الجِلْدُ: تَشَنَّجَ.

قهم (لسان العرب) [0]


القَهِمُ: القليل الأَكل من مرض أَو غيره.
وقد أَقْهَمَ عن الطعام وأَقْهى أي أَمْسَكَ وصارلا يشتهيه، وقَهِيَ لبعض بني أَسد.
وحكى ابن الأَعرابي: أَقْهَمَ عن الشراب والماء تركه.
ويقال للقليل الطُّعْم: قد أَقْهَى وأَقْهَمَ.
وقال أَبو زيد في نوادره: المُقْهِمُ الذي لا يَطْعَمُ من مرض أَو غيره، وقيل: الذي لا يشتهي الطعام من مرض أَو غيره.
وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَقْهَمَ فلان إلى الطعام إقْهاماً إذا اشتهاه، وأَقْهَمَ عن الطعام إذا لم يَشتَهه؛ وأَنشد في الشهوة: وهْو إلى الزّادِ شَدِيدُ الإقْهامُ وأَقْهَمتِ الإبل عن الماء إذا لم تُرده؛ وأَنشد لجَهْم ابن سَبَل: ولو أَنّ لُؤْمَ ابْنَيْ سُلَيمانَ في الغَضى أَو الصِّلِّيانِ، . . . أكمل المادة لم تَذُقْه الأَباعِرُ أَو الحَمْضِ لاقْوَرَّتْ، أَو الماءِ أَقْهَمَتْ عن الماء، حِمْضِيَّاتُهُنَّ الكَناعِرُ قال الأَزهري: من جعل الإقْهام شهوة ذهب به إلى الهَقِمِ، وهو الجائع، ثم قلبه فقال قَهِم، ثم بَنى الإقْهام منه.
وقال أَبو حنيفة: أَقْهَمَت الحُمُر عن اليبيس إذا تركته بعد فِقدان الرَّطْب، وأَقهَمَ الرجلُ عنك إذا كَرِهَك، وأقهَمَت السماءُ إذا انقَشَعَ الغَيمُ عنها.

الكَدُّ (القاموس المحيط) [0]


الكَدُّ: الشِّدَّةُ، والإِلْحاحُ، والطَّلَبُ، والإِشارَةُ بالإِصْبَعِ، ومَشْطُ الرأسِ، وما يُدَقُّ فيه كالهاوُنِ.
وكَدَّهُ واكْتَدَّهُ: طَلَبَ منه الكَدَّ،
كاسْتَكَدَّهُ، ونَزَعَ الشيءَ بيدِهِ، يكونُ في الجامِدِ والسائِلِ.
والكَدَدَةُ، محرَّكةً، وكهُمَزَةٍ وسُلالَةٍ: ما يَبْقَى أسْفَلَ القِدْرِ.
وكسلالَةٍ: القِشْدَةُ،
وع بالمَرُّوتِ لبني يَرْبوعٍ.
والكَديدُ: المِلْحُ الجَريشُ، وصَوْتُهُ إذا صُبَّ، وماءٌ بين الحَرَمَيْنِ، شَرَّفَهُما اللّهُ تعالى، والبَطْنُ الواسِعُ من الأرضِ، والأرضُ الغليظَةُ.
كالكِدَّةِ، بالكسر.
ويَوْمُ الكَديدِ: م.
وكثُمامٍ: حُسافُ الصِّلِّيَانِ، وفَحْلٌ تُنْسَبُ إليه الحُمُرُ.
والأَكِدَّةُ: بَقايا المَرْتَعِ الذي قد أُكِلَ.
ورأيتُهُمْ أكْداداً وأكاديدَ: فِرَقاً وأرسالاً.
والكَدْكَدَةُ: الإِفْراطُ في الضَّحِكِ،
كالكِدْكادِ، بالكسر، وضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ على السَّيْفِ إذا جَلاهُ، والتَّثاقُلُ في المَشْي.
وأكَدَّ، واكْتَدَّ: . . . أكمل المادة class="baheth_marked">أمْسَكَ، وهو كدودٌ.
وبِئْرٌ كدودٌ: لم يُنَلْ ماؤُها إلاَّ بِجَهْدٍ.
والكُدَيْدَةُ، كجُهَيْنَةَ: ماءٌ لِبَنِي أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ.
وكُدَدٌ، كصُرَدٍ: ع قُرْبَ البَصْرَةِ.
وكَجَبَلٍ: ع في ديارِ بني سُلَيْمٍ، ولُغَةٌ في الكَتَدِ.
والمِكَدُّ: المُشْطُ.
وكَدَّدَهُ وكَدْكَدَهُ وتَكَدْكَدَهُ: طَرَدَهُ طَرْداً شديداً.

كَتَمَهُ (القاموس المحيط) [0]


كَتَمَهُ كَتْماً وكِتْماناً، وكتَّمَهُ واكْتَتَمهُ وكَتَمهُ إيَّاهُ وكاتَمهُ،
والاسمُ: الكِتْمةُ، بالكسر.
وكصَبورٍ وهُمَزةٍ: كاتِمُ السرِّ.
وسِرٌّ كاتِمٌ: مَكْتومٌ.
وناقةٌ كَتُومٌ ومِكْتامٌ، بالكسر: لا تَشُولُ بِذَنَبِها عندَ اللِّقاحِ، ولا يُعْلَمُ بحَمْلِها، وقد كَتَمَتْ كُتوماً
ج: كُتُمٌ، ككُتُبٍ.
وقَوْسٌ كَتيمٌ وكَتومٌ وكاتِمٌ وكاتِمَةٌ: لا صَدْعَ في نَبْعِها، وقد كَتَمَتْ كُتوماً،
و~ السِقاءُ كِتاماً وكُتوماً: أمْسَكَ اللَّبَنَ والشَّرابَ.
والكاتِمُ: الخارِزُ.
وخَرْزٌ كَتيمٌ: لا يَنْضَحُ.
ورجُلٌ أكْتَمُ: عَظيمُ البَطْنِ، أو شَبْعانُ.
والكَتَمُ، محرَّكةً،
والكُتْمانُ، بالضم: نَبْتٌ يُخْلَطُ بالحِنَّاءِ، ويُخْضَبُ به الشَّعَرُ، فَيَبْقى لَوْنُه، وأصلُه إذا طُبخَ بالماءِ، كان منه مِدادٌ للكتابَةِ.
ومَكْتومٌ، وكأَميرٍ وجُهَيْنَةَ: أسماءٌ.
وكعُثْمانَ: ع
والمَكْتومَةُ: دُهْنٌ يُجْعَلُ فيه الزَّعْفرانُ،
. . . أكمل المادة أوِ الكَتَمُ.
وكحُبْلَى: جَبَلٌ.
وكُتْمَةُ، بالضم: ع.
وتُكْتَمُ، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: امرأةٌ، واسمُ بِئرِ زَمْزَمَ،
كمَكْتومَةَ.
ومَكْتومٌ: فَرَسٌ لغَنِيِّ بنِ أعْصُرَ.
وعَبْدُ اللهِ أو عَمْرُو بنُ قَيْس، ابنُ أُمِّ مَكْتومٍ المُؤَذِّنُ الأعْمَى: صَحابِي.
والاكْتِتامُ: الاصْفِرارُ.
وما راجَعْتُه كَتْمَةً: كَلِمةً.
وجَمَلٌ كَتيمٌ: لا يَرْغو.
وكُتْمُ، بالضم: د.

كَتَبَه (القاموس المحيط) [0]


كَتَبَه كَتْباً وكِتاباً: خَطَّه،
ككَتَّبَه، واكْتَتَبَه، أو كَتَّبَه: خَطَّه، واكْتَتَبَه: اسْتَملاَه،
كاسْتَكْتَبَه.
والكِتابُ: ما يُكْتَبُ فيه، والدَّواةُ، والتَّوْراةُ، والصَّحيفةُ، والفَرْضُ، والحُكْمُ، والقَدَرُ.
والكُتْبَةُ، بالضم: السَّيْرُ يُخْرَزُ به، وما يُكْتَبُ به حياءُ الناقةِ لئلاَّ يُنْزى عليها، والخُرْزَةُ التي ضَمَّ السَّيْرُ وَجْهَيْها، وبالكسر: اكْتتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه.
وكَتَبَ السِّقاءَ: خَرَزَه بسَيْرَيْن.
كاكْتَتَبَهُ،
و~ الناقَةَ يَكْتِبُها ويَكْتُبُها: خَتَمَ حياءَها، أو خَزَمَ بحَلْقَةٍ من حَديدٍ ونحوهِ،
و~ الناقةَ: ظَأَرَها فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ لِئلاَّ تَشَمَّ البَوَّ.
والكاتبُ: العالِمُ.
والإِكْتابُ: تعليم الكِتابَةِ،
كالتَّكْتيبِ، والإِمْلاءُ، وشَدُّ رأسِ القِرْبَةِ.
والكُتَّابُ، كرُمَّانٍ: الكاتِبونَ، والمَكْتَبُ، كَمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ التَّعْليمِ، وقولُ الجوهرِيِّ: الكُتَّابُ والمَكْتَبُ واحِدٌ، غَلَطٌ،
ج: كَتاتيبُ، وسَهْمٌ صغيرٌ مُدَوَّرُ . . . أكمل المادة الرأسِ يَتعلَّمُ بهِ الصَّبيُّ الرّميَ، وجمعُ كاتِبٍ.
واكْتَتَبَ: كَتَبَ نفسَهُ في ديوان السُلْطانِ،
و~ بَطْنُهُ: أمْسَكَ. والمُكْتَوْتِبُ: المُنْتَفِخُ المُمْتَلِئُ.
والكَتيبَةُ: الجَيْشُ، أو الجَماعَةُ المُسْتَحيزَةُ مِنَ الخَيْلِ، أو جَمَاعَةُ الخَيْلِ إذا أغارَتْ مِنَ المِئَةِ إلى الأَلْفِ.
وكَتَّبَها تَكتيباً: هَيَّأَها.
وتَكَتَّبوا: تَجَمَّعوا.
وبَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ.
والمُكَتَّبُ، كمُعظَّمٍ: العُنْقودُ أُكِلَ بَعْضُ ما فيه.
والمُكاتَبَةُ: التَّكاتُبُ، وأن يُكاتِبَكَ عَبْدُكَ على نَفْسِهِ بِثَمِنِه، فإذا أدَّاهُ عَتَقَ.

عضرط (العباب الزاخر) [0]


الليثُ العْضرطُ: اللّئيمُ من الرجالّ. والعُضرُوْطُ: الذي يخْدُمكَ بطعامِ بطنهِ، وهمُ العضَاريطُ والعَضارطةِ، قال الأعشى:
وكفىَ العضَاريْطُ الرّكابَ فبُددتّْ      لأمرِ مؤمـلٍ فـأجـالـهـاَ

أي: لّما صاروا إلى الغارة أمسْكَ الخدمُ الرّكابَ وركبَ الفرُسانُ فبَدتِ الخيلُ للغارةِ بأمرِ الممدْوح وهو قيسُ بن معدِيْ كربٍ. ويقال للأتباع: العضارِيطُ والعضارٍطةُ، الواحدُ عضرُطّ وعضرّوطّ.
وقال الأصمعيّ: العضاريطّ: الأجراءُ؛ وكذلك العضارِطُ، وواحدُ العضارط: عضارِطّ؛ كجوالقٍ وجوالقٍ، قال:
أذاكَ خَيْرّ أيهاّ العضاُرِط      وأيهاّ اللعْمَظةُ العمارٍطُ

وقال طفيلْض بن عوفْ الغنويّ في العضاريطِْ:
وشدَّ العضارٍيطُْ الرحالَ وأسْلمتَ      إلى كلّ مغوْارِ الضّحى متلببِ

وقال طفيلّ أيضاً
وراحلةٍ أوْصيتُ عُضْروطُ العْضرفوطِ      ريها بها والذي تـحْـتـي لـيدفـعَ

وقال ابن عبادٍ: العضاريطُ: العرُوْقُ . . . أكمل المادة التي في الإبْطِ بين اللّحْمَتينْ. والعضروْطُ: مريءُ الحلقِ وهو رأس المعدةِ اللّزِق بالحلقوم أحمرُ مسْتطيلّ وجوفهُ أبيض. قال: والعضرطُ -بلغةِ هذيلٍ-: العجانُ، وهو العضارٍطيّ أيضاً. ورجلّ أهْلبُ عضرطّ: وهو الكثيرُ شعرٍ الجسدِ. ويقالُ: فلانّ أهلبُ العضرطّ أيضاً.
وقيل: العضرُط: الإست، وقال ابن الأعرابيّ: هو العصْعصُ.

رهأ (لسان العرب) [0]


الرَّهْيأَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ والتَّواني. قال الشاعر: قد عَلِمَ الـمُرَهْيِئونَ الحَمْقَى، * ومَنْ تَحَزَّى عاطِساً، أَو طَرْقَا والرَّهْيأَةُ: التَّخْلِيط في الأَمر وتَرك الإِحْكام، يقال: جاء بأَمْر مُرَهْيَإٍ. ابن شميل: رَهْيَأْتَ في أَمرك أَي ضعُفْتَ وتَوانَيْتَ.
ورهْيَأَ رأْيَه رَهْيَأَةً: أَفْسَدَه فلم يُحْكِمْه.
ورَهْيَأَ في أَمْرِه: لم يَعْزِمْ عليه.
وتَرَهْيَأَ فيه إِذا همَّ به ثم أَمْسَكَ عنه، وهو يريد أَن يَفْعَله.
وتَرَهْيَأَ فيه: اضْطَرَب. أَبو عبيد: رَهْيَأَ في أَمْره رَهْيَأَةً إِذا اخْتَلَط فلم يَثْبُتْ على رأْي.
وعَيْناه تَرَهْيَآنِ: لا يَقِرُّ طَرْفاهُما.
ويقال للرجل، إِذا لم يُقِمْ على الأَمْر ويَمْضي وجعل يَشُكُّ ويَتَرَدَّد: قد رَهْيَأَ.
ورَهْيَأَ الحِمْلَ: جعل أَحد العِدْلَيْنِ أَثقلَ من الآخر، وهو الرَّهْيَأَة. تقولُ: رَهْيَأْتَ . . . أكمل المادة حِمْلَك رَهْيَأَةً، وكذلك رَهْيَأْتَ أَمْرَك إِذا لم تُقَوِّمْه.
وقيل: الرَّهْيَأَةُ أَن يَحْمِلَ الرجلُ حِملاً فلا يَشُدَّه، فهو يَمِيلُ.
وتَرَهْيَأَ الشَّيءُ: تَحَرَّك. أَبو زيد: رَهْيَأَ الرَّجلُ، فهو مُرَهْيئٌ، وذلك أَن يَحْمِل حِمْلاً فلا يَشُدَّه بالحِبال، فهو يَميلُ كُلَّما عَدَله.
وتَرَهْيَأَ السحابُ إِذا تحرَّك.
وَرَهْيَأَتِ السَّحابةُ وتَرَهْيَأَت: اضْطرَبتْ.
وقيل: رَهْيَأَةُ السَّحابةِ تَمخُّضُها وتَهَيُّؤُها للمطر.
وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه: أَنَّ رجلاً كان في أَرضٍ له إِذ مَرَّتْ به عَنانةٌ تَرَهْيأُ، فسَمِع فيها قائلاً يقول: ائْتِي أَرضَ فلان فاسْقِيها. الأَصمعي: تَرَهْيَأُ يعني أَنها قد تَهيَّأَت للمطر، فهي تُرِيد ذلك ولـمَّا تَفْعَلْ.
والرَّهْيَأَةُ: أَن تَغْرَوْرِقَ العَينانِ مِن الكِبَرِ أَو من الجَهْد، وأَنشد: إِنْ كانَ حَظُّكُما، من مالِ شَيْخِكُما، * نابٌ تَرَهْيَأُ عَيْناها مِنَ الكِبَرِ والمرأَة تَرَهْيَأُ في مِشْيَتِها أَي تَكَفَّأُ كما تَرَهْيَأُ النخلة العَيْدانةُ.

الضَّبْعُ (القاموس المحيط) [0]


الضَّبْعُ: العَضُدُ كُلُّها وأوسَطُها بِلَحْمِها، أو الإِبْطُ، أو ما بينَ الإِبْطِ إلى نِصْفِ العَضُدِ من أعلاهُ.
والمَضْبَعَةُ: اللَّحْمَةُ تحتَ الإِبْطِ من قُدُمٍ.
وضَبَعَه، كمنَعَهُ: مَدَّ إليه ضَبْعَهُ للضَّرْب،
و~ القومُ الطَّريقَ لنا: جَعَلُوا لنا منه قِسْماً،
و~ فلانٌ: جارَ وظَلَمَ،
و~ على فلانٍ: مَدَّ ضَبْعَيْه لِلدُّعاءِ عليه،
و~ يَدَه إليه بالسيف: مَدَّها به،
و~ الخَيْلُ والإِبلُ ضَبْعاً وضُبوعاً وضَبَعَاناً، محركةً: مَدَّتْ أضْباعَها في سَيْرِها،
كضَبَّعَتْ تَضْبيعاً، وهي ناقَةٌ ضابِعٌ،
و~ البَعيرُ: أسْرَعَ، أو مَشَى فَحَرَّكَ ضَبْعَيهِ،
و~ الخَيْلُ: ضَبَحَتْ،
و~ القومُ للصُّلْحِ: مالُوا إليه،
و~ الشيءَ: . . . أكمل المادة أسْهَموهُ.
وفَرَسٌ ضابِعٌ: شديدُ الجَرْيِ، أو كثيرهُ، أو يَتْبَعُ أحَدَ شِقَّيْهِ ويَثْنِي عُنُقَه،
أو الضَّبْعُ: جَرْيٌ فوقَ التَّقْريبِ، وكُلُّ أكَمَةٍ سَوْداءَ مُسْتَطِيلَةٍ قَليلاً.
وذَهَبَ به ضَبْعاً لَبْعاً: باطِلاً.
والضَّبْعانِ، مُثَنًّى: ع، وهو ضَبْعانِيٌّ، ومن أهلِ الضَّبْعَيْنِ.
وضُباعَةُ، كثُمامَةٍ: جَبَلٌ، وبِنتُ زُفَرَ بنِ الحارثِ التي أشارَتْ على أبيها بِتَخْلِيَةِ القُطامِيِّ، والمَنِّ عليه، وكان أسيراً له، فَخَلاَّهُ وأعطاهُ مئَةَ ناقةٍ فقال:
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعَا **** فَلا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَدَاعَا
أرادَ: يا ضُباعَةُ، فَرَخَّمَ، أي: قِفِي وَدِّعِينا إنْ عَزَمْتِ على فُرْقَتِنا، فلا كان مِنْكِ الوَداعُ لَنا في مَوْقِفٍ، وبنتُ عامِرِ بنِ قُشَيْرٍ، وهي ضُباعَةُ الكُبْرَى،
و~ منَ الصَّحابيَّاتِ: بنتُ الزُّبَيْرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وبنتُ عامِرِ بنِ قُرْطٍ، وبنتُ عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ.
وضَبِعَتِ الناقةُ، كفرحَ، ضَبَعاً وضَبَعَةً، محرَّكَتَيْن: أرادَتِ الفَحْلَ،
كأَضْبَعَتْ واسْتَضْبَعَتْ، فهي ضَبِعَةٌ، كَفرِحَةٍ،
ج: ضِباعٌ، وكحَبَالَى، وقد تُسْتَعْمَلُ في النِّساءِ.
والضَّبُعُ، بضم الباءِ وسُكونِها، مُؤَنَّثَةٌ،
ج: أضْبُعٌ وضِباعٌ وضُبُعٌ، بضمتين وبضَمَّةٍ، ومَضْبَعَةٌ، والذَّكَرُ: ضِبْعانٌ، بالكسر، والأنْثَى: ضِبْعانَةٌ، وضَبُعَةٌ، عن ابنِ عَبَّادٍ، وتُجْمَعُ على الضَّبْعِ، أو لا يقالُ ضَبُعَةٌ،
ج: ضَباعِينُ وضِباعٌ وضِبْعاناتٌ، بكسرهما: وهي سَبُعٌ كالذِّئْبِ إلا إذا جَرَى كأنه أعْرَجُ، فَلِذا سُمِّيَ الضَّبُعُ: العَرْجاءَ، ومَنْ أمْسَكَ بيَدِهِ حَنْظَلَةً فَرَّتْ منه الضِّباعُ، ومَنْ أمْسَكَ أسْنَانَها مَعَه لم تَنْبَحْ عليه الكِلابُ، وجِلْدُها إن شُدَّ على بَطْنِ حامِلٍ لم تُسْقِطْ، وإن جُلِّدَ به مِكْيالٌ، وكِيلَ به البَذْرُ، أمِنَ الزَّرْعُ من آفاتِهِ، والاكْتِحالُ بِمَرارَتِها يُحِدُّ البَصَرَ.
وسَيْلٌ جارُّ الضَّبُعِ، أي: يُخْرِجُها من وِجارِها.
وإنما قيلَ: دَلْجَةُ الضَّبُعِ، لأنها تَدورُ إلى نِصفِ الليلِ.
والضَّبُعُ، كرجُلٍ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ،
وبِلا لامٍ: ع، أو رابيَةٌ.
وككتابٍ: كواكِبُ كثيرَةٌ أسْفَلَ من بَناتِ نَعْشٍ.
وبَطْنُ الضِّباع: ع.
وهي في ضُبْعِ فلانٍ، مُثَلَّثَةً، أي: في كَنَفِهِ وناحِيَتِهِ.
وضَبيعَةُ، كسَفِينَةٍ: ة باليمامة.
وكجُهَيْنَةَ: مَحَلَّةٌ بالبَصْرَة، وابنُ ربيعَةَ بنِ نِزارٍ، وابنُ أسَدِ بنِ رَبيعَةَ، وابنُ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، وابنُ عِجْلِ بنِ لُجَيْمٍ.
وحِمارٌ مَضْبوعٌ: أكَلَتْهُ الضَّبُعُ.
وضَبَّعَ تَضْبيعاً: جَبُنَ،
و~ فلاناً: حالَ بَيْنَهُ وبينَ المَرْمِيِّ الذي قَصَدَ رَمْيَه.
وناقةٌ مُضَبَّعَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: تَقَدَّمَ صَدْرُها، وتَراجَعَ عَضُداها.
واضْطِباعُ المُحْرِمِ: أن يُدْخِلَ الرِداءَ من تَحْتِ إبْطِهِ الأَيْمَنِ، ويَرُدَّ طَرَفَه على يَسَارِهِ، ويُبْديَ مَنْكِبَهُ الأَيْمَنَ، ويُغَطِّيَ الأيْسَرَ؛ سُمِّيَ به لإِبداءِ أحَدِ الضَّبْعَيْنِ.
وقولُ الجَوْهَرِيِّ: وضِبْعانُ أمْدَرُ، أي: مُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ إلى آخِرِه، مَوْضِعُهُ: م د ر، وإنما أَثْبَتَه هُنا سَهْواً، والله تعالى أعلم.

خدع (الصّحّاح في اللغة) [0]


خَدَعَهُ يَخْدَعُهُ خَدْعاً وخِداعاً أيضاً، أي ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم والاسم الخديعَةُ. يقال: هو يَتَخادَعُ، أي يُري ذلك من نفسه.
وخَدَعْتُهُ فانْخَدَعَ، وخادَعْتُهُ مُخادَعَةً وخِداعاً.
وقوله تعالى: "يُخادِعون الله"، أي يخادِعون أولياءَ اللهِ.
وخَدَعَ الضبُّ في جحره، أي دخل. يقال: ما خَدَعَتْ في عيني نَعْسَةٌ. قال الشاعر:
وَمَنْ يَلْقَ ما لاقيتُ لا بُدَّ يَأْرَقِ      أَرِقْتُ ولم تَخْدَعْ بِعَيْنَيَّ نَعْـسَةٌ

أي لم تدخل.
وخَدَعَ الريقُ، أي يبِس. قال سويد بن أبي كاهل يصف ثَغر امرأة:
طيِّبُ الريقِ إذا الريقُ خَدَعْ      أبيضُ اللونِ لذيذٌ طعـمُـهُ

لأنَّه يغلظ وقت السَحَر فييبس ويُنْتِنُ.
وخَدَعَتِ السوقُ، أي كسَدَتْ.
ويقال: كان فلانٌ يُعطي ثم خَدَعَ، أي أمْسَكَ.. . . أكمل المادة class="baheth_marked"> خادِعٌ، أي متلوِّنٌ.
ويقال: سوقُهم خادعةٌ، أي مختلفةٌ متلوِّنةٌ.
ودينارٌ خادِعٌ، أي ناقصٌ.
والمُخْدَعُ والمِخْدَعُ: الخِزانَةُ.
وضبٌّ خَدِعٌ، أي مُراوغٌ.
وفي المثل: أَخْدَعُ من ضَبٍّ.
والأَخْدَعُ: عِرْقٌ في موضع المِحْجمتين، وهو شعبة من الوريد.
وهما أَخْدَعانِ.
وربَّما وقعت الشَرطة على أحدِهما فَيُنْزَفُ صاحبُهُ.
وقولهم: فلانٌ شديدُ الأَخْدَعِ، أي شديدُ موضِع الأَخْدَعِ.
وكذلك شديدُ الأَبْهَرِ.
والمَخْدوعُ: الذي قُطِعَ أَخْدَعُهُ.
ورجلٌ مُخَدَّعٌ، أي خُدِّعَ مراراً في الحرب حتَّى صار مجرَّباً.
ومنه قول أبي ذؤيب:
      وكلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ

 وقولهم: سِنونَ خَدَّاعَةٌ، أي قليلة الزَكاءِ والرَبْعِ.
والحربُ خَدْعَةٌ وخُدْعَةٌ، والفتح أفصح، وخُدَعَةٌ أيضاً.
ورجلٌ خَدَعَةٌ، أي يَخْدَعُ الناسَ.
وخُدْعَةُ بالتسكين. أي يَخْدَعُهُ الناسُ.
وغولٌ خَيْدَعٌ وطريقٌ خَيْدَعٌ: مخالفٌ للقَصد لا يُفْطَنُ له.
ويقال: الخَيْدَعُ: السرابُ.

كعم (لسان العرب) [0]


الكِعامُ: شيء يُجعل على فم البعير. كَعَمَ البعير يَكْعَمُه كَعْماً، فهو مَكْعوم وكَعيم: شدَّ فاه، وقيل: شدَّ فاه في هِياجه لئلا يَعَضَّ أَو يأْكل.
والكِعامُ: ما كَعَمَه به، والجمع كُعُمٌ.
وفي الحديث: دخل إخوةُ يوسف، عليهم السلام، مصر وقد كَعَمُوا أَفواهَ إبلهم.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: فهم بين خائفٍ مَقْمُوع وساكت مَكْعوم؛ قال ابن بري: وقد يجعل على فم الكلب لئلا ينبح؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: مَرَرْنا عليه وهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَه؛ دَعِ الكَلبَ يَنبَحْ، إنما الكلبُ نابحُ وقال آخر: وتَكْعَمُ كلبَ الحيِّ مَِن خَشْيةِ القِرى، ونارُكَ كالعَذْراء مِن دونها سِتْرُ وكَعَمه الخوفُ: أمسك فاه، على المثَل؛ قال ذو الرمة: . . . أكمل المادة بَيْنَ الرَّجا والرجا مِن جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماءُ، خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ وهذا على المثل؛ يقول: قد سَدّ الخوف فمَه فمنعه من الكلام.
والمُكاعَمةُ: التقْبيل.
وكَعَمَ المرأَةَ يَكْعَمُها كَعْماً وكُعُوماً: قَبَّلها، وكذلك كاعَمها.
وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى عن المِكاعَمة والمُكامَعةِ؛ والمُكاعَمة: هو أن يَلْثِمَ الرجلُ صاحَبَه ويَضَع فمَه على فَمِه كالتقبيل، أُخِذَ من كَعْمِ البعير فجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، لَثْمه إياه بمنزلة الكِعام، والمُكاعَمة مُفاعلة منه.والكِعْمُ: وِعاء تُوعى فيه السلاح وغيرها، والجمع كِعام.
والمُكاعَمه: مُضاجعةُ الرجل صاحبه في الثوب، وهو منه، وقد نهي عنه.
وكَعَمْت الوعاء: سددت رأْسه.
وكُعُوم الطريق: أَفواهُه؛ وأَنشد: ألا نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ حِلْساً، بظَهْرِ الغَيْبِ، سُدَّ به الكُعُومُ قال: باتَ هذا الشاعرُ حِلْساً لما يحفظ ويرعى كأَنه حِلْس قد سُدَّ به كُعُوم الطريق وهي أَفواهه.
وكَيْعُومٌ: اسم.

كدا (لسان العرب) [0]


كَدَت الأَرض تَكْدو كَدْواً وكُدُوًّا، فهي كاديةٌ إِذا أَبطأَ نباتها؛ وأَنشد أَبو زيد: عَقْر العَقِيلةِ مِن مالي، إِذا أَمِنَتْ عَقائلُ المالِ عَقْرَ المُصْرِخِ الكادِي الكادِي: البطيء الخير من الماء.
وكَدا الزرع وغيره من النبات: ساءت نِبْتَته.
وكَداه البردُ: ردَّه في الأَرض.
وكَدَوْتُ وجه الرجل أَكْدُوه كَدْواً إِذا خَدَشته.
والكُدْية والكاديِةُ: الشدَّة من الدهر.
والكُدْية: الأَرض المرتفعة، وقيل: هو شيء صُلب من الحجارة والطين.
والكُدْية: الأَرض الغليظة، وقيل: الأَرض الصلبة، وقيل: هي الصَّفاة العظيمة الشديدة.
والكُدْية: الارتفاع من الأَرض.
والكُدْية: صَلابة تكون في الأَرض.
وأَصابَ الزرعَ بَردٌ فكَداه أَي ردَّه في الأَرض.
ويقال أَيضاً: أَصابتهم كُدْية وكاديةٌ من البرد، والكُديةُ كلُّ ما جُمع من طعام أَو تراب أَو نحوه . . . أكمل المادة فجعل كُثْبة، وهي الكُدايةُ والكُداة (* قوله« والكداة» كذا ضبط في الأصل، وفي شرح القاموس أنها بالفتح.) أَيضاً.
وحفَر فأَكْدَى إِذا بلغ الصلب وصادَف كُدْية.
وسأَله فأَكْدَى أَي وجده كالكُدْيةِ؛ عن ابن الأَعرابي. قال ابن سيده: وكان قياس هذا أَن يقال فأَكْداه ولكن هكذا حكاه.
ويقال: أَكْدَى أَي أَلَحَّ في المسأَلة؛ وأَنشد: تَضَنُّ فَنُعْفِيها، إِن الدارُ ساعَفَتْ، فلا نحنُ نُكْدِيها، ولا هي تَبْذُلُ ويقال: لا يُكْدِيك سُؤالي أَي لا يُلحُّ عليك، وقوله: فلا نحن نُكديها أَي فلا نحن نُلِحُّ عليها.
وتقول: لا يُكْدِيك سؤالي أَي لا يُلح عليك سؤالي؛ وقالت خنساء: فَتَى الفِتْيانِ ما بَلغُوا مَداهُ، ولا يُكْدِي، إِذا بَلَغَتْ كُداها أَي لا يَقطع عطاءه ولا يُمسك عنه إِذا قَطَعَ غيره وأَمسك. الكُدا: سميت بذلك لأَن الضِّباب مُولعة بحفر الكُدا، ويقال ضَبُّ كُدْيةٍ، وجمعها كُداً.
وأَكْدَى الرجلُ: قلَّ خيره، وقيل: المُكْدِي من الرجال الذي لا يَثُوب له مال ولا يَنْمِي، وقد أَكْدَى؛ أَنشد ثعلب: وأَصْبَحَتِ الزُّوّارُ بَعدكَ أَمْحَلُوا، وأُكْدِيَ باغِي الخَيْرِ وانْقَطَعَ السَّفْرُ وأَكْدَيْتُ الرجل عن الشيء: رددته عنه.
ويقال للرجل عند قهر صاحبه له: أَكْدَتْ أَظفارك.
وأَكدَى المطر: قلّ ونَكِد.
وكَدَى الرجل يَكْدِي وأَكْدَى: قلل عطاءه، وقيل: بخل.
وفي التنزيل العزيز: وأَعطى قليلاً وأَكْدَى؛ قيل أَي وقَطع القليل؛ قال الفراء: أَكْدَى أَمسك من العَطِيَّة وقَطَع، وقال الزجاج: معنى أَكْدَى قطع، وأَصله من الحفر في البئر، يقال للحافر إِذا بلغ في حفر البئر إِلى حجر لا يُمَكِّنه من الحفر: قد بلغ إِلى الكُدْية، وعند ذلك يَقطع الحفر. التهذيب: ويقال الكِدا، بكسر الكاف (* قوله« الكدا بكسر الكاف إلخ» كذا في الأصل، وعبارة القاموس: والكداء ككساء المنع والقطع، وعبارة التكملة: وقال ابن الانباري الكداء، بالكسر والمدّ: القطع.) ، القطع من قولك أَعطى قليلاً وأَكدى أَي قطع.
والكَدا: المنع؛ قال الطرماح: بَلَى ثم لم نَمْلِك مَقادِيرَ سُدِّيَتْ لنا من كَدَا هِنْدٍ، على قِلَّةِ الثَّمْدِ أَبو عمرو: أَكْدَى منع، وأَكْدى قطَع، وأَكْدى إِذا انقطع، وأَكْدَى النَّبْت إِذا قَصُر من البرد، وأَكْدَى العامُ إِذا أَجدَبَ، وأَكْدَى إِذا بلغ الكُدا، وهي الصحراء، وأَكْدَى الحافِر إِذا حَفَر فبلغ الكُدا، وهي الصخور، ولا يمكنه أَن يحفر.
وكَدِيَتْ أَصابعه أَي كَلَّت من الحفر.
وفي حديث الخندق: فعَرَضَت فيه كُدْية فأَخذ المِسْحاة ثم سمَّى وضرب؛ الكُدُيةُ: قطعه غليظة صُلبة لا يعمل فيها الفأْس؛ ومنه حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: سَبَق إِذ وَنَيْتُم ونَجَح إِذ أَكْدَيْتم أَي ظَفِر إِذ خِبتم ولم تَظْفَرُوا، وأَصله من حافِر البئر ينتهي إِلى كُدْية فلا يمكنه الحفر فيتركه؛ ومنه: أَنَّ فاطمة، رضي الله عنها، خرجت في تَعْزية بعض جيرانها، فلما انصرفت قال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لعلك بَلَغْتِ معهم الكُدَى، أَراد المَقابرَ، وذلك لأَنه كانت مَقابِرُهم في مواضع صُلْبَة، وهي جمع كُدْية، ويروى بالراء، وسيجيء. ابن الأَعرابي: أَكْدَى افْتَقَر بعد غِنًى، وأَكْدَى قَمِئَ خَلْقه، وأَكْدَى المَعْدِنُ لم يتكوّن فيه جوهر.
وبَلَغ الناسُ كُدْيةَ فلان إِذا أَعطَى ثم مَنع وأَمسَك. الجِرْوُ، بالكسر، يَكْدَى كَداً: وهو داء يأْخذ الجِراء خاصة يصيبها منه قَيء وسُعال حتى يُكْوَى ما بين عينيه فيذهب. شمر: كَدِيَ الكلب كَداً إِذا نَشِب العظم في حَلقْه، ويقال: كَدِيَ بالعظم إِذا غَصَّ به؛ حكاه عنه ابن شميل.
وكَدِيَ الفصيلُ كَداً إِذا شرب اللبن ففسَد جَوْفُه. كَدِيٌّ: لا رائحة له.
والمُكْدِيةُ من النساء: الرَّتْقاء.
وما كَداك عني أَي ما حبَسك وشغَلك.وكُدَيٌّ وكَدَاء: موضعان، وقيل: هما جبلان بمكة، وقد قيل كَداً، بالقصر؛ قال ابن قيس الرُّقَيّاتِ: أَنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطا ح كُدَيِّها وكَدائِها (* قوله« أنت ابن إلخ» في التكملة: وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح عبد الملك بن مروان: فاسمع أمير المؤمنيـــن لمدحتي وثنائها، أنت ابن معتلج البطا * ح (البطاح) كديها وكدائها) ابن الأَنباري: كَداء، ممدود، جبل بمكة، وقال غيره: كداً جبل آخر؛ وقال حسان بن ثابت: عَدِمْنا خَيْلَنا، إن لم تَرَوْها تُثيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَداء وقال بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري: فسَلِ الناسَ، لا أَبا لَكَ عَنّا يومَ سالَتْ بالمُعْلِمِينَ كَداء قال: وكذلك كُدَيٌّ؛ قال ابن قَيس الرُّقَيَّات: أَقْفَرَتْ بعدَ عبد شَمْسٍ كَداء، فَكُدَيٌّ فالرُّكْنُ فالبَطْحاء وفي الحديث: أَنه دخل مكة عام الفتح من كَداء ودخل في العُمرة من كُدًى، وقد روي بالشك في الدخول والخروج على اختلاف الروايات وتكرارها.
وكَداء، بالفتح والمدّ: الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر، وهو المَعْلَى.
وكُداً، بالضم والقصر: الثنية السفلى مما يلي باب العمرة، وأَما كُدَيٌ، بالضم وتشديد الياء، فهو موضع بأَسفل مكة، شرفها الله تعالى. ابن الأَعرابي: دَكا إِذا سَمِن وكَدا إِذا قطَع.

عطش (لسان العرب) [0]


العطَشُ: ضدُّ الرِّيّ؛ عطِشَ يعْطشُ عَطَشاً، وهو عاطِشٌ وعطِشٌ وعطُشٌ وعَطْشان، والجمع عَطِشُون وعَطْشونَ وعِطاشٌ وعَطْشَى وعَطّاشَى وعُطَاشَى، والأُنثى عَطِشةٌ وعَطْشةٌ وعَطْشى وعَطْشانةٌ ونسوة عِطاشٌ.
وقال اللحياني: هو عَطْشان يُرِيد الحالَ، وهو عاطِشٌ غداً، وما هو بعاطشٍ بعد هذا اليوم.
ورجل مِعْطاشٌ: كثير العطَشِ؛ عن اللحياني، وامرأَة مِعْطاشٌ.
وعَطّشَ الإِبلَ: زاد في ظِمْئها أَي حبَسَها عن الماء، كانت نَوْبَتُها في اليوم الثالث أَو الرابع فسقاها فوق ذلك بيوم.
وأَعْطَشَها: أَمْسَكها أَقلَّ من ذلك؛ قال: أَعْطَشَها لأَقْرَبِ الوَقْتين والمُعَطَّشُ: المحبوسُ عن الماء عمْداً.
والمَعاطِشُ: مواقِيتُ الظِّمْءِ، واحدُها مَعْطَشٌ، وقد يكون المَعْطَش مصدراً لِعَطِشَ يَعْطَشُ.
وأَعْطَشَ القومُ: عطِشَت إِبِلُهم؛ قال الحطيئة: ويَحْلفُ حَلْفةً لبني بَنِيه: . . . أكمل المادة لأَنتُمْ مُعْطِشون، وهُمْ رِواء وقد أَعْطَشَ فلان، وإِنه لمُعْطِشٌ إِذا عطِشَت إِبلُه وهو لا يُريد ذلك.
وزَرْعٌ مُعَطَّشٌ: لم يُسْقَ.
ومكان عَطِشٌ: قليلُ الماء.
والعُطاش: داءٌ يُصِيب الصبي فلا يروى، وقيل: يُصِيب الإِنْسان يشرب الماءَ فلا يَروَى.
وفي الحديث: أَنه رَخَّص لصاحب العُطاش، بالضم، واللَّهَث أَن يُفطِرا ويُطعِما. العُطاشُ، بالضم: شدّة العَطَشِ، وقد يكون داءٌ يُشْرب معه ولا يَرْوي صاحبه.
وعَطِشَ إِلى لقائه أَي اشتاق.
وإِني إِليك لعَطْشان، وإِني لأُجادُ إِليك، وإِني لجائع إِليك، وإِني لَمُلْتاحٌ إِليك، معناه كله: مشتاق؛ وأَنشد: وإِني لأُمْضِي الهَمَّ عنها تَجَمُّلاً، وإَني، إِلى أَسْماءَ، عَطْشانُ جائعُ وكذلك إِني لأَصْوَرُ إِليه.
وعَطْشان نَطْشَان: إِتباع له لا يُفْرد. قال محمد بن السري: أَصلُ عَطْشان عَطْشاء مثل صحراء، والنون بدل من أَلف التأْنيث، يدل على ذلك أَنه يجمع على عَطاشَى مثل صَحارَى.
ومكانٌ عَطِشٌ وعطْشٌ: قليل الماء؛ قال ابن الكلبي: كان لعبد المطلب بن هاشم سَيفٌ يقال له العطشان، وهو القائل فيه: مَنْ خانَه سَيْفُه في يوم مَلْحَمةٍ، فإِنَّ عَطْشانَ لم يَنْكُلْ ولم يَخُنِ

وجم (لسان العرب) [0]


الوُجومُ: السكوتُ على غَيْظٍ، أَبو عبيد: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى يُمْسِك عن الطعام (* قوله «عن الطعام» في التهذيب: عن الكلام). فهو الواجمُ، والواجمُ: الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام. يقال: ما لي أَراكَ واجِماً؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه لَقِيَ طَلْحةَ فقال: ما لي أَراك واجِماً؟ أَي مُهْتَمّاً.
والواجمُ: الذي أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ، وقيل: الوُجومُ الحُزْنُ.
ويقال: لم أَجِمْ عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً.
والواجِمُ والوَجِمُ: العَبوسُ المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن، وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُوماً وأَجَمَ على البدل؛ حكاها سيبويه.
ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجوماً: كرِهَه.
ووَجَم الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، يمانية.
ورجلٌ وَجَمٌ: رديءٌ.
وأَوْجَمُ الرملِ: . . . أكمل المادة مُعْظمُه؛ قال رؤبة: والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه ووَجْمةُ: اسمُ موضع؛ قال كثيِّر: أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابن الأَعرابي: الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم. ابن شميل: الوَجَمُ حجارةٌ (* قوله «الوجم حجارة» هو بالفتح والتحريك). مركومةٌ بعضُها فوق بعض على رؤوس القُورِ والأِكام، وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ، قال: وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة، لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ رجل لم يُحَرِّكوه، وهي أَيضاً من صَنْعة عاد، وأَصلُ الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد، والجماعة الوُجوم؛ قال رؤبة: وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ، أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ الجوهري: والوجَمُ، بالتحريك، واحد الأَوْجامِ، وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ يُهْتَدى بها في الصَّحارَى. ابن الأَعرابي: بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ، والأَوْجامُ: البيوتُ وهي العِظامُ منها؛ قال رؤبة: لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ، وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ قال: والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، ويُجمع أَوْجاماً؛ وقال رؤبة: كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا ويومٌ وَجِيمٌ أَي شديدُ الحرِّ، وهو بالحاء أَيضاً، ويقال: يكون ذلك وَجَمة أَي مَسَبَّةً.
والوَجْمةُ مثل الوَجْبة: وهي الأَكْلة الواحدة.

رجن (لسان العرب) [0]


رَجَنَ بالمكان، وفي نسخة: رَجَنَ الرجلُ بالمكان يَرْجُن رُجوناً إذا أَقام به.
والرَّاجِنُ: الآلف من الطير وغيره مثل الداجِنِ.
وشاة راجنٌ: مقيمة في البيوت، وكذلك الناقة. رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً وأَرْجَنَتْ ورَجَنها هو يَرْجُنها رَجْناً: حبسها عن المرعى على غير عَلَف، فإِن أَمسكها على علف قيل رَجَّنها تَرْجيناً.
ورَجَنَ الدابَّة يَرْجُنها رَجْناً، فهي مرجونة إذا حبسها وأَساء علفها حتى تُهْزَل، ورَجَنَتْ هي بنفسها رُجُوناً، يتعدّى ولا يتعدّى. ابن شميل: رَجَنَ القومُ رِكابَهم، ورَجَنَ فلانٌ راحلته رَجْناً شديداً في الدار وهو أَن يحبسها مُناخَةً لا يعلفها، ورَجَنَ البعيرُ في النَّوى والبِزْرِ رُجُوناً، ورُجُونُه اعْتلافُه. الفراء: رَجَنَت الإِبل ورَجِنَت أَيضاً بالكسر وهي راجنة، . . . أكمل المادة الجوهري: وقد رَجَنتُها أَنا وأَرْجَنْتُها إذا حبستها لتعلفها ولم تُسَرّحْها.
وارْتَجَنَ الزُّبْدُ: طُبِخَ فلم يَصْفُ وفسد.
وارْتَجَنت الزُّبْدَةُ: تفرّقت في المِمْخَض. اللحياني: رَجَن في الطعام ورَمَكَ إذا لم يَعَفْ منه شيئاً.
ورَجَنَ البعيرُ في العَلَف رُجوناً إذا لم يَعَفْ منه شيئاً، وكذلك الشاة وغيرها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كتب في الصدقة إلى بعض عُمَّاله كتاباً فيه: ولا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم على آخرهم فإِن الرَّجْنَ للماشية عليها شديدٌ ولها مُهْلِكٌ؛ من الرَّجْنِ: الإقامة بالمكانِ.
ورَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إذا استحييت منه؛ وهذا من نوادر أَبي زيد.
وارْتَجَنَ عليهم أَمرهم: اخْتَلَطَ، أُخذ من ارْتِجانِ الزُّبْد إذا طُبِخ فلم يَصْفُ وفسد، وأَصله من ارْتِجانِ الإذْوَابة، وهي الزبدة تخرج من السقاء مختلطة بالرائب الخاثر فتوضع على النار، فإِذا غلى ظهر الرائبُ مختلطاً بالسمن فذلك الارْتِجانُ؛ قال أَبو عبيد: وإياه عنى بِشْرُ بن أَبي خازم بقوله: فكنتم كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ، إذْ غَلَتْ، أَتُنْزِلُها مذمومةً أَم تُذِيبُها؟ وهم في مَرْجُونة أَي اختلاط لا يدرون أَيقيمون أَم يظعنون.
والرَّجَّانَةُ: الإِبل التي تحمل المَتاعَ؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف له فعلاً، وعندي أَنه اسم كالجَبَّانة.

الضَبُّ (القاموس المحيط) [0]


الضَبُّ: م،
ج: أضُبٌّ وضِبابٌ وضُبَّانٌ ومَضَبَّةٌ، وهي بهاءٍ.
وأرضٌ مَضَبَّةً وضَبِبَةً: كثيرتُهُ.
وقد ضَبِبَتْ، كَفَرِحَ وكرُمَ،
وأضَبَّتْ.
والمُضبِّبُ: الحارِشُ له لِيَخْرُجَ مُذَنِّباً فَيَأْخُذَ بِذَنَبِه.
والضَبَّ: السَّيَلانُ، أو سَيَلانُ الدَّمِ والرِّيقِ، وقد ضَبَّ يَضِبُّ،
و= داءٌ في مِرْفَقِ البَعِيرِ، ووَرَمٌ في صَدْرِهِ، وآخَرُ في خُفِّهِ، ضَبَّ يَضَبُّ، بالفتح، وهو أضَبُّ، وهي ضَبَّاءُ، بَيِّنَةُ الضَّبَبِ،
و= الحَلْبُ بالكَفِّ كُلِّها، أو أن تَجْعَلَ إبْهامَكَ على الخِلْفِ، فَتَرُدَّ أَصابِعَكَ على الإِبْهامِ، أو جَمْعُ الخِلْفَيْنِ في الكَفِّ للحَلْبِ، والسُّكوتُ،
كالإضْبابِ، والاحْتِواءُ على الشيءِ،
كالتَّضْبِيبِ والإِضْبابِ، وجَبَلٌ بِلِحْفِه مسجدُ الخَيْفِ، ورجلُ، والغَيْظُ والحِقْدُ، ويُكْسَرُ، وداءٌ في الشَّفَةِ، وقد ضَبَّتْ تَضِبُّ ضَبّاً وضُبوباً، واللُّصوقُ بالأرضِ، . . . أكمل المادة يَضِبُّ بالكسر في الكلِّ.
والضَّبَّةُ: الطَّلْعَةُ قبلَ أن تَنْفَلِقَ.
ومَسْكُ الضَّبِّ: يُدْبَغُ للسَّمْنِ، وحَدِيدَةٌ عَرِيضةٌ يُضَبَّبُ بها،
وة بِتهامَةَ، وناقةُ الأَحْبَشِ بنِ قَلَعٍ العَنْبَرِيِّ.
وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ: عَمُّ تميمِ بنِ مُرٍّ.
وأضَبَّ: صاحَ وتَكَلَّمَ، واسْتَغارَ، وأخْفَى،
و~ النَّعَمُ: أقْبَلَ وفيه تَفَرُّقُ،
و~ الشَّعَرُ: كَثُرَ،
و~ الأرضُ: كثُرَ نَباتُها،
و~ فلاناً: لَزِمَه فلم يُفارِقْهُ،
و~ عليه: أمْسَكَه،
و~ على المَطْلوبِ: أشْرَفَ أن يَظْفَرَ به،
و~ السِّقاءُ: هُرِيقَ ماؤُه من خُرْزَةٍ فيه،
و~ اليومُ: صارَ ذَا ضَبابٍ، بالفتح: أي: نَدىً كالغَيْمِ، أو سَحابٍ رقيقٍ كالدُّخَانِ،
و~ على ما في نَفْسِه: سَكَتَ، ضِدُّ،
و~ القومُ: نَهَضُوا في الأَمْرِ جميعاً.
والضَبِيْبَةَ: سَمْنٌ، ورُبُّ يُجْعَلُ للصَّبِيِّ في عُكَّةٍ.
وضَبَّبَه: أطْعَمَه إيَّاهُ.
والضَبوبُ: الدابَّة تَبولُ وتَعْدُو، والشاةُ الضَّيِّقَةُ الإِحْليلِ، وفَرَسُ جُمانَةَ الحارِثِيِّ.
وكزُبَيْرٍ: فَرَسَانِ لحَسَّانَ بنِ حَنْظَلَة، وحَضْرَمِيِّ بنِ عامِرٍ، وماءٌ، ووادٍ.
والضِبْضِبُ، بالكسر: السَّمينُ، والفَحَّاشُ الجَرِيءُ،
كالضُّباضِبِ.
وضَبيبُ السَّيْفِ: حَدُّه.
ومضبّ: ع.
ورجُلٌ ضُباضِبٌ: قَوِيُّ، أو قصيرٌ فَحَّاشٌ، أو جَلْدٌ شديدٌ.
وسَمَّوْا: ضَبّاً وضَبَّاباً وضِباباً ومُضِبَّاً، كَشَدَّاد وكِتاب ومُحِبٍّ.
وقَلْعَةُ الضِّبابِ، ككِتابٍ: بالكوفةِ.

خَدَعَه (القاموس المحيط) [0]


خَدَعَه، كمنَعه، خَدْعاً، ويُكْسَرُ: خَتَلَه، وأراد به المكروه من حيثُ لا يَعْلَمُ،
كاخْتَدَعَه فانْخَدَعَ، والاسم: الخَديعَةُ، و"الحربُ خُدْعَةٌ"، مُثَلَّثَةً، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَميعاً، أي: تَنْقَضِي بِخُدْعَةٍ.
وخَدْعَةُ: ماءَةٌ لِغَنِيٍّ ثم لبَنِي عِتْريفٍ،
و= : امرأةٌ، وناقةٌ.
وخَدَعَ الضَّبُّ في جُحْرِهِ: دَخَلَ،
و~ الرِيقُ: يَبِسَ،
و~ الكريمُ: أمْسَكَ،
و~ الثوبَ: ثَناهُ،
و~ المَطَرُ: قَلَّ،
و~ الأُمورُ: اخْتَلَفَتْ،
و~ الرجُلُ: قَلَّ مالُه،
و~ عَيْنُه: غارَتْ،
و~ عَيْنُ الشمسِ: غابَتْ،
و~ السوقُ: كَسَدَتْ، كانْخَدَعَ.
وسُوقٌ خادِعَةٌ: مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ،
وخُلُقٌ خادِعٌ: مُتَلَوِّنٌ،
وبَعيرٌ خادِعٌ: إذا . . . أكمل المادة بَرَكَ زالَ عَصَبُه في وظيفِ رِجْلِه،
وبه خُوَيْدِعٌ.
وكصَبورٍ: الناقةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَها مَرَّةً، والطَّريقُ الذي يَبينُ مَرَّةً ويَخْفَى أُخْرَى،
كالخادِعِ، والكثيرُ الخِداعِ،
كالخُدَعَةِ، كهُمَزَةٍ.
والخُدْعَةُ، بالضم: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كثيراً.
وكَهُمَزَةٍ: قَبيلَةٌ من تَميمٍ، وهُم رَبيعةُ بنُ كَعْبٍ، واسمٌ للدَّهْرِ.
والخَيْدَعُ: من لا يُوثَقُ بِمَوَدَّتِهِ، والغولُ الخَدَّاعَةُ، والطَّريقُ المُخالِفُ للقَصْدِ، والسَّرابُ، والذِئبُ المُحْتَالُ.
وضَبٌّ خَدِعٌ، ككتِفٍ: مُراوِغٌ، وفي المثلِ: "أخْدَعُ من ضَبٍٍّ".
والأخْدَعُ: عِرْقٌ في المَحْجَمَتَينِ، وهو شُعْبَةٌ من الوَريدِ،
ج: أخادِعُ.
والمَخْدوعُ: مَنْ قُطِعَ أخْدَعُهُ.
وسِنونَ خَدَّاعَةٌ: قَليلَةُ الزَّكاءِ والرَّيْع.
والخادِعَةُ: البابُ الصَّغيرُ في الكَبيرِ، والبيتُ في جَوْفِ البيتِ.
والخَدِيعَةُ: طَعَامٌ لهم.
وكمِنْبَرٍ، ومُحْكَمٍ: الخِزانَةُ.
وأخْدَعَهُ: أوْثَقَهُ إلى الشيءِ، وحَمَلَهُ على المُخَادَعَةِ.
وكَمُعَظَّمٍ: المُجَرِّبُ، وقد خُدِعَ مِراراً.
والتَّخْديعُ: ضَرْبٌ لا ينفُذُ ولا يَحِيكُ.
وتَخَادَعَ: أرَى أنَّهُ مَخْدوعٌ، وليسَ به.
وانْخَدَعَ: رضِيَ بالخَدْع.
والمُخادَعَةُ في الآيةِ الكَريمةِ: إظْهارُ غيرِ ما في النَّفْس، وذلك أنَّهُم أبطَنوا الكُفْرَ وأظْهَروا الإِيمانَ، وإذا خادَعوا المؤمنينَ، فقد خادَعوا اللّهَ، {وما يُخادعونَ إلا أنْفُسَهُمْ}، أي: ما تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِداعِ إلا بِهِم، وقِراءَةُ مُوَرِّقٍ: {وما يَخَدِّعون}ْ، بفتح الياءِ والخاءِ وكسرِ الدالِ المشدَّدَةِ، على إرادَةِ يَخْتَدِعونَ.
وخادَعَ: تَرَكَ.
وككتابٍ: المَنْعُ والحيلَةُ.
والتَّخَدُّعُ: تَكَلُّفُهُ.

عنج (لسان العرب) [0]


عَنَجَ الشيءَ يَعْنِجُه: جَذَبه.
وكلُّ شيء تَجْذِبه إِليك، فقد عَنَجْتَه.
وعَنَجَ رأْسَ البعير يَعْنِجُهُ ويَعْنُجُه عَنْجاً: جذبه بِخِطامه حتى رفعه وهو راكب عليه.
والعَنْجُ: أَن يَجْذِبَ راكبُ البعير خِطامه قِبَلَ رأْسه حتى ربما لَزِمَ ذِفْرَاه بقادِمَة الرَّحْلِ.
وفي الحديث: أَن رجلاً سار معه على جمل فجعل يتقدّم القوم، ثم يَعْنِجُه حتى يصير في أُخْرَياتِ القوم أَي يَجْذِبُ زِمامَه ليقف، من عَنَجَه يَعْنِجُه إِذا عَطَفه، ومنه الحديث أَيضاً: وعَثَِرَت ناقته فَعَنَجَها بالزِّمام.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه أَي عطفه مَلاَّحُه.
وأَعْنَجَتْ: كَفَّتْ؛ قال مليح الهذلي: وأَبْصَرْتُهم، حتى إِذا ما تَقاذَفَتْ صُهابيَّةٌ تُبْطِي مِراراً وتُعْنِجُ والعِناج: ما عُنِجَ به.
وعَنَجَ البعيرَ . . . أكمل المادة والناقةَ يَعْنِجُها عَنْجاً: عطفَها.
والعَنْجُ، الرياضة؛ وفي المثل: عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنْجَ؛ يضرب مَثلاً لمن أَخذ في تعلُّم شيء بعدما كَبِرَ؛ وقيل: معناه أَي يُرَاضُ فيردُّ على رجليه، وقولهم: شيخٌ على عَنَجٍ أَي شيخ هَرِم على جمل ثقيل.
وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً إِذا ربطت خطامه في ذراعه وقصرْته، وإِنما يفعل ذلك بالبَكْرِ الصغير إِذا رِيضَ، وهو مأْخوذ من عِناجِ الدَّلْوِ.
وعَنَجَةُ الهَوْدج: عِضادَته عند بابه يُشدُّ بها الباب.
والعَنَجُ، بلغة هُذَيْلٍ: الرجُل، وقيل هو بالغين معجمةً؛ قال الأَزهري: ولم أَسمعه بالعين من أَحد يرجع إِلى علمه ولا أَدري ما صحته.
والعَنَجُ: جماعة الناس.
والعِنَاجُ: خَيْط أَو سَيْر يُشدّ في أَسفل الدلو ثم يُشَدُّ في عُرْوتها أَو عَرْقُوَتِها، قال: وربما شد في إِحدى آذانها.
وقيل: عِنَاجُ الدلو عُرْوَة في أَسفل الغَرْب من باطن تشدُّ بوثاق إِلى أَعلى الكَرَبِ، فإِذا انقطع الحبل أَمسك العِنَاجُ الدلو أَن يقع في البئر، وكل ذلك إِذا كانت الدلو خفيفة، وهو إِذا كان في دَلْوٍ ثقيلة حبل أَو بطانٌ يشد تحتها، ثم يشد إِلى العَرَاقي فيكون عوناً للْوَذَمِ فإِذا انقطعت الأَوْذام أَمسكها العِنَاجُ؛ قال الحطيئة يمدح قوماً عقدوا لجارهم عهداً فَوَفَوْا به ولم يخْفِرُوه: قَوْمٌ، إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم، شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا فَوْقَه الكَرَبا وهذه أَمثال ضربها لإِيفائهم بالعَهْد، والجمع أَعْنِجَة وعُنُجٌ؛ وقد عَنَج الدلوَ يَعْنُجُها عَنْجاً: عَمِلَ لها ذلك، ويقال: إِني لأَرَى لأَمرك عِناجاً أَي مِلاكاً، مأْخوذ مِن عِناج الدلو؛ وأَنشد الليث: وبعضُ القولِ ليس له عِناجٌ، كسَيلِ الماء ليس له إِتاءُ وقولٌ لا عِناجَ له إِذا أُرسل على غير رويَّة.
وفي الحديث: ان الذين وافَوا الخَنْدَق من المشركين كانوا ثلاثة عساكر، وعِناجُ الأَمر إِلى أَبي سفيان أَي أَنه كان صاحبهم ومُدَبِّرَ أَمْرهم والقائمِ بشُؤونهم، كما يحمل ثِقَل الدَّلْوِ عناجُها.
ورجل مِعْنَجٌ: يعترض في الأُمور.
والعُنْجُوجُ: الرائِع من الخيل، وقيل: الجَوَاد، والجمع عَناجيجُ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِنْ مَضَى الحَوْلُ، ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ، تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِر فإِنه يُروى بِعَناج وبعَناجِي؛ فمن رواه بِعَناجٍ فإِنه أَراد بِعَناجِجَ أَي بِعَناجِيجَ، فحذف الياء للضرورة، فقال: بِعَناججَ ثم حَوَّل الجيم الأَخيرة ياء فصار على وزن جَوَارٍ، فَنُوِّنَ لنقصان البناء، وهو من محوَّل التضعيف؛ ومن رواه عَنَاجِي جعله بمنزلة قوله: ولِضَفادِي جَمَّةٍ نَقانِقُ أَراد عَنَاجِجَ كما أَراد ضفادِعَ.
وقوله: تَهْتدِي أَحْوَى؛ يجوم أَن يريد بأَحْوَى، فحذف وأَوْصَلَ، ويجوز أَن يريد بِعَناجيجَ حُوٍّ طِمِرَّة تَهْتدي فوضع الواحد موضع الجمع، وقد استعملوا العَناجيجَ في الإِبل، أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا هَجْمَةٌ صُهْبٌ عَناجيجُ زاحَمَتْ فَتًى، عند جُرْدٍ طاحَ بين الطَّوَائح، تُسَوِّدُ من أَربابها غيرَ سَيِّدٍ، وتُصْلِحُ من أَحسابِهِم غيرَ صالح أَي يُغلَبُ ويُقهَرُ لأَنه ليس له مِثلُها يفتخر بها ويجُودُ بها؛ قال الليث: ويكون العُنْجُوجُ من النجائب أَيضاً.
وفي الحديث: قيل: يا رسول الله فالإِبِلُ؟ قال: تلك عَناجِيجُ الشياطين أَي مَطاياها، واحدها عُنْجُوجٌ، وهو النجيب من الإِبل؛ وقيل: هو الطويل العنُق من الإِبل والخيل، وهو من العَنْجِ العَطْفِ، وهو مَثَل ضربه لها؛ يريد أَنها يُسْرِعُ إِليها الذُّعْرُ والنِّفار.
وأَعْنَجَ الرجل إِذا اشتكى عِناجَه؛ والعِناج: وجع الصُّلْبِ والمَفاصِل.
والعُنْجَجُ: الضَّيْمَران من الرَّياحين؛ قال الأَزهري: ولم أَسمعه لغير الليث؛ وقيل: هو الشاهِسْفَرَمُ.
والعَنَجْنَجُ: العظيم؛ وأَنشد أَبو عمرو لهميان السعدي: عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدَحُ وأَما الذي ورد في حديث ابن مسعود: فلما وضعت رِجْلي على مُذَمَّرِ أَبي جهل قال: اعلُ عَنِّجْ، فإِنه أَراد: اعْلُ عَنِّي، فأَبدل الياء جيماً.

قهقر (لسان العرب) [0]


القَهْقَرُ والقَهْقَرُّ، بتشديد الراء: الحجر الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ، وكان أَحمد بن يحيى يقول وحده القَهْقارُ؛ وقال الجَعْدِيّ: بأَخْضَرَ كالقَهْقَرِّ يَنْفُضُ رأْسَه، أَمامَ رِعالِ الخَيْلِ، وهي تُقَرَّبُ قال الليث: وهو القُهْقُور. ابن السكيت: القُهْقُرُّ قِشْرَة حمراء تكون على لُبّ النخلة؛ وأَنشد: أَحْمَرُ كالقُهْقُرِّ وضَّاحُ البَلَقْ وقال أَبو خَيْرَة: القَهْقَرُ والقُهاقِرُ وهو ما سَهَكْتَ به الشيءَ؛ وفي عبارة أُخرى: هو الحجر الذي يُسْهَكُ به الشيء، قال: والقِهْرُ أَعظم منه؛ قال الكميت: وكأَن، خَلْفَ حِجاجِها من رأْسِها وأَمامَ مَجْمَعِ أَخْدَعَيْها،القَهْقَرا وغراب قَهْقَرٌ: شديد السواد.
وحِنْطَةٌ قَهْقَرة: قد اسْوَدَّتْ بعد الخُضْرَة، وجمعها أَيضاً قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرة: الصَّخْرة الضخمة، وجمعها أَيضاً قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرَى: الرجوع إِلى خلف، فإِذا . . . أكمل المادة قلت: رَجَعْتُ القَهْقَرَى، فكأَنك قلت: رجعت الرجوعَ الذي يعرف بهذا الاسم لأَن القَهْقَرَى ضرب من الرجوع؛ وقَهْقَر الرجلُ في مِشْيَته: فعل ذلك.
وتَقَهْقَر: تَراجَعَ على قفاه.
ويقال: رجع فلانٌ القَهْقَرَى.
والرجل يُقَهْقِرُ في مِشْيَته إِذا تَراجَعَ على قفاه قَهْقَرة.
والقَهْقَرَى: مصدر قَهْقَرَ إِذا رجع على عقبيه. الأَزهري: ابن الأَنباري: إِذا ثَنَّيْتَ القَهْقَرَى والخَوْزَلى ثَنَّيْتَه بإِسقاط الياء فقلت القَهْقَرانِ والخَوْزَلانِ، استثقالاً للياء مع أَلف التثنية وياء التثنية، وقد جاء في حديث رواه عكرمة عن ابن عباس عن عمر: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: إِني أُمْسِكُ بحُجَزكُمْ هَلُمَّ عن النار وتَقاحَمُونَ فيها تَقاحُمَ الفَراشِ وتَرِدُونَ عَليَّ الحَوْضَ ويُذْهَبُ بكم ذاتَ الشمال فأَقول: يا رب، أُمَّتي فيقال: إِنهم كانوا يمشونَ بَعْدَك القَهْقَرَى؛ قال الأَزهري: معناه الإرتداد عما كانوا عليه.
وتكرر في لحديث ذكر القَهْقَرَى وهو المَشْيُ إِلى خَلْف من غير أَن يُعيدَ وَجْهه إِلى جهة مشيه، قيل: إِنه من باب القَهْرِ. شمر: القَهْقَرُ، بالتخفيف، الطعام الكثير الذي في الأَوعية مَنْضُوداً؛ وأَنشد: باتَ ابنُ أَدْماءَ يُسامي القَهْقَرا قال شمر: الطعام الكثير الذي في العَيْبَةِ.
والقُهَيْقِرانُ: دُوَيْبَّةٌ. النضر: القَهْقَرُ العَلْهَبُ، وهو التيس المُسِنُّ، قال: وأَحْسبُه القَرْهَبَ.

عنج (مقاييس اللغة) [0]



العين والنون والجيم أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على جَذْبِ شيء بشيء يمتدّ، كحبلٍ وما أشبهه. قال الخليل: العِنَاح: سَيْر أو خيط يُشدُّ في أسفل الدّلو، ثمَّ يشَدُّ في عُروتها.
وكلُّ شيء لـه ذلك فهو عِنَاج. فإذا انقطع الحبلُ أمسك العِناجُ الدَّلوَ أن تقع في البئر. قال: [وكلُّ] شيء تجذبه إليك فقد عَنَجتَه. قال:
قومٌ إذا عقَدوا عَقداً لجارهم      شدوا العِنَاج وشدُّوا فوقه الكَرَبا

وقال آخر:
وبعضُ القولِ ليس له عِناجٌ      كسَيلِ الماء ليس لـه إتاءُ

الإتاء: المادّة.
وجمع العِناج عُنُج، وثلاثةُ أعنِجة.
والرجل يَعْنُِج إليه رأسَ بعيره، أي يجذِبُه بخِطامه.
ويقال: إنّ العِناج إنّما يكون في عُرَى الدَّلو، ولا يكون في أسفلها.
وأنشد:
لها . . . أكمل المادة عِناجانِ وسِتُّ آذانْ      واسعةُ الفَرْغ أديمان اثنانْ

قال ابنُ الأعرابيّ: عَنَجْت الدّلو وأعْنَجْتُها. قال أبو زيد: العَنْج: جذبُك رأسَها وأنت راكبُها. يعني النّاقة. قال أبو عُبيدة: من أمثالهم في الذي لا يَقبل الرّياضة: "عَوْدٌ يُعَلّم العَنْج".
وأما الذي ذكرناه من قوله:فقال أبو عمرو بن العلاء: العِناج في القول: أن يكون [له] حصاةٌ فيتكلّم بعلمٍ ونَظر، وإذا لم يكن لـه عِناج خرجَ منه ما لا يريد صاحبُه.
ومعنى هذا الكلام ألاَّ يكون لكلامه خِطام ولا زِمام، فهو يذهب بحيث لا معنى لـه.
وتقول العرب: عِناج أمْرِ فلان، أي مَقَاده ومِلاك أمره.
وأمّا العُنجوج فالرَّائِع من الخيل، والجمع عناجيج. قال الشّاعر:
نحنُ صَبَحْنا عامراً وعَبْسا      جُرْداً عناجيجَ سبقْن الشَّمْسا

فمحتملٌ أن يكون اسماً موضوعاً من غير قياس كسائر ما يشذُّ عن الأصول، ومحتمل أن يكون سمِّي بذلك لطوله أو طول عنقِه، فقياسٌ بالحبل الطويل.قال أبو عبيدة: العُنجوج من الخيل: الطويل العُنق، والأنثى عنجوجة.
ومما يؤيِّد هذا التَّأويلَ قولهم: استقام عُنْجُوج القومِ، أي سَنَنُهم. فهذا يصحِّح ذاك؛ لأن السَّنَن يمتدُّ أيضاً.وممَّا حُمِل على هذا تشبيهاً قولُهم: عناجيج الشَّباب، وهي أسبابه. قال ابن أحمر:ويقولون: رجل مِعْنَج، إذا تعرَّض في الأمور، كأنّه أبداً يمدُّ بسبب منها فيتعلَّق به.

الوَقْفُ (القاموس المحيط) [0]


الوَقْفُ: سِوارٌ من عاجٍ،
وة بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ، وبالخالِصِ شَرْقِيَّ بَغْدادَ،
وع بِبلادِ بَنِي عامِرٍ،
و~ من التُّرْسِ: ما يَسْتَديرُ بِحافَتِهِ من قَرْنٍ أو حَديدٍ وشِبْهِهِ.
ووَقَفَ يَقِفُ وقُوفاً: دامَ قائِماً.
ووَقَفْتُه أنا وقْفاً: فَعَلْتُ به ما وَقَفَ،
كوَقَّفْتُه وأوْقَفْتُه،
و~ القِدْرَ: أدامَها وسَكَّنَها،
و~ النَّصْرانِيُّ وِقِّيفَى، كخِلِّيفَى: خَدَمَ البِيعَةَ،
و~ فُلاناً على ذَنْبِهِ: أطْلَعَهُ،
و~ الدَّارَ: حَبَّسَه،
كأَوْقَفَه، وهذه رَدِيَّةٌ.
والمَوْقِفُ: مَحَلُّ الوُقوف، ومَحَلَّةٌ بِمِصْرَ،
و~ من الفَرَسِ: الهَزْمَتانِ في كَشْحَيْهِ، أو نُقْرَتا الخاصِرَةِ على رَأسِ الكُلْيَةِ.
وامْرَأةٌ حَسَنَةُ المَوْقِفَيْنِ، أي: الوَجْهِ والقَدَمِ، أو . . . أكمل المادة العَيْنَيْنِ واليَدَيْنِ، وما لا بُدَّ لَها من إظْهارِهِ، وهُما عِرْقانِ مُكْتَنِفا القُحْقُحِ إذا تَشَنَّجا لم يَقُمِ الإِنْسانُ، وإذا قُطِعا ماتَ.
وواقِفٌ: لَقَبُ مالِكِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ، أبو بَطْنٍ من الأَنْصارِ منهم: هلالُ بنُ أُمَيَّةَ الواقِفِيُّ، أحَدُ الثَّلاثَةِ الذين تِيبَ عليهم.
وذُو الوُقوف: فَرَسُ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ.
والوَقَّافُ، كشَدَّادٍ: المُتَأنِّي، والمُحْجِمُ عن القِتالِ، وشاعِرٌ عُقَيْلِيٌّ.
وكُلُّ عَقَبٍ لُفَّ على القَوْسِ: وَقْفَةٌ،
وعلى الكُلْيَة العُلْيا: وَقْفَتانِ.
والمِيقَفُ والمِيقافُ: عُودٌ يُحَرَّكُ به القِدْرُ، ويُسَكَّنُ به غَلَيانُها.
وكسَفينَةٍ: الوَعِلُ تُلْجئُهُ الكِلابُ إلى صَخْرَةٍ، فلا يُمْكِنهُ أنْ يَنْزِلَ حتى يُصادَ.
وأوْقَفَ: سَكَتَ،
و~ عنه: أمْسَكَ وأقْلَعَ، وليس في فَصِيح الكَلامِ:
أوْقَفَ إِلاَّ لِهذا المَعْنَى.
ووَقَّفَها تَوْقيفاً: جَعَلَ في يَدَيْها الوَقْفَ،
و~ يَدَيْها بالحنَّاءِ: نَقَطَتْهُما.
وكمعَظَّمٍ من الخَيْلِ: الأبْرَشُ أعْلَى الأُذُنَيْنِ، كأَنَّهُما مَنقْوشَتانِ بِبيَاضٍ، ولَوْنُ سائِرِهِ ما كان،
و~ من الحُمُرِ: ما كُويَتْ ذراعاهُ كَيّاً مُسْتَديراً،
و~ من الأُرْوِيِّ والثِّيرانِ: ما في يَدَيْهِ حُمْرَةٌ تُخالِفُ سائرَهُ،
و~ مِنّا: المُجرَّبُ المُحَنَّكُ،
و~ من القِداحِ: ما يُفاضُ به في المَيْسِرِ.
والتَّوْقيفُ: أنْ يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ قَوْسِهِ بِمَضائِغَ من عَقَبٍ، جَعَلَهُنَّ في غِراءٍ من دماءِ الظِباءِ، وأن يَجْعَلَ لِلفَرَسِ وَقْفاً، وأن يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَلَهُ واقِياً لا يَعْقِرُ،
و~ في الحَديثِ: تَبْيينُهُ،
و~ في الشَّرْعِ: كالنَّصِّ،
و~ في الحَجِّ: وقوفُ الناسِ في المَواقِفِ،
و~ في الجَيْشِ: أنْ يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ، وسِمَةٌ في القِداحِ، وقَطْعُ موْضِعِ السُّوارِ.
والتَّوقُّفُ في الشيءِ: كالتَّلَوُّمِ،
و~ عليه: التَّثَبُّتُ.
والوِقافُ والمُواقَفَةُ: أن تَقِفَ معه ويَقِفَ معك في حَرْبٍ أو خُصومةٍ، وتَواقفَا في القِتالِ.
وواقَفْتُه على كذا،
واسْتَوْقَفْتُه: سألْتهُ الوقُوفَ.

ضَرَبَه (القاموس المحيط) [0]


ضَرَبَه يَضْرِبُهُ، وضَرَّبَهُ،
وهو ضارِبٌ وضَريبٌ وضَروبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ: كثيرهُ، ومَضْرُوبٌ وضَريبٌ.
والمِضْرَبُ والمِضْرابُ: ما ضُرِبَ به.
وضَرُبَتْ يَدُهُ، ككَرُم: جادَ ضَرْبُها.
وضَرَبَتِ الطَّيْرُ تَضْرِبُ: ذَهَبَتْ تَبْتَغِي الرِّزْقَ،
و~ على يَدَيْهِ: أمْسَكَ،
و~ في الأرضِ ضَرْباً وضَرَبَاناً: خَرَجَ تاجِراً أو غازياً، أو أسْرَعَ، أو ذَهَبَ،
و~ بنَفْسِه الأرضَ: أقامَ،
كأضْرَبَ، ضِدُّ،
و~ الفَحْلُ ضِراباً: نَكَحَ،
و~ النَّاقَةُ: شَالَتْ بِذَنَبِها، فَضَرَبَتْ فَرْجَهَا، فَمَشَتْ، وهي ضَارِبٌ وضاربَةٌ،
و~ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطَهُ،
كَضَرَّبَهُ، و~ في الماءِ: سَبَحَ، ولَدَغَ، وتَحَرَّكَ، وطالَ، وأعرَضَ، وأشار،
و~ الدَّهْرُ بَيْنَنا: بَعَّدَ،
و~ بِذَقَنِهِ الأرضَ: جَبُنَ وخافَ،
و~ الزَّمانُ: مَضَى.
والضَّرْبُ: المِثْلُ، والرَّجُلُ الماضي النَّدْبُ، والخَفيفُ . . . أكمل المادة اللَّحْمِ، والصِّنْفُ من الشيءِ،
كالضَّريبِ والمَضْروبِ، والمَطَرُ الخَفيفُ، والعَسَلُ الأَبْيَضُ، وبالتَّحْرِيكِ أشْهَرُ،
و~ من بَيْتِ الشِّعْرِ: آخِرُهُ.
والضَّريبُ: الرَّأسُ، والمُوَكَّلُ بالقِداحِ، أو الذي يَضْرِبُ بها،
كالضَّاربِ، والقِدْحُ الثالِثُ، واللَّبَنُ يُحْلَبُ من عِدَّةِ لقاحٍ في إناءٍ، والنَّصيبُ، والبَطِينُ من الناسِ، والثَّلْجُ، والجَليدُ، والصَّقِيعُ، ورَديءُ الحَمْضِ، أو ما تَكَسَّرَ منه.
وكزُبَيْرٍ: ضُرَيْبُ بنُ نُقَير، في: ن ق ر.
والمِضْرَبُ: الفُسْطاطُ العظيمُ، وبفتح الميمِ: العَظْمُ الذي فيه المُخُّ.
واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ،
كتَضَرَّبَ، وطالَ مع رَخاوَةٍ، واخْتَلَّ، واكْتَسَبَ، وسألَ أن يُضْرَبَ له،
و~ القومُ: ضارَبوا،
كَتَضاربوا، و~ خَيْلُهُم: اخْتَلَفَتْ كلِمَتُهُم.
والضَّريبةُ: الطَّبيعةُ، والسَّيْفُ، وحَدُّه،
كالمَضْرَبِ والمَضْرَبَةِ، وتُكْسَرُ رَاؤُهُما، والقِطْعَةُ من القُطْنِ، والرَّجُلُ المَضْرُوبُ بالسَّيْفِ، ووَادٍ يَدْفَعُ في ذاتِ عِرْقٍ، وواحِدةُ الضَّرائِبِ التي تُؤْخَذُ في الجِزْيَةِ ونحوِها، وغَلَّةُ العَبْدِ.
وضَرِبَ، كَفرِحَ: ضَرَبَه البَرْدُ.
والضَّارِبُ: المَكَانُ المُطْمَئِنُّ به شَجَرٌ، والقِطْعَةُ الغَليظَةُ تَسْتَطِيلُ في السَّهْلِ، والليلُ المُظْلِمُ، والناقةُ تَضْرِبُ حالِبَها، وشِبْهُ الرَّحَبَةِ في الوادِي،
ج: ضَوارِبُ.
وهو يَضْرِبُ المَجْدَ: يَكْتَسِبُه ويَطْلُبُه.
واسْتَضْرَبَ العسلُ: ابْيَضَّ، وغَلُظَ،
و~ الناقةُ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ.
وضُرابِيةُ، كقُراسِيَةٍ: كُورَةٌ بِمِصْرَ من الحَوْفِ.
وضارَبَ له: اتَّجَرَ في ماله، وهي القِراضُ.
وضارِبُ السَّلَمِ: ع باليَمامةِ.
وما يُعْرَفُ له
مَضْرِبُ عَسَلَةٍ، أي: أصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أبٌ ولا شَرَفٌ.
و{ضَرَبْنا على آذانِهِم}: مَنَعْناهُم أنْ يَسْمَعوا.
وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ: مُنْهَزِماً مُنْفَرِداً.
وضَرَّبَ تَضْريباً: تَعَرَّضَ للثَّلْجِ، وشَرِبَ الضَّريبَ،
و~ عَيْنُه: غارَتْ.
وأضْرَبَ القَوْمُ: وَقَعَ عليهم الصَّقيعُ،
و~ السَّموم الماءَ: أنْشَفَه الأرضَ،
و~ الخُبْزُ: نَضِجَ.
وضارَبَه فَضَرَبَه، كَنَصَره: غَلَبَه في الضَّرْبِ.

خَرَمَ (القاموس المحيط) [0]


خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُهَا وخَرَّمَهَا فَتَخَرَّمَتْ: فَصَمَها،
و~ فُلاناً: شَقَّ وَتَرَةَ أنْفِهِ، وهي ما بينَ مَنْخِرَيْهِ،
فَخَرِمَ هو، كفَرِحَ، أي: تَخَرَّمَتْ وَتَرَتُهُ.
والخَرَمَةُ، محرَّكةً: مَوْضِعُ الخَرْمِ من الأنْفِ.
والخَرْماء: الأُذُن المُنْخَرِمَةُ، وعَيْنٌ بالصَّفْرَاء، وفَرَسُ زَيْدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ، وفَرَسُ راشِدِ بنِ شَمَّاسٍ المَعْنِيِّ، وفَرَسٌ لِبَنِي أبي رَبيعَةَ، وكُلُّ رابِيَةٍ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ، أو كُلُّ أكَمَةٍ لها جانِبٌ لا يُمْكِنُ منه الصُّعودُ، وعَنْزٌ شُقَّتْ أُذُنُها عَرْضاً.
والخَرْمُ، أنف الجَبَلِ،
و~ في الشِّعْرِ: ذَهابُ الفاء من فَعولُنْ، أو الميمِ من مُفاعَلَتُن،
والبيتُ: مَخْرومٌ وأخْرَمُ
ج: خُرُومٌ، وبالضمِّ: ع، أو جُبَيْلاتٌ.
والأَخْرَمَانِ: عَظْمانِ
مُنْخَرِمَانِ في طَرَفِ الحَنَكِ الأعْلَى، وآخِرُ ما في الكتِفَيْنِ مِن . . . أكمل المادة قِبَلِ العَضدَينِ أو طَرَفا أسْفَلِ الكَتِفَين اللذانِ اكْتَنَفَا كُعْبُرَةَ الكَتِفِ.
والأَخْرَمُ: مُنْقَطِعُ العَيْرِ حيثُ يَنْجَذِمُ، والمَثْقُوبُ الأُذُنِ، ومَن قُطِعَتْ وَتَرَةُ أنْفه، ومَلِكٌ للرومِ، وجَبَلٌ لبَنِي سُلَيْمٍ، وآخَرُ بطَرَفِ الدَّهْنَاء، وتُضَمُّ راؤُهُ، وآخَرُ بِنَجْدٍ.
وخُرْمُ الأَكَمَةِ، بالضم،
ومَخْرِمُها، كمَجْلِسٍ: مُنْقَطَعُها.
ومَخْرِمُ الجَبَلِ والسَّيْلِ: أنْفُهُ.
والمَخَارِمُ: الطُّرُقُ في الغِلَظِ، وأوائِلُ اللَّيْلِ.
والخَوْرَمَةُ: مُقَدَّمُ الأَنْفِ، أو ما بينَ المَنْخَرَيْنِ،
وواحِدَةُ الخَوْرَمِ، لصُخُورٍ لها خُروقٌ.
واخْتُرمَ فُلانٌ عَنَّا، مَبنياً للمَفعُولِ: ماتَ.
واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ: أخَذَتْهُ،
و~ القوْمَ: اسْتأصَلَتْهُم، واقْتَطَعَتْهُمْ،
كَتَخَرَّمَتْهُم.
والخارِمُ: البارِدُ، والتارِكُ، والمُفْسِدُ، والريحُ البارِدَةُ.
وكأَميرٍ: الماجِنُ،
وقد خَرُمَ، كَكَرُمَ.
وكسُكَّرٍ: نَباتُ الشَّجَرِ، والناعِمُ من العيْشِ، أو هي مُعَرَّبَةٌ، ولَقَبُ والِدِ الحُسَيْنِ بن إدْرِيسَ الحافِظِ، وبهاء: نَبْتٌ كاللوبياء
ج: خُرَّمٌ، وهو بَنَفْسَجِيُّ اللَّوْنِ، شَمُّهُ والنَّظَرُ إليه، مُفَرِّحٌ جِداً، ومَن أمْسَكَهُ معه، أحَبَّهُ كُلُّ ناظِرٍ إليه.
ويُتَّخَذُ من زَهْرِهِ دُهْنٌ يَنْفَعُ لِما ذُكِرَ.
وكسُكَّرَةٍ: ة بِفَارِسَ، منها بابَكُ الخُرَّمِيُّ.
وأُمُّ خُرَّمانَ أيضاً: ع.
وفُلانٌ يَتَخَرَّمُ زَبَدُه، أي: يَرْكَبُنا بالظُّلْمِ والحُمْق.
وتَخَرَّمَ: دانَ بدينِ
الخُرَّمِيَّةِ، لأصحابِ التَّناسُخِ والإِباحَةِ.
وكمُحَدِّثٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ لِيَزيدَ بنِ مُخَرِّمٍ.
والخُرْمَانُ، كعُثْمانَ: الكَذِبُ، وكزُنَّارٍ: المُتَخَرِّمونَ في المعاصي، وجَدُّ أحمد بنِ عبدِ اللهِ، وجَدُّ عَمْرِو بن حَمُّويَةَ المُحدِّثَيْنِ.
وموسَى بنُ عامِرٍ، وسَعيدُ بنُ عَمْرِو بنِ خُرَيْمٍ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي جَحْوَشٍ الخُرَيْميُّونَ، بالضم: مُحدِّثونَ.
والخَرْوَمانَةُ: بَقْلَةٌ تَنْبُتُ في القُطْنِ خَبِيثَةٌ.
وكمُعَظَّمٍ: اسمٌ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ فاتِكِ بنِ الأَخْرَم البَدْرِيُّ، وابنُ أيْمَنَ: صَحابِيَّانِ.

البَيْنُ (القاموس المحيط) [0]


البَيْنُ: يكونُ فُرْقَةً ووَصْلاً، واسْماً، وظَرْفاً مُتَمَكِّناً، والبُعْدُ، وبالكسر: الناحيةُ، والفَصْلُ بين الأرْضَيْنِ، وارتِفاعٌ في غِلَظٍ، وقَدْرُ مَدِّ البَصَرِ،
وع قربَ نَجْرانَ،
وع قُرْبَ الحِيرةِ،
وع قربَ المدينةِ،
وة بفَيْرُوزابادِ فارِسَ،
وع، ونَهْرٌ بين بَغْدادَ وبين دَفاعِ.
وجَلَسَ بين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ.
ولَقِيَهُ بُعَيْداتِ بينٍ: إذا لَقِيَهُ بعدَ حين، ثم أمْسَكَ عنه، ثم أتاهُ.
وبانُوا بَيْنَاً وبَيْنونةً: فارَقوا،
و~ الشيءُ بَيْناً بُيوناً وبَيْنونةً: انْقَطَعَ،
وأبانَهُ غيرُه
و~ المرأةُ عن الرجُلِ، فهي بائِن: انْفَصَلَتْ عنه بطَلاقٍ.
وتَطْليقَةٌ بائنَةٌ لا غيرُ.
وبانَ بياناً: اتَّضَحَ، فهو بَيِّنٌ
ج: أبْيِناءُ.
وبنْتُه، بالكسر،
وبَيَّنْتُه وتَبَيَّنْتُه وأبَنْتُه واسْتَبَنْتُه: أوضَحْتُه، وعَرَّفْتُه، فبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ وأبانَ واسْتَبانَ، . . . أكمل المادة كلُّها لازِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ.
والتِّبْيانُ، ويفتح: مَصْدَرٌ شاذٌ،
وضَرَبَه فأَبانَ رأسَه، فهو مُبِينٌ ومُبْيِنٌ، كمُحْسِنٍ.
وبايَنَه: هاجَرَه.
وتَباينَا: تَهاجَرا.
والبائِنُ: مَن يأتي الحَلوبَةَ من قِبَل شِمالِها، وكلُّ قَوْسٍ بانَتْ عن وَتَرِها كثيراً،
كالبائِنةِ، والبئْرُ البعيدةُ القَعْرِ الواسعةُ،
كالبَيُونِ.
وغُرابُ البَيْنِ: الأبْقَعُ، أو الأحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ.
وأما الأسْوَدُ، فإنه الحاتِمُ، لأَنه يَحْتِمُ بالفِراق.
وهذا بَيْنَ بَيْنَ: أي: بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّديءِ، اسْمانِ جُعِلا واحداً، وبُنِيا على الفتح.
والهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى: بَيْنَ بَيْنَ.
وبَيْنا نَحْنُ كذا: هي بينَ أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها، فَحَدَثَتِ الألِفُ.
وبَينا وبينما: من حُروفِ الابْتِداءِ والأصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صَلُحَ موضعُهُ بَيْنَ، كقوله:
بَيْنا تَعَنُّفِه الكُماةَ ورَوْغِه **** يوماً أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ
وغَيْرُهُ يَرْفَعُ ما بَعْدَها على الابْتِدَاء والخَبَرِ.
والبَيانُ: الإِفْصاحُ مع ذكَاءٍ.
والبَيِّنُ: الفصيحُ
ج: أبيِناء وأبْيانٌ وبُيَناء.
والكَواكِبُ البَيانِيَّاتُ: التي لا تَنْزِلُ الشمسُ بها ولا القمرُ.
وبَيَّنَ بِنْتَهُ: زَوَّجَهَا،
كأَبانَها،
و~ الشجرُ: بَدا، وَظَهَرَ أوَّلَ ما يَنْبُتُ،
و~ القَرْنُ: نَجَمَ.
وأبو علِي بنُ بَيَّانٍ، كشَدَّادٍ: زاهِدٌ ذو كَراماتٍ.
وبَيَّانَةُ، كَجَبَّانَةٍ: ة بالمغرب، منها قاسِمُ بنُ أصْبَغٍ البَيَّانِيُّ الحافِظُ المُسْنِد، وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ المقرِئ.
وبَيانٌ: ع بِبَطَلْيَوْسَ.
ويوسُفُ بنُ المُبارَكِ بنِ البِيني، بالكسر: محدثٌ.
وبَيْنونُ: حِصْنٌ باليمن،
وبهاءٍ: ة بالبَحْرَيْن.
وبَيْنُونَةُ الدُّنْيا والقُصْوَى: قَرْيتانِ في شِقِّ بني سَعْدٍ.
وبَيْنَةُ: ع بوادي الرُّوَيْثَةِ، وثَنَّاهَا كُثَيِّرٌ:
ألا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ **** بحَيْثُ الْتَقَتْ من بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ
فَصْلُ التَّاء

أزم (لسان العرب) [0]


الأَزْمُ: شدَّةُ العَضِّ بالفَمِ كلِّه، وقيل بالأَنْياب، والأَنْيابُ هي الأَوازِمُ، وقيل: هو أَنَ يَعَضَّه ثم يكرِّر عليه ولا يُرْسِله، وقيل: هو أَن يَقْبِض عليه بفيه، أَزَمه، وأَزَمَ عليه يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً، فهو آزِمٌ وأَزُومٌ، وأَزَمْت يَد الرجُل آزِمُها أَزْماً، وهي أَشدُّ العَضِّ. قال الأَصمعي: قال عيسى بن عمر كانت لنا بَطَّة تَأْزِمُ أَي تَعَضُّ، ومنه قيل للسَّنة أَزْمَةٌ وأَزُومٌ وأَزامِ، بكسر الميم.
وأَزَمَ الفرسُ على فأْسِ اللِّجام: قَبض؛ ومنه حديث الصدّيق: نَظَرْت يوم أُحُدٍ إِلى حَلَقة دِرْع قد نَشِبَت في جَبين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فانْكَبَبْت لأَنْزِعَها، فأَقْسَم عليَّ أَبو عبيدة فأَزَمَ بها بثَنيَّتيه فجَذبها جَذْباً رَفيقاً . . . أكمل المادة أَي عَضَّها وأَمْسكها بين ثَنِيَّتَيْه؛ ومنه حديث الكَنْز والشجاع الأَقْرع: فإِذا أَخذه أَزَم في يده أَي عَضَّها.
والأَزْمُ: القطعُ بالناب والسِّكِّين وغيرهما.
والأَوَازمُ والأُزَّمُ والأُزُمُ: الأَنْياب، فواحدة الأَوزامِ آزِمةٌ، وواحدة الأُزَّمِ آزِمٌ، وواحدة الأُزُمِ أَزُومٌ.
والأَزْمُ: الجَدْبُ والمَحْل. ابن سيده: الأَزْمة الشدّة والقَحْط، وجمعها إِزَمٌ كبَدْرةٍ وبِدَر، وأَزْمٌ كتَمْرةٍ وتَمْر؛ قال أَبو خِراش: جَزى اللهُ خيراً خالِداً من مُكافِئٍ، على كلِّ حالٍ من رَخاء ومن أَزْمِ وقد يكون مصدراً لأَزَم إِذا عضَّ، وهي الوَزْمة أَيضاً.
وفي الحديث: اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي، قال: الأَزْمَة السَّنة المُجْدِبة. يقال: إِن الشدَّة إِذا تَتابَعت انفرجت وإِذا تَوالَتْ تَوَلَّت.
وفي حديث مجاهد: أَن قُرَيْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شديدةٌ وكان أَبو طالب ذا عيالٍ.
والأَوزامُ: السِّنُون الشدائد كالبَوازِم.
وأَزَمَ عليهم العامُ والدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً: اشتدّ قَحْطُه، وقيل: اشتدَّ وقَلَّ خَيرُه؛ وسنة أَزْمَةٌ وأَزِمَةٌ وأَزُومٌ وآزِمةٌ؛ قال زهير: إِذا أَزَمَتْ بهم سَنةٌ أَزُوم ويقال: قد أَزَمت أَزامِ؛ قال: أَهان لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزامِ قال ابن بري: وأَنشد أَبو علي هذا البيت: أَهانَ لها الطعامَ فَأَنْفَذَتْهُ، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزُومُ ويقال: نزلتْ بهم أَزامِ وأَزُومٌ أَي شدَّة.
والمُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزمان؛ أَنشد عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي في رجل خطَب إِليه ابنَته فردَّ الخاطب: قالوا: تَعَزَّ فَلَسْتَ نائِلَها، حتى تَمَرَّ حَلاوَةُ التَّمْرِ لَسْنا من المُتأَزِّمينَ، إِذا فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ أَي لَسْنا نُزَوِّجك هذه المرأَة حتى تَعود حَلاوةُ التَّمْر مَرارةً، وذلك ما لا يكون.
والمُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزَّمان وشدَّتِه، واللَّمُوسُ: الذي في نَسَبه ضَعَةٌ، أَي أَن الضعيفَ النسَب يفْرَح بالسَّنة المُجْدبة ليُرْغَب إِليه في ماله فيَنْكِحَ أَشْراف نِسائهم لحاجَتهم إلى ماله.
وأَزَمَتْهم السنةُ أَزْماً: استأْصَلَتهم، وقال شمر: إِنما هو أَرَمَتْهم، بالراء،قال: وكذلك قال أَبو الهيثم.
ويقال: أَصابتنا أَزْمة وآزمةٌ أَي شدّة؛ عن يعقوب.
وأَزَمَ على الشيء يَأْزِمُ أُزُوماً: واظَب عليه ولَزِمَه.
وأَزَمَ بِضَيْعَته وعليها: حافظ. أَبو زيد: الأُزُومُ المُحافظة على الضَّيْعَة.
وتَأَزَّمَ القومُ إِذا أَطالوا الإِقامة بِدارهم.
وأَزَمَ بصاحِبه يَأْزِمُ أَزْماً: لَزِقَ.
وفي الصحاح: أَزَمَ الرجلُ بصاحبه إِذا لَزِمَه.
وأَزَمَه أَيضاً أَي عَضَّه وأَزَمَ عن الشيء: أَمسك عنه.
وأَزَمَ بالمكان أَزْماً: لَزِمَه.
وأَزَمْتُ الحَبْلَ والعِنانَ والخَيْط وغيرَه آزِمُه أَزْماً: أَحكَمْت فَتْله وضَفْرَه، بالراء والزاي جميعاً، والراء أَعرف، وهو مَأْزُومٌ.
والأَزْمُ: ضرْب من الضَّفْر وهو الفَتْل.
وأَزَمَ أَزْماً وأَزِمَ أَزَماً، كلاهما: تقبَّض.
والمَأْزِمُ: المَضِيق مثل المَأْزِلِ؛ وأَنشد الأَصمعي عن أَبي مَهْدِيَّة: هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، وعِضَواتٌ تَمْشُق اللَّهازِما ويروى عَصَوات، وهي جمع عَصاً.
وتَمْشُق: تضرِب.
والمأْزِم: كلُّ طريق ضيِّق بين جبلين، وموضع الحَرْبِ أَيضاً مَأْزِمٌ، ومنه سمي الموضع الذي بين المَشْعَر وعَرَفة مَأْزِمَيْن. الأَصمعي: المَأْزِمُ في سَنَد مَضِيقٌ بين جَمْعٍ وعَرَفة.
وفي حديث ابن عمر: إِذا كنتَ بين المَأْزِمَيْن دون مِنىً فإِنَّ هناك سَرْحَة سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً.
وفي الحديث: إِني حَرَّمْت المدينة حَراماً ما بين مَأْزِمَيْها؛ المَأْزِمُ: المَضِيقُ في الجبال حتى يَلتَقِي بعضُها ببعض ويَتَّسِع ما وَرَاءه، والميمُ زائدة، وكأَنه من الأَزْمِ القُوّة والشدّة؛ وأَنشد لِساعدة ابن جؤية الهُذَلي:ومُقامُهنّ، إِذا حُبِسْنَ، بِمَأْزِمٍ ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدّهنّ الأَخشَبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده ومُقامِهنَّ، بالخفض على القَسَم لأَنه أَقسم بالبُدْن التي حُبِسْن بِمَأْزِمٍ أَي بمَضِيق، وأَلَفَّ: مُلْتَفّ، والأَخْشَبُ: جبل، والمَأْزِمُ: مَضِيقُ الوادي في حُزُونةٍ.
ومَآزِمُ الأَرض: مَضايِقها تلْتَقي ويتَّسِع ما وراءها وما قُدّامها.
ومآزِمُ الفَرْجِ: مَضايقه، واحدها مَأْزِم.
ومأْزِمُ القِتال: موضعه إِذا ضاق، وكذلك مَأْزِمُ العَيش؛ هذه عن اللحياني، وكلُّ مَضِيق مَأْزِمٌ.
والأَزْمُ: إِغْلاق الباب.
وأَزَمَ البابَ أَزْماً: أَغْلَقه.
والأَزْمُ: الإِمساك. أَبو زيد: الآزِمُ الذي ضَمَّ شفتيه.
والأَزْمُ: الصمْت.
والأَزْمُ: تركُ الأَكل وأَصله من ذلك؛ وفي الحديث: أَن عمر قال للحرث ابن كَلْدة وكان طبيبَ العَرب: ما الطِّبُّ؟ فقال: هو الأَزْمُ، وهو أَن لا تدخِل طعاماً على طعام، وفسَّره الناسُ أَنه الحِمْيَةُ والإِمساك عن الاستكثار، وفي النهاية: إِمساك الأَسْنان بعضها على بعض.
والأَزْمةُ: الأَكلة الواحدة في اليوم مرَّة كالوَجْبةِ.
وفي حديث الصلاة أَنه قال: أَيُّكم المُتَكلِّم؟ فَأَزَمَ القومُ أَي أَمسكوا عن الكلام كما يُمسِك الصائم عن الطَّعام، قال: ومنه سميت الحِمْيَةُ أَزْماً، قال: والرواية المشهورة: فَأَرَمَّ القوم، بالراء وتشديد الميم؛ ومنه حديث السِّواك: يستعمله عند تَغَيُّر الفَمِ، من الأَزْمِ.
وأَزِيمٌ: جبل بالبادية.

برث (لسان العرب) [0]


البَرْثُ: جبلٌ من رَمْلٍ، سهل التراب، لَيِّنه.
والبَرْثُ: الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنة.
والبَرْثُ: أَسهلُ الأَرض وأَحسَنُها. أَبو عمرو: سمعت ابنَ الفَقْعَسِيِّ يقول، وسأَلته عن نَجْد، فقال: إِذا جاوزتَ الرمل فصِرْتَ إِلى تلك البِراثِ، كأَنها السَّنامُ المُشَقَّقُ. الأَصمعي وابن الأَعرابي: البَرْثُ أَرضٌ لينة مستوية تُنْبِتُ الشَّعَر؛ وفي الحديث: يَبْعَثُ الله منها سبعين أَلفاً لا حسابَ عليهم، ولا عذابَ، فيما بَيْنَ البَرْثِ الأَحْمَر وبين كذا؛ البَرْثُ: الأَرضُ اللَّيِّنة؛ قال: يريد به أَرضاً قريبةً من حِمْصٍ، قُتِلَ بها جماعةٌ من الشهداء والصالحين؛ ومنه الحديث الآخر: بين الزَّيْتُونِ إِلى كذا بَرْثٌ أَحْمَرُ؛ والبَرْثُ: مكانٌ ليِّنٌ سهْلٌ يُنْبِتُ النَّجْمة والنَّصِيَّ، والجمعُ من كل ذلك؛ بِراثٌ، وأَبْراثٌ، . . . أكمل المادة وبُروثٌ؛ فأَما قول رؤْبة: أَقْفَرَتِ الوَعْساءُ، فالعُثاعِثُ من أَهْلِها، فالبُرَقُ البَرارِثُ فإِن الأَصمعي قال: جعل واحدتها بَرْثِيةً، ثم جَمَع وحذف الياء للضرورة؛ قال أَحمد بن يحيى: فلا أَدري ما هذا؛ وفي التهذيب: أَراد أَن يقول بِراث فقال بَرارِثُ؛ وقال في الصحاح: يقال إِنه خطأٌ. قال ابن بري: إِنما غَلِطَ رؤْبة في قوله فالبُرَقُ البَرارِثُ، من جهة أَن بَرْثاً اسم ثلاثي، قال: ولا يجمع الثلاثيّ على ما جاء على زنة فَعالل، قال: ومن انتصر لرؤبة قال يجيءُ الجمع على غير واحده المستعمل كضَرَّة وضَرائر، وحُرَّة وحَرائر، وكَنَّة وكَنائِن، وقالوا: مَشابِهَ ومَذاكِر في جمع شِبْه وَذكر، وإِنما جاء جمعاً لمُشْبِه ومِذْكار، وإِن كانا لم يُستعملا؛ وكذلك بَرارِثُ، كأَنَّ واحدَه بُرَّثةٌ وبَرِّيثةٌ، وإِن لم يُستعمل؛ قال: وشاهدُ البَرْثِ للواحد قولُ الجَعْديّ: على جانِبَيْ حائِرٍ مُفْرَطٍ، يبَرْثٍ، تَبَوَّأْنه، مُعْشِبِ والحائرٌ: ما أَمْسَك الماءَ.
والمُفْرَطُ: المَمْلُوء.
والبَرْثُ: الأَرض البيضاء، الرقيقة، السَّهْلة، السريعة النبات؛ عن أَبي عمرو، وجمعُها بِراثٌ وبِرَثَة.
وتَبَوَّأْنَه: أَقَمْنَ به.
ويالضمير في تَبَوَّأْنَ يعود على نساء تقدم ذكرهن؛ وقبله: فلمَّا تَخَيَّمْنَ تَحْتَ الأَرا كِ، والأَثْلِ من بَلَدٍ طَيِّبِ أَي ضَرَبْنَ خِيامَهُنَّ في الأَراك.
والوَعْساءُ: الأَرض اللينة ذاتُ الرمل.
والعَثاعِثُ: جمعُ عَثْعثَة، وهي الأَرضُ اللينة البيضاء.
وقال أَبو حنيفة: قال النضر: البَرِثَة إِنما تكون بين سُهُولة الرَّمْل وحُزونة القُفِّ، وقال: أَرض بَرِثَة، على مثال ما تقدم، مَرِيعةٌ تكون في مَسَاقط الجبال. ابن الأَعرابي: البُرْثُ، بالضم: الرجلُ الدَّليلُ الحاذِقُ. التهذيب في برت، أَبو عمرو: بَرِتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر؛ وبَرِثَ، بالثاء، إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً.

عقل (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَقْلُ: الحِجْرُ والنهى.
ورجلٌ عاقلٌ وعَقولٌ.
وقَ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلاً ومَعْقولاً أيضاً.
وهو مصدرٌ، وقال سيبويه: هو صفةٌ.
والعَقْلُ: الدِيَةُ.
والعَقْلُ: ثوبٌ أحمر. قال علقمة:
كأنّه من دَمِ الأجوافِ مَدمـومُ      عَقْلاً ورَقْماً تكاد الطيرُ تخطَفه

ويقال: هما ضربانِ من البرود.
والعَقْلُ: الملجأ، والجمع العُقولُ. قال أحيحة:
لوَ انَّ المرءَ تنفعهُ العُقولُ      وقد أعددت للحَدَثانِ صَعْباً

 والعَقولُ: الدواء الذي يمسك البطن.
ولفلانٍ عُقْلَةٌ يَعْتَقِلُ الناسَ، إذا صارع.
ويقال أيضاً: به عُقْلَةٌ من السحر، وقد عُمِلَتْ له نُشْرةٌ.
والمَعْقِلُ: الملجأ، وبه سمِّي الرجل.
والمَعْقُلَةُ: الدِيَةُ. يقال: لنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ، أي بقيَّةٌ من دِيةٍ كانت عليه.
وصار دمُ فلان مَعْقُلَةً، إذا صاروا يَدونَه، أي صار غُرْماً يؤدونه من أموالهم.
ومنه . . . أكمل المادة قيل: القوم على معاقِلِهِم الأولى، أي على ما كانوا يَتَعاقلون في الجاهلية كذا يَتَعاقلونَ في الإسلام.
والعقَّالُ: ظلْعٌ يأخذ في قوائم الدابّة.
والعاقولُ من النهر والوادي والرمل: المعوجّ منه.
وعَواقيلُ الأمور: ما التبسَ منها.
والعَقيلَةُ: كريمةُ الحيّ، وكريمة الإبل.
وعَقيلَةُ كلِّ شيءٍ: أكرُمه.
والدُرَّةُ عَقيلَةُ البحر.
والعِقالُ: صدقةُ عامٍ.
وقال:
فكيف لو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْن      سعى عِقالاً فلم يترك لنا سَـبَـداً

وعلى بني فلانٍ عِقالانِ، أي صدقةُ سنتين.
ويُكرهُ أن تُشترى الصدقةُ حتَّى يَعْقِلها الساعي.
وعَقَلْتُ القَتيلَ: أعطيتُ ديته.
وعَقَلْتُ له دمَ فلانٍ، إذا تركتَ القَوَدَ للدية. قالت كبشةُ أخت عمرو بن معد يكرب:
إلى قومه لا تَعْقِلوا لهُمُ دَمي      وأرسلَ عبدُ اللهِ إذ حانَ يومُه

وعَقَلْتُ عن فلان، أي غَرِمتُ عنه جنايته، وذلك إذا لزمَتْه ديةٌ فأدَّيتها عنه. فهذا هو الفرق بين عَقَلْتُهُ وعَقَلْتُ عنه وعَقَلْتُ له. الأصمعيّ: عَقَلْتُ البعير أعْقِلُهُ عَقْلاً، وهو أن تثني وظيفَه مع ذراعه فتشدّهما جميعاً في وسط الذراع، وذلك الحبل هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ.
وعَقَلَ الوَعِلُ، أي امتنع في الجبل العالي، يَعْقِلُ عُقولاً، وبه سمِّي الوعل عاقِلاً.
وعَقَلَ الدواءُ بطنَه، أي أمسكه. الظلُّ، أي قام قائم الظهيرة.
وعَقَلَتِ المرأةُ شعرها: مَشَطته.
والعاقِلَةُ: الماشطَةُ.
وعاقَلْتُهُ فعَقَلْتُهُ أعْقُلُهُ بالضم، أي غلبته بالعقل.
وبعيرٌ أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ بيِّنة العَقَلِ، وهو التواءٌ في رجل البعير واتِّساعٌ كثيرٌ.
وأعقَلَ القومُ، إذا عَقَلَ بهم الظلّ، أي لجأ وقلصَ، عند انتصاف النهار.
وعَقَّلتُ الإبل، من العِقالِ، شدِّد للكثرة.
واعتَقَلْتُ الشاةَ، إذا وضعت رجلها بين فخذيك أو ساقيك لتحلبها.
واعْتَقَلَ رمحه: إذا وضعه بين ساقه وركابه.
واعْتُقِلَ الرجلُ: حُبِسَ.
واعْتُقِلَ لسانه، إذا لم يقدر على الكلام.
وصارعه فاعتَقَلَهُ الشَغْزَبِيَّةَ، وهو أن يلويَ رجله على رجله.
وتَعَقَّلَ: تكلَّفَ العقلَ، كما يقال: تحلّم وتكيّس.
وتَعاقَلَ: أرى من نفسه ذلك وليس به.
وعاقِلَةُ الرجل، عَصَبَتُهُ، وهم القرابة من قبل الأب الذين يُعطونَ دِيَةَ من قتله خطأً.
وقال أهل العراق: هم أصحاب الدواوين.

ضمز (لسان العرب) [0]


ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع، وكذلك الناقة.
وبعير ضامِزٌ: لا يَرْغُو.
وناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو.
وناقة ضامِزٌ وضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء.
والحمار ضامِزٌ: لأَنه لا يَجْتَرّ؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه: وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه، بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وهو ضامِزُ وقال ابن مقبل: وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي؛ معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون.
ويقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم . . . أكمل المادة بِجِرَّتِهِ إِذا لم يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته.
وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ ومنه قول كعب: منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً، ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي ممسكة من خوفه؛ ومنه حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ، ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامِزٍ.
وفي حديث سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل هي بالضاد والزاي، من ضَمَزَ إِذا سكت وضَمَزَ غيره إِذا سَكَّته، قال: ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قال: وهو أَشبه، قال: وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما.
وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت ولم يتكلم، والجمع ضُمُوز، ويقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم: قد ضَمَزَ. الليث: الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم.
وكل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه.
والضَّمُوز من الحيَّات: المُطْرِقة، وقيل الشديدة، وخص بعضهم به الأَفاعي؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي:يا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما، يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما، تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله: يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه.
وأَسْلم: اسم راعٍ.
والشيظم: الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء.
وعبل المشاش: غليظ العظام.
والأَهضم: الضامر البطن، ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء.
ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها.
والأُفْعُوان: ذكر الأَفاعي، وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات، ويقال هو ضرب معروف من الحيات.
والشجعم: الجريء.
والضِّرزم: المسنة، وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها.
وامرأَة ضَمُوز: على التشبيه بالحية الضَّمُوز.والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، والجمع ضَمْز، والضُّمَّز من الآكام؛ وأَنشد: مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ ابن شميل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين، وهو الضَّمْزَز أَيضاً.
والضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع وصَلُبَ، وجمعه ضُمُوز.
والضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ، ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع.
وناقة ضَمُوز: مُسِنَّة.
وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم.
والضَّمُوز: الكَمَرة.

أيد (لسان العرب) [0]


الأَيْدُ والآدُ جميعاً: القوة؛ قال العجاج: من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب.
وفي خطبة علي، كرم الله وجهه: وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته؛ وقوله عز وجل: واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد؛ أَي ذا القوة؛ قال الزجاج: كانت قوّته على العبادة أَتم قوة، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وذلك أَشدّ الصوم، وكان يصلي نصف الليل؛ وقيل: أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه.
وقد أَيَّده على الأَمر؛ أَبو زيد: آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي.
والتأْييد: مصدر أَيَّدته أَي قوّيته؛ قال الله تعالى: إِذا أَيدتك بروح القدس؛ وقرئ: إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول من: آيَدْته . . . أكمل المادة على فاعَلْته وهو مؤيَد.
وتقول من الأَيْد: أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد؛ وفي التنزيل العزيز: والسماء بنيناها بأَيد؛ قال أَبو الهيثم: آد يئيد إِذا قوي، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد، وقد تأَيَّد.
وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ.
وتأَيد الشيء: تقوى.
ورجل أَيِّدٌ. بالتشديد، أَي قويّ؛ قال الشاعر: إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ، رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا يقول: إِذا الله تعالى وتَّر القوسَ التي في السحاب رمى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بالشحم، يعني من النبات الذي يكون من المطر.
وفي حديث حسان بن ثابت: إن روح القدس لا تزال تُؤَيِّدُك أَي تقويك وتنصرك والآد: الصُّلب.والمؤيدُ: مثال المؤمن: الأَمر العظيم والداهية؛ قال طرفة: تقول وقد، تَرَّ الوظيفُ وساقُها: أَلستَ تَرى أَنْ قد أَتيتَ بمُؤْيِدِ؟ وروى الأَصمعي بمؤيَد، بفتح الياء، قال: وهو المشدّد من كل شيء؛ وأَنشد للمثَبِّب العَبْدي: يَبْنى، تَجَاليدي وأَقْتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ يريد بالناوي: سنامها وظهرها.
والفدَن: القصر.
وتجاليده: جسمه.
والإِيادُ: ما أُيِّدَ به الشيء؛ الليث: وإِيادُ كل شيء ما يقوّى به من جانبيه، وهما إِياداه.
وإِياد العسكر: الميمنة والميسرة؛ ويقال لميمنة العسكر وميسرته: إِياد؛ قال العجاج: عن ذي إِيادَينِ لَهَامٍ، لو دَسَرْ برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ، لانْقَعَرْ وقال يصف الثور: متخذاً منها إِياداً هدَفا وكل شيء كان واقياً لشيء، فهو إِيادُه.
والإِياد: كل مَعْقل أَو جبل حصين أَو كنف وستر ولجأ؛ وقد قيل: إِن قولهم أَيده الله مشتق من ذلك؛ قال ابن سيده: وليس بالقوي، وكل شيء كَنَفَك وسترك: فهو إِياد.
وكل ما يحرز به: فهو إِياد؛ وقال امرؤ القيس يصف نخيلاً: فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه، ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا آدت أُصوله: قويت، تَئيدُ أَيْداً.
والإِيادُ: التراب يجعل حول الحوض أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر؛ قال ذو الرمة يصف الظليم: دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ، حَوَى حَوْلَها من تُرْبهِ بإِيادِ يعني طردناه عن بيضه.
ويقال: رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي الدواهي.
والإِياد: ماحَنا من الرمل.
وإِياد: اسم رجل، هو ابن معدّ وهم اليوم باليمن؛ قال ابن دريد: هما إِيادانِ: إِياد بن نزار، وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو. الجوهري: إِيادُ حيّ من معدّ؛ قال أَبو دُواد الإِيادي: في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ، من إِياد بن نِزار بن مُضر.

كدد (لسان العرب) [0]


الكَدُّ: الشدّة في العَمَلِ وطَلبُ الرزقِ والإِلحاحُ في مُحَاوَلةِ الشيءِ والإِشارةُ بالإِصْبَعِ؛ يقال: هو يَكُدُّ كَدًّا؛ وأَنشد الكميت: غَنِيتُ فلم أَرْدُدْكُمُ عِنَد بُغْيَةٍ، وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ وفي المثل: بِجَدِّكَ لا بِكَدِّكَ أَي إِنما تُدْرِكُ الأُمورَ بما تُرْزَقُه من الجَدِّ لا بما تَعْمَلُه من الكَدِّ.
وقد كَدَّهُ يَكُدُّه كَدًّا واكْتَدَّهُ واسْتَكَدَّه: طَلبَ منه الكَدَّ.
وكَدَّ لسانَه بالكلام وقَلْبَه بالفكر، وهو مثل ما تقدم.
والكَدِيدُ ما غَلُظَ من الأَرض.
وقال أَبو عبيد: الكَدِيدُ من الأَرض البَطْنُ الواسع خُلِق خَلْقَ الأَوْدِية أَو أَوسعَ منها.
والكِدَّةُ: الأَرض الغليظة لأَنها تَكُدُّ الماشيَ فيها.
وفي حديث خالد بن عبد العُزّى: فَحَصَ الكِدَّةَ بيده فانبَجَسَ الماءُ؛ هي الأَرض الغليظة من . . . أكمل المادة ذلك.
والكَدِيدُ: المكان الغليظ.
والكَدِيدُ: الأَرض المَكْدُودة بالحوافر.
والكَدُّ: ما يُدَقُّ فيه الأَشياءُ كالهاوُن.
وفي حديث عائشة: كنتُ أَكُدُّه من ثَوْبِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؛ يعني المَنِيَّ. الكَدُّ: الحَكُّ، والكَدِيدُ: التراب الدُّقاق المكدود المُرَكَّل بالقوائم؛ قال امرو القيس: مِسَحّ إِذا ما السَّابحاتُ على الوَنَى، أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ المِسَحُّ: الكثيرُ الجَرْيِ.
والوَنَى: الفُتُور.
والمُرَكَّلُ: الذي أَثَّرَتْ فيه الحوافِرُ.
وفي حديث إِسلام عمر، رضي الله عنه: فأَخْرَجْنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، في صَفَّيْنِ له كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحين؛ والكَدِيدُ: الترابُ الناعمُ فإِذا وُطِئَ ثارَ غُبارُه؛ أَراد أَنهم كانوا في جماعة وأَنَّ الغُبار كان يَثُور من مشيهم.
وكَدِيدٌ: فعيل بمعنى مفعول.
والطحينُ: المطحون المدقوق.
وكَدَّدَ الرجلُ إِذا أَلقَى الكَدِيدَ بعضه على بعض وهو الجَرِيشُ من الملح.
والكَدِيدُ: صوتُ الملحِ الجريش إِذا صُبَّ بعضه على بعض.
والكَدِيدُ؛ تراب الحَلْبَة، وكَدْكَدَ عليه أَي عدا عليه.
وكَدَّ الدابةَ والإِنسانَ وغيرَهما يَكُدُّه كَدًّا: أَتعبه.
ورجل مَكْدُود مغلوب؛ قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لعبد له: لأَكُدَّنَّك كَدَّ الدَّبِرِ؛ أَراد أَنه يُلِحُّ عليه فيما يُكِلِّفه من العمل الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبُه كما أَن الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عليه ورُكِبَ أُتْعب البعير.
وفي الحديث: المسائلُ كَدٌّ يَكُدُّ بها الرجلُ وجعَه؛ الكَدُّ: الإِتعابُ. يقال: كَدَّ يَكُدّ في عمله إِذا استعجل وتَعِبَ، وأَراد بالوجه ماءه ورَوْنَقَه؛ ومنه حديث جُلَيْبِيب: ولا تجعل عيشهما كَدًّا.
وفي الحديث: ليس من كَدِّك ولا كَدِّ أَبيك أَي ليس حاصلاً بسَعْيِك وتَعَبِك.
وكَدَّ الشيءَ يَكُدُّه واكتَدَّه: نزعه بيده، يكون ذلك في الجامد والسائل؛ أَنشد ثعلب: أَمُصُّ ثِمادِي، والمياهُ كثيرة، أُحاوِلُ منها حَفْرَها واكتِدادَها يقول: أَرضَى بالقليل وأَقَنعُ به.
والكَدَدَةُ والكُدادة: ما يَلْتَزِقُ بأَسفَلِ القِدْر بعد الغَرْف منها. قال الأَصمعي: الكُدادة ما بقي في أَسفلِ القِدر. قال الأَزهري: إِذا لَصِقَ الطبيخُ بأَسفل البُرْمه فَكُدَّ بالأَصابع، فهي الكُدادة. الجوهري: الكُدادة، بالضم، القِشْدة وما يبقى في أَسفل القدر من المرق.
والكُدادة: ثُفْل السَّمْن.
وبقيت من الكلإِ كُدادة، وهو الشيء القليل.، وكُدادُ الصِّلِّيان: حُسافُه، وهو الرِّقَةُ يؤكل حين يظهر ولا يترك حتى يَتمّ.
والكَدِيدُ: موضع بالحجاز.
وبئر كَدُودٌ إذا لم يُنَلْ ماؤُها إِلاَّ بجَهْد. أَبو عمرو: الكُدَّدُ المجاهدون في سبيل الله.
وكَدْكَدَ الرجلُ في الضَّحِك وكَتْكَتَ وكَرْكَرَ وطَخْطَخَ وطَهَطَه كل ذلك إِذا أَفرَِطَ في ضَحِكِه.
والكَدْكَدَة: شدة الضحك؛ وأَنشد: ولا شَدِيدٍ ضِحْكُها كَدْكادِ، حَدَادِ دُونَ شِرِّها حَدادِ والكَدْكَدَةُ: ضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ على السيف إِذا جَلاه.
وأَكَدَّ الرجلُ واكْتَدَّ إِذا أَمسَك. ا لنوادر: كَدَّني وكَدْكَدَني وتَكَدَّدَني وتَكَرَّدَني أَي طَرَدَني طرداً شديداً.
والكَدْكَدَةُ: حكاية صوت شيء يضرب على شيء صُلْب.
والكَدْكَدَة: العَدْوُ البطيء.
وحكى الأَصمعي: قوم أَكدادٌ أَي سِراعٌ.
والكُدادُ: اسم فحل تنسب إِليه الحُمُر، يقال: بنات كُداد؛ وأَنشد: وعَيْر لها من بَناتِ الكُدادِ، يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ

هند (لسان العرب) [0]


هِنْدٌ وهُنَيدةٌ: اسم للمائة من الإِبل خاصة؛ قال جرير: أَعْطَوْا هُنَيْدةَ يَحْدُوها ثَمانِيةٌ، ما في عَطائِهِمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ وقال أَبو عبيدة وغيره: هي اسم لكل مائة من الإِبل؛ وأَنشد لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنمارِيِّ: ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها، وتسعينَ عاماً ثم قُوِّمَ فانْصاتَا (* قوله «وتسعين» هذا ما في الأصل والصحاح في غير موضع والذي في الاساس وخمسين). ابن سيده: وقيل هي اسم للمائة ولِما دُوَيْنَها ولما فُوَيْقَها، وقيل: هي المائتان، حكاه ابن جني عن الزيادي قال: ولم أَسمعه من غيره. قال: والهُنَيْدَةُ مائةُ سنة.
والهِنْدُ مائتان؛ حكي عن ثعلب. التهذيب: هُنَيْدةُ مائة من الإِبل معرفة لا تنصرف . . . أكمل المادة ولا يدخلها الأَلف واللام ولا تجمع ولا واحد لها من جنسها؛ قال أَبو وجزة: فِيهِمْ جِيادٌ وأَخْطارٌ مُؤثَّلةٌ، مِنْ هِنْد هِنْد وإِرباءٌ على الهِنْدِ ابن سيده: ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ إِذا مات. ابن الأَعرابي: هَنَّدَ إِذا قَصَّرَ، وهَنَدَ وهَنَّدَ إِذا صاحَ صِياحَ البُومةِ. أَبو عمرو: هَنَّدَ إِذا شُتِمَ فاحتَمَله وأَمسَك، وحمَلَ عليه فما هَنَّدَ أَي ما كَذَّب.
وما هنَّد عن شَتْمِي أَي ما كذَّب.
وما هنَّد عن شَتْمِي أَي ما كذَّب ولا تأَخَّرَ.
وهَنَّدَتْه المرأَةُ: أَورثَتْه عِشْقاً بالملاطَفةِ والمُغازَلةِ؛ قال: يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّما وهَنَّدَتْني فلانةُ أَي تَيَّمَتْني بالمُغازلة، وقال أَعرابي: غَرَّكَ مِنْ هَنّادةَ التَّهْنِيدُ، مَوْعُودُها، والباطِلُ المَوْعُودُ ابن دريد: هَنَّدْتُ الرجلَ تَنْهِيداً إِذا لايَنْته ولاطفْته. ابن المستنير: هَنَّدَتْ فلانة بقَلْبه إِذا ذهَبَت به.
وهَنَّد السيفَ: شَحَذَه.
والتهنِيدُ: شَحْذُ السيفِ؛ قال: كلَّ حُسامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ، يَقْضِبُ، عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ، سالِفةَ الهَامةِ واللَّدِيدِ قال الأَزهري: والأَصل في التهنيد عمل الهند. يقال: سَيْفٌ مُهَنَّدٌ وهِنْدِيٌّ وهُنْدُوانيٌّ إِذا عُمِلَ ببلاد الهند وأُحْكِمَ عملُه.
والمُهَنَّدُ: السيفُ المطبوعُ من حديدِ الهِنْد.
وهِنْد: اسم بلاد، والنسبة هِنْدِيٌّ والجمع هُنُودٌ كقولك زِنْجِيٌّ وزُنوجٌ؛ وسيف هِنْدُوانيٌّ، بكسر الهاء، وإِن شئت ضممتها إِتباعاً للدال. ابن سيده: والهِنْدُ جِيلٌ معروف؛ وقول عَدِيّ بن الرَّقّاع: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، تَقْضُِمُ الهِنْدِيَّ والغارَا إِنما عَنى العُود الطيّب الذي من بلاد الهند؛ وأَما قول كثير: ومُقْرَبة دُهْم وكُمْت، كأَنَّها طَماطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنادِكا فقال محمد بن حبيب: أَراد بالهَنادِك رجالَ الهِنْد؛ قال ابن جني: وظاهر هذا القول منه يقتضي أَن تكون الكاف زائدة. قال: ويقال رجل هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ، قال: ولو قيل إِن الكاف أَصل وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ أَصلان بمنزلة سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لكان قولاً قويّاً؛ والسيفُ الهُِنْدُوانيُّ والمُهَنَّدُ منسوب إِليهم.
وهِنْد: اسم امرأَة يصرف ولا يصرف، إِن شئت جَمَعْتَه جمعَ التكسير فقلت هُنودٌ وإِن شئت جمعته جَمْعَ السلامةِ فقلت هِنْدات؛ قال ابن سيده: والجمع أَهنُدٌ وَأَهْناد وهُنود؛ أَنشد سيبويه لجرير: أَخالِدَ قد عَلِقْتُك بعد هِنْدٍ، فَشَيَّبَني الخَوالِدُ والهُنودُ وهند اسم رجل؛ قال: إِني لِمَنْ أَنكَرَني ابنُ اليَثْرِبي، قَتَلْتُ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِي أَراد وهِنْداً الجَمَليَّ فَحذفَ إِحدى ياءي النسب للقافية، وحذف التنوين من هِنْداً لسكونه وسكون اللام من الجملي؛ ومثله قوله: لَتَجِدَنِّي بالأَمِيرِ بَرّا، وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا، إِذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا فحذف التنوين لالتقاء الساكنين. قال ابن سيده: وهو كثير حتى إِن بعضهم قرأَ: قل هو اللَّهُ أَحدُ اللَّهُ؛ فحذف التنوين من أَحد. التهذيب: وهِنْد من أَسماء الرجال والنساء. قال: ومن أَسمائهم هِنْدِيٌّ وهَنَّادٌ ومُهَنَّدٌ. ابن سيده: وبنو هِنْدٍ في بكر بن وائل.
وبنو هَنّادٍ: بطن؛ وقول الراجز: وبَلْدةٍ يَدْعُو صَداها هِنْدا أَراد حكايةَ صوتِ الصَّدى

رمق (لسان العرب) [0]


الرَّمَقُ: بقيّة الحياةِ، وفي الصحاح: بَقِية الرُّوح، وقيل: هو آخِر النفْس.
وفي الحديث: أَتيت أَبا جَهل وبه رَمَقٌ، والجمع أَرْماقٌ.
ورجل رامِق: ذو رَمَقٍ؛ قال: كأَنَّهمْ من رامِقٍ ومُقْصَدِ أَعَجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَّقه: أَمْسكَ رَمَقه. يقال: رَمَّقُوه وهم يَرمِّقُونه بشيء أَي قَدرِ ما يُمْسِك رَمَقَه.
ويقال: ما عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ؛ قال رؤبة: ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، ولا مُؤاخاتُك بالمِذاقِ أَي ليس بِمَحْضٍ خالصٍ، والرَّمَقُ والرُّمْقةُ والرِّماقُ والرَّماقُ؛ الأَخيرة عن يعقوب: القليل من العَيْش الذي يُمْسِكُ الرَّمَقَ، قال: ومن كلامهم موتٌ لا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير من عَيْشٍ في رِماق.
والمُرْمَقُّ من العَيش: الدُّون اليَسِير.
وعَيْشٌ مُرْمَقٌّ: قليل يَسير؛ . . . أكمل المادة قال الكميت: أَرانا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِها، يُجَدُّ بِنا، في كلِّ يَوْمٍ، ونَهْزِل (* قوله «يجد» رواه الجوهري في مادة هزل بالبناء للفاعل ونقل المؤلف عن ابن بري فيها أنه بالبناء للمفعول وقال: قال وهو الصحيح). نُعالِجُ مُرْمَقّاً من العَيْشِ فانياً، له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ وعيش رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق.
وما في عيش فلان إِلا رُمْقة ورِماق أَي بلغة.
والرُّمُق: الفُقراء الذين يتَبلَّغون بالرِّماق وهو القليل من العيش؛ التهذيب: وأَنشد المُنذِري لأَوْس: صَبَوْتَ، وهل تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ، وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامِقِ زَيْنَبُ؟ قال أَبو الهيثم: الرَّهْن المُرامَق، ويروى المُرامِق، وهو الرَّهن الذي ليس بموثوق به وهو قلب أَوْس.
والمُرامِقُ: الذي بآخِر رَمَقٍ؛ وفلان يُرامِقُ عيْشَه إِذا كان يُدارِيه؛ فارَقَتْه زينب وقلبُه عندها فأَوْسٌ يُرامِقُه أَي يُدارِيه.
والمُرامِقُ: الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك إِلا قليل؛ قال الراجز: وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه، دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه، على بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه ورامَقْتُ الأَمر إِذا لم تُبرمه؛ قال العجاج: والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا يُضْوِيك، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا ونخلة تُرامِقُ بعِرْق أَي لا تَحْيا ولا تموت.
والرُّمَّقُ: الضعيفُ من الرِّجال.
وحَبْل مُرْماقٌّ: ضعيف، وقد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً.
وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف.
وحبل أَرْماقٌ: ضعيف خَلَقٌ وارْمَقَّ العيْشُ: ضَعُف.
وترمَّقَ الرجلُ الماءَ وغيره: حَسا منه حُسْوةً بعد أُخرى.
والرَّمَقُ: القَطيعُ من الغنم. فارسي معرب.
ومن كلامهم: أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ يريد الأَرْباقَ وهي خُيوط تُطرَح في أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها، والمِعزى تُنزل قبل نِتاجها بأَيام، يقول: فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قليلاً قليلاً.
ورجل مُرامِق: سَيِّء الخُلُق عاجز.
ورامَقَه: داراه مَخافة شره.
والرِّماقُ: النِّفاق.
وفي حديث طَهْفةَ: ما لم تُضْمِروا الرِّماق، وهو قريب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب؛ حكاه الهَرويّ في الغريبين. يقال: رامَقْته رِماقاً وهو أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة، يعني ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ.
وفي حديث قُسٍّ: أَرْمُق فَدْفَدَها أَي أَنظُر نظراً طويلاً شَزْراً.
والمُرَمِّقُ في الشيء: الذي لا يُبالِغ في عَمَله.
والتَّرْمِيقُ: العَمل يعمَلُه الرجل لا يُحْسِنه وقد يَتبلَّغ به. يقال: رَمِّقْ على مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما.
ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه: نظر إِليه.
ورمقْتُه ببصري ورامَقْتُه إِذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وتنظر إِليه وتَرقُبه.
ورمَّقَ تَرْمِيقاً: أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ.
ورجل يَرْموقٌ: ضعيف البصر.
والرُّمُقُ: الحسَدةُ، واحدهم رامِق ورَمُوقٌ.
والرَّامِقُ والرَّامِجُ: هو المِلْواحُ الذي تُصاد به البُزاةُ والصُّقور، وهو أَن تُشَدَّ رِجل البومة في شيء أَسود وتُخاطَ عيناها ويُشدّ في ساقها خيط طويل، فإِذا وقع البازي عليها صاده الصيّاد من قُترته؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَحسبه عربيّاً صحيحاً.
وارْمقّ الطريقُ: امتدّ وطال؛ قال رؤبة: عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا فيه، إِذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَقّا الأَصمعي: ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إِذا رَقَّ، ومنه ارْمِقاقُ العيش؛ وأَنشد غيره: ولم يَدْبُغُونا على تِحْلِئٍ، فيَرْمَقُّ أَمْرٌ ولم يَعْمَلُوا والمُرْمَقُّ: الفاسد من كل شيء.

وثم (لسان العرب) [0]


التهذيب: الفراء: الوَثْمُ الضَّرْبُ، وفي الصحاح: الدّقُّ والكَسرُ.
والمَطرُ يَثِمُ الأَرض وَثْماً: يَضْرِبُها؛ قال طرفة: جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها، لِرَبيعٍ، دِيمة تَثِمُهْ فأَما قوله: فسقَى بلادَك، غيرَ مُفْسِدِها، صَوبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم فإِنه على إِرادة التعدِّي، أَرادَ تَثِمُها فحذف، ومعناه أَي تؤثّر في الأَرض.
وَوَثَمَت الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً ووِئاماً: أَدْمَتْه.
وقال المزني: وَجَدْتُ كَلأً كَثِيفاً وَثِيمةً؛ قال: الوَثِيمةُ جماعةٌ من الحَشِيش أَو الطعامِ. يقال: ثِمْ لها أَي اجْمَعْ لها.
والوَثِيمُ: المُكتنزُ اللحمِ، وقد وَثُمِ يَوْثُم وثَامةً.
ويقال: وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ بحافِره يَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها.
ووَثَمَ الشيءَ وَثْماً: كسَره ودَقَّه.
وفي الحديث: أَنه كان لا يَثِمُ التَّكْبيرَ أَي لا يكسِره بل يأْتي به تامّاً.
والوَثْمُ الكسرُ والدَّقُّ . . . أكمل المادة أَي يُتِمُّ لَفْظه على جهة التعظيم مع مُطابَقةِ اللِّسانِ والقلبِ.
ووَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً وثِمَةً: رَجَمَها ودَقَّها، وكذلك وَثْمُ الحجارة.
والمُواثَمَةُ في العَدْوِ: والمُضابَرةُ كأَنه يرمي بنفسه؛ وأَنشد: وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُواثِمُ وَوثَمَ يَثِمُ أَي عَدا.
وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديدُ الوطءِ، وكأَنه يَثِمُ الأَرضَ أَي يَدُقُّها؛ قال عنترة: خَطَّارة، غِبَّ السُّرى، زَيَّافةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بكلّ خُفٍّ مِيثَمِ ابن السكيت: الوَثِيمةُ الجماعةُ من الحشيش أَو الطعامِ.
وقولهم: لا والذي أَخرجَ النارَ من الوَثيمةِ أَي من الصخرة.
والوَثيمةُ: الحجرُ، وقيل: الحجر المكسور.
وحكى ثعلب: أَنه سمع رجلاً يَحْلِف لرجل وهو يقول: والذي أَخْرج العَذْقَ من الجَرِيمةِ والنارَ من الوَثيمةِ؛ والجَريمةُ: النواة؛ وقال ابن خالويه: الجَريمةُ التَّمْرةُ لأَنها مجرومة من النخل فسَمَّى النَّواةَ جَريمةً باسم سبَبِها لأَن النَّواةَ، الجَريمة، والوَثيمةُ: حجرُ القَدَّاحة، قال وذكر ابن سيده قال: الوَثيمةُ الحجارةُ، يكون في معنى فاعِلةٍ لأَنها تَثِمُ، وفي معنى مفعولة لأَنها تُوثَم.
وذكر محمد بن السائب الكلبي: أَنَّ أَوْسَ بن حارثة عاشَ دَهْراً وليس له ولدٌ إِلا مالِك، وكان لأَخيه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد: عُمر وعَوْفٌ وجُشَمٌ والحرث وكعْب، فلما حضره الموتُ قال له قومُه: قد كنا نأْمرُك بالتزويج في شبابك حتى حضرك الموت، فقال أَوْسٌ: لم يَهْلِكْ هالِك، مَن ترَك مالِك، وإِن كان الخَزْرَجُّ ذا عدد، وليس لِمالكٍ، وَلَد، فلعلَّ الذي استخرج النخلة من الجريمة، والنارَ من الوَثِيمة، أَن يجعلَ لمالكٍ نَسْلاً، ورجالاً بُسْلاً.
وجم: الوُجومُ: السكوتُ على غَيْظٍ، أَبو عبيد: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى يُمْسِك عن الطعام (* قوله «عن الطعام» في التهذيب: عن الكلام). فهو الواجمُ، والواجمُ: الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام. يقال: ما لي أَراكَ واجِماً؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه لَقِيَ طَلْحةَ فقال: ما لي أَراك واجِماً؟ أَي مُهْتَمّاً.
والواجمُ: الذي أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ، وقيل: الوُجومُ الحُزْنُ.
ويقال: لم أَجِمْ عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً.
والواجِمُ والوَجِمُ: العَبوسُ المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن، وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُوماً وأَجَمَ على البدل؛ حكاها سيبويه.
ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجوماً: كرِهَه.
ووَجَم الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، يمانية.
ورجلٌ وَجَمٌ: رديءٌ.
وأَوْجَمُ الرملِ: مُعْظمُه؛ قال رؤبة: والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه ووَجْمةُ: اسمُ موضع؛ قال كثيِّر: أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابن الأَعرابي: الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم. ابن شميل: الوَجَمُ حجارةٌ (* قوله «الوجم حجارة» هو بالفتح والتحريك). مركومةٌ بعضُها فوق بعض على رؤوس القُورِ والأِكام، وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ، قال: وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة، لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ رجل لم يُحَرِّكوه، وهي أَيضاً من صَنْعة عاد، وأَصلُ الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد، والجماعة الوُجوم؛ قال رؤبة: وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ، أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ الجوهري: والوجَمُ، بالتحريك، واحد الأَوْجامِ، وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ يُهْتَدى بها في الصَّحارَى. ابن الأَعرابي: بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ، والأَوْجامُ: البيوتُ وهي العِظامُ منها؛ قال رؤبة: لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ، وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ قال: والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، ويُجمع أَوْجاماً؛ وقال رؤبة: كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا ويومٌ وَجِيمٌ أَي شديدُ الحرِّ، وهو بالحاء أَيضاً، ويقال: يكون ذلك وَجَمة أَي مَسَبَّةً.
والوَجْمةُ مثل الوَجْبة: وهي الأَكْلة الواحدة.

العَقْلُ (القاموس المحيط) [0]


العَقْلُ: العِلْمُ، أو بِصفاتِ الأَشْياءِ، من حُسْنِها وقُبْحِها، وكَمَالِها ونُقْصانِها، أو العِلْمُ بخَيْرِ الخَيْرَيْنِ، وشَرِّ الشَّرَّيْنِ، أو مُطْلَقٌ لأُمورٍ، أو لقُوَّةٍ بها يكونُ التمييزُ بين القُبْحِ والحُسْنِ، ولِمعانٍ مُجْتَمِعةٍ في الذِّهْنِ. يكونُ بمُقَدِّماتٍ يَسْتَتِبُّ بها الأَغْراضُ والمصالِحُ، ولهَيْئَةٍ مَحْمودةٍ للإِنْسانِ في حَرَكاتِهِ وكَلامِهِ.
والحَقُّ أنه نورٌ روحانِيٌّ، به تُدْرِكُ النفسُ العلومَ الضَّرورِيَّةَ والنَّظَرِيَّةَ.
وابْتِداءُ وجودِه عند اجْتِنانِ الوَلَدِ، ثم لا يَزالُ يَنْمو إلى أن يَكْمُلَ عند البُلوغِ
ج: عُقولٌ، عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقولاً وعَقَّلَ، فهو عاقِلٌ من عُقَلاءَ وعُقَّالٍ،
و~ الدَّواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه: أمسَكَه،
و~ الشيءَ: فَهِمَه، فهو عَقولٌ،
و~ البعيرَ: شَدَّ وَظِيفَه إلى . . . أكمل المادة ذِراعِه،
كعَقَّلَه واعْتَقَلَه،
و~ القتيلَ: ودَاهُ،
و~ عنه: أدَّى جِنايَتَه،
و~ له دَمَ فُلانٍ: تَرَكَ القَوَدَ للدِّيَةِ،
و~ الظَّبْيُ عَقْلاً وعُقولاً: صَعِدَ، وبه سُمِّيَ عاقِلاً،
و~ الظِّلُّ: قامَ قائِمُ الظَّهيرةِ،
و~ إليه عَقْلاً وعُقولاً: لَجَأَ،
و~ فلاناً: صَرَعَه الشَّغْزَبِيَّةَ،
كاعْتَقَلَهُ،
و~ البعيرُ: أكلَ العاقولَ، يَعْقِلُ في الكلِّ.
والعَقْلُ: الدِّيَةُ، والحِصْنُ، والمَلْجَأُ، والقَلْبُ، وثَوْبٌ أحمرُ يُجَلَّلُ به الهَوْدَجُ، أو ضَرْبٌ من الوَشْيِ، وإسْقاطُ اللامِ من مُفاعَلَتُنْ، وبالتحريكِ: اصْطِكاكُ الرُّكْبَتَينِ، أو التواءٌ في الرِجْلِ. بعيرٌ أعْقَلُ، وناقةٌ عَقْلاءُ.
وقد عَقِلَ، كفرِحَ.
وتَعَاقَلوا دَمَ فلانٍ: عَقَلوه بينهم.
ودَمُه مَعْقُلَةٌ، بضم القافِ، على قَوْمِهِ: غُرْمٌ عليهم.
والمَعْقُلَةُ: الدِيَةُ نفسُها، وخَبْراءُ بالدَّهْناءِ.
وهم على مَعاقِلِهِم الأولَى، أي: الدِّياتِ التي كانت في الجاهِلِيَّةِ، أو على مَراتِبِ آبائِهِم.
وعِقالُ المِئينَ، ككِتابٍ: الشريفُ الذي إذا أُسِرَ، فُدِيَ بِمئينَ من الإِبِلِ.
واعْتَقَلَ رُمْحَه: جَعَلَه بين رِكابِهِ وساقِهِ،
و~ الشاةَ: وضَعَ رجْلَيْها بين ساقِهِ وفَخِذِهِ فَحَلَبها،
و~ الرِّجْلَ: ثَناها فَوضَعَها على الوَرِكِ،
كَتَعَقَّلَها،
و~ من دَمِ فلانٍ: أخَذَ العَقْلَ.
والعِقالُ، ككِتابٍ: زَكاةُ عامٍ من الإِبِلِ والغَنَمِ.
ومنه قولُ أبي بكرٍ رضِي الله تعالى عنه: "لو مَنَعونِي عِقالاً"، واسمُ رجُلٍ، والقَلوصُ الفَتِيَّةُ.
وكَرُمَّانٍ: فَرَسُ حَوْطِ بنِ أبي جابرٍ، وداءٌ في رِجْلِ الدابَّةِ، إذا مَشَى، ظَلَعَ ساعَةً ثم انْبَسَطَ، ويَخُصُّ الفَرَسَ.
وكشَدَّادٍ: اسمُ أبي شَيْظَمِ بنِ شَبَّةَ المحدِّثِ.
وكسَفينَةٍ: الكَريمَةُ المُخَدَّرَةُ،
و~ من القومِ: سَيِّدُهُم،
و~ من كلِّ شيءٍ: أكرمُهُ، والدُّرُّ، وكَريمةُ الإِبِلِ.
والعاقولُ: مُعْظَمُ البَحْرِ، أو مَوْجُه، ومَعْطِفُ الوادي والنَّهْرِ، وما التَبَسَ من الأُمورِ، والأرضُ لا يُهْتَدَى لها، ونَبْتٌ م.
ودَيْرُ عاقولٍ: د بالنَّهْرَوَانِ، منه عبدُ الكريمِ بنُ الهَيْثَمِ،
ود بالمَغْرِبِ، منه أبو الحَسَنِ علِيُّ بنُ إبراهيمَ،
وة بالمَوْصِل.
وعاقولَى، مَقْصورةً: اسْمُ الكوفَةِ في التَّوْراةِ.
وعاقِلَةُ الرَّجُلِ: عَصَبَتُهُ.
وعاقَلَهُ فَعَقَلَه، كنَصره: كان أعْقَلَ منه.
والعُقَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: الحِصرِمُ.
وعَقَّلَه تعقيلاً: جَعَلَه عاقلاً،
و~ الكَرْمُ: أخْرَجَ الحِصْرِمَ.
وأعْقَلَه: وجَدَه عاقِلاً.
واعْتُقِلَ لِسانُهُ، مَجْهولاً: لم يَقْدِرْ على الكلامِ.
وعاقِلٌ: جَبَلٌ، وسبعةُ مواضِعَ، وابنُ البُكَيْرِ بنِ عبدِ ياليلَ، وكان اسْمُه غافلاً، فَغَيَّره النبي، صلى الله عليه وسلم.
والمرأةُ تُعاقِلُ الرجُل إلى ثُلُثِ دِيَتِها، أي: موضِحَتُهُ ومُوَضِحَتُها سواءٌ، فإذا بَلَغَ العَقْلُ ثُلُثَ الدِّيَةِ، صارَتْ دِيَةُ المرأةِ على النِصْفِ من دِيَةِ الرجُلِ.
وقولُ الجوهريِّ: ما أعْقِلُهُ عنك شيئاً، أي: دَعْ عنكَ الشَّكَّ تصحيفٌ.
والصَّوابُ: ما أغْفَلَه، بالفاءِ والغينِ.
وقولُ الشَّعْبِيِّ: "لا تَعْقِلُ العاقِلةُ عَمْداً ولا عَبْداً" وليس بحَديثٍ كما تَوَهَّمَه الجوهريُّ مَعْناه: أن يَجْنِيَ الحُرُّ على عبدٍ، لا العَبْدُ على حُرٍّ، كما تَوَهَّمَ أبو حَنيفةَ، لأنه لو كان المعنى على ما تَوهم، لكانَ الكلامُ: لا تَعْقِلُ العاقِلَةُ عن عَبْدٍ، ولم يكن ولا تَعْقِلُ عبداً. قال الأصْمَعِيُّ: كلَّمْتُ في ذلك أبا يُوسُفَ بحَضْرَةِ الرَّشيدِ فلم يَفْرُقْ بين عَقَلْتُهُ وعَقَلْتُ عنه حتى فَهَّمْتُه.
وتَعَقَّلَ له بكَفَّيْه: شَبَّكَ بين أصابِعِهِما، ليَرْكَبَ الجملَ واقِفاً.
والعُقْلَةُ، بالضمِ في اصْطِلاحِ حِسابِ الرَّمْلِ:0=0 .
وكزُبيرٍ: ة بحَوْرانَ، واسمٌ، وأبو قبيلةٍ.
وكمُحَدِّثٍ: لَقَبُ رَبيعَةَ بنِ كَعْبٍ.
وكَمَنْزِلٍ: المَلْجَأُ، ومَعْقِلُ بنُ المُنْذِرِ، وابنُ يَسارٍ، وابنُ سِنانٍ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ أبي الهَيْثَمِ، وهو ابنُ أُمِّ مَعْقِلٍ، ويقالُ: مَعْقِلُ بنُ أبي مَعْقِلٍ، (وذُؤالَةُ بنُ عَوْقَلَةَ)، صحابيُّونَ.
وكأَميرٍ: ابنُ أبي طالِبٍ، أنْسَبُ قُرَيْشٍ، وأعْلَمُهُم بأَيَّامها، وابنُ مُقَرِّنٍ: صحابيَّانِ.
والعَقَنْقَلُ: الوادي العظيمُ المُتَّسِعُ، والكَثِيبُ المُتَراكِمُ، وقانِصةُ الضَّبِّ،
كالعَنْقَلِ، والقَدَحُ، والسيفُ.
وأعْقَلَ: وجَبَ عليه عِقالٌ.

لحق (لسان العرب) [0]


اللَّحْقُ واللُّحُوق والإلْحاقُ: الإدراك. لَحِقَ الشيءَ وأَلْحَقَهُ وكذلك لَحِقَ به وأَلْحَقَ لَحاقاً، بالفتح، أي أدركه؛ قال ابن بري: شاهده لأبي دواد: فأَلْحَقَهُ، وهو سَاطٍ بها، كما تُلْحِقُ القوسُ سَهْمَ الغَرَبْ واللَّحاقُ: مصدر لَحِقَ يَلْحَقُ لَحاقاً.
وفي القنوت: إن عذابك بالكافرين مُلْحِقٌ بمعنى لاحِق، ومنهم من يقول إن عذابك بالكافرين مُلْحَقٌ؛ قال الجوهري: والفتح أَيضاً صواب؛ قال ابن الأَثير: الرواية بكسر الحاء، أَي من نزل به عذابُك أَلْحَقَهُ بالكفار، وقيل: هو بمعنى لاحق لغة في لَحِقَ. يقال: لَحِقْتُه وأَلْحَقْته بمعنىً كتَبعتْه وأَتْبَعْته، ويروي بفتح الحاء على المفعول أي إن عذابك مُلْحَقٌ بالكفار ويصابون به، وفي دعاء زيارة القبور: وإنا إن . . . أكمل المادة شاء الله بكم لاحِقُونَ؛ قيل: معناه إذا شاء الله، وقيل: إن شرطية والمعنى لاحقُونَ بكم في الموافاة على الإيمان، وقيل: هو على التَّبَرّي والتفويض كقوله تعالى: لتدْخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين، وقيل: هو على التأَدب كقوله تعالى: ولا تقولَنَّ لشي إني فاعل ذلك غداً إلا أَن يشاء الله.
وأَلْحَقَ فلانٌ فلاناً وألْحَقَهُ به، كلاهما: جعله مُلْحَقَهُ.
وتَلاحَقَ القوم: أَدرك بعضهم بعضاً.
وتلاحَقَت الرِّكاب والمَطايا أَي لَحِقَ بعضُها بعضاً؛ وأَنشد: أقولُ، وقد تَلاحَقَت المَطايا: كَفاك القَوْل إن عَلَيكَ عَيْنا كفاك القول أَي ارْفُقْ وأَمسك عن القول.
ولَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بمعنى واحد. الأَزهري: واللَّحَقُ ما يُلْحَقُ بالكتاب بعد الفراغ منه فتُلْحِق به ما سقط عنه ويجمع أَلْحاقاً، وإن خْقّف فقيل لَحْق كان جائزاً. الجوهري: اللّحَقُ، بالتحريك، شيء يُلْحَقُ بالأول.
وقوس لُحُقٌ ومِلْحاق: سريعة السهم لا تريد شيئاً إلا لَحِقتْه.
وناقة مِلْحَاق: تَلْحَقُ الإبل فلا تكاد الإبل تفوتها في السير؛ قال رؤبة: فهي ضَروُحُ الرَّكْض مِلْحاق اللَّحق واللَّحَقُ: كل شيء لَحِقَ شيئاً أَو لُحِقَ به من الحيوان والنبات وحمل النخل، وقيل: اللَّحَقُ في النَّخل أَن تُرْطب وتُتَمّر ثم يخرج في بطنه شيء يكون أَخضر قلما يُرْطب حتى يدركه الشتاء فيُسْقطه المطر، وقد يكون نحو ذلك في الكَرْم يسمى لَحَقَاً؛ وقد قال الطرماح في مثل ذلك يصف نخلة أَثْلَعت بعد يَنْع ما كان خرج منها في وقته فقال: أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي قد أَنى، إذْ حانَ حينُ الصِّرام أَي أَلحقت طَلْعاً غَريضاً كأَنها لعبت به إذ أَطلعته في غير حينه، وذلك أن النخلة إنما تُطْلِعُ في الربيع فإذا أَخرجت في آخر الصيف ما لا يكون له يَنْعٌ فكأَنها غير جادّة فيما أَطْلَعَتْ.
واللَّحَق أَيضاً من الثمر: الذي يأْتي بعد الأَول، وكل ثمرة تجيء بعد ثمرة، فهي لَحَقٌ، والجمع أَلْحاق؛ حكاه أَبو حنيفة.
وقد أَلْحَقَ الشجر؛ واللَّحَقُ أَيضاً من الناس كذلك: قوم يَلْحَقُون بقوم بعد مضيهم؛ قال: يُغْنِيكَ عن بُصْرى وعن أَبوابها، وعن حِصارِ الرّومِ واغْتِرابها ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها، تحت لِواء الموت أَو عُقَابِها قال الأَزهري: يجوز أَن يكون اللَّحَقُ مصدراً لِلَحِقَ، ويجوز أَن يكون جمعاً للاحِقٍ كما يقال خادم وخَدَم وعاش وعسَسَ.
ولَحَقُ الغنم: أَولادها التي كادت تَلْحَقُ بها.
واللَّحَقُ: الشيء الزائد؛ قال ابن عيينة:كأَنَّهُ بين أَسْطُرٍ لَحَقُ والجمع كالجمع: واللَّحقُ: الزرع العِذْي وهو ما سقته السماء، وجمعه الأَلحاقُ. الكسائي: يقال زرعوا الأَلْحاقَ، والواحد لَحَقٌ، وذلك أَن الوادي يَنْضُب فيُلْقي البَذْر في كل موضع نضَبَ عنه الماء فيقال: اسْتَلْحَقُوا إذا زرعوا.
وقال ابن الأَعرابي: اللَّحَقُ أَن يزرع القوم في جانب الوادي؛ يقال: قد زرعوا الأَلْحاقَ.
ولَحِق لُحُوقاً أَي ضَمُر. الأَزهري: فرس لاحقُ الأَيْطَلِ من خيل لُحْق الأَياطل إذا ضُمّرت؛ وفي قصيد كعب: تَخْدي على يَسَراتٍ، وهي لاحقةٌ، ذوابلٌ وقْعُهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ اللاحِقةُ: الضامرة.والمُلْحَقُ: الدَّعِيّ المُلْصَق.
واسْتَلْحَقَه أَي ادعاه. الأَزهري عن الليث: اللَّحَقُ الدعيّ المُوصَل بغير أَبيه؛ قال الأَزهري: سمعت بعضهم يقول له المُلْحَق.
وفي حديث عمرو بن شعيب: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قضى أَن كل مُسْتَلْحَق اسْتُلْحِقَ بعد أَبيه الذي يُدْعى له فقد لَحِق بمن اسْتَلْحَقه؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي هذه أحكام وقعت في أَول زمان الشريعة، وذلك أَنه كان لأَهل الجاهلية إماء بغايا، وكان سادتهن يُلِمُّونَ بهن، فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادّعاه السيد والزاني، فأَلحقه النبي، صلى الله عليه وسلم، بالسيد لأن الأَمة فراش كالحرَّة، فإن مات السيد ولم يَسْتَلْحِقُهُ ثم اسْتَلْحَقَهُ ورثته بعده لَحِق بأَبيه، وفي ميراثه خلاف.
ولاحِقٌ: اسم فرس معروف من خيل العرب؛ قال النابغة: فيهم بنات الأَعْوَجِيّ ولاحِقٍ، وُرْقاً مَراكِلُها من المِضْمارِ وفي الصحاح: ولاحِق اسم فرس كان لمعاوية بن أَبي سفيان.

شرد (لسان العرب) [0]


شَرَدَ البعيرُ والدابة يَشْرُدُ شَرْداً وشِراداً وشُروداً: نَفَرَ، فهو شارِدٌ، والجمع شَرَدٌ.
وشَرُودٌ في المذكر والمؤَنث، والجمع شُرُودٌ؛ قال: ولا أُطيق البَكَراتِ الشَّرَدا قال ابن سيده: هكذا رواه ابن جني شَرَدا على مثال عَجَلٍ وكُتُبٍ استَعْصَى وذَهَبَ على وجْهه؛ الجوهري: الجمع شَرَدٌ على مثال خادِمٍ وخَدَم وغائِب وغَيَب، وجمع الشَّرُود شُرُدٌ مِثْلُ زَبُورٍ وَزُبُر؛ وأَنشد أَبو عبيدة لعبد مناف بن ربيع الهذلي: حتى إِذا أَسْلَكوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ، كما تَطْرُد الجمَّالةُ الشُّرُدا ويروى الشَّرَدا.
والتَّشْريدُ: الطَّرْد.
وفي الحديث: لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجمعون أَكتعون إِلا من شَرَدَ على الله أَي خرج عن طاعته وفارق الجماعة من شَرَدَ البعيرُ إِذا نفر وذهب في الأَرض.
وفرس . . . أكمل المادة شَرُود: وهو المُسْتَعْصي على صاحبه.
وقافَيَةٌ شَرُودٌ: عائِرَةٌ سائِرَةٌ في البلاد تَشْرُدُ كمن يشرد البعير؛ قال الشاعر: شَرُودٌ، إِذا الرَّاؤُونَ حَلُّوا عِقالَها، مُحَجَّلةٌ، فيها كلامٌ مُحَجَّلُ وشَرَدَ الجمل شُروداً، فهو شارد، فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَريد طَريد.وتقول: أَشْرَدْتُه وأَطْرَدْتُهُ إِذا جعلته شَريداً طَريداً لا يُؤْوى.
وشَرَدَ الرجلُ شُروداً: ذهب مَطْرُِوداً.
وأَشْرَدَه وشَرَّدَه: طَردَه.
وشَرَّدَ به: سَمَّع بعيوبه؛ قال: أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْم، مَخافةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ معناه أَن يُسَمِّعَ بي.
وأُطَوِّفُ: أَطُوفُ.
وحَكِيمٌ: رجل من بني سُلَيْم كانت قريش ولته الأَخذ على أَيدي السفهاء.
ورجل شَريدٌ: طَرِيدٌ.
وقوله عز وجل: فَشَرِّدْ بهمْ مَنْ خَلْفَهم؛ أَي فَرِّق وبَدِّدْ جمعهم.
وقال الفراء: يقول إِن أَسرتهم يا محمد فَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم ممن تَخافُ نَقْضَهُ العهد لعلهم يذكرون فلا ينقضون العهد.
وأَصل التشريد التَّطْريدُ، وقيل: معناه سَمِّعْ بهم من خَلْفَهم، وقيل: فَزِّعْ بهم مَنْ خلفهم.
وقال أَبو بكر في قولهم: فلان طريد شريد: أَمَّا الطَّريدُ فمعناه المَطْرود، والشريد فيه قولان: أَحدهما الهارب من قولهم شَرَدَ البعير وغيرُه إِذا هرب؛ وقال الأَصمعي: الشريد المُفْرَدُ؛ وأَنشد اليمامي: تَراهُ أَمامَ النَّاجِياتِ كأَنه شرَيدُ نَعانٍ، شَذَّ عَنه صَواحِبُه قال: وتَشَرَّدَ القَوْمُ ذَهبوا.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لَخوَّات بن جُبَيْر: ما فَعَلَ شِرادُك؟ يُعَرِّضُ بقضيّته مع ذات النِّحْيَيْن في الجاهلية، وأَراد بشِراده أَنه لما فزع تَشَرَّد في الأَرض خوفاً من التَّبَعة؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه الهرويّ والجوهريّ في الصحاح وذكر القصة؛ وقيل: إِن هذا وهمٌ من الهروي والجوهري، ومن فَسَّرَه بذلك قال: والحديث له قصة مَرْويَّةٌ عن خَوَّات أَنه قال: نزلت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بِمَرِّ الظَّهْرانِ فخرجت من خِبائي فإِذا نسوة يتَحَدّثن فأَعجبنني، فرجعت فأَخرجت حُلَّةً من عَيْبَتي فَلبسْتُها ثم جلست إِليهن، فمرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهِبتُه فقلت: يا رسول الله جمل لي شَرُود وأَنا أَبْتَغِي له قَيْداً فمضى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتَبِعْتُه فأَلقى إِليَّ رداءه ثم دخل الأَراكَ فقضى حاجته وتوضأَ، ثم جاء فقال: يا أَبا عبد الله ما فعل شَروُدُك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني إِلا قال: السلام عليكم، يا أَبا عبد الله، ما فعل شِرادُ جَملك؟ قال: فتعجلت إِلى المدينة واجتنبت المسجدَ ومُجالَسة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك عليّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتيت المسجد فجعلت أُصلي، فخرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بعض حُجَرِه فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت الصلاة رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني، فقال: طوِّلْ يا أَبا عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتى تنصرف، فقلت: والله لأَعتذرن إِليه، فانصرفت، فقال: السلام عليكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت، فقال: رحمك الله مرتين أَو ثلاثاً ثم أَمسك عني فلم يعد.
والشَّريدُ: البقية من الشيء.
ويقال: في إِداواهُمْ شَريدٌ من ماء أَي بقية.
وأَبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرائِدَ من أَموالهم أَي بقايا، فإِما أَن يكون شَرائِدُ جمع شَريد على غير قياس كَفيلٍ (* قوله «كفيل» كذا بالأَصل المعوّل عليه، ولعل الأَولى كأفيل بالهمز، وهو الفصيل من الإبل كما في القاموس.) وأَفائِلَ، وإِما أَن يكون شَريدَةٌ لغة في شَريد.
وينو الشَّريدِ: حَيٌّ، منهم صخر أَخو الخنساء؛ وفيهم يقول: أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّر يـ ـدِ، حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها وبنو الشَّريدِ: بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم.

نحا (لسان العرب) [0]


الأَزهري: ثبت عن أَهل يُونانَ، فيما يَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُون بلسانهم ولغتهم، أَنهم يسمون عِلْمَ الأَلفاظ والعِنايةَ بالبحثْ عنه نَحْواً، ويقولون كان فلان من النَّحْوِيينَ، ولذلك سُمي يُوحنَّا الإِسكَنْدَرانيُّ يَحْيَى النَّحْوِيَّ للذي كان حصل له من المعرفة بلغة اليُونانِيِّين.
والنَّحْوُ: إِعراب الكلام العربي.
والنَّحْوُ: القَصدُ والطَّرِيقُ، يكون ظرفاً ويكون اسماً، نَحاه يَنْحُوه ويَنْحاه نَحْواً وانْتَحاه، ونَحْوُ العربية منه، إِنما هو انتِحاء سَمْتِ كلام العرب في تَصَرُّفه من إِعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير والإِضافة والنسب وغير ذلك، ليَلْحَق مَن ليس من أَهل اللغة العربية بأَهلها في الفصاحة فيَنطِق بها وإِن لم يكن منهم، أَو إِن شَذَّ بعضهم عنها رُدَّ به إِليها، . . . أكمل المادة وهو في الأَصل مصدر شائع أَي نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت قَصْداً، ثم خُص به انْتِحاء هذا القَبيل من العلم، كما أَن الفِقه في الأَصل مصدر فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته، ثم خُص به علم الشريعة من التحليل والتحريم، وكما أَن بيت الله عز وجل خُص به الكعبة، وإن كانت البيوت كلها لله عز وجل؛ قال ابن سيده: وله نظائر في قصر ما كان شائعاً في جنسه على أَحد أَنواعه، وقد استعملته العرب ظَرْفاً، وأَصله المصدر؛ وأَنشد أَبو الحسن:تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ، بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيّاتٍ، وهُنَّ نَحْوَ البيتِ عامِداتِ والجمع أَنْحاء ونُحُوٌّ؛ قال سيبويه: شبهوها بعُتُوٍّ وهذا قليل.
وفي بعض كلام العرب: إِنَّكم لَتَنْظُرون في نُحُوٍّ كثيرة أَي في ضُروب من النَّحو، شبهها بعُتُوٍّ، والوجه في مثل هذه الواوات إِذا جاءت في جمعٍ الياءُ كقولهم في جمع ثَدْي ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ. الجوهري: يقال نَحَوْتُ نَحْوَك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك. التهذيب: وبَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود الدُّؤليَّ وضع وجُوه العربية وقال للناس انْحُوا نحْوه فسمي نَحْواً. ابن السكيت: نَحا نَحْوَه إِذا قصده، ونَحا الشيءَ يَنْهاه ويَنْحُوه إِذا حَرَّفه، ومنه سمي النَّحْوِيُّ لأَنه يُحرّف الكلام إِلى وجوه الإِعراب. ابن بزرج: نَحَوْت الشيء أَمَمْتُه أَنْحُوه وأَنْحاه.
ونَحَّيْتُ الشيء (* قوله« ونحيت الشيء» كذا في الأصل مضبوطاً، وفي التهذيب: نحيت عن الشيء، بشد الحاء وزيادة عن.) ونَحَوْته؛ وأَنشد: فلم يَبْقَ إِلاَّ أَن تَرَى، في مَحَلِّه، رَماداً نَحَتْ عنه السُّيولَ جَنادِلُهْ ورجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ: نَحْوِيٌّ، وكأَنَّ هذا إِنما هو على النسب كقولك تامرٌ ولابِنٌ. الليث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشيء.
وأَنْحَىْ عليه وانْتَحَى عليه إِذا اعتمد عليه. ابن الأَعرابي: أَنْحَى ونَحَى وانْتَحَى أَي اعْتَمَدَ على الشيء.
وانْتَحَى له وتَنَحَّى له: اعتمد.
وتَنَحَّى له بمعنى نَحا له وانْتَحَى؛ وأَنشد: تَنحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء، والنَّقْعُ ساطِعُ وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه رأْى رجلاً تَنحَّى في سُجُوده فقال لا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ؛ قال شمر: الانْتحاء في السجود الاعْتِمادُ على الجبهة والأَنف حتى يُؤثِّر فيهما ذلك. الأَزهري في ترجمة ترح: ابن مُناذر التَّرَحُ الهَبوط، (* قوله« الترح الهبوط إلخ» هذا الضبط هو الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة، وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم التاء في ترح من اللسان خطأ.) ؛ وأَنشد: كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ، إِذا انْتَحَى بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قال: الانْتِحاء أَن يَسْقُط هكذا، وقال بيده، بعضُها فوق بعض، وهو في السجود أَن يسقط جبينه إِلى الأَرض ويشدَّه ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جبينه، قال الأَزهري: حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب ، قال شمر: وكنت سأَلت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه، قال: فذكرت له ما سمعت فدَعا بدواته فكتبه بيده.
وانْتَحَيْت لفلان أَي عَرَضْت له .
وفي حديث حرام بن مِلْحان: فانْتَحَى له عامر بن الطُّفَيل فقَتَله أَي عَرَضَ له وقَصَد.
وفي الحديث: فانْتَحاه رَبيعَةُ أَي اعْتَمَدَه بالكلام وقَصَده.
وفي حديث الخضر . عليه السلام: وتَنَحِّى له أَي اعْتَمَد خَرْقَ السًّفينةِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فلم أَنْشَبْ حتى أَنْحَيْتُ عليها.
وقال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية ، والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون.
وفي حديث الحسن: قد تَنحَّى في بُرْنُسِه وقامَ الليلَ في حِنْدِسِه أَي تَعَمَّدَ العِبادة وتوجَّه لها وصار في ناحِيتها وتَجَنَّب الناس وصار في ناحية منهم .
وأَنْحَيْتُ على حَلقه السِّكين أَي عَرَضْتُ؛ وأَنشد ابن بري : أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً مَشْحُوذةً ، وكذاكَ الإثْمُ يُقْتَرَفْ وأََنْحَى عليه ضرباً: أَقبَلَ .
وأَنْحَى له السِّلاح: ضَرَبه بها أَو طَعَنَه أَو رَماه ، وأَنْحَى له بِسَهْم أَو غيره من السلاح.
وتَنَحَّى وانْتَحى: اعْتَمَدَ. يقال: انْتَحَى له بسهم ونَحا عليه بشُفْرته، ونحا له بسهم .
ونحا الرَّجل وانْتَحَى: مالَ على أَحد شِقَّيْهِ أَو انْحَنى في قَوْسِه.
وأَنْحَى في سَيره أَي اعْتَمَد على الجانب الأَيسر . قال الأَصمعي: الانتحاء في السير الاعْتماد على الجانب الأَيسر، ثم صار الاعتماد في كل وجه ؛ قال رؤبة: مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِه على وُفَقْ ابن سيده: والانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل في سيرها على الجانب الأَيسر ، ثم صار الانْتِحار المَيلُ والاعْتماد في كل وجه؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير : إذا ما انْتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه أَي اعْتَمَدهن.
ونَحَوْتُ بَصَرِي إليه أَي صرَفْت.
ونَحا إليه بصَره يَنْحُوه ويَنْحاه: صرَفه.
وأَنْحَيْتُ إليه بصَري: عَدَلْتُه؛ وقول طريف العبسي: نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ وحرِثٌ، وفي الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ أَي صَيَّرا هذا الميت في ناحية القبر.
ونَحَيْتُ بَصَري إليه : صَرَفْته. التهذيب: شمر انْتَحى لي ذلك الشيءُ إذا اعتَرَض له واعتمدَه؛ وأَنشد للأَخطل : وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِيلاً ويَنْتَحي لنا ، من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُ قال ابن الأَعرابي : يَنْتَحي لنا يَعودُ لنا ، والعَوارِمُ: القِباحُ .
ونَحَى الرجلَ : صَرَفَه ؛ قال العجاج: لقد نَحَاهُم جَدُّنا والناحي ابن سيده: والنُّحَواء الرِّعْدة ، وهي أَيضاً التَّمَطِّي؛ قال شَبِيب بن البَرْصاء: وهَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ منه ، يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ وانْتَحى في الشيء: جَدَّ.
وانتحى الفرَس في جَرْيه أَي جَدَّ.
والنَّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَى: الزِّقُّ، وقيل: هو ما كان للسمْن خاصة. الأَزهري: النِّحْيُ عند العرب الزِّقُ الذي فيه السمن خاصة، وكذلك قال الأصمعي وغيره: النحي الزق الذي يجعل فيه السمن خاصة؛ ومنه قِصَّةُ ذاتِ النِّحْيَيْنِ المَثَلِ المشهور: أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحَيَيْن؛ وهي امرأَة من تَيْمِ الله بن ثعْلَبةَ وكانت تَبِيع السمن في الجاهلية ، فأَتى خَوَّاتُ بن جُبَيْر الأَنصاري يَبتاع منها سَمناً فساوَمَها ، فحلَّت نِحْياً مَمْلُوءاً ، فقال: أَمْسِكِيه حتى أَنظر غيره، ثم حلَّ آخر وقال لها: أَمسكيه، فلما شَغل يديها ساوَرَها حتى قَضى ما أَراد وهرَب فقال في ذلك: وذاتِ عِيالٍ ، واثقِينَ بِعَقْلِها، * خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ وشَدَّتْ يَدَيْها، إذ أَرَدْتُ خِلاطَها، * بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِ فكانتْ لها الوَيْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها، * ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بتاتِ فشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحةً * على سَمْنِها ، والفَتْكُ مِن فَعَلاتي قال ابن بري: قال علي بن حمزة الصحيح في رواية خَوَّات بن جُبَيْر: فشدَّت على النحيين كَفَّيْ شَحيحةٍ تثنية كفّ ، ثم أَسْلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً ، فقال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: كيف شِرادُك؟ وتَبَسَّمَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيراً وأَعوذ بالله من الحَوْ رِ بَعدَ الكَوْرِ وهَجا العُدَيلُ بن الفَرْخِ بني تَيمِ اللهِ فقال: تَزَحْزَحَ ، يا ابنَ تَيْمِ اللهِ ، عَنَّا * فَما بَكْرٌ أَبُوكَ ، ولا تَمِيمُ لكُلِّ قَبِيلةٍ بَدرٌ ونجْمٌ، * وتَيْمُ الله ليس لها نُجُومُ أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ، * فُعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ قال ابن بري: قال ابن حمزة الصحيح أَنها امرأَة من هذيل ، وهي خَوْلة أُم بشر بن عائذ، ويحكى أَن أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افتخرا ورضيا بإِنسان يحكم بينهما فقال: يا أَخا هذيل كيف تُفاخِرُون العرب وفيكم خِلال ثلاث: منكم دليل الحَبَشة على الكعبة ، ومنكم خَولةُ ذاتُ النَّحيين، وسأَلتم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، أَن يُحلِّلَ لكم الزنا؟ قال: ويُقَوِّي قول الجوهري إنها من تيم الله ما أَنشده في هجائهم : أُناس ربة النحيين منهم وجمع النِّحْي أَنحاء ونُحِيٌّ ونِحاء؛ عن سيبويه .
والنِّحْي أَيضاً : جَرْةُ فَخّار يجعل فيها اللبن ليُمخض.
وفي التهذيب: يجعل فيها اللبن المَمْخُوض. الأَزهري : العرب لا تعرف النِّحْيَ غير الزق ، والذي قاله الليث إنه الجَرَّةُ يُمْخَض فيها اللبن غير صحيح .
ونَحى اللبنَ يَنْحِيهِ ويَنْحاه: مَخَضه؛ وأَنشد : في قَعْرِ نِحْيٍ أَستَثيرُ حُمَّهْ والنِّحْيُ: ضَرْب من الرُّطَب ؛ عن كراع.
ونَحى الشيء يَنْحاه نَحْياً ونَحَّاه فتَنَحَّى: أَزاله. التهذيب: يقال نَحَّيْت فلاناً فتَنَحَّى ، وفي لغة: نَحَيْتُه وأَنا أَنْحاه نَحْياً بمعناه ؛ وأَنشد : أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه لِشيءٍ نَحَتْهُ ، عن يَدَيْهِ ، المَقادِرُ أَي باعَدَتْه.
ونَحَّيْته عن موضعه تَنْحِيةً فتنحَّى، وقال الجعدي : أُمِرَّ ونُحِّيَ عن زَوْرِه، كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ ويقال: فلان نَحِيَّةُ القَوارِعِ إذا كانت الشَّدائد تَنْتَحِيه ؛ وأَنْشد: نَحِيَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه نُضاضةُ دَمْعٍ ، مِثْلُ ما دَمَعَ الوَشَلْ ويقال: استَخَذَ فلانٌ فلاناً أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عليه حتى أَهلَك ما لَه أو ضَرّه أَو جَعلَ به شَرًّا؛ وأَنشد: إني إذا ما القوْمُ كانوا أُنْحِيَهْ أَي انْتَحَوْا عن عمل يَعملونه . الليث: كل مَن جدَّ في أَمرٍ فقد انْتحى فيه، كالفرس يَنْتَحي في عَدْوه.
والنَّاحِيةُ من كل شيء: جانِبه .
والناحية: واحدة النَّواحي ؛ وقول عُتيِّ بن مالك : لقد صَبَرَتْ حَنيفة صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ ، تَحتَ أَظْلال النَّواحِي فإنما يريد نَواحي السُّيوف ، وقيل: أَراد النَّوائح فقلب ، يعني الرَّايات المُتقابلات .
ويقال: الجبلان يَتناوَحانِ إذا كانا متقابلين.
والناحِيةُ والنَّاحاة: كل جانب تَنَحَّى عن القَرار كناصِيةٍ وناصاةٍ ؛ وقوله : أَلِكْني إلَيْها ، وخَيْرُ الرَّسُو لِ أَعْلَمُهمْ بنَواحِي الخَبَرْ إنما يَعْني أَعلَمهم بنَواحي الكلام.
وإبِل نَحِيٌّ: مُتَنَحِّيةٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً نَحِيًّا، مثْلَ النَّجيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَّا والنَّحي من السِّهام: العريضُ النَّصْل الذي إذا أَردت أَن تَرمي به اضْطَجَعْته حتى تُرْسله.
والمَنْحاة: ما بين البئر إلى منتهى السَّانيِة ؛ قال جرير : لقد ولدَتْ أُمُ الفَرَزدَقِ فَخَّةً ، تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعا الأَزهري: المَنْحاةُ مُنتهى مذهب السَّانِية، وربما وُضِع عنده حجر ليَعلم قائدُ السانية أَنه المُنتَهَى فيَتَيَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إذا جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه. الجوهري: والمَنحاةُ طريق السانيِة ؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز : كأَنَّ عَينَيَّ ، وقد بانُوني، غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ وقال ابن الأَعرابي: المَنْحاة مَسِيلُ الماء إذا كان مُلْتَوِياً ؛ وأَنشد : وفي أَيْمانِهِمْ بِيضٌ رِقاقٌ، كباقِي السَّيلِ أَصْبَحَ في المَناحِي وأَهْلُ المَنحاةِ: القوم البُعداء الذين ليسوا بأَقارِب.
وقوله في الحديث: يأْتيني أَنْحاء مِن الملائكة أَي ضُرُوبٌ منهم ، واحدهم نَحْوٌ ، يعني أَن الملائكةَ كانوا يَزُورُونه سِوَى جبريلَ ، عليه السلام.
وبنو نَحْوٍ: بَطْنٌ من الأَزْد ، وفي الصحاح: قوم من العرب .

خدع (لسان العرب) [0]


الخَدْعُ: إظهار خلاف ما تُخْفيه. أبو زيد: خَدَعَه يَخْدَعُه خِدْعاً، بالكسر، مثل سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً؛ قال رؤْية: وقد أُداهِي خِدْعَ مَن تَخَدَّعا وأجاز غيره خَدْعاً، بالفتح، وخَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم.
وخادَعَه مُخادَعة وخِداعاً وخَدَّعَه واخْتَدَعه: خَدَعه. قال الله عز وجل: يُخادِعون اللهَ؛ جازَ يُفاعِلُ لغير اثنين لأَن هذا المثال يقع كثيراً في اللغة للواحد نحو عاقَبْتُ اللِّصَّ وطارَقْت النعلَ. قال الفارسي: قرئَ يُخادِعون الله ويَخْدَعُون الله؛ قال: والعرب تقول خادَعْت فلاناً إذا كنت تَرُوم خَدْعه وعلى هذا يوجه قوله تعالى: يُخادِعون الله وهو خادِعُهم؛ معناه أَنهم يُقدِّرون في أَنفسهم أَنهم يَخْدَعون اللهَ، . . . أكمل المادة والله هو الخادع لهم أَي المُجازي لهم جَزاءَ خِداعِهم؛ قال شمر: روي بيت الراعي: وخادَعَ المَجْدَ أَقْوامٌ، لهم وَرَقٌ راح العِضاهُ به، والعِرْقُ مَدْخُول قال: خادَعَ ترك، ورواه أَبو عمرو: خادَع الحَمْد، وفسره أَي ترك الحمدَ أَنهم ليسوا من أَهله.
وقيل في قوله يُخادعون الله: أَي يُخادعون أَولياء الله.
وخدعته: ظَفِرْت به؛ وقيل: يخادعون في الآية بمعنى يخدعون بدلالة ما أَنشده أَبو زيد: وخادَعْت المَنِيَّةَ عنكَ سِرّاً أَلا ترى أَن المنيَّة لا يكون منها خداع؟ وكذلك قوله: وما يخادعون إلاّ أَنفسهم، يكون على لفظ فاعَل وإن لم يكن الفعل إلاّ من واحد كما كان الأوَّل كذلك، وإذا كانوا قد استجازُوا لتشاكُلِ الأَلفاظ أَن يُجْزوا على الثاني ما لا يصح في المعنى طلباً للتشاكل، فأَنْ يَلْزَم ذلك ويُحافَظَ عليه فيما يصح به المعنى أَجْدَرُ نحو قوله: أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ علينا، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِينا وفي التنزيل: فمن اعْتَدَى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم؛ والثاني قِصاص ليس بعُدْوان.
وقيل: الخَدْع والخَدِيعة المصدر، والخِدْعُ والخِداعُ الاسم، وقيل الخَدِيعَةُ الاسم.
ويقال: هو يَتخادَعُ أَي يُري ذلك من نفسه.
وتَخادَع القومُ: خدَع بعضُهم بعضاً.
وتخادع وانْخَدَعَ: أَرى أَنه قد خُدع، وخَدَعْتُه فانْخَدَع.
ويقال: رجل خَدَّاع وخَدُوعٌ وخُدَعةٌ إِذا كان خَِبّاً.
والخُدْعةُ: ما تَخْدَعُ به.
ورجل خُدْعة، بالتسكين، إِذا كان يُخْدَع كثيراً، وخُدَعة: يَخْدَع الناس كثيراً.
ورجل خَدَّاعٌ وخَدِعٌ؛ عن اللحياني، وخَيْدَعٌ وخَدُوعٌ: كثير الخِداعِ، وكذلك المرأَة بغير هاء؛ وقوله: بِجِزْعٍ من الوادي قَلِيلٍ أَنِيسُه عَفا، وتَخَطَّتْه العُيون الخَوادِعُ يعني أَنها تَخْدَع بما تسْتَرِقُه من النظر.
وفي الحديث: الحَرْبُ خَدْعةٌ وخُدْعةٌ، والفتح أَفصح، وخُدَعةٌ مثل هُمَزة. قال ثعلب: ورويت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، خَدْعة، فمن قال خَدْعة فمعناه من خُدِع فيها خَدْعةً فزَلَّت قدَمُه وعَطِبَ فليس لها إِقالة؛ قال ابن الأَثير: وهو أَفصح الروايات وأَصحها، ومن قال خُدْعةٌ أَراد هي تُخْدَعُ كما يقال رجل لُعْنةٌ يُلْعَن كثيراً، وإِذا خدَعَ القريقين صاحبه في الحرب فكأَنما خُدعت هي؛ ومن قال خُدَعة أَراد أَنها تَخْدَعُ أَهلها كما قال عمرو بن مَعْدِيكرب: الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً، تَسْعَى بِبِزَّتِها لكلِّ جَهُول ورجل مُخَدَّعٌ: خُدِع في الحَرْب مرة بعد مرة حتى حَذِقَ وصار مُجَرَّباً، والمُخَدَّعُ أَيضاً: المُجَرِّبُ للأُمور؛ قال أَبو ذؤَيب: فتَنازَلا وتواقَفَتْ خَيْلاهما، وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ابن شميل: رجل مُخَدَّع أَي مُجَرَّس صاحب دَهاء ومَكر، وقد خُدِع؛ وأَنشد: أُبايِعُ بَيْعاً من أَرِيبٍ مُخَدَّع وإِنه لذو خُدْعةٍ وذو خُدُعات أَي ذو تجريب للأُمور.
وبعير به خادِعٌ وخالِعٌ: وهو أَن يزول عصَبُه في وَظِيف رجله إِذا برَك، وبه خُوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخادِعُ أَقل من الخالع.
والخَيْدع: الذي لا يوثَق بمودَّته.
والخيْدَعُ: السَّراب لذلك، وغُولٌ خَيْدَعٌ منه، وطريق خَيْدَع وخادع: جائر مخالف للقصد لا يُفْطَن له؛ قال الطرمَّاح: خادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصادُها، تُمْسِي وُكُوناً فوقَ آرامِها وطريقٌ خَدُوع: تَبِين مرة وتَخْفَى أُخرى؛ قال الشاعر يصف الطريق: ومُسْتَكْرَه من دارِسِ الدَّعْس داثِرٍ، إِذا غَفَلَتْ عنه العُيونُ خَدُوع والخَدُوع من النوق: التي تَدِرُّ مرة وترفع لبنها مرة.
وماء خادِعٌ: لا يُهْتَدَى له.
وخَدَعْتُ الشيءَ وأَخْدَعْته: كتمته وأَخْفَيْته.
والخَدْع: إِخفاءُ الشيء، وبه سمي المِخْدَعُ، وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، وتضم ميمه وتفتح.
والمِخدع: الخِزانة.
والمُخْدَع: ما تحت الجائز الذي يوضع على العرش، والعرشُ: الحائطُ يُبْنَى بين حائطي البيت لا يبلغ به أَقْصاه، ثم يوضع الجائز من طَرف العَرْش الداخل إِلى أَقْصى البيت ويُسْقف به؛ قال سيبويه: لم يأْت مُفْعل اسماً إِلا المُخْدَع وما سواه صفة.
والمَخْدَع والمِخْدَع: لغة في المُخْدع، قال: وأَصله الضم إِلا أَنهم كسروه اسْتِثقالاً، وحكى الفتح أَبو سليمان الغَنَويّ، واختلف في الفتح والكسر القَنانيّ وأَبو شَنْبَل، ففتح أَحدُهما وكسر الآخر؛ وبيت الأَخطل: صَهْباء قد كَلِفَتْ من طُول ما حُبِستْ في مخْدَعٍ، بين جَنَّاتٍ وأَنهارِ يروى بالوجوه الثلاثة.
والخِداعُ: المَنْع.
والخِداعُ: الحِيلة.
وخدَع الضَّبُّ يخْدَع خَدْعاً وانْخَدع: اسْتَرْوَح رِيحَ الإِنسانِ فدَخل في جُحْره لئلاّ يُحْتَرَشَ، وقال أَبو العَمَيْثل: خدَع الضبُّ إِذا دخل في وِجاره مُلتوياً، وكذلك الظبيُ في كِناسه، وهو في الضبّ أَكثر. قال الفارسي: قال أَبو زيد وقالوا إِنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه، ومعنى الحَرْش أَن يَمسح الرجلُ على فم جُحْر الضب يتسمَّع الصوت فربما أَقبل وهو يرى أَن ذلك حية، وربما أَرْوَحَ ريح الإِنسان فخَدَعَ في جُحره ولم يخرج؛ وأَنشد الفارسي: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ منهمُ، بحُلْوِ الخَلا، حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِع حُلْوُ الخَلا: حُلْوُ الكلامِ.
وضب خَدِعٌ أَي مُراوِغٌ.
وفي المثل: أَخْدَعُ من ضب حَرَشْتَه، وهو من قولك: خَدَعَ مني فلان إِذا توارى ولم يَظْهَر.
وقال ابن الأَعرابي: يقال أَخْدَعُ من ضب إِذا كان لا يُقدر عليه، من الخَدْع؛ قال ومثله: جعل المَخادِعَ للخِداعِ يُعِدُّها، مما تُطِيفُ ببابِه الطُّلاَّبُ والعرب تقول: إِنه لضَبُّ كَلَدةٍ لا يُدْرَك حَفْراً ولا يُؤخَذُ مُذَنِّباً؛ الكَلَدةُ: المكانُ الصُّلْب الذي لا يَعمل فيه المِحْفار؛ يضرب للرجل الدَّاهيةِ الذي لا يُدْرك ما عنده.
وخدَع الثعلبُ إِذا أَخذ في الرَّوَغانِ.
وخدَع الشيءُ خَدْعاً: فسَد.
وخدَع الرِّيقُ خَدْعاً: نقَص، وإِذا نقَص خَثُرَ، وإِذا خثر أَنْتَنَ؛ قال سويد بن أَبي كاهل يصف ثغْر امرأَة: أَبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُه، طيِّبُ الرِّيقِ، إِذا الرِّيقُ خَدَعْ لأَنه يَغْلُظ وقت السَّحَر فيَيْبَس ويُنْتِنُ. ابن الأَعرابي: خدَعَ الريقُ أَي فسَد.
والخادِعُ: الفاسد من الطعام وغيره. قال أَبو بكر: فتأْويل قوله: يخادعون الله وهو خادِعُهم، يُفسدون ما يُظهرون من الإِيمان بما يُضمرون من الكفر كما أَفسد اللهُ نِعمَهم بأَن أَصدرهم إِلى عذاب النار. قال ابن الأَعرابي: الخَدْعُ منع الحقّ، والخَتْمُ مَنْع القلب من الإِيمان.
وخدَعَ الرجلُ: أَعطى ثم أَمسك. يقال: كان فلان يُعطي ثم خدَع أَي أَمسَك ومنَعَ.
وخدَع الزمانُ خَدْعاً: قَلَّ مطَرُه.
وفي الحديث: رَفَع رجل إِلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ما أَهَمَّه من قَحْطِ المطر فقال: قَحَط السَّحابُ وخَدَعتِ الضِّبابُ وجاعتِ الأَعْراب؛ خدَعَت أَي اسْتَترتْ وتَغَيَّبَتْ في جِحرَتها. قال الفارسي: وأَما قوله في الحديث: إِنَّ قبْل الدَّجّال سِنِينَ خَدَّاعةً، فيرون أَنّ معناه ناقصة الزكاة قليلة المطر، وقيل: قليلة الزَّكاء والرَّيْع من قولهم خدَعَ الزمانُ قلّ مطره؛ وأَنشد الفارسي: وأَصبحَ الدهْرُ ذو العلاَّتِ قد خَدَعا وهذا التفسير أَقرب إِلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله: سِنين خدَّاعة، يريد التي يَقِلُّ فيها الغيْث ويَعُمُّ بها المَحْلُ.
وقال ابن الأَثير في قوله: يكون قبل الساعة سِنُون خدَّاعة أَي تكثر فيها الأَمطار ويقل الرَّيْع، فذلك خِداعُها لأَنها تُطمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف، وقيل: الخَدَّاعة القليلة المطر من خَدَع الريقُ إِذا جَفَّ.
وقال شمر: السِّنون الخَوادِعُ القليلة الخير الفواسدُ.
ودينار خادِعٌ أَي ناقصٌ.
وخدَع خيرُ الرجل: قلّ.
وخدع الرجلُ: قلّ مالُه.
وخدَع الرجلُ خَدْعاً: تخلَّق بغير خُلُقِه.
وخُلُقٌ خادِعٌ أَي مُتلوِّن.
وخلُق فلان خادِعٌ إِذا تَخَلَّق بغير خُلُقه.
وفلان خادِعُ الرأْي إِذا كان مُتلوِّناً لا يثبُت على رأْي واحد.
وخدَع الدهْر إِذا تلوَّن.
وخدَعتِ العينُ خَدْعاً: لم تَنم.
وما خَدَعتْ بعَيْنه نَعْسةٌ تَخْدَعُ أَي ما مَرَّت بها؛ قال المُمَزّق العَبْدي: أَرِقْتُ، فلم تَخْدَعْ بعَيْنَيَّ نَعْسَةٌ، ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقُ أَي لم تدخل بعَيْنيَّ نعْسة، وأَراد ومن يلق ما لاقيت يأْرَقُ لا بدّ أَي لا بدّ له من الأَرَقِ.
وخدَعَت عينُ الرجل: غارَتْ؛ هذه عن اللحياني.
وخَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً وانخدعت: كسَدَت؛ الأَخيرة عن اللحياني.
وكلُّ كاسدٍ خادِعٌ.
وخادَعْتُه: كاسَدْتُه.
وخدَعتِ السوقُ: قامت فكأَنه ضِدّه.
ويقال: سُوقهم خادِعةٌ أَي مختلفة مُتلوِّنة. قال أَبو الدينار في حديثه: السوق خادعةٌ أَي كاسدة. قال: ويقال السوق خادعة إِذا لم يُقدر على الشيء إِلا بغَلاء. قال الفراء: بنو أَسد يقولون إِنَّ السعْر لمُخادِع، وقد خدَع إِذا ارتفع وغَلا.
والخَدْعُ: حَبْس الماشِية والدوابّ على غير مَرْعًى ولا عَلَفٍ؛ عن كراع.
ورجُل مُخدَّع: خُدِع مراراً؛ وقيل في قول الشاعر: سَمْح اليَمِين، إِذا أَرَدْتَ يَمِينَه، بسَفارةِ السُّفَراء غَيْر مُخَدَّعِ أَراد غير مَخْدُوع، وقد روى جِدّ مُخَدَّع أَي أَنه مُجَرَّب، والأَكثر في مثل هذا أَن يكون بعد صفة من لفظ المضاف إِليه كقولهم أَنت عالِمٌ جِدُّ عالم.
والأَخْدَعُ: عِرْق في موضع المِحْجَمتين وهما أَخدعان.
والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد.
وفي الحديث: أَنه احْتَجَمَ على الأَخْدَعَين والكاهِل؛ الأَخدعانِ: عرقان في جَانِبَي العُنق قد خَفِيا وبَطَنا، والأَخادِعُ الجمع؛ وقال اللحياني: هما عِرقان في الرقبة، وقيل: الأَخدعانِ الوَدَجانِ.
ورجل مَخْدُوع: قُطِع أَخْدَعُه.
ورجلٌ شديدُ الأَخْدَع أَي شديدُ موضع الأَخدع، وقيل: شديد الأَخْدعِ، وكذلك شديدُ الأَبْهَر.
وأَمّا قولهم عن الفَرس: إِنه لشَديد النَّسا فيراد بذلك النَّسا نفسُه لأَنَّ النَّسا إِذا كان قصيراً كان أَشدَّ للرِّجْل، وإِذا كان طويلاً اسْترخَت الرّجْل.
ورجل شديد الأَخْدَع: مُمتنِع أَبِيّ، ولَيِّنُ الأَخْدَعِ: بخلاف ذلك.
وخَدَعَه يَخْدَعُه خَدْعاً: قطع أَخْدَعَيْه، وهو مَخْدُوعٌ.
وخَدَعَ ثوبَه خَدْعاً وخُدْعاً: ثناه؛ هذه عن اللحياني.
والخُدْعةُ: قبيلة من تَمِيم. قال ابن الأَعرابي: الخُدَعةُ رَبيعة بن كَعْب بن زيدِ مَناةَ بن تميم؛ وأَنشد غيره في هذه القبيلة من تميم: أَذُودُ عن حَوْضِه ويَدْفَعُنِي؛ يا قَوْمِ، مَن عاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ؟ وخَدْعةُ: اسم رجل، وقيل: اسم ناقة كان نَسَب بها ذلك الرجل؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد: أَسِير بِشَكْوَتِي وأَحُلُّ وحْدِي، وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعةَ في السَّماعِ قال: وإِنما سمي الرجل خَدْعةَ بها، وذلك لإِكثاره من ذكرها وإِشادَته بها. قال ابن بري، رحمه الله: أَهمل الجوهري في هذا الفصل الخَيْدَعَ، وهو السِّنَّوْرُ.

إلى (لسان العرب) [0]


حرف خافض وهو مُنْتَهىً لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى مكة، وجائز أَن تكون دخلتها، وجائز أَن تكون بلغتها ولم تدْخُلْها لأَنّ النهاية تشمل أَول الحدّ وآخره، وإنما تمنع من مجاوزته. قال الأزهري : وقد تكون إلى انتهاء غايةٍ كقوله عز وجل: ثم أَتِمُّوا الصِّيامَ إلى الليلِ.
وتكون إلى بمعنى مع كقوله تعالى: ولا تأْكلوا أَموالهم إلى أَموالِكم؛ معناه مع أَموالِكم، وكقولهم: الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إبِلٌ.
وقال الله عز وجل: مَن أَنصاري إلى الله؛ أَي مع اللهِ.
وقال عز وجل: وإذا خَلَوْا إلى شياطينهم.
وأَما قوله عز وجل: فاغسِلوا وجوهَكُم وأَيَدِيَكم إلى المرافِق وامْسَحُوا برُؤوسكم وأَرْجُلِكم إلى الكعبينِ؛ فإن العباس وجماعة . . . أكمل المادة من النحويين جعلوا إلى بمعنى مع ههنا وأَوجبوا غسْلَ المَرافِق والكعبين ، وقال المبرد وهو قول الزجاج: اليَدُ من أَطراف الأَصابع إلى الكتف والرِّجل من الأَصابع إلى أَصل الفخذين، فلما كانت المَرافِق والكَعْبانِ داخلة في تحديد اليدِ والرِّجْل كانت داخِلةً فيما يُغْسَلُ وخارِجَةً مما لا يُغسل ، قال: ولو كان المعنى مع المَرافِق لم يكن في المَرافِق فائدة وكانت اليد كلها يجب أَن تُغسل، ولكنه لَمَّا قيل إلى المَرافِق اقتُطِعَتْ في الغَسْل من حدّ المِرْفَق. قال أَبو منصور: وروى النضر عن الخليل أَنه قال إذا اسْتأْجرَ الرجلُ دابَّةً إلى مَرْوَ ، فإذا أَتى أَدناها فقد أَتى مَرْوَ، وإذا قال إلى مدينة مرو فإذا أَتى باب المدينة فقد أَتاها.
وقال في قوله تعالى: اغسلوا وجوهكم وأَيديكم إلى المرافق؛ إنَّ المرافق فيما يغسل. ابن سيده قال إلى مُنتهى لابتداء الغاية. قال سيبويه: خرجت من كذا إلى كذا، وهي مِثْلُ حتى إلاَّ أَن لحتى فِعلاً ليس لإلى.
ونقول للرجل: إنما أَنا إليك أَي أَنت غايتي ، ولا تكونُ حتى هنا فهذا أَمْرُ إلى وأَصْلُه وإن اتَّسَعَتْ، وهي أَعمُّ في الكلام من حتى، تقول : قُمْتُ إليه فتجعله مُنْتَهاك من مكانك ولا تقول حَتَّاه.
وقوله عز وجل: مَن أَنصاري إلى الله؛ وأَنت لا تقول سِرْتُ إلى زيد تريد معه، فإنما جاز مَن أَنصاري إلى الله لما كان معناه مَن ينضافُ في نُصرتي إلى الله فجاز لذلك أَن تأْتي هنا بإلى؛ وكذلك قوله تعالى: هل لَكَ إلى أَن تَزَكَّى؛ وأَنت إنما تقول هل لك في كذا، ولكنه لما كان هذا دعاء منه، صلى الله عليه وسلم ، له صار تقديره أَدعوك أَو أُرْشِدُكَ إلى أَن تزكَّى؛ وتكون إلى بمعنى عند كقول الراعي : صَناعٌ فقد سادَتْ إليَّ الغوانِيا أَي عندي.
وتكون بمعنى مع كقولك: فلانٌ حليمٌ إلى أَدبٍ وفقْهٍ؛ وتكون بمعنى في كقول النابغة: فلا تَتْرُكَنِّي بالوَعِيدِ كأَنَّني إلى الناسِ مَطْلِيٌّ به القارُ أَجْرَبُ قال سيبويه: وقالوا إلَيْكَ إذا قلت تَنَحَّ، قال: وسمعنا من العرَب مَن يقال له إلَيْكَ، فيقول إلي، كأَنه قيل له تَنَحَّ، فقال أَتَنَحَّى ، ولم يُستعمل الخبر في شيء من أَسماء الفعل إلاَّ في قول هذا الأَعرابي.
وفي حديث الحج: وليس ثَمَّ طَرْدٌ ولا إلَيْكَ إلَيْكَ؛ قال ابن الأثير: هو كما تقول الطريقَ الطريقَ، ويُفْعَل بين يدي الأُمراء، ومعناه تَنَحَّ وابْعُدْ، وتكريره للتأْكيد؛ وأَما قول أَبي فرعون يهجو نبطية استسقاها ماء: إذا طَلَبْتَ الماء قالَتْ لَيْكا، كأَنَّ شَفْرَيْها، إذا ما احْتَكَّا، حَرْفا بِرامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا فإنما أَراد إلَيْكَ أَي تَنَحَّ، فحذف الأَلف عجمة؛ قال ابن جني: ظاهر هذا أَنَّ لَيْكا مُرْدَفة، واحْتَكّا واصْطَكا غير مُرْدَفَتَين، قال: وظاهر الكلام عندي أَن يكون أَلف ليكا رويًّا، وكذلك الأَلف من احتكا واصطكا رَوِيٌّ، وإن كانت ضمير الاثنين؛ والعرب تقول إلَيْكَ عني أَي أَمْسِكْ وكُفَّ، وتقول: إليكَ كذا وكذا أَي خُذْه؛ ومنه قول القُطامي: إذا التَّيَّارُ ذو العضلاتِ قُلْنا: إلَيْك إلَيْك، ضاقَ بها ذِراعا وإذا قالوا: اذْهَبْ إلَيْكَ، فمعناه اشْتَغِلْ بنَفْسك وأَقْبِلْ عليها؛ وقال الأَعشى: فاذْهَبي ما إلَيْكِ ، أَدْرَكَنِي الحِلْـ ـمُ، عَداني عن هَيْجِكُمْ إشْفاقي وحكى النضر بن شميل عن الخليل في قولك فإني أَحْمَدُ إلَيْكَ الله قال: معناه أَحمد معك.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال لابن عباس، رضي الله عنهما: إني قائل قولاً وهو إلَيْكَ، قال ابن الأثير: في الكلام إضمار أَي هو سِرٌّ أَفْضَيْتُ به إلَيْكَ.
وفي حديث ابن عمر: اللهم إلَيْكَ أَي أَشْكو إليك أَو خُذْني إليك.
وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أَنه رأَى من قَوْمٍ رِعَةً سَيِّئَةً فقال اللهم إلَيْكَ أَي اقْبِضْني إليْكَ؛ والرِّعَةُ: ما يَظهر من الخُلُقِ.
وفي الحديث: والشرُّ ليس إليكَ أَي ليس مما يُتقرَّب به إليك، كما يقول الرجل لصاحبه: أَنا منكَ وإليك أَي التجائي وانْتمائي إليك. ابن السكيت: يقال صاهَرَ فلان إلى بني فلان وأَصْهَرَ إليهم؛ وقول عمرو: إلَيْكُم يا بني بَكْرٍ إلَيْكُم، أَلَمّا تَعْلَموا مِنَّا اليَقِينا؟ قال ابن السكيت: معناه اذهبوا إليكُم وتَباعَدوا عنا.
وتكون إلى بمعنى عند؛ قال أَوس: فهَلْ لكُم فيها إليَّ، فإنَّني طَبيبٌ بما أَعْيا النِّطاسِيِّ حِذْيَما وقال الراعي: يقال ، إذا رادَ النِّساءُ: خَريدةٌ صَناعٌ، فقد سادَتْ إليَّ الغَوانِيا أَي عندي ، وراد النساء: ذَهَبْنَ وجِئن، امرأةٌ رَوادٌ أَي تدخل وتخرج.

لحد (لسان العرب) [0]


اللَّحْد واللُّحْد: الشَّقُّ الذي يكون في جانب القبر موضِع الميت لأَنه قد أُمِيل عن وسَط إِلى جانبه، وقيل: الذي يُحْفر في عُرْضه؛ والضَّريحُ والضَّريحة: ما كان في وسطه، والجمع أَلْحَادٌ ولحُود.
والمَلْحود كاللحد صفة غالبة؛ قال: حتى أُغَيَّبَ في أَثْناءِ مَلْحود ولَحَدَ القبرَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَدَه: عَمِلَ له لحْداً، وكذلك لَحَدَ الميتَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَده ولَحَد له وأَلْحَدَ، وقيل: لَحَده دفنه، وأَلْحَده عَمِلَ له لَحْداً.
وفي حديث دفْن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلْحِدُوا لي لَحْداً.
وفي حديث دفنه أَيضاً: فأَرسَلُوا إِلى اللاحدِ والضارِحِ أَي إِلى الذي يَعْمَلُ اللَّحْدَ والضَّريحَ. الأَزهريّ: قبر مَلْحود له ومُلْحَد وقد لَحَدوا له لَحْداً؛ وأَنشد: أَناسِيّ . . . أكمل المادة مَلْحود لها في الحواجب شبه إِنسان (* قوله «شبه إنسان إلخ» كذا بالأصل والمناسب شبه الموضع الذي يغيب فيه إنسان العين تحت الحاجب من تعب السير اللحد.) العين تحت الحاجب باللحد، وذلك حين غارت عيون الإِبل من تعَب السيْر. أَبو عبيدة: لحَدْت له وأَلحَدْتُ له ولَحَدَ إِلى الشيء يَلْحَدُ والتَحَدَ: مال.
ولحَدَ في الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ: مالَ وعدَل، وقيل: لَحَدَ مالَ وجارَ. ابن السكيت: المُلْحِدُ العادِلُ عن الحق المُدْخِلُ فيه ما ليس فيه، يقال قد أَلحَدَ في الدين ولحَدَ أَي حاد عنه، وقرئ: لسان الذي يَلْحَدون إِليه، والتَحَدَ مثله.
وروي عن الأَحمر: لحَدْت جُرْت ومِلْت، وأَلحدْت مارَيْت وجادَلْت.
وأَلحَدَ: مارَى وجادَل.
وأَلحَدَ الرجل أَي ظلَم في الحَرَم، وأَصله من قوله تعالى: ومَن يُرِدْ فيه بِإِلحادٍ بظلم؛ أَي إِلحاداً بظلم، والباء فيه زائدة؛ قال حميد بن ثور: قَدْنَي من نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدي، ليس الإِمامُ بالشَّحِيح المُلْحِدِ أَي الجائر بمكة. قال الأَزهري: قال بعض أَهل اللغة معنى الباء الطرح، المعنى: ومن يرد فيه إِلحاداً بظلم؛ وأَنشدوا: هُنَّ الحَرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرةٍ، سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرأْنَ بالسُّوَرِ المعنى عندهم: لا يَقْرأْنَ السُّوَر. قال ابن بري: البيت المذكور لحميد بن ثور هو لحميد الأَرقط، وليس هو لحميد بن ثور الهلالي كما زعم الجوهري. قال: وأَراد بالإِمام ههنا عبد الله بن الزبير.
ومعنى الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد.
ولَحَدَ عليَّ في شهادته يَلْحَدُ لَحْداً: أَثِمَ.
ولحَدَ إِليه بلسانه: مال. الأَزهري في قوله تعالى: لسان الذين يلحدون إِليه أَعجمي وهذا لسان عربي مبين؛ قال الفراء: قرئ يَلْحَدون فمن قرأَ يَلْحَدون أَراد يَمِيلُون إِليه، ويُلْحِدون يَعْتَرِضون. قال وقوله: ومن يُرِدْ فيه بِإِلحاد بظلم أَي باعتراض.
وقال الزجاج: ومن يرد فيه بإِلحادٍ؛ قيل: الإِلحادُ فيه الشك في الله، وقيل: كلُّ ظالم فيه مُلْحِدٌ.
وفي الحديث: احتكارُ الطعام في الحرم إِلحادٌ فيه أَي ظُلْم وعُدْوان.
وأَصل الإِلحادِ: المَيْلُ والعُدول عن الشيء.
وفي حديث طَهْفَةَ: لا تُلْطِطْ في الزكاةِ ولا تُلْحِدُ في الحياةِ أَي لا يَجْري منكم مَيْلٌ عن الحق ما دمتم أَحياء؛ قال أَبو موسى: رواه القتيبي لا تُلْطِطْ ولا تُلْحِدْ على النهي للواحد، قال: ولا وجه له لأَنه خطاب للجماعة.
ورواه الزمخشري: لا نُلْطِطُ ولا نُلْحِدُ، بالنون.
وأَلحَدَ في الحرم: تَرَك القَصْدَ فيما أُمِرَ به ومال إِلى الظلم؛ وأَنشد الأَزهري: لَمَّا رَأَى المُلْحِدُ، حِينَ أَلْحَما، صَواعِقَ الحَجَّاجِ يَمْطُرْنَ الدّما قال: وحدثني شيخ من بني شيبة في مسجد مكة قال: إِني لأَذكر حين نَصَبَ المَنْجَنِيق على أَبي قُبَيْس وابن الزبير قد تَحَصَّنَ في هذا البيت، فجعَلَ يَرْميهِ بالحجارة والنِّيرانِ فاشْتَعَلَتِ النيرانُ في أَسْتارِ الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءَت سَحابةٌ من نحو الجُدّةِ فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءَة حتى استوت فوق البيت، فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطوافِ حتى أَطفَأَتِ النارَ، وسالَ المِرْزابُ في الحِجْر ثم عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس فرمت بالصاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيها؛ قال: فحدَّثْت بهذا الحديث بالبصرة قوماً، وفيهم رجل من أَهل واسِط، وهو ابن سُلَيْمان الطيَّارِ شَعْوَذِيّ الحَجَّاج، فقال الرجل: سمعت أَبي يحدث بهذا الحديث؛ قال: لمَّا أَحْرَقَتِ المَنْجَنِيقَ أَمْسَك الحجاجُ عن القتال، وكتب إِلى عبد الملك بذلك فكتب إِليه عبد الملك: أَما بعد فإِنّ بني إِسرائيل كانوا إِذا قَرَّبوا قُرْباناً فتقبل منهم بعث الله ناراً من السماء فأَكلته، وإِن الله قد رضي عملك وتقبل قُرْبانك، فَجِدَّ في أَمْرِكَ والسلام.
والمُلْتَحَدُ: المَلْجَأُ لأَن اللاَّجِئَ يميل إِليه؛ قال الفراء في قوله: ولن أَجِدَ من دُونه مُلْتَحَداً إِلا بلاغاً من اللهِ ورِسالاتِه أَي مَلْجَأً ولا سَرَباً أَلجَأُ إِليه.
واللَّجُودُ من الآبار: كالدَّحُولِ؛ قال ابن سيده: أُراه مقلوباً عنه.
وأَلْحَدَ بالرجل: أَزْرى بِحلْمه كأَلْهَدَ.
ويقال: ما على وجْه فلانٍ لُحادةُ لَحْم ولا مُزْعةُ لحم أَي ما عليه شيء من اللحم لهُزالِه.
وفي الحديث: حتى يَلْقى اللَّهَ وما على وجْهِه لُحادةٌ من لحْم أَي قِطْعة؛ قال الزمخشري: وما أُراها إِلا لحُاتة، بالتاء، من اللحْت وهو أَن لا يَدَع عند الإِنسان شيئاً إِلا أَخَذَه. قال ابن الأَثير: وإِن صحت الرواية بالدال فتكون مبدلة من التاء كدَوْلَجٍ في تَوْلَج.

وذم (لسان العرب) [0]


أَوْذَمَ الشيءَ: أَوْجَبه.
وأَوْذَمَ على نَفْسِه حَجّاً أَو سَفَراً: أَوْجَبه.
وأَوْذَمَ اليمينَ ووَذَّمَها وأَبْدَعها أَي أَوْجبها؛ قال الراجز: لاهُمَّ، إِن عامرَ بن جَهْمِ أَوذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ أَي مُتَلطِّخة بالذنوب، يعني أَحْرم بالحج وهو مُدَنَّسٌ بالذنوب. أَبو عمرو: الوَذِيمةُ الهَدْيُ، وجمعها الوَذائمُ.
وقد أَوْذَمَ الهَدْيَ إِذا عَلَّق عليه سَيراً أَو شيئاً يُعَلَّم به فيُعْلَم أَنه هَدْيٌ فلا يُعْرَض له. ابن سيده: الوَذيمة الهدِيَّة. الجوهري: الوَذِيمةُ الهدِيَّة إِلى بيت الله الحرام، والجمع الوَذائمُ، وهي الأَموالُ التي نُذِرَتْ فيها النُّذورُ؛ قال الشاعر: فإِن كنتُ لم أَذْكُرك، والقومُ بعضُهم غَضابَى على بعضٍ، فمالي وَذائمُ أَي مالي كلُّه في سبيل الله.
والوَذَمُ: الفَضْلُ والزيادةُ، وقد . . . أكمل المادة وَذَّمَ.
والوَذَمةُ: زيادةٌ في حياء الناقة والشاة كالثُّؤْلول تمنعها من الولَد، والجمعُ وَذَمٌ ووِذامً.
ووَذَّمَها: قطع ذلك منها وعالجَها منه. الأَصمعي: المُوَذّمةُ من النُّوق التي يخرج في حيائها لحمٌ مثل الثَّآليل فيُقطَع ذلك منها؛ قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول لأَشْباهِ الثَّآليل تخرُج في حياء الناقة فلا تَلْقَح معها إِذا ضرَبها الفحلُ الوَذَم، فيَعْمِدُ رجل رفيقٌ ويأْخذ مِبْضعاً لطيفاً ويُدْخِلُ يدَه في حيائها فيقطع الوَذَمَ فيقال: قد وَذَّمها تَوْذيماً، والذي فعل ذلك مُوَذِّمٌ، ثم يَضْرِبُها الفحلُ بعد التَّوْذيمِ فتَلْقَحُ.
وامرأَة وَذْماء وفرسٌ وَذْماء: وهي العاقرُ، وقيل: الوَذَمةُ في حياء الناقةِ زيادةٌ في اللحم تَنبتُ في أَعلى الحياء عند قَرْءِ الناقةِ فلا تَلْقحُ الناقةُ إِذا ضربَها الفحل، وقد تقدم ذلك في الوَخم أَيضاً.
ويقال للمصير أَيضاً: وَذَمٌ، والوَذَمُ: الحُزَّة من الكَرِشِ والكَبِد والمَصارِين المقطوعة تُعْقَد وتُلْوَى ثم تُرْمى في القِدْر، والجمع أَوْذُمٌ وأَوْذامٌ ووُذومٌ وأَواذِمُ؛ الأَخيرة جمع أَوْذُمٍ، وليس بجمع أَوْذامٍ، إِذ لو كان ذلك لثبتت الياء، وهي الوَذَمة والجمع وِذامٌ. أَبو زيد وأَبو عبيدة: الوَذَمةُ قُرْنةُ الكَرِش، وهي زاويةٌ في الكرش شِبْه الخريطة، قال: وقُرْنةُ الرحمِ المكانُ الذي ينتهي إِليه الماءُ في الرحم.
والوِذامُ: الكَرِشُ والأَمْعاءُ، الواحدة وَذَمةٌ مثل ثمَرةٍ وثِمارٍ.
وقال ابن خالويه: الوَذَمُ قطعةُ كرشٍ تُطْبَخُ بالماء؛ قال الشاعر: وما كان إِلا نِصْفُ وَذْمٍ مُرَمَّدٍ أَتانا، وقد حُبَّتْ إِلينا المَضاجِعُ وفي حديث علي بن أَبي طالب، عليه السلام: لئِنْ وَلِيتُ بني أُميَّة لأَنْفُضَنَّهم نَقْضَ القَصّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ، وفي رواية: التِّرابَ والوَذِمةَ؛ قال الأَصمعي: سأَلني شعبة عن هذا الحرف فقلت: ليس هو هكذا، إِنما نَفْض القصّاب الوِذامَ التَّرِبة، والتَّرِبةُ التي قد سقطت في التراب فتتَرَّبَت، فالقصّاب يَنْفُضها، وأَراد بالوِذامِ الخُزَزَ من الكَرِش والكبِد الساقطةَ في التُّراب والقصّاب يُبالغُ في نَفْضِها، قال: ومن هذا قيل لسيُور الدِّلاء الوَذمُ لأَنها مقدَّدةٌ طِوال، قال: والتِّراب التي سقطت في التُّراب فتتَرَّبَت، وواحدةُ الوِذامِِ وذَمةٌ، وهي الكرش لأَنها معلَّقة، وقيل: هي غيرُ الكرش أَيضاً من البطون. أَبو سعد: الكُروشُ كلها تسمَّى تَرِبةً لأَنها يحصل فيها التُّرابُ من المَرْتَع، والوَذَمة التي أَخمل باطنُها، والكروشُ وَذَمةٌ لأَنها مُخْمَلةٌ، ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ، فمعنى قوله لئنْ وَليِتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهم بعد الخَبَث.
وكلُّ سير قَدَدْتَه مُستطيلاً وَذَمٌ.
والوَذَمةُ: السيرُ الذي بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بها، وقيل: هو السير الذي تُشدُّ به العَراقي في العُرى، وقيل: هو الخيط الذي بين العُرى التي في سُعْنَتها وبين العَراقي، والجمع وَذَمٌ، وجمع الجمع أَوْذامٌ.
وَوذَّمَها: جعل لها أَوْذاماً.
وأَوْذَمَها: شَدَّ وَذَمها.
ودَلْوٌ مَوْذومةٌ: ذات وَذَمٍ.
والعرب تقول للدلو إِذا انقطع سيورُ آذانِها: قد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ، فإِذا شدّوها إِليها قالوا: أَوْذَمْتُها.
ووَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ، فهي وَذِمَةٌ: انقطع وَذَمُها؛ قال يصف الدلو: أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ ما لَها، أَم غالَها في بئرِها ما غالَها؟ وقال: أَرْسَلْتُ دَلْوي فأَتاني مُتْرَعا، لا وَذِماً جاءَ، ولا مُقَنَّعا ذكَّر على إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: وأَوْذَمَ السِّقاءَ أَي شَدَّه بالوَذَمةِ، وفي رواية أُخرى: وأَوْذَمَ العَطِلَة، تُريد الدلو التي كانت مُعَطَّلة عن الاستقاء لعدم عُراها وانقطاع سُيورِها.
ووَذِم الوَذَمُ نفسُه: انقطع.
ووذَّمَ على الخَمْسينَ توْذيماً وأَوْذَمَ: زادَ عليها.
ووَذَّمَ مالَه: قطَّعه، والوَذيمةُ: ما وَذَّمَه منه أَي قطَّعه؛ قال: إِن لم أَكُنْ أَهْواك، والقومُ بَعضهمْ غِضابٌ على بعضٍ، فما لي وَذائمُ والتَّوذيمُ: أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة.
ووَذِيمةُ الكلب: قِطعة تكون في عنُقِه؛ عن ثعلب.
وروي عن أَبي هريرة أَنه سُئِل عن صَيْدِ الكلب فقال: إِذا وَذَّمْتَه وأَرْسَلْتَه وذكَرْتَ اسْمَ الله فكُلْ ما أَمْسَكَ عليك ما لم يأْكلْ؛ وتَوْذيمُ الكلب: أَن يُشد في عنقه سيرٌ يُعْلَم به أَنه مُعلَّم مُؤدَّب، أَراد بِتَوْذيمهِ أَن لا يَطْلُب الصيد بغير إِرسالٍ ولا تَسْميةٍ، مأْخوذٌ من الوَذَمِ السُّيورِ التي تُقدُّ طِوالاً.
وفي الحديث: أُريتُ الشَّيطانَ فوضعتُ يدي على وَذَمَتِه؛ قال ابن الأَثير: الوَذَمةُ، بالتحريك، سيرٌ يُقدُّ طُولاً، وجمعه وِذامٌ، وتُعمل منه قلادة توضع في أَعناق الكلاب لتُرْبطَ فيها، فشبّه الشَّيطانَ بالكلب، وأَراد تَمكُّنه منه كما يَتمكَّنُ القابضُ على قِلادة الكلب.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فرَبَط كُمَّيْه بوَذَمةٍ أَي سَيْرٍ.

حسا (لسان العرب) [0]


حَسَا الطائرُ الماءَ يَحْسُو حَسْواً: وهو كالشُّرْب للإِنسان، والحَسْوُ الفِعْل، ولا يقال للطائر شَرِبَ، وحَسا الشيءَ حَسْواً وتحَسَّاهُ. قال سيبويه: التَّحَسِّي عمل في مُهْلةٍ.
واحْتَساه: كتَحَسَّاه.
وقد يكون الاحْتِساءُ في النوم وتَقَصِّي سَيْرِ الإِبلِ، يقال: احْتَسى سيرَ الفرس والجمل والناقةِ؛ قال: إِذا احْتَسى يَوْمَ هَجِيرٍ هائِف غُرُورَ عِيدِيّاتها الخَوانِف وهُنَّ يَطْوِينَ على التَّكالِف بالسَّيْفِ أَحْياناً وبالتَّقاذُف جمع بين الكسر والضم، وهذا الذي يسميه أَصحاب القوافي السناد في قول الأَخفش، واسم ما يُتَحَسَّى الحَسِيَّةُ والحَساءُ، ممدود، والحَسْوُ؛ قال ابن سيده: وأُرَى ابن الأَعرابي حكى في الاسم أَيضاً الحَسْوَ على لفظ المصدر، والحَسا، مقصور، على مثال القَفا، قال: ولست منهما على ثقة، . . . أكمل المادة والحُسْوةُ، كله: الشيء القليل منه.
والحُسْوةُ: مِلْءُ الفَمِ.
ويقال: اتخذوا لنا حَسِيَّةً؛ فأَما قوله أَنشده ابن جني لبعض الرُّجَّاز: وحُسَّد أَوْشَلْتُ مِن حِظاظِها على أَحاسي الغَيْظِ واكْتِظاظِها قال ابن سيده: عندي أَنه جمع حَساءٍ على غير قياس، وقد يكون جمع أُحْسِيَّةٍ وأُحْسُوَّةٍ كأُهْجِيَّةٍ وأُهْجُوَّة، قال: غير أَني لم أَسمعه ولا رأَيته إِلا في هذا الشعر.
والحَسْوة: المرة الواحدة، وقيل:: الحَسْوة والحُسوة لغتان، وهذان المثالان يعتقبان على هذا الضرب كثيراً كالنَّغْبة والنُّغْبة والجَرْعة والجُرْعة، وفرق يونس بين هذين المثالين فقال: الفَعْلة للفِعْل والفُعْلة للاسم، وجمع الحُسْوة حُسىً، وحَسَوْت المَرَق حَسْواً.
ورجل حَسُوٌّ: كثير التَّحَسِّي.
ويوم كحَسْوِ الطير أَي قصير.
والعرب تقول: نِمتُ نَوْمةً كحَسْوِ الطير إِذا نام نوماً قليلاً.
والحَسُوُّ على فَعُول: طعام معروف، وكذلك الحَساءُ، بالفتح والمد، تقول: شربت حَساءً وحَسُوّاً. ابن السكيت: حَسَوْتُ شربت حَسُوّاً وحَساءً، وشربت مَشُوّاً ومَشَاءً، وأَحْسَيْته المَرَق فحَساه واحْتَساه بمعنى، وتحَسَّاه في مُهْلة.
وفي الحديث ذكْرُ الحَساءِ، بالفتح والمد، هو طبيخٌ يُتَّخذ من دقيقٍ وماءٍ ودُهْنٍ، وقد يُحَلَّى ويكون رقيقاً يُحْسَى.
وقال شمر: يقال جعلت له حَسْواً وحَساءً وحَسِيَّةً إِذا طَبَخَ له الشيءَ الرقيقَ يتَحَسَّاه إِذا اشْتَكَى صَدْرَه، ويجمع الحَسا حِساءً وأَحْساءً. قال أَبو ذُبْيان بن الرَّعْبل: إِنَّ أَبْغَضَ الشُّيوخ إِليَّ الحَسُوُّ الفَسُوُّ الأَقْلَحُ الأَمْلَحُ؛ الحَسُوُّ: الشَّروبُ.
وقد حَسَوْتُ حَسْوَةً واحدة.
وفي الإِناء حُسْوَةٌ، بالضم، أَي قَدْرُ ما يُحْسَى مَرَّةً. ابن السكيت: حَسَوْتُ حَسْوةً واحدة، والحُسْوَةُ مِلْءُ الفم.
وقال اللحياني: حَسْوَة وحُسْوة وغَرْفة وغُرْفة بمعنى واحد.
وكان يقال لأَبي جُدْعانَ حاسي الذَّهَب لأَنه كان له إِناءٌ من ذهب يَحْسُو منه.
وفي الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرَقُ فالحُسْوَةُ حرام؛ الحُسْوةُ، بالضم: الجُرْعة بقدر ما يُحْسى مرَّة واحدة، وبالفتح المرة. ابن سيده: الحِسْيُ سَهْلٌ من الأَرض يَسْتنقع فيه الماء، وقيل: هو غَلْظٌ فوقه رَمْلٌ يجتمع فيه ماء السماء، فكلما نزَحْتَ دَلْواً جَمَّتْ أُخرى.
وحكى الفارسي عن أَحمد بن يحيى حِسْيٌ وحِسىً، ولا نظير لهما إِلاَّ مِعْي ومِعىً، وإِنْيٌ من الليل وإِنىً.
وحكى ابن الأَعرابي في حِسْيٍ حَساً، بفتح الحاء على مثال قَفاً، والجمع من كل ذلك أَحْساءٌ وحِساءٌ.
واحْتَسى حِسْياً: احْتَفره، وقيل: الاحْتساءُ نَبْثُ الترابِ لخروج الماء. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من بني تميم يقول احْتَسَيْنا حِسْياً أَي أَنْبَطْنا ماءَ حِسْيٍ.
والحِسْيُ: الماء القليل.
واحْتَسى ما في نفسه: اخْتَبرَه؛ قال: يقُولُ نِساءٌ يَحْتَسِينَ مَوَدَّتي لِيَعْلَمْنَ ما أُخْفي، ويَعلَمْن ما أُبْدي الأَزهري: ويقال للرجل هل احْتَسَيْتَ من فلان شيئاً؟ على معنى هل وجَدْتَ.
والحَسَى وذو الحُسَى، مقصوران: موضعان؛ وأَنشد ابن بري: عَفَا ذُو حُسىً من فَرْتَنَا فالفَوارِع وحِسْيٌ: موضع. قال ثعلب: إِذا ذَكَر كثيرٌ غَيْقةَ فمعها حِسَاءٌ، وقال ابن الأَعرابي: فمعها حَسْنَى.
والحِسْي: الرمل المتراكم أَسفله جبل صَلْدٌ، فإِذا مُطِرَ الرمل نَشِفَ ماءُ المطر، فإِذا انْتَهى إِلى الجبل الذي أَسْفلَه أَمْسَكَ الماءَ ومنع الرملُ حَرَّ الشمسِ أَن يُنَشِّفَ الماء، فإِذا اشتد الحرُّ نُبِثَ وجْهُ الرملِ عن ذلك الماء فنَبَع بارداً عذباً؛ قال الأَزهري: وقد رأَيت بالبادية أَحْساءً كثيرة على هذه الصفة، منها أَحْساءُ بني سَعْدٍ بحذاء هَجَرَ وقُرَاها، قال: وهي اليومَ دارُ القَرامطة وبها منازلهم، ومنها أَحْساءُ خِرْشافٍ، وأَحْساءُ القَطِيف، وبحذَاء الحاجر في طريق مكة أَحْساءٌ في وادٍ مُتَطامِن ذي رمل، إِذا رَوِيَتْ في الشتاء من السُّيول الكثيرة الأَمطار لم ينقطع ماءُ أَحْسائها في القَيْظ. الجوهري: الحِسْيُ، بالكسر، ما تُنَشِّفه الأَرض من الرمل، فإِذا صار إِلى صَلابةٍ أَمْسكَتْه فتَحْفِرُ عنه الرملَ فتَسْتَخْرجه، وهو الاحْتِساءُ، وجمع الحِسْيِ الأَحساء، وهي الكِرَارُ.
وفي حديث أَبي التَّيِّهان: ذَهَبَ يَسْتَعْذِب لنا الماءَ من حِسْيِ بني حارثةَ؛ الحِسْيُ بالكسر وسكون السين وجمعه أَحْساء: حَفِيرة قريبة القَعْر، قيل إِنه لا يكون إِلا في أَرض أَسفلها حجارة وفوقها رمل، فإِذا أُمْطِرَتْ نَشَّفه الرمل، فإِذا انتهى إِلى الحجارة أَمْسكَتْه؛ ومنه الحديث: أَنهم شَرِبوا من ماء الحِسْيِ.
وحَسِيتُ الخَبَر، بالكسر: مثل حَسِسْتُ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ الطائي: سِوَى أَنَّ العِتَاقَ من المَطايا حَسِينَ به، فهُنّ إِليه شُوسُ وأَحْسَيْتُ الخَبر مثله؛ قال أَبو نُخَيْلةَ: لما احْتَسَى مُنْحَدِرٌ من مُصْعِدِ أَنَّ الحَيا مُغْلَوْلِبٌ، لم يَجْحَدِ احْتَسَى أَي اسْتَخْبَر فأُخْبِر أَن الخِصْبَ فاشٍ، والمُنْحدِر: الذي يأْتي القُرَى، والمُصْعِدُ: الذي يأْتي إِلى مكة.
وفي حديث عوف بن مالك: فهَجَمْتُ على رجلين فقلتُ هل حَسْتُما من شيء؟ قال ابن الأَثير: قال الخطابي كذا ورد وإِنما هو هل حَسِيتُما؟ يقال: حَسِيتُ الخَبر، بالكسر، أَي علمته، وأَحَسْتُ الخبر، وحَسِسْتُ بالخبر، وأَحْسَسْتُ به، كأَنَّ الأَصلَ فيه حَسِسْتُ فأَبْدلوا من إِحدى السينين ياء، وقيل: هو من قولهم ظَلْتُ ومَسْتُ في ظَلِلْتُ ومَسِسْتُ في حذف أَحد المثلين، وروي بيت أَبي زُبَيْدٍ أَحَسْنَ به.
والحِسَاء: موضع؛ قال عبد الله بن رَواحَةَ الأَنصاريُّ يُخاطب ناقَته حين توجه إِلى مُوتَةَ من أَرض الشأْم: إِذا بَلَّغْتِني وحَمَلْتِِ رَحْلِي مَسِيرةَ أَرْبَعٍ، بعدَ الحِسَاء

غرز (لسان العرب) [0]


غَرَزَ الإِبْرَةَ في الشيء غَرْزاً وغَرَّزَها: أَدخلها.
وكلُّ ما سُمِّرَ في شيء فقد غُرِزَ وغُرِّزَ، وغَرَزْتُ الشيءَ بالإبرة أَغْرِزُه غَرْزاً.
وفي حديث أَبي رافع: مَرَّ بالحسن بن عليّ، عليهما السلام، وقد غَرَزَ ضَفْرَ رأْسه أَي لَوَى شعره وأَدخل أَطرافه في أُصوله.
وفي حديث الشَّعْبيِّ: ما طَلَع السِّماكُ قَطُّ إِلا غارِزاً ذَنَبَه في بَرْدٍ؛ أَراد السِّماكَ الأَعْزَلَ، وهو الكوكب المعروف في برج الميزان وطلوعه يكون مع الصبح لخمس تخلو من تَشْرِينَ الأوّل، وحينئذ يبتدئ، وهو من غَرَزَ الجرادُ ذَنَبه في الأَرض إِذا أَراد أَن يَبِيضَ.
وغَرَزت الجَرادَةُ وهي غارِزٌ وغرَّزَتْ: أَثبتت ذَنَبها في الأَرض لتبيض، مثل رَزَّتْ؛ وجَرادةٌ غارِزٌ، ويقال: غارِزَةٌ إِذا رَزَّتْ . . . أكمل المادة ذَنَبها في الأَرض لِتَسْرَأَ؛ والمَغْرَزُ بفتح الراء: موضع بيضها.
ويقال: غَرَزْتُ عُوداً في الأَرض ورَكَزْتُه بمعنى واحد.
ومَغْرِزُ الضِّلَع والضِّرْس والريشة ونحوها: أَصْلُها، وهي المغارِزُ.
ومَنْكِب مُغَرَّزٌ: مُلْزَقٌ بالكاهل.
والغَرْزُ: رِكابُ الرحْل، وقيل: ركاب الرحْل من جُلود مخروزة، فإِذا كان من حديد أَو خشب فهو رِكابٌ، وكل ما كان مِساكاً للرِّجْلَين في المَرْكَب غَرْزٌ.
وغَرَزَ رِجْلَه في الغَرْزِ يَغْرِزُها غَرْزاً: وضعها فيه ليركب وأَثبتها.
واغْتَرَزَ: رَكِبَ. ابن الأَعرابي: والغَرْزُ للناقة مثل الحزام للفرس. غيره: الغَرْزُ للجَمَلِ مثل الركاب للبغل؛ وقال لبيد في غَرْز الناقة: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ، أَو قِرابي، عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ وفي الحديث: كان، صلى الله عليه وسلم، إِذا وَضَع رِجْلَه في الغَرْزِ، يريد السفرَ، يقول: بسم لله؛ الغَرْزُ: رِكابُ كُورِ الجَمَلِ.
وفي الحديث: أَن رجلاً سأَله عن أَفضل الجهاد فسكت عنه حتى اغْتَرَزَ في الجَمْرَةِ الثالثة أَي دخَل فيها كما يَدْخُلُ قَدَمُ الراكب في الغَرْزِ.
ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال لعمر، رضي الله عنهما: اسْتَمْسِكْ بغَرْزِه أَي اعتلق به وأَمسِكْه واتَّبِعْ قولَهُ وفعلَهُ ولا تُخالِفْه؛ فاستعار له الغَرْزَ كالذي يُمسِكُ بركاب الراكب ويسير بسيره.
واغْتَرَزَ السَّيْرَ اغْتِرازاً إِذا دنا مَسِيرُه، وأَصله من الغَرْزِ.
والغارِزُ من النوق: القليلةُ اللبن.
وغَرَزَتِ الناقَةُ تَغْرُزُ (* قوله« وغرزت الناقة تغرز» من باب كتب كما هو صنيع القاموس ووجد كذلك مضبوطاً بنسخة صحيحة من النهاية، والحاصل أن غرز بمعنى نخس وطعن وأثبت من باب ضرب وبمعنى أطاع بعد عصيان من باب سمع، وغرزت الناقة قلّ لبنها من باب كتب كما في القاموس وغيره) غِرازاً وهي غارِزٌ من إِبل غُرَّزٍ: قَلَّ لبنها؛ قال القُطامي: كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي، حينَ ضَمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا نسب ذلك إِلى الحوالب لأَن اللبن إِنما يكون في العروق.
وغَرَّزَها صاحِبُها: ترك حلبها أَو كَسَع ضَرْعَها بماء بارد ليذهب لبنها وينقطع، وقيل: التَّغْرِيزُ أَن تَدَعَ حَلْبَةً بين حلبتين وذلك إِذا أَدبر لبن الناقة. الأَصمعي: الغارِزُ الناقةُ التي قد جَذَبَتْ لبنها فرفعته؛ قال أَبو حنيفة: التَّغْرِيزُ أَن يَنْضَح ضَرْعَ الناقة بالماء ثم يُلَوِّثَ الرجلُ يَدَه في التراب، ثم يَكْسَعَ الضَّرْعَ كَسْعاً حتى يدفع اللبن إِلى فوق، ثم يأْخذ بذنبها فيجتذبها به اجتذاباً شديداً، ثم يكسعها به كسعاً شديداً وتُخَلَّى، فإِنها تذهب حينئذ على وجهها ساعة.
وفي حديث عطاء: وسئل عن تَغْرِيزِ الإِبل فقال: إِن كان مُباهاةً فلا، وإِن كان يريد أَن تَصْلُحَ للبيع فَنَعَمْ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون تَغْرِيزُها نِتاجَها وسِمَنَها من غَرْزِ الشجر، قال: والأَول الوجه.
وغَرَزَتِ الأَتانُ: قَلَّ لبنها أَيضاً. أَبو زيد: غَنَمٌ غَوارِزُ وعُيونٌ غَوارِزُ ما تجري لهن دُموع.
وفي الحديث قالوا: يا رسول الله، إِن غنمنا قد غَرَزَتْ أَي قلّ لبنها. يقال: غَرَزَت الغنم غِرازاً وغَرَّزَها صاحبُها إِذا قطع حلبها وأَراد أَن تَسْمَنَ؛ ومنه قصيد كعب: تمرُّ، مِثلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ، بغارِزٍ لم تُخَوِّنْهُ الأَحالِيلُ الغارِزُ: الضَّرْعُ قد غَرَزَ وقَلَّ لبنه، ويروى بغارب.
والغارِزُ من الرجال: القليل النكاح، والجمع غُرَّزٌ.
والغَرِيزَةُ: الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجِيَّة من خير أَو شر؛ وقال اللحياني: هي الأَصل والطبيعة؛ قال الشاعر: إِنّ الشَّجاعَةَ، في الفَتى، والجُودَ من كَرَمِ الغَرائزْ وفي حديث عمر، رضي الله عنه: الجُبْنُ والجُرْأةُ غَرائزُ أَي أَخلاق وطبائع صالحة أَو رديئة، واحدتها غَرِيزَة.
ويقال: الْزَمْ غَرْزَ فلان أَي أَمره ونهيه. الأَصمعي: والغَرَزُ، محرّك، نبت رأَيته في البادية ينبت في سُهولة الأَرض. غيره: الغَرَزُ ضَرْبٌ من الثُّمامِ صغير ينبت على شُطُوط الأَنهار لا ورق لها، إِنما هي أَنابيب مركب بعضها في بعض، فإِذا اجتذبتها خرجت من جوف أُخرى كأَنها عِفاصٌ أُخرج من مُكْحُلَة وهو من الحَمْضِ؛ وقيل: هو الأَسَلُ، وبه سميت الرماح على التشبيه، وقال أَبو حنيفة: هو من وَخِيمِ المَرْعى، وذلك أَن الناقة التي ترعاه تنحر فيوجد الغَرَزُ في كوشها متميزاً عن الماء لا يَتَفَشَّى ولا يورث المال قوّة، واحدتها غَرَزَةٌ، وهو غير العَرَز الذي تقدم في العين المهملة.
وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه رأَى في رَوْث فرس شعِيراً في عام مَجاعةٍ فقال: لئن عِشْتُ لأَجعلنّ له من غَرَزِ النَّقِيعِ ما يُغْنيه عن قوت المسلمين أَي يَكُفُّه عن أَكل الشعير، وكان يومئذ قوتاً غالباً للناس يعني الخيل والإِبل؛ عَنى بالغَرَزِ هذا النَّبْتَ؛ والنقيع: موضع حماه عمر، رضي الله عنه، لِنَعَم الفَيْءِ والخيل المُعَدَّةِ للسبيل.
وروي عن نافع عن ابن عمر، رضي الله عنهما، أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، حَمَى غَرَزَ النَّقِيع لخيل المسلمين؛ النقيع، بالنون: موضع قريب من المدينة كان حِمًى لنعم الفيء والصدقة.
وفي الحديث أَيضاً: والذي نفسي بيده لَتُعالِجُنَّ غَرَزَ النَّقِيع.
والتَّغارِيزُ: ما حُوِّلَ من فَسِيل النخل وغيره.
وفي الحديث: إِن أَهل التوحيد إِذا أُخرجوا من النار وقد امْتُحِشُوا يَنْبُتون كما تَنْبُتُ التَّغارِيزُ؛ قال القُتَيْبيُّ: هو ما حُوِّلَ من فَسِيل النخل وغيره، سمي بذلك لأَنه يحوَّل من موضع إِلى موضع فيُغْرَزُ، وهو التَّغْريزُ والتَّنْبِيتُ، ومثله في التقدير التَّناوِيرُ لنَوْرِ الشجر، ورواه بعضهم بالثاء المثلثة والعين المهملة والراءين.

كتم (لسان العرب) [0]


الكِتْمانُ: نَقِيض الإعْلانِ، كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه؛ قال أَبو النجم: وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ، لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمهْ وكَتَمه إياه؛ قال النابغة: كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً، وهمَّيْن: هَمّاً مُسْتَكِنّاً، وظاهرا أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها، ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا وكاتَمه إياه: ككَتَمه؛ قال: تَعَلََّمْ، ولوْ كاتَمْتُه الناسَ، أَنَّني عليْكَ، ولم أَظْلِمْ بذلكَ، عاتِبُ وقوله: ولم أَظلم بذلك، اعتراض بين أَنّ وخبرِها، والاسم الكِتْمةُ.
وحكى اللحياني: إنه لحَسن الكِتْمةِ.
ورجل كُتَمة، مثال هُمَزة، إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه.
وكاتَمَني سِرَّه: كتَمه عني.
ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه: قد كَتَمَ الرَّبْوَ؛ قال بشر: كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه، إذا ما . . . أكمل المادة كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ يقول: مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه، وكتَمه عنه وكتَمه إياه؛ أَنشد ثعلب: مُرَّةٌ، كالذُّعافِ، أَكْتُمها النَّا سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ.
وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ؛ عن كراع.
ومُكَتَّمٌ، بالتشديد: بُولِغ في كِتْمانه.
واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ : سأَله كَتْمَه.
وناقة كَتُوم ومِكتامٌ: لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح ولا يُعلَم بحملها، كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً؛ قال الشاعر في وصف فحل: فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ، إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ابن الأَعرابي: الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو.
والكَتِيمُ: القَوْسُ التي لا تَنشَقُّ.
وسحاب مَكْتُومٌ (* قوله «وسحاب مكتوم» كذا في الأصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد، والذي في الصحاح والأساس: مكتتم): لا رَعْد فيه.
والكَتُوم أَيضاً: الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها، والجمع كُتُمٌ؛ قال الأَعشى: كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ، وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ وقال آخر: كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ وقال الطِّرِمّاح: قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ (* قوله «عبر أسفار» هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأصل وهو تصحيف).
وناقة كَتُوم: لا تَرْغُو إذا رُكِبت.
والكَتُومُ والكاتِمُ من القِسِيَِّ: التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ، وربما جاءت في الشعر كاتمةً، وقيل: هي التي لا شَق فيها، وقيل: هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها، وقيل: هي التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره؛ وقال أَوس بن حجر: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها، ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف، قال: ومثله قول الحسن أَحَبُّ إليَّ من طِلاع الأرض ذهباً.
وفي الحديث: أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الكَتُومَ؛ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي عنها، وقد كتَمت كُتوماً. أَبو عمرو: كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب، وهي مَزادة كَتُوم.
وسِقاءٌ كَتِيم، وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً وكُتوماً: أَمسك ما فيه من اللبن والشراب، وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن السقاءُ بعد ذلك، فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه، والتسريب: أن يصُبُّوا فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه.
وخَرْز كَتِيم: لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه.
والكاتِم: الخارِز، من الجامع لابن القَزاز، وأَنشد فيه: وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ، وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ فما شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادة كاتِمٍ وَهَتْ، أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ وهو كله من الكَتم لأن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها، وحكى كراع: لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ، بسكون التاء، أي كلمة.
ورجل أَكْتمُ: عظيم البطن، وقيل: شعبان.
والكَتَمُ، بالتحريك: نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود. الأَزهري: الكَتَم نبت فيه حُمرة.
وروي عن أَبي بكر، رضي الله عنه، أَنه كان يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم، وفي رواية: يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث: يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء، فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح النهي عن السواد، قال: ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير، ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم.
وقال أَبو عبيد: الكَتَّم، مشدد التاء، والمشهور التخفيف.
وقال أبَو حنيفة: يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه، قال: ولا ينبت الكتم إلاَّ في الشواهق ولذلك يَقِلُّ.
وقال مرة: الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً، وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر؛ قال الهذلي ووصف وعلاً: ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له، بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ وفي حديث فاطمة بنت المنذر: كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة؛ قال ابن الأَثير: هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل فيه الزعفران، وقيل: يجعل فيه الكَتَم، وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به الشعر أَسود، وقيل: هو الوَسْمة.
والأَكْثَم: العظيم البطن.
والأَكثم: الشبعان، بالثاء المثلثة، ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره.
ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة: أَسماء؛ قال: وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ كُتَيْمَ بَنِيك، وكنتَ الحليلا (* قوله «وأيمت» هذا ما في الأصل، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا: وأَيتمت، من اليتم). أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً.
وابنُ أُم مَكْتُوم: مؤذن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال.
وفي حديث زمزم: أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل: احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم؛ تُكْتَمُ: اسم بئر زمزم، سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب.
وبنو كُتامة: حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك، وقيل: كُتام قبيلة من البربر.
وكُتمان، بالضم: موضع، وقيل: اسم جبل؛ قال ابن مقبل:قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ، وابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتُمانُ: اسم ناقة.

رفد (لسان العرب) [0]


الرِّفْد، بالكسر: العطاء والصلة.
والرَّفْد، بالفتح: المصدر. رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، ورَفَدَه وأَرْفَده: أَعانه، والاسم منهما الرِّفْد.
وترافدوا: أَعان بعضهم بعضاً.
والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ: المعونة؛ وفي الحواشي لابن برّي قال دُكين: خير امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ من بعدِهْ الرافد: هو الذي يلي المَلِك ويقوم مقامه إِذا غاب.
والرِّفادة: شيء كانت قُرَيش تترافد به في الجاهلية، فيُخْرج كل إِنسان مالاً بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالاً عظيماً أَيام الموسم، فيشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ، فلا يزالون يُطْعِمون الناس حتى تنقضي أَيام موسم الحج؛ وكانت الرِّفادَة والسِّقاية لبني هاشم، والسِّدانة واللِّواء لبني عبد الدار، وكان أَوّلَ من قام . . . أكمل المادة بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد.
وفي الحديث: من اقتراب الساعة أَن يكون الفيءُ رِفْداً أَي صلة وعطية؛ يريد أَن الخراج والفَيء الذي يحْصُل، وهو لجماعة المسلمين أَهلِ الفَيء، يصير صلات وعطايا، ويُخَص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق ولا يوضع مواضعه.
والرِّفْدُ: الصلة؛ يقال: رَفَدْتُه رَفْداً، والاسم الرِّفْد.
والإِرْفاد: الإِعطاء والإِعانة.
والمرافَدة: المُعاونة.
والتَّرافد: التعاون.
والاستِرفاد: الاستعانة.
والارتفاد: الكسب.
والتَّرفيدُ: التَّسويدُ. يقال: رُفِّدَ فلان أَي سُوِّدَ وعظم.
ورَفَّد القومُ فلاناً: سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم.
والرِّفادة: دِعامة السرج والرحل وغيرهما، وقد رَفَده وعليه يَرْفِده رَفْداً.
وكلُّ ما أَمسك شيئاً: فقد رَفده. أَبو زيد: رَفَدتُ على البعير أَرْفِدُ رَِفْداً إِذا جعلت له رِفادة؛ قال الأَزهري: هي مثل رفادة السرج.
والرَّوافِدُ خشب السقف؛ وأَنشد الأَحمر: رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ، بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم وارتَفَد المالَ: اكتسبه؛ قال الطرماح: عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ الما لِ، يُباهي به ويَرْتَفِدُه ويُضِيعُ الذي قد آوْجَبَه اللَّـ ـهُ عليه، فليس يَعْتَمِدُه (* قوله «فليس يعتمده» الذي في الأساس: يعتهده أي يتعهده، وكل صحيح).
والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ: العُسُّ الضخم؛ وقيل: القدح العظيم الضخم.
والعُسُّ: القَدَح الضخم يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة، وهو أَكبر من الغُمَر، والرَّفْدُ أَكبر منه، وعمَّ بعضهم به القدَح أَي قَدْرٍ كان.
والرَّفودُ من الإِبل: التي تملَو ه في حلبة واحدة؛ وقيل: هي الدائمة على مِحْلَبها؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال مرة: هي التي تُتابِعُ الحَلَب.
وناقة رَفُود: تَمْلأُ مِرْفَدها؛ وفي حديث حفر زمزم: أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ، ونَنْـ ـحَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ، بالضم: جمع رَفُود وهي التي تملأُ الرَّفْد في حلبة واحدة. الصحاح: والمِرْفَدُ الرَّفْد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف.
وجاء في الحديث: نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو بِرِفْدٍ قال ابن المبارك: الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة في قدح، قال: وليس من المعونة؛ وقال شمر: قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذي يحتلب فيه؛ وقال الأَصمعي: الرَّفد، بالفتح؛ وقال شمر: رَفْد ورِفْد القدح؛ قال: والكسر أَعرب. ابن الأَعرابي: الرَّفْد أَكبر من العُسِّ.
ويقال: ناقة رَفُود تَدُوم على إِنائها في شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر.
وقال الكسائي: الرَّفْد والمِرْفَد الذي تُحْلَبُ فيه.
وقال الليث: الرَّفد المعونة بالعطاء وسقْي اللبن والقَوْل وكلِّ شيءٍ.
وفي حديث الزكاة: أَعْطَى زكاةَ ماله طَيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه؛ الرَّافدة، فاعلة؛ من الرِّفْد وهو الإِعانة. يقال: رَفَدْته أَي أَعَنْتُه؛ معناه إِن تُعِينَه نَفْسُه على أَدائها؛ ومنه حديث عُبادة: أَلا ترون أَن لا أَقُوم إِلاَّ رِفْداً أَي إِلا أَن أُعان على القيام؛ ويروى رَفْداً، بفتح الراء، وهو المصدر.
وفي حديث ابن عباس: والذين عاقدت أَيمانُكم من النصرة والرِّفادة أَي الإِعانة.
وفي حديث وَفْد مَذْحِج: حَيّ حُشَّد رُفَّد، جمع حاشد ورافد.
والرَّفْد: النصيب.
وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى: بِئْسَ الرِّفْدُ المرفود؛ قال: مجازُه مجازُ العون المجاز، يقال: رَفَدْتُه عند الأَمير أَي أَعنته، قال: وهو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد.
وقال الزجاج: كل شيء جعلته عوناً لشيء أَو استمددت به شيئاً فقد رَفَدْته. يقال: عَمَدْت الحائط وأَسْنَدْته ورَفَدْته بمعنى واحد.
وقال الليث: رفدت فلاناً مَرْفَداً: قال: ومن هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتى يرتفع.
والرِّفْدَة: العُصبة من الناس؛ قال الراعي: مُسَأْل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه، من كل قَوْم قَطين، حَوْلَه، رِفَدُ والمِرْفَد: العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء.
والرِّفادة: خرقة يُرْفَدُ بها الجُرْح وغيره.
والتَّرْفِيدُ: العجيزة: اسم كالتَّمْتِين والتَّنْبيت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها، ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها: مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها؟ أَي نقيم فلا نظعن، وإِذا قاموا قامت عمد أَخبيتهم، فكأَنّ هذه الخَوْد ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت: متى تكون الإِقامة والخفض؟ والترفيد: نحو من الهَمْلَجة؛ وقال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: وإِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ وشيجاً، وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذنبها.
والمرافيد: الشاءُ لا ينقطع لبنها صيفاً ولا شتاء.
والرَّافدَان: دجلة والفرات؛ قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أَبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه: بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه فَزَاريّاً، أَحَذَّ يَدِ القَمِيص أَراد أَنه خفيف، نسبه إِلى الخيانة.
وبنو أَرْفِدَة الذي في الحديث: جنس من الحبش يرقصون.
وفي الحديث أَنه قال للحبشة: دونكم يا بني أَرْفِدَة؛ قال ابن الأَثير. هو لقب لهم؛ وقيل: هو اسم أَبيهم الأَقدم يعرفون به، وفاؤه مكسورة وقد تفتح.
ورُفَيدة: أَبو حيّ من العرب يقال لهم الرفيدات، كما يقال لآل هُبَيْرة الهُبَيْرات.

كظم (لسان العرب) [0]


الليث: كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه. كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً: ردَّه وحبَسَه، فهو رجل كَظِيمٌ، والغيظ مكظوم.
وفي التنزيل العزيز: والكاظمين الغيظ؛ فسره ثعلب فقال: يعني الخابسين الغيظ لا يُجازُون عليه، وقال الزجاج: معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله عز وجل.
ويقال: كَظَمْت الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه.
وفي الحديث: من كَظَم غيظاً فله كذا وكذا؛ كَظْمُ الغيظ: تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه.
وفي الحديث: إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما . . . أكمل المادة أَمكنه.
ومنه حديث عبد المطلب: له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه ويظهره، وهو حَسَبُه.
ويقال: كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه.
وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة، فهو كاظِمٌ.
وكَظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ؛ قال الراعي: فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ، إذ رَعَيْنَ حَقِيلا ابن الأنباري في قوله: فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها، قال: والكاظم منها العطشان اليابس الجوف، قال: والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ، والجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ، وقوله: من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع، وحَقِيل: اسم موضع. ابن سيده: كظَم البعير جِرَّته ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار.
وناقة كَظُوم ونوق كُظوم: لا تجتَرُّ، كَظَمت تَكْظِم كُظوماً، وإبل كُظوم. تقول: أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ؛ قال ابن بري: شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي: فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ، لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف والكظم: مَخْرَج النفس. يقال: كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي. أَبو زيد: يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة، وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه؛ عن ابن الأَعرابي.
ويقال: أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه، والجمع كِظام.
وفي الحديث: لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها؛ هي جمع كَظَم، بالتحريك، وهو مخرج النفَس من الحلق؛ ومنه حديث النخعي: له التوبة ما لم يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه.
وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه إذا غمَّه؛ وقول أَبي خِراش: وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر قضاءً، إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم أَراد الكَظَم فاضطرّ، وقد دفع ذلك سيبويه فقال: ألا ترى أَن الذين يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل؟ ورجل مكظوم وكَظِيم: مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه.
وفي التنزيل العزيز: ظَلَّ وجهُه مُسْوَدّاً وهو كَظِيم.
والكُظوم: السُّكوت.
وقوم كُظَّم أي ساكنون؛ قال العجاج: ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ عنِ اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وقد كُظِمَ وكَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً، فهو كاظِمٌ وكَظيم: سكت.
وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به؛ وقول زياد بن عُلْبة الهذلي: كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا، عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه.
والكَظيمُ: غَلَق الباب.
وكَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً: قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغير نفسه.
وفي التهذيب: كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أو سددته بشيء غيرك.
وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أو باب أو طَريق كَظْمٌ، كأَنه سمي بالمصدر.
والكِظامةُ والسِّدادةُ: ما سُدَّ به.
والكِظامةُ: القَناة التي تكون في حوائط الأَعناب، وقيل: الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى بعض وتَناسقَت كأنها نهر.
وكَظَمُوا الكِظامة: جَدَروها بجَدْرَين، والجَدْر طِين حافَتِها، وقيل: الكِظامة بئر إلى جنبها بئر، وبينهما مجرى في بطن الوادي، وفي المحكم: بطن الأرض أينما كانت، وهي الكَظِيمة. غيره: والكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه؛ الكِظامةُ: كالقَناة، وجمعها كَظائم. قال أَبو عبيدة: سأَلت الأَصمعي عنها وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا: هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما بينها، ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على وجه الأَرض، وفي التهذيب: حتى يجتمع الماء إلى آخرهن، وإنما ذلك من عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض، ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند أهل الحجاز، وقيل: الكِظامةُ السَِّقاية.
وفي حديث عبد الله بن عَمْرو: إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك؛ وقال أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات.
وفي حديث آخر: أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال؛ قال ابن الأَثير: وقيل أَراد بالكِظامة في هذا الحديث الكُناسة.
والكِظامةُ من المرأة: مخرج البول.
والكِظامةُ: فَمُ الوادي الذي يخرج منه الماء؛ حكاه ثعلب.
والكِظامةُ: أَعلى الوادي بحيث ينقطع والكِظامةُ: سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف السِّيةِ العُليا.
والكِظامة: سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار بطرف السية.
والكِظامة: حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير.
والكِظامةُ: العَقَب الذي على رؤُُوس القُذَذ العليا من السهم، ويل: ما يلي حَقْو السَّهم، وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش، وقيل: هو موضع الريش؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر (* قوله «بالكظر» كذا ضبط في الأصل، والذي في القاموس: الكظر بالضم محز القوس تقع فيه حلقة الوتر، والكظر بالكسر عقبة تشد في أصل فوق السهم).
وقال أَبو حنيفة: الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍ ما كان التركيب، كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن الجمع.
والكِظامةُ: حبْل يُشدُّ به أَنف البعير، وقد كظَمُوه بها.
وكِظامةُ المِيزان: مسمارُه الذي يدور فيه اللسان، وقيل: هي الحلقة التي يجتمع فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان.
وكاظِمةُ مَعرفة: موضع؛ قال امرؤُ القيس: إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى، أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ وقول الفرزدق: فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ بأَعفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَواظِمِ فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك. الأَزهري: وكاظِمةُ جَوٌّ على سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين، وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب؛ قال: وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع: ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً، وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة، وهو اسم موضع، وقيل: بئر عُرِف الموضع بها.

ثمر (لسان العرب) [0]


الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ.
وأَنواع المال والولد: ثَمَرَةُ القلب.
وفي الحديث: إِذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده، فيقولون: نعم؛ قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر والولد ينتجه الأَب.
وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية: ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه، يعني نسله، وقيل: انقطاع شهوته للجماع.
وفي حديث المبايعة: فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قلبه أَي خالص عهده.
وفي حديث ابن عباس: أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي يكون في أَسفله.
والثمر: أَنواع المال، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب . . . أكمل المادة خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن؛ قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم؛ وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ؛ قال: ولا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره.
والثَّيْمارُ: كالثَّمَر؛ قال الطرماح: حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ، وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار وأَثْمَر الشجر: خرج ثمَره. ابن سيده: وثمَرَ الشجر وأَثْمَر: صار فيه الثَّمَرُ، وقيل: الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر.
والمُثْمِر: الذي فيه ثَمَر، وقيل: ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ، وثامِرٌ قد نَضِج. ابن الأَعرابي: أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ، فهو مُثْمِر، وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر، فهو ثامِرٌ، وشجر ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُهُ.
وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر.
وفي الحديث: لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ؛ الثمر: هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ، والكَثَرُ: الجُمَّارُ؛ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ النخل.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: زاكياً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها؛ يقال: شجر ثامِرٌ إِذا أَدرك ثَمَرُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: والخمرُ ليست من أَخيكَ، ولـ ـكنْ قد، تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْمِ قال: ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ، وهو النَّضِيج منه، ويروى: بآمن الحِلْمِ، وقيل: الثامرُ كل شيء خرج ثَمَره، والمُثْمِر: الذي بلغ أَن يجنى؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: تَجْتَنِي ثامرَِ جُدَّادِهِ، بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ وقد أَخطأَ في هذه الرواية لأَنه قال بين فرادى فجعل النصف الأَوّل من المديد والنصف الثاني من السريع، وإِنما الرواية بين فرادى وهي معروفة.
والثمرة: الشجرة؛ عن ثعلب.
وقال أَبو حنيفة: أَرض ثَمِيرة كثيرة الثَّمَر، وشجرة ثَمِيرة ونخلة ثميرة مُثْمِرة؛ وقيل: هما الكثيرا الثَّمَر، والجمع ثُمُرٌ.
وقال أَبو حنيفة: إِذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهي ثَمْراء.
والثَّمْراء: جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي في صفة نحل: تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جوارِسٌ، مَراضِيعُ صُهْبُ الريش، زُغْبٌ رِقابُها الجوارس: النحل التي تَجْرِس ورق الشجر أَي تأْكله، والمراضيع هنا: الصغار من النحل.
وصهب الريش يريد أَجنحتها، وقيل: الثَّمْراء في بيت أَبي ذؤيب اسم جبل، وقيل: شجرة بعينها.
وثَمَّرَ النباتُ: نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه؛ رواه ابن سيده عن أَبي حنيفة.
والثُّمُرُ: الذهب والفضة؛ حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل: وكان له ثُمُر؛ فيمن قرأَ به، قال: وليس ذلك بمعروف في اللغة. التهذيب: قال مجاهد في قوله تعالى: وكان له ثمر؛ قال: ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار.
وروى الأَزهري بسنده قال: قال سلام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى: وكان له ثَمر؛ مفتوح جمع ثَمَرة، ومن قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء. قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق. الجوهري: الثَّمَرة واحدة الثَّمَر والثَّمَرات، والثُّمُر المال المُثَمَّر، يخفف ويثقل.
وقرأَ أَبو عمرو: وكان له ثُمْرٌ، وفسره بأَنواع الأَموال.
وثَمَّرَ ماله: نمَّاه. يقال: ثَمَّر الله مالك أَي كثَّره.
وأَثمَر الرجلُ: كثر ماله.
والعقل المُثْمِر: عقل المسلم، والعقل العقيم: عقل الكافر.
والثَّامِرُ: نَوْرُ الحُمَّاضِ، وهو أَحمر؛ قال: مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض ويقال: هو اسم لثَمَره وحَمْلِه. قال أَبو منصور: أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِيناعه، كما قال: كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ وروي عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه وقال: قل خيراً تغنم أَو أَمسك عن سوء تسلم؛ قال شمر: يريد أَنه أَخذ بطرف لسانه؛ وكذلك ثَمَرَةُ السوط طرفه.
وقال ابن شميل: ثَمَرة الرأْس جلدته.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دق ثمَرة السوط حتى أُخِذَتْ له؛ مخففةً، يعني طرف السوط.
وثَمَر السياط: عُقَدُ أَطرافها.
وفي حديث الحدّ: فأَتى بسوط لم تقطع ثَمَرته أَي طرفه، وإِنما دق عمر، رضي الله عنه، ثمرة السوط لتلين تخفيفاً على الذي يضرب به.
والثَّامر: اللُّوبِياءُ؛ عن أَبي حنيفة، وكلاهما اسم.
والثَّمِير من اللبن: ما لم يخرج زُبْدُه؛ وقيل: الثَّمِير والثَّمِيرة الذي ظهر زُبْدُِه؛ وقيل: الثميرة أَن يظهر الزبد قبل أَن يجتمع ويبلغ إِناهُ من الصُّلوح؛ وقد ثَمَّر السِّقاءُ تثميراً وأَثْمَر، وقيل: المُثْمِر من اللبن الذي ظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وذلك عند الرُّؤوب.
وأَثْمَر الزُّبْدُ: اجتمع؛ الأَصمعي: إِذا أَدرك ليُمْخَضَ فظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ، فهو المُثْمِر.
وقال ابن شميل: هو الثَّمير، وكان إِذا كان مُخِضَ فرؤي عليه أَمثال الحَصَفِ في الجلد ثم يجتمع فيصير زبداً، وما دامت صغاراً فهو ثَمِير؛ وقد ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر، وابن لبنك لَحَسَنُ الثَّمَر، وقد أَثْمَر مِخاضُك؛ قال أَبو منصور: وهي ثَمِيرة اللبن أَيضاً.
وفي حديث معاوية قال لجارية: هل عندك قِرًى؟ قالت: نعم، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير؛ الثَّمير: الذي قد تحبب زبده وظهرت ثَمِيرته أَي زبده.
والجمير: المجتمع.
وابن ثَمِيرٍ: الليلُ المُقْمِرُ؛ قال: وإِني لَمِنْ عَبْسٍ، وإِن قال قائِلٌ على رَغْمِهمْ: ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير أَراد: وإِني لمن عبس ما أَثمر.
وثامرٌ ومُثْمرُ: اسمان.

ذكا (لسان العرب) [0]


ذَكَتِ النارُ تَذْكو ذُكُوّاً وذكاً، مقصور، واسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ لهَبُها واشْتَعلت، ونارٌ ذكِيَّةٌ على النَّسب؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَنْفَحْنَ منه لهَباً مَنْفُوحَا لَمْعاً يُرى، لا ذَكِياً مَقْدُوحا وأَراد يَنْفُخْنَ منه لهباً مَنْفُوخاً، فأَبدل الحاء مكان الخاء ليوافق رَوِيّ هذا الرجز كله لأَن هذا الرجز حائي؛ ومثله قول رؤبة: غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيمُ السِّنْحِ، أَبلَجُ لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحَّ يريد: كريم السِّنْخِ.
وأَذْكاها وذَكَّاها: رَفَعها وأَلقى عليها ما تَذْكُو به.
والذُّكْوَة والذُّكْيَة (* قوله «والذكوة والذكية» وكلاهما ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب والتكملة بضم الذال، وكذلك الذكوة الجمرة، وضبطت في القاموس بالفتح): ما ذَكَّاها به من حَطَب أَو بَعَر، الأَخيرة من باب . . . أكمل المادة جَبَوتُ الخَراج جِبايةً.
والذُّكْوة والذَّكا: الجمرة المُلْتهبة.
وأَذْكَيْتُ الحَرْبَ إذا أَوْقَدْتها؛ وأَنشد: إنَّا إذا مُذْكي الحُروب أَرَّجا وتَذْكِيَةُ النار: رَفْعُها.
وفي حديث ذكر النار: قَشَبَني ريحُها وأَحْرَقَني ذَكاؤها؛ الذَّكاءُ: شدةُ وهَجِ النارِ؛ يقال: ذَكَّيْتُ النارَ إذا أَتْمَمْتَ إشْعالَها ورفَعْتها، وكذلك قوله تعالى: إلاَّ ما ذكَّيْتُم؛ ذبْحُهُ على التَّمام.
والذَّكا: تمامُ إيقادِ النارِ، مقصورٌ يكتب بالأَلف؛ وأَنشد: ويُضْرِم في القَلْبِ اضْطِراماً، كأَنه ذَكا النارِ تُرْفِيهِ الرِّياحُ النَّوافحُ وذُكاءُ، بالضم: اسمُ الشمس، معرفة لا يَنْصَرِف ولا تدْخُلها الأَلِفُ واللام، تقول: هذه ذُكاءُ طالِعةً، وهي مُشْتَقَّة من ذَكَتِ النارُ تَذْكُو، ويقال للصُّبْح ابنُ ذكاء لأَنه من ضَوْئها؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ قبل انبِلاج الفجرِ، وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ وقال ثعلبة بن صُعَير المازنيّ يصف ظَلِيماً ونَعامة: فتذَكَّرا ثَقَلاَ رَثِيداً، بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ والذَّكاءُ، ممدودٌ: حِدَّةُ الفؤاد.
والذَّكاءُ: سُرْعة الفِطْنَة. الليث: الذَّكاءُ من قولك قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إذا كان سريعَ الفِطْنَةِ، وقد ذكِيَ، بالكسر، يَذْكى ذَكاً.
ويقال: ذَكا يَذْكُو ذَكاءً، وذكُوَ فهو ذكِيٌّ.
ويقال: ذكُوَ قَلْبُه يَذْكُو إذا حَيَّ بَعْدَ بَلادَةٍ، فهو ذكِيٌّ على فَعِيلٍ، وقد يُسْتَعْمل ذلك في البَعِير.
وذَكا الريحِ: شِدَّتها من طِيبٍ أَو نَتْنٍ. ذكِيٌّ وذاكٍ: ساطِعُ الرائِحَةِ، وهو منه. ذكيٌّ وذكِيَّة، فمن أَنَّث ذهب به إلى الرائْحة؛ وقال أَبو هَفَّانَ: المِسْكُ والعَنْبَر يُؤنَّثان ويُذَكَّران. قال ابن بري: وتقول هو ذكِيٌّ الرائِحة وذاكِي الرائِحَة؛ قال قيس بن الخطيم: كأَنَّ القَرَنْفُل والزَّنْجَبِيل وذاكِي العَبِيرِ بِجِلْبابِها والذَّكاءُ: السِّنُّ.
وقال الحَجَّاج: فُرِرتُ عن ذكاء.
وبَلَغَت الدَّابَّةُ الذَّكاءَ أَي السَّنَّ.
وذكَّى الرجلُ: أَسَنَّ وبَدُنَ.
والمُذَكِّي أَيضاً: المُسِنُّ من كلِّ شيء، وخص بعضُهم به ذواتِ الحافِرِ، وهو أنْ يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ.
والمَذاكي: الخيلُ التي أَتى عليها بعدَ قُروحها سنَةٌ أَو سَنَتان، الواحد مُذَكٍّ مثل المُخْلِفِ من الإبل.
والمُذَكِّي أَيضاً من الخَيْلِ: الذي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ.
وفي المثل: جَرْيُ المُذَكِّياتِ غِلابٌ أَي جَرْيُ المَسانِّ القُرَّحِ من الخيل أَن تُغالِبَ الجَرْيَ غِلاباً، وتأويلُ تمَام السِّنِّ النهايةُ في الشّباب، فإذا نقَص عن ذلك أَو زاد فلا يقال له الذكاءُ.
والذَّكاءُ في الفَهْمِ: أَن يكون فَهْماً تامّاً سريع القَبُولِ. ابن الأَنباري في ذَكاءِ الفَهْمِ والذَّبْحِ: إنه التَّمامُ، وإنّهما ممدودانِ.
والتَّذْكِية والذَّبْحُ.
والذَّكاءُ والذَّكاةُ: الذَّبْحُ؛ عن ثعلب.
والعرب تقول: ذَكاةُ الجِنين ذَكاةُ أُمِّهِ أَي إذا ذُبْحتِ الأُمُّ ذُبح الجنينُ.
وفي الحديث: ذَكاةُ الجنين ذكاةُ أُمِّه. ابن الأَثير: التَّذْكِيَةُ الذَّبْحُ والنَّحْرُ؛ يقال: ذَكَّيْت الشَّاةَ تَذْكِيَة، والاسم الذَّكاةُ، والمَذْبوحُ ذَكيٌّ، ويروى هذا الحديث بالرفْع والنَّصب، فمن رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدأ الذي هو ذكاةُ الجنين، فتكون ذكاةُ الأُمِّ هي ذكاةَ الجنين فلا يَحتاجُ إلى ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، ومن نَصَب كان التقدير ذَكاةُ الجِنينِ كذَكاة أُمِّه، فلما حُذِفَ الجارُّ نُصِب، أَو على تَقْديرِ يُذَكَّى مثل ذكاةِ أُمِّه، فحَذَفَ المَصْدرَ وصِفَتَه وأَقام المضاف إليه مُقامه، فلا بدَّ عنده من ذبح الجنِين إذا خرج حَيّاً، ومنهم من يَرْويه بنصب الذّكاتَيْن أَي ذَكُّوا الجنينَ ذكاةَ أُمِّه. ابن سيده: وذَكاءُ الحيوان ذبْحُه؛ ومنه قوله: يُذَكِّيها الأَسَلْ وقوله تعالى: وما أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ ما ذكَّيْتُمْ؛ قال أَبو إسحق: معناهُ إلاَّما أَدْرَكْتُمْ ذَكاتَه من هذه التي وصفنا.
وكلُّ ذَبْحٍ ذَكاةً.
ومعنى التَّذْكِية: أَنْ تُدْرِكَها وفيها بَقِيَّة تَشْخُب مَعَها الأَوْداج وتَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الذي أُدْرِكَتْ ذَكاتُه، وأَهل العلم يقولون: إن أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ قَطْعاً تخرج معه الحِشْوة فلا ذَكاةَ لذلك، وتأْويلُه أَن يصير في حالة ما لا يُؤثَِّرُ في حياته الذَّبْحُ.
وفي حديث الصيد: كُلْ ما أَمْسَكَتْ عَلَيْك كلابُكَ ذَكيٌّ وغيرُ ذَكيٍّ؛ أَراد بالذَّكيِّ ما أُمْسِكَ عليه فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه في الحَلْقِ واللَّبَّةِ، وأَراد بغير الذَّكيِّ ما زَهَقَتْ روحُه قبل أَن يُدْركَه فيُذَكِّيَهُ ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه.
وفي حديث محمد بن علي: ذَكاةُ الأَرض يُبْسُها؛ يريد طَهارَتَها من النَّجاسَةِ، جَعَلَ يُبْسَها من النجاسة الرَّطْبة في التَّطْهِير بمَنْزِلة تَذْكِيَةِ الشاةِ في الإحْلالِ لأَن الذبح يطهرها ويحلِّل أَكْلَها.
وأَصل الذكاة في اللغة كُلِّها إتْمامُ الشيء، فمن ذلك الذَّكاءُ في السِّنِّ والفَهْمِ وهو تمام السنِّ. قال: وقال الخليل الذَّكاءُ في السنِّ أَن يأْتي على قُرُوحه سَنَةٌ وذلك تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قال زهير: يُفَضّلُه، إذا اجْتَهِدُوا عليْهِ، تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ وجَدْيٌ ذَكيٌّ: ذَبيْحٌ؛ قال ابن سيده: وهذه الكلمة واويَّة، وأَما ذ ك ي فعدم، وقد ذَكَرْتُ أَن الذَّكِيَّة نادرٌ.
وأَذْكَيْتُ عليه العُيونَ إذا أَرْسَلْتَ عليه الطَّلائع؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذلي: وظَلَّ لنا يَومٌ، كأَنَّ أُوارَهُ ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَويلُ الفُروعُ، بعين مهملة: فُروعُ الجوزاء، وهي أَشدُّ ما يكون من الحرّ.
وذَكْوانُ: قبيلةٌ من سُلَيْم.
والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْح، واحِدَتُها ذَكْوانَةٌ. ابن الأَعرابي: الذَّكْوان شجر، الواحدةُ ذَكْوانَةٌ.
ومَذاكي السَّحابِ: التي مَطَرَتْ مَرَّة بعد أُخرى، الواحدة مُذْكِيَة؛ قال الراعي: وتَرْعى القَرارَ الجَوْ، حيثُ تَجاوَبَتْ مَذاكٍ وأَبْكارٌ، من المُزْنِ، دُلَّحُ وذَكْوانُ: اسْمٌ.
وذَكْوةُ: قَرْيةٌ؛ قال الراعي: يَبِتْنَ سجُوداً من نَهِيتِ مُصَدَّرٍ بذَكْوَةَ، إطْراقَ الظِّباءِ من الوَبلِ وقيل: هي مأسَدة في ديار قَيْسٍ.

عقل (مقاييس اللغة) [0]



العين والقاف واللام أصلٌ واحد منقاس مطرد، يدلُّ عُظْمُه على حُبْسة في الشَّيء أو ما يقارب الحُبْسة. من ذلك العَقْل، وهو الحابس عن ذَميم القَول والفِعل.قال الخليل: العَقل: نقيض الجهل. يقال عَقَل يعقِل عَقْلا، إذا عرَفَ ما كان يجهله قبل، أو انزجَر عمّا كان يفعلُه.
وجمعه عقول.
ورجل عاقلٌ وقوم عُقَلاء.
وعاقلون.
ورجل عَقُول، إذا كان حسَنَ الفَهم وافر العَقْل.
وما له مَعقولٌ، أي عقل؛ خَرج مَخرجَ المجلود للجَلادة، والمَيْسور لليُسْر. قال:
فقد أفادت لهم عقلاً وموعِظةً      لمن يكون لـه إرْبٌ ومعقولُ

ويقال في المثل: "رُبَّ أبْلَهَ عَقول".
ويقولون: "عَلِمَ قتيلاً وعَدِم معقولاً".
ويقولون: فلانٌ عَقُولٌ للحديث، لا يفلت الحديث سَمْعُه، ومن الباب المَعقِل والعَقْل، وهو . . . أكمل المادة الحِصن، وجمعه عُقول. قال أحيحَة:
وقد أعددت للحِدْثان صَعْباً      لو أنّ المرءَ تنفعُه العقُول

يريد الحصون.ومن الباب العَقْل، وهي الدِّيَة. يقال: عَقَلْتُ القتيلَ أعْقِله عقلاً، إذا أدّيتَ ديَته. قال:
      كالثّور يُضرَب لمّا عافت البقرُ

الأصمعيّ: عقلت القتيلَ: أعطيتُ دِيتَه.
وعقَلت عن فلانٍ، إذا غَرِمْتَ جنايتَه. قال: وكلَّمت أبا يوسف القاضيَ في ذلك بحضرة الرشيد، فلم يفرِق بين عَقَلته وعقَلت عنه، حتَّى فَهَّمْته.والعاقلة: القوم تُقَسَّم عليهم الدّية في أموالهم إذا كان قتيلُ خطأ.
وهم بنو عمِّ القاتل الأدنَون وإخوتُه. قال الأصمعيّ: صار دم فلان مَعْقُلة على قومه، أي صاروا يَدُونه.ويقول بعض العلماء: إن المرأة تُعاقِل الرّجُلَ إلى ثلث ديتها*. يعنون أنّ مُوضِحتَها وموضحتَهُ سواء ، فإذا بلغ العَقْلُ ما يزيد على ثُلث الدية صارت ديةُ المرأة على نصف دِيَة الرّجل.وبنو فلانٍ على معاقلهم التي كانوا عليها في الجاهلية، يعني مراتبَهم في الدِّيات، الواحدة مَعْقُلة. قالوا أيضاً: وسمِّيت الدّية عَقْلاً لأنّ الإبل التي كانت تُؤخَذ في الدِّيات كانت تُجمَع فتُعقَل بفناء المقتول، فسمِّيت الدّيةُ عقلاً وإن كانت دراهم ودنانير.
وقيل سمِّيت عقلاً لأنَّها تُمْسِك الدّم.قال الخليل: إذا أخذ المصَدِّق صدقةَ الإبل تامّةً لسنة قيل: أخذ عقالاً، وعقالين لسنتين.
ولم يأخذ نقداً، أي لم يأخذ ثمناً، ولكنه أخَذَ الصّدقةَ على ما فيها.
وأنشد:
      فكيف لو قد سعى عمروٌ عِقالينِ

وأهل اللغة يقولون: إنَّ الصّدقة كلَّها عِقال. يقال: استُعمِل فلانٌ على عِقال بني فلان، أي على صدقاتهم. قالوا: وسمِّيت عقالاً لأنّها تَعقِل عن صاحبها الطَّلبَ بها وتَعقِل عنه المأثَمَ أيضاً.وتأوَّلُوا قولَ أبي بكر لمَّا منعت العربُ الزكاةَ "والله لو منعوني عِقالاً ممّاأدّوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقاتلتُهم عليه"، فقالوا : أراد به صدقةَ عام، وقالوا أيضاً: إنما أراد بالعِقال الشَّيء التافِه الحقير، فضَرَب العِقال الذي يُعقَل به البعير لذلك مثلاً.
وقيل إنّ المصدِّقَ كان إذا أعطى صدقة إبلِهِ أعطى معها عُقُلها وأرويَتَها .قال الأصمعيّ: عَقَل الظّبي يَعْقِلُ عُقولاً ، إذا امتنع في الجبل.
ويقال: عَقَل الطَّعامُ بطنَه، إذا أمسَكَه. من الدّواء: ما يُمسِك البطن. قال: ويقال: اعتقل رمحَه، إذا وضَعَه بين رِكابه وساقه.
واعتقَلَ شاتَه، إذا وضعَ رجلَها بين فخذه وساقه فحلبها.
ولفلان عُقْلة يَعتقِل بها النّاسَ، إذا صارعَهم عَقَلَ أرجُلَهم.
ويقال عقَلْت البَعيرَ أعقِلُه عقلاً، إذا شَدَدتَ يدَه بعِقاله، وهو الرِّباط.
وفي أمثالهم:واعتُقل لسانُ فلانٍ، إذا احتبس عن الكلام.فأمّا قولُهم: فلانةُ عقيلةُ قومِها، فهي كريمتُهم وخيارهم.
ويُوصَف بذلك السيِّد أيضاً فيقال: هو عقيلة قومه.
وعقيلةُ كلِّ شيءٍ: أكرمُه.
والدُّرّة: عَقيلة البحر. قال ابنُ قيس الرُّقَيَّات:
درّةٌ مِن عقائِل البحر بكرٌ      لم يَشِنْها مَثاقب الّلآلِ

وذُكِر قياس هذا عن ابن الأعرابيّ، قالوا عنه: إنما سمِّيت عقيلةً لأنها عَقَلت صواحبَها عن أن يبلُغْنها.
وقال الخليل: بل معناه عُقِلت في خدرها. قال امرؤ القيس:
عقيلة أخدانٍ لها لا دميمةٌ      ولا ذات خُلْقٍ أن تأمَّلْتَ جَأْنَبِ

قال أبو عبيدة: العقيلة، الذكر والأنثى سواء. قال:
بَكْرٌ يُبذّ البُزْلَ والبِكارا      عقيلةٌ من نُجُبٍ مَهَارَى

ومن هذا الباب: العَقَل في الرّجلين: اصطكاك الرُّكبتين، يقال: بعيرٌ أعقُلُ، وقد عَقِل عَقَلاً.
وأنشد:
أخو الحَرْب لَبَّاسٌ إليها جِلالَها      وليس بولاّج الخوالف أعقلا

والعُقَّال: داء يأخذ الدوابَّ في الرِّجلين، وقد يخفف.
ودابّة معقولة وبها عُقّال، إذا مشَتْ كأنَّها تَقلَع رجليها من صخرة.
وأكثر ما يكون في ذلك في الشَّاء.قال أبو عبيدة: امرأة عَقْلاء، إذا كانت حَمْشة السّاقين ضخمةَ العضَلتين. قال الخليل: العاقول من النّهر والوادي ومن الأمور أيضاً: ما التبس واعوجَّ.وذكِر عن ابن الأعرابيّ، ولم نسمعه سماعاً، أنَّ العِقال: البئر القريبة القعر، سمِّيت عِقالاً لقُرْب مائها، كأنَّها تُستَقَى بالعِقال، وقد ذُكر ذلك عن أبي عبيدةَ أيضاً.ومما يقرب من هذا الباب العَقَنْقَل من الرَّمل، وهو ما ارتكم منه؛ وجمعه عقاقيل، وإنما سمِّي بذلك لارتكامه* وتجمُّعه.
ومنه عَقنقَل الضّب: مَصِيرُه.ويقولون: "أطعِمْ أخاك من عقنقل الضَّبّ"، يُتَمثَّل به.
ويقولون إنَّه طيِّب. فأمّا الأصمعيّ فإنّه قال: إنّه يُرمَى به، ويقال: "أطعم أخاك من عقنقل الضب" استهزاء. قالوا: وإنما سُمِّي عقنقلاً لتحوِّيه وتلوِّيه، وكلُّ ما تحوَّى والتوى فهو عَقنقَل، ومنه قيل لقُضْبان الكَرْم: عقاقيل، لأنَّها ملتوية. قال:
نجُذّ رقابَ القومِ من كلِّ جانبٍ      كجذِّ عقاقيل الكُرُومِ خبيرُها

فأمّا الأسماء التي جاءت من هذا البناء ولعلَّها أن تكون منقاسة، فعاقِلٌ: جَبَل بعينه. قال:
لمن الدِّيارُ برامتَينِ فعاقلٍ      درسَتْ وغيَّرَ آيَها القَطْرُ

قال أبو عبيدة: بنو عاقل رهط الحارث بن حُجْر، سُمُّوا بذلك لأنّهم نزلوا عاقلاً، وهم ملوك.ومَعْقلةُ: مكان بالبادية.
وأنشد:
وعينٍ كأنَّ البابليَّينِ لَبَّسَا      بقلبك [منها] يوم مَعْقُلةٍ سِحرا

وقال أوس:
فبطنُ السُّليِّ فالسِّخالُ تَعَذَّرت      فَمَعقُلةٌ إلى مُطارٍ فواحفُ

قال الأصمعيّ: بالدَّهْناء خَبْرَاءُ يقال لها مَعْقُلة.وذو العُقَّال: فرسٌ معروف .
وأنشد:
فكأنما مسحوا بوجهِ حِمارِهم      بالرَّقْمتين جَبِينَ ذي العُقّالِ

حبس (لسان العرب) [0]


حَبَسَه يَحْبِسُه حَبْساً، فهو مَحْبُوس وحَبِيسٌ، واحْتَبَسَه وحَبَّسَه: أَمسكه عن وجهه.
والحَبْسُ: ضدّ التخلية.
واحْتَبَسَه واحْتَبَسَ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.
وتَحَبَّسَ على كذا أَي حَبَس نفسه على ذلك.
والحُبْسة، بالضم: الاسم من الاحْتِباس. يقال: الصَّمْتُ حُبْسَة. سيبويه: حَبَسَه ضبطه واحْتَبَسَه اتخذه حَبيساً، وقيل: احْتِباسك إِياه اختصاصُك نَفْسَكَ به؛ تقول: احْتَبَسْتُ الشيء إِذا اختصصته لنفسك خاصة.والحَبْسُ والمَحْبَسَةُ والمَحْبِسُ: اسم الموضع.
وقال بعضهم: المَحْبِسُ يكون مصدراً كالحَبْس، ونظيره قوله تعالى: إِلى اللَّه مَرْجِعُكم؛ أَي رُجُوعكم؛ ويسأَلونك عن المَحِيضِ؛ أَي الحَيْضِ؛ ومثله ما أَنشده سيبويه للراعي: بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ، لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلا أَي قَيْلُولة. قال ابن سيده: وليس هذا بمطرد إنما يقتصر . . . أكمل المادة منه على ما سمع. قال سيبويه: المَحْبِسُ على قياسهم الموضع الذي يُحْبَس فيه، والمَحْبَس المصدر. الليث: المَحْبِسُ يكون سجناً ويكون فِعْلاً كالحبس.
وإِبل مُحْبَسَة: داجِنَة كأَنها قد حُبِسَتْ عن الرَّعْي.
وفي حديث طَهْفَةَ: لا يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي لا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ، وهو اللبن، عن المَرْعَى بحَشْرِها وسَوْقِها إِلى المُصَدِّقِ ليأْخذ ما عليها من الزكاة لما في ذلك من الإِضرار بها.
وفي حديث الحُدَيبِية: حَبَسها حابِسُ الفيل؛ هو فيل أَبْرَهَةَ الحَبَشِيِّ الذي جاء يقصد خراب الكعبة فَحَبَس اللَّه الفيلَ فلم يدخل الحرم ورَدَّ رأْسَه راجعاً من حيث جاء، يعني أَن اللَّه حبس ناقة رسوله لما وصل إِلى الحديبية فلم تتقدم ولم تدخل الحرم لأَنه أَراد أَن يدخل مكة بالمسلمين.
وفي حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الزمخشري وقال: الحُبُسُ جمع حابس من حَبَسَه إِذا أَخره، أَي أَنها صوابر على العطش تؤخر الشُّرْبَ، والرواية بالخاء والنون.
والمَِحْبَسُ: مَعْلَفُ الدابة.
والمِحْبَسُ: المِقْرَمَةُ يعني السِّتْرَ، وقد حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس، وهي المِقْرَمَةُ التي تبسط علة وجه الفِراشِ للنوم.
وفي النوادر: جعلني اللَّه رَبيطَةً لكذا وحَبِيسَة أَي تذهب فتفعل الشيء وأُوخَذُ به.
وزِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِك للماء، وتسمى مَصْنَعَة الماءِ حابِساً، والحُبُسُ، بالضم: ما وُقِفَ.
وحَبَّسَ الفَرَسَ في سبيل اللَّه وأَحْبَسَه، فهو مُحَبَّسٌ وحَبيسٌ، والأُنثى حَبِيسَة، والجمع حَبائس؛ قال ذو الرمة: سِبَحْلاً أَبا شِرْخَيْنِ أَحْيا بَنانِه مَقالِيتُها، فهي اللُّبابُ الحَبائِسُ وفي الحديث: ذلك حَبيسٌ في سبيل اللَّه؛ أَي موقوف على الغزاة يركبونه في الجهاد، والحَبِيسُ فعيل بمعنى مفعول.
وكل ما حُبِسَ بوجه من الوجوه حَبيسٌ. الليث: الحَبيسُ الفرس يجعل حَبِيساً في سبيل اللَّه يُغْزى عليه. الأَزهري: والحُبُسُ جمع الحَبِيس يقع على كل شيء، وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا يورث ولا يباع من أَرض ونخل وكرم ومُسْتَغَلٍّ، يُحَبَّسُ أَصله وقفاً مؤبداً وتُسَبَّلُ ثمرته تقرباً إِلى اللَّه عز وجل، كما قال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لعمر في نخل له أَراد أَن يتقرب بصدقته إِلى اللَّه عز وجل فقال له: حَبِّسِ الأَصلَ وسَبِّل الثمرة؛ أَي اجعله وقفاً حُبُساً، ومعنى تحبيسه أَن لا يورث ولا يباع ولا يوهب ولكن يترك أَصله ويجعل ثمره في سُبُلِ الخير، وأَما ما روي عن شُرَيْح أَنه قال: جاءَ محمد، صلى اللَّه عليه وسلم، بإِطلاق الحُبْس فإِنما أَراد بها الحُبُسُ، هو جمع حَبِيسٍ، وهو بضم الباء، وأَراد بها ما كان أَهل الجاهلية يَحْبِسُونه من السوائب والبحائر والحوامي وما أَشبهها، فنزل القرآن بإِحلال ما كانوا يحرّمون منها وإِطلاق ما حَبَّسوا بغير أَمر اللَّه منها. قال ابن الأَثير: وهو في كتاب الهروي باسكان الباء لأَنه عطف عليه الحبس الذي هو الوقف، فإِن صح فيكون قد خفف الضمة، كما قالوا في جمع رغيف رُغْفٌ، بالسكون، والأَصل الضم، أَو أَنه أَراد به الواحد. قال الأَزهري: وأَما الحُبُسُ التي وردت السنَّة بتحبيس أَصلها وتسبيل ثمرها فهي جارية على ما سَنَّها المصطفى، صلى اللَّه عليه وسلم، وعلى ما أَمر به عمر، رضي اللَّه عنه، فيها.
وفي حديث الزكاة: أَن خالداً جَعَلَ رَقِيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل اللَّه؛ أَي وقفاً على المجاهدين وغيرهم. يقال: حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً وأَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وقفت، والاسم الحُبس، بالضم؛ والأَعْتُدُ: جمع العَتادِ، وهو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب، وقد تقدم.
وفي حديث ابن عباس: لما نزلت آية الفرائض قال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: لا حُبْسَ بعد سورة النساء، أَي لا يُوقَف مال ولا يُزْوَى عن وارثه، إِشارة إِلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حَبْس مال الميت ونسائه، كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن أَولياء الميت كانوا أَولى بهن عندهم. قال ابن الأَثير: وقوله لا حبس، يجوز بفتح الحاء على المصدر ويضمها على الاسم.
والحِبْسُ: كلُّ ما سدَّ به مَجْرى الوادي في أَيّ موضع حُبِسَ؛ وقيل: الحِبْس حجارة أَو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القومُ ويَسقوا أَموالَهُم، والجمع أَحْباس، سمي الماء به حِبْساً كما يقال له نِهْيٌ؛ قال أَبو زرعة التيمي: من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ، رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ فَشِمْتُ فيها كعَمُود الحِبْسِ، أَمْعَسُها يا صاحٍ، أَيَّ مَعْسِ حتى شَفَيْتُ نَفْسَها من نَفْسي، تلك سُلَيْمَى، فاعْلَمَنَّ، عِرْسِي الكَعْثَبُ: الرَّكَبُ.
والمَعْسُ: النكاح مثل مَعْسِ الأَديم إِذا دبغ ودُلِكَ دَلْكاً شديداً فذلك مَعْسُه.
وفي الحديث: أَنه سأَل أَين حِبْسُ سَيَل فإِنه يوشك أَن يخرج منه نار تضيء منها أَعناق الإِبل ببصري؛ هو من ذلك.
وقيل: هو فلُوقٌ في الحَرَّة يجتمع فيها ماء لو وردت عليه أُمَّة لوسعهم.
وحِبْسُ سَيَل: اسم موضع بِحَرَّةِ بني سليم، بينها وبين السَّوارِقيَّة مسيرة يوم، وقيل: حُبْسُ سَيَل، بضم الحاء، الموضع المذكور.والحُباسَة والحِباسَة كالحِبْس؛ أَبو عمرو: الحَِبْس مثل المَصْنَعة يجعل للماء، وجمعه أَحْباسٌ.
والحِبْس: الماء المستنقع، قال الليث: شيء يحبس به الماء نحو الحُِباسِ في المَزْرَفَة يُحْبَس به فُضول الماء، والحُباسة في كلام العرب: المَزْرَفَة، وهي الحُِباسات في الأَرض قد أَحاطت بالدَّبْرَةِ، وهي المَشارَةُ يحبس فيها الماء حتى تمتلئَ ثم يُساق الماء إِلى غيرها. ابن الأَعرابي: الحَبْسُ الشجاعة، والحِبْسُ، بالكسر (* قوله «والحبس بالكسر» حكى المجد فتح الحاء أَيضاً)، حجارة تكون في فُوْهَة النهر تمنع طُغْيانَ الماءِ.
والحِبْسُ: نِطاق الهَوْدَج.
والحِبْسُ: المِقْرَمَة.
والحِبْسُ: سوار من فضة يجعل في وسط القِرامِ، وهو سِتْرٌ يُجْمَعُ به ليُضِيء البيت.
وكَلأٌ حابسٌ: كثير يَحْبِسُ المالَ.
والحُبْسَة والاحْتِباس في الكلام: التوقف.
وتحَبَّسَ في الكلام: توقَّفَ. قال المبرد في باب علل اللسان: الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته، والعُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام. ابن الأَعرابي: يكون الجبل خَوْعاً أَي أَبيض ويكون فيه بُقْعَة سوداء، ويكون الجبلُ حَبْساً أَي أَسودَ ويكون فيه بقعة بيضاء.
وفي حديث الفتح: أَنه بعث أَبا عبيدة على الحُبْسِ؛ قال القُتَيبي: هم الرَّجَّالة، سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان وتأَخرهم؛ قال: وأَحْسِبُ الواحد حَبيساً، فعيل بمعنى مفعول، ويجوز أَن يكون حابساً كأَنه يَحْبِسُ من يسير من الرُّكبان بمسيره. قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يروى الحُبَّس، بتشديد الباء وفتحها، فإِن صحت الرواية فلا يكون واحدها إِلا حابساً كشاهد وشُهَّد، قال: وأَما حَبيس فلا يعرف في جمع فَعِيل فُعَّلٌ، وإِنما يعرف فيه فُعُل كنَذِير ونُذُر، وقال الزمخشري: الحُبُسُ، بضم الباء والتخفيف، الرَّجَّالة، سموا بذلك لحبسهم الخيالة ببُطْءِ مشيهم، كأَنه جمع حَبُوس، أَو لأَنهم يتخلفون عنهم ويحتبسون عن بلوغهم كأَنه جمع حَبِيسٍ؛ الأَزهري: وقول العجاج: حَتْف الحِمام والنُّحُوسَ النُّحْسا التي لا يدري كيف يتجه لها.
وحابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا أَراد: وحابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ، فقلبه ونصبه، ومثله كثير.
وقد سمت حابِساً وحَبِيساً، والحَبْسُ: موضع.
وفي الحديث ذكر ذات حَبِيس، بفتح الحاء وكسر الباء، وهو موضع بمكة.
وحَبِيس أَيضاً: موضع بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّينَ.
وحابِسٌ: اسم أَبي الأَقرع التميمي.

عجب (لسان العرب) [0]


العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِـيادِه؛ وجمعُ العَجَبِ: أَعْجابٌ؛ قال: يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ، * الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيابِ وقد عَجِبَ منه يَعْجَبُ عَجَباً، وتَعَجَّبَ، واسْتَعْجَبَ؛ قال: ومُسْتَعْجِبٍ مما يَرَى من أَناتِنا، * ولو زَبَنَتْهُ الـحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ والاسْتِعْجابُ: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ.
وفي النوادر: تَعَجَّبنِـي فلانٌ وتَفَتَّنَني أَي تَصَبَّاني؛ والاسم: العَجِـيبةُ، والأُعْجُوبة.
والتَّعاجِـيبُ: العَجائبُ، لا واحدَ لها من لفظها؛ قال الشاعر: ومنْ تَعاجِـيبِ خَلْقِ اللّهِ غَاطِـيةٌ، * يُعْصَرُ مِنْها مُلاحِـيٌّ وغِرْبِـيبُ الغَاطِـيَةُ: الكَرْمُ.
وقوله تعالى: بل عَجِـبْت ويَسْخَرُون؛ قرأَها حمزة والكسائي بضم التاءِ، وكذا قراءة علي بن أَبي طالب وابن عباس؛ وقرأَ ابن كثير ونافع وابن . . . أكمل المادة عامر وعاصم وأَبو عمرو: بل عَجِـبْتَ، بنصب التاءِ. الفراءُ: العَجَبُ، وإِن أُسْنِدَ إِلى اللّه، فليس معناه من اللّه، كمعناه من العباد. قال الزجاج: أَصلُ العَجَبِ في اللغة، أَن الإِنسان إِذا رأَى ما ينكره ويَقِلُّ مِثْلُه، قال: قد عَجِـبْتُ من كذا.
وعلى هذا معنى قراءة من قرأَ بضم التاءِ، لأَن الآدمي إِذا فعل ما يُنْكِرُه اللّهُ، جاز أَن يقول فيه عَجِـبْتُ، واللّه، عز وجل، قد علم ما أَنْكَره قبل كونه، ولكن الإِنكارُ والعَجَبُ الذي تَلْزَمُ به الـحُجَّة عند وقوع الشيءِ.
وقال ابن الأَنباري في قوله: بل عَجِـبْتُ؛ أَخْبَر عن نفسه بالعَجَب.
وهو يريد: بل جازَيْتُهم على عَجَبِـهم من الـحَقِّ، فَسَمّى فِعْلَه باسمِ فِعْلهم.
وقيل: بل عَجِبْتَ، معناه بل عَظُمَ فِعْلُهم عندك.
وقد أَخبر اللّه عنهم في غير موضع بالعَجَب من الـحَقِّ؛ قال: أَكَانَ للناسِ عَجَباً؛ وقال: بل عَجِـبُوا أَنْ جاءهم مُنْذِرٌ منهم؛ وقال الكافرون: إِنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ. ابن الأَعرابي: العَجَبُ النَّظَرُ إِلى شيءٍ غير مأْلوف ولا مُعتادٍ.
وقوله عز وجل: وإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولُهم؛ الخطابُ للنبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَي هذا موضعُ عَجَبٍ حيث أَنكروا البعْثَ، وقد تبين لهم مِنْ خَلْقِ السمواتِ والأَرض ما دَلَّهم على البَعْث، والبعثُ أَسهلُ في القُدْرة مما قد تَبَيَّـنُوا.
وقوله عز وجل: واتَّخَذَ سبيلَه في البحر عَجَباً؛ قال ابن عباس: أَمْسَكَ اللّه تعالى جرْيَةَ البَحْرِ حتى كان مثلَ الطاقِ فكان سَرَباً، وكان لموسى وصاحبه عَجَباً.
وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكَ من قوم يُقادُونَ إِلى الجنةِ في السلاسِل؛ أَي عَظُمَ ذلك عنده وكَبُرَ لديه. أَعلم الّله أَنه إِنما يَتَعَجَّبُ الآدميُّ من الشيءِ إِذا عَظُمَ مَوْقِعُه عنده، وخَفِـيَ عليه سببُه، فأَخبرهم بما يَعْرِفون، ليعلموا مَوْقعَ هذه الأَشياء عنده.
وقيل: معنى عَجِبَ رَبُّكَ أَي رَضِـيَ وأَثابَ؛ فسماه عَجَباً مجازاً، وليس بعَجَبٍ في الحقيقة.
والأَولُ الوجه كما قال: ويَمْكُرونَ ويَمْكُرُ اللّهُ؛ معناه ويُجازيهم اللّه على مكرهم.
وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكَ من شَابٍّ ليستْ له صَبْوَةٌ؛ هو من ذلك.
وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكُمْ من إِلِّكم وقُنُوطِكم. قال ابن الأَثير: إِطْلاقُ العَجَب على اللّه تعالى مَجَازٌ، لأَنه لا يخفى عليه أَسبابُ الأَشياء؛ والتَّعَجُّبُ مما خَفِـيَ سببه ولم يُعْلَم.
وأَعْجَبَه الأَمْرُ: حَمَلَهُ على العَجَبِ منه؛ وأَنشد ثعلب: يا رُبَّ بَيْضَاءَ على مُهَشَّمَهْ، * أَعْجَبَها أَكْلُ البَعيرِ اليَنَمَهْ هذه امرأَةٌ رأَتِ الإِبلَ تأْكل، فأَعْجَبها ذلك أَي كَسَبها عَجَباً؛ وكذلك قولُ ابنِ قَيسِ الرُّقَيَّاتِ: رَأَتْ في الرأْسِ منِّي شَيْــ * ــبَةً، لَسْتُ أُغَيِّبُها فقالتْ لي: ابنُ قَيْسٍ ذا! * وبَعْضُ الشَّيْءِ يُعْجِـبُها أَي يَكْسِـبُها التَّعَجُّبَ.
وأُعْجِبَ به: عَجِبَ.
وعَجَّبَه بالشيءِ تَعْجِـيباً: نَبَّهَهُ على التَّعَجُبِ منه.
وقِصَّةٌ عَجَبٌ، وشيء مُعْجِبٌ إِذا كان حَسَناً معدًّا.
والتَّعَجُّبُ: أَن تَرَى الشيءَ يُعْجِـبُكَ، تَظُنُّ أَنك لم تَرَ مِثلَه.
وقولهم: للّه زيدٌ! كأَنه جاءَ به اللّه من أَمْرٍ عَجِـيبٍ، وكذلك قولهم: للّه دَرّهُ ! أَي جاءَ اللّهُ بدَرِّه من أَمْرٍ عَجِـيبٍ لكثرته.
وأَمر عُجَابٌ وعُجَّابٌ وعَجَبٌ وعَجِـيبٌ وعَجَبٌ عاجِبٌ وعُجَّابٌ، على المبالغة، يؤكد به.
وفي التنزيل: إِنَّ هذا لشيءٌ عُجَابٌ؛ قرأَ أَبو عبدالرحمن السُّلَمِـيُّ: ان هذا لشيء عُجَّابٌ، بالتشديد؛ وقال الفراء: هو مِثْلُ قولهم رجل كريم، وكُرامٌ وكُرَّامٌ، وكَبيرٌ وكُبَارٌ وكُبَّارٌ، وعُجَّاب، بالتشديد، أَكثر من عُجَابٍ.
وقال صاحب العين: بين العَجِـيب والعُجَاب فَرْقٌ؛ أَمـَّا العَجِـيبُ، فالعَجَبُ يكون مثلَه، وأَمـَّا العُجَاب فالذي تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ.
وأَعْجَبَهُ الأَمْرُ: سَرَّه.
وأُعْجِبَ به كذلك، على لفظ ما تَقَدَّم في العَجَبِ.
والعَجِـيبُ: الأَمْرُ يُتَعَجَّبُ منه.
وأَمْرٌ عَجِـيبٌ: مُعْجِبٌ.
وقولهم: عَجَبٌ عاجِبٌ، كقولهم: لَيْلٌ لائِلٌ، يؤكد به؛ وقوله أَنشده ثعلب: وما البُخْلُ يَنْهاني ولا الجُودُ قادَني، * ولكنَّها ضَرْبٌ إِليَّ عَجيبُ أَرادَ يَنْهاني ويَقُودُني، أَو نَهاني وقَادَني؛ وإِنما عَلَّقَ عَجِـيبٌ بإِليَّ، لأَنه في معنى حَبِـيب، فكأَنه قال: حَبِـيبٌ إِليَّ. قال الجوهري: ولا يجمع عَجَبٌ ولا عَجِـيبٌ.
ويقال: جمعُ عَجِـيب عَجائبُ، مثل أَفِـيل وأَفائِل، وتَبيع وتَبائعَ.
وقولهم: أَعاجِـيبُ كأَنه جمع أُعْجُوبةٍ، مثل أُحْدُوثةٍ وأَحاديثَ.
والعُجْبُ: الزُّهُوُّ.
ورجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً أَو قَبِـيحاً.
وقيل: الـمُعْجَبُ الإِنسانُ الـمُعْجَبُ بنفسه أَو بالشيءِ، وقد أُعْجِبَ فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأْيه وبنفسه؛ والاسم العُجْبُ، بالضم.
وقيل: العُجْب فَضْلَةٌ من الـحُمْق صَرَفْتَها إِلى العُجْبِ.
وقولُهم ما أَعجَبَه برأْيه، شاذّ لا يُقاس عليه.
والعُجْب: الذي يُحِبُّ مُحادثةَ النساء ولا يأْتي الريبة.
والعُجْبُ والعَجْبُ والعِجْبُ: الذي يُعْجِـبُه القُعُود مع النساءِ.
والعَجْبُ والعُجْبُ من كل دابة(1) (1 قوله «والعجب والعجب من كل دابة الخ» كذا بالأصل وهذه عبارة التهذيب بالحرف وليس فيها ذكر العجب مرتين بل قال والعجب من كل دابة الخ.
وضبطه بشكل القلم بفتح فسكون كالصحاح والمحكم وصرح به المجد والفيومي وصاحب المختار لاسيما وأُصول هذه المادة متوفرة عندنا فتكرار العجب في نسخة اللسان ليس إلا من الناسخ اغتر به شارح القاموس فقال عند قول المجد: العجب، بالفتح وبالضم، من كل دابة ما انضم إلى آخر ما هنا ولم يساعده على ذلك أصل صحيح، ان هذا لشيء عجاب.): ما انْضَمَّ عليه الوَرِكان من أَصل الذَّنَبِ الـمَغْروز في مؤخر العَجُزِ؛ وقيل: هو أَصلُ الذَّنَبِ كُلُّه.
وقال اللحياني: هو أَصْلُ الذَّنَبِ وعَظْمُه، وهو العُصْعُصُ؛ والجمعُ أَعْجابٌ وعُجُوبٌ.
وفي الحديث: كُلُّ ابنِ آدمَ يَبْلَى إِلا العَجْبَ؛ وفي رواية: إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَب. العَجْبُ، بالسكون: العظم الذي في أَسفل الصُّلْب عند العَجُز، وهو العَسِـيبُ من الدَّوابِّ.
وناقة عَجْباءُ: بَيِّنَةُ العَجَبِ، غلِـيظةُ عَجْبِ الذَّنَب، وقد عَجِـبَتْ عَجَباً.
ويقال: أَشَدُّ ما عَجُبَتِ الناقةُ إِذا دَقَّ أَعْلى مُؤَخَّرِها، وأَشْرَفَتْ جاعِرَتاها.
والعَجْباءُ أَيضاً: التي دَق أَعلى مُؤَخَّرها، وأَشرَفَتْ جاعِرَتاها، وهي خلْقَةٌ قبيحة فيمن كانت.
وعَجْبُ الكَثِـيبِ: آخِرُه الـمُسْتَدِقُّ منه، والجمعُ عُجُوب؛ قال لبيد: يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً * بعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيامُها ومعنى يَجتابُ: يَقْطَع؛ ومن روى يَجْتافُ، بالفاءِ، فمعناه يَدْخُلُ؛ يصف مطراً.
والقالِصُ: المرتفعُ.
والـمُتَنَبِّذُ: الـمُتَنَحِّي ناحيةً.
والـهَيَامُ: الرَّمْل الذي يَنْهار.
وقيل: عَجْبُ كلّ شيءٍ مُؤَخَّرُه.
وبَنُو عَجْبٍ: قبيلة؛ وقيل: بَنُو عَجْبٍ بطن.
وذكر أَبو زيد خارجةُ بنُ زيدٍ أَن حَسَّان بنَ ثابتٍ أَنشد قوله: انْظُرْ خَليلِي ببَطْنِ جِلَّقَ هلْ * تُونِسُ، دونَ البَلْقاءِ، مِن أَحَدِ فبكى حَسَّان بذِكْرِ ما كان فيه من صِحَّة البصر والشَّبابِ، بعدما كُفَّ بَصَرُه، وكان ابنه عبدُالرحمن حاضِراً فسُرَّ ببكاءِ أَبيه. قال خارجةُ: يقول عَجِـبْتُ من سُروره ببكاءِ أَبيه؛ قال ومثله قوله: فقالتْ لي: ابنُ قَيْسٍ ذا! * وبعضُ الشَّيءِ يُعْجِـبُها أَي تَتَعَجَّبُ منه. أَرادَ أَابنُ قَيْسٍ، فتَرك الأَلفَ الأُولى.

فيض (لسان العرب) [0]


فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي.
وفاضَتْ عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت.
ويقال: أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه إِفاضة، وأَفاضَ فلان دَمْعَه، وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر.
وفي الحديث: ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما يَفيض فَيْضاً إِذا كثر، قيل: فاضَ تدَفَّقَ، وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي مَلأَه حتى فاضَ، وأَفاضَ دُموعَه.
وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي أَفْرَغَه.
وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه، وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه.
وماءٌ فَيْضٌ: كثير.
والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ.
والفَيْضُ: النهر، والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ، وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم . . . أكمل المادة يسمّ بالمصدر.
وفَيْضُ البصرةِ: نَهرها، غَلب ذلك عليه لِعظَمِه. التهذيب: ونهرُ البصرةِ يسمى الفَيْضَ، والفَيْضُ نهر مصر.
ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء.
ورَجل فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ.
وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى يعلو.
وفاضَ اللّئامُ: كَثُروا.
وفرَس فَيْضٌ: جَوادٌ كثير العَدْو.
ورجل فَيْضٌ وفَيّاضٌ: كثير المعروف.
وفي الحديث أَنه قال لطَلحةَ: أَنت الفَيّاضُ؛ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف، وكان جَواداً.
وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً: أَتْأَقَه؛ عن اللحياني، قال ابن سيده: وعندي أَنه إِذا ملأه حتى فاض.
وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير، وأَفاضَ بالشيء: دَفَع به ورَمَى؛ قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة: تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ، تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات.
وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً: خرجت، لغة تميم؛ وأَنشد: تَجَمَّع الناسُ وقالوا: عِرْسُ، فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو: وطَنَّ الضِّرْس.
وذهبنا في فَيْض فلان أَي في جَنازَتِه.
وفي حديث الدجال: ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ؛ قال شمر: سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال: الفَيْضُ الموتُ ههنا، قال: ولم أَسمعه من غيره إِلا أَنه قال: فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه.
وقال ابن الأَعرابي: فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات، وكذلك فاظت نفسُه.
وقال أَبو الحسن: فاضَت نفسه الفعل للنفس، وفاضَ الرجلُ يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً.
وقال الأَصمعي: لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات. قال الأَصمعي: سمعت أَبا عمرو يقول: لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات، بالظاء، ولا يقال فاض، بالضاد.
وقال شمر: إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا. الكسائي: هو يَفِيظُ نفسه (* قوله «يفيظ نفسه» أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ.).
وحكى الجوهري عن الأَصمعي: لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء. قال ابن بري: الذي حكاه ابن دريد عن الأَصمعي خلاف هذا، قال ابن دريد: قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات، فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد؛ وأَنشد: فقئت عين وفاضت نفس قال: وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي، وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن الأَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه، ولكن يقال فاظ إِذا مات، قال: ولا يقال فاضَ، بالضاد، بَتَّةً، قال: ولا يلزم مما حكاه من كلامه أَن يكون مُعْتَقِداً له، قال: وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه، بالظاء، لغة قيس، وفاضت، بالضاد، لغة تميم.
وقال أَبو حاتم: سمعت أَبا زيد يقول: بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه، وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد، قال: كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه، بالضاد، وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه، وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني فاظت نفسه وفاضت؛ وأَنشد: فقئت عين وفاضت نفس وأَنشده الأَصمعي، وقال إِنما هو: وطَنّ الضِّرْسُ.
وفي حديث الدجال: ثم يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ؛ قيل: الفَيْضُ ههنا الموت. قال ابن الأَثير: يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه.وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ: ذاعَ وانتشر.
وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ: ذائعٌ، ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه، وأَباها أَكثرهم حتى يقال: مُسْتَفاضٌ فيه؛ وبعضهم يقول: اسْتَفاضُوه، فهو مُسْتَفاضٌ. التهذيب: وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه، ومن قال مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض. قال أَبو منصور: قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث مستفاض، وهو لحن عندهم، وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في الناس.ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ: واسعةٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني.
ورجل مُفاضٌ: واسِعُ البَطْنِ، والأُنثى مُفاضةٌ.
وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: مُفاض البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ، وقيل: المُفاضُ أَن يكون فيه امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه، وقيل: المُفاضةُ من النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ، وقد أُفِيضَت، وقيل: هي المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه.
وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ: جعل مَسْلَكَيْها واحداً.
وامرأَة مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن.
واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع، فهو مُسْتَفِيضٌ؛ قال ذو الرمة: بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط ويقال: اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره.
والمُسْتَفِيضُ: الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره.
وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه: رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة، وقيل: هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه، وقال اللحياني: هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه؛ قال الراعي: وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ، إِذْ رَعين حَقِيلا ويقال: كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة.
وأَفاضَ القومُ في الحديث: انتشروا، وقال اللحياني: هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا.
وفي التنزيل: إِذ تُفِيضُونَ فيه؛ أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره.
وفي التنزيل أَيضاً: لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم.
وأَفاضَ الناسُ من عَرَفاتٍ إِلى مِنى: اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية، وكل دَفْعةٍ إِفاضةٌ.
وفي التنزيل: فإِذا أَفضتم من عرفات؛ قال أَبو إِسحق: دلَّ بهذا اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف، ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ.
وقال خالد بن جَنْبة: الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ.
وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون ذلك، قال: وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان، ولا تكون الإِفاضة إِلا وعليها الرُّكْبانُ.
وفي حديث الحج: فأَفاضَ من عَرفةَ؛ الإِفاضةُ: الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة، ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ.
وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير، وأَصله أَفاضَ نفْسَه أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي؛ ومنه طَوافُ الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع.
وأَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً: ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة، ويجوز أَفاضَ على القداح؛ قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه: وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ، وكَأَنَّه يَسَرٌ، يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ يعني بالقِداحِ، وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض. التهذيب: كل ما كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة.
وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ؛ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار، والقِدْحُ السهمُ، واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها؛ ومنه حديث اللُّقَطَةِ: ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به، من قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه.
وفَيّاضٌ: من أَسماء الرجال.
وفَيّاضٌ: اسم فرس من سَوابق خيل العرب؛ قال النابغة الجعدي: وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ: كثير الجَرْي.

زوج (لسان العرب) [0]


الزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. يقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كما يقال: خَساً أَو زَكاً، أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدِيُّ:ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ، وَهْناً، كلَّ صادِقَةٍ، باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غير أَزْوَاجِ لأَن بَيْضَ القَطَا لا يكون إِلاَّ وِتْراً.
وقال تعالى: وأَنبتنا فيها من كل زوجٍ بَهيج؛ وكل واحد منهما أَيضاً يسمى زَوْجاً، ويقال: هما زَوْجان للاثنين وهما زَوْجٌ، كما يقال: هما سِيَّانِ وهما سَواءٌ؛ ابن سيده: الزَّوْجُ الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ.
والزوج: الاثنان.
وعنده زَوْجَا نِعالٍ وزوجا حمام؛ يعني ذكرين أَو أُنثيين، وقيل: يعني ذكراً وأُنثى.
ولا يقال: زوج حمام لأَن الزوج هنا هو الفرد، وقد أُولعت به العامة. قال أَبو بكر: العامة . . . أكمل المادة تخطئ فتظن أَن الزوج اثنان، وليس ذلك من مذاهب العرب، إِذ كانوا لا يتكلمون بالزَّوْجِ مُوَحَّداً في مثل قولهم زَوْجُ حَمامٍ، ولكنهم يثنونه فيقولون: عندي زوجان من الحمام، يعنون ذكراً وأُنثى، وعندي زوجان من الخفاف يعنون اليمين والشمال، ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين نحو الأَسود والأَبيض والحلو والحامض. قال ابن سيده: ويدل على أَن الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى؛ فكل واحد منهما كما ترى زوج، ذكراً كان أَو أُنثى.
وقال الله تعالى: فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين.
وكان الحسن يقول في قوله عز وجل: ومن كل شيء خلقنا زوجين؛ قال: السماء زَوْج، والأَرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، ويجمع الزوج أَزْوَاجاً وأَزَاوِيجَ؛ وقد ازْدَوَجَتِ الطير: افْتِعالٌ منه؛ وقوله تعالى: ثمانيةَ أَزْوَاجٍ؛ أَراد ثمانية أَفراد، دل على ذلك؛ قال: ولا تقول للواحد من الطير زَوْجٌ، كما تقول للاثنين زوجان، بل يقولون للذكر فرد وللأُنثى فَرْدَةٌ؛ قال الطرماح: خَرَجْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً، ينادُونَ تَغْلِيساً سِمالَ المَدَاهِنِ وتسمي العرب، في غير هذا، الاثنين زَكاً، والواحدَ خَساً؛ والافتعال من هذا الباب: ازْدَوَجَ الطيرُ ازْدواجاً، فهي مُزْدوِجَةٌ.
وفي حديث أَبي ذر: أَنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: من أَنفق زَوْجَيْنِ من ماله في سبيل الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الجنة؛ قلت: وما زوجان من ماله؟ قال: عبدان أَو فرَسان أَو بعيران من إِبله، وكان الحسن يقول: دينارين ودرهمين وعبدين واثنين من كل شيءٍ.
وقال ابن شميل: الزوج اثنان، كلُّ اثنين زَوْجٌ؛ قال: واشتريت زَوْجَين من خفاف أَي أَربعة؛ قال الأَزهري: وأَنكر النحويون ما قال، والزَّوجُ الفَرْدُ عندهم.
ويقال للرجل والمرأَة: الزوجان. قال الله تعالى: ثمانية أَزواج؛ يريد ثمانية أَفراد؛ وقال: احْمِلْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ؛ قال: وهذا هو الصواب. يقال للمرأَة: إِنها لكثيرة الأَزْواج والزَّوَجَةِ؛ والأَصل في الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كل شيء.
وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أَو نقيضين، فهما زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج. يريد في الحديث: من أَنفق صنفين من ماله في سبيل الله، وجعله الزمخشري من حديث أَبي ذر قال: وهو من كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، وروى مثله أَبو هريرة عنه.
وزوج المرأَة: بعلها.
وزوج الرجل: امرأَته؛ ابن سيده: والرجل زوج المرأَة، وهي زوجه وزوجته، وأَباها الأَصمعي بالهاء.
وزعم الكسائي عن القاسم بن مَعْنٍ أَنه سمع من أَزْدِشَنُوءَةَ بغير هاء، والكلام بالهاء، أَلا ترى أَن القرآن جاء بالتذكير: اسكن أَنت وزوجك الجنة؟ هذا كلُّه قول اللحياني. قال بعض النحويين: أَما الزوج فأَهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤَنث وضعاً واحداً، تقول المرأَة: هذا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي. قال الله عز وجل: اسْكُنْ أَنتَ وزَوْجُك الجنةَ وأَمْسِكْ عليك زَوْجَكَ؛ وقال: وإِن أَردتم استبدال زوجٍ مكان زوج؛ أَي امرأَة مكان امرأَة.
ويقال أَيضاً: هي زوجته؛ قال الشاعر: يا صاحِ، بَلِّغ ذَوِي الزَّوْجاتِ كُلَّهُمُ: أَنْ ليس وصْلٌ، إِذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ وبنو تميم يقولون: هي زوجته، وأَبى الأَصمعي فقال: زوج لا غير، واحتج بقول الله عز وجل: اسكن أنت وزوجك الجنة؛ فقيل له: نعم، كذلك قال الله تعالى، فهل قال عز وجل: لا يقال زوجة؟ وكانت من الأَصمعي في هذا شدَّة وعسر.
وزعم بعضهم أَنه إِنما ترك تفسير القرآن لأَن أَبا عبيدة سبقه بالمجاز إِليه، وتظاهر أَيضاً بترك تفسير الحديث وذكر الأَنواء؛ وقال الفرزدق: وإِنَّ الذي يَسعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِي، كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها وقال الجوهري أَيضاً: هي زوجته، واحتاج ببيت الفرزدق.
وسئل ابن مسعود، رضي الله عنه، عن الجمل من قوله تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ؛ فقال: هو زوج الناقة؛ وجمع الزوج أَزواج وزِوَجَةٌ، قال الله تعالى: يا أَيها النبي قل لأَزواجك.
وقد تَزَوَّج امرأَة وزَوَّجَهُ إِياها وبها، وأَبى بعضهم تعديتها بالباء.
وفي التهذيب: وتقول العرب: زوَّجته امرأَة.
وتزوّجت امرأَة.
وليس من كلامهم: تزوَّجت بامرأَة، ولا زوَّجْتُ منه امرأَةً. قال: وقال الله تعالى: وزوَّجناهم بحور عين، أَي قرنَّاهم بهن، من قوله تعالى: احْشُرُوا الذين ظلموا وأَزواجَهم، أَي وقُرَناءهم.
وقال الفراء: تَزوجت بامرأَة، لغة في أَزد شنوءة.
وتَزَوَّجَ في بني فلان: نَكَحَ فيهم.
وتَزَاوجَ القومُ وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بعضهم بعضاً؛ صحت في ازْدَوَجُوا لكونها في معنى تَزاوجُوا.
وامرأَة مِزْوَاجٌ: كثيرة التزوّج والتزاوُج؛ قال: والمُزاوَجَةُ والازْدِواجُ، بمعنى.
وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزَاوَجَ: أَشبه بعضه بعضاً في السجع أَو الوزن، أَو كان لإِحدى القضيتين تعلق بالأُخرى.
وزَوَّج الشيءَ بالشيء، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ.
وفي التنزيل: وزوّجناهم بحور عين؛ أَي قرناهم؛ وأَنشد ثعلب: ولا يَلْبَثُ الفِتْيانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِذا لم يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ وقال الزجاج في قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا وأَزواجهم؛ معناه: ونظراءهم وضرباءهم. تقول: عندي من هذا أَزواج أَي أَمْثال؛ وكذلك زوجان من الخفاف أَي كل واحد نظير صاحبه؛ وكذلك الزوج المرأَة، والزوج المرء، قد تناسبا بعقد النكاح.وقوله تعالى: أَو يُزَوِّجُهم ذُكْرَاناً وإِناثاً؛ أَي يَقْرُنُهم.
وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان. قال الفراء: يجعل بعضهم بنين وبعضهم بنات، فذلك التزويج. قال أَبو منصور: أَراد بالتزويج التصنيف؛ والزَّوْجُ: الصِّنْفُ.
والذكر صنف، والأُنثى صنف.
وكان الأَصمعي لا يجيز أَن يقال لفرخين من الحمام وغيره: زوج، ولا للنعلين زوج، ويقال في ذلك كله: زوجان لكل اثنين. التهذيب: وقول الشاعر: عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَيْتُها، لَها ولَدٌ من زَوْجِها، وَهْيَ عَاقِرُ فَقُلْتُ لَها: بُجْراً، فقَالتْ مُجِيبَتِي: أَتَعْجَبُ مِنْ هذا، ولي زَوْجٌ آخَرُ؟ أَرادت من زوج حمام لها، وهي عاقر؛ يعني للمرأَة زوج حمام آخر.
وقال أَبو حنيفة: هاج المُكَّاءُ للزَّواج؛ يَعني به السِّفادَ.
والزَّوْجُ: الصنف من كل شيء.
وفي التنزيل: وأَنبتتْ من كل زوج بهيج؛ قيل: من كل لون أَو ضرب حَسَنٍ من النبات. التهذيب: والزَّوْجُ اللَّوْنُ؛ قال الأَعشى: وكلُّ زَوْجٍ من الدِّيباجِ، يَلْبَسُهُ أَبو قُدَامَةَ، مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا وقوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ؛ قال: معناه أَلوان وأَنواع من العذاب، ووضفه بالأَزواج، لأَنه عنى به الأَنواع من العذاب والأصناف منه.
والزَّوْجُ: النَمَطُ، وقيل: الديباج.
وقال لبيد: من كلِّ مَحْفُوفٍ، يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ، عليه كِلَّةٌ وقِرامُها قال: وقال بعضهم: الزوج هنا النمط يطرح على الهودج؛ ويشبه أَن يكون سمِّي بذلك لاشتماله على ما تحته اشتمال الرجل على المرأَة، وهذا ليس بقوي.والزَّاجُ: معروف؛ الليث: الزاج، يقال له: الشَّبُّ اليماني، وهو من الأَدوية، وهو من أَخلاط الحِبْرِ، فارسي معرَّب.

صبر (لسان العرب) [0]


في أَسماء الله تعالى: الصَّبُور تعالى وتقدَّس، هو الذي لا يُعاجِل العُصاة بالانْتقامِ، وهو من أَبنية المُبالَغة، ومعناه قَرِيب من مَعْنَى الحَلِيم، والفرْق بينهما أَن المُذنِب لا يأْمَنُ العُقوبة في صِفَة الصَّبُور كما يأْمَنُها في صِفَة الحَلِيم. ابن سيده: صَبَرَه عن الشيء يَصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه؛ قال الحطيئة: قُلْتُ لها أَصْبِرُها جاهِداً: وَيْحَك، أَمْثالُ طَرِيفٍ قَلِيلْ والصَّبْرُ: نَصْب الإِنسان للقَتْل، فهو مَصْبُور.
وصَبْرُ الإِنسان على القَتْل: نَصْبُه عليه. يقال: قَتَلَه صَبْراً، وقد صَبَره عليه وقد نَهَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنْ تُصْبَرَ الرُّوح.
ورجل صَبُورَة، بالهاء: مَصْبُور للقتل؛ حكاه ثعلب.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهَى عن . . . أكمل المادة قَتْل شيء من الدَّوابّ صَبْراً؛ قيل: هو أَن يُمْسك الطائرُ أَو غيرُه من ذواتِ الرُّوح يُصْبَر حَيّاً ثم يُرْمَى بشيء حتى يُقْتَل؛ قال: وأَصل الصَّبْر الحَبْس، وكل من حَبَس شيئاً فقد صَبَرَه؛ ومنه الحديث: نهى عن المَصْبُورة ونَهَى عن صَبْرِ ذِي الرُّوح؛ والمَصبُورة التي نهى عنها؛ هي المَحْبُوسَة على المَوْت.
وكل ذي روح يصبر حيّاً ثم يرمى حتى يقتل، فقد، قتل صبراً.
وفي الحديث الآخر في رَجُل أَمسَك رجُلاً وقَتَلَه آخر فقال: اقْتُلُوا القاتل واصْبُروا الصَّابرَ؛ يعني احْبِسُوا الذي حَبَسَه للموْت حتى يَمُوت كفِعْلِهِ به؛ ومنه قيل للرجُل يقدَّم فيضربَ عنقه: قُتِل صَبْراً؛ يعني أَنه أُمسِك على المَوْت، وكذلك لو حَبَس رجُل نفسَه على شيء يُرِيدُه قال: صَبَرْتُ نفسِي؛ قال عنترة يذكُر حرْباً كان فيها: فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً تَرْسُو، إِذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ يقول: حَبَست نفساً صابِرة. قال أَبو عبيد: يقول إِنه حَبَس نفسَه، وكلُّ من قُتِل في غير مَعْرَكة ولا حَرْب ولا خَطَإٍ، فإِنه مَقْتول صَبْراً.
وفي حديث ابن مسعود: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن صَبْرِ الرُّوح، وهو الخِصاءُ، والخِصاءُ صَبْرٌ شديد؛ ومن هذا يَمِينُ الصَّبْرِ، وهو أَن يحبِسَه السلطان على اليمين حتى يحلِف بها، فلو حلَف إِنسان من غيرِ إِحلاف ما قيل: حلَف صَبْراً.
وفي الحديث: مَنْ حَلَف على يَمِين مَصْبُورَةٍ كاذِباً، وفي آخر: على يَمِينِ صَبْرٍ أَي أُلْزِم بها وحُبِس عليها وكانت لازِمَة لصاحِبها من جِهَة الحَكَم، وقيل لها مَصْبُورة وإِن كان صاحِبُها في الحقيقة هو المَصْبُور لأَنه إِنما صُبِرَ من أَجْلِها أَي حُبس، فوُصِفت بالصَّبْر وأُضيفت إِليه مجازاً؛ والمَصْبورة: هي اليَمِين، والصَّبْر: أَن تأْخذ يَمِين إِنسان. تقول: صَبَرْتُ يَمِينه أَي حلَّفته.
وكلُّ من حَبَسْتَه لقَتلٍ أَو يَمِين، فهو قتلُ صَبْرٍ.
والصَّبْرُ: الإِكراه. يقال: صَبَرَ الحاكم فُلاناً على يَمين صَبْراً أَي أَكرهه.
وصَبَرْت الرَّجل إِذا حَلَّفته صَبْراً أَو قتلتَه صَبْراً. يقال: قُتِل فلانٌ صَبْراً وحُلِّف صَبْراً إِذا حُبِس.
وصَبَرَه: أَحْلَفه يَمِين صَبْرٍ يَصْبِرُه. ابن سيده: ويَمِين الصَّبْرِ التي يُمْسِكُكَ الحَكَم عليها حتى تَحْلِف؛ وقد حَلَف صَبْراً؛ أَنشد ثعلب: فَأَوْجِعِ الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرَا، أَو يُبْلِيَ اللهُ يَمِيناً صَبْرَا وصَبَرَ الرجلَ يَصْبِرُه: لَزِمَه.
والصَّبْرُ: نقِيض الجَزَع، صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً، فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور، والأُنثى صَبُور أَيضاً، بغير هاء، وجمعه صُبُرٌ. الجوهري: الصَّبر حَبْس النفس عند الجزَع، وقد صَبَرَ فلان عند المُصِيبة يَصْبِرُ صَبْراً، وصَبَرْتُه أَنا: حَبَسْته. قال الله تعالى: واصْبِرْ نفسَك مع الذينَ يَدْعُون رَبَّهم.
والتَّصَبُّرُ: تكلُّف الصَّبْرِ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَرَى أُمَّ زَيْدٍ كُلَّمَا جَنَّ لَيْلُها تُبَكِّي على زَيْدٍ، ولَيْسَتْ بَأَصْبَرَا أَراد: وليست بأَصْبَرَ من ابنها، بل ابنها أَصْبَرُ منها لأَنه عاقٌّ والعاقُّ أَصبَرُ من أَبَوَيْهِ.
وتَصَبَّر وآصْطَبَرَ: جعل له صَبْراً.
وتقول: آصْطَبَرْتُ ولا تقول اطَّبَرْتُ لأَن الصاد لا تدغم في الطاء، فإِن أَردت الإِدغام قلبت الطاء صاداً وقلت اصَّبَرْتُ.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الله تعالى قال: إِنِّي أَنا الصَّبُور؛ قال أَبو إِسحق: الصَّبُور في صفة الله عز وجلّ الحَلِيم.
وفي الحديث: لا أَحَدَ أَصْبَرُ على أَذًى يَسْمَعُه من الله عزَّ وجلَّ؛ أَي أَشدّ حِلْماً على فاعِل ذلك وترك المُعاقبة عليه.
وقوله تعالى: وتَتَواصَوْا بالصَّبْرِ؛ معناه: وتَوَاصَوْا بالصبر على طاعة الله والصَّبْرِ على الدخول في مَعاصِيه.
والصَّبْرُ: الجَراءة؛ ومنه قوله عز وجلّ: فما أَصْبَرَهُمْ على النار؛ أَي ما أَجْرَأَهُم على أَعمال أَهل النار. قال أَبو عمرو: سأَلت الحليحي عن الصبر فقال: ثلاثة أَنواع: الصَّبْرُ على طاعة الجَبَّار، والصَّبْرُ على معاصِي (* قوله: «الحليحي» وقوله: «والصبر على معاصي إلخ» كذا بالأَصل). الجَبَّار، والصَّبر على الصَّبر على طاعته وتَرْك معصيته.
وقال ابن الأَعرابي: قال عُمر: أَفضل الصَّبر التَّصَبر.
وقوله: فَصَبْرٌ جَمِيل؛ أَي صَبْرِي صَبْرٌ جَمِيل.
وقوله عز وجل: اصْبِرُوا وصَابِرُوا؛ أَي اصْبِرُوا واثْبُتُوا على دِينِكم، وصابروا أَي صابروا أَعداءَكُم في الجِهاد.
وقوله عز وجل: اسْتَعِينوا بالصَّبْرِ؛ أَي بالثبات على ما أَنتم عليه من الإِيمان.
وشَهْرُ الصَّبْرِ: شهر الصَّوْم.
وفي حديث الصَّوْم: صُمْ شَهْرَ الصَّبْر؛ هُوَ شهرُ رمضان وأَصل الصَّبْرِ الحَبْس، وسُمِّي الصومُ صَبْراً لِمَا فيه من حَبْس النفس عن الطَّعام والشَّرَاب والنِّكاح.
وصَبَرَ به يَصْبُرُ صَبْراً: كَفَلَ، وهو بِهِ صَبِيرٌ والصَّبِيرُ: الكَفِيل؛ تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ، بالضَّم، صَبْراً وصَبَارة أَي كَفَلْت به، تقول منه: اصْبُرْني يا رجل أَي أَعْطِنِي كَفِيلاً.
وفي حديث الحسَن: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفاً فَلا يأْخُذَنَّ به رَهْناً ولا صَبِيراً؛ هو الكفِيل.
وصَبِير القوم: زَعِيمُهم المُقَدَّم في أُمُورِهم، والجمع صُبَراء.
والصَّبِيرُ: السحاب الأَبيض الذي يصبرُ بعضه فوق بعض درجاً؛ قال يصِف جَيْشاً: كَكِرْفِئَة الغَيْث ذاتِ الصبِير قال ابن بري: هذا الصدر يحتمل أَن يكون صدراً لبيت عامر بن جوين الطائي من أَبيات: وجارِيَةٍ من بَنَات المُلُو ك، قَعْقَعْتُ بالخيْل خَلْخالَها كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِيـ ـرِ، تأْتِي السَّحابَ وتَأْتالَها قال: أَي رُبَّ جارية من بَنات المُلُوك قَعْقَعتُ خَلْخَالَها لَمَّا أَغَرْت عليهم فهَرَبَتْ وعَدَت فسُمِع صَوْت خَلْخَالِها، ولم تكن قبل ذلك تَعْدُو.
وقوله: كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِيرِ أَي هذه الجارية كالسَّحابة البَيْضاء الكَثِيفة تأْتي السَّحاب أَي تقصِدُ إِلى جُمْلَة السَّحاب.
وتأْتالُه أَي تُصْلِحُه، وأَصله تأْتَوِلُهُ من الأَوْل وهو الإِصْلاح، ونصب تأْتالَها على الجواب؛ قال ومثله قول لبيد: بِصَبُوحِ صَافِيَة وجَذْب كَرِينَةٍ، بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُه إِبهامُها أَي تُصْلِح هذه الكَرِينَة، وهي المُغَنِّية، أَوْتار عُودِها بِإِبْهامِها؛ وأَصله تَأْتَوِلُه إِبْهامُها فقلبت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ قال: وقد يحتمل أَن يكون كَكِرْفِئَة الغيْث ذات الصبير للْخَنْسَاء، وعجزه: تَرْمِي السَّحابَ ويَرْمِي لَها وقبله: ورَجْراجَة فَوْقَها بَيْضُنا، عليها المُضَاعَفُ، زُفْنا لَها والصَّبِير: السحاب الأَبيض لا يكاد يُمطِر؛ قال رُشَيْد بن رُمَيْض العَنَزيّ: تَرُوح إِليهمُ عَكَرٌ تَراغَى، كأَن دَوِيَّها رَعْدُ الصَّبِير الفراء: الأَصْبار السحائب البيض، الواحد صِبْر وصُبْر، بالكسر والضم.
والصَّبِير: السحابة البيضاء، وقيل: هي القطعة من السحابة تراها كأَنها مَصْبُورة أَي محبُوسة، وهذا ضعيف. قال أَبو حنيفة: الصَّبير السحاب يثبت يوماً وليلة ولا يبرَح كأَنه يُصْبَرُ أَي يحبس، وقيل: الصَّبِير السحاب الأَبيض، والجمع كالواحد، وقيل: جمعه صُبُرٌ؛ قال ساعدة بن جؤية: فارْمِ بِهم لِيَّةَ والأَخْلافا، جَوْزَ النُّعامَى صُبُراً خِفافا والصُّبَارة من السحاب: كالصَّبِير.
وصَبَرَه: أَوْثقه.
وفي حديث عَمَّار حين ضرَبه عُثمان: فلمَّا عُوتِب في ضَرْبه أَياه قال: هذه يَدِي لِعَمَّار فَلْيَصْطَبِر؛ معناه فليقتصّ. يقال: صَبَرَ فلان فلاناً لوليّ فلان أَي حبسه، وأَصْبَرَه أَقَصَّه منه فاصْطَبر أَي اقتصَّ. الأَحمر: أَقادَ السلطان فلاناً وأَقَصَّه وأَصْبَرَه بمعنى واحد إِذا قَتَلَه بِقَوَد، وأَباءَهُ مثلهُ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، طَعَن إِنساناً بقضِيب مُدَاعَبة فقال له: أَصْبِرْني، قال: اصْطَبر، أَي أَقِدْني من نفسك، قال: اسْتَقِدْ. يقال: صَبَر فلان من خصْمه واصْطَبَر أَي اقتصَّ منه.
وأَصْبَرَه الحاكم أَي أَقصَّه من خصْمه.
وصَبِيرُ الخُوانِ: رُقَاقَة عَرِيضَة تُبْسَطُ تحت ما يؤكل من الطعام. ابن الأَعرابي: أَصْبَرَ الرجل إِذا أَكل الصَّبِيرَة، وهي الرُّقاقة التي يَغْرُِفُ عليها الخَبَُاز طَعام العُرْس.
والأَصْبَِرةُ من الغَنَم والإِبل؛ قال ابن سيده ولم أَسمع لها بواحد: التي تَرُوح وتَغْدُو على أَهلها لا تَعْزُب عنهم؛ وروي بيت عنترة: لها بالصَّيْف أَصْبِرَةٌ وجُلّ، وسِتُّ من كَرائِمِها غِزَارُ الصَّبرُ والصُّبْرُ: جانب الشيء، وبُصْره مثلُه، وهو حَرْف الشيء وغِلَظه.
والصَّبْرُ والصُّبْرُ: ناحية الشيء وحَرْفُه، وجمعه أَصْبار.
وصُبْرُ الشيء: أَعلاه.
وفي حديث ابن مسعود: سِدْرة المُنْتَهى صُبْرُ الجنة؛ قال: صُبْرُها أَعلاها أَي أَعلى نواحيها؛ قال النمر بن تَوْلَب يصف روضة:عَزَبَتْ، وباكَرَها الشَّتِيُّ بِدِيمَة وَطْفاء، تَمْلَؤُها إِلى أَصْبارِها وأَدْهَقَ الكأْس إِلى أَصْبارها ومَلأَها إِلى أَصْبارها أَي إِلى أَعالِيها ورأْسها.
وأَخذه بأَصْباره أَي تامّاً بجميعه.
وأَصْبار القبر: نواحيه وأَصْبار الإِناء: جوانِبه. الأَصمعي: إِذا لَقِيَ الرجل الشِّدة بكمالها قيل: لَقِيها بأَصْبارها.
والصُّبْرَة: ما جُمِع من الطعام بلا كَيْل ولا وَزْن بعضه فوق بعض. الجوهري: الصُّبرة واحدة صُبَرِ الطعام. يقال: اشتريت الشيء صُبْرَةً أَي بلا وزن ولا كيل.
وفي الحديث: مَرَّ على صُبْرَة طَعام فأَدخل يَدَه فيها؛ الصُّبْرة: الطعام المجتمِع كالكُومَة.
وفي حديث عُمَر: دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِنَّ عند رجليه قَرَظاً مَصْبُوراً أَي مجموعاً، قد جُعل صُبْرة كصُبْرة الطعام.
والصُّبْرَة: الكُدْس، وقد صَبَّرُوا طعامهم.
وفي حديث ابن عباس في قوله عز وجل: وكان عرْشهُ على الماء، قال: كان يَصْعَد إِلى السماء بُخَارٌ من الماء، فاسْتَصْبَر فعاد صَبِيراً؛ اسْتَصْبَرَ أَي استكْثَف، وتراكَم، فذلك قوله: ثم اسْتَوى إِلى السماء وهي دُخَان؛ الصَّبِير: سَحاب أَبيض متكاثِف يعني تَكَاثَفَ البُخار وتَراكَم فصار سَحاباً.
وفي حديث طَهْفة: ويسْتَحْلب الصَّبِير؛ وحديث ظبيان: وسَقَوْهُم بِصَبِير النَّيْطَل أَي سَحاب الموْت والهَلاك.
والصُّبْرة: الطعام المَنْخُول بشيء شبِيه بالسَّرَنْد (* قوله: «بالسرند» هكذا في الأَصل وشرح القاموس).
والصُّبْرَة: الحجارة الغليظة المجتمعة، وجمعها صِبَار.
والصُّبَارة، بضم الصاد: الحجارة، وقيل: الحجارة المُلْس؛ قال الأَعشى: مَنْ مُبْلِغٌ شَيْبان أَنَّ المَرْءَ لم يُخلَق صُبارَهْ؟ قال ابن سيده: ويروى صِيَارَهْ؛ قال: وهو نحوها في المعنى، وأَورد الجوهري في هذا المكان: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ المَرْءَ لم يُخْلَق صُبارَهْ؟ واستشهد به الأَزهري أَيضاً، ويروى صَبَارهْ، بفتح الصاد، وهو جمع صَبَار والهاء داخلة لجمع الجمع، لأَن الصَّبَارَ جمع صَبْرة، وهي حجارة شديدة؛ قال ابن بري: وصوابه لم يخلق صِبارهْ، بكسر الصاد، قال: وأَما صُبارة وصَبارة فليس بجمع لصَبْرة لأَن فَعالاً ليس من أَبنية الجموع، وإِنما ذلك فِعال، بالكسر، نحو حِجارٍ وجِبالٍ؛ وقال ابن بري: البيت لَعَمْرو بن مِلْقَط الطائي يخاطب بهذا الشعر عمرو بن هند، وكان عمرو بن هند قتل له أَخ عند زُرارَةَ بن عُدُس الدَّارِمِي، وكان بين عمرو بن مِلْقَط وبين زُرارَة شَرٌّ، فحرّض عَمرو ابن هند على بني دارِم؛ يقول: ليس الإِنسان بحجر فيصبر على مثل هذا؛ وبعد البيت: وحَوادِث الأَيام لا يَبْقَى لها إِلاَّ الحجاره ها إِنَّ عِجْزَةَ أُمّه بالسَّفْحِ، أَسْفَلَ مِنْ أُوارَهْ تَسْفِي الرِّياح خِلال كَشْـ ـحَيْه، وقد سَلَبوا إِزَارَهْ فاقتلْ زُرَارَةَ، لا أَرَى في القوم أَوفى من زُرَارَهْ وقيل: الصُّبارة قطعة من حجارة أَو حديد.
والصُّبُرُ: الأَرض ذات الحَصْباء وليست بغليظة، والصُّبْرُ فيه لغة؛ عن كراع.
ومنه قيل للحَرَّة: أُم صَبَّار ابن سيده: وأُمُّ صَبَّار، بتشديد الباء، الحرَّة، مشتق من الصُّبُرِ التي هي الأَرض ذات الحَصْباء، أَو من الصُّبَارة، وخَصَّ بعضهم به الرَّجْلاء منها.
والصَّبْرة من الحجارة: ما اشتد وغَلُظ، وجمعها الصَّبار؛ وأَنشد للأَعشى: كأَن تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فيها، قُبَيْلَ الصُّبح، أَصْوَات الصَّبَارِ الهَاجَات: الضَّفادِع؛ شبَّه نَقِيق الضفادع في هذه العين بوقع الحجارة.
والصَّبِير: الجَبَل. قال ابن بري: اذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم صَبَّار الحرّة، وقال الفزاري: هي حرة ليلى وحرَّة النار؛ قال: والشاهد لذلك قول النابغة: تُدافِع الناسَ عنّا حِين نَرْكَبُها، من المظالم تُدْعَى أُمَّ صَبَّار أَي تَدْفَعُ الناس عنّا فلا سَبِيل لأَحد إِلى غَزْوِنا لأَنها تمنعهم من ذلك لكونها غَلِيظة لا تَطَؤُها الخيل ولا يُغار علينا فيها؛ وقوله: من المظالم هي جمع مُظْلِمة أَي هي حَرَّة سوداء مُظْلِمة.
وقال ابن السكِّيت في كتاب الأَلفاظ في باب الاختلاط والشرِّ يقع بين القوم: وتدعى الحرَّة والهَضْبَةُ أُمَّ صَبَّار.
وروي عن ابن شميل: أَن أُم صَبَّار هي الصَّفَاة التي لا يَحِيك فيها شيء. قال: والصَّبَّارة هي الأَرض الغَلِيظة المُشْرفة لا نبت فيها ولا تُنبِت شيئاً، وقيل: هي أُم صَبَّار، ولا تُسمَّى صَبَّارة، وإِنما هي قُفٌّ غليظة. قال: وأَما أُمّ صَبُّور فقال أَبو عمرو الشيباني: هي الهَضْبة التي ليس لها منفَذ. يقال: وقع القوم في أُمّ صَبُّور أَي في أَمرٍ ملتبِس شديد ليس له منفَذ كهذه الهَضْبة التي لا منفَذ لها؛ وأَنشد لأَبي الغريب النصري: أَوْقَعَه اللهُ بِسُوءٍ فعْلِهِ في أُمِّ صَبُّور، فأَودَى ونَشِبْ وأُمّ صَبَّار وأُمُّ صَبُّور، كلتاهما: الداهية والحرب الشديدة.
وأَصبر الرجلُ: وقع في أُم صَبُّور، وهي الداهية، وكذلك إِذا وقع في أُم صَبَّار، وهي الحرَّة. يقال: وقع القوم في أُم صَبُّور أَي في أَمر شديد. ابن سيده: يقال وقعوا في أُم صَبَّار وأُم صَبُّور، قال: هكذا قرأْته في الأَلفاظ صَبُّور، بالباء، قال: وفي بعض النسخ: أُم صيُّور، كأَنها مشتقَّة من الصِّيارة، وهي الحجارة.
وأَصْبَرَ الرجلُ إِذا جلس على الصَّبِير، وهو الجبل.
والصِّبَارة: صِمَام القارُورَة وأَصبر رأْسَ الحَوْجَلَة بالصِّبَار، وهو السِّداد، ويقال للسِّداد القعولة والبُلْبُلَة (* قوله: «القعولة والبلبلة» هكذا في الأصل وشرح القاموس).
والعُرْعُرة.
والصَّبِرُ: عُصَارة شجر مُرٍّ، واحدته صَبِرَة وجمعه صُبُور؛ قال الفرزدق: يا ابن الخَلِيَّةِ، إِنَّ حَرْبي مُرَّة، فيها مَذاقَة حَنْظَل وصُبُور قال أَبو حنيفة: نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غير أَن ورقَ الصَّبرِ أَطول وأَعرض وأَثْخَن كثيراً، وهو كثير الماء جدّاً. الليث: الصَّبِرِ، بكسر الباء، عُصارة شجر ورقها كقُرُب السَّكاكِين طِوَال غِلاظ، في خُضْرتها غُبْرة وكُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر، يخرج من وسطها ساقٌ عليه نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّيح. الجوهري: الصَّبِر هذا الدَّواء المرُّ، ولا يسكَّن إِلاَّ في ضرورة الشعر؛ قال الراجز: أَمَرُّ من صَبْرٍ وحُضَضْ وفي حاشية الصحاح: الحُضَضُ الخُولان، وقيل هو بظاءين، وقيل بضاد وظاء؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده أَمَرَّ، بالنصب، وأَورده بظاءين لأَنه يصف حَيَّة؛ وقبله: أَرْقَشَ ظَمْآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ والصُّبَارُ، بضم الصاد: حمل شجرة شديدة الحموضة أَشد حُموضَة من المَصْل له عَجَمٌ أَحمر عَرِيض يجلَب من الهِنْد، وقيل: هو التمر الهندي الحامض الذي يُتَداوَى به.
وصَبَارَّة الشتاء، بتشديد الراء: شدة البَرْد؛ والتخفيف لغة عن اللحياني.
ويقال: أَتيته في صَبَارَّة الشتاء أَي في شدَّة البَرْد.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: قُلْتم هذه صَبَارَّة القُرّ؛ هي شدة البرد كَحَمَارَّة القَيْظ. أَبو عبيد في كتاب اللَّبَن: المُمَقَّر والمُصَبَّرُ الشديد الحموضة إِلى المَرارة؛ قال أَبو حاتم: اشتُقَّا من الصَّبِر والمَقِر، وهما مُرَّان.
والصُّبْرُ: قبيلة من غَسَّان؛ قال الأَخطل: تَسْأَله الصُّبْرُ من غَسَّان، إِذ حَضَرُوا، والحَزْنُ: كيف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ الصُّبْر والحَزْن: قبيلتان، ويروى: فسائل الصُّبْر من غَسَّان إِذْ حضروا، والحَزْنَ، بالفتح، لأَنه قال بعده: يُعَرِّفونك رأْس ابن الحُبَاب، وقد أَمسى، وللسَّيْف في خَيْشُومه أَثَرُ يعني عُمير بن الحُباب السُّلَمي لأَنه قُتِل وحُمِل رأْسهُ إِلى قَبائل غَسَّان، وكان لا يبالي بِهِم ويقول: ليسوا بشيء إِنما هم جَشَرٌ.
وأَبو صَبْرَة (* قوله: «أَبو صبرة أَلخ» عبارة القاموس وأَبو صبيرة كجهينة طائر احمر البطن اسود الظهر والرأس والذنب): طائر أَحمرُ البطنِ أَسوَدُ الرأْس والجناحَيْن والذَّنَب وسائره أَحمر.
وفي الحديث: مَنْ فَعَل كذا وكذا كان له خيراً من صَبِير ذَهَباً؛ قيل: هو اسم جبل باليمن، وقيل: إِنما هو مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ، بإِسقاط الباء الموحدة، وهو جبلَ لطيّء؛ قال ابن الأَثير: وهذه الكلمة جاءت في حديثين لعليّ ومعاذ: أَما حديث علي فهو صِيرٌ، وأَما رواية معاذ فصَبِير، قال: كذا فَرق بينهما بعضهم.

لجج (لسان العرب) [0]


الليث: لَجَّ فلان يَلِجُّ ويَلَجُّ، لغتان؛ وقوله: وقد لَجَِجْنا في هواك لَجَجا قال: أَراد لَجَاجاً فَقَصَره؛ وأَنشد: وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذي حَفِيظةٍ، متى يُعْفَ عن ذَنْبِ امرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ ابن سيده: لَجِجْتُ في الأَمرِ أَلَجُّ ولَجَجْتُ أَلِجُّ لَجَجاً ولجَاجاً ولَجاجَةً، واسْتَلْجَجْتُ: ضَحِكْتُ؛ قال: فإِنْ أَنا لم آمُرْ، ولم أَنْهَ عَنْكُما، تَضاحَكْتُ حتى يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشري ولَجَّ في الأَمر: تمَادى عليه وأَبَى أَن يَنْصَرِفَ عنه، والآتي كالآتي، والمصدر كالمصدر.
وفي الحديث: إِذا اسْتَلَجَّ أَحدُكم بيمينِهِ فإِنه آثَمُ له عند الله من الكَفَّارةِ، وهو اسْتَفْعَلَ من اللَّجاجِ.
ومعناه أَن يحلف على شيءٍ ويرى أَن غيره خير منه، فَيُقِيمُ على يمينه ولا يَحْنَثُ . . . أكمل المادة فذاك آثَمُ؛ وقيل: هو أَن يَرَى أَنه صادقٌ فيها مُصيبٌ، فَيَلِجُّ فيها ولا يُكَفِّرها؛ وقد جاء في بعض الطرق: إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدكم، بإِظهار الإِدغام، وهي لغة قريش، يظهرونه مع الجزم؛ وقال شمر: معناه أَن يَلِجَّ فيها ولا يكفرها ويزعم أَنه صادق؛ وقيل: هو أَن يَحْلِفَ ويرى أَنَّ غيرها خير منها، فيقيم للبِرِّ فيها ويترك الكفَّارة، فإِن ذلك آثَمُ له من التكفير والحِنْثِ، وإِتْيانِ ما هو خَيْرٌ.
وقال اللحياني في قوله تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهون أَي يُلِجُّهُمْ. قال ابن سيده: فلا أَدري أَمِنَ العرب سمع يُلِجُّهُمْ أَم هو إِدْلال من اللحياني وتجاسُر؟ قال: وإِنما قلت هذا لأَني لم أَسمع أَلْجَجْتُه.
ورجلٌ يلَجوجٌ ولَجُوحةٌ، الهاء للمبالغة، ولُجَجةٌ مثل هُمزة أَي لَجُوجٌ، والأُنثى لَجُوجٌ؛ وقول أَبي ذؤيب: فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ، فقد لَجَّ من ماءِ الشُّؤُون لَجُوجُ أَراد: دَمْعٌ لَجُوجٌ، وقد يُستعمل في الخيل؛ قال: من المُسْبَطِرّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ والمُلاجَّةُ: التمادي في الخُصومةِ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنِينُها فسره فقال: لَجَّ بي أَي ابْتُلِيَ بي، ويجوز عندي أَن يريد: ابْتُلِيتُ أَنا به، فَقَلَب.
ومِلْجاجٌ كَلَجُوجٍ؛ قال مليح: من الصُّلْبِ مِلْجاجٌ يُقَطِّعُ رَبْوَها بُغامٌ، ومَبْنِيُّ الحَصيرين أَجْوَفُ (* قوله «الحصيرين» كذا بالأصل.) ولُجَّةُ البَحْر: حيث لا يُدْرَكُ قَعْرُه.
ولُجُّ الوادي: جانبُه.
ولُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قال: ولُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى طرَفاه، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة: وفي الحديث: من ركب البحر إِذا التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه؛ والتَّجَ الأَمرُ إِذا عَظُمَ واخْتَلَطَ.
ولُجَّةُ الأَمرِ: مُعْظَمُه.
ولُجَّةُ الماءِ، بالضم: مُعْظَمُه، وخص بعضهم به معظم البحر، وكذلك لُجَّةُ الظَّلامِ، وجمعه لُجٌّ ولُجَجٌ ولِجاجٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وكيفَ بِكم يا عَلْوُ أَهلاً، ودُونَكمْ لِجاجٌ، يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ، وَبِيدُ؟ واسْتَعارَ حِماسُ بن ثامِلٍ اللُّجَّ لليل، فقال: ومُسْتَنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ، دَعَوْتُه بِمَشْبُوبَةٍ في رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ يعني مُعْظَمَه وظُلَمَه.
ولُجُّ اللَّيْلِ: شِدَّةُ ظُلْمَتِهِ وسواده: قال العجاج يصف الليل: ومُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِيُّ لُجٌّ، كأَنَّ ثِنْيَه مَثْنِيُّ أَي كأَنَّ عِطْفَ الليلِ معطوفٌ مَرَّة أُخرى، فاشتدّ سوادُ ظُلْمَتِه.
وبحرٌ لُجاجٌ ولُجِّيٌّ: واسعُ اللُّجِّ واللُّجُّ: السَّيْفُ، تشبيهاً بِلُجِّ البحر.
وفي حديث طلحة بن عبيد: إِنهم أَدْخلوني الحَشَّ وقَرَّبُوا فَوَضَعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ؛ قال ابن سيده: وأَظنُّ أَنَّ السيف إِنما سمِّيَ لُجّاً في هذا الحديث وحده. قال الأَصمعي: نُرى أَن اللُّجَّ اسم يسمى به السيفُ، كما قالوا الصَّمْصامةُ وذو الفَقار ونحوه؛ قال: وفيه شَبَهٌ بلُجَّةِ البحر في هَوْلِهِ؛ ويقال: اللُّجُّ السيف بلغة طيِّئ؛ وقال شمر: قال بعضهم: اللُّجُّ السيف بلغة هُذَيْل وطَوائِفَ من اليمن؛ وقال ابن الكلبي: كان للأَشْتَر سيف يسميه اللُّجَّ واليَمَّ؛ وأَنشد له: ما خانَنِي اليَمُّ في مَأْقِطٍ ولا مَشْهَدٍ، مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا ويروى: ما خانني اللُّجُّ.
وفلان لُجَّةٌ واسِعةٌ، على التشبيه بالبحر في سَعته.
وأَلَجَّ القومُ ولَجَّجُوا: ركبوا اللُّجَّة.
والتَجَّ المَوْجُ: عَظُمَ.
ولَجَّجَ القومُ إِذا وقَعُوا في اللُّجَّة. قال الله تعالى: في بَحْرٍ لُجِّيٍّ؛ قال الفراء: يقال بحر لُجِّيّ ولِجِّيّ، كما يقال سُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، ويقال: هذا لُجُّ البحر ولُجَّةُ البحر.
وقال بعضهم اللُّجّةُ الجماعة الكثيرة كلجة البحر، وهي اللُّجُّ.
ولَجَّجَتِ السَّفينةُ أَي خاضَتِ اللُّجَّةَ، والتجَّ البحر التِجاجاً، والتَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ: صار فيها منه كاللُّجِّ.
والتجَّ الظلامُ: التَبَسَ واختلط.
واللَّجّةُ: الصوت؛ وأَنشد لذي الرمّة: كأَنَّنا، والقِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا، مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّيامِيمُ أَبو حاتم: الْتَجَّ صار له كاللُّجَج من السَّرابِ.
وسمعت لَجَّةَ الناس، بالفتح، أَي أَصواتهم وصخَبهم؛ قال أَبو النجم: في لَجّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ ولَجَّةُ القوم: أَصواتهم.
واللَّجّةُ واللَّجْلَجَةُ: اختِلاطُ الأَصواتِ.
والتجَّت الأَصوات: ارتفعت فاختلطت.
وفي حديث عِكَْرِمة: سمعت لهم لَجّة بآمِينَ، يعني أَصوات المصلِّين.
واللَّجّةُ: الجلَبَةُ.
وأَلَجَّ القومُ إِذا صاحوا؛ وقد تكون اللَّجّة في الإِبل؛ وقال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ: وجَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّيهْ يعنيى أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمُه ليوردها الماء، ورواه بعضهم لَخَّتُها.
ولَجَّ القومُ وأَلَجُّوا: اختلطت أَصواتهم.
وأَلَجَّتِ الإِبلُ والغنم إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِيها وضَواغِيها.
وفي حديث الحُدَيْبيةِ: قال سُهَيْلُ بن عمرو: قد لَجَّتِ القَضيَّةُ بيني وبينك أَي وَجَبَتْ؛ قال هكذا جاء مشروحاً، قال: ولا أَعرف أَصله.
والْتَجَّتِ الأَرضُ: اجتمع نبتها وطالَ وكثُرَ، وقيل: الأَرض المُلْتَجّةُ الشديدةُ الخُضْرةِ، التفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ.
وأَرض بقْلُها مُلْتَجٌّ، وعين مُلْتَجَّةٌ، وكأَنَّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السوادِ؛ وعين مُلتَجَّةٌ، وإِنه لشديدُ التجاجِ العين إِذا اشتَدَّ سوادُها.
والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ: عودُ الطيبِ، وقيل: هو شجر غيرُهُ يُتَبَخَّرُ به؛ قال ابن جني: إِن قيل لك إِذا كان الزائد إِذا وقع أَوّلاً لم يكن للإِلحاق، فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَجٍ، وبالياء في يَلَنْجَجٍ؟ والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف؛ قيل: قد عُلم أَنهم لا يُلحقون بالزائد في أَوَّل الكلمة إِلاَّ أَن يكون معه زائد اخر، فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلَنْجَجٍ ويَلَنْجَجٍ، لمَّا انضمّ إِلى الهمزة والياءِ النونُ.
والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ: كالأَلنجج.
واليلنجج: عود يُتبخر به، وهو يَفَنْعَلٌ وأَفَنْعَلٌ؛ قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر: لا تَصْطَلي النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً، قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجُوجٍ له رقَصا وقال اللحياني: عُود يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجيجٌ فَوُصِفَ بجميع ذلك، وهو عُودٌ طيّب الريح.
واللَّجْلجةُ: ثِقَلُ اللِّسانِ، ونَقْصُ الكلامِ، وأَن لا يخرج بعضه في أَثر بعض.
ورجل لَجْلاجٌ وقد لَجْلَجَ وتَلَجْلَجَ.
وقيل الأَعرابي: ما أَشدُّ البردِ؟ قال: إِذا دَمَعَتِ العَيْنان وقطر المَنْخران ولَجْلَجَ اللِّسان؛ وقيل: اللَّجْلاجُ الذي يجولُ لسانه في شِدْقه. التهذيب: اللَّجلاجُ الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه. الليث: اللَّجْلَجةُ أَن يتكلم الرجل بلسان غير بَيِّنٍ؛ وأَنشد: ومَنْطِقٍ بِلِسانٍ غيرِ لجْلاجِ واللَّجْلَجةُ والتَّلَجْلُج: التَّرَدُّدُ في الكلام.
ولَجْلَجَ اللُّقْمةَ في فِيهِ: أَدارَها من غير مَضْغٍ ولا إِساغةٍ.
ولَجْلَجَ الشيءَ في فِيهِ: أَدارَه.
وتَلَجْلَجَ هو، وربما لَجْلَجَ الرجلُ اللُّقْمةَ في الفم في غير مَوْضِع؛ قال زهير: يُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ أَصَلَّتْ، فهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ الأَصمعي: أَخذتَ هذا المال فأَنت لا تردُّه ولا تأْخذه كما يُلَجلِجُ الرجل اللقمةَ فلا يَبْتَلِعُها ولا يلقيها. الجوهري: يُلَجْلِجُ اللقمةً في فيه أَي يردِّدها فِيهِ لِلمَضْغِ. ابن شميل: اسْتَلَجّ فلان مَتاعَ فلان وتَلَجَّجَه إِذا ادَّعاه. أَبو زيد، يقال: الحَقُّ أَبْلَجُ والباطلُ لَجْلَج أَي يُرَدَّدُ من غير أَن يَنْفُذ، واللَّجْلَجُ: المخْتَلِطُ الذي ليس بمستقيم، والأَبْلَجُ: المُضِيءُ المُستقيمُ.
وفي كتاب عمر إِلى أَبي موسى: الفَهْمَ الفَهْمَ فيما تَلَجْلَجَ في صَدْرِكَ مما ليس في كتاب ولا سُنَّة أَي تَرَدَّدَ في صَدْرِك وقَلِقَ ولم يَسْتَقِرَّ؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: الكَلِمةُ من الحِكْمَةِ تكون في صدر المُنافِقِ، فَتَلَجْلَجُ حتى تخرج (* قوله «حتى تخرج» هذا ما بالأصل والذي في نسخة يوثق بها من النهاية على اصلاح بها تسكن بدل تخرج.) إِلى صاحبها أَي تتحرك في صدره وتَقْلَقُ حتى يَسْمَعَها المؤْمن فيأْخذَها ويَعِيَها؛ وأَراد تتلجلج فحذف تاء المضارعة تخفيفاً.
وتَلَجْلَجَ بالشيءِ: بادَرَ.
ولَجْلَجَه عن الشيء: أَداره ليأْخذه منه.
وبَطْنُ لُجَّان: اسم موضع؛ قال الراعي: فقلت والحَرَّةُ السَّوْداءُ دونَهُم، وبَطْنُ لُجَّانَ لما اعْتادَني ذِكَري

شطر (لسان العرب) [0]


الشَّطْرُ: نِصْفُ الشيء، والجمع أَشْطُرٌ وشُطُورٌ.
وشَطَرْتُه: جعلته نصفين.
وفي المثل: أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه.
وشاطَرَه مالَهُ: ناصَفَهُ، وفي المحكم: أَمْسَكَ شَطْرَهُ وأَعطاه شَطْره الآخر.
وسئل مالك بن أَنس: من أَن شاطَرَ عمر ابن الخطاب عُمَّالَهُ؟ فقال: أَموال كثيرة ظهرت لهم.
وإِن أَبا المختار الكلابي كتب إِليه: نَحُجُّ إِذا حَجُّوا، ونَغْزُو إِذا غَزَوْا، فَإِنِّي لَهُمْ وفْرٌ، ولَسْتُ بِذِي وَفْرِ إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ مِنَ المِسْكِ، راحَتْ في مَفارِقِهِمْ تَجْرِي فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَيْثُ وجَدْتَهُ سَيَرْضَوْنَ، إِنْ شاطَرْتَهُمْ، مِنْكَ بِالشَّطْرِ قال: فَشاطَرَهُمْ عمر، رضي الله عنه، أَموالهم.
وفي الحديث: أَن سَعْداً استأْذن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يتصدَّق بماله، قال: لا، . . . أكمل المادة قال: فالشَّطْرَ، قال: لا، قال الثُّلُثَ، فقال: الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ الشَّطْرُ: النصف، ونصبه بفعل مضمر أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وكذلك الثلث، وفي حديث عائشة: كان عندنا شَطْرٌ من شَعير.
وفي الحديث: أَنه رهن درعه بشَطْر من شعير؛ قيل: أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ، وقيل: نصفَ وسْقٍ.
ويقال: شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثل نِصْفٍ ونَصِيفٍ.
وفي الحديث: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان لأَن الإِيمان يَظْهَرُ بحاشية الباطن، والطُّهُور يظهر بحاشية الظاهر.
وفي حديث مانع الزكاةِ: إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنا. قال ابن الأَثير: قال الحَرْبِيُّ غَلِطَ بَهْزٌ الرَّاوِي في لفظ الرواية إِنما هو: وشُطِّرَ مالُهُ أَي يُجْعَل مالُهُ شَطْرَيْنِ ويَتَخَيَّر عليه المُصَدّقُ فيأْخذ الصدقة من خير النصفين، عقوبة لمنعه الزكاة، فأَما ما لا يلزمه فلا. قال: وقال الخطابي في قول الحربي: لا أَعرف هذا الوجه، وقيل: معناه أَن الحقَّ مُسْتَوْفًى منه غَيْرُ متروك عليه، وإِن تَلِفَ شَطرُ ماله، كرجل كان له أَلف شاة فتلفت حتى لم يبق له إِلا عشرون، فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الأَلف، وهو شطر ماله الباقي، قال: وهذا أَيضاً بعيد لأَنه قال له: إِنَّا آخذوها وشطر ماله، ولم يقل: إِنَّا آخذو شطر ماله، وقيل: إِنه كان في صدر الإِسلام يقع بعض العقوبات في الأَموال ثم نسخ، كقوله في الثمر المُعَلَّقِ: من خرج بشيء منه فعليه غرامةُ مثليه والعقوبةُ، وكقوله في ضالة الإِبل المكتومة: غَرامَتُها ومِثْلُها معها، وكان عمر يحكم به فَغَرَّمَ حاطباً ضِعْفَ ثمن ناقةِ المُزَنِيِّ لما سرقها رقيقه ونحروها؛ قال: وله في الحديث نظائر؛ قال: وقد أَخذ أَحمد ابن حنبل بشيء من هذا وعمل به.
وقال الشافعي في القديم: من منع زكاة ماله أُخذت منه وأُخذ شطر ماله عقوبة على منعه، واستدل بهذا الحديث، وقال في الجديد: لا يؤخذ منه إِلا الزكاة لا غير، وجعل هذا الحديث منسوخاً، وقال: كان ذلك حيث كانت العقوبات في الأَموال، ثم نسخت، ومذهب عامة الفقهاء أَن لا واجبَ على مُتْلِفِ الشيء أَكْثَرُ من مثله أَو قيمته.
وللناقة شَطْرَانِ قادِمان وآخِرانِ، فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ، والجمع أَشْطُرٌ.
وشَطَّرَ بناقته تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها وترك خِلْفَيْنِ، فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل: خَلَّفَ بها، فإِن صَرَّ ثلاثةَ أَخْلاَفٍ قيل: ثَلَثَ بها، فإِذا صَرَّها كلها قيل: أَجْمَعَ بها وأَكْمَشَ بها.
وشَطْرُ الشاةِ: أَحَدُ خُلْفَيها؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً، فَتَدَارَآ فيهِ فكانَ لِطامُ وشَطَرَ ناقَتَهُ وشاته يَشْطُرُها شَطْراً: حَلَبَ شَطْراً وترك شَطْراً.
وكل ما نُصِّفَ، فقد شُطِّرَ.
وقد شَطَرْتُ طَلِيِّي أَي حلبت شطراً أَو صررته وتَرَكْتُهُ والشَّطْرُ الآخر.
وشاطَرَ طَلِيَّهُ: احتلب شَطْراً أَو صَرَّهُ وترك له الشَّطْرَ الآخر.
وثوب شَطُور: أَحدُ طَرَفَيْ عَرْضِهِ أَطولُ من الآخر، يعني أَن يكون كُوساً بالفارسية.
وشَاطَرَنِي فلانٌ المالَ أَي قاسَمني بالنِّصْفِ.
والمَشْطُورُ من الرَّجَزِ والسَّرِيعِ: ما ذهب شَطْرُه، وهو على السَّلْبِ.
والشَّطُورُ من الغَنَمِ: التي يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْها، ومن الإِبل: التي يَبِسَ خِلْفانِ من أَخلافها لأَن لها أَربعة أَخلاف، فإِن يبس ثلاثة فهي ثَلُوثٌ.
وشاة شَطُورٌ وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً، وهو أَن يكون أَحد طُبْيَيْها أَطولَ من الآخر، فإِن حُلِبَا جميعاً والخِلْفَةُ كذلك، سميت حَضُوناً، وحَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَي خَبَرَ ضُرُوبَهُ، يعني أَنه مرَّ به خيرُه وشره وشدّته ورخاؤُه، تشبيهاً بِحَلْبِ جميع أَخلاف الناقة، ما كان منها حَفِلاً وغير حَفِلٍ، ودَارّاً وغير دارّ، وأَصله من أَشْطُرِ الناقةِ ولها خِلْفان قادمان وآخِرانِ، كأَنه حلب القادمَين وهما الخير، والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ، وكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ؛ وقيل: أَشْطُرُه دِرَرُهُ.
وفي حديث الأَحنف قال لعلي، عليه السلام، وقت التحكيم: يا أَمير المؤمنين إِني قد حَجَمْتُ الرجلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَهُ فوجدته قريبَ القَعْرِ كَلِيلَ المُدْيَةِ، وإِنك قد رُميت بِحَجَر الأَرْضِ؛ الأَشْطُرُ: جمع شَطْرٍ، وهو خِلْفُ الناقة، وجعل الأَشْطُرَ موضع الشَّطْرَيْنِ كما تجعل الحواجب موضع الحاجبين، وأَراد بالرجلين الحَكَمَيْنِ الأَوَّل أَبو موسى والثاني عمرو بن العاص.
وإِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً قيل: هم شِطْرَةٌ. يقال: وَلَدُ فُلانٍ شِطْرَةٌ، بالكسر، أَي نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ إِناثٌ.
وقَدَحٌ شَطْرانُ أَي نَصْفانُ.
وإِناءٌ شَطْرانُ: بلغ الكيلُ شَطْرَهُ، وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَى.
وشَطَرَ بَصَرُه يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً: صار كأَنه ينظر إِليك وإِلى آخر.
وقوله، صلى الله عليه وسلم: من أَعان على دم امرئ مسلم بِشَطْرِ كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: يائس من رحمة الله؛ قيل: تفسيره هو أَن يقول: أُقْ، يريد: أُقتل كما قال، عليه السلام: كفى بالسيف شا، يريد: شاهداً؛ وقيل: هو أَن يشهد اثنان عليه زوراً بأَنه قتل فكأَنهما قد اقتسما الكلمة، فقال هذا شطرها وهذا شطرها إِذا كان لا يقتل بشهادة أَحدهما.
وشَطْرُ الشيء: ناحِيَتُه.
وشَطْرُ كل شيء: نَحْوُهُ وقَصْدُه.
وقصدتُ شَطْرَه أَي نحوه؛ قال أَبو زِنْباعٍ الجُذامِيُّ: أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ: أَقِيمِي صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَني تَمِيمِ وفي التنزيل العزيز: فَوَلِّ وجْهَك شَطْرَ المسجِد الحرامِ؛ ولا فعل له. قال الفرّاء: يريد نحوه وتلقاءه، ومثله في الكلام: ولِّ وجهك شَطْرَه وتُجاهَهُ؛ وقال الشاعر: إِنَّ العَسِيرَ بها داءٌ مُخامِرُها، فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ وقال أَبو إِسحق: الشطر النحو، لا اختلاف بين أَهل اللغة فيه. قال: ونصب قوله عز وجل: شطرَ المسجد الحرام، على الظرف.
وقال أَبو إِسحق: أُمر النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يستقبل وهو بالمدينة مكة والبيت الحرام، وأُمر أَن يستقبل البيت حيث كان.
وشَطَرَ عن أَهله شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطارَةً إِذا نَزَحَ عنهم وتركهم مراغماً أَو مخالفاً وأَعياهم خُبْثاً؛ والشَّاطِرُ مأْخوذ منه وأُراه مولَّداً، وقد شَطَرَ شُطُوراً وشَطارَةً، وهو الذي أَعيا أَهله ومُؤَدِّبَه خُبْثاً. الجوهري: شَطَرَ وشَطُرَ أَيضاً، بالضم، شَطارة فيهما، قال أَبو إِسحق: قول الناس فلان شاطِرٌ معناه أَنه أَخَذَ في نَحْوٍ غير الاستواء، ولذلك قيل له شاطر لأَنه تباعد عن الاستواء.
ويقال: هؤلاء القوم مُشاطرُونا أَي دُورهم تتصل بدورنا، كما يقال: هؤلاء يُناحُونَنا أَي نحنُ نَحْوَهُم وهم نَحْوَنا فكذلك هم مُشاطِرُونا.
ونِيَّةٌ شَطُورٌ أَي بعيدة.
ومنزل شَطِيرٌ وبلد شَطِيرٌ وحَيٌّ شَطِيرٌ: بعيد، والجمع شُطُرٌ.
ونَوًى شُطْرٌ، بالضم، أَي بعيدة؛ قال امرؤ القيس:أَشاقَك بَيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ، وفِيمَنْ أَقامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ قال: والشُّطُرُ ههنا ليس بمفرد وإِنما هو جمع شَطِير، والشُّطُرُ في البيت بمعنى المُتَغَرِّبِينَ أَو المُتَعَزِّبِينَ، وهو نعت الخليط، والخليط: المخالط، وهو يوصف بالجمع وبالواحد أَيضاً؛ قال نَهْشَلُ بنُ حَريٍّ:إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوا، واهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ والشَّطِيرُ أَيضاً: الغريب؛ قال: لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيرا، إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِيرَا وقال غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ: إِذا كُنْتَ في سَعْدٍ، وأُمُّكَ مِنْهُمُ، شَطِيراً فَلا يَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُهُ، إِذا لم يُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ يقول: لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك منقوص الحظ ما لم تزاحم أَخوالك بآباء أَشرافٍ وأَعمام أَعزة.
والمصغَى: المُمالُ: وإِذا أُميل الإِناء انصبَّ ما فيه، فضربه مثلاً لنقص الحظ، والجمع الجمع. التهذيب: والشَّطِيرُ البعيد.
ويقال للغريب: شَطِيرٌ لتباعده عن قومه.
والشَّطْرُ: البُعْدُ.
وفي حديث القاسم بن محمد: لو أَن رجلين شهدا على رجل بحقٍّ أَحدُهما شطير فإِنه يحمل شهادة الآخر؛ الشطير: الغريب، وجمعه شُطُرٌ، يعني لو شهد له قريب من أَب أَو ابن أَو أَخ ومعه أَجنبي صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبي شهادَةَ القريب، فجعل ذلك حَمْلاً له؛ قال: ولعل هذا مذهب القاسم وإِلا فشهادة الأَب والابن لاتقبل؛ ومنه حديث قتادة: شهادة الأَخ إِذا كان معه شطير جازت شهادته، وكذا هذا فإِنه لا فرق بين شهادة الغريب مع الأَخ أَو القريب فإِنها مقبولة.

خصر (لسان العرب) [0]


الخَصْرُ: وَسَطُ الإِنسان، وجمعه خُصُورٌ.
والخَصْرانِ والخاصِرَتانِ: ما بين الحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى، وهو ما قَلَصَ عنه القَصَرَتانِ وتقدم من الحَجَبَتَيْنِ، وما فوق الخَصْرِ من الجلدة الرقيقةِ: الطِّفْطِفَةِ.
ويقال: رجل ضَخْمُ الخواصر.
وحكى اللحياني: إِنها لمُنْتَفِخَةُ الخَواصِر، كأَنهم جعلوا كل جزء خاصِرَةً ثم جمع على هذا؛ قال الشاعر: فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَي دقيق.
ورجل مَخْصُورُ البطن والقدم ورجل مُخَصَّرٌ: ضامر الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ.
ومَخْصُورٌ: يشتكي خَصْرَهُ أَو خاصِرَتَه.
وفي الحديث: فأَصابني خاصِرَةٌ؛ أَي وجع في خاصرتي، وقيل: وجع في الكُلْيَتَيْنِ.
والاخْتِصارُ والتَّخاصُرُ: أَن يضرب الرجل يده إِلى خَصْرِه في الصلاة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى أَن يصلي . . . أكمل المادة الرجل مُخْتَصِراً، وقيل: مُتَخَصِّراً؛ قيل: هو من المَخْصَرَة؛ وقيل: معناه أَن يصلي الرجل وهو واضع يده على خَصْرِه.
وجاء في الحديث: الاخْتِصارُ في الصلاة راحَةُ أَهل النار؛ أَي أَنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أَهل النار، على أَنه ليس لأَهل النار الذين هم خالدون فيها راحة؛ هذا قول ابن الأَثير. قال محمد بن المكرم: ليس الراحة المنسوبة لأَهل النار هي راحتهم في النار، وإِنما هي راحتهم في صلاتهم في الدنيا، يعني أَنه إِذا وضع يده على خَصْرِه كأَنه استراح بذلك، وسماهم أَهل النار لمصيرهم إِليها لا لأَن ذلك راحتهم في النار.
وقال الأَزهري في الحديث الأَوّل: لا أَدري أَرُوي مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً، ورواه ابن سيرين عن أَبي هريرة مختصراً، وكذلك رواه أَبو عبيد؛ قال: هو أَن يصلي وهو واضع يده على خصره؛ قال: ويروى في كراهيته حديث مرفوع، قال: ويروى فيه الكراهة عن عائشة وأَبي هريرة، وقال الأَزهري: معناه أَن يأْخذ بيده عصا يتكئ عليها؛ وفيه وجه آخر: وهو أَن يقرأَ آية من آخر السورة أَو آيتين ولا يقرأْ سورة بكمالها في فرضه؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه ابن سيرين عن أَبي هريرة.
وفي حديث آخر: المُتَخَصِّرُون يوم القيامة على وجوههم النورُ؛ معناه المصلون بالليل فإِذا تعبوا وضعوا أَيديهم على خواصرهم من التعب؛ قال: ومعناه يكون أَن يأْتوا يوم القيامة ومعهم أَعمال لهم صالحة يتكئون عليها، مأْخوذ من المَخْصَرَةِ.
وفي الحديث: أَنه نهى عن اخْتِصارِ السَّجْدَةِ؛ وهو على وجهين: أَحدهما أَن يختصر الآية التي فيها السجود فيسجد بها، والثاني اين يقرأَ السورة فإِذا انتهى إِلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها.
والمُخاصَرَةُ في البُضْعِ: أَن يضرب بيده إِلى خَصْرها.
وخَصْرُ القَدَمِ: أَخْمَصُها.
وقَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ: في رُسْغِها تَخْصِير، كأَنه مربوط أَو فيه مَحَزٌّ مستدير كالحَزِّ، وكذلك اليدُ.
ورجل مُخَصَّرُ القدمين إِذا كانت قدمه تمس الأَرض من مُقَدَّمِها وعَقِبها ويَخْوَى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه.
وخَصْرُ الرمل: طريق بين أَعلاه وأَسفله في الرمال خاصة، وجمعه خُصُورٌ؛ قال ساعدة بن جؤية: أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، فَمَرٌّ فَأَعْلَى حَوْزِها فَخُصُورُها وقال الشاعر: أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثم جَزَعْنَهُ وخَصْرُ النعل: ما اسْتَدَقَّ من قدّام الأُذنين منها. ابن الأَعرابي: الخَصْرانِ من النعل مُسْتَدَقُّها.
ونعل مُخَصَّرَةٌ: لها خَصْرانِ.
وفي الحديث: أَن نعله، عليه السلام، كانت مُخَصَّرَةً أَي قطع خَصْراها حتى صارا مُسْتَدِقَّيْنِ.
والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ.
والخَصْرُ من السهم: ما بين أَصل الفُوقِ وبين الريش؛ عن أَبي حنيفة.
والخَصْرُ: موضع بيوت الأَعراب، والجمع من كل ذلك خُصُورٌ. غيره: والخَصْرُ من بيوت الأَعراب موضع لطيف.
وخاصَرَ الرجلَ: مشى إِلى جنبه.
والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو أَن يأْخذ الرجلُ في طريق ويأْخذ الآخر في غيره حتى يلتقيا في مكان.
واخْتَصارُ الطريق: سلوكُ أَقْرَبِه.
ومُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ: التي تَقْرُبُ في وُعُورِها وإِذا سلك الطريق الأَبعد كان أَسهل.
وخاصَرَ الرجلُ صاحبه إِذا أَخذ بيده في المشي.
والمُخاصَرَةُ: أَخْذُ الرجل بيد الرجل؛ قال عبد الرحمن بن حسان: ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْـ ـراءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ أَي أَخذت بيدها، تمشي في مرمر أَي على مرمر مسنون أَي مُمَلَّسٍ. قال الله تعالى: ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النخل؛ أَي على جذوع النخل. قال ابن بري: هذا البيت يروى لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهري وغيره، قال: والصحيح ما ذهب إِليه ثعلب أَنه لأَبي دهْبَلٍ الجُمَحِيِّ، وروى ثعلب بسنده إِلى إِبراهيم بن أَبي عبدالله قال: خرج أَبو دهبل الجمحي يريد الغزو، وكان رجلاً صالحاً جميلاً، فلما كان بِجَيْرُونَ جاءته امرأَة فأَعطته كتاباً، فقالت: اقرأْ لي هذا الكتاب، فقرأَه لها ثم ذهبت فدخلت قصراً، ثم خرجت إِليه فقالت: لو تبلغت معي إِلى هذا القصر فقرأْت هذا الكتاب على امرأَة فيه كان لك في ذلك حسنة، إِن شاء الله تعالى، فإِنه أَتاها من غائب يعنيها اَّمره. فبلغ معها القصر فلما دخله إِذا فيه جوارٍ كثيرة، فأَغلقن عليه القصر، وإِذا امرأَة وضيئة فدعته إِلى نفسها فأَبى، فحُبس وضيق عليه حتى كاد يموت، ثم دعته إِلى نفسها، فقال: أَما الحرام فوالله لا يكون ذلك ولكن أَتزوّجك. فتزوجته وأَقام معها زماناً طويلاً لا يخرج من القصر حتى يُئس منه، وتزوج بنوه وبناته واقتسموا ماله وأَقامت زوجته تبكي عليه حتى عمشت، ثم إِن أَبا دهبل قال لامرأَته: إِنك قد أَثمت فيّ وفي ولدي وأَهلي، فأْذني لي في المصير إِليهم وأَعود إِليك. فأَخذت عليه اليهود أَن لا يقيم إِلا سنة، فخرج من عندها وقد أَعطته مالاً كثيراً حتى قدم على أَهله، فرأَى حال زوجته وما صارت إِليه من الضر، فقال لأَولاده: أَنتم قد ورثتموني وأَنا حيّ، وهو حظكم والله لا يشرك زوجتي فيما قدمت به منكم أَحد، فتسلمت جميع ما أَتى به، ثم إِنه اشتاق إِلى زوجته الشامية وأَراد الخروج إِليها، فبلغه موتها فأَقام وقال: صاحِ حَيَّا الإِلَهُ حَيّاً ودُوراً، عند أَصْلِ القَناةِ من جَيْرُونِ، طالَ لَيْلِي وبِتُّ كالمَجْنُونِ، واعْتَرَتْنِي الهُمُومُ بالماطِرُونِ عن يَسارِي إِذا دَخَلْتُ من البا بِ، وإِن كنتُ خارجاً عن يَميني فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامِ حتى ظَنَّ أَهْلي مُرَجَّماتِ الظُّنُونِ وهْيَ زَهْرَاءُ، مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الغَـ ـوَّاصِ، مِيْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ وإِذا ما نَسَبْتَها، لم تَجِدْها في سنَاءٍ من المَكارِم دونِ تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوجَ والنَّـ ـدَّ صِلاءً لها على الكانُونِ ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْـ ـراءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ قُبَّةٌ من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها، عند حدِّ الشِّتاء في قَيْطُونِ ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا نَ قَرِينٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّقِ للبَيْـ ـنِ، بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ الحَزِينِ قال: وفي رواية أُخرى ما يشهد أَيضاً بأَنه لأَبي دهبل أَن يزيد قال لأَبيه معاوية: إِن أَبا دهبل ذكر رملة ابنتك فاقتله، فقال: أَيّ شيء قال؟ فقال: قال: وهي زهراء، مثل لؤلؤة الغـ ـوّاص، ميزت من جوهر مكنون فقال معاوية: أَحسن، قال: فقد قال: وإِذا ما نسبتها، لم تجدها في سناء من المكارم دون فقال معاوية: صدق؛ قال: فقد قال: ثم خاصرتها إِلى القبة الخضـ ـراء تمشي في مرمر مسنون فقال معاوية: كذب.
وفي حديث أَبي سعيد وذكر صلاة العيد: فخرج مُخاصِراً مَرْوانَ؛ المخاصرة: أَن يأْخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خَصْرِ صاحبه.
وتَخَاصَرَ القومُ: أَخذ بعضهم بيد بعض.
وخرج القوم متخاصرين إِذا كان بعضهم آخذاً بيد بعض.
والمِخْصَرَةُ: كالسوط، وقيل: المخصرة شيء يأْخذه الرجل بيده ليتوكأ عليه مثل العصا ونحوها، وهو أَيضاً مما يأْخذه الملك يشير به إِذا خطب؛ قال:يَكادُ يُزِيلُ الأَرضَ وَقْعُ خِطابِهِمْ، إِذا وصَلُوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ واخْتَصَرَ الرجل: أَمسك المِخْصَرَةَ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج إِلى البقيع وبيده مِخْصَرَةٌ له فجلس فَنَكَتَ بها في الأَرض؛ أَبو عبيد: المِخْصَرَةُ ما اخْتَصَر الإِنسانُ بيده فأَمسكه من عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضيب وما أَشبهها، وقد يتكأُ عليه.
وفي الحديث: فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثلاثةَ التي إِذا تَخَصَّرُوا بها سُجِدَ لهم؛ أَي كانوا إِذا أَمسكوها بأَيديهم سجد لهم أَصحابهم، لأَنهم إِنما يمسكونها إِذا ظهروا للناس.
والمِخْصَرَةُ: كانت من شعار الملوك، والجمع المخاصر؛ ومنه حديث عليّ وذكر عمر، رضي الله عنهما، فقال: واخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ؛ العنزة شبه العكازة.
ويقال: خاصَرْتُ الرجلَ وخازَمْتُه، وهو أَن تأْخذ في طريق ويأْخذ هو في غيره حتى تلتقيا في مكان واحد. ابن الأَعرابي: المُخَاصَرَةُ أَن يمشي الرجلان ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد.
واخْتِصارُ الكلام: إِيجازه.
والاختصار في الكلام: أَن تدع الفضول وتَسْتَوْجِزَ الذي يأْتي على المعنى، وكذلك الاختصار في الطريق.
والاختصار في الجَزِّ: أَن لا تستأْصله.
والاختصارُ: حذفُ الفضول من كل شيء.
والخُصَيْرَى: كالاختصار؛ قال رؤبة: وفي الخُصَيْرَى، أَنت عند الوُدِّ كَهْفُ تَمِيم كُلِّها وسَعْدِ والخَصَرُ، بالتحريك: البَرْدُ يجده الإِنسان في أَطرافه. أَبو عبيد: الخَصِرُ الذي يجد البرد، فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ.
والخَصِرُ: البارِدُ من كل شيء.
وثَغْرٌ بارد المُخَصَّرِ: المُقَبَّلِ.
وخَصِرَ الرجلُ إِذا آله البرد في أَطرافه؛ يقال: حَضِرَتْ يدي.
وخَصِرَ يومنا: اشتدّ برده؛ قال الشاعر: رُبَّ خالٍ ليَ، لو أَبْصَرْتَهُ، سَبِط المِشْيَةِ في اليومِ الخَصِرُ وماء خَصِرٌ: بارِدٌ.

قسم (لسان العرب) [0]


القَسْمُ: مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم، والموضع مَقْسِم مثال مجلس.
وقَسَّمَه: جزَّأَه، وهي القِسمةُ.
والقِسْم، بالكسر: النصيب والحَظُّ، والجمع أَقْسام، وهو القَسِيم، والجمع أَقْسِماء وأَقاسِيمُ، الأَخيرة جمع الجمع. يقال: هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي.
والأَقاسِيمُ: الحُظُوظ المقسومة بين العباد، والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور (* قوله «مقل أظفور» في التكملة: مثل أُظفورة، بزيادة هاء التأنيث).
وأَظافِير، وقيل: الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام، والأَقسام جمع القِسْم. الجوهري: القِسم، بالكسر، الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً، والطِّحْنُ الدَّقيق.
وقوله عز وجل: فالمُقَسِّماتِ أَمراً؛ هي الملائكة تُقَسِّم ما وُكِّلت به.
والمِقْسَمُ والمَقْسَم: كالقِسْم؛ التهذيب: كتب عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد: فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً به أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ . . . أكمل المادة أَو تقَدَّما (* قوله «فاستأخرن أو تقدما» في الاساس بدله: فاعجل به أو تأخرا) قال: القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء. يقال: قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه، وسمي مِقْسم بهذا وهو اسم رجل.
وحصاة القَسْم: حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها، وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا. الليث: كانوا إِذا قَلَّ عليهم الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله، ثم صَبُّوا عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك، وتسمى تلك الحصاةُ المَقْلَةَ.
وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه: قَسَمُوه بينهم.
واسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم منها. الزجاج في قوله تعالى: وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام، قال: موضع أَن رفع، المعنى: وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ والأَزْلام: سِهام كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها: أَمَرَني ربِّي، وعلى بعضها: نَهاني ربي، فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح، فإِن خَرج السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته، وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم يمض في أَمره، فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم لكم من أَحد الأَمرين، ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون بها غير قداح الميسر، ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي، وهو ابن أَخي سُراقة بن جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول: جاءتنا رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأَبي بكرٍ دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما، قال: فبينا أَنا جالس في مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال: يا سراقة، إِني رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه، قال: فعرفت أَنهم هم، فقلت: إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بُغاة، قال: ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة، قال: ثم أَخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما، فلما دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها، أَهويت بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم لا، فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم، فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي فرَفَعتها تُقَرِّب بي، حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها، قال: ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض، فلما بلغتا الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها، فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها، فلما استوت قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان؛ قال معمر، أَحد رواة الحديث: قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان؟ فسكت ساعة ثم قال لي: هو الدخان من غيرنا، وقال: ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار سفرهم وما يريد الناس منهم، وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا، قال: فسأَلت أَن يكتب كتاب مُوادَعة آمَنُ به، قال: فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه لي في رُقعة من أَديم ثم مضى؛ قال الأَزهري: فهذا الحديث يبين لك أَن الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر، قال: وقد قال المؤَرّج وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر، قال: وهو وهَم.
واسْتَقْسم أَي طلب القَسْم بالأَزلام.
وفي حديث الفتح: دخل البيت فرأَى إِبراهيم وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال: قاتَلَهم الله والله لقد علِموا أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ؛ الاسْتِقْسام: طلب القِسم الذي قُسِم له وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر، وهو استِفعال منه، وكانوا إِذا أَراد أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام، وهي القداح، وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي، وعلى الآخر نهاني ربي، وعلى الآخر غُفْل، فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه، وإِن خرج نهاني أَمسك، وإِن خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو النهي، وقد تكرّر في الحديث.
وقاسَمْتُه المال: أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ قِسْمه.
وقَسِيمُك: الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه، والجمع أَقسِماء وقُسَماء.
وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه.
ويقال: هذه الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها.
وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا قَسِيم النار؛ قال القتيبي: أَراد أَن الناس فريقان: فريق معي وهم على هُدى، وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج، فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف عليّ في النار.
وقَسِيم: فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل، كالسَّمير والجليس والزَّميل؛ قيل: أَراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله.
وتَقاسَما المال واقتَسَماه، والاسم القِسْمة مؤَنثة.
وإِنما قال تعالى: فارزقوهم منه، بعد قوله تعالى: وإِذا حضَر القِسْمة، لأَنها في معنى الميراث والمال فذكَّر على ذلك.
والقَسَّام: الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها، وفي المحكم: الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس؛ قال لبيد: فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنما قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها (* رواية المعلقة: فاقنع بما قسم المليكُ، فإنما قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها) عنى بالمليك الله عز وجل. الليث: يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً وقِسْمة.
والقِسْمة: مصدر الاقْتِسام.
وفي حديث قراءة الفاتحة: قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه، وقد جاءت مفسرة في الحديث، وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء، وانتهاء الثناء عند قوله: إِياك نعبد، وكذلك قال في إِياك نستعين: هذه الآية بيني وبين عبدي.
والقُسامة: ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له.
وفي الحديث: إِياكم والقُسامة، بالضم؛ هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً، كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً، وذلك حرام؛ قال الخطابي: ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم، وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً أَمسك منه لنفسه نصيباً يستأْثر به عليهم، وقد جاء في رواية أُخرى: الرجل يكون على الفِئام من الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا.
وأَما القِسامةُ، بالكسر، فهي صنعة القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة.
والقُسامةُ: الصَّدقة لأَنها تُقسم على الضعفاء.
وفي الحديث عن وابِصة: مثَلُ الذي يأْكل القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً؛ قال ابن الأَثير: جاء تفسيرها في الحديث أَنها الصدقة، قال: والأَصل الأَوَّل. ابن سيده: وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء، ولا يجمع، وهو من القِسْمة.
وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا، وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا.
ونَوىً قَسُومٌ: مُفَرِّقة مُبَعَّدة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها نَوىً، يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ، قَسوم (* قوله «وانقلبت» كذا في الأصل، والذي في المحكم: وانفلتت). أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له.
والتقْسِيم: التفريق؛ وقول الشاعر يذكر قِدْراً: تُقَسِّم ما فيها، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ فَذاكَ، وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري قال أَبو عمرو: قَسَّمت عَمَّت في القَسْم، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابن الأََعرابي: القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين، وجمعها قَسامات، والقَسم الرَّأْي، وقيل: الشكُّ، وقيل: القَدَرُ؛ وأَنشد ابن بري في القَسْم الشَّكِّ لعدي بن زيد: ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْـ ـمُ فأَعدَتْه، والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَم أَمرَه قَسْماً: قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل، وقيل: قَسَمَ أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه. يقال: هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه؛ قال لبيد: فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه: أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ ويقال: قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله. أَبو سعيد: يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين، وفي موضع آخر: تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه.
ويقال: فلان جَيِّد القَسْمِ أَي جيِّد الرأْي.
ورجل مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم.
والقَسَمُ، بالتحريك: اليمين، وكذلك المُقْسَمُ، وهو المصدر مثل المُخْرَج، والجمع أَقْسام.
وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه: حلَف له.
وتَقاسمَ القومُ: تحالفوا.
وفي التنزيل: قالوا تَقاسَمُوا بالله.
وأَقْسَمْت: حلفت، وأَصله من القَسامة. ابن عرفة في قوله تعالى: كما أَنزلنا على المُقْتَسِمين؛ هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما.
والقَسامة: الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون.
وفي الحديث: نحن نازِلُون بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر؛ تقاسموا: من القَسَم اليمين أَي تحالفوا، يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم. ابن سيده: والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون، ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم.
وفي حديثٍ: الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء الدمِ. أَبو زيد: جاءت قَسامةُ الرجلِ، سمي بالمصدر.
وقَتل فلان فلاناً بالقَسامة أَي باليمين.
وجاءت قَسامة من بني فلان، وأَصله اليمين ثم جُعِل قَوْماً.
والمُقْسَمُ: القَسَمُ.
والمُقْسَمُ: المَوْضِع الذي حلف فيه.
والمُقْسِم: الرجل الحالف، أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً. قال الأَزهري: وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد على قتل القاتل إِياه بينة عادلة كاملة، فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتله ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة، وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة ثقة أَن فلاناً قتله، أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما عداوة ظاهرة قبل ذلك، فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما شَرَكه في دمه أَحد، فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم، فإِن أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ، وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ الدية من مال المدّعى عليه، وهذا جميعه قول الشافعي.
والقَسامةُ: اسم من الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع المصدر، ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة، وإِن لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ، وقيل: يحلف يميناً واحدة.
وفي الحديث: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من غيرهم فقال: رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم؛ قال ابن الأَثير: القَسامة، بالفتح، اليمين كالقسَم، وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف قاتله، فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً، ولا يكون فيهم صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد، أَو يُقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم، فإِن حلف المدعون استحقوا الدية، وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم الدية، وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة، وقد جاءت على بِناء الغَرامة والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد.
وفي حديث الحسن: القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها وقد قرّرها الإِسلام، وفي رواية: القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية، كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام.
والقَسامُ: الجَمال والحُسن؛ قال بشر بن أَبي خازم: يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ؛ وقال باعث ابن صُرَيْم اليَشْكُري، ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو الصحيح:ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ، كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها، فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ، تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ فَقُلْتُ لها: إِنْ لا تَناهَي، فإِنَّني أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد: كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم وقال: قال أَبو زيد: سمعت بعض العرب ينشده: كأَنْ ظبيةٌ؛ يريد كأَنها ظبية فأَضمر الكناية؛ وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق: بأَحْسَنَ منها، وقامَتْ تريـ ـك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما أَي حُسْناً.
وفي حديث أُم معبد: قَسِيمٌ وَسِيم؛ القَسامةُ: الحسن.
ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال.
ويقال لحُرِّ الوجه: قَسِمة، بكسر السين، وجمعها قَسِماتٌ.
ورجل مُقَسَّمٌ وقَسِيم، والأُنثى قَسِيمة، وقد قَسُم. أَبو عبيد: القَسام والقَسامة الحُسْن.
وقال الليث: القَسِيمة المرأَة الجميلة؛ وأَما قول الشاعر (* قوله «الشاعر» هو عنترة): وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ فقيل: هي طلوع الفجر، وقيل: هو وقت تَغَير الأَفواه، وذلك في وقت السحر، قال: وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار، وقد قيل في هذا البيت إِنه اليمين، وقيل: امرأَة حسَنة الوجه، وقيل: موضع، وقيل: هو جُؤْنة العَطَّار؛ قال ابن سيده: والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة العطار قَسِمة، فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة، قال: والقَسِيمة السُّوقُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يُفسِّر به قول عنترة؛ قال ابن سيده: وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به؛ وقول العجاج: الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ، باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن، يعني مَقام إِبراهيم، عليه السلام، كأَنه قُسِّم أَي حُسِّن؛ وقال أَبو ميمون يصف فرساً: كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن، مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ.
وشيء قَسامِيٌّ: منسوب إِلى القَسام، وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ، فقال: إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا أَراد أُبوّة والدين.
والقَسِمةُ: الحُسن.
والقَسِمةُ: الوجهُ، وقيل: ما أَقبل عليك منه، وقيل: قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر.
وقيل: الأَنفُ وناحِيتاه، وقيل: وسَطه، وقيل: أَعلى الوَجْنة، وقيل: ما بين الوَجْنتين والأَنف، تكسر سينها وتفتح، وقيل: القَسِمة أَعالي الوجه، وقيل: القَسِمات مَجارِي الدموع، والوجوه، واحدتها قَسِمةٌ.
ويقال من هذا: رجل قَسِيم ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً. ابن سيده: والمُقْسَم موضع القَسَم؛ قال زهير:فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء وقيل: القَسِماتُ مجاري الدموع؛ قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي: وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم، كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ، وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ، وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها، وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ وقيل: القَسِمةُ ما بين العينين؛ روي ذلك عن ابن الأَعرابي، وبه فسر قوله دنانيراً على قَسِماتهم؛ وقال أَيضاً: القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق الحاجب، وفتح السين لغة في ذلك كله. أَبو الهيثم: القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين.
والقَسامِيّ: الحَسَن، من القسامة.
والقَسامِيُّ: الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على طيه؛ قال رؤبة: طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب، طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب ورأَيت في حاشية: القَسَّامُ المِيزان، وقيل: الخَيّاطُ.
وفرس قَسامِيٌّ أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو، من آخرَ، رَباعٍ؛ وأَنشد الجَعْدي يصف فرساً: أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ، وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا وفرس قَسامِيٌّ: منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة؛ وفيه يقول الجعدي: أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل، خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا أَي فَرْدٌ.
وقال ابن خالويه: اسم الفرس قَسامة، بالهاء؛ وأَما قول النابغة يصف ظبية: تَسَفُّ برِيرَه، وتَرُودُ فيه إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ قيل: القَسامة شدّة الحرّ، وقيل: إِن القسام أَول وقت الهاجرة، قال الأَزهري: ولا أَدري ما صحته، وقيل: القسام وقت ذُرور الشمس، وهي تكون حينئذ أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً، وأَصل القَسام الحُسن؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب عندي؛ وقول ذي الرمة: لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً، ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ يقول: إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة، يعني حالاتِ شبابه، حالاً واحداً وأَمراً واحداً، يعني الكِبَر والشيب؛ قال ابن بري: يقول كنت لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم، وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق، وأَن الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ (* قوله: وأن الشعب إلخ؛ هكذا في الأصل).
والقَسُومِيَّات: مواضع؛ قال زهير: ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ، ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ (* قوله «ضحوا قليلاً إلخ» أنشده في التكملة ومعجم ياقوت: وعرسوا ساعة في كثب اسنمة).
وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم: أَسماء.
والقَسْم: موضع معروف.
والمُقْسِم: أَرض؛ قال الأَخطل: مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل، سَعْيُهُم بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي: القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما، أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه.

فلل (لسان العرب) [0]


الفَلُّ: الثَّلْم في السيف، وفي المحكم: الثَّلْم في أَيّ شيء كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قال بعض الأَغْفال: لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ، فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ، الفلُّ: الكسر والضرب، تقول: إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما، وقيل: أَرادت بالفَلِّ الخصومة.
وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة: وسَيْفي كالعَقِيقة، وهو كِمْعي، سِلاحي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه: ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، وقد قيل: الفُلول مصدر، والأَول أَصح.
والتَّفْلِيل: تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف؛ وأَنشد: بهِنَّ فُلُولٌ من . . . أكمل المادة قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذو فُلول.
والفَلُّ، بالفتح: واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه.
وفي حديث سيف الزبير: فيه فَلَّة فُلَّها يوم بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف، وجمعه فُلول؛ ومنه حديث ابن عوف: ولا تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين، كنى بفَلِّها عن النزاع والشقاق.
وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، والغرب الحدُّ.
ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته.
وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت.
والفَلِيل: ناب البعير المتكسر، وفي الصحاح: إِذا انثلَم.
والفَلُّ: المنهزِمون.
وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ: هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا.
وهم قوم فَلٌّ: منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل؛ قال أَبو الحسن: لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ، لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة.
والفَلُّ: الجماعة، والجمع كالجمع، وهو الفَلِيل.
والفَلُّ: القوم المنهزمون وأَصله من الكسر، وانْفَلّ سِنُّه؛ وأَنشد: عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ، طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر.
والفُلَّى: الكتيبة المُنْهزمة، وكذلك الفُرَّى، يقال: جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع؛ قال ابن بري: ومنه قول الجعدي: وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول.
ويقال: رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ، وربما قالوا فَلُول وفِلال.
وفَلَلْت الجيش: هزمته، وفَلَّه يفُلُّه، بالضم. يقال: فَلَّه فانفَلَّ أَي كسره فانكسر. يقال: مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ.
وفي حديث الحجاج بن عِلاط: لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه؛ الفَلُّ: القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر، وهو مصدر سمي به، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة.
وفي حديث عاتكة: فَلّ من القوم هارب؛ وفي قصيد كعب:ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي مهزوم: والفَلُّ: ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار، والجمع كالجمع.
وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وقيل: هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً، وقيل: هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين؛ أَبو عبيدة: هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت. قال أَبو حنيفة: أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ؛ وأَنشد: وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي غيره: الفِلُّ: الأَرض التي لم يصبها مطر.
وأَرض فلٌّ: لا شيء بها، وفَلاةٌ منه، وقيل: الفِلُّ الأَرض القفرة، والجمع كالواحد، وقد تكسَّر على أَفْلال.
وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض.
وأَفْلَلْنا: وطئنا أَرضاً فِلاًّ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد:شَهِدْت، ولم أَكذِب، بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ، ومَنْ دانَها، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير، ويروى: ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى؛ وقال آخر يصف إِبلاً: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ، فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم: شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس.
وقال ابن شميل: الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل.
ويقال: أَرض أَفْلال؛ قال الراجز: مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء: أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر؛ قال الشاعر: أَفَلَّ وأَقْوَى، فهو طاوٍ، كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرجل: ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ.
واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره.
والاسْتِفْلال: أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً.
والفَلِيلة: الشعر المجتمع. المحكم: الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع، فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكميت: ومُطَّرِدِ الدِّماء، وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل قال ابن بري: ومنه قول ابن مقبل: تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية: وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية: أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة؛ الفَلِيلة: الكُبَّة من الشعر.
والفَلِيل: الليفُ، هذلية.
وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ: ذهب ثم عاد.
والفُلْفُل، بالضم (* قوله «والفلفل بالضم إلخ» عبارة القاموس: والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم، وأَصل الكلمة فارسية؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني من رأَى شجرَه فقال: شجره مثل شجر الرمَّان سواء، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان، والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ وينكمِش، وله شوك كشوك الرمان، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، وقد فَلْفل الطعام والشراب؛ قال: (* امرؤ القيس في معلقته). كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً، صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر على إِرادة الشراب.
والمُفَلْفَل: ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل.
وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه.
وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ.
وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل.
وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل: فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً، لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان: قادِمَتا الضرع.
والفُلْفُل: الخادم الكيِّس.
وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. المحكم: وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم؛ قال: وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ.
وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ.
وفي حديث عليّ: قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل، وفي رواية السُّلمي: خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء والمِسواك في فِيه يَشُوصُه؛ ويقال: جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر، وقيل: هو مُقارَبة الخُطى، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين؛ وقال القتيبي: لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك، قال: ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل.
وقال النضر: جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك.
وفَلْفَل إِذا استاك، وفَلْفَل إِذا تبختر، قال: ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ؛ قال الكميت: وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ وللمرأَة: يا فُلَة. قال سيبويه: وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء، ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم؛ قال: والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ، وهذا اسم اختص به النداء، وإِنما بُني على حرفين لأَن النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء؛ قال أَبو النجم: تَدافَعَ الشيبُ، ولم تقْتلِ في لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية؛ الجوهري: قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم، قال: ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا.
وفي حديث القيامة: يقول الله تبارك وتعالى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك؛ معناه يا فُلان؛ قال ابن الأَثير: وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه: ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء، وجاء أَيضاً في غير النداء؛ وقال الجوهري: ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة، فبنو أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، فإِن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة، قال: وقال قوم إِنه ترخيم فُلان، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم.
وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف؟

قلع (لسان العرب) [0]


القلعُ: انْتِزاعُ الشيء من أَصله، قَلَعَه يَقْلَعه قَلْعاً وقَلَّعَه واقْتَلَعَه وانْقَلَعَ واقْتَلَعَ وتَقَلَّعَ. قال سيبويه: قَلَعْتُ الشيءَ حوَّلْتُه من موضعه، واقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه.
والقُلاعُ والقُلاعةُ والقُلاَّعة، بالتشديد والتخفيف: قِشْرُ الأَرض الذي يرتفع عن الكَمْأَةِ فيدل عليها وهي القِلْفَعةُ والقِلْفِعةُ.
والقُلاعُ أَيضاً: الطين الذي يَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عنه الماءُ، فكل قِطْعةٍ منه قُلاعةٌ.
والقُلاعُ أَيضاً: الطين اليابس، واحدته قُلاعةٌ.
والقُلاعةُ: المَدرةُ المُقْتَلَعةُ أَو الحجر يُقْتَلَعُ من الأَرض ويُرْمَى به.
ورُمِيَ بقُلاعةٍ أَي بجُجَّةٍ تُسْكِتُه، وهو على المَثَلِ.
والقُلاَّعُ: الحِجارةُ.
والقُلاَّعُ: صُخُورٌ عِظامٌ مُتَقَلِّعَةٌ، واحدته قُلاَّعَةٌ، والحجارة الضَّخْمةُ هي القَلَعُ أَيضاً.
والقُلاعةُ: صخرة عظيمة وسط فضاء سهل.
والقَلَعَةُ: صخرةٌ عظيمة تَنْقَلِعُ عن الجبل صَعْبةُ المُرْتَقَى، قال الأَزهري: تُهالُ إِذا رأَيتَها . . . أكمل المادة ذاهِبةً في السماء، وربما كانت كالمسجد الجامع ومثل الدار ومثل البيت، منفردة صعبة لا تُرْتَقَى.
والقَلْعَةُ: الحِصْنُ الممتنع في جبل، وجمعها قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ. قال ابن بري: غير الجوهري يقول القَلَعَةُ، بفتح اللام، الحصن في الجبل، وجمعه قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ.
وأَقْلَعُوا بهذه البلاد إِقْلاعاً: بنوها فَجَعَلُوها كالقَلَعةِ، وقيل: القَلْعَةُ، بسكون اللام، حِصْنٌ مُشْرِف، وجمعه قُلُوعٌ.
والقَلْعة، بسكون اللام: النخلة التي تُجْتَثُّ من أَصلها قَلْعاً أَو قَطعاً؛ عن أَبي حنيفة.
وقُلِعَ الوالي قَلْعاً وقُلْعةً فانْقَلَعَ: عُزِلَ.
والمَقْلُوعُ: الأَميرُ المَعْزُولُ.
والدنيا دار قُلْعَةٍ أَي انْقِلاعٍ.
ومنزلنا منزل قُلْعَةٍ، بالضم، أَي لا نملكه.
ومجلس قُلْعَةٍ إِذا كان صاحبه يحتاج إِلى أَن يقوم مرة بعد مرة.
وهذا منزل قُلْعةٍ أَي ليس بِمُسْتَوْطَنٍ.
ويقال: هم على قُلْعةٍ أَي على رِحْلةٍ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أُحَذِّرُكُم الدنيا فإِنها منزل قُلْعةٍ أَين تَحَوُّلٍ وارْتِحالٍ.
والقُلْعةُ من المال: ما لا يَدُومُ.
والقُلْعَةُ أَيضاً: المالُ العارِيَّةُ.
وفي الحديث: بِئْسَ المالُ القُلْعةُ؛ قال ابن الأَثير: هو العارية لأَنه غير ثابت في يد المستعير ومُنْقَلِعٌ إِلى مالكه.
والقُلْعةُ أَيضاً: الرجُلُ الضعيف.
وقُلِعَ الرجل قَلْعاً، وهو قَلِعٌ وقِلْعٌ وقُلْعَةٌ وقَلاَّعٌ: لم يثبت في البَطْشِ ولا على السرْج.
والقِلْعُ: الذي لا يثبت على الخيل.
وفي حديث جرير قال: يا رسول الله إِني رجل قِلْعٌ فادْعُ اللهَ لي؛ قال الهروي: القِلْعُ الذي لا يثبت على السرج، قال: ورواه بعضهم بفتح القاف وكسر اللام بمعناه، قال: وسَماعِي القِلْعُ.
والقَلَعُ: مصدر قولك قَلِعَ القَدَمُ، بالكسر، إِذا كانت قدمه لا تثبت عند الصِّراعِ، فهو قَلِعٌ.
والقِلْعُ والقَلِعُ: الرجل البَلِيدُ الذي لا يفهم.
وشيخ قَلِعٌ: يَتَقَلَّعُ إِذا قام؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ يَنْفَعا إِيَّايَ، لَمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِعا وتَقَلَّعَ في مَشْيَتِه: مشَى كأَنه يَنْحَدِرُ.
وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان إِذا مشى تَقَلَّعَ.
وفي حديث ابن أَبي هالة: إِذا زالَ زالَ قَلْعاً، والمعنى واحد، قيل: أَراد قوّة مشيه وأَنه كان يرفع رجليه من الأَرض إِذا مشى رَفْعاً بائناً بقوّة، لا كمن يَمْشِي اخْتِيالاً وتَنَعُّماً ويُقارِبُ خُطاه فإِنّ ذلك من مَشْي النساء ويُوصَفْنَ به، وأَما إِذا زال قلعاً فيروى بالفتح والضم، فبالفتح هو مصدر بمعنى الفاعل أَي يزول قالعاً لرجله من الأَرض، وهو بالضم إِما مصدر أَو اسم وهو بمعنى الفتح، وحكى ابن الأَثير عن الهروي قال: قرأَت هذا الحرف غريب الحديث لابن الأَنباري قَلِعاً بفتح القاف وكسر اللام، قال: وكذلك قرأَته بخط الأَزهري وهو كما جاء، وقال الأزهريّ: يقال هو كقوله كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ، وقال ابن الأَثير: الانْحِدارُ من الصَّبَبِ، والتَّقَلُّعُ من الأَرض قريب بعضه من بعض، أَراد أَنه كان يستعمل التَّثَبُّت ولا يَبِينُ منه في هذه الحال اسْتعجال ومُبادرة شديدة.
والقُلاعُ والخُراعُ واحد: وهو أَن يكون البعير صحيحاً فَيَقَعَ ميتاً.
ويقال: انْقَلَعَ وانْخَرَع.
والقَلْعُ والقِلْعُ: الكِنْفُ يكونُ فيه الأَدَواتُ، وفي المحكم: يكون فيه زادُ الراعِي وتَوادِيه وأَصِرَّتُه.
وفي حديث سعدٍ قال: لَمّا نُودِيَ: لِيَخْرُجْ مَنْ في المسجد إِلاَّ آلَ رسولِ الله وآلَ عليّ، خرجنا من المسجد نَجُرُّ قِلاعَنا أَي كنفنا (* قوله« أي كنفنا» كذا بالأصل، والذي في النهاية: أي خرجنا ننقل أمتعتنا) وأمتعتنا، واحدها قَلْعٌ، بالفتح، وهو الكِنْفُ يكون فيه زادُ الراعي ومتاعُه؛ قال أَبو محمد الفقعسي: يا لَيْتَ أَني وقُشاماً نَلْتَقِي، وهْو على ظَهْرِ البَعِيرِ الأَوْرَقِ، وأَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَيْفَقِ ثم اتَّقَى، وأَيَّ عَصْرٍ يَتَّقِي بعُلْبَةٍ وقَلْعهِ المُعَلَّقِ؟ أَي وأَيَّ زمانٍ يَتَّقي، وجمعه قِلَعةٌ وقِلاعٌ.
وفي المثل: شَحْمَتي في قَلْعي؛ يضرب مثلاً لمن حَصَّلَ ما يريد.
وقيل للذئب: ما تقول في غنم فيها غُلَيِّمٌ فقال: شَعْراء في إِبْطي أَخافُ إِحْدى حُظَيَّاتِه، قيل: فما تقول في غنم فيها جُوَيْرِيةٌ فقال: شَحْمَتي في قَلْعي؛ الشَّعْراءُ: ذُبابٌ يَلْسَعُ، وحُظَيّاتُه: سِهامُه، تصغير حَظَواتٍ.
والقَلَعُ: قِطَعٌ من السَّحاب كأَنها الجبالُ، واحدتها قَلَعةٌ؛ قال ابن أَحمر: تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّواري، وجُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا وقيل: القَلَعةُ من السّحابِ التي تأْخذ جانب السماء، وقيل: هي السحابة الضَّخْمةُ، والجمع من كل ذلك قَلَعٌ.
والقَلُوعُ: الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِيةُ ولا يُوصَفُ به الجمل، وهي الدَّلُوحُ أَيضاً.
والقَيْلَعُ: المرأَة الضخْمةُ الجافِيةُ. قال الأَزهري: وهذا كله مأْخوذ من القَلَعةِ، وهي السحابة الضخْمةُ، وكذلك قَلْعةُ الجبَل والحجارة.والقِلْعُ: شِراعُ السَّفِينةِ، والجمع قِلاعٌ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ؛ القِلْعُ، بالكسر: شِراعُ السفينة، والدّارِيُّ: البَحَّارُ والمَلاَّحُ؛ وقال الأَعشى: يَكُبُّ الخَلِيّةَ ذاتَ القِلاع، وقد كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ وقد يكون القِلاعُ واحداً، وفي التهذيب: الجمع القُلُعُ؛ قال ابن سيده: وأَرى أَن كراعاً حكى قِلَعَ السفينةِ على مثال قِمَعٍ.
وأَقْلَعَ السفينةَ: عَمِلَ لها قِلاعاً أَو كساها إِيّاه، وقيل: المُقْلَعةُ من السفن العظيمة تشبه بالقِلَعِ من الجبالِ؛ قال يصف السفن: مَواخِرٌ في سماء اليَمِّ مُقْلَعةٌ، إِذا علوا ظَهْرَ مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا (* قوله« سماء إلخ» في شرح القاموس: سواء بدل سماء، وقف بدل موج.) قال الليث: شبهها بالقَلَعةِ أُقْلِعَتْ جعلت كأَنها قَلَعةٌ؛ قال الأَزهري: أَخطأَ الليث التفسير ولم يصب، ومعنى السُّفُنِ المُقْلَعةِ التي مُدَّتْ عليها القِلاعُ،وهي الشِّراعُ والجِلالُ التي تَسُوقُها الريح بها؛ وقال ابن بري: ليس في قوله مُقْلَعةٌ ما يدل على السير من جهة اللفظ إِنما يفهم ذلك من فَحْوى الكلامِ، لأَنه قد أَحاط العلم بأَن السفينة متى رُفع قِلْعُها فإِنها سائرة، فهذا شيء حصل من جهة المعنى لا من جهة أَن اللفظ يقتضي ذلك، وكذلك إِذا قلت أَقْلَعَ أَصحابُ السفُنِ وأَنت تريد أَنهم ساوا من موضع متوجهين إِلى آخر، وإِنما الأَصل فيه أَقْلَعُوا سفنهم أَي رفعوا قِلاعَها، وقد عُلِمَ أَنهم متى رفعوا قِلاعَ سفنهم فإِنهم سائرون من ذلك الموضع متوجهون إِلى غيره، وإِلا فليس يوجد في اللغة أَنه يقال أَقْلَعَ الرجل إِذا سار، وإِنما يقال أَقلع عن الشيء إِذا كَفَّ عنه.
وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: وله الجَواري المُنْشَآتُ في البحر كالأَعْلامِ، هو ما رُفِعَ قِلْعُه، والجَواري السُّفُنُ والمَراكِبُ، وسُفُنٌ مُقْلَعاتٌ. قال ابن بري: يقال أَقْلَعْتُ السفينةَ إِذا رَفَعْت قِلْعَها عند المسير، ولا يقال أَقْلَعَتِ السفينةُ لأَن الفعل ليس لها وإِنما هو لصاحبها.وقَوْسٌ قَلُوعٌ: تَنْفَلِتُ في النَّزْعِ فَتَنْقَلِبُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لا كَزّةُ السَّهْمِ ولا قَلُوعُ، يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها اليَرْبُوعُ وفي التهذيب: القَلُوعُ القَوْسُ التي إِذا نُزِعَ فيها انْقَلَبَتْ. قال أَبو سعيد: الأَغراض التي تُرْمى أَوّلُها غَرَضُ المُقالعةِ، وهو الذي يَقْرُب من الأَرض فلا يحتاجُ الرَّامي أَنْ يَمُدّ به اليدَ مَدًّا شديداً، ثم غَرَضُ الفُقْرةِ.
والإِقْلاعُ عن الأَمر: الكَفُّ عنه. يقال: أَقْلَعَ فلان عما كان عليه أَي كفَّ عنه.
وفي حديث المَزادَتَيْن: لقد أَقْلَعَ عنها أَي كَفَّ وتَرَكَ.
وأَقْلَع الشيءُ: انْجَلَى، وأَقْلَعَ السحابُ كذلك.
وفي التنزيل: ويا سَماءُ أَقْلِعي؛ أَي أَمْسِكي عن المطر؛ وقال خالد بن زهير: فأَقْصِرْ، ولم تأْخُذْكَ مِنِّي سَحابة، يُنَفِّرُ شاءَ المُقْلَعِينَ خَواتُها قيل: عنى بالمُقْلَعِينَ الذين لم تُصِبْهُم السحابةُ، كذلك فسّره السُّكَّرِيُّ، وأَقْلَعَتْ عنه الحُمَّى كذلك، والقَلَعُ حِينُ إِقْلاعِها. يقال: تركت فلاناً في قَلَعٍ وقَلْعٍ من حُمّاه، يسكن ويحرك، أَي في إِقْلاعٍ من حُمّاه. الأَصمعي: القَلَعُ الوقتُ الذي تُقْلِعُ فيه الحُمَّى، والقُلُوعُ اسم من القُلاع؛ ومنه قول الشاعر: كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَرَ زَوَّدَتْه بُكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلُوعِ والقِلْعةُ: الشِّقَّةُ، وجَمْعُها قِلَعٌ.
والقالِعُ: دائِرَةٌ بمَنْسَجِ الدابَّة يُتَشاءَمُ بها، وهو اسم؛ قال أَبو عبيد: دائرة القالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ وهي تُكره ولا تستحب.
وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ قَلاَّعٌ ولا دَيْبوبٌ؛ القَلاَّعُ: الساعِي إِلى السلطانِ بالباطلِ في حقِّ الناسِ، والقَلاَّعُ القَوَّادُ، والقَلاَّعُ النبَّاشُ، والقَلاّعُ الكذَّابُ. ابن الأَعرابي: القَلاَّعُ الذي يقع في الناس عند الأُمَراء، سمي قَلاَّعاً لأَنه يأْتي الرجلَ المتمكن عند الأَمير، فلا يزال يشِي به حتى يَقْلَعَه ويُزِيلَه عن مرتبته كما يُقْلَعُ النباتُ من الأَرض ونحوُه؛ ومنه حديث الحجاج: قال لأَنس، رضي الله عنه: لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمْغةِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما يَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها من الشجرة.
والدَّيْبوبُ: النَّمَّامُ القَتَّابُ.
والقُلاعُ، بالتخفيف: من أَدْواءِ الفم والحلْقِ معروف، وقيل: هو داءٌ يصيب الصبيان في أَفْواهِهم.
وبعير مَقْلُوعٌ إِذا كان بين يديك قائماً فسقط ميتاً،وهو القُلاعُ؛ عن ابن الأَعرابي، وقد انْقَلَع.
والقَوْلَعُ: طائرٌ أَحمر الرجلين كأَنَّ ريشَه شَيْبٌ مصبوغ، ومنها ما يكون أَسودَ الرأْسِ وسائرُ خَلْقِه أغْبَرَ وهو يُوَطْوِطُ؛ حكاه كراع في باب فَوْعَلَ.
والقَلْعَةُ وقَلَعةُ والقُلَيْعةُ، كلها: مواضعُ.
وسيفٌ قَلَعِيّ: منسوب إِليه لِعِتْقِه.
وفي الحديث: سيوفُنا قَلَعِيَّةٌ؛ قال ابن الأَثير: منسوبةٌ إِلى القَلَعةِ، بفتح القاف واللام، وهي موضع بالبادية تنسب السيوفُ إِليه؛ قال الراجز: مُحارَفٌ بالشَّاءِ والأَباعِرِ، مُبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ والقَلْعيُّ: الرَّصاصُ الجَيِّدُ، وقيل: هو الشديد البياض.
والقَلْعُ: اسم المَعْدِنِ الذي ينسب إِليه الرصاص الجيد.
والقَلْعانِ من بني نُمَيْرٍ: صَلاءَةُ وشُرَيْحٌ ابنا عَمْرو بن خُوَيْلِفةَ بن عبد الله بن الحرث بن نمير؛ وقال: رَغِبْنا عن دِماءِ بَني قُرَيْعٍ إِلى القَلْعَيْنِ، إِنَّهما اللُّبابُ وقُلْنا للدَّلِيلِ: أَقِمْ إِليهم، فلا تَلْغَى لغَيْرِهِمُ كِلابُ تَلْغَى: تَنْبَحُ.
وقَلاعٌ: اسم رجل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لبئْسَ ما مارَسْتَ يا قَلاَّعُ، جِئْتَ به في صَدْرِه اخْتِضاعُ ومَرْجُ القَلَعةِ، بالتحريك: موضع بالبادية، وقال الفراءُ: مَرْجُ القلعة، بالتحريك، القرْبةُ التي دون حُلْوان، ولا يقال القَلْعةُ. ابن الأعرابي القُلاَّع نبت من الجَنْبةِ، وهو نعم المَرْتَعُ، رطْباً كان أَو يابساً.
والمِقْلاعُ: الذي يُرْمَى به الحَجَرُ.
والقَلاَّع: الشُّرَطِيُّ.

عقل (لسان العرب) [0]


العَقْلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، والجمع عُقولٌ.
وفي حديث عمرو بن العاص: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول: كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد، قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري: فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول وعَقَل، فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء. ابن الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس . . . أكمل المادة نفسه ويَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.
والمَعْقُول: ما تَعْقِله بقلبك.
والمَعْقُول: العَقْلُ، يقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.
وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه.
والعَقْلُ: التَّثَبُّت في الأُمور.
والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمه.
ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً.
وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً.
وتَعَقَّل: تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس.
وتَعاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك.
وفي حديث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً، والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة.
وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلاً: أَمْسَكَه، وقيل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدواء العَقُولُ. ابن الأَعرابي: يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ، ويقال: أَعْطِيني عَقُولاً، فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه. ابن شميل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه، وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً.
واعْتَقَلَ لِسانُه (* قوله «واعتقل لسانه إلخ» عبارة المصباح: واعتقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه) : امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام؛ قال ذو الرمة: ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ، يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم واعْتُقِل: حُبِس.
وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه: حَبَسَه.
وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله: ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع، وكذلك الناقة، وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ.
وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل، شُدِّد للكثرة؛ وقال بُقَيْلة (* قوله «وقال بقيلة» تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال: يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ، وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ وفي الحديث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي المشدودة بالعِقال، والتشديد فيه للتكثير؛ وفي حديث عمر: كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة، منها: فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار (* قوله «بمختلف التجار» كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو خطأ). يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب؛ ومن الأَبيات أَيضاً: يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج والإِعادة له، وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ.
والعِقالُ: الرِّباط الذي يُعْقَل به، وجمعه عُقُلٌ. قال أَبو سعيد: ويقال عَقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا أَقامه على إِحدى رجليه، وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ، وكل عَقْلٍ رَفْعٌ.
والعَقْلُ في العَروض: إِسقاط الياء (* قوله «اسقاط الياء» كذا في الأصل ومثله في المحكم، والمشهور في العروض ان العقل اسقاط الخامس المحرك وهو اللام من مفاعلتن) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِلُنْ؛ وبيته: مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ، كأَنَّما رسُومُها سُطور والعَقْلُ: الديَة.
وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً: وَدَاهُ، وعَقَل عنه: أَدَّى جِنايَته، وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه، وهذا هو الفرق (* قوله «وهذا هو الفرق إلخ» هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى عقله وعقل عنه وعقل له، فلعل قوله الآتي: وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر عن محله، فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري) بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له؛ فأَما قوله: فإِنْ كان عَقْل، فاعْقِلا عن أَخيكما بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِلوا (* قوله «اعقلوا إلخ» كذا في الأصل تبعً للمحكم، والذي في البيت اعقلات بأمر الاثنين) معنى أَدُّوا وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما.
ويقال: اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ.
وعَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو بن مَعْدِيكرِب: وأَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ يومُه، إِلى قَوْمِه: لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه، معناه أَن مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية المرأَة على النصف من دية الرجل.
وفي حديث ابن المسيب: المرأَة تُعاقِل الرجل إِلى ثُلُث ديتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل، ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ فيما يكون دون ثلث الدية، تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها، فَلها في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، وفي إِصْبَعَيْن من أَصابعها عشرون من الإِبل، وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل؛ وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، وفي إِصبعين لها عشراً، ولم يعتبروا الثلث كما فعله ابن المسيب.
وفي حديث جرير: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فأَمَر لهم بنصفِ العَقْل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجناية نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية، وإِنما قيل للدية عَقْلٌ لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول، ثم كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ، وإِن كانت دنانير أَو دراهم.
وفي الحديث: إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بديتها على عاقلة الأُخرى.
وفي الحديث: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين إِلى ورَثَة المقتول؛ العاقلة: هُم العَصَبة، وهم القرابة من قِبَل الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ، وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ، وأَصلها اسم فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة، قال: ومعرفة العاقِلة أَن يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل العاقِلة، فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين، وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ إِلى بَني جدّه، فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه، فإِن لم يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب حتى يعجزوا. قال: ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَقْل سواءٌ، وقال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِين؛ قال إِسحق بن منصور: قلت لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ؟ فقال: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر ما يطيقون، قال: فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن تُهْدَر عنه، وقال إِسحق: إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت المال ولا تُهْدَر الدية؛ قال الأَزهري: والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ، سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت أَموالَهم، فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى أَوليائه، وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً، وهو حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثير: وكان أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها؛ قال الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دية الخطإِ المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه وأَبوه، فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرين ابنة مَخَاض، وعشرين ابنة لَبُون، وعشرين ابن لَبُون، وعشرين حِقَّة، وعشرين جَذَعة؛ وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً: منها ثلاثون حِقَّة، وثلاثون جَذَعة، وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ، وإِن كان القتل شِبْه العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين، وهم العاقِلةُ. ابن السكيت: يقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية، وقد عَقَلْت المقتولَ أَعْقِله عَقْلاً؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال: عَقَلْت المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير، ويقال: عَقَلْت فلاناً إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، وعَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه.
وفي الحديث: لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً ولا عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال الجاني خاصة، ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطإِ، وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم عليه، وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة؛ وروي: لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثير: وأَما العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية عبده، وإِنما جِنايته في رَقَبته، وهو مذهب أَبي حنيفة؛ وقيل: هو أَن يجني حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء، إِنما جنايته في ماله خاصَّة، وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنى على الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد، ولم يكن لا تَعْقِل عَبْداً، واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال: كلَّمت أَبا يوسف القاضي في ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى فَهَّمْته، قال: ولا يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ، يعني أَن القَتيل إِذا كان في القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها شيئاً.
وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ مُوضِحةً، فقال: أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية؟ فقال: من أَهل البادية، فقال عمر، رضي الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا؛ معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية، ولا أَهلُ البادية عن أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء، والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك، ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني.
وتَعاقَل القومُ دَمَ فلان: عَقَلُوه بينهم.
والمَعْقُلة: الدِّيَة، يقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه.
ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه من أَموالهم.
وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في الجاهلية، وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم، وأَصله من ذلك، واحدتها مَعْقُلة.
وفي الحديث: كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه: المُهاجِرون من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها، وهو تَفاعُلٌ من العَقْل.
والمَعاقِل: الدِّيات، جمع مَعْقُلة.
والمَعاقِل: حيث تُعْقَل الإِبِل.
ومَعاقِل الإِبل: حيث تُعْقَل فيها.
وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ: وهو الرجل لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل.
ويقال: فلان قَيْدُ مائةٍ وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال يزيد بن الصَّعِق: أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر (* قوله «الصاع» هكذا في الأصل بدون نقط، وفي نسخة من التهذيب: الصباح).
واعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بين ركابه وساقه.
وفي حديث أُمِّ زَرْع: واعْتَقَل خَطِّيّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه.
واعْتَقل شاتَه: وَضَعَ رجلها بين ساقه وفخذه فَحَلبها.
وفي حديث عمر: من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر.
ويقال: اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك؛ قال ذو الرمة: أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ، إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها.
ويقال: تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى اعْتَقَلها؛ ومنه قول النابغة (* قوله «قول النابغة» قال الصاغاني: هكذا أنشده الازهري، والذي في شعره: فليأتينك قصائد وليدفعن * جيش اليك قوادم الاكوار وأورد فيه روايات اخر، ثم قال: وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره: يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي) : مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار قال الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر: تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى أَركب بعيري، وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً، ولو أَناخه لم يَنْهَضْ به وبحِمْله، فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله وركب.
والعَقَلُ: اصْطِكاك الركبتين، وقيل التواء في الرِّجْل، وقيل: هو أَن يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وهو مذموم؛ قال الجعدي يصف ناقة: وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ، سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ، مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل: وهو التواء في رجل البعير واتساعٌ، وقد عَقِلَ.
والعُقَّال: داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط، وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء، وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ، وفي الصحاح: العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة؛ وقال أُحَيْحة بن الجُلاح: يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها، إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال وداءٌ ذو عُقَّالٍ: لا يُبْرَأُ منه.
وذو العُقَّال: فَحْلٌ من خيول العرب يُنْسَب إِليه؛ قال حمزة عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي، وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي قال: وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب، قال جرير: إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذي العُقَّال وفي الحديث: أَنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، فَرَسٌ يُسمَّى ذا العُقَّال؛ قال: العُقَّال، بالتشديد، داء في رِجْل الدواب، وقد يخفف، سمي به لدفع عين السوء عنه؛ وفي الصحاح: وذو عُقَّال اسم فرس؛ قال ابن بري: والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف.
والعَقِيلة من النساء: الكَريمةُ المُخَدَّرة، واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال: عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما وعَقِيلةُ القومِ: سَيِّدُهم.
وعَقِيلة كُلِّ شيء: أَكْرَمُه.
وفي حديث عليٍّ، رضي الله عنه: المختص بعَقائل كَراماتِه؛ جمع عَقِيلة، وهي في الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني، ومنه عَقائل الكلام.
وعَقائل البحر. دُرَرُه، واحدته عَقِيلة.
والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِيلةُ البحر. قال ابن بري: العَقِيلة الدُّرَّة في صَدَفتها.
وعَقائلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهري: العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما، والجمع العَقائلُ.
وعاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، وقيل: مَوْجه.
وعَواقيلُ الأَودِية: دَراقِيعُها في مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ.
وعَواقِيلُ الأُمور: ما التَبَس منها.
وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل: ما اعوَجَّ منه؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ عاقولٌ، وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور.
وأَرضٌ عاقولٌ: لا يُهْتَدى لها.
والعَقَنْقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض، ويُجْمَع عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل، وقيل: هو الحَبل، منه، فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ وتعَقُّدٌ؛ قال سيبويه: هو من التَّعْقِيل، فهو عنده ثلاثي.
والعَقَنْقَل أَيضاً، من الأَودية: ما عَظُم واتسَع؛ قال: إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا، وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا والعَقنْقَلُ: الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل، والجمع عَقاقِل، قال: وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً؛ وعَقنْقَلُ الضبّ: قانِصَتُه، وقيل: كُشْيَته في بطنه.
وفي المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل الضبِّ؛ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة، وقيل: إِن هذا مَوْضوع على الهُزْءِ.
والعَقْلُ: ضرب من المَشط، يقال: عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً؛ وقال: أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها، كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر.
والماشِطةُ يقال لها: العاقِلة.
والعَقْل: ضرْب من الوَشْي، وفي المحكم: من الوَشْيِ الأَحمر، وقيل: هو ثوب أَحمر يُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة: عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه، كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ ويقال: هما ضربان من البُرود.
وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلاً واعْتَقَله: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله.
ولفلان عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس. يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم، وهو الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال.
ويقال أَيضاً: به عُقْلةٌ من السِّحر، وقد عُمِلَت له نُشْرة.
والعِقالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم؛ وفي حديث معاوية: أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي: سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً، فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ؟ لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، ولم يَجِدُوا، عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا، جِمالَينِ قال ابن الأَثير: نصَب عِقالاً على الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقال.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه: لو مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لقاتَلْتُهم عليه؛ قال الكسائي: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ يقال: أُخِذَ منهم عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ وقال بعضهم: أَراد أَبو بكر، رضي الله عنه، بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل به، ورِواءً أَي حَبْلاً، وقيل: أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة، وقيل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً، وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً، وقيل: أَراد بالعِقال صدَقة العام؛ يقال: بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان إِذا بُعِث على صَدَقاتهم، واختاره أَبو عبيد وقال: هو أَشبه عندي، قال الخطابي: إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر، وليس بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام، وفي أَكثر الروايات: لو مَنَعوني عَناقاً، وفي أُخرى: جَدْياً؛ وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين، فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً، فإِذا جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، وحديثُ محمد بن مَسلمة: أَنه كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يأْمر الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما، ومن الثاني حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْيا الناسُ بعث عامله فقال: اعْقِلْ عنهم عِقالَين، فاقسِمْ فيهم عِقالاً، وأْتِني بالآخر؛ يريد صدقة عامَين.
وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين.
وعَقَلَ المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى يَعْقِلها الساعي؛ يقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها المصدِّق أَي يَقبِضَها.
والعِقالُ: القَلوص الفَتِيَّة.
وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلاً وعُقولاً: لجأَ.
وفي حديث ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرض وقَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَعْقِلٌ.
وفي الحديث: ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس الجبل.
والعَقْلُ: الملجأُ.
والعَقْلُ: الحِصْن، وجمعه عُقول؛ قال أُحَيحة:وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً، لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ وهو المَعْقِلُ؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في الجبل؛ يقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد؛ قال: ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث.
وفلان مَعْقِلٌ لقومه أَي مَلجأ على المثل؛ قال الكميت: لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وبه سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة.
وعَقَل الظَّبْيُ يَعْقِلُ عَقلاً وعُقولاً: صَعَّد وامتنع، ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ، وبه سُمِّي الرجُل.
ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ: من الصحابة، رضي الله عنهم، وهو من مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة، والرُّطَب المَعْقِليّ.
وأَما مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً، فهو من أَشْجَع.
وعَقَلَ الظِّلُّ يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة.
وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار.
وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ منه؛ أَنشد ثعلب: نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب، كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها ولم يذكر لها واحداً.
وفي حديث الدجال: ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ؛ يُعَقَّلُ الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي، وهو الحِصْرِم، ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب طَعْمُه.
وعُقَّال الكَلإِ (* قوله «وعقال الكلأ» ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب): ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة.
وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ: أَسماء.
وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ للضرورة فقال: يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً، وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا قال الأَزهري: وعاقِلٌ اسم جبل بعينه؛ وهو في شعر زهير في قوله: لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه، عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟ وعُقَيْلٌ، مصغر: قبيلة.
ومَعْقُلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ الماء؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها وفيها حَوَايا كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً، وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها تُمْسِك الماء كما يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة: حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر قال الجوهري: وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ، وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء كأَنه قال: ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة الإِضمار في كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛ وقال بكر المازني: سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا الحرف فقالوا جميعاً: ما ندري ما هو، وقال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ أَسأَل عن هذا، قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه: ما أَغْفَلَه (* قوله «ما أغفله» كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله من غير نسيان) عنك، بالغين المعجمة والفاء، والقاف تصحيف.

دخل (لسان العرب) [0]


الدُّخُول: نقيض الخروج، دَخَل يَدْخُل دُخُولاً وتَدَخَّل ودَخَل به؛ وقوله: تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ، بين رَحَى الحَيْزُوم والمَرْحَلِّ، مثل الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِّ إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد للوقف، ثم احتاج فأَجرى الوصل مُجْرَى الوقف.
وادَّخَل، على افْتَعَل: مثل دَخَل؛ وقد جاء في الشعر انْدَخَل وليس بالفصيح؛ قال الكميت: لا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ موضعها، ولا يَدي في حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل وتَدَخَّل الشيءُ أَي دَخَل قليلاً قليلاً، وقد تَدَاخَلَني منه شيء.
ويقال: دَخَلْتُ البيت، والصحيح فيه أَن تريد دَخَلْت إِلى البيت وحذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول به، لأَن الأَمكنة على ضربين: مبهم ومحدود، فالمبهم نحو جهات الجسم السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين . . . أكمل المادة وشِمال وفوق وتحت، وما جرى مجرى ذلك من أَسماء الجهات نحو أَمام ووراء وأَعلى وأَسفل وعند ولَدُنْ ووَسَط بمعنى بين وقُبَالة، فهذا وما أَشبهه من الأَمكنة يكون ظرفاً لأَنه غير محدود، أَلا ترى أَن خَلْفك قد يكون قُدَّاماً لغيرك؟ فأَما المحدود الذي له خِلْقة وشخص وأَقطار تَحُوزه نحو الجَبَل والوادي والسوق والمسجد والدار فلا يكون ظرفاً لأَنك لا تقول قعدت الدار، ولا صليت المسجد، ولا نِمْت الجبل، ولا قمت الوادي، وما جاء من ذلك فإِنما هو بحذف حرف الجر نحو دخلت البيت وصَعَّدت الجَبَل ونزلت الوادي.
والمَدْخَل، بالفتح: الدُّخول وموضع الدُّخول أَيضاً، تقول دَخَلْتُ مَدْخَلاً حسناً ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ.
والمُدْخَل، بضم الميم: الإِدْخال والمفعول من أَدْخَله، تقول أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ.
والمُدَّخَل: شبه الغار يُدْخَل فيه، وهو مُفْتَعَل من الدُّخول. قال شمر: ويقال فلانَ حسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطريقة محمودُها، وكذلك هو حَسَن المَذْهَب.
وفي حديث الحسن قال: كان يقال إِن من النفاق اختلافَ المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ والعلانية؛ قال: أَراد باختلاف المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطريقة وسُوءَ السِّيرة.
ودَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأَيمن من الرَّجُل إِذا ائتزر، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بجانبه الأَيمن فذلك الطَّرَف يباشر جسده وهو الذي يُغْسَل.
وفي حديث الزهري في العائن: ويغسل دَاخِلَة إِزاره؛ قال ابن الأَثير: أَراد يغسل الإِزار، وقيل: أَراد يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره من جَسَده لا إِزارَه، وقيل: داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، وقيل: أَراد به مذاكيره فكَنَى بالداخلة عنها كما كُنِي عن الفَرْج بالسراويل.
وفي الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يضطجع على فراشه فليَنْزِع داخلة إِزاره وليَنْفُض بها فراشه فإِنه لا يدري ما خَلَفه عليه؛ أَراد بها طَرَف إِزاره الذي يلي جَسدَه؛ قال ابن الأَثير: داخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وحاشيته من داخل، وإِنما أَمره بداخِلَتِه دون خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بيمينه وشِماله فيُلْزِق ما بشِماله على جَسَده وهي داخِلة إِزاره، ثم يضع ما بيمينه فوق داخِلته، فمتى عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سقوط إِزاره أَمسكه بشماله ودَفَع عن نفسه بيمينه، فإِذا صار إِلى فراشه فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بيمينه خارجة الإِزار، وتبقى الداخلة مُعَلَّقة، وبها يقع النَّقْض لأَنها غير مشغولة باليد.
وداخِلُ كلِّ شيء: باطنُه الداخل؛ قال سيبويه: وهو من الظروف التي لا تُسْتَعْمَل إِلاّ بالحرف يعني أَنه لا يكون إِلاّ اسماً لأَنه مختص كاليد والرجل.
وأَما دَاخِلة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها. يقال: ما في أَرضهم داخلةٌ من خَمَرٍ، وجمعها الدَّواخِل؛ وقال ابن الرِّقَاع: فرَمَى به أَدبارَهُنَّ غلامُنا، لما اسْتَتَبَّ بها ولم يَتَدَخَّل يقول: لم يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصيد ولكنه جاهرها كما قال: مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لا نُخاتِلُه وداخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، وكذلك الدُّخْلة، بالضم.
ويقال: هو عالم بدُخْلَته. ابن سيده: ودَخْلة الرجل ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه، لأَن ذلك كلَّه يداخِله.
وقال اللحياني: عرفت داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي باطنته الدَّاخِلة، وقد يضاف كل ذلك إِلى الأَمر كقولك دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره، ومعنى كل ذلك عَرَفْت جميع أَمره. التهذيب: والدُّخْلة بطانة الأَمر، تقول: إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي باطن أَمره.
ودَخيلُ الرجل: الذي يداخله في أُموره كلها، فهو له دَخِيل ودُخْلُل. ابن السكيت: فلان دُخْلُل فلان ودُخْلَلُه إِذا كان بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه، وفي الصحاح: دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الذي يُدَاخِله في أُموره ويختص به.
والدوخلة: البطنة.
والدخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل، كله: المُداخِل المباطن.
وقال اللحياني: بينهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاص يُدَاخِلُهم؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف هذا.
وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه، بفتح اللام: صفاء داخله.
ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته: بِطانتُه الداخلة.
ويقال: إِنه عالم بدُخْلة أَمره وبدَخِيل أَمرهم.
وقال أَبو عبيدة: بينهم دُخْلُل ودُخْلَل أَي دَخَلٌ، وهو من الأَضداد؛ وقال امرؤ القيس: ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا قال: والدُّخْلُلون الخاصَّة ههنا.
وإِذا ائْتُكِلَ الطعام سُمِّي مدخولاً ومسروفاً.
والدَّخَل: ما داخَل الإِنسانَ من فساد في عقل أَو جسم، وقد دَخِلَ دَخَلاً ودُخِلَ دَخْلاً، فهو مَدْخول أَي في عقله دَخَلٌ.
وفي حديث قتادة بن النعمان: وكنت أَرى إِسْلامه مَدْخولاً؛ الدَّخَل، بالتحريك: العيب والغِشُّ والفَساد، يعني أَن إِيمانه كان فيه نِفَاق.
وفي حديث أَبي هريرة: إِذا بَلَغ بنو العاص ثلاثين كان دِينُ الله دَخَلاً؛ قال ابن الأَثير: وحقيقته أَن يُدْخِلوا في دين الله أُموراً لم تَجْرِ بها السُّنَّة.
وداءٌ دَخِيل: داخل، وكذلك حُبٌّ دَخِيل؛ أَنشد ثعلب: فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ، ويُشْفَى هَوًى، بين الضلوعِ، دَخِيلُ ودَخِلَ أَمرُه دَخَلاً: فسَدَ داخلُه؛ وقوله: غَيْبِي له وشهادتي أَبداً كالشمس، لا دَخِنٌ ولا دَخْل يجوز أَن يريد ولا دَخِل أَي ولا فاسد فخفف لأَن الضرب من هذه القصيدة فَعْلن بسكون العين، ويجوز أَن يريد ولا ذُو دَخْل، فأَقام المضاف إِليه مُقام المضاف.
ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف.
والدَّخْل: العيب والرِّيبة؛ ومن كلامهم: تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل، وما يُدْريك بالدَّخْل وكذلك الدَّخَل، بالتحريك؛ قال ابن بري: أَي ترى أَجساماً تامة حَسَنة ولا تدري ما باطنُهم.
ويقال: هذا الأَمر فيه دَخَل ودَغَلٌ بمعنًى.
وقوله تعالى: ولا تتخذوا أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَن تكون أُمَّة هي أَرْبَى من أُمَّة؛ قال الفراء: يعني دَغَلاً وخَدِيعةً ومَكْراً، قال: ومعناه لا تَغْدِروا بقوم لقِلَّتهم وكثرتكم أَو كثرتهم وقِلَّتِكم وقد غَرَرْتُموهم بالأَيْمان فسَكَنوا إِليها؛ وقال الزجاج: تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَي غِشّاً بينكم وغِلاًّ، قال: ودَخَلاً منصوب لأَنه مفعول له؛ وكل ما دَخَله عيب، فهو مدخول وفيه دَخَلٌ؛ وقال القتيبي: أَن تكون أُمَّة هي أَرْبى من أُمَّة أَي لأَن تكون أُمَّة هي أَغْنى من قوم وأَشرف من قوم تَقْتَطعون بأَيمانكم حقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء.
والدَّخَل والدَّخْل: العيب الداخل في الحَسَب.
والمَدْخول: المهزول والداخل في جوفه الهُزال، بعير مدخول وفيه دَخَلٌ بَيِّن من الهُزال، ورجل مدخول إِذا كان في عقله دَخَلٌ أَو في حَسَبه، ورجل مدخول الحَسَب، وفلان دَخِيل في بني فلان إِذا كان من غيرهم فتَدخَّل فيهم، والأُنثى دَخِيل.
وكلمة دَخِيل: أُدْخِلت في كلام العرب وليست منه، استعملها ابن دريد كثيراً في الجمهرة؛ والدَّخِيل: الحرف الذي بين حرف الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس كالصاد من قوله:كِلِيني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمة، ناصب سُمِّي بذلك لأَنه كأَنه دَخِيل في القافية، أَلا تراه يجيء مختلفاً بعد الحرف الذي لا يجوز اختلافه أَعني أَلف التأْسيس؟ والمُدْخَل: الدَّعِيُّ لأَنه أُدْخِل في القوم؛ قال: فلئِن كَفرْتَ بلاءهم وجَحَدْتَهم، وجَهِلْتَ منهم نِعْمةً لم تُجْهَل لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر، ظالماً، بالمُدْخَلين من اللئيم المُدْخَل والدَّخْل: خلاف الخَرْج.
وهم في بني فلان دَخَلٌ إِذا انتسبوا معهم في نسبهم وليس أَصله منهم؛ قال ابن سيده: وأُرى الدَّخَل ههنا اسماً للجمع كالرَّوَح والخَوَل.
والدَّخِيل: الضيف لدخوله على المَضيف.
وفي حديث معاذ وذكرِ الحُور العِين: لا تُؤذِيه فإِنما هو دَخِيلٌ عندكِ؛ الدَّخِيل: الضيف والنَّزيل؛ ومنه حديث عديٍّ: وكان لنا جاراً أَو دَخِيلاً.
والدَّخْل: ما دَخَل على الإِنسان من ضَيْعته خلاف الخَرْج.
ورجل مُتَداخل ودُخَّل، كلاهما: غليظ، دَخَل بعضُه في بعض.
وناقة متداخلة الخلق إِذا تَلاحكت واكْتَنَزَت واشتدَّ أَسْرُها.
ودُخَّلُ اللحم: ما عاذ بالعظم وهو أَطيب اللحم.
والدُّخَّل من اللحم: ما دَخَل العَصَب من الخصائل.
والدُّخَّل: ما دخل من الكَلإِ في أُصول أَغصان الشجر ومَنَعه التفافُه عن أَن يُرْعى وهو العُوَّذ؛ قال الشاعر: تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم والدُّخَّل من الريش. ما دخل بين الظُّهْران والبُطْنان؛ حكاه أَبو حنيفة قال: وهو أَجوده لأَنه لا تصيبه الشمس ولا الأَرض؛ قال الشاعر: رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل جوانحٌ سُوِّين غير مُيَّل، من مستطيلات الجناح الدُّخَّل والدُّخَّل: طائر صغير أَغبر يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها، واحدتها دُخَّلة، والجمع الدَّخاخِيل، ثبتت فيه الياء على غير القياس.
والدُّخَّل والدُّخلُل والدُّخلَل: طائر مُتدخِّل أَصغر من العصفور يكون بالحجاز؛ الأَخيرة عن كراع.
وفي التهذيب: الدُّخَّل صغار الطير أَمثال العصافير يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ، وقيل للعصفور الصغير دُخَّل لأَنه يعوذ بكل ثَقْب ضَيِّق من الجوارح، والجمع الدَّخاخيل.
وقوله في الحديث: دَخَلَت العُمْرةُ في الحج؛ قال ابن الأَثير: معناه سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه، قال: هذا تأْويل من لم يرها واجبة، فأَما من أَوجبها فقال: إِن معناه أَن عمل العمرة قد دَخَل في عمل الحج، فلا يرى على القارن أَكثر من إِحرام واحد وطواف وسعي، وقيل: معناه أَنها دَخَلَت في وقت الحج وشهوره لأَنهم كانوا لا يعتمرون في أَشهر الحج فأَبطل الإِسلام ذلك وأَجازه.
وقول عمر في حديثه: من دُخْلة الرَّحِم؛ يريد الخاصة والقرابة، وتضم الدال وتكسر. ابن الأَعرابي: الداخل والدَّخَّال والدُّخْلُل كله دَخَّال الأُذن، وهو الهِرْنِصان.
والدِّخال في الوِرْد: أَن يشرب البعير ثم يردّ من العطن إِلى الحوض ويُدْخَل بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شرب؛ ومنه قول أُمية بن أَبي عائذ: وتلقى البَلاعِيم في برده، وتوفي الدفوف بشرب دِخال قال الأَصمعي. إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالاً فشرب منها رَسَل ثم ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قد شرب بين بعيرين لم يشربا فذلك الدِّخال، وإِنما يُفْعَل ذلك في قلة الماء؛ وأَنشد غيره بيت لبيد: فأَوردها العِراك ولم يَذُدْها، ولم يُشْفِق على نَغَص الدِّخال وقال الليث: الدِّخال في وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً قَطِيعاً حتى إِذا ما شربت جميعاً حُمِلت على الحوض ثانية لتستوفي شربها، فذلك الدِّخال. قال أَبو منصور: والدِّخال ما وصفه الأَصمعي لا ما قاله الليث. ابن سيده: الدِّخال أَن تدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين لم يشربا؛ قال كعب بن زهير: ويَشْرَبْن من بارد قد عَلِمْن بأَن لا دِخال، وأَن لا عُطُونا وقيل: هو أَن تحملها على الحوض بمَرَّة عِراكاً.
وتَداخُلُ المفاصل ودِخالُها: دخولُ بعضها في بعض. الليث: الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بعضها في بعض؛ وأَنشد: وطِرْفة شُدَّت دِخالاً مُدْمَجا وتَداخُلُ الأُمور: تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضها في بعض.
والدِّخْلة في اللون: تخليط أَلوان في لون؛ وقول الراعي: كأَنَّ مَناط العِقْد، حيث عَقَدْنه، لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل المُقَلَّد قال: الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق في عنقه الوَدَع فشَبَّه الوَدَع في الرَّحْل بالودع في عُنُق الظَّبْي، يقول: جعلن الوَدَع في مقدم الرحل، قال: والظبي الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب واحد؛ ذكر ذلك كله عن ابن الأَعرابي.
وقال أَبو نصر: الدَّخِيلِيُّ في بيت الراعي الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف؛ قال: وأَما قوله: هَمَّانِ باتا جَنْبَةً ودَخِيلا فإِن ابن الأَعرابي قال: أَراد هَمّاً داخل القلب وآخر قريباً من ذلك كالضيف إِذا حَلَّ بالقوم فأَدخلوه فهو دَخِيل، وإِن حَلَّ بِفِنائهم فهو جَنْبة؛ وأَنشد: وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة، بعدما كان الزبير مُجاوِراً ودَخِيلا والدِّخال والدُّخال: ذوائب الفرس لتداخلها.
والدَّوْخَلَّة، مشدّدة اللام: سَفِيفة من خوص يوضع فيها التمر والرُّطَب وهي الدَّوْخَلَة، بالتخفيف؛ عن كراع.
وفي حديث صِلَة بن أَشْيَم: فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت منها؛ هي سَفِيفة من خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يترك فيها الرُّطَب، والواو زائدة.
والدَّخُول: موضع.

جرا (لسان العرب) [0]


الجِرْوُ والجرْوةُ: الصغير من كل شيء حتى من الحَنْظل والبطيخ والقِثَّاء والرُّمان والخيار والباذِنجان، وقيل: هو ما استدار من ثمار الأَشجار كالحنظل ونحوه، والجمع أَجْرٍ.
وفي الحديث: أُهْديَ إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قِناعٌ من رُطَبٍ وأَجرٍ زُغْبٍ؛ يعني شَعارِيرَ القِثَّاء.
وفي حديث آخر: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بقِناع جِرْوٍ، والجمع الكثير جِراءٌ، وأَراد بقوله أَجْرٍ زُغْبٍ صغارَ القِثَّاء المُزْغِب الذي زِئبَرُه عليه؛ شُبِّهت بأَجْرِي السّباع والكلاب لرطوبتها، والقِناع: الطبق.
وأَجْرَت الشجرةُ: صار فيها الجِراءُ. الأَصمعي: إذا أَخرج الحنظلُ ثمره فصغاره الجِرَاءُ، واحدها جِرْوٌ، ويقال لشجرته قد أَجْرَتْ.
وجِرْوُ الكلب والأَسد والسباع وجُرْوُه وجَرْوُه كذلك، والجمع أَجْرٍ وأَجْرِيَةٌ؛ . . . أكمل المادة هذه عن اللحياني، وهي نادرة، وأَجْراءٌ وجِراءٌ، والأُنثى جِرْوَة.
وكَلْبة مُجْرٍ ومُجْرِية ذات جِرْوٍ وكذلك السَّبُعة أَي معها جِرَاؤُها؛ وقال الهذلي: وتَجُرُّ مُجْرِيةٌ لَها لَحْمَى إلى أَجْرٍ حَواشِبْ أَراد بالمجْرِية ههنا ضَبُعاً ذات أَولاد صغار، شبهها بالكلبة المُجْرِية؛ وأَنشد الجوهري للجُمَيْحِ الأَسَدِيّ واسمه مُنْقِذ: أَمَّا إذا حَرَدَتْ حَرْدِي، فَمُجْرِيَةٌ ضَبْطاءُ، تَسْكُنُ غِيلاً غَيْرَ مَقْرُوبِ الجوهري في جمعه على أَجْرٍ قال: أَصله أَجْرُوٌ على أَفْعُلٍ، قال: وجمع الجِراء أَجْرِيَةٌ.
والجِرْوُ: وِعاءُ بِزْرِ الكَعابير، وفي المحكم: بِزر الكعابير التي في رؤوس العِيدان.
والجِرْوَة: النَّفْسُ.
ويقال للرجل إذا وَطَّنَ نَفْسَه على أَمرٍ: ضَرَب لذلك الأَمرِ جِرْوَتَه أَي صَبَر لَه ووَطَّنَ عليه، وضَرَب جِرْوَةَ نَفْسه كذلك؛ قال الفرزدق: فضَرَبْتُ جِرْوَتها وقُلْتُ لها: اصْبِري، وشَدَتُ في ضَنْكِ المُقامِ إزَارِي ويقال: ضربت جِرْوتي عنه وضربت جِرْوتي عليه أَي صبرت عنه وصبرت عليه.
ويقال: أَلقى فلان جِرْوته إذا صَبَر على الأَمر.
وقولهم: ضرب عليه جِرْوَته أَي وطَّن نفسه عليه. قال ابن بري: قال أَبو عمرو يقال ضربت عن ذلك الأَمر جِرْوَتي أَي اطْمأَنَّت نفسي؛ وأَنشد: ضَرَبْتُ بأَكْنافِ اللِّوَى عَنْكِ جِرْوَتي، وعُلِّقْتُ أُخْرى لا تَخُونُ المُواصِلا والجِروة: الثمرة أَوَّلَ ما تَنْبُت غَضَّةً؛ عن أَبي حنيفة.
والجُرَاويُّ: ماءٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ألا لا أَرَى ماءَ الجُراوِيِّ شافِياً صَدَايَ، وإن رَوَّى غَلِيلَ الرَّكائِب وجِرْوٌ وجُرَيٌّ وجُرَيَّةُ: أَسماء: وبنو جِرْوة: بطنٌ من العرب، وكان ربيعة بن عبد العُزَّى بن عبد شمس بن عبد مناف يقال له جِرْوُ البَطْحاءِ.
وجِرْوةُ: اسم فرس شدّادٍ العَبْسيّ أَبي عَنْتَرَةَ؛ قال شدّاد: فَمنْ يَكُ سائلاً عَنِّي، فإنِّي وجِرْوَة لا تَرُودُ ولا تُعارُ وجِرْوةُ أَيضاً: فرس أَبي قتادة شهد عليه يوم السَّرْحِ.
وجَرَى الماءُ والدمُ ونحوه جَرْياً وجَرْيةً وجَرَياناً، وإنه لحَسَنُ الجِرْيةِ، وأَجْراه هو وأَجْريته أَنا. يقال: ما أَشدَّ جِرْيةَ هذا الماء، بالكسر.
وفي الحديث: وأَمسك الله جِرْيةَ الماء؛ هي، بالكسر: حالة الجريان؛ ومنه: وعالَ قَلَمُ زَكَرِيَّا الجِرْيَةَ.
وجَرَت الأَقْلامُ مع جِرْيَةِ الماء، كلُّ هذا بالكسر.
وفي حديث عمر: إذا أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ أَجْزَأَ عنك؛ يريد إذا صببت الماء على البول فقد طَهُر المحلُّ ولا حاجة بك إلى غسله ودَلْكه.
وجَرَى الفرسُ وغيرُه جَرْياً وجِراءً: أَجْراه؛ قال أَبو ذؤيب: يُقَرِّبُه للمُسْتضيفِ، إذا دَعا، جِراءٌ وشَدٌّ، كالحَرِيقِ، ضَرِيجُ أَراد جرْيَ هذا الرجل إلى الحَرْب، ولا يَعْني فَرَساً لأَن هُذَيْلاً إنَّما همْ عَراجِلَةٌ رَجّالة.
والإجْرِيّا: ضرب من الجَرْيِ؛ قال: غَمْرُ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا وقال رؤبة: غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيم السِّنْح، أَبْلَج لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ أَراد السِّنْخَ، فأَبدل الخاء حاء.
وجَرَت الشمسُ وسائرُ النجومِ: سارت من المشرق إلى المغرب.
والجاربة: الشمس، سميت بذلك لجَرْيِها من القُطر إلى القُطْر. التهذيب: والجاريةُ عين الشمس في السماء، قال الله عز وجل: والشمسُ تَجْري لمُسْتَقَرٍّ لها.
والجاريةُ: الريح؛ قال الشاعر: فَيَوْماً تَراني في الفَرِيقِ مُعَقَّلاً، ويوماً أُباري في الرياح الجَوَارِيَا وقوله تعالى: فلا أقسم بالخُنَّسِ الجَواري الكُنَّسِ؛ يعني النجومَ.
وجَرَتِ السفينةُ جَرْياً كذلك.
والجاريةُ: السفينة، صفة غالبة.
وفي التنزيل: حَمَلْناكم في الجَارِية، وفيه: وله الجَوارِ المُنْشَآتُ في البحر، وقوله عز وجل: بسم الله مُجْراها ومُرْساها؛ هما مصدران من أُجْرِيت السفينةُ وأُرْسِيَتْ، ومَجْراها ومَرْساها، بالفتح، من جرَتِ السفينةُ ورَسَتْ؛ وقول لبيد: وغَنِيتُ سبتاً قبل مَجْرَى داحِسٍ، لو كان للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ ومَجْرى داحِسٍ كذلك. الليث: الخَيْلُ تَجْرِي والرِّياح تَجْرى والشمسُ تَجْرِي جَرْياً إلا الماء فإنه يَجْرِي جِرْيَةً، والجِراء للخيل خاصّةً؛ وأَنشد: غَمْر الجِراء إذا قَصَرْتَ عِنانَهُ وفرس ذو أَجارِيَّ أَي ذو فُنون في الجَرْيِ.
وجاراه مُجاراةً وجِراءً أَي جَرَى معه، وجاراه في الحديث وتَجَارَوْا فيه.
وفي حديث الرياء: من طَلَبَ العِلْمَ ليُجارِيَ به العُلَماءَ أَي يَجْري معهم في المُناظرة والجِدال ليُظْهِرَ علمه إلى الناس رياء وسُمْعةً.
ومنه الحديث: تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحِبهِ أَي يَتَواقَعُون في الأَهْواء الفاسدة ويَتَدَاعَوْنَ فيها، تشبيهاً بِجَرْيِ الفرس؛ والكَلَب، بالتحريك: داء معروف يَعْرِضُ للكَلْب فمن عَضَّه قَتَله. ابن سيده: قال الأَخفش والمَجْرَى في الشِّعْرِ حركة حرف الرويّ فتْحَتُه وضَمَّتُه وكَسْرتُه، وليس في الرويّ المقيد مَجْرىً لأَنه لا حركة فيه فتسمى مَجْرىً، وإنما سمي ذلك مَجْرىً لأَنه موضع جَرْيِ حركات الإعراب والبناء.
والمَجارِي: أَواخِرُ الكَلِم، وذلك لأَن حركات الإعراب والبناء إنما تكون هنالك؛ قال ابن جني: سمي بذلك لأَن الصوت يبتدئ بالجَرَيان في حروف الوصل منه، ألا ترى أَنك إذا قلت: قَتِيلان لم يَعْلم لنا الناسُ مَصْرَعا فالفتحة في العين هي ابتداء جريان الصوت في الأَلف؛ وكذلك قولك: يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّندِ تَجِدُ كسرة الدال هي ابتداء جريان الصوت في الياء؛ وكذا قوله: هُرَيْرةَ ودَّعْها وإنْ لامَ لائِمُ تجد ضمة الميم منها ابتداءَ جَرَيانِ الصوت في الواو؛ قال: فأَما قول سيبويه هذا باب مَجارِي أَواخر الكَلِم من العربية، وهي تَجْرِي على ثمانية مَجارٍ، فلم يَقْصُر المَجارِيَ هنا على الحركات فقط كما قَصَر العروضيون المَجْرَى في القافية على حركة حرف الرويّ دون سكونه، لكنْ غَرَضُ صاحب الكتاب في قوله مَجاري أَواخر الكلم أَي أَحوال أَواخر الكلم وأَحكامها والصُّوَرِ التي تتشكل لها، فإذا كانت أَحوالاً وأَحكاماً فسكونُ الساكن حال له، كما أَن حركة المتحرّك حال له أَيضاً، فمن هنا سَقَط تَعَقُّبُ من تَتَبَّعه في هذا الموضع فقال: كيف ذَكَرَ الوقف والسكون في المجاري، وإنما المجاري فيما ظَنَّه الحركاتُ، وسبب ذلك خَفاءُ غرض صاحب الكتاب عليه، قال: وكيف يجوز أَن يُسَلط الظنُّ على أَقل أَتباع سيبويه فيما يلطف عن هذا الجليّ الواضح فضلاً عنه نفسِه فيه؟ أَفتراه يريد الحركة ويذكر السكون؟ هذه غَباوة ممن أَوردها وضعف نظر وطريقة دَلَّ على سلوكه إياها، قال: أَوَلَمْ يَسْمَعْ هذا المتتبع بهذا القدر قولَ الكافة أَنت تَجْرِي عندي مَجْرَى فلان وهذا جارٍ مَجْرَى هذا؟ فهل يراد بذلك أَنت تتحرك عندي بحركته، أَو يراد صورتك عندي صورته، وحالُك في نفسي ومُعْتَقَدِي حالُه؟ والجارية: عينُ كل حيوان.
والجارية: النعمة من الله على عباده.
وفي الحديث: الأَرْزاق جاريةٌ والأَعطياتُ دارَّة متصلة؛ قال شمر: هما واحد يقول هو دائم. يقال: جَرَى له ذلك الشيءُ ودَرَّ له بمعنى دام له؛ وقال ابنُ حازم يصف امرأَة: غَذَاها فارِضٌ يَجْرِي عليها، ومَحْضٌ حينَ يَنْبَعِثُ العِشارُ قال ابن الأَعرابي: ومنه قولك أَجْرَيْتُ عليه كذا أَي أَدَمْتُ له.
والجِرَايةُ: الجارِي من الوظائف.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال إذا ماتَ الإنسانُ انْقَطَعَ عَمَلُه إلا من ثلاثٍ صَدَقةٍ جاريةٍ أَي دارَّة متصلة كالوُقُوفِ المُرْصَدَةِ لأَبواب البِرِّ.
والإجْرِيَّا والإجْرِيَّاءُ: الوَجْهُ الذي تأَخذ فيه وتَجْرِي عليه؛ قال لبيد يصف الثور: ووَلَّى، كنَصْلِ السَّيْفِ، يَبْرُقُ مَتْنُه على كلِّ إجْرِيَّا يَشُقُّ الخَمائلا وقالوا: الكَرَمُ من إجْرِيَّاهُ ومن إجْرِيَّائه أَي من طَبيعته؛ عن اللحياني، وذلك لأَنه إذا كان الشيء من طبعه جَرَى إليه وجَرَنَ عليه.
والإجْرِيَّا، بالكسر: الجَرْيُ والعادة مما تأْخذ فيه؛ قال الكميت: ووَلَّى بإجْرِيَّا وِلافٍ كأَنه، على الشَّرَفِ الأَقْصَى، يُساطُ ويُكْلَبُ وقال أَيضاً: على تِلْكَ إجْرِيَّايَ، وهي ضَريبَتي، ولو أَجْلَبُوا طُرّاً عَلَيَّ وأَحْلَبُوا وقولهم: فعلتُ ذلك من جَرَاكَ ومن جَرَائِكَ أَي من أَجلك لغة في جَرَّاكَ؛ ومنه قول أَبي النجم: فاضَتْ دُمُوعُ العينِ من جَرَّاها ولا تقل مَجْراكَ.
والجَرِيُّ: الوكيلُ: الواحد والجمع والمؤنث في ذلك سواء.
ويقال: جَرِيُّ بَيِّنُ الجَرَايةِ والجِرايةِ.
وجَرَّى جَرِيّاً: وكَّلَه. قال أَبو حاتم: وقد يقال للأُنثى جَرِيَّة، بالهاء، وهي قليلة؛ قال الجوهري: والجمع أَجْرِياءُ.
والجَرِيُّ: الرسول، وقد أَجْراه في حاجته؛ قال ابن بري: شاهده قول الشماخ: تقَطَّعُ بيننا الحاجاتُ، إلاَّ حَوائجَ يُحْتَمَلْنَ مع الجَريّ وفي حديث أُم إسمعيل، عليه السلام: فأَرْسَلُوا جَرِيّاً أَي رسولاً.
والجَرِيُّ: الخادِمُ أَيضاً؛ قال الشاعر: إذا المُعْشِياتُ مَنَعْنَ الصَّبُو حَ، حَثَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ قال: المُحْصَنُ: المُدَّخَرُ للجَدْب.
والجَرِيُّ: الأَجير؛ عن كراع. ابن السكيت: إنِّي جَرَّيْتُ جَرِيّاً واسْتَجْرَيْتُ أَي وكلت وكيلاً.
وفي الحديث: أَنتَ الجَفْنةُ الغَرّاء، فقال قُولوا بقَوْلكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشيطانُ أَي لا يَسْتَغْلِبَنَّكُم؛ كانت العرب تَدْعُو السيدَ المِطْعامَ جَفْنةً لإِطعامه فيها، وجعلوها غَرَّاءَ لما فيها من وَضَحِ السَّنامِ، وقوله ولا يستجرينكم من الجَرِيِّ، وهو الوكيل. تقول: جَرَّيْتُ جَرِيّاً واستجريتُ جَرِيّاً أَي اتخذت وكيلاً؛ يقول: تَكَلَّموا بما يَحْضُركم من القول ولا تتَنَطَّعُوا ولا تَسْجَعُوا ولا تتكلفوا كأَنكم وكلاء الشيطان ورُسُلُه كأَنما تنطقون عن لسانه؛ قال الأَزهري: وهذا قول القتيبي ولم أَر القوم سَجَعُوا في كلامهم فنهاهم عنها، ولكنهم مَدَحُوا فكَرِهَ لهم الهَرْفَ في المَدْحِ فنهاهم عنه، وكان ذلك تأْديباً لهم ولغيرهم من الذين يمدحون الناس في وجوههم، ومعنى لا يستجرينكم أَي لا يَسْتتبعنكم فيتخذكم جَرِيَّه ووكِيلَه، وسمي الوكيلُ جَرِيّاً لأَنه يَجْري مَجْرَى مُوَكِّله.
والجَرِيُّ: الضامنُ، وأَما الجَرِيءُ المِقْدامُ فهو من باب الهمز.
والجارِيَةُ: الفَتِيَّةُ من النساء بيِّنةُ الجَرَاية والجَرَاءِ والجَرَى والجِراء والجَرَائِيَةِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي. أَبو زيد: جاريةٌ بَبِّنة الجَرايةِ والجَراء، وجَرِيّ بيِّنُ الجَرَايَةِ؛ وأَنشد الأَعشى: والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤُها، ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أَذْوادِ ويروى بفتح الجيم وكسرها؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده والبيضِ، بالخفضِ، عطف على الشَّرْبِ في قوله قبله: ولقد أُرَجِّلُ لِمَّتي بعَشِيَّةٍ للشَّرْبِ، قبل سَنابِك المُرْتادِ أَي أَتزين للشَّرْبِ وللبِيضِ.
وقولهم: كان ذلك في أَيام جَرَائها، بالفتح، أَي صِباها.
والجِرِّيُّ: ضرب من السمك.
والجِرِّيَّة: الحَوْصَلة، ومن جعلهما ثنائيين فهما فِعْلِيٌّ وفِعْلِيَّة، وكل منهما مذكور في موضعه. الفراء: يقال أَلْقِه في جِرِّيَّتِكَ، وهي الحَوْصلة. أَبو زيد: هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ والنَّوْطَةُ لحوصلة الطائر؛ هكذا رواه ثعلب عن ابن نَجْدَةَ بغير همز، وأَما ابنُ هانئ: فإِنه الجرِيئَةُ، مهموز، لأَبي زيد.