المصادر:  


أشرقت (المعجم الوسيط) [50]


 الشَّمْس طلعت وأضاءت على الأَرْض وَيُقَال أشرقت الأَرْض أنارت بإشراق الشَّمْس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا} وأشرق وَجهه تلألأ حسنا والبلح لون بحمرة وَالْقَوْم دخلُوا فِي وَقت الشروق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فأتبعوهم مشرقين} وَفُلَانًا أغصه وَالثَّوْب بالصبغ بَالغ فِي صبغه 

شرق (مقاييس اللغة) [50]



الشين والراء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على إضاءةٍ وفتحٍ. من ذلك شَرَقَت الشّمسُ، إذا طلعت. إذا أضاءت.
والشُّرُوق: طُلوعها.
ويقولون: لا أفعل ذلك ما ذرَّ شارقٌ، أي طَلَعَ، يُرَاد بذلك طُلُوع الشمس.
وأيّام التَّشْريق سمِّيت بذلك لأنَّ لحوم الأضاحِي تُشرَّق فيها للشَّمس.
وناسٌ يقولون: سمِّيت بذلك لقولهم: "أشرِقْ ثَبِير، لكيما نُغير".
والمَشْرِقَانِ: مَشْرِقَا الصَّيفِ والشِّتاء.
والشَّرْق: المَشْرِق.
وقال قوم: إنَّ اللحمَ الأحمرَ يُسمَّى شَرْقاً. فإنْ كان صحيحاً فلأنَّه من حُمرته كأنه مُشْرِق.ومن قياس هذا الباب: الشّاةُ الشّرقاء: المشقوقة الأُذُن، وهو من الفَتح الذي وصفناه.ومما شذَّ عن هذا الباب قولهم: شَرِقَ بالماء، إِذا غَصَّ به شَرَقَاً. قال عديّ:
لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ      كنتُ . . . أكمل المادة كالغَصَّانِ بالماء اعتصارِي

شرق (الصّحّاح في اللغة) [50]


الشَرْقُ: المَشْرِقُ.
والشَرْقُ: الشمسُ. يقال: طلع الشَرْقُ، ولا آتيك ما ذَرَّ شارِقٌ.
والمَشْرِقانِ: مَشْرِقا الصَيف والشتاء.
والمَشْرَقَةُ: موضع القُعود في الشمس، وفي أربع لغات: مَشْرُقَةٌ ومَشْرَقَةٌ، وشرْقَةٌ بفتح الشين ومِشْراقٌ. أي جلست فيه. الشمسُ تَشرُقُ شُروقاً وشَرْقَاً أيضاً، أي طلعتْ. أي أضاءَتْ.
وأَشْرَقَ الرجل، أي دخَل في شُروقِ الشمس.
وأَشْرَقَ وجهُهُ، أي أضاء وتلألأ حُسْناً. الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً، أي شققت أذنَها، وقد شَرِقَتِ الشاةُ بالكسر، فهي شاةٌ شَرْقاءُ بيِّنَةُ الشَرَقِ.
والشَرَقُ أيضاً: الشَجا والغُصّة.
وقد شَرِق بِرِيقِهِ، أي غصّ به. قال عديّ بن زيد:
كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعْتِصاري      لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْـقـي شَـرِقٌ

وفي الحديث: "يؤخِّرونَ الصلاة إلى شَرَقِ الموتى"، أي . . . أكمل المادة إلى أن يبقى من الشَمس مقدارٌ من حياةِ مَنْ شَرِقَ بريقِهِ عند الموت.
ولحمٌ شَرِقٌ أيضاً، لا دسم عليه.
وتَشْريقُ اللحمِ: تقديده؛ ومنه سمّيت أيام التَشْريقِ، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر لأنَّ لحومَ الأضاحي تُشَرَّقُ فيها، أي تُشَرَّرُ في الشمس.
والتَشْريقُ أيضاً: الأخذ في ناحية المَشرِقِ؛ يقال: شتّان بين مُشَرِّقٍ ومغرِّبِ.
والمُشَرِّقُ المُصَلِّى.

شرق (لسان العرب) [50]


شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً: طلعت، واسم الموضع المَشْرِق، وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل.
وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس. يقال: شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت، وأشْرَقَت إذا أضاءت، فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر: حتى ترتفع الشمس، والإضاءة مع الإرتفاع.
وقوله تعالى: يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب، فلما جُعِلا اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم، والوجودُ لا محالة أشرفُ، . . . أكمل المادة كما يقال القمران للشمس والقمر؛ قال: لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير، وكما قالوا سُنَّة العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر، رضوان الله عليهما، فآثروا الخِفَّة.
وأما قوله تعالى: رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب، فقد ذكر في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب.
والشَّرْق: المَشْرِق، والجمع أَشراق؛ قال كُثَيِّر عزّة: إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل، زيَّنُوا مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا والتَّشْرِيقُ: الأخذ في ناحية المشرق. يقال: شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ ومُغرِّبٍ.
وشَرِّقوا: ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق.
وكل ما طلَع من المشرق فقد شَرَّق، ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم.
وفي الحديث: لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة ولا تَسْتَدْبروها، ولكن شَرِّقوا أَو غَرِّبوا؛ هذا أَمر لأَهل المدينة ومن كانت قِبْلته على ذلك السَّمْتِ ممن هو في جهة الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة المَشْرِق أو المغرب فلا يجوز له أَن يُشَرِّق ولا يُغَرِّب إنما يَجْتَنِب ويَشْتَمِل.
وفي الحديث: أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ، يعني الفِتَن التي تجيء من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق، ويروى بالفاء، وهو مذكور في موضعه.
والشَّرْقيّ: الموضع الذي تُشْرِق فيه الشمس من الأَرض. الشمسُ إشْراقاً: أضاءت وانبسطت على الأَرض، وقيل: شَرَقَت وأَشْرَقت طلعت، وحكى سيبويه شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت. بالكسر: دَنَتْ للغروب.
وآتِيك كلَّ شارقٍ أي كلَّ يوم طلعت فيه الشمس، وقيل: الشارِقُ قَرْن الشمس. يقال: لا آتِيك ما ذَرَّ شارِقٌ. التهذيب: والشمس تسمى شارقاً. يقال: إني لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أي كلما طلع الشَّرْقُ، وهو الشمس.
وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: الشَّرْق الضوء والشَّرْق الشمس.
وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال: الشَّرْق الشمس، بفتح الشين، والشِّرْق الضوء الذي يدخل من شقّ الباب، ويقال له المِشْرِيق.
وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه: أَسفَر وأضاء وتلألأ حُسْناً.
والمَشْرقة: موضع القعود للشمس، وفيه أربع لغات: مَشْرُقة ومَشْرَقة، بضم الراء وفتحها، وشَرْقة، بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراق. أي جلست فيه. ابن سيده: والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الموضع الذي تَشْرُق عليه الشمس، وخصَّ بعضهم به الشتاء؛ قال: تُرِيدين الفِراقَ، وأنْتِ منِّي بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ ويقال: اقعُد في الشَّرْق أَي في الشَّمْسِ، وفي الشَّرْقة والمَشْرَقة والمَشْرُقة.
والمِشْرِيقُ: المَشْرِقُ، عن السيرافي.
ومِشْرِيقُ الباب: مدْخَلُ الشمس فيه.
وفي الحديث: أَنَّ طائراً يقال له القَرْقَفَنَّة يقع على مِشْرِيق باب مَنْ لا يَغار على أهله فلو رأَى الرجال يدخلون عليها ما غَيَّر؛ قيل في المِشْرِيق: إنه الشق الذي يقع فيه ضِحُّ الشمس عند شروقها؛ وفي الرواية الأُخرى في حديث وهب: إذا كان الرجل لا ينكرُ عَمَل السوء على أهله، جاءَ طائر يقال له الفَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث أربعين يوماً، فإن أنكر طار، وإن لم يُنْكر مسح بجناحيه على عينيه فصار قُنْذُعاً دَيُّوثاً.
وفي حديث ابن عباس: في السماء بابٌ للتوبة يقال له المِشْرِيق وقد رُدَّ فلم يبق إلاّ شَرْقُه أَي الضوءُ الذي يدخل من شقِّ الباب.ومكان شَرِقٌ ومُشْرِق، وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق: أَشْرَقَت عليه الشمس فأضاء.
ويقال: أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس وضِحِّها عليها.
وفي التنزيل: وأَشْرَقَت الأَرضُ بنور رَبِّها.
والشَّرْقة: الشمس، وقيل: الشَّرَق والشَّرْق، بالفتح.
والشَّرِقة والشارِقُ والشَّرِيق: الشمس، وقيل: الشمس حين تَشرُق. يقال: طلعت الشَّرَق والشَّرُق، وفي الصحاح: طلع الشَّرْق ولا يقال غرَبت الشَّرْق ولا الشَّرَق. ابن السكيت: الشَّرَق الشمس، والشَّرْق، بسكون الراء، المكان الذي تَشْرُق فيه الشمس. يقال: آتيك كل يوم طَلْعَةَ شَرَقِه.
وفي الحديث: كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداونِ بينهما شَرَقٌ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ وهو الشمس، والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا شَرقة لها، والمَشْرِقُ موقعها في الشتاء على الأَرض بعد طلوعها، وشَرْقَتُها دَفاؤُها إلى زوالها.
ويقال: ما بين المَشْرِقَيْنِ أَي ما بين المَشْرِق والمغرب.
وأَشْرَق الرجلُ أَي دخل في شروقِ الشمس.
وفي التنزيل: فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ مُشْرِقِينَ؛ أَي مُصْبِحين.
وأَشْرَقَ القومُ: دخلوا في وقت الشروق كما تقول أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا، فأما شَرَّقُوا وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق والمغرب.
وفي التنزيل: فأَتْبَعُوهم مُشْرقينَ، أي لَحِقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها. يقال: شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت، وأَشْرَقَت أَضاءت على وجه الأَرض وصَفَتْ، وشَرِقْت إذا غابت.
والمَشْرِقان: مَشْرِقا الصيف والشتاء. ابن الأَنباري في قولهم في النداء على الباقِلاَّ شَرْقُ الغداة طَرِيّ قال أَبو بكر: معناه قَطْعُ الغداة أَي ما قُطِع بالغداة والْتُقِط؛ قال الأَزهري: وهذا في الباقلاَّ الرَّطْب يُجْنَى من شجره. يقال: شَرقَتُ الثمرةَ إذا قطعتها.
وقال الفراءُ وغيره من أَهل العربية في تفسير قوله تعالى: من شَجَرةِ مُبارَكة زَيْتونةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة؛ يقول هذه الشجرة ليست مما تطْلع عليها الشمسُ في وقت شُروقِها فقط أَو في وقت غروبها فقط، ولكنها شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشمس بالغداة والعشيَّة، فهو أَنْضَر لها وأَجود لزيتونها وزيتِها، وهو قول أكثر أَهل التفسير؛ وقال الحسن: لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة إنها ليست من شجر أَهل الدنيا أَي هي من شجر أَهل الجنة، قال الأَزهري: والقول الأَول أَولى؛ قال وروى المنذري عن أَبي الهيثم في قول الحرث بن حِلِّزة: إنه شارِق الشَّقِيقة، إذ جا ءَت مَعَدٌّ، لكل حَيٍّ لواء قال: الشَّقِيقة مكان معلوم، وقوله شارق الشَّقِيقة أَي من جانبها الشَّرْقي الذي يلي المَشْرِق فقال شارق، والشمس تَشْرُق فيه، هذا مفعول فجعله فاعلاً.
وتقول لِما يلي المَشْرِق من الأَكَمَةِ والجبل: هذا شارِقُ الجبل وشَرْقِيُّه وهذا غاربُ الجبل وغَربِيُّه؛ وقال العجاج: والفُتُن الشارق والغَرْبيّ أَراد الفُتُنَ التي تلي المَشْرِق وهو الشَّرْقيُّ؛ قال الأزهري: وإنما جاز أَن يفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما يقال سِرُّ كاتمٌ ذو كِتْمان وماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ. اللحم: شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها بمنى؛ قال أَبو ذؤيب: فغدا يُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا له أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ يعني الثور يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه للشمس ليجِف ما عليه من ندى الليل فبدا له سوابقُ الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ.
وتَشْريق اللحم: تَقْطِيعُه وتقدِيدُه وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق.
وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق فيها للشمس أَي يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في الجاهلية: أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير؛ الإِغارةُ: الدفع، أَي ندفع للنَّفْر؛ حكاه يعقوب، وقال ابن الأَعرابي: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ أَي تطلع، وقال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال سميت بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر،يقول فصارت هذه الأيام تبعاً ليوم النحر، قال: وهذا أَعجب القولين إليَّ، قال: وكان أَبو حنيفة يذهب بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق ادْخُلْ في الشروق، وثَبِيرٌ جبل بمكة، وقيل في معنى قوله أَشْرِق ثبِير: كَيْما نُغِير: يريد ادْخل أيها الجبل في الشروق وهوضوء الشمس، كما تقول أَجْنَب دخل في الجنوب وأَشْمَلَ دخل في الشِّمال، كيما نُغِير أَي كيما ندفع للنحر، وكانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويقال كيما ندفع في السير من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي أَسْرع ودفع في عَدْوِه.
وفي الحديث: مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ، أَي قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد ويقال لموضعها المُشَرَّق.
وفي حديث مَسْروق: انْطَلِقْ بنا إلى مُشَرِّقِكم يعني المُصَلَّى.
وسأل أَعرابي رجلاً فقال: أَين مَنْزِل المُشَرَّق؟ يعني الذي يُصَلَّى فيه العيد، ويقال لمسجد الخَيْف المُشَرَّق وكذلك لسوق الطائف.
والمُشَرَّق: العيد، سمي بذلك لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ أَي الشمس، وقيل: المُشَرَّق مُصَلَّى العيد بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى العيدين، وقيل: المُشَرَّق المصلّى مطلقاً؛ قال كراع: هو من تشريق اللحم؛ وروى شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له يوم عيد: اذهب بنا إلى المُشَرَّق يعني المصلى؛ وفي ذلك يقول الأَخطل: وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها، في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار والتَّشْرِيق: صلاة العيد وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها.
وفي الحديث: لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِيق أَي بعد الصلاة، وقال شعبة: التَّشْرِيق الصلاة في الفطر والأَضحى بالجَبّانِ.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: لا جُمْعة ولا تَشْرِيقَ إلا في مِصْرٍ جامع؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: قُلْتُ لِسَعْدٍ وهو بالأَزارِق: عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق فسره فقال: معناه عليك بالشمس في الشتاء فانْعَمْ بها ولَذَّ؛ قال ابن سيده: وعندي أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق، وهو هذا المَشْرُور عند الشمس، يُقَوِّي ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان؛ يقول: كُلِ اللحم واشْرَب اللبن المحض.
والتَّشْريق: الجمالُ وإشْراقُ الوجه؛ قاله ابن الأَعرابي في بيت المرار: ويَزِينُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ، والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ (* قوله «والفخر» كذ بالأصل، وفي شرح القاموس: والعذم، بالذال، وفسره عن الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام).
والشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة.
وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت من أَطرافها ولم يَبِنْ منها شيء.
ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن شَقّاً بائناً ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقال أَبو علي في التذكرة: الشَّرْقاءُ التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين فصارت ثلاث قطع متفرقة. الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها. الشاةُ، بالكسر، فهي شاة شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء. الأَصمعي: الشَّرْقاء في الغنم المشقوقة الأُذن باثنين كأنه زنَمة، واسم السِّمَةِ الشَّرَقة، بالتحريك، شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها شَرْقاً إذا شَقَّها؛ والخَرْقاء: أَن يكون في الأُذن ثقب مستدير.
وشاة شَرْقاء: مقطوعة الأُذن.
والشَّرِيقُ من النساء: المُفْضاة.
والشَّرِقُ من اللحم: الأَحمر الذي لا دَسَم له.
والشَّرَقُ: الشجا والغُصّة.
والشَّرَقُ بالماء والرِّيق ونحوهما: كالغَصَص بالطعام؛ وشَرِقَ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ؛ قال عدي بن زيد: لو بِغَيْرِ الماء حَلْقِي شَرِقٌ، كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري الليث: يقال شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وكذلك غَصَّ بريقه، ويقال: أَخذَتْه شَرْقة فكاد يموت. ابن الأَعرابي: الشُّرُق الغَرْقَى. قال الأَزهري: والغَرَقُ أَن يدخل الماءُ في الأَنف حتى تمتلئ منافذُه.
والشَّرَقُ: دخولُ الماء الحَلْقَ حتى يَغَصَّ به، وقد غَرِقَ وشَرِقَ.
وفي الحديث: فلما بلغ ذِكْرَ موسى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أي أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة. قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَنه قرأَ سورة المؤمن في الصلاة فلما أتى على ذكرِ عيسى، عليه السلام، وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع؛ الشَّرْقة: المرة الواحدة من الشّرَقِ، أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بالقراءة، وقيل: أَراد أَنه شَرِقَ بريقه فترك القراءة وركع؛ ومنه الحديث: الحَرَقُ والشِّرَقُ شهادةٌ؛ هو الذي يَشْرَقُ بالماء فيموت.
وفي حديث أُبَيّ: لقد اصطلح أَهل هذه البلدة على أَن يَعْصِّبُوه فشَرِقَ بذلك أَي غَصَّ به، وهو مجاز فيما ناله من أَمْرِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحَلّ به حتى كأَنه شيء لم يقدر علي إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ به.
وشَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فضاق، وشَرِقَ الجسدُ بالطيب كذلك؛ قال المخبَّل: والزَّعْفَرانُ على تَرائِبها شَرِقاً به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اختلط؛ قال المسَّيب بن عَلَسٍ: شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ والتَّشْريق: الصَّبغ بالزعفران غير المُشْبَع ولا يكون بالعُصْفُر.
والتَّشْويق: المُشْبَع بالزعفران.
وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اشتدت حمرته بدم أَو بحسن لون أَحمر؛ قال الأَعشى: وتَشْرَقُ بالقولِ الذي قد أَذَعْته، كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ ومنه حديث عكرمة: رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عليهما ثياب مُشْرَقة أَي محمّرة. يقال شَرِقَ الشيءُ إذا اشتدت حمرته، وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا بالَغْت في حمرته؛ وفي حديث الشعبي: سُئِل عن رجل لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت بالدم ولمّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فقال: لها أَمْرُها، حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ بأَخْفافِها مَأْوًى، تَبَوَّأ مَضْجَعا الضمير في لها للإبل يُهْمِلها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أَعجبها فأقامت فيه مالَ الراعي إلى مَضْجَعِه؛ ضربه مثلاً للعين أَي لا يُحْكَم فيها بشيء حتى تأتيَ على آخر أمْرِها وما تؤول إليه، فمعنى شَرِقَت بالدم أَي ظهر فيها ولم يَجْرِ منها.
وصَرِيع شَرِقٌ بدمه: مُخْتَضِب.
وشَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَلِ.
والشَّرْقِيّ: صِبْغ أَحمر. عينُه واشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، وشَرِقَ الدمُ فيها: ظهر. الأَصمعي: شَرِقَ الدم بجسده يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر ولم يَسِلْ، وقيل إذا ما نَشِبَ، وكذلك شَرِقت عينُه إذابَقِي فيها دمٌ؛ قال: وإذا اختلطت كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما يَشْرَق الشيء بالشيء يَنْشَبُ فيه ويختلط. يقال: شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ حَلْقَه فشَرِقَ أي نَشِبَ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه، قال في الناقة المُنْكَسرة: ولا هي بفَقِيٍّ فتشْرَق أَي تمتلئ دماً من مرض يَعْرِضُ لها في جوفها؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان يُخْرِج يديه في السجود وهما مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بينهما الدم.
وشَرِقَ النخل وأَشْرَق وأَزْهَقَ (* قوله «وأزهق» هكذا في الأصل ولعله وأزهى.) لوَّنَ بحمرة. قال أَبو حنيفة: هو ظهور أَلوان البُسْر.
ونَبْتٌ شَِرِقٌ أَي رَيَّان؛ قال الأَعشى: يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ، مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وأَما ما جاء في الحديث من قوله: لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا معهم؛ فقال بعضهم: هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت، وقال: أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا الذي قد شَرِق بريقه عند الموت، أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة في الصحاح بجمعة ولا بغيرها، وسئل عن هذا الحديث فقال: أَلم ترَ الشمسَ إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى؛ قال أَبو عبيد: يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى دون الأَحياء. أَبو زيد: تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس، وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى: في ذلك الوقت.
وفي الحديث: أَنه ذكر الدنيا فقال: إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى؛ له معنيان: أَحدهما أَنه أَراد به آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت بريقه إذا غَصَّ به، فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه.
وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه فقال: أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان فصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى. يقال: شَرِقَت الشمس شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها، قال: ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين: أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة من اليوم، والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند خروج نفسه.
وفي بعض الروايات: واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة.
وقال أبو عبيد: المُشَرَّق جبل بسوق الطائف، وقال غيره: المُشَرَّق سُوقُ الطائف؛ وقول أبي ذؤيب: حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ، بصَفا المُشَرَّق، كلَّ يومٍ تُقْرَعُ يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك، ورواه ابن الأعرابي: بصفا المُشَقَّر؛ قال: وهو صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال: دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا والشارِقُ: الكِلْسُ، عن كراع.
والشَّرْقُ: طائر، وجمعه شُروق، وهو من سِباع الطير؛ قال الراجز: قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ، بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ، أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ قال شمر: أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي: انْتَفِخي، يا أَرْنَبَ القِيعان، وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ، أو ضربة من شرق شاهيان، أو توجي جائع غرثان (* قوله «أو ضربة من شرق إلى آخر البيت» هكذا في الأصل). قال: الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود.
والشارِق: صنم كان في الجاهلية، وعبد الشارِق: اسم وهو منه.
والشَّرِيقُ: اسم صنم أيضاً.
والشَّرْقِيُّ: اسم رجل راوِية أَخبار.
ومِشْرِيق: موضع.
وشَرِيق: اسم رجل.

قلمون (لسان العرب) [0]


القَلَمُونُ: مَطارِفُ كثيرة الأَلوانِ، مثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي. التهذيب في الرباعي: الفراء قَلَمُونٌ هو فَعَلُونٌ مثل قَرَبوسٍ، وهو موضع، قال: وقال غيره أَبو قَلَمُون ثوب يُتراءَى إِذا أَشْرَقتْ عليه الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّى، قال: ولا أَدري لم قيل له ذلك؛ قال: وقال لي قائل سكن مصْرَ أَبو قَلَمُون طائر من طير الماء يُتراءَى بأَلوان شَتَّى فشُبِّه الثوبُ به؛ وقال: بنَفْسِي حاضِرٌ ببَقِيعِ حَوْضَى، وأَبياتٌ على القَلَمُونِ جُونُ جعل القَلَمُونَ موضعاً.

لمع (الصّحّاح في اللغة) [0]


لمعَ البرقُ لَمْعاً ولَمَعاناً، أي أضاء.
والْتَمَعَ مثله.
ويقال للسراب: يَلْمَعُ، ويشبَّه به الكَذوبُ: قال الشاعر:
بوِدِّي قالتْ إنَّما أنتَ يَلْـمَـعُ      إذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيما تُثيبَني

واللَماعَةُ: الفلاةُ، ومنه قول ابن أحمر:
لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذرْ      كم دونَ لَيْلى من تَنوفِيَّةٍ

واللَماعَةُ أيضاً: العُقابُ.
واللُمْعَةُ بالضم: قِطعة من النبت إذا أخذت في اليُبس. قال ابن السكيت: يقال هذه لُمْعَةٌ قد أحَشَّتْ، أي قد أمكنت أن تُحَشَّ، وذلك إذا يبستْ.
واللُمْعَةُ من الخَلَى، وهو نبتٌ.
ولا يقال لها لُمْعَةٌ حتَّى تبيضّ. قال: ويقال هذه بلادٌ قد ألْمَعَتْ، وهي مُلْمِعَةٌ.
والألْمَعِيُّ: الذكيُّ المتوقِّد. قال أوس بن حجر:  
نَّ كأنْ قد رأى وقد سمعا      الألْمَعِيَّ الذي يظُنُّ . . . أكمل المادة لك الظ

نصب الألْمَعِيَّ بفعل متقدِّم.
وكذلك اليَلْمَعِيُّ.
وأنشد الأصمعيّ:
وليس له عند العـزائم جـولُ      وكائِنْ ترى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍّ

وألْمَعَ الفرس والأتانُ وأطْباءُ اللبؤةِ، إذا أشرقتْ ضروعُها للحَمل واسودَّتْ حلمتاها. أبو عمرو: ألْمَعْتُ بالشيء والْتَمَعْتُ الشيءَ: اختلسته.
ويقال: التُمِعَ لونُه، أي ذهب وتغيَّر.
والمُلَمَّعُ من الخيل: الذي يكون في جَسده بقعٌ تخالف سائر لونه.

ضوأ (لسان العرب) [0]


الضَّوءُ والضُّوءُ، بالضم، معروف: الضِّياءُ، وجمعه أَضْواءٌ.
وهو الضِّواءُ والضِّياءُ.
وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ: يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّؤْءَ، أَي ما كان يَسمع من صوت الـمَلَك ويراه مِن نُوره وأَنْوارِ آياتِ رَبِّه. التهذيب، الليث: الضَّوْءُ والضِّياءُ: ما أضاءَ لك.
وقال الزجاج في قوله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لهم مَشَوْا فِيهِ. يقال: ضاءَ السِّراجُ يَضوءُ وأَضاءَ يُضِيءُ. قال: واللغة الثانية هي الـمُختارة، وقد يكون الضِّياءُ جمعاً.
وقد ضاءَتِ النارُ وضاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وأَضاءَ يُضِيءُ.
وفي شعر العباس: وأَنْتَ، لـمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ، * وضاءَتْ، بِنُورِك، الأُفُقُ يقال: ضاءَتْ وأَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنارَتْ، وصارَت مُضِيئةً.
وأَضَاءَتْه، يَتعدَّى ولا يَتعدَّى. قال الجعديّ: أضاءَتْ لنا النارُ . . . أكمل المادة وَجْهاً أَغَرَّ، * مُلْتَبِساً، بالفُؤَادِ، التِباسا أَبو عبيد: أَضاءَتِ النارُ وأَضاءَها غيرُها، وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ، وأَمَّا الضِّياءُ، فلا همز في يائه.
وأَضاءَه له واسْتَضَأْتُ به.
وفي حديث علي كرَّم اللّه وجهه: لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلى رُكْنٍ وثِيقٍ.
وفي الحديث: لا تَسْتَضِيئُوا بنار الـمُشْرِكِين، أَي لا تَسْتَشِيرُوهم ولا تأْخُذُوا آراءَهم. جَعَل الضوءَ مثلاً للرأْي عند الحَيْرَةِ.
وأَضأْتُ به البيتَ وضَوَّأْتُه به وضَوَّأْتُ عنه.الليث: ضَوَّأْتُ عن الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ. قال أَبو منصور: لم أَسمعه من غيره. أَبو زيد في نوادره: التَّضَوُّؤُ أَن يَقومَ الإنسانُ في ظُلْمَةٍ حيث يَرى بِضَوْءِ النار أَهْلَها ولا يَرَوْنه. قال: وعَلِقَ رجل من العَرَب امرأَةً، فإِذا كان الليل اجْتَنَح إِلى حيث يَرَى ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها، فَقيل لَها إِن فلاناً يَتَضَوَّؤُكِ، لِكَيْما تَحْذَره، فلا تُريه إِلاَّ حَسَناً. فلما سمعت ذلك حَسَرَتْ عن يَدِها إِلى مَنْكِبها ثم ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إِبْطَها، وقالت: يا مُتَضَوِّئاهْ ! هذه في اسْتِكَ إِلى الإِبْطِ. فلما رأَى ذلك رَفَضَها. يقال ذلك عند تعيير مَن لا يُبَالي ما ظَهَر منه من قَبِيح.
وأَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف به، حكاه عن كراع في الـمُنَجَّد.

أفق (لسان العرب) [0]


الأُفْق والأُفُق مثل عُسْر وعسُر: ما ظهر من نواحي الفَلَك وأَطراف الأَرض، وكذلك آفاق السماء نواحيها، وكذلك أُفْق البيت من بيوت الأَعراب نواحيه ما دون سَمْكه، وجمعه آفاق، وقيل: مَهابُّ الرياح الأَربعة: الجَنُوب والشَّمال والدَّبور والصَّبا.
وقوله تعالى: سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أَنفُسهم؛ قال ثعلب: معناه نُرِي أَهل مكة كيف يُفتح على أَهل الآفاق ومَن قرُب منهم أَيضاً.
ورجل أُفُقِيّ وأَفَقِيّ: منسوب إلى الآفاق أَو إلى الأُفُق، الأَخيرة من شاذّ النسب.
وفي التهذيب: رجل أَفَقِيّ، بفتح الهمزة والفاء، إذا كان من آفاق الأَرض أَي نواحيها، وبعضهم يقول أُفُقي، بضمهما، وهو القياس؛ قال الكميت: الفاتِقُون الراتِقُو ن الآفِقُون على المعاشِرْ ويقال: . . . أكمل المادة تأَفَّق بنا إذا جاءنا من أُفُق؛ وقال أَبو وَجْزة: أَلا طَرَقَتْ سُعْدَى فكيْف تأَفَّقَتْ بنا، وهي مَيْسانُ اللَّيالي كَسُولُها؟ قالوا: تأَفَّقت بنا أَلمَّت بنا وأَتَتْنا.
وفي حديث لقمان بن عاد حين وصف أَخاه فقال: صَفّاقٌ أَفّاق؛ قوله أَفَّاق أَي يضرب في آفاق الأَرض أَي نواحيها مُكْتَسِباً؛ ومنه شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:وأَنتَ لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الـ أَرضُ، وضاءتْ بنُورِكَ الأُفُقُ وأَنَّث الأُفق ذهاباً إلى الناحية كما أَنث جرير السور في قوله: لما أَتى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَضَعْضَعَتْ سُور المَدينةِ، والجبالُ الخُشَّعُ ويجوز أَن يكون الأُفُقُ واحداً وجمعاً كالفُلْك؛ وضاءت: لغة في أَضاءت.
وقعدت على أَفَق الطريق أَي على وجهه، والجمع آفاق.
وأَفَق يأْفِق: ركب رأْسَه في الآفاق.
والأُفُق: ما بين الزِّرَّيْنِ المقدَّمين في رُواق البيت.
والآفِق، على فاعل: الذي قد بلغ الغاية في العلم والكرم وغيره من الخير، تقول منه: أَفِق، بالكسر، يأْفَقُ أَفَقاً؛ قال ابن بري: ذكر القَزّاز أَنّ الآفِق فعله أَفَق يأْفِق، وكذا حكي عن كراع، واستدل القزاز على أَنه آفِق على زنة فاعِل بكون فعله على فَعَلَ؛ وأَنشد أَبو زياد شاهداً على آفق بالمد لسراج بن قُرَّةَ الكلابي: وهي تَصَدَّى لِرِفَلٍّ آفِقِ، ضَخْمِ الحُدولِ بائنِ المَرافِقِ وأَنشد غيره لأَبي النجم: بين أَبٍ ضَخْمٍ وخالٍ آفِقِ، بين المُصَلّي والجَوادِ السابِقِ وأَنشد أَبو زيد: تَعْرِفُ، في أَوْجُهِها البَشائرِ، آسانَ كلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ وقال عليّ بن حمزة: أَفِق مُشاجر بالقصر، لا غير، قال: والأَبيات المتقدّمة تشهد بفساد قوله.
وأَفَقَ يأْفِق أَفْقاً: غلَب يغلِب.
وأَفَق على أَصحابه يأْفِق أَفْقاً: أَفضلَ عليهم؛ عن كراع؛ وقول الأَعشى: ولا المَلِكُ النُّعْمانُ، يومَ لَقِيتُه بغِبْطَتِه، يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ أَراد بالقُطوط كتب الجوائز، وقيل: معناه يُفْضِل، وقيل: يأْخذ من الآفاق.
ويقال: أَفَقَه يأْفِقُه إذا سبَقَه في الفضل.
ويقال: أَفَقَ فلان إذا ذهب في الأَرض، وأَفَق في العَطاء أَي فَضَّل وأَعطى بعضاً أَكثر من بعض. الأَصمعي: بعير آفِق وفرس آفِق إذا كان رائعاً كريماً والبعير عتيقاً كريماً.
وفرس آفِق قُوبِل من آفِق وآفِقة إذا كان كريم الطرفين.
وفرس أُفُقٌ، بالضم: رائع، وكذلك الأُنثى؛ وأَنشد لعمرو بن قِنْعاس: وكنتُ إذا أَرَى زِفّاً مريضاً يُناحُ على جَنازَتِهِ، بَكَيْتُ (* قوله «زفأ» كذا في الأصل مضبوطاً بزاي مكسورة وفاء ومثله في شرح القاموس). أُرَجِّلُ جُمَّتي وأَجُرُّ ثوبي، وتَحْمِلُ بِزَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ والأَفِيقُ: الجلد الذي لم يُدبغ؛ عن ثعلب، وقيل: هو الذي لم تتم دِباغته.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وعنده أَفيق؛ قال: هو الجلد الذي لم يتمّ دِباغُه، وقيل: هو ما دُبِغ بغير القَرظ من أَدْبِغة أَهل نجد مثل الأَرْطى والحُلَّبِ والقَرْنُوة والعِرْنةِ وأَشياء غيرها، فالتي تدبغ بهذه الأَدْبِغة فهي أَفَقٌ حتى تُقدّ فيُتَّخذ منها ما يتخذ.
وفي حديث غَزْوان: فانطلقت إلى السوق فاشتريت أَفِيقةً أَي سِقاء من أَدَم، وأَنثه على تأْويل القربة والشَّنّة، وقيل: الأَفِيق الأَديم حين يخرج من الدِّباغ مفروغاً منه وفيه رائحته، وقيل: أَوّل ما يكون من الجلد في الدباغ فهو مَنِيئة ثم أَفِيق ثم يكون أَديماً، والمنيئة: الجلد أَول ما يدبغ ثم هو أَفيق، وقد مَنَأْته وأَفَقْته، والجمع أَفَق مثل أَديِم وأَدَم.
والأَفَقُ: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فعيلاً لا يكسر على فعَل. قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَفِيق الأَفِقَ على مثال النَّبِق وفسره بالجلد الذي لم يدبغ، قال: ولست منه على ثقة؛ وقال اللحياني: لا يقال في جمعه أُفُق البَتّةَ وإنما هو الأَفَقُ، بالفتح، فأَفِيق على هذا له اسم جمع وليس له جمع؛ وأَفَق الأَدِيمَ يأْفِقه أَفْقاً: دبغه إلى أَن صار أَفيقاً. الأَصمعي: يقال للأَديم إذا دبغ قبل أَن يُخرز أَفيق، والجمع آفِقة مثل أَدِيم وآدِمة ورغيف وأَرغفة؛ قال ابن بري: والأَفِيق من الإنسان ومن كل بهيمة جلده؛ قال رؤبة: يَشْقَى به صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ وأَفَقُ الطريق: سَنَنُه.
والأَفَقةُ: المَرقةُ من مَرَق الإهاب.
والأَفقة: الخاصرة، وجمعها أَفَق؛ قال ثعلب: هي الآفِقة مثل فاعلة.
وأُفاقةُ: موضع ذكره لبيد فقال: وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاقةِ عالِياً كَعْبي، وأَرْدافُ المُلوكِ شُهودُ وأَنشد ابن بري للجعدي: ونحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً، بما كان في الدِّرْ داء رَهْناً فأُبْسِلا وقال العَوّامُ بن شَوْذَب: (* قوله «العوام بن شوذب» كذا في الأصل وشرح القاموس؛ وعبارة ياقوت: العوام أخو الحرث بن همام). قَبَحَ الإلَهُ عِصابةً من وائلٍ يومَ الأُفاقةِ أَسْلَمُوا بِسْطاما

لمع (لسان العرب) [0]


لَمَعَ الشيءُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً وتِلِمّاعاً وتَلَمَّعَ، كلُّه: بَرَقَ وأَضاءَ، والعْتَمَعَ مثله؛ قال أُمية بن أَبي عائذ: وأَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه تَهَدُّمُ طَوْدٍ، صَخْرُه يَتَكَلَّدُ ولَمَعَ البرْقُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعاناً إِذا أَضاءَ.
وأَرض مُلْمِعةٌ ومُلَمِّعةٌ ومُلَمَّعةٌ ولَمَّاعةٌ: يَلْمَعُ فيها السرابُ.
واللَّمَّاعةُ: الفَلاةُ؛ ومنه قول ابن أَحمر: كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنْوفِيّةٍ لَمّاعةٍ، يُنْذَرُ فيها النُّذُرْ قال ابن بري: اللَّمَّاعةُ الفلاةُ التي تَلْمَعُ بالسرابِ.
واليَلْمَعُ: السرابُ لِلَمَعانِه.
وفي المثل: أَكْذَبُ من يَلْمَعٍ.
ويَلْمَعٌ: اسم بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَيضاً، ويُشَبَّه به الكَذُوبُ فيقال: هو أَكذَبُ من يَلْمَعٍ؛ قال الشاعر: إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني بِوِدِّيَ، قالتْ: إِنما أَنتَ يَلْمَعُ واليَلْمَعُ: ما لَمَعَ . . . أكمل المادة من السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ.
وخَدٌّ مُلْمَعٌ: صَقِيلٌ.
ولَمَعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْعاً وأَلْمَعَ: أَشارَ، وقيل: أَشار لِلإِنْذارِ، ولَمَعَ: أَعْلى، وهو أَن يرفَعَه ويحرِّكَه ليراه غيره فيَجِيءَ إِليه؛ ومنه حديث زينب: رآها تَلْمَع من وراءِ الحجابِ أَي تُشِيرُ بيدها؛ قال الأَعشى: حتى إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه، سُقِيَتْ، وصَبَّ رُواتُها أَوْ شالَها ويروى أَشْوالَها؛ وقال ابن مقبل: عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ، إِذْ لَمَعَت بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوانَ، أَنْ يَقَعا (* قوله« أن يقعا» كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة عيث يقفا.) عَيْثي بمنزلة عَجَبي ومَرَحي.
ولَمَعَ الرجلُ بيديه: أَشار بهما، وأَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كذلك؛ قال عدِيُّ بن زيد العبّاذي:عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو، وبالأَكُفِّ اللاَّمِعاتِ سُورُ ولَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَلْمَعُ وأَلْمَعَ بهما: حَرَّكهما في طَيَرانِه وخَفَق بهما.
ويقال لِجَناحَي الطائِرِ: مِلْمَعاهُ؛ قال حميد بن ثور يذكر قطاة: لها مِلْمَعانِ، إِذا أَوْغَفَا يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى أَوْغَفَا: أَسْرَعا.
والوَحَى ههنا: الصوْتُ، وكذلك الوَحاةُ، أَرادَ حَفِيفَ جَناحيْها. قال ابن بري: والمِلْمَعُ الجَناحُ، وأَورد بيت حُمَيْد بن ثور.
وأَلْمَعَتِ الناقةُ بِذَنَبها، وهي مُلْمِعٌ: رَفَعَتْه فَعُلِمَ أَنها لاقِحٌ، وهي تُلْمِعُ إِلْماعاً إِذا حملت.
وأَلْمَعَتْ، وهي مُلْمِعٌ أَيضاً: تحرّك ولَدُها في بطنها.
ولَمَعَ ضَرْعُها: لَوَّنَ عند نزول الدِّرّةِ فيه.
وتَلَمَّعَ وأَلْمَعَ، كله: تَلَوَّنَ أَلْواناً عند الإِنزال؛ قال الأَزهريّ: لم أَسمع الإِلْماعَ في الناقة لغير الليث، إِنما يقال للناقة مُضْرِعٌ ومُرْمِدٌ ومُرِدٌّ، فقوله أَلْمَعَتِ الناقةُ بذنَبِها شاذٌّ، وكلام العرب شالَتِ الناقةُ بذنبها بعد لَقاحِها وشَمَذَتْ واكْتَارَت وعَشَّرَتْ، فإِن فعلت ذلك من غير حبل قيل: قد أبْرَقَت، فهي مُبْرِقٌ، والإِلْماعُ في ذوات المِخْلَبِ والحافرِ: إِشْراقُ الضرْعِ واسْوِدادُ الحلمة باللبن للحمل: يقال: أَلْمَعَت الفرسُ والأَتانُ وأَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت للحمل واسودّت حَلَماتُها. الأَصمعي: إِذا استبان حمل الأَتان وصار في ضَرْعِها لُمَعُ سواد، فهي مُلْمِعٌ، وقال في كتاب الخيل: إِذا أَشرق ضرع الفرس للحمل قيل أَلمعت، قال: ويقال ذلك لكل حافر وللسباع أَيضاً.
واللُّمْعةُ: السواد حول حلمة الثدي خلقة، وقيل: اللمعة البقْعة من السواد خاصة، وقيل: كل لون خالف لوناً لمعة وتَلْمِيعٌ.
وشيء مُلَمَّعٌ: ذو لُمَعٍ؛ قال لبيد: مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ لا تأْكلْ مَعَهْ، إِنَّ اسْتَه من بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ ويقال للأَبرص: المُلَمَّعُ.
واللُّمَعُ: تَلْمِيعٌ يكون في الحجر والثوب أَو الشيء يتلون أَلواناً شتى. يقال: حجر مُلَمَّعٌ، وواحدة اللُّمَعِ لُمْعةٌ. يقال: لُمْعةٌ من سوادٍ أو بياض أَو حمرة.
ولمعة جسد الإِنسان: نَعْمَتُه وبريق لونه؛ قال عدي بن زيد: تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْعَتُها، وتَحُورُ بَعْدُ آثارا واللُّمْعةُ، بالضم: قِطْعةٌ من النبْتِ إِذا أَخذت في اليبس؛ قال ابن السكيت: يقال لمعة قد أَحَشَّت أَي قد أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ، وذلك إِذا يبست.
واللُّمْعةُ: الموضعُ الذي يَكْثُر فيه الخَلَى، ولا يقال لها لُمْعةٌ حتى تبيضَّ، وقيل: لا تكون اللُّمْعةُ إِلا مِنَ الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ إِذا يبسا. تقول العرب: وقعنا في لُمْعة من نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ أَي في بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لما نبت فيها من النصيّ، وتجمع لُمَعاً.
وأَلْمَعَ البَلَدُ: كثر كَلَؤُه.
ويقال: هذ بلاد قد أَلْمَعَتْ، وهي مُلْمِعةٌ، وذلك حين يختلط كِلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ.
وفي حديث عمر: أَنه رأَى عمرو بن حُرَيْثٍ فقال: أَين تريد؟ قال: الشامَ، فقال: أَما إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وهي اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ تَلْمَعُ بهم أَي تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ.
واللَّمْعُ: الطرْحُ والرَّمْيُ.
واللَّمّاعةُ: العُقابُ.
وعُقابٌ لَمُوعٌ: سرِيعةُ الاختِطافِ.
والتَمَعَ الشيءَ: اخْتَلَسَه.
وأَلْمَعَ بالشيء: ذهَب به؛ قال متمم بن نويرة: وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا يعني ذهب بهما الدهرُ.
ويقال: أَراد بقوله أَلْمَعَا اللَّذَيْنِ معاً، فأَدخل عليه الأَلف واللام صلة، قال أَبو عدنان: قال لي أَبو عبيدة يقال هو الأَلْمَعُ بمعنى الأَلْمَعِيِّ؛ قال: وأَراد متمم بقوله: وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا أَي جَوْناً الأَلْمَعَ فحذف الأَلف واللام. قال ابن بزرج: يقال لَمَعْتُ بالشيء وأَلْمَعْتُ به أَي سَرَقْتُه.
ويقال: أَلْمَعَتْ بها الطريقُ فَلَمَعَتْ؛ وأَنشد: أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ، لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ وأَلْمَعَ بما في الإِناء من الطعام والشراب: ذهب به.
والتُمِعَ لَوْنُه: ذهَب وتَغَيَّرَ، وحكى يعقوب في المبدل التَمَعَ.
ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء أَو غَضِبَ وحَزِنَ فتغير لذلك لونه: قد التُمِعَ لَونُه.
وفي حديث ابن مسعود: أَنه رأَى رجلاً شاخصاً بصَرُه إِلى السماء في الصلاة فقال: ما يَدْرِي هذا لعل بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قبل أَن يرجع إِليه؛ قال أَبو عبيدة: معناه يُخْتَلَسُ.
وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في الصلاة فلا يرفَعْ بصَره إِلى السماء؛ يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ. يقال: أَلْمَعْتُ بالشيء إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بسرعة.
ويقال: التَمَعْنا القومَ ذهبنا بهم.
واللُّمْعةُ: الطائفةُ، وجمعها لُمَعٌ ولِماعٌ؛ قال القُطامِيّ: زمان الجاهِلِيّةِ كلّ حَيٍّ، أَبَرْنا من فَصِيلَتِهِمْ لِماعا والفَصِيلةُ: الفَخِذُ؛ قال أَبو عبيد: ومن هذا يقال التُمِعَ لونُه إِذا ذَهَب، قال: واللُّمْعةُ في غير هذا الموضع الذي لا يصيبه الماء في الغسل والوضوء.
وفي الحديث: أَنه اغْتسل فرأَى لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها بشَعَره؛ أَراد بُقْعةً يسيرة من جَسَدِه لم يَنَلْها الماء؛ وهي في الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت في اليُبْسِ.
وفي حديث دم الحيض: فرأَى به لُمْعةً من دَمٍ.
واللّوامِعُ: الكَبِدُ؛ قال رؤبة: يَدَعْنَ من تَخْرِيقِه اللَّوامِعا أَوْهِيةً، لا يَبْتَغِينَ راقِعا قال شمر: ويقال لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ منه؛ وأَنشد: حتى إِذا عَنْ كان في التَّلَمُّسِ، أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ، مُلَثَّمَ البابِ، رَثِيمَ المَعْطِسِ وفي حديث لقمانَ بن عاد: إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّع، وإِن لا أَرَ مَطْمَعِي فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قال أَبو عبيد: معنى تَلَمَّعُ أَي تختطف الشيء في انْفِضاضِها، وأَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ، وهي لغة أَهل مكة، ويروى تَلْمَع من لَمَعَ الطائِرُ بجناحيه إِذا خَفَقَ بهما.
واللاّمِعةُ اللَّمّاعةُ: اليافوخُ من الصبي ما دامت رطْبةً لَيِّنةً، وجمعها اللَّوامِعُ، فإِذا اشتدّت وعادت عَظْماً فهي اليافوخُ.
ويقال: ذَهَبَت نفسُه لِماعاً أَي قِطْعةً قِطْعةً؛ قال مَقّاسٌ: بعَيْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِيكُمْ، وعَيْشُ المَرْءِ يَهْبِطُه لِماعا واليَلْمَعُ والأَلْمَعُ والأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الدَّاهي الذي يَتَظَنَّنُ الأُمُور فلا يُخْطِئُ، وقيل: هو الذَّكِيُّ المُتَوَقِّدُ الحدِيدُ اللسانِ والقَلْبِ؛ قال الأَزهري: الأَلمَعيُّ الخَفيفُ الظريفُ؛ وأَنشد قول أَوس بن حجر: الأَلمَعِيُّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظْـ ـظَنَّ، كأَنّْ قَدْ رَأَى، وقد سَمِعا نصب الأَلمعِيَّ بفعل متقدم؛ وأَنشد الأَصمعي في اليَلْمَعيّ لِطَرَفةَ: وكائِنْ تَرى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ، ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ رجل مُحَظْرَبٌ: شديدُ الخَلق مَفتوله، وقيل: الأَلمَعِيُّ الذي إِذا لَمَعَ له أَولُ الأَمر عرف آخره، يكتفي بظنه دون يقينه، وهو مأْخوذ من اللَّمْعِ، وهو الإِشارةُ الخفية والنظر الخفِيُّ؛ حكى الأَزهري عن الليث قال: اليَلْمَعِيُّ والأَلمِعيُّ الكذّاب مأْخوذ من اليَلْمَع وهو السرابُ. قال الأَزهري: ما علمت أَحداً قال في تفسير اليَلْمَعِيِّ من اللغويين ما قاله الليث، قال: وقد ذكرنا ما قاله الأَئمة في الأَلمعيّ وهو متقارب يصدق بعضه بعضاً، قال: والذي قاله الليث باطل لأَنه على تفسيره ذمّ، والعرب لا تضع الأَلمعي إِلاَّ في موضع المدح؛ قال غيره: والأَلمَعِيُّ واليَلمَعيُّ المَلاَّذُ وهو الذي يَخْلِطُ الصدق بالكذب.
والمُلَمَّعُ من الخيل: الذي يكون في جسمه بُقَعٌ تخالف سائر لونه، فإِذا كان فيه استطالة فهو مُوَلَّعٌ.
ولِماعٌ: فرس عباد بن بشير أحدِ بني حارثة شهد عليه يومَ السَّرْحِ.

زها (لسان العرب) [0]


الزَّهْوُ: الكِبْرُ والتِّيهُ والفَخْرُ والعَظَمَةُ؛ قال أَبو المُثَلَّمِ الهذلي: مَتى ما أَشَأْ غَيْر زَهْوِ المُلُو كِ، أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ ورجل مَزْهُُوٌّ بنفسه أَي مُعْجَبٌ.
وبفُلان زَهْوٌ أَي كِبْرٌ؛ ولا يقال زَها.
وزُهِيَ فُلانٌ فهو مَزْهُوٌّ إذا أَُعْجِبَ بنفسه وتَكَبَّر. قال ابن سيده: وقد زُهِيَ على لفظ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، جَزَمَ به أَبو زيد وأَحمد بن يحيى، وحكى ابن السكيت: زُِهِيتُ وزَهَوْتُ.
وللعرب أَحرف لا يتكلمون بها إلا على سبيل المَفْعول به وإن كان بمعنى الفاعل مثل زُهِيَ الرجُلُ وعُنِيَ بالأَمْر ونُتِجَتِ الشاةُ والناقة وأَشباهها، فإذا أَمَرْت به قلت: لِتُزْهَ يا رجلُ، وكذلك الأَمْر من كل فِعْل لم يُسمّ فاعله . . . أكمل المادة لأَنك إذا أَمَرْتَ منه فإنما تأْمر في التحصيل غير الذي تُخاطِبه أَن يُوقِع به، وأَمْرُ الغائبِ لا يكون إلا باللام كقولك ليَقُمْ زَيد، قال: وفيه لغة أُخرى حكاها ابن دريد زَها يَزْهُو زَهْواً أَي تَكَبَّر، ومنه قولهم: ما أَزْهاهُ، وليس هذا من زُهِيَ لأَن ما لم يُسم فاعله لا يُتَعَجَّبُ منه. قال الأَحمر النحوي يهجو العُتْبِيَّ والفَيْضَ بن عبد الحميد: لنا صاحِبٌ مُولَعٌ بالخِلافْ، كثيرُ الخَطاء قليلُ الصَّوابْ أَلَجُّ لجاجاً من الخُنْفُساءْ، وأَزْهى، إذا ما مَشى، منْ غُرابْ قال الجوهري: قلت لأَعرابي من بني سليم ما معنى زُهِيَ الرجلُ؟ قال: أَُعجِبَ بنفسِه، فقلت: أَتقول زَهى إذا افْتَخَر؟ قال: أَمّا نحن فلا نتكلم به.
وقال خالد بن جَنبة: زَها فلان إذا أُعجب بنفسه. قال ابن الأَعرابي: زَهاه الكِبْر ولا يقال زَها الرَّجل ولا أَزْهيتُه ولكنْ زَهَوْتُه.
وفي الحديث: من اتَّخَذَ الخَيْلَ زُهاءً ونِواءً على أَهْل الإسْلام فهي عليه وِزْرٌ؛ الزُّهاء، بالمدّ، والزَّهْوُ الكِبْرُ والفَخْر. يقال: زُهِيَ الرجل، فهو مَزْهُوٌّ، هكذا يتكلَّم به على سبيل المفعول وإن كان بمعنى الفاعل.
وفي الحديث: إنّ الله لا يَنْظر إلى العامل المَزْهُوِّ؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: إن جاريتي تُزْهَى أَن تَلْبَسَه في البيت أَي تَتَرَفَّعُ عنه ولا تَرْضاه، تعني درْعاً كان لها؛ وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر: جَزَى اللهُ البَراقِعَ مِنْ ثِيابٍ، عن الفِتْيانِ، شَرّاً ما بَقِينا يُوارِينَ الحِسانَ فلا نَراهُم، ويَزْهَيْنَ القِباحَ فيَزْدَهِينا فإنما حُكْمه ويَزْهُونَ القِباحَ لأَنه قد حكي زَهَوْتُه، فلا معنى ليَزْهَيْنَ لأَنه لم يجئ زَهَيْته، وهكذا أَنشد ثعلب ويَزْهُون. قال ابن سيده: وقد وهم ابن الأَعرابي في الرواية، اللهم إلا أَن يكون زَهَيْتُه لغة في زَهَوْتُه، قال: ولم تُرْوَ لنا عن أَحد.
ومن كلامهم: هي أَزْهَى مِن غُرابٍ، وفي المثل المعروفِ: زَهْوَ الغُرابِ، بالنصب، أَي زُهِيتَ زَهْوَ الغرابِ: وقال ثعلب في النوادر: زُهِيَ الرجل وما أَزْهاهُ فوضَعُوا التعجب على صيغة المفعول، قال: وهذا شاذٌّ إنما يَقع التعجب من صيغة فِعْلِ الفاعل، قال: ولها نظائر قد حكاها سيبويه وقال: رجُلٌ إنْزَهْوٌ وامرأَة إنْزَهْوَةٌ وقوم إنْزَهْوُون ذَوو زَهْوٍ، ذهبوا إلى أَن الأَلف والنون زائدتان كزيادتهما في إنْقَحْلٍ، وذلك إذا كانوا ذَوِي كِبْر.
والزَّهْو: الكَذِب والباطلُ؛ قال ابن أَحمر: ولا تَقُولَنَّ زَهْواً ما تُخَبِّرُني، لم يَتْرُكِ الشَّيْبُ لي زَهْواً، ولا العَوَرُ (* قوله «ولا العور» أنشده في الصحاح: ولا الكبر، وقال في التكملة، والرواية: ولا العور). الزَّهْو: الكِبْرُ.
والزَّهْوُ: الظُّلْمُ.
والزَّهْو: الاسْتِخْفافُ: وزَها فلاناً كلامُك زَِهْواً وازْدهاه فازْدَهَى: اسْتَخَفَّه فخفّ؛ ومنه قولهم: فلان لا يُزْدَهَى بخَديعَة.
وازْدَهَيْت فلاناً أَي تَهاوَنْت به.
وازْدَهَى فلان فلاناً إذا اسْتَخَفَّه.
وقال اليريدي: ازْدَهاهُ وازْدَفاهُ رذا اسْتَخَفَّه.
وزَهاهُ وازْدَهاهُ: اسْتَخَفَّه وتهاون به؛ قال عمر بن أَبي ربيعة: فلما تَواقَفْنا وسَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ وجُوهٌ، زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا قال ابن بري ويروى: ولما تَنَازَعْنا الحَديثَ وأَشْرَقَت قال: ومثله قول الأَخطل: يا قاتَلَ اللهُ وصْلَ الغانِيات، إذا أَيْقَنَّ أَنَّك مِمَّنْ قد زَها الكِبَرُ وازْدَهاهُ الطَّرَب والوَعيدُ: اسْتَخَفَّه.
ورجل مُزْدَهىً: أَخَذَتْه خِفَّةٌ من الزَّهْوِ أَو غيره.
وازْدَهاهُ على الأَمْرِ: أَجْبَرَه.
وزَها السَّرابُ الشيءَ يَزْهاهُ: رَفَعَه، بالأَلف لا غير.
والسراب يَزْهى القُور والحُمُول: كأَنه يَرْفَعُها؛ وزَهَت الأَمْواجُ السفينة كذلك.
وزَهَت الريحُ أَي هَبَّت؛ قال عبيد: ولَنِعْم أَيْسارُ الجَزورِ إذا زَهَتْ رِيحُ الشِّتَا، وتَأَلَّفَ الجِيرانُ وزَهَت الريحُ النباتَ تَزْهاهُ: هَزَّتْه غِبَّ النَّدَى؛ وأَنشد ابن بري: فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالاً، كأَنَّها جَرادٌ زَهَتْه رِيحُ نَجْدٍ فأَتْهَمَا قال: رَهْواً هنا أَي سِرَاعاً، والرَّهْوُ من الأَضداد.
وزَهَتْه: ساقَتْه.
والريحُ تَزْهَى النباتَ إذا هَزَّتْه بعد غِبِّ المَطَر؛ قال أَبو النجم: في أُقْحُوانٍ بَلَّهُ طَلُّ الضُّحَى، ثُمَّ زَهَتْهُ ريحُ غَيمٍ فَازْدَهَى قال الجوهري: ورُبَّما قالوا زَهَت الريحُ الشَّجَر تَزْهاه إذا هَزَّتْه.
والزَّهْوُ: النَّبات الناضرُ والمَنْظَرُ الحَسَن. يقال: زُهي الشيءُ لِعَيْنِكَ.
والزَّهْوُ: نَوْرُ النَّبْتِ وزَهْرُهُ وإشْراقُه يكون للْعَرَضِ والجَوْهَرِ.
وزَها النَّبْتُ يَزْهَى زَهْواً وزُهُوّاً وزَهاءً حَسُنَ.
والزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، يقال: إذا ظَهَرت الحُمْرة والصفرة في النَّخْل فقد ظَهَرَ فيه الزَّهْوُ.
والزَّهْوُ والزُّهْوُ: البُسْرُ إذا ظَهَرَت فيه الحُمْرة، وقيل: إذا لَوَّنَ، واحدته زَهْوة؛ وقال أَبو حنيفة: زُهْوٌ، وهي لغة أَهل الحجاز بالضَّمِّ جمعُ زَهْوٍ، كقولك فَرَسٌ وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ، فأُجْرِيَ الاسم في التَّكْسير مُجْرَى الصفة.
وأَزْهَى النَّخْلُ وزَهَا زُهُوّاً: تلوَّن بِحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ.
وروى أَنس من مالك أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَزْهو، قيل لأَنس: وما زَهْوُه؟ قال: أَن يحمرّ أَو يصفر، وفي رواية ابن عمر: نهَى عن بَيْع النَّخْلِ حتى يُزْهِيَ. ابن الأَعرابي: زَها النبتُ يَزْهُو إذا نَبَت ثَمَرُه، وأَزْهَى يُزْهِي إذا احْمَرَّ أَو اصفر، وقيل: هما بمعنى الاحمرار والاصفرار، ومنهم من أَنْكَر يَزْهو ومنهم مَن أَنكر يُزْهي.
وزَهَا النَّبْتُ: طالَ واكْتَهَلَ؛ وأَنشد: أَرَى الحُبَّ يَزْهَى لِي سَلامَةَ، كالَّذِي زَهَى الطلُّ نَوْراً واجَهَتْه المَشارِقُ يريد: يزيدُها حسناً في عَيْني. أَبو الخطاب قال: لا يقال للنخل إلاَّ يُزْهى، وهو أَن يَحْمَرَّ أَو يصفرّ، قال: ولا يقال يَزْهُو، والإزْهاءُ أَنْ يَحْمَرَّ أَو يصفر.
وقال الأَصمعي: إذا ظَهَرت فيه الحُمْرة قيل أَزْهَى. ابن بُزُرج: قالوا زُها الدُّنْيا زِينَتُها وإيناقُها، قال: ومثله في المعنى قولهم ورَهَجُها.
وقال: ما لِرَأّْيِكَ بُذْمٌ ولا فَرِيق (* قوله «ولا فريق» هكذا في الأصل). أَي صَرِيمَة.
وقالوا: طَعامٌ طيِّبُ الخَلْف أَي طَيّب آخر الطعم.
وقال خالد بن جنبة: زُهِيَ لَنَا حَمْل النَّخْلِ فنَحْسِبُه أَكثَرَ ممّا هو. الأَصمعي: إذا ظَهَرتْ في النَّخْل الحُمْرة قيل أَزْهَى يُزْهِي: ابن الأَعرابي: زَهَا البُسْر وأَزْهَى وزَهَّى وشَقَّحَ وأَشْقَحَ وأَفْضَحَ لا غير. أَبو زيد: زَكا الزرع وَزَها إذا نَما. خالد ابن جنبة: الزَّهْوُ من البُسْرِ حين يصفرّ ويحمرُّ ويحل جَرْمُه، قال: وجَرْمه للشِّرَاء والبَيْع، قال: وأَحْسَنُ ما يكون النخلُ إذ ذاك؛ الأَزهري: جَرْمه خَرْصُه للبيع.
وزَها بالسيف: لمَعَ به.
وزَهَا السراجَ: أَضاءَه.
وزَهَا هو نفسُه.
وزُهاءُ الشيءِ وزِهَاؤُه: قَدْرُه، يقال: هُمْ زُهَاءُ مائِةٍ وزِهاءُ مِائةٍ أَي قدرها.
وهُم قومٌ ذَوُو زُهاءٍ أَي ذَوُو عَدَدٍ كثير؛ وأَنشد: تَقَلَّدْتَ إبْريقاً، وعَلَّقْتَ جَعْبة لِتُهْلِكَ حَيّاً ذَا زِهاءٍ وجَامِلِ الإبريق: السيف، ويقال قوس فيها تلاميع.
وزُهاءُ الشيء: شخصُه.
وزَهَوْت فلاناً بكذا أَزْهاهُ أَي حَزَرْته.
وزَهَوْته بالخشبة: ضربتُه بها.
وكم زُهاؤُهم أَي قدرُهم وحزْرُهم؛ وأَنشد للعجاج؛ كأَنما زُهاؤُهم لمن جَهَرْ وقولُهم: زُهاءُ مائَة أَي قدر مائةٍ.
وفي حديث: قيل له كم كانوا؟ قال: زُهاءَ ثلَثمائة أَي قدر ثلثمائة، من زَهَوْت القومَ إذا حَزَرْتَهم.
وفي الحديث: إذا سَمِعتم بناسٍ يأْتون من قِبَلِ المَشرق أولي زُهاءٍ يَعجَبُ الناس من زيِّهِمْ فقد أَظَلَّت الساعةُ؛ قوله أُُولي زُهاءٍ أُولي عددٍ كثيرٍ.
وزَهَوْتُ الشيءَ إذا خَرَصْتَه وعلِمتَ ما زُهاؤُه.
والزُّهاءُ: الشخصُ، واحده كجمعِه.
ومنه قول بعض الرُّوَّاد: مَداحي سَيْل وزُهاءُ ليل، يصف نباتاً أَي شخصُه كشخص الليل في سوادِه وكَثْرِته؛ أَنشد ابن الأَعرابي: دُهْماً كأَن الليلَ في زُهائِها زُهاؤُها: شُخوصُها يصف نَخْلاً يعني أَن اجتماعها يُري شُخوصَها سوداً كالليل.
وزَهَتِ الإبلُ تَزْهو زَهْواً: شربَت الماءَ ثم سارت بعد الوِرْد ليلةً أَو أَكثر ولم تَرْعَ حول الماء، وزَهَوْتُها أَنا زَهْواً، يَتَعَدَّى ولا يتعدى.
وزَهَتْ زَهْواً: مرَّت في طلب المَرْعى بعد أَن شرِبت ولم تَرْعَ حول الماء؛ قال الشاعر: وأَنتِ استعرتِ الظَّبيَ جيداً ومُقْلَةً، من المُؤلِفات الزِّهْوَ، غيرِ الأَوارِك وزَها المُرَوِّحُ المِرْوَحة وزَهَّاها إذا حَرَّكها؛ وقال مزاحمٌ يصف ذنب البعير: كمِرْوَحَةِ الدَّارِيّ ظَلَّ يَكُرُّها، بكَفِّ المُزَهِّي سَكْرَةَ الرِّيحِ عُودُها فالمُزَهِّي: المُحَرِّك؛ يقول: هذه المروحة بكفِّ المُزَهِّي المحرِّك لسُكونِ الريح.
والزَاهيَةُ من الإبل: التي لا تَرْعى الحَمْض. قال ابن الأَعرابي: الإبلُ إبلانِ: إبلٌ زاهِيَة زالَّة الأَحْناك لا تقرَب العِضاهَ وهي الزَّواهي، وإبلٌ عاضِهةٌ تَرْعى العِضاهَ وهي أَحْمَدُها وخيرها، وأَما الزَّاهِيَة الزَّالَّةُ الأَحْناك فهي صاحبة الحَمْضِ ولا يُشْبِعها دُون الحَمْضِ شيء.
وزَهَتِ الشاةُ تَزْهُو زُهاءً وزُهُوّاً: أَضْرَعت ودَنا وِلادُها.
وأَزْهى النخلُ وزَها: طالَ، وزَها النبت: غَلا وعلا، وزَها الغلام: شَبَّ؛ هذه الثلاث عن ابن الأَعرابي.