المصادر:  


أ م ن (المصباح المنير) [50]


 أَمِنَ: زيدٌ الأسدَ "أَمْنًا" و "أَمِنَ" منه مثلُ سَلِم مِنْه وزنًا ومَعْنىً والأصلُ أن يُسْتَعْمَلَ في سُكُوِن القلب يَتَعَدَّى بنفْسِهِ وبالحرف ويُعْدَّى إلى ثانٍ بالهْمَزة فَيقَال "آمَنْتُهُ" منه و "أمِنْتُهُ" عليه بالكسر و "ائْتَمَنْتُهُ" عليه فهو "أَمِينٌ" و "أَمِنَ" البلد اطمأن به أهله فهو "آمِنٌ" و "أَمِينٌ" وهو "مَأْمُونٌ" الغائلة أي ليْسَ له غورٌ ولا مكر يخشى و "آمَنْتُ" الأسير بالمد أعطيته الأمان، فأمن هو بالكسر و "آمَنْتُ" بالله "إِيْمَانًا" أسلمت له و "أَمِنَ" بالكسر "أَمَانَةً" فهو "أَمِينٌ" ثم استعمل المصدر في الأعيان مجازا فقيل: الوديعة أمانة ونحوه والجمعُ "أَمَانَاتٌ" و "أَمِينٌ" بالقصر في لغة الحجاز وبالمد في لغة بني عامر والمدّ إشباع بدليل أنه لا يوجد في العربية كلمَةٌ على فَاعِيلٍ ومَعْنَاه الَّلهُمَّ اسْتَجِبْ، وقال أبو حاتم: معناه كَذِلكَ يكون وعن الحسن . . . أكمل المادة البصري أنه اسمٌ من أَسْمَاءِ الله تعالى والْمَوْجُودُ في مشاهير الأصْول المعتمدة أنَّ التَّشْديد خطأ، وقال بعض أهل العلم: التشديد لُغَةٌ وهو وهم قديمٌ وذلك أن أبا العباس أحمد بن يحيى قال: و "آمِينَ" مثال عاصين لغة فتوهم أن المراد صيغة الجمع؛ لأنه قابله بالجمع وهو مردود بقول ابن جني وغيره أن المراد موازنة اللفظ لا غير قال ابن جني: وليس المراد حقيقة الجمع ويؤيده قول صاحب التمثيل في الفصيح والتشديد خطأ ثم المعنى غير مستقيم على التشديد لأن التقدير: {وَلَا الضَّالِّينَ} قاصدين إليك وهذا لا يرتبط بما قبله فافهمه و "أَمَّنْتُ" على الدعاء "تَأْمِينًا" قلت عنده "آمِينَ" و "اسْتَأْمَنَهُ" طلب منه الأَمَان و "اسْتَأْمَنَ" إليه دَخَل في أَمَانِهِ. 

منن (الصّحّاح في اللغة) [50]


المُنَّةُ بالضم: القوَّة. يقال: هو ضعيف المُنَّة. السيرُ: أضعفَه وأعياه. الناقةَ: حسَرتها.
ورجلٌ منينٌ، أي ضعيفٌ كأنَّ الدهرَ منَّه، أي ذهب بمُنَّتِهِ، أي بقوَّته. الحبل الضعيف. الغبار الضعيف. القَطْعُ، ويقال: النقص. قوله تعالى: "لهم أجرٌ غيرُ مَمْنونٍ. علينا منًّا: أنعمَ. من أسماء الله تعالى. منه كالخِصِّيصى. عليه مِنَّةً، أي امْتَنَّ عليه. يقال: المِنَّةُ تَهدِم الصَنيعة. أبو عبيد: رجلٌ مَنونَةٌ: كثير الامتنان. الدهرُ. قال الأعشى:
رَيْبُ المَنونِ ودهرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ      أَأَن رأت رجلاً أَعْشَى أَضَرَّ به

والمَنونُ: . . . أكمل المادة class="baheth_marked">المنيَّةُ، لأنَّها تقطع المَدَدَ وتنقصُ العَدَدَ. قال الفراء: والمَنونُ مؤنَّثة، وتكون واحدةً وجمعاً. المَنا، وهو رِطلان، والجمع أَمْنانٌ، وجمع المَنا أَمْناءٌ. شيءٌ حلوٌ كالطَرَنْجَبِينِ.
وفي الحديث: "الكمأةُ من المَنِّ".

مَنَّ (القاموس المحيط) [50]


مَنَّ عليه مَنًّا ومِنِّينَى، كخِلِّيفَى: أَنْعَمَ، واصْطَنَعَ عندَهُ صَنِيعَةً ومِنَّةً، امْتَنَّ،
و~ الحَبْلَ: قَطَعَهُ،
و~ الناقةَ: حَسَرَها،
و~ السَّيْرُ فُلاناً: أضْعَفَه وأَعْياهُ.
وذَهَبَ بمُنَّتِه: بقُوَّتِهِ،
كأَمَنَّهُ وتَمَنَّنَهُ،
و~ الشيءُ: نَقَصَ.
والمَنُّ: كُلُّ طَلٍّ يَنْزِلُ من السَّماءِ على شَجَرٍ أو حجرٍ، ويَحْلُو، ويَنْعَقِدُ عَسَلاً، ويَجِفُّ جَفافَ الصَّمْغِ كالشِّرَخُشْت والتَّرَنْجَبِينِ.
والمَعْرُوفُ بالمَنِّ: ما وقَعَ على شجرِ البَلُّوطِ، مُعْتَدِلٌ نافِعٌ للسُّعالِ الرَّطْبِ، والصَّدْرِ، والرِّئَةِ.
والمَنُّ أيضاً: مَنْ لم يَدَّعِهِ أحَدٌ،
وكَيْلٌ م، أَو مِيزانٌ، أَو رِطْلانِ،
كالمَنَا
ج: أمْنانٌ،
وجَمْعُ المَنَا: أمْناء. والمُنَّةُ، بالضم: . . . أكمل المادة القُوَّةُ، وبالفتح: من أسْمائِهِنَّ.
والمَنُونُ: الدَّهْرُ، والمَوْتُ، والكثيرُ الامْتِنانِ،
كالمَنُونَةِ، والتي زُوِّجَتْ لِمالِها، فهيَ تَمُنُّ على زَوْجِها،
كالمَنَّانَةِ. الغُبارُ، والحَبْلُ الضَّعيفُ، والرجلُ الضَّعِيفُ، والقَوِيُّ، ضِدٌّ،
كالمَمْنُونِ،
وة في جَبَلِ سَنِيرٍ.
والمِنَنَةُ، كعِنَبَةٍ: العَنْكَبُوتُ،
كالمَنُونةِ، وأُنْثَى القَنافِذِ.
وما نَنْتُه: تَرَدَّدْتُ في قَضاءِ حاجتِهِ.
وامْتَنَنْتُهُ: بَلَغْتُ
مَمْنُونَهُ، وهو أقْصَى ما عِنْدَه.
والمُمِنَّانِ: اللَّيْلُ والنَّهارُ.
وكزُبَيْرٍ وشَدَّادٍ: اسْمانِ.
وأبُو عبد الله بنُ مَنِّي، بكسر النُّونِ المُشَدَّدَةِ: لُغَوِيٌّ.
ومَنِينَا، كَزَلِيخا: لَقَبٌ.
والمَنَّانُ: من أسْماءِ الله تعالى، أي: المُعْطِي ابْتِداءً،
و{أجْرٌ غيرُ مَمْنُونٍ}: غيرُ مَحْسوبٍ ولا مَقْطوعٍ.

الأمْنُ (القاموس المحيط) [0]


الأمْنُ والآمِنُ، كصاحِبٍ: ضِدُّ الخَوْفِ، أمِنَ، كفَرِحَ، أمْناً وأماناً، بفَتْحِهِما، وأمَناً وأمَنَةً، محرَّكتينِ، وإمْناً، بالكسر، فهو أمِنٌ وأمِينٌ، كَفَرِحٍ وأميرٍ.
ورَجُلٌ أُمَنَةٌ، كهُمَزَةٍ ويُحَرَّكُ: يَأْمَنُهُ كُلُّ أحَدٍ في كلِّ شيءٍ، وقد آمَنَهُ وأمَّنَهُ. والأمِنُ، ككتِفٍ: المُسْتَجِيرُ ليَأمَنَ على نَفْسِه.
والأمانَةُ والأمَنَةُ: ضِدُّ الخِيانَةِ، وقد أمِنَهُ، كسَمِعَ، وأمَّنَهُ تأمِيناً وائْتَمَنَه واسْتأمَنَه، وقد أمُنَ، ككَرُمَ،
فهو أمينٌ وأُمَّانٌ، كرُمَّانٍ: مَأْمونٌ به ثِقَةٌ.
وما أحْسَنَ أمْنَكَ، ويُحَرَّكُ: دينَكَ وخُلُقَكَ.
وآمَنَ به إيماناً: صَدَّقَهُ.
والإِيمانُ: الثِّقَةُ، وإظْهارُ الخُضوعِ، وقَبولُ الشَّريعَةِ.
. . . أكمل المادة والأمينُ: القَوِيُّ، والمُؤْتَمِنُ والمُؤْتَمَنُ، ضِدٌّ، وصِفةُ الله تعالى.
وناقةٌ أمونٌ: وَثيقَةُ الخَلْقِ
ج: ككُتُبٍ.
وأعْطَيْتُهُ من آمَنِ مالي: من خالِصِه وشرِيفِه.
وما أَمِنَ أن يَجِدَ صَحابَةً: ما وَثِقَ، أو ما كادَ.
وآمينُ، بالمَدِّ والقَصْرِ، وقد يُشَدَّدُ المَمْدُودُ ويُمالُ أيضاً، عن الواحِدِي في "البَسِيطِ": اسْمٌ من أسماءِ الله تعالى، ومَعْناه: اللهمَّ اسْتَجِبْ، أو كذلكَ فليكُنْ، أو كذلكَ فافْعَلْ.
وعبدُ الرحمن بنُ آمينَ، أو يامينٍ: تابِعِيٌّ.
والأمَّانُ، كرُمَّانٍ: مَن لا يَكْتُبُ لأَنَّهُ أُمِّيٌّ، والزُّرَّاعُ.
والمَأْمُونِيَّةُ والمَأْمَنُ: بَلَدَانِ بالعراقِ.
وآمِنَةُ بنْتُ وهْبٍ: أُمُّ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وسَبْعُ صَحابِيَّاتٍ.
وأبو آمِنَةَ الفَزارِيُّ، وقيل بالياءِ: صَحابيٌّ.
وأمَنَةُ بنُ عيسَى، محركةً: كاتِبُ اللَّيْثِ مُحَدِّثٌ.
وكزُبَيْرٍ: الحِرْمازِيُّ، والعَبْسِيُّ، وابنُ عَمْرٍو المَعافِرِيُّ،
وأبو أُمَيْنٍ، كزُبَيْرٍ البَهْرانِيُّ،
وأبو أُمَيْنٍ صاحِبُ أبي هُرَيْرَةَ: رُواةٌ.
و{إنَّا عَرَضْنا الأمَانَةَ}، أي: الفَرائِضَ المَفْروضَةَ، أو النِّيَّةَ التي يَعتَقِدُها فيما يُظْهِرُه باللسانِ من الإِيمانِ، ويُؤَدِّيهِ من جَميع الفَرائِض في الظاهِرِ، لأنَّ الله تعالى ائْتَمَنَهُ عليها، ولم يُظْهِرْها لأحَدٍ من خَلْقِه. فَمَنْ أضْمَرَ من التَّوْحيدِ مِثْلَ ما أظْهَرَ، فقد أدَّى الأمانَةَ.

أمن (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأَمانُ والأَمانَةُ بمعنىً.
وقد أَمِنْتُ فأنا آمِنٌ. غيري، من الأَمْنِ والأَمانِ. الإيمان: التصديقُ.
والله تعالى المُؤْمِنُ، لأنّه آمَنَ عبادَه من أن يظلمهم.
وأصل آمَنَ أَأْمَنَ بهمزتين، ليّنت الثانية والأَمْنُ: ضدُّ الخوف. بالتحريك: الأَمْنُ. قوله عز وجل: "أمَنَةً نُعاساً" والأَمَنَةُ أيضاً: الذي يثق بكلِّ أحد، وكذلك الأُمَنَةُ. على كذا وائْتَمَنْتُهُ بمعنىً.
وقرئ "مالَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يوسُف" بين الإدْغام وبين الإظهار. قال الأخفش، والإدغام أحسن.
وتقول اؤْتَمنَ فلان، على ما لم يسمّ فاعله واسْتَأْمنَ إليه، أي دخل في أمانِهِ.
وقوله تعالى: "وهَذا البَلَدُ الأمين" قال الأخفش: يريد . . . أكمل المادة الآمِنَ، وهو من الأَمْنِ. قال: وقد يقال الأَمينُ المَأْمونُ، كما قال الشاعر:
حلفتُ يمِيناً لا أخون أميني      ألم تعلمي يا أَسْمَُ وَيْحَكِ أنّني

أي مَأموني.
والأُمَّانُ بالضم والتشديد: الأمينُ وقال الشاعر الأعشى:
أَمَّانَ مَوْروداً شَرابُهْ      ولقد شهِدتُ التاجِر ال

والأَمونُ: الناقة الموَثَّقَةُ الخَلْقِ، التي أُمِنَتْ أن تكون ضعيفة.

أمن (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب، والآخر التصديق.
والمعنيان كما قلنا متدانيان. قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن. إعطاء الأَمَنَة. ضدُّ الخيانة.يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْناً وأَمَنَةً وأَماناً، وآمنني يُؤْمنني إيماناً.
والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أميناً. قال الأعشى:
ولقد شَهِدْتُ التّاجِر الـ      أُمّانَ موْرُوداً شرابُه

وما كان أميناً ولقد أَمُنَ. قال أبو حاتم: الأمين المؤتَمِن. قال النابغة:
وكنتَ أمينَهُ لو لم تخُنْه      ولكن لا أمانَةَ لليماني

وقال حسّان:
وَأمينٍ حَفَّظْتُه سِرَّ نفسي      فوَعاهُ حِفْظَ الأمينِ الأمِينا

الأوّل مفعول والثاني فاعل، كأنّه قال: حفْظ . . . أكمل المادة class="baheth_marked">المؤتَمَن المؤتَمِن. آمِنٌ ذو أَمْن. قال الله تعالى: رَبِّ اجْعَلْ هذا البَلَدَ آمِناً [إبراهيم 35].
وأنشد اللِّحيانيّ:
ألم تعلَمي يا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّني      حَلَفْتُ يميناً لا أَخُون أمِيني

أي آمِني. اللّحياني وغيره: رجلٌ أُمَنَة إذا كان يأمَنه الناسُ ولا يخافون غَائِلَتَهُ؛ وأَمَنَةٌ بالفتح يصدّق ما سَمِع ولا يكذِّب بشيءٍ، يثق بالناس. فأما قولهم: أعطيتُ فلاناً من آمَنِ مالي فقالوا: معناهُ مِن أعَزِّه عليّ.
وهذا وإن كان كذا فالمعنى معنى الباب كلِّه، لأنّه إذا كان من أعزّه عليه فهو الذي تسكن نفسهُ.
وأنشدوا قولَ القائل:
ونِقِي بآمَن مالِنا أحسابَنَا      و*نُجِِرُّ في الهَيْجَا الرّمَاحَ ونَدّعِي

وفي المثل: "مِن مَأمَنِه يُؤْتَى الحَذِر" ويقولون: "البَلَوِيُّ أخُوك ولا تأمَنْه"، يُراد به التَّحذير.وأمّا التّصديق فقول الله تعالى: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا [يوسف 17] أي مصدِّقٍ لنا.
وقال بعض أهل العلم: إن "المؤمن" في صفات الله تعالى هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثّواب.
وقال آخرون: هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه ولا يظلمُهم. فهذا قد عاد إلى المعنى الأوّل. قول النّابغة:
والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرِ يمسحُها      رُكْبانُ مَكة بين الغِيلِ والسَّعَدِ

ومن الباب الثاني- والله أَعلمُ- قولنا في الدعاء: "آمين"، قالوا: تفسيره: اللهم افْعَل، ويقال هو اسمٌ من أسماء الله تعالى. قال:
تباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ وابنُ أُمِّهِ      أَمِينَ فزادَ اللهُ ما بيننا بُعْدا

وربما مَدُّوا، وحُجّتُه قولُه
يا رَبِّ لا تسلِبَنّي حُبَّها أبداً      ويَرْحَمُ اللهُ عَبْداً قالَ آمِينَا

أمن (لسان العرب) [0]


الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى.
وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان. ضدُّ الخوف.
والأَمانةُ: ضدُّ الخِيانة.
والإيمانُ: ضدُّ الكفر.
والإيمان: بمعنى التصديق، ضدُّه التكذيب. يقال: آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه.
وفي التنزيل العزيز: وآمَنَهم من خوف. ابن سيده: الأَمْنُ نقيض الخوف، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً؛ حكى هذه الزجاج، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ. الأَمْنُ؛ ومنه: أَمَنةً نُعاساً، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر؛ . . . أكمل المادة قال ذلك الزجاج.
وفي حديث نزول المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان.
وفي الحديث: النُّجومُ أَمَنةُ السماء، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة.
وذهابُ النجومُ: تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم؛ قال ابن الأَثير: والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ.
وقوله عز وجل: وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً؛ قال أَبو إسحق: أَراد ذا أَمْنٍ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين؛ عن اللحياني، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد.
وفي التنزيل العزيز: وهذا البَلد الأَمين؛ أَي الآمِن، يعني مكة، وهو من الأَمْنِ؛ وقوله: أَلم تعْلمِي، يا أَسْمَ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَميني قال ابن سيده: إنما يريد آمنِي. ابن السكيت: والأَمينُ المؤتمِن. المؤتَمَن، من الأَضداد؛ وأَنشد ابن الليث أَيضاً: لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني. الجوهري: وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما قال الشاعر: لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي.
وقوله عز وجل: إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ.
وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح.
وقال أَبو زياد: أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ.
ورجل أُمَنَةٌ: يأْمَنُ كلَّ أَحد، وقيل: يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً: موثوقٌ به مأْمونٌ، وكان قياسُه أُمْنةً، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول؟ اللحياني: يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت، والإيمانُ عنده الثِّقةُ.
ورجل أَمَنةٌ، بالفتح: للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء.
ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد، وكذلك الأُمَنَةُ، مثال الهُمَزة.
ويقال: آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً، فأَمِنَ يأْمَنُ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً، وقرئ: ما لَك لا تأَمَننا على يوسف، بين الإدغامِ والإظهارِ؛ قال الأَخفش: والإدغامُ أَحسنُ.
وتقول: اؤتُمِن فلانٌ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ. ابن عمر: أَنه دخل عليه ابنُه فقال: إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها. إليه: دخل في أَمانِه، وقد أَمَّنَه وآمَنَه. أَبو جعفر المدنيّ: لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك. موضعُ الأَمْنِ. المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة، أَحْسِبُوه: أَعطُوه ما يَكْفيه، وقرئَ في سورة براءة: إنهم لا إِيمانَ لهم؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا، والإيمانُ ههنا الإجارةُ.
والأَمانةُ والأَمَنةُ: نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه؛ عن ثعلب، وهي نادرة، وعُذْرُ مَن قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة، كأَن تقول ائتمن، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ، واسْتَأْمَنه كذلك.
وتقول: اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً.
وفي الحديث: المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ؛ مُؤْتَمَنُ القوم: الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً، تقول: اؤتُمِنَ الرجل، فهو مُؤْتَمَن، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم.
وفي الحديث: المَجالِسُ بالأَمانةِ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان، وقد جاء في كل منها حديث.
وفي الحديث: الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه.
وفي حديث أَشْراطِ الساعة: والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها.
وفي الحديث: الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك.
ويقال: ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً.
ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ، وقيل: مأْمونٌ به ثِقَةٌ؛ قال الأَعشى: ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ، بالضم والتشديد: هو الأَمينُ، وقيل: هو ذو الدِّين والفضل، وقال بعضهم: الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ، وقال بعضهم: الأُمّان الزرّاع؛ وقول ابن السكيت: شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي، ولم يفسّر؛ قال أَبو منصور: كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي. ابن سيده: ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ. بالشيء: صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره. الجوهري: أَصل آمَنَ أَأْمَنََ، بهمزتين، لُيِّنَت الثانية، ومنه المُهَيْمِن، وأَصله مُؤَأْمِن، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء، قال ابن بري: قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ، لأَنها ساكنة، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير، قال: فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير.
وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال: الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ.
وفي التنزيل العزيز: وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا؛ أَي بمُصدِّقٍ.
والإيمانُ: التصديقُ. التهذيب: وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً، فهو مُؤْمِنٌ. أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق. قال الله تعالى: قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا (الآية) قال: وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً، كما قال الله عز وجل: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون؛ أَي أُولئك الذين قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن الإيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله، أَو قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال: ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين.
وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم: ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها، وهو مُنافِقٌ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه.
وفي قول الله عز وجل: إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه، ولا قوّةَ إلا بالله.
وأَما قوله عز وجل: إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما قالا: الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده؛ وقال ابن عمر: عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية، قال: والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ، والإنسان في قوله: وحملها الإنسان؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق، وهو الظَّلُوم الجهُولُ، يَدُلُّك على ذلك قوله: ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً.
وفي حديث ابن عباس قال، صلى الله عليه وسلم: الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له.
وفي حديث آخر: لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له.
وقوله عز وجل: فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين؛ قال ثعلب: المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان، قال الزجاج: صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه.
وقوله تعالى: يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين؛ قال ثعلب: يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين، وأَدخل اللام للإضافة، فأَما قول بعضهم: لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه.
وفي حديث أَنس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه.
وفي الحديث عن ابن عمر قال: أَتى رجلٌ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وقال: مَنِ المُهاجرُ؟ فقال: مَنْ هجَر السيئاتِ، قال: فمَن المؤمنُ؟ قال: من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم، قال: فَمَن المُسلِم؟ قال: مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده، قال: فمَن المجاهدُ؟ قال: مَنْ جاهدَ نفسَه. قال النضر: وقالوا للخليل ما الإيمانُ؟ قال: الطُّمأْنينةُ، قال: وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ، قال: لا أَقوله، وهذا تزكية. ابن الأَنباري: رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله. بالشيء إذا صَدَّقْت به؛ وقال الشاعر: ومِنْ قَبْل آمَنَّا، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه، قال: والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة.
وقوله عز وجل في قصة موسى، عليه السلام: وأَنا أَوَّلُ المؤمنين؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا.
وفي الحديث: نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ: أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين.
وفي الحديث: لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ؛ قيل: معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين، وقيل: هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع، كقوله عليه السلام: لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه، وقيل: معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ، وقيل: معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم، قال: وقال ابن عباس، رضي الله عنهما: الإيمانُ نَزِهٌ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه؛ ومنه الحديث: إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ، قال: وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه.
وفي حديث الجارية: أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها: أَين الله؟ وإشارَتِها إلى السماء، وبقوله لها: مَنْ أَنا؟ فأَشارت إليه وإلى السماء، يعني أنْتَ رسولُ الله، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً.
وفي حديث عُقْبة بن عامر: أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ.
وفي الحديث: ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن.
وفي الحديث: مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم.
وإذا قال الحالفُ: وأَمانةِ الله، كانت يميناً عند أَبي حنيفة، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً.
وفي الحديث: أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ.
والأَمينُ: القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه.
وناقةٌ أَمون: أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ، والجمع أُمُنٌ، قال: وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ، كما يقال: ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ. المالِ: ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ، عنَى بالمال الإبلَ، وقيل: هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل؛ قال الحُوَيْدرة: ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي. قولُه: ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله «ونقي بآمن مالنا» ضبط في الأصل بكسر الميم، وعليه جرى شارح القاموس حيث قال هو كصاحب، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم). أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب. الحِلْم: وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله؛ قال: والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ، ولـ ـكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى: تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه. التهذيب: والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله: وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ، وبقوله: شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو، وقيل: المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه، وقيل: المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه، قال: قال ابن الأَعرابي قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول: المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم، فيقولون: ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير، ويكذِّبون أَنبياءَهم، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله، ويصدِّقهم النبيُّ محمد، صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً، وقوله: ويُؤْمِنُ للمؤْمنين؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين؛ وقيل: المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه، ما وَعَدَهم، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به، والنارِ لمن كفرَ به، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له. قال ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف. المحكم: المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه، وهو المهيمن؛ قال الفارسي: الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج؛ وقال ثعلب: هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه.
والإيمانُ: الثِّقَةُ.
وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ، وقيل: معناه ما كادَ.
والمأْمونةُ من النساء: المُسْتراد لمثلها. قال ثعلب: في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه.
وآمينَ وأَمينَ: كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء؛ قال الفارسي: هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي، قال: ودليلُ ذلك أَن موسى، عليه السلام، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال: رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم، قال هرون، عليه السلام: آمِينَ، فطبَّق الجملة بالجملة، وقيل: معنى آمينَ كذلك يكونُ، ويقال: أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً. الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ: فيه لغتان: تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف، وآمينَ بالمد، والمدُّ أَكثرُ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر: تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ، إذ سأَلتُه أَمينَ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل، بضم الفاء والحاء، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ: يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً قال: آمِينا قال: ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ، وقيل: هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ قال: وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ، قال: وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء، كما فتحوا أَينَ وكيفَ، وتشديدُ الميم خطأٌ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين. قال ابن جني: قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة، ونشأَت بعدها أَلفٌ، قال: فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن، رحمه الله، أَنه قال: آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير؟ وقال مجاهد: آمين اسم من أَسماء الله؛ قال الأَزهري: وليس يصح كما قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي، قال: ولو كان كما قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً. الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى: واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ، قالت: غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ، فلما أَفاقَ قال: أَغُشِيَ عليَّ؟ قالوا: نعمْ، قال: صدَقْتُمْ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا: انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين، قال: فانطَلَقا بي، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال: وأَين تُرِيدانِ به؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، قال: فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله، قال: فعاش شهراً ثم ماتَ.
والتَّأْمينُ: قولُ آمينَ.
وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين؛ قال أَبو بكر: معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه.
وعن أَبي هريرة أَنه قال: آمينَ درجةٌ في الجنَّة؛ قال أَبو بكر: معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة.
وفي حديث بلال: لا تسْبِقْني بآمينَ؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد فرَغ من قراءتِها، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين.

همن (الصّحّاح في اللغة) [0]


المُهَيْمِنُ: الشاهد، وهو من آمن غيرَه من الخوف.

لم (القاموس المحيط) [0]


لم يُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ له، أمَنْ فُصِدَ له، وسَيأتي.

أَمن (المعجم الوسيط) [0]


 أمنا وأمانا وَأَمَانَة وَأمنا وإمنا وأمنة اطْمَأَن وَلم يخف فَهُوَ آمن وَأمن وَأمين يُقَال لَك الْأمان أَي قد آمنتك والبلد اطْمَأَن فِيهِ أَهله وَالشَّر وَمِنْه سلم وَفُلَانًا على كَذَا وثق بِهِ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ أَو جعله أَمينا عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {هَل آمنكم عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أمنتكم على أَخِيه من قبل} أَمن:  أَمَانَة كَانَ أَمينا 

آمن (المعجم الوسيط) [0]


 إِيمَانًا صَار ذَا أَمن وَبِه وثق وَصدقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا} وَفُلَانًا جعله يَأْمَن 

أَمن (المعجم الوسيط) [0]


 على دُعَائِهِ قَالَ آمين وعَلى الشَّيْء دفع مَالا منجما لينال هُوَ أَو ورثته قدرا من المَال مُتَّفقا عَلَيْهِ أَو تعويضا عَمَّا فقد يُقَال أَمن على حَيَاته أَو على دَاره أَو سيارته (مج) وَفُلَانًا جعله فِي أَمن وَفُلَانًا على كَذَا أَمنه 

الأمنة (المعجم الوسيط) [0]


 الَّذِي يأمنه كل أحد فِي كل شَيْء 

أَمنه (المعجم الوسيط) [0]


 الْجهد أضعفه 

أمنى (المعجم الوسيط) [0]


 الْحَاج أَتَى منى وَالرجل أنزل المنى والنطفة أنزلهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {من نُطْفَة إِذا تمنى} والدماء أراقها 

الأمنية (المعجم الوسيط) [0]


 البغية (ج) أماني 

سيم (لسان العرب) [0]


قوم سُيُوم آمِنُونَ. حديث هجرة الحَبَشَة: قال النجاشي لمن هاجر إِلى أَرضه امْكُثوا فأَنتم سُيُوم بأَرْضي أَي آمنون؛ قال ابن الأَثير كذا جاء تفسيره، قال: هي كلمة حبشية، وتروى بفتح السين، وقيل: سُيُومٌ جمع سائم أَي تَسُومُون في بلدي كالغنم السائمة لا يعارضكم أَحد، والله تعالى أَعلم.

المَنَا (القاموس المحيط) [0]


المَنَا والمَنَاةُ: كَيْلٌ، أو مِيزانٌ، ويُثَنَّى مَنَوَانِ ومَنَيَانِ
ج: أمْناءٌ وأمْنٍ ومُنِيٌّ ومِنِيٌّ. ومَنَاهُ يَمْنُوه: ابْتَلاَهُ، واخْتَبَرَهُ.
المُنُوَّةُ: الأمْنِيَّةُ. مَنَا دارِهِ: حِذاءَها.
ومَناةُ ع بالحِجازِ، وصَنَمٌ، ويُمَدُّ.
والمَمْناةُ: الأرضُ السَّوْداءُ.
والمُمانِي: الدَّيُّوثُ.
ومانٍ المُوَسْوَسُ: شاعِرٌ مُرِقٌّ، وآخَرُ زِنْدِيقٌ.
والتَّمانِي: المُخارَجَةُ.

السُّفْتَجَةُ (القاموس المحيط) [0]


السُّفْتَجَةُ، كقُرْطَقَةٍ: أنْ يُعْطِيَ مالاً لآخَرَ، وللآخرِ مالٌ في بَلَدِ المُعْطي، فَيُوَفِّيَهُ إيَّاهُ ثَمَّ، فَيَسْتَفِيدُ أمْنَ الطَّريقِ، وفِعْلُهُ: السَّفْتَجَةُ، بالفتح.

تهته (الصّحّاح في اللغة) [0]


التَهْتَهَةُ مثل اللُّكْنَةِ.
والتَهايَةُ: الأباطيل والتُرَّهاتُ. قال القطامي:
إلاَّ التَهاتِهَ والأُمْنِيَّةَ السَّقَمـا      ولم يكن ما ابْتَلَيْنا من مَواعِدِها

التُّرْكُمانُ (القاموس المحيط) [0]


التُّرْكُمانُ، بالضم: فجيلٌ من التُّرْكِ، سُمُّوا به لأَنهم آمَنَ منهم مِئَتا ألْفٍ في شهرٍ واحدٍ، فقالوا: تُرْكُ إيمانٍ،
ثم خُفِّفَ فقيلَ: تُرْكُمان.

ته (مقاييس اللغة) [0]



التاء والهاء ليس بأصلٍ، ولم يجئْ فيه كلمةٌ تتفرّع. إنما يقولون التَّهاتهُ الباطل. قال القُطاميّ:
ولم يكُنْ ما ابتَلَيْنا مِن مَواعِدِها      إلا التَّهاتِهَ والأمْنِيَّةَ السَّقَما

قالوا: والتَّهتَهَةُ: اللُّكُنْة في اللّسان.

مَناهُ (القاموس المحيط) [0]


مَناهُ اللّهُ يَمْنِيه: قَدَّرَهُ، أو ابْتَلاهُ واخْتَبَرَهُ.
والمَنَى: المَوْتُ،
كالمَنِيَّةِ، وقَدَرُ اللّهِ، والقَصْدُ.
ومُنِيَ بكذا، كعُنِيَ: ابْتُلِيَ به،
و~ لكذا: وُفِّقَ.
والمَنِيُّ، كَغَنِيٍّ وكإلى،
والمَنْيَةُ، كَرَميَةٍ: ماءُ الرَّجلِ والمرأةِ
ج: مُنْيٌ، كقُفْلٍ،
ومَنَى وأمْنَى ومَنَّى: بمعنًى.
واسْتَمْنَى: طَلَبَ خُرُوجَه.
ومِنَى، كإلى: ة بمكةَ، وتُصْرَفُ، سُمِّيَتْ لِما يُمْنَى بها من الدِّماءِ.
ابنُ عباسٍ: لأنَّ جبريلَ، عليه السلامُ، لَمَّا أرادَ أن يُفارِقَ آدمَ، قال له: تَمَنَّ. قال: أَتَمَنَّى الجَنَّةَ، فَسُمِّيَتْ
مِنًى، لأُمْنِيَّةِ آدمَ، وع آخَرُ بنَجْدٍ، وماءٌ قُرْبَ ضَرِيَّةَ.
وأمْنَى وامْتَنَى: . . . أكمل المادة أتَى مِنَى، أو نَزَلَها.
وتَمَنَّاهُ: أرادَهُ. إياه،
و~ به تَمْنِيَةً، وهي المُنْيَةُ، بالضم والكسر، والأمْنِيَّةُ، بالضم.
وتَمَنَّى: كَذَبَ،
و~ الكِتابَ: قَرَأَهُ،
و~ الحديثَ: اخْتَرَعَه، وافْتَعَلَه.
والمُنْيَةُ، بالضم ويُكْسَرُ،
والمُنْوَةُ: أيامُ الناقةِ التي لم يَسْتَيْقَنْ فيها لِقاحُها من حِيالها،
فَمُنْيَةُ البِكْرِ التي لم تَحْمِلْ عَشْرُ لَيالٍ، ومُنْيَةُ الثَّنِيِّ، وهو البَطْنُ الثاني، خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثم تُعْرَفُ ألاقحٌ هي أم لا. فهي مُمْنٍ ومُمْنِيَةٌ، وقدْ اسْتَمْنَيْتُها. ومُنِيتُ به، بالضم، مَنْياً: بُلِيتُ به.
وماناهُ: جازاهُ، أو ألْزَمَهُ، وماطَلَهُ، وداراهُ، وعاقَبَهُ في الرُّكوبِ.
تَمَنّ: د بين الحَرَمَيْنِ.

رهسم (لسان العرب) [0]


رَهْسَمَ في كلامه ورَهْسَمَ الخبرَ: أَتى منه بطَرَفٍ ولم يُفْصِح بجميعه، ورَهْمَسه مثل رَهْسَمَه.
وأُتيَ الحجاج برجل فقال: أَمن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَةِ أَنت؟ كأَنه أَراد المسارَّة في إثارة الفتن وشقِّ العَصا بين المسلمين يُرَهْمِسُ ويُرَهْسِمُ إذا سارَّ وساوَرَ.

بغت (الصّحّاح في اللغة) [0]


البَغْتُ: أن يَفجَأَكَ الشيء.
وقال:
وأعظمَ شيءٍ حين يَفْجَؤُكَ البَغْتُ      ولكنّهمْ بانـوا ولـم أدرِ بَـغْـتَةً

تقول: بَغَتَهُ، أي فاجأهُ.
ولقيته بَغْتَةً، أي فجأة.
والمُباغَتَةُ: المفاجأة.
ويقال: لستُ آمَنُ بَغَتاتِ العدو، أي فَجآتِه.

فندش (لسان العرب) [0]


الفَنْدَشةُ: الذهاب في الأَرض.
وفَنْدَشٌ: اسم؛ قال: أَمِنْ ضَرْبةٍ بالعُودِ، لم يَدْمَ كَلْمُها، ضَرَبْت بِمَصقُولٍ عُلاوةَ فَنْدَشِ؟ التهذيب: غلام فَنْدَش إِذا كان ضابطاً.
وقد فَنْدَشَ غيرَه إِذا غلَبَه؛ وأَنشد بعض بني نمير: قد دَمَصَت زَهْراء بابن فَنْدَشِ، يُفَنْدِشُ الناسَ ولم يُفَنْدَشِ

النُّقاخُ (القاموس المحيط) [0]


النُّقاخُ، كغُرابٍ: الماءُ البارِدُ العَذْبُ الصافي، والخالِصُ، والنَّوْمُ في العافِيَةِ والأَمْنِ. ونَقَخَ، كمَنَعَ: ضَرَبَ،
و~ دِماغَه: كَسَرَه.
وانْتَقَخَ المُخَّ: اسْتَخْرَجَه.
وظَليمٌ أنْقَخُ: قليلُ الدِّماغِ.
وناقةٌ نَقَخَةٌ، محرَّكةً: تَثاقَلُ في مَشْيها سِمَناً. مُقَدَّمُ القفا من الأُذُنِ والخُشَشاءِ.

رهمس (لسان العرب) [0]


رَهْسَمَ الخَبَرَ: أَتى منه بطَرَفٍ ولم يُفْصِح بجميعه.
ورَهْمَسَه: مثلُ رَهْسَمَه.
والرَّهْمَسَة أَيضاً: السِّرارُ؛ وأُتيَ الحجاجُ برجل فقال: أَمِن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَة أَنت؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ في إِثارة الفتنة وشق العصا بين المسلمين. تَرَهْسَمَ وتَرَهْمَسَ إِذا سارَّ وساوَرَ. قال شَبانَةُ: أَمرٌ مُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ أَي مستور.

رتن (لسان العرب) [0]


الرَّتْنُ: الخلط، ومنه المُرَتَّنَةُ. ابن سيده: الرَّتْنُ خلط العجين بالشحم، والمُرَتَّنَةُ الخُبْزَة المُشَحَّمَة، ونسب الأَزهري هذا القول إلى الليث وقال: حَرَصْتُ على أَن أَجِدَ هذا الحرفَ لغير الليث فلم أجد له أَصلاً، قال: ولا آمن أَن يكون الصواب المُرَثَّنة، بالثاء، من الرَّثَانِ وهي الأَمطار الخفيفة فكأَنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسمِ.

منا (الصّحّاح في اللغة) [0]


المنا مقصور: الذي يوزن به، والتثنية مَنَوانِ، والجمع أمْناءٌ، وهو أفصح من المَنِّ. أيضاً: القدَر.
وقال:
      دَرَيْتُ ولا أدْري مَنا الحَدَثانِ

ويقال: مُنيَ له، أي قُدِّر.
وقال:
      حتَّى تُلاقِيَ ما يَمْني لك الماني

أي يقدِّر لك القادر.
ويقال أيضاً: داري مَنا دارِ فلانٍ، أي مقابلتها.
وفي حديث مجاهد: إنَّ الحَرَمَ حَرَمٌ مَناهُ من السموات السبع والأرَضينَ السبع، أي قصده وحذؤاه. ماء الرجل، وهو مشدَّد.
والمَذْيُ والوَدْيُ مخفَّفان.
وقد مَنى الرجل وأَمْنى بمعنًى.
وقوله تعالى: "من مَنِيٍّ يُمْنى"، قرئ بالتاء على النطفة، وبالياء على المَنِيِّ. أي استدعى . . . أكمل المادة خروج المَنِيِّ. الموت، لأنَّها مقدَّرة؛ والجمع المَنايا. واحدة المُنى. الناقة أيضاً: الأيام التي يتعرَّفُ فيها ألاقِحٌ هي أم لا. يقال: هي في مُنْيَتِها، وقد امْتُنِيَ للفحل. قال ذو الرمّة يصف بيضةً:
إذا نُتِجَتْ ماتتْ وحَيَّ سَليلُها      نَتوجٍ ولم تُقْرَفْ بما يُمْتَنى له

 يقول: هي حامل بالفرخ من غير أن يقارفها فحلٌ. مقصورٌ: موضعٌ بمكَّة، وهو مذكَّر يصرف.
وقد امْتَنَى القومُ، إذا أتوْا منًى. عن يونس.
وقال ابن الأعرابي: أمْنى القوم. واحدة الأمانيَ. تقول منه: تَمَنَّيْتُ الشيء، ومَنَّيْتُ غيري تَمْنيةً. الكتاب: قرأته. قال تعالى: "ومنهم أُمِيُّونَ لا يعلمونَ الكتابَ إلاّ أمانِيَّ".
ويقال: هذا شيءٌ رويته أم شيء تَمَنَّيْتَهُ. يتَمَنَّى الأحاديثَ، أي يفتعِلُها، وهو مقلون من المَيْن، وهو الكذب. ومَنَيْتُهُ، إذا ابتليتَه.
ويقال: لأُمَنِّيَنَّكَ مَناوَتَكَ، أي لأجزينَّك جزاءك.
والمُماناةُ: المطاولة.
والمُماناة أيضاً: الانتظار.
ومانَيْتُكَ غير مهموز: أي كافأتك.

أهن (لسان العرب) [0]


الإهانُ: عُرْجُونُ الثَّمرةِ، والجمع آهِنَة وأُهُنٌ. الليث: هو العُرْجونُ، يعني ما فوق الشماريخ، ويجمع أُهُناً، والعددُ ثلاثةُ آهِنةٍ؛ قال الأَزهري: وأَنشدني أَعرابي: مَنَحْتَني، يا أَكرمَ الفِتْيان، جَبّارةً ليستْ من العَيْدان حتى إذا ما قلتُ أَلآنَ الآن، دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحان، بِمِخْلَبٍ، يَخْتَذِمُ الإهان وأَنشد ابن بري للمغيرة بن حَبْناء: فما بَيْنَ الرَّدَى والأَمْن إلا كما بينَ الإهانِ إلى العَسِيب.

تنخ (لسان العرب) [0]


تَنَخَ بالمكان وتَنَأَ تُنُوخاً وتَنَّخَ إِذا أَقام به، فهو تانِخٌ وتانئٌ أَي مقيم.
وفي حديث عبدالله بن سلام: أَنه آمن ومن معه من يَهُودَ فتَنَخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا وأَقاموا، ويروى بتقديم النون على التاء أَي رَسَخوا.
وتَنُوخُ: حيّ من العرب أَو من اليمن أَو قبيلة مشتق من ذلك لأَنهم اجتمعوا وتحالفوا فتَنَخُوا.
وتَنَخَ في الأَمر: رَسَخَ فيه، فهو تانخٌ.
وتَنِخَتْ نفسه تَنَخاً: خَبُثَتْ من شِبَع أَو غيره كطَنِخَتْ.
وتَنِخَ وطنِخَ إِذا اتَّخَم.

لقب (لسان العرب) [0]


اللَّقَبُ: النَّبْزُ، اسمٌ غير مسمى به، والجمع أَلْقَابٌ.
وقد لَقَّبَه بكذا فَتَلَقَّبَ به.
وفي التنزيل العزيز: ولا تَنَابَزُوا بالأَلْقَابِ؛ يقول: لا تَدْعوا الرجلَ إِلا بأَحَبّ أَسمائِه إِليه.
وقال الزجاج يقول: لا يقول المسلمُ لمن كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً فأَسلم: يا يهوديّ يا نصرانيّ، وقد آمن. يقال: لَقَّبْتُ فُلاناً تَلْقِـيباً، ولَقَّبْتُ الاسْمَ بالفِعل تَلْقيباً إِذا جَعَلْتُ له مِثَالاً من الفعل، كقولك لجَوْرَبٍ فَوْعَل.

سعفق (لسان العرب) [0]


قال الأَزهري: كل ما جاء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أشبه ذلك، إلاّ حرفاً جاءَ نادراً وهو بنو سَعْفوق لِخَوَل باليمامة، وبعضهم يقول سُعْفوق، بالضم؛ وأنشد ابن شميل لطريف بن تميم: لا تَأْمَنَنَّ سُلَيْمَى أن أُفارِقها، صَرْمي ظَعائِنَ هِنْدٍ، يوم سُعْفوق لقد صَرَمْتُ خليلاً كان يأْلَفُني، والآمِناتُ فِراقي بعدَه خُوق وقال: سُعْفوق ابنه، والخَوْقاء: الحَمْقاء من النساء.

لبت (لسان العرب) [0]


لَبَتَ يَدَه لَبْتاً: لَواها.
واللَّبْتُ أَيضاً: ضَرْبُ الصَّدْرِ والبَطْنِ والأَقرابِ بالعَصا. الأَزهري في ترجمة بأَس: إِذا قال الرجل لِعَدُوِّه: لا بَأْسَ عليك، فقد أَمَّنه، لأَنه نَفى البأْس عنه، وهو في لغة حِمْيَر، لَباتِ أَي لا بأْسَ؛ قال شاعرهم: شَرِبنا، اليَومَ، إِذ عَصَبَتْ غَلابِ، بتَسْهِيدٍ، وعَقْدٍ غَيْرِ بَيْنِ تَنادَوا، عِنْدَ غَدْرِهمُ: لَباتِ، وقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ ولَباتِ بلغتهم: لا بأْسَ، قال: كذا وجدته في كتاب شمر.

ألَهَ (القاموس المحيط) [0]


ألَهَ إِلاهَةً وأُلُوهَةً وأُلُوهِيَّةً: عَبَدَ عِبادَةً، ومنه لَفْظُ الجلالِة، واخْتُلِفَ فيه على عِشْرِينَ قَوْلاً ذَكَرْتُها في المباسِيطِ، وأصَحُّها أنه عَلَمٌ غيرُ مُشْتَقٍّ، وأصْلُه إِلهُ، كفِعالٍ، بمعنى مَأْلُوهٍ.
وكلُّ ما اتُّخِذَ مَعْبُوداً إِلهٌ عند مُتَّخِذِهِ، بَيِّنُ الإِلاَهَةِ والأُلْهانِيَّةِ، بالضم.
والإِلاَهَةُ: ع بالجَزِيرةِ، والحَيَّةُ، والأَصْنامُ، والهلالُ، والشَّمْسُ، ويُثَلَّثُ،
كالأَلِيهةِ.
والتَّأَلُّه: التَّنَسُّكُ، والتَّعَبُّدُ.
والتَّأْلِيْهُ: التَّعْبيدُ.
وألِهَ، كفَرِحَ: تَحَيَّرَ،
و~ على فلانٍ: اشْتَدَّ جزَعُهُ عليه،
و~ إليه: فَزِعَ، ولاذَ.
وألَهَهُ: أجارَهُ، وآمَنَه.

بعق (الصّحّاح في اللغة) [0]


البُعاقُ بالضم: سحابٌ يتصبَّب بشدَّة.
وقد انْبَعَقَ المُزْنُ، إذا انبعج بالمطر وتَبَعَّقَ مثله.
والانْبِعاقُ: أن يَنْبَعِقَ عليك الشيء مفاجأةً وأنت لا تشعر. قال الشاعر:
يِعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ      بينما المرءُ آمِـنٌ راعَـهُ را

وفي الحديث: "إن الله يكره الانْبِعاق في الكلام، فرحِمَ اللهُ عبداً أوجزَ في كلامه".
وَبَعَّقَتُ زِقَّ الخمر تَبْعِيقاً، أي شققته.
وفي الحديث: "يُبَعِّقونَ لِقاحَنا" قال أبو عبيد: أي يَنحرون إبلَنا ويُسيلون دماءها.

بوص (الصّحّاح في اللغة) [0]


البَوْصُ: السَبْقُ والتقدُّمُ. قال امرؤ القيس:
فَتَقْصُرُ عنها خُطْوَةً وتَبوصُ      أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى إذْ نأَتْكَ تَنوصُ

وخِمْسٌ بائِصٌ، أي مُستعجَلٌ.
والبوصُ بالضم: اللَّوْنُ. يقال: حالَ بوصُهُ، أي تغيَّر لونه. قال يعقوب: ما أحسن بوصَهُ، أي سَحْنته ولونه.
والبوصيُّ: ضربٌ من سفن البحر، وهو معرب. قال الأعشى:
يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ      مِثلَ الفُراتيِّ إذا ما طَما

والبوصُ والبَوْصُ: العجيزةُ.

سيح (الصّحّاح في اللغة) [0]


ساحَ الماءُ يَسيحُ سَيْحَاً، إذا جَرى على وجْه الأرض.
والسَيْحُ: الماء الجاري.
والسَيْحُ أيضاً: ضَرْبٌ من البُرُود.
والسَيحُ: عَباءةٌ مُخَطّطة.
وبُرْدٌ مُسَيَّحٌ ومُسَيَّرٌ، أي مخطَّط.
وعباءة مُسَيَّحة.
وساحَ في الأرض يَسيحُ سِياحةً وسُيوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً، أي ذهب.
وساحَ الظلُّ، أي فاءَ.
والمِسْياحُ: الذي يَسِيح في الأرض بالنَميمة والشرّ.
وفي الحديث: "ليسوا بالمَساييح ولا بالمَذاييع البُذُرِ".
وانساحَ بالُه: أي اتّسع.
وقال:
يُراجِعُني بَثِّي فَيَنْساحُ بالُـهـا      أُمَنِّي ضَميرَ النَفْسِ إيّاكِ بعد ما

هَيْمَنَ (القاموس المحيط) [0]


هَيْمَنَ: قال آمينَ،
كأمَّنَ،
و~ الطائِرُ على فِراخِهِ: رَفْرَفَ،
و~ على كذا: صارَ رَقيباً عليه وحافِظاً.
والمُهَيْمِنُ، وتُفْتَحُ الميمُ الثانِيَةُ: من أسماءِ اللهِ تعالى، في معنى المؤمِنِ، مَن آمَنَ غيرَهُ من الخوفِ، وهو مُؤَأْمِنٌ، بهمزتينِ، قُلِبَتِ الهمزةُ الثانيةُ ياءً، ثم الأُولى هاءً، أو بمعنى الأَمينِ، أو المُؤْتَمنِ، أو الشاهِدِ.
والهِمْيانُ، بالكسر: التِّكَّةُ، والمِنْطَقَةُ، وكِيسٌ للنَّفَقَةِ يُشَدُّ في الوَسَطِ، وله هِمْيانٌ أعْجَرُ، وهَمايِينُ عُجْرٌ، وابنُ قُحافَةَ السَّعْدِيُّ، ويُضَمُّ، أو يُثَلَّثُ.
وهَمانِيَةُ، كعَلانِيَةٍ: ة ببَغْداد.
وكجُهَيْنَةَ: بِنْتُ خَلَفٍ صَحابِيَّةٌ.

الخَفَرُ (القاموس المحيط) [0]


الخَفَرُ، محركةً: شِدَّةُ الحَياءِ،
كالخَفارَةِ والتَّخَفُّرِ، خَفِرَتْ، كفَرِحَ، وهي خَفِرَةٌ وخَفِرٌ ومِخْفارٌ
ج: خَفائِرُ.
وخَفَرَهُ،
و~ به،
و~ عليه، يَخْفِرُ ويَخْفُرُ خَفْراً: أجارَهُ، ومَنَعَه، وآمَنَه،
كخَفَّرَهُ وتَخَفَّرَ به، والاسْمُ: الخُفْرَةُ، بالضم، والخِفْارَةُ، مُثَلَّثَةً.
والخَفيرُ: المُجارُ والمُجِيرُ،
كالخُفَرَةِ، كهُمَزَةٍ.
والخُفارَةُ، مُثَلَّثَةً: جُعْلُهُ.
والخافُورُ: نَبْتٌ كالزُّوَانِ.
وخَفَرَهُ: أخَذَ منه جُعْلاً ليُجِيرَهُ،
و~ به خَفْراً وخُفُوراً: نَقَضَ عَهْدَهُ وغَدَرَهُ،
كأَخْفَرَهُ.
والتَّخْفِيرُ: التَّسْوِيرُ.
وأخْفَرَهُ: بَعَثَ معه خَفِيراً.
وتَخَفَّرَ: اشْتَدَّ حَياؤُهُ،
و~ به: اسْتَجارَ، وسَألَه أن يكونَ له خَفِيراً.
والخِفارَةُ، بالكسر، في النَّخْلِ: حِفْظُه من الفَسادِ،
و~ في الزَّرْعِ: الشِّراجَةُ.

غَطَلَتِ (القاموس المحيط) [0]


غَطَلَتِ السماءُ،
وأغْطَلَتْ: أطْبَقَ دَجْنُها،
و~ الليلُ، كفرِحَ: الْتَبَسَتْ ظُلْمَتُه.
والغَيْطولُ: الظُّلْمَةُ المُتَراكِمَةُ، واخْتِلاطُ الأَصْواتِ والظُّلْمَةِ،
كالغَيْطَلَةِ فيهما.
والغَيْطَلُ: السِّنَّوْرُ،
و~ من الضُّحَى: حيثُ تكونُ الشمسُ من مَشْرِقِها، كهَيْئَتِها من مَغْرِبها وقْتَ العَصْرِ.
وبهاءٍ: الأكلُ والشُّربُ، والفَرَحُ بالأَمْنِ، وغَلَبَةُ النُّعاسِ،
و~ من الليلِ: الْتِجاجُ سَوادِهِ، والمالُ المُطْغِي، ونعيمُ الدُّنْيا، والشجرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ، وجماعةُ الطَّرْفاءِ والناسِ، وذاتُ اللبَنِ من الظِّباءِ والبَقَرِ.
وغَطْيَلَ، بتَقْديم الطاءِ: اتَّسَعَ في مالِهِ وحَشَمِهِ، وجَعَلَ تِجارَتَه في البَقَرِ،
و~ القومُ في الحديثِ: أفاضوا، وارْتَفَعَت أصواتُهم.
والغُوطالَةُ، بالضم: الرَّوْضَةُ.
واغْطَأَلَّ: . . . أكمل المادة رَكِبَ بعضُه بعضاً.

علص (لسان العرب) [0]


العِلَّوْصُ: التُّخَمةُ والبَشَمُ، وقيل: هو الوجعُ الذي يقال له اللَّوَى الذي لس (* قوله «لس» كذا بالأصل بدون نقاط.) في المعدة. قال ابن بري: وكذلك العلص. قال: والعِلَّوْصُ وجعُ البطن. مثل العِلَّوْزِ، وقال ابن الأَعرابي: العِلَّوْصُ الوجعُ، والعِلَّوْزُ الموتُ الوَحِيُّ، ويكون العِلَّوْزُ اللَّوَى.
ويقال: رجل عِلَّوْصٌ به اللَّوَى، وإِنه لَعِلَّوْصٌ مُتَّخِمٌ، وإِن به لَعِلَّوْصاً.
وفي الحديث: من سَبَقَ العاطِسَ إِلى الحمد أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ والعِلَّوْصَ؛ قال ابن الأَثير: هو وجعُ البطن، وقيل: التُّخَمةُ، وقد يوصف به فيقال: رجل عِلَّوْصٌ، فهو على هذا اسم وصفة، وعَلَّصَت التُّخَمةُ في معدته تَعْلِيصاً.
ويقال: إِنه لمَعْلُوصٌ يعني بالتُّخَمة، وقيل: بل يُرادُ به اللَّوَى . . . أكمل المادة الذي هو العِلَّوص.
والعِلَّوْصُ: الذئب.

غنف (لسان العرب) [0]


الغَيْنَف: غَيْلَم الماء في مَنْبَع الآبار والأَعْين.
وبَحْرٌ ذو غَيْنَف أَي مادة؛ قال رُؤبة: نَغْرِف من ذي غَيْنَفٍ ونُوزِي والرواية المشهورة: نَغْرِف من ذي غَيِّفٍ ونُوزِي قال: كذلك روي بغير همز، والقياس نؤزي، بالهمز، لأَن أَوّل هذا الرجز: يا أَيها الجاهل ذو التَّنَزِّي قال الأَزهري: ولم أَسمع الغَيْنَف بمعنى غَيْلَم الماء لغير الليث، والبيت الذي أَنشده لرؤبة رواه شمر عن الإيادِيّ: بئر ذات غَيِّثٍ أَي لها ثائِبٌ من ماء؛ وأَنشد: نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُوزي قال: ومعنى نُوزِي أَي نُضْعِفُ، قال: ولا آمَنُ أَن يكون غَيْنَفٌ تصحيفاً وكان غَيّثاً فصُيِّر غَيْنفاً، قال: فإن . . . أكمل المادة رواه ثقةٌ وإلا فهو غَيِّثٌ وهو صواب.

وذي (لسان العرب) [0]


ابن الأَعرابي: هو الوَذْيُ والوَذِيُّ، وقد أَوْذَى ووَذِيَ (* قوله« ووذي» كذا ضبط في الأصل بكسر الذال، ولعله بفتحها كنظائره.
وهو المَنْيُ والمَنِيُّ. الحديث: أَوحَى الله تعالى إِلى موسى، عليه السلام، وعلى نبينا، صلى الله عليه وسلم، أَمِنْ أَجل دُنْيا دَنِيَّةٍ وشَهْوةٍ وَذِيَّة؛ قوله: وذِيَّة أَي حقيرة. قال ابن السكيت: سمعت غير واحد من الكلابيين يقول أَصْبَحَتْ وليس بها وَحْصةٌ وليس بها وَذْيةٌ أَي بَرْدٌ، يعني البلاد والأَيام. المحكم: ما به وَذْيةٌ إِذا بَرأَ من مرضه أَي ما به داء. التهذيب: ابن الأَعرابي ما به وَذيةٌ، بالتسكين، وهو مثل حَزَّة، وقيل: ما به وَذْيةٌ . . . أكمل المادة أَي ما به عِلَّةٌ، وقيل: أَي ما به عَيْبٌ، وقال: الوُذِيُّ هي الخُدُوش. ابن السكيت: قالت العامرية ما به وَذْيةٌ أَي ليس به جِراحٌ.)

سردج (لسان العرب) [0]


! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما . . . أكمل المادة أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها.
والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سرنج (لسان العرب) [0]


! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما . . . أكمل المادة أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها.
والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سرهج (لسان العرب) [0]


! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما . . . أكمل المادة أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها.
والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سفتج (لسان العرب) [0]


! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما . . . أكمل المادة أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها.
والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سفدج (لسان العرب) [0]


! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما . . . أكمل المادة أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها.
والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سفلج (لسان العرب) [0]


! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما . . . أكمل المادة أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها.
والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

ذيع (لسان العرب) [0]


الذَّيْعُ: أَن يَشِيع الأَمرُ. يقال أَذَعْناه فذاع وأَذَعْت الأَمر وأَذَعْتُ به وأَذَعْتُ السِّرَّ إِذاعة إِذا أَفْشيْته وأَظهرته.
وذاعَ الشيءُ والخبر يَذِيع ذَيْعاً وذيَعاناً وذُيوعاً وذَيْعوعةً: فَشا وانتشَر.
وأَذاعه وأَذاع به أَي أَفشاه.
وأَذاعَ بالشيء: ذهَب به؛ ومنه بيت الكتاب (* قوله: بيت الكتاب؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد كتاب سيبويه.): رَبْع قِواء أَذاعَ المُعْصِراتُ به أَي أَذْهَبته وطَمَسَتْ مَعالِمَه؛ ومنه قول الآخر: نَوازِل أَعْوامٍ أَذاعَتْ بخَمْسةٍ، وتَجْعَلُني، إِن لم يَقِ اللهُ، سادِيا وفي التنزيل: وإِذا جاءهم أَمْر من الأَمْن أَو الخَوْف أَذاعوا به، قال أَبو إِسحق: يعني بهذا جماعة من المنافقين وضَعَفةً من المسلمين، . . . أكمل المادة قال: ومعنى أَذاعُوا به أَي أَظهروه ونادَوْا به في الناس؛ وأَنشد: أَذاعَ به في الناسِ حتى كأَنه، بعَلْياء، نارٌ أُوقِدتْ بثَقُوبِ وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، إِذا أُعلم أَنه ظاهرٌ على قوم أَمِنَ منهم، أَو أُعلم بتَجَمُّع قوم يُخافُ من جَمْع مِثلهم، أَذاعَ المنافقون ذلك ليَحْذَر من يبتغي أَن يَحْذر من الكفار وليَقْوى قلبُ من يبتغي أَن يقْوى قلبُه على ما أَذاع، وكان ضَعَفةُ المسلمين يشِيعون ذلك معهم من غير علم بالضرر في ذلك فقال الله عز وجل: ولو رَدُّوا ذلك إِلى أَن يأْخذوه من قِبَلِ الرسول ومن قِبَلِ أُولي الأَمر منهم لعلم الذين أَذاعوا به من المسلمين ما ينبغي أَن يُذاعَ أَو لا يذاع.
ورجل مِذياعٌ: لا يستطيع كَتْمَ خبَر.
وأَذاع الناسُ والإِبلُ ما وبما في الحَوْضِ إِذاعةً إِذا شربوا ما فيه.
وأَذاعَتْ به الإِبل إِذاعة إِذا شربت.
وتركْتُ مَتاعي في مكان كذا وكذا فأَذاع الناسُ به إِذا ذهبوا به.
وكلُّ ما ذُهب به، فقد أُذِيعَ به.
والمِذْياع: الذي لا يكتمُ السرّ، وقوم مَذايِيعُ.
وفي حديث عليّ، كرَّم الله وجهه، ووصْف الأَولياء: ليسوا بالمَذايِيع البُذُر، هو جمع مِذْياع من أَذاعَ الشيءَ إِذا أَفْشاه، وقيل: أَراد الذين يُشِيعون الفواحِش وهو بِناءُ مبالغة.

سرب (مقاييس اللغة) [0]



السين والراء والباء أصلٌ مطرد، وهو يدلُّ على الاتّساع والذهاب في الأرض. من ذلك السِّرْب والسُّرْبة، وهي القطيع من الظِّباء والشاء. لأنَّه ينسرب في الأرض راعياً. ثمَّ حُمل عليه السِّرب من النِّساء. قالوا: والسرْب بفتح السين، أصله في الإبل. تقول العرب للمطلَّقة: "اذهبي فلا أنْدَهُ سَرْبَك"، أي لا أردُّ إبلَك، لتذهب حيث شاءت. فالسِّرب في هذا الموضع: المال الرّاعي.
وقال أبو زيد: يقال خلِّ سرْبه، أي طريقه يذهب حيث شاء.
وقالوا: يقال أيضاً سِرْب بكسر السين.
ويُنشَد بيت ذي الرّمّة:وقال: يعني الطريق.
ويقال انسرَبَ الوحشيُّ في سربه. هذا الباب: السَّرَب والسَّرِب، وهو الماء السائل . . . أكمل المادة من المزادة، وقد سَرِبَ سَرَباً. قال ذو الرّمة:
ما بال عَينِكَ منها الماءُ ينسكبُ      كأنّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَبُ

بفتح الراء وكسرها.
ويقال : سَرَّبت القربةَ، إذا جعلتَ فيها ماءً حتى ينسدّ الخَرْز.
والسَّرْب: الخَرْز؛ لأن الماء ينسرب منه، أي يخرج.
والسارب: الذَّاهب في الأرض.
وقد سَرَب سروباً. قال الله جلَّ ثناؤه: وَسَارِبٌ بِالنَّهار [الرعد 10]. قال الشاعر:
أنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سروبِ      و*تُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ

والمَسْرَبة: الشّعر النابت وسط الصدر، وإنما سمِّي بذلك لأنَّه كأنه سائل على الصدر جارٍ فيه. فأمّا قولهم:آمِنٌ في سِرْبِه، فهو بالكسر، قالوا: معناه آمنٌ في نفسه.
وهذا صحيح ولكن في الكلام إضماراً، كأنه يقول: آمِنَة نفسه حيث سَرِب، أي سعى.
وكذلك هو واسع السِّرب؛ أي الصدر.
وهذا أيضاً بالكسر. قالوا: ويراد به أنّه بطيء الغضب.
وهذا يرجع إلى الأصل الذي ذكرناه. يقولون: إنَّ الغضب لا يأخذ فيَقْلَق؛ وينسدّ عليه المذاهب.

السَّطْرُ (القاموس المحيط) [0]


السَّطْرُ: الصَّفُّ من الشيءِ كالكِتابِ والشَّجَرِ وغيرِهِ
ج: أسْطُرٌ وسُطُورٌ وأسْطارٌ
جج: أساطيرُ، والخَطُّ، والكِتابَةُ، ويُحَرَّكُ في الكلِّ، والعَتودُ من الغنمِ، والقَطْعُ بالسيفِ،
ومنه الساطِرُ: للقَصَّابِ،
والساطورُ: لِما يُقطعُ به.
واسْتَطَرَه: كَتَبَه.
والأَساطِيرُ: الأحاديثُ لا نِظامَ لها، جَمْعُ إسْطارٍ وإِسْطيرٍ، بكسرهما، وأُسْطُورٍ، وبالهاءِ في الكلِّ.
وسَطَّرَ تَسْطِيراً: ألَّفَ،
و~ عَلَيْنا: أتانا بالأسَاطِيرِ.
والمُسَيْطِرُ: الرَّقيبُ الحافِظُ، والمُتَسَلِّطُ،
كالمُسَطِّرِ، وقد سَيْطَرَ عليهم وسَوْطَرَ وتَسَيْطَرَ.
والمُسْطارُ: الخَمْرَةُ الصارِعَةُ لشارِبِها، أو الحامِضَةُ، أو الحديثَةُ، والغُبارُ المُرْتَفِعُ في السماءِ.
وأسْطَرَ اسمِي: تَجاوَزَ السَّطْرَ الذي فيه اسمي،
و~ فلانٌ: أخطأ في قِراءَتِهِ.
والساطِرونُ: مَلِكٌ من مُلوكِ العجمِ، قَتَلَه سابور ذُو . . . أكمل المادة الأكتافِ.
والسُّطْرَةُ، بالضم: الأُمْنِيَّةُ. وكسَكْرَى: ة بِدِمَشْقَ.

دنر (لسان العرب) [0]


الدِّيْنَارُ: فارسي مُعَرَّبٌ، وأَصله دِنَّارٌ، بالتشديد، بدليل قولهم دَنانِير ودُنَيْنِير فقلبت إِحدى النونين ياء لئلاَّ يلتبس بالمصادر التي تجيء على فِعَّالٍ، كقوله تعالى: وكذبوا بآياتنا كِذَّاباً؛ إِلاَّ أَن يكون بالهاء فيخرّج على أَصله مثل الصِّنَّارَةِ والدِّنَّامَة لأَنه أَمن الآن من الإِلتباس، ولذلك جمع على دنانير، ومثله قِيراط ودِيباج وأَصله دِبَّاجٌ. قال أَبو منصور: دينار وقيراط وديباج أَصلها أَعجمية غير أَن العرب تكلمت بها قديماً فصارت عربية.
ورجل مُدَنَّرٌ: كثير الدَّنانير.
ودِينارٌ مُدَنَّرٌ: مضروب.
وفرس مُدَنَّرٌ: فيه تَدْنِيرٌ سوادٌ يخالطه شُهْبَةٌ.
وبَرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ اللون: أَشهبُ على مَتْنَيْهِ وعَجُزهِ سوادٌ مستدير يخالطه شُهْبَةٌ؛ قال أَبو عبيدة: المُدَنَّرُ من الخيل الذي . . . أكمل المادة به نُكَتٌ فوق البَرَشِ.
ودَنَّرَ وَجْهُه: أَشرق وتلألأَ كالدِّينار.
ودِينارٌ: اسم.

نتخ (لسان العرب) [0]


النَّتْخ: النَّزْع والقلْع؛ نَتَخَ البازيُّ ينتِخُ نَتْخاً: نسرَ اللَّحمَ بمنْسَره، وكذلك النسر، وكذلك الغراب ينتِخُ الدَّبَرة على ظهر البعير؛ قال الشاعر: يَنْتِخُ أَعيُنها الغربانُ والرَّخَمُ والنَّتْخُ: ازالةُ الشيء عن موضعه.
ونَتَخ الضرسَ والشوكَة ينتِخُها: استخرجها؛ وقيل: النتْخُ الاستخراج عامَّة. المنقاش؛ الأَزهري: والنتْخُ إِخراجُكَ الشَّوكَ بالمنْتَاخَيْن، وهما المنقاش ذو الطرفين.
والنتْخ: النسْج؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: إِن في الجنة بساطاً مَنْتُوخاً بالذهب أَي منسوجاً. الناسج.
ونَتَخْته: نتفته.
ونتَخْته: نقشته.
ونتَخْته: أَهنته.
ونتَّخَ بالمكان تَنْتيخاً: كتَنَّخَ؛ وفي حديث عبدالله بن سلام: أَنه آمن ومن معه من يهود فتَنَّخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا . . . أكمل المادة وأَقاموا؛ قال ابن الأَثير: ويروى بتقديم النون على التاء، أَي رسخوا.

بغت (لسان العرب) [0]


البَغْتُ والبَغْتَةُ: الفَجْأَة، وهو أَن يَفْجَأَكَ الشيءُ.
وفي التنزيل العزيز: ولَتَأْتِيَنَّهم بَغْتَةً أَي فجأَةً؛ قال يَزيد بن ضَبَّةَ الثَّقَفِيُّ: ولكنَّهم ماتُوا، ولم أَدْرِ، بَغْتَةً، وأَفْظَعُ شيءٍ، حينَ يَفْجَؤُكَ، البَغْتُ وقد بَغَتَه الأَمرُ يَبْغَتُه بَغْتاً: فَجِئَه.
وباغَتَه مُباغَتةً وبِغاتاً: فاجأَه.
وقوله عز وجل: فأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً أَي فَجْأَة.
والمُباغَتةُ: المُفاجأَة.
وتكرَّر ذِكر البَغْتةِ في الحديث.
ولَقِيتُه بَغْتةً أَي فَجْأَةً؛ ويقال: لَسْتُ آمَنُ من بَغَتَاتِ العَدُوِّ أَي فَجَآتِه.
والباغُوتُ، أَعجمي مُعَرَّبٌ: عيدٌ للنصارى.
وفي حديث صُلْح نَصارَى الشام: ولا يُظْهِرُوا باغوتاً؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم، وقد روي باعوثاً، بالعين المهملة والثاء المثلثة، وسيأْتي ذِكره.
والباغُوتُ: اسم موضع؛ قال النابغة: لَيْسَتْ تَرَى حَوْلَها شَخْصاً، وراكِبُها نَشْوانُ، في . . . أكمل المادة جُوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ

حذر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الحَذَرُ والحِذْرُ: التَحَرُّزُ.
وقد حَذَرْتُ الشيءَ أَحْذُرُهُ حَذَراً.
ورجل حَذِرٌ وحَذُرٌ، متيَقِّظٌ مُتَحَرِّزٌ، والجمع حَذِرونَ وحَذارى وحَذُرونَ.
وأنشد سيبويه في تعدِّيه:
ما ليس مُنْجيهِ من الأقدار      حَذِرٌ أموراً لا تُخاف وآمِنٌ

والتَحْذيرٌ: التخويفُ.
والحِذارُ: المُحاذَرَةُ.
وقولهم: إنَّه لابنُ أَحْذارٍ، أي لابنُ حزْمٍ وحَذرٍ.
وحَذارِ، بمعنى احْذَرْ. وقال الشاعر:
      حَذارِ من أرماحنا حَذار

والمَحْذورةُ: الفزعُ بعينه.
وقرئ: وإنَّا لجميع حاذِرونَ" و"حَذِرونَ" و"حَذُرونَ" أيضاً بضم الدال، حكاه الأخفش.
ومعنى حاذِرونَ: متأهِّبون.
ومعنى حَذُِرون: خائفون.
والحِذْرِيَةُ على فِعْلِيَةٍ: قِطعةٌ من الأرض غليظة، والجمع الحَذارى.
ونَفَشَ الديك حِذْرِيَتَهُ، أي عِفْريتَهُ.
ورجلٌ حِذْرِيانٌ: شديد الفزع والحَذَرِ.

الرَّخْوُ (القاموس المحيط) [0]


الرَّخْوُ، مثلثةً: الهَشُّ من كُلِّ شيءٍ، وهبهاءٍ: رَخُوَ، كَكَرُمَ وَرَضِيَ، رَخاء ورَخاوَةً ورِخْوَةً، بالكسر: صارَ رِخْواً،
كاسْتَرْخَى.
وأرْخاهُ وراخاهُ: جَعَلَهُ رِخْواً.
وفيه رُِخْوَةٌ، بالكسر والضمِّ: اسْتِرْخاءٌ.
وأرْخَى عِمامَتَهُ: أمِنَ، واطْمَأَنَّ،
و~ الفَرَسَ،
و~ له: طَوَّلَ له من حَبْلِهِ،
و~ السِّتْرَ: أَسْدَلَهُ،
والحُروفُ الرِّخْوَةُ: سِوَى لم يَرْعَوْنَا.
والرُّخاءُ، بالضمِّ: الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ، وبالفتحِ: سَعَةُ العَيْشِ. رَخُوَ، كَكَرُمَ ودَعَا ورَعَا ورضِيَ، فهو راخٍ ورَخِيٌّ.
وراخَتْ: حانَ وِلادُها.
تَراخَى: تَقَاعَسَ.
وراخاهُ: باعَدَهُ.
والإِرْخاءُ: شِدَّةُ العَدْوِ، أو فَوْقَ التَّقْرِيبِ.
وأرْخَى دابَّتَهُ: سارَها كذلك، فهي مِرْخاءٌ، بالكسرِ،
و~ الناقَةُ: اسْتَرْخَى صَلاها.
وتَراخَى السَّماءُ: أبْطَأَ المَطرُ.
ومُرْخِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: لَقَبُ جامِعِ ابنِ . . . أكمل المادة مالِكِ بنِ شَدَّادٍ.
والأرْخِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ: ما أُرْخِيَ من شيءٍ.

الرَّوْعُ (القاموس المحيط) [0]


الرَّوْعُ: الفَزَعُ،
كالارْتِيَاعِ والتَّرَوُّعِ،
ود باليَمنِ قُرْبَ لَحْجٍ.
والرَّوْعَةُ: الفَزْعَةُ، والمَسْحَةُ من الجَمالِ.
وهذه شَرْبَةٌ راعَ بها فُؤادي: بَرَدَ بها غُلَّةُ رُوعِي.
وراعَ: أفْزَعَ،
كروَّعَ، لازِمٌ مُتَعَدّ،
و~ فلاناً: أعْجَبَه،
و~ في يدي كذا: أفادَ،
و~ الشيءُ يَرُوعُ ويَريعُ رُواعاً، بالضم: رَجَعَ.
ورائِعَةُ: مَنْزِلٌ بين مكةَ والبَصْرَةِ، أو هو ماءٌ لبني عُمَيْلَةَ بين إمَّرَةَ وضَرِيَّةَ، أو هو بالباءِ المُوَحَّدَةِ.
ودارُ رائِعَةَ: بمكة فيه مَدْفَنُ آمِنَةَ أُمِّ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم.
ورائِعٌ: فِناءٌ من أفْنِيَة المدينة.
وكشَدّادٍ: الرَّوَّاعُ بنُ عبدِ المَلِكِ، وسُليمانُ . . . أكمل المادة بنُ الرَّوّاعِ الخُشَنِيُّ، وأحمدُ بن الرَّوّاعِ المِصْريُّ، المُحَدِّثُونَ، وامرأةٌ شَبَّبَ بها رَبيعةُ بنُ مَقْرومٍ، أو هي كغُراب.
وأبو رَوْعَةَ الجُهَنِيُّ: وفَدَ على النبِيّ، صلى الله عليه وسلم.
والرُّوعُ، بالضم: القَلْبُ، أو مَوْضِعُ الفَزَعِ منه، أو سَوادُه، والذِّهنُ، والعَقْلُ، ومنه الحديثُ:
"أفْرَخَ رُوْعُكَ من أدْرَكَ إفاضَتَنا هذه فقد أدْرَكَ" يعني الحَجَّ أي: خَرَجَ الفَزَعُ من قَلْبِكَ،
ويُرْوَى: رَوْعُكَ بالفتح، أو هي الرِّوايةُ فقطْ، أي: زالَ عنكَ ما تَرْتاعُ له وتَخافُ، وذَهَبَ عنكَ، وانْكَشَفَ، كأَنه مأخُوذٌ من خُروجِ الفَرْخِ من البَيْضَةِ.
وفي حديثِ مُعاوِيَةَ إلى زِيادٍ: لِيُفْرِخْ رُوعُكَ، بالضم، أي: أخْرِجِ الرَّوْعَ عن رُوعِكَ، يقالُ: أفْرَخَتِ البَيْضَةُ إذا خَرَجَ الفَرْخُ منها، والرَّوْعُ: الفَزَعُ، والفَزَعُ لا يَخْرُجُ من الفَزَعِ، إنما يَخْرُجُ من مَوْضِعِ الفَزعِ وهو الروعُ، بالضم، ويقالُ: أفْرِخْ روعَكَ على الأمرِ، أي: اسْكُنْ، وأْمَنْ. وناقةٌ رُوَاعَةُ الفُؤَادِ،
ورُواعُه، بضمهما: شَهْمَةٌ ذَكِيَّةٌ.
والرَّوْعاءُ: الفرسُ، والناقةُ الحديدةُ الفُؤَادِ.
والأرْوَعُ: مَن يُعْجِبُكَ بحُسْنِه وجَهارَةِ مَنْظَرِهِ أو بشَجاعَتِه،
كالرائِعِ،
ج: أرْواعٌ ورُوْعٌ بالضم، والاسمُ: الرَّوَعُ محرَّكةٌ.
ورَوَّعَ خُبْزَهُ بالسَّمْنِ تَرْويعاً: رَوَّاهُ.
وأرْوِعْ بالغَنَمِ: لَعْلِعْ بها.
وهو زَجْرٌ لها.
وكمُعَظَّمٍ: مَن يُلْقَى في صَدْرِهِ صِدْقُ فِراسَةٍ، أو من يُلْهَمُ الصَّوابَ.
وتَرَوَّعَ: تَفَزَّعَ.

ريب (مقاييس اللغة) [0]



الراء والياء والباء أُصَيلٌ يدلُّ على شكٍّ، أو شكٍّ وخوف، فالرَّيْب: الشّكّ. قال الله جلّ ثناؤه: الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ [البقرة 1- 2]، أَي لا شَكَّ. ثم قال الشاعر:
فقالوا تَرَكْنَا القومَ قد حَصَِرُوا بهِ      فلا ريْبَ أن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ

والرَّيب: ما رابَكَ مِن أمرٍ. تقول: رابَنِي هذا الأمرُ، إذا أدخَلَ عليك شَكّاً وخَوفا.
وأرابَ الرّجلُ: صارَ ذا رِيبةٍ.
وقد رابَنِي أمْرُه.
ورَيْب الدّهر: صُروفه؛ والقياس واحد. قال:
أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ      والدّهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَن يجزعُ

فأمّا قولُ القائل:
قضَيْنَا مِن تِهامةَ كلَّ ريبٍ      ومَكَّةَ ثُمّ أَجْمَمْنَا السُّيوفا

فيقال: إنّ الرَّيب الحاجة.
وهذا . . . أكمل المادة ليس ببعيدٍ؛ لأنَّ طالبَ الحاجة شاكٌّ، على ما به من خوف الفَوْت.

الخِضْرِمُ (القاموس المحيط) [0]


الخِضْرِمُ، كزِبرِجٍ: البِئرُ الكَثيرَةُ الماءِ، والبَحرُ الغَطَمطَمُ، والكَثيرُ من كلِّ شيءٍ، والواسِعُ، والجَوادُ المِعطاءُ، والسيِّدُ الحَمولُ،
ك الخُضارِمِ
ج: خَضارِمُ وخَضارِمَةُ وخِضْرِمونَ، كلُّ ذلكَ خاصٌ بالرِّجالِ.
وكعُلَبِطٍ: وَلَدُ الضَّبِّ، والماءُ الحُلو، أو بينَ الحُلوِ والمُرِّ.
والمُخَضرَمِ بفَتْحِ الراءِ: من لم يَخْتَتِنْ، والماضي نَصفُ عُمُرِهِ في الجاهِليَّةِ ونِصفُهُ في الإسلامِ، أو مَن أدْرَكَهُما، أو شاعِرٌ أدْرَكَهُما، كَلَبيدٍ، وأسْوَدُ أبوهُ أبيضُ، والناقِصُ الحَسَبِ، والدَّعِيُّ، ومن لا يُعْرَفُ أبوهُ، أو وَلَدَتْهُ السَّرارِي، وَلَحْمٌ لا يُدْرَى أمِنْ ذَكَرٍ أمْ أنْثَى، والطعامُ التافِهُ، والماءُ بين الثَّقيلِ والخفيفِ.
وناقةٌ مُخَضْرَمَةٌ: قُطِعَ طَرَفُ أُذُنِها.
وامرأةٌ مُخَضْرَمَةٌ: مَخْفوضَةٌ.
والخَضارِمَةُ: قَوْمٌ من العَجَمِ، . . . أكمل المادة خَرَجوا في بَدْءِ الإِسْلامِ، فَسَكَنوا الشامَ، الواحدُ: خِضْرِمِيٌّ، بالكسرِ، منهم: عبدُ الكَريمِ بنُ مالِكٍ، وهَبَّارُ ابنُ عَقِيلٍ، والعَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ الخِضْرِمِيُّونَ.
وزُبْدٌ مُتَخَضْرِمٌ: مُتَفَرِّقٌ لا يَجْتَمِعُ من البَرْدِ.

رعج (لسان العرب) [0]


رَعَجَ البرقُ ونحوه يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ: اضطربَ وتتابعَ.
والارتعاجُ في البرق: كثرتُه وتتابعُه.
والإِرْعاجُ: تلأْلؤُ البرق وتفرّطه في السحاب؛ وأَنشد العجاج: سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مَرْعِجا قال أَبو سعيد: الارتعاج والارتعاش والارتعاد، واحد.
وارْتَعَجَ العدد: كثر.
وارْتِعاجُ المال: كثرته.
والرَّعْجُ: الكثير من الشاء مثل الرَّفِّ.
ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده: قد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عدده.
وارْتَعَجَ الوادي: امتلأَ.
وفي حديث قتادة في قوله تعالى: خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِثاءَ الناسِ؛ هم مشركو قريش يوم بدر، خرجوا ولهم ارْتِعاجٌ أَي كثرة واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ. قال ابن سيده: ورَعَجَني الأشمرُ وأَرْعَجَني: أَقلقني. قال ابن الأَثير: وفي حديث الإِفك: فارْتَعَجَ العسكرُ؛ قال: ويقال رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي . . . أكمل المادة أَقلقه؛ ومنه رَعِجَ البرق وأَرْعَجَ إِذا تتابع لمَعانه. قال الأَزهري: هذا منكر ولا آمن أَن يكون مصحَّفاً، والصواب أَزعجني بمعنى أَقلقني، بالزاي، وسنذكره.

بعق (مقاييس اللغة) [0]



الباء والعين والقاف أصلٌ واحد، وهو شقُّ الشّيء وفَتْحُه. ثمّ يُتَّسَع فيه فيُحمَل عليه ما يقاربُه. قال الخليل: البُعَاقُ شدّة الصوت.
والمطر البُعاق، بَعَق الوابلُ إذا انفتح فَجْأَةً. قال أبو زياد: البُعاق من الأمطار أشَدُّها، وقال أرضٌ مبعوقةٌ. قال: والانبعاقُ أن ينبَعِقَ عليك الشّيءُ فجأةً.
وأنشد:
بينَمَا المرء آمِنٌ راعَه رَا      ئِعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعاقَهْ

ويقال: بعَقْتُ الإبلَ، أي نَحَرْتُها.
وفي الحديث: "مَنْ هؤلاء الّذِين يَبْعَقُون لِقاحَنا" أي ينحرونها. أصله من سَيلان الدّم.قال أبو عليّ: البَعْق الشَّقُّ الذي يكون في أَلْيَة الحافر. حكى بعضُ الأعراب: بَعَقْتُ فُلاناً عن الأمر بَعْقاً، أي مَزَّقْته وكَشَفْته.ومُنْبَعَق المَفَازةِ . . . أكمل المادة مُتَّسَعُها.
وقال جَنْدَلُ الطُّهَويّ:
للرِّيحِ في مَبْعَقِها المَجْهُولِ      مَسَاحِبٌ مَيَّاسَةُ الذُّيُولِ

قال الضّبيّ في كَلامٍ: "كانت قِبَلَنَا ذِئْبةٌ مُجْرِيَةٌ، فأقْبَلَتْ هي وعِرْسُها ليلاً، فبَعَقا غَنَمَنا"، أي شقّقا بطونَها.

تلف (العباب الزاخر) [0]


التلف: الهلاك، وقد تلف -بالكسر- يتلف تلفاً. والمتلف: المهلك والمفازة، وأنشد أبن فارس:
أمِنْ حَذَرٍ آتي المَتَالِفَ سادِراً      وأيَّةُ أرْضٍ لَيْسَ فيها مَتَالِفُ

ويقال: ذهبت نفس فلان تلفاً وطلفاً: أي هدراً.
وعن فروة بن مسيكٍ المرادي -رضي الله عنه- أنه قال للنبي- صلى الله عليه وسلم-: إنَّ أرضاً عندنا وهي أرض ريعنا وميرتنا وأنها وبيئة؛ فقال: دعها فان من القرف التلف. القرف: ملابسة الداء. وأتلف ماله: إذا أفناه إسرافاً، يقال: فلان مخلف متلف؛ ومخلاف متلاف. وقول الفرزدق:
وأضْيَافٍ لَيْلٍ قد نَقَلْنا قِرَاهُمُ      إليهم فأتْلَفْنا المَنايا وأتْلَفُوا

هؤلاء غزي غزوهم؛ يقول: فجعلناهم تلفاً للمنايا وجعلونا كذلك، أي وقعنا بهم فقتلناهم، أي . . . أكمل المادة صادفنا المنايا متلفة وصادفوها ذلك، كما تقول: أتينا فلاناً فإبخلنا وأجبناه: أي صادفناه كذلك.
والتركيب يدل على ذهاب الشيء.

إنْ (القاموس المحيط) [0]


إنْ المَكْسورَةُ الخَفِيفَةُ: تكونُ شَرْطيَّةً: {إن يَنْتَهوا، يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ}، {وإنْ تَعودُوا، نَعُدْ}، وقد تَقْتَرِنُ بِلا، فَيَظُنَّ الغِرُّ أَنها إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّةُ، نحوُ: {إلاَّ تَنْصُروه، فقد نَصَرَه الله}، {إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم}.
وتكونُ نافِيَةً، وتَدْخُلُ على الجُمْلةِ الاسْمِيَّة: {إنِ الكافرونَ إلاَّ في غُرورٍ}، والفِعْليَّةِ: {إن أرَدْنا إلاَّ الحُسْنَى}.
وقولُ من قال: لا تأتي نافِيةً إلا وبعدَها إلا أو لَمَّا، ك {إن كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافِظٌ} مَرْدودٌ بقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ {إن عِنْدَكُم من سُلْطانٍ بهذا}، {قُلْ إن أدْري أقَريبٌ ما توعَدونَ}.
وتَكُونُ مُخَفَّفَةً عن الثَّقيلَةِ، فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ، ففي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ، وفي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها.
وحَيْثُ وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها . . . أكمل المادة لامٌ مَفْتُوحَةٌ، فاحْكُم بِأَنَّ أصْلَها التَّشْديدُ.
وتكونُ زائدَةً، كقَوْله:
ما إنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أنْتَ تَكْرَهُهُ
وتَكونُ بمَعْنَى: قد، قيلَ: ومنه:
{إن نَفَعَتِ الذِّكْرَى}، {واتَقوا الله إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين}، {لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ الله آمِنينَ}، وقوله:
اتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا
وغيرُ ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فيه مُحَقّقٌ، أو كُلُّ ذلك مُؤَوَّلٌ.

تهته (لسان العرب) [0]


التَّهْتَهةُ: الْتِواءٌ في اللسان مثل اللُّكْنَة.
والتَّهاتِهُ: الأَباطيلُ والتُّرَّهاتُ؛ قال القَطامِيّ: ولم يَكُنْ ما ابْتَلَينا من مَواعِدها إِلاَّ التَّهاتِهَ، والأُمْنيَّةَ السَّقَما (* قوله «ولم يكن ما ابتلينا» كذا بالأصل والمحكم والصحاح، والذي في التهذيب: ما اجتنينا، ولعلها وقعت في بعض نسخ من الصحاح كذلك حتى قال ابن بري ويروى إلخ). قال ابن بري: ويروى ولم يَكُنْْ ما ابْتَلَيْنا أَي جَرَّبْنا وخَبَرْنا، وكذا في شعره ما ابْتَلَيْنا، وكذا رواه أَبو عبيد في باب الباطل من الغريب المُصَنَّف. قال ابن بري: ويقال تُهْتِهَ في الشيء أَي رُدِّدَ فيه.
ويقال: تُهْتِهَ فلانٌ إِذا رُدِّدَ في الباطل؛ ومنه قول . . . أكمل المادة رؤبة: في غائلاتِ الحائر المُتَهْتَهِ وهو الذي رُدِّدَ في الأَباطيل.
وتُهْ تُهْ: حكاية المُتَهْتِهِ.
وتُهْ تُهْ: زجر للبعير ودُعاء للكلب؛ ومنه قوله: عَجِبْتُ لهذه نَفَرَتْ بَعيري، وأَصْبَحَ كَلْبُنا فَرِحاً يَجُولُ يُحاذِرُ شَرَّها جَمَلي، وكَلْبي يُرَجِّى خيرَها، ماذا تَقولُ؟ يعني بقوله لهذه أَي لهذه الكلمة، وهي تُهْ تُهْ زجر للبعير يَنْفِرُ منه، وهي دعاء للكلب.

ظبي (مقاييس اللغة) [0]



الظاء والباء والحرف المعتل كلمتان، إحداهما الظَّبْي، والأخرى ظُبَةُ السيف، وما لواحدةٍ منهما قياس. فالظَّبْي: واحدُ الظِّباء، معروف، والأنثى ظَبية، وقد يُجمع على ظُِبىً.
وإذا قَلَّتْ فهي أظْبٍ.
و[أمَّا ما] جاء في الحديث: "إذا أتيتَهُم فاربِضْ في دارِهمْ ظَبْيَاً". فإنّه يقول: كن آمِناً فيهم كأنَّك ظَبْيٌ آمن في كِناسِه لا يرى أنيساً.
ويقولون: به داءُ ظبْيٍ. قالوا: معناه أنَّه لا داءَ به، كما لا داءَ بالظبْي. قال:
لا تَجهَمينا أمَّ عمروٍ فإِنَّنا      بنا داءُ ظبيٍ لم تَخُنْهُ قوائمُه

والظَّبْيَة على معنى الاستعارة: جَهازَ المرأة، وحياءُ النَّاقة.
والظَّبْية: جِرَاب صغير عليه شَعر.
وكلُّ ذلك تشبيه.وأمَّا الأصلُ الآخَر فالظُّبَة: حَدُّ السيف، ولا يُدرى . . . أكمل المادة ما قياسُها، وتجمع على ظُبِين وظُباتٍ. قال قومٌ: هو من ذواتِ الواو، وهو من قولنا ظَبَوْت.
وهذا شيءٌ لا تدُلُّ عليه حُجّة.
وقال في جمعِ ظِبةٍ ظِبين:
يرى الرَّاؤونَ بالشَّفَرات منها      كَنَارِ أبي حُباحِبَ والظُّبينا

دجم (لسان العرب) [0]


دُجَمُ العِشْقِ والباطل: غَمَراتُه؛ يقال: انْقَشَعَتْ دُجمُ الأَباطيل.
وإنه لفي دُجَمِ الهَوى أَي في غَمَراتِهِ وظُلَمِهِ، الواحدة دُجْمَةٌ. قال الأَزهري: وقد قيل دِجْمَةٌ ودِجَمٌ للعادات. ابن بري: دَجَمَ الليلُ دُجْمَةً ودَجْماً أَظلم.
والدِّجْمُ: الخُلُق.
ويقال: إنك على دِجْمٍ كريم أَي خُلُقٍ، ودجملٌ كريم مثله؛ قال رؤبة: واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ ودِجْمُ الرجل: صاحبه.
ودَجِمَ الرجلُ ودُجِمَ: حزن، والدَّجْمُ من الشيء: الضرب منه؛ وقول رؤبة: وكَلَّ من طُولِ النِّضالِ أَسْهُمُهْ، واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ قيل في تفسيره: دِجَمُهُ أَخْدانُه وأَصحابه، الواحد دِجْمٌ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأَن فِعْلاً لا يجمع على فِعَلٍ إلا أَن يكون إسماً للجمع، والمعنى أَن . . . أكمل المادة الذي كان يتابعني في الصِّبا اعْتَلّ عليّ.
وتقول العرب: أَمِنْ هذا الدَّجْمِ أَنت أَي من هذا الضرب. ابن الأَعرابي: الدُّجُومُ واحدهم دِجْمٌ، وهم خاصة الخاصة، ومثله قِدْرٌ وقُدور، والصَّاغِيَةُ والحُزانة والحُزابة مثله، والحُزانة: مَنْ حَزَنَهُ أَمْرُهُ، والحُزابة: من حَزَبَهُ، وفلان مُداجِمٌ لفلان ومُدامِجٌ له، وما سمعت له دَجْمَةً ولا دُجْمَةً أَي كلمة. أَبو زيد: هو على تِلك الدُّجْمَةِ والدُّمْجَةِ أي الطريق.

هلك (مقاييس اللغة) [0]



الهاء واللام والكاف: يدلُّ على كَسْرٍ وسُقوط. منه الهلاك: السُّقوط، ولذلك يقال للميت هَلَكَ.
واهتَلكت القَطاةُ خَوْفَ البازِي: رمَتْ بنَفْسها على المهالك. فأمَّا قول الهذليّ:فيقول: ليس أمَّهاتُهم أمَّهات سَوء.
وامرأةٌ هَلوكٌ، إذا تَهالكت في غُنْجها متكسِّرة.
ولا يقال رجلٌ هلوك.
والمُهْتَلِك: الذي يَهتلِك أبداً إلى مَن يكفُلُه، وناسٌ مهتلكون وهُلاَّك.
وقول الحُطيئة:
مُستَهلِكُ الوِرْدِ كالأسْدِيِّ قد جَعَلَتْ      أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغُبَا

قالوا: مسهتلِك: جادٌّ والقياسُ لا يدلُّ إلاَّ على ما ذكرناه في صِفة القطاة إذا* اهتلكَتْ من خَوف البازي.
والأرضُ الهَلَكِينُ: الجَدْبة.
والهَلَك: الشَّيء الهالك.
والهَلَك: المَهْوَى بين الجبلَين. قال ذو الرُّمَّة:
تَرَى قُرْطَهَا في واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفاً      على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَطَوَّحُ

أمَّا . . . أكمل المادة الهالكي فالحدَّاد، يقولون: نُسِبَ إلى الهالك بن عَمرو بن أسد بن خُزَيمة، وكان يَعْمَل الحديد، ولذلك قيل لبني أسدٍ: القُيُون.همن الهاء والميم والنون ليس بشيء. فأمّا المُهيمِن، وهو الشاهد فليس من هذا، إنَّما هو من باب أمن، والهاء مبدلة من همزة.

بوط (العباب الزاخر) [0]


ابنُ الأعْرابيّ: بَاطَ الّرجُلُ بَوْطاً: إذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنّى أوْ ذَلّ بعد عِزٍ. وقال اللَّيْث: البُوْطَةُ: التي يُذُيْبُ فيها الصّاغَةُ ونَحْوُهم من الصنّاع. وبُوَاطُ -بالضّمّ-: جِبالُ جُهَيْنَه من ناحِيِة ذي خُشُبِ، وبينَ بُوَاطَ والمَدينةِ -على ساكنِيِهاْ السَّلامُ- ثلاثَةُ بُرُدٍ أو أكْثَرُ. وغَزْوَةَ: من غَزَواتِ رسولِ الله-صلى الله عليى وسلم -يَعْتَرِضُ عِيرْ قُرَيْشٍ، قال حَسّان بن ثابتٍ -رضي الله عنه-:
اَمِنِ الدّارُ أقْفَرتْ بِـبـوُاطِ      غَيْرَ سُفْعٍ رَوَاكِدٍ كالغَطَاطِ

الغَطَاطُ: القَطَا. وبُوَيْطُ: قرْيةّ من قُرى مِصْرَ يُنْسَبُ إليها أبو يَعْقُوْبَ "11-ب" يوسُفُ بن يَحْيى البُوَيْطِيّ الفَقيه. بهط: البَهطّةُ: ضَرْبّ من الطّعَام؛ وهو أرُزَّ وماءَ، وهو مُعَربّ، وهو بالهْندِيّة: بَهَتا، ويُنْشَدُ: . . . أكمل المادة
تَفَقَّأتْ شَحْماّ كما الإوَزّ      من أكْلِها البَهَطّ بالأرُزَّ

وقال اللّيْثُ: البَهطّ سِنْدِيّةً؛ وهو الأرُزّ يُطْبَخُ باللّبِن والسّمْنِ خاصّةً، واسْتَعْمَلَتْه العَرَبُ؛ تقول: بَهَطّةً طَيَبَة، قال:
من أكْلِها الأرُزّ بالبَهَط      هكذا أنْشَدَه اللّـيْثُ.

حَمِسَ (القاموس المحيط) [0]


حَمِسَ، كفَرِحَ: اشْتَدَّ، وصَلُبَ في الدينِ والقِتالِ، فهو حَمِسٌ وأحْمَسُ، وهُمْ حُمْسٌ.
والحُمْسُ: الأَمْكِنَةُ الصُّلْبَةُ، جَمْعُ أحْمَسَ، وهو لَقَبَ قُرَيْشٍ وكِنانَةَ وجَديلَةَ ومن تَابَعَهُمْ في الجاهِلِيَّةِ، لِتَحَمُّسهمْ في دِينِهم، أو لالْتِجائِهم بالحَمْساءِ، وهي الكَعْبَةُ، لأنَّ حَجَرَها أبيضُ إلى السَّوادِ.
والحَماسَةُ: الشَّجاعَةُ.
والأَحْمَسُ: الشُّجاعُ،
كالحَميسِ والحَمِسِ، والعامُ الشديدُ.
وسَنَةٌ حَمْساءُ، وسِنونَ أحامِسُ وحُمْسٌ.
ووَقَعَ في هِنْدِ الأَحامِسِ، أي: الداهِيَةِ، أو ماتَ.
وحِماسٌ اللَّيْثِيُّ، بالكسر: وُلِدَ في عَهْدِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وابنُ ثامِلٍ: شاعِرٌ.
وذُو حِماسٍ: ع.
وحَمَسَ اللَّحْمَ: قَلاهُ،
و~ فُلاناً: أغْضَبَهُ،
كأَحْمَسَهُ وحَمَّسهُ.
والحَميسَةُ: القَلِيَّةُ.
والحَميسُ: التَّنُّورُ، والشديدُ.
والحُمْسَةُ، بالضم: الحُرْمَةُ، وبالتحريك: دابَّةٌ بَحْرِيَّةٌ، أو السُّلَحْفاةُ
. . . أكمل المادة ج: حَمَسٌ.
والحَوْمَسيسُ: المَهْزولُ.
والحَمْسُ: الصَّوْتُ، وجَرْسُ الرجالِ، وبالكسر: ع.
والتَّحْميسُ: أن يُؤْخَذَ شيءٌ من دواءٍ وغيرِه، فَيُوضَعَ على النارِ قليلاً.
واحْتَمَسَ الدِّيكانِ: هاجَا.
واحْمَوْمَسَ: غَضِبَ.
وابنُ أبي الحَمْساءِ: آمَنَ بالنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وتابَعَهُ قبلَ المَبْعَثِ.
وبَنو أحْمَسَ: بَطْنٌ من ضُبَيْعَةَ.

نبز (لسان العرب) [0]


النَّبَزُ، بالتحريك: اللَّقَبُ، والجمع الأَنْبازُ.
والنَّبْزُ، بالتسكين: المصدرُ. تقول: نَبَزَهُ يَنْبِزُه (* قوله«« ينبزه» بابه ضرب كما في المصباح.
والنبز ككتف: اللئيم في حسبه وخلقه كما في القاموس) نَبْزاً أَي لَقَّبَه، والاسم النَّبَزُ كالنَّزَبِ.
وفلا يُنَبِّزُ بالصِّبْيان أَي يُلَقِّبُهم، شدِّد للكثرة.
وتَنابَزُوا بالأَلقاب أَي لَقَّبَ بعضهم بعضاً.
والتَّنابُزُ: التداعي بالأَلقاب وهو يكثر فيما كان ذمّاً؛ ومنه الحديث: أَن رجلاً كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً أَي يلقب بقرقور.
وفي التنزيل العزيز: ولا تَنابَزُوا بالأَلْقابِ؛ قال ثعلب: كانوا يقولون لليهودي والنصراني: يا يهودي ويا نصراني، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك؛ قال: وليس هذا بشيء. قال الزجاج: معناه لا يقول المسلم لمن كان نصرانيّاً أَو يَهوديّاً . . . أكمل المادة فأَسلم لقباً يُعيِّرُه فيه بأَنه كان نصرانيّاً أَو يهوديّاً، ثم وكده فقال: بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بعد الإِيمان؛ أَي بئسَ الاسم أَن يقول له يا يهودي وقد آمن، قال: وقد يحتمل أَن يكون في كل لقب يكرهه الإِنسان لأَنه إِنما يجب أَن يخاطب المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِليه. قال الخليل: الأَسماءُ على وجهين، أَسماءُ نَبَزٍ مثل زيد وعمرو، وأَسماءُ عامٍّ مثل فرس ورجل ونحوه.
والنَّبْزُ: كاللَّمْزِ.
والنِّبْزُ: قشور الجِدام وهو السَّعَفُ.

الفَضُّ (القاموس المحيط) [0]


الفَضُّ: الكسرُ بالتَّفْرِقةِ، وفَكُّ خاتَمِ الكِتابِ، والنَّفَرُ المُتَفَرِّقُونَ.
والمِفَضَّةُ والمِفْضَاضُ: ما يُفَضُّ به المَدَرُ.
والفُضَاضُ، بالضم: ما تَفَرَّقَ من الشيء عندَ الكسر، ويُكْسَرُ،
وع.
وككَتَّانٍ: لَقَبُ مَوْأَلَةَ بنِ عامِرِ بن مالِكٍ.
والفَضَضُ، محرَّكةً: ما انْتَشَرَ من الماء إذا تُطُهِّرَ به،
كالفَضِيضِ، وكلُّ مُتَفَرِّقٍ ومُنْتَشِرٍ، ومنه قولُ عائشةَ رضي الله تعالى عنها لِمَرْوَانَ:
فَأنْتَ فَضَضٌ من لَعْنَةِ اللهِ.
ويُرْوَى: فُضُضٌ، كعُنُقٍ وغُرابٍ، أي: قِطْعَةٌ منها. والفَضِيضُ: الماء العَذْبُ أو السائِلُ، والطَّلْعُ أولَ ما يَطْلُعُ، ط وكلُّ مُتَفَرِّقٍ ط
والفِضَّةُ: م.
وقوله تعالى: {قَواريرَ . . . أكمل المادة class="baheth_marked">من فِضَّةٍ}، أي: تكونُ مع صفاء قواريرِها آمِنَةً من الكسرِ، قابلةً للجَبْرِ.
والفِضَّةُ: الحَرَّة الشاهِقَةُ، وتُفْتَحُ
ج: فِضَضٌ وفِضاضٌ.
وفِضاضُ الجِبالِ: الصَّخْرُ المَنْثُورُ بعضُهُ على بعضٍ.
والفاضَّةُ: الداهِيَةُ
ج: فَواضٌّ.
ودِرْعٌ فَضْفَاضٌ وفَضْفَاضَةٌ: واسِعَةٌ.
والفَضْفَاضَةُ: الجارِيَةُ اللَّحِيمَةُ الجَسيمةُ الطويلةُ.
وافْتَضَّهَا: افْتَرَعَها،
و~ الماءَ: صَبَّهُ شيئاً بعدَ شيء، أو أصابَهُ ساعَةَ يَخْرُجُ،
و~ المرأةُ: كسَرَتْ عِدَّتَها بِمَسِّ الطِّيبِ، أو بغَيْرِهِ، أو دَلَكَتْ جَسَدَهَا بدابَّةٍ أو طَيْرٍ ليكونَ ذلك خُروجاً عن العِدَّةِ، أو كانَتْ من عادَتِهِمْ أنْ تَمْسَحَ قُبُلَها بطائِرٍ وتَنْبِذَهُ، فلا يكادُ يَعيشُ
والفَضْفَضَةُ: سَعَةُ الثَّوْبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ.

رَجُلٌ (القاموس المحيط) [0]


رَجُلٌ أبْلَهُ، بَيِّنُ البَلَهِ والبَلاهَةِ: غافِلٌ، أو عن الشَّرِّ، أو أحْمَقُ لا تَمْييزَ له، والمَيِّتُ الداءِ، أمن شَرُّه مَيِّتٌ، والحَسَنُ الخُلُقِ، القَليلُ الفِطْنَةِ لِمَداقِّ الأمورِ، أو من غَلَبَتْهُ سَلامَةُ الصَّدْرِ،
بَلِهَ، كفَرِحَ،
وتَبَلَّهَ وبَلِهَ، كفَرِحَ أيضاً: عَيِيَ عن حُجَّتِه.
وعَيْشٌ أبْلَهُ،
وشَبابٌ أبْلَهُ: ناعِمٌ، كأَنَّ صاحِبَهُ غافِلٌ عن الطَّوارِقِ.
والبَلْهاءُ: الناقَةُ لا تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزانَةً، كَأَنَّها حَمْقاءُ،
وناقَةٌ م، والمرأةُ الكَريمَةُ المَريرَةُ الغَريرَةُ المُغَفَّلَةُ.
والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ،
كالتَّبالُهِ، وتَطَلُّبُ الضالَّةِ، وتَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هِدايةٍ ولا مسألةٍ.
وأبْلَهَهُ: صادَفَهُ أبْلَهَ.
وبَلْهَ، كَكَيْفَ: اسمٌ لِدَعْ، ومَصْدَرٌ بمعنى الترك، واسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ، وما بعدَها . . . أكمل المادة class="baheth_marked">مَنْصوبٌ على الأوَّلِ، مَخْفوضٌ على الثاني، مرفوعٌ على الثالِثِ، وفَتْحُها بِناءٌ على الأوَّلِ والثالِثِ، إعْرابٌ على الثاني.
وفي تَفْسيرِ سُورةِ السَّجْدةِ من "البخاري": "ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهِ ما اطَّلَعْتُمْ عليه"، فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَةً بِمِنْ، خارِجَةً عن المَعاني الثَّلاثَةِ، وفُسِّرَتْ بغيرِ، وهو مُوافِقٌ لقَوْلِ من يَعُدُّها من ألْفاظِ الاستثناءِ، (وبمعناها، أو بمعنى أجَلْ، أو بمعنى كُفَّ ودَعْ).
وما بَلْهُكَ: ما بالُكَ.
والبُلَهْنِيَةُ، بضم الباءِ: الرَّخاءُ، وسَعَةُ العَيْشِ. لا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَةٍ،
مُبَقًّى في بُلَهْنِيَةٍ

جلب (مقاييس اللغة) [0]



الجيم واللام والباء [أصلان]: أحدهما الإتيان بالشيء من موضعٍ إلى موضع، والآخر شيءٌ يغَشّي شيئاً.فالأوّل قولهم جَلَبْت الشيءَ جلبا. قال:
أُتيح لـه من أرضِهِ وسمائه      وقد تَجلُِبُ الشيءَ البعيدَ الجوالِبُ

والجَلَب الذي نُهي عنه في الحديث: أن يَقْعُد السَّاعِي عن إتيان أرباب الأموال في مياههم لأخذ الصدقات، لكن يأمرُهم بجلب نَعَمهم، فيأخذ الصدقاتِ حينئذ.
ويقال بل ذلك في المسابقة، أن يهيِّئ الرجل رجلاً يُجَلِّبُ على فرسه عند الجري فيكون أسرعَ لمن يُجَلَّبُ عليه.والأصل الثاني: الجُلْبة، جلدةٌ تُجعل على القَتَب.
والجُلْبة القِشْرة على الجرْح إذا بَرَأَ. يقال جلَبَ الجُرْحُ وأجْلَبَ.
وجُِلْبُ الرَّحْلِ عيدانُهُ؛ فكأنه سمّي بذلك على القُرْب.
والجُِلْب: سَحابٌ* يعترضُ . . . أكمل المادة رقيقٌ، وليس فيه ماءٌ.قال أبو عَمرو: الجُلبَة السحاب الذي كأنه جبل، وكذلك الجُِلْب.
وأنشد:
ولستُ بجِلْب جِلْبِ ريحٍ وقِرَّةٍ      ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخيرِ مَعْزِلِ

ومن
هذا اشتقاق الجِلباب، وهو القميص، والجمع جلابيب.
وأنشد:
تمشي النُّسورُ إليه وهي لاهية      مَشْيَ العذَارَى عليهن الجلاليبُ

يقول: النسور في خلاءٍ ليس فيه شيءٌ يَذْعَرُها، فهي آمنةٌ لا تَعْجَل.

بَدَلُ (القاموس المحيط) [0]


بَدَلُ الشيءِ، محرَّكةً، وبالكسر وكأَميرٍ: الخَلَفُ منه. ج: أبْدالٌ.
وتَبَدَّلَهُ، وبه،
واسْتَبْدَلَه، وبه،
وأبْدَلَهُ منه،
وبَدَّلَهُ منه: اتَّخَذَه منه بَدَلاً.
وحُروفُ البَدَلِ: "أنْجَدْتُه يومَ صالَ زُطّ"، وحُروفُ البَدَلِ الشائِعِ في غيرِ إدْغامٍ: "بِجِدٍّ صَرْفُ شَكِسٍ أمِنَ طَيَّ ثَوبِ عِزَّتِهِ".
وبادَلَه مُبادَلَةً وبِدالاً: أعْطاهُ مِثْلَ ما أخَذَ منه. والأَبْدالُ: قَوْمٌ بِهِمْ يُقيمُ الله عَزَّ وجَلَّ الأرضَ، وهم سَبعونَ: أربَعونَ بالشامِ، وثلاثونَ بغيرِها، لا يَموتُ أحدُهُم إلاَّ قامَ مكانَه آخَرُ من سائِرِ الناسِ.
وبَدَّلَه تَبْديلاً: حَرَّفَهُ.
وتَبَدَّلَ: تَغَيَّرَ.
ورجُلٌ بِدْلٌ، بالكسر ويُحَرَّكُ: . . . أكمل المادة شَريفٌ كَريمٌ،
ج: أبْدالٌ.
والبَدَلُ، محرَّكَةً: وجَعُ المَفاصِلِ واليَدَيْنِ،
بَدِلَ، كفرِحَ، فهو بَدِلٌ.
والبَأْدَلَةُ: لَحْمَةٌ بين الإِبْطِ والثَّنْدُوَةِ.
وكفرِحَ: شَكاها.
والبَدَّالُ: بَيَّاعُ المَأْكولاتِ، والعامَّةُ تقولُ: بَقَّالٌ.
وبادَوْلَى، وتُضَمُّ دالهُ: ع.
وكزُبَيْرٍ: بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ، وابنُ مَيْسَرَةَ ابنُ أُمِّ أصْرَمَ الخُزاعِيَّانِ، وابنُ سَلَمَةَ، وابنُ عَمْرِو بنِ كُلْثوم، وابنُ مارِيَةَ، وآخَرُ غيرُ مَنسوبٍ: صحابيُّونَ.
وأحمدُ بنُ بُدَيْلٍ الإِيامِيُّ، وجماعةٌ.
وكأميرٍ: بَديلُ بنُ عليٍّ الأَرْدَبيليُّ، وابنُ أَحمدَ الهَرَوِيُّ، وابنُ أَبي القاسِمِ الخُوَبِيُّ، وصالحُ بنُ بَديلٍ: محدِّثونَ.

مني (لسان العرب) [0]


المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر: دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره.
ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ: لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَه المَنى إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ أَي ساقَه القَدَرُ. والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.
وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة الهذلي: ولا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه، حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني وفي التهذيب: حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد . . . أكمل المادة الجوهري عجز بيت: حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وقال ابن بري فيه: الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو: لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ، إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ، حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم: لا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ، حتى تلاقَي ما يمني لك الماني فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ، بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر: مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ.
وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب: مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.
وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته. بكذا وكذا: ابْتُلِيت به. اللهُ بحُبها يَمنِيه ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. مُنِيَ ببَلِيَّة أَي ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته إِذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا.
ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتها.
وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن خالويه: تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ، خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ، حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء.
وفي حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع أَي حِذاءه وقَصْدَه. القَصْدُ؛ وقول الأَخطل: أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها، بصاحِبِ الهَمِّ، إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه: إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ، فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛ التهذيب: وأَما قول لبيد: دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج: قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة. مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن بري للأَخطل يهجو جريراً: مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ، أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ: أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً، وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد: أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ، مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج المنيّ. اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يصرف ولا يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.
وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى. الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. موضع آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله: عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل. الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح.
وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي القائلة:هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها، أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ المُتَمنِّية. أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت الأَلف فقيل منية على فعلة (*قوله« فقيل منية على فعلة» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى، ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج.
وفي الحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية: فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً. الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ والأُمْنِيَّةُ. الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه.
وفي التنزيل العزيز: إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله عنه:تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه، وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ (* قوله« أول ليله وآخره» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة وآخرها.) والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. إِذا تَلا القرآن؛ وقال آخر: تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه، تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه.
وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس، يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة. حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إِذا قرأَ. الكَذِب.
وفلان يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو الكذب.
وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت أَي ما كَذَبْت. الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب: فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ، إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له. الحَديث: اخترعه.
وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء تَمَنَّيْته؟ معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له.
ويقول الرجل: والله ما تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته.
وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح، وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال: والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال في قول الشاعر: قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ، والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها. كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ، كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال: وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة، والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ.
وقال أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها، فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة: وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها نَتُوجٍ، ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له، إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً: وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها، مِنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.
وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل. (* قوله« والمنوة» ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم، وقال في شرح القاموس: هي بفتح الميم.): كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛ وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل: تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد: ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني، فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ. الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه.
ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءك.
ومانَيْته مُماناة: كافأْته، غير مهموز.
ومانَيْتُك: كافأْتك؛ وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو: نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها، ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ وقال آخر: أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ، وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري ومانَيْتُه: لَزِمْته.
ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.
والمُماناة: المُطاولةُ.
والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب: عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني، وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ، مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي.
وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن حُريث: فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ، فإِنَّني بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي صُخَيْرة: إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ، وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو: صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ، ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك.
وقال سعيد: المُناوة المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ. بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة: كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لما تَحَلَّلَتْ مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها، قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ.
والمُماناةُ: المُداراةُ.
والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب.
والمُماناةُ: المكافأَةُ.
ويقال للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي. الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء، وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ. قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم صَنَم كان لأَهل الجاهلية.
وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها مَنَوِيٌّ. الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم المذكور.
وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة.
وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي: أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد غلط الطائي في قوله: إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه، بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.

رفش (لسان العرب) [0]


رفَشَه رَفْشاً: أَكَله أَكلاً شديداً؛ قال رؤبة: دقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ، أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ ومنه وقع فلان في الرَّفْش والقَفْش؛ الرَّفْشُ: الأَكلُ والشربُ في النِّعْمة والأَمْن، والقَفْش: النكاح.
ويقال: أَرْفَشَ فلان إِذا وقع في الأَهْيغَين: الأَكلِ والنكاح.
والرَّفْش: الدَّقّ والهَرْسُ. يقال للذي يُجِيد أَكلَ الطعام: إِنه ليَرْفُش الطعامَ رَفْشاً ويَهْرُشُه هَرْشاً.ورَفَّشَ فلان لِحْيتَه تَرْفِيشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ، وهو المجْرفُ.
ويقال للذي يُهِيلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلى يَدِ الكيّال: رفّاشٌ.
ورفَش البُرَّ يَرْفُشُه رفْشاً: جَرَفه.
والرَّفْشُ والرُّفْشُ والمِرْفَشةُ: ما رُفِشَ به.
ويقال للمِجْرَف: الرَّفْش.
ومِجْراف السفينة يقال له: الرَّفْش. الليث: الرَّفْش والرُّفْش لغتان سواديّة، وهي المِجْرفة يُرْفَش بها البُرُّ رَفْشاً، قال: وبعضهم يُسَمّيها . . . أكمل المادة المِرْفَشةَ.
ورجل أَرْفَشُ الأُذنين: عَريضُهما على التشبيه بالمِرْفَشة.
وفي حديث سلمان الفارسي: أَنه كان أَرْفَشَ الأُذنين أَي عريضَهما. قال شمر: الأَرْفَش العريض الأُذن من الناس وغيرهم، وقد رَفِشَ يرْفَشُ رفَشاً، شبّه بالرفْش وهي المِجْرفة من الخشب التي يُجرف بها الطعامُ.
ويقال للرجل يَشْرُف بعد خُموله أَو يَعزُّ بعد الذلّ: من الرَّفْشِ إِلى العرشِ أَي قعدَ على العرش بعد ضرْبه بالرَّفْش كنّاساً أَو ملاَّحاً.
وفي التهذيب: أَي جلس على سرير المُلْك بعدما كان يعمل بالرَّفْشِ، قال: وهذا من أَمثال العراق.

حمأ (العباب الزاخر) [0]


الحَمأةُ: نَبتٌ ينبُتُ بنَجدٍ في الرَّمل وفي السَّهل. والحَمأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأسوَدُ، قال اللهُ تعالى: (من حَمَأٍ مَسنون)، تقول منه: حَمَأتُ البئرَ حَمئاً -بالتسكين-: إذا نَزَعتَ حَمأتَها.
وحَمئَتِ البئرُ حَمَأً -بالتَّحريك-: أي كَثُرَت حَمأَتُها.
وأحمَأتُها إحماءً: إذا ألقَيتَ فيها الحَمأةَ، عن ابن السكِّيت. وحَمئتُ عليه: غَضِبتُ، عن الأُمَويِّ. وانَّه لَحَميءُ العَين على فَعِلٍ؛ مثلُ نَجيءِ العَن، عن الفَرّاء: إذا كان عَيوناً، قال: ولم نسمع له فِعلاً. والحَمءُ: كُلُّ مَن كان من قِبَلِ الزَّوج مثلُ الأخِ والأب والعَمِّ، وفيه أربَعُ لُغاتٍ: حَمءٌ -بالهَمز-، وأنشَدَ أبو عمرو:
قُلتُ لِبَوّابٍ لـديهِ دارُهـا      تئذَن فإني حَمؤها وجارُها

وحَماً مثلُ قَفاً، وحَمو مثلُ أبو، وحَمٌ مثلُ . . . أكمل المادة أبٍ.
والجَمعُ الأحماء.
وأمّا الحديثُ المتفَقُ على صِحَّتِه الذي رَواه عُقبَةُ بن عامِر الجُهَني -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه قال: إياكم والدُّخولَ على النِّساء، فقال رَجُلٌ من الأنصار: يا رسولَ الله أفَرأيتَ الحَمو، فقال: الحَمو: الموتُ، فمعناهُ أنَّ حَماها الغايةُ في الشَّرِّ والفَساد؛ فَشَبَّهَه بالموت؛ لأنَّه قُصارى كلِّ بَلاءِ وشِدَّة، وذلك أنَّه شَرٌّ من الغريب من حيث أنَّه آمِنٌ مُدلٌّ؛ والأجنَبيُّ مُتَخَوِّفٌ مُتَرَقِّبٌ، ويُحتمل أن يكون دُعاءً عليها؛ أي كانَ الموتُ منها بمنزلة الحَمِ الداخل عليها اِنْ رَضِيَت بذلك.

سرب (لسان العرب) [0]


السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ.
وقال ابن الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ. تقول: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة.
وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ.
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ.
وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والـمُضْمِرُ في نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ.
ورُوي عن الأَخْفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ الـمُتواري.
وقال أَبو العباس: المستخفي الـمُسْتَتِرُ؛ قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ. يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه. قال الأَزهري: . . . أكمل المادة تقول العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ.
والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض؛ قال قَيْس بن الخَطيم: أَنـَّى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، * وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ قال ابن بري، رواه ابن دريد: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب. رواه: سَرَيْت، بالياء باثنتين، فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً، وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً.
وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى؛ قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي: وكلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ، * ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِـعٍ واحدٍ، لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره، وقارَبـُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن يُغَارَ عليها؛ ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه.
وظَبْية سارِبٌ: ذاهبة في مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة عُقابٍ: فخاتَتْ غَزالاً جاثِـماً، بَصُرَتْ به، * لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ ورواه بعضهم: سالِبِ.
وقال بعضهم: سَرَبَ في حاجته: مضَى فيها نهاراً، وعَمَّ به أَبو عبيد.
وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ المذهب يُسرِعُ في حاجته، حكاه ثعلب.
ويقال أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ الـمَذْهَبِ في الأَرض؛ قال الشَّنْفَرَى، وهو ابن أُخْت تأَبـَّط شَرّاً: خرَجْنا من الوادي الذي بينَ مِشْعَلٍ، * وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَـأْتُ سُرْبَتي(1) (1 قوله «وبين الجبا» أورده الجوهري وبين الحشا بالحاء المهملة والشين المعجمة وقال الصاغاني الرواية وبين الجبا بالجيم والباء وهو موضع.) أَي ما أَبْعَدَ الموضعَ الذي منه ابتَدَأْت مَسِـيري !ابن الأَعرابي: السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْـأَةُ: السَّفَرُ البَعيد.
والسَّرِبُ: الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي.
والانْسِرابُ: الدخول في السَّرَب.
وفي الحديث :مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابي: السِّرْب النَّفْسُ، بكسر السين.
وكان الأَخفش يقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه ووجهِه.
والثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح آمِناً في سِرْبِه أَي في نَفْسِه؛ وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وفلان آمن في سِرْبِه، بالكسر، أَي في نَفْسِه. قال ابن بري: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ من قال: في نَفْسِه؛ قال: وإِنما المعنى آمِنٌ في أَهلِه ومالِه وولدِه؛ ولو أَمِنَ على نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله ومالِه وولدِه، لم يُقَلْ: هو آمِنٌ في سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ ههنا ما للرجُل من أَهلٍ ومالٍ، ولذلك سُمِّيَ قَطِـيعُ البَقَرِ، والظِّـباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً.
وكان الأَصلُ في ذلك أَن يكون الراعِـي آمِناً في سِرْبِه، والفحلُ آمناً في سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ في غير الرُّعاةِ، استعارةً فيما شُبِّهَ به، ولذلك كُسرت السين، وقيل: هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قومِه.
والسِّرْبُ هنا: القَلْبُ. يقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، والجمع سِرابٌ، عن الـهَجَري؛ وأَنشد: إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَيمٍ، * وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي والسِّرْب، بالكسر: القَطِـيعُ من النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ، والبَقَرِ، والـحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالى: رَكِبْتُ الـمَطايا كُلَّهُنَّ، فلم أَجِدْ * أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّعالِبِ ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه، * يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارِبِ الأَصمعي: السِّرْبُ والسُّرْبةُ من القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يقال: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِـبَاءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِـيعٌ.
وقال أَبو حنيفة: ويقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فيما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الـحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه على التَّشبِـيه، والجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه. ابن الأَعرابي: السُّرْبةُ جماعة يَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فيُغيرون ويَرْجعُون.
والسُّرْبة: الجماعة من الخيلِ، ما بين العشرين إِلى الثلاثينَ؛ وقيل: ما بين العشرةِ إِلى العِشرينَ؛ تقول: مَرَّ بي سُرْبة، بالضم، أَي قِطْعة من قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف ماءً: سِوَى ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، وسُرْبةٍ * أَطافَتْ به من أُمـَّهاتِ الجَوازِلِ وفي الحديث: كأَنهم سِرْبٌ ظِـباءٍ؛ السِّرْبُ، بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِـيعُ من الظِّباءِ ومن النِّساءِ على التَّشْبيه بالظِّباءِ.
وقيل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِـي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ. حديث عليٍّ: إِني لأُسَرِّبُه عليه أَي أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً.
وفي حديث جابر: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قال: سَرِّبْ شيئاً أَي أَرْسِلْه؛ يقال: سَرَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا أَرْسَلْتَه واحداً واحداً؛ وقيل: سِرْباً سِرباً، وهو الأَشْبَه.
ويقال: سَرَّبَ عليه الخيلَ، وهو أَن يَبْعَثَها عليه سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعي: سَرِّبْ عليَّ الإِبلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً.
والسَّرْبُ: الطريقُ.
وخَلِّ سَرْبَه، بالفتح، أَي طريقَه ووجهَه؛ وقال أَبو عمرو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قال ذو الرمة: خَلَّى لَـها سِرْبَ أُولاها، وهَيَّجَها، * من خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ، هِمْهِـيمُ قال شمر: أَكثر الرواية: خَلَّى لَـها سَرْبَ أُولاها، بالفتح؛ قال الأَزهري: وهكذا سَمِعْتُ العربَ تقول: خلِّ سَرْبَه أَي طَريقَه.
وفي حديث ابن عمر: إِذا ماتَ المؤمنُ يُخَلَّى له سَرْبُه، يَسْرَحُ حيثُ شاءَ أَي طريقُه ومذهبُه الذي يَمُرُّ به.
وإِنه لواسعُ السِّرْبِ أَي الصَّدْرِ، والرأْي، والـهَوَى، وقيل: هو الرَّخِـيُّ البال، وقيل: هو الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِـيءُ الغَضَب؛ ويُروى بالفتح، واسعُ السَّرْبِ، وهو الـمَسْلَك والطريقُ.
والسَّرْبُ، بالفتح: المالُ الراعي؛ وقيل: الإِبل وما رَعَى من المالِ. يقال: أُغِـيرَ على سَرْبِ القومِ؛ ومنه قولُهم: اذْهَب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَي لا أَرُدُّ إِبلكَ حتى تَذْهَب حيثُ شاءَت، أَي لا حاجة لي فيك.
ويقولون للمرأَة عند الطلاقِ: اذْهَبـي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة.
وفي الصحاح: وكانوا في الجاهليةِ يقولون في الطَّلاقِ، فَقَيَّده بالجاهليةِ.
وأَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ. الفراءُ في قوله تعالى: فاتخذَ سبيلَه في البحرِ سَرَباً؛ قال: كان الـحُوت مالحاً، فلما حَيِـيَ بالماءِ الذي أَصابَه من العَينِ فوقَع في البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه في البحرِ، فكان كالسَّرَبِ، وقال أَبو إِسحق: كانت سمكةً مملوحةً، وكانت آيةً لموسى في الموضعِ الذي يَلْقَى الخَضِرَ، فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً؛ أَحْيا اللّه السمكة حتى سَرَبَتْ في البحر. قال: وسَرَباً منصوبٌ على جهتَين: على المفعولِ، كقولك اتخذْتُ طريقِـي في السَّرَب، واتخذتُ طريقي مكانَ كذا وكذا، فيكون مفعولاً ثانياً، كقولك اتخذت زيداً وكيلاً؛ قال ويجوز أَن يكونَ سَرَباً مصدراً يَدُلُّ عليه اتخذ سبيلَه في البحر، فيكون المعنى: نَسِـيَـا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طريقَه في البحر؛ ثم بَيَّن كيف ذلك، فكأَنه قال: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ وقال الـمُعْتَرِض الظَّفَرِي في السَّرَب، وجعله طريقاً: تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِليهم، * تَنُوبُ اللحمَ في سَرَبِ الـمَخِـيمِ قيل: تَنُوبُه تأْتيه.
والسَّرَب: الطريقُ.
والمخيم: اسم وادٍ؛ وعلى هذا معنى الآية: فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً، أَي سبيل الحوت طريقاً لنفسِه، لا يَحِـيدُ عنه. المعنى: اتخذ الحوتُ سبيلَه الذي سَلَكَه طريقاً طَرَقَه. قال أَبو حاتم: اتخذ طريقَه في البحر سَرباً، قال: أَظُنُّه يريد ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك يَذهَب ذَهاباً. ابن الأَثير: وفي حديث الخضر وموسى، عليهما السلام: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحريك: الـمَسْلَك في خُفْيةٍ.
والسُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ.
وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ.
والسُّرْبة، والـمَسْرَبةُ، والـمَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر الـمُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وفي الصحاح: الشَّعَر الـمُسْتَدِقُّ، الذي يأْخذ من الصدرِ إِلى السُّرَّة. قال سيبويه: ليست الـمَسْرُبة على المكان ولا المصدرِ، وإِنما هي اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلي: أَلآنَ لـمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي، * وعَضَضْتُ، من نابي، على جِذْمِ وحَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، * وأَتَيْتُ ما آتي على عِلْمِ تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لها، * هذا تَخَيُّلُ صاحبِ الـحُلْمِ! قوله: وعَضَضْتُ، من نابي، عَلى جِذْمِ أَي كَبِرْتُ حتى أَكَلْت على جِذْمِ نابي. قال ابن بري: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمي، وهو غلط، وإِنما هو للذُّهلي، كما ذكرنا.
والـمَسْرَبة، بالفتح: واحدة الـمَسارِبِ، وهي الـمَراعِـي.
ومَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عبيد: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِـيهِ من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها في بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد: جَلال، أَبوهُ عَمُّه، وهو خالُه، * مَسارِبُهُ حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ قال: أَقْرابهُ مَراقُّ بُطُونه.
وفي حديث صفةِ النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: كان دَقِـيقَ الـمَسْرُبَة؛ وفي رواية: كانَ ذا مَسْرُبَة.
وفلانٌ مُنْساحُ السرب: يُريدون شَعر صَدْرِه.
وفي حديث الاسْتِنْجاءِ بالـحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْهِ بـحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ الـمَسْرُبة؛ يريدُ أَعْلى الـحَلْقَة، هو بفتح الراءِ وضمِّها، مَجْرَى الـحَدَث من الدُّبُر، وكأَنها من السِّرْب الـمَسْلَك.
وفي بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هي مثلُ الصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ التي بالشين المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ.
والسَّرابُ: الآلُ؛ وقيل: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ.
والآلُ: الذي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالـمَلا، بينَ السماءِ والأَرض.
وقال ابن السكيت: السَّرَابُ الذي يَجْرِي على وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، وهو يكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صلاة العصر؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الآل يرفعُ كلَّ شيءٍ حتى يصِـير آلاً أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حتى يَصِـيرَ لازِقاً بالأَرضِ، لا شَخْصَ له.
وقال يونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلى ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليومِ. ابن السكيت: الآلُ الذي يَرْفَع الشُّخوصَ، وهو يكون بالضُّحَى؛ والسرابُ الذي يَجْري على وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، وهو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيتُ العرب بالبادية يقولونه.
وقال أَبو الهيثم: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنـَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛ يقال: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً.
والسَّريبة: الشاة التي تصدرها، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها.
والسَّرَبُ: حَفِـير تحتَ الأَرض؛ وقيل: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وقد سَرَّبْتُه.
وتَسْريبُ الـحَافِرِ: أَخْذُه في الـحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة. الأَصمعي: يقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَبَ أَي أَخذ يميناً وشمالاً.
والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ.
والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِـي، والجمع أَسْرابٌ.
وانْسَرَب الوَحْشِـي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل.
ومَسارِب الـحَيَّاتِ: مَواضِـعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على بُطُونِها.
والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ. السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ.
وقال ابن. .
والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ. مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من الـمَزادَة ونحوها. سَرِبَ سَرَباً إِذا سَالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه؛ قال ذو الرمة: ما بالُ عَيْنِكَ، منها الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ * كأَنـَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ قال أَبو عبيدة: ويروى بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت الـمَزادة، بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهي سَرِبَةٌ إِذا سَالَت.
وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فيها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها.
ويقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، وذلك إِذا خرج من عُيونِ الخُرَزِ.
وقال اللحياني: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، وتَسَرَّبَت: سالَتْ.
والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو الـمَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِـخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ وقد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً.
ويقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فيها ماءً حتى تَنْتَفِـخَ عيونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جرير: نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ، * كما عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَـَّلأْتُ.
وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فيه؛ قال أَبو خِراشٍ: فِي ذَاتِ رَيْدٍ، كزلق الرخ مُشْرِفَةٍ، * طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ(1) (1 قوله «كزلق الرخ إلخ» هكذا في الأصل ولعله كرأس الزج.) وتَسَرَّبُوا فيه: تَتابَعُوا.
والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ.
والسَّرْبةُ: الخَرْزة.
وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قَريباً، عن ابن الأَعرابي. شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِـيعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: ولم أَسْمَعْ سِرْباً في الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال: ورُبَّ أَسْرابِ حَجِـيجٍ نظمِ والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِـيٌّ، وهو في الأَصْل سُرْبْ.
والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ في الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ، ورُبَّما ماتَ.
وقد سُرِبَ الرجل، فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً.
وقال شمر: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، وهو بالفارسية سُرْبْ، واللّه أَعلم.

بهش (لسان العرب) [0]


بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بها: تناولَتْه، نالَتْهُ أشو قَصُرت عنه.
وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض يبْهَشُون بَهْشاً، وهو من أَدْنى القِتال.
والبَهْشُ: المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشيء.
ورجل باهِشٌ وبَهُوش.
وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ: تَفَلُّتُه عليه.
وبهشَ الرجُلَ كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه.
وقد تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما، وإِن تَناوَلَه ولم يأْخُذُه أَيضاً، فقد بَهَش إِليه.
ونَصَوْت الرجُلَ نصواً إِذا أَخذت برأَسه.
ولفلان رأْس طويل أَي شَعَر طَوِيل، وفي الحديث: أَن رجلاً سأَل ابن عباس عن حية قتَلَها وهو مُحْرِم، فقال: هل بَهَشَتْ إِليكَ؟ أَراد: هل أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك؟ ومنه في الحديث: ما بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة أَي ما أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عني بقصبة.
وفي الحديث: أَن النبي، . . . أكمل المادة صلى اللَّه عليه وسلم، كان يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بن عليّ فإِذا رأَى حُمْرة لسانه بَهَشَ إِليه؛ قال أَبو عبيد: يقال للإِنسان إِذا نظر إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه واشتهاه فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه وفرح به: بَهَشَ إِليه؛ وقال المغيرة بن جنبا التميمي: سَبَقْت الرجالَ الباهَشِينَ إِلى النَّدى، فِعَالاً ومَجْداً، والفِعَالُ سِبَاق ابن الأَعرابي: البَهْش الإِسراع إِلى المعروف بالفَرح.
وفي حديث أَهل الجنة: وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً.
وبَهَشْتُ إِلى الرجُل وبهَشَ إِليَّ: تَهيَّأْتُ للبكاء وتهيأَ له.
وبَهَش إِليه. فهو باهِشٌ وبَهِشٌ: حَنَّ.
وبَهَشَ به: فرِح؛ عن ثعلب. الليث: رجُل بَهْش بَشّ بمعنى واحد.
وبهَشت إِلى فلان بمعنى حَنَنت إِليه.
وبَهش إِليه يبهَش بهْشاً إِذا ارتاح له وخَفّ إِليه.
ويقال: بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي اجْتَمَعُوا، قال: ولا أَعرف بحش في كلام العرب.
والبَهْش: ردِيءُ المُقْل، وقيل: ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه، وقيل: البَهْش الرَّطْب من المُقْل، فإِذا يَبس فهو خَشْل، والسين فيه لغة.
وفي الحديث: أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت؟ يعني أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ، وهو رَطْب المُقْل، ويابسُه الخَشْل.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، وقد بلغه أَن أَبا موسى يقرأُ حرفاً بلُغته قال: إِنَّ أَبا موسى لم يكن من أَهل البَهْش؛ يقول: ليس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ينبت بالحجاز؛ قال الأَزهري: أَي لم يكن حجازيّاً، وأَراد من أَهل البَهْش أَي من أَهل البلاد التي يكون بها البَهْش. أَبو زيد: الخَشْل المقل اليابس والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ نواه والحَتِيُّ سَويقُه.
وقال الليث: البهْش رَديءُ المقل، ويقال: ما قد أَكل قِرْفُه: وأَنشد: كما يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ قال أَبو منصور: والقول ما قال أَبو زيد.
وفي حديث أَبي ذر: لما سمع بخروج النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَخَذ شيئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حتى قَدِم عليه.
وبُهَيْشة: اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح: أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ: ما لِنَفْرٍ أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور؟ ويروى بهيسة.
ويقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً: وجوهُ البَهْش.
وفي حديث العُرَنيِّينَ: اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ لحومُنا، هو من ذلك.

حمن (لسان العرب) [0]


الحَمْن والحَمْنانُ: صغار القِرْدان، واحدته حَمْنة وحَمْنانة. مُحْمِنة: كثيرة الحَمْنان. ضربٌ من عنب الطائف، أَسود إلى الحمرة (* قوله «إلى الحمرة» في المحكم: إلى الغبرة). قليل الحبّة، وهو أَصغر العنب حبّاً، وقيل: الحَمْنانُ الحبُّ الصغار التي بين الحبّ العِظام.
وقال الجوهري: الحَمْنانةُ قُراد، وفي التهذيب: القُراد أَول ما يكون وهو صغير لا يكاد يُرى من صغره، يقال له قَمْقامة، ثم يصير حَمْنانة، ثم قراداً، ثم حَلَمة، زاد الجوهري: ثم علٌّ وطِلحٌ.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: كم قَتَلْتَ من حَمْنانةٍ؛ هو من ذلك. . . . أكمل المادة بالفتح، اسم امرأَة؛ قيل: هي أَحد الجائين على عائشة، رضوان الله عليها، بالإفك.
والحَوْمانةُ: واحدة الحَوامين، وهي أَماكن غلاظ مُنقادة؛ ومنه قول زهير: أَمِنْ آلِ أَوفى دِمْنةٌ لم تَكَلَّمِ بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ، فالمُتَثَلَّم.
ولم يَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانة الدُّرَّاج، بضم الدال، إلاَّ أَبو عمرو الشيباني، والناس كلهم بفتح الدال.
والدُّرّاج الذي هو الحَيْقُطان: مضموم عند الناس كلهم إلا ابن دريد، فإِنه فتحها، قال أَبو خَيرة: الحَوْمانُ واحدتها حَوْمانة، وجمعها حوامِين، وهي شقائقُ بين الجبال، وهي أَطيبُ الحُزونة، ولكنها جَلَدٌ ليس فيها آكام ولا أَبارِق.
وقال أَبو عمرو: الحَوْمان ما كان فوق الرَّمل ودونه حين تصعده أَو تَهبطه، وحَمْنانُ مكّةُ؛ قال يَعْلى بن مُسْلم بن قيس الشَّكْريّ: فَليْتَ لنا، مِنْ ماءِ حَمْنان، شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيان.
والطَّهيَان: خشبة يُبرَّد عليها الماء.
وشَكْرٌ: قبيلة من الأَزد.

لوص (لسان العرب) [0]


لاصَه بعينه لَوْصاً ولاوَصَه: طالَعَه من خَلَلٍ أَو سِتْرٍ، وقيل: المُلاوَصةُ النظر يَمْنةً ويَسْرةً كأَنه يَرُومُ أَمراً.
والإِلاصَةُ، مثل العِلاصة: إِدارَتُك الإِنسانَ على الشيء تَطلبُه منه، وما زلت أُلِيصُه وأُلاوِصُه على كذا وكذا أَي أُدِيرُه عليه.
وقال عمر لعثمان في معنى كلمة الإِخلاص: هي الكلمة التي أَلاصَ عليها النبيُّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، عَمَّه يعني أَبا طالب عند الموت شهادة أَن لا إله إِلا اللّه أَي أَدارَه عليها وراوَده فيها. الليث: اللَّوْصُ من المُلاوَصةِ وهو النظر كأَنه يَخْتِلُ ليَرُوم أَمراً.
والإِنسان يُلاوِصُ الشجرة إِذا أَرادَ قَلْعَها بالفأْسِ، فتراه يُلاوِصُ في نظره يمنة ويسرة كيف يضرِبُها وكيف . . . أكمل المادة يأْتيها ليقلَعها.
ويقال: أَلاصَه على كذا أَي أَدارَه على الشيء الذي يُرِيده.
وفي الحديث أَنه قال لعثمان: إِن اللّه، تبارك وتعالى، سَيُقَمِّصُك قَمِيصاً وإِنك سَتُلاصُ على خَلْعِه أَي تُراوَد عليه ويُطْلَبُ منك أَن تخْلَعه، يعني الخلافة. يقال: أَلَصْته على الشيء أُلِيصُه مثل رَاودْته عليه وداورته.
وفي حديث زيد بن حارثة: فأَدارُوه وأَلاصُوه فأَبى وحلف أَن لا يَلْحَقَهُم.
وما أَلَصْت أَن آخُذَ منه شيئاً أَي ما أَرَدْت.
ويقال للفالُوذ: المُلَوَّصُ والمُزَعْزَع والمُزَعْفَر واللَّمْصُ واللَّواصُ. أَبو تراب: يقال لاصَ عن الأَمر وناصَ بمعنى حادَ.
وأَلَصْت أن آخُذَ منه شيئاً أُلِيصُ إِلاصَةً وأَنَصْت أُنِيصُ إِناصةً أَي أَرَدت.
ولَوَّصَ الرجلُ إِذا أَكلَ اللَّواصَ، واللَّواصُ هو العسَلُ، وقيل: العسلُ الصافي.
وفي الحديث: من سبق العاطسَ بالحمد أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ؛ هو وَجَعُ الأُذنِ، وقيل: وجَعُ النحر.

لهزم (لسان العرب) [0]


الأزهري: اللِّهْزِمَتانِ مَضِيغتان عَليَّتان في أصل الحَنكين في أَسفل الشِّدْقَيْن، وفي المحكم: مضيغتان في أَصل الحَنكِ، وقيل: عند مُنْحَنَى اللَّحْيَين أسفل من الأُذُنين وهما معظم اللَّحْيَيْن، وقيل: هما ما تحت الأُذنين من أعلى اللحيين والخدَّين، وقيل: هما مجتمع اللحم بين الماضغ والأُذُن من اللَّحْي.
وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه، والنَّسَّابة: أَمِنْ هامِها أو لَهازِمها أي من أَشرافها أَنت أَو من أَوساطها؛ واللَّهازِمُ: أُصولُ الحنكين، واحدتُها لِهْزِمة، بالكسر، فاستعارها لِوَسط النسبْ والقبيلةِ.
وفي حديث الزكاة: ثم يأْخذ بِلِهْزِمَتَيه؛ يعني شِدْقَيْهِ، وقيل: هما عَظْمان ناتئانِ في اللحيين تحت الأذنين، وقيل: هما مضيغتان عَلِيّتان . . . أكمل المادة تحتهما، والجمع اللَّهازم؛ قال: يا خازِ بازِ أرْسِل اللّهازِما، إنّي أخافُ أن تكونَ لازِما وقال آخر: أَزوحٌ أَنوحٌ ما يَهَشُّ إلى النَّدَى، قَرَى ما قَرَى للضَّرْس بينَ اللَّهازِمِ ولَهْزَمَه: أَصابَ لِهِْزِمَته.
ولِهْزَمَ الشيبُ خَدَّيْهِ أي خالَطَهُما؛ وأنشد أبو زيد لأَحد بني فَزارة: إمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُهْ، لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُهْ ولَهَزَه الشيبُ ولَهْزَمَه بمعنى.
واللَّهازِمُ: عِجْلٌ، وتَيْم اللاَّت، وقَيْس بن ثعلبة، وعَنَزة. الجوهري: وتَيْم الله بن ثَعْلبة بن عُكابةَ يقال لَهُم اللَّهازم، وهم حُلَفاءُ بني عِجْلٍ، قال ابن بري: ومنه قول الفرزدق: وقد ماتَ بِسْطامُ بنُ قَيْسٍ وعامِرٌ.، وماتَ أبو غَسَّانَ شيخُ اللَّهازِمِ

مني (مقاييس اللغة) [0]



الميم والنون والحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على تقديرِ شيءٍ ونفاذِ القضاءِ به. منه قولهم: مَنَى له المانِي، أي قدَّر المقدِّر. قال الهذليّ:
لا تأمَنَنَّ وإن أمسيْتَ في حَرَمٍ      حَتَّى تُلاقِيَ ما يَمنِي لك المانِي

والمَنَا: القَدَر. قال:
سأُعْمِلُ نَصَّ العِيسِ حتّى يكفَّني      غِنَى المال يوماً أو مَنَا الحدثانِ

وماءُ الإنسان مَنِيٌّ، أي يُقَدَّر منه خِلْقَتُه. الموت لأنَّها مقدَّرة على كلٍّ. الإنسانِ كذا قياسه، أملٌ يقدِّرُه. قال قوم لـه ذلك الشّيءالذي يَرجُو. أُفعولةٌ منه. [مِنَى] مكّة، قال قومٌ: سمِّي به لما قُدِّر أن يُذبَح فيه: . . . أكمل المادة من قولك مَنَاه الله.ومما يَجرِي هذا المجرى المَنَا: الذي يُوزَن به، لأنَّه تقديرٌ يُعمل عليه.
وقولنا: تمنَّى الكِتَابَ: قرأه. قال الله تعالى: إلاَّ إذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّتِهِ [الحج 52]، أي إذا قرأ.
وهو ذلك المعنى، لأن القراءة تقديرٌ ووضع كُلِّ آية موضِعَها. قال:
تمنَّى كتابَ الله أوَّلَ لَيلهِ      وآخِرَهُ لاقى حِمام المقادرِ

ومن
الباب: مانَى يُمانِي مماناةً، إذا بارَى غيرَه.
وهو في شِعر ابن الطَّثْرِيّة:
      أخو الكأسِ ماني القومَ في الخَيرِ أورِدِ

وهذا من التَّقدير، لأنَّه يقدِّر فِعله بِفعل غيرِه يريد أنْ يساوِيَه.
وأمَّا مُنيَةُ النّاقة، فهي الأيام التي يُتعرَّف فيها ألاقِحٌ هي أم حامل.

عنق (الصّحّاح في اللغة) [0]


العُنْقُ والعُنُقُ يذكَّر ويؤنَّث.
والجمع الأعْناقُ.
وقولهم: هُم عُنُقٌ إليك، أي ماثلون إليك ومنتظروك. الطويلَ العُنُقِ، والأنثى عَنْقاءُ بيِّنة العَنَقِ.
وأما قول ابن أحمر:
لا يُبْتَغى دونها سَهْلٌ ولا جَـبـلُ      في رأسِ خَلْفاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ

فإنه يصف جبلاً. يقول: لا ينبغي أن يكون فوقها سهلٌ ولا جبلٌ أحصن منها. ضربٌ من سير الدابة والإبل، وهو سيرٌ مُسْبَطِرٌّ.
وقد أعْنَقَ الفرس.
وفرسٌ مِعْناقٌ، أي جيد العَنَق.
والعِناقُ: المُعانَقَةُ.
وقد عانَقَهُ، إذا جعل يديه على عنقه وضمّه إلى نفسه.
وتَعانَقا واعْتَنَقا، فهو عَنيقُهُ.
وقال:
إلى أن حَيْعَلَ الداعي الفَلاحا      وباتَ خيالُ طَيْفِكِ لي عَنيقـاً

والعَناقُ: الأنثى من ولد المعز، والجمع أعْنُقٌ وعُنوقٌ.
والعَناقُ: الداهيةُ؛ يقال: . . . أكمل المادة لَقِيَ منه أُذُنَيْ عَناقٍ، أي داهيةٍ وأمراً شديداً.
والعَناق: الخيبة، في قول الشاعر:
سَباياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَنـاقِ      أمِنْ تَرْجيع قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ

قال ابن الأعرابي: يقول: أفَزِعْتُمْ لما سمعتم ترجيعَ هذا الطائر فتركتم سباياكم وأبتم بالخيبة.
والعَنْقاءُ: الداهيةُ. يقال حَلّقَتْ به عَنْقاء مُغْرِبٍ، وطارت به العَنْقاء.
وأصل العَنْقاءِ طائرٌ عظيمٌ معروف الاسم مجهول الجسم.
والمِعْنَقَةُ: القلادةُ.
وقد أعْنَقْتُ الكلبَ، أي جعلتُ في عنقه القلادة.

وحش (الصّحّاح في اللغة) [0]


الوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ.
وأرضٌ مَوْحوشَةٌ: ذاتُ وُحوشٍ.
والوَحْشِيُّ: الجانبُ الأيمنُ من كلِّ شيء. قال الراعي:
وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ      فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها

ويقال: ليس من شيءٍ يَفْزَعُ إلاّ مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن. الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الأيسر من كل شيء.
ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها.
وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها. وَحْشِيُّ اليدِ والرِجلِ وإنْسِيُّهما.
والوَحْشَةُ: الخلوةُ . . . أكمل المادة والهمُّ.
وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.
وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفرٌ.
وتَوَحَّشَتِ الأرضُ: صارت وَحْشَةً.
وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً.
وأوْحَشَ المنزل أيضاً:صار كذلك وذهب عنه الناس.
وأوْحَشَ الرجلُ: جاعَ.
وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخْلِ جوفَك من الطعام.
وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً.
وبتنا أوْحاشاً.
وقد أوْحَشْنا منذ ليلتانِ، أي نَفِذَ زادُنا.
وقال حُميدٌ يصف ذئباً:
ذِراعاً ولم يُصْبح بها وهو خاشِعُ      وإنْ باتَ وَحْشاً ليلةً يم يَضِقْ بها

ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ.
وفي الحديث: "فوَحَّشوا برماحهم".
وقال الشاعر:
      فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالأبْرَقِ

كَبُرَ (القاموس المحيط) [0]


كَبُرَ، ككَرُمَ، كِبَراً، كعِنَبٍ، وكُبْرَاً، بالضم، وكَبَارَةً، بالفتح: نَقيضُ صَغُرَ، فهو كبيرٌ وكُبَّارٌ، كَرُمَّانٍ، ويُخَفَّفُ، وهي بهاءٍ
ج: كِبارٌ وكُبَّارُونَ، مشدَّدَةً، ومَكْبوراءُ.
والكابِرُ: الكبيرُ.
وكبَّرَ تَكبيراً وكِبَّاراً، بالكسر مُشدَّدَةً: قال: اللّهُ أكبَرُ،
و~ الشيءَ: جَعَلَهُ كبيراً.
واسْتَكْبَرَهُ وأكْبَرَهُ: رَآهُ كبيراً، وعَظُمَ عنده.
وكَبِرَ، كَفَرِحَ، كِبرَاً، كعِنَبٍ، ومَكْبِراً، كمَنْزِلٍ: طَعَنَ في السِّنِّ.
وكَبَرَهُ بِسَنَة، كنَصَرَ: زَادَ عليه.
وعَلَتْهُ كَبْرَةٌ ومَكْبَرَةٌ، وتُضَمُّ باؤُها، ومَكْبِرٌ، كمَنْزلٍ. وهو كُبْرُهُم، بالضم،
وكِبْرَتُهم، بالكسر،
وإِكْبِرَّتُهُم، بكسر الهمزَةِ والباءِ وفتحِ الراءِ مشدَّدةً وقد تفتحُ الهَمزَةُ،
وكُبُرُّهُم.
وكُبُرَّتُهُم، بالضَّمَّاتِ مُشدَّدَتَيْنٍ: أكْبَرُهُم، أو أقْعَدُهُم بالنَّسَبِ.
وكَبُرَ، كصَغُرَ: عَظُمَ وجَسُمَ.
والكِبْرُ: مُعْظَمُ الشيءِ، والشَّرَفُ، ويُضَمُّ فيهما، والإِثمُ . . . أكمل المادة الكبيرُ،
كالكِبْرَةِ، بالكسر، والرِّفْعَةُ في الشَّرَفِ، والعَظَمَةُ، والتَّجَبُّرُ،
كالكِبْرياءِ.
وقد تَكَبَّرَ واسْتَكْبَرَ وَتَكابَرَ.
وكصُرَدٍ: جمعُ الكُبْرَى، وبالتحريك: الأَصَفُ، والعامَّةُ تقولُ: كُبَّارٌ، والطَّبْلُ
ج: كِبَارٌ وأَكْبارٌ، وجبلٌ عظيمٌ، وناحِيةٌ بِخُوزِسْتانَ.
وأكبَرَ الصَّبِيُّ: تَغَوَّطَ،
و~ المرأةُ: حاضَتْ،
و~ الرجُلُ: أمْذَى وأمْنَى. كُبارٍ، كغُرابٍ: محدِّثٌ، وبكسر الكافِ: قَيْلٌ.
والأَكْبَرَانِ: أبو بكرٍ وعمرُ، رضي الله تعالى عنهما.
والكبيرَةُ: ة قُرْبَ جَيْحونَ.
والإِكْبِرُ، كإِثْمِدٍ وأحمدَ: شَيءٌ كأنه خَبِيصٌ يابِسٌ، ليسَ بشديد الحَلاَوَةِ، يجيءُ به النَّحْلُ،
وبِهاءٍ: ع.

شغزب (لسان العرب) [0]


الشَّغْزَبَة: الأَخْذُ بالعُنْفِ.
وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ: شَغْزَبيٌّ. شَغْزَبيٌّ: مُلْتَوٍ عَن الطَّريق؛ وقالَ العجاجُ يَصِفُ مَنْهَلاً: مُنْجَرِدٌ، أَزْوَرُ، شَغْزَبيُّ وتَشَغْزَبَتِ الرِّيحُ: التَوَتْ في هبوبها.
والشَّغْزَبِـيَّةُ: ضَرْبٌ من الحِـيلَةِ في الصِّراعِ، وهي أَن تَلْوِيَ رِجلَهُ بِرجْلِكَ؛ تقول: شَغْزَبْتُه شَغْزَبَـةً، وأَخَذْتُه بالشَّغْزَبِـيَّةِ؛ قال ذو الرمة: ولَبَّسَ بَين أَقْوامي، فكُلٌّ * أَعَدَّ له الشَّغازِبَ، والـمِحالا وقيل: الشَّغْزَبِـيَّةُ والشَّغْزَبيُّ اعتِقالُ الـمُصارِعِ رِجْلَه بِرِجْل آخَرَ، وإِلْقاؤُه إِيَّاهُ شَزْراً، وصَرعُه إِيَّاهُ صَرعاً؛ قال: عَلَّمَنَا أَخْوالُنَا، بنُو عِجِلْ، * الشَّغْزَبيَّ، واعْتِقالاً بالرِّجِلْ تقولُ: صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِـيَّةً. أَبو زيد: شَغْزَبَ الرَّجلُ الرَّجلَ، وشَغْرَبَهُ، بمعنى واحدٍ، وهو إِذا أَخَذَه العُقَيلَى؛ وأَنشد: بَيْنَا الفَتى . . . أكمل المادة يَسْعَى إِلى أُمْنِـيَّهْ، يَحْسِبُ أَنَّ الدَّهْرَ سُرْجُوجِـيَّهْ، عَنَّتْ لَهُ داهِـيَةٌ دُهْوِيَّهْ، فاعْتَقَلَتْه عُقْلَة شَزْرِيَّهْ، لَفْتَاءَ عَنْ هَواهُ شَغْزَبِـيَّهْ وفي الحديث: حتى يكونَ شُغْزُبّاً؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه أَبو داود في السننِ. قال الـحَرْبيُّ: والذي عِنْدي أَنه زُخْزُبّاً، وهو الذي اشْتَدَّ لحمُه وغَلُظَ، وقد تقدم في الزاي. قال الخطابي: ويحتمل أَن تكونَ الزايُ أُبْدِلَت شِـيناً، والخاءُ غَيْناً، تصحيفاً، وهذا من غريب الإِبدال.
وفي حديث ابن مَعْمرٍ: أَنه أَخَذَ رَجُلاً بِـيَدِهِ الشَّغْزَبِـيَّةَ؛ قيل: هي ضَرْبٌ من الصُّراعِ، وهو اعْتِقالُ الـمُصارع رِجْلَه برِجْلِ صاحِـبِه، ورَمْيُه إِلى الأَرض. قال: وأَصلُ الشَّغْزَبِـيَّةِ الالْتِواءُ والـمَكْرُ، وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبيٌّ.
والشَّغْبَزُ(2) (2 قوله «والشغبز إلخ» هكذا في الأصل وأورده في التهذيب في مقلوب شغزب بالزاي وقال الصواب انه شغبر بالراء المهملة.): ابن آوى.

رسم (لسان العرب) [0]


الرَّسْمُ: الأَثَرُ، وقيل: بَقِيَّةُ الأَثَر، وقيل: هو ما ليس له شخص من الآثار، وقيل: هو ما لَصِقَ بالأَرض منها. الدار: ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض، والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ.
ورَسَمَ الغيث الدار: عَفّاها وأَبقى فيها أثراً لاصقاً بالأرض؛ قال الحُطَيئَةُ: أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ، لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ؟ رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذي هو رَسْمٌ، أراد: أمن أن رَسَمَ مُرْبِعٌ ومُصيفٌ داراً.
وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نظر إليه.
وتَرَسَّمْتُ أي نظرت إلى رُسُوم الدار.
وتَرَسَّمْتُ المنزل: تأملت رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ؛ قال ذو الرمة:أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ، من عَيْنَيْك، مَسْجُومُ؟ وكذلك إذا . . . أكمل المادة نظرت وتفرسْت أين تحفر أو تبني؛ وقال: الله أَسْقاك بآل الجَبّار تَرَسُّم الشيخ وضَرْب المِنْقار والرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ وأنشد ابن بري للأَخْطل: أَتَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما مُحِيلاً، ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما؟ والرَّوْسَمُ: خشبة فيها كتاب منقوش يُخْتَمُ بها الطعامُ، وهو بالشين المعجمة أَيضاً.
ويقال: الرَّوْسَمُ شيء تجلى به الدنانير؛ قال كثيِّر: من النَّفَرِ البِيضِ الذين وُجُوهُهُمْ دَنانيرُ شِيفَتْ، من هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ ابن سيده: الرَّوْسَمْ الطابَعُ، والشين لغة، قال: وخص بعضهم به الطابَعَ الذي يُطْبَعُ به رأَس الخابية، وقد جاء في الشعر: قُرْحة برَوْسَمِ أي بوجه الفرس.
وإن عليه لرَوْسَماً أي علامة حسنٍ أو قُبح؛ قاله خالد بن جبلة، والجمع الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ؛ قال أبو تراب: سمعت عَرَّاماً يقول هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر.
ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ إذا كتب.
وقال أبو عمرو: يقال للذي يطبع به رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مثل رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير؛ قال ذو الرمة: ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها، كأنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ والرَّواسيم: كُتب كانت في الجاهلية، والهِدَمْلاتُ: رِمال معروفة بناحية الدَّهناء؛ وناقة رَسُومٌ.
وثوب مُرَسَّمٌ، بالتشديد: مخطَّط؛ وفي حديث زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ بالقَباطِيّ والمَطارِف حتى نزحوها أي حشوها حشواً بالغاً، كأَنه مأْخوذ من الثياب المُرَسَّمَةِ، وهي المخططة خطوطاً خَفِيَّة.
ورَسَمَ في الأرض: غاب.
والرَّاسِمُ: الماء الجاري.
وناقة رَسُومٌ: تؤثر في الأرض من شدة الوطء.
ورَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِيماً: أَثَّرَتْ في الأرض من شدة وطئها، وأَرْسَمْتها أنا؛ فأما قول الهذلي: والمُرْسِمون إلى عبد العَزيز بها مَعاً وشَتَّى، ومن شَفْعٍ وفُرَّادِ إنما أراد المُرْسموها فزاد الباء وفصل بها بين الفعل ومفعوله.
والرَّسْمُ: الركِيّةُ تدفنها الأرض، والجمع رِسامٌ.
وارْتَسَم الرجل: كَبَّرَ ودعا.
والارْتِسامُ: التكبير والتَّعَوُّذ؛ قال القطامي: في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ، إذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارْتَسَما وقال الأعشى: وقابَلَها الريحُ في دَنِّها، وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ قال أبو حنيفة: ارْتَسَمَ ختم إناءَها الرَّوْسَمِ، قال: وليس بقوي.
والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهية.
والرَّسِيمُ من سير الإبل: فوق الذَّميل، وقد رَسَمَ يَرْسِمُ، بالكسر، رَسِيماً، ولا يقال أَرْسَمَ؛ وقول حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ: أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ، فأَرْسَما وفي رواية (* قوله «وفي رواية كلفت إلخ» كذا هو بالأصل ولعله غلامي بعيري). . . . . كَلَّفَتْ غلامي الرَّسِيم فأَرسما قال أبو حاتم: إنما أراد أَرسم الغلامان بعيريهما ولم يرد أَرْسَمَ البعيرُ.
والرَّسُومُ: الذي يبقى على السير يوماً وليلة.
وفي الحديث: لما بلغ كُراع الغَمِيم إذا الناسُ يَرْسِمُونَ نحوه أي يذهبون إليه سراعاً، والرَّسِيمُ: ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض.
والرَّسَمُ: حُسْن المشي.
ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إذا امتَثله.
وراسِمٌ: اسم.

نقخ (لسان العرب) [0]


النُّقَاخ (* يقوله الشيخ ابراهيم اليازجي: الصواب في هذه اللفظة: النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح): الضرب على الرأْس بشيء صلب؛ نَقَخ رأْسه بالعصا والسيف يَنْقَخُه نَقْخاً: ضربه؛ وقيل: هو الضرب على الدماغ حتى يخرج مخه؛ قال الشاعر: نَقْخاً على الهامِ وبَخًّا وخْضا والنُّقاخ: استخراج المخّ.
ونَقَخَ المخَّ من العظم وانتقخه: استخرجه. أَبو عمرو: ظَليمٌ أَنقخ قليل الدماغ؛ وأَنشد لطلق بن عديّ: حتى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ، بالرُّمح من دون الظَّليم الأَنْقَخ، فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المَنَوَّخ والنقخ: النقف وهو كسر الرأْس عن الدماغ؛ قال العجاج: لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ لِهامِهمْ، أَرُضُّه وأَنْقَخُ بفتح القاف.
والنُّقاخُ: . . . أكمل المادة الماء البارد العذب الصافي الخالص الذي يكاد ينقخ الفؤَاد ببرده؛ وقال ثعلب: هو الماء الطيب فقط؛ وأَنشد للعَرْجي واسمه عبدالله بن عمرو ابن عثمان بن عفان ونسب إِلى العَرْج وهو موضع ولد به: فإِن شئت أَحْرَمتٌ النساءَ سواكُمُ، وإِن شئت لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا ويروى: حرَّمت النساء أَي حرمتهن على نفسي.
والبرد هنا: الريق. التهذيب: والنُّقاخ الخالص ولم يعين شيئاً. الفراء: يقال هذا نُقاخ العربية أَي خالصها؛ وروي عن أَبي عبيدة: النُّقاخ الماء العذب؛ وأَنشد شمر: وأَحْمَقَ ممن يلْعَق الماءَ قال لي: دع الخمر واشْرَبْ من نُقاخ مُبَرَّدِ قال أَبو العباس: النُّقاخُ النوم في العافية والأَمن. ابن شميل: النُّقاخ الماء الكثير يَنْبِطُه الرجل في الموضع الذي لا ماء فيه.
وفي الحديث: أَنه شرب من رُومة فقال: هذا النُّقاخ؛ هو الماء العذب البارد الذي ينقَخ العطش أَي يكسره ببرده، ورومة: بئر معروفة بالمدينة.

قرا (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَرْوُ: قدحٌ من خشب.
والقَرْوُ: ميلَغُ الكلب.
والقَرْوَةُ: أسفل النخلة يُنْقَرُ فينبَذ فيه.
والقَرْوُ والقَروَةُ: أن يعظم جلد البيضتين لريحٍ فيه أو ماء، أو لنزول الأمعاء.
والرجل قَرْوانِيٌّ.
والقَروُ: حوض طويل مثل النهر تَرِدُهُ الإبل.
ويقال: تركت الأرض قَرْواً واحداً، إذا طبَّقها المطر.
ورأيت القوم على قَروٍ واحدٍ، أي على طريقةٍ واحدة.
والقَرا: الظهر.
والقَرْيةُ معروفة، والجمع القُرى على غير قياس والنسبة إليها قَرَوِيٌّ.
والقَرْيَتَيْنِ في قوله تعالى: "على رجلٌ من القَرْيَتَيْنِ عظيمٌ": مكَّة والطائف.
والقَرِيُّ: مجرى الماء في الروض، والجمع أقَرِيَةٌ وقُرْيانٌ.
والقَرِيَّةُ: خشبات فيها فُرَضٌ يُجعل فيها رأس عمود البيت.
والمِقْرى: إناءٌ يُقْرى فيه الضيف.
والجَفْنَةُ مِقْراةٌ.
والمِقْراةُ: المسيل، وهو الموضع الذي يجتمع فيه ماء المطر من كلِّ جانب. . . . أكمل المادة أبو عبيد: القارِيَةُ هذا الطائر القصيرُ الرجلِ الطويلُ المنقارِ الأخضرُ الظهر، تحبُّه الأعراب وتتيمَّن به، ويشبِّهون الرجل السخيَّ به.
وهي مخفَّفة. قال الشاعر:  
سباياكم وأُبْتُمْ بالعَنـاقِ      أمن ترجيع قارِيَةٍ تركتم

والجمع القَواري. الأصمعيّ: يقال الناس قَواري الله في الأرض، أي شهداء الله، أُخِذ من أنَّهم يَقْرونَ الناسَ، أي يتبعونهم فينظرون إلى أعمالهم. قال: والقارِيَةُ من السِنان: أعلاه وحدُّه، وكذلك حدُّ السيف ونحوه.
وقَرَوْتُ البلادَ قَرواً، وقَرَيْتُها، واقْتَرَيْتُها، واستقريتها، إذا تتبَّعتها تخرج من أرضٍ إلى أرض.
وجاءني كلُّ قارٍ وبادٍ، أي الذي ينزل القريةَ والبادية.
وأَقَرَيْتُ الجلَّ على ظهر الفرس، أي ألزمتُهُ إيَّاه.
وقَرَيْتُ الصيفَ قِرًى، وقَراءً: أحسنت إليه.
وتقول: تَقَرَّيْتُ المياه، أي تتبَّعتها.
وقَرَيْتُ الماء في الحوض، أي جمعت.
واسم ذلك الماء قِرًى.
وكذلك ما قُرِيَ به الضَيْف.
والبعيرُ يَقْري العَلَفَ في شدقِهِ، أي يجمعه.
وناقةٌ قَرْواءُ: طويلة السنام.
والقَيْرَوانُ: القافِلة، فارسيّ معرَّب.

غطل (لسان العرب) [0]


غَطَلَت السماء وأَغْطَلَت: أَطبق دَجْنُها.
وغَطِلَ الليلُ غَطَلاً: الْتَبَستْ ظلمتُه.
والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ: الظلمة المتراكمة.
وغَيْطَلة الليلِ: الْتِجاجُ سوادِه.
والغَيْطلةُ: الْتِباسُ الظلام وتراكُمُه؛ وأَنشد: وقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا وأَنشد ابن بري للفرزدق في الغَيْطَلة الظلمة: والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ أَبو عبيد: المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً.
وحكى ابن بري: الغَيطَلةُ الْتِفافُ الناس، ويقال الغَيْضةُ. المحكم: والغَيْطلُ والغَيْطلةُ الشجرُ الكثير الملْتَفّ، وكذلك العشب، وقيل: هو اجتماع الشجر والتفافه؛ قال امرؤ القيس: فظَلَّ يُرَنَّحُ في غَيْطَلٍ، كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر تَرَنَّحَ: تمايَل من سُكْرٍ أَو غيره.
والغَيْطَلُ: جمع غَيْطَلة.
والغَيْطَلةُ: الأَجَمة؛ وقال أَبو حنيفة: الغَيْطَلةُ جماعة الشجر والعشب، قال: وكل ملتف مُخْتلِط غَيْطلة، وخص أَبو حنيفة مرة بالغَيْطلة . . . أكمل المادة جماعةَ الظرفاء؛ وأَما قول زهير: كما استَغاثَ، بِسَيءٍ، فَزُّ غَيْطلةٍ، خافَ العُيونَ، فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ فيقال: هي الشجر الملتف أَي ولدته أُمُّه في غَيْطلة.
وقال أَبو عبيدة: الغَيْطَلةُ البقرة الوحشية، وقال ثعلب: هي البقرة فلم يخُصَّ الوحشيةَ من غيرها.
والغَيْطَلةُ: واحدةُ الغَياطِل، وهي ذوات اللبن من الظباء والبقر.
والغَيْطَلةُ: ازدحامُ الناس، يقال: أَتانا في غَيْطَلةٍ أَي في زحمة؛ قال الراعي: بِغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علينا، نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يوم الظَّعْن.
والغَيْطَلةُ: الأَكل والشرب والفَرَح بالأَمْنِ. المالُ المُطْغي.
والغَيْطَلةُ: الصوتُ والجلَبةُ، تقول: سمعت غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم.
وغَيْطَلة الحرب: كثرةُ أَصواتها وغُبارِها.
وغَيْطَلوا في الحديث: أَفاضوا فيه وارتفعت أَصواتهم به؛ عن الهَجَرِيّ.
والغَيْطَلةُ: اجتماعُ الناس والتفافهم؛ عن ابن الأَعرابي.
والغَيْطَلةُ: الجماعة؛ عن ثعلب. ابن الأَعرابي: الغُوطالةُ الرَّوْضةُ.
والغَيْطَلةُ: غلبة النعاس.
والغَيْطَلُ: السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل؛ عن كراع.

أجن (لسان العرب) [0]


الآجِنُ: الماءُ المتغيّرُ الطعمِ واللونِ، أَجَنَ الماءُ يأْجِنُ ويأْجُن أَجْناً وأُجوناً؛ قال أَبو محمد الفقعسي: ومَنْهل فيه العُرابُ مَيْتُ (* قوله: العراب؛ هكذا في الأصل، ولم نجد هذه اللفظة فيما لدينا من المعاجم، ولعلها الغراب).، كأَنه من الأُجونِ زَيْتُ، سَقَيْتُ منه القومَ واسْتَقَيْتُ وأَجِنَ يأْجَنُ أَجَناً فهو أَجِنٌ، على فَعِلٍ، وأَجُنَ، بضم الجيم، هذه عن ثعلب، إذا تغيَّر غير أَنه شَروبٌ، وخص ثعلب به تغيُّرَ رائحته، وماءٌ أَجِنٌ وآجِنٌ وأَجِينٌ، والجمع أُجونٌ؛ قال ابن سيده: وأَظنه جمعَ أَجْنٍ أَو أَجِنٍ. الليث: الأَجْنُ أُجونُ الماءِ، وهو أَن يَغْشاه العِرْمِضُ والورقُ؛ قال العجاج: عليه، من . . . أكمل المادة سافِي الرِّياحِ الخُطَّطِ، أَجْنٌ كنِيِّ اللَّحْمِ لم يُشَيَّطِ.
وقال علقمة بن عَبَدة: فأَوْرَدَها ماءً كأَنَّ جِمامَه، من الأَجْنِ، حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: ارْتوَى من آجِنٍ؛ هو الماءُ المتغيِّرُ الطعمِ واللونِ.
وفي حديث الحسن، عليه السلام: أَنه كان لا يَرى بأْساً بالوُضوء من الماء الآجنِ.
والإجّانَةُ والإنْجانةُ والأَجّانةُ؛ الأَخيرة طائية عن اللحياني: المِرْكَنُ، وأَفصحُها إجّانةٌ واحدة الأَجاجينِ، وهو بالفارسية إِكَّانه؛ قال الجوهري: ولا تقل إنْجانة.
والمِئْجَنةُ: مِدقَّةُ القَصّارِ، وترْكُ الهمز أَعلى لقولهم في جمعها مَواجن؛ قال ابن بري: المِئْجَنةُ الخشبةُ التي يَدُقُّ بها القصّارُ، والجمعُ مآجِنُ، وأَجَنَ القصّار الثوبَ أَي دَقَّه.
والأُجْنةُ، بالضم: لغة في الوُجْنةِ، وهي واحدة الوُجَنات.
وفي حديث ابن مسعود: أَن امرأَته سأَلته أَن يَكْسُوَها جِلْباباً فقال: إني أَخشى أَن تَدَعي جِلْبابَ الله الذي جَلْبَبَكِ، قالت: وما هو؟ قال: بيتُك، قالت: أَجَنَّك من أَصحابِ محمدٍ تقول هذا؟ تريد أَمِنْ أَجلِ أَنك، فحذفت مِنْ واللامَ والهمزة وحرَّكت الجيم بالفتح والكسره والفتحُ أَكثر، وللعرب في الحذف بابٌ واسع كقوله تعالى: لكنا هو الله ربي، تقديره لكني أَنا هو اللهُ ربي، والله أَعلم.

نحت (لسان العرب) [0]


النَّحْتُ: النَّشْرُ والقَشْر.
والنَّحْتُ: نَحْتُ النَّجَّارِ الخَشَبَ. نَحَت الخشبةَ ونحوَها يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً، فانْتَحَتَتْ.
والنُّحاتة: ما نُحِتَ من الخَشَب.
ونَحَتَ الجبلَ يَنْحِتُه: قَطَعَه، وهو من ذلك.
وفي التنزيل العزيز: وتَنْحِتُونَ من الجبال بيوتاً آمنين. آبار معروفة، صفة غالبة لأَنها نُحِتَتْ أَي قُطِعَتْ؛ قال زهير: قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت، من صَفَوَا أُولاتِ الضالِ والسِّدْرِ ويروى: من ضَفَوى.
ونَحَتَ السَّفَرُ البعيرَ والإِنسانَ: نَقَصه، وأَرَقَّه على التَّشْبِيه.
وجَمَل نَحِيتٌ: انْتُحِتَتْ مَناسِمُه؛ قال: وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ والنَّحِيتةُ: جِذْمُ شجرةٍ يُنْحَتُ، فيُجَوَّفُ كهيئة الحُبِّ للنَّحْلِ، والجمع نُحُتٌ. الجوهري: نَحَتَه يَنْحِتُه، بالكسر، نَحْتاً أَي بَراه.
والنُّحاتَةُ: البُرايةُ. ما يُنْحَتُ به.
والنَّحِيتُ: . . . أكمل المادة الدَّخِيلُ في القوم؛ قالت الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفةَ: الضارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهم، والطاعِنِينَ، وخَيْلُهم تَجْرِي الخالِطينَ نَحِيتَهم بنُضارِهِمْ وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقْرِ هذا ثَنائِي ما بَقِيتُ لهم، فإِذا هَلَكْتُ، أَجَنَّني قَبْري قال ابن بري: صوابه والخالطين، بالواو.
والنُّضارُ: الخالصُ النَّسَب.
وأَرادت بالبيت الثالث أَنها قد قام عُذْرُها في تركها الثناء عليهم إِذا ماتت، فهذا ما وُضِعَ فيه السببُ موضعَ المُسَبَّب، لأَن المعنى: فإِذا هَلَكْتُ انقطع ثنائي؛ وإِنما قالت: أَجَنَّنِي قبري، لأَن موتها سبب انقطاع الثناء.
ويروى بيت الاستشهاد لحاتم طَيِّئ، وهو البيت الثاني.
والحافرُ النَّحِيتُ: الذي ذَهَبَتْ حُروفه.
والنَّحِيتة: الطبيعة التي نُحِتَ عليها الإِنسانُ أَي قُطِعَ، وقال اللحياني: هي الطبيعة والأَصل.
والكَرَمُ من نَحْتِه أَي أَصلِه الذي قُطِعَ منه. أَبو زيد: إِنه لكَريمُ الطَّبيعة والنَّحِيتة والغَريزة، بمعنى واحد.
وقال اللحياني: الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحاسِه، وقد نُحِتَ على الكَرَم وطُبِعَ عليه.
ونَحَتَه بلسانه يَنْحِتُه ويَنْحَتُهُ نَحْتاً: لامه وشَتَمه.
والنَّحِيتُ: الرَّديءُ من كل شيء.
ونَحَته بالعصا، يَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبه بها، ونَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً: زحَرَ.
ونَحَتَ المرأَةَ يَنْحِتُها: نكَحَها، والأَعْرَفُ لَحَتَها.

نعس (العباب الزاخر) [0]


النُّعاس: الوَسَنْ، قال الله تعالى: (أمَنَةً نُعَاساً). وفي المَثَل: مَطْلٌ كَنُعَاسِ الكَلْبِ. إنَّه دائم مُتَّصِل وفيه قَرْمَطَة، ومن شَأْنِ الكَلْبِ أنْ يَفْتَحَ من عَيْنَيْهِ بِقَدْرِ ما يَكْفِيْهِ للحِرَاسَة، وذلك ساعَةً فَسَاعَةً، قال رؤبة:
يَطْلُبُني من عَمَلـي بِـذَنْـبِ     

يَطْلُبُني من عَمَلـي بِـذَنْـبِ



أي لا يأساً ولا نجازاً. وقد نَعَسْتُ -بالفتح- أنْعُسُ -بالضم- نُعَاساً، قال النابغة الجّعدي رضي الله عنه:
كأنَّ تَنَسُّـمَـهـا مَـوْهِـنـاً      جَنى النَّحْلِ حِيْنَ تُحِسُّ النُّعَاسا

ويروى: "سَنَا المِسْكِ"، والتَّنَسُّم: التَّنَفُس، سَنا المِسْكِ: أي كَمِثْلِ المِسْكِ. ونَعَسْتُ نَعْسَةً واحِدَةً، قال أبّاق الدُّبَيْريُّ:
قد أخَذْتَني نَعْـسَةٌ أُرْدُنُّ      ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ

وانا ناعِسٌ. قال ثعلَب: لا يُقال نَعْسَان.
وقال . . . أكمل المادة الليث: وقد سَمِعْناهُم يقولونَ نَعْسان ونَعْسى، حَمَلوا ذلك على وَسْنان ووَسْنى، وقال ابن دريد: رَجُلٌ ناعِس ونَعْسَان ولَم يُفَرِّق.
وقال الفرّاء: ولا أشْتَهِيْها يعني هذه اللُّغَة أي نَعْسَان. وناقَةٌ نَعوس: توصَف بالسَّمَاحَةِ بالدَّرِّ، لأنَّها إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ، قال ارّاعي:
نَعُوْسٌ إذا دَرَّتْ جَرُوْزٌ إذا غَدَتْ      بُوَيْزِلٌ عامٍ أو سَدِيْسٌ كبـازِلِ

والنَّعُوس: عَلَمٌ لِناقَةٍ بِعَيْنِها -أيضاً-، قال:
إنَّ النَّعوسَ بها داءٌ يُخامِرُها     

وقال ابن الأعرابيّ: النَّعْسُ: لِيْنُ الرَّأْيِ والجِسْمِ وضَعْفُهُمَا. وقال الأزْهَريّ: حَقيقَةُ النُّعَاسِ: السِّنَةُ من غَيْرِ نَوْمٍ، قال عَدِيُّ بن زَيْد بن مالِك بن عَدِيِّ بن الرِّقاع:
وَسْنَانُ أقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرَنَّقَتْ      في عَيْنَيْهِ سِنَةٌ ولَيْسَ بنـائمِ


ونَعَسَتِ السُّوْقُ: أي كَسَدَتْ. وقال أبو عمرو: أنْعَسَ الرَّجُلُ: إذا جاءَ بِبَنِيْنَ كُسَالى. وتَنَاعَسَ: أي تَنَاوَمَ. والتركيب يدل على الوَسَنِ.

نعس (لسان العرب) [0]


قال اللَّه تعالى: إِذ يَغْشاكم النعاس أَمَنَةً منه؛ النُّعاسُ: النوم، وقيل: هو مقاربته، وقيل: ثَقْلَتُه. نَعَس (* قوله «نعس» من باب قتل كما في المصباح والبصائر لصاحب القاموس، ومن باب منع كما في القاموس.) يَنْعُس نُعاساً، وهو ناعِس ونَعْسانُ.
وقيل: لا يقال نَعْسانُ، قال الفراء: ولا أَشتهيها، وقال الليث: رجل نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى، حملوا ذلك على وسْنان ووَسْنى، وربما حملوا الشيءَ على نظائره وأَحسن ما يكون ذلك في الشعر.
والنُّعاس: الوَسَنُ؛ قال الأَزهري: وحقيقة النُّعاس السِّنَةُ من غير نوم كما قال عدي بن الرقاع: وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ في عَيْنِه سِنَةٌ، ولَيْس بنائِمِ ونَعَسْنا . . . أكمل المادة نَعْسَة واحدة وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ.
وناقة نَعُوسٌ: غزيرة تَنْعُس إِذا حُلبت؛ وقال الأَزهري: تُغَمِّضُ عينها عند الحلب؛ قال الراعي يصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت: نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ، بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ الجَرُوزُ: الشديدة الأَكل، وذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها.
وبُوَيْزِلُ عامٍ أَي بزلت حديثا، والبازل من الإِبل: الذي له تسع سنين، وقوله أَو سديد كبازل، السديس دون البازل بسنة، يقول: هي سديس، وفي المنظر كالبازل.
والنَّعْسَةُ: الخَفْقَةُ.والكلب يوصف بكثرة النُّعاس؛ وفي المثل: مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أي متصل دائم. ابن الأَعرابي: النَّعْس لين الرأْي والجسم وضَعْفُهُما. أَبو عمرو: أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِينَ كُسالى.
ونَعَسَت السوق إِذا كَسَدَتْ، وفي الحديث: إِن كلماته بَلغَتْ ناعُوسَ البَحْر؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى كذا وقع في صحيح مسلم وفي سائر الروايات قاموسَ البحر، وهو وسطه ولُجَّته، ولعله لم يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم، قال: وليست هذه اللفظة أَصلاً في مسند إِسحق الذي روى عنه مسلم هذا الحديث غير أَنه قَرنَه بأَبي موسى وروايته، فلعلها فيها قال: وإِنما أُورِدُ نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم يجده في شيء من الكتب فيتحير فإِذا نظر في كتابنا عرف أَصله ومعناه.

وحم (لسان العرب) [0]


وَحِمَت المرأَة تَوْحَم وَحَماً إِذا اشتَهت شيئاً على حَبَلِها، وهي تَحِمُ، والاسم الوِحامُ والوَحام، وليس الوِحامُ إِلا في شَهْوة الحَبَل خاصَّة.
وقد وَحَّمْناها تَوْحيماً: أَطْعَمناها ما تَشْتهيه.
ويقال أَيضاً: وحَّمْنا لها أَي ذَبَحنا.
وامرأَة وَحْمَى: بيِّنة الوِحامِ.
وفي المثل في الشَّهْوان: وحْمَى ولا حَبَل أَي أَنه لا يُذْكر له شيءٌ إِلا اشتهاه.
وفي حديث المَوْلِد: فجعلَتْ آمنةُ أُمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم، تَوْحَمُ أَي تَشْتهي اشْتِِهاءَ الحامِل.
وقال أَو عبيدة: في المثل وَحْمَى فأَمّا حَبَل فلا؛ يقال ذلك لمن يطلب ما لا حاجة له فيه من حِرْصِه لأَن الوَحْمى التي تَوْحَمُ فتشتهي كلَّ شيء على حبَلِها، فيقال . . . أكمل المادة هذا يشتهي كما تشتهي الحُبْلى وليس به حَبَلٌ، قال: وقيل لِحُبْلى ما تشتهي؛ فقالت: التمرةَ وواهاً بِيَهْ وأَنا وَحْمى للدِّكَة أَي للوَدَك؛ الوَحَمُ: شدَّةُ شهوةِ الحُبْلى لشيءٍ تأْكله، ثم يقال لكل مَن أَفْرَطَت شهوتُه في شيء: قد وَحِمَ يَوْحَمُ وَحَماً ونسوةٌ وِحامٌ ووَحامَى.
والوِحامُ من الدوابِّ: أَن تَسْتَصعِب عند الحَمْل، وقد وَحِمَت، بالكسر، قال: والوَحَمُ في الدَّوابّ إِذا حَملَت واستَعْصتْ؛ وأَنشد: قد رابَه عِصْيانُها ووِحامُها التهذيب: أَما قول الليث الوِحامُ في الدوابّ استعصاؤُها إِذا حمَلتْ فهو غلَطٌ وإِنما غَرَّه قولُ لبيد يصف عَيْراً وأُتُنَه: قد رابه عصيانها ووحامها يظن أَنه لما عطف قولَه ووِحامُها على عصيانُها أَنهما شيءٌ واحد، والمعنى في قوله وِحامُها شهوةُ الأُتُنِ للعَير، أَراد أَنها تَرْمَحُه مرَّةً وتستعصي عليه مع شهوتها لضِرابِه إِياها، فقد رابَه ذلك منها حين أَظهرت شيئين متضادَّين.
والوَحَمُ: اسمُ الشيء المُشتَهى؛ قال : أَزحمان لَيلى عامَ لَيلى وَحَمِي أَي شَهْوتي كما يكون الشيء شهوةَ الحُبْلى، لا تُريدُ غيرَه ولا تَرْضى منه ببدَلٍ، فجعل شهوته للِّقاء لَيلاً وَحَماً، وأَصلُ الوَحَمِ للحُبْلى.
ووَحَّم المرأَةَ ووَحَّمَ لها: ذبَح لها ما تَشهَّت.
والوَحَمُ: شهوةُ النكاح؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كتَمَ الحُبَّ فأَخْفاه، كما تَكْتُم البِكْرُ من الناسِ الوَحَمْ وقيل: الوَحَمُ الشهوةُ في كل شيء.
ووَحَمْتُ وَحْمَه: قصدتُ قصدَه.
والتَّوْحِيمُ: أَن يَنْطُفَ الماءُ من عُودِ النَّوامي إِذا كُسِرَ.
ويومٌ وَحيمٌ: حارٌّ؛ عن كراع.

شوص (لسان العرب) [0]


الشَّوْصُ: الغَسْلُ والتَّنْظِيفُ. شاصَ الشيءَ شَوْصاً: غَسَلَه.
وشاصَ فاه بالسِّواكِ يَشُوصُه شَوْصاً: غَسَلَه؛ عن كراع، وقيل: أَمَرَّه على أَسْنانهِ عَرْضاً، وقيل: هو أَن يَفْتَح فاه ويُمِرَّه على أَسْنانِه من سُفْلٍ إِلى عُلْوٍ، وقيل: هو أَن يَطْعَن به فيها.
وقال أَبو عمرو: وهو يَشُوصُ أَي يَسْتاكُ. أَبو عبيدة: شُصْتُ الشيءَ نقَّيْتُه، وقال ابن الأَعرابي: شَوْصُه دلْكهُ أَسْنانَه وشِدْقَه وإِنْقاؤه.
وفي الحديث: اسْتَغْنُوا عن الناس ولو بَشَوْصِ السِّواكِ أَي بغُسَالَته، وقيل: بما يَتَفَتَّتُ منه عند التَّسَوُّكِ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يَشُوصُ فاه بالسِّواك. قال أَبو عبيد: الشَّوْصُ الغَسْل.
وكلُّ شيء غَسَلْته، فقد شُصْتَه تَشُوصُه شَوْصاً، وهو المَوْصُ. يقال: . . . أكمل المادة ماصَه وشاصَه إِذا غسَله. الفراء: شاسَ فَمَه بالسِّواك وشاصَه، وقالت امرأَة: الشَّوْصُ بِوَجَعٍ والشَّوْسُ أَلْيَنُ منه. الشيءَ شَوْصاً: دَلَكه. أَبو زيد: شاصَ الرجلُ سواكَه يَشُوصُه إِذا مَضَغَه واسْتَنَّ به فهو شائصٌ. ابن الأَعرابي: الشَّوْص الدَّلْك، والمَوْصُ الغَسْل.
والشَّوْصةُ والشُّوصَةُ، والأَول أَعلى: ريحٌ تَنْعَقِدُ في الضلوع يجد صاحبُها كالوَخْزِ فيها، مشتق من ذلك.
وقد شاصَتْه الرِّيحُ بين أَضْلاعه شَوْصاً وشَوَصَاناً وشُؤوصة.
والشَّوْصةُ: رِيحٌ تأْخذ الإِنسان في لَحْمِه تَجُول مرَّة ههنا ومرة ههنا ومرة في الجنب ومرة في الظهر ومرة في الحَوَاقِن. تقول: شاصَتْنِي شَوْصَةٌ، والشَّوائِص أَسْماؤها؛ وقال جالينوس: هو وَرَمٌ في حِجاب الأَضلاع من داخل.
وفي الحديث: من سَبَقَ العاطِسَ بالحمْدِ أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ والعِلَّوْصَ؛ الشَّوْص: وجعُ البطن من ريح تنعقد تحت الأَضلاع.
ورجل به شَوْصةٌ؛ والشَّوْصةُ: الرَّكْزَةُ؛ به رَكْزَةٌ أَي شَوْصةٌ.
ورجل أَشْوَصُ إِذا كان يَضْرِبُ جَفْنُ عينِه إِلى السواد.
وشَوِصَت العَيْنُ شَوْصاً، وهي شَوْصاءُ: عَظُمَت فلم يَلْتَقِ عليها الجَفْنانِ، والشَّوَصُ في العَين، وقد شَوِصَ شَوْصاً وشاصَ يَشَاصُ. قال أَبو منصور: الشَّوَسُ، بالسين في العين، أَكْثرُ من الشَّوَصِ.
وشاصَ به المرضُ شَوْصاً وشَوَصاً: هاجَ.
وشاصَ به العِرْق شَوْصاً وشَوَصاً: اضطرب.
وشاص الشيءَ شَوْصاً: زَعْزَعَه.
وقال الهَوازني: شاصَ الولَدُ في بطن أُمِّه إِذا ارتكض، يَشُوصُ شَوْصةً.