المصادر:  


ي ت م (المصباح المنير) [50]


 يَتُمَ: "يَيْتَمُ" من بابي تعب وقرب "يَتْمًا" بضم الياء وفتحها لكن "اليُتم" في الناس من قبل الأب فيقال صغير "يَتِيمٌ" والجمع "أيْتَامٌ" ، و "يَتَامَى" ، وصغيرة "يَتِيمَةٌ" وجمعها "يَتَامَى" وفي غير الناس من قبل الأم، و "أَيْتَمَت" المرأة "إيتَامًا" فهي "مُوِتمٌ" صار أولادها "يَتَامَى" فإنْ مات الأبوان فالصغير "لَطِيمٌ" وإن ماتت أمه فقط فهو "عجيٌّ" ، ودرة "يَتِيَمةٌ" أي لا نظير لها ومن هنا أطلق "اليَتِيمُ" على كلّ فرد يعز نظيره. 

يتم (لسان العرب) [50]


اليُتْمُ: الانفرادُ؛ عن يعقوب. الفَرْدُ.
واليُتْمُ واليَتَمُ: فِقْدانُ الأَب.
وقال ابن السكيت: اليُتْمُ في الناس من قِبَل الأَب، وفي البهائم من قِبَل الأُم، ولا يقال لمن فَقَد الأُمَّ من الناس يَتيمٌ، ولكن منقطع. قال ابن بري: اليَتيمُ الذي يموت أَبوه، والعَجِيُّ الذي تموت أُمه، واللَّطيم الذي يموتُ أَبَواه.
وقال ابن خالويه: ينبغي أَن يكون اليُتْمُ في الطير من قِبَل الأَب والأُمِّ لأَنهما كِلَيْهِما يَزُقّانِ فِراخَهما، وقد يَتِمَ الصبيُّ، بالكسر، يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما.
ويقال: يَتَمَ ويَتِمَ وأَيْتَمَه اللهُ، وهو يَتِيمٌ حتى يبلغَ الحُلُم. الليث: اليَتيمُ الذي مات أَبوه فهو يَتيمٌ حتى يبلغَ، فإِذا بلغ زال . . . أكمل المادة عنه اسمُ اليُتْم، والجمع أَيتامٌ ويَتامى ويَتَمةٌ، فأَما يَتامى فعلى باب أَسارى، أَدخلوه في باب ما يكوهون لأَن فَعالى نظيرُه فَعْلى، وأَما أَيتام فإِنه كُسِّر على أَفعالٍ كما كَسَّرُوا فاعلاً عليه حين قالوا شاهد وأَشْهاد، ونظيرُه شريفٌ وأَشْراف ونَصِىرٌ وأَنْصارٌ، وأَما يَتَمَةٌ فعلى يَتَمَ فهو ياتِمٌ، وإِن لم يسمع (* قولهم: وإن لم يسمع؛ هكذا في الأصل، ولعلّ في الكلام سقطاَ). الجوهري يَتَّمهم الله تَىْتِيماً جعلهم أَيتاماً؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانيّ واسمه شَهْل بن شَيْبان: بضَرْبٍ فيه تَأْيِيمُ، وتَيْتِيمٌ وإِرْنانُ قال المفضل: أَصل اليُتْم الغفْلةُ، وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه يُتَغافَلُ عن بَرِّه.
وقال أَبو عمرو: اليُتْم الإِبطاء، ومنه أُخذ اليَتىم لأَن البِرَّ يُبْطِئُ عنه. ابن شميل: هو في مَيْتَمةٍ أَي في يَتامى، وهذا جمع على مَفْعَلةٍ كما يقال مَشْيَخة للشُّيوخ ومَسْيَفَة للسُّيوف.
وقال أَبو سعيد: يقال للمرأة يَتيمةٌ لا يزول عنها اسمُ اليُتْمِ أَبداً؛ وأَنشدوا: وينْكِح الأَرامِل اليَتامى وقال أَبو عبيدة: تُدْعى يتيمةً ما لم تَتزوج، فإِذا تَزوَّجت زال عنها اسمُ اليُتْم؛ وكان المُفَضَّل ينشد: أَفاطِمَ، إِني هالكٌ فتثَبَّتي، ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ وفي التنزيل العزيز: وآتُوا اليَتامى أَموالَهُم؛ أَي أَعطوهم أَموالَهُم إِذا آنَسْتم منهم رُشْداً، وسُمُّوا يَتامى بعد أَن أُونِسَ منهم الرُّشْدُ بالاسم الأَول الذي كان لهم قبل إِيناسِه منهم، وقد تكرر في الحديث ذكر اليُتْم واليَتِيمِ واليَتيمة والأَيْتام واليتامى وما تصرّف منه.
واليُتْمُ في الناس: فَقدُ الصبيّ أَباه قبل البلوغ، وفي الدوابُ: فَقْدُ الأُمّ، وأصلُ اليُتْم، بالضم والفتح، الانفرادُ، وقيل: الغفْلةُ، والأُنثى يَتيمةٌ، وإذاً بَلَغا زال عنهما اسمُ اليُتْم حقيقةٌ، وقد يطلق عليهما مجازاً بعد البلوغ كما كانوا يُسَمُّون النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو كبيرٌ يَتيمَ أَبي طالب لأَنه رَبَّاه بعد موتِ أَبيه.
وفي الحديث: تُسْتأْمَرُ اليتيمة في نَفْسها، فإِن سَكَتَتْ فهو إِذْنُها؛ أَراد باليتيمة البِكْرَ البالغةَ التي مات أَبوها قبل بلوغِها فلَزِمَها اسم اليُتْمِ، فدُعِيت به وهي بالغةٌ مجازاً.
وفي حديث الشعبي: أَن امرأَة جاءَت إِليه فقالت إِني امرأَةٌ يتيمةٌ، فضَحِك أَصحابُه فقال: النساءُ كلُّهنّ يَتامَى أَي ضَعائفُ.
وحكى ابن الأَعرابي: صَبيٌّ يَتْمانُ؛ وأَنشد لأَبي العارِم الكلابيّ: فَبِتُّ أُشَوِّي صِبْيَتي وحَليلتي طَرِيّاً، وجَرْوُ الذِّئب يَتْمانُ جائعُ قال ابن سيده: وأَحْرِ بيتامَى أَن يكون جمعَ يَتْمانَ أَيضاً.
وأَيْتَمَت المرأَةُ وهي مُوتِمٌ: صار ولدُها يَتيماً أَو أَولادُها يَتامَى، وجمعها مَياتِيمُ؛ عن اللحياني.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قالت له بنتُ خُفَافٍ الغِفاريّ: إِنَّي امرأَةٌ موتِمةٌ تُوُفِّي زَوْجِي وتَركَهم.
وقالوا: الحَرْبُ مَيْتَمةٌ يَيْتَمُ فيها البَنونَ، وقالوا: لا يحا . . . . (* كذا بياض بالأصل). الفصيل عن أُمّه فإِن الذِّئْب عالمٌ بمكان الفَصِىل اليَتِيم. الغَفْلةُ.
ويَتِمَ يَتَماً: قصَّر وفَتَر؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ولا يَيْتَمُ الدَّهْرُ المُواصِل بينَه عن الفَهِّ، حتى يَسْتَدِير فيَضْرَعا واليَتَمُ: الإِبْطاءُ ويقال: في سيره يَتَمٌ؛ بالتحريك، أَي إِبْطاءٌ؛ وقال عمرو بن شاس: وإِلا فسِيرِي مثْلَ ما سارَ راكِبٌ تَيَمَّمَ خِمْساً، ليس في سَيْرِه يَتَمْ يروى أَمَم.
واليَتَمُ أَيضاً: الحاجةُ؛ قال عِمْران ابن حِطّان: وفِرَّ عنِّي من الدُّنْيا وعِيشَتها، فلا يكنْ لك في حاجاتها يَتَمُ ويَتِمَ من هذا الأَمر يَتَماً: انْفَلَت.
وكلُّ شيء مُفْرَدٍ بغير نَظيرِه فهو يَتيمٌ. يقال: دُرّةٌ يتيمةٌ. الأَصمعي: اليتيمُ الرَّمْلةُ المُنْفردة، قال: وكلُّ مُنْفردٍ ومنفردةٍ عند العرب يَتيمٌ ويتيمةٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً البيت الذي أَنشده المفضل: ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ وقال: أَي كلُّ مُنْفردٍ يَتيمٌ. قال: ويقول الناس إِنّي صَحَّفت وإِنما يُصَحَّف من الصعب إِلى الهيّنِ لا من الهيّن إِلى الصعب (* هذه الجعلة من «قال ويقول الناس» لا تتعلق بما قبلها ولا بما بعدها). ابن الأَعرابي: المَيْتَمُ المُفْرَدُ (* قوله «الميتم المفرد» كذا بالأصل). من كل شيء.

اليُتْمُ (القاموس المحيط) [50]


اليُتْمُ، بالضم: الانْفرادُ، أو فِقْدانُ الأبِ، ويُحَرَّكُ،
و~ في البهائِمِ: فِقْدانُ الأمِّ.
واليتيمُ: الفَرْدُ، وكلُّ شيءٍ يَعِزُّ نَظيرُه،
وقد يَتَمَ، كضربَ وعَلِمَ،
يُتْماً ويفتحُ،
وهو يَتيمٌ. ويَتْمان: ما لم يَبْلُغ الحُلُمَ
ج: أيْتامٌ ويَتامَى ويَتَمَةٌ ومَيْتَمَةٌ،
وامرأةٌ مُؤْتِمٌ،
ونِسْوَةٌ مَياتيمُ.
وقد أيْتَمَتْ: صارَ أولادُها يتامَى.
ويَتِمَ، كفرِحَ: قَصَّرَ، وفَتَرَ، وأعْيا، وأَبْطأَ.
واليَتْمُ: الهَمُّ، وبالتحريك: الإِبْطاءُ.
واليَتائمُ: رمالٌ مُنْقَطِعٌ بعضُها من بعضٍ، أو جَبَلٌ.
واليُتَيِّمُ، كصُغَيِّرٍ (وزُبَيْرٍ): جبَلٌ.

يتم (مقاييس اللغة) [50]



الياء والتاء والميم. يقال: اليُتم في النَّاس من قِبَل الأب، وفي سائر الحيوان من جهة الأمّ.
ويقولون لكلِّ منفردٍ يتيم، حتَّى قالوا بَيْتٌ [من الشِّعر] يتيم. الشَّاعر يصف رامياً أصاب أتاناً وأيتم *أطفالَها:
فناط بها سهماً شِداداً غِرارُه      وأيْتَمتِ الأطفالَ منها وجوبُها

يتم (الصّحّاح في اللغة) [50]


اليَتيمُ جمعه أيْتامٌ ويَتامى.
وقد يَتِمَ الصبيّ بالكسر يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما.
واليُتْمُ في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأم. يقال: أَيْتَمَتِ المرأةُ فهي موتِمٌ، أي صار أولادها أيْتاماً.
وكلُّ شيءٍ مفردٍ يعزُّ نظيره فهو يَتيمٌ، يقال دُرَّةٌ يَتيمةٌ. الله تَيْتيماً: جعلهم أيْتاماً.
وقال الفِنْدُ الزِمَّانِيُّ:
وتَيْتيمٌ وإرْنـانُ      بضربٍ فبه تأييمٌ

ويقال: في سيره يَتَمٌ بالتحريك، أي إبطاءٌ.
وقال الشاعر عمرو بن شأس:
تَيَمَّمَ خِمْساً ليس في سيره يَتَمُ      وإلا فسيري مثلما سارَ راكِبٌ

ييتم (المعجم الوسيط) [50]


 يتما انْفَرد وَالصَّبِيّ أَو الْوَلَد فقد أَبَاهُ قبل الْبلُوغ وَالصَّغِير من الْحَيَوَان أَو الْبَهَائِم مَاتَت أمه أَو انْقَطع عَنْهَا والفرخ فقد أحد أَبَوَيْهِ فَهُوَ يَتِيم ويتمان (ج) يتامى وأيتام 

الْيَتِيمَة (المعجم الوسيط) [0]


 مونث الْيَتِيم والرملة المنفردة من الرمال وَمن الدُّرَر وَنَحْوهَا الثمينة الَّتِي لَا نَظِير لَهَا و (الْجُمُعَة الْيَتِيمَة) (عِنْد المصريين) آخر جُمُعَة فِي شهر رَمَضَان (ج) يتامى ويتائم 

الْيَتِيم (المعجم الوسيط) [0]


 الصَّغِير الفاقد الْأَب من الْإِنْسَان وَالأُم من الْحَيَوَان وكل فَرد يعز نَظِيره يُقَال بَيت من الشّعْر يَتِيم مُفْرد لَا نَظِير لَهُ (ج) أَيْتَام ويتامى ويتمة ويتائم وميتمة 

انجبر (المعجم الوسيط) [0]


 الْعظم جبر وَيُقَال انجبر الْفَقِير واليتيم 

العجاوة (المعجم الوسيط) [0]


 اللَّبن يغذى بِهِ الصَّبِي الْيَتِيم (ج) عجا 

أبدر (المعجم الوسيط) [0]


 طلع عَلَيْهِ الْبَدْر وسري فِي ليلته وَالْوَصِيّ فِي مَال الْيَتِيم أكله قبل كبره 

دعع (الصّحّاح في اللغة) [0]


دَعَعْتُهُ أَدُعُّهُ دَعَّاً، أي دفعته.
ومنه قوله تعالى: فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم".

دَعه (المعجم الوسيط) [0]


 دَعَا دَفعه دفعا عنيفا بجفوة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَذَلِك الَّذِي يدع الْيَتِيم} 

تحاضوا (المعجم الوسيط) [0]


 حث بَعضهم بَعْضًا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كلا بل لَا تكرمون الْيَتِيم وَلَا تحاضون على طَعَام الْمِسْكِين} 

سغب (الصّحّاح في اللغة) [0]


سَغِبَ بالكسر يَسْغَبُ سَغَباً، أي جاع، فهو ساغِبٌ وسَغْبانُ وامرأةٌ سَغْبى. ذو مَسْغَبَةٍ، أي ذو مجاعة.

جبر (المعجم الوسيط) [0]


 جبرا وجبورا صلح يُقَال جبر الْعظم الكسير وجبر الْفَقِير واليتيم والعظم الكسير جبرا وجبورا وجبارة أصلحه وَوضع عَلَيْهِ الْجَبِيرَة وَيُقَال جبر عظمه أصلح شؤونه وَعطف عَلَيْهِ وجبر الْفَقِير واليتيم كَفاهُ حَاجته وَفِي حَدِيث الدُّعَاء (اللَّهُمَّ اجبرني واهدني) وَيُقَال جبر مَا فَقده عوضه وَالْأَمر جبرا أصلحه وَقَومه وَدفع عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر قهره عَلَيْهِ وأكرهه 

حرج (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء حرمه وَفِي الحَدِيث (اللَّهُمَّ إِنِّي أحرج حق الضعيفين الْيَتِيم وَالْمَرْأَة) وَعَلِيهِ ضيق وَفِي الْأَمر اسْتمرّ فِي الْإِصْرَار عَلَيْهِ وَالْحَيَوَان وضع فِي عُنُقه الْحَرج 

أولى (المعجم الوسيط) [0]


 على الْيَتِيم أوصى وَفُلَانًا الْأَمر جعله واليا عَلَيْهِ وَفُلَانًا مَعْرُوفا صنعه إِلَيْهِ وَيُقَال فِي التهديد والوعيد أولى لَك قد وليك أَي قاربك الشَّرّ فاحذر 

الميتمة (المعجم الوسيط) [0]


 من الحروب وَنَحْوهَا مَا تسبب الْيُتْم وَمِنْه (الْحَرْب ميتمة مأيمة) تهْلك الرِّجَال فَيصير أَوْلَادهم يتامى وَنِسَاؤُهُمْ أيامى وَجمع الْيَتِيم (ج) مياتم 

كهر (الصّحّاح في اللغة) [0]


كَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً: ارتفع.
والكَهْرُ أيضاً: الانتِهارُ.
وفي قراءة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: "فأمَّا اليتيمَ فلا تَكْهَرْ". قال الكسائي: كَهَرَهُ وقَهَرَهُ بمعنًى.

الأشد (المعجم الوسيط) [0]


 الاكتمال يُقَال بلغ أشده اكتمل وَبلغ قوته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما} وَفِيه {وَلَا تقربُوا مَال الْيَتِيم إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن حَتَّى يبلغ أشده} و (أَشد) فِي صِيغَة الْجمع وَمَعْنَاهُ وَلم يسمع لَهَا مُفْرد 

نهبل (لسان العرب) [0]


هَنْبَل الرجلُ: ظَلَع ومَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء، ونَهْبَل كذلك.
والنَّهْبَل: الشَّيْخ.
ونَهْبَل: أَسَنَّ، وشيخٌ نَهْبَل وعجوز نَهْبَلة؛ قال أَبو زُبيد: مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ، تَأْوي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ والنَّهْبَلة: الناقة الضخمة.

نهبل (لسان العرب) [0]


هَنْبَل الرجلُ: ظَلَع ومَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء، ونَهْبَل كذلك.
والنَّهْبَل: الشَّيْخ.
ونَهْبَل: أَسَنَّ، وشيخٌ نَهْبَل وعجوز نَهْبَلة؛ قال أَبو زُبيد: مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ، تَأْوي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ والنَّهْبَلة: الناقة الضخمة.

كهر (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والهاء والراء كلمتانِ متباعدتانِ جداً: الأولى الانتهار، يقال كَهَرَهْ يَكْهَرُه كَهْراً.
وفي الحديث: "بأبي وأمي ما كَهَرَني ولا شَتَمنِي".
وقرأ ناسٌ: فأمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَكْهَرْ [الضحى 9].والأصل الآخَر: كَهْرُ النَّهارِ، وهو ارتفاعُه، يقال كَهَرَ يَكْهَرُ. قال:

تجبر (المعجم الوسيط) [0]


 تكبر والعظم الكسير وَالْفَقِير واليتيم جبر وَالشَّيْء أَخذ فِي سَبِيل صَلَاحه يُقَال تجبر النبت وَالشَّجر أَخذ يخضر بعد يبس وتجبر الْكلأ أَخذ يَنْمُو بعد أَن أَكلته الْمَاشِيَة وتجبر الْمَرِيض صلحت حَاله وَفُلَان عَاد إِلَيْهِ من مَاله بعض مَا ذهب وَالرجل مَالا أَصَابَهُ 

أثل (المعجم الوسيط) [0]


 أثولا تأصل وَقدم أثل:  أثالة أثل فَهُوَ أثيل يُقَال شرف أثيل أصيل أثل:  كثر مَاله وَالشَّيْء أَصله قَالَ امْرُؤ الْقَيْس  (ولكنما أسعى لمجد مؤثل  ...وَقد يدْرك الْمجد المؤثل أمثالي )ومالا ادخره ليستثمره وَفِي الحَدِيث فِي الْوَصِيّ على الْيَتِيم إِنَّه يَأْكُل من مَاله غير متأثل مَالا وَمَاله نماه وَأَهله كساهم وأعزهم وَفُلَانًا بِمَال أَو بِرِجَال أعزه بهم 

وَعاهُ (القاموس المحيط) [0]


وَعاهُ يَعِيهِ: حَفِظَه، وجَمَعَهُ،
كأَوْعاهُ فيهما،
و~ العَظْمُ: بَرَأَ على عَثْمٍ.
والوَعْيُ: القَيْحُ، والمِدَّةُ، والجَلَبَةُ،
كالوَعَى، أَو يَخُصُّ الكِلابَ.
ومالي عنه وَعْيٌ: بُدٌّ.
ولا وَعْيَ عن ذلك الأمْرِ: لا تَماسُكَ دونَه.
والوِعاءُ، ويُضَمُّ،
والإِعاءُ: الظَّرْفُ
ج: أوعِيَةٌ.
وأوعاهُ وأوْعَى عليه: قَتَّرَ عليه،
ومنه: "لا تُوعي فيُوعِيَ اللّهُ عليكِ"،
و~ جَدْعَهُ: أوْعبهُ،
كاسْتَوْعاهُ.
والواعِيَةُ: الصُّراخُ، والصَّوْتُ لا الصارِخَةُ، ووَهِمَ الجوهرِيُّ،
وواعِي اليَتيمِ: واليهِ.
وهو مَوْعِيُّ الرُّسْغِ: مُوَثَّقُه.
وفرسٌ وَعًى، كَفَتًى: شَديدٌ.

العَجْوَةُ (القاموس المحيط) [0]


العَجْوَةُ والمُعاجاةُ: أن تُؤَخِّرَ الأمُّ رَضاعَ الوَلَدِ عن مواقِيتِه، وقد عَجَتْه، فهو عُجِيٌّ، كصُلِيٍّ، وهي عُجِيَّةٌ
ج: عُجايا، بالضم والفتح.
والعَجِيُّ، كَغَنِيٍّ: فاقِدُ أُمِّهِ من الإِبِلِ ومِنَّا.
وعَجا البعيرُ: رَغا،
و~ فَاهُ: فَتَحَه،
و~ وَجْهَه: زَواهُ، وأمالَه،
كعَجَّاهُ،
و~ البعيرُ: شَرِسَ خُلُقُهُ.
والعُجاوَةُ: العُجايةُ.
والعَجْوَةُ، بالحِجازِ: التَّمْرُ المَخْشِيُّ، وتَمْرٌ بالمدينة.
والعُجَى، كهُدًى: الجُلُودُ اليابِسةُ تُطْبَخُ وتُؤْكَلُ، الواحِدةُ: عُجْيَةٌ، بالضم.
والعُجْوَةُ، بالضم: لَبَنٌ يُعاجَى به الصبِيُّ اليتيمُ، أي: يُغَذَّى،
كالعُجاوةِ، بالضم والكسر.

الْوَلِيّ (المعجم الوسيط) [0]


 كل من ولي أمرا أَو قَامَ بِهِ والنصير والمحب وَالصديق ذكرا (وَقد يؤنث بِالتَّاءِ) والحليف والصهر وَالْجَار والعقيد وَالتَّابِع وَالْمُعتق والمطيع يُقَال الْمُؤمن ولي الله والمطر يسْقط بعد الْمَطَر و (ولي الْعَهْد) وَارِث الْملك و (ولي الْمَرْأَة) من يَلِي عقد النِّكَاح عَلَيْهَا وَلَا يَدعهَا تستبد بِعقد النِّكَاح من دونه و (ولي الْيَتِيم) الَّذِي يَلِي أمره وَيقوم بكفايته و (فِي الاقتصاد السياسي) من يتَحَمَّل مخاطر الإنتاج فَلهُ الْغنم وَعَلِيهِ الْغرم (مج) (ج) أَوْلِيَاء و (ج) الْوَلِيّ بِمَعْنى الْمَطَر بعد الْمَطَر أولية 

سغب (لسان العرب) [0]


سَغِبَ الرجلُ يَسْغَب، وسَغَبَ يَسْغُبُ سَغْباً وسَغَباً وسَغابةً وسُغُوباً ومَسْغَبةً: جاعَ.
والسَّغْبة: الجُّوعُ، وقيل: هو الجوعُ مع التَّعَب؛ وربما سُمِّيَ العَطَش سَغَباً، وليس بمُسْتعمَلٍ.
ورجلٌ ساغِبٌ لاغِبٌ: ذو مَسْغَبة؛ وسَغِبٌ وسَغْبانُ لَغْبانُ: جَوْعانُ أَوعَطْشانُ.
وقال الفراءُ في قوله تعالى: في يومٍ ذِي مَسْغَبةٍ، أَي مَجاعةٍ.
وأَسْغَبَ الرجلُ، فهو مُسْغِبٌ إِذا دخَل في الـمَجاعةِ، كما تقولُ أَقْحطَ الرجلُ إِذا دخَل في القَحْط.
وفي الحديث: ما أَطعمته إِذ كان ساغِـباً، أَي جائعاً.
وقيل: لا يكونُ السَّغَبُ إِلاَّ مع التَّعَب.
وفي الحديث: أَنه قَدِم خَيْبَر بأَصحابِه وهم مُسْغِـبُون، أَي جِـياعٌ.
وامرأَةٌ سَغْبَـى، وجَمْعُها سِغابٌ.
ويَتِـيمٌ ذو مَسْغَبةٍ أَي ذو مَجاعةٍ.

ف ت ي (المصباح المنير) [0]


 الفَتِيُّ: من الدواب خلاف المسنّ وهو كالشاب في الناس والجمع "أَفْتَاءٌ" مثل يتيم وأيتام والأنثى "فَتِيَّةٌ" ، و "الفَتْوَى" بالواو بفتح الفاء وبالياء فتضم وهي اسم من "أَفْتَى" العالم إذا تبين الحكم، و "اسْتَفْتَيْتُهُ" سألته أن يفتي، ويقال أصله من "الفَتِيِّ" وهو الشاب القوي والجمع "الفَتَاوِي" بكسر الواو على الأصل وقيل يجوز الفتح للتخفيف، و "الفَتَى" العبد وجمعه في القلة "فِتْيَةٌ" وفي الكثرة "فِتْيَانٌ" والأمة "فَتَاةٌ" وجمعها "فَتَيَاتٌ" والأصل فيه أن يقال للشاب الحدث "فَتًى" ثم استعير للعبد وإن كان شيخا مجازا تسمية باسم ما كان عليه وما فتئ يذكره بالهمزة مثل ما برح وزنا ومعنى. 

ف ت ي (المصباح المنير) [0]


 الفَتِيُّ: من الدواب خلاف المسنّ وهو كالشاب في الناس والجمع "أَفْتَاءٌ" مثل يتيم وأيتام والأنثى "فَتِيَّةٌ" ، و "الفَتْوَى" بالواو بفتح الفاء وبالياء فتضم وهي اسم من "أَفْتَى" العالم إذا تبين الحكم، و "اسْتَفْتَيْتُهُ" سألته أن يفتي، ويقال أصله من "الفَتِيِّ" وهو الشاب القوي والجمع "الفَتَاوِي" بكسر الواو على الأصل وقيل يجوز الفتح للتخفيف، و "الفَتَى" العبد وجمعه في القلة "فِتْيَةٌ" وفي الكثرة "فِتْيَانٌ" والأمة "فَتَاةٌ" وجمعها "فَتَيَاتٌ" والأصل فيه أن يقال للشاب الحدث "فَتًى" ثم استعير للعبد وإن كان شيخا مجازا تسمية باسم ما كان عليه وما فتئ يذكره بالهمزة مثل ما برح وزنا ومعنى. 

أثل (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأَثْلُ: شجرٌ، وهو نوع من الطَرْفاء.
ومنه قيل للأصل أثْلَةٌ، يقالك فلان ينِحَتُ أَثْلَتَنا، إذا قال في حسَبه قبيحاً. قال الأعشى:
ولست ضائِرَها ما أَطَّتِ الإِبلُ      ألَسْتَ منتهياً عن نَحْتِ أَثْلَتِـنـا

والتَأثيلُ: التأصيلُ، يقال: مجدٌ مُؤَثَّلٌ وأَثيلٌ. قال امرؤ القيس:
وقد يُدْرِكُ المجدَ المُؤَثَلَ أَمْثالي      ولَكِنمّا أسعى لمجـدٍ مُـؤّثّـلٍ

والتَأَثُّلُ: اتِّخاذُ أصلِ مالٍ، وفي الحديث في وصيِّ اليتيم: "إنّه يَأكل من ماله غير مُتَأَثِّلٍ مالاً".
والأَثالُ بالفتح: المَجْدُ.
وربّما قالوا: تَأَثَلْتُ بئراً، أي حفرتُها. قال أبو ذؤيب:
قَليباً سَفاها كالإماءِ القَواعِدِ      وقد أرسلوا فُراَّطَهُمْ فَتأَثَّلُوا

ع و ل (المصباح المنير) [0]


 عَالَ: الرجل اليتيم "عَوْلا" من باب قال كفله وقام به، و "عَالَتِ" الفريضة "عَوْلا" أيضا: ارتفع حسابها وزادت سهامها فنقصت الأنصباء، "فَالعَوْلُ" نقيض الردّ ويتعدى بالألف في الأكثر وبنفسه في لغة فيقال "أَعَالَ" زيد الفريضة، و "عَالَهَا" ، و "عَالَ" الرجل "عَوْلا" : جار وظلم، وقوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} قيل: معناه ألا يكثر من تعولون، وقال مجاهد: لا تميلوا ولا تجوروا، و "عَالَ" في الميزان: خان، و "عَالَ" الميزان: مال وارتفع، و "أَعَالَ" الرجل بالألف: كثر "عِيَالُهُ" ، و "أَعْيَلَ" ، و "عَيَّلَ" كذلك، والعيال أهل البيت ومن يمونه الإنسان، الواحد "عَيِّلٌ" مثال جِيَاد وجَيِّد، و "عَوَّلْتُ" على الشيء "تَعْوِيلا" : اعتمدت عليه، و "عَوَّلْتُ" به كذلك، قال الزمخشري: و "العَوِيلُ" اسم من "أَعْوَلَ" عليه "إِعْوَالا" وهو البكاء والصراخ. 

ن ص ر (المصباح المنير) [0]


 نَصَرْتُهُ: على عدوه، و "نَصَرْتُهُ" منه "نَصْرًا" أعنته وقويته، والفاعل "نَاصِرٌ" ، و "نَصِيرٌ" وجمعه "أَنْصَارٌ" مثل يتيم وأيتام، والنُّصرة بالضم اسم منه، و "تَنَاصَرَ" القوم "مُنَاصَرَةً" : "نَصَرَ" بعضهم بعضا، و "انْتَصَرْتُ" من زيد: انتقمت منه، و "اسْتَنْصَرْتُهُ" : طلبت "نُصْرَتَهُ" ، و "النَّاصُورُ" علة تحدث في البدن من المقعدة وغيرها بمادة خبيثة ضيقة الفم يعسر برؤها، وتقول الأطباء: كلُّ قرحة تزمن في البدن فهي "نَاصُورٌ" وقد يقال "نَاسُورٌ" بالسين، ورجل "نَصْرَانِيٌّ" بفتح النون وامرأة "نَصْرَانِيَّةٌ" وربما قيل "نَصْرَانُ" ، و "نَصْرَانَةٌ" ويقال: هو نسبة إلى قرية اسمها "نَصْرَةُ" قال الواحدي: ولهذا قيل في الواحد "نَصْرِيٌّ" على القياس، و "النَّصَارَى" جمعه مثل مهري ومهارى ثم أطلق "النَّصْرَانِيُّ" على كل من تعبد بهذا الدين. 

كفل (لسان العرب) [0]


الكَفَل، بالتحريك: العجُز، وقيل: رِدْفُ العجُز، وقيل: القَطَن يكون للإِنسان والدابة، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل، والجمع أَكْفال، ولا يشتق منه فعل ولا صفة.
والكِفْل: من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز، وقيل: هو شيء مستدير يُتخذ من خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير.
وفي حديث أَبي رافع قال: ذاك كِفْل الشيطان، يعني معقده.
واكتفَل البعيرَ: جعل عليه كِفْلاً. الجوهري: والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب.
والكِفْل: كساء يجعل تحت الرحْل؛ قال لبيد: وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وقال أَبو ذؤَيب: على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ . . . أكمل المادة والكِفْلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال: واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل، وهو الكِفْل من الأَكسية. ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء: معناه قد أَلزمته نفسي وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ، وهو مأْخوذ من الكِفْل، والكِفْل: ما يحفظ الراكب من خلفه.
والكِفْل: النصيب مأْخوذ من هذا. أَبو الدقيش: اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ، قال: وهو الافْتِعال؛ وأَنشد: قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وفي حديث إِبراهيم: لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ، كَرِه إِبراهيم ذلك.
والكِفْل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان.
والكِفْل من الرِّجال: الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر والفِرار.
والكِفْل: الذي لا يثبت على ظهور الخيل؛ قال الجَحَّاف بن حكيم: والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ، كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام والجمع أَكْفال؛ قال الأَعشى يمدح قوماً: غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْـ ـجا، ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال والاسم الكُفولة، وهو الكفِيل.
وفي التهذيب: الكِفْل الذي لا يثبت على مَتْن الفرس، وجمعه أَكْفال؛ وأَنشد: ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي مِيلاً، إِذا رَكِبوا، ولا أَكْفالا وهو بيِّن الكُفولة.
وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال: إِني كائن فيها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر؛ قيل: هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفِرار، وقيل: هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته. قال أَبو منصور: والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة.
والكِفْل: الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم، وعم به بعضهم، ويقال له: كِفْلان من الأَجر، ولا يقال: هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله كالنصيب، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب.
والكِفْل أَيضاً: المِثْل.
وفي التنزيل: يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته؛ قيل: معناه يؤْتكم ضِعْفَين، وقيل: مِثْلين؛ وفيه: ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها؛ قال الفراء: الكِفْل الحظ، وقيل: يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين، وقيل ضِعْفين.
وفي حديث الجمعة: له كِفْلان من الأَجر؛ الكِفْل، بالكسر: الحظ والنصيب.
وفي حديث جابر: وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل.
وقال الزجاج: الكِفْل في اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه، وإِنما قيل له كِفْل؛ وقيل: اكْتَفل البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر.
وفي حديث مَجيء المستضعفين بمكة: وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير. يقال: تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته، وذلك الكِساء الكِفْل، بالكسر.
والكافِل: العائِل، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه.
وفي التنزيل العزيز: وكَفَلَها زكريا؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا، وذكر الأَخفش أَنه قرئ: وكَفِلَها زكريا، بكسر الفاء.
وفي الحديث: أَنه وكافل اليتيم كهاتَيْن في الجنة له ولغيره؛ والكافِل: القائم بأَمر اليتيم المربِّي له، وهو من الكفيل الضمين، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره تكفَّل به، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى؛ ومنه الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ الرَّابُّ: زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته ويقوم بأَمره مع أُمه.
وفي حديث وَفْد هَوازِن: وأَنت خير المَكْفُولين، يعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتى نشأَ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر.
والكافِل والكَفِيل: الضامن، والأُنثى كَفِيل أَيضاً، وجمع الكافِل كُفَّل، وجمع الكَفيل كُفَلاء، وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق.
وكَفَّلها زكريا، أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها، ومن قرأَ: وكَفَلَها زكريا، فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها.
وكَفَل المال وبالمال: ضَمِنه.
وكَفَل بالرجل (* قوله «وكفل بالرجل إلخ» عبارة القاموس: وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم) يَكْفُل ويَكْفِل كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به، كله: ضمِنه.
وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله: ضمَّنه، وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل بدينه تكفُّلاً. أَبو زيد: أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته إِياه، وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً، والتَّكْفيل مثله. قال الله تعالى: فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب؛ الزجاج: معناه اجعلني أَنا أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها. ابن الأَعرابي: كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بمعنى واحد؛ التهذيب: وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عليه.
وفي الحديث: الرَّبِيب كافِلٌ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه كَفَل نفقة اليتيم. المُجاوِر المُحالِف، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير: إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم، من الناس، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل المُحْرِم: المُسالِم، والمُكافِل: المُعاقد المُحالف، والكَفِيل من هذا أُخِذ.
والكِفْل والكَفِيل: المِثْل؛ يقال: ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل؛ قال عمرو بن الحرث: يَعْلو بها ظَهْرَ البعير، ولم يوجَدْ لها، في قومها، كِفْل كأَنه بمعنى مثل. قال الأَزهري: والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ: لك كِفْلان من الأَجر أَي مثلان.
والكِفْل: النصيب والجُزْء؛ يقال: له كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان.والكافِل: الذي لا يأْكل، وقيل: هو الذي يَصِل الصيام، والجمع كُفَّل.
وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة الشرب:يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ، كأَنها نساءُ النصارى أَصبحتْ، وهي كُفَّل قال ابن الأَعرابي وحده: هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني.
وذو الكِفْل: اسم نبي من الأَنبياء، صلوات الله عليهم أَجمعين، وهو من الكَفالة، سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما كَفَل، وقيل: لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل، وقال الزجاج: إِن ذا الكفْل سمي بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم، وقيل: تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به.

لطم (الصّحّاح في اللغة) [0]


اللَطْمُ: الضرب على الوجه بباطن الراحة.
وفي المثل: "لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني". قالته امرأةٌ لطَمَتْها من ليست بكفوٍ لها.
واللَطيمُ من الخيل: الذي سالت غُرَّتُهُ في أحد شِقَّيْ وجهه. يقال منه: لُطِمَ الفرسُ، على ما لم يسمّ فاعله، فهو لَطيمٌ.
وخدٌّ مُلَطَّمٌ، شدِّد للكثرة.
واللَطيمَةُ: العير التي تحمل الطيبَ وبَزَّ التُجَّارِ.
وربَّما قيل لسوق العطَّارين لَطيمَةٌ. قال ذو الرمّة يصف أرطاةً تَكَنَّسَ فيها الثَورُ الوحشيّ:
لَطائمُ المِسْكِ يَحْويها ويُنْتَهَبُ      كأنَّا بيتُ عَطَّارٍ تَضَـمَّـنَـهُ

واللَطيمُ: الذي يموت أبواه.
والعَجِيُّ: الذي تموت أُمُّه. الذي يموت أبوه.
واللَطيم: فصيلٌ إذا طلع سُهَيْلٌ أخذَه الراعي وقال له: أترى سُهَيْلاً? والله لا تذُوق عندي قَطرةً! ثم لَطَمَهُ ونحَّاه.
واللَطيمُ: التاسع من . . . أكمل المادة سوابق الخيل.
ولاطَمَهُ فَتَلاطَما.
والْتَطَمَتِ الأمواجُ: ضرب بعضُها بعضاً.

هرا (لسان العرب) [0]


الهِراوةُ: العَصا، وقيل: العصا الضَّخمةُ، والجمع هَراوى، بفتح الواو على القياس مثل المَطايا، كما تقدم في الإِداوةِ، وهُرِيٌّ على غير قياس، وكأَن هُرِيّاً وهِرِيّاً إِنما هو على طَرْح الزائد، وهي الأَلف في هِراوة، حتى كأَنه قال هَرْوة ثم جَمَعه على فُعول كقولهم مَأْنةٌ ومُؤُونٌ وصَخْرة وصُخور؛ قال كثير: يُنَوَّخُ ثم يُضرَبُ بالهَراوى، فلا عُرْفٌ لَدَيْه ولا نَكِيرُ وأَنشد أَبو علي الفارسي: رأَيتك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً، إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوى الدَّمامِكُ قال: ويروى الهِرِيُّ، بكسر الهاء.
وهَراه بالهِراوةِ يَهْرُوه هَرْواً وتَهَرَّاه: ضرَبه بالهِراوةِ ؛ قال عمرو بن مِلْقَط الطائي: يَكْسى ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكُها، إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيَهْ وهَرَيْتُه بالعَصا: . . . أكمل المادة لغة في هَرَوْتُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر: وإِنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْدُ الهارْ (* قوله« وان تهراه إلخ» قبله كما في التهذيب: لا يلتوي من الوبيل القسبار) وهَرا اللحمَ هَرْواً: أَنْضَجه؛ حكاه ابن دريد عن أَبي مالك وحده؛ قال: وخالفه سائر أَهل اللغة فقال هَرَأَ.
وفي حديث سَطِيح: وخَرج صاحبُ الهِراوةِ؛ أَراد به سيدَنا رسولَ الله،صلى الله عليه وسلم، لأَنه كان يُمْسِك القَضِيب بيده كثيراً، وكان يُمْشى بالعَصا بين يديه وتُغْرَزُ له فيُصَلِّي إِليها،صلى الله عليه وسلم.وفي الحديث: أَنه قال لحَنِيفةِ (* قوله «وفي الحديث انه قال لحنيفة إلخ» نص التكملة: وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم: أن حنيفة النعم أتاه فأشهده ليتيم في حجره باربعين من الإبل التي كانت تسمى المطيبة في الجاهلية فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: فأين يتيمك يا أبا حذيم؟ وكان قد حمله معه، قال: هو ذاك النائم،وكان يشبه المحتلم. فقال، صلى الله عليه وسلم: لعظمت هذه هراوة يتيم، يريد شخص اليتيم وشطاطه شبه بالهراوة .) النَّعَمِ، وقد جاء معه بيَتيمٍ يَعْرِضُه عليه، وكان قد قارَبَ الاحتِلامَ ورآه نائماً فقال: لعَظُمَت هذه هِراوةُ يَتيمٍ أَي شَخْصُه وجُثَّتُه، شبَّهه بالهِراوة، وهي العَصا، كأَنه حِينَ رآه عظيم الجُثّة اسْتَبْعَدَ أَن يقال له يتيم لأَنّ اليُتْم في الصِّغَر.
والهُرْيُ: بيت كبير ضَخْم يُجْمَع فيه طَعام السُّلْطانِ، والجمع أَهْراء؛ قال الأَزهريّ: ولا أَدرِي أَعربي هو أَم دخيل.
وهَراةُ: مَوضِعٌ، النسب إِليه هَرَوِيٌّ، قلبت الياء واواً كراهية توالي الياءَات؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَنّ لام هراة ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً، وإِذا وقفت عليها وقفت بالهاء، وإِنما قيل مُعاذ الهَرّاء لأَنه كان يَبِيع الثيابَ الهَرَوِيّة فَعُرِفَ بها ولُقِّب بها؛ قال شاعر من أَهل هَراةَ لما افتتحها عبد الله بن خازم سنة ؟؟: عاوِدْ هَراةَ، وإِنْ مَعْمُورُها خَرِبا، وأَسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا وارْجِعْ بِطَرْفِكَ نَحْوَ الخَنْدَقَيْنَ تَرَى رُزءاً جَليلاً، وأَمْراً مُفْظِعاً عَجَبا: هاماً تَزَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقةً، ومَنْزِلاً مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرِبا لا تَأْمَنَنْ حَدَثاً قَيْسٌ وقد ظَلَمَتْ، إِنْ أَحْدَثَ الدَّهْرُ في تَصْرِيفه عُقَبا مُقَتَّلُون وقَتّالونَ، قد عَلِمُوا أَنَّا كذلِك نَلْقَى الحَرْبَ والحَرَبا وهَرَّى فلان عِمامته تَهْرِيةً إذا صَفَّرها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ بَعْدَما أَراك زماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ وفي التهذيب: حاسِراً لا تَعَصَّبُ؛ معناه جعلتها هَرَوِية، وقيل: صَبَغْتَها وصفَّرتها، ولم يسمع بذلك إِلا في هذا الشعر، وكانت ساداتُ العرب تَلْبَسُ العمَائم الصُّفر، وكانت تُحمَل من هَراةَ مَصْبوغةً فقيل لمن لَبِسَ عمامة صفراء: قد هَرَّى عِمامته، يريد أَن السيد هو الذي يتَعمَّم بالعِمامة الصفراء دون غيره.
وقال ابن قتيبة: هَرَّيت العِمامة لبستها صَفْراء. ابن الأَعرابي: ثوب مُهَرًّى إِذا صبغ بالصَّبِيب، وهو ماء ورق السمسم، ومُهَرًّى أَيضاً إِذا كان مصبوغاً كلون المِشْمِش والسِّمسم. ابن الأَعرابي: هاراه إِذا طانَزَه، وراهاه إِذا حامَقَه.
والهِراوةُ: فَرس الرَّيان بن حُوَيْصٍ. قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي عند قول سيبويه عَزَبٌ وأَعْزابٌ في باب تكسير صفة الثلاثي: كان لعبد القيس فرس يقال لها هِراوةُ الأَعْزاب، يركبها العَزَبُ ويَغْزُو عليها، فإِذا تأَهَّل أَعْطَوْها عَزَباً آخر؛ ولهذا يقول لبيد: يَهْدِي أَوائِلَهُنّ كُلُّ طِمِرَّةٍ جَرْداء مِثْلِ هِراوةِ الأَعْزابِ قال ابن بري: انقضى كلام أَبي سعيد،قال: والبيت لعامر بن الطفيل لا للبيد.
وذكر ابن الأثير في هذه الترجمة قال: وفي حديث أَبي سلمة أَنه، عليه السلام، قال ذاك الهُراء شيطان وُكِّل بالنُّفوس، قيل: لم يسمع الهُراء أَنه شيطان إِلا في هذا الحديث، قال: والهُراء في اللغة السَّمْحُ الجَوادُ والهَذَيانُ، والله أَعلم.

معض (لسان العرب) [0]


مَعِضَ من ذلك الأَمرِ، يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً وامْتَعَضَ منه: غَضِبَ وشَقَّ عليه وأَوْجَعَه؛ وفي التهذيب: مَعِضَ من شيء سمعه؛ قال رؤبة: ذا مَعَضٍ لوْلا تَرُدُّ المَعْضا وفي حديث سعد: لما قُتل رُسْتم بالقادسية بعَث إِلى الناس خالدَ بن عُرْفُطةَ، وهو ابنُ أُخته، فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شديداً أَي شَقَّ عليهم وعَظُمَ.
وفي حديث ابن سيرين: تُسْتأْمَرُ اليتيمةُ فإِن مَعِضَت لم تُنْكَحْ أَي شَقَّ عليها، وفي حديث سُراقةَ: تَمَعَّضَتِ الفرَسُ، قال أَبو موسى: هكذا روي في المعجم ولعله من هذا، وفي نسخة: فنَهَضَتْ. قال ابن الأَثير: ولو كان بالصاد المهملة من المَعَصِ، وهو الْتِواء الرِّجْل، لكان وجْهاً.
وقال ثعلب: مَعِضَ مَعَضاً . . . أكمل المادة غَضِبَ، وكلام العرب امْتَعَضَ، أَراد كلام العرب المشهورَ؛ وأَمْعَضه إِمْعاضاً ومَعَّضه تَمْعِيضاً: أَنزل به ذلك.
وأَمْعَضَني الأَمرُ: أَوجَعني.
وبنو ماعِضٍ: قوم دَرَجُوا في الدهْر الأَول.
وقال أَبو عمرو: المَعّاضةُ من الإِبل التي ترفع ذنَبها عند نِتاجِها.

أبو (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والباء والواو يدلّ على التربية والغَذْو. أبَوْتُ الشيء آبُوه أَبْواً إذا غذوته.
وبذلك سمّي الأب أباً.
ويقال في النسبة إلى أبٍ أبَوِيّ.
وعنزٌ أبواءُ، إذا أصابها وجعٌ عن شمِّ أبوال الأرْوَى. قال الخليل: الأبُ معروف، والجمع آباء وأبُوّةٌ. قال:
أحاشِي نزارَ الشّامِ إنّ نِزَارَها      أبُوَّةُ آبائي وَمِنِّى عميدُها

قال: وتقول: تأبّيْتُ أباً، كما تقول تَبَنَّيْتُ ابْناً وتَأَمّهْتُ أمّاً. قال:ويجوز في الشِّعر "هذان أباك" وأنت تريد أبَوَاك، و"رأيت أبيك" يريد أبويك. قال:ويجوز في الجمع أبُونَ.
وهؤلاء أبوكم أي آباؤكم. أبو عبيد: ما كنتَ أباً ولقد أَبَيْتَ أبوّة.
وأَبَوْتُ القوم أي كنتُ لهم أباً. قال:
نؤمُّهمُ ونأْبُوهُمْ جميعاً      كما قُدَّ السُّيُورُ من الأديمِ

قال الخليل: فلانٌ . . . أكمل المادة يَأْبُو اليتيمَ، أي يغذو كما يغذو الوالد ولده.

الْخلَّة (المعجم الوسيط) [0]


 الفرجة فِي الخص وَغَيره والثقبة الصَّغِيرَة وَالْحَاجة والفقر وَيُقَال فِي الدُّعَاء للْمَيت (اللَّهُمَّ اسدد خلته) الثلمة الَّتِي ترك وَفُلَان ذُو خلة مُحْتَاج أَو مشته لأمر من الْأُمُور وَالطَّرِيق والرملة الْيَتِيمَة المنفردة والخصلة يُقَال فِيهِ خلة حَسَنَة وخلة سَيِّئَة (ج) خلال والخمرة الحامضة أَو المتغيرة الطّعْم من غير حموضة (ج) خل وَيُقَال امْرَأَة خلة نحيفة الْخلَّة:  بَقِيَّة الطَّعَام بَين الْأَسْنَان وجفن السَّيْف المغشى بِالْأدمِ وبطانة يغشى بهَا جفن السَّيْف تنقش بِالذَّهَب وَغَيره وكل جلدَة منقوشة (ج) خلل وخلال وَيُقَال فلَان يَأْكُل خلله إِذا كَانَ بَخِيلًا الْخلَّة:  كل نبت حُلْو ويقابله الحمض وجنس من النَّبَات من الفصيلة الخيمية وَمِنْه أَنْوَاع وَأَرْض لَا حمض بهَا (ج) خلل والصداقة والمحبة الَّتِي تخللت الْقلب فَصَارَت . . . أكمل المادة خلاله أَي فِي بَاطِنه وَالصديق (يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث والمفرد وَالْجمع) وَيُقَال خلة الْإِنْسَان أهل مودته وخلة الرجل الزَّوْجَة (ج) خلال 

شرف (مقاييس اللغة) [0]



الشين والراء والفاء أصلٌ يدلُّ على علوٍّ وارتفاع. فالشَّرَف: *العُلُّوّ.
والشريف: الرجل العالي.
ورجلٌ شريفٌ من قوم أشراف، يقال إِنَّه جمعٌ نادر، كحبيب وأحباب، ويتيم وأيتام.
ويقال للذي غَلَبَهُ غيرُه بالشَّرَف مشروف.
ويقال استشرفتُ الشّيءَ، إِذا رفعتَ بصرك تنظرُ إليه.
ويقال للأنوف الأشراف، الواحدُ شرف.
والمَشْرَف: المكان تُشرِف عليه وتعلوه.
ومشارف الأرض: أعاليها.
والمشرفيّة: منسوبة إلى مَشَارف الشام.
ويقال إنَّ الشُّرْفَة: خِيار المال، واشتقاقه من الشُّرْفة التي تُشَرَّفُ بها القصور، والجمع شُرَف.
والمُستشرِف من الخيل: العظيم الطَّويل. قال الخليل: سهمٌ شارف: دقيق طويل، وأُذُنٌ شَرْفاءُ: طويلةُ القُوف.
ومَنْكِبٌ أشرفُ:عالٍ. فأَمَّا النّاقة الشَّارفُ فهي المُسِنَّة الهَرِمَة من الإِبل، وهذا ممكنٌ أن يكون من العلوّ في السّنّ.
وذُكِر عن الخليل . . . أكمل المادة أنَّالسَّهْم الشارف من هذا، وهو الذي طال [عهدُهُ] بالصِّيان فانتكث عَقَبُهُ وريشُهُ. قال أوس:
يُقلِّبُ سَهماً راشَهُ بمناكِبٍ      ظُهَارٍ لُؤامٍ فهو أعجفُ شارفُ

ويزعمون أن شُرَيْفَاً أطولُ جَبَلٍ في الأرض.

فدي (مقاييس اللغة) [0]



الفاء والدال والحرف المعتل كلمتانِ متباينتان جدّاً. فالأولى: أنْ يُجعلَ شيءٌ مكانَ شيءٍ حِمىً له، والأُخْرى شيءٌ من الطَّعام.فالأولى قولك: فديتُه أَفدِيه، كأنَّك تحميه بنفسك أو بشيء يعوِّض عنه. يقولون: [هو ] فِداؤك، إذا كسرتَ مددت، وإذا فتحت قصرت، يقال هو فَدَاك. قال:
فَدىً لكما رجليَّ أمِّي وخالتي      غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ

وقال في الممدود:
مهلاً فِداءً لك الأقوامُ كلُّهم      وما أثمِّرُ من مالٍ ومن وَلَدِ

ويقال: تفادَى من الشَّيء، إذا تحاماه وانزَوَى عنه.
والأصل في هذه الكلمة ما ذكرناه، وهو التَّفادِي: أن يَتَّقيَ النّاسُ بعضُهم ببعض، كأنَّه يجعل صاحبَه فداءَ نفسِه. قال:والكلمة الأُخرى الفَدَاء ممدود، وهو مُِسْطَح التَّمر بلغة . . . أكمل المادة عبد القيس، حكاه ابن دُريد .
وقال أبو عمرو: الفَداء: جماعة الطَّعام من الشَّعير والتَّمر ونحوِها. قال:
كأنّ فَدَاءَها إِذْ جرّدُوه      وَطافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ

اللَّطْمُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّطْمُ: ضَرْبُ الخَدِّ وصَفْحَةِ الجَسَدِ بالكَفِّ مَفْتوحةً،
لَطَمَه يَلْطِمُه، ولاطَمَه مُلاطَمَةً ولِطاماً، ومنه المَثَلُ:
"لَوْ ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْنِي"، قالَتْهُ امرأةٌ لَطَمَتْها امرأةٌ غير كُفْؤها.
والمَلطَمانِ: الخَدَّانِ.
وكأَميرٍ: الفَرَسُ الأبْيَضُ المُلَطَّمُ
ج: لُطُمٌ، وتاسعُ خَيْلِ الحَلْبَةِ، والمِسْكُ،
كاللَّطِيمَةِ، وكُلُّ طِيبٍ يُحْمَلُ على الصُّدْغِ، وفَحْلٌ من الإِبِلِ، وفَرَسُ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ، وفَرَسُ فُضالَةَ بنِ هِنْدٍ الغاضِرِيِّ، واليتيمُ، ومن يَموتُ أبَواهُ، وعَجِيٌّ تَموتُ أُمُّه،
و~ من الفُصْلانِ: ما يُؤْخَذُ بأُذُنِهِ عندَ طُلوع سُهَيْلٍ، ويُسْتَقْبَلُ به، ثم يقولُ: أَتَرَى سُهَيْلاً؟ والله لا تَذوقُ بعدَهُ قَطْرَةَ لَبَنٍ، ثم يَلْطِمُ خَدَّهُ، ويُرْسِلُه، ثم يَصُرُّ أخْلافَ أُمِّهِ كُلَّها، يَفْصِلُهُ عنها.
ولَطِيمْ لَطيمْ: دُعاءٌ للنَعْجَةِ إلى . . . أكمل المادة الحَلَبِ.
واللَّطيمَةُ: وِعاءُ المِسْكِ، أو سُوقُه، أو عِيرٌ تَحْملُه.
وتَلَطَّمَ وجْهُهُ: ارْبَدَّ.
ولَطَّمَ الكِتابَ تَلْطيماً: خَتَمَه.
وكمُعَظَّمٍ: اللئيمُ.
وكمِنْبَرٍ: أديمٌ يُفْرَشُ تَحْتَ العَيْبَةِ لئَلاَّ يُصيبَها التُّرابُ.
والْتَطَمَت الأمْوَاجُ: ضَرَبَ بَعْضُها بَعْضاً.
واللَّطْمُ: الإِلْصاقُ، وسَمَّوُا: لاطِماً ومُلاطِماً.

فلط (لسان العرب) [0]


الفِلاطُ: الفَجْأَة لغة هذيل. لَقِيته فَلَطاً وفِلاطاً أَي فجأَة، هذلية؛ وقال المتنخِّل الهذلي: به أَحْمي المُضافَ، إِذا دعاني، ونَفسي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ ابن الأَعرابي: يقال صادَفه وفارَطه وفالَطه ولاقَطه كله بمعنى واحد.
ورُفع إِلى عمر بن عبد العزيز رجل قال لآخر في يَتِيمَةٍ كَفَلها: إِنك تَبُوكها، فأَمر بحدّه، فقال: أَاُضرَب فِلاطاً؟ قال أَبو عبيد: الفِلاط الفَجْأَة، معناه أَاُضرَب فجأَة.
ويقال: تكلم فلان فِلاطاً فأَحسن إِذا فاجأَ بالكلام الحسن؛ قال الراجز: ومَنْهَلٍ على غِشاش وفَلَطْ شربتُ منه، بين كُرْهٍ ونَعَطْ ويقال: فَلَط الرجل عن سيفه دُهش عنه، وأَفْلَطه أَمرٌ: فاجَأَه؛ قال المتنخِّل: أَفْلَطَها الليلُ بِعِيرٍ فَتَسْـ ـعى، ثوبُها مُجتنِبُ المعْدِلِ . . . أكمل المادة أَي فاجَأَها الليل بِعِير فيها زوجها، فأَسرعت من السرور وثوبها مائل عن مَنْكِبها على غير القصد، يصِفها بالحُمْق.
وأَفْلَطني الرجل إِفْلاطاً: مثل أَفْلَتني، وقيل لغة في أَفلتني، تميمية قبيحة؛ وقد استعمله ساعدة بن جؤية فقال: بأَصْدَقِ بأْسٍ من خليلِ ثَمينةٍ وأَمضى، إِذا ما أَفْلَطَ القائمَ اليَدُ أَراد أَفْلَت القائمُ اليدَ فَقَلب.
والفِلاط: الترْك كالفِراط؛ عن كراع.

مسح (المعجم الوسيط) [0]


 فِي الأَرْض مسوحا ذهب وَالشَّيْء المتلطخ أَو المبتل مسحا أَمر يَده عَلَيْهِ لإذهاب مَا عَلَيْهِ من أثر مَاء وَنَحْوه وعَلى الشَّيْء بِالْمَاءِ أَو الدّهن أَمر يَده عَلَيْهِ بِهِ وَيُقَال مسح بالشَّيْء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} وَمسح يَده على رَأس الْيَتِيم عطف عَلَيْهِ وَالله الْعلَّة عَن العليل شفَاه وَفُلَانًا بالْقَوْل قَالَ لَهُ قولا حسنا يخدعه بِهِ وَالْقَوْم مر بهم وَلم يقم عِنْدهم وَالْحجر الْأسود لمسه أَو تسلمه تبركا وشعره مشطه وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ قطعه بِهِ فَهُوَ ماسح وَالْمَفْعُول مَمْسُوح ومسيح وَيُقَال مسح الْقَوْم قتلا أثخن فيهم وَمسح سَاقه أَو عُنُقه وَبهَا قطعهَا وَبهَا فسر بَعضهم مَا فِي التَّنْزِيل . . . أكمل المادة الْعَزِيز {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} وَالْإِبِل أتعبها وأدبرها وهزلها وَيُقَال مسحت الْإِبِل الأَرْض يَوْمه ادأبا سَارَتْ فِيهَا سيرا شَدِيدا متواصلا والمساح الأَرْض مسحا ومساحة قاسها بالذراع وَنَحْوه مسح:  فلَان مسحا احْتَرَقَ بَاطِن رُكْبَتَيْهِ لخشونة الثَّوْب واصطك بَاطِن إِحْدَى فَخذيهِ بِالْأُخْرَى فَحدث لذَلِك تشقق وَالْمَرْأَة كَانَت قَليلَة لحم الْعَجز وَلم يكن لثدييها حجم واستوت قدمهَا فَلَيْسَ لرجلها أَخْمص فَهِيَ مسحاء وَهُوَ أَمسَح 

شمص (لسان العرب) [0]


شَمَصَه ذلك يَشْمُصُه شُمُوصاً: أَقْلَقَه.
وقد شَمَصَتْني حاجَتُكَ أَي أَعْجَلَتْنِي، وقد أَخذَه من الأَمر شُمَاصٌ أَي عَجَلةٌ.
وشمَّصَ الإِبلَ: ساقَها وطرَدَها طرْداً عَنِيفاً، وشَمَّصَ الفرسَ: نَخَسَه أَو نَزَّقَه لِيَتَحَرَّكَ؛ قال: وإِنّ الخَيْلَ شَمَّصَها الوَلِيدُ الليث: شَمَصَ فلانٌ الدوابَّ إِذا طردها طرداً عنيفاً. فأَما التَّشْمِيصُ: فأَنْ تَنْخُسَه حتى يَفْعل فِعْلَ الشَّمُوصِ. قال ابن بري: وذكر كراع في كتاب المنضّد شَمَصَت الفَرَسُ وشَمَسَتْ واحد.
والشِّمَاصُ والشِّمَاسُ، بالسين والصاد، سواءٌ.
ودابَّةٌ شَمُوصٌ: نَفُور كشَمُوسٍ.
وحادٍ شَموصٌ: هَذَّاف؛ قال: وساقَ بَعِيرَهم حَادٍ شَمُوصُ والمَشْمُوصُ: الذي قد نُخِسَ وحُرِّك، فهو شاخصُ البصر؛ وأَنشد: جاؤوا من المِصْرَينِ باللُّصُوصِ، كلّ يتيمٍ ذي قَفاً مَحْصُوصِ ليس بذي بَكْرٍ ولا قَلوصِ، . . . أكمل المادة بِنَظَرٍ كنَظَرِ المَشْمُوصِ والإِشْمَاصُ: الذُّعْرُ؛ قال رجل من بني عِجْل: أَشْمَصَتْ لَمّا أَتانا مُقْبلا التهذيب: الانْشِمَاصُ الذُّعْرُ؛ وأَنشد: فانْشَمَصَتْ لمّا أَتاها مُقْبِلا، فهابَها فانْصاعَ ثم وَلْوَلا ونسبه ابن بري للأَسود العِجْلي؛ وأَنشد لآخر: وأَنْتُمْ أَُناسٌ تُشْمِصُونَ من القَنَا، إِذا مارَ في أَعْطافِكمْ وتأَطَّرَا وجارية ذاتُ شِمَاصٍ وملاصٍ: ذكرها في ترجمة ملص. ابن الأَعرابي: شَمَصَ إِذا آذَى إِنْساناً حتى يَغْضَب.
والشَّمَاصَاء: الغِلَظ واليُبْس من الأَرض كالشَّصَاصاءِ.

لدس (العباب الزاخر) [0]


اللَّدْسُ: الرَّمْيُ، يقال: لَدَسَه بِحَجَرٍ ورَدَسَه ولَطَسَه ونَدَسَه ورَدَاهُ: بمعنىً واحد. ولَدَسْتُه بِيَدي لَدْساً: ضَرَبْتُهُ بها. والمِلْدَس والمِلْطَس: حَجَرٌ ضَخْمٌ يُدَقُّ به النَّوى، وربَّما شُبِّهَ به الرَّجُل الشديد الوَطْءِ. وقال ابن دريد: ناقة لَدِيْس: كانَّها رُمِيَت باللَّحْم، وأنشَدَ:
سَدِيْسٌ لَدِيْسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِـلَّةٌ      تُبارُ إليها المُحْصَناتُ النَّجائبُ

قال: العَيْطَموس: التّامَّة الجَمال.
وتُبارُ: تُعْرَضُ لِيُنْظَرَ إلى شَبَهِهَا منها؛ ويُنْظَرُ إلّيْهِنَّ وإلى سَيْرِهِنَّ بِسَيْرِ هذه الناقة ويُخْتَبَرْنَ بها وبِسَيْرِها.
وأراد بالمُحَصَناتِ النَّجائبَ اللَّواتي أحْصَنَها إلاّ يَضرِبَها إلاّ فَحْلٌ كريم. وقال ابن عبّاد: اللَّدِيْس: السَّمين، وجمعه: ألْداس، فيكون مثل شَرِيفٍ وأشراف ويتيمٍ وأيْتام. وَلَدَسَ يَلْدُسُ لَدْساً: أي لَحِسَ. قال: واللَّدْسُ -بالكسر-: الخَوّار الفاتِر. وقال ابن الأعرابيِّ: ألْدَسَتِ الأرضُ إذا طَلَعَ فيها . . . أكمل المادة النيات، وقيل: إذا طَلَعَ أوَّلُ نباتِها، وقيل: ألْدَسَتِْ؛ لأنَّ المالَ يَلْدُسُ ذلك النبات أي يَلْحَسُه. ولَدَّسْتُ البَعيرَ تَلْديساً: إذا أنْعَلْتَ فِرْسِنَه.
وكذلك الخُفُّ إذا أصْلَحْتَهُ بِرِقاعٍ، يقال: خُفٌّ مُلَدَّسٌ، كما يقال: ثَوْبٌ مُلَدُّم ومُرَدَّم ومُرَقَّع، قال:
حَرْف عَلاة ذلة خُفِّ مِرْدَسِ      دامي الأظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَـدَّسِ

والتركيب يدل على لُصُوق شَيْءٍ بِشَيْءٍ حتى يأْخُذَ منه.

لبط (لسان العرب) [0]


لبَطَ فلان بفلان الأَرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً مثل لبَجَ به: ضرَبها به، وقيل: صرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً.
ولُبِطَ بفلان إِذا صُرِع من عين أَو حُمّى.
وَلُبِطَ به لَبْطاً: إِذا صُرع من عين أَو حُمّى.
وَلُبِطَ به لَبْطاً: ضرَب بنفسه الأَرض من داء أَو أَمر يَغْشاه مفاجأَةً.
ولُبِطَ به يُلْبَط لَبْطاً إِذا سقَط من قِيام، وكذلك إِذا صُرعَ.
وتَلَبَّط أَي اضْطَجَع وتَمَرَّغَ.
والتَّلَبُّط: التَّمرُّغُ.
وسئل النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الشهداء فقال: أُولئك يَتَلَبَّطُون في الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون، ويقال: يَتَصَرَّعُون، ويقال: فلان يَتَلَبَّطُ في النَّعِيم أَي يتمرَّغُ فيه. ابن الأَعرابي: اللَّبْطُ التَّقَلّبُ في الرِّياضِ.
وفي حديث ماعِز: لا تَسُبُّوه إِنه ليَتَلَبَّطُ في رِياضِ الجنة . . . أكمل المادة بعدما رُجِمَ أَي يتمرَّغُ فيها؛ ومنه حديث أُم إِسمعيل: جعلت تنظُر إِليه يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّطُ.
وفي الحديث: أَنَّ عائشة، رضي اللّه عنها، كانت تَضْرِب اليتيمَ حتى يَتَلَبَّطَ أَي يَنْصَرِعَ مُسْبِطاً على الأَرض أَي مُمْتَدّاً، وفي رواية: تضرب اليتيم وتَلْبِطُه أَي تصْرَعُه إِلى الأَرض.
وفي الحديث: أَنَّ عامر بن أَبي ربيعةَ رأَى سَهْلَ بن حُنَيْف يغْتسل فعانَه فلُبِطَ به حتى ما يَعْقِل أَي صُرِعَ وسقَطَ إِلى الأَرض، وكان قال: ما رأَيتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فأَمَر، عليه الصلاة والسلام، عامِر بن أَبي رَبيعةَ العائنَ حتى غسل له أَعْضاءه وجمع الماء ثم صبَّ على رأْس سهل فراح مع الركب.
ويقال: لُبِطَ بالرّجل فهو مَلْبوطٌ به.
وفي الحديث: أَنه، صلّى اللّه عليه وسلّم، خرج وقريشٌ ملْبُوطٌ بهم، يعني أَنهم سُقُوطٌ بين يديه، وكذلك لُبِجَ به، بالجيم، مثل لُبط به سواء. ابن الأَعرابي: جاء فلان سَكْرانَ مُلْتَبِطاً كقولك مُلْتَبِجاً، ومُتَلَبِّطاً أَجْود من مُلْتَبِط لأَن الالْتِباطَ من العَدْوِ.
وفي الحديث الحَجَّاج السُّلَميّ حين دخل مكة قال للمشركين: لَيْسَ عندي (* قوله «ليس عندي إلخ» كذا بالأصل، وهو في النهاية بدون ليس.) من الخبَر ما يسُرّكم، فالتَبَطُوا بَجَنْبَيْ ناقته يقولون: إِيه يا حجاج الفرّاء: اللَّبَطةُ أَن يضرب البعير بيديه.
ولَبطه البعيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَه.
واللَّبْط باليد: كالخَبْطِ بالرجل، وقيل: إِذا ضرب البعير بقوائمه كلها فتلك اللَّبَطَةُ، وقد لَبَطَ يَلْبِطُ؛ قال الهذلي: يَلْبِطُ فيها كلّ حَيْزَبُون الحيزبون: الشَّهْمةُ الذَّكِيَّةُ.
والتَبَطَ: كَلَبَطَ.
وتَلَبَّطَ الرجلُ: اختلطت عليه أُمُوره.
ولُبِطَ الرجلُ لَبْطاً: أَصابَه سعال وزُكام، والاسم اللَّبَطَةُ، واللبَطة: عَدْوُ الشدِيد العَرج، وقيل: عَدْوُ الأَقْزَل. أَبو عمرو: اللَّبَطة والكَلَطةُ عدْو الأَقزل، والالْتباطُ عَدْوٌ مع وَثْب.
والتَبَطَ البعيرُ يَلْتَبِطُ التِباطاً إِذا عَدا في وَثْب؛ قال الراجز: ما زِلْتُ أَسْعى مَعَهم وأَلْتَبطْ وإِذا عدا البعير وضرب بقوائمه كلها قيل: مَرَّ يَلْتَبطُ، والاسم اللبَطةُ، بالتحريك.
والأَلباطُ: الجُلودُ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ ورواية أَبي العَلاء: مقوَّرة الأَلْياط، كأَنه جمع لِيطٍ.
ولَبَطةُ: اسم، وكان للفرزدق من الأَولاد لَبَطةُ وكَلَطةُ وجَلَطة (* قوله «وجلطة» هو بالجيم، وقد مر في كلط خبطة بالخاء المعجمة ووقع في القاموس حلطة بالهاء المهملة.).

الوَلْيُ (القاموس المحيط) [0]


الوَلْيُ: القُرْبُ، والدُّنُوُّ، والمَطَرُ بعدَ المَطَرِ، وُلِيَتِ الأرضُ، بالضم.
والوَلِيُّ: الاسمُ منه، والمُحِبُّ، والصَّدِيقُ، والنَّصيرُ.
ووَلِيَ الشيءَ،
و~ عليه وِلايَةً وَوَلايَةً، أَو هي المَصْدَرُ، وبالكسر: الخُطَّةُ، والإِمارَةُ، والسُّلطانُ.
وأوْلَيْتُه الأمْرَ: وَلَّيْتُه إياهُ.
والوَلاءُ: المِلْكُ.
والمَوْلَى: المالِكُ، والعَبْدُ، والمُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، والصاحِبُ، والقريبُ كابنِ العَمِّ ونحوِه، والجارُ، والحَليفُ، والابنُ، والعَمُّ، والنَّزيلُ، والشَّريكُ، وابنُ الأُخْتِ، والوَلِيُّ، والرَّبُّ، والناصِرُ، والمُنْعِمُ والمُنْعَمُ عليه، والمُحِبُّ، والتابعُ، والصِّهْرُ.
وفيه مَوْلَوِيَّةٌ، أي: يُشْبِهُ المَوالِيَ.
وهو يَتَمَوْلَى: يَتَشَبَّهُ بالسادةِ.
وتَوَلاَّهُ: اتَّخَذَهُ ولِيًّا،
و~ الأمْرَ: تَقَلَّدَهُ.
وإنه لَبَيِّنُ الوَلاءَةِ والوَلِيَّةِ والتَّوَلِّي والوَلاءِ والوَلايةِ، ويُكْسَرُ.
ودارٌ وَلْيَةٌ: قريبةٌ.
والقومُ على وَلايةٍ واحدةٍ، ويُكْسَرُ، أَي: يَدٍ.
ودارُهُ وَلْيُ دارِي: قريبةٌ منها.
. . . أكمل المادة وأوْلَى على اليتيمِ: أوْصَى.
ووَالَى بين الأمْرَيْنِ مُوالاةً ووِلاءً: تابَعَ،
و~ غَنَمَهُ: عَزَلَ بعضَها عن بعضٍ، ومَيَّزَها.
وتَوالَى: تَتَابَعَ،
و~ الرُّطَبُ: أخَذَ في الهَيْج،
كَوَلَّى.
ووَلَّى تَوْلِيَةً: أدْبَرَ،
كَتَوَلَّى،
و~ الشيءَ،
و~ عنه: أعْرَضَ، أوْ نَأَى.
والوَلِيَّةُ، كَغَنِيَّةٍ: البَرْذَعةُ، أو ما تَحْتَها، أو ما تَخْبَؤُه المرأةُ من زادٍ لضَيْفٍ يَنْزِلُ
ج: وَلاَيَا.
واسْتَوْلَى على الأمْرِ: بَلَغَ الغايَةَ.
وأوْلَى لَكَ: تَهَدُّدٌ ووعِيدٌ، أي: قارَبَهُ ما يُهْلِكُه.
وهو أَوْلَى: أحْرَى، وهُمُ الأوْلَى والأَوالِي والأَوْلَوْنَ، وفي المُؤَنَّثِ: الوُلْيا والوُلْييانِ والوُلَى والوُلْيَياتُ.
والتَّوْلِيَةُ في البَيْعِ: نَقْلُ ما مَلَكَهُ بالعَقْدِ الأوَّلِ، وبالثَّمَنِ الأَوَّلِ من غيرِ زِيادةٍ.

بادَرَهُ (القاموس المحيط) [0]


بادَرَهُ مُبادَرَةً وبِداراً،
وابْتَدَرَهُ، وبَدَرَ غيرَهُ إليه: عاجَلَهُ.
وبَدَرَهُ الأَمْرُ، وإليه: عَجِلَ إليه، واسْتَبَقَ.
واسْتَبَقْنا البَدَرَى، كجَمَزَى، أي: مُبادِرينَ.
والبادِرَةُ: ما يَبْدُرُ من حِدَّتِكَ في الغَضَبِ من قولٍ أو فِعْلٍ، وشَباةُ السَّيْفِ، والبَديهَةُ، ووَرَقُ الحُوَّاءَةِ، وأوَّلُ ما يَتَفَطَّرُ من النَّباتِ، وأجْوَدُ الوَرْسِ، وأحْدَثُهُ، واللَّحْمَةُ بينَ المَنْكِبِ والعُنُقِ،
و~ من الإِنْسانِ: اللَّحْمتانِ فَوْقَ الرُّغَثاوَيْنِ وأسْفَلَ الثُّنْدُوَةِ،
ج: البَوادِرُ.
والبَدْرُ: القَمَرُ المُمْتَلِئُ،
كالبادِرِ، والسَّيِّدُ، والغُلامُ المُبادِرُ، والطَّبَقُ.
وبَدْرٌ: ع بينَ الحَرَمَيْنِ مَعْرِفَةٌ، ويُذَكَّرُ، أو اسمُ بِئْرٍ هناكَ حَفَرَها بَدْرُ بنُ قُرَيْشٍ، ومِخْلافٌ باليَمَنِ، وجَبَلٌ لِباهِلَةَ، وآخَرُ قُرْبَ الوارِدَةِ، وموْضِعٌ بالبادِيَةِ، وجَبَلٌ بِبِلادِ مُعاوِيَةَ بنِ حَفْصٍ، وصَحابِيَّانِ.
والبَدْرِيُّ: من شَهِدَ بَدْراً.
وأبو . . . أكمل المادة مَسْعودٍ عُقْبَةُ بنُ عَمْرٍو البَدْرِيُّ: لم يَشْهَدْها، وإنما نَزَلَ ماءٌ يقالُ له: بَدْرٌ.
وبَدْرُ بنُ عَمْرٍو: بَطْنٌ من فَزارَةَ، إليه نُسِبَ للعَلاَّمَةُ تاجُ الدينِ عبدُ الرحمنِ بنُ إبراهيمَ بنِ سِباعٍ البَدْرِيُّ الفَزارِيُّ.
والبَدْرُ، وبالهاءِ: جِلْدَةُ السَّخْلَةِ،
ج: بُدُورٌ وبِدَرٌ، وكيسٌ فيه ألْفٌ أو عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، أو سَبْعَةُ آلافِ دينارٍ،
وع.
وعَيْنٌ بَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنَّظَرِ، أو تامَّةٌ،
كالبَدْرِ.
والبَيْدَرُ: الكُدْسُ.
وأبْدَرْنا: طَلَعَ لنا البَدْرُ، أو سِرْنا في لَيْلَتِهِ،
و~ الوَصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ: بادَرَ كِبَرَهُ.
وبَيْدَرَ الطَّعامَ: كَوَّمَهُ.
والبَيْدَرُ: مَوْضِعُهُ الذي يُداسُ فيه.
ولِسانٌ بَيْدَرَى، كخَوْزَلَى: مُسْتَوِيَةٌ.
والبَدْرِيُّ من الغَيْثِ: ما كانَ قُبَيْلَ الشِّتاءِ،
و~ من الفُصْلانِ: السَّمينُ، (وبِهاءٍ: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، منها: يَحْيَى بن المُظَفَّرِ اللاَّمِيُّ البَدْرِيُّ).

كهر (لسان العرب) [0]


كَهَرَ الضُّحى: ارتفع؛ قال عَدِيُّ بن زيد العَبَّادي: مُسْتَخِفِّينَ بلا أَزْوادِنا، ثقةً بالمُهْرِ من غيرِ عَدَمْ فإِذا العانَةُ في كَهْرِ الضُّحى، دُونها أَحْقَبُ ذو لَحْمٍ زِيَمْ يصف أَنه لا يحمل معه زاداً في طريقه ثقة بما يصيده بمُهرِه.
والعانة: القطيع من الوحش.
والأَحقب: الحمار الذي في حِقْوَيْهِ بياض.
ولحم زِيَمٌ: لحم متفرق ليس بمجتمع في مكان.
وكَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً: ارتفع واشتدّ حَرُّه. الأَزهري: كَهْرُ النهارِ ارتفاعُه في شدة الحر.
والكَهْرُ: الضحك واللهو.
وكَهَرَه يَكْهَرُه كَهْراً: زَبَرَهُ واستقبله بوجه عابسٍ وانْتَهره تَهاوناً به.
والكَهْرُ: الانْتِهارُ؛ قال ابنُ دارة الثَّعْلَبيّ: فقامَ لايَحْفِلُ ثَمَّ كَهْرا، ولا يُبالي لو يُلاقي عَهْرا قال: الكَهْرُ الانْتِهارُ، وكَهَرَه وقَهَره بمعنى.
وفي قراءة . . . أكمل المادة عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه: فأَما اليتيم فلا تَكْهَرْ؛ وزعم يعقوب أَن كافه بدل من قاف تَقْهَرْ.
وفي حديث مُعَاوية بن الحَكَمِ السّلَمِيّ أَنه قال: ما رأَيت مُعَلِّماً أَحْسَنَ تعليماً من النبي، صلى الله عليه وسلم، فبأَبي هو وأُمي ما كَهَرني ولا شَتَمَني ولا ضَرَبني.
وفي حديث المَسْعى: أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْهَرون؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى في كتب الغريب وبعض طرق مسلم، قال: والذي جاء في الأَكثر يُكْرَهُون بتقديم الراء من الإِكراه.
ورجل كُهْرُورَةٌ: عابس، وقيل قبيح الوجه، وقيل: ضحَّاك لعَّاب.
وفي فلان كُهْرُورةٌ أَي انْتِهارٌ لمن خاطبه وتعبيس للوجه؛ قال زَبْدُ الخيل: ولستُ بذِي كُهْرورَةٍ غيرَ أَنَّني، إِذا طَلَعَتْ أُولى المُغِيرَةِ، أَعْبَسُ والكَهْرُ: القَهْرُ.
والكَهْرُ: عُبُوسُ الوجه.
والكَهْرُ: الشَّتْمُ؛ الأَزهري: الكَهْرُ المُصاهَرة؛ وأَنشد: يُرَحَّبُ بي عند بابِ الأَمِير، وتُكْهَرُ سَعْدٌ ويُقْضى لها أَي تُصاهَرُ.

زغل (لسان العرب) [0]


زَغَل الشيءَ زَغْلاً وأَزْغَلَهُ: صَبَّهُ دُفَعاً ومَجَّهُ.
ويقال: أَزْغِل لي زُغْلةً من سِقائك أَي صُبَّ لي شيئاً من لبن.
وزَغَلَت المَزادةُ من عَزْلائها: صَبَّتْ.
والزُّغْلة، بالضم: الدُّفْعة من البول وغيره.
وأَزْغَلَتِ الناقةُ ببولها: رَمَت به وقَطَّعَتْهُ زُغْلة زُغْلة.
والزُّغْلة: ما تَمُجُّه من فيك من الشراب. قال أَبو منصور: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر: اسْقِني زُغْلة من اللبن؛ يريد قَدْرَ ما يَمْلأُ فمه.
وأَزْغَلَتِ الطَّعْنَةُ بالدم: مثل أَوْزَغَتْ؛ وأَنشد ابن بري لصخر بن عمرو بن الشريد: ولقد دَفَعتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعَنَةً نَجْلاء، تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَر الليث: زَغَلَت المرأَةُ من عَزْلاء المَزادة ماء. قال أَبو منصور: سماعي من العرب أَزْغَلَ من عَزْلاء المَزادة الماءَ إِذا دَفَقَه.
وأَزْغَل . . . أكمل المادة الطائرُ فَرْخَه إِذا زَقَّهُ.
وأَزْغَلَتِ القَطاةُ فَرْخَها: زَقَّتْه؛ قال ابن أَحمر وذكر القَطاة وفَرْخَها وأَنها سَقَتْه مما شربت: فأَزْغَلَتْ في حَلْقِه زُغْلَةً، لم تُخْطئ الجِيدَ، ولم تَشْفَتِر استعار الجِيدَ للقطاة.
وزَغَلَتِ البَهْمةُ أُمَّها تَزْغَلها زَغْلاً: قَهَرتها فَرَضِعَتْها. الأَحمر: أَزْغَلَت المرأَةُ ولدها، فهي مُزْغِلٌ إِذا أَرْضَعَتْه؛ وقال شمر: أَرْغَلَت بمعناه. الرياشي: يقال رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وزَغَلَها رَغْلاً وزَغْلاً إِذا رَضِعها.
والزَّغُول: اللَّهِج بالرَّضاع من الإِبل والغنم.
والزُّغْلة: الاسْت؛ عن الهَجَري. قال: ومن سَبِّهم: يا زُغْلة الثَّوْر والزُّغْلُول: الخفيفُ من الرجال، وحكاه كراع بالعين والغين جميعاً.
والزُّغْلول: الطِّفْل أَيضاً، وجمعه زَغالِيل، ويقال للصِّبيان الزَّغالِيل، واحدهم زُغْلول؛ قال ابن خالويه: الزُّغْلُول الخفيفُ الروح، واليتيمُ والخفيفُ الجسم له الزُّحْلُول.
وزَغَلٌ وزُغَلٌ وزُغَيْل وزُغْلُول: أَسماء.

صمغ (لسان العرب) [0]


الصَّمْغُ: واحد صُموغ الأَشجار. ابن سيده: الصَّمْغُ والصَّمَغُ شيء يَنْضَحُه الشجر ويَسيل منها، واحدته صَمْغة وصَمَغة، وكسَّر أَبو حنيفة الصَّمْغة أَو الصمَغة على صُموغ فقال: ومن الصموغ المُقْلُ، قال: وهذا ليس معروفاً، وأَنواع الصمغ كثيرة، وأَما الذي يقال له الصمغ العربي فصمغ الطَّلْحِ.
وفي حديث ابن عباس في اليتيم إِذا كان مَجْدُوراً: كأَنه صَمَغةٌ، يريد حين يَبْيَضُّ الجُدَرِيُّ على يديه فيصير كالصمغ.
وفي حديث الحجاج: لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمغة أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ، والصمغ إذا قُلِعَ انقَلع كله من الشجرة ولم يبق له أَثر، وربما أَخَذ معه بعضَ لِحائِها.
وفي المثل: تَرَكْتُه على مِثْل مَقْرِِفِ الصمغة، وذلك إِذا لم يترك له شيئاً لأَنها . . . أكمل المادة تُقْتَلَعُ من شجرتها حتى لا تُبقى عُلْقة.
وحِبْرٌ مُصَمَّغٌ أَي متخذ منه. قال الجوهري: وهذا الحرف لا أَدري ممن سمعته.والصِّمْغانِ: مُلْتَقى الشفتين مما يلي الشِّدْقين.
والصِّمْغتان والصامِغانِ والصِّماغان: جانِبا الفم، وقيل: هما مؤخَّر الفم، وقيل: هما مُجْتَمَعُ الريق من الشفتين الذي يمسحه الإِنسان، وفي التهذيب: مجتمع الريق في جانب الشفة، ويسميهما العامّةُ الصِّوارَين.
وفي حديث بعض القرشيين: حتى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي طلع زَبَدُهما.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: نَظِّفوا الصِّماغَيْن فإِنهما مَقْعَدا المَلَكَين، وهذا حض على السّواك؛ قال الراجز: قدْ شانَ أَبْناءَ بَني عَتَّابِ نَتْفُ الصَّاغَيْنِ على الأَبوابِ قال: والصَّماغانِ والصامِغان من الفرس منتهى الشِّدْقين في الرأْس.
واسْتَصْمَغْت الصابَ: وذلك أَن تَشْرُط شجره ليخرج منه شيء مرٌّ فينعقد كالصّبر؛ عن أَبي الغوث. الأَزهري في ترجمة صمخ: أَبو عبيد الشاةُ إِذا حُلبت عند ولادها فوُجِدَ في أَحالِيلِ ضَرْعِها شيء يابس يسمى الصَّمْخَ والصَّمْغَ، الواحدة صَمْخةٌ وصَمْغة، فإِذا فُطِر ذلك أَفصح لبنها بعد ذلك واحْلَولى.

عجا (لسان العرب) [0]


الأُمُّ تَعْجُو ولَدَها: تُؤخِّرُ رَضاعَه عن مَواقِيته ويورثُ ذلك ولدها وَهْناً؛ قال الأعشى: مُشْفِقاً قَلْبُها عَلَيْه، فما تَعْـ ـجُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُ قال الجوهري: عَجَتِ الأُمُّ وَلَدها تَعْجُوه عَجْواً إذا سَقَتْه اللَّبن، وقيل: عَجَتِ المرأة ابْنَها عَجْواً أَخَّرَتْ رَضاعَه عن وَقْتِهِ، وقيل: داوَتْه بالغِذاء حتى نَهَض.
والعُجْوَة والمُعاجاةُ: أَن لا يكون للأُمِّ لبنٌ يُرْوِي صَبِيَّها فتُعاجِيه بشيءٍ تعلِّلُه به ساعةً، وكذلك إن ولِيَ ذلك منه غير أُمِّه، والاسمُ منه العُجْوة، والفعل العَجْوُ، واسم ذلك الوَلد العَجِيُّ، والأُنثى عجيَّةٌ، وقد عَجتْه.
وعجاه اللَبنُ: غَذاه؛ وأَنشد بيت الأَعشى.
وتَعادَى عنه النهارُ، فما تَعْـ ـجُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُ وأَما من مُنِع اللبنَ . . . أكمل المادة فغُذِي بالطَّعام فيقال: عُوجِيَ.
والعَجيُّ: الفَصِيلُ تموتُ أُمُّه فيُرْضِعُه صاحبه بلبَنِ غيرها ويقوم عليه، وكذلك البَهْمة؛ وقال ثعلب: هو الذي يُغَذَّى بغير لَبَنٍ، والأُنثى عَجِيَّة، وقيل: الذكر والأُنثى جميعاً بغير هاءٍ، والجمع من كلِّ ذلك عُجايا وعَجايا، والأَخيرة أَقيس؛ قال الشاعر: عَداني أَنْ أَزُورَك أَنْ بَهْمى عَجايا، كلُّها، إلا قَلِيلاَ ويقال للَّبَنِ الذي يُعاجَى به الصَّبيُّ اليَتيم أَي يُغَذَّى به: عُجاوَةٌ، ويقال لذلك اليتيم الذي يُغَذَّى بغير لبن أُمِّه: عَجِيٌّ.
وفي الحديث: كنتُ يَتِيماً ولم أَكُنْ عَجِيّاً؛ قال ابن الأثير: هو الذي لا لَبنَ لأُمِّه، أَو ماتَتْ أُمُّه فعُلِّلَ بلَبن غيرها أَو بشيءٍ آخر فأَورثه ذلك وَهّناً.
وعاجيْتُ الصّبيَّ إذا أَرْضَعْتَه بلَبن غَير أُمّه أَو مَنَعْته اللَّبنَ وغَذَّيْته بالطعام.
وعَجا الصَّبيَّ يَعْجُوه إذا عَلَّله بشيء فهو عَجِيٌّ، وعَجِيَ هو يَعْجَى عَجًا، ويقال للبن الذي يُعاجَى به الصَّبيُّ: عُجاوَةٌ؛ وأَنشد الليث للنابغة الجعدي: إِذا شِئْتَ أَبْصَرْتَ، من عَقْبِهِمْ يَتَامى يُعاجَوْنَ كالأَذْؤُب وقال آخر في صفة أَولاد الجراد: إذا ارْتَحَلَتْ من مَنزِلٍ خَلَّفَتْ بِه عَجايا، يُحاثي بالتُّرابِ صغيرُها قال ابن بري: قال ابن خالويه العَجِيّ في البهائم مثل اليَتىم في الناس. قال ابن سيده: العَجيُّ من الناس الذي يَفْقِدُ أُمَّه.
وعَجَوْته عَجْواً: أَمَلْته؛ قال الحرث بن حِلِّزَة: مُكْفَهِرًّا على الحوادث، لا تَعْـ ـجُوهُ للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ ويروى: لا تَرْتُوه.
وعَجا البَعيرُ: رَغا.
وعَجا فاه: فَتَحه. قال الأزهري: وعَجا شِدْقَه إذا لواه. قال خلَفٌ الأَحْمر: سأَلتُ أَعرابيّاً عن قولهِم عَجا شِدْقَه فقال إذا فَتَحه وأَمالَه؛ قال الأَزهري: قال الطِّرمَّاح يصف صائداً له أَولادٌ لا أُمَّهات لَهمُ فهم يعاجَون تَرْبِيةً سَيِّئة: إِنْ يُصِبْ صَيدًا يكُنْ جُلُّهُ لعَجايا، قُوتُهمْ باللِّحامْ وقال ابن شميل: يقال لَقِيَ فلانٌ ما عَجاه وما عَظاه وما أَوْرَمَه إذا لَقِيَ شِدّةً وبَلاءً.
ولَقَّاه الله ما عَجاه وما عَظاه أَي ما ساءهُ.
وفي حديث الحجاج: أَنه قال لبعض الأَعراب أَراكَ بَصيراً بالزرع، فقال: إني طالَما عاجَيْتهُ أَي عانَيْتُه وعالَجْتُه.
والعَجِيُّ: السّيّءُ الغِذاء؛ وأََنشد أَبو زيد: يَسْبِقُ فيها الحَمَل العَجِيّا رَغْلاً، إذا ما آنسَ العَشِيَّا والعُجاوَة: قدر مُضْغةٍ من لحْمٍ تكونُ موصولةً بِعَصبة تَنْحَدِرُ من رُكْبةِ البعيرِ إلى الفرْسِنِ، وهي من الفَرَسِ مَضِيغَةٌ، وهي العُجاية أَيضًا، وقيل: هيَ عَصَبة في باطِنِ يدِ الناقةِ.
وقال اللحياني: عُجاوَةُ الساقِ عَصَبة تَتتقَلَّع معَها في طَرَفِها مثلُ العُظَيْمِ، وجمعها عُجىً كَسَّروه على طرح الزائد فكأنهم جَمَعوا عُجْوَةً أَو عُجاةً؛ قال ابن سيده: وهذه الكلمة واوية ويائية.
وقال ابن شميل: العُجاية من الفَرَسِ العَصَبةُ المُسْتَطيلة في الوَظيفِ ومُنْتَهاها إلى الرُّسْغَين وفيها يكون الحَطْمُ، قال: والرُّسْغُ مُنتهى العُجايةِ.
وقال ابن سيده في معتلّ الياء: العُجايَة عصبٌ مركَّبٌ فيه فصوصٌ من عِظامٍ كأَمثالِ فُصُوصِ الخاتَمِ تكون عند رُسْغِ الدابةِ؛ زاد غيره: وإذا جاعَ أَحدُهم دَقَّها بين فِهْرَيْنِ فأَكلها؛ وقال كعب: سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمًا، لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ قال: وتُجْمَعُ على العُجَى، يصف حَوافِرَها بالصلابة؛ قال ابن الأَثيرِ: هي أَعصابُ قوائِمِ الإِبلِ والخَيْلِ واحدتُها عُجايةٌ. قال ابن سيده: وقيل العجاية كل عَصَبةٍ في يدٍ أَو رِجْلٍ، وقيل: هي عَصبَة باطِنِ الوَظيفِ من الفرسِ والثَّوْرِ، والجمْعُ عُجىً وعُجِيٌّ، على حذف الزائِدِ فيهما، وعُجايا؛ عن ابن الأَعرابي. قال الجوهري: العُجايَتانِ عَصَبتان في باطِنِ يَدَي الفرَسِ، وأَسْفَلَ منهما هَناتٌ كأَنها الأَظفارُ تسمى السَّعْداناتِ، ويقال: كلُّ عَصَبٍ يَتَّصلُ بالحافِرِ فهو عُجايةٌ؛ قال الراجز: وحافِرٌ صُلْبُ العُجَى مُدَمْلَقُ، وساقُ هَيْقُواتِها مُعَرَّقُ (* قوله «وساق هيقواتها إلخ» قال في التكملة: هكذا وقع في النسخ، والصواب هيق أنفها إلخ.
وقد أنشده في حرف القاف على الصواب والرجز للزفيان.)معرَّق: قليل اللحم؛ قال ابن بري: وأَنشده في فصلِ دملق: وساقُ هَيْقٍ أَنفُها مُعرَّقُ والعَجْوة: ضَرْبٌ من التَّمرِ يقالُ هو مما غَرَسهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، بيده، ويقال: هو نَوعٌ من تَمرِ المَدينةِ أَكبر منَ الصَّيْحانيِّ يَضْرِبُ إلى السواد من غَرْسِ النبيِ، صلى الله عليه وسلم. قال الجوهري: العَجْوَةُ ضَرْبٌ من أَجْوَدِ التَّمْرِ بالمدينة ونَخْلتُها تسمى لِينَةً؛ قال الأَزهري: العَجْوَةُ التي بالمدينة هي الصَّيْحَانيَّةُ، وبها ضُرُوبٌ من العَجْوة ليس لها عُذُوبة الصَّيْحانيَّةِ ولا رِيُّها ولا امتِلاؤها.
وفي الحديث: العَجْوةُ من الجنةِ.
وحكى ابن سيده عن أَبي حنيفة: العَجْوةُ بالحجازِ أُمُّ التَّمْرِ الذي إليه المَرْجِعُ كالشِّهْرِيز بالبَصْرةِ، والتَّبّيّ بالبحرين، والجُذاميِّ باليمامة.
وقال مرَّة أُخرى: العَجْوة ضربٌ من التمر.
وقيل لأُحَيْحةَ بن الجُلاحِ: ما أَعْدَدْتَ للشتاء؟ قال: ثلثَمائةٍ وسِتِّينَ صاعاً من عَجْوة تُعْطِي الصبيَّ منها خَمْسًا فيردُّ عليكَ ثلاثاً. قال الجوهري: ويقال العُجى الجُلود اليابسةُ تُطْبَخُ وتُؤكلُ، الواحدةُ عُجْية؛ وقال أَبو المُهَوِّش: ومُعَصِّبٍ قَطَعَ الشِّتاءَ، وقُوتُه أَكلُ العُجى وتَكَسُّبُ الأَشْكادِ فبَدَأْتُه بالمَحْضِ، ثم ثَنَيْتَُه بالشَّحْمِ، قَبْلَ مُحَمَّدٍ وزِيادِ وحكى ابن بري عن ابن وَلاَّد: الُْجى في البيت جمع عُجْوَةٍ، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، وقال: وهو غلط منه إِنما ذلك عُكعوَةٌ وعُكًى؛ قال: حَتَّى تُوَلِّيك عُكَى أَذْنابِها وسيأْتي ذكره.
والعُجَى أَيضاً: عَصَبَة الوَظِيف، والأَشْكادُ: جمع شُكْدٍ، وهو العَطاءُ.

فدي (لسان العرب) [0]


فَدَيْتُه فِدًى وفِداء وافْتَدَيْتُه؛ قال الشاعر: فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى، لَفَدَيْتُه بما لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ وإِنه لَحَسَنُ الفِدْيةِ.
والمُفاداةُ: أَن تدفع رجلاً وتأْخذ رجلاً.
والفِداء: أَن تَشتريه، فَدَيْته بمالي فِداء وفَدَيْتُه بِنَفْسي.
وفي التنزيل العزيز: وإن يأْتُوكم أُسارى تَفْدُوهم؛ قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر أُسارى بأَلف، تَفْدُوهم بغير أَلف، وقرأَ نافع وعاصم والكسائي ويعقوب الحضرمي أُسارى تُفادُوهم، بأَلف فيهما، وقرأَ حمزة أَسْرى تَفْدُوهم، بغير أَلف فيهما؛ قال أَبو معاذ: من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم من العَدُوِّ وتُنْقِذوهم، وأَما تُفادُوهم فيكون معناه تُماكِسُون مَن هم في أَيديهم في الثمن ويُماكِسُونكم. قال ابن بري: قال الوزير ابن المعري فَدَى . . . أكمل المادة إِذا أَعطى مالاً وأَخذ رجلاً، وأَفدى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ مالاً، وفادى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ رجلاً، وقد تكرر في الحديث ذكر الفِداء؛ الفِداء، بالكسر والمد والفتح مع القصر: فَكاكُ الأَسير؛ يقال: فَداه يَفْدِيه فِداءً وفَدًى وفاداهُ يُفاديه مُفاداة إِذا أَعطى فِداءه وأَنقذه. فَداه بنفسه وفدَّاه إِذا قاله له: جُعلت فَداك.
والفِدْيةُ: الفِداء.
وروى الأَزهري عن نُصَير قال: يقال فادَيت الأَسِير وفادَيت الأُسارى،قال: هكذا تقوله العرب، ويقولون: فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيتُه بمالي كأَنه اشتريته وخَلَّصتُه به إِذا لم يكن أَسيراً، وإِذا كان أَسيراً مملوكاً قلت فادَيْته، وكان أَخي أَسيراً ففادَيته؛ كذا تقوله العرب؛ وقال نُصَيب: ولَكِنَّني فادَيْتُ أُمِّي، بَعْدَما عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ ومَشِيبُ قال: وإِذا قلت فَدَيت الأَسير فهو أَيضاً جائز بمعنى فديته مما كان فيه أَي خلصته منه، وفاديت أَحسن في هذا المعنى.
وقوله عز وجل: وفَدَيناه بذِبْح عظِيم أَي جعلنا الذِّبح فِداء له وخَلَّصناه به من الذَّبح.الجوهري: الفِداء إِذا كسر أَوله يمدّ ويقصر، وإِذا فتح فهو مقصور؛ قال ابن بري: شاهد القصر قول الشاعر: فِدًى لك عَمِّي، إِنْ زَلِجْتَ، وخالي يقال: قُمْ: فِدًى لك أَبي، ومن العرب من يكسر فِداءٍ، بالتنوين، إِذا جاور لام الجر خاصة فيقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة، يريدون به معنى الدعاءِ؛ وأَنشد الأَصمعي للنابغة: مَهْلاً فداءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ، وما أُثَمِّرُ من مال ومن وَلَدِ ويقال: فَداه وفاداه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه، وفَداه بنفسه وفَدّاهُ يُفَدِّيه إِذا قال له جُعِلت فَداك.
وتَفادَوا أَي فَدى بعضهم بعْضاً.
وافْتَدَى منه بكذا وتَفادى فلان من كذا إِذا تَحاماه وانزَوى عنه؛ وقال ذو الرمة: مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ، تَفادى اللُّيُوثُ الغُلْبُ منه تَفادِيا (* قوله« مرمين» هو من أرمّ القوم أَي سكتوا.) والفِدْية والفَدَى والفِداءُ كله بمعنى. قال الفراء: العرب تَقْصُرُ الفِداء وتمده، يقال: هذا فِداؤك وفداك، وربما فتحوا الفاء إِذا قصروا فقالوا فَداك،وقال في موضع آخر: من العرب من يقول فَدًى لك، فيفتح الفاء، وأَكثر الكلام كسر أَولها ومدّها؛ وقال النابغة وعَنَى بالرَّبِّ النعمان بن المنذر: فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي قال ابن الأَنباري: فِداء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، وإِذا فُتِحَت قصر؛ قال الشاعر: مَهْلاً فِداءً لك يا فَضالَهْ، أَجِرَّه الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ وأَنشد الأَصمعي: فِدًى لك والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي ومالي، إِنه مِنكُم أَتاني فكسر وقصر؛ قال ابن الأَثير: وقول الشاعر: فاغْفِرْ فِداءً لك ما اقْتَفَيْنا قال: إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة، لأَنه إِنما يُفْدَى من المَكارِه مَن تلحقه، فيكون المراد بالفداء التعظيم والإِكبار لأَن الإِنسان لا يُفَدِّي إِلا من يعظمه فَيَبْذُل نفسه له، ويروى فداءٌ، بالرفع على الابتداء، والنصب على المصدر؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه، يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه قال: يبقي زاده ويأْكل من مال غيره؛ قال ومثله: جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ ليس لَه وقوله تعالى: فمن كان منكم مَريضاً أَو به أَذًى من رأْسه ففِدْية مِن صيام أَو صدَقة أَو نُسك؛ إِنما أَراد فمن كان منكم مريضاً أَو به أَذًى من رأْسه فحلَق فعليه فدية، فحذف الجملة من الفعل والفاعل والمفعول للدلالة عليه.
وأَفْداه الأَسيرَ: قَبِلَ منه فِدْيَته؛ ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم، لقريش حين أُسِرَ عثمان بن عبدالله ،الحَكَم بن كَيْسان: لا نُفْدِيكموهما حتى يَقْدَمَ صاحبانا، يعني سعْد بن أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بن غَزْوان.
والفَداء، ممدود بالفتح: الأَنبار، وهو جماعة الطعام من الشعير والتمر والبُر ونحوه.
والفَداء: الكُدْس من البُر، وقيل: هو مَسْطَحُ التمر بلغة عبد القيس؛ وأَنشد يصف قرية بقلَّة الميرة: كأَنَّ فَداءها، إِذ جَرَّدُوه وطافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ يَتِيمُ (* قوله«فداءها» هو بالفتح، وأَما ضبطه في حرد بالكسر فخطأ.) شبه طعام هذه القرية حين جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو يتيم، يريد أَنه قليل حقير، ويروى سُلَفٌ يتيم، والسُّلَفُ: ولد الحَجل، وقال ابن خالويه في جمعه الأَفْداء، وقال في تفسيره: التمر المجموع. قال شمر: الفَداء والجُوخانُ واحد، وهو موضع التمر الذي يُيَبَّس فيه، قال: وقال بعض بني مُجاشِع الفَداء التمر ما لم يُكْنَز؛ وأَنشد: مَنَحْتَني، مِنْ أَخْبَثِ الفَداءِ، عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ ابن الأَعرابي: أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ، وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه.
وفَداء كل شيء حَجْمه، وأَلفه ياء لوجود ف د ي وعدم ف د و. الأَزهري: قال أَبو زيد في كتاب الهاء والفاء إِذا تعاقبا: يقال للرجل إِذا حدَّث بحديث فعدَل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خُذ على هِدْيَتِك أَي خُذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه؛ هكذا رواه أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه بالقاف، وقِدْيَتُك، بالقاف، هو الصواب.

كل (مقاييس اللغة) [0]



الكاف واللام أصولٌ ثلاثةٌ صِحاح. فالأول يدلُّ على خلاف الحِدّة، والثاني يدلُّ على إطافة شيء بشيء، والثالث عضوٌ من الأعضاء.فالأول كَلَّ السَّيف يكِلُّ كُلُولاً وكَلّةً.
والكليل: السيف يكِلُّ حَدُّه.
وربما قالوا في المصدر كَلالةً أيضاً.
وكذلك اللِّسان والطَّرف الكليلان.
ويقال: أكَلَّ القومُ، إذا كَلَّت إبلُهم.
وكَلَّلَ فلانٌ مثل نَكَل، وقال قومٌ: كَلَّلَ: حَمَل؛ وهذا خلاف الأوّل، ولعله أنْ يكون من المتضادّات.
ومن الباب الكَلُّ: العِيالُ، قال الله تعالى: وهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ [النحل 76].
ويقال: الكَلُّ: اليتيم؛ وسمِّي بذلك لإدارته.
والإكليل: منزلٌ من منازل القمر، وهذا على التَّشبيه.
والإكليل: السَّحابُ يدور بالمكان. قال محمد بن يزيد: سمِّي الإكليل لإطافته بالرَّأس. فأمَّا الكَلالة فقال محمد: الكلالةُ . . . أكمل المادة هم الرِّجالُ الوَرَثة، كما قال أعرابيّ: "مالي كثير، ويَرِثُنِي كلالَةٌ مُتَرَاخٍ نسبُهم". قال: وهو مصدرٌ من تَكَلَّلَه النّسبُ، أي* تعطَّفَ عليه، فسمَّوا بالمصدر.
والعلماء يقولون في الكلالةِ أقوالاً متقارِبة. قالوا: الكلالة: بنو العَمِّ الأباعدُ، كذا قال ابنُ الأعرابيّ: فأمَّا غيرُه منأهل العلم فروى زُهير عن جابر بن عامر، قال: لما قال أبو بكر: "مَن ماتَ وليس له ولدٌ ولا والد فورثَتُه كَلالة" ضَجَّ عليٌّ منها، ثم رجع إلى قوله. قال المبرّد: والولد خارجٌ من الكلالة. قال: والعرب تقول: لم يرِثه كلالةً، أي لم يرثه عن عُرْضٍ بل عن قُرْبٍ واستحقاق، كما قال الفرزدق:
ورِثتم قناةَ المُلك غيرَ كلالةٍ      عن ابْنَيْ منافٍ عبدِ شمس وهاشمِ

وأمَّا الآخَر فالكَلكَل: الصدر.
ومحتملٌ أن يكون هذا محمولاً على الذي قبله، كأنَّ الصدر معطوفٌ على ما تحته.ومما شذَّ عن الباب الكُلْكُل: القصير.
وانكلّتِ المرأة، إذا ضحكت تَنْكَلُّ. فأمَّا كُلّ فهو اسمٌ موضوع للإحاطة مضافٌ أبداً إلى ما بعده.
وقولهم الكُلّ وقام الكُلّ فخطأ، والعربُ لا تعرفه.

ف - ق - ن (جمهرة اللغة) [0]


الفَنَق: النَّعمة في العيش؛ جارية فُنُق: منعَّمة؛ وتفنّق في عيشه، إذا تنعّم. قال النابغة: والرّاكضاتِ ذُيولَ الرّيْطِ فنَّقها ... بَرْدُ الهواجر كالغِزلان بالجَرَدِ والفَنيق: الفحل من الإبل. قال الأعشى: بزَيّافةٍ كالفَنيقِ القَطِمْ ويُجمع الفنيق أفناقاً، وهذا مثل يتيم وأيتام وشريف وأشراف؛ ويُجمع فُنُقاً أيضاً. والتفنُّق والفُناق واحد. والقَنَف: صِغر الأذنين وغِلَظهُما ولصوقهما بالرأس؛ رجل أقْنَفُ والأنثى قَنْفاءُ. وربما سُمّيت الفَيْشَة قَنْفاء تشبيهاً به. وبه سُمّي قُنافة. والقَنيف اختلفوا فيه فقال قوم: القَنيف: السحاب، وقال آخرون: مرّ قَنيف من الليل، إذا مرّ هَوِيٌّ منه، وليس بثَبْت. والقَنيف: العدد الكثير من الناس. والقَفْن من قولهم: قَفَنْتُ الشاة أقفِنها قَفْناً، إذا ذبحتها من قفاها، فهي . . . أكمل المادة قفينة. وأنشد: ألقَى رَحَى الزَّوْر عليه فطَحَنْ قد قاءَ منها فَرْثَه حتى قَفَنْ والنَّفَق: السَّرَب في الأرض؛ وكذا فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ ثناؤه: " نَفَقاً في الأرض أو سُلَّماً في السّماء " ، والله أعلم. وسُمِّي نافقاء اليَربوع من هذا لأنه ينفُق فيه، أي يدخل فيه، وقال قوم: يخرج منه؛ ومنه اشتقاق المنافق لخروجه عن الدين، والاسم النِّفاق. ونِئفِق القميص، مهموز مكسور الفاء، فارسي معرّب، مثل زِئبِر. والنَّفيق: موضع. ونَفِقَ الطعامُ نِفاقاً فهو نافق، إذا نَفِدَ، وقد قالوا: نَفَقَ. والنَّفاق: ضد الكساد؛ نَفَقَ ينفُق فهو نافق. وقالوا: نَفَقَ الدابّةُ، إذا مات. قال أبو بكر: وليس كل أهل اللغة صحّح هذه اللفظة. وأنفقَ مالَه إنفاقاً، إذا أتلفه. والنَّقْف: نقفُك رأسَ الرجل بعصاً أو رمح؛ نَفَقْتُه أنفُقه نَفْقاً. والمِنقاف: ضرب من الوَدَع، والجمع مَناقف. ومِنْقاف الطائر: منقاره في بعض اللغات. وجِذْ نَقيف ومنقوف، إذا نُقِبَ، أي أكلته الأرَضَة.

عهر (لسان العرب) [0]


عَهَر إِليها يَعْهَر (* قوله: «عهر إليها يعهر» في القاموس: عهر المرأَة كمنع عهراً ويكسر ويحرك، وعهارة بالفتح وعهوراً وعهورة بضمهما اهـ.
وفي المصباح: عهر عهراً من باب تعب: فجر، فهو عاهر، وعهر عهوراً من باب قعد لغة). عَهْراً وعُهُوراً وعَهارةً وعُهُورةً وعاهَرَها عِهاراً: أَتاها ليلاً للفُجور ثم غلب على الزِّنا مطلقاً، وقيل: هو الفجور أَيّ وقت كان في الأَمة والحرّة.
وفي الحديث: أَيّما رجلٍ عاهَرَ بحُرّة أَو أَمة؛ أَي زنى وهو فاعَلَ منه.
وامرأَة عاهِرٌ، بغير هاء، إِلا أَن يكون على الفعل، ومُعاهِرة، بالهاء.
وفي التهذيب: قال أَبو زيد يقال للمرأَة الفاجرة عاهِرةٌ ومُعاهِرة ومُسافِحة.
وقال أَحمد بن يحيى والمبرد: هي . . . أكمل المادة العَيْهرة للفاجرة، قالا: والياء فيها زائدة، والأَصل عَهَرة مثلَ ثَمَرة؛ وأَنشد لابن دارة (* قوله: «وأَنشد لابن دارة» عبارة الصحاح: والاسم العهر، بالكسر، وأنشد إلخ). التَّغْلبي: فقام لا يَحْفِل ثَمَّ كَهْرا، ولا يبالي لو يُلاقي عِهْرا والكَهْر: الانتهار.
وفي حرف عبدالله بن مسعود: فأَمَّا اليَتِيمَ فلا تَكْهَرْ.
وتَعَيْهَرَ الرجلُ إِذا كان فاجراً.
ولقي عبدْالله بن صفوان بن أُميّة أَبا حاضر الأَسِيدي أَسِيد، بن عمرو بن تميم فراعَه جمالُه فقال: ممن أَنت؟ فقال: من أَسِيد بن عمرو وأَنا أَبو حاضر، فقال: أُفّة لك عُهَيْرة تَيّاس قال: العُهَيرة تصغير العَهِر، قال: والعَهِر والعاهِرُ هو الزاني.
وحكي عن رؤبة قال: العاهِرُ الذي يتّبِع الشرّ، زانياً كان أَو فاسقاً.
وفي الحديث: الولدُ للفِراش وللعاهِر الحَجَرُ؛ العاهِرُ: الزاني. قال أَبو عبيد: معنى قوله وللعاهِر الحجَرُ أَي لا حَقَّ له في النسب ولا حظّ له في الولد، وإِنما هو لصاحب الفراش أَي لصاحب أُمِّ الولد، وهو زوجها أَو مولاها؛ وهو كقوله الآخَر: له الترابُ أَي لا شيء له؛ والاسم العِهْر، بالكسر.
والعَهْرُ: الزنا، وكذلك العَهَرُ مثل نَهْر ونَهَر.
وفي الحديث: اللم بَدِّلْه بالعَهْرِ العِفَّةَ.
والعَيْهرة: التي لا تستقر في مكانها نَزَقاً من غير عفة.
وقال كراع: امرأَة عَيْهرة نَزِقة خَفيفة لا تستقر في مكانها، ولم يقل من غير عفّة، وقد عَيْهَرت.
والعَيْهَرةُ: الغُول في بعض اللغات، والذكر منها العَيْهران.
وذو مُعاهِر: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير.

خسا (لسان العرب) [0]


الخَسَا: الفَرْد، وهي المَخاسي جمعٌ على غير قياس كمَسَاوٍ وأَخواتِِها.
وتَخاسى الرجلان: تَلاعَبا بالزَّوْج والفَرْد. يقال: خَساً أَو زَكاً أَي فَرْد أَو زَوْج؛ قال الكميت: مَكارِمُ لا تُحْصَى، إِذا نحْنُ لَمْ نَقُلْ خَساً وزَكاً فِيما نَعُدُّ خِلالَها الليث: خَساً وزَكاً، فَخَساً كلمة مِحَْنَتُها أَفْرادُ الشيءِ، يُلْعَبُ بالجَوْزِ فيقال خَساً زَكاً، فَخَساً فَرْدٌ وزَكاً زَوْج، كما يقال شَفْعٌ ووِتْرٌ؛ قال رؤْبة: لم يَدْرِ ما الزَّاكي مِنَ المُخاسِي وقال رؤبة أَيضاً: حَيْرانُ لا يَشْعُرْ من حَىْثُ أَتَى عنْ قِبْضِ مَنْ لاقَى، أَخاسٍ أَمْ زَكا؟ يقول: لا يَشْعُر أَفَرْدٌ هو أَم زَوْج. قال: والأَخاسي جمع خَساً. الفراء: العرب تقول للزوج زَكَا وللفَرْد . . . أكمل المادة خَسَا، ومنهم من يُلْحِقها بباب فَتىً، ومنهم من يلحقها بباب زُفَرَ، ومنهم من يلحقها بباب سَكْرَى؛ قال: وأَنشدتني الدُّبَيْرِيَّة: كانوا خَساً أَو زَكاً من دونِ أَرْبعةٍ، لم يَخْلَقُوا وجُدُودُ الناسِ تَعْتَلِجُ ويقال: هو يُخَسِّي ويُزَكِّي أَي يَلْعب فيقول أَزَوْجٌ أَم فَرْد.
وتقول: خَاسَيْتُ فلاناً إِذا لاعبته بالجَوْزِ فَرْداً أَو زَوْجاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس: يَعْدُو عَلى خَمْسٍ قَوائِمُه زَكَا أَراد: أَن هذا الفرس يَعْدُو على خَمْسٍ من الأُتُن فيَطْرُدها، وقَوائمُه زَكَا أَي هي أَربع. قال ابن بري: لام الخَسا همزة. يقال: هو يُخاسِئُ يُقامِرُ، وإِنما ترك همزة خَساً إِتباعاً لِزَكاً؛ قال الكميت:لأَدْنى خَساً أَو زَكاً من سِنِيك إِلى أَرْبَعٍ، فَتقُولُ انْتِظارا قال: ويقال خَسَا زَكَا مثل خمسة عشر؛ قال: وشَرُّ أَصْنافِ الشُّيوخِ ذُو الرّيا، أَخْنَسُ يَحْنُو ظَهْرَه، إِذا مَشى الزُّورُ أَو مالُ اليَتِيمِ، عِنْدَه، لِعْبُ الصَّبِيِّ بالحَصى خَسَازَكا وفي الحديث: ما أَدْرِي كَمْ حدَّثني أَبي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَخَساً أَمْ زَكاً؛ يعني فَرْداً أَو زَوْجاً.
وتَخَاسَتْ قوائمُ الدابة بالحَصَى أَي تَرامَتْ به؛ قال المُمَزَّق العبدي: تَخاسى يَداها بالحَصَى وتَرُضُّه بأَسْمَر صَرَّافِ، إِذا حَمَّ مُطْرِقُ (* قوله «إذا حم» بالحاء المهملة كما في الأصل والتكملة والتهذيب وقال حم أي قصد اهـ والذي في الاساس: جم، بالجيم: وقال يريد الخف وجمومه اجتماع جريه). أَراد بالأَسْمَر الصَّرَّافِ مَنْسِمَها.

حثل (لسان العرب) [0]


الحَثْل: سُوءُ الرِّضَاع والحَالِ، وقد أَحْثَلته أُمُّه.
والمُحْثَل: السَّيِّءُ الغِذَاءِ؛ قال مُتَمَّم: وأَرْمَلةٍ تَسْعَى بأَشعثَ مُحْثَل، كفَرْخ الحُبَارَى، رِيشُه قد تَصَوَّعا والحِثْل: الضَّاوِي الدقيقُ كالمُحْثَل.
وفي حديث الاستسقاء: وارْحَم الأَطفالَ المُحْثَلة، يعني السَّيِّئِي الغِذاء من الحَثْل، وهو سُوء الرضاع وسوء الحال.
ويقال: أَحْثَلْت الصبيَّ إِذا أَسأْت غِذاءَه.
وأَحْثله الدهر: أَساءَ حاله. الأَزْهري: وقد يُحْثِله الدهرُ بسوءٍ الحال؛ وأَنشد: وأَشْعَثَ يَزْهاه النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ عن الزاد، ممن حَرَّف الدَّهْرُ، مُحْثَلِ وحُثَالة الطعام: ما يُخْرَج منه من زُؤَان ونحوه مما لا خير فيه فيُرْمَى به. قال اللحياني: هو أَجَلُّ من التراب والدُّقَاق قَليلاً.
والحُثَالة والحُثال: الرديء من كل شيء، وقيل: هو القُشَارة من التمر والشعير والأَرُزِّ . . . أكمل المادة وما أَشبهها، وكُلِّ ذي قُشَارة إِذا نُقِّي.
وحُثَالة القَرَظِ: نُفَايته؛ ومنه قول معاوية في خُطْبته؛ فأَنا في مثل حُثالة القَرَظ، يعني الزمان وأَهله، وخص اللحياني بالحُثالة رَدِيءَ الحنطة ونُفْيَتَها.
وحُثَالةُ الدَّهْر وغيره من الطِّيب والدُّهْن: ثُفْلُه فكأَنَّه الرديءُ من كل شيء.
وحُثَالة الناس: رُذَالتهم.
وفي الحديث: لا تقوم الساعة إِلا على حُثَالة الناس؛ هي الرديءُ من كل شيء.
وجاء في الحديث الذي يرويه عبد اٍّلله بن عمرو أَنه ذكر آخر الزمان: فيبقى حُثَالة من الناي لا خير فيهم؛ أَراد بحُثَالة الناس رُذَالَهم وشِرَارَهم، وأَصله من حُثَالة التمر وحُفَالته، وهو أَردؤه وما لا خير فيه مما يبقى في أَسفل الجُلَّة. ابن الأَعرابي: الحُثَال السِّفَل. الأَزهري: وقد جاء في موضع أَعوذ بك من أَن أَبْقى في حَثْل من الناس بدل حُثَالة، وهما سواء، وفي رواية أَنه قال لعبد اٍّلله بن عمر: كيف أَنت إِذا بَقِيتَ في حُثَالة من الناس؛ يريد أَراذلهم. أَبو زيد: أَحْثَلَ فلان غَنَمه، فهي مُحْثَلة إِذا هَزَلها.
ورجل حِثْيَل: قصير: والحِثْيَل مثل الهِمْيَع: ضرب من أَشجار الجبال؛ قال أَبو حنيفة: زعم أَبو نصر أَنه شجر يشبه الشَّوْحَط ينبت مع النَّبْع؛ قال أَوس بن حجر: تعلمها في غِيلها، وهي حَظْوةٌ بِوَادٍ به نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَل الأَزهري عن الأَصمعي: الحِثْيَل من أَسماء الشجر معروف. الجوهري: وأَحْثَلت الصَّبيَّ إِذا أَسأْت غذاءه؛ قال ذو الرمة: بها الذِّئْبُ مَحْزوناً كأَن عُوَاءه عُوَاء فَصِيل، آخِرَ الليل، مُحْثَل وقال أَبو النجم: خَوْصاء تَرْمِي باليَتيم المُحْثَل وقال امرؤ القيس: تُطْعِم فَرْخاً لها سَاغِباً، أَزْرَى به الجوعُ والإِحْثال

وعي (لسان العرب) [0]


الوَعْيُ: حِفْظ القلبِ الشيءَ.
وعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فهو واعٍ، وفلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ.
وفي الحديث: نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعى من سامِعٍ. الأَزهري: الوَعِيُّ الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه.
وفي حديث أَبي أُمامة: لا يُعَذِّبُ اللهُ قَلْباً وَعَى القُرآنَ؛ قال ابن الأَثير: أَي عقَلَه إِيماناً به وعَمَلاً، فأَما من حَفِظ أَلفاظَه وضَيَّعَ حُدوده فإِنه غير واعٍ له؛ وقول الأَخطل: وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بيْتِ رَأْسٍ شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ وغارُ إِنما معناه حَفِظَها أَي حَفِظَ هذه الخَمر، وعَنَى بالشَّوارِفِ الخَوابيَ القديمة. الأَزهري عن الفراء في قوله تعالى: والله أَعلم بما يُوعُونَ؛ قال: . . . أكمل المادة الإِيعاء ما يَجْمعون في صدورهم من التكذيب والإِثم. قال: والوَعْيُ لو قِيلَ: والله أَعلم بما يَعُون، لكان صواباً ولكن لا يستقيم في القراءة. الجوهري: والله أَعلم بما يُوعُونَ أَي يُضْمِرون في قلوبهم من التكذيب، وأُذُنٌ واعِيةٌ (* قوله« وأذن واعية» كذا هي في الأصل، إِلا أنها مخرجة بالهامش، وأصلها في عبارة الجوهري: وعى الحديث يعيه وعياً وأذن واعية.) الأَزهري: يقال أَوْعَى جَدْعَه واسْتَوْعاه إِذا اسْتَوْعَبه.
وفي الحديث: في الأَنف إِذا اسْتُوعِيَ جَدْعُه الدِّيةُ؛ هكذا حكاه الأَزهري في ترجمة وعوع.
وأَوْعَى فلانٌ جَدْعَ أَنْفِه واسْتَوْعاه إِذا استَوْعَبه.
وتقول: اسْتَوْعى فلان من فلان حَقَّه إِذا أَخذه كله.
وفي الحديث: فاسْتَوْعى له حَقَّه؛ قال ابن الأَثير: استوفاه كله مأْخوذ من الوِعاء.
ووَعَى العَظْمُ وَعْياً: بَرَأَ على عَثْمٍ؛ قال: كأَنما كُسِّرَتْ سَواعِدُه، ثمَّ وَعى جَبْرُها وما الْتَأَما قال أَبو زيد: إِذا جَبَرَ العظمُ بعد الكسر على عَثْمٍ، وهو الاعْوِجاجُ، قيل: وَعى يَعِي وَعْياً، وأَجَرَ يأْجِرُ أَجْراً ويأْجُرُ أُجُوراً.
ووَعَى العظمُ إِذا انْجَبَر بعد الكسر؛ قال أَبو زيد: خُبَعْثِنَةٌ في ساعِدَيْه تَزايُلٌ، تَقُولُ وَعى مِنْ بَعْدِ ما قد تجَبَّرا هذا البيت كذا في التهذيب، ورأَيته في حواشي ابن بري: من بعد ما قد تكسرا؛ وقال الحطيئة: حتى وَعَيْتُ كَوَعْيِ عَظْـ ـمِ السَّاقِ لأْأَمَه الجَبائِرْ ووَعَتِ المِدَّةُ في الجُرْح وَعْياً: اجتمعَتْ.
ووَعى الجُرْحُ وَعْياً: سالَ قَيْحُه.
والوَعْيُ: القَيْحُ والمِدَّة.
وبرئ جُرحُه على وَعْيٍ أَي نَغَلٍ. قال أَبو زيد: إِذا سالَ القَيْحُ من الجُرْح قيلَ وَعى الجُرْحُ يَعِي وَعْياً، قال: والوَعْيُ هو القيحُ، ومثله المِدَّة.
وقال الليث في وَعْيِ الكَسر والمِدَّة مِثلَه، قال: وقال أَبو الدُّقَيْشِ إِذا وَعَتْ جايِئَتُه يعني مِدَّته. قال الأَصمعي: يقال بئسَ واعِي اليتيمِ ووالي اليتيمِ وهو الذي يقوم عليه.
ويقال: لا وَعْيَ لك عن ذلك الأَمر أَي لا تَماسُك دونه؛ قال ابن أَحمر: تَواعَدْن أَنْ لا وَعْيَ عن فَرْجِ راكِسٍ، فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ عن ذاكَ مَغْضَرا يقال: تَغَضَّرْتُ عن كذا إذا انصرفْت عنه.
وما لي عنه وَعْيٌ أَي بُدٌّ.
وقال النضر: إنه لفي وَعْيِ رِجالٍ أَي في رجال كثيرة: والوِعاءُ والإعاءُ على البَدَل والوُعاءُ، كل ذلك: ظرف الشيء، والجمع أَوْعِيةٌ، ويقال لصدر الرجل وِعاء عِلْمِه واعْتِقادِهِ تشبيهاً بذلك.
ووَعى الشيء في الوعاء وأَوْعاه: جَمَعَه فيه؛ قال أَبو محمد الحَذلَمِيُّ: تأْخُذُه بِدِمْنِه فَتُوعِيهْ أَي تجمع الماء في أَجوافها. الأزهري: أَوْعى الشيءَ في الوِعاء يُوعِيه إيعاء، بالألف، فهو مُوعًى . الجوهري: يقال أَوْعِيْتُ الزاد والمَتاع إذا جعلته في الوِعاء؛ قال عَبِيد بن الأَبرص: الخَيْرُ يَبْقى، وإنْ طالَ الزَّمانُ به، والشَّرُّ أَخْبَثُ ما أَوْعَيْتَ من زادِ وفي الحديث: الاسْتِيحاء من الله حقَّ الحَياء أَن لا تَنْسَوُا المَقابرَ والبِلَى والجوفَ وما وَعى أَي ما جمع من الطعام والشراب حتى يكونا من حِلِّهِما.
وفي حديث الإِسْراء: ذكر في كل سماء أَنبياءَ قد سمَّاهم فأَوْعَيْتُ منهم إدْرِيس في الثانية؛ قال ابن الأثير: هكذا روي، فإن صح فيكون معناه أَدخلته في وِعاء قلبي؛ يقال: أَوْعَيْت الشيء في الوِعاء إذا أَدخلته فيه؛ قال: ولو روي وَعَيْتُ بمعنى حَفِظْت لكان أبين وأَظهر .
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: حَفِظْتُ عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم، وِعاءَيْن منَ العلم؛ أَراد الكناية عن مَحَلّ العِلم وجَمْعِه فاستعار له الوعاء.
وفي الحديث: لا تُوعِي فيُوعَى عَلَيْكِ أَي لا تَجْمَعي وتَشِحِّي بالنفَقة فَيُشَحَّ عَلَيْكِ وتُجازَيْ بَتَضْيِيقِ رِزْقِكِ. الأَزهري: إذا أَمرت من الوَعْي قلت عِهْ، الهاء عماد الوقوف لخفّتها لأَنه لا يُستطاع الابتداء والوُقوف معاً على حرف واحد.
والوَعْيُ والوَعَى، بالتحريك: الجَلَبةُ والأَصوات، وقيل: الأَصوات الشديدة؛ قال الهذلي: كَأَنَّ وَعَى الخَمُوشِ، بجانِبَيهِ، وَعَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوِي زِياطِ وقال يعقوب: عينُه بدَل من غين وغَى، أَو غين وغَى بدل منه، وقيل: الوَعَى جلبة صوتِ الكِلابِ في الصَّيدِ. الأَزهري: الوَعَى جَلَبة أَصوات الكلاب والصَّيد، قال: ولم أَسمع له فعلاً.
والواعيةُ: كالوَعَى، الأَزهري: الواعِيةُ والوَعَى والوَغََى كلها الصوت.
والواعِيةُ: الصَّارِخَةُ، وقيل الواعِيةُ الصُّراخ على الميت لا فِعْلَ له.
وفي حديث مقتل كعب بن الأَشْرَف أَو أَبي رافعٍ: حتى سمعنا الواعِيةَ؛ قال ابن الأَثير: هو الصُراخ على الميت ونَعْيُه، ولا يُبْنى منه فِعل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:إِنِّي نَذِيرٌ لَكَ مِنْ عَطِيِّه، قَرَمَّشٌ لِزَادِه وَعِيَّه لم يفسر الوعية، قال ابن سيده: وأُرى أَنه مسْتَوْعِب لزاده يُوعِيه في بطنه كما يُوعَى المَتاعُ، هذا إن كان من صفة عطية، وإن كان من صفة الزاد فمعناه أَنه يَدَّخِرُه حتى يَخْنَزَ كما يَخْنَزُ القيح في القَرْح.

مشج (لسان العرب) [0]


المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ: كل لَوْنينِ اخْتلَطا، وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل: هو كل شيئين مختلطين، والجمع أَمْشاجٌ مثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ؛ ومنه قول الهذلي: سيطَ به مَشِيجُ.
ومَشَجْتُ بَيْنهما مَشْجاً: خَلَطْتُ؛ والشيءُ مَشيجٌ؛ ابن سيده: والمَشِيجُ اخْتِلاطُ ماء الرجل والمرأَة؛ هكذا عبر عنه بالمصدر وليس بقويّ؛ قال: والصحيحُ أَن يقال: المَشِيج ماء الرجل يختلط بماءِ المرأَة.
وفي التنزيل العزيز: إِنا خلقنا الإِنسان من نطفة أَمشاج نبتليه؛ قال الفراء: الأَمْشاجُ هي الأَخْلاطُ: ماءُ الرجلِ وماء المرأَةِ والدمُ والعَلَقَة، ويقال للشيء من هذا: خِلْطٌ مَشِيجٌ كقولك خَلِيطٌ ومَمْشُوجٌ، كقولك مَخْلُوطٌ مُشِجَتْ بِدمٍ، وذلك الدمُ دمُ الحيضِ.
وقال ابن السكيت: . . . أكمل المادة الأَمشاجُ الأَخلاطُ؛ يريد الأَخْلاطَ النطفةَ (* قوله «يريد الأخلاط النطفة» عبارة شرح القاموس: يريد النطفة.) لأَنها مُمْتَزِجةٌ من أَنواعٍ، ولذلك يولد الإِنسان ذا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ؛ وقال الشَّمَّاخُ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ على مَشَجٍ، سُلالتهُ مَهِينُ وقال الأخر: فَهُنَّ يَقذِفْنَ من الأَمْشاجِ، مِثْلَ بُزولِ اليَمْنَةِ الحجاجِ (* قوله «مثل إلخ» كذا بالأصل.) وقال أَبو اسحق: أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ من منيّ ودم، ثم يُنْقَلُ من حالٍ إِلى حالٍ.
ويقال: نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لماء الرجل يختلط بماء المرأَةِ ودَمِها.
وفي الحديث في صفة المولود: ثم يكون مَشِيجاً أَربعين ليلة؛ المَشِيجُ: المختلِطُ من كل شيء مَخْلوطٍ.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: ومَحَطَ الأَمْشاجَ من مَسارِبِ الأَصْلابِ؛ يريد المنيَّ الذي يَتولَّدُ منه الجَنِينُ.
والأَمْشاجُ: أَخْلاطُ الكَيْمُوساتِ الأَربعِ، وهي: المِرارُ الأَحمرُ والمِرارُ الأَسْودُ والدمُ والمنيّ؛ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ الدمِ بالنطفة، هذا أَصله؛ وعن الحسن في قوله تعالى: أَمْشاجٍ؛ قال: نعم والله إِذا استعجل مشَج خلقه من نطفة. ابن سيده: وأَمْشاجُ البدَنِ طَبائِعهُ، واحدها مَشْجٌ ومَشَجٌ ومَشِجٌ؛ عن أَبي عبيدة.
وعليه أَمْشاجُ غُزولٍ أَي داخِلةٌ بعضُها في بعض؛ يعني البُرود فيها أَلوانُ الغُزُولِ. الأَصمعي: أَمْشاجُ وأَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها في بعض؛ وقولُ زهَير بن حَرام الهذلي: كأَنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منها، خِلالَ الرِّيشِ، سِيطَ به مَشِيجُ ورواه المبرد: كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْجَينِ منه، خِلافَ النصْلِ، سِيطَ به مَشيجُ أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ.
والشَّرْجَينِ: حَرْفَيِ الفُوقِ، وهو في الصحاح: سيطَ به المَشِيجُ؛ ورواه أَبو عبيدة: كأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منها، خِلالَ النصْلِ، سِيطَ به المَشيجُ

ج ب ر (المصباح المنير) [0]


 جَبَرْتُ: العظم "جَبْرًا" من باب قتل أصلحته "فَجَبَرَ" هو "جَبْرًا" أيضا و "جُبُورًا" صلح يستعمل لازما ومتعديا و "جَبَرْتُ" اليتيم أعطيته و "جَبَرْتُ" اليد وضعت عليها الجبيرة و "الجَبِيرَةُ" عظام توضع على الموضع العليل من الجسد ينجبر بها و "الجِبَارَةُ" بالكسر مثله والجمع "الجَبَائِرُ" و "جَبَرْتُ" نصاب الزكاة بكذا عادلته به، واسم ذلك الشيء "الجُبْرَانُ" واسم الفاعل "جَابِرٌ" وبه سمي، و "الجَبْرُ" وزان فلس خلاف القدر، وهو القول بأن الله يجبر عباده على فعل المعاصي وهو فاسد وتعرف أدلته من علم الكلام بل هو قضاء الله على عباده بما أراد وقوعه منهم؛ لأنه تعالى يفعل في ملكه ما يريد ويحكم في خلقه ما يشاء، ويُنْسَب إليه على لفظه فيقال "جَبْرِيٌّ" وقوم "جَبْرِيَّةٌ" بسكون الباء وإذا قيل "جَبْرِيَّةٌ وَقَدَرِيَّةٌ" جاز التحريك للازدواج وفيه "جَبَرُوتٌ" بفتح الباء أي: كبر وجرح العجماء "جُبَارٌ" بالضم أي هدر، قال الأزهري: . . . أكمل المادة معناه أن البهيمة العجماء تنفلت فتتلف شيئا فهو هدر، وكذلك المعدن إذا انهار على أحد فَدَمُهُ "جُبَارٌ" أي هدر، و "أَجْبَرْتُهُ" على كذا بالألف حملته عليه قهرا وغلبه فهو "مُجْبَرٌ" هذه لغة عامة العرب وفي لغة لبني تميم وكثير من أهل الحجاز يتكلم بها "جَبَرْتُهُ" "جَبْرًا" من باب قتل و "جُبُورًا" حكاه الأزهري ولفظه وهي لغة معروفة ولفظ ابن القطاع و "جَبَرْتُكَ" لغة بني تميم وحكاها جماعة أيضا ثم قال الأزهري "فَجَبَرْتُهُ" و "أَجْبَرْتُهُ" لغتان جَيَّدتَانِ وقال ابن دريد في باب ما اتفق عليه أبو زيد وأبو عبيدة مما تكلمت به العرب من فعلت وأفعلت: "جَبَرْتُ" الرجل على الشيء و "أَجْبَرْتُهُ" وقال الخطابي: "الجَبَّارُ" الذي جبره خلقه على ما أراد من أمره ونهيه يقال "جَبَرَهُ" السلطان و "أَجْبَرَهُ" بمعنى ورأيت في بعض التفاسير عند قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أن الثلاثي لغة حكاها الفراء وغيره واستشهد لصحتها بما معناه أنه لا يبنى فعّال إلا من فعل ثلاثي نحو الفتاح والعلام ولم يجئ من أفعل بالألف إلا درّاك فإن حمل جبار على هذا المعنى فهو وجه قال الفراء وقد سمعت العرب تقول "جَبَرْتُهُ" على الأمر و "أَجْبَرْتُهُ" وإذا ثبت ذلك فلا يعول على قول من ضعفها وجِبْرِيلُ عليه السلام فيه لغات: كسر الجيم والراء وبعدها ياء ساكنة، والثانية كذلك إلا أن الجيم مفتوحة، والثالثة فتح الجيم والراء وبهمزة بعدها ياء يقال هو اسم مركب من "جبر" وهو العبد و "إِيل" وهو الله تعالى وفيه لغات غير ذلك. 

كلل (الصّحّاح في اللغة) [0]


الكلُّ: العِيالُ والثِقْلُ. قال الله تعالى: "وهو كلٌّ على مولاه" والجمع الكُلولُ.
والكلُّ: اليتيمُ. الذي لا ولد له ولا والدة. يقال منه: كَلَّ الرجلُ يَكِلُّ كَلالةً.
والعرب تقول: لم يرِثْهُ كلالةً، أي لم يرِثْهُ عن عُرُضٍ، بل عن قُرْبٍ واستحقاقٍ. قال الفرزدق:
عن ابني مُنافٍ عبد شمسٍ وهاشمِ      ورِثْتُمْ قَناةَ المُلْـكِ غـير كـلالةٍ

قال ابن الأعرابي: الكلالةُ: بنو العمّ الأباعدَ.
وحكى عن أعرابيّ أنَّه قال: مالي كثيرٌ ويرِثُني كلالةٌ مُتَراخٍ نسبُهم.
ويقال: هو مصدرٌ من تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي تطَرَّفَهُ، كأنَّه أخذ طَرَفَيْهِ من جهة الوالدِ والولدِ وليس له منهما أحدٌ، فسمِّي بالمصدر.
والعرب تقول: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، وابن عمّ كلالَةٍ، إذا لم . . . أكمل المادة يكن لحًّا وكان رجلاً من العشيرةِ.
وكَلَلْتُ من المشي أكِلُّ كلالاً وكَلالَةً، أي أعْيَيْتُ.
وكذلك البعير إذا أعْيا.
وكلَّ السيفُ والريحُ والطرفُ واللسانُ، يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّةً وكَلالَةً وكُلولاً.
وسيفٌ كَليلُ الحدِّ، ورجلٌ كليلُ اللسانِ، وكَليلُ الطرفِ.
وناسٌ يجعلونَ كلاَّءَ البَصْرَةِ اسماً من كلاَّ على فَعْلاءَ لا يصْرفونه.
والمعنى أنَّه موضعٌ تَكِلُّ الريح فيه عن عملها في غير هذا الموضعِ. قال رؤبة:
      يَكِلُّ وفد الريحِ من حيثُ انْخَرَقْ

والكِلَّةُ: السِترُ الرَّقيقُ يُخاطُ كالبيتِ يُتَوَقَّى فيه من البقِّ.
وكلٌّ لفْظه واحدٌ ومعناه جمعٌ فعلى هذا تقول: كلٌّ حضر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرَّةً وعلى المعنى أخرى.
والإكْليلُ: شِبه عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوْهر.
ويسمَّى التاجُ إكْليلاً.
والإكْليلُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنجمٍ مُصْطَفَّةٍ.
والإكْليلُ: السَحابُ الذي تراه كأنَّ غِشاءً ألبسَهُ.
وإكْليلُ المَلِك: نبتٌ يُتداوى به.
وأكلَّ الرجلُ بعيره، أي أعياهُ.
وأكلَّ الرجلُ أيضاً: أي كلَّ بعيرُه.
وأصبحتُ مُكِلاًّ، أي ذا قَراباتٍ وهم عَلَيَّ عِيالٌ.
وسَحابٌ مُكَلَّلٌ، أي مُلَمَّعٌ بالبرق.
ويقال: هو الذي حَوْلَهُ قِطعٌ من السحاب، فهو مُكَلَّلٌ بهنَّ.
وأكَلَّ الغَمامُ بالبرقِ، أي لمعَ.
وكَلَّلَهُ، أي ألبسَهُ الإكليلَ.
وروضةٌ مُكَلَّلَةٌ، أي حُفَّتْ بالنَوْرِ.
والمُكَلَّلُ: الجادُّ. يقال: حَمَلَ فكَلَّلَ، أي مضى قُدُماً ولم يَخِمْ.
وأنشد الأصمعيّ:
      تَكْليلَةِ اللّيْثِ إذا اللَّيْثُ وَثَبْ


وقد يكونُ كَلَّلَ بمعنى جَبُنَ. يقال: حَمَلَ فما كَلَّلَ، أي فما كَذَبَ وما جَبُنَ كأنَّه من الأضداد.
وأنشد أبو زيد لِجَهْم ابن سَبَلٍ:
ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِينَ بالسَلَـمِ      ولا أُكَلِّلُ عن حربٍ مُجَلِّحَةٍ

وانكَلَّ الرجلُ انْكِلالاً: تبسَّمَ. قال الأعشى:
جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتناعِـمُ      وتَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأنَّها

يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كلّ ذلك تبدو منه الأسنان.
وانْكِلالُ الغيمِ بالبرقِ، هو قَدْرُ ما يُريكَ سوادَ الغيمِ من بياضِه.

جازَ (القاموس المحيط) [0]


جازَ المَوْضِعَ جَوْزاً وجُؤوزاً وجوازاً ومَجَازاً
وجازَ به وجاوَزَهُ جِوازاً: سارَ فيه، وخَلَّفَهُ، وأجازَ غيرَهُ وجاوَزَهُ.
والمُجْتازُ: السالِكُ، ومُجْتابُ الطريقِ، ومُجِيزُهُ، والذي يُحِبُّ النَّجَاءَ.
والجَوازُ، كسَحابٍ: صَكُّ المُسَافِرِ، والماء الذي يُسْقَاهُ المالُ من الماشيَةِ والحَرْثِ.
وقد اسْتَجَزْتُهُ فأجَازَ: إذا سَقَى أَرْضَكَ أو ماشِيَتَكَ.
وجَوَّزَ لهم إبِلَهُمْ تَجْوِيزاً: قادَها لهم بعيراً بعيراً حتى تجُوزَ،
وجَوائِزُ الشِّعْرِ والأمْثَالِ: ما جازَ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
وأجازَ له: سَوَّغَ له،
و~ رأيَهُ: أَنْفَذَهُ،
كجَوَّزَهُ،
و~ له البَيْعَ: أمْضَاهُ،
و~ المَوْضِعَ: خَلَّفَهُ.
وتجَوَّزَ في هذا: احْتَمَلَهُ، وأَغْمَضَ فيه،
و~ عن ذَنْبِهِ: لم يُؤَاخِذْهُ بِهِ،
كتَجَاوَزَ وجَاوَزَ،
و~ الدراهِمَ: قَبِلَهَا على ما فيها من . . . أكمل المادة الداخِلَةِ،
و~ في الصلاةِ: خَفَّفَ،
و~ في كلامهِ: تَكَلَّمَ بالمَجازِ.
والمَجازُ: الطريقُ إذا قُطِعَ من أحد جانِبَيْهِ إلى الآخَرِ، وخِلافُ الحقيقةِ،
وع قُرْبَ يَنْبُعَ.
والمَجازَةُ: الطريقةُ في السَّبَخَةِ،
وع، أو هو أوَّلُ رَمْلِ الدَّهْنَاء، والمكانُ الكثيرُ الجَوْزِ،
والجائِزَةُ: العَطِيَّةُ، والتُّحْفَةُ، واللَّطَفُ، ومَقَامُ السَّاقِي من البئْرِ.
والجائِزُ: المارُّ على القومِ عَطْشاناً، سُقِيَ أوْ لا، والبُسْتَانُ، والخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ بَيْنَ الحائِطَيْنِ، فارِسِيَّتُهُ: تِير
ج: أجْوِزَةٌ وجُوزانٌ وجَوائِزُ.
وتَجَاوَزَ عنه: اغْضَى،
و~ فيه: أفْرَطَ.
والجَوْزُ: وَسَطُ الشيء، ومُعْظَمُهُ،
وثَمَرٌ م، مُعَرَّبُ كَوْزَ
ج: جَوْزَاتٌ، والحِجَازُ نَفْسُهُ، وجِبَالٌ لبني صاهِلَةَ.
وجِبَالُ الجَوْزِ: من أوْدِيَةِ تِهَامَةَ.
والجَوْزَاء: بُرْجٌ في السماء، وامرأةٌ، والشاةُ السَّوْداء التي ضُرِبَ وَسَطُهَا بِبَيَاضٍ،
كالجَوْزَةِ،
وجَوَّزَ إبِلَهُ: سقاها،
و~ الأمْرَ: سَوَّغَهُ، وأمضاهُ، وجَعَلَهُ جائزاً.
والجَوْزَةُ: السَّقْيَةُ الواحِدَةُ من الماء، أو الشَّرْبَةُ منه،
كالجائِزَةِ، وضَرْبٌ من العِنَبِ.
والجُوازُ، كغُرابٍ: العَطَشُ.
والجِيزَةُ، بالكسر: الناحية
ج: جِيزٌ وجِيَزٌ.
والجِيزُ: جانِبُ الوادِي،
كالجِيزَة، والقَبْرُ.
والإِجازَةُ في الشعر: مُخَالَفَةُ حَرَكَاتِ الحَرْفِ الذي يَلِي حَرْفَ الروِيِّ، أو كونُ القافِيَةِ طاءً والأخْرَى دالاً ونحوُهُ، أو أنْ تُتِمَّ مِصْرَاعَ غَيْرِكَ.
وذو المَجَازِ: سُوقٌ كانَتْ لهم، على فَرْسَخٍ من عَرَفَةَ بِنَاحِيَةِ كَبْكَبٍ.
وأبو الجَوْزَاء: شيخٌ لحمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وشيخٌ لمُسْلِم بنِ الحَجَّاجِ، وأوسُ بنُ عبدِ اللهِ التابِعِيُّ.
وجُوزَةُ، بالضم: ة بالمَوْصِلِ.
وجُوَيْزَةُ بِنْتُ سَلَمَةَ: في العَرَبِ، ومحدِّثٌ.
وجِيزَةُ، بالكسر: ة بِمِصْرَ.
وجِيزانُ: ناحيَةٌ باليمنِ.
وجَوْزُ بَوَّى،
وجَوْزُ ماثِلٍ،
وجَوْزُ القَيْءِ: من الأدْويَةِ.
والمُجيزُ: الوَلِيُّ، والقَيِّمُ بأَمْرِ اليَتِيمِ، والعَبْدُ المأذُونُ له في التِّجَارَةِ.
والتِّجْوَازُ، بالكسر: بُرْدٌ مُوَشَّى
ج: تَجاويزُ.
وجُوْزَدانُ، بالضم: قَرْيَتَانِ بأَصْبَهَانَ.
وجَوْزَانُ، بالفتح: ة باليمن.
والجَوْزاتُ: غُدَدٌ في الشَّجَرِ بينَ اللَّحْيَيْنِ.
ومحمدُ بنُ منصورٍ الجَوَّازُ، كشدَّادٍ: محدِّثٌ.
والحَسَنُ بنُ سَهْلِ بنِ المُجَوِّزِ، كمُحَدِّثٍ: محدّثٌ.
واسْتَجَازَ: طَلَبَ الإِجازَةَ أي الإِذْنَ.
وأَجَزْتُ على الجَريحِ: أَجْهَزْتُ.

الكُلُّ (القاموس المحيط) [0]


الكُلُّ، بالضم: اسمٌ لجميعِ الأَجْزاءِ، للذَّكَرِ والأنْثَى، أو يقالُ: كلُّ رجُلٍ، وكُلَّةُ امرأةٍ، وكُلُّهُنَّ مُنْطَلِقَ ومُنْطَلِقَةٌ، وقد جاءَ بمعنى بعضٍ، ضِدٌّ، ويقالُ: كلٌّ وبعضٌ مَعْرِفتانِ، لم يَجِئْ عن العَرَبِ بالأَلِفِ واللامِ، وهو جائزٌ.
وهو العالِمُ كلُّ العالِمِ: المرادُ التَّناهي، وأنه بَلَغَ الغايَةَ فيما تَصِفُه به، وبالفتح: قَفا السِكِّينِ والسيفِ، والوكيلُ، والصَّنَمُ، والمُصيبَةُ تَحْدُثُ، واليتيمُ، والثقيلُ لا خيرَ فيه، والعَيِّلُ والعِيالُ، والثقْلُ
ج: كُلولٌ، والإِعْياءُ،
كالكَلالِ والكَلالَةِ، ومن لا وَلَدَ له ولا والِدَ.
وقد كَلَّ يَكِلُّ فيهما.
وكَلَّ البَصَرُ والسَّيفُ وغيرُهُما يَكِلُّ كِلَّةً وكَلاٍّ، بالكسر،
وكَلالَةً وكُلولَةً وكُلولاً وكَلَّلَ، فهو كَليلُ وكَلُّ: لم . . . أكمل المادة يَقْطَعْ.
وكَلَّ لسانُه وبَصَرُه يَكِلُّ: نَبا.
وأكَلَّهُ البُكاءُ.
والكَلالَةُ: مَن لا ولَدَ له ولا والِدَ، وما لم يكنْ من النَّسَبِ لَحّاً، أو مَن تَكَلَّلَ نَسَبُهُ بنَسَبِكَ، كابْنِ العَمِّ وشِبْهِهِ، أو هي الأخُوَّةُ للْأُمِّ، أَو بَنو العَمِّ الأَباعدُ، أو ما خَلا الوالدَ والوَلَدَ، أو هي من العَصَبَةِ مَنْ وَرِثَ معه الإِخْوَةُ للْأُمِّ.
وكَلَّلَ تَكْليلاً: ذَهَبَ وتَرَكَ أهْلهُ بِمَضْيَعَةٍ،
و~ في الأَمْرِ: جَدَّ،
و~ السَّبُعُ: حَمَلَ ولم يُحْجِمْ،
و~ عن الأَمْرِ: أحْجَمَ وجَبُنَ، ضِدٌّ،
و~ فُلاناً: ألْبَسَهُ الإِكْليلَ.
والكَلَّةُ: الشَّفْرَةُ الكالَّةُ، وبالضم: التأخيرُ، وتَأنيثُ الكُلِّ، وبالكسر: الحالَةُ، والسِّتْرُ الرَّقيقُ، وغِشاءٌ رَقيقٌ يُتوَقَّى به من البَعوض، وصُوفَةٌ حَمْراءُ في رأسِ الهَوْدَجِ.
والإِكْليلُ، بالكسر: التاجُ، وشِبْهُ عصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوهرِ
ج: أكاليلُ، ومَنْزِلٌ للقَمَرِ أربعةُ أنْجُمٍ مُصْطَفَّةٍ، وما أحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْمِ، والسَّحابُ تَراهُ كأَنَّ غِشاءٌ أُلْبِسَه.
وإكْليلُ المَلِكِ: نَبْتانِ أحَدُهما ورَقُهُ كوَرَقِ الحُلْبَةِ، ورائِحَتُه كورَقِ التينِ، ونَوْرُهُ أصْفَرُ، في طَرَفِ كلِّ غُصْن منه إكْليلٌ كنِصْفِ دائرةٍ، فيه بِزْرٌ كالحُلْبَةِ شَكْلاً، ولَوْنُه أصْفَرُ، وثانيهما ورَقُه كوَرَقِ الحِمَّصِ، وهي قُضْبانٌ كثيرَةٌ تَنْبَسِطُ على الأرضِ، وزَهْرُه أصْفَرُ وأبيضُ، في كلِّ غُصْنٍ أكاليلُ صِغارٌ مُدَوَّرَةٌ، وكِلاهُما مُحَلِّلٌ مُنْضِجٌ مُلَيِّنٌ للْأَوْرامِ الصُّلْبَةِ في المَفاصِلِ والأَحْشاءِ.
وإكْليلُ الجَبَلِ: نَباتٌ آخَرُ، ورَقُه طَويلٌ دَقيقٌ مُتكاثِفٌ، ولَونُه إلى السَّوادِ، وعودُه خَشِنٌ صُلْبٌ، وزَهْرُه بين الزُّرْقَةِ والبَياضِ، وله ثَمَرٌ صُلْبٌ، إذا جَفَّ تَناثَرَ منه بِزْرٌ أدَقُّ من الخَرْدَلِ، ووَرَقُه مُرٌّ حِرِّيفٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ، مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ، يَنْفَعُ الخَفَقانَ والسُّعالَ والاسْتِسْقاءَ.
وتَكَلَّلَ به: أحاطَ.
ورَوْضَةٌ مُكَلَّلَةٌ: مَحْفوفَةٌ بالنَّوْرِ.
وانْكَلَّ: ضَحِكَ،
و~ السَّيْفُ: ذَهَبَ حَدُّه،
و~ السَّحابُ عن البَرْقِ: تَبَسَّمَ كاكْتَلَّ وتَكَلَّلَ،
و~ البَرْقُ: لَمَعَ خَفيفاً.
وأكَلَّ الرجُلُ: كَلَّ بَعيرُه،
و~ البَعيرَ: أعْياهُ.
والكَلْكَلُ والكَلْكالُ: الصَّدْرُ، أو ما بينَ التَّرْقُوَتَيْنِ، أو باطِنُ الزَّوْرِ،
و~ من الفَرَسِ: ما بينَ مَحْزِمه إلى ما مَسَّ الأرضَ منه إذا رَبَضَ.
وكهُدْهُدٍ: الرجُلُ الضَّرْبُ، أو القَصيرُ الغَليظُ،
كالكُلاكِل، بالضم، وهي: بهاءٍ.
وكَلاَّنُ: جَبَلٌ.
والكَلَلُ، محرَّكةً: الحالُ.
والكَلاكِلُ: الجماعاتُ، وابنُ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، كغُرابٍ، عَرَضَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، نَفْسَه عليه فلم يُجِبْهُ إلى ما أرادَ.

سبغ (لسان العرب) [0]


شيء سابغٌ أَي كامِلٌ وافٍ.
وسَبَغَ الشيءُ يَسْبُغُ سُبُوغاً: طالَ إلى الأَرض واتَّسَعَ، وأَسْبَغَه هو وسَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغَتِ الدِّرْعُ، وكلُّ شيءٍ طالَ إلى الأَرض، فهو سابِغٌ.
وقد أَسْبَغَ فلان ثَوْبَه أَي أَوسَعَه.
وسَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ، بالضم، سُبُوغاً: اتسعت.
وإِسْباغُ الوُضوءِ: المُبالَغة فيه وإتْمامُه.
ونعمة سابِغةٌ، وأَسْبَغَ الله عليه النِّعْمةَ: أَكْمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها.
وإنهم لفي سَبْغةٍ من العَيْشِ أَي سَعةٍ.
ودَلْوٌ سابِغةٌ: طويلة؛ قال: دَلْوُكَ دَلْوٌ، يا دُلَيْحُ، سابِغهْ في كلِّ أَرْجاءِ القَلِيبِ والِغهْ ومطرٌ سابغٌ، وسَبَغَ المطرُ: دَنا إلى الأَرض وامتدّ؛ قال: يُسِيلُ الرُّبا، واهِي الكُلَى، عَرِصُ الذُّرى، أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابغِ القَطْرِ وذنَبٌ سابِغٌ أَي وافٍ.
وفي حديث المُلاعَنةِ: إن جاءت به سابِغَ الأَلْيَتَيْنِ . . . أكمل المادة أَي عظِيمهما من سُبُوغِ الثوب والنِّعْمةِ.
والسابِغةُ: الدِّرْعُ الواسِعةُ.
ورجل مُسْبِغٌ: عليه دِرعٌ سابِغةٌ.
والدِّرْعُ السابِغةُ: التي تَجُرُّها في الأَرض أَو على كَعْبَيْكَ طُولاً وسَعةً؛ وأَنشد شمر لعبد الله بن الزبير الأَسدي: وسابِغةٍ تَغْشَى البنانَ، كأَنَّها أَضاةٌ بِضحْضاحٍ من الماء ظاهِرِ وتَسْبِغةُ البَيْضةِ: ما تُوصَلُ به البَيْضةُ من حَلَقِ الدُّرُوعِ فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البيضةَ به تَسْبُغُ، ولوْلاه لكان بينها وبين جَيْبِ الدِّرْع خَلَلٌ وعوْرة. قال الأَصمعي: يقال بيضةٌ لها سابِغٌ؛ وقال النضر: تَسْبِغةُ البيض رُفُوفُها (* قوله «رفوفها» الذي في شرح القاموس: رفرفها براءين، وفي الاساس: وسالت تسبغته على سابغته وهي رفرف البيضة.) من الزَّرَدِ أَسفَل البيضة يَقِي بها الرجلُ عُنقه، ويقال لذلك المِغْفَر أَيضاً؛ وقال أَبو وَجْزةَ في التَّسْبِغةِ: وتَسْبِغة يَغْشَى المَناكِبَ رَيْعُها، لِدوادَ كانَتْ ، نَسْجُها لَمْ يُهَلْهَلِ وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بن خَلَفٍ: زَجَلَه بالحربة فتَقَعُ في تَرْقُوَتهِ تحت تَسْبِغةِ البيضة؛ التَّسْبِغةُ: شيء من حَلَق الدُّرُوع والزَّرَدِ يَعْلُقُ بالخُوذةِ دائراً معها ليسْتُر الرقبةَ وجَيْبَ الدِّرْع.
وفي حديث أَبي عبيدة، رضي الله عنه: إنَّ زَرَدَتَيْنِ من زَرَدِ التَّسْبِغةِ نَشِبَتا في خَدّ النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحُد، وهي تَفْعِلة، مصدر سَبَّغَ من السُّبُوغ الشُّمُولِ؛ ومنه الحديث: كان اسم دِرْعِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ذا السُّبُوغِ لِتَمامِها وسَعَتِها.
وفي حديث شريح: أَسْبِغُوا لليتِيم في النفَقةِ أَي أَنفِقوا عليه تمام ما يحتاج إليه ووسّعوا عليه فيها.
وفحْلٌ سابِغٌ أَي طويلُ الجُرْدانِ، وضدّه الكَمْشُ.
وناقة سابِغةُ الضُّلُوع وعجِيزةٌ سابِغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغةٌ.
والمُسَبَّغُ من الرَّمَل: ما زِيدَ على جزئه حرف نحو فاعِلاتانْ من قوله: يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا فاسْـ ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ فقوله: مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ؛ قال أَبو إِسحق: معنى قولهم مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سابغاً، والفرق بين المُسَبَّغِ والمُذَيَّلِ أَن المُسَبَّغَ زيد على ما يُزاحَفُ مِثْلُه، وهو أَقلّ متحركات من المُذَيَّلِ، وهو زيادة على سبب، والمُذَيَّلُ على وَتِدٍ. قال أَبو إسحق: سُمِّي مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فاعلاتن إذا تامّاً فهو سابغ، فإِذا زِدْتَ على السابغ فهو مَسَبَّغ كما أَنك تقول لذي الفَضْل فاضِلٌ، وتقول للذي يكثر فضله فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ.
وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً، فهي مُسَبِّغٌ: أَلْقَتْ ولدها لغير تمام، وقيل: أَلقته وقد أَشْعَر، وإذا كان ذلك عادةً فهي مِسْباغٌ. قال ابن دريد: وليس بمعروف.
وقال صاحب العين: التسْبِيغُ في جميع الحَوامل مثلُه في الناقة.
والمُسَبَّغُ: الذي رمت به أُمُّه بعدما نُفِخَ فيه الرُّوح؛ عن كراع. التهذيب: وسبَّغَتِ الناقة تَسْبيغاً فهي مُسَبَِّغ إذا كانت كلما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبَرُ أَجْهَضَتْه، وكذلك من الحوامِلِ كلِّها. أَبو عمرو: سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها وسَبَّغَتْ إذا أَلقَتْها.

علف (العباب الزاخر) [0]


العَلَفُ للدواب، والجمع: عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ -مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ-. وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية.
وصغر حميد بن ثور -رضي الله عنه- العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول:
فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازاً جلعـدا      ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا

ويروى: "مُوْفِدا" أي مُشْرِفاً.
وقال الليث: هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطاً، قال ذو الرمة:
أحَـمُّ عِـلاَفـيٌّ صـــارمٌ      وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد

يعني نفسه.
وقال النابغة الذبياني:
شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِـم      والمحصنات عوازب الأطهار

وموضع العَلَفِ: مِعْلَفٌ. وقال ابن عبّاد: المِعْلَفُ: كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضاً. وبائع العَلَفِ: عَلاّفٌ. وقال . . . أكمل المادة أبو عمرو: العِلْفُ -بالكسر-: الكثير الأكل. والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ: الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى. وقال الليث: ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى. وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفاً، وأنشد الفرّاء:
عَلَفْتُها تبناً ومـاءً بـارداً      حتى شتت همّالةً عيناها

وقال أبو عمرو: العَلْفُ: الشرب الكثير. والعُلْفُوْفُ: الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب، قال عمير بن جعدة:
يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأمـلـحـوا      في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْـفُـوْفِ


وقال الأزهري: شيخ عُلْفُوْفٌ: جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:
مأوى اليتيم وماوى كل نَهْـبَـلَةٍ      تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ

وقال ابن عباد: ناقة عُلْفُوْفُ السنام: أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء. قال: والعُلْفُوْفُ من النساء: التي قد عجزت، ومن الخيل: الحصان الضخم. وقال الليث: شيخ عِلَّوْفٌ -مثال هِلَّوْفٍ-: كبير السن. والعُلَّفُ-مثال جبالٍ شُمَّخٍ-: ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل، قال العجاج:
أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا      بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا

الواحدة: عُلَّفَةٌ. وعقيل بن عُلَّفَةَ المري: شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر -رضي الله عنه-. وقال ابن حبيب: في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي: قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه.
وكان مَعْقِلٌ مع علي -رضي الله عنه-، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم. وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي: قاتل رستم بالقادسية. وقال الدينوري: العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ: فهو أيضاً- عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ: فهو الحُبْلَةُ.
والعُلَّفُ طويل منبسط. وأعْلَفَ الطلح: خرج عُلَّفُه.
وقال ابن عبّاد: عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفاً: إذا نبت عًلَّفُه، قال: وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل. وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ: قال أبو عمرو: يقال قد أحبل وعَلَّفَ: إذا تناثر ورده وعَقَدَ. وقال الليث: الشاة المُعَلَّفَةُ: التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها. وقال ابن عباد: المُعْتَلِفَةُ: القابلة، كلمة مستعارة. والدّابة تَعْتَلِفُ: إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ: تطلب العَلَفَ بالحمحمة.

علف (لسان العرب) [0]


العَلَفُ للدّواب، والجمع عِلافٌ مثل جبَل وجِبال.
وفي الحديث: وتأْكلون عِلافَها؛ هو جمع علَف، وهو ما تأْكله الماشية. قال ابن سيده: العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ، عَلَفها يَعْلِفُها عَلْفاً، فهي مَعْلُوفة وعَلِيفٌ؛ وأَنشد الفراء: عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِداً، حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها أَي وسَقَيْتُها ماء؛ وقوله: يَعْلِفُها اللحمَ، إذا عزَّ الشجَرْ، والخَيْلُ في إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ إنما يعني أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض فَيُقِيمُها مُقامَ العلَف.
والمِعْلَفُ: موضع العلَف.
والدابةُ تَعْتَلِف: تأْكل، وتَسْتَعْلِفُ: تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة.
والعَلُوفَةُ: ما يَعْلِفُون، وجمعها عُلُفٌ وعَلائفُ؛ قال: فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً، قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائفِ المِقْضابِ وحكى أَبو زيد: كبش عَلِيفٌ في كِباش عَلائفَ؛ قال اللحياني: . . . أكمل المادة هي ما رُبِط فعُلِف ولم يُسَرَّحْ ولا رُعِيَ، قال: وإن شئت حذفت الهاء، وكذلك كل فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء، إن شئت حذَفت منه الهاء، نحو الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وما أَشبه ذلك.
والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفةُ، جميعاً: الناقة أَو الشاة تُعْلَفُ للسِّمَنِ ولا تُرْسَل للرَّعْي. قال الأَزهري: تُسَمَّن بما يُجْمَع من العَلَف، وقال اللحياني: العَلِيفَةُ المَعْلوفة، وجمعها عَلائِفُ فقط.
وقد عَلَّفْتها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها.
والعُلْفُى، مقصور: ما يجعله الإنسان عند حَصاد شعيره لِخَفير أَو صديق وهو من العلَف؛ عن الهَجَريّ.
والعُلَّفُ: ثمَر الطلْح، وقيل: أَوْعِيةُ ثمَره.
وقال أَبو حنيفة: العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظيمة السامِيةُ إلا أَنها أَعْبَلُ، وفيها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة ولا يأْكله الناس إلا المضْطر، الواحدة عُلَّفةٌ، وبها سمي الرجل.
والعُلَّف: ثمر الطلح وهو مثل الباقِلاء الغَضِّ يخرج فترعاه الإبل، الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر وقُبَّرة. ابن الأَعرابي: العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة، وهو شبيه اللُّوبياء، وهو الحُلْبةُ من السَّمُر وهو السّنْفُ من المَرْخ كالإصبع؛ وأَنشد للعجاج: بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا وأَعْلَفَ الطلْحُ: بدا عُلَّفُه وخرج.
والعِلْف: الكثير الأَكل.
والعَلْفُ: الشّرْب الكثير.
والعِلْفُ: شجر يكون بناحية اليمن ورقه مثل ورق العنب يُكبَس في المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف ويرفع، فإذا طبخ اللحم طرح معه فقام مَقام الخلّ.
وعِلافٌ: رجل من الأَزد، وهو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من قُضاعة كان يَصْنعُ الرّحال، قيل: هو أَول من عَمِلها فقيل لها عِلافِيّة لذلك، وقيل: العِلافيّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً وواسطاً، وقيل: هي أَعظم ما يكون من الرحال وليس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِيّ؛ قال ذو الرمة: أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صارِم، وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد وقال الأَعشى: هي الصاحِبُ الأَدْنَى، وبَيني وبينها مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ والجمع عِلافِيَّاتٌ؛ ومنه حديث بني ناجِيةَ: أَنهم أَهْدَوْا إلى ابن عوف رِحالاً عِلافِيَّةً؛ ومنه شعر حميد ابن ثور: تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا (* قوله «ترى العليفي إلخ» صدره: فحمل اللهم كنازاً جلعدا الكنازا، بالزاي: الناقة المكتنزة اللحم الصلبته؛ فما تقدم في جلعد كباراً بالياء والراء خطأ.) العُلَيْفيّ: تصغير ترخيم للعِلافيّ وهو الرحل المنسوب إلى عِلاف.
ورجل عُلْفُوف: جافٍ كثير اللحم والشعر.
وتيس عُلْفوف: كثير الشعر.
وشيخ عُلْفوف: كبير السن؛ ومنه قول الشاعر: مَأْوى اليَتِيم، ومأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ تَأْوي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفوفِ وقال عمر بن الجعد الخُزاعي: يَسَرٍ، إذا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا في القَوْمِ، غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري يسرٌ وصوابه يَسَرٍ، بالخفض، وكذلك غَيْر؛ وقبله: أَأُمَيْمُ، هل تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ؟ قال: يومُ خَشاشٍ يومٌ كان بينهم وبين هُذَيل قتلتهم فيه هذيل وما سَلِم إلا عُمَير بن الجعد (* قوله «عمير بن الجعد» كذا هو هنا بالتصغير وقدّمه قريباً مكبراً.) ، وأُميم: ترخيم أُمية، وقوله يَسَر أَي ياسِر، والعُلْفوف: الجافي من الرجال والنساء، وقيل: هو الذي فيه غِرّة وتَضْيِيع؛ قال الأَعشى: حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلْـ ـلات، لا جَهْمة ولا عُلْفُوف

نشم (لسان العرب) [0]


النَّشَمُ، بالتحريك: شجر جبليّ تتخذ منه القسيّ، وهو من عُتُق العِيدان؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ شُمٍّ، بِهِنّ فُروعُ القانِ والنَّشَم واحدتُه نَشَمةٌ. الأَصمعي: من أَشجار الجبال النَّبْع والنَّشَمُ وغيره تتَّخذ من النَّشَم القِسِيُّ؛ ومنه قول امرئ القيس: عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ، غَيْرِ باناتٍ على وتَرِهْ والنَّشَمُ أَيضاً: مثل النَّمَش على القلب؛ يقال منه: نَشِم، بالكسر، فهو ثورٌ نَشِمٌ إِذا كان فيه نقط بيض ونقط سود.
ونَشَّمَ اللحمُ تَنْشيماً: تغيَّر وابتدأَتْ فيه رائحةٌ كريهة، وقيل: تغيرت ريحُه ولم يبلغ النَّتْنَ، وفي التهذيب: إِذا تغيرت ريحُه لا من نَتْنٍ ولكن كَراهةً. يقال: يَدِي من الجُبْنِ ونحوِه نَشِمةٌ.
والمُنَشِّمُ: . . . أكمل المادة الذي قد ابتدأَ يتغيَّر؛ وأَنشد: وقد أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ خُضْرُ المَزاد، ولَحْمٌ فيه تَنْشِيمُ قال: خضر المَزادِ الفَظُّ وهو ماءُ الكَرِش.
ويقال: إِن الماء بَقِي في الأَداوي فاخْضَرَّت من القِدَم.
وتَنَشَّمْتُ منه علْماً إِذا استفَدْت منه علماً.
ونَشَّمَ القومُ في الأَمر تَنْشِيماً: نَشَبوا فيه وأَخذوا فيه. قال: ولا يكون ذلك إِلا في الشرّ؛ ومنه قولهم: نَشَّم الناسُ في عُثْمان.
ونَشَّمَ في الأَمر: ابتدأَ فيه؛ عن اللحياني، هكذا قال فيه، ولم يقل به.
ونَشَّمه ونشَّمَ فيه: نال منه وطَعَن عليه.
وقال أَبو عبيد في حديث مَقْتل عثمان: لما نَشَّمَ للناسُ في أَمره؛ قال: معناه طعنوا فيه ونالوا منه، أَصلُه من تَنْشِيم اللحم أَوَّلَ ما يُنْتِن.
وتَنَشَّمَ في الشيء ونَشَّم فيه إذا ابتدأَ فيه؛ قال الشاعر: قد أَغْتَدي، والليلُ في جَرِيمه، مُعَسْكِراً في الغُرِّ من نجُومِه والصُّبْحُ قد نَشَّم في أَديمِه، يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزُومِه، دَعَّ الرَّبِيب لحْيَتَيْ يَتِيمِه قال: نَشَّم في أَديمِه يريد تَبدَّى في أَول الصبح، قال: وأَديمُ الليل سواده، وجريمُه: نفسه.
والتَّنشيم: الابتداءُ في كل شيء.
وفي النوادر: نَشَمْتُ في الأمر ونَشَّمْت ونَشَّبْت أي ابتدأْت.
ونَشَّمَتِ الأَرضُ: نَزَّتْ بالماء.
والمَنْشِم: حبُّ (* قوله «والمنشم حب إلخ» هو كمجلس ومقعد) من العِطْر شاقٌّ الدَّقّ.
والمَنْشَم والمَنْشِم: شيء يكون في سنبل العِطر يُسَمِّيه العطّارون رَوْقاً، وهو سَمٌّ ساعةٍ، وقال بعضهم: هي ثمرة سوادء مُنْتِنَة، وقد أَكثرت الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ في أَشعارهم؛ قال الأَعشى: أَراني وعَمْراً بيننا دَقُّ مَنْشِمٍ، فلم يبق إلا أَن أُجَنَّ ويَكْلَبَا ومَنْشِمُ، بكسر الشين: امرأَة عطّارة من هَمْدان كانوا إذا تطيَّبوا من ريحها اشتدَّت الحرب فصارت مثلاً في الشرّ؛ قال زهير: تَدارَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ، بعدما تَفانَوْا، ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ صرفه للشِّعر.
وقال أَبو عمرو بن العلاء: هو من ابتداء الشرّ، ولم يكن يذهب إلى أَن مَنْشِمَ امرأَةٌ كما يقول غيره؛ وقال ابن الكلبي في عِطْرِ مَنْشِم: مَنْشِمُ امرأَةٌ من حِمْيَر، وكانت تبيع الطيب، فكانوا إذا تطيبوا بطيبِها اشتدَّت حربُهم فصارت مثلاً في الشرّ؛ قال الجوهري: مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت بمكة عطّارة، وكانت خُزاعةُ وجُرْهُم إذا أَرادوا القتال تطيَّبوا من طيبها، وكانوا إذا فعلوا ذلك كَثُرَ القَتْلى فيما بينهم فكان يقال: أَشْأَمُ من عِطْرِ مَنْشِم، فصار مثلاً: قال: ويقال هو حبُّ بَلَسانٍ.
وحكى ابن بري قال: يقال عطرُ مَنْشَم ومَنْشِم، قال: وقال أَبو عمرو مَنْشَمٌ الشرُّ بعينه، قال: وزعم آخرون أَنه شيء من قُرون السُّنْبُل يقال له البَيْش، وهو سَمُّ ساعةٍ؛ قال: وقال الأَصمعي هو اسم امرأَة عطَّارة كانوا إذا قصدوا الحرب غَمَسوا أَيْدِيَهم في طِيبها، وتحالفوا عليه بأَن يسْتَمِيتُوا في الحرب ولا يُوَلُّوا أو يُقْتَلوا، قال: وقال أَبو عمرو الشَّيْباني: مَنْشِم امرأَة عطارة تبيع الحَنُوط، وهي من خُزاعة، قال: وقال هشامٌ الكَلْبيُّ من قال مَنْشِم، بكسر الشين، فهي مَنشِم بنت الوَجيه من حِمْير، وكانت تبيع العِطْرَ، ويتشاءمون بعطرها، ومن قال مَنشَم، بفتح الشين، فهي امرأَة كانت تَنْتجع العربَ تبيعُهم عِطرها، فأَغار عليها قومٌ من العرب فأَخذوا عِطْرَها، فبلغ ذلك قومَها فاستأْصلوا كلَّ مَنْ شَمُّوا عليه ريحَ عطرها؛ وقال الكلبي: هي امرأَة من جُرهُم، وكانت جُرْهُم إذا خرجت لقتال خُزاعة خرجت معهم فطيَّبتهم، فلا يتطيب بطيبها أَحد إِلا قاتلَ حتى يُقتل أَو يجرح، وقيل: مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت صنعت طيباً تُطَيِّب به زوجها، ثم إنها صادقت رجلاً وطيّبته بطيبِها، فلقِيَه زوجُها فشمَّ ريحَ طيبها عليه فقتَله، فاقتتل الحيّانِ من أَجله.

عنس (العباب الزاخر) [0]


العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
دِرَفْسَةٍ أو بـازِلٍ دِرَفْـسِ     


وقال عَبْدَة بن الطَّبيب العَبْشَمِيّ:
عَنْسٍ تَشيرُ بِقِنْوَانٍ إذا زُجِرَت      من خَصْبَةٍ بَقِيَت فيها شَمَاليلُ


وعَنْس -أيضاً-: قبيلة من اليمن، وعَنْس: لقب، واسمه زيد بن مالِك بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قحطان، منهم عَبْهَلَة العَنْسيّ الكَذّاب. ومِخْلاف عَنْس: من مخاليف اليَمَن، مضاف إلى عَنْس بن مالِك هذا. والعَنْس والعَنْز: العُقَاب. وعَنَسْتُ العودَ وعَنَشْتُه: أي عَطَفْتُه أو قَلَبْتُه. وعَنَسَت الجارية تَعْنَسُ وتَعْنِسُ عُنُوساً وعِنَاساً فهيَ عانِس: وذلك إذا طالَ مَكْثُها في منزِلِ أهلِها بعدَ إدْراكِها . . . أكمل المادة حتى خَرَجَت من عِدادِ الأبْكار، هذا ما لَم تتزوّج، فإن تَزَوّجَت مَرَّةً فلا يُقال لها عَنَسَتْ.
وعَنِسَت -بالكسر-: لُغَةٌ في عَنَسَتْ بالفتح، قال الأعشى:
والبِيضِ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤها      ونَشَأْنَ فـي قِـنٍّ وفـي أذْوادِ


ويروى: "سَبائِكُ المُرْتاد" أي دراهِمِ الذي يَشْتَري الخَمْرَ، ويروى: "في فَنَنٍ" أي في نِعْمَة، وأصلها أغصان الشَجَر، و "في قِنٍّ" أي في عَبيدٍ وخَدَم؛ وهذه رواية أبي عُبَيْدَة؛ و "في فَنَنٍ" رواية الأصمعي. وقال الكِسائي: العانِس: فَوْقَ المُعْصِر، والجَمْع: عَوانِس وعُنَّس وعَنْس -كبازِل وبَوازِل وبُزَّلٍ وبُزْل-، قال:
يُعْرِس إبْكاراً بها وعُنَّـسـا      أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا

وعُنُوْس أيضاً، كقاعِد وقُعود وجالِسٍ وجُلُوس وشاهِدٍ وشُهُود وساجِدٍ وسُجُود، قال رؤبة:
لا تُمْكِن الخَنّاعَةَ النّامـوسـا      وتَحْصِبُ اللاعِنَةَ الجاسُوْسا


الأُنُوْسُ: الأوانِس.
و قال ذو الرُّمَّة يصف الإبل الطِّوال الأعناق:
وَعِيْطاً كأسرابِ القَطا قد تَشَوَّفَت      مَعَاصِيْرُها والعاتِقاتُ العَوَانِسُ

أي: لا تَحْسَبي مُرَاعاتَكِ الآجالَ وَعِيْطاً.
وقال المُرَقِّش الأكبَر يصف ناقَتَه:
وتًصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمـامَـهـا      إلى شُعَبٍ فيها الجَواري العَوَانِسُ

ويقال للرجل -أيضاً- عانِس، قال أبو قيس بن رِفاعَة:
مِنّا الذي هوَ ما إنْ طُرَّ شارِبُهُ      والعانِسونَ ومِنّا المُرْدُ والشِّيْبُ

وقال أبو ذؤيبٍ الهُذَليّ:
فانّي على ما كُنتَ تَعْلَمُ بَيْنَـنـا      وليدَيْنِ حتى أنتَ أشْمَطُ عانِسُ

وجملٌ عانِس: سمين تام الخَلْق، وناقة عانِسة: كذلك. والأعْنَس بن سلمان: شاعِر. وقال أبو عمرو: العِنَاسُ -بالكسر-: المِرآة، والجمع: عُنُسٌ. والعَنَسُ -بالتحريك-: النَّظَرُ في العِناسِ كُلَّ ساعة. وعُنَيِّس -كأنَّه تصغير عِنَاس-: اسم رملٍ معروف، وأنشد الأزهري للرّاعي:
وأعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعي      نِعَاجُ المَلا عُوْذاً به ومَتَـالِـيا

ورواه ابن الأعرابي: "مِنْ يُتَيِّمَ" وقال: اليَتَائمُ بأسفَل الدَّهْنى مُنْقَطَعُهُ من الرَّمْلِ، ويروى: مِنْ عُتَيِّيْنَ. وأعْنَسَتْ الجارِيَة: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ. وأعْنَسَ الشَّيْبُ وَجْهَه: إذا خالَطَه. وأعْنَسَتِ السِّنُ وَجْهَه: إذا غَيَّرَتْه، قال أبو ضَبٍّ الهُذَليُّ:
فَتىً قُبُلاً لم يُعْنِسِ الـشَّـيْبُ رَأسَـهُ      سِوى خَيِّطٍ كالنُّورِ أشْرَق في الدُّجى


قُبُلاً: مُسْتَقْبَلَ الشباب، وروى أبو عمرو: "قَبَلاً" أي مُقْبِلاً، وروى أيضاً: "خُيُطٍ" بضمّتَين، وأنشد الشعر أبو تمّام في الحَماسَة لِسُوَيْد الحارِثيّ. وقال أبو زيد: عَنَّسَتِ الجارِيَة تَعْنِيْساً: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ وأعْنَسَتْ، وقال الأصمعي: لا يقال عَنَّسَتْ ولكن عُنِّسَتْ -على ما لَم يُسمّى فاعِلُه-، وعَنَّسَها أهْلُها.
وكذلك عَنَّسَ الرَّجُل، قال أبو الغِطْريف يصف الخيل:
هَنيئاً لأربابِ البُيُوتِ بُيُوتُـهُـم      وللعَزَبِ المِسْكِينِ ما يَتَلَمَّـسُ


واعْنِيْناسُ ذَنَبِ الناقَة: وُفُوْرُ هُلْبِه وطُوْلُه، قال الطِّرْماح يصف الثَّوْر:
يَمْسَحُ الأرضَ بِمُعْنَوْنِسٍ      مِثْلِ مِيْلاةِ النِّيَاحِ القِيَامْ

والتركيب يدل على قوّةٍ في شيءٍ وشِدَّةٍ.

لبط (العباب الزاخر) [0]


لبطْتُ به الأرض ولبجْتُ به: إذا ضربتَ به الأرض. ولُبط به -على ما لم يُسمَّ فاعلُه-ولُبج به: إذا سقط من قيام، وكذلك إذا صرع. وفي حديث النبي: -صلى الله عليه وسلم- أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف -رضي الله عنهما- يغتسل فعانهُ، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبَّاةٍ فلبط به حتى ما يعقل من شدة الوجع، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتتهمون أحداً، قالوا: نعم، وأخبروه بقوله، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يغسل له، ففعل فراح مع الركب. وصفةُ الغسل ما قاله الزهري قال: يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيمضمض ثم يمجه في . . . أكمل المادة القدح ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن ثم يدخل يده فيصب على مرفقه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة إزاره ولا يوضع القدح بالأرض ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبةً واحدةً.
وقال أبو عبيد: أما قوله: يغسل داخلة إزارة: فقد اختلف الناس في معناه، فكان بعضهم يذهب وهمه إلى المذاكير، وبعضهم إلى الأفخاذ والورك. قال: وليس هو عندي من هذا في شيء، إنما أراد بداخلة إزاره طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده وهو يلي الجانب الأيمن من الرجل؛ لأن المؤتزر إنما يبدأ إذا ائتزر بجانبه الأيمن فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل. قال: ولا أعلمه إلاَ وقد جاء مفسراً في بعض الحديث. واللَّبطةُ: -بالتحريك- الاسم من الالتباط. وعدْو الأقزال: لبطة -أيضاً-. ولبطة بن الفرزدق: أخو كلطة وخبطة، وكنيتهُ أبو غالب المجاشعي، يروي عن أبيه، روى عنه سفيان بن عيينة. ومن اللَّبط: الصَّرع والثمريغ في التراب: حديث عائشة -رضي الله عنها-: أنها كانت تضرب اليتيم وتلبطه. ولَبَطيُطُ: بلد من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس. والملْبْطَ -بكسرالميم-: موضع.
ويوم الملبط: من أيامهم. وقال ابن عباد: اللَّبطة: الزكام، ورجل ملبُوط لُبط لبطاً: أي زكم. وقال غيره: تلبَّط: إذا اضطجع وتمرغ، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في ماعز بم مالك الأسلمي -رضي الله عنه- بعدما رجم: إنه ليّتَلَبط في رياض الجنة.
وسُئل -صلى الله عليه وسلم- عن الشهداء فوصفهم ثم قال: أولئك الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة. وقال ابن عباد: التلُبْطُ: التوجهُ، يقال: تلبطت موضع كذا: أي توجهت، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
ومتى تدعْ دار الهَواَن وأهلها      تجِدِ البلادَ عريْضةَ المُتلبَّط

أي: المذهب. وجاء يتّلَبُّط: أي يعْدُو، قال:
ما زِلتُ أسعْى معُهم وألتبِـطْ      حتى إذا جنّ الظلامُ النختلطِ

جاءُوا بِضيْحٍ هلْ رأيتَ الذّئب قطْ قال: والتبطَ الرّجلُ: احتالَ واجتهدَ. والتبطَ القومُ بفلانٍ: أطافوا به ولزموْهُ. وقال غيرهُ: التبطَ: إذا سعىَ، وفي حديثِ بعضهم: فألتبِطوا بجنْبيْ ناقتي. والتَبط: أي تحيرَ، قال عبد اللّه بن الزّبعرْى:
ذو مناَدْيْحَ وذو ملْـتـبـطٍ      ورِكابي حيثُ وجّهْتُ ذلُلْ

ورِكابي حيثُ وجّهْتُ ذلُلْ 

هكذاَ أنشده الفرّاء: "خَساس" بالسّين وقال: خساسّ: قليلةّ،وقال الأصمعيّ: الرّواية: "خصاصّ" بالصاد؛ أرادَ: الاختصاصَ في العطاياَ؛ يحرْمُ هذا ويعْطى هذا ويستوْوْنَ في القبور. اسْتشهدَ ابن فارسٍ بالبيتِ الأخير على أنَ الالتباطَ التحيرُ.
وليس منه في شيءٍ، وإنما الالتباطُ -ها هنا- بمعنى الاضطراب: أي الضرْبِ في الأرض. وقال ابن فارسٍ: التْبط: إذا جمعَ قوائمه، قال رؤبة:
معْجي أمامَ الخيلِ والتباطي     

هو من قولهمِ للبعيرِ إذا مر يجهدُ العدْوَ: عدا اللبطة، وهذا مثلّ يريدُ انه لا يجاري أحداً إلا سبقهَ. والتركيبُ يدل على سقوطٍ وصروعٍ.

صوت (لسان العرب) [0]


الصَّوتُ: الجَرْسُ، معروف، مذكر؛ فأَما قول رُوَيْشِدِ بن كَثيرٍ الطائي: يا أَيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، سائلْ بَني أَسَدٍ: ما هذه الصَّوْتُ؟ فإِنَّما أَنثه، لأَنه أَراد به الضَّوضاءَ والجَلَبة، على معنى الصَّيْحةِ، أَو الاستغاثة؛ قال ابن سيده: وهذا قبيح من الضرورة، أَعني تأْنيث المذكر، لأَنه خروجٌ عن أَصلٍ إِلى فَرْعٍ، وإِنما المُسْتَجاز من ذلك رَدُّ التأْنيث إِلى التذكير، لأَن التذكير هو الأَصْلُ، بدلالة أَن الشيء مذكر، وهو يقع على المذكر والمؤنث، فعُلم بهذا عُمومُ التذكير، وأَنه هو الأَصل الذي لا يُنْكَر؛ ونظير هذا في الشذوذ قوله، وهو من أَبيات الكتاب:إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، كفَى الأَيتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيم . . . أكمل المادة قال: وهذا أَسهل من تأْنيثِ الصوتِ، لأَن بعضَ السنين: سنة، وهي مؤَنثة، وهي من لفظ السنين، وليس الصوتُ بعضَ الاستغاثة، ولا مِن لفظها، والجمعُ أَصْواتٌ.
وقد صاتَ يَصُوتَ ويَصاتُ صَوتاً، وأَصاتَ، وصَوَّتَ به: كلُّه نادَى.
ويقال: صَوَّتَ يُصَوِّتُ تصْويتاً، فهو مُصَوِّتٌ، وذلك إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فدعاه.
ويقال: صاتَ يَصُوتُ صَوتاً، فهو صائت، معناه صائح. ابن السكين: الصوتُ صوتُ الإِنسان وغيره.
والصائتُ: الصائح. ابن بُزُرْجَ: أَصاتَ الرجلُ بالرجل إِذا شَهَّره بأَمر لا يَشْتَهيه.
وانْصاتَ الزمانُ به انْصِياتاً إِذا اشْتَهر.
وفي الحديث: فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوتُ والدُّفُّ؛ يريد إِعلانَ النكاح.
وذَهابَ الصَّوتِ، والذِّكرَ به في الناس؛ يقال: له صَوتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ.والدُّفُّ: الذي يُطََّبَلُ به، ويُفتح ويضم.
وفي الحديث: أَنهم كانوا يكرهون الصَّوتَ عند القتال؛ هو أَن يُناديَ بعضُهم بعضاً، أَو يفعل أَحدُهم فِعْلاً له أَثر، فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بنفسه على طريق الفَخْر والعُجْب.
وفي الحديث: كان العباس رجلاً صَيِّتاً أَي شديدَ الصوت، عاليه؛ يقال: هو طيِّتٌ وصائِتٌ، كمَيِّتٍ ومائِتٍ، وأَصله الواو، وبناؤُه فَيْعِلٌ، فقلب وأُدغم؛ ورجل صَيِّتٌّ وصاتٌ؛ وحمارٌ صاتٌ: شديدُ الصَّوتِ. قال ابن سيده: يجوز أَن يكون صاتٌ فاعلاً ذَهَبَتْ عينه، وأَن يكون فَعِلاً مكسور العين؛ قال النَّظَّارُ الفَقْعَسِيّ: كأَنَّني فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ جَأْبٍ، إِذا عَشَّرَ، صاتِ الإِرْنانْ قال الجوهري: وهذا مَثَلٌ، كقولهم رجلٌ مالٌ: كثيرُ المال، ورجلٌ نالٌ: كثير النَّوال، وكبشٌ صافٌ، ويوم طانٌ، وبئر ماهةٌ، ورجل هاعٌ لاعٌ، ورجل خَافٌ، قال: وأَصل هذه الأَوصافِ كلِّها فَعِل، بكسر العين.
والعرب تقول: أَسمعُ صَوتاً وأَرى فَوتاً أَي أَسْمَعُ صَوتاً ولا أَرى فِعلاً.
ومثله إِذا كنتَ تَسمعُ بالشيء ثم لا تَرى تَحْقِيقاً؛ يقال: ذِكْرٌ ولا حِساسَ، ينصب على التبرئة، ومنهم من يقول: لا حِساسٌ، ومنهم من يقول: لا حِساسٍ، ومنهم من يقول: ذِكْرٌ ولا حَسِيسَ، فينصب بغير نون، ويرفع بنون.
ومن أَمثالهم في هذا المعنى: لا خيرَ في رَزَمَة لا دِرَّة معها أَي لا خير في قول ولا فِعْلَ معه.
وكلُّ ضَرْبٍ من الغِناء صوتٌ، والجمع الأَصْوات.
وقوله عز وجل: واسْتَفْزِزْ من اسْتَطَعْتَ منهم بصَوتِك؛ قيل: بأَصوات الغِناء والمَزامير.
وأَصاتَ القَوسَ: جَعَلَها تُصَوِّتُ.
والصِّيتُ: الذِّكْرُ؛ يقال: ذَهَب صِيتُه في الناس أَي ذِكْرُه.
والصِّيتُ والصَّاتُ: الذِّكْرُ الحَسَنُ. الجوهري: الصِّيتُ الذِّكْر الجميلُ الذي يَنْتَشِرُ في الناس، دون القبيح. يقال: ذهب صِيتُه في الناس، وأَصله من الواو، وإِنما انقلبت ياء لانكسار ما قبلها، كما قالوا: رِيحٌ من الرُّوحِ، كأَنهم بَنَوه على فِعْلٍ، بكسر الفاء، للفرق بين الصَّوتِ المسموع، وبين الذِّكْر المعلوم، وربما قالوا: انْتَشَرَ صَوتُه في الناس، بمعنى الصِّيتِ. قال ابن سيده: والصَّوْتُ لغةٌ في الصِّيتِ.
وفي الحديث: ما من عبدٍ إِلاّ له صِيتٌ في السماء أَي ذِكْرٌ وشُهْرة وعِرفان؛ قال: ويكون في الخير والشر.
والصِّيتَةُ، بالهاء: مثلُ الصِّيتِ؛ قال لبيد: وكم مُشْتَرٍ من مالهِ حُسنَ صِيتةٍ لآبائِهِ، في كلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ وانْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ.
وقولُهم: دُعيَ فانْصاتَ أَي أَجابَ وأَقْبل، وهو انْفَعلَ مِن الصَّوْت.
والمُنْصاتُ: القَويم القامة.
وقد انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بعد انْحنَاءٍ، كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ؛ قال سلمة بن الخُرْشُبِ الأَنْبارِيُّ: ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها وتِسْعِينَ حَوْلاً، ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا وعادَ سوادُ الرأْسِ بعد ابْيضاضِه، وراجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ الذي فاتَا وراجَعَ أَيْداً، بعد ضَعفٍ وقُوَّةٍ، ولكنه، من بعدِ ذا كلِه، ماتَا

حبط (لسان العرب) [0]


الحَبَط مثل العَرَبِ: من آثارِ الجُرْحِ.
وقد حَبِطَ حَبَطاً وأَحْبَطَه الضرْبُ. الجوهري: يقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً، بالتحريك، أَي عَرِب ونُكس. ابن سيده: والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ يَسْتَوْبِلُه، وقد حَبِطَ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ، وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ، وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ. قال الجوهري: الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها.
وحَبِطتِ الشاة، بالكسر، حَبَطاً: انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ، وهو الحَنْدَقُوقُ. الأَزهري: حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ.
وفي الحديث: وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ، وذلك الدَّاء الحُباطُ، قال: ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ، وهو الاضْطِرابُ. . . . أكمل المادة قال الأَزهريّ: وأَما قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ، فإِن أَبا عبيد فسر الحَبَطَ وترك من تفسير هذا الحديث أَشياء لا يَستغْني أَهلُ العلمِ عن مَعْرِفتها، فذكرت الحديث على وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما يحتاجُ من تفسيره، فقال وذَكره سنده إِلى أَبي سعيد الخدري انه قال: جلس رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال: إِني أَخاف عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها، قال: فقال رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه؟ قال: فسكت عنه رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ عنه الرُّحضاء وقال: أَين هذا السائلُ؟ وكأَنه حَمِدَه؛ فقال: إِنه لا يأْتي الخيرُ بالشرّ، وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ إِلاّ آكِلةَ الخَضِر، فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ، وإِن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ، ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ؛ أَو كما قال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: وإِنه مَن يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة. قال الأَزهري: وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ معناه، وفيه مثلان: ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع مَنْعِ ما جمَع من حقّه، والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال وبذْلِه في حقِّه، فأَما قوله: صلّى اللّه عليه وسلّم: وإِنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حبَطاً، فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع، وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ، كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ، وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود فقوله، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت، وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية فتُهْلِكه أَكلاً، ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ ويُبْسِه، قال: وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه؛ قال: وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات الصيف في قوله: كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ الرَّبيع، والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه، قال: وبناتُ مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف، قال: وأَما الخُضارةُ فهي من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة، فضرب النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها ولا يُسْرِفُ في قَمِّها (* قوله «قمها» أي جمعها كما بهامش الأصل.) والحِرص عليها، وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر، أَلا تراه قال: فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت؟ وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها، وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها، وقوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة الخضر.
وأَما قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلْوة، ههنا الناعمة الغَضّةُ، وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه، ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ نَعْمَتِها في دنياه وآخرته.
والحَبطُ: أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها. ابن سيده: والحَبطُ في الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ، وقيل: الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره.
وحَبِطَ جِلدُه: وَرِمَ.
ويقال: فرس حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كان مُنْتَفِخَ الخاصرتين؛ ومنه قول الجعدي: فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفَيْـ ـنِ، يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ قال: ولا يقولون حَبِط الفرسُ حتى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه.
واحْبَنْطَأَ الرجلُ: انتفخ بطنه.
والحَبَنْطَأُ، يهمز ولا يهمز: الغَلِيظ القَصِير البطِينُ. قال أَبو زيد: المُحْبَنْطِئ، مهموز وغير مهموز، الممْتَلئ غضَباً، والنون والهمزة والأَلف والباء زَوائدُ للإلحاق، وقيل: الأَلف للإلحاق بسفرجل.
ورجل حَبَنْطىً، بالتنوين، وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ، وقد احْبَنْطَيْتَ، فإِن حَقَّرْتَ فأَنت بالخيار إِن شئت حذفت النون وأَبدلت من الأَلف ياء وقلت حُبَيْطٍ، بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف ليست للتأْنيث فيفتح ما قبلها كما نفتح في تصغير حُبْلى وبُشْرى، وإِن بقَّيت النون وحذفت الأَلف قلت حُبَيْنِطٌ، وكذلك كل اسم فيه زيادتان للإلحاق فاحذف أَيَّتَهما شئت، وإِن شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ من المحذوف في الموضعين، وإِن شئتَ لم تُعَوِّضْ، فإِن عوَّضت في الأَوّل قلت حُبَيِّطٍ، بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلت في الثاني حُبَيْنِيطٌ، وكذلك القول في عَفَرْنى.
وامرأَة حَبَنْطاةٌ: قصيرة دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ.
والحَبَنْطى: المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة.
وحكى اللحياني عن الكسائي: رجل حَبَنْطىً، مقصور، وحِبَنْطىً، مكسور مقصور، وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غيظاً أَو بِطنة؛ وأَنشد ابن بري للراجز: إِني إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِي، ولا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي قال وقال في المهموز: ما لك تَرْمِي بالخَنى إِلينا، مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علينا؟ وقد ترجم الجوهري على حَبْطَأَ. قال ابن بري: وصوابه أَن يذكر في ترجمة حبط لأَن الهمزة زائدة ليست بأَصلية، وقد احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت، وكل ذلك من الحبَطِ الذي هو الورَمُ، ولذلك حكم على نونه وهمزته أَو يائه أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل.
والمُحْبَنْطِئُ: اللاَّزِقُ بالأَرض.
وفي الحديث: إِن السِّقط ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، فسروه مُتَغَضِّباً، وقيل: المُحْبَنْطِي المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء، وبالهمز العظيم البطن، قال ابن الأَثير: المُحْبَنْطِئُ، بالهمز وتركه، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء، وقيل: هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء. يقال: احبنطأْت واحْبَنْطَيْت، والنون والهمزة والأَلف والياء زوائد للإلحاق.
وحكى ابن بري المُحْبَنطِي، بغير همز، المتغضِّبُ، وبالهمز المنتفخ.
وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً: عَمِلَ عَملاً ثم أَفْسَدَه، واللّه أَحْبَطه.
وفي التنزيل: فأَحْبَطَ أَعمالَهم. الأَزهري: إِذا عمل الرجل عملاً ثم أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه، وأَحْبَطَه صاحبُه، وأَحْبَطَ اللّه أَعمالَ من يُشْرِكُ به.
وقال ابن السكيت: يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً وحُبُوطاً، فهو حَبْطٌ، بسكون الباء، وقال الجوهري: بطل ثوابه وأَحبطه اللّه.
وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ: فقد حبَط عملُه، بفتح الباء، وقال: يَحْبِطُ حُبوطاً، قال الأَزهري، ولم أَسمع هذا لغيره، والقراءة: فقد حَبِط عملُه.
وفي الحديث: أَحْبَط اللّه عمله أَي أَبْطَلَه، قال ابن الأَثير: وأَحْبَطه غيرُه، قال: وهو من قولهم حَبِطَت الدابةُ حَبطاً، بالتحريك، إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل حتى تنتفخ فتموت.
والحَبَطُ والحَبِطُ: الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم، سمي بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا إليه، وقيل: إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله، والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ: أَبناؤه على جهة النسَب، والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ، وهم من تميم، والقياس الكسر؛ وقيل: الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو.
وقال ابن الأَعرابي: ولقي دَغْفَلٌ رجلاً فقال له: ممن أَنت؟ قال: من بني عمرو بن تميم، قال: إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ، فالحبطات عُنُقُها، والقُلَيْبُ رأْسها، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها، والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها، ومازنٌ مِخْلَبُها، وكَعْب ذنبها، يعني بالجثوة بدنها ورأَْسها. الأَزهري: الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد الحَبَطِيُّ، يقال: فلان الحبطي، قال: وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ قالوا حَبَطِيٌّ، وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ، وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ، وذلك أَنهم كرهوا كثرة الكسرات ففتحوا؛ قال الأَزهري: ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ، وكذلك عملُ المنافق يَحْبَطُ، غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً، وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً، كذلك أُثبت لنا؛ عن ابن السكيت وغيره.
ويقال: حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ.
وحَبِطَتِ البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها.
وقال أَبو عمرو: الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء الرّكيّة فلا يعود كما كان.

أثل (لسان العرب) [0]


أَثْلَةُ كل شيء: أَصله؛ قال الأَعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؛ ولَسْتَ ضائِرَها، منا أَطَّتِ الإِبلُ يقال: فلان يَنْحَِتُ أَثْلَتَنا إِذا قال في حَسبَه قبيحاً.
وأَثَلَ يأْثِل أُثولاً وتَأَثَّل: تأَصَّل.
وأَثَّل مالَه: أَصَّله.
وتَأَثَّل مالاً: اكتسبه واتخذه وثَمَّره.
وأَثَّل اللهُ مالَه: زكاه.
وأَثَّل مُلْكَه: عَظَّمه.
وتَأَثَّل هو: عَظُم.
وكلُّ شيء قديم مُؤَصَّلٍ: أَثيلٌ ومُؤَثَّل ومُتأَثِّل، ومال مؤَثَّل.
والتَّأَثُّلُ: اتخاذ أَصل مال.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال في وصيّ اليتيم: إِنه يأْكل من ماله غَيْرَ مُتَأَثِّل مالاً؛ قال: المتأَثل الجامع، فقوله غير متأَثل أَي غير جامع، وقال ابن شميل في قوله، صلى الله عليه وسلم: ولمن وليها أَنْ يَأْكُل ويُؤْكِلَ صَديقاً غيرَ مُتَأَثِّلٍ . . . أكمل المادة مالاً، يقال: مال مُؤَثَّل ومَجْدٌ مؤثَّل أَي مجموع ذو أَصل. قال ابن بري: ويقال مال أَثِيلٌ؛ وأَنشد لساعدة: ولا مال أَثِيل وكل شيء له أَصل قديم أَو جُمِعَ حتى يصير له أَصل، فهو مُؤَثَّل؛ قال لبيد: لله نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضل، وله العُلى وأَثِيثُ كُلِّ مُؤَثَّل ابن الأَعرابي: المؤَثَّل الدائم.
وأَثَّلْتُ الشيءَ: أَدَمْتُه.
وقال أَبو عمرو: مُؤَثَّل مُهَيَّأٌ له.
ويقال: أَثَّلَ اللهُ مُلْكاً آثِلاً أَي ثَبَّته؛ قال رؤبة: أَثَّل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما وقال أَيضاً: رِبابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلا أَي ملكاً ذا أَثْلَةٍ.
والتأْثيل: التأْصيل.
وتأْثيل المجد: بناؤه.
وفي حديث أبي قتادة: إِنه لأَوَّلُ مال تَأَثَّلْتُه.
والأَثال، بالفتح: المحد، وبه سمي الرجل.
ومجد مُؤَثَّل: قديم، منه، ومجد أثيل أَيضاً؛ قال امرؤ القيس: ولكِنَّما أَسْعى لمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ، وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالي والأَثْلَةُ والأَثَلَةُ: متاع البيت وبِزَّتُه.
وتَأَثَّلَ فلان بعد حاجة أَي اتخذ أَثْلَةً، والأَثْلة: المِيرةُ.
وأَثَّل أَهْلَه: كساهم أَفضل الكُسوة، وقيل: أَثَّلهم كساهم وأَحسن إِليهم.
وأَثَّلَ: كَثُرَ مالُه؛ قال طفيل: فَأَثَّلَ واسْتَرْخَى به الخَطْبُ بعدما أَسافَ، ولولا سَعْيُنا لم يُؤَثِّل ورواية أَبي عبيد: فأَبّل ولم يُؤَبِّل.
ويقال: هم يَتَأَثَّلون الناسَ أَي يأْخذون منهم أَثالاً، والأَثال المال.
ويقال: تأَثَّل فلان بئراً إِذا احتفرها لنفسه. المحكم: وتَأَثَّلَ البئر حَفَرها؛ قال أَبو ذؤيب يصف قوماً حفروا بئراً، وشبه القبر بالبئر: وقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَأَثَّلوا قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد أَراد أَنهم حفروا له قبراً يُدْفَن فيه فسماه قليباً على التشبيه، وقيل: فتأَثّلوا قليباً أَي هَيَّأُوه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَليَّ القَضاء، فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعمالَها فَسَّره فقال: تؤثل أَي تُلْزِمني، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.
والأَثْلُ: شجر يشبه الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم منه وأَكرم وأَجود عُوداً تسوَّى به الأَقداح الصُّفْر الجياد، ومنه اتُّخِذ مِنبر سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وفي الصحاح: هو نوع من الطَّرْفاء.
والأَثْل: أُصول غليظة يسوّي منها الأَبواب وغيرها وورقه عَبْلٌ كورق الطرفاء.
وفي الحديث: أَن منبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان من أَثْل الغابة، والغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة، قال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد من العضاه الأَثْل وهو طُوَال في السماء مستطيل الخشب وخشبه جيد يحمل من القرى فتبنى عليه بيوت المدر، وورقُه هَدَبٌ طُوَال دُقَاق وليس له شوك، ومنه تُصنع القِصَاع والجِفَان، وله ثمرة حمراء كأَنها أُبْنَة، يعني عُقْدة الرِّشاء، واحدته أَثْلة وجمعه أُثول كتَمْر وتُمور؛ قال طُرَيح: ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه، يَرْمي الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَها وجمعه أَثَلاث.
وفي كلام بَيْهَسٍ الملقب بنَعامةَ: لكِنْ بالأَثَلات لَحْمٌ لا يُظَلِّل؛ يعني لحم إِخوته القَتْلى؛ ومنه قيل للأَصل أَثْلة؛ قال: ولسُمُوّ الأَثلة واستوائها وحسن اعتدالها شبه الشعراء المرأَة إِذا تم قَوامها واستوى خَلْقها بها؛ قال كُثَيِّر: وإِنْ هِيَ قامت، فما أَثْلَةٌ بعَلْيا تُناوحُ رِيحاً أَصيلا، بأَحْسَنَ منها، وإِن أَدْبَرَتْ فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِيلا الأَرْخُ والإِرْخُ: الفَتيُّ من البَقَر.
والأُثَيْل: مَنْبِتُ الأَراك.وأُثَيْل، مصغَّر: موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
وأُثال، بالضم: اسم جبل، وبه سمي الرجل أُثالاً.
وأُثالة: اسم.
وأَثْلة والأَثِيل: موضعان؛ وكذلك الأُثَيْلة.
وأُثال: بالقَصِيم من بلاد بني أَسد؛ قال: قاظَتْ أُثَالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَع وذو المأْثول: وادٍ، قال كُثَيِّر عَزَّة: فلما أَنْ رأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ، بِذِي المأْثولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالي

سلف (لسان العرب) [0]


سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً: تقدَّم؛ وقوله: وما كلُّ مُبْتاعٍ، ولو سَلْفَ صَفْقُه، بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة، وهذا إنما أَجازه الكوفيون (* هكذا بياض في الأصل.) في المكسور والمضموم كقوله في عَلِم عَلْمَ وفي كَرُمَ كَرْمَ، فأَما في المفتوح فلا يجوز عندهم؛ قال سيبويه: أَلا ترى أَن الذي يقول في كَبِدٍ كَبْدٍ.
وفي عْضُدٍ عَضْدٍ لا يقول في جَمَلٍ جَمْل؟ وأَجاز الكوفيون ذلك واستظهروا بهذا البيت الذي تقدم إنشاده.
والسَّالِفُ: المتقدمُ.
والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ: الجماعَةُ المتقدمون.
وقوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثلاً للآخرين، ويُقرأُ: سُلُفاً وسُلَفاً؛ قال الزجاج: سُلُفاً جمع سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى، ومن . . . أكمل المادة قرأَ سُلَفاً فهو جمع سُلْفةٍ أَي عُصبة قد مضت.
والتَّسْلِيفُ: التَّقديم؛ وقال الفراء: يقول جعلناهم سلَفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون، وقرأَ يحيى بن وثّابٍ: سُلُفاً مضمومةً مُثقلة، قال: وزعم القاسم أَنه سمع واحدها سَلِيفاً، قال: وقرئ سُلَفاً كأَن واحدته سُلْفةٌ أَي قِطْعة من الناس مثل أُمّةٍ. الليث: الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع سَوالِفَ؛ وأَنشد في ذلك: ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ، كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ الجوهري: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً مثال طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مضى.
والقومُ السُّلاَّفُ: المتقدّمون.
وسَلَفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون، والجمع أَسْلاف وسُلاَّفٌ.
وقال ابن بري: سُلاَّفٌ ليس بجمع لسَلَفٍ وإما هو جمع سالِفٍ للمتقدّم، وجمع سالِفٍ أَيضاً سَلَفٌ، ومثله خالفٌ وخَلَفٌ، ويجيء السلَفُ على معان: السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم، ومصدر سَلَفَ سَلَفاً مضى، والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، والسَّلَفُ القوم المتقدّمون في السير؛ قال قيس بن الخطيم: لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ، رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ والسَّلُوفُ: الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء.
ويقال: سَلَفَت الناقةُ سُلُوفاً تقدّمت في أَول الوِرْد.
والسَّلُوفُ: السريع من الخيل.
وأَسْلَفه مالاً وسَلَّفَه: أَقْرَضه؛ قال: تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً، وهي حائمةٌ، والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم وأَسْلَفَ في الشيء: سَلَّم، والاسم منهما السَّلَفُ. غيره: السَّلَفُ نوع من البيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتضبط السِّلْعةُ بالوصف إلى أَجل معلوم، وقد أَسْلَفْتُ في كذا، واسْتَسْلَفْت منه دراهم وتَسلَّفْت فأَسلفني. الليث: السَّلَفُ القَرْضُ، والفعل أَسْلَفْت. يقال: أَسْلَفْتُه مالاً أَي أَقْرَضْتُه. قال الأَزهري: كلُّ مالٍ قدَّمته في ثمن سلعة مَضْمونة اشتريتها لصفة، فهو سَلَف وسَلَم.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: مَن سَلَّفَ فَلْيُسْلِفْ في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أَجل معلوم؛ أَراد من قدَّم مالاً ودفَعه إلى رجل في سلعة مضمونة. يقال سلَّفْتُ وأَسْلَفْت تَسْلِيفاً وإسْلافاً وأَسْلَمْت بمعنى واحد، والاسم السلَف، قال: وهذا هو الذي تسميه عوامُّ الناس عندنا السَّلَم. قال: والسَّلَفُ في المُعاملات له معنيان: أَحدهما القَرْضُ الذي لا منفعة للمُقْرِض فيه غير الأَجر والشكر وعلى المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه، والعربُ تسمي القَرْض سلَفاً كما ذكره الليث، والمعنى الثاني في السلف هو أَن يُعْطِي مالاً في سِلعة إلى أَجل معلوم بزيادة في السِّعْر الموجود عند السَّلَف، وذلك مَنْفعة للمُسْلِفِ، ويقال له سلَم دون الأَول قال: وهو في المعنيين معاً اسم من أَسلفت، وكذلك السلَم اسم من أَسْلَمْتُ.
وفي الحديث: أَنه اسْتَسْلَفَ من أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ.
وفي الحديث: لا يَحِلُّ سَلَفٌ وبَيْعٌ؛ هو مثل أَن يقول بعتُك هذا العبد بأَلف على أَن تُسْلِفَني أَلفاً في مَتاع أَو على أَن تُقْرِضَني أَلفاً، لأَنه إنما يُقْرِضُه لِيُحابيَه في الثمن فيدخل في حدّ الجهَالة، ولأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً فهو رِباً، ولأَنَّ في العقْد شرطاً ولا يَصِحُّ.
وللسَّلَف مَعْنيان آخران: أَحدهما أَن كل شيء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط يُقَدِّمه، فهو له سَلَفٌ، وقد سَلَفَ له عمل صالح، والسلَفُ أَيضاً: من تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل، واحدهم سالِفٌ؛ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه: مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ، وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا.
وفي الدعاء للميت: واجعله سلَفاً لنا؛ قيل: هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَفَه وجعله ثمناً للأَجر والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه، وقيل: سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قَرابته، ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح؛ ومنه حديث مَذْحِجٍ: نحن عُبابُ سَلَفِها أَي مُعْظَمها وهم الماضون منها.
وجاءَني سَلَفٌ من الناس أَي جماعة. أَبو زيد: جاء القوم سُلْفةً سُلفةً إذا جاء بعضهم في إثر بعض.
وسُلاَّفُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم.
وسَلَفْتُ القوم وأَنا أَسْلُفُهم سَلَفاً إذا تقدَّمْتهم.
والسالِفةُ: أَعلى العُنُق، وقيل: ناحيةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ.
والسالِفُ: أَعلى العنق، وقيل: هي ناحيته من معلق القرط على الحاقنة.
وحكى اللحياني: إنها لوَضّاحةُ السَّوالِفِ، جعلوا كل جزء منها سالِفةً ثم جمع على هذا.
وفي حديث الحديبية: لأُقاتِلَنَّهم على أَمْري حتى تَنْفَرد سالِفتي؛ هي صَفْحة العنق، وهما سالِفَتانِ من جانِبَيه، وكَنى بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت، وقيل: أَراد حتى يُفَرَّقَ بين رأْسي وجَسدي.
وسالِفةُ الفرَس وغيره: هادِيتُه أَي ما تقدَّم من عُنقه.
وسُلافُ الخمر وسُلافَتُها: أَوَّل ما يُعْصَر منها، وقيل: هو ما سال من غير عصر، وقيل: هو أَوَّلُ ما ينزل منها، وقيل: السُلافةُ أَوَّلُ كل شيء عُصِر، وقيل: هو أَوَّل ما يُرفع من الزبيب، والنَّطْلُ ما أَعِيدَ عليه الماء. التهذيب: السُّلافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وذلك إذا تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله.
والسلافُ: ما سال من عصير العنب قبل أَن يعصر، ويسمى الخمر سُلافاً.
وسُلافةُ كلِّ شيء عصرْتَه: أَوَّلُه، وقيل: السلافُ والسلافةُ من كل شيء خالِصُه.
والسَّلْفُ، بالتسكين: الجِرابُ الضَخْمُ، وقيل: هو الجراب ما كان، وقيل: هو أَدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُه، والجمع أَسْلُفٌ وسُلُوفٌ؛ قال بعض الهذليين: أَخَذْتُ لهم سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا، وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ أَراد جِرابَيْ حَتِيٍّ، وهو سَوِيقُ المُقْلِ.
وفي حديث عامر بن ربيعة: وما لنا زاد إلا السَّلْفُ من التمر؛ هو بسكون اللام، الجِرابُ الضخْمُ، ويروى: إلا السّفُّ من التمر، وهو الزَّبيلُ من الخوص.
والسَّلِفُ: غُرْلةُ الصبيّ. الليث: تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْفَةً، والسُّلفةُ: جلد رقيق يجعل بِطانةً للخِفافِ وربما كان أَحمرَ وأَصفر.
وسَهْم سَلُوفٌ: طويلُ النصْلِ. التهذيب: السّلُوفُ من نِصالِ السِّهامُ ما طالَ؛ وأَنشد: شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَفَها: حَوَّلها للزرْعِ وسَوَّاها، والمِسْلَفَةُ: ما سَوَّاها به من حجارة ونحوها.
وروي عن محمد بن الحنفية قال: أَرض الجنة مَسْلُوفَةٌ؛ قال الأَصمعي: هي المستَوية أَو المُسَوَّاةُ، قال: وهذه لغة أَهل اليمن والطائف يقولون سَلَفْتُ الأَرضَ أَسْلُفُها سَلْفاً إذا سَوَّيتها بالمِسْلَفَةِ، وهي شيء تُسَوَّى به الأَرضُ، ويقال للحجر الذي تسوَّى به الأَرضُ مِسْلَفَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وأَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ به على الأَرض لتَسْتَوي، وأَخرج ابن الأَثير هذا الحديث عن ابن عباس وقال: مَسْلوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ ناعمة، وقال: هكذا أَخرجه الخطابي والزمخشري، وأَخرجه أَبو عبيد عن عبيد بن عمير الليثي وأَخرجه الأَزهري عن محمد بن الحنفية، وروى المنذري عن الحسن أَنه أَنشده بيت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ: نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعْلَمُنا مَنّا بِركْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ (* ورد هذا البيت في مادة سدف وفي السَّدَف بدل السَّلف.) قال: السُّلَفُ جمع السُّلْفةِ من الأَرض وهي الكَرْدة المُسَوَّاةُ.
والسَّلِفانِ والسَّلْفان: مُتَزَوِّجا الأَُختين، فإما أَن يكون السَّلِفانِ مُغَيَّراً عن السِّلْفانِ، وإما أَن يكون وضعاً؛ قال عثمان بن عفان، رضي اللّه عنه: مُعاتَبةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً، فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا والجمع أسْلافٌ، وقد تَسالَفا، وليس في النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ الرَّجلانِ؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي، وقال كراع: السِّلْفتان المرأَتان تحت الأَخَوين. التهذيب: السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه، والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج أَخَوان بامرأَتين. الجوهري: وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، وكذلك سِلْفه مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ.
والسُّلَفُ: ولد الحَجَلِ؛ وقيل: فَرْخُ القَطاةِ؛ عن كراع؛ وقد روى هذا البيت: كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه وطافوا حَوْلَهُ، سُلَفٌ يَتِيمُ ويروى: سُلَكٌ يَتِيمُ، وسيأْتي ذكره في حرف الكاف، والجمع سِلْفانٌ وسُلْفانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، وقيل: السّلْفانُ ضرب من الطير فلم يُعَيَّن. قال أَبو عمرو: لم نسمع سُلَفةً للأُنثى، ولو قيل سُلَفةٌ كما قيل سُلَكَةٌ لواحد السِّلْكانِ لكان جيِّداً؛ قال القشيري: أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ، إذا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا يريد أَولاده، شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم؛ وقال آخر: خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ السُّلَفْ غيره: والسُّلَفُ والسُّلَكُ من أَولاد الحَجل، وجمعه سِلْفانٌ وسِلْكانٌ؛ وقول مُرَّةَ بن عبداللّه اللحياني: كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ، حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ قال: واحد السِّلْفان سُلَف وهو الفَرْخُ، قال: وسُلَكٌ وسِلْكانٌ فِراخُ الحَجل.
والسلْفةُ، بالضمّ: الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء، وقد سَلِّفَ القومَ تَسْلِيفاً وسَلَّفَ لهم، وهي اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ قبيل الغذاء.
والسُّلفةُ: ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن زارَها.
والمُسْلِفُ من النساء: النَّصَفُ، وقيل: هي التي بلغت خمساً وأَربعين ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ؛ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ: فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى وكاعِبٌ ومُسْلِفُ والسَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لها سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ، حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه.
واشْتَهَرَ الإفالا: جاء بها تُشبهُه، يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل.
وسُولاف: اسم بلد؛ قال: لما الْتَقَوْا بِسُولاف.
وقال عبداللّه بن قيْس الرُّقّيات: تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بيني وبينها، وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ غيره: سُولافُ موضع كانت به وقعة بين المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ؛ قال رجل من الخوارج: فإن تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّى تَتابعَتْ، فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا من قَماقِمِ غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ بِسُولافَ، يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ

غمض (لسان العرب) [0]


الغُمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ والإِغْماضُ: النوم. يقال: ما اكتَحَلْتُ غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُمْضاً، بالضم، ولا تَغْمِيضاً ولا تَغْماضاً أَي ما نمت. قال ابن بري: الغُمْضُ والغُمُوضُ والغِماضُ مصدر لفعل لم ينطق به مثل القَفْر؛ قال رؤبة: أَرَّقَ عَيْنَيْكَ، عن الغِماضِ، بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهَّاضِ وما اغْتَمَضَتْ عَيْنايَ وما ذُقْتُ غُمْضا ولا غِماضاً أَي ما ذقت نوماً، وما غَمَضْتُ ولا أَغْمَضْتُ ولا اغْتَمَضْتُ لغات كلها؛ وقوله: أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ، يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقا إِنما أَراد لم يَسْكُن لَمَعانُه فعبر عنه بيغتمِض لأَن النائم تسكُن حركاته.
وأَغْمَضَ طرْفَه عنِّي وغَمَّضه: أَغْلَقَه، وأَغْمَضَ الميِّتَ إِغْماضاً وتَغْمِيضاً.
وتغميضُ العين: . . . أكمل المادة إِغْماضُها.
وغَمَّضَ عليه وأَغْمَضَ: أَغْلَقَ عينيه؛ أَنشد ثعلب لحسين بن مطير الأَسدي: قَضَى اللّهُ، يا أَسماءُ، أَن لَسْتُ زائِلاً، أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ وغَمَّضَ عنه: تجاوَزَ.
وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عنه وعليه، يكنى به عن الصبر.
ويقال: سمعت منه كذا وكذا فأَغْمَضْتُ عنه وأَغْضَيْتُ إِذا تَغافَلْتَ عنه.
وأَغْمَضَ في السِّلْعة: اسْتَحَطَّ من ثمنها لرداءتِها، وقد يكون التَّغْمِيض من غير نوم.
ويقول الرجل لبيِّعه: أَغْمِضْ لي في البِياعةِ أَي زِدْني لمكان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه. قال ابن الأَثير: يقال أَغْمَضَ في البيع يُغْمِضُ إِذا استزاده من المَبيعِ واستحطَّه من الثمن فوافقه عليه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب: هُما أَغْمَضا للقوْمِ في أَخَوَيْهِما، وأَيْدِيهِما من حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ قال: وقال المتنخل الهذلي: يَسُومُونَه أَن يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها، وقد حاوَلُوا شِكْساً عليها يُمارِسُ وفي التنزيل العزيز: ولَسْتم بآخذيه إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فيه؛ يقول: أَنتم لا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فكيف تعطونه في الصَّدَقةِ؟ قاله الزجاج، وقال الفراء: لستم بآخذيه إِلاَّ على إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ، ويدُلّك على أَنه جزاء أَنك تجد المعنى إِن أَغْمَضْتم بعد الإِغماض أَخذتموه.
وفي الحديث: لم يأْخذه إِلا على إِغْماضٍ؛ الإِغْماضُ: المُسامَحةُ والمُساهَلةُ.
وغَمَضْتَ عن فلان إِذا تَساهَلْتَ عليه في بيع أَو شراء، وأَغْمَضْت. الأَصمعي: أَتاني ذاك على اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بلا تَكَلُّفٍ ولا مَشَقَّةٍ؛ وقال أَبو النجم: والشِّعْرُ يأْتِيني على اغْتِماضِ، كَرْهاً وطَوْعاً وعلى اعْتِراضِ أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فآخذ منه حاجتي من غير أَن أَكون قدّمت الروِيّة فيه.
والغَوامِض: صغار الإِبل، واحدها غامِضٌ.
والغَمْضُ والغامِضُ: المطمئنّ المنخفض من الأَرض.
وقال أَبو حنيفة: الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً يَطمئِنُّ حتى لا يُرَى ما فيه، ومكان غَمْض، قال: وجمعه غُمُوضٌ وأَغماضٌ؛ قال الشاعر: إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا وأَنشد ابن بري لرؤبة: بلالِ، يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ، لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ جمع غَمْض وهو خلاف الواضح، وهي المَغامِضُ، واحدها مَغْمَضٌ وهو أَشدُّ غُؤُوراً.
وقد غَمَضَ المكانُ وغَمُضَ وغَمَضَ الشيءُ وغَمُضَ يَغْمُضُ غُموضاً فيهما: خفي. اللحياني: غَمَض فلان في الأَرض يَغْمُضُ ويَغْمِضُ غُموضاً إِذا ذهب فيها.
وقال غيره: أَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشخُوص إِذا لم تظهر فيها لتغْييبِ الآلِ إِيّاها وتَغَيُّبِها في غُيوبِها؛ وقال ذو الرمة: إِذا الشخْصُ فيها هَزَّه الآلُ، أَغْمَضَتْ عليه كإِغْماضِ المُغَضِّي هُجُولُها أَي أَغْمَضَت هُجُولُها عليه.
والهُجُولُ: جمع الهَجْل من الأَرض.
وفي الحديث: كان غامِضاً في الناس أَي مَغْموراً غير مشهور.
وفي حديث معاذ: إِيّاكم ومُغَمِّضاتِ الأُمور (* قوله «ومغمضات الأمور إلخ» هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه فمغمضات من غمض بشد الميم، وفي القاموس مغمضات كمؤمنات من اغمض، واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء بالوجهين.)، وفي رواية: المُغَمِّضاتِ من الذنوب، قال: هي الأُمور العظيمة التي يَرْكَبُها الرجل وهو يعرفها فكأَنه يُغَمِّضُ عينيه عنها تَعامِياً وهو يُبْصِرُها، قال ابن الأَثير: وربما روي بفتح الميم وهي الذنوب الصغار، سميت مُغَمِّضاتٍ لأَنها تَدِقُّ وتخفى فيركبها الإِنسان بِضَرْب من الشُّبْهة ولا يعلم أَنه مُؤاخذ بارتكابها.
وكلُّ ما لم يَتَّجِهْ لك من الأُمور، فقد غَمَضَ عليك.
ومُغْمِضاتُ الليلِ: دَياجِير ظُلَمِه، وغَمُضَ يَغْمُضُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ. قال اللحياني: ولا يكادون يقولون فيه غُموضةٌ.
والغامِضُ من الكلام: خلافُ الواضحِ، وقد غَمُضَ غُموضةً وغَمَّضْتُه أَنا تَغْمِيضاً؛ قال ابن بري: ويقال فيه أَيضاً غَمَضَ، بالفتح، غَمُوضاً، قال: وفي كلام ابن السراج قال: فتأَمله فإِنّ فيه غُمُوضاً يَسِيراً.
والغامِضُ من الرجال: الفاتِرُ عن الحَمْلةِ؛ وأَنشد: والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ، لا يَسْتَطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ويقال للرجل الجيِّدِ الرأْي: قد أَغْمَضَ النظر. ابن سيده: وأَغْمَضَ النظر إِذا أَحْسَنَ النظر أَو جاء برأْي جيِّد.
وأَغْمَضَ في الرأْي: أَصابَ.
ومسأَلة غامِضةٌ: فيها نَظر ودِقّةٌ.
ودارٌ غامِضةٌ إِذا لم تكن على شارع، وقد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً.
وحَسَبٌ غامِض: غير مشهور.
ومعنىً غامِضٌ: لطِيف.
ورجل ذُو غَمْضٍ أَي خامل ذلِيل؛ قال كعب بن لؤيّ لأَخيه عامر بن لؤيّ: لئن كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لقد بَدَا لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذي غَمْضِ وأَمرٌ غامِض وقد غَمَضَ، وخَلْخالٌ غامِض: قد غاصَ في السَّاق، وقد غَمَضَ في السَّاق غُموضاً.
وكعْبٌ غامِض: واراه اللحم.
وغَمَضَ في الأَض يَغْمِضُ ويَغْمُضُ غُموضاً: ذهَب وغاب؛ عن اللحياني.
وما في هذا الأَمر غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي عَيْب.
وغَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عن الحَوْض فحمَلَت على الذّائد مُغمِّضة عَيْنَيْها فَوَرَدَت؛ قال أَبو النجم: يُرْسِلُها التغْمِيضُ، إِنْ لم تُرْسَلِ، خَوْصاء، ترمي باليَتِيمِ المُحْثَلِ

دعع (لسان العرب) [0]


دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا: دَفَعَه في جَفْوة، وقال ابن دريد: دَعَّه دَفَعَه دَفْعاً عنِيفاً.
وفي التنزيل: فذلك الذي يَدُعُّ اليَتيم؛ أَي يَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهاراً، وفيه: يومَ يُدَعُّون إِلى نار جهنَّم دَعًّا؛ وبذلك فسره أَبو عبيدة فقال: يُدْفَعُون دَفْعاً عَنِيفاً.
وفي الحديث: اللهم دُعَّها إِلى النار دَعًّا.
وقال مجاهد: دَفْراً في أَقْفِيَتِهم.
وفي حديث الشعبي: أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْرَهُون؛ الدَّعُّ: الطرد والدَّفْعُ.
والدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وهي ذات قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ، وجَناتُها حَبَّة سوداء، والجمع دُعاع.
والدَّعادِعُ: نبت يكون فيه ماء في الصيف تأْكله البقر؛ وأَنشد في صفة جمل: رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ، ومِنْ . . . أكمل المادة بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما (* قوله «سقمان» فعلان من السقم بفتح أَوله وسكون ثانيه كما في معجم ياقوت.
وقوله «أشمس» كذا ضبط في الأصل ومعجم ياقوت، وقال في شرح القاموس: أشمس موضع وسديم فحل.) قال: ويجوز من بطن سَقْمان الدَّعادعَ، وهذه الكلمة وجدتها في غير نسخة من التهذيب الدعادع، على هذه الصورة بدالين، ورأَيتها في غير نسخة من أمالي ابن بري على الصحاح الدُّعاع، بدال واحدة؛ ونسب هذا البيت إِلى حُميد بن ثور وأَنشده: ومن بطن سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما وقال: واحدته دُعاعةٌ، وهو نَبْت معروف. قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر للطرماح: لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً، شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ قال: الطَّخْفُ اللبن الحامِضُ.
واللَّدْمُ: اللَّعْقُ.
والدَّعاعُ: عِيالُ الرجلِ الصغار.
ويقال: أَدَعَّ الرجل إِذا كثر دَعاعُه؛ قال: وقرأْت أَيضاً بخطه في قصيدة أُخرى: أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَـ ـثّ، ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ قال: الدُّعاعُ في هذا البيت حب شجرة بريَّة، وكذلك الفَثُّ.
والأَتانُ: صخرة.
وقال الليث: الدُّعاعةُ حبة سوداء يأْكلها فقراء البادية إِذا أَجدبوا.
وقال أَبو حنيفة: الدُّعاعُ بقلة يخرج فيها حب تَسَطَّحُ على الأَرض تَسَطُّحاً لا تَذْهَبُ صُعُداً، فإِذا يَبست جمع الناس يابسها ثم دَقُّوه ثم ذَرُّوه ثم استخرجوا منه حبّاً أَسود يملؤون منه الغَرائر.
والدُّعاعةُ: نملة سوداء ذات جناحين شبهت بتلك الحبة، والجمع الدُّعاع.
ورجل دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما؛ قال أَبو منصور: هما حبتان بريتان إِذا جاع البدويّ في القَحط دقَّهما وعجنهما واختبزهما وأَكلهما.
وفي حديث قُس: ذات دَعادِعَ وزَعازِعَ؛ الدَّعادِعُ: جمع دَعْدَعٍ وهي الأَرض الجَرْداء التي لا نبات بها؛ وروي عن المُؤرّج بيت طرفة بالدال المهملة: وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ في دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ وفسر الدُّعاع ما بين النخلتين، وكذا وجد بخط شمر بالدال، رواية عن ابن الأَعرابي، قال: والدُّعاعُ متفرّق النخل، والدُّعاع النخل المتفرّق.
وقال أَبو عبيدة: ما بين النخلة إِلى النخلة دُعاعٌ. قال الأَزهري: ورواه بعضهم ذُعاع النخل، بالذال المعجمة، أَي في مُتفرقه من ذَعْذَعْت الشيء إِذا فرّقته.
ودَعْدَع الشيءَ: حركه حتى اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْيال والجُوالِق ليَسَعَ الشيء وهو الدَّعْدعةُ؛ قال لبيد: المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ أَي المَمْلوءة.
ودَعْدَعَها: ملأها من الثريد واللحم.
ودَعْدَعْتُ الشيءَ: ملأته.
ودَعْدَع السيلُ الوادي: مَلأه؛ قال لبيد يصف ماءيْن التقيا من السَّيْل: فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء، كما دَعْدَع ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا الرَّكاء: وادٍ معروف، وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: سُرَّة الرِّكاء، بالكسر.
ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء: ملأتْه، وكذلك الناقة.
ودَعْ دَعْ: كلمة يُدْعى بها للعاثِرِ في معنى قُم وانْتَعِشْ واسْلَمْ كما يقال له لَعاً؛ قال: لَحَى اللهُ قَوْماً لم يَقُولوا لعاثِرٍ، ولا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ: دَعْدَعا قال أَبو منصور: أَراه جعل لَعاً ودَعْدَعا دُعاء له بالانتعاش، وجعله في البيت اسماً كالكلمة وأَعربه.
ودَعْدَعَ بالعاثر: قالها له، وهي الدَّعْدَعةُ؛ وقال أَبو سعيد: معناه دَعِ العِثارَ؛ ومنه قول رؤبة: وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا له، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ: لَعا قال ابن الأَعرابي: معناه إِذا وقع منَّا واقع نَعَشْناه ولم نَدَعْه أَن يَهْلِك، وقال غيره: دَعْدَعا معناه أَن نقول له رَفعك اللهُ وهو مثل لَعاً. أَبو زيد: إِذا دُعِي للعاثِر قيل: لَعاً له عالِياً، ومثله: دَعْ دَعْ؛ وقال: دَعْدَعْت بالصبي دَعْدَعةً إِذا عثرَ فقلت له: دَعْ دَعْ أَي ارتفع.
ودَعْدَعَ بالمعز دَعْدَعة: زجرها، ودَعْدَع بها دَعْدَعة: دَعاها، وقيل: الدعْدعةُ بالغنم الصغار خاصّة، وهو أَن تقول لها: داعْ داعْ، وإِن شئت كسرت ونوَّنت، والدَّعْدعة: قِصَرُ الخَطْو في المشي مع عَجَل.
والدَّعْدَعةُ: عَدْو في التواء وبُطْء؛ وأَنشد: أَسْعَى على كلِّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُمُ، وَسْطَ العَشيرةِ، سَعْياً غيرَ دَعْداعِ أَي غير بَطِيء.
ودَعْدَعَ الرجلُ دعْدعة ودَعْداعاً: عدا عدْواً فيه بُطْء والتواء، وسَعْيٌ دَعْداع مثله.
والدَّعْداعُ والدَّحْداحُ: القصير من الرجال. ابنه الأَعرابي: يقال للراعي دُعْ دُعْ، بالضم، إِذا أَمرته بالنَّعِيق بغنمه، يقال: دَعْدَعَ بها.
ويقال: دَعْ دَعْ، بالفتح، وهما لغتان؛ ومنه قول الفرزدق: دَعْ دَعْ بأَعْنُقِك النَّوائِم، إِنَّني في باذِخٍ، يا ابنَ المَراغةِ، عالِي ابن الأَعرابي: قال فقال أَعرابي كم تَدُعُّ ليلتُهم هذه من الشهر؟ أَي كم تُبْقِي سِواها؛ قال وأَنشدنا: ولَسْنا لأَضْيافِنا بالدُّعُعْ

لوط (لسان العرب) [0]


لاط الحوْضَ بالطين لَوْطاً: طَيَّنه، والتاطَه: لاطَه لنفسه خاصّة.
وقال اللحياني: لاط فلان بالحوْض أَي طَلاه بالطِّين وملَّسه به، فعدّى لاط بالباء؛ قال ابن سيده: وهذا نادِر لا أَعرفه لغيره إِلا أَن يكون من باب مَدَّه ومَدَّ به؛ ومنه حديث ابن عباس في الذي سأَله عن مال يَتِيم وهو والِيه أَيُصِيب من لبن إِبله؟ فقال: إِن كنت تَلُوط حَوْضَها وتَهْنَأُ جَرْباها فأَصِبْ من رِسْلها؛ قوله تلُوط حوضَها أَراد باللَّوْطِ تطيين الحوض وإِصْلاحَه وهو من اللُّصُوق؛ ومنه حيث أَشْراطِ الساعةِ: ولتَقُومَن وهو يَلُوط حوضَه، وفي رواية: يَلِيطُ حوضَه.
وفي حديث قتادة: كانت بنو إِسرائيل يشربون في التِّيه ما لاطُوا أَي . . . أكمل المادة لم يصيبوا ماء سَيْحاً إِنما كانوا يشربون مما يجمعونه في الحِياض من الآبار.
وفي خُطبة علي، رضي اللّه عنه: ولاطَها بالبِلَّةِ حتى لزَبَتْ.
واسْتَلاطُوه أَي أَلزَقُوه بأَنفسهم.
وفي حديث عائشةَ في نكاح الجاهِليةِ: فالتاطَ به ودُعِيَ ابنَه أَي التَصَق به.
وفي الحديث: مَنْ أَحَبّ الدنيا التاطَ منها بثلاثٍ: شُغُلٍ لا يَنْقَضي، وأَملٍ لا يُدْرَك، وحِرصٍ لا ينْقَطِع.
وفي حديث العباس: أَنه لاطَ لفلان بأَربعةِ آلافٍ فبعثه إِلى بَدْرٍ مكان نفسه أَي أَلصَق به أَربعة آلاف.
ومنه حديث علي بن الحسين، رضي اللّه عنهما، في المُسْتَلاط: أَنه لا يَرِثُ، يعني المُلْصَقَ بالرجل في النَّسب الذي وُلد لغير رِشْدةٍ.
ويقال: اسْتَلاطَ القومُ والطوه (* قوله «والطوه» كذا بالأصل ولعله محرف عن والتاطوا أَي التصق بهم الذنب.) إِذا أَذنبوا ذنوباً تكون لمن عاقبهم عذراً، وكذلك أَعْذَروا.
وفي الحديث: أَن الأَقْرعَ ابن حابِسٍ قال لعُيَيْنةَ بن حِصْنٍ: بِمَ اسْتَلَطْتُم دَمَ هذا الرجل؟ قال: أَقْسَمَ منا خمسون أَنَّ صاحبنا قتل وهو مُؤمن، فقال الأَقرع: فسأَلكم رسولُ اللّه، صلّى اللّ عليه وسلّم، أَن تقبلوا الدِّيةَ وتَعْفُوا فلم تَقْبلوا وليُقْسِمنَّ مائةٌ من تميم أَنه قتل وهو كافر؛ قوله بِمَ اسْتَلَطْتُم أَي استوجبتم واسْتَحْققم، وذلك أَنهم لما استحقوا الدَّمَ وصار لهم كأَنهم أَلصقوه بأَنفسهم. ابن الأَعرابي: يقال اسْتَلاطَ القوْمُ واستحَقُّوا وأَوْجَبُوا وأَعذَروا ودنوا (* قوله «ودنوا» كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله ذبوا أي دفعوا عمن يعاقبهم اللوم.) إِذا أَذْنَبُوا ذنموباً يكون لمن يعاقبهم عُذر في ذلك لاستحقاقهم.
ولَوَّطَه بالطِّيب: لطَّخه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: مُفَرَّكة أَزْرَى بها عندَ زوجِها، ولوْ لَوَّطَتْه، هَيِّبانٌ مُخالِفُ يعني بالهَيِّبانِ المُخالِف ولَده منها، ويروى عند أَهلها، فإِن كان ذلك فهو من صفة الزوج كأَنه يقول أَزْرَى بها عند أَهلها منها هَيِّبانٌ.
ولاط الشيءَ لوطاً: أَخفاه وأَلصَقه.
وشيء لَوْط: لازق وصف بالمصدر؛ أَنشد ثعلب: رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَع من الوَحْشِ لَوْطٍ، لم تَعُقْه الأَوالِس (* قوله «الاوالس» سيأتي في مضع الاوانس بالنون، وهي التي في شرح القاموس.) الكسائي: لاطَ الشيءُ بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ.
ويقال: هو أَلوطُ بقلبي وأَليَطُ، وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولَيْطاً، يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب.
ولاط حُبُّه بقلبي يَلوط لَوْطاً: لَزِقَ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: إِنَّ عمر لأَحَبُّ الناس إِليَّ، ثم قال: اللهم أَعَزُّ والولَدُ أَلْوَطُ؛ قال أَبو عبيد: قوله والولد أَلوطُ أَي أَلصَقُ بالقلب، وكذلك كل شيء لَصِق بشيء، فقد لاطَ به يَلوط لَوْطاً، ويَليطُ لَيْطاً ولِياطاً إِذا لَصِق به أَي الولد أَلصق بالقلب، والكلمة واوية ويائية.
وإِني لأَجِدُ له لَوْطاً ولَوْطةً ولُوطةً؛ الضمّ عن كراع واللحياني، ولِيطاً، بالكسر، وقد لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ أَي لصِق.
وفي حديث أَبي البَخْتَريّ: ما أَزْعُمُ أَنَّ عليّاً أَفضلُ من أَبي بكر وعمر ولكن أَجد له من اللَّوْطِ ما لا أَجد لأَحد بعد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم.
ويقال للشيء إِذا لم يُوافِق صاحبَه: ما يَلْتاطُ؛ ولا يَلْتاطُ هذا الأَمرُ بصَفَري أَي لا يَلْزَقُ بقلبي، وهو يَفْتَعِلُ من اللَّوْطِ.
ولاطَه بسهم وعين: أَصابه بهما، والهمز لغة.
والْتاطَ ولداً واسْتَلاطَه: اسْتَلْحَقَه؛ قال: فهل كُنْتَ إِلاَّ بُهْثَةً إِسْتَلاطَها شَقِيٌّ، من الأَقوامِ، وَغْدٌ مُلَحَّقُ؟ قطع أَلف الوصل للضرورة، وروي فاسْتَلاطَها.
ولاط بحقه: ذهب به.
واللَّوْطُ: الرِّداء. يقال: انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالةِ حتى يَجِفّ.
ولَوْطُه رِداؤه، ونَتْقُه بَسْطُه.
ويقال: لَبِسَ لَوْطَيْه.
واللَّوِيطةُ من الطعام: ما اختلط بعضه ببعض.
ولُوط: اسم النبي، صلّى اللّه على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلّم.
ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ. قال الليث: لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه، ولوط اسم ينصرف مع العُجْمة والتعريف، وكذلك نُوح: قال الجوهري: وإِنما أَلزموهما الصرف لأَن الاسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن وهو على غاية الخِفة فقاومت خِفَّتُه أَحد السببين، وكذلك القياس في هِنْد ودَعْد إِلاَّ أَنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث وخيَّروك فيه بين الصرف وتركه.
واللِّياطُ: الرِّبا، وجمعه لِيطٌ، وهو مذكور في ليط، وذكرناه ههنا لأَنهم قالوا إِنَّ أَصله لوط.

بدر (لسان العرب) [0]


بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، وكذلك بادَرْتُ إِليه.
وتَبادَرَ القومُ: أَسرعوا.
وابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلى أَخذه.
وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ وقول أَبي المُثَلَّمِ: فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها، فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل.
وبادَرَهُ إِليه: كَبَدَرَهُ.
وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ: عَجِلَ إِليَّ واستبق.
واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ.
وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم: بمعنى بادَرَ وبَدَرَ.
ويقال: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه.
وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره.
وفي حديث اعتزال النبي، صلى الله عليه وسلم، نساءَه قال عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عيناي؛ أَي سالتا بالدموع.
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج . . . أكمل المادة فجاءت بها في أَول الزمان، فهو أَغزر لها وأَكرم.
والبادِرَةُ: الحِدَّةُ، وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل.
وبادِرَةُ الشَّرِّ: ما يَبْدُرُكَ منه؛ يقال: أَخشى عليك بادِرَتَهُ.
وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ.
والبادِرَةُ: البَدِيهةُ.
والبادِرَةُ من الكلام: التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب؛ ومنه قول النابغة: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف: شَباتُه.
وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه.
وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما يَبْدأُ منه.
والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً.
وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، وقيل: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال امرؤ القيس: وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل: عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هي الحديدة النظر، وقيل: هي المدوّرة العظيمة، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي.
والبَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس، وفي المحكم: لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً؛ وقال الجوهري: سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها.
وقوله في الحديث عن جابر: إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: يعني بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهري: وهو صحيح. قال: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ.
وأَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ ونحن مُبْدِرُونَ.
وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ، وسمي بَدْراً لامتلائه.
وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عشرة.
وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، على التشبيه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر: وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ.
والبادِرُ: القمر.
والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ.
والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يقال: احذروا بادِرَتَهُ.
والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر.
وغلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ.
وفي حديث جابر: كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ. يقال: بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله، وقيل: إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له: قد أَبْدَرَ.
والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قال الفارسي: ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ. الجوهري: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، وللسمن نِحْيٌ.
والبَدْرَةُ: كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، والجمع البُدورُ، وثلاثُ بَدرات. أَبو زيد: يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ.
والبادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وقيل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، وقيل: هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر: تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش.
والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ: هَلاَّ سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها، زُوراً، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول: هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً؛ وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي.
وفي الحديث: أَنه لما أُنزلت عليه سورة: اقرأْ باسم ربك، جاء بها، صلى الله عليه وسلم، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فقال: زَمِّلُوني زَمِّلُوني قال الجوهري: في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق؛ قال ابن بري: وهذا القول ليس بصواب، والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التي بين المنكب والعنق.
والبَيْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه، وبذلك فسره الجوهري. البَيْدَرُ: الموضع الذي يداس فيه الطعام.
وبَدْرٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ، قال الجوهري: يذكر ويؤنث. قال الشَّعْبي: بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً؛ ومنه يومُ بَدْرٍ.
وبَدْرٌ: اسمُ رجل.

قذف (العباب الزاخر) [0]


القَذْفُ بالحِجَارَةِ: الرَّمْيُ بها. يُقال: هم بين حاذِفٍ وقاذِفٍ: فالحاذِفُ بالعصا والقاذِفُ بالحجارة. وقوله تعالى: (قُلْ نَّ رَبّي يَقْذِفُ بالحَقِّ) قال ابنُ عَرَفَةَ: أي يُلْقي الحَقَّ في قلب من يشاء. وقوله عز وجل: (ويَقْذِفُوْنَ بالغَيْبِ من مَكَانٍ بَعِيدٍ) أي: يقولون ما لا يعلمون، وذلك أنهم كانوا يُرَجِّمُوْن الغيب في أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ساحر وكاهن. وقوله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بالحَقِّ على الباطِلِ) أي نأتي به. وقذف المحصنة قذفا: أي رماها.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هُنَّ؟ قال: الشِّرْكُ بالله والسِّحر وقَتْلُ النفس التي حرَّم الله إلاّ بالحق وأكل الرِّبا وأكل مال . . . أكمل المادة اليتيم والتولِّي يوم الزَّحف وقذف المُحصنات المؤمنات الغافلات. ومن القذف بمعنى الرَّمي قول النابغة الذبيانيِّ:
مَقْذُوْفَةٍ بدَخِيْسَ النّحضِ بازلُها      له صَرِيْفَ القَعْوِ بالمَـسَـدِ

كأنها رُمِيَتْ به رمياً فاكْتَنَزَتْ منه. ونوى قذَفٌ: أي بعيدة، قال:
وشَطَّ وَلْيُ النَّوى إنَّ النَّوى قَذَفٌ      تَيّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالـدّارِ أحـيانـا

ونِيَّةٌ قذف -بالتَّحريك- وفلاة قذف وقُذفٌ أيضاً -مثال صَدِفٍ وصُدُفٍ وطَنَفٍ وطُنُفٍ-: أي بعيدة، وكذلك منزلٌ قَذَفٌ وقَذِيْفٌ. وقال ابن عَبّاد: القَذِيْفُ: سَحَابةٌ تنشأُ من قِبَلِ العينِ. وقال غيره: القَذِيْفَةُ: شيء يُرْمى به، قال مُزَرِّدٌ:
قذِيْفَةٌ شَيْطانٍ رَجِيْمٍ رَمـى بـهـا      فَصارَتْ ضَوَاةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ

وبلْدَةٌ قَذُوْفٌ: أي طَرُوْحٌ لِبُعْدِها. وقَذَفَ: أي قاءَ. ورَوْضُ القِذَافِ -بالكسر-: موضِعٌ؛ عن ابن دريد، قال:
عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوْبانِ أوَّمَهُ      رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأوِيْمِ

وقال ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِماراً:
جادَ الرَّبيعُ له رَوْضَ القِذَافِ إلى      قَوَّيْنِ وانْعَدَلَتْ عنه الأصـارِيْمُ

وقال النَّضْرُ: القِذَافُ: ما قَبَضْتَ بيدِك مما يَمْلأُ الكفَّ فرميتَ به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذَافِ: ما قبضْتَ بيدك مما يَمْلأُ الكف فرميت به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذافِ هذا، قال: ولا يُقال للحجر نفسه نعم القِذافُ.
وقال أبو خَيْرَةَ: القِذَافُ: ما أطَقْتَ حَمْلَه بيدك ورميته، قال رُؤْبَةُ يُخاطِبُ ابنه العجاج:
وهو لأعْدائكَ ذو قِرَافِ      قَذّافَةٌ بِحَجَرِ القِـذَافِ

والهاءُ للمبالغة، القِرَافُ: الجَرَبُ، يقول: أنا على أعدائك كالجَرَبِ. وقال أبو عمرو: ناقةٌ قِذافٌ وقَذُوْفٌ وقُذُفٌ: وهي التي تتقدّم من سرعتها وترمي بنفسها أمام الإبل في سيرها، قال الكُمَيْتُ يمدح أبان بن الوليد بن مالك بن أبي خُشَيْنَةَ البَجَليَّ:
جَعَلْتُ القِذَافَ لِلَيْلِ التّّمَـامِ      إلى ابْنِ الوَليدِ أبَانٍ سِبَارا

والمِقْذَفُ والمِقْذافُ: المِجْذَافُ. وقال ابن الأعارابيِّ: القَذَافُ: المِيْزانُ. والقَذّافُ: المَرْكَبُ. وقال الليث: القَذّافُ: المَنْجَنِيْقُ.
وقال أبو خَيْرَةَ: القَذَافَةُ -والقَذّافُ جَمْعٌ-: لِلَّذي يُرمى به الشَّيءُ فيَبْعُد، قال:
لَمّا أتاني الثَّقَفيُّ الفَـتّـانْ      فَنَصبُوا قَذّافَةً لا بَلْ ثِنْتانْ

ويُقال: كان بينهم قِذِّيْفى -مثال خِطِّيبى-: أي سِبابٌ ورَميٌ بالحجارة. والقُذْفَةُ -بالضَّمِّ-: الشُّرْفَةُ، والجمع قِذَافٌ؛ كبُرْمَةٍ وبِرَامٍ ونُقطة ونقاط ونكتة ونِكاتٍ وجُفْرةٍ وجِفارِ وبُرْقَةٍ وبِرَاقٍ ونُقْرَةٍ ونِقارٍ.
وفي حديث ابن عمَر -رضي الله عنهما- أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قِذَافٌ.
وعن الأصمعيِّ: إنما هي قُذَفٌ، وإذا صَحَّت الرواية مع وجود النظير فقد انسدَّ باب الرَّد.
وتُجْمَعُ -أيضاً- قُذَفٌ وقُذُفٌ وقُذُفاتٌ.
وكذلك ما أشرف من رؤوس الجبال، قال امرؤ القيس يصِفُ شِعْباُ.
نِيَاقاُ تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفـاتِـهِ      يَظَلُّ الضَّبَابُ فَوْقَهُ قد تَعَصَّرا

نِيَافاً: أي مُنِيْفاُ، قال أبو عُبيد: وبها شُبِّهَتِ الشُّرَفُ. وقال أبو عمرو في قول تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ يَصِف وَعِلاً:
عَوْدَاً أحَمَّ القَرا أُزْمُوْلَةً وَقِلاً      على تُرَاثِ أبيهِ يَتْبَعُ القُذُفا

القُذُفُ: القُحَمُ، واحِدَتُها: قُذْفَةٌ.
وقال الأصمعيُّ: القُذُفُ: الموضع الذي زَلَّ عنه وهوى. وقُذُفا النَّهرِ: جانِبَاهُ، وكذلك قُذُفا الوادي، الواحِدُ: قُذُفٌ، قال النّابغةُ الجَعْديُّ -رضي الله عنه- يصفُ مَنهلاً:
طَلِيْعَةِ قَوْمٍ أو خَمِيْسٍ عَرَمْرَمٍ      كسَيْلِ الأتيِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ

وقال ابن عَبّاد: القَذَفُ والقُذُفُ: النّاحيةُ، والجَمْعُ: قَذَفاتٌ وقُذُفاتٌ. وقَربٌ قَذّافٌ: بمنزلة بَصْبَاصٍ. والمُقَذَّفُ: المُلَعَّنُ، قال زُهَيْرُ بن أبي سُلمى:
لدى أسدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ      له لِبَدٌ أظْفارُهُ لم تُـقَـلَّـمِ

وقيل: المُقَذَّفُ: الذي قد رُمِيَ باللَّحم رمياً فصار أغْلَبَ. والتَّقَاذُفُ: التَّرَامي، قال المُرَقِّشُ الأكبر:
سَدِيْسٌ عَلَتْها كَبْرَةٌ أو بُوَيْزِلٌ      جُمَالِيَّةٌ في مَشْيها كالتَّقاذُفِ

وقال اللَّيثُ: فَرَسٌ مُتَقاذِفٌ: إذا كان سريع الرَّكضِ، وأنشد لجريرٍ يصف فَرَساً:
مُتَقلذِفٍ تَئقٍ كأنَّ عِـنـانَـهُ      عَلِقٌ بأجْرَدَ من جُذُوْعِ اوَالِ

والتَّرْكيبُ يدُلُّ على الرَّمي والطَّرح.

لطم (لسان العرب) [0]


اللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الجسد ببَسْط اليد، وفي المحكم: بالكفّ مفتوحة، لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولاطَمَه مُلاطَمةً ولِطاماً.
والمَلْطِمانِ: الخدّان؛ قال: نابي المَعَدَّيْنِ أَسِيل مَلْطِمُه (* قوله «نابي» كذا في الأصل وشرح القاموس بالباء، والذي في المحكم: نائي).
وهما المَلْطَمانِ نادر. ابن حبيب: المَلاطِمُ الخدود، واحدها مَلْطَمٌ؛ وأَنشد: خَصِمُون نَفّاعُون بِيضُ المَلاطِم ابن الأَعرابي: اللَّطْمُ إِيضاحُ الحمرة.
واللَّطْمُ: الضرب على الوجه بباطن الراحة.
وفي المثل: لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني؛ قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن ليست بكفءٍ لها. الليث: اللَّطِيمُ، بلا فِعْلٍ، من الخيل الذي يأْخذ خدَّيه بياضٌ.
وقال أَبو عبيدة: إِذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين فهو لَطِيمٌ، وقيل: اللَّطِيمُ . . . أكمل المادة من الخيل الذي سالت غُرّتُه في أَحد شِقّي وجهه، يقال منه: لُطِمَ الفرس، على ما لم يسمّ فاعله، فهو لَطِيمٌ؛ عن الأَصمعي.
واللَّطِيمُ من الخيل: الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ، والجمع لُطُمٌ، والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً، وهو من باب مُدَرْهم أَي لا فِعْل له، وقيل: اللَّطيمُ الذي غُرّته في أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين في موضع اللَّطْمة، وقيل: لا يكون لَطيماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حتى تُصِيبَ عينيه أَو إِحداهما، أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما.
وخَدٌّ مُلَطَّمٌ: شُدِّد للكثرة.
واللَّطيمُ من خَيْلِ الحَلْبة: هو التاسع من سوابق الخيل، وذلك أَنه يُلْطَم وجهُه فلا يدخل السُّرادِق.
واللَّطِيمُ: الصغيرُ من الإِبل الذي يُفْصَل عند طلوع سُهَيْل، وذلك أَن صاحبه يأْخذ بأُذُنِه ثم يَلْطِمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويَحْلِف أَن لا يذوق قطرة لَبَن بعد يومه ذلك، ثم يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله منها، ولهذا قالت العرب: إِذا طلع سُهيلْ، بَرَدَ الليلْ، وامتنع القَيْلْ، وللفصيل الوَيْلْ؛ وذلك لأَنه يُفْصَل عند طلوعه. الجوهري: اللَّطيمُ فَصيلٌ إِذا طلع سهيل أَخذه الراعي وقال له: أَتَرى سهيلاً؟ والله لا تذوق عندي قطرة ثم لَطَمه ونَحّاه. ابن الأَعرابي: اللَّطِيمُ الفصيل إِذا قَوِي على الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَيْنِ الشمس، ثم يقال اغْرُبْ، فيصير ذلك الفصيلُ مؤدَّباً ويسمى لَطِيماً.
واللَّطِيمُ: الذي يموت أَبواه.
والعَجِيُّ: الذي تموت أُمُّه. الذي يموت أَبوه.
واللَّطِيم واللَّطِيمةُ: المِسْكُ؛ الأُولى عن كراع، قال الفارسي: قال ابن دريد هي كل ضربٍ من الطيِّب يُحمل على الصُّدْغ من المَلْطِم الذي هو الخدّ، وكان يستحسنها، وقال: ما قالها إِلاَّ بطالع سعد.
واللَّطِيمةُ: وِعاءُ المِسْك، وقيل: هي العير تحمله، وقيل: سُوقُه، وقيل: كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ ما يؤكل من حُرِّ الطيِّب والمتاعِ غير المِيرة لَطِيمةٌ، والميرة لما يؤكل؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد: إِذا اصْطَكَّتْ بضَيْقٍ حُجْرتاها، تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّطِيمِ قال: العَسْجَدِيّة إِبل منسوبة إِلى سُوق يكون فيها العَسْجد وهو الذهب؛ وقال ابن بري: العسجدية التي تَحْمِل الذهب، واللَّطِيمُ: منسوب إِلى سُوق يكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ، وهو جمع اللَّطيمة، وهي العيرُ التي تحمل المسك. ابن السكيت: اللَّطيمة عِيرٌ فيها طِيبٌ، والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ التي تحمل الدِّقَّ، والدِّقُّ الكثير الثمن الذي ليس بجافٍ. الجوهري: اللَّطِيمةُ العيرُ تحمل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار، وربما قيل لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمةٌ؛ قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي: كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه لَطائمَ المِسْكِ، يَحْويها وتُنْتَهَبُ قال أَبو عمرو: اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك، ويقال فارة مِسْك؛ قال الشاعر في اللَّطيمة المسك: فقتلُ: أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا؟ وما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائمُ وقال آخر في مثله: عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائمُ وفي حديث بدر: قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها، وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل.
واللَّطيمة: الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة.
ولَطائمُ المِسْك: أَوْعِيتُه. ابن الأَعرابي: اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل، واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها، قال: ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة، وهي العير التي كان عليها (* قوله «وهي العير التي كان عليها إلخ» كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وهي العير كان عليها حمل أو لم يكن) حِمْل أَو لم يكن، ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها؛ وقول أَبي ذؤيب: فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ، تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُوجُ إِنما عنى دُرَّة.
وقوله: ما شئت من لَطَمِيّة، في موضع الحال.
وتَلَطَّم وجهُه: ارْبَدّ.
والمُلَطَّم: اللئيم.
ولَطَّم الكتاب: ختَمه؛ وقوله: لا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا، ونَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْكِيم يقول: لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه. الليث: اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات؛ وأَنشد:يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ وقال في قول ذي الرمة: لطائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ يعني أَوْعِيَة المسك. أَبو سعيد: اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها، وهي اللَّطَمِيّة، ويقال: بالةٌ لَطَمِيّةٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: كأَنَّ عليها بالةً لَطَمِيَّةً، لها من خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة، مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته، وأَصلها بَلوة، فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا.
ويقال: أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة.
واللَّطِيمة في قول النابغة (* قوله «واللطيمة في قول النابغة إلخ» عبارة التهذيب: واللطيمة في قول النابغة السوق، سميت لطيمة لتصافق الأيدي فيها، قال: وأما لطائم المسك في قول ذي الرمة فهي الغوالي إلخ): هي الغوالي المُعَنْبَرة، ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها. الفراء: اللَّطِيمة سُوق العطّارين، واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ. أَبو عمرو: اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب.
ولاطَمَه فتَلاطما؛ والتطَمَت الأَمْواجُ: ضرب بعضها بعضاً؛ وفي حديث حسّان:يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار، فاستعار له اللَّطْم، وروي يُطَلِّمُهنّ، وهو الضرب بالكف.

ثلل (لسان العرب) [0]


الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم وأَصْوافُها. ابن سيده: الثَّلَّة جماعة الغنم، قليلةً كانت أَو كثيرة، وقيل: الثَّلَّة الكثير منها، وقيل: هي القَطِيع من الضَّأْن خاصة، وقيل: الثَّلَّة الضأْن الكثيرة، وقيل: الضأْن ما كانت؛ ولا يقال للمِعْزى الكثيرة ثَلَّة ولكن حَيْلة إِلاَّ أَن يخالطها الضأْن فتكثر فيقال لهما ثَلَّة، وإِذا اجتمعت الضأْن والمِعْزى فكَثُرَتا قيل لهما ثَلَّة، والجمع من ذلك كله ثِلَلٌ، نادر مثل بَدْرَة وبِدَر.
وفي حديث معاوية: لم تكن أُمُّه بِراعِيَةِ ثَلَّة؛ الثَّلَّة، بالفتح: جماعة الغنم، والثَّلَّة: الصُّوف فقط؛ عن ابن دريد. يقال: كساء جَيِّد الثَّلَّة أَي الصوف.
وحَبْلُ ثَلَّة أَي صُوف؛ قال الراجز: قد قَرَنوني بامْرِئٍ قِثْوَلِّ، رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة . . . أكمل المادة المُبْتَلِّ وفي حديث الحسن: إِذا كانت لليتيم ماشية فللوصي أَن يصيب من ثَلَّتِها ورِسْلِها أَي من صُوفها ولَبنها؛ قال ابن الأَثير: سمي الصوف بالثَّلَّة مجازاً، وقيل: الثَّلَّة الصوف والشعر والوبر إِذا اجتمعت ولا يقال لواحد منها دون الآخر ثَلَّة.
ورَجُل مُثِلٌّ: كثير الثَّلَّة، ولا يقال للشَّعر ثَلَّة ولا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجتمع الصوف والشعر والوبر قيل: عند فلان ثَلَّة كثيرة.
والثُّلَّة، بالضم: الجماعة من الناس، وقد أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلُّ إِذا كثرت عنده الثُّلَّة.
وفي التنزيل العزيز: ثُلَّة من الأَولين وثُلَّة من الآخرين؛ وقال الفراء: نزل في أَول السورة ثُلَّة من الأَولين وقليل من الآخرين، فشَقَّ عليهم ذلك فأَنزل الله تعالى في أَصحاب اليمين أَنهم ثُلَّتان: ثُلَّة من هؤلاء، وثُلَّة من هؤلاء، والمعني هم فرقتان فرقة من هؤلاء وفرقة من هؤلاء.
وقال الفراء: الثُّلَّة الفِئَة.
وفي كتابه لأَهل نَجْران: إِن لهم ذِمَّة الله وذِمَّة رسوله على ديارهم وأَموالهم وثُلَّتِهم؛ الثُّلَّة: الجماعة من الناس، بالضم.
والثُّلَّة: الكثير من الدراهم.
والثَّلَّة: شيء من طين يجعل في الفَلاة يُسْتَظَلُّ به.
والثَّلَّة: التراب الذي يُخْرَج من البئر.
والثَّلَّة: ما أَخرجت من أَسفل الرَّكِيَّة من الطين، وقد ثَلَّ البِئْرَ يثُلُّها ثَلاًّ.
وثَلَّة البئر: ما أُخْرِج من ترابها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا حِمىً إِلا في ثلاث: ثَلَّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقَة القوم؛ قال أَبو عبيد: أَراد بِثَلَّة البئر أَن يحتفر الرجل بئراً في موضع ليس بملك لأَحد، فيكون له من حَوالي البئر من الأَرض ما يكون مُلْقىً لثَلَّة البئر، وهو ما يخرج من ترابها ويكون كالحَريم لها، لا يدخل فيه أَحد عليه حريماً للبئر (* قوله «حريماً للبئر» كذا في الأصل، وليست في عبارة ابن الأثير وهي كعبارة أبي عبيد) وتَثَلَّل الترابُ إِذا مارَ فَذَهب وجاء؛ قال أُمية: له نَفَيانٌ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ، تَرى التُّرْبَ منه مائراً يَتَثَلَّلُ وثُلَّ إِذا هَلَكَ، وثُلَّ إِذا اسْتَغْنى. ابن سيده: الثَّلَل، بالتحريك، الهلاك. ثَلَلْت الرجل أَثُلُّه ثَلاًّ وثَلَلاً؛ عن الأَصمعي، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَلاًّ: أَهلكهم؛ قال لبيد: فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَةً، وصُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل أَي بالهلاك، ويروى بالثِّلَل، أَراد الثِّلال (* قوله «أَراد الثلال إلخ» عبارة القاموس وشرحه: والثلة، بالكسر، الهلكة جمع ثلل كعنب، قال لبيد، رضي الله عنه: فصلقنا البيت أَي بالهلكات) جمع ثَلَّة من الغنم فقصر أَي أَغنام يعني يَرْعَوْنها؛ قال ابن سيده: والصحيح الأَول؛ وقال الراجز: إِن يَثْقَفُوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَل أَي بالهلاك.
وثَلَّ البَيْتَ يَثُلُّه ثَلاًّ: هَدَمه، وهو أَن يُحْفَر أَصل الحائط ثم يُدْفَع فيَنْقاض، وهو أَهول الهَدْم.
وتثَلَّل هو: تَهَدَّم وتساقط شيئاً بعد شيء؛ قال طُرَيْح: فيُجْلبُ من جَيْشٍ شَآمٍ بِغارَةٍ، كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل وثُلَّ عَرْشُ فلان ثَلاًّ: هُدِم وزال أَمر قَوْمه.
وفي التهذيب: وزال قِوام أَمره وأَثَلَّه الله.
وقال ابن دريد: ثُلَّ عرشه ثَلاًّ تضعضعت حاله؛ قال زهير: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، وذُبْيانَ قد زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْل كأَنه هُدِم وأُهْلك.
ويقال للقوم إِذا ذهب عِزُّم: قد ثُلَّ عَرْشُهُم. الجوهري: يقال ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَي هَدَم مُلْكَهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رؤي في المنام وسئل عن حاله فقال: كاد يُثَلُّ عَرْشِي أَي يُكْسر ويُهْدَم، وهو مَثَل يضرب للرجل إِذا ذَلَّ وهَلِك، قال: وللعرش ههنا معنيان: أَحدهما السرير والأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فقد ذهب عِزُّه، والثاني البيت يُنْصَبُ بالعيدان ويُظَلَّل، فإِذا هُدِم فقد ذَلَّ صاحبُه.
وثُلَّ عَرْشُه وعُرْشُه: قُتِل؛ وأَنشد: وعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه، وقد ثَلَّ عُرْشيه الحُسامُ المُذْكَّرُ العُرْشان ههنا: مَغْرِزُ العُنقِ في الكاهل؛ وكل ما انهدم من نحو عَرْش الكَرْم والعَريش الذي يُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فقد ثُلَّ.
وثَلَّ الشيء: هَدَمه وكَسَره.
وأَثَلَّه: أَمر بإصلاحه، تقول منه: أَتْلَلْت الشيءَ أَي أَمرت بإِصلاح ما ثُلَّ منه.
وقد أَثْلَلْته إِذا هَدَمْتَه وكسرتَه.
وثَلَّ الدراهم يثُلُّها ثَلاًّ: صَبَّها.
وثَلِيلُ الماء: صَوْت انصبابه؛ عن كراع.
وقال ابن دريد: الثَّلِيل صوت الماء، ولم يَخُصَّ صوت الانصباب.
وثَلَّت الدابة تَثُلُّ أَي راثت، وكذلك كل ذي حافر، ومُهْرٌ مِثَلُّ؛ قال يصف بِرْذَوْناً: مِثَلٌّ على آرِيِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُّ ويروى على آرِيِّه الرَّوْثَ، بنصبه بِمِثَلٌّ؛ قال ابن سيده: وهذا لا يَقْوى لأَن ثَلَّ الذي في معنى راث لا يتعدّى. ابن سيده: ثلَّ الحافرُ راث، وثَلَّ الترابَ المجتمع حَرَّكه بيده أَو كَسَره من أَحد جوانبه.
ويقال: ثَلَلت الترابَ في القبر والبئر أَثُلُّه ثَلاًّ إِذا أَعَدْتَه فيه بعدما تَحْفِره، وفي الصحاح: إِذا هِلْتَه.
وثَلَّة مَثْلولة أَي تُرْبة مكبوسة بعد الحَفْر.
والثُّلْثُل: الهَدْم، بضم الثاءين.
والثُّلْثُل أَيضاً: مِكْيال صغير.
والثِّلْثِلانُ: يَبيسُ الكَلإِ، والضَّمُّ لغة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل.

جزز (لسان العرب) [0]


الجَزَزُ: الصوف لم يستعمل بعدما جُزَّ، تقول: صوف جَزَزٌ.
وجَزَّ الصوفَ والشعر والنخل والحشيش يَجُزُّهُ جَزّاً وجِزَّةً حَسَنَةً؛ هذه عن اللحياني، فهو مَجْزُوزٌ وجَزِيزٌ، واجْتَزَّه: قطعه؛ أَنشد ثعلب والكسائي ليزيد بن الطَّثَرِيَّةِ: وقلتُ لصاحِبي: لا تَحْبِسَنَّا بنَزْعِ أُصُولِهِ، واجْتَزَّ شِيحَا ويروى: واجْدَزَّ، وذكر الجوهري أَن البيت ليزيد ابن الطثرية، وذكره ابن سيده ولم ينسبه لأَحد بل قال: وأَنشد ثعلب؛ قال ابن بري: ليس هو ليزيد وإِنما هو لمُضَرِّسِ بن رِبْعِيٍّ الأَسَدِي؛ وقبله: وفِتْيانٍ شَوَيْتُ لهم شِواءً سَرِيعَ الشَّيِّ، كنت به نَجِيحا فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ في يَعْمَلاتٍ، دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا وقلت لصاحبي: لا تحبسنَّا بنزع أُصوله، واجتزَّ شيحا قال: والبيت . . . أكمل المادة كذا في شعره والضمير في به يعود على الشيء.
والنَّجِيحُ: المُنْجِحُ في عمله.
والمنصل: السيف.
واليعملات: النوق.
والدوامي: التي قد دَمِيَتْ أَيديها من شدّة السير.
والسريح: خِرَقٌ أَو جلود تُشَدُّ على أَخفافها إِذا دَمِيَتْ.
وقوله لا تحبسنا بنزع أُصوله، يقول: لا تحبسنا عن شَيِّ اللحم بأَن تقلع أُصول الشجر بل خذ ما تيسر من قُضْبانِهِ وعيدانه وأَسْرِع لنا في شَيِّه، ويروى: لا تَحْبِسانا، وقال في معناه: إِن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين، كما قال سُوَيْدُ بن كُراعٍ العُكْلِيُّ وكان سويد هذا هجا بني عبد الله بن دارم فاسْتَعْدَوْا عليه سعيدَ بن عثمان فأَراد ضربه فقال سويد قصيدة أَوّلها: تقول ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى: أَلا تَرى إِلى ابن كُراعٍ لا يَزالُ مُفَزَّعا؟ مَخافَةُ هذين الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ رُقادِي، وغَشَّتْني بَياضاً مُقَزَّعا فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ، فازْجُرَا أَراهِطَ تُؤْذِيني من الناسِ رُضَّعا وإِن تَزْجُراني يا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ، وإِن تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا قال: وهذا يدل على أَنه خاطب اثنين سعيد بن عثمان ومن ينوب عنه أَو يَحْضُر معه.
وقوله: فإِن أَنتما أَحكمتماني دليل أَيضاً على أَنه يخاطب اثنين.
وقوله أَحكمتماني أَي منعتماني من هجائه، وأَصله من أَحْكَمْتُ الدابة إِذا جعلتَ فيها حَكَمَةَ اللّجام؛ وقوله: وإِن تدعاني أَحم عِرضاً ممنَّعا أَي إِن تركتماني حَمَيْتُ عِرْضِي ممن يؤذيني، وإِن زجرتماني انزجرت وصبرت.
والرُّضَّعُ: جمع راضع، وهر اللئيم، وخص ابن دُرَيْدٍ به الصُّوف؛ والجَزَزُ والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ: ما جُزَّ منه.
وقال أَبو حاتم: الجِزَّةُ صوف نعجة أَو كبش إِذا جُزَّ فلم يخالطه غيره، والجمع جِزَزٌ وجَزائِزُ؛ عن اللحياني، وهذا كما قالوا ضَرَّةٌ وضَرائِرُ، ولا تَحْتَفِلْ باختلاف الحركتين.
ويقال: هذه جِزَّةُ هذه الشاة أَي صُوفُها المجزوزُ عنها.
ويقال: قد جَزَزْتُ الكَبْشَ والنعجةَ، ويقال في العَنْزِ والتَّيْسِ: حَلَقْتُهما ولا يقال جَزَزْتُهما.
والجِزَّةُ: صوفُ شاةٍ في السنة. يقال: أَقْرِضْني جِزَّةً أَو جِزَّتَيْنِ فتعطيه صوفَ شاة أَو شاتين.
وفي حديث حَمَّادٍ في الصوم: وإِن دخل حَلْقَك جِزَّةٌ فلا تَضُرُّكَ؛ الجِزة، بالكسر: ما يُجَزُّ من صوف الشاة في كل سنة وهو الذي لم تستعمل بعدما جُزَّ،؛ ومنه حديث قتادة، رضي الله عنه، في اليتيم: تكون له ماشية يقوم وليه على إِصلاحها ويُصِيبُ من جِزَزها ورِسْلِها.
وجُزازَةُ كل شيء: ما جُزَّ منه.
والجَزُوزُ، بغير هاء: الذي يُجَزُّ؛ عن ثعلب.
والمِجَزُّ: ما يُجَزُّ به.
والجَزُوزُ والجَزُوزَةُ من الغنم: التي يُجَزُّ صوفها؛ قال ثعلب: ما كان من هذا الضرب اسماً فإِنه لا يقال إِلا بالهاء كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ والحَلُوبَةِ والعَلُوفَةِ، أَي هي مما يُجَزُّ، وأَما اللحيان فقال: إِن هذا الضرب من الأَسماء يقال بالهاء وبغير الهاء، قال: وجَمْع ذلك كله على فُعُلٍ وفَعائِلَ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن فُعُلاً إِنما هو لما كان من هذا الضرب بغير هاء كَرَكُوبٍ ورُكُبٍ، وأَن فعائل إِنما هو لما كان بالهاء كَرَكوبة وركائب.
وأَجَزَّ الرجلَ: جعل له جِزَّةَ الشاةِ.
وأَجَزَّ القومُ: حان جَِزَازُ غنمهم.
ويقال للرجل الضخم اللحية: كأَنه عاضٌّ على جِزَّةٍ أَي على صوف شاة جُزَّتْ.
والجَزُّ: جَزُّ الشعر والصوف والحشيش ونحوه.
وجَزَّ النخلة يَجُزُّها جَزّاً وجِزازاً وجَزازاً؛ عن اللحياني: صَرَمها.
وجَزَّ النخلُ وأَجَزَّ: حانَ أَن يُجَزَّ أَي يُقْطع ثمره ويُصْرم؛ قال طرفة: أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به، فإِذا ما جَزَّ نَجْتَرِمُهْ ويروى: فإِذا أَجَزَّ.
وجَزَّ الزرعُ وأَجَزَّ: حان أَن يزرع.
والجِزازُ والجَزازُ: وقت الجَزّ.
والجِزازُ: حين تُجَزُّ الغنم.
والجِزازُ والجَزازُ أَيضاً: الحَصاد. الليث: الجزاز كالحَصاد واقع على الحِينِ والأَوانِ. يقال: أَجَزَّ النخلُ وأَحْصَد البرُّ.
وقال الفراء: جاءنا وقت الجِزاز والجَزاز أَي زمن الحَصاد وصِرامِ النخل.
وأَجَزَّ النخلُ والبرّ والغنم أَي حانَ لها أَن تُجَزّ.
وأَجَزَّ القومُ إِذا أَجَزَّت غنمهم أَو زرعهم.
واسْتَجَزَّ البرُّ أَي اسْتَحْصَد.
واجْتَزَزْتُ الشِّيحَ وغيرَه واجْدَزَزْتُه إِذا جَزَزْتَه.
وفي الحديث: انا إِلى جَِزازِ النخل؛ هكذا ورد بزايين، يريد به قطع التمر، وأَصله من الجَزّ وهو قص الشعر والصوف، والمشهور في الروايات بدالين مهملتين.
وجِزَازُ الزرع: عَصْفُه.
وجُزازُ الأَديم: ما فَضَل منه وسقط منه إِذا قُطِع، واحدته جُزازَةٌ.
وجَزَّ التمرُ يَجِزّ، بالكسر، جُزُوزاً: يبس، وأَجَزَّ مثله.
وتمر فيه جُزُوز أَي يُبْس.
وخَرَزُ الجَزِيز: شبيه بالجَزْعِ، وقيل: هو عِهْن كان يتخذ مكان الخَلاخِيل.
وعليه جَزَّة من مال: كقولك ضَرَّة من مال.
وجَزَّةُ: اسم أَرض يخرج منها الدَّجَّال.
والجِزْجِزَةُ: خُصْلة من صوف تشد بخيوط يزين بها الهَوْدج.
والجَزاجِزُ: خُصَل العِهْن والصوفِ المصبوغة تعلق على هوادج الظعائن يوم الظعن، وهي الثُّكَن والجَزائِزُ؛ قال الشماخ: هوادِجُ مَشْدُودٌ عليها الجَزائِزُ وقيل: الجَزِيزُ ضرب من الخَرَزِ تزين به جواري الأَعراب؛ قال النابغة يصف نساء شَمَّرن عن أَسْؤُقِهِنَّ حتى بدت خَلاخِيلُهُن: خَرَزُ الجَزِيزِ من الخِدَامِ خَوارِجٌ من فَرْجِ كل وَصِيلَةٍ وإِزارِ الجوهري: الجَزِيزَة خُصْلة من صوف، وكذلك الجِزْجِزَة، وهي عِهْنة تعلق على الهَوْدج؛ قال الراجز: كالقَرِّ ناسَتْ فَوْقَه الجَزاجِزُ والجَزاجِز: المَذاكير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ومُرْقَصَةٍ كَفَفْتُ الخَيْل عنها، وقد هَمَّتْ بإِلْقاءِ الزِّمام فقلت لها: ارْفَعِي منه وسِيرِي وقد لَحِقَ الجَزاجِزُ بالحِزامِ قال ثعلب: أَي قلت لها سيري ولا تُلْقي بيدك وكوني آمنة، وقد كان لحق الحزامُ بِثِيلِ البعير من شدة سيرها، هكذا روي عنه، والأَجود أَن يقول: وقد كان لَحِقَ ثِيلُ البعير بالحزام على موضوع البيت، وإِلا فثعلب إِنما فسره على الحقيقة لأَن الحزام هو الذي ينتقل فيلحق بالثِّيلِ، فأَما الثِّيلُ فملازم لمكانه لا ينتقل.

حكم (لسان العرب) [0]


الله سبحانه وتعالى أَحْكَمُ الحاكمِينَ، وهو الحَكِيمُ له الحُكْمُ، سبحانه وتعالى. قال الليث: الحَكَمُ الله تعالى. الأَزهري: من صفات الله الحَكَمُ والحَكِيمُ والحاكِمُ، ومعاني هذه الأَسماء متقارِبة، والله أعلم بما أَراد بها، وعلينا الإيمانُ بأَنها من أَسمائه. ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى الحَكَمُ والحَكِيمُ وهما بمعنى الحاكِم، وهو القاضي، فَهو فعِيلٌ بمعنى فاعَلٍ، أو هو الذي يُحْكِمُ الأَشياءَ ويتقنها، فهو فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ، وقيل: الحَكِيمُ ذو الحِكمة، والحَكْمَةُ عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.
ويقال لمَنْ يُحْسِنُ دقائق الصِّناعات ويُتقنها: حَكِيمٌ، والحَكِيمُ يجوز أن يكون بمعنى الحاكِمِ مثل قَدِير بمعنى قادر وعَلِيمٍ بمعنى عالِمٍ. الجوهري: الحُكْم الحِكْمَةُ . . . أكمل المادة من العلم، والحَكِيمُ العالِم وصاحب الحِكْمَة.
وقد حَكُمَ أي صار حَكِيماً؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَب: وأَبْغِض بَغِيضَكَ بُغْضاً رُوَيْداً، إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما أي إذا حاوَلتَ أن تكون حَكيِماً.
والحُكْمُ: العِلْمُ والفقه؛ قال الله تعالى: وآتيناه الحُكْمَ صَبِيّاً، أي علماف وفقهاً، هذا لِيَحْيَى بن زَكَرِيَّا؛ وكذلك قوله: الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ وفي الحديث: إنَّ من الشعر لحُكْماً أي إِن في الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسَّفَهِ ويَنهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع الناس بها.
والحُكْمُ: العِلْمُ والفقه والقضاء بالعدل، وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُمُ، ويروى: إن من الشعر لحِكْمَةً، وهو بمعنى الحُكم؛ ومنه الحديث: الخِلافةُ في قُرَيش والحُكْمُ في الأنصار؛ خَصَّهُم بالحُكْمِ لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم، منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ وأُبَيّ بن كَعْبٍ وزيد بن ثابت وغيرهم. قال الليث: بلغني أنه نهى أن يُسَمَّى الرجلُ حكِيماً (* قوله «أن يسمى الرجل حكيماً» كذا بالأصل، والذي في عبارة الليث التي في التهذيب: حكماً بالتحريك)، قال الأزهري: وقد سَمَّى الناسُ حَكيماً وحَكَماً، قال: وما علمتُ النَّهي عن التسمية بهما صَحيحاً. ابن الأثير: وفي حديث أبي شُرَيْحٍ أنه كان يكنى أبا الحَكَمِ فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: إن الله هو الحَكَمُ، وكناه بأَبي شُرَيْحٍ، وإنما كَرِه له ذلك لئلا يُشارِكَ الله في صفته؛ وقد سَمّى الأَعشى القصيدة المُحْكمَةَ حَكِيمَةً فقال: وغَريبَةٍ، تأْتي المُلوكَ، حَكِيمَةٍ، قد قُلْتُها ليُقالَ: من ذا قالَها؟ وفي الحديث في صفة القرآن: وهو الذِّكْرُ الحَكِيمُ أي الحاكِمُ لكم وعليكم، أو هو المُحْكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب، فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ، أُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ.
وفي حديث ابن عباس: قرأْت المُحْكَمَ على عَهْدِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يريد المُفَصَّلَ من القرآن لأنه لم يُنْسَخْ منه شيء، وقيل: هو ما لم يكن متشابهاً لأنه أُحْكِمَ بيانُه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره، والعرب تقول: حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت، ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكِمٌ، لأنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم.
وروى المنذري عن أَبي طالب أنه قال في قولهم: حَكَمَ الله بيننا؛ قال الأصمعي: أصل الحكومة رد الرجل عن الظلم، قال: ومنه سميت حَكَمَةُ اللجام لأَنها تَرُدُّ الدابة؟ ومنه قول لبيد: أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتِها كلَّ حِرْباءٍ، إذا أُكْرِهَ صَلّ والجِنْثِيُّ: السيف؛ المعنى: رَدَّ السيفُ عن عَوْراتِ الدِّرْعِ وهي فُرَجُها كلَّ حِرْباءٍ، وقيل: المعنى أَحْرَزَ الجِنثيُّ وهو الزَّرَّادُ مساميرها، ومعنى الإحْكامِ حينئذ الإحْرازُ. قال ابن سيده: الحُكْمُ القَضاء، وجمعه أَحْكامٌ، لا يكَسَّر على غير ذلك، وقد حَكَمَ عليه بالأمر يَحْكُمُ حُكْماً وحُكومةً وحكم بينهم كذلك.
والحُكْمُ: مصدر قولك حَكَمَ بينهم يَحْكُمُ أي قضى، وحَكَمَ له وحكم عليه. الأزهري: الحُكْمُ القضاء بالعدل؛ قال النابغة: واحْكمْ كحكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ، إذ نَظَرَتْ إلى حَمامٍ سِراعٍ وارد الثَّمَدِ (* قوله «حمام سراع» كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة قديمة من الصحاح، وقال شارح الديوان: ويروى أيضاً شراع بالشين المعجمة أي مجتمعة).
وحكى يعقوب عن الرُّواةِ أن معنى هذا البيت: كُنْ حَكِيماً كفتاة الحي أي إذا قلت فأَصِبْ كما أصابت هذه المرأَة، إذ نظَرَتْ إلى الحمامِ فأَحْصَتْها ولم تُخْطِئ عددها؛ قال: ويَدُلُّكَ على أن معنى احْكُمْ كُنْ حَكِيماً قولُ النَّمر بن تَوْلَب: إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما يريد إذا أَردت أن تكون حَكِيماً فكن كذا، وليس من الحُكْمِ في القضاء في شيء.
والحاكِم: مُنَفّذُ الحُكْمِ، والجمع حُكّامٌ، وهو الحَكَمُ.
وحاكَمَهُ إلى الحَكَمِ: دعاه.
وفي الحديث: وبكَ حاكَمْتُ أي رَفَعْتُ الحُكمَ إليك ولا حُكْمَ إلا لك، وقيل: بكَ خاصمْتُ في طلب الحُكْمِ وإبطالِ من نازَعَني في الدِّين، وهي مفاعلة من الحُكْمِ.
وحَكَّمُوهُ بينهم: أمروه أن يَحكمَ.
ويقال: حَكَّمْنا فلاناً فيما بيننا أي أَجَزْنا حُكْمَهُ بيننا.
وحَكَّمَهُ في الأمر فاحْتَكَمَ: جاز فيه حُكْمُه، جاء فيه المطاوع على غير بابه والقياس فَتَحَكَّمَ، والاسم الأُحْكُومَةُ والحُكُومَةُ؛ قال: ولَمِثْلُ الذي جَمَعْتَ لرَيْبِ الـ ـدَّهْرِ يَأْبى حُكومةَ المُقْتالِ يعني لا يَنْفُذُ حُكومةُ من يَحْتَكِمُ عليك من الأَعداء، ومعناه يأْبى حُكومةَ المُحْتَكِم عليك، وهو المُقْتال، فجعل المُحْتَكِمَ المُقْتالَ، وهو المُفْتَعِلُ من القول حاجة منه إلى القافية، ويقال: هو كلام مستعمَلٌ، يقال: اقْتَلْ عليَّ أي احْتَكِمْ، ويقال: حَكَّمْتُه في مالي إذا جعلتَ إليه الحُكْمَ فيه فاحْتَكَمَ عليّ في ذلك.
واحْتَكَمَ فلانٌ في مال فلان إذا جاز فيه حُكْمُهُ.
والمُحاكَمَةُ: المخاصمة إلى الحاكِمِ.
واحْتَكَمُوا إلى الحاكِمِ وتَحاكَمُوا بمعنى.
وقولهم في المثل: في بيته يُؤْتَى الحَكَمُ؛ الحَكَمُ، بالتحريك: الحاكم؛ وأَنشد ابن بري: أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَيْساً دِماءَنا، وفي الله، إن لم يَحْكُمُوا، حَكَمٌ عَدْلُ والحَكَمَةُ: القضاة.
والحَكَمَةُ: المستهزئون.
ويقال: حَكَّمْتُ فلاناً أي أطلقت يده فيما شاء.
وحاكَمْنا فلاناً إلى الله أي دعوناه إلى حُكْمِ الله.
والمُحَكَّمُ: الشاري.
والمُحَكَّمُ: الذي يُحَكَّمُ في نفسه. قال الجوهري: والخَوارِج يُسَمَّوْنَ المُحَكِّمَةَ لإنكارهم أمر الحَكَمَيْن وقولِهِمْ: لا حُكْم إلا لله. قال ابن سيده: وتحْكِيمُ الحَرُوريَّةِ قولهم لا حُكْمَ إلا الله ولا حَكَمَ إلا اللهُ، وكأَن هذا على السَّلْبِ لأَنهم ينفون الحُكْمَ؛ قال: فكأَني، وما أُزَيِّنُ منها، قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما (* قوله «وما أزين» كذا في الأصل، والذي في المحكم: مما أزين).
وقيل: إنما بدءُ ذلك في أمر عليّ، عليه السلام، ومعاوِيةَ.
والحَكَمان: أَبو موسى الأَشعريُّ وعمرو ابن العاص.
وفي الحديث: إن الجنة للمُحَكّمين، ويروى بفتح الكاف وكسرها، فالفتح هم الذين يَقَعُون في يد العدو فيُنَحيَّرُونَ بين الشِّرْك والقتل فيختارون القتل؛ قال الجوهري: هم قوم من أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بهم ذلك، حُكِّمُوا وخُيِّروا بين القتل والكفر، فاختاروا الثَّبات على الإسلام مع القتل، قال: وأما الكسر فهو المُنْصِفُ من نفسه؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه حديث كعب: إن في الجنة داراً، ووصفها ثم قال: لا يَنْزِلُها إلا نبي أو صِدِّيق أو شَهيد أو مُحَكَّمٌّ في نفسه.
ومُحَكَّم اليَمامَةِ رجل قتله خالد بن الوليد يوم مُسَيْلِمَةَ.
والمْحَكَّمُ، بفتح الكاف (* قوله «والمحكم بفتح الكاف إلخ» كذا في صحاح الجوهري، وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه بكسر الكاف كمحدث، قال ابن الطيب محشيه: وجوز جماعة الوجهين وقالوا هو كالمجرب فانه بالكسر الذي جرب الأمور، وبالفتح الذي جربته الحوادث، وكذلك المحكم بالكسر حكم الحوادث وجربها وبالفتح حكمته وجربته، فلا غلط)، الذي في شعر طَرَفَةَ إذ يقول: ليت المُحَكَّمَ والمَوْعُوظَ صوتَكُما تحتَ التُّرابِ، إذا ما الباطِلُ انْكشفا (* قوله «ليت المحكم إلخ» في التكملة ما نصه: يقول ليت أني والذي يأمرني بالحكمة يوم يكشف عني الباطل وأدع الصبا تحت التراب، ونصب صوتكما لأنه أراد عاذليّ كفّا صوتكما). هو الشيخ المُجَرّبُ المنسوب إلى الحِكْمة.
والحِكْمَةُ: العدل.
ورجل حَكِيمٌ: عدل حكيم.
وأَحْكَمَ الأَمر: أتقنه، وأَحْكَمَتْه التجاربُ على المَثَل، وهو من ذلك.
ويقال للرجل إذا كان حكيماً: قد أَحْكَمَتْه التجارِبُ.
والحكيم: المتقن للأُمور، واستعمل ثعلب هذا في فرج المرأَة فقال: المكَثَّفَة من النساء المحكمة الفرج، وهذا طريف جدّاً. الأزهري: وحَكَمَ الرجلُ يَحْكُمُ حُكْماً إذا بلغ النهاية في معناه مدحاً لازماً؛ وقال مرقش: يأْتي الشَّبابُ الأَقْوَرينَ، ولا تَغْبِطْ أَخاك أن يُقالَ حَكَمْ أي بلغ النهاية في معناه. أبو عدنان: اسْتَحْكَمَ الرجلُ إذا تناهى عما يضره في دِينه أو دُنْياه؛ قال ذو الرمة: لمُسْتَحْكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ من القوم، لا يَهْوى الكلام اللَّواغِيا وأَحْكَمْتُ الشيء فاسْتَحْكَمَ: صار مُحْكَماً.
واحْتَكَمَ الأمرُ واسْتَحْكَمَ: وثُقَ. الأَزهري: وقوله تعالى: كتاب أُحْكِمَتْ آياته فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكيم خبير؛ فإن التفسير جاء: أُحْكِمَتْ آياته بالأمر والنهي والحلالِ والحرامِ ثم فُصِّلَتْ بالوعد والوعيد، قال: والمعنى، والله أعلم، أن آياته أُحْكِمَتْ وفُصِّلَتْ بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على توحيد الله وتثبيت نبوة الأنبياء وشرائع الإسلام، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: ما فرَّطنا في الكتاب من شيء؛ وقال بعضهم في قول الله تعالى: الر تلك آيات الكتاب الحَكِيم؛ إنه فَعِيل بمعنى مُفْعَلٍ، واستدل بقوله عز وجل: الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته؛ قال الأزهري: وهذا إن شاء الله كما قِيل، والقرآنُ يوضح بعضُه بعضاً، قال: وإنما جوزنا ذلك وصوبناه لأَن حَكَمْت يكون بمعنى أَحْكَمْتُ فَرُدَّ إلى الأصل، والله أعلم.
وحَكَمَ الشيء وأَحْكَمَهُ، كلاهما: منعه من الفساد. قال الأزهري: وروينا عن إبراهيم النخعي أنه قال: حَكِّم اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك أي امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك وكما تمنعه من الفساد، قال: وكل من منعته من شيء فقد حَكَّمْتَه وأحْكَمْتَهُ، قال: ونرى أن حَكَمَة الدابة سميت بهذا المعنى لأنها تمنع الدابة من كثير من الجَهْل.
وروى شمرٌ عن أبي سعيد الضّرير أنه قال في قول النخعي: حَكِّمِ اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك؛ معناه حَكِّمْهُ في ماله ومِلْكِه إذا صلح كما تُحكِّمُ ولدك في مِلْكِه، ولا يكون حَكَّمَ بمعنى أَحْكَمَ لأنهما ضدان؛ قال الأَزهري: وقول أبي سعيد الضرير ليس بالمرضي. ابن الأَعرابي: حَكَمَ فلانٌ عن الأمر والشيء أي رجع، وأَحْكَمْتُه أنا أي رَجَعْتُه، وأَحْكَمه هو عنه رَجَعَهُ؛ قال جرير: أَبَني حنيفةَ، أَحْكِمُوا سُفَهاءَكم، إني أَخافُ عليكمُ أَن أَغْضَبا أي رُدُّوهم وكُفُّوهُمْ وامنعوهم من التعرّض لي. قال الأَزهري: جعل ابن الأعرابي حَكَمَ لازماً كما ترى، كما يقال رَجَعْتُه فرَجَع ونَقَصْتُه فنَقَص، قال: وما سمعت حَكَمَ بمعنى رَجَعَ لغير ابن الأَعرابي، قال: وهو الثقة المأْمون.
وحَكَمَ الرجلَ وحَكَّمَه وأَحْكَمَهُ: منعه مما يريد.
وفي حديث ابن عباس: كان الرجل يَرِثُ امرأَةً ذاتَ قاربة فيَعْضُلُها حتى تموتَ أو تَرُدَّ إليه صداقها، فأَحْكَمَ الله عن ذلك ونهى عنه أي مَنَعَ منه. يقال: أَحْكَمْتُ فلاناً أي منعته، وبه سُمِّيَ الحاكمُ لأنه يمنع الظالم، وقيل: هو من حَكَمْتُ الفَرسَ وأَحْكَمْتُه وحَكَّمْتُه إذا قَدَعْتَهُ وكَفَفْتَه.
وحَكَمْتُ السَّفِيه وأَحْكَمْتُه إذا أَخذت على يده؛ ومنه قول جرير: أَبَني حنيفة، أحْكِمُوا سُفهاءكم وحَكَمَةُ اللجام: ما أَحاط بحَنَكَي الدابة، وفي الصحاح: بالحَنَك، وفيها العِذاران، سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد، مشتق من ذلك، وجمعه حَكَمٌ.
وفي الحديث: وأَنا آخذ بحَكَمَة فرسه أي بلجامه.
وفي الحديث: ما من آدميّ إلا وفي رأْسه حَكَمَةٌ، وفي رواية: في رأْس كل عبد حَكَمَةٌ إذا هَمَّ بسيئةٍ، فإن شاء الله تعالى أن يَقْدَعَه بها قَدَعَه؛ والحَكَمَةُ: حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحَنَكِهِ تمنعه عن مخالفة راكبه، ولما كانت الحَكَمَة تأْخذ بفم الدابة وكان الحَنَكُ متَّصلاً بارأْس جعلها تمنع من هي في رأْسه كما تمنع الحَكَمَةُ الدابة.
وحَكَمَ الفرسَ حَكْماً وأَحْكَمَهُ بالحَكَمَةِ: جعل للجامه حَكَمَةً، وكانت العرب تتخذها من القِدِّ والأَبَقِ لأن قصدهم الشجاعةُ لا الزينة؛ قال زهير: القائد الخَيْلَ مَنْكوباً دوائرُها، قد أُحْكِمَتْ حَكَمات القِدِّ والأَبَقا يريد: قد أُحْكِمَتْ بحَكَماتِ القِدِّ وبحَكَماتِ الأَبَقِ، فحذف الحَكَمات وأَقامَ الأَبَقَ مكانها؛ ويروى: مَحْكومَةً حَكَماتِ القِدِّ والأبَقا على اللغتين جميعاً؛ قال أبو الحسن: عَدَّى قد أُحْكِمَتْ لأن فيه معنى قُلِّدَتْ وقُلِّدَتْ متعدّية إلى مفعولين. الأزهري: وفرس مَحْكومةٌ في رأْسها حَكَمَةٌ؛ وأنشد: مَحْكومة حَكَمات القِدِّ والأبقا وقد رواه غيره: قد أُحْكِمَتْ، قال: وهذا يدل على جواز حَكَمْتُ الفرس وأَحْكَمْتُه بمعنى واحد. ابن شميل: الحَكَمَةُ حَلْقَةٌ تكون في فم الفرس.
وحَكََمَةُ الإنسان: مقدم وجهه.
ورفع الله حَكَمَتَةُ أي رأْسه وشأْنه.
وفي حديث عمر: إن العبد إذا تواضع رفع اللهُ حَكَمَتَهُ أي قدره ومنزلته. يقال: له عندنا حَكَمَةٌ أي قدر، وفلان عالي الحَكَمَةِ، وقيل: الحَكَمَةُ من الإنسان أسفل وجهه، مستعار من موضع حَكَمَةِ اللجام، ورَفْعُها كناية عن الإعزاز لأَن من صفة الذَّليل تنكيسَ رأْسه.
وحَكَمة الضائنة: ذَقَنُها. الأزهري: وفي الحديث: في أَرْش الجِراحات الحُكومَةُ؛ ومعنى الحُكومة في أَرش الجراحات التي ليس فيها دِيَةٌ معلومة: أن يُجْرَحَ الإنسانُ في موضع في بَدَنه يُبْقِي شَيْنَهُ ولا يُبْطِلُ العُضْوَ، فيَقْتاس الحاكم أَرْشَهُ بأن يقول: هذا المَجْروح لو كان عبداً غير مَشينٍ هذا الشَّيْنَ بهذه الجِراحة كانت قيمتُه ألفَ دِرْهمٍ، وهو مع هذا الشين قيمتُه تِسْعُمائة درهم فقد نقصه الشَّيْنُ عُشْرَ قيمته، فيجب على الجارح عُشْرُ دِيَتِه في الحُرِّ لأن المجروح حُرٌّ، وهذا وما أَشبهه بمعنى الحكومة التي يستعملها الفقهاء في أَرش الجراحات، فاعْلَمْه.
وقد سَمَّوْا حَكَماً وحُكَيْماً وحَكِيماً وحَكّاماً وحُكْمان.
وحَكَمٌ: أبو حَيٍّ من اليمن.
وفي الحديث: شَفاعَتي لأهل الكبائر من أُمتي حتى حَكَم وحاءَ؛ وهما قبيلتان جافِيتان من وراء رمل يَبرين.

سرف (لسان العرب) [0]


السَّرَف والإسْرافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ.
وأَسرفَ في ماله: عَجِلَ من غير قصد، وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ في غير طاعة اللّه، قليلاً كان أَو كثيراً.
والإسْرافُ في النفقة: التبذيرُ.
وقوله تعالى: والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا؛ قال سفيان: لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم يُقَصِّروا به عن حقه؛ وقوله ولا تُسْرِفوا، الإسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله، وقيل: هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللّه، وقال سفيان: الإسْراف كل ما أُنفق في غير طاعة اللّه، وقال إياسُ بن معاوية: الإسرافُ ما قُصِّر به عن حقّ اللّه.
والسَّرَفُ: ضدّ القصد.
وأَكَلَه سَرَفاً أَي . . . أكمل المادة في عَجَلة.
ولا تأْكلُوها إسْرافاً وبِداراً أَن يَكْبَرُوا أَي ومُبادَرة كِبَرهِم، قال بعضهم: إِسْرافاً أَي لا تَأَثَّلُوا منها وكلوا القوت على قدر نَفْعِكم إياهم، وقال بعضهم: معنى من كان فقيراً فليأْكل بالمعروف أَي يأْكل قَرْضاً ولا يأْخذْ من مال اليتيم شيئاً لأَن المعروف أَن يأْكل الإنسان ماله ولا يأْكل مال غيره، والدليل على ذلك قوله تعالى: فإذا دفعتم إليهم أَموالهم فأَشْهِدُوا عليهم.
وأَسْرَفَ في الكلام وفي القتل: أَفْرَط.
وفي التنزيل العزيز: ومَن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سُلطاناً فلا يُسرِف في القتل؛ قال الزجاج: اخْتُلِفَ في الإسراف في القتل فقيل: هو أَنْ يقتل غير قاتل صاحبه، وقيل: أَن يقتل هو القاتلَ دون السلطان، وقيل: هو أَن لا يَرْضى بقتل واحد حتى يقتل جماعةً لشرف المقتول وخَساسة القاتل أَو أَن يقتل أَشرف من القاتل؛ قال المفسرون: لا يقتل غير قاتله وإذا قتل غير قاتله فقد أَسْرَفَ، والسَّرَفُ: تجاوُزُ ما حُدَّ لك.
والسَّرَفُ: الخطأُ، وأَخطأَ الشيءَ: وَضَعَه في غير حَقِّه؛ قال جرير يمدح بني أُمية: أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثمانِيةٌ، ما في عَطائِهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ أَي إغْفالٌ، وقيل: ولا خطأ، يريد أَنهم لم يُخْطِئوا في عَطِيَّتِهم ولكنهم وضَعُوها موضعها أَي لا يخْطِئون موضع العَطاء بأَن يُعْطُوه من لا يَسْتَحقُّ ويحرموه المستحق. شمر: سَرَفُ الماء ما ذهَب منه في غير سَقْي ولا نَفْع، يقال: أَروت البئرُ النخيلَ وذهب بقية الماء سَرَفاً؛ قال الهذلي: فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِيّةِ وَسْطَها، سَرَفُ الدِّلاء من القَلِيبِ الخِضْرِم وسَرِفْتُ يَمينَه أَي لم أَعْرِفْها؛ قال ساعِدةُ الهذلي: حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ يَمِينَه، ولِكُلِّ ما قال النُّفُوسُ مُجَرّبُ يقول: ما أَخْفَيْتُك وأَظْهَرْت فإنه سيظهر في التَّجْرِبةِ.
والسَّرَفُ: الضَّراوةُ.
والسَّرَفُ: اللَّهَجُ بالشيء.
وفي الحديث: أَنَّ عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الخمر؛ يقال: هو من الإسْرافِ، وقال محمد بن عمرو: أَي ضَراوةً كضراوةِ الخمر وشدّة كشدَّتها، لأَن من اعتادَه ضَرِيَ بأَكله فأَسْرَفَ فيه، فِعْلَ مُدَمِن الخمر في ضَراوته بها وقلة صبره عنها، وقيل: أَراد بالسرَفِ الغفلة؛ قال شمر: ولم أَسمع أَن أحداً ذَهب بالسَّرَفِ إلى الضراوة، قال: وكيف يكون ذلك تفسيراً له وهو ضدّه؟ والضراوة للشيء: كثرةُ الاعتِياد له، والسَّرَف بالشيء: الجهلُ به، إلا أَن تصير الضراوةُ نفسُها سَرَفاً، أَي اعتيادُه وكثرة أَكله سرَفٌ، وقيل: السّرَفُ في الحديث من الإسرافِ والتبذير في النفقة لغير حاجة أَو في غير طاعة اللّه، شبهت ما يَخْرج في الإكثار من اللحم بما يخرج في الخمر، وقد تكرر ذكر الإسراف في الحديث، والغالب على ذكره الإكثار من الذُّنُوب والخطايا واحْتِقابِ الأَوْزار والآثام.
والسَّرَفُ: الخَطَأُ.
وسَرِفَ الشيءَ، بالكسر، سَرَفاً: أَغْفَلَه وأَخطأَه وجَهِلَه، وذلك سَرْفَتُه وسِرْفَتُه.
والسَّرَفُ: الإغفالُ.
والسَّرَفُ: الجَهْلُ.وسَرِفَ القومَ: جاوَزهم.
والسَّرِفُ: الجاهلُ ورجل سَرِفُ الفُؤاد: مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه؛ قال طَرَفةُ: إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد يَرى عَسَلاً بماء سَحابةٍ شَتْمِي سَرِفُ الفؤاد أَي غافل، وسَرِفُ العقل أَي قليل. أَبو زيادٍ الكلابي في حديث: أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم.
وقوله تعالى: من هو مُسْرِفٌ مُرْتاب؛ كافر شاكٌّ.
والسرَفُ: الجهل.
والسرَفُ: الإغْفال. ابن الأَعرابي: أَسْرَفَ الرجل إذا جاوز الحَدَّ، وأَسْرَفَ إذا أَخْطأَ، وأَسْرَفَ إذا غَفَل، وأَسرف إِذا جهِلَ.
وحكى الأَصمعي عن بعض الأعرابي وواعده أَصحاب له من المسجد مكاناً فأخلفهم فقيل له في ذلك فقال: مررت فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم.
والسُّرْفةُ: دُودةُ القَزِّ، وقيل: هي دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تبني بيتاً حسَناً تكون فيه، وهي التي يُضرَبُ بها المثل فيقال: أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، وقيل: هي دُويبة صغيرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها بيتاً من عِيدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت، وقيل: هي دابة صغيرة جدّاً غَبْراء تأْتي الخشبة فَتَحْفِرُها، ثم تأْتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أُخرى ثم أُخرى ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت؛ قال أَبو حنيفة: وقيل السُّرْفةُ دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي، تكون في الحَمْض تبني بيتاً من عيدان مربعاً، تَشُدُّ أَطراف العيدان بشيء مثل غَزْل العنكبوت، وقيل: هي الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأْكل ورقه وتُهْلِكُ ما بقي منه بذلك النسج، وقيل: هي دودة مثل الإصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتى تُعَرِّيَها، وقيل: هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصْبع طولاً كالقرطاس ثم تدخله فلا يُوصل إليها، وقيل: هي دويبة خفيفة كأَنها عنكبوت، وقيل: هي دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بَعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناووس ثم تدخل فيه وتموت.
ويقال: أَخفُّ من سُرْفة.
وأَرض سَرِفةٌ: كثيرة السُّرْفةِ، ووادٍ سَرِفٌ كذلك.
وسَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكل حتى كأَنَّ السرفة أَصابته.
وسُرِفَتِ الشجرةُ: أَصابتها السُّرْفةُ.
وسَرِفَةِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إذا أَكلت ورَقها؛ حكاه الجوهري عن ابن السكيت.
وفي حديث ابن عمر أَنه قال لرجل: إذا أَتيتَ مِنًى فانتهيت إلى موضع كذا فإن هناك سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَفْ، سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً فانزل تحتها؛ قال اليزيدي: لم تُسْرَفْ لم تُصِبْها السُّرْفةُ وهي هذه الدودة التي تقدَّم شرحها. قال ابن السكيت: السَّرْفُ، ساكن الراء، مصدر سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إذا وقعت فيها السُّرْفةُ، فهي مَسْرُوفةٌ.
وشاة مَسروفَةٌ: مقطوعة الأُذن أَصلاً.
والأَُسْرُفُّ: الآنُكُ، فارسية معرَّبة.
وسَرِفٌ: موضع؛ قال قيس بن ذَريحٍ: عَفا سَرِفٌ من أَهْله فَسُراوِعُ وقد ترك بعضهم صَرْفَه جعله اسماً للبقعة؛ ومنه قول عيسى بن أَبي جهمة الليثي وذكر قيساً فقال: كان قَيْسُ بن ذَريحٍ منَّا، وكان ظريفاً شاعراً، وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْدٍ وسَرِف وحولَ مكة في بواديها. غيره: وسَرِف اسم موضع.
وفي الحديث: أَنه تزوّج مَيْمُونةً بِسَرِف، هو بكسر الراء، موضع من مكة على عشرة أَميال، وقيل: أَقل وأكثر.
ومُسْرِفٌ: اسم، وقيل: هو لقب مسلم بن عُقْبَةَ المُرِّي صاحب وقْعةٍ الحَرَّة لأَنه قد أَسْرفَ فيها؛ قال عليّ بن عبد اللّه بن العباس: هُمُ مَنَعُوا ذِمارِي، يومَ جاءتْ كتائِبُ مُسْرِفٍ، وبنو اللَّكِيعَهْ وإسرافيلُ: اسم أعْجمي كأَنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش: ويقال في لغة إسْرافِينُ كما قالوا جِبْرِينَ وإِسْمعِينَ وإسْرائين، واللّه أَعلم.

سبط (العباب الزاخر) [0]


شَعَر سَبَطٌ -بالتحّريك- وسبطِ -مثالُ كتفٍ- وسبْط -بالفتحْ-: أي مُسْترْسلّ غير جعدٍ لا حجنةَ فيه.
وكان شَعرَ رُسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لا جعدْاً ولا سبطاً.
وقد سبطِ شعرهُ -بالكسرْ- يسبطُ سبطاً الرّجلُ -بالضمُ- سبوْطاص وسبوطةّ وسباطةَ من قوْم سباطٍ، قال:
هل يروْياً ذَوْدَك نزْعّ معدُ      وساقيانِ سبطّ وجـعـدُ

آخرُ قالت سلَيْمى:
لا أحِبَّ الـجـعْـديْنْ      ولا السباطَ إنهم مناتيْنْ

ورجلّ سبطْ الجسمِ وسبطِ الجسمِ -مثال فخذٍ وفخذٍ-: إذا كان حسن القدّ والاسْتواءِ، قال:
فجاءَتْ به سبطْ العظام كأنَّما      عمِامتهُ بين الرّجالِ لـواءُ

وسبطةُ بن المنذرِ السّلْيحيّ كان يلي جبايةَ بني سَلْيحٍ. والسبطُ -بالتحريكِ-: نَبْتّ، وقال أبو عبيدٍ: السبطُ: النصيّ مادامَ رطباً . . . أكمل المادة فإذا يبسَ فهو الحليّ، وقال الدّينوري: قال أبو زيادٍ: من الشجرٍ السبطُ ومنبتهُ الرّمالُ؛ سلُبّ طوالّ في السماءِ دقاق العيْدانِ تأكله الغنمّ والإبلُ ويحتشه الناسُ فَيبْيعونهَ على الطرقّ؛ وليس له زهرة ولاشوْكة؛ وله ورَقً دقاقِ على قدْرِ الكرّاث أولّ ما يخرجُ الكرّاثُ.
وفي تصداقَ مناَبتهِ من الرّمْل قال ذو الرمةّ:
بين النهارّ وبين اللّيلْ من عَقدٍ      على جوانبه الأسْباطُ والهدَبُ


والبسط -أيضاً-: مماّ إذا جفّ ابيضْ وأشبهَ الشّيْب؛ بمنزلة الثغام، ولذلك قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلَمة بن عامرِ بن هرْمةَ:
رأتْ شمطاً تخصّبه المـنـايا      شواةَ الرّأس كالسّبِط المحْيلِ

قال: وزَعَم بعضُ الرواةِ أن أن العَربَ تقولُ: الصليانُ خبزُ الإبلِ والسبطُ، قال وأخْبرني أعرابيّ من عنزةَ قال: السبطُ نباتهُ نباتُ الدخنِ الكبارِ دونَ الذرِة وله حبَ كحبُ البزْرِ لا يخرجُ من أكمتهِ إلاّ بالدقُ، والناسُ يسْتخرجونهِ ويأكُلونهَ خبزا وطبْخاً. وقال غيره: أرضّ مسْبطة: كثيرةُ السبطِ. وقال اللْيثُ: السبطانةَ: قناةُ جوْفاءُ مضروْبةّ بالعقَبِ يرمىْ فيها بسهامٍ صغارٍ تنفخُ نفخاً فلا تكادُ تخطي. وسباطِ -مثالُ-: اسْمّ للحمّى، قال المتنّخلُ الهذليّ:
أجزْتُ بقتيةٍ بيضْ خفافٍ      كأنهمُ تملهمُ سـبـاطِ

ويقال: سباطِ حمىً نافّض، يقال: سبِطَ -على ما لم يسُمّ فاعله-: إذا حُمّ، وذلك أنَّ الإنسان يسبط إذا أخذتهْ أي يتمددُ ويستْرْخي وسباطُ وشباطُ -بالسينّ والشين وبالضمّ فيهما-: اسْمُ شهرٍ من الشّهور بالرّوِميةْ، ذكر ذلك أبو عمر الزّاهد في يلاقوتهِ الجلْعَمِ وقال: يصْرَفُ ولا ممَطْبخةُ يصْرفُ. والبساطة: الكناسةُ، وروى المغيرةُ بن شعْبة: أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أتى سباطة قومٍ فبالَ قائماً وتوضأ ومسحَ على ناصيته وخفيهْ، وإنما بالَ قائماً لجرحٍ كان بمأبضه.
وهي الكناسة التي تطرحَ كلّ يومٍ بأفنيةِ البيوتِ فَتكثرُ: من: سبطَ عليه العطاءَ: إذا تابعه وأكثره. والسّاباطُ: سقْيفَةً بين حائطيْنِ تحتهْا طريقّ،والجمعُ: سوابيطُ وساباطاتّ، وفي المثلِ: أفارَغُ من حجام ساباطَ، قال الأصمعيُّ: هو ساباطُ كسْرى بالمدَائن: وهو بالعجميةَ بلاسْ أبادْ، قال:
وبلاسُ اسْمُ رجلٍ،من الموتٍ ربهُ      بساباطَ حتىّ مات وهو محزرَقُ

ويروْى: "فأصْبحَ لم يمنعْه كيْدّ وحْيّةَ بساباط"، ويرْوى: "محرزق"، يذكر النعمانَ بن المنذرِ وكان أبروِيْز حبسهَ بساباط ثمّ ألقاه تحت أرجلِ الفيلةِ. وحَجّامُ ساباطَ: كان حجّاماً مُلازِماً ساباطَ المدائنِ؛ فإذا مّر به جندّ قد ضرب عليهم البعْثُ حجَمهم نَسيْئةً بِدانقٍ واحدٍ إلى وَقْتِ قُفوْلهم، وكان معَ ذلك يمرّ عليه الأسبوعُ والأسبوعانِ ولا يدْنو منه أحدّ، فَعْند ذلك كان يخرجُ أمّة فَيحْجمها ليريّ الناسَ أنه غيرُ فارغٍ ولئلاّ يقرعَ بالبطالةِ، فما زالّ ذلك دَأبه حتى أنزْفَ دمهاَ فماتتْ فجاءَةُ، فصارَ مثلاً، قال:
مَطْبخهُ قفْرً وطباخـهُ      أفْرَغُ من حَجامِ ساباطِ

وقيل: انه حجمَ كِسْرى أبرويزَ مرّةً في سَفرِه ولم يعدْ: لأنه أغْناه عن ذلم. وساباطُ: بليْدَة بما وراءَ النهرِ. والسبطْ: واحدُ الأسْباطِ، وهم وَلدُ الوَلدِ. والحسنُ والحسْينُ -رضيَ الله عنهما-: سِبْطا رَسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقال الأزهري: الأسْبّاطُ في بنيَ إسحاق: بمنزلة القبائل في بنيَ إسماعيل -صلواتُ الله عليهما-، يقال: سموْا بذلك ليفَصلَ بين أولادِهما. قال: ومعنىْ القبيلةِ معْنى الجماعةِ، يقال لكل جماعةٍ من أبٍ ولأمٍ: قبيلةّ، ويقال لكل جمع من آباءٍ شَتّى: قبيلّ وهو شجرةَ لها أغْصان كثيرةُ وأصْلُها واحدّ كأنّ الوالدَ بمنزلةِ الشّجرة والأولاد بمنزلة أغُصانهاِ. وفي حديث النبي: -صلى الله عليه وسلم-: حسيّنْ منيّ وأنا من حُسيْنٍ؛ أحبّ الله منْ أحب حسيْناً، حسينّ سبطّ من الأسْباط. قال أبو بكر: أي الأعْرابيّ عن الأعْرابيّ عن الأسْباطُ فقال:هم خاصةُ الأوْلاد. والأسْباطُ من بني إسرائيل كالقبائل من العرب.
وقوله تعالى: (وقطعْناهم اثْنتيْ عشرةَ أسْباطاً أمماّ) فإنما أنث لأنه أرادَ اثنتي عشرةَ فرقةً،ثم أخْبر أنّ الفارق أسبْاطّ، وليس الأسباطُ بتفسْير ولكنه بدلّ من اثنتي عشرة، لأن التفسير لا يكونُ إلاّ واحداً منكوْراً كقولك: اثنا عشر درهماً ولا يجوز دراهم. وقال ابن دريدٍ: غلطَ العجاج أو روبة فقال:
كأنه سبط من الأسباط      أرادَ رجــــلاً،

وهذا غلط. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب: لرؤبة أرْجوزة أولها:
مجْهولةٍ تغْتالُ خَطوَ الخاطي     



والمشَطورُ الذي شكّ ابن دريدٍ في قائلهِ من هذه الأرجوزة. ورجلّ سبطِ بالمعارْف: إذا كان سَهْلاً. وقال شمر: مطر سبطّ: أي متدارك سحّ، وسباطته: سعته وكثرتهُ، قال القطاميّ:
صَافتْ تعمجُ أعْناق السيولِ به      من باكرٍ سبطٍ أو رائحٍ يبلُ

أرادَ بالسبطِ: المطرَ الواسعَ الكثيرَ.
وإذا كان الرجلُ سْمعَ الكفينِ قيل: إنهَ لسبطُ الكفينِ. وسبْسَطيةُ: بلدّ من نواحي فلسطين من أعمالِ نابلس فيه قبرُ زكرياءَ ويحيى -صلوات الله عليهما- وأسْبطَ: أطَرقَ وسكنَ. وأسَبط في نوَمهِ: غَمّض وأسْبطَ عن الامْرِ: تغابي وقولهم: مالي أراك مَسْبطاً: أي مدلياً رأسكَ كالمهتمّ مستْرخيَ البدنِ.
وأسْبطَ: أي امتْدّ وانْبسطَ من الضربْ، ومنه حدَيث عائشة -رضي الله عنها-: أنها كانت تضرّبُ اليَتيم يكون في حجرْهاِ حتىّ يسبِط: أي يمتدّ على وَجْه الأرضِ. يقال: دَخْلتُ على المريضِ فتركْتهُ مُسْبطاً: أي ملقى لا يتحركُ ولا يتكلُم، قال:
قد لبِثَتْ من لذّضةِ الخلاَطِ      قد أسْبطتْ وأيما إسباطِ

يعْني امرأةً أتيتْ فلما ذاقَتِ العسْيلة مدتْ نفسها على الأرْض. والتسْبيطُ في النّاقةِ كالرحاَع.
ويقالُ أيضاً: سبطتٍ النعْجةُ: إذا أسْقَطتْ.
وقال أبو زَيدٍ: يقال للنّاقةِ إذا ألقتْ ولدها قبلَ أن يسْتَبيْنَ خلْقُه: قد سبطتْ، وكذلك قاله الأصمعي. والترْكيبُ يدلّ على امتْدادِ الشْيءِ.

عون (لسان العرب) [0]


العَوْنُ: الظَّهير على الأَمر، الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيه سواء، وقد حكي في تكسيره أَعْوان، والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة: جاء معها أَعْوانها؛ يَعْنون بالسنة الجَدْبَ، وبالأَعوان الجراد والذِّئاب والأَمراض، والعَوِينُ اسم للجمع. أَبو عمرو: العَوينُ الأَعْوانُ. قال الفراء: ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ.
وتقول: أَعَنْتُه إعانة واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ به فأَعانَني، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن تحته ثلاثي معتل، أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه، وإن لم يُنْطَق بثُلاثِيَّة، فإِنه في حكم المنطوق به، وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين، وقد شاع الإِعلال في هذا الأَصل، فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن ثلاثية وإن لم يكن . . . أكمل المادة مستعملاً فإِنه في حكم ذلك، والإسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون؛ قال الأَزهري: والمَعُونة مَفْعُلة في قياس من جعله من العَوْن؛ وقال ناسٌ: هي فَعُولة من الماعُون، والماعون فاعول، وقال غيره من النحويين: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل المَغُوثة من الغَوْث، والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق، والمَشُورة من أَشارَ يُشير، ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ، وهو شاذ لأَنه ليس في كلام العرب مَفْعُل بغير هاء. قال الكسائي: لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ، بضم العين، إلاَّ حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما: المَعُون، والمَكْرُم؛ قال جميلٌ: بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا إنْ لزِمْتِه، على كَثْرة الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ يقول: نِعْمَ العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة، وإن كثروا؛ وقال آخر: ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ (* قوله «ليوم مجد إلخ» كذا بالأصل والمحكم، والذي في التهذيب: ليوم هيجا).
وقيل: مَعُونٌ جمع مَعونة، ومَكْرُم جمع مَكْرُمة؛ قاله الفراء.
وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا: أَعان بعضهم بعضاً. سيبويه: صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو تعاونوا؛ وقالوا: عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً، صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف قبلها. قال ابن بري: يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً؛ قال ذو الرمة: فكيفَ لنا بالشُّرْبِ، إنْ لم يكنْ لنا دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ، ولا نَقْدُ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم يَنْبَري لنا فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ، شِيمَتُه الحَمْدُ؟ وتَعاوَنَّا: أَعان بعضنا بعضاً.
والمَعُونة: الإِعانَة.
ورجل مِعْوانٌ: حسن المَعُونة.
وتقول: ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه، وهو وجمع مَعُونة.
ورجل مِعْوان: كثير المَعُونة للناس.
واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني وعاونَني.
وفي الدعاء: رَبِّ أَعنِّي ولا تُعِنْ عَليَّ.
والمُتَعاوِنة من النساء: التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم؛ قال الأَزهري: امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ حَجْمُها.
والنحويون يسمون الباء حرف الاستعانة، وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه الأَفعال. قال الليث: كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك، كالصوم عَوْنٌ على العبادة، والجمع الأَعْوانُ.
والعَوانُ من البقر وغيرها: النَّصَفُ في سنِّها.
وفي التنزيل العزيز: لا فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك؛ قال الفراء: انقطع الكلام عند قوله ولا بكر، ثم استأْنف فقال عَوان بين ذلك، وقيل: العوان من البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ. أَبو زيد: عانَتِ البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً؛ والعَوان: النَّصَفُ التي بين الفارِضِ، وهي المُسِنَّة، وبين البكر، وهي الصغيرة.
ويقال: فرس عَوانٌ وخيل عُونٌ، على فُعْلٍ، والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها، وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود؛ وقال زهير: تَحُلُّ سُهُولَها، فإِذا فَزَعْنا، جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ. فَزَعْنا: أَغَثْنا مُسْتَغيثاً؛ يقول: إذا أَغَثْنا ركبنا خيلاً، قال: ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل، وأَراد أَنهم شُجْعان، فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا. أَبو زيد: بَقَرة عَوانٌ بين المُسِنَّةِ والشابة. ابن الأَعرابي: العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ بين السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير. قال الجوهري: العَوَان النَّصَفُ في سِنِّها من كل شيء.
وفي المثل: لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ؛ قال ابن بري: أَي المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار. قال ابن سيده: العَوانُ من النساء التي قد كان لها زوج، وقيل: هي الثيِّب، والجمع عُونٌ؛ قال: نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ، طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي. تقول منه: عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً، وعانت تَعُونُ عَوْناً.
وحربٌ عَوان: قُوتِل فيها مرة (* قوله: مرة، أي مرّةً بعد الأخرى). كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً، قال: وهو على المَثَل؛ قال: حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ، خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ وحَرْبٌ عَوَان: كان قبلها حرب؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جهل: ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟ بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي، لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً؛ العُونُ: جمع العَوان، وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى المُراجَعة؛ ومنه الحرب العَوانُ أَي المُتَردّدة، والمرأَة العَوان وهي الثيب، يعني أَن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية.
ونخلة عَوانٌ: طويلة، أَزْدِيَّة.
وقال أَبو حنيفة: العَوَانَةُ النخلة، في لغة أَهل عُمانَ. قال ابن الأََعرابي: العَوانَة النخلة الطويلة، وبها سمي الرجل، وهي المنفردة، ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة. قال ابن بري: والعَوَانة الباسِقَة من النخل، قال: والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من الرمل فتدور أَشواطاً كثيرة. قال الأَصمعي: العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون في وسط الرَّمْلة اليتيمة، وهي المنفردة من الرملات، فتظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص، قال: ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ، قال: والعَوانة الدابة، سمي الرجل بها.
وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه.
والعَانة: القطيع من حُمُر الوحش.
والعانة: الأَتان، والجمع منهما عُون، وقيل: وعانات. ابن الأَعرابي: التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته.
والتَّوْعِينُ: السِّمَن.
وعانة الإِنسان: إِسْبُه، الشعرُ النابتُ على فرجه، وقيل: هي مَنْبِتُ الشعر هنالك.
واسْتَعان الرجلُ: حَلَقَ عانَتَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ، لم يَسْتَعِنْ، وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ. البُرام: القُرادُ، لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِقْ عانته، وحَوامي الموتِ: حوائِمُه فقلبه، وهي أَسباب الموت.
وقال بعض العرب وقد عرَضَه رجل على القَتْل: أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ.
وتَعَيَّنَ: كاسْتَعان؛ قال ابن سيده: وأَصله الواو، فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ، وإِما أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ، وهو أَضعف القولين إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ، فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل. الجوهري: العانَة شعرُ الركَبِ. قال أَبو الهيثم: العانة مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة، وفوق الذكر من الرجل، والشَّعَر النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ والإِسْبُ؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب.
وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي جماعتهم وحُرْمَتِهم؛ هذه عن اللحياني، وقيل: هو قائم بأَمرهم.
والعانَةُ: الحَظُّ من الماء للأَرض، بلغة عبد القيس.
وعانَةُ: قرية من قُرى الجزيرة، وفي الصحاح: قرية على الفُرات، وتصغير كل ذلك عُوَيْنة.
وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ، جَمَعُوا كما ثَنَّوْا.
والعانِيَّة: الخَمْر، منسوبة إليها. الليث: عاناتُ موضع بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة؛ قال زهير: كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَةَ، لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا.
وربما قالوا عاناتٌ كما قالوا عرفة وعَرَفات، والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات وأَذْرِعات؛ قال ابن بري: شاهد عانات قول الأَعشى: تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً، ورَجَّى خَيرَها عاماً فعاما. قال: وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه: تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين، وأَذرعاتِ بغير تنوين، وأَذرعاتَ بفتح التاء؛ قال: وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه.
وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانةُ: أَسماء.
وعَوانة وعوائنُ: موضعان؛ قال تأبَّط شرّاً: ولما سمعتُ العُوصَ تَدْعو، تنَفَّرَتْ عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا.
ومَعانُ: موضع بالشام على قُرب مُوتة؛ قال عبد الله ابن رَواحة: أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ، وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ.

فتا (لسان العرب) [0]


الفتاء: الشَّباب.
والفَتى والفَتِيَّةُ: السابُّ والشابَّةُ ، والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء.
ويقال: افْعَلْ ذلك في فَتائِه.
وقد فَتِيَ، بالكسر، يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن الفَتاء، وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد؛ قال أَبو عبيد: الفَتاء، ممدود، مصدر الفَتِيِّ؛ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري قال: إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً، فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره، واستعاره في الناس وهو من مصادر الفَتيِّ من الحيوان، ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا، قال: ويجمع الفَتِيُّ في السن أَفْتاء. الجوهري: والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ، واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام؛ وقوله أَنشده ثعلب: وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ . . . أكمل المادة أَلُوذُ به، فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ فسر فتى شيخ فقال أَي هو في حَزْم المشايخ، والجمع فتْيان وفِتْية وفِتْوة؛ الواو عن اللحياني ، وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ. قال سيبويه: ولم يقولوا أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة. قال الأزهري: وقد يجمع على الأَفْتاء. قال القتيبي: ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرجال، يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر: إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ، ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَان قال ابن هرمة: قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى، ورِداؤُه خَلَقٌ، وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ وقال الأَسود بن يعفر: ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا * قَتَلاً وسَبْياً، بَعدَ طُولِ تَآدي في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى، * لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ، * ويَزيدُ رافِدُهُمْ على الرُّفَّادِ قال ابن الكلبي: هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أُم كَهْف فلم يُزوّجوه، فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم؛ وقال أَبوها: أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك، كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ، وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ؟ وقد سماه الجوهري فقال: خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أُم كهف، قال: وزيد ههنا قبيلة، والأُنثى فَتاة، والجمع فَتَياتٌ.
ويقال للجارية الحدثة فَتاة وللغلام فَتًى، وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ، والفتى فُتَيٌّ، وزعم يعقوب أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان، فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء، وواوه أَصل لا منقلبة ، وأما في قول من قال الفِتْيان فواوه منقلبة، والفَتِيُّ كالفَتى، والأُنثى فَتِيَّة، وقد يقال ذلك للجمل والناقة، يقال للبَكْرة من الإبل فتِيّة ، وبكر فَتِيٌ، كما يقال للجارية فتاة وللغلام فَتًى، وقيل: هو الشابُّ من كل شيء، والجمع فِتاء؛ قال عدي بن الرِّقاع:يَحْسَبُ الناظِرُونَ ، ما لم يُفَرُّوا، أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة، انقلبت الياء فيه واواً على حد انقلابها في مُوقِن وكقَضُوَ؛ قال السيرافي: إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر هذا الضرب من المصادر على فُعولة، إنما هو من الواو كالأُخُوّة، فحملوا ما كان من الياء عليه فلزمت القلب، وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين: أَحدهما أَنه من الياء ، والآخر أَنه جمع، وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على مصدره؛ قال: وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَيْلَهمْ ، حتى إذا انْجابَ حَلُّوا وقال جذيمة الأَبرش: في فُتُوٍّ ، أَنا رابِئهُمْ، مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا ولفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ.
وفُتّيَت الجارية تَفْتِيةً: مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم وخُدِّرت وسُتِرت في البيت . التهذيب: يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت ومُنعت من اللعب مع الصبيان.
وقولهم في حديث البخاري: الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ، قال ابن الأثير: هكذا جاء على التصغير أَي شابّة، ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ، بالفتح.
والفَتى والفَتاةُ: العبد والأَمة.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم ، أَنه قال: لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي، كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله، وسمى الله تعالى صاحبَ موسى، عليه السلام، الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى: وإذ قالَ موسى لِفَتاه، قال: لأنه كان يخدمه في سفره، ودليله قوله: آتِنا غَداءنا.
ويقال في حديث عمران بن حُصين: جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ، الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم؛ الفَتاء، بالفتح والمد: المصدر من الفَتى السِّنّ. (* قوله «الفتى السن» كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية.) يقال: فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن، والكَرمُ الحُسن.
وقوله عز وجل: ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات؛ المُحصناتُ: الحرائر، والفَتَياتُ: الإِماء.وقوله عز وجل: ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ؛ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى. الجوهري: الفَتى السخيّ الكريم: . يقال: هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة، وقد تفَتَّى وتَفاتَى، والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ، على فُعُولٍ، وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ؛ قال سيبويه: أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً. قال ابن بري: البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ، وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً، وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ، وقياسه الفُتِيّ، فهو شاذ. قال: وهو الذي عناه الجوهري. قال ابن بري: الفَتَى الكريم، هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به، فقبل رجل فَتًى؛ قال: ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية: فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ: الليل والنهار. يقال: لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ، يعني الليل والنهار، كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ؛ ومنه قول الشاعر: ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ، ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه في الأَمر: أَبانَه له.
وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء.
وفُتًى (* قوله« وفتى» كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول.) وفَتْوى: اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء.
ويقال: أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له، وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها.
وفي الحديث: أَن قوماً تَفاتَوا إِليه؛ معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا. يقال: أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه، والاسم الفَتْوى؛ قال الطرماح: أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ، وهُمْ أَهلُ التَّفاتي (* قوله« وهم أهل» في نسخة: ومن أهل.) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء. قال: والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام، أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ وقَوِي، فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً، وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ.
وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً.
وفي الحديث: الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً.
وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً؛ أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة.
وقوله عز وجل: يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم. الهروي: والتَّفاتي التخاصم، وأَنشد بيت الطرماح: وهم أَهل التفاتي.
والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى: ما أَفتى به الفقيه، الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة.
والمُفْتِي: مِكيال هشام بن هبيرة؛ حكاه الهروي في الغريبين. قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و، ومع هذا إِنه لازم، قال: وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر.
والفُتَيُّ: قَدَحُ الشُّطَّارِ.
وقد أَفْتَى إِذا شرب به.
والعُمَرِيّ: مِكيال اللبن، قال: والمد الهشامي، وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب.
وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأَخْرجته فقالت: هذا مَكُّوك المُفتِي، قالت: أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه، فأَخرجته فقالت: هذا قفيز المُفْتِي؛ قال الأَصمعي: المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة، أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام، أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر.
والفِتْيانُ: قَبيلة من بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث، والله أَعلم.

سخن (لسان العرب) [0]


السُّخْنُ، بالضم: الحارُّ ضدّ البارد، سَخُنَ الشيءُ والماءُ، بالضم، وسَخَنَ، بالفتح، وسَخِنَ؛ الأَخيرة لغة بني عامر، سُخونة وسَخانةً وسُخْنة وسُخْناً وسَخَناً وأَسْخَنَه إِسْخاناً وَسخَّنَه وسَخُنَتْ الأَرض وسَخِنَتْ وسَخُنَت عليه الشمس؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وبنو عامر يَكْسِرون.
وفي حديث معاوية بن قُرّة: شَرُّ الشتاء السَّخينُ أَي الحارّ الذي لا برد فيه. قال: والذي جاء في غريب الحَرْبيّ: شرُّ الشتاءِ السُّخَيْخِين، وشرحه أَنه الحارّ الذي لا برد فيه، قال: ولعله من تحريف النَّقَلة.
وفي حديث أَبي الطُّفَيْل: أَقبل رهْطٌ معهم امرأَة فخرجوا وتركوها مع أَحدهم فشهد عليه رجل منهم فقال: رأَيت سَخينَته تَضْرب اسْتَها يعني بَيْضَتيه لحرارتهما.
وفي حديث واثلة: أَنه، عليه . . . أكمل المادة السلام، دَعا بقُرْصٍ فكسره في صَحْفة ثم صَنَعَ فيها ماءً سُخْناً؛ ماء سُخْن، بضم السين وسكون الخاء، أَي حارّ.
وماء سَخِينٌ ومُسَخَّنٌ وسِخِّين وسُخاخِينٌ: سُخْنٌ، وكذلك طعام سُخاخِين. ابن الأَعرابي: ماءٌ مُسْخَنٌ وسَخِين مثل مُتْرَص وتَريصٍ ومُبرَم وبَريمٍ؛ وأَنشد لعمرو ابن كلثوم: مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فيها، إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا. قال: وقول من قال جُدْنا بأَموالنا فليس بشيء؛ قال ابن بري: يعني أَنّ الماء الحارّ إذا خالطها اصْفَرَّت، قال: وهذا هو الصحيح؛ وكان الأَصمعي يذهب إلى أَنه من السَّخاء لأَنه يقول بعد هذا البيت: ترى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ، إذا أُمِرَّتْ عليه لمالِهِ فيها مُهِينا. قال: وليس كما ظن لأَن ذلك لقب لها وذا نعت لفعلها، قال: وهو الذي عناه ابن الأَعرابي بقوله: وقول من قال جُدْنا بأَموالنا ليس بشيء، لأَنه كان ينكر أَن يكون فعيل بمعنى مُفْعَل، ليبطل به قول ابن الأَعرابي في صفته: الملدوغ سليم؛ إنه بمعنى مُسْلَم لما به. قال: وقد جاء ذلك كثيراً، أَعني فعيلاً بمعنى مُفْعَل مثل مُسْخَن وسَخِين ومُتْرَص وتَرِيص، وهي أَلفاظ كثيرة معدودة. يقال: أََعْقَدْتُ العسلَ فهو مُعْقَدُ وعَقِيد، وأَحْبَسْته فرساً في سبيل الله فهو مُحْبَسٌ وحَبِيس، وأَسْخَنْتُ الماءَ فهو مُسْخَنٌ وسَخِين، وأَطْلَقْتُ الأَسيرَ فهو مُطْلَقٌ وطَلِيق، وأَعْتَقْت العبدَ فهو مُعْتَق وعَتِيق، وأَنْقَعْتُ الشرابَ فهو مُنْقَع ونَقِيع، وأَحْبَبْتُ الشيءَ فهو مُحَبٌّ وحَبِيبٌ، وأَطْرَدْتُه فهو مُطْرَد وطَرِيد أَي أَبعدته، وأَوْجَحْتُ الثوبَ إذا أَصْفَقْته فهو مُوجَحٌ ووَجِيحٌ، وأَتْرَصْتُ الثوبَ أَحْكمته فهو مُترَص وتَرِيص، وأَقْصَيْتُه فهو مُقْصىً وقَصِيٌّ، وأَهْدَيْت إلى البيت هَدْياً فهو مُهْدَى وهَدِيٌّ، وأَوصيت له فهو مُوصىً ووَصِيٌّ، وأَجْنَنْتُ الميتَ فهو مُجَنٌ وجَنين، ويقال لولد الناقة الناقص الخَلْق مُخْدَجٌ وخَديجٌ؛ قال: ذكره الهروي، وكذلك مُجْهَضٌ وجَهِيض إذا أَلقته من شدّة السير، وأُبْرَمْتُ الأمرَ فهو مُبْرَمٌ وبَرِيمٌ، وأَبْهَمْتُه فهو مُبْهَم وبَهِيمٌ، وأَيْتَمه الله فهو مُوتَم ويَتِيم، وأَنْعَمه الله فهو مُنعَمٌ ونَعِيم، وأُسْلِمَ الملْسُوعُ لما به فهو مُسْلَم وسَلِيم، وأَحْكَمْتُ الشيءَ فهو مُحْكَم وحَكيم؛ ومنه قوله عز وجل: تلك آياتُ الكتابِ الحكيم؛ وأَبْدَعْته فهو مُبْدَع وبَدِيع، وأَجْمَعْتُ الشيء فهو مُجْمَع وجَمِيع، وأَعْتَدْتُه بمعنى أَعْدَدْته فهو مُعْتَد وعَتيد؛ قال الله عز وجل: هذا ما لَدَيّ عَتِيد؛ أَي مُعْتَدٌ مُعَدٌّ؛ يقال: أَعددته وأَعتدته وأَعتدته بمعنى، وأَحْنَقْتُ الرجل أَغضبه فهو مُحْنَقٌ وحَنِيقٌ؛ قال الشاعر: تَلاقَيْنا بغِينةِ ذي طُرَيْفٍ، وبعضُهُم على بعضٍ حَنِيقُ.
وأَفْرَدْته فهو مُفْرَد وفَرِيد، وكذلك مُحْرَدٌ وحَرِيد بمعنى مُفْرد وفَريد، قال: وأَما فعيل بمعنى مُفْعِل فمُبْدِعٌ وبَدِيع، ومُسْمِع وسَمِيع، ومُونِقٌ وأَنيق، ومُؤْلِم وأَلِيم، ومُكِلٌّ وكَلِيل؛ قال الهذلي: حتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلُ غيره: وماء سُخَاخِينٌ على فُعاليل، بالضم، وليس في الكلام غيره. أَبو عمرو: ماء سَخِيم وسَخِين للذي ليس بحارٍّ ولا بارد؛ وأَنشد: إنّ سَخِيمَ الماءِ لن يَضِيرا.
وتَسْخين الماء وإِسْخانه بمعنى.
ويومٌ سُخاخينٌ: مثل سُخْن؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله: أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ وخالِداً، حُبّاً سُخاخِيناً وحُبّاً باردا. فإِنه فسر السُّخاخين بأَنه المؤذي المُوجِع، وفسر البارد بأَنه الذي يَسْكُنُ إليه قلبه، قال كراع: ولا نظير لسُخَاخِين.
وقد سَخَنَ يومُنا وسَخُن يَسْخُن، وبعض يقول يَسْخَنُ، وسَخِنَ سُخْناً وسَخَناً.
ويوم سُخْن وساخِن وسُخْنانٌ وسَخْنانٌ: حارٌّ.
وليلة سُخْنه وساخنة وسُخْنانة وسَخْنانة وسَخَنَانة، وسَخُنَتِ النارُ والقِدْر تَسْخُنُ سُخْناً وسُخُونة، وإني لأَجِدُ في نفْسي سُخْنة وسِخْنة وسَخْنة وسَخَنَةً، بالتحريك، وسَخْناءَ، ممدود، وسُخونة أَي حَرّاً أَو حُمَّى، وقيل: هي فَضْلُ حرارة يجدها من وجع.
ويقال: عليك بالأَمر عند سُخْنته أَي في أَوله قبل أَن يَبْرُد.
وضَرْبٌ سِخِّين: حارٌّ مُؤْلِم شديد؛ قال ابن مقبل: ضَرْباً تَواصَتْ به الأَبْطالُ سِخِّينا والسَّخينةُ: التي ارتفعت عن الحَسَاء وثَقُلَتْ عن أَن تُحْسَى، وهي طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوقَ الحَساء، وإنما يأْكلون السَّخِينة والنَّفِيتَة في شدَّة الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَِفِ المالِ. قال الأَزهري: وهي السَّخُونة أَيضاً.
وروي عن أَبي الهَيْثم أَنه كتب أعرابي قال: السَّخِينة دقيق يُلْقَى على ماءٍ أَو لبن فيطبخ ثم يؤْكل بتمر أَو يُحسَى، وهو الحَسَاءِ. غيره: السَّخِينة تعمل من دقيق وسمن.
وفي حديث فاطمة، عليها السلام: أَنها جاءت النبي، صلى الله عليه وسلم، ببُرْمَةٍ فيها سَخِينة أَي طعام حارّ، وقيل: هي طعام يتخذ من دقيق وسمن، وقيل: دقيق وتمر أَغلظ من الحَسَاء وأَرق من العصيدة، وكانت قريش تكثر من أَكلها فعُيِّرَتْ بها حتى سُمُّوا سَخِينَة.
وفي الحديث: أَنه دخل على عمه حمزة فصُنِعَتْ لهم سَخِينَةٌ فأَكلوا منها.
وفي حديث معاوية: أَنه مازَحَ الأََحْنَفَ بنَ قيس فقال: ما الشيءُ المُلَفَّفُ في البِجَادِ؟ قال: هو السَّخِينة يا أَمير المؤمنين؛ المُلَفَّفُ في البِجاد: وَطْبُ اللبن يُلَفُّ فيه ليَحْمَى ويُدْرِكَ، وكانت تميم تُعَيِّرُ به.
والسَّخِينة: الحَساءِ المذكور، يؤْكل في الجَدْب، وكانت قريش تُعَيِّرُ بها، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأحْنَفُ بمثله.
والسَّخُونُ من المرق: ما يُسَخَّنُ؛ وقال: يُعْجبُه السَّخُونُ والعَصِيدُ، والتَّمْرُ حُبّاً ما له مَزِيدُ.
ويروى: حتى ما له مزيد.
وسَخِينةُ: لقب قريش لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخينة؛ قال كعب بن مالك (* قوله «قال كعب بن مالك» زاد الأزهري الأنصاري، والذي في المحكم: قال حسان).: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَن سَتَغْلِبُ رَبَّها، ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ.
والمِسْخَنَةُ من البِرامِ: القِدْرُ التي كأَنها تَوْر؛ ابن شُميل: هي الصغيرة التي يطبخُ فيها للصبي.
وفي الحديث: قال له رجل يا رسول الله، هل أُنزِل عليك طعامٌ من السماء؟ فقال: نعم أُنزل عليّ طعام في مِسْخَنة؛ قال: هي قِدْر كالتَّوْرِ يُسَخَّن فيها الطعام.
وسُخْنَةُ العين: نقيضُ قُرَّتها، وقد سَخِنَت عينه، بالكسر، تَسْخَنُ سَخَناً وسُخْنَةً وسُخُوناً وأَسْخَنها وأَسْخَنَ بها؛ قال: أَوهِ أَدِيمَ عِرْضِه، وأَسْخِنِ بعَيْنِه بعد هُجوعِ الأَعْيُنِ (* حرك نون أسخن بالكسر وحقها السكون مراعاة للقافية).
ورجل سَخِينُ العين، وأَسْخَن الله عينَه أَي أَبكاه.
وقد سخُنَتْ عينه سُخْنَة وسُخُوناً، ويقال: سَخِنَتْ وهي نقيض قَرّت، ويقال: سَخِنَت عينه من حرارة تَسْخَن سُخْنَةً؛ وأَنشد: إذا الماءُ من حالِبَيْه سَخِنْ قال: وسَخِنَت الأَرض وسَخُنت، وأَما العين فبالكسر لا غير.
والتَّساخين: المَراجل، لا واحد لها من لفظها؛ قال ابن دريد: إلا أَنه قد يقال تِسْخان، قال: ولا أَعرف صحة ذلك.
وسَخُنَت الدابة إِذا أُجْرِيَت فسَخُنَ عِظامُها وخَفَّتْ في حُضْرِها؛ ومنه قول لبيد: رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ وفوْقَهُ، حتى إذا سَخُنَتْ وخَفَّ عِظامُها.
ويروى سخنت، بالفتح والضم.
والتَّساخِينُ: الخِفافُ، لا واحد لها مثل التَّعاشِيب.
وقال ثعلب: ليس للتَّساخين واحد من لفظها كالنساء لا واحد لها، وقيل: الواحد تَسْخان وتَسْخَن.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، بعث سَرِيَّةً فأَمَرهم أَن يَمْسَحُوا على المَشاوِذ والتَّساخين؛ المَشاوذُ: العمائم، والتَّساخِين: الخِفَاف. قال ابن الأَثير: وقال حمزة الأَصبهاني في كتاب المُوازنة: التَّسْخان تعريب تَشْكَن، وهو اسم غِطاء من أَغطية الرأْس، كان العلماءُ والمَوَابِذة يأْخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم، قال: وجاء ذكر التَّساخين في الحديث فقال مَنْ تعاطَى تفسيرَه هو الخُفُّ حيث لم يعرف فارسيته والتاء فيه زائدة.
والسَّخاخِينُ المَساحِي، واحدها سِخِّينٌ، بلغة عبد القيس، وهي مِسْحاة مُنْعَطِفة.
والسِّخِّينُ: مَرُّ المِحْراث؛ عن ابن الأَعرابي، يعني ما يَقْبِضُ عليه الحَرَّاثُ منه؛ ابن الأَعرابي: هو المِعْزَق والسِّخُّينُ، ويقال للسِّكِّين السِّخِّينة والشِّلْقاء، قال: والسَّخاخِين سَكاكين الجَزَّار.

جنح (لسان العرب) [0]


جَنَحَ إِليه (* قوله «جنح إِليه إلخ» بابه منع وضرب ونصر كما في القاموس.) يَجْنَحُ ويَجْنُحُ جُنُوحاً، واجْتَنحَ: مالَ، وأَجْنَحَه هو؛ وقول أَبي ذؤيب: فَمَرَّ بالطيرِ منه فاحِمٌ كَدِرٌ، فيه الظِّباءُ وفيه العُصْمُ أَجْناحُ إِنما هو جمع جانح كشاهد وأَشهاد، وأَراد مَوائِلَ.
وفي الحديث: مَرِضَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوجد خِفَّةً فاجْتَنحَ على أُسامة حتى دخل المسجد أَي خرج مائلاً متكئاً عليه.
ويقال: أَقمت الشيء فاستقام.
واجْتَنَحْتُه أَي أَمَلته فَجَنَحَ أَي مال.
وقال الله عز وجل: وإِن جَنَحُوا للسِّلْم فاجْنَحْ لها؛ أَي إِن مالوا إِليك (* قوله «مالوا إليك» هكذا في الأَصل والأَمر سهل.) فَمِلْ إِليها، والسِّلْمُ: المُصالحة، ولذلك . . . أكمل المادة أُنثت؛ وقول أَبي النجم يصف السحاب: وسَحَّ كلُّ مُدْجنٍ سَحَّاحِ، يَرْعُدُ في بَِيضِ الذُّرَى جُنَّاحِ قال الأَصمعي: جُنَّاح دانية من الأَرض، وقال غيره: جُنَّاح مائلة عن القصد.
وجَنَحَ الرجلُ واجْتَنَحَ: مال على أَحد شقَّيه وانحنى في قَوْسِه.وجُنُوح الليل: إِقباله.
وجَنَحَ الظلامُ: أَقْبلَ الليلُ.
وجَنَحَ الليلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَقبل.
وجُنْحُ الليل وجِنْحُه: جانِبُه، وقيل: أَوَّله، وقيل: قطعة منه نحو النصف، وجُنْحُ الظلام وجِنْحُه لغتان، ويقال: كأَنه جُِنْحُ ليل يُشَبَّه به العَسْكَرُ الجرّار؛ وفي الحديث: إِذا اسْتَجنح الليلُ فاكْفِتُوا صِبيانكم؛ المراد في الحديث أَوَّل الليل.
وجِنْحُ الطريق (* قوله «وجنح الطريق إلخ» هذا وما بعده بكسر الجيم لا غير، كما هو ضبط الأَّصل.
ومفاد الصحاح والقاموس وفي المصباح: وجنح الليل، بضم الجيم وكسرها، ظلامه واختلاطه، ثم قال: وجنح الطريق، بالكسر، جانبه.): جانبه؛ قال الأَخْضَر بن هُبَيْرة الضَّبّي: فما أَنا يومَ الرَّقْمَتَيْنِ بِناكِلٍ، ولا السيفُ إِن جَرَّدْتُه بكَلِيلِ وما كنتُ ضَغَّاطاً، ولكنَّ ثائراً أَناخَ قليلاً، عند جِنْحِ سَبيلِ وجِنْحُ القوم: ناحيتُهم وكَنَفُهم؛ وقال: فبات بِجِنْحِ القومِ حتى إِذا بدا له الصُّبْحُ، سام القومَ إِحدى المَهالكِ وجَناحُ الطائر: ما يَخْفِق به في الطيران، والجمع أَجْنِحة وأَجْنُحٌ.
وجَنَحَ الطائرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً إِذا كَسَرَ مِن جَناحَيْه ثم أَقبل كالواقع اللاجئ إِلى موضع؛ قال الشاعر: تَرَى الطيرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه جُنُوحاً، إِنْ سَمِعْنَ له حَسِيسا وجَناحا الطائر: يداه.
وجَناحُ الإِنسان: يَدُه.
ويد الإِنسان: جَناحاه.
وفي التنزيل: واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة؛ أَي أَلِنْ لهما جانِبَكَ.
وفيه: واضْمُمْ إِليك جَناحَك من الرَّهْب؛ قال الزجاج: معنى جَناحك العَضُدُ، ويقال اليد كلُّها جَناحٌ، وجمعه أَجْنِحة وأَجْنُحٌ، حكى الأَخيرة ابن جني وقال: كَسَّرُوا الجَناحَ وهو مذكَّر على أَفْعُلٍ، وهو من تكسير المؤَنث لأَنهم ذهبوا بالتأْنيث إِلى الرِّيشَة، وكله راجع إِلى معنى المَيْل لأَن جَناحَ الإِنسان والطائر في أَحد شِقَّيْه.
وفي الحديث: إِن الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحتها لطالب العلم أَي تضعها لتكون وِطاءً له إِذا مَشَى؛ وقيل: هو بمعنى التواضع له تعظيماً لحقِّه؛ وقيل: أَراد بوضع الأَجنحة نزولَهم عند مجالس العلم وتَرْكَ الطيران؛ وقيل: أَراد إِظلالهم بها؛ وفي الحديث الآخر: تُظِلُّهم الطيرُ بأَجنحتها.
وجَناحُ الطائر: يَدُه.
وجَنَحَه يَجْنِحُه جَنْحاً: أَصاب جَناحَه. الأَزهري: وللعرب أَمثال في الجَناح، منها قولهم في الرجل إِذا جَدَّ في الأَمر واحتفل: رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ نَعامة؛ قال الشماخ: فمن يَسْعَ أَو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ، لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأَمْسِ، يُسْبَق ويقال: ركب القومُ جَناحَيِ الطائر إِذا فارقوا أَوطانهم؛ وأَنشد الفرَّاء: كأَنما بِجَناحَيْ طائِرٍ طاروا ويقال: فلان في جناحي طائر إِذا كان قَلِقاً دَهِشاً، كما يقال: كأَنه على قَرْن أَعْفَر، ويقال: نحن على جَناح سَفَر أَي نريد السفر، وفلان في جنَاح فلان أَي في ذَراهُ وكنفه؛ وأَما قول الطِّرِمَّاحِ: يَبُلُّ بمَعْصورٍ جَناحَيْ ضَئِيلَةٍ أَفاوِيقَ، منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ فإِنه يريد بالجَناحين الشفتين، ويقال: أَراد بهما جَناحَيِ اللَّهاةِ والحَلْقِ.
وجَناحا العَسْكَرِ: جانباه.
وجَناحا الوادي: مَجْرَيانِ عن يمينه وشماله.
وجَناحُ الرَّحَى: ناعُورُها.
وجَناحا النَّصْلِ: شَفْرَتاه.
وجَناحُ الشيء: نَفْسُه؛ ومنه قول عَدِيِّ ابن زيد: وأَحْوَرُ العينِ مَرْبُوبٌ، له غُسَنٌ، مُقَلَّدٌ من جَناحٍ الدُّرِّ تِقْصارا وقيل: جَناحُ الدُّرِّ نَظْمٌ منه يُعَرَّضُ.
وكلُّ شيء جعلته في نِظامٍ، فهو جَناحٌ.
والجَوانح: أَوائل الضُّلُوع تحت الترائب مما يلي الصدر، كالضلوع مما يلي الظهر، سميت بذلك لجنوحها على القلب، وقيل: الجوانح الضُّلُوع القِصارُ التي في مُقَدَّمِ الصدرِ، والواحدة جانحة؛ وقيل: الجوانح من البعير والدابة ما وقعت عليه الكتف وهو من الإِنسان الدَّئيُّ، وهي ما كان من قبل الظهر وهي ست: ثلاث عن يمينك وثلاث عن شمالك؛ قال الأَزهري: جَوانِحُ الصَّدْرِ من الأَضلاع المتصلة رُؤُوسها في وَسَطِ الزَّوْرِ، الواحدة جانحة؛ وفي حديث عائشة: كان وَقِيذَ الجَوانِح، هي الأَضلاع مما يلي الصدر.
وجُنِحَ البعيرُ: انكسرت جَوانِحُه من الحِمْل الثقيل.
وجَنَحَ البعيرُ يَجْنَحُ جَنُوحاً: انكسر أَوَّلُ ضُلُوعه مما يلي الصدر.
وناقة مُجْتَنِحَة الجَنْبَينِ: واسعتهما.
وجَنَحَتِ الإِبلُ: خَفَضَتْ سَوالِفَها في السير، وقيل: أَسرعت. ابن شميل: الاجْتِناحُ في الناقة كأَنَّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إِلى مُقَدَّمها من شدّة اندفاعها بحَفْزِها رجليها إِلى صدرها؛ وقال شمر: اجْتَنَحَتِ الناقة في سيرها إِذا أَسرعت؛ وأَنشد: من كلِّ وَرْقاء لها دَفٌّ قَرِحْ، إِذا تَبادَرْنَ الطريقَ تَجْتَنِحْ وقال أَبو عبيدة: المُجْتَنِحُ من الخيل الذي يكون حُضْرُه واحداً لأَحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عليه أَي يعتمده في حُضْره؛ والناقة الباركة إِذا مالت على أَحد شقيها يقال: جَنَحَتْ؛ قال ذو الرمة: إِذا مالَ فوقَ الرَّحْلِ، أَحْيَيْتِ نَفْسَه بذكراكِ، والعِيسُ المَراسِيلُ جُنَّحُ وجَنَحَتِ السفينة تَجْنَحُ جُنُوحاً: انتهت إِلى الماء القليل فَلَزِقَتْ بالأَرض فلم تَمْضِ.
واجْتَنَحَ الرجلُ في مَقْعَده على رحله إِذا انْكَبَّ على يديه كالمُتَّكِئ على يدٍ واحدة. الأَزهري: الرجل يَجْنَحُ إِذا أَقبل على الشيء يعمله بيديه وقد حَنَى عليه صَدْرَهُ؛ وقال لبيد: جُنُوحَ الهَالِكِيّ على يديهِ، مُكِبّاً يَجْتَلِي ثُقَبَ النِّصالِ وروى أَبو صالح السَّمَّانُ عن أَبي هريرة أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَمَرَ بالتَّجَنُّحِ في الصلاة، فشَكا ناسٌ إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، الضَّعْفَةَ فأَمَرَهم أَن يستعينوا بالرُّكَبِ؛ وفي رواية: شكا أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الاعتمادَ في السجود فَرَخَّصَ لهم أَن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم. قال شمر: التَّجَنُّحُ والاجْتِناحُ كأَنه الاعتماد في السجود على الكفين، والادِّعامُ على الراحتين وترك الافتراش للذراعين؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يرفع ساعديه في السجود عن الأَرض ولا يفترشهما، ويجافيهما عن جانبيه ويعتمد على كفيه فيصيرَان له مثل جَناحَيِ الطائر؛ قال ابن شميل: جَنَحَ الرجل على مِرْفَقَيْه إِذا اعتمد عليهما وقد وضعهما بالأَرض أَو على الوسادة يَجْنَحُ جُنُوحاً وجَنْحاً.
والمَجْنَحة: قطعة أَدَمٍ تُطرح على مُقَدَّم الرحل يَجْتَنِحُ الراكب عليها.
والجُناح، بالضم: الميل إِلى الإِثم، وقيل: هو الإِثم عامّة.
والجُناحُ: ما تُحُمِّلَ من الهَمِّ والأَذى؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ولاقَيْتُ، من جُمْلٍ وأَسبابِ حُبِّها، جُناحَ الذي لاقَيْتُ من تِرْبِها قَبْلُ قال: وأَصل ذلك من الجُناح الذي هو الإِثم.
وقال أَبو الهيثم في قوله عز وجل: ولا جُناحَ عليكم فيما عَرَّضتم به؛ الجُناح: الجناية والجُرْمُ؛ وأَنشد قول ابن حِلِّزَةَ: أَعَلينا جُناحُ كِنْدَةَ، أَن يَغْـ ـنَمَ غازيهمُ، ومنا الجَزاءُ؟ وصف كندة بأَنهم غَزَوْكم فقتلوكم وتُحَمِّلوننا جزاءَ فعلهم أَي عقاب فعلهم، والجزاء يكون ثواباً وعقاباً؛ وقيل في قوله: لا جُناح عليكم أَي لا إِثم عليكم ولا تضييق.
وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم: إِني لأَجْنَحُ أَن آكُلَ منه أَي أَرى الأَكل منه جُناحاً وهو الإِثم؛ قال ابن الأَثير: وقد تكرر الجُناحُ في الحديث، فأَين ورد فمعناه الإِثم والميل.
ويقال: أَنا إِليك بحُناحٍ أَي متشوّق، كذا حكي بضم الجيم؛ وأَنشد: يا لَهْفَ هِنْدٍ بعدَ أُسْرَةِ واهِبٍ، ذَهَبُوا، وكنتُ إِليهمُ بجُناحِ بالضم، أَي مُتَشَوِّقاً.
وجَنَحَ الرجلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَعطى بيده. ابن شميل: جَنَحَ الرجلُ إِلى الحَرورِيَّة، وجَنَحَ لهم إِذا تابعهم وخضع لهم.
وجَناحٌ: اسم رجل، واسم ذئب؛ قال: ما راعَني إِلاَّ جَناحٌ هابطا، على البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا وجَنَّاحٌ: اسم رجل.
وجَنَّاحٌ: اسم خِباءٍ من أَخبيتهم؛ قال: عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا، وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا، أَنْ سَوْفَ تَمْضِيهِ، وما ارْمَأَزَّا وتمضيه: تمضي عليه.

حجر (لسان العرب) [0]


الحَجَرُ: الصَّخْرَةُ، والجمع في القلة أَحجارٌ، وفي الكثرة حِجارٌ وحجارَةٌ؛ وقال: كأَنها من حِجارِ الغَيْلِ، أَلبسَها مَضارِبُ الماء لَوْنَ الطُّحْلُبِ التَّرِبِ وفي التنزيل: وقودها الناس والحجارة؛ أَلحقوا الهاء لتأْنيث الجمع كما ذهب إِليه سيبويه في البُعُولة والفُحولة. الليث: الحَجَرُ جمعه الحِجارَةُ وليس بقياس لأَن الحَجَرَ وما أَشبهه يجمع على أَحجار ولكن يجوز الاستحسان في العربية كما أَنه يجوز في الفقه وتَرْكُ القياس له كما قال الأَعشى يمدح قوماً: لا نَاقِصِي حَسَبٍ ولا أَيْدٍ، إِذا مُدَّت، قِصَارَهْ قال: ومثله المِهارَةُ والبِكارَةُ لجمع المُهْرِ والبَكْرِ.
وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال: العرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعَال أَو فُعُولٍ، . . . أكمل المادة وإِنما زادوا هذه الهاء فيها لأَنه إِذا سكت عليه اجتمع فيه عند السكت ساكنان: أَحدهما الأَلف التي تَنْحَرُ آخِرَ حَرْفٍ في فِعال، والثاني آخرُ فِعال المسكوتُ عليه، فقالوا: عِظامٌ وعَظامةٌ ونِفارٌ ونِفارةٌ، وقالوا: فِحالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورة وفُحولَةٌ وحُمُولَةٌ. قال الأَزهري: وهذا هو العلة التي عللها النحويون، فأَما الاستحسان الذي شبهه بالاستحسان في الفقه فإِنه باطل. الجوهري: حَجَرٌ وحِجارةٌ كقولك جَمَلٌ وجِمالَةٌ وذَكَرٌَ وذِكارَةٌ؛ قال: وهو نادر. الفراء: العرب تقول الحَجَرُ الأُحْجُرُّ على أُفْعُلٍّ؛ وأَنشد: يَرْمِينِي الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ قال: ومثله هو أُكْبُرُّهم وفرس أُطْمُرُّ وأُتْرُجُّ، يشدّدون آخر الحرف.
ويقال: رُمِي فُلانٌ بِحَجَرِ الأَرض إِذا رمي بداهية من الرجال.
وفي حديث الأَحنف بن قيس أَنه قال لعلي حين سمَّى معاويةُ أَحَدَ الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بْنَ العاصِ: إِنك قد رُميت بِحَجر الأَرض فأَجعل معه ابن عباس فإِنه لا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلاَّ حَلَّهَا؛ أَي بداهية عظيمة تثبت ثبوتَ الحَجَرِ في الأَرض.
وفي حديث الجَسَّاسَةِ والدَّجالِ: تبعه أَهل الحَجَرِ وأَهل المَدَرِ؛ يريد أَهل البَوادِي الذين يسكنون مواضع الأَحجار والرمال، وأَهلُ المَدَرِ أَهلُ البادِية.
وفي الحديث: الولد للفراش وللعاهِرِ الحَجَرُ؛ أَي الخَيْبَةُ؛ يعني أَن الولد لصاحب الفراش من السيد أَو الزوج، وللزاني الخيبةُ والحرمان، كقولك ما لك عندي شيء غير التراب وما يبدك غير الحَجَرِ؛ وذهب قوم إِلى أَنه كنى بالحجر عن الرَّجْمِ؛ قال ابن الأَثير: وليس كذلك لأَنه ليس كل زان يُرْجَمُ.
والحَجَر الأَسود، كرمه الله: هو حَجَر البيت، حرسه الله، وربما أَفردوه فقالوا الحَجَر إِعظاماً له؛ ومن ذلك قول عمر، رضي الله عنه: والله إِنك حَجَرٌ، ولولا أَني رأَيتُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يفعل كذا ما فعلت؛ فأَما قول الفرزدق: وإِذا ذكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَيَّامَهُ، أَخْزاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأَحْجارُ فإِنه جعل كل ناحية منه حَجَراً، أَلا ترى أَنك لو مَسِسْتَ كل ناحية منه لجاز أَن تقول مسست الحجر؟ وقوله: أَمَا كفاها انْتِياضُ الأَزْدِ حُرْمَتَها، في عُقْرِ مَنْزِلها، إِذْ يُنْعَتُ الحَجَرُ؟. فسره ثعلب فقال: يعني جبلاً لا يوصل إِليه.
واسْتَحْجَرَ الطينُ: صار حَجَراً، كما تقول: اسْتَنْوَق الجَمَلُ، لا يتكلمون بهما إِلاَّ مزيدين ولهما نظائر.
وأَرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرة: كثيرة الحجارة، وربما كنى بالحَجَر عن الرَّمْلِ؛ حكاه ابن الأَعرابي، وبذلك فسر قوله: عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ قال: أَراد عشية رمل الكناس، ورمل الكناس: من بلاد عبدالله بن كلاب.
والحَجْرُ والحِجْرُ والحُجْرُ والمَحْجِرُ، كل ذلك: الحرامُ، والكسر أَفصح، وقرئ بهن: وحَرْثٌ حجر؛ وقال حميد ابن ثور الهلالي: فَهَمَمْت أَنْ أَغْشَى إِليها مَحْجِراً، ولَمِثْلُها يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ يقول: لَمِثْلُها يؤتى إِليه الحرام.
وروي الأَزهري عن الصَّيْداوِي أَنه سمع عبويه يقول: المَحْجَر، بفتح الجيم، الحُرْمةُ؛ وأَنشد: وهَمَمْتُ أَن أَغشى إِليها مَحْجَراً ويقال: تَحَجَّرَ على ما وَسَّعه اللهُ أَي حرّمه وضَيَّقَهُ.
وفي الحديث: لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً؛ أَي ضيقت ما وسعه الله وخصصت به نفسك دون غيرك، وقد حَجَرَهُ وحَجَّرَهُ.
وفي التنزيل: ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً؛ أَي حراماً مُحَرَّماً.
والحاجُور: كالمَحْجر؛ قال: حتى دَعَوْنا بِأَرْحامٍ لنا سَلَفَتْ، وقالَ قَائِلُهُمْ: إِنَّي بحاجُورِ قال سيبويه: ويقول الرجل للرجل أَتفعل كذا وكذا يا فلان؟ فيقول: حُِجْراً أَي ستراً وبراءة من هذا الأَمر، وهو راجع إِلى معنى التحريم والحرمة. الليث: كان الرجل في الجاهلية يلقى الرجل يخافه في الشهر الحرام فيقول: حُجْراً مَحجُوراً أَي حرام محرم عليك في هذا الشهر فلا يبدؤه منه شر. قال: فإِذا كان يوم القيامة ورأَى المشركون ملائكة العذاب قالوا: حِجْراً مَحْجُوراً، وظنوا أَن ذلك ينفعهم كفعلهم في الدنيا؛ وأَنشد: حتى دعونا بأَرحام لها سلفت، وقال قائلهم: إِني بحاجور يعني بِمَعاذ؛ يقول: أَنا متمسك بما يعيذني منك ويَحْجُرك عني؛ قال: وعلى قياسه العاثُورُ وهو المَتْلَفُ. قال الأَزهري. أَما ما قاله الليث من تفسير قوله تعالى: ويقولون حجراً محجوراً؛ إِنه من قول المشركين للملائكة يوم القيامة، فإِن أَهل التفسير الذين يُعتمدون مثل ابن عباس وأَصحابه فسروه على غير ما فسره الليث؛ قال ابن عباس: هذا كله من قول الملائكة، فالوا للمشركين حجراً محجوراً أَي حُجِرَتْ عليكم البُشْرَى فلا تُبَشَّرُون بخير.
وروي عن أَبي حاتم في قوله: «ويقولون حجراً» تمّ الكلام. قال أَبو الحسن: هذا من قول المجرمين فقال الله محجوراً عليهم أَن يعاذوا وأَن يجاروا كما كانوا يعاذون في الدنيا ويجارون، فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة؛ قال أَبو حاتم وقال أَحمد اللؤلؤي: بلغني عن ابن عباس أَنه قال: هذا كله من قول الملائكة. قال الأَزهري: وهذا أَشبه بنظم القرآن المنزل بلسان العرب، وأَحرى أَن يكون قوله حجراً محجوراً كلاماً واحداً لا كلامين مع إِضمار كلام لا دليل عليه.
وقال الفرّاء: حجراً محجوراً أَي حراماً محرّماً، كما تقول: حَجَرَ التاجرُ على غلامه، وحَجَرَ الرجل على أَهله.
وقرئت حُجْراً مَحْجُوراً أَي حراماً محرّماً عليهم البُشْرَى. قال: وأَصل الحُجْرِ في اللغة ما حَجَرْتَ عليه أَي منعته من أَن يوصل إِليه.
وكل ما مَنَعْتَ منه، فقد حَجَرْتَ عليه؛ وكذلك حَجْرُ الحُكَّامِ على الأَيتام: مَنْعُهم؛ وكذلك الحُجْرَةُ التي ينزلها الناس، وهو ما حَوَّطُوا عليه.
والحَجْرُ، ساكنٌ: مَصْدَرُ حَجَر عليه القاضي يَحْجُر حَجْراً إِذا منعه من التصرف في ماله.
وفي حديث عائشة وابن الزبير: لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُرَ عليها؛ هو من الحَجْر المَنْعِ، ومنه حَجْرُ القاضي على الصغير والسفيه إِذا منعهما من التصرف في مالها. أَبو زيد في قوله وحَرْثٌ حِجْرٌ حرامٌ ويقولون حِجْراً حراماً، قال: والحاء في الحرفين بالضمة والكسرة لغتان.
وحَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه، بالفتح والكسر: حِضْنُه.
وفي سورة النساء: في حُجُوركم من نسائكم؛ واحدها حَجْرٌ، بفتح الحاء. يقال: حَجْرُ المرأَة وحِجْرُها حِضْنُها، والجمع الحُجُورُ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: هي اليتيمة تكون في حَجْر وَلِيِّها، ويجوز من حِجْرِ الثوب وهو طرفه المتقدم لأَن الإِنسان يرى ولده في حِجْرِه؛ والوليُّ: القائم بأَمر اليتيم. بالفتح والكسر: الثوب والحِضْنُ، والمصدر بالفتح لا غير. ابن سيده: الحَجْرُ المنع، حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْراناً وحِجْراناً مَنَعَ منه.
ولا حُجْرَ عنه أَي لا دَفْعَ ولا مَنْعَ.
والعرب تقول عند الأَمر تنكره: حُجْراً له، بالضم، أَي دفعاً، وهو استعارة من الأَمر؛ ومنه قول الراجز: قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ: عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ وأَنت في حِجْرَتِي أَي مَنَعَتِي. قال الأَزهري: يقال هم في حِجْرِ فلانٍ أَي في كَنَفِه ومَنَعَتِه ومَنْعِهِ، كله واحد؛ قاله أَبو زيد، وأَنشد لحسان ابن ثابت: أُولئك قَوْمٌ، لو لَهُمْ قيلَ: أَنْفِدُوا أَمِيرَكُمْ، أَلفَيْتُموهُم أُولي حَجْرِ أَي أُولى مَنَعَةٍ.
والحُجْرَةُ من البيوت: معروفة لمنعها المال، والحَجارُ: حائطها، والجمع حُجْراتٌ وحُجُراتٌ وحُجَراتٌ، لغات كلها.
والحُجْرَةُ: حظيرة الإِبل، ومنه حُجْرَةُ الدار. تقول: احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَي اتخذتها، والجمع حُجَرٌ مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ.
وحُجُرات، بضم الجيم.
وفي الحديث: أَنه احْتَجَر حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِير؛ الحجيرة: تصغير الحُجْرَةِ، وهي الموضع المنفرد.
وفي الحديث: من نام على ظَهْرِ بَيْتٍ ليس عليه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه الذمة؛ الحجار جمع حِجْرٍ، بالكسر، أَو من الحُجْرَةِ وهي حَظِيرَةُ الإِبل وحُجْرَةُ الدار، أَي أَنه يَحْجُر الإِنسان النائم ويمنعه من الوقوع والسقوط.
ويروى حِجاب، بالباء، وهو كل مانع من السقوط، ورواه الخطابي حِجًى، بالياء، وسنذكره؛ ومعنى براءة الذمة منه لأَنه عَرَّض نفسه للهلاك ولم يحترز لها.
وفي حديث وائل بن حُجْرٍ: مَزاهِرُ وعُرْمانٌ ومِحْجَرٌ؛ مِحجر، بكسر الميم: قربة معروفة؛ قال ابن الأَثير: وقيل هي بالنون؛ قال: وهي حظائر حول النخل، وقيل حدائق.
واستَحجَرَ القومُ واحْتَجَرُوا: اتخذوا حُجْرة.
والحَجْرَةُ والحَجْرُ، جميعاً: للناحية؛ الأَخيرة عن كراع.
وقعد حَجْرَةً وحَجْراً أَي ناحية؛ وقوله أَنشده ثعلب: سَقانا فلم نَهْجَا من الجُِوع نَقْرَةً سَماراً، كإِبحط الذِّئْب سُودٌ حَواجِرُهْ قال ابن سيده: لم يفسر ثعلب الحواجر. قال: وعندي أَنه جمع الحَجْرَةِ التي هي الناحية على غير قياس، وله نظائر.
وحُجْرَتا العسكر: جانباه من الميمنة والميسرة؛ وقال: إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهِمْ، ونَجْمَعُهُمْ إِذا كانوا بَدَادِ وفي الحديث: للنساء حَجْرتا الطريق؛ أَي ناحيتاه؛ وقول الطرماح يصف الخمر: فلما فُتَّ عنها الطِّينُ فاحَتْ، وصَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرانِ صافي استعار الحُجْرانَ للخمر لأَنها جوهر سيال كالماء؛ قال ابن الأَثير: في الحديث حديث علي، رضي الله عنه، الحكم لله: ودَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ قال: هو مثل للعرب يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أَجلُّ منه، وهو صدر بيت لامرئ القيس: فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِه، ولكِنْ حَدِيثاً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ أَي دع النهب الذي نهب من نواحيك وحدثني حديث الرواحل وهي الإِبل التي ذهبتَ بها ما فعَلت.
وفي النوادر: يقال أَمسى المالُ مُحْتَجِرَةً بُطُونُهُ ونَجِرَةً؛ ومالٌ مَتَشدِّدٌ ومُحْتَجِّرٌ.
ويقال: احْتَجَرَ البعيرُ احْتِجاراً.
والمُحْتَجِرُ من المال: كلُّ ما كَرِشَ ولم يَبْلُغْ نِصْفَ البِطْنَة ولم يبلغ الشِّبَع كله، فإِذا بلغ نصف البطنة لم يُقَلْ، فإِذا رجع بعد سوء حال وعَجَفٍ، فقد اجْرَوَّشَ؛ وناس مُجْروِّشُون.
والحُجُرُ: ما يحيط بالظُّفر من اللحم.
والمَحْجِرُ: الحديقة، مثال المجلس.
والمَحاجِرُ: الحدائق؛ قال لبيد: بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بري: أَراد بقوله جرشية ناقة منسوبة إِلى جُرَش، وهو موضع باليمن.
ومقطورة: مطلية بالقَطِران.
وعُلْكُوم: ضخمة، والهاء في به تعود على غَرْب تقدم ذكرها. الأَزهري: المِحْجَرُ المَرْعَى المنخفض، قال: وقيل لبعضهم: أَيُّ الإِبل أَبقى على السَّنَةِ؟ فقال: ابنةُ لَبُونٍ، قيل: لِمَهْ؟ قال: لأَنها تَرْعى مَحْجِراً وتترك وَسَطاً؛ قال وقال بعضهم: المَحْجِرُ ههنا الناحية.
وحَجْرَةُ القوم: ناحية دارهم؛ ومثل العرب: فلان يرعى وَسطَاً: ويَرْبُضُ حَجْرَةً أَي ناحية.
والحَجرَةُ: الناحية، ومنه قول الحرث بن حلِّزَةَ: عَنَناً باطلاً وظُلْماً، كما تُعْـ ـتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ والجمع جَحْرٌ وحَجَراتٌ مثل جَمْرَةٍ وجَمْرٍ وجَمَراتٍ؛ قال ابن بري: هذا مثل وهو أَن يكون الرجل وسط القوم إِذا كانوا في خير، وإِذا صاروا إِلى شر تركهم وربض ناحية؛ قال: ويقال إِن هذتا المَثَلَ لَعَيْلانَ بن مُضَرَ.
وفي حديث أَبي الدرداء: رأَيت رجلاً من القوم يسير حَجْرَةً أَي ناحية منفرداً، وهو بفتح الحاء وسكون الجيم.
ومَحْجِرُ العين: ما دار بها وبدا من البُرْقُعِ من جميع العين، وقيل: هو ما يظهر من نِقاب المرأَة وعمامة الرجل إِذا اعْتَمَّ، وقيل: هو ما دار بالعين من العظم الذي في أَسفل الجفن؛ كل ذلك بفتح الميم وكسرها وكسر الجيم وفتحها؛ وقول الأَخطل: ويُصبِحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَهُ، فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئيمٍ ومِنْ حَجْرِ فسره ابن الأَعرابي فقال: أَراد محجر العين. الأَزهري: المَحْجِرُ العين. الجوهري: محجر العين ما يبدو من النقاب. الأَزهري: المَحْجِرُ من الوجه حيث يقع عليه النقاب، قال: وما بدا لك من النقاب محجر وأَنشد: وكَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ وحَجَّرَ القمرُ: استدار بخط دقيق من غير أَن يَغْلُظ، وكذلك إِذا صارت حوله دارة في الغَيْم.
وحَجَّرَ عينَ الدابة وحَوْلَها: حَلَّقَ لداء يصيبها.
والتحجير: أَن يَسِم حول عين البعير بِميسَمٍ مستدير. الأَزهري: والحاجِرُ من مسايل المياه ومنابت العُشْب ما استدار به سَنَدٌ أَو نهر مرتفع، والجمع حُجْرانٌ مثل حائر وحُوران وشابٍّ وشُبَّانٍ؛ قال رؤبة: حتى إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ قال الأَزهري: ومن هذا قيل لهذا المنزل الذي في طريق مكة: حاجز. ابن سيده: الحاجر ما يمسك الماء من شَفَة الوادي ويحيط به. الجوهري: الحاجر والحاجور ما يمسك الماء من شفة الوادي، وهو فاعول من الحَجْرِ، وهو المنع. ابن سيده: قال أَبو حنيفة: الحاجِرُ كَرْمٌ مِئْنَاثٌ وهو مُطْمئنٌّ له حروف مُشْرِفَة تحبس عليه الماءَ، وبذلك سمي حاجراً، والجمع حُجْرانٌ.
والحاجِرُ: مَنْبِتُ الرِّمْتِ ومُجْتَمَعُه ومُسْتَدارُه.
والحاجِرُ أَيضاً: الجَِدْرُ الذي يُمسك الماء بين الديار لاستدارته أَيضاً؛ وقول الشاعر: وجارة البيت لها حُجْرِيُّ فمعناه لها خاصة.
وفي حديث سعد بن معاذ: لما تحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَر أَي اجتمع والتأَم وقرب بعضه من بعض.
والحِجْرُ، بالكسر: العقل واللب لإِمساكه وضعه وإِحاطته بالتمييز، وهو مشتق من القبيلين.
وفي التنزيل: هل في ذلك قَسَمٌ لذي حِجر؛ فأَما قول ذي الرمة: فَأَخْفَيْتُ ما بِي مِنْ صَدِيقي، وإِنَّهُ لَذو نَسَب دانٍ إِليَّ وذو حِجْرِ فقد قيل: الحِجْرُ ههنا العقل، وقيل: القرابة.
والحِجْرُ: الفَرَسُ الأُنثى، لم يدخلوا فيه الهاء لأَنه اسم لا يشركها فيه المذكر، والجمع أَحْجارٌ وحُجُورَةٌ وحُجُورٌ.
وأَحْجارُ الخيل: ما يتخذ منها للنسل، لا يفرد لها واحد. قال الأَزهري: بلى يقال هذه حِجْرٌ من أَحْجار خَيْلي؛ يريد بالجِحْرِ الفرسَ الأُنثى خاصة جعلوها كالمحرَّمة الرحِمِ إِلاَّ على حِصانٍ كريم. قال وقال أَعرابي من بني مُضَرَّسٍ وأَشار إِلى فرس له أُنثى فقال: هذه الحِجْرُ من جياد خيلنا.
وحِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه: ما بين يديه من ثوبه.
وحِجْرُ الرجل والمرأَة وحَجْرُهما: متاعهما، والفتح أَعلى.
ونَشَأَ فلان في حَجْرِ فلان وحِجْرِه أَي حفظه وسِتْرِه.
والحِجْرُ: حِجْرُ الكعبة. قال الأَزهري: الحِجْرُ حَطِيمُ مكة، كأَنه حُجْرَةٌ مما يلي المَثْعَبَ من البيت. قال الجوهري: الحِجْرُ حِجْرُ الكعبة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانبَ الشَّمالِ؛ وكُلُّ ما حْجَرْتَهُ من حائطٍ، فهو حِجْرٌ.
وفي الحديث ذِكْرُ الحِجْرِ في غير موضع، قال ابن الأَثير: هو اسم الحائط المستدير إِلى جانب الكعبة الغربي.
والحِجْرُ: ديار ثمود ناحية الشام عند، وادي القُرَى، وهم قوم صالح النبي، صلى الله عليه وسلم، وجاء ذكره في الحديث كثيراً.
وفي التنزيل: ولقد كَذَّبَ أَصحاب الحِجْرِ المرسلين؛ والحِجْرُ أَيضاً: موضعٌ سوى ذلك.
وحَجْرٌ: قَصَبَةُ اليمامَةِ، مفتوح الحاء، مذكر مصروف، ومنهم من يؤنث ولا يصرف كامرأَة اسمها سهل، وقيل: هي سُوقُها؛ وفي الصحاح: والحَجْرُ قَصَبَةُ اليمامة، بالتعريف.
وفي الحديث: إِذا نشأَت حَجْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ حجرية، بفتح الحاء وسكون الجيم. قال ابن الأَثير: يجوز أَن تكون منسوبة إِلى الحَجْرِ قصبة اليمامة أَو إِلى حَجْرَةِ القوم وهي ناحيتهم، والجمع حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ وجَمْرٍ.
وإِن كانت بكسر الحاء فهي منسوبة إِلى أَرض ثمود الحِجْرِ؛ وقول الراعي ووصف صائداً: تَوَخَّى، حيثُ قال القَلْبُ منه، بِحَجْرِيٍّ تَرى فيه اضْطِمارَا إِنما عنى نصلاً منسوباً إِلى حَجْرٍ. قال أَبو حنيفة: وحدائدُ حَجْرٍ مُقدَّمة في الجَوْدَة؛ وقال رؤبة: حتى إِذا تَوَقَّدَتْ من الزَّرَقْ حَجْرِيَّةٌ، كالجَمْرِ من سَنِّ الدَّلَقْ وأَما قول زهير: لِمَنِ الدّيارُ بِقُنَّة الحَجْرِ فإِن أَبا عمرو لم يعرفه في الأَمكنة ولا يجوز أَن يكون قصبة اليمامة ولا سُوقها لأَنها حينئذٍ معرفة، إِلاَّ أَن تكون الأَلف واللام زائدتين، كما ذهب إِليه أَبو علي في قوله: ولَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَسَاقِلاً، واَقَدْ نَهِيْتُكَ عن بناتِ الأَوْبَرِ وإِنما هي بنات أَوبر؛ وكما روي أَحمد بن يحيى من قوله: يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحِبي وقول الشاعر: اعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذي التَّمايُلِ، حَجْرِيَّةً خِيَضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ يعني: قوساً أَو نَبْلاً منسوبة إِلى حَجْرٍ هذه.
والحَجَرانِ: الذهب والفضة.
ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده: قد انتشرت حَجْرَتُه وقد ارْتَعَجَ مالهُ وارْتَعَجَ عَدَدُه.
والحاجِرُ: منزل من منازل الحاج في البادية.
والحَجُّورة: لعبة يلعب بها الصبيان يخطُّون خطّاً مستديراً ويقف فيه صبي وهنالك الصبيان معه.
والمَحْجَرُ، بالفتح: ما حول القرية؛ ومنه محاجِرُ أَقيال اليمن وهي الأَحْماءُ، كان لكل واحد منهم حِمَّى لا يرعاه غيره. الأَزهري؛ مَحْجَرُ القَيْلِ من أَقيال اليمن حَوْزَتُه وناحيته التي لا يدخل عليه فيها غيره.
وفي الحديث: أَنه كان له حصير يبسطه بالنهار ويَحْجُره بالليل، وفي رواية: يَحْتَجِرُهُ أَي يجعله لنفسه دون غيره. قال ابن الأَثير: يقال حَجَرْتُ الأَرضَ واحْتَجَرْتُها إِذا ضربت عليها مناراً تمنعها به عن غيرك.ومُحَجَّرٌ، بالتشديد: اسم موضع بعينه.
والأَصمعي يقوله بكسر الجيم وغيره يفتح. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهداً على هذا المكان؛ قال: وفي الحاشية بيت شاهد عليه لطفيل الغَنَوِيِّ: فَذُوقُوا، كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ، من الغَيْظِ في أَكْبادِنا والتَّحَوُّبِ وحكى ابن بري هنا حكاية لطيفة عن ابن خالويه قال: حدثني أَبو عمرو الزاهد عن ثعلب عن عُمَرَ بنِ شَبَّةَ قال: قال الجارود، وهو القارئ (وما يخدعون إِلاَّ أَنفسهم): غسلت ابناً للحجاج ثم انصرفت إِلى شيخ كان الحجاج قتل ابنه فقلت له: مات ابن الحجاج فلو رأَيت جزعه عليه، فقال: فذوقوا كما ذقنا غداة محجَّر البيت.
وحَجَّارٌ، بالتشديد: اسم رجل من بكر بن وائل. ابن سيده: وقد سَمَّوْا حُجْراً وحَجْراً وحَجَّاراً وحَجَراً وحُجَيْراً. الجوهري: حَجَرٌ اسم رجل، ومنه أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ الشاعر؛ وحُجْرٌ: اسم رجل وهو حُجْرٌ الكِنْديُّ الذي يقال له آكل المُرَارِ؛ وحُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الذي يقال له الأَدْبَرُ، ويجوز حُجُرٌ مثل عُسْر وعُسُر؛ قال حسان بن ثابت: مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يأْمَنُهُ مِنْ قَتيلٍ، بَعْدَ عَمْرٍ وحُجُرْ؟ يعني حُجُرَ بن النعمان بن الحرث بن أَبي شمر الغَسَّاني.
والأَحجار: بطون من بني تميم؛ قال ابن سيده: سموا بذلك لأَن أَسماءهم جَنْدَلٌ وجَرْوَلٌ وصَخْر؛ وإِياهم عنى الشاعر بقوله: وكُلّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا يعني أُمه، وقيل: هي المنجنيق.
وحَجُورٌ موضع معروف من بلاد بني سعد؛ قال الفرزدق: لو كنتَ تَدْري ما بِرمْلِ مُقَيِّدٍ، فَقُرى عُمانَ إِلى ذَوات حَجُورِ؟ وفي الحديث: أَنه كان يلقى جبريل، عليهما السلام، بأَحجار المِرَاءِ؛ قال مجاهد: هي قُبَاءٌ.
وفي حديث الفتن: عند أَحجار الزَّيْتِ: هو موضع بالمدينة.
وفي الحديث في صفة الدجال: مطموس العين ليست بناتئة ولا حُجْراءَ؛ قال ابن الأَثير: قال الهروي إِن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها ليست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةٍ، قال: وقد رويت جَحْراءَ، بتقديم الجيم، ، وهو مذكور في موضعه.
والحَنْجَرَةُ والحُنْجُور: الحُلْقُوم، بزيادة النون.

هنأ (لسان العرب) [0]


الهَنِيءُ والـمَهْنَأُ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى.وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ.
وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به.
وهَنَأَنِي الطَّعامُ وهَنَأَ لي يَهْنِئُنِي ويَهْنَؤُنِي هَنْأً وهِنْأً، ولا نظير له في المهموز.
ويقال: هَنَأَنِي خُبْزُ فُلان أَي كان هَنِيئاً بغير تَعَبٍ ولا مَشَقَّةٍ.
وقد هَنَأَنا اللّهُ الطَّعامَ، وكان طَعاماً اسْتَهْنَأْناه أَي اسْتَمْرَأْناهُ.
وفي حديث سُجُود السهو: فَهَنَّأَه ومَنَّاه، أَي ذَكَّره الـمَهانِئَ والأَمانِي، والمراد به ما يَعْرِضُ للإِنسان في صَلاتِه من أَحاديثِ النَّفْس وتَسْوِيل الشيطان.
ولك الـمَهْنَأُ والـمَهْنا، والجمع الـمَهانِئُ، هذا هو الأَصل بالهمز، وقد يخفف، وهو في الحديث أَشْبه لأَجل مَنَّاه.
وفي حديث ابن مسعود في إِجابةِ صاحب الرِّبا إِذا دَعا . . . أكمل المادة إِنساناً وأَكَل طَعامه، قال: لك الـمَهْنَأُ وعليه الوِزْرُ أَي يكون أَكْلُكَ له هَنِيئاً لا تُؤَاخَذُ به ووِزْرُه على من كَسَبَه.
وفي حديث النخعي في طعام العُمَّالِ الظَّلَمةِ: لهم الـمَهْنَأُ وعليهم الوِزر.
وهَنَأَتْنِيهِ العافِيةُ وقد تَهَنَّأْتُه وهَنِئْتُ الطعامَ، بالكسر، أَي تَهَنَّأْتُ به. فأَما ما أَنشده سيبويه من قوله: فَارْعَيْ فَزارةُ، لا هَناكِ الـمَرْتَعُ فعلى البدل للضرورة، وليس على التخفيف؛ وأَمـّا ما حكاه أَبو عبيد من قول المتمثل من العرب: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لكِ مَقْرُوع، فأَصله الهمز، ولكنّ المثل يجري مَجْرى الشِّعر، فلما احتاج إِلى الـمُتابَعةِ أَزْوَجَها حَنَّتْ. يُضْرَبُ هذا المثل لمن يُتَّهَم في حَديثه ولا يُصَدَّقُ. قاله مازِنُ بن مالك بن عَمرو بن تَمِيم لابنةِ أَخيه الهَيْجُمانة بنتِ العَنْبَرِ ابن عَمْرو بن تَمِيم حين قالت لأَبيها: إِنّ عبدشمس بنَ سعدِ بن زيْدِ مَناةَ يريد أَن يُغِيرَ عَليهم، فاتَّهمها مازِنٌ لأَنَّ عبدَشمس كان يَهْواها وهي تَهْواه، فقال هذه المقالة.
وقوله: حَنَّتْ أَي حنَّت إِلى عبدشمس ونَزَعَتْ إليه.
وقوله: ولات هَنَّتْ أَي ليس الأَمْرُ حيث ذَهَبَتْ.
وأَنشد الأَصمعي: لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ، أَمْ مَنْ * جاءَ مِنها بطائِفِ الأَهْوالِ يقول ليس جُبَيْرةُ حَيْثُ ذَهَبْتَ، ايأَسْ منها ليس هذا موضِعَ ذِكْرِها.
وقوله: أَمْ مَنْ جاءَ منها: يستفهم، يقول مَنْ ذا الذي دَلَّ علينا خَيالَها. قال الرَّاعي: نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ يقول: ليس الأَمْرُ حيث ذَهَبْتَ إِنما قلبك مِتْيَحٌ في غير ضَيْعةٍ.
وكان ابن الأَعرابي يقول: حَنَّتْ إِلى عاشِقِها، وليس أَوانَ حَنِينٍ، وإِنما هو ولا، والهاءُ: صِلةٌ جُعِلَتْ تاءً، ولو وَقَفْتَ عليها لقلت لاه، في القياس، ولكن يقفون عليها بالتاءِ. قال ابن الأَعرابي: سأَلت الكِسائي، فقلتُ: كيف تَقِف على بنت؟ فقال: بالتاءِ اتباعاً للكتاب، وهي في الأَصل هاءٌ. الأَزهريّ في قوله ولاتَ هَنَّتْ: كانت هاءَ الوقفة ثم صُيِّرت تاءً ليُزاوِجُوا به حَنَّتْ، والأَصل فيه هَنَّا، ثمَّ قيل هَنَّهْ للوقف. ثمَّ صيرت تاءً كما قالوا ذَيْتَ وذَيْتَ وكَيْتَ وكَيْتَ.
ومنه قول العجاج: وكانَتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ، * وذِكْرُها هَنَّتْ، ولاتَ هَنَّتِ أَي ليس ذا موضعَ ذلك ولا حِينَه، والقصيدة مجرورة لَـمَّا أَجْراها جَعَل هاءَ الوقفة تاءً، وكانت في الأَصل هَنَّهْ بالهاءِ، كما يقال أَنا وأَنـَّهْ، والهاءُ تصير تاءً في الوصْل.
ومن العرب من يَقْلِب هاءَ التأْنيث تاءً إِذا وقف عليها كقولهم: ولاتَ حِينَ مَناصٍ.
وهي في الأَصل ولاةَ. ابن شميل عن الخليل في قوله: لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرَة أَمْ مَنْ يقول: لا تُحْجِمُ عن ذكْرها، لأَنه يقول قد فعلت وهُنِّيتُ، فيُحْجِمُ عن شيءٍ، فهو من هُنِّيتُ وليس بأَمر، ولو كان أَمْراً لكان جزماً، ولكنه خبر يقول: أَنتَ لا تَهْنَأُ ذِكْرَها.
وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً، ولقد هَنُؤَ هَناءة وهَنَأَةً وهِنْأً، على مثال فَعالةٍ وفَعَلة وفِعْلٍ. الليث: هَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ هَنَاءة، ولغة أُخرى هَنِيَ يَهْنَى، بلا همز.
والتَّهْنِئةُ: خلاف التَّعْزِية. يقال: هَنَأَهُ بالأَمْرِ والولاية هَنْأً وهَنَّأَه تَهْنِئةً وتَهْنِيئاً إِذا قلت له ليَهْنِئْكَ.
والعرب تقول: ليَهْنِئْكَ الفارِسُ، بجزم الهمزة، وليَهْنِيكَ الفارِسُ، بياءٍ ساكنة، ولا يجوز ليَهْنِكَ كما تقول العامة.
وقوله، عز وجل: فَكُلُوه هَنِيئاً مَرِيئاً. قال الزجاج تقول: هَنَأَنِي الطَّعامُ ومَرَأَني. فإِذا لم يُذكَر هَنَأَنِي قلت أَمْرَأَني.
وفي المثل: تَهَنَّأَ فلان بكذا وتَمَرَّأَ وتَغَبَّطَ وتَسَمَّنَ وتَخَيَّلَ وتَزَيَّنَ، بمعنى واحد.
وفي الحديث: خَيْرُ الناسِ قَرْني ثمَّ الَّذِين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَجِيءُ قوم يَتَسَمَّنُونَ. معناه: يَتَعَظَّمُونَ ويَتَشَرَّفُونَ ويَتَجَمَّلُون بكثرة المال، فيجمعونه ولا يُنْفِقُونه.
وكلوه هَنِيئاً مَريئاً.
وكلُّ أمْرٍ يأْتيكَ مِنْ غَيْر تَعَبٍ، فهو هَنِيءٌ.الأَصمعي: يقال في الدُّعاءِ للرَّجل هُنِّئْتَ ولاتُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ، تدعُو له. أَبو الهيثم: في قوله هُنِّئْتَ، يريد ظَفِرْتَ، على الدُّعاءِ له. قال سيبويه: قالوا هَنِيئاً مَرِيئاً، وهي من الصفات التي أُجْرِيَتْ مُجْرى الـمَصادِر الـمَدْعُوِّ بها في نَصْبها على الفِعْل غَير المُسْتَعْمَلِ إِظْهارُه، واختزاله لدلالته عليه، وانْتِصابه على فعل من غير لفظه، كأَنـَّه ثَبَتَ له ما ذُكِرَ له هَنِيئاً.
وأَنشد الأَخطل: إِلى إِمامٍ، تُغادِينا فَواضِلُه، * أَظْفَرَه اللّه فَلْيَهْنِئْ لهُ الظَّفَرُ قال الأَزهريُّ: وقال المبرد في قول أَعْشَى باهِلةَ: أَصَبْتَ في حَرَمٍ مِنَّا أَخاً ثِقةً، * هِنْدَ بْنَ أَسْماءَ! لا يَهْنِئْ لَكَ الظَّفَرُ قال: يقال هَنَأَه ذلك وهَنَأَ له ذلك، كما يقال هَنِيئاً له، وأَنشد بيت الأَخطَل.
وهَنَأَ الرجلَ هَنْأً: أَطْعَمَه.
وهَنَأَه يَهْنَؤُه ويَهْنِئُه هَنْأً، وأَهْنَأَه: أَعْطاه، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي.
ومُهَنَّأٌ: اسم رجل. ابن السكيت يقال: هذا مُهَنَّأٌ قد جاءَ، بالهمز، وهو اسم رجل.
وهُنَاءة: اسم، وهو أَخو مُعاوية بن عَمرو بن مالك أَخي هُنَاءة ونِواءٍ وفَراهِيدَ وجَذِيمةَ الأَبْرَشِ.
وهانِئٌ: اسم رجل، وفي المثل: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعْطِي.
والهِنْءُ: العَطِيَّةُ، الاسم: الهِنْءُ، بالكسر، وهو العَطاء. ابن الأَعرابي: تَهَنَّأَ فلان إِذا كَثُرً عَطاؤُه، مأْخوذ من الهِنْءِ، وهو العَطاء الكثير.
وفي الحديث أَنه قال لأَبي الهَيثمِ بن التَّيِّهانِ: لا أَرَى لك هانِئاً. قال الخطابي: المشهور في الرواية ماهِناً، هو الخادِمُ، فإِن صح، فيكون اسمَ فاعِلٍ من هَنَأْتُ الرجلَ أَهْنَؤُه هَنْأَ إِذا أَعطَيْتَه. الفرَّاءُ يقال: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعطِيَ لغتان.
وهَنَأْتُ القَوْمَ إِذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأَعْطَيْتَهم. يقال: هَنَأَهُم شَهْرَينِ يَهْنَؤُهم إِذا عالَهم.
ومنه المثل: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنَأَ أَي لِتَعُولَ وتَكْفِيَ، يُضْرَبُ لمن عُرِفَ بالاحسانِ، فيقال له: أَجْرِ على عادَتِكَ ولا تَقْطَعْها. الكسائي: لِتَهْنِئَ.
وقال الأُمَوِيُّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أَي لِتُمْرِئَ. ابن السكيت: هَنَأَكَ اللّهُ ومَرَأَكَ وقد هَنَأَنِي ومَرَأَنِي، بغير أَلف، إِذا أَتبعوها هَنَأَنِي، فإِذا أَفْرَدُوها قالوا أَمْرَأَنِي.
والهَنِيءُ والـمَرِيءُ: نَهرانِ أَجراهما بعضُ الملوك. قال جَريرٌ يمدح بعضَ الـمَرْوانِيَّةِ: أُوتِيتَ مِنْ حَدَبِ الفُراتِ جَوارِياً، * مِنْها الهَنِيءُ، وسائحٌ في قَرْقَرَى وقَرْقَرَى: قَرْيةٌ باليَمامةِ فيها سَيْحٌ لبعض الملوك.
واسْتَهْنَأَ الرجلَ: اسْتَعْطاه.
وأَنشد ثعلب: نُحْسِنُ الهِنْءَ، إِذا اسْتَهْنَأْتَنا، * ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيْدِي الكِبارِ يعني بالأَيْدِي الكِبارِ المِنَنَ.
وقوله أَنشده الطُّوسِي عن ابن الأَعرابي: وأَشْجَيْتُ عَنْكَ الخَصْمَ، حتى تَفُوتَهُمْ * مِنَ الحَقِّ، إِلاَّ ما اسْتَهانُوك نائلا قال: أراد اسْتَهْنَؤُوك، فقَلَب، وأرى ذلك بعد أَن خفَّف الهمزة تخفيفاً بدلياً.
ومعنى البيت أَنه أَراد: مَنَعْتُ خَصْمَكَ عنك حتى فُتَّهم بحَقِّهم، فهَضَمْتَهُم إِيَّاه، إِلاَّ ما سَمَحُوا لَك به من بعضِ حُقُوقِهم، فتركوه عليك، فسُمِّيَ تَرْكُهم ذلك عليه اسْتِهْناءً؛ كلُّ ذلك من تذكرة أَبي علي.
ويقال: اسْتَهْنَأَ فلان بني فلان فلم يُهنِؤُوه أَي سأَلَهم، فلم يُعْطُوه.
وقال عروة بن الوَرْد: ومُسْتَهْنِئٍ، زَيْدٌ أَبُوه، فَلَمْ أَجِدْ * لَه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حَيَاءَكِ واصْبِري ويقال: ما هَنِئَ لي هذا الطَّعامُ أَي ما اسْتَمْرَأْتُه. الأَزهري وتقول: هَنأَنِي الطَّعام، وهو يَهْنَؤُني هَنْأً وهِنْاً، ويَهْنِئُني.
وهَنَأَ الطَّعامَ هَنْأً وهِنْأً وهَناءة: أَصْلَحَه.
والهِنَاءُ: ضَرْبٌ من القَطِران.
وقد هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها ويَهْنِئُها ويَهْنُؤُها هَنْأً وهِنَاءً: طَلاها(1) (1 قوله «هنأ وهناء طلاها» قال في التكملة والمصدر الهنء والهناء بالكسر والمد ولينظر من أين لشارح القاموس ضبط الثاني كجبل.) بالهِناءِ.
وكذلك: هَنَأَ البعيرَ. تقول: هَنَأْتُ البعيرَ، بالفتح، أَهْنَؤُه إِذا طَلَيْتَه بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ.
وقال الزجاج: ولَم نَجِد فيما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعُلُ إِلاَّ هَنَأْتُ أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ.
والاسم: الهِنْءُ، وإِبل مَهْنُوءةٌ. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لأَنْ أُزاحِمَ جَملاً قد هُنِئَ بِقَطِران أَحِبُّ إِليَّ مِن أَنْ أُزاحِمَ امْرأَةً عَطِرةً. الكسائي: هُنِئَ: طُلِيَ، والهِنَاءُ الاسم، والهَنْءُ المصدر.
ومن أَمثالهم: ليس الهِنَاءُ بالدَّسِّ؛ الدَّسُّ أَن يَطْلِيَ الطّالي مَساعِرَ البعير، وهي الـمَواضِعُ التي يُسْرِعُ اليها الجَرَبُ من الآباطِ والأَرْفاغِ ونحوها، فيقال: دُسَّ البَعِيرُ، فهو مَدْسُوسٌ.
ومنه قول ذي الرمَّة: قَرِيعُ هِجانٍ دُسَّ منها الـمَساعِرُ فإِذا عُمَّ جَسَدُ البعيرِ كلُّه بالهِناءِ، فذلك التَّدْجِيلُ. يُضرب مثلاً للذي لا يُبالِغ في إِحكامِ الأَمْرِ، ولا يَسْتَوثِقُ منه، ويَرْضَى باليَسِير منه.
وفي حديث ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، في مال اليَتِيم: إِن كنتَ تَهْنَأُ جَرْباها أَي تُعالِجُ جَرَبَ إِبِلِه بالقَطِران.وهَنِئَتِ الماشيةُ هَنَأً وهَنْأً: أَصابَتْ حَظًّا من البَقْل من غير أَن تَشْبَعَ منه.
والهِناءُ: عِذْقُ النَّخلة، عن أَبي حنيفة، لغة في الإِهانِ.
وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به وهَنَأْتُه شهراً أَهْنَؤُه أَي عُلْتُه.
وهَنِئَتِ الإِبلُ من نبت أَي شَبِعَتْ.
وأَكلْنا من هذا الطَّعامِ حتى هَنِئْنا منه أَي شَبِعْنا.

شرك (لسان العرب) [0]


الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء: مخالطة الشريكين. يقال: اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا، وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر؛ فأَما قوله: عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره، ويُشارَك يعني يشاركه في الغنيمة.
والشَّريكُ: المُشارِك.
والشِّرْكُ: كالشَّريك؛ قال المُسَيِّب أَو غيره: شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ في طَوْد أَيْمَنَ،في قُرى قَسْرِ والجمع أَشْراك وشُرَكاء؛ قال لبيد: تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلامِ قال الأَزهري: يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير وأَنصار، وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء.
والمرأة شَريكة والنساء شَرائك.
وشاركت فلاناً: صرت شريكه.
واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع . . . أكمل المادة والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً، والإسم الشِّرْك؛ قال الجعدي: وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها، وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار، وأَنشد بيت لبيد.
وفي الحديث: من أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً.
وفي حديث معاذ: أَنه أَجاز بين أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض، وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إن الشِّركَ جائز، هو من ذلك؛ قال: والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما يقال قِسْمٌ وأقسام، فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك، وإن شئت جعلته جمع شِرْك، وهو النصيب.
ويقال: هذه شَرِيكَتي، وماء ليس فيه أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء، واحدهما شِرْك، قال: ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد.
وفي الصحاح: رأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الناسُ شُرَكاء في ثلاث: الكَلإ والماء والنار؛ قال أَبو منصور: ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ البلاد، وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه مُسْتَوُون؛ قال ابن الأثير: أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار الذي لا مالك له، وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد، وأَراد بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه؛ وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة، والصحيح الأول؛ وفي حديث أم معبد: تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه.
وفَريضة مُشتَرَكة: يستوي فيها المقتسمون، وهي زوج وأُم وأَخوان لأم، وأخوان لأَب وأُم، للزوج النصف، وللأم السدس، وللأخوين للأم الثلث، ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما سقط سقط حكمه، وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً؛ وهذا قول زيد.
وكان عمر، رضي الله عنه، حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم، ولم يجعل للإخوة للأَب والأُم شيئاً، فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له: هب أَن أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا، فأَشَرَكَ بينهم، فسميت الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً، وقال الليث: هي المُشْتَرَكة.
وطريق مُشْتَرَك: يستوي فيه الناس.
واسم مُشْتَرَك: تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة؛ وقوله أنشده ابن الأَعرابي: ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ: هذا ابنُ حُرَّةٍ، وهذا ابنُ أُخُرى، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فسره فقال: معناه مُشْتَرَك.
وأَشْرَك بالله: جعل له شَريكاً في ملكه، تعالى الله عن ذلك، والإسم الشِّرْكُ. قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم.
والشِّرْكُ: أَن يجعل لله شريكاً في رُبوبيته، تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد، وإِنما دخلت التاء في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً له، وكذلك قوله تعالى: وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً؛ لأن معناه عَدَلُوا به، ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك، لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ.
وقال أَبو العباس في قوله تعالى: والذين هم مُشْرِكون؛ معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان، وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان، ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين، ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده؛ رواه عنه أَبو عُمر الزاهد، قال: وعَرَضَه على المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح. الجوهري: الشِّرْك الكفر.
وقد أَشرك فلان بالله، فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد؛ قال الراجز: ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان.
وفي الحديث: الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل؛ قال ابن الأثير: يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله؛ ومنه قوله تعالى: ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً.
وفي الحديث: من حلف بغير الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي به يكون القَسَم.
وفي الحديث: الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه بالتوكل؛ جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر، وليس الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل.
وفي حديث تَلْبية الجاهلية: لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ، يَعْنون بالشريك الصنم، يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل، فذلك معنى قوله تملكه وما ملك. قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان، أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هُوَلَكَ، ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً، بل حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية، ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء، ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم: إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى، وقوله تعالى: وأَشْرِكْهُ في أَمْري؛ أَي اجعله شريكي فيه.
ويقال في المُصاهرة: رَغِبْنا في شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب. قال الأَزهري: وسمعت بعض العرب يقول: فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته، وهو الذي تسميه الناس الخَتَنَ، قال: وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته، وزوجها جارُها، وهذا يدل على أَن الشريك جار، وأَنه أَقرب الجيران.
وقد شَرِكه في الأَمر بالتحريك، يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه.
وأَشْرَك فلانٌ فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه.
واشْتَرَكَ الأَمرُ: التبس.والشَّرَكُ: حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير، واحدته شَرَكَة وجمعها شُرُكٌ، وهي قليلة نادرة.
وشَرَكُ الصائد: حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد.
وفي الحديث: أَعوذ بك من شر الشيطان وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، ويروى بفتح الشين والراء، أَي حَبائله ومَصايده، واحدتها شَرَكَة.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كالطير الحَذِر يَرى أَن له في كل طريق شَرَكاً.
وشَرَكُ الطريق: جَوادُّه، وقيل: هي الطُّرُقُ التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أَنها لا تخفى عليك، وقيل: هي الطُّرق التي تخْتَلجُ، والمعنيان متقاربان، واحدته شَرَكَة. الأصمعي: الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق، الواحدة شَرَكَة، وقال غيره: هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد، وهي ما حَفَرَت الدوابُّ بقوائمها في متن الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها. شمر: أُمُّ الطريق مَعْظَمُه، وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع. الجوهري: الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه، والجمع شَرَك؛ قال ابن بري: شاهده قول الشَّمَّاخ: إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ، بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رؤبة: بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق، واحدها شِراك.
وقال أَبو حنيفة: إذا لم يكن المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ.
والشِّراكُ: سير النعل، والجمعُ شُرُك.
وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها: جعل لها شِراكاً، والتَّشْرِيك مثله. ابن بُزُرْج: شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل ذلك منها.
وفي الحديث: أَنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفَيْءُ بقدر الشِّراكِ؛ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها؛ قال ابن الأَثير: وقدره ههنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يُرى من الظل، وكان حينئد بمكة، هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل، فإذا كان أَطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها ظلّ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه أَقصر، وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة الشَّمال يكون الظل فيه أَطول.
ولطْمٌ شُرَكِيّ: متتابع. يقال: لطمه لطْماً شُرَكِيّاً، بضم الشين وفتح الراء، أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير؛ قال أَوس بن حَجَر: وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى، أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع؛ يقول: أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ بذلك.
ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض ضرباً شديداً، فهو مُنْتَقِش.
والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ، بتخفيف الراء وتشديدها: السريع من السير.
وشِرْكٌ: اسم موضع؛ قال حسان بن ثابت: إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم جِدايَةُ شِرْكٍ، مُعْلَماتُ الحَواجِب ابن بري: وشَرْكٌ اسم موضع؛ قال عُمارة: هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك، وأَنتُمُ مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ؟ وبنو شُرَيْك: بطنٌ.
وشَريك: اسم رجل.

كلل (لسان العرب) [0]


الكُلُّ: اسم يجمع الأَجزاء، يقال: كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة ومنطلق، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وحكى سيبويه: كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ، وقال: العالِمُ كلُّ العالِم، يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخصال.
وقولهم: أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم، فليس الكلُّ هو ما أُضيف إِليه. قال أَبو بكر بن السيرافي: إِنما الكلُّ عبارة عن أَجزاء الشيء، فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف الأَجزاء كلها إِليها، فأَما قوله تعالى: وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له قانِتون، فمحمول على المعنى دون اللفظ، وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن كُلاًّ فيه غير مضافة، فلما لم تُضَفْ . . . أكمل المادة إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر، أَلا ترى أَنه لو قال: له قانِتٌ، لم يكن فيه لفظ الجمع البتَّة؟ ولما قال سبحانه: وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً، فجاء بلفظ الجماعة مضافاً إِليها، استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر؟ الجوهري: كُلٌّ لفظه واحد ومعناه جمع، قال: فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى، وكلٌّ وبعض معرفتان، ولم يجئْ عن العرب بالأَلف واللام، وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة، أَضفت أَو لم تُضِف. التهذيب: الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم، ولكنهم فرقوا بين التثنية والجمع، بالتخفيف والتثقيل؛ قال أَبو منصور وغيره من أَهل اللغة: لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على حدة، قال: وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ، إِن شاء الله؛ قال: وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري: تقع كُلٌّ على اسم منكور موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم: ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ سَوْداء تمرةً، وتمرةٌ جائز أَيضاً، إِذا كررت ما في الإِضمار.
وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله عز وجل: فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون، وعن توكيده بكلهم ثم بأَجمعون فقال: لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب؛ وسئل المبرد عنها فقال: لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم، فجاء بقوله كلهم لإِحاطة الأَجزاء، فقيل له: فأَجمعون؟ فقال: لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات، فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم كلِّهم في وقت واحد، فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة.
وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَعْيا.
وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت، وكذلك البعير إِذا أَعيا.
وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه.
وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً أَي كَلَّ بعيرُه. ابن سيده: أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت إِبلُهم.
والكَلُّ: قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ.
وكَلَّ السيفُ والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة وكُلولاً وكَلَّل، فهو كَلِيل وكَلٌّ: لم يقطع؛ وأَنشد ابن بري في الكُلول قول ساعدة: لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ قال: وشاهد الكِلَّة قول الطرماح: وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع وفي حديث حنين: فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً؛ كَلَّ السيفُ: لم يقطع.
وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور. اللحياني: انْكَلَّ السيف ذهب حدُّه.
وقال بعضهم: كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا، وأَكلَّه البكاء وكذلك اللسان، وقال اللحياني: كلها سواء في الفعل والمصدر؛ وقول الأَسود بن يَعْفُر:بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ، وأَنيابٍ له كانت كِلالا قال ابن سيده: يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام، وأَن يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد. الليث: الكَلِيل السيف الذي لا حدَّ له.
ولسان كَلِيل: ذو كَلالة وكِلَّة، وسيف كَلِيل الحدِّ، ورجل كَلِيل اللسان، وكَلِيل الطرْف. قال: وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ، على فَعْلاء، ولا يصرفونه، والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا الموضع؛ قال رؤبة: مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ، يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ والكَلُّ: المصيبة تحدث، والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف.
والكَلالة: الرجل الذي لا ولد له ولا والد.
وقال الليث: الكَلُّ الرجل الذي لا ولد له ولا والد، كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة، وقيل: ما لم يكن من النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ.
وقالوا: هو ابن عمِّ الكَلالِة، وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ، وابن عمي كَلالةً، وقيل: الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه بنسبك كابن العم ومن أَشبهه، وقيل: هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل.
وقال اللحياني: الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم، والعرب تقول: لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق؛ قال الفرزدق: ورِثْتم قَناةَ المُلْك، غيرَ كَلالةٍ، عن ابْنَيْ مَنافٍ: عبدِ شمسٍ وهاشم ابن الأَعرابي: الكَلالةُ بنو العم الأَباعد.
وحكي عن أَعرابي أَنه قال: مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم؛ ويقال: هو مصدر من تكَلَّله النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له منهما أَحد، فسمي بالمصدر.
وفي التنزيل العزيز: وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً (الآية)؛ واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن أَبي عبيدة أَنه قال: الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ ونحو ذلك؛ قال الأَخفش: وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد والولد، سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب، فالأَقرب من تكَلله النسب إِذا استدار به، قال: وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه، وهما أَبوه وولده، فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل، يقول: سقط من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم؛ قال: كتبته حفظا عنه؛ قال الأَزهري: وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِني رجل ليس يرثني إِلا كَلالةٌ؛ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد، فذكر الله عز وجل الكَلالة في سورة النساء في موضعين، أَحدهما قوله: وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس؛ فقوله يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث، ونصب كَلالة على الحال، المعنى أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس، فجعل الميت ههنا كَلالة وهو المورِّث، وهو في حديث جابر الوارث: فكل مَن مات ولا والد له ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته، وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو كلالةُ مَوْرُوثِه، وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة، ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه؛ والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله: يَسْتفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك (الآية)؛ فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم، فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت، وللأُختين الثلثين، وللإِخوة والأَخوات جميع المال بينهم، للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين، وجعل للأَخ والأُخت من الأُم، في الآية الأُولى، الثلث، لكل واحد منهما السدس، فبيّن بسِياق الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة، ومرة على الإِخوة والأَخوات للأَب والأُم؛ ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة، وأَنَّ سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة؛ وهو قوله: فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له، ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب أَراد: أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم، وموالي الكلالة، وهم الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات، لا يغضَبون للمرء غَضَب الأَب. ابن الجراح: إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قالوا: هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ؛ قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة، فافهمه؛ قال: وقد فسَّرت لك من آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك، فتدبره تجده كذلك؛ قال: قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد منه، وقال ابن بري: اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة، فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه، هذا أَصلها، قال: ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث، فتكون اسماً للميت المَوْروث، وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم: هذا خَلْقُ الله أَي مخلوق الله؛ قال: وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ قولهم: رجل عَدْل أَي عادل، وماءٌ غَوْر أَي غائر؛ قال: والأَول هو اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث، قال: وعليه جاء التفسير في الآية: إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً، فإِذا جعلتها للميت كان انتصابها في الآية على وجهين: أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره: وإِن كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد، والوجه الثاني أَن يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة، وتكون كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر، قال: ولا يصح أَن تكون الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة، ولا فائدة في قوله يورَث، والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة أَي كَلّ، وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق: ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد؛ وقال عامر بن الطُّفَيْل: وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ، أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب ومنه قولهم: هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب، فإِذا أَرادو القُرْب قالوا: هو ابن عَمٍّ دنْيَةً، والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً واقعاً موقع الحال على حد قولهم: جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً، وهو ابن عمي دِنيةً أَي دانياً، وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب، والوجه الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف، تقديره وإِن كان المَوْروث ذا كَلالة؛ قال: فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة: أَحدها أَن تكون خبر كان، الثاني أَن تكون حالاً، الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف، الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال، الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف، فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة، أَعني أَن الكَلالة اسم للموروث دون الوارث، قال: وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة، وهم أَهل الكوفة، أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث، واحتجُّوا في ذلك بأَشياء منها قراءة الحسن: وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً، بكسر الراء، فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت، وهم الإِخوة للأُم، واحتجُّوا أَيضاً بقول جابر إِنه قال: يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة، وإِذا ثبت حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه الخامس من الوجه الأَول، وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني هو الأَول، تقديره: وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة، كما تقول ذا قَرابةٍ ليس فيهم ولد ولا والد، قال: وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث تقديره ذا كَلالةٍ، قال: وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه مالَه، قال: فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها، فيكون نصبه على خبر كان أَو على المصدر، ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث؛ قال: والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث، والمصدر قد يقع للفاعل تارة وللمفعول أُخرى، والله أَعلم؛ قال ابن الأَثير: الأَب والابن طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه، فسمي ذهاب الطرَفين كَلالة، وقيل: كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو إِكْلِيل، وبه سميت، لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه.
والكَلُّ: اليتيم؛ قال: أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه، إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد والكَلُّ: الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه؛ قال الله تعالى: وهو كَلٌّ على مَوْلاه، أَي عِيال.
وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته كَلاًّ عليه أَي عِيالاً.
وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال.
والكالُّ: المُعْيي، وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً.
والكَلُّ: العَيِّل والثِّقْل، الذكَر والأُنثى في ذلك سواء، وربما جمع على الكُلول في الرجال والنساء، كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً.
ورجل كَلٌّ: ثقيل لا خير فيه. ابن الأَعرابي: الكَلُّ الصنم، والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس، والكَلُّ اليتيم، والكَلُّ الوَكِيل.
وكَلَّ الرجل إِذا تعِب.
وكَلَّ إِذا توكَّل؛ قال الأَزهري: الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى: ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً؛ ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله من مكان إِلى مكان، فقال الله تعالى: هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن يأْمر بالعدل، استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال: لا تسوُّوا بين الصنم الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله. قال ابن بري: وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ على مولاه: هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم، قال: وقال ابن خالويه ورأْس الكَلّ رئيس اليهود. الجوهري: الكَلُّ العِيال والثِّقْل.
وفي حديث خديجة: كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ؛ هو، بالفتح: الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف.
والكَلُّ: العِيال؛ ومنه الحديث: مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ وعليَّ.
وفي حديث طَهْفة: ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم وما لم تطيقوه، ويُروى: أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم.
وكَلَّلَ الرجلُ: ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ.
وكَلَّل عن الأَمر: أَحْجَم.
وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ: حمل. ابن الأَعرابي: والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان، وهي البِكْلَة؛ يقال: بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال: والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل بيّن الكِلَّة.
ويقال: ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه.
والمُكَلِّل: الجادُّ، يقال: حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم؛ وأَنشد الأَصمعي: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ، تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ قال: وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن، يقال: حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب وما جبُن كأَنه من الأَضداد؛ وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل: ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ، ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال: إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل، وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل، قال: والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا يرجع حتى يقَع بقِرْنه، والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع؛ وقال النابغة الجعدي: بَكَرَتْ تلوم، وأَمْسِ ما كَلَّلْتها، ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها. يقال: كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم يُطِعه.
وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها؛ وقال: وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ (* قوله «وفرحه إلخ» هكذا في الأصل).
والكُلَّة: الصَّوْقَعة، وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج.
وجاء في الحديث: نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها؛ قيل: التّكْلِيل رفعُها تبنى مثل الكِلَل، وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور، وقيل: هو ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور، وقال أَبو عبيد: الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت؛ وأَنشد (* لبيد في معلقته): من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ * زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها والكِلَّة: السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ، وفي المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقيق، قال: والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق يُتوقَّى به من البَعُوض.
والإِكْلِيل: شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر، والجمع أَكالِيل على القياس، ويسمى التاج إِكْلِيلاً.
وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل؛ فأَما قوله (* البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة) أَنشده ابن جني: قد دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْـ ـنَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ فهذا جمع إِكْلِيل، فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت، فصارت إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه؛ هي جمع إِكْلِيل، قال: وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر، فجعلتْ لوجهه الكريم، صلى الله عليه وسلم، أَكالِيلَ على جهة الاستعارة؛ قال: وقيل أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل، وهو الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس.
وفي حديث الاستسقاء: فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل؛ يريد أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها.
والإِكْلِيل: منزِل من منازل القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة. قال الأَزهري: الإِكْلِيل رأْس بُرْج العقرب، ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل، لأَنه يطلُع بِغُيُوبها.
والإِكْلِيل: ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم.
وتَكَلَّله الشيءُ: أَحاط به.
وروضة مُكَلَّلة: محفوفة بالنَّوْر.
وغمام مُكَلَّل: محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ.
وانْكَلَّ الرجلُ: ضحك.
وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا ما تبسَّمت؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة: وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه، له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً: تبسَّم؛ قال الأَعشى: ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها جَنى أُقْحُوان، نَبْتُه مُتَناعِم يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كل ذلك تبدو منه الأَسنان.
وانْكِلال الغَيْم بالبَرْق: هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه.
وانْكَلَّ السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق.
والإِكْلِيل: السحابُ الذي تراه كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه.
وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق، ويقال: هو الذي حوله قِطع من السحاب.
واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع.
وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ: تبسم؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: عَرَضْنا فقُلْنا: إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ وقول أَبي ذؤيب: تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى ثلاثاً، ما أَبين له انْفِراجَا قيل: تَكَلَّل تبسم بالبرق، وقيل: تنطَّق واستدار.
وانكلَّ البرقُ نفسه: لمع لمعاً خفيفاً. أَبو عبيد عن أَبي عمرو: الغمام المُكَلَّل هو السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ؛ وأَنشد غيره لامرئ القيس: أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه، كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ وإِكْلِيل المَلِك: نبت يُتداوَى به.
والكَلْكَل والكَلْكال: الصدر من كل شيء، وقيل: هو ما بين التَّرْقُوَتَيْن، وقيل: هو باطن الزَّوْرِ؛ قال: أَقول، إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَالِ قال الجوهري: وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً؛ وقال منظور بن مرثد الأَسدي: كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ، موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي قال ابن بري: وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب، لأَن بعد قوله على الكَلْكَلِّ:ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ قال: والمعروف الكَلْكَل، وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول الراجز: قلتُ، وقد خرَّت على الكَلْكَالِ: يا ناقَتي، ما جُلْتِ من مَجَالِ (* في الصفحة السابقة: اقول إذ خَرَّت إلخ).
والكَلْكَل من الفرس: ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا رَبَضَ؛ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة لَيْل:فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه، وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل (* في المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه).
وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها: أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ، مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟ فجعلت للدهر كَلْكَلاً؛ وقوله: مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى، حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً.
ورجل كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، وقيل: الكُلْكُل والكُلاكِل، بالضم، القصير الغليظ الشديد، والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة، والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر؛ وأَنشد قول العجاج: حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا الفراء: الكُلَّة التأْخير، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، والكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل.
ويقال: ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس.
وذِئب كَلِيل: لا يَعْدُو على أَحد.
وفي حديث عثمان: أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا؟ فقال: كُلُّ ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري؛ قال ابن الأَثير: موضع كل الإِحاطة بالجميع، وقد تستعمل في معنى البعض قال: وعليه حُمِل قولُ عثمان؛ ومنه قول الراجز: قالتْ له، وقولُها مَرْعِيُّ: إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ، وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل.
وقال ابن بري: وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر؛ وقد تأْتي بمعنى لا كقول الجعديّ: فقلْنا لهم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها فقالوا لنا: كَلاَّ فقلْنا لهم: بَلى فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى، وبَلى لا تأْتي إِلا بعد نفي؛ ومثله قوله أَيضاً: قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً، فمن قال كَلاَّ، فالمُكذِّب أَكْذَبُ وعلى هذا يحمل قوله تعالى: فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ.
وفي الحديث: تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسول الله؛ قال ابن الأَثير: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل، إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا، لزيادة الكاف؛ وقد ترد بمعنى حَقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية؛ والظُّلَل: السَّحاب.

حصص (لسان العرب) [0]


الحَصُّ والحُصاصُ: شِدّةُ العَدْوِ في سرعة، وقد حَصَّ يَحُصُّ حَصّاً.
والحُصاصُ أَيضاً: الضُّراطُ.
وفي حديث أَبي هريرة: إِن الشيطان إِذا سَمِعَ الأَذانَ وَلَّى وله حُصاصٌ؛ روى هذا الحديث حماد بن سلمة عن عاصم بن أَبي النَّجُود، قال حماد: فقلت لعاصم: ما الحُصاصُ؟ قال: أَما رأَيتَ الحِمارَ إِذا صَرَّ بأُذُنيه ومَصَعَ بذَنبِه وعَدا؟ فذلك الحُصاصُ؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب.
وحَصَّ الجَلِيدُ النَّبْتَ يَحُصُّه: أَحْرَقَه، لغة في حَسّه.
والحَصُّ: حَلْقُ الشعر، حَصَّه يَحُصُّه حَصّاً فَحَصَّ حصَصاً وانْحَصَّ والحَصَّ أَيضاً: ذهابُ الشعر سَحْجاً كما تَحُصُّ البَيْضةُ رأْسَ صاحبها، والفِعل كالفعل.
والحاصّةُ: الداءُ الذي يَتَناثَرُ منه الشعر؛ وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة أَتته فقالت إِن . . . أكمل المادة ابْنتي عُريّسٌ وقد تمعّطَ شعرُها وأَمَرُوني أَن أُرَجِّلَها بالخَمْر، فقال: إِنْ فعلتِ ذاك أَلْقَى اللّهُ في رأْسها الحاصّةَ؛ الحاصّةُ: هي العِلّة ما تَحُصُّ الشعر وتُذْهِبه.
وقال أَبو عبيد: الحاصّةُ ما تَحُصّ شعرها تَحْلِقه كله فتذهب به، وقد حَصّت البَيْضةُ رأْسَه؛ قال أَبو قيس بن الأَسْلت: قد حَصَّت البيضةُ رأْسي، فما أَذُوقُ نوماً غيرَ تَهْجاع وحصَّ شعَرُهُ وانْحَصَّ: انْجَرَدَ وتناثَرَ.
وانْحَصَّ ورَقُ الشجر وانْحَتّ إِذا تناثر.
ورجل أَحَصُّ: مُنْحَصُّ الشعرِ.
وذنَبٌ أَحَصُّ: لا شِعْرَ عليه؛ أَنشد: وذنَب أَحَصّ كالمِسْواطِ قال أَبو عبيد: ومن أَمثالهم في إِفْلات الجبان من الهلاك بعد الإِشْفاء عليه: أُفْلِت وانْحَصَّ الذنَب، قال: ويُرْوى المثل عن معاوية أَنه كان أَرسل رسولاً من غَسّان إِلى مَلكِ الروم وجعل له ثلاث دِيات على أَن يُبادِرَ بالأَذانِ إِذا دخل مجلسه، ففعل الغسّانِيّ ذلك وعند الملِك بَطارِقتُه، فوَثَبُوا لِيَقْتلوه فنهاهم الملك وقال: إِنَّما أَراد معاوية أَن أَقْتُلَ هذا غَدْراً، وهو رسول، فَيَفْعَل مثل ذلك مع كل مُسْتأْمَنٍ مِنّا؛ فلم يَقْتله وجَهّزه وردّه، فلما رآه معاوية قال: أُفْلِتَ وانحصّ الذنب أَي انقطع، فقال: كلا إِنه لَبِهُلْبه أَي بشَعَره، ثم حدَّثه الحديث، فقال معاوية: لقد أَصابَ ما أَردْتُ؛ يُضْرب مثلاً لمن أَشْفى على الهلاك ثم نَجا؛ وأَنشد الكسائي: جاؤوا من المِصْرَينِ باللُّصوصِ، كل يَتِيمٍ ذي قَفاً مَحْصوصِ ويقال: طائر أَحَصُّ الجناحِ؛ قال تأَبّط شرّاً: كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، أَو بِذي مِّ خَشْفٍ أُشَثٍّ وطُبّاقِ (* قوله: أو بذي إلخ: هكذا في الأصل وهو مختل الوزن، وفيه تحريف.) اليزيدي: إِذا ذهب الشعر كله قيل: رجل أَحَصُّ وامرأَةَ حصّاءُ.
وفي الحديث: فجاءت سنَةٌ حصّت كلَّ شيء أَي أَذْهَبَتْه.
والحَصُّ: إِذهابُ الشعر عن الرأْس بحَلْقٍ أَو مرض.
وسنَة حَصَّاء إِذا كانت جَدْبة قليلةَ النبات، وقيل: هي التي لا نبات فيها؛ قال الحطيئة: جاءَتْ به من بِلادِ الطُّورِ تَحْدُره حَصّاء، لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصا شَذَبا وهو شبيه بذلك. الجوهري: سنة حَصّاء أَي جَرْداءُ لا خيرَ فيها؛ قال جرير: يَأْوِي إِليكمْ بلا مَنٍّ ولا جَحَدٍ مَنْ ساقَه السنةُ الحَصّاءُ والذِّيبُ كأَنه أَراد أَن يقول: والضَّبُعُ وهي السنة المُجْدِبة فوضع الذئب موضعَه لأَجل القافية.
وتَحَصّصَ الحِمارُ والبعيرُ سَقَط شعرهُ، والحَصِيصُ اسم ذلك الشعر، والحَصِيصةُ ما جُمِع مما حُلق أَو نُتِف وهي أَيضاً شعَرُ الأُذُن ووَبَرُها، كان مَحْلوقاً أَو غيرَ مَحْلوق، وقيل: هو الشعرُ والوبَرُ عامّة، والأَوّلُ أَعْرَفُ؛ وقولُ امرئ القيس: فصَبَّحه عِنْد الشُّروقِ، غُدَيَّة، كلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مغرَّثةً حُصّاً كأَنَّ عُيونَها، من الزجْرِ والإِيحَاء، نُوَّارُ عِضْرِسِ حُصّاً أَي قد انْحَصَّ شعرُها.
وابنُ مُرٍّ وابنُ سِنْبِس: صائدانِ مَعْروفانِ.
وناقةٌ حَصّاء إِذا لم يكن عليها وبَرٌ؛ قال الشاعر: عُلُّوا على سائفٍ صَعْبٍ مراكِبُها حَصَّاءَ، ليس لها هُلْبٌ ولا وبَرُ عُلُّوا وعُولوا: واحد من عَلاّه وعالاه.
وتَحَصْحَصَ الوَبَرُ والزِّئْبِرُ: انْجَرَدَ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: لما رأَى العبدُ مُمَرّاً مُتْرَصا؛ ومَسَداً أُجْرِدَ قد تَحَصْحَصا، يَكادُ لولا سَيْرُه أَن يُملَصا، جَدَّ به الكَصِيصُ ثم كَصْكَصا، ولو رَأَى فاكَرِشٍ لبَهلَصا والحَصِيصةُ من الفرس: ما فوق الأَشْعَرِ مما أَطاف بالحافِرِ لِقلّة ذاك الشعر.
وفرسٌ أَحَصُّ وحَصِيصٌ: قَلِيلُ شعر الثُّنَّةِ والذنَبِ، وهو عَيْبٌ، والاسم الحَصَصُ.
والأَحَصُّ: الزمِنُ الذي لا يَطول شعره، والاسم الحَصَصُ أَيضاً.
والحَصَصُ في اللحية: أَن يَتَكَسَّرَ شعرُها ويَقْصُر، وقد انْحَصّت.
ورجل أَحَصُّ اللِّحْية، ولِحْيةٌ حَصّاءُ: مُنْحَصّة.
ورجل أَحَصّ بَيّنُ الحَصَصِ أَي قليلُ شعرِ الرأْس.
والأَحص من الرجال: الذي لا شعر في صَدره.
ورجل أَحَصُّ: قاطعٌ للرَّحم؛ وقد حَصَّ رَحِمَه يَحُصّها حَصّاً.
ورحِمٌ حَصّاءُ: مقطوعة؛ قال: ومنه يقال بَيْنَ بَني فلان رَحِمٌ حاصّة أَي قد قطعوها وحَصُّوها وحَصُّوها لا يَتواصَلُون عليها.
والأَحَصّ أَيضاً: النَّكِدُ المَشْؤُوم.
ويوم أَحَصُّ: شديد البرد لا سحاب فيه؛ وقيل لرجل من العرب: أَيُّ الأَيّام أَبْرَدُ؟ فقال: الأَحَصُّ الأَزَبّ، يعني بالأَحَصِّ الذي تَصْفُو شَمالُه ويَحْمَرُّ فيه الأُفُق وتَطْلُع شَمسُه ولا يوجد لها مَسٌّ من البَرْدِ، وهو الذي لا سحاب فيه ولا يَنْكسِر خَصرُه، والأَزَبُّ يومٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ وتَسُوق الجَهَامَ والصُّرّاد ولا تطلع له شمس ولا يكون فيه مَطَرٌ؛ قوله تَهُبُّه أَي تَهُبّ فيه.
وريح حَصّاءُ: صافيةٌ لا غُبار فيها؛ قال أَبو الدُّقَيش: كأَن أَطْرافَ ولِيّاتِها في شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزاعِ والأَحَصّانِ: العَبْدُ والعَيْرُ لأَنهما يُماشِيانِ أَثْمانَهما حتى يَهْرَما فتَنْقُص أَثْمانُهما ويَمُوتا.
والحِصّةُ: النصيب من الطعام والشراب والأَرضِ وغير ذلك، والجمع الحِصَصُ.
وتَحاصّ القومُ تَحاصّاً: اقتسَموا حِصَصَهم.
وحاصّه مُحاصّةً وحِصاصاً: قاسَمَه فأَخَذ كلُّ واحدٍ منهما حِصّتَه.
ويقال: حاصَصْتُه الشيءَ أَي قاسَمْته فحَصّني منه كذا وكذا يَحُصُّني إِذا صار ذلك حِصّتي.
وأَحَصّ القومَ: أَعطاهم حِصَصَهم.
وأَحَصّه المَكانَ: أَنْزلَه؛ ومنه قول بعض الخطباء: وتُحِصُّ من نَظَرِه بَسْطة حال الكَفالة والكفايةِ أَي تُنْزِل؛ وفي شعر أَبي طالب: بِميزانِ قِسْط لا يَحُصُّ شَعِيرةً أَي لا يَنْقُص شعيرةً.
والحُصُّ: الوَرْسُ؛ وجمعه أَحْصاصٌ وحُصوصٌ، وهو يُصْبَغ به؛ قال عمرو بن كلثوم: مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فيها، إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا قال الأَزهري: الحُصُّ بمعنى الوَرْسِ معروف صحيح، ويقال هو الزَّعْفران، قال: وقال بعضهم الحُصُّ اللُّؤْلُؤ، قال: ولست أَحُقُّه ولا أَعْرِفه؛ وقال الأَعشى: ووَلَّى عُمَيْر وهو كأْبٌ كأَنه يُطَلَّى بحُصٍّ، أَو يُغَشّى بِعظْلِمِ ولم يذكر سيبويه تكسير فُعْلٍ من المُضاعَف على فُعُولٍ، إِنما كَسّره على فِعالٍ كخِفافٍ وعِشَاشٍ.
ورجل حُصْحُصٌ وحُصْحوصٌ: يَتَتَبّع دَقائِقَ الأُمور فيَعْلمها ويُحْصِيها.
وكان حَصِيصُ القومِ وبَصِيصُهم كذا أَي عَدَدُهم.
والأَحَصُّ: ماءٌ معروف؛ قال: نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ وأَصْبَحُوا، نَزَلَتْ مَنازِلَهم بَنُو ذُبْيانِ قال الأَزهري: والأَحَصُّ ماء كان نزل به كُلَيب ابن وائل فاسْتَأْثَر به دُونَ بَكْر بن وائل، فَقِيل له: اسقِنا؛ فقال: ليس من فَضْلٍ عنه، فلما طَعَنه جَسّاس اسْتَسْقاهم الماء، فقال له جَسّاس: تَجاوَزْت الأَحَصَّ أَي ذهَبَ سُلْطانُك على الأَحَصِّ؛ وفيه يقول الجعدي: وقال لِجَسّاس: أَغِثْني بِشَرْبةٍ تَدارَكْ بها طَوْلاً عَليَّ وأَنْعِمِ فقال: تَجاوَزْتَ الأَحصَّ وماءَه، وبَطْنَ شُبَيثٍ، وهو ذُو مُتَرَسّمِ الأَصمعي: هَزِئ به في هذا.
وبَنُو حَصِيصٍ: بطْنٌ من العرب.
والحَصّاءُ: فرسُ حَزْنِ بن مِرْداسٍ.
والحَصْحَصةُ: الذهابُ في الأَرض، وقد حَصْحَصَ؛ قال: لَمَّا رآني بالبِرَاز حَصْحَصا والحَصْحَصةُ: الحركةُ في شيء حتى يَسْتَقِرّ فيه ويَسْتَمْكن منه ويثبت، وقيل، تَحْرِيك الشيء في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه، وكذلك البعيرُ إِذا أَثْبَتَ رُكْبتيه للنُّهوض بالثِّقْل؛ قال حميد بن ثور: وحَصْحَصَ في صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتِه، ورامَ القيامَ ساعةً ثم صَمَّما (* قوله «وحصحص إلخ» هكذا في الأصل؛ وأنشده الصحاح هكذا: وحصحص في صم الصفا ثفناته وناء بسلمى نوأة ثم صمما.) وفي حديث علي: لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيّ جَمْرتَيْنِ أَحَبُّ إِليَّ من أَن أُحَصْحِصَ كَعْبَيْنِ، هو من ذلك، وقيل: الحَصْحَصَةُ التحريك والتقليبُ للشيء والترديدُ.
وفي حديث سمرة بن جندب: أَنه أُتي برجلِ عِنِّينٍ فكتب فيه إليه معاوية، فكتب إِليه أَن اشْتَرِ له جاريةً من بيت المال وأَدْخِلْها عليه ليلةً ثم سَلْها عنه، ففَعَل سمرةُ فلما أَصبح قال له: ما صنعت؟ فقال: فعلتُ حتى حَصْحَصَ فيها، قال: فسأَل الجارية فقالت: لم يَصْنَعْ شيذاً، فقال الرجل: خَلِّ سبِيلَها يا مُحَصْحِصُ؛ قوله: حَصْحَصَ فيها أَي حَرّكتُه حتى تمكن واستقرّ، قال الأَزهري: أَراد الرجل أَنّ ذَكَرَه انْشَامَ فيها وبالَغَ حتى قَرَّ في مَهْبِلِها.
ويقال: حَصْحَصْتُ الترابَ وغيره إِذا حَرَّكْته وفحَصْتَه يميناً وشمالاً.
ويقال: تَحَصْحَصَ وتحزحز أَي لَزِقَ بالأَرض واسْتَوى.
وحَصْحَصَ فلان ودَهْمَجَ إِذا مَشَى مَشْيَ المُقَيَّدِ.
وقال ابن شميل: ما تَحَصْحَصَ فلانٌ إِلاَّ حَوْلَ هذا الدرهمِ لِيأْخُذَهُ. قال: والحَصْحَصَةُ لُزوقُه بكَ وإِتْيانُه وإِلْحاحُه عليك.
والحَصْحَصَةُ: بَيانُ الحَقِّ بعد كِتْمانِهِ، وقد حَصْحَصَ.
ولا يقال: حُصْحِصَ.
وقوله عزّ وجلّ: الآن حَصْحَصَ الحقُّ؛ لما دَعَا النِّسْوةَ فَبَرَّأْنَ يوسُفَ، قالت: لم يَبْقَ إِلا أَن يُقْبِلْنَ عليّ بالتقرير فأَقَرّت وذلك قولُها: الآن حَصْحَصَ الحقُّ. تقول: صافَ الكذبُ وتبيَّن الحقُّ، وهذا من قول امرأَة العزيز؛ وقيل: حَصْحَصَ الحقُّ أَي ظَهَرَ وبرَزَ.
وقال أَبو العباس: الحَصْحَصَةُ المبالغةُ. يقال: حَصْحصَ الرجلُ إِذا بالَغ في أَمره، وقيل: اشتقاقُه من اللغة من الحِصَّة أَي بانت حِصّة الحقِّ من حِصَّةِ الباطل.
والحِصْحِصُ، بالكسر: الحجارةُ، وقيل: الترابُ وهو أَيضاً الحَجر.
وحكى اللحياني: الحِصْحِصَ لِفُلانٍ أَي الترابَ له؛ قال: نُصبَ كأَنه دُعاءٌ، يذهب إِلى أَنهم شبَّهوه بالمصدر وإِن كان اسماً كما قالوا الترابَ لك فنصَبُوا.
والحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كلاهما: الحجارة. بفيه الحِصْحِصُ أَي الترابُ.
والحَصْحَصةُ: الإِسراعُ في السير.
وقَرَبٌ حَصْحاصٌ: بَعِيدٌ.
وقَرَبٌ حَصْحاصٌ مثل حَثْحاث: وهو الذي لا وتِيرةَ فيه، وقيل: سيرٌ حَصْحاص أَي سريع ليس فيه فُتور.
والحَصْحَاصُ: موضعٌ.
وذو الحَصْحاص: موضعٌ؛ وأَنشد أَبو الغَمْر الكلابي لرجل من أَهل الحجاز يعني نساء: أَلا ليت شِعْرِي، هل تَغَيّر بَعْدَنا ظِباءٌ بِذي الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُيونُها؟

طوي (لسان العرب) [0]


الطَّيُّ: نَقِيضُ النَّشْرِ، طَوَيْته طَيّاً وطِيَّةً وَطِيَةً، بالتخفيف؛ الأَخيرة عن اللحياني وهي نادرة، وحكى: صَحِيفة جافيَة الطِّيَةِ، بالتخفيف أَيضاً، أَي الطَّيّ.
وحكى أَبو علي: طَيَّةٌ وطُوًى ككَوَّة وكُوًى، وطَوَيته وقد انطَوَى واطَّوَى وتَطَوَّى تَطَوِّياً، وحكى سيبويه: تَطَوَّى انْطِواءً؛ وأَنشد: وقد تَطَوَّيْتُ انطِواءَ الحِضْبِ الحِضْبُ: ضربٌ من الحَيَّاتِ، وهو الوتَرُ أَيضاً، قال: وكذلك جميعُ ما يُطْوَى.
ويقال: طَوَيتُ الصَّحيفةَ أَطْوِيها طَيّاً، فالطَّيُّ المصدرُ، وطَوَيْتُها طَيَّةً واحدة أَي مَرَّةً واحدةً.
وإِنه لحَسَنُ الطِّيَّة، بكسر الطاءِ: يريدون ضَرْباً من الطَّيِّ مثلُ الجِلسَة والمِشْيَة والرِّكْبةِ؛ وقال ذو الرمة: من دِمْنَةٍ نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعاً، كما تُنَشَّرُ بعدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ فكسَر الطاء لأَنه لم يُرِدْ به . . . أكمل المادة المَرَّة الواحدة.
ويقال للحيَّة وما يُشبِهُها: انْطَوَى يَنْطوِي انْطِواءً فهو مُنْطَوٍ، على مُنْفَعِلٍ.
ويقال: اطَّوَى يَطَّوِي اطِّواءً إِذا أَردتَ به افْتَعَل، فأَدْغمِ التاء في الطاءِ فتقول مُطَّوٍ مُفْتَعِل.
وفي حديث بناءِ الكَعْبةِ: فتَطوَّتْ موضعَ البَيْتِ كالحَجَفَة أَي اسْتَدارَتْ كالتُّرْسِ، وهو تَفَعَّلَتْ من الطيِّ.
وفي حديث السفَرِ: اطْوِ لَنا الأَرضَ أَي قَرِّبها لنا وسَهِّلِ السَّيـْرَ فيها حتى لا تَطُولَ علينا فكأَنها قد طُوِيَتْ.
وفي الحديث: أَن الأَرضَ تُطْوَى بالليلِ ما لا تُطْوَى بالنَّهارِ أَي تُقْطَع مسافتُها لأَن الإِنسان فيه أَنشَطُ منه في النهارِ وأَقدرُ على المَشْي والسيرِ لعدمِ الحَرِّ وغيره.
والطاوِي من الظِّباءِ: الذي يَطْوِي عُنُقَه عند الرُّبوضِ ثم يَرْبِضُ؛ قال الراعي: أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ، باتَتْ تَعُلُّه صَرَى ضَرّةٍ شَكْرى، فأَصْبَحَ طاوِيا عَدَّى تَعُلُّ إِلى مفعولَيْن لأَن فيه معنى تَسْقِي.
والطِّيَّة: الهيئة التي يُطْوَى عليها.
وأَطواءُ الثَّوْبِ والصحيفةِ والبطْنِ والشَّحمِ والأَمعاء والحَيَّةِ وغير ذلك: طَرائِقُه ومَكاسِرُ طَيِّه، واحدُها طِيٌّ، بالكسر، وطَيٌّ، بالفتح، وطِوًى. الليث: أَطواءُ الناقةِ طَرائقُ شَحْمها، وقيل: طَرائِقُ شَحْمِ جَنْبَيْها وسنَامِها طَيٌّ فوق طَيٍّ.
ومَطاوي الحيَّةِ ومَطاوِي الأَمْعاءِ والثَّوْبِ والشحمِ والبطْنِ: أَطواؤُها، والواحدُ مَطْوًى.
وتَطوَّتِ الحَيَّة أَي تحوَّت.
وطِوى الحيَّة: انْطِواؤُها.
ومَطاوِي الدِّرْعِ: غُضُونُها إِذا ضُمَّتْ، واحدها مِطْوىً؛ وأَنشد: وعِنديَ حَصْداءُ مَسْرُودَةٌ، كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ والمِطْوَى: شيءٌ يُطوَى عليه الغَزْلُ.
والمُنْطَوِي: الضامرُ البَطْنِ.
وهذا رجلٌ طَوِيّ البَطنِ، على فَعِلٍ، أَي ضامِرُ البَطنِ، عن ابن السِّكِّيت؛ قال العُجَيرُ السَّلوليّ: فقامَ فأَدنَى من وِسادِي وِسادَه طَوِي البَطْنِ، ممشُوقُ الذراعَينِ، شَرْجَبُ وسِقاءٌ طَوٍ: طُوِيَ وفيه بَلَلٌ أَو بَقِيَّةُ لبَنٍ فَتَغَيَّر ولَخِنَ وتَقَطَّع عَفَناً، وقد طَوِي طَوًى.
والطَّيُّ في العَرُوضِ: حَذْفُ الرابِعِ من مُسْتَفْعِلُنْ ومَفْعُولاتُ، فيبقى مُسْتَعِلُنْ ومَفْعُلات فيُنْقَل مُسْتَعِلُنْ إلى مُفْتَعِلُنْ ومَفْعُلات إِلى فاعلاتُ، يكون ذلك في البَسيطِ والرَّجَز والمنْسَرِح، وربما سمي هذا الجزءُ إِذا كان ذلك مَطْوِيّاً لأَن رابعهُ وسَطُه على الاسْتِواء فشُبِّه بالثَّوْبِ الذي يُعطَفُ من وَسَطه.
وطَوَى الرَّكِيَّة طَيّاً: عرشها بالحِجارةِ والآجُرِّ، وكذلك اللَّبِنُ تَطْويه في البِناءِ.
والطَّوِيُّ: البئرُ المَطْوِيَّة بالحجارة، مُذَكَّر، فإِن أُنِّثَ فَعَلى المعنى كما ذُكِّرَ البئرُ على المعنى في قوله: يا بِئرُ، يا بِئرَ بَني عَدِيِّ لأَنْزَحَنْ قَعْرَكِ بالدُّلِيِّ، حتى تَعُودي أَقْطَعَ الوَلِيِّ أَرادَ قَلِيباً أَقْطَعَ الوَلِيِّ، وجمع الطّوِيِّ البئرِ أَطواءٌ.
وفي حديث بَدْرٍ: فَقُذِفوا في طَوِيٍّ من أَطْواءِ بَدْرٍ أَي بِئرٍ مَطوِيَّةٍ من آبارِها؛ قال ابن الأَثير: والطَّوِيُّ في الأَصْل صِفَةٌ فعيلٌ بمعنى مَفْعول، فلذلك جَمَعُوه على الأَطْواء كَشَرِيفٍ وأَشرافٍ ويَتِيمٍ وأَيْتامٍ، وإِن كان قد انْتَقَلَ إِلى بابِ الاسْمِيّة.
وطَوَى كَشْحَه على كذا: أَضْمَرَه وعزم عليه.
وطَوَى فلانٌ كَشْحَهُ: مَضَى لِوَجّهِه؛ قال الشاعر: وصاحبٍ قد طَوَى كَشْحاً فَقُلْتُ له: إِنَّ انْطِواءَكَ هذا عَنْكَ يَطْوِيني وطَوَى عنِّي نَصِيحتَه وأَمْرَه: كَتَمه. أَبو الهيثم: يقال طَوَى فُلانٌ فُؤادَهُ على عَزِيمةِ أَمرٍ إِذا أَسَرَّها في فُؤادِه.
وطَوَى فُلانٌ كَشْحَه: أَعْرَضَ بِودِّهِ.
وطوَى فلانٌ كَشْحَه على عَدواةٍ إِذا لم يُظْهِرْها.
ويقال: طَوَى فُلانٌ حَديثاً إِلى حَديثٍ أَي لم يُخْبِرْ به وأَسَرَّه في نفسِه فَجازَه إِلى آخر، كما يَطْوِي المُسافِرُ مَنزلاً إِلى مَنزلٍ فلا يَنْزِلُ.
ويقال: اطْوِ هذا الحديثَ أَي اكْتُمْه.
وطَوَى فلانٌ كَشْحَه عَني أَي أَعْرَضَ عَنِّي مُهاجِراً.
وطَوَى كَشْحَهُ على أَمْرٍ إذا أَخْفاه؛ قال زهير: وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ، فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَقَدَّم أَرادَ بالمُسْتَكِنَّةِ عَداوَةً أَكَنَّها في ضَميره.
وطوَى البِلادَ طَيّاً: قَطَعَها بلَداً عَنْ بَلَدٍ.
وطوَى الله لنا البُعْدَ أَي قرّبَه.
وفلانٌ يَطْوِي البلادَ أَي يَقْطَعُها بَلداً عن بَلَدٍ.
وطَوَى المَكانَ إِلى المَكانِ: جاوَزه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: عليها ابنُ عَلاَّتٍ إِذا اجْتَسَّ مَنْزِلاً، طَوَتْهُ نُجُومُ اللَّيْلِ، وَهْي بَلاقِعُ أَي أَنه لا يُقِيمُ بالمَنْزِل، لا يُجاوِزُه النَّجْمُ إِلا وهو قَفْر منه، قال: وهي بلاقِعُ لأَنه عَنَى بالمَنْزل المنازِلَ أَي إِذا اجْتَسَّ مَنازِلَ؛ وأَنشد: بهَا الوَجْناءُ ما تَطْوِي بماءٍ إِلى ماءٍ، ويُمْتَلُّ السَّلِيلُ يقول: وإِن بَقِيَتْ فإِنها لا تَبْلغُ الماءَ ومَعَها حِين بُلوغِها فَضْلَةٌ من الماءِ الأَوَّلِ.
وطَوَيْت طِيَّةً بَعُدَتْ؛ هذه عن اللحياني؛ فأَما قول الأَعشى: أَجَدَّ بِتَيَّا هَجْرُها وشَتاتُها، وحُبَّ بها لو تُسْتَطاعُ طِياتُها إِنما أَراد طِيَّاتُها فحَذَف الياء الثانية.
والطِّيَّة: الناحية.
والطِّيَّةُ: الحاجة والَوطَر، والطِّيَّةُ تكونُ مَنْزِلاً وتكونُ مُنْتَوًى.
ومضى لِطيَّتِه أَي لوجهِه الذي يريدُه ولِنِيَّتِه التي انْتَواها.
وفي الحديث: لَمَّا عَرَضَ نفسَه على قَبائلِ العرب قالوا له يا محمد اعْمِدْ لِطِيَّتِكَ أَي امْضِ لِوَجْهِكَ وقَصْدِك.
ويقال: الْحَقْ بطِيَّتِك وبنِيَّتِك أَي بحاجتِك.
وطِيَّةٌ بعيدةٌ أَي شاسِعةٌ.
والطَّوِيَّة: الضَّمِيرُ.
والطِّيَّة: الوَطَنُ والمَنْزِلُ والنِّيَّة.
وبَعُدَتْ عَنَّا طِيَّتُه: وهو المَنْزِلُ الذي انْتَواهُ، والجمع طِيَّاتٌ، وقد يُخَفَّفُ في الشِّعْرِ؛ قال الطرمّاح: أَصَمّ القلبِ حُوشِيّ الطِّيَاتِ والطَّواءُ: أَن يَنْطَوِي ثَدْيا المرأَةِ فلا يَكْسِرهما الحَبَل؛ وأَنشد: وثَدْيانِ لم يَكْسِرْ طَواءَهُما الحَبَلْ قال أَبو حنيفة: والأَطْواءُ الأَثْناءُ في ذَنَب الجَرادة وهي كالعُقْدَةِ، واحِدُها طِوًى.
والطَّوَى: الجُوعُ.
وفي حديث فاطمة: قال لها لا أُخْدِمُكِ وأَتْرُكَ أَهلَ الصُّفَّة تَطْوَى بطونُهم.
والطَّيَّانُ: الجائعُ.
ورجلٌ طَيَّانُ: لم يأْكل شيئاً، والأُنثى طَيَّا، وجمعها طِوَاءٌ.
وقد طَوِيَ يَطْوَى، بالكسر، طَوًى وطِوًى؛ عن سيبويه: خَمُصَ من الجوعِ، فإذا تَعَمَّدَ ذلك قيل طَوَى يَطْوِي، بالفتح، طَيّاً. الليث: الطَّيَّانُ الطاوي البطن، والمرأَةُ طَيَّا وطاوِيةٌ.
وقال: طَوَى نهارَه جائعاً يَطْوِي طَوًى، فهو طاوٍ وطَوًى أَي خالي البَطنِ جائع لم يأْكل.
وفي الحديث: يَبِيتُ شَبْعانَ وجارُهُ طاوٍ.
وفي الحديث: أَنه كان يَطْوِي بَطنَه عن جارِه أَي يُجِيعُ نفسَه ويؤثِرُ جارَه بطعامِه.
وفي الحديث: أَنه كان يَطْوِي يومين أَي لا يأْكل فيهما ولا يَشْرَب.
وأَتيته بعد طُوًى من الليل أَي بعد ساعة منه. ابن الأَعرابي: طَوَى إِذا أَتى، وطَوَى إِذا جاز، وقال في موضع آخر: الطَّيُّ الإِتيانُ والطَّيُّ الجوازُ؛ يقال: مَرَّ بنا فَطَوانا أَي جَلَسَ عندنا، ومَرَّ بنا فطَوانا أَي جازَنا.
وقال الجوهري: طُوًى اسم موضِعٍ بالشأْم، تُكْسَرُ طاؤُه وتُضَمُّ ويُصْرَفُ ولا يُصْرَف، فمن صَرَفَه جَعلَه اسمَ وادٍ ومكانٍ وجَعَله نكرَةً، ومن لم يَصْرِفْه جَعَلَه اسم بَلْدة وبُقْعَة وجَعَله معرفة؛ قال ابن بري: إِذا كان طُوًى اسْماً للوادي فهو عَلم له، وإِذا كان اسماً عَلَماً فليس يَصِحُّ تَنْكيرُه لتَبايُنِهما، فمن صَرَفه جعله اسماً للمكان، ومن لم يَصْرفه جعله اسماً للبُقْعة، قال: وإذا كان طُوًى وطِوًى، وهو الشيء المَطْوِيّ مرتين، فهو صفة بمنزلة ثُنًى وثِنًى، وليس بعَلَمٍ لشيءٍ، وهو مَصْروفٌ لا غيرُ كما قال الشاعر: أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً؟ لعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَى وقال عديّ بن زيد: أَعاذِل، إِنَّ اللَّوْمَ في غيرِ كُنْهِه، عليَّ طُِوىً من غَيِّك المُتَرَدِّد ورأَيت في حاشية نسخة من أَمالي ابن بري: إِن الذي في شعر عَدِيّ: عَليَّ ثِنًى من غَيِّك. ابن سيده: وطُوًى وطِوًى جَبَلٌ بالشام، وقيل: هو وادٍ في أَصلِ الطُّورِ.
وفي التنزيل العزيز: إنك بالوادِي المُقَدَّسِ طُوًى؛ قال أَبو إِسحق: طُوًى اسمُ الوادي، ويجوز فيه أَربعة أَوجه: طُوَى، بضم الطاء بغير تنوين وبتنوين، فمن نَوَّنه فهو اسم للوادي أَو الجَبَل، وهو مذكَّر سمي بمذكَّرٍ على فُعَلٍ نحو حُطَمٍ وصُرَدٍ، ومن لم يُنَوِّنْه تركَ صَرْفَه من جهتين: إِحداهما أَن يكون مَعْدُولاً عن طاوٍ فيصير مثلَ عُمَرَ المعدولِ عن عامرٍ فلا ينصرف كما لا ينصرف عُمَر، والجهة الأُخرى أَن يكون اسماً للبُقْعة كما قال في البُقْعة المُبارَكَةِ من الشَّجَرة، وإذا كُسر فَنُوِّن فهو طِوًى مثلُ مِعىً وضِلَعٍ، مصروفٌ، ومن لم يُنَوِّن جعلَه اسماً للبُقْعة، قال: ومن قرأَ طِوًى، بالكسر، فعلى معنى المُقَدَّسة مرة بعد مرة كما قال طرفة، وأَنشد بيت عدي بن زيد المذكور آنِفاً، وقال: أَرادَ اللَّوْمَ المكَرَّرَ عليَّ.
وسُئل المُبَرِّد عن وادٍ يقال له طُوًى: أَتَصْرِفُه؟ قال: نعم لأَن إِحدى العِلَّتين قد انْخَرَمت عنه.
وقرأَ ابن كُثيرٍ ونافعٌ وأَبو عمرو ويعقوب الحَضْرَميّ: طُوَى وأَنا وطُوَى اذْهَبْ، غيرَ مُجْرًى، وقرأَ الكسائيُّ وعاصمٌ وحمزة وابنُ عامر: طُوًى، مُنَوَّناً في السورتين.
وقال بعضهم طُوًى مثل طِوًى، وهو الشيء المَثْنِيُّ.
وقالوا في قوله تعالى: بالوادي المُقَدَّسِ طُوًى؛ أَي طُوِيَ مرتين أَي قُدِّسَ، وقال الحسن: ثُنِيَتْ فيه البَرَكة والتَّقْدِيسُ مرتين.
وذو طُوًى، مقصور: وادٍ بمكة، وكان في كتاب أَبي زيد ممدوداً، والمعروف أَن ذا طُوًى مقصور وادٍ بمكة.
وذو طُواءٍ، ممدود: موضع بطريق الطائفِ، وقيل: وادٍ. قال ابن الأَثير: وذو طُوًى، بضم الطاء وفتح الواو المخففة، موضع عند باب مكة يُسْتحب لمن دخل مكة أَن يَغْتَسِلَ به.
وما بالدار طُوئيٌّ بوزن طُوعِيٍّ وطُؤوِيٌّ بوزن طُعْوِيٍّ أَي ما بها أَحَدٌ، وهو مذكورٌ في الهَمْزة.
والطَّوُّ: موضِعٌ.
وطَيِّءٌ: قَبيلة، بوزن فَيْعِلٍ، والهمزة فيها أَصلية، والنسبة إِليها طائيٌّ لأَنه نُسِبَ إِلى فعل فصارت الياء أَلِفاً وكذلك نسبوا إِلى الحيرة حارِيّ لأَن النسبة إِلى فعل فعليّ كما قالوا في رجل من النَّمِر نَمَرِيٌّ (* قوله« من النمر نمري» تقدم لنا في مادة حير كما نسبوا إلى التمر تمري بالتاء المثناة والصواب ما هنا.)، قال: وتأْليفُ طَيِّءٍ من همزة وطاء وياء، وليست من طَوَيْت فهو مَيِّتُ التَّصْرِيف.
وقال بعض النسَّابِينَ: سُمِّيت طَيِّءٌ طَيّئاً لأَنه أَوّلُ من طَوَى المَناهِلَ أَي جازَ مَنْهَلاً إِلى منهل آخر ولم يَنْزِلْ.
والطاءُ: حرفُ هِجاءٍ من حُرُوفِ المُعْجَمِ، وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ، يكون أَصلاً وبَدَلاً، وأَلفُها تَرْجِع إِلى الياء، إِذا هَجَّيْتَه جَزَمْتَه ولم تُعْرِبْهُ كما تقول طَ دَ مُرْسَلَةَ اللَّفْظِ بلا إِعْرابٍ، فإِذا وَصَفْتَه وصَيَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه كما تُعْرِبُ الاسم، فتقولُ: هذه طاءٌ طَويلَةٌ، لمَّا وَصَفْتَه أَعْرَبْتَه.
وشُعرٌ طاوِيٌّ: قافِيَتُه الطاء.

سبط (لسان العرب) [0]


السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ: نقيض الجَعْد، والجمع سِباطٌ؛ قال سيبويه: هو الأَكثر فيما كان على فَعْلٍ صِفةً، وقد سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً؛ الأَخيرة عن سيبويه.
والسَّبْطُ: الشعر الذي لا جُعُودة فيه.
وشعر سَبْطٌ وسَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غير جَعْدٍ.
ورجل سبْطُ الشعر وسَبِطُه وقد سَبِطَ شعرُه، بالكسر، يَسْبَطُ سَبَطاً.
وفي الحديث في صفة شعره: ليس بالسَّبْطِ ولا بالجَعْدِ القَطِطِ؛ السَّبْطُ من الشعر: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي كان شعره وسَطاً بينهما.
ورجل سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مثل فَخِذٍ وفَخْذ، من قوم سِباطٍ إِذا كان حَسَنَ القَدِّ والاستواء؛ قال الشاعر: فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء ورجل سَبْطٌ . . . أكمل المادة بالمَعْروف: سَهْلٌ، وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً، ولغة أَهل الحجاز: رجل سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ.
ورجل سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين؛ قال حسان: رُبَّ خالٍ لِيَ، لَوْ أَبْصَرْتَهُ، سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ شمر: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه وكثرته؛ قال القطامِيُّ: صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ به من باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ (* قوله «أعراف» كذا بالأصل، والذي في الاساس وشرح القاموس: أعناق.) أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثير.
ورجل سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ: طويل؛ قال: أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ أَي هو في خِلْقته التي خلقه اللّه تعالى فيها لم يزد طولاً.
وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ.
ويقال للرجل الطويلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع.
وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: سَبْط القَصَبِ؛ السبْطُ والسِبطُ، بسكون الباء وكسرها: الممتدُّ الذي ليس فيه تَعَقُّدٌ ولا نُتوء، والقَصَبُ يريد بها ساعِدَيه وساقَيْه.
وفي حديث المُلاعَنةِ: إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها أَي ممتدّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ.والسُّباطةُ: ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ.
وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فيها قائماً ثم توضأَ ومسَح على خُفَّيْه؛ السُّباطةُ والكُناسةُ: الموضع الذي يُرْمى فيه الترابُ والأَوْساخُ وما يُكْنَسُ من المنازل، وقيل: هي الكُناسةُ نفسها وإِضافَتُها إِلى القوم إِضافةُ تَخْصِيصٍ لا مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة، وأَما قوله قائماً فقيل: لأَنه لم يجد موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا يكون موضعُها مُسْتوياً، وقيل: لمرض منعه عن القعود، وقد جاء في بعض الروايات: لِعِلَّةٍ بمَأُبِضَيْهِ، وقيل: فعَله للتَّداوِي من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا يتَداوَوْنَ بذلك، وفيه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً في السُّباطة ولم يؤخِّرْه.
والسَّبَطُ، بالتحريك: نَبْتٌ، الواحدة سَبَطةٌ. قال أَبو عبيد: السبَطُ النَّصِيُّ ما دام رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ؛ ومنه قول ذي الرمة يصف رملاً: بَيْنَ النهارِ وبين الليْلِ مِن عَقَِدٍ، على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ وقال فيه العجّاج: أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ ابن سيده: السبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نباتِ الرمل.
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السبَطُ من الشجر وهو سَلِبٌ طُوالٌ في السماء دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل والغنم، وليس له زهرة ولا شَوك، وله ورق دِقاق على قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قال: وأَخبرني أَعرابي من عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ، وله حبّ كحبّ البِزْرِ لا يخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، والناس يستخرجونه ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً.
واحدته سبَطةٌ، وجمع السبَطِ أَسْباطٌ.
وأَرض مَسْبَطةٌ من السَّبَطِ: كثيرة السبَطِ. الليث: السبَطُ نبات كالثِّيل إِلا أَنه يطول وينبت في الرِّمال، الواحدة سبَطةٌ. قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي ما معنى السِّبْط في كلام العرب؟ قال: السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خاصّة الأَولاد والمُصاصُ منهم، وقيل: السِّبْطُ واحد الأَسْباط وهو وَلد الوَلدِ. ابن سيده: السِّبْطُ ولد الابن والابنة.
وفي الحديث: الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهما، ومعناه أَي طائفتانِ وقِطْعتان منه، وقيل: الأَسباط خاصة الأَولاد، وقيل: أَولاد الأَولاد، وقيل: أَولاد البنات، وفي الحديث أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير، فهو واقع على الأُمَّة والأُمَّةُ واقعة عليه.
ومنه حديث الضِّبابِ: إِنَّ اللّه غَضِبَ على سِبْطٍ من بني إِسرائيل فمسخهم دَوابَّ.
والسِّبْطُ من اليهود: كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إِلى أَب واحد، سمي سِبْطاً ليُفْرَق بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، وجمعه أَسْباط.
وقوله عزّ وجلّ: وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً؛ أُمماً ليس أَسباطاً بتمييز لأَن المميز إِنما يكون واحداً لكنه بدل من قوله اثنتي عشرة كأَنه قال: جعلناهم أَسْباطاً.
والأَسْباطُ من بني إِسرائيل: كالقبائل من العرب.
وقال الأَخفش في قوله اثنتي عشرة أَسباطاً، قال: أَنَّث لأَنه أَراد اثنتي عشرة فِرْقةً ثم أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يجعل العدد واقعاً على الأَسباط؛ قال أَبو العباس: هذا غلط لا يخرج العدد على غير الثاني ولكن الفِرَقُ قبل اثنتي عشرة حتى تكون اثنتي عشرة مؤنثة على ما فيها كأَنه قال: وقطَّعناهم فِرَقاً اثنتي عشرة فيصح التأْنيث لما تقدم.
وقال قطرب: واحد الأَسباط سِبْطٌ. يقال: هذا سِبْط، وهذه سبط، وهؤلاء سِبْط جمع، وهي الفِرْقة.
وقال الفراء: لو قال اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لتذكير السبط كان جائزاً، وقال ابن السكيت: السبط ذَكَرٌ ولكن النية، واللّه أَعلم، ذهبت إِلى الأُمم.
وقال الزجاج: المعنى وقطَّعناهم اثنتي عشْرةَ فِرْقة أَسباطاً، فأَسباطاً من نعت فرقة كأَنه قال: وجعلناهم أَسباطاً، فيكون أَسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة، قال: وهو الوجه.
وقال الجوهري: ليس أَسباطاً بتفسير ولكنه بدل من اثنتي عشرة لأَن التفسير لا يكون إِلا واحداً منكوراً كقولك اثني عشر درهماً، ولا يجوز دراهم، وقوله أُمماً من نعت أَسْباطٍ، وقال الزجاج: قال بعضهم السِّبْطُ القَرْنُ الذي يجيء بعد قرن، قالوا: والصحيح أَن الأَسْباط في ولد إِسحق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسمعيل، عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِمعيل قبيلةٌ، وولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحق سِبْطٌ، وإِنما سمي هؤلاء بالأَسباط وهؤلاء بالقبائل ليُفْصَلَ بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، عليهما السلام. قال: ومعنى إِمعيل في القبيلة( ) قوله «قال ومعنى إسماعيل في القبيلة إلخ» كذا في الأَصل. معنى الجماعة، يقال لكل جماعة من أَب واحد قبيلة، وأَما الأَسباط فمشتق من السبَطِ، والسبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل، ويقال: الشجرةُ لها قبائل، فكذلك الأَسْباطُ من السبَط، كأَنه جُعل إِسحقُ بمنزلة شجرة، وجعل إِسمعيل بمنزلة شجرة أُخرى، وكذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد بمنزلة الشجرة، والأَولادَ بمنزلة أَغْصانها، فتقول: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ من شجرة مباركة. فهذا، واللّه أَعلم، معنى الأَسْباط والسِّبْطِ؛ قال ابن سيده: وأَما قوله: كأَنه سِبْطٌ من الأَسْباطِ فإِنه ظن السبْطَ الرجل فغَلِط.
وسَبَّطَتِ الناقةُ وهي مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لغير تمام.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كانت تَضْرِب اليَتيم يكون في حَجْرِها حتى يُسْبِطَ أَي يَمتدّ على وجه الأَرض ساقطاً. يقال: أَسْبَطَ على الأَرض إِذا وقع عليها ممتدّاً من ضرب أَو مرَض.
وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ على وجه الأَرض وامتدّ من الضرب.
واسْبَطَرَّ أَي امتدّ، منه؛ ومنه حديث شُرَيْحٍ: فإِن هي دَرَّتْ واسْبَطَرَّت؛ يريد امتدَّتْ للإِرْضاع؛ وقال الشاعر: ولُيِّنَتْ من لَذّةِ الخِلاطِ، قد أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ يعني امرأَة أُتِيَتْ، فلما ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها على الأَرض، وقولهم: ما لي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زيد: يقال للناقة إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قد سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً.
وقال الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بولدها وسبَّغَت، بالغين المعجمة، إِذا أَلقته وقد نبَت وبَرُه قبل التَّمام.
والتَّسْبِيطُ في الناقة: كالرِّجاعِ.
وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت.
وأَسْبَط الرجلُ: وقع فلم يقدر على التحرُّك من الضعْف، وكذلك من شُرب الدَّواء أَو غيره؛ عن أَبي زيد.
وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بها؛ عن ابن جَبلة.
وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت مِن فَرَقٍ.
والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بها الطيرُ، وقيل: يرمى فيها بِسهام صِغار يُنْفَخُ فيها نَفْخاً فلا تكاد تُخْطِئ.
والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بين حائطين، وفي المحكم: بين دارين، وزاد غيره: من تحتها طريق نافذ، والجمع سَوابِيطُ وساباطاتٌ.
وقولهم في المثل: أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطٍ؛ قال الأَصمعي: هو ساباطُ كسْرى بالمدائنِ وبالعجمية بَلاس آبادْ، وبَلاس اسم رجل؛ ومنه قول الأَعشى: فأَصْبَحَ لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ * بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَرْزَق (* هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين.
وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه) يذكر النعمان بن المنذر وكان أَبْرَويز حبَسه بساباط ثم أَلقاه تحت أَرْجُل الفِيَلةِ.
وساباطُ: موضع؛ قال الأَعشى: هُنالِكَ ما أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه * بِساباطَ، حتى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ (* هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين.
وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه) وسَباطِ: من أَسماء الحمَّى، مبنيّ على الكسر؛ قال المتنخل الهذلي: أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ، * كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ وسُباط: اسم شهر بالرومية، وهو الشهر الذي بين الشتاء والربيع، وفي التهذيب: وهو في فصل الشتاء، وفيه يكون تمام اليوم الذي تَدُور كسُوره في السنين، فإِذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سمّى أَهلُ الشام تلك السنةَ عامَ الكَبِيسِ، وهم يَتَيَمَّنُونَ به إِذا وُلد فيه مولود او قَدِم قادِمٌ من سَفَرٍ.
والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نخلة تُدرك آخر القَيْظِ.
وسابِطٌ وسُبَيْطٌ: اسْمانِ.
وسابُوطٌ: دابّةٌ من دواب البحر.
ويقال: سبَط فلان على ذلك الأَمْرِ يميناً وسَمَط عليه، بالباء والميم، أَي حلَف عليه.
ونعْجة مَبْسُوطةٌ إِذا كانت مَسْمُوطةً مَحْلوقة.

حرج (لسان العرب) [0]


الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ.
والحارجُ: الآثم؛ قال ابن سيده: أُراه على النسب، لأَنه لا فعل له.
والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عن الإِثم.
وقولهم: رجل مُتَحَرِّجٌ، كقولهم: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عن نفسه.
ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة عن نفسه؛ قال الأَزهري: وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها؛ وقال: قال ذلك أَحمد بن يحيى.
وأَحْرَجَه أَي آثمه.
وتَحَرَّجَ: تأَثَّم.
والتحريج: التضييق؛ وفي الحديث: حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ. قال ابن الأَثير: الحَرَجُ في الأَصل الضيق، ويمقع على الإِثم والحرام؛ وقيل: الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ؛ فمعناه أَي لا بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم، وإِن استحال أَن . . . أكمل المادة يكون في هذه الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول، وأَن النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ وغير ذلك، لا أَن تَتَحَدَّثَ عنهم بالكذب.
ويشهد لهذا التأْويل ما جاء في بعض رواياته فإِن فيهم العجائب؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما سمعته، حقّاً كان أَو باطلاً، لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ، بخلاف الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة رواته؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله، عليه السلام، في أَوّل الحديث: بَلِّغُوا عَنِّي؛ على الوجوب، ثم أَتبعه بقوله: وحدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم. قال: ومن أَحاديث الحرج قوله، عليه السلام، في قتل الحيات: فَلْيُحَرِّجْ عليها؛ هو أَن يقول لها: أَنت في حَرَجٍ أَي في ضيق، إِن عُدْتِ إِلينا فلا تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل. قال: ومنها حديث اليتامى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم؛ أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم.
وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به، مِن الحَرَج، الإِثم والضيق؛ ومنه الحديث: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: اليتيم والمرأَة أَي أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما؛ وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة: كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يوقعهم في الحَرَج. قال ابن الأَثير: وورد الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها راجعة إِلى هذا المعنى.
ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد: لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ والحَرَجُ: الضِّيق.
وحَرِجَ صدره يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاق فلم ينشرح لخير، فهو حَرِجٌ وحَرَجٌ، فمن قال حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قال حَرَجٌ أَفرد، لأَنه مصدر.وقوله تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛ قال الفراء: قرأَها ابن عباس (* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل.) وعمر، رضي الله عنهما، حَرَجاً، وقرأَها الناس حَرِجاً؛ قال: والحَرَجُ فيما فسر ابن عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إِليه الراعيةُ؛ قال: وكذلك صدر الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ؛ قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ.
وقال الزجاج: الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ، ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا. قال: ومَن قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره، ومن قال حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلاً؛ وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الجوهري: ومكان حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مكان ضيق كثير الشجر.
والحَرِجُ: الذي لا يكاد يَبْرَح القتالَ؛ قال: مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ: الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه العُذْرُ في الانهزام.
والحَرِجُ: الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر، وهذا ضيق أَيضاً.
وحَرِجَ إِليه: لَجَأَ عن ضِيقٍ.
وأَحْرَجَه إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق عليه.
وحَرَّجَ فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه، وأَحْرَجْتُ فلاناً: صيرته إِلى الحَرَجِ، وهو الضيق، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ، وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بمعنىً واحدٍ؛ ويقال: أَحْرَجَني إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ.
وأَحْرَجَ الكلبَ والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه.
وحَرِجَ الغُبارُ، فهو حَرِجٌ: ثار في موضع ضَيِّقٍ، فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ؛ قال: وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها، يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ قال الأَزهري: قال الليث: يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه؛ وقال لبيد: حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قال: ومَا أَبْهَمَتْ، فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قال ذو الرمة: تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ، وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنْتَقِبُ وقيل: معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر. الأَزهري: الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه فَرَقاً وغيظاً.
وحَرِجَ عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر، فحرم عليه لضيق وقته.
وحَرِجَتِ الصلاةُ على المرأَة حَرَجاً: حرمت، وهو من الضيق لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق.
وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم.
ويقال: أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها؛ ويقال: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات؟ يريد بثلاث تطليقات. الأَزهري: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام؛ وقرأَ الناس: وحَرْثٌ حِجْرٌ. الجوهري: والحِرْجُ لغةٌ في الحَرَجِ، وهو الإِثم؛ قال: حكاه يونس.
والحَرَجَةُ: الغَيْضَةُ لضيقها؛ وقيل: الشجر الملتف، وهي أَيضاً الشجرة تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ، وهي ما رَعَى من المال.
والجمع من كل ذلك: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قال الشاعر: أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا، بذِي سَلَمٍ، لا جَادَكُنَّ ربِيعُ وحِرَاجٌ؛ قال رؤبة: عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ، شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ وهي المَحاريجُ.
وقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسَّدْرِ؛ وقيل: هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر؛ وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر؛ قال أَبو زيد: سمِّيت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها.
وقال الجوهري: الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شجر. قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الحِراجُ غِياضٌ من شجر السلَم ملتفةٌ، لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها؛ قال العجاج: عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ، يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وفي حديث حنين: حتى تركوه في حَرَجَةٍ؛ الحَرَجَة، بالفتح والتحريك: مجتمع شجر ملتف كالغيضة.
وفي حديث معاذ بن عمرو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في مثل الحَرَجَةِ.
والحديث الآخر: إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ وعِضَاه.
وحِراجُ الظلماء: ما كَثُفَ والتفَّ؛ قال ابن ميادة: أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟ خص الغرابَ لحدّة البصر، يقول: فإِذا لم يبصر فيها الغرابُ مع حدّة بصره فما ظنك بغيره؟ والحَرَجَةُ: الجماعة من الإِبل، قال ابن سيده: والحَرَجَةُ مائة من الإِبل.
وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق؛ وقيل: معظمه، وقد حكيت بجيمين.
والحَرَجُ: سرير يحمل عليه المريض أَو الميت؛ وقيل: هو خشب يُشدُّ بعضه إِلى بعض؛ قال امرؤُ القيس: فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ على حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني ابن بري: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه، وأَراد بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها.
وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها.
وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وكان معه في بلاد الروم، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ يحمل فيه؛ والقَرُّ: مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج. قال: كذا ذكره أَبو عبيد، وقال غيره: هو الهودج. الجوهري: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى، وربما وضع فوق نعش النساء. قال الأَزهري: وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت، وهو سريره. قال الأَزهري: وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة: يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هذا يصف نعامة يتبعها رِئالُها، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته. قال ابن سيده: والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء والرجال ليس له رأْس.
والحَرَجُ والحِرْجُ: الشَّحَصُ.
والحَرَجُ من الإِبل: التي لا تُركب ولا يضربها الفحل ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ؛ قال لبيد: حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ قال الأَزهري: هذا قول الليث، وهو مدخول.
والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض؛ وقيل: الشديدة، وقيل: هي الضامرة، وجمعها حَراجِيجُ.
وأَجاز بعضهم: ناقة حُرْجُجٌ، بمعنى الحُرْجُوجِ، وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضم.
وفي الحديث: قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ، جميع حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وهي الناقة الطويلة؛ وقيل الضامرة، وقيل: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة القلب؛ قال: أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ، بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ: الريح الباردة الشديدة؛ قال ذو الرمة: أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها، مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى بعض من الحَرَدِ؛ قال الشاعر: ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ لأَبْطالِ الكُمَاةِ، به أُوَامُ والحِرْجُ، بكسر الحاء: القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تطمع فيها. قال الأَزهري: الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده، والجمع أَحْرَاجٌ؛ قال جَحْدرٌ يصف الأَسد: وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ، حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ وقال الطرماح: يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْ جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره؛ شبَّه الكلاب في سرعتها بالزنابير، وهي الثَّوْلُ.
وقال الأَصمعي: أَحْرِجْ لِكلبكَ من صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ.
وقال المفضل: الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب للسبع؛ قال الشاعر: وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وقول الهذلي: أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟ إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يكون البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك.
والمضفر: المقتول كالضفيرة.
والحِرْجُ: قلادة الكلب، والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قال: بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ حْرَاجَ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري: ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد في ترجمة عضرس: مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها، إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ (* قوله «إِذا أَيه» كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح القاموس بعيونه.) مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ.
وحُصٌّ: قد انْحَصَّ شَعَرُها، وقال الأَصمعي في قوله: طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ قال: مُحَرَّجَةٌ: في أَعناقها حِرْجٌ، وهو الوَدَعُ.
والوَدَعُ: خرز يعلق في أَعناقها. الأَزهري: والحِرْجُ القلادة لكل حيوان. قال: والحِرْجُ: الثياب التي تُبسط على حبل لِتَجَفَّ، وجمعها حِراجٌ في جميعها.
والحِرْجُ: جماعة الغنم، عن كراع، وجمعه أَحْرَاجٌ.
والحُرْجُ: موضعٌ معروف.