المصادر:  


وهب (لسان العرب) [247]


في أَسماءِ اللّه تعالى: الوَهَّابُ. الـهِبةُ: العَطِـيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِـبُها وَهَّاباً، وهو من أَبنية الـمُبالغة. غيره: الوَهَّابُ، من صفاتِ اللّه، الـمُنعِمُ على العباد، واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ.
وكلُّ ما وُهِبَ لك، من ولَد وغيره: فهو مَوهُوبٌ.
والوَهُوبُ: الرجلُ الكثيرُ الـهِباتِ. ابن سيده: وَهَبَ لك الشيءَ يَهَبُه وَهْباً، ووَهَباً، بالتحريك، وهِـبَةً؛ والاسم الـمَوهِبُ، والـمَوهِـبةُ، بكسر الهاءِ فيهما.
ولا يقال: وَهَبَكَه، هذا قول سيبويه.
وحكى السيرافي عن أَبي عمرو: أَنه سمع أَعرابياً يقول لآخر: انْطَلِقْ معي، أَهَبْكَ نَبْلاً. له هِـبةً، ومَوهِـبَةً، ووَهْباً، ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ. اللّهُ له الشيءَ، فهو . . . أكمل المادة يَهَبُ هِـبةً؛ وتَواهَبَ الناسُ بينهم؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: ولا التَّواهُبُ فيما بينَهم ضَعَةٌ؛ يعني أَنهم لا يَهَبُونَ مُكْرَهِـينَ.
ورجلٌ واهِبٌ.
ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الـهِـبة لأَمْواله، والهاء للمبالغة.
والـمَوهُوبُ: الولدُ، صفة غالبة.
وتَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لبعض.
والاسْتِـيهابُ: سُؤَالُ الـهِـبَةِ.
واتَّهَبَ: قَبِلَ الـهِبَةَ.
واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، من الـهِـبَةِ.
والاتِّهابُ: قَبُولُ الـهِبة.
وفي الحديث: لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلاَّ من قُرَشِـيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِـيٍّ أَي لا أَقبلُ هبةً إِلاَّ من هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُـرًى، وهم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق. قال أَبو عبيد: رأَى النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، جَفاءً في أَخلاقِ البادية، وذَهاباً عن الـمُروءة، وطَلباً للزيادة على ما وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الـهَدِيَّةِ منهم، دون أَهل البادية، لغلبة الجَفاء على أَخلاقهم، وبُعْدِهم من ذوي النُّهَى والعُقُولِ.
وأَصلُه: اوْتَهَب، فقلبت الواو تاء، وأُدغمت في تاء الافتعالِ، مثل اتَّزَن واتَّعَدَ، من الوَزْنِ والوَعْدِ.
والـمَوْهِـبةُ: الـهِـبةُ، بكسر الهاءِ، وجمعُها مواهبُ.
وواهَبَه، فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِـبُهُ: كان أَكثر هِـبَةً منه.
والـمَوْهِـبةُ: العطيَّةُ.
ويقال للشيء إِذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل، مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء.
وأَصْبَحَ فلان مُوهِـباً، بكسر الهاء، أَي مُعِدّاً قادراً. لك الشيءَ: أَعدَّه. لك الشيءُ: دامَ. قال أَبو زيد وغيره: أَوهَبَ الشيءُ إِذا دام، وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كان مُعَدّاً عند الرجل، فهو مُوهِب؛ وأَنشد: عَظِـيمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ * له عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ، وخَمِـيرُ(1) (1 قوله «ضخم الخواصر» كذا بالمحكم والتهذيب والذي في الصحاح رخو الخواصر.) وأَوهَبَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ؛ عن ابن الأَعرابي وحده. قال : ولم يقولوا أَوهَبْتُه لك. والـمَوهِـبَةُ: غديرُ ماءٍ صغيرٌ؛ وقيل: نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِـع فيها الماءُ.
وفي التهذيب: وأَما النُّقْرةُ في الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بفتح الهاء، جاء نادراً؛ قال: ولَفُوكِ أَطْيَبُ، إِن بَذَلْتِ لنا، * مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، على خَمْر(2) (2 قوله «ولفوك أطيب إلخ» كذا أنشده في المحكم والذي في التهذيب كالصحاح ولفوك أشهى لو يحل لنا من ماء إلخ.) أَي موضوع على خَمْر، ممزوج بماء. السَّحابةُ تَقَعُ حيث وَقَعَتْ، والجمع مَواهِبُ.
ويقال: هذا وادٍ مُوهِبُ الـحَطَبِ أَي كثير الحطب.
وتقول: هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً، بمعنى احْسُبْ، يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مُسْتَقْبلٌ في هذا المعنى. ابن سيده: وهَبْني فَعَلْتُ ذلك أَي احْسُبْني واعْدُدْني، ولا يقال: هَبْ أَني فَعَلْتُ.
ولا يقال في الواجب: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذلك، لأَنها كلمة وُضِعَتْ للأَمر؛ قال ابن هَمَّامٍ السَّلوليُّ: فقلتُ: أَجِرْني أَبا خالِدٍ، * وإِلاَّ فهَبْني امْرأً هالِكا قال أَبو عبيد: وأَنشد المازني: فكُنْتُ كذي داءٍ، وأَنْتَ شِفاؤُهُ، * فهَبْني لِدائي، إِذ مَنَعْتَ شِفائِـيا أَي احْسُبْني. قال الأَصمعي: تقول العرب: هَبْني ذلك أَي احْسُبْني ذلك، واعْدُدْني. قال: ولا يقال: هَبْ، ولا يقال في الواجب: قد وَهَبْتُكَ، كما يقال: ذَرْني ودَعْني، ولا يقال: وَذَرْتُك.
وحكى ابن الأَعرابي: وَهَبَني اللّهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك؛ ووُهِـبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ.
وقد سَمَّتْ وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، وواهِـباً، ومَوْهَباً. قال سيبويه: جاؤوا به على مَفْعَلٍ، لأَنه اسم ليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل، لكان مَفْعِلاً، وقد يكون ذلك لمكان العلمية، لأَنَّ الأَعلام مما تُغَيَّر عن القياس. اسمٌ، وقد ذكر تعليله في موضعه.
وواهِبٌ: موضع؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم: كأَنـَّها، بَعْدَ عَهْدِ العاهِدينَ بها، * بينَ الذَّنوبِ، وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ ومَوْهَبٌ: اسم رجل؛ قال أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ: قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، * ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ قال: وهو شاذٌّ، مثل مَوْحَدٍ.
وقوله مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عليها أَي هو صَبُور على دَفْعِ النوم، وإِن كان شديد النُّعاس. بن مُنَبِّه، تسكين الهاء فيه أَفصح. الأَزهري: ووَهْبِـينُ جبلٌ من جِـبال الدَّهْناء، قال: وقد رأَيته. ابن سيده: وَهْبِـينُ اسم موضع؛ قال الراعي: رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي، * ومالُكَ أَنساني، بوَهْبِـينَ، مالِيا

هبب (لسان العرب) [232]


ابن سيده: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِـيباً: ثارَتْ وهاجَتْ؛ وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبّاً، وليس بالعالي في اللغة، يعني أَن المعروف إِنما هو الـهُبُوبُ والـهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللّهُ. الجوهري: الـهَبُوبةُ الريح التي تُثِـير الغَبَرة، وكذلك الـهَبُوبُ والـهَبيبُ. تقول: من أَين هَبَبْتَ يا فلان؟ كأَنك قلت: من أَين جِئْتَ؟ من أَينَ انْتَبَهْتَ لنا؟ وهَبَّ من نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب: فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، * مَعَ النَّجْم، رُؤْيا في الـمَنام كَذُوبُ وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا.
وفي حديث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ.. . . أكمل المادة class="baheth_marked"> فلانٌ يَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ يَفْعَلُ كذا. السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عن أَبي زيد. هَزَّه؛ عن اللحياني. الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الجوهري: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه في الضَّريبة. السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِـبَّةً إِذا قطَعَ.
وحكى اللحياني: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِـبَّتَه.
وسَيْفٌ ذو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ في الضريبة؛ قال: جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما * جَلا القَيْنُ عن ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ وإِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شديدة. شمر: هَبَّ السيفُ، وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه. الناقةُ في سَيرِها تَهِبُّ هِـباباً: أَسْرَعَتْ.
والـهِـبابُ: النَّشاطُ، ما كان.
وحكى اللحياني: هَبَّ البعيرُ، مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قال لبيد: فلها هِـبابٌ في الزِّمامِ، كأَنها * صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً وهُبُوباً وهِـباباً: نَشِطَ. يونس: يقال هَبَّ فلانٌ حِـيناً، ثم قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثم قَدِمَ.
وأَينَ هَبِـبْتَ عَنَّا (1) (1 قوله «وأين هببت عنا» ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد.)؟ أَي أَينَ غِـبْتَ عَنَّا؟ أَبو زيد: غَنِـينا بذلك هَـِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً. قال الأَزهري: وكأَن الذي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه من هِـبَّة الدَّهْرِ. الجوهري: يقال عِشْنا بذلك هِـبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كما يقال سَبَّةً.
والـهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر.
وروى النَّضْرُ بن شُمَيْل، بإِسناده في حديث رواه عن رَغْبانَ، قال: لقد رأَيتُ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يَهُبُّونَ إِليهما، كما يَهُبُّونَ إِلى المكتوبة؛ يعني الركعتين قبل المغرب أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والـهِبابُ: النَّشاطُ. قال النَّضْرُ: قوله يَهُبُّون أَي يَسْعَوْنَ.
وقال ابن الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه (2) (2 قوله «هب إذا نبه» أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة.) ، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ.
والـهِبَّةُ، بالكسر: هِـيَاجُ الفَحْل. التَّيْسُ يَهُـِبُّ هَبّاً وهِـباباً وهَبِـيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وقيل: الـهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ. ابن سيده: وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ وغيرها يَهُبُّ هِـباباً وهَبِـيباً، واهْتَبَّ: أَراد السِّفادَ.
وفي الحديث: أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ: لا، حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه، قالت: فإِنه يا رسول اللّه، قد جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً واحدةً؛ من هِـبابِ الفَحْل، وهو سِفادُه؛ وقيل: أَرادتْ بالـهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من قولهم: احْذَرْ هَبَّةَ السيف أَي وَقْعَتَه.
وفي بعض الحديث: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وهو مِهْبابٌ ومِهْبَبٌ. دَعَوْتُه (1) (1 قوله «وهبهبته دعوته» هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما.) ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ.
وإِنه لـحَسَن الـهِبَّةِ: يُرادُ به الحالُ.
والـهِبَّةُ: القِطْعة من الثوب.
والـهِبَّة: الخِرْقة؛ ويقال لِقِطَع الثَّوْبِ: هِـبَبٌ، مثل عِنَب؛ قال أَبو زُبَيْدٍ: غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، * فما يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ على جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِـبَبٌ، * وفيه، من صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر؛ والهاءُ في جَناجِنِه تَعُودُ على الأَسد؛ والهاءُ في قوله من ثوبه تعود على الراكب الذي فَرَسَه، وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ والصائك: اللاَّصِقُ.
وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بلا همز فيهما، إِذا كان مُتَقَطِّعاً.
وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي.
وثَوْبٌ هِـبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وقد تَهَبَّبَ؛ وهَبـبه: خَرَّقَه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ، في قمِـيصِه الـمُهَبَّبِ، * أَشْهَبَ، من ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ وهَبَّ النجمُ: طَلَع.
والـهَبْهابُ: اسمٌ من أَسماءِ السَّراب. ابن سيده: الـهَبْهابُ السَّرابُ. السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ.
والـهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ.
والـهَبْهَبُ والـهَبْهَبِـيُّ: الجمل السريع؛ قال الراجز: قد وَصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَلِ، بالـهَبْهَبِـيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ والاسْمُ: الـهَبْهَبةُ.
وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قال ابن أَحْمر: تَماثِـيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ، * نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها، مُتَخَدِّدِ أَراد بالتماثيل: كُتُباً يَكْتُبُونَها.
وفي الحديث: إِن في جهنم وادياً يقال له: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون. الـهَبْهَبُ: السَّريعُ. السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ.
والـهَبْهَبِـيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وقيل: راعيها؛ قال: كأَنه هَبْهَبـيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، * مُسْـتَأْوِرٌ في سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ والـهَبْهَبـيُّ: الـحَسَنُ الـحُداءِ، وهو أَيضاً الـحَسَنُ الخِدْمَةِ.
وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبـيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ.
والـهَبْهابُ: لُعْبة لصِـبيانِ العِراقِ؛ وفي التهذيب: ولُعْبةٌ لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الـهَبْهابَ؛ وقوله أَنشده ثعلب: يَقُودُ بها دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ، * كعَيْنِ الكَلْبِ، في هُبَّى قِـباعِ قال: هُبَّى من هُبُوب الريح؛ وقال: كعَيْن الكلب، لأَنه لا يَقْدرُ أَن يَفْتَحَها. قال ابن سيده: كذا وقع في نوادر ثعلب؛ قال: والصحيح هُبًّى قِـباع، من الـهَبْوةِ، وهو مذكور في موضعه. إِذا زَجَرَ. إِذا ذَبَح. إِذا انْتَبَه. ابن الأَعرابي: الـهَبْهَبـيُّ القَصَّابُ، وكذلك الفَغْفَغِـيُّ؛ قال الأَخطل: على أَنـَّها تَهْدي الـمَطِـيَّ إِذا عَوَى، * من الليل، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ أَراد به: الخَفيفَ من الذئاب.

وهب (الصّحّاح في اللغة) [218]


وهبت له شيئاً وَهْباً، ووَهَباً بالتحريك، وهِبَةً؛ والاسم المَوْهِبُ والمَوْهِبَةُ. قَبول الهبة.
والاستيهاب: سؤال الهِبة.
وتواهبَ القومُ، إذا وهبَ بعضُهم لبعض.
وتقول: هَبْ زيداً منطلقاً، بمعنى أحسبْ، يتعدَّى إلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مستقبلٌ في هذا المعنى. بالفتح: نُقرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء؛ والجمع مواهب. قال الشاعر:
من ماءٍ مَوْهَبَةٍ على شَهْدِ      ولَفوكِ أشْهى لو يَحِلُّ لنـا

ورجلٌ وَهَّابٌ ووَهَّابَةٌ، أي كثير الهبة لأمواله، والهاء للمبالغة. أبو عبيد: أَوْهَبَ له الشيءُ، أي دامَ له.
ويقال للشيء إذا كان مُعَدًّا عند الرجل مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء.
واصبح فلان . . . أكمل المادة class="baheth_marked">موهِباً، أي مُعِدًّا قادراً.

وهب (المعجم الوسيط) [213]


 لَهُ الشَّيْء (يَهبهُ) وهبا ووهبا وَهبة أعطَاهُ إِيَّاه بِلَا عوض فَهُوَ واهب ووهوب ووهاب ووهابة وَفُلَان فلَانا غَلبه فِي الْهِبَة يُقَال واهبه فوهبه غالبه فِي الْهِبَة فغلبه وَيُقَال وهبني الله فدَاك جعلني فدَاك وَيُقَال هبني فعلت كَذَا احسبني واعددني وهب فلَانا مُنْطَلقًا احسبه (وَهِي كلمة لِلْأَمْرِ فَقَط وَلَا يسْتَعْمل مِنْهُ مَاض وَلَا مُسْتَقْبل فِي هَذَا الْمَعْنى) 

هب (مقاييس اللغة) [211]



الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شيء.الأوَّل هبَّت الريح تَهُبُّ هُبوباً. النائم يَهُبُّ هَبَّاً.
ومِن أين هببتَ يا فلان، كأنّه قال: من أين جئت، من أين انتبهت لنا.
وحُكِي عن يونُس: غابَفلانٌ ثم هبّ.
ويقولون: هبَّ يفعلُ كذا، كما يقال: طَفِق يفعل.
وهزَزْتُ السَّيف فهبّ هبّة. هِزَّته ومَضاؤه في ضريبته.
وسيفٌ ذو هَبَّة. البعيرُ في السَّير: نَشِط، هِباباً. قال لبيد:
صهباءُ راحَ مع الجنوبِ جَهامُها      فلها هِبَابٌ في الزِّمام كأنّها

وهبَّ التَّيس للسِّفاد هَبِيباً، واهتبَّ، وهو مِهْبابٌ. به: دعوتُه ليَنْزُوَ.
ويقال الهَبهَبِيُّ: الرَّاعي؛ والفَتى السَّريعُ في الخدمة هَبهبيّ.
ويقولون: عِشْنا بذاك هَِبَّة من الدَّهر، أي سَنَةً . . . أكمل المادة وَوَقْتاً هَبَّ لنا.والباب الآخر تهبَّبَ الثوبُ: بَلِيَ.
ويقال لقِطَع الثَّوب: هِبَبٌ. السَّرابُ: تَرَقرَق.
والهَبْهَاب: السَّراب.
وما أقرَبَ هذا من الأوّل.
وممّا يُشكِل عندي معناه قولُهم: هَبْهُ فعلَ كذا، وهَبْني فَعَلْته، وظننتُ أنَّ هذا من باب وهب لأنَّ اللفظة على هذا تدلّ، وهو على ذلك مُشكِل.
ويقولون للخيل: هَبِي، أي أَقبِلِي.
وهذه حكايةُ صوت.

ب - ه - ه (جمهرة اللغة) [210]


استُعمل من معكوسها: هَبَّ التيسُ يَهُبُّ هَبًّا وهبيباً. وهَبَّت الريحُ تَهُبُّ هبوباً، وقالوا هَبًّا، وليس بالعالي في اللغة. وهَب السيفُ هَبّا وهَبَّةً، إذا اهتزّ. وهبت الناقةُ هِباباً من النشاط. وهبَّ النائم هبًّا، إذا انتبه من رقدته.

وهَبَّهُ (القاموس المحيط) [211]


وهَبَّهُ هَبَّاً وهَبَّةً وهِبَّةً: قَطَعَهُ،
و~ التَّيْسُ يَهِبُّ ويَهُبُّ هَبيباً وهِباباً وهِبَّةً: نبَّ للسَّفادِ، كاهْتَبَّ وهَبهَبَ،
و~ السَّيفُ: اهتَزَّ،
و~ فلانٌ: غابَ دَهراً،
و~ في الحَربِ: انهَزَمَ.
وهَبَّ يَفْعَلُ كذا: طَفِقَ.
وهَبَبْتُ به: دَعَوتُهُ لِيَنْزوَ، وقول الجوهريِّ: هَبَبْتُهُ خَطَأٌ.

ب - و - ه (جمهرة اللغة) [212]


البُوه: الكبير من البُوم. قال رؤبة: لمّا رأتني نَزِقَ التحفيشِ ذا رَثيّاتٍ دهشَ التدهيشِ كالبُوه تحت الظُّلَة المرشوشِ وإنما يصف صقراً أو بازياً فاضطرَّ إلى أن جعله بُوهاً. ورجل بُوهة، إذا كان ثقيلاً لا غَناء عنده. قال امرؤ القيس: يا هندُ لا تنْكِحي بُوهَةً ... عليه عقيقتُه أحْسَبا والبهْوُ: بهو الصَّدر، وهو فُرْجَةُ ما بهن الثديين والنَحر. ووَهْب: اسم، وهو من قولهم وهبت لك الشي وَهْباً ووهيباً، وقد سمت العرب وَهباً ووُهَيباً ووَهبان وواهِباً ومَوهِباً. ويقال: أوهبتُ لك كذا وكذا، أي أعددته لك. والمَوْهَبة: غدير ماء صغير في صخرة. قال الشاعر: ولفوكِ أطيبُ أن بذَلتِ لنا ... من . . . أكمل المادة ماء مَوْهَبَة على خَمْرِ والهبْوة: الغَبَرة تعلو في الهواء، يوم ذو هبوةْ. والهَوْب: اشتعال النار ووهجها لغة يمانية. ويقال: تركته بَهْوبٍ دابرٍ، أي بحيثُ لا يدرى أين هو. ويقال: بهُوبٍ دابرٍ.

وهب (مقاييس اللغة) [209]



الواو والهاء والباء: كلماتٌ لا ينقاس بعضُها على بعض. تقول: وهَبْتُ الشَّيءَ أهَبُهُ هِبَةً ومَوْهِباً. الهبة: قَبِلتُها. قَلْتٌ يَسْتنقِعُ فيه الماء؛ والجمع مَواهب.
ويقال أوْهَبَ إليَّ من المال كذا، أي ارتفع.
وأصبح فلانٌ مُوهَباً لكذا، أي مُعَدَّا له.

هبب (الصّحّاح في اللغة) [209]


هَبَّ من نَومه يَهُبُّ، أي استيقظ. أنا. الريح هُبوباً وهَبيباً، أي هاجت.
والهَبوبَةُ: الريح التي تثير الغَبَرَة؛ وكذلك الهَبوبُ والهَبيبُ. تقول: من أين هَبَبْتُ يا فلان? كأنك قلت: من أين جئت? أي من أين انتبهت لنا. فلانُ يفعل كذا، كما تقول: طفِق يفعل كذا. البعيرُ في السير هِباباً، أي نشِط. قال لبيد:
صَهباءُ راح مع الجَنوب جَهامُها      فلها هِبابٌ في الزمامِ كـأنَّـهـا

وهززت السيفَ والرمحَ فَهَبَّ هَبَّةً. هِزَّتُهُ ومَضاؤه في الضريبة، وهو سيف ذو هَبَّةِ.
ويقال أيضاً: عِشْنا بذلك هَبَّةَ من الدهر، أي حِقبة، كما يقال سَبَّة. قال الأصمعي: الهَبَّةُ أيضاً: الساعة تَبْقى من السَحَر.
والهِبَّةُ . . . أكمل المادة بالكسر: هِياج الفحل. تقول: هَبَّ التيسُ يَهِبُّ بالكسر هَبيباً وهِباباً، إذا نَبَّ للسِفادِ.
واهْتَبَّ مثله.
وهو مِهبابٌ ومُهْتَبٌّ. قال الأصمعي: يقال ثوبٌ هَبائِبُ وخَبائِبُ، إذا كان متقطِّعاً.
وتهبَّب الثوبُ: بَليَ.
ويقال لقِطَعِ الثوب هِبَبٌ.

ولَبَ (القاموس المحيط) [23]


ولَبَ يَلِبُ وُلُوباً: دَخَلَ وأسْرَعَ،
و~ الشِّيءَ،
و~ إليهِ: وَصَلَهُ كائِناً ما كان.
والوالِبَةُ: فِراخُ الزََرْعِ،
و~ من القومِ، والبَقَر، والغَنَمِ: أولادَهُم ونَسْلَهُم، و ع.
وأولَبَ: ع (بالأندلس).
وانِبهُ: د بالأندلس.
وونَّبَه تَوْنيباً: وَبَّخَهُ.
وثابتُ بنُ طريفٍ الونبيُّ، مُحَركَةً: مُحَدِّثٌ تابعيٌّ.
وهَبَه لهُ، كَوَدَعَهُ، وَهْباً، ووهَباً، وهِبَةً، ولا تَقُلْ: وهَبَكَهُ، أو حكاهُ أبو عمروٍعن أعرابيٍّ، وهو واهبٌ ووهَّابٌ ووهوبٌ ووهابةٌ، والإسمُ: المَوهِبُ والمَوْهِبَةُ. واتَّهَبَهُ: قَبِلَهُ.
وتواهَبوا: وهبَ بعضُهم لبعضٍ.
وواهَبَهُ فوهَبَه يَهَبُهُ، كَيَدَعَهُ ويَرِثُه: غَلَبَه في الهِبَةِ.
والمَوهِبَةُ: العَطِيَةُ، والسَّحابَةُ تَقَعُ حيثُ وقَعَتْ، وحِصْنٌ بِصَنْعاءَ، ورَجُلٌ، وغَديرُ ماءٍ صَغيرٌ، . . . أكمل المادة وتُكْسَرُ هاؤُهُ.
وهَبْنِي فَعَلْتُ، أي أحْسُبْنِي، واعْدُدْني، كَلِمَةٌ للأمْرِ فَقَطْ.
ووهبَني الله فِداكَ: جَعَلَني.
وأوهَبَهُ لَهُ: أعَدَّه،
و~ الشيءُ: أمْكَنَكَ أن تأخُذَهُ، لازمٌ مُتعَدٍّ.
ووهبٌ ووُهَيْبٌ ووَهْبانُ وواهِبٌ، كَمَقْعَدٍ: أسْماءٌ.
ووَهْبِينُ: ع.
ووَهبانُ، بالفَتْح: ابنُ بَقِيَّةَ، مُحَدِّثٌ، وبالضم: ابن القَلُوصِ، شاعرٌ.
وأوهَبَ الشيءُ لهُ: دامَ.
وواهِبٌ: جَبَلٌ لبني سُلَيمٍ.
ووهبُ بنُ مُنَبِّهٍ، قد يُحَرَّكُ.

و هـ ب (المصباح المنير) [17]


 وهَبْتُ: لزيد مالًا "أهَبُهُ" له "هِبَة" : أعطيته بلا عوض يتعدى إلى الأول باللام، وفي التنزيل: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} ، و "وَهْبا" بفتح الهاء وسكونها، و "مَوْهِبًا" ، و "مَوْهِبَةً" بكسرهما، قال ابن القوطية والسرقسطي والمطرزي وجماعة: ولا يتعدى إلى الأول بنفسه فلا يقال "وَهَبْتُكَ" مالًا، والفقهاء يقولونه، وقد يجعل له وجه وهو أن يضمن "وَهَبَ" معنى جعل فيتعدّى بنفسه إلى مفعولين، ومن كلامهم: "وَهَبَنِي الله فداك" أي جعلني، لكن لم يسمع في كلام فصيح وزيد "مَوْهُوبُ" له والمال "مَوْهُوبُ" ، و "اتّهَبْتُ الهِبةَ" قبلتها، و "اسْتَوهَبْتُها" سألتها، و "تَواهَبُوا" : وهب بعضهم لبعض. 

هبت (المعجم الوسيط) [8]


 الرّيح هبا وهبوبا وهبيبا هَاجَتْ وَيُقَال هَب الْفَحْل صَاح وهاج للضراب وَفُلَان من نَومه اسْتَيْقَظَ والنجم طلع والسائر أسْرع ونشط وَيُقَال هَب فلَان إِلَى الشَّيْء نَهَضَ إِلَيْهِ وهب فلَان حينا ثمَّ قدم غَابَ دهرا ثمَّ فدم وَمن أَيْن هَب فلَان من أَيْن جَاءَ وهب فلَان يفعل كَذَا أَخذ يَفْعَله فِي نشاط 

تواهب (المعجم الوسيط) [5]


 الْقَوْم وهب بَعضهم لبَعض 

غازر (المعجم الوسيط) [5]


 فلَان وهب شَيْئا ليرد عَلَيْهِ أَكثر مِمَّا أعْطى 

طُهُرْمُسُ (القاموس المحيط) [5]


طُهُرْمُسُ، بضم الطاءِ والهاءِ: ة بِمصْرَ، منها إسحاقُ بنُ وَهْبٍ الطُّهُرْمُسِيٌّ.

الفُنُجُ (القاموس المحيط) [5]


الفُنُجُ، بضمَّتين: الفُجُجُ الثُّقَلاءُ.
وكبَقَّمٍ: تابِعيُّ، رَوى عنهُ وهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، ومُحَدِّثٌ.
وكجَبَلٍ: مُعَرَّبُ: فَنَك.

أوهب (المعجم الوسيط) [5]


 الشَّيْء دَامَ وَيُقَال أوهب لَهُ الشَّيْء وَلفُلَان الشَّيْء أمكنه أَن يَأْخُذهُ ويناله وَفُلَان للشَّيْء اتَّسع لَهُ وَقدر عَلَيْهِ وَلفُلَان الشَّيْء أعده 

الكفأة (المعجم الوسيط) [4]


 كفأة الشَّيْء نتاجه فِي سنة وكفأة الأَرْض زراعة سنتها وكفأة الشّجر ثَمَر سنته وَيُقَال منحه كفأه غنمه وهب لَهُ أَلْبَانهَا وَأَوْلَادهَا وأصوافها سنة ورد عَلَيْهِ الْأُمَّهَات 

طيب (المعجم الوسيط) [4]


 الشَّيْء صيره طيبا أَو طَاهِرا وضمخه بالطيب وَالصَّبِيّ وَغَيره قاربه وناغاه بِكَلَام طيب وَمِنْه طيب خاطره أرضاه ولاطفه ومازحه أَو هدأه وسكنه ولغريمه أَو غَيره نصف المَال أَو الدّين أَو نَحوه أَبرَأَهُ مِنْهُ ووهبه لَهُ 

أعفى (المعجم الوسيط) [4]


 فلَان أنْفق الْفضل من مَاله وَالْمَرِيض عوفي وَفُلَانًا من الْأَمر أسْقطه عَنهُ فَلم يُطَالِبهُ بِهِ وَلم يحاسبه عَلَيْهِ وَالله فلَانا وهب لَهُ الْعَافِيَة من الْعِلَل والبلايا وَالرجل أعطَاهُ وَالشعر وَنَحْوه أبقاه وَفِي الحَدِيث (قصوا الشَّوَارِب وأعفوا اللحى) 

أُبامٌ (القاموس المحيط) [4]


أُبامٌ، كغُرابٍ،
وأُبَيِّمٌ، كغُرَيِّبٍ،
ويقالُ أُبَيْمَةُ، كجُهَيْنَة: شِعْبانِ بِنَخْلَةِ اليمامَةِ بينهما جَبَلٌ.
وكأُسامَةَ: ابنُ غَطَفَانَ في جُذامَ، وابْنُ سَلَمَةَ، وابنُ رَبيعَةَ في السَّكُونِ، وابنُ وَهْبِ اللهِ في خَثْعَمَ، وابنُ جُشَمَ في قُضاعَةَ، وما سِواهُمْ فأُسامَةُ بالسينِ.

سَيِجٌ (القاموس المحيط) [4]


سَيِجٌ، ككَتِفٍ: د بالشِّحْرِ، وككِتابٍ: الحائِطُ، وما أحِيطَ به على شيءٍ مِثْلِ النَّخْلِ والكَرْمِ، وقد سَيَّجَ حائِطَه تَسْييجاً.
وسِيجانُ بنُ فَدَوْكَسٍ، بالكسر، ووهْبُ بنُ مُنَبِّهِ بنِ كامِلِ بنِ سَيْجٍ، بالفتح أو بالكسر أو بالتحريك، (أخُو هَمَّامٍ: شَيْخا اليَمنِ).
فَصْلُ الشِّيْن

الخَنْبَشُ (القاموس المحيط) [4]


الخَنْبَشُ، ويكسرُ: الكثيرُ الحَرَكةِ. بنُ خَنْبَشٍ الطائِيُّ، وعبدُ الرحمنِ بنُ خَنْبَشٍ التَّميمِيُّ: صحابِيَّانِ.
وخَنْبَشُ بنُ يَزيدَ الحِمْصِيُّ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي خَنْبَشٍ البَعْلِيُّ، وعبدُ الصَّمَدِ بنُ خَنْبَشٍ، وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ خَنْبَشٍ الخَنْبَشِيُّ: محدّثونَ.

يَنَعَ (القاموس المحيط) [4]


يَنَعَ الثَّمَرُ، كمنَع وضَرَبَ، يَنْعاً ويُنْعاً ويُنوعاً، بضمهما: حانَ قِطَافُهُ
كأَيْنَعَ.
واليانِع: الأحمرُ من كلِّ شيءٍ، والثَمرُ الناضِجُ،
كاليَنيعِ، كأميرٍ،
ج: يَنْعٌ، بالفتح.
واليُنْعُ، بالضم: من جُلِّ الشجرِ، وبالتحريك: ضَرْبٌ من العَقيقِ، وبهاءٍ: خَرَزَةٌ حَمْراءُ، وسعيدُ ابننُ وهْبٍ اليَناعِيُّ، كصحابِيٍّ: تابعيٌّ.
باب الغين
فَصْل الهَمْزة

حاشَ (القاموس المحيط) [4]


حاشَ يحيشُ: فَزِعَ،
و~ فُلاناً: أفْزَعَهُ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وانْكَمَشَ، وأسْرَعَ،
و~ الوادِي: امْتَدَّ.
وتَحَيَّشَتْ نفسُهُ: نَفَرَتْ وفَزِعَتْ.
والحَيْشانُ: الكثيرُ الفَزَعِ، أو المَذْعُورُ من الرِّيبَةِ، وهي: بهاءٍ.
وكَكتانٍ: حَيَّاشُ بنُ وهْبٍ جاهِلِيٌّ من بَنِي سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ.
وأبو رُقادٍ شُوَيْشُ بنُ حَيَّاشٍ: رَوَى عن عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ خُطْبَتَهُ تلك.
وحَيُّوشٌ، كَتَنُّورٍ: ابنُ رِزْقِ اللهِ شيخُ الطَّبرانِيِّ.

و ز ع (المصباح المنير) [4]


 وَزَعْتُهُ: عن الأمر "أَزَعُهُ" "وَزْعًا" من باب وهب: منعته عنه وحبسته، وفي التنزيل: {فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي يحبس أولهم على آخرهم، و "وَزَّعْتُ" المال "تَوْزِيعًا" : قسمته أقساما، و "تَوَزَّعْنَاهُ" : اقتسمناه، و "أَوْزَعَهُ" الله الشكر بالألف: ألهمه، و "الاوْزَاعُ" بصيغة الجمع بطن من همدان وينسب إليه على لفظه؛ لأنّه صار علما بمنزلة المفرد ومنه "أَبُو عَمْرو عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأوْزَاعِيُّ" الإمام المشهور. 

عشب (مقاييس اللغة) [4]



العين والشين والباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على يُبْسٍ في شيءٍ وقُحول وما أشبه ذلك. من ذلك العُشْب، قالوا: هو سَرَعان الكَلأ في الرَّبيع، ثُمَّ يهيج ولا بقاءَ له.
وأرضٌ عَشِبَةٌ: مُعْشِبة، وأعْشبَتْ إذا كثُر عُشْبُها.
وأعْشَب الرَّجُل: أصابَ العُشْب. قال أبو النَّجم:وممّا حُمِل على هذا أنْ يشبَّه الشَّيخُ القاحلُ به، فيقال رجل عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبة.
وقد يقال ذلك في النوق. [و] يقال: أعشَبَ فلانٌ فلاناً، إذا وَهَب له ناقة عَشَبةً.

شَنَّ (القاموس المحيط) [5]


شَنَّ الماء على الشَّرابِ: فَرَّقهُ،
و~ الغارَةَ عليهم: صَبَّها من كُلِّ وجهٍ،
كأَشَنَّها.
والشَّنِينُ: قَطَرانُ الماء، وكلُّ لَبَنٍ يُصَبُّ عليه الماء حليباً كان أَو حَقيناً.
والقاطِرُ: شُنانَةٌ، بالضم.
وماء شُنانٌ، كغُرابٍ: مُتَفَرِّقٌ.
والشَّنُّ، وبهاء: القِرْبَةُ الخَلَقُ الصغيرَةُ
ج: شِنانٌ.
وحفصُ بنُ عُمَرَ بنِ مُرَّةَ الشَّنِّيُّ: صحابيٌّ.
وعُقْبَةُ بنُ خالِدٍ، وعُمَرُ بنُ الوليدِ، والصَّلْتُ بنُ حَبيبٍ التَّابِعِيُّ الشَّنِّيُّونَ: مُحدِّثونَ.
وشَنَّةُ: لَقَبُ وهْبِ بنِ خالِدٍ الجاهِلِيِّ.
وذو الشَّنَّةِ: وهْبُ بنُ خالِدٍ، كانَ يَقطَعُ الطريقَ ومعه شَنَّةٌ.
والشَّنانُ، كسَحابٍ: لُغَةٌ في الشَّنآنِ.
وكغُرابٍ: الماء البارِدُ.
وككِتابٍ: وادٍ بالشَّامِ.
وكصَبُورٍ: السمينُ، والمَهْزُولُ، ضِدٌّ، والجائِعُ، والجَمَلُ بينَ المَهْزُولِ والسَّمينِ.
والتَّشانُّ: الامْتِزَاجُ، والتَّشَنُّجُ،
كالتَّشَنُّنِ.
واسْتَشَنَّ: هُزلَ،
و~ . . . أكمل المادة إلى اللَّبَنِ: عامَ،
و~ القِرْبَةُ: أخْلَقَتْ،
كاسْتَشَنَّتْ وتَشَنَّنَتْ وتَشانَّتْ.
وشَنُّ بنُ أفْصَى: أبو حَيٍّ.
والمثلُ المشهورُ في ط ب ق، منهمُ الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ.
وكجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ من عُقَيْلٍ، ووالِدُ سِقْلابٍ القارِئ المِصْرِيِّ.
وشِنَّى، كإِلاَّ: ع بالأَهوازِ.
والشِّنْشِنَةُ، بالكسر: المُضْغَةُ، أو القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، والطَّبيعَةُ، والعادَةُ.

أتن (لسان العرب) [5]


الأَتانُ: الحِمارةُ، والجمع آتُنٌ مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ وأُتْنٌ وأُتُنٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وما أُبَيِّنُ منهمُ، غيرَ أَنَّهمُ هُمُ الذين غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ وإنما قال غَذَت من خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إنما يَرْضَع من خَلْف.
والمَأْتوناءُ: الأُتُنُ اسمٌ للجمع مثل المَعْيوراء.
وفي حديث ابن عباس: جئتُ على حمارٍ أَتانٍ؛ الحمارُ يقع على الذكر والأُنثى، والأَتانُ والحِمارةُ الأُنثى خاصة، وإنما اسْتَدْرَكَ الحمارَ بالأَتانِ ليُعلَم أَن الأُنثَى من الحُمُرِ لا تقطع الصلاة، فكذلك لا تقطعُها المرأَة، ولا يقال فيها أَتانة. قال ابن الأَثير: وقد جاء في بعض الحديث واسْتَأْتَنَ الرجلُ اشْتَرى أَتاناً واتَّخَذَها لنفسه؛ وأَنشد ابن بري: بَسَأْتَ، يا عَمْرُو، بأَمرٍ . . . أكمل المادة مؤتِنِ واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِنِ واسْتَأْتَنَ الحمارُ: صارَ أَتاناً.
وقولهم: كان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَي صارَ أَتاناً؛ يضرب للرجل يَهُون بعد العِزِّ. ابن شميل: الأَتان قاعدةُ الفَوْدَجِ، قال أَبو وهب (* قوله «قال أبو وهب» كذا في الأصل والتهذيب.
وفي الصاغاني: أبو مرهب بدل أبو وهب).: الحَمَائِرُ هي القواعدُ والأُتن، الواحدةُ حِمارةٌ وأَتانٌ.
والأَتانُ: المرأَةُ الرَّعناء، على التشبيه بالأَتانِ، وقيل لِفَقيه العربِ: هل يجوزُ للرجل أَنْ يتزوَّج بأَتان؟ قال: نعم؛ حكاه الفارسي في التذكرة.
والأَتانُ: الصخرةُ تكون في الماء؛ قال الأَعشى: بِناجيةٍ، كأَتانِ الثَّميل، تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرَا أَي تُصْبِحُ عاسِراً بذَنَبِها تَخْطُرُ به مِراحاً ونشاطاً.
وقال ابن شميل: أَتانُ الثَّميل الصخرةُ في باطن المَسيلِ الضَّخْمةُ التي لا يرفعُها شيءٌ ولا يُحرّكُها ولا يأْخذُ فيها، طولُها قامةٌ في عَرْضِ مثْلِه. أَبو الدُّقَيْش: القواعِدُ والأُتُنُ المرتفعةُ من الأَرض.
وأَتانُ الضَّحْلِ: الصخرة العظيمةُ تكون في الماء، وقيل: هي الصخرةُ التي بين أَسْفلِ طيِّ البئرِ، فهي تلي الماءَ.
والأَتانُ: الصخرةُ الضخمةُ المُلَمْلَمةُ، فإذا كانت في الماء الضَّحْضاحِ قيل: أَتانُ الضَّحْلِ، وتُشَبَّه بها الناقةُ في صَلاَبَتِها؛ وقال كعب بن زهير: عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحل ناجِيةٌ، إذا ترَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ وقال الأخطل: بِحُرّةٍ، كأَتانِ الضَّحْلِ، أَضْمَرَها، بعد الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْياري.
وقال أَوس: عَيرانةٌ، كأَتانِ الضَّحْلِ، صَلَّبها أَكلُ السَّواديّ رَضُّوهُ بِمِرْضاح. ابن سيده: وأَتانُ الضَّحلِ صخرةٌ تكون على فَمِ الرَّكِيِّ، فيركبُها الطُّحْلُبُ حتى تَمْلاسَّ فتكون أَشَدَّ ملاسةً من غيرها، وقيل: هي الصخرةُ بعضُها غامِرٌ وبعضُها ظاهِرٌ.
والأَتانُ: مقامُ المُسْتَقي على فَمِ البئر، وهو صخرةٌ.
والأَتانُ والإتانُ: مقامُ الرَّكيّة.
وأَتَنَ يأْتِنُ أَتْناً: خَطَبَ في غَضَب.
وأَتَنَ الرجلُ يأْتِنُ أَتَناناً إذا قارَبَ الخَطْوَ في غَضَب، وأَتَلَ كذلك، وقال في مصدره: الأَتَنانُ والأَتَلانُ.
وأَتَنَ بالمكانِ يأْتِنُ أَتْناً وأُتوناً: ثَبَتَ وأَقامَ به؛ قال أَباقٌ الدُّبَيريّ: أَتَنْتُ لها ولم أَزَلْ في خِبائها مُقيماً، إلى أَنْ أَنْجَزَت خُلّتي وَعْدي.
والأَتْنُ: أَنْ تخْرجَ رجْلا الصبيّ قَبْل رأْسِه، لغة في اليَتْنِ؛ حكاه ابن الأَعرابي، وقيل: هو الذي يُولَدُ مَنْكوساً، فهو مرةً اسمٌ للوِلادِ، ومرّةً اسمٌ للولَدِ.
والمُوتَنُ: المنكوسُ، من اليَتْنِ.
والأَتُّونُ، بالتشديد: المَوْقِدُ، والعامّة تخفِّفه، والجمع الأَتاتين، ويقال: هو مُولَّد؛ قال ابن خالويه: الأَتُونُ، مخفف من الأَتُّون، والأَتُّونُ: أُخْدُودُ الجَبّارِ والجصَّاص، وأَتُون الحمّامِ، قال: ولا أَحسبه عربيّاً.
وجمعه أُتُنٌ. قال الفراء: هي الأَتاتينُ؛ قال ابن جني: كأَنه زاد على عين أَتُونٍ عيناً أُخرى، فصار فعُول مخفف العين إلى فعّول مشدّد العين فيُصوّره حينئذ على أَتّونٍ فقال فيه أَتانين كسَفّودٍ وسَفافيد وكَلّوب وكَلاليبَ؛ قال الفراء: وهذا كما جمعوا قُسَّاً قَساوِسةً، أَرادوا أَن يجمعوه على مثال مهالِبة، فكثرت السِّينات وأَبدلوا إحداهنَّ واواً، قال: وربما شدّدوا الجمعَ ولم يُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ وأَتاتِينَ.

الجَدَمَةُ (القاموس المحيط) [3]


الجَدَمَةُ، محرَّكةً: القصيرُ
ج: جَدَمٌ، والشاةُ الرديئَةُ، وبَلَحاتٌ يَخْرُجْنَ في قِمْعٍ واحدٍ، وما لم يَنْدَقّ من السُّنْبُلِ.
وكجَبلٍ: طَيْرٌ كالعَصافِيرِ حُمْرُ المَناقِيرِ، وضَرْبٌ من التَّمْرِ.
وجُدامَةُ، كثُمامةٍ، بنتُ وهْبٍ، وبنتُ جَنْدَلٍ، وبنتُ الحارثِ: صحابيَّاتٌ، وهي ما يُسْتَخْرَجُ من السُّنْبُلِ بالخَشَبِ إذا ذُرِّيَ البُرُّ في الريحِ، وعُزِلَ منه تِبْنُه،
كالجَدَمَةِ، محرَّكةً.
وجَدَمَتِ النَّخْلَةُ: أثْمَرَتْ ويَبِسَتْ.
والجُدامِيُّ، بالضم: تَمْرٌ، وبهاءٍ: المُوقَرَةُ من النَّخْلِ.
وأجْدَمَ الفَرَسَ: قال لها اجْدَمْ، زَجْرٌ لها،
أصْلُه: هِجْدَمْ.

الحَسْيُ (القاموس المحيط) [3]


الحَسْيُ، ويُكْسَرُ،
والحِسَى، كَإلَى: سَهْلٌ من الأرضِ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ، أو غِلَظٌ فَوْقَهُ رَمْلٌ يَجْمَعُ ماءَ المَطَرِ، وكُلَّما نَزَحْتَ دَلْواً، جَمَّتْ أُخْرَى
ج: أحْساءٌ وحِساءٌ.
واحْتَسَى حِسَى: احْتَفَرَهُ،
كَحساهُ،
و~ ما في نَفْسِه: اخْتَبَرَهُ،
كَحَسِيَهُ، كرَضِيَهُ.
والحِساءُ، ككِتابٍ: ع.
وأحْساءُ بَنِي سَعْدٍ: د بِحِذاءِ هَجَرَ، وهو أحْساءُ القرامِطَةِ أو غيرِها.
وأَحْسَاءُ: خِرْشافٍ: د بِسِيفِ البَحْرَيْنِ.
وأحْساءُ بَنِي وهْبٍ: تِسْعُ آبارٍ كِبارٍ بين الفَرْعاءِ وواقِصَةَ.
والأَحْساءُ: ماءٌ لِغَنِيٍّ، وماءٌ باليَمَامَةِ، وماءَةٌ لِجَديلَةَ.
والمِحْساةُ: ثَوْرُ النُّضوح.

الهاذِلُ (القاموس المحيط) [3]


الهاذِلُ: وسَطُ الليلِ.
والهُذْلُولُ، بالضم: الرجلُ الخفيفُ، وكذا السَّهْمُ، والذِّئْبُ، وفَرَسُ عَجْلانَ ابنِ نَكْرَةَ، وفَرَسُ جابِرِ بنِ عُقَيْلٍ السَّدوسِيِّ، والفرسُ الطويلُ الصُّلْبُ، والتَّلُّ الصغيرُ، ومَسِيلُ الماءِ الصغيرُ، ودُقاقُ الرَّمْلِ، وسيف هُبَيْرَةَ بنِ أبي وهْبٍ المَخْزومِيِّ، والآفةُ، والأوَّلُ من الليلِ، أو بقيَّتُه، والمَطَرُ الذي يُرَى من بعيدٍ، والسَّحابَةُ المُسْتَدِقَّةُ.
وهَوْذَلَ في مَشْيِه: أسْرَعَ، أو اضْطَرَبَ في عَدْوِه،
و~ السِّقاءُ: تَمَخَّضَ،
و~ : ضَعُفَ في الجماعِ،
و~ ببَوْلِه: نَزاهُ ورَمَى به.
وهُذَيْلٌ: صَحابِيٌّ وكان أبَواهُ مُقْعَدَيْنِ، وابنُ مُدْرِكَةَ ابنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ: أبو حَيٍّ من مُضَرَ،
وأبو هُذَيْلٍ: صَحابِيُّ.

ب - ذ - ذ (جمهرة اللغة) [3]


البَذَذ، مثل البَذاذة، وهو سوء الهيئة. والذَّبَب: ذبول الشفة من عطش. والذُّباب، زعموا: الواحدة من الذِّبّان، وكذلك فُسِّر في التنزيل: " وإنْ يَسْلُبْهم الذُّبابُ شيئاً لا يستنقذوه منه " ؛ قالوا: هو الواحد من الذِّبّان، والله أعلم. قال أبو عُبيدة: ذُباب واحد، والجمع ذِبّان، مثل غراب وغِربان؛ وقالوا: أذِبّة جمع ذُباب، مثل أغْرِبة في العدد القليل. قال النابغة الذبياني: يا أوْهَبَ الناس لعَنْسٍ صُلْبَهْ ضرّابةٍ بالمِشْفَرِ الأذِبّهْ فأما قول العامّة ذِبّاناً فخطأ. وذُباب كل شيء: حدّه. وذُباب العين: إنسانها. قال أبو حاتم: ذُباب في وزن غُراب، جمعه في أدنى العدد أذِبّة، مثل ما يُجمع غُراب أغْرِبَة وغِرْبان. وذُباب أذن الفرس: طرفها.

جرجم (لسان العرب) [3]


جَرْجَمَ الطعامَ: أَكله، على البَدَل من جَرجَبَ.
وجَرْجَمَ الشرابَ: شَرِبه.
وجَرْجَمَ البيتَ: هَدَمَه أو قَوَّضَه.
وتَهَدّم الحائطُ وتَجَرْجَمَ هو: سقط.
وفي الحديث: أنّ جبريل، عليه السلام، أخَذ بعُرْوتها الوُسطَى، يعني مدائن قَوم لوط، على نبينا وعليه السلام، ثم أَلْوَى بها في جَوِّ السماء حتى سمعت الملائكةُ ضَواغِيَ كلابها، ثم جَرْجَمَ بعضها على بعض أي أَسقط.
والمُجَرْجَمُ: المَصْرُوعُ؛ قال العجاج: كأَنهم من فائِظٍ مُجَرْجَمِ وجَرَجَمَ الرجلَ: صَرَعه.
وتَجَرْجَمَ الوَحْشِيُّ وغيره في وجاره: تَقَبَّض وسكن، وقد جَرْجَمه الخوفُ.
وفي حديث وَهْبٍ قال: قال طالوتُ لدواد، عليه السلام: أنت رجل جَرِيءٌ وفي جبالنا هذه جَراجِمةٌ يَحْتَرِبُون الناسَ أي لصوص يَسْتَلِبون الناسَ ويَنْتَهبونهم.
والجَراجِمَة: قوم من العجم بالجزيرة.
ويقال: الجَراجِمة . . . أكمل المادة نَبَطُ الشَّام؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي وَجْزة: لو أَنَّ جَمْعَ الرُّومِ والجَراجِمَا

الثَّفِنَةُ (القاموس المحيط) [3]


الثَّفِنَةُ، بكسر الفاء من البعيرِ: الرُّكْبَةُ، وما مَسَّ الأرضَ من كِرْكِرَتِه وسَعْدَاناتِه وأُصولِ أفْخَاذِهِ،
و~ مِنْكَ: الرُّكْبَةُ، ومُجْتَمَعُ الساق والفَخِذِ،
و~ من الخَيْلِ: مَوْصِلُ الفَخِذَيْنِ في الساقَيْنِ من بَاطِنِهِما، والعَدَدُ، والجماعَةُ من الناسِ،
و~ من الجُلَّةِ: حافَتا أسْفَلِها،
و~ من النوقِ: الضارِبَةُ بِثَفناتِها عندَ الحَلَبِ.
والثَّفَنُ، محرَّكةً: داءٌ في الثَّفِنَةِ.
ومُسْلِمُ بنُ ثَفِنَةَ أو ابنُ شُعْبَةَ: مُحَدِّثٌ.
وجَمَلٌ مِثْفانٌ: أصابَتْ ثَفِنَتُه جَنْبَهُ وبطنَهُ.
وثَفَنَهُ يَثْفِنُهُ: دَفَعَهُ وتَبِعَهُ، أو أتاهُ من خَلْفِهِ،
و~ الناقَةُ: ضَرَبَتْ بثَفِناتِها.
وثَفِنَتْ يدُهُ، كفَرِحَ: غَلُظَتْ.
وأثْفَنَها العَمَلُ.
وذُو الثَّفِناتِ: علِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ، وقيل: هو عَلِيُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ، وكانَتْ له خمسُ . . . أكمل المادة مئةِ أصلِ زَيتونٍ، يُصَلِّي عند كُلِّ أصْلٍ رَكْعَتَيْنِ كُلَّ يومٍ، وعبدُ اللهِ بنُ وهْبٍ رَئيسُ الخوارِجِ،
لأَنَّ طولَ السُّجودِ أثَّرَ في ثَفِناتِه.
وثافَنَهُ: جالَسَهُ، ولازَمَهُ، فهو مُثَافِنٌ ومُثَفِّنٌ.

خ ط ب (المصباح المنير) [3]


 خَاطَبَهُ: "مُخَاطَبَةً" و "خِطَابًا" وهو الكلام بين متكلم وسامع، ومنه اشتقاق "الخُِطْبَةِ" بضم الخاء وكسرها باختلاف معنيين، فيقال في الموعظة: "خَطَبَ" القوم وعليهم من باب قتل "خُطْبَةً" بالضم وهي فعلة بمعنى مفعولة نحو "نُسْخَةٍ" بمعنى منسوخة وغرفة من ماء بمعنى مغروفة وجمعها "خُطَبٌ" مثل غرفة وغرف فهو "خَطِيبٌ" والجمع "الخُطَبَاءُ" وهو "خَطِيبُ" القوم إذا كان هو المتكلم عنهم، و "خَطَبَ" المرأة إلى القوم إذا طلب أن يتزوج منهم و "اخْتَطَبَهَا" والاسم "الخِطْبَةُ" بالكسر فهو "خَاطِبٌ" و "خَطَّابٌ" مبالغة وبه سمي، و "اخْتَطَبَهُ" القوم دعوه إلى تزويج صاحبتهم و "الأَخْطَبُ" الصرد ويقال الشقراق و "الخَطْبُ" الأمر الشديد ينزل والجمع "خُطُوبٌ" مثل فلس وفلوس، و "الخَطَّابِيَّةُ" طائفة من الروافض نسبة إلى أبي الخَطَّابِ محمد بن وهب الأسدي الأجدع وكانوا يدينون بشهادة الزور لموافقيهم في العقيدة إذا حلف على صدق دعواه. 

ب - ه - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [4]


أبِهْتُ بالشيء آبَه أَبْهاً وأَبَهاً، إذا عرفت مكانه. وأبِهْتُ له وما أبِهْتُ به، أي لم أشعر به. وفلان لا يؤبَه له، إذا كان خاملاً. والهَباء ممدود، وهو الغبار، وقد قالوا أهباء أيضاً فجمعوا على غير قياس. والهَبْوَة مثل الهَباء أيضاً. والإهاب: الجلد قبل أن يُدبغ، والجمع أَهَب. قال أبو بكر: وهو أحد ما جاء جمعه على فَعَل وواحده فَعول وفِعال وفَعيل، ومثله أديم وأدَم وأفيق وأفَق وعَمود وعَمَد وإهاب وأهَب. وهِبْتُ الشيءَ أهابه هيبَةً، والشيء مَهيب، والفاعل هائب وهَيوب وهيّاب. والهَوْب: وَهَج النار ووَهَج الشمس، لغة يمانية، لا يتصرّف له فعل. وبَهَأ بالشيء وبَسَأ به، إذا أنس به، وبه سُمّيت بَهانِ. قال الشاعر: ألا . . . أكمل المادة قالت بَهانِ ولم تأبَّقْ ... كَبِرْتَ ولا يَلِيطُ بكَ النعيمُ تأبَّقْ: تَراجعْ عن ذاك، ويُروى: تأنَّقْ، أي ولم تَعَجَّبْ. وأبهأتُ البيتَ، إذا كشفت ستره، والبيت مُبْهَأ، وبَهَأتُ البيتَ وأبهيتُه فهو مُبْهىً. والبَهاء من قولهم: بَهِيَ يَبْهَى بَهاءً، إذا نَبُلَ.

زهدم (لسان العرب) [3]


الزَّهْدَمُ وزَهْدَمٌ: الصَّقْرُ، ويقال فَرْخُ البازي، وبه سمي الرجل.
وزَهْدَمٌ: اسم.
والزَّهْدَمانِ: زهْدَمٌ وكَرْدَمٌ.
وزَهْدَمُ: اسم فرس، وفارِسُه يقال له: فارسُ زَهْدَم. قال ابن بري: زَهْدَم اسم لفرس لسُحَيْم بن وَثِيلٍ؛ وفيه يقول ابنه جابر: أَقول لهم بالشِّعْبِ، إِذْ يَيْسِرُونَني: أَلم تَعْلَموا أَني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ؟ والزَّهدمانِ: أَخوان من بني عبسٍ؛ قال ابن الكلبي: هما زَهْدَمٌ وقيس ابْنا حزن بن وَهْبِ بن عُوَيْر بن رَواحة بن رَبِيعةَ بن مازِنِ بن الحَرِثِ بن قُطَيْعَةَ بن عَبْس بن بَغِيضٍ، وهما اللذان أَدركا حاجِبَ بن زُرارَةَ يوم جَبَلَةَ ليَأْسِراه فغَلَبَهُما عليه مالك ذو الرُّقَيْبَةِ القُشَيْرِيّ؛ وفيهما يقول قَيْسُ بن زُهَيْرٍ: جَزاني الزَّهْدَمانِ جَزاءَ . . . أكمل المادة سَوْءٍ، وكُنْتُ المَرْ يُجْزى بالكَرامَهْ قال أَبو عبيدة: هما زَهْدَمٌ وكَرْدَمٌ؛ قال ابن بري في الزَّهْدَمانِ: قال أَبو عبيد ابْنا جَزْءٍ، وقال علي بن حمزة: ابنا حَزْنٍ.
وزَهْدَمٌ: من أَسماء الأَسد.

الجَسْرُ (القاموس المحيط) [3]


الجَسْرُ: الذي يُعْبَرُ عليه، ويكسرُ،
ج: أجْسُرُ وجُسورٌ، والعظيمُ من الإِبِلِ، وهي بهاءٍ، والشُّجاعُ الطويلُ،
كالجَسورِ، والجَمَلُ الماضي، أو الطويلُ، وكلُّ ضَخْمٍ.
وجَسْرٌ: حَيٌّ من قُضاعَةَ، وابنُ عَمْرِو بنِ عُلَةَ، وابنُ شَيْعِ اللّهِ، وابنُ مُحارِبٍ، وابنُ تَيْمٍ: بالفتح.
وأبو جِسرٍ المُحارِبِيُّ، وجِسْرُ بنُ وهْبٍ، وابنُ ابْنِهِ جِسْرُ بنُ زَهْرانَ، وابنُ فَرْقَدٍ، وابنُ حَسَنٍ، وابنُ عَبْدِ اللّهِ المُرادِيُّ: بالكسر قاله بعضُ المُحَدِّثينَ، والصَّوابُ في الكُلِّ الفتحُ.
وجَسْرَةُ بنتُ دَجاجَةَ: محدِّثةٌ.
والجُسْرُ، بالضم، وبضمَّتينِ: جمعُ جَسورٍ.
وجَسَرَ الفَحْلُ: تَرَكَ الضِّرابَ،
و~ الرَّجُلُ جُسوراً وجَسارةً: مَضَى، ونَفَذَ،
و~ الرِّكَابُ المَفازَةَ: عَبَرَتْها،
كاجْتَسَرَتْها،
(و~ الرَّجُلُ: عَقَدَ جَسْراً).
وناقةٌ جَسْرَةٌ ومُتَجاسِرَةٌ: ماضيةٌ.
وجَسَّرَهُ تَجْسيراً: . . . أكمل المادة شَجَّعَهُ.
واجْتَسَرَتِ السَّفينَةُ البَحْرَ: رَكِبَتْه وخاضَتْه.
وجِسْرينُ، بالكسر: ة بدِمَشْقَ.
وجَيْسورُ: الغُلامُ الذي قَتَلَه موسى، صلى الله عليه وسلم، أو هو بالحاءِ المهملةِ، أو هو: جَلْبَتُورُ، (أو جَنْبَتورُ).
وتجاسَرَ: تطاوَلَ، ورَفَعَ رأسه،
و~ عليه: اجْتَرَأَ،
و~ له بالعَصا: تَحَرَّكَ له بها.
وأُمُّ الجُسَيْرِ، كزُبَيْرٍ: أُخْتُ بُثَيْنَةَ صاحِبَةِ جميلٍ.

الكَبْش (القاموس المحيط) [3]


الكَبْش: الحَمَلُ إذا أثْنَى، أو إذا خَرَجَتْ رَباعِيَتُه
ج: أكْبُشٌ وكِباشٌ وأكْباشٌ، وسَيِّدُ القومِ، وقائدُهُمْ.
وكَبْشةُ: قُنَّةٌ بجَبَلِ الرَّيَّانِ.
ويومُ كَبْشةَ: من أيامِهِم.
وكان المُشْركونَ يقولون للنبيِّ، صلى الله عليه وسلم: ابنُ أبي كَبْشَة، شَبَّهوه بأبي كَبْشةَ، رجلٌ من خُزاعةَ، خالَفَ قُرَيْشاً في عِبادَةِ الأصْنامِ، أو هي كُنْيَةُ وهْبِ بنِ عبدِ مَنافٍ جدِّه، صلى الله عليه وسلم، من قِبَلِ أمِّه، لأنه كان نَزَعَ إليه في الشَّبَهِ، أو كُنْيَةُ زَوجِ حَليمَةَ السَّعْدِيَّةِ، أو كُنْيَةُ عَمِّ ولدِها، وكُنْيَةُ سُلَيْمٍ، أو أوْسٍ الدَّوْسِيِّ.
وعَمْرِو بنِ سَعْدٍ الأَنْمارِيِّ الصحابيَّيْنِ.
وأمُّ كَبْشَةَ القُضاعِيَّةُ: صحابيَّةٌ.
وأبو كَبْشَةَ السَّلُوليُّ: م
وكَبْشٌ: ع، منه أحمدُ بنُ محمدِ . . . أكمل المادة بنِ الصَّبَّاحِ، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ نَصْرٍ الكَبْشِيَّانِ.
وأبو كِباشٍ، ككِتابٍ: عَبْسِيٌّ تابعيٌّ، وكِندِيٌّ محدِّثٌ.
وكَبْشاتُ: أجْبُلٌ بدِيارِ بني ذُؤَيْبَةَ، بها ماءٌ.
وكزُبيرٍ: ع.
وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ كُباشٍ القَصَّابُ، كغُرابٍ: محدِّثٌ.
وجعفرُ بنُ إلْياسَ الكَبَّاشُ، ككَتَّانٍ، وأبو الحُسَيْنِ بنُ الكَبَّاشِ: محدِّثانِ.

الحُزْنُ (القاموس المحيط) [3]


الحُزْنُ، بالضم ويُحَرَّكُ: الهَمُّ
ج: أحْزَانٌ، حَزِنَ، كفَرِحَ وتَحَزَّنَ وتَحازَنَ واحْتَزَنَ، فهو حَزْنانٌ ومِحْزانٌ.
وحَزَنَهُ الأَمْرُ حُزْناً، بالضم، وأحْزَنَهُ،
ط أو أحْزَنَهُ ط: جَعَلَهُ حَزيناً،
وحَزَنَهُ: جَعَلَ فيه حُزْناً، فهو مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ، بكسر الزاي وضَمِّها
ج: حِزانٌ وحُزَناءُ.
وعامُ الحُزْن: ماتَتْ فيه خَديجَةُ، رضي اللّهُ عنها، وأبو طالِبٍ.
والحُزانَةُ، بالضم: قَدْمَةُ العَرَبِ على العَجَمِ في أوَّلِ قُدومِهِم الذي اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحَقُّوا من الدُّورِ والضِّياعِ.
وحُزانَتُكَ: عِيالُكَ الذينَ تَتَحَزَّنُ لأَمْرِهِم.
والحَزَونُ: الشاةُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ.
والحَزْنُ: ما غَلُظَ من الأرضِ،
كالحَزْنَةِ،
وأحْزَنَ: صارَ فيها،
وحَيٌّ م من غَسَّان، وبِلادُ العَرَبِ،
أو هُما حَزْنانِ ما بَيْنَ زُبالَةَ ونَجْدٍ،
. . . أكمل المادة وع لبَني يَرْبوعٍ، وفيه رِياضٌ وقِيعانٌ،
ومنه: "من تَرَبَّعَ الحَزْنَ، وتَشَتَّى الصَّمَّان، وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ، فقد أخْصَبَ".
وحَزْنُ بنُ أبِي وهبٍ: صَحابيٌّ.
وكصُرَدٍ: الجِبالُ الغِلاظُ،
الواحِدُ: حُزْنَةٌ، بالضم، وجَبَلٌ.
وكأَميرٍ: ماءٌ بنَجْدٍ، واسْمٌ، وكسَحابٍ وثُمامَةَ وزُبَيْرٍ: أسْماءٌ.
وتَحَزَّنَ عليه: تَوَجَّعَ.
وهو يَقْرَأُ بالتَّحْزِينِ: يُرَقِّقُ صَوْتَهُ.

ققس (العباب الزاخر) [2]


ابن عبّاد: المُقَوْقِس: عظيم الهند. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لقد أبعَدَ والله في المَرمى والمَرام؛ وأمكَن من سواء الثُّغْرَةِ كُلَّ مُرْمٍ ومُرامٍ، والمُقَوْقِس: صاحب مصر والإسكندرية رضي الله عنه-، واسمه جُريْج بن مِيْنى القِبْطيّ، معدود في الصحابة، ذَكَرَه ابن عبد البَرّ فيهم، أهدى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم- بَغْلَتَه الشَّهباء التي يقال لها دُلْدُلٌ، وهي أوَّل بَغْلَةٍ رُؤيَتْ في الإسلام، وحِمارَهُ الذي يقال له يَعْفور، وفَرَسَه الذي يقال له لِزاز.
وبقيَت البَغْلَة إلى زمن معاوية رضي الله عنه-، ونَفَقَتْ بِيَنْبُع، ونَفَقَ يَعْفور مُنْصَرَفَ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من حَجَّةِ الوداع، ولم يَبْلُغْني نُفُوق لِزاز. وأهدى له المُقَوْقِس -أيضاً- . . . أكمل المادة مارِيَة القِبْطِيّة وسِيْرين ومانور الخَصِيّ، فاتَّخَذَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- مارِيَة لِنَفْسِه، وهي أمُّ إبراهيم ابن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم. سيرين لحسّان بن ثابت -رضي الله عنه-، وهي أمُّ عبد الرحمن بن حسّان.
وكان وصول هذه الهديّة في السنة السابعة من الهجرة بعد فتحِ خَيْبَر. وقال أبو عمرو: المُقَوْقِس: طائر مُطَوَّق طَوْقاً سَوَادٌ في بَيَاضٍ يُشْبِه الحَمَامَ.

كَافَأَهُ (القاموس المحيط) [2]


كَافَأَهُ مُكافَأَةً وكِفَاءً: جازَاه،
و~ فلاناً: ماثَلَه، وراقَبَه.
والحمدُ لله كِفَاءَ الواجِبِ، أي: ما يكونُ مُكافِئاً له، والاسمُ: الكفَاءَةُ والكَفَاءُ، بفتحهما ومدِّهما.
وهذا كِفاؤُه وكِفْأَتُهُ وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكَفْؤُه وكِفْؤُه وكُفوؤُه: مَثْلُه،
ج: أكْفاءٌ وكِفَاءٌ.
وكَفَأَه، كمنعه: صَرَفَهُ، وكَبَّهُ، وقَلَبَه،
كأكْفَأَه واكْتَفَأَه، وتَبِعَهُ،
و~ الغَنَمُ في الشِّعْبِ: دَخَلَتْ،
و~ فلاناً: طَرَدَهُ،
و~ القومُ: انْصَرَفُوا وانْهَزَموا،
و~ عنِ القَصْد: جاروا.
وأَكْفَأَ: مالَ وأمالَ، وقَلَبَ، وخالَفَ بَيْنَ إعْرَابِ القَوافي، أَوْ خالَفَ بين هِجائِها، أِوْ أَقْوَى، أَوْ أفْسَدَ في آخِرِ البَيْتِ أيَّ إفْسَادٍ كان،
و~ الإِبِلُ: كَثُرَ نِتاجُها،
و~ إبلَه فلاناً: جَعَلَ له مَنَافعَها.
والكَفْأَةُ، ويُضَمُّ: حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَها،
و~ في الأَرْضِ: زراعةُ . . . أكمل المادة سَنَتِها،
و~ الإِبِلِ: نِتَاجُ عامِها، أَوْ نِتَاجُها بعدَ حِيالِ سَنَةٍ أَوْ أكْثَرَ.
ومَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه، ويُضَمُّ: وَهَبَ له أَلْبَانَها وأولادَها وأصْوافَها سَنَةً، ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ.
والكِفاءُ، ككتابٍ: سُتْرَةٌ من أعْلَى البَيْتِ إلى أسفله من مُؤَخَّرِه، أَو الشُّقَّةُ في مؤَخَّرِ الخباءِ، أَوْ كِساءٌ يُلْقَى على الخباءِ حتى يَبْلُغَ الأَرْض، وقد أكْفَأْتُ البَيْتَ.
وكَفيءُ اللَّوْنِ،
ومُكْفَؤُه: كاسِفُه مُتَغَيِّرُه.
وكافَأَهُ: دافَعَه،
و~ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِه: طَعَنَ هذا ثُمَّ هذا.
وشاتانِ مُكافَأَتَانِ، وتُكْسَرُ الفاءُ: كُلُّ واحدةٍ منهما مُساوِيةٌ لصاحِبَتها في السِّنِّ.
وانْكَفَأَ: رَجَعَ،
و~ لَوْنُهُ: تَغَيَّرَ.
والكَفِيءُ والكِفْءُ، بالكسر: بَطْنُ الوادي.
والتَّكَافُؤُ: الاستواءُ.

رجُلٌ (القاموس المحيط) [2]


رجُلٌ عَبَنَّكٌ، كعَمَلَّسٍ: صُلْبٌ شديدٌ.
عتَكَ يَعْتِكُ: كَرَّ في القِتالِ،
و~ الفرسُ: حَمَلَ للعَضِّ،
و~ في الأرضِ عُتوكاً: ذهَبَ وحْدَه،
و~ على يَمينٍ فاجِرَةٍ: أقْدَمَ،
و~ عليه بخَيْرٍ أو شَرٍّ: اعْتَرَضَ،
و~ على زَوْجِها: نَشَزَتْ وعَصَتْ،
و~ القوسُ عَتْكاً وعُتوكاً، فهي عاتِكٌ: احْمَرَّت قِدَماً،
و~ اللَّبَنُ، والنَّبيذُ: اشْتَدَّتْ حُموضَته،
و~ البَوْلُ على فَخِذِ الناقةِ: يَبِسَ،
و~ البَلَدَ: عَسَفَهُ،
و~ إلى مَوْضِعِ كذا: مالوا،
و~ يَدَه: ثَناها في صَدْرِهِ،
و~ المرأةُ: شَرُفَتْ ورأسَتْ،
و~ فلانٌ بِنِيَّتِه: اسْتَقامَ لوَجْهِه.
وعَتَكَ عليه يَضْرِبُه، أي: لم يُنَهْنِهْهُ عنه شيءٌ.
. . . أكمل المادة والعاتِكُ: الكريمُ، والخالِصُ من الأَلْوانِ، واللَّجوجُ، والراجِعُ من حالٍ إلى حالٍ،
و~ من النَّبيذِ: الصافي.
والعَتْكُ: الدَّهْرُ، وجبَلٌ.
وكأميرٍ، من الأيامِ: الشديدُ الحَرِّ، وفَخِذٌ من الأزْدِ،
والنِّسْبَةُ: عَتَكِيٌّ، محرَّكةً.
والعاتِكَةُ من النَّخْلِ: التي لا تَأتَبِرُ، والمرأةُ المُحْمَرَّةُ من الطِّيبِ.
والعواتِكُ في جَدَّاتِ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، تِسْعٌ: ثَلاثٌ من سُلَيْمٍ بنتُ هِلالٍ أُمُّ جَدِّ هاشِمٍ، وبنتُ مُرَّةَ بنِ هِلالٍ أُمُّ هاشِمٍ، وبنتُ الأَوْقَصِ بنِ مُرَّةَ بنِ هِلالٍ أُمُّ وَهْبِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، والبَواقي من غيرِ بني سُلَيْمٍ.
وعاتِكَةُ بنتُ أُسَيْدٍ، وبنتُ خالِدٍ، وبنتُ زيدِ بنِ عَمْرٍو، وبنتُ عبدِ اللهِ، وبنتُ عَوْفٍ، وبنتُ نُعَيْمٍ، وبنتُ الوَليدِ: صحابيَّاتٌ.
وعِتْكانُ، بالكسر:ع.

سَقاهُ (القاموس المحيط) [2]


سَقاهُ يَسْقِيه، وسَقَّاهُ وأسْقاهُ،
أو سَقاه وسَقَّاهُ: بالشَّفَةِ،
وأسْقاهُ: دَلَّهُ على الماءِ، أو سَقَى ماشِيَتَه، أو أرضَه، أو كِلاهُما: جَعَلَ له ماءً، وهو ساقٍ من سُقًّى وسُقَّاءٍ، وسَقَّاءٌ من سَقَّائِينَ، وهي سَقَّاءَةٌ وسَقَّايَةٌ.
والسَّقْيُ، كالسَّعْيِ: ع بِدِمَشْقَ، وبالكسر: ما يُسْقَى، والزَّرْعُ المَسْقِيُّ كالمَسْقَوِيِّ، وماءٌ يَقَعُ في البَطْنِ، ويُفْتَحُ، وجِلْدَةٌ فيها ماءٌ أصْفَرُ تَنْشَقُّ عن رأسِ الوَلَدِ.
وسَقَى بَطْنُه.
واسْتَسْقَى: اجْتَمَعَ فيه ذلك.
والسِّقايَةُ، بالكسر والضمِ: مَوْضِعُهُ،
كالمَسْقاةِ، بالفتح والكسر، والإِناءُ يُسْقَى به.
والسِّقاءُ، ككِساءٍ: جِلْدُ السَّخْلةِ إذا أجْذَعَ، يكونُ للماءِ واللَّبَنِ
ج: أسْقِيَةٌ وأسْقِياتٌ وأساقٍ.
واسْتَسْقَى منه: طَلَبَ سِقْياً، وتَقَيَّأَ،
كاسْتَقَى فيهما.
وسَقاهُ اللّهُ الغَيْثَ: أنْزَلَهُ له،
و~ . . . أكمل المادة زَيْدٌ عَمْراً: اغْتابَهُ،
كأسْقَى فيهما، والاسمُ: السُّقْيا، بالضم.
وكغَنِيٍّ: السَحابَةُ العَظيمَةُ القَطْرِ
ج: أسْقِيَةٌ، والبَرْدِيُّ، والنَّخْلُ.
وسَقَّاهُ تَسْقيَةً وأسْقاهُ: قال له سَقاكَ اللّهُ، أو سَقْياً.
والساقِيَةُ: النَّهْرُ الصَّغيرُ.
والسُّقْيا، بالضم: د باليَمنِ،
وع بينَ المدينةِ ووادِي الصَّفْراءِ.
وأسْقاهُ: وَهَبَ منه سِقاءً مَعْمولاً أو إهاباً لِيَتَّخِذَهُ سِقاءً.
وسُقِّيَ قَلْبُهُ عَدَاوَةً: أُشْرِبَ.
وسُقَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: بئْرٌ كانت بمكَّةَ، شَرَّفَها اللّهُ تعالى.
واسْتَقَى: سَمِنَ.
وتَسَقَّتِ الإِبِلُ الحَوْذانَ: أكَلَتْه رَطْباً، فَسَمِنَتْ عليه،
و~ الشيءُ: قَبِلَ السَّقْيَ، وتَرَوَّى.

السَّيْفُ (القاموس المحيط) [2]


السَّيْفُ: م، وأسْماؤُهُ تُنِيفُ على ألْفٍ، وذَكَرْتُها في "الرَّوْضِ المَسْلوفِ"،
ج: أسْيافٌ وسُيوفٌ وأسْيُفٌ ومَسْيَفَةٌ، كمَشْيَخَةٍ.
وسافَهُ يَسِيفُهُ: ضَرَبَهُ به، وقد سِفْتُه.
ورجُلٌ سائِفٌ: ذو سَيْفٍ،
وسَيَّافٌ: صاحِبُهُ،
ج: سَيَّافَةٌ، أو هُمُ الذينَ حُصُونُهُم سُيوفُهُم، وصَدَقَةُ السَّيَّافُ: مُحَدِّثٌ.
وهُمْ أسْيافٌ: أحْزابٌ.
وسافَتْ يَدُهُ تَسيفُ: سَئِفَتْ.
والمَسائِفُ: السِنونَ، والقَحْطُ.
ورجُلٌ سَيْفانٌ: طويلٌ مَمْشوقٌ ضامِرٌ، وهي: بهاءٍ، أو هو خاصٌّ بهنَّ.
والسَّيْفُ، ويُكْسَرُ: سَمَكَةٌ، وبالفتح: شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ، وبالكسرِ: ساحِلُ البَحْرِ، وساحِلُ الوادِي، أو لكُلِّ ساحِلٍ سِيفٌ، أو إنما يقالُ ذلك لِسيفِ عُمانَ، والمُلْتَزِقُ بأُصولِ السَّعَفِ من اللِّيفِ، وهو أرْدَأُهُ، . . . أكمل المادة وع.
والسِيفُ الطَّويلُ: ساحِلُ بَحْرِ البَرْبَرَةِ.
وخَوْرُ السِيفِ: د دونَ سِيرافَ.
والمُسِيفُ: مَنْ عليه السَّيْفُ، والشُّجاعُ معه السَّيْفُ.
ودِرْهَمٌ مُسَيَّفٌ، كمُعَظَّمٍ: جوانِبُهُ نَقِيَّةٌ من النَّقْشِ.
وأسافَ الخَرْزَ، قيلَ: يائِيَّةٌ.
وتَسايَفوا وسايَفوا واسْتافُوا: تَضارَبوا بالسُّيوفِ، وقد اسْتيفَ القومُ.
وسَيْفُ ابنُ سليمانَ، وابنُ عُبَيْدِ اللهِ: ثِقَتانِ، وابنُ عُمَرَ: صاحِبُ التَّواليفِ، وابنُ محمدٍ، وابنُ هارونَ، وابنُ مِسْكينٍ، وابنُ وَهْبٍ، وابنُ مُنيرٍ التابِعِيُّ، وابنُ أبي المُغيرَةِ، وأبو سَيْفٍ المَخْزومِيُّ التابِعِيُّ: ضُعَفاءُ.
وسَيْفُ الغُراب: الدَّلَبُوثُ، لأِنَّ ورَقَهُ دَقيقُ الطَّرَفِ كالسَّيْفِ.
فَصْلُ الشِّيْن

الشَّجاعُ (القاموس المحيط) [2]


الشَّجاعُ، كسحابٍ وكِتابٍ وغُرابٍ وأميرٍ وكَتِفٍ وعِنَبَةٍ وأحمدَ: الشديدُ القَلْبِ عندَ البأسِ،
ج: شَجْعَةٌ، مثلثةً، وشَجَعَةٌ، محركةً، وشِجاعٌ، كرِجالٍ، وشُجْعانٌ، بالضم والكسر، وشُجَعاءُ، وهي شُجاعةٌ، مثلثةً، وشَجِعَةٌ، كفرحةٍ وشَريفةٍ، وشَجْعاءُ،
ج: شَجائِعُ وشِجاعٌ وشُجُعٌ، بضمتين، أو خاصٌّ بالرِّجال.
وقد شَجُعَ، ككَرُمَ.
وكغُرابٍ وكتابٍ: الحَيَّةُ، أو الذَّكَرُ منها، أو ضَربٌ منها صَغيرٌ،
ج: شِجعانٌ، بالكسر والضم، والصَّفَرُ الذي يكونُ في البَطْنِ.
وشُجاعُ بنُ وهْبٍ: صحابِيٌّ.
وبنُو شُجاعةَ، بالضم: بَطْنٌ.
وبنُو شَجْعٍ: بَطْنٌ من كلْبٍ، وبالكسر: بَطْنٌ من كنانَةَ، وهو جَدٌّ للحارِثِ بنِ عَوْفٍ الصحابيِّ.
والشَّجَعُ، محركةً، في الإِبِلِ: سُرْعةُ نَقْلِ القوَائِمِ، جَمَلٌ شَجِعُ القَوائِمِ، ككتفٍ، . . . أكمل المادة وناقةٌ شَجْعاءُ وشَجِعَةٌ، كفرِحَةٍ.
والأشْجَعُ: من فيه خِفَّةٌ كالهَوَجِ، والأسَدُ، والدَّهْرُ، والطويلُ، والبَيِّنُ الشَّجَعِ، أي: الطولِ.
والأشاجِعُ: أصولُ الأصابِعِ التي تَتَّصِلُ بعَصَبِ ظاهِرِ الكَفِّ، الواحِدُ كأحمدَ وإصْبَعٍ.
وأشْجَعُ بنُ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ: أبو قبيلَةٍ.
وشَجَعَه، كمنَعَه: غَلَبَه بالشَّجاعَة، فهو مَشْجوعٌ.
والشُّجْعَةُ، بالضم ويفتحُ: العاجِزُ الضاوي لا فُؤادَ له، وبالفتح: الفَصيلُ تَضَعُهُ أُمُّه كالمُخَبَّلِ.
والشُجُعُ، بضمتين: عُروقُ الشجرِ، ولُجُمٌ كانت في الجاهِلِيَّةِ تُتَّخَذُ من الخَشَبِ.
وككتِفٍ: المجْنونُ من الجِمالِ، (وبهاءٍ: المرأة الجَريئَةُ الجسورَةُ في كلامِها،
كالشَّجيعَةِ.
وبنو شِجْعٍ: بالكسر قَبيلَةٌ).
ومَشْجَعَةُ: اسمٌ.
والمُشْجَعُ، كمُجْمَلٍ: المُنْتَهِي جُنوناً.
وشَجَّعَه تَشْجيعاً: قَوَّى قَلْبَه، أُو قال: إنكَ شُجاعٌ.
وتَشَجَّعَ: تَكَلَّفَ الشَّجاعةَ.

جَحَفَهُ (القاموس المحيط) [2]


جَحَفَهُ، كمنعه: قَشَرَهُ، وجَرَفَهُ، وجَمَعَهُ،
و~ بِرِجْلِهِ: رَفَسَه بها حتى يَرْمِيَ به،
و~ معهُ: مالَ.
و~ لَهُ الطَّعامَ: غَرَفَ،
و~ لِنَفْسِهِ: جَمَعَ،
و~ الكُرَةَ: خَطَفَها.
والجَحُوفُ، كَصَبورٍ: الثَّريدُ يَبْقَى في وَسَطِ الجَفْنَةِ، والدَّلْوُ التي تَجْحَفُ الماءَ، أَي: تأخُذُهُ وتَذْهَبُ به.
وكشَدَّادٍ: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ.
وأَبو الجَحَّافِ: رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ.
وأَبو جُحَيْفَةَ، كجُهَيْنَةَ: وَهْبُ بنُ عبدِ الله الصَّحابِيُّ.
والجَحْفَةُ: القِطْعَةُ من السَّمْنِ، وبَقِيَّةُ الماءِ في جَوانِبِ الحَوْضِ، ويُضَمُّ، وشِبْهُ المَغَصِ في البَطْنِ، واللَّعِبُ بالكُرَةِ،
كالجَحْفِ، وبالضمِّ: ما اجْتُحِفَ من ماءِ البِئْرِ، أَوْ بَقِيَ فيها بعد الاجْتِحافِ، واليَسيرُ من الثَّريدِ في الإِناءِ لا يَمْلَؤُهُ، والنُّقْطَةُ . . . أكمل المادة من المَرْتَعِ في قَوْزِ الفَلاةِ، والغَرْفَةُ من الطَّعامِ، أَو مِلْءُ اليَدِ، ومِيقاتُ أَهْلِ الشَّأْمِ، وكانَتْ قَرْيَةً جامِعَةً على اثْنَيْنِ وثَمانينَ مِيلاً من مَكَّةَ، وكانَتْ تُسَمَّى مَهْيَعَةَ، فَنَزَلَ بها بَنو عَبيلٍ، وهُمْ إخْوَةُ عادٍ، وكان أخْرَجَهُم العَماليقُ من يَثْرِبَ، فجاءَهُم سَيْلُ الجُحافِ فاجْتَحَفَهُم، فَسُمِّيَت الجُحْفَةَ.
وجَبَلُ جِحافٍ، ككِتابٍ: باليمنِ.
وكغُرابٍ: الموتُ، ومَشْيُ البَطْنِ عن تُخَمَةٍ، والرجلُ مَجْحُوفٌ.
وسَيلٌ ومَوْتٌ جُحافٌ: يَذْهَبُ بكلِّ شيءٍ.
وأجْحَفَ به: ذَهَبَ،
و~ به الفاقةُ: أفْقَرَتْهُ الحاجةُ.
وأجْحَفَ به أيضاً: قارَبَهُ، ودَنَا منه.
والمُجْحِفَةُ: الداهيةُ.
واجْتَحَفَه: اسْتَلَبَهُ،
و~ الثَريدَ: حَمَلَهُ بالأصَابع الثَّلاثِ،
و~ ماءَ البِئْرِ: نَزَحَهُ ونَزَفَهُ.
وتَجاحَفوا: تَنَاوَلَ بعضُهم بعضاً بالعِصِيِّ والسُّيوفِ.
وتَجاحَفوا الكُرَةَ: تَخَاطَفوها بالصَّوالِجِ،
وجاحَفَهُ: زاحَمَهُ، وداناهُ.
وككتابٍ: القِتالُ، وأن تُصيبَ الدَلْوُ فَمَ البئْرِ فَيَنْصَبَّ ماؤُها، ورُبَّما تَخَرَّقَتْ.

النَّعْلُ (القاموس المحيط) [2]


النَّعْلُ: ما وَقَيْتَ به القَدَمَ من الأرضِ،
كالنَّعْلَةِ، مُؤَنَّثَةً
ج: نِعالٌ.
والحسينُ بنُ أَحْمدَ بنِ طلحةَ، وإِسحاقُ بنُ محمدٍ، وأبو علِيِّ بنُ دُوما النِّعاليُّونَ: مُحَدِّثونَ،
ونَعِلَ، كفَرِحَ،
وتَنَعَّلَ وانْتَعَلَ: لَبِسَها، وحديدَةٌ في أسْفَلِ غِمْدِ السيفِ، والقِطْعَةُ الغليظةُ من الأرضِ، يَبْرُقُ حَصاها ولا تُنْبِتُ، والرجُلُ الذَّليلُ يوطَأُ كما تُوطَأُ الأرضُ، والعَقَبُ يُلْبَسُ ظَهْرَ سِيَةِ القَوْسِ أو الجِلْدُ ظَهْرَها كلَّه، والزَّوْجَةُ، وحديدةُ المِكْرَبِ، وسَمَكَةٌ ضَخْمَةُ الرأسِ، وحِصْنٌ على جَبَلِ شَطِبٍ، وما وُقِيَ به حافِرُ الدَابَّة.
ونَعَلَهُمْ، كمنَع: وهَبَ لهم النِّعالَ.
و~ الدابَّةَ: أَلْبَسَها النَّعْلَ،
كأَنْعَلَها ونَعَّلَها.
وأنْعَلَ، فهو ناعِلٌ: كَثُرَتْ نِعالُهُ.
. . . أكمل المادة ورجلٌ ناعِلٌ ومُنْعَلٌ، كمُكْرَمٍ: ذو نَعْلٍ.
وحافِرٌ ناعِلٌ: صُلْبٌ.
وفَرَسٌ مُنْعَلٌ، كمُكْرَمٍ: شديدُ الحافِرِ.
ومُنْعَلُ يَدِ كذا أو رِجْلِ كذا، أو اليَدَيْنِ أو الرِجْلَيْنِ: في مآخيرِ أَرساغِهِ بياضٌ ولم يَسْتَدِرْ، أو هو أن يُجاوزَ البياضُ الخاتَمَ، وهو أقَلُّ وضَح القوائِمِ.
وهو إنْعالٌ ما دامَ في مُؤخَّرِ الرُّسْغِ مما يَلِي الحافِرَ.
وانْتَعَلَ الأرضَ: سافَرَ راجِلاً، وزَرَعَ في الأرضِ الغليظةِ أو رَكِبها.
والمَنْعَلُ، كمَقْعَدٍ ومَقْعَدةٍ: الأرضُ الغَليظَةُ، اسْمٌ وصفَةٌ.
وبنو نُعَيْلَةَ، كجُهَيْنَةَ، ابنِ مُلَيْكِ بنِ ضَمْرَةَ: بَطْنٌ.
وذاتُ النِّعال: فرسُ الزُّبَيْرِ.
والناعِلُ: حِمارُ الوحشِ.
والتَّنْعيلُ: تَنْعِيلُ حافِرِ البِرْذَوْنِ بِطَبَقٍ من حديدٍ، وكذا خُفُّ البعيرِ بِجِلْدٍ لِئِلاّ يَحْفَى.

قَطَنَ (القاموس المحيط) [2]


قَطَنَ قُطوناً: أقامَ،
و~ فلاناً: خَدَمَهُ، فهو قاطِنٌ
ج: قُطَّانٌ وقاطِنَةٌ وقَطينٌ.
والقُطْنُ، بالضم وبضمتين وكعُتُلٍّ: م، وقد يَعْظُمُ شجرُهُ، ويَبْقَى عِشْرِينَ سنةً، والضِّمادُ بورَقهِ المطبُوخِ في الماء، نافِعٌ لوَجَعِ المَفاصِلِ الحارَّةِ والبارِدَةِ، وحبُّهُ مُلَيِّنٌ مُسَخِّنٌ باهيٌّ، نافِعٌ للسُّعالِ، والقِطْعَةُ منه: بهاء.
واليَقْطِينُ: ما لا ساقَ له من النَّباتِ ونحوِهِ، وبهاءٍ: القَرْعَةُ الرَّطْبَةُ.
والقُطْنِيَّةُ، بالضم وبالكسر: الثِّيابُ، وحُبوبُ الأرضِ، أو ما سِوَى الحِنْطَةِ والشَّعيرِ والزَّبِيبِ والتَّمْرِ، أو هي الحُبوبُ التي تُطْبَخُ.
الشافِعِيُّ: العَدَسُ والخُلَّرُ والفُولُ والدُّجْرُ والحِمَّصُ
ج: القَطانِيُّ، أو هي الخِلْفُ، وخُضَرُ الصَّيْفِ.
والقَطِينُ: الإِماء، والحَشَمُ الأَحْرَارُ، والحَشَمُ المَمَالِيكُ، والخَدَمُ، والأَتْبَاعُ، وأهلُ الدارِ، للواحِدِ والجمعِ، أو الجمعُ على . . . أكمل المادة قُطُنٍ، ككُتُبٍ.
والقِطَانُ، بالكسر: شِجارُ الهَوْدَجِ
ج: ككُتُبٍ.
وأبو العَلاء بنُ كَعْبِ بنِ ثابِتِ قُطْنَةَ، مُضَافاً، لأنهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ سَمَرْقَنْدَ، فكانَ يَحْشُوهَا بقُطْنَةٍ.
والقَيْطُونُ، كحَيْسُونٍ: المُخْدَعُ.
والقَطَنُ، محرَّكةً: ما بين الوَرِكَيْنِ، وأصلُ ذَنَبِ الطائِرِ، وجَبَلٌ لبني أسَدٍ، والانْحِناءُ،
ومنه: ظَهْرٌ أقْطَنُ.
وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ، وابنُ إبراهيمَ، وقَبيصَةَ، وكَعْبٍ، وَوَهْبٍ: محدِّثونَ.
والقِطْنَةُ، بالكسر وكفرِحَةٍ: التي تكونُ مع الكَرِشِ، وهي ذاتُ الأطْباقِ، والعامَّةُ تُسَمِّيها: الرُّمَّانَةَ.
والقَطَانَةُ، كَسَحابةٍ: القِدْرُ،
ود بِجَزِيرةِ صِقِلِّيَةَ.
والأَقْطانَتانِ: ع.
وكزُبيرٍ: ة باليمنِ من مِخْلافِ سِنْحانَ.

رسب (لسان العرب) [2]


الرُّسُوبُ: الذَّهابُ في الماءِ سُفْلاً. رَسَبَ(1) (1 قوله «رسب» في القاموس أنه على وزن صرد وسبب.) الشيءُ في الماءِ يَرْسُب رُسُوباً، ورَسُبَ: ذهَبَ سُفلاً.
ورَسَبَتْ عَيْناه: غارَتَا.
وفي حديث الحسن يَصِفُ أَهلَ النار: إِذا طَفَتْ بهم النارُ، أَرْسَبَتْهُم الأَغْلالُ، أَي إِذا رَفَعَتْهم وأَظْهَرَتْهُم، حَطَّتْهم الأَغْلالُ بثِقَلِها إِلى أَسْفَلِها.
وسَيْفٌ رَسَبٌ ورَسُوبٌ: ماضٍ، يَغِـيبُ في الضَّريبةِ؛ قال الهذلي: أَبيض كالرَّجْعِ، رَسُوب، إِذا * ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ، يَخْتَلِـي وكان لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، سَيْفٌ يقال له رَسُوبٌ أَي يَمْضِـي في الضَّريبةِ ويَغِـيبُ فيها.
وكان لخالد بن الوليد سَيْفٌ سَمَّاه مِرْسَباً، وفيه يقول: ضَرَبْتُ بالـمِرْسَبِ رأْسَ البِطْريقِ، * بصارِمٍ . . . أكمل المادة ذِي هَبَّةٍ فَتِـيقِ(1) (1 قوله: «ضربت بالمرسب رأس البطريق بصارم إلخ» أورد الصاغاني في التكملة بين هذين المشطورين ثالثاً وهو «علوت منه مجمع الفروق» ثم قال: وبين أضرب هذه المشاطير تعاد لأَن الضرب الأول مقطوع مذال والثاني والثالث مخنونان مقطوعان اهـ وفيه مع ذلك أن القافية في الأول مقيدة وفي الأخيرين مطلقة.) كأَنه آلةٌ للرُّسوبِ.
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: قُبِّحْت من سالِفةٍ، ومِن قَفا * عَبْدٍ، إِذا ما رَسَبَ القَوْمُ، طَفَا قال أَبو العباس: معناه أَن الـحُلَماءَ إِذا ما تَرَزَّنوا في مَحافِلِهِم، طَفا هو بجَهْلِه، أَي نَزَا بجَهْلِه.
والـمَرَاسِبُ: الأَواسِـي.
والرَّسوبُ: الحليم.
وفي النوادر: الرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهِـيةُ.
والرَّسُوب: الكَمَرة، كأَنها لِـمَغيبِها عند الجماعِ.
وجَبَل راسِبٌ: ثابتٌ.
وبَنُو راسبٍ: حيٌّ من العرب. قال: وفي العربِ حَيَّانِ يُنْسبان إِلى راسبٍ: حيّ في قُضاعة، وحيٌّ في الأَسْد الذين منهم عبداللّه بن وهب الراسبِـي.

العَفْوُ (القاموس المحيط) [2]


العَفْوُ: عَفْوُ اللّهِ، جَلَّ وعَزَّ عن خَلْقِهِ، والصَّفْحُ، وتَرْكُ عُقُوبَةِ المُسْتَحِقِّ. عَفا عنه ذَنْبَهُ، وعَفَا لَهُ ذَنْبَهُ،
و~ عن ذَنْبِهِ، والمَحْو، والإِمْحاءُ، وأحَلُّ المالِ وأطْيَبُهُ، وخِيارُ الشيءِ وأجْوَدُهُ، والفَضْلُ، والمعروفُ،
و~ من الماءِ: ما فَضَلَ عن الشاربَةِ،
و~ من البِلادِ: ما لا أثَرَ لأَحَدٍ فيها بِمِلْكٍ، وَوَلَدُ الحِمارِ، ويُثَلَّثُ،
كالعَفا فيهما
ج: عَفْوَةٌ وعِفاءٌ.
والعَفْوَةُ: الدِيَةُ.
ورَجُلٌ عَفُوٌّ عن الذَّنبِ: عافٍ.
وأعْفاهُ من الأمْرِ: بَرَّأَهُ.
وعَفَتِ الإِبِلُ المَرْعَى: تَنَاوَلَتْهُ قَرِيباً،
و~ شَعَرُ البَعِيرِ: كَثُرَ، وطالَ فَغَطَّى دُبُرَهُ، وقد عَفَّيْتُهُ وأعْفَيْتُهُ،
و~ أثَرُهُ عفاءً: هَلَكَ،
و~ الماءُ: لم يَطَأْهُ ما يُكَدِّرُهُ،
و~ عليه في العِلمِ: زاد،
و~ الأرضُ: غَطَّاها . . . أكمل المادة النَّباتُ،
و~ الصُّوفَ: جَزَّهُ.
والعافِي: الرائِدُ، والوارِدُ، والطَّويلُ الشَّعَرِ، وما يُرَدُّ في القِدْرِ من مَرَقَةٍ إذا اسْتُعِيرَتْ، والضَّيْفُ، وكُلُّ طالِبِ فَضْلٍ أو رِزْقٍ،
كالمُعْتَفِي.
والعَفاءُ، كسَماءٍ: التُّرابُ، والبَياضُ على الحَدَقَةِ، والدُّرُوسُ،
كالعُفُوِّ والتَّعَفِّي، والمَطَرُ، وبالكسر: ما كَثُرَ من رِيش النَّعامِ، والشَّعَرُ الطويلُ الوافِي.
وأبو العِفاءِ: الحمارُ.
والاسْتِعفاءُ: طَلَبُكَ ممن يُكَلِّفُكَ أن يُعْفِيَكَ منه.
وأعْفَى: أنْفَقَ العَفْوَ من مالِهِ،
و~ اللِّحْية: وفَّرَها.
وأعْطَيْتُهُ عَفْواً: بغيرِ مسألةٍ.
وعَفْوَةُ القِدْرِ،
وعَفاوَتُها، مُثَلَّثَيْنِ: زَبَدُها.
وناقَةٌ عافِيَةُ اللحْمِ: كثِيرَتُهُ
ج: عافِياتٌ.
والمُعَفِّي، كمُحَدِّثٍ: مَن يَصْحَبُكَ ولا يَتَعَرَّضُ لِمَعْرُوفِكَ.
والعافِيةُ: دِفاعُ اللّه عن العبدِ.
عافاهُ اللّهُ تعالى من المَكْرُوهِ عِفاءً ومعافاةً وعافِيةً: وَهَبَ له العافِيَةَ من العِلَلِ والبَلاءِ،
كأَعْفَاهُ.
والمُعافاةُ: أن يُعافِيَكَ اللّهُ من الناسِ، ويُعافِيَهُمْ منكَ.
وعَفَّى عليهم الخَيالُ تَعْفِيَةً: ماتُوا.
واسْتَعْفَت الإِبِلُ اليَبِيسَ،
واعْتَفَتْه: أخذَتْهُ بمشافِرِها مُسْتَصْفِيَةً.

صفد (لسان العرب) [3]


الصَّفَدُ والصَّفْدُ: العَطاءُ، وقد أَصْفَدَهُ، ويُعَدَّى إِلى مفعولين؛ قال الأَعشى في العطِية يَمْدح رجلاً: تضَيَّفْتُه يَوْماً فَقَرَّبَ مَقْعَدِي، وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائِدا يُريد وهَبَ لي قائداً يَقُودُني.
والصَّفْد والصَّفادُ: الشَّدُّ.
وفي حديث عمر: قال له عبد الله بن أَبي عمار: لقَدْ أَرَدْتُ أَن آتيَ به مَصْفُوداً أَي مُقَيَّداً.
وفي الحديث: نَهى عن صلاة الصَّافِدِ؛ هُوَ أَنْ يَقْرُنَ بين قَدَمَيْهِ معاً كأَنهما في قَيد.
وصَفَده يَصْفِدُه صَفْداً وصُفُوداً وصَفَّدَه: أَوْثَقَه وشده وقَيَّده في الحديث وغيره، ويكون من نِسْع أَو قِدٍّ؛ وأَنشد: هلا كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ، والعامريُّ يقوده بصِفادِ وكذلك التَّصفِيد.
والصَّفد: الوَثاقُ، والاسم الصَّفادُ.
والصِّفادُ: حَبْلٌ يُوثَقُ به أَو غُلٌّ، وهو الصَّفْد . . . أكمل المادة والصَّفَدُ، والجمع الأَصْفادُ؛ قال ابن سيده: لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك، قصروه على بناء أَدنى العدد.
وفي التنزيل العزيز: وآخَرين مُقَرَّنِين في الأَصْفاد، قيل: هي الأَغلال، وقيل: القيود، واحدها صَفَد. يقال: صَفَدْتُه بالحديد وفي الحديد وصَفَّدْتُه، مخفف ومثقل؛ وقيل: الصَّفَد القيد، وجمعها أَصفاد. الجوهري: الصِّفادُ ما يُوثَقُ به الأَسير من قِدٍّوقَيْدٍ وغُلٍّ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِذا دخل شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين؛ صُفِّدَت يعني شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال. يقال منه: صَفَدْت الرجل، فهو مَصْفود، وصَفَّدْته فهو مُصَفَّد، فأَما أَصْفَدْته، بالأَلف، إِصْفاداً فهو أَن تُعْطِيَه وتَصِلَه، والاسم من العطية الصَّفَد وكذلك من الوَثاق؛ قال النابغة: فَلَمْ أُعَرِّضْ، أَبَيْتَ اللَّعْنَ، بالصَّفَدِ يقول: لم أَمْدَحْك لتُعطِيَني، والجمع منها أَصْفاد، والمصدر من العَطِيَّةِ الإِصْفاد، ومن الوَثاق الصَّفْد والتَّصْفيدُ.
وأَصْفَدْته إِصْفاداً أَي أَعْطَيْتُه مالاً أَو وَهَبْت له عبداً؛ وقول الشاعر يصف روضة:وبَدا لكَوْكَبِها سَعِيطٌ، مِثْلَ ما كُبِسَ العَبِيرُ على المَلابِ الأَصْفَد قال: إِنما أَراد الإِصْفَنْط

قرقف (العباب الزاخر) [2]


القَرْقَفُ: الخَمر، وقال ابن الأعرابي: سُميِّت بذلك لأنها تُرْعِدُ شاربها، وأنكر ذلك عليه أبو عبيد، وقال السُّكري: القَرْقَفُ: التي يُرْعد عنها صاحبها من إدمانه إيّاها، وقال الليث: القَرْقَفُ: التي يُرعد عنها صاحبها من إدمانه إياها، وقال الليث: القَرْقَفُ: تُوصف به الخمر ويوصفُ به الماء البارد: قال الفرزدق في وصف الماء:
ولا زادَ إلاّ فَضْلَـتـانِ سُـلافَةٌ      وأبْيَضُ من ماءِ الغَمَامَةِ قَرْقَفُ

قال الأزهري: هذا وَهم، في البيت تأخير أُريد به التقديم، والمعنى: سُلافة قَرْقَفٌ وأبيض من ماء الغمامة. وقال ابن عبّاد: القُرْقُوْفُ: الخمر. وقال الليث: يسمى الدرهم قُرْقُوْفاً، قال الساجع: أبيض قُرْقُوفْ؛ لا شعر ولا صوف؛ بكل بلد يطوف.
ويعني به الدرهم الأبيض. وقال . . . أكمل المادة غيره: القُرْقُفُ -بالضم-: طَير صغار كأنها الصَّعَاء. قال الأزهري: هو القُرْقُبُ -بالباء-. وقال الفَرّاء: من نادر كلامهم: القَرْقَفَنَّةُ: الكَمَرةُ. وفي حديث وهب بن مُنَبِّهٍ: أنه قال: إذا كان الرجل لا يُنكِر عمل السوء على أهله جاء طائر يُقال له القَرْقَفَنَّةُ.
وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ق ن ذ ع. وقال ابن عبّاد: ديك قُرَاقِفٌ: شديد الصوت. وقَرْقَفَ: أرعد؛ عن ابن الأعرابيِّ. وقُرْقِفَ الصَّرِدُ: أي خَضِرَ حتى يُقَرْقِفَ ثناياه بعضها ببعض؛ أي يصدِمَ، قال:
نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال      لَيْلُ سُحَيْراُ وقُرْقِفَ الصَّرِدُ

ومنه حديث أم الدَّرْداءِ -رضي الله عنها- قالت: كان أبو الدَّرْداء -رضي الله عنه- يغتسل من الجنابة فيجيءُ وهو يُقَرْقَفُ فأضُمُّه بين فَخِذَيَّ وهي جُنب لم تَغْتَسل. وقال ابن عبّاد: القَرْقَفَةُ في هدير الحمام والفحل والضحك: الشدة. وتَقَرْقَفَ: أي ارْتَعَدَ.

الأمْنُ (القاموس المحيط) [2]


الأمْنُ والآمِنُ، كصاحِبٍ: ضِدُّ الخَوْفِ، أمِنَ، كفَرِحَ، أمْناً وأماناً، بفَتْحِهِما، وأمَناً وأمَنَةً، محرَّكتينِ، وإمْناً، بالكسر، فهو أمِنٌ وأمِينٌ، كَفَرِحٍ وأميرٍ.
ورَجُلٌ أُمَنَةٌ، كهُمَزَةٍ ويُحَرَّكُ: يَأْمَنُهُ كُلُّ أحَدٍ في كلِّ شيءٍ، وقد آمَنَهُ وأمَّنَهُ.
والأمِنُ، ككتِفٍ: المُسْتَجِيرُ ليَأمَنَ على نَفْسِه.
والأمانَةُ والأمَنَةُ: ضِدُّ الخِيانَةِ، وقد أمِنَهُ، كسَمِعَ، وأمَّنَهُ تأمِيناً وائْتَمَنَه واسْتأمَنَه، وقد أمُنَ، ككَرُمَ،
فهو أمينٌ وأُمَّانٌ، كرُمَّانٍ: مَأْمونٌ به ثِقَةٌ.
وما أحْسَنَ أمْنَكَ، ويُحَرَّكُ: دينَكَ وخُلُقَكَ.
وآمَنَ به إيماناً: صَدَّقَهُ.
والإِيمانُ: الثِّقَةُ، وإظْهارُ الخُضوعِ، وقَبولُ الشَّريعَةِ.
والأمينُ: القَوِيُّ، والمُؤْتَمِنُ والمُؤْتَمَنُ، ضِدٌّ، وصِفةُ الله تعالى.
وناقةٌ أمونٌ: وَثيقَةُ الخَلْقِ
ج: ككُتُبٍ.
وأعْطَيْتُهُ من آمَنِ مالي: من خالِصِه وشرِيفِه.
وما . . . أكمل المادة أَمِنَ أن يَجِدَ صَحابَةً: ما وَثِقَ، أو ما كادَ.
وآمينُ، بالمَدِّ والقَصْرِ، وقد يُشَدَّدُ المَمْدُودُ ويُمالُ أيضاً، عن الواحِدِي في "البَسِيطِ": اسْمٌ من أسماءِ الله تعالى، ومَعْناه: اللهمَّ اسْتَجِبْ، أو كذلكَ فليكُنْ، أو كذلكَ فافْعَلْ.
وعبدُ الرحمن بنُ آمينَ، أو يامينٍ: تابِعِيٌّ.
والأمَّانُ، كرُمَّانٍ: مَن لا يَكْتُبُ لأَنَّهُ أُمِّيٌّ، والزُّرَّاعُ.
والمَأْمُونِيَّةُ والمَأْمَنُ: بَلَدَانِ بالعراقِ.
وآمِنَةُ بنْتُ وهْبٍ: أُمُّ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وسَبْعُ صَحابِيَّاتٍ.
وأبو آمِنَةَ الفَزارِيُّ، وقيل بالياءِ: صَحابيٌّ.
وأمَنَةُ بنُ عيسَى، محركةً: كاتِبُ اللَّيْثِ مُحَدِّثٌ.
وكزُبَيْرٍ: الحِرْمازِيُّ، والعَبْسِيُّ، وابنُ عَمْرٍو المَعافِرِيُّ،
وأبو أُمَيْنٍ، كزُبَيْرٍ البَهْرانِيُّ،
وأبو أُمَيْنٍ صاحِبُ أبي هُرَيْرَةَ: رُواةٌ.
و{إنَّا عَرَضْنا الأمَانَةَ}، أي: الفَرائِضَ المَفْروضَةَ، أو النِّيَّةَ التي يَعتَقِدُها فيما يُظْهِرُه باللسانِ من الإِيمانِ، ويُؤَدِّيهِ من جَميع الفَرائِض في الظاهِرِ، لأنَّ الله تعالى ائْتَمَنَهُ عليها، ولم يُظْهِرْها لأحَدٍ من خَلْقِه. فَمَنْ أضْمَرَ من التَّوْحيدِ مِثْلَ ما أظْهَرَ، فقد أدَّى الأمانَةَ.

عتك (لسان العرب) [3]


عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكاً: كَرَّ، وفي التهذيب: كرَّ في القتال.
وعَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إذا حمل.
وعَتَك الفرسُ: حَمَل للعَضِّ؛ قال: نُتْبِعهُم خَيْلاً لنا عَواتِكَا، في الحرب، حُرْداً تَركَبُ المَهالكا أَي مُغْتاظة عليهم، ويروى عَوانكا.
وعَتَك في الأرض يَعْتِك عُتُوكاً: ذهب وحده.
وعَتَك عليه يضربه: حَمَلَ عليه حَمْلةَ بَطْش.
وعَتَك عليه بخير أَو شرّ: اعترض.
وعَتَك على يمين فاجرة. أَقْدَم.
والعاتِك: الراجع من حال إلى حال.
وعَتَكَ فلان بفلان يَعْتِك به إذا لزمه.
وعَتَكتِ المرأةُ على زوجها: نَشَزَت.
وعَتَكَتْ على أَبيها: عصته وغلبته، وقال ثعلب: إنما هو عَنَكت،بالنون، والتاء تصحيف.
وعَتَكَ القومُ إلى موضع كذا إذا عدلوا إليه؛ قال جرير: سارُوا فلستُ، على أَني أُصِبْتُ بهم، أَدْري على أَيِّ صَرْفَيْ نِيَّةٍ . . . أكمل المادة عَتَكوا ورجل عاتك: لَجُوجٌ لا يَنْتَهي ولا يَنْثَني عن أَمر؛ وأَنشد الأَزهري هنا: نُتْبعهم خيلاً لنا عواتِكا وعَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً وعُتوكاً، وهي عاتِك: احْمَرَّت من القِدَم وطول العهد.
والعاتِكة: القوس إذا قَدُمَتْ واحْمَرَّت.
وامرأة عاتكة: مُحْمَرَّة من الطِّيب، وقيل: بها رَدْعُ طِيبٍ، وسميت المرأَة عاتكة لصفائها وحُمْرتها.
وفي الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم، يوم حنين: أَنا ابن العَواتك من سُلَيْم؛ العواتك: جمع عاتكة، وأَصل العاتكة المُتَضَمِّخة بالطيب.
ونخلة عاتكة: لا تأتَبِر أَي لا تقبل الإبار وهي الصَّلُودُ تحمل الشِّيصَ.
والعواتك من سُلَيم: ثلاث يعني جداته، صلى الله عليه وسلم، وهنّ عاتكة بنت هِلال بن فالَج بن ذَكْوان أم عبد مناف بن قصيّ جدّ هاشم، وعاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم هاشم بن عبد مناف، وعاتكة بنت الأَوْقَص بن مُرَّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم وهب بن عبد مناف بن زُهْرة جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبي أُمه آمنة بنت وهب، فالأُولى من العواتك (* قوله «فالأولى من العواتك إلخ» عبارة النهاية: فالأولى من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة.) عَمَّةُ الوُسْطَى والوُسطى عمةُ الأُخرى، وبنو سليم تَفْخَرُ بهذه الولادة؛ ولبني سُلَيم مَفاخِر: منها أَنها أَلَّفَتْ معه يوم فتح مكة أَي شهده منهم أَلفٌ، وأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَدَّم لواءَهم يومئذ على الألْوِية وكان أحمر، ومنها أَن عمر كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام أن ابعثوا إلي من كل بلد أَفضلَه رجلاً، فبعث أَهل الكوفة عُتْبة بن فَرْقَدٍ السُّلَمي، وبعث أَهل البصرة مُجاشِعَ بن مسعود السُّلَمي، وبعث أهل مصر مَعْنَ بن يزيد السُّلَمِي، وبعث أَهل الشام أَبا الأعْوَر السُّلَمِي، وسائر العَواتك أُمهاتِ النبي، صلى الله عليه وسلم، من غير بني سُلَيْم. قال ابن بَرِّي: والعواتك اللاَّتي ولدنه، صلى الله عليه وسلم، اثنتا عشرة: اثنتان من قريش، وثلاث من سُليم هن اللواتي أسميناهن، واثنتان من عَدْوان، وكنانية وأسدية وهُذَلية وقُضاعية وأَزْدية.
وأَحمر عاتك: شديد الحُمْرة.
والعَتِيك: الأَحمَر من القِدَم، وهو نعت.
وأَحمر عاتكٌ وأَحمر أَقْشَر إذا كان شديد الحُمْرة.
ولون عاتك: خالص أَيّ لون كان.
والعاتك: الخالص من كل شيءٍ ولون.
وعِرْقٌ عاتِك: أَصفر.
وعَتَكَ اللبنُ والنبيذ يَعْتِكُ عُتوكاً: اشتدت حُموضته.
ونبيذ عاتك إذا صفا. أَبو عبيد في باب لُزوق الشيء: عَسِقَ وعَبِقَ وعَتَكَ، والعاتِك من اللبن الحازِرُ.
وعَتَكَ اللبنُ والشيءُ يَعْتِكُ عَتْكاً: لَزِقَ.
وعَتَكَ به الطيبُ أَي لَزِقَ به.
وعَتَك البولُ على فخذ الناقة أَي يَبِسَ.
وكلُّ كريم عاتِك.
وأَقام عَتْكاً أَي دَهْراً؛ عن اللحياني؛ والمعروف عَنْكاً.
وعَتِيكٌ: أَبو قبيلة من اليمن، وقيل: العَتِيك بالألف واللام فَخِذٌ من الأزد؛ عن كراع، والنسبة إليها عَتَكِيٌّ.
وعَتِيك: حيٌّ من العرب.
والعَتْكُ: اسم جبل؛ قال ذو الرمة: فَلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قبل احْتِمالِها شَواهِقُ، يَبلُغْنَ السَّحابَ، صِعابُ

كبش (لسان العرب) [2]


الكَبْشُ: واحد الكِباشِ والأَكْبُش. ابن سيده: الكَبْشُ فحل الضأْن في أَي سِنّ كان. قال الليث: إِذا أَثْنى الحَمَلُ فقد صار كبْشاً، وقيل: إِذا أَرْبَع.
وكَبْشُ القومِ: رئيسُهم وسيِّدُهم، وقيل: كَبْش القومِ حامِيتُهم والمنظورُ إِليه فيهم، أَدخل الهاء في حامية للمبالغة.
وكَبْشُ الكتيبةِ: قائدُها.
وكَبْشةُ: اسم؛ قال ابن جني: كبْشةُ اسم مُرْتجَل ليس بمؤنث الكبْش الدالّ على الجنس لأَن مؤنث ذلك من غير لفظه وهو نعجة.
وكُبَيْشة: اسم، وفي التهذيب: وكُبَيْشَةُ اسم امرأَة وكان مشركو مكة يقولون للنبي، صلى اللَّه عليه وسلم: ابنُ أَبي كَبْشة، وأَبو كَبْشة: كنية.
وفي حديث أَبي سفيان وهِرَقْل: لقد أُمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشةَ؛ يعني رسولَ اللَّه، صلى اللَّه . . . أكمل المادة عليه وسلم؛ أَصلُه أَنَّ أَبا كبشة رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأَوثان وعبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ، فسَمّى المشركون سيدّنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ابنَ أَبي كبشةَ لخلافه إِياهم إِلى عبارة اللّه تعالى، تشبيهاً به، كما خالفهم أَبو كبْشة إِلى عبارى الشعْرى؛ معناه أشنه خالَفنا كماخالَفنا ابنُ أَبي كبشة.
وقال آخرون: أَبو كبْشةً كنية وهب بن عبد مناف جدّ سيدِنا رسول اللضه، صلى اللَّه عليه وسلم، من قِبَل أُمّه فنسب إِليه لأَنه كان نَزَع إِليه في الشبَه، وقيل: إِنما قيل له ابن أَبي كَبْشة لأَنّ أَبا كبْشة كان زوْجَ المرأَة التي أَرْضَعَتْه، صلى اللَّه عليه وسلم. ابن السكيت: يقال بلدٌ قِفارُ كما يقال بُرْمَةٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَكباشٌ، وهي ضروب من برود اليمن، وثوب شَمَارِقُ وشَبَارِقُ إِذا تمزَّقَ؛ قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه المُنْذِريّ ثوب أَكْباشٌ، بالكاف والشين، قال: ولست أَحفظه لغيره.
وقال ابن بُزُرج: ثوب أَكْراشٌ وثوب أَكْباشٌ، وهي من برود اليمن، قال: وقد صح الآن أَكْباس.

رعع (لسان العرب) [2]


ابن الأَعرابي: الرَّعُّ السكون.
والرَّعاعُ: الأَحداثُ.
ورَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن المَوسم يَجمع رَعاع الناس أَي غَوْغاءهم وسُقّاطَهم وأَخلاطَهم، الواحد رَعاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله عنه، حين تَنَكَّرَ له الناس: إِن هؤلاء النفر رَعاع غَثَرةٌ.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: وسائر الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ قال أَبو منصور: قرأْت بخط شمر والرُّعاعُ كالزجاج من الناس، وهم الرُّذال الضُّعفاء، وهم الذين إِذا فَزِعوا طاروا؛ قال أَبو العَمَيْثَل: ويقال للنعامة رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ.
وتَرَعْرعت سِنُّه وتَزَعْزعت إِذا تحركت.
والرَّعْرعة: اضطرابُ الماء الصافي الرقيق على وجه الأَرض، ومنه قيل: غلام رَعْرعٌ، وربما قيل: تَرَعْرع السَّراب على التشبيه . . . أكمل المادة بالماء.
والرَّعْرعةُ: حسن شَبابِ الغُلام وتحرُّكه.
وشابٌّ رُعْرُعٌ ورُعْرعة؛ عن كراع، ورَعْرَعٌ ورَعْراعٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني: مُراهِق حسَن الاعْتِدال، وقيل مُحْتَلِم، وقيل قد تحرّك وكَبِرَ، والجمع الرَّعارِعُ؛ قال لبيد وقال ابن بري، وقيل هو للبَعِيث: تُبَكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى، أَلا إِنّ أَخْدانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ (* قوله «تبكي» كذا ضبط في بعض نسخ الجوهري، وفي الاساس: وتبكي بالواو.) وقد تَرَعْرَعَ الصبيُّ أَي تحرّك ونشأَ.
وغلامٌ مُتَرَعْرِعٌ أَي مُتَحَرِّك.
ورَعْرَعَه الله أَي أَنبته. قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول للقَصَب إِذا طالَ في مَنْبِته وهو رَطْب: قَصَب رَعْراعٌ، ومنه يقال للغُلام إِذا شَبَّ واسْتَوَت قامَتُه: رَعْراعٌ ورَعْرَعٌ، والجمع الرَّعارِعُ.
وفي حديث وهب: لو يَمُرّ على القَصَب الرَّعْراعِ لم يسمع صوته؛ قال ابن الأَثير: هو الطّوِيل من ترَعْرَع الصبيُّ إِذا نشأَ وكَبِر؛ وقال لبيد:أَلا إِنّ أَخْدان الشَّبابِ الرعارعُ ويقال: رَعْرَعَ الفارسُ دابته إِذا لم يكن رَيِّضاً فركبه ليَرُوضَه؛ قال أَبو وجْزةَ السَّعْدِي: تَرِعاً يُرَعْرِعُه الغُلامُ، كأَنّه صَدَعٌ يُنازِعُ هِزّةً ومِراحا

غمر (الصّحّاح في اللغة) [2]


الغَمْرُ: الماء الكثير.
وقد غَمَرَه الماء يَغْمُرُهُ، أي علاه.
ومنه قيل للرجل: غَمَرَهُ القومُ، إذا علوْه شرفاً.
والغَمْرُ: الفرس الجواد.
ورجلٌ غَمْرُ الخلق وغمرُ الرداء، إذا كان سخيًّا بيِّن الغُمورَةِ، من قوم غِمارٍ وغُمورٍ. قال كثير:
غلِقَتْ لضِحكته رقابُ المال      غَمْرُ الرداء إذا تبسَّم ضاحِكا

وبحرٌ غَمْرٌ، وبحارٌ غِمارٌ وغُمورٌ أيضاً. يقال: ما أشدَّ غُمورَةَ هذا النهر.
والغَمْرَةُ: الشدة، والجمع غُمَرٌ.
وغَمَرات الموت: شدائده.
والغُمَرُ أيضاً: القدح الصغير. قال أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشرَ بن وهبٍ الباهليّ:
من الشِواءِ ويَكفي شُرْبَهُ الغُمَرُ      تكفيه حُزَّةُ فِلْـذانٍ ألَـمَّ بـهـا

ومنه التَّغَمُّرُ، وهو الشرب دون الريّ.
والغَمْرَةُ: الزحمة من الناس والماء، والجمع غِمارٌ.
ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِ الناس، أي . . . أكمل المادة في زحمتهم وكثرتهم.
ورجلٌ غُمْرٌ: لم يجرِّب الأمور، بيِّن الغمارَةِ من قوم أغْمارٍ.
والأنثى غُمْرَةٌ.
وقد غَمُرَ بالضم يَغْمُرُ غَمارةً.
وكذلك المُغَمَّرُ من الرجال.
وغامره، أي باطشه وقاتله ولم يبال الموت. قال أبو عمرو: رجلٌ مُغامِرٌ، إذا كان يقتحم المهالك.
والغُمْرَةُ: طلاءٌ يتَّخذ من الوَرْسِ.
وقد غَمَّرَتِ المرأةُ وجهها تَغْميراً، أي طلت به وجهها ليصفو لونها.
وتَغَمَّرتْ مثله.
والغِمرُ، بالكسر: العَطَش.
والغِمْرُ بالكسر أيضاً: الحقد والغلّ.
وقد غَمِرَ صدره عليَّ بالكسر يَغْمَرُ غَمَراً مغَمْراً.
والغَمَرُ أيضاً بالتحريك: ريح اللحم والسَهَكِ.
وقد غَمِرَتْ يدي من اللحم فهي غَمِرَة، أي زَهِمَةٌ، كما تقول من السمك: سَهِكَةٌ.
ومنه منديل الغَمَرِ.
والغامِرُ من الأرض: خلاف العامِرِ.
وقال بعضهم: الغامِرُ من الأرض: ما لم يُزرع ممَّا يحتمل الزراعة.
وإنَّما قيل له غامِرٌ لأنَّ الماء يبلغُه فَيَغْمُرُهُ.
والغَميرُ: نبات أخضر قد غَمَرَهَ اليَبيس.
والانْغِمارُ: الانغماس في الماء.

الإِنْسُ (القاموس المحيط) [2]


الإِنْسُ: البَشَرُ،
كالإِنْسَانِ، الواحد إنْسِيٌّ وأنَسِيٌّ
ج: أناسِيُّ.
وقَرَأَ يَحْيَى بنُ الحَارِثِ {وأناسِيَ كثيراً} بالتخفيفِ، وأناسيَةٌ وآناسٌ.
والمرأةُ: إنْسَانٌ، وبالهاء: عامِّيَّةٌ، وسُمِعَ في شعرٍ كأنَّهُ مُوَلَّدٌ:
لَقَدْ كَسَتْنِي في الهَوى **** مَلابِسَ الصَّبِّ الغَزِلْ
إنسانَةٌ فَتَّانَةٌ **** بَدْرُ الدُّجَى منها خَجِلْ
إذا زَنَتْ عَيْنِي بها **** فَبالدُموعِ تَغْتَسِلْ
والأُناسُ: الناسُ.
وأنَسُ بنُ أبي أناسٍ: شاعرٌ.
والإِنْسِيُّ: الأَيْسَرُ من كلِّ شيءٍ،
و~ من القَوْسِ: ما أقْبَلَ عليك منها.
والإِنْسَانُ: الأَنْمُلَةُ، وظِلُّ الإِنسانِ، ورأسُ الجَبَلِ، والأرضُ لم تُزْرَعْ، والمِثَالُ يُرَى في سَوادِ العينِ.
ج: أناسِيُّ.
وإنْسُكَ وابنُ إنْسِكَ: صَفِيُّكَ، وخاصَّتُكَ.
والأَنوسُ من . . . أكمل المادة الكلابِ: ضدُّ العَقورِ
ج: أُنُسٌ.
ومِئْنَاسُ: امرأةٌ، وابْنُها شاعِرٌ مُرادِيٌّ.
والأَعَزُّ بنُ مَأْنُوسٍ اليَشْكُرِيُّ: شاعِرٌ جاهِلِيٌّ.
والأَنيسُ: الدِّيكُ، والمُؤانِسُ، وكلُّ مَأْنُوسٍ به، وبهاء: النارُ،
كالمَأْنوسَةِ.
وجارِيَةٌ آنِسَةٌ: طَيِّبَةُ النَّفْسِ.
والأنْسُ، بالضم وبالتحريك،
والأَنَسَةُ، محركةً: ضِدُّ الوَحْشَةِ، وقد أنِسَ به، مُثَلَّثَةَ النون.
والأنَسُ، محركةً: الجماعةُ الكثيرةُ، والحَيُّ المُقِيمُون، وبلا لامٍ: خادِمُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم.
وآنَسَهُ: ضِدُّ أوْحَشَهُ،
و~ الشيءَ: أبْصَرَهُ كأنَّسَهُ تأنيساً فيهما، وعَلِمَهُ، وأحَسَّ به،
و~ الصَّوْتَ: سَمِعَهُ.
والمُؤْنَسَةُ: ة قُرْبَ نَصِيبيْن.
والمُؤْنِسِيَّةُ: ة بالصَّعيدِ.
ويُونِسُ مُثلَّثَةَ النونِ ويُهْمَزُ: عَلَمٌ.
واسْتأْنَسَ: ذَهَبَ تَوَحُّشُهُ،
و~ الوَحْشِيُّ: أحَسَّ إنْسِياً،
و~ الرجُلُ: اسْتَأْذَنَ، وَتَبَصَّرَ.
والمُتَأَنِّسُ: الأسَدُ، أو الذي يُحِسُّ الفَريسَةَ من بُعْدٍ.
وما بالدار(من) أنيس: أحدٌ.
والمُؤنساتُ: السِّلاَحُ كُلُّهُ، أو الرُّمْحُ، والمِغْفَرُ، والتَّسْبِغَةُ، والتُّرْسُ، ومُؤنِّسٌ، كمُحدِّثٍ، ابنُ فَضالَةَ: صَحَابِيٌّ.
وكزُبَيْرٍ: عَلَمٌ. (وكأميرٍ: ابنُ عبدِ المُطَّلِبِ)، جاهِلِيٌّ. بنُ مأنوس: من أتْباع التابعينَ.
وأبو أُناسٍ: عبدُ المَلِكِ بنُ حُؤَيَّةَ، أخْبارِيٌّ، وأُمُّ أُناسٍ: بنتُ أبي موسى الأَشْعَرِيِّ، وبنتُ قُرْطٍ: جَدَّةٌ لعبدِ المُطَّلِبِ، وجَدَّةٌ لأسماء بنتِ أبي بكرٍ وغيرهُنَّ.

تَمَّ (القاموس المحيط) [2]


تَمَّ يَتِمُّ تَمّاً وتَماماً، مُثَلَّثَتَيْنِ،
وتَمامةً، ويُكْسَرُ،
وأتَمَّه وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه وتَمَّ به
و~ عليه: جَعَلَه تامّاً.
وتَمامُ الشيءِ وتمامَتُهُ وتَتِمَّتُه: ما يَتِمُّ به.
ولَيْلُ التِمامِ، ككِتابٍ،
ولَيْلٌ تِمامِيٌّ: أطْولُ ليالي الشِتاءِ، أو هي ثلاثٌ لا يُسْتَبانُ نُقْصانُها، أو هي إذا بَلَغَتِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ساعةً فَصاعِداً.
ووَلَدَتْهُ لتِمٍّ وتِمامٍ، ويُفْتَحُ الثاني، أي: تَمامِ الخَلْقِ.
وأتَمَّتْ، فهي مُتِمٌّ: دَنا وِلادُها،
و~ النَّبْتُ: اكْتَهَلَ،
و~ القَمَرُ: امْتَلأَ فَبَهَرَ، فهو بَدْرُ تَمامٍ، ويُكْسَرُ، ويوصَفُ به.
واسْتَتَمَّ النِّعْمَةَ: سألَ إتْمامَها.
وتَمَّمَ الكَسْرُ: انْصَدَعَ ولم يَبِنْ، أَو انْصَدَعَ ثم بانَ،
كَتَمَّ، فيهما،
و~ على الجَرِيحِ: أجْهَزَ،
و~ القَوْمَ: أعْطاهُم نَصيبَ قِدْحِه، وصارَ هَواهُ أو . . . أكمل المادة رأيُه أو مَحَلَّتُه تَميميّاً،
كتَتَمَّم،
و~ الشيءَ: أهْلَكَه وبَلَّغَه أجَلَه.
والتَّميمُ: التامُّ الخَلْقِ، والشديدُ، وجَمْعُ تَميمَةٍ،
كالتَّمائمِ، لخَرَزَةٍ رَقْطاءَ تُنْظَمُ في السَّيْرِ، ثم يُعْقَدُ في العُنُقِ.
وتَمَّمَ المَوْلودَ تَتْميماً: عَلَّقَها عليه.
والمُتَمُّ، بفتح التاءِ: مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ.
والتُّمَمُ، كصُرَدٍ وعِنَبٍ: الجِزَزُ من الشَّعَرِ والوَبَرِ والصُّوفِ،
الواحدةُ: تُمَّةٌ.
والتَّمُّ، بالفتح: اسمُ الجمعِ، وبالكسر: الفَأسُ، والمِسْحاةُ.
واسْتَتَمَّه: طَلَبَها منه،
فأَتَمَّهُ: أعطاهُ إياها.
والتُّمَّةُ والتُّمَّى، بضمهما: ذلك المَوْهُوبُ.
وكسحابٍ: ثلاثةٌ صحابيُّونَ، وبنتُ الحُسَيْنِ بنِ قَنانٍ المُحَدِّثَةُ،
و~ من العَروض: ما اسْتَوْفَى نِصْفُه نِصْفَ الدائرَةِ، وكان نِصْفُه الأخيرُ بمَنْزِلَةِ الحَشْوِ، يجوزُ فيه ما جازَ فيه، أو ما يُمْكِنُ أن يَدْخُلَه الزِّحافُ فَيَسْلَمَ منه.
والمُتَمَّمُ، كمُعَظَّمٍ: كلُّ ما زِدْتَ عليه بعد اعْتِدالٍ، وابنُ نُوَيْرَةَ التَّميميُّ الشاعِرُ الصحابيُّ.
وكمُحَدِّثٍ: مَن فازَ قِدْحُه مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، فأَطْعَمَ لَحْمَه المساكينَ، أو نَقَصَ أيْسارُ جَزُورِ المَيْسِرِ،
فأَخَذَ ما بقي حتى يُتَمِّمَ الأنْصِباءَ.
وكأَميرٍ: ابنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ، أبو قبيلةٍ، ويُصْرَفُ، وثَمانيَةَ عَشَرَ صحابيّاً.
وكسفينةٍ: بنتُ وَهْبٍ، وبنتُ أُمَيَّةَ: صحابيَّتانِ.
والتَّمْتَمَةُ: رَدُّ الكلام إلى التاءِ والميمِ، أو أن تَسْبِقَ كلِمَتُه إلى حَنَكِهِ الأعْلى،
فهو تَمْتامٌ، وهي تَمْتامَةٌ.
وكثُمامةٍ: البَقِيَّةُ.
والتَّمْتامُ: لَقَبُ محمدِ بنِ غالِبٍ الضَّبِّيِّ التَّمَّارِ.
وكشَدَّادٍ: جماعةٌ.
وتَتامُّوا، أي: جاؤوا كُلُّهُمْ وتَمُّوا.
والتَّتَمُّمُ: مَن كان به كَسْرٌ يَمْشِي به، ثم أبَتَّ فَتَتَمَّمَ.
والتُّمْتُمُ، بالضم: السُّمَّاقُ.

النَّشْرُ (القاموس المحيط) [2]


النَّشْرُ: الريحُ الطَّيِّبَةُ، أو أعَمُّ، أو ريحُ فَمِ المرأةِ وأعْطافِها بعدَ النَّوْمِ، وإِحياءُ المَيِّتِ،
كالنُّشُورِ والإِنْشارِ، والحَياةُ، نَشَرَهُ فَنَشَرَ، والكَلأُ يَبِسَ فأصابَهُ مَطَرٌ دُبُرَ الصَّيْفِ فاخْضَرَّ، وانْتشارُ الوَرَقِ، وإِيراقُ الشَّجَرِ، والجَرَبُ، وخِلافُ الطَّيِّ،
كالتَّنْشيرِ، ونَحْتُ الخَشَبِ، والتَّفْريقُ، والقَوْمُ المُتَفَرِّقونَ لا يَجْمَعُهُمْ رَئيسٌ، ويُحَرَّكُ، وبَدْءُ النَّباتِ، وإِذاعَةُ الخَبَرِ، يَنْشِرُهُ ويَنْشُرُهُ.
ومحمدُ بنُ نَشْرٍ: محدِّثٌ رَوَى عنه لَيْثُ بنُ أبي سُلَيْمٍ.
و{يُرْسِلُ الرِّياحَ نُشُراً} ونُشْراً ونَشْراً ونَشَراً، فالأَوَّلُ: جَمْعُ نَشورٍ، كرَسولٍ ورُسُلٍ، والثاني: سُكِّنَ الشينُ اسْتِخْفافاً، والثالثُ: مَعْناهُ إِحْياءٌ بِنَشْرِ السَّحابِ الذي فيه المَطَرُ، والرابعُ شاذٌّ، قيلَ: مَعْناهُ مُنْشِرَةً نَشَراً.
ونَشَرَتِ الريحُ: هَبَّتْ يومَ غَيْمٍ،
و~ الأرضُ نُشُوراً: أصابَها الرَّبيعُ فأنْبَتَتْ.
. . . أكمل المادة والنُّشْرَةُ، بالضم: رُقْيَةٌ يُعالَجُ بها المَجْنونُ، والمَريضُ، وقد نَشَرَ عنه.
وانْتَشَرَ: انْبَسَطَ، كتَنَشَّرَ.
و~ النهارُ: طالَ وامْتَدَّ،
و~ الخَبَرُ: انْذَاعَ،
و~ الإِبِلُ: افْتَرَقَتْ عن غِرَّةٍ من راعيها،
و~ الرجُلُ: أنْعَظَ،
و~ العَصَبُ: انْتَفَخَ،
و~ النَّخْلَةُ: انْبَسَطَ سَعَفُها.
والمِنْشارُ: ما نُشِرَ به، وخَشَبَةٌ ذاتُ أصابعَ يُذَرَّى بها البُرُّ ونحوهُ.
والنَّواشِرُ: عَصَبُ الذِّراعِ من داخِلٍ وخارِجٍ، أو عُروقٌ وعَصَبٌ باطِنَ الذِّراعِ، أو العَصَبُ في ظاهِرِها، واحِدَتُها: ناشِرَةٌ.
والتَّناشِيرُ: كِتابَةٌ لِغِلْمانِ الكُتَّابِ، بلا واحِدٍ.
وناشِرَةُ بنُ أغْواثٍ قَتَلَ هَمَّاماً غَدْراً.
ومالِكُ بنُ زَيْدٍ، وعَبَّاسُ بنُ زَيْدٍ، وعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ، ومحمدُ بنُ عَنْبَسٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ مُرْهِزٍ الناشِرِيُّونَ: محدِّثونَ.
ونَشْوَرَتِ الدابَّةُ نِشْواراً: أبْقَتْ من عَلَفِها.
والنَّشيرُ: المِئْزَرُ، والزَّرْعُ جُمِعَ وهُمْ لا يَدُوسونَهُ.
والمَنْشُورُ: الرجلُ المُنْتَشِرُ الأَمرِ، وما كان غيرَ مَخْتومٍ من كُتُبِ السُّلْطانِ، وبهاءٍ: السَّخِيَّةُ الكريمةُ.
والنُّشارَةُ: ما سَقَطَ في النَّشْرِ.
وإِبلٌ نَشَرَى، كجَمَزَى: انْتَشَرَ فيها الجَرَبُ، والفِعْلُ كفَرِحَ.
والتَّنْشيرُ: التَّعْويذُ بالنُّشْرَةِ.
والنَّشَرُ، محركةً: المُنْتَشِرُ، ومنه:
"اللهمَّ اضْمُم نَشَرِي"، وأن تَنْتَشِرَ الغَنَمُ بالليلِ فَتَرْعَى.
والمُنْتَشِرُ بنُ وهْبٍ: أخو أعْشَى باهِلَةَ لأُمِّهِ.
ونُشُورُ، بالضم: ة بالدِّينَوَر.
والنُّشُرُ، بضمتين: خُروجُ المَذْيِ من الإِنسانِ.

ج - ح - ل (جمهرة اللغة) [2]


والجَحْل: صَرْعُ الرجل يقال: ضربه فجحَله، إذا صرعه. وجَلِحَ الرجل يجلَح جَلَحاً، إذا أسفر مقدِّمُ رأسه من الشَّعر الرَّجل أَجْلَحُ والمرأة جَلْحاءُ. وأهل اليمن يسمّون العَنْز الجَمّاء: جَلْحاء. وقد سمَّت العرب جُليحة وجُلاحاً. والجَلْحاء: بلد معروف. وشجرة مجلوحة، إذا أُكلت أعاليها. وأرض جَلْحاء: لا شجر فيها. ورجل مجلَّح تجليحاً، إذا كان مارداً مُقْدِماً على الأمور. وجلَّح الذئبُ يجلِّح تجليحاً، إذا أقدم وصمّم ولم يرجع. وكل مقدمِ على شيء فقد جلَّح عليه فهو مجلِّح. وبنو جَليحة: بطن من العرب. ويقال: ناقة مُجالِح ومَجاليح، إذا بقي لبنُها على الجَدْب والسنة المجلِّحة: المُجْدِبة، والسّنون مَجاليح. وقال امرؤ القيس في تجليح الذئب: عصافير وذِبّان ودُودٌ ... وأَجْرَأَ . . . أكمل المادة من مجلِّحة الذِّئابِ والحَجْل: مصدر حَجَلَ يحجُل حَجْلاً، وهو تقارب الخَطْو كمِشية المقيَّد. والحِجْل: الخَلْخال والقيد في قول البصريين، بكسر الحاء، ويقول غيرهم: الحَجْل والحِجْل واحد. وتحجيل الفرس: معروف. ويجمع الحَجْل أحجالاً وحُجولاً. قال الشاعر: أوهَبَ منه لذي أُثْرٍ وسابغةٍ ... وهَوْنَةٍ ذاتِ شِمْراخ وأحجالِ الهَوْنة: الفَرَس. والحَجَلة، والجمع حَجَل، وهو ضرب من الطير. قال أبو حاتم: هي القَبَجَة الأنثى، والذَّكَر اليعقوب. قال الشاعر: فَسَل المِهْراسَ عن ساكنه ... بعد أقْحافٍ وهامٍ كالحَجَلْ والحَجَلَة: الواحدة من الحِجال التي يُجعل لها سُجوفٌ. والحَجَلان: مصدر حَجَلَ الفرسُ يحجُل حَجْلاً وحَجَلاناً، وهو مشي فيه نَزْوٌ. وبذلك سُمِّيت الغربان حَواجل لأنها تنزو في مشيها. والبعير العَقير يحجُل على ثلاث إذا ضُربت إحدى قوائمه. والحَوْجَلة: القارورة الغليظة الأسفل. قال الشاعر: كأنَّ أعْيُنَها فيها الحواجيلُ وقال الراجز: كأنّ عينيه من الغُؤورِ قَلْتان في صَفْح صَفاً منقورِ أذاكَ أم حَوْجَلتا قارورِ وحجَّلتِ العروسُ، إذا اتَّخذتْ لها حَجَلَة. وحجَّلتْ عينُه وحَجَلَتْ، إذا غارت، للإنسان والبعير والفرس، فهي محجِّلة وحاجلة. والحُجَيْلَى، على وزن فُعَيْلَى: موضع. ويقال: حَلَجْتُ القطنَ أحلِجه حَلْجاً، إذا أخرجت حَبَّه. والمِحْلَج: الخشبة أو الحجر الذي يُحلج عليه القطن عربي صحيح. والقطن حَليج ومحلوج. وحِرفة الحلاّج: الحِلاجة. ويقال: حَلَجْتُ الخُبزةَ، إذا دوَّرتها. وتسمَّى الخشبة التي يُحلج بها الخبزُ: المِحْلاج والمِرْقاق. وحَلَجَ القوُم يحلِجون ليلتَهم، أي يسيرونها. ولَحِجَ الشيءُ في الشيء، إذا نَشِبَ فيه. ولَحْج: اسم موضع. والمَلاحِج: المَضايق، وربما سُمِّيت المَحاجم المَلازم والمَلاحج.

يدى (الصّحّاح في اللغة) [2]


اليدُ أصلها يَدْيٌ على فَعْلٍ ساكنة العين، لأنَّ جمعها أيْدٍ ويُدِيٌّ.
وأيادٍ.
وبعض العرب يقولون لليد يدى قال الراجز:
      إلا ذِراعَ العَنْسِ أو كفَّ اليَدَى


وتثنيتها على هذه اللغة يَدَيانِ، مثل رَحَيانِ. قال الشاعر:
قد ينفعانكَ منهما أنْ تُهْضَما      يَدَيانِ بيضاوان عند مُحَـرِّقٍ

واليدُ: القوَّةُ، وأيَّدَهُ، أي قوَّاه.
وما لي بفلان يَدانِ، أي طاقةٌ. قال تعالى: "والسماءَ بَنيناها بأيْدٍ".
وقوله تعالى: "حتَّى يُعْطوا الجزيةَ عن يَد"، أي عن ذِلَّةٍ واستسلام، ويقال: نَقداً لا نسيئةً.
واليَدُ: النعمة والإحسان تصطنعه، وتجمع على يَدِيٍ ويَدِيٍّ، وأَيْدٍ أيضاً. اليزيدي: يدِيَ فلان من يَدِهِ، أي ذهبت يَدُهُ ويبست. يقال: ما له يَدِيَ من يَدِهِ! وهو دعاءٌ عليه، كما . . . أكمل المادة يقال: ما له تَرِبَتْ يَداهُ.
ويَدَيْتُ الرجلَ: أصبتُ يَدَهُ، فهو مَيْدِيٌّ. فإنْ أردت أنَّك اتَّخذت عنده يَداً قلت: أيْدَيْتُ عنده يَداً فأنا مودٍ، وهو مودًى إليه.
ويَدَيْتُ لغةٌ. قال الشاعر:
بأسفلِ ذي الجِـذاةِ يَدَ الـكَـريمِ      يَدَيْتُ على ابن حَسْحاسِ بن وَهَبٍ

وتقول إذا وقع الظبي في الحبالة: أمْيَدِيٌّ أم مرجولٌ? أي أوَقَعَتْ يدهُ في الحبالة أم رِجله.
ويادَيْتُ فلاناً: جازيته يداً بيدٍ.
وأعطيتُهُ مُياداةً، أي من يَدي إلى يَدِهِ. الأصمعيّ: أعطيتُهُ مالاً عن ظهر يَدٍ، يعني تفضُّلاً ليس من بيعٍ ولا قرضٍ ولا مُكافأَةٍ.
وابتعتُ الغنم باليَدَيْنِ، أي بثمنين مختلفين، بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر.
ويقال: إنَّ بين يَدي الساعة أهوالاً، أي قُدَّامها.
وهذا ما قدَّمتْ يَداكَ، وهو تأكيدٌ كما يقال: هذا ما جنتْ يَداكَ، أي جنيته أنت، إلا أنَّك تؤكِّد بها. أبو زيد: يقال لقيته أوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ، ومعناه أوَّلَ شيء. قال الأخفش: ويقال: سُقِطَ من يَدَيْهِ وأُسْقِطَ، أي نَدِمَ، ومنه قوله تعالى: "ولمَّا سُقِطَ في أيْديهِمْ"، أي ندموا.
وقولهم: ذهبوا أيْدي سَبا وأيادي سَبا، أي متفرِّقين، وهما اسمان جعلا واحداً.
وتقول: لا أفعله يَدَ الدهر، أي أبداً. قال الأعشى:
      يَدَ الدهرِ حتَّى تُلاقي الخِيارا

وقول لبيد:
      حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ

يعني بدأت الشمس في المغيب.
وهذا الشيء في يَدي، أي في ملكي.
والنسبة إليها يَدِيٌّ، وإنْ شئتَ يَدَوِيٌّ.
وامرأةٌ يَدِيَّةٌ، أي صَناعٌ.
وما أيْدَى فلانةً.
ورجلٌ يَدِيٌّ.
وهذا ثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ، أي واسعٌ. قال العجاج:
      وإذْ زمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ


الأصمعيّ: يَدُ الثوبِ: ما فضلَ منه إذا تَعَطَّفْتَ به والتحفتَ. يقال: ثوبٌ قصيرُ اليَدِ.

الألْفُ (القاموس المحيط) [2]


الألْفُ من العَدَدِ: مُذَكَّرٌ، ولو أُنِّثَ باعْتبارِ الدَّراهِمِ لَجَازَ،
ج: أُلُوفٌ وآلافٌ.
وأَلَفَهُ يألِفُهُ: أعْطاهُ ألْفاً.
والإِلْفُ، بالكسر: الألِيفُ،
ج: آلافٌ، وجَمْعُ الألِيف: ألائِفُ.
والألُوفُ: الكَثير الألْفَةِ،
ج: ككُتُبٍ.
والإِلْفُ والإِلْفَةُ، بكسرِهِما: المَرْأةُ تَأْلَفُها وتَألَفُكَ، وقد ألِفَهُ، كَعَلِمَهُ، أَلْفاً، بالكسرِ والفتحِ وهو آلِفٌ،
ج: أُلاَّفٌ، وهي آلِفَةٌ،
ج: ألفاتٌ وأوالِفُ.
وكَمَقْعَدٍ: مَوْضِعُهما، والشَّجَرُ المُورِقُ يَدْنُو إليه الصَّيْدُ لإِلْفِهِ إيَّاهُ.
والألْفَةُ، بالضمِّ: اسْمٌ من الائْتِلافِ.
والألِفُ، ككَتِفٍ: الرَّجُلُ العَزَبُ، وأوَّلُ الحُرُوفِ، والأليفُ، وعِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ العَضُد إلى الذِراعِ، وهُما الألِفانِ، والواحِدُ من كُلِّ شيء.
وآلفَهُم: كَمَّلَهُم ألْفاً،
(و~ . . . أكمل المادة الإِبِلُ: جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ وماءٍ،
و~ المَكانَ: ألِفَهُ،
و~ الدَّراهِمَ: جَعَلَها ألْفاً)، فآلَفَتْ هي،
و~ فُلاناً مَكانَ كذا: جَعَلَهُ يألَفُهُ.
والإِيلافُ في التَّنْزيلِ: العَهْدُ، وشِبْهُ الإِجازَةِ بالخفارَةِ، وأوَّلُ مَنْ أخَذَها هاشِمٌ مِن مَلِكِ الشامِ، وتَأويلُهُ: أنَّهُم كانوا سُكَّانَ الحَرَمِ، آمِنينَ في امْتيازِهِم وتَنَقُّلاتِهِم شِتاءً وصَيْفاً، والناسُ يُتَخَطَّفُونَ من حَوْلِهِم، فإذا عَرَضَ لَهُم عارِضٌ، قالوا: نَحْنُ أهْلُ حَرَمِ الله، فَلا يَتَعَرَّضُ لَهُمْ أحَدٌ، أو اللامُ للتَّعَجُّبِ، أي: اعْجَبُوا لإِيلافِ قُرَيْشٍ، وكان هاشِمٌ يُؤَلِّفُ إلى الشامِ، وعَبْدُ شَمْسٍ إلى الحَبَشَةِ، والمُطَّلِبُ إلى اليَمَنِ، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ، وكان تُجَّارُ قُريْشٍ يَخْتَلفُونَ إلى هذه الأمصارِ بِحِبالِ هذه الإِخْوَةِ، فَلا يُتَعَرَّضُ لَهُم، وكانَ كُلُّ أخٍ منهم أخَذَ حَبْلاً منْ مَلِكِ ناحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ.
وألَّفَ بَيْنَهُما تَأليفاً: أوْقَعَ الألْفَةَ،
و~ ألِفاً: خَطَّها،
و~ الألْفَ: كَمَّلَهُ.
والمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُم مِنْ سادَةِ العَرَبِ: أُمِرَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بِتَألُّفِهِم، وإعْطائِهِم لِيُرغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُم في الإِسْلامِ، وهُمُ: الأقْرَعُ بنُ حابسٍ، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعم، والجَدُّ بنُ قَيْسٍ، والحَارثُ بنُ هِشامٍ، وحَكيمُ بنُ حِزامٍ، وحَكيمُ بنُ طُلَيْقٍ، وحُوَيْطِبُ ابنُ عَبْدِ العُزَّى، وخالِدُ بنُ أسِيدٍ، وخالدُ بنُ قَيْسٍ، وزَيْدُ الخَيْلِ، وسَعيدُ بنُ يَرْبُوعٍ، وسُهَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ، وسُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو الجُمَحِيُّ، وصَخْرُ ابنُ أمَيَّةَ، وصَفْوانُ بنُ أمَيَّةَ الجُمَحِيُّ، والعَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ يَرْبُوعٍ، والعَلاءُ بنُ جاريةَ، وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاثَةَ، وأبو السَّنابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكٍ، وعَمْرُو ابنُ مِرْداسٍ، وعُمَيْرُ بنُ وَهْبٍ، وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنٍ، وقيس بن عدِن، وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَةَ، ومالكُ بنُ عَوْفٍ، ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلٍ، ومُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ، والمُغِيرَةُ بنُ الحَارِثِ، والنُّضَيْرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ، وهِشامُ بنُ عَمْرٍو، رضي الله عنهم.
وتألَّفَ فلاناً: دَارَاهُ، وقارَبَهُ، ووصَلَهُ حتى يَسْتَميلَهُ إليه،
و~ القومُ: اجْتَمَعُوا،
كائْتَلَفُوا.

سَلَقَهُ (القاموس المحيط) [2]


سَلَقَهُ، بالكلامِ: آذاهُ،
و~ اللَّحْمَ عن العَظْمِ: الْتَحاهُ،
و~ فلاناً: طَعَنَه،
كسَلْقاهُ،
و~ البَرْدُ النباتَ: أحْرَقَهُ،
و~ فلاناً: صَرَعَه على قَفاهُ،
و~ المَزادَةَ: دَهَنَها،
و~ الشيءَ: غَلاه بالنارِ،
و~ العُودَ في العُرْوَةِ: أدْخَلَهُ،
كأسْلَقَه،
و~ البعيرَ: هَنَأَهُ أجمعَ،
و~ فلانٌ: عدا وصاحَ،
و~ الجاريةَ: بَسَطَها فَجامَعَها،
و~ فلاناً بالسَّوْطِ: نَزَعَ جِلْدَه،
و~ شيئاً بالماءِ الحارِّ: أذْهَبَ شَعْرَه ووَبَرَه، وبَقِيَ أثَرُهُ.
والسَّلْقُ: أثَرُ دَبَرَةِ البعيرِ إذا بَرَأَتْ وابْيَضَّ مَوْضِعُها،
كالسَّلَقِ، محرَّكةً، وأثَرُ النِّسْعِ في جَنْبِ البعيرِ، والاسمُ: السَّليقةُ،
و~ : تأثيرُ الأقدامِ . . . أكمل المادة والحَوافِرِ في الطريقِ،
وتِلْكَ الآثارُ: السلائِقُ،
و~ بالكسر: مَسيلُ الماءِ،
ج: كعُثْمانَ،
وبَقْلَةٌ م، يَجْلو ويُحَلِّلُ ويُلَيِّنُ، ويُفَتِّحُ، ويَسُرُّ النَّفْسَ، نافِعٌ للنِقْرِسِ والمَفاصِلِ، وعَصيرُهُ إذا صُبَّ على الخَمْرِ خَلَّلَها بعدَ ساعَتَيْنِ، وعلى الخَلِّ خَمَّرَهُ بعد أرْبَعٍ، وعَصيرُ أصله سَعوطاً تِرْياقُ وَجَعِ السنِّ والأذُنِ والشَّقيقَةِ.
وسَلْقُ الماءِ،
وسِلْقُ البَرِّ: نَباتانِ.
والسِّلْقُ: الذِّئْبُ،
ج: كعُثْمان، ويُكْسَرُ، وهي: بهاءٍ،
أو السِّلْقَةُ: الذِّئْبَةُ خاصَّةً، ولا يقال للذَّكَرِ: سِلْقٌ،
و~ بالتَّحريكِ: جَبَلٌ عالٍ بالمَوْصِلِ، وناحيَةٌ باليَمامَةِ، والصَّفْصَفُ الأمْلَسُ الطَّيِّبُ الطينِ،
ج: أسْلاقٌ وسُلْقانٌ، بالضم والكسر.
وخَطيبٌ مِسْلَقٌ، كمِنْبَرٍ ومِحْرابٍ وشَدَّادٍ: بَليغٌ.
والسالِقَةُ: رافِعَةُ صَوْتِها عندَ المُصيبَةِ، أو لاطِمَةُ وجْهِها.
والسِّلْقَةُ، بالكسرِ: المَرْأةُ السَّليطَةُ الفاحِشَةُ،
ج: سُلْقانٌ، بالضم والكسر، والذِّئْبَة
ج: سِلْقٌ، بالكسرِ، وكعِنبٍ.
وكأَميرٍ: ما تَحاتَّ من صِغارِ الشَّجَرِ،
ج: سُلْقٌ، بالضم، ويَبيسُ الشِّبْرِقِ، وما يَبْنيهِ النَّحْلُ من العَسَلِ في طولِ الخَلِيَّةِ،
ج: سُلْقٌ، بالضم،
و~ من الطَّريقِ: جانِبُهُ.
وكسَفينَةٍ: الطَّبيعَةُ، والذُّرَةُ تُدَقُّ وتُصْلَحُ، أو الأَقِطُ خُلِطَ به طراثيثُ، وما سُلِقَ من البُقولِ ونحوها، ومَخْرَجُ النِّسْعِ.
ويَتَكَلَّمُ بالسَّليقِيَّة، أي: عن طَبْعِهِ لا عن تَعَلُّم.
وكصَبورٍ: ة باليمن، تُنْسَبُ إليها الدُّروعُ والكلابُ،
أو د بِطَرَفِ إِرْمِينِيَةَ،
أو إنما نُسِبَتَا إلى سَلَقْيَةَ، مُحرَّكةً: د بالرومِ، فَغُيِّرَ النَّسَبُ.
وأحمدُ ابنُ رَوْحٍ السَّلَقِيُّ، مُحرَّكةً: كأنَّه نِسْبَةٌ إليه.
والسَّلُوقِيَّةُ: مَقْعَدُ الرُّبَّانِ من السَّفينَةِ.
والسَّلْقاةُ: ضَرْبٌ من البَضْعِ على الظَّهْرِ.
والأَسالِقُ: ما يَلي لَهَواتِ الفَمِ من داخِلٍ.
والسَّيْلَقُ، كصَيْقَلٍ: السَّريعَةُ.
والسَّلَقْلَقُ: التي تَحيضُ من دُبُرِها، وبهاءٍ: الصَّخَّابَةُ.
وكغُرابٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ على أصْلِ اللسانِ، أو تَقَشُّرُ في أصولِ الأَسْنانِ، وغِلَظٌ في الأَجْفانِ من مادَّةٍ أكَّالَةٍ، تَحْمَرُّ لها الأَجْفانُ، ويَنْتَثِرُ الهُدْبُ، ثم تَتَقَرَّحُ أشْفارُ الجَفْنِ.
وكثُمامَةٍ: سُلاقَةُ بنُ وهْبٍ من بَني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ.
وكرُمَّانٍ: عِيدٌ للنصارى.
ويومُ مَسْلوقٍ: من أيَّامِ العَرَبِ.
وأسْلَقَ: صادَ ذِئْبَةً.
وسَلْقَيْتُه سِلْقاءً، بالكسرِ: ألْقَيْتُه على ظَهْرِه، فاسْتَلْقى.
واسْلَنْقَى: نامَ على ظَهْرِه.
وتَسَلَّقَ الجِدارَ: تَسَوَّرَ،
و~ على فِراشِه: قَلِقَ هَمّاً أو وجعاً.

الجَمَلُ (القاموس المحيط) [2]


الجَمَلُ، محرَّكةً ويُسَكَّنُ ميمُهُ: م، وشَذَّ للأُنْثَى، فقيل: شَرِبْتُ لَبَنَ جَملِي، أو هو جَمَلٌ إذا أرْبَعَ، أو أجْذَعَ، أو بَزَلَ، أو أَثْنَى،
ج: أجْمالٌ وجامِلٌ وجُمْلٌ، بالضم، وجِمالٌ، بالكسر، وجِمالَةُ وجِمالات، مُثَلَّثَتَيْنِ، وجَمائِلُ وأجامِلُ.
والجامِلُ: القَطيعُ منها بِرُعاتِهِ وأرْبابِه، والحَيُّ العظيمُ.
وكثمامةٍ: الطائفةُ منها، أو القَطيعُ من النوقِ لا جَمَلَ فيها، ويُثَلَّثُ، والخَيْلُ،
ج: جُمالٌ نادِرٌ، ومنه:
والأدْمُ فيه يَعْتَرِكْ ****** نَ بِجَوِّهِ عَرْكَ الجُمالَه
والجَميلُ: الشَّحْمُ الذائِبُ.
واسْتَجْمَلَ البعيرُ: صار جَمَلاً.
والجَمَّالَةُ، مُشَدَّدَةً: أصحابُها.
وناقَةُ جُماليَّةٌ، بالضم: وثيقةٌ،
كالجَمَلِ، ورجُلٌ جُمالِيٌّ أيضاً.
والجَمَلُ، محرَّكةً: النَّخْلُ، وسَمَكَةٌ طولها ثلاثونَ ذِراعاً.
. . . أكمل المادة وجَمَلُ بنُ سَعْدٍ: أبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ، منهم هِنْدُ بنُ عَمْرٍو التابعيُّ.
وبِئْرُ جَمَلٍ: بالمدينةِ.
ولَحْيُ جَمَلٍ: ع بين الحَرَمَيْنِ، وإلى المدينةِ أقْرَبُ،
وع بين المدينةِ وفَيْدَ،
وع بين نَجْرَانَ وتَثْلِيثَ.
ولَحْيا جَمَلٍ: ع باليمامةِ.
وعَيْنُ جَمَلٍ: قُرْبَ الكوفةِ.
وفي المَثَلِ: "اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً"، أي: سَرَى كلَّه.
والجَمَلُ: لَقَبُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ السلامِ الشاعِرِ، ط له رِوايةٌ عن الشافعيِّ ط.
وأبو الجَمَلِ: أيوبُ بنُ محمدٍ، وسليمانُ بنُ داودَ اليمانِيانِ.
وكزُبيرٍ وقُبَّيْطٍ،
والجُمْلانَةُ والجُمَيْلانَةُ، بضمهما: البُلْبُلُ.
والجَمالُ: الحُسْنُ في الخُلُقِ والخَلْقِ، جَمُلَ، ككرُمَ، فهو جَميلٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ.
والجَمْلاءُ: الجميلةُ، والتامَّةُ الجِسْمِ من كُلِّ حيوانٍ.
وتَجَمَّلَ: تَزَيَّنَ، وأكَلَ الشَّحْمَ المُذَابَ.
وجامَلَهُ: لم يُصْفِه الإِخاءَ بل ماسَحَه بالجَميلِ، أو أحْسَنَ عِشْرَتَهُ.
وجمالَكَ أن لا تَفْعَلَ كذا، إغْراءٌ، أي: الْزَمِ الأَجْمَلَ ولا تَفْعَلْ ذلك.
وجَمَلَ: جَمَعَ،
و~ الشَّحْمَ: أذابَهُ،
كأَجْمَلَهُ واجْتَمَلَهُ.
وأجْمَلَ في الطَّلَبِ: اتَّأَدَ واعْتَدَلَ فلم يُفْرِطْ،
و~ الشيءَ: جَمَعَه عن تَفْرِقةٍ،
و~ الحِسابَ: رَدَّهُ إلى الجُمْلَةِ،
و~ الصَّنيعَةَ: حَسَّنَهَا وكَثَّرَها.
وكأَميرٍ: الشَّحْمُ يُذَابُ فَيُجْمَعُ.
ودَرْبُ جَميلٍ: ببَغْدَادَ.
وإسحاقُ بنُ عَمْرٍو الجَميلِيُّ النَّيسابورِيُّ: شاعِرٌ مُفْلِقٌ.
وكصبورٍ: من يُذيبُه، والمرأةُ السمينةُ.
والجُمْلَةُ، بالضم: جَماعَةُ الشيءِ.
وجُمْلَةُ: جَدُّ يوسفَ بنِ إبراهيمَ قاضي دِمَشْقَ.
وكسُكَّرٍ وصُرَدٍ وقُفْلٍ وعُنُقٍ وجَبَلٍ: حَبْلُ السفينةِ، وقُرِئَ بِهِنَّ {حتى يَلِجَ الجَمَلُ}.
وكسُكَّرٍ: حِسابُ الجُمَّلِ، وقد يُخَفَّفُ.
وكصُحُفٍ: الجماعَةُ مِنَّا.
وجَمَّلَهُ تَجْمِيلاً: زَيَّنَهُ،
و~ الجَيْشَ: أطالَ حَبْسَهُم.
وكسفينةٍ: الجماعَةُ من الظِباءِ والحمامِ.
وجُمْلٌ، بالضم: امرأةٌ.
وكسحابٍ: أُخْرَى.
وكصُرَدٍ: ابنُ وهْبٍ في بني سامَةَ.
وكزبيرٍ: أُخْتُ مَعْقِلِ بنِ يسارٍ.
وكَجَوْهَرٍ: رجُلٌ.
وسَمَّوْا: جَمالاً، كسحابٍ وجَبَلٍ وأميرٍ.
وكغرابٍ: د.
وكقُبَّيْطٍ: جَدُّ والِدِ أبي الخَطَّابِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ دِحْيَةَ.

أمه (لسان العرب) [2]


الأَمِيهَة: جُدَرِيّ الغنم، وقيل: هو بَثْرٌِ يَخْرُج بها كالجُدَرِيّ أَو الحَصْبَةِ، وقد أُمِهَتِ الشاةُ تُؤْمَهُ أَمْهاً وأَمِيهَةً؛ قال ابن سيده: هذا قول أَبي عبيدة، وهو خطأٌ لأَن الأَمِيهَةَ اسمٌ لا مصدر، إِذ ليست فَعِيلة من أَبنية المصادر.
وشاة أَمِيهَةٌ: مأْمُوهَة؛ قال الشاعر: طَبِيخُ نُحازِ أَو طَبِيخُ أَمِيهَةٍ صَغِيرُ العِظامِ، سَيِّءُ القِشْمِ، أَمْلَطُ يقول: كانت أُمُّهُ حاملة به وبها سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به ضاوِيّاً، والقِشْْمُ هو اللحم أَو الشحم. ابن الأَعرابي: الأَمةُ النسيان، والأَمَةُ الإِقْرارُ، والأَمَهُ الجُدَرِيُّ. قال الزجاج: وقرأَ ابن عباس: وادَّكَرَ بعد أَمَهٍ، قال: والأَمَهُ النسيانُ.
ويقال: قد أَمِهَ، بالكسر، يَأْمَهُ أَمَهاً؛ هذا الصحيح بفتح الميم، وكان أَبو . . . أكمل المادة الهيثم يقرأُ: بعد أَمَهٍ، ويقول: بعد أَمْهٍ خطأٌ. أَبو عبيدة: أَمِهْتُ الشيءَ فأَنا آمُهُه أَمْهاً إِذا نسيته؛ قال الشاعر: أَمِهْتُ، وكنتُ لا أَنْسَى حَدِيثاً، كذاك الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ قال: وادَّكَرَ بعد أَمْه؛ قال أَبو عبيد: هو الإِقرار، ومعناه أَن يعاقب ليُقِرَّ فإِقراره باطل . ابن سيده: الأَمَهُ الإِقرار والاعتراف؛ ومنه حديث الزهري: من امْتُحِنَ في حَدٍّ فأَمِهَ ثم تَبَرَّأَ فليست عليه عقوبة، فإِن عوقب فأَمِهَ فليس عليه حَدٌّ إِلا أَن يَأْمَه من غير عقوبة. قال أَبو عبيد: ولم أَسمع الأَمَهَ الإِقرارَ إِلاَّ في هذا الحديث؛ وفي الصحاح: قال هي لغة غير مشهورة، قال: ويقال أَمَهْتُ إِليه في أَمر فأَمَهَ إِليَّ أَي عَهِدْتُ إِليه فعَهِدَ إِليَّ. الفراء: أُمِهَ الرجلُ، فهو مَأْموهٌ، وهو الذي ليس عقله معه. الجوهري: يقال في الدعاء على الإِنسان آهَةً وأَمِيهَةً. التهذيب: وقولهم آهَةً وأَمِيهَةً، الآهَةُ من التَّأَوُّهِ والأَمِيهَةُ الجُدَري.ابن سيده: الأُمَّهَةُ لغة في الأُمِّ. قال أَبو بكر: الهاء في أُمَّهة أَصلية، وهي فُعَّلَة بمنزلة تُرَّهَةٍ وأُبَّهةٍ، وخص بعضهم بالأُمَّهَةِ من يعقل وبالأُمِّ ما لا يعقل؛ قال قُصَيٌّ: عَبْدٌ يُنادِيهِمْ بِهالٍ وَهَبِ، أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والْياسُ أَبي حَيْدَرَةٌ خالي لَقِيطٌ، وعَلِي، وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي وقال زهير فيما لا يعقل: وإِلاَّ فإِنَّا، بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى، نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ وقد جاءت الأُمَّهَةُ فيما لا يعقل؛ كل ذلك عن ابن جني، والجمع أُمَّهات وأُمّات. التهذيب: ويقال في جمع الأُمِّ من غير الآدميين أُمَّاتٌ، بغير هاء؛ قال الراعي: كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ أُمّاتِهِنَّ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا وأَما بَناتُ آدم فالجمع أُمَّهاتٌ؛ وقوله: وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ والقرآن العزيز نزل بأُمَّهات، وهو أَوضح دليل على أَن الواحدة أُمَّهَةٌ.
وتَأَمَّهَ أُمّاً: اتخدها كأَنه على أُمَّهَةٍ؛ قال ابن سيده: وهذا يقوي كون الهاء أَصلاً، لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنزلة تَفَوَّهْتُ وتنَبَّهْت. التهذيب: والأُمّ في كلام العرب أَصل كل شيء واشْتقاقه من الأَمِّ، وزيدت الهاء في الأُمَّهاتِ لتكون فرقاً بين بنات آدم وسائر إِناث الحيوان، قال: وهذا القول أَصح القولين، قال الأَزهري: وأَما الأُمُّ فقد قال بعضهم الأَصل أُمَّةٌ، وربما قالوا أُمَّهةٌ، قال: والأُمَّهةُ أَصل قولهم أُمٌّ. قال ابن بري: وأُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه وتِيهُهُ.

مزق (لسان العرب) [1]


المَزْق: شَقّ الثياب ونحوها. مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق: خرقه؛ ومنه قول العجاج: بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ والحَوَر: جلود حُمْرٌ، والبُهَر: الأَوساط.
وفي حديث كتابه إلى كِسْرَى: لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزيقُ التخريق والتقطيع، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم.
والمِزْقة: القطعة من الثوب.
وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب.
وحكى اللحياني: ثوب أَمْزَاق ومِزَق.
ويقال: ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق وممزَّق، وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ.
والمِزَق: القطع من الثوب المَمْزُوق، والقطعة منها مِزْقَة. الليث: يقال صار الثوب مِزَقاً أي قطعاً، قال: ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، وكذلك مِزَق السحاب قطعه.
ومَزْقُ . . . أكمل المادة العِرْض: شتمه.
ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً: كَهَرَده.
وناقة مِزاق، بكسر الميم، ونِزَاق؛ عن يعقوب: سريعة جدّاً يكاد يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، وزاد في التهذيب: ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ سريعة: قال الليث: سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من سرعتها؛ وأَنشد: فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، ترى بها نُدوباً من الأَنْساع: فَذّاً وتَوْأَما وقال غيره: فرس مِزَاق سريعة خفيفة؛ قال ذو الرمة: أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا وفي النوادر: ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في العدو.
ومُزَيْقِياءُ: لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ الأنصار، قيل: إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه، وقيل: إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم ثوباً، فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه؛ وقال: أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو، وجدّي أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ وفي حديث ابن عمر: أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه؛ مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً: رمى بذَرْقه.
والمُزْقةُ: طائر، وليس بثَبَتٍ.
والمُمَزِّقُ: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاي وكان الفراء يفتحها: وإنما لُقِّب بذلك لقوله: فإن كنت مأْكولاً، فكُنْ خير آكلٍ، وإلاَّ فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ قال ابن بري: وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي سمي بذلك لقوله: فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ، على العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي. قال: وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق، بالراء.
والتَّمْرِيقُ، بالراء: الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف، وقال الآمدي: المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي، سمي بذلك لقوله: فإن كُنْتُ مأْكولاً، فكُنْ خيرا آكِلٍ وأَما المُمَزِّق، بكسر الزاي، فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي، وهو متأَخر؛ وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله: أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كما كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال: كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة، فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ لما جَرَيْتَ مع الضَّلال، غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ والمُمَزَّقُ أَيضاً: مصدر كالتَّمْزِيق، ومنه قوله تعالى: ومَزَّقْناهم كل مُمَزَّق.

خطأ (العباب الزاخر) [1]


خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان. والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. والخَطْءُ -بفتح الخاء وسكون الطاء-، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ -بالكسر-: الذنب في قوله تعالى: (إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً) أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً -على فِعْلَةَ-، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد . . . أكمل المادة الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ -على فَعَائِلَ-، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين. والخَطِيْئَةُ -أيضاً-: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة. وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله.
وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا      القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِـلا

هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة.
وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد.
وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى: (بالخاطِئة) أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة.
وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً. وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ.
وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشـاءه      وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ


وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني.
ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء.
وسُئل ابن عباس -رضي الله عنهما-: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:
إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول البـاعَ بَـدَرْ      تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ

والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل. والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.

لمس (العباب الزاخر) [1]


اللَّمْسُ: المَسُّ باليَدِ، وقد لَمَسَه يَلْمُسُه ويَلْمِسُه، ويكنّى به عن الجِماع، ومنه قراءة حمزة والكِسائي وخَلَفٍ: (أو لَمَسْتُم النِّسَاءَ).
واللَّمْس يكون باليَد، قال لَبيد -رضي الله عنه- يذكُرُ رفيقه الذي غَلَبه النُعاس وهو يُنَبَّه:
يَتَمارى في الذي قُلْتُ له      ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ


أي هو مائلٌ من النُّعاسِ في شِقٍّ، لأنَّ اليَّهودِيَّ كذا يُصَلّي في شِقٍّ. ودَخَلَ أبو يونُس عبد الله بن سالِم مَوْلى هُذَيل على المَهدِيّ فَمَدَحَه، فأمَرَ له بخمسةِ آلافِ دِرْهَم، فَفَرَّقَها وقال:
فَلا أنا مِنْهُ ما أفادَ ذَوُو الغِـنـى      أفَدْتُ، وأعْداني فأتْلَفْتُ ما عِنْدي


فَبَعَثَهُما إلى المهدي فأعطاه بدل كلِّ دِرْهَمٍ ديناراً. احْتَجَّ ابنُ فارِسٍ على اللَّمْسِ بالبيت . . . أكمل المادة الأول في المُجْمَل، وقال في المقاييس: هذا الشِّعْرُ لا يُحْتَجُّ به. ثمَّ اتَّسَعَ فيه فأُوْقِعَ على غير اللَّمْسِ بالجارِحَةِ، يَدُلُّ على هذا قولُه تعالى: (فَلَمَسُوْهُ بأيْدِيْهم) خَصَّصَه باليَدِ لِئلاّ يَلْتَبِسَ بالوجه الآخَرِ.
ومن الاتِّساع قوله تعالى: (وأنّا لَمَسْنا السَّمَاءَ) قال أبو عَليٍّ: أي عالجنا غَيْبَ السَّماءِ فَرُمْنا اسْتِراقَه لِنُلْقيه إلى الكَهَنَة، وليس من اللَّمْسِ بالجارِحَةِ في شَيْءٍ.
وكذلك بيتُ الحَمَاسَة:
أُلامُ على تَبَـكِّـيْهِ      وألْمُسُهُ فَلا أجِدُهْ

وقال الليث: إكافٌ ملموسُ الأحْناءِ، وهو الذي قد أُمِرَّت عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كانَ فيه من ارْتِفاعٍ وأوَدٍ. وفُلان لا يَمْنَع يَدَ لامِسٍ: أي لَيْسَت فيه مَنَعةٌ. وفلانة لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ: إذا كانت تَزني وتَفْجر وتُزَنُّ بِلِيْنِ الجانِبِ. واللَّمَاسَة واللُّمَاسَة -بالفتح والضَّمِّ-: الحاجة المُقارِبَة؛ عن ابن الأعرابيّ. وقال ابن السكِّيت: اللَّموس: الدَّعِيُّ، وأنشد:
لَسْنا كـأقْـوامٍ إذا أزَمَـتْ      فَرِحَ اللَّمُوْسُ بثابِتِ الفَقْرِ

يقول: نَحْنُ وإنْ أزَمَتِ السَّنة أي عَضَّتْنا فلا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فينا أنْ نُزَوِّجَه وإنْ كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ. وقال ابن عبّاد: اللَّموس: الناقة التي يُشَكُّ في سِمَنِها؛ وجمعُها لُمُس.
ومن الرِجال: الذي في حَسَبِه قُضْأةٌ، وقيل: هو الدَّعِيُّ وقد سَبَقَ. واللَّمُوسَة: الطريق، لأنَّ الرَّجُلَ إذا ضَلَّ لَمَسَ؛ فإن وَجَدَ أثَرَ المُسافِرين عَلِمَ أنَّه على الطَّريق، فَعُوْلَة بمعنى مَفْعُولَةَ. واللَّميس: المرأة الليِّنَة المَلْمَس. ولَميس: من أعلام النِّساء. وقد سَمّضوا لَمّاساً -بالفتح والتشديد- ولُمَيْساً -مُصَغَّراً-. وكَوَاهُ لَمَاسِ -مثال قَطَامِ- بمعنى كَوَاهُ وَقَاعِ: أي أصاب موضِعَ دائه بالتَّلَمُّسِ فَوَقَعَت على داءِ الرَّجُل أو على ما كانَ يَكتُمُ. والالتِماس: الطَلَب. والتَّلَمُّس: التَّطَلُّب مَرَّةً بعدَ أُخرى. والمُتَلَمِّس الشاعِر: اسْمه جرير بن عبد المَسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَن بن حَرب بن وَهْب بن جُليِّ بن أحمَسَ بن ضُبَيْعَة بن ربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، ولُقِّبَ المُتَلَمِّس بِقَولِه:
وذاكَ أوانُ العِرْضُ حَيَّ ذُبابُهُ      زَنابِيْرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

ويُروى: "طَنَّ ذُبابُه"، والعِرْضُ: وادٍ باليمامة. وكَوَاه المُتَلَمِّسَةَ: وهي كَيَّة لَمَاسِ. والمُلامَسَة: المُمَاسَّة. والمُلامَسَة -أيضاً-: المُجامَعَةُ، ومنه قولُه تعالى: (أو لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) وهي قِراءةُ غَيرِ حَمْزة والكِسائيّ وخَلَفٍ. ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن المُلامَسَةِ، وهيَ أن يقولَ: إذا لَمَسْتَ ثَوْبَكَ أو لَمَسْتَ ثَوْبي فَقَد وَجَبَ البَيْعُ بِكَذا، وقيل: هي أن يَلْمُسَ المَتَاعَ من وراء الثَّوْب ولا يَنْظُرَ إلَيه، وهيَ من بُيُوعِ أهْلِ الجاهِليَّةِ، وفيها غَرَرٌ فلذلكَ نُهِيَ عنها. والتركيب يدل على تَطَلُّب شَيْءٍ وعلى مَسِيْسِه.

ثفن (لسان العرب) [1]


الثَّفِنةُ من البعير والناقة: الرُّكْبة وما مَسَّ الأَرضَ من كِرْكِرتِه وسَعْداناتِه وأُصول أَفخاذه، وفي الصحاح: هو ما يقع على الأَرض من أَعضائه إذا استناخ وغلُظ كالرُّكْبَتين وغيرهما، وقيل: هو كل ما وَلِيَ الأَرض من كل ذي أَربعٍ إذا بَرَك أَو رَبَض، والجمع ثَفِنٌ وثَفِناتٌ، والكِرْكِرةُ إحدى الثَّفِنات وهي خَمْسٌ بها؛ قال العجاج: خَوَى على مُسْتَوياتٍ خَمْسِ: كِرْكِرةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ. قال ذو الرمة فجعل الكِرْكِرة من الثَّفِنات: كأَنَّ مُخَوَّاها، على ثَفِناتِها، مُعَرَّسُ خَمْسٍ من قَطاً مُتجاوِر.
وقَعْنَ اثنتَينِ واثنتَينِ وفَرْدةً، جرائداً هي الوسطى لتغليس حائر (* قوله «جرائداً إلخ») كذا بالأصل. قال الشاعر يصف ناقة: ذات انْتِباذٍ عن الحادي إذا . . . أكمل المادة بَرَكَت، خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاّت.
وقال عمر بن أَبي ربيعة يصف أَربعَ رَواحِلَ وبُروكَها: على قلَوصَينِ مِن رِكابِهم، وعَنْتَرِيسَين فيهما شَجَعُ كأَنَّما غادَرَتْ كَلاكِلُها، والثَّفِناتُ الخِفافُ، إذ وَقَعُوا مَوْقِعَ عشرينَ من قَطاً زُمَرٍ، وَقعْنَ خمساً خمسا معاً شِبَعُ. قال ابن السكيت: الثَّفينةُ مَوْصِل الفخذ في الساق من باطِنٍ ومَوْصل الوَظيف في الذراع، فشبَّه آبارَ كراكِرها وثَفِناتها بمَجاثِم القَطا، وإنما أَراد خِفَّةَ بُروكِهن.
وثَفَنَتْه الناقةُ تَثْفِنُه، بالكسر، ثَفْناً: ضربَتْه بثَفِناتها، قال: وليس الثَّفِناتُ مما يخُصُّ البعير دون غيره من الحيوان، وإنما الثَّفِناتُ من كل ذي أَربع ما يُصيب الأَرضَ منه إذا بَرك، ويحصل فيه غِلظٌ من أَثر البُروك، فالرُّكبتان من الثَّفِنات، وكذلك المِرْفَقان وكِركرة البعير أيضاً، وإنما سميت ثفِنات لأَنها تَغْلُظُ في الأَغلب من مباشرة الأَرض وقتَ البُروك، ومنه ثَفِنتْ يدُه إذا غَلُظت من العمل.
وفي حديث أنَس: أَنه كان عند ثَفِنة ناقةِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عامَ حَجَّة الوداع.
وفي حديث ابن عباس في ذكر الخوارج وأَيديهم: كأَنها ثَفِنُ الإِبل؛ هو جمع ثَفِنة.
والثَّفِنةُ من الإبل: التي تَضْرِب بثَفِناتها عند الحلب، وهي أَيسر أَمراً من الضَّجُور.
والثَّفِنةُ: رُكْبةُ الإنسان، وقيل لعبد الله بن وهب الراسبي رئيس الخوارج ذو الثَّفِنات لكثرة صلاتِه، ولأَنَّ طولَ السجود كان أَثَّرَ في ثَفِناته.
وفي حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: رأَى رجُلاً بين عينَيْه مثْل ثَفِنة البعير، فقال: لو لم تكن هذه كان خيراً؛ يعني كان على جَبْهته أَثر السجود، وإنما كرِهها خوفاً من الرياء بها، وقيل: الثَّفِنةُ مُجْتَمع الساق والفخذ، وقيل: الثَّفِناتُ من الإبل ما تقدم، ومن الخيل مَوْصِل الفخذ في الساقين من باطنِها؛ وقول أُميَّة بن أَبي عائذ: فذلك يومٌ لَنْ تُرى أُمُّ نافِعٍ على مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْدة قَنْدَل. قال: يجوز أَن يكون أَراد بمُثْفَن عظيمَ الثَّفِنات أَو الشديدَها، يعني حماراً، فاستَعار له الثَّفِنات، وإنما هي للبعير.
وثَفِنَتا الجُلَّة: حافَتا أَسفلِها من التمر؛ عن أَبي حنيفة.
وثُفْنُ المَزادة: جوانبُها المخروزة.
وثَفَنَه ثَفْناً: دفعَه وضربَه.
وثَفِنَت يدُه، بالكسر، تَثْفَنُ ثَفَناً: غَلُظت من العمل، وأَثْفَنَ العملُ يدَه.
والثَّفِنةُ: العددُ والجماعةُ من الناس. قال ابن الأَعرابي في حديث له: إن في الحِرْمازِ اليومَ الثَّفِنةَ أُثْفِيَة من أَثافي الناس صُلْبة؛ ابن الأَعرابي: الثفن الثقل، وقال غيره: الثَّفْنُ الدَّفْعُ.
وقد ثَفَنَه ثَفْناً إذا دفعه.
وفي حديث بعضهم: فحمَل على الكَتيبةِ فجعل يَثْفِنُها أَي يَطْردُها؛ قال الهروي: ويجوز أَن يكون يَفُنُّها، والفَنُّ الطَّرْدُ.
وثافَنْتُ الرجلَ مُثافنةً أَي صاحَبْتُه لا يخفى عليّ شيءٌ من أَمره، وذلك أَن تَصْحَبه حتى تَعْلَمَ أَمرَه.
وثَفَنَ الشيءَ يَثْفِنُه ثَفْناً: لَزِمَه.
ورجل مِثْفَنٌ لِخَصْمِه: مُلازِمٌ له؛ قال رؤبة في معناه: أَلَيْسَ مَلْوِيّ المَلاوَى مِثْفَن.
وثافَنَ الرجلَ إذا باطَنَه ولَزِمَه حتى يَعْرِفَ دَخْلَته.
والمُثافِنُ: المواظِب.
ويقال: ثافَنْتُ فلاناً إذا حابَبْتَه تُحادِثُه وتُلازِمُه وتُكَلِّمُه. قال أَبو عبيد: المُثافِنُ والمُثابِر والمُواظِب واحدٌ.
وثافَنْت فلاناً: جالسْته، ويقال: اشْتِقاقُه من الأَوَّل كأَنك أَلْصَقْتَ ثَفِنَةَ رُكْبَتِك بثَفِنةِ ركْبَتِهِ، ويقال أَيضاً ثافَنْتُ الرجلَ على الشيء إذا أَعَنْتَه عليه.
وجاء يَثْفُِنُ أََي يَطْرُد شيئاً من خَلْفِه قد كاد يَلْحقُه.
ومَرَّ يَثْفِنُهم ويَثْفُنُهم ثَفْناً أَي يَتْبَعُهم.

كتف (العباب الزاخر) [1]


الكَتِفُ والكِتْفُ -مثال كَذِب وكِذْبٍ-، وهي مؤنثة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه سلم- أنه أُتي بكَتِفٍ مُؤرَّبة فأكلها وصلّى ولم يتوضَّأْ، قال:
إنّي امْرُؤ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ      عَلَّمَني كَيْفَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ

وذو الكَتِفِ: مروان سليمان بن يحيى بن أبي حَفْصة -واسمه يزيد- بن مروان بن الحَكَم، وأصلُهُم يهود من موالي السَّمَوْءل بن عادِياءَ، وهم يَدَّعون أنهم موالي عُثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وإنّما أعْتَقَ مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار، ويُقال إن عثمان -رضي الله عنه- اشتراه غُلاما من سَبْيَ اصطَخْرَ ووهبه لمروان بن الحكم، يُكَنّى أبا السِّمط، وكان يُلَقَّب ذا الكَتِفِ لبيت قاله. وجمْع الكَتِفِ: أكْتافٌ. وذو الأكتاف: . . . أكمل المادة سابور بن هُرمُز بن نرسي بن بهرَام. قال ابن قُتيبة: لما بلغ سابور ست عشرة سنة أمر أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة ففعلوا، فأعطاهم الأرزَاق ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين يَعِيثون في أرضهم فقتل من قدر عليه ونزع أكتافهم، فلُقِّب ذا الأكتاف. والكَتّافُ: النّاظِر في الكَتِفِ. ورجل أكْتَفُ بيِّن الكَتَفِ: أي عَريض الكَتِفِ. والأكْتَفُ -أيضاً- من الخيل: الذي في أعالي غَرَاضِيْفِ كَتِفَيْه انْفِرَاجٌ. وقال الليث: المِكْتَافُ من الدّواب: الذي يَعْقِر السرج كِتفه. وقال ابن دريد: الكُتَافُ -بالضم-: وَجَعُ الكَتِفِ. والكَتَفُ: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ؛ عن ابن السِّكِّيت، جمل أكْتَفُ. والكُتْفَانُ: الجراد أول ما يَطير منه، الواحدة: كُتْفانَةٌ.
ويقال: هو الجرادُ بعد الغَوْغاء، أولها السِّرو ثم الدَّبى ثم الغَوْغاء ثم الكُتْفانُ.
وقال ابن دريد: إنّما سمي كُتْفاناً لأنه يتَكَتَّفُ في مشيه أي ينزو.
وقال الأصمعي: واحد الكُتْفانِ من الدَّبى: كاتِفَةٌ. وقال الفرّاء في نوادره: كَتَفَ يَكْتِفُ كَتْفاَ -كضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً- وكَتِفَ يَكْتَفُ كَتَفاً- مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً-: إذا مشى مَشياً رُويداً. وكَتَفَتِ الخيل: إذا ارتفعت فروع أكْتافِها. والكَتْفُ: أن يُشَدَّ حِنوا الرَّحْلِ أحدهما على الآخر. وكَتَفْتُ الرجل: إذا شدَدْت يديه إلى خلف بالكِتَافِ وهو حبل.
وقال ابن دريد: الكِتَافُ حبل يُشَدُّ به وظِيْفُ البعير إلى كَتِفَيْه. والكاتِفُ: الكارِه. وقال الليث: الكَتَفَانُ ضَرْب من الطيران كأنه يَضم جناحيه من خلف شيئاً. وقال ابن عبّاد: الكَتَفَانُ -أيضاً- من المشي: السرعة.
وكُتَيْفَةُ -مُصغرة-: من بلاد باهلة، قال امرؤ القيس:
فكأنَّما بَدْرٌ وَصِيْلُ كُتَيْفَةٍ      وكأنَّما من عاقِلٍ أرْمَامُ

يقول: قطعتُ هذين الموضعين اللذين ذكر على بُعْد ما بينهما قطْعا سريعاً حتى كأن كل واحد مُتصل بصاحبه، وعاقل وأرمام: موضِعان مُتباعدان.
وقال أيضاً:
فأضْحى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَـيْفَةٍ      يَكُبُّ على الأذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ

ويروى: "من كل فِيْقَةٍ" و"من كل تَلْعةٍ". وقال ابن عبّاد: كَتَفْتُ الأمر: كَرِهْتُه. وقال شَمِرٌ: يقال للسيف الصَّفيح: كَتِيْفٌ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديّ:
فَوَدِدْتُ لو أنّي لَقِيْتُكَ خالِـياً      أمْشي بكَفّي صَعْدَةٌ وكَتِيْفُ


أراد سَيفاً صَفِيْحاً سماه كُتِيْفاً. والكَتِيْفَةُ: ضبّة الباب وهي حديدة عَرِيْضَةٌ، قال الأعشى:
رَدَّهُ دَهْرُهُ المُضَلِّـلُ حـتّـى      عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للـدَّلِـيْفِ

عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للـدَّلِـيْفِ

يقال: إناء مَكْتُوْفٌ: أي مُضَبَّبٌ. والكَتِيْفَةُ -أيضاً-: السَّخِيْمَةُ والحِقد، قال القطاميّ:
أخُوْكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُـهُ      وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتَائفُ

وقال أبو عمرو: الكَتِيْفَةُ: الجماعة من الناس. وقال ابن دريد: الكَتِيْفَةُ اللحم صِغارا قلْت: كَتَّفْتُه تَكْتِيْفاً. وقال ابن دريد: كَتَّفَتِ الفَرَس: إذا مشت فحرّكت كَتِفَيْها. وتَكَتَّفَ الكُتْفَانُ في مشيه: إذا نَزَا. والتركيب يدل على عِرض في حديدة أو عَظمٍ، وقد شَذّ عن هذا التركيب الكُتْفانُ.

سَبْعَةُ (القاموس المحيط) [1]


سَبْعَةُ رِجالٍ، وقد يُحَرَّكُ، وأنْكَرَهُ بعضُهم، وقال: المُحَرَّكُ: جَمْعُ سابعٍ.
وسَبْعُ نِسْوَةٍ، وأخَذَه أخْذَ سَبْعَةٍ، ويُمْنَعُ،
إمّا أصْلُها: سَبُعَةٌ بضم البَاءِ فَخُفِّفَ، أيْ: لَبُؤَةٌ، وإمّا اسمُ رجُلٍ مارِدٍ، أخَذَهُ بَعْضُ المُلوكِ، فَقَطَعَ يَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ وصَلَبَهُ، فَقيلَ: لأَعَذِّبَنَّكَ عَذابَ سَبْعَةٍ، أو كانَ اسْمُهُ سَبْعاً، فَصُغِّرَ وحُقِّرَ بالتَّأْنيثِ، أو مَعْناهُ: أخَذَهُ أخْذَ سَبْعَةِ رِجالٍ، ووَزْنُ سَبْعَةٍ يَعْنونَ: سَبْعَةَ مَثَاقيلَ.
وجَوْذانُ بنُ سَبْعَةَ: تابعيٌّ.
والسَّبْعُ: ة بَيْنَ الرَّقَّةِ ورَأْسِ عَيْنٍ،
وع بَيْنَ القُدْسِ والكَرَكِ، لأنَّ به سَبْعَ آبارٍ، والمَوْضِعُ الذي يكونُ إليه المَحْشَرُ، ومنه الحديثُ: "مَن لها يومَ السَّبْعِ"، أي مَن لها يومَ القيامةِ، أو يَعْكُرُ على هذا قولُ الذئب: . . . أكمل المادة يومَ لا يكونُ لها راعٍ غيرِي، والذئبُ لا يكونَ راعياً يومَ القيامةِ، أو أرادَ: مَن لها عندَ الفِتَنِ حينَ تُتْرَكُ بِلا راعٍ نُهْبَةً لِلسِّباعِ؟ فَجَعَلَ السَّبْعَ لها راعياً إذْ هو مُنْفَرِدٌ بها،
أو يومُ السَّبْعِ: عيدٌ لهم في الجاهِلِيَّةِ، كانوا يَشْتَغِلونَ فيه بِلَهْوِهِم عن كلِّ شيءٍ، ورُوِيَ بضم الباءِ، ويقالُ للأمرِ المُتَفاقِمِ: إحْدَى من سَبْعٍ، وقولُ الفَرَزْدَقِ:
وكيفَ أخافُ الناسَ والله قابِضٌ **** على الناسِ والسَّبْعَيْنِ في راحَةِ اليَدِ
أي: سَبْعِ سَماواتٍ وسَبْعِ أرَضينَ.
والحَسَنُ بنُ علِيِّ بنِ وهبٍ، وبكرُ بنُ مُحمدِ بنِ سَهْلٍ، وسهلُ بنُ إبراهيمَ، وابنُهُ أحمدُ، وحَفيدُهُ مُحمدٌ السَّبْعِيُّونَ: محدِّثونَ.
والسَّبُعُ، بضم الباءِ وفتحها وسُكونِها: المُفْتَرِسُ من الحَيَوانِ،
ج: أسْبُعٌ وسِباعٌ،
وأرضٌ مَسْبَعَةٌ، كَمَرْحَلَةٍ: كثيرَتُهُ.
وذاتُ السِّباعِ، ككِتابٍ: ع.
ووادِي السِّباعِ: بطَرِيقِ الرَّقَّةِ، مَرَّ به وائلُ بنُ قاسِطٍ على أسْماءَ بنتِ دُرَيْمٍ، فَهَمَّ بها حين رآها مُنْفَرِدَةً في الخباءِ، فقالتْ له: والله لئن هَمَمْتَ بِي لَدَعَوْتُ أسْبُعِي، فقال: ما أَرَى في الوادي غيرَكِ، فَصاحَتْ بِبَنِيها: يا كَلْبُ يا ذئبُ يا فَهْدُ يا دُبُّ يا سِرْحانُ يا سِيدُ يا ضَبُعُ يا نَمِرُ، فجاؤوُا يَتَعادَوْنَ بالسُّيوف، فقال: ما أرَى هذا إلا وادِيَ السِّباعِ،
والسَّبْعِيَّةُ: ماءَةٌ لبني نُمَيْرٍ.
والسَّبْعونَ: عَدَدٌ م، ومحمدُ بنُ سَبْعونَ المُقْرِئُ المَكّيُّ، وعبدُ الله بنُ سَبْعونَ: محدّثٌ.
وسَبْعينُ: ة بحَلَبَ، كانت إقْطاعاً للمُتَنَبِّئ من سَيْفِ الدَّوْلَةِ.
والسَّبُعانُ، بضم الباءِ: ع ببلادِ قَيْسٍ.
والسَّبْعَةُ، وتُضَمُّ الباءُ: اللبُؤَةُ.
وككتابٍ: ابنُ ثَابِتٍ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ عُرْفُطَةَ.
وكزبيرٍ: ابنُ حاطِبٍ، وابنُ قَيْسٍ: صحابيُّونَ.
وكجُهَيْنَةَ: بنتُ الحارِثِ، وبنتُ حَبيبٍ: صحابيَّتانِ.
والسِّبْعُ، بالكسر: ظِمْءٌ من أظْماءِ الإِبِلِ، وهو أن تَرِدَ في اليومِ السابعِ، وبالضم، وكأَميرٍ: جُزْءٌ من سَبْعَةٍ.
وسَبَعَهُم، كضَرَبَ ومَنَعَ: كان سابِعَهُم، أو أخَذَ سُبْعَ أموالِهِم
و~ الذِّئبَ: رَماهُ، أو ذَعَرَهُ،
و~ فلاناً: شَتَمَهُ، وَوَقَعَ فيه أو عضَّه،
و~ الشيءَ: سَرَقَه،
كاسْتَبَعَه،
و~ الذئبُ الغَنَمَ: فَرَسَهَا،
و~ الحَبْلَ: جَعَلَهُ على سَبْعِ طاقاتٍ،
والسُّباعِيُّ، بالضم: الجَمَلُ العظيمُ الطويلُ، وهي بهاءٍ.
ورجُلٌ سُباعِيُّ البَدَنِ: كذلك.
والأسْبوعُ من الأيَّامِ،
والسُّبُوعُ، بضمهما: م.
وطافَ بالبَيْتِ سَبْعاً وأُسْبوعاً وسُبوعاً.
وكأَميرٍ: السَّبيعُ بنُ سَبْعٍ، أبو بَطْنٍ من هَمْدانَ، منهم: الإِمامُ أبو إسحاقَ عَمْرُو بنُ عبدِ الله، ومَحَلَّةٌ بالكوفة مَنْسوبَةٌ إليهم أيضاً.
وأسْبَعَ: وَرَدَتْ إبِلُهُ سبْعاً،
و~ القومُ: صاروا سَبْعَةً،
و~ الرُّعْيانُ: وَقَعَ السَّبُعُ في مَواشِيهم،
و~ ابْنَهُ: دَفَعَه إلى الظُّؤرةِ،
و~ فلاناً: أطْعَمَه السَّبُعَ،
و~ عَبْدَهُ: أَهْمَلَه.
والمُسْبَعُ، كمُكْرَمٍ: المُتْرَفُ، أو الدَّعِيُّ، أو وَلَدُ الزِّنا، أو من تموت أمُّهُ فَيُرْضِعُهُ غيرُها، أو مَنْ في العُبودِيَّةِ إلى سَبْعَةِ آباءٍ، أو إلى أربَعَةٍ، أو من أُهْمِلَ مع السِّباعِ فَصارَ كَسَبُعٍ خُبْثاً، أو المَوْلودُ لسَبْعَةِ أشهرٍ.
وسَبَّعَهُ تَسْبيعاً: جَعَلَهُ سَبْعَةً، وجَعَلَه ذا سَبْعَةِ أرْكانٍ،
و~ الإِناءَ: غَسَلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ،
و~ اللّهُ لَكَ: أعْطاكَ أجْرَكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ أو سَبْعَةَ أضْعافٍ،
و~ القرآنَ: وظَّفَ عليه قِراءَتَهُ في كلِّ سَبْعِ لَيالٍ،
و~ لامْرَأتِهِ: أقامَ عندَها سَبْعَ لَيالٍ،
و~ دَراهمَهُ: كَمَّلَها سَبْعينَ، وهذه مُوَلَّدَةٌ،
و~ القومُ: تمَّتْ سَبْعَ مِئَةِ رجُلٍ.
والسِّباعُ، ككتابٍ: الجِماعُ، والفَخَارُ بكَثْرَتِهِ، والرَّفَثُ، والتَّشاتُمُ.

جذا (لسان العرب) [2]


جَذا الشيءُ يَجْذُو جذْواً وجُذُوّاً وأَجْذَى، لغتان كلاهما: ثبت قائماً، وقيل: الجَاذِي كالجَاثي. الجوهري: الجَاذِي المُقْعِي منتصب القدمين وهو على أَطراف أَصابعه؛ قال النعمان بن نَضْلة العدويّ وكان عمر، رضي الله عنه، استعمله على مَيْسان: فَمنْ مُبْلغُ الحَسْناءِ أَنَّ خلِيلَها، بِمَيْسانَ، يُسْقَى في قِلال وحَنْتَمِ؟ إذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ، وصَنَّاجةٌ تَجْذُو على كلّ مَنْسِم فإنْ كنت نَدْماني فبالأَكْبَر اسْقِني، ولا تَسْقِنِي بالأَصْفَرِ المُتَثَلِّمِ لعلَّ أَميرَ المؤمنينَ يسوءُهُ تَنادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ فلما سمع عمر ذلك قال: إي والله يسوءني وأَعزلك ويروى: وصنَّاجة تجذو على حَرْفِ مَنسِم وقال ثعلب: الجُذُوُّ على أَطرف الأَصابع والجُثُوُّ على الرُّكَب. قال ابن . . . أكمل المادة الأَعرابي: الجَاذِي على قدميه، والجاثي على ركبتيه، وأَما الفراء فإنه جعلهما واحداً. الأَصمعي: جثَوْت وجَذَوْت وهو القيام على أَطراف الأَصابع، وقيل: الجاذي القائم على أَطراف الأَصابع؛ وقال أَبو دواد يصف الخيل: جاذِيات على السَّنَابِكِ قد أَنْـ ـحَلَهُنَّ الإسْراجُ والإلْجَامُ والجمع جِذاءٌ مثل نائِم ونِيام؛ قال المَرَّار: أَعَانٍ غَرِيبٌ أَم أَمِيرٌ بأَرْضها، وحَوْلِيَ أَعْدَاءٌ جِذاءٌ خُصُومُها؟ وقال أَبو عمرو: جَذَا وجَثَا لغتان، وأَجْذَى وجَذَا بمعنى إذا ثبت قائماً.
وكل من ثبت على شيء فقد جَذَا عليه؛ قال عمرو بن جميل الأَسدي: لم يُبْقِ منها سَبَلُ الرَّذاذِ غيرَ أَثافي مِرْجَلٍ جَوَاذِ وفي حديث ابن عباس: فجَذَا على ركبتيه أَي جَثا. قال ابن الأَثير: إلا أَنه بالذال أَدلُّ على اللزوم والثبوت منه بالثاء. قال ابن بري: ويقال جَذَا مثل جَثا، واجْذَوَى مثل ارْعَوَى فهو مُجْذَوٍ؛ قال يزيد بن الحَكَم:نَدَاكَ عن المَوْلى ونَصْرُكَ عاتِمٌ، وأَنتَ لهُ بالظُّلْمِ والفُحْشِ مُجْذَوي قال ابن جني: ليست الثاء بدلاً من الذال بل هما لغتان.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ المؤمن كالخامَةِ من الزرع تُفَيِّئُها الريحُ مرة هناك ومرة هنا، ومثَلُ الكافر كالأَرْزَة المُجْذِيَةِ على وجه الأَرض حتى يكونَ انْجِعافُها بمَرَّةٍ، أَي الثابتة المُنْتَصِبة؛ يقال: جَذَتْ تَجْذو وأَجْذَتْ تُجْذي، والخامَةُ من الزرع: الطاقة منه، وتُفَيِّئُها: تَجِيءُ بها وتَذْهب، والأَرْزَةُ: شجرة الصَّنَوْبر، وقيل: هو العَرْعَر، والانْجِعافُ: الانْقِلاعُ والسقوطُ، والمُجْذِيَة: الثابتة على الأَرض. قال الأَزهري: الإجْذاء في هذا الحديث لازم، يقال: أَجْذَى الشيءُ يُجْذي وجَذَا يَجْذُو جُذُوّاً إذا انتصب واستقام، واجْذَوْذَى اجْذِيذاءً مثله.
والمُجْذَوْذي: الذي يلازم الرحل والمنزل لا يفارقه؛ وأَنشد لأَبي الغريب النصْري: أَلسْتَ بمُجْذَوذٍ على الرَّحْلِ دائِبٍ؟ فما لَكَ، إلا ما رُزِقْتَ، نَصيبُ وفي حديث فَضالة: دخلتُ على عبد الملك بن مَرْوان وقد جَذَا منخراه وشَخَصَت عَيْناه فعَرَفْنا منه الموت، أَي انْتَصبَ وامتَدَّ.
وتَجَذَّيْتُ يومي أَجمعَ أَي دَأَبْتُ.
وأَجْذَى الحجرَ: أَشاله، والحجَرُ مُجْذىً.
والتَّجاذي في إشالةِ الحجر: مثل التَّجاثي.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنه: مَرَّ بقومٍ يُجْذُونَ حجَراً أَي يُشِيلونه ويرفعونه، ويروى: وهُمْ يتَجاذَوْنَ مِهْراساً؛ المِهْراس: الحجر العظيم الذي يُمْتَحَن برفعه قُوَّةُ الرجل.
وفي حديث ابن عباس: مَرَّ بقومٍ يتَجاذَبُون حجَراً، ويروى يُجْذُون؛ قال أَبو عبيد: الإجْذاءُ إشالة الحجر لتُعرف به شدَّةُ الرجل، يقال: هم يُجْذُون حجراً ويتَجاذَوْنه. أَبو عبيد: الإجْذاء في حديث ابن عباس واقع؛ وأَما قول الراعي يصف ناقة صُلْبة: وبازِل كعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ، لم يُجْذِ مِرْفَقُها في الدَّفِّ منْ زَوَرِ فإنه أَراد لم يتباعد من جنبه منتصباً من زَوَرٍ ولكن خِلْقةً.
وأَجْذَى طرْفَه: نصَبَه ورمى به أَمامه؛ قال أَبو كبير الهذلي: صَدْيان أَجْذَى الطَّرْفَ في مَلْمومة، لوْنُ السَّحابِ بها كَلَوْنِ الأَعْبَل وتَجاذَوْهُ: ترابَعوه ليَرْفَعوه.
وجَذَا القُرادُ في جَنْب البعير جُذُوّاً: لَصِق به ولزمه.
ورجل مُجْذَوْذٍ: مُتَذلِّل؛ عن الهَجَريِّ. قال ابن سيده: وإذا صحَّت اللفظة فهو عندي من هذا كأَنه لَصِقَ بالأَرض لِذُلِّه.
ومِجْذاء الطائر: مِنْقارُه؛ وقول أَبي النجم يصف ظليماً: ومَرَّة بالحَدِّ مِنْ مِجْذائِهِ (* قوله «ومرة بالحد إلخ» عجزه كما في التكملة: عن ذبح التلع وعنصلائه وذبح كصرد، والتلع بفتح فسكون، وعنصلائه بضم العين والصاد). قال: المِجْذاءُ مِنقارُه، وأَراد أَنه ينزع أُصول الحشيش بمنقاره؛ قال ابن الأَنباري، المِجْذاءُ عُودٌ يُضرب به؛ قال الراجز: ومَهْمَهٍ للركب ذي انْجِياذِ، وذي تَبارِيحَ وذي اجْلِوَّاذِ (* قوله «ومهمه إلخ» هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه). ليس بذِي عِدٍّ ولا إخَاذِ، غَلَّسْتُ قبل الأَعْقَدِ الشَّمّاذِ قال: لا أَدري انجياذ أَم انجباذ.
وفي النوادر: أَكلنا طعاماً فجاذَى بينَنا ووالى وتابَع أَي قَتَلَ بعْضَنا على إثْر بعضٍ.
ويقال: جَذَيْتُه عنه وأَجْذَيْتُِ عنه أَي منَعْته؛ وقول ذي الرمة يصف جمالاً: على كلِّ مَوَّارٍ أَفانينُ سَيْرِه، شُؤُوٌّ لأَبْواعِ الجَواذي الرَّواتِكِ قيل في تفسيره: الجَوَاذي السِّراعُ اللَّواتي لا يَنْبَسِطن من سُرْعتهن.
وقال أَبو ليلى: الجَواذي التي تَجْذُو في سيرها كأَنها تَقْلَع السيرَ؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف جَذَا أَسرع ولا جَذَا أَقْلَع.
وقال الأَصمعي: الجَواذي الإبلُ السِّراع اللاتي لا ينبسطن في سيرهن ولكن يَجْذُون ويَنْتَصِبْنَ.
والجِذْوَة والجَذْوة والجُذوة: القَبَسة من النار، وقيل: هي الجَمْرة، والجمع جِذاً وجُذاً، وحكى الفارسي جِذاءٌ، ممدودة، وهو عنده جمع جَذْوَة فيُطابقُ الجمعَ الغالِبَ على هذا النوع من الآحاد. أَبو عبيد في قوله عز وجل: أَو جِذْوَةٍ من النار؛ الجِذْوة مثل الجِذْمَةِ وهي القطعة الغليظة من الخشب ليس فيها لهب.
وفي الصحاح: كأنَّ فيها ناراً ولم يكن.
وقال مجاهد: أَو جَذْوة من النار أَي قطعة من الجمر، قال: وهي بلغة جميع العرب.
وقال أَبو سعيد: الجَذْوة عود غليظ يكون أَحدُ رأْسَيْه جَمْرةً والشهابُ دونها في الدقة. قال: والشُّعْلة ما كان في سراج أو في فتيلة. ابن السكيت: جِذْوَة من النار وجِذًى وهو العود الغليظ يؤخذ فيه نار.ويقال لأَصل الشجرة: جِذْيَة وجَذَاة. الأَصمعي: جِذْمُ كل شيء وجِذْيُه أَصله.
والجِذَاءُ: أُصولُ الشجر العظامُ العادِيَّةُ التي بَلِيَ أَعلاها وبَقِيَ أَسفلُها؛ قال تميم بن مُقْبل: باتَتْ حَوَاطِبُ ليْلى يَلْتَمِسْنَ لها جَزْلَ الجِذَا غَيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ واحدته جَذَاةٌ؛ قال ابن سيده: قال أَبو حنيفة ليس هذا بمعروف وقد وهم أَبو حنيفة لأَن ابن مقبل قد أَثبته وهُوَ مَنْ هُوَ.
وقال مرَّة: الجَذَاةُ من النبت لم أَسمع لها بتَحْلِيَةٍ، قال: وجمعها جِذَاءٌ؛ وأَنشد لابن أَحمر: وَضَعْنَ بذي الجَذاةِ فُضُولَ رَيْطٍ، لِكَيْما يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا ويروى: لكيما يَجْتَذِينَ. ابن السكيت: ونبت يقال له الجَذَاةُ، يقال: هذه جَذاة كما ترى، قال: فإن أَلقيت منها الهاء فهو مقصور يكتب بالياء لأَن أَوله مكسور.
والحجى: العقل، يكتب بالياء لأَن أَوله مكسور.
واللِّثَى: جمع لِثَةٍ، يكتب بالياء. قال: والقِضَة تجمع القِضِين والقِضُون، وإذا جمعته على مثال البُرَى قلت القُضَى. قال ابن بري: والجِذَاءُ، بالكسر، جمع جَذَاةٍ اسم بنت؛ قال الشاعر: يَدَيْت على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ، بأَسفلِ ذِي الجَذَاةِ، يَدَ الكَرِيمِ رأَيت في بعض حواشي نسخة من نسخ أَمالي ابن بري بخط بعض الفضلاء قال: هذا الشاعر عامر بن مؤاله (* قوله «ابن مؤاله إلخ» هكذا في الأصل)، واسمه معقل، وحَسْحاس هو حَسْحاس بن وهْبِ ابنِ أَعْيا بن طَرِيف الأَسَدِي.
والجاذِيَةُ: الناقة التي لا تلبث إذا نُتجت أَن تَغْرِزَ أَي يقِلَّ لبنُها. الليث: رجل جاذٍ وامرأَة جاذِيَة بَيِّنُ الجُذُوِّ وهو قصير الباع؛ وأَنشد لسهم بن حنظلة أَحد بني ضُبَيْعة بن غنيّ بن أَعْصُر: إنّ الخِلافةَ لم تكنْ مَقصورة، أَبَداً، على جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ يريد: قصيرهما، وفي الصحاح: مُبَخَّل. الكسائي: إذا حمل ولد الناقة في سنامه شحماً قيل أَجْذَى، فهو مُجْذٍ؛ قال ابن بري: شاهده قول الخنساء: يُجْذِينَ نَيّاً ولا يُجْذِينَ قِرْدانا يُجْذِينَ الأَوَّلُ من السَّمَنِ، ويُجْذِين الثاني من التعلق. يقال: جَذَى القُراد بالجَمَل تعلق.
والجَذَاةُ: موضع.

رعد (لسان العرب) [1]


الرِّعْدَة: النافض يكون من الفزع وغيره، وقد أُرْعِدَ فارتَعَدَ.
وتَرَعْدَد: أَخَذته الرعدة.
والارتعاد: الاضطراب، تقول: أَرعده فارتعد.
وأُرْعِدَت فرائصه عند الفزع.
وفي حديث زيد بن الأَسود: فجيء بهما تُرْعَد فرائصهما أَي ترجف وتضطرب من الخوف.
ورجل تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة: جبان يُرْعَدُ عند القتال جبناً؛ قال أَبو العيال: ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْديـ دَةٌ رَعِشٌ، إِذا ركبوا ورجل رِعْشيش: مثل رَعْديد، والجمع رعاديد ورعاشِيشُ، وهو يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ.
ونبات رعديد: ناعم؛ أَنشد ابن الأَعرابي: والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا وقد تَرَعَّد.
وامرأَة رِعديدة: يترجرج لحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ شيءٍ مترجرج كالقَريس والفالوذ والكثيب ونحوه، فهو يَتَرَعدَد كما تترعدد الأَليَة؛ قال العجاج: فهو كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة.
وقيل لأَعرابي: أَتعرف . . . أكمل المادة الفالوذ؟ قال: نعم أَصفر رِعْديد.
وجارية رِعْديدة: تارّة ناعِمة، وجَوارٍ رعاديدُ. ابن الأَعرابي: وكثيب مُرْعِد أَي مُنْهال، وقد أُرْعِدَ إِرْعاداً؛ وأَنشد: وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ، كالغُصْن بين المُهَدات المُرْعَد أَي ما تمهد من الرمل.
والرعد: الصوت الذي يسمع من السحاب.
وأَرْعَد القوم وأَبرَقوا: أَصابهم رعد وبرق.
ورعَدت السماء تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت: صوّتت للإِمطار.
وفي المثل: رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة؛ يضرب للذي يكثر الكلام ولا خير عنده.
وسحابة رعَّادة: كثيرة الرعد.
وقال اللحياني: قال الكسائي: لم نسمعهم قالوا رعادة.
وأَرْعَدنا: سمعنا الرَّعْدَ.
ورُعِدْنا: أَصابنا الرعد.
وقال اللحياني: لقد أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد.
وقوله تعالى: يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه ملك يزجر السحاب؛ قال: وجائز أَن يكون صوت الرعد تسبيحه لأَن صوت الرعد من عظيم الأَشياء.
وقال ابن عباس: الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإِبل بحُدائه.
وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال: الله أَعلم.
وقيل: الرعد صوت السحاب والبرق ضوءٌ ونور يكونان مع السحاب. قالوا: وذكر الملائكة بعد الرعد في قوله عز وجل: ويسبح الرعد بحمده والملائكة، يدل على أَن الرعد ليس بملك.
وقال الذين قالوا الرعد ملك: ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من الملائكة، كما يذكر الجنس بعد النوع.
وسئل عليّ، رضي الله عنه، عن الرعد فقال: مَلَك، وعن البرق فقال: مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد.
وقال الليث: الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح؛ قال: ومن صوته اشتق فعل رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد.
وقال الأَخفش: أَهل البادية يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك.
ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت: تحسنت وتعرّضت.
ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد رَعْداً، وأَرْعَد: تهدَّدَ وأَوعد.
وإِذا أَوْعد الرجل قيل: أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ؛ قال ابن أَحمر: يا جَلَّ ما بَعُدَت عليك بِلادُنا وطِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك وارْعُد الأَصمعي: يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إِذا أَوعده، ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء؛ وكان أَبو عبيدة يقول: رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد، ويحتج بقول الكميت: أَرْعِدْ وأَبرِقْ يا يزيـ دُ، فما وعِيدُك لي بضائر ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت.
وقال الفراء: رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف.
وفي حديث أَبي مليكة: إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده وتَهَدُّده.
ويقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أَرعدت وأَبرقت؛ ويقال في ذلك كله: رعَدَت وبَرَقَت.
ويقال: هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال.
ورجل رَعَّادة ورَعَّاد: كثير الكلام.
والرُّعَيْداءُ: ما يرمى من الطعام إِذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه، وهي في بعض نسخ المصنف رُغَيْداء، والغين أَصح (* قوله «والغين أصح» كذا بالأصل بإعجام الغين، وفي شرح القاموس والعين أصح باهمالها ونسبها للفراء.) والرَّعَّاد: ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً.
وقولهم: جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، يعني بها الحرب.
وذاتُ الرَّواعِدِ: الداهية.
وبنو راعِد: بطن، وفي الصحاح: بنو راعِدة.

الغَرْبُ (القاموس المحيط) [1]


الغَرْبُ: المَغْرِبُ، والذَّهابُ، والتَّنَحِّي، وأوَّلُ الشَّيءِ، وحَدَّهُ،
كغُرابِهِ، والحِدَّةُ، والنَّشاطُ، والتَّمادِي، والرَّاوِيَةُ، والدَّلْوُ العَظيمَةُ، وعِرْقٌ في العَيْنِ يَسْقي لا يَنْقَطِعُ، والدَّمْعُ، ومَسِيلُهُ، أو انْهِلالُهُ مِنَ العَيْنِ، والفَيْضَةُ مِنَ الخَمْرِ ومِنَ الدَّمْعِ، وبَثْرَةٌ في العَيْنِ، ووَرَمٌ في المآقِي، وكَثْرَةُ الرِّيقِ، وبَلَلُهُ ومَنْقَعُهُ، وشَجَرَةٌ حِجازِيَّةٌ ضَخْمَةٌ شاكَةٌ، قِيلَ: ومنه: "لا يزالُ أهْلُ الغَرْبِ ظاهِرِينَ على الحَقِّ"،
و= يومُ السَّقْيِ، والفَرَسُ الكثيرُ الجَرْيِ، ومُقْدِمُ العَيْنِ، ومُؤْخِرُها، والنَّوَى والبُعْدُ،
كالغَرْبَةِ وقد تَغَرَّبَ.
وبالضم: النُّزُوحُ عنِ الوَطَنِ،
كالغُرْبَة والاغْترابِ والتَّغَرُّبِ، وبالتَّحْريكِ: شَجَرٌ، والخَمْرُ، والفِضَّةُ، أو جامٌ منها، والقَدَحُ، وداءٌ يُصيبُ الشَّاةَ، والذَّهَبُ، والماءُ يَقْطُرُ مِنَ الدَّلْوِ بينَ الحَوْضِ والبِئْرِ، وريحُ الماءِ والطِّينِ، والزَّرَقُ في . . . أكمل المادة عَيْنِ الفَرَسِ.
والغُرابُ: م، ج: أغْرُبٌ وأغْرِبَةٌ وغِرْبانٌ وغُرْبٌ،
جج: غَرابِينُ، واسْمُ فَرَسٍ لِغَنِيٍّ،
و~ منَ الفَأسِ: حَدُّها، والبَرَدُ والثَّلْجُ، ولَقَبُ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَصْفَهانِيِّ، وجَبَلٌ،
و ع بِدمَشْقَ، وجَبَلٌ شاهِقٌ بالمدينةِ، وقَذالُ الرَّأسِ،
و~ منَ البَرِيرِ: عُنْقُودُهُ.
والغُرَابانِ: طَرَفا الوَرِكَيْنِ الأَسْفَلانِ يَلِيانِ أعالي الفَخِذِ، أو عَظْمانِ رَقيقانِ أسْفَلَ من الفَرَاشَةِ.
ورِجْلُ الغُرابِ: ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبِلِ، لا يَقْدِرُ معهُ الفَصيلُ أن يَرْضَعَ أُمَّهُ، وحَشِيشَةٌ تُسَمَّى بالبَرْبَرِيَّةِ: آطْرِيلالَ، كالشَّبَثِ في ساقِهِ وجُمَّتِهِ وأصْلِهِ، غيرَ أنَّ زَهْرَهُ أبْيَضُ ويَعْقِدُ حَبًّا كحَبِّ المَقْدُونِسِ، ودِرْهَمٌ من بِزْرهِ مَسْحُوقاً مَخْلوطاً بالعَسَلِ مُجَرَّبٌ في اسْتِئْصالِ البَرَصِ والبَهَقِ شُرْباً، وقد يُضافُ إليه رُبْعُ دِرْهَمٍ عاقِرِ قَرْحا، ويَقْعُد في شَمْسٍ حارَّةٍ مَكْشوفَ المَواضِعِ البَرِصَةِ.
وصُرَّ عليه رِجْلُ الغُرابِ: ضاقَ الأَمْرُ عليه.
والغُرابِيُّ: ثَمَرٌ، وحِصْنٌ باليَمنِ،
و ع بطَرِيق مِصْرَ.
ومحمدُ بنُ (أبي) مُوسَى الغَرَّابُ، كشَدَّادٍ: شيخٌ لأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِي.
وأغْرِبَةُ العَرَبِ: سُودانُهُمْ.
والأَغْرِبَةُ في الجاهِلِيَّةِ: عَنْتَرَةُ، وخُفافُ بنُ نُدْبَةَ، وأبو عُمَيْرِ بنُ الحُبابِ، وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وهشامُ بنُ عُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْط، إلا أنَّه مُخَضْرمٌ قد ولي في الإِسلام،
و~ من الإِسلاميين: عبدُ اللَّهِ بنُ خازِمٍ، وعُمَيْرُ بنُ أبي عُمَيْرٍ، وهَمَّامُ بنُ مُطَرِّفٍ، ومُنْتَشِرُ بنُ وهْبٍ، ومَطَرُ بنُ أوْفَى، وتَأَبَّطَ شَرًّا، والشَّنْفَرَى، وحاجِزٌ غيرُ مَنْسوبٍ.
والإِغْرابُ: إتْيانُ الغَرْبِ، والإِتْيانُ بالغَرِيبِ، والمَلْءُ، وكَثْرَةُ المالِ، وحُسْنُ الحالِ، وإكْثارُ الفَرَسِ منْ جَرْيِهِ، وإجْراءُ الرَّاكِبِ فَرَسَهُ إلى أن يَمُوتَ، والمُبالَغَةُ في الضَّحِكِ، والإِمْعانُ في البِلادِ،
كالتَّغْرِيب، وبَياضُ الأَرْفاغِ.
ومَغْرِبانُ الشَّمْسِ: حيث تَغْرُبُ.
ولَقِيتُهُ مَغْرِبَها ومُغَيْرِبانَها ومُغَيْرِباناتِها: عندَ غُرُوبها.
وتَغَرَّبَ: أتَى من الغَرْبِ.
والغَرْبِيُّ منَ الشَّجَرِ: ما أصابَتْهُ الشَّمْسُ بِحَرِّها عندَ أُفُولِها، ونَوْعٌ منَ التَّمْرِ، وصِبْغٌ أحْمَرُ، والفَضيخُ منَ النَّبِيذِ.
وغَرَبَ: غابَ،
كغَرَّبَ، وبَعُدَ.
واغْتَرَبَ: تَزَوَّجَ في غيرِ الأَقارِبِ.
وكسُكَّرٍ: جَبَلٌ بالشَّامِ، وبهاءٍ: ماءٌ عنده، (وقد يُخَفَّفُ).
واسْتَغْرَبَ واسْتُغْرِبَ وأغْرَبَ: بالَغَ في الضَّحِكِ.
والعَنْقاءُ المُغْرِبُ، بالضم، وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبَةٌ ومُغْرِبٍ، مُضافَةً: طائِرٌ مَعْروفُ الاسمِ لا الجِسْمِ، أو طائِرٌ عظيمٌ يُبْعِدُ في طَيَرانهِ، أو منَ الأَلْفاظِ الدَّالَّةِ على غيرِ مَعْنىً، والدَّاهِيَةُ، ورأسُ الأَكَمَةِ، والتي أغْرَبَتْ في البِلادِ فَنَأَتْ، فلم تُحَسَّ ولم تُرَ.
والتَّغْريبُ: أن يأتِيَ ببنينَ بِيضٍ، وبَنينَ سُودٍ، ضِدُّ، وأن تَجْمَعَ الثَّلْجَ والصَّقيعَ فَتَأْكُلَهُ.
والمُغْرَبُ، بفتح الرَّاءِ: الصُّبْحُ، وكُلُّ شيءٍ أبْيَضَ، أو ما كُلُّ شَيءٍ منْهُ أبْيَضُ، وهو أقْبَحُ البَياضِ، أوْ ما ابْيَضَّ أشْفارُهُ.
والغِرْبيبُ، بالكسر: مِنْ أجْوَدِ العِنَبِ، والشيْخُ يُسَوِّدُ شَيْبَهُ بالخِضابِ. وأَسْوَدُ غِرْبيبٌ: حالِكٌ.
وأمَّا {غَرابيبُ سُودٌ}: فالسُّودُ بَدَلٌ، لأَنَّ تَوْكِيدَ الأَلْوانِ لا يَتَقَدَّمُ.
وأُغْرِبَ، بالضمِّ: اشْتَدَّ وجَعُهُ،
و~ عليهِ: صُنِعَ به صَنِيعٌ قَبِيحٌ،
و~ الفَرَسُ: فَشَتْ غُرَّتُهُ.
والغُرُبُ، بِضَمَّتَيْنِ: الغَريبُ.
والغُرَاباتُ والغُرابِيُّ والغُرُباتُ وغُرْبُبُ، ونِهْيُ غُرابٍ وغُرُبٍ، بضمهِنَّ: مَواضِعُ.
والغَرِيبَةُ: رَحَى اليَدِ، لأَنَّ الجِيرانَ يَتَعَاوَرُونَها.
والغارِبُ: الكاهِلُ، أو مابَيْنَ السنَّامِ والعُنُقِ،
ج: غَوارِبُ.
و"حَبْلُكِ على غارِبِكِ" أي: اذْهَبِي حيثُ شِئْتِ.
وغَوارِبُ الماءِ: أَعالي مَوْجِهِ.
وأصابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ، ويُحَرَّكُ،
وسَهْمٌ غَرْبٌ، نَعْتاً، أي: لا يُدْرَى رامِيهِ.
وغَرِبَ، كَفَرِحَ: اسْوَدَّ.
وككَرُمَ: غَمُضَ وخَفِيَ.
و"المُغَرِّبونَ"، بكسرِ الرَّاءِ المُشَدَّدَةِ، في الحَديثِ: الذينَ تَشْرَكُ فيهِمُ الجِنُّ، سُمُّوا بِهِ لأَنَّهُ دَخَلَ فيهِمْ عِرْقٌ غَريبٌ، أو لِمَجيئِهِمْ مِنْ نَسَبٍ بَعيدٍ.

قَرُبَ (القاموس المحيط) [1]


قَرُبَ منه، ككَرُمَ، وقَرِبَه، كَسَمِع، قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً: دَنَا، فهو قَريبٌ، للواحِد والجَمْعِ.
والمَقْرِبَةُ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ،
والقُرْبَةُ، (والقُرُبَةُ) والقُرْبَى: القَرَابَةُ.
وهو قَرِيبي وذُو قَرابَتِي، ولا تَقُلْ: قَرابَتِي.
وأقْرِباؤُكَ وأقارِبُكَ وأقْرَبوكَ: عَشيرَتُك الأَدْنَوْنَ.
والقَرْبُ: إدْخالُ السَّيفِ في القِرابِ: للْغِمْدِ، أو لِجَفْنِ الغِمْدِ،
كالإِقرابِ، أو اتِّخاذُ القِرابِ للسَّيفِ، وإطْعامُ الضَّيفِ الأَقْرابَ.
وبالضم، وبضَمَّتينِ: الخاصِرةُ، أو من الشَّاكِلَةِ؟؟ إلى مَراقِّ البَطْنِ،
ج: الأَقْرابُ.
وكفَرِحَ: اشْتَكاهُ،
كقَرَّبَ تَقْريباً.
وكقُفْلٍ: ع، وبالتَّحْريكِ: سَيْرُ اللَّيلِ لِوِرْدِ الغَدِ،
كالقِرَابَةِ، وقد قَرَبَ الإِبِلَ، كَنَصَرَ، قِرابَةً، بالكسر، وأقْرَبْتُها، والبِئْرُ القَريبةُ الماءِ، وطَلَبُ الماءِ لَيْلاً، أو أنْ لا يكونَ بَيْنَكَ وبينَ الماءِ إلاَّ لَيْلَةٌ، أو إذا كانَ بينَكْما يومانِ فأوَّلُ يومٍ . . . أكمل المادة تَطْلُبُ فيه الماءَ:
القَرَبُ، والثاني: الطَّلَقُ.
والقُرْبانُ، بالضم: ما يُتَقَرَّبُ به إلى اللَّهِ تعالى، وجليسُ المَلِكِ الخاصُّ، ويُفْتَحُ.
وتَقَرَّبَ به تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً، بكسرتينِ: طَلَبَ القُرْبَةَ به،
ج: قَرابِينُ.
وقَرابينُ أيضاً: وادٍ بنَجْدٍ.
وقُرْبَةُ، بالضم: وادٍ.
واقْتَرَبَ: تَقَارَبَ.
وشيءٌ مُقارِبٌ، بالكسر: بينَ الجَيِّدِ والرَّديءِ، أو دَينٌ مُقارِبٌ، بالكسر، ومَتاعٌ مُقارَبٌ، بالفتح.
وأقْرَبَتْ: قَرُبَ وِلادُها، فهي مُقْرِبٌ،
ج: مَقاريبُ،
و~ المُهْرُ،
و~ الفَصيلُ: دَنا للإِثْناءِ.
وافْعَلْ ذلك بقَرابٍ، كَسحابٍ: بِقُرْبٍ.
وقرابُ الشيء، بالكسر،
وقُرابُه وقُرابَتُه، بضمِّهما: ما قارَبَ قَدْرَه.
وإناءٌ قَرْبانُ،
وصَحْفَةٌ قَرْبَى: قارَبا الامتِلاءَ.
وقَدْ أقْرَبَهُ، وفيه قَرَبهُ وقِرابُه.
والمُقْرَبَةُ: الفَرَسُ التي تُدْنَى وتُقْرَبُ، وتُكْرَمُ ولا تُتْرَكُ، وهو مُقْرَبٌ، أو يُفْعَلُ ذلك بالإِناثِ لئَلاَّ يَقْرَعَها فَحْلٌ لَئيمٌ،
و~ من الإِبِلِ: التي حُزِمَتْ للرُّكوبِ.
والمُتَقارِبُ: "فَعولُنْ" ثَمانِيَ مَرَّاتٍ، وفَعولُنْ فَعولُنْ فَعَلْ مَرَّتينِ، لقُرْبِ أوتادِه من أسْبابِه.
وقارَبَ الخَطْوَ: داناهُ.
والمُقارَبَةُ والقِرابُ: رَفْعُ الرِّجْلِ للجِماعِ.
والقِرْبَةُ، بالكسر: الوَطْبُ من اللَّبَنِ، وقد تكونُ للماءِ، أو هي المَخْرُوزَةُ من جانبٍ واحدٍ،
ج: قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ وقِرَبٌ، وكذلك كُلُّ ما كان على فِعْلَةٍ، كفِقْرَةٍ وسِدْرَةٍ.
وأبو قِرْبَةَ: فَرَس عُبيدِ بنِ أَزْهَرَ.
وابنُ أبي قِرْبَةَ: أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ العِجْلِيّ، والحَكَمُ بنُ سِنانٍ، وأحمدُ بنُ داودَ، وأبو بكرِ بنُ أبي عَوْنٍ، وعبدُ اللَّهِ بنُ أيوبَ القِرْبِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
والقارِبُ: السَّفينةُ الصغيرةُ، وطالِبُ الماءِ لَيْلاً.
والقَريبُ: السمَكُ المَمْلوحُ ما دامَ في طَراءَتِه،
و~ ابنُ ظَفَرٍ: رسولُ الكُوفِيينَ إلى عُمَرَ، وعَبْدِيُّ مُحَدِّثٌ.
وكزُبَيْرٍ: لَقَبُ والِدِ الأَصْمَعِيِّ، ورئيسٌ للْخَوارجِ، وابنُ يَعْقوبَ الكاتِبُ.
وقَريبَةُ، كَحبيبَةٍ: بنتُ زَيْدٍ، وبنتُ الحَارِثِ: صَحابِيَّتانِ، وبنتُ عبدِ اللَّهِ بنِ وهْبٍ، وأُخْرَى غيرُ مَنْسُوبَةٍ: تابِعيَّتانِ.
وكجُهَيْنَةَ: بنتُ الحارِثِ، وبنتُ أبي قُحافَةَ، وبنتُ أبي أُمَيَّةَ، وقد تُفْتَحُ هذه: صَحابِيَّتانِ، ولا يُعَرَّجُ على قَوْلِ الذَّهَبِيِّ: لم أجِدْ بالضم أحَداً.
والقُرابة، بالضم: القَريبُ.
وما هو بِشَبِيهكَ ولا بِقُرابَةٍ مِنكَ، بالضم: بقَريبٍ.
وقُرابَةُ المُؤْمِنِ،
وقُرابُه: فِراسَتُه.
وجاؤوا قُرابَى، كفُرادَى: مُتقارِبينَ.
وكغُرابٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ.
والقَوْرَبُ، كَجَوْرَبٍ: الماءُ لا يُطاقُ كَثْرَةً.
وذاتُ قُرْبٍ، بالضم: ع له يومٌ م.
والمَقْرَبُ والمَقْرَبَةُ: الطريقُ المُخْتَصَرُ.
وقُرْبَى، كحُبْلى: ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ، ولَقَبُ بعضِ القُرَّاءِ.
وكشَدَّادٍ: لَقَبُ أبي علِيٍّ محمدِ بنِ محمدٍ الهَرَويِّ المُقْرِئِ، وجماعةٍ من المُحَدِّثينَ.
وتقارَبَت إِبِلُهُ: قَلَّتْ، وأدْبَرَتْ،
و~ الزَّرْعُ: دَنا إِدْراكُه.
و"إذا تقارَبَ الزَّمانُ لم تَكَدْ رؤْيا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ"، المُرادُ: آخرُ الزَّمانِ، واقْتِرابُ الساعة، لأنَّ الشيءَ إذا قَلَّ تَقاصَرَتْ أطْرافُهُ، أو المرادُ: اسْتِواءُ اللَّيْلِ والنهارِ، ويَزْعُمُ العابِرُونَ أنَّ أصْدَقَ الأَزْمانِ لوقوعِ العِبارةِ وقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ، ووقْتُ إدْراكِ الثِّمارِ، وحينئذٍ يَسْتَوِي الليلُ والنَّهارُ، أو المرادُ زَمَنُ خُروجِ المَهْدِيِّ، حينَ تكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ، والجُمُعَةُ كاليَوْمِ، يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه.
والتَّقْريبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ، أو أن يَرْفَعَ يَدَيْهِ مَعاً ويَضَعَهُما مَعاً، وأنْ يقولَ: حَيّاكَ اللَّهُ، وقَرَّبَ دارَكَ.
وتَقَرَّبَ: وضَعَ يَدَه على قُرْبِه.
وتَقَرَّبْ يا رَجُلُ: اعْجَلْ.
وقارَبَه: ناغاهُ بكلامٍ حَسَنٍ،
و~ في الأَمْرِ: تَرَكَ الغُلُوَّ، وقَصَدَ السَّدادَ.

الحَجْرُ (القاموس المحيط) [1]


الحَجْرُ، مثلثةً: المنعُ،
كالحُجْرانِ، بالضم والكسر، وحِضْنُ الإِنْسَانِ، والحَرامُ،
كالمَحْجِرِ والحاجورِ، وبالفتح: نقَا الرملِ، ومَحْجِرُ العينِ، وقصبةٌ باليمامة،
وع بديارِ بني عُقَيل، ووادٍ بين بلادِ عُذْرَةَ وغَطَفَانَ،
وة لبني سُلَيْم، ويكسر، وجبلٌ ببلادِ غَطَفانَ،
وع باليمن،
وع به وقعةٌ بينَ دَوْسٍ وكِنانَةَ، وجَمْعُ حَجْرَةٍ للناحية، كالحَجَرَاتِ والحَوَاجِزِ.
وحَجْرُ ذِي رُعَيْنٍ: أبو القبيلة، منهمْ: عباسُ بنُ خُلَيدٍ التَّابِعِيُّ، وعُفَيْل بنُ باقلٍ، وقيسُ بنُ أبي يَزِيدَ، وهشامُ بنُ حُمَيْدٍ وذُرِّيَّتُهُ، ومن حَجْرِ الأَزْدِ الحافِظَانِ: عبدُ الغنِيِّ، والإِمامُ أبو جعفرٍ الطحاويُّ، وبالكسر: العقلُ، وما حوَاهُ الحَطِيمُ المُدارُ بالكعبة، شرفها الله تعالى، من جانبِ الشَّمالِ، ودِيارُ ثَمُودَ أو بِلادُهُمْ، والأُنْثى من الخَيْلِ، وبالهاء: . . . أكمل المادة لَحْنٌ
ج: حُجُورٌ وحُجُورَةٌ وأَحْجَارٌ، والقَرابَةُ، وما بينَ يديكَ من ثوبِكَ،
و~ من الرجُلِ والمرأةِ: فَرْجُهُما،
وة لبني سليمٍ، ويفتح فيهما.
ونشَأ في حِجْرِهِ وحَجْرِهِ، أي: في حِفْظِهِ وسَتْرِهِ. بنُ راشِدٍ الحِجْرِيُّ، بالكسر: مِصْرِيٌّ، وبالتحريك: الصَّخْرَةُ،
كالأُحْجُرِّ، كأُرْدُنٍّ
ج: أحجارٌ وأحْجُرٌ وحِجارَةٌ وحِجارٌ،
وأرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرةٌ: كِثيرتُه، والفِضَّةُ، والذَّهَبُ، والرملُ.
والحَجَرُ الأَسْوَدُ: م، ود عظيمٌ على جبلٍ بالأَنْدَلُسِ، ومنه: محمدُ بنُ يَحْيَى المحدثُ،
وع آخَرُ.
وحَجَر الذهب: محلةٌ بِدِمَشقَ.
وحَجر شَغْلاَنَ: حِصْن قرب أنطاكِيَةَ، وبضمتين: ما يُحِيطُ بالظُّفُرِ من اللحْمِ،
وكصردٍ: جمعُ الحُجْرَةِ للغُرْفَةِ، وحَظِيرَةُ الإِبِلِ، كالحُجُرَاتِ، بضمتين، والحُجَرَاتِ، بفتح الجيمِ وسكونها، عنِ الزمخشريِّ.
والحاجِرُ: الأرضُ المرتفعة ووسَطها منخَفِضٌ، وما يُمْسِكُ الماءَ من شَفَةِ الوادي،
كالحاجُورِ، ومَنْبِتُ الرِّمْثِ، ومُجْتمعُهُ، ومُسْتَدَارُهُ
ج: حُجْرَانُ، ومنزلٌ للحاجِّ بالبادية.
والحُجْريُّ، ككرديٍّ ويكسر: الحق، والحُرمة.
وجُحْرٌ، بالضم وبضمتين: والدُ امْرِئِ القيسِ، وجدُّه الأعلى.
وابنُ ربيعةَ، وابنُ عَديٍّ، وابنُ النعمانِ، وابنُ يزيدَ: صحابيون، وابنُ العَنْبَسِ: تابعي،
وة باليمنِ من مَخاليفِ بَدْرٍ، منها: يحيى بنُ المُنْذِرِ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ جابرٍ، وبالتحريك: والدُ أوسٍ الصحابيِّ ووالِدُ الجاهليِّ الشاعِرِ، ووالدُ أنسٍ المحدثِ، أو هُما بالفتح.
وأيوبُ بنُ حَجَرٍ، ومحمدُ بنُ يحيى بنِ أبي حَجَرٍ رَوَيَا.
وذُو الحَجَرينِ الأَزْديُّ لأن ابنَتَهُ كانتْ تَدُقُّ النوى لإِبِلِهِ بِحَجَرٍ، والشَّعيرَ لأهلها بحجرٍ آخرَ.
ورُمي بحَجَرِ الأرضِ، أي: بداهيةٍ.
وكصَبورٍ: ع بِبلادِ بني سَعدٍ وراءَ عُمانَ،
وع باليمن.
والحَجُّورةُ، مشددةً،
والحاجورةُ: لُعبةٌ تَخُطُّ الصِّبْيَانُ خَطّاً مُدوَّراً، ويَقفُ فيه صبيٌّ، ويُحيطُونَ به ليأخُذُوهُ.
والمَحْجِرُ، كمجلسٍ ومِنبرٍ: الحَدِيقَةُ،
و~ من العينِ: ما دارَ بها، وبدا من البرقعِ، أو ما يظهرُ من نِقابِهَا، وعِمامَتُهُ إذا اعْتَمَّ، وما حَوْلَ القريَةِ، ومنه:
محاجرُ أقيالِ اليمنِ، وهي الأحماءُ، كان لكلِّ واحدٍ حِمًى لا يرعاهُ غيرُهُ.
واسْتحجر: اتَّخَذَ حُجرةً،
كَتَحَجَّرَ، ومُظَفَّرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ بَكْرٍ الحُجَريُّ، كجُهَنِيٍّ: محدثٌ.
والأَحْجَارُ: بُطونٌ من بني تميمٍ.
ومُحَجَّرٌ، كمعظمٍ، ومحدثٍ: ماءٌ، أو ع.
وأحجارٌ: فرسُ همَّامِ بنِ مُرَّةَ الشَّيبانِيِّ.
وأحجارُ الخَيْلِ: ما اتُّخِذَ منها للنَّسْلِ، لا يكادونَ يُفْرِدونَ الواحدَ.
وأحجارُ المِراءِ: بقُبا خارجَ المدينةِ.
وأحجارُ الزيتِ: ع داخلَ المدينةِ.
والحُجَيْرَاتُ: منزلٌ لأوسِ بنِ مَغْرَاءَ.
والحُنْجُورِ: السَّفَطُ الصَّغيرُ، وقَارُورَةٌ للذَّريرةِ، والحُلْقُومُ،
كالحَنْجَرَةِ، والحَنَاجِرُ: جَمْعُهُ، ود.
وحَجَّرَ القمرُ تَحْجيراً: اسْتَدَارَ بِخَطٍّ دَقيقٍ من غيرِ أنْ يَغْلُظَ، أو صارَ حولَهُ دارَةٌ في الغيْمِ،
و~ البعيرُ: وُسِمَ حولَ عَيْنَيْهِ بِمِيسَمٍ مُستديرٍ.
وتَحَجَّرَ عليه: ضَيِّقَ.
واسْتَحْجَرَ: اجْتَرَأَ.
واحْتَجَرَ الأرضَ: ضَرَبَ عليها مَناراً،
و~ اللَّوْحَ: وَضَعَهُ في حَجْرِهِ،
و~ به: التجَأَ واسْتَعَاذَ،
و~ الإِبلُ: تَشَدَّدَت بطونُها.
ووادي الحِجَارَةِ: د بِثُغُورِ الأَنْدَلُسِ، منه محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ حَيُّونٍ الحِجَاريُّ.
وحَجْوَرٌ، كقَسْوَرٍ: اسْمٌ.
وككَتَّانٍ: ابنُ أَبْجَرَ، أحدُ حُكَّامِهِمْ.
وحُجَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: ابنُ الرَّبِيعِ، وهشامُ بنُ حُجَيْرٍ: محدثانِ، وابنُ سُواءَةَ: جَدٌّ لِجابِرِ بنِ سَمُرَةَ.

ر - ط - ف (جمهرة اللغة) [1]


مالك، وهو ضد التّالد. والطُّرْفَة: ما أطرفتَ به من شيء أو أطرفتَ به صاحبَك، والشيء طَريف ومستطرَف، وجمع طُرْفَة طُرف. والمِطْرَف: كساء من خَزّ أو صوف له أعلام، بكسر الميم وضمّها، تميم تقول: مُطْرَف ومصحَف، وأهل الحجاز يقولون: مِطْرَف ومصْحَف. والطرْفاء: نبت، الواحدة طَرَفَة مثل قَصَبَة وقَصْباء. وتطرّف الرجلُ القومَ، إذا أغار على نواحيهم، وبه سُمِّي الرجل مطرِّفاً. والطِّراف: بيت أو قبة من أدم، والجمع طُرف. قال طرفة. وتقصيرُ يوم الدَّجْنِ والدَّجْن مُعْجِب ... ببَهْكَنةٍ تحت الطِّرافِ الممدَّدِ وقد سمَّت العرب طارِفاً وطُرَيفاً وطَريفاً وطَرَفاً ومطرِّفاً. ويقولون: جاء فلان بطارفةِ عين، إذا جاء بمال كثير، كما يقولون: جاء بعائْرةِ عين. ويقولون: " . . . أكمل المادة ما يدري فلان أي طَرَفيه أطول " ، يراد به أنَسَبُ أبيه أم نسبُ أمّه. ويقال: فلان طِرِّيف، أي يتطرّف الأمورَ. وجئتك بطَريفة من الأخباّر، أي بشيء يستطرف، والجمع طَرائف. ويقال: لا أفعلُ فلك ما ارتدّ إليّ طَرْفي، أي ما دمت أبصر بعيني. والفَرَط من قولهم: فَرَطَ هذا الأمرُ فَرَطاً وفروطاً، أي تقدّم، الاسم الفَرَط، ومنه قولهم في الصلاة على المولود: اللهمَّ اجعلْه لنا فَرَطاً وذُخْراً، أي اجعلْه لنا أجراً متقدماً. ويقال: تقدمَ الفرّاطُ قبل الوُرّاد، أي الذين يتقدّمون فيصلحون الأرْشِيَة والدِّلاء، وكل متقدِّم فارط. وفَرَطَ من فلان إليّ كلام، إذا تقدم منه إليك، وأكثر ما يستعملون ذلك في نوادر كلامهم المكروه. وفُرّاط القَطا: متقدماتها إلى الوِرْد. وفرس فُرُط: متقدمة للخيل في سيرها. قال لبيد: ولقد شهدتُ الخيلَ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحي إذ غدوت لِجامُها وُيروى: إذ نزلتُ. والأفراط: آكام تتقدمّ في الطُّرق. قال الشاعر: إذا الليلُ أدجَى واكفهر نجومُه ... وصاحَ من الأفراطِ بُومٌ جَواثمُ وهي الفُرُط أيضاً. قال الشاعر: أم هل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَب ... يَغْشَى مخارمَ بين السَّهل والفرُطِ ويقال: ما ألقاك إلا في الفَرْط، أي بعد مدّة. وإياك والفَرَطَ والفَرْطَ في القول، أي التجاوز للحدّ. وأفرطتُ القِرْبَة إفراطاً، إذا ملأتها. وغدير مفْرَط: ملآن. قال الشاعر: يرجِّع بين خُرْم مُفْرَطاتٍ ... صَوافٍ لم تكدِّرْها الدِّلاءُ الخرْم: غدر يتخرَّم بعضها إلى بعض. وأفرطت القومَ، إذا تركتهم وراءك وتقّدمتهم. وفي التنزيل: " وأنَّهم مُفْرَطون " ، أي مؤخَّرون، والله أعلم. وأفرطتُ في الأمر إفراطاً، إذا أنت جاوزت الحد فيه، وفرَّطتً فيه تفريطاً. قال أبو زيد: أفرطتُ على بعبري، إذا حملت عليه أكثر مما يطيق. ويقال: فرطت الرجلَ، إذا مدحته حتى أفرطت في مدحه. والفَطْر: مصدر فطر الله عزّ وجلّ الخَلْقَ يفطِره ويفطره فَطْراً، إذا أنشأه. وتقدمّ أعرابيّان إلى حاكم في بئر فقال أحدهما: أنا فَطَرْتُها، أي أنشأتها. وفَطَرَ نابُ البعير، إذا طلع، فُطوراً، والجمل حينئذ فاطِر، اكتفوا بفاطر عن ذِكر الناب. وانفطر العودُ وغيرُه انفطاراً، إذا انصدع أو انشقّ. وأفطرَ الصائمُ إفطاراً، واسم ما يأكله: الفَطور، بفتح الفاء. وطعام فَطير: لم يختمر، وكل ما أعجلته عن إدراكه فهو فَطير، ومنه قول عبد الله بن وَهْب الراسبي يوم النهرَوان: " إيّايَ والرأيَ الفَطيرَ " ، أي لا تستعجلوا بالرأي حتى يستحكم. قال: ونزل معاوية بامرأة من كلب وقد سَغِبَ فقال: هل من طعام؟ فقالت: حاضر، فقال: صِفِيه لي، قالت: خُبْز خَمير وحَيْس فَطير وماء نَمير ولبنٌ جَهير. قولها: جَهير، أي لم يمذق بماء هو رائب كحاله، وفَطير، أي لم يَغِبَّ فهو أطيب، والماء النَّمير: النامي في المَشارِب والذي تحسُن عليه الأجسام. والفِطْرَة: الجِبلَّة التي فطر الله تعالى عليها الخَلْقَ. ورُوي في الحديث: " كل مولودٍ يولد على الفِطْرَة " . وسيف فُطار: فيه صُدوع. قال الشاعر: حُسام كالعقيقة فهو كِمْعي ... سلاحي، لا أفَلَّ ولا فُطارا والفُطْر: شبيه بالكَمْأة بِيض عظام، الواحدة فُطْرَة. والنَّفاطير، الواحدة نُفْطُورة، وهي الكلأ المتفرِّق.

وأي (لسان العرب) [1]


الوأُيُ: الوَعْدُ.
وفي حديث عبد الرحمن بن عوف: كان لي عند رسول الله،صلى الله عليه وسلم، وَأْيٌ أَي وَعْدٌ.
وحديث أَبي بكر: مَن كان له عِند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وَأْيٌ فليَحْضُر.
وقد وَأَى وَأْياً: وَعَدَ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: من وأَى لامْرِئٍ بوَأْيٍ فَلْيَفِ به، وأَصْل الوأْي الوَعْدُ الذي يُوَثِّقُه الرجل على نفسه ويَعْزِم على الوفاء به.
وفي حديث وهب: قرأْت في الحكمة أَنَّ الله تعالى يقول إِني قد وَأَيْتُ على نفسي أَنْ أَذْكُرَ مَن ذَكَرني، عَدَّاه بعلى لأَنه أَعْطاه معنى جَعلْت على نَفْسي.
ووَأَيتُ له على نفسي أَئي وَأْياً: ضَمِنْتُ له عِدَةً؛ وأَنشد أَبو عبيد: وما خُنْتُ . . . أكمل المادة ذا عَهْد وأَيْتُ بِعَهْدِه، ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ، إِذْ جاء قانعا وقال الليث: يقال وَأَيْتُ لكَ به على نفسي وأُياً، والأَمر أَهْ والاثنين (* قوله « والأمر أه والاثنين إلى قوله وان مررت إلخ» كذا بالأصل مرسوماً مضبوطاً والمعروف خلافه.) أَياه، والجمع أَوْا، تقول: أَه وتسكت، ولا تَأَهْ وتسكت، وهو على تقدير عَهْ ولا تَعَهْ، وإِنْ مرَرْتَ قلت: إِبما وعدت، إِيا بما وعدتما، كقولك: عِ ما يقول لك في المرور.
والوَأَى من الدَّوابِّ: السرِيعُ المُشَدَّد الخَلْق، وفي التهذيب: الفرس السَّريعُ المُقْتَدِر الخَلْق، والنَّجيبةُ من الإِبل يقال لها الوآةُ، بالهاء؛ وأَنشد أَبو عبيد في الوأَى للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ: راحُوا بَصائرُهُمْ على أَكْتافِهم، وبَصِيرتي يعْدُو بها عَبَدٌ وأَى قال شمر: الوأَى الشديد، أُخذ من قولهم قِدْرٌ وَئِيَّةٌ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: إِذا جاءهُمْ مُسْتَثْئِرٌ، كانَ نَصْرُه دُعاء أَلا طِيروا بِكُلّ وأًى نَهْدِ والأُنثى وآةٌ، وناقة وآة؛ وأَنشد: ويقول ناعِيتُها إِذا أَعْرَضْتُها: هذِي الوآةُ كصَخْرَةِ الوَعْلِ والوأَى: الحمار الوَحْشي، زاد في الصّحاح: المُقْتَدِر الخَلْقِ؛ وقال ذو الرمة: إِذا انْجابَتِ الظَّلْماء أَضْحَتْ كَأَنَّها وَأًى مُنْطَوٍ باقِي الثَّمِيلة قارحُ والأُنثى وآة أَيضاً. قال الجوهري: ثم تشبه به الفرس وغيره؛ وأَنشد لشاعر: كُلُّ وآةٍ ووَأًى ضافِي الخُصَلْ، مُعْتَدِلات في الرّقاق والجَرَلْ وقِدْرٌ وَأْيةٌ وَوَئيَّةٌ: واسعة ضَخْمة، على فَعِيلة بياءين، من الفرس الوَآةِ؛ وأَنشد الأَصمعي للرّاعي: وقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَانِ وَئِيّةٍ أَنَخْتُ لَها، بَعْدَ الهُدُوِّ، الأَثافِيا وهي فَعِيلة مهموزة العين معتلة اللام. قال سيبويه: سأَلته، يعني الخليل، عن فُعِلَ مِنْ وَأَيْتُ فقال وُئِيَ، فقلت فمن خفَّف، فقال أُوِيَ، فأَبدل من الواو همزة، وقال: لا يلتقي واوان في أَوّل الحرف، قال المازني: والذي قاله خطأٌ لأَنَّ كل واو مضمومة في أَوَّل الكلمة فأَنت بالخيار، إِن شئت تركتها على حالها، وإِن شئت قلبتها همزة، فقلت وُعِدَ وأُعِدَ ووُجُوه وأُجُوه ووُرِيَ وأُورِيَ ووُئِيَ وأُوِيَ، لا لاجتماع الساكنين ولكن لضمة الأَوَّل؛ قال ابن بري: إِنما خطَّأَه المازني من جهة أَن الهمزة إِذا خففت وقلبت واواً فليست واواً لازمة بل قلبها عارض لا اعتداد به، فلذلك لم يلزمه أَن يقلب الواو الأُولى همزة، بخلاف أُوَيْصِل في تصغير واصِلٍ، قال: وقوله في آخر الكلام لا لاجتماع الساكنين صوابه لا لاجتماع الواوين. ابن سيده: وقِدْرٌ وَأْيةٌ ووَئِيَّةٌ واسعة، وكذلك القَدح والقَصْعة إِذا كانت قعيرة. ابن شميل: رَكِيَّةٌ وَئية قَعِيرة، وقصعة وئية مُفَلْطَحة واسعة، وقيل: قِدر وَئِية تَضُمّ الجَزُور، وناقة وَئِيَّةٌ ضخمة البطن. قال القتيبي: قال الرياشي الوَئِيّة الدُّرّة مثل وَئِية القِدْر، قال أَبو منصور: لم يضبط القتيبي هذا الحرف، والصواب الوَنِيَّة، بالنون، الدُّرَّة، وكذلك الوَناةُ وهي الدُّرَّة المثقوبة، وأَما الوَئِيَّةُ فهي القِدْر الكبيرة. قال أَبو عبيدة: من أَمثال العرب فيمن حَمَّل رجلاً مكروهاً ثم زاده أَيضاً: كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة؛ قال: الكِفْتُ في الأَصل القِدْرُ الصغيرة، والوَئِيّةُ الكبيرة، قال أَبو الهيثم: قِدْر وئِيّةٌ ووَئِيبةٌ، فمن قال وَئِيَّة فهي من الفرس الوَأَى وهو الضَّخم الواسع، ومن قال وَئِيبةٌ فهو من الحافر الوَأْب، والقَدَحُ المُقَعَّب يقال له وَأْبٌ؛ وأَنشد: جاءٍ بقِدْر وَأْية التَّصْعِيدِ قال: والافتعال من وأَى يَئِي اتَّأَى يَتَّئي، فهو مُتَّئٍ، والاستفعال منه اسْتَوْأَى يَسْتَوئِي فهو مُسْتَوءٍ. الجوهري: والوَئيَّة الجُوالِقُ الضخم؛ قال أَوس: وحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَئِيّةُ تاجِرٍ وَهَى عَقْدُها، فَارُفَضَّ منها الطَّوائِفُ قال ابن بري: حَطَّتِ الناقةُ في السير اعتمَدَتْ في زِمامِها، ويقال مالَتْ، قال: وحكى ابن قتيبة عن الرِّياشي أَن الوَئِيَّةَ في البيت الدُّرَّةُ؛ وقال ابن الأَعرابي: شبَّه سُرْعة الناقة بسُرعة سُقوط هذه من النِّظام، وقال الأَصمعي: هو عِقْدٌ وقَع من تاجر فانقطع خيطه وانتثر من طَوائِفه أَي نَواحِيه.
وقالوا: هو يَئِي ويَعِي أَي يحفظ، ولم يقولوا وَأَيْتُ كما قالوا وَعَيْتُ، إِنما هو آتٍ لا ماضي له، وامرأَة وَئِيَّةٌ: حافظة لبيتها مصلحة له.

الرَّجُلُ (القاموس المحيط) [1]


الرَّجُلُ، بضم الجيمِ وسكونِه: م، وإنما هو إذا احْتَلَمَ وشَبَّ، أو هو رَجُلٌ ساعةَ يُولَدُ، تصغيرُه: رُجَيْلٌ ورُوَيْجِلٌ، والكثيرُ الجِماعِ، والراجِلُ، والكامِلُ،
ج: رِجالٌ ورِجالاتٌ ورَجْلَةٌ ورِجَلَةٌ، كعِنَبَةٍ، ومَرْجَلٌ وأراجِلُ، وهي رَجْلَةٌ.
وتَرَجَّلَتْ: صارتْ كالرَّجُلِ.
ورَجُلٌ بَيِّنُ الرُّجولِيَّةِ والرُّجْلَةِ والرُّجْلِيَّةِ، بضمهنَّ، والرَّجولِيَّةِ، بالفتح.
وهو أرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ: أشَدُّهُما.
وامرأةٌ مُرْجِلٌ، كمُحْسِنٍ: مُذْكِرٌ.
وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: فيه صُوَرُ الرجالِ.
والرِجْلُ، بالكسر: القَدَمُ، أو من أصْلِ الفَخِذِ إلى القَدَمِ،
ج: أرْجُلٌ.
ورجُلٌ أرْجَلُ: عظيمُ الرِجْلِ.
ورَجِلَ، كفرِحَ، فهو راجِلٌ ورَجُلٌ ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ ورَجْلانُ: إذا لم يكنْ له ظَهْرٌ يَرْكَبُه،
ج: رِجالٌ . . . أكمل المادة ورَجَّالَةٌ ورُجَّالٌ ورُجالَى ورَجالَى ورَجْلَى ورُجْلانٌ، بالضم، ورَجْلَةٌ ورِجْلَةٌ وأرْجِلَةٌ وأراجِلُ وأراجِيلُ.
والرَّجْلَةُ، ويُكْسَرُ: شِدَّةُ المَشْيِ، أو بالضم: القُوَّةُ على المَشْيِ.
وحَرَّةٌ رَجْلَى، كَسَكْرَى، ويُمَدُّ: خَشِنَةٌ يُتَرَجَّلُ فيها، ط أو مُسْتَويَةٌ ط، كثيرةُ الحِجارةِ.
وتَرَجَّلَ: رَكِبَ رِجْلَيْهِ،
و~ الزَّنْدَ: وَضَعَهُ تحتَ رِجْلَيْهِ،
كارْتَجَلَهُ،
و~ النهارُ: ارْتَفَعَ.
ورَجَلَ الشاةَ وارْتَجَلَهَا: عَقَلَها بِرجْلَيْهِ، أو عَلَّقَها بِرِجْلِهَا.
والمُرَجَّلُ، كمُعَظَّمٍ: المُعْلَمُ، والزِقُّ يُسْلَخُ من رِجلٍ واحدةٍ، والزِقُّ المَلْآنُ خَمْراً،
و~ من الجَرادِ: الذي تُرَى آثارُ أجْنِحَتِهِ في الأرضِ.
والرُّجْلَةُ، بالضم،
والتَّرْجيلُ: بياضٌ في إحْدَى رِجْلَيِ الدابة، رَجِلَ، كفرِحَ، والنَّعْتُ: أرْجَلُ ورَجْلاءُ.
ورَجَلَتِ المرأةُ ولَدَهَا: وضَعَتْه بِحَيثُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ قَبْلَ رأسِهِ.
ورِجْلُ الغُرابِ: نَبْتٌ، وذُكِرَ في: غ ر ب، وضَرْبٌ من صَرِّ الإِبِلِ لا يَقْدِرُ الفَصيلُ أن يَرْضَعَ معه ولا يَنْحَلُّ.
ورجُلٌ راجِلٌ ورَجيلٌ: مَشَّاءٌ،
ج: كسَكْرَى وسُكارَى.
وكأَميرٍ: الرجُلُ الصُّلْبُ.
وهو قائِمٌ على رِجْلٍ: إذا حَزَبَهُ أمْرٌ فقامَ له.
ورِجْلُ القَوْسِ: سِيَتُها السُّفْلَى،
و~ من البَحْرِ: خَليجُهُ،
و~ من السَّهْمِ: حَرْفَاهُ.
ورِجْلُ الطائِرِ: مِيسمٌ.
ورِجْلُ الجَرادِ: نَبْتٌ كالبَقْلَةِ اليَمانِيَّةِ.
وارْتَجَلَ الكَلاَمَ: تَكَلَّمَ به من غير أن يُهَيِّئَهُ،
و~ برأيِه: انْفَرَدَ،
و~ الفَرَسُ: راوَحَ بينَ العَنَقِ والهَمْلَجَةِ.
وتَرَجَّلَ البِئْرَ، وفيها: نَزَلَ،
و~ النهارُ: ارْتَفَعَ،
و~ فلانٌ: مَشَى راجِلاً.
وشَعَرٌ رَجْلٌ، وكجَبَلٍ وكَتِفٍ: بينَ السُّبوطَةِ والجُعودَةِ، وقد رَجِلَ، كفرِحَ، ورَجَّلْتُهُ تَرْجيلاً، ورَجُلٌ رَجْلُ الشَّعَرِ ورَجِلُهُ ورَجَلُهُ،
ج: أرْجَالٌ ورَجالَى.
ومَكانٌ رَجيلٌ: بَعيدُ الطَّريقَيْنِ.
وفَرَسٌ رَجيلٌ: مَوْطوءٌ رَكوبٌ لا يَعْرَقُ.
وكلامٌ رَجيلٌ: مُرْتَجَلٌ.
والرَّجَلُ، مُحَرَّكةً: أن يُتْرَكَ الفَصيلُ يَرْضَعُ أُمَّهُ ما شاءَ.
ورَجَلَهَا: أرْسَلَهُ مَعَهَا،
كأَرْجَلَهَا،
و~ البَهْمُ أُمَّهُ: رَضَعَهَا، وبَهْمَةٌ رَجَلٌ ورَجِلٌ.
وارْتَجِلْ رَجَلَكَ: عليكَ شأنَكَ فالزَمْهُ.
والرِّجْلُ، بالكسر: الطائِفَةُ من الشيءِ، ونِصْفُ الراويَةِ من الخَمْرِ والزَّيْتِ، والقِطْعَةُ العَظيمَةُ من الجَرادِ، جَمْعٌ على غَيْرِ لَفْظِ الواحِدِ كالعانَةِ والخَيْطِ والصِّوارِ،
ج. أرْجالٌ، والسَّراويلُ الطاقُ، والسَّهْمُ في الشيءِ، والرَّجُلُ النَّؤُومُ، والقِرْطاسُ الأَبْيَضُ، والبُؤْسُ والفَقْرُ، والقاذورَةُ مِنَّا، والجَيْشُ، والتَّقَدُّمُ،
ج: أرْجَالٌ.
والمُرْتَجِلُ: مَنْ يَقَعُ بِرِجْلٍ من جَرادٍ فَيَشْوي منها، ومَنْ يُمْسِكُ الزَّنْدَ بِيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ.
وكان ذلك على رِجْلِ فُلانٍ: في حَياتِهِ، وعلى عَهْدِهِ.
والرِّجْلَةُ، بالكسر: مَنْبِتُ العَرْفَجِ في رَوْضَةٍ واحِدَةٍ، ومَسِيلُ الماءِ من الحَرَّةِ إلى السَّهْلَةِ،
ج: كعِنَبٍ، وضَرْبٌ من الحَمْضِ والعَرْفَجِ، ومنه: "أحْمَقُ من رِجْلَةٍ"، والعامَّةُ تقولُ: من رِجْلِهِ.
ورِجْلَةُ التَّيْسِ: ع بين الكوفَةِ والشامِ.
ورِجْلَةُ أَحْجَارٍ: ع بالشامِ.
ورِجْلَتا بَقَرٍ: ع بأسْفَلِ حَزْنِ بَني يَرْبوعٍ.
وذو الرِّجْلِ: لُقْمانُ بنُ تَوْبَةَ، شاعِرٌ.
وكمنْبَرٍ: المُشْطُ، والقِدْرُ من الحِجَارَةِ والنُّحاسِ، مُذَكَّرٌ.
وارْتَجَلَ: طَبَخَ فيه.
والتَّراجيلُ: الكَرَفْسُ.
والمُمَرْجَلُ: ثيابٌ فيها صُوَرُ المَراجِلِ.
وكشَدَّاد: ابنُ عُنْفُوَةَ، قَدمَ في وَفْد بَني حَنيفَةَ، ثم ارْتَدَّ فَتَبعَ مُسَيْلِمَة، قَتَلَهُ زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ يَوْمَ اليَمامَةِ، ووَهِمَ من ضَبَطَهُ بالحاءِ، وابنُ هِندٍ: شاعِرٌ.
وككِتابٍ: أبو الرِّجالِ سالِمُ بنُ عطاءٍ: تابِعِيٌّ، ومُحَدِّثٌ رَوَى عن أُمِّهِ عَمْرَةَ.
وعُبَيْدُ بنُ رِجالٍ: شَيْخٌ للطَّبَرانِيِّ.
وأرْجَلَهُ: أمهَلَهُ، أو جَعَلَهُ راجِلاً،
وإذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضُها بعدَ بعضٍ قيلَ: ولَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، كالغُمَيْصاءِ.
والراجِلَةُ: كَبْشُ الراعي الذي يَحْمِلُ عليه مَتاعَهُ.
وكَمقْعَدٍ ومِنْبَرٍ: بُرْدٌ يَمَنِيٌّ.
والرَّجْلُ: النَّزْوُ.
والرُّجَيْلاءُ والرَّجَلِيُّونَ، محرَّكةً: قَوْمٌ كانوا يَعْدُونَ على أرْجُلِهِم، الواحدُ: رَجَلِيٌّ، وهُمْ سُلَيْكُ المَقانِبِ، والمُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ، وأوْفَى بنُ مَطَرٍ المازِنِيُّ.
ويقالُ: أمْرُكَ ما ارْتَجَلْتَ، أي: ما اسْتَبْدَدْتَ فيه برَأيِكَ.
وسَمَّوْا: رِجْلاً ورِجْلَةَ، بكسرهما.
والرَّجْلاءُ: ماءٌ لبني سَعيدِ بنِ قُرْطٍ.
وكعِنبٍ: ع باليمامةِ.
والتَّرْجِيلُ: التَّقْوِيَةُ.
وفرسٌ رَجَلٌ، محرَّكةً: مُرْسَلٌ على الخَيْلِ، وكذا خَيْلٌ رَجَلٌ.
وناقةٌ راجِلٌ على ولَدِها: ليستْ بمَصْرورةٍ.
وذو الرُّجَيْلَةِ، كجُهَيْنَةَ: ثلاثةٌ: عامِرُ بنُ مالِكٍ التَّغْلَبِيُّ، وكعْبُ بنُ عامِرٍ النَّهْدِيُّ، وعامِرُ بنُ زيدِ مَنَاةَ.
والأراجِيلُ: الصَّيَّادونَ.

رقب (لسان العرب) [2]


في أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِـيبُ: وهو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عنه شيءٌ؛ فَعِـيلٌ بمعنى فاعل.
وفي الحديث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهل بيته أَي احفَظُوه فيهم.
وفي الحديث: ما مِن نَبـيٍّ إِلاَّ أُعْطِـيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يكونون معه.
والرَّقيبُ: الـحَفِـيظُ.
ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بالكسر فيهما، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه.
والتَّرَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارْتِقابُ.
وقوله تعالى: ولم تَرْقُبْ قَوْلي؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولي.
والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ. ورَقِـيبُ الجَيْشِ: طَلِـيعَتُهم.
ورَقِـيبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه أَو عَشِـيرتِه.
والرَّقِـيبُ: الـمُنْتَظِرُ.
وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا.
والـمَرْقَبُ والـمَرْقَبةُ: الموضعُ الـمُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عليه الرَّقِـيبُ، وما أَوْفَيْتَ عليه من عَلَمٍ أَو رابِـيةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ.وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قال: بالجِدِّ حيثُ ارْتَقَبَتْ . . . أكمل المادة مَعْزاؤُه أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض. شمر: الـمَرْقَبة هي الـمَنْظَرةُ في رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه مَراقِبُ.
وقال أَبو عمرو: الـمَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ وأَنشد: ومَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، * أُقَلِّبُ طَرْفي في فَضاءِ عَريضِ ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: يُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الـحُوتِ يَصِفُ رَفِـيقاً له، يقول: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً على الرَّحِـيلِ كحِرْصِ الـحُوتِ على الماءِ؛ ينظر النَّجْمَ حِرْصاً على طُلوعِه، حتى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ.
والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ.
ورَقِـيبُ القومِ: حارِسُهم، وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبةٍ ليَحْرُسَهم.
والرَّقِـيبُ: الحارِسُ الحافِظُ.
والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الذي يَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إِذا غابُوا.
والرَّقِـيبُ: الـمُوَكَّل بالضَّريبِ.
ورَقِـيبُ القِداحِ: الأَمِـينُ على الضَّريبِ؛ وقيل: هو أَمِـينُ أَصحابِ الـمَيْسِرِ؛ قال كعب بن زهير: لها خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، * مكانَ الرَّقِـيبِ من الياسِرِينا وقيل: هو الرجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الـحُرْضَة في الـمَيْسِرِ، ومعناه كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التهذيب، ويقال: الرَّقِـيبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ الـمَيْسِرِ؛ وأَنشد: كَـمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ للضُّـ * ـرَباءِ، أَيْديهِمْ نَواهِدْ قال اللحياني: وفيه ثلاثةُ فُروضٍ، وله غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباء إِن فَازَ، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباءَ إِن لم يَفُزْ.
وفي حديث حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهْمُ اللّهِ ذي الرَّقِـيبِ؛ الرَّقِـيبُ: الثالِثُ من سِهام الميسر.
والرَّقِـيبُ: النَّجْمُ الذي في الـمَشْرِق، يُراقِبُ الغارِبَ.
ومنازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِـيبٌ لِصاحِـبِه، كُـلَّما طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَيَّا، رَقِـيبُها الإِكلِـيلُ إِذا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غَابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا.
ورَقِـيبُ النَّجْمِ: الذي يَغِـيبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَيَّا رَقِـيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الفراء: أَحَقّاً، عبادَ اللّهِ، أَنْ لَسْتُ لاقِـياً * بُثَيْنَةَ، أَو يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِـيبُها؟ وقال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ.
ويقال: إِنَّ رَقِـيبَ الثُرَيَّا من الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حتى تَغِـيبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِـيبُ الشَّرَطَيْنِ، لا يَطْلُع الغَفْرُ حتى يَغِـيبَ الشَّرَطانِ؛ وكما أَن الزُّبانيَيْن رَقِـيبُ البُطَيْنِ، لا يَطْلُع أَحدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِـبِه وغَيْبُوبَتِه، فلا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وكذلك الشَّوْلَةُ رَقِـيبُ الـهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِـيبُ الـهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِـيبُ الذِّرَاعِ.
وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِـيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِـيهاً برَقِـيبِ الـمَيْسِرِ؛ ولذلك قال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابـئِ الضُّـ * ـرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتَلَّع النَّجْمُ ههنا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ.
والرَّقِـيب: نَجْمٌ من نُجومِ الـمَطَرِ، يُراقبُ نَجْماً آخَر.
وراقبَ اللّهَ تعالى في أَمرِهِ أَي خافَه.
وابنُ الرَّقِـيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقانِ بن بَدْرٍ، كأَنه كان يُراقِبُ الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه.
والرُّقْبى: أَن يُعْطِـيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَيـُّهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وهي من الـمُراقَبَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه.
وقيل: الرُّقْبَـى: أَن تَجْعَلَ الـمَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه.
وقد أَرْقَبه الرُّقْبَـى، وقال اللحياني: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَـى، ولِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ.
وفي الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إِذا أَعطيتَه إِياها فكانت للباقي مِنْكُما؛ وقُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهي لك، وإِن مُتَّ قَبْلِـي، فهي لِـي؛ والاسمُ الرُّقْبى.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في العُمْرَى والرُّقْبَـى: انها لمن أُعْمِرَها، ولمن أُرْقِـبَها، ولوَرَثَتِهِما من بعدِهِما. قال أَبو عبيد: حدثني ابنُ عُلَيَّة، عن حَجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عن الرُّقْبَـى، فقال: هو أَن يقول الرجل للرجل، وقد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِـي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فهي لك. قال أَبو عبيد: وأَصلُ الرُّقْبَـى من الـمُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما يَرْقُبُ موت صاحِـبِه؛ أَلا ترى أَنه يقول: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فهي لك؟ فهذا يُنْبِـئك عن الـمُراقَبة. قال: والذي كانوا يُريدون من هذا أَن يكون الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل على صاحِـبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِـعَ به ما دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ منه شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِـيِّ، صلى اللّه عليه وسلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شيئاً حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من بَعْدِه. قال ابن الأَثير: وهي فُعْلى من الـمُراقَبَةِ.
والفُقهاءُ فيها مُختَلِفون: منهم مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِـيكاً، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قال: وجاء في هذا الباب آثارٌ كثيرةٌ، وهي أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِـبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الـهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشرط باطِلٌ.
ويقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، وأَعْمَرْتُه داراً إِذا أَعْطَيْته إِيَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ.
ويقال: وَرِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَةٍ أَي عن كلالةٍ، لم يَرِثْهُ عن آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إِذا لم يكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال الكميت: كان السَّدَى والنَّدى مَجْداً ومَكْرُمَةً، * تلك الـمَكارِمُ لم يُورَثْنَ عن رِقَبِ أَي وَرِثَها عن دُنًى فدُنًى من آبائِهِ، ولم يَرِثْهَا من وراءُ وَراءُ. والـمُراقَبَة، في عَرُوضِ الـمُضارِعِ والـمُقْتَضَبِ، أَن يكون الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِـيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سمي بذلك لأَن آخرَ السَّببِ الذي في آخِرِ الجزءِ، وهو النُّونُ من مَفاعِـيلُن، لا يثبت مع آخِر السَّببِ الذي قَبْلَه، وهو الياءُ في مَفاعِـيلُن، وليست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ الـمُراقَبَة لا يَثْبُت فيها الجزآن الـمُتراقِـبانِ، وإِنما هو من الـمُراقَبَة الـمُتَقَدّمة الذِّكْر، والـمُعاقَبة يَجْتمعُ فيها الـمُتعاقِـبانِ. التهذيب، الليث: الـمُراقَبَة في آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بين حَرْفَيْنِ، وهو أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، ولا يَسْقُطانِ مَعاً، ولا يَثْبُتان جَمِـيعاً، وهو في مَفَاعِيلُن التي للـمُضارع لا يجوز أَن يتمَّ، إِنما هو مَفاعِـيلُ أَو مَفاعِلُنْ.
والرَّقِـيبُ: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وفي التهذيب: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِـيباتٌ.
والرَّقِـيب والرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه.
والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التي لا تَدْنُو إِلى الحوضِ من الزِّحامِ، وذلك لكَرَمِها، سُميت بذلك، لأَنها تَرْقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هي.
والرَّقُوبُ من الإِبل والنِّساءِ: التي لا يَبْقَى لها وَلَدٌ؛ قال عبيد: لأَنها شَيْخَةٌ رَقُوبُ وقيل: هي التي ماتَ وَلَدُها، وكذلك الرجُل؛ قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمـِّنا، * ولا كَأَبِـينا عاشَ، وهو رَقُوبُ وفي الحديث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟ قالوا: الذي لا يَبْقى لَه وَلَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذي لم يُقَدِّم من وَلَدِهِ شيئاً. قال أَبو عبيد: وكذلك معناه في كلامِهِم، إِنما هو عَلى فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قال صخر الغيّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ * بوَاحِدِها، إِذا يَغْزُو، تُضِـيفُ قال أَبو عبيد: فكان مَذْهَبُه عندهم على مَصائِب الدنيا، فَجَعَلها رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فَقْدِهِم في الآخرة؛ وليس هذا بخلافِ ذلك في المعنى، ولكنه تحويلُ الموضع إِلى غيرِه، نحو حديثه الآخر: إِنَّ الـمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وليس هذا أَن يكونَ من سُلِبَ مالَه، ليس بمحْروبٍ. قال ابن الأَثير: الرَّقُوبُ في اللغة: الرجل والمرأَة إِذا لم يَعِشْ لهما ولد، لأَنه يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عليه، فنَقَلَه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الذي لم يُقَدِّم من الولد شيئاً أَي يموتُ قبله تعريفاً، لأَن الأَجرَ والثوابَ لمن قَدَّم شيئاً من الولد، وأَن الاعتِدادَ به أَعظم، والنَّفْعَ به أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كان في الدنيا عظيماً، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ على الصبرِ، والتسليم للقضاءِ في الآخرة، أَعظم، وأَنَّ المسلم وَلَدُه في الحقيقة من قَدَّمه واحْتَسَبَه، ومن لم يُرزَق ذلك، فهو كالذي لا وَلدَ له؛ ولم يقله، صلى اللّه عليه وسلم، إِبطالاً لتفسيره اللغوي، إِنما هو كقولِه: إِنما الـمَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه، ليس على أَن من أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ.
والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وقيل: أَعلاها؛ وقيل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة على طَرْح الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرِدْ بنا، في سَمَلٍ لم يَنْضُبِ * منها، عِرَضْناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فقال: تَظَلُّ، على الثَّمْراءِ، منها جَوارِسٌ، * مَراضيعُ، صُهْبُ الريشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً.
وهو أَرْقَب: بَيِّنَ الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً على غير قياسٍ.
والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قال سيبويه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ الـمَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ.
ويقال للأَمَةِ الرَّقَبانِـيَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الـحُرَّة.
وقال ابن دريد: يقال رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، ولا يقال للمرأَة رَقَبانِـيَّة.
والـمُرَقَّبُ: الجلدُ الذي سُلِـخَ من قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قال سيبويه: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِليه إِلاَّ على القياسِ.
ورَقَبَه: طَرَحَ الـحَبْلَ في رَقَبَتِه.
والرَّقَبةُ: المملوك.
وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً.
وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذيب: وقوله تعالى في آية الصدقات: والـمُؤَلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ؛ قال أَهل التفسير في الرقابِ إِنهم الـمُكاتَبون، ولا يُبْتَدَأُ منه مملوك فيُعْتَقَ.
وفي حديث قَسْم الصَّدَقاتِ: وفي الرِّقابِ، يريدُ الـمُكاتَبين من العبيد، يُعْطَوْنَ نَصِـيباً من الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِـيهم. الليث يقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، ولا يقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه.
وفي الحديث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قال ابن الأَثير: وقد تكَرَّرَتِ الأَحاديث في ذكر الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وهي في الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عن جميع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ ومنه قولُهم: دَيْنُه في رَقَبَتِه.
وفي حديث ابنِ سِـيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَي نَفْس الأَرضِ، يعني ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمين، ليس لأَصحابهِ الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً.
وفي حديث بِلالٍ: والرَّكائِب الـمُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وما عليهِنَّ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ.
وفي حديث الخَيْلِ: ثم لمْ يَنْسَ حَقَّ اللّه في رِقابِها وظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الـحَمْلَ عليها.
وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، وهو لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، وهو الذي أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة يَوْمَ جَبَلَة.
والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب.
وفي حديث عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذي الرَّقِـيبة وهو، بفتح الراءِ وكسرِ القافِ، جَبَل بخَيْبَر.

انف (العباب الزاخر) [2]


النف: معروف، والجمع آنف وأنوف وأناف، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تقم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار العين ذلف الآنف -ويروى: الأنوف-، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: أن أبا بكر رضي الله عنه، أوصى أن يكفن في ثوبين كانا عليه وأن يجعل معهما ثوب آخر؛ فأرادت عائشة رضي الله عنها- أن تبتاع له أثواباً جدداً؛ فقال عمر -رضي الله عنه-: لا يكفن غلا فيما أوصى به؛ فقالت عائشة -رضي الله عنها-: يا عمر؛ والله ما وضعت الخطم على آنفنا؛ فبكى عمر -رضي الله عنه- وقال: كفني أباك فيما شئت. كنت عن الولاية والملك بوضع الخطم، . . . أكمل المادة لأن البعير إذا ملك وضع عليه الخطام، والمعنى: ما ملكت علينا أمورنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها. وفي الحديث: لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى. أي ابتداء وأول.
وكأن التاء زيدت على أنف؛ كقولهم في الذنب: ذنبه، وقد جاء في أمثالهم: إذا أخذت بذنبة الضب أغضبته. ويقال: هو الفحل لا يقرع أنفه ولا يقدع، أي هو خاطب لا يرد، وقد مر الشاهد عليه من الحديث في تركيب ق د ع. ويقال: جعل أنفه في قفاه، أي أعرض عن الشيء، وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أن فلاناً دخل عليه فنال من عمر -رضي الله عنه- وقال: لو استخلفت فلاناً، فقال أبو بكر: رضي الله عنه: لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ولما أخذت من أهلك حقاً. جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشيء ولي الرأس عنه، لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه، فكأنه جعل أنفه في قفاه.
ومنه قولهم للمنهزم: عيناه في قفاه؛ لنظره إلى ما وراءه دائباً فرقاً من الطلب.
والمراد: لأفرطت في الإعراض عن الحق؛ أو: لجعلت ديدنك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصاً لهم ببرك ومؤثراً إياهم على غيرهم. وأنف اللحية: طرفها: قال معقل بن خويلد الهذلي:
تُخَاصِمُ قَوْماً لا تُلَقّى جَوَابَـهُـمْ      وقد أخَذَتْ من أنفِ لِحْيَتكَ اليَدُ

ويروى: "من جَنْبِ لِحْيِتَكَ" ورجل حمي الأنف: إذا كان أنفاً يأنف أن يضام، قال عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- في مرضه وعادته عائشة -رضي الله عنها- وقالت له: كيف تجدك:
كُلُّ امرئٍ مُجَاهِدٌ بِطَـوْقِـهِ      كالثَّوْرِ يَحْمي أنْفَهُ بِروْقِـهِ


وأنف كل شيء: أوله، ويقال: هذا أنف الشد: أي أول العدو. وأنف البرد: أشده، وقيل: أوله.
وأنف المطر: أول ما أنبت، قال امرؤ القيس:
قد غَدا يَحْمِلُني فـي انْـفِـهِ      لاحِقُ الاطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمَرْ

وهذا أنف عمل فلان: أي أول ما أخذ فيه. وأنف خف البعير: طرف منسمه. وقال أبن السكيت: أنف الجبل: نادر يشخص منه، قال:
خُذا أنْفَ هَرْشى أوقَفاها فإنَّـهُ      كِلا جانَبِيْ هَرْشى لَهُنَّ طَريقُ

وقال أبن فارس: أنف الأرض: ما أستقبل الشمس من الجلد والضواحي. وقال غيره: ما أطعمني إلا أنف الرَّغيف: أي كسرة منه. وأنف الناب: طرفه حين يطلع. والعرب تقول لسمي الأنف: الأنفان، قال مزاحم العقيلي:
يَسُوْفُ بأنْفَيْهِ النِّقَـاعَ كـأنَّـه      عن الرَّوْضِ من النَّشَاطِ كَعِيْمُ

ويقال: أفلان يتبع أنفه: إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها. وذو الأنف: هو النعمان بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله من شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل -وهو خثعم- بن أنمار بن إراش بن عمر وبن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر، الخثعمي، قاد خيل خثعم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الطائف وكانوا مع ثقيف، وهو بيت خثعم. وقال أبن العرابي: النف: السيد. وانف: ثنية، قال أبو خراش الهذلي وقد نهشه حية:
لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْـنِ أنْـفٍ      على الأصْحاب ساقاً ذاة فقد

ويروى: "بَطْنِ وادٍ".
وقال أيضاً:
لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْـنِ أنـفٍ      على الإخوان ساقاً ذاةَ فَضْلِ

وأنف الناقة: لقب جعفر بن قريع بن عوف بن كعب، وكانوا يغضبون إذا قيل لهم: بنو أنف الناقة.
وإنما لقب بذلك بذلك لأن قريعاً نحو جزوراً فقسمها بين نسائه، فبعثت جعفراً هذا أمة -وهي الشموس- من بني وائلٍ ثم من سعد هذيم فأتى أباه وقد قسم الجزور فلم يبق إلا رأسها وعنقها؛ فقال: شأنك بهذا؛ فأدخل يده في أنفها وجعل يجرها، فلقب أنف الناقة، فكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة بقوله:
قَوْمٌ هُمُ الأنْفُ والأذْنابُ غيرُهُمُ      ومَنْ يُسَوِّي بأنَفِ النّاقةِ الذَّنَبا

صار الَّلقب مدحاً لهم.
والنسبة إليهم أنفي. وقال أبن عباد: أضاع مطلب أنفه؛ قيل: فرج أمِّه. وأنفته أنفاً: ضربت انفه؛ آنفه وآنفه. ورجل أنافي -بالضم-: عظيم الأنف. وامرأة أنوف: تأنف مما لا خير فيه، والطيبة ريح النف أيضاً. وأنفه الماء: بلغ أنفه، وذلك إذا نزل في النهر. وروضة أنف -بضمتين-: -إذا لم يرعها أحد- وفي حديث أبي مسلم الخولاني أنه أتي معاوية -رضي الله عنه-: فقال: السلام عليك أيها الأجير؛ إنه ليس من أجير استرعي رعية إلا ومستأجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها وجبر كسراها وهنا جرباها ورد أولاها على أخراه ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء؛ وفاه أجره. وكذلك كاس انف، قال لقيط بن زرارة:
وصِفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْلَ الكَتِـفْ      للطّاعِنينَ الخَيلَ والخَيْلُ قُطُفْ


وأمر أنفف: مستأنف لم يسبق به قدر، ومنه حديث يحيى بن يعمر أنه قال لعبد الله لن عمر -رضي الله عنهما-: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وإنهم يزعمون أن لا قدر وإن الأمر أنف، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وانهم براءة مني. وقال أبن الأعرابي في قوله تعالى: (ماذا قال آنَفاً) أي مذ ساعة، وقال الزجاج: نزلت الآية في المنافقين كانوا يستمعون خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا خرجوا سألوا أصحابه -رضي الله عنهم- استهزاء وأعلاماً انهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا: ما ذا قال آنفا؛ أي ماذا قال الساعة؛ أي في أول وقت يقرب منا. وأنفت الإبل أنفاً: إذا وطئت كلا أنفاً. وقال الطائي: أرض أنيقة النبت: إذا أسرعت النبات، وتلك أرض آنف بلاد الله. ويقال: آتيك من ذي أنف؛ كما تقول من ذي قبل: أي فيما يستقبل. وقال أبن عباد: الأنف: المشية الحسنة.  وقال الكسائي: آنفه الصبا -بالمد- ميعته وأوليته، قال كثير:
عَذَرْتُكَ في سَلْمَى بآنِفَةِ الصِّبَا      ومَيْعَتِهِ إذْ تَزْدهِيْكَ ظلالها

وقال أبن عباد: جبل أنيف: ينبت قبل سائر البلاد. ورجل مئناف: أي سائر في أول النهار. وقال الأصمعي: رجل مئناف: يرعى ماله أنف الكلأ. وانف من الشيء -بالكسر- يأنف أنفاً وأنفة: أي استنكف، ويقال: ما رأيت آنف من فلان. وأنف البعير -أيضاً-: إذا اشتكى أنفه من البرة؛ فهو أنف -بالقصر-؛ عن أبن السكيت، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ. وقال أبو عبيده: كان الصل في هذا أن يقال مأنوف؛ لأنه مفعول به؛ كما قالوا مصدور للذي يشتكي صدره ومبطون للذي يشتكي بطنه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذاً عنهم. ويقال -أيضاً-: جمل آنف -بالمد-، والأول أصح وأفصح. وأنيف -مصغراً- من الصحابة -رضي الله عنهم-: ثلاثة: أنيف بن جشم؛ وأنيف بن ملة اليمامي؛ وأنيف بن واثلة -رضي الله عنهم-. وقريط بن أنيف: شاعر. وأنيف فرع: موضع، قال عبد الله بن سلمة -ويقال: أبن سليمة- العبدي يذكر جنوب بنت أبي وفاء:
ولم أرَ مِثْلَها بأنَيْفِ فَـرْعٍ      عَلَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيْبُ

أي بدنه. وقال أبن عباد: أنفت المرأة -بالكسر- تأنف: إذا حملت فلم تشته شيئاً. وأنفت الرجل: حملته على الأنفة. وأنفت الإبل: إذا تتبعت بها أنف المرعى. وقيل في قول ذي الرمة يصف إبلاً:
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمَاً وبُسْرَةً      وصَمْعاءَ حتّى آنَفَتْها نِصالُـهَـا

أي أصاب شوك البهمي أنوف الإبل فأوجعها حين دخل أنوفها، وقيل: جعلتها تشتكي أنوفها، وقيل: تكرهها. ويقال: أنفته: أي جعلته يشتكي أنفه. وقال أبن عباد: انفه الماء: بلغ انفه؛ مثل أنفه -بالقصر-. قال: والمؤنف: الذي لم يرعه أحدٌ؛ مثل النف. وانف أمره: إذا أعجله. وأنفت مالي تأنيفاً: إذا رعيتها الكلأ النف، وقال أبن عباد: التأنيف: طلب الكلأ؛ وغنم مؤنفة، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
لَسْتُ بذي ثَلَّةٍ مُؤنَّفَةٍ      آقِطُ ألْبانَها وأسْلَؤها

ونصل مؤنف: أي محدد؛ قد أنف تأنيفاً، وأنشد أبن فارس.
بكُلِّ هَتُوْفٍ عَجْسُهـا رَضَـوِيَّةٍ      وسَهْمٍ كَسَيْفِ الحمْيريِّ المُؤنَّفِ

وهو في العرقوب: تحديد غيره على الأنفة؛ كالمؤنف. والاستئناف والائتناف: الابتداء، يقال: استأنف العمل وائتنفه. والمؤتنف: الذي لم يؤكل منه شيء.
وجارية مؤتنفة الشباب: مقتبلته. وقال أبن عباد: المتأنف من الأماكن: لم يؤكل قبله. ويقال للمرأة إذا حملت فاشتد وحمها وتشهت على أهلها الشيء بعد الشيء: إنها لتتأنف الشهوات. والتركيب يدل على أخذ الشيء من أولى وعلى أنف كل ذي أنف.

لدن (لسان العرب) [1]


اللَّدْنُ: اللّيِّنُ من كل شيء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ، والأُنثى لَدْنة، والجمع لِدانٌ ولُدْن وقد لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً.
ولَدَّنه هو: لَيَّنه.
وقناة لَدْنة: ليِّنة المهَزَّةِ، ورمح لَدْنٌ ورِماحٌ لُدْنٌ، بالضم، وامرأَة لَدْنة: ريّا الشّبابِ ناعمةٌ، وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ.
وتَلدَّنَ في الأَمر: تَلبَّثَ وتمكَّثَ، ولدَّنه هو.
وفي الحديث: أَن رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه، ثم بعثه فتَلَدَّنَ عليه بعضَ التَّلدُّن، فقال: شَأْ لعَنك الله فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تَصْحبْنا بملعون؛ التَّلدُّن: التَّمكُّثُ، معنى قوله تَلدَّنَ أَي تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ ولم يَثُرْ ولم يَنبَعِث. يقال: تَلدَّنَ عليه إِذا تَلكَّأَ عليه؛ قال أَبو عمرو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ . . . أكمل المادة تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ.
وفي حديث عائشة: فأَرسلَ إِليَّ ناقةً مُحَرَّمةً فتَلدَّنتْ عليَّ فلعنتها.
ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ محذوفة منها ولَدَى مُحَوَّلة، كله: ظرف زماني ومكاني معناه عند؛ قال سيبويه: لَدُنْ جُزمَتْ ولم تجعل كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ في الكلام تَمَكُّنَ عند، واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً، كما اعتقبَ الهاءُ والواو في سنَةٍ لاماً وكما اعتقبت في عِضاهٍ. قال أَبو إِسحق: لَدُنْ لا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندي صوابٌ، ولا تقول هو لَدُني صواب، وتقول عندي مال عظيم والمال غائب عنك، ولَدُنْ لما يليك لا غير. قال أَبو علي: نظير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، في استعمال اللام تارة نوناً، وتارة حرف علة، وتارة محذوفة، دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ، وهو مذكور في موضعه.
ووقع في تذكرة أَبي علي لَدَى في معنى هل عن المفضَّل؛ وأَنشد: لَدَى من شبابٍ يُشْترَى بمَشِيبِ؟ وكيف شَبابُ المرْء بعدَ دَبيبِ؟ وقوله تعالى: قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً؛ قال الزجاج: وقرئ من لَدُني، بتخفيف النون، ويجوز من لَدْني، بتسكين الدال، وأَجودها بتشديد النون، لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ، فإِذا أَضفتها إِلى نفسك زِدْتَ نوناً ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى، تقول من لَدُنْ زيد، فتسكن النون، ثم تضيف إِلى نفسك فتقول لَدْني كما تقول عن زيد وعني، ومن حذف النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسم غير متمكن، والدليل على أَن الأَسماء يجوز فيها حذف النون قولهم قَدْني في معنى حَسْبي، ويجوز قَدِي بحذف النون لأَن قد اسم غير متمكن؛ قال الشاعر: قَدْنَي من نصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فجاء باللغتين. قال: وأَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم في عَضُدٍ عَضْد، فيحذفون الضمة.
وحكى أَبو عمرو عن أَحمد بن يحيى والمبرّد أَنهما قالا: العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فمن رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ، ومن نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً، ومن خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ.
وقال ابنُ كيسانَ: لَدُنْ حرف يَخْفِضُ، وربما نُصِبَ بها. قال: وحكى البصريون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بين الكلام ؛ وأَنشدوا: ما زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ، لَدُنْ غُدْوَةً حتى دَنَتْ لغُروبِ وأَجاز الفراء في غُدْوةٍ الرفع والنصب والخفض؛ قال ابن كيسانَ؛ من خفض بها أَجراها مُجْرَى من وعن، ومن رفع أَجراها مُجْرى مذ، ومن نصب جعلها وقتاً وجعل ما بعدها ترجمة عنها؛ وإِن شئت أَضمرت كان كما قال: مُذْ لَدُ شَوْلاً وإِلى إِتْلائِها أَراد: أَن كانت شَوْلاً.
وقال الليث: لَدُنْ في معنى من عند، تقول: وقف الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلى المسجد ونحو ذلك إِذا اتصل ما بين الشيئين، وكذلك في الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلى غروبها أَي من حين.
وفي حديث الصَّدَقة: عليهما جُنَّتانِ من حديد من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى ترَاقيهما؛ لَدُنْ؛ ظرف مكان بمعنى عند إِلا أَنه أَقرب مكاناً من عند وأَخصُّ منه، فإِن عند تقع على المكان وغيره، تقول: لي عند فلانٍ مال أَي في ذمته، ولا يقال ذلك في لَدُنْ. أَبو زيد عن الكلابيين أَجمعين: هذا من لَدُنِهِ، ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون. الجوهري: لَدُنْ الموضع الذي هو الغاية، وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند، وقد أَدخلوا عليها من وحدها من حروف الجرّ، قال تعالى: من لَدُنَّا، وجاءت مضافة تخفض ما بعدها؛ وأَنشد في لَدُ لغَيْلانَ بن حُرَيث: يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَريرِه، من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه قال ابن بري: وأَنشده سيبويه إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره. قال: قال وقد حمل حذف النون بعضهم إِلى أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً، فنصب غدوة بالتنوين؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غُدْوَةً، حتى إِذا امتَدَّتِ الضُّحَى، وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب، كما تقول ضارِبٌ زيداً، قال: ولم يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا في غُدْوة خاصة. قال ابن بري: ذكر أَبو علي في لَدُنْ بالنون أَربع لغات: لَدُنْ ولَدْنٌ، بإِسكان الدال، حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد، ولُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال على اللام، ولَدَنْ بحذف الضمة من الدال، فلما التقى ساكنان فتحت الدال لالتقاء الساكنين، ولم يذكر أَبوعلي تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن أَسكن الدال، قال: وينبغي أَن تكون مكسورة، قال: وكذا حكاها الحَوْفيُّ لَدْنِ، ولم يذكر لُدْن التي حكاها أَبوعلي، والقياس يوجب أَن تكون لَدْنِ، ولَدْنِ على حدِّ لم يَلْدَهُ أَبوان، وحكى ابن خالويه في البديع: وهَبْ لنا من لدُنك، بضم الدال، قال ابن بري: ويقال لي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حاجة، والله أَعلم.

بدر (لسان العرب) [1]


بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، وكذلك بادَرْتُ إِليه.
وتَبادَرَ القومُ: أَسرعوا.
وابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلى أَخذه.
وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ وقول أَبي المُثَلَّمِ: فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها، فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل.
وبادَرَهُ إِليه: كَبَدَرَهُ.
وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ: عَجِلَ إِليَّ واستبق.
واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ.
وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم: بمعنى بادَرَ وبَدَرَ.
ويقال: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه.
وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره.
وفي حديث اعتزال النبي، صلى الله عليه وسلم، نساءَه قال عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عيناي؛ أَي سالتا بالدموع.
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج فجاءت . . . أكمل المادة بها في أَول الزمان، فهو أَغزر لها وأَكرم.
والبادِرَةُ: الحِدَّةُ، وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل.
وبادِرَةُ الشَّرِّ: ما يَبْدُرُكَ منه؛ يقال: أَخشى عليك بادِرَتَهُ.
وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ.
والبادِرَةُ: البَدِيهةُ.
والبادِرَةُ من الكلام: التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب؛ ومنه قول النابغة: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف: شَباتُه.
وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه.
وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما يَبْدأُ منه.
والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً.
وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، وقيل: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال امرؤ القيس: وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل: عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هي الحديدة النظر، وقيل: هي المدوّرة العظيمة، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي.
والبَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس، وفي المحكم: لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً؛ وقال الجوهري: سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها.
وقوله في الحديث عن جابر: إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: يعني بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهري: وهو صحيح. قال: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ.
وأَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ ونحن مُبْدِرُونَ.
وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ، وسمي بَدْراً لامتلائه.
وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عشرة.
وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، على التشبيه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر: وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ.
والبادِرُ: القمر.
والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ.
والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يقال: احذروا بادِرَتَهُ.
والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر.
وغلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ.
وفي حديث جابر: كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ. يقال: بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله، وقيل: إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له: قد أَبْدَرَ.
والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قال الفارسي: ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ. الجوهري: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، وللسمن نِحْيٌ.
والبَدْرَةُ: كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، والجمع البُدورُ، وثلاثُ بَدرات. أَبو زيد: يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ.
والبادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وقيل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، وقيل: هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر: تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش.
والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ: هَلاَّ سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها، زُوراً، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول: هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً؛ وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي.
وفي الحديث: أَنه لما أُنزلت عليه سورة: اقرأْ باسم ربك، جاء بها، صلى الله عليه وسلم، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فقال: زَمِّلُوني زَمِّلُوني قال الجوهري: في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق؛ قال ابن بري: وهذا القول ليس بصواب، والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التي بين المنكب والعنق.
والبَيْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه، وبذلك فسره الجوهري. البَيْدَرُ: الموضع الذي يداس فيه الطعام.
وبَدْرٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ، قال الجوهري: يذكر ويؤنث. قال الشَّعْبي: بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً؛ ومنه يومُ بَدْرٍ.
وبَدْرٌ: اسمُ رجل.

خنس (العباب الزاخر) [1]


خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً. والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ): خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ): إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها.
ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار . . . أكمل المادة فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده:
وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِـرُّمـا      وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين. وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء.
والخَنَسُ -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة.
وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. والأخْنَس: القُرَاد. والأخْنَس: الأسد. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ:
أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ      وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة. وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد. والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها:
كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها      أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَـمُ

والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه:
خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَـم يَرِم      عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها


وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن. وخَناس في قوله:
أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم      وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. وقال ضِرار بن الخطّاب:
ألَّمَت خُناسُ وإلمامُهـا      أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء. ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة. وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. وخُنَيْسٌ -مُصغّراً- في الأعلام واسع. والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد:
تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها      جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَـحُ

وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضاً-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة. والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد. وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. وأخْنَسْتُه -أيضاً-: أي خَلَّفتُه.
وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:
إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَـتْ      ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي:
فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عـاسِـمٌ      من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا


ويُروى "إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.

ر و ح (المصباح المنير) [1]


 رَاحَ: "يَرُوحُ" رَوَاحًا "، و" تَرَوَّحَ "مثله يكون بمعنى الغدو وبمعنى الرجوع وقد طابق بينهما في قوله تعالى: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} أي ذهابها ورجوعها، وقد يتوهم بعض الناس أن" الرَّوَاحَ "لا يكون إلا في آخر النهار وليس كذلك بل" الرَّوَاحُ "و" الْغُدُوُّ "عند العرب يستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار قاله الأزهري وغيره وعليه قوله عليه الصلاة والسلام " مَنْ رَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَلَهُ كَذَا "أي من ذهب ثم قال الأزهري: وأما راحت الإبل فهي" رَائِحَةٌ "فلا يكون إلا بالعشي إذا" أَرَاحَهَا "راعيها على أهلها يقال: سرحت بالغداة إلى الرعي، و" رَاحَتْ "بالعشي على أهلها أي رجعت من المرعى إليهم، وقال ابن فارس:" الرَّوَاحُ "رواح العشي وهو من الزوال إلى الليل، و"  المُرَاحُ "بضم الميم حيث تأوي الماشية بالليل، . . . أكمل المادة و" المُنَاخُ "و" المَأْوَى "مثله وفتح الميم بهذا المعنى خطأ؛ لأنه اسم مكان واسم المكان والزمان والمصدر من أفعل بالألف مفعل بضم الميم على صيغة اسم المفعول، وأما" الْمَرَاحُ "بالفتح فاسم الموضع من" رَاحَتْ "بغير ألف واسم المكان من الثلاثي بالفتح، و" الْمَرَاحُ" بالفتح أيضا الموضع الذي "يَرُوحُ" القوم منه أو يرجعون إليه.و"الرَّيْحَانُ "كلّ نبات طيب الريح ولكن إذا أطلق عند العامة انصرف إلى نبات مخصوص، واختلف فيه فقال كثيرون: هو من بنات الواو وأصله رَيْوَحَانٌ بياء ساكنة ثم واو مفتوحة لكنه أدغم ثم خفف بدليل تصغيره على" رُوَيْحِينٍ "، وقال جماعة: هو من بنات الياء وهو وزان شيطان وليس فيه تغيير بدليل جمعه على" رَيَاحِينَ "مثل شيطان وشياطين، و"  رَاحَ "الرجل" رَوَاحًا "مات، و" رَوَّحْتُ "الدهن" تَرْوِيحًا "جعلت فيه طيبا طابت فيه" رِيحُهُ "" فَتَرَوَّحَ "أي فاحت" رَائِحَتُهُ "قال الأزهري وغيره: و" رَاحَ "الشيء و" أَرْوَحَ "أنتن، فقول الفقهاء:" تَرَوَّحَ "الماء بجيفةٍ بقربه مخالف لهذا وفي المحكم أيضا" أَرْوَحَ "اللحم إذا تغيرت" رَائِحَتُهُ "، وكذلك الماء فتفرق بين الفعلين باختلاف المعنيين، وشذّ الجوهري فقال:" تَرَوَّحَ "الماء إذا أخذ ريح غيره لقربه منه وهو محمول على الريح الطيبة جمعا بين كلامه وكلام غيره، و" تَرَوَّحْتُ بِالْمِرْوَحَةِ "كأنه من الطيب؛ لأن الريح تلين به وتطيب بعد أن لم تكن كذلك.و"  الرَّاحَةُ "بطن الكفّ والجمع" رَاحٌ "و" رَاحَاتٌ "، و" الرَّاحَةُ "زوال المشقة والتعب، و" أَرَحْتُهُ "أسقطت عنه ما يجد من تعبه" فَاسْتَرَاحَ "، وقد يقال" أَرَاحَ "في المطاوعة" وَأَرِحْنَا بِالصَّلاةِ "أي أقمها فيكون فعلها" رَاحَةً "لأن انتظارها مشقة على النفس و" اسْتَرَحْنَا" بفعلهاو "صَلاةُ التَّرَاوِيحِ" مشتقة من ذلك؛ لأن "التَّرْوِيحَةَ" أربع ركعات فالمصلي "يَسْتَرِيحُ" بعدها، و "رَوَّحْتُ" بالقوم "تَرْوِيحًا" صليت بهم "التَّرَاوِيحَ" . و "اسْتَرْوَحَ" الغصن تمايل، و "اسْتَرْوَحَ" الرجل سمر، و "الرِّيحُ" الهواء المسخَّر بين السماء والأرض وأصلها الواو بدليل تصغيرها على "رُوَيْحَةٍ" ولكن قلبت ياء لانكسار ما قبلها والجمع "أَرْوَاحٌ" و "رِيَاحٌ" وبعضهم يقول "أَرْيَاحٌ" بالياء على لفظ الواحد، وغلطه أبو حاتم قال: وسألته عن ذلك فقال: ألا تراهم قالوا: "رِيَاحٌ" بالياء على لفظ الواحد قال: فقلت له: إنما قالوا "رِيَاحٌ" بالياء للكسرة وهي غير موجودة في "أَرْيَاحٍ" فسلم ذلك. و "الرِّيحُ" أربع "الشَّمَالُ" ، وتأتي من ناحية الشام وهي حارة في الصيف بارحٌ و "الْجَنُوبُ" تقابلها وهي الريح اليمانية والثالثة "الصَّبَا" وتأتي من مطلع الشمس وهي القبول أيضا والرابعة "الدَّبُّورُ" وتأتي من ناحية المغرب. و "الرِّيحُ" مؤنثة على الأكثر فيقال هي "الرِّيحُ" وقد تذكر على معنى الهواء فيقال: هو "الرِّيحُ" وهبّ "الرِّيحُ" نقله أبو زيد، وقال ابن الأنباري: "الرِّيحُ" مؤنثة لا علامة فيها وكذلك سائر أسمائها إلا الإعصار فإنه مذكر. و "رَاحَ" اليَوْمُ "يَرُوحُ" "رَوْحًا" من باب قال، وفي لغة من باب خاف إذا اشتدت "رِيحُهُ" فهو "رَائِحٌ" ويجوز القلب والإبدال فيقال "رَاحٍ" كما قيل هارٍ في هائر ويوم "رَيِحٌ" بالتشديد أي طيب "الرِّيحِ" وليلة "رَيِّحَةٌ" كذلك، وقيل شديد "الرِّيحِ" نقله المطرزي عن الفارسي وقال في كفاية المتحفظ أيضا: يومٌ "رَاحٌ" و "رِيّحٌ" إذا كان شديد الريح فقول الرافعي: يجوز "يَوْمُ رِيحٍ" على الإضافة أي مع التخفيف و "يَوْمٌ رَيِّحٌ" أي بالتثقيل مع الوصف وهما بمعنى كما تقدم مطابق لما نقل عن الفارسي وما ذكره في الكفاية و "الرِّيحُ" بمعنى الرائحة عرض يدرك بحاسة الشمّ مؤنثة يقال "رِيحٌ" ذكية وقال الجوهري: يقال "رِيحٌ" و "رِيحَةٌ" كما يقال دار ودارة، و "رَاحَ" زيدٌ الريح "يَرَاحُهَا" "رَوْحًا" من باب خاف: اشتمَّها، و "رَاحَهَا" "رَيْحًا" من باب سار و "أَرَاحَهَا" بالألف كذلك وفي الحديث "لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ" مروي باللغات الثلاث و "الرُّوحُ" للحيوان مذكر وجمعه "أَرْوَاحٌ" قال ابن الأنباري وابن الأعرابي: "الرُّوحُ" والنفس واحد غير أن العرب تذكر "الرُّوحُ" وتؤنث النفس وقال الأزهري أيضا "الرُّوحُ" مذكر وقال صاحب المحكم والجوهري "الرُّوحُ" يذكر ويؤنث وكأن التأنيث على معنى النفس قال بعضهم "الرُّوحُ" النفس فإذا انقطع عن الحيوان فارقته الحياة وقالت الحكماء "الرُّوحُ" هو الدم ولهذا تنقطع الحياة بنزفه، وصلاح البدن وفساده بصلاح هذا "الرُّوحِ" وفساده. ومذهب أهل السنة أن "الرُّوحَ" هو النفس الناطقة المستعدة للبيان وفهم الخطاب، ولا تفنى بفناء الجسد وأنه جوهر لا عرض ويشهد لهذا قوله تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} والمراد هذه "الأَرْوَاحُ" ، و "الرَّوَحُ" بفتحتين انبساط في صدور القدمين وقيل تباعد صدر القدمين وتقارب العقبين فالذكر "أَرْوَحُ" والأنثى "رَوْحَاءُ" مثل أحمر وحمراء، و "الرَّوْحَاءُ" موضع بين مكة والمدينة على لفظ حمراء أيضا. 

طغي (لسان العرب) [1]


الأَزهري: الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه، والطَّغْوَى بالفتح مثلُه، والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت، والاسم الطَّغْوَى. ابن سيده: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ.
وفي حديث وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه على التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلى ما لا يَحِلُّ له، ويَتَرَفَّع به على مَنْ دُونَه، ولا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ به كما يَفْعَلُ رَبُّ المالِ.
وكلُّ مجاوز حدَّه في العِصْيانِ طَاغٍ. ابنَ سيده: طَغَوْتُ أَطْغُو وأَطْغَى طُغُوّاً كَطَغَيْت، وطَغْوَى فَعْلى منهما.
وقال الفراء منهما في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمودُ بطَغْواها، قال: أَراد بطُغْيانِها، وهما مصدَران إِلاَّ أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل برُؤُوس الآيات فاخْتير لذلك . . . أكمل المادة أَلا تراه قال: وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ للهِف معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ.
وقال الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسم واواً ليُفْصَل بين الاسم والصِّفَةِ، تقول هي التَّقْوَى، وإِنما هي من تَقَيْتُ، وهي البَقْوَى من بَقيت.
وقالوا: امرأَةٌ خَزْيا لأَنه صِفَة.
وفي التنزيل العزيز: ونَذَرُهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُون.وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه.
وأَطّغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً.
وقوله عز وجل: فأَمَّا ثَمُودُ فأُهْلِكُوا بالطَّغيةِ؛ قال الزجاجُ: الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسم كالعاقِبَةِ والعافِيَة.
وقال قَتادة: بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً، وقيل: أُهْلِكُوا بالطاغيةِ أَي بصيحة العذابِ، وقيل أُهْلِكوا بالطاغية أَي بطُغْيانهم.
وقال أَبو بكر: الطغْيا البغي والكُفْرُ؛ وأَنشد: وإِنْ رَكِبوا طَغْياهُمُ وضلالَهُم، فليس عذابُ اللهِ عنهم بِلابِثِ وقال تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ.
وطَغَى الماءُ والبحر: ارتَفَع وعلا على كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ.
وطَغَى البحرُ: هاجَتْ أمواجُه.
وطَغَى الدم: تَبَيَّغَ.
وطَغَى السَّيْلُ إِذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ.
وكلُّ شيءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَى كما طَغَى الماءُ على قومِ نوحٍ، وكما طَغَتِ الصيحةُ على ثمودَ.
وتقول: سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه، هُذَلِيَّة، وفي النوادِرِ: سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم.
وطَغَتِ البقرةُ تَطْغَى: صاحَتْ. ابن الأَعرابي: يقالُ للبقرة الخائرَةُ والطَّغْيَا، وقال المُفَضَّل: طُغْيَا، وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طاء طَغْيَا.
وقال ابن الأَنْبارِي: قال أَبو العباس طَغْيَا، مقصورٌ غير مصروفة، وهي بقرةُ الوَحْشِ الصغيرةُ.
ويحكى عن الأَصْمعي أَنه قال: طُغْيَا، فَضَمَّ.
وطَغْيَا: اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، وقيل للصَّغيرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي: وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ، وطَغْيَا مع اللَّهَقِ الناشِطِ قال الأَصمعي: طُغْيا بالضم، وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغيرُ من بقر الوحشِ؛ قال ابن بري: قول الأَصمعي هو الصحيح، وقول ثعلب غلط لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً يجبُ قلب يائها واواً نحو شَرْوَى وتَقْوَى، وهما من شَرَيْتُ وتَقَيْت، فكذلك يجب في طَغْيا أَن يكون طَغْوَى، قال: ولا يلزم ذلك في قول الأَصمعي لأَن فُعْلى إِذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو فيها ياءً نحو الدنيا والعُلْيا، وهُما من دَنَوْتُ وعَلَوْت.
والطاغِية: الصاعِقةُ.
والطَّغْيةُ: المُسْتَصْعَبُ العالي من الجبل، وقيل: أَعْلى الجبل، قال ساعِدة بن جُؤيَّة: صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ قوله: تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لا يَثْبُت عليها مَخالِبُها لمَلاسَتِها، وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوةٌ، وقيل: الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ؛ وقال أَبو زيد: الطَّغْيةُ من كلِّ شيء نُبْذَةٌ منه، وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضًا يصف مُشْتارَ العسل؛ قال ابن بري: واللَّهِيفُ المكروبُ، والسُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل، والطَّغْيةُ الناحية من الجبلِ، ويُلَطُّ يُكَبُّ، والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هذه الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ.
وقال ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من الخَيْل؟ قالت: طَغْيٌ عند مَنْ كانت ولا توجدُ؛ فإِما أَن تكون أَرادت الطُّغْيانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها، وإِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ، ولم يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي.
والطاغوتُ، يقعُ على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزْنُه فَعَلُوتٌ إنما هو طَغَيُوتٌ، قُدِّمتِ الياءُ قبل الغَيْن، وهي مفتوحة وقبلها فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً.
وطاغُوتٌ، وإِن جاء على وزن لاهُوتٍ فهو مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَى، ولاهُوت غير مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ، وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت على فَعَلُوتٍ، ثم قُدِّمَتِ الياءُ قبل الغينِ مُحافَظَة على بَقائِها فَصار طَيَغُوت، ووَزْنُه فَلَعُوت، ثم قُلِبت الياء أَلفاً لتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار طاغُوت.
وقوله تعالى: يُؤْمنُون بالجِبْتِ والطَّاغُوت؛ قال الليث: الطاغُوت تاؤها زائدةٌ وهي مُشْتَقَّةٌ من طَغَى، وقال أَبو إِسحق: كلُّ معبودٍ من دون الله عز وجلّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ، وقيل: الجِبْتُ والطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ والشَّياطينُ، وقيل في بعض التفسير: الجِبْتُ والطَّاغُوت حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ؛ قال الأَزهري: وهذا غيرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد أَطاعُوهما من دون الله.
وقال الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ، والطاغوتُ: الشيطان: والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ في الضَّلال، قد يكون واحداً؛ قال تعالى: يُريدون أَن يَتحاكَمُوا إِلى الطاغوت وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به؛ وقد يكون جَمْعاً؛ قال تعالى: والذين كفَروا أَوْ لِياؤهم الطاغوتُ يُخْرِجُونهم؛ فَجَمَع؛ قال الليث: إِنما أَخبر عن الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ على حدّ قوله تعالى: أَو الطِّفْلِ الذينَ لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النساء؛ وقال الكسائي: الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ؛ وقال ابن السكيت: هو مثل الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث؛ قال تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وقال الأَخفش: الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ، والطاغوتُ يكون من الجِنِّ والإِنس، وقال شمر: الطاغوت يكون من الأَصنام ويكون من الشياطين؛ ابن الأَعرابي: الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رئيس النصارَى؛ وقال ابن عباس: الطاغوتُ كعبُ ابنُ الأَشْرفِ، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ، وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ.
وفي الحديث: لا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ ولا بالطَّواغِي، وفي الآخر: ولا بالطَّواغِيتِ، فالطَّوَاغِي جمع طاغيَةٍ، وهي ما كانوا يَعْبُدونه من الأَصْنامِ وغَيْرِها؛ ومنه: هذه طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم، قال: ويجوز أَن يكون أَراد بالطَّواغِي من طَغَى في الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ، وهم عُظَماؤهم وكُبَراؤهم، قال: وأَما الطَّواغِيتُ فجمع طاغوت وهو الشيطانُ أَو ما يُزَيّن لهم أَن يَعْبُدوا من الأَصْنامِ.
ويقال: للصَّنَم: طاغوتٌ.
والطاغِيةُ: مَلِكُ الرُّومِ. الليث: الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ. ابن شميل: الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ.
وقال شمر: الطَّاغِيَة الذي لا يُبالي ما أَتى يأْكلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ.

لقط (العباب الزاخر) [1]


لَقَطَ الشيء يَلْقُطُه لَقْطاً: أخذه من الأرض، قال أسامة الهذلي:
ولا تَسْقُطَنَّ سُقُوْطَ النَّوَاةِ      من كَفَّ مرتَضح لاقِطِ

ومنه المثل: لكل ساقطة لاقِطَةٌ: أي لكل كلمة ندرت وسقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتلقها فتذيعها، يضرب في حفظ اللسان، أي ربنا قيض لها من ينميها فيورط قائلها ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطير يجتمع فيها الحصى. وقال ابن الأعرابي: اللاّقِطُ: الرَّفّاء. وقولهم: هو ساقط ابن ماقط ابن لاقط، يتسابون بذلك، فالساقط عبد الماقط، والماقط عبد اللاّقط، واللاقط عبد معتق. واللُّقَاطَةُ: ما كان سَاقطاً مطروحا من الشيء التافه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه. وقال الليث: اللّقَاطُ: السنبل الذي تخطئه المناجل بلقطه الناس ويلتقطونه، واللَّقَاطُ: . . . أكمل المادة اسم ذلك الفعل كالحَصَادِ والحِصَاد. قال: ويقال: يا مَلْقًطان؛ يعني به الفسل الأحمق، والأنثى مَلْقَطَانَةٌ.  قال: إذا التقط الكلام لنميمة قلت إنه: لُقَّيْطى خليطى، حكاية لفعله. ولَقَطُ السنبل -بالتحريك- الذي يلتقطهالاناس، يقال: لَقَطْنا اليوم لَقَطاً كثيراً. واللَّقَطُ: ما التقط من الشيء، ومنه لَقَطُ المعدن: وهي قطع ذهب توجد فيه. وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع: أي شيء منه قليل. والألْقَاطُ من الناس: الأخْلاط منهم، ويقال: القليل المتفرقون. وقال أبو مالكٍ: اللقَطَةُ- واللقَطُ للجمع-: وهي بقلةٌ تتبعها الدوابُ لطيبها فتأكلها، وربما انتتَفَها الرجلُ فناولها بعيره، وهي بُقُولٌ كثيرةٌ يجمعها اللقَطُ.
وقال ابنُ عباد: اللقَطُ من النبت: بقلةٌ تنبتُ في الصيف، وقال: واللقطةُ كذلك. قال: واللقَطُ: ما انتثر من ورقِ الشجرَ في الأرض. وقال الليثُ: اللقْطَةُ -بالتسكين-: اسمُ إلسي تجدهُ مُلقىً فتأخذهُ، وكذلك المنبوذُ من الصبيان: لُقطةٌ. وأما اللقَطَةُ: فهو الرجُلُ اللقاطَةُ تباعُ اللقاطات يِلتقطها. وقال ابنُ دريدٍ: اللقطَةُ -يعني مِثالَ التودةِ التي تُسميها العامةُ اللقطةَ-: معروفةٌ؛ وهي ما التقطه الإنسان فاحتاجَ إلى تعريفهِ. وقال الأزهريُ: كلامُ العَرَبِ الفُصحاءِ على غير ما قالهُ الليثُ، روى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمرَ: هي اللقطةُ والقُصعةُ والنفَقَةُ، مثَقلاتٌ كُلها وروي عن الفراء: اللقْطَة -بالتسكين-، وقولُ الأحمرِ والأصمعي أصوبُ. وقال ابن دريد: اللقِيطُ والملقُوطُ: المولودُ الذي ينبذُ فَيُلْقَطُ. وبنو لَقِيْطٍ: حيٌ من العرب. ولَقِيْطُ بن أرطاةَ السكوني، ولَقيْيطُ بن صبرةَ أبو رزين العُقيلي ويُقالُ له لَقيطُ بن عامرٍ أيضاً، ولَقيطُ بن عدي اللخمي -رضي اللّه عنهم-: لهم صُحبةٌ. وقال الفراءُ: ثوب لِقيطٌ: أي مرفوءٌ، تقول منه: القُطْ ثوبكَ. وبِئرٌ لَقيطٌ: إذا التقطتْ التقاطاً؛ أي وقعَ عليها بغتةً. وقال الليثُ: اللقيطةُ: الرجُلُ المهينُ الرذلُ، والمرأة كذلك. وبنو اللقيطةِ: سموا بذلك لأن أمهم -زعموا- التقطها حُذيفةُ بنُ بدر في جوارٍ قد أضرت بهن السنةُ؛ فضمها إليه، ثم أعجبتهُ فخطبها إلى أبيها وتزوجها وهي بنتُ عُصم بن مروان بن وهب. وأولُ أبياتِ الحماسةِ -وهو لقريط بن أنيفٍ العنبري-:
لو كُنت من مازِنٍ لم تستبِح إبلي      بنو اللقيطةِ من ذهلِ بن شيبانا

وقعَ مُحرفا والروايةُ: "بنو الشقيقةِ" وهي بنتُ عباد بن زيد بن عمرو بن ذُهل بن شيبان. وكلُ شيءٍ لُقطَ حتى النوى فهو لقيطٌ، قال الأعشى يمدحُ قيس بن معدي كرب:
مقَادُكَ بالخيلِ نحو العدُو      وجذعانها كلقيطِ العجم

الباء مُقحمةٌ، ويروى:" للخيلِ". والمِلْقَاطُ: المنقاشُ. والمِلْقاطُ -أيضاً-: القلمُ، وقال شمرٌ: سمعتُ حِميريةً تقولُ لِكلمةٍ أعدتها عليها: قد لَقَطتها بالملقاطِ: أي كتبتها بالقلمَ. والمِلقَطُ: ما يُلقطُ به. وبنو مِلقطٍ: حيٌ من العربَ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَةَ بن عامر بن هرمةَ:
كالدهمِ والنعمِ الهجانِ يحوزُهـا      رَجُلانِ من نبهانَ أو من مِلقطِ

وأنشد ابنُ دريد وهو لعلْقمةَ بن عبدةَ:
أصبنَ الطريفَ والطريفَ بن مالكٍ      وكان شِفاءً لو أصبنَ الملاقطـا

يريدُ: عمرو بن مِلْقَطٍ الطائي. وقال الأصمعيُ: يقال: أصبحتْ مراعينا مَلاقطَ من الجدب: إذا كانت يابسة لاكلأ فيها، أنشدَ:
نُمسي وجلُ المُرتعى مَلاَقِـطُ      والدندتُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ

هكذا أنشده الأزهري.
وفي كتابِ النبات للدينوري" وخَمْطٌ حانِطُ". وقال ابن دريد المِلقطُ: ما يُلقَطُ فيه وانشد:
قد تخذتْ سَلمى بقوِّ حائطـا      واستأجرتْ مُكرنِفاً ولاقطا

وطارِداً يُطاردُ الوَطاوِطا وقال بعضهم: المَلاَقِيْطُ: العناكبُ جمعُ مِلقاطٍ. والتقطَ الشيء: مثل لَقَطَه. ووردتُ الماءَ التقاطاً: إذا هجمتَ عليه بغتةً.
والالتقاطُ: العثورُ على الشيءِ ومصادفتهُ من غير طلبٍ ولا احتساب ومنه حديث عُمر -رضي اللّه عنه- أن رجُلاً من بني تميم التقط شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فأتاهُ فقال: يا أمير المؤمنين اسقني شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فقال عُمرُ -رضي اللّه عنه-: ما تركتَ عليها من الشاربةِ؟ قال: كذا وكذا، قال الزبيرُ بن العوام رضي اللّه عنه-: يا أخا تميمٍ تسألُ خير قليلاً فقال عُمرُ -رضي اللّه عنه-: مَهْ ما خيرٌ قليلٌ قربتانِ: قربةٌ من ماءٍ وقربةٌ من لبنٍ تُغاديانِ أهل البيتِ من مضر لا بل خيرٌ كثيرٌ قد أسقاكهُ اللّه. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتاب: الرجلُ التميمي هو أبو حبيبٍ -رضي اللّه عنه-، ولا يُعرفُ اسمهُ، وروى الحديث النضرُ بن شميلٍ عن الهرماسِ بن حبيب بن أبي مازنٍ، وقال ابنُ السيرافي: قال نُقادةُ الأسدي، وقال أبو محمد الأسودُ: قال منظورُ بن حبةَ؛ وليس لِمنظورٍ:
ومنهلٍ وردتهُ التقـاطـا      لم ألقَ إذ وردتهُ فُراطا

الشبكةُ: ركابا تحفرُ في المكانِ الغليظِ؛ القامةَ والقامتين والثلاث؛ يحتبسُ فيها ماءُ السماء، سميت شبكةً لتجاورها وتشابكها، ولا يقال للواحدةِ منها شبكةٌ، وإنما هي اسم للجماع، وتُجمعُ الجملُ منها في مواضعَ شتى شباكاً. ويقال: تَلَقط فُلانٌ الثمر: أي التقطهُ من هاهنا وهاهنا. وقال أبو عبيدةَ: الملاقَطَةُ في سيرِ الفرسَ: أن يأخذ التقريبَ بقوائمه جميعاً. ويُقال: داري بلقاطِ دارِ فُلانٍ: أي بحذائها، والمُلاقطةُ، المحاذاةُ. والتركيبُ يدلُ على أخذِ شيءٍ من الأرض قد رأيته بغتةً ولم تردهُ؛ وقد يكونُ عن إرادةٍ وقصدٍ أيضاً.

الف (العباب الزاخر) [1]


الألف: عدد، وهو مذكر؛ يقال: هذا ألف، بدليل قولهم: ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا ثلاث الآف، ويقال: هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال قرعاء، وقال أبن السكيت: لو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف نجاز.
والجمع: ألوف وآلاف، قال الله تعالى: (وهم ألوف). وألفة يألفه ألفا -مثال كسره يكسره كسراً- أي أعطاه إلفاً، قال:
وكَرِيْمَةٍ من آلِ قَيْسَ ألَفْتُـهُ      حّتى تَبَذَّخَ فارْتَقَى الأعْلامِ

أي: ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه: فارتقى إلى الأعلام؛ فحذف "إلى " وهو يريده. والإلف -بالكسر-: الأليف، تقول: حَنَّ فلان إلى فلانٍ حنين الإلف إلى الإلف، وجمع الأليف: ألائف -مثال تبيع وتبائع . . . أكمل المادة وأفيل وأفائل-، قال ذو الرمَّة:
فأصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من ألائفِهِ      يَرْتادُ أحْلِيَةً أعْجَازُها شَذَبُ

وفلان قد ألف هذا الموضع -بالكسر- يألفه إلفاً -بالكسر-، ومنه قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لإِلْفِ قُرَيْشٍ إلْفِهِمْ) بغير ياء ولا ألف.
ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: المؤمن آلف مألوف.
وجمع الآلف: آلاف -مثال عامل وعمال-، قال العجاج يصفُ الدَّهر:
يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عن الأُلاّفِ     

وقال رُؤْبة يرد على أبيه:
تاللهِ لو كُنْتُ مَعَ الأُلاّفش     

وقال ذو الرمَّة:
أكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاّفِ لُزَّتْ كـراعُـهُ      إلى أخْتشها الأخرى ووَلى صَواحِبُهْ


وجمع الآلفة: آلفات وأوالف، قال العجاج:
ورَبِّ هذا البَلَدِ الـمُـحَـرَّمِ      والقاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ

أوَ الِفاً مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمِ والمَأْلف: الموضع الذي يألفه الإنسان أو الإبل.
وقال أبو زيد: المألف: الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه. والألفة -بالضمَّ-: الاسم من الائتلاف. والألف -مثال كتف-: الإلف أيضاً. والألف -فيما يقال-: الرَّجل العزب. وآلفت القوم: أي كملتهم ألفاً؛ وآلفوا هم أيضا، وكذلك آلفت الدراهم؛ وآلفت هي. وآلفت الرجل مكان كذا: أي جعلته يألفه، وآلفت الموضع أيضاً: ألفته، قال ذو الرمة:
من المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أدْمَاءُ حُـرَّةٌ      شُعَاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُ

أي: من الإبِلِ التي ألِفَتِ الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً. وقوله تعالى: (لإيْلافِ قُرَيْشٍ) الإيلاف: شبه الإجازة بالخفارة.
والتَّأويل: أنَّ قريشاً كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الصيف والشتاء آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم.
وقيل: اللام في "لإيلافِ" لام التعجب؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش، وقال بعضهم: معناها متصل بما بعد؛ المعنى؛ فليعد هو هؤلاء ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف لامتيار، وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها؛ المعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتهما، وقال أبن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين: أحدهما أن بين السورتين "بسم الله الرحمن الرحيم" وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، والآخر: أنَّ الإيلاف إنَّما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها، وقوله تعالى: (فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الذي أطعمهم من جُوْعٍ وآمَنَهُم من خَوْفٍ) أي الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف؛ الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا.
وقال أبن الأعرابي: كان هاشم يؤلف إلى الشام؛ وعبد شمس إلى الحبشة؛ والمطلب إلى اليمين؛ ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الأخوة يسمون المجيزين، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه المصار بحبال هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم، فأما هاشم فانه أخذ حبلاً من ملك الروم، وإما عبد شمس فإنه أخذ حبلاً من النجاشي، وأما المطلب فانه أخذ حبلاً من أقبال حمير، وأما نوفل فأنه أخذ حبلاً من كسرى. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر:  
تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِيْناً ويُؤْلِفُ ال      جِوَارَ ويُغْشِيْها الأمَانَ رِبابُها

وآلَفَتِ الإبل: إذا جمعت بين شجر وماءٍ. والفت بين الشيئين تأليفاً، قال الله تعالى: (لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفْتَ بين قُلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم). ويقال: ألف مؤلفة: أي مكملة. وألفت ألفاً: كتبتها، كما يقال: جيمت جيماً. وقوله تعالى: (وِالمُؤلَّفَةِ قُلوبُهم) هم قوم من سادات العرب أمر الله عز وجل نبيه -صلى الله عليه وسلم- بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام وهم: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وجبير بن مطعم بن عدي، والجد بن قيس، والحرث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام الأسدي، وحكيم بن طليق بن سفيان، وحويطب بن عبد العزى العامري، وخالد بن أسيد بن أبي العيص، وخالد بن قيس، وزيد الخيل الطائي، وسعيد بن يربوع بن عنكثة، وسهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحي، وصخر بن حرب بن أمية، وصفوان بن أمية الجمحي والعباس بن مرداس السلمي، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن جارية الثقفي، وعلقمة بن علاثة العامري، وأبو السنابل عمرو بن بعكك، وعمرو بن مرداس السلمي، وعمير بن وهب الجمحي، وعيينة بن حصن الفزاري، وقيس بن عدي السهمي، وقيس بن مخرمة بن المطلب، ومالك بن عوف النصري، ومخرمة بن نوفل الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، والنضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي رضي الله عنهم أجمعين وتألف القوم وائتلفوا: أي اجتمعوا. وتألفت الرجل: إذا قاربته ووصلته حتى تستميله إليك. وآلفت الموضع مؤالفة: بمعنى الإيلاف. والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى والأشياء.

نعل (لسان العرب) [2]


النَّعْل والنَّعْلةُ: ما وَقَيْت به القدَم من الأَرض، مؤنثة.
وفي الحديث: أَن رجلاً شكا إِليه رجلاً من الأَنصار فقال: يا خيرَ من يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ قال ابن الأَثير: النَّعْل مؤنثة وهي التي تُلبَس في المَشْي تسمَّى الآن تاسُومة، ووصفها بالفرد وهو مذكر لأَن تأْنيثها غير حقيقي، والفَرْدُ هي التي لم تُخْصَف ولم تُطارَق وإِنما هي طاقٌ واحد، والعرب تمدَح برقَّة النِّعال وتجعلها من لِباس المُلوك؛ فأَما قول كثيِّر: له نَعَلٌ لا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها، وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم: يَغَدُو وهو مَحَمُوم، في يَغْدو وهو مَحْموم، وهذا لا يعدّ . . . أكمل المادة لغة إِنما هو مُتْبَع ما قبله، ولو سئل رجل عن وزن يَغَدُو وهو مَحَموم لم يقل إِنه يَفَعَل ولا مَفَعُول؛ والجمع نِعال.
ونَعِلَ يَنْعَل نَعَلاً وتَنَعَّل وانْتَعَل: لبِس النَّعْل.
والتَّنْعِيل: تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق من حديد تَقِيه الحجارة، وكذلك تَنْعِيل خفِّ البعير بالجلد لئلا يَحفَى.
ونَعْل الدابة: ما وُقِيَ به حافرُها وخفُّها. قال الجوهري: النَّعْل الحِذاء، مؤنثة وتصغيرها نُعَيْلة. قال ابن بري: وفي المثل: مَنْ يكن الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي من يكن ذا جِد يَبِنْ ذلك عليه.
ونعَلَ القومَ: وهَب لهم نِعالاً؛ عن اللحياني، وأَنْعَلوا وهُمْ ناعِلون، نادر: كثُرتْ نِعالهم؛ عنه أَيضاً، قال: وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلت فَعَلْتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك كثر عندهم قلت أَفْعَلوا.
وأَنْعَل الرجلُ دابَّتَه إِنْعالاً، فهو مُنْعِل.
وقال ابن سيده: أَنْعَل الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما.
ويقال: أَنعلت الخيل، بالهمزة.
وفي الحديث: إِن غَسَّان تُنْعِل خيلَها.
ورجل ناعِل ومُنْعِل: ذو نَعْل (* قوله «ومنعل ذو نعل» هكذا ضبط في الأصل، وفي القاموس: ومنعل كمكرم ذو نعل) وأَنشد ابن بري لابن مَيَّادة: يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ، ويَعْتَزي إِلى شَرِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ وإِذا قلت مُنْتَعِل فمعناه لابسٌ نَعْلاً، وامرأَة ناعِلة.
وفي المثل: أَطِرِّي فإِنك ناعِلة؛ أَراد أَدِلِّي على المشي فإِنك غليظةُ القدمين غير محتاجة إِلى النعلين، وأَحال الأَزهري تفسير هذا المثل على موضعه في حرف الطاء، وسنذكره في موضعه (* قوله «وسنذكره في موضعه» هكذا في الأصل، وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر) .
وحافر ناعلٌ: صُلْب، على المثَل؛ قال: يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً ناعلا (* قوله «يركب فيناه» هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه بالقاف). الوَقِيعُ: الذي قد ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة، يقول: قد صَلُب من توقيع الحجارة حتى كأَنه مُنْتَعِل.
وفرس مُنْعَل: شديدُ الحافر.
ويقال لحمار الوحش: ناعل، لصلابة حافره. قال الجوهري: وأَنْعَلْت خُفِّي ودابَّتي، قال: ولا يقال نَعَلْت.
وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كذا أَو رجل كذا أَو اليدين أَو الرجلين إِذا كان البَياض في مآخِير أَرْساغِ رجليه أَو يديه ولم يَسْتَدِرْ، وقيل: إِذا جاوز البياضُ الخاتمَ، وهو أَقلُّ وضَحِ القوائم، فهو إِنْعال ما دام في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافرَ. قال الأَزهري: قال أَبو عبيدة من وَضَح الفَرس الإِنْعال، وهو أَن يُحيط البياض بما فوق الحافر ما دام في موضع الرُّسغ. يقال: فرس مُنْعَل، قال: وقال أَبو خيرة هو بياض يَمَسُّ حَوافِرَه دون أَشاعِره، قال الجوهري: الإِنْعال أَن يكون البياض في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافر على الأَشْعَر لا يَعْدُوه ولا يَستدير، وإِذا جاوز الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ واستدار فهو التَّخْدِيم.
وانْتَعَل الرجلُ الأَرض: سافرَ راجلاً؛ وقال الأَزهري: انْتَعَل فلان الرَّمضاء إِذا سافَر فيها حافياً.
وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا عَقَل الظلُّ نصف النهار؛ ومنه قول الراجز: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا ويروى: وانْتَعِلِ الظِّلَ. قال الأَزهري: وانْتَعل الرجلُ إِذا ركب صِلاب الأَرض وحِرارها؛ ومنه قول الشاعر: في كلّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتعِلُ ابن الأَعرابي: النَّعْلُ من الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كل هذه لا تكون إِلا من الحَرَّة، فالنَّعْلُ منها شبيةٌ بالنَّعْل فيها ارتفاعٌ وصلابةٌ، والخُفُّ أَطول من النَّعْل، والكُراعُ أَطول من الخُفِّ، والضِّلَعُ أَطول من الكُراعِ، وهي مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع. قال ابن سيده: النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغليظة شبه الأَكَمة يَبْرق حَصاها ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قطعة تسيل من الحَرَّة مؤنثة؛ قال: فِدًى لامْرئٍ، والنَّعْلُ يبني وبينه، شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ قال الأَزهري: النَّعْل نَعْل الجبل، والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ، وأَصله العطش، والحَواثِر من عبد القيس، والجمع نِعال؛ قال امرؤ القيس يصف قوماً منهزمين: كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث بالحَرِّ، إِذ تَبْرُقُ النِّعالُ (* قوله «بالحر» تقدم في مادة حرشف بدله بالجو).
وأَنشد الفراء: قَوْم، إِذا اخضرَّتْ نِعالُهمُ، يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ ومنه الحديث: إِذا ابْتَلَّت النِّعالُ فالصلاة في الرحال؛ قال ابن الأَثير: النِّعالُ جمع نَعْل وهو ما غلُظ من الأَرض في صَلابة وإِنما خصها بالذكر لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنْدِّيها بخلاف الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف الماءَ؛ قال الأَزهري: يقول إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بمن يمشي فيها فصلُّوا في مَنازلكم، ولا عليكم أَن لا تشهدوا الصلاة في مساجد الجماعات.
والمَنْعَل والمَنْعلةُ: الأَرض الغليظة اسمٌ وصفةٌ.
والنَّعْلُ من جَفْن السيف: الحديدةُ التي في أَسفل قِرابه.
ونَعْل السيف: حديدة في أَسفلِ غِمْده، مؤنثة؛ قال ذو الرمة: إِلى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ، أَجَلْ لا، وإِن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ ويروى: حَمائلُهْ، وصفه بالطول وهو مدح.
ونَعْل السيف: ما يكون في أَسفل جَفْنِه من حديدة أَو فضَّة.
وفي الحديث: كان نَعْلُ سيفِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من فِضَّة؛ نعْلُ السيف: الحديدة التي تكون في أَسفل القِراب.
وقال أَبو عمرو: النَّعْل حديدة المِكْرب، وبعضهم يسميه السِّنَّ.
والنَّعْلُ: العَقَب الذي يُلْبَسه ظهر السِّيَة من القوس، وقيل: هي الجلدة التي على ظهر السِّيَةِ، وقيل: هي جلدتها التي على ظهرها كله.
والنَّعْل: الرجل الذليل يُوطَأُ كما تُوطَأُ الأَرض؛ وأَنشد للقُلاخ: ولم أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا (* قوله «وأنشد للقلاخ إلخ» هكذا في الأصل، والشطر في التهذيب غير منسوب وعبارة الصاغاني عن ابن دريد قال القلاخ: شر عبيد حسباً وأصلا * دراجة موطوءة ونعلا ويروى دارجة).
وبنو نُعَيْلة: بطن. قال الأَزهري: إِذا قُطعت الوَدِيَّة من أُمِّها بِكَرَبها قيل: ودِيَّة مُنْعَلة؛ قال ابن بري: هذا قول أَبي عبيد وأَنكره الطوسي، وقال: صوابه بكَرَبة، يريد تقطع بكَرَبةٍ من الأُمّ أَي مع كَرَبة منها، وذلك أَن الوَدِيَّة تكون في أَصل النَّخْلة مع أُمِّها، وأَصلها في الأَرض، وتكون في جذع أُمِّها فإِذا قُلِعت مع كَرَبةٍ من أُمِّها قيل: وَدِيَّة مُنْعَلة. أَبو زيد: يقال رماه بالمُنْعِلات أَي بالدواهي، وتركت بينهم المُنْعِلات. قال ابن بري: يقال لزوجة الرجل هي نَعْلُه ونَعْلَتُه؛ وأَنشد للراجز: شَرُّ قَرِينٍ للكبير نَعْلَتُهْ، تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ والعرب تكني عن المرأَة بالنَّعْل.

دجج (لسان العرب) [1]


دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً: مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً في تَقارُبِ خَطْوٍ؛ وقيل: هو أَن يقبلوا ويدبروا؛ وقيل: هو الدبيب بعينه.
ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ، بمعنى: قال ابن مقبل: إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها جَهامٌ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ قال ابن السكيت: لا يقال يَدِجُّون حتى يكونوا جماعة، ولا يقال ذلك للواحد، وهم الدَّاجَّةُ.
وفي الحديث: قال لرجلٍ أَين نزلت؟ قال: بالشق الأَيسر من منة، قال: ذاك منزل الداجِّ فلا تنزله.
ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ.وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ: الذين يحجون، والداجُّ: الذين معهم من الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان ونحوهم، لأَنهم يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ في السفر، وهذان اللفظان وإِن . . . أكمل المادة كانا مفردين فالمراد بهما الجمع، كقوله تعالى: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ.
وقيل: هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم.
وفي حديث ابن عمر: رأَى قوماً في الحجِّ لهم هيئة أَنكرها، فقال: هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ. الجوهري: وأَما الحديث: ما تركت من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ، فهو مخفف، إِتباع للحاجة. قال ابن بري: ذِكْرُ الجوهري هذا في فصل دجج وَهَمٌ منه، لأَن الداجة أَصلها دوجة، كما أَن حاجة أَصلها حوجة، وحكمها حكمها، وإِنما ذكر الجوهري الداجة في فصل دجج لأَنه توهمها من الداجَّةِ الجماعةِ الذين يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّون في السير، وليست هذه اللفظة من معنى الحاجة في شيء. ابن الأَثير: وفي الحديث، قال لرجل: ما تركت حاجَّة ولا داجَّة. قال؛ وهكذا جاء في رواية، بالتشديد. قال الخطابي: الحاجَّةُ القاصدون البيت، والدَّاجَّةُ الراجعون، والمشهور هو بالتخفيف، وأَراد بالحاجة الصغيرى، وبالداجة الكبيرة، وهو مذكور في موضعه.
وفي كلام بعضهم: أَمَا وَحَواجِّ بيت الله ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا وكذا.
وقال أَبو عبيد: في حديث ابن عمر هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ، قال: هم الذي يكونون مع الحاج مثل الأُجراء والجمَّالين والخدم وما أَشبههم؛ وقيل: إِنما قيل لهم داجّ لأَنهم يدجون على الأَرض.
والدَّجَجانُ: هو الدَّبِيبُ في السير؛ وأَنشد: باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا، تَدْعُو بذاك الدَّجَجانَ الدَّارِجَا قال أَبو عبيد: فأَراد ابن عمر أَن هؤلاء لا حج لهم، وليس عندهم شيء إِلاَّ أَنهم يسيرون ويَدِجُّونَ، ولا حج لهم. أَبو زيد: الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون، والحاجُّ أَصحاب النيَّات، والزَّاجُّ المراؤُون.
والدِّجاجة والدِّجاجةُ: معروفة، سميت بذلك لإقبالها وإِدبارها، تقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس، مثل حمامة وبطة؛ أَلا ترى إِلى قول جرير: لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني صَوْتُ الدَّجاجِ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس إِنما يعني زُقَاءَ الدُّيوك؟ والجمع دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج، وفتح الدال أَفصح، فأَما دجائج فجمع ظاهر الأَمر، وأَما دِجاجٌ فقد يكون جمع دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، في أَنه ليس بينه وبين واحدة إِلا الهاء، وقد يكون تكسير دجاجة على أَن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في الواحد، والأَلف غير الأَلف لكنها كسرة الجمع وأَلفه، فتكون الكسرة في الواحد ككسرة عين عِمامة، وفي الجمع ككسرة قاف قِصاع وجيم حِفان.
وقد يكون جمع دجاجة على طرح الزائد، كقولك صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حينئذ جمع دَجَّةٍ.
وأَما دَجاجٌ فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إِلا الهاء كحمامة وحمام ويمامة ويمام. قال سيبويه: وقالوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ، قال: وبعضهم يقول دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات؛ وقول جرير: صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ قال: أَراد أَرَّقني انتظار صوت الدجاج أَي الديوك، وذلك أَنه كان مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ ينتظره.
ودِجْ دِجْ: دعاؤك بالدَّجاجة.
ودَجْدَجَ بالدُّجاجة: صاح بها فقال: دِجْ دِجْ.
ودَجْدَجْتُ بها وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ.
ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ في مشيها: عَدَتْ.
والدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قال: والدِّيكُ والدُّجُّ مع الدَّجاج وقيل: الدُّجُّ مولَّد؛ وقيل في قول لبيد: باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ انه أَراد الديك وصَقِيعَه في سُحْرَةٍ. التهذيب: وجمع الدَّجاج دُجُجٌ.
والدَّجاجُ: الكُبَّةُ من الغَزْلِ، وقيل: الحِفْشُ منه، وجَمْعُها دَجاجٌ؛ وأَنشد قول أَبي المقدام الخزاعي في أُحْجِيَّتِه: وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً، لمْ يُفَرِّخْنَ، قد رأَيتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهـ ـرِ فَراريجَ، صِبْيَةً أَبْذالا والدِّجاجُ هذا جمع دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ.
والفَراريجُ: جمع فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ.
والأَبْذالُ: التي تبتذل في اللباس.
والدَّجاجةُ: ما نَتَأَ من صَدْرِ الفَرَسِ؛ قال: بانتْ دَجاجَتُه عن الصَّدْرِ وهما دَجاجتان عن يمين الزَّوْرِ وشماله؛ قال ابن بُراقة الهَمْداني: يَفْتَرُّ عن زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ والدُّجَّةُ، بالضم: شدّة الظلمة.
وقد تَدَجْدَجَ الليلُ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ: مظلم.
وليلة دَيْجُوجٌ: كظلمة.
ودَجْدَجَ الليلُ: أَظلم.
وجمع الدَّيْجُوجِ دَياجِيجٌ ودَياجٍ، وأَصله دَياجِيجٌ، فخففوه بحذف الجيم الأَخيرة؛ قال ابن سيده: التعليل لابن جني.
وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ: أَسود؛ وقيل: الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ: الأَسود من كل شيء.
وليلة دَجْداجَةٌ: شديدة الظلمة.
ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً: غَيَّمَت.
وتَدَجَّجَ في سلاحه: دخل.
والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ في سلاحه. أَبو عبيد: المُدَجْدِجُ اللابس السلاح التام؛ وقال شمر: ويقال مُدَجِّجٌ أَيضاً. الليث: المُدَجِّجُ الفارس الذي قد تَدَجَّجَ في شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ، قال أَي دخل في سلاحه كأَنه تغطى به.
وفي حديث وهب: خرج داودُ مُدَججاً في السلاح، روي بكسر الجيم وفتحها، أَي عليه سلاح تام، سُمي به لأَنَه يَدِجُّ أَي يمشي رُوَيْداً لثقله؛ وقيل: لأَنه يتغطى به، من دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت.
والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ من القنافذ. ابن سيده: والمُدَجَّجُ القنفذ، قال: أُراه لدخوله في شوكه؛ وإِياه عنى الشاعر بقوله: ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه، مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ الأَصمعي: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته، فهو مَدْجُوجٌ. ابن الأَعرابي: الدُّجُجُ الجبال السود، والدُّجُجُ أَيضاً: تراكم الظلام.
والدُّجَّةُ: شدة الظلمة، ومنه اشتقاق الدَّيْجُوج بمعنى الظلام.
وليل دَجُوجِيٌّ وشعر دَجُوجِيٌّ وسواد دَجُوجِيٌّ، وتَدَجْدَجَ الليلُ، فهي دَجْداجَةٌ؛ وأَنشد: إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا وبَعِير دَجُوجِيٌّ وناقة دَجُوجِيَّة أَي شديدة السواد.
وناقة دَجَوْجاةٌ: منبسطة على الأَرض.
والدِّجَّةُ: جلدة قدر أُصبعين توضع في طرف السَّيْر الذي تعلق به القوس، وفيه حلقة فيها طرف السير.
ودِجاجَةُ: اسم امرأَة (* قوله «ودجاجة اسم امرأة» قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأسماء فكلها دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة اهـ. من شرح القاموس باختصار.).
ودَجُوجٌ: موضع؛ قال أَبو ذؤَيب: فإِنَّكَ عَمْري، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ ودَجُوجٌ: اسم بلد في بلاد قيس.

قفر (لسان العرب) [1]


القَفْرُ والقَفْرة: الخلاءُ من الأَرض، وجمعه قِفارٌ وقُفُورٌ؛ قال الشَّمَّاخُ: يَخُوضُ أَمامَهُنَّ الماءَ حتى تَبَيَّن أَن ساحَتَه قُفورُ وربما قالوا: أَرَضُونَ قَفْرٌ.
ويقال: أَرض قَفرٌ ومَفازة قَفْر وقَفْرة أَيضاً؛ ويقل: القَفْر مَفازة لا نبات بها ولا ماء، وقالوا: أَرض مِقْفار أَيضاً.
وأَقْفَر الرجلُ: صار إِلى القَفْر،وأَقْفَرْنا كذلك.
وذئب قَفِرٌ: منسوب إِلى القَفْر كرجل نَهِر؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فلئن غادَرْتُهم في وَرْطَةٍ، لأَصِيرَنْ نُهْزَةَ الذئبِ القَفِرْ وقد أَقْفر المكانُ وأَقْفَر الرجلُ من أَهله: خلا.
وأَقْفَر: ذهب طعامُه وجاع.
وقَفِرَ مالُه قَفَراً: قَلَّ. قال أَبو زيد: قَفِرَ مالُ فلان وزَمِرَ يَقْفَرُ ويَزْمَرُ قَفَراً وزَمَراً إِذا قَلَّ ماله، وهو قَفِرُ المال زَمِرُه. الليث: القَفْرُ المكان الخَلاء . . . أكمل المادة من الناس، وربما كان به كَلأٌ قليل.
وقد أَقْفَرَتِ الأَرض من الكلإِ والناس وأَقْفَرتِ الدارُ: خلت، وأَقْفَرت من أَهلها: خلت.
وتقول: أَرض قَفْرٌ ودار قَفْر، وأَرض قِفارٌ ودار قِفارٌ تُجْمَعُ على سَعَتها لتوهم المواضع، كلُّ موضع على حِيالِه قَفْرٌ، فإِذا سميت أَرضاً بهذا الاسم أَنثت.
ويقال: دار قَفْر ومنزل قَفْر، فإِذا أَفردت قلت انتهينا إِلى قَفْرة من الأَرض.
ويقال: أَقْفَر فلان من أَهله إِذا انفرد عنهم وبقي وحده؛ وأَنشد لعَبِيد: أَقْفَرَ من أَهلهِ عَبِيدُ، فاليومَ لا يُبْدِي ولا يُعِيدُ ويقال: أَقْفَر جسدُه من اللحم، وأَقْفَر رأْسُه من الشعر، وإِنه لقَفِرُ الرأْس أَي لا شعر عليه، وإِنه لقَفِرُ الجسم من اللحم؛ قال العجاج:لا قَفِراً غَشا ولا مُهَبَّجا ابن سيده: رجل قَفِرُ الشعر واللحم قليلُهما؛ والأُنثى قَفِرة وقَفْرة، وكذلك الدابة؛ تقول منه: قَفِرَت المرأَة، بالكسر، تَقْفَرُ قَفَراً، فهي قَفِرَة أَي قليلة اللحم. أَبو عبيد: القَفِرة من النساء القليلة اللحم. ابن سيده: والقَفَرُ الشعر؛ قال: قد علمت خَوْدٌ بساقَيها القَفَرْ قال الأَزهري: الذي عرفناه بهذا المعنى الغَفَرُ، بالغين، قال: ولا أَعرف القَفَر.
وسَوِيق قَفَارٌ: غير ملتوت.
وخبز قَفَارٌ: غير مَأْدُوم.
وقَفِرَ الطعامُ قَفَراً: صار قَفَاراً.
وأَقْفَر الرجلُ: أَكل طعامَه بلا أُدْم.
وأَكل خُبزَه قَفاراً: بغير أُدْم.
وأَقْفَر الرجلُ إِذا لم يبق عنده أُدْمٌ.
وفي الحديث: ما أَقْفَر بيتٌ فيه خَلّ أَي ما خلا من الأَدام ولا عَدِمَ أَهلُه الأُدْمَ؛ قال أَبو عبيد: قال أَبو زيد وغيره: هو مأْخوذ من القَفَار، وهو كل طعام يؤكل بلا أُدم.
والقَفَار، بالفتح: الخبز بلا أُدم.
والقَفار: الطعام بلا أُدم. يقال: أَكلت اليوم طعاماً قَفَاراً إِذا أَكله غير مأْدوم؛ قال: ولا أَرى أصله إِلا مأْخوذاً من القَفْر من البلد الذي لا شيء به.
والقفار والقَفِير: الطعام إِذا كان غير مأْدوم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِني لم آتهم ثلاثة أَيام وأَحْسِبُهم مُقْفِرين أَي خالين من الطعام؛ ومنه حديثه الآخر: قال للأَعرابي الذي أَكل عنده: كأَنك مُقْفِر.
والقَفَارُ: شاعر؛ قال ابن الأَعرابي: هو خالد بن عامر أَحدُ بني عَمِيرَة بن خُفَافِ بن امرئ القيس، سمي بذلك لأَن قوماً نزلوا به فأَطعمهم الخبز قَفَاراً، وقيل: إِنما أَطعمهم خبزاً بلبن ولم يذبح لهم فلامه الناس، فقال: أَنا القَفَارُ خالدُ بن عامِرِ، لا بَأْسَ بالخُبْز ولا بالخَاثِرِ أَتت بهم داهِيَةُ الجَواعِرِ، بَظْراءُ ليس فَرجُها بطاهِرِ والعرب تقول: نزلنا ببني فلان فبِتْنا القَفْرَ إِذا لم يُقْرَوْا.
والتَّقْفِر: جَمْعُك الترابَ وغيره.
والقَفِير: الزَّبيل؛ يمانية. أَبو عمرو: القَفِير القَلِيفُ والنجوية (* قوله« والنجوية» كذا بالأصل ولم نجدها بهذا المعنى فيما بأيدينا من كتب اللغة بل لم نجد بعد التصحيف والتحريف الا البحونة بموحدة مفتوحة وحاء مهملة ساكنة، وهي القربة الواسعة؛ والبحنانة بهذا الضبط الجلة العظيمة.) الجُلَّة العظيمة البَحْرانية التي يُحْمَلُ فيها القِبابُ، وهو الكَنْعَدُ المالِحُ.
وقَفَرَ الأَثَرَ يَقْفُره قَفْراً واقْتَفَرَه اقْتِفاراً وتَقَفَّره، كلُّه: اقْتَفاه وتَتَبَّعَه.
وفي الحديث: أَنه سئل عمن يَرْمِي الصيدَ فَيَقْتَفِرُ أَثره أَي يتبعه. يقال: اقْتَفَرْتُ الأَثرَ وتَقَفَّرْته إِا تتبعته وقَفَوْتَه.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ: ظَهَر قبلنا أُناس يَتَقَفَّرُونَ العِلْم، ويروى يَقْتَفِرون أَي يَتَطَلَّبونه.
وفي حديث ابن سِيرينَ: أَن بني إِسرائيل كانوا يَجِدُون محمداً، صلى الله عليه وسلم، مَنْعُوتاً عندهم وأَنه يَخْرُجُ من بعض هذه القُرَى العربية وكانوا يَقْتَفِرُونَ الأَثَر؛ وأَنشد لأَعشى باهِلةَ يَرْثي أَخاه المُنْتَشِرَ بن وَهْب: أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها، يأْبى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ مَنْ ليس في خَيْرِه شَرٌّ يُكَدِّرُه على الصَّديقِ، ولا في صَفْوِه كَدَرُ لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلا حيث يَرْكَبُه، وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ لا يَغْمِزُ الساقَ من أَيْنٍ ومن وَصَبٍ، ولا يَزال أَمامَ القَوْمِ يَقْتَفِرُ قال ابن بري: قوله يأْبى الظلامة منه النوفل الزفر، يقضي ظاهره أَن النوفل الزفر بعضه وليس كذلك، وإِنما النوفل الزفر هو نفسه. قال: وهذا أَكثر ما يجيء في كلام العرب بجعل الشيء نفسه بمنزلة البعض لنفسه، كقولهم: لئن رأَيت زيداً لَتَرَيَنَّ منه السيدَ الشريفَ، ولئن أَكرمته لَتَلْقَيَنَّ منه مُجازياً للكرامة؛ ومنه قوله تعالى: ولْتَكُنْ منكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخير ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ ظاهر الآية يقضي أَن الأُمة التي تدعو إِلى الخير ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هي بعض المخاطبين، وليس الأَمر على ذلك بل المعنى:ولْتَكُونوا كلُّكم أُمةً يدعون إِلى الخير؛ وقال أَيوبُ بنُ عَيَايةَ في اقْتفَر الأَثرَ تتبعه: فتُصْبِحُ تَقْفُرُها فِتْيةٌ، كما يَقْفُر النِّيبَ فيها الفَصِيلُ وقال أَبو المُلَثَّمِ صَخْرٌ: فإِني عن تَقَفُّركم مَكِيثُ والقَفُّور، مثال التَّنُّور: كافُورُ النخل، وفي موضع آخر: وِعاءُ طَلْعِ النخل؛ قال الأَصمعي: الكافور وعاء النخل، ويقال له أَيضاً قَفُّورٌ. قال الأَزهري: وكذلك الكافور الطيب يقال له قَفُّور.
والقَفُّورُ: نبت ترعاه القَطا؛ قال أَبو حنيفة: لم يُحَلَّ لنا؛ وقد ذكره ابن أَحمر فقال:تَرْعَى القَطاةُ البَقْل قَفُّورهُ، ثم تَعُرُّ الماءَ فيمن يَعُرْ الليث: القَفُّورُ شيء من أَفاوِيهِ الطيب؛ وأَنشد: مَثْواة عَطَّارِينَ بالعُطُورِ أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ وقُفَيرةُ: اسم امرأَة. الليث: قُفَيْرةُ اسم أُم الفرزدق؛ قال الأَزهري: كأَنه تصغير القَفِرة من النساء، وقد مر تفسيره.قسبر: القِسْبارُ والقُسْبُرِيّ والقُسابريُّ: الذكر الشديد. الأَزهري في رُباعِيِّ العين: وفلان عِنْفاش اللحية وعَنْفَشِيُّ اللحية وقِسْبارُ اللحية إِذا كان طويلها.
وقال في رُباعِيِّ الحاء عن أَبي زيد: يقال للعصا القِزْرَحْلةُ والقِحْرَبَةُ والقِشْبارَة والقِسْبارة.
ومن أَسماء العصا القِسْبارُ ومنهم من يقول القِشْبار؛ وأَنشد أَبو زيد: لا يَلْتَوي من الوَبيل القِسْبارْ، وإِن تَهَرَّاه بها العبدُ الهارْ

سير (لسان العرب) [1]


السَّيْرُ: الذهاب؛ سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وتَسْياراً يذهب بهذه الأَخيرة إِلى الكثرة؛ قال: فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ منها، وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ، بِيضٌ مَحَافِرُهْ وفي حديث حذيفة: تَسايَرَ عنه الغَضَبُ أَي سارَ وزال.
ويقال: سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها.
ويقال: بارك الله في مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك؛ قال الجوهري: وهو شاذ لأَن قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ، بالفتح، والاسم من كل ذلك السِّيرَةُ. حكى اللحياني: إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ؛ وحكى ابن جني: طريق مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به، وقياس هذا ونحوه عند الخليل أَن يكون مما تحذف فيه . . . أكمل المادة الياء، والأَخفش يعتقد أَن المحذوف من هذا ونحوه إِنما هو واو مفعول لا عينه، وآنسَهُ بذلك: قدْ هُوبَ وسُورَ به وكُولَ.
والتَّسْيارُ: تَفْعَالٌ من السَّيْرِ.
وسايَرَهُ أَي جاراه فتسايرا.
وبينهما مَسِيرَةُ يوم.
وسَيَّرَهُ من بلده: أَخرجه وأَجلاه.
وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة: نزعته عنه.
وقوله في الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ؛ أَي المسافة التي يسار فيها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ، أَو هو مصدر بمعنى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ من العَيْشِ والعَجْزِ.
والسَّيَّارَةُ: القافلة.
والسَّيَّارَةُ: القوم يسيرون أُنث على معنى الرُّفْقَةِ أَو الجماعة، فأَما قراءَة من قَرأَ: تلتقطه بعض السَّيَّارةِ؛ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَيَّارَةٌ.
وقولهم: أَصَحُّ من عَيْر أَبي سَيَّارَةَ؛ هو أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كان يدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعين سنة على حماره؛ قال الراجز: خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَهْ، وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ، حَتَّى يُجِيزَ سالماً حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها، يتعدّى ولا يتعدَّى. ابن بُزُرج: سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها، وإِذا أَردت بها المَرْعَى قلت: أَسَرْتُها إِلى الكلإِ، وهو أَن يُرْسِلُوا فيها الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ.
والدابة مُسَيَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها والرجل سائرٌ لها، والماشية مُسَارَةٌ، والقوم مُسَيَّرُونَ، والسَّيْرُ عندهم بالنهار والليل، وأَما السُّرَى فلا يكون إِلا ليلاً؛ وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً؛ قال: فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْـ ـلُ، وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرجال، وقد يجوز أَن يكون أَراد: وسارت إِلى الرجال بالرجال فحذف حرف الجر ونصب، والأَول أَقوى.
وأَسَارها وسَيَّرَها: كذلك.
وسايَرَهُ: سار معه.
وفلان لا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كان كذاباً.
والسَّيْرَةُ: الضَّرْبُ من السَّيْرِ.
والسُّيَرَةُ: الكثير السَّيْرِ؛ هذه عن ابن جني.
والسِّيْرَةُ: السُّنَّةُ، وقد سَارتْ وسِرْتُها؛ قال خالد بن زهير؛ وقال ابن بري: هو لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب، وكان أَبو ذؤيب يرسله إِلى محبوبته فأَفسدها عليه فعاتبه أَبو ذؤيب في أَبيات كثيرة فقال له خالد: فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا لَفِيكَ، ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر، وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةِ أَنْتَ سِرْتَها، فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يقول: أَنت جعلتها سائرة في الناس.
وقال أَبو عبيد: سارَ الشيءُ وسِرْتُه، فَعَمَّ؛ وأَنشد بيت خالد بن زهير.
والسِّيرَةُ: الطريقة. يقال: سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً.
والسَّيرَةُ: الهَيْئَةُ.
وفي التنزيل العزيز: سنعيدها سِيرَتَها الأُولى.
وسَيَّرَ سِيرَةً: حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل.وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس: شاع.
ويقال: هذا مَثَلٌ سائرٌ؛ وقد سَيرَ فلانٌ أَمثالاً سائرة في الناس.
وسائِرُ الناس: جَمِيعُهم.
وسارُ الشيء: لغة في سَائِرِه.
وسارُه، يجوز أَن يكون من الباب لسعة باب «س ي ر» وأَن يكون من الواو لأَنها عين، وكلاهما قد قيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبية:وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا، فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وهي أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها؛ التهذيب: وأَما قوله: وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهلَ اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمثال هذا الموضع بمعنى الباقي، من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها.
وقولهم: سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ، وفيه إِضمار كأَنه قال: سِرْ ودَعْ عنك المِراء والشك.
والسِّيرَةُ: المِيرَةُ.
والاسْتِيارُ: الامْتِيار؛ قال الراجز: أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ، ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ، بُعْدَ المُسْتَارْ ويقال: المُسْتَارُ في هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ، والسَّيْرُ: ما يُقَدُّ من الجلد، والجمع السُّيُورُ.
والسَّيْرُ: ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولاً.
والسِّيْرُ: الشِّرَاكُ، وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ.
وثوب مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ: مثل السُّيُورِ؛ وفي التهذيب: إِذا كان مُخَطَّطاً.
وسَيَّرَ الثوب والسَّهْم: جَعَلَ فيه خُطوطاً.
وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ: مُخَطَّطَةٌ.
والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَارُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ، وقيل: هو ثوب مُسَيَّرٌ فيه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّيورِ، وقيل: بُرُودٌ يُخالِطها حرير؛ قال الشماخ: فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ مِنَ السِّيَرَاءِ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وقيل: هي ثياب من ثياب اليمن.
والسِّيَرَاءُ: الذهب، وقيل: الذهب الصافي. الجوهري: والسِّيَرَاءُ، بكسر السين وفتح الياء والمدِّ: بُردٌ فيه خطوط صُفْرٌ؛ قال النابغة: صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا، كالغُصْنِ، في غُلَوَائِهِ، المُتَأَوِّدِ وفي الحديث: أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ؛ قال ابن الأَثير: هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسُّيُورِ، وهو فِعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ؛ قال: هكذا روي على هذه الصفة؛ قال: وقال بعض المتأَخرين إِنما هو على الإِضافة، واحتج بأَن سيبويه قال: لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً، وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بالحرير الصافي ومعناه حُلَّةَ حرير.
وفي الحديث: أَعطى عليّاً بُرْداً سِيَرَاءَ قال: اجعله خُمُراً وفي حديث عمر: رأَى حلةً سِيَرَاء تُباعُ؛ وحديثه الآخر: إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وعليه حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فيها خطوط من إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ.
والسِّيَرَاءُ: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، وهي أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ؛ واستعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وهو حجابه فقال:نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له، في القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ، نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ: الجريدة من جرائد النَّخْلِ.
ومن أَمثالهم في اليأْسِ من الحاجة قولهم: أَسائِرَ اليومِ وقد زال الظُّهر؟ أَي أَتطمع فيها بعد وقد تبين لك اليأْس، لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وقد زال الظهر وجب أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منه بغروب الشمس.
وفي حديث بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ، هو بفتح السين (* قوله: «بفتح السين إِلخ» تبع في هذا الضبط النهاية، وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل، بالتحريك) وتشديد الياء المكسورة كَثَيِّبٍ، بين بدر والمدينة، قَسَمَ عنده النبي، صلى الله عليه وسلم، غنائم بَدْرٍ.
وسَيَّارٌ: اسم رجل؛ وقول الشاعر: وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ وقد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ، أَراد: بثعلبة بن سَيَّارٍ فجعله سَيْراً للضرورة لأَنه لم يُمْكنه سيار لأَجل الوزن فقال سَيْرٍ؛ قال ابن بري: البيت للمُفَضَّل النُّكْرِي يذكر أَنَّ ثعلبة بن سَيَّار كان في أَسرِه؛ وبعده: يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا، يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ: جمع مَذْقَة، اللبن المخلوط بالماء.
والزنيق: المزنوق بالحَبْلِ، أَي هو أَسِيرٌ عندنا في شدة من الجَهْدِ.

بهل (لسان العرب) [1]


التَبَهُّل: العَناء بالطلب.
وأَبهل الرجلَ: تَرَكه.
ويقال: بَهَلْته وأَبْهَلْته إِذا خَلَّيْتَه وإِرادتَه.
وأَبْهَل الناقةَ: أَهْمَلَها. الأَزْهري: عَبْهَل الإِبلَ أَي أَهْمَلَها مثل أَبْهَلَها، والعين مبدلة من الهمزة.
وناقة باهِل بيِّنة البَهَل: لا صِرارَ عليها، وقيل: لا خِطام عليها، وقيل: لا سِمَة عليها، والجمع بُهَّل وبُهْل.
وقد أَبْهَلتْها أَي تركتها باهلاً، وهي مُبْهَلة ومُباهِل للجمع (* قوله «ومباهل للجمع» كذا وقع في الأصل ميم مباهل مضموناً وكذا في القاموس وليس فيه لفظ الجمع). قال ابن بري: قال ابن خالويه البُهَّل واحدها باهلٌ وباهلة وهي التي تكون مُهْمَلَة بغير راع، يريد أَنها سَرَحَت للمَرْعى بغير راع؛ وشاهد أَبْهَل قول الشاعر: قد غاث رَبُّك هذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ، . . . أكمل المادة بعامِ خِصْبٍ، فعاش المالُ والنَّعَمُ وأَبْهَلوا سَرْحَهُم من غير تَوْدِيةٍ ولا ديار، ومات الفَقْر والعَدَم وقال آخر: قد رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرَّه، وعاد حُلْو العَيْشِ بَعْدَ مُرِّه، وأَبْهَلَ الحالِبُ بَعْدَ صَرِّه وناقة باهل: مُسَيَّبَة.
وأَبْهَل الراعي إِبله إِذا تركها، وأَبْهَلَها: تركها من الحَلبِ.
والباهل: الإِبل التي لا صِرار عليها، وهي المُبْهَلة.
وقال أَبو عمرو في البُهَّل مثله: واحدها باهل.
وأَبهل الوالي رعِيَّتَهُ واسْتَبْهَلها إِذا أَهملها؛ ومنه قيل في بني شَيْبانَ: استَبْهَلتها السواحلُ؛ قال النابغة في ذلك: وشيْبان حيث اسْتَبْهَلَتْها السَّواحِلُ أَي أَهملها ملوكُ الحِيرة لأَنهم كانوا نازلين بِشَطِّ البحرِ.
وفي التهذيب: على ساحل الفُرات لا يَصِل إِليهم السلطان يفعلون ما شاؤُوا، وقال الشاعر في إِبل أُبْهِلَتْ: إِذا اسْتُبْهِلَتْ أَو فَضَّها العَبْدُ، حَلَّقَتْ بسَرْبك، يوْم الوِرْدِ، عَنْقاءُ مُغْرِب يقول إِذا أُبْهِلَتْ هذه الإِبل ولم تُصَرّ أَنْفَدت الجِيرانُ أَلبانها، فإِذا أَرادت الشُّرْب لم يكن في أَخْلافها من اللبن ما تَشْتَري به ماء لشربها.
وبَهِلَت الناقة تَبْهَل بَهَلاً: حُلَّ صِرارُها وتُرك وَلَدُها يَرْضَعها؛ وقول الفرزدق: غَدَت من هِلالٍ ذاتَ بَعْلٍ سَمِينَةً، وآبَتْ بثَدْي باهِلِ الزَّوْجِ أَيِّمِ يعني بقوله باهل الزَّوْجِ باهلَ الثَّدْي لا يحتاج إِلى صِرار، وهو مستعار من الناقة الباهل التي لا صِرار عليها، وإِذا لم يكن لها زَوْج لم يكن لها لبن؛ يقول: لما قُتِلَ زَوْجُها فبقيت أَيِّماً ليس لها ولد؛ قال ابن سيده: التفسير لابن الأَعرابي. قال أَبو عبيد: حَدَّثني بعض أَهل العلم أَن دُرَيْدَ بن الصِّمَّة أَراد أَن يُطْلِّق امرأَته فقالت: أَتطلقني وقد أَطْعَمْتُكَ مأْدُومي وأَتيتك باهِلاً غير ذاتِ صِرار؟ قال: جَعَلَتْ هذا مثلاً لمالها وأَنها أَباحت له مالها، وكذلك الناقة لا عِرانَ عليها، وكذلك التي لا سِمَة عليها.
واسْتَبْهَل فلان الناقة إِذا احتلبها بلا صِرار؛ وقال ابن مقبل: فاسْتَبْهَل الحَرْب من حَرَّانَ مُطَّرِدٍ، حَتَّى يَظَلَّ، على الكَفَّين، مَرْهُونا أَراد بالحرَّان الرمح، والباهل المتردّد بلا عمل، وهو أَيضاً الراعي بلا عصا.
وامرأَة باهلة: لا زوج لها. ابن الأَعرابي: الباهل الذي لا سلاح معه.
والبَهْل: اللَّعْن.
وفي حديث ابن الصَّبْغاء قال: الذي بَهَله بُرَيْقٌ أَي الذي لَعَنه ودعا عليه رجل اسمه بُرَيْقٌ.
وبَهَله اللهُ بَهْلاً: لَعَنه.
وعليه بَهْلة الله وبُهْلته أَي لعْنَتُه.
وفي حديث أَبي بكر: من وَلِيَ من أُمور الناس شيئاً فلم يُعْطِهم كتاب الله فعليه بَهْلة الله أَي لَعْنة الله، وتضم باؤها وتفتح.
وباهَلَ القومُ بعضُهم بعضاً وتَباهلوا وابتهلوا: تَلاعنوا.
والمُباهلة: المُلاعَنة. يقال: باهَلْت فلاناً أَي لاعنته، ومعنى المباهلة أَن يجتمع القوم إِذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لَعْنَةُ الله على الظالم منا.
وفي حديث ابن عباس: من شاء باهَلْت أَن الحَقَّ معي.
وابْتَهَل في الدعاء إِذا اجْتَهَدَ.
ومُبْتَهِلاً أَي مُجْتَهِداً في الدعاء.
والابتهال: التضرُّع.
والابتهال: الاجتهاد في الدعاء وإِخْلاصُه لله عز وجل.
وفي التنزيل العزيز: ثم نَبْتَهِلْ فنجعلْ لعنة الله على الكاذبين؛ أَي يُخْلِصْ ويجتهد كلٌّ منا في الدعاء واللَّعْنِ على الكاذب منا. قال أَبو بكر: قال قوم المُبْتَهِل معناه في كلام العرب المُسَبِّح الذاكر لله، واحتجوا بقول نابغة شيبان: أَقْطَعُ اللَّيل آهَةً وانْتِحاباً، وابْتِهالاً لله أَيَّ ابْتِهال قال: وقال قوم المُبْتَهِل الداعي، وقيل في قوله ثم نبتهل: ثم نَلْتَعِن؛ قال: وأَنشدنا ثعلب لابن الأَعرابي: لا يَتَأَرَّوْنَ في المَضِيقِ، وإِنْ نادى مُنادٍ كيْ يَنْزِلُوا، نَزَلوا لا بُدَّ في كَرَّةِ الفوارِسِ أَن يُتْرَكَ في مَعْرَكٍ لهم بَطَل مُنْعَفِرُ الوجهِ فيه جائفةٌ، كما أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِل أَراد كما أَكَبَّ في الصَّلاةِ مُسَبِّح.
وفي حديث الدعاء: والابتهالُ أَن تَمُدَّ يديك جميعاً، وأَصله التَضَرُّع والمبالغة في السؤال.
والبَهْل: المال القليل، وفي المُحْكَم: والبَهْل من الماء القليل؛ قال: وأَعْطاكَ بَهْلاً مِنْهُما فَرَضِيته، وذو اللُّبِّ للبَهْلِ الحَقِيرِ عَيُوفُ والبَهْل: الشيء اليسير الحقير؛ وأَنشد ابن بري: كَلْبٌ على الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه، لَعْوٌ يُهادِيك في شَدٍّ وتَبْسيل وامرأَة بِهِيلة: لغة في بَهِيرة.
وبَهْلاً: كقولك مَهْلاً، وحكاه يعقوب في البدل قال: قال أَبو عمرو بهْلاً من قولك مَهْلاً وبَهْلاً إِتباع؛ وفي التهذيب: العَرَب تقول مَهْلاً وبَهْلاً؛ قال أَبو جُهَيْمة الذهلي: فقلت له: مَهْلاً وبَهْلاً فلم يُثِب بِقَوْل، وأَضْحى الغُسُّ مُحْتَمِلاً ضِغْنَا (* قوله «الغس» هو بضم المعجمة: الضعيف اللئيم، والفسل من الرجال.
وأورده شارح القاموس بلفظ: النفس، بالنون والفاء).
وبَهْل: اسم للشديدة (* قوله «اسم للشديدة» أي للسنة الشديدة) ككَحْل.
وباهلة: اسم قبيلة من قَيْس عَيْلان، وهو في الأَصل اسم امرأَة من هَمْدان، كانت تحت مَعْن بن أَعْصُرَ ابن سعد بن قَيْسِ عَيْلان فنسب ولده إِليها؛ وقولهم باهلة بن أَعْصُر، إِنما هو كقولهم تَمِيم بن مُرٍّ، فالتذكير للحَيِّ والتأْنيث للقبيلة، سواء كان الاسم في الأَصل لرجل أَو امرأَة.ومُبْهِل: اسم جبل لعبد الله بن غَطْفان؛ قال مُزَرِّد يَرُدُّ على كعب بن زهير: وأَنْتَ امرؤٌ من أَهْلِ قُدْسِ أُوَارَةٍ، أَحَلَّتْكَ عَبْدَ الله أَكْنافُ مُبْهِل والأَبْهَل: حَمْل شجرة وهي العَرْعَر؛ وقيل: الأَبْهَل ثمر العَرْعَر؛ قال ابن سيده: وليس بعربيٍّ محض. الأَزهري: الأَبْهَل شجرة يقال لها الايرس، وليس الأَبهل بعربية محضة.
والبُهْلُول من الرجال: الضَّحَّاك؛ وأَنشد ابن بري لطُفَيل الغَنَوي: وغارَةٍ كَحَرِيقِ النَّارِ زَعْزَعَها مِخْرَاقُ حرْبٍ، كصَدْرِ السَّيْفِ، بُهْلُولُ والبُهْلول: العزيز الجامع لكل خير؛ عن السيرافي.
والبُهْلُول: الحَييُّ الكريم، ويقال: امرأَة بُهْلول. الأَحمر: هو الضَّلال بن بُهْلُلَ غير مصروف، بالباء كأَنه المُبْهَل المُهْمَل مثل ابن ثُهْلُل، معناه الباطل، وقيل: هو مأْخوذ من إِبْهال وهو الإِهْمال. غيره: يقال للذي لا يُعْرَف بُهْل بن بُهْلانَ؛ ولما قتل المنتشر بن وهب الباهلي مُرَّة بن عاهان قالت نائحته: يا عَيْن جُودِي لمُرَّةَ بنِ عَاهَانا، لو كان قاتِلُه من غَيْر مَنْ كانا، لو كان قاتِلُه يوماً ذَوِي حَسَبٍ، لَكِنَّ قاتِلَهُ بُهْلُ بن بُهْلانا

خمس (العباب الزاخر) [1]


الخَمْسة: عدد، يقال: خمسة رجال وخمسُ نسوة، والتذكير بالهاء.
وجاء فلان خامِساً وخامِياً -أيضاً-، وأنشد ابن السكِّيت:
مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها      وعام حُلَّ وهذا التابع الخامي


وثوبٌ مَخْموس: طولُه خَمسُ أذرُع، وكذلك الرُّمح وغيره، قال عَبيد بن الأبرص:
هاتِيْكَ تَحمِلُني وأبيَضَ صارِماً      ومُدَرَّباً في مارِنٍ مَخمُوسِ

يعني رمحاً طولُ مارِنِهِ خَمْسُ أذرُع. وخَمَسْتُ القومَ أخْمُسُهُم -بالضم-: إذا أخذتُ منهم خُمْسَ أموالهم. وخَمَسْتُهُم أخْمِسُهُم -بالكسر-: إذا كنتُ خامِسَهم؛ أو كَمَّلْتَهُمْ خمسةً بنفسك. وحبلٌ مخموس: أي من خَمْسِ قُوىً. وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة.
وإن شئتَ أدغَمْتَ، لأنَّ الهاء من خمسة تصير تاءً في الوصل فتُدغَمُ في الدّال. فإن أدخَلْتَ الألف واللام في الدراهم . . . أكمل المادة قُلْتَ: عندي خمسةُ الدَّراهِمِ -بضم الهاء- ولا يجوز الإدغام، لأنَّكَ قد أدغَمْتَ اللاّم في الدّال؛ فلا يجوز أن تُدغِمَ الهاء من خمسةِ وقد أدغَمْتَ ما بَعدها. قال الفرزدق يمدح آل المُهَلَّبِ:
يُدني خَوافِقَ من خَوافِقَ تلتقي      في كُلِّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثارِ


وتقول في المؤنَّث: عندي خَمْسُ القدور، كما قال ذو الرُّمَّة:
وهل يرجع التسليم أو يَكشِف العمى      ثلاثَ الأثافي والرُّسُومُ البـلاقِـعُ

وتقول: هذه الخمسة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتُجريها مجرى النَّعْتِ، وكذلك إلى العشرة، وحكى الفرّاء عن الكِسائي أنَّهُ أنشده:
فيمَ قَتَلْتُم رجُلاً تَعَـمُّـدا      مُذْ سَنَةٌ وخَمِسون عددا

ويروى: "علامَ قَتْلُ مُسلِمٍ تَعَبُّدا" و "تَعَبَّدا"، الأولى رواية أبي زيد، والثانية رواية أبي حاتم. فَكَسَرَ الميم من خَمٍسون؛ والكلام خَمْسون، كما قالوا خمسَ عَشِرَة بكسر الشين-.
وقال الفرّاء: رواهُ غَيْرُه "خَمَسون عدداً" -بفتح الميم-، بَنَاهُ على خَمْسَةٍ وخَمَسَات. ويوم الخَميس: جمعُهُ أخْمِساء وأخْمِسَة، قال رؤبة يصِف كِبَرَه:
أحسِبُ يومَ الجَمْعَةِ الخَميسا     

والخميس: الجيش؛ لأنّه خمس فرق: المقدَّمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقَة.
ومنه ما رَوى أنس بن مالك رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلّم- صَبَّح خيبر يوم الخميس بُكرَةً، فجاء وقد فَتَحوا الحِصْنَ وخرجوا منه معهم المَسَاحيُّ، فلمّا رأوه حالوا إلى الحصن وقالوا: محمد والخميس محمد والخميس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الله أكبر خَرِبَت خَيبر، إنّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صباح المُنْذَرين. قال:
قد نضرِبُ الجيش الخميس الأزورا      حتـى نـرى زَويرَه مُـجَـوَّرا

الزَّوِيْر: الزعيم؛ فجعله صفة. والخميس أيضاً-: الثوب الذي طوله خمس أذرع.
ومنه حديث مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: ائتوني بخميس أو لَبيس آخذه منكم في الصَّدَقة فانَّه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة. كأنَّه يَعني القصير من الثياب. وقال ابن عبّاد: يقال ما أدري أيُّ خميسِ الناسِ هو: أي أيُّ جماعةِ النّاسِ هو. وقد سَمَّوا خميساً. والخِمْس -بالكسر-: من إظماء الإبل: هو أن ترعى ثلاثةَ أيّامٍ وتَرِدَ اليوم الرابع، قال العجّاج يَصِفُ بعيراً:
والسِّدْسِ أحياناً وفوق السِّدْسِ      يُنْحَتُ من أقطارِهِ بـفـأسِ


وهي إبلٌ خَوَامِس.
وأما قول شبيب بن عَوَانة:
عَقيلَةُ دَلاّهُ لِلَحْـدِ ضَـريحِـهِ      وأثوابُهُ يَحْمِلْنَ والخِمْسُ مائحُ

فعقيلة والخِمْس: رجُلان. والخِمْس -أيضاً-: ضَرْبٌ من بُرُود اليمن، قال أبو عمرو: أوَّلُ من عُمِلَ له ملكُ من ملوك اليَمَن يقال له الخِمْس فنُسِبَ إليه، قال الأعشى يصف الأرض:
يوماً تراها كَشِبه أرْدِيَة ال      خِمْسِ ويوماً أدِيْمَها نَغِلا

وفَلاةُ خِمْس: إذا انتاط ماؤها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَابع سِوى اليومَ الذي شَرِبتَ فيه وصَدَرْتَ فيه. ويقال: هُما في بُرْدَةِ أخْماسٍ: إذا تقاربا واجتمَعا واصطَلَحا، وأنْشَدَ ابنُ السكِّيت:
صَيَّرَني جُودُ يديهِ ومَـنْ      أهْواهُ في بُرْدَةِ أخْماسِ

كأنَّه اشترى له جارِية أو ساقَ مهرَ امرأتِهِ عنه.
وقال ابن الأعرابي: يقال هما في بَرْدَةِ أخماسٍ: إذا كانا يفعلان فِعلاً واحِداً يشتبهان فيه كأنَّهُما في ثوبٍ واحِدٍ. وقولَهُم: فلان يضرِب أخماساً لأسداس: أي يسعى في المَكْرِ والخديعة، وأصله من إظماء الإبل، وذلك أنَّ الرجل إذا أراد سفراً بعيداً عَوَّدَ إبِلَهُ أن تشرَبَ خِمساً ثم سِدساً، حتى إذا أخذت في السير صَبَرَت عن الماء.
وضَرَبَ: بمعنى بيَّنَ وأظهَرَ، كقوله عزَّ وجلَّ: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً)، والمعنى: أظهَرَ أخماساً لأجل أسداسٍ، أي رَقّى إبِلَهُ من الخِمْسِ إلى الِّدْسِ، يُضرَب لِمَن يُظهِر شيئاً ويريد غيره، وأنشد ثعلب:
في موعِدٍ قالَهُ لي ثُمَّ أخلَـفَـنـي      غداً غداً ضَرْبُ أخماسٍ لأسداسِ


وقال الكُمَيت:
وذلك ضَرْبُ أخماسٍ أُريدَت      لأسداسٍ عسى ألاّ تكونـا


وقيل في أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أيّامَ الحَكَمَيْنِ حين كان من أمرِه ما كان:
لكن رَمَوْهُم بِشَيخٍ من ذوي يَمَـنِ      لا يَضْرِبُ الأمْرَ أخماساً لأسْداسِ


وقال سابق البربري:
إذا أراد امرؤٌ هَجْراً جنى عِلَـلاً      وظلَّ يضرِبُ أخماساً لأسـداسِ


وقال الكُمَيْتُ يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:
ألَسـتُـم أيْقَـظَ الأقـوامِ أفـئدةً      وأضْرَبَ الناس أخماساً لأعشارِ

وغُلامٌ رُباعيّ وخُماسيّ: أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار، ولا يقال سُداسيّ ولا سُباعيّ؛ لأنه إذا بلغ ستّة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلاً.
وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله-: حدَّثَنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارِث عن ابن وَهْب قال: أخْبَرَني ابنُ لهيعة عن خالِد: أنه سأل القاسم وسالِماً عن الرَّجل يشتري غلاماً تامّاً ويُسْلِفُهُ ثمنه فإذا حلَّ الأجَل قال خُذ منّي غُلامَين خَماسيَّينِ أو عِلْجاً أمْرَد، قال: لا بأس. والخُمْسُ والخُمُسُ: جزءٌ من خمسة، قال الله تعالى: (واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للّهِ خُمُسَه)، وقرَأَ الخليل: "خُمْسَه" بإِسكان الميم. ويُقال: جاءوا خُماسَ ومَخْمَسَ؛ كما يقال ثلاث ومَثْلَث. وخَمَاساء -مثال بَراكاء-: موضِع. وأخْمَسَ القَوم: صاروا خَمْسَة. وأخْمَسَ الرجل: إذا وَرَدَت إبلُه خِمْساً.
وقال رؤبة: سَمِعْتُ أبي يتعجَّب من قوله:
يُثيرُ ويُذري تُرْبَها ويَهـيلُـهُ      إثارَةَ نبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ

وخَمَّسْتُ الشيءَ تَخميساً: جعلتُهُ ذا خَمْسَةِ أركان.

إنس (العباب الزاخر) [1]


الإنْسُ: البشَرُ، الواحِدُ: إنْسي وأنَسِيٌّ -بالتحريك- وقال العجّاج:
وبلدةٍ ليس بها طُـوْرِيٌّ      ولا خلا الجِنُّ بها إنسِيُّ

وقال علقمة بن عبدة، وقال أبو عبيدة: إنَّه لرجل من عبد القيس:
فلَسْتَ لإنسِيٍّ ولكن لـمـلاكٍ      تَنَزَّلَ من جَوِّ السماءِ يصوْبُ

والجمع: أنَاسِيُّ، قال الله تعالى: (وأنَاسِيَّ كَثِيرا)، وقرأ الكسائي ويحيى بن الحارث: "وأنَاسيَ" بتخفيف الياء، أسقطا الياء التي تكون فيما بينَ عين الفعل ولامه، مثل قراقير وقراقِرْ.
ويبيِّنُ جَوازَ أنَاسِيَ -بالتخفيف- قَوْلهم: أنَاسِيَةُ كثيرة. وقال أبو زيد: إنسيٌّ وإنْسٌ -مثال جِنِّيٍّ وجِنٍّ- وإنْسٌ وآناسٌ -مثال إجْلٍ وآجالٍ- قال: وإنْسَانٌ وأناسِيَةٌ؛ كصيارفةٍ وصياقِلةٍ. وقال الفرّاء: واحِدُ الأناسيّ إنْسِيٌّ، وإن شئت جعلته إنساناً ثم جمعته أناسِيَّ، . . . أكمل المادة فتكون الياء عوضاً من النون. ويقال للمرأة: إنْسانٌ -أيضاً-، ولا يقال إنسانة، والعامة تقولها، وينشد:
إذا زَنَت عيني بـهـا      فبالدموعِ تغـتـسِـل

فبالدموعِ تغـتـسِـل

وإنسان العين: المثال الذي يُرى في السواد، ويُجمَعُ أٌُناسي، قال ذو الرمة يصِفُ إبلاً غارت عيونها من التعب والسيرَ:
إذا استوجسْتَ آذانها استأْنَسْتَ لها      أناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحواجِبِ

ولا يجمع على أُناس.
وتقدير إنسان: فِعلان، وإنما زِيْدَ في تصغيره ياءٌ كما زيّدت في تصغير رجل فقيل روَيجِل.
وقال قوم: أصلُه إنْسِيَان -على إفعلان- فحُذِفت الياء استخفافاً؛ لكَثرة ما يجري على ألسِنتهم، فإذا صغَّروه ردَّوها، لأن التصغير لا يَكْثُرُ، واستدّلوا عليه بقول ابنِ عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال: أنمَّا سُمَّيَ إنساناً لأنهُ عهد إليه فنسِيَ. والأناسُ: لُغَةً في الناسِ، وهو الأصل، قال ذو جدن الحميري:
فيَدَعْنَهم شتـى وقـد      كانوا جميعاً وافرينا


وأنس بن أبي أُناس بن محمية: شاعِرٌ. ويُجمَع الأنَسُ -بالتحريك- آناساً؛ جَبَلٍ وأجْيَالً. وقال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسر من كل شئ.
وقال الأصمعيُّ: هو الأيمن. قال: وكلُّ اثنين من الإنسان مثل الساعدين والزَّندين والقدمين؛ فما أقبَلَ منهما على الإنسان فهو إنسي، وما أدبر فهو وحشيّ. ولإنسِيُّ القوس: ما أقبل عليك منها. وقال أبو الهيثم: الإنسان: الأنْمَلَة، وأنشَدَ:
تَمْري بإنسانها إنسان مُقلتـهـا      إنسانةٌ في سواد الليل عُطْبُولُ

وقال:
أشارَت إنسانٍ بإنسانِ كفِّها      لَتقتُلَ إنساناً بإنسانِ عينَها

والإنسانُ أيضاً-: ظِلُّ الإنسان. والإنسانُ: رَأسُ الجبل. والإنسانُ: الأرض التي لم تُزرَع. وهذا حِدثي وخِدني وخِلّي وخِلصي وودّي وجِلّي وحِبّي وإنْسي. ويقال: كيف ابنُ إنسِكَ وأُنسِكَ: يعني نفسه؛ أي كيف تراني في مصاحبتي إياكَ. وفلان ابنُ أُنسِ فلانٍ: أي صفيُّه وخاصته. وقال القرّاء: قلت للدّبَيْريَّة: أيْشٍ قَوْلَهُم: كيف ترى ابن إنسِك -بالكسر-؟، فقالت: عَزَاه إلى الإنس، فأما الأُنسُ عندهم فهو الغزل. وكلبٌ أنوسٌ: وهو نقيض العقور، وكِلابٌ أُنُسٌ. وقال الليث: جاريةٌ آنسة: إذا كانت طيبة النفس تحب قُربَك وحديثك.
وقال الكميت:
فيهنَّ آنسةُ الحديثِ خريدَةٌ      ليسَتْ بفاحِشةٍ ولا مِتْفالِ

وجمعها: الآنساتُ والأوانِس، قال ذو الرمّة:
ولم تُنْسِنِي مَـيّاً نَـوى ذاةُ غَـربةٍ      شطونُ ولا المستطرفاتِ الأوانِسِ

وابنُ مِئناس المُرادي: شاعر، ومِئناس أُمُّه. والأغر بن مأنوس اليِشكُري: أحد الشعراء في الجاهلية والإسلام. ابن الأعرابي: الأنيسة والمأنوسة: النار، ويقال لها: السكن، لأن الإنسان إذا آنسَها ليلاً أنِسَ بها وسَكنَ إليها وزال عنه توحشُّه وإن كان بالأرض القَفْرِ. وقال أبو عمرو: يُقال للديك: الشُّقرُ والأنيس والبَرْنِية. ويقال: ما بالدار أنيس: أيّ أحَدٌ. والأنيس: المؤانس وكلُّ ما يؤنس به. وقال الزبير بن بكّار: أبو رُهم بن المطَّلب بن عبد مناف: اسمه أنيسٌ. والأَنَسُ -بالتحريك- والأُنَسَة والأُنْس: خلاف الوحشة، وهو مصدر قولك: أنَسْتُ به وأنِسْتُ به -بالحركات الثلاث-، وقال أبو زيد: أنِستُ به إنساً -بالكسر- لا غير. وقال الليث: الأنَسُ: جماعة الناس، تقول: رأيتُ بمكان كذا أنساً كثيرا: أي ناساً كثيراً. قال العجّاج:
وقد ترى بالدار يوماً أنَسـا      جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغور أحْوَسا

وقال سُمير بن الحارث الضبيُّ:
فقلت إلى الطعام فقال منـهـم      زعيمٌ: نحسدُ الأنس الطعـامـا


والأنَسُ -أيضاً-: الحَيُّ المقيمون. وأنس بن مالك: خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه-. وأنَسَة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسله، ورضي عنه-. وأُنَيْس- مُصغراً-: في الأعلامِ واسِعُ. ووَهْبُ بن مأنوس الصَّنعاني: من أتباع التابعين. وآنَسْتُه: أبصَرتُه، قال اللهُ تعالى: (إنّي آنَسْتُ ناراً). والإيناس: الرؤية، والعِلم، والإحساس بالشيء.
وقوله تعالى: (فإنْ آنَسْتُمْ منهم رُشْداً): أي عَلِمتم. وآنَسْتُ الصوت: سمعته، قال الحارث بن حِلزة اليشكري يصِفُ نعامةً:
آنَسَتْ نَبْأةً وأفزعهـا الـقَـنْ      نَاصُ عصراً وقد دَنا الإمساءُ

والإيناسُ: خِلاف الإيحاش. وكانت العرب تسمي يوم الخميس: مؤنِساً، وأنشد ابنُ دريد:  
أو التالي دَبَارٍ أو فَـيَوْمـي      بمؤنِسٍ أو عَرَوْبَةَ أو شِيَارِ


والمؤنِسة: قرية على مرحلة من نِصِيبِيْن للقاصد إلى المَوصِل. والمؤنِسِيّة: قرية بالصعيد شرقي النيل. ومؤنِسٌ من الأعلام. وقال الفرّاء: يقال للسلاح كله الرمح والدرع والمِغفَرِ والتِّجفافِ والتَّسبِغَةِ والتُّرْسِ وغير ذلك: المؤنسات. وقال الفرّاء: يقال يونُس ويونَس ويونِس -ثلاث لغات-: في اسم الرجل، قال: وحُكِيَ فيه الهمزُ أيضاً، وقرأ سعيد بن جُبَير والضحَّاك وطلحة بن مُصَرِّف والأعمش وطاوس وعيسى بن عُمَر والحسن بن عِمران ونُبَيح والجرّاح: "يُوْنِسَ" -بكسر النون- في جميع القرآن. وأنَّسه بالنار تأنيساً: أحرقه. والتأنيس: خلاف الإيحاش. وأنَّستُ الشيءَ: أبصرتُه، مثل آنَسْتُه. ومؤنِس بن فُضالة -رضي الله عنه- بكسر النون: من الصحابة رضي الله عنهم. واستأنَسَ الوحشيُّ: إذا أحَسَّ إنسيّاً، قال النابغة الذبيانيّ:
كأنَّ رَحْلي وقد زال النهار بنـا      بذي الجليل على مُستأنَسٍ وَحَدِ

أي على ثَورٍ وحشي أحَسَّ بما رابه فهو يستأنس: أي يتبصر ويتقلَّب هل يرى أحداً، يُريدُ أنَّه مذعور؛ فهو أنشط لعدوه وفِرارِه. وقوله تعالى: (حتّى تَسْتَأْنِسُوا) قال ابنُ عَرَفَةَ: حتى تنظروا هل هاهُنا أحَدٌ يأذن لكم.
وقال غيره: معناه تستأذنوا، والاستئذان: الاستِعلام، أي حتى تستعلِموا أمُطلقٌ لكم الدخول أم لا.
ومنه حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنّه كان إذا دخل داره استأنسَ وتكلَّم. قال الأزهري: العرب تقول: اذهب فاستأنِسْ هل ترى أحداً: معناه تَبَصَّر. والمستأنِسُ والمُتَأنِّسُ: الأسَدُ. فأما المُستأنِّس: فهو الذي ذهب توحشه وفزعه وأنِسَ بلقاء الرجال ومُعاناة الأبطال، قال الفرزدق يمدح بِشر بنَ مروان:
مُسْتأنِسٍ بلقاء الناس مُغتَـصَـبِ      للألف يأخذُ منه المِقْنَبُ الخَمَرا

وأما المُتِأنِّسُ: فهو الذي يحِسُّ بالفريسَةِ من بُعْدٍ، قال طُرَيح بن إسماعيل:
مُتَصَرِّعاتٍ بالفضاءِ يَدُلُّها      للمحرجاتِ تأنُّسٌ وشَمِيْمُ

وتأنَّستُ بفلانٍ: أي استأنَستُ به. والبازي يتأنَّسُ: وذلك إذا ما جَلّى ونظر رافعاً رأسه وطَرَفه. والتركيب يدل على ظهور الشيء؛ وعلى كل شيء خالف طريقة التوحُّشِ.

ثطف (العباب الزاخر) [0]


أبن الأعرابي: الثطف: النعمة في الطعام والشراب والمنام. وقال أبن عباد: الثطف: الخصب والسعة. ثقف -بالضم- يثقف ثقافة وثقفاً: أي صار حاذقاً خفيفاً؛ فهو ثقف؛ كضخم فهو ضخم، وثقف.
وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بر مكثا في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر -رضي الله عنهما- وهو غلام شاب أمرد لقن ثقف؛ يدلج من عندهما فيصبح مع قريش كبائت، ويرعى عليهم عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- منحه، فيبيتان في رسلها ورضيفها حتى ينعق بها بغلس، ويروى: وصرفها. قال:
أوَ ما عَلِمْتَ غَداةَ تثوْعِدُني      أنّي بِخِزْيِكَ عالِمٌ ثَقِـفُ

وقال الليث: رجل ثقف لقف وثقف . . . أكمل المادة لقف: أي راوٍ شاعر رامٍ، وزاد اللحيان: ثقيف لقيف. وقال أبن عباد: ثقف فهو ثقف وثقيف، قال: وقالوا ثقفف أيضاً ثقفاً فهو ثقف وثقف -مثال حذر وحذر وندس وندس-: إذا حذف وفطن. وثقيف: أبو قبيلة، واسمه: قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، قال أبو ذؤيب الهذلي:
تُؤمِّلُ أنْ تُلاقـيَ أُمَّ وَهْـبٍ      بِمَخْلضفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ

وخل ثقيف وثقيف -مثال سكين-: أي حامض جداً. وثقفته ثقفاً -مثال بلعته بلعاً-: أي صادفته، وقال الَّليث: أخذته، وقال أبن دريد: ظفرت به، وقال أبن فارس: أدركته، قال الله تعالى: (إنْ يَثْقَفُوكم)، وقال جل وعز: (واقْتُلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوْهم)، وقال جل ذكره: (فَأمّا تَثْقَفَنَّهم في الحَرْب). وامرأة ثقاف -بالفتح-: أي فطنة، وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب لما جاورت أم جميل بنت حرب: إني حصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم؛ قريش بعد ذلك أعلم. والثقاف -بالكسر-: ما تسوى به الرماح، قال عمرو بن كلثوم:
إذا عَضَّ الثِّقَافُ بها اشْمَأزَّتْ      ووَلَّتْهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنـا

وثقف بن عمرو بن شميط -ويقال: ثقاف رضي الله عنه-: له صحبة.
والقثقاف: من أشكال الرمل؛ فرد وزوجان وفرد، وهو من قسمة زحل. ويقال: أثقفته -على ما لم يسم فاعله-: أي قيض لي، قال عمرو ذو الكلب:
فإنْ أُثْقِفتُموني فاقْـتُـلُـونـي      فَمَنْ أثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي

أُثقفتموني: ظفرتم بي، أي: إن قدر لكم أن تصادفوني، ويروى: ومَنْ أُثْقَفْ أي مَنْ أثقفه منكم. وثقفت الماح تثقيفاً: إذا سويتها، قال عمرو بن كلثوم:
عَشَوْزَنَةً إذا انْقَلَبَتْ أرَنَّـتْ      تَشُجُّ قَفضا المُثَقِّفِ والجَبِيْنا

والتركيب يدل على إقامة درء الشيء.