المصادر:  


هجن (لسان العرب) [250]


الهُجْنة من الكلام: ما يَعِيبُك.
والهَجِينُ: العربيّ ابنُ الأَمة لأَنه مَعِيبٌ، وقيل: هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ، فإِذا حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ، والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ؛ قال حسان: مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبيدٌ عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ أَي مُؤْتَشِبُو الزناد، وقيل: رِخْوُو الزناد. قال ابن سيده: وإِنما قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً، وحقيقته أَنه من باب مَحاسِنَ ومَلامح، والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ، وقد هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة. أَبو العباس أَحمد ابن يحيى قال: الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه؛ قال أَبو منصور: وهذا . . . أكمل المادة هو الصحيح. قال المبرد: قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان العرب الأُدْمة، وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم، ويقولون لمن علا لونَه البياضُ أَحمرُ؛ ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة: يا حُمَيراء، لغلبة البياض على لونها، رضي الله عنه. قال، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود، فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم.
وقالت العرب لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض: هُجْنٌ وهُجَناء، لغلبة البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم.
وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة إِذا لم يكن عتيقاً.
وبِرْذَوْنَة هَجِين، بغير هاء. الأَزهري: الهجين من الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي، وخيل هُجْنٌ. من الإِبل: البيضُ الكرام؛ قال عمرو بن كُلْثوم: ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ، هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا قال: ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال: بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ وربما قالوا هَجائِنُ؛ قال ابن أَحمر: كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا ابن سيده: والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ، فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً، ومنهم من يجعله تكسيراً، وهو مذهب سيبويه، وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك، والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ، وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت فِعَالٍ، أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين؟ وقد اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ وعِبادٍ، فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير، قال: ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف، وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى الواو، كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ هِجانٌ، كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف؛ فأَما قوله: هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق فقد تكونُ النَّقِيَّةَ، وقد تكون البيضاء. الرجلُ إِذا كثر هِجانُ إِبله، وهي كِرامها؛ وقال في قول كعب: حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ، وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ قال: أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها لعِتْقِها وكرمها، وقيل: حُمِلَ عليها في صِغَرها، وقيل: أَراد بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام. يقال: امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة.
وقال الأَزهري: هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر، ثم ضربها ثانية فجاءت بذكر آخر، فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها، وهما أَخواها أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها، ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من أُمها، والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها، وهو خالها لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه.
وقال ثعلب: أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره: إِنها ناقة كريمة مُداخَلة النسب لشرفها. قال ثعلب: عَرَضْتُ هذا القول على ابن الأَعرابي، فخطَّأَ الأَصمعي وقال: تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ؛ قال: وقال المفضل هذا جمل نزا على أُمه، ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل، فوضعت ناقة فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة، فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها، وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته، وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها، وصار هو خالها (* قوله «وصار هو خالها» كذا في الأصل والتهذيب، وهذا لا يتم على كلا م المفضل إلا أن روعي أن جملاً نزا على ابنته فخلف منها هذين الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة) لأَنه أَخو أُمها؛ وقال ثعلب: وهذا هو القول.
والهِجانُ: الخيار.
وامرأَة هجان: كريمة من نسوة هَجائنَ، وهي الكريمة الحَسَبِ التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً. أَبو زيد: رجل هَجِينٌ بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ، وامرأَة هِجان أَي كريمة، وتكون البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة.
ورجل هِجانٌ: كريمُ الحَسَبِ نَقِيُّه.
وبعير هِجانٌ: كريم.
وقال الأَصمعي في قول علي، كرم الله وجهه: هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه، يعني خياره وخالصه. اليزيديُّ: هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة، ورجل هَجِينَ بَيِّنُ الهُجْنةِ، والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم، فإِذا كان الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً؛ قال الراجز: العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ثلاثةٌ، فأَيَّهُم تَلَمَّسُ والإِقْرافُ: من قِبَلِ الأَب؛ الأَزهري: روى الرواةُ أَن رَوْح بن زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة: وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ، سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى، وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ (* قوله «فمن قبل الفحل» كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه أقواء.
وفي رواية أخرى: وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ، وهكذا ينتفي الأقواء). قال: والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب. قال ابن حمزة: الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة، وهي الغِلَظُ، والهِجانُ الكريم مأْخوذ من الهِجَانِ، وهو الأَبيض.
والهِجان: البِيضُ، وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في الإبل والرجال والنساء، ويقال: خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه. قال: وإِنما أُخذ ذلك من الإبل.
وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ، وكلُّ هِجان أَبيضُ.
والهِجانُ من كل شيء: الخالصُ؛ وأَنشد: وإذا قيل: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟ كنتَ أَنتَ الفَتى، وأَنتَ الهِجانُ والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً.
وفي المثل: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ؛ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة الكبير.
وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ، وهو القَدَح الضخم.
وقال ابن الأَعرابي: جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ؛ قال: وهي بنتُ اللبون يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ، ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة، قال: ولا تصلح أَن يفعل بها ذلك. ابن شميل: الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ، وهي إبنة لَبُونٍ، فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ، وهي حِقَّةٌ، ولا تفعل ذلك إلا في سنة مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ، وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، وقد أَهْجَنَها الجملُ إذا ضربها فأَلقحها؛ وأَنشد: ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا، أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟ (* قوله «صغرى اللقاح» الذي في التهذيب: صغرى القلاص). قال رجل لأَهل إمرأَته، واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء؛ وقال: هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ يقال: قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت. ابن بُزُرْج: غِلْمَةٌ أُهَيْجنة، وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً، يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قال: والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة اللَّبُون.وناقة مُهَجَّنة: وهي المُعْتَسَرَة.
ويقال للقوم الكرام: إِنهم لمن سَرَاةِ الهِجَانِ؛ وقال الشماخ: ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا إلى الرُّبُعِ الهِجانِ، ولا الثَّمينِ الأَزهري: وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا البيت: إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين يقول: لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه، قال: والرِّهانُ الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها، يقول: مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها؛ وقول الشاعر: من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْـ ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ قال: الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء.
والهِجانُ من الإِبل: الناقة الأَدْماء، وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن. البياضُ؛ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض، وهي أَكرم الإبل، وقال لبيد: كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ مُتأَبِّضاتٍ: معقولاتٍ بالإباضِ، وهو العِقالُ.
وفي الحديث في ذكر الدجال: أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ: الأَبيض.
ويقال: هَجَّنه أَي جعله هجيناً. الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ وأَنشد ابن بري لأَوس: حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ، وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ وفي حديث الهُجرة: مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال: والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ وقد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ائتنا بها؛ اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها.
والهاجنُ: التي حملت قبل وقت حملها. في الكلام: ما يَلْزَمُك منه العيبُ. تقول: لا تفعل كذا فيكون عليك هُجْنةً. إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة ههنا الإضاعة؛ وقول الأَعلم: ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ عنى بالهَجِين هنا اللئيم: والهاجِنُ: الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ واحدة. يقال: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة؛ وقال بشر: لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً، لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ وقال آخر: مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ وتَهْجينُ الأَمر: تقبيحُه.
وأَرض هِجانٌ: بيضاء لينة التُّرْبِ مِرَبٌّ؛ قال: بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ ويروى المُلُوحة.
والهاجِنُ: العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ السِّفَادِ، والجمع الهِواجِنُ؛ قال: ولم أَسمع له فعلاً، وعم بعضهم به إناثَ نوعي الغنم.
وقال ثعلب: الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ، فلم يَخُصَّ بها شيئاً من شيء.
والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل: التي تحمل صغيرة؛ قال شمر: وكذلك الهاجنُ.
ويقال للجارية الصغيرة: هاجن، وقد اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها.
واهْتُجِنَتِ الجارية إذا وُطِئت وهي صغيرة.
والمُهْتَجِنة: النخلة أَوَّل ما تُلْقَح. ابن سيده: الهاجِنُ (* قوله «ابن سيده الهاجن إلخ» كذا بالأصل، والمؤلف التزم من مؤلفات ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم) .
والمُهْتَجِنة الصبية؛ وفي المحكم: المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم؛ فأَما قول العرب: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلى التفاؤل.

هجن (الصّحّاح في اللغة) [211]


الهِجانُ من الإبل: البيضُ.
وقال عمرو ابن كلثوم:
      هِجانِ اللون لم تقرأ جَنينا

ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال: بعيرٌ هجانٌ، وناقةٌ هِجانٌ، وإبلٌ هِجانٌ، وربَّما قالوا: هَجائنُ. قال عمرو بن أحمر:
هَجائنَ من نعاج أوارَعينـا      كأنَّ على الجِمالِ أوانَ خفَّتْ

وأرضٌ هِجانٌ: طيِّبة التُرب مَرَبٌّ.
وامرأةٌ هِجانٌ: كريمةٌ.
وقال الأصمعيّ في قول عليٍّ رضوان الله عليه:
      وكلُّ جانٍ يده إلى فِيهْ


يعني خياره. اليزيدي: هو هِجانٌ بيِّن الهَجانة، ورجلٌ هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ. في الناس والخيل، وإنَّما تكون من قبل الأمّ، فإذا كان الأب عتيقاً والأمُّ ليست كذلك كان الولد هَجيناً.
والهاجِنُ: الصبيَّة تُزوَّج قبل بلوغها.
وكذلك الصغيرة من البهائم.
وفي المثل: . . . أكمل المادة "جلَّت الهاجِنُ عن الولد"، أي صغُرت، و "جلَّت الهاجِنُ عن الرِفْدِ"، وهو القدح الضخم.
وقال ابن الأعرابي: جلَّتِ العلبة عن الهاجِنِ، أي كبرت.
ويقال: هَجَّنَهُ، أي جعله هَجيناً.
وتَهْجينُ الأمر أيضاً: تقبيحه.
واهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا وطئتْ وهي صغيرة.
والمُهْتَجِنَةُ: النخلة أوَّل ما تلقح.

هجن (المعجم الوسيط) [60]


 هجنة وهجونة وهجانة كَانَ هجينا وَالْكَلَام وَغَيره صَار معيبا مرذولا 

ج - ن - ه (جمهرة اللغة) [56]


والهُجْنَة: غِلَظ الخَلْق في الخيل كغِلَظ البراذِين، الذَّكر والأنثى فيه سواء هكذا قال أبو عبيدة. بِرْذَونَة هَجين. والهِجان من الإبل: كِرامها، لا واحدَ له من لفظه، وهي البيض، وقالوا: جمعها هَجائن. وامرأة هِجان، إذا كانت عقيلة قومها، وكذلك رجل هِجان: كريم. واهتُجنت الشاةُ، إذا حُمل عليها في صِغرها، وكذلك الصبيَّة الحَدَثَة إذا زُوَّجَتْ قبل بلوغها. والمَهاجن من الخيل: التي قد دخلتها هُجْنَة. والهواجن: الغنم التي يَقْرَعها الفحل قبل وقتها. وربما سُمِّيت النخلة إذا حملت وهي صغيرة مهتجِنة هكذا يقول الأصمعي. والهَجين من الناس: الذي أمُّه أمَة.

هجن (المعجم الوسيط) [50]


 الشَّيْء جعله هجينا وَالْأَمر قبحه وعابه 

الهُجْنَةُ (القاموس المحيط) [27]


الهُجْنَةُ، بالضم، من الكلامِ: ما يَعِيبُهُ،
و~ في العِلْمِ: إضاعَتُه.
والهَجينُ: اللَّئِيمُ، وعَرَبِيٌّ ولِدَ من أمَةٍ، أو مَنْ أبوهُ خَيْرٌ من أُمِّهِ
ج: هُجنٌ وهُجَناءُ وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ،
وهي هَجِينَةٌ،
ج: هُجْنٌ وهَجائِنُ وهِجانٌ، وقد هَجُنَ، ككَرُمَ، هُجْنَةً، بالضم، وهَجانَةً وهُجونَةً.
وفَرَسٌ وبِرْذَوْنَةٌ هَجِينٌ: غير عَتيقِ.
وككِتابٍ: الخِيارُ،
و~ من الإِبِلِ: البِيضُ والبيضاءُ، والرَّجُلُ الحَسِيبُ وهو بَيِّنُ الهِجانَة، ككتابَةٍ، والأرضُ الكَريمَةُ، وناقَةٌ هِجانٌ، وإِبِلٌ هِجانٌ أيضاً.
وهَجائِن: بيضٌ كِرامٌ.
"وهذا جَنايَ وهِجانُه فيه".
والهاجِنُ: زَنْدٌ لا يُورِي بِقَدْحَةٍ واحِدَةٍ، والصَّبِيَّةُ تُزَوَّجُ قبل بُلوغها، والعَناقُ تَحْمِلُ قبل بُلوغِ السِّفادِ، أو كُلُّ ما حُمِلَ . . . أكمل المادة عليها قبل بُلوغِها.
والهاجِنَةُ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ صَغيرَةً،
كالمُتَهَجِّنَةِ، وفِعْلُ الكُلِّ يَهْجِنُ ويَهْجُنُ. والمَهْجَنَةُ، كَمشْيَخَةٍ،
والمَهْجَنَى والمَهْجُنا، بضم الجيم وتُمَدُّ: القومًُ لا خَيْرَ فيهم.
وكمُعَظَّمَةٍ: الممنوعةُ إلاَّ مِنْ فُحولِ بِلادِها لِعِتْقِها والنَّخْلَةُ أوَّلَ ما تُلْقَحُ.
وأهْجَنَ: كثُرَتْ هِجانُ إِبِلِه،
و~ الجَمَلُ النَّاقَةَ: ضَرَبَها وهي بنْتُ لَبُونٍ، فَلَقَحَتْ، ونُتِجَتْ.
والتَّهْجِينُ: التَّقْبيحُ، وأنا أسْتَهْجِنُ فِعْلَكَ، وهذا ممَّا يُسْتَهْجَنُ، وفيه هُجْنَةٌ. واهْتُجِنَتِ الجارِيَةُ: وُطِئَتْ صَغيرَةً.
وغِلْمَةٌ أُهَيْجِنَةٌ، أي:
أهْلُهُمْ أَهْجَنُوهُم، أي: زَوَّجُوهُمْ صِغاراً الصَّغائرَ.
وَلَبَنٌ هَجِينٌ: لا صَريحٌ ولا لِبَأٌ.

هـ ج ن (المصباح المنير) [17]


 جَمَلٌ "هِجَانٌ" : وزان كتاب أبيض كريم، وناقة "هِجَانٌ" وإبل "هِجَانٌ" بلفظ واحد للكل، وناقة "مُهَجَّنَةٌ" مثقل على صيغة اسم المفعول: منسوبة إلى الهجان، و "الهَجِينُ" : الذي أبوه عربي وأمه غير محصنة فإذا أحصنت فليس الولد بهجين قاله الأزهري، ومن هنا يقال للّئيم "هَجِينٌ" ، و "هَجُنَ" بالضم "هَجَانَةً" ، و "هُجْنَةً" فهو "هَجِينٌ" والجمع "هُجَنَاءُ" ، و "الهُجْنَةُ" في الكلام: العيب والقبح، و "الهَجِينُ" من الخيل: الذي ولدته برذونة من حصان عربي، وخيل "هُجُنٌ" مثل بريد وبرد، و "هَوَاجِنُ" أيضا والأصل في "الهُجْنَة" بياض الروم والصقالبة، و "هَجَّنْتُ" الشيء "تَهْجِينًا" جعلته هجينا. 

الهجنة (المعجم الوسيط) [10]


 غلظ الْخلق فِي الْخَيل وَالْعَيْب والقبح يُقَال فِي كَلَامه هجنة 

الهجين (المعجم الوسيط) [7]


 اللَّبن لَيْسَ بِصَرِيح وَلَا لباء وَيُقَال رجل هجين لئيم وَمن الْخَيل مَا تلده برذونة من حصان عَرَبِيّ وَمن النَّاس الَّذِي أَبوهُ عَرَبِيّ وَأمه أَعْجَمِيَّة وَضرب من النوق خَفِيف الْجِسْم سريع السّير و (فِي علم الْأَحْيَاء) نَبَات أَو حَيَوَان ينْتج عَن تزاوج نَوْعَيْنِ أَو سلالتين أَو صنفين مُخْتَلفين (مج) (ج) هجن وهجناء وَهِي هجينة (ج) هجن وهجان وهجائن وَهِي هجين أَيْضا 

قرف (لسان العرب) [8]


القِرْف: لِحاء الشجر، واحدته قِرْفةٌ، وجمع القِرْف قُروفٌ.
والقُرافة: كالقِرْف.
والقِرْف: القِشْر.
والقِرْفة: القِشرة.
والقِرفة: الطائفة من القِرْف، وكل قشر قِرف، بالكسر، ومنه قِرْف الرُّمَّانة وقِرف الخُبْز الذي يُقْشَر ويبقى في التَّنُّور.
وقولهم: تَرَكْتُه على مِثل مَقرِف الصَّمْغة وهو موضع القِرْف أَي مَقْشِر الصمغة، وهو شبيه بقولهم تَرَكْتُه على مِثل ليلة الصَّدَر.
ويقال: صَبَغ ثوبه بقِرْفِ السِّدْر أَي بقِشره؛ وقِرفُ كل شجرة: قِشرها.
والقِرْفة: دواء معروف. ابن سيده: والقِرْف قِشْر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام، غَلَبَتْ هذه الصفة عليها غَلَبة الأَسماء لشرفها.
والقِرْف من الخُبْز: ما يُقْشر منه.
وقَرَفَ الشجرة يقرِفُها قَرْفاً: نَحَتَ قِرْفَها، وكذلك قَرَف القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَي قَشَرَها، وذلك إذا يبِسَتْ؛ قال عنترة: . . . أكمل المادة عُلالَتُنا في كل يومِ كريهةٍ بأَسْيافِنا، والقَرْحُ لم يَتَقَرَّفِ أَي لم يعله ذلك؛ وأَنشد الجوهري عجز هذا البيت: والجُرْحُ لم يَتَقَرَّف والصحيح ما أَوردناه.
وفي حديث الخوارج: إذا رأَيتموهم فاقْرِفوهم واقتلوهم؛ هو من قَرَفْتُ الشجرة إذا قَشَرْتَ لحاءها.
وقَرَفتُ جلد الرجل إذا اقْتَلَعْته، أَراد استأْصلوهم.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: قال له رجل من البادية: متى تَحِلُّ لنا المَيْتة؟ قال: إذا وجَدْتَ قِرْف الأَرض فلا تَقْرَبْها؛ أَراد ما تَقْتَرِف من بَقْل الأَرض وعُروقه أَي تَقْتَلِع، وأَصلها أَخذ القشر منه.
وفي حديث ابن الزبير: ما على أَحدكم إذا أَتى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفَةَ أَنفه أَي قِشْرَته، يريد المُخاط اليابس الذي لَزِق به أَي يُنَقّي أَنفه منه.
وتقرفت القَرْحة أَي تقشَّرَت. ابن السكيت: القَرْف مصدر قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إذا نَكَأْتَها.
ويقال للجُرح إذا تَقَشَّر: قد تَقَرَّف، واسم الجِلْدة القِرْفة.
والقَرْف: الأَديم الأَحمر كأنه قُرِفَ أَي قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه، والعرب تقول: أَحمر كالقَرْف؛ قال: أَحْمر كالقَرْف وأَحْوى أَدْعَج وأَحمر قَرِفٌ: شديد الحمرة.
وفي حديث عبد الملك: أَراك أَحمَرَ قَرِفاً؛ القَرِف، بكسر الراء: الشديد الحمرة كأَنه قُرِف أَي قُشِر.
وقَرَف السِّدْرَ: قَشَرَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ يعني بالقِمَع قِمَع الوَطْب الذي يُصَب فيه اللبن، وقِرْفُه ما يَلْزَق به من وسَخ اللبن، فأَراد أَنّ هؤلاء المخاطبين أَوساخ ونصبه على النداء أَي يا قِرْفَ القِمَع.
وقَرف الذَّنْبَ وغيره يَقْرِفُه قَرْفاً واقْتَرَفَه: اكتَسبه.
والاقتراف: الاكتساب. اقترف أَي اكتَسب، واقْتَرَفَ ذنباً أَي أَتاه وفَعَلَه.
وفي الحديث: رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً أَي كَسَبَها.
ويقال: قَرَفَ الذنبَ واقْتَرَفه إذا عمله.
وقارَفَ الذنبَ وغيرَه: داناهُ ولاصَقَهُ.
وقَرفَه بكذا أَي أَضافه إليه واتَّهَمه به.
وفي التنزيل العزيز: وَليَقْتَرِفُوا ما هُم مُقْتَرِفون.
واقْتَرَفَ المالَ: اقْتَناه.
والقِرْفة: الكَسْب.
وفلان يَقْرِف لعياله أَي يَكْسِب.
وبَعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشْتُرِيَ حَديثاً.
وإبل مُقتَرَفَة ومُقْرَفةٌ: مُسْتَجَدَّة.
وقَرَفْتُ الرجل أَي عِبْتُه.
ويقال: هو يُقْرَفُ بكذا أَي يُرْمى به ويُتَّهم، فهو مَقْروفٌ.
وقَرَفَ الرجلَ بسوء: رماه، وقَرَفْته بالشيء فاقْتَرَفَ به. ابن السكيت: قَرْفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً إذا رَمَيْتَه. الأَصمعي: قَرَف عليه فهو يَقْرِف قَرْفاً إذا بَغى عليه.
وقَرَفَ فلانٌ فلاناً إذا وَقَع فيه، وأَصل القَرْف القَشْر.
وقَرَف عليه قَرْفاً: كَذَبَ.
وقَرَفَه بالشيء: اتّهمه.
والقِرْفة: التُّهَمَة.
وفلان قِرْفتي أَي تُهَمَتي، أَو هو الذي أَتَّهِمُه.
وبنو فلان قِرْفَتي أَي الذين عندهم أَظُنّ طَلِبَتي.
ويقال: سَلْ بَني فلان عن ناقتك فإنهم قِرْفةٌ أَي تَجِدُ خَبَرَها عندهم.
ويقال أَيضاً: هو قَرَفٌ من ثَوْبي للذي تَتَّهِمُه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان لا يأْخذ بالقَرَف أَي التهمة، والجمع القِراف.
وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها بي عن قِرافي أَي عن تُهَمَتي بالمشاركة في دم عثمان، رضي اللّه عنه، وهو قَرَفٌ أَن يَفْعل وقَرِفٌ أَي خَلِيق، ولا يقال: ما أَقْرَفَه ولا أَقْرِفْ به، وأَجازهما ابن الأعرابي على مثل هذا .
ورجل قَرَفٌ من كذا وقَرَفٌ بكذا أَي قَمِن؛ قال: والمرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه، قَرَفٌ من الحِدْثانِ والأَلَمِ والتثنية والجمع كالواحد. قال أَبو الحسن: ولا يقال قَرِفٌ ولا قَريفٌ.
وقَرَفَ الشيءَ: خَلَطَهُ.
والمُقارَفةُ والقِرافُ: المخالَطة، والاسم القَرَف.
وقارفَ فلانٌ الخطيئة أَي خالطها.
وقارف الشيءَ: دَاناه؛ ولا تكون المقارفة إلا في الأَشياء الدنيّة؛ قال طرفة: وقِرافُ من لا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً يُعْدي، كما يُعْدي الصحيحَ الأَجْرَبُ وقال النابغة: وقارَفَتْ، وهْيَ لم تَجْرَبْ، وباعَ لها من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ أَي قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب.
وفي حديث الإفك: إنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذنباً فتوبي إلى اللّه، وهذا راجع إلى المُقاربة والمُداناة.
وقارَفَ الجَرَبُ البعيرَ قِرافاً: داناه شيء منه.
والقَرَفُ: العَدْوى.
وأَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ: أَعْداها.
والقَرَف: مُقارَفَة الوَباء. أَبو عمرو: القَرَف الوَباء، يقال: احذَر القَرَفَ في غنمك.
وقد اقْتَرَفَ فلان من مرض آل فلان، وقد أَقْرَفُوه إقْرافاً: وهو أَن يأْتيهم وهم مَرْضَى فيُصيبَه ذلك.
وقارف فلان الغنم: رعى بالأَرض الوبيئة.
والقَرَف، بالتحريك: مداناة المرض. يقال: أَخْشى عليك القَرَف من ذلك، وقد قرِف، بالكسر.
وفي الحديث: أَن قوماً شكَوْا إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وَباء أَرضهم، فقال، صلى اللّه عليه وسلم: تَحوَّلوا فإن من القَرَف التَّلَفَ. قال ابن الأَثير: القَرَف ملابسة الداء ومداناة المرض، والتَّلَف الهلاك؛ قال: وليس هذا من باب العَدْوى وإنما هو من باب الطِّبِّ، فإن استصلاح الهواء من أَعون الأَشياء على صحة الأَبدان، وفساد الهواء من أَسرع الأَشْياء إلى الأَسقام.
والقِرْفة: الهُجْنة. الذي دانى الهُجْنة من الفرس وغيره الذي أُمه عربية وأَبوه ليس كذلك لأَن الإقْراف إنما هو من قِبَل الفَحْل، والهُجْنَة من قِبَل الأُم.
وفي الحديث: أَنه رَكِبَ فرساً لأَبي طلحة مُقْرِفاً؛ المُقْرِفُ من الخيل الهَجين وهو الذي أُمه بِرْذَوْنةٌ وأَبوه عَربي، وقيل بالعكْس، وقيل: هو الذي دانى الهجنة من قِبَل أَبيه، وقيل: هو الذي دانى الهجنة وقارَبَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: كتَبَ إلى أَبي موسى في البَراذين: ما قارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً واحداً، أَي قارَبَها وداناها.
وأَقْرَفَ الرجلُ وغيره: دَنا من الهُجْنَة. أَيضاً: النَّذْل؛ وعليه وُجّه قوله: فإن يَكُ إقْرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ وقالوا: ما أَبْصَرَتْ عَيْني ولا أَقْرَفَتْ يدي أَي ما دنَتْ منه، ولا أَقْرَفْتُ لذلك أَي ما دانيتُه ولا خالطت أَهله.
وأَقْرَفَ له أَي داناه؛ قال ابن بري: شاهده قول ذي الرمة: نَتوج، ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى له، إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها لم تُقْرِفْ: لم تُدانِ ماله مُنْية.
والمُنْية: انتِظار لَقْح الناقة من سبعة أَيام إلى خمْسة عَشَر يوماً.
ويقال: ما أَقْرَفَتْ يدي شيئاً مما تَكرَه أَي ما دانَت وما قارَفَتْ.
ووَجْه مُقْرِفٌ: غيرُ حَسَن؛ قال ذو الرمة: تُريكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ، مَلْساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ والمُقارفة والقِراف: الجماع.
وقارَف امرأَته: جامعها.
ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها: إنْ كان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لَيُصْبِح جُنُباً من قِرافٍ غير احتلام ثم يصومُ، أَي من جماع.
وفي الحديث في دَفْن أُم كُلثوم: من كان منكم لم يُقارِف أَهله الليلة فليَدْخُل قبرَها.
وفي حديث عبد اللّه بن حُذافة: قالت له أُمه: أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قارَفَتْ بعض ما يقارِف أَهلُ الجاهلية، أَرادت الزنا.
وفي حديث عائشة: جاء رجل إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إني رجل مِقْرافٌ للذنوب أَي كثير المباشرة لها، ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة.
والقَرْف: وِعاء من أَدَمٍ، وقيل: يُدبَغُ بالقِرفة أَي بقُشور الرمان ويُتَّخذ فيه الخَلْع.
وهو لحم يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فيه، وجمعه قُرُوف؛ قال مُعقِّر بن حِمار البارِقيّ: وذُبْيانيَّة وصَّت بنيها: بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ أَي عليكم بالقَراطِف والقُروف فاغْنموها.
وفي التهذيب: القَرْف شيء من جُلود يُعمل فيه الخَلْع، والخَلع: أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ بشحمه ثم تُجعل فيه توابلُ ثم تُفْرغ في هذا الجلد.
وقال أَبو سعيد في قوله كذَب القراطف والقروف قال: القَرْف الأَديم، وجمعه قُروفٌ. أَبو عمرو: القُروف الأَدَم الحُمر، الواحد قَرْف. قال: والقُروف والظُّروف بمعنًى واحد.
وفي الحديث: لكل عَشْر من السرايا ما يَحْمِل القِرافُ من التَّمْر؛ القِراف: جمع قَرْف، بفتح القاف، وهو وِعاء من جلد يُدْبَغ بالقِرْفة، وهي قشور الرُّمان.
وقِرْفةُ: اسم رجل؛ قال: أَلا أَبْلِغْ لديك بني سُوَيدٍ، وقِرْفةً، حين مالَ به الولاءُ وقولهم في المثل: أَمْنَعُ من أُم قِرْفة؛ هي اسم امرأَة. التهذيب: وفي الحديث أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تقارَفَتْ به الأَنصارُ يوم بُعاثٍ؛ هكذا رُوي في بعض طرقه.

الكدانة (المعجم الوسيط) [6]


 الهجنة يُقَال مَا أبين الكدانة فِيهِ 

البَغْلُ (القاموس المحيط) [5]


البَغْلُ: م،
ج: بِغالٌ.
ومَبْغولاءُ: اسمُ الجمعِ، والأنْثَى: بهاءٍ.
وبَغَلَهُم، كَمَنَعَهُم: هَجَّنَ أَولادَهُمْ،
كبَغَّلَهُم.
وحَفْصُ بنُ بُغَيْلٍ، كزُبيرٍ: محدِّثٌ.
وبَغَّلَ تَبْغيلاً: بَلَّدَ، وأَعْيا،
و~ الإِبِلُ: مَشَتْ بَيْنَ الهَمْلَجَةِ والعَنَقِ.

أقرف (المعجم الوسيط) [5]


 الرجل أَو الْفرس كَانَ أحد أَبَوَيْهِ عَرَبيا وَالْآخر غير عَرَبِيّ وَوجه فلَان كَانَ فِيهِ حمرَة كَأَنَّهَا قشر وَالشَّيْء داناه وخالطه وَلَا يُقَال إِلَّا فِيمَا فِيهِ هجنة وَفُلَانًا ذكره بِسوء وَالْمَرَض الرجل أعداه وَيُقَال أقرفه الْمَرَض أَو أقرفه الْمَرِيض 

الهجان (المعجم الوسيط) [5]


 من الْأَشْيَاء أَجودهَا وَأَكْرمهَا أصلا وَمن الْإِبِل الْبيض الْكِرَام (يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَالْجمع) وَيُقَال رجل هجان كريم الْحسب نقيه وَامْرَأَة هجان عقيلة قَومهَا وَأَرْض هجان كَرِيمَة التربة (ج) هجان وهجن وهجائن 

الجزارة (المعجم الوسيط) [5]


 حِرْفَة الجزار الجزارة:  أَطْرَاف الْبَعِير (اليدان وَالرجلَانِ وَالرَّأْس) يَأْخُذهَا الجزار عَن أجرته وَفِي حَدِيث الْأُضْحِية (لَا أعطي مِنْهَا شَيْئا فِي جزارتها) وَيُقَال فرس ضخم الجزارة غليظ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ كثير عصبهما (لَا يُرَاد الرَّأْس فِي الْخَيل لِأَن كبره فِيهَا هجنة) 

القرفة (المعجم الوسيط) [5]


 قشر شجر من الفصيلة الغارية أشهره القرفة السيلانية والقرفة الصينية وَهِي تسْتَعْمل لعطرية فِيهَا وَاسم قشور الرُّمَّان يدبغ بهَا وَالْكَسْب والهجنة والتهمة وَمن تتهمه بِشَيْء يُقَال فلَان قرفني وَيُقَال بَنو فلَان قرفتي هم الَّذين أَظن عِنْدهم طلبتي 

بغل (لسان العرب) [5]


البَغْل: هذا الحيوان السَّحّاج الذي يُرْكَب، والأُنثى بَغْلة، والجمع بِغَال، ومَبْغُولاء اسم للجمع.
والبَغّال: صاحب البِغَال؛ حكاها سيبويه وعُمارة بن عقيل؛ وأَما قول جرير: من كل آلِفَةِ المواخر تَتَّقِي بِمُجَرَّدٍ، كَمُجَرَّدِ البَغّال فهو البَغْل نفسه.
ونَكَح فيهم فبَغَلهم وبَغَّلَهم: هَجَّن أَولادهم.
وتزوَّج فلان فلانة فَبَغَّل أَولادَها إِذا كان فيهم هُجْنة، وهو من البَغْل لأَن البَغْلَ يَعْجَز عن شَأْوِ الفَرس.
والتَّبْغيل من مَشْي الإِبلِ: مَشْيٌ فيه سَعَة، وقيل: هو مشيء فيه اختلاف واختلاط بين الهَمْلَجَة والعَنَق؛ قال ابن بري شاهده: فيها، إِذا بَغَّلَتْ، مَشْيٌ ومَحْقَرةٌ على الجِيَاد، وفي أَعناقها خَدَب وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيري: نَضْح البَرِيِّ وفي تَبْغِيلها زَوَرُ وأَنشد للراعي: . . . أكمل المادة رَبِذاً يُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِيلا (* قوله «ربذاً إلخ» صدره كما في شرح القاموس: وإذا ترقصت المفازة غادرت) وفي قصيد كعب بن زهير: فيها على الأَيْنِ إِرْقال وتَبْغِيل هو تَفْعِيل من البَغْل كأَنه شبه سيرها بسير البغل لشدَّته.

القِرْفُ (القاموس المحيط) [6]


القِرْفُ، بالكسر: القِشْرُ، أو قِشْرُ المُقْلِ، وقِشْرُ الرُّمانِ،
و~ من الخُبْزِ: ما يَتَقَشَّرُ منه ويَبْقَى في التَّنُّورِ،
و~ من الأرضِ: ما يُقْتَلَعُ منها مع البُقولِ والعُروقِ، ولِحاءُ الشجرِ،
كالقُرافَةِ ككُناسَةٍ، وبهاءٍ: التُّهَمَةُ، والهُجْنَةُ، والكَسْبُ، والقِشْرَةُ، وقُشورُ الرُّمَّانِ، والمُخاطُ اليابِسُ في الأَنْفِ،
كالقِرْفِ، ومَن تَتَّهِمُهُ بشيءٍ، وضَرْبٌ من الدارَصِينِيِّ لأَنَّ منه الدارَصِينِيَّ على الحَقيقَةِ، ويُعْرَفُ بِدارَصِينِيِّ الصينِ، وجِسْمُهُ أشْحَمُ وأسْخَنُ، وأكْثَرُ تَخَلْخُلاً،
ومنه المَعْروفُ بالقِرْفَةِ على الحَقيقَةِ: أحْمَرُ أمْلَسُ مائلٌ إلى الحُلْوِ، ظاهِرُهُ خَشِنٌ بِرائِحَةٍ عَطِرَةٍ وطَعْمٍ حادٍّ حِرِّيفٍ،
ومنه المَعْروف بِقِرْفَةِ القَرَنْفُلِ، وهي: رَقيقَةٌ صُلْبَةٌ إلى السَّوادِ بِلا تَخَلْخُلٍ أصْلاً، ورائحَتُها . . . أكمل المادة كالقَرَنْفُلِ، والكُلُّ مُسَخِّنٌ مُلَطِّفٌ، مُدِرٌّ مُجَفِّفٌ، مُحَفِّظٌ باهِيٌّ.
وهُمْ قِرْفَتِي، أي: عِنْدَهُم طَلِبَتي.
وسَلْهُم عن ناقَتِكَ فإِنَّهُم قِرْفَةٌ، أي: تَجِدُ خَبَرَها عِنْدَهُم.
ويقالُ: "أَمْنَعُ، أو أعَزُّ من أُمِّ قِرْفَةَ"، لأَنَّهُ كان يُعَلَّقُ في بَيْتِها خَمْسونَ سَيفاً، لخمسينَ رَجُلاً، كُلُّهُم مَحْرَمٌ لها زَوْجَةُ مالِكِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ.
وقِرْفَةُ بنُ بُهَيْسٍ، أو بَيْهَسٍ أو مالِكٍ: تابِعيٌّ.
وحَبيبُ بنُ قِرْفَةَ العَوْذيُّ: شاعِرٌ.
والقَرْفُ، بالفتحِ: شَجَرٌ يُدْبَغُ به، أو هو الغَرْفُ والغَلْفُ، ووِعاءٌ يُدْبَغُ بِقُشور الرُّمَّانِ، يُجْعَلُ فيه لَحْمٌ مَطْبوخٌ بِتوابِلَ، والأَحْمَرُ القانِئُ،
كالأَقْرَفِ، وبالتَّحْريكِ: الاسْمُ من
المُقارَفَةِ والقِرافِ: للمُخالَطَةِ، وداءٌ يَقْتُلُ البَعيرَ، والنُّكْسُ في المرَضِ، ومُقارَفَةُ الوَباءِ والعَدْوى،
و~ من الأَراضي: المَحَمَّةُ، والخَليقُ الجَديرُ،
كالقِرْفِ.
وهو قَرِفٌ من كذا، وبكذا: قَمِنٌ، أو لا يقال ككَتِفٍ ولا كأميرٍ، بَلْ بالتَّحْريكِ فَقَطْ، ولا يُقالُ: ما أقْرَفَهُ، ولا أقْرِفْ به، أو يُقالُ.
وقَرَفَ عليهم يَقْرِفُ: بَغَى،
و~ القَرَنْفُلَ: قَشَرَهُ بَعْدَ يُبْسِهِ،
و~ فُلاناً: عابَهُ، أو اتَّهَمَهُ،
و~ لِعِيالهِ: كَسَبَ، وخَلَّطَ وكَذَبَ.
و"تَرَكْتُهُ على مِثْلِ مَقْرِفِ الصَّمْغَةِ"، ويُرْوَى: مَقْلَعِ، أي: على خُلُوٍّ، لأَنَّ الصَّمْغَةَ إذا قُلِعَتْ لم يَبْقَ لها أَثَرٌ.
وكَسحابَةٍ: بَطْنٌ من المَعافِرِ، ومَقْبُرَةُ مِصْرَ، وبها قَبْرُ الشافعيِّ، رَحِمَهُ اللّهُ تعالى.
وكسحابٍ: ة بجَزِيرَةٍ لِبَحْرِ اليَمنِ بِحِذاءِ الجارِ.
ورجلٌ مَقْروفٌ: ضامِرٌ لَطيفٌ.
وأقْرَفَ له: داناهُ وخالَطَهُ،
و~ فلاناً: وَقَعَ فيه وذَكَرَهُ بسُوءٍ،
و~ به: عَرَّضَهُ للتُهْمَةِ،
و~ آلُ فلانٍ فلاناً: أتاهم وهم مَرْضَى، فأصابَهُ ذلك.
والمُقْرِفُ، كمُحْسِنٍ، من الفرسِ وغيرِه: ما يُدانِي الهُجْنَةَ، أَي، أُمُّهُ عَرَبيَّةٌ لا أَبُوه،
لأَنَّ الإِقْرافَ: من قِبَلِ الفَحْلِ، والهُجْنَةَ: من قِبَلِ الأمِّ، والرجلُ في لَوْنِهِ حُمْرَةٌ،
كالقَرْفِيِّ، بالفتح.
واقْتَرَفَ: اكْتَسَبَ،
و~ الذَّنْبَ: أَتاهُ وفَعَلَهُ.
وبعيرٌ مُقْتَرَفٌ، للمفعولِ: اشْتُرِيَ حَديثاً.
وقارَفَهُ: قارَبَهُ،
و~ المرأةَ: جامَعَها.
وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: تَقَشَّرَتْ.
وكصَبورٍ: الكثيرُ البَغْيِ، والجِرابُ،
ج: قُرْفٌ، بالضم.

كدن (الصّحّاح في اللغة) [4]


الكِدْنُ بالكسر: ما توطِّئ به المرأة لنفسها في الهودج من الثياب، والجمع كُدونٌ.
والكِدْنُ: شيءٌ من جلودٍ يدقّ فيه كالهاوُن.
والكِدْنَةُ: الشحم واللحم. يقال للرجل: إنه لحسَن الكِدْنَةِ.
وبعيرٌ ذو كِدْنَةٍ.
ورجلٌ كَدِنٌ وامرأةٌ كَدِنَةٌ: ذات لحم وشحم.
والكَوْدَنُ: البِرذَونُ يوكَفُ.
ويشبَّه به البليد يقال: ما أبين الكَدانَةَ فيه، أي الهُجْنَةَ. دُقاق التراب عليه درديُّ الزيت، تُجلى به الدروع. قال النابغة:
فهُنَّ وضاءٌ صافياتُ الغَلائِلِ      عُلينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِـنَّ كُـرَّةً

كدن (مقاييس اللغة) [4]



الكاف والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على توطئةٍ في شيءٍ متجمِّع. من ذلك الكُدُون: شيءٌ توطِّئ به المرأة لنفسها في الهوْدَج. ثم يقال امرأةٌ كَدِنةٌ: ذاتُ لحمٍ كثير.
وبعير ذو كُدْنةٍ، إذا عظُمَ سَنامُه.
واشتقاق الكَوْدَنمن هذا، لأنَّه يكون ذا لحمٍ وغِلَظ جِسم. يقولون: ما أبْيَنَ الكَدَانة فيه، أي الهُجْنة. ما يبقى في أسفل الماء من الطِّين المتلجِّن.
وهو من هذا القياس. فأمَّا الكِدْيَوْن فيقال إنّه دُقاق التُّراب والسِّرجينِ يُجمعانِ ويُجلَى به الدُّروع. قال النابغة:
عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً      فهُنَّ إضاءٌ ضافياتُ الغلائل

كَدِنَ (القاموس المحيط) [4]


كَدِنَ مِشْفَرُ الإِبِلِ: ككَتِنَ،
و~ الصِّلِّيانُ: رُعِيَتْ فُروعُهُ، وبَقِيَتْ أصولُه.
والكِدْنَةُ، بالكسر: السَّنامُ، والشَّحْمُ، واللَّحْمُ، والقومُ.
وهو كَدِنٌ، ككَتِفٍ، وهي: بهاءٍ.
وناقَةٌ مُكْدَنَةٌ، كمُكْرَمَةٍ: ذَاتُ كِدْنَةٍ.
والكَدْنُ، ويُكْسَرُ: ثَوبٌ للخِدْرِ، أَو تُوَطِّئُ به المرأةُ لنَفْسِها في الهَوْدَجِ، ومَرْكَبٌ للنِّساءِ، والرَّحْلُ، وجِلْدُ كُرَاعٍ يُسْلَخُ ويُدْبَغُ، فَيَقومُ مَقامَ الهاوُنِ، يُدَقُّ فيه
ج: كُدُونٌ.
والكَدَانَةُ: الهُجْنَةُ. والكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ: الفَرَسُ الهَجينُ، والفيلُ، والبَغْلُ، والبِرْذَوْنُ.
والكَدْنُ: التَّنَطُّقُ بالثَّوْبِ، والشَّدُّ به، ومُحَرَّكاً: الكَدَرُ.
والكِدانُ، ككِتابٍ: شُعْبَةٌ من الحَبْلِ تَفْضُلُ من العُقَدِ.
والكِدْيَوْنُ، كَفِرْعَوْنَ: دُقاقُ التُّرابِ، عليه دُرْدِيُّ الزَّيْتِ، تُجْلَى به الدُّروعُ.

قرف (العباب الزاخر) [4]


كُلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ -بالكسر-، ومنه قِرْفُ الرُّمَانة.
وقِرْفُ الخبز: الذي تَقَشَّر منه ويبقى في التَّنُّور. وقِرْفُ الأرض: ما يُقْتَلَعُ منها من البُقُوْلِ والعُرُوْقِ.
ومنه حديثُ عُمر -رضي الله عنه- أنّ رجلا من أهل البادية جاءه فقال: متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: إذا وَجَدْتَ قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها، قال: فإني أجِدُ قِرْفَ الأرض وأجِدُ حَشَراتها، قال: كَفاك كفاك. والقِرْفَةُ: من الأوْدِيَةِ، ويُقال لها: قِرْفَةُ القَرَنْفُلِ.
وقال ابن دريد ضَرْبٌ من افواهِ الطِّيْبِ. والقِرْفَةُ: المُخَاطُ اليابس في باطن الأنف.
وفي حديث ابن الزُّبير -رضي الله عنهما- أنه قال: ما على أحَدِكم إذا أتى المسجد أن يُخْرِجَ قِرْفَةَ أنفه. وفلان قِرْفَتي: أي هو الذي أتَّهِمُه.
وبنو فلانٍ قِرْفَتي: أي الذين عندهم . . . أكمل المادة أظُنُّ طَلِبَتي.
ويُقال: سَلْ بني فلان عن ناقَتِك فإنَّهم قِرْفَةٌ: أي تَجِدُ خَبرها عندهم. وفي المَثَلِ: أعَزُّ -ويُرْوى: أمْنَعُ- من أمِّ قِرْفَةَ. قال الأصمعيُّ: هي امرأةٌ فَزَارِيَّةٌ كانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقُ في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجُلا كُلُّهم لها مَحْرَمٌ. وأبو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ.
وقيل: بَيْهِس -ويُقال: قِرْفَةُ بن مالك بن سَهْمٍ: من التّابعين. وحبيبُ بن قِرْفَةَ العَوْذيُّ عَوَذُ بن غالب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ: شاعر. والقَرْفُ -بالفتح-: وِعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ وهي قُشور الرُّمان ويُجعل فيه الخلْعُ وهو لحم يُطبخ بتوابل فيُفْرغُ فيه، قال مُعَقِّر بن أوس بن حشمارٍ البارقيُّ:
وذُبْيَانِـيَّةٍ أوْصَـتْ بَـنِـيْهـا      بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ

وقال الأصمعيُّ: قَرَفَ عليهم: بَغى عليهم. وقَرَفْتُ القَرْحَةَ أقْرِفُها قَرْفاً: إذا قَشَرْتَها، وذلك إذا يَبِسَتْ، وتَقَرَّفتْ: أي تَقَشَّرَتْ. وقَرَفْتُ الرجل: أي عِبْتُه.
ويُقال: هو يُقْرَفُ بكذا: أي يُرمى به ويُتّهم. وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغة: وهو موضع القَرْفِ أي القشر، ويروى: مثل مَقْلَعِ الصمغة، لأن الصمغة، لأن الصمغة إذا قُلعت لم يبق لها أثر.
ومثله قولهم: تركته على مثل ليلة الصدر، لن الناس ينفرون من منى فلا يبقى منهم به أحد. وفلان يَقْرِفُ لعياله: أي يكسب. وفلان أحمر قَرْفٌ: أي شديد الحمرة.
وفي الحديث: أراك أحمر قَرْفاً.
وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ش ن خ ف.
ويُقال -أيضاً-: أحمر كالقَرْفِ؛ عن اللِّحيانيِّ، وأنشد:
أحْمَرُ كالقَرْفِ وأحْوى أدْعَجُ     

وقال أبو عمرو: القُرُوْفُ: الادمُ الحُمْرُ، والأقْرَفُ: الأحمر. وقال أبو سعيد: يُقال إنه لَقَرَفُ أن يفعل ذاك: مثل قَمَنٍ وخَلِيْقٍ.
وقال الأزْهَريُّ: ومنه الحديث: هو قَرَفٌ أن يُبَارك له فيه. والقَرَفُ -أيضاً-: مُدَاناةُ المرض، يُقال: أخشى عليك القَرَفَ: وقد قَرِفَ -بالكسر-.
وروي أن أبا عُمير فروة بن مُسيك بن الحارث بنسلمة المُرادي -رضي الله عنه- قال للنبي-صلى الله عليه وسلم-: إن أرضا عندنا وهي أرض رَيعنا وميرتنا وإنها وبئة، فقال: دعها فإن من القَرَفِ التلف. ويقال: هو قَرَفٌ من ثوبي وبعيري: للذي تتهمه. وقال ابن عَبّاد: القَرَفُ في المرض: النُّكْسُ. قال: والقَرَفُ: داء يأخذ البعير فيقتله؛ ويكون من شم بول الروى كالأبى. وأرض قَرَفٌ: أي مَحَمَّة. والقَرَافَةُ -بالفتح-: بطن من المعافر.  والقَرَافَةُ -أيضاً: مقبرة أهل مصر، وبها قبر الإمام الشافعي -رحمه الله-. وقَرَافُ: قرية في جزيرة من جزائر بحر اليمن بحذاء الجار أهلها تجار. ورجل قُرَفَةٌ -مثال تُؤدَةٍ-: إذا كان مُكْتَسسباً. وقال ابن عَبّاد: رجل مَقْرُوفٌ: إذا كان مخروطا ضامرا لطيفا. ويقال: ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ما دنت منه.
وما أقْرَفْتُ لذاك: أي ما دانيته ولا خالطت أهله.
وقال أبو عمرو: أقْرَفَ له: أي داناه. والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنَةَ من الفرس وغيره: الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم. وقال الليث: أقْرَفَ فلان فلانا: وذلك إذا وقع فيه وذكره بسوء.
وقول ذي الرمة:
تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْـرِفَةٍ      مَلْسَاءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

يقول: هي كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهُجْنة. ويقال أقْرَفْتَ بي وأظننت بي وأتهمت بي: أي عرضتني للقِرْفَةِ والظنة والتهمة. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ آل فلان فلانا: وهو أن يأتيهم وهم مرضة فيصيبه ذلك فاقْتَرَفَ هو من مرضهم. واقْتَرَفَ: اكتسب.
وقوله تعالى: (ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) أي يكتسب. وقوله تعالى: (ولْيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْاَرِفُونَ) أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال: اقْتَرَفَ ذنبا: أي أتاه وفعله. وبعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشتُري حديثاً. والمُقَارفَةُ: المُقَارَبَةُ، وكل شيء قاربته فقد قارَفْتَه.
وما قارَفْتُ سوء: أي ما دانيته.
وعن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: شهدت دفن ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله جالس على القبر؛ فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من احد لم يُقارِفِ الليلة؟ فقال أبو طليحة -رضي الله عنه-: أنا، قال: فإنزل في قبرها، قال ابن المبارك: قال فُلَيح: أراه يعني الذنب. وقال ابن فارس: قاَفَ امرأته: جامعها، لأن كل واحد منهما ليباس صاحبه. وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: أي تَقَشَّرت، قال عنترة بن شداد:
عُلالَتُنا في كلِّ يَوْمِ كَـرِيْهَةٍ      بأسْيافِنا والقُلارْحُ لم يَتَقَرَّفِ

والتركيب يدل على مخالطة الشيء والالتباس به وادِّراعه.

ف ر هـ (المصباح المنير) [3]


 الفَارِهُ: الحاذق بالشيء ويقال للبرذون والحمار "فَارِهٌ" بين "الفُرُوَهِة" ، و "الفَرَاهِةِ" ، و "الفَرَاهِيَةِ" بالتخفيف وبراذين "فُرْهٌ" وزان حُمْرٍ، و "فَرَهَةٌ" بفتحتين، و "فَرُه" الدابة وغيره "يَفْرُهُ" من باب قرب، وفي لغة من باب قتل، وهو النشاط والخفة، وفلان "أَفْرَهُ" من فلان أي أصبح بين الفراهة أي الصباحة وجارية "فَرْهَاُء" أي حسناء وجوار "فُرْهٌ" مثل حَمْراءَ وحُمْرٍ، قال الأزهري: ولم أرهم يستعملون هذه اللفظة في الحرائر، ويجوز أن يكون قد خصّ الإماء بهذا اللفظ كما خصّ البراذين والبغال والهجن "بالفَارِهِ" ، و "الفَرَاهَةِ" دون عراب الخيل فلا يقال في العربي "فَارِهٌ" بل جواد، ويجوز أن يكون ذلك للفرق، وقال الزمخشري: رجل "فَاِرهٌ" وقينة "فَارِهٌ" بغير هاء أيضا وجمل "فَارِهٌ" . 

ف ر هـ (المصباح المنير) [3]


 الفَارِهُ: الحاذق بالشيء ويقال للبرذون والحمار "فَارِهٌ" بين "الفُرُوَهِة" ، و "الفَرَاهِةِ" ، و "الفَرَاهِيَةِ" بالتخفيف وبراذين "فُرْهٌ" وزان حُمْرٍ، و "فَرَهَةٌ" بفتحتين، و "فَرُه" الدابة وغيره "يَفْرُهُ" من باب قرب، وفي لغة من باب قتل، وهو النشاط والخفة، وفلان "أَفْرَهُ" من فلان أي أصبح بين الفراهة أي الصباحة وجارية "فَرْهَاُء" أي حسناء وجوار "فُرْهٌ" مثل حَمْراءَ وحُمْرٍ، قال الأزهري: ولم أرهم يستعملون هذه اللفظة في الحرائر، ويجوز أن يكون قد خصّ الإماء بهذا اللفظ كما خصّ البراذين والبغال والهجن "بالفَارِهِ" ، و "الفَرَاهَةِ" دون عراب الخيل فلا يقال في العربي "فَارِهٌ" بل جواد، ويجوز أن يكون ذلك للفرق، وقال الزمخشري: رجل "فَاِرهٌ" وقينة "فَارِهٌ" بغير هاء أيضا وجمل "فَارِهٌ" . 

جزر (مقاييس اللغة) [3]



الجيم والزاء والراء أصلٌ واحد، وهو القَطْع. يقال جَزَرت الشيء جَزْراً، ولذلك سمِّي الجَزُور جزوراً.
والجَزَرة: الشاة يقوم إليها أهلُها فيذبحونها.
ويقال ترك بنُو فلانٍ بني فلان جَزَراً، أي قتلوهم فتركوهم جَزَراً للسِّباع.
والجُزارَة أطراف البعير: فراسِنُه ورأسُه.
وإنما سمِّيت جزارة لأنَّ الجزّار يأخذُها، فهي جُزارتُه؛ كما يقال أخذ العاملُ عُمالته. فإذا قلتَ فرسٌ عَبْلُ الجُزارةِ، فإنما تريد غِلَظَ اليدين والرِّجلين وكثرة عصبها.
ولا يدخُل الرّأس في هذا؛ لأن عظَم الرَّأْس في الخيل هُجْنَة. الجزيرةُ جَزيرةً لانقطاعها.
وجَزَر النَّهرُ إذا قلَّ ماؤُه جَزْراً.
والجَزْر: خلاف المدّ.
ويقال أجزَرْتُك شاةً إذا دفَعْتَ إليه شاةً يذبحُها. *وهي الجَزَرة، ولا تكون إلاَّ من الغنم. قال بعض أهل العلم: . . . أكمل المادة وذلك أنّ الشاةَ لا تكون إلا للذبح.
ولا يقال للنّاقة والجمل، لأنهما يكونان لسائر العمل.

قرف (مقاييس اللغة) [3]



القاف والراء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على مخالطةِ الشيءوالالتباس به وادِّراعِه.
وأصل ذلك القَرْف، وهو كلُّ قَشْر.
ومنه قِرْفُ الخُبْز، وسمِّي قِرفاً وقَرْفاً لأنه لباسُ ما عليه.ومن الباب القَرْف: شيءٌ يُعمَل من جلودٍ يعمل فيه الخَلْع.
والخلْع: أن يُؤخذ اللحمُ فيُطبخَ ويجعلَ فيه توابل، ثم يُفرَغ في هذا الخَلْع. قال:
وذُبْيانيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيها      بأنْ كَذَب القراطفُ والقُروف

ومن الباب: اقترفْتُ الشيء: اكتسبتُه، وكأنه لابَسَه وادَّرَعه.
وكذلك قولهم: فلانٌ يُقرَف بكذا، أي يُرمَى به.
ويقال للَّذِي يُتَّهم بالأمر: القِرْفةُ، يقول الرّجلُ إذا ضاع لـه شيءٌ: فلانٌ قِرْفَتي، أي الذي أتَّهِمُه، كأنَّه قد ألبسه الظِّنَّة.
و [بنو] فلانٍ قِرْفَتِي، أي الذي عندهم أظنُّ طَلِبَتي وبُغيتي.
ويقولون: سَلْ . . . أكمل المادة بني فلانٍ عن ناقتك فإنَّهم قِرْفةٌ، أي تجدُ خَبَرها عنْدهم.
وقياسُه ما قد ذكرناه.
والفَرسُ المُقْرِف: المُدانِي الهُجْنة. يقولون: إن الْمُقرِف: الذي أبوهُ هجينٌ وأمُّه عربيّة. قال الشاعر:
فإنْ نُتِجَتْ مُهراً كريماً فبالحَرَى      وإن يكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحلِ

وقارفَ فلانٌ الخطيئةَ: خالَطَها.
وقارفَ امرأتَه: جامَعَها؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما لباسُ صاحبِهِ.
والقَرَفُ: الوَباء يكون بالبلد، كأنَّه شيء يصير مرضاً لأهله كاللِّباس.
وفي الحديث أنَّ قوماً [شَكَوْا إليه] وَبأَ أرضِهم فقال: "تَحوَّلُوا فإنَّ مِن القَرَف التَّلَفَ".

جزر (الصّحّاح في اللغة) [3]


الجَزورُ من الإبل يَقَعُ على الذكر والأنثى.
وهي تويَّث، والجمع الجُزُرُ. والجزارَةُ: أطراف البعير: اليدان والرجلانِ والرأس، سمِّيت بذلك لأنَّ الجَزَّارَ يأخذها، فهي جُزارَتَهُ، كما يقال: أخذ العامل عُمالَته. فإذا قالوا فرسٌ عَبْلُ الجُزارَةِ، فإنَّما يراد غِلظَ اليدين والرجلين وكثرةُ عصبهما، ولا يدخل الرأسُ في هذا، لأنَّ عِظَمَ الرأس هُجْنة في الخيل. وجَزَرُ السِباع: اللحمُ الذي تأكله. يقال: تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إذا قَتَلوهم. والجزَرُ أيضاً: هذه الأرومةُ التي تؤكل. قال الأصمعي: الواحدة جَزَرَةٌ. والجَزَرَ أيضاً: الشاة السَمينة، الواحدة جَزَرَةٌ. قال ابن السكيت: يقال أَجْزَرْتُ القومَ، إذا أعطيتَهم شاةً يذبحونها: نعجةً أو كبشاً أو عنزاً. قال: ولا تكون الجَزَرَةُ إلاّ من الغنم ولا يقال: أجْزَرْتُهُمْ . . . أكمل المادة ناقة، لأنَّها قد تصلح لغير الذبح. والجَزيرةُ: واحدة جَزائِرِ البحر، سُمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الماء. وجَزَرْتُ النخلَ أَجْزِره بالكسر جَزْراً: صَرمتُه. وقد أَجْزَرَ النخلُ، أي أصرمَ.
وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أن يُجْزَرَ. وكان فِتيانٌ يقولون لشيخٍ: أَجْزَرْتَ يا شيخ! أي حانَ لك أن تموت. فيقول: أَيْ بَنِيَّ، وتَخًتَضَرونَ! أي تموتون شباباً. وجَزَرْتُ الجزورَ أَجْزُرُها بالضم، واجْتَزَرْتها إذا نَحرتَها وجلَّدتَها. والمَجْزِرُ بكسر الزاي: موضع جزرها.
وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه: "إيَّاكم وهذه المَجازِرَ فإنَّ لها ضَرَاوةً كضرواة الخمر". قال الأصمعيّ: يعني نَديَّ القوم، لأنَّ الجَزورَ إنما تُنحَر عند جمع الناس. وجَزَرَ الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً، أي نَضَب.

قحح (لسان العرب) [2]


القُحُّ: الخالص من اللُّؤْم والكَرَم ومن كل شيء؛ يقال: لَئيم قُحٌّ إِذا كان مُعْرِقاً في اللؤم، وأَعرابي قُحٌّ وقُحاحٌ أَي مَحْضُ خالص؛ وقيل: هو الذي لم يدخل الأَمصار ولم يختلط بأَهلها، وقد ورد في الحديث: وعَرَبيَّةٌ قُحَّةٌ، وقال ابن دريد: قُحٌّ مَحْضٌ فلم يخص أَعرابيّاً من غيره؛ وأَعراب أَقْحاحٌ، والأُنثى قُحَّةٌ، وعبد قُحٌّ: محض خالص بَيِّنُ القَحاحة والقُحُوحةِ خالص العُبودة؛ وقالوا: عربيّ كُحٌّ وعربية كُحَّة، الكاف في كُحٍّ بدل من القاف في قُحٍّ لقولهم أَقْحاح ولم يقولوا أَكحاح. يقال: فلان من قُحّ العرب وكُحِّهم أَي من صِميمهم؛ قال ذلك ابن السكيت وغيره.
وصار إِلى قُحاحِ الأَمر أَي أَصله وخالصه.
والقُحاح . . . أكمل المادة أَيضاً، بالضم: الأَصل؛ عن كراع؛ وأَنشد: وأَنتَ في المَأْرُوكِ من قُحاحِها ولأَضْطَرَّنَّك إِلى قُحاحِك أَي إِلى جُهْدِك؛ وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: لأَضْطَرَّنَّك إِلى تُرِّك وقُحاحِك أَي إِلى أَصلك. قال: وقال ابن بزرج: والله لقد وَقعْتُ بقُحَاحِ قُرِّك ووَقَعْتُ بقُرِّك؛ وهو أَن يعلم علمه كله ولا يخفى عليه شيء منه.
والقُحُّ: الجافي من الناس كأَنه خالص فيه؛ قال: لا أَبْتَغِي سَيْبَ اللئيمِ القُحِّ، يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأُحِّ، يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ الليث: والقُحُّ أَيضاً الجافي من الأَشياء حتى إِنهم يقولون للبِطِّيخة التي لم تَنْضَجْ: قُحٌّ، قيل: القُحُّ البطيخ آخِرَ ما يكون؛ وقد قَحَّ يَقُحُّ قُحوحةً؛ قال الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسير القُحِّ، وفي قوله للبطيخة التي لم تَنْضَجْ إِنها لَقُحٌّ وهذا تصحيف، قال: وصوابه الفِجُّ، بالفاء والجيم. يقال ذلك لكل ثمر لم يَنْضَجْ، وأَما القُحُّ، فهو أَصل الشيء وخالصه، يقال: عربيّ قُحّ وعربيّ مَحْضٌ وقَلْبٌ إِذا كان خالصاً لا هُجْنة فيه.
والقَحِيحُ: فوقَ الجَرْعِ.

قرف (الصّحّاح في اللغة) [2]


 كلُّ قشر قِرْفٌ بالكسر، ومنه قِرْفُ الرمّانة.
وقِرْفُ الخبز: الذي يُقشر منه ويبقى في التنُّور.
والقِرْفَةُ: القشرة.
والقِرْفَةُ من الأدوية.
وفلانٌ قِرْفَتي، أي هو الذي أتَّهمه.
وبنو فلان قِرْفَتي، أي الذين عندهم أظنُّ طَلِبَتي.
ويقال: سَلْ بني فلان عن ناقتك فإنَّهم قِرْفَةٌ، أي تجد خبرها عندهم.
والقَرْفُ بالفتح: وعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ، وهو قشور الرمان ويُجعل منه الخَلْعُ، وهو لحمٌ يُطبخ بتوابل، فيُفرغ فيه. قال الأصمعيّ: يقال ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي، أي ما دنت منه، وما أقْرَفْتُ لذلك، أي ما دانيته ولا خالطت أهله. أبو عمرو: وأقْرَفَ له، أي داناه.
والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنة من الفرس وغيره الذي أمُّه عربية وأبوه ليس وكذلك.
وقَرَفْتُ . . . أكمل المادة القرحةَ أقْرِفها قَرفاً، أي قشرتها، وذلك إذا يبستْ.
وتَقَرَّفَتْ هي، أي تقشَّرت.
ومنه قول عنترة:
بأسيافنا والجُرْحُ لم يَتَقَرَّفُ      عُلالتنا في كلِّ يومِ كَريهةٍ

وقَرَفْتُ الرجل، أي عبته.
ويقال هو يُقْرَفُ بكذا، أي يُرمى ويتَّهمُ، فهو مَقْروفٌ.
وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغةِ، وهو موضع القِرْفِ، أي القشر.
وهو شبيه بقولهم: تركته على مثل ليلة الصَدَرِ.
وفلانٌ يَقْرِفُ لعياله، أي يكسب.
والاقْتِرافُ: الاكتسابُ.
وقَرَفْتُهُ بالشيء فاقْتَرَفَ به. قال الأصمعيّ: بعيرٌ مُقْتَرَفٌ، أي اشتُرِيَ حديثاً.
والقَرَفُ بالتحريك: مُداناةُ المرضى. يقال: أخشى عليك القَرَفَ.
وقد قَرِفَ بالكسر.
وفي الحديث أنَّ قوماً شكوْا إليه صلى الله عليه وسلم وباءَ أرضهم فقال: "تحوَّلوا فإنَّ من القَرَفِ التلف".
ويقال أيضاً: هو قَرَفٌ من ثوبي؛ للذي تتَّهمه.
وقارَفَ فلانٌ الخطيئةَ، أي خالطها.
وقارَفَ امرأته: أي جامَعَها.

جوع (لسان العرب) [3]


الجُوع: اسم للمَخْمَصةِ، وهو نَقِيضُ الشِّبَع، والفعل جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً، فهو جائعٌ وجَوْعانُ، والمرأَة جَوْعَى، والجمع جَوْعَى وجِياعٌ وجُوَّعٌ وجُيَّعٌ؛ قال: بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُيَّع شَبَّهُوا باب جُيّع بباب عِصِيٍّ فقلبه بعضُهم، وقد أَجاعه وجَوَّعَه؛ قال: كان الجُنَيْد، وهو فينا الزُّمَّلِقْ، مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابيَّ الخُلُقْ وقال: أَجاع اللهُ من أَشْبَعْتُموه وأَشْبَعَ من بِجَوْرِكم أُجِيعَا والمَجاعةُ والمَجُوعة والمَجْوعةُ، بتسكين الجيم: عامُ الجُوعِ.
وفي حديث الرَّضَاع: إِنما الرَّضاعةُ من المَجاعة؛ المَجاعةُ مَفْعلةٌ من الجُوع أَي أَن الذي يَحْرُم من الرَّضاع إِنما هو الذي يَرْضَعُ من جُوعِه، وهو الطفل، يعني أَن الكبير إِذا رَضَعَ امرأَة لا يَحْرُم عليها بذلك الرضاع . . . أكمل المادة لأَنه لم يَرْضَعْها من الجوع، وقالوا: إِن للعِلْم إِضاعةً وهُجْنةً وآفةً ونكَداً واستِجاعةً؛ إِضاعتُه: وضْعُك إِياه في غير أَهله، واستِجاعتُه: أَن لا تَشْبَع منه، ونكَدُه: الكذِبُ فيه، وآفتُه: النِّسيانُ، وهُجْنتُه: إِضاعتُه.
والعرب تقول: جُعْتُ إِلى لِقائك وعَطِشْتُ إِلى لِقائك؛ قال ابن سيده: وجاعَ إِلى لقائه اشتهاه كعطِشَ على المثل.
وفي الدعاء: جُوعاً له ونُوعاً ولا يُقَدّم الآخِر قبل الأَوّل لأَنه تأْكيدٌ له؛ قال سيبويه: وهو من المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره.
وجائعٌ نائعٌ: إِتْباع مثله.
وفلان جائعُ القِدْرِ إِذا لم تكن قِدْرُه ملأَى.
وامرأَة جائعة الوِشاح إِذا كانت ضامِرةَ البطن.
والجَوْعةُ: إِقفار الحَيّ.
والجَوْعة: المرَّةُ الواحدة من الجَوْع؛ وأَجاعه وجَوَّعه.
وفي المثل: أَجِعْ كَلْبَك يَتْبَعْك.
وتَجوّعَ أَي تَعمَّد الجُوع.
ويقال: تَوحَّشْ للدّواء وتجوّعْ للدواء أَي لا تَسْتَوْفِ الطعام.
ورجلٌ مُسْتَجِيع: لا تراه أَبداً إِلاَّ تَرى أَنه جائع؛ قال أَبو سعيد: المُسْتجِيعُ الذي يأْكل كل ساعة الشيء بعد الشيء.
وربيعةُ الجوعِ: أَبُو حَيّ من تَمِيم، وهو رَبيعةُ ابن مالك بن زيد مناة بن تميم.

نقس (العباب الزاخر) [2]


النّاقوس: الذي تَضْرِب بِهِ النَّصارى لأوْقاتِ صَلَواتِهِم؛ وهو الخَشَبَة الكبيرة الطَوِيْلَة، والوَبيل: الخَشَبَة القصيرة، قال جَرير:
لَمّا تَذَكَّرْتُ بالـدَّيْرَيْنِ أرَّقَـنـي      صَوْتُ الدَّجاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيْسِ

وقال آخَر:
صَوْتُ النَّواقِيْسِ بالأسْحارِ هَيَّجَني      بَلِ الدُّيُوْكُ التي قد هِجْنَ تَشْوِيْقي

وقال المُتَلَمِّس:
حَنَّتْ قَلُوْصي بها واللَّيْلُ مُطَّرِقٌ      بَعْدَ الهُدُوءِ وشاقَتها النَّواقِيْسُ

وقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:  
حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغوسا     


والنَّقْس: ضَرْبُ النّاقوس، يقال: نَقَسَ بالوَبِيْلِ النّاقوسَ.
وقال ابن أبي لَيلى: حَدَّثَنا أصحاب محمّد -صلى الله عليه وسَلَّم-: أنَّه كان الرَّجُل يَقوم فيقول: الصَّلاةَ؛ فَيُصَلِّي مَنْ كان مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم-؛ ولا يَسْمَع مَنْ لَم يَكُن مَعَه، قالوا: . . . أكمل المادة لو أقَمْنا رَجُلاً فَنادى؛ حتى نَقَسُوا أو كادوا يَنْقُسُونَ، فَأُرِيَ عبد الله بن زَيد -رضي الله عنه- الأذانَ. والنَّقْس -أيضاً-: مثل اللَّقْس؛ وهو أن يَعِيبَ القَوْمَ ويَسْخَرَ منهم ويُلَقِّبْهُم الألقابَ، يقال منه: نَقَسْتُ الرَّجُلَ: إذا لَقَّبْتَه، والاسم: النِّقَاسَةُ. وقال الليث: النَّاقِس: الشيء الحامِض، قال النابغة الجَعْدي -رضي الله عنه- يصف خَمْراً:
جَوْنٍ كَجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ ال      خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَـزِمِ


وقال الأصمعيّ النَّقْسُ والوَقْسُ: الجَرَبُ. والنِّقْسُ -بالكسر-: الذي يُكْتَب به، ويُجْمَع على أنْقُس وأنْقاس، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ:
عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ      بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ

وقال ابن دريد: النَّقْس الذي تُسَمِّيه العامّة المِدَادَ: عربيٌّ معروفٌ، وأنشد:
مُجَاجَةُ نِقْسٍ في أدِيمٍ مُمَجْمَجِ     

وقال غيره: الأنْقَسُ: ابنُ الأمَةِ. ونَقَّسَ أدَوَاتَه تَنْقِيْساً: جعل فيها النِّقْسَ. والتركيب يدل على لَطْخِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ غَيْرِ حَسَنٍ.

ب - غ - ل (جمهرة اللغة) [2]


وقال قوم: بل التبغيل من الغِلَظ وصلابة الجسم. ويقال: نكح فلان في بني فلان فبغلَّهم، أي هجَّن أولادَهم. وكلامَ بَلْغ وبليغ في معنى واحد. وبلَّغت الرسالة تبليغاً. وبَلُغَ الرجلُ بَلاغةً، إذا صار بليغاً. ومن أمثالهم: " أحمقُ بَلْغ " ، أي أحمق يبلغ ما يريد. والبُلغة: القوت يتبلّغ به الإنسان. وغَلَبَ يغلِب غَلْباً وغَلَباً، وهي أفصح اللغتين. وتقول: لمن الغَلَبُ وَالغَلَبَة، ولا يقولون: لمن الغَلْب. ورجل غُلُبَّة: كثير الغَلَب. ورجل أغلب بينُ الغَلَب من قوم غُلْب، إذا كان غليظ العنق، والأسد أغلبُ، والأنثى غَلْباءُ. قال الراجز: ما زلتُ يومَ البَين ألوي صَلَبي والرأسَ حتى صرتُ مثلَ الأغْلَبِ الصَّلَب: الصُّلْب، لغة تميمية. . . . أكمل المادة والأغلب: الذي يَشُقُّ عليه الالتفات. ويقال: غُلَبَ الرجلُ على فلان، إذا حُكم له بالغَلَب عليه. وغلبَ الرجل الرجلَ مُغالبةً وغِلاباً. والمَغْلَبَة: الاسم من الغَلَب. يقال: كانت المَغْلَبَة لفلان. قال الراجز: يَدْفَعُ يومَ المَغْلَبَهْ يُطْعِمُ يومَ المَسْغَبَهْ وغَلابِ: اسم معدول عن الغَلَب، في وزن حَذام. وقد سمّت العرب غالِباً وغُليباً وتغلِب وغَلاباً. واللَّغَب: التعب والإعياء يقال: لَغِبَ يلغَب لَغَباً ولَغَبَ لُغوباً، وهي أفصح اللغتين. وفي التنزيل: " وما مسّنا من لَغْوب " . وسهم لَغْبٌ إذا كانت قُذَذه بُطْناناً. قال الشاعر يصف رجلاً طلب أمراً فلم يَنَلْه: فرَميتُ كَبْشَ القوم معتمداً ... فنَجا وراشُوه بذي لَغْبِ ورجل لَغْب: بَيِّنُ اللَّغابة واللًّغوبة. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابياً يمانياً يقول: فلان لَغوب جاءته كتابي فاحتقرها. فقلت: يقول: جاءته كتابي، فقال: أليس بصحيفة؟ فقلت له: ما اللَّغوب؟ فقال: الأحمق. وأحسب أن هذا عن يونس، ولا أدري من نقله عنه.

د - ك - ن (جمهرة اللغة) [2]


الدُّكْنَة: غُبرة كَدِرَة. ويسمّى الزِّقّ أدْكَنَ للونه، وربما سُمّي الدَّنُّ أدْكَنَ. ودَكَنْتُ المَتاعَ والشيءَ أدكُنه دَكْناً، إذا نضّدت بعضه على بعض، ودكّنته تدكيناً، ومنه اشتقاق الدُّكان، وهو عربي صحيح. قال أبو بكر: اشتُقّ الدُّكّان من الدّكّ، كما اشتُقّ عثمان من العَثْم، والعَثْم: جَبْرُ العظم على فساد. قال الشاعر: فأبْقى باطلي والجِدُّ منها ... كدُكّان الدَّرابنة المَطينِ الدَّرابنة: جمع دَرْبان، وهو البوّاب بالفارسية. وسمعت أبا عثمان الأُشنانْداني يقول: قال الأخفش: الدُّكّان مشتق من قولهم: أكَمَة دَكّاء، إذا كانت منبسطةً، وناقة دَكّاء، إذا افترش سَنامُها في ظهرها. والدُّكَيْناء: دُوَيْبَة من أحناش الأرض. وقد سمّت العرب دَوْكَناً ودُكَيْناً. والكِدْن، والجمع كُدون: كساء تجع فيه . . . أكمل المادة المرأةُ شَوارها، أي قُماشها، تجعله تحت الهودج. ورجل ذو كِدْنَة: غليظ اللحم محبوك الخَلق، ومنه اشتقاق الكَوْدَن، وهو البِرْذَون، والجمع كوادِن، الواو زائدة. وما أبينَ الكَدانةَ فيه، أي الهُجنة. وقد قال قوم: الكِدْن: جِلد كُراعٍ يُسلخ ويُدبغ ويُجعل فيه الشيء فيُدَقّ بين حجرين كما يُدَقّ الشيء في الهاوون؛ قال أبو بكر: ولم يعرفوا الهاوَن. وقد سمّت العرب كِدْناً وكُدَيْناً. والكِدْيَوْن: عَكَر الزيت، ولا أحسبه عربياً صحيحاً، غير أنه قد تكلّمت به فصحاء العرب. والكَنَد من قولهم: كَنَدَ فلانٌ نعمةَ الله، إذا كفرها؛ وفلان كَنود لنعمة الله عنده؛ ومنه اشتقاق اسم كِندة أبي قبيلة من العرب. وقد سمّت العرب كَنّاداً وكَنُوداً وكَنّادة. والنَّكَد من العُسر من قولهم: سألته فأنكدته إنكاداً، إذا وجدته عَسيراً. ونَكَدَني فلان حاجتي، إذا منعني إياها فأنكدتُه أنا إنكاداً، إذا وجدته عَسِراً. ورجل أنْكَدُ وامرأة نَكْداءُ، وهو أيضاً مشتقٌ من العُسر والضّيق.

كدن (لسان العرب) [3]


الكِدْنةُ: السَّنامُ. بعير كَدِنٌ عظيمُ السَّنام، وناقة كَدِنةٌ.
والكِدْنةُ: القُوَّة.
والكِدْنة والكُدْنة جميعاً: كثرة الشحم واللحم، وقيل: هو الشحم واللحم أَنفسهما إِذا كَثُرا، وقيل: هو الشحم وحده؛ عن كراع، وقيل: هو الشحم العتيق يكون للدابة ولكل سمين؛ عن اللحياني، يعني بالعتيق القديم.
وامرأَة ذاتُ كِدُنة أَي ذات لحم. قال الأَزهري: ورجل ذو كِدُنْة إِذا كان سميناً غليظاً. أَبو عمرو: إِذا كثر شحم الناقة ولحمها فهي المُكْدَنة.
ويقال للرجل: إِنه لحسن الكِدُنْة، وبعر ذو كِدُنْة، ورجل كَدِنٌ.
وامرأَة كَدِنة: ذات لحم وشحم.
وفي حدث سالم: أَنه دخل على هشام فقال له: إِنك لحَسنُ الكِدْنة، فلما خرج أَخذته قَفْقَفة فقال لصاحبه: أَترى الأَحوَلَ لَقَعَني بعينه؛ الكِدْنة، . . . أكمل المادة بالكسر وقد تضم: غِلَظُ الجسم وكثرة اللحم.
وناقة مُكْدَنة: ذات كِدْنة.
والكِدْنُ والكَدْنُ؛ الأَخيرة عن كراع: الثوبُ الذيي يكون على الخِدْر، وقل: هو ما تُوَطِّئُ به المرأَة لنفسها في الهودج من الثياب، وفي المحكم: هو الثوب الذي تُوَطِّئُ به المرأَةُ لنفسها في الهودج، وقيل: هو عَباءَة أَو قطيفة تُلْقيها المرأَة على ظهر بعيرها ثم تَشُدُّ هَوْدجها عليه وتَثْني طَرَفي العَباءَة من شِقَّي البعير وتَخُلُّ مؤَخَّر الكِدْن ومُقدَّمه فيصير مثل الخُرْجَين تُلْقي فيها بُرْمَتها وغيرها من متاعها وأَداتها مما تحتاج إِلى حمله، والجمع كُدُون. أَبو عمرو: الكُدُون التي توَطِّئُ بها المرأَة لنفسها في الهودج، قال: وقال الأَحمرُ هي الثياب التي تكون على الخدور، واحدها كِدْنٌ.
والكَدْنُ والكِدْنُ: مَرْكَب من مَراكب النساء.
والكَدْن والكِدْن: الرَّحْل؛ قال الراعي: أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ، سَراةَ اليومِ يَمْهَدْنَ الكُدونا والكِدْنُ: شيء من جُلود يُدَقُّ فيه كالهاوُن.
وفي المحكم: الكِدْنُ جلدُ كراعٍ يُسْلَخُ ويُدبَغ ويجعل فيه الشيءُ فيُدَقُّ فيه كما يُدَقُّ في الهاوُن، والجمع من ذلك كله كُدُونٌ؛ وأَنشد ابن بري: هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثم فَرْتَنى، ومَشَّوْا بما في الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ الجَوْزَلُ: السَّمُّ، ومَشَّوْا: دافوا، والضَّيْوَنُ: ذكَرُ السَّنانير.
والكَوْدانة: الناقة الغليظة الشديدة؛ قال ابن الرقاع: حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانةٌ في مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِ وكَدِنَتْ شَفَتُه كَدَناً، فهي كَدِنةٌ: اسْودَّت من شيءٍ أَكَله، لغة في كَتِنَتْ، والتاء أَعلى. ابن السكيت: كَدِنتْ مشافر الإِبل وكَتِنَتْ إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها من مائه وغلُظَت.
وكَدِنُ النبات: غليظة وأُصوله الصُّلبة.
وكَدِنَ النباتُ: لم يبق إِلا كَدِنُه.
والكَدَانةُ: الهُجْنةُ. والكَوْدَنِيُّ: البِرْذَوْنُ الهَجِينُ، وقيل: هو البغل.
ويقال للبِرْذَوْنِ الثَّقيلِ: كَوْدَنٌ، تشبيهاً بالبغل؛ قال امرؤ القيس: فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةً، تُغالي على عُوجٍ لها كَدِناتِ تُغالي أَي تسيرُ مُسْرِعةً.
والكَدِناتُ: الصَّلابُ، واحدتها كَدِنةٌ؛ وقال جَندل بن الراعي: جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنكِبُه، كأَنه كَوْدَنٌ يَمْشي بكَلابِ الكَوْدَنُ: البِرْذَوْنُ.
والكَوْدَنِيُّ: من الفِيَلةِ أَيضاً، ويقال للفِيلِ أَيضاً كَوْدَنٌ؛ وقول الشاعر: خَلِيليَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِ إِلى قَصْعَةٍ، فيها عُيُونُ الضيَّاوِنِ قال: شبَّه الثَّرِيدة الزُّرَيْقاءَ بعون السَّنانير لما فيها من الزيت. الجوهري: الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ ُيُوكَفُ ويشبه به البليد. يقال: ما أَبْيَنَ الكَدَانَة فيه أَي الهُجْنَةَ. أَن تُنْزحَ البئر فيبقى الكَدَرُ.
ويقال: أَدْرِكوا كَدَنَ مائِكم أَي كَدَرَه. قال أَبو منصور: الكَدَنُ والكَدَرُ والكَدَلُ واحد.
ويقال: كَدِنَ الصِّلِّيانُ إِذا رُعِيَ فُرُوعُه وبقِيَتْ أُصُولُه.
والكِدْيَوْنُ: التُّرابُ الدُّقاقُ على وجه الأَرض؛ قال أَبو دُواد، وقيل للطرمّاح: تيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْْنِ كي لا يَفُوتَني، من المَقْلةِ البَيْضاء، تَقْرِيظُ باعِقِ يعني بالمَقْلةِ الحصاةَ التي يُقْسَمُ بها الماء في المَفاوِزِ، وبالتقريظ ما يثنى به على الله تعالى وتقَدَّسَ، وبالباعق المُؤَذِّن، وقيل: الكِدْيَوْنُ دُقاقُ السِّرْقين يخلط بالزيت فتُجْلى به الدُّروع، وقيل: هو دُرْدِيُّ الزيت، وقيل: هو كل ما طُلِيَ به من دُهْن أَو دَسَم؛ قال النابغة صف دروعاً جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر: عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً، فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِل ورواه بعضهم: ضافيات الغلائل.
وفي الصحاح: الكِدْيَوْن مثال الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التراب عليه دُرْديُّ الزَّيْت تُجْلى به الدُّروع؛ وأَنشد بيت النابغة.
وكُدَيْنٌ: اسم.
والكَوْدَنُ: رجل من هُذيْل.
والكِدَانُ: خيط يُشَدُّ في عُروةٍ في وسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لئلا يضطربَ في أَرجاء البئر؛ عن الهجَري؛ وأَنشد: بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذو لحْمٍ زِيَمْ، إِذا قصَرْنا من كِدانِه بَغَمْ والكِدانُ: شُعْبةٌ من الحبل يُمْسَكُ البعير به؛ أَنشد أَبو عمرو: إِن بَعِيريْك لَمُخْتَلاَّنِ، أَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِ

ج - ر - ز (جمهرة اللغة) [2]


والعُشَر: نبت ضعيف يكون له ورق عريض إذا كُسر يجري منه مثل اللبن مُنْتِناً ويضعف إذاً. والجُزارة: أطراف البعير، فراسِنُه ورأسُه، وإنما سُمِّيت جُزارة لأن الجزَّار كان يأخذها فهي جُزارته، كما قالوا أخذ عُمالته أي كِراءَ عملِه، فإذا قالوا: فرس عَبْلُ الجُزارة، فإنما يراد غِلَظُ اليدين والرجلين وكثرة عصبهما، ولا يدخل الرأس في هذا لأن عِظَم الرأس هُجنة في الخيل. وسُميت الجزيرة من البحر جزيرة لانقطاعها عن مُعظم الأرض. والجَزَر: معروف، ولا أحسبه عربياً محضاً والعرب تسمّيه الحِنْزاب. وجَزَرَ النهرُ يجزُر جَزْراً، إذا قلّ ماؤه. والجَزْر: ضِدُّ المَدّ. والجَزير: لغة يتكلم بها عرب السَّواد، يقولون: هذا جَزير القرية، . . . أكمل المادة أي قيّمها، وليس بعربي صحيح. والرَّجَز من الشعر: معروف، وإنما سُمِّي رجزاً لتقارب أجزائه وقلّة حروفه. وتراجز القومُ، إذا تنازعوا الرجَزَ بينهم. قال أبو حاتم: الرَّجز من الشعر مأخوذ من الناقة الرَّجْزاء. والرَّجَز: داء يصيب الإبل في أعجازها فإذا ثارت الناقةُ ارتعشت فَخِذاها. قال الشاعر: هَمَمْتَ بشيء ثم قَصَّرْتَ دونه ... كما ناءتِ الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها وقال آخر كامل: تَدَعُ القيامَ كأنما هو نَجْدةٌ ... حتى تقومَ تكلُّفَ الرَّجْزاءِ والرِّجْز: العذاب وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم: " فلما كشفنا عنهم الرِّجْزَ " ، أي العذاب. فأما قوله تعالى: " والرُّجْزَ فاهجُر " ، فقال قوم: هو صنم، واللّه أعلم. والرِّجازة: كساء يُجعل فيه أحجار ويعلَّق بأحد جانبي الهودج إذا مال ليعتدل. قال الشاعر: وإذِ الحُصينُ لدى الحُصين كما ... عَدَلَ الغَبيطَ رِجازةُ المَيْل والرِّجازة أيضاً: شَعَر أو صوف يعلَّق في خيوط على الهودج يزيَّن به. قال الشاعر: ولو ثَقِفاها ضُرِّجَتْ بدمائها ... كما ضَرَّجَتْ نِضْوَ القِرام الرَّجائزُ قال الأصمعي: هذا خطأ، إنما هي الجزائز، الواحدة جَزيزة. والرَّجّاز: واد معروف. قال الشاعر: أسَدٌ تَفِرُّ الأسْدُ من عُرَوائهِ ... بمَدافع الرَّجّاز أو بعُيونِ ويقال: زَرَجَه بالرُّمح يزرُجه زَرْجاً، إذا زجَّه به، وليس أزرج باللغة العالية. والزَّجْر: زَجْر الطائر، وهو التفاؤل به. والزَّجْر: مصدر زجرتُ الرجلَ أو السَّبُع أزجُره زَجْراً، وهو إنتهارك إياه. والزَّجْر: ضرب من الحيتان عظام، يتكلّم به أهل العراق ولا أحسبه عربياً صحيحاً.

ش - أ - و - ي (جمهرة اللغة) [2]


والشَّوَى: الأطراف، مقصور. ويقال لجلدة الرأس: الشَّواة، والجمع الشّوَى. وكذلك فُسِّر الشَّوَى في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: " نَزّاعَةَ للشَّوَى " ، واللّه أعلم. فإذا وُصف الفرس فقيل: عَبْلُ الشَّوَى، فإنما يُراد به القوائم لا الرأس، لأن وصف الفرس بعَبالة الرأس هُجْنَة. فأما قول الهُذلي: إذا هي قامت تَقْشَعِرّ شَواتُها ... ويشْرِقُ بينَ اللَيتِ منها إلى الصًّقْل يصف ظبية تَمَطَتْ فانتفش شَعَرُها وظهر بياضُها، فإنما أراد ظاهر الجِلد كلّه. ويدلّك على ذلك قوله: بين اللِّيت منها إلى الصُّقل، أراد من أصل الأذن إلى الخاصرة، وجعل بين هاهنا اسماً للموضع. والشَّوَى: خَسيس المال ورديُّه، مقصور. قال الشاعر: أكلنا الشوى حتى إذا لم . . . أكمل المادة نجد شَوًى ... أشرنا إلى خيراتها بالأصابع أراد: أكلنا الرَّديَّ ولم يبقَ إلا خيارُها فأشرنا إليها أن تنحر. ويقال: شَآني الرجل، إذا سبقني. والشَّأو: الطَّلْق في العدو. ويقال: جَرَى الفرسُ شَأْواً أو شَأْوَين، أي طلقاً أو طلقين. والِشأو: الغاية. بلغ شَاوَه، أي غايته. وشاءَني الشيءُ مثل شاعَني، إذا شاقَني. قال الشاعر: بانَ الحُدوجُ فما شَأَوْنَكَ نَقرةً ... ولقد أراكَ تُشاءُ بالأظعانِ قال أبو بكر: فجاء فيه الشاعر باللغتين جميعاً. ورجل مُشَيَّأ الخَلْقِ: قبيح المنظر. قال الراجز: إنّ بني فَزارةَ بن ذُبيانْ ... قد طَرقَتْ ناقتُهم بإنسانْ مُشَيَّأٍ سبحانَ وجهِ الرَّحْمنْ يعيِّرهم بأنهم كانوا يَنْزُون على نُوقهم. وهو مثل قول الآخر: لا تَأْمَنَن فَزاريًّا خَلَوْتِ به ... على قَلُوصكَ واكْتُبْها بأسيارِ وشِيَة الفرس: لونه، والجمع شِيات. وشِيّ: اسم موضع. ورجل أشْوَهُ من قوم شُوهٍ أي قِباح، والأنثى شَوْهاء. فأما قولهم: فرس شوهاءُ فهي الواسعة الفم. قال الشاعر. فهي شَوْهاءُ كالجُوالق فُوها ... مستجاف يَضِلّ فيه الشَكيمُ ومن القبح قولهم: شاهتِ الوجوهُ، أي قَبُحَتْ. ويُروى عن عليّ رضي اللّه عنه أنه قال يومَ الجمل: " شاهتِ الوجوهُ حم لا يُبْصِرون " ، أي قبحت. وأشَي: موضع. قال المَرّار بن مُنقذ: يا حبّذا حين تُمسي الريحُ باردة ... وادي أشَيٍّ وفِتيان به هُضُمُ أُشيّ: اسم وادٍ. ويقال: أشْوَيْت القومَ: أعطيتهم شاة يَشْوونها. قال الأسود ابن يَعْفُر: يُشوي لنا الوَحَدَ المُدِلَّ حِضارُه ... بشَريج بينِ الشَدَ والإروادِ والشَأو: ما يخرج من تراب البئر إذا نُفيَتْ أخرجتَ منها شأواً أو شأوين.

العُرْبُ (القاموس المحيط) [2]


العُرْبُ، بالضم، وبالتحريكِ: خِلاف العَجَمِ، مُؤَنَّثٌ، وهُمْ سُكَّانُ الأمصار، أو عامٌّ.
والأَعْرابُ منهم: سُكَّانُ الباديةِ، لا واحدَ له، ويُجْمَعُ: أعاريبَ.
وعَرَبٌ عارِبَةٌ وعَرْباءُ وعَرِبَةٌ: صُرَحاءُ،
ومُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ: دُخَلاءُ.
وعَرَبيُّ، بَيِّنُ العُروبَةِ والعُروبِيَّةِ.
والعَرَبِيُّ: شَعيرٌ أبيض، وسُنْبُلُهُ حَرْفانِ.
والإِعْرابُ: الإِبانَةُ والإِفْصاحُ(عن الشيءِ)،
و~ :إجْراءُ الفَرَسِ،
و~ : مَعْرِفَتُك بالفَرَسِ العَرَبِيِّ من الهَجينِ إذا صَهَلَ، وأن يَصْهَلَ الفَرَسُ فَيُعْرَفَ عُتْقُهُ ، عِتْقُهُ وسَلامَتُهُ من الهُجْنةِ، وهذه خَيْلٌ عِرابٌ وأَعْرُبٌ ومُعْرِبَةٌ، وإبِلٌ عِرابٌ،
و~ : أن لا تَلْحَن في الكَلامِ، وأنْ يُولَدَ لَكَ ولَدٌ عَرَبِيُّ اللَّوْنِ، والفُحْشُ، وقَبيحُ الكَلامِ،
كالتَّعْريبِ والعِرَابَةِ والاسْتِعْرابِ، والرَّدُّ عن القبيح، ضِدُّ، والنِّكاحُ أو التَّعْريضُ به، . . . أكمل المادة وإعْطاءُ العَرَبونِ،
كالتَّعْريبِ،
والتَّزَوُّجُ بالعَروبِ: للمَرْأةِ المُتَحَبِّبةِ إلى زَوْجِها، أو العاصِيَةِ لَهُ، أو العاشِقَةِ لَهُ، أو المُتَحَبِّبَةِ إليه المُظْهرةِ له ذلك، أو الضحَّاكَةِ،
ج: عُرُبٌ،
كالعَروبَةِ و العَرِبَةِ،
ج: عَرِباتٌ.
والعَرْبُ: النَّشاطُ، ويُحَرَّكُ، وبالكسر: يَبِيسُ البُهْمَى، وبالتَّحريكِ: فَسادُ المَعِدَةِ، والماءُ الكثيرُ الصَّافي، ويُكْسَرُ راؤُه،
كالعُرْبُبِ، وناحِيةٌ بالمَدينةِ، وبَقاءُ أثَرِ الجُرْحِ بعدَ البُرْءِ.
والتَّعْريبُ: تَهْذيبُ المَنْطِقِ من اللَّحْنِ، وقَطْعُ سَعَفِ النَّخْلِ، وأنْ تَبْزُغَ(القَرْحَةَ) على أشاعِرِ الدَّابَّةِ ثم تَكويهَا، وتَقْبيحُ قولِ القائلِ، والرَّدُّ عليه، والتَّكَلُّمُ عن القَوْمِ، والإِكْثارُ من شُرْبِ الماءِ الصَّافي، واتِّخاذُ قَوْسٍ عَرَبِيٍّ،
وتَمْريضُ العَرِبِ، أي: الذَّرِبِ المَعِدَةِ.
وعَروبَةُ، وباللاَّمِ: يومُ الجُمُعَةِ.
وابنُ أبي العَروبَةِ باللاَّمِ، وتَرْكُها لَحْنٌ، أو قَليلٌ.
والعَراباتُ، مُخَفَّفَةً، واحِدَتُها عَرابَةٌ: شُمُلُ ضُروعِ الغَنَمِ،
وعامِلُها: عَرَّابُ.
وعَرِبَ، كَفَرِحَ: نَشِطَ، ووَرِمَ، وتَقَيَّحَ،
و~ الجُرْحُ: بَقِيَ أثَرهُ بعدَ البُرْءِ،
و~ مَعِدَتُهُ: فَسَدَتْ،
و~ النَّهَرُ: غَمَرَ، فهو عارِبٌ وعارِبَةٌ،
و~ البِئْرُ: كَثُرَ ماؤُها، فهي عَرِبَةٌ.
وكضَرَبَ: أكَلَ.
والعَرَبَةُ، مُحَرَّكةً: النَّهَرُ الشديدُ الجَرْيِ، والنَّفْسُ، وناحِيةٌ قُرْبَ المَدينةِ.
وأقامَتْ قُرَيْشٌ بعَرَبَةَ، فَنُسِبَتِ العَرَبُ إليها، وهي: باحَةُ العَرَبِ، وباحةُ دارِ أبي الفصاحَةِ إسماعيلَ، عليه السلام، واضْطُرَّ الشاعِرُ إلى تَسْكينِ رائِها، فقال:
وعَرْبَةُ أرضٌ ما يُحِلُّ حَرامَها **** منَ الناسِ إلاَّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ
يَعني النبيَّ، صلَّى الله عليه وسلَّم.
والعَرَباتُ: طريقٌ في جَبَلٍ بطَريقِ مِصْرَ، وسُفُنٌ رَواكِدُ كانَتْ في دَجْلَةَ.
وما بِها عَريبٌ ومُعْرِبٌ: أحَدٌ.
والعُرْبانُ والعُرْبونُ، بضَمِّهِما، والعَرَبونُ، مُحَرَّكَةً، وتُبْدَلُ عَيْنُهُنَّ هَمْزَةً: ما عُقِدَ به المُبايَعَةُ من الثَّمَنِ.
وعَرَبانُ، مُحَرَّكَةً: د بالخابورِ.
وعَرَابَةُ بنُ أوْسِ بنِ قَيْظِيٍّ: كَريمٌ م.
ويَعْرُبُ بنُ قَحْطانَ: أبو اليَمَنِ، قيلَ: أوَّلُ من تَكلَّمَ بالعَرَبيَّةِ.
وبَشيرُ بنُ جابِرِ بنِ عُرابٍ، كغُرابٍ: صَحابيُّ.
وعُرابيُّ بن معاوِيَةَ بنِ عُرابِيٍّ، بالضم: من أتباع التَّابِعينَ.
وعَرابِيُّ، بالفتح: لَقَبُ محمدِ بنِ الحُسَينِ بنِ المُباركِ.
وعَريبٌ، كغَريبٍ: رجُلٌ، وفَرَسٌ.
وكسَحابٍ: حَمْلُ الخَزَمِ لشَجَرٍ يُفْتَلُ من لِحائِه الحِبالُ.
وألْقى عَرَبونَه: ذا بَطْنِه.
واسْتَعْرَبَتِ البَقَرَةُ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ.
وعَرَّبَها الثَّوْرُ: شَهَّاها.
و"لا تَنْقُشوا في خواتيمِكُمْ عَرَبيًّا"، أي: لا تَنْقُشوا" محمدٌ رسولُ اللَّهِ"، كأنَّهُ قال: نَبيًّا عَرَبِيًّا، يَعْني نَفْسَه، صلَّى الله عليه وسلَّم.
وتَعَرَّبَ: أقامَ بالبادِيَةِ.
وعَرُوباءُ: اسْمُ السَّماءِ السابِعَةِ.
وابنُ العَرَبِيِّ: القاضي أبو بكْرٍ المالِكيُّ.
وابنُ عَرَبِيِّ: محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحاتميُّ الطائيُّ.

سيل (لسان العرب) [2]


سالَ الماءُ والشيءُ سَيْلاً وسَيَلاناً: جَرَى، وأَسالَه غيرُه وسَيَّله هو.
وقوله عز وجل: وأَسَلْنا له عَيْن القِطْر؛ قال الزجاج: القِطْرُ النُّحاس وهو الصُّفْر، ذُكِر أَن الصُّفْر كان لا يذوب فذاب مُذْ ذلك فأَساله الله لسُليْمان.
وماءٌ سَيْلٌ: سائلٌ، وضَعوا المصدر موضع الصفة. قال ثعلب: ومن كلام بعض الرُّوَّاد: وجَدْتُ بَقْلاً وبُقَيْلاً وماءً غَلَلاً سَيْلاً؛ قوله بَقْلاً وبُقَيْلاً أَي منه ما أَدْرَك فكَبُر وطال، ومنه ما لم يُدْرِك فهو صغير.
والسَّيْل: الماءُ الكثير السائل، اسم لا مصدر، وجمعه سُيولٌ.
والسَّيْل: معروف، والجمع السُّيول.
ومَسِيلُ الماء، وجمعه (* قوله «ومسيل الماء وجمعه» كذا في الأصل، وعبارة الجوهري: ومسيل الماء موضع سيله والجمع إلخ) أَمْسِلةٌ: وهي . . . أكمل المادة مياه الأَمطار إِذا سالت؛ قال الأَزهري: الأَكثر في كلام العرب في جمع مَسِيل الماء مَسايِلُ، غير مهموز، ومَن جمعه أَمْسِلةً ومُسُلاً ومُسْلاناً فهو على تَوَهُّم أَن الميم في مَسِيل أَصلية وأَنه على وزن فَعِيل، ولم يُرَدْ به مَفْعِل كما جمعوا مَكاناً أَمْكِنةً، ولها نظائر.
والمَسِيل: مَفْعِلٌ من سالَ يَسِيلُ مَسِيلاً ومَسالاً وسَيْلاً وسَيَلاناً، ويكون المَسِيل أَيضاً المكان الذي يَسيل فيه ماءُ السَّيْل، والجمع مَسايِل، ويجمع أَيضاً على مُسْلٍ وأَمْسِلة ومُسْلان، على غير قياس، لأَن مَسِيلاً هو مَفْعِل ومَفْعِلٌ لا يجمع على ذلك، ولكنهم شَبَّهوه بفَعِيل كما قالوا رَغيفٌ وأَرْغُف وأَرْغِفة ورُغْفان؛ ويقال للمَسيل أَيضاً مَسَل، بالتحريك، والعرب تقول: سالَ بهم السَّيْل وجاشَ بنا البحر أَي وقَعوا في أَمر شديد ووقعنا نحن في أَشدَّ منه، لأَن الذي يَجِيش به البحر أَسْوَأُ حالاً ممن يَسِيل به السَّيْل؛ وقول الأَعشى: فَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دونَكَ كُلُّه، وكُنْتَ لَقًى تَجْري عليك السَّوائِلُ والسَّائلة من الغُرَر: المعتدلةُ في قَصَبة الأَنف، وقيل: هي التي سالت على الأَرْنَبة حتي رَثَمَتْها، وقيل: السائلة الغُرَّة التي عَرُضَت في الجَبْهة وقصَبة الأَنف.
وقد سالَتِ الغُرَّةُ أَي استطالت وعَرُضَت، فإِن دَقَّت فهي الشِّمْراخ.
وتَسايَلَت الكَتائبُ إِذا سالت من كل وجه.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: سائل الأَطراف أَي ممتدّها، ورواه بعضهم بالنون كجِبرِيل وجِبْرِين، وهو بمعناه.
ومُسالا الرَّجُلِ: جانبا لحيته، الواحد مُسالٌ؛ وقال: فَلَوْ كان في الحَيِّ النَّجِيِّ سَوادُه، لما مَسَحَتْ تِلْك المُسالاتِ عامِرُ ومُسالاهُ أَيضاً: عِطْفاه؛ قال أَبو حَيَّة: فما قامَ إِلاَّ بَيْنَ أَيْدٍ تُقِيمُه، كما عَطَفَتْ رِيحُ الصَّبا خُوطَ ساسَمِ إِذا ما نَعَشْناه على الرَّحْل يَنْثَني، مُسالَيْه عنه من وَراءٍ ومُقْدَم إِنما نَصَبه على الظَّرف.
وأَسالَ غِرارَ النَّصْل: أَطاله وأَتَمَّهُ؛ قال المتنَخِّل الهذلي وذكر قوساً: قَرَنْت بها مَعابِلَ مُرْهَفات، مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراط والسِّيلانُ، بالكسر: سِنْخُ قائمة السيف والسِّكِّين ونحوهما.
وفي الصحاح: ما يُدْخَل من السيف والسكين في النِّصاب؛ قال أَبو عبيد: سمعته ولم أَسمعه من عالِمٍ؛ قال ابن بري: قال الجَوالِيقي أَنشد أَبو عروة للزِّبرِقان بن بدر: ولَنْ أُصالِحَكُمْ ما دام لي فَرَسٌ، واشتَدَّ قَبْضاً على السِّيلانِ إِبْهامي والسَّيَالُ: شجرٌ سَبْط الأَغصان عليه شوك أَبيض أُصوله أَمثال ثَنايا العَذارى؛ قال الأَعشى: باكَرَتْها الأَعْراب في سِنَةِ النَّوْ مِ فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيَال يصف الخَمْر. ابن سيده: والسَّيَال، بالفتح: شجر له شوك أَبيض وهو من العِضاه؛ قال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّيَال ما طال من السَّمُر؛ وقال أَبو عمرو: السَّيَال هو الشُّبُه، قال: وقال بعض الرواة السَّيَال شَوْك أَبيض طويل إِذا نُزِع خرج منه مثل اللبن؛ قال ذو الرُّمة يصف الأَجمال: ما هِجْنَ إِذ بَكَّرْنَ بالأَجمال، مثل صَوَادِي النَّخْل والسَّيَال واحدته سَيَالَةٌ.
والسَّيالةُ: موضع.

شجب (لسان العرب) [2]


شَجَبَ، بالفتح، يَشْجُبُ، بالضم، شُجُوباً، وشَجِبَ، بالكسر، يَشْجَبُ شَجَباً، فهو شاجِبٌ وشَجِبٌ: حَزِنَ أَو هَلَكَ.
وشَجَبَه اللّهُ، يَشْجُبُه شَجْباً أَي أَهْلَكَه؛ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ يقال: ما له شَجَبَه اللّهُ أَي أَهْلَكَه؛ وشَجَبَه أَيضاً يَشْجُبُه شَجْباً: حَزَنَه.
وشَجَبَه: شَغَله.
وفي الحديث: الناسُ ثلاثةٌ: شاجِبٌ، وغانِمٌ، وسالِمٌ؛ فالشاجِبُ: الذي يَتَكَلَّم بالرَّدِيءِ، وقيل: الناطِقُ بالخَنا، الـمُعِـينُ على الظُّلْمِ؛ والغانِمُ: الذي يَتَكَلَّم بالخَيْرِ، ويَنْهَى عن المنكر فيَغْنَمُ؛ والسالِمُ: الساكتُ.
وفي التهذيب: قال أَبو عبيد الشاجِبُ الهالِكُ الآثِمُ. قال: وشَجَبَ الرجلُ، يَشْجُبُ شُجُوباً إِذا عَطِبَ وهَلَكَ في دِينٍ أَو دُنْيا.
وفي لغة: شَجِبَ يَشْجَبُ شَجَباً، وهو أَجْوَدُ اللُّغَتين، قاله الكسائي؛ وأَنشد للكُمَيْت: لَيْلَك ذا لَيْلَكَ الطويلَ، كما * . . . أكمل المادة عالَجَ تَبْريحَ غُلِّه الشَّجِبُ وامرأَةٌ شَجُوبٌ: ذاتُ هَمٍّ، قَلْبُها مُتَعَلِّقٌ به.
والشَّجَبُ: العَنَتُ يُصِـيبُ الإِنسانَ من مَرَضٍ، أَو قِتال.
وشَجَبُ الإِنسانِ: حاجتُه وهَمُّه، وجمعه شُجُوبٌ، والأَعرف شَجَنٌ، بالنون، وسيأْتي ذكره في موضعه. الأَصمعي: يقال إِنك لتَشْجُبُني عن حاجتي أَي تَجْذِبُني عنها؛ ومنه يقال: هو يَشْجُبُ اللِّجامَ أَي يَجْذِبُه.
والشَّجَبُ: الـهَمُّ والـحَزَنُ.
وأَشْجَبه الأَمْرُ، فشَجِبَ له شَجَباً: حَزِنَ.
وقد أَشْجَبَك الأَمْرُ، فشَجِـبْتَ شَجَباً.
وشَجَبَ الشيءُ، يَشْجُبُ شَجْباً وشُجُوباً: ذَهَبَ.
وشَجَبَ الغُرابُ، يَشْجُبُ شَجِـيباً: نَعَقَ بالبَيْنِ.
وغرابٌ شاجِبٌ: يَشْجُبُ شَجِـيباً، وهو الشديدُ النَّعِـيقِ الذي يَتَفَجَّعُ مِن غِرْبانِ البَيْنِ؛ وأَنشد: ذَكَّرْن أَشْجاناً لِـمَنْ تَشَجَّبا، * وهِجْنَ أَعْجاباً لِـمَنْ تَعَجَّبا والشِّجابُ: خَشَباتٌ مُوَثَّقةٌ منصوبةٌ، تُوضَعُ عليها الثِّـيابُ وتُنْشَر، والجمع شُجُبٌ؛ والـمِشْجَبُ كالشِّجابِ.
وفي حديث جابِرٍ: وثَوْبهُ على الـمِشْجَبِ وهو، بكسر الميم، عِـيدانٌ يُضَمُّ رُؤُوسها، ويُفَرَّجُ بين قَوائمِها، وتُوضَعُ عليها الثِّـيابُ.
وقد تُعَلَّقُ عليها الأَسْقِـيةُ لتَبْريدِ الماءِ؛ وهو من تَشاجَبَ الأَمْرُ إِذا اخْتَلَطَ.
والشُّجُبُ: الخَشَباتُ الثلاثُ التي يُعَلِّق عليها الراعِـي دَلْوَه وسِقاءَه.
والشّجْبُ: عَمُود من عُمُدِ البيت، والجمع شُجُوب؛ قال أَبو وِعاسٍ الـهُذَلي يَصِفُ الرِّماح: كأَنَّ رِماحَهم قَصْباءُ غِـيلٍ، * تَهَزْهَزُ مِن شَمالٍ، أَو جَنُوبِ فَسامُونا الـهِدانةَ مِن قَريبٍ، * وهُنَّ مَعاً قِـيامٌ كالشُّجُوبِ قال ابن بري: الشعر لأُسامةَ بن الـحَرثِ الهذلي.
وهُنَّ: ضميرُ الرِّماح التي تقدّمَت في البيت الأَوَّل.
وسامُونا: عَرضُوا علينا.
والـهِدانةُ: الـمُهادَنةُ والـمُوادَعةُ.
والشَّجْبُ: سِقاءٌ يابسٌ يُجعلُ فيه حَصى ثم يُحَرَّكُ، تُذْعَرُ به الإِبل.
وسِقاءٌ شاجِبٌ أَي يابسٌ؛ قال الراجز: لَوْ أَنّ سَلْمَى ساوَقَتْ رَكائِـبي، وشَرِبَتْ مِن ماءِ شَنٍّ شاجِبِ وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه باتَ عند خالتِه مَيْمونةَ، قال: فقام النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى شَجْبٍ، فاصْطَبَّ منه الماءَ، وتَوَضَّـأَ؛ الشَّجْبُ: بالسكون، السِّقاءُ الذي أَخْلَقَ وبَلِـيَ، وصارَ شَنّاً، وهو من الشَّجْبِ، الهلاكِ، ويجمع على شُجُبٍ وأَشْجابٍ. قال الأَزهري: وسمعتُ أَعرابياً من بني سُلَيْمٍ يقول: الشَّجْب من الأَساقِـي ما تَشَنَّنَ وأَخْلَقَ؛ قال: وربما قُطِـعَ فَمُ الشَّجْبِ، وجُعِلَ فيه الرُّطَبُ. ابن دريد: الشَّجْبُ تَداخُلُ الشيء بعضه في بعضٍ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فاسْتَقَوْا من كلّ بِئرٍ ثلاثَ شُجُبٍ.
وفي حديث جابر، رضي اللّه عنه: كان رجل من الأَنصارِ يُبَرّدُ، لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، الماء في أَشْجابِه.
وشَجَبَه بِشِجابٍ أَي سَدَّه بِسِدادٍ.
وبَنُو الشَّجْبِ: قبيلةٌ من كَلْبٍ؛ قال الأَخطل: ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ * بِنا العِـيسُ، عن عَذْراءَ دارِ بَني الشَّجْبِ ويَشْجُبُ: حَيٌّ، وهو يَشْجُبُ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، واللّه أَعلم.

جزر (لسان العرب) [1]


الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، وهو رجوع الماء إلى خلف. قال الليث: الجَزْرُ، مجزوم، انقطاعُ المَدِّ، يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء وفي الإِنقطاع (* قوله: «وفي الانقطاع» لعل هنا خذفاً والتقدير وجزر في الانقطاع أَي اِنقطاع المد لان الجزر ضد المد). ابن سيده: جَزَرَ البحرُ والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ. الصحاح: جزر الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب.
وفي حديث جابر: ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ، أَي ما انكشف عنه من حيوان البحر. يقال: جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا ذهب ونقص؛ ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف.
والجزِيرةُ: أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ. التهذيب: الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها . . . أكمل المادة ماء البحر فتبدو، وكذلك الأَرض التي لا يعلوها السيل ويُحْدقُ بها، فهي جزيرة. الجوهري: الجزيرة واحدة جزائر البحر، سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض.
والجزيرة: موضع بعينه، وهو ا بين دِجْلَة والفُرات.
والجزيرة: موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت بهذا الاسم.
والجزيرة أَيضاً: كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها. ابن سيده: والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام.
وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطوارِ الشام، وقيل: إِلى أَقصى اليمن في الطُّول، وأَما في العَرْضِ فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق، وقيل: ما بين حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول، وأَما العرض فما بين رَمْلِ يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة، وكل هذه المواضع إِنما سميت بذلك لأَن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أَحاطا بها. التهذيب: وجزيرة العرب مَحَالُّها، سميت جزيرة لأَن البحرين بحر فارس وبحر السودان أَحاط بناحيتيها وأَحاط بجانب الشمال دجلة والفرات، وهي أَرض العرب ومعدنها.
وفي الحديث: أَن الشيطان يئس أَن يُعْبَدَ في جزيرة العرب؛ قال أَبو عبيد: هو اسم صُقْع من الأَرض وفسره على ما تقدم؛ وقال مالك بن أَنس: أَراد بجزيرة العرب المدينة نفسها، إِذا أَطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إِلى العرب فإِنما يراد بها ما بين دِجْلَة والفُرات.
والجزيرة: القطعة من الأَرض؛ عن كراع.
وجَزَرَ الشيءَ (* قوله: «وجزر الشيء إلخ» من بابي ضرب وقتل كما في المصباح وغيره). يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً: قطعة.
والجَزْرُ: نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزُورَ.
وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها، بالضم، واجْتَزَرْتُها إِذا نحرتها وجَلَّدْتَها.
وجَزَرَ الناقة يَجْزُرها، بالضم، جَزْراً: نحرها وقطعها.
والجَزُورُ: الناقة المَجْزُورَةُ، والجمع جزائر وجُزُرٌ، وجُزُرات جمع الجمع، كطُرُق وطُرُقات.
وأَجْزَرَ القومَ: أَعطاهم جَزُوراً؛ الجَزُورُ: يقع على الذكر والأُنثى وهو يؤنث لأَن اللفظة مؤنثة، تقول: هذه الجزور، وإِن أَردت ذكراً.
وفي الحديث: أَن عمر أَعطى رجلاً شكا إِليه سُوءَ الحال ثلاثة أَنْيابٍ جَزائرَ؛ الليث: الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر ما ينحرون النُّوقُ.
وقد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم.
وأَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له. قال: والجَزَرُ كل شيء مباح للذبح، والواحد حَزَرَةٌ، وإِذا قلت أَعطيته جَزَرَةً فهي شاة، ذكراً كان أَو أُنثى، لأَن الشاة ليست إِلاَّ للذبح خاصة ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقة والجمل لأَنهما لسائر العمل. ابن السكيت: أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِليه شاة فذبحها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً، وهي الجَزَرَةُ إِذا كانت سمينة، والجمع الجَزَرُ، ولا تكون الجَزَرَةُ إِلاَّ من الغنم.
ولا يقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغير الذبح.
والجَزَرُ: الشياه السمينة، الواحدة جَزَرَةٌ ويقال: أَجزرت القومَ إِذا أَعطيتهم شاة يذبحونها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً.
وفي الحديث: أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابي له غنم فقالوا: أَجْزِرْنا؛ أَي أَعطنا شاة تصلح للذبح؛ وفي حديث آخر: فقال يا راعي أَجْزِرْني شاةً؛ ومنه الحديث: أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عمي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ أَي آخذ منها شاة وأَذبحها.
وفي حديث خَوَّاتٍ: أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمينة أَي شاة صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَي تذبح للأَكل، وفي حديث الضحية: فإِنما هي جَزَرَةٌ أَطَعَمَها أَهله؛ وتجمع على جَزَرٍ، بالفتح.
وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ والسحَرةِ: حتى صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً، وقد تكسر الجيم.
ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة: لا تأْخذوا من جَزَراتِ أَموال الناس؛ أَي ما يكون أُعدّ للأَكل، قال: والمشهور بالحاء المهملة. ابن سيده: والجَزَرُ ما يذبح من الشاء، ذكراً كان أَو أُنثى، جَزَرَةٌ، وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إِليها أَهلها فيذبحونها؛ وقد أَجْزَرَه إِياها. قال بعضهم: لا يقال أَجْزَرَه جَزُوراً إِنما يقال أَجْزَرَه جَزَرَةً.
والجَزَّارُ والجِزِّيرُ: الذي يَجْزُر الجَزورَ، وحرفته الجِزارَةُ، والمَجْزِرُ، بكسر الزاي: موضع الجَزْر.
والجُزارَةُ: حَقُّ الجَزَّار.
وفي حديث الضحية: لا أُعطي منها شيئاً في جُزارَتها؛ الجزارة، بالضم: ما يأْخذ الجَزَّارُ من الذبيحة عن أُجرته فمنع أَن يؤْخذ من الضحية جزء في مقابلة الأُجرة، وتسمى قوائم البعير ورأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم في الميسر وتُعْطَى الجَزَّارَ؛ قال ذو الرمّة: سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ، سائرُهُ مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ ابن سيده: والجُزارَةُ اليدان والرجلان والعنق لأَنها لا تدخل في أَنصباء الميسر وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه، فخرج على بناء العُمالة وهي أَجْرُ العامل، وإِذا قالوا في الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يريدون غلظ يديه ورجليه وكَثْرَةَ عَصَبهما، ولا يريدون رأْسه لأَن عِظَمَ الرأْس في الخيل هُجْنَةٌ؛ قال الأَعشى: ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ، ولا نُرامِي بالحجارَه، إِلاَّ عُلالَةَ أَو بُدَا هَةَ قارِحٍ، نَهْدِ الجُزارَه واجْتَزَر القومُ في القتال وتَجَزَّرُوا.
ويقال: صار القَوم جَزَراً لعدوّهم إِذا اقتتلوا.
وجَزَرَ السِّباعِ: اللحمُ الذي تأْكله. يقال: تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إِذا قتلوهم.
وتركهم جَزَراً للسباع والطير أَي قِطَعاً؛ قال: إِنْ يَفْعَلا، فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ، وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ وتَجَازَرُوا: تشاتموا.
وتجازرا تشاتماً، فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِبَّاءَ أَي قطعاها فاشتدّ نَتْتنُها؛ يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين.
والجِزارُ: صِرامُ النخل، جَزَرَهُ يَجْزُرُِه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً وجَزَاراً؛ عن اللحياني: صَرَمَه.
وأَجْزَرَ النخلُ: حان جِزارُه كأَصْرَم حان صِرامُه، وجَزَرَ النخلَ يجزرها، بالكسر، جَزْراً: صَرَمها، وقيل: أَفسدها عند التلقيح. اليزيدي: أَجْزَرَ القومُ من الجِزار، وهو وقت صرام النخل مثلُ الجَزازِ. يقال: جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه.
ويقال: أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ.
وكان فِتْيانٌ يقولون لشيخ: أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول: أَي بَنِيَّ، وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى: أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ. الأَحمر: جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه.
وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار.
وأَجَزُّوا أَي صرموا، من الجِزَازِ في الغنم.
وأَجْزَرَ النخلُ أَي أَصْرَمَ.
وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أَن يُجْزَرَ.
ويقال: جَزَرْتُ العسل إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه، وإِذا كان غليظاً سَهُلَ استخراجُه.
وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال: لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك، والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ. يقال: اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال.
وفي حديث عمر: اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ؛ أَراد موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها، واحدها مَجْزَرَةٌ (* قوله: «واحدها مجزرة إلخ» أي بفتح عين مفعل وكسرها إِذ الفعل من باب قتل وضرب) .
ومَجْزِرَةٌ، وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة كعادتها، لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة، فجعل العادة في أَكل اللحوم كالعادة في شرب الخمر، لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد. يقال: أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة.
وفي الصحاح: المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس. قال ابن الأَثير: نهى عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه.
وفي حديث آخر: أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة.
والجِزَرُ والجَزَرُ: معروف، هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل، واحدتها جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ؛ قال ابن دريد: لا أَحسبها عربية، وقال أَبو حنيفة: أَصله فارسي. الفرّاء: هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل، ولا يقال في الشاء إِلا الجَزَرُ، بالفتح. الليث: الجَزيرُ، بلغة أَهل السواد، رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان؛ وأَنشد: إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ، ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها

خشب (لسان العرب) [1]


الخَشَبَةُ: ما غَلُظَ مِن العِيدانِ، والجمع خَشَبٌ، مثل شجرةٍ وشَجَر، وخُشُبٌ وخُشْبٌ خُشْبانٌ.
وفي حديث سَلْمانَ: كان لا يَكادُ يُفْقَهُ كلامُه مِن شِدَّةِ عُجْمَتِه، وكان يسمي الخَشَبَ الخُشْبانَ. قال ابن الأَثير: وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ، لأَنَّ سَلْمانَ كان يُضارِعُ كلامُه كلامَ الفُصَحاءِ، وإِنما الخُشْبانُ جمع خَشَبٍ، كحَمَلٍ وحُمْلانٍ؛ قال: كأَنـَّهم، بجَنُوبِ القاعِ، خُشْبانُ قال: ولا مَزيد على ما تَتَساعدُ في ثُبوتِه الرِّوايةُ والقياسُ.
وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذو خَشَب.
والخَشَّابةُ: باعَتُها.
وقوله عز وجل، في صفة المنافقين: كأَنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ؛ وقُرئَ خُشْبٌ، بإِسكان الشين، مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ.
ومن قال خُشُبٌ، فهو بمنزلة ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ؛ أَراد، واللّه أَعلم: أَنَّ المنافقين في تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصارِ، وَوَعْي . . . أكمل المادة ما يَسْمَعُونَ من الوَحْيِ، بمنزلة الخُشُبِ.
وفي الحديث في ذِكر المنافقين: خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ بالنهار؛ أَراد: أَنهم يَنامُونَ الليلَ، كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ، لا يُصَلُّون فيه؛ وتُضم الشين وتسكن تخفيفاً.
والعربُ تقول للقَتِيلِ: كأَنه خَشَبةٌ وكأَنه جِذْعٌ.
وتخَشَّبَتِ الإِبلُ: أَكلت الخَشَبَ؛ قال الراجز ووصف إِبلاً: حَرَّقَها، مِن النَّجِيلِ، أَشْهَبُهْ، أَفْنانُه، وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ ويقال: الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدانَ الشجرِ إِذا تَناوَلَتْ أَغصانَه.
وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: كان يُصَلي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ؛ قال ابن الأَثير: هم أَصْحابُ الـمُخْتارِ بن أَبي عُبَيدة؛ ويقال لضَرْبٍ من الشِّيعةِ: الخَشَبِيَّةُ؛ قيل: لأَنهم حَفِظُوا خَشَبةَ زَيْدِ بن عليّ، رضي اللّه عنه، حينَ صُلِبَ، والوجه الأَوّل، لأَنّ صَلْبَ زَيْدٍ كان بعد ابنِ عُمَر بكثير.
والخَشِيبةُ: الطَّبِيعةُ.
وخَشَبَ السيفَ يَخْشِبُه خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: طَبَعَه، وقيل : صَقَلَه.
والخَشِيبُ من السيوفِ: الصَّقِيلُ؛ وقيل: هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ ولم يُصْقَلْ، ولا أُحْكِمَ عَمَلُه، ضدٌّ؛ وقيل: هو الحديثُ الصَّنْعة؛ وقيل: هو الذي بُدِئَ طَبْعُه. قال الأَصمعي: سيف خَشِيبٌ، وهو عند الناس الصَّقِيلُ، وإِنما أَصلُه بُرِدَ قبل أَن يُلَيَّنَ؛ وقول صخر الغي: ومُرْهَفٌ، أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، * أَبْيَضُ مَهْوٌ، في مَتْنِهِ، رُبَدُ أَي طَبِيعَتُه.
والـمَهْوُ: الرّقِيقُ الشَّفْرَتَينِ. قال ابن جني: فهو عندي مقلوب من مَوْهٍ، لأَنه من الماءِ الذي لامُهُ هاء، بدليل قولهم في جمعه: أَمْواهٌ.
والمعنى فيه: أَنه أُرِقَّ، حتى صارَ كالماءِ في رِقَّتهِ. قال: وكان أَبو علي الفارسي يرى أَن أَمْهاه، من قول امرئِ القَيس: راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ، * ثُمَّ أَمْهاهُ على حَجَرِهْ قال: أَصله أَمـْوَهَهُ، ثم قدَّم اللام وأَخَّر العين أَي أَرَقَّه كَرِقَّةِ الماءِ. قال، ومنه: مَوَّهَ فلان عَليَّ الحَدِيثَ أَي حَسَّنَه، حتى كأَنـَّه جعل عليه طَلاوةً وماءً.
والرُّبَدُ: شِبْهُ مَدَبِّ النمل، والغُبارِ.
وقيل: الخَشْبُ الذي في السَّيف أَن يَضَعَ عليه سِناناً عَريضاً أَمْلَسَ، فيَدْلُكَه به، فإِن كان فيه شُقُوقٌ، أَو شَعَثٌ، أَو حَدَبٌ ذَهَبَ به وامْلَسَّ. قال الأَحمر: قال لي أَعْرابي: قلت لصَيْقَلٍ: هل فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي؟ قال: نعم، إِلاَّ أَني لم أَخْشِبْه.
والخشابةُ: مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ وفَرَغَ منه، أَجراها عليه، فلا يُغَبِّره الجَفْن؛ هذه عن الهجري.
والخَشْبُ: الشَّحْذُ.
وسيفٌ خَشِيبٌ مَخْشُوبٌ أَي شَحِيذٌ.
واخْتَشَبَ السيفَ: اتَّخَذَه خَشْباً؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ولا فَتْكَ إِلاّ سَعْيُ عَمْرٍو ورَهْطِه، * بما اخْتَشَبُوا، مِن مِعْضَدٍ ودَدانِ ويقال: سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبةِ؛ يقول: عُرِّضَ حين طُبِعَ؛ قال ابن مِرْداسٍ: جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتي، ونجِيبَتي، * ورُمْحِي، ومَشْقُوقَ الخَشِيبةِ، صارِما والخَشْبةُ: البَرْدةُ الأُولى، قَبْلَ الصِّقال؛ وأَنشد: وفُترةٍ مِنْ أَثْلِ ما تَخَشَّبا أَي مـما أَخَذه خَشْباً لا يَتَنَوَّقُ فيه، يأْخُذُه مِن ههُنا وههُنا.وقال أَبو حنيفة: خَشَبَ القَوْسَ يَخْشِبُها خَشْباً: عَمِلَها عَمَلَها الأَوّلَ، وهي خَشِيبٌ مِنْ قِسِيٍّ خُشُبٍ وخَشائِبَ.
وقِدْحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: مَنْحُوتٌ؛ قال أَوْسٌ في صفة خيل: فَخَلْخَلَها طَوْرَين، ثم أَفاضَها * كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُقَدَّمِ(1) (1 قوله «فخلخلها» كذا في بعض النسخ بخاءين معجمتين وفي شرح القاموس بمهملتين وبمراجعة المحكم يظهر لك الصواب والنسخة التي عندنا منه مخرومة.)ويُروى: تُقَوَّمِ أَي تُعَلَّمِ.
والخَشِيبُ: السَّهْمُ حين يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّل.
وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً إِذا بَرَيْتَها البَرْيَ الأَوّل ولم تَفْرُغْ منها.
ويقول الرجل للنَّبَّالِ: أَفَرَغْتَ مِن سَهْمِي؟ فيقول: قد خَشَبْتُه أَي قد بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّل، ولم أُسَوِّه، فإِذا فَرَغَ قال: قد خَلَقْتُه أَي لَيَّنْتُه من الصَّفاة الخَلْقاءِ، وهي الـمَلْساءُ.
وخَشَبَ الشِّعْر يَخْشِبُه خَشْباً أَي يُمِرُّه كما يَجِيئُه، ولم يَتَأَنَّقْ فيه، ولا تَعَمَّلَ له؛ وهو يَخْشِبُ الكلام والعَمَلَ إِذا لم يُحْكِمْه ولم يُجَوِّدْه.
والخَشِيبُ: الرَّدِيءُ والـمُنْتَقَى.
والخَشِيبُ: اليابِسُ، عن كراع. قال ابن سيده: وأُراه قال الخشِيبَ والخَشِيبيَّ.
وجَبْهَةٌ خَشْباءُ: كَرِيهةٌ يابِسةٌ.
والجَبْهةُ الخَشْباءُ: الكَرِيهةُ، وهي الخَشِبةُ أَيضاً، ورجل أَخْشَبُ الجَبْهةِ؛ وأَنشد: إِمَّا ترَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ، * أَخْشَبَ مَهْزُولاً، وإِنْ لم أُهْزَلِ وأَكمَةٌ خَشْباءُ وأَرْضٌ خَشْباءُ، وهي التي كأَنَّ حِجارَتها مَنْثُورةٌ مُتَدانِيةٌ؛ قال رؤْبة: بكُلِّ خَشْباءَ وكُلِّ سَفْحِ وقولُ أَبي النَّجْمِ: إِذا عَلَوْنَ الأَخْشَبَ الـمَنْطُوحا يريد: كأَنه نُطِحَ.
والخَشِيبُ: الغَلِيظُ الخَشِنُ مَنْ كلّ شيءٍ.
والخَشيبُ من الرِّجال: الطَّوِيلُ الجافي، العارِي العِظام، مع شِدّة وصَلابة وغِلَظٍ؛ وكذلك هو من الجِمالِ.
وقد اخْشَوْشَبَ أَي صارَ خَشِباً، وهو الخَشِنُ.
ورَجل خَشِيبٌ: عارِي العَظْمِ، بادِي العَصَبِ.
والخَشِيبُ منَ الإِبل: الجافي، السَّمْجُ، الـمُتَجافي، الشاسِئُ الخَلْقِ؛ وجمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَلِيظٌ.
وفي حديث وَفْدِ مَذْحِجَ على حَراجِيجَ: كأَنها أَخاشِبُ، جمع الأَخْشَبِ؛ والحَراجيجُ: جمع حُرْجُوجٍ، وهي الناقةُ الطويلةُ، وقيل: الضَّامِرةُ؛ وقيل: الحادَّةُ القَلْبِ.
وظَلِيمٌ خَشِيبٌ أَي خَشِنٌ.
وكلُّ شيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ، فهو أَخْشَبُ وخَشِبٌ.
وتخَشَّبَتِ الإِبلُ إِذا أَكلت اليَبِيسَ من الـمَرْعَى.
وعَيْشٌ خَشِبٌ: غير مُتَأَنَّقٍ فيه، وهو من ذلك.
واخْشَوْشَبَ في عَيْشِه: شَظِفَ.
وقالوا: تمَعْدَدُوا، واخْشَوْشِبُوا أَي اصْبِرُوا على جَهْدِ العَيْشِ؛ وقيل تَكَلَّفُوا ذلك، ليكون أَجْلَدَ لكم.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اخْشَوْشِبُوا، وتَمعْدَدُوا. قال: هو الغِلَظُ، وابْتِذالُ النَّفْسِ في العَمَل، والاحْتِفاءُ في الـمَشْيِ، ليَغْلُظ الجَسَدُ؛ ويُروى: واخْشَوْشِنُوا، من العِيشةِ الخَشْناءِ.
ويقال: اخْشَوْشَب الرَّجُل إِذا صارَ صُلْباً، خَشِناً في دِينهِ ومَلْبَسِه ومَطْعَمِه، وجَمِيعِ أَحْوالِه.
ويُروى بالجيم والخاءِ المعجمة، والنون؛ يقول: عِيشُوا عَيْشَ مَعَدٍّ، يعني عَيْشَ العَرَبِ الأَوَّل، ولا تُعَوِّدُوا أَنـْفُسَكم التَّرَفُّه، أَو عِيشةَ العَجَمِ، فإِنَّ ذلك يَقْعُدُ بكم عن المغازي.
وجَبَلٌ أَخْشَبُ: خَشِنٌ عظيم؛ قال الشاعر يصف البعير، ويُشَبِّهه فوقَ النُّوق بالجَبَل: تَحْسَبُ فَوْقَ الشَّوْلِ، مِنه، أَخْشَبا والأَخْشَبُ مِن الجِبال: الخَشِنُ الغَلِيظُ؛ ويقال: هو الذي لا يُرْتَقَى فيه.
والأَخْشَبُ من القُفِّ: ما غَلُظَ، وخَشُنَ، وتحَجَّر؛ والجمع أَخاشِبُ لأَنه غَلَبَ عليه الأَسْماءُ؛ وقد قيل في مؤَنَّثه: الخَشْباءُ؛ قال كثير عزة: يَنُوءُ فَيَعْدُو، مِنْ قَريبٍ، إِذا عَدا * ويَكْمُنُ، في خَشْباءَ، وَعْثٍ مَقِيلُها فإِما أَن يكون اسماً، كالصَّلْفاءِ، وإِما أَن يكون صفة، على ما يطرد في باب أَفعل، والأَوّل أَجود، لقولهم في جمعه: الأَخاشِبُ.
وقيل الخَشْباءُ، في قول كثير، الغَيْضةُ، والأَوّلُ أَعْرَفُ.
والخُشْبانُ: الجِبالُ الخُشْنُ، التي ليست بِضِخامٍ، ولا صِغارٍ. ابن الأَنباري: وقَعْنا في خَشْباءَ شَدِيدةٍ، وهي أَرضٌ فيها حِجارةٌ وحَصى وطين.
ويقال: وقَعْنا في غضْراءَ، وهي الطِّين الخالِصُ الذي يقال له الحُرُّ، لخُلُوصِه مِن الرَّمْلِ وغيره.
والحَصْباءُ: الحَصى الذي يُحْصَبُ به.
والأَخْشَبانِ: جَبَلا مَكَّةَ.
وفي الحديث في ذِكْر مَكَّةَ: لا تَزُولُ مَكَّةُ، حتى يَزُولَ أَخْشَباها. أَخْشَبا مَكَّةَ: جَبَلاها.
وفي الحديث: أَن جِبْرِيلَ، عليه السلام، قال: يا محمدُ إِنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَليهم الأَخْشَبَينِ، فقال: دَعْني أُنْذِرْ قَوْمي؛ صلى اللّه عليه وسلم، وجَزاه خَيراً عن رِفْقِه بأُمَّتِه، ونُصْحِه لهم، وإِشْفاقِه عليهم. غيره: الأَخْشَبانِ: الجَبَلانِ الـمُطِيفانِ بمكَّةَ، وهما: أَبو قُبَيْس والأَحْمرُ، وهو جبَل مُشْرِفٌ وَجْهُه على قُعَيْقِعانَ. والأَخْشَبُ: كلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ غَلِيظٍ.
والأَخاشِبُ: جِبالُ الصَّمَّان.
وأَخاشِبُ الصَّمَّانِ: جِبال اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ، في مَحِلّة بني تَمِيم، ليس قُرْبَها أَكَمةٌ، ولا جَبَلٌ؛ وصُلْبُ الصَّمَّانِ: مكانٌ خَشِبٌ أَخْشَبُ غَلِيظٌ؛ وكلُّ خَشِنٍ أَخْشَبُ وخَشِبٌ.
والخَشْبُ: الخَلْطُ والانْتِقاءُ، وهو ضِدٌّ. خَشَبَه يَخْشِبُه خَشْباً، فهو خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ. أَبو عبيد: الـمَخْشُوب: الـمَخْلوط في نَسَبِه؛ قال الأَعشى يصف فرساً: قافِلٍ جُرْشُعٍ، تراه كَيَبْس الرَّ * بْل، لا مُقْرِفٍ، ولا مَخْشُوبِ قال ابن بري: أَورد الجوهري عجز هذا البيت، لا مقرفٌ ولا مَخْشُوبُ، قال: وصوابه لا مُقْرِفٍ ولا مَخْشُوبِ بالخفض، وبعده: تِلْكَ خَيْلي منه، وتِلكَ رِكابي، * هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها، كالزَّبيبِ قال ابن خالويه: الـمَخْشُوب الذي لم يُرَضْ، ولم يُحَسَّنْ تَعْلِيمه، مُشَبَّهٌ بالجَفْنةِ الـمَخْشُوبة، وهي التي لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها. قال: ولم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالـمَخْشُوبِ، إِلاَّ الأَعْشَى.
ومعنى قافِل: ضامِرٌ.
وجُرْشُعٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَينِ.
والرَّبْلُ: ما تَرَبَّلَ من النَّباتِ في القَيظ، وخرج من تحت اليَبيسِ مِنه نباتٌ أَخضَر.
والـمُقْرِفُ: الذي دانَى الهُجْنةَ مِنْ قِبَلِ أَبيهِ.
وخَشَبْتُ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطْتُه به.
وطعامٌ مَخْشُوبٌ إِذا كان حَبّاً، فهو مُفَلَّقٌ قَفارٌ، وإِن كان لحماً فَنيءٌ لم يَنْضَجْ.
ورجل قَشِبٌ خَشِبٌ: لا خَيرَ عنده، وخَشِبٌ إِتْباعٌ له. الليث: الخَشَبِيَّةُ: قومٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ(1) (1 قوله «الجهمية» ضبط في التكملة، بفتح فسكون، وهو قياس النسب إِلى جهم بفتح فسكون أيضاً، ومعلوم أن ضبط التكملة لا يعدل به ضبط سواها.) يَقُولون: إِنَّ اللّه لا يتَكَلَّم، ويقُولون: القرآنُ مَخْلُوقٌ.
والخِشابُ: بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ؛ قال جرير: أَثَعْلَبَةَ الفوارِسِ أَم رِياحاً، * عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا؟ ويُروى: أَو رَباحاً.
وبنو رِزامِ بن مالكِ بن حَنْظَلَة يقال لهم: الخِشابُ.
واستشهد الجوهري ببيت جرير هذا على بني رِزامٍ.
وخُشْبانُ : اسم.
وخُشْبانُ: لَقَبٌ.
وذُو خَشَبٍ: موضِع ؛ قال الطِّرِمَّاحُ: أَو كالفَتى حاتِمٍ، إِذْ قالَ: ما ملَكَتْ * كَفَّايَ للنَّاسِ نُهْبَى، يومَ ذي خَشَبِ وفي الحديث ذكر خُشُبٍ، بضمتين، وهو وادٍ على مَسِيرةِ لَيْلة من الـمَدينةِ، له ذِكرٌ كَثيرٌ في الحديث والمغازي، ويقال له: ذُو خُشُبٍ.

قطط (العباب الزاخر) [1]


قَطَطْتُ الشيء أقُطُّه -بالضم-: إذا قطعته عرضاً، ومنه قَطُّ القلم، وفي الحديث: كانت ضربات عليٍ -رضي الله عنه- أبكاراً؛ إذا اعتلى قد؛ وإذا اعترض قَطَّ. وقال الليث: القَطُّ الشيء الصلب كالحقةِ تُقَطُّ على حذو مستو كما يقط الإنسان قصبة على عظمٍ. قال: والمقطَّةُ: عظيم يكون مع الوراقين يقطون عليه أطراف الأقلام. وقال غيره: القطاطُ: الحقاق الذي يعمل الحقق؛ وهو الخراطُ. وقَّط السَّعْر يقطُّ بالكسر- قطاً: إذا غلا، يقال: وردنا أرضاً قاطاً سعرها، قال أبو وجزة السَّعْديُّ:
أشْـكُـو إلـى الـلـه الـعـــزيز الـــجـــبَـــارْ      ثُمَّ إليك اليوْم بُعد المُسْتارْوحاجة الحي وقَّط الأسعار

وقال شمُر: قَّط السعر بمعنى غلا خطأ عندي وإنما هو بمعنى فتر.
وقال الأزهري؛ وهم . . . أكمل المادة شمر فيها. وقال الفراء: سعْر مقطُوط، وقد قُط؛ على ما لم يُسمَّ فاعله، وقد قطه الله. وقال ابن الأعرابي: القاطُط: السْعر الغالي. وقط: معناها الزًّمان الماضي، يقال: ما رايتهُ قط: أي فيما مضى من الزمان، ولا يقال لا أراهُ قطُّ، وإنما يستعمل في المستقبل: عوض وعوضُ. وقال ابن فارس: أي أقطع الكلام فيه؛ هذا يقوله على جهة الإمكان.
الكسائُّي: كان أصلها قططُ، فلما سكن الحرف الأول للإدغام جعل الآخر متحركاً إلى إعرابه.
ومنهم من يقول قطُّ يتبع الضمة الضمة مثل مدُّ يا هذا.
ومنهم من يقول قُط مُخففَّة يجعلها أداةً ثم يبنيها على أصلها ويضم آخرها بالضمة التي في المشددة.
ومنهم من يتبع الضمة الضمة في المخففة أيضاً فيقول قط كقولهم: لم أره مُذُ يومان، وهي قليلة. هذا إذا كانت بمعنى الدًّهر. فأما إذا كانت بمعنى حسب وهو الاكتفاء فهي مفتوحة ساكنة الطاء، تقول: رأيتهُ مرةً واحدةً فقط، فإذا أضفت قلت: قطك هذا الشيء: أي حسبك، وقطني وقطني وقط، قال:
امْتلأ الحوُض وقال قطْـنـي      مهلاً رُويْداً قد ملأتَ بطْني

وربما دَخَلتِ النونُ لِيسلمَ السكون الذي بني السكون عليه، وهذه النون لا تدخل الأسماء، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم؛ كقولك: ضربني وكلمني، لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجر، وإنما أدخلوها في أسماء مخصوصة نحو: قطني وقدني وعني ولدني، لا يقاس عليها، فلو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا: قَطْنُكَ، وهذا غير معلوم.
وقال الليث: ومنهم من يقول: قَطْ: قَطْ عبد الله درهم؛ فينصبون بها، ومنهم من يدخل النون فيها وينصب فيقول: قَطْنَ عبد الله درهم فمن خفض قال إذا أضاف: قَطِيْ وقَدِي درهم.
ومن نصب قال إذا أضاف: قَطْني وقَْني. زمنهم من يدخل النون إذا أضاف إلى المتكلم خفض بها أو نصب. والقِطُّ -بالكسر-: السَّنَّوْرُ.
والجمع قِطَاطُ. قال:
أكلت القطاط فـأفـنـيتـهـا      فهلْ في الخنانيْص من مغْمرِ

والقطُّ -أيضاً-: الكتاب والصك بالجائزة. وقوله تعالى: (عجل لنا قطنا) أي نصيبنا، وأصله الكتاب يكتب للإنسان فيه شيء يصل إليه.
واشتقاقه من القط وهو القطع.
وكذلك النصيب هو القطعة من الشيء كأنهم قالوا: عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي تنذر نابه.
وقال أبو عبيدة: القُط: الحساب.
وفي حديث ابن عمر وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم- أنهما كانا لا يريان ببيع القطوط إذا خرجت بأساً. هي الخطوط التي فيها الأرزاق يكتب بها إلى النواحي التي فيها حق السلطان. قال الأعشى يمدح المحلق وهو عبد العزى بن خثيم بن شداد:
ولا الملكُ النُّعمان يوْم لـقـيُهُ      بنعمته يُعْطي القُطوْط ويأفق

ويروى "بأمَّته". وقال أبو زيدٍ: القطقُط -بالكسر-: أصغرُ المطر. ثم الرذاذ فوق ذلك. ثم الطَّشُ فوق الرذاذ. ثم البغشُ فوق الطش. ثم الغبية فوق البغش.
وكذلك الحلبة والشجذة والحفشة والحشكة مثل الغبية. وقال اللَّيْثُ: القطْقطُ: المطر المتحاتن المتتابع العظيم القطر، قال هلال بن رزينٍ:
فَوَلَّتْ تَحْت قطقطها سراعاً      تكْبُّهُمُ المُهنَّدةُ الـذُّكُـوْرُ

وقال أبو سعيد: القطقط: الصغير القطر مثل الدمق، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
ومُصوَّتٍ واللَّيْلُ يرْمي رحلهُ      وسواد عمته بسارِي القطقطِ

وقال بعضهم: القطقط: صغار البرد الذي يتوهم برداً أو مطراً. وقال ابن الأعرابي: الأقُّط: الذي سقطتْ أسنانُه.
وقال الفراء: هو الذي انسحقت أسنانه حتى ظهرت درادرها. وقال النَّضْرُ: في بطنِ الفرس مقاطهُ: وهي طرفه في القص وطرفه في العانة. وقطاط -مثال حداد وبداد-: أي حسبي. قال عمرو بن معدي كرب -رضي الله عنه-:
أطلتُ فراقكُمْ حتى إذا مـا      قتلْتُ سراتكُـمْ كـانـتْ

قتلْتُ سراتكُـمْ كـانـتْ

قَطاطِ وقال ابن دريد: القطقُوطُ: الصغير الجسم.
وليس بثبتٍ. والقطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف: به كان سجن النعمان بن المنذر. قال الكميتُ يمدح مسلمة بن هشام بن عبد الملك:
تأبَّد من سلْمى حصُيْدُ إلى تُبـل      فذُوْ حُسُمٍ فالقُطقطانة فالرجل

والقُطقُطُ: موضع.
ورجل قط الشعر وقطط الشعر: بمعنى.
وجعد قطط: أي شديد الجعودة.
وقد قطط شعره -بالكسر-.
وهو أحد ما جاء على الأصل بإظهار التضعيف.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعاصم بن عدي -رضي الله عنه- في قصة الملاعنة: إن ولدته أحيمر مثل الينعة فهو لأبيه الذي انتفى منه.
وإن تلده قطط الشعر أسود اللسان فهو لشريك بن السحماء. قال عاصم -رضي الله عنه-: فلما وقع أخذت بفقويه فاستقبلني لسانه أسود مثل الثمرة.
وقيل: بفقويه غلط.
والصواب بفقميه أي بحنكيه. الينع: ضرب من العقيق: الواحدة: ينعةُ. وفي حديثه الآخر: أنه قال: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخلهُ فقال: وأي داءٍ أدوا من البخل!: بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح. فقال بعض الأنصار:
فلوْ كُنت يا جدُّ بن قيس على التي      على مثْلها عمروُ لكُنْت المُسوُّدا


على مثْلها عمروُ لكُنْت المُسوُّدا

الجعدُ: الكرمُ الجواد.
وقد جاء القطط تأكيداً له.
وهذه كنايةُ عن خُلوَّه من الهجنة وخلوصه عربياً.
ومتى أثبت له أنه عربي تناوله المدح وردفه أن يكون كريماً جواداً. والقطائطُ: من قرى زنار ذمار باليمن. ويقال: جاءت الخيل قطاط: أي قطيعاً قطيْعاً، قال هميان بن قحافة:
بالخيْل تْترى زيماً قـطـائطـا      ضرباً على الهام وطعناً واخطا

وقال علقمة بن عبدة:
نحْنُ جلبْنا من ضريَّة خيْلنا      نكلَّفُها حدَّ الآكام قطائطا

الرواية على الخرم.
وهذا البيت أول القطعة.
وواحد القَطائِط: قَطُوْطٌ: مثال جدود وجدائد. وقيل: قَطاَئِطَ: أي رعلاً وجماعات في تفرقة. وقال أبو زيد: القَطِيْطَةُ والقِطَاطُ -بالكسر-: أعلى حافة الكهف.
وجمع القِطًاطِ: أقِطْةُ.
وقال الليث: القِطَاطُ: حرف الجبل أو حرف من صخر كأنما قُطَّ قَطّا.
والجمع: الأقِطّةُ. والقِطَاطُ -أيضاً-: المثال الذي يحذي عليه. والقِطَاطُ -: أيضاً-: الشديد جعودة الشعر. وقال المنتخل الهذلي:
يُمّشي بَيْننـا حـانُـوْتُ خَـمْـرٍ      من الخُرسْ الصَّرَاصِرة القِطَاطِ

الخُرسْ: العَجم، والصَّرَاصِرة: نَبط الشام.
ومن نصب "حانوت" جعله اسماً للخمر. والقِطَاطُ: مدار حوافر الدابة، وقال رؤبة: فأيُها الحاذي على القِطَاطِ والقَطَاقِطُ: موضع، قال:
ثَوَينا بالقَطاقِط ما ثَوَيْنَـا      وبالعِبْرَيْن حَولاً ما نَرِيْمُ

وقال ابن عباد: رجل قَطَوْطُ -مثال حَزَؤرِ-: أي خفيف كميش. وقرب قَطْقَاطُ: أي سريع، قال جساس بن قطيب يصف فحلاً:
يُصْبِحُ بَعْدَ الدْلَج القَطقَاطِ      وهو مُدِلٌ حَسَنُ الآلْيَاطِ

والقَطَوْطي: الذي يقارب خطوه. وقُطَيِقطُ: موضع، قال القطامي:
أبَتِ الخُروجَ من العِراقِ ولَيْتَهَا      رَفَعَتْ لنا بِقْطَيِقطٍ أظعـانـا

وتَقْطِيْطُ الحقة: مبالغة في قَطّها. قال رؤبة:
سَوّى مَسَاحِيِهنُ تَقْطِيْطَ الحُـقَـقْ      تَفْلِيلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ الطُرَقْ

أراد أن يقول: حوافرهن كأمثال المساحي. وقَطْقَطَتِ السماء: من القِطْقِطِ. وقال ابن عباد: المُقَطْقَطُ الرأس: المصنعه هكذا هو في كتابه محققاً بكسر النون المشددة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: والصواب عندي مصعنبه؛ بفتح النون وبعدها باء. وقال أبو زيد: تَقَطْقَطَتِ الدلو إلى البئر: أي انحدرت، قال ذو الرمة:
بِمَعْقُوَدةٍ في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَـتْ      إلى الماءِ حتّى انْقَدَّ عنها طحالِبُـهْ


أي بيت العنكبوت، والكوكب: معظم الماء، وأراد بالمعقودة: سفرةً، تَقَطْقَطَتْ: مرت إلى الماء. والتَّقَطْقُطُ -أيضاً-: تقارب الخطو. وقال ابن عباد: يقال: جاء يَتَقَطْقَطُ: إذا جاء مُسرعاً. وتَقَطْقَطَ في البلاد: ذهب فيها. والتركيب يدل على قطع الشيء بسرعة عرضا.

صدي (لسان العرب) [1]


الصَّدَى: شدَّةُ العَطَشِ، وقيل: هو العطشُ ما كان، صَدِيَ يَصْدَى صَدىً، فهو صَدٍ وصادٍ وصَدْيانُ، والأُنْثَى صَدْيا؛ وشاهد صادٍ قول القطامي: فهُنَّ يَنْبِذْنَ مِن قَوْلٍ يُصِبْنَ به مَواقِعَ الماء من ذِي الغُلَّةِ الصادِي والجمع صِداءٌ.
ورجل مِصْداءٌ: كثيرُ العَطَشِ؛ عن اللحياني.
وكأْسٌ مُصْداةٌ: كثيرة الماء، وهي ضِدُّ المُعْرَقَةِ التي هي القليلةُ الماءِ.
والصَّوادِي النَّخْلُ التي لا تَشْرَبُ الماءَ؛ قال المَرّار: بناتُ بناتِها وبناتُ أُخْرَى صَوَادٍ ما صَدِينَ، وقَدْ رَوِينا صَدِينَ أَي عَطِشْنَ. قال ابن بري: وقال أَبو عمرو الصَّوادي التي بَلَغَتْ عُرُوقُها الماءَ فلا تَحْتاجُ إلى سَقْيٍ.
وفي الحديث: لتَرِدُنّْ يومَ القيامةِ صَودايَ أَي عِطاشاً، وقيل: الصَّوادِي النَّخْلُ الطِّوالُ منها ومن غيرِها؛ . . . أكمل المادة قال ذو الرُّمَّة: مَا هِجْنَ، إذْ بَكَرْنَ بالأَحْمالِ، مِثْلَ صَوادِي النَّخْلِ والسَّيالِ واحدتها صادِيَةٌ؛ قال الشاعر: صَوادِياً لا تُمْكِنُ اللُّصُوصَا والصَّدى: جَسَدُ الإنْسَانِ بعدَ مَوْتِهِ.
والصَّدَى: الدِّماغُ نَفْسُه، وحَشْوُ الرَّأْسِ، يقال: صَدَعَ اللهُ صَدَاهُ.
والصَّدَى: موضِعُ السَّمْعِ من الرَّأْسِ.
والصَّدىَ: طائِرٌ يَصِيحُ في هامَةِ المَقْتُولِ إذا لَمْ يُثْأَرْ به، وقيل: هو طائِرٌ يَخْرُجُ من رَأْسِهِ إذا بَلِيَ، ويُدْعَى الهامَةَ، وإنما كان يزعُم ذلك أَهلُ الجاهِلية.
والصَّدَى: الصَّوْت.
والصَّدَى: ما يُجِيبُكَ من صَوْتِ الجَبَلِ ونحوهِ بمِثْلِ صَوْتِكَ. قال الله تعالى: وما كان صَلاتُهُم عندَ البَيْتِ إلا مُكاءً وتَصْدِيَةً؛ قال ابن عرفة: التَّصْدِيَة من الصَّدَى، وهو الصَّوْتُ الذي يَرُدُّهُ عليكَ الجَبَلُ، قال: والمُكاءُ والتَّصْديَة لَيْسَا بصَلاةٍ، ولكنّ الله عز وجل أَخبر أَنهم جعلوا مكانَ الصَّلاةِ الَّتي أُمِروا بها المكاء والتَّصْدِيَة؛ قال: وهذا كقولِكَ رَفَدَنِي فلانٌ ضَرْياً وحرْماناً أَي جَعل هَذَيْن مكانَ الرِّفْدِ والعَطاءِ كقول الفرزدق: قَرَيْناهُمُ المَأَثُورَةَ البِيضَ قَبْلَها، يَثُجُّ القُرونَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّف (* قوله «القرون» هكذا في الأصل هنا، والذي في التهذيب هنا واللسان في مادة يزن: يثج العروق). أَي جَعَلْنا لهم بدَلَ القِرَى السُّيوفَ والأَسِنَّة.
والتَّصْدِيَة: ضَرْبُكَ يَداً على يَدٍ لتُسْمِعَ ذلك إنساناً، وهو من قوله مُكاءً وتَصْدِيَة. صَدَّى: قيلَ أَصْلُه صَدَّدَ لأَنَّه يقابِلُ في التَّصْفِيقِ صَدُّ هذا صَدَّ الآخَرِ أَي وجْهاهُما وجْهُ الكَفِّ يقابِلُ وَجْهَ الكَفِّ الأُخْرَى. قال أَبو العَبَّاسِ روايةً عن المُبَرِّدِ (* قوله «رواية عن المبرد» هكذا في الأصل، وفي التهذيب: وقال أبو العباس المبرد). الصَّدَى على ستة أَوجه، أَحدها مَا يَبْقَى من المَيّتِ في قَبْرِه وهو جُثَّتهُ؛ قال النَّمِر بنُ تَوْلَبٍ: أَعاذِلُ، إنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بقَفْرَةٍ بَعِيداً نَآنِي ناصِرِي وقرِيبي فصَدَاهُ: بَدَنهُ وجُثَّتهُ، وقوله: نَآنِي أَي نَأَى عَنِّي، قال: والصَّدَى الثاني حُشْوةُ الرأْسِ يقال لها الهَامَةُ والصَّدَى، وكانت العرب تَقولُ: إنَّ عِظامَ المَوْتَى تَصِيرُ هامَةً فتَطِيرُ، وكان أَبو عبيدة يقول: إنهم كانوا يسَمون ذلك الطَّائِرَ الذي يخرُجُ من هَامَةِ المَيِّتِ إذا بَلِيَ الصَّدَى، وجَمْعُه أَصْداءٌ؛ قال أَبو دواد: سُلِّطَ المَوْتُ والمَنُونُ عَلَيْهِم، فلَهُمْ في صَدَى المَقابِرِ هَامُ وقال لبيد: فَلَيْسَ الناسِ بَعْدَك في نَقِيرٍ، ولَيْسُوا غَيْرَ أصْداءٍ وهامِ والثالث الصَّدَى الذَّكَر من البُومِ، وكانت العرب تقول: إذا قُتلَ قَتِيلٌ فلم يُدْرَكْ به الثَّأْرُ خَرجَ من رَأْسِه طائِرٌ كالبُومَة وهي الهامَة والذَّكر الصَّدَى، فيصيح على قَبْرِه: اسْقُونِي اسْقُونِي فإن قُتِل قاتِلُه كَفَّ عن صِياحهِ؛ ومنه قول الشاعر (* هو أبو الأصبع العدواني، وصدر البيت: يا عمرو وإن لم تدع شتمي ومنقصتي). أَضْرِبْكَ حتّى تَقولَ الهَامَةُ: اسْقُونِي والرابع الصّدى ما يرجِع عليك من صوتِ الجبل؛ ومنه قول امرئ القيس: صمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها، واسْتَعْجَمَتْ عن منطِقِ السَّائل وروى ابن أَخي الأَصمعي عن عمه قال: العرب تقول الصَّدى في الهامةَ، والسَّمْعُ في الدِّماغ. يقال: أَصمَّ اللهُ صَداهُ، من هذا، وقيل: بل أَصمَّ اللهَ صَداه، من صدى الصوتِ الذي يجيب صوت المُنادي؛ وقال رؤبة في تصديق من يقول الصَّدى الدِّماغ: لِهامِهِم أَرُضُّه وأَنقَخُ أُمَّ الصَّدى عن الصَّدى وأَصْمَخُ وقال المبرد: والصَّدى أَيضاً العَطش. يقال: صَدِي الرجلُ يَصْدى صَدىً، فهو صَدٍ وصَدْيانُ؛ وأَنشد (* البيت لطرفة من معلقته) : ستعلمُ، إن مُتنا صَدىً، أَيُّنا الصَّدي وقال غيره: الصَّدَى العَطَشُ الشديدُ.
ويقال: إنه لا يشتدُّ العطشُ حتي ييبَسَ الدماغُ، ولذلك تنشَقُّ جلدةُ جَبهةِ من يموتُ عطشاً، ويقال: امرأَة صَدْيا وصادِيَةٌ.
والصَّدى السادسُ قولُهُم: فلان صَدى مال إذا كان رفيقاً بسِياسِتها (* المراد بالمال هنا الإبل، ولذلك أنث الضمير العائد إليها)؛ وقال أَبو عمرو: يقال فلانٌ صَدى مالٍ إذا كان عالماً بها وبمَصلحَتِها، ومثلُه هو إزاءُ مالٍ، وإنه لصَدى مالٍ أَي عالِمٌ بمصلحتهِ، وخصَّ بعضهم به العالم بمصلحةِ الإبل فقال: إنه لصَدى إبلٍ.
وقال: ويقال للرجل إذا مات وهَلَك صمَّ صَداه، وفي الدعاء عليه: أَصَمَّ الله صَداه أَي أَهْلكه، وأَصلهُ الصوت يَرُدُّه عليك الجبل إذا صِحْتَ أَو المكانُ المُرْتَفِعُ العالي، فإذا مات الرجل فإنه لا يُسْمَع ولا يُصَوِّت فيَرُدَّ عليه الجبل، فكأَن معنى قوله صَمَّ صَداهُ أَي مات حتى لا يُسْمع صوتهُ ولا يجابُ، وهو إذا ماتَ لم يَسْمَع الصَّدى منه شيئاً فيُجيبَه؛ وقد أَصْدى الجبل.
وفي حديث الحجاج: قال لأَنَسٍ أَصَمَّ الله صَداكَ أَي أَهْلَكك الصَّدى: الصَّوْتُ الذي يسمَعُه المُصَوِّتُ عقَيبَ صِياحهِ راجعاً إليه من الجَبلِ والبِناءِ المُرْتَفِع، ثم استعير للهلاك لأَنه يجاب الحَيُّ، فإذا هلكَ الرجلُ صَمَّ صَداه كأَنه لا يَسْمَعُ شيئاً فيُجيبََ عنه؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لسَدوسِ بن ضِبابٍ: إني إلى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبَةٍ أَدْعُو حُبَيْشاً، كما تُدْعى ابْنَةُ الجَبلِ أي أُنَوِّهُ به كما يُنَوَّه بابْنة الجَبل، وقيل: ابنةُ الجَبل هي الحَيَّة، وقيل: هي الداهية؛ وأَنشد: إن تَدْعهُ مَوْهِناً يَعْجَلْ بجابَتِهِ عارِي الأَشاجِعِ، يَسْعى غَيْرَ مُشْتمِل يقول:يَعْجَل جبيش بجابَتهِ كما يَعْجَلُ الصَّدى وهو صوتُ الجَبل. أَبو عبيد: والصَّدى الرجلُ اللّطِيفُ الجَسَدِ؛ قال شمر: روى أَبو عبيد هذا الحَرْفَ غيرَ مهموزٍ، قال: وأُراهُ مهموزاً كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ في الصَّدَعِ، وهو اللطيف الجِسْمِ، قال: ومنه ما جاء في الحديث صَدَأٌ من حديدٍ في ذِكْرِ عليٍّ، عليه السلام.
والصَّدى: ذكرُ البُومِ والهامُ، والجمعُ أَصْداءٌ؛ قال يزيد بن الحَكَم: بكلِّ يَفاعٍ بُومُها تُسْمِعُ الصَّدى دُعاءً، متى ما تُسْمِعِ الهامَ تَنْأَجِ تَنْأَج: تَصِيحُ، قال: وجمعهُ صَدَوات؛ قال يزيد ابن الصَّعِق: فلنْ تَنْفَكَّ قُنْبُلَة ورَجْلٌ إليكمْ، ما دَعا الصَّدَواتِ بُومُ قال: والياءُ فيه أَعرَفُ.
والتَّصْدِيةُ: التَّصْفِيقُ.
وصَدَّى الرجل: صَفَّقَ بيديه، وهو من مُحَوَّل التَّضْعِيف.
والمصاداةُ: المُعارَضَة.
وتصَدّى للرجلِ: تَعَرَّض له وتَضَرَّعَ، وهو الذي يَسْتَشْرِفهُ ناظراً إليه.
وفي حديث أَنسٍ في غزوة حنينٍ: فجعل الرَّجُلُ يتَصدَّى لرسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، ليَأْمُرَه بقَتْلِه؛ التَّصَدِّي: التَّعَرُّض للشيءِ.
وتصدَّى للأَمر: رَفع رأْسَه إليه.
والصَّدى: فعلُ المُتَصَدِّي.
والصداةُ: فعلُ المُتَصَدِّي، وهو الذي يَرْفعُ رأْسَه وصَدْرَه يتصَدَّى للشيء يَنْظُرُ إليه؛ وأَنشد للطرماح: لها كلَّما صاحتْ صَداةٌ ورَكْدَةٌ (* قوله «كلما صاحت إلخ» هكذا في الأصل، وفي التكملة: كلما ريعت إلخ). يصف هامةً إذا صاحتْ تَصَدَّتْ مرَّةً وركَدَت أُخْرى.
وفي التنزيل العزيز: ص والقرآنِ ذي الذِّكْرِ؛ قال الزجاج: من قرأَ صادِ بالكسرِ فله وجهانِ: أَحدهما أَنه هجاءٌ موقوفٌ فكُسِرَ لالتقاء الساكنين، والثاني أَنه أَمرٌ من المُصاداةِ على معنى صادِ القرآنَ بعَملِك أَي قابِلْه. يقال: صادَيْتُه أَي قابَلْتُه وعادَلْتُه، قال: والقراءة صادْ بسكونِ الدال، وهي أَكثرُ القراءة لأَن الصادَ من حُروفِ الهِجاء وتقدير سكونِ الوقْفِ عليها، وقيل: معناه الصادِقُ اللهُ، وقيل: معناه القَسَم، وقيل: ص اسم السورةِ ولا يَنْصَرِف. أَبو عمرو: وصادَيْت الرجلَ وداجَيْتُه ودارَيْتُه وساتَرْتُه بمعنًى واحد؛ قال ابن أَحمر يصف قدوراً:ودُهْمٍ تُصادِيها الوَلائِدُ جِلَّةٍ، إذا جَهِلَت أَجْوافُها لم تَحَلَّمِ قال ابن بري: ومنه قولُ الشاعر: صادِ ذا الظَّعْن إلى غِرَّتِهِ، وإذا دَرَّتْ لَبونٌ فاحْتَلِبْ (* قوله «الظعن» هو بالظاء المعجمة في الأصل، وفي بعض النسخ بالطاء المهملة).
وفي حديث ابن عباس: ذَكَر أَبا بكر، رضي الله عنهما، كان والله بَرّاً تَقِيّاً لا يُصادى غَرْبُه أَي تُدارى حدَّثُه وتُسَكَّنُ، والغَرْبُ الحِدَّةُ، وفي رواية: كان يُصادى منه غَرْبٌ، بحذف النفي، قال: وهو الأَشْبَه لأَن أَبا بكر، رضي الله عنه، كانت فيه حِدَّةٌ يَسيرة؛ قال أَبو العباس في المصادَاةِ: قال أَهلُ الكوفَة هي المداراةُ، وقال الأَصمعيْ: هي العناية بالشيء، وقال رجل من العرب وقد نتَجَ ناقةً له فقال لما مَخَضَتْ: بتُّ أُصادِيها طولَ ليلي، وذلك أَنه كَرِه أَن يَعْقِلَها فيُعَنِّتَها أَو يَدَعَها فتَفْرَقَ أَي تَنِدَّ في الأَرض فيأْكُلَ الذئبُ ولدَها، فذلك مُصاداتهُ إيّاها، وكذلك الراعي يُصادي إبِلَه إذا عَطِشَتْ قبل تمامِ ظِمْئِها يمنعُها عن القَرَب؛ وقال كثير: أَيا عَزُّ، صادي القَلْبَ حتى يَوَدَّني فؤادُكِ، أَو رُدِّي علَيِّ فؤادِيا وقيل في قولهم فُلانٌ يَتصَدَّى لفلانٍ: إنه مأْخُوذٌ من اتِّباعهِ صَداه أَي صَوْتَه؛ ومنه قول آخر مأْخوذ من الصَّدَدِ فقُلِبَتْ إحدى الدالات ياءً في يتَصدَّى، وقيل في حديث ابنِ عباسٍ إنه كان يُصادى منه غَرْبٌ أَي أَصدقاؤُهُ كانوا يَحْتَملون حدَّتَهُ؛ قوله يصادَى أَي يُدارَى.
والمُصاداةُ والمُوالاةُ والمُداجاةُ والمُداراةُ والمُراماةُ كلُّ هذا في معنى المُداراةِ.
وقوله تعالى: فأَنْتَ له تَصَدَّى؛ أَي تتَعَرَّض، يقال: تَصَدَّى له أَي تَعَرَّضَ له؛ قال الشاعر: مِنَ المُتَصَدَّياتِ بغيرِ سُوءٍ، تسِيلُ، إذا مَشتْ، سَيْلَ الحُبابِ يعني الحَيَّةَ، والأَصلُ فيه الصَّدَد وهو القُرْب، وأَصله يتصَدَّدُ فقُلِبتْ إحدى الدالات ياءً.
وكلُّ ما صار قُبالَتَك فهو صَدَدُك. أَبو عبيد عن العَدَبَّسِ: الصَّدَى هو الجُدْجُدُ الذي يَصِرُّ بالليل أَيضاً، قال: والجُنْدُبُ أَصغر من الصَّدَى يكون في البَراري؛ قال: والصَّدَى هو هذا الطائرُ الذي يَصِرُّ بالليل ويَقْفِز قَفَزاناً ويَطِيرُ، والناسُ يَرَوْنَه الجُنْدُبَ، وإنما هو الصَّدَى.
وصادى الأَمرَ وصادَ الأَمرَ (* قوله «وصادى الأمر وصاد الأمر» هكذا في الأصل). دَبَّرَهُ.
وصاداهُ: دَاراهُ ولايَنَه.
والصَّدْوُ: سُمٌّ تُسْقاهُ النِّصالُ مثلُ دَمِ الأَسْودِ.
وصُداءٌ: حَيٌّ من اليمن؛ قال: فقُلْتُم: تعالَ يا يَزي بنَ مُحَرِّقٍ، فقلتُ لكم: إني حَلِيفُ صُداءِ والنَّسَبُ إليه صُداوِيٌّ (* قوله «صداوي» هكذا في بعض النسخ، وهو موافق لما في المحكم هنا وللسان في مادة صدأ، وفي بعضها صدائي وهو موافق لما في القاموس). على غير قياس.

عرب (لسان العرب) [1]


العُرْبُ والعَرَبُ : جِيْلٌ من الناس معروف ، خِلافُ العَجَم ، وهما واحدٌ ، مثل العُجْمِ والعَجَم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر . الجوهري : العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ ؛ قال أبو الهِنْدِيّ ، واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس : فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ، * فما زِلْتُ فيها كثيرَ السَّقَمْ وقد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ ، * فلَمْ أرَ فيها كَضَبٍّ هَرِمْ وما في البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج ، * وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْـ * ـبِ ، لا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ صَغَّرهم تعظيماً ، كما قال : . . . أكمل المادة أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ .
والعَرَبُ العارِبة : هم الخُلَّصُ منهم ، وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به ، كقولك لَيلٌ لائِلٌ ؛ تقول : عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ : صُرَحاءُ .
ومُتَعَرِّبةُ ومُسْتَعْرِبةٌ : دُخَلاءُ، ليسوا بخُلَّصٍ .
والعربي منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن بدوياً .
والأعرابي : البدوي ؛ وهم الأعراب ؛ والأعاريب : جمع الأعراب .
وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب ، وقيل : ليس الأعراب جمعاً لعرب ، كما كان الأنباط جمعاً لنبطٍ ، وإنما العرب اسم جنس .
والنسب إلى الأعراب : أعرابي ؛ قال سيبويه إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي ، لأنه لا واحد له على هذا المعنى . ألا ترى أنك تقول العرب ، فلا يكون على هذا المعنى ؟ فهذا يقويه .
وعربي : بين العروبة والعروبية ، وهما من المصادر التي لا أفعال لها .
وحكى الأزهري : رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً ، وإن لم يكن فصيحاً ، وجمعه العرب ، كما يقال : رجل مجوسي ويهودي ، والجمع ، بحذف ياء النسبة ، اليهود والمجوس .
ورجل معرب إذا كان فصيحاً ، وإن كان عجمي النسب .
ورجل أعرابي ، بالألف ، إذا كان بدوياً ، صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ ، وتتبع لمساقط الغيث ، وسواء كان من العرب أو من مواليهم .
ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب .
والأعرابي إذا قيل له : يا عربي ! فرح بذلك وهش له .
والعربي إذا قيل له : يا أعرابي ! غضب له . فمن نزل البادية ، أو جاور البادين وظعن بظعنهم ، وانتوى بانتوائهم : فهم أعراب ؛ ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب : فهم عرب ، وإن لم يكونوا فصحاء .
وقول اللّه ، عز وجل : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا ،قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا، وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا . فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، المدينة، طمعاً في الصدقات ، لا رغبة في الإسلام ، فسماهم اللّه تعالى العرب ؛ ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة، فقال : الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً ونِفاقاً ؛ الآية . قال الأزهري : والذي لا يفرق بين العربي والأعراب والعربي والأعرابي ، ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية ، وهو لا يميز بين العرب والأعراب ، ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب ، إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية ، وسكنوا المدن ، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى ، والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة ، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم ، واقتنوا نعماً ، ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة ، قيل : قد تعربوا أي صاروا أعراباً ، بعدما كانوا عرباً .
وفي الحديث : تمثل في خطبته مهاجر ليس بأعرابي ؛ جعل المهاجر ضد الأعرابي . قال : والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ، ولا يدخلونها إلا لحاجة .
والعرب : هذا الجيل،لا واحد له من لفظه ، وسواء أقام بالبادية والمدن ، والنسبة إليهما أعرابيٌّ وعربيٌّ .
وفي الحديث : ثلاث (1) (1 قوله« وفي الحديث ثلاث الخ »كذا بالأصل والذي في النهاية وقيل ثلاث إلـخ ) من الكبائر ، منها التعرب بعد الهجرة: هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب ، بعد أن كان مهاجراً .
وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ.
والعَذْبُ:. . عذر ، يعدونه كالمرتد .
ومنه حديث ابن الأكوع : لما قتل عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها ، ثم إنه دخل على الحجاج يوماً ، فقال له : يا ابن الأكوع ارتددت على عقبك وتعربت ؛ قال : ويروى بالزاي ، وسنذكره في موضعه . قال : والعرب أهل الأمصار ، والأعراب منهم سكان البادية خاصة .
وتعرب أي تشبه بالعرب ، وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابياً .
والعربية : هي هذه اللغة .واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال بعضهم : أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان،وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ، ونشأ إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، معهم فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده : العرب المستعربة ؛ وقيل : إن أولاد إسمعيل نشؤوا بعربة ، وهي من تهامة ، فنسبوا إلى بلدهم .
وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء من العرب ، وهم : محمد ، وإسمعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود ، صلوات اللّه عليهم .
وهذا يدل على أن لسان العرب قديم .
وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب ؛ فكان شعيب وقومه بأرض مدين ، وكان صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر ، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال اليمن ، وكانوا أهل عمدٍ ، وكان إسمعيل ابن إبراهيم والنبي المصطفى محمد ، صلى اللّه عليهم وسلم ، من سكان الحرم .
وكل من سكن بلاد العرب وجزريتها ونطق بلسان أهلها ، فهم عرب يمنهم ومعدهم . قال الأزهري : والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم العربات .
وقال إسحق ابن الفرج : عربة باحة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، وفيها يقول قائلهم : وعربة أرض ما يحل حرامها ، * من الناس ، إلا اللوذعي الحلاحل يعني النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ، ثم هي حرام إلى يوم القيامة . قال : واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة، فسكنها ؛ وأنشد قول الآخر : ورجت باحة العربات رجا ، * ترقرق ، في مناكبها ،الدماءُ قال : وأقامت قريش بعربة فتنخت بها ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها ، فنسبوا كلهم إلى عربة ، لأن أباهم إسمعيل ، صلى اللّه عليه وسلم ، بها نشأ ، وربل أولاده فيها ، فكثروا ، فلما لم تحتملهم البلاد ، انتشروا وأقامت قريش بها .
وروي عن أبي بكر الصديق ، رضي اللّه عنه ، أنه قال : قريش هم أوسط العرب في العرب داراً ، وأحسنه جواراً ، وأعربه ألسنة .
وقال قتادة : كانت قريش تجتبي ، أي تختار ، أفضل لغات العرب ، حتى صار أفضل لغاتها لغتها، فنزل القرآن بها . قال الأزهري : وجعل اللّه ، عز وجل ، القرآن المنزل على النبي المرسل محمد ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً، لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم ، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب ، في باديتها وقراها ،العربية ؛ وجعل النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً لأنه من صريح العرب ، ولو أن قوماً من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها ، وتناءوا معهم فيها ، سموا عرباً ولم يسموا أعراباً .
وتقول : رجل عربي اللسان إذا كان فصيحاً ؛ وقال الليث : يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان . قال : والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد ، فاستعربوا. قال الأزهري : المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب، فتكلموا بلسانهم ،وحكوا هيئاتهم ، وليسوا بصرحاء فيهم .
وقال الليث : تعربوا مثل استعربوا . قال الأزهري : ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية ، بعدما كان مقيماً بالحضر ، فيلحق بالأعراب .
ويكون التعرب المقام بالبادية ، ومنه قول الشاعر : تعرب آبائي ! فهلا وقاهم ، * من الموت ، رملاً وزرود يقول : أقام آبائي بالبادية ، ولم يحضروا القرى .
وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح.
وفي حديث آخر : الثيب يعرب عنها لسانها ، والبكر تستأمر في نفسها .
وقال أبو عبيد : هذا الحرف جاء في الحديث يعرب ، بالتخفيف .وقال الفراء : إنما هو يعرب ، بالتشديد . يقال : عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم ، واحتججت لهم ؛ وقيل : إن أعرب بمعنى عرب .
وقال الأزهري : الإعراب والتعريب معناهما واحد ، وهو الإبانة ؛ يقال : أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح .
وأعرب عن الرجل : بين عنه .
وعرب عنه : تكلم بحجته .
وحكى ابن الأثير عن ابن قتيبة : الصواب يعرب عنها ، بالتخفيف .
وإنما سمي الإعراب إعراباً ، لتبيينه وإيضاحه ؛ قال : وكلا القولين لغتان متساويتان ، بمعنى الإبانة والإيضاح .
ومنه الحديث الآخر فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه .
ومنه حديث التيمي : كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي ، حين يعرب ، أن يقول : لا إله إلا اللّه، سبع مرات أي حين ينطق ويتكلم.
وفي حديث السقيفة : أعربهم أحساباً أي أبينهم وأوضحهم .
ويقال : أعرب عما في ضميرك أي أبن .
ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام : أعرب .
وقال أبو زيد الأنصاري : يقال أعرب الأعجمي إعراباً ، وتعرب تعرباً ، واستعرب استعراباً : كل ذلك للأغتم دون الصبي . قال : وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم .
وأفصح الأغتم إفصاحاً مثله .
ويقال للعربي أفصح لي أي أبن لي كلامك .
وأعرب الكلام ، وأعرب به : بينه ؛ أنشد أبو زياد : وإني لأكني عن قذوربغيرها ، * وأعرب أحياناً ، بها ، فأصارح .
وعربه: كأعربه .
وأعرب بحجته أي أفصح بها ولم يتقِّ أحداً ؛ قال الكميت : وجدنا لكم ، في آل حمِ ، آية ، * تأولها منا تقيٌّ معربُ هكذا أنشده سيبويه كَمُكَلِّمٍ .
وأورد الأزهري هذا البيت« تقي ومعرب» وقال : تقي يتوقى إظهاره ، حذر أن يناله مكروه من أعدائكم ؛ ومعرب أي مفصح بالحقِّ لا يتوقاهم .
وقال الجوهري : معربٌ مفصحٌ بالتفصيل ، وتقيٌّ ساكتٌ عنهُ للتقيّة . قال الأزهري : والخطاب في هذا لبني هاشم ، حين ظهروا على بني أمية ، والآية قوله عز وجل : قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .
وعرب منطقه أي هذبه من اللحن .
والإعراب الذي هو النحو إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ .
وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب .
ويقال : عربت له الكلام تعريباً ، وأعربت له إعراباً إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة .
وعرب الرجل (1) (1 قوله« وعرب الرجل إلـخ »بضم الراء كفصح وزناً ومعنى وقوله وعرب إذا فصح بعد لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول وصرح به في المصباح . ) يعرب عرباً وعروباً ، عن ثعلب ، وعروبة وعرابة وعروبية ، كفصح .
وعرب إذا فصح بعد لكنة في لسانه .
ورجل عريب معرب .
وعرّبه : علمه العربية .
وفي حديث الحسن أنه قال له البتّيُّ : ما تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ فقال الحسن : إن هذا يعرب الناس ، وهو يقول رعف ، أي يعلمهم العربية ويلحن ، إنما هو رعف .
وتعريب الاسم الأعجمي : أن تتفوه به العرب على منهاجها ؛ تقول : عربته العرب ، وأعربته أيضاً ، وأعرب الأغتم ، وعرب لسانه ، بالضم ، عروبة أي صار عربياً ، وتعرب واستعرب أفصح ؛ قا ل الشاعر: ماذا لقينا من المستعربين، ومن * قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا وأعرب الرجل أي ولد له ولد عربي اللون .
وفي الحديث : لا تنقشوا في خواتمكم عربياً أي لا تنقشوا فيها محمد رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، لأنه كان نقش خاتم النبي ، صلى اللّه عليه وسلم .
ومنه حديث عمر ، رضي اللّه عنه : لا تنقشوا في خواتمكم العربية .
وكان ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن .
وعربية الفرس : عتقه وسلامته من الهجنة .
وأعرب: صهل ، فعرف عتقه بصهيله .
والإعراب : معرفتك بالفرس العربي من الهجين ، إذا صهل .
وخيل عراب معربة ، قال الكسائي : والمعرب من الخيل : الذي ليس فيه عرق هجين ، والأنثى معربة ؛ وإبل عراب كذلك ، وقد قالوا : خيل أعرب ، وإبل أَعربٌ ؛ قال : ما كان إلا طلقُ الإهماد ، * وكرنا بالأعرب الجياد حتى تحاجزن عن الرواد ، * تحاجز الري ولم تكاد حول الإخبار إلى المخاطبة، ولو أراد الإخبار فاتزن له ، لقال : ولم تكد .
وفي حديث سطيح : تقود خيلاً عراباً أي عربية منسوبة إلى العرب .
وفرقوا بين الخيل والناس ، فقالوا في الناس : عرب وأعراب ، وفي الخيل : عراب .
والإبل العراب ، والخيل العراب ، خلاف البخاتي والبراذين .
وأعرب الرجل : ملك خيلاً عراباً ، أو إبلاً عراباً ، أو اكتسبها ، فهو معرب ؛ قال الجعدي : ويصهل في مثل جوف الطويّ ، * صهيلاً تبين للمعرب يقول : إذا سمع صهيله من له خيل عراب عرف أنه عربي .
والتعريب : أن يتخذ فرساً عربياً .
ورجل معربٌ : معه فرسٌ عربيٌّ .
وفرسٌ معربٌ : خلصتْ عربيتهُ وعرّب الفرسَ : بزَّغَهُ ، وذلك أنْ تنسفَ أسفلَ حافرهُ ؛ ومعناهُ أنهُ قدْ بانَ بذلك ما كان خفيّاً من أمرهِ ، لظهورهِ إلى مرآةِ العينِ ، بعد ما كان مستوراً ، وبذلك تُعرفُ حالهُ أصلبٌ هو أم رِخْوٌ ، وصحيح هو أم سقيم . قال الأزهريُّ : والتعريبُ ، تعريبُ الفرسِ، وهو أن يكوى على أشاعر حافره ، في مواضعَ ثمَّ يُبزَغُ بمَبْزِغٍ بَزْغَاً رفيقاً ، لا يؤثر في عصبه ليشتدّ أشعره .
وعرب الدابة : بزغها على أشاعرها ، ثم كواها .
والإعراب والتعريب : الفحش .
والتعريب ، والإعراب ، والإعرابة ، والعرابة ، بالفتح والكسر: ما قبح من الكلام .
وأعرب الرجل :تكلم بالفحش .
وقال ابن عباس في قوله تعالى : فلا رفث ولا فسوق ؛ هو العرابة في كلام العرب . قال : والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب ، وهو ما قبح من الكلام . يقال منه : عربت وأعربت .
ومنه حديث عطاء : أنه كره الإعراب للمحرم ، وهو الإفحاش في القول ، والرفث .
ويقال : أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام .
وفي حديث ابن الزبير :لا تحل العرابة للمحرم .
وفي الحديث : أن رجلاً من المشركين كان يسب النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له رجل من المسلمين : واللّه لتكفنَّ عن شتمه أو لأرحلنَّك بسيفي هذا ، فلم يزدد إلا استعراضاً ، فحمل عليه فضربه ، وتعاوى عليه المشركون فقتلوه . الإستعراب : الإفحاش في القول .
وقال رؤبة يصف نساء : جمعن العفاف عند الغرباء ، والإعراب عند الأزواج ؛ وهو ما يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع ؛ فقال : والعرب في عفافة وإعراب وهذا كقولهم : خير النساء المتبذلة لزوجها ، الخفرة في قومها .
وعرب عليه : قبح قوله وفعله وغيره عليه ورده عليه .
والإعراب كالتعريب .
والإعراب : ردك الرجل عن القبيح .
وعرب عليه : منعه .
وأما حديث عمر بن الخطاب ، رضي اللّه عنه : ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ، أنْ لا تعربوا عليه ؛ فليس من التعريب الذي جاء في الخبر ، وإنما هو من قولك : عربت على الرجل قوله إذا قبحت عليه .
وقال الأصمعي وأبو زيد في قوله : أن لا تعربوا عليه ، معناه أن لا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه ؛ ومنه قول أوس ابن حجر : ومثل ابن عثمٍ إنْ ذحولٌ تذكرت، * وقتلى تياس ،عن صلاح ،تعرب ويروى يعرب ؛يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا ، ولم نثئر بهم ، ولم نقتل الثأر ، إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها .
والصلاح : المصالحة . ابن الأعرابي : التعريب التبيين والإيضاح ، في قوله : الثيب تعرب عن نفسها ، أي ما يمنعكم أن تصرحوا له بالإنكار ، والرد عليه ، ولا تستأثروا . قال : والتعريب المنع والإنكار ، في قوله أن لا تعربوا أي لا تمنعوا .
وكذلك قوله عن صلاح تعرب أي تمنع .
وقيل : الفحش والتقبيح ، من عرب الجرح مصعب أبو عمار

قنا (لسان العرب) [1]


القِنْوةُ والقُنْوةُ والقِنْيةُ والقُنْية: الكِسْبةُ ، قلبوا فيه الواو ياءً للكسرة القريبة منها ، وأَما قُنْية فأُقِرَّت الياء بحالها التي كانت عليها في لغة من كسر، هذا قول البصريين، وأَما الكوفيون فجعلوا قَنَيْت وقَنَوْت لغتين، فمن قال قَنَيْت على قلتها فلا نظر في قِنْية وقُنْية في قوله ، ومن قال قَنَوت فالكلام في قوله هو الكلام في قول من قال صُبْيان ، قَنَوْت الشيء قُنُوًّا وقُنْواناً واقْتَنَيْتُه: كسبته .
وقَنَوْت العنزَ: اتخذتها للحلبَ .
وله غنم قِنْوة وقُنْوة أَي خالصة له ثابتة عليه ، والكلمة واوية ويائية .
والقِنْيةُ: ما اكتُسب ، والجمع قِنًى ، وقد قَنى المال قَنْياً وقُنْياناً ؛ . . . أكمل المادة الأُولى عن اللحياني .
ومالٌ قِنْيانٌ: اتخذته لنفسك ؛ قال: ومنه قَنِيتُ حَيائي أَي لَزِمته ؛ وأَنشد لعنترة : فأَجَبْتُها إنَّ المَنِيَّةَ مَنْهَلٌ ، لا بُدَّ أَن أُسْقَى بِذاكَ المَنْهَلِ إقْنَيْ حَياءكِ ، لا أَبا لَكِ واعْلَمي * أَنِّي امْرُؤٌ سأَموتُ إن لم أُقْتَلِ قال ابن بري: صوابه فاقْنَيْ حَياءك ؛ وقال أَبو المثلم الهذلي يرثي صخر الغي : لو كان للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَه ، لكان للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ وقال اللحياني: قَنَيْت العنز اتخذتها للحَلْب . أَبو عبيدة: قَنِيَ الرَّجل يَقْنَى قِنًى مثل غَنِيَ يَغْنَى غِنًى ؛ قال ابن بري: ومنه قول الطَّمَّاحِي : كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى ، يُعْطَى الذي يَنْقُصهُ فَيَقْنَى ؟ أَي فَيرْضِى به ويَغْنى .
وفي الحديث: فاقْنُوهم أَي عَلِّموهم واجعلوا لهم قِنْية من العلم يَسْتَغْنُون به إذا احتاجوا إليه .
وله غنم قِنْيَةٌ وقُنْية إذا كانت خالصة له ثابتة عليه . قال ابن سيده أَيضاً : وأَما البصريون فإنهم جعلوا الواو في كل ذلك بدلاً من الياء لأَنهم لا يعرفون قَنَيْتُ .
وقَنِيت الحَياء ، بالكسر ، قُنُوًّا: لزمته ؛ قال حاتم : إذا قَلَّ مالي أَو نُكِبْت بِنَكْبَةٍ ، قَنِيتُ مالي حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما وقَنِيتُ الحَياء ، بالكسر، قُنْياناً ، بالضم ، أَي لزمته ؛ وأَنشد ابن بري : فاقْنَيْ حياءكِ ، لا أَبا لَكِ إنَّني، * في أَرضِ فارِسَ ، مُوثَقٌ أَحْوالا الكسائي: يقال أَقْنَى واسْتَقْنَى وقَنا وقَنَّى إذا حفِظ حَياءه ولزمه . ابن شميل: قَناني الحَياءُ أَن أَفعل كذا أَي رَدَّني ووعظَني ، وهو يَقْنِيني ؛ وأَنشد : وإنِّي لَيَقْنِيني حَياؤكَ كلَّما لَقِيتُكَ ، يَوْماً ، أَنْ أَبُثَّك ما بِيا قال: وقد قَنَا الحَياءَ إذا اسْتحيا .
وقَنيُّ الغَنم: ما يتخذ منها للولد أَو اللبن .
وفي الحديث: أَنه نَهى عن ذبْح قَنِيّ الغَنم . قال أَبو موسى: هي التي تُقْتَنَى للدرّ والولد، واحدتها قُنْوَة وقِنْوة ، بالضم والكسر ، وقِنْية بالياء أَيضاً . يقال: هي غنم قُنْوة وقِنْية .
وقال الزمخشري: القَنِيُّ والقَنِيَّةُ ما اقْتُني من شاة أَو ناقة ، فجعله واحداً كأَنه فعيلَ بمعنى مفعول ، قال: وهو الصحيح ، والشاة، قَنِيَّةٌ ، فإن كان جعل القَنيّ جنساً للقَنِيّةِ فيجوز ، وأَما فُعْلة وفِعْلة فلم يجمعا على فَعِيل .
وفي حديث عمر ، رضي الله عنه: لو شئت أَمرت بِقَنِيَّةٍ سمينة فأُلقي عنها شعرها. الليث: يقال قَنا الإنسان يَقْنُو غنماً وشيئاً قَنْواً وقُنْواناً ، والمصدر القِنْيان والقُنْيان، وتقول: اقْتَنَى يَقْتَني اقْتِناء ، وهو أَن يتخذه لنفسه لا للبيع .
ويقال : هذه قِنْيةٌ واتخذها قِنْيةً للنسل لا للتجارة ؛ وأَنشد : وإِنّ قَناتي ، إنْ سَأَلتَ ، وأُسْرَتي مِن الناس ، قَوْمٌ يَقْتَنُون المُزَنَّما (* قوله «قناتي» كذا ضبط في الأصل بالفتح، وضبط في التهذيب بالضم) الجوهري: قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة وقَنيت أَيضاً قِنْية وقُنْية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة ؛ وأَنشد ابن بري للمتلمس : كذلك أَقْنُو كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ (* قوله «قط مضلل» كذا بالأصل هنا ومعجم ياقوت في كفر وشرح القاموس هناك بالقاف والطاء ، والذي في المحكم في كفر: فظ ، بالفاء والظاء ، وأنشده في التهذيب هنا مرتين مرة وافق المحكم ومرة وافق الأصل وياقوت .) ومال قُنْيانٌ وقِنْيان: يتخذ قِنْية .
وتقول العرب : من أُعْطِيَ مائة من المَعز فقد أُعطي القِنى ، ومن أُعطي مائة من الضأْن فقد أُعطِيَ الغِنى ، ومن أُعطي مائة من الإبل فقد أُعطِي المُنَى .
والقِنى: الرِّضا .
وقد قَنَّاه الله تعالى وأَقْناه: أَعطاه ما يَقْتَني من القِنْية والنَّشَب .
وأَقناه الله أَيضاً أَي رَضَّاه.
وأَغناه الله وأَقْناه أَي أَعطاه ما يَسكُن إليه .
وفي التنزيل: وأَنه هو أَغْنَى وأَقْنَى ؛ قال أَبو إسحق: قيل في أَقْنَى قولان: أَحدهما أَقْنَى أَرْضَى ، والآخر جعل قِنْية أَي جعل الغنى أَصلاً لصاحبه ثابتاً، ومنه قولك : قد اقتنيتُ كذا وكذا أَي عملت على أَنه يكون عندي لا أُخرجه من يدي . قال الفراء: أَغْنَى رَضَّى الفقير بما أَغناه به ، وأَقْنى من القِنية والنَّشَب . ابن الأعرابي: أَقنى أَعطاه ما يدّخره بعد الكِفاية.
ويقال: قَنِيت به أَي رَضِيت به.
وفي حديث وابصة: والإثمُ ما حَكَّ في صدرك وإن أَقْناك الناسُ عنه وأَقْنَوْكَ أَي أَرْضَوْكَ ؛ حكى أَبو موسى أَنَّ الزمخشري قال ذلك وأَن المحفوظ بالفاء والتاء من الفُتْيا؛ قال ابن الأثير: والذي رأَيته أَنا في الفائق في باب الحاء والكاف أَفْتَوْك، بالفاء ، وفسره بأَرْضَوْك وجعل الفتيا إرْضاء من المفتي ، على أَنه قد جاء عن أَبي زيد أَن القِنَى الرِّضا .
وأَقْناه إذا أَرْضاه.
وقَنِيَ مالَه قِناية: لزمه ، وقَنِيَ الحياء كذلك.
واقْتَنَيْت لنفسي مالاً أَي جعلته قِنية ارْتَضَيْته؛ وقال في قول المتلمس : وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ، كذلك أَقْنُو كل قِطٍّ مُضَلَّلِ إنه بمعنى أَرْضَى .
وقال غيره: أَقنُو أَلزم وأَحفظ، وقيل: أَقنُو أَجزي وأُكافئ.
ويقال: لأَقْنُوَنَّك قِناوتَك أَي لأجْزِيَنَّك جَزاءك، وكذلك لأمْنُونَّك مَناوَتَك.
ويقال: قَنَوته أَقْنُوه قِناوةً إذا جزيته.والمَقْنُوةُ ، خفيفة ، من الظل: حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء . قال أَبو عمرو: مَقْناةٌ ومَقْنُوة بغير همز؛ قال الطرماح: في مَقاني أُقَنٍ ، بَيْنَها عُرَّةُ الطيرِ كصوْمِ النَّعامِ والقَنا: مصدر الأَقْنَى من الأُنوف، والجمع قُنْوٌ، وهو ارتفاع في أَعلاه بين القصبة والمارنِ من غير قبح. ابن سيده: والقَنا ارتفاع في أَعلى الأَنف واحْديدابٌ في وسطه وسُبُوغٌ في طرَفه، وقيل: هو نُتوء وسَطِ القصبة وإشْرافُه وضِيقُ المَنْخَرَيْن، رجل أَقْنَى وامرأَة قَنْواء بَيِّنة القَنا.
وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كان أَقْنَى العِرْنين؛ القَنا في الأنف: طوله ودِقَّة أَرْنبته مع حدَب في وسطه، والعِرْنينُ الأَنف.
وفي الحديث: يَمْلِكُ رجل أَقْنى الأَنف. يقال: رجل أَقْنَى وامرأَة قَنْواء؛ وفي قصيد كعب: قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصِير بها عِتْقٌ مُبِينٌ ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ وقد يوصف بذلك البازي والفرس، يقال: فرس أَقْنى، وهو في الفرس عيب وفي الصقر والبازي مَدْح؛ قال ذو الرمة: نظَرْتُ كما جَلَّى على رَأْسِ رَهْوَةٍ، من الطَّيْرِ ، أَقْنى يَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ وقيل: هو في الصقر والبازي اعْوجاج في مِنقاره لأن في منقاره حُجْنة، والفعل قَنِيَ يَقْنَى قَنًا.أََبو عبيدة: القَنا في الخيل احْدِيدابٌ في الأَنف يكون في الهُجُن؛ وأَنشد لسلامة بن جندل : ليس بأَقْنَى ولا أَسْفَى ولا سَغِلٍ ، يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ والقَناةُ: الرمح ، والجمع قَنَواتٌ وقَناً وقُنِيٌّ، على فُعُولٍ، وأَقْناه مثل جبل وأَجبال ، وكذلك القَناة التي تُحْفَر، وحكى كراع في جمع القَناة الرمح قَنَياتٌ، وأُراه على المعاقبة طَلَبَ الخِفَّة.
ورجل قَنَّاء ومُقَنٍّ أَي صاحبُ قَناً؛ وأَنشد: عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّي وقيل: كل عصا مستوية فهي قَناة، وقيل: كل عصا مُستوية أَو مُعْوَجَّة فهي قناة، والجمع كالجمع؛ أَنشد ابن الأعرابي في صفة بَحْر: أَظَلُّ مِنْ خَوْفِ النُّجُوخِ الأَخْضَرِ ، كأَنَّني ، في هُوَّةٍ ، أُحَدِّر (* في هذا الشطر إقواء.) وتارَة يُسْنِدُني في أَوْعُرِ ، من السَّراةِ ، ذِي قَناً وعَرْعَرِ كذا أَنشده في أَوْعُر جمع وَعْرٍ، وأَراد ذواتِ قَناً فأَقام المفرد مُقام الجمع. قال ابن سيده: وعندي أَنه في أَوْعَرِ لوصفه إياه بقوله ذي قَناً فيكون المفرد صفة للمفرد. التهذيب: أَبو بكر وكلُّ خشبة عند العرب قَناةٌ وعَصا ، والرُّمْح عَصاً ؛ وأَنشد قول الأسود بن يعفر: وقالوا: شريسٌ ، قلتُ: يَكْفِي شَريسَكُمْ سِنانٌ ، كنِبْراسِ النِّهامِي ، مُفَتَّقُ نَمَتْه العصا، ثم اسْتَمَرَّ كأَنَّه شِهابٌ بِكَفَّيْ قابِسٍ يَتَحَرَّقُ نَمَتْه: رفعته، يعني السِّنانَ، والنِّهامِي في قول ابن الأعرابي : الراهب وقال الأصمعي: هو النجَّار . الليث: القَناة أَلِفها واو والجمع قَنَوات وقَناً . قال أَبو منصور: القَناة من الرماح ما كان أَجْوف كالقَصبة، ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحتَ الأَرض قَنوات، واحدتها قَناة، ويقال لمجارِي مائها قَصَبٌ تشبيهاً بالقَصَب الأَجوف، ويقال: هي قَناة وقَناً، ثم قُنِيٌّ جمع الجمع، كما يقال دَلاةٌ ودَلاً ، ثم دِلِيٌّ ودُلِيٌّ لجمع الجمع.
وفي الحديث فيما سَقَتِ السماء: والقُنِيُّ العُشور ؛ القُنِيُّ: جمع قناة وهي الآبار التي تُحْفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ويَسيح على وجه الأَرض، قال: وهذا الجمع إنما يصح إذا جمعت القَناة على قَناً، وجمع القَنا على قُنِيّ فيكون جمع الجمع ، فإنَّ فَعَلة لم تجمع على فُعول.
والقَناة: كَظِيمةٌ تحفر تحت الأَرض ، والجمع قُنِيٌّ.
والهُدْهُد قَناء الأَرض أَي عالم بمواضع الماء.
وقَناةُ الظهر: التي تنتظم الفَقارَ. أَبو بكر في قولهم فلان صُلْبُ القَناةِ: معناه صُلْبُ القامةِ، والقَناةُ عند العرب القامةُ؛ وأَنشد : سِباطُ البنانِ والعَرانِينِ والقَنا، لطافُ الخُصورِ في تمامٍ وإكمالِ أَراد بالقَنا القاماتِ.
والقِنْوُ: العِذْق، والجمع القِنْوانُ والأَقْناءِ؛ وقال: قد أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائِلي طَويلةَ الأَقْناءِ والأَثاكِلِ وفي الحديث: أَنه خرج فرأَى أَقْناء مُعَلَّقة قِنْوٌ منها حَشَفٌ؛ القِنْو: العِذق بما فيه من الرطب، وجمعه أَقْناء، وقد تكرر في الحديث.
والقِنا، مقصور: مِثْل القِنْوِ. قال ابن سيده: القِنْوُ والقِنا الكِباسةُ، والقَنا، بالفتح: لغة فيه؛ عن أَبي حنيفة، والجمع من كل ذلك أَقْناء وقِنْوانٌ وقِنْيانٌ، قلبت الواو ياء لقرب الكسرة ولم يعتدَّ الساكن حاجزاً، كسَّروا فِعْلاً على فِعْلانٍ كما كسروا عليه فَعَلاً لاعْتقابهما على المعنى الواحد نحو بِدْلٍ وبَدَلٍ وشِبْهٍ وشَبَه، فكما كسروا فَعَلاً على فِعْلانٍ نحو خَرَبٍ وخِرْبانٍ وشَبَثٍ وشِبْثانٍ كذلك كسروا عليه فِعْلاً فقالوا قِنْوانٌ، فالكسرة في قِنْو غير الكسرة في قِنْوانٍ، تلك وضعية للبناء وهذه حادثة للجمع، وأَما السكون في هذه الطريقة أَعني سكون عين فِعْلان فهو كسكون عين فِعْل الذي هو واحد فِعْلان لفظاً، فينبغي أَن يكون غيره تقديراً لأَن سكون عين فِعْلان شيء أَحدثته الجمعية، وإِن كان يلفظِ ما كان في الواحد، أَلا ترى أَن سكون عين شِبْثان وبِرْقان غير فتحة عين شَبَثٍ وبَرَقٍ؟ فكما أَنَّ هذين مختلفان لفظاً كذلك السكونان هنا مختلفان تقديراً. الأَزهري: قال الله تعالى: قِنْوانٌ دانِيةٌ؛ قال الزجاج: أَي قريبة المُتَناوَلِ.
والقِنْوُ: الكباسة، وهي القِنا أَيضاً، مقصور، ومن قال قِنْوٌ فإِنه يقول للائنين قِنْوانِ، بالكسر، والجمع قُنْوانٌ، بالضم، ومثله صِنْوٌ وصِنْوانٌ.
وشجرة قَنْواء: طويلة. ابن الأَعرابي: والقَناة البقرة الوحشية؛ قال لبيد: وقَناةٍ، تَبْغِي بحَرْبَةَ عَهْداً مِن ضَبُوحٍ قَفَّى عليه الخَبالُ الفراء: أَهل الحجاز يقولون قِنْوانٌ، وقيس قُنْوان، وتميم وضبة قُنْيان؛ وأَنشد: ومالَ بِقُنْيانٍ من البُسْرِ أَحْمَرا ويجتمعون فيقولون قِنْوٌ وقُنْو، ولا يقولون قِنْيٌ، قال: وكلب تقول قِنْيان؛ قال قَيْسُ بن العَيْزارِ الهُذَلي: بِما هِيَ مَقْناةٌ، أَنِيقٌ نَباتُها، مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قال: معناه أَي هي مُوافِقة لكل من نزلها، من قوله: مُقاناةِ البياضَ بصُفْرةٍ أَي يوافِق بياضها صفرتها. قال الأَصمعي: ولغة هذيل مَفْناة، بالفاء. ابن السكيت. ما يُقانيني هذا الشيء وما يُقامِيني أَي ما يُوافِقُني.
ويقال: هذا يقاني هذا أَي يُوافِقُه. الأَصمعي: قانَيْت الشيء خلطته.
وكلُّ شيءٍ خلطته فقد قانَيْتَه.
وكلُّ شيء خالط شيئاً فقد قاناه؛ أَبو الهيثم: ومنه قول امرئ القيس: كبِكْرِ المُقاناةِ، البَياضُ بِصُفْرةٍ، غَذاها نَمِيرُ الماء غيرَ مُحَلَّلِ (* البياض« يروى بالحركات الثلاث.) قال: أَراد كالبكر المقاناة البياض بصفرة أَي كالبيضة التي هي أَوّل بيضة باضتها النعامة، ثم قال: المقاناةِ البياضُ بصفرة أَي التي قُوني بياضُها بصفرة أَي خلِط بياضُها بصفرة فكانت صفراء بيضاء، فترك الأَلف واللام من البكر وأَضاف البكر إِلى نعتها؛ وقال غيره أَراد كَبِكْر الصدَفَةِ المُقاناةِ البياض بصفرة لأَنَّ في الصدفة لونين من بياض وصفرة أَضاف الدُّرَّة إِليها. أَبو عبيد: المُقاناةُ في النسج خيط أَبيض وخيط أَسود. ابن بُزُرْج: المُقاناة خلط الصوف بالوبر وبالشعر من الغَزل يؤلف بين ذلك ثم يبرم. الليث: المُقاناة إِشْراب لون بلون، يقال: قُونيَ هذا بذاك أَي أُشْرِب أَحدهما بالآخر.
وأَحمر قانٍ: شديد الحمرة.
وفي حديث أَنس عن أَبي بكر وصَبْغِه: فَغَلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حتى قَنا لونها أَي احمرَّ. يقال: قَنا لونها يَقْنُو قُنُوًّا، وهو أَحمرُ قانٍ. التهذيب: يقال قانَى لك عيش ناعم أَي دامَ؛ وأَنشد يصف فرساً: قانَى له بالقَيْظ ظِلٌّ بارِدٌ، ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بدا له عِجَلٌ، كأَحْمِرة الشَّريعَةِ أَرْبَعُ (* قوله« الشريعة» الذي في ع ج ل: الصريمة.) العِجَل: جمع عِجْلة، وهي المزادة مَثْلُوثة أَو مربوعة.
وقانَى له الشيءُ أَي دام. ابن الأَعرابي: القُنا ادِّخار المال. قال أَبو تراب: سمعت الحُصَيبيّ يقول هم لا يُفانون مالهم ولا يُقانونه أَي ما يَقومون عليه. ابن الأَعرابي: تَقَنَّى فلان إِذا اكتفى بنفقته ثم فَضَلَت فَضْلة فادَّخرها.
واقْتِناء المال وغيره: اتِّخاذه.
وفي المثل: لا تَقْتَنِ من كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً.
وفي الحديث: إِذا أَحبَّ الله عبداً فلم يترك له مالاً ولا ولداً أَي اتخذه واصطفاه. يقال: قَناه يَقْنُوه واقْتَناه إِذا اتخذه لنفسه دون البيع.
والمقْناة: المَضْحاة، يهمز ولا يهمز، وكذلك المَقْنُوةُ.
وقُنِيَتِ الجارية تُقْنَى قِنْيةً، على ما لم يُسمَّ فاعله، إِذا مُنِعَتْ من اللَّعِب مع الصبيان وسُتِرَت في البيت؛ رواه الجوهري عن أَبي سعيد عن أَبي بكر ابن الأَزهر عن بُندار عن ابن السكيت، قال: وسأَلته عن فُتِّيَتِ الجارِية تَفْتِية فلم يعرفه.
وأقْناكَ الصيدُ وأَقْنَى لك: أَمْكَنك؛ عن الهجريّ؛ وأَنشد: يَجُوعُ إِذا ما جاعَ في بَطْنِ غيرهِ، ويَرْمِي إِذا ما الجوع أَقْنَتْ مَقاتِلُه وأَثبته ابن سيده في المعتل بالياء قال: على أَنَّ ق ن و أَكثر من ق ن ي، قال: لأَني لم أَعرف اشتقاقه، وكانت اللام ياء أَكثر منها واواً.
والقُنْيان: فرس قرابة الضّبي؛ وفيه يقول: إِذا القُنْيانُ أَلحَقَني بِقَوْمٍ فلم أَطْعَن، فَشَلَّ إِذاً بَناني وقَناةُ: وادٍ بالمدينة؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِر الطائي: سَرَتْ من لِوَى المَرُّوتِ حتى تجاوزت إِليَّ، ودوني مِن قَناةَ شُجُونُها وفي الحديث: فنزلنا بِقَناة، قال: هو وادٍ من أَوْدِيةِ المدينة عليه حَرْثٌ ومال وزُرُوع، وقد يقال فيه وادِي قَناةَ، وهو غير مصروف.
وقانِيةُ: موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم: فَلأْياً ما قَصَرْتُ الطَّرْفَ عنهم بِقانِيةٍ، وقد تَلَع النَّهارُ وقَنَوْنَى: موضع.

عمر (لسان العرب) [1]


العَمْر والعُمُر والعُمْر: الحياة. يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه، لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع أَعْمار.
وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى.
والعرب تقول في القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال: لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: العَمْرُ ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً.
وفي التنزيل العزيز: لَعَمْرُك . . . أكمل المادة إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَعْمَهُون؛ لم يقرأْ إِلا بالفتح؛ واستعمله أَبو خراش في الطير فقال: لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً على خالدٍ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ (* قوله: «عذرة» هكذا في الأصل). أَي لحم شريف كريم.
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لَعَمْرُك أَي لحياتك. قال: وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي، صلى الله عليه وسلم.
وقال أَبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعَمْرُك لَدِينُك الذي تَعْمُر وأَنشد لعمربن أَبي ربيعة: أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً، عَمْرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان؟ قال: عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ وأَنشد: عَمْرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِينا، وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْرَك الله.
وقال الأَخفش في قوله: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد العُمْرَ.
وقال أَهل البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به. قال: وقال الفراء الأَيْمان يَرْفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لَعَمْرُ الله وعَمْر الله أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه؛ قال: وإِذا قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت بِتَعْمِيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة: عَمْرَك اللهَ كيف يجتمعان يريد: سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك. قال الأَزهري: وتدخل اللام في لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء فقلت: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ، نَصَبْتَ الخير وخفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمارةً، فنصب الخير بوقوع العَمْر عليه؛ ومَن خفض الخير جعله نعتاً لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبيد: سأَلت الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُك؟ فقال: على إِضمار قسم ثان كأَنه قال وعَمْرِك فلَعَمْرُك عظيم، وكذلك لَحياتُك مثله، قال: وصِدْقُه الأَمرُ، وقال: الدليل على ذلك قول الله عز وجل: اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم، كأَنه أَراد: والله ليجمعنكم، فأَضمر القسم.
وقال المبرد في قوله عَمْرَك اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شئت نصبته بواو حذفته وعَمْرِك (* قوله: بواو حذفته وعمرك إِلخ» هكذا في الأَصل). الله، وإِن شئت كان على قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم وضعتَ عَمْرَك في موضع التَّعْمِير؛ وأَنشد فيه: عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا، هل كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟ يريد: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: وفي لغة لهم رَعَمْلُك، يريدون لَعَمْرُك. قال: وتقول إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. ابن السكيت: يقال لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ الله، مرفوعة.
وفي الحديث: أَنه اشترى من أَعرابي حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابيّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك، وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ.
وفي حديث لَقِيط: لَعَمْرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه.
وقالوا: عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة، بالنصب، وهو من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فحذفت زيادته فجاء على الفعل.
وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله بطول عُمْرِه؛ قال: عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني أَلْوِي عليك، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي الكسائي: عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب على معنى عَمَرْتُك اللهَ أَي سأَلت الله أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قال: عَمَّرْتُ الله إِيَّاك. قال: ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْرَ اللهِ، وهو قبيح.
وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر؛ الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ وبقي زماناً طويلاً؛ قال لبيد:وعَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ، لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير: لئن عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ، لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا ومنه قولهم: أَطال الله عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا أَنه استعمل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح.
وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه.
وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر لها قدْراً محدوداً.
وقوله عز وجل: وما يُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص من عُمُرِه إِلا في كتاب؛ فسر على وجهين، قال الفراء: ما يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر ولا يُنْقَص من عُمُرِه، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء كأَنه الأَول؛ ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفُه؛ المعنى ونصف آخر، فجاز أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية الأَول؛ قال: وفيها قول آخر: ما يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص مِن عُمُرِه، يقول: إِذا أَتى عليه الليلُ، والنهار نقصا من عُمُرِه، والهاء في هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب، وكلٌّ حسن، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب، وهو قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير.
والعُمْرَى: ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه.
وقال ثعلب: العُمْرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول: هذه لك عُمُرَك أَو عُمُرِي، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية.
وقد عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِي؛ والعُمْرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى.
وفي الحديث: لا تُعْمِرُوا ولا تُرْقِبُوا، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده، وهي العُمْرَى والرُّقْبَى. يقال: أَعْمَرْتُه الدار عمْرَى أَي جعلتها له يسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِليَّ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية فأَبطل ذلك، وأَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ فيها مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث. قال الأَزهري: والرُّقْبى أَن يقول الذي أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك.
وأَصل العُمْرَى مأَخوذ من العُمْر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة، فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة؛ قال: وهذا الحديث أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة جائزة والشرط باطل؛ وفي الصحاح: أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو إِبِلاً؛ قال لبيد: وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى، وما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ، ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك.
ويقال: لك في هذه الدار عُمْرَى حتى تموت.
وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نسب إِلى العُمْر، وقيل: هو العُبْرِيّ من السدر، والميم بدل. الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم، على نهر كان أَو غيره، قال: والضّالُ الحديثُ منه؛ وأَنشد قول ذي الرمة: قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي، ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا (* قوله: «إِذا تجوفت» كذا بالأصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس).
وقال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار.
وفي حديث محمد بن مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوي (* قوله: «قال الراوي» بهامش الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما قاله الصاغاني كتبه محمد مرتضى) لحديثهما. ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْرِيَّة، فجعل كل واحد منهما يلوذ بها من صاحبه، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه. قال ابن الأَثير: الشجرة العُمْريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل. يقال للسدر العظيم النابت على الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب.
ويقال: عَمَر اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً.
ومكان عامِرٌ: ذو عِمَارةٍ.
ومكان عَمِيرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهري: ولا يقال أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف.
وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً.
وثوبٌ عَمِيرٌ أَي صَفِيق.
وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَي مَعْمورٌ، مثل دافقٍ أَي مدفوق، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة.
وعَمَر الرجلُ مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل: أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً، ولم يَكُنْ كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم ويقال: عَمِرَ فلان يَعْمَر إِذا كَبِرَ.
ويقال لساكن الدار: عامِرٌ، والجمع عُمّار.
وقوله تعالى: والبَيْت المَعْمور؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه.
والمَعْمورُ: المخدومُ.
وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته.
وعَمَر المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَره فيه: جعله يَعْمُره.
وفي التنزيل العزيز: هو أَنشأَكم من الأَرض واسْتَعْمَرَكم فيها؛ أَي أَذِن لكم في عِمارتها واستخراجِ قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّارَها.
والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه؛ قال طرفة بن العبد: يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ ومنه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً، كقوله تعالى: يَبْغُونها عِوَجاً؛ وقال أَبو كبير: فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه، فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ والفاء هناك في قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة وقد زيدت في غير موضع؛ منها بيت الكتاب: لا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة، وذلك لأَن الظرف معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها، فإِذا كان ذلك كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة.
ويقال: أَتَيْتُ أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً.
والعِمَارةُ: ما يُعْمَر به المكان.
والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة.
وأَعْمَرَ عليه: أَغناه.والعُمْرة: طاعة الله عز وجل.
والعُمْرة في الحج: معروفة، وقد اعْتَمر، وأَصله من الزيارة، والجمع العُمَر.
وقوله تعالى: وأَتِمُّوا الحجَّ والعُمْرة لله؛ قال الزجاج: معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة فقط، والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في السنة؛ قال: ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة، وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة.
والعُمْرة: مأَخوذة من الاعْتِمار، وهو الزيارة، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر، ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ: مُعْتَمِرٌ، وقال كراع: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بالمصدر.
وفي الحديث ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة.
وفي حديث الأَسود قال: خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، وعَمَر فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم.
والعَمَار والعَمَارة: كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غير ذلك.
وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة، ويقال للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى: فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى، سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له.
واعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛ ومنه قول أَعشى باهلة: وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ، وراكِبٌ، جاء من تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ قال الأَصمعي: مُعْتَمِر زائر، وقال أَبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة؛ وقول ابن أَحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فيه قولان: قال الأَصمعي: إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد، وقال غيره: يريد أَنهم في مفازة بعيدة من المياه فإِذا رأَوْا فرقداً، وهو ولد البقرة الوحشية، أَهلّوا أَي كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء.
ويقال للاعْتِمار: القصد.
واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له: قال العجاج: لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حين اعْتَمَرْ، مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ المعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً.
وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.
والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها، فإِن نقلها إِلى أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابي.
والعَمَارُ: الآسُ، وقيل: كل رَيْحانٍ عَمَارٌ.
والعَمّارُ: الطَّيِّب الثناء الطَّيِّب الروائح، مأْخوذ من العَمَار، وهو الآس.
والعِمَارة والعَمارة: التحيّة، وقيل في قول الأَعشى «ورفعنا العمارا» أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل: العَمَارُ ههنا الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفُرْس ميُوران، فإِذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده «ووَضَعْنا العَمارا» فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا، هو الريحان أَو الدعاء أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له، والذي يرويه «ووضعنا العمارا» هو العِمَامة؛ وقيل: معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك، وليس بقوي؛ وقيل: العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.
ورجل عَمّارٌ: مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر، وهو المنديل أَو غيره، تغطّي به الحرّة رأْسها. حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: إِن العَمَرَ أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في كمها؛ وأَنشد: قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ وحكى ابن الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي عابدٌ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: تركته يَعمرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم. ابن الأَعرابي: يقال رجل عَمّار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام.
ورجل عَمّار، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ: مأْخوذ من العَمِير، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على العمل، قال: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على السلطان، مأْخوذ من العَمارةِ، وهي العمامة، وعَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر، وهو البقاء، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى أَن يموت. قال: وعَمّارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ من العَمَرات، وهي اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هذا كله محكى عن ابن الأَعرابي. اللحياني: سمعت العامِريّة تقول في كلامها: تركتهم سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك فقال: مقيمين مجتمعين.
والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر من القبيلة، وقيل: هو الحيُّ العظيم الذي يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وهي من الإِنسان الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر، وجمعها عمائر؛ ومنه قول جرير: يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى لنا، حتى يُجاوزَها دَليل قال الجوهري: والعَمَارة القبيلة والعشيرة؛ قال التغلبي: لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوِّضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ وعَمارة خفض على أَنه بدل من أُناس.
وفي الحديث: أَنه كتب لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر والفتح، فمن فتح فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ، ومن كسر فلأَن بهم عِمارةَ الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم العَِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ.
والعَمْرة: الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها النظم، وبها سميت المرأَة عَمْرة؛ قال: وعَمْرة مِن سَرَوات النسا ءِ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها وقيل: العَمْرة خرزة الحُبّ.
والعَمْر: الشَّنْف، وقيل: العَمْر حلقة القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط.
والعَمَّار: الزَّيْن في المجالس، مأْخوذ من العَمْر، وهو القرط.
والعَمْر: لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن.
وفي الحديث: أَوْصاني جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمورِي؛ العُمُور: منابت الأَسنان واللحم الذي بين مَغارِسها، الواحد عَمْر، بالفتح، قال ابن الأَثير: وقد يضم؛ وقال ابن أَحمر: بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ، وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ والجمع عُمور، وقيل: كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْر.
وقد قيل: إِنه أَراد العُمْر.
وجاء فلان عَمْراً أَي بطيئاً؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف، وتبع أَبا عبيد كراع، وفي بعضها: عَصْراً. اللحياني: دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن.
وفي حديث قتل الحيّات: إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحيّات التي تكون في البيوت، واحدها عامِرٌ وعامرة، قيل: سميت عَوامِرَ لطول أَعمارها.
والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يقال: تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ وجَلبة.والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان (* قوله: «العمرتان» هو بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني).
والعُمَيْمِرتان: عظمان صغيران في أَصل اللسان.
واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ وصغارُ الضأْن، واحدها يَعْمور؛ قال أَبو زيد الطائي: ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً، مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف. قال الأَزهري: وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً، وهو خطأٌ. قال ابن سيده: واليَعْمورة شجرة، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل.
والعُمْرُ: ضربٌ من النخل، وقيل: من التمر.
والعُمور: نخلُ السُّكَّر (* قوله: «السكر» هو ضرب من التمر جيد). خاصة، وقيل: هو العُمُر، بضم العين والميم؛ عن كراع، وقال مرة: هي العَمْر، بالفتح، واحدتها عَمْرة، وهي طِوال سُحُقٌ.
وقال أَبو حنيفة: العَمْرُ نخل السُّكّر، والضم أَعلى اللغتين.
والعَمْرِيّ: ضرب من التمر؛ عنه أَيضاً.
وحكى الأَزهري عن الليث أَنه قال: العَمْر ضرب من النخيل، وهو السَّحُوق الطويل، ثم قال: غلظ الليث في تفسير العَمْر، والعَمْرُ نخل السُّكَّر، يقال له العُمُر، وهو معروف عند أَهل البحرين؛ وأَنشد الرياشي في صفة حائط نخل: أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه، بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ والتَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّيّ، وهو من خير تُمْران هجَر، أَسود عذب الحلاوة.
والعُمُر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غير سحوق. قال: وكان الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن تأْليفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسير، قال: وقد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها، ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه. ابن الأَعرابي: يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قال الأَزهري: هكذا قال بالعين.
والعَمَرانِ: طرفا الكُمّين؛ وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ على عَمَرَيْهِ، بفتح العين والميم، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في الغريبين وغيره.
وعَمِيرة: أَبو بطن وزعمها سيبويه في كلْب، النسبُ إِليه عَمِيرِيّ شاذ، وعَمْرو: اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَر وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها، والجمع أَعْمُرٌ وعُمور؛ قال الفرزدق يفتخر بأَبيه وأَجداده: وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخاتٍ، وعَمرو الخير إِن ذُكِرَ العُمورُ الباذِخاتُ: المراتب العاليات في الشرف والمجد.
وعامِرٌ: اسم، وقد يسمى به الحيّ؛ أَنشد سيبويه في الحي: فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة، دَعَوْا: يا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر وأَما قول الشاعر: وممن ولَدُوا عامِـ ـرُ ذو الطُّول وذو العَرْض فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ، كقول الآخر: قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه: مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ؟ تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ، قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل عنه في حال الصفة لقيل العُمَر يُراد العامِر.
وعامِرٌ: أَبو قبيلة، وهو عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وعُمَير وعُوَيْمِر وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كلها: أَسماء؛ وقول عنترة:أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلَني؟ فها أَنا ذا عُمارا هو ترخيم عُمارة لأَنه يهجو به عُمارةَ بن زياد العبسي.
وعُمارةُ بن عقيل بن بلال بن جرير: أَدِيبٌ جدّاً.
والعَمْرانِ: عَمْرو بن جابر بن هلال بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة، وبَدْر بن عمرو بن جُؤيّة بن لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابن السكيت لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما: إِذا اجتمع العَمْران: عَمْرو بنُ جابر وبَدْرُ بن عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما، جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا والعامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو أَبو علي.
والعُمَران: أَبو بكر وعُمَر، رضي الله تعالى عنهما، وقيل: عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قال الأَزهري: العُمَران أَبو بكر وعمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه افْتِئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضي الله عنه، وكان قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل فلا يقال عن عمر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه.
وروي عن قتادة: أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى العُمَران فما بينهما من الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر خليفةٌ.
وعَمْرَوَيْهِ: اسم أَعجمي مبني على الكسر؛ قال سيبويه: أَما عَمْرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع؛ قال الجوهري: إِن نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخر، وقال: عَمْرَوَيْه شيئان جعلا واحداً، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه، وذكر المبرد في تثنيته وجمعه العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وذكر غيره أَن من قال هذا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه، ولم يشرطه المبرد.
ويحيى بن يَعْمَر العَدْوانيّ: لا ينصرف يَعْمَر لأَنه مثل يَذْهَب.
ويَعْمَر الشُِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب.
وأَبو عَمْرة: رسولُ المختار (* قوله: «المختار» أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس).
وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به.
وأَبو عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قال: إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار وقال: حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو عَمْرة: كنية الجوع.
والعُمُور: حيٌّ من عبد القيس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما شَنٌّ: من قيس أَيضاً.
والأَضْجَم: ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة.
وبنو عمرو بن الحرث: حيّ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي: لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم، ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا قيل: معنى مَن تَعَمَّر انتسب إِلى بني عمرو بن الحرث، وقيل: معناه من جاء العُمْرة.
واليَعْمَريّة: ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من الشَّرَبّة.
واليَعامِيرُ: اسم موضع؛ قال طفيل الغنوي: يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم: لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ (* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع «فيه» مكان «لغدٍ» هذا إِذا كان اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه).
وأَبو عُمَيْر: كنية الفَرْج.
وأُمُّ عَمْرو وأُم عامر، الأُولى نادرة: الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع؛ قال الراجز: يا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى، مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى وقال الشنفرى: لا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم عليكم، ولكن أَبْشِري، أُمَّ عامر يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ ومنه قول الهذلي: وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص، به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ ومن أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عامر، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ له حتى يكْعَمها ثم يجرّها ويستخرجها. قال: والعرب تضرب بها المثل في الحمق، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول؛ يضرب مثلاً لمن يُخْدع بلين الكلام.