المصادر:  


نشط (المعجم الوسيط) [50]


 من الْمَكَان نشطا خرج وَيُقَال نشط المسيل خرج عَن الجادة وَذهب يمنة ويسرة ونشطت بِهِ الهموم أزعجته وَذَهَبت بِهِ الْمذَاهب وَالْحَبل نشطا عقده بأنشوطة وَيُقَال نشط الْعقْدَة وَالشَّيْء نشطا نَزعه وجذبه يُقَال نشط الدَّلْو وَفُلَانًا طعنه وَيُقَال نشطته حَيَّة عضته نشط:  إِلَيْهِ وَله نشاطا خف لَهُ وجد فِيهِ ناشط ونشيط وَهِي ناشطة ونشيطة وَفِي الْعَمَل وَنَحْوه طابت نَفسه لَهُ 

نشط (مقاييس اللغة) [50]



النون والشين والطاء: أصلٌ صحيح يدلُّ على اهتزازٍ وحركة. منه النّشاط معروفٌ وهو لما فيه من الحركة والاهتزاز والتَّفتُّح. يقال نَشِطَ ينشَط.
وأنْشَطَ القومُ: كانت دوابُّهُم نَشِيطة.
والثَّور ناشط، لأنَّهُ يَنْشِطُ من بلدٍ إلى بلد. قال ذو الرُّمَّة:
أذاكَ أم نَمِشٌ بالوَشْي أكرُعُه      مسفَّعُ الخَدِّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ

ونَشَطْتُ الشَّيءَ: قشرتُه، كأنَّهُ لما قُشِرَ أُخرِجَ من جِلده.
وطريقٌ ناشط: يَنْشِطُ في الطَّريق الأعظم يَمنةً [ويَسْرَة].
ونَشَطت النّاقةُ في سيرها، إذا شَدَّت.
والأُنْشُوطة: العُقدة مثل عُقدة السَّراويل ونَشَطْتُه بأُنشوطة.
وأنْشَطتُ العِقال: مَدَدْت أُنشوطتَه فانحلَّت.
وقال قوم: الإنشاط: الحَلُّ، والتَّنشيط: العَقْد.
وبئر أنشاط: قَريبة القَعر يَخرج دلوُها بجَذْبَةٍ.
ونَشَطْتُ الدَّلْوَ من البئرِ بغير قامة.
والنَّشيطة من الإبل: أن تُوجَد فتُسَاقَ . . . أكمل المادة من غير أنْ يُعْمَدَ لها.
وقال قوم: هو الذي يصيبه القومُ قبل أن يَصِلوا إلى الحيِّ الذي يريدون الإغارة عليه، فيَنْشِطُه الرّئيسُ من بين أيديهم. قال:
لك المِرباعُ منها والصَّفايا      وحُكمُك والنَّشِيطةُ والفُضُولُ

نَشِطَ (القاموس المحيط) [50]


نَشِطَ، كسمِعَ، نَشاطاً، بالفتح،
فهو ناشِطٌ ونَشِيطٌ: طابَتْ نَفْسُه للعَمَلِ وغيرِه،
كتَنَشَّطَ،
و~ الدابةُ: سَمِنَتْ.
وأنْشَطَه ونَشَّطَه تَنْشيطاً.
وأنْشَطَ: نَشِطَ أهْلُه، أو دَوابُّه، فهو مُنْشِطٌ ونَشيطٌ.
ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ: له دابةٌ يَرْكَبُها، وإذا سَئِمَ، نَزَلَ عنها.
ونَشَطَ من المَكانِ يَنْشِطُ: خَرَجَ،
و~ الدَّلْوَ: نَزَعَها بلا بَكَرَةٍ،
و~ الحَيَّةُ تَنْشِطُ وتَنْشُطُ: عَضَّتْ بنابِها،
كأَنْشَطَتْ،
و~ الحَبْلَ، كنَصَرَ: عَقَدَه،
كنَشَّطَه.
وأنْشَطَه: حَلَّه،
و~ العِقالَ: مَدَّ أُنْشُوطَتَه،
و~ الشيءَ: اخْتَلَسَه، وأوْثَقَهُ.
والناشِطُ: الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ يَخْرُجُ من أرضٍ إلى أرضٍ.
{والناشِطاتِ نَشْطاً}، أي: النُّجومُ تَنْشِطُ من بُرْجٍ . . . أكمل المادة إلى آخَرَ، أو الملائِكَةُ تَنْشِطُ نَفْسَ المُؤْمِنِ بقَبْضها، أي: تَحُلُّها حَلاًّ رَفيقاً، أو النُّفوسُ المُؤْمِنَةُ تَنْشِطُ عندَ المَوْتِ نَشاطاً.
والنَّشيطَةُ في الغَنيمَةِ: ما أصابَ الرَّئيس قبلَ أن يَصيرَ إلى بَيْضَةِ القومِ،
و~ من الإِبِلِ: التي تُؤْخَذُ فَتُساقُ من غير أن يُعْمَدَ لها،
وقد أنْشَطوه.
وكصَبورٍ: سَمَكٌ يُمْقَرُ في ماءٍ ومِلْحٍ.
والأُنْشوطةُ، كأُنْبوبَةٍ: عُقْدةٌ يَسْهُلُ انْحِلالُها كعَقْدِ التِّكَّةِ.
وطريقٌ ناشِطٌ: يَنْشِطُ من الطَّريقِ الأَعْظَمِ يَمْنَةً ويَسْرَةً، وكذلك النَّواشِطُ من المَسايل.
وبِئْرٌ أنْشاطٌ، ويُكْسَرُ: قَرِيبةٌ يَخْرُجُ منها الدَّلْوُ بجَذْبَةٍ.
وكصَبورٍ: عَكْسُها.
وانْتَشَطَ السَّمكةَ: قَشَرَها،
و~ المالُ الرِّعْيَ: انْتَزَعَه بالأَسْنان،
و~ الحَبْلَ: مَدَّه حتى يَنْحَلَّ.
وتَنَشَّطَ المَفازَة: جازَها،
و~ الناقةُ في سَيْرِها: شَدَّتْ.
واسْتَنْشَطَ الجِلْدُ: انْزَوَى، واجْتَمَعَ.
وكأَميرٍ: تابِعيٌّ، ورجُلٌ بَنَى لِزِيادٍ داراً بالبَصْرَة، فَهَرَبَ إلى مَرْوَ قَبلَ إتْمامِها.
وكُلَّما قيلَ له: تَمِّمْ، قال: حتى يَرْجِعَ نَشيطٌ من مَرْوَ، فلم يَرْجِعْ، فَصارَ مَثَلاً.
والنُّشُطُ، بضمتين: ناقِضُو الحِبالِ في وقْتِ نَكْثِها لتُضْفَرَ ثانِيةً.

نشط (الصّحّاح في اللغة) [50]


نَشِطَ الرجلُ يَنْشَطُ نَشاطاً بالفتح، فهو نَشيطٌ.
وتَنَشَّطَ لأمر كذا، وتَنَشَّطَتِ الناقةُ في سيرها، وذلك إذا شَدَّتْ.
وأنْشَطَ القومُ، إذا كانت دوابُّهم نَشيطَةً.
وأنْشَطَهُ الكلأُ، أي سَمِنَ.
والنَشيطَةُ: ما يَغْنمه الغُزاةُ في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قَصَدوه. قال الشاعر:
وحُكْمُكَ والنَشيطُ والفُضولُ      لكَ المِرْباعُ منها والصَفـايا

والناشِطُ: الثورُ الوحشيُّ يخرجُ من أرضٍ إلى أرض.
وقوله تعالى: "والناشِطاتِ نَشْطاً"، يعني النجومَ من برجٍ إلى برج، كالثور الناشِطِ من بلد إلى بلد.
والهُمومُ تَنْشِطُ بصاحبها. قال هِمْيانُ ابن قُحافة:
      الشامَ بي طَوْراً وطَوْراً واسِطا


ونَشَطَتْهُ الحيَّةُ تَنْشِطُ وتَنْشَطُ نَشْطاً، إذا عضَّته بنابها.
ونَشَطْتُ الدلْوَ من البئر: نزعتها بغير بَكَرَةٍ.
وقال الأصمعيّ: يقال للناقة: حَسُنَ ما . . . أكمل المادة نَشَطَتِ السَيرَ، يعني سَدْوَ يديها.
والأُنْشوطَةُ: عُقدةٌ يسهلُ انحلالها، مثل عُقدة التِكَّةِ. يقال: ما عِقَلُكَ بأُنْشوطَةٍ، أي ما مودَّتُك بواهيةٍ. قال أبو زيد: نَشَطْتُ الحبلَ أَنْشُطُهُ نَشْطاً: عَقَدْتُهُ أُنْشوطَةً.
وأَنْشَطْتُهُ، أي حللتُهُ. يقال: كأنَّما أُنْشِطَ من عِقالٍ.
وانْتَشَطْتُ الحبلَ، أي مددته حتَّى ينحلَّ. قال الأصمعيّ: بئرٌ أَنْشاطٌ، أي قريبةُ القعرِ تخرج الدَلوُ منها بجَذْبَةٍ واحدةٍ.
وبئرٌ نَشوطٌ، قال: وهي التي لا تَخرجُ منها الدلوُ حتَّى تُنْشَطَ كثيراً.
والنَشوطُ أيضاً: ضربٌ من السمك وليس بالشَبُّوطِ.

نشط (العباب الزاخر) [50]


نَشِطَ الرجُلُ -بالكسر- ينْشَطُ نَشَاطاً- بالفتح- فهو ناشطٌ ونشيطٌ: أي طيبُ النفسِ للعملِ وغيرهِ.
والمنشطُ: الكثيرُ النشاطِ، وانشد الأصمعي يصفُ بعيراً:
مُنْسَرحٍ سَدْوَ اليدينِ منشطِهْ     

وقال رؤبة:
يَنْضُو المطايا عَنقَ المُسَمِطِ      برجِلٍ طالت وبوعٍ منشطِ

والناشطُ: الثورُ الوحشي يخرجُ من أرضٍ إلى أرضٍ، قال ذو الرمة:
أذاك أم نمشٌ بالوشيِ أكرُعُهُ      مُسفعُ الخد غادٍ ناشِطٌ شببُ

وقال الطرماحُ:
أذاك أم ناشِطَ تـوسـنـه      جاري رذاذٍ يستنُ منجرِدًه

وقال الطِرماحُ أيضاً:
واستطربت ظُعُنُهُمُ لما احزأل بهم      آل الضحى ناشِطاً من داعباتِ دَدِ

وقال أسامةُ الهُذلي:
وإلا النعـامَ وحَـفـانـهُ      وطغيا من اللهقِ الناشِطِ

ويروى: "وطَغْياً" أي صوتاً. وقولهُ تعالى: "والناشِطاتِ نشْطاً" أي . . . أكمل المادة النجومِ تنشُطُ من برجٍ إلى برج كالثورِ الناشِطِ من أرضٍ إلى أرضٍ، وقال الفراءُ: هي الملائكةُ تنشُطُ نفس المؤمنِ بقبضها، وقال ابنُ دريدٍ: قال ابو عُبيدةَ: تنشِطُ من بلدٍ إلى بلدٍ، وقال ابنُ عرفةَ: هي الملائكةُ تنشُطُ أرواحَ المسلمين أي تحلها حلاً رفيقاً. ويقالُ: الهمومُ تنشطُ بصاحبها، قال هميانُ بن قُحافةَ السعديُ:
أمستْ هُمومي تنشطُ المناشِطـا      الشأمَ بي طوراً وطوراً واسطا

ونشَطَتْهُ الحيةُ تنشُطَهُ وتنشِطهْ نشطاً: أي عضتهْ بنابها. ونَشَطْتُ الدلوَ من البئر: نزعتها بغير بكرةٍ. وقال الأصمعي: يقال للناقةِ حسُن ما نشطتِ السيرَ: يعنى سدوُ يديها.
وقال أبو زيدٍ: نَِطْتُ الحبلَ أنشطهُ نشطاً: عَقَدته أنشوطةً، والأنشوطةُ: عقدةٌ يسهلُ انحلالها مثلُ عقدةُ التكةِ، يقالُ: ما عقالكَ بأنشوطةٍ: أي ما مودتك بواهيةٍ. وقال الليثُ: طريقُ ناشِطٌ: ينشِطُ من الطريق العظم يمنةً ويسرةً؛ كقولِ حُميدٍ الأرقطِ يصفُ الفُراتَ:
قد الفلاةَ كالحصانِ الخارطِ      معتسفاً للطرقِ النواشِطِ

وكذلك النواشِطُ من المسائل. وقال الأصمعي: بئرٌ أنشاطٌ: أي قريبةُ القعرِ تخرجُ الدلوُ منها بجذبةٍ واحدةٍ. قال: وبئرٌ نُشوطٌ: وهي التي لا تخرجُ منها الدلوُ حتى تنشطَ كثيراً. والنشوطُ -أيضاً-: ضَربٌ من السمك، وليس بالشبوط. وقال الليث: النشُوطةُ: كلامٌ عراقيٌ وهو سَمَكٌ يمقرُ في ماءٍ وملحٍ. وقولهم: لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ؛ وهو اسمُ رجلٍ بنى لزيادٍ داراً بالبصرةَ فَهربَ إلى مروَ قبل إتمامها، فكان زيادٌ كلما قيل له تمم داركَ يقولُ: لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ، فلم يرجعْ وصار مثلاً. ونشِيْطٌ -أيضاً-: من التابعينَ، قال البُخاري: يروى عن ابن عباسٍ -رضي اللّه عنهما-. وقال الليث: النشيطةُ: ما يغنمهُ الغُزاةُ في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه. وقال الليثُ: النشيِطةُ من الإبل: أن تؤخذَ فتستاقَ من غيرِ أن يعمدَ لها، قال عبد اللّه بن غنمةَ الضبي:
لك المِرباعُ فيها والـصـفـايا      وحُكمكَ والنشِيْطةُ والفضولُ.

"و" قال ابن الأعرابي: النُشُطُ -بضمتين-: ناقِضُو الحبالِ في وقتِ نكثها لتضفرَ ثانيةً. وقال الليث: أنشطتهُ بأنشوطةٍ وأنشوطتينِ ونُشُطٍ كثيرةٍ أي أو ثقتهُ بذلك الوثاقِ. وأنشطتهُ ونَشطتهُ" حللتهُ، وأنشد الأصمعي" يصفُ بعيراً:
مُحتملٍ يَزْفِرُ.     

وأنشطتُ البعيرَ. وأنشطتُ العِقالَ: إذا مددتَ أنشوطتهَ فانحاتْ ومنه الحديثُ أنه حين أخرجَ سِحْرُ النبي "صلى اللّه عليه وسلم" جعل علي -رضي اللّه عنه- يحله؛ فكلما حل عُُقدهً وجد خِفةً؛ فقام كأنما أنشطَ من عِقالٍ. وأنشطَ القومِ: إذا كانت دوابهمُ نشيطةً. وأنشطه الكلأ: أي سمنَ. ونشطهَ تنشيطاً: من النشاط. والتنشِيِطُ -أيضاً-: العقدُ. ونشطتُ الإبلَ: إذا كانت ممنوعةً من الرعيِ فأرسلتها ترعى. وقال أبو زيدٍ: رجلٌ منَشطٌ: إذا نَزَلَ عن دابتهِ من طولِ الركوب، ولا يقال ذلك للراجِلِ، قال فيها النجم:
نَشطَها ذو لِمةٍ لـم تُـغْـسَـلِ      صُلْبُ العصا جافٍ عن التغزلِ

وكذلك رجلٌ منتشِطٌ. وانتشطتُ السمكةَ: قشرتها.
وقال شمرٌ: انتَشَطَ المالُ الرعيَ: أي انتزعهَ بالاسنانِ كالاختلاسِ. وانتَشَطْتُ الحبلَ: أي مددتهُ حتى ينحل، قال رؤبةُ.:
جذْبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي     

وتنشَطَ لأمرِ كذا: من النشاط. وتنشَط المفارةَ: جازها، من قولهم: ثورٌ ناشِطٌ، قال رؤبةُ:
تَنَشطتْهُ كل مِغلاةِ الوهقْ     

وتنشطتِ الناقةُ في سيرها: وذلك إذا سدتْ. وقال ابنُ عباد: استَنْشْطَ الجِلْدُ: إذا انزوى واجتمعَ. والتركيبُ يدلُ على اهتزازٍ وحركةٍ.

نشط (لسان العرب) [50]


النَّشاطُ: ضدّ الكَسَلِ يكون ذلك في الإِنسان والدابة، نَشِطَ نَشاطاً ونَشِطَ إِليه، فهو نَشِيط ونَشَّطَه هو وأَنْشطه؛ الأَخيرة عن يعقوب. الليث: نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً، فهو نَشِيط طيّب النفْس للعمل، والنعت ناشِطٌ، وتَنَشَّط لأَمر كذا.
وفي حديث عُبادَة: بايَعْتُ رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المَنْشَطِ والمَكْره؛ المَنْشَطُ مَفْعَل من النَّشاط وهو الأَمر الذي تنْشَط له وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فعله وهو مصدر بمعنى النشاط.
ورجل نَشِيط ومُنْشِطٌ: نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه.
ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كانت له دابة يركبها، فإِذا سَئِم الركوب نزل عنها.
ورجل مُنْتَشِطٌ من الانْتِشاطِ إِذا نزل عن دابَّته من طُولِ الرُّكوب، ولا يقال ذلك للراجل.
وأَنْشَطَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم . . . أكمل المادة نَشِيطةً.
ونَشِطَ الدَّابةُ: سَمِنَ.
وأَنْشَطه الكَلأُ: أَسْمَنه.
ويقال: سَمِنَ بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه، وكلاهما من أُنْشُوطةِ العُقْدةِ.
ونشَط من المكان يَنْشِطُ: خرج، وكذلك إِذا قطع من بلد إِلى بلد.
والناشِطُ: الثَّوْر الوحْشِيّ الذي يخرج من بلد إِلى بلد أَو من أَرض إِلى أَرض؛ قال أُسامة الهُذلي: وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه، وطَغْياً معَ اللَّهِقِ الناشِطِ وكذلك الحِمارُ؛ وقال ذو الرمة: أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ (* قوله «هاد» كذا بالأصل والصحاح، وتقدم في نمش عاد بالعين المهملة.) ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً: مضت على هُدّى أَو غير هدى.
ويقال للناقة: حَسُنَ ما نَشَطَتِ السيرَ يعني سَدْوَ يديها في سيرها. الليث: طريق ناشِطٌ يَنْشِط من الطريق الأَعظم يَمنة ويَسْرة.
ويقال: نَشَط بهم الطريقُ.
والناشِطُ في قول الطرماح: الطريق.
ونشَط الطريقُ ينشِط: خرج من الطريق الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة؛ قال حميد: مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ (* قوله «معتزماً إلخ» كذا في الأَصل والأَساس أَيضاً إِلا أَنه معدى باللام.) وكذلك النواشِطُ من المَسايل.
والأُنْشُوطةُ: عُقْدة يَسْهُل انحلالها مثل عقدة التِّكة. يقال: ما عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي ما مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ، وقيل: الأُنْشوطةُ عقدةٌ تَمدُّ بأَحدِ طرفيها فتَنحل، والمُؤَرَّبُ الذي لا ينحل إِذا مُدَّ حتى يُحَلّ حلاًّ.
وقد نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها: عقَدها وشدَّها، وأَنْشَطها حلَّها.
ونشَطْت العَقْد إِذا عقدته بأُنشوطة.
وأَنشطَ البعير: حَلَّ أُنشوطته.
وأَنشطَ العِقال: مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ.
وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حتى ينحَل.
ونشَطت الحبل أَنْشُطه نشْطاً: ربطْتُه، وإِذا حللْتَه فقد أَنشَطْتَه، ونشَطه بالنِّشاط أَي عقده.
ويقال للآخِذ بسُرعة في أَيّ عمل كان، وللمريض إِذا بَرأَ، وللمَغْشِيّ عليه إِذا أَفاق، وللمُرْسَل في أَمر يُسرع فيه عزِيمتَه: كأَنما أُنْشِط من عِقال، ونَشِط أَي حُلَّ.
وفي حديث السِّحر: فكأَنما أُنْشِط من عِقال أَي حُلّ. قال ابن الأَثير: وكثيراً ما يجيء في الرواية كأَنما نَشِط من عقال، وليس بصحيح.
ونَشَطَ الدَّلْوَ من البئر يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً: نَزَعها وجذَبَها من البئر صُعُداً بغير قامة، وهي البَكْرة، فإِذا كان بقامة فهو المَتْح.
وبئر أَنْشاط وإِنشاط: لا تخرجُ منها الدلو حتى تُنْشَطَ كثيراً.
وقال الأَصمعي: بئر أَنشاط قريبة القعر، وهي التي تَخرج الدلُو منها بجَذْبة واحدة.
وبئر نَشُوط: وهي التي لا تَخرج الدلو منها حتى تُنْشَط كثيراً. قال ابن بري: في الغريب لأَبي عبيد بئر إِنشاط، بالكسر، قال: وهو في الجمهرة بالفتح لا غير.
وفي حديث عوف بن مالك: رأَيت كأَنَّ سبَباً من السماء دُلِّي فانْتُشِطَ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، ثم أُعِيد فانتُشِط أَبو بكر، رضي اللّه عنه، أَي جُذِب إِلى السماء ورفع إِليها؛ ومنه حديث أُمّ سَلمة: دخل علينا عَمَّار، رضي اللّه عنهما، وكان أَخاها من الرّضاعة فنَشَط زينبَ من حَجْرها، ويروى: فانتشط.
ونَشَطَه في جنبه ينْشُطه نشْطاً: طعَنَه، وقيل: النشْطُ الطعْنُ، أَيّاً كان من الجسد ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه وتنْشُطُه نشطاً وأَنْشَطتْه: لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها.
وفي حديث أَبي المِنهال وذكرَ حَيَّات النار وعَقارِبَها فقال: وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسْباً، وفي رواية: أَنْشأْنَ به نَشطاً أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس، وأَنْشأْن بمعنى طَفِقْن وأَخذْن.
ونَشَطَتْه شَعُوبُ نشطاً، مثَلٌ بذلك.
وانتشطَ الشيءَ: اختَلَسه. قال شمر: انتشط المالُ المَرْعَى والكلأَ انتزعه بالأَسنان كالاختلاس.
ويقال: نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انتزعت.
والنَّشيطةُ: ما يغنَمُه الغُزاة في الطريق قبل البلوغ إِلى موضع الذي قصدوه. ابن سيده: النَّشِيطة من الغنيمة ما أَصاب الرئيسُ في الطريق قبل أَن يصير إِلى بَيْضةِ القوم؛ قال عبد اللّه بن عَنَمة الضَّبِّي: لَكَ المِرْباعُ منها والصّفايَا، وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ يخاطب بِسْطامَ بن قَيْس.
والمِرْباعُ: ربع الغنيمة يكون لرئيس القوم في الجاهلية دون أَصحابه، وله أَيضاً الصفايا جمع صَفِيّ، وهو يَطْطَفِيه لنفسه مثل السيف والفرس والجارية قبل القسمة مع الربع الذي له.
واصْطَفَى رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، سيفَ مُنَبِّه بن الحجَّاج من بني سَهْم بن عمرو بن هُصَيْصِ بن كَعب بن لُؤَي ذا الفَقارِ يوم بَدْر، واصطفى جُوَيْرية بنت الحرث من بني المُصْطَلِق من خُواعةَ يوم المُرَيْسِيع، جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها، واصْطَفَى صَفِيَّةَ بنت حُيَيّ ففعل بها مثل ذلك، وللرئيس أَيضاً النَّشِيطةُ مع الربع والصَّفيِّ، وهو ما انْتُشِط من الغنائم ولم يُوجِفوا عليه بخيل ولا رِكاب.
وكانت للنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، خاصَّة وكان للرئيس أَيضاً الفُضُولُ مع الربعِ والصفيِّ والنشِيطة، وهو ما فَضَل من القِسْمةِ مما لا تصح قِسمتُه على عدَد الغُزاةِ كالبعير والفرس ونحوهما، وذهبت الفُضول في الإِسلام.
والنشِيطةُ من الإِبل: التي تُؤْخَذ فتُساق من غير أَن يُعْمَد لها؛ وقد انْتَشطوه.
والنَّشُوط: كلام عراقي وهو سَمك يُمْقَر في ماء ومِلح.
وانْتَشَطْتُ السمكةَ: قَشَرْتُها.
والنَّشُوطُ: ضرب من السمك وليس بالشَّبُّوطِ.
وقال أَبو عبيد في قوله عزَّ وجل: والنَّاشِطاتِ نَشْطاً، قال: هي النجوم تَطْلُع ثم تَغِيب، وقيل: يعني النجوم تَنْشِط من بُرْج إِلى برج كالثور الناشط من بلد إِلى بلد، وقال ابن مسعود وابن عباس: إِنها الملائكة، وقال الفراء: هي الملائكة تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، وقال الزجاج: هي الملائكة تنشِط الأَرْواحَ نشطاً أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كما تنزِع الدَّلْوَ من البئر.
ونَشَّطْتُ الإِبل تنشيطاً إِذا كانت ممنوعة من المَرْعى فأَرسلْتها تَرْعى، وقالوا: أَصلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ وقال أَبو النجم: نَشَّطَها ذُو لِمّة لم تَقْمَلِ، صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّعَزُّلِ أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعدما شربت. ابن الأَعرابي: النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال في وقت نَكْثها لتُضْفَر ثانية.
وتَنَشَّطت الناقةُ في سيرها: وذلك إِذا شدّت.
وتنشَّطت الناقةُ الأَرضَ: قطعَتْها؛ قال: تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ يقول: تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يديها في سيرها.
والمِغْلاةُ: البعيدةُ الخَطْو.
والوهَقُ: المُباراةُ في السير. قال الأَخفش: الحِمارُ يَنْشِطُ من بَلد إِلى بلد، والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ وقال هِمْيانُ: أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطا: الشامَ بي طَوْراً، وطَوْراً واسِطا ونَشِيطٌ: اسم.
وقولهم: لا حتى يرجِعَ نَشِيطٌ من مَرْو، هو اسم رجل بَنى لزِياد داراً بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قبل إِتمامها، فكان زياد كلما قيل له: تَمِّم دارك، يقول: لا حتى يرجع نشيط من مرو، فلم يَرجع فصار مثلاً.

ش - ط - ن (جمهرة اللغة) [50]


قال أبو بكر: هذا الرجز لأبي النجم، وإنما يصف فحلاً من الإبل قد جَسِدَ ولَبِدَ خَطْرُه على فخذيه فشبّه برُبّ السمن الذي قد نالت منه النار فاسوادّ، والياء فيه أصلية، والشُّكلة: بياض في حُمرة؛ وعين شَكْلاء، إذا كان في بياضها حُمرة. ومن قال إن النون فيه أصلية فهو من شَطَنَ فهو شاطن، أي بعُد عن الخير. وقرأ الحسن: وما تنزّلتْ به الشّياطونَ؛ قال أبو بكر: هذا خلاف الخطّ. والنَّشْط: شدُّك الحبلَ بأُنشوطة فإذا أمرته أن يشُدَّه قلت: أُنْشُطْه نَشْطاً، وإذا أمرته أن يحُلَّه قلت: أَنْشِطْهُ إنشاطاً. وبئرٌ أنشاطٌ، إذا كان يُنْزَع دلوُها بنَشْطَة واحدة؛ هكذا قال الأصمعي، بفتح الهمزة، . . . أكمل المادة وقد قالوا: إنشاط، بكسر الهمزة. وسَير مِنشَط، أي ممتدّ بعيد. ويقال: نشَطَتْه الحيةُ، إذا نهشته بمقدَّم فيها. ورجل نَشيط بَيّن النّشاط، وكذلك الدابّة. وثور ناشط، إذا نشَطَ من بلد الى بلد. والنّشيطة: ما انتشطه الجيش قبل الغنيمة، وذلك يكون للرئيس. قال عبد الله بن عَنَمَة الضبيّ: لك المِرْباعُ منها والصّفايا ... وحُكْمُكَ والنّشيطةُ والفُضولُ والمِرباع: رُبع الغنيمة كان يؤخذ في الجاهلية فصار في الإسلام خُمساً؛ والصّفايا: ما اصطفاه الرئيسُ أيضاً. والنّشاط: معروف، وهو المَرَح؛ نَشِطَ ينشَط نَشاطاً فهو نَشيط. وقد سمّت العرب نَشيطاً. ويقال: تنشّطت الناقةُ الأرضَ، إذا قطعتها. قال الراجز: تنشّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ مضبورةٍ قَرواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ المِغْلاة: التي تغالي في السير؛ والوَهَق: المباراة في السير. والنَّطْش: أصل بناء قولهم: ما به نَطيش، أي حركة.

الناشط (المعجم الوسيط) [0]


 نَاقض الْحَبل ليضفر ثَانِيَة (ج) نشط 

س - ل - ل (جمهرة اللغة) [0]


ومن معكوسه: لَس البعيرُ النبتَ يَلُسه، إذا أخذه بمشْفَره. قال زهير: ثلاث كأقواس السراءِ وناشِط ... قدِ اخضر مِن لَسِّ الغميرِ جَحافِلُهْ

الدَّدِدُ (القاموس المحيط) [0]


الدَّدِدُ، ككَتِفٍ، في قول الطِّرِمَّاحِ:
واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُم لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ **** آلُ الضُّحى ناشِطاً من داعِبٍ دَدِدِ
كسَعَهُ بدالٍ ثالثةٍ، لأنَّ النَّعْتَ لا يَتَمَكَّنُ حتى يَتِمَّ ثلاثةُ أحْرُفٍ، وأرادَ بالناشِطِ: الشَّوْقَ النازِعَ.

لسس (الصّحّاح في اللغة) [0]


اللَسُّ: الأكلُ. يقال: لَسَّتِ الدابَّةُ الكلأ تَلُسُّهُ لَسًّا بالضم، إذا نتفته بجَحْفَلَتها. قال زهيرٌ يصف وحشاً:
قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَميرِ جَحافِلُهْ      ثلاثٌ كأقْواسِ السَراءِ ونـاشِـطٌ

وأَلَسَّتِ الأرضُ: طلع أوَّل نباتها، واسم ذلك النبات اللُساسُ بالضم، لأنَّ المال تَلُسَّهُ. قال الراجز:
      في باقِلِ الرِمْثِ وفي اللُساسِ

لسس (لسان العرب) [0]


اللَّسُّ: الأَكل. أَبو عبيد: لَسَّ يَلُسُّ لَسّاً إِذا أَكل؛ وقال زهير يصف وَحْشاً: ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ، قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِير جَحَافِلُه (* قوله ناشط: في قصيدة زهير: مِسْحَل.) ولَسَّت الدابةُ الحشيش تَلُسُّه لَسّاً: تَناوَلَتْه ونَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها.
وأَلَسَّت الأَرضُ: طَلَع أَوّل نباتِها، واسمُ ذلك النبات اللُّساس، بالضم، لأَن المال يَلُسُّه واللُّساس: أَوّل البَقْل.
وقال أَبو حنيفة: اللُّسَاس البقل ما دام صغيراً لا تَسْتَمْكِن منه الراعية وذلك لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً؛ قال: يُوشِك أَن تُوجِسَ في الإِيجاس (* قوله «يوشك أَن توجس» هكذا في الأَصل وشارح القاموس هنا وأَراد المؤلف هذه الأَبيات في مادة هوس بلفظ آخر.)، في باقِلِ الرِّمْثِ . . . أكمل المادة وفي اللُّساس، منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاس وأَلَسَّ الغَمِيرُ: أَمكن أَن يُلَسَّ. قال بعض العَرب: وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً ما حَوْلها قد أَلَسَّ غَمِيرُها؛ وقيل: أَلَسَّ خرج زَهْرُه.
وقال أَبو حنيفة: اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْي، لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً.
وثوب مُتَلَسْلِس ومُلَسْلَس: كمُسَلْسَل، وزعم يعقوب أَنه مقلوب.
وماءٌ لَسْلَس ولَسْلاس ولُسالِس: كسَلْسَل؛ الأَخيرة عن ابن جني. ابن الأَعرابي: يقال للغلام الخفيف الروح النَّشيط لُسْلُس وسُلْسُل.
واللُّسْسُ: الحَمَّالون الحُذَّاق؛ قال الأَزهري: والأَصل النُّسُ، والنَّسسُّ السَّوْق، فقلبت النون لاماً. ابن الأَعرابي: سَلْسَلَ إِذا أَكل السَّلْسَلَة؛ وهي القطعة الطويلة من السنام، وقال أَبو عمر: وهي اللِّسْلِسةُ، وقال الأَصمعي: هي السَّلْسَلَة، ويقال سِلْسِلَة.
واللَّسْلاسُ: السَّنام المقطَّع؛ قال الأَصمعي: اللَّسْلِسَة يعني السنام المقطَّع.

طغا (الصّحّاح في اللغة) [0]


طَغا يَطْغى ويَطْغو طُغْياناً، أي جاوَز الحدّ.
وكلُّ مجاوزٍ حدَّه في العِصيان فهو طاغٍ.
وطَغِيَ يَطْغى مثله.
وأطْغاهُ المال، أي جعلَه طاغِياً.
وطَغا البحر: هاجت أمواجُه.
وطَغا الدمُ: تبيَّغَ.
وطغا السيل، إذا جاء بماءٍ كثير.
والطَغْيَةُ: أعلى الجبل.
وكل مكانٍ مرتفع طَغْوَةٌ. أبو زيد: الطَغْيَةُ من كلِّ شيء: نبذة منه.
وأنشد لأسامة الهذلي:
وطُغْيا مع اللهَقِ الناشِطِ      وإلاّ النَعامَ وحَـفَّـانَـهُ

قال الأصمعي: طُغْيا بالضم.
وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغير من بقر الوحش والطُغْوانُ والطُغْيانُ بمعنًى.
والطَغْوى بالفتح مثله.
والطاغِيَةُ ملك الروم.
والطاغِيةُ: الصاعقةُ.
وقوله تعالى: "فأمَّا ثَمْودُ فأُهْلِكوا بالطاغِيَة" يعني صيحةَ العذاب.
والطاغوتُ: الكاهن والشيطان، وكلُّ رأسٍ في الضلالة؛ قد يكون واحداً، قال الله تعالى: "يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوتِ وقد أُمِروا أن . . . أكمل المادة يكفُروا به" وقد يكون جميعاً، قال الله تعالى: "أولياؤهمُ الطاغوتُ يُخرِجونَهُمْ".

لهق (الصّحّاح في اللغة) [0]


اللَهَقُ بالتحريك: الأبيض.
وكذلك اللَهاقُ.
واللَهاقُ: الثور الأبيض.
وقال:
      لهاقٍ تَلأْلُؤُهُ كالهِلالِ

واللَهَقُ مقصورٌ منه.
وأنشد الأصمعيّ لأسامة الهذَلي:
وطُغْيا مع اللَهَقِ الناشِطِ      وإلا النَعامَ وحَـفَّـانَـهُ

ولَهَقَ الشيءُ لَهْقاً، أي ابيضّ.
وكذلك لَهِقَ بالكسر لَهَقاً، فهو لَهِقٌ، ولَهَقٌ، إذا كان شديد البياض، مثل يَقِقٍ ويَقَقٍ، وقال القطامي يصف إبلاً:
لَهِقاً كَشاكِلَةِ الحِصانِ الأبْلَقِ      وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَهُ

قال الفراء: اللَهْوَقَةُ: كلُّ ما لم يُبالغ فيه من كلامٍ أو عمل. تقول: قد لَهْوَقَ كذا، وقد تَلَهْوَقَ فيه.
وقال أبو الغوث: اللَهْوَقَةُ: أن تتحسَّن بالشيء وأن تُظهر شيئاً باطنُك على خلافه، نحو أن يُظهر الرجل من السخاء ما ليسَ عليه سجيَّتُه. قال الكميت يمدح مَخْلَدَ . . . أكمل المادة بن يزيد ابن المهلَّب:
عندي بلا صَلَفٍ ولا بتَلَهْوُقِ      أجْزيهُمُ يَدَ مَخْلَدٍ وجَزاؤُهـا

لسس (العباب الزاخر) [0]


اللَّسُّ: الأكلُ، وقال ابن فارِس: اللَّسُّ: اللَّحْسُ، يقال: لَسَّتِ الدّابَّةُ الكَلأَ تَلُسُّه -بالضم- لَسّاً: إذا نَتَفَتْهُ بِمُقَدَّمِ فَمِها، قال زهير بن أبي سلمى:
ثلاثٌ كأقوَاسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ قد اخضَرَّ من لَسِّ الغَمِيرِ جَحافِلُهْ     



وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: اللُّسَاسُ -بالضَّمِّ- من البَقْل: ما اسْتَمْكَنَت منه الرّاعِيَة وهو صِغار، قال: واللَّسُّ أصْلُه الأخْذُ باللِّسان من قَبْلِ أنْ يطولَ البَقْلُ، وأنشَدَ -وهو لِزَيْد بن تُركي يصف إبِلاً وفَحْلَها-:
منها هَدِيْمَ ضَـبَـعٍ هَـوّاسِ     


الهَدَمَة: شِدَّة الضَّبَعَة. قال: واللُّسّان، أخْبَرَني بعض أعراب السَّرَاةِ قال: اللُّسّانُ: عُشْبَةٌ من الجَنْبَةِ، لها وَرَقٌ مُتَفَرِّشٌ أخْشَنُ كأنَّه المَسَاحِلُ كخُشُونَةِ لِسانِ الثَّور، يَسْمو من وَسَطِها قَضيبٌ كالذِّراعِ طولاً، في رأسِهِ . . . أكمل المادة نَوْرَةٌ كَحْلاءُ، وهي دَواءٌ من أوجاع اللِّسان؛ ألسِنَةِ النّاس وألسِنَةِ الإبل؛ من داءٍ يُسَمّى الحارِشَ، وهو بُثُورٌ تَظْهَرُ بالألسِنَة مِثْلِ حَبِّ الرُّمّان. ولَسْلَسى -مثال جَحْجَبى-: موضِع. ولَسِيْسٌ -مثال مَسِيْسٍ-: من حُصُون زُبَيد باليَمَن.
واللِّسْلاس -بالكسر-: السَّنام المُقَطَّعُ، عن ابنِ الأعرابيّ.
وقال الأصمعيّ: هو اللِّسْلِسَة؛ وهي السَّنام المقطوع. وقال ابن الأعرابي: اللُّسُسُ -بضمَّتَين-: الجَمّالون الحُذّاق. قال الأزهري: والأصلُ النُّسُس، والنَّسُّ: السَّوْقُ، فقُلِبَت النونُ لاماً. وألَسَّتِ الأرْضُ: إذا طَلَعَ أوّل نباتِها. وما لَسْلَسْتُ طعاماً: أي ما أكَلْتُه. والمُلَسْلَس والمُسَلْسَل: واحِد.
وثوبٌ مُلَسْلَسٌ ومُسَلْسَلٌ: إذا كان فيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ. والتركيب يدل على لَحْسِ الشَّيْءِ.

ددن (لسان العرب) [0]


الدَّدانُ من السيوف: نحو الكَهامِ.
وقال ثعلب: هو الذي يُقْطَع به الشجر، وهذا عند غيره إنما هو المِعْضَد.
وسيف كَهَامٌ ودَدَانٌ بمعنى واحد: لا يَمْضِي؛ وأَنشد ابن بري لطُفَيْل: لو كنتَ سَيْفاً كان أَثْرُك جُعْرةً، وكنتَ دَدَاناً لا يُغَيِّرك الصَّقلُ.
والدَّدَانُ: الرجُل الذي لا غَنَاءَ عنده، ونسب ابن برّيّ هذا القول للفراء قال: لم يَجِئ ما عينه وفاؤُه من موضع واحد من غير فصل إلاَّ دَدَن وددان، قال: وذكر غيره البَبْر، وقيل: البَبْر أَعجميّ، وقيل: عربي وافق الأَعجمي، وقد جاء مع الفصل نحو كَوْكَب وسَوْسَن ودَيْدَن وسَيْسَبان، والدَّدَن والدَّدُ محذوف من الدَّدَن، والدَّدا محوَّل عن الدَّدَن، والدَّيْدَن كله (* قوله «والديدان . . . أكمل المادة كله إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً، وفي القاموس: الديدان، محركة). اللَّهْو واللعب، اعْتَقَبت النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً كما اعتقبت الهاء والواو في سنة لاماً وكما اعتقبت في عِضاه؛ قال ابن الأَعرابي: هو اللهو.
والدَّيْدَبُون، وهو ددٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدانٌ ودَدَنٌ كلها لغاتٌ صحيحة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: ما أَنا من ددٍ ولا الدَّدُ منِّي، وفي رواية: ما أَنا من دَداً ولا دَداً منِّي؛ قال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الدَّدُ اللهو واللعب، وهي محذوفة اللام، وقد استعملت مُتَمَّمَة على ضربين: دَداً كنَدىً، ودَدَن كبَدَن، قال: ولا يخلو المحذوف من أَن يكون ياءَ كقولهم يد في يَدْيٍ، أَو نوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ، ومعنى تنكير الدَّدَ في الأُولى الشِّياعُ والاستغراقُ، وأَن لا يبقى شيءٌ منه إِلاّ وهو منزَّه عنه أَي ما أَنا في شيءٍ من اللهو واللعب، وتعريفُه في الجملة الثانية لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال: ولا ذلك النوعُ منِّي، وإنما لم يقُل ولا هو منِّي لأَنَّ الصريح آكَدُ وأَبلغ، وقيل: اللام في الدَّدِ لاستغراق جنس اللعب أَي ولا جنس اللعب مني، سواءً كان الذي قلته أَو غيرَه من أَنواع اللهوِ واللعب، قال: واختار الزمخشري الأَول وقال: ليس يَحْسُن أَن يكون لتعريف الجنس ويخرج عن التئامه، والكلام جملتان، وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره: ما أَنا من أَهلِ دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي، وقال الأَحمر: فيه ثلاث لغات، يقال للهو ددٌ مثل يد، ودَداً مثل قفاً وعصاً، ودَدَنٌ مثل حَزَن؛ وأَنشد لعديّ: أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، إنَّ هَمِّي في سَماعٍ وأَذَنْ.
وقال الأَعشى: أَتَرْحَلُ من لَيْلَى، ولَمَّا تَزوّدِ، وكنتَ كَمَنْ قَضى اللُّبانةَ من دَدِ.
ورأَيت بخط الشَّيخ رضي الدين الشَّاطبي اللغوي، رحمه الله، في بعض الأُصول: دَدّ، بتشديد الدال، قال: وهو نادر ذكره أَبو عمر المطرّزي؛ قال أَبو محمد بن السيد: ولا أَعلم أَحداً حكاه غيره، قال أَبو علي: ونظيرَ دَدَنٍ ودَداً ودَدٍ في استعمال اللام تارة نوناً، وتارة حرف علة، وتارة محذوفة لدُنْ ولَداً ولَدُ، كلُّ ذلك يقال؛ وقال الأَزهري في ترجمة دعب: قال الطرمَّاح: واستَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ. لمَّا احزأَلَّ بِهِمْ، مع الضُّحَى، ناشِطٌ من داعِبات دَدِ (* قوله« مع الضحى ناشط» كذا بالأصل، وفي القاموس في مادَّة ددد: آل الضحى ناشط قال: يعني اللَّواتي يَمْزَحْن ويَلْعَبْن ويُدأْدِدْن بأَصابعهنَّ والدَّدُ: هو الضرْب بالأصابع في اللعب، ومنهم من يروي هذا البيتَ: من داعِبٍ دَدِدِ يجعله نعتاً للداعب ويَكْسَعُه بدال أُخرى لِيَتِمّ النعت، لأنَّ النَّعت لا يتمكن حتى يصير ثلاثة أَحرف، فإِذا اشْتقوا منه فعلاً أَدخلوا بين الأُوليين همزة لئلا تتوالى الدالات فتثقل فيقولون: دأْدَدَ يُدَأْدِدُ دأْددة؛ قال: وعلى قياسه قول رؤبة: يَعُدّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا، بَعْبَعَة مَرّاً، ومَرّاٍ بَأْبَبَا (* قوله« يعد» كذا بالأَصل مضبوطاً، والذي في شرح القاموس في مادة زغدب ونسبه للعجاج: يمد زأراً) وإنما حكى خرساً شبه ببب فلم يستقم في التصريف إلأَ كذلك (* قوله: وإنما حكى إلخ هكذا في الأصل، والكلام غامض ولعل فيه سقطاً) وقال آخر يصف فحلاً: يَسوقُها أَعْيَسُ هدَّارٌ بببْ، إذا دَعاها أَقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ.
والدَّيْدنُ: الدأْب والعادة، وهي الدَّيْدانُ؛ عن ابن جني؛ قال الراجز: ولا يَزال عندَهُمْ خَفَّانُهُ، دَيْدانُهُمْ ذاك، وذا دَيْدانُهُ.
والدَّيْدَبُون: اللهو؛ قال ابن أَحمر: خَلُّوا طَريقَ الدَّيْدَبُونِ، فَقَدْ فات الصِّبا، وتَفاوَتَ البُجْر.
وفي النهاية: وفي الحديث خَرَجْت ليلة أَطُوف فإِذا أَنا بامرأَة تقول كذا وكذا، ثم عُدْتُ فوجدتُها ودَيْدانُها أَن تقولَ ذلك؛ الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين: العادة، تقول: ما زال ذلك دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه وسَدَمه وهِجِّيرَه وهِجِّيراه واهْجِيراه ودُرابَتَه، قال: وهذا غريب؛ قال ابن بري: ودد اسم رجل؛ قال: ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهْ.

لهق (لسان العرب) [0]


اللَّهقُ، بالتحريك: الأبيض، وقيل: الأبيض الذي ليس بذي بَرِيقٍ ولا مُوهةٍ، وصف في الثور والثوب والشيب؛ قال الهذلي: وإلا النَّعامَ وحفَّانَهُ، وطُغُيَا مع اللَّهِقِ الناشط وكذلك البعير الأَعيس، الواحد والجمع فيه سواء، وقيل: اللَّهِقُ واللَّهَقُ واللَّهَاق الأبيض الشديد البياض، والأُنثى لَهِقَة ولِهَاقٌ.
وقد لَهِقَ ولَهَقَ لَهْقاً ولَهَقاً: ابيضَّ، فهو لَهَق ولَهِق إذا كان شديد البياض مثل يَقَق ويَقِق؛ قال القطامي يصف إبلاً: وإذا شَفَنَّ إلى الطريف رَأَيْنَهُ لَهَقاً، كشاكلة الحِصانِ الأَبْلَقِ واللَّهَاق واللِّهَاقُ: الثور الأبيض، قال اأمية بن أبي عائذ: كأنَّي ورَحْلي، إذا رُعْتُها، على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمالْ، حَدِيد القناتين، عَبْلِ الشَّوى لَهَاق، تَلأْلُؤهُ كالهِلالْ واللَّهَقُ مقصور منه.
والتَّلَهُّق: كثرة . . . أكمل المادة الكلام والتَّقَعُّر فيه.
وسهم لَهْوَق: حديد نافذ؛ قال أبو ذؤيب: فأعْشَيْتُه من بَعْدِ ما رَاثَ عِشْيُهُ بسَهْمٍ، كسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ، لَهْوَقِ والتَّلَهْوُقُ: التَّمَلّق.
وفيه لَهْوَقة أي مَلَق وطَرْمذَة. ابن الأَعرابي: في فلان طَرْمَذة وبَلْهقَة ولَهْوَقة أي كبر.
ورجل لَهْوق ومُتَلَهْوق: يُبْدِي غير ما في طبيعته ويتزين بما ليس فيه من خُلُق ومروءة وكرم؛ قال الزمخشري: وعندي أَنه من اللَّهَق وهو الأبيض في موضع الكرم لنقاء عِرْضه مما يدنسه؛ ومنه قصيد كعب: تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَيْ مفردٍ لَهَقِ هو بفتح الهاء وكسرها الأبيض، والمفرد: الثور الوحشي شبهها به.
والمُتَلَهْوق: المبالغ فيما أَخذ فيه من عمل أو لبس.
واللّهْوقة: كل ما لم يبالغ فيه من كلام أو من عمل، تقول: قد لهوق كذا وقد تَلَهْوقَ فيه. قال أَبو الغوث: اللهوقة أن تتحسن بالشيء وأَن تظهر شيئاً باطنك على خلافة نحو أن يُظهر الرجلُ من السخاء ما ليس عليه سجيّته؛ قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب: أَجْزيهمُ يَدَ مخْلَدٍ، وجَزَاؤُها عِنْدي بلا صَلَفٍ، ولا بتَلَهْوُقِ وفي الحديث: كان خُلُقه سجيّةً ولم يكن تَلَهْوُقاً أي لم يكن تصنّعاً وتكلُّفاً.

حفن (لسان العرب) [0]


الحَفْنُ: أَخذُكَ الشيءَ براحة كَفِّكَ والأَصابعُ مضمومةٌ، وقد حَفَنَ له بيده حَفْنةً.
وحَفَنْتُ لفلان حَفْنَةً: أَعطيتُه قليلاً، وملْءُ كلِّ كفٍّ حَفْنةٌ؛ ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه، في حديث الشَّفاعةِ: إنما نحن حَفْنَةٌ من حَفَناتِ الله؛ أَراد إنَّا على كَثرتِنا قليلٌ يوم القيامة عند الله كالحَفْنةِ أَي يسير بالإضافة إلى مُلْكِه ورحمته، وهي مِلْءُ الكَفِّ على جهة المجاز والتمثيل، تعالى الله عز وجل عن التشبيه؛ وهو كالحديث الآخر: حَثْية من حَثَياتِ رَبِّنا. الجوهري: الحَفْنةُ مِلْءُ الكَفَّين من طعام.
وحَفَنْتُ الشيء إذا جَرَفْتَه بكِلْتَا يديك، ولا يكون إلا من الشيء اليابس كالدقيق ونحوه.
وحَفَن الماءَ على رأْسه: أَلقاه بحَفْنَتِه؛ عن ابن . . . أكمل المادة الأَعرابي.
وحَفَنَ له من ماله حَفْنةً: أَعطاه إياها.
ورجل مِحْفَنٌ: كثير الحَفْنِ. قال ابن سيده: يجوز أَن يكون من الأَول ومن الثاني.
واحتَفَنَ الشيءَ: أَخذَه لنفسه.
ويقال: حَفَنَ للقوم وحَفَا المالَ إذا أَعطى كل واحد منهم حَفْنةً وحَفْوَةً.
واحْتَفَنَ الرجلَ احتِفاناً: اقْتَلَعه من الأَرض.
والحُفْنةُ، بالضم: الحُفْرَةُ يَحْفِرُها السيلُ في الغَلْظِ في مَجرَى الماء، وقيل: هي الحُفْرَةُ أَينما كانت، والجمع الحُفَنُ؛ وأَنشد شمر: هل تَعْرِفُ الدارَ تعَفَّتْ بالحُفَنْ. قال: وهي قَلْتاتٌ يحتفرها الماء كهيئة البِرَك.
وقال ابن السكيت: الحُفَنُ نُقَرٌ يكون الماء فيها، وفي أَسفلها حَصىً وترابٌ؛ قال: وأَنشدني الإياديُّ لعديّ بن الرِّقاعِ العامِليِّ: بِكْر يُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ، تَرَى به حُفَناً زُرْقاً وغُدْرانا.
وكان مِحْفَنٌ أَبا بَطْحاءَ، نسب إليه الدوابُّ البَطْحاوِيَّة.
والحَفّانُ: فِراخُ النعام، وهو من المضاعف وربما سَمَّوا صغارَ الإبل حَفّاناً، والواحدة حَفّانة للذكر والأُنثى جميعاً؛ وأَنشد ابن بري: والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ وشاهدُه لفِراخِ النعام قولُ الهُذَليِّ: وإلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه، وطُغْياً مع اللَّهَقِ الناشِطِ وبنو حُفَينٍ: بطن.
وفي الحديث: أَن المُقَوْقِسَ أَهدَى إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مارِيَةَ من حَفْنٍ؛ هي بفتح الحاء وسكون الفاء والنون، قرية من صعيد مصر، ولها ذكر في حديث الحسن بن عليٍّ مع معاوية.

نمش (لسان العرب) [0]


النَّمَشُ: خُطوط النُّقوشِ من الوَشْي وغيرِه؛ وأَنشد: أَذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ ناشِطٌ شَبَبُ؟ والنَمَشُ، بالتحريك: نُقَطٌ بيض وسُود؛ ومنه ثور نَمِشٌ، بكسر الميم، وهو الثور الوحشي الذي فيه نقط.
والنَّمَشُ: بياضٌ في أُصول الأَظفار يذهب ويعود، والنَّمَشُ يقَعُ على الجِلْد في الوجه يخالف لونَه، وربما كان في الخَيل، وأَكثرُ ما يكون في الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً وهو أَنْمَشُ.
ونَمَشَه يَنْمِشُه نَمْشاً: نَقََه ودَبَّجَه.
ونَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر: أَذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه.
وفي الحديث: فعَرَفْنا نَمَشَ أَيديهم في العُذوقِ.
والنَّمشُ، بفتح الميم وسكونها: الأَثرُ، أَي أَثَرَ أَيديهم فيها، وأَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بيض وسود في اللَّون.
وثَوْر نَمِشٌ، بالكسر. الليث: النَّمْشُ . . . أكمل المادة النميمةُ والسِّرارُ، والنَّمْشُ الالتِقاطُ للشيء كما يَعْبَثُ الإِنسان بالشيء في الأَرض؛ وروى المنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده: يا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ، إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ، ونَمَشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ قال: نَمَشُوا خَلَطُوا.
وثورٌ نَمِشُ القوائِم: في قوائمه خطوطُ مختلفة؛ أَرادَ: خَلَطُوا حديثاً حسَناً بقبيح، قال: ويُرْوى نَمَّشُوا أَي أَسَرُّوا وكذلك هَمَشُوا.
وعَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء.
ويقال في الكذب: نَمَشَ ومَشَنَ وفَرَشَ ودَبَشَ.
وبعير نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كان في خُفِّه أَثر يتبيّن في الأَرض من غير إِثْرة.
ونَمَشَ الكلامَ: كذَب فيه وزوّرَه؛ قال الراجز: قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: هل لكِ يا خَلِيلتي في الطَّفْشِ؟ استعمل النَّمْشَ في الكَذِب والتَّزْوير؛ ومثله قول رؤبة: عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُِيشِ، إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي يعني بالترقيش التزيينَ والتزويرَ.
ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ من كَلَئِها وترك.
والنَّمْشُ: الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وقد نَمشَ بينهم، بالتخفيف، وأَنمَشَ.
ورجل مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قال: وما كُنْت ذا نَيْرَبٍ فيهمُ، ولا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل جَرّ مُنْمِشاً على توهم الباء في قوله ذا نَيْرَب حتى كأَنه قال: وما كنت بذي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه ما أَنشده سيبويه من قول زهير: بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضى، ولا سابقٍ شيئاً إِذا كان جائيَا

ددا (لسان العرب) [0]


الجوهري: الدَّدُ اللهْوُ واللعِبُ.
وفي الحديث: ما أَنا مِنْ دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي، قال: وفيه ثلاث لغات: هذا دَدٌ، ودَداً مثل قَفاً، ودَدَنٌ؛ قال طرفة: كأَنَّ حُدوجَ المالِكِيّة، غُدْوَةً، خَلايَا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ ويقال: هو موضع؛ قال ابن بري: صواب هذا الحرف أن يُذْكر في فصل دَدَنَ أَو في فصل دَدَا من المعتل، لأَنه يائي محذوف اللام، وترجم عليه الجوهري في حرف الدال في ترجمة دد.
والحُدُوج: جمع حِدْجٍ وهي مراكب النساء، والمالِكِيّة: منسوبة إلى مالك بن سعد بن ضُبَيْعَة، والسَّفِينُ: جمع سَفِينة، والنَّواصِفُ: جمع ناصِفة الرَّحَبة الواسِعة تكون في الوادي؛ قال ابن الأَثير: الدَّدُ اللهْو واللَّعِبُ، وهي محذوفة . . . أكمل المادة اللام، وقد اسْتُعْمِلَتْ مُتَمَّمة دَدىً كنَدىً وعَصاً، ودَدٌ مثلَ دم، ودَدَنٌ كبَدَنٍ؛ قال: فلا يَخْلُو المحذوف أَن يكون يَاءً كقولهم يَدٌ في يَدْيٍ، أَو نوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ، ومعنى تنكيرِ الدِّدِ في الأَوَّلِ الشِّياع والاستغراق وأَن لا يبقى شيءٌ منه إلا هو مُنَزَّه عنه أَي ما أنا في شيء من اللهْوِ واللَّعِب، وتعريفه في الجملة الثانية لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال ولا ذلك النوع، وإنما لم يقل ولا هو مِنِّي لأَن الصريح آكد وأَبلغ، وقيل: اللام في الدد لاستغراق جنس اللعب أَي ولا جنس اللعب مني، سواء كان الذي قلته أو غيرهَ من أَنواع اللعب واللهو، واختار الزمخشري الأَول، قال: وليس يحسن أَن يكون لتعريف الجنس ويخرج عن التئامه، والكلام جملتان، وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره ما أنا من أَهل دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي. ابن الأَعرابي: يقال هذا دَدٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدَانٌ ودَدَنٌ ودَيْدَبُونٌ لِلَّهْوِ. ابن السكيت: ما أََنَا مِنْ دَداً ولا الدَّدَا مِنِّيَهْ، ما أَنَا من الباطِلِ ولا الباطِلُ منِّي.
وقال الليث: دَدٌ حكاية الاسْتِنانِ للطَّرَبِ وضَرْبُ الأَصابِعِ في ذلك، وإن لم تُضْرَب بعدَ الجري في بِطالَةٍ فهو دَدٌ ؛ قال الطرماح: واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُمْ لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ آلُ الضُّحَى نَاشِطاً منْ دَاعِباتِ دَدِ أَراد بالنَّاشِطِ شَوْقاً نازِعاً. قال الليث: وأَنشده بعضهم: من دَاعِبٍ دَدِدِ؛ قال: لمَّا جعله نعتاً للدّاعِبِ كسَعَه بدال ثالثة لأَن النعت لا يتمكن حتى يتمَّ ثلاثة أَحْرُفٍ فما فوق ذلك، فصار دَدِدِ نَعْتاً لِلدَّاعِب اللاعِبِِ، قال: فإذا أَرادوا اشتقاق الفعل منه لم يَنْفَك لكثرة الدالات، فيفصلون بين حرفي الصدر بهمزة فيقولون دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وإنما اختاروا الهمزة لأنها أَقوى الحروف، ونحو ذلك كذلك. أَبو عمرو: الدَّادِي المُولَع باللهْو الذي لا يَكاد يَبْرَحُه.

دعب (لسان العرب) [0]


داعَبَه مُداعَبةً: مازَحَه؛ والاسم الدُّعابةُ.
والـمُداعَبةُ: الـمُمازَحةُ.
وفي الحديث: أَنه عليه السلام، كان فيه دُعابةٌ؛ حكاه ابن الأَثير في النهاية. وقال: الدُّعابةُ المِزاحُ.
وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، قال لجابرٍ، رضي اللّه عنه، وقد تَزوّجَ: أَبِكْراً تَزوّجْتَ أَم ثَيِّباً؟ فقال: بل ثَيِّباً. قال: فَهَلاَّ بِكراً تُداعِبُها وتُداعِبُك؟ وفي حديث عمر، وذُكِر له علي للخلافة، فقال: لولا دُعابةٌ فيه.
والدُّعابةٌ: اللَّعِبُ.
وقد دَعَبَ، فهو دَعَّابٌ لَعّابٌ.
والدُّعْبُبُ: الدُّعابةُ، عن السيرافي.
والدُّعْبُبُ: الـمَزَّاحُ، وهو الـمُغَنِّي الـمُجِيدُ.
والدُّعْبُبُ: الغلامُ الشَّابُّ البَضُّ.
ورجلٌ دَعَّابةٌ ودَعِبٌ وداعِبٌ: لاعبٌ.
وأَدْعَبَ الرجلُ: أَمْلَحَ أَي قال كلمة مليحةً، وهو يَدْعَبُ دَعْباً أَي قال قولاً يُسْتَمْلَحُ، كما يقال مَزَحَ يَمْزَحُ؛ وقال الطِّرمَّاح: واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، . . . أكمل المادة لـمَّا احْزَأَلَّ بهم، * مع الضُّحَى، ناشطٌ من داعِباتِ دَدِ يعني اللَّواتِي يَمْزَحْنَ ويَلْعَبْن ويُدِأْددْن بأَصابعهنَّ.
ورجل أَدْعَبُ: بيَّن الدُّعابةِ،أَحمقُ. ابن شميل: يقال: تَدَعَّبْتُ عليه أَي تَدَلَّلْتُ؛ وإِنه لَدَعِبٌ: وهو الذي يتمايل على الناس، ويَرْكَبُهم بثَنِيَّتِه أَي بناحيتِه؛ وإِنه ليَتَداعَبُ على الناسِ أَي يَرْكَبُهم بِمزاحٍ وخُيَلاء، ويَغُمُّهم ولا يَسُبُّهم.
والدَّعِبُ: اللَّعَّابةُ. قال الليث: فأَما الـمُداعَبةُ، فعلى الاشتراك، كالـمُمازَحةِ، اشترك فيها اثنان أَو أَكثر.
والدَّعْبُ: الدّفْعُ.
ودَعَبَها يَدْعَبُها دَعْباً: نَكَحها.
والدُّعابةُ: نَمْلة سَوْداء.
والدُّعْبُوبُ: ضربٌ من النَّمل، أَسود.
والدُّعابُ، والطَّثْرَجُ، والحَرامُ، والحَذالُ: من أَسماءِ النَّمل.
والدُّعْبوبُ: حبَّةٌ سوداء تؤكل، الواحدةُ دُعبوبةٌ، وهي مثلُ الدُّعاعة؛ وقيل: هي أَصل بَقْلةٍ، تُقْشَر فيؤْكل.
وليلةٌ دُعْبوبٌ: ليلةُ سوءٍ شديدةٌ؛ وقيل: مُظْلمةٌ، سُميت بذلك لسَوادها؛ قال ابن هَرْمةَ: ويَعْلَمُ الضَّيْفُ، إِمّا ساقه صَرَدٌ، * أَو ليلةٌ، من مُحاق الشَّهْر، دُعْبوبُ أَراد ظلام ليلة، فحذف المضافَ، وأَقامَ المضافَ إِليه مقامه.
والدُّعْبوبُ: الطَّريقُ الـمُذَلَّلُ، الموطوءُ الواضحُ الذي يَسْلُكُه الناسُ؛ قالت جَنوبُ الهُذَليَّةُ: وكلُّ قَوْم، وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَثُروا، * يَوْماً طَريقُهُمُ في الشَّرِّ دُعْبوبُ قال الفرَّاءُ: وكذلك الذي يَطَؤُه كلُّ أَحد.
والدُّعْبوبُ: الضَّعيفُ الذي يَهْزَأُ منه الناسُ؛ وقيل: هو القصيرُ الدَّمِيمُ؛ وقيل: الدُّعْبُوبُ والدُّعْبُوثُ من الرجال: المأْبُونُ الـمُخَنَّثُ؛ وأَنشد: يا فَتىً! ما قَتَلْتُمُ غير دُعْبُو * بٍ، ولا مِن قُوارةِ الهِنَّبْرِ وقيل: الدُّعْبُوب النَّشِيطُ؛ قال الراجز: يا رُبَّ مُهْرٍ، حَسَنٍ دُعْبُوبِ، رَحْبِ اللَّبانِ، حَسَنِ التَّقْريبِ ودُعْبُبٌ: ثَمَر نَبْتٍ. قال السِّيرافي: هو عِنَبُ الثَّعْلَبِ. قال الأَزهري وقول أَبي صخر: ولكن يُقِرُّ العَيْنَ والنفْسَ أَن تَرى، * بعُقْدَتِه، فَضْلاتِ زُرْقٍ دَواعِبِ قال: دَواعِب جَوارٍ. ماءٌ داعِبٌ يَسْتَنُّ في سَبيله؛ وقال: لا أَدري دَواعِب أَم ذَواعِب، فلينظر في شعر أَبي صخر.

وسن (لسان العرب) [0]


قال الله تعالى: لا تأْخذه سِنَةٌ ولا نوم؛ أَي لا يأْخذه نُعاسٌ ولا نوم، وتأْويله أَنه لا يَغْفُل عن تدبير أَمر الخلق، تعالى وتَقَدَّسَ.
والسِّنَةُ: النُّعَاس من غير نوم.
ورجل وَسْنانُ ونَعْسانُ بمعنى واحد.
والسِّنَةُ: نُعاسً يبدأْ في الرأْس، فإِذا صار إِلى القلب فهو نوم.
وفي الحديث: وتُوقِظ الوَسْنانَ أَي النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نومه.
والوَسَنُ: أَول النوم، والهاء في السِّنَةِ عوض من الواو المحذوف. ابن سيده: السِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ ثَقْلَةُ النوم، وقيل: النُّعاس، وهو أَول النوم.
وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَناً، فهو وَسِنٌ ووَسْنانُ ومِيسانٌ، والأَنثى وَسِنَةٌ ووَسْنَى ومِيسانٌ؛ قال الطِّرْمَّاحُ: كلّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَى، وَعْثةٍ، مِيسانِ ليلِ التِّمام واستْتَوْسَنَ مثله.
وامرأَة مِيسان، بكسر الميم: . . . أكمل المادة كأَن بها سِنَةً من رَزَانَتِها.
ووَسِنَ فلان إِذا أَخذته سِنَةُ النُّعاس.
ووَسِنَ الرجلُ، فهو وَسِنٌ أَي غُشِيَ عليه من نَتْنِ البئر مثل أَسِنَ، وأَوْسَنته البئرُ، وهي رَكِيَّةٌ مُوسِنَةٌ، عن أَبي زيد، يَوْسَنُ فيها الإِنسانُ وَسَناً، وهو غَشْيٌ يأْخذه.
وامرأَة وَسْنَى ووَسْنانةٌ: فاترة الطَّرْفِ، شبهت بالمرأَة الوَسْنَى من النوم؛ وقال ابن الرِّقاعِ: وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ في عَيْنهِ سِنَةٌ، وليس بنائِمِ ففرق بين السِّنَةِ والنوم، كما ترى، ووَسِنَ الرجلُ يَوْسَنُ وَسَناً وسِنَةً إِذا نام نومة خفيفة، فهو وسِنٌ. قال أَبو منصور: إِذا قالت العرب امرأَة وَسْنَى فالمعنى أَنها كَسْلَى من النَّعْمة، وقال ابن الأَعرابي: امرأَة مَوْسُونةٌ، وهي الكَسْلَى، وقال في موضع آخر: المرأَة الكسلانة.
ورُزِقَ فلانٌ ما لم يَحْلُمْ به في وسَنِهِ.
وتوَسَّنَ فلان فلاناً إِذا أَتاه عند النوم، وقيل: جاءه حين اختلط به الوَسَنُ؛ قال الطرمّاحُ: أَذاك أَم ناشِطٌ تَوَسَّنَهُ جاري رَذاذٍ، يَسْتَنُّ مُنْجرِدُهْ؟ واوْسَنْ يا رجلُ ليلتك، والأَلف أَلف وصل.
وتَوَسَّن المرأَة: أَتاها وهي نائمة.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً تَوسَّنَ جارية فجَلَدَهُ وهَمَّ بجَلْدها، فشهدنا أَنها مكرهة، أَي تغشَّاها وهي وَسْنَى قهراً أَي نائمة.
وتوَسَّنَ الفحلُ الناقةَ: تسَنَّمَها.
وقولهم: توَسَّنَها أَي أَتاها وهي نائمة يريدون به إِتيان الفحل الناقة.
وفي التهذيب: توَسَّنَ الناقة إِذا أَتاها باركة فضربها؛ وقال الشاعر يصف سحاباً: بِكْر توَسَّن بالخَمِيلَةِ عُوناً استعار التَّوَسُّنَ للسحاب؛ وقول أَبي دُوَاد: وغَيْث توَسَّنَ منه الرِّيا حُ، جُوناً عِشاراً، وعُوناً ثِقالاً جعل الرِّياحَ تُلْقِحُ السحابَ، فضرب الجُونَ والعُون لها مثلاً.
والجُونُ: جمع الجُونةِ، والعُونُ: جمع العَوَانِ.
وما لم هَمٌّ ولا وَسَنٌ إِلا ذاك: مثل ما له حَمٌّ ولا سَمٌّ.
ووَسْنَى: اسم امرأَة؛ قال الراعي:أَمِنْ آلِ وَسْنَى، آخرَ الليلِ، زائرُ ووادي الغُوَيْر، دوننا، فالسَّواجِرُ؟ ومَيْسانُ، بالفتح: موضع.

نزع (لسان العرب) [0]


نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً، فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ، وانْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، وفرّق سيبويه بين نَزَعَ وانْتَزَعَ فقال: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ، ونزَع: حوّل الشيء عن موضعه وإِن كان على نحو الاسْتِلاب.
وانْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثم حَمل.
وانتزَع الشيءُ: انقلَع.
ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله: أَزالَه، وهو على المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه وأَزالَه.
وقولهم فلان في النزْعِ أَي في قَلْعِ الحياةِ. يقال: فلان يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان في السِّياقِ عند الموْتِ، وكذلك هو يَسُوقُ سَوْقاً، وقوله تعالى: والنازِعاتِ غَرْقاً والناشِطاتِ نَشْطاً؛ قال الفراء: تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ كما يُغْرِقُ النازِعُ في القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ، وقيل في التفسير: يعين به الملائكةَ . . . أكمل المادة تَنْزِعُ رُوحَ الكافر وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عليه أَمرُ خروجِ رُوحِه، وقيل: النازعاتُ غَرْقاً القِسِيُّ، والناشِطاتُ نَشْطاً الأَوْهاقُ، وقيل: النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان إِلى مكان وتَنْشِطُ.
والمِنْزَعةُ، بكسر الميم: خشبة عريضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ العَسلِ يَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ، وتسمى المِحْبَضَ.
ونزَع عن الصبي والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ وانْتَهَى، وربما قالوا نَزْعاً.
ونازَعَتْنِي نفسي إِلى هَواها نِزاعاً: غالَبَتْنِي.
ونَزَعْتُها أَنا: غَلَبْتُها.
ويقال للإِنسان إِذا هَوِيَ شيئاً ونازَعَتْه نفسُه إِليه: هو يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً.
ونزَع الدلْوَ من البئر يَنْزِعُها نزْعاً ونزَع بها، كلاهما: جَذَبَها بغير قامة وأَخرجها؛ أَنشد ثعلب: قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ، تُوزِغُ من مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيها: خروجُها قليلاً قليلاً بغير قامة، وأَصل النزع الجَذْبُ والقَلْعُ، ومنه نَزْعُ الميتِ رُوحه.
ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها.
وبئرٌ نَزُوعٌ ونَزِيعٌ: قريبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً لقربها، ونَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ، والجمع نِزاعٌ.
وفي الحديث: أَنه،صلى الله عليه وسلم، قال: رأَيْتُنِي أَنْزِعُ على قلِيبٍ؛ معناه رأَيْتُنِي في المنامِ أَستَقِي بيدِي من قليب، يقال: نزَع بيده إِذا استقى بدَلْوٍ عُلِّقَ فيها الرِّشاءُ.
وجَمل نَزُوعٌ: يُنْزَعُ عليه الماءُ من البئر وحده.
والمَنْزَعةُ: رزْسُ البئر الذي يُنْزَعُ عليه؛ قال: يا عَيْنُ بَكّي عامراً يومَ النَّهَلْ، عند العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ، قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ وقال ابن الأَعرابي: هي صخرةٌ تكون على رأْسِ البئر يقوم عليها الساقي، والعُقابانِ من جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها، وهي التي تُسَمَّى القِبيلةَ.
وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ. ابن السكيت: وانْتِزاعُ النّيّةِ بُعْدُها؛ ومنه نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً: حَنَّ واشتاقَ، وهو نَزُوعٌ، والجمع نُزُعٌ، وناقة نازِعٌ إِلى وطنِها بغير هاء، والجمع نَوازِعُ، وهي النّزائِعُ، واحدتها نَزِيعةٌ.
وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ؛ قال جميل: فقلتُ لَهُمْ: لا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يكون؟ وأَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون: نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها؛ قال: فقد أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا أَهافُوا: عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ: الغريب، وهو أَيضاً البعيد.
والنَّزِيعُ: الذي أُمُّه سَبيَّةٌ؛ قال المرّارُ: عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً، ضَنِينَ المالِ، والوَلَدَ النَّزِيعا ونُزّاعُ القَبائِلِ: غُرَباؤُهم الذين يُجاوِرُون قَبائِلَ ليسوا منهم، الواحد نَزِيعٌ ونازعٌ.
والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ: الغُرَباءُ، وفي الحديث: طُوبَى للغُرَباء قيل: مَنْ هُم يا رسولَ اللهِ؟ قال: النُّزّاعُ من القبائِلِ؛ هو الذي نزَع عن أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ، وقيل: لأَنه نزَع إِلى وطنه أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ، والمراد الأَوّل أَي طوبى للمهاجرين الذين هجَروا أَوطانَهم في الله تعالى.
ونزَع إِلى عِرْقٍ كريم أَو لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت به أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع إِليها، قال: ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ، وفي حديث القَذْفِ: إِنما هو عِرْقٌ نزَعَه.
والنَّزِيعُ: الشريفُ من القوم الذي نزَع إِلى عِرْق كريم، وكذلك فرَس نَزِيعٌ.
ونزَع فلان إِلى أَبيه يَنْزِعُ في الشَّبَه أَي ذهَب إِليه وأَشْبهه.
وفي الحديث: لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما في التوراةِ أَي جئتَ بما يُشْبهها.
والنَّزائِعُ من الخيل: التي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ، واحدتها نَزِيعةٌ، وقيل: النَّزائِعُ من الإِبل والخيل التي انْتُزِعَت من أَيْدِي الغُرباء، وفي التهذيب: من أَيدي قوم آخَرِين، وجُلِبَتْ إِلى غير بلادها، وقيل: هي المُنْتَقَذةُ من أَيديهم، وهي من النساء التي تُزَوَّجُ في غير عشيرتها فتنقل، والواحدة من كل ذلك نَزِيعةٌ.
وفي حديث ظبيان: أَن قَبائِلَ من الأَزْد نَتَّجُوا فيها النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من أَيدي الناس.
وفي حديث عمر: قال لآلِ السائب: قد أَضْوَيْتُم فانكِحوا في النَّزائِعِ أَي في النساء الغرائبِ من عشيرتكم.
ويقال: هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَي تَتَّصِلُ بها؛ وقال ذو الرمة: لَقًى بين أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ حِبالاً، بِهِنًّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ والمَنْزَعةُ: القوْسُ الفَجْواءُ.
ونَزَع في القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً: مَدَّ بالوتَر، وقيل: جذَبَ الوتر بالسهم: والنّزَعةُ: الرُّماةُ، واحدُهم نازِعٌ.
وفي مثلٍ: عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى أَهله وقامَ بأِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ، وهو جمع نازِعٍ.
وفي التهذيب: وفي المثل عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعةِ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يَحِيقُ به مَكْرُه.
وفي حديث عمر: لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ على فرسه.
وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً: رماه به، واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً، فَهَوَى له سَهْمٌ، فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ فُرَّهاً جمع فاره؛ قال ابن بري: أَنشد الجوهري عجز هذا البيت: ورَمَى فأَنفَذَ، والصواب ما ذكرناه.
والمِنْزَعُ أَيضاً: السهم الذي يُرْمَى به أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ؛ قال الأَعشى: فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْ حَطِ، غالَتْ به يَمِينُ المُغالي وقال أَبو حنيفة: المِنْزَعُ حديدة لا سِنْخَ لها إِنما هي أَدْنى حديدةٍ لا خير فيها، تؤخَذ وتُدْخَلُ في الرُّغْظِ.
وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ: تمثَّلَ.
ويقال للرجل إِذا استنبط معنى آيةٍ من كتاب الله عز وجل: قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً، ونَزَعَه مثله أَي اسْتَخْرَجَه.
ومُنازَعةُ الكأْس: مُعاطاتُها. قال الله عز وجل: يَتَنازَعون فيها كأْساً لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ؛ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فيه يتجاذَبُون.
ويقال: نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صافحني.
والمُنازعةُ: المُصافَحةُ؛ قال الراعي: يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ، كأَنما يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ والمُنازعةُ: المُجاذَبةُ في الأَعْيانِ والمَعاني؛ ومنه الحديث: أَنا فَرَاطُكم على الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أَحدِكم فأَقولُ هذا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مني.
والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: الخُصومة.
والمُنازَعةُ في الخُصومةِ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمانِ.
وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً: جاذَبه في الخصومة؛ قال ابن مقبل: نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ من الأَحاديثِ، حتى زِدْنَنِي لِينَا أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ. قال سيبويه: ولا يقال في العاقبة فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه.
والتنازُع: التخاصُمُ.
وتنازَعَ القومُ: اخْتَصَمُوا.
وبينهم نِزاعةٌ أَي خصومةٌ في حقّ.
وفي الحديث: أَنه،صلى الله عليه وسلم، صلَّى يوماً فلما سلَّم من صلاته قال: ما لي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ في قراءته، وذلك أَن بعض المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه.
والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: ما يرجِعُ إِليه الرجل من أَمره ورأْيِه وتدبيرِه. قال الأَصمعي: يقولون والله لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً، بكسر الميم، ومَنْزَعةً، بفتحها، أَي رأْياً وتدبيراً؛ حكى ذلك ابن السكيت في مِفْعلة ومَفْعلة، وقيل: المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْي والهِمّة، ويقال للرجل الجيِّد الرأْي: إِنه لجيِّد المنزعة.
ونَزَعَتِ الخيل تَنْزِعُ: جَرَتْ طِلْقاً؛ وأَنشد: والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا في أَعِنَّتِها، كالطيرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً: جادَ بنفسِه.
ومَنْزعة الشرابِ: طِيبُ مَقْطَعِه، يقال: شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طيب مقطع الشرب.
وقيل في قوله تعالى: خِتامُه مِسْك، إِنهم إِذا شربوا الرَّحيقَ فَفَنِيَ ما في الكأْس وانقطع الشرْب انختم ذلك بريح المسك.
والنَّزَعُ: انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبي الجَبْهةِ، وموضِعُه النَّزَعةُ، وقد نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً، وهو أَنْزَعُ بَيِّنُ النَّزَعِ، والاسم النَّزَعةُ، وامرأَة نَزْعاءُ؛ وقيل: لا يقال امرأَة نزعاء، ولكن يقال زَعْراءُ.
والنَّزَعتانِ: ما يَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلى الجَبينَينِ حتى يُصَعِّدَ في الرأْس.
والنَّزْعاءُ من الجِباهِ التي أَقبلت ناصيتها وارتفع أَعلى شعَرِ صُدْغِها.
وفي حديث القرشي: أَسَرني رجل أَنْزَعُ.
وفي صفة علي، رضي الله عنه: البَطِينُ الأَنْزَعُ.
والعرب تحبُّ النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ، وتَزْعُمُ أَن الأَغم القفا والجبين لا يكون إِلا لَئِيماً: ومنه وقول هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ: ولا تَنْكِحي، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا، أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه.
ونَزَعَه بنَزِيعةٍ: نَخَسَه؛ عن كراع.
وغنم نُزُعٌ ونُزَّعٌ: حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ، وبها نِزاعٌ، وشاة نازِعٌ.
والنزائِعُ من الرِّياحِ: هي النُّكْبُ، سميت نزائِعَ لاختلاف مَهابِّها.والنَّزَعةُ: بقلة كالخَضِرةِ، وثُمام مُنَزَّعٌ: شُدِّدَ للكثرة. قال أَبو حنيفة: النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ ولا ثَمَرٌ، تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غيرها، فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً.
ورأَيت في التهذيب: النزعةُ نَبت معروف.
ورأَيت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلى كذا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه.

خجج (لسان العرب) [0]


خَجَّت الريح في هبوبها تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ.
وريح خُجُوج: تَخُجُّ في هبوبها أَي تلتوي. قال: ولو ضوعف وقيل: خَجْخَجَتِ الريح، كان صواباً.
والخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرِّ، وقد خَجْخَجَتْ؛ قال ابن سيده: وقيل هي الشديدة من كل ريح ما لم تُثِرْ عَجاجاً.
وخَجِيج الريح: صوتها. شمر: ريح خجُوح وخجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ في كل شَقٍّ أَي تشقُّ. قال وقال ابن الأَعرابي: ريح خَجَوْجاةٌ طويلة دائمة الهبوب.
وقال أَبو نصر: هي البعيدة المَسْلَك الدائمة الهُبوب.
وقال ابن أَحمر يصف الريح: هَوْجاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواح، خَجَوْ جاةُ الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ قال: والأَصل خَجُوج.
وقد خَجَّتْ تَخُجُّ؛ وأَنشد أَبو عمرو: وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها وروى الأَزهري بإِسناده عن خالد بن . . . أكمل المادة عروة قال: سمعت عليّاً، عليه السلام، وذكر بناء الكعبة فقال: إِن إِبراهيم حين أَمر ببناء البت ضاق به ذرعاً، قال: فبعث الله إِليه السكينة وهي ريح خجوج لها رأْس فتطوَّقت بالبيت كطوق الحَجَفَةِ، ثم استقرَّت، قال: فبنى إِبراهيم حين استقرّت، فجعل إِسمعيل يناوله الحجارة، فلما انتهى إِلى موضع الحِجْر أَعيا إِسمعيل فأَتى إِبراهيم بالحِجْرِ.
وقال الأَصمعي: الخَجُوجُ الريح الشديدةُ المرِّ؛ وقال ابن شميل: هي الشديدة الهبوب الخَوَّارَةُ لا تكون إِلا في الصيف، وليست بشديدة الحر.
وفي كتاب القتيبي: فتطوَّت موضعَ البيت كالحَجَفَة.
وقيل: ريح خَجُوج أَي شديدة المرور في غير استواءٍ. قال: وأَصل الخَجِّ الشقّ. قال ابن الأَثير: وحاءَ في كتاب المعجم الأَوسط للطبراني عن علي، رضي الله عنه، أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: السكينة ريح خَجُوجٌ.
وفي الحديث الآخر: إِذا حَمَل، فهو خَجُوج.
وفي حديث الذي بنى الكعبة لقريش: كان روميّاً في سفينة أَصابتها ريح فخَجَّتْها أَي صرفتها عن جهتها ومقصدها بشدة عصفها.
والخَجُّ: الدَّفْعُ.
وفي النوادر: الناس يَهُجُّونَ هذا الواديَ هَجّاً ويَخُجُّونه خَجّاً أَي ينحدرون فيه ويَطَؤُونه كثيراً.
وخَجَّ بها: ضَرَطَ.
وخَجَّ برجله: نَسَفَ بها التراب في مشيه.
وخَجْخَجَ الرجلُ: لم يُبْد ما في نفسه.
والخَجْخَجَةُ: سُرْعَةُ الإِناخَةِ والحُلُولِ.
والخَجْخَجَةُ: الانقباض والاستخفاءُ في موضع خَفِيٍّ، وفي التهذيب: في موضع يخفى فيه، قال: ويقال أَيضاً بالحاءِ.
ورجل خَجَّاجَةٌ: أَحمق لا يعقل. ابن سيده: والخَجْخاجَةُ والخَجَّاجَةُ الأَحمق.
والخَجْخاج من الرجال: الذي يَهْمِزُ الكلامَ، ليست لكلامه جِهَةٌ، قال أَبو منصور: لم أَسمع خَجَّاجَةً في نعت الأَحمق إِلا ما قرأْته في كتاب الليث قال: والمسموع من العرب خَجَّاية؛ قاله ابن الأَعرابي وغيره. النضر: الخَجْخاجُ من الرجال الذي يُري أَنه جادٌّ في أَمره وليس كما يُري. الفراءُ: خَجْخَجَ الرجل وجَخْجَخَ إِذا لم يُبْدِ ما في نفسه؛ قال أَبو منصور: وهذا يقرب من قول النضر وهو أَصح مما قاله الليث في الخَجْخاجِ.
والخَجُّ: الجِماعُ.
وخَجَّ جاريته: مسحها.
والخَجْخَجَةُ: كناية عن النكاح.
واخْتَجَّ الجملُ والناشطُ في سيره وعدوه إِذا لم يستقم، وذلك سُرْعَةٌ مع التواءِ. الليث: الخَجْخَجَة تُوصَفُ في سرْعَةِ الإِناخة وحلول القوم.والخَجَوْجى من الرجال: الطويل الرجلين.

طرب (لسان العرب) [0]


الطَّرَبُ: الفَرَح والـحُزْنُ؛ عن ثعلب.
وقيل: الطَّرَبُ خفة تَعْتَري عند شدَّة الفَرَح أَو الـحُزن والهمّ.
وقيل: حلول الفَرَح وذهابُ الـحُزن؛ قال النابغة الجعديّ في الهمّ: سَـأَلَتْني أَمتي عن جارَتي، * وإِذا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَـأَلْ سَـأَلَتْني عن أُناسٍ هَلَكوا، * شَرِبَ الدَّهْرُ عليهم وأَكلْ وأَراني طَرِباً، في إِثْرِهِمْ، * طَرَبَ الوالِهِ أَو كالـمُخْتَبَلْ والوالِهُ: الثاكِلُ.
والـمُخْتَبَلُ: الذي اخْتُبِلَ عَقْله أَي جُنَّ.
وأَطْرَبَهُ هو، وتَطَرَّبه؛ قال الكميت: ولم تُلْهِني دارٌ ولا رَسْمُ مَنزِلٍ، * ولم يَتَطَرَّبني بَنانٌ مُخَضَّبُ وقال ثعلب: الطَّرَبُ عندي هو الحركة؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف ذلك.
والطَّرَبُ: الشَّوقُ، والجمع، من ذلك، أَطْرابٌ؛ قال ذو . . . أكمل المادة الرمة: اسْتَحْدَثَ الرَّكْب، عن أَشياعِهِم، خَبَراً، * أَم راجَعَ القلبَ، من أَطرابه، طَرَبُ وقد طَرِبَ طَرَباً، فهو طَرِبٌ، من قوم طِرابٍ.
وقولُ الـهُذَليّ: حتى شَـآها كَليلٌ؛ مَوْهِناً، عَمِلٌ، * بانَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ يقول: باتت هذه البَقَر العِطاشُ طِراباً لِـمَا رَأَته من البَرْقِ، فَرَجَتْه من الماء.
ورجل طَروبٌ ومِطْرابٌ ومِطرابةٌ، الأَخيرة عن اللحياني: كثيرُ الطَّرَبِ؛ قال: وهو نادرٌ.
واسْتَطْرَب: طلب الطَّرب واللَّهْوَ.
وطَرَّبه هو، وطَرَّب: تَغَنَّى؛ قال امرؤ القيس: يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ، في كلِّ سُدْفَةٍ، * تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامى الـمُطَرِّبِ ويقال: طَرَّب فلانٌ في غِنائِه تَطْريباً إِذا رَجَّع صوتَه وزيَّنَه؛ قال امرؤ القيس: كما طَرَّبَ الطَّائرُ الـمُسْتَحِرْ أَي رجَّع.
والتَّطْريب في الصوت: مَدُّه وتَحْسينُه.
وطَرَّبَ في قراءته: مَدَّ ورجَّع.
وطَرَّبَ الطائِرُ في صوته، كذلك، وخَصَّ بعضُهم به الـمُكَّاء.
وقول سَلْمى (1) (1 قوله «وقول سلمى إلخ» كذا بالأصل.) ابنِ الـمُقْعَدِ: لما رأَى أَن طَرَّبوا من ساعَةٍ، * أَلْوى بِرَيْعانِ العِدى وأَجْذَما قال السُّكَّريُّ: طَرَّبوا صاحُوا ساعةً بعد ساعةٍ.
والأَطْرابُ: نُقاوَةُ الرَّياحينِ؛ وقيل: الأَطْرابُ الرَّياحينُ وأَذْكاؤُها.
وإِبلٌ طرابٌ تَنزِعُ إِلى أَوْطانِها، وقيل: إِذا طَرِبَتْ لِـحُداتها.
واستَطْرَبَ الـحُداةُ الإِبلَ إِذا خَفَّتْ في سيرها، من أَجلِ حُداتِها؛ وقال الطِّرمَّاحُ: واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لما احْزَأَلَّ بهمْ * آلُ الضُّحى ناشِطاً من داعِـباتِ دَدِ(2) (2 قوله «من داعبات» كذا بالأصل كالتهذيب بالموحدة بعد العين والذي في الأساس بالمثناة التحتية ثم قال أي سألته أن يطرب ويغني وهو من داعيات دد أي من دواعيه وأسبابه يعني الناشط وهو الحادي لأنه ينشط من مكان إلى مكان.) يقول: حَملَهم على الطرب شوقٌ نازعٌ؛ وقولُ الكُمَيْت: يُريد أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله * عندَ الإِدامَة، حتى يَرْنَـأَ الطَّرِبُ(3) (3 قوله «يريد أهزع إلخ» أنشده في دوم يستل أهزع إلخ والأهزع بالزاي السريع.) فإِنما عَنى بالطَّرِبِ السَّهْم؛ سماه طَرِباً لِتَصْويته إِذا دُوِّم أَي فُتِلَ بالأَصابع.
والـمَطْرَبُ والـمَطْرَبةُ: الطريق الضيق، ولا فعل له، والجمعُ الـمَطارِبُ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، تَخْلِجُه * مَطارِبٌ، زَقَبٌ أَميالُها فيحُ ابن الأَعرابي: الـمَطْرَبُ والـمَقْرَبُ الطريق الواضح، والـمَتْلَفُ: القَفْر؛ سمي بذلك لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه في الأكثر كما سموا الصَّحراءَ بَيْداء لأَنها تُبيدُ سالِكَها.
والزَّقَبُ: الضيقة.
وقوله: مثل فَرْقِ الرأْس أَي مثل فرق الرأْس في ضيقه.
وتَخْلِجُهُ أَي تَجْذِبهُ هذه الطرقُ إِلى هذه، وهذه إِلى هذه.
وأَميالُها فيح أَي واسعة، والميلُ: المسافة من العَلَم إِلى العَلَم.
وفي الحديث: لَعَنَ اللّهُ من غيَّر الـمَطْرَبَةَ والـمَقْرَبَة. الـمَطْرَبَة: واحدة المطارب، وهي طُرُقٌ صِغار تَنْفُذُ إِلى الطرقِ الكبارِ، وقيل: المطارِبُ طُرُقٌ متَفرقة، واحدتُها مَطْربة ومَطْرَبٌ؛ وقيل: هي الطرق الضيقة المنفردة. يقال: طَرَّبْتُ عن الطريق: عدَلْتُ عنه.
والطَّرَبُ: اسم فرس سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم.
وطَيْروب: اسم.

نسف (لسان العرب) [0]


نسَفَت الريحُ الشيء تَنْسِفه نَسْفاً وانتَسَفَته: سلبَتْه، وأَنْسَفتِ الريحُ إنسافاً وأَسافَت الترابَ والحصى.
والنَّسْف: نَقْر الطائر بمِنْقاره، وقد انتسَف الطائر الشيء عن وجه الأَرض بمِخْلَبه ونسفه.
والنُّسَّافُ والنَّسَّاف؛ الأَول عن سيبويه والأَخير عن كراع: طائر له مِنْقار كبير.
ونسَفَ البعيرُ الكلأ يَنْسِفه، بالكسر، إذا اقتلعه بأَصله.
وانتسَفْتُ الشيء: اقْتَلَعْته؛ قال أَبو النجم: وانتسَفَ الجالِبَ من أَنْدابه إغباطُنا المَيْسَ على أَصْلابه والنَّسْف: انتِسافُ الريحِ الشيءَ كأَنَها تَسْلُبه.
ونَسَفَتِ الراعيةُ الكلأَ تَنسِفه نسْفاً: أَخذته بأَفواهها وأَحْناكها.
وبعير نَسُوف: يأَكل بمُقدَّم فيه. الجوهري: بعير نَسُوف يَقْتَلِع الكلأ من أَصله بمقدَّم فيه، وناقة نَسوف كذلك، وهي المَناسِيف كأَنها جمع مِنْساف وهي من باب مَلامِحَ ومَذاكير.
وفرس نَسُوف: يستَغْرِق الحِزام . . . أكمل المادة لإجْفار جنبيه.
وفرس نسُوف السُّنْبُكِ إذا أَدناه من الأَرض في عَدْوِه.
ويقال للفرس: إنه لنَسُوف السنبك من الأَرض، وذلك إذا أَدنى طرَف الحافر من الأَرض في عدْوه، وكذلك إذا أَدنى الفرسُ مِرْفقيه من الحزام، وذلك إنما يكون لتقارب مِرفقيه، وهو محمود؛ قال الجعدي: في مِرْفَقَيْه تَقارُبٌ، وله بِرْكةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَم قال ابن بري: الجَبْأَةُ خشَبةُ الحَذّاء، شبَّه بها صدر فرسه في استِدارتها.
وقيل: النَّسُوف من الخيل الواسع الخطو.
ونسَفه بسُنبكه أَو ظِلْفه يَنْسِفُه وأَنسَفه: نحّاه؛ وأَنشد ثعلب: قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا تَ، يَنْسِفْنَه بالظُّلوفِ انْتِسافا عجلن عليه: على هذا الموضع؛ ينْسِفْنه: يَنْسِفْن هذا النبات، يقْلَعْنه بأَرجلهن قبل أَن يبلُغ.
والنَّسْفُ: القَلْع.
ونسَف نَسْفاً: خَطا.
وناقة نَسُوف: تنْسف التراب في عدْوها.
وانتسَف البِناءَ: استأْصله. أَبو زيد: نسَفْت البناء نسْفاً إذا قلَعْته، والذي يُنْسَف به البناء يسمى مِنْسَفة، والمِنْسفة آلة يقلع بها البناء.
ونسَف البعيرُ الكلأَ نَسْفاً إذا اقتلعه بمقدَّم فيه.
ونسَف البعير برجله إذا ضرب رجله بمقدَّم . . . . . (* كذا بياض بالأصل.) وكذلك الإنسان.
ويقال: بيننا عَقَبة نَسُوف وعقَبة ناشطة أَي طويلة شاقة. اللحياني: انْتُسِفَ لونُه وانتُشِفَ لونه والتُمع لونه بمعنى واحد؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف فرساً في حُضْرها: نَسُوفٌ للحِزام بمِرْفَقَيْها، يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبارُ يقول: إذا استَفْرغَت جَرْياً نسَفَت حِزامها بمِرْفَقَيْ يديها، وإذا ملأَت فُروجها عدْواً سد الغُبار ما بين طُبْيَيْها، وهو خَواؤه.
ونسَف البعيرَ حِمْلُه نسْفاً إذا مرَط حِملُه الوبر عن صفحتي جنبيه.
ونسَف الشيء، وهو نَسِيف: غَرْبله.
والنُّسافة: ما سقط من الشيء يَنْسِفه، وخص اللحياني به نُسافة السَّويق.
والنسْف: تَنْقِية الجيّد من الرَّديء، ويقال لمُنْخُل مُطوَّل المِنْسف.
ونسَف الطعام يَنْسِفه نَسْفاً إذا نفَضه.
ويقال: اعْزِل النُّسافة وكلْ من الخالص.
ونَسْفُ الطعامِ: نَفْضُه.
والمِنْسف: هَنٌ طويل أَعلاه مرتفع وهو مُتَصَوِّب الصدر يكون عند القاشر، ومنه يقال: أَتانا فلانٌ كأَنّ لحيته مِنْسف؛ قال الجوهري: حكاها أَبو نصر أحمد بن حاتم.
والمِنْسفة: الغِرْبال.
وكلام نَسِيف: خفيّ، هُذلية؛ قال أَبو ذؤيب: فأَلْغَى القومَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا، أَمامَ القوم، مَنْطِقُهم نَسِيفُ قال الأَصمعي: أَي ينتسِفُون الكلام انتِسافاً لا يُتِمُّونه من الفَرَق، يَهْمِسون به رويداً من الفرق فهو خفي لئلا يُنْذَر بهم ولأَنهم في أَرض عدوّ، وقوله فضمّوا أَي اجتمعوا وضمّوا إليهم دوابهم ورحالهم.ويقال: هما يَتناسَفان. قال ابن بري في قوله فضَمّوا أَي كفُّوا عن الكلام، وقيل: اجتمعوا أَمام قوم آخرين.
وانتَسَفوا الكلام بينهم: أَخْفَوه وقلَّلُوه.
ومِنْسفُ الحِمار: فَمُه. نسَف الأَتان بفِيه ينْسِفُها نَسْفاً ومَنْسَفاً ومَنْسِفاً: عضَّها فترك فيها أَثراً؛ الأَخيرة كمَرْجِع من قوله تعالى: إلى اللّه مَرْجِعكم.
وترك فيها نَسِيفاً أَي أَثراً من عَضِّه، أَو انْحِصاصَ وبَرٍ؛ قال المُمَزَّق: وقد تَخِذَتْ رِجْلي، لَدي جَنْبِ غَرْزِها، نَسِيفاً كأُفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّق والنسيفُ: أَثر كَدْم الحِمار وأَثر رَكْض الرِّجل بجنبي البعير إذا انحصّ عنه الوبر.
ويقال للحمار: به نَسيفٌ، وذلك إذا أَخذ الفحل منه لحماً أَو شعراً فبقي أَثره.
ويقال: اتخذ فلان في جنب ناقته نَسيفاً إذا انجرد وبَر مَرْكَضَيْه برجليه، وأَنشد بيت الممزَّق أَيضاً.
ويقال لفم الحمار: مِنْسَف، وقيل: مَنْسِف.
ونسَف الحِملُ ظهرَ البعير نَسْفاً وانتسفه: حَصَّ ما عليه من الوبر.
وما في ظهره مَنْسَف: كقولك ما في ظهره مَضْرَب.والنَّسْفة: حِجارة يُنْسَف بها الوَسَخ؛ قال ابن سيده: حكاها صاحب العين، قال: والمعروف بالشين. التهذيب: وضرب من الطير يُشبه الخُطَّاف يَنْتَسِف ويسمى النُّسَّاف، وبالسين. النِّسْفة: من حجارة الحَرَّة، تكون نَخِرة ذات نَخاريب يُنسف بها الوسَخُ عن الأَقدام في الحمّامات.
وانْتُسِفَ لونُه: انْتُقِع، وسيذكر في الشين.
ونسَفَ البعيرُ برجله نَسْفاً: ضرب بها قُدُماً.
ونسَف الإناءُ يَنْسِفُ: فاض.
والنسْفُ الطعْن مثل النزْع.
ونسَفٌ: كُورة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إنه لكثير النَّسيف، وهو السِّرارُ. يقال: أَطال نَسيفه أَي سِراره، واللّه أَعلم.

طغي (لسان العرب) [0]


الأَزهري: الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه، والطَّغْوَى بالفتح مثلُه، والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت، والاسم الطَّغْوَى. ابن سيده: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ.
وفي حديث وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه على التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلى ما لا يَحِلُّ له، ويَتَرَفَّع به على مَنْ دُونَه، ولا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ به كما يَفْعَلُ رَبُّ المالِ.
وكلُّ مجاوز حدَّه في العِصْيانِ طَاغٍ. ابنَ سيده: طَغَوْتُ أَطْغُو وأَطْغَى طُغُوّاً كَطَغَيْت، وطَغْوَى فَعْلى منهما.
وقال الفراء منهما في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمودُ بطَغْواها، قال: أَراد بطُغْيانِها، وهما مصدَران إِلاَّ أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل برُؤُوس الآيات فاخْتير لذلك أَلا . . . أكمل المادة تراه قال: وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ للهِف معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ.
وقال الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسم واواً ليُفْصَل بين الاسم والصِّفَةِ، تقول هي التَّقْوَى، وإِنما هي من تَقَيْتُ، وهي البَقْوَى من بَقيت.
وقالوا: امرأَةٌ خَزْيا لأَنه صِفَة.
وفي التنزيل العزيز: ونَذَرُهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُون.وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه.
وأَطّغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً.
وقوله عز وجل: فأَمَّا ثَمُودُ فأُهْلِكُوا بالطَّغيةِ؛ قال الزجاجُ: الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسم كالعاقِبَةِ والعافِيَة.
وقال قَتادة: بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً، وقيل: أُهْلِكُوا بالطاغيةِ أَي بصيحة العذابِ، وقيل أُهْلِكوا بالطاغية أَي بطُغْيانهم.
وقال أَبو بكر: الطغْيا البغي والكُفْرُ؛ وأَنشد: وإِنْ رَكِبوا طَغْياهُمُ وضلالَهُم، فليس عذابُ اللهِ عنهم بِلابِثِ وقال تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ.
وطَغَى الماءُ والبحر: ارتَفَع وعلا على كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ.
وطَغَى البحرُ: هاجَتْ أمواجُه.
وطَغَى الدم: تَبَيَّغَ.
وطَغَى السَّيْلُ إِذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ.
وكلُّ شيءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَى كما طَغَى الماءُ على قومِ نوحٍ، وكما طَغَتِ الصيحةُ على ثمودَ.
وتقول: سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه، هُذَلِيَّة، وفي النوادِرِ: سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم.
وطَغَتِ البقرةُ تَطْغَى: صاحَتْ. ابن الأَعرابي: يقالُ للبقرة الخائرَةُ والطَّغْيَا، وقال المُفَضَّل: طُغْيَا، وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طاء طَغْيَا.
وقال ابن الأَنْبارِي: قال أَبو العباس طَغْيَا، مقصورٌ غير مصروفة، وهي بقرةُ الوَحْشِ الصغيرةُ.
ويحكى عن الأَصْمعي أَنه قال: طُغْيَا، فَضَمَّ.
وطَغْيَا: اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، وقيل للصَّغيرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي: وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ، وطَغْيَا مع اللَّهَقِ الناشِطِ قال الأَصمعي: طُغْيا بالضم، وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغيرُ من بقر الوحشِ؛ قال ابن بري: قول الأَصمعي هو الصحيح، وقول ثعلب غلط لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً يجبُ قلب يائها واواً نحو شَرْوَى وتَقْوَى، وهما من شَرَيْتُ وتَقَيْت، فكذلك يجب في طَغْيا أَن يكون طَغْوَى، قال: ولا يلزم ذلك في قول الأَصمعي لأَن فُعْلى إِذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو فيها ياءً نحو الدنيا والعُلْيا، وهُما من دَنَوْتُ وعَلَوْت.
والطاغِية: الصاعِقةُ.
والطَّغْيةُ: المُسْتَصْعَبُ العالي من الجبل، وقيل: أَعْلى الجبل، قال ساعِدة بن جُؤيَّة: صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ قوله: تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لا يَثْبُت عليها مَخالِبُها لمَلاسَتِها، وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوةٌ، وقيل: الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ؛ وقال أَبو زيد: الطَّغْيةُ من كلِّ شيء نُبْذَةٌ منه، وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضًا يصف مُشْتارَ العسل؛ قال ابن بري: واللَّهِيفُ المكروبُ، والسُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل، والطَّغْيةُ الناحية من الجبلِ، ويُلَطُّ يُكَبُّ، والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هذه الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ.
وقال ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من الخَيْل؟ قالت: طَغْيٌ عند مَنْ كانت ولا توجدُ؛ فإِما أَن تكون أَرادت الطُّغْيانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها، وإِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ، ولم يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي.
والطاغوتُ، يقعُ على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزْنُه فَعَلُوتٌ إنما هو طَغَيُوتٌ، قُدِّمتِ الياءُ قبل الغَيْن، وهي مفتوحة وقبلها فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً.
وطاغُوتٌ، وإِن جاء على وزن لاهُوتٍ فهو مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَى، ولاهُوت غير مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ، وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت على فَعَلُوتٍ، ثم قُدِّمَتِ الياءُ قبل الغينِ مُحافَظَة على بَقائِها فَصار طَيَغُوت، ووَزْنُه فَلَعُوت، ثم قُلِبت الياء أَلفاً لتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار طاغُوت.
وقوله تعالى: يُؤْمنُون بالجِبْتِ والطَّاغُوت؛ قال الليث: الطاغُوت تاؤها زائدةٌ وهي مُشْتَقَّةٌ من طَغَى، وقال أَبو إِسحق: كلُّ معبودٍ من دون الله عز وجلّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ، وقيل: الجِبْتُ والطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ والشَّياطينُ، وقيل في بعض التفسير: الجِبْتُ والطَّاغُوت حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ؛ قال الأَزهري: وهذا غيرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد أَطاعُوهما من دون الله.
وقال الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ، والطاغوتُ: الشيطان: والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ في الضَّلال، قد يكون واحداً؛ قال تعالى: يُريدون أَن يَتحاكَمُوا إِلى الطاغوت وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به؛ وقد يكون جَمْعاً؛ قال تعالى: والذين كفَروا أَوْ لِياؤهم الطاغوتُ يُخْرِجُونهم؛ فَجَمَع؛ قال الليث: إِنما أَخبر عن الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ على حدّ قوله تعالى: أَو الطِّفْلِ الذينَ لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النساء؛ وقال الكسائي: الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ؛ وقال ابن السكيت: هو مثل الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث؛ قال تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وقال الأَخفش: الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ، والطاغوتُ يكون من الجِنِّ والإِنس، وقال شمر: الطاغوت يكون من الأَصنام ويكون من الشياطين؛ ابن الأَعرابي: الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رئيس النصارَى؛ وقال ابن عباس: الطاغوتُ كعبُ ابنُ الأَشْرفِ، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ، وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ.
وفي الحديث: لا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ ولا بالطَّواغِي، وفي الآخر: ولا بالطَّواغِيتِ، فالطَّوَاغِي جمع طاغيَةٍ، وهي ما كانوا يَعْبُدونه من الأَصْنامِ وغَيْرِها؛ ومنه: هذه طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم، قال: ويجوز أَن يكون أَراد بالطَّواغِي من طَغَى في الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ، وهم عُظَماؤهم وكُبَراؤهم، قال: وأَما الطَّواغِيتُ فجمع طاغوت وهو الشيطانُ أَو ما يُزَيّن لهم أَن يَعْبُدوا من الأَصْنامِ.
ويقال: للصَّنَم: طاغوتٌ.
والطاغِيةُ: مَلِكُ الرُّومِ. الليث: الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ. ابن شميل: الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ.
وقال شمر: الطَّاغِيَة الذي لا يُبالي ما أَتى يأْكلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ.

حفف (العباب الزاخر) [0]


الحفوف: اليبس، من قولهم، حف رأسه يحف -بالكسر- حفوفاً: أي بعد عهده بالدهن.
ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه أرسل إلى أبي عبيدة -رضي الله عنه- رسولاً، فقال له حين رجع: كيف رأيت أبا عبيدة؟ فقال: رأيت بللاً من عيش، فقصر من رزقه ثم أرسل أليه وقال للرسول حين قدم: عليه: كيف رأيته؟ قال: رأيت حفوفاً، فقال: رحم الله أبا عبيدة بسطنا له فبسط وقبضنا فقبض. جعل البلل والحفوف عبارة عن الرخاء والشدة، لأن الخصب مع وجود الماء؛ والجدب مع فقده، يقال: حفت أرضنا: إذا يبس بقلها. وقال الليث: سويق حاف: أي غير ملتوت. وقال أعرابي: أتونا بعصيدة قد حفت فكأنها . . . أكمل المادة عقب فيها شقوق، وقال الكميت يصف وتدأ:
وأشْعَثَ في الدّارِ ذا لِمَّةٍ      يُطِيْلُ الحُفُوْفَ ولا يَقْمَلُ

وقال رؤبة:
تَنْدى إذا ما يَبِسَ الكُفُـوْفُ      لا حَصَرٌ فيها ولا حُفُوْفُ

وقال اللحياني: إنه لحاف بين الحفوف: أي شديد العين؛ ومعناه: أنه يصيب الناس بعينه. وقال أبن الأعرابي: إذا ذهب سمع الرجل كله قيل: حف سمعه حفوفاً، قال:
قالتْ سُلَيْمى إذْ رَأتْ حُفُوْفـي      مَعَ اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوْفِ

أنشده الأزهري لرؤبة، وليس له. والحفيف والجفيف: اليابس من الكلأ. وحف الفرس حفيفاً: سمع عند ركضه صوت، وكذلك حفف جناح الطائر، قال رؤبة:
وَلَّتْ حُبَاراهُمْ لها حَفِيْفُ     

وأنْشَدَ الأصمعيُّ يَصِف حفيف: هوي حجر المنجنيق:
حتّى إذا ما كَلَّتِ الطُّرُوْفُ      من دُوْنِهِ واللُّمَّحُ الشُّنُوْفُ

أقْبَلَ يَهْوي وله حَفِيْفُ والفيف: حفيف السهم النافذ، وكذلك حفيف الشجر.
والأفعى تحف حفيفاً: أي تفح فحيحاً، إلا أنَّ الحَفِيف من جلدها والفحيح من فيها، وهذا عن أبي خيرة. والحفة: كورة غربي حلب. وقال الأصمعي: الحفة: المنوال: وهو الخشبة التي يلف عليها الثوب، قال: والذي يقال له الحف هو المنسج، وقال أبو سعيد: الحفة: المنوال؛ ولا يقال له حف؛ وإنما الحف المنسج. والحفان: فراخ النعام، الواجد: حفانة، الذكر والأنثى فيه سواء، وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وزَفَّتِ الَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما      زَفَّ النَّعَامُ إلى حَفّانِهِ الرُّوْحُ

وقال أسامة الهذلي:
وإلاّ النّـعَـامَ وحَـفَّـانَـهُ      وطغْيَا مِنَ اللَّه قش النّاشِطِ

وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: "وطَغْيَاً" بالتنوين: أي صوتاً، يقال: طغى يطغى طغياً، والطغيا: الصغير من بقر الوحش، وقال ثعلب: هو الطغيا -بالفتح-. والحفان -أيضاً-: الخدم. وإناء حفان: بلغ المكيل حفافيه، وحفافا الشيء: جانباه، قال طرفة بن العبد:
كأنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّـفـا      حِفَافَيْهِ شُكّا في العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ

ويقال: جاء على حفافه: أي أثره. ويقال: بقي من شعره حفاف: وذلك إذا صلع فبقيت من شعره طرة حول رأسه، وكان عمر -رضي الله عنه- أصلع له حفاف، والجمع: أحفة، قال ذو الرمة يذكر الجفان:
لَهُنَّ إذا صَبَّحْنَ منهم أحِـفَّةٌ      وحِيْنَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أقْبَلَ جائيا

أحفة: أي قوم استداروا حولها. والحفاف -أيضاً-: مصدر قولهم: حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفافاً وحفاً: إذا قشرته. وحف شاربه: إذا أحفاه، وكذلك حف رأسه.
وقال وهب بن منبه: لما أبتعت الله خليله إبراهيم -عليه السلام- ليبني البيت طلب الآس الأول الذي وضع أبو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله تعالى بها آدم -عليه السلام- من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم -عليه السلام- يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو أدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله تعالى له مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم -عليه السلام- وتهديه مكان القواعد حتى رفع إبراهيم -عليه السلام- القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة، فذلك قول الله عز وجل: (وإذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ) أي الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها إلى مكان القواعد، فلم يزل -والحمد لله- منذ يوم رفعه الله تعالى معموراً. وقوله تعالى: (وتَرى المَلائكَةَ حافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ) أي محدقين بأحفته أي بجوانبه. وقوله تعالى: (وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما. والحفف والحفوف: عيش سوء؛ عن الأصمعي، وقلة مال، يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف: أي أثر عوز، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يبع من طعام إلا على حفف، ويروى: على ضفف، ويروى: على شظف. لثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها. وجاء على حففه وحفه: أي أثره؛ مثل حفافه. وفلان على حفف أمر: أي على ناحية منه. وقال ابن عباد: الحفف من الرجال: القصير المقتدر الخلق. والمحفة -بالكسر-: مركب من مراكب النساء كالهودج؛ إلا أنها لا تقبب كما تقبب الهوادج. وحفة بالشيء يحفه كما يحف الهودج بالثياب، قال لبيد رضي الله عنه:
من كُلِّ مَحْفُوفِ ُيظِلُّ عَصِيَّهُ      زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُهـا

ويقال: الحفة: الكرامة التامة. وقال أبو عبيد: ومن أمثالهم في القصد في المدح: من حفنا أو رفنا فليقتصد؛ أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا.
وقال أبو عبيد: أي من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه. وفي مثل آخر: من حفنا أو رفنا فليترك.
وقد كتب أصل المثل في تركيب. ويقال: ما له حاف ولا راف، وذهب من كان يحفه ويرفه. والحفاف: اللحم اللين أسفل اللهاة، يقال: يبس حفافه. وحفتهم الحاجة: إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون. وقلا أبن عباد: الحف سمكة بيضاء شاكة. قال: ويقال للديك والدجاجة إذا زجرتهما: حف حف. قال: والحفافة: حفافة التبن وألقت وهي بقيتهما. وأحففته: ذكرته بالقبيح. وأحففت رأسي: أي أبعدت عهده بالدهن. وأحففت الفرس: إذا حملته على أن يكون له حفيف وهو دوي جوفه. وحفف الرجل: جهد وقل ماله، من حفت الأرض: أي يبست، وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- حفف وجهد من بذله وإعطائه؛ فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف، وكتب إليه ببيتين من شعر الشماخ:
يَسُدُّ به نَوَائبَ تَـعْـتَـرِيْهِ      من الأيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوْعِ


وأحففت الثوب وحففته تحفيفاً: من الحف. وحففوا حوله: مثل حفوا، وكذلك احتفوا. وأحتفت المرأة وجهها من الشعر: مثل حفت. وأحتففت النبت: جزرته. وقال الليث: احتفت المرأة: إذا أمرت من تحف شعر وجهها تنقي بخيطين. وأغار فلان على بني فلان على بني فلان فاستحف أموالهم: أي أخذها بأسرها. وقال أبن دريد: الحفحفة: حفيف جناحي الطائر. ويقال: سمعت حفحفة الضبع وخفخفتها، أي صوتها. وقال ابن الأعرابي: حفحف: إذا ضاقت معيشته. والتركيب يدل على ضرب من الصوت؛ وعلى إلطافة الشيء بالشيء؛ وعلى شدة في العي.

حفف (لسان العرب) [0]


حَفَّ القومُ بالشيء وحَوالَيْه يَحُفُّونَ حَفّاً وحَفُّوه وحَفَّفوه: أَحْدَقُوا به وأَطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا، وفي التهذيب: حَفَّ القوم بسيدهم.
وفي التنزيل: وترى الملائكة حافّين من حول العرش؛ قال الزجاج: جاء في التفسير معنى حافِّين مُحدِقِين؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بمَيْتِ خَمِيلةٍ، يُحَفِّفُها جَوْنٌ بِجُؤْجِئِه صَعْلُ وقوله: إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، يَزِينُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ الـمُحَّفَّفُ: الضَّرْعُ المـمْتَلئُ الذي له جوانب كأَنَّ جوانبه حَفَّفَتْه أَي حَفَّتْ به، ورواه ابن الأَعرابي مُجَفَّفٌ، يريد ضَرْعاً كأَنه جُفٌّ، وهو الوَطْبُ الخَلَقُ.
وحَفَّه بالشي يَحُفُّه كما يُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثياب، وكذلك التَّحْفِيفُ.
وفي حديث أَهْلِ الذكر: فَيَحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم أَي يطوفون بهم ويدُورُون حَوْلَهم.
وفي حديث آخر: إلاَّ . . . أكمل المادة حَفَّتهم الملائكةُ.
وفي الحديث: ظَلَّلَ اللّه مكانَ البيتِ غَمامةً فكانت حِفافَ البيتِ أَي مُحْدِقةً به.
والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يُحَفُّ بثوب ثم تركب فيه المرأَة، وقيل: المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلاَّ أَنَّ الهودج يُقَبَّبُ والمِحَفَّةُ لا تُقَبَّبُ؛ قال ابن دريد: سميت بها لأَن الخَشب يَحُفُّ بالقاعد فيها أَي يُحِيطُ به من جميع جوانبه، وقيل: المِحَفَّة مَركب من مراكب النساء.
والحَفَفُ: الجمعُ، وقيل: قِلَّة المأْكولِ وكثرة الأَكَلَةِ، وقال ثعلب: هو أَن تكون العِيالُ مثلَ الزَّادِ، وقال ابن دريد: هو الضِّيقُ في المعاش، وقالت امرأَة: خرج زوجي ويَتِمَ وَلَدي فما أَصابهم حَفَفٌ ولا ضَفَفُّ، قال: فالحَفَفُ الضِّيق، والضَّفَف أَن يَقِلَّ الطعامُ ويَكْثُرَ آكلوه، وقيل هو مِقدار العيال، وقال اللحياني: الحفف الكَفافُ من الـمَعيشةِ.
وأَصابهم حَفَفٌ من العيش أَي شدَّة، وما رُؤِيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ أَي أَثرُ عَوَزٍ. قال الأَصمعي: الحفَف عَيْشُ سُوء وقِلَّة مال، وأُولئك قوم مَحْفُوفُون.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، لم يشْبَعْ من طعام إلا على حفَف؛ الحفَف: الضيق وقلة المعيشة، أَي لم يشبع إلاّ والحالُ عنده خلافُ الرِّخاء والخِصْبِ.
وطعام حَفَف: قليل.
ومعيشة حَفَفٌ: ضَنْكٌ.
وفي حديث عمر قال له وفد العراق: إنَّ أَمير المؤمنين بلغ سِنّاً وهو حافُّ الـمَطعَم أَي يابِسُه وقَحِلُه؛ ومنه حديثه الآخر أَنه سأَل رجلاً فقال: كيف وجدت أَبا عُبيْدَة؟ فقال: رأَيت حُفُوفاً أَي ضِيقَ عيش؛ ومنه الحديث: أَبْلِغْ معاويةَ أَنَّ عبد اللّهِ بن جعفر حَفَّفَ (* قوله «حفّف» بهامش النهاية: حفف، مبالغة في حف أي جهد وقل ماله من حفت الارض ونحوه.) وجُهِدَ أَي قلَّ ماله. الأَصمعي: أَصابهم من العَيْشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقَشَفٌ، كل هذا من شدَّة العَيْشِ. ابن الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلَّة والحَفَفُ الحاجةُ، ويقال: الضفَف والحفَف واحد؛ وأَنشد: هَدِيّة كانَتْ كَفافاً حَفَفا، لا تَبْلُغُ الجار ومن تَلَطَّفا قال أَبو العباس: الضفَفُ أَن تكون الأَكَلَةُ أَكثرَ من مِقدار المالِ، والحفَفُ أَن تكون الأَكَلة بمقدار المال. قال: وكان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، إذا أَكلَ كان من يأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأَكول وكفافِه، قال: ومعنى قوله ومن تَلَطَّفا أَي من بَرَّنا لم يكن عندنا ما نَبَرُّه: وما عند فلان إلا حَفَفٌ من الـمَتاعِ، وهو القوتُ القليل.
وحَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شديداً إذا كانوا مَحاوِيجَ.
وعنده حَفَّة من مَتاعٍ أَو مالٍ أَي قُوتٌ قليل ليس فيه فضل عن أَهله.
وكان الطعام حِفافَ ما أَكلوا أَي قَدْرَه.
ووُلِدَ له على حفَفٍ أَي على حاجة إليه؛ هذه عن ابن الأَعرابي. الفراء: يقال ما يَحُفُّهم إلى ذلك إلا الحاجةُ يريد ما يدْعوهم وما يُحْوِجُهم.
والاحْتِفافُ: أَكلُ جميع ما في القِدْر، والاشتِفافُ: شربُ جميع ما في الإناء.
والخُفُوفُ: اليُبْسُ من غير دَسَمٍ؛ قال رؤبة: قالَتْ سُلَيْمى أَن رأَتْ حُفُوفي، مع اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ قال الأَصمعي: حَفَّ رأْسُهُ يَحِفُّ حُفُوفاً وأَحْفَفْته أَنا.
وسَوِيقٌ حافٌّ: يابِسٌ غير ملتوت، وقيل: هو ما لم يُلَتَّ بسمْن ولا زيت.
وحَفَّتْ أَرضُنا تَحِفُّ حُفُوفاً: يَبِسَ بَقْلُها.
وحفَّ بطن الرجل: لم يأْكل دسَماً ولا لحماً فيبس.
ويقال: حَفَّتِ الثَّريدة إذا يبِسَ أَعْلاها فَتَشَقَّقَتْ.
وفرس قَفِرٌ حافٌّ: لا يَسْمَنُ على الضبعة.
وحَفَّ رأْسَه وشارِبه يَحُفُّ حَفّاً أَي أَحْفاه. قال ابن سيده: وحَفَّ اللِّحية يَحُفُّها حَفّاً: أَخذ منها، وحَفَّه يَحُفُّه حَفّاً: قَشَره، والمرأَة تَحُفُّ وَجْهها حَفّاً وحِفافاً: تزيل عنه الشعر بالـمُوسَى وتَقْشِرُهُ، مشتق من ذلك.
واحْتَفَّتِ المرأَةُ وأَحَفّتْ وهي تحْتَفُّ: تأْمر من يَحُفّ شعر وجهها نَتْفاً بخيطين، وهو من القَشْر، واسم ذلك الشعر الحُفافةُ، وقيل: الحُفافةُ ما سَقَط من الشعَر الـمَحْفُوفِ وغيره.
وحَفَّتِ اللحيةُ تَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَتْ.
وحَفّ رأْسُ الإنسان وغيره يَحِفّ حُفوفاً: شَعِثَ وبَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن؛ قال الكميت يصف وَتِداً: وأَشْعَثَ في الدَّارِ ذي لِمَّةٍ يُطِيلُ الحُفُوفَ، ولا يَقْمَلُ يعني وتداً حفّه صاحبُه تَرَك تَعَهُّدَه.
والحِفافان: ناحِيتا الرأْسِ والإناء وغيرهما، وقيل: هما جانباه، والجمع أَحِفَّةٌ.
وحِفافا الجبلِ: جانباه.
وحفافا كل شيء: جانباه؛ وقال طرفة يصف ناحيتي عسيب ذنب الناقة: كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ، تَكَنَّفا حِفافَيْهِ، شُكّا في العَسِيبِ بِمسْرَدِ وإناء حَفَّان: بلغ الماء وغيرُه حِفافَيْهِ.
والأحِفّةُ أَيضاً: ما بقي حول الصَّلَعةِ من الشعر، الواحد حِفافٌ. الأَصمعي: يقال بقي من شعره حِفافٌ، وذلك إذا صَلِعَ فبقيت طُرَّة من شعَره حول رأْسه، قال: وجمع الحِفافِ أَحِفّة؛ قال ذو الرمة يصفُ الجِفانَ التي تُطعم فيها الضِّيفانُ:لَهُنَّ، إذا أَصْبَحْنَ، منهم أَحِفَّةٌ، وحينَ يَرَوْنَ الليلَ أَقْبَلَ جائيا أَراد بقوله لهن أَي للجِفانِ، أَحِفّة أَي قوم استداروا بها يأْكلون من الثريد الذي لُبِّقَ فيها واللُّحْمانِ التي كُلِّلَتْ بها، أَي قوم استداروا حولها؛ والجِفان تقدّم ذكرها في بيت قبله وهو: فما مَرْتَعُ الجِيرانِ إلا جِفانُكُمْ، تَبارَوْن أَنتم والرِّياحُ تَبارِيا وفي حديث عمر: كان أَصلَعَ له حِفافٌ؛ هو أَن يَنْكَشِف الشعر عن وسط رأْسه ويَبْقى ما حولَه.
والحَفَّافُ: اللحم الذي في أَسفَل الحنك إلى اللَّهاة. الأَزهري: يقال يَبِس حَفَّافُه وهو اللحم اللين أَسفل اللَّهاة.والحَافَّانِ من اللسان: عِرْقان أَخْضَران يَكْتَنِفانه من باطن، وقيل: حافُّ اللسانِ طَرَفُه.
ورجل حافُّ العين بَيِّنُ الحُفُوفِ أَي شديد الإصابة بها؛ عن اللحياني، معناه أَنه يصيب الناس بالعين.
وحَفُّ الحائكِ خَشَبته العريضة يُنَسِّقُ بها اللُّحْمةَ بين السَّدَى.
والحَفُّ، بغير هاء: المِنْسَجُ. الجوهري: الحَفّةُ المِنْوالُ وهو الخشَبة التي يَلُفُّ عليها الحائِكُ الثوبَ.
والحَفّةُ: القَصَباتُ الثلاث، وقيل: الحِفّةُ، بالكسر، وقيل: هي التي يَضرب بها الحائكُ كالسيف، والحَفُّ: القَصبة التي تجيء وتذهب. قال الأَزهري: كذا هو عند الأَعراب، وجمعها حُفُوفٌ، ويقال: ما أَنت بحَفّةٍ ولا نِيرةٍ؛ الحفة: ما تقدَّم، والنّيرة: الخَشَبةُ الـمُعْتَرِضةُ، يُضْرب هذا لمن لا يَنْفَع ولا يَضُرّ، معناه ما يَصْلُحُ لشيء.
والحَفيفُ: صوت الشيء تسْمَعُه كالرَّنَّةِ أَو طيَرانِ الطائر أَو الرَّمْيةِ أَو التهاب النار ونحو ذلك، حَفَّ يَحِفُّ حَفِيفاً.
وحَفْحَفَ وحَفَّ الجُعَلُ يَحِفُّ: طار، والحَفِيفُ صوت جناحَيْه، والأُنثى من الأَساود تَحِفُّ حَفِيفاً، وهو صوت جلدها إذا دَلَكَتْ بعضَه ببعض.
وحَفِيفُ الرِّيح: صوتها في كل ما مرَّت به؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَبْلِغْ أَبا قَيْسٍ حَفِيفَ الأَثْأَبَهْ فسره فقال: إنه ضعيف العقل كأَنه حَفيفُ أَثْأَبةٍ تحركها الريح، وقيل: معناه أُوعِدُه وأُحَرِّكه كما تحرِّك الريحُ هذه الشجرة؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بشيء.
وحَفَّ الفرسُ يَحِفّ حفيفاً وأَحْفَفْتُه أَنا إذا حملته على أَن يكون له حَفِيفٌ، وهو دَويّ جَرْيه، وكذلك حَفِيفُ جناح الطائر.
والحَفِيفُ: صوت أَخفاف الإبل إذا اشتد؛ قال: يقول، والعِيسُ لها حَفِيفُ: أَكلُّ مَنْ ساقَ بكُم عَنِيفُ؟ الأَصمعي: حَفَّ الغيْثُ إذا اشتَدَّت غَيْثَتُه حتى تسمع له حَفيفاً.
ويقال: أَجْرى الفرسَ حتى أَحَفَّه إذا حَمَلَه على الحُضْر الشديد حتى يكون له حَفِيفٌ.
وحَفَّ سمعُه: ذهب كله فلم يبق منه شيء.
وحَفَّانُ النعام: رِيشُه.
والحَفّانُ: وَلَدُ النعام؛ وأَنشد لأُسامةَ الهُذَليّ: وإلا النَّعامَ وحَفّانَه، وطُغْيا مع اللَّهِقِ النَّاشِطِ الطُّغْيا: الصغير من بقر الوحش، وأَحمد بن يحيى يقول: الطَّغيا، بالفتح؛ قال ابن بري: واستعاره أَبو النجم لصغار الإبل في قوله: والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ فشبهها لما رَوِيت من الماء بالحَنظل في بَريقه ونَضارته، وقيل: الحَفّانُ صِغارُ النعامِ والإبل.
والحَفَّانُ من الإبل أَيضاً: ما دون الحِقاق، وقيل: أَصل الحَفّان صغار النعام ثم استعمل في صغار كل جنس، والواحدة من كل ذلك حَفّانةٌ، الذكر والأُنثى فيه سواء؛ وأَنشد: وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيّ، كما زَفَّ النَّعام، إلى حَفّانِه، الرُّوحُ والحَفّانُ: الخَدَمُ.
وفلان حَفٌّ بنفسِه أَي مَعْنيٌّ.
والحَفَّةُ: الكرامةُ التامّةُ.
وهو يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَمِيرُنا.
وفي المثل: من حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِدْ، يقول: مَن مَدَحَنا فلا يَغْلُوَنَّ في ذلك ولكنْ لِيَتَكَلَّمْ بالحقّ منه.
وقال الجوهري: أَي مَن خَدَمَنا أَو تَعَطَّفَ علينا وحاطَنا. الأَصمعي: هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي يَقُومُ ويَقْعُدُ ويَنْصَحُ ويُشْفِقُ، قال: ومعنى يَحِفُّ تَسْمَع له حَفِيفاً.
ويقال: شجر يَرِفُّ إذا كان له اهْتِزازٌ من النَّضارةِ.
ويقال: ما لِفلان حافٌّ ولا رافٌّ، وذهَب من كان يَحُفُّه ويَرُفُّه.
وحُفُّ العين: شَفْرُها.
وجاء على حَفِّ ذلك وحَفَفِه وحِفافِه أَي حِينِه وإبّانِه.
وهو على حَفَفِ أَمْرٍ أَي ناحيةٍ منه وشَرَفٍ.
واحْتَفَّتِ الإبلُ الكَلأَ: أَكلتْه أَو نالَتْ منه، والحَفّةُ: ما احْتَفَّتْ منه.
وحِفافُ الرمل: مُنْقَطَعُه، وجمعه أَحِفَّةٌ.

جور (لسان العرب) [0]


الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ، جارَ يَجُورُ جَوْراً.
وقوم جَوَرَةٌ وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ.
والجَوْرْ: ضِدُّ القصدِ.
والجَوْرُ: تركُ القصدِ في السير، والفعل جارَ يَجُورُ، وكل ما مال، فقد جارَ.
وجارَ عن الطريق: عَدَلَ.
والجَوْرُ: المَيْلُ عن القصدِ.
وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسَبه إِلى الجَوْرِ؛ قول أَبي ذؤيب: (* قوله: «وقول أَبي ذؤيب» نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب). فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها لَفِيكَ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها إِنما أَراد: تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى، وأَجارَ غيرَهُ؛ قال عمرو بن عَجْلان: وقُولا لها: ليس الطَّريقُ أَجارَنا، ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا وطَريقٌ جَوْرٌ: جائر، وصف بالمصدر.
وفي حديث . . . أكمل المادة ميقات الحج: وهو جَوْرٌ عن طريقنا؛ أَي مائل عنه ليس على جادَّته، من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل؛ ومنه الحديث: حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ جَوْراً؛ أَي ضلالاً عن الطريق؛ قال ابن الأَثير: هكذا روى الأَزهري، وشرح: وفي رواية لا يَخْشَى جَوْراً، بحذف إِلاَّ، فإِن صح فيكون الجور بمعنى الظلم.
وقوله تعالى: ومنها جائر؛ فسره ثعلب فقال: يعني اليهود والنصارى.
والجِوارُ: المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً، والكسر أَفصح: ساكَنَهُ.
وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ: لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه.
وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً وجِواراً: تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، وهو من ذلك، والاسم الجِوارُ والجُوارُ.
وفي حديث أُم زَرْع: مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها؛ الجارة: الضَّرَّةُ من المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك.
ومنه الحديث: كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ.
وحديث عمر قال لحفصة: لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منك؛ يعني عائشة؛ واذهب في جُوارِ الله.
وجارُكَ: الذي يُجاوِرُك، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ، ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ؛ وأَنشد: ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد: جاوَرَ بعضهم بعضاً؛ أَصَحُّوا اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا. قال سيبويه: اجْتَوَرُوا تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه؛ قال الجوهري: إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله، وهو تَجَاوَرُوا، فبني عليه، ولو لم يكن معناهما واحداً لاعتلت؛ وقد جاء: اجْتَارُوا مُعَلاًّ؛ قال مُليح الهُذلي: كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ حَمْلُ عَثَاكِيلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ (* قوله: «كدلخ إلخ» كذا في الأَصل). التهذيب: عن ابن الأَعرابي: الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ.
والجارُ النِّقِّيح: هو الغريب.
والجار: الشَّرِيكُ في العَقار.
والجارُ: المُقاسِمُ.
والجار: الحليف.
والجار: الناصر.
والجار: الشريك في التجارة، فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً.
والجارة: امرأَة الرجل، وهو جارُها.
والجَارُ: فَرْجُ المرأَة.
والجارَةُ: الطِّبِّيجَةُ، وهي الاست.
والجارُ: ما قَرُبَ من المنازل من الساحل.
والجارُ: الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ الجِوارِ.
والجارُ: الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ.
والجارُ: اليَرْبُوعِيُّ.
والجار: المنافق.
والجَار: البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله.
والجارُ: الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك. قال الأَزهري: لما كان الجار في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز أَن يفسر قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه، أَنه الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه، فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به، فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم، ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك.
وقوله عز وجل: والجارِ ذي القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ؛ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ القرابة، والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره أَي يمنعه فينزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه ورُكونه إِلى أَمانه وعهده.
والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ عليها، وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ، وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي عليها؛ وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال: أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ ومَوْمُوقَةٌ، ما دُمْتِ فينا، ووَامِقَهْ وهذا البيت ذكره الجوهري، وصدره: أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه قال ابن بري: المشهور في الرواية: أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه، كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ: عادٍ وطارِقَهْ ابن سيده: وجارة الرجل امرأَته، وقيل: هواه؛ وقال الأَعشى: يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ، بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم.
وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً وجَارَةً؛ الأَخيرة عن كراع: خَفَرَهُ.
واسْتَجَارَهُ: سأَله أَن يُجِيرَهُ.
وفي التنزيل العزيز: وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى يعسْمَعَ كلامَ الله؛ قال الزجاج: المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه، وعرّفه ما يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام، ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه.
ويقال للذي يستجير بك: جارٌ، وللذي يُجِيرُ: جَارٌ.
والجار: الذي أَجرته من أَن يظلمه ظالم؛ قال الهذلي: وكُنْتُ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ، أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي وجارُك: المستجيرُ بك.
وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر؛ حكاه ثعلب، أَي مُجِيرُونَ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك، إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ، وإِلاَّ فَلا وجه له. أَبو الهيثم: الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ.
ومن عاذ بالله أَي استجار به أَجاره الله، ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه، وهو سبحانه وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ.
وقال الله تعالى لنبيه: قل لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ؛ أَي لن يمنعنى من الله أَحد.
والجارُ والمُجِيرُ: هو الذي يمنعك ويُجْيرُك.
واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه.
وأَجارَهُ الله من العذاب: أَنقذه.
وفي الحديث: ويُجِيرُ عليهم أَدناهم؛ أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم، جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه؛ ومنه حديث الدعاء: كما تُجِيرُ بين البحور؛ أَي تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه.
وفي حديث القسامة: أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا تستحلفه وتحول بينه وبينها، وبعضهم يرويه بالزاي، أَي تأْذن له في ترك اليمين وتجيزه. التهذيب: وأَما قوله عز وجل: وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم؛ قال الفرّاء: هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة؛ قال وقوله: إِني جار لكم؛ يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة فلا يَعْرِضُون لكم، وأَن يكونوا معكم على محمد، صلى الله عليه وسلم، فلما عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً، فقال له الحرثُ بن هشام: أَفراراً من غير قتال؟ فقال: إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب. قال: وكان سيد العشيرة إِذا أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه.
وجِوارُ الدارِ: طَوَارُها.
وجَوَّرَ البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما: صَرَعَهُ وقَلَبهَ؛ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ: قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ، إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ وتَجَوَّرَ هُوَ: تَهَدَّمَ.
وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَطَ.
وتَجَوَّرَ على فِرَاشه: اضطجع.
وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ: فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا، وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها: مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ قال السُّكَّريُّ: عنى بالجائر العظيم من الدلاء.
والجَوَارُ: الماءُ الكثير؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ أَي الماء الكثير.
وغَيْثٌ جِوَرٌّ: غَزِيرٌ كثير المطر، مأْخوذ من هذا، ورواه الأَصمعي: جُؤَرٌّ له صَوْتٌ؛ قال: لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ ويروى غَرَّافٍ. الجوهري: وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت الرعد، وبازِلٌ جِوَرٌّ؛ قال الراجز: زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ، أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ، ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ والجِوَرُّ: الصُّلْبُ الشديد.
وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم؛ وأَنشد: بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والجَوَّارُ: الأَكَّارُ: التهذيب: الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو بستان أَكَّاراً.
والمُجَاوَرَةُ: الاعتكاف في المسجد.
وفي الحديث: أَنه كان يُجَاوِرُ بِحِراءٍ، وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف.
وفي حديث عطاء: وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف. فأَما المُجاوَرَةُ بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرع.والإِجارَةُ، في قول الخليل: أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو ذلك، وغيره يسميه الإِكْفاءَ.
وفي المصنف: الإِجازة، بالزاي، وقد ذكر في أَجز. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ.
والجارُ: موضع بساحل عُمانَ.
وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ، هو بتخفيف الراء، مدينة على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم وليلة.
وجيرانُ: موضع (قوله: «وجيران موضع» في ياقوب جيران، بفتح الجيم وسكون الياء: قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان؛ وجيران، بكسر الجيم: جزيرة في البحر بين البصرة وسيراف، وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان. اهـ. باختصار)؛ قال الراعي: كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ مِنْ وَحْشِ جِيرانَ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ وجُورُ: مدينة، لم تصرف الماكن العجمة. الصحاح: جُورُ اسم بلد يذكر ويؤنث.

غمر (لسان العرب) [0]


الغَمْرُ: الماء الكثير. ابن سيده وغيره: ماء غَمْر كثيرٌ مُغَرِّقٌ بيّن الغُمورةِ، وجمعه غِمار وغُمور.
وفي الحديث: مَثَلُ الصلوات الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر؛ الغَمْرُ، بفتح الغين وسكون الميم: الكثيرُ، أَي يَغْمُر مَنْ دخله ويُغطِّيه.
وفي الحديث: أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر أَي الغرَق.
ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير المعروف سخيّ، وإِن كان رداؤه صغيراً، وهو بيّن الغُمورة من قوم غِمارٍ وغُمورٍ؛ قال كثيِّر: غَمْر الرِّداء، إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ وكله على المثل، وبَحْر غَمْر. يقال: ما أَشدّ غُمورةَ هذا النهر وبحار غِمارٌ وغُمورٌ.
وغَمْرُ البحر: معظمه، وجمعه غِمارٌ وغُمورٌ؛ وقد غَمُرَ الماءُ (* قوله« وقد . . . أكمل المادة غمر الماء» ضبط في الأصل بضم الميم وعبارة القاموس وشرحه «وغمر الماء» يغمر من حد نصر كما في سائر النسخ ووجد في بعض أمهات اللغة مضبوطاً بضم الميم) .غَمارةً وغُمورةً، وكذلك الخلُق.
وغَمَره الماء يَغْمُرُه غَمْراً واغْتَمَره: عَلاه وغَطّاه؛ ومنه قيل للرجل: غَمَرَه القومُ يَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شرفاً.
وجيش يَغْتَمرُ كلَّ شيء: يُغطِّيه ويستغرقه، على المثل.
والمَغْمورُ من الرجال: الذي ليس بمشهور.
ونخل مُغْتَمِر: يشرب في الغَمْرة؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد قول لبيد في صفة نخل: يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرةٍ فكلُّها كارِعٌ، في الماء، مُغْتَمِرُ وفي حديث معاوية: ولا خُضْتُ برجل غَمْرةً إِلاَّ قَطَعْتُها عَرْضاً؛ الغَمْرة: الماء الكثير؛ فضربه مثلا لقوّة رأْيه عند الشدائد، فإِن من خاضَ الماءَ فقطَعَه عرضاً ليس كمن ضَعُفَ واتَّبَع الجِرْيةَ حتى يخرج بعيداً من الموضع الذي دخل فيه. أَبو زيد: يقال للشيء إِذا كثر: هذا كثير غَميرٌ.
والغَمْرُ: الفرس الجواد.
وفرس غَمْرٌ: جواد كثير العَدْو واسع الجَرْي؛ قال العجاج: غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحًّا مِهْرَجا والغَمْرةُ: الشدة.
وغَمْرةُ كل شيء: مُنْهَمَكه وشدَّتُه كغَمْرةِ الهمّ والموت ونحوهما.
وغَمَراتُ الحَرْب والموت وغِمارُها: شدائدها؛ قال:وفارِس في غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس، إِذا تَأَلَّى على مَكْروهةٍ صَدَقا وجمع الغَمْرة غُمَرٌ مثل نَوْبة ونُوَب؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ويذكر قصته مع قومه ويذكر الطوفان: ونادى صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ، وصُبَّ عليهمُ منه البَوارُ وضَجُّوا عند جَيْئَتِه وفَرُّوا، ولا يُنْجِي من القدَرِ الحِذارُ وجاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِليهم، كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ وعامَتْ، وهي قاصِدةٌ، بإِذْنٍ، ولولا اللّه جارَ بها الجَوارُ إِلى الجوديّ حتى صارَ حِجْراً، وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ فهذا فيه مَوْعِظةٌ وحكْم، ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ الحِجْر: الممنوع الذي له حاجز، قال ابن سيده: وجمع السلامة أَكثر.
وشجاع مُغامِرٌ: يَغْشَى غَمَراتِ الموت.
وهو في غَمْرةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبة وسُكْرٍ، كله على المثل.
وقوله تعالى: وذَرْهُم في غَمْرَتِهم حتى حِين؛ قال الفراء أَي في جهلهم.
وقال الزجاج: وقرئ في غَمَراتِهم أَي في عَمايَتِهم وحَيْرتِهم؛ وكذلك قوله تعالى: بل قلوبُهم في غَمْرة مِنْ هذا؛ يقول: بل قلوب هؤلاء في عَمايةٍ من هذا.
وقال القتيبي: أَي في غطاء وغفلة.
والغَمْرةُ: حَِيْرةُ الكفّار.
وقال الليث: الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل، ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب.
ويقال: هو يضرب في غَمْرَةِ اللَّهْو ويَتَسَكَّع في غمرة الفتنة، وغَمْرةُ الموت: شدّة همومِه؛ قال ذو الرمة:كأَنَّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ أَي سابح في ماء كثير.
وفي حديث القيامة: فيقذِفُهم في غَمَراتِ جهنَّم أَي المواضع التي تكثر فيها النار.
وفي حديث أَبي طالب: وجَدْتُه في غَمَراتٍ من النار، واحدتها غَمْرةٌ.
والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ: المُلْقي بنفسه في الغَمَراتِ.
والغَمْرة: الزَّحْمةُ من الناس والماء، والجمع غِمارٌ.
وفي حديث أُويس: أَكُون في غِمارِ الناس أَي جَمْعِهم المتكاثف.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ أَي خاصَم غيرَه، ومعناه دخل في غَمْرةِ الخصومة وهي معظمها.
والمُغامِرُ: الذي رمى بنفسه في الأُمور المُهْلكة، وقيل: هو من الغِمْر، بالكسر، وهو الحِقْد، أَي حاقد غيره؛ وفي حديث خيبر: شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ.
وفي حديث الشهادة: ولا ذي غِمْرٍ على أخيه أَي ضِغْنٍ وحقد.
وغَمْرةُ الناس والماء وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم: جماعتهم ولَفيفُهم وزحمتهم.
ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِهم، يضم ويفتح، وخُمارِهم وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي في زحمتهم وكثرتهم.
واغْتَمَر في الشيء: اغْتَمَس.
والاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ.
والانْغِمارُ: الانْغِماسُ في الماء.
وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره.
والغَمِيرُ: شيء يخرج في البُهْمَى في أَول المطر رطباً في يابس، ولا يعرف الغَميرُ في غير البهمي. قال أَبو حنيفة: الغَميرُ حبُّ البهمى الساقط من سنبله حين يَيْبَس، وقيل: الغَميرُ ما كان في الأَرض من خُضْرة قليلاً إِمَّا ريحةً وإِمَّا نباتاً، وقيل: الغَميرُ النبت ينبت في أَصل النبت حتى يَغْمُره الأَول، وقيل: هو الأَخضر الذي غَمَرَه اليبيس يذهبون إِلى اشتقاقه، وليس بقويّ، والجمع أَغْمِراء. أَبو عبيدة: الغَميرة الرَّطْبة والقتُّ اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها. الجوهري: الغَميرُ نبات قد غَمَره اليَبِيس؛ قال زهير يصف وحشاً: ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ، قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمير جَحافِلُهْ وفي حديث عمرو بن حُرَيْثٍ: أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَميرُ، بفتح الغين وكسر الميم، هو نبت البقل عن المطر بعد اليُبْس، وقيل: هو نبات أَخْضَر قد غَمَرَ ما قبله من اليَبِيس.
وفي حديث قُسٍّ: وغَميرُ حَوْذانٍ، وقيل: هو المستور بالحَوْذان لكثرة نباته.
وتَغَمَّرت الماشيةُ: أَكلت الغَمير.
وغَمَرَه: علاه بفضله وغطّاه.
ورجل مَغْمورٌ: خامل.
وفي حديث صفته: إذا جاء مع القوم غَمَرَهم أَي كان فوق كلِّ مَنْ معه؛ وفي حديث حُجَيْر: إِنِّي لمَغْمورٌ فيهم أَي لست بمشهور كأَنّهم قد غَمَرُوه؛ وفي حديث الخندق: حتى أَغْمَزَ بَطْنَه أَي وارَى التُّرابُ جِلْدَه وستَره؛ وفي حديث مَرَضِه: أَنه اشتدّ به حتى غُمِرَ عليه أَي أُغْمِيَ عليه حتى كأَنه غُطِّي على عقله وسُتِر.
والغِمْرُ، بالكسر: العطش؛ قال العجاج: حتى إذا ما بَلَّت الأَغْمارا والغُمَرُ: قَدَحٌ صغير يَتصافَنُ به القومُ في السفر إِذا لم يكن معهم من الماء إلا يسيرٌ على حصاة يُلْقونها في إِناء ثم يصبّ فيه من الماء قدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاها كلُّ رجل منهم.
وفي الحديث: أَنه كان في سَفَرٍ فشُكِيَ إِليه العَطَشُ، فقال: أَطْلقوا لي غُمَرِي أَي ائتوني به، وقيل: الغُمَرُ أَصغر الأَقداح؛ قال أَعشى باهلة يرثي أَخاه المُنتَشِر بن وهب الباهلي: يَكْفِيه حُزّةُ فِلْذٍ، إن أَلَمَّ بها، من الشِّواءِ ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ وقيل: الغُمَر القَعْبُ الصغير.
وفي الحديث: لا تجعلوني كغُمَرِ الراكب، صَلُّوا عليَّ أَوّلَ الدعاء وأَوْسَطَه وآخرَه؛ الغُمَرُ، بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير؛ أَراد أَن الراكب يحمل رَحْلَه وأَزوادَه ويترك قَعْبَه إلى آخر تَرْحالِه ثم يعلّقه على رحله كالعِلاوة فليس عنده بمُهمٍّ، فنهاهم أَن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرِ الذي لا يُقدَّم في المُهامّ ويجعل تبعاً. ابن شميل: الغُمَرُ يأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثلاثاً، والقَعْب أَعظمُ منه وهو يُرْوي الرجلَ، وجمع الغُمَرِ أَغْمارٌ.
وتَغَمّرْت أَي شربت قليلاً من الماء؛ قال العجاج: حتى إذا ما بَلّت الأَغْمارا رِيٍّا ولمَّا، يَقْصَعِ الاصْرارا وفي الحديث: أَمَّا الخيلُ فغَمِّروها وأَما الرجالُ فأَرْوُوهم؛ وقال الكميت: بها نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ المُغَمَّر: الذي يشرب في الغُمَر إذا ضاق الماء.
والتَّغَمُّر الشرب بالغُمَرِ، وقيل: التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دون الريّ، وهو منه.
ويقال: تَغَمَّرْت، من الغُمَرِ، وهو القَدَح الصغير.
وتغَمَّر البعيرُ: لم يَرْوَ من الماء، وكذلك العَيْر، وقد غَمَّرَه الشُّرْب؛ قال: ولست بصادِرٍ عن بَيْت جارِي، صُدورَ العَيْر غَمَّرَه الوُرودُ قال ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي غَمَّره أَصْحُناً سقاه إِياها، فعدَّاه إِلى مفعولين.
وقال أَبو حنيفة: الغامِرةُ النخلُ التي لا تحتاج إِلى السقي، قال: ولم أَجد هذا القول معروفاً.
وصبيّ غُمْرٌ وغَمْرٌ وغَمَرٌ وغَمِرٌ ومُغَمَّر: لم يُجرِّب الأُمور بيّنُ الغمارة من قوم أَغْمارٍ، وقد غَمُر، بالضم، يَغْمُر غَمارةً؛ وكذلك المُغَمَّر من الرجال إِذا استجهله الناس، وقد غُمِّرَ تَغْميراً.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَن اليهود قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَغُرّك أَن قَتَلْتَ نَفَراً من قُريش أَغْماراً؛ الأَغْمارُ جمع غُمْر، بالضم، وهو الجاهل الغِرُّ الذي لم يُجَرِّب الأُمور؛ قال ابن سيده: ويُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رَأْي.
ورجل غُمْر وغَمِر: لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب؛ وقد روي بيت الشماخ: لا تَحْسَبَنّي ، وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً، كحيّة الماء بين الصَّخْرِ والشِّيدِ قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو إِتباع أَم لغة؛ وهم الأَغمار.
وامرأَة غَمِرَةٌ: غِرٌّ.
وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه ولم يبال الموت. قال أَبو عمرو: رجل مُغامِرٌ إذا كان يقتحم المهالك.
والغُمْرة: تَطْلى به العروس يتخذ من الورس. قال أَبو العميثل: الغُمْرة والغُمْنة واحد. قال أَبو سعيد: هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأَة ويداها حتى ترِقَّ بشرتها، وجمعها الغُمَر والغُمَنُ؛ وقال ابن سيده في موضع آخر: والغُمْرة والغُمْرُ الزعفران، وقيل: الورس، وقيل: الجِصّ، وقيل: الكُرْكُم.
وثوب مُغَمَّرُ: مصبوغ بالزعفران.
وجارية مُغَمَّرةٌ: مطلية.
ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة: مُتَطلّية.
وقد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِيراً أَي طلت به وجهها ليَصْفُو لونها، وتَغَمَّرَت مثله؛ وغَمَّر فلانٌ جاريته.
والغَمَرُ، بالتحريك: السَّهَكُ وريحُ اللحم وما يَعْلَق باليد من دَسَمِه.
وقد غَمِرَت يدُه من اللحم غَمَراً، فهي غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ، كما تقول من السَّهَك: سَهِكةٌ؛ ومنه منديل الغَمَر، ويقال لمنديل الغَمَرِ: المَشُوش.
وفي الحديث: مَنْ باتَ وفي يده غَمَرٌ؛ هو الدسم، بالتحريك، وهو الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن.
والغِمْرُ والغَمَرُ: الحقد والغلّ، والجمع غُمورٌ.
وقد غَمِرَصدرُه عليّ، بالكسر، يَغْمَرُ غِمْراً وغَمَراً.
والغامر من الأَرض والدور: خلافُ العامِر.
وقال أَبو حنيفة: الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس، وقيل: الغامِرُ من الأَرض ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة، وإنما قيل له غامِرٌ لأَن الماء يبلغه فيَغْمُره، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول، كقولهم: سرٌّ كاتمٌ وماءٌ دافقٌ، وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر، وما لا يبلغه الماء من موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ. قال أَبو عبيد: المعروف في الغامِر المعاشُ الذي أَهله بخير، قال: والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي تُعْمَر، لا أَدري ما هو، قال: وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد؛ يريد قولهم العامِر والغامِر.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مَسَحَ السَّوادَ عامِرَه وغامِرَه، فقيل: إنه أَراد عامِرَه وخرابه.
وفي حديث آخر: أَنه جعل على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً، وإنما فعل عمر، رضي ا عنه، ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ. قال أَبو منصور: قيل للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل والتراب، أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا ينبت شيئاً، وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره، كما يقال: همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب؛ قال ذو الرمة: تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً، وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها.
والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر: مواضع، وكذلك الغُمَيرْ؛ قال: هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ، إنَّني على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ وقال امرؤ القيس: كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ: أَسماء.
وغَمْرة: موضع بطريق مكة؛ قال الأزهري: هو منزل من مَناهِل طريق مكة، شرفها الله تعالى، وهو فَصْلُ ما بين نجد وتهامة.
وفي الحديث ذكر غَمْر، بفتح الغين وسكون الميم، بئر قديمة بمكة حفرها بنو سَهْمٍ.
والمَغْمورُ: المقهورُ.والمَغْمورُ: المَمْطورُ.
وليل غَمرٌ: شديد الظلمة؛ قال الراجز يصف إبلاً: يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ، داجي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ وثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً.

نسا (لسان العرب) [0]


النِّسْوةُ والنُّسْوة، بالكسر والضم ، والنِّساء والنِّسْوانُ والنُّسْوان: جمع المرأَة من غير لفظه ، كما يقال خلِفةٌ ومَخاضٌ وذلك وأُولئك والنِّسُونَ (* قوله «والنسون» كذا ضبط في الأصل والمحكم أَيضاً ، وضبط في النسخة التي بأيدينا من القاموس بكسر فسكون ففتح.) قال ابن سيده: والنساء جمع نسوة إذا كثرن ، ولذلك قال سيبويه في الإضافة إلى نساء نِسْوِيّ ، فردَّه إلى واحده ، وتصغير نِسْوةٍ نُسَيَّةٌ ، ويقال نُسَيَّاتٌ ، وهو تصغير الجمع.
والنِّسا: عرق من الورك إلى الكعب ، أَلفه منقلبة عن واو لقولهم نَسَوانِ في تثنيته ، وقد ذكرت أَيضاً منقلبة عن الياء لقولهم نَسَيانِ ؛ أَنشد . . . أكمل المادة ثعلب : ذِي مَحْزِمٍ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ، وعَصَبٍ عَنْ نَسَوَيْه قالِصِ الأَصمعي: النَّسا ، بالفتح مقصور بوزن العَصا ، عِرْق يخرج من الوَرِك فيَسْتَبْطِنُ الفخذين ثم يمرّ بالعُرْقوب حتى يبلغ الحافر ، فإذا سمنت الدابة انفَلَقت فخذاها بلَحْمَتَين عظيمتين وجَرى النَّسا بينهما واستبان ، وإذا هُزِلَت الدابة اضطرَبَت الفخذان وماجَت الرَّبَلَتان وخَفِي النَّسا ، وإنما يقال مُنْشَقُ النَّسا ، يريد موضع النَّسا .
وفي حديث سعد: رَمَيْتُ سُهَيْلَ بن عَمرو يوم بَدْر فقَطَعْتُ نَساه، والأَفصح أَن يقال له النَّسا ، لا عِرْقُ النَّسا . ابن سيده: والنسا من الوَرِك إلى الكعب ، ولا يقال عِرْقُ النَّسا ، وقد غلط فيه ثعلب فأَضافه ، والجمع أَنْساء؛ قال أَبو ذؤيب: مُتَفَلِّقٌ أَنْساؤها عن قانِئٍ كالقُرْطِ صاوٍ ، غُبْرُه لا يُرْضَعُ وإنما قال مُتفلق أَنساؤها ، والنَّسا لا يَتفلَّقُ إنما يتفلَّقُ موضعه ، أَراد يتفلق فَخِذاها عن موضع النَّسا، لما سَمِنت تفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا ، صاوٍ: يابس، يعني الضَّرع كالقُرْط ، شبهه بقُرط المرأَة ولم يُرد أَنَّ ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع، إنما أَراده أَنه لا غُبْرَ هنالك فيُهْتَدى به (* قوله « لا غُبر هنالك إلخ» كذا بالأصل، والمناسب فيرضَع بدل فيهتدى به) ؛ قال ابن بري: وقوله عن قانئ أَي عن ضَرْع أَحمر كالقُرْط، يعني في صِغَره، وقوله: غُبْره لا يُرْضَع أَي ليس لها غُبْر فيُرضَع ؛ قال: ومثله قوله : على لاحِبٍ لا يُهْتَدى لِمَنارِه أَي ليس ثَمَّ مَنار فيُهْتَدَى به ؛ ومثله قوله تعالى: لا يَسْأَلون الناس إلحافاً ؛ أَي لا سُؤالَ لهم فيكون منه الإلحافُ ؛ وإذا قالوا إنه لشَديد النَّسا فإنما يُراد به النَِّسا نَفْسُه.
ونَسَيْتُه أَْنْسِيه نَسْياً فهو مَنْسِيٌّ: ضَرَبْت نَساه.
ونَسِيَ الرجلُ يَنْسى نَساً إذا اشتكى نَساه،فهو نَسٍ على فَعِل إذا اشتكى نَساه، وفي المحكم: فهو أَنْسى ، والأُنثي نَسْآه، وفي التهذيب نَسْياء ، إذا اشْتَكَيا عِرْق النَّسا ، وقال ابن السكيت: هو عِرْقُ النَّسا ، وقال الأَصمعي: لا يُقال عِرق النَّسا ، والعرب لا تقول عِرْق النسا كما لا يقولون عِرْقُ الأَكْحَل، ولا عِرْق الأَبْجَل، إنما هو النَّسا والأَكْحَلُ والأَبْجَل، وأَنشد بيتين لامرئ القيس، وحكى الكسائي وغيره: هو عرق النسا، وحكى أَبو العباس في الفصيح: أَبو عبيد يقال للذي يشتكي نَساه نَسٍ، وقال ابن السكيت: هو النِّسا لهذا العرق ؛ قال لبيد : مِنْ نَسا النَّاشِط ، إذْ ثَوَّرْتَه ، أَو رَئِيس الأَخْدَرِيّاتِ الأُوَلْ قال ابن بري: جاء في التفسير عن ابن عباس وغيره كلُّ الطعام كان حِلاًّ لِبني إسْرائيل إلاَّ ما حرَّم إسرائيلُ على نفسه ؛ قالوا: حرَّم إسرائيل لحوم الإبل لأَنه كان به عِرْق النَّسا ، فإذا ثبت أَنه مسموع فلا وجه لإنكار قولهم عِرْق النسا ، وقال: ويكون من باب إضافة المسمى إلى اسمه كحَبْل الوَرِيد ونَحوِه؛ ومنه قول الكميت : إلَيْكم، ذَوي آلِ النَّبيِّ ، تَطَلَّعَتْ نَوازعُ ، من قَلْبي ، ظِماءٌ وأَلْبُبُ أَي إليكم يا أَصحاب هذا الاسم ، قال: وقد يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلَف اللفظان كحَبْل الوَريد وحَبِّ الحَصيد وثابِتِ قُطْنةَ وسعيدِ كُرْزٍ، ومثله: فقلتُ انْجُوَا عنها نجا الجِلْدِ ؛ والنَّجا: هو الجلد المسلوخ ؛ وقول الآخر: تُفاوِضُ مَنْ أَطوي طَوَى الكَشْحِ دونه وقال فَرْوة بن مُسَيْك: لَمَّا رَأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ كالرِّجْلِ ، خانَ الرَِّجْلَ عِرْقُ نَسائها قال: ومما يقوّى قولَهم عِرْق النَّساء قول هِمْيانَ: كأَنَّما يَيْجَع عِرْقا أَبْيَضِه والأَبْيَضُ: هو العِرْقُ.
والنِّسيْان، بكسر النون: ضدّ الذِّكر والحِفظ ، نَسِيَه نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوةً ونِساوةً ونَساوة ؛ الأَخيرتان على المعاقبة .
وحكى ابن بري عن ابن خالويه في كتاب اللغات قال: نَسِيت الشيء نِسْياناً ونَسْياً ونِسْياً ونِساوةً ونِسْوةً ؛ وأَنشد: فلَسْت بصَرَّامٍ ولا ذِي مَلالةٍ، ولا نِسْوةٍ للعَهْدِ ، يا أُمَّ جَعْفَرِ وتَناساه وأَنْساه إِياه .
وقوله عز وجل: نَسُوا اللهَ فنَسِيَهم ؛ قال ثعلب: لا يَنْسى الله عز وجل ، إنما معناه تركوا الله فتركهم ، فلما كان النِّسْيان ضرباً من الترك وضعَه موضعه ، وفي التهذيب: أَي تركوا أَمرَ الله فتركهم من رحمته .
وقوله تعالى: فنَسِيتَها وكذلك اليومَ تُنْسَى ؛ أَي ترَكْتَها فكذلك تُتْرَكُ في النار .
ورجل نَسْيانُ ، بفتح النون: كثير النِّسْيانِ للشيء .
وقوله عز وجل: ولقد عَهِدْنا إلى آدمَ من قَبْلُ فَنَسِيَ ؛ معناه أَيضاً تَرَكَ لأَن النَّاسِي لا يُؤاخَذُ بِنِسْيانِه، والأَول أَقيس (* قوله « والاول أقيس » كذا بالأصل هنا ، ولا أول ولا ثان ، وهو في عبارة المحكم بعد قوله الذي سيأتي بعد قليل ، والنسي والنسي الاخيرة عن كراع ، فالاول الذي هو النسي بالكسر.) .
والنِّسيانُ : الترك .
وقوله عز وجل: ما نَنْسخ مِن آية أَو نُنْسها ؛أَي نأْمُركم بتركها .يقال: أَنْسَيْته أَي أَمَرْت بتركه .
ونَسِيتُه: تَرَكْتُه.
وقال الفراء: عامة القراء يجعلون قوله أَو نَنْساها من النِّسيان ، والنَّسْيانُ ههنا على وجهين: أَحدهما على الترك نَتْرُكها فلا نَنْسَخها كما قال عز وجل: نَسُوا اللهَ فنَسِيَهم ؛ يريد تركوه فتركهم ، وقال تعالى: ولا تَنْسَوُا الفَضْلَ بينكم ؛ والوجه الآخر من النِّسيان الذي يُنْسَى كما قال تعالى: واذْكُرْ رَبَّك إذا نَسِيتَ؛ وقال الزجاج: قرئ أَو نُنْسِها ، وقرئ: نْنَسِّها ، وقرئ: نَنْسَأْها، قال: وقول أَهل اللغة في قوله أَو نُنْسِها قولان: قال بعضهم أَو نُنْسِها من النِّسْيان ، وقال دليلنا على ذلك قوله تعالى: سَنُقْرِئك فلا تَنْسَى إلا ما شاء الله ؛ فقد أَعلمَ الله أَنه يشاء أَن يَنسَى ، قال أَبو إسحق: هذا القول عندي غير جائز لأن الله تعالى قد أَنبأ النبيِّ ، صلى الله عليه وسلم، في قوله : ولئن شئنا لنَذْهَبَنَّ بالذي أَوْحَينا ؛ أَنه لا يشاء أَن يَذْهَب بما أَوحَى به إلى النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: وقوله فلا تَنْسَى ، أَي فلستَ تَتْرُك إلا ما شاء الله أَن تَترك ، قال: ويجوز أَن يكون إلا ما شاء الله مما يلحق بالبشرية ثم تَذَكَّرُ بعدُ ليسَ أَنه على طريق السَّلْب للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، شيئاً أُتِيَه من الحكمة ، قال: وقيل في قوله أَو نُنْسِها قول آخر ، وهو خطأٌ أَيضاً ، أَو نَتْرُكها، وهذا إنما يقال فيه نَسِيت إذا ترَكت ، لا يقال أُنْسِيت تركت ، وقال: وإنما معنى أَو نُنْسِها أَو نُتْرِكْها أَي نأْمُرْكُم بتركها ؛ قال أَبو منصور: ومما يقوّي هذا ما رَوى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده: إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقضِيها ، لَسْتُ بناسِيها ولا مُنْسِيها قال: بناسِيها بتارِكها ، ولا مُنْسِيها ولا مؤخِّرها ، فوافق قولُ ابن الأَعرابي قولَه في النَّاسِي إنه التارك لا المُنْسِي ، واختلفا في المُنْسِي ، قال أَبو منصور: وكأَنَّ ابن الأَعرابي ذهب في قوله ولا مُنسِيها إلى تَرك الهمز من أَنسأْتُ الدَّبن إذا أَخَّرته ، على لغة من يُخفف الهمز.
والنَّسْوةُ: التَّرْك للعمل .
وقوله عز وجل: نَسُوا الله فأَنْساهم أَنْفُسهم ؛ قال: إنما معناه أَنساهم أَن يعملوا لأَنفسهم .
وقوله عز وجل: وتَنْسَوْنَ ما تُشْر كون ؛ قال الزجاج: تَنْسَون ههنا على ضربين: جائز أَن يكون تَنْسَوْن تتركون ، وجائز أَن يكون المعنى أَنكم في ترككم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِيَهم ؛ وكذلك قوله تعالى: فاليوم نَنْساهم كما نَسُوا لِقاء يومهم هذا ؛ أَي نتركهم من الرحمة في عذابهم كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا ؛ وكذلك قوله تعالى: فلما نَسُوا ما ذُكِّروا به ؛ يجوز أَن يكون معناه ترَكوا ، ويجوز أَن يكونوا في تركهم القبول بمنزلة من نِسِيَ.الليث: نَسِيَ فلان شيئاً كان يذكره ، وإنه لَنَسِيُّ كثير النِّسيان.
والنَّسْيُ: الشيء المَنْسِيُّ الذي لا يذكر .
والنِّسْيُ والنَّسْيُ ؛ الأخيرة عن كراع ، وآدم قد أُوُخِذَ بِنسْيانِه فهَبَط من الجنة .
وجاء في الحديث: لو وُزِنَ حِلْمُهم وحَزْمُهم مُذْ كان آدمُ إلى أَن تقوم الساعةُ ما وَفَى بحِلْمِ آدَمَ وحَزْمِه .
وقال الله فيه : فنَسِيَ ولم نَجِدْ له عزماً . النِّسْيُ: المَنْسِيُّ .
وقوله عز وجل حكاية عن مريم: وكنتُ نِسْياً مَنْسِيًّا ؛ فسره ثعلب فقال: النِّسْيُ خِرَقُ الحَيْضَ التي يُرمَى بها فتُنْسَى ، وقرئ: نِسْياً ونَسْياً ، بالكسر والفتح ، فمن قرأ بالكسر فمعناه حَيْضة ملقاة ، ومن قَرأَ نَسْياً فمعناه شيئاً مَنسِيًّا لا أُعْرَفُ ؛ قال دُكَيْنٌ الفُقَيْمِي : بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ ، كالنَّسْيِ مُلْقًى بالجَهادِ البَسْبَسِ والجَهاد ، بالفتح: الأرض الصُّلبةُ .
والنِّسْيُ أَيضاً: ما نُسي وما سَقَط في منازل المرتحلين من رُذال أَمْتعتهم.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ودَدْتُ أَنِّي كنتُ نِسْياً مَنْسِيّاً أَي شيئاً حقِيراً مُطَّرَحاً لا يُلْتَفَت إِليه.
ويقال لخِرقة الحائضِ: نِسّيٌ، وجمعه أَنْساء. تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل: انظروا أَنساءَكم، تريد الأَشياء الحَقيرة التي ليست عندهم ببال مثل العَصا والقَدَح والشِّظاظ أَي اعْتَبِرُوها لئلا تَنْسَوْها في المنزل، وقال الأَخفش: النِّسْيُ ما أُغفل من شيء حقير ونُسِيَ، وقال الزجاج: النِّسْي في كلام العرب الشيء المَطْرُوح لا يُؤْبَهُ له؛ وقال الشَّنْفَرَى: كأَنَّ لها في الأَرضِ نِسْياً تَقُصُّه على أَمِّها، وإِنْ تُخاطِبْكَ تَبْلَتِ قال ابن بري: بَلَتَ، بالفتح، إِذا قطع، وبَلِتَ، بالكسر، إِذا سَكَنَ.
وقال الفراء: النِّسْي والنَّسْيُ لغتان فيما تُلقِيه المرأَة من خِرَق اعْتِلالها مثل وِتْرٍ وَوَتْرٍ، قال: ولوأَردت بالنِّسْي مصدر النِّسْيان كان صواباً، والعرب تقول نَسِيته نِسْياناً ونِسْياً، ولا تقل نَسَياناً، بالتحريك، لأَن النَّسيَان إِنما هو تثنية نَسَا العِرْقِ.
وأَنْسانِيه اللهُ ونَسَّانِيه تَنْسِيةً بمعنى.
وتَناساه: أَرَى من نفسه أَنه نَسِيَه؛ وقول امرئ القيس: ومِثْلِكِ بَيْضاءِ العَوارِضِ طَفْلةٍ لَعُوبٍ تَناساني، إِذا قُمْتُ، سِرْبالي (* في ديوان امرئ القيس: تنَسَّيني بدل تناساني.) أَي تُنْسِيني؛ عن أَبي عبيد.
والنَّسِيُّ: الكثير النَّسْيان، يكون فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكثر لأَنه لو كان فَعولاً لقيل نَسُوّ أَيضاً.
وقال ثعلب: رجل ناسٍ ونَسِيٌّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِم وعَليم وشاهد وشهيد وسامع وسميع.
وفي التنزيل العزيز: وما كان ربك نَسِيّاً؛ أَي لا يَنْسَى شيئاً، قال الزجاج: وجائز أَن يكون معناه، والله أَعلم، ما نَسِيَكَ ربُّكَ يا محمد وإِن تأَخَّر عنك الوَحْي؛ يُرْوَى أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، أَبطأَ عليه جبريل، عليه السلام، بالوَحْي فقال وقد أَتاه جبريل: ما زُرْتَنا حتى اشتَقْناكَ، فقال: ما نَتَنَزَّلُ إِلا بأَمْر رَبِّكَ.
وفي الحديث: لا يَقولَنَّ أَحدُكم نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هو نُسِّيَ، كره نِسْبةَ النِّسْيانِ إِلى النفْس لمعنيين: أَحدهما أَن الله عزَّ وجل هو الذي أَنْساه إِيَّاه لأَنه المُقَدِّر للأَشياء كلها، والثاني أَنَّ أَصل النسيان الترك، فكره له أَن يقول تَرَكْتُ القُرآن أَو قَصَدْتُ إِلى نِسْيانه، ولأَن ذلك لم يكن باختياره. يقال: نَساه الله وأَنْساه، ولو روي نُسِيَ، بالتخفيف، لكان معناه تُرِك من الخير وحُرِمَ، ورواه أَبو عبيد: بِئْسَما لأَحَدِكم أَن يقول نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، ليس هو نَسِيَ ولكنه نُسِّيَ، قال: وهذا اللفظ أَبْيَنُ من الأَول واختار فيه أَنه بمعنى الترك؛ ومنه الحديث: إِنما أُنَسَّى لأَسُنَّ أَي لأَذكر لكم ما يَلزم النَّاسِيَ لشيء من عبادتِه وأَفْعَل ذلك فَتَقْتَدوا بي .
وفي الحديث: فيُتْرَكون في المَنْسَى تحت قَدَمِ الرحمن أَي يُنْسَونَ في النار، وتحتَ القدَمِ استعارةٌ كأَنه قال: يُنْسِيهمُ اللهُ الخَلق لئلا يَشفع فيهم أَحد؛ قال الشاعر: أَبْلَتْ مَوَدَّتَها اللَّيالي بَعْدَنا، ومَشَى علَيْها الدَّهْرُ، وهْوَ مُقَيَّدُ ومه قوله،صلى الله عليه وسلم، يومَ الفَتْح: كلُّ مَأْثُرَةٍ من مآثِرِ الجاهليّةِ تحت قدَمَيَّ إِلى يوم القيامة.
والنَّسِيُّ: الذي لا يُعَدُّ في القوم لأَنه مَنْسِيٌّ. الجوهري في قوله تعالى: ولا تَنسَوُا الفَضْل بينَكم؛ قال: أَجاز بعضهم الهمز فيه. قال المبرد: كل واو مضمومة لك أَن تهمزها إِلا واحدة فإِنهم اختلفوا فيها، وهي قوله تعالى: ولا تنسوا الفضل بينكم، وما أَشبهها من واو الجمع، وأَجاز بعضهم الهمز وهو قليل والاختيار ترك الهمز، قال: وأَصله تَنْسَيُوا فسكنت الياء وأُسقطت لاجتماع الساكنين، فلما احتيج إِلى تحريك الواو رُدَّت فيها ضمة الياء.
وقال ابن بري عند قول الجوهري فسكنت الياء وأُسقطت لاجتماع الساكنين قال: صوابه فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت أَلفاً، ثم حذفت لالتقاء الساكنين. ابن الأَعرابي: ناساهُ إِذا أَبْعَدَه، جاء به غير مهموز وأَصله الهمز. الجوهري: المِنْساةُ العَصا؛ قال الشاعر: إِذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هرَمٍ، فقَدْ تَباعَدَ عَنكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ قال: وأَصله الهمز، وقد ذكر؛ وروى شمر أَن ابن الأَعرابي أَنشده: سَقَوْني النَّسْيَ، ثم تَكَنَّفُوني عُداةَ الله من كَذِبٍ وزُورِ بغير همز، وهو كل ما نَسَّى العقل، قال: وهو من اللبن حَلِيب يُصَبُّ عليه ماء؛ قال شمر: وقال غيره هو النَّسِيُّ، نصب النون بغير همز؛ وأَنشد:لا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا ولا نَسِيّاً، فتجيء فاتِرا ابن الأَعرابي: النَّسْوةُ الجُرْعة من اللبن.

سفر (لسان العرب) [0]


سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً: كنسه.
والمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ، وأَصله الكشف.
والسُّفَارَةُ، بالضم: الكُنَاسَةُ.
وقد سَفَرَه: كَشَطَه.
وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ: فَرَّقَتْه فتفرق وكشطته عن وجه السماء؛ وأَنشد: سَفَرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا الجوهري: والرياح يُسافِرُ بعضها بعضاً لأَن الصَّبَا تَسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ والجَنُوبُ تُلْحِمُه.
والسَّفير: ما سقط من ورق الشجر وتَحَاتَّ.
وسَفَرَتِ الريحُ الترابَ والوَرَقَ تَسْفِرُه سَفْراً: كنسته، وقيل: ذهبت به كُلَّ مَذْهَبٍ.
والسَّفِيرُ: ما تَسْفِرُه الريح من الورق، ويقال لما سقط من ورق العُشْبِ: سَفِيرٌ، لأَن الريح تَسْفِرُه أَي تكنُسه؛ قال ذو الرمة: وحائل من سَفِيرِ الحَوْلِ جائله، حَوْلَ الجَرَائم، في أَلْوَانِه شُهَبُ يعني الورق تغير لونه فحال وابيض بعدما . . . أكمل المادة كان أَخضر، ويقال: انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعر إِذا صار أَجْلَحَ.
والانْسِفارُ: الانْحسارُ. يقال: انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعَر.
وفي حديث النخعي: أَنه سَفَرَ شعره أَي استأْصله وكشفه عن رأْسه.
وانْسَفَرَت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض.
والسَّفَرُ: خلاف الحَضَرِ، وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء، والجمع أَسفار.
ورجل سافرٌ: ذو سَفَرٍ، وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ؛ وقومٌ سافِرَةٌ وسَفْرٌ وأَسْفَارٌ وسُفَّارٌ، وقد يكون السَّفْرُ للواحد؛ قال: عُوجي عَلَيَّ فإِنَّني سَفْرُ والمُسافِرُ: كالسَّافِر.
وفي حديث حذيفة وذكر قوم لوط فقال: وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة؛ يعني المُسافِرَ منهم، يقول: رُمُوا بالحجارة حيث كانوا فَأُلْحِقُوا بأَهل المدينة. يقال: رجل سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ، ثم أَسافر جمع الجمع.
وقال الأَصمعي: كثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي المسافرون قال: والسَّفْر جمع سافر، كما يقال: شارب وشَرْبٌ، ويقال: رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً. الجوهري: السَّفَرُ قطع المسافة، والجمع الأَسفار.
والمِسْفَرُ: الكثير الأَسفار القويُّ عليها؛ قال: لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا، شَيْخاً بَجَالاً، وغلاماً حَزْوَرا والأُنثى مِسْفَرَةٌ. قال الأَزهري: وسمي المُسافر مُسافراً لكشفه قِناع الكِنِّ عن وجهه، ومنازلَ الحَضَر عن مكانه، ومنزلَ الخَفْضِ عن نفسه، وبُرُوزِهِ إِلى الأَرض الفَضاء، وسمي السَّفَرُ سَفَراً لأَنه يُسْفِرُ عن وجوه المسافرين وأَخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها.
ويقال: سَفَرْتُ أَسْفُرُ (* قوله: «سفرت أسفر» من باب طلب كما في شرح القاموس ومن باب ضرب كما في المصباح والقاموس). سُفُوراً خرجت إِلى السَّفَر فأَنا سافر وقوم سَفْرٌ، مثل صاحب وصحب، وسُفَّار مثل راكب وركَّاب، وسافرت إِلى بلد كذا مُسافَرَة وسِفاراً؛ قال حسان: لَوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَةً، لَتَرَكْتُها تَحْبُو على العُرْقُوبِ وفي حديث المسح على الخفين: أَمرنا إِذا كنا سَفْراً أو مسافرين؛ الشك من الراوي في السَّفْر والمسافرين.
والسَّفْر: جمع سافر، والمسافرون: جمع مسافر، والسَّفْر والمسافرون بمعنى.
وفي الحديث: أَنه قال لأَهل مكة عام الفتح: يا أَهل البلد صلوا أَربعاً فأَنا سَفْرٌ؛ ويجمع السَّفْر على أَسْفارٍ.
وبعير مِسْفَرٌ: قويّ على السفَر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر بن تولب: أَجَزْتُ إِلَيْكَ سُهُوبَ الفلاةِ، وَرَحْلي على جَمَلٍ مِسْفَرِ وناقةٌ مِسْفَرة ومِسْفار كذلك؛ قال الأَخطل: ومَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَى غَوائلُه، قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفارِ وسمى زهير البقرةَ مُسافِرةً فقال: كَخَنْسَاءُ سَفْعاءِ المِلاطَيْنِ حُرَّةٍ، مُسافِرَةٍ مَزْؤُودَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ ويقال للثور الوحشي: مسافر وأَماني وناشط؛ وقال: كأَنها، بَعْدَما خَفَّتْ ثَمِيلَتُها، مُسافِرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ والسَّفْرُ: الأَثر يبقى على جلد الإِنسان وغيره، وجمعه سُفُورٌ؛ وقال أَبو وَجْزَة: لقد ماحتْ عليكَ مُؤَبَّدَاتٌ، يَلُوح لهنَّ أَنْدَابٌ سُفُورُ وفرس سافِرُ اللحم أَي قليله؛ قال ابن مقبل: لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ، ولا هَبِجٌ كَاسِي العظامِ، لطيفُ الكَشْحِ مَهْضُومُ التهذيب: ويقال سافرَ الرجلُ إِذا مات؛ وأَنشد: زعمَ ابنُ جدعانَ بنِ عَمْـ ـرٍو أَنَّه يوماً مُسافِرْ والمُسَفَّرَة: كُبَّةُ الغَزْلِ.
والسُّفرة، بالضم: طعام يتخذ للمسافر، وبه سميت سُفرة الجلد.
وفي حديث زيد بن حارثة قال: ذبحنا شاة فجعلناها سُفْرَتَنا أَو في سُفْرتنا؛ السُّفْرَة: طعام يتخذه المسافر وأَكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إِليه، وسمي به كما سميت المزادة راوية وغير ذلك من الأَسماء المنقولة، فالسُّفْرَة في طعام السَّفَر كاللُّهْنَةِ للطعام الذي يؤكل بُكرة.
وفي حديث عائشة: صنعنا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولأَبي بكر سُفْرَةً في جراب أَي طعاماً لما هاجر هو وأَبو بكر، رضي الله عنه. غيره: السُّفرة التي يؤكل عليها سُميت سُفْرَةً لأَنها تنبسط إِذا أَكل عليها.
والسَّفَار: سفار البعير، وهي حديدة توضع على أَنف البعير فيخطم بها مكانَ الحَكَمَة من أَنف الفرس.
وقال اللحياني: السِّفار والسِّفارة التي تكون على أَنف البعير بمنزلة الحَكَمَة، والجمع أَسْفِرَة وسُفْرٌ وسَفائر؛ وقد سَفَرَه، بغير أَلفٍ، يَسْفِره سَفْراً وأَسْفَره عنه إِسْفَاراً وسَفَّره؛ التشديد عن كراع، الليث: السِّفار حبل يشد طرفه على خِطام البعير فَيُدَارُ عليه ويجعل بقيته زِماماً، قال: وربما كان السِّفار من حديد؛ قال الأَخطل: ومُوَقَّع، أَثَرُ السِّفار بِخَطْمِهِ، منْ سُودِ عَقَّةَ أَوْ بَنِي الجَوَّالِ قال ابن بري: صوابه وموقعٍ مخفوض على إِضمار رب؛ وبعده: بَكَرَتْ عَليَّ به التِّجَارُ، وفَوْقَه أَحْمَالُ طَيِّبَة الرِّياح حَلالُ أَي رب جمل موقع أَي بظهره الدبَرُ.
والدَّبَرُ: من طول ملازمة القنَب ظهرَه أُسْنِيَ عليه أَحمال الطيب وغيرها.
وبنو عقة: من النمر بن قاسط.
وبنو الجوَّال: من بني تغلب.
وفي الحديث: فوضع يده على رأْس البعير ثم قال: هاتِ السِّفارَ فأَخذه فوضعه في رأْسه؛ قال: السِّفار الزمام والحديدة التي يخطم بها البعير ليذل وينقاد؛ ومنه الحديث: ابْغِني ثلاث رواحل مُسْفَرَات أَي عليهن السِّفار، وإِن روي بكسر الفاء فمعناه القوية على السَّفر. يقال منه: أَسْفَر البعيرُ واسْتَسْفَرَ.
ومنه حديث الباقر: تَصَدَّقْ بِحَلال يدك وسَفْرِها؛ هو جمع السِّفار.
وحديث ابن مسعود: قال له ابن السَّعْدِيِّ: خرجتُ في السحر أَسْفِرُ فرساً لي فمررت بمسجد بني حنيفة؛ أَراد أَنه خرج يُدَمِّنُه على السَّيْرِ ويروضه ليقوى على السَّفَر، وقيل: هو من سفرت البعير إِذا رعيته السَّفِيرَ، وهو أَسافل الزرع، ويروى بالقاف والدال.
وأَسْفَرَتِ الإِبلُ في الأَرض: ذهبت.
وفي حديث معاذ: قال قرأْت على النبي، صلى الله عليه وسلم، سَفْراً سَفْراً، فقال: هكذا فَاقْرَأْ. جاء في الحديث: تفسيره هَذّاً هَذّاً. قال الحربي: إِن صح فهو من السُّرعة والذهاب من أَسفرت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض، قال: وإِلاَّ فلا أَعلم وجهه.
والسَّفَرُ: بياض النهار؛ قال ذو الرمة: ومَرْبُوعَةٍ رِبْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُها، بِكَفَّيِّ مِنْ دَوِّيَّةٍ، سَفَراً سَفْرا يصف كَمْأَةً مَرْبُوعَةً أَصابها الربيع. ربعية: منسوبة إِلى الربيع. لبأْتها: أَطعمتهم إِياها طرية الاجتناء كاللِّبَا من اللبن، وهو أَبكره وأَوّله.
وسَفَراً: صباحاً.
وسَفْراً: يعني مسافرين.
وسَفَرَِ الصبحُ وأَسْفَرَ: أَضاء.
وأَسْفَرَ القومُ أَصبحوا.
وأَسفر. أَضاء قبل الطلوع.
وسَفَرَ وجهُه حُسْناً وأَسْفَرَ: أَشْرَقَ.
وفي التنزيل العزيز: وُجُوهٌ يومئذ مُسْفِرَةٌ؛ قال الفراء: أَي مشرقة مضيئة.
وقد أَسْفَرَ الوَجْهُ وأَسْفَرَ الصبح. قال: وإِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها قيل: سَفَرَتْ فهي سافِرٌ، بغير هاء.
ومَسَافِرُ الوجه: ما يظهر منه؛ قال امرؤ القيس: وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ ولقيته سَفَراً وفي سَفَرٍ أَي عند اسفرار الشمس للغروب؛ قال ابن سيده: كذلك حكي بالسين. ابن الأَعرابي: السَّفَرُ الفجر؛ قال الأَخطل: إِنِّي أَبِيتُ، وَهَمُّ المَرءِ يَبْعَثُه، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ حتى يُفْرِجَ السَّفَرُ يريد الصبح؛ يقول: أَبيت أَسري إِلى انفجار الصبح.
وسئل أَحمد بن حنبل عن الإِسْفارِ بالفجر فقال: هو أَن يُصْبِحَ الفَجْرُ لا يُشَكُّ فيه، ونحو ذلك قال إِسحق وهو قول الشافعي وذويه.
وروي عن عمر أَنه قال: صلاة المغرب والفجَاجُ مُسْفِرَةٌ. قالأَبو منصور: معناه أَي بَيِّنَةٌ مُبْصَرَةٌ لا تخفى.
وفي الحديث: صلاة المغرب يقال لها صلاة البَصَر لأَنها تؤدّى قبل ظلمة الليل الحائلة بين الأَبصار والشخوص.
والسَّفَرُ سَفَرانِ: سَفَرُ الصبح وسَفَرُ المَسَاء، ويقال لبقية بياض النهار بعد مغيب الشمس: سَفَرٌ لوضوحه؛ ومنه قول الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرى سَفَرا، ولم تَرَ فيها مَطَرا؛ أَراد طلوعها عِشاء.
وَسَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشف النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُوراً؛ ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِرُ سَِفَارَةً أَي كشفت ما في قلب هذا وقلب هذا لأُصلح بينهم.
وسَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً، فهي سافِرَةٌ: جَلَتْه.
والسَّفِيرُ: الرَّسول والمصلح بين القوم، والجمع سُفَراءُ؛ وقد سَفَرَ بينهم يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة: أَصلح.
وفي حديث عليّ أَنه قال لعثمان: إِن الناس قد اسْتَسْفَرُوني بينك وبينهم أَي جعلوني سفيراً، وهو الرسول المصلح بين القوم. يقال: سَفَرْتُ بين القوم إِذا سَعَيْتَ بينهم في الإصلاح.
والسِّفْرُ، بالكسر: الكتاب، وقيل: هو الكتاب الكبير، وقيل: هو جزء من التوراة، والجمع أَسْفارٌ.والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ، واحدهم سافِرٌ، وهو بالنَّبَطِيَّةِ سافرا. قال الله تعالى:بِأَيْدِي سَفرَةٍ؛ وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً.
وقوله عز وجل: كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً؛ قال الزجاج فب الأَسفار: الكتب الكبار واحدها سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تعالى أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب، وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها.والسَّفَرَةُ: كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال؛ قال ابن عرفة: سميت الملائكة سَفَزَةً لأَنهم يَسْفِرُونَ بين الله وبين أَنبيائه؛ قال أَبو بكر: سموا سَفَرَةً لأَنهم ينزلون بوحي الله وبإِذنه وما يقع به الصلاح بين الناس، فشبهوا بالسُّفَرَاءِ الذين يصلحون بين الرجلين فيصلح شأْنهما.
وفي الحديث: مَثَلُ الماهِرِ بالقرآن مَثَلُ السَّفَرَةِ؛ هم الملائكة جمع سافر، والسافِرُ في الأَصل الكاتب، سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه. قال الزجاج: قيل للكاتب سافر، وللكتاب سِفْرٌ لأَن معناه أَنه يبين الشيء ويوضحه.
ويقال: أَسْفَرَ الصبح إِذا انكشف وأَضاء إِضاءة لا يشك فيه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: أَسْفِرُوا بالفجر فإِنه أَعظم للأَجْرِ؛ يقول: صلوا صلاة الفجر بعدما يتبين الفجر ويظهر ظهوراً لا ارتياب فيه، وكل من نظر إِليه عرف أَنه الفجر الصادق.
وفي الحديث: أَسْفِرُوا بالفجر؛ أَي صلوا صلاة الفجر مُسْفِرين؛ ويقال: طَوِّلُوها إِلى الإِسْفارِ؛ قال ابن الأَثير: قالوا يحتمل أَنهم حين أَمرهم بتغليس صلاة الفجر في أَول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الأَوَّل حرصاً ورغبة، فقال: أَسْفِرُوا بها أَي أَخروها إِلى أَن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه، ويقوّي ذلك أَنه قال لبلال: نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ ما يبصر القوم مواقع نَبْلِهِم، وقيل: الأَمر بالإِسْفارِ خاص في الليالي المُقْمِرَة لأَن أَوَّل الصبح لا يتبين فيها فأُمروا بالإِسفار احتياطاً؛ ومنه حديث عمر: صلوا المغرب والفِجاجُ مُسْفِرَةٌ أَي بينة مضيئة لا تخفى.
وفي حديث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ: كان يأْتينا بلال يُفْطِرُنا ونحن مُسْفِرُون جِدّاً؛ ومنه قولهم: سفرت المرأَة.
وفي التنزيل العزيز: بأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ؛ قال المفسرون. السَّفَرَةُ يعني الملائكة الذين يكتبون أَعمال بني آدم، واحدهم سافِرٌ مثل كاتِبٍ وكَتَبَةٍ؛ قال أَبو إِسحق: واعتباره بقوله: كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون؛ وقول أَبي صخر الهذلي: لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُها، وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ، آياتُها سَفْرُ قال السكري: دُرِسَتْ فصارت رسومها أَغفالاً. قال ابن جني: ينبغي أَن يكون السَّفْرُ من قولهم سَفَرْتُ البيت أَي كنسته فكأَنه من كنست الكتابة من الطِّرْس.
وفي الحديث: أَن عمر، رضي الله عنه، دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لو أَمرت بهذا البيت فَسُفِرَ؛ قال الأَصمعي: أَي كُنِسَ.
والسَّافِرَة: أُمَّةٌ من الروم.
وفي حديث سعيد بن المسيب: لولا أَصواتُ السَّافِرَةِ لسمعتم وَجْبَةَ الشمس؛ قال: والسافرة أُمة من الروم (* قوله: «أمة من الروم» قال في النهاية كأَنهم سموا بذلك لبعدهم وتوغلهم في المغرب.
والوجبة الغروب يعني صوته فحذف المضاف). كذا جاء متصلاً بالحديث، ووجبة الشمس وقوعها إِذا غربت.
وسَفَارِ: اسم ماء مؤنثة معرفة مبنية على الكسر. الجوهري: وسَفَارِ مثل قَطامِ اسم بئر؛ قال الفرزدق: متى ما تَرِدْ يوماً سَفَارِ، نَجِدْ بهَا أُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَحِيزَ المُعَوَّرَا وسُفَيْرَةُ: هَضْبَةٌ معروفة؛ قال زهير: بكتنا أَرضنا لما ظعنَّا . . . سفيرة والغيام (* كذا بياض بالأَصل، ولم نجد هذا البيت في ديوان زهير).

خرق (لسان العرب) [0]


الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره. التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في الأَصل مصدر.
والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه.
وخَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه.
ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق السِّرْبال.
وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس . . . أكمل المادة والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله: إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ، بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها، فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.
وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة.
وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل: ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي: كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ، يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن بري: والذي في شعره: كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور: بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ وأَنشد أَيضاً لزهير: مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها المواضعَ.
والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً.
والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ، وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة.
والخَرْقُ: البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.
وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.
والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم: اتَّسع.
والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ.
ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي: فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى، وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ: خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه، مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.
والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً صَحِبَه رجل كريم: أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر عند سيبويه.
والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.
وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ.
وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.
والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض عَرْضاً على غير طريق.
واختِراقُ الرِّياح: مُرورها.
ومنْخَرَقُ الرياح: مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض.
وريح خَرقاء: شديدة.
واخترَقَ الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته.
واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة: يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها.
وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً.
وفي التنزيل إنك لن تَخرِق الأَرض.
والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ البعيدة؛ ومنه قول عديّ: كالنَّابِئِ المِخْراقِ والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب.
وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه، وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.
ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً، وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.
والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه أَخْرَقُ.
وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله.
وبعير أَخْرَقُ: يقع مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة.
وناقة خَرْقاء: لا تَتَعَهَّد مواضع قوائمها.
وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛ وقال ذو الرمة: بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق، فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً.
وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق.
وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة يكتسِب بها.
وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق.
ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.
والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس.
والخُرْق: الحُمق؛ خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء.
وفي المثل: لا تَعْدَمُ الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان، فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة أَحرف (* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء.
وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ: الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، وكذلك أَخواته.
والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء.
وقد أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته.
وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش.
وخَرِق الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر، إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر: وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً: وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه، كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ توائمُه في جانِبَيه كأنها شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد، وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق.
وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة، من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.
وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي: الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض.
وقال الليث: الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ.
والخَرَقِ مصدر الأَخْدق، وهو الرفيق.
وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد خَرِق: لازِقٌ بالأرض.
ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم: كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال: أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً، كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب وهو عربي صحيح.
وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب.
وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا، وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم.
والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله: وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف: عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً: أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع.
والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛ قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال: والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.
وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون ويتصرَّفون في وجُوه الخير.
والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى.
وخَرَق في البيت خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح.
والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛ قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ، خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ وجمعها خِرَق.
والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل: الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.
والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي: غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو، وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان.
وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله: لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها، جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن.
والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.
والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء لأَبي محمد الفَقْعَسِي: تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها، في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها (* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح الميم).
وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر يمدح قوماً: لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ، تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً، وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ، يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.
والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد: خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً، لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك. خربق: الخَرْبَقُ (* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر.
وقوله «ولا يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على آكله ولا يقتله.
وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة ولُباخِيَّةٌ.
وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب وجَبَذَ.
وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته.
وخَرْبَق عَمَله: أَفسده.
وجدَّ في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ.
ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط.
وخَرْبَق النبتُ: اتصل بعضه ببعض.
والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.
والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ.
وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا كُلِّم.
ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد: صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.
واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع.
واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.
والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.
والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.

سرا (لسان العرب) [0]


السَّرْوُ: المُروءَةُ والشَّرَفُ. سَرُوَ يَسْرُو سَراوَةً وسَرْواً أَي صار سَرِياً؛ الأَخيرة عن سيبويه واللحياني. الجوهري: السَّروُ سَخاءٌ في مُرُوءَةٍ.
وسَرَا يَسْرو سَرْواً وسَرِيَ، بالكسر، يَسْرَى سَرًى وسَرَاءً وسَرْواً إذا شَرُفَ، ولم يحك اللحياني مصدر سَرَا إلا ممدوداً. الجوهري: يقال سَرَا يَسْرُو وسَريَ، بالكسر، يَسْرَى سَرْواً فيهما وسَرُوَ يَسْرُو سَراوةً أي صارَ سَرياً. قال ابن بري: في سَرا ثلاث لغات فَعَل وفَعِلَ وفَعُلَ، وكذلك سَخِي وسَخا وسَخُو، ومن الصحيح كَمَل وكَدَر وخَثَر، في كل منها ثلاث لغات.
ورجل سَريٌّ من قوم أَسْرِياءَ وسُرَوَاءَ؛ كلاهما عن اللحياني.
والسَّرَاةُ: اسم للجمع، وليس بجمع عند سيبويه، قال: ودليل ذلك قولهم سَرَواتٌ؛ قال الشاعر: تَلْقَى السَّرِيَّ . . . أكمل المادة من الرجال بِنفسه، وابنُ السَّرِيِّ، إذا سَرَا، أَسْراهُما أَي أَشْرَفُهما.
وقولهم: قومٌ سراةٌ جمعُ سَرِيٍّ، جاء على غير قياس أَن يُجْمَع فَعِيلٌ على فَعَلَة، قال: ولا يُعرَف غيره، والقياس سُراةٌ مثل قُضاةٍ ورُعاةٍ وعُراةٍ، وقيل: جَمعه سَراةٌ، بالفتح، على غير قياس، قال: وقد تضم السين، والاسم منه السَّرْو.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مَرَّ بالنَّخَع فقال أَرَى السَّرْوَ فيكم متَرَبًِّعاً أَي أَرى الشَّرَف فيكم مُتَمَكِّناً. قال ابن بري: موضوع سَراةٍ عند سيبويه اسمٌ مفردٌ للجمع كنَفَرٍ وليس بجمع مكَسَّر، وقد جمِعَ فَعِيلٌ المعتلّ على فُعَلاءَ في لَفْظَتَيْن: وهما تَقيٌّ وتُقَواء، وسَريٌّ وسُرَواء وأَسرياء (* قوله «وأسرياء» هكذا في الأصل). قال: حكى ذلك السيرا في تفسير فَعِيلٍ من الصفات في باب تكسير ما كان من الصفات عدّته أَربعةُ أَحرف. أَبو العباس: السَّرِيُّ الرَّفيع في كلام العرب، ومعنى سَرُوَ الرجلُ يَسْرو أَي ارْتَفَع يَرْتَفِع، فهو رَفِيعٌ، مأْخوذ من سَرَاةِ كلِّ شيء ما ارْتَفَع منه وعَلا، وجمعُ السَّراةِ سَرَواتٌ.
وتَسَرَّى أَي تَكَلَّف السَّرْوَ.
وتَسَرَّى الجاريةَ أَيضاً: من السُّرِّيَّة، وقال يعقوب: أَصله تَسَرَّر من السُّرور، فأَبدلوا من إحدى الراءات ياء كما قالوا تقضَّى من تَقَضّضَ.
وفي الحديث حديث أُمّ زرع: فَنَكَحْتُ بعدَهُ سَرِيّاً أَي نَفِيساً شَريفاً، وقيل: سَخِياً ذا مُرُوءَة؛ ويروى هذا البيت: أَتَوْا نارِي فَقُلْتُ: مَنُونَ؟ قالوا: سَراة الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا ظَلامَا ويروى: سُراةُ، وقد ورد هذا البيت بمعنى آخر، وسنذكره في أَثناء هذه الترجمة.
ورجلٌ مَسْرَوانٌ وامرأَة مَسْرَوانَةٌ: سَرِيّانِ؛ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي.
وامرأَة سَريَّة من نِسْوة سَرِيّات وسَرَايا.
وسَرَاةُ المالِ: خِيارُه، الواحد سَرِيُّ. يقال: بعيرٌ سَرِيٌّ وناقة سَرِيَّة؛ وقال: مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضْـ ضُ ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ واسْتَرَيْتُ الشيءَ واسْتَرْتُهُ، الأَخيرةُ على القَلبِ: اخْترْته؛ قال الأَعشى: فقد أَطَّبِي الكاعِبِ المُسْتَرا ةَ منْ خِدْرِها، وأشِيعُ القِمارَا وفي رواية: وقد أُخْرِجُ الكاعِبَ المُسْتَراةَ قال ابن بري: اسْتَرَيْته اخْتَرْته سَرِّياً.
ومنه قول سجَعَة العرب وذكَرَ ضروبَ الأَزْنادِ فقال: ومن اقْتدَح المَرْخَ والعَفار فقد اخْتارَ واسْتارْ.
وأَخَذْت سَراتَه أَي خِيارَه.
واسْتَرَيْت الإبلَ والغَنَمَ والناسَ: اخْتَرْتهم، وهي سَرِيُّ إبِلِهِ وسَراةُ مالِهِ.
واسْتَرَى الموتُ بني فلان أي اخْتارَ سَراتَهم.
وتَسَرَّيْته: أَخَذْت أَسراه؛ قال حميد ابن ثور: لقد تَسَرَّيْت إذا الْهَمُّ وَلَجْ، واجْْتَمَع الهَمُّ هُموماً واعْتَلَجْ، جُنادِفَ المِرْفَقِ مَبْنِيَّ الثَّبَجْ والسَّرِيُّ: المُخْتار.
والسُّرْوة والسَّرْوة؛ الأَخيرة عن كراع: سَهْم صغير قصير، وقيل: سهم عريض النصل طويلُهُ، وقيل: هو المُدَوَّر المُدَمْلَك الذي لا عَرْض له، فأَما العَريضُ الطويل فهو المِعْبَلَة.
والسَّرْية: نصلٌ صغير قَصير مُدَوَّر مُدَمْلَك لا عَرْض له؛ قال ابن سيده: وقد تكون هذه الياء واواً لأَنهم قالوا السَّرْوة فقبلوها ياءً لقربها من الكسرة.
وقال ثعلب: السِّرْوة والسُّرْوة أَدقُّ ما يكون من نصال السهام يدخل في الدروع.
وقال أبو حنيفة: السِّرْوة نصلٌ كأَنه مِخْيَط أَو مِسَلَّة، والجمع السِّرَاء؛ قال ابن بري: قال القزاز والجمع سِرىً وسُرىً؛ قال النمر: وقد رَمَى بِسُراهُ اليومَ مُعْتَمِداً في المَنْكِبَيْنِ، وفي الساقَيْن والرَّقَبَهْ وقال آخر: كيف تَراهُنَّ بِذي أُراطِ، وهُنَّ أَمثالُ السُّرَى المِراطِ؟ ابن الأَعرابي: السُّرى نِصالٌ دِقاقٌ، ويقال قِصارٌ يُرْمى بها الهَدَفُ.
وقال الأَسدي: السِّرْوةُ تدعى الدِّرْعِيَّة، وذلك أَنها تدخل في الدرع ونصالُها مُنْسَلكَة كالمِخْيطِ؛ وقال ابن أَبي الحُقَيقِ يصف الدروع:تَنْفي السُّرى، وجِيادَ النَّبْل تَتْرُكُهُ مِنْ بَيْنُ مُنْقَصِفٍ كَسْراً ومَفْلُولِ وفي حديث أَبي ذر: كانَ إذا الْتاثَتْ راحِلَة أَحدِنا طَعَن بالسِّرْوةَ في ضَبْعِها، يعني في ضَبْع النَّاقة؛ السِّرْية والسِّرْوة: وهي النِّصال الصغار، والسُّرْوة أَيضاً.
وفي الحديث: أَنَّ الوَليدَ بنَ المُغيرة مَرَّ به فأَشار إلى قَدَمِه فأَصابَتْه سِرْوَةٌ فجَعَلَ يَضْرِبُ ساقه حتَّى ماتَ.
وسَراةُ كُلِّ شيءٍ: أَعْلاه وظَهْرُه ووسَطه؛ وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور: سَراةَ الضُّحى، ما رِمْنَ حتَّى تَفَصَّدَتْ جِباهُ العَذارى زَعْفَراناً وعَنْدَما ومنه الحديث: فَمَسَحَ سَراةَ البَعِير وذِفْراهُ.
وسَراةُ النهارِ وغيرهِ: ارْتِفاعُه، وقيل: وَسَطُه؛ قال البُرَيق الهذلي: مُقِيماً عِندَ قَبْر أَبي سِباعٍ سَراةَ الليلِ، عندَكَ، والنَّهارِ فجعل لليل سَراةً، والجمع سَرَوات، ولا يكَسَّر. التهذيب: وسَراةُ النهارِ وقتُ ارتِفاعِ الشمس في السماء. يقال: أَتَيْته سَراةَ الضُّحى وسَراةَ النهار.
وسَراةُ الطريق: مَتْنُه ومُعْظَمُه.
وفي الحديث: ليس للنساء سَرَواتُ الطَّريق، يعني ظُهورَ الطريق ومُعظَمَه ووَسَطَه ولكِنَّهنَّ يَمْشِينَ في الجَوانِبِ.
وسَراة الفرس: أَعلى مَتْنِه؛ وقوله: صَرِيفٌ ثمَّ تَكْلِيفُ الفَيافي، كأَنَّ سَراةَ جِلَّتِها الشُّفُوفُ أَراد: كأَنَّ سَرواتِهِنَّ الشُّفوفُ فوضَعَ الواحدَ موضِعَ الجَمْع؛ أَلا تراه قال قبل هذا: وقوفٌ فوقَ عِيسٍ قد أُمِلَّتْ، براهُنَّ الإناخَةُ والوَجيفُ وسَرا ثَوْبَه عنه سَرْواً وسَرَّاه: نَزَعه، التشديد فيه للمبالغة؛ قال بعض الأَغفال: حَتَّى إذا أَنْفُ العُجَيْرِ جَلَّى بُرْقُعَه، ولم يُسَرِّ الجُلاَّ وسَرى متاعَه يَسْري: أَلْقاه عن ظهر دابَّته.
وسَرى عنه الثوبَ سَرْياً: كَشَفه، والواو أَعلى، وكذلك سَرى الجُلَّ عن ظَهْر الفَرَس؛ قال الكميت: فَسَرَوْنا عنه الجلالَ، كما سُلْـ لَ لِبَيْعِ اللَّطِيمةَ الدَّخْدارُ والسَّرِيُّ: النَّهْر؛ عن ثعلب، وقيل: الجَدْول، وقيل: النَّهْر الصغير كالجَدْول يجري إلى النَّخْل، والجمع أَسْرِيَة وسُرْيانٌ؛ حكاها سيبويه مثل أَجْرِبة وجُرْبانٍ، قال: ولم يُسْمع فيه بأَسْرِياءَ.
وقوله عز وجل: قد جَعَل رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً؛ روي عن الحسن أَنه كان يقول: كان والله سَرِيّاً من الرجال، يعني عيسى، عليه السلام، فقيل له: إن من العرب من يسمي النهر سَرِيّاً، فرجع إلى هذا القول.
وروي عن ابن عباس أَنه قال: السَّريُّ الجَدْول، وهو قول أَهل اللغة.
وأَنشد أَبو عبيد قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على ماء النهر: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ، عُمٌّ نَواعِمُ، بَيْنَهُنَّ كُرومُ وفي حديث مالك بن أَنس: يَشتَرطُ صاحبُ الأَرضِ على المُساقي خَمَّ العَيْنِ وسَرْوَ الشِّرْبِ؛ قال القتيبي: يريد تَنْقِيةَ أَنْهارِ الشِّرْبِ وسَواقيه، وهو من قولك سَرَوْت الشيء إذا نَزَعْته، قال: وسأَلت الحجازيين عنه فقالوا: هي تَنْقِية الشَّرَبات.
والشَّرَبة: كالحَوْض في أَصل النَّخْلة منه تَشْرب، قال: وأَحسِبه من سَرَوْت الشيء إذا نَزَعتْه وكَشَفْت عنه، وخَمُّ العَيْنِ: كَسْحُها.
والسَّراةُ: الظَّهْرُ؛ قال: شَوْقَبٌ شَرْحَبٌ كأَنَّ قَناةً حَمَلَتْه، وفي السَّراةِ دُمُوجُ والجمع سَرَوات، ولا يُكَسَّر.
وسُرِّيَ عنه: تَجلَّى هَمُّه.
وانْسَرى عنه الهَمُّ: انْكَشف، وسُرِّيَ عنه مثله.
والسَّرْوُ: ما ارْتَفع من الوادي وانْحَدَر عن غَلْظِ الجَبَل، وقيل: السَّرْوُ من الجَبَل ما ارْتَفَع عن موضع السَّيلْ وانْحَدَر عن غَلْظ الجبَل.
وفي الحديث: سَرْوُ حِمْيَر، وهو النَّعْفُ والخَيْفُ، وقيل: سَرْوُ حِمْيَر مَحَلَّتها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لئِنْ بَقِيت إلى قابِلٍ ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بِسَرْو حِمْيَر حَقُّه لم يَعْرَقْ جَبِينهُ فيه، وفي رواية: ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بسَروَات حمْيَرَ، والمعروف في واحدة سَرَواتٍ سَراة.
وسَراة الطريقِ: ظَهْرهُ ومُعْظَمهُ؛ ومنه حديث رِياحِ بنِ الحرثِ: فصَعِدوا سَرْواً أَي مُنْحَدراً من الجَبل.والسَّرْوُ: شجر، واحدته سَرْوةَ.
والسَّراءُ: شجر، واحدته سَراءة؛ قال ابن مقبل: رآها فُؤَادي أُمَّ خِشْفٍ خَلالها، بقُور الوِراقَيْن، السَّراءُ المُصَنَّفُ قال أَبو عبيدة: هو من كِبار الشجر ينبت في الجبال، وربما اتُّخِذَ منها القِسِيُّ العَرَبيَّة.
وقال أَبو حنيفة: وتُتَّخذ القِسِيُّ من السَّراءِ، وهو من عُتْقِ العيدان وشَجَرِ الجِبال؛ قال لبيد: تَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ، بعُودِ السَّراء، عِنْدَ بابٍ مُحَجَّب يقول: إنهم حضروا باب الملك وهم مُتنَكِّبو قسِيَّهِمْ فتفاخروا، فكلما ذكر منهم رجل مأْثَرة خط لها في الأرض خطّاً، فأَيّهم وُجِدَ أََكثر خُطوطاً كان أكثر مآثِرَ فذلك شَيْنُهم صحاح البِيد.
وقال في موضع آخر: والسَّراءُ ضَرْب من شَجر القِسِيِّ، الواحدة سَراءَةٌ. قال الجوهري: السَّراءُ، بالفتح ممدود، شجر تُتَّخذ منه القسيّ؛ قال زُهَيْرٌ يصفُ وَحْشاً:ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء، وناشِطٌ قد انحَصَّ، من لَسِّ الغَمِير، جحافِلُهْ والسَّرْوةُ: دودَةٌ تقع في النبات فتأْكلُه، والجمع سَرْوٌ.
وأَرضٌ مَسْرُوَّة: من السَّرْوةِ.
والسِّرْوُ: الجَرادُ أََولَ ما يَنْبُتُ حين يخرُجُ من بَيْضِه. الجوهري: والسِّرْوةُ الجَرادة أولَ ما تكونُ وهي دُودَةٌ، وأَصله الهمز، والسِّرْيَةُ لغة فيها.
وأَرض مَسْرُوَّة ذاتُ سِرْوةٍ، وقد أَنكر علي بن حمزة السِّرْوة في الجَرادة وقال: إنما هي السِّرْأَةُ، بالهمز لا غيرُ، من سَرَأَت الجرادةُ سَرْأً إذا باضت.
ويقال: جَرادةٌ سَرُوٌّ، والجمع سِرَاءٌ.
وسَراةُ اليَمَنِ: معروفة، والجمع سَرَوات؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة فقال: وبالسَّرَة شجر جوز لا يربى.
والسُّرَى: سَيرُ الليلِ عامَّتهِ، وقيل: السُّرَى سيرُ الليلِ كلِّه، تُذَكِّرهُ العرب وتؤَنِّثهُ، قال: ولم يعرف اللحياني إلا التأْنيث؛ وقول لبيد: قلتُ: هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى، وقَدَرْنا إنْ خَنى الليلِ غَفَل قد يكون على لغة من ذكَّر، قال: وقد يجوز أَن يُريد طالَتِ السُّرَى فحذَفَ علامة التأْنيث لأَنه ليس بمؤنث حقيقي، وقد سَرَى سُرىً وسَرْيَةً وسُرْيَةً فهو سارٍ؛ قال: أَتَوْا ناري فقلْتُ: مَنُونَ؟ قالوا: سُرَاةُ الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا صَباحا وسَرَيْت سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْت بمعنى إذا سِرْت ليلاً، بالأَلف لغة أَهل الحجاز، وجاءَ القرآنُ العزيزُ بهما جميعاً.
ويقال: سَرَيْنا سَرْيةً واحدة، والاسم السُّرْيةُ، بالضم، والسُّرَى وأَسْراهُ وأَسْرَى به.
وفي المثل: ذهبوا إسْراءَ قُنْفُذَةٍ، وذلك أن القُنْفُذَ يسري ليلَه كلَّه لا ينام؛ قال حسان بن ثابت: حَيِّ النَّضِيرَةَ رَبَّةَ الخِدْرِ، أَسْرَتْ إليكَ ولم تكُنْ تُسْري (* عجز البيت: تُزجي الشمالُ عليه وابل البَردَ). قال ابن بري: رأَيت بخط الوزير ابن المغربي: حَيِّ النصِيرة؛ وقال النابغة: أَسْرَتْ إليهِ من الجَوْزاءِ سارِيَةٌ ويروى: سَرَت؛ وقال لبيد: فباتَ وأَسْرَى القومُ آخرَ ليْلِهِمْ، وما كان وقَّافاً بغيرِ مُعَصَّرِ (* قوله «وما كان وقافاً بغير معصر» هكذا في الأصل، وتقدم في مادة عصر: بدار معصر).
وفي حديث جابر قال له: ما السُّرَى يا جابِرُ؛ السُّرَى: السَّيرُ بالليل، أَراد ما أَوْجبَ مَجيئَك في هذا الوقت.
واسْتَرَى كأَسْرَى؛ قال الهذلي: وخَفُّوا فأَمّا الجامِلُ الجَوْنُ فاسْترَى بلَيلٍ، وأَمّا الحَيُّ بعدُ، فأَصْبَحُوا وأَنشد ابن الأَعرابي قولَ كثير: أَرُوحُ وأَغْدُو من هَواكِ وأَسْتَرِي، وفي النَّفْسِ مما قَدْ عَلِمْتِ عَلاقِمُ وقد سَرَى به وأَسْرَى.
والسَّرَّاءُ: الكثِيرُ السُّرى بالليلِ.
وفي التنزيل العزيز: سبحانَ الذي أَسْرَى بعَبْدهِ ليلاً، وفيه أَيضاً: والليل إذا يَسْرِ، فنزَل القرآن العزيز باللغتين.
وقال أَبو عبيد عن أَصحابه: سَرَيْت بالليل وأَسْرَيْت، فجاء باللغتين.
وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: سبحان الذي أَسْرَى بعبده، قال: معناه سَيَّرَ عَبْدَه. يقال: أَسْرَيْت وسَرَيْت إذا سِرْتَ ليلاً.
وأَسْراهُ وأَسْرَى به: مثلُ أَخَذَ الخِطامَ وأَخَذَ بالخِطامِ، وإنما قال سبحانه: سبحان الذي أَسْرى بعبدهِ ليلاً، ون كان السُّرَى لا يكون إلا بالليل للتأْكيد، كقولهم: سِرْت أَمسِ نهاراً والبارِحةَ ليلاً.
والسِّرايَةُ: سُرَى الليل، وهو مصدر، ويَقلّ في المصادر أَن تجيء على هذا البناء لأَنه من أَبنية الجمع، يدل على صحة ذلك أَنَّ بعض العرب يؤنث السُّرَى والهُدى، وهم بنو أَسد، توهُّماً أَنهما جمعُ سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ؛ قال ابن بري: شاهد هذا أَي تأْنيث السُّرى قول جرير: هُمُ رَجَعُوها بعدَما طالتِ السُّرى عَواناً، ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسْودا وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: والليلِ إذا يَسْرِ؛ معنى يَسْرِ يمضي، قال: سَرى يَسْري إذا مَضى، قال: وحذفت الياء من يسري لأَنها رأْس آية، وقال غيره قوله: والليل إذا يَسْرِ، إذا يُسْرى فيه كما قالوا ليل نائمٌ أَي يُنامُ فيه.
وقال: فإذا عَزَم الأَمرُ أَي عُزِمَ عليه.
والسارية من السحاب: التي تجيءُ ليلاً، وفي مكان آخر: السارِية السحابة التي تَسْري ليلاً، وجمعها السَّواري؛ ومنه قول النابغة: سَرَتْ عليه، من الجَوْزاءِ، سارِيَةٌ تُزْجِي الشَّمالُ عليه جامِدَ البرَد ابن سيده: والسارِيَة السحابة التي بين الغادِيَة والرائحة.
وقال اللحياني: السارِيَة المَطْرة التي تكون بالليل؛ قول الشاعر: رأَيتُكَ تَغْشَى السارِياتِ، ولم تكن لتَرْكَبَ إلاَّ ذا الرّسُوم المُوقَّعا قيل: يعني بالساريات الحُمُرَ لأَنها تَرْعى ليلاً وتَنَفَّسُ ولا تقرّ بالليل، وتَغْشى أَي تركب؛ هذا قول ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى بغِشْيانِها نِكاحَها، لأَن البيت للفرزدق يهجو جريراً وكأَنه يعيبه بذلك؛ واستعار بعضُهم السُّرى للدَّواهي والحُرُوبِ والهُمُومِ فقال في صفة الحرب أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة: ولكنَّها تَسْري، إذا نام أَهلُها، فتأْتي على ما ليس يَخْطُر في الوَهْمِ وفي حديث موسى، عليه السلام، والسبعين من قومه: ثم تَبْرُزُونَ صَبيحَةَ سارِيةٍ أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر.
والسارية: السحابة تُمْطِر ليلاً، فاعِلة من السُّرى سَيرِ الليلِ، وهي من الصفات الغالبة؛ ومنه قول كعب بن زهير: تَنْفي الرياح القَذَى عنه، وأَفْرَطَه، من صَوْبِ ساريةٍ، بيضٌ يَعالِيلُ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في الحَساء إنه يَرْتُو فؤادَ الحَزِين ويَسْرُو عن فؤاد السَّقيم؛ قال الأَصمعي: يَرْتو بمعنى يَشُدُّه ويقوِّيه، وأما يَسْرُو فمعناه يكشِفُ عن فؤادِه الأَلم ويُزيلُه، ولهذا قيل سَرَوْت الثوب وغيره عني سَرْواً وسَرَيتُه وسَرَّيته إذا أَلقَيته عنك ونَضَوْتَه؛ قال ابن هرمة: سرى ثوْبَه عنك الصِّبا المُتَخايلُ، ووَدَّعَ لِلْبَينِ الخَلِيطُ المُزايِلُ أَي كشَف.
وسَرَوْت عنيِ درعي، بالواو لا غير.
وفي الحديث: فإذا مَطرَتْ يعني السَّحابةَ سُرِّي عنه أَي كُشِف عنه الخَوْفُ، وقد تكرَّر ذكر هذه اللفظة في الحديث، وخاصَّةً في ذكر نُزول الوَحْي عليه، وكلُّها بمعنى الكشْفِ والإزالة.
والسَّرِيَّةُ: ما بين خمسة أَنفسٍ إلى ثلثمائة، وقيل: هي من الخيل نحو أَربِعمائةٍ، ولامُها ياءٌ.
والسَّرِيَّة: قطعة من الجيش؛ يقال: خيرُ السَّريا أَرْبعُمائةِ رجلٍ. التهذيب: وأَما السَّرِيَّة من سَرايا الجيوشِ فإنها فَعِيلة بمعى فاعِلَة، سُمِّيت سريَّةً لأَنها تَسْري ليلاً في خُفْيةً لئلاَّ يَنْذَرَ بهم العدوُّ فيَحْذَروا أَو يمتنعوا. يقال: سرَّى قائِدُ الجيشِ سَرِيَّةً إلى العدوِّ إذا جرَّدَها وبعثها إليهم، وهو التَّسْرِيةُ.
وفي الحديث: يَردُّ مُتَسَرِّيهِم على قاعدِهم؛ المُتَسَرِّي: الذي يخرج في السَّرِيَّة وهي طائفة من الجيش يبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ، وجمعُها السَّرايا، سُمُّوا بذلك لأَنهم يكونون خُلاصة العسكر وخِيارَهم من الشيء السَّرِيِّ النَّفيس، وقيل: سُمُّوا بذلك لأَنهم يُنَفَّذون سرّاً وخُفْيةٌ، وليس بالوجه لأَن لام السِّر راءٌ وهذه ياءٌ، ومعنى الحديث أَن الإمامَ أَو أَمير الجيشِ يبعثُهم وهو خارجٌ إلى بلاد العدوِّ، فإذا غنِموا شيئاً كان بينهم وبين الجيش عامَّة لأَنهم رِدْءٌ لهم وفِئَةٌ، فأَما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يُشارِكونهم في المغْنَم، وإن كان جعل لهم نَفَلاً من الغنِيمة لم يَشْرَكْهم غيرُهم في شيء منه على الوجهين معاً.
وفي حديث سعدٍ: لا يَسِىرُ بالسَّرِيَّة أَي لا يَخرُج بنفسهِ مع السَّرِيَّة في الغَزْوِ، وقيل: معناه لا يَسير فينا بالسِّيرَةَ النَّفيسة؛ ومنه الحديث: أَنه قال لأَصحابه يوم أُحُدٍ اليومَ تُسَرَّوْنَ أي يُقتل سَريُّكُمْ، فقُتِل حمزَةُ، رضوان الله عليه.
وفي الحديث: لما حضر بني شيانَ وكلَّم سَراتَهم ومنهم المُثَنىَّ بنُ حارِثَة أََي أشرافَهم. قال: ويجمع السَّراةُ على سَرَوات؛ ومنه حديث الأَنصار: افتَرَقَ ملَؤُهُم وقُتِلَت سَرَواتُهم أَي أَشْرافُهم.
وسرى عرقُ الشَّجَرة يَسْري في الأَرض سَرْياً: دَبَّ تحت الأَرض.
والسَّاريَةُ: الأُسْطُوانَة، وقيل: أُسْطُوانة من حِجارة أَو آجُرٍّ، وجمعها السَّواري.
وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُصَلَّى بين السَّواري؛ يريد إذا كان في صلاة الجماعة لأَجل انقطاع الصَّفِّ. أَبو عمرو: يقال هو يُسَرِّي العَرَق عن نفْسِه إذا كان يَنْضَحُه؛ وأَنشد: يَنْضَحْنَ ماءَ البدنِ المُسَرَّى ويقال: فلان يُساري إبِلَ جارِه إذا طَرَقَها ليَحْتلِبَها دون صاحِبِها؛ قال أَبو وجزة: فإني، لا وأُمِّكَ، لا أُساري لِقاحَ الجارِ، ما سَمَر السَّمِيرُ والسَّراةُ: جبل بناحِية الطائف. قال ابن السكيت: الطَّوْدُ الجَبل المُشْرف على عرَفَة يَنْقاد إلى صَنْعاءَ يقال له السَّرَاةُ، فأَوَّله سراة ثَقيفٍ ثم سَراةُ فَهمٍ وعدْوانَ ثم الأَزْدِ ثم الحَرَّةِ آخر ذلك.الجوهري: وإسرائيل اسمٌ، ويقال: هو مضاف إلى إيل، قال الأَخفش: هو يُهْمز ولا يهمز، قال: ويقال في لغةٍ إسرائين، بالنون، كما قالوا جبرين وإسماعين، والله أَعلم.