المصادر:  


قدس (المعجم الوسيط) [50]


 قدسا طهر قدس:  الرجل زار بَيت الْمُقَدّس وَللَّه تقديسا طهر نَفسه لَهُ وَصلى لَهُ وعظمه وَكبره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك ونقدس لَك} وَفُلَان الله نزهه عَمَّا لَا يَلِيق بالألوهية وَالله فلَانا طهره وَبَارك عَلَيْهِ 

قدس (لسان العرب) [50]


التَّقْدِيسُ: تنزيه اللَّه عز وجل.
وفي التهذيب: القُدْسُ تنزيه اللَّه تعالى، وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس.
ويقال: القُدُّوس فَعُّول من القُدْس، وهو الطهارة، وكان سيبويه يقول: سَبُّوح وقَدُّوس، بفتح أََوائلهما؛ قال اللحياني: المجتمع عليه في شُبُّوح وقُدُّوس الضم، قال: وإِن فتحته جاز، قال: ولا أَدري كيف ذلك؛ قال ثعلب: كل اسم على فَعُّول، فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود وكَلُّوب وسَمُّور وتَنُّور إِلا السُّبُّوح والقُدُّوس، فإِن الضم فيهما الأَكثر، وقد يفتحان، وكذلك الذُّرُّوح، بالضم، وقد يفتح. قال الأَزهري: لم يجئ في صفات اللَّه تعالى غير القُدُّوس، وهو الطاهر المُنَزَّه عن العُيوب والنَّقائص، وفُعُّول بالضم من أَبنية المبالغة، وقد تفتح القاف وليس بالكثير.
وفي . . . أكمل المادة حديث بلال بن الحرث: أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح للزرع من قُدْس ولم يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ؛ هو، بضم القاف وسكون الدال، جبل معروف، وقيل: هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزِّراعة.
وفي كتاب الأَمكنة أَنه قَرِيس؛ قيل: قَريس وقَرْس جَبَلان قُرْب المدينة والمشهورُ المَرْوِيّ في الحديث الأَوّل، وأَما قَدَس، بفتح القاف والدال، فموضع بالشام من فتوح شُرَحْبيل بن حَسَنة.
والقُدُس والقُدْس، بضم الدال وسكونها، اسم ومصدر، ومنه قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس.
والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك.
وتَقَدَّس أَي تطهَّر.
وفي التنزيل: ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك؛ الزجاج: معنى نُقدس لك أَي نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره.
ومن هذا قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر.
والقَدَس، بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. ابن الكلبي: القُدُّوس الطاهر، وقوله تعالى: الملك القُدُّوس الطَّاهِر في صفة اللَّه عز وجل، وقيل قَدُّوس، بفتح القاف، قال: وجاءَ في التفسير أَنه المبارك.
والقُدُّوس: هو اللَّه عز وجل.
والقُدْسُ: البركة.
والأَرض المُقَدَّسة: الشام، منه، وبيت المَقْدِس من ذلك أَيضاً، فإِمّا أَن يكون على حذف الزائد، وإِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه في المَنْكِب، وهو يُخفَّف ويُثقَّل، والنسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ؛ قال امرؤ القيس: فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا، كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، والنون في أَدركنه ضمير الكلاب، أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وشَبْرَقَتْ جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي، وهو الذي جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعوا ثيابه تبرُّكاً بها؛ والشَّبْرَقة: تقطيعُ الثوب وغيره، وقيل: يعني بهذا البيت يهوديّاً.
ويقال للراهب مُقَدَّسٌ، وأَراد في هذا البيت بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ، وصبيانُ النصارى يتبرَّكون به وبِمَسْحِ مِسْحِه الذي هو لابِسُه، وأَخذ خُيُوطِه منه حتى يَتَمَزَّقَ عنه ثوبه.
والمُقَدِّس: الحَبْر ُ؛ وحكى ابن الأَعرابي: لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه. قال: والمُقَدَّس المُبارَك.
والأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة.
وقال الفرَّاء: الأَرض المقدَّسة الطاهرة، وهي دِمَشْق وفِلَسْطين وبعض الأُرْدُنْ.
ويقال: أَرض مقدَّسة أَي مباركة، وهو قول قتادة، وإِليه ذهب ابن الأَعرابي؛ وقول العجاج: قد عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلى القُدْسِ، أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة.
ورُوحُ القُدُس: جبريل، عليه السلام.
وفي الحديث: إِن رُوحَ القُدُس نَفَث في رُوعِي، يعني جبريل، عليه السلام، لأَنه خُلِق من طهارة.
وقال اللَّه عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وأَيَّدْناه بِرُوحِ القُدُسِ؛ هو جبريل معناه رُوحُ الطهارة أَي خُلِق من طهارة؛ وقول الشاعر: لا نَومَ حتى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ، وتَشْرَبي من خير ماءٍ بِقُدُسْ أَراد الأَرض المقدَّسة.
وفي الحديث: لا قُدِّستْ أُمَّة لا يُؤْخَذ لضَعِيفها من قَوِيِّها أَي لا طُهِّرت.
والقادِسُ والقَدَّاس: حصاة توضع في الماء قَدْراً لِرِيِّ الإِبل، وهي نحو المُقْلَة للإِنسان، وقيل: هي حَصاة يُقْسَمُ بها الماء في المفاوز اسم كالحَبَّان. غيره: القُدَاس الحجر الذي يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماء في الحَوْض وغيره.
والقَدَّاس: الحجر يُنْصَب في وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِيَتِ الإِبل؛ وأَنشد أَبو عمرو: لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدَّاسُ، ذاك الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ وقال: نَئِفَتْ به، ولقَدْ أَرى قَدّاسَه ما إِنْ يُوارى ثم جاء الهَيْثَمُ نَئِفَ إِذا ارْتَوى.
والقُداس، بالضم: شيء يعمل كالجُمان من فِضَّة؛ قال يصف الدُّمُوع: تَجَدَّرَ دمعُ العَيْنِ منها، فَخِلْتُه كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه.
والقَديسُ: الدُّرُّ؛ يمانية.
والقادِس: السفينة، وقيل: السفينة العظيمة، وقيل: هو صِنْف من المراكب معروف، وقيل: لَوْحٌ من أَلواحها؛ قال الهذلي: وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ، كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا وفي المحكم: كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا يعني المَلاَّحين.
وتَهْفُو: تَمِيل يعني الناقةَ.
والمَيْلَعُ: الذي يتحرك هكذا وهكذا.
والأَرْدَمُ: المَلاَّح الحاذِق.
والقَوادِس: السُّفُن الكِبار.
والقادس: البيتُ الحرام.
وقادِسُ: بلدة بخُراسان، أَعجمي.
والقادِسيَّة: من بلاد العرب؛ قيل إِنما سميت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من أَهل خُراسان، ويقال: إِن القادسيَّة دَعا لها إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بالقُدْسِ وأَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ، وقيل: القادسيَّة قرية بين الكوفة وعُذَيب.
وقُدْس، بالتسكين: جبل، وقيل: جبل عظيم في نَجْدٍ؛ قال أَبو ذؤيب: فإَنك حقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دونها وَوَقيرُ وقُدْسُ أَوارَة: جَبَلٌ أَيضا. غيره: قُدْس وآرةُ جبَلان في بلاد مُزَيْنة معروفان بِحِذاء سُقْيا مزينة.

قدس (العباب الزاخر) [50]


القُدْسُ والقُدُس -مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ-: الطُّهْرُ؛ اسم ومَصْدَر، ومنه: حَظيرَة القُدس وروح القُدس. والقُدُس: جَبْرَئيل -صلوات الله عليه-، قال تعالى: (وأيَّدْناه بِرُوْحِ القُدُسِ)، وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: إنَّ روحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوَعي أنَّ نفساً لن تموت حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها؛ فاتَّقوا الله وأجمِلوا في الطَّلَب. وقيل له روح القُدس لأنّه خُلِقَ من طَهارةٍ، وقال حسّان بن ثابِت رضي الله عنه:  
وجِبْرِيْلٌ رَسولُ اللـهِ فـينـا      وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ

وقُدْسٌ- بالتسكين-: جبل عظيم بأرض نجد، وأنشد أبو القاسِم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِديّ للبُغَيْتِ -بالباء المُوَحَّدَة والغَيْن المُعْجَمَة والتاء المُثَنّاة في آخِرِه-، وهو شاعِر فاتِك من جُهَيْنَة كثير الغارات: . . . أكمل المادة
ونحنُ بموضُوعٍ حَمَيْنا ذِمارَنا      بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّمـا

بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّمـا

هكذا رواه الآمِديّ: "قُدْسِ أُوَارَةٍ" بتقديم الهمزة على الواو، وقال ابن دريد: قُدْسِ أُوَارَةَ جَبَلٌ معروف، وقال حسّان بن ثابِت -رضي الله عنه- يهجو مُزَيْنَةَ:
رُبَّ خالَةٍ لكَ بين قُـدْسٍ وآرَةٍ      تحتَ البَشَامِ ورفْغُها لم يُغْسَلِ

والقُدْسُ -أيضاً-: البَيْتُ المُقَدَّسُ. والقُدَاسُ -مثال العُطاس-: شيء يُعْمَل كالجُمان من الفِضَّة، قال يَصِف الدموع:
كَنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْكُهُ مُتَقَطِّعٌ     

والقُدَاس -أيضاً-: الحَجَرُ الذي يُنْصَب على مَصَبِّ الماء في الحوض.
وقال ابن دريد: القُدَاسُ ويقال القُدّاسُ بالفتح والتشديد: حَجَرٌ يُطْرَح في حوض الإبِل يُقَدَّر عليه الماء فَيَقْسِمُوْنَه بينهم، يَصْنَعونَ به كما يَصْنَعونَ بالمَقْلَةِ في أسْفارِهِم، وهي الحَصَاةُ التي تُطْرَح في القَعْبِ يَتَصَافَنُوْنَ الماءَ عليها، يفعَلون ذلك عند ضِيْقِ الماء لِيَشْرَبَ كُلُّ إنْسانٍ بمِقْدارٍ، وأنشد أبو عمرو:
لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَـدّاسْ      ذاكَ الحُجَيْرُ بالإزاءِ الخَنّاسْ

والحُسَيْن بن قُدَاس: من أصحاب الحديث. وقال ابن عبّاد: شَرَفٌ قُدَاسٌ: أي منيع ضخم. قال: والقُدُس -بضمَّتَين- وقيل القُدَسُ -مثال صُرَد-: قَدَحٌ نَحْو الغُمَرِ. وقال ابن دريد: القادِس: حجَر المُقْلَة كالقَدّاس. والقادِس: السفينة العظيمة، قال أُمَيَّة بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ يَصِفُ ناقَة:
وتهفو بِهَـادَ لـهـا مَـيْلَـعٍ      كما اطَّرَدَ القادِسَ الأرْدَمُوْنا

المَيْلَع: الذي يتحرَّك هكذا وهكذا، والأرْدَم: الملاّح الحاذِق.
وقال إبراهيم بن عليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة يمدح عبد الواحِد بن سُلَيْمان:
كأنَّها قـادِسٌ يُصَـرِّفُـهُ الـن      نُوْتيُّ تحتَ الأمواجِ عن حَشَفَهْ


وقادِس: جزيرة غَرْبيَّ الأُنْدُلُس تُقارِب أعمال شَذُوْنَةَ. وقادِسُ -أيضاً-: قصبة من أعمال هَرَاةَ. والقادِسِيَّة: قرية على طريق الحاجِّ على مرحلة من الكوفَة. ويوم القادِسِيَّة: يوم كان بين المُسْلِمين وبين الفُرْس في خلافة عمر -رضي الله عنه- سَنَةَ سِتّ عشرةَ من الهِجْرَة، وأمير العَسْكَر يومَئذٍ سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-، وكان في القَصْرِ يَنْظُرُ إلى القِتالِ، فقال بعض المُسْلِمين:
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ نَصْـرَهُ      وسَعْدٌ ببابِ القادِسِيَّةِ مُعْصمُ

وقيل: مَرَّ إبراهيم -صلوات الله عليه- بالقادِسِيَّة فوَجَدَ هُناكَ عَجوزاً، فَغَسَلَتْ رَأْسَه، فقال: قُدِّسْتِ من أرْضٍ، فَسُمِّيَت القادِسِيَّة، ودَعا لها أنْ تكونَ مَحَلَّةَ الحاجِّ. وكان يقال للقادِسِيَّة: قُدَاسُ، قال بِشر بن أبي ربيعة الخَثْعَميّ:
تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوْفِنـا      بِبابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيْرُ


وقيل: جَعَلَها قُدَيْساً لضَرورةِ الشِّعر، كما جَعَلَها الكُمَيْت قادِساً حيث يقول:
كأنّي على حُبِّي البُوَيْبَ وأهْلَهُ      أرى بالقَرِيْنَيْنِ العُذَيْبَ وقادِسا

والقادِسِيَّة -أيضاً-: قرية قرب سُرَّ مَنْ رَأى.
وقال ابن دريد: القَدِيْسُ -زَعَموا-: الدُّرُّ، لغة يمانيّة قديمة، قال: وأنشد ابن الكَلْبيّ بيتاً لِمُرَتِّع بن معاوية أبي كِندة بن مُرَتِّعٍ، ولم يذكر ابن دريد البيت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرِ ابن الكَلْبيّ في جمهرة النَسَب عندَ ذِكْرِهِ مُرَتِّعاً شيئاً مما قاله ابن دريد. والقُدُّوْسُ: من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّوْلٌ، من القُدْس وهو الطَّهارة، ومعنى القُدُّوْسُ: الطّاهِر.
وكان سِيبَوَيْه يقول: القُدُّوْسُ والسَّبُّوْحُ -بفتح أوائِلِهما-، وقال ثعلب: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّوْلٍ فهو مفتوح الأوَّل؛ مثل سَفُّوْد وكَلُّوب وسَمُّور وشَبُّوط وتَنُّور؛ إلاّ السُّبُّوح والقُدُّوْس فإِنَّ الضمَّ فيهما أكثر وقد يُفْتَحانِ، قال: وكذلك الذُّرُّوْحُ بالضم وقد يُفْتَح.
وقيل: القُدُّوْسُ: المُبَارَك.
وقرأ زيد بن عَليِّ: "المَلِكُ القدُّوْسُ" بفتح القاف، وقال يعقوب: سَمِعْتُ أعرابيّاً عِنْدَ الكِسَائيّ يُكَنّى أبا الدُّنيا يقرَأُ "القَدُّوْسُ" بفتح القاف، وقال رؤبة:
دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسُـا      دُعاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوسا

والقَدَسُ -بالتحريك-: السَّطْلُ بِلُغَة أهْلِ الحِجازِ، لأنَّه يُتَطَهَّرُ به. وقَدَسُ -أيضاً-: بلدة قُرْبَ حِمْصَ، من فُتُوحِ شُرَحْبِيْل بن حَسَنَةَ -رضي الله عنه-، وحَسَنَةُ أمُّه، وأبوه عبد الله بن المُطاع، وإليها تُضافُ بُحَيْرَةُ قَدَس. وفلان قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به. وقد سَمَّوا قَيْدَاساً -مثال طَيْثَار- ومِقْداساً. وقُدَيْسَة بنت الربيع: أُمُّ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزُّبَيْر بن سُهَيْل بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ. والتَّقْديس: التَّطْهير.
وقد قَدَّسَ اللهَ تعالى، قال العجّاج:
بِجَعْلِهِ فينا العَدِيْدَ الأنَسـا     


وقوله تعالى: (ونُقَدِّسُ لكَ) قيل: معناه نُقَدِّسُكَ، واللام صِلَة. والأرض المُقَدَّسَة: أي المُطَهَّرَة. وبيتُ المُقَدَّسِ -يُخَفَّف ويُشَدَّد، كَمَجْلِسِ ومُطَهَّرٍ-. والمُقَدِّس في قول امرئ القيس، ويُروى لبِشْرِ بن أبي خازِمٍ، وهو موجود في دِيْوانيْ أشعارِهما:
فأدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسّاقِ والنَّـسَـا      كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ

وكان الرّاهِب إذا نَزَلَ من الصَّوْمَعَة يُريدُ بيت المَقْدِس تَمَسَّحَ به الصِّبْيَان حتى يُمَزِّقُوا ثَوْبَه، فَفي شِعْرِ امْرئ القَيْس: كما شَبْرَقَ، وفي شِعْرِ بِشْرِ: كما خَرَّقَ. وتَقَدَّسَ: أي تَطَهَّرَ. والتركيب يدل على الطُّهْرِ.

ملك (لسان العرب) [0]


الليث: المَلِكُ هو الله، تعالى ونقدّس، مَلِكُ المُلُوك له المُلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكهم.
وفي التنزيل: مالك يوم الدين؛ قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة: مَلِك يوم الدين، بغير أَلف، وقرأَ عاصم والكسائي ويعقوب مالك، بأَلف، وروى عبد الوارث عن أَبي عمرو: مَلْكِ يوم الدين، ساكنة اللام، وهذا من اختلاس أبي عَمرو، وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين، وقال: كل من يَمْلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم، ومال الثوب، ومالكُ يوم الدين، يَمْلِكُ إقامة يوم الدين؛ ومنه قوله تعالى: مالِكُ المُلْكِ، قال: وأما . . . أكمل المادة مَلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من هؤلاء، ولم يريد أَنه يملك هؤلاء، وقد قال تعالى: مالِكُ المُلْك؛ أَلا ترى أنه جعل مالكاً لكل شيءٍ فهذا يدل على الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبي عبيد واختاره.
والمُلْكُ: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ ومُلْكُ الله تعالى ومَلَكُوته: سلطانه وعظمته.
ولفلان مَلَكُوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُلْكه؛ عن اللحياني، والمَلَكُوت من المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ، ويقال للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ، يقال: له مَلَكُوت العراق ومَلْكُوةُ العراق أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ، وهو المُلْكُ والعِزُّ.
وفي حديث أَبي سفيان: هذا مُلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر اللام وفي الحديث: هل كان في آبائه مَنْ مَلَكَ؟ يروى بفتح الميمين واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام.
والْمَلْكُ والمَلِكُ والمَلِيكُ والمالِكُ: ذو المُلْكِ.
ومَلْك ومَلِكٌ، مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ، كأن المَلْكَ مخفف من مَلِك والمَلِك مقصور من مالك أو مَلِيك، وجمع المَلْكِ مُلوك، وجمع المَلِك أَمْلاك، وجمع المَلِيك مُلَكاء، وجمع المالِكِ مُلَّكٌ ومُلاَّك، والأُمْلُوك اسم للجمع.
ورجل مَلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة، والكثير مُلُوكٌ، والاسم المُلْكُ، والموضع مَمْلَكَةٌ.
وتَمَلَّكه أي مَلَكه قهراً.
ومَلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْلَكُوه: صَيَّروه مَلِكاً؛ عن اللحياني.
ويقال: مَلَّكَه المالَ والمُلْك، فهو مُمَلَّكٌ؛ قال الفرزدق في خال هشام بن عبد الملك: وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَلَّكاً، أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه يقول: ما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملَّك أَبو أُم ذلك المُمَلَّكِ أَبوه، ونصب مُمَلَّكاً لأنه استثناء مقدّم، وخال هشام هو إبراهيم بن إسماعيل المخزومي.
وقال بعضهم: المَلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره، والمَلْكُ لغير الله.
والمَلِكُ من مُلوك الأرض، ويقال له مَلْكٌ، بالتخفيف، والجمع مُلُوك وأَمْلاك، والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخَوَل.
والمَلَكة: مُلْكُكَ، والمَمْلَكة: سلطانُ المَلِك في رعيته.
ويقال: طالت مَمْلَكَتُه وساءت مَمْلَكَتُه وحَسُنَت مَمْلَكَتُه وعَظُم مُلِكه وكَثُر مُلِكُه. أَبو إسحق في قوله عزّ وجل: فسبحان الذي بيده مَلَكُوتُ كل شيء؛ مَعناه تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة، قال: وقوله تعالى ملكوت كل شيء أي القدرة على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم.
ويقال: ما لفلان مَولَى مِلاكَةٍ دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى. ابن سيده: المَلْكُ والمُلْكُ والمِلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، مَلَكه يَمْلِكه مَلْكاً ومِلْكاً ومُلْكاً وتَمَلُّكاً؛ الأخيرة عن اللحياني، لم يحكها غيره.
ومَلَكَةً ومَمْلَكَة ومَمْلُكة ومَمْلِكة: كذلك.
وما له مَلْكٌ ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومُلُكٌ أي شيء يملكه؛ كل ذلك عن اللحياني، وحكي عن الكسائي: ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء؛ بهذا فسره اللحياني، وقال ليس له شيء يملكه.
وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إياه تَمْليكاً جعله مِلْكاً له يَمْلِكُه.
وحكى اللحياني: مَلِّكْ ذا أَمْرٍ أَمْرَه، كقولك مَلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: ولي في هذا الوادي مَلْكٌ وملْك ومُلْك ومَلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً ومالاً وغير ذلك مما تَمْلِكه، وقيل: هي البئر تحفرها وتنفرد بها.
وجاء في التهذيب بصورة النفي: حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَلْكٌ ولا نَفْرٌ، بالراء غير معجمة، ولا مِلْكٌ ولا مُلْك ولا مَلَكٌ؛ يريد بئراً وماء أي ما له ماء. ابن بُزُرْج: مياهنا مُلُوكنا.
ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة، وقالوا: الماء مَلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم أي يقوم به الأمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي: ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم، إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: ومن أَمثالهم: الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء، يضرب للشيء الذي به كمال الأمر.
وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِلْك ولا مَلْكٌ ولا مُلْكٌ إذا لم يكن لهم ماء.
ومَلَكَنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا على مَلْكِ أَمْرِنا.
وهذا مِلْك يَميني ومَلْكُها ومُلْكُها أي ما أَملكه؛ قال الجوهري: والفتح أفصح.
وفي الحديث: كان آخر كلامه الصلاة وما مَلَكَتْ أَيمانكم، يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم، وقيل: أَراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة، وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر، رضي الله عنه، هذا المعنى حين قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة.
وأَعطاني من مَلْكِه ومُلْكِه؛ عن ثعلب، أي مما يقدر عليه. ابن السكيت: المَلْكُ ما مُلِكَ. يقال: هذا مَلْكُ يدي ومِلْكُ يدي، وما لأَحدٍ في هذا مَلْكٌ غيري ومِلْكٌ، وقولهم: ما في مِلْكِه شيء ومَلْكِه شيء أي لا يملك شيئاً.
وفيه لغة ثالثة ما في مَلَكَته شيء، بالتحريك؛ عن ابن الأَعرابي.
ومَلْكُ الوَليِّ المرأَةَ ومِلْكُه ومُلْكه: حَظْرُه إياها ومِلْكُه لها.
والمَمْلُوك: العبد.
ويقال: هو عَبْدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ومَمْلِكة؛ الأخيرة عن ابن الأعرابي، إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أَبواه.
وفي التهذيب: الذي سُبيَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. ابن سيده: ونحن عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لا قِنٍّ أي أَننا سُبِينا ولم نُمْلَكْ قبلُ.
ويقال: هم عبِيدُ مَمْلُكة، وهو أَن يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار.
والعَبْدُ القنّ: الذي مُلِك هو وأَبواه، ويقال: القِنُّ المُشْتَرَى.
وفي الحديث: أن الأَشْعَثَ بن قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية، فلما أَسلموا أَبَوْا عليه، فقالوا: يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد مَمْلُكة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ؛ المَمْلُكة، بضم اللام وفتحها، أَن يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار.
وطال مَمْلَكَتُهم الناسَ ومَمْلِكَتُهم إياهم أي مِلْكهم إياهم؛ الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً.
وطال مِلْكُه ومُلْكه ومَلْكه ومَلَكَتُه؛ عن اللحياني، أَي رِقُّه.
ويقال: إنه حسن المِلْكَةِ والمِلْكِ؛ عنه أَيضاً.
وأَقرّ بالمَلَكَةِ والمُلُوكةِ أي المِلْكِ.
وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ سَيءُ المَلَكَةِ، متحرّك، أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك.
ويقال: فلان حَسَنُ المَلَكة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه.
وفي الحديث: حُسْنُ المَلَكة نماء، هو من ذلك.
ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها التي يزعمون أنها تقتادها، على التشبيه، واحدها مَلِيكٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ يريد يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النحل أَميره.
والمَمْلَكة والمُمْلُكة: سلطانُ المَلِكِ وعَبيدُه؛ وقول ابن أَحمر: بَنَّتْ عليه المُلْكُ أَطْنابها، كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ قال ابن الأَعرابي: المُلْكُ هنا الكأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، ولذلك رفع الملك والكأْس معاً بجعل الكأْس بدلاً من الملك؛ وأَنشد غيره: بنَّتُ عليه المُلْكَ أَطنابَها فنصب الملك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَلَّكاً وليس بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، ورواه ثعلب بنت عليه الملك، مخفف النون، ورواه بعضهم مدَّتْ عليه الملكُ، وكل هذا من المِلْكِ لأَن المُلْكَ مِلْكٌ، وإنما ضموا الميم تفخيماً له.
ومَلَّكَ النَّبْعَةَ: صَلَّبَها، وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها.
وتَمالَكَ عن الشيء: مَلَكَ نَفْسَه.
وفي الحديث: امْلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا عليك.
وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك.
وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما تَماسَك ولا يَتَماسَك.
وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أَن يحبس نفسه؛ قال الشاعر: فلا تَمَلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا ويقال: نفسي لا تُمالِكُني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني.
وفلان ما له مَلاكٌ، بالفتح، أي تَماسُكٌ.
وفي حديث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك.
وإذا وصف الإنسان بالخفة والطَّيْش قيل: إنه لا يَتَمالَكُ.
ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه: قِوامُه الذي يُمْلَكُ به وصَلاحُه.
وفي التهذيب: ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه، ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به.
وفي الحديث: مِلاكُ الدين الورع؛ الملاك، بالكسر والفتح: قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه، وقالوا: لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكاً وإما مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً أي إما أن أَهْلِكَ وإما أن أَمْلِكَ.
والإمْلاك: التزويج.
ويقال للرجل إذا تزوّج: قد مَلَكَ فلانٌ يَمْلِكُ مَلْكاً ومُلْكاً ومِلْكاً.
وشَهِدْنا إمْلاك فلان ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأخيرتان عن اللحياني، أي عقده مع امرأته.
وأَمْلكه إياها حتى مَلَكَها يَمْلِكها مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً: زوَّجه إياها؛ عن اللحياني.
وأُمْلِكَ فلانُ يُمْلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَيضاً.
وقد أَمْلَكْنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها؛ وجئنا من إمْلاكه ولا تقل من مِلاكِه.
وفي الحديث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن الأثير: المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح.
وقال الجوهري: لا يقال مِلاك ولا يقال مَلَك بها (* قوله «ولا يقال ملك بها إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم وجعلوه من اللحن القبيح ولكن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على تصحيح كلام الفقهاء.) ولا أُمْلِك بها.
ومَلَكْتُ المرأَة أي تزوّجتها.
وأُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحياني، وقيل: جُعِل أَمر طلاقها بيدها. قال أَبو منصور: مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها، بالتشديد، أكثر من أُمْلِكَت؛ والقلب مِلاكُ الجسد.
ومَلَك العجينَ يَمْلِكُه مَلْكاً وأَمْلَكَه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده.
وفي حديث عمر: أَمْلِكُوا العجين فإِنه أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين؛ أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من الماء لجَوْدة العجْن.
ومَلَكَ العجينَ يَمْلِكه مَلْكاً: قَوِيَ عليه. الجوهري: ومَلَكْتُ العجين أَمْلِكُه مَلْكاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛ قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة: مَلَكْتُ بها كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها، يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها يعني شَدَدْتُ بالطعنة.
ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً: فَمَلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها، كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ قال: مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من القشر شيئاً تَتمالك القوسُ به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق، وهو يجعلون عليها عَقَباً إِذا لم يكن عليها قشر، يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛ الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة: يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ، ويروى فمن لك، والأَول أَجود؛ أَلا ترى إِلى قول الشماخ يصف نَبْعَةً: فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها، وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ والتَّمْصِيع: أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك أَصلب لها؛ قال ابن بري: ويروى فمظَّعَها، وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى يجف.
ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عن ابن الأَعرابي.
وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَيضاً.
ومَلْكُ الطريق ومِلْكُه ومُلْكه: وسطه ومعظمه، وقيل حدّه؛ عن اللحياني.
ومِلْكُ الوادي ومَلْكه ومُلْكه: وسطه وحَدّه؛ عنه أَيضاً.
ويقال: خَلِّ عن مِلْكِ الطريق ومِلْكِ الوادي ومَلْكِه ومُلْكه أَي حَدِّه ووسطه.
ويقال: الْزَمْ مَلْكَ الطريق أَي وسطه؛ قال الطِّرمّاح: إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ رَتِيمَ الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ وفي حديث أَنس: البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها، وإِياك والمَمْلُكَةَ، قال شمر: أَراد بالمَمُلُكة وَسَطَها.
ومَلْكُ ا لطريق ومَمْلُكَتُه: مُعْظمه ووسطه؛ قال الشاعر: أَقامَتْ على مَلْكِ الطريقِ، فمَلْكُه لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ ومُلُك الدابة، بضم الميم واللام: قوائمه وهاديه؛ قال ابن سيده: وعليه أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكسائي من قول الأَعرابي: ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ، وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه. أَبو عبيد: جاءنا تَقُودُه مُلُكُه يعني قوائمه وهاديه، وقوام كل دابة مُلُكُه؛ ذكره عن الكسائي في كتاب الخيل، وقال شمر: لم أَسمعه لغيره، يعني المُلُك بمعنى القوائم.
والمُلَيْكَةُ: الصحيفة.
والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَرَ، وفي التهذيب: مَقاوِلُ من حمير كتب إِليهم النبي، صلى الله عليه وسلم: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ، ورَدْمانُ موضع باليمن.
والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة.
ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْلِك ومُمَلَّكٌ ومِلْكانُ، كلها: أَسماء؛ قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَلَكِ الموت وهو قوله: غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه في المعتل.
والمَلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكسائي: أَصله مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن الزبير: فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكن لِمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل مَلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ: وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه، سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله: فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها، وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ وفيها يقول في صفة الهلال: لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير: أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت.
وفي الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام، يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من مَأْلَكٍ، ومَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أَن يذكر في فصل أَلك لا في فصل ملك.
ومالِكٌ الحَزينُ: اسم طائر من طير الماء.
والمالِكان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة. ابن الأَعرابي: أَبو مالك كنية الكِبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَلَكه وغلبه؛ قال الشاعر: أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني، أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا ويقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ وقال آخر: بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ: أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ وأَبو مالك: كنية الجُوعِ؛ قال الشاعر: أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ، يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ ومِلْكانُ: جبل بالطائف.
وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال: كل ما في العرب مِلْكان، بكسر الميم، إِلاَّ مَلْكان بن حزم بن زَبَّانَ فإِنه بفتحها.
ومالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة: لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك * لَذو عَبْرةٍ، كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ