المصادر:  


نبذ (لسان العرب) [278]


النَّبْذُ: طرحك الشيء من يدك أَمامك أَو وراءك. نَبَذْتُ الشيء أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك، ونَبَّذته، شدد للكثرة. الشيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته؛ ومنه الحديث: فنبذ خاتمه، فنبذ الناس خواتيمهم أَي أَلقاها من يده.
وكلُّ طرحٍ: نَبْذٌ؛ نَبَذه يَنْبِذُه نَبْذاً.والنبيذ معروف، واحد الأَنبذة. الشيء والمنبوذ: والنبيذ: ما نُبِذَ من عصير ونحوه.
وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا تخذته، والعامة تقول أَنْبَذْتُ. الحديث: نَبَّذوا وانْتَبَذُوا.
وحكى اللحياني: نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً: أَنبذ فلان تمراً؛ . . . أكمل المادة قال: وهي قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً. الطرح، وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم.
وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ، وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك. يقال: نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، فصرف من مفعول إِلى فعيل.
وانتبذته: اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر فإِنه يقال له نبيذ، ويقال للخمر المعتصَرة من العنب: نبيذ، كما يقال للنبيذ خمر. الكتاب وراء ظهره: أَلقاه.
وفي التنزيل: فنبذوه وراء ظهورهم؛ وكذلك نبذ إِليه القول.
والمنبوذ: ولد الزنا لأَنه يُنبذ على الطريق، وهم المَنَابذة، والأُنثى منبوذة ونبيذة، وهم المنبوذون لأَنهم يُطْرحون. قال أَبو منصور: المنبوذ الذي تنبذه والدته في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم بأَمره، وسواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح ولا يجوز أَن يقال له ولد الزنا لما أَمكن في نسبه من الثبات.
والنبيذة والمنبوذة: التي لا تؤكل من الهزال، شاة كانت أَو غيرها، وذلك لأَنها تنبذ. للشاة المهزولة التي يهملها أَهلوها: نبيذة.
ويقال لما يُنْبَثُ من تراب الحفرة: نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ.
وجلس نَبْذةً ونُبْذَةً أَي ناحية.
وانتبذ عن قومه: تنحى.
وانتبذ فلان إِلى ناحية أَي تنحى ناحية؛ قال الله تعالى في قصة مريم: فانتبذت من أَهلها مكاناً شرقيّاً.
والمنتبذ: المتنحي ناحية؛ قال لبيد: يَجْتابُ أَصْلاً قالصاً، مُتَنَبّذاً بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيَامُها (* قوله «متنبذاً» هكذا بالأصل الذي بأيدينا، وهو كذلك في عدة من نسخ الصحاح المعتمدة في مواضع منه وهو لا يناسب المستشهد عليه، وهو قوله: والمنتبذ المتنحي إلخ، فلعله محرف عن المتنبذ وهو كذلك في شرح القاموس.) وانتبذ فلان أَي ذهب ناحية.
وفي الحديث: أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور أَي منفرد بعيد عنها.
وفي حديث آخر: انتهى إِلى قبر منبوذ فصلى عليه؛ يروى بتنوين القبر وبالإِضافة، فمع التنوين هو بمعنى الأَول، ومع الإِضافة يكون المنبوذ اللقيط أَي بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه على الطريق.
وفي حديث الدجال: تلده أُمّه وهي مَنْبُوذة في قبرها أَي مُلْقاة.
والمنابذة والانتباذ: تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب.
وقد نابذهم الحربَ ونَبَذَ إِليهم على سواء يَنْبِذ أَي نابذهم الحرب.
وفي التنزيل: فانبذ إِليهم على سواء؛ قال اللحياني: على سواء أَي على الحق والعدل.
ونابذه الحرب: كاشفه.
والمُنابذة: انتباذ الفريقين للحق؛ تقول: نابذناهم الحرب ونبذنا إِليهم الحرب على سواء. قال أَبو منصور: المنابذة أَن يكون بين فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال، ثم أَراد نفض ذلك العهد فينبذ كل فريق منهما إِلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه؛ ومنه قوله تعالى: وإِما تخافن من قوم خيانة فانبذ إِليهم على سواء؛ المعنى: إِن كان بينك وبين قوم هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلى النقض حتى تلقي إِليهم أَنك قد نقضت ما بينك وبينهم، فيكونوا معك في علم النقض والعود إِلى الحرب مستوين.
وفي حديث سلمان: وإِن أَبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأَن نظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به إِخباراً مكشوفاً. يكون بالفعل والقول في الأَجسام والمعاني؛ ومنه نبذ العهد إِذا نقضه وأَلقاه إِلى من كان بينه وبينه.
والمنابذة في التَّجْر: أَن يقول الرجل لصاحبه: انْبِذ إِليّ الثوب أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك فقد وجب البيع بكذا وكذا.
وقال اللحياني: المنابذة أَن ترمي إِليه بالثوب ويرمي إِليك بمثله؛ والمنابذة أَيضاً: أَن يرمي إِليك بحصاة؛ عنه أَيضاً.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن المنابذة أَن يقول الرجل لصاحبه انبذ إِليّ الثوب أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك وقد وجب البيع بكذا وكذا. قال: ويقال إِنما هي أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِليك فقد وجب البيع؛ ومما يحققه الحديث الآخر: أَنه نهى عن بيع الحصاة فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا يصح.
ونبيذة البئر: نَبِيثَتُها، وزعم يعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ. الشيء القليل، والجمع أَنباذ.
ويقال: في هذا العِذْق نَبْذٌ قليل من الرُّطَب ووخْرٌ قليل، وهو أَن يُرْطب في الخطيئة (* قوله «أن يرطب في الخطيئة» أَي أن يقع ارطابه أي العذق في الجماعة القائمة من شماريخه أَو بلحه فإن الخطيئة القليل من كل شيء.) بعد الخطيئة.
ويقال: ذهب ماله وبقي نَبْذٌ منه ونُبْذَةٌ أَي شيء يسير؛ وبأَرض كذا نَبْذٌ من مال من كلإٍ.
وفي رأْسه نَبْذٌ من شَيْب.
وأَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَي شيء يسير.
وفي حديث أَنس: إِنما كان البياض في عنفقته وفي الرأْس نَبْذٌ أَي يسير من شيب؛ يعني به النبي، صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث أُمّ عطيَّة: نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ منه.
ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً من خُضْرَة وفي اللحية نَبْذاً من شيب أَي قليلاً؛ وكذلك القليل من الناس والكلإِ. الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها؛ هذه عن اللحياني.
وفي حديث عديّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر له لما أَتاه بِمِنْبَذَةٍ وقال: إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه؛ وسميت الوِسادَةُ مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تطرح للجلوس عليها؛ ومنه الحديث: فأَمر بالسَّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان. العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً: ضرب، لغة في نبض، وفي الصحاح: يَنْبِذُ نَبَذاناً لغة في نبض، والله أَعلم.

نبذ (الصّحّاح في اللغة) [224]


نَبَذْتُ الشيءَ أنْبِذُهُ، إذا ألقيته من يدك. شدد للكثرة.
والمَنْبوذُ: الصبيُّ تلقيه أمُّه في الطريق.
ونابَذَهُ الحربَ: كاشَفَه.
وجلس فلانٌ نَبْذَةً ونُبْذَةً، أي ناحيةً.
وانْتَبَذَ فلانٌ، أي ذهبَ ناحيةً.
ويقال: ذهَبَ مالُه وبقي نَبْذٌ منه، وبأرض كذا نَبْذٌ من مالٍ ومن كلأ، وفي رأسه نَبْذٌ من شَيْبٍ.
وأصاب الأرضَ نَبْذٌ من مطر، أي شيءٌ يسيرٌ.
والنَبيذُ: واحدُ الأنْبِذَةِ. يقال: نَبَذْتُ نَبيذاً، أي اتخذته. العِرْقُ نَبَذاناً: لغة في نَبَضَ. الوِسادةُ.

النَّبْذُ (القاموس المحيط) [220]


النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشيءَ أمامَكَ أو وراءَكَ، أو عامٌّ، والفعْلُ: كضَرَبَ،
و~: ضَرَبَانُ العِرْقِ،
كالنَّبَذانِ، محركةً، والشيءُ القليلُ اليسيرُ،
ج: أنْباذٌ.
وجَلَسَ نَبْذَةً، ويضمُّ: ناحيةً.
والنَّبيذُ: المُلْقَى، وما نُبِذَ من عصيرٍ ونحوِه.
وقد نَبَذَه وأنْبَذَه وانْتَبَذَهُ ونَبَّذَه. والمَنْبوذُ: ولَدُ الزِّنا، والتي لا تُؤْكَلُ من هُزالٍ،
كالنَّبيذَةِ، والصبيُّ تُلْقِيهِ أُمُّه في الطريقِ.
والانْتِباذُ: التَّنَحِّي، وتَحَيُّزُ كُلٍّ من الفَريقَيْنِ في الحَرْبِ،
كالمُنَابَذَةِ.
والمُنابَذَةُ: أن تقولَ: انْبِذ إلَيَّ الثَّوْبَ أو أنْبِذُه إليك، وقد وجَب البَيْعُ بكذا وكذا، أو أن تَرْمِيَ إليه بالثَّوْبِ، ويَرْمِيَ إليك بمثْلِهِ، أو أن تقولَ: إذا نَبَذْتُ الحَصاة وجَبَ البَيْعُ.
. . . أكمل المادة والمِنْبَذَةُ، كمِكْنَسَةٍ: الوِسادَةُ.
والأَنْباذُ: الأَوْباشُ.
و"صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، على قَبْرِ مَنْبوذٍ"، أي: لَقيطٍ، ويُرْوَى: قَبْرٍ مَنْبوذٍ مُنَوَّنَةً، أي: قَبْرٍ بعيدٍ من القُبورِ.

نبذ (المعجم الوسيط) [219]


 نبذا ونبذانا نبض يُقَال نبذ عرقه ونبذ قلبه وَالتَّمْر نبذا صَار نبيذا وَالشَّيْء طَرحه يُقَال نبذ النواة ونبذ الْكتاب وَيُقَال نبذ الْأَمر أهمله وَلم يعْمل بِهِ ونبذ الْعَهْد نقضه وَالتَّمْر وَنَحْوه عمله نبيذا 

نبذ (مقاييس اللغة) [218]



النون والباء والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على طرحٍ وإلقاء. الشَّيءَ أنبِذُه نبذاً: ألقيتُه من يدي.
والنَّبِيذُ: التَّمر يُلقَى في الآنيةِ ويُصَبُّ عليه الماء. يقال: نبذتُ أَنْبِذُ. المنبوذ: الذي تُلقِيه أمُّه.
ويقال: بأرضِ كذا نَبْذٌ من مالٍ، أي شيءٌ يسير.
وفي رأسه نَبْذٌ من الشَّيب، أي يسير، كأنَّه الذي يُنْبَذُ لِقلّته وصِغَره.
وكذلك النَّبْذُ من المَطَر.

ب - ذ - ن (جمهرة اللغة) [209]


الذَّنْب: معروف؛ أذنَبَ يُذْنِب إذناباً. وذَنَب الدّابةِ: معروف. وقال قوم: الذًّنابَى والذَّنَب واحد. وقال آخرون: بل الذُّنابَى: مَنْبِت الذنب، والأول أعلى. قال أبو بكر: يقال: ذَنَبُ الطائرٍ وذناباه وذَنَبُ الفرس وذُناباه، والذَّنَب في الفرس أكثر، والذّنابَى في الطائر أكثر. قال النمِر ابن تَوْلَب: جَمُومُ الشَّدَ شائلة الذُّنابَى ... تَخال بياضَ غُرتِها سِراجا وأذناب الناس: رُذالهم. وذَنَبَة الوادي والنهر: آخره، وكذلك ذُنابته. والمِذْنَب، والجمع مَذانب: مَجاري الماء من الغِلَظ إلى الرياض. والمذانب أيضاً: المَغارِف، والواحدة مِذْنَب ومِذْنَبَة. قال أبو ذؤيب: وسود من الصِّيدان فيها مَذانِب ... نُضار إذا لم نستفِدْها نعارُها والذّنائب: موضع بنجد. قال مهلهِل: فلو نبش المقابرُ عن كُليبِ ... لأخْبِرَ بالذَّنائب أيُّ زِيرِ والذِّناب: . . . أكمل المادة خيط يشَدُّ به ذَنَبُ البعير إلى حَقَبه لئلاّ يَخْطِر فيملأ راكبَه. والذنوب: الدَّلو. قال الراجز: لنا ذَنُوب ولكم ذَنُوبُ ... فإن أبَيْتُمْ فلنا القلِيبُ والذَّنوب في التنزيل، قال أبو عُبيدة: هو النصيب - واللّه أعلم - واحتجَ بقول الشاعر: وفي كل حَيٍّ قد خبَطْتَ بنعمةٍ ... فحُق لشَأسٍ من نَداكَ ذَنُوب وذَنَّبَ الجرادُ، إذا غَرَّز ليبيضَ. وذَنّبَ الضبُّ، إذا خرج بذنبه من جُحْره مُوَلِّياً. وذَنَّبَ البُسْر وأذنبَ، إذا أرطَبَ ممّا يلي أقماعَه، وهو التَّذْنُوب. قال الراجز: فعَلِّقِ النَّوْطَ أبا محبوبِ ... إنَّ الغَضا ليس بذي تَذْنُوبِ النَّوط: الوعاء الذي يُجعل فيه التمر كالجُلَّة الصغيرة، أي احْمِلْ معك تمراً فإن الباديةَ ليس بها تمر. والذنَبانُ: ضرب من النَّبت. ونَبَذتُ الشيء أنْبِذه نَبْذاً، إذا ألقيتَه من يدك. وبه سُمِّي النبيذ لأن التمرَ كان يُلقى في الجَرّ وفي غيره. والصَّبِيّ المنبوذ: الذي تُلقيه أمُّه. وفي الحديث: " إن رجلاً جاء إلى عمرَ بمَنبوذ " . ويقال: في أرض بني فلان نَبْذ من بني فلان، أي فرق يسيرة. وفي رأسه نَبْذ من الشَّيب، أي شيء يسير. وأصابَ الأرضَ نَبْذ من مطر، أي قليل. ونابَذَ فلان فلاناً، إذا فارَقه عن قِلًى.

نبذ (المعجم الوسيط) [50]


 التَّمْر أَو الْعِنَب وَنَحْوهمَا اتخذ مِنْهُ النَّبِيذ 

النبذة (المعجم الوسيط) [15]


 النَّاحِيَة يُقَال جلس نبذة النبذة:  النبذة والقطعة من الشَّيْء يُقَال نبذة من كتاب أَو نبذة من رِوَايَة أَو قصَّة 

النبذ (المعجم الوسيط) [10]


 الشَّيْء الْقَلِيل الْيَسِير يُقَال فِي رَأسه نبذ من شيب (ج) أنباذ 

الخيصى (المعجم الوسيط) [7]


 النبذ من كل شَيْء يُقَال فِي المرعى خيصى من العشب نبذ مِنْهُ وَفِي الْمَكَان خيصى من الرِّجَال اجْتمعت خيصاهم متفرقهم وانضم بَعضهم إِلَى بعض 

الرخاخيل (المعجم الوسيط) [6]


 أنبذة التَّمْر 

الوخط (المعجم الوسيط) [6]


 من الشَّيْء النبذ مِنْهُ 

الوَغَى (القاموس المحيط) [5]


الوَغَى، كالفَتَى وكالرَّمْي: الصَّوْتُ، والجَلَبَةُ.
ووَغْيَةٌ من خَيْرٍ: نَبْذَةٌ منه.

الدَّاذِيُّ (القاموس المحيط) [5]


الدَّاذِيُّ: شَرابُ (الفُسَّاقِ).
ونَبْذُ الدِّينَباذِ: ع باليمنِ، كثيرُ الجَوْزِ.
فَصْلُ الذّال

النَّبِيذ (المعجم الوسيط) [5]


 المنبوذ وشراب مُسكر يتَّخذ من عصير الْعِنَب أَو التَّمْر أَو غَيرهمَا وَيتْرك حَتَّى يختمر (ج) أنبذة 

أمح (لسان العرب) [5]


الأَزهري: قال في النوادر: أَمَحَ الجُرْحُ يأْمِحُ أَمَحاناً ونَبَذَ وأَزَّ وذَرِبَ ونَتَعَ ونَبَغَ إِذا ضَرَب بوجع.

انتبذ (المعجم الوسيط) [5]


 فلَان اعتزل نَاحيَة وَيُقَال انتبذ عَن الْقَوْم تنحى وَالتَّمْر وَنَحْوه نبذه ومكانا أَو نَاحيَة اعتزل فِيهِ بَعيدا عَن الْقَوْم 

لبز (المعجم الوسيط) [5]


 لبزا أكل أكل شَدِيدا وَيُقَال لبز فِي الطَّعَام إِذا جعل يضْرب فِيهِ وَفُلَانًا ضربه ضربا شَدِيدا ونبذه وَالشَّيْء وَطئه بقدمه 

الْجفَاء (المعجم الوسيط) [5]


 مَا قذف بِهِ السَّيْل وَالْقدر من غثاء وزبد وَالْبَاطِل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء} والسفينة الخالية والفرقة الْمُعْتَزلَة من جماعتها وَيُقَال نبذه جفَاء عَزله عَن صحبته 

تفطر (لسان العرب) [5]


الأَزهري في آخر ترجمة تفطر: التَّفَاطِيرُ النَّباتُ، قال: والتفاطير، بالتاء، النَّوْرُ. قال: وفي نوادر اللحياني عن الإِيادي في الأَرض تَفَاطِيرُ من عُشْبٍ، بالتاء، أَي نَبْذٌ متفرّق، وليس له واحد.

نكث (المعجم الوسيط) [5]


 الْحَبل وَنَحْوه نَكثا نقضه والعهد أَو الْيَمين أَو الْبيعَة نبذها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِن نكثوا أَيْمَانهم من بعد عَهدهم} والسواك شعثه أَي فرق رَأسه ونشره والأثر طمسه وعفاه 

كست (لسان العرب) [5]


الكُسْتُ: الذي يُتَبَخَّر به، لغة في الكُسْطِ والقُسْطِ؛ كلُّ ذلك عن كراع.
وفي حديث غُسْل الحيضِ: نُبْذَةٌ من كُسْتِ أَظْفارٍ؛ هو القُسْطُ الهِنْدِيّ عُقَارٌ معروف؛ وفي رواية: كُسْطٍ، بالطاء، وهو هو؛ والكاف والقاف يبدل أَحدهما من الآخر.

عنص (الصّحّاح في اللغة) [5]


يقال في أرض فلان عَناصٍ من النبت، وهو القليل المتفرِّق.
وما بقي من ماله إلا عَناصٍ، وذلك إذا ذهب معظمه وبقي نبذٌ منه، وبقيت في رأسه عَناصٍ، إذا بقي في رأسه شَعَرٌ متفرِّقٌ في نواحيه. الواحدة عُنْصُوَةٌ.

ن ك ث (المصباح المنير) [5]


 نَكَثَ: الرجل العهد "نَكْثًا" من باب قتل: نقضه ونبذه "فَانْتَكَثَ" مثل نقضه فانتقض، و "نَكَثَ" الكساء وغيره: نقضه أيضا، و "النِّكْثُ" بالكسر ما نقض ليعزل ثانية والجمع "أَنْكَاثٌ" مثل حمل وأحمال. 

تَكَّهُ (القاموس المحيط) [4]


تَكَّهُ: قَطَعَهُ، أو وَطِئَهُ فَشَدَخَهُ،
كتَكْتَكَهُ،
و~ النَّبذُ فُلاناً: بَلَغَ منهُ.
والتاكُّ: المَهْزُولُ، والهالِكُ، والأَحْمَقُ، وقد تَكَكْتُ، كضَرَبْتُ، تُكوكاً،
ج: تاكُّونَ وتَكَكَةٌ وتُكَّاكٌ وتُكَّكٌ.
والتِّكَّةُ، بالكسرِ: رِباطُ السَّراويلِ،
ج: تِكَكٌ.
واسْتَتَكَّ التِّكَّةَ: أدْخَلَها فيه.

زخ (مقاييس اللغة) [4]



الزاء والخاء أُصَيلٌ يدلُّ على الدَّفْع والمبايَنَة. يقال زَخَخْتُ الشيءَ، إذا دفعتَهُ.
وفي الحديث: "مَنْ نَبذَ القُرآنَ وراء ظَهرِهِ زُخَّ في قَفاه". وزَخَّها: جامَعَها.
و*المِزَخَّة: المرأة.
ومن الباب الزَّخَّة: الحِقد والغَيظ. قال:
فلا تَقْعُدَنّ على زَخَّةٍ      وتُضْمِرَ في القلبِ وَجْداً وَخِيفَا

طَغِيَ (القاموس المحيط) [4]


طَغِيَ، كَرَضِيَ، طَغْياً وطُغْياناً، بالضم والكسر: جاوَزَ القَدْرَ، وارْتَفَعَ، وغَلا في الكُفْرِ، وأسْرَفَ في المَعاصِي والظُّلْمِ،
و~ الماءُ: ارْتَفَعَ،
و~ الدَّمُ: تَبَيَّغَ،
و~ البَقَرَةُ: صاحَتْ.
وطَغْيَا: عَلَمٌ لِبَقَرَةِ الوَحْشِ.
والطَّغَى: الصَّوْتُ.
والطَّغْيَةُ: نُبْذَةٌ من كلِّ شيءٍ، والمُسْتَصْعَبُ من الجَبَلِ، والصَّفاةُ المَلْساءُ.
والطاغِيَةُ: الجَبَّارُ، والأحْمَقُ المُتَكَبِّرُ، والصاعِقَةُ، ومَلِكُ الرُّومِ.

الخَيْصُ (القاموس المحيط) [4]


الخَيْصُ والخائصُ: القليلُ من النَّوالِ.
وخاصَ: قَلَّ.
ونِلْتُ منه خَيْصاً: شيئاً يسيراً.
والخَيْصاءُ: العَطِيَّةُ التافِهةُ،
و~ من المِعْزَى: ما أحَدُ قَرْنَيْها مُنْتَصِبٌ والآخَرُ مُلْتَصِقٌ برأسِها.
وكَبْشٌ أخْيَصُ: مُنْكَسِرُ أحَدِ القَرْنَيْنِ، وعَنْزٌ خَيْصاءُ.
والخَيَصُ، محركةً: صِغَرُ إِحْدى العَيْنَينِ وكِبَرُ الأُخْرى، والنَّعْتُ: أخْيَصُ وخَيْصاءُ.
وخَيْصَى من عُشْبٍ: نُبَذٌ منه.
وخَيْصانُ من مالٍ: قليلٌ منه.
واجْتَمَعَتْ خَيْصاهم، أي: مُتَفَرّقوهم، وانْضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ.
فَصْلُ الدّال

طرح (مقاييس اللغة) [4]



الطاء والراء والحاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على نَبْذ الشَّيءِ وإِلقائِهِ. يقال طَرَحَ الشَّيْءَ يطرحُه طرحا.
ومن ذلك الطَّرَح، وهو المكان البعيد.
وطَرَحتِ النَّوَى بفلانٍ كلَّ مَطرَحٍ، إذا نأتْ به ورمت به. قال:
أَلِمَّا بميٍّ قبل أن تطرَحَ النَّوى      بنا مَطْرَحاً أو قبل بينٍ يُزِيلُها

ويقال فحل مِطْرَحٌ؛ بعيدُ موقع الماءِ في الرَّحِم.
ومن الباب: نخلةٌ طروحٌ: طويلة العَراجين.
وسَنامٌ إطريحٌ: طويلٌ.
وقوسٌ طَروح: شديدة الحفْزِ للسَّهم.
والقياس في كلِّه واحد.

عشب (الصّحّاح في اللغة) [4]


 العُشْب: الكلأ الرَطْب، ولا يقال له: حَشيشٌ حتَّى يتهيَّج. تقول منه: بلد عاشب.
ولا يقال في ماضيه إلا أعْشبَت الأرض، إذا أنبتت العُشْب.
وبعيرٌ عاشب: يرعى العُشْب.
وأعشب القوم: أصابوا عُشْباً.
وأرض مُعْشِبة وعَشيبة، ومكانٌ عَشيب بيِّن العَشابَة.
واعشوشبت الأرض، أي كثر عُشْبُها، وهو للمبالغة: كقولك: خَشنَ واخشوشن.
وأرض فيها تَعَاشيبُ، إذا كانَ فيها عُشْب نَبْذٌ متفرّق، لا واحد لها.
والعَشَبة بالتحريك: النابُ الكبيرة، وكذا العشمة بالميم. يقال: سألته فأعشَبَني، أي أعطاني ناقة مُسِنَّة.
وشيخ عَشَبَة وعجوز عَشَبَة، أي هِمٌّ وهِمَّةٌ.
وعيال عَشَبٌ: ليس فيهم صغير.

القَزُّ (القاموس المحيط) [4]


القَزُّ: الوَثْبُ، والانْقِبَاضُ لِلْوَثْبِ، يَقُزُّ ويَقِزُّ، والإِبْرِيسَمُ، وإباء النَّفْسِ الشيء، وبالضم: التباعُدُ من الدَّنَسِ،
كالتَّقَزُّزِ، وبالتَّثْلِيثِ: الرجلُ المُتَقَزِّزُ، وهي: بهاءٍ.
والقازُوزَةُ والقاقُوزَةُ والقاقُزَّةُ: مَشْرَبَةٌ، أو قَدَحٌ، أو الصغيرُ من القَوارِير، والطاسُ.
والقازُّ: الشيطانُ.
والقَزَزُ، محركةً: الظريفُ المُتَوَقِّي للعُيُوبِ، والمُتَقَزِّزُ من المَعَاصي والمَعَايِبِ لا كِبَراً،
كالقُزَّازِ، كرُمَّانٍ.
والقَزازُ، كسَحابٍ: الثُّعْبَانُ العظيمُ، أو الحَيَّاتُ القِصَارُ.
وكشَدَّادٍ: بائِعُ القَزِّ.
وابنُ قُزْقُزٍ، بالضم: أحمدُ بنُ محمدٍ، محدِّثٌ.
وقَزْقَزٌ، بالفتح: ع.
وقَزَاقِزُ من الشيء: نُبَذٌ منه.
والقاقُزَّانُ: ثَغْرٌ بقَزْوِينَ.

نفطر (لسان العرب) [3]


التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي: النَّفاطِير البَثْرُ؛ وأَنشد المفضل: نَفاطِيرُ المِلاحِ بوَجْهِ سَلْمى زماناً، لا نَفاطِيرُ القِباحِ قال الأَزهري: وقرأَْت بخط أَبي الهَيْثَمِ بيتاً للحطيئة في صفة إِبل نَزَعَتْ إِلى نَبْتِ بَلَدٍ فقال: طَباهُنَّ، حتى أَطْفَلَ الليلُ دونها، نَفاطِيرُ وَسْمِيٍّ رَواءٌ جُذُورُها أَي دعاهن نفاطِيرُ وَسْمِيٍّ.
والنفاطير: نَبْذٌ من النبت يقع في مواقع من الأَرض مختلفة.
ويقال: النفاطير أَول النبت. قال الأَزهري: ومن هذا أُخِذَ نَفاطِيرُ البَثْرِ.
وأَطْفَلَ الليلُ أَي أَظلم.
وقال بعضهم: النفاطير من النبات وهو رواية الأَصمعي.
والتَّفاطِيرُ، بالتاء: النَّوْرُ.

الخَطْءُ (القاموس المحيط) [3]


الخَطْءُ والخَطَأُ والخَطَاءُ: ضِدُّ الصَّوابِ، وقد أخْطَأَ إخْطَاءً وخاطِئَةً، وتَخَطَّأَ وخَطِئَ، وأخْطَيْتُ: لُغَيَّةٌ رَدِيئَةٌ، أو لُثْغَةٌ.
والخَطِيئَةُ: الذَّنْبُ، أو ما تُعُمِّدَ منه،
كالخِطْءِ، بالكسر.
والخَطَأُ: ما لم يُتَعَمَّدْ
ج: خَطَايا وخَطَائِئُ.
وخَطَّأَهُ تَخْطِئَةً وتَخْطِيئاً: قال له: أخْطَأْتَ، وخَطِئَ يَخْطَأُ خِطْئاً وخِطْأَةً، بكسْرِهِمَا.
والخَطِيئَةُ: النَّبْذُ اليَسِيرُ من كُلِّ شَيْءٍ.
وخَطِئَ في ديِنِه،
وأخْطَأَ: سَلَكَ سَبِيلَ خَطَأٍ عامِداً أو غَيْرَهُ،
أو الخَاطِئُ: مُتَعَمَّدُهُ.
و" مع الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ": يُضُرَبُ لِمَنْ يُكْثِرُ الخَطَأَ، ويُصِيبُ أحْياناً.
وخَطَأَتِ القِدْر بِزَبَدِها، كَمَنَع: رَمَتْ.
وتَخَاطَأَهُ وتَخَطَّأَهُ أخْطَأَهُ.
والمُسْتَخْطِئَةُ: النَّاقَةُ الحائِلُ.

كلَتَهُ (القاموس المحيط) [3]


كلَتَهُ يَكْلِتُهُ: جَمَعَهُ،
و~ في الإِناءِ: صَبَّهُ،
و~ الفَرَسَ: ركَضَهُ،
و~ الشيءَ: رَماهُ.
وفَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، كسُكَّرٍ، (ويُخَفَّفانِ): سريعٌ،
وفُلَتَةٌ كَلَتَةُ كُفَتَةٌ: يَثِبُ جميعاً.
والاكْتِلاتُ: الشُّرْبُ.
والكَليتُ، كأَميرٍ وسِكِّينٍ: حَجَرٌ مُسْتَطِيلٌ يُسَدُّ به وجارُ الضَّبُعِ.
والكُلْتَةُ، بالضم: النَّصيبُ من الطَّعامِ، والنُّبْذَةُ،
انْكَلَتَ: انْصَبَّ، وانْقَبَضَ.
الكُمَيْتُ، (كزُبيرٍ): الذي خالَطَ حُمْرَتَهُ قُنوءٌ، يؤنَّث؟؟، ولَوْنُهُ: الكُمْتَةُ، وقد كَمُتَ ككَرُمَ، كَمْتاً وكُمْتَةً وكَماتَةً،
و= الخَمْرُ التي فيها سَوادٌ وحُمْرَةٌ، وابنُ مَعْرُوفٍ، وابنُ ثَعْلَبَةَ، وابنُ زَيْدٍ، وأفْراسٌ.
وكُمِّتَتْ: صُيِّرَتْ بالصَّبْغَةِ كُمَيْتاً.
وكَمَتَ الغَيْظَ: أكَنَّهُ.
وأخذَهُ بِكَمِيتَته، أي: بأصْلِه.
وخَيْلٌ كَماتِيُّ، كَزرابِيَّ: كُمْتٌ.
وأكْمَتَ الفَرَسُ إكْماتاً، واكْمَتَّ اكْمِتاتاً، واكْماتَّ اكْميتاتاً.

ضَرِيَ (القاموس المحيط) [3]


ضَرِيَ به، كَرَضِيَ، ضَرًى وضَراوَةً وضَرْياً وضَراءَةً: لَهِجَ، وضَرَّاهُ به تَضْرِيَةً، وأضْراهُ.
وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يَكادُ يَنْقَطِعُ دَمُه.
وقد ضَرَى ضُرُوًّا، كسُمُوٍّ، فهو ضارٍ: بَدَا منه الدَّمُ.
والضِرْوُ، بالكسر: الضارِي من أوْلادِ الكِلاب،
كالضَّرِيِّ، وشَجَرَةُ الكَمْكامِ لا صَمْغُه، وغَلِطَ الجوهريُّ، والحَبَّةُ الخَضْراءُ، وتُفْتَحُ،
و~ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه.
وسِقاءٌ ضارٍ (بالسَّمْنِ): يُعَتَّقُ فيه، ويَجُودُ طَعْمُه.
وكَلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ، وقد ضَرِيَ، كَرَضِيَ، ضَرًى وضِراءً، بالكسر والفتحِ.
وكَرَمَى: سالَ.
والضَّرَاءُ: الاسْتِخفاءُ، والشَّجَرُ المُلْتَفُّ في الوادِي، أو أرضٌ مُسْتَوِيَةٌ تأوِيها السِباعُ، وبها نُبَذٌ من الشَّجَرِ.
وضَرِيَّةُ: ة بينَ البَصْرَةِ ومكةَ.
واظْرَوْرَى، بالظاءِ، وغَلِطَ الجوهريُّ.
وتَضْرِيَةُ الغِرارَةِ: فَتْلُ قُطْرِها.
والضَّرِيُّ: الماءُ من البُسْرِ الأحْمَرِ . . . أكمل المادة والأصْفَرِ، يَصُبُّونَهُ على النَّبْقِ، فَيَتَّخِذونَ منه نَبيذاً.
وأضْرَى: شَرِبَهُ.

د - ر - ط (جمهرة اللغة) [3]


والطّريدة: ما طردته الكلابُ من صيد. والطَّريدة: خشبة تُشَدّ وتُجعل في رأسها حديدة مثل السكين أو نحوه تُبرى بها القِداح. قال الشمّاخ: أقام الثّقافُ والطريدةُ دَرْأَها ... كما قوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامزُ وبنو طَرود: بطن من العرب. والطَّريدة: موضع. قال الشاعر: قَضَتْ من عُدادٍ والطّريدةِ حاجةً ... وهنَّ الى أُنْسِ الحديث حَقيقُ والطّريدة: لعبة يقال لها المَسَة، خفيفة السين، وليس بثَبت. ويقال: بلد طَرّاد، إذا كان واسعاً يطّرد فيه السّراب. قال الراجز: وَعْرٍ نُساميها بسيرٍ وَهْسِ والوَعْسِ والطِّرادِ بعد الوَعْسِ وكل شيء اتّبع بعضُه بعضاً فقد اطّرد، ومنه اطّردَ لي الكلامُ، إذا اتّسق لي على ما أريده. وقد سمّت العربُ طَرّاداً ومُطرِّداً ومطروداً. والمِطْرَد: الرُمح الصغير . . . أكمل المادة تُطرد به الوحش. قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ ... لمّا اختللتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ

رمي (مقاييس اللغة) [3]



الراء والميم والحرف المعتل أصلٌ واحد، وهو نَبْذ الشَّيء. ثم يحمل عليه اشتقاقاً واستعارة. تقول رَمَيْتُ الشيء أرمِيه.
وكانت بينهم رِمِّيَّا، على فِعِّيلَى.
وأرمَيْتُ على المائة: زِدْتُ عليها. فإن قيلَ فهذه الكلمة ماوجهها؟ قيل لـه: إذا زاد على الشَّيء فقد ترامَى إلى الموضع الذي بلغَه.
ورَمَيْت بمعنى أرْمَيْتُ والمِرْماة: نَصْلُ السهم المدوَّرُ؛ وسمِّي بذلك لأنه يُرمَى به.
والمَِرْماة: ظِلف الشَّاة.
وفي الحديث: "لو أنّ أحدَهم دُعِيَ إلى مَِرْماتَين".
والرَّمِيَّةُ: الصَّيد الذي يُرمَى.
والرَّمِيُّ: السحابة العظيمة القَطْر.
ويقال سُمِّيت رَمِيّاً لأنها تنشأ ثم تُرْمَى بقطَعٍ من السحاب من هنا وهُنا حتَّى تجتمع.وقال الخليل: رمى يرمي رِمايةً ورَمْياً ورِماءً. قال ابن السكّيت: خرجتُ أتَرَمَّى، إذا خرجتَ . . . أكمل المادة [ترمي] في الأغْراض.
ويقال أرْمَيْتُ الحَجَر من يدي إرْماءً.
وقال أبو عُبيدة: يقال أرمَى اللهُ لك، أي نَصَرك وصنَع لَك.
والرَّماء: الزِّيادة.
وقد قلنا إنّ اشتقاق ذلك من الباب لأنه أمْرٌ يترامى إلى فَوق.

لهو (مقاييس اللغة) [3]



اللام والهاء والحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ على شُغْل عن شَيءٍ بشيء، والآخر على نَبْذِ شيءٍ من اليد.فالأوَّل اللَّهْو، وهو كلُّ شيءٍ شَغَلك عن شيء، فقد ألهاك. ولَهَوتُ من اللَّهْو.
ولَهِيتُ عن الشَّيء، إذا تركتَه لِغيره.
والقياسُ واحدٌ وإنْ تَغيَّر اللفظُ أدنَى تغيُّر.
ويقولون: إذا استأثَرَ الله تعالى بشيءٍ فالْهَ عنهُ، أي اتركْهُ ولا تشتغل به.
وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء: "الْهَ عنه".
وكان ابنُ الزُّبَيرِ إذا سمِعَ صوتَ الرّعد لَهَىَ عن الحديث الذي يقول: تَرَكه وأعرَض عنه.
وقد يُكنَى باللَّهو عن غيره. قال الله تعالى: لَوْ أرَدْنا أن نَتَّخِذَ لَهْواً [الأنبياء 17].
وقال الحسن وقَتادةُ: أراد باللَّهو المرأة.
وقال قومٌ: . . . أكمل المادة أراد به الولد.وأمَّا الأصل الآخر فاللُّهْوة، وهو ما يَطرحه الطّاحِن في ثُقْبَة الرَّحَى بيده، والجمع لُهىً، وبذلك سمِّي العَطاء لُهْوَة فقيل: هو كثير اللُّهَى. فأمَّا اللّهاة فهي أقصى الفمِ، كأنَّها شُبِّهَتْ بثُقْبةِ الرَّحَى، وسمِّيت لَهاةً لما يُلقَى فيها من الطَّعام.

طغا (الصّحّاح في اللغة) [3]


طَغا يَطْغى ويَطْغو طُغْياناً، أي جاوَز الحدّ.
وكلُّ مجاوزٍ حدَّه في العِصيان فهو طاغٍ.
وطَغِيَ يَطْغى مثله.
وأطْغاهُ المال، أي جعلَه طاغِياً.
وطَغا البحر: هاجت أمواجُه.
وطَغا الدمُ: تبيَّغَ.
وطغا السيل، إذا جاء بماءٍ كثير.
والطَغْيَةُ: أعلى الجبل.
وكل مكانٍ مرتفع طَغْوَةٌ. أبو زيد: الطَغْيَةُ من كلِّ شيء: نبذة منه.
وأنشد لأسامة الهذلي:
وطُغْيا مع اللهَقِ الناشِطِ      وإلاّ النَعامَ وحَـفَّـانَـهُ

قال الأصمعي: طُغْيا بالضم.
وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغير من بقر الوحش والطُغْوانُ والطُغْيانُ بمعنًى.
والطَغْوى بالفتح مثله.
والطاغِيَةُ ملك الروم.
والطاغِيةُ: الصاعقةُ.
وقوله تعالى: "فأمَّا ثَمْودُ فأُهْلِكوا بالطاغِيَة" يعني صيحةَ العذاب.
والطاغوتُ: الكاهن والشيطان، وكلُّ رأسٍ في الضلالة؛ قد يكون واحداً، قال الله تعالى: "يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوتِ وقد أُمِروا . . . أكمل المادة أن يكفُروا به" وقد يكون جميعاً، قال الله تعالى: "أولياؤهمُ الطاغوتُ يُخرِجونَهُمْ".

صحل (لسان العرب) [3]


صَحِل الرَّجُلُ، بالكسر، وصَحِلَ صوتُه يَصْحَل صَحَلاً، فهو أَصْحَلُ وصَحِلٌ: بَحَّ؛ ويقال: في صوته صَحَلٌ أَي بُحُوحة؛ وفي صفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين وصَفَتْه أُمّ مَعْبَد: وفي صوته صَحَلٌ؛ هو بالتحريك، كالبُحَّة وأَن لا يكون حادًّا؛ وحديث رُقَيْقَة: فإِذا أَنا بهاتفٍ يَصْرُخُ بِصَوْتٍ صَحِل؛ وحديث ابن عمر: أَنه كان يَرْفَع صوتَه بالتَّلْبية حتى يَصْحَل أَي يَبَحَّ.
وحديث أَبي هريرة في نَبْذِ العهد في الحَجِّ: فكُنْت أُنادي حَتى صَحِل صوتي؛ قال الراجز: فلم يَزَلْ مُلَبِّياً ولم يَزَلْ، حتَّى علا الصَّوتَ بُحوحٌ وصَحَل، وكُلَّما أَوْفى على نَشْزٍ أَهَلّْ قال ابن بري: وقد صَحِلَ حَلْقُه أَيضاً، قال الشاعر: . . . أكمل المادة وقد صَحِلَتْ من النَّوْحِ الحُلُوقُ والصَّحَلُ: حِدَّة الصوت مع بَحَحٍ؛ وقال في صفة الهاجرة: تُصْحِلُ صَوْتَ الجُنْدُب المُرَنِّم وقال اللحياني: الصَّحَلُ من الصِّياح، قال: والصَّحَل أَيضاً انْشقاق الصوت وأَن لا يكون مستقيماً يزيد مَرَّة ويَسْتقيم أُخْرى، قال: والصَّحَل أَيضاً أَن يكون في صَدْره حَشْرَجَة.

عنص (لسان العرب) [3]


العُنْصُوَة والعِنْصُوَة والعَنْصُوَة والعِنْصِيةُ والعَناصِي: الخُصْلةُ من الشعر قدر القُنْزُعةِ؛ قال أَبو النجم: إِن يُمْسِ رَأْسي أَشْمَطَ العَناصِي، كأَنما فَرّقَه مُناصِ، عن هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ والعُنْصُوة والعِنْصُوة والعَنْصُوة: القطعة من الكَلإِ والبقيةُ من المال من النصف إِلى الثلث أَقلّ ذلك.
وقال ثعلب: العَناصِي بقيّةُ كل شيء. يقال: ما بقي من ماله إِلا عَنَاصٍ، وذلك إِذا ذهب مُعْظَمُه وبقي نَبْذٌ منه؛ قال الشاعر: وما تَرَك المَهْرِيُّ مِنْ جُلِّ مالِنا، ولا ابْناهُ في الشهرين، إِلا العَناصِيَا وقال اللحياني: عَنْصُوةُ كلِّ شيء بقيّتُه، وقيل: العَنْصُوة والعِنْصُوة والعُنْصُوة والعِنْصِيةُ قطعةٌ من إِبلٍ أَو غنمٍ.
ويقال: في أَرض بني فلان عَناصٍ من النبت، وهو . . . أكمل المادة القليل المتفرق.
والعَناصِي: الشعرُ المنتصب قائماً في تفَرُّقٍ.
وأَعْنَصَ الرجل إِذا بقِيَت في رأْسه عَناصٍ من ضَفائِره، وبَقِيَ في رأْسه شعرٌ متفرِّق في نواحيه، الواحدةُ عُنْصُوةٌ، وهي فُعْلُوة، بالضم، وما لم يكن ثانيه نوناً فإِن العرب لا تَضُمُّ صَدْرَه مثل ثُنْدُوة، فأَما عَرْقُوةٌ وتَرْقوةٌ وقَرنوة فمفتوحات؛ قال الجوهري: وبعضهم يقول عَنْصُوة وثَنْدُوة وإِن كان الحرف الثاني منهما نوناً ويُلْحِقُهما بعَرْقُوةٍ وتَرْقُوةٍ وقَرْنُوة.

نبل (مقاييس اللغة) [3]



النون والباء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على فَضْل وكِبَر، ثم يستعار منه الحِذْق في العمل، فيقال للفَضْل في الإنسان نُبْل.
والنَّبَل: عِظام المَدَر والحِجارة.
ويقال: نَبَلٌ ونُبَلٌ.
وفي الحديث: "أعِدُّوا النَّبَل".
ويقولون: إنَّ النَّبَل هاهنا الصِّغار، وإنَّها من الأضداد، ونبِّلْني أحجاراً للاستنجاء: أعْطِنِيها.
ونبِّلْنِي عَرْقاً: أعطِنِيه.
وحُجَّة أنَّها الصِّغار قول القائل:
أفَرْحُ أن أُرزَأَ الكِرامَ وأن      أُورَثَ ذَوداً شَصَائصا نَبَلا

وإذا كانت من الأضداد كان الوجه الأقلُّ خارجاً عن القياس.والمعنى في الحِذْق قولُهم إنَّ النّابِل: الحاذقُ بالأمر، والفِعل النَّبَالة.
وفلان أنْبَلُ النَّاسِ بالإبل، أي أعلمهم بما يُصلحها. قال:
تَدَلَّى عليها بالحِبالِ مُوَثِقَّاً      شديدَُ الوَصاةِ نابلٌ وابنُ نابلِ

وفي الباب قياسٌ آخر يدلُّ على رَمْيِ الشّيءِ . . . أكمل المادة class="baheth_marked">ونَبْذِه وخِفّةِ أمره. منه النَّبْل: السِّهام العربية.
والنَّابل: صاحب النَّبْل*، والنَّبَّال: الذي يعملُه.
ونبلْتُهُ: رمَيْتُه بالنَّبْل.
ومن هذا القياس: تَنَبَّل البعيرُ: مات: والنَّبِيلة: الجِيفة، وسمِّيت بها لأنَّها ترمَى.ومن القياس الذي يقارب هذا: نَبَلَ الإبلَ يَنْبُلُها: ساقَها سوقاً شديداً. قال:

خَصَّهُ (القاموس المحيط) [3]


خَصَّهُ بالشيءِ خَصّاً وخُصوصاً وخُصوصِيَّةً، ويُفْتَحُ، وخِصِّيصَى، وَيُمَدُّ، وخَصِّيَّةً وتَخِصَّةً: فَضَّلَهُ.
وخَصَّه بالوُدِّ: كذلك.
والخاصُّ والخاصَّةُ: ضِدُّ العامَّةِ.
والخُصَّانُ، بالكسر والضم: الخَواصُّ.
والخُوَيْصَّةُ: تَصْغيرُ الخاصَّةِ، ياؤُها ساكِنةٌ، لأنَّ ياءَ التَّصْغيرِ لا تَتَحَرَّكُ.
والخَصاصُ والخَصاصةُ والخَصاصاءُ، بِفَتْحِهِنَّ: الفَقْرُ، وقد خَصِصْتَ، بالكسر: والخَلَلُ، أو كلُّ خَلَلٍ وخَرْقٍ في بابٍ ومُنْخُلٍ وبُرْقُعٍ ونحوه، أو الثَّقْبُ الصغيرُ، والفُرَجُ بينَ الأثافِيّ.
والخُصاصةُ، بالضم: ما يَبْقَى في الكَرْمِ بعدَ قِطافِهِ، والنَّبْذُ اليسيرُ
ج: خُصاصٌ.
والخُصُّ، بالضم: البيتُ من القَصَب، أو البيتُ يُسَقَّفُ بخَشَبَةٍ كالأَزَج
ج: خِصاصٌ وخُصوصٌ، وحانُوتُ الخَمَّارِ، وإن لم يكن من قَصَبٍ، . . . أكمل المادة وجَيِّدُ الخَمْرِ، وبالكسر: الناقِصُ.
والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ.
وخُصَّى، كَرُبَّى: ة كبيرةٌ ببَغْدادَ في طَرَفِ دُجَيْلٍ، منها محمدُ بنُ عليّ بنِ محمدٍ الخُصِّيُّ،
وة شَرْقِيَّ المَوْصِلِ، أهْلُها جَمَّالونَ.
والخُصوصُ، بالضم: ع بالكوفة، تُنْسَبُ إليه الدّنانُ الخُصِّيَّةُ على غيرِ قِياسٍ،
وة بِمصْرَ بعَينِ شَمْسٍ من الشَّرْقِيَّةِ،
وة من كورَةِ أسْيوطَ،
وة أُخْرَى بالشرقية، وهي خُصوصُ السَّعادةِ بِمصْرَ،
وع بالبادية.
والتَّخْصيصُ: ضِدُّ التَّعْميمِ، وأخْذُ الغُلامِ قَصَبَةً فيها نارٌ، يُلَوِّحُ بها لاعِباً.
واخْتَصَّه بالشيءِ: خَصَّهُ به فاخْتَصَّ وتَخَصَّصَ، لازمٌ مُتَعَدّ.

خطأ (العباب الزاخر) [3]


خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان. والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. والخَطْءُ -بفتح الخاء وسكون الطاء-، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ -بالكسر-: الذنب في قوله تعالى: (إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً) أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً -على فِعْلَةَ-، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد . . . أكمل المادة الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ -على فَعَائِلَ-، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين. والخَطِيْئَةُ -أيضاً-: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة. وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله.
وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا      القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِـلا

هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة.
وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد.
وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى: (بالخاطِئة) أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة.
وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً. وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ.
وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشـاءه      وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ


وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني.
ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء.
وسُئل ابن عباس -رضي الله عنهما-: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:
إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول البـاعَ بَـدَرْ      تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ

والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل. والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.

جلس (لسان العرب) [4]


الجُلُوسُ: القُعود. جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، فهو جالس من قوم جُلُوسٍ وجُلاَّس، وأَجْلَسَه غيره.
والجِلْسَةُ: الهيئة التي تَجْلِسُ عليها، بالكسر، على ما يطرد عليه هذا النحو، وفي الصحاح: الجِلْسَةُ الحال التي يكون عليها الجالس، وهو حَسَنُ الجِلْسَة.
والمَجْلَسُ، بفتح اللام، المصدر، والمَجلِس: موضع الجُلُوس، وهو من الظروف غير المُتَعَدِّي إِليها الفعلُ بغير في، قال سيبويه: لا تقول هو مَجْلِسُ زيد.
وقوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا قيل لكم تَفَسَّحوا في المَجْلِس؛ قيل: يعني به مَجْلِسَ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وقرئَ: في المجالس، وقيل: يعني بالمجالس مجالس الحرب، كما قال تعالى: مقاعد للقتال.
ورجل جُلَسَة مثال هُمَزَة أَي كثير الجُلوس.
وقال اللحياني: هو . . . أكمل المادة المَجْلِسُ والمَجْلِسَةُ؛ يقال: ارْزُنْ في مَجْلِسِك ومَجْلِسَتِك.
والمَجْلِسُ: جماعة الجُلُوس؛ أَنشد ثعلب: لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ، سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها وفي الحديث: وإِن مَجْلِس بني عوف ينظرون إِليه؛ أَي أَهل المجْلِس على حذُ المضاف. يقال: داري تنظر إِلى داره إذا كانت تقابلها، وقد جالَسَه مُجالَسَةً وجِلاساً.
وذكر بعض الأَعراب رجلاً فقال: كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاسِ.
والجِلْسُ والجَلِيسُ والجِلِّيسُ: المُجالِسُ، وهم الجُلَساءُ والجُلاَّسُ، وقيل: الجِلْسُ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤَنث. ابن سيده: وحكى اللحياني أََن المَجْلِسَ والجَلْسَ ليشهدون بكذا وكذا، يريد أَهلَ المَجْلس، قال: وهذا ليس بشيء إِنما على ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس الجماعة من الجُلُوس، وهذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذي هو لا محالة اسم لجمع فاعل في قياس قول سيبويه أَو جمع له في قياس قول الأَخفش.
ويقال: فلان جَلِيسِي وأَنا جَلِيسُه وفلانة جَلِيسَتي، وجالَسْتُه فهو جِلْسي وجَلِيسي، كما تقول خِدْني وخَديني، وتَجالَسُوا في المَجالِسِ.
وجَلَسَ الشيءُ: أَقام؛ قال أَبو حنيفة: الوَرْسُ يزرع سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل، ولم يفسر يتعطل.
والجُلَّسانُ: نِثار الوَردِ في المَجْلِس.
والجُلَّسانُ: الورد الأَبيض.
والجُلَّسانُ: ضرب من الرَّيّحان؛ وبه فسر قول الأَعشى: لها جُلَّسانٌ عندها وبَنَفْسَجٌ، وسِيْسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما وآسٌ وخِيْرِيٌّ ومَروٌ وسَوْسَنٌ يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما وقال الليث: الجُلَّسانُ دَخِيلٌ، وهو بالفارسية كُلَّشان. غيره: والجُلَّسانُ ورد ينتف ورقه وينثر عليهم. قال: واسم الورد بالفارسية جُلْ، وقول الجوهري: هو معرب كُلْشان هو نثار الورد.
وقال الأَخفش: الجُلَّسانُ قبة ينثر عليها الورد والريحان.
والمَرْزَجُوش: هو المَردَقوش وهو بالفارسية أُذن الفأْرة، فَمَرْزُ فأْرة وجوش أُذنها، فيصير في اللفظ فأْرة أُذن بتقديم المضاف إِليه على المضاف، وذلك مطرد في اللغة الفارسية، وكذلك دُوغْ باجْ للمَضِيرَة، فدوغ لبن حامض وباج لون، أَي لون اللبن، ومثله سِكْباج، فسك خلّ وباج لون، يريد لون الخل.
والمنمنم: المصفرّ الورق، والهاس في عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت؛ وقول الشاعر: فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بنا، كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ قال: ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه.
وجَلَسَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ.
والجَلْسُ: الجبل.
وجَبَل جَلْسٌ إِذا كان طويلاً؛ قال الهذلي: أَوْفى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ، جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطَّافُ والحَجَلُ والجَلْسُ: الغليظ من الأَرض، ومنه جمل جَلْسٌ وناقة جَلْسٌُّ أَي وثيقٌ جسيم.
وشجرة جَلْسٌ وشُهْدٌ أَي غليظ.
وفي حديث النساءِ: بِزَوْلَةٍ وجَلْسِ.
ويقال: امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء ولا تبرح؛ قالت الخَنْساء: أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً، فَحُفِفْتُ بالرٍُّقَباء والجَلْسِ حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني، نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني، وهَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ قال ابن بري: الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، قال: وليس للخنساء كما ذكر الجوهري، وكان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له: ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط، وذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت: أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن يَرْقُبُني ويحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه، وأَما حين تزوَّجت وبرز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تعني نفسها، ثم قالت: ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني وتحفظني ولي حَمٌ في البيت لا يبرح كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم الحِلْسُ برذعة البعير، يقال: هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه.
والجَلْسُ: الصخرة العظيمة الشديدة.
والجَلْسُ: ما ارتفع عن الغَوْرِ، وزاد الأَزهري فخصص: في بلاد نَجْدٍ. ابن سيده: الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك.
وجَلَسَ القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، وفي التهذيب: أَتوا نَجْداً؛ قال الشاعر: شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً، وعن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ وقال عبد اللَّه بن الزبير: قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها: إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ أَي ائْتِ نَجْداً؛ قال ابن بري: البيت لمَرْوان ابن الحَكَمِ وكان مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله وأَوهمه أَن فيها عطية، وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس، فلما خرج عن المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت: ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ، واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ، إِنها نَكْراءُ، مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ وإِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط عليه بالهجاء.
وجَلَسَ السحابُ: أَتى نَجْداً أَيضاً؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة: ثم انتهى بَصَري، وأَصْبَحَ جالِساً منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ وعداه باللام لأَنه في معنى عامداً له.
وناقة جَلْسٌ: شديدة مَشْرِفَة شبهت بالصخرة، والجمع أَجْلاسٌ؛ قال ابن مقبل: فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها إِليَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِيا والكثير جِلاسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلك، والجمع جِلاسٌ.
وقال اللحياني: كل عظيم من الإِبل والرجال جَلْسٌ.
وناقة جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ: وثيق جسيم، قيل: أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى اكْتَنَزَ واشتد أَسْرُه؛ وقالت طائفة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه.
وفي الحديث: أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها وجَلْسِيَّها؛ الجَلْسُ: كل مرتفع من الأَرض؛ والمشهور في الحديث: معادِنَ القَبَلِيَّة، بالقاف، وهي ناحية قرب المدينة، وقيل: هي من ناحية الفُرْعِ.
وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خلاف نِكْس؛ قال الهذلي: كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِيرٌ فأُغْرِقَه، ولا جَلْسٌ عَمُوجُ ويروى غَمُوجٌ، وكل ذلك مذكور في موضعه.
والجِلْسِيُّ: ما حول الحَدَقَة، وقيل: ظاهر العين؛ قال الشماخ. فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ، وعَيْنُها كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِيُّها قد تَغَوَّرا ابن الأَعرابي: الجِلْسُ الفَدْمُ، والجَلْسُ البقية من العسل تبقى في الإِناء. ابن سيده: والجَلْسُ العسل، وقيل: هو الشديد منه؛ قال الطِّرماح:وما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وَشُوعُ قال أَبو حنيفة: ويروى وُشُوعُ، وهي الضُّرُوبُ.
وقد سمت جُلاساً وجَلاَّساً؛ قال سيبويه عن الخليل: هو مشتق، واللَّه أَعلم.

ج - و - ه (جمهرة اللغة) [2]


الجُؤوَة مثل الجُعْوَة مهموزة، وهي غُبْرَة تخلطها خُضْرَة فرس أجأى والأنثى جَأْواءُ. ومنه قيل: كتيبة جَأْواءُ لصدأ الحديد فيها. والجُؤْوَة في وزن جُعْوَة أيضاً: قطعة من الأرض غليظة فيها سواد. والجَهْوَة: موضع الدُّبُر من الإنسان وغيره، لغة يمانية. ويقال: قبَّح الله جَهوتُه. وزجر من زجر الإبل: جُوهْ جُوهْ، وقالوا جاهْ جاهْ. ويقال: جهجهت بالإبل، إذا قلت ذلك. ويومُ جُهْجُوه: يوم معروف لبني تميم. ووَجْه الإنسان وغيره: معروف. ووجه النهار: أوله. ووجه الكلام: السبيل التي تقصدها به. ووجوه القوم: سادتهم. وصرفت الشيءَ عن وجهه، أي عن سَنَنه. ورجل وجيه عند السلطان وموجَّه. وكِساء موجًّه: له وجهان. ويُجمع وجه على أَوْجُه ووُجوه وأُجوه. وبنو . . . أكمل المادة وَجيهةَ:َ بطن من العرب. وضَلَّ الرجلُ وِجْهَةَ أمره، إذا ضل قصدَه. قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤارَ وضلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ ... لمّا اختللتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ وروي عن الأصمعي: هِدْيَةَ رَوقه وواجهتُ الرجلَ بكلام حسن أو قبيح، واستعمالهم هذه الكلمة في القبيح أكثر. وواجهتُك بالأمر مواجهةً ووِجاهاً. ودُورُ بني فلان تواجه دُورَ بني فلان، أي تُقابلها، وهي المواجَهة والوِجاه. والوَجيه: فرس من خيل العرب، قديم معروف. ورجل ذو وجهين، إذا لقيَ بخلاف ما في قلبه. وقال الأحنف في بعض كلامه: لا يكون ذو الوجهين عند الله وجيهاً. والوَهَج: وَهَجُ النار، وهو سَفْعها وأُوارها. ووَهَج الطِّيب: أَرَجه ورائحته. ووهِج يومنا وَهَجاً ووَهَجاناً. وسِراج وَهّاج: وقّاد، وكذلك نجم وهّاج، أي وقاد. والهَوَج: مصدر أهوجُ بَيِّنُ الهَوَج، وهو نقصان العقل. وضربة هَوجاءُ، إذا هجمت على الجوف. وريح هَوْجاءُ: متدارِكة الهبوب في وجه واحد. والهَجْوُ: مصدر هجا، يهجوه هَجْواً وهِجاء. وهَجُوَ يومُنا، إذا اشتدّ حرُّه. وهَجَوْتُ الكتابَ في معنى تهجَيتّه، لغة فصيحة.

وخط (لسان العرب) [2]


الوَخْط من القَتِير: النَّبْذُ، وقيل: هو اسْتِواء البياض والسوادِ، وقيل: هو فُشُوُّ الشَّيْب في الرأْس.
وقد وخَطَه الشيبُ وخْطاً ووخَضَه بمعنى واحد أَي خالَطَه؛ وأَنشد ابن بري: أَتَيْتُ الذي يأْتي السَّفِيهُ لِغِرَّتي، إِلى أَن عَلا وخْطٌ مِن الشيْب مَفْرَقي ووُخِطَ فلان إِذا شابَ رأْسُه، فهو مَوْخُوط.
ويقال في السيْر: وخَطَ يَخِطُ إِذا أَسْرعَ، وكذلك وخَطَ الظَّلِيمُ ونحوه.
والوَخْطُ: لغة في الوَخْدِ، وهو سرعة السير.
وظليم وخَّاطٌ: سريع، وكذلك البعير؛ قال ذو الرمة: عنِّي وعن شَمَرْدَلٍ مِجْفال، أَعْيَطَ وخَّاطِ الخُطَى طُوال والمِيخَطُ: الدَّاخِل.
ووَخَط أَي دخل.
وفَرُّوجٌ واخِطٌ: جاوَزَ حد الفَراريج وصار في حدِّ الدُّيوك.
والوَخْطُ: الطَّعْنُ الخَفِيفُ ليس بالنافِذ، وقيل: هو أَن يُخالِطَ الجَوْفَ. . . . أكمل المادة قال الأَصمعي: إِذا خالطَت الطعْنةُ الجوْفَ ولم تنفذ فذلك الوَخْضُ والوَخْطُ، ووَخَطه بالرمح ووَخَضَه، وفي الصحاح: الوخْطُ الطعنُ النافذ، وقد وخَطَه وخْطاً؛ وطعنٌ وخَّاطٌ، وكذلك رمح وخَّاط؛ قال: وَخْطاً بماضٍ في الكُلى وخَّاطِ وفي التهذيب: وخْضاً بماض.
ووخطَه بالسيف: تَناوَله من بعيد، تقول: وُخِطَ فلان يُوخَطُ وخْطاً، قال أَبو منصور: لم أَسمع لغير الليث في تفسير الوَخْط أَنه الضرب بالسيف، قال: وأَراه أَراد أَنه يتناوله بذُبابِ السيفِ طَعْناً لا ضَرْباً.
والوَخْطُ في البيْع: أَنْ تَرْبَح مرة وتخسر أُخرى.
ووخْطُ النِّعال: خَفْقُها.
وفي الحديث عن أَبي أُمامَة قال: خرج رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأَخذ ناحية البقيع فاتَّبَعناه، فلما سمع وَخْطَ نِعالِنا خلفَه وقف ثم قال: امْضوا، وهو يُشير بيده، حتى مضينا كلُّنا، ثم أَقبل يمشي خلفنا فالتفتنا فقلنا: بِمَ (* قوله «بم» هو في الأَصل بالباء الموحدة لا باللام) يا رسول اللّه صنعْتَ ما صنعت؟ فقال: إِني سمعت وخْطَ نِعالكم خلفي فتَخَوَّفْت أَن يَتَداخَلني شيء فقَدَّمْتكم بين يدَيَّ ومشيْتُ خلفكم، فلما بلغ البقيعَ وقف على قبرين فقال: هذا قبر فلان، لقد ضُرِبَ ضَربة تقطَّعت منها أَوْصالُه، ثم وقف على الآخر فقال مثل ذلك، ثم قال: أَمَّا هذا فكان يمشي بالنميمة، وأَما هذا فكان لا يتَنزَّه عن شيء من البول يُصيبه.
وفي حديث مُعاذ: كان في جنازة فلما دفن الميت قال: ما أَنتم ببارِحِين حتى يَسمع وخْطَ نِعالكم أَي خَفْقَها وصوتها على الأَرض.

بَسَرَ (القاموس المحيط) [2]


بَسَرَ: أعْجَلَ، وعَبَسَ، وقَهَرَ،
و~ القَرْحَةَ: نَكَأَها قبلَ النُّضْجِ،
كأَبْسَرَ،
و~ النَّخْلَةَ: لَقَّحَها قبلَ أوانِهِ،
كابْتَسَرَها،
و~ الفَحْلُ الناقَةَ: ضَرَبَها قبلَ الضَّبَعَةِ،
و~ الحاجَةَ: طَلَبَها في غيرِ أوانِها،
كأَبْسَرَ وابْتَسَرَ وتَبَسَّرَ،
و~ التَّمْرَ: نَبَذَهُ فَخَلَطَ البُسْرَ به،
كأَبْسَرَ،
و~ السِّقاءَ: شَرِبَ منه قبلَ أن يَروبَ ما فيه،
و~ الدَّيْنَ: تَقاضاهُ قبلَ مَحِلِّهِ.
والبَسْرُ: الماءُ البارِدُ، وابْتِداءُ الشيءِ،
كالابْتِسارِ، وبالضم: الغَضُّ من كلِّ شيءٍ، والماءُ الطَّرِيُّ،
ج: بِسارٌ، والشَّابُّ، والشَّابَّةُ، والتَّمْرُ قبلَ إرْطابِهِ.
والبُسْرَةُ واحِدَتُها وتُضَمُّ السِّينُ، والشَّمسُ في أوَّلِ طُلوعِها، ورأسُ قَضيبِ الكَلْبِ، وخَرَزَةٌ، وبِلا لامٍ: بِنْتُ أبي سَلَمَةَ رَبيبةُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وبِلا . . . أكمل المادة هاءٍ: ة بِبَغْدادَ، منها: أبو القاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ، والزاهِدُ أبو عُبَيْدٍ.
وبُسْرُ بنُ أرْطاةَ، وابنُ جِحاشٍ، وابنُ راعِي العَيْرِ، وابنُ سُفْيانَ، وعبدُ اللّهِ بنُ بُسْرٍ: صَحابِيُّونَ.
وابنُ مِحْجَنٍ، وابنُ سَعيدٍ، وابنُ حُمَيْدٍ، وابنُ عُبَيْدِ اللّهِ، وعبدُ اللّهِ، وسُلَيْمانُ ابنا بُسْرٍ: تابِعِيُّونَ، وأحمدُ بن عبد الرحمن، وابن عمِّه محمدُ بنُ عبدِ اللّهِ، وأحمدُ بنُ إبراهيمَ، ومحمدُ بنُ الوَليد البُسْرِيُّونَ: محدِّثونَ.
والبسارَةُ، بالكسر: مَطَرٌ يَدُومُ على السِّنْدِ والهِنْدِ في الصَّيْفِ لا يُقْلِعُ ساعةً.
والباسورُ: عِلَّةٌ م،
ج: البَواسيرُ.
والبَياسِرَةُ: جيلٌ بالسِّنْدِ، تَسْتَأْجِرُهُم النَّواخِذَةُ لمُحارَبَةِ العَدُوِّ، الواحِدُ بَيْسَرِيٌّ.
ويَزيدُ بنُ عبدِ اللّهِ البَيْسَرِيُّ البَصْرِيُّ: محدِّثٌ.
وبَيْسَرِيْ، ساكِنَةَ الآخِرِ: كان من أُمَراءِ مِصْرَ، وإليه يُنْسَبُ قَصْرٌ
م بالقاهِرَةِ.
ونَخْلَةٌ مِبْسارٌ: لا تُنْضِجُ البُسْرَ.
وأبْسَرَ: حَفَرَ في أرضٍ مَظْلومَةٍ،
و~ المَرْكَبُ في البحْرِ: وقَفَ.
وابْتَسَرَ الشيءَ: أخَذَهُ طَرِيَّاً،
و~ رِجْلُهُ: خَدِرَتْ،
كتَبَسَّرَتْ.
وابْتُسِرَ لَوْنُهُ، بضم التاءِ: تَغَيَّرَ.
والمُبَسِّراتُ: رياحٌ يُسْتَدَلُّ بهبوبِها على المَطَرِ.
والبَسورُ: الأَسَدُ.
وتَبَسَّرَ النهارُ: بَرَدَ،
و~ الثَّوْرُ: أتى عُروقَ النَّباتِ اليابِسِ فأكَلَها.
والبَسْرَةُ: ماءٌ لبني عُقَيْلٍ.
وبُسْرٌ، بالضم: ة بحَوْرانَ.
والمُباسِرَةُ: التي تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تَمامِ وِداقِها.
و{وجُوهٌ يومئذٍ باسِرَةٌ}: مُتَكَرِّهَةٌ مُتَقَطِّبَةٌ.
وقولُ الجوهريِّ: أوَّلُ البُسْرِ طَلْعٌ ثم خَلالٌ: إلخ، غيرُ جَيِّدٍ، والصَّوابُ: أوَّلُهُ طَلْعٌ، فإذا انْعَقَدَ فَسَيابٌ، فإذا اخْضَرَّ واسْتَدارَ فَجَدالٌ وسَرادٌ وخَلالٌ، فإذا كبِرَ شيئاً فَبَغْوٌ،
فإذا عَظُمَ فَبُسْرٌ، ثم مُخَطَّمٌ، ثم مُوَكِّتٌ، ثم تُذْنوبٌ، ثم جُمْسَةٌ، ثم ثَعْدَةٌ، وخالِعٌ، وخالِعَةٌ، فإذا انْتَهَى نُضْجُهُ فَرُطَبٌ ومَعْوٌ، ثم تَمْرٌ، وبَسَطْتُ ذلك في" الرَّوْضِ المَسلوف، فيما له اسْمانِ إلى أُلُوفٍ"، فَلْيُنْظَرْ إن شاء اللّهُ تعالى.

بقط (لسان العرب) [2]


في الأَرض بَقْطٌ من بَقْل وعُشْبٍ أَي نَبْذُ مَرْعىً. يقال: أَمْسَيْنا في بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَي في رُقْعةٍ من كلإٍ، وقيل: البَقْطُ جمعه بُقوطٌ، وهو ما ليس بمجتمع في موضع ولا منه ضَيْعةٌ كاملة، وإِنما هو شيء متفرّق في الناحية بعد الناحية.
والعرب تقول: مررت بهم بَقْطاً بَقْطاً، بإِسكان القاف، وبقَطاً بقَطاً، بفتحها، أَي متفرّقين؛ وذهبوا في الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَي متفرقين.
وحكى ثعلب أَن في بني تميم بَقْطاً من ربيعة أَي فِرْقةً أَو قِطْعةً.
وهم بَقَطٌ في الأَرض أَي متفرّقون؛ قال مالك بن نويرة: رأَيتُ تَمِيماً قد أَضاعَتْ أُمورَها، فهُم بَقَطٌ في الأَرض، فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها، . . . أكمل المادة فَبابانُ منهم مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَي منتشرون متفرقون. أَُّو تراب عن بعض بني سليم: تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً وتَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قليلاً قليلاً. أَبو سعيد عن بعض بني سليم: تَبَقَّطْتُ الخبَر وتسَقَّطْتُه وتَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شيئاً بعد شيء.
وبَقَطُ الأَرض: فِرْقةٌ منها. قال شمر: روى بعض الرواة في حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فواللّهِ ما اختلفوا في بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبي بحَظِّها؛ قال: والبُقْطةُ البُقْعةُ من بِقاعِ الأَرض، تقول: ما اختلفوا في بُقْعةٍ من البِقاع، ويقع قول عائشة على البُقْطةِ من الناس وعلى البقطة من الأَرض، والبُقْطةُ من الناس: الفِرْقةُ، قال: ويمكن أَن تكون البُقطة في الحديث الفرقة من الناس، ويقال إِنها النقطة، بالنون، وسيأْتي ذكرها.
وبَقَطَ الشيءَ: فرّقه. ابن الأَعرابي: القَبْطُ الجمع، والبَقْطُ التفْرِقةُ.
وفي المثل: بَقِّطِيه بِطِبِّكِ؛ يقال ذلك للرجل يؤمر بإحكام العَمَلِ بعلمه ومعرفته، وأَصله أَن رجلاً أَتى هَوىً له في بيتها فأَخذه بطنُه فقَضى حاجتَه فقالت له: ويْلَك ما صَنَعْتَ؟ فقال: بَقِّطِيه بِطِبِّك أَي فِرِّقيه برِفْقِكِ لا يُفْطَنُ له، وكان الرجل أَحْمَقَ، والطِّبُّ الرِّفْق. اللحياني: بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه. التهذيب: البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه؛ قال الشاعر يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطْعَمَه من الهبيد إِذا لم ينل صيداً: إِذا لم يَنَلْ منْهُنّ شيْئاً فقَصْرُه، لَدى حِفْشِه من الهَبِيدِ، جَرِيم تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأَنَّه غَرانِيقُ نخل، يَعْتَلِين، جُثوم والبَقْطُ: أَن تُعطي الجنَّة على الثلُثِ أَو الرُّبع.
والبَقْطُ: ما سقَط من التمر إِذا قُطع يُخْطِئُه المِخْلَبُ، والمِخْلَبُ المِنْجَلُ بلا أَسنان.
وروى شمر بإِسناده عن سعيد بن المسيب أَنه قال: لا يصلح بَقْطُ الجِنانِ. قال شمر: سمعت أَبا محمد يروي عن ابن المظَفَّر أَنه قال: البَقْطُ أَن تُعطي الجِنانَ على الثلث أَو الربع.
وبَقَطُ البيتِ: قُماشُه. أَبو عمرو: بَقَّطَ في الجبل وبَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ في الجبل إِذا صَعَّدَ.
وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: أَنه حمل على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون أَي يتعادَوْن إِلى الجبال متفرّقين.
والبَقْطُ: التفْرِقةُ.

عشب (لسان العرب) [2]


العُشْبُ: الكَلأُ الرَّطْبُ، واحدته عُشْبَةٌ، وهو سَرَعانُ الكَلإِ في الربيع، يَهِـيجُ ولا يَبْقَى.
وجمعُ العُشْب: أَعْشابٌ.
والكَلأُ عند العرب، يقع على العُشْبِ وغيره.
والعُشْبُ: الرَّطْبُ من البُقول البَرِّيَّة، يَنْبُتُ في الربيع.
ويقال رَوض عاشِبٌ: ذو عُشْبٍ، وروضٌ معْشِبٌ.
ويدخل في العُشْب أَحرارُ البُقول وذكورُها؛ فأَحرارُها ما رَقَّ منها، وكان ناعماً؛ وذكورُها ما صَلُبَ وغَلُظَ منها.
وقال أَبو حنيفة: العُشْبُ كُلُّ ما أَبادَهُ الشتاءُ، وكان نَباته ثانيةً من أَرُومةٍ أَو بَذْرٍ.
وأَرضٌ عاشِـبَةٌ، وعَشِـبَةٌ، وعَشِـيبةٌ، ومُعْشِـبَةٌ: بَيِّنةُ العَشابةِ، كثيرة العُشْبِ.
ومكانٌ عَشِـيبٌ: بَيِّنُ العَشابة.
ولا يقال: عَشَبَتِ الأَرضُ، وهو قياسٌ إِن قيل؛ وأَنشد لأَبي النجم: يَقُلْنَ للرائدِ أَعْشَبْتَ انْزِلِ وأَرضٌ مِعْشابة، وأَرَضُونَ مَعاشِـيبُ: كريمةٌ، مَنابيتُ؛ فإِما أَن يكون . . . أكمل المادة جمعَ مِعْشاب، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا واحد له.
وقد عَشَّبَتْ وأَعْشَبَتْ واعْشَوْشَبَتْ إِذا كَثُر عُشْبها.
وفي حديث خُزَيمة: واعْشَوْشَبَ ما حَوْلَها أَي نَبَتَ فيه العُشْبُ الكثير.
وافْعَوْعَلَ من أَبنية الـمُبالغة، كأَنه يُذْهَبُ بذلك إِلى الكثرة والمبالغة، والعُموم على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو، كقولك: خَشُنَ واخْشَوْشَنَ.
ولا يقال له: حَشيش حتى يَهِـيجَ. تقول: بَلَدٌ عاشِبٌ، وقد أَعْشَبَ؛ ولا يقال في ماضيه إِلا أَعْشَبَتِ الأَرضُ إِذا أَنبتت العُشْبَ.
ويُقال: أَرض فيها تَعاشِـيبُ إِذا كان فيها أَلوانُ العُشْبِ؛ عن اللحياني.
والتَّعاشِـيبُ: العُشْبُ النَّبْذُ الـمُتَفَرِّقُ، لا واحدَ له.
وقال ثعلب في قول الرائِد: عُشْباً وتَعاشيبْ، وكَمْـأَةً شِـيبْ، تُثِـيرُها بأَخْفافِها النِّيبْ؛ إِن العُشْبَ ما قد أَدْرَكَ، والتَّعاشِـيبُ ما لم يُدْرك؛ ويعني بالكَمْـأَةِ الشِّيبِ البِـيضَ، وقيل: البِـيضُ الكِـبارُ؛ والنِّيبُ: الإِبلُ الـمَسَانُّ الإِناثُ، واحدها نابٌ ونَيُوبٌ.
وقال أَبو حنيفة: في الأَرض تَعاشِـيبُ؛ وهي القِطَعُ الـمُتَفَرِّقَة من النَّبْتِ؛ وقال أَيضاً: التَّعاشِـيبُ الضروبُ من النَّبْت؛ وقال في قولِ الرائدِ: عُشْباً وتَعاشِـيبْ؛ العُشْبُ: الـمُتَّصِلُ، والتَّعاشِـيبُ: المتفَرِّق.
وأَعْشَبَ القومُ، واعْشَوْشَبُوا: أَصابُوا عُشْباً.
وبعيرٌ عاشِبٌ، وإِبِلٌ عاشِـبَةٌ: تَرْعَى العُشْبَ.
وتَعَشَّبَت الإِبل: رَعَتِ العُشْبَ؛ قال: تَعَشَّبَتْ من أَوَّلِ التَّعَشُّبِ،== بينَ رِماحِ القَيْنِ وابْنَيْ تَغْلِبِ وتَعَشَّبَتِ الإِبلُ، واعْتَشَبَتْ: سَمِنَتْ عن العُشْب.
وعُشْبَةُ الدار: التي تَنْبُتُ في دِمْنَتها، وحَوْلَها عُشْبٌ في بَياضٍ من الأَرض والتُّراب الطَّيِّبِ.
وعُشْبةُ الدارِ: الـهَجينَةُ، مَثَلٌ بذلك، كقولهم: خَضْراءُ الدِّمَنِ.
وفي بعض الوَصاةِ: يا بُنَيَّ، لا تَتَّخِذْها حَنَّانةً، ولا مَنَّانة، ولا عُشْبةَ الدار، ولا كَيَّـةَ القَفَا.
وعَشِبَ الخُبْزُ: يَبِسَ؛ عن يعقوب.
ورجل عَشَبٌ: قصير دَمِـيمٌ، والأُنثى، بالهاءِ؛ وقد عَشُبَ عَشابةً وعُشوبةً، ورجل عَشَبٌ، وامرأَة عَشَبةٌ: يابسٌ من الـهُزال؛ أَنشد يعقوب: جَهِـيزَ يا ابْنةَ الكِرامِ أَسْجِحِـي، * وأَعْتِقِـي عَشَبةً ذا وَذَحِ والعَشَبة، بالتحريك: النابُ الكبيرة، وكذلك العَشَمة، بالميم. يقال: شيخ عَشَبَة، وعَشَمة، بالميم والباءِ. يقال: سأَلتُه فأَعْشَبَنِـي أَي أَعْطانِـي ناقةً مُسِنَّة.
وعِـيالٌ عَشَبٌ: ليس فيهم صغير؛ قال الشاعر: جَمَعْت منهم عَشَباً شَهابِرا ورجل عَشَبَةٌ: قد انْحَنى، وضَمَر وكَبِرَ، وعجوز عَشَبة كذلك؛ عن اللحياني.
والعَشَبةُ أَيضاً: الكبيرة الـمُسِنَّة من النِّعاج.

جذب (لسان العرب) [2]


الجَذْبُ: مَدُّكَ الشيءَ، والجَبْذُ لغة تميم. المحكم: الجَذْبُ: المـَدُّ. جَذَبَ الشيءَ يَجْذِبُه جَذْباً وجَبَذَه، على القلب، واجْتَذَبَه: مَدَّه.
وقد يكون ذلك في العَرْضِ. سيبويه: جَذَبَه: حَوَّلَه عن موضِعه، واجْتَذَبَه: اسْتَلَبَه.
وقال ثعلب قال مُطَرِّفٌ، قال ابن سيده، وأُراه يعني مُطَرِّفَ بن الشِّخِّيرِ: وجدتُ الإِنسان مُلْقىً بين اللّهِ وبين الشيطانِ، فإِن لم يَجْتَذِبْهُ إِلَيْه جَذَبَه الشيطانُ.
وجاذَبَه كَجَذبه.
وقوله: ذَكَرْتُ، والأَهْواءُ تَدْعُو للْهَوَى، * والعِيسُ، بالرَّكْب، يُجاذِبْنَ البُرَى قال: يكون يُجاذِبْن ههنا في معنى يَجْذِبْنَ، وقد يكون للمُباراة والمُنازعة، فكأَنه يُجاذِبْنَهُنَّ البُرى.
وجاذَبْتُه الشيءَ: نازَعْتُه إِياه.
والتَجاذُبُ: التَّنازُعُ؛ وقد انْجَذَبَ وتَجاذَبَ.
وجَذَبَ فلان حَبْلَ وِصالِه، وجَذَمَه إِذا قَطَعَه.
ويقال للرجل إِذا كَرَعَ في الإِناءِ نَفَساً أَو . . . أكمل المادة نَفَسَيْن: جَذَب منه نَفَساً أَو نَفَسَيْن. ابن شميل: بَيْنَنا وبين بني فلان نَبْذةٌ وجَذْبةٌ أَي هُمْ منَّا قَرِيبٌ.
ويقال: بَيْني وبين الـمَنْزِلِ جَذْبةٌ أَي قِطْعةٌ، يعني: بُعْدٌ.ويقال: جَذْبةٌ من غَزْل، للـمَجْذوب منه مرَّةً.
وجَذَب الشهرُ يَجْذِبُ جَذباً إِذا مَضَى عامَّتُه.
وجَذابِ: الـمَنِيَّةُ، مَبْنِيَّةٌ لأَنها تَجْذِبُ النُّفُوسَ.
وجاذَبَتِ المرأَةُ الرجلَ: خَطَبَها فرَدَّتْه، كأَنه بانَ منها مَغْلُوباً. التهذيب: وإِذا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فرَدَّتْه قيل: جَذَبَتْه وجَبَذَتْه. قال: وكأَنه من قولك جاذَبْتُه فَجَذبْتُه أَي غَلَبْتُه فبان منها مَغْلُوباً.
والانْجِذابُ: سُرْعةُ السَّيْرِ.
وقد انْجَذَبُوا في السَّيْر، وانْجَذَب بهم السَّيْر، وسَيْرٌ جَذْبٌ: سَرِيعٌ. قال: قَطَعْتُ، أَخْشاهُ، بِسَيْرٍ جَذْب أَخْشاهُ: في موضع الحال أَي خاشِياً له، وقد يجوز أَن يريد أَخْشاه: أَخْوَفَه، يعني أَشدَّه إِخافةً، فعلى هذا ليس له فِعْلٌ.
والجَذْبُ: انْقِطاعُ الرِّيقِ.
وناقةٌ جاذِبةٌ وجاذِبٌ وجَذُوبٌ: جَذَبَتْ لبَنَها من ضَرْعِها، فذهَب صاعِداً، وكذلك الأَتانُ، والجمع جَواذِبُ وجِذابٌ، مثل نائم ونِيام قال الهذلي: بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمـْسَتْ غَوارِزاً * جَواذِبُها، تَأْبى على الـمُتَغَبِّرِ ويقال للناقة إِذا غَرَزَتْ وذهب لبنُها: قد جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً(1) (1 قوله «جذاباً» هو في غير نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما ترى) ، فهي جاذِبٌ. اللحياني: ناقة جاذِبٌ إِذا جَرَّتْ فزادتْ على وقت مَضْرِبها. النضر: تَجذَّبَ اللبنَ إِذا شَرِبَه. قال العُدَيْل: دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَما * تَجَذَّبَ راعي الإِبْلِ ما قد تَحَلَّبا وجَذَبَ الشاةَ والفَصِيلَ عن أَُمهما يَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عن الرَّضاعِ، وكذلك الـمُهْرَ: فَطَمَه. قال أَبو النجم يصِف فَرساً: ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُهْ، * نَفْرَعُه فَرْعاً، ولَسْنا نَعْتِلُهْ أَي نَفْرَعُه باللجام ونَقْدَعُه.
ونَعْتِلُه أَي نَجْذِبهُ جَذْباً عَنِيفاً.
وقال اللحياني: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، ولم يَخُصَّ من أَي نوعٍ هو. التهذيب: يقال للصبيّ أَو السَّخْلةِ إِذا فُصِلَ: قد جُذِبَ.
والجَذَبُ: الشَّحْمةُ التي تكون في رأْس النَّخْلة يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ، فتؤكل، كأَنها جُذِبَتْ عن النخلة.
وجَذَبَ النخلةَ يَجْذِبُها جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها ليأْكله، هذه عن أَبي حنيفة.
والجَذَبُ والجِذابُ جميعاً: جُمَّارُ النخلةِ الذي فيه خُشونةٌ، واحدتها جَذَبةٌ.
وعمّ به أَبو حنيفة فقال: الجَذَبُ الجُمَّارُ، ولم يزد شيئاً.
وفي الحديث: كان رسولُ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم، يُحِبُّ الجَذَبَ، وهو بالتحريك: الجُمَّارُ.
والجُوذابُ: طَعامٌ يُصْنَعُ بسُكَّرٍ وأَرُزٍّ ولَحْمٍ. أَبو عمرو يقال: ما أَغْنى عَنِّي جِذِبَّاناً، وهو زِمامُ النَّعْلِ، ولا ضِمْناً، وهو الشَّسْعُ.

وشع (لسان العرب) [1]


وشَعَ القُطْنَ وغيرَه، وَوشَّعَه، كِلاهما: لَفَّه.
والوَشِيعةُ: ما وُشِّعَ منه أَو من الغَزْل.
والوَشِيعةُ: كُبَّةُ الغَزْلِ.
والوَشِيعُ: خشَبةُ الحائِكِ التي يُسَمِّيها الناسُ الحَفَّ، وهي عند العرب الحِلْوُ إِذا كانت صغيرة، والوَشِيعُ إِذا كانت كبيرة.
والوَّشِيعةُ: خشَبةٌ أَو قصَبةٌ يُلَفُّ عليها الغَزْلُ، وقيل: قصبة يَجْعلُ فيها الحائِك لُحْمةَ الثوبِ للنسْجِ، والجمع وَشِيعٌ ووَشائِعُ؛ قال ذو الرمة: به مَلْعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَه، كَنَسْجِ اليَماني بُرْدَه بالوَشائِعِ والتوْشِيعُ: لَفُّ القُطْنِ بعد النَّدْفِ، وكلُّ لَفِيفةٍ منه وَشِيعةٌ؛ قال رؤْبة: فانْصاعَ يَكْسُوها الغُبارَ الأَصْيَعا، نَدْفَ القِياسِ القُطنَ المُوَشَّعا الأَصْيَعُ: الغُبارُ الذي يجيءُ ويذهب، يَتَصَيَّع ويَنْصاعُ: مرة ههنا ومرة ههنا.
وقال الأَزهري: هي قصبة يُلْوى عليها الغزلُ من أَلوان . . . أكمل المادة شَتى من الوَشْيِ وغير أَلوان الوشي، ومن هناك سميت قصَبةُ الحائِكِ الوَشِيعة، وجمعها وشائع، لأَن الغزل يُوشَّعُ فيها.
ووَشَّعَتِ المرأَةُ قُطنها إِذا قَرَضَتْه وهَيَّأَتْه للندْفِ بعد الحَلْجِ، وهو التَّزبِيدُ والتَّسْيِيحُ.
ويقال لما كسا الغازِلُ المَغْزُولَ: وشِيعةٌ ووَلِيعةٌ وسَلِيخةٌ ونَضْلةٌ.
ويقال: وَشْعٌ من خير ووُشُوعٌ ووَشْمٌ ووُشُومٌ وشَمْعٌ وشُموعٌ.
والوَشِيعُ: عَلَمُ الثوْبِ ووَشَّعَ الثوبَ: رَقَمَه بعَلَم ونحوه.
والوشِيعةُ: الطريقةُ في البُرْدِ.
وتَوَشَّعَ بالكذِبِ. تَحَسَّنَ وتَكَثَّرَ؛ وقوله: وما جَلْسُ أَبْكارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وشُوعُ قيل: وشوع كثيرٌ، وقيل: إِن الواو للعطف، والشُّوعُ: شجر البان، الواحدة شُوعةٌ.
ويروى: وُشُوعُ، بضم الواو، فمن رواه بفتح الواو وَشوع فلواو واو النسَق، ومن رواه وُشوعُ فهو جمع وَشْعٍ، وهو زَهْر البُقول.
والوَشْعُ: شجر البانِ، والجمع الوُشوعُ.
والتَّوشِيعُ: دخولُ الشيء في الشيء.
وتوَشَّعَ الشيءُ: تفَرَّقَ.
والوَشوعُ: المتفرّقة.
ووُشوعُ البقْل: أَزاهِيرُه، وقيل: هو ما اجتمع على أَطرافه منها، واحدها وَشْعٌ.
وأَوشَعَ الشجرُ والبقلُ: أَخرج زهْرَه أَو اجتمع على أَطرافه. قال الأَزهري: وشَعَتِ البقلةُ إِذا انفَرَجَت زَهْرتُها.
والوَشِيعةُ والوَشِيعُ: حظِيرةُ الشجر حول الكَرْم والبُستان، وجمعها وشائِعُ.
ووَشَّعُوا على كرمهم وبستانهم: حَظَرُوا.
والوَشِيعُ: كَرْمٌ لا يكون له حائط فيجعلُ حولَه الشوكُ لِيَمْنَعَ مَن يدخل إِليه.
ووَشَّعَ كرمَه: جعل له وَشِيعاً، وهو أَن يَبْنِيَ جَدارَه بقَصَبٍ أَو سعَف يُشَبِّكُ الجِدارَ به، وهو التَّوشِيعُ.
والمُوَشَّعُ: سَعَفٌ يُجْعَلُ مثل الحظيرة على الجَوْخانِ يُنْسَجُ نَسْجاً؛ وقول العجاج: صافي النّحاسِ لم يُوشَّعْ بكَدَرْ وقيل في تفسيره: لم يُوَشَّعْ لم يُخْلَط وهو مما تقدم، ومعناه لم يُلبس بكدر لأَنَّ السّعَف الذي يسمى النَّسِيجةَ منه المُوَشَّع يُلبس به الجَوخان.
والوَشيع: الخُضُّ، وقيل: الوَشِيعُ شَريجةٌ من السعَف تُلْقى على خَشباتِ السقْفِ، قال: وربما أُقِيمَ كالخص وسُدَّ خَصاصُها بالثُّمامِ، والجمع وشائِعُ؛ ومنه الحديث: والمسجِدُ يومئذٍ وشِيعٌ بسَعَف وخشب؛ قال كثيِّر: دِيارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّةَ، الصَّيْفَ، بَعْدَما تُجِدُّ عَلَيْهِنَّ الوَشِعَ المُثَمَّما أَي تُجِدُّ عزةُ يعني تجعلُه جديداً؛ قال ابن بري: ومثله لابن هَرْمةَ: بِلِوى سُوَيْقةَ، أَو بِبُرْقةِ أَخْزَمٍ، خِيمٌ على آلائِهِنَّ وَشِيعُ وقال: قال السكري الوَشِيعُ الثُّمامُ وغيره، والوَشِيعُ سقف البيت، والوَشِيعُ عَريشٌ يُبْنى للرئيس في العسكر يُشْرِفُ منه على عسكره؛ ومنه الحديث: كان أَبو بكر،رضي الله عنه، مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الوَشِيعِ يوم بَدْرٍ أَي في العْريش.
والوَشْعُ: النَّبْذُ من طَلْع النخل.
والوَشْعُ: الشيء القليلُ من النبْت في الجبل.
والوُشُوعُ: الضُّرُوبُ؛ عن أَبي حنيفة.
ووَشَعَ الجبلَ ووشعَ فيه يَشَعُ، بالفتح، وَشْعاً ووُشوعاً وتوَشَّعه: علاه: وتوَشَّعَتِ الغنمُ في الجبل إِذا ارْتَقَتْ فيه ترْعاه، وإِنه لوَشوعٌ فيه مُتَوَقِّلٌ له؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وكذلك الأُنثى؛ وأَنشد: ويْلُمِّها لِقْحةُ شَيْخٍ قد نَحَلْ، حَوْساءُ في السَّهْلِ، وَشوعٌ في الجبَلْ وتَوَشَّعَ فلان في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه.
ووشَعَه الشيءُ أَي عَلاه.
وتَوَشَّعَ الشيْبُ رأْسَه إِذا علاه. يقال: وشَع فيه القَتِيرُ ووَشَّعَ وأَتْلَعَ فيه القتير وسَبَّل فيه الشيْبُ ونَصَلَ بمعنى واحد.
والوَشُوعُ: الوَجُورُ يُوجَرُه الصبيُّ مثل النَّشُوع.
والوَشِيعُ: جِذْعٌ أَو غيره على رأْس البئر إِذا كانت واسعة يقوم عليه الساقي.
والوَشِيعةُ: خشبة غليظة توضع على رأْس البئر يقوم عليها الساقي؛ قال الطرماح يصف صائداً: فأَزَلَّ السَّهْمَ عنها، كما زَلَّ بالساقي وشِيعُ المَقام ابن شميل: تَوَزَّعَ بنو فلان ضُيُوفَهم وتوَشَّعُوا سواء أَي ذهَبوا بهم إِلى بيوتهم، كلُّ رجل منهم بطائفة.
والوَشِيعُ ووَشِيعٌ، كلاهما: ماءٌ معروف؛ وقول عنترة: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّ يْلَمِ إِنما هو دُحْرُضٌ ووَشِيعٌ ماءَان معروفان فقال الدُّحْرُضَينِ اضْطِراراً، وقد ذكر ذلك في وسيع بالسين المهملة أَيضاً.

خصص (لسان العرب) [1]


خصّه بالشيء يخُصّه خَصّاً وخُصوصاً وخَصُوصِيّةً وخُصُوصِيّةً، والفتح أَفصح، وخِصِّيصَى وخصّصَه واخْتصّه: أَفْرَدَه به دون غيره.
ويقال: اخْتصّ فلانٌ بالأَمر وتخصّصَ له إِذا انفرد، وخَصّ غيرَه واخْتصّه بِبِرِّهِ.
ويقال: فلان مُخِصٌّ بفلان أَي خاصّ به وله به خِصِّيّة؛ فأَما قول أَبي زبيد: إِنّ امرأً خَصّني عَمْداً مَوَدَّتَه، على التَّنائي، لَعِنْدِي غيرُ مَكْفُور فإِنه أَراد خَصَّني بمودّته فحذف الحرف وأَوصَل الفعلَ، وقد يجوز أَن يريد خَصَّني لِمَودّته إِيّايَ فيكون كقوله: وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادّخارَه قال ابن سيده: وإِنما وجّهْناه على هذين الوجهين لأَنا لم نسمع في الكلام خَصَصْته متعدية إِلى مفعولين، والاسم الخَصُوصِيّة والخُصُوصِيّة والخِصِّيّة والخاصّة والخِصِّيصَى، وهي تُمَدُّ وتُقْصر؛ عن . . . أكمل المادة كراع، ولا نظير لها إِلا المِكِّيثَى.
ويقال: خاصٌّ بيّن الخُصُوصِيّة، وفعلت ذلك بك خِصِّيّةً وخاصّة وخَصُوصيّة وخُصُوصيّة.
والخاصّةُ: خلافُ العامّة.
والخاصّة: مَنْ تخُصّه لنفسك. التهذيب: والخاصّة الذي اخْتَصَصْته لنفسك، قال أَبو منصور: خُوَيْصّة.
وفي الحديث: بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ وكذا وكذا وخُوَيصّةَ أَحدِكم، يعني حادثةَ الموتِ التي تَخُصُّ كلَّ إِنسان، وهي تصغير خاصّة وصُغِّرَت لاحتقارها في جَنْب ما بعدها من البَعْث والعَرْض والحِساب، أَي بادِرُوا المَوت واجتهدُوا في العمل، ومعنى المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ في الأَعمال الصالحة والاهتمامُ بها قبل وقوعها، وفي تأْنيث الست إِشارةٌ إِلى أَنها مصائب.
وفي حديث أُم سليم: وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الذي يختصّ بخِدْمتِك وصغّرته لصِغَره يومئذ.
وسمع ثعلب يقول: إِذا ذُكر الصالحون فبِخاصّةٍ أَبو بكر، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ عليٌّ.
والخُصَّانُ والخِصَّانُ: كالخاصَّةِ؛ ومنه قولهم: إِنما يفعل هذا خُصّان الناس أَي خواصُّ منهم؛ وأَنشد ابن بري لأَبي قِلابة الهذلي: والقوم أَعْلَمُ هل أَرْمِي وراءَهُم، إِذ لا يُقاتِل منهم غيرُ خُصّانِ والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ.
وخَصَّه بكذا: أَعْطاه شيئاً كثيراً؛ عن ابن الأَعرابي.
والخَصَاصُ: شِبْهُ كَوّةٍ في قُبَّةٍ أَو نحوها إِذا كان واسعاً قدرَ الوَجْه: وإِنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنّ اسْتَدّا، رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا شبّه القمرَ بالخَصاص الضيّقِ، أَي اسْتَتَر بالغمام، وبعضهم يجعل الخَصَاصَ للواسع والضيّق حتى قالوا لِخُروق المِصْفاة والمُنْخُلِ خَصَاصٌ.
وخَصَاصُ المُنْخُل والباب والبُرْقُع وغيرِه: خَلَلُه، واحدته خَصَاصة؛ وكذلك كلُّ خَلَلٍ وخَرْق يكون في السحاب، ويُجْمع خَصاصَاتٍ؛ ومنه قول الشاعر: مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل وربما سمي الغيمُ نفسُه خَصاصةً.
ويقال للقمر: بَدَا من خَصاصَةِ الغيم.
والخَصَاصُ: الفُرَجُ بين الأَثافِيّ والأَصابع؛ وأَنشد ابن بري للأَشعري الجُعْفِيِّ: إِلاَّ رَواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصَاصَةٌ، سُفْع المَناكِب، كلّهنّ قد اصْطَلى والخَصَاصُ أَيضاً: الفُرَج التي بين قُذَذِ السهم؛ عن ابن الأَعرابي.
والخَصَاصةُ والخَصَاصاءُ والخَصَاصُ: الفقرُ وسوءُ الحال والخَلّة والحاجة؛ وأَنشد ابن بري للكميت: إِليه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص، ومنْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل وفي حديث فضالة: كان يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم في الصلاة من الخَصَاصة أَي الجوع، وأَصلُها الفقر والحاجة إِلى الشيء.
وفي التنزيل العزيز: ويُؤْثِرُون على أَنْفُسِهم ولو كان بهم خَصَاصةٌ؛ وأَصل ذلك في الفُرْجة أَو الخَلّة لأَن الشيء إِذا انْفرج وَهَى واخْتَلّ.
وذَوُو الخَصَاصة: ذَوُو الخَلّة والفقر.
والخَصَاصةُ: الخَلَل والثَّقْبُ الصغير.
وصدَرَت الإِبل وبها خَصاصةٌ إِذا لم تَرْوَ، وصدَرت بعطشها، وكذلك الرجل إِذا لم يَشْبَع من الطعام، وكلُّ ذلك من معنى الخَصَاصة التي هي الفُرْجة والخَلَّة.
والخُصَاصةُ من الكَرْم: الغُصْن إِذا لم يَرْوَ وخرج منه الحبّ متفرقاً ضعيفاً.
والخُصَاصةُ: ما يبقى في الكرم بعد قِطافه العُنَيْقِيدُ الصغيرُ ههنا وآخر ههنا، والجمع الخُصَاصُ، وهو النَّبْذ القليل؛ قال أَبو منصور: ويقال له من عُذوق النخل الشِّمِلُّ والشَّمالِيلُ، وقال أَبو حنيفة: هي الخَصَاصة، والجمع خَصَاصٌ، كلاهما بالفتح.
وشهرٌ خِصٌ أَي ناقص.
والخُصُّ: بَيْتٌ من شجر أَو قَصَبٍ، وقيل: الخُصّ البيت الذي يُسَقَّفُ عليه بخشبة على هيئة الأَزَجِ، والجمع أَخْصَاصٌ وخِصَاص، وقيل في جمعه خُصُوص، سمي بذلك لأَنه يُرَى ما فيه من خَصاصةٍ أَي فُرْجةٍ، وفي التهذيب: سمي خُصّاً لما فيه من الخَصَاصِ، وهي التَّفارِيجُ الضيّقة.
وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً أَتى باب النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأَلْقَمَ عَينَه خَصَاصةَ الباب أَي فُرجَتَه.
وحانوتُ الخَمّارِ يُسمى خُصّاً؛ ومنه قول امرئ القيس: كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِيئةٍ من الخُصِّ، حتى أَنزَلوها على يُسْرِ الجوهري: والخُصُّ البيت من القصب؛ قال الفزاريّ: الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا خَيرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ وفي الحديث: أَنه مر بعبد اللّه بن عمرو وهو يُصْلِح خُصّاً له.

جلس (العباب الزاخر) [1]


جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوساً أو مَجْلَساُ -بفتح اللام-.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائماً كانت الحال التي يخالفها القُعود. والمَجْلِس -بكسر اللام- والمَجْلِسَة -عن الفرّاء- كالمكان والمكانة: موضع الجلوس. والمَجلِس -أيضاً-: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل:
نُبِّيتُ أنَّ النار بعـدَكَ أُوقِـدَت      واسْتَبَّ بعدَكَ . . . أكمل المادة يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ

أي أهل المجلس.
وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه. ورجلٌ جُلَسَة -مثال تُؤّدّةٍ-: أي كثير الجلوس. والجِلسَة -بالكسر-: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة. وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي. وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه. وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت. والجَلْس -بالفتح-: الغَليظ من الأرض.
ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج:
كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ      كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه أعطى بلال بن الحارث- رضي الله عنه- معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها. أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته:
وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها      كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا

وجَلَسَ: إذا أتى نجداً، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة -على ساكنيها السلام- مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال:
قياماً يَنظرونَ إلـى سـعـيدٍ      كأنَّـهُـم يَرَونَ بـه هِـلالا


قعوداً يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال:
ودَعِ المدينَةَ إنـهـا مـحـروسةٌ      واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقـدِسِ


وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح:
إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعـائنٍ      جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ

وقال مالك بن خالد الخُناعي:
إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا      سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ

وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان:
شِمالَ من غارَ به مُفرِعـاً      وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ

وشَجَرَةُ جَلْسُ.
وشُهدٌ جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ:
وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها      جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَـوْعُ

وقال بعد أحد عشر بيتاً:
بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّـبَـت      من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ

وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي -رضي الله عنه- يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة:  
حتى إذا ما البيت أبرزَني      نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ


ويُروى: "إذا ما الخِدْرُ". وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير. والجَلْس: الوقت. والجَلْس: السهم الطويل. وقال غيره: الجَلْس: الخَمر. وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلاً:
أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شـاهِـقَةٍ      جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ

وقال ابن الأعرابي: الجِلْس -بالكسر-: الفَدْمُ. وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون. والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة. والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي- رضي الله عنهما-: لهما صحبة. وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى:
لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَـفـسَـج      وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما

وابْنَا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال:
فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا      كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيْرِ

وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس. وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه. ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم. وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ. والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء.

قسط (لسان العرب) [1]


في أَسماء اللّه تعالى الحسنى المُقْسِطُ: هو العادِلُ. يقال: أَقْسَطَ يُقْسِطُ، فهو مُقْسِطٌ إِذا عدَل، وقَسَطَ يَقْسِطُ، فهو قاسِطٌ إِذا جارَ، فكأَن الهمزة في أَقْسَطَ للسَّلْب كما يقال شَكا إِليه فأَشْكاه.
وفي الحديث: أَنّ اللّهَ لا يَنامُ ولا ينبغي له أَن ينامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويرفَعُه؛ القِسْطُ: المِيزانُ، سمي به من القِسْطِ العَدْلِ، أَراد أَن اللّه يَخفِضُ ويَرْفَعُ مِيزانَ أَعمالِ العِبادِ المرتفعةِ إِليه وأَرزاقَهم النازلةَ من عنده كما يرفع الوزَّانُ يده ويَخْفِضُها عند الوَزْن، وهو تمثيل لما يُقَدِّرُه اللّه ويُنْزِلُه، وقيل: أَراد بالقِسْط القِسْمَ من الرِّزقِ الذي هو نَصِيبُ كل مخلوق، وخَفْضُه تقليلُه، ورفْعُه تكثيره.
والقِسْطُ: الحِصَّةُ والنَّصِيبُ. يقال: أَخذ كل . . . أكمل المادة واحد من الشركاء قِسْطَه أَي حِصَّتَه.
وكلُّ مِقدار فهو قِسْطٌ في الماء وغيره.
وتقَسَّطُوا الشيءَ بينهم: تقسَّمُوه على العَدْل والسَّواء.
والقِسْط، بالكسر: العَدْلُ، وهو من المصادر الموصوف بها كعَدْل، يقال: مِيزانٌ قِسْط، ومِيزانانِ قسط، ومَوازِينُ قِسْطٌ.
وقوله تعالى: ونضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ؛ أَي ذواتِ القِسْط.
وقال تعالى: وزِنُوا بالقِسْطاس المستقيم؛ يقال: هو أَقْوَمُ المَوازِين، وقال بعضهم: هو الشَّاهِينُ، ويقال: قُسْطاسٌ وقِسْطاسٌ.
والإِقساطُ والقِسْطُ: العَدْلُ.
ويقال: أَقْسَطَ وقَسَطَ إِذا عدَلَ.
وجاءَ في بعض الحديث: إِذا حكَمُوا عدَلوا وإِذا قسَموا أَقْسَطُوا أَي عَدَلُوا (* قوله «وإِذا قسموا أَي عدلوا ههنا فقد جاء إلخ» هكذا في الأَصل.) ههنا، فقد جاءَ قَسَطَ في معنى عدل، ففي العدل لغتان: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وفي الجَوْر لغة واحدة قسَطَ، بغيرِ الأَلف، ومصدره القُسُوطُ.
وفي حديث عليّ، رضوان اللّه عليه: أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ والمارِقِينَ؛ الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم، والقاسِطُونَ: أَهلُ صِفَّينَ لأَنهم جارُوا في الحُكم وبَغَوْا عليه، والمارِقُون: الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ.
وأَقْسطَ في حكمه: عدَلَ، فهو مُقْسِطٌ.
وفي التنزيل العزيز: وأَقْسِطُوا إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ.
والقِسْط: الجَوْر.
والقُسُوط: الجَوْرُ والعُدُول عن الحق؛ وأَنشد: يَشْفِي مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ قال: هو من قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً وقسَطَ قُسوطاً: جارَ.
وفي التنزيل العزيز: وأَمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنَّم حَطَباً؛ قال الفراء: هم الجائرون الكفَّار، قال: والمُقْسِطون العادلُون المسلمون. قال اللّه تعالى: إِن اللّه يُحب المقسطين.
والإِقْساطُ: العَدل في القسْمة والحُكم؛ يقال: أَقْسَطْتُ بينهم وأَقسطت إِليهم.
وقَسَّطَ الشيءَ: فرَّقَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لو كان خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ، وعالِجٌ نَصِيُّه وسَبَطهْ، والشَّامُ طُرّاً زَيْتُه وحِنَطُهْ يأْوِي إِليها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ ويقال: قَسَّطَ على عِيالِه النفَقةَ تَقْسِيطاً إِذا قَتَّرَها؛ وقال الطرمَّاح: كَفَّاه كَفٌّ لا يُرَى سَيْبُها مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها والقِسْطُ: الكُوزُ عنه أَهل الأَمصار.
والقِسْطُ: مِكْيالٌ، وهو نِصْف صاعٍ، والفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ. المبرد: القِسْطُ أَربعمائة وأَحد وثمانون دِرهماً.
وفي الحديث: إِنَّ النِّساءَ من أَسْفَهِ السُّفَهاء إِلاّ صاحِبةَ القِسْطِ والسِّراج؛ القِسْطُ: نصف الصاع وأَصله من القِسْطِ النَّصِيبِ، وأَراد به ههنا الإِناء الذي تُوَضِّئُه فيه كأَنه أَراد إِلاَّ التي تَخْدُم بعْلها وتَقُوم بأُمُورِه في وُضُوئه وسِراجه.
وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: أَنه أَجْرى للناسِ المُدْيَيْن والقِسْطَيْن؛ القِسْطانِ: نَصِيبانِ من زيت كان يرزُقُهما الناسَ. أَبو عمرو: القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبارُ.
والقَسَطُ: طُول الرِّجل وسَعَتُها.
والقَسَطُ: يُبْسٌ يكون في الرِّجل والرأْس والرُّكْبةِ، وقيل: هو في الإِبل أَن يكون البعير يابس الرِّجلين خِلْقة، وقيل: هو الأَقْسَطُ والناقةُ قَسْطاء، وقيل: الأَقْسَطُ من الإِبل الذي في عَصَب قَوائمه يُبْسٌ خِلقَةً، قال: وهو في الخيل قِصَرُ الفخذ والوَظِيفِ وانْتِصابُ السَّاقين، وفي الصحاح: وانْتصابٌ في رِجلي الدابة؛ قال ابن سيده: وذلك ضَعْف وهو من العُيوب التي تكون خلقة لأَنه يستحب فيهما الانْحناءُ والتوْتِيرُ، قَسِطَ قَسَطاً وهو أَقْسَطُ بَيِّنُ القَسَطِ. التهذيب: والرِّجل القَسْطاءُ في ساقها اعْوِجاجٌ حتى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السَّاقانِ، قال: والقَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ؛ قال امرؤُ القَيْس يَصفُ الخيل: إِذْ هُنَّ أَقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى، أَوْ كَقَطا كاظِمةَ النَّاهِلِ (* قوله «إذ هن أقساط إلخ» أورده شارح القاموس في المستدركات وفسره بقوله أي قطع.) أَبو عبيد عن العَدَبَّس: إِذا كان البعير يابسَ الرجلين فهو أَقْسَطُ، ويكون القَسَطُ يُبْساً في العنُق؛ قال رؤْبة: وضَرْبِ أَعْناقِهِم القِساطِ يقال: عُنُقٌ قَسْطاء وأَعْناقٌ قِساطٌ. أَبو عمرو: قَسِطَتْ عِظامُه قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزال؛ وأَنشد: أَعطاه عَوْداً قاسِطاً عِظامُه، وهُوَ يَبْكي أَسَفاً ويَنْتَحبْ ابن الأَعرابي والأَصمعي: في رِجله قَسَطٌ، وهو أَن تكون الرِّجل مَلْساء الأَسْفل كأَنَّها مالَجٌ.
والقُسْطانِيَّةُ والقُسْطانيُّ: خُيوطٌ كخُيوطِ قَوْسِ المُزْنِ تخيط بالقمر (* قوله «تخيط بالقمر» كذا بالأَصل وشرح القاموس.) وهي من علامة المطر.
والقُسْطانةُ: قَوْسُ قُزحَ (* قوله «والقسطانة قوس إلخ» كذا في الأَصل بهاء التأنيث.)؛ قال أَبو سعيد: يقال لقوس اللّه القُسْطانيُّ؛ وأَنشد: وأُديرَتْ خفَفٌ تَحْتَها، مِثْلُ قُسْطانيِّ دَجْن الغَمام قال أَبو عمرو: القُسْطانيُّ قَوْسُ قُزَحَ ونُهِي عن تسمية قَوْسِ قزحَ.
والقُسْطَناس: الصَّلاءَةُ.
والقُسْطُ، بالضم: عود يُتَبخَّر به لغة في الكُسْطِ عُقَّارٌ من عَقاقِير البحر، وقال يعقوب: القاف بدل، وقال الليث: القُسط عُود يُجاءُ به من الهِند يجعل في البَخُور والدَّواء، قال أَبو عمرو: يقال لهذا البَخُور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْط؛ وأَنشد ابن بري لبشر ابن أَبي خازِم: وقَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ وقُسْطٍ، ومن مِسْكٍ أَحَمَّ ومن سَلام وفي حديث أُمّ عطِيَّة: لا تَمَسُّ طِيباً إِلاَّ نُبْذةً من قُسْطٍ وأَظْفارٍ، وفي رواية: قُسْط أَظْفار؛ القُسْطُ: هو ضَرْب من الطِّيب، وقيل: هو العُودُ؛ غيره: والقُسْطُ عُقَّار معروف طيِّب الرِّيح تَتَبخَّر به النفساء والأَطْفالُ؛ قال ابن الأَثير: وهو أَشبه بالحديث لأَنه أَضافه إِلى الأَظفار؛ وقول الراجز: تُبْدِي نَقِيّاً زانَها خِمارُها، وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها يقال: هي الساق نُقِلت من كتاب (* قوله: نقلت من كتاب، هكذا في الأَصل.).وقُسَيْطٌ: اسم.
وقاسطٌ: أَبو حَيّ، وهو قاسِطُ ابن هِنْبِ بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلةَ بن أَسَدِ ابن رَبيعةَ.

طغي (لسان العرب) [1]


الأَزهري: الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه، والطَّغْوَى بالفتح مثلُه، والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت، والاسم الطَّغْوَى. ابن سيده: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ.
وفي حديث وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه على التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلى ما لا يَحِلُّ له، ويَتَرَفَّع به على مَنْ دُونَه، ولا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ به كما يَفْعَلُ رَبُّ المالِ.
وكلُّ مجاوز حدَّه في العِصْيانِ طَاغٍ. ابنَ سيده: طَغَوْتُ أَطْغُو وأَطْغَى طُغُوّاً كَطَغَيْت، وطَغْوَى فَعْلى منهما.
وقال الفراء منهما في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمودُ بطَغْواها، قال: أَراد بطُغْيانِها، وهما مصدَران إِلاَّ أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل برُؤُوس الآيات فاخْتير لذلك أَلا . . . أكمل المادة تراه قال: وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ للهِف معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ.
وقال الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسم واواً ليُفْصَل بين الاسم والصِّفَةِ، تقول هي التَّقْوَى، وإِنما هي من تَقَيْتُ، وهي البَقْوَى من بَقيت.
وقالوا: امرأَةٌ خَزْيا لأَنه صِفَة.
وفي التنزيل العزيز: ونَذَرُهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُون.وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه.
وأَطّغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً.
وقوله عز وجل: فأَمَّا ثَمُودُ فأُهْلِكُوا بالطَّغيةِ؛ قال الزجاجُ: الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسم كالعاقِبَةِ والعافِيَة.
وقال قَتادة: بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً، وقيل: أُهْلِكُوا بالطاغيةِ أَي بصيحة العذابِ، وقيل أُهْلِكوا بالطاغية أَي بطُغْيانهم.
وقال أَبو بكر: الطغْيا البغي والكُفْرُ؛ وأَنشد: وإِنْ رَكِبوا طَغْياهُمُ وضلالَهُم، فليس عذابُ اللهِ عنهم بِلابِثِ وقال تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ.
وطَغَى الماءُ والبحر: ارتَفَع وعلا على كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ.
وطَغَى البحرُ: هاجَتْ أمواجُه.
وطَغَى الدم: تَبَيَّغَ.
وطَغَى السَّيْلُ إِذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ.
وكلُّ شيءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَى كما طَغَى الماءُ على قومِ نوحٍ، وكما طَغَتِ الصيحةُ على ثمودَ.
وتقول: سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه، هُذَلِيَّة، وفي النوادِرِ: سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم.
وطَغَتِ البقرةُ تَطْغَى: صاحَتْ. ابن الأَعرابي: يقالُ للبقرة الخائرَةُ والطَّغْيَا، وقال المُفَضَّل: طُغْيَا، وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طاء طَغْيَا.
وقال ابن الأَنْبارِي: قال أَبو العباس طَغْيَا، مقصورٌ غير مصروفة، وهي بقرةُ الوَحْشِ الصغيرةُ.
ويحكى عن الأَصْمعي أَنه قال: طُغْيَا، فَضَمَّ.
وطَغْيَا: اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، وقيل للصَّغيرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي: وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ، وطَغْيَا مع اللَّهَقِ الناشِطِ قال الأَصمعي: طُغْيا بالضم، وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغيرُ من بقر الوحشِ؛ قال ابن بري: قول الأَصمعي هو الصحيح، وقول ثعلب غلط لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً يجبُ قلب يائها واواً نحو شَرْوَى وتَقْوَى، وهما من شَرَيْتُ وتَقَيْت، فكذلك يجب في طَغْيا أَن يكون طَغْوَى، قال: ولا يلزم ذلك في قول الأَصمعي لأَن فُعْلى إِذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو فيها ياءً نحو الدنيا والعُلْيا، وهُما من دَنَوْتُ وعَلَوْت.
والطاغِية: الصاعِقةُ.
والطَّغْيةُ: المُسْتَصْعَبُ العالي من الجبل، وقيل: أَعْلى الجبل، قال ساعِدة بن جُؤيَّة: صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ قوله: تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لا يَثْبُت عليها مَخالِبُها لمَلاسَتِها، وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوةٌ، وقيل: الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ؛ وقال أَبو زيد: الطَّغْيةُ من كلِّ شيء نُبْذَةٌ منه، وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضًا يصف مُشْتارَ العسل؛ قال ابن بري: واللَّهِيفُ المكروبُ، والسُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل، والطَّغْيةُ الناحية من الجبلِ، ويُلَطُّ يُكَبُّ، والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هذه الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ.
وقال ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من الخَيْل؟ قالت: طَغْيٌ عند مَنْ كانت ولا توجدُ؛ فإِما أَن تكون أَرادت الطُّغْيانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها، وإِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ، ولم يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي.
والطاغوتُ، يقعُ على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزْنُه فَعَلُوتٌ إنما هو طَغَيُوتٌ، قُدِّمتِ الياءُ قبل الغَيْن، وهي مفتوحة وقبلها فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً.
وطاغُوتٌ، وإِن جاء على وزن لاهُوتٍ فهو مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَى، ولاهُوت غير مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ، وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت على فَعَلُوتٍ، ثم قُدِّمَتِ الياءُ قبل الغينِ مُحافَظَة على بَقائِها فَصار طَيَغُوت، ووَزْنُه فَلَعُوت، ثم قُلِبت الياء أَلفاً لتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار طاغُوت.
وقوله تعالى: يُؤْمنُون بالجِبْتِ والطَّاغُوت؛ قال الليث: الطاغُوت تاؤها زائدةٌ وهي مُشْتَقَّةٌ من طَغَى، وقال أَبو إِسحق: كلُّ معبودٍ من دون الله عز وجلّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ، وقيل: الجِبْتُ والطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ والشَّياطينُ، وقيل في بعض التفسير: الجِبْتُ والطَّاغُوت حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ؛ قال الأَزهري: وهذا غيرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد أَطاعُوهما من دون الله.
وقال الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ، والطاغوتُ: الشيطان: والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ في الضَّلال، قد يكون واحداً؛ قال تعالى: يُريدون أَن يَتحاكَمُوا إِلى الطاغوت وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به؛ وقد يكون جَمْعاً؛ قال تعالى: والذين كفَروا أَوْ لِياؤهم الطاغوتُ يُخْرِجُونهم؛ فَجَمَع؛ قال الليث: إِنما أَخبر عن الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ على حدّ قوله تعالى: أَو الطِّفْلِ الذينَ لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النساء؛ وقال الكسائي: الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ؛ وقال ابن السكيت: هو مثل الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث؛ قال تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وقال الأَخفش: الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ، والطاغوتُ يكون من الجِنِّ والإِنس، وقال شمر: الطاغوت يكون من الأَصنام ويكون من الشياطين؛ ابن الأَعرابي: الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رئيس النصارَى؛ وقال ابن عباس: الطاغوتُ كعبُ ابنُ الأَشْرفِ، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ، وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ.
وفي الحديث: لا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ ولا بالطَّواغِي، وفي الآخر: ولا بالطَّواغِيتِ، فالطَّوَاغِي جمع طاغيَةٍ، وهي ما كانوا يَعْبُدونه من الأَصْنامِ وغَيْرِها؛ ومنه: هذه طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم، قال: ويجوز أَن يكون أَراد بالطَّواغِي من طَغَى في الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ، وهم عُظَماؤهم وكُبَراؤهم، قال: وأَما الطَّواغِيتُ فجمع طاغوت وهو الشيطانُ أَو ما يُزَيّن لهم أَن يَعْبُدوا من الأَصْنامِ.
ويقال: للصَّنَم: طاغوتٌ.
والطاغِيةُ: مَلِكُ الرُّومِ. الليث: الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ. ابن شميل: الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ.
وقال شمر: الطَّاغِيَة الذي لا يُبالي ما أَتى يأْكلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ.

بسر (لسان العرب) [2]


البَسْرُ: الإِعْجالُ.
وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها: ضربها قبل الضَّبَعَةِ. الأَصمعي: إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غير ضَبعَةٍ فذلك البَسْرُ، وقد بَسَرَها الفحلُ، فهي مَبْسُورة؛ قال شمر: ومنه يقال: بَسَرْتُ غَرِيمي إِذا تقاضيته قبل محلّ المال، وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته قبل أَن يَتَقَيَّحَ، وكأَنَّ البَسْرَ منه.
والمَبْسُورُ: طالب الحاجة في غير موضعها.
وفي حديث الحسن قال للوليد التَّيّاسِ: لا تُبْسِرْ؛ البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب؛ يقول: لا تَحْمِلْ على الناقة والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ، وبَسَرَ حاجته يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها: طلبها في غير أَوانها أَو في غير موضعها؛ أَنشد ابن الأَعرابي للراعي: إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه، . . . أكمل المادة تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا بنات الأَرض: النبات.
وفي الصحاح: بناتُ الأَرضِ المواضع التي تخفى على الراعي. قال ابن بري: قد وهم الجوهري في تفسير بنات الأَرض بالمواضع التي تخفى على الراعي، وإِنما غلطه في ذلك أَنه ظن أَن الهاء في عنه ضمير الراعي، وأَن الهاء في قوله فيها ضمير الإِبل، فحمل البيت على أَن شاعره وصف إِبلاً وراعيها، وليس كما ظن وإِنما وصف الشاعر حماراً وأُتُنَه، والهاء في عنه تعود على حمار الوحش، والهاء في فيها تعود على أُتنه؛ قال: والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتين أَو نحوهما: أَطَارَ نَسِيلَهُ الحَوْلِيَّ عَنْهُ، تَتَبُّعُه المَذانِبَ والقِفَارَا وتَبَسَّرَ: طلب النبات أَي حَفَر عنه قبل أَن يخرج؛ أَخبر أَن الحَرَّ انقطع وجاء القيظُ، وبَسَرَ النخلة وابْتَسَرها: لَقَّحَها قبل أَوان التلقيح؛ قال ابن مقبل: طَافَتْ به العَجْمُ، حتى نَدَّ ناهِضُها، عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَيرَ مُبْتَسَرِ أَبو عبيدة: إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ وأَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ، وهي مُباسِرَةٌ ثم تكونَ وَديقاً.
والمُباسِرَةُ: التي هَمَّتْ بالفحل قبل تمام وِداقِها، فإِذا ضربها الحِصانُ في تلك الحال، فهي مبسورة، وقد تَبسَّرَها وبَسَرَها.
والبَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ.
وبَسَرَ الجِبْنَ بَسْراً: نَكَأَه قبل وقته.
وبَسَرَ وأَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه. الجوهري: البَسْرُ أَن يَنْكَأَ الحِبْنَ قبل أَن يَنْضَجَ أَي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ.
وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً: نكأَها قبلَ النُّضْجِ.
والبَسْرُ: القَهْرُ.
وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً: عَبَسَ.
وَوَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بالمصدر.
وفي التنزيل العزيز: وَوُجُوهٌ يومئذٍ باسِرَةٌ؛ وفيه: ثم عَبَسَ.
وَبَسَرَ؛ قال أَبو إِسحق: بَسَرَ أَي نظر بكراهة شديدة.
وقوله: ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطِّبَةٌ قد أَيقنت أَن العذاب نازل بها.
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ.
وفي حديث سعد قال: لما أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فكانت تلقاني مَرَّةً بالبِشْرِ ومَرَّةً بالبَسْرِ؛ البِشْرُ، بالمعجمة: الطلاقة؛ والبَسْرُ، بالمهملة: القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه.
وتَبَسَّرَ النهارُ: بَرَدَ.
والبُسْرُ: الغَضُّ من كل شيء.
والبُسْرُ: التمر قبل أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه، واحدته بُسْرَةٌ؛ قال سيبويه: ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلاَّ أَن تجمع بالأَلف والتاء لقلة هذا المثال في كلامهم، وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يريد بهما نوعين من التَّمْرِ والبُسْرِ.
وقد أَبْسَرَتِ النخلةُ ونخلةُ مُبْسِرٌ، بغير هاء، كله على النسب، ومِبْسارٌ: لا يَرْطُبُ ثمرها.
وفي الحديث في شرط مشترى النخل على البائع: ليس له مِبْسارٌ، هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُه.
وبَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر.
وروي عن الأَشْجَع العَبْدِيِّ أَنه قال: لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا؛ فَأَما البَسْرُ. بفتح الباء، فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتمر وانتباذُهما جميعاً، والثَّجْرُ: أَن يؤْخذ ثَجِيرُ البُسْرِ فَيُلْقَى مع التمر، وكره هذا حذار الخليطين لنهي النبي،صلى الله عليه وسلم، عنهما.
وأَبْسَرَ وبَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذهما. الصحاح: البَسْر أَن يُخلَط البُسْرُ مع غيره في النبيذ.
والبُسْرُ: ما لَوَّنَ ولم يَنْضِجْ، وإِذا نضِجَ فقد أَرْطَبَ؛ الأَصمعي: إِذا اخْضَرَّ حَبُّه واستدار فهو خَلالٌ، فإِذا عظم فهو البُسْرُ، فإِذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ. الجوهري: البُسْرُ (* قوله: «الجوهري البسر» إلخ ترك كثيراً من المراتب التي يؤول إليها الطلع حتى يصل إلى مرتبة التمر فانظرها في القاموس وشرحه). أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر، الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وجمعها بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ.
وأَبْسَرَ النخل: صار ما عليه بُسْراً.
والبُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ: ما ارتفع عن وجه الأَرض ولم يَطُلْ لأَنه حينئذٍ غَضٌّ. قال: وهو غَضّاً أَطيبُ ما يكون.
والبُسْرَةُ: الغَضُّ من البُهْمَى؛ قال ذو الرمة: رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً، وصَمْعاءَ، حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها. أَي جعلتها تشتكي أُنُوفَها. الجوهري: البُسْرَةُ من النبات أَوّلها البَارِضُ، وهي كما تبدو في الأَرض، ثم الجَمِيمُ ثم البُسْرَةُ ثم الصَّمْعَادُ ثم الحشِيشُ ورَجلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابان طَرِيَّانِ.
والبُسْرُ والبَسْرُ: الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر ساعةَ ينزل من المُزْنِ، والجمع بِسارٌ، مثل رُمْحٍ ورماح.
والبَسْرُ: حَفْرُ الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ؛ قال الأَزهري: وهو التَّيَسُّرُ؛ وأَنشد بيت الراعي: إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ، تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا قال ابن الأَعرابي: بنات الأَرض الأَنهار الصغار وهي الغُدُرانُ فيها بقايا الماء.
وبَسَرَ النَّهْرَ إِذا حفر فيه بئراً وهو جافٌّ، وأَنشد بيت الراعي أَيضاً.
وأَبْسَرَ إِذا حفر في أَرض مظلومة.
وابْتَسَرَ الشيءَ: أَخَذَه غَضّاً طَرِيّاً.
وفي الحديث عن أَنس قال: لم يخرج رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في سَفَرٍ قَطُّ إِلاَّ قال حين يَنْهَضُ من جلوسِه: اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ وإِليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنتَ رَبِّي ورَجائي، اللهمَّ اكْفِني ما أَهَمَّني وما لم أَهْتَمَّ به، وما أَنْتَ أَعْلَمُ به مني، وزَوِّدْني التَّقْوَى واغْفِرْ لي ذَنْبي وَوَجِّهْني للخَيرِ أَيْنَ تَوَجَّهْتُ، ثم يخرج؛ قولُه،صلى الله عليه وسلم: بك ابتسرت أَي ابتدأْت سفري.
وكلُّ شيء أَخذتَه غَضّاً، فقد بَسَرْتَه وابتَسَرْتَه؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه الأَزهري، والمحدثون يَرْوُونُه بالنون والشين المعجمة أَي تحركتُ وسِرْتُ.
وبَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رعيته غَضّاً وكنتَ أَوَّلَ من رعاه؛ وقال لبيد يصف غيثاً رعاه أُنُفاً: بَسَرْتُ نَدَاهُ، لم تُسَرَّبُ وُحُوشُه بِعِرْبٍ، كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ.
والبَيَاسِرَةُ: قَوْمٌ بالسَّنْدِ، وقيل: جِيلٌ من السند يؤاجرون أَنفسهم من أَهل السفن لحرب عدوّهم؛ ورجل بَيْسَرِيٌّ.
والبسارُ: مطر يدوم على أَهل السند وفي الصيف لا يُقْلِعُ عنهم ساعةً فتلك أَيام البسار، وفي المحكم: البسار مطر يوم في الصيف يدوم على البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ.
والمُبْسِرَاتُ: رياح يستدل بهبوبها على المطر.
ويقال للشمس: بُسْرَةٌ إِذا كانت حمراء لم تَصْفُ؛ وقال البعيث يذكرها: فَصَبَّحَها، والشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ، مَوْتٌ مُغَلِّسُ الجوهري: يقال للشمس في أَوَّل طلوعها بُسْرَةٌ.
والبُسْرَةُ: رأْس قَضِيبِ الكَلْبِ.
وأَبْسَرَ المركَبُ في البحر أَي وَقَفَ.
والباسُور، كالنَّاسُور، أَعجمي: داء معروف ويُجْمَعُ البَوَاسِيرَ؛ قال الجوهري: هي علة تحدث في المقعدة وفي داخل الأَنف أَيضاً، نسأَل الله العافية منها ومن كل داء.
وفي حديث عمران بن حصين في صلاة القاعد: وكان مَبْسُوراً أَي به بواسير، وهي المرض المعروف.
وبُسْرَةُ: اسْمٌ.
وبُسْرٌ: اسْمٌ؛ قال: ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ، ولَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا

ظفر (لسان العرب) [1]


الظُّفْرُ والظُّفُرُ: معروف، وجمعه أَظْفارٌ وأُظْفورٌ وأَظافيرُ، يكون للإِنسان وغيره، وأَما قراءة من قرأَ: كل ذي ظِفْر، بالكسر، فشاذ غير مأْنوسٍ به إِذ لا يُعْرف ظِفْر، بالكسر، وقالوا: الظُّفْر لما لا يَصِيد، والمِخْلَبُ لما يَصِيد؛ كله مذكر صرح به اللحياني، والجمع أَظفار، وهو الأُظْفُورُ، وعلى هذا قولهم أَظافيرُ، لا على أَنه حمع أَظفار الذي هو جمع ظُفْر لأَنه ليس كل جمع يجمع، ولهذا حمل الأَخفش قراءة من قرأَ: فَرُهُنٌ مقبوضة، على أَنه جمع رَهْن ويُجَوّز قِلَّته لئلا يضْطَرَّه إِلى ذلك أَن يكون جمعَ رِهانٍ الذي هو جمعُ رَهْنٍ، وأَما من لم يقل إِلاَّ ظُفْر فإِن أَظافِيرَ عنده مُلْحَقةٌ . . . أكمل المادة بباب دُمْلوج، بدليل ما انضاف إِليها من زيادة الواو معها؛ قال ابن سيده: هذا مذهب بعضهم. الليث: الظُّفْر ظُفْر الأُصبع وظُفْر الطائر، والجمع الأَظفار، وجماعة الأَظْفار أَظافِيرُ، لأَن أَظفاراً بوزن إِعْصارٍ، تقول أَظافِيرُ وأَعاصيرُ، وإِنْ جاء ذلك في الأَشعار جاز ولا يُتَكلّم به بالقياس في كل ذلك سواء غير أَن السمع آنَسُ، فإِذا ورد على الإِنسان شيء لم يسمعه مستعملاً في الكلام اسْتوحَشَ منه فَنَفَر، وهو في الأَشعار جيّدٌ جائز.
وقوله تعالى: وعلى الذين هادُوا حَرّمْنا كلَّ ذي ظُفُرٍ؛ دخل في ذي الظُّفْرِ ذواتُ المناسم من الإِبل والنعامِ لأَنها كالأَظْفار لها.
ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار عريضُها، ولا فَعْلاء لها من جهة السماع، ومَنْسِم أَظْفَرُ كذلك؛ قال ذو الرمة: بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذا اصْمَعَدّتْ على وَهَلٍ، وأَصفَرَ كالعَمُودِ والتَّظْفيرُ: غَمْزُ الظُّفْرِ في التُّفَّاحة وغيرها.
وظَفَرَه يَظْفِرُه وظَفَّرَه واظِّفَرَه: غرزَ في وَجْهه ظُفْرَه.
ويقال: ظَفَّرَ فلانٌ في وَجْهِ فلانٍ إِذا غَرَزَ ظُفْرَه في لحمه فعَقَره، وكذلك التَّظْفِيرُ في القِثَّاء والبطِِّيخ.
وكلُّ ما غَرَزْت فيه ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثّرْتَ فيه، فقد ظَفَرْته؛ أَنشد ثعلب لخَنْدَق بن إِياد: ولا تُوَقّ الحََلْقَ أَن تَظَفّرَا واظّفَرَ الرجلُ واطَّفَر أَي أَعْلَقَ ظُفْرَه، وهو افتعل فأَدغم؛ وقال العجاج يصف بازياً: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فَانْكَدَرْ شاكِي الكَلالِيبِ إِذا أَهْوَى اظَّفَرْ الكَلالِيبُ: مَخالِيبُ البازي، الواحد كَلّوب.
والشاكي: مأْخوذ من الشَّوْكةِ، وهو مقلوب، أَي حادُّ المَخالِيبِ.
واظّفَرَ أَيضاً: بمعنى ظَفِرَ بهم.
ورجل مُقلَّم الظُّفْرِ عن الأَذَى وكَلِيل الظُّفْرِ عن العِدَى، وكذلك على المثل.
ويقال للرجل: إِنه لمَقْلُومُ الظُّفُرِ أَي لا يُنْكي عَدُوّاً؛ وقال طرفة: لَسْتُ بالفَانِي ولا كَلِّ الظُّفُرْ ويقال للمَهين: هو كَليلُ الظُّفُرِ.
ورجل أَظْفَرُ بَيِّن الظُّفُرِ إِذا كان طويلَ الأَظْفارِ، كما تقول رجل أَشْعَرُ طويل الشعر. ابن سيده: والظُّفْرُ ضَرْبٌ من العِطْر أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصله على شكل ظُفْر الإِنسان، يوضع في الدخنة، والجمع أَظْفارٌ وأَظافِيرُ، وقال صاحب العين: لا واحد له، وقال الأَزهري: لا يُفْرَدُ منه الواحد، قال: وربما قال بعضهم أَظْفارةٌ واحدة وليس بجائز في القياس، ويجمعونها على أَظافِيرَ، وهذا في الطِّيب، وإِذا أُفرد شيء من نحوها ينبغي أَن يكون ظُفْراً وفُوهاً، وهم يقولون أَظفارٌ وأَظافِيرُ وأَفْواهٌ وأَفاوِيهُ لهذين العِطْرَينِ.
وظَفَّرَ ثَوبه: طيَّبَه بالظُّفْر.
وفي حديث أُمّ عطيّة: لا تَمَسّ المُحِدّ إِلاَّ نُبْذَةً من قُسْطِ أَظفارٍ، وفي رواية: من قُسْطِ وأَظفار؛ قال: الأَظْفارُ جنس من الطِّيب، لا واحد له من لفظه، وقيل: واحدة ظُفْر، وهو شيء من العِطْر أَسود والقطعةُ منه شبيهةٌ بالظُّفْرِ.
وظَفَّرَت الأَرض: أَخْرجت من النبات ما يمكن احتفاره بالظُّفْرِ.
وظَفِّرَ العَرْفَجُ والأَرْطى: خرج منه شِبهُ الأَظفار وذلك حين يُخَوِّصُ.
وظَفَّرَ البَقْلُ: خرج كأَنه أَظفارُ الطائر.
وظَفَّرَ النَّصِيُّ والوَشِيجُ والبَرْدِيُّ والثُّمامُ والصَّلِّيَانُ والعَرَزُ والهَدَبُ إِذا خرج له عُنْقُرٌ أَصفر كالظُّفْرِ، وهي خُوصَةٌ تَنْدُرُ منه فيها نَوْرٌ أَغبر. الكسائي: إِذا طلع النبت قيل: قد ظَفَّرَ تَظْفِيراً؛ قال أَبو منصور: هو مأْخوذ من الأَظْفارِ. الجوهري: والظَّفَرْ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وأَنبت.ويقال: ظَفَّرَ النبتُ إِذا طلع مقدار الظُّفْرِ.
والظُّفْرُ والظَّفَرَةُ، بالتحريك: داء يكون في العين يَتَجَلَّلُها منه غاشِيةٌ كالظُّفْرِ، وقيل: هي لحمة تنبت عند المَآقي حتى تبلغ السواد وربما أَخَذَت فيه، وقيل: الظَّفَرَةُ، بالتحريك، جُلَيْدَة تُغَشِّي العينَ تنبت تِلْقَاءَ المَآقي وربما قُطعت، وإِن تُركت غَشِيَتْ بَصر العين حتى تَكِلَّ، وفي الصحاح: جُلَيْدة تُغَشِّي العين نَابتة من الجانب الذي يلي الأَنف على بياض العين إِلى سوادهَا، قال: وهي التي يقال لها ظُفْرٌ؛ عن أَبي عبيد.
وفي صفة الدجال: وعلى عينه ظَفَرَةٌ غليظة، بفتح الظاء والفاء، وهي لحمة تنبت عند المَآقي وقد تمتد إِلى السواد فتُغَشِّيه؛ وقد ظَفِرَتْ عينُه، بالكسر، تَظْفَرُ ظَفَراً، فهي ظَفِرَةٌ.
ويقال ظُفِرَ فلانٌ، فهو مَظْفُورٌ؛ وعين ظَفِرَةٌ؛ وقال أَبو الهيثم: ما القولُ في عُجَيِّزٍ كالحُمّره، بِعَيْنها من البُكاء ظَفَرَه، حَلَّ ابنُها في السِّجْن وَسْطَ الكَفَرَه؟ الفراء: الظَّفَرَةُ لحمة تنبت في الحَدَقَةِ، وقال غيره: الظُّفْر لحم ينبت في بياض العين وربما جلل الحَدَقَةَ.
وأَظْفَارُ الجلد: ما تكسر منه فصارت له غُصُونٌ.
وظَفَّرَ الجلدَ: دَلَكَهُ لِتَمْلاسَّ أَظْفارُه. الأَصمعي: في السِّيَةِ الظُّفْرُ وهو ما وراء معْقِدِ الوتَرِ إِلى طرَف القَوْس، والجمع ظِفَرَةٌ؛ قال الأَزهري: هنا يقال للظُّفْرِ أُظْفُورٌ، وجمعه أَظافير؛ وأَنشد: ما بَيْنَ لُقْمَتِها الأُولى، إِذا ازْدَرَدتْ، وبَيْنَ أُخْرَى نَلِيها، قِيسُ أُظْفُورِ والظَّفَرُ، بالفتح: الفوز بالمطلوب. الليث: الظَّفَرُ الفوز بما طلبتَ والفَلْجُ على من خاصمت؛ وقد ظَفِرَ به وعليه وظَفِرَهُ ظَفَراً، مثل لَحِقَ به ولَحِقَهُ فهو ظَفِرٌ، وأَظْفَرَهُ الله به وعليه وظَفَّرَهُ به تَظْفِيراً.
ويقال: ظَفِرَ اللهُ فُلاناً على فلان، وكذلك أَظْفَرَهُ اللهُ.
ورجل مُظَفَّرٌ وظَفِرٌ وظِفِّيرٌ: لا يحاول أَمراً إِلاَّ ظَفِرَ به؛ قال العجير السلولي يمدح رجلاً: هو الظَّفِرُ المَيْمُونُ، إِنْ رَاحَ أَو غَدَا به الركْبُ، والتِّلْعابةُ المُتَحَبِّبُ ورجل مُظَفَّرٌ: صاحب دَوْلَةٍ في الحرب.
وفلان مُظَفَّرٌ: لا يَؤُوب إِلاَّ بالظَّفَر فثُقِّلَ نعتُه للكثرة والمبالغة.
وإِن قيل: ظَفَّرَ الله فلاناً أَي جعله مُظَفَّراً جاز وحسُن َأَيضاً.
وتقول: ظَفَّره ظَفَّره الله عليه أَي غَلّبه عليه؛ وكذلك إِذا سئل: أَيهما أَظْفَرُ، فأَخْبِرْ عن واحد غلَب الآخر؛ وقد ظَفّره. قال الأَخفش: وتقول العرب: ظَفِرْت عليه في معنى ظَفِرْت به.
وما ظَفَرتْكَ عَيْني مُنْذ زمانٍ أَي ما رَأَتْك، وكذلك ما أَخَذَتْكَ عيني مند حين.
وظَفَّرَه: دَعا لَه بالظَّفَر؛ وظَفِرْت به، فأَنا ظافرٌ وهو مَظْفُورٌ به.
ويقال: أَظْفَرَنيِ الله به.
وتَظَافَرَ القومُ عليه وتظاهَرُوا بمعنى واحد.
وظَفارِ مثل قَطَامِ مبنية: موضع، وقيل: هي قَرْية من قُرَى حِمْير إِليها ينسب الجَزْع الظَّفارِيّ، وقد جاءت مرفوعة أُجْرِيَت مُجْرَى رَبابِ إِذا سَمّيْتَ بها. ابن السكيت: يقال جَزْعٌ ظَفارِيّ منسوب إِلى ظَفارِ أَسد مدينة باليمن، وكذلك عُودٌ ظَفارِيّ منسوب، وهو العود الذي يُتَبَخّر به؛ ومنه قولهم: مَنْ دَخل ظَفارِ حَمّرَ أَي تعلم الحِمْيَريّة؛ وقيل: كل أَرض ذات مَغَرّةٍ ظَفارِ.
وفي الحديث: كان لباسُ آدَم، عليه السلام، والظُّفُر؛ أَي شيء يُشْبِه الظُّفُرَ في بياضه وصفائه وكثافِته.
وفي حديث الإِفْكِ: عِقد من جَزْع أَظفار؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي وأُريد بها العطْرُ المذكور أَوَّلاً كأَنه يؤخذ فيُثْقَبُ ويُجْعل في العِقْد والقلادة؛ قال: والصحيح في الرواية أَنه من جَزْعِ ظَفارِ مدينة لحِمْير باليمن.
والأَظْفارُ: كِبارُ القِرْدانِ وكواكبُ صِغارٌ.
وظَفْرٌ ومُظَفَّرٌ ومِظْفارٌ: أَسماء.
وبنو ظَفَر: بَطْنانِ بطن في الأَنصار.، وبطن في بني سليم.

زبن (لسان العرب) [1]


الزَّبْنُ: الدَّفْع.
وزَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجليها عند الحلب، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، والركض بالرجْل، والخَبْط باليد. ابن سيده وغيره: الزَّبْنُ دفع الشيء عن الشيء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها وتَزْبِنُ الحالب.
وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ به وزَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب: دَفَعَتْ بها.
وزَبَنَتْ ولدها: دفعته عن ضرعها برجلها.
وناقة زبُون: دَفُوع، وزُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما؛ قال طُرَيْحٌ: غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ، نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِيشِ، شَتِيمُ.
وناقة زَفُون وزَبُونٌ: تضرب حالبها وتدفعه، وقيل: هي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها.
وفي حديث علي، عليه السلام: كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها أَي تدفع.
وفي حديث معاوية: وربما زَبَنَتْ فكسرت أَنف حالبها.
ويقال للناقة إذا . . . أكمل المادة كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها: زَبُون.
والحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم.
وحرب زَبُون: تَزْبِنُ الناس أَي تَصْدِمِهُم وتدفعهم، على التشبيه بالناقة، وقيل: معناه أَن بعض أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم.
وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع، وقيل أَي مانعٌ لجنبه؛ قال سَوَّار بن المُضَرِّب: بِذَبِّي الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومي، وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ والزَّبُّونَةُ من الرجال: الشديد المانع لما وراء ظهره.
ورجل فيه زَبُّونة، بتشديد الباء، أَي كِبْر.
وتَزابَن القومُ: تدافعوا.
وزابَنَ الرجلَ: دافعه؛ قال: بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً، إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ وحَلَّ زَبْناً من قومه وزِبْناً أَي نَبْذَةً، كأَنه اندفع عن مكانهم، ولا يكاد يستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً.
والزَّابِنَة: الأَكمة التي شَرَعَتْ في الوادي وانعَرَج عنها كأَنها دفعته.
والزِّبْنِيَةُ: كل متمرّد من الجن والإِنس.
والزِّبْنِيَة: الشديد؛ عن السيرافي، وكلاهما من الدافع.
والزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ أَي يدفعونهم؛ قال حسان: زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم، وخُورٌ لدى الحربِ في المَعْمَعه وقال قتادة: الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ، وكله من الدَّفْع، وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها.
وقوله تعالى: فلْيَدْعُ نادِيَه سَنَدْعُو الزَّبانية؛ قال قتادة: فليدع ناديه حَيَّه وقومه، فسندعو الزبانية قال: الزَّبانية في قول العرب الشُّرَط؛ قال الفراء: يقول الله عز وجل سندعو الزبانية وهم يعملون بالأَيْدي والأَرجل فهم أَقوى؛ قال الكسائي: واحد الزَّبانية زِبْنيٌّ، وقال الزجاج: الزَّبانية الغلاظ الشداد، واحدهم زِبْنية، وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى: عليها ملائكة غلاظ شِدادٌ، وهم الزَّبانية.
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: سندعو الزَّبانية، قال: قال أَبو جهل لئن رأَيت محمداً يصلي لأَطَأَنَّ على عنقه، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو فعله لأَخذته الملائكة عِياناً؛ وقال الأَخفش: قال بعضهم واحد الزبانية زَبانيّ، وقال بعضهم: زابنٌ، وقال بعضهم: زِبْنِيَة مثل عِفْرية، قال: والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أَبابيلَ وعَبادِيد.
والزِّبِّين: الدافع للأَخْبَثَينِ البول والغائط؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.
وفي الحديث: خمسة لا تقبل لهم صلاة: رجلٌ صلى بقوم وهم له كارهون، وامرأَةٌ تبيت وزوجها عليها غضبان، والجاريةُ البالغةُ تصلي بغير خِمار، والعبدُ الآبق حتى يعود إلى مولاه، والزِّبِّينُ؛ قال الزِّبِّين الدافع للأَخبثين وهو بوزن السِّجِّيل، وقيل: بل هو الزِّبِّين، بنونين، وقد روي بالوجهين في الحديث، والمشهور بالنون.
وزَبَنْتَ عنا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً: دفعتها وصرفتها؛ قال اللحياني: حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم.
وزُباني العقرب: قرناها، وقيل: طرف قرنها، وهما زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما.
والزُّباني: كواكبُ من المنازل على شكل زُبانى العقرب. غيره: والزُّبانَيانِ كوكبان نَيِّرانِ، وهما قرنا العقرب ينزلهما القمر. ابن كُناسة: من كواكب العقرب زُبانَيا العقرب، وهما كوكبان متفرّقان أَمام الإِكليل بينهما قِيدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل، والإِكْليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة. قال أَبو زيد: يقال زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات للنجم، وزُبانى العقرب وزُبانَياها، وهما قرناها، وزُبانَيات؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فِداك نِكْسٌ لا يَبِض حَجَرُهْ، مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ، في ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يقول: هو أَقْلف ليس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ، وشبه قلْفته بالزُّباني، قال: ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس؛ قال ثعلب: هذا القول يقال عن ابن الأَعرابي، وسأَلته عنه فأَبى هذا القول وقال: لا، ولكنه اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء، وإذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كان أَشد البرد؛ وأَنشد: وليلة إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ، بين الذِّراعَيْنِ وبين المِرْزَمِ، تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن المُزابنة ورَخَّصَ في العَرايا؛ والمُزابنة: بيع الرُّطَب على رؤوس النخل بالتمر كيلاً، وكذلك كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلاً، وأَصله من الزَّبْنِ الذي هو الدفع، وإنما نهى عنه لأَن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلاً بمثل، فهذا مجهول لا يعلم أَيهما أَكثر، ولأَنه بيع مُجازفة من غير كيل ولا وزن، ولأَن البَيِّعَيْن إذا وقفا فيه على الغَبْن أَراد المغبون أَن يفسخ البيع وأَراد الغابن أَن يُمْضيه فتَزابَنا فتدافعا واختصما، وإن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد عليه أَي دفعه؛ قال ابن الأَثير: كأَنَّ كل واحد من المتبايعين يَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما يزداد منه، وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة، وروي عن مالك أَنه قال: المُزابنة كل شيء من الجِزافِ الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شيء مسمى من الكيل والوزن والعدد.
وأَخذت زِبْني من الطعام أَي حاجتي.
ومَقام زَبْنٌ إذا كان ضيقاً لا يستطيع الإنسان أَن يقوم عليه في ضيقه وزَلِقِه؛ قال: ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ غيرِ نَميرٍ، ومَقامٍ زَبْنِ كَفَيْتُه، ولم أَكُنْ ذا وَهْنِ.
وقال مُرَقّش: ومنزلِ زَبْنٍ ما أُريد مَبيتَه، كأَني به، من شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ ابن شُبْرُمَة: ما بها زَبِينٌ أَي ليس بها أَحد.
والزَّبُّونة والزُّبُّونة، بفتح الزاي وضمها وشدّ الباء فيهما جميعاً: العُنُق؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ويقال خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه.
وبنو زَبِينَةَ: حيّ، النسب إليه زَباني على غير قياس؛ حكاه سيبويه كأَنهم أَبدلوا الأَلف مكان الياء في زَبِينِيٍّ.
والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ: من باهلة ابن عمرو بن ثعلبة، وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ؛ قال أَبو مَعْدان الباهلي: جاء الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً، لا سابقينَ ولا مع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ، وتَجِيءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبانِ قال الجوهري: وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فليس من كلام أَهل البادية.
وزَبَّانُ: اسم رجل.

بقع (لسان العرب) [1]


البَقَعُ والبُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ.
وفي حديث أَبي موسى: فأَمر لنا بذَوْذٍ بُقْعِ الذُّرَى أَي بيض الأَسنمة جمع أَبْقع، وقيل: الأَبقع ما خالَط بياضَه لونٌ آخر.
وغُراب أَبقع: فيه سواد وبياض، ومنهم من خص فقال: في صدره بياض.
وفي الحديث: أَنه أَمر بقتل خمس من الدوابّ وعَدَّ منها الغُرابَ الأَبْقَعَ، وكَلْب أَبْقَع كذلك.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: يُوشِكُ أَن يَعْمَلَ عليكم بُقْعانُ أَهل الشام أَي خدَمُهم وعَبِيدُهم وممالِيكُهم؛ شبَّههم لبَياضهم وحُمْرتهم أَو سوادهم بالشيء الأَبْقَع يعني بذلك الرُّوم والسُّودان.
وقال: البَقْعاء التي اختلطَ بياضها وسوادها فلا يُدْرَى أَيُّهما أَكثر، وقيل: سُمُّوا بذلك لاختلاط أَلوانهم فإِنَّ الغالب عليها البياضُ والصُّفرة؛ وقال أَبو . . . أكمل المادة عبيد: أَراد البياض لأَنَّ خدم الشام إِنما هم الروم والصَّقالِية فسماهم بُقْعاناً للبياض، ولهذا يقال للغراب أَبْقَعُ إِذا كان فيه بياض، وهو أَخْبَثُ ما يكون من الغربان، فصار مثلاً لكل خَبِيث؛ وقال غير أَبي عبيد: أَراد البياض والصفرة، وقيل لهم بُقعان لاختلاف أَلوانهم وتَناسُلِهم من جنسين؛ وقال القُتَيْبي: البقعان الذين فيهم سواد وبياض، ولا يقال لمن كان أَبيض من غير سواد يخالطه أَبْقع، فكيف يَجعل الرومَ بقعاناً وهم بَيض خُلَّص؟ قال: وأُرَى أَبا هريرة أَراد أَن العرب تَنْكِحُ إِماءَ الرُّوم فتُستعْمَل عليكم أَولادُ الإِماء، وهم من بَني العرب وهم سُود ومن بني الروم وهم بِيض، ولم تكن العرب قبل ذلك تَنكِح الرُّوم إِنما كان إِماؤُها سُوداناً، والعرب تقول: أَتاني الأَسود والأَحمر؛ يريدون العرب والعجم، ولم يرد أَنَّ أَولاد الإِماء من العرب بُقْع كبُقْعِ الغِربانِ، وأَراد أَنهم أَخذوا من سواد الآباء وبياض الأُمَّهات. ابن الأَعرابي يقال للأَبرص الأَبقع والأَسْلَع والأَقْشَر والأَصْلَخ والأَعْرَم والمُلَمَّعُ والأَذْمَلُ، والجمع بُقْع.
والبَقَعُ في الطير والكلاب: بمنزلة البَلَقِ في الدوابّ؛ وقول الأَخطل: كُلُوا الضَّبَّ وابنَ العَيْرِ، والباقِع الذي يَبِيتُ يَعُسُّ الليلَ بينَ المَقابِرِ قيل: الباقِعُ الضَّبُع، وقيل الغراب، وقيل كَلب أَبْقع، كلُّ ذلك قد قيل، وقال ابن بري: الباقِعُ الظَّرِبانُ، وأَورد هذا البيتَ بيتَ الأَخطل، وقالوا للضبع باقِع، ويقال للغراب أَبْقع، وجمعه بُقْعان لاختلاف لونه.
ويقال: تَشاتَما فتَقاذَفا بما أَبقى ابن بُقَيْعٍ، قال: وابن بُقَيْع الكلب وما أَبقى من الجِيفة.
والأَبقعُ: السَّرابُ لتلَوُّنه؛ قال: وأَبْقَع قد أَرَغْتُ به لِصَحْبي مَقِيلاً، والمَطايا في بُراها وبَقَّع المطرُ في مواضع من الأَرض: لم يَشْمَلْها.
وعام أَبْقَع: بَقَّع فيه المطر.
وفي الأَرض بُقَع من نَبْت أَي نُبَذٌ؛ حكاه أَبو حنيفة.
وأَرض بقِعة: فيها بُقَع من الجَراد.
وأَرض بَقِعة: نبتها مُتَقطع.
وسَنة بَقْعاء أَي مُجْدِبة، ويقال فيها خِصْب وجَدْب.
وبُقِعَ الرجل: إِذا رُميَ بكلام قَبِيح أَو بُهْتان، وبُقِع بقَبِيح: فُحِشَ عليه.
ويقال: عليه خُرْءُ بِقاع، وهو العَرَقُ يُصِيب الإِنسانَ فيَبْيَضُّ على جلده شبه لُمَعٍ. أَبو زيد: أَصابه خُرء بَقاعِ وبِقاعٍ وبِقاعَ يا فتى، مصروف وغير مصروف، وهو أَن يصيبه غبار وعرَقٌ فيبقى لُمَعٌ من ذلك على جسده. قال: وأَرادوا ببقاع أَرضاً.
وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه: أَنه رأَى رجلاً مُبَقَّع الرجلين وقد توَضّأَ؛ يريد به مواضع في رجليه لم يُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ ما أَصابه الماء.
وفي حديث عائشة: إِني لأَرى بُقَعَ الغسل في ثوبه؛ جمع بُقْعة.
وإِذا انْتَضح الماء على بدن المُسْتَقِي من الرَّكيَّةِ على العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ من جسده قيل: قد بَقَّعَ، ومنه قيل للسُّقاة: بُقْعٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كُفُوا سَنِتِين بالأَسْيافِ بُقْعاً، على تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِيِّ السَّنِتُ: الذي أَصابته السنة، والنَّفِيُّ: الماء الذي يَنْتضِحُ عليه.البَقْعةُ والبُقْعةُ، والضم أَعْلى: قِطْعة من الأَرض على غير هيئة التي بجَنبها، والجمع بُقَع وبِقاع.
والبَقيعُ: موضع فيه أَرُوم شجر من ضُروب شَتَّى، وبه سمى بَقِيع الغَرْقد، وقد ورد في الحديث، وهي مَقْبَرَةٌ بالمدينة، والغَرْقَدُ: شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم لازماً للموضع.
والبَقِيعُ من الأَرض المكان المتسع ولا يسمَّى بَقِيعاً إِلا وفيه شجر.
وما أَدري أَين سَقَعَ وبَقَعَ أَي أَين ذهب كأَنه قال إِلى أَي بُقْعة من البقاع ذهب، لا يُستعمل إِلا في الجَحْد.
وانْبَقَع فلان انْبِقاعاً إِذا ذهب مُسْرِعاً وعَدا، قال ابن أَحمر: كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه، شَلَّ الحَوامِلُ منه، كيف يَنْبَقِعُ؟ شلّ الحوامل منه دعاء عليه، أَي تَشَلُّ قوائمه.
وتَبِعَتْهم الداهية أَصابَتْهم.
والباقِعة: الداهيةُ، والباقعة: الرجل الداهية.
ورجل باقِعةٌ: ذو دَهْيٍ.
ويقال: ما فلان إِلاَّ باقِعةٌ من البَواقِع؛ سمي باقعة لحُلوله بِقاعَ الأَرض وكثرة تَنْقِيبه في البلاد ومعرفته بها، فشُبِّه الرجل البصير بالأُمور الكثيرُ البحث عنها المُجَرِّبُ لها به، والهاء دخلت في نعت الرجل للمبالغة في صفته، قالوا: رجل داهيةٌ وعَلاَّمة ونسَّابة.
والباقعة: الطائر الحَذِرُ إِذا شرب الماء نظر يَمْنَةً ويَسْرَة. قال ابن الأَنباري في قولهم فلان باقِعةٌ: معناه حَذِر مُحتال حاذق.
والباقِعة عند العرب: الطائر الحَذِر المُحْتال الذي يشرب الماء من البقاع، والبقاع مواضع يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، ولا يَرِدُ المَشارِعَ والمِياهَ المَحْضُورة خوفاً من أَن يُحْتالَ عليه فيُصاد ثم شُبِّه به كلُّ حَذِرٍ مُحْتال.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: لقد عَثَرْتَ من الأَعْرابِ على باقِعةٍ؛ هو من ذلك؛ وذكر الهَروِيّ أَن عليًّا، رضي الله عنه، هو القائل ذلك لأَبي بكر؛ ومنه الحديث: ففاتَحْتُه فإِذا هو باقِعةٌ أَي ذَكِيٌّ عارِفٌ لا يَفُوتُه شيء.
وجارية بُقَعةٌ: كقُبَعة.
والبَقْعاء من الأَرض: المَعزاء ذاتُ الحَصى الصِّغار.
وهارِبةُ البَقْعاء: بَطن من العرب.
وبَقْعاء: موضع مَعرِفة، لا يدخلها الأَلف واللام، وقيل: بَقْعاء اسم بلد، وفي التهذيب: بَقْعاء قرية من قرى اليمامة؛ ومنه قوله: ولكنِّي أَتانِي أَنَّ يَحْيَى يُقالُ: عليه في بَقْعاء شَرُّ وكان اتُّهِمَ بامرأَة تسكن هذه القرية.
وبَقْعاء المَسالِح: موضع آخر ذكره ابن مقبل في شعره.
وفي الحديث ذكر بُقْعٍ، بضم الباء وسكون القاف: اسم بئر بالمدينة وموضع بالشام من ديار كَلْب، به استقرّ طلْحةُ (* قوله «طلحة» كذا في الأصل هنا والنهاية أيضاً، والذي في معجم ياقوت والقاموس طليحة بالتصغير، بل ذكره المؤلف كذلك في مادة طلح.) بن خُوَيْلِد الأَسدِيُّ لما هرَبَ يومَ بُزاخةَ.
وقالوا: يَجْرِي بُقَيْعٌ ويُذَمُّ؛ عن ابن الأَعرابي، والأَعرف بُلَيْق، يقال هذا للرجل يُعِينُك بقليل ما يقدر عليه وهو على ذلك يُذَمُّ.
وابْتُقِعُ لونُه وانْتُقِع وامْتُقِع بمعنىً واحد.
وفي حديث الحَجاج: رأَيت قوماً بُقْعاً. قيل: ما البُقْع؟ قال: رقَّعُوا ثيابهم من سوء الحال، شبه الثياب المُرَقَّعة بلَوْن الأَبقع.

ضرا (لسان العرب) [1]


ضَرِيَ به ضَراً وضَراوَةً: لهِجَ، وقد ضَرِيتُ بهذا الأَمر أَضْرى ضَراوَةً.
وفي الحديث: إن للإسلام ضَراوَةً أَي عادةً ولَهجاً به لا يُصْبَرُ عنه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إياكُمْ وهذه المَجازِرَ فإن لها ضَراوةً كضَراوَةِ الخمرِ.
وقد ضَرَّاه بذلك الأَمرِ.
وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: يَعْتُقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ.
وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إذا اشْتَدَّ. قال أَبو منصور: الضاري من الآنِيَةِ الذي ضُرَّي بالخمر، فإذا جُعِلَ فيه النَّبيذُ صار مُسْكِراً، وأَوصلُه من الضَّراوَةِ وهي الدُّرْبَةُ والعادةُ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه نهى عن الشُّرْبِ في الإناء الضَّاري؛ هو الذي ضُرِّيَ بالخمر وعُوِّدَ بها، فإذا جُعِلَ فيه العَصيرُ صار مُسْكراً، وقيل . . . أكمل المادة فيه معنىً غير ذلك. أَبو زيد: لذِمْتُ به لَذَماً وضَرِيتُ به ضَرىً ودَرِبْتُ به دَرَباً، والضَّراوَةُ: العادة. يقال: ضَرِيَ الشيءُ بالشيء إذا اعْتادَه فلا يَكادُ يَصْبرُ عنه.
وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إذا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه.
والإناءُ الضَّاري بالشَّراب والبيتُ الضَّاري باللَّحْم من كثرة الاعْتيادِ حتى يَبْقى فيه ريحُه.
وفي حديث عمر: إن للَّحْم ضَراوَةً كضَراوَةِ الخمرِ، أَي أَن له عادةً يَنزِعُ إليها كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن له عادةً طَلاَّبَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن من اعتاد الخمرَ وشُرْبَها أََسْرَفَ في النَّفَقة حِرْصاً عليها، وكذلك من اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لم يَكَدْ يصبر عنه فدخل في باب المُسْرفِ في نفَقَته، وقد نَهى الله عز وجل عن الإسْراف.
وكلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ، وقد ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً؛ الأَخيرةِ عن أَبي زيد، إذا اعْتادَ الصَّيْدَ.
والضِّرْوُ: الكلبُ الضاري، والجمع ضِراءٌ وأَضْرٍ مثل ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ؛ قال ابن أَحمر: حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه أَضْري ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْْحشَ والعََزَبَا أَراد: باتَ وحْشاً وعَزباً؛ وقال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ له إلاَّ الضَّراءَ، وإلاَّ صَيْدَها، نَشَبُ وفي الحديث: مَنِ اقْتَنى كلْباً إلا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضارٍ أَي كلباً مُعَوَّداً بالصيْد. يقال: ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ به، ويُجْمع على ضَوارٍ.
والمَواشي الضَّارية: المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ.
ويقال: كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ، وفي الحديث: إن قيساً ضِراءُ اللهِ؛ هو بالكسر جمع ضِرْوٍ، وهو من السِّباع ما ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس؛ المعنى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية في شَجاعَتها.
والضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاري من أَوْلادِ الكِلابِ، والأُنثى ضِرْوَةٌ.
وقد ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَراوَةً أَي تَعَوَّد، وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده، وأَضْراهُ به أَي أَغراهُ، وكذلك التَّضْرِية؛ قال زهير: متى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً، وتَضْرى، إذا ضَرَّيْتُموها، فتَضْرَم والضِّرْوُ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه.
وفي الحديث: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، أَكلَ مع رجلٍ به ضِرْوٌ من جُذامٍ أَي لطْخٌ، وهو من الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ به؛ حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن؛ قال ابن الأَثير: روي بالكسر والفتح، فالكسرُ يريد أنَه دَاءٌ قد ضَرِيَ به لا يُفارِقُه، والفتحُ من ضرا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي به قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ.
والضِّرْوُ والضَّرْوُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه في العِطْرِ؛ قال النابغة الجعْدي: تَسْتَنُّ بالضِّروْ من بَراقِشَ، أَوْ هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ ويروى: أَو ضامِرٍ من العُتُم، بَراقِشُ وهَيْلانُ: مَوْضَعانِ، وقيل: هما وادِيانِ باليَمَن كانا للأُمم السالفة.
والضِّرْوُ: المَحْلَب، ويقال: حَبَّةُ الخَضْراء؛ وأَنشد: هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه على خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ أَي له بَرِيقٌ؛ أراد عُودَ سِواكٍ من شجَرةِ الضَّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ. قال أَبو حنيفة: وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ، وقيل: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه. ابن الأَعرابي: الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قال جارِية بن بدر: وكأَن ماءَ الضَّرْوِ في أَنْيابِها، والزَّنْجَبيلَ على سُلافٍ سَلْسَلِ قال أَبو حنيفة: الضِّرْوُ من شَجَرِ الجِبالِ، وهي مثل شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ، له عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حبّاً ويُطْبَخُ ورَقُه حتى يَنْضَجَ، فإذا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إلى النارِ فيعقد ويصير كالقُبَّيطى، يُتداوى به من خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ. الجوهري: الضِّرْوُ، بالكسر، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ من اليَمَن.
واضْرَوْرى الرجلُ (* قوله «واضرورى الرجل إلخ» قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف، والصواب إظرورى بالظاء المعجمة.
وقد ذكرناه في موضعه على الصحة، ويحوز بالطاء المهملة أيضاً). اضْرِيراءً: انتَفَخَ بطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَمَ.
والضَّراءُ: أَرضٌ مستويةٌ فيها السِّباعُ ونُبَذٌ من الشجر.
والضَّراء: البَرازُ والفَضاءُ، ويقال: أَرضٌ مُسْتَويةٌ فيها شجر فإذا كانت في هَبْطةٍ فهي غَيْضَةٌ. ابن شميل: الضَّراءُ المُسْتَوي من الأَرضِ، يقال: لأَمْشِيَنَّ لك الضَّراءَ، قال: ولا يقال أَرضٌضَراءٌ ولا مكانٌ ضَرَاءٌ. قال: ونَزَلنا بضَراءٍ من الأَرض من الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية.
وفي حديث مَعْدِ يكرِبَ: مَشَوْا في الضَّراءِ؛ والضَّراءُ، بالفتح والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ في الوَادي. يقال: تَوارَى الصَّيْدُ منه في ضَرَاءِ.
وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إذا مَشَى مُسْتَخْفِياً فيما يُوارِي من الشَّجَر.
واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إذا خَتَلْتَه من حيثُ لا يعلمَ.
والضَّراءُ: ما وَارَاكَ من الشَّجَرِ وغيرِهِ، وهو أَيضاً المشيُ فيما يُوارِيكَ عمن تَكِيدُه وتَخْتِلُه. يقال: فلانٌ لا يُدَبُّ له الضَّرَاءُ؛ قال بشْرُ بن أَبي خازم. عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا بشَهْباءَ، لا يَمْشِي الضُّرَاءَ رَقِيبُها ويقال للرجلُ إذا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ به: هو يَدِبُّ له الضَّرَاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ؛ ويقال: لا أَمْشِي له الضَّراءَ ولا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ ولا أُخاتِلُه.
والضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ.
ويقال: ما وَارَاك من أَرضٍ فهو الضَّراءُ، وما وَاراك من شجرٍ فهو الخَمَر.
وهو يَدِبُّ له الضَّراءَ إذا كان يَخْتِلُه. ابن شميل: ما وَارَاك من شيء وادَّارَأْتَ به فهو خَمَر، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر والجبل خَمَر والشجرُ خَمَرٌ، وما واراك فهو خَمَر. أَبو زيد: مكانٌ خَمِرٌ إذا كان يُغَطِّي كلِّ شيء ويُوارِيه.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون الضَّرَاءَ، هو، بالفتح وتخفيف الرَّاء والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ به المَكْرَ والخَدِيعَةَ.
والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائلُ؛ قال الأَخطل يصف خمراً بُزِلَت: لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم، سارتْ إليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ: هي حَدِيدةٌ تُغْرَزُ في زِقِّ الخَمْرِ إذا حَضَر المشتري ليكون أُنْموذَجاً للشَّراب ويشتريه حينئذ، ويُستَعْمل في الحَضَر في أَسْقِيَةِ الماء وأَوْعِيَتِه، يُعالَج بشيءٍ له لَوْلَبٌ كلما أُدِيرَ خَرَج الماءُ، فإذا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إلى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فكذلك المِبْزَل؛ وقال حميد: نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها، كما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا أَي المَجْرُوحَ.
وقال بعضهم: الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ من ضَرَا يَضْرُو، وقيل: الضاري العِرْقُ الذي اعْتادَ الفَصْدَ، فإذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كان أَسرعَ لخروج دَمِه، قال: وكلاهما صحيحٌ جيّد، وقد ضَرَا العِرْقُ.
والضَّرِيُّ: كالضَّارِي؛ قال العجاج: لها، إذا ما هَدَرَتْ، أَتِيُّ ممَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَّرِيُّ وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يكادُ ينقطع دَمُه. الأَصمعي: ضَرَا العِرْقُ يَضْرُِو ضَرْواً، فهو ضارٍ إذا نَزا منه الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ. قال ابن الأَعرابي: ضَرَى يَضْرِي إذا سال وجَرَى، قال: ونَهَى عليٌّ، رضي الله عنه، عن الشُّرْبِ في الإناء الضارِي، قال: معناه السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إلى شارِبهِ. ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، وكانت منازِلَ الملُوك من بني آكِلِ المُرارِ، وفيها اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ.
وفي حديث عثمان: كان الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ، وضَرِيَّةُ: امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بها، وهو بأَرْضِ نَجْدٍ. قال أَبو عبيدة: وضَرِيَّة بِئرٌ؛ وقال الشاعر: فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَة.
وضَرِيَّةُ: موضع؛ قال نُصَيْب: أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ، سُقِيتِ الغَوادِي من عُقاب ومِنْ وَكْرِ وضَرِيَّةُ: قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ على طَرِيق البَصرة إلى مَكَّة، وهي إلى مَكَّة أَقْرَب.

رقم (لسان العرب) [1]


الرَّقْمُ والتَّرقيمُ: تَعْجيمُ الكتاب.
ورَقَمَ الكتاب يَرْقُمُهُ رَقْماً: أَعجمه وبيَّنه.
وكتاب مَرْقُوم أي قد بُيِّنتْ حروفه بعلاماتها من التنقيط.
وقوله عز وجل: كتاب مَرْقُومٌ؛ كتاب مكتوب؛ وأنشد:سأَرْقُم في الماء القَراحِ إليكُم، عل بُعْدِكُمْ، إن كان للماء راقِمُ أَي سأَكتب.
وقولهم: هو يَرْقُمُ في الماء أي بلغ من حِذْقه بالأُمور أن يَرْقُمَ حيث لا يثبت الرَّقْمُ؛ وأما المؤمن فإن كتابه يجعل في عِلِّيِّينَ السماء السابعة، وأما الكافر فيجعل كتابه في أسفل الأرضين السابعة.والمِرْقَمُ: القَلَمُ. يقولون: طاح مِرْقَمُك أي أَخطأَ قلمك. الفراء: الرَّقِيمةُ المرأة العاقلة البَرْزَةُ الفَطِنَةُ.
وهو يَرْقُمُ في الماء؛ يضرب مثلاً للفَطِنِ.
والمُرَقِّمُ والمُرَقِّنُ: الكاتب؛ قال: دار كَرَقْم الكاتب المُرَقّن والرَّقْمُ: الكتابة والختم.
ويقال للرجل . . . أكمل المادة إذا أَسرف في غضبه ولم يقتصد: طَما مِرْقَمُكَ وجاش مرْقَمُكَ وغَلى وطَفَح وفاضَ وارتفع وقَذَفَ مِرْقَمُكَ.
والمَرْقُومُ من الدواب: الذي في قوائمه خطوط كَيَّاتٍ.
وثور مَرْقُوم القوائم: مُخَطَّطُها بسواد، وكذلك الحمار الوحشي. التهذيب: والمَرْقُومُ من الدواب الذي يكوى على أَوْظِفَتِهِ كَيّاتٍ صغاراً، فكل واحدة منها رَقْمَةٌ، وينعت بها الحمار الوحشي لسواد على قوائمه.
والرَّقْمتانِ: شبه ظُفْرَين في قوائم الدابة متقابلتين، وقيل: هو ما اكتنف جاعِرتي الحمار من كَيَّة النار.
ويقال للنكتتين السوداوين على عَجُزِ الحمار: الرَّقْمتان، وهما الجاعرتان.
ورَقْمتا الحمار والفرسِ: الأثَرانِ بباطن أَعضادهما.
وفي الحديث: ما أَنتم في الأُمم إلا كالرَّقْمة في ذراع الدابة؛ الرَّقْمَةُ: الهَنَةُ الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وهما رَقمتان في ذراعيها، وقيل: الرَّقْمتان اللتان في باطن ذراعي الفرس لا تُنْبِتان الشعر.
ويقال للصَّناعِ الحاذقة بالخِرازة: هي تَرْقُمُ الماء وتَرْقُمُ في الماء، كأنها تخط فيه.
والرَّقْمُ: خَزّ مُوَشّى. يقال: خَزٌّ رَقْم كما يقال بُرْدٌ وَشْي.
والرَّقْمُ: ضرب من البُرود؛ قال أبو خراش: تقول: ولولا أنت أُنْكَحْتُ سيداً أزَفُّ إليه، أَو حُمِلْتُ على قَرْمِ لَعَمْري لقد مُلِّكْتِ أَمْرَك حِقْبةً زماناً، فهلا مِسْتِ في العَقْمِ والرَّقْمِ والرَّقْمُ: ضرب مخطط من الوَشْي، وقيل: من الخَزِّ.
وفي الحديث: أَتى فاطمة، عليها السلام، فوجد على بابها ستْراً مُوَشًّى فقال: ما لنا والدنيا والرَّقْم؟ يريد النقش والوَشْيَ، والأصل فيه الكتابة.
وفي حديث علي، عليه السلام، في صفة السماء: سَقْف سائر ورَقِيمٌ مائر؛ يريد به وَشْيَ السماء بالنجوم.
ورَقَمَ الثوب يَرْقُمُه رَقْماً ورَقَّمهُ: خططه؛ قال حميد: فَرُحْنَ، وقد زايَلنَ كل صَنِعَةٍ لهنّ، وباشَرنَ السَّديلَ المُرَقَّما والتاجر يَرْقُمُ ثوبه بسِمَته.
ورَقْمُ الثوب: كتابه، وهو في الأصل مصدر؛ يقال: رَقَمْتُ الثوب ورَقَّمْتُه تَرْقِيماً مثله.
وفي الحديث: كان يزيد في الرَّقْمِ أي ما يكتب على الثياب من أَثمانها لتقع المرابحة عليه أو يغترّ به المشتري، ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه. ابن شميل: الأَرْقَمُ حية بين الحيتين مُرَقَّم بحمرة وسواد وكُدْرَةٍ وبُغْثَةٍ. ابن سيده: الأَرْقَمُ من الحيّات الذي فيه سواد وبياض، والجمع أُراقِمُ، غلب غلبة الأَسماء فكُسِّرَ تكسيرها ولا يوصف به المؤنث، يقال للذكر أَرْقَم، ولا يقال حية رَقْماء، ولكن رَقْشاء.
والرَّقَمُ والرُّقْمَةُ: لون الأَرْقَم.
وقال رجل لعمر، رضي الله عنه: مثلي كمثل الأَرْقَمِ إن تقتله يَنْقَمْ وإن تتركه يَلْقمْ.
وقال شمر: الأَرقَمُ من الحيات الذي يشبه الجانَّ في اتقاء الناس من قتله، وهو مع ذلك من أَضعف الحَيّات وأَقلها غضباً، لأَن الأَرْقَمَ والجانّ يتقى في قتلهما عقوبة الجن لمن قتلهما، وهو مثل قوله: إن يُقْتَل يَنْقَمْ أي يُثْأرْ به.
وقال ابن حبيب: الأَرْقَمُ أَخبث الحيات وأَطلبها للناس، والأَرْقَمُ إذا جعلته نعتاً قلت أََرْقَشُ، وإنما الأرقَمُ اسمه.
وفي حديث عمر: هو إذاً كالأَرْقَمِ أي الحية التي على ظهرها رَقْمٌ أي نقش، وجمعها أَراقِمُ.
والأَراقِمُ: قوم من ربيعة، سُمُّوا الأَراقِمَ تشبيهاً لعيونهم بعيون الأَراقِمِ من الحيات. الجوهري: الأَراقِمُ حي من تَغْلب، وهم جُشَم؛ قال ابن بري: ومنه قول مُهَلْهِلٍ: زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في جَنْبٍ، وكان الحِباءُ من أدَم وجَنْبٌ: حيّ من اليمن. ابن سيده: والأَراقِمُ بنو بكر وجُشَم ومالك والحرث ومعاوية؛ عن ابن الأعرابي؛ قال غيره: إنما سُميت الأَراقِمُ بهذا الاسم لأن ناظراً نظر إليهم تحت الدِّثارِ وهم صِغار فقال: كأَنّ أَعينهم أَعين الأَراقِمِ، فَلَجَّ عليهم اللقبُ.
والرَّقِمُ، بكسر القاف: الداهية وما لا يُطاق له ولا يُقام به. يقال: وقع في الرقِمِ، والرَّقِمِ الرَّقْماء إذا وقع فيما لا يقوم به. الأصمعي: جاء فلان بالرَّقِمِ الرَّقْماء كقولهم بالداهية الدَّهْياء؛ وأنشد: تَمَرَّسَ بي من حَيْنه وأنا الرَّقِمْ يريد الداهية. الجوهري: الرَّقِم، بكسر القاف، الداهية، وكذلك بنت الرَّقِم؛ قال الراجز: أَرْسَلَها عَليقَة، وقد عَلِمْ أن العَلِيقاتِ يلاقِينَ الرَّقِمْ وجاء بالرَّقِمِ والرَّقْمِ أي الكثير.
والرَّقِيمُ: الدَّواة؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَدري ما صحته، وقال ثعلب: هو اللوح، وبه فسر قوله تعالى: أَم حسبت أَن أَصحاب الكهف والرَّقِيم، وقال الزجاج: قيل الرَّقِيمُ اسم الجبل الذي كان فيه الكهف، وقيل: اسم القرية التي كانوا فيها، والله أعلم.
وقال الفراء: الرّقِيمُ لوحُ رَصاصٍ كتبت فيه أَسماؤهم وأَنسابهم وقصصهم ومِمَّ فَرُّوا؛ وسأَل ابن عباس كعباً عن الرَّقِيم فقال: هي القرية التي خرجوا منها، وقيل: الرَّقِيمُ الكتاب؛ وذكر عِكْرِمةُ عن ابن عباس أنه قال: ما أَدري ما الرَّقِيمُ، أَكتاب أم بنيان، يعني أَصحاب الكهف والرَّقيمِ.
وحكى ابن بري قال: قال أبو القاسم الزجاجي في الرَّقيم خمسة أقوال: أحدهما عن ابن عباس أنه لوح كتب فيه أَسماؤهم، الثاني أنه الدَّواة بلغة الرُّوم؛ عن مجاهد، الثالث القرية؛ عن كعب، الرابع الوادي، الخامس الكتاب؛ عن الضحاك وقتادة وإلى هذا القول يذهب أَهل اللغة، وهو فَعِيلٌ في معنى مَفْعول.
وفي الحديث: كان يسوي بين الصفوف حتى يَدَعَها مثل القِدْحِ أو الرَّقِيمِ، الرّقِيمُ: الكتاب، أي حتى لا ترى فيها عِوَجاً كما يُقَوِّم الكاتب سُطوره.
والتَّرْقِيمُ: من كلام أَهل ديوان الخراج.
والرَّقْمةُ: الروضة، والرّقْمتان: روضتان إحداهما قريب من البصرة، والأُخرى بنَجْدٍ. التهذيب: والرَّقْمتانِ روضتان بناحية الصَّمَّانِ؛ وإياهما أَراد زهير بقوله: ودار لها بالرّقْمَتَيْنِ، كأَنّها مَراجيع وَشْمٍ في نَواشِر مِعْصَمِ ورَقْمةُ الوادي: مجتَمَعُ مائه فيه.
والرَّقْمةُ: جانب الوادي، وقد يقال للرّوْضة.
وفي الحديث: صَعِدَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رَقْمَةً من جبل؛ رَقمةُ الوادي: جانبه، وقيل: مجتمع مائه، وقال الفراء: رَقْمَةُ الوادي حيث الماء.
والمَرْقُومة: أَرض فيها نُبَذٌ من النبت.
والرَّقَمَةُ: نبات يقال إنه الخُبّازَى، وقيل: الرَّقَمَةُ من العُشب العظام تنبت متسطحة غَصَنَةً كباراً، وهي من أول العُشْب خروجاً تنبت في السهل، وأَول ما يخرج منها ترى فيه حُمرة كالعِهْن النافض، وهي قليلة ولا يكاد الما يأْكلها إلا من حاجة.
وقال أبو حنيفة: الرَّقَمَةُ من أَحْرار البَقْل، ولم يصفها بأَكثر من هذا، قال: ولا بلغتني لها حِلْيةٌ. التهذيب: الرَّقَمَةُ نبت معروف يشبه الكَرِشَ.
ويوم الرَّقَمِ: يوم لغَطَفان على بني عامر؛ الجوهري: ويوم الرَّقَمِ من أيام العرب، عُقِرَ فيه قُرْزُلٌ فرس طُفَيْلِ بن مالك؛ قال ابن بري: ذكر الجوهري أنه فرس عامر بن الطُّفَيْلِ؛ قال: والصحيح أن قُرْزُلاً فرس طُفَيل بن مالك، شاهده قول الفرزذق:ومِنهنَّ إذ نَجَّى طُفَيْلَ بن مالكٍ، على قُرْزُلٍ، رَجْلا رَكوضِ الهَزائِمِ وقوله أيضاً: ونَجَّى طُفَيْلاً من عُلالَةِ قُرْزُلٍ قَوائمُ، نَجَّى لحمَهُ مُسْتَقِيمها والرَّقَمِيَّاتُ: سهام تنسب إلى موضع بالمدينة. ابن سيده: والرَّقَمُ موضع تعمل فيه النِّصالُ؛ قال لبيد: فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صائباً، ليس بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلّ رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهضٌ، تُكلِحُ الأرْوَقُ منهم والأَيَلّ أي عليها ريشُ ناهضٍ، وقد تقدم الناهضُ.
والرّقِيمُ والرُّقَيْمُ: موضعان.
والرَّقيمُ: فرس حِزام بن وابصة.

كتب (لسان العرب) [2]


الكِتابُ: معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ. كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً، وكَتَّبَه: خَطَّه؛ قال أَبو النجم: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ قال: ورأَيت في بعض النسخِ تِكِتِّبانِ، بكسر التاء، وهي لغة بَهْرَاءَ، يَكْسِرون التاء، فيقولون: تِعْلَمُونَ، ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ التاء.والكِتابُ أَيضاً: الاسمُ، عن اللحياني. الأَزهري: الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً؛ والكِتابُ مصدر؛ والكِتابةُ لِـمَنْ تكونُ له صِناعةً، مثل الصِّياغةِ والخِـياطةِ.
والكِتْبةُ: اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه.
ويقال: اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة.
واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه له. ابن سيده: اكْتَتَبَه ككَتَبَه.
وقيل: كَتَبَه خَطَّه؛ واكْتَتَبَه: اسْتَمْلاه، . . . أكمل المادة وكذلك اسْتَكْتَبَه.
واكْتَتَبه: كَتَبه، واكْتَتَبْته: كَتَبْتُه.
وفي التنزيل العزيز: اكْتَتَبَها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِـيلاً؛ أَي اسْتَكْتَبَها.
ويقال: اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه في دِيوانِ السُّلْطان.
وفي الحديث: قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِني اكْتُتِبْت في غزوة كذا وكذا؛ أَي كَتَبْتُ اسْمِي في جملة الغُزاة.
وتقول: أَكْتِبْنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ.
والكِتابُ: ما كُتِبَ فيه.
وفي الحديث: مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه، فكأَنما يَنْظُرُ في النار؛ قال ابن الأَثير: هذا تمثيل، أَي كما يَحْذر النارَ، فَلْـيَحْذَرْ هذا الصنيعَ، قال: وقيل معناه كأَنما يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار؛ قال: ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الجناية منه، كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم، وهم له كارهُونَ؛ قال: وهذا الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة، يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع عليه؛ وقيل: هو عامٌّ في كل كتاب.
وفي الحديث: لا تَكْتُبوا عني غير القرآن. قال ابن الأَثير: وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث، وبين اذنه في كتابة الحديث عنه، فإِنه قد ثبت إِذنه فيها، أَن الإِذْنَ، في الكتابة، ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت، وبـإِجماع الأُمة على جوازها؛ وقيل: إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، والأَوَّل الوجه.
وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء: أَنه سمع بعضَ العَرَب يقول، وذَكَر إِنساناً فقال: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها، فقلتُ له: أَتَقُولُ جاءَته كِتابي؟ فقال: نَعَمْ؛ أَليس بصحيفة! فقلتُ له: ما اللَّغُوبُ؟ فقال: الأَحْمَقُ؛ والجمع كُتُبٌ. قال سيبويه: هو مما اسْتَغْنَوْا فيه ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه، فقالوا: ثلاثةُ كُتُبٍ.
والـمُكاتَبَة والتَّكاتُبُ، بمعنى.
والكِتابُ، مُطْلَقٌ: التوراةُ؛ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى: نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ.
وقوله: كتابَ اللّه؛ جائز أَن يكون القرآنَ، وأَن يكون التوراةَ، لأَنَّ الذين كفروا بالنبي، صلى اللّه عليه وسلم، قد نَبَذُوا التوراةَ.
وقولُه تعالى: والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور. قيل: الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من أَعْمالهم.
والكِتابُ: الصحيفة والدَّواةُ، عن اللحياني. قال: وقد قرئ ولم تَجدوا كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِـباً؛ فالكِتابُ ما يُكْتَبُ فيه؛ وقيل الصّحيفة والدَّواةُ، وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ.
وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً: عَلَّمَه الكِتابَ.
ورجل مُكْتِبٌ: له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده.
والـمُكْتِبُ: الـمُعَلِّمُ؛ وقال اللحياني: هو الـمُكَتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة. قال الحسن: كان الحجاج مُكْتِـباً بالطائف، يعني مُعَلِّماً؛ ومنه قيل: عُبَيْدٌ الـمُكْتِبُ، لأَنه كان مُعَلِّماً.
والـمَكْتَبُ: موضع الكُتَّابِ.
والـمَكْتَبُ والكُتَّابُ: موضع تَعْلِـيم الكُتَّابِ، والجمع الكَتَاتِـيبُ والـمَكاتِبُ. الـمُبَرِّدُ: الـمَكْتَبُ موضع التعليم، والـمُكْتِبُ الـمُعَلِّم، والكُتَّابُ الصِّبيان؛ قال: ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ، فقد أَخْطأَ. ابن الأَعرابي: يقال لصبيان الـمَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً.
ورجلٌ كاتِبٌ، والجمع كُتَّابٌ وكَتَبة، وحِرْفَتُه الكِتابَةُ.
والكُتَّابُ: الكَتَبة. ابن الأَعرابي: الكاتِبُ عِنْدَهم العالم. قال اللّه تعالى: أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ يَكْتُبونَ؟ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن: قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِـباً من أَصحابي؛ أَراد عالماً، سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عنده العلم والمعرفة، وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً، وفيهم قليلاً.
والكِتابُ: الفَرْضُ والـحُكْمُ والقَدَرُ؛ قال الجعدي: يا ابْنَةَ عَمِّي ! كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني * عَنْكُمْ، وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ ما فَعَلا؟ والكِتْبة: الحالةُ.
والكِتْبةُ: الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ.
ويقال: اكْتَتَبَ فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه في الفَرْض.
وفي حديث ابن عمر: من اكْتَتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللّه ضَمِناً يوم القيامة، أَي من كَتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن زَمِناً، يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ، فلما نُدِبَ للخُروجِ مع المجاهدين، سأَل أَن يُكْتَبَ في الضَّمْنَى، وهم الزَّمْنَى، وهو صحيح.
والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض. قال اللّه تعالى: كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى.
وقال عز وجل: كُتِبَ عليكم الصيامُ؛ معناه: فُرِضَ. وقال: وكَتَبْنا عليهم فيها أَي فَرَضْنا.
ومن هذا قولُ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لرجلين احتَكما إِليه: لأَقْضِـيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه، أَو كَتَبَه على عِـبادِه، ولم يُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر لَـهُما فيه؛ وقيل: معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً، بَيَّنه على لسانِ رسوله، صلى اللّه عليه وسلم.
وقولُه تعالى: كِتابَ اللّهِ عليكم؛ مصْدَرٌ أُريدَ به الفِعل أَي كَتَبَ اللّهُ عليكم؛ قال: وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين (1) (1 قوله «وهو قول حذاق النحويين» هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني في تكملته، ثم قال: وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد، لأن ما انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم في هذا الموضع.
ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر.) .
وفي حديث أَنَسِ بن النَّضْر، قال له: كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه، صلى اللّه عليه وسلم؛ وقيل: هو إِشارة إِلى قول اللّه، عز وجل: والسِّنُّ بالسِّنِّ، وقوله تعالى: وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِـبوا بمثل ما عُوقِـبْتُمْ به.
وفي حديث بَريرَةَ: من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه، ولا على مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول، وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له، وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ، لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً.
والكِتْبَةُ: اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه.
واسْتَكْتَبه: أَمَرَه أَن يَكْتُبَ له، أَو اتَّخَذه كاتِـباً.
والـمُكاتَبُ: العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه، فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ.
وفي حديث بَريرَة: أَنها جاءَتْ تَسْتَعِـينُ بعائشة، رضي اللّه عنها، في كتابتها. قال ابن الأَثير: الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً. قال: وسميت كتابةً، بمصدر كَتَبَ، لأَنه يَكْتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه، ويَكْتُبُ مولاه له عليه العِتْقَ.
وقد كاتَبه مُكاتَبةً، والعبدُ مُكاتَبٌ. قال: وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول، لأَن أَصلَ الـمُكاتَبة من الـمَوْلى، وهو الذي يُكاتِبُ عبده. ابن سيده: كاتَبْتُ العبدَ: أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه.
وفي التنزيل العزيز: والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب مما مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِـبُوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً. معنى الكِتابِ والـمُكاتَبةِ: أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه عليه، ويَكْتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه، في كلِّ نَجْمٍ كذا وكذا، فهو حُرٌّ، فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبه عليه، فقد عَتَقَ، وولاؤُه لمولاه الذي كاتَبهُ.
وذلك أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه، فالسيد مُكاتِب، والعَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال؛ سُمِّيت مُكاتَبة لِـما يُكْتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه، ولِـما يُكتَبُ للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها، وأَنَّ له تَعْجِـيزَه إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه. الليث: الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّيْرِ، وجمعها كُتَبٌ. ابن سيده: الكُتْبَةُ، بالضم، الخُرْزَة التي ضَمَّ السيرُ كِلا وَجْهَيْها.
وقال اللحياني: الكُتْبة السَّيْر الذي تُخْرَزُ به الـمَزادة والقِرْبةُ، والجمع كُتَبٌ، بفتح التاءِ؛ قال ذو الرمة: وَفْراءَ غَرْفِـيَّةٍ أَثْـأَى خَوارِزَها * مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ الوَفْراءُ: الوافرةُ.
والغَرْفيةُ: الـمَدْبُوغة بالغَرْف، وهو شجرٌ يُدبغ به.
وأَثْـأَى: أَفْسَدَ.
والخَوارِزُ: جمع خارِزَة.
وكَتَبَ السِّقاءَ والـمَزادة والقِرْبة، يَكْتُبه كَتْباً: خَرَزَه بِسَيرين، فهي كَتِـيبٌ.
وقيل: هو أَن يَشُدَّ فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء.وأَكْتَبْتُ القِرْبة: شَدَدْتُها بالوِكاءِ، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتِـيبٌ. ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابياً يقول: أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه.
وفي حديث المغيرة: وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه ثيابَه، من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه.
وقال اللحياني: اكْتُبْ قِرْبَتَك اخْرُزْها، وأَكْتِـبْها: أَوكِها، يعني: شُدَّ رأْسَها.
والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ.
والكُتْبَةُ: ما شُدَّ به حياءُ البغلة، أَو الناقة، لئلا يُنْزَى عليها.
والجمع كالجمع.
وكَتَبَ الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْتُبها، ويَكْتِـبُها كَتْباً، وكَتَبَ عليها: خَزَمَ حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها، لئلا يُنْزَى عليها؛ قال: لا تَـأْمَنَنَّ فَزارِيّاً، خَلَوْتَ به، * على بَعِـيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل.
والبعيرُ هنا: الناقةُ.
ويُرْوَى: على قَلُوصِك.
وأَسْيار: جمع سَيْر، وهو الشَّرَكَةُ. أَبو زيد: كَتَّبْتُ الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها.
والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها، كُتِبَ مَنْخُراها بخَيْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها، ليكونَ أَرْأَم لها. ابن سيده: وكَتَبَ الناقة يَكْتُبُها كَتْباً: ظَـأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ، لئلا تَشُمَّ البَوَّ، فلا تَرْأَمَه.
وكَتَّبَها تَكْتيباً، وكَتَّبَ عليها: صَرَّرها.
والكَتِـيبةُ: ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ؛ وقيل: هي الجماعة الـمُسْتَحِـيزَةُ من الخَيْل أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ.
وقيل: الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت، من المائة إِلى الأَلف.
والكَتيبة: الجيش.
وفي حديث السَّقيفة: نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة الإِسلام. الكَتيبةُ: القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش، والجمع الكَتائِبُ.
وكَتَّبَ الكَتائِبَ: هَيَّـأَها كَتِـيبةً كتيبةً؛ قال طُفَيْل: فأَلْوَتْ بغاياهم بنا، وتَباشَرَتْ * إِلى عُرْضِ جَيْشٍ، غيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ. قال شَمِرٌ: كل ما ذُكِرَ في الكَتْبِ قريبٌ بعضُه من بعضٍ، وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين. يقال: اكْتُبْ بَغْلَتَك، وهو أَنْ تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ، ومن ذلك سميت الكَتِـيبَةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ فاجْتَمَعَتْ؛ ومنه قيل: كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: لا يُكْتَبُون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم، * جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا قيل: معناه لا يَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم، وقد قيل: معناه لا يُهَيَّؤُونَ.
وتَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا.
والكُتَّابُ: سَهْمٌ صغير، مُدَوَّرُ الرأْس، يَتَعَلَّم به الصبيُّ الرَّمْيَ، وبالثاءِ أَيضاً؛ والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ.
وفي حديث الزهري: الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ، وفيها صُلْحٌ. الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً: اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعني أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح.
وبَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ، واللّه أَعلم.

حوب (لسان العرب) [1]


الحَوْبُ والحَوْبَةُ: الأَبَوانِ والأُخْتُ والبِنْتُ.
وقيل: لِي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ أَي قرابة من قِبَلِ الأُمِّ، وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ.
وإِن لِي حَوْبَةً أَعُولُها أَي ضَعَفَة وعِيالاً. ابن السكيت: لي في بَني فُلان حَوْبَةٌ، وبعضُهم يقول حِيبَةٌ، فتذهب الواوُ إِذا انْكَسَر ما قَبْلَها، وهي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيع من أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو بِنتٍ، أَو غير ذلك من كل ذاتِ رَحِمٍ.
وقال أَبو زيد: لي فيهم حَوْبَة إِذا كانت قرابةً من قِبَلِ الأُمّ، وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ.
وفي الحديث: اتَّقُوا اللّهَ في الحَوْبَاتِ؛ يريدُ النِّساءَ الـمُحْتاجات، اللاَّتي لا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يقومُ عليهِنَّ، ويَتَعَهَّدُهُنَّ؛ ولا بُدَّ في الكلامِ من حذفِ مُضافٍ تَقْدِيرُه . . . أكمل المادة ذات حَوْبَةٍ، وذات حَوْباتٍ.
والحَوْبَةُ: الحاجَة.
وفي حديث الدعاءِ: إِليك أَرْفَعُ حَوْبَتي أَي حاجَتي.
وفي رواية: نَرْفَعُ حَوْبَتَنا إِليك أَي حاجَتَنا.
والحَوْبَة رقة فُؤَادِ الأُمِّ؛ قال الفرزدق: فهَبْ لِي خُنَيْساً، واحْتَسِبْ فيه مِنَّةً * لحَوْبَةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرَابُها قال الشيخ ابن بري: والسبب في قول الفرزدق هذا البيت، أَن امرأَةً عاذتْ بقبر أَبيه غالبٍ، فقال لها: ما الذي دَعاكِ إِلى هذا؟ فقالت: إِن لِي ابْناً بالسِّنْدِ، في اعْتِقالِ تميم بن زيد القَيْنيِّ(1) (1 قوله «تميم بن زيد إلخ» هكذا في الأصل وفي تفسير روح المعاني للعلامة الالوسي عند قوله تعالى نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب، الآية روايته بلفظ تميم بن مرّ.) ، وكان عامِلَ خالدٍ القَسْرِيِّ على السِّنْدِ؛ فكتَبَ من ساعتِه إِليه: كَتَبْتُ وعَجَّلْتُ البِرَادَةَ إِنَّنِي، * إِذا حاجَة حاوَلْتُ، عَجَّتْ رِكابُها ولِي، بِبِلادِ السِّنْدِ، عند أَميرِها، * حَوائِجُ جَمَّاتٌ، وعندِي ثوابُها أَتتْنِي، فعاذَتْ ذاتُ شَكْوَى بغالِبٍ، * وبالحرَّةِ، السَّافِي عليه تُرابُها فقُلْتُ لَها: إِيهِ؛ اطْلُبِي كُلَّ حاجةٍ * لَدَيَّ، فخَفَّتْ حاجةٌ وطِلاَبُها فقالَتْ بِحُزْنٍ: حاجَتِي أَنَّ واحِدِي * خُنَيْساً، بأَرْضِ السِّنْدِ، خَوَّى سَحابُها فَهَبْ لِي خُنَيْساً، واحْتَسِبْ فِيهِ مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرابُهَا تَمِيمَ بنَ زَيْدٍ، لا تَكُونَنَّ حاجَتِي، * بِظَهْرٍ، ولا يَعْيَا، عَلَيْكَ، جَوابُها ولا تَقْلِبَنْ، ظَهْراً لِبَطْنٍ، صَحِيفَتِي، * فَشَاهِدُهَا، فِيها، عَلَيْكَ كِتابُها فلما ورد الكِتابُ على تَميمٍ، قال لكاتبه: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ فقال: كَيفَ أَعْرِفُ مَنْ لَمْ يُنْسَبْ إِلى أَبٍ ولا قَبِيلَةٍ، ولا تحَقَّقْت اسْمَه أَهُو خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ؟ فقال: أَحْضِرْ كلّ مَن اسْمُه خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ؛ فأَحْضَرَهم، فوجَدَ عِدَّتَهُم أَرْبَعِين رجُلاً، فأَعْطَى كلَّ واحِدٍ منهُم ما يَتَسَفَّرُ بهِ، وقال: اقْفُلُوا إِلى حَضْرة أَبي فِراسٍ.
والحَوْبَة والحِيبَة: الهَمُّ والحاجَة؛ قال أَبو كَبِير الهُذلي: ثُمَّ انْصَرَفْتُ، ولا أَبُثُّكَ حِيبَتِي، * رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ، مَشْيَ الأَصْورِ وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ: أَلْحَقَ اللّهُ به الحَوْبَة أَي الحاجَةَ والـمَسْكَنَة والفَقْرَ.
والحَوْبُ: الجَهْدُ والحاجَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وصُفَّاحَة مِثْل الفَنِيقِ، مَنَحْتها * عِيالَ ابنِ حَوْبٍ، جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ وقال مرَّة: ابنُ حَوْبِ رجلٌ مَجْهودٌ مُحْتاجٌ، لا يَعْنِي في كلِّ ذلك رجُلاً بعَيْنِه، إِنما يريدُ هذا النوعَ. ابن الأَعرابي: الحُوبُ: الغَمُّ والهَمُّ والبَلاءُ.
ويقال: هَؤُلاءِ عيالُ ابنِ حَوْبٍ. قال: والحَوْبُ: الجَهْدُ والشِّدَّة. الأَزهري: والحُوبُ: الهَلاكُ؛ وقال الهذلي(1) (1 قوله «وقال الهذلي إلخ» سيأتي أنه لابي دواد الايادي وفي شرح القاموس أن فيه خلافاً.) : وكُلُّ حِصْنٍ، وإِنْ طَالَتْ سَلامَتُه، * يَوماً، ستُدْرِكُه النَّكْراءُ والحُوبُ أَي يَهْلِكُ.
والحَوْبُ والحُوبُ: الحُزنُ؛ وقيل: الوَحْشة؛ قال الشاعر: إِنَّ طَريقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ أَي وَعْثٌ صَعْبٌ.
وقيل في قول أَبي دُوَاد الإِيادي: يوماً سَتُدْرِكه النَّكْراءُ والحُوبُ أَي الوَحْشَة؛ وبه فسر الهَرَوِيُّ قوله، صلى اللّه عليه وسلم، لأَبي أَيُّوب الأَنصاري، وقد ذهب إِلى طَلاق أُمِّ أَيُّوبَ: إِنَّ طَلاقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ. التفسير عن شمر، قال ابن الأَثير: أَي لَوَحْشَة أَو إِثْمٌ.
وإِنما أَثَّمهَ بطلاقِها لأَنـَّها كانت مُصْلِحةً له في دِينِهِ.
والحَوْبُ: الوجع.
والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، والشَّكْوَى، والتَّحَزُّنُ.
ويقال: فلان يَتَحَوَّب من كذا أَي يَتَغَيَّظُ منه، ويَتَوَجَّعُ.
وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلى وَلَدِها وتَحَوُّبُها: رِقَّتُها وتَوَجُّعُها.
وفيه: ما زَالَ صَفْوانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذ اللَيْلَة؛ التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مع تَوَجُّعٍ، أَراد به شِدَّةَ صِياحِهِ بالدُّعاءِ؛ ورِحَالَنَا مصوبٌ على الظُّرْفِ.
والحَوْبَةُ والحِيبَة: الهَمُّ والحُزْنُ.
وفي حديث عُرْوَة لـمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ: أُرِيَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِيبَةٍ أَي بشَرِّ حالٍ.
والحِيبَةُ والحَوْبَة: الهَمُّ والحُزْنُ.
والحِيبَة أَيضاً: الحاجَةُ والـمَسْكَنة؛ قال طُفَيْل الغَنَوي: فَذُوقُوا كما ذُقْنا، غَداةَ مُحَجَّرٍ، * مِنَ الغَيْظِ، في أَكْبادِنا، والتَّحَوُّبِ وقال أَبو عبيد: التَّحَوُّبُ في غير هذا التَّأَثُّم من الشيءِ، وهو من الأَوَّلِ، وبعضُه قريبٌ من بعض.
ويقال لابنِ آوَى: هو يَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك، كأَنه يَتَضَوَّرُ.
وتحَوَّبَ في دعائه: تَضَرَّعَ.
والتَّحَوُّب أَيضاً: البكاءُ في جَزَعٍ وصِياحٍ، ورُبَّما عَمَّ به الصِّياحَ؛ قال العجاج: وصَرَّحَتْ عنه، إِذا تحوَّبا، * رواجبُ الجوفِ السحيلَ الصُّلَّبا(1) (1 قوله «وصرحت عنه إلخ» هو هكذا في الأصل وانظر ديوان العجاج.) ويقال: تحَوَّبَ إِذا تَعَبَّد، كأَنه يُلْقِي الحُوبَ عن نَفسِه، كما يقال: تَأَثَّمَ وتحَنَّثَ إِذا أَلْقَى الحِنْثَ عن نَفْسِه بالعِبادةِ؛ وقال الكُمَيْت يذكر ذِئْباً سَقاهُ وأَطْعَمَه: وصُبَّ له شَوْلٌ، مِن الماءِ، غائرٌ * به كَفَّ عنه، الحِيبةَ، الـمُتَحَوِّبُ والحِيبة: ما يُتَأَثَّم منه.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: اللهم اقْبَلْ تَوْبَتِي، وارْحَمْ حَوْبَتِي؛ فَحَوْبَتِي، يجوز أَن تكون هنا توَجُّعِي، وأَن تكونَ تَخَشُّعِي وتَمَسْكُنِي لَكَ.
وفي التهذيب: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي. قال أَبو عبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي الـمَأْثمَ، وتُفْتَح الحاء وتُضَم، وهو من قوله عز وجل: إِنه كان حُوباً كَبيراً. قال: وكل مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والواحدة حَوْبةٌ؛ ومنه الحديث الآخر: أَن رجُلاً أَتَى النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إِني أَتيتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ؛ فقال: أَلَكَ حَوْبةٌ؟ قال: نعم. قال: فَفِيها فجاهِدْ. قال أَبو عبيد: يعني ما يَأْثَمُ به إِنْ ضَيَّعه من حُرْمةٍ. قال: وبعضُ أَهلِ العِلْمِ يَتَأَوّلُه على الأُمِّ خاصَّةٌ. قال: وهي عندي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيعُ إِن تَركَها، مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غيرها.
وقولهم: إِنما فلانٌ حَوْبةٌ أَي ليس عنده خيرٌ ولا شرٌّ.
ويقال: سمعتُ من هذا حَوْبَيْنِ، ورأَيتُ منه حَوْبَيْن أَي فَنَّيْن وضَرْبَيْن؛ وقال ذو الرمة: تَسْمَعُ، من تَيْهائهِ الأَفْلالِ، * حَوْبَينِ من هَماهِمِ الأَغْوالِ أَي فنَّيْن وضَرْبَين، وقد رُوِيَ بيتُ ذي الرُّمَّة بفتح الحاء.
والحَوْبَة والحُوبة: الرجُلُ الضَّعيفُ، والجمع حُوَب، وكذلك المرأَة إِذا كانت ضعِيفة زَمِنة.
وبات فلانٌ بِحيبةُ سوءٍ وحَوبةِ سوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ؛وقيل: إِذا باتَ بِشِدَّةٍ وحالٍ سَيِّئةٍ لا يقال إِلا في الشَّر؛ وقد استُعمل منه فعْلٌ قال: وإِن قَلُّوا وحابُوا ونزَلنا بِحيبةٍ من الأَرض وحُوبةٍ أَي بأَرض سوءٍ. أَبو زيد: الحُوبُ: النَّفْسُ، والحَوْباءُ: النفْس، مـمدودةٌ ساكنةُ الواو، والجمع حَوْباوَاتٌ؛ قال رؤْبة: وقاتِلٍ حَوْباءَهُ من أَجْلي، * ليس له مِثْلي، وأَينَ مِثْلي؟ وقيل: الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ؛ قال: ونَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها وفي حديث ابنِ العاص: فَعَرَفَ أَنه يريدُ حَوْباءَ نَفْسه.
والحَوْبُ والحُوبُ والحابُ: الإِثْمُ، فالحَوْبُ، بالفتح، لأَهْلِ الحجاز، والحُوبُ، بالضم، لتَميمٍ، والحَوْبةُ: الـمَرَّة الواحدة منه؛ قال المخبل: فَلا يَدْخُلَنَّ، الدَّهْرَ، قَبرَكَ، حَوْبَةٌ * يَقُومُ، بها، يَوماً، عَليْكَ حَسيبُ وقد حَابَ حَوباً وحِيبَةً. قال الزجاج: الحُوبُ الإِثْمُ، والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ؛ تقولُ: حابَ حَوْباً، كقولك: قد خانَ خَوناً.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، أَنّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً، أَيْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ على أُمِّهِ، وأَرْبَى الرِّبا عِرْض الـمُسْلِمِ. قال شمر: قوله سَبْعون حَوْباً، كأَنـَّه سبعون ضرباً من الإِثْمِ. الفرَّاءُ في قوله تعالى إِنه كان حُوباً: الحُوبُ الإِثم العظيم.
وقرأَ الحسن: انـَّه كان حَوْباً؛ وروى سعد عن قَتادة أَنه قال: انـَّه كان حُوباً أَي ظُلْماً.
وفلان يَتَحوَّب من كذَا أَي يتَأَثَّم.
وتَحَوَّب الرجُل: تَأَثَّمَ. قال ابن جني: تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ، من باب السَّلْبِ، ونَظِيرُه تأَثَّمَ أَي ترَكَ الإِثْمَ، وإِن كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ منه، للسلب، وكذلك نحو تَقَدَّم وتأَخَّر، وتعَجَّل وتأَجَّل.
وفي الحديث: كان إِذا دَخَلَ إِلى أَهْلِه قال: تَوْباً تَوْباً، لا يُغادِرُ عَلَيْنا حَوْباً.
ومنه الحديث: إِنَّ الجَفاءَ والحَوْبَ في أَهْلِ الوبرِ والصُّوفِ.
وتَحَوَّب من الإِثمِ إِذا تَوَقَّاه، وأَلقى الحَوْبَ عن نفسِه.
ويقال: حُبْتَ بكذا أَي أَثِمْتَ، تَحوبُ حَوْباً وحَوْبَة وحِيابَةً؛ قال النابغة(1) (1 قوله «قال النابغة إلخ» سيأتي في مادة جعع عزو هذا البيت لنهيكة الفزاري.) : صَبْراً، بَغِيض بنَ رَيْثٍ؛ انـَّها رَحِمٌ * حُبْتُمْ بها، فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ وفلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ. قال الأَزهري: وبنو أَسد يقولون: الحائِبُ للقاتِل، وقد حَاب يحُوبُ.
والـمُحَوِّب والـمُتَحَوِّبُ الذي يَذْهَب مالُه ثم يَعودُ. الليث: الحَوْبُ الضَّخمُ من الجِمالِ؛ وأَنشد: ولا شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ قال: وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره، كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِه، وسُمِّيَ الغُراب غاقاً بصَوْتِهِ. غيره: الحَوْبُ الجَمَلُ، ثم كَثُر حتى صارَ زجْراً له. قال الليث: الحَوْبُ زَجْرُ البَعير ليَمْضِيَ، وللنَّاقةِ: حَلْ، جَزْمٌ، وحَلٍ وحَلي. يقال للبَعير إِذا زُجِرَ: حَوْبَ، وحوبِ، وحَوْبُ، وحابِ. وحَوَّبَ بالإِبِلِ: قال لها حَوْب، والعَرَبُ تَجُرُّ ذلك، ولو رُفِعَ أَو نُصِبَ، لكان جائِزاً، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكاياتِ تُحَرَّك أَواخِرُها، على غيرِ إِعرابٍ لازمٍ، وكذلك الأَدواتُ التي لا تَتَمَكَّن في التَّصْريفِ، فإِذا حُوِّلَ من ذلك شيءٌ إِلى الأَسماءِ، حُمِلَ عليه الأَلف واللام، فأُجْريَ مُجْرَى الأَسْماءِ، كقوله: والحَوْبُ لـمَّا يُقَلْ والحَلُ وحَوَّبْت بالإِبل: من الحوب.
وحَكَى بعضهم: حَبْ لا مَشَيْتَ، وحَبٍ لا مَشَيْتَ، وحَابِ لا مَشَيْت، وحَابٍ لا مَشَيْتَ.
وفي الحديث: أَنه كان إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ قال: آيِبُون تائِبُون، لرَبِّنا حامدُون، حَوْباً حَوْباً. قال: كأَنه لما فَرَغَ من كلامه، زَجَر بَعِيرَه.
والحَوْبُ: زَجْرٌ لذكُور الإِبِلِ. ابن الأَثير: حَوْبُ زَجْرٌ لِذُكُورة الإِبل، مثلُ حَلْ لإِناثِها، وتضمّ الباء وتفتح وتكسر، وإِذا نُكِّر دَخَلَهُ التنوين، فقوله: حَوْباً، بمنزلةِ قولك: سيراً سيراً؛ فأَما قوله: هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ، أُمُّ تِسْعينَ، آزَرَتْ * أَخا ثِقَةٍ، تَمْري، جَباها، ذَوائِبُهْ فإِنه عَنى كِنانَةً عُمِلَت من جِلْدِ بعيرٍ، وفيها تِسْعونَ سَهْماً، فجعلها أُمّاً للسهام، لأَنها قد جمعتها، وقوله: أَخَا ثِقَةٍ، يعني سَيْفاً، وَجَباها: حَرْفُها، وَذَوائِبُه: حمائله أَي إِنه تَقَلَّد السَّيْفَ، ثم تَقَلَّدَ بعده الكِنانةَ تمري حَرْفَها، يريد حرفَ الكِنانَة.
وقال بعضهم في كلام له: حَوْبُِ حَوْبُِ، إِنه يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لا لعاً لبَني الصَّوبِ. الدَّعْق: الوَطْءُ الشدِيدُ، وذكر الجوهري الحوأَب هنا. قال ابن بري: وحقه أَن يُذْكر في حأَب، وقد ذكرناه هناك.

نقع (لسان العرب) [1]


نَقَعَ الماءُ في المَسِيلِ ونحوه يَنْفَعُ نُقُوعاً واسْتَنْقَعَ: اجْتَمَعَ.
واسْتَنْقَعَ الماءُ في الغَدِيرِ أَي اجتمع وثبت.
ويقال: استنقَعَ الماءُ إِذا اجتمع في نِهْيٍ أَو غيره، وكذلك نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً.
ويقال: طالَ إِنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُه حى اصفرّ.
والمَنْقَعُ، بالفتح: المَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ، والجمع مَناقِعُ.
وفي حديث محمد بن كعب: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمنِ جاءَه ملَكُ الموتِ أَي إِذا اجْتَمَعَتْ في فِيهِ تريد الخروج كما يَسْتَنْقِعُ الماءُ في قَرارِه، وأَراد بالنفْسِ الرُّوحَ؛ قال الأَزهري: ولهذا الحديث مَخْرَجٌ آخَر وهو من قولهم نَقَعْتُه إِذا قتلته، وقيل: إِذا اسْتَنْقَعَتْ، يعني إِذا خرجَت؛ قال شمر: ولا أَعرفها؛ قال ابن مقبل: مُسْتَنْقِعانِ على فُضُولِ المِشْفَرِ قال أَبو عمرو: . . . أكمل المادة يعني نابي الناقة أَنهما مُسْتَنْقِعانِ في اللُّغامِ، وقال خالد بن جَنْبةَ: مُصَوِّتانِ.
والنَّقْعُ: مَحْبِسُ الماءِ.
والنَّقْعُ: الماءُ الناقِعُ أَي المُجْتَمِعُ.
ونَقْعُ البئرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فيها قبل أَنْ يُسْتَقَى.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ ولا رَهْوُ الماءِ.
وفي الحديث: لا يَقْعُدْ أَحدُكم في طريقٍ أَو نَقْعِ ماءٍ، يعني عند الحَدَثِ وقضاءِ الحاجةِ.
والنَّقِيعُ: البئرُ الكثيرةُ الماءِ، مُذَكَّر والجمعُ أَنْقِعةٌ، وكلُّ مُجْتَمَعِ ماءٍ نَقْعٌ، والجمع نُقْعانٌ، والنَّقْعُ: القاعُ منه، وقيل: هي الأَرض الحُرَّةُ الطينِ ليس فيها ارْتفاع ولا انْهِباط، ومنهم من خَصَّصَ وقال: التي يسْتَنْقِعُ فيها الماء، وقيل: هو ما ارتفع من الأَرض، والجمع نِقاعٌ وأَنْقُعٌ مثل بَحْرٍ وبِحارٍ وأَبْحُرٍ، وقيل: النِّقاعُ قِيعانُ الأَرض؛ وأَنشد: يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنَّه، عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ وقال أَبو عبيد: نَقْعُ البئرِ فَضْلُ مائِها الذي يخرج منها أَو من العين قبل أَن يصير في إِناء أَو وِعاء، قال: وفسره الحديث الآخر: من مَنَعَ فَضْلَ الماءِ لِيَمْنَع به فَضْلَ الكَلإِ مَنَعَه الله فَضْلَه يومَ القيامةِ؛ وأَصل هذا في البئر يحتفرها الرجل بالفَلاةِ من الأَرض يَسْقِي بها مَواشِيَه، فإِذا سَقاها فليس له أَن يَمْنَعَ الماءَ الفاضِلَ عن مَواشِيهِ مَواشِيَ غيره أَو شارباً يشرب بشَفَتِه، وإِنما قيل للماء نَقْعٌ لأَنه يُنْقَعُ به العَطَشُ أَي يُرْوَى به. يقال: نَقَعَ بالرّيّ وبَضَعَ.
ونَقَعَ السّمُّ في أَنْيابِ الحيَّةِ: اجْتَمعَ، وأَنْقَعَتْه الحيّةُ؛ قال: أَبْعْدَ الذي قد لَجَّ تَتَّخِذِينَني عَدُوًّا، وقد جَرَّعْتِني السّمَّ مُنْقَعا؟ وقيل: أَنْقَعَ السمَّ عَتَّقَه.
ويقال: سمّ ناقِعٌ أَي بالِغٌ قاتِلٌ،وقد نَقَعَه أَي قَتَلَه، وقيل: ثابت مُجْتَمِعٌ من نَقْعِ الماء.
ويقال: سمّ مَنْقُوعٌ ونَقِيعٌ وناقِعٌ؛ ومنه قول النابغة: فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ من الرُّقْشِ، في أَنْيابِها السُّمُّ ناقِعُ وفي حديث بَدْرٍ: رأَيتُ البَلايا تَحْمِلُ المنايا، نَواضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ السُّمَّ الناقِعَ.
وموْتٌ ناقِعٌ أَي دائِمٌ.
ودمٌ ناقِعٌ أَي طَرِيٌّ؛ قال قَسّام بن رَواحةَ: وما زالَ مِنْ قَتْلَى رِزاحٍ بعالِجٍ دَمٌ ناقِعٌ، أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ قال أَبو سعيد: يريد بالناقِعِ الطَّرِيَّ وبالجاسِدِ القَدِيمَ.
وسَمٌّ مُنْقَعٌ أَي مُرَبًّى؛ قال الشاعر: فيها ذَراريحٌ وسَمٌّ مُنْقَعُ يعني في كأْس الموت.
واسْتَنْقَعَ في الماء: ثَبَتَ فيه يَبْتَرِدُ، والموضع مُسْتَنْقَعٌ، وكان عط يَسْتَنْقِعُ في حِياضِ عَرَفةَ أَي يدخلُها ويَتَبَرَّد بمائها.
واسْتُنْقِعَ الشيء في الماء، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه.
والنَّقِيعُ والنَّقِيعةُ: المَحْضُ من اللبن يُبَرَّدُ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: أُطَوِّفُ، ما أُطَوِّفُ، ثم آوِي إِلى أُمِّي، ويَكْفِيني النَّقِيعُ وهو المُنْقَعُ أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً: قانَى له في الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ، ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ قال ابن بري: صواب إِنشاده ونصِيُّ باعِجةٍ، بالباء؛ قال أَبو هشام: الباعِجةُ هي الوَعْساءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ، وقيل: هي السَّهْلةُ المُسْتَوِيةُ تُنْبِتُ الرِّمْثَ والبَقْلَ وأَطايِبَ العُشْبِ،وقيل: هي مُتَّسَعُ الوادِي، وقانى له أَي دامَ له؛ قال الأَزهريّ: أَصلُه من أَنْقَعْتُ اللبَنَ، فهو نَقِيعٌ، ولا يقال مُنْقَعٌ، ولا يقولون نَقَعْتُه، قال: وهذا سَماعي من العرب، قال: ووجدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً في الإِنقاعِ ما عُجْت بها ولا علِمْت راوِيها عنه. يقال: أَنْقَعْتُ الرجُلَ إِذا ضَرَبْتَ أَنْفَه بإِصْبَعِكَ، وأَنْقَعْتُ الميِّتَ إِذا دَفَنْته، وأَنْقَعْتُ البَيْتَ إِذا زَخْرَفْتَه، وأَنْقَعْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها، وأَنْقَعْتُ البيت إِذا جَعَلْتَ أَعلاه أَسفلَه، قال: وهذه حُروفٌ مُنْكَرةٌ كلُّها لا أَعرِفُ منها شيئاً.
والنَّقُوعُ، بالفتح: ما يُنْقَعُ في الماء من الليل لِدواءٍ أَو نَبِيذٍ ويُشْرَبُ نهاراً، وبالعكس.
وفي حديث الكَرْمِ: تتخذونه زَبِيباً تُنْقِعُونه أَي تَخْلِطونه بالماء ليصير شَراباً.
وفي التهذيب: النَّقُوعُ ما أَنْقَعْتَ من شيء. يقال: سَقَوْنا نَقُوعاً لِدواءٍ أُنْقِعَ من الليل، وذلك الإِناء مِنْقَعٌ، بالكسر.
ونَقَعَ الشيءَ في الماءِ وغيره يَنْقَعُه نَقْعاً، فهو نَقِيعٌ، وأَنْقَعَه: نَبَذَه. الدّواءَ وغيره في الماء، فهو مُنْقَعٌ.
والنَّقِيعُ والنَّقُوعُ: شيء يُنْقَعُ فيه الزَّبِيبُ وغيره ثم يُصَفَّى ماؤُه ويُشْرَبُ، والنُّقاعةُ: ما أَنْقَعْتَ من ذلك. قال ابن بري: والنُّقاعةُ اسْمُ ما أُنْقِعَ فيه الشيءُ؛ قال الشاعر: به مِنْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه نُقاعةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ وكلُّ ما أُلقِيَ في ماءٍ، فقد أُنْقِعَ.
والنَّقُوعُ والنَّقِيعُ: شَرابٌ يتخذ من زبيب ينقع في الماء من غير طَبْخٍ، وقيل في السَّكَر: إِنه نَقِيعُ الزَّبيبِ.
والنَّقْعُ: الرَّيُّ، شَرِبَ فما نَقَعَ ولا بَضَعَ.
ومثَلٌ من الأَمثالِ: حَتَّامَ تَكْرَعُ ولا تَنْقَعُ؟ ونَقَعَ من الماء وبه يَنْقَعُ نُقُوعاً: رَوِيَ؛ قال جرير: لو شِئْتِ، قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبةٍ، تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجِدْنَ غَلِيلا ويقال: شَرِبَ حتى نَقَعَ أَي شَفى غَلِيلَه ورَوِيَ.
وماءٌ ناقِعٌ: وهو كالناجِعِ؛ وما رأَيت سَرْبةً أَنْقَعَ منها.
ونَقَعْتُ بالخبر وبالشّرابِ إِذا اشْتَفَيْتَ منه.
وما نَقَعْتُ بخبره أَي لم أَشْتَفِ به.
ويقال: ما نَقَعْتُ بخبَر فلان نُقوعاً أَي ما عُجْتُ بكلامِه ولم أُصَدِّقْه.
ويقال: نَقَعَتْ بذلك نفْسِي أَي اطْمَأَنَّتْ إِليه ورَوِيَتْ به.
وأَنْقَعَني الماءُ أَي أَرْواني.
وأَنْقَعَني الرَّيُّ ونَقَعْتُ به ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ يَنْقَعُه نَقْعاً ونُقُوعاً: أَذْهَبَه وسَكَّنَه؛ قال حَفْصٌ الأُمَوِيُّ: أَكْرَعُ عند الوُرُودِ في سُدُمٍ تَنْقَعُ من غُلَّتي، وأَجْزَأُها وفي المثل: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي الشَّرابُ الذي يُتَرَشَّفُ قَلِيلاً قَليلاً أَقْطَعُ للعطَشِ وأَنْجَعُ، وإِن كان فيه بُطءٌ.
ونَقَعَ الماءُ غُلَّتَه أَي أَرْوى عَطَشَه.
ومن أَمثال العرب: إِنه لَشَرَّابٌ بأَنْقُعٍ.
ووَرَدَ أَيضاً في حديثِ الحَجّاجِ: إِنَّكُم يا أَهلَ العِراقِ شَرَّابُونَ عَلَيَّ بأَنْقُعٍ؛ قال ابن الأَثير: يُضْرَبُ للرجل الذي جَرَّبَ الأُمُورَ ومارَسها، وقيل للذي يُعادُ الأُمور المَكْرُوهةَ، أَراد أَنهم يَجْتَرئُونَ عليه ويَتَناكَرون.
وقال ابن سيده: هو مثل يضرب للإِنسان إِذا كان متعاداً لفعل الخير والشرِّ، وقيل: معناه أَنه قد جَرَّبَ الأُمور ومارَسها حتى عرفها وخبرها، والأَصل فيه أَن الدليل من العرب إِذا عرف المِياهَ في الفَلَواتِ ووَرَدَها وشرب منها، حَذَقَ سُلُوكَ الطريقِ التي تُؤَدّيه إِلى البادية، وقيل: معناه أَنه مُعاوِدٌ للأُمور يأْتيها حتى يبلغ أَقْصَى مُرادِه، وكأَنَّ أَنْقُعاً جمع نَقْعٍ؛ قال ابن الأَثير: أَنْقُعٌ جمع قِلَّة، وهو الماءُ الناقِعُ أَو الأَرض التي يجتمع فيها الماء، وأَصله أَنَّ الطائر الحَذِرَ لا يُرِدُ المَشارِعَ، ولكنه يأْتي المَناقِعَ يشرب منها، كذلك الرجل الحَذِرُ لا يَتَقَحّمُ الأُمورَ؛ قال ابن بري: حكى أَبو عبيد أَن هذا المثل لابن جريج قاله في مَعْمَرِ بن راشد، وكان ابن جريج من أَفصح الناس، يقول ابن جريج: إِنه رَكِب في طلَبِ الحديث كلَّ حَزْن وكتب من كل وجْهٍ، قال الأَزهريُّ: والأَنْقُعُ جمع النَّقْعِ، وهو كلّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ من عِدٍّ أَو غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فيه الماء.
ويقال: فلان مُنْقَعٌ أَي يُسْتَشْفى بِرأْيه، وأَصله من نَقَعْتُ بالرّيّ.
والمِنْقَعُ والمِنْقَعةُ: إِناءٌ يُنْقَعُ فيه الشيء.
ومِنْقَعُ البُرَمِ: تَوْرٌ صغير أَو قُدَيْرةٌ صغيرة من حِجارة، وجمعه مَناقِعُ، تكون للصبي يَطْرَحُون فيه التمْر واللبَنَ يُطْعَمُه ويُسْقاهُ؛ قال طَرَفةُ:أَلْقَوْا إِلَيْكَ بكلّ أَرْمَلةٍ شَعْثاءَ، تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ البُرَمُ ههنا: جمع بُرْمةٍ، وقيل: هي المِنْقَعةُ والمِنْقَعُ؛ وقال أَبو عبيد: لا تكون إِلا من حجارة.
والأُنْقُوعةُ: وَقْبَةُ الثريد التي فيها الوَدَكُ.
وكل شيء سالَ إِليه الماءُ من مَثْعَبٍ ونحوه، فهو أُنْقُوعةٌ.
ونُقاعةُ كل شيء: الماءُ الذي يُنْقَعُ فيه.
والنَّقْعُ: دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْربُ.
والنَّقِيعةُ من الإِبل: العَبِيطةُ تُوَفَّر أَعْضاؤها فَتُنْقَعُ في أَشياءَ.
ونَقَعَ نَقِيعةً: عَمِلَها.
والنَّقِيعةُ: ما نُحِرَ من النَّهْبِ قبل أَن يُقْتَسَمَ؛ قال: مِيلُ الذُّرى لُخِبَتْ عَرائِكُها، لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعةَ النَّهْبِ صلى الله عليه وسلم وانْتَقَعَ القومُ نَقيعةً أَي ذَبَحوا من الغنيةِ شيئاً قبل القَسْمِ.
ويقال: جاؤُوا بناقةٍ من نَهْبٍ فنحروها.
والنَّقِيعةُ: طعام يُصْنَعُ للقادِم من السفَر، وفي التهذيب: النقيعة ما صنَعَه الرجُل عند قدومه من السفر. يقال: أَنْقَعْتُ إِنْقاعاً؛ قال مُهَلْهِلٌ: إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ، ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ ويروى: إِنَّا لَنَضْرِبُ بالسُّيوفِ رُؤوسَهم القُدَّامُ: القادِمُون من سفَر جمع قادِمٍ، وقيل: القُدَّامُ المَلِكُ، وروي القَدَّامُ، بفتح القاف، وهو المَلِكُ.
والقُدارُ: الجَزَّارُ.
والنَّقِيعةُ: طَعامُ الرجلِ ليلةَ إِمْلاكِه. يقال: دَعَوْنا إِلى نَقِيعَتهم، وقد نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَ.
ويقال: كل جَزُورٍ جَزَرتَها للضِّيافةِ، فهي نَقِيعةٌ. يقال: نَقَعْتُ النَّقِيعةَ وأَنْقَعْتُ وانْتَقَعْتُ أَي نَحَرْتُ؛ وأَنشد ابن بري في هذا المكان: كلُّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبِيعهْ: الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعهْ وربما نَقَعُوا عن عدّةٍ من الإِبل إِذا بَلَغَتْها جَزُوراً أَي نحروه، فتلك النَّقِيعةُ؛ وأَنشد: مَيْمونةُ الطَّيْر لم تَنْعِقْ أَشائِمُها، دائِمَةُ القِدْرِ بالأَفْراعِ والنُّقُعِ وإِذا زُوِّجَ الرجلُ فأَطْعَمَ عَيْبَتَه قيل: نَقَعَ لهم أَي نَحَرَ.
وفي كلام العرب: إِذا لقي الرجلُ منهم قوماً يقول: مِيلُوا يُنْقَعْ لكم أَي يُجْزَرْ لكم، كأَنه يَدْعُوهم إِلى دَعْوَتِه.
ويقال: الناسُ نَقائِعُ الموْتِ أَي يَجْزُرُهم كما يَجْزُرُ الجَزَّارُ النَّقِيعةَ.
والنقْعُ: الغُبارُ الساطِعُ.
وفي التنزيل: فأَثَرْنَ به نَقْعاً؛ أَي غباراً، والجمع نِقاعٌ.
ونَقَعَ الموتُ: كَثُرَ.
والنَّقِيعُ: الصُّراخُ.
والنَّقْعُ: رَفْعُ الصوتِ.
ونَقَعَ الصوتُ واسْتَنْقَعَ أَي ارْتَفَع؛ قال لبيد: فَمَتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ، يُحْلِبُوها ذاتَ جََرْسٍ وزَجَلْ متى يَنْقَعْ صُراخٌ أَي متى يَرْتَفِعْ، وقيل: يَدُومُ ويثبت، والهاء للحرْب وإِن لم يذكره لأَن في الكلام دليلاً عليه، ويروى يَحْلِبُوها متى ما سَمِعُوا صارِخاً؛ أَحْلَبُوا الحرْبَ أَي جمعوا لها.
ونَقَعَ الصارِخُ بصوته يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَه، كلاهما: تابَعَه وأَدامَه؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه: إِنه قال في نساءٍ اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ على خالد بن الوليد: وما على نساء بني المغيرة أَنْ يُهْرِقْنَ، وفي التهذيب: يَسْفِكْنَ من دُموعِهِنَّ على أَبي سُلَيْمانَ ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقةٌ، يعني رَفْعَ الصوتِ، وقيل: يعين بالنقْعِ أَصواتَ الخُدودِ إِذا ضُرِبَتْ، وقيل: هو وضعهن على رؤُوسهن النَّقْعَ،وهو الغبارُ، قال ابن الأَثير: وهذا أَولى لأَنه قَرَنَ به اللَّقْلَقَةَ، وهي الصوت، فحَمْلُ اللفظين على معنيين أَوْلى من حملهما عى معنى واحد، وقيل: النَّقْعُ ههنا شَقُّ الجُيُوبِ؛ قال ابن الأَعرابي: وجدت بيتاً للمرار فيه: نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليَّ حَيًّا، وأَعْدَدْنَ المَراثيَ والعَوِيلا والنَّقَّاعُ: المُتَكَثِّرُ بما ليس عنده من مدْحِ نفْسِه بالشَّجاعة والسَّخاءِ وما أَشبهه.
ونَقَعَ له الشَّرَّ: أَدامَه.
وحكى أَبو عبيد: أَنْقَعْتُ له شَرًّا، وهو اسْتِعارةٌ.
ويقال: نَقَعَه بالشتم إِذا شتمه شتماً قبيحاً.
والنَّقائِعُ: خَبارَى في بِلادِ تميم، والخَبارَى: جمع خَبْراءَ، وهي قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فيه الماءُ.
وانْتُقِعَ لونُه: تَغَيَّرَ من هَمٍّ أَو فزَعٍ، وهو مُنْتَقَعٌ، والميم أَعرف، وزعم يعقوب أَن ميم امْتُقِعَ بدل من نونها.
وفي حديث المبعث: أَنه أَتَى النبي، صلى الله عليه وسلم، ملكانِ فأَضْجَعاه وشَقَّا بَطنَه فرجعَ وقد انْتُقِعَ لونُه؛ قال النضر: يقال ذلك إِذا ذَهَبَ دَمُه وتغيرت جلدة وجهه إِما من خوْفٍ وإِما من مَرَضٍ.
والنَّقُوعُ: ضَرْبٌ من الطِّيب. الأَصمعي: يقال صَبَغَ فلان ثوبَه بنَقُوعٍ، وهو صِبْغٌ يجعل فيه من أَفْواه الطِّيبِ.
وفي الحديث: أَنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ؛ قال ابن الأَثير: هو موضع حمَاه لِنَعَمِ الفيءِ وخَيْلِ المجاهدين فلا يَرْعاه غيرها، وهو موضع قريب من المدينة كان يَسْتَنْقِعُ فيه الماء أَي يجتمع؛ قال: ومنه الحديث أَول جُمُعةٍ جُمِّعَتْ في الإِسلام بالمدينة في نَقِيعِ الخَضِماتِ؛ قال: هو موضع بنواحي المدينة.

وجه (لسان العرب) [1]


الوَجْهُ: معروف، والجمع الوُجُوه.
وحكى الفراء: حَيِّ الأُجُوهَ وحَيِّ الوُجُوه. قال ابن السكيت: ويفعلون ذلك كثيراً في الواو إذا انضمت.
وفي الحديث: أَنه ذكر فِتَناً كوُجُوهِ البَقَرِ أَي يُشْبِه بَعْضُها بعضاً لأَن وُجُوهَ البقر تتشابه كثيراً؛ أَراد أَنها فِتَنٌ مُشْتَبِهَةٌ لا يُدْرَى كيف يُؤْتَى لها. قال الزمخشري: وعندي أَن المراد تأْتي نواطِحَ للناس ومن ثم قالوا نَواطِحُ الدَّهْرِ لنوائبه.
ووَجْهُ كُلِّ شيء: مُسْتَقْبَلُه، وفي التنزيل العزيز: فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وَجْهُ اللهِ.
وفي حديث أُمّ سلمة: أَنها لما وَعَظَتْ عائشة حين خرجت إلى البصرة قالت لها: لو أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عَارَضَكِ ببعض الفَلَواتِ ناصَّةً قَلُوصاً من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ . . . أكمل المادة قد وَجِّهْتِ سدافَتَه وتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ في حديث طويل؛ قولها: وَجَّهْتِ سِدافَتَه أَي أَخذتِ وَجْهاً هَتَكْتِ سِتْرَك فيه، وقيل: معناه أَزَلْتِ سِدافَتَهُ، وهي الحجابُ، من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجَعَلْتِها أَمامَكِ. القتيبي: ويكون معنى وَجَّهْتِهَا أَي أَزَلْتِهَا من المكان الذي أُمِرْتِ بلزومه وجَعَلْتِهَا أَمامَكِ.
والوَجْهُ: المُحَيَّا.
وقوله تعالى: فأَقِمْ وَجْهَكَ للدِّين حَنِيفاً؛ أَي اتَّبِع الدِّينَ القَيِّمَ، وأَراد فأَقيموا وجوهكم، يدل على ذلك قوله عز وجل بعده: مُنِيبِينَ إليه واتَّقُوهُ؛ والمخاطَبُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، والمراد هو والأُمَّةُ، والجمع أَوْجُهٌ ووُجُوهٌ. قال اللحياني: وقد تكون الأَوْجُهُ للكثير، وزعم أَن في مصحف أُبَيٍّ أَوْجُهِكُمْ مكان وُجُوهِكُمْ، أُراه يريد قوله تعالى: فامسحوا بوُجُوهِكُمْ.
وقوله عز وجل: كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وَجْهَهُ؛ قال الزجاج: أَراد إلا إيَّاهُ.
وفي الحديث: كانَتْ وُجُوهُ بُيُوت أَصحابِهِ شارعةً في المسجد؛ وَجْهُ البيتِ: الخَدُّ الذي يكون فيه بابه أَي كانت أَبواب بيوتهم في المسجد، ولذلك قيل لَخَدِّ البيت الذي فيه الباب وَجْهُ الكَعْبةِ.
وفي الحديث: لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَو لَيُخالِفَنَّ الله بين وُجُوهكم؛ أَراد وُجوهَ القلوب، كحديثه الآخر: لا تَخْتَلِفُوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبكم أَي هَوَاها وإرادَتُها.
وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: لا تَفْقَهُ حتى تَرَى للقرآن وُجُوهاً أَي تَرَى له مَعَانيَ يحتملها فتَهابَ الإقْدامَ عليه.
ووُجُوهُ البلد: أَشرافُه.
ويقال: هذا وَجْهُ الرأْيِ أَي هو الرأْيُ نَفْسُه.
والوَجْه والجِهَةُ بمعنىً، والهاء عوض من الواو، والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ، بكسر الواو وضمها، والواو تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ، وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادر.
واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ، وهو افْتَعَلَ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بُنِيَ عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجَاهَكَ أَي تِلْقاءَك.
ووَجْهُ الفَرَسِ: ما أَقبل عليك من الرأْس من دون مَنَابت شعر الرأْس.
وإنه لعَبْدُ الوَجْهِ وحُرُّ الوَجْهِ، وإنه لسَهْلُ الوَجْهِ إذا لم يكن ظاهر الوَجْنَةِ.
ووَجْهُ النهار: أَوَّلُهُ.
وجئتك بوَجْهِ نهارٍ أَي بأَوّل نهار.
وكان ذلك على وَجْهِ الدهرأَي أَوَّلِهِ؛ وبه يفسره ابن الأَعرابي.
ويقال: أَتيته بوَجْهِ نهارٍ وشَبابِ نهارٍ وصَدْرِ نهارٍ أَي في أَوَّله؛ ومنه قوله: مَنْ كان مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ، فليأْتِ نِسْوَتَنَا بوَجْهِ نهارِ وقيل في قوله تعالى: وَجْهَ النهارِ واكْفُروا آخِرَهُ؛ صلاة الصبح، وقيل: هو أَوّل النهار.
ووَجْهُ النجم: ما بدا لك منه.
ووَجْهُ الكلام: السبيلُ الذي تقصده به.
وجاهاهُ إذا فاخَرَهُ.
ووُجُوهُ القوم: سادتهم، واحدهم وَجْهٌ، وكذلك وُجَهَاؤهم، واحدهم وَجِيهٌ.
وصَرَفَ الشيءَ عن وَجْهِهِ أَي سَنَنِهِ.
وجِهَةُ الأَمرِ وجَهَتُهُ ووِجْهَتُه ووُجْهَتُهُ: وَجْهُهُ. الجوهري: الاسم الوِجْهَة والوُجْهة، بكسر الواو وضمها، والواو تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ، وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادرِ.
وما له جِهَةٌ في هذا الأَمرِ ولا وِجْهَةٌ أَي لا يبصر وجْهَ أَمره كيف يأْتي له.
والجِهَةُ والوِجْهَةُ جميعاً: الموضعُ الذي تَتَوَجَّهُ إليه وتقصده.
وضَلَّ وِجْهَةَ أَمْرهِ أَي قَصْدَهُ؛ قال: نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ، لما اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَدِ ويروى: هِدْيَةَ رَوْقِهِ.
وخَلِّ عن جِهَتِه: يريد جِهَةَ الطريقِ.
وقلت كذا على جِهَةِ كذا، وفعلت ذلك على جهة العدل وجهة الجور؛ والجهة: النحو، تقول كذا على جهة كذا، وتقول: رجل أَحمر من جهته الحمرة، وأَسود من جهته السواد.
والوِجهةُ والوُجهةُ: القِبلةُ وشِبْهها في كل وجهة أَي في كل وجه استقبلته وأَخذت فيه.
وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ، لأَن أَصل التاء فيهما واو.وتوَجَّه إليه: ذهب. قال ابن بري: قال أَبو زيد تَجِهَ الرجلُ يَتْجَهُ تَجَهاً.
وقال الأَصمعي: تَجَهَ،بالفتح؛ وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصين: قَصَرْتُ له القبيلةَ، إذ تَجِهْنا وما ضاقَتْ بشَدّته ذِراعي والأَصمعي يرويه: تَجَهْنا، والذي أَراده اتَّجَهْنا، فحذف أَلف الوصل وإحدى التاءين، وقَصَرْتُ: حبَسْتُ.
والقبيلةُ: اسم فرسه، وهي مذكورة في موضعها، وقيل: القبيلة اسم فرسٍ؛ أَنشد ابن بري لطُفيلٍ: بناتُ الغُرابِ والوجِيهِ ولاحِقٍ، وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنسِّبِ واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ، وهو افْتَعَل، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بني عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي تِلْقاءك.
وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ لأَن أَصل التاء فيهما واو.
ووَجَّه إليه كذا: أَرسله، ووجَّهْتُهُ في حاجةٍ ووجَّهْتُ وجْهِيَ لله وتوَجَّهْتُ نحوَكَ وإليك.
ويقال في التحضيض: وَجِّهِ الحَجَرَ وجْهةٌ مّا له وجِهَةٌ مّا له ووَجْهٌ مّا له، وإنما رفع لأَن كل حَجَرٍ يُرْمى به فله وجْهٌ؛ كل ذلك عن اللحياني، قال: وقال بعضهم وجِّه الحَجَرَ وِجْهةً وجِهةً مّا له ووَجْهاً مّا له، فنصب بوقوع الفعل عليه، وجعل ما فَضْلاً، يريد وَجِّه الأَمرَ وَجْهَهُ؛ يضرب مثلاً للأَمر إذا لم يستقم من جهةٍ أَن يُوَجِّهَ له تدبيراً من جِهةٍ أُخرى، وأَصل هذا في الحَجَرِ يُوضَعُ في البناء فلا يستقيم، فيُقْلَبُ على وجْهٍ آخر فيستقيم. أَبو عبيد في باب الأَمر بحسن التدبير والنهي عن الخُرْقِ: وَجِّهْ وَجْهَ الحَجَرِ وِجْهةً مّا له، ويقال: وِجْهة مّا له، بالرفع، أَي دَبِّرِ الأَمر على وجْهِه الذي ينبغي أَن يُوَجَّهَ عليه.
وفي حُسْنِ التدبير يقال: ضرب وجْهَ الأَمر وعيْنَه. أَبو عبيدة: يقال وَجِّه الحجر جهةٌ مّا له، يقال في موضع الحَضِّ على الطلب، لأَن كل حجر يُرْمى به فله وجْهٌ، فعلي هذا المعنى رفعه، ومن نصبه فكأَنه قال وَجِّه الحجر جِهَتَه، وما فضْلٌ، وموضع المثل ضََعْ كلَّ شيء موضعه. ابن الأَعرابي: وَجِّه الحجر جِهَةً مّا له وجهةٌ مّا له ووِجْهةً مّا له ووِجهةٌ مّا له ووَجْهاً مّا له ووَجْهٌ مّا له.
والمُواجَهَةُ: المُقابلَة.
والمُواجَهةُ: استقبالك الرجل بكلام أَو وَجْهٍ؛ قاله الليث.
وهو وُجاهَكَ ووِجاهَكَ وتُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي حِذاءَكَ من تِلْقاءِ وَجْهِكَ.
واستعمل سيبويه التُّجاهَ اسماً وظرفاً.
وحكى اللحياني: داريِ وجاهَ دارِكَ ووَجاهَ دارِكَ ووُجاهَ دارك، وتبدل التاء من كل ذلك.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وكان لعلي، رضوان الله عليه، وَجْهٌ من الناس حياةَ فاطمةَ، رِضوانُ الله عليها، أَي جاهٌ وعِزٌّ فقَدَهما بعدها.والوُجاهُ والتُّجاهُ: الوجْهُ الذي تقصده.
ولقيه وِجاهاً ومُواجَهةً: قابَل وجْهَهُ بوجْهِه.
وتواجَهَ المنزلانِ والرجلان: تقابلا.
والوُجاهُ والتُّجاه: لغتان، وهما ما استقبل شيء شيئاً، تقول: دارُ فلانٍ تُجاهَ دار فلان.
وفي حديث صلاة الخوف: وطائفةٌ وُجاهَ العدوّ أَي مُقابَلتَهم وحِذاءَهم، وتكسر الواو وتضم؛ وفي رواية: تُجاهَ العدوِّ، والتاء بدل من الواو مثلها في تُقاةٍ وتُخَمةٍ، وقد تكرر في الحديث.
ورجل ذو وَجْهينِ إذا لَقِيَ بخلاف ما في قلبه.
وتقول: توجَّهوا إليك ووَجَّهوا، كلٌّ يقال غير أَن قولك وَجَّهوا إليك على معنى وَلَّوْا وُجوهَهُم، والتَّوَجُّه الفعل اللازم. أَبو عبيد: من أَمثالهم: أَينما أُوَجِّهْ أَلْقَ سَعْداً؛ معناه أَين أَتَوَجَّه.
وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ وبَيَّنَ وتبَيَّنَ بمعنى واحد.
والوجْهُ: الجاهُ.
ورجل مُوَجَّهٌ ووَجِيهٌ: ذو جاه وقد وَجُهَ وَجاهةٌ.
وأَوْجَهَه: جعل له وجْهاً عند الناس؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس: ونادَمْتُ قَيْصَرَ في مُلْكِه، فأَوْجَهَني وركِبْتُ البَريدا ورجل وَجِيهٌ: ذو وَجاهةٍ.
وقد وَجُه الرجلُ، بالضم: صار وَجِيهاً أَي ذا جاهٍ وقَدْر.
وأَوجَهَه الله أَي صَيَّرَه وَجِيهاً.
ووجَّهَه السلطانُ وأَوجَهَه: شرَّفَه.
وأَوجَهْتُه: صادَفْتُه وَجِيهاً، وكلُّه من الوَجْهِ؛ قال المُساوِرُ بن هِنْدِ بن قيْس بن زُهَيْر: وأَرَى الغَواني، بَعْدَما أَوْجَهْنَني، أَدْبَرْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ: شيخٌ أَعْوَرُ ورجل وَجْهٌ: ذو جاه.
وكِساءٌ مُوَجَّهٌ أَي ذو وَجْهَينِ.
وأَحْدَبُ مُوَجَّهٌ: له حَدَبَتانِ من خلفه وأَمامه، على التشبيه بذلك.
وفي حديث أَهل البيت: لايُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ؛ حكاه الهروي في الغريبين.
ووَجَّهَتِ الأَرضَ المَطَرَةُ: صَيَّرتَهْا وَجْهاً واحداً، كما تقول: تَرَكَتِ الأَرضَ قَرْواً واحداً.
ووَجَّهَها المطرُ: قَشَرَ وَجْهَها وأَثر فيه كحَرَصَها؛ عن ابن الأَعرابي.
وفي المثل: أَحمق ما يتَوَجَّهُ أَي لا يُحْسِنُ أَن يأْتي الغائط. ابن سيده: فلان ما يتَوَجَّهُ؛ يعني أَنه إذا أَتى الغائط جلس مستدبر الريح فتأْتيه الريح بريح خُرْئِه.
والتَّوَجُّهُ: الإقبال والانهزام.
وتَوَجَّهَ الرجلُ: وَلَّى وكَبِرَ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: كعَهْدِكِ لا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّني، ولا يَفَنٌ مِمَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ ويقال للرجل إذا كَبِرَ سِنُّهُ: قد تَوَجَّهَ.ابن الأَعرابي: يقال شَمِطَ ثم شاخ ثم كَبِرَ ثم تَوَجَّهَ ثم دَلَف ثم دَبَّ ثم مَجَّ ثم ثَلَّبَ ثم الموت.
وعندي امرأَة قد أَوْجَهَتْ أَي قعدت عن الولادة.
ويقال: وَجَّهَتِ الريحُ الحصى تَوْجِيهاً إذا ساقته؛ وأَنشد: تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ ويقال: قاد فلانٌ فلاناً فوَجَّه أَي انقاد واتّبع.
وشيءٌ مُوَجَّهٌ إذا جُعِلَ على جِهَةٍ واحدة لا يختلف. اللحياني: نظر فلانٌ بِوُجَيْهِ سُوءٍ وبجُوهِ سُوءٍ وبِجيهِ سوءٍ.
وقال الأَصمعي: وَجَهْتُ فلاناً إذا ضربت في وجْهِه، فهو مَوْجوهٌ.
ويقال: أَتى فلان فلاناً فأَوْجَهَهُ وأَوْجَأَهُ إذا رَدَّهُ.
وجُهتُ فلاناً بما كره فأَنا أَجُوهه إذا استقبلته به؛ قاله الفراء، وكأَن أَصله من الوَجْه فقُلِبَ، وكذلك الجاهُ وأَصله الوَجْهُ. قال الفراء: وسمعت امرأَة تقول أَخاف أَن تجُوهَني بأَكثر من هذا أَي تستقبلني. قال شمر: أُراه مأْخوذاً من الوَجْهِ؛ الأَزهري: كأَنه مقلوب.
ويقال: خرج القوم فوَجَّهُوا للناس الطريقَ توجيهاً إذا وَطِئُوه وسَلَكوه حتى استبان أَثَرُ الطريق لمن يسلكه.
وأَجْهَتِ السماءُ فهي مُجْهِيَةٌ إذا أَصْبَحت، وأَجْهَت لك السَّبيلُ أَي استبانت.
وبيتٌ أَجْهَى: لا سِتْرَ عليه.
وبيوتٌ جُهْوٌ، بالواو، وعَنْزٌ جَهْواء: لا يستر ذَنَبُها حياءها.
وهم وِجاهُ أَلْفٍ أَي زُهاءُ أَلفٍ؛ عن ابن الأَعرابي.
ووَجَّهَ النخلةَ: غرسها فأَمالها قِبَلَ الشَّمال فأَقامتْها الشَّمالُ.
والوَجِيهُ من الخيل: الذي تخرج يداه معاً عند النِّتاج، واسم ذلك الفعل التَّوْجيهُ.
ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أَوّلاً: وَجِيهٌ، وإذا خرجت رجلاه أََّْلاً: يَتْنٌ.
والوجيهُ: فرس من خيل العرب نَجِيبٌ، سمي بذلك.
والتَّوْجيهُ في القوائم: كالصَّدَفِ إلاَّ أَنه دونه، وقيل: التَّوْجيهُ من الفَرَس تَدانِي العُجايَتَيْنِ وتَداني الحافرين والْتِواءٌ مِنَ الرُّسْغَيْنِ.
وفي قَوافي الشِّعْرِ التأْسيس والتَّوْجيهُ والقافيةُ، وذلك في مثل قوله: كِلِيني لهَمٍّ، يا أُمَيمَةَ، ناصِبِ فالباء هي القافية، والأَلف التي قبل الصاد تأْسيسٌ، والصادُ تَوْجِيهٌ بين التأْسيس والقافية، وإِنما قيل له تَوْجِيهٌ لأَن لك أَن تُغَيِّرَه بأَيِّ حرفٍ شئتَ، واسم الحرف الدَّخِيلُ. الجوهري: التَّوْجيهُ هو الحرف الذي بين أَلف التأْسيس وبين القافية، قال: ولك أَن تغيره بأَي حرف شئتَ كقول امرئ القيس: أَنِّي أَفِرْ، مع قوله: جميعاً صُبُرْ، واليومُ قَرّ، ولذلك قيل له تَوْجيهٌ؛ وغيره يقول: التوجيه اسم لحركاته إِذا كان الرَّوِيُّ مُقَيَّداً. قال ابن بري: التَّوْجيهُ هو حركة الحرف الذي قبل الرويِّ المقيد، وقيل له توجيه لأَنه وَجَّهَ الحرفَ الذي قبل الرَّوِيِّ المقيد إِليه لا غير، ولم يَحْدُث عنه حرفُ لِينٍ كما حدث عن الرَّسِّ والحَذْوِ والمَجْرَى والنَّفادِ، وأَما الحرف الذي بين أَلف التأْسيس والرَّوِيِّ فإِنه يسمى الدَّخيلَ، وسُمِّي دَخِيلاً لدخوله بين لازمين، وتسمى حركته الإِشباعَ، والخليل لا يجيز اختلاف التوجيه ويجيز اختلاف الإِشباع، ويرى أَن اختلاف التوجيه سِنادٌ، وأَبو الحسن بضدّه يرى اختلاف الإِشباع أَفحش من اختلاف التوجيه، إِلا أَنه يرى اختلافهما، بالكسر والضم، جائزاً، ويرى الفتح مع الكسر والضم قبيحاً في التوجيه والإِشباع، والخليل يستقبحه في التوجيه أَشدّ من استقباحه في الإِشباع، ويراه سِناداً بخلاف الإِشباع، والأَخفش يجعل اختلاف الإِشباع بالفتح والضم أَو الكسر سِناداً؛ قال: وحكاية الجوهري مناقضة لتمثيله، لأَنه حكى أَن التَّوْجِيهَ الحرف الذي بين أَلف التأْسيس والقافية، ثم مثَّله بما ليس له أَلف تأْسيس نحو قوله: أَني أَفرْ، مع قوله: صُبُرْ، واليومُ قَرّ. ابن سيده: والتَّوْجِيهُ في قَوافي الشِّعْرِ الحرفُ الذي قبل الرَّوِيّ في القافية المقيدة، وقيل: هو أَن تضمه وتفتحه، فإِن كسرته فذلك السِّنادُ؛ هذا قول أَهل اللغة، وتحريره أَن تقول: إِن التَّوْجيهَ اختلافُ حركة الحرف الذي قبل الرَّوِيَّ المقيد كقوله: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وقوله فيها: أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ وقوله مع ذلك: سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوينَ العُقُقْ قال: والتوجيه أَيضاً الذي بين حرف الروي المطلق والتأْسيس كقوله: أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ فالأَلف تأْسيس، والنون توجيه، والباء حرف الروي، والهاء صلة؛ وقال الأَحفش: التَّوْجيهُ حركة الحرف الذي إلى جنب الرَّوِيّ المقيد لا يجوز مع الفتح غيره نحو: قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجَبَرْ التزم الفتح فيها كلها، ويجوز معها الكسر والضم في قصيدة واحدة كما مثَّلنا.
وقال ابن جني: أَصله من التَّوْجِيه، كأَن حرف الرَّوِيّ مُوَجَّهٌ عندهم أَي كأَنَّ له وجهين: أَحدهما من قبله، والآخر من بعده، أَلا ترى أَنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيداً نحو الحَمِقْ والعُقُقْ والمُخْتَرَقْ؟ كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقاً نحو قوله:عَجْلانَ ذا زَادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ مع قوله فيها: وبذاك خَبَّرَنا الغرابُ الأَسْوَدُ وقوله: عَنَمٌ يكادُ من اللَّطافَةِ يُعْقَدُ فلذلك سميت الحركة قبل الرويّ المقيد تَوجيهاً، إَعلاماً أَن للرويّ وجهين في حالين مختلفين، وذلك أَنه إِذا كان مقيداً فله وَجْهٌ يتقدّمه، وإِذا كان مطلقاً فله وَجْهٌ يتأَخر عنه، فجرى مجرى الثوب المُوَجَّهِ ونحوِه؛ قال: وهذا أَمثل عندي من قول مَنْ قال إِنما سُمِّي تَوْجيهاً لأَنه يجوز فيه وُجُوهٌ من اختلاف الحركات، لأَنه لو كان كذلك لمَا تَشدَّد الخليل في اختلاف الحركات قبله، ولمَا فَحُشَ ذلك عنده.
والوَجِيهَةُ: خَرَزَةٌ، وقيل: ضرب من الخَرَزِ.
وبنو وَجِيهةَ: بطن.

هدي (لسان العرب) [1]


من أَسماء الله تعالى سبحانه: الهادي؛ قال ابن الأَثير: هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده. ابن سيده: الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ، والدلالة أُنثى، وقد حكي فيها التذكير؛ وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ: ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي قال ابن جني: قال اللحياني الهُدَى مذكر، قال: وقال الكسائي بعض بني أَسد يؤنثه، يقول: هذه هُدًى مستقيمة. قال أَبو إِسحق: قوله عز وجل: قل إِن هُدَى الله هو الهُدَى؛ أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ.
وقوله . . . أكمل المادة تعالى: إِنَّ علينا لَلْهُدَى؛ أَي إِنَّ علينا أَنْ نُبَيِّنَ طريقَ الهُدَى من طَرِيق الضَّلال.
وقد هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدايةً وهِديةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدًى.
وقال قتادة في قوله عز وجل: وأَما ثَمُودُ فهَدَيْناهُم؛ أَي بَيَّنَّا لهم طَرِيقَ الهُدى وطريق الضلالة فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضلالة على الهُدَى. الليث: لغة أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك.
وقوله تعالى: أَوَلم يَهْدِ لهم؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: أَوَلم يُبَيِّنْ لهم.
وفي الحديث: أَنه قال لعليّ سَلِ اللهَ الهُدَى، وفي رواية: قل اللهم اهْدِني وسَدِّدْني واذكر بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك السَّهْمَ؛ والمعنى إِذا سأَلتَ الله الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ الطَّريق وسَلِ الله الاستقامة فيه كما تتَحَرَّاه في سُلوك الطريق، لأَنَّ سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ ولا يُفارِقُها خوفاً من الضلال، وكذلك الرَّامِي إِذا رَمَى شيئاً سَدَّد السَّهم نحوه ليُصِيبه، فأَخْطِر ذلك بقلبك ليكون ما تَنْويه مِنَ الدُّعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي.
وقوله عز وجل: الذي أَعْطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدَى؛ معناه خَلَق كلَّ شيء على الهيئة التي بها يُنْتَفَعُ والتي هي أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه لمَعِيشته، وقيل: ثم هَداه لموضعِ ما يكون منه الولد، والأَوَّل أَبين وأَوضح، وقد هُدِيَ فاهْتَدَى. الزجاج في قوله تعالى: قُلِ اللهُ يَهْدِي للحقِّ؛ يقال: هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الحق بمعنًى واحد، لأَنَّ هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين، والحقُّ يَتَعَدَّى بحرف جر، المعنى: قل الله يهدي مَن يشاء للحق.
وفي الحديث: سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين المَهْدِيّينَ؛ المَهْدِيُّ: الذي قد هَداه الله إِلى الحق، وقد اسْتُعْمِل في الأَسماء حتى صار كالأَسماء الغالبة، وبه سُمي المهْدِيُّ الذي بَشَّر به النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، أَنه يجيء في آخر الزمان، ويريد بالخلفاء المهديين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً، رضوان الله عليهم، وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم، وقد تَهَدَّى إِلى الشيء واهْتَدَى.
وقوله تعالى: ويَزِيدُ الله الذين اهْتَدَوْا هُدًى؛ قيل: بالناسخ والمنسوخ، وقيل: بأَن يَجْعَلَ جزاءهم أَن يزيدهم في يقينهم هُدًى كما أَضَلَّ الفاسِق بفسقه، ووضع الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتداء.
وقوله تعالى: وإِني لَغَفّار لمن تابَ وآمَنَ وعَمِل صالحاً ثمَّ اهْتَدَى؛ قال الزجاج: تابَ مِنْ ذنبه وآمن برَبِّهِ ثم اهْتدى أَي أَقامَ على الإِيمان، وهَدَى واهْتَدَى بمعنى.
وقوله تعالى: إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ؛ قال الفراء: يريد لا يَهْتدِي.
وقوله تعالى: أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى، بالتقاء الساكنين فيمن قرأَ به، فإِن ابن جني قال: لا يخلو من أَحد أَمرين: إِما أَن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من يَهْتَدِي مختلسة الحركة، وإِما أَن تكون الدال مشدَّدة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إِليها أَو مكسورة لسكونها وسكون الدال الأُولى، قال الفراء: معنى قوله تعالى: أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى؛ يقول: يَعْبُدون ما لا يَقْدِر أَن يَنتقل عن مكانه إِلا أَن يَنْقُلُوه، قال الزجاج: وقرئ أَمْ مَن لا يَهْدْي، بإسكان الهاء والدال، قال: وهي قراءة شاذة وهي مروية، قال: وقرأَ أَبو عمرو أَمْ مَن لا يَهَدِّي، بفتح الهاء، والأَصل لا يَهْتَدِي.
وقرأَ عاصم: أم مَنْ لا يَهِدِّي، بكسر الهاء، بمعنى يَهْتَدِي أَيضاً، ومن قرأَ أَمْ من لا يَهْدِي خفيفة، فمعناه يَهْتَدِي أَيضاً. يقال: هَدَيْتُه فَهَدَى أَي اهْتَدَى؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ تَهتدِي أَحْوَى طِمِرّْ فقد يجوز أَن يريد تهتدي بأَحوى، ثم حذف الحرف وأَوصل الفعل، وقد يجوز أَن يكون معنى تهتدي هنا تَطْلُب أَن يَهْدِيها، كما حكاه سيبويه من قولهم اخْتَرَجْتُه في معنى استخرجته أَي طلبت منه أَن يَخْرُج.
وقال بعضهم: هداه اللهُ الطريقَ، وهي لغة أَهل الحجاز، وهَداه للطَّريقِ وإِلى الطريقِ هِدايةً وهَداه يَهْدِيه هِدايةً إِذا دَلَّه على الطريق.
وهَدَيْتُه الطَّريقَ والبيتَ هِداية أَي عرَّفته، لغة أَهل الحجاز، وغيرهم يقول: هديته إِلى الطريق وإِلى الدار؛ حكاها الأَخفش. قال ابن بري: يقال هديته الطريق بمعنى عرّفته فيُعَدَّى إلى مفعولين، ويقال: هديته إِلى الطريق وللطريق على معنى أَرشَدْته إِليها فيُعدَّى بحرف الجر كأَرْشَدْتُ، قال: ويقال: هَدَيْتُ له الطريقَ على معنى بَيَّنْتُ له الطريق، وعليه قوله سبحانه وتعالى: أَوَلمْ يَهْدِ لهم، وهَدَيْناه النَّجْدَيْن، وفيه: اهْدِنا الصِّراطَ المستقيم، معنى طَلَب الهُدَى منه تعالى، وقد هَداهُم أَنهم قد رَغِبُوا منه تعالى التثبيت على الهدى، وفيه: وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القَوْل وهُدُوا إِلى صِراطِ الحَميد، وفيه: وإِنك لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم.
وأَمّا هَدَيْتُ العَرُوس إِلى زوجها فلا بدّ فيه من اللام لأَنه بمعنى زَفَفْتها إِليه، وأَمَّا أَهْدَيْتُ إِلى البيت هَدْياً فلا يكون إِلا بالأَلف لأَنه بمعنى أَرْسَلْتُ فلذلك جاء على أَفْعَلْتُ.
وفي حديث محمد بن كعب: بلغني أَن عبد الله بن أَبي سَلِيط قال لعبد الرحمن بن زَيْدِ بن حارِثةَ، وقد أَخَّر صلاة الظهر: أَكانوا يُصَلُّون هذه الصلاة السَّاعةَ؟ قال: لا واللهِ، فَما هَدَى مِمّا رَجَعَ أَي فما بَيِّنَ وما جاء بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب، إِنما قال لا واللهِ وسَكَتَ، والمَرْجُوعُ الجواب فلم يجيءْ بجواب فيه بيان ولا حجة لما فعل من تأْخير الصلاة.
وهَدَى: بمعنى بيَّنَ في لغة أَهل الغَوْر، يقولون: هَدَيْتُ لك بمعنى بَيَّنْتُ لك.
ويقال بلغتهم نزلت: أَوَلم يَهْدِ لهم.
وحكى ابن الأَعرابي: رَجُل هَدُوٌّ على مثال عدُوٍّ، كأَنه من الهِداية، ولم يَحكها يعقوب في الأَلفاظ التي حصرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ.
وهَدَيْت الضالَّةَ هِدايةً.
والهُدى: النَّهارُ؛ قال ابن مقبل: حتى اسْتَبَنْتُ الهُدى، والبِيدُ هاجِمةٌ يخْشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً، أَو يُصَلِّينا والهُدى: إِخراج شيء إِلى شيء.
والهُدى أَيضاً: الطاعةُ والوَرَعُ.
والهُدى: الهادي في قوله عز وجل: أَو أَجِدُ على النارِ هُدًى؛ والطريقُ يسمَّى هُدًى؛ ومنه قول الشماخ: قد وكَّلْتْ بالهُدى إِنسانَ ساهِمةٍ، كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ وفلان لا يَهْدي الطريقَ ولا يَهْتَدي ولا يَهَدِّي ولا يَهِدِّي، وذهب على هِدْيَتِه أَي على قَصْده في الكلام وغيره.
وخذ في هِدْيَتِك أَي فيما كنت فيه من الحديث والعَمَل ولا تَعْدِل عنه. الأَزهري: أَبو زيد في باب الهاء والقاف: يقال للرجل إِذا حَدَّث بحديث ثم عَدل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره: خذ على هِدْيَتِك، بالكسر، وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه، وقال: كذا أَخبرني أَبو بكر عن شمر، وقيده في كتابه المسموع من شمر: خذ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه، بالقاف.
ونَظَرَ فلان هِدْيةَ أَمرِه أَي جِهةَ أَمرِه.
وضلَّ هِدْيَتَه وهُدْيَتَه أَي لوَجْهِه؛ قال عمرو بن أَحمر الباهليّ: نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه، لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَي ترَك وجهَه الذي كان يُرِيدُه وسقَط لما أَنْ صَرَعْتُه، وضلَّ الموضعَ الذي كان يَقْصِدُ له برَوْقِه من الدَّهَش.
ويقال: فلان يَذْهَب على هِدْيَتِه أِي على قَصْدِه.
ويقال: هَدَيْتُ أَي قصدْتُ.
وهو على مُهَيْدِيَتِه أَي حاله؛ حكاها ثعلب، ولا مكبر لها.
ولك هُدَيّا هذه الفَعْلةِ أَي مِثلُها، ولك عندي هُدَيَّاها أَي مثلُها.
ورمى بسهم ثم رمى بآخرَ هُدَيَّاهُ أَي مثلِه أَو قَصْدَه. ابن شميل: اسْتَبَقَ رجلان فلما سبق أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فقال له المَسْبُوق: لم تَسْبِقْني فقال السابقُ: فأَنت على هُدَيَّاها أَي أُعاوِدُك ثانيةً وأَنت على بُدْأَتِكَ أَي أُعاوِدك؛ وتبالحا: وتَجاحَدا، وقال: فَعل به هُدَيَّاها أَي مِثلَها.
وفلان يَهْدي هَدْيَ فلان: يفعل مثل فعله ويَسِير سِيرَته.
وفي الحديث: واهْدُوا بهَدْي عَمَّارٍ أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه.
وما أَحسن هَدْيَه أَي سَمْتَه وسكونه.
وفلان حسَنُ الهَدْي والهِدْيةِ أَي الطريقة والسِّيرة.
وما أَحْسَنَ هِدْيَتَهُ وهَدْيَه أَيضاً، بالفتح، أَي سِيرَته، والجمع هَدْيٌ مثل تَمْرة وتَمْرٍ.
وما أَشبه هَدْيَه بهَدْي فلان أَي سَمْتَه. أَبو عدنان: فلان حَسَنُ الهَدْي وهو حُسْنُ المذهب في أُموره كلها؛ وقال زيادةُ بن زيد العدوي: ويُخْبِرُني عن غائبِ المَرْءِ هَدْيُه، كفى الهَدْيُ عما غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا وهَدى هَدْيَ فلان أَي سارَ سَيْره. الفراء: يقال ليس لهذا الأَمر هِدْيةٌ ولا قِبْلةٌ ولا دِبْرةٌ ولا وِجْهةٌ.
وفي حديث عبد الله بن مسعود: إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية والطريقة والنحو والهيئة، وفي حديثه الآخر: كنا نَنْظُر إِلى هَدْيهِ ودَلِّه؛ أَبو عبيد: وأَحدهما قريب المعنى من الآخر؛ وقال عِمْرانُ بنِ حطَّانَ: وما كُنتُ في هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ، وما كُنْتُ في مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ (* قوله« في مخزته» الذي في التهذيب: من مخزاته.) وفي الحديث: الهَدْيُ الصالح والسَّمْتُ الصالِحُ جزء من خمسة وعشرين جُزءاً من النبوَّة؛ ابن الأَثير: الهَدْيُ السِّيرةُ والهَيْئة والطريقة، ومعنى الحديث أَن هذه الحالَ من شمائل الأَنبياء من جملة خصالهم وأَنها جُزْء معلوم من أَجْزاء أَفْعالهم، وليس المعنى أَن النبوّة تتجزأ، ولا أَنَ من جمع هذه الخِلال كان فيه جزء من النُّبُوّة، فإِن النبوّةَ غير مُكْتَسبة ولا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب، وإِنما هي كرامةٌ من الله تعالى، ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ما جاءت به النبوّة ودعت إِليه، وتَخْصيصُ هذا العدد ما يستأْثر النبي،صلى الله عليه وسلم، بمعرفته.
وكلُّ متقدِّم هادٍ.
والهادي: العُنُقُ لتقدّمه؛ قال المفضل النُّكْري: جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابي، وهادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ والجمع هَوادٍ.
وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم: أَنه بَعَثَ إِلى ضُباعةَ وذَبَحت شاةً فطَلَب منها فقالت ما بَقِيَ منها إِلا الرَّقَبَةُ فبَعَثَ إِليها أَن أَرْسِلي بها فإِنها هادِةُ الشايةِ.
والهادِيةُ والهادي: العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم على البدَن ولأَنها تَهْدي الجَسَد. الأَصمعي: الهادِيةُ من كل شيء أَوَّلُه وما تقَدَّمَ منه، ولهذا قيل: أَقْبَلَتْ هَوادي الخيلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها.
وفي الحديث: طَلَعَتْ هَوادي الخيل يعني أَوائِلَها.
وهَوادي الليل: أَوائله لتقدمها كتقدُّم الأَعناق؛ قال سُكَيْن بن نَضْرةَ البَجَليّ: دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عنه وقد بَدَتْ هَوادي ظَلامِ الليلِ، فالظُّلُّ غامِرُهُ وهوادي الخيل: أَعْناقُها لأَنها أَولُ شيء من أَجْسادِها، وقد تكون الهوادي أَولَ رَعيل يَطْلُع منها لأَنها المُتَقَدِّمة.
ويقال: قد هَدَت تَهْدي إِذا تَقَدَّمتْ؛ وقال عَبيد يذكر الخيل: وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً، تَهْدي أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي يَتَقَدَّمُهن؛وقال الأَعشى وذكر عَشاه وأَنَّ عَصاه تَهْدِيه: إِذا كان هادي الفَتى في البلا دِ، صَدْرَ القَناةِ، أَطاع الأَمِيرا وقد يكون إِنما سَمَّى العَصا هادِياً لأَنه يُمْسِكها فهي تَهْديه تتقدَّمه، وقد يكون من الهِدايةِ لأَنها تَدُلُّه على الطريق، وكذلك الدليلُ يسمى هادِياً لأَنه يَتَقَدَّم القومَ ويتبعونه، ويكون أَن يَهْدِيَهم للطريقِ.
وهادِياتُ الوَحْشِ: أَوائلُها، وهي هَوادِيها.
والهادِيةُ: المتقدِّمة من الإِبل.
والهادِي: الدليل لأَنه يَقْدُمُ القومَ.
وهَداه أَي تَقَدَّمه؛ قال طرفة: لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ به، حيثُ تَهْدي ساقَه قَدَمُهْ وهادي السهمِ: نَصْلُه؛ وقول امرئ القيس: كأَنَّ دِماء الهادِياتِ بنَحْرِه عُصارة حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ يعني به أَوائلَ الوَحْشِ.
ويقال: هو يُهادِيه الشِّعرَ، وهاداني فلان الشِّعرَ وهادَيْتُه أَي هاجاني وهاجَيْتُه.
والهَدِيَّةُ: ما أَتْحَفْتَ به، يقال: أَهْدَيْتُ له وإِليه.
وفي التنزيل العزيز: وإِني مُرْسِلة إِليهم بهَدِيَّةٍ؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنها أَهْدَتْ إِلى سُلَيْمَانَ لَبِنة ذهب، وقيل: لَبِنَ ذهب في حرير، فأَمر سليمان، عليه السلام، بلَبِنة الذهب فطُرحت تحت الدوابِّ حيث تَبولُ عليها وتَرُوت، فصَغُر في أَعينهم ما جاؤُوا به، وقد ذكر أَن الهدية كانت غير هذا، إِلا أَن قول سليمان: أَتُمِدُّونَنِي بمال؟ يدل على أَن الهدية كانت مالاً.
والتَّهادِي: أَن يُهْدي بعضُهم إِلى بعض.
وفي الحديث: تَهادُوا تَحابُّوا، والجمع هَدايا وهَداوَى، وهي لغة أَهل المدينة، وهَداوِي وهَداوٍ؛ الأَخيرة عن ثعلب، أَما هَدايا فعلى القياس أَصلها هَدائي، ثم كُرهت الضمة على الياء فأُسكنت فقيل هَدائىْ، ثم قلبت الياء أَلفاً استخفافاً لمكان الجمع فقيل هَداءا، كما أَبدلوها في مَدارَى ولا حرف علة هناك إِلا الياء، ثم كرهوا همزة بين أَلفين لأَن الهمزة بمنزلة الأَلف، إِذ ليس حرف أَقرب إِليها منها، فصوروها ثلاث همزات فأَبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ولأَنه ليس حرف بعد الأَلف أَقرب إِلى الهمزة من الياء، ولا سبيل إِلى الأَلف لاجتماع ثلاث أَلفات فلزمت الياء بدلاً، ومن قال هَداوَى أَبدل الهمزة واواً لأَنهم قد يبدلونها منها كثيراً كبُوس وأُومِن؛ هذا كله مذهب سيبويه، قال ابن سيده: وزِدْته أَنا إيضاحاً، وأَما هَداوي فنادر، وأَما هَداوٍ فعلى أَنهم حذفوا الياء من هَداوي حذفاً ثم عوض منها التنوين. أَبو زيد: الهَداوي لغة عُلْيا مَعَدٍّ، وسُفْلاها الهَدايا.
ويقال: أَهْدَى وهَدَّى بمعنًى ومنه:أَقولُ لها هَدِّي ولا تَذْخَري لَحْمي (* قوله« أقول لها إلخ» صدره كما في الاساس: لقد علمت أم الاديبر أنني) وأَهْدَى الهَدِيَّةَ إِهْداءً وهَدّاها.
والمِهْدى، بالقصر وكسر الميم: الإِناء الذي يُهْدَى فيه مثل الطَّبَقِ ونحوه؛ قال: مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًى حِينَ تَنْسُبُه، فُقَيْرةٌ أَو قَبيحُ العَضْدِ مَكْسُورُ ولا يقال للطَّبَقِ مِهْدًى إِلاَّ وفيه ما يُهْدَى.
وامرأَة مِهْداءٌ، بالمد، إِذا كانت تُهْدي لجاراتها.
وفي المحكم: إِذا كانت كثيرة الإِهْداء؛ قال الكميت: وإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْـ لِ، وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِيرا (* قوله« اغبررن» كذا في الأصل والمحكم هنا، ووقع في مادة ع ف ر: اعتررن خطأ.) وكذلك الرجل مِهْداءٌ: من عادته أَن يُهْدِيَ.
وفي الحديث: مَنْ هَدَى زُقاقاً كان له مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ؛ هو من هِدايةِ الطريقِ أَي من عَرَّف ضالاًّ أَو ضَرِيراً طَرِيقَه، ويروى بتشديد الدال إما للمبالغة من الهِداية، أَو من الهَدِيَّةِ أَي من تصدَّق بزُقاق من النخل، وهو السِّكَّةُ والصَّفُّ من أَشجاره، والهِداءُ: أَن تجيءَ هذه بطعامِها وهذه بطعامها فتأْكُلا في موضع واحد.
والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ: العَرُوس؛ قال أَبو ذؤيب: برَقْمٍ ووَشْيٍ كما نَمْنَمَتْ بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ والهِداء: مصدر قولك هَدَى العَرُوسَ.
وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها هِداء وأَهْداها واهْتَداها؛ الأَخيرة عن أَبي علي؛ وأَنشد: كذَبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لا تَهْتَدُونَها وقد هُدِيَتْ إِليه؛ قال زهير: فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ، فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء ابن بُزُرْج: واهْتَدَى الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِليه وضَمَّها، وهي مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أَيضاً، على فَعِيلٍ؛ وأَنشد ابن بري: أَلا يا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيّ، كرَجْعِ الوَشْمِ في كَفِّ الهَدِيّ والهَدِيُّ: الأَسيرُ؛ قال المتلمس يذكر طَرفة ومَقْتل عَمرو بن هِند إِياه: كطُرَيْفةَ بنِ العَبْدِ كان هَدِيَّهُمْ، ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّدِ قال: وأَظن المرأَة إِنما سميت هَدِيًّا لأَنها كالأَسِير عند زوجها؛ قال الشاعر: كرجع الوشم في كف الهديّ قال: ويجوز أَن يكون سميت هَدِيًّا لأَنها تُهْدَى إِلى زوجها، فهي هَدِيٌّ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول.
والهَدْيُ: ما أُهْدِيَ إِلى مكة من النَّعَم.
وفي التنزيل العزيز: حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه، وقرئ: حتى يبلغ الهَدِيُّ مَحِلَّه، بالتخفيف والتشديد، الواحدة هَدْيةٌ وهَدِيَّةٌ؛ قال ابن بري: الذي قرأَه بالتشديد الأَعرج وشاهده قول الفرزدق: حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى، وأَعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ وشاهد الهَدِيَّةِ قولُ ساعدةَ بن جُؤَيَّة: إني وأَيْدِيهم وكلّ هَدِيَّة مما تَثِجُّ له تَرائِبُ تَثْعَبُ وقال ثعلب: الهَدْيُ، بالتخفيف، لغة أَهل الحجاز، والهَدِيُّ، بالتثقيل على فَعِيل، لغة بني تميم وسُفْلى قيس، وقد قرئ بالوجهين جميعاً: حتى يَبْلُغَ الهَدي محله.
ويقال: مالي هَدْيٌ إِن كان كذا، وهي يمين.
وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلى بيت اللهِ إِهْداء.
وعليه هَدْيةٌ أَي بَدَنة. الليث وغيره: ما يُهْدى إِلى مكة من النَّعَم وغيره من مال أَو متاعٍ فهو هَدْيٌ وهَدِيٌّ، والعرب تسمي الإِبل هَدِيًّا، ويقولون: كم هَدِيُّ بني فلان؛ يعنون الإِبل، سميت هَدِيّاً لأنها تُهْدَى إِلى البيت. غيره: وفي حديث طَهْفةَ في صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِيُّ ومات الوَديُّ؛ الهَدِيُّ، بالتشديد: كالهَدْي بالتخفيف، وهو ما يُهْدى إِلى البَيْتِ الحَرام من النعم لتُنْحَر فأُطلق على جميع الإِبل وإِن لم تكن هَدِيّاً تسمية للشيء ببعضه، أَراد هَلَكَتِ الإِبل ويَبِسَتِ النَّخِيل.
وفي حديث الجمعة: فكأَنَّما أَهْدى دَجاجةً وكأَنما أَهْدى بَيْضةً؛ الدَّجاجةُ والبَيضةُ ليستا من الهَدْيِ وإِنما هو من الإِبل والبقر، وفي الغنم خلاف، فهو محمول على حكم ما تُقدَّمه من الكلام، لأَنه لما قال أَهْدى بدنةً وأَهْدى بقرةً وشاة أَتْبَعه بالدَّجاجة والبيضة، كما تقول أَكلت طَعاماً وشَراباً والأَكل يختص بالطعام دون الشراب؛ ومثله قول الشاعر: مُتَقَلِّداً سَيفاً ورُمْحاً والتَّقَلُّدُ بالسيف دون الرمح.
وفلانٌ هَدْيُ بني فلان وهَدِيُّهمْ أَي جارُهم يَحرم عليهم منه ما يَحْرُم من الهَدْي، وقيل: الهَدْيُ والهَدِيُّ الرجل ذو الحرمة يأْتي القوم يَسْتَجِير بهم أَو يأْخذ منهم عَهْداً، فهو، ما لم يُجَرْ أَو يأْخذِ العهدَ، هَدِيٌّ، فإِذا أَخَذ العهدَ منهم فهو حينئذ جارٌ لهم؛ قال زهير: فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هِدِيّاً، ولمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ وقال الأَصمعي في تفسير هذا البيت: هو الرَّجل الذي له حُرمة كحُرمة هَدِيِّ البيت، ويُسْتَباء: من البَواء أَي القَوَدِ أَي أَتاهم يَسْتَجير بهم فقَتلُوه برجل منهم؛ وقال غيره في قِرْواشٍ: هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِنْ أَبِيكُمُ، أَبَرُّ وأُوْفى بالجِوارِ وأَحْمَدُ ورجل هِدانٌ وهِداءٌ: للثَّقِيل الوَخْمِ؛ قال الأَصمعي: لا أَدري أَيّهما سمعت أَكثر؛ قال الراعي: هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ يَرى المَجْدَ أَن يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا (* قوله« خلاء» ضبط في الأصل والتهذيب بكسر الخاء.) ابن سيده: الهِداء الرجل الضعيف البَليد.
والهَدْيُ: السُّكون؛ قال الأَخطل: وما هَدى هَدْيَ مَهْزُومٍ وما نَكَلا يقول: لم يُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم ولكن على سكون وهَدْيٍ حَسَنٍ.
والتَّهادي: مَشْيُ النِّساء والإِبل الثِّقال، وهو مشي في تَمايُل وسكون.
وجاء فلان يُهادَى بين اثنين إِذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتَمايُله.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج في مرضه الذي مات فيه يُهادى بين رَجُلَيْن؛ أَبو عبيد: معناه أَنه كان يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضَعْفِه وتَمايُلِه، وكذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو يُهاديه؛ قال ذو الرمة: يُهادينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً، كَلِيلةَ جَحْمِ الكَعْبِ رَيَّا المُخَلْخَلِ وإِذا فَعلت ذلك المرأَة وتَمايَلَتْ في مِشْيتها من غير أَن يُماشِيها أَحد قيل: تَهادى؛ قال الأَعشى: إِذا ما تأَتَّى تُريدُ القِيام، تَهادى كما قد رأَيتَ البَهِيرا وجئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليلِ، وهَدِيٍّ لغة في هَدْءٍ؛ الأَخيرة عن ثعلب.
والهادي: الراكِسُ، وهو الثَّوْرُ في وسط البَيْدَر يَدُور عليه الثِّيرانُ في الدِّراسة؛ وقول أَبي ذؤيب: فما فَضْلةٌ من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهادِيةِ الضَّحْلِ أَراد بهادِيةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ، وهي الصخرة المَلْساء.
والهادِيةُ: الصخرة النابتةُ في الماء.

خلل (لسان العرب) [1]


الخَلُّ: معروف؛ قال ابن سيده: الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح.
وفي الحديث: نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ، واحدته خَلَّة، يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه؛ قال اللحياني: قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم، قال: فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من الخَلِّ أَم هي لغة فيه كخَمْر وخَمْرة، ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قال: رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه، فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال والخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، وقيل: الخَلُّ الخمرة الحامضة، وهو القياس؛ قال أَبو ذؤيب: عُقارٌ كماء النِّيءِ ليست بِخَمْطَة، ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها ويروى: فجاء بها صفراء ليست؛ يقول: هي في لون ماء اللحم . . . أكمل المادة النِّيءِ، وليست كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك بعد، ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر حتى كادت تصير خَلاًّ. اللحياني: يقال إِن الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا خَلَّة أَي ليست بحامضة، والخَمْطَة: التي قد أَخَذَت شيئاً من ريح كريح النَّبِقِ والتُّفَّاح، وجاءنا بلبن خامطٍ منه، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة، وجمعها خَلٌّ؛ قال المتنخل الهذلي: مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست، إِذا دِيفَتْ، من الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة: فَسَدت وحَمُضَت.
وخَلَّلَ الخمرَ: جعلها خَلاًّ.
وخَلَّل البُسْرَ: جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ ثم جعله في جَرَّة.
والخَلُّ: الذي يؤتدم به؛ سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ الحَلاوة.
والتَّخْليل: اتخاذ الخَلِّ. أَبو عبيد: والخَلُّ والخَمْر الخير والشر.
وفي المثل: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده؛ قال النمر بن تولب يخاطب زوجته: هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه، والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع ويروى: التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت؛ وبعد هذا البيت بأَبيات: لا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه، وإِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذلك فاجزَعي وسئل الأَصمعي عن الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال: الخَمْرُ الخير والخَلُّ الشر.
وقال أَبو عبيدة وغيره: الخَلُّ الخير والخمر الشر.
وحكى ثعلب: ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا شر.
والاختلال: اتخاذ الخَلِّ. الليث: الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب والتمر؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صار خَلاًّ، وكلامهم الجيِّد: خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار خَلاًّ. اللحياني: يقال شَرابُ فلان قد خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً، قال: وكذلك كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل.
والخَلاَّل: بائع الخَلِّ وصانِعُه.
وحكى ابن الأَعرابي: الخَلَّة الخُمْرة الحامضة، يعني بالخُمْرة الخمير، فرُدَّ ذلك عليه، وقيل: إِنما هي الخَمْرة، بفتح الخاء، يعني بذلك الخَمْر بعينها.
والخَلُّ أَيضاً: الحَمْض؛ عن كراع؛ وأَنشد: ليست من الخَلِّ ولا الخِمَاط والخُلَّة: كل نَبْت حُلْو؛ قال ابن سيده: الخُلَّة من النبات ما كانت فيه حلاوة من المَرْعى، وقيل: المرعى كله حَمْض وخُلَّة، فالحَمْض ما كانت فيه ملوحة، والخُلَّة ما سوى ذلك؛ قال أَبو عبيد: ليس شيء من الشجر العظام بحَمْض ولا خُلَّة، وقال اللحياني: الخُلَّة تكون من الشجر وغيره، وقال ابن الأَعرابي: هو من الشجر خاصة؛ قال أَبو حنيفة: والعرب تسمي الأَرض إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها من النبات شيء يقولون: عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً؛ وقال ابن شميل: الخُلَّة إِنما هي الأَرض. يقال: أَرْضٌ خُلَّة.
وخُلَلُ الأَرضِ: التي لا حَمْض بها، قال: ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر؛ وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها، وربما كان بها عِضاهٌ، وربما لم يكن، ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر وهي جُرُز من الأَرض قلت: إِنها لَخُلَّة؛ وقال أَبو عمرو: الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة، والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة؛ وقال الكميت: صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه، لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، من حَمْضه، الخُلَل والعرب تقول: الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِيصها، وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة.
وقوم مُخِلُّون: إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة.
وبَعيرٌ خُلِّيٌّ، وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة: تَرْعى الخُلَّة.
وفي المثل: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى حال. قال ابن دريد: هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ وقال أَبو عمرو في قول الطرماح: لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلْـ ـلَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يقول: إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، ويقول: من جاء مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض، والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة، وتضرب الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب.
وقال اللحياني: جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ.
وأَرض مُخِلَّة: كثيرة الخُلَّة ليس بها حَمْض.
وأَخَلَّ القومُ: رعت إِبلُهم الخُلَّة.
وقالت بعض نساء الأَعراب وهي تتمنى بَعْلاً: إِن ضَمَّ قَضْقَض، وإِن دَسَر أَغْمَض، وإِن أَخَلَّ أَحْمَض؛ قالت لها أُمها: لقد فَرَرْتِ لي شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تقول: إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر؛ وقول العجاج: جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا، ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم؛ وقال ابن سيده: معناه أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه؛ يُضْرب ذلك للرجل يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فيلقى من هو أَشد منه.
ويقال: إبل حامضة وقد حَمَضَتْ هي وأَحْمَضتها أَنا، ولا يقال إِبل خالَّة.
وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها خَلاًّ وأَخَلَّها: حَوَّلها إِلى الخُلَّة، وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في الخُلَّة.
واخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ في الخُلَّة؛ قال أَبو منصور: من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان، ولا تكون الحُلَّة إِلا من العُرْوة، وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً للنَّعْم إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب.
والعَرْفَج والحِلَّة: من الخُلَّة أَيضاً. ابن سيده: الخُلَّة شجرة شاكة، وهي الخُلة التي ذكرتها إِحدى المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت: مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة، فقالت لها ابنة الخُسِّ: سريعة الدِّرَّة والجِرَّة.
وخُلَّة العَرْفَج: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه.
والخَلَل: مُنْفَرَج ما بين كل شيئين.
وخَلَّل بينهما: فَرَّج، والجمع الخِلال مثل جَبَل وجبال، وقرئ بهما قوله عز وجل: فترى الوَدْق يخرج من خِلاله، وخَلَله.
وخَلَلُ السحاب وخِلالُه: مخارج الماء منه، وفي التهذيب: ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر. قال ابن سيده في قوله: فترى الودق يخرج من خِلاله، قال: قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع عليه، قال: وقد روي عن الضحاك أَنه قرأَ: فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه، وهي فُرَجٌ في السحاب يخرج منها. التهذيب: الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع، وهي الفُرْجة في الخُصِّ.
وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة.
والخَلَل: الفُرْجة بين الشيئين.
والخَلَّة: الثُّقْبة الصغيرة، وقيل: هي الثُّقْبة ما كانت؛ وقوله يصف فرساً: أَحال عليه بالقَناةِ غُلامُنا، فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس يعدو وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه، وقيل: يعدو وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما بنفسه.
وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم.
وخِلالُ الدار: ما حوالَيْ جُدُرها وما بين بيوتها.
وتَخَلَّلْتُ ديارهم: مَشَيت خِلالها.
وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فيه.
وفي التنزيل العزيز: فجاسُوا خِلالَ الدِّيار.
وقال اللحياني: جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين البيوت ووسط الدور، قال: وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم.
وفي التنزيل العزيز: ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ؛ قال الزجاج: أَوْضَعْت في السير إِذا أَسرعت فيه؛ المعنى: ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم، وقال أَبو الهيثم: أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة، وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم.
وقال ابن الأَعرابي: ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار.
وتَخَلَّل القومَ: دخل بين خَلَلهم وخِلالهم؛ ومنه تَخَلُّل الأَسنان.
وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء الصِّرام، واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة؛ وقال أَبو حنيفة: هي ما يبقى في أُصول السَّعَف من التمر الذي ينتثر، وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء، فإِذا فعل ذلك قال: تَخَلَّلت.
وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء: أَسال الماء بينها في الوضوء، وكذلك خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه.
وفي الحديث: خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها، وفي رواية: خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار.
وفي الحديث: رَحِم الله المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام؛ التخليل: تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين والرجلين في الوضوء، وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء، وهو وسَطُه.
وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ، فهو مَخْلول وخَلِيل، وتَخَلَّله: ثَقَبه ونَفَذَه، والخِلال: ما خَلَّه به، والجمع أَخِلَّة.
والخِلال: العود الذي يُتَخَلَّل به، وما خُلَّ به الثوب أَيضاً، والجمع الأَخِلَّة.
وفي الحديث: إِذا الخِلال نُبَايِع.
والأَخِلَّة أَيضاً: الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت.
والخِلال: عود يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ؛ قال امرؤ القيس: فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه، كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ، وقيل: خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود.
وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه، وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه.
ويقال: خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ، فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال.
وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ وقوله يصف بقراً: سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً، ما يُخَلُّ لهنَّ عُود (* قوله «سمعن بموته إلخ» أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر). إنما أَراد: لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً؛ وقبل هذا البيت: أَلا هلك امرؤ قامت عليه، بجنب عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد: ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود، قال: وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد، ومنه: خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به.
والخَلُّ: خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال؛ وقال: سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ، وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلاًّ قال ابن بري: قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل، وخَلاًّ، الأَخير: الذي يُصْطَبَع به، يريد: سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك في هذا الموضع من الرمل. الجوهري: الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث، يقال حَيَّةُ خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة. ابن سيده: الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال المتراكمة؛ قال: أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً، إِنِّي لأُزْرِي عليها، وهي تَنْطَلِقُ قال: سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ.
وتَخَلَّل الشيءُ أَي نَفَذ، وقيل: الخَلُّ الطريق بين الرملتين، وقيل: هو طريق في الرمل أَيّاً كان؛ قال: من خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال.
والخَلَّة: الرملة اليتيمة المنفردة من الرمل.
وفي الحديث: يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل وطريق بينهما، قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي أَخَذَ مخيط ما بينهما، خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة، ورواه بعضهم بالحاء المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته.
واخْتَلَّه بسهم: انْتَظَمه.
واخْتَلَّه بالرمح: نَفَذه، يقال: طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته؛ قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ، لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ وتَخَلَّله به: طعنه طعنة إِثر أُخرى.
وفي حديث بدر: وقتِل أُمَيَّة بن خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا أَن يضربوه بها ضرباً.
وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل: غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ.
والخَلَل: الفساد والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا أُحْكِم.
وفي رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق.
وفي حديث المقدام: ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بي أَي أَوهنتموني ولم تعينوني.
والخَلَل في الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن والفساد.
وأَمر مُخْتَلٌّ: واهن.
وأَخَلَّ بالشيء: أَجْحَف.
وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره: غاب عنه وتركه.
وأَخَلَّ الوالي بالثغور: قَلَّل الجُنْدَ بها.
وأَخَلَّ به: لم يَفِ له.
والخَلَل: الرِّقَّة في الناس.
والخَلَّة: الحاجة والفقر، وقال اللحياني: به خَلَّة شديدة أَي خَصَاصة.
وحكي عن العرب: اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه.
ويقال في الدعاء للميت: اللهم اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك، وأَصله من التخلل بين الشيئين؛ قال ابن بري: ومنه قول سلمى بنت ربيعة: زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ، يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي: يقال للرجل إِذا مات له ميت: اللهم اخْلُفْ على أَهله بخير واسْدُدْ خَلَّته؛ يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي أَبقاه في أُموره؛ وقال أَوس: لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي الـ فُقُودُ، ولا خَلَّةُ الذاهب أَراد الثُّلْمة التي ترك، يقول: كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ خَلَّته.
وفي حديث عامر بن ربيعة: فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احتجنا إِليها (* قوله «أَي احتجنا إِليها» أَي فاصل الكلام اختللنا إِليها فحذف الجار وأوصل الفعل كما في النهاية) وطلبناها.
وفي المثل: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السرقة.
وخَلَّ الرجلُ: افتقر وذهب مالُه، وكذلك أُخِلَّ به.
وخَلَّ الرجلُ إِذا احتاج.
ويقال: اقْسِمْ هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر.
ويقال: فلان ذو خَلَّة أَي محتاج.
وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور؛ قاله ابن الأَعرابي.
وفي الحديث: اللهم سادّ الخَلَّة؛ الخَلَّة، بالفتح: الحاجة والفقر، أَي جابرها.
ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ: مُعْدِم فقير محتاج؛ قال زهير: وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ، يقول: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ قال: يعني بالخَلِيل المحتاج الفقير المُخْتَلَّ الحال، والحَرِم الممنوع، ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل كَبِد وكِبْد؛ ومثله قول أُمية:ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم، ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم قال ابن دريد: وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج.
وحكى اللحياني: ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه، وقال: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر.
واخْتَلَّ إِلى كذا: احتاج إِليه.
وفي حديث ابن مسعود: تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج الناس إِلى ما عنده؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وما ضَمَّ زيدٌ، من مُقيم بأَرضه، أَخَلَّ إِليه من أَبيه، وأَفقرا أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى كذا احتاج، لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه.
والخَلَّة: كالخَصْلة، وقال كراع: الخَلَّة الخصلة تكون في الرجل.
وقال ابن دريد: الخَلَّة الخصلة. يقال: في فلان خَلَّة حسنة، فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة، وقد يجوز أَن يكون مَثَّل بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة.
وفي التهذيب: يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة سيئة، والجمعِ خلال.
ويقال: فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال، وهي الخِصال.
وخَلَّ في دعائه وخَلَّل، كلاهما: خَصَّص؛ قال: قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ، وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاًّ وقال: كأَنَّك لم تَسمع، ولم تكُ شاهداً، غداةَ دعا الداعي فعمَّ وخَلَّلا وقال أُفْنون التَّغْلَبي: أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ في سَراتهم: أَنَّ الفؤاد انطوى منهم على دَخَن قال ابن بري: والذي في شعره: أَبلغ حبيباً؛ وقال لَقِيط بن يَعْمَر الإِيادي: أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتم: أَني أَرى الرأْيَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا وقال أَوس: فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَيَّرتهم فيما أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك، أَعُمُّ بخير صالحٍ وأُخَلِّل قال ابن بري: صواب إِنشاده: بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك، بالفاء ونصب الدال.
وخلَّل، بالتشديد، أَي خَصَّص؛ وأَنشد: عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع، فَأَصبحوا أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً.
والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته، وجمعها خِلال، وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛ وقال النابغة الجعدي: أَدُوم على العهد ما دام لي، إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء، عند البَلا ءِ والرُّزْء، أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته كأَبي مَرْحَب؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب.وأَبو مَرْحَب: كنية الظِّل، ويقال: هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب.
والخِلال والمُخالَّة: المُصادَقة؛ وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً؛ قال امرؤ القيس: صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى، ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل: لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة، قال الزجاج: يعني يوم القيامة.
والخُلَّة الصَّداقة، يقال: خالَلْت الرجلَ خِلالاً.
وقوله تعالى: مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا بَيْع فيه ولا خِلال؛ قيل: هو مصدر خالَلْت، وقيل: هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال.
والخِلُّ: الوُدُّ والصَّدِيق.
وقال اللحياني: إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة، كلاهما بالكسر، أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ؛ وأَما قول الهذلي: إنَّ سَلْمى هي المُنى، لو تَراني، حَبَّذا هي من خُلَّة، لو تُخالي إِنما أَراد: لو تُخالِل فلم يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء.
وفي الحديث: إِني أَبرأُ إِلى كل ذي خُلَّة من خُلَّته؛ الخُلَّة، بالضم: الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَي في باطنه.
والخَلِيل: الصَّدِيق، فَعِيل بمعنى مُفَاعِل، وقد يكون بمعنى مفعول، قال: وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى، فليس فيها لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة، وهذه حال شريفة لا ينالها أَحد بكسب ولا اجتهاد، فإِن الطباع غالبة، وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين؛ ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من الخَلَّة، وهي الحاجة والفقر، أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد غير الله عز وجل، وفي رواية: أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته، بفتح الخاء (* قوله «بفتح الخاء إلخ» هكذا في الأصل والنهاية، وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء: يعني من خلته) وكسرها، وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل؛ ومنه الحديث: لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً، والحديث الآخر: المرء بخَلِيله، أَو قال: على دين خَليله، فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل؛ ومنه قول كعب بن زهير: يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ موعودَها، أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة: الصديق، الذكر والأُنثى والواحد والجمع في ذلك سواء، لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة؛ وقال أَوْفى بن مَطَر المازني: أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً: بأَنَّ خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه، وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال ومثله: أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما، إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن العهد: فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها؛ وفي الحديث الآخر: فيُفَرِّقها في خلائلها، جمع خَليلة، وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس: لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً؛ قال: ويجوز أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة، ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم، وقد ثَنَّى بعضهم الخُلَّة.
والخُلَّة: الزوجة، قال جِران العَوْد: خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ، فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن التزوج خُلَّة أَيضاً. التهذيب: فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر والمؤنث.
والخِلُّ: الودّ والصديق. ابن سيده: الخِلُّ الصَّديق المختص، والجمع أَخلال؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي، وأَخْدانُك اللائي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى: يُزَيَّنَّ.
ويقال: كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا وخُلاًّ؛ قال اللحياني: كسر الخاء أَكثر، والأُنثى خِلٌّ أَيضاً؛ وروى بعضهم هذا البيت هكذا: تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ، كأَنه قال: تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك؛ ومن رواه بمكان حِلٍّ، فحِلّ ههنا من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال.
والخَلِيل: كالخِلِّ.
وقولهم في إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: خَلِيل الله؛ قال ابن دريد: الذي سمعت فيه أَن معنى الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها، قال: ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في القرآن، يعني قوله: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛ والجمع أَخِلاّء وخُلاّن، والأُنثى خَلِيلة والجمع خَلِيلات. الزجاج: الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل.
وقوله عز وجل: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛ أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها؛ قال: وجائز أَن يكون معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه، قال: وقيل للصداقة خُلَّة لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه. الجوهري: الخَلِيل الصديق، والأُنثى خَلِيلة؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: بأَصدَقَ بأْساً من خَلِيل ثَمِينةٍ، وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جعله خَلِيلها لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر: لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني هَمِّي، وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرجل: قلبُه، عن أَبي العَمَيْثَل، وأَنشد: ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله، من بين قائم سيفه والمِعْصَم قال الأَزهري في خطبة كتابه: أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي الفقيه أَنه قال: كان الليث بن المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم يَفْرُغ من كتابه، فأَحب الليث أَن يُنَفِّق الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى لسانه الخليل، قال: فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت الخليل بن أَحمد وأَخبرني الخليل بن أَحمد، فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه، وإِذا قال: قال الخليل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه، قال: وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من قِبَل خَلِيل الليث. ابن الأَعرابي: الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل الناصح والخَلِيل الرفيق، والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل الرُّمْح والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم، وهو المخلول والخَلُّ أَيضاً؛ قال لبيد: لما رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله، من بين قائم سيفه والمِحْمَل صُبْح: كان من ملوك الحبشة، وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نفسه ظَهِر؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي: إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له، أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال: الخَلِيل هنا الأَنف. التهذيب: الخَلُّ الرجل القليل اللحم، وفي المحكم: الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل.
وقال ابن دريد: الخَلُّ الخفيف الجسم؛ وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى الشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبَّطَ شَرًّا: فاسْقِنيها، يا سَواد بنَ عمرو، إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ الصحاح: بعد خالي لَخَلُّ، والأُنثى خَلَّة. خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلُولاً واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف، وذلك في الهُزال خاصة.
وفلان مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف الجسم.
والخَلُّ: الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم.
واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل، وأَما ما جاء في الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول، فقيل هو الهزيل الذي قد خَلَّ جسمُه، ويقال: أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا يرتضع فيُهْزَل لذلك؛ وفي التهذيب: وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع أُمه فتُهْزَل، قال: وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمين ضدّ المهزول.
والمهزول: هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ، والأَصح في الحديث أَنه المشقوق اللسان لئلا يرضع، ذكره ابن سيده.
ويقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقيق الجسم. ابن الأَعرابي: الخَلَّة ابنة مَخاض، وقيل: الخَلَّة ابن المخاض، الذكر والأُنثى خَلَّة (قوله «وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة» هكذا في النسخ، وفي القاموس: والخل، ابن المخاض، كالخلة، وهي بهاء أَيضاً).
ويقال: أَتى بقُرْصة كأَنه فِرْسِن خَلَّة، يعني السمينة.
وقال ابن الأَعرابي: اللحم المخلول هو المهزول.
والخَلِيل والمُخْتَل: كالخَلِّ؛ كلاهما عن اللحياني.
والخَلُّ: الثوب البالي إِذا رأَيت فيه طُرُقاً.
وثوب خَلٌّ: بالٍ فيه طرائق.
ويقال: ثوب خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه رِقَّة. ابن سيده: الخَلُّ ابن المخاض، والأُنثى خَلَّة.
وقال اللحياني: الخَلَّة الأُنثى من الإِبل.
والخَلُّ. عِرْق في العنق متصل بالرأْس؛ أَنشد ابن دريد: ثمَّ إِلى هادٍ شديد الخَلِّ، وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ والخِلَل: بقية الطعام بين الأَسنان، واحدته خِلَّة، وقيل: خِلَلة؛ الأَخيرة عن كراع، ويقال له أَيضاً الخِلال والخُلالة، وقد تَخَلَّله.
ويقال: فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل، وهو مثل.
ويقال: وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت.
وقال ابن بزرج: الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام، والخِلال ما أَخرجته به؛ وأَنشد: شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل، على ثَناياه من اللحم خِلَل والخُلالة، بالضم: ما يقع من التخلل، وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل.
وفي الحديث: التَّخَلُّل من السُّنَّة، هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام.
والمُخْتَلُّ: الشديد العطش.
والخَلال، بالفتح: البَلَح، واحدته خَلالة، بالفتح؛ قال شمر: وهي بِلُغة أَهل البصرة.
واخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل؛ حكاه أَبو عبيد؛ قال الجوهري: وأَنا أَظنه من الخَلال كما يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب.
وفي حديث سنان بن سلمة: إِنا نلتقط الخَلال، يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه.
والخِلَّة: جفن السيف المُغَشَّى بالأَدَم؛ قال ابن دريد: الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف تنقش بالذهب وغيره، والجمع خِلَل وخِلال؛ قال ذو الرمة: كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب وقال آخر: لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل، يلوحُ كأَنه خِلَل وقال عَبِيد بن الأَبرص الأَزدي: دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الدهـ ر، فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التهذيب: والخِلَل جفون السيوف، واحدتها خِلَّة.
وقال النضر: الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن تُرى من خارج، واحدتها خِلَّة، وهي نقش وزينة، والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف خَلاَّلاً.
وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه، فروى عن ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف من ذلك؛ وأَما قوله: إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة، بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه قال ابن سيده: زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن السيف، قال: ولا أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة، لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر على أَفْعِلة، هذا خطأٌ، قال: فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على خِلال كطِبَّة وطِباب، وهي الطريقة من الرمل والسحاب، ثم تُكَسَّر خِلال على أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع؛ قال: وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة السيف فيكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف وقياسها المعروف، إِلا أَني لا أَعرف الخِلال لغة في الخِلَّة، وكل جلدة منقوشة خِلَّة؛ ويقال: هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي القوس. ابن سيده: الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس.
وقوله في الحديث: إِن الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل الباقرةُ الكلأَ بلسانها؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا.
والخَلْخَل والخُلْخُل من الحُلِيِّ: معروف؛ قال الشاعر: بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل وقال: ملأى البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ للضرورة.
والخَلْخالُ: كالخَلْخَل.
والخَلْخَل: لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه، واحد خَلاخِيل النساء، والمُخَلْخَل: موضع الخَلْخال من الساق.
والخَلْخال: الذي تلبسه المرأَة.
وتَخَلْخَلَت المرأَةُ: لبست الخَلْخال.
ورمل خَلْخال: فيه خشونة.
والخَلْخال: الرمْل الجَرِيش؛ قال: من سالكات دُقَق الخَلْخال (* قوله «من سالكات إلخ» سبق في ترجمة دقق وسهك: بساهكات دقق وجلجال) وخَلْخَل العظمَ: أَخذ ما عليه من اللحم.
وخَلِيلانُ: اسمٌ رواه أَبو الحسن؛ قال أَبو العباس: هو اسم مُغَنٍّ.

غرر (لسان العرب) [1]


غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو مَغرور وغرير: خدعه وأَطعمه بالباطل؛ قال: إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ، بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا، لمغرور أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَيُّ فائدة في قوله لمغرور، إِنما هو على ما فسر.
واغْتَرَّ هو: قَبِلَ الغُرورَ.
وأَنا غَرَرٌ منك، أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ.
وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ. . . . أكمل المادة يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة: يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من الذم؛ وقول طرفة: أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِيفتي، ولم أُعْطِكم، في الطَّوْعِ، مالي ولا عِرْضِي إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً.
والغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما؛ وخص يعقوب به الشيطان.
وقوله تعالى: ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور؛ قيل: الغَرور الشيطان، قال الزجاج: ويجوز الغُرور، بضم الغين، وقال في تفسيره: الغُرور الأَباطيل، ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود، والغُرور، بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا.
وفي التنزيل العزيز: لا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا؛ يقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور.
والغَرُور: الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية.
وقال الأَصمعي: الغُرور الذي يَغُرُّك.
والغُرور، بالضم: الأَباطيل، كأَنها جمع غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا، قال: وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً، وقد قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: وقوله: ولا يَغُرّنّكم بالله الغَرور، يريد به زينة الأَشياء في الدنيا.
والغَرُور: الدنيا، صفة غالبة. أَبو إِسحق في قوله تعالى: يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم؛ أَي ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك؛ وقال غيره: ما غرّك أَي ما خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه، وهذا توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه؛ وقال الأَصمعي: ما غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه.
ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان؛ وأَنشد أَبو الهيثم: أَغَرَّ هشاماً، من أَخيه ابن أُمِّه، قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ قال: يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها، قال: والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما، والقادِمان: الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره مثلاً للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن (*قوله« لضأْن» هكذا بالأصل ولعله قوادم لضأن) .له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو عبيد: الغَرير المَغْرور.
وفي حديث سارِق أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه.
والغَرارة من الغِرِّ، والغِرّة من الغارّ، والتَّغرّة من التَّغْرير، والغارّ: الغافل. التهذيب: وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَيّما رجل بايعَ آخَرَ على مشورة (* قوله « على مشورة» هو هكذا في الأصل، ولعله على غير مشورة.
وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ) . فإِنه لا يُؤَمَّرُ واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقيته في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل؛ قال ابن الأَثير: وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو ثَغِرّة مقامه، وانتصب على أَنه مفعول له، ويجوز أَن يكون قوله أَن يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة، ويكون المضاف محذوفاً كالأَول، ومن أَضاف ثَغِرّة إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ ومعنى الحديث: أَن البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا واطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً منهما، وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها، لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم، لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛ هذا قول ابن الأَثير، وهو مختصر قول الأَزهري، فإِنه يقول: لا يُبايع الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم، ثم قال: ومن بايع رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر المؤمَّر منهما، لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن شئت مفعول من أَجله؛ وقوله: أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن يقتلا؛ قال الأَزهري: وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر، رضي الله عنه، ما فسرته، فافهمه.
والغَرِير: الكفيل.
وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله.
وأَنا غَرِيرُك من فلان أَي أُحذِّرُكَه، وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس: أَي لن يأْتيك منه ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القيم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه قال أَنا الكفيل لك بذلك؛ وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب عن أَبي نصر عنه قال: أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها، وأَنت مما ساءها غَرِيرُها أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال: ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم: أَنا غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم به، فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه.
وقال الأَصمعي في هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا المَغْرور، وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به، ولم يكن على ما قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ.
وقال أَبو زيد: سمعت أَعرابيا يقول لآخر: أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك، يقول من أَن تقول ذلك، قال: ومعناه اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق. قال: الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شيء، فهو غَرُور.
وغَرَّرَ بنفسه ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف، والاسم الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ.
ونهى رسول اللَّه ،صلى الله عليه وسلم، عن بيع الغَرَرِ وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء.
والتَّغْرير: حمل النفس على الغَرَرِ، وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعِْليلاً وتَعِلّة، وقيل: بَيْعُ الغَررِ المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول، يقال: إِياك وبيعَ الغَرَرِ؛ قال: بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة. قال الأَزهري: ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة.
وفي حديث مطرف: إِن لي نفساً واحدة وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة، قال: وبه سمي الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه، كفانا الله فتنته.
وفي حديث الدعاء: وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره.
وفي الحديث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية؛ يريد قوله تعالى: فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله، وقوله: ومَنْ يَقْتَلْ مؤمناً مُتَعَمِّداً؛ المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى.
والغُرَّة، بالضم: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: في جبهة الفرس؛ فرس أَغَرُّ وغَرّاء، وقيل: الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم، وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي أَفشى من القُرْحة، والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه؛ وقال بعضهم: بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر والعِظَم والدّقّة، وكلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح، وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ ليس بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما.
وغُرّةُ الفرسِ: البياضُ الذي يكون في وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة، وإن كانت طويلة فهي شادِخةٌ. قال ابن سيده: وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض.
والغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة الفرس.
ورجل غُرغُرة أَيضاً: شريف.
ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فيقول صاحبه: بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابن الأَعرابي: فرس أَغَرُّ، وبه غَرَرٌ، وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور.
والأَغَرُّ: الأَبيض من كل شيء.
وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً وغُرّةً وغَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عن ابن الأَعرابي، وفكَّ مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ. قال ابن سيده: وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي ههنا، وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً، قال: على أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا.
وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين؛ الغُرّتان: النُّكْتتان البَيْضاوانِ فوق عينيه.
ورجل أَغَرُّ: كريم الأَفعال واضحها، وهو على المثل.
ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان؛ قال امرؤ القيس يمدح قوماً: ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ، وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ وقال أَيضاً: أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ قال ابن بري: المشهور في بيت امرئ القيس: وأَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم مستبشرة غير منكرة، لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل، والكريم لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال: وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض المسافر.
وقوله: ثياب بني عوف طهارَى، يريد بثيابهم قلوبهم؛ ومنه قوله تعالى: وثِيابَك فطَهِّرْ.
وفي الحديث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛ الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه، يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم القيامة؛ وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة: ليَشْرَبَ جَحْوَشٌ ، ويَشِيمهُ بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شآمي يجوز أَن تعني قطاميًّا أَبيض، وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ، وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال، والأَغَرُّ من الرجال: الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة؛ قال عبيد بن الأَبرص: ولقد تُزانُ بك المَجا لِسُ، لا أَغَرّ ولا عُلاكزْ (* قوله «ولا علاكز» هكذا هو في الأصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزاي) .
وغُرّة الشيء: أَوله وأَكرمُه.
وفي الحديث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا في غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر آخِرُها؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه.
وغُرَّة كل شيء: أَوله.
والغُرَرُ: ثلاث ليال من أَول كل شهر.
وغُرّةُ الشهر: ليلةُ استهلال القمر لبياض أَولها، وقيل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، وكل ذلك من البياض. يقال: كتبت غُرّةَ شهر كذا.
ويقال لثلاث ليال من الشهر: الغُرَر والغُرُّ، وكل ذلك لبياضها وطلوع القمر في أَولها، وقد يقال ذلك للأَيام. قال أَبو عبيد: قال غير واحد ولا اثنين: يقال لثلاث ليال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، والواحدة غُرّة، وقال أَبو الهيثم: سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه، وكذلك بياض الهلال في هذه الليالي أَول شيء فيها.
وفي الحديث: في صوم الأَيام الغُرِّ؛ أَي البيض الليالي بالقمر. قال الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي،صلى الله عليه وسلم ، بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ، ويقال لها البيض، وأَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها لأَنه خصها بالفضل؛ وفي قول الأَزهري: الليالي الغُرّ التي أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي، ويوم أَغَرُّ: شديد الحرّ؛ ومنه قولهم: هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ ومنه قول الشاعر: أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِي تُرابه، إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه (* قوله «وضياهبه» هو جمع ضيهب كصيقل، وهو كل قف أو حزن أو موضع من الجبل تحمى عليه الشمس حتى يشوى عليه اللحم. لكن الذي في الاساس: سباسبه، وهي جمع سبسب بمعنى المفازة) . قال وأنشد أَبو بكر: مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ، شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء ويقال: وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ؛ قال: وهاجرة غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها إليك، وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ (* قوله «بالماء» رواية الاساس: في الماء) . الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس، كما يقال هاجرة شَهْباء.
وغُرّة الأَسنان: بياضُها.
وغَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها.
وقيل: هو إذا طلعت أُولى أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وهي أُولى أَسنانه.
ويقال: غَرَّرَت ثَنِيَّنا الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما، والأَغَرُّ: الأَبيض، وقوم غُرّان.
وتقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، وغُرّةُ المتاع خيارُه ورأْسه، وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم.
ورجل أَغَرُّ: شريف، والجمع غُرُّ وغُرَّان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: وأَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم، وهم غُرَرُ قومهم.
وغُرّةُ النبات: رأْسه.
وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الكرم: سُرْعةُ بُسوقه.
وغُرّةُ الرجل: وجهُه، وقيل: طلعته ووجهه.
وكل شيء بدا لك من ضوء أَو صُبْح، فقد بدت لك غُرّته.
ووَجْهٌ غريرٌ: حسن، وجمعه غُرّان؛ والغِرُّ والغرِيرُ: الشابُّ الذي لا تجربة له، والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، ورجل غِرٌّ، بالكسر، وٌغرير أَي غير مجرّب؛ وقد غَرّ يَغِرُّ، بالكسر، غرارة، والاسم الغِرّة. الليث: الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة،وجارية غِرّة.
وفي الحديث: المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم؛ معناه أَنه ليس بذي نَكراء، فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه، والخَبُّ ضد الغِرّ، وهو الخَدّاع المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وجمع الغَرِير أَغرّاء.
وفي الحديث ظبيان: إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ.
وفي حديث ابن عمر: إنّك ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة؛ هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب الأُمور. أَبو عبيد: الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ، وهي أَيضاً غِرٌّ، بغير هاء؛ قال الشاعر: إن الفَتَاةَ صَغِيرةٌ غِرٌّ، فلا يُسْرَى بها الكسائي: رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم أَغِرّاء؛ قال: ويقال من الإنسان الغِرّ: غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة، ومن الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابي: يقال غَرَرْت بَعْدي تَغُِ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى. أَبو عبيد: الغَريرُ المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة واحدٌ؛ الغارّ: الغافل والغِرَّة الغفلة، وقد اغْتَرّ، والاسم منهما الغِرة.
وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق، حكاه ابن الأَعرابي.
ويقال: كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي.
واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه.
واغْترَّ بالشيء: خُدِع به.
وعيش غَرِيرٌ: أَبْله يُفَزِّع أَهله.
والغَريِر الخُلُق: الحسن. يقال للرجل إِذا شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه.
والغِرارُ: حدُّ الرمح والسيف والسهم.
وقال أَبو حنيفة: الغِراران ناحيتا المِعْبلة خاصة. غيره: والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ، فحدُّه غِرارُه، والجمع أَغِرّة، وغَرُّ السيف حدّه؛ ،منه قول هِجْرِس بن كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه.
ولَبِثَ فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر.
ويقال: لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي مِثالَ شهر أَي طُول شهر، والغِرارُ: النوم القليل، وقيل: هوالقليل من النوم وغيره.
وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال: كانوا لا يَرَون بغرار النَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء. قال الأَصمعي: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق في مرثية الحجاج: إن الرَّزِيّة من ثَقيفٍ هالكٌ تَرَك العُيونَ ، فنَوْمُهُن غِرارُ أَي قليل.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غِرار في صلاة ولا تسليم؛ أَي لا نقصان. قال أَبو عبيد: الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها. قال أَبو عبيد: فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا أَركانها، كقول سَلْمان: الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له، ومن طَفّفَ فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين؛ قال: وأَما الغِرَارُ في التسليم فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول وعليكم، وقيل: لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة، ومن نصبه كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز ؛ وفي حديث آخر: تُغارُّ التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ.
وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة.
ولقيته غِراراً أَي على عجلة، وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة.
وما أَقمت عنده إلا غِراراً أَي قليلاً. التهذيب: ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة، والغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، وفي لبنها غِرارٌ؛ ومنه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر في قولهم: غَرَّ فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، من قولهم: ناقة مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة.
ويقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه نَقَصه، من الغِرار وهو النقصان.
ويقال:: معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بلبنها تُغارُّ غِراراً، وهي مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق. الأَصمعي: من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه غِرارَه، ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابن السكيت: غارَّت الناقةُ غراراً إِذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ يقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، ونُوق مَغارُّ يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف.
ويقال في التحية: لا تُغارَّ أَي لا تَنْقُصْ، ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ، وهو أَن تمرَّ بجماعة فتخصَّ واحداً.
ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله على المثل.
وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛ وقول أَبي خراش (*: قوله «وقول أبي خراش إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة) : فغارَرت شيئاً والدَّرِيسُ ، كأَنّما يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ قيل: معنى غارَرْت تَلَبَّثت، وقيل: تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية. الأَصمعي: الغِرارُ الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرًى واحد.
وبنى القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ.
والغِرارُ: المثالُ الذي يَضْرَب عليه النصالُ لتصلح. يقال: ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلي يصف نصلاً: سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه الـ ـغِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ قوله سديد ، بالسين، أَي مستقيم. قال ابن بري: البيت لعمرو بن الداخل، وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد.
والعَير: الناتئ في وسط النصل.
ولم يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ، وهو المثال الذي يضرب عليه النصل فجاء مثل المثال.
وزَعِلٌ: نَشِيط.
ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ في الأرض.
والغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر: كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى الجوهري: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن، قال: وأَظنّه معرباً. الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، وقد غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً. قال: وغارَّ القُمْرِيُّ أَُنْثاه غِراراً إذا زقَّها.
وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه.
وفي حديث معاوية قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَغُرُّ عليًّا بالعلم أَي يُلْقِمُه إِيّاه. يقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه.
وفي حديث علي، عليه السلام: مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه أَي فَرْخَه.
وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين، رضوان اللّه عليهم أَجمعين، فقال: إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا، والغَرُّ: اسمُ ما زقَّتْه به، وجمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل: إِذا احْتَسَى، يومَ هَجِير هائِفِ، غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ.
ويقال: غُرَّ فلانٌ من العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم.
وغُرَّ عليه الماءُ وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه.
وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه.
وغَرَّرَ السقاء إِذا ملأَه؛ قال حميد: وغَرَّرَه حتى اسْتَدارَ كأَنَّه، على الفَرْو ، عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذيب: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ ملأْتها؛ قال الراجز: فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ في قِلاتِ، في قُصُبٍ يُغَرُّ في وأْباتِ، غَرَّكَ في المِرارِ مُعْصَماتِ القُصْبُ: الأَمْعاءُ .
والوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيًّا يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إِذا وضعه في الماء وملأَه بيده يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه. الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء، الواحدة غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثى. قال ابن سيده: الغُرُّ ضرب من طير الماء، ووصفه كما وصفناه.
والغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله بالغُرَّة؛ وقال الراجز: كلُّ قَتىلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّه، حتى ينال القَتْلَ آلُ مُرَّه يقول: كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينئذ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل يتزوج امرأَة على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً، عبداً أو أَمة، ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرًّا.
وقال أَبو سعيد: الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه، والفرس غُرَّةُ مال الرجل، والعبد غرَّةُ ماله، والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة الفارِهَةُ من غُرَّة المال.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن حَمَلَ بن مالك قال له: إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت، فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة، وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً، عبداً أَو أَمة.
وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: ولم يقصد النبي،صلى الله عليه وسلم ، في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس الحيوان بِعينه فقال: عبداً أَو أَمة.
وغُرَّةُ المال: أَفضله.
وغُرَّةُ القوم: سيدهم.
وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين، قال: الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء.
وفي التهذيب: لا تكون إِلا بيضَ الرقيق. قال ابن الأَثير: ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا جاريةٌ سوداء. قال: وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنما الغُرَّة عندهم ما بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء. التهذيب وتفسير الفقهاء: إن الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية. قال: وإنما تجب الغُرّة في الجنين إِذا سقط ميّتاً، فإِن سقط حيًّا ثم مات ففيه الدية كاملة.
وقد جاء في بعض روايات الحديث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ، وقيل: إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي.
وفي حديث ذي الجَوْشَن: ما كُنْتُ لأَقْضِيَه اليوم بغٌرّة؛ سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة؛ وأَكثرُ ما يطلق على العبد والأَمة، ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل شيء، فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه.
وفي الحديث :إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ العُرّةَ؛ الغُرّة ههنا: الحَسَنُ والعملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس.
وكلُّ شيء تُرْفَع قيمتُه، فهو غُرّة.
وقوله في الحديث: عَليْكُم بالأَبْكارِ فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون، ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ؛ ويؤيده الحديث الآخر: عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة.
وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال: قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه وجمعه غُرور؛ قال أَبو النجم: حتى إذا ما طَار منْ خَبِيرِها، عن جُدَدٍ صُفْرٍ، وعن غُرورِها الواحد غَرُّ، بالفتح؛ ومنه قولهم: طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعي: حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِه على« غَرَّه.
والغُرورُ في الفخذين: كالأخادِيد بين الخصائل.
وغُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّى منها.
وغَرُّ الظهر: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قال: كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه ، إِذ تَجْنُبُهْ، سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ قال الليث: الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن، والغَرُّ تكسُّر الجلد، وجمعه غُرور، وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ مَكاسِرُ الجلد.
وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: رَدَّ نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يقال: اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة دَائِها.
وغُرورُ الذراعين: الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما.
والغَرُّ: الشَّقُّ في الأَرض.
والغَرُّ: نَهْرٌ دقيق في الأَرض، وقال ابن الأعرابي: هو النهر، ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره؛ وأَنشد: سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج هكذا في المحكم؛ وأَورده الأَزهري، قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة جارية: سقيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج وقال: يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابي: الغَرُّ النهر الصغير، وجمعه غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطريق، كلُّ طُرْقة منها غُرٌّ؛ ومن هذا قيل: اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على كَسْره؛ وقال ابن السكيت في تفسير قوله: كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ غَرُّ المتن: طريقه. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ.
وقال أَبو حنيفة: الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل العَيْر من جانبيه؛ قال ابن مقروم وذكر صائداً: فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً، فخيَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ والغرّاء: نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس، وهي شجرة صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح؛ قال أَبو حنيفة: يُحبّها المال كله وتَطِيب عليها أَلْبانُها. قال: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قال ابي سيده: وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً.
والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود، ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء؛ قال الراعي: كأَن القَتُودَ على قارِحٍ، أَطاع الرَّبِيعَ له الغِرْغِرُ أراد: أَطاع زمن الربيع، واحدته غِرْغِرة.
والغِرْغِر، بالكسر: دَجاج الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عمرو: أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ من كلِّ جانبٍ، كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا حِجْلى: جمع الحَجَلِ، وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ.
والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ: أَن يتردد فيه ولا يُسيغه.
والغَرُورُ: ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية، مثل قولهم لَعُوق ولَدُود وسَعُوط.
وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً وتَغَرْغُراً.
وتَغَرْغَرَت عيناه: تردَّد فيهما الدمع.
وغَرَّ وغَرْغَرَ: جادَ بنفسه عند الموت.
والغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح في الحلق.
والغَرْغَرَةُ: صوتٌ معه بَجَحٌ.
وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إِذا صَلَيْتَه فسمعت له نشِيشاً؛ قال الكميت: ومَرْضُوفة لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً، عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا والغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، وقد غَرْغَرت؛ قال عنترة: إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، وكأَنه قال: أَعْلى لونِها لونُ صَهْر.
والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة؛ وأَنشد:وخَضْراء في وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها لأُبْلِيَ إن فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرا والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وحكاها كراع بالفتح؛ أَبو زيد: هي الحوصلة والغُرْغُرة والغُراوي (* قوله «والغراوي» هو هكذا في الأصل) .والزاورة.
وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك.
وغَرْغَرَه بالسكين: ذبحه.
وغَرْغَرَه بالسّنان: طعنه في حلقه.
والغَرْغَرةُ: حكاية صوت الراعي ونحوه. يقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه؛ ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي يتردد.
وغَرٌّ: موضع؛ قال هميان بن قحافة: أَقْبَلْتُ أَمْشِي، وبِغَرٍّ كُورِي، وكان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور والغَرُّ: موضع بالبادية؛ قال: فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة.
والأَغَرُّ: فرس ضُبَيْعة بن الحرث.
والغَرّاء: فرسٌ بعينها.
والغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس: سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا، ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب (* قوله« خراتي» هكذا في الأصل ولعله حزابي.) وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال الراجز: وقد قَطَعْنا الرَّمْلَ غير حَبْلَيْن: حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن والغُرَيْرُ: فحل من الإِبل، وهو ترخيم تصغير أَغَرّ. كقولك في أَحْمَد حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه؛ قال ذو الرمة: حَراجيج مما ذَمَّرَتْ في نتاجِها، بناحية الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين؛ وقول الفرزدق يصف نساء: عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِيط، وقد نَرَى بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه، رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع والوَقائعُ: المَناقعُ، وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء، وقيل في رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل؛ قال الكميت: غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة، يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا وفي الحديث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً فصلَّى صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة، أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ؛ ومنه الحديث: أَنه أَغارَ على بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون؛ أَي غافلون.
وفي حديث عمر: كتب إِلى أَبي عُبَيدة، رضي الله عنهما، أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن على غِرّة. يقال: اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته. ابن الأَثير: وفي حديث حاطب: كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛ قال: قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب: كنت غَرِيًّا أَي مُلْصَقاً. يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه؛ ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به. قال: وذكره الهروي في العين المهملة: كنت عَرِيراً، قال: وهذا تصحيف منه؛ قال ابن الأَثير: أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح، فإِن الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح، والله تعالى أَعلم.
وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وقد تقدم في العين المهملة.