المصادر:  


ملق (الصّحّاح في اللغة) [50]


المَلْقُ: المحوُ، مثل اللَمْقِ.
ومَلقَ الثوب أيضاً غسله.
ومَلَقَ الفَصيلُ أُمَّه، أي رضعها.
ومَلَقَهُ بالعصا، أي ضربَه.
ويقال: تَمَلَّقَهُ وتَمَلَّقَ له تَمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً، أي تودَّد إليه وتلطَّف له. قال الشاعر:
وحُبُّ تِمِلاَّق وحُبٌّ هو القتلُ      ثلاثةُ أحبابٍ فحُـبُّ عَـلاقةٍ

والمَلَقُ بالتحريك: الودّ واللطف الشديد. قال أبو يوسف: وأصله التَليينُ.
وقد مَلِقَ بالكسر يَمْلَقُ مَلَقاً.
ورجلٌ مَلقٌ: يعطي بلسانه ما ليس بقلبه.
ومنه قول الشاعر:
يُنْصِبْكَ عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ      أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا

والمَلَقُ أيضاً: ما استوى من الأرض. الواحدة مَلَقَةٌ. قال الأصمعيّ: المَلْقُ مثل المَلْخِ، وهو السير الشديدُ.
والمَيْلَقُ: السريعُ.
وانْمَلَقَ الشيء وامَّلَقَ، بالإدغام، أي صار أملسَ.
وانْمَلَقَ منِّي، أي أفلت.
والمَلَقَةُ: الصَفاةُ الملساء.
والإمْلاقُ: الافتقار.
وقالوا تعالى: "ولا تقتلوا أولادَكم . . . أكمل المادة من إمْلاقٍ".

ملق (لسان العرب) [50]


المَلَقُ: الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل: المَلَقُ شدة لطف الودّ، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد إليه وتلطف له: قال الشاعر: ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ، وحُبُّ تِمِلاَّقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل وفي الحديث: ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي.
وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ مَلَقاً.
ورجل مَلِقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل: أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم، وجِنُّ الشباب: أوله وقوله: ولا يُنْصِبْكَ عهد . . . أكمل المادة المَلِق أَي من كان مَلِقاً ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق، وقيل: المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه.
والمَلِقُ أَيضاً: الذي يَعِدُك ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده. أَبو عمرو: المَلَقُ اللين من الحيوان والكلام والصُّخور.
والمَلَقُ: الدعاء والتضرع؛ قال: لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ، إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي يعني دعائي وتضرُّعي.
ويقال: إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق، وأصله من التليين.
ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛ وقال الراجز: وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ أَي لانَ. خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه، أُخذ من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي: ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.
ومَلَّق الشيءَ: ملسه.
وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإدغام، أَي صار أَملس؛ قال الراجز: وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ، يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال.
وانْمَلَق مني أَي أَفْلت.
والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة، وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي الهذلي: ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور، كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف، إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا والإمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.
وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله. يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإملاق الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر.
وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.
والإمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له.
وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت. قال الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة. ابن شميل: إنه لمُمْلِق أي مفسد.
والإملاق: الإفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد. يقال: أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما بيده؛ ومنه قول أَوس: لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي، وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته.
ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ الدهر أَي أَذهبه.
ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين.
ويقال: مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال: رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة.
ومَلَقَ الثوبَ والإناء يَمْلُقه مَلْقاً: غسله.
والمَلْقُ: الرضع.
ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها لغة.
ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه إذا رضعها.
وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، والاسْتِملاق الرضع، وهو اسْتِفْعال منه، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل، من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها، وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي.
ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً: ضربها.
ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه مَلْقاً: ضربه.
ويقال: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه.
والمَلْقُ: ضرب الحمار بحوافره الأرض؛ قال رؤبة يصف حماراً: مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ، يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يقول: ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على الأرض.
والمَلَقُ: ما استوى من الأرض، وأَنشد بيت رؤبة: مَلاَّخ المَلَقْ، وقال: الواحدة مَلَقَة.
والمَلْقُ: مثل المَلْخِ وهو السير الشديد.
والمَيْلَقُ: السريع؛ قال الزفيان: ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ، كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ والمَلْقُ: المحو مثل اللَّمْقِ.
ومَلْقُ الأَدِيم: غسله.
والمَلْقُ: الحُضْر الشديد.
والمَلْقُ: المَرّ الخفيف. يقال: مَرّ يَمْلُقُ الأَرض مَلْقاً.
ورجل مَلِقٌ: ضعيف.
والمالَقُ: الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا ذلك بها؛ قال الأزهري: مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض، فكأنه جعل المالَقَ عربيّاً؛ وقيل: المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث.
وقال أَبو حنيفة: المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران. الليث: المالَقُ الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة. أَبو سعيد: يقال لمالَج الطَّيّان مالَقُ ومِمْلَقٌ.
ويقال: ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها أَي لا شعر عليه.
والمَلقُ: المِلوسة.
وقال الأَصمعي: الجنين مَلِيطٌ، بالطاء، بهذا المعنى.

الملق (المعجم الوسيط) [50]


 الدُّعَاء والتضرع وَمَا اسْتَوَى من الأَرْض وَيُقَال سرنا فِي الملق والملقات وَهِي القيعان الملس الصلاب واللين من الْحَيَوَان وَالْكَلَام والصخور الملق:  الضَّعِيف وَفرس ملق يقفز وَيضْرب الأَرْض بحوافره وَلَا جري عِنْده وَالَّذِي يعد وَلَا يَفِي ويتظاهر بِمَا لَيْسَ عِنْده 

ملق (مقاييس اللغة) [50]



الميم واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على [تجرُّد] في الشيء ولين. قال ابن السكِّيت: المَلَق من التملُّق، وأصله التَّليين.
والمَلَقَة: الصَّفاة المَلْسَاء.
ويقال الإملاق: إتلافُ المال حَتَّى يُحوِج.
والقياس واحد، كأنَّه تجرَّدَ عن المال.
وانْمَلَقَ ساعدُ الرجل: انسحَجَ من حَمْل الأحمال. قال:
وحَوقَلٌ ساعدُه قد انْمَلَقْ      يقول قَطْباً ونِعمَّا إن سَلَق

والمَلَقَة: الأرض لا يكاد يَبيِن فيها أثر، والجمع المَلق والمَلَقَات.
ومَلَقْتُ الثوب: غَسَلتُه، لأنَّك تجرِّده عن الوسَخ.

ملق (المعجم الوسيط) [50]


 الشَّيْء ملسه وَيُقَال ملق الأَرْض أَو الْجِدَار ملسه بالمالق 

ملق (المعجم الوسيط) [50]


 الْفرس ملقا كَانَ عدوه لطيفا مسرعا فَهُوَ ملق والخاتم من الإصبع قلق وَفُلَانًا وَله تودده بِكَلَام لطيف وتضرع فَوق مَا يَنْبَغِي 

تملق (المعجم الوسيط) [50]


 الرجل وَله تملقا وتملاقا ملقه 

ملقت (المعجم الوسيط) [50]


 الدَّوَابّ وَغَيرهَا ملقا جرت ألطف الْحَضَر وأسرعه وَيُقَال ملق الرجل سَار شَدِيدا وَالشَّيْء غسله ومحاه وَأطْلقهُ من يَده وَلم يحْبسهُ وَالْحمار الأَرْض بحوافره وَفُلَانًا بالعصا ضربهَا بهَا وَيُقَال ملق عينه ضربهَا وَالصَّغِير أمه رضعها 

ق - ل - م (جمهرة اللغة) [50]


ويقال: أقمل الرِّمْثُ، إذا بدا ورقُه صغاراً. والقَمْل: معروف. والقُمَّل: صغار الدَّبا أو شبيه به. ورجل قَمَليّ، وهو الحقير الذليل. قال الفرزدق: أفي قَمَليٍّ من كُليب هجوتُه ... أبو جَهْضَمٍ تَغلي عليَّ مراجلُهْ واللَّمْق، يقال: لَمَقَه بيده، إذا ضربه. ولَمَقَ الكتابَ، إذا محاه. أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي عن يونس قال: سمعت أعرابياً يذكر مصدِّقاً لهم في كلامه. قال: فلَمَقَه بعدما نَمَقَه، أي محاه بعدما كتبه. وما ذقتُ لَماقاً، أي شيئاً يصلح في المأكول والمشروف. قال نَهْشَل بن حَرِّيّ: كبَرْقٍ لاح يُعجب من رآه ... ولا يُغني الحوائمَ من لَماقِ واللَّقَم: لَقَم الطريق، أي وسطه. ولَقِمَ الرجلُ يلقَم لَقْماً، إذا أكل. وقد سمّت . . . أكمل المادة العرب لُقْمان ولُقَيْماً. والمَقْل من قولهم: مَقَلْتُ الرجل في الماء أمقُله مَقْلاً، إذا غوّصته؛ وتماقل الرجلان، إذا تغاوصا. ومن ذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا وقع الذُّبابُ في الإناء فامقُلوه " ، أي غوِّصوه. والمُقْلَة: مُقْلَة العين، وهو اسم يجمع السواد والبياض. والمُقْلَة: الواحدة من المُقْل. وجمع مُقْلَة العين مُقَل. وما مَقَلَتْه عيني، أي ما رأته. والمَقْلَة: الحصاة التي يُقسم عليها الماء في المفاوز. والمَلَق: التضرُّع والطلب. قال الراجز: يا ربُّ ربَّ البيت والمشرَّقِ والمُرْقِلاتِ كلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ إيّاك أدعو فتقبّلْ مَلَقي والمَلَقَة، والجمع المَلَقات، وهي إكام مفترِشة. قال صخر الغَيّ الهُذلي: أُتيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشيفٍ ... إذا سامت على المَلَقات ساما أُقَيْدِر: قصير العنق؛ وحشيف: ثوب خَلَق؛ يصف الصائد. ورجل مَلِقٌ: ضعيف؛ ومُمْلِق: فقير، والمصدر الإملاق، وهو قلّة ذات اليد؛ أملقَ يُملِق إملاقاً فهو مُمْلِق، وكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم.

لقي (مقاييس اللغة) [50]



اللام والقاف والحرف المعتل أصولٌ ثلاثة: أحدها يدلُّ على عوَج، والآخر على توافِي شيئين، والآخر على طَرْحِ شيء.فالأوَّل اللَّقْوة: داءٌ يأخذ في الوجه يعوَجُّ منه.
ورجل مَلْقُوٌّ، ولُقِيَ الإنسانُ.
واللَّقْوة: الدَّلو التي إذا أرسلتَها في البِئر وارتفعت أخرى شالت معها. قال:والِلَّقْوة: العُقاب، سمِّيت بها لاعوجاجِها في منقارها.
واللَِّقْوة: النَّاقة السَّريعة اللِّقاح.والأصل الآخر اللِّقاء: المُلاقاة وتَوَافِي الاثنين متقابِلَين، ولَقِيتُه لَقْوَةً، أي مرّة واحدة ولِقاءةً.
ولقيته لُِقِيَّاً ولُقْياناً.
واللُّقْيَة فُعلة من اللِّقاء، والجمع لُقىً قال:
وإنِّي لأَهْوَى النّومَ من غير نَعْسَة      لعلّ لُقَاكمْ في المنام تَكُونُ

والأصل الآخر: ألقَيْتُه: نبذْتُه* إلقاءً.
والشَّيء الطَّريح لَقىً.
والأصل أنّ قوماً من العرب كانوا إذا أتَوا البيتَ للطَّواف قالوا: لا نَطُوفُ . . . أكمل المادة في ثيابٍ عَصَيْنا الله فيها، فيُلقونَها، فيسمَّى ذلك المُلقَى لَقىً. قال ابن أحمَرَ يصِف فرخ القطاة:
تُؤْوِي لَقىً أُلقِيَ في صفصفٍ      تَصْهَرُه الشّمسُ فلا يَنْصَهِرْ

لقا (لسان العرب) [50]


اللَّقْوة: داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشِّدق، وقد لُقِيَ فهو مَلْقُوٌّ.
ولَقَوْتُه أَنا: أَجْرَيْت عليه ذلك. قال ابن بري: قال المهلبي واللُّقاء، بالضم والمد، من قولك رجل مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته اللَّقْوة.
وفي حديث ابن عمر: أَنه اكْتَوَى من اللَّقْوَة، هو مرض يَعْرِضُ لوجه فيُميلُه إِلى أَحد جانبيه. ابن الأَعرابي: اللُّقَى الطيُّور، واللُّقَى الأَوْجاع، واللُّقَى السَّريعاتُ اللَّقَح من جميع الحيوان.
واللَّقْوةُ واللِّقْوة: المرأَة السَّريعةُ اللَّقاحِ والناقة السريعة اللقاح؛ وأَنشد أَبو عبيد في فتح اللام: حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً، فأُمٌّ لَقْوةٌ وأَبٌ قَبِيسُ وكذلك الفرسُ.
وناقة لِقْوةٌ ولَقْوةٌ: تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ. قال الأَزهري: واللَّقْوة في المرأَة والناقة، بفتح الام، أَفصح من اللِّقوة، وكان . . . أكمل المادة شمر وأَبو الهيثم يقولان لِقْوة فيهما. أَبو عبيد في باب سرعة اتفاق الأَخوين في التحابّ والمودَّة: قال أَبو زيد من أَمثالهم في هذا كانت لَقْوةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قال: اللَّقْوةُ هي السريعة اللَّقَح والحَمْل، والقَبِيسُ هو الفَحْل السريع الإِلقاح أَي لا إبْطاء عندهما في النِّتاج، يضرب للرجلين يكونان متفقين على رأْي ومذهب، فلا يَلْبَثان أَن يتصاحبا ويتَصافَيا على ذلك؛ قال ابن بري في هذا المثل: لَقْوةٌ بالفتح مذهب أَبي عمرو الشيباني، وذكر أَبو عبيد في الأَمثال لِقْوة، بكسر اللام، وكذا قال الليث لِقْوة، بالكسر.
واللَّقْوة واللِّقْوة: العُقاب الخَفِيفة السَّريعةُ الاخْتِطاف. قال أَبو عبيدة: سميت العقاب لَقْوة لسَعة أَشْداقها، وجمعها لِقاءٌ وألقاءٌ، كأَنَّ أَلقاءً على حذف الزائد وليس بقياس.
ودَلْو لَقْوةٌ: لَيِّنة لا تَنْبَسِطُ سريعاً لِلِينها؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد:شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوةُ المُلازِمه، والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ والصحيح: الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ.
ولقِيَ فلان فلاناً لِقاء ولِقاءةً، بالمدّ، ولُقِيّاً ولِقِيّاً، بالتشديد، ولُقْياناً ولِقْياناً ولِقْيانة واحدة ولُقْيةً واحدة ولُقًى، بالضم والقصر، ولَقاةً؛ الأَخيرة عن ابن جني، واستضعفها ودَفَعها يعقوب فقال: هي مولَّدة ليست من كلام العرب؛ قال ابن بري: المصادر في ذلك ثلاثة عشر مصدراً، تقول لَقِيته لِقاءً ولِقاءَةً وتِلقاءً ولُقِيّاً ولِقِيّاً ولِقْياناً ولُقْياناً ولِقْيانَةً ولَقْيةً ولَقْياً ولُقًى ولَقًى، فيما حكاه ابن الأَعرابي، ولَقاةً؛ قال: وشاهد لُقًى قول قيس بن المُلَوّح: فإِن كان مَقْدُوراً لُقاها لَقِيتُها، ولم أَخْشَ فيها الكاشِحِينَ الأَعادِيا وقال آخر: فإِنَّ لُقاها في المَنامِ وغيره، وإِنْ لم تَجُدْ بالبَذْل عندي، لرابِحُ وقال آخر: فلوْلا اتِّقاءُ الله، ما قلتُ مَرْحَباً لأَوَّلِ شيباتٍ طَلَعْنَ، ولا سَهْلا وقد زَعَمُوا حُلْماً لُقاك، فلم يَزِدْ، بِحَمْدِ الذي أَعْطاك، حِلْماً ولا عَقْلا وقال ابن سيده: ولَقاه طائية؛ أَنشد اللحياني: لمْ تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ، وسَيْرٍ مُسْأَدِ الليث: ولَقِيه لَقْيةً واحدة ولَقاةً واحدة، وهي أَقبحها على جوازها ، قال ابن السكيت: ولِقيانةً واحدة ولَقْيةً واحدة، قال ابن السكيت: ولا يقال لَقاة فإِنها مولدة ليست بفصيحة عربية، قال ابن بري: إِنما يقال لَقاة لأَن الفَعْلة للمرة الواحدة إِنما تكون ساكنة العين ولَقاةٌ محركة العين.
وحكى ابن درستويه: لَقًى ولَقاة مثل قَذًى وقَذاةٍ، مصدر قَذِيت تَقْذَى.
واللِّقاء: نقيض الحِجاب؛ ابن سيده: والاسم التِّلقاء؛ قال سيبويه: وليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل لفتحت التاء؛ وقال كراع: هو مصدر نادر ولا نظير له إِلا التِّبْيان. قال الجوهري: والتِّلقاء أَيضاً مصدر مثل اللقاء؛ وقال الراعي: أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تَأْتي مَواعِدُه، فالْيَوْمَ قَصَّرَ عن تِلْقائِه الأَمَلُ قال ابن بري: صوابه أَمَّلت خيركِ، بكسر الكاف، لأَنه يخاطب محبوبته، قال: وكذا في شعره وفيه عن تِلْقائِك بكاف الخطاب؛ وقبله: وما صَرَمْتُك حتى قُلْتِ مُعْلِنةً: لا ناقةٌ لي في هذا، ولا جَملُ وفي الحديث: مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لقاءه ومَن كَرِه لقاء اللهِ كرهَ الله لقاءه والموتُ دون لقاء الله؛ قال ابن الأَثير: المراد بلقاء الله المصيرُ إِلى الدار الآخرة وطلبُ ما عند الله، وليس الغرض به الموت لأَن كلاًّ يكرهه، فمن تَرك الدنيا وأَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ، ومَن آثَرَها ورَكِنَ إِليها كَرِهَ لِقاء الله لأَنه إِنما يصل إِليه بالموت.
وقوله: والموتُ دون لقاء الله، يُبَيِّنُ أَن الموتَ غيرُ اللقاء، ولكنه مُعْتَرِضٌ دون الغَرَض المطلوب، فيجب أَن يَصْبر عليه ويحتمل مشاقَّة حتى يصل إِلى الفَوْز باللِّقاء. ابن سيده: وتَلَقَّاه والتَقاه والتَقَيْنا وتَلاقَيْنا.
وقوله تعالى: ليُنذِر يوم التَّلاقِ؛ وإِنما سمي يومَ التلاقي لتَلاقي أَهل الأَرضِ وأَهل السماء فيه.
والتَقَوْا وتَلاقَوْا بمعنى.
وجلس تِلْقاءه أَي حِذاءه؛ وقوله أَنشده ثعلب: أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى، نَعَمْ، وأَلا لا حيثُ يَلْتَقِيانِ فسره فقال: أَراد مُلْتَقَى شفتيها لأَن التِقاء نَعمْ ولا إِنما يكون هنالك، وقيل: أَراد حَبَّذا هي مُتكلِّمةً وساكتة، يريد بملتقى نعم شفتيها، وبأَلا لا تَكلُّمَها، والمعنيان متجاوران.
واللَّقِيانِ (* قوله« اللقيان» كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء، والذي في القاموس وتكملة الصاغاني بشدها وهو الاشبه): المُلتَقِيانِ.ورجل لَقِيٌّ ومَلْقِيٌّ ومُلَقًّى ولَقَّاء يكون ذلك في الخير والشر، وهو في الشر أَكثر. الليث: رجل شَقِيٌّ لَقِيٌّ لا يزال يَلْقى شَرّاً، وهو إِتباع له.
وتقول: لاقَيْتُ بين فلان وفلان.
ولاقَيْتُ بين طَرَفَيْ قضيب أَي حَنَيْته حتى تلاقيا والتَقَيَا.
وكلُّ شيءٍ استقبل شيئاً أَو صادفه فقد لقِيَه من الأَشياء كلها.
واللَّقِيَّان: كل شيئين يَلْقى أَحدهما صاحبه فهما لَقِيَّانِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَنها قالت إِذا التقى الخِتانان فقد وجَب الغُسْلُ؛ قال ابن الأَثير: أَي حاذى أَحدهما الآخر وسَواء تَلامَسا أَو لم يتَلامَسا، يقال: التَقى الفارسان إِذا تَحاذَيا وتَقابلا، وتظهر فائدته فيما إِذا لَفَّ على عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل يجب عليه وإن لم يَلْمَسِ الخِتانُ الخِتانَ.
وفي حديث النخعي: إِذا التقى الماءَانِ فقد تَمَّ الطُّهورُ؛ قال ابن الأَثير: يريد إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين من أَعْضائك في الوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ في الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة ولا يُبالي أَيُّهما قدَّم، قل: وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في الوضوء أَو يريد بالعضوين اليدين والرجلين في تقديم اليمنى على اليسرى أَو اليسرى على اليمنى، وهذا لم يشترطه أَحد.
والأُلْقِيَّةُ: واحد من قولك لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من شَرٍّ وعُسْر.
ورجل مُلَقًّى: لا يزالُ يلقاه مكروه.
ولَقِيتُ منه الأَلاقَي؛ عن اللحياني، أَي الشَّدائد، كذلك حكاه بالتخفيف.
والمَلاقي: أَشْراف نَواحي أَعْلى الجبل لا يزال يَمْثُل عليها الوعل يعتصم بها من الصياد؛ وأَنشد: إِذا سامَتْ على المَلْقاةِ ساما قال أَبو منصور: الرواة رووا: إِذا سامت على المَلَقاتِ ساما واحدتها مَلَقةٌ، وهي الصَّفاة المَلْساء، والميم فيها أَصلية، كذا روي عن ابن السكيت، والذي رواه الليث، إِن صح، فهو مُلْتَقى ما بين الجبلين.
والمَلاقي أَيضاً: شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذلك، واحدها مَلْقًى ومَلْقاةٌ، وقيل: هي أَدنى الرحم من موضع الولد، وقيل: هي الإِسَكُ؛ قال الأَعشى يذكر أُم عَلْقمةَ: وكُنَّ قد أَبْقَيْنَ منه أُذًى، عند المَلاقي، وافيَ الشَّافِرِ الأَصمعي: المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقي، وهو مَأْزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه.
وتلقَّت المرأَة، وهي مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، وقلّ ما أَتى هذا البناء للمؤنث بغير هاء. الأَصمعي: تَلقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عليه.
والمَلاقي من الناقة: لحم باطن حيَائها، ومن الفرس لحم باطن ظَبْيَتها.
وأَلقى الشيء: طَرَحَه.
وفي الحديث: إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلْقي لها بالاً يَهْوي بها في النار أَي ما يُحْضِرُ قلبَه لما يَقولُه منها، والبالُ: القَلبُ.
وفي حديث الأَحنف: أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فما أَلقى لذلك بالاً أَي ما اسْتَمع له ولا اكْتَرَثَ به؛ وقوله: يَمْتَسِكُونَ، مِن حِذاِ الإِلْقاءِ، بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خشية أَن تُلقِيَهم في البحر، ولَقَّاه الشيءَ وأَلقاه إِليه وبه. فسر الزجاج قوله تعالى: وإِنَّك لَتُلَقَّى القرآن؛ أَي يُلْقى إِليك وحْياً من عند الله.
واللَّقى: الشيء المُلْقى، والجمع أَلقاء؛ قال الحرث بن حلزة: فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن كلِّ حَيٍّ، كأَنهم أَلْقاءُ وفي حديث أَبي ذر: ما لي أَراك لَقًى بَقًى؟ هكذا جاءَا مخففين في رواية بوزن عَصاً.
واللَّقى: المُلْقى على الأَرض، والبَقى إِتباع له.
وفي حديث حكيم بن حزام: وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً. قال ابن الأَثير: قيل أَصل اللَّقى أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم وقالوا لا نَطُوف في ثياب عَصَيْنا اللهَ فيها، فيُلقُونها عنهم ويُسمّون ذلك الثوب لَقًى، فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأْخُذوها وتركوها بحالها مُلْقاةً. أَبو الهيثم: اللَّقى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إذا طاف بالبيت في الجاهلية ، وجمعه أَلقاء .
واللَّقى: كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة.
والأُلْقِيَّةُ: ما أُلقِيَ.
وقد تَلاقَوْا بها: كتَحاجَوْا؛ عن اللحياني . أَبو زيد: أَلْقَيت عليه أُلْقِيَّةً كقولك أَلقَيت عليه أُحْجِيَّةً، كل ذلك يقال؛ قال الأَزهري: معناه كلمة مُعاياةٍ يُلقِيها عليه ليستخرجها .
ويقال: هم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم.
ولَقاةُ الطريق: وسَطُه؛ عن كراع.
ونهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، عن تَلَقِّي الرُّكْبان ؛ وروى أَبو هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، لا تَتلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى منه شيئاً فصاحِبُه بالخِيارإذا أَتى السُّوقَ؛ قال الشافعي: وبهذا آخذ إن كان ثابتاً، قال: وفي هذا دليل أَن البيع جائِز غيرَ أَن لصاحبها الخيار بعد قُدوم السوق، لأَنَّ شراءَها من البَدوِيّ قبل أَن يصير إلى موضع المُتساومَيْنِ من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخيار ؛ وتَلَقِّي الرُّكبان: هو أَن يستقبل الحضَريُّ البدويَّ قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكَسادِ ما معه كَذِباً ليشتري منه سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ من ثمن المثل ، وذلك تَغْرير مُحرَّم ولكن الشراء منعقد، ثم إن كذب وظهر الغَبْنُ ثبت الخِيار للبائع، وإن صدَق ففيه على مذهب الشافعي خلاف .
وفي الحديث: دخَل أَبو قارظٍ مكةَ فقالت قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقى أَكُفِّنا أَي أَيدينا تَلتَقي مع يده وتجتمع، وأَراد به الحِلْفَ الذي كان بيْنه وبينهم . قال الأَزهري: والتَّلَقِّي هو الاستقبال ؛ ومنه قوله تعالى: وما يُلَقَّاها إلا الذين صَبَروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ؛ قال الفراء: يريده ما يُلَقَّى دفعَ السيئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظيم، فأَنثها لتأْنيث إرادة الكلمة، وقيل في قوله وما يُلقَّاها أي ما يُعَلَّمها ويُوَفَّقُ لها إلا الصابر .
وتَلَقَّاه أَي استقبله.
وفلان يَتَلَقَّى فلاناً أَي يَسْتَقْبِله.
والرجل يُلَقَّى الكلام أَي يُلَقَّنه.
وقوله تعالى: إذ تَلَقَّوْنَه بأَلسنتكم؛ أَي يأْخذ بعض عن بعض.
وأَما قوله تعالى: فَتَلقَّى آدمُ من ربّه كلِماتٍ؛ فمعناه أَنه أَخذها عنه، ومثله لَقِنَها وتَلَقَّنَها ، وقيل: فتَلقَّى آدمُ من ربه كلماتٍ، أَي تَعلَّمها ودعا بها.
وفي حديث أَشراط الساعة: ويُلْقى الشُّحُّ؛ قال ابن الأَثير: قال الحميدي لم يَضْبِط الرواةُ هذا الحرف، قال: ويحتمل أَن يكون يُلَقَّى بمعنى يُتَلَقَّى ويُتَعَلَّم ويُتَواصى به ويُدعى إليه من قوله تعالى: وما يُلَقَّاها إلا الصابرون؛ أَي ما يُعَلَّمُها ويُنَبَّه عليها ، ولو قيل يُلْقَى، مخففة القاف، لكان أَبعد، لأَنه لو أُلقِيَ لترك ولم يكن موجوداً وكان يكون مدحاً، والحديث مبني على الذم، ولو قيل يُلْفى، بالفاء، بمعنى يوجد لم يَستَقِم لأَن الشحّ ما زال موجوداً. الليث: الاسْتِلْقاءُ على القفا، وكلُّ شيء كان فيه كالانْبِطاح ففيه اسْتِلقاء، واسْتَلْقى على قفاه؛ وقال في قول جرير: لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ جعله البعيث لَقًى لا يُدْرى لمن هو وابْنُ مَن هو، قال الأَزهري: كأَنه أَراد أَنه منبوذ لا يُدرى ابن مَن هو. الجوهري: واللَّقى، بالفتح، الشيء المُلْقى لهَوانه، وجمعه أَلقاء؛ قال: فلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه، وكنت لَقًى تَجْري عليْكَ السَّوائِلُ قال ابن بري: قال ابن جني قد يجمع المصدر جمع اسم الفاعل لمشابهته له، وأَنشد هذا البيت ، وقال: السَّوائلُ جمع سَيْل فجَمَعه جَمع سائل؛ قال: ومثله: فإِنَّكَ ، يا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ، مُعِيدٌ على قِيلِ الخَنا والهَواجِرِ فالهَواجِرُ جمع هُجْر ؛ قال: ومثله : مَن يفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ فيمن جعله جمع جزاء ؛ قال: قال ابن أَحمر في اللقى أَيضاً: تَرْوي لَقًى أَلْقِيَ في صَفْصَفٍ، تَصْهَرُه الشمس فما يَنْصَهِر وأَلْقَيْتُه أَي طَرحته . تقول: أُلقِه مِن يدِك وأَلقِ به من يدك، وأَلقَيْتُ إليه المودّة وبالمودّةِ.

مقل (لسان العرب) [50]


المُقْلة: شَحْمة العين التي تجمع السوادَ والبياضَ، وقيل: هي سوادُها وبياضُها الذي يَدُورُ كله في العين، وقيل: هي الحَدَقة؛ عن كراع، وقيل: هي العين كلُّها، وإِنما سميت مُقْلة لأَنها تَرْمِي بالنظر.
والمَقْل: الرَّمْيُ.
والحدَقة: السوادُ دون البياضِ، قال ابن سيده: وأَعرف ذلك في الإِنسان، وقد يستعمل ذلك في الناقة؛ أَنشد ثعلب: من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ وقال أَبو داود: سمعت بالغَرّاف يقولون: سخِّن جَبِينَك بالمُقْلة؛ شبَّه عين الشمس بالمُقْلةِ.
والمَقْل: النظر.
ومَقَله بعينه يَمْقُله مَقْلاً: نظر إِليه؛ قال القطامي: ولقد يَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِي، ويَرُوعُني مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق ويروى: مُقَل، ومَقْل أَحسن لقوله تكلُّمِي.
ويقال: ما مَقَلَتْه عيني منذ . . . أكمل المادة اليوم.
وحكى اللحياني. ما مَقَلَتْ عيني مثلَه مَقْلاً أَي ما أَبصرتْ ولا نظرتْ، وهو فَعَلَتْ من المُقْلة، وفي حديث ابن مسعود وسئل عن مَسْح الحَصى في الصلاة فقال مرَّةً: وتركُها خير من مائة ناقة لِمُقْلةٍ؛ قال أَبو عبيد: المُقْلة هي العين، يقول: تركها خير من مائة ناقة يختارها الرجل على عينه ونظره كما يريد، قال: وقال الأَوزاعي ولا يريد أَنه يقتنيها؛ وفي حديث ابن عمر: خيرٌ من مائة ناقة كلّها أَسْوَدُ المُقْلةِ أَي كل واحد منها أَسودُ العين.
والمَقْلة، بالفتح: حَصاة القَسْم توضع في الإِناء ليُعْرَف قدرُ ما يُسْقَى كلُّ واحد منهم، وذلك عند قلَّة الماء في المَفاوِزِ، وفي المحكم: تُوضَع في الإِناء إِذا عَدِموا الماء في السفر ثم يُصَبُّ فيه من الماء قَدْرُ ما يَغْمُرُ الحَصاة فيُعطاها كل رجل منهم؛ قال يزيد بن طُعْمة الخَطْمِيّ وخَطْمةُ من الأَنصار بنو عبدِ الله بن مالك بن أَوْس:قَذَفُوا سيِّدَهم في وَرْطةٍ، قَذْفَك المَقْلةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ ومَقَلَ المَقْلة: أَلقاها في الإِناء وصبَّ عليها ما يغمُرها من الماء.
وحكى ابن بري عن أَبي حمزة: يقال مَقْلة ومُقْلة، شبهت بمُقْلة العين لأَنها في وسط بياض العين، وأَنشد بيت الخَطْمِيّ.
وفي حديث عليٍّ: لم يبق منها إِلا جُرْعة كجُرْعة المَقْلة؛ هي بالفتح حَصاة القَسْم، وهي بالضم واحدة المُقْل الثمر المعروف، وهي لصِغَرِها لا تسَعُ إِلا الشيء اليسير من الماء.
ومَقَله في الماء يَمْقُله مَقْلاً: غَمَسه وغطَّه.
ومَقَل الشيء في الشيء يَمْقُله مَقْلاً: غَمَسَه.
وفي الحديث: إِذا وقَع الذُّبابُ في إِناء أَحدِكم فامْقُلوه فإِن في أَحد جَناحيه سُمّاً وفي الآخر شِفاء وإِنه يقدِّم السُّمَّ ويؤخر الشِّفاء؛ قال أَبو عبيدة: قوله فامْقُلوه يعني فاغْمِسوه في الطعام أَو الشراب ليُخْرِج الشفاء كما أَخرج الداء.
والمَقْل: الغَمْس.
ويقال للرَّجُلَين إِذا تَغاطَّا في الماء: هما يَتَماقَلان، والمَقْل في غير هذا النظرُ.
وتَماقَلوا في الماء: تَغاطُّوا.
وفي حديث عبد الرحمن وعاصم: يَتماقَلان في البحر، ويروى: يَتَماقَسان.
ومَقَل في الماء يَمْقُل مَقْلاً: غاصَ.
ويروى أَن ابن لقمان الحكيم سأَل أَباه لقمان فقال: أَرأَيت الحَبَّة التي تكون في مَقْل البحر أَي في مَغاص البحر، فأَعلمه أَن الله يعلم الحَبَّة حيث هي، يعلمها بعِلمه ويستخرجها بلُطفه؛ وقوله في مَقْل البحر، أَراد في موضع المَغاص من البحر.
والمَقْل: أَن يَخَاف الرجل على الفصيل من شربه اللبن فيسقيَه في كفّه قليلاً قليلاً؛ قال شمر: قال بعضهم لا يعرف المَقْل الغَمْس، ولكن المَقْل أَن يُمْقَل الفصيلُ الماءَ إِذا آذاه حَرُّ اللبن فيُوجَر الماءَ فيكون دواءٍ.
والرجل يمرض فلا يسمع شيئاً فيقال: امْقُلوه الماءَ واللبنَ أَو شيئاً من الدواء فهذا المَقْل الصحيح.
وقال أَبو عبيد: إِذا لم يَرْضَع الفَصِيل أُخِذ لسانه ثم صُبَّ الماء في حَلْقه، وهو المَقْل، وقد مَقَلْته مَقْلاً، قال: وربما خرج على لسانه قُروح فلا يقدر على الرضاع حتى يُمْقَل؛ وأَنشد: إِذا اسْتَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا، في الحَلْقِ واللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا والمَقْل: ضرْب من الرضاع؛ وأَنشد في وصف الثَّدْي: كَثَدْي كَعابٍ لم يُمَرَّثَ بالمَقْلِ قال الليث: نصَب الثاء على طلَب النون، قال الأَزهري: وكأَنَّ المَقْل مقلوب من المَلْق وهو الرضاع.
ومَقْل البئر: أَسفلها.
والمُقْل: الكُنْدُر الذي تُدَخِّن به اليهودُ ويجعل في الدواء.
والمُقْل: حمل الدَّوْم، واحدته مُقْلة، والدَّوْم شجرة تشبه النخلة في حالاتها. قال أَبو حنيفة: المُقْل الصمغ الذي يسمى الكُور، وهو من الأَدوية.

ألق (لسان العرب) [50]


الأَلْقُ والأُلاقُ والأَوْلَقُ: الجُنُون، وهو فَوْعل، وقد أَلَقَه اللهُ يأْلِقُه أَلْقاً.
ورجل مأْلُوق ومُأَوْلَقٌ على مثال مُعَوْلَقٍ من الأَوْلَق؛ قال الرياشي: أَنشدني أَبو عبيدة: كأَنَّما بِي مِن أراني أَوْلَقُ ويقال للمجنون: مُأَوْلَق، على وزن مُفَوْعل؛ وقال الشاعر: ومُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيّةَ رأْسِه، فتركْتُه ذَفِراً كريحِ الجَوْرَبِ هو لنافع بن لَقِيط الأَسدي، أَي هَجْوتُه. قال الجوهري: وإن شئت جعلت الأَولق أَفعل لأَنه يقال أُلِق الرجلُ فهو مَأْلُوق على مَفعول؛ قال ابن بري: قولُ الجوهري هذا وهَم منه، وصوابه أِن يقول وَلَق الرجلُ يَلِقُ، وأَما أُلِقَ فهو يشهد بكون الهمزة أَصلاً لا زائدة. أَبو زيد: امرأَة أَلَقى، بالتحريك، قال وهي السريعة الوَثْبِ؛ . . . أكمل المادة قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْـ نِ، مُحْرَفةُ الساقِ، ظَمْأَى القَدَمْ وأَنشد ابن الأعرابي: شَمَرْدَل غَيْر هُراء مِئْلَق قال: المِئلَق من المأْلُوق وهو الأحمق أَو المَعْتُوه.
وأُلِقَ الرجل يُؤْلَق أَلْقاً، فهو مأْلوق إذا أَخذه الأَوْلَق؛ قال ابن بري: شاهدُ الأَوْلق الجنون قول الأَعشى: وتُصْبِح عن غِبِّ السُّرى وكأَنّها أَلَمَّ بها، من طائِف الجِنِّ، أَوْلَقُ وقال عيينة بن حصن يهجو ولد يَعْصُر وهم غَنِيٌّ وباهِلةُ والطُّفاوةُ: أَباهِل، ما أَدْرِي أَمِنْ لُؤْمِ مَنْصِبي أُحِبُّكُمُ، أَم بي جُنونٌ وأَوْلَقُ؟ والمأْلُوق: اسم فرس المُحَرِّش (* قوله «المحرش» بالشين المعجمة، وفي القاموس بالقاف). بن عمرو صفة غالبة على التشبيه.
والأَولَقُ: الأَحمق.
وأَلَقَ البرقُ يأْلِق أَلْقاً وتأَلًق وائْتلَق يَأْتَلق ائْتلاقاً: لمَعَ وأَضاء؛ الأَول عن ابن جني؛ وقد عدّى الأَخير ابن أَحمر فقال: تُلَفِّفُها بِدِيباجٍ وخَزٍّ ليَجْلُوها، فَتَأْتَلِقُ العُيونا وقد يجوز أَن يكون عدّاه بإسقاط حرف أَو لأَنَّ معناه تختطف.
والائتلاقُ: مثل التأَلُّق.
والإلَّق: المُتأَلِّق، وهو على وزن إمَّع.
وبرقٌ أَلاّق: لا مطر فيه.
والأَلْقُ: الكذب.
وأَلَق البرقُ يأْلِقُ أَلْقاً إذا كذب.
والإلاق: البرق الكاذب الذي لا مطر فيه.
ورجل إلاقٌ: خدّاع متلوّن شبه بالبرق الأُلًق؛ قال النابغة الجعدي: ولسْت بِذِي مَلَقٍ كاذِبِ إلاقٍ، كَبَرْقٍ من الخُلَّبِ فجعل الكَذوب إلاقاً.
وبرق أُلَّق: مثل خُلَّب.
والأَلوقةُ: طعام يُصلَح بالزُّبد؛ قال الشاعر: حَدِيثُك أَشْهَى عندنا من أَلُوقةٍ، يُعَجِّلها طَيّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ قال ابن بري: قال ابن الكلبي الأَلوقة هو الزبد بالرُّطَب، وفيه لغتان أَلُوقة ولُوقة؛ وأَنشد لرجل من عُذْرة: وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ، وإنِّي لِمَنْ عاديتُمُ سَمُّ أَسْوَد ابن سيده: والأَلوقة الزبدة؛ وقيل: الزبدة بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَي بَرِيقها، قال: وقد توهم قوم أَن الأَلوقة (* قوله «أن الألوقة لما إلخ» كذا بالأصل، ولعله أن الألوقة من لوق لما كانت أي لكونها). لما كانت هي اللُّوقة في المعنى وتقاربت حروفهما من لفظهما، وذلك باطل، لأَنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها إذ كانت الزيادة في أَولها من زيادة الفعل، والمثال مثاله، فكان يجب على هذا أَن تكون أَلْوُقَةً، كما قالوا في أَثْوُب وأَسْوق وأَعْيُن وأَنْيُب بالصحة ليُفْرق بذلك بين الاسم والفعل.ورجل إلْقٌ: كَذُوب سيِّء الخُلُق.
وامرأَة إلقة: كَذُوب سيئة الخلق.والإلْقة السِّعْلاة، وقيل الذئب.
وامرأَة إلْقةٌ: سريعة الوثب. ابن الأَعرابي: يقال للذئب سِلْقٌ وإلْق. قال الليث: الإلقة توصف بها السِّعلاة والذئبة والمرأَة الجَريئة لخُبْثهن.
وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَلْس والأَلْقِ؛ هو الجنون؛ قال أَبو عبيد: لا أَحسَبه أَراد بالأَلْق إلا الأَوْلَقَ وهو الجنون، قال: ويجوز أَن يكون أَراد به الكذب، وهو الأَلْق والأَوْلَق، قال: وفيه ثلاث لغات: أَلْق وإلْق، بفتح الهمزة وكسرها، ووَلْق، والفعل من الأَول أَلَقَ يأْلِقُ، ومن الثاني ولَقَ يلِقُ.
ويقال: به أُلاق وأُلاس، بضم الهمزة، أَي جنون من الأَوْلَق والأَلْس.
ويقال من الأَلْق الذي هو الكذب في قول العرب: أَلَقَ الرجلُ فهو يأْلِقُ أَلْقاً فهو آلِق إذا انبسط لسانه بالكذب؛ وقال القتيبي: هو من الوَلْق الكذب فأَبدل الواو همزة، وقد أَخذه عليه ابن الأَنباري لأَن إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أَصلاً يقاس عليه، وإنما يتكلم بما سمع منه.
ورجل إلاق، بكسر الهمزة، أَي كذوب، وأَصله من قولهم برق إلاق أَي لا مطر معه.
والأَلاَّق أَيضاً: الكذاب، وقد أَلَق يأْلِق أَلْقاً.
وقال أَبو عبيدة: به أُلاق وأُلاس من الأَوْلق والأَلْس، وهو الجنون.
والإلق، بالكسر: الذئب، والأُنثى إلْقة، وجمعها إلَقٌ، قال: وربما قالوا للقِردة إلقة ولا يقال للذكر إلْق، ولكن قرد ورُبّاح؛ قال بشر بن المُعتمِر: تبارَكَ اللهُ وسبحانَه، مَن بيَدَيهِ النفْعُ والضَّرُّ مَن خَلْقُه في رِزْقه كلُّهم: الذِّيخُ والثًيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوّ إذا ما عَلا فيه، ومَن مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ، وجَأْبةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيّةُ الصَّمّاء في جُحْرِها، والتُّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ وهِقْلةٌ تَرْتاعُ مِن ظِلِّها، لها عِرارٌ ولها زَمْرُ تَلْتَهِمُ المَرْوَ على شَهْوةٍ، وحَبُّ شيء عندها الجَمْرُ وظَبْيةٌ تخْضِم في حَنْظَلٍ، وعقربٌ يُعْجِبها التمْرُ وإلْقةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَها، والسَّهْلُ والنوْفَلُ والنَّضْرُ

أيم (لسان العرب) [50]


الأيامى: الذي لا أَزواجَ لهم من الرجال والنساء وأَصله أَيايِمُ، فقلبت لأن الواحد رجل أَيِّمٌ سواء كان تزوَّج قبل أَو لم يتزوج. ابن سيده: الأَيِّمُ من النساء التي لا زَوْج لها، بِكْراً كانت أَو ثَيِِّباً، ومن الرجال الذي لا امرأَة له، وجمعُ الأَيِّمِ من النساء أَيايِمُ وأَيامى، فأَمَّا أَيايِم (* قوله «فأما أيايم إلى قوله وأما أيامى» هكذا في الأصل) فعلى بابه وهو الأصل أَيايِم جمع الأَيِّم، فقلبت الياء وجُعلت بعد الميم، وأَمّا أَيامى فقيل: هو من باب الوَضْع وُضِع على هذه الصيغة؛ وقال الفارسي: هو مَقلوب موضع العين إلى اللام.
وقد آمَتِ المرأَة من زَوْجها تَئِيمُ أَيْماً وأُيُوماً . . . أكمل المادة وأَيْمَةً وإيمة وتأَيَّمَتْ زماناً وأتامَتْ وأَتَيَمْتها: تَزَوَّجْتُها أَيّماً.
وتأَيَّم الرجلُ زماناً وتأَيَّمتِ المرأَة إذا مَكَثا أَيّاماً وزماناً لا يتزوَّجان؛ وأَنشد ابن بري:لقد إمْتُ حتى لامَني كلُّ صاحِبٍ، رَجاءً بسَلْمى أَن تَئِيمَ كما إمْتُ وأَنشد أيضاً: فإن تَنْكِحِي أَنْكِحْ، وإن تَتَأَيَّمِي، يَدَا الدَّهْرِ، ما لم تنْكِحي أَتَأََيَّم وقال يزيد بن الحكم الثقفي: كلُّ امْرئٍ سَتَئيمُ منهُ العِرْسُ، أو منها يَئيم وقال آخر: نَجَوْتَ بِقُوفِ نَفْسِك، غير أَني إخالُ بأَنْ سَيَيْتَمُ أو تَئِيمُ أي يَيتمُ ابنُك أو تَئِيمُ امرأَتُك. قال الجوهري: وقال يعقوب سَمِعت رجُلاً من العرب يقول: أَيٌّ يَكُونَنَّ على الأَيْمِ نَصِيبي؛ يقول ما يَقَعُ بيَدي بعد تَرْك التزوَّج أيّ امرأَة صالحة أَو غير ذلك؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول امرأة صالحة أم غير ذلك.
والحَرْبُ مَأْيَمَة للنساء أَي تَقْتل الرجال فتَدَعُ النساء بلا أَزواجٍ فَيَئِمْنَ، وقد أَأَمْتُها وأَنا أُئيمُها: مثل أَعَمْتُها وأَنا أُعِيمُها.
وآمَتِ المرأَةُ إذا مات عنها زوجها أو قُتِل وأقامت لا تَتَزوَّج. يقال: امرأَةٌ أَيِّمٌ وقد تأَيَّمَتْ إذا كانت بغير زَوْج، وقيل ذلك إذا كان لها زوج فمات عنها وهي تَصْلُح للأَزْواج لأنَّ فيها سُؤْرةً من شَباب؛ قال رؤبة: مُغايراً أَو يَرْهَبُ التَّأْيِيما وأَيَّمَهُ اللهُ تَأْيِيماً.
وفي الحديث: امرأَةٌ آمَتْ من زوجِها ذاتُ مَنْصِب وجَمالٍ أي صارَتْ أَيِّماً لا زوج لها؛ ومنه حديث حفصة: أَنها تَأَيَّمتْ من ابن خُنَيُسٍ زَوْجِها قَبْل النبي، صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث علي، عليه السلام: مات قَيِّمُها وطال تَأَيُّمُها، والأسم من هذه اللفظة الأَيْمةُ.
وفي الحديث: تَطول أَيْمَةُ إحْداكُنَّ، يقال: أَيِّمٌ بَيِّن الأَيْمة. ابن السكيت: يقال ما لهُ آمٌ وعامٌ أي هَلَكتِ امرأَته وماشِيَتُه حتى يَئِيمَ ويَعيمَ إلى اللَّبَن.
ورجلٌ أَيْمانُ عَيْمانُ؛ أَيْمانُ: هَلَكتِ امرأَته، فأَيْمانُ إلى النساء وعَيْمانُ إلى اللَّبَنِ، وامرأَة أَيْمَى عَيْمَى.
وفي التنزيل العزيز: وأَنْكِحُوا الأيامى منكم؛ دخَل فيه الذَّكَر والأُنْثى والبِكْر والثَّيِّب، وقيل في تفسيره: الحَرائر.
وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: الأَيِّمُ أَحَقُّ بنفسها، فهذه الثَّيِّبُ لا غير؛ وكذلك قول الشاعر: لا تَنْكِحَنَّ الدَّهْرَ، ما عِشْتَ، أَيِّماً مُجَرَّبةً، قد مُلَّ منها، ومَلَّتِ والأَيِّمُ في الأصل: التي لا زوجَ لها، بِكْراً كانت أَو ثَيِّباً، مطلَّقة كانت أو مُتَوَفّى عنها، وقيل: الأيامى القَرابات الابْنةُ والخالةُ والأُختُ. الفراء: الأَيِّمُ الحُرَّة، والأَيِّمُ القَرابة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل الذي لم يتزوّج أَيِّمٌ، والمرأَة أَيِّمَةٌ إذا لم تَتَزَوَّج، والأَيِّمُ البِكْر والثَّيّب.
وآمَ الرجلُ يَئِيمُ أَيْمةً إذا لم تكن له زوجة، وكذلك المرأَة إذا لم يكن لها زوج.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يَتَعَوَّذُ من الأَيْمةِ والعَيْمة، وهو طولُ العُزْبةِ. ابن السكيت: فُلانَةُ أَيِّمٌ إذا لم يكن لها زوج.
ورجل أَيِّمٌ: لا مرأَة له، ورجلان أَيِّمانِ ورجال أَيِّمُون ونساءٌ أَيِّماتٌ وأُيَّمٌ بَيِّنُ الأَُيُوم والأَيْمةِ.
والآمةُ: العُزَّاب، جمع آمٍ، أَراد أيِّم فقلَب؛ قال النابغة: أُمْهِرْنَ أَرْماحاً، وهُنَّ بآمَةٍ، أَعْجَلْنَهُنَّ مَظنَّة الإعْذارِ يريد أَنَّهنَّ سُبِينَ قبل أَن يُخْفَضْنَ، فجعل ذلك عَيْباً.
والأَيْمُ والأَيِّمُ: الحيَّة الأَبْيَضُ اللطيف، وعَمَّ به بعضهم جميع ضُروب الحيّات. قال ابن شميل: كل حيَّة أيْمٌ ذكراً كان أَو أُنثى، وربَّما شدِّد فقيل أَيِّم كما يقال هَيْن وهَيِّن؛ قال الهذلي: باللَّيْل مَوْرِدَ أَيِّم مُتَغَضِّفِ وقال العجاج: وبَطْنَ أَيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا والأَيْم والأَيْنُ: الحيَّة. قال أبو خيرة: الأَيْمُ والأَيْنُ والثُّعْبان الذُّكْرانُ من الحَيَّات، وهي التي لا تَضُرُّ أَحداً، وجمع الأَيْمِ أُيُومٌ وأَصله التَّثْقِيل فكسِّر على لفظه، كما قالوا قُيُول في جمع قَيْل، وأصله فَيْعِل، وقد جاء مشدّداً في الشعر؛ قال أَبو كبير الهذلي: إلاَّ عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ (* قوله «الا عواسر إلخ» تقدم هذا البيت في مادة عسر ومرط وعود وصيف وغضف وفيه روايات، وقوله: يعني أن هذا الكلام، لعله ان هذا المكان). يعني أن هذا الكلام من مَوارِد الحيَّات وأَماكِنها؛ ومُعِيدة: تُعاوِد الوِرْد مرّة بعد مرة؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد لسوار بن المضرب: كأَنَّما الخَطْو من مَلْقَى أَزِمَّتِها مَسْرَى الأُيُومِ، إذا لم يُعْفِها ظَلَفُ وفي الحديث: أنه أَتَى على أَرض جُزُرٍ مُجْدِبةٍ مثل الأَيْم؛ الأَيْمُ والأَيْنُ: الحيَّة اللَّطِيفة؛ شبَّه الأَرض في مَلاسَتِها بالحيَّة.
وفي حديث القاسم بن محمد: أَنه أَمَرَ بِقَتْلِ الأَيْمِ.
وقال ابن بري في بيت أبي كبير الهذلي: عَواسِرُ بالرفع، وهو فاعل يَشْرب في البيت قبله، وهو: ولقد وَرَدْتُ الماء، لم يَشْرَبْ به، حَدَّ الرّبيعِ إلى شُهورِ الصَّيِّفِ قال: وكذلك مُعِيدة الصوابُ رَفْعُها على النَّعْت لِعَواسِر، وعَواسِرُ ذِئابٌ عَسَرت بأَذْنابِها أَي شالَتْها كالسِّهام المَمْروُطَةِ، ومُعِيدة: قد عاوَدت الوُرودَ إلى الماء، والمُتَغَضِّف: المُتَثَنِّي. ابن جني: عَيْنُ أَيِّمٍ ياءٌ، يدلُّ على ذلك قولهم أَيْم، فظاهر هذا أن يكون فَعْلاً والعينُ منه ياءٌ، وقد يمكن أن يكون مخففاً من أَيِّم فلا يكون فيه دليل، لأن القَبِيلين معاً يَصيرانِ مع التخفيف إلى لفظ الياء، وذلك نحو لَيْنٍ وهَيْنٍ.
والإيَامُ: الدُّخَان؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: فَلمَّا جَلاها بالإيَامِ تَحَيَّزَتْ ثُباتٍ، عليها ذُلُّها واكْتِئابُها وجمعُه أُيُمٌ.
وآم الدُّخانُ يَئيم إيَاماً: دخَّن.
وآم الرجُلُ إيَاماً إذا دَخَّن على النَّحْل ليخرج من الخَلِيَّة فيأْخُذ ما فيها من العَسَل. قال ابن بري: آمَ الرجُل من الواو، يقال: آمَ يَؤُومُ، قال: وإيامٌ الياء فيه منقلِبة عن الواو.
وقال أَبو عمرو: الإيَامُ عُودٌ يجعَل في رأْسه نارٌ ثم يُدَخَّنُ به على النَّحْل ليُشْتارَ العَسَلُ.
والأُوامُ: الدُّخانُ، وقد تقدم.
والآمةُ: العيب، وفي بعض النسخ: وآمةٌ عَيْب؛ قال: مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْـ لاً، إن فيما قلتَ آمَهْ وفي ذلك آمةٌ علينا أي نَقْص وغَضاضَةٌ؛ عن ابن الأعربي.
وبَنُو إيَامٍ: بَطْن من هَمْدان.
وقوله في الحديث: يتَقارب الزَّمان ويَكْثُر الهَرْج، قيل: أَيْمَ هو يا رسول الله؟ قال: القَتْل، يريد ما هو؛ وأَصله أَيّ ما هو أَي أَيُّ شيءٍ هو فخفف الباء وحذف أَلف ما.
ومنه الحديث: أَن رجلاً ساوَمَهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم ، طعاماً فجعل شَيْبَة بن ربيعة يَشير إليه لا تَبِعْه، فجعل الرجل يقولُ أَيْمَ تَقول؟ يعني أَيّ شيء تقول؟

الْملقى (المعجم الوسيط) [0]


 مقَام الأروية من الْجَبَل تستعصم بِهِ من الصياد أَو أَعلَى الْجَبَل (ج) الملاقي والملاقي مآزم الْفرج ومضايقه يُقَال امْرَأَة ضيقَة الملاقي الْملقى:  الْمَكَان الَّذِي يلقى فِيهِ الشَّيْء يُقَال هَذَا ملقى الكناسات مَوضِع طرح القمامة وفناؤه ملقى الرّحال مضياف الْملقى:  رجل ملقى ممتحن لَا يزَال يلقاه مَكْرُوه وَيُقَال (الشجاع موقى والجبان ملقى) 

ملَقَهُ (القاموس المحيط) [0]


ملَقَهُ: مَحاهُ،
و~ جارِيَتَهُ: جامَعَها،
و~ الثوبَ: غَسَلَهُ،
و~ أُمَّهُ: رَضَعَها،
و~ بالعَصا: ضَرَبَهُ،
و~ فلانٌ: سارَ شَديداً.
وتَمَلَّقَه، وله تَمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً: تَوَدَّدَ إليه، وتَلَطَّفَ له.
والمَلَق، محرَّكةً: الوُدُّ واللُّطْفُ، وأنْ تُعْطِيَ باللسانِ ما ليسَ في القَلْبِ، والفِعْلُ: كفرِحَ، وما اسْتَوَى من الأرض، وألْطَفُ الحُضْرِ، وأسْرَعُهُ.
وفَرَسٌ مَلِقٌ، ككَتِفٍ، وهي: بهاءٍ.
ومَلِقَ الخاتَمُ، كفرحَ: جَرِجَ.
والمَلِقُ، ككتف: الضَّعيفُ، وفَرَسٌ لا يُوثَقُ بجَرْيِهِ.
والمالَقُ، كهاجَرَ: ما يُمَلِّسُ به الحارِثُ الأرضَ المُثارَةَ، ومالَجُ الطَّيَّانِ،
كالمِمْلَقِ، وقد مَلَّقَ الأرضَ والجدارَ تَمْليقاً.
ومالَقَةُ: د بالأَنْدَلُسِ.
والمَيْلَقُ، كحَيْدَرٍ: السَّريعُ، واسْمٌ.
. . . أكمل المادة وانْمَلَقَ: امَّلَسَ،
كامَّلَقَ،
و~ مِنِّي: أُفْلِتَ.
والمَلَقَةُ، محرَّكةً: الصَّفَاةُ المَلْساءُ.
وكغُرابٍ: نَهْرٌ.
ومَلَقُونِيَةُ، مُخَفَّفَةً كحَلَزونِيَةَ: د قُرْبَ قونِيَةَ.
وفَرَسٌ مَمْلوقُ الذَّكَرِ: حَديثُ العَهْدِ بالنِّزاءِ.
وأمْلَقَ: افْتَقَرَ،
و~ الفَرَسُ: أزْلَقَتْ،
والوَلَدُ: مَليقٌ،
و~ الثوبَ: غَسَلَهُ.
وامْتَلَقَه: أخْرَجَهُ.

وهث (لسان العرب) [0]


وهَثَ الشيءَ وَهْثاً: وطئه وطْأً شديداً.
والوَهْثُ: الانهماك في الشيء.
والواهثُ: الملقي نَفْسَه في الشيء، وفي المحكم: الملقي نفسه في هَلَكَةٍ.
وتَوَهَّثَ في الشيء إِذا أَمعن فيه.

الواهث (المعجم الوسيط) [0]


 الملقي نَفسه فِي هلكة 

أملقت (المعجم الوسيط) [0]


 الْمَرْأَة أسقطت الْوَلَد وَفُلَان افْتقر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم من إملاق} وَيُقَال أملق مَا مَعَه أخرجه وَلم يحْبسهُ وأملقته الخطوب أفقرته وأملق الدَّهْر مَاله أذهبه أَو أفْسدهُ والأديم دلكه حَتَّى يلين 

المئلق (المعجم الوسيط) [0]


 الْمَعْتُوه والأحمق (ج) مآلق 

اللَّقِيط (المعجم الوسيط) [0]


 الْوَلِيد الَّذِي يُوجد ملقى على الطَّرِيق لَا يعرف أَبَوَاهُ 

اقْرَعَبَّ (القاموس المحيط) [0]


اقْرَعَبَّ: انْقَبَضَ من بَرْدٍ أو غيرِه.
والمُقْرَعِبُّ: المُلْقِي برأسِه إلى الأرض غَضَباً.

المسبوت (المعجم الوسيط) [0]


 العليل الْملقى كالنائم يغمض عَيْنَيْهِ فِي مُعظم أَحْوَاله والمغشي عَلَيْهِ وَالْمَيِّت 

اللقاطة (المعجم الوسيط) [0]


 مَا الْتقط من الأَرْض وَالشَّيْء التافه الْملقى يَأْخُذهُ من أَرَادَ (ج) لقاط 

لَقِيَهُ (القاموس المحيط) [0]


لَقِيَهُ، كَرَضِيَهُ، لِقاءً ولِقاءَةً ولِقايَةً ولِقِيًّا ولِقْياناً ولِقْيانَةً، بكسرِهِنَّ، ولُقْيااً ولُقِيًّا ولُقْيَةً ولُقًى، بضمهنَّ، ولَقاءَةً، مَفْتوحَةً: رآهُ،
كَتَلَقَّاهُ والْتَقَاهُ، والاسمُ: التِّلْقاءُ، بالكسر، ولا نَظِيرَ له غيرُ التِّبْيانِ.
وتَوَجَّهَ تِلْقاءَ النارِ، وتِلْقاءَ فلانِ، وتَلاَقَيْنا والْتَقَيْنا.
ويومُ التَّلاقِي: القيامَةُ.
واللَّقِيُّ، كَغَنِيٍّ: المُلْتَقَى، وهُما لَقيَّانِ، ورجلٌ لَقًى ومُلْقًّى ومَلْقِيٌّ ولَقَّاءٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ، وهو أكْثَرُ،
ولاقاهُ مُلاقاةً ولِقاءً.
والألاَقِيُّ: الشَّدائدُ.
والمَلاقِي: شُعَبُ رأسِ الرَّحِمِ، جَمْعُ مَلْقًى ومَلْقاةٍ.
وتَلَقَّتِ المرأة، فهي مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ.
ولَقَّاهُ الشيءَ: ألْقاهُ إليه.
{وإنك لَتُلَقَّى القرآنَ}: يُلْقَى إليكَ وحْياً من اللّهِ تعالى.
واللَّقَى، كَفَتًى: ما طُرِحَ
ج: ألْقاءٌ.
ولَقاةُ الطَّرِيقِ: وسَطُه.
والألْقِيَّةُ، كأُغْنِيَّةٍ: ما أُلْقِيَ من التَّحاجِي.
والمَلْقَى: مَقامُ . . . أكمل المادة الأرْوِيَّةِ من الجَبَلِ.
واسْتَلْقَى على قَفاهُ: نامَ.
وشَقِيٌّ لَقِيٌّ، كغَنِيٍّ: إتْباعٌ.

الملقة (المعجم الوسيط) [0]


 الصفاة الملساء 

اللّقطَة (المعجم الوسيط) [0]


 المنظر فِي الفلم تُؤْخَذ صورته على حِدة (محدثة) اللّقطَة:  وَاحِدَة اللقط اللّقطَة:  الشَّيْء الَّذِي تَجدهُ ملقى فتأخذه و (فِي الجيولوجيا) قِطْعَة من الذَّهَب ملْء الْكَفّ أَو أكبر تُوجد فِي الْمَعْدن (مج) 

نقح (مقاييس اللغة) [0]



النون والقاف والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تَنحِيَتِك شيئاً عن شيء.
ونَقَّحت العصا: شَذَّبتُ عنها أُبَنَهَا.
ومنه شِعرٌ مُنَقَّحٌ، أي مفتَّشٌ مُلقىً عنه ما لا يصلُح فيه.
ونَقَحت العَظم: استخرجتُ مُخَّه.

العَرْصُ (القاموس المحيط) [0]


العَرْصُ: العَرْسُ، والمحدِّثُونَ يَلْحَنونَ فَيُعْجِمُونَ الصادَ.
والعَرْصَةُ: كلُّ بُقْعَةٍ بينَ الدُّورِ واسِعَةٍ ليس فيها بِناءٌ
ج: عِراصٌ وعَرَصاتٌ وأعْراصٌ.
والعَرْصَتَانِ كُبْرَى وصُغْرَى: بِعَقِيقِ المَدينَةِ.
وككَتَّانٍ: السَّحابُ ذُو الرَّعْدِ والبَرْقِ، والكثيرُ اللَّمَعَانِ، والبَرْقُ المُضْطَرِبُ،
عَرِصَ، كفَرِحَ، فهو عَرِصٌ، وعَرْصٌ، والرُّمْحُ اللَّدْنُ، وكذا السَّيْفُ.
وعَرَصَتِ السماءُ تَعْرِصُ: دامَ بَرْقُها،
و~ البعيرُ: اضْطَرَبَ،
كأعْرَصَ.
والعَرَصُ، محركةً: النَّشاطُ، وتَغَيُّرُ رائِحَةِ البَيْتِ والنَّبْتِ من النَّدَى.
والعَرُوصُ: الناقَةُ الطَّيِّبَةُ الرائِحَةِ إذا عَرِقَتْ.
والمِعْرَاصُ: الهِلاَلُ.
ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ، كمُعَظَّمٍ: مُلْقًى في العَرْصَةِ لِيَجِفَّ، أو مُقَطَّعٌ، أو مُلْقًى في الجَمْرِ، فَيَخْتَلِطُ بالرَّمادِ، ولا يَجُودُ نُضْجُهُ.
وبَعيرٌ . . . أكمل المادة مُعَرَّصٌ: ذَلَّ ظَهْرُهُ لا رأسُهُ.
واعْتَرَصَ: لَعِبَ، ومَرِحَ،
و~ جِلْدُهُ: اخْتَلَجَ.
وتَعَرَّصَ: أقامَ.

ق - ل - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [0]


اللَّقَى: الشيء المُلْقَى لهَوانه. قال الشاعر: فليتَكَ حال البحرُ دونكَ كُلُّه ... وكنتَ لَقىً تجري عليك السّوائلُ جمع سائل، وجمع لَقىً ألقاء، ممدود. وألقيتُه من يدي إلقاءً. ولقِيتُ الرجل لِقاءً. والمَلاقي: لحم باطن حياء الناقة وظَبية الفرس، وربما استُعمل في الناس.

ربذ (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرِبْذَةُ بالكسر: الصوفَةُ يُهْنَأُ بها البعير. قال الشاعر:
كُنْتَ كالرِبْذَةِ مُلْقىً بالفِنا      يا عَقيدَ اللُوْمِ لَوْلا نِعْمَتي

وكذلك خِرقة الصائِغ التي يَجلو بها الحَلْيَ.
والرَبَذَةُ بالتحريك: لغةٌ فيها.
والرَبَذَةُ أيضاً: واحدةُ الرَبَذِ، وهي عُهونٌ تُعلَّق في أعناق الإبل.
ويقال: رَبِذَتْ يده بالقِداحِ تَرْبَذُ رَبَذاً، أي خَفَّتْ.
والرَبِذُ: الخفيفُ القوائم مشيه.
ويقال أيضاً: فلانٌ ذو رَبِذات، أي كثير السَقَطِ في كلامه.
وبَينَ القوم رَباذِيَةٌ، أي شَرٌّ.

وذر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الوَذْرَةُ بالتسكين: الفِدْرَةُ، وهي القطعة من اللحم.
ومنه قولهم: يا ابنَ شامَّةِ الوَذْرَةِ، وهي كلمة قذفٍ.
وكانت العرب تتَسابُّ بها، كما كانت تتسابّ بقولهم: يا ابن مُلْقى أرْحُلِ الرُكْبانِ! ويا ابن ذات الرايات! ونحوِها.
والجمع وَذْرٌ.
ووَذَّرْتُ اللحم تَوْذيراً: قطَّعته، وكذلك الجرح إذا شرطتَه.
وتقول: ذَرْهُ، أي دعه.
وهو يَذَرُهُ، أي يدعُه.
وأصله وَذِرَهُ يَذَرُهُ، مثل وَسِعَهُ يَسَعُهُ، وقد أُميتَ مصدره.
ولا يقال وَذِرَهُ ولا واذِرٌ، ولكن: تركه وهو تاركٌ.

عنز (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَنْزُ: الماعزة، وهي الأنثى من المَعْزِ.
وكذلك العَنْز من الظباء والأوعال.
وأمَّا قول رؤبة:
      وإرَمٌ أخْرَسُ فوقَ عَنْزِ

فهو الأكمة، أي علمٌ مبنيٌّ من حجارة فوق أكمة.
وكلُّ بناءٍ أصمَّ فهو أخرس.
والعَنْزُ في قول الشاعر:
ضُحَيًّا وهي طاويةٌ تَحومُ      إذا ما العَنْزُ من مَلَق تدلَّتْ

هي العقاب الأنثى.
والعَنَزَةُ بالتحريك: أطول من العصا وأقصرُ من الرمح، وفيه زُجٌّ كزُجِّ الرمح.
واعْتَنَزَ الرجلُ، أي تنحَّى ونزل ناحيةً. قال الشاعر:
عن المكارم لا عَفٍّ ولا قاري      أباتك الله في أبيات مُعْـتَـنِـزٍ

أي ولا تقري الضيف.

زحلف (لسان العرب) [0]


الزُّحْلُوفةُ: كالزُّحْلوقة، وقد تَزَحْلَفَ. الجوهري: الزُّحْلُوفةُ آثارُ تَزَلُّجِ الصِّبيان من فوقِ التَّلِّ إلى أَسْفَله، وهي لغة أَهل العالية، وتميمٌ تقوله بالقاف، والجمع زحالِفُ وزَحالِيفُ. الأَزهري: الزَّحاليفُ والزَّحالِيقُ آثار تزلج الصبيان من فوقُ إلى أَسفلُ، واحدها زُحْلوقة، بالقاف؛ وقال في موضع آخر: واحدها زُحلوفة وزُحلوقة.
وقال أَبو مالك: الزُّحلوفة المكانُ الزَّلِقُ من حَبْل الرِّمالِ يلعَب عليه الصبيان، وكذلك في الصَّفا وهي الزَّحاليف، بالياء، وكأَن أَصله زحل فَزيدت فاء.
وقال ابن الأَعرابي: الزُّحْلُوفةُ مكانٌ مُنْحَدِرٌ مُملَّسٌ لأَنهم يَتَزَحْلَفُون عليه؛ وأَنشد لأَوْس بن حجر: يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفا مُدْهُنٍ، قد زَلَّقَتْه الزَّحالِفُ أَي يُقَلِّب هذا الحمار أَتاناً قَيْدُوداً أَي طويلة أَي يُصَرِّفُها . . . أكمل المادة يميناً وشمالاً، والمُدْهُنُ: نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ؛ وقال مزاحِفٌ العُقَيْلِيُّ: بَشاماً ونَبْعاً، ثم مَلْقَى سِبالهِ ثِمادٌ وأَوْشالٌ حَمَتْها الزَّحالِفُ ومَلْقى سِبالِه أَي مُنْغَمَسُ رأَْسه في الماء.
والسِّبال: شعر لِحْيَتِه، والذي في شعره: سَقَتْها الزَّحالِفُ أَي يقعُ المطر والنَّدى على الصخر فيصل إليها على وُفوره وكماله.
والزَّحْلَفةُ كالدَحْرجةِ والدفْع، يقال: زَحْلفْتُه فَتَزَحْلَفَ، والزَّحالِيفُ والزَّحالِيكُ واحدة.
وروي عن بعض التابعين: ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزِّنا إلا قلِيلاً؛ أَبو عبيد: معناه ما تَنَحَّى وما تباعَدَ. يقال: ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ وتَزَحْلَفَ وتزَلحَفَ إذا تَنَحَّى.
ويقال للشمس إذا مالت للمَغِيبِ إذا زالَتْ عن كَبِدِ السماء نصف النهار: قد تَزَحْلَفَتْ؛ قال العجاج:والشمسُ قد كادتْ تكونُ دَنَفا، أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا قال ابن بري: ومثله قول أَبي نُخَيْلَةَ: وليسَ وَلْيُ عَهْدِنا بالأَسْعَدِ عيسى، فَزَحْلِفْها إلى مُحمَّدِ، حتى تُؤدَّى مِنْ يَدٍ إلى يَدِ ويقال: زَحْلَفَ اللّه عنا شَرَّكَ أَي نَحَّى اللّه عنا شرَّك.

حنبل (لسان العرب) [0]


الحَنْبَل: القصير الضَّخْم البطن، وهو أَيضاً الخُفُّ الخَلَق، وقيل: الفرْوُ الخَلَق، وأَطلقه بعضهم فقال هو الفَرْو.
والحَنْبَل والحِنْبَالة: البحر.
والحَنْبَل والحِنْبَال والحِنْبَالة: القصير الكثير اللحم.
والحُنْبُل: طَلْعُ أُمّ غَيْلان؛ عن كراع. قال أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي من ربيعة قال: الحُنْبُل ثَمَر الغاف وهي حُبْلة كقرون الباقِلَّى، وفيه حَبٌّ، فإِذا جَفَّ كُسِر ورُمِيَ بحَبِّه الظاهر وصُنِع مما تحته سَوِيق مثل سَوِيق النَّبِق إِلا أَنه دونه في الحلاوة.
والحَنْبَل: اسم رجل.
والحِنْبَال والحِنْبَالة: الكثير الكلام.
وحَنْبَل الرجلُ إِذا أَكثر من أَكل الحُنْبُل، وهو اللُّوبِيَاء. ابن بري: والحَنْبَل موضع بين البصرة ولَيِنَةَ؛ قال الفرزدق: فأَصبحت والمَلْقَى وَرَائِي وحَنْبَل، وما فَتَرَتْ حتى حَدَا النَّجْمَ غارِبُه

لقى (الصّحّاح في اللغة) [0]


لَقيتُهُ لِقاءً بالمد، ولُقًى بالضم والقصر، ولُقِيًّا بالتشديد، ولُقْياناً، ولُقْيانةً واحدةً ولَقْيَةً واحدةً ولِقاءةً واحدةً.
وألْقَيتُهُ، أي طرحته. تقول: ألقِهِ من يدك، وألقِ به من يدك.
وألْقَيْتُ إليه المودة وبالمودة.
وألقَيْتُ عليه أُلْقِيَّةً، كقولك: ألقَيْتُ عليه أُحْجِيَّةً، كلّ ذلك يقال.
والتقوا وتَلاقوا بمعنًى.
واسْتَلْقى على قفاه.
وتَلَقَّاهُ، أي استقبله.
وقوله تعالى: "إذ تَلَقَّوْنَهُ بألسِنَتكم" أي يأخذُه بعضٌ عن بعض.
وجلس تِلْقاءهُ، أي حذاءه.
والتِلْقاءُ أيضاً: مصدرٌ مثل اللِقاء.
وقال:
فاليومَ قَصَّرَ عن تِلقائِهِ الأملُ      أمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تأتي مَواعِدُهُ

واللَقى بالفتح: الشيء المُلْقى لهوانه؛ وجمعه ألْقاءٌ.
وقال:
      وكنتَ لَقًى تجري عليك السَوائلُ

وشَقيٌّ لَقيٌّ إتباعٌ له.

النَّبْذُ (القاموس المحيط) [0]


النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشيءَ أمامَكَ أو وراءَكَ، أو عامٌّ، والفعْلُ: كضَرَبَ،
و~: ضَرَبَانُ العِرْقِ،
كالنَّبَذانِ، محركةً، والشيءُ القليلُ اليسيرُ،
ج: أنْباذٌ.
وجَلَسَ نَبْذَةً، ويضمُّ: ناحيةً.
والنَّبيذُ: المُلْقَى، وما نُبِذَ من عصيرٍ ونحوِه.
وقد نَبَذَه وأنْبَذَه وانْتَبَذَهُ ونَبَّذَه.
والمَنْبوذُ: ولَدُ الزِّنا، والتي لا تُؤْكَلُ من هُزالٍ،
كالنَّبيذَةِ، والصبيُّ تُلْقِيهِ أُمُّه في الطريقِ.
والانْتِباذُ: التَّنَحِّي، وتَحَيُّزُ كُلٍّ من الفَريقَيْنِ في الحَرْبِ،
كالمُنَابَذَةِ.
والمُنابَذَةُ: أن تقولَ: انْبِذ إلَيَّ الثَّوْبَ أو أنْبِذُه إليك، وقد وجَب البَيْعُ بكذا وكذا، أو أن تَرْمِيَ إليه بالثَّوْبِ، ويَرْمِيَ إليك بمثْلِهِ، أو أن تقولَ: إذا نَبَذْتُ الحَصاة وجَبَ البَيْعُ.
والمِنْبَذَةُ، كمِكْنَسَةٍ: الوِسادَةُ.
والأَنْباذُ: الأَوْباشُ.
و"صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه . . . أكمل المادة وسلم، على قَبْرِ مَنْبوذٍ"، أي: لَقيطٍ، ويُرْوَى: قَبْرٍ مَنْبوذٍ مُنَوَّنَةً، أي: قَبْرٍ بعيدٍ من القُبورِ.

ملخ (لسان العرب) [0]


المَلْخ: قبضك على عضَلَة عضًّا وجذباً؛ يقال: امتلخ الكلب عضلته وامتلخ يده من يد القابض عليه.
وملخ الشيءَ يملَخُه مَلْخاً وامتَلَخه: اجتذبه في استلال، يكون ذلك قبضاً وعضّاً.
وامتلخ اللجامَ من رأْس الدابة: انتزعه؛ وامتلخ الرُّطَبَة من قشرها واللحمة عن عظمها، كذلك.
وامتلَخْتُ الشيءَ إِذا سللته رُوَيْداً.
وفي حديث أَبي رافع: ناوَلَني الذراع فامتَلَخْتُ الذراعَ أَي استخرجتها.
والخافِلُ: الهارِبُ، وكذلك الماخِلُ والمالِخُ؛ قال الأَزهري: سمعت غير واحد من الأَعراب يقول ملَخَ فلان إِذا هرب.
وعبد مُلاخٌ (* قوله «وعبد ملاخ» بضم الميم وتخفيف اللام، وفي القاموس مع الشرح: وعبد ملاخ ككتان.) إِذا كان كثير الاباق. ابن الأَعرابي: المَلْخ الفرار، والمَلْخ: التكبر، والمَلْخ: ريح الطعام.
ورجل . . . أكمل المادة ممتَلَخ العقل: ذاهبهُ مستلَبُهُ.
وامتَلَخَ عينَه: اقتلعها؛ عن اللحياني.
وملَخَتِ العُقاب عينَه وامتَلَخَتْها إِذا انتزعَتها.
وملَخ في الأَرض: ذهب فيها.
والمَلْخ: أَن يمرّ مرّاً سريعاً.
وقال ابن هانئ: المَلْخُ مدُّ الضَّبُعَيْنِ في الحُضْر على حالاته كلها، محسناً أَو مسيئاً.
والمَلْخُ: السير الشديد. قال ابن سيده: الملخ كل سير سهل، وقد يكون الشديد. مَلَخَ يمْلَخُ ومَلَخَ القومُ مَلْخَة صالحة إِذا أَبعدوا في الأَرض؛ قال رؤبة يصف الحمار: مُعْتَزِمُ التَّجْلِيخِ مَلاَّخُ المَلَق والمَلَق: ما استوى من الأَرض.
وامتَلَخْت السيفَ انتضيته؛ وقيل انتضيته مسرعاً من مشع.
وامتَلَخ فلان ضرسه أَي نزعه.
والمَلْخُ والمَلَخ: التثنِّي والتكسر.
والمِلاخُ والمُمالخَة: الممالقة.
والمَلاَّخ: الملاَّق؛ وأَنشد الأَزهري هنا بيت رؤبة يصف الحمار: مُقْتَدِر التَّجليخِ مَلاَّخ المَلَق وقد مالخه وهو يملَخ بالباطل مَلْخاً أَي يتلهى ويَلجُّ فيه؛ وقيل: فلان يملَخُ في الباطل مَلْخاً يتردَّد فيه ويكثر؛ وقال شمر: يملخ في الباطل هو التثنِّي والتكسر؛ وقيل: يملَخ في الباطل أَي يمرُّ مرّاً سريعاً سهلاً؛ وفي حديث الحسن: يملَخُ في الباطل مَلْخاً أَي يمرّ فيه مرّاً سهلاً.
ومالَخها إِذا مالَقَها ولاعَبها.
وملَخَ الفرسُ وغيره: لعب.
وملَخ المرأَةَ ملْخاً، وهو من شدة الرَّطْم.
وملَخ الضِّبْعانُ الضَّبُعَ مَلْخاً: نزا عليها؛ عن ابن الأَعرابي، والحافر نزواً.
وملَخ الفحلُ يملَخ مَلْخاً ومُلوخاً ومَلاخة وهو مَليخٌ: جفر عن الضراب. ابن الأَعرابي: إِذا ضرب الفحل الناقة فلم يلقحها، فهو مَليخ.
والمَليخُ: البطيءُ الإِلقاح؛ وقيل: هو الذي لا يلقح الضّبْعَى (* قوله «الضبعى» كذا في نسخة المؤلف) هو الذي لا يلقح أَصلاً وإِن ضرب، والجمع أَمْلِخَة. أَبو عبيد: فرس مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُود إِذا كان بطيء الإِلقاح، وجمعه مُلُخ.
والمَلِيخ؛ الضعيف.
والمَليخ: الذي لا طعم له مثل المَسيخ؛ وقد مَلخخ، بالضم، ملاخة.
وخص بعضهم الحُوار الذي يُنحر حين يقع من بطن أُمه فلا يوجد له طعم، وفيه مَلاخَة.
والمَلِيخ: الفاسد؛ وقيل: كل طعام فاسد مليخ، حكاه ابن الأَعرابي؛ وقال مرّة: هو من الرجال الذي لا تشتهي أَن تراه عينك فلا تجالسه ولا تسمع أُذنك حديثه.
والمَليخ: اللبن الذي لا ينسلُّ من اليد.
ومَلَخَ التيسُ يَمْلَخُ مَلْخاً: شرِبَ بَوْلَهُ.

د - ر - ق (جمهرة اللغة) [0]


والمَرْقَد: المَضْجَع، والجمع مراقِد. والرَّقَدان: الطَّفْر من النشاط كفعل الحمل والجدي؛ لغة يمانية. ورَقَدَ الإنسانُ رَقْدَةً، إذا نام نومة. فأما الإناء الذي يسمّى الراقود فليس بعربيّ صحيح. وقد سمّت العرب رُقاداً. والقِدر: معروفة، والجمع قُدور. والقَدَر من قَدَرِ الله عزّ وجلّ، والجمع أقدار. وقُدِرَ على الرجل رزقُه، مثل قُتِرَ سواء. واللّحم القَدير: ما طُبخ في القدور، وقد جاء في الشعر الفصيح قادِر في معنى طابخ. ورجل قادر، إذا طبخ شيئاً في قِدر. والقُدَار: الجزّار. قال بعض أهل اللغة: أُخذ من الطبيخ في القُدور. وقُدار: الذي عقر ناقة ثمود. قال أبو عبيدة: وبه سُمّي الجزّار قُداراً. وتقول العرب: " هو . . . أكمل المادة أشْأَمُ من قُدارٍ " ، يعنون هذا. قال الشاعر: إنّا لنضرب بالسيوفِ رؤوسَهم ... ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ والقُدرة: قُدرة الله عزّ وجلّ على خَلقه. ورجل ذو قُدرة ومَقْدُرَة ومَقدِرَة، إذا كان ذا يسار. والمقدور: كل ما قُدِّر على الإنسان، وهي المَقْدَرَة والمَقْدُرة أيضاً. قال الشاعر: وما يَبقى على المأثور شيءٌ ... فيا عَجَباً لمَقْدَرَة الكتابِ وقَيْدار: اسم، فإن كان عربياً فالياء فيه زائدة، وهو فَيْعال من القُدرة. والرّجل الأقْدَر: القصير العنق، والمرأة قَدْراءُ. قال الشاعر الهذلي: أُتيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشيفٍ ... إذا سامَتْ على المَلَقات ساما يعني حمير الوحش، يصف قانصاً؛ والمَلَقات: الصخور المرتفعة تكون في سفوح الجبال ترتفع على ما حولها، واحدة مَلَقَة. والأقْدَر من الخيل: الذي يتقدّم موقعُ حافرَيْ رجليه على موقع حافرَيْ يديه في عَنَقه، وهو محمود. قال الشعر: بأقْدَرَ من جياد الخيل نهْدٍ ... جَوادٍ لا أحَقَّ ولا شَئيتِ الشَّئيت: الذي يتأخّر موقع حافرَيْ رجليه عن موقع حافرَيْ يديه، وهو عيب؛ والأحقّ: الذي ينطبق موقع حافرَي رجليه على حافرَي يديه، وذلك عيب أيضاً. والقِرْد: معروف، والأنثى قِرْدة، والجمع قِرَدَة وقُرود. والسّحاب القَرَد، وقالوا القَرِد، وهو المنقطع في أقطار السماء يركب بعضه بعضاً، الواحدة قَرَدَة والجمع قَرَد. والصوف القَرِد: المتلبّد المتداخل بعضُه في بعض من ذلك أُخذ. ويقال: أقْرَدَ الرجلُ، إذا لَصِقَ بالأرض من فزع أو ذلّ. قال الفرزدق يهجو بني كُليب: تقول إذا اقلَوْلَى عليها وأقرَدَت ... ألا ليس ذا العيشُ اللذيذُ بدائمِ ويُروى: ألا ليت ذا العيش اللذيذَ بدائم. قوله اقلولى: ارتفع، يريد أنهم ينزون على الآتُن، يعيّرهم بذلك. وقَرِدَ الرجلُ، إذا سكت عن عِيّ؛ قَرِدَ يقرَد قَرَداً. والقُراد: معروف، والجمع قِرْدان. وقرَّدتُ الرجلَ تقريداً، إذا خدعته لتوقعه في مكروه. قال الشاعر: همُ السَّمْنُ بالسَّنّوتِ لا ألْسَ فيهمُ ... وهم يمنعون جارَهم أن يقرَّدا والتِّقْرِدَة: الحَبّ الذي يسمّى الكَرَوْيا؛ وأهل اليمن يسمّون الأبزار كلَّها تِقْرِدَة. وقِرْد: بطن من هُذيل، وإليه تُنسب بنو قِرْد. وذو قَرَد: موضع. وأمّ القِرْدان من الفَرَس: ما أجنَّته الهُنَيّة المشرفة في مؤخَّر الحافر.

عرص (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَرْصَةُ: كلُّ بُقعةٍ بين الدُورِ واسعةٍ ليس فيها بناءٌ، والجمع العِراصُ والعَرَصاتُ.
ولحمٌ مُعَرَّصٌ، أي مُلْقًى في العَرْصَةِ للجُفوفِ. قال الشاعر:
وماءُ قُدورٍ في القصاعِ مَشـيبُ      سيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ

والعَرَّاصُ: السحابُ ذو الرعد والبرق. قال:
حَفيفُ نافِجَةٍ عُثْنُونها حَصِبُ      يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَنْفَحُه

قال أبو زيد: يقال: عَرَصَتِ السماء تَعرِصُ عَرصاً، لي دامَ برقُها. أبو عمرو: رمحٌ عرَّاصٌ، إذا كانَ لَدْنَ المَهَزَّةِ.
وأنشد:
كأنه بجا عـادِيَّةٍ شَـطَـنُ      من كُلِّ أَسْمَرَ عَرَّاصٍ مَهَزَّتُهُ

قال: وكذلك السيف.
وأنشد:
      مِثلَ النَسْرِ ما مَـسَّ بَـضَـعْ


والعَرَصُ، بالتحريك: النشاطُ.
وعَرِصَ الرجلُ: نَشِط.
وعرص البيت أيضاً: خبثت ريحه من الندَى.

بهث (لسان العرب) [0]


البَهْثُ: البِشْرُ وحُسْنُ اللقاء.
وقد بَهَثَ إِليه وتَبَاهَثَ.
وفلان لِبُهْثةٍ أَي لِزِنْيَةٍ.
والبُهْثةُ: ابن البَغِيِّ. قال ابن الأَعرابي: قلت لأَبي المَكارم: ما الأَزْيَب؟ فقال: البُهْثةُ. قلت: وما البُهْثةُ؟ قال: وَلَدُ المُعارَضةِ، وهي المُيافعَة والمُساعاة.
وبنو بُهْثةَ: بَطْنانِ، بُهْثَةُ من بني سُلَيْم، وبُهْثةُ من بني ضُبَيْعَةَ بن ربيعة. الجوهري: بُهْثَة، بالضم، أَبو حيّ من سُلَيم، وهو بُهْثةُ بن سليم بن منصور؛ قال عبد الشارق بن عبد العُزَّى الجُهَنيُّ: تَنادَوْا يالَ بُهْثَةَ، إِذ رأَوْنا، فَقُلنا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا (*قوله «تنادوا يال إلخ» قال في التكملة: الرواية فنادوا، بالفاء، معطوف على ما قبله وهو: فجاؤوا عارضاً برداً وجئنا، * كمثل السيل، نركب وازعينا) والمَلأُ الخُلُق.
وفي . . . أكمل المادة الحديث: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم، أَي أَخلاقكم.
والبُهْثةُ، من البَهْثِ: وهو البِشْرُ وحُسْنُ المَلْقَى.
والبُهْثةُ: البقرة الوحشية؛ قال: كأَنها بُهْثةٌ تَرْعَى بأَقْرِيةٍ، أَو شِقَّةٌ خَرجَتْ من جوف سَاهورِ

رحل (مقاييس اللغة) [0]



الراء والحاء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مُضيٍّ في سفَر. يقال: رَحَل يَرْحَل رِحْلَة.
وجملٌ رحِيل: ذو رُِحْلة، إذا كان قويّاً على الرِّحلة، والرِّحلة: الارتحال. فأمّا الرَّحْل في قولك: هذا رَحْلُ الرّجلِ، لِمَنزِلهِ ومأواهُ، فهو من هذا، لأنّ ذلك إنّما يقال في السَّفَر لأسبابه التي إذا سافر كانت معه، يرتحل بها وإليها عند النزول. هذا هو الأصل، ثمَّ قيل لمأوَى الرّجل في حَضَرِه هو رحْلُه. فأمّا قولهم لِما ابيَضَّ ظَهْرُه من الدوابّ: أرحَلُ، فهو من هذا أيضاً؛ لأنّه يُشبَّه بالدابة التي على ظهرها رِحالة.
والرِّحالة: السَّرج.
ويقال في الاستعارة إن فلاناً يَرْحَلُ فُلاناً بما يكره.
والمُرَحَّل. ضَربٌ من برود اليمن؛ . . . أكمل المادة وتكون عليه صُوَرُ الرِّحال.
ويقال أرْحَلَت الإبلُ: سَمِنَت بعد هُزالٍ فأطاقَت الرِّحْلة.
والرِّحال: الطّنَافس الحِيرِيّة. قال:والرَّاحلة: المَرْكَب من الإبل، ذكراً كان أو أنثى.
ويقال رَاحَلَ فلانٌ فلاناً إذا عاوَنَه على رِحْلته.
ورَحَّله، إذا أظْعَنَه مِن مكانه.
وأرْحَلَه: أعطاه راحِلة.ورجل مُرْحِل: كثير الرّواحِل.
ويقولون في القَذْف: "يا ابنَ مُلْقَى أرحُلِ الرُّكْبان"، يشيرون به إلى أمْرٍ قبيح.

أدب (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والدال والباء أصل واحد تتفرع مسائله وترجع إليه: فالأدْب أن تجمع النّاس إلى طعامك.
وهي المَأْدَبَة والمأدُبَة.
والآدِب الداعي. قال طرفة:
نحنُ في المَشْتاةِ ندْعُو الجَفَلَى      لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ

والمآدِب: جمع المأدَُبَة، قال شاعر:
      نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ

ومن هذا القياس الأدَبُ أيضاً، لأنّه مُجمَعٌ على استحسانه. فأمَّا حديث عبد الله ابن مسعود: "إنَّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ الله تعالى فتعلموا مِن مأدُبته" فقال أبو عبيد: من قال مأدبة فإنّه أراد الصّنيع يصنعه الإنسان يدعو إليه النّاس. يقال منه أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، وذكر بيت طرفة، ثمّ ذكر بيت عدي:
زجِلٌ وَبْلُه يُجَاوِبُهُ دُ      فٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ . . . أكمل المادة وزَميرُ

قال: ومن قال مَأْدَبَة فإنّه يذهب إلى الأدَب. يجعله مَفْعَلة من ذلك.
ويقال إن الإدْبَ العَجَبُ. فإنْ كان كذا فلتجمُّع الناس له.

ر ح ل (المصباح المنير) [0]


 رَحَلَ: عن البلد "رَحِيلًا" ويتعدى بالتضعيف فيقال "رَحَّلْتُهُ" و "تَرَحَّلْتُ" عن القوم، و "ارْتَحَلْتُ" و "الرُِّحْلَةُ" بالكسر والضم لغة اسم من "الارْتِحَالِ" وقال أبو زيد: "الرِّحْلَةُ" بالكسر اسم من الارتحال وبالضم الشيء الذي يرتحل إليه يقال قربت "رِحْلَتُنَا" بالكسر وأنت "رُحْلَتُنَا" بالضم أي المقصد الذي يقصد، وكذلك قال أبو عمرو الضم هو الوجه الذي يريده الإنسان. و "الرَّحْلُ" كلّ شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن وجمعه "أَرْحُلٌ" و "رِحَالٌ" مثل أفلس وسهام. ومن كلامهم في القذف هو ابن ملقى أرحل الركبان و "رَحَلْتُ" البعير "رَحْلًا" من باب نفع: شددت عليه "رَحْلَهُ" و "رَحْلُ" الشخص مأواه في الحضر ثم أطلق على أمتعة المسافر؛ لأنها هناك مأواه، و "الرِّحَالَةُ" بالكسر السرج من جلودٍ، و "الرَّاحِلَةِ" المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى، وبعضهم يقول "الرَّاحِلَةُ" الناقة التي تصلح أن ترحل وجمعها "رَوَاحِلُ" ، و "أَرْحَلْتُ" فلانا بالألف أعطيته "رَاحِلَةً" ، و "المَرْحَلَةُ" المسافة التي يقطعها المسافر . . . أكمل المادة في نحو يوم، والجمع "المَرَاحِلُ" . 

درق (لسان العرب) [0]


الدَّرَقُ: ضرب من التِّرَسةِ، الواحدة دَرَقة تتخذ من الجلود. غيره: الدرقة الحَجَفة وهي تُرْس من جلود ليس فيه خشب ولا عَقَب، والجمع دَرَقٌ وأَدراق ودِراقٌ.
ودَوْرَق: مدينة أَو موضع؛ أَنشد ابن الأعرابي: وقد كنتُ رَمْلِيّاً، فأَصبَحْت ثاوِياً بدَوْرَقَ، مُلْقىً بينكُنَّ أَدُورُ والدَّوُرق: مِقدار لما يُشرب يُكتال به، فارسي معرب.
والدِّرَّاقُ والدِّرْياقُ والدِّرْياقةُ، كله التِّرْياق، معرب أيضاً؛ قال رؤبة: قد كنتُ قَبْل الكِبَرِ الطُّلْخَمِّ، وقبْل نَحْضِ العَضَلِ الزِّيَمِّ، رِيقِي ودِرْياقي شِفاء السّمِّ النَّحْضُ: ذَهاب اللحم، والزِّيَمُّ: المُكْتَنز.
وحكى الهجري دَرياق، بالفتح.
وحكى ابن خالويه أنه يقال طِرْياق، بالطاء، لأَن الطاء والدال والتاء من مخرج واحد، قال: ومثله مدَّه ومطَّه ومَتَّه.
وقالوا: طَرَنْجَبِين في الترنجبين، . . . أكمل المادة وطَفْليس في تَفْليس، والمِطْرَص في المترس.
ويقال للخمر دِرْياقةٌ على النَّسبَ؛ قال ابن مقبل: سَقَتْني بصَهْباء دِرْياقةٍ، متى ما تُلَيِّنْ عظامِي تَلِنْ أَبو تراب عن مُدْرِك السُّلَمي: يقال مَلَّسني الرجل بلسانه ومَلَّقَني ودَرَّقَني أَي ليَّنني وأَصلح مني يُدَرِّقُني ويُمَلِّسُني ويُمَلِّقُني. ابن الأَعرابي: الدَّرْقُ الصُّلْبُ من كل شيء.

وجج (لسان العرب) [0]


الوَجُّ: عِيدانٌ يُتبخر بها، وفي التهذيب: يُتَداوَى بها؛ قال الأَزهري: ما أُراه عربيّاً محضاً؛ وقيل: الوَجُّ ضَرْب من الأَدوية، فارسي معرّب.
والوَجُّ: خشبة الفَدَّانِ.
ووَجٌّ: موضع بالبادية، وقيل: هي بلد بالطائف، وقيل: هي الطائف؛ قال أَبو الهِنْدِيِّ واسمه عبد المؤمن بن عبد القدّوس: فإِن تُسْقَ من أَعْنابِ وَجٍّ فإِننا لنا العَيْنُ تَجْرِي، من كَسِيسٍ ومن خَمْرِ الكَسِيسُ: نبيذ التمر؛ وقال: لَحاها اللهُ صابِئَةً بِوَجٍّ، بمكةَ أَو بأَطْرَافِ الحَجُونِ وأَنشد ابن دريد: صَبَحْتُ بها وَجّاً، فكانت صَبِيحَةً على أَهل وَجٍّ، مثلَ راغِيةِ البَكْرِ وفي الحديث: صَيْدُ وَجٍّ وعِضاهُه حرامٌ مُحَرَّمٌ؛ قال: هو موضع بناحية الطائف ويحتمل أَن يكون حَرّمه في وقت . . . أكمل المادة معلوم ثم نسخ.
وفي حديث كعب: أَن وَجًّا مُقَدَّسٌ، منه عَرَجَ الربُّ إِلى السماء؛ وفي الحديث: إِن آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بِوَجٍّ، قال: وَجٌّ هو الطائف، وأَراد بالوطأَة الغَزاةَ ههنا، وكانت غزوة الطائف آخر غزواته، صلى الله عليه وسلم. ابن الأَعرابي: الوَجُّ السُّرعة.
والوُجُجُ: النعام السريعة العَدْوِ؛ وقال طرفة: وَرِثَتْ في قَيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ، ومَشَتْ بين الحَشايَا مَشْيَ وَجّ وقيل: الوَجُّ القَطا.

هجع (لسان العرب) [0]


الهُجُوعُ: النوْم ليْلاً. هَجَعَ يَهْجَعُ هُجُوعاً: نامَ، وقيل نام بالليلِ خاصّة، وقد يكون الهجُوعُ بغير نوم؛ قال زهير بن أَبي سُلْمَى:قَفْرٌ هَجَعْتُ بها ولَسْتُ بنائِمٍ، وذِراعُ مُلْقِيةِ الجِرانِ وسادي وقوم هُجَّعٌ وهُجوعٌ، ونساء هُجَّعٌ وهُجوعٌ وهَواجِعُ، وهَواجِعاتٌ جمع الجمع.
والتَّهْجاعُ: النومةُ الخفيفةُ؛ قال أَبو قَيْسِ بن الأَسْلَتِ:قد حَصَّتِ البَيْضةُ رَأْسِي، فما أَطْعَمُ نَوْماً غيرَ تَهْجاعِ وهَجَّعَ القومُ تَهْجِيعاً أَي نَوَّمُوا.
ومَرَّ هَجِيعٌ من الليلِ أَي ساعةٌ مثل هَزِيع؛ حكي عن ثعلب.
ويقال: أَتيت فلاناً بعد هَجْعةٍ أَي بعد نَوْمةٍ خفيفةٍ من أَوّل الليل.
وفي حديث الثوري: طَرَقَني بعد هَجْعٍ. من الليلِ؛ الهَجْعُ والهَجْعةُ والهَجِيعُ: طائفةٌ من الليل، والهِجْعةُ منه كالجِلْسةِ من الجلوس. . . . أكمل المادة ابن الأَعرابي: يقال للرجُلِ الأَحْمَقِ الغافِلِ عما يُرادُ به هِجْعٌ وهِجْعةٌ وهُجَعةٌ ومِهْجَعٌ، وأَصله من الهُجُوعِ النوم.
ورجل هُجَعةٌ، مِثلُ هُمَزةٍ، وهُجَعٌ ومِهجَعٌ للغافِل الأَحمَقِ السَّرِيعِ الاسْتِنامةِ إِلى كلّ أَحَدٍ.
والهَجِعُ: الأَحْمَقُ.
وهَجَعَ جُوعُه مثل هَجأَ إِذا انكسر ولم يشبع بعد.
وهَجَعَ غَرَثُه وهَجأَ إِذا سكن.
وأَهْجَعَ فلانٌ غَرَثَه إِذا سكَّن ضَرَمَه مثل أَهْجَأَ.
ومِهْجَعٌ: اسم رجل.

عهل (مقاييس اللغة) [0]



العين والهاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انطلاقٍ وذَهاب وقلّة استقرار. قال الخليل: العَيْهلُ: النّاقةُ السَّريعة. قال:
زجَرْتُ فيها عَيْهلاً رَسُوماً      مُخْلَصةَ الأنْقاء والزَّعُوما

وقال ابنُ الأعرابيِّ مثلَ ذلك، إلاّ أنَّه قال: وتكون مُسنّة شديدة.
وقال أبو حاتم: يقال ناقة عَيهلةٌ وعيهلٌ، ولا يقال جملٌ عيهل.
وأنشدوا:قالوا: شدَّد اللام للحاجة إلى ذلك.
ويقال امرأة عَيْهلٌ وعَيْهلة جميعاً، إذا كانت لا تستقرُّ نزَقاً.
وربما وصَفُوا الرِّيح فقالوا: عَهيلٌ.
وهذا يدلُّ على صِحَّةِ هذا القياس. فأمَّا قولُهم للمرأة التي لا زوجَ لها: عاهل، وجمعها عواهل، فصحيح، وسمِّيت بذلك لأنَّه لا زوج لها يَقْصُرُها.
وأنشد:
ذهَبَ الرّماح ببعلها فتركنَه      في صَدْرِ معتدل الكُعوب مقوَّمِ

وقال في العيهل أيضاً:
فنِعم . . . أكمل المادة مَناخُ ضِيفان وتَجْرٍ      ومُلقَى رحْلِ عَيْهَلَةٍ بَجَالِ

وبقى في الباب كلمةٌ إن كانت صحيحةً فليست ببعيدٍ من القياس الذي ذكرناه. حُكِيَ عن أبي عبيدة: العاهل: الملك ليس الذي فوقه أحدٌ إلا الله تعالى. يقال للخليفة: عاهل. فإن كان كذا فلأنه لابدَّ له من الخَلْق فوق يَدِه تمنعُه.

رَجُلٌ (القاموس المحيط) [0]


رَجُلٌ أبْلَهُ، بَيِّنُ البَلَهِ والبَلاهَةِ: غافِلٌ، أو عن الشَّرِّ، أو أحْمَقُ لا تَمْييزَ له، والمَيِّتُ الداءِ، أمن شَرُّه مَيِّتٌ، والحَسَنُ الخُلُقِ، القَليلُ الفِطْنَةِ لِمَداقِّ الأمورِ، أو من غَلَبَتْهُ سَلامَةُ الصَّدْرِ،
بَلِهَ، كفَرِحَ،
وتَبَلَّهَ وبَلِهَ، كفَرِحَ أيضاً: عَيِيَ عن حُجَّتِه.
وعَيْشٌ أبْلَهُ،
وشَبابٌ أبْلَهُ: ناعِمٌ، كأَنَّ صاحِبَهُ غافِلٌ عن الطَّوارِقِ.
والبَلْهاءُ: الناقَةُ لا تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزانَةً، كَأَنَّها حَمْقاءُ،
وناقَةٌ م، والمرأةُ الكَريمَةُ المَريرَةُ الغَريرَةُ المُغَفَّلَةُ.
والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ،
كالتَّبالُهِ، وتَطَلُّبُ الضالَّةِ، وتَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هِدايةٍ ولا مسألةٍ.
وأبْلَهَهُ: صادَفَهُ أبْلَهَ.
وبَلْهَ، كَكَيْفَ: اسمٌ لِدَعْ، ومَصْدَرٌ بمعنى الترك، واسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ، وما بعدَها مَنْصوبٌ على الأوَّلِ، مَخْفوضٌ . . . أكمل المادة على الثاني، مرفوعٌ على الثالِثِ، وفَتْحُها بِناءٌ على الأوَّلِ والثالِثِ، إعْرابٌ على الثاني.
وفي تَفْسيرِ سُورةِ السَّجْدةِ من "البخاري": "ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهِ ما اطَّلَعْتُمْ عليه"، فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَةً بِمِنْ، خارِجَةً عن المَعاني الثَّلاثَةِ، وفُسِّرَتْ بغيرِ، وهو مُوافِقٌ لقَوْلِ من يَعُدُّها من ألْفاظِ الاستثناءِ، (وبمعناها، أو بمعنى أجَلْ، أو بمعنى كُفَّ ودَعْ).
وما بَلْهُكَ: ما بالُكَ.
والبُلَهْنِيَةُ، بضم الباءِ: الرَّخاءُ، وسَعَةُ العَيْشِ. لا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَةٍ،
مُبَقًّى في بُلَهْنِيَةٍ

هنبر (لسان العرب) [0]


الهِنْبِرَةُ: الأَتان، وهي أُم الهِنْبِرِ.
وأُم الهِنْبِرِ: الضبع في لغة بني فَزارة؛ قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي: يا قاتَلَ اللهُ صبياناً، تَجيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ، لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار ويروى: يا قبح الله ضبعاناً.
وفي شعره: من زند لها حاري، والحاري: الناقص، والواري: السمين، والأَعلم: المشقوق الشفة العليا، والوتيرة: إِطار الشفة.
وأَبو الهِنْبِر: الضِّبْعانُ؛ وقول الشاعر: ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي: هي الضبع؛ وغيره: هي الحِمَارَةُ الأَهلية.
والأَصمعي: الهِنْبِرُ، مثل الخِنْصِرِ، ولد الضَّبُعِ، والهِنْبِرُ الجحش، ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ. ابن سيده: هو الهِنْبِرُ، والهِنَّبْرُ الثور والفرس؛ وهو . . . أكمل المادة أَيضاً الأَديم الرديء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ، ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال: الهِنَّبر ههنا الأَديم.
وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال: فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ، فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم.
وقالوا: الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ، واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة، وقيل في قوله فيها هنابير مسك، وقيل: أَراد أَنابير جمع أَنبار، قلبت الهمزة هاء، وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة، أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه، والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه.

هنر (لسان العرب) [0]


الهَنْرَةُ: وَقْبَةُ الأُذُنِ المليحة، لم يحكها غير صاحب العين.
وقال الأَزهري: يقال هَنَرْتُ الثوبَ بمعنى أَنَرْتُه أَهَنِيرُه وهو أَن تُعَلِّمَه؛ قاله اللحياني. هنبر: الهِنْبِرَةُ: الأَتان، وهي أُم الهِنْبِرِ.
وأُم الهِنْبِرِ: الضبع في لغة بني فَزارة؛ قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي: يا قاتَلَ اللهُ صبياناً، تَجيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ، لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار ويروى: يا قبح الله ضبعاناً.
وفي شعره: من زند لها حاري، والحاري: الناقص، والواري: السمين، والأَعلم: المشقوق الشفة العليا، والوتيرة: إِطار الشفة.
وأَبو الهِنْبِر: الضِّبْعانُ؛ وقول الشاعر: ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي: هي الضبع؛ وغيره: هي . . . أكمل المادة الحِمَارَةُ الأَهلية.
والأَصمعي: الهِنْبِرُ، مثل الخِنْصِرِ، ولد الضَّبُعِ، والهِنْبِرُ الجحش، ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ. ابن سيده: هو الهِنْبِرُ، والهِنَّبْرُ الثور والفرس؛ وهو أَيضاً الأَديم الرديء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ، ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال: الهِنَّبر ههنا الأَديم.
وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال: فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ، فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم.
وقالوا: الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ، واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة، وقيل في قوله فيها هنابير مسك، وقيل: أَراد أَنابير جمع أَنبار، قلبت الهمزة هاء، وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة، أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه، والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه.

ورق (مقاييس اللغة) [0]



الواو والراء والقاف: أصلانِ يدلُّ أحدُهما على خيرٍ *ومال، وأصله وَرَق الشَّجر، والآخر على لونٍ من الألوان.فالأوّل الوَرَق ورق الشَّجر.
والوَرَق: المال، من قياسِ وَرَقِ الشَّجر، لأنّ الشّجرةَ إذا تحاتَّ ورقُها انجردَتْ كالرَّجل الفقير. قال:
إليك أدعو فتقبل ملَقِي      واغفِرْ خطايايَ وثمِّرْ ورقي

والرِّقَة من الدَّراهم، وهو ذلك القياسُ غير أنَّه يُفرق بينهما بالحركات.قال أبو عبيد: الوارِقَة: الشَّجرة الخَضْراء الوَرَقِ الحسنةُ. قال: فأمَّا الوَرَاقُ فخُضرةُ الأرضِ من الحَشيش، وليس من الوَرَق. قال:
كأنَّ جيادهنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ      جرادٌ قد أطاعَ لـه الوَرَاقُ

ووَرَقْتُ الشَّجرَ: أخَذْتُ ورَقَه.
وقولهم أوْرَق الصَّائدُ: لم يَصِدْ، هو من الورقِ أيضاً، وذلك لأنَّ الصائد يُلقِي حِبالتَه ويغيب عنها ويأتيها . . . أكمل المادة بعد زمان وقد أعْشَبت الأرض وسقط الورقُ على الحِبالة فلا يَهتدِي لها، فلذلك يقال أوْرَقَ، أي صادف الورق قد غَطّى حِبالَتَه. ثمَّ كثُر هذا حتَّى قيل لكلِّ مَن طلب حاجةً ولم يُصِبْها: قد أوْرَقَ.
والوَرْقَة، بسكون الراء: أُبْنَةٌ في الغصن خفيّة. فأمَّا الورقة التي هي قطعةٌ من الدم فجمعها وَرَقٌ، هي على معنى التَّشبيه بالوَرَق الذي يتساقط.
والوَرَق: الرِّجال الضُّعفاء، شُبِّهوا في ضَعْفهم بوَرَق الشَّجَر.والأصل الآخر: الوُرْقة: لونٌ يشبه لونَ الرَّماد.
وبعيرٌ أوْرَقُ وحمامةٌ ورقاء، سميت للونها، والرّجلُ كذلك أورق.
ويقولون: عامٌ أوْرَق، إذا كان جَدْباً، كأنَّ لونَ الأرضِ لونُ الرَّماد.
وسُمِّي عامُ الرَّمادَة لهذا.

سبت (الصّحّاح في اللغة) [0]


السَبتُ: الراحة.
والسَبْتُ: الدهر.
والسَبْتُ: حلْق الرأس.
والسَبْتُ: إرسال الشَعَر عن العَقْص.
والسَبْتُ: ضربٌ من سَيْر الإبل. قال أبو عمرو: هو العَنَقُ. قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر:
فَسَبْتٌ وأما ليلها فـذمـيل      ومَطْوِيَّةُ الأقراب أما نهارُها

وسَبَتَ عِلاوَتَه سَبْتاً، إذا ضرَبَ عنقَه.
ومنه سمِّي يومُ السَبْتِ، لانقطاع الأيّام عنده.
والجمع أَسْبُتٌ وسُبوتٌ.
والسَبْتُ: قيام اليهود بأمرِ سَبْتها. قال الله تعالى: "ويَوْمَ لا يَسْبِتون".
وأَس{بَتَتِ اليهودُ، أي دخَلَتْ في السَبْتِ. أبو عمرو: المُسْبِتُ: الذي لا يتحرَّك؛ وقد أَسْبَتَ.
والسُباتُ: النوم، وأصله الراحة.
ومنه قوله تعالى: "وَجَعلْنا نومَكُمْ سُباتاً". تقول منه: سَبَتَ يَسْبُتُ، هذه وحدَها بالضم. قال ابن أحمر:
سِوىً ثمّ كانا منجِدا وتَهامِيا      وكنّا وهُمْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا

قالوا: السُباتُ الدهر.
وابْناهُ: الليل . . . أكمل المادة والنهار.
والمَسْبوتُ: الميّت والمغْشيُّ عليه.
وكذلك العليلُ، إذا كان ملقىً كالنائم يُغْمِض عينَه في أكثر أحواله، مَسْبوتٌ.
والسِبْتُ، بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظِ، تُحْذى منه النعال السِبْتِيَّةُ.
ورُطَبٌ مُنْسَبِتٌ، إذا عمّه الإِرْطابُ. أبو عمرو: السَبَنْتى والسَبَنْدى: الجريء المُقْدِم من كلِّ شيء.
والسَبَنْتى والسَبَنْدى أيضاً: النَمِر، ويشبه أن يكون سمِّيَ به لجراءته. قال الشَّماخ يرثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
بِكَفَّيْ سَبَنْتى أزرقِ العينِ مطرق      وما كنتُ أخشى أن تكون وفاتـه

زحلف (العباب الزاخر) [0]


الأصمعي: الزُّحْلُوْفَةُ: آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله، وهي لغة أهل العالية، وتميم تقوله بالقاف، قال الكُمَيْتُ:
ووصلهنَّ الصِّبى إن كنتَ فاعلهُ      وفي مقام الصِّبى زُحْلُوْفَةٌ زَلَلُ

يقول: مكان الصِّبى مَزِلَّةٌ بمنزلة الزُّحْلُوْفَةِ، وقال آخر:
لِمَن زُحْلُوْفَةٌ زُلٌّ      بها العينان تنهلُّ

وقال أوس بن حجر:
يُقَلِّبُ قَيْدُوداً كـأن سـراتـهـا      صفا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْه الزَّحالِف

المُدْهُنُ: نُقرَةٌ في الجبل يَستنقِعُ فيها الماء، قال مزاحم العُقيلي:
بَشَاماً ونبعاً ثم مِلْقى سِبـالِـهِ      ثِمادٌ وأوشالٌ حمتها الزَّحالِفُ

والزَّحالِفُ: دواب صغار لها أرجل تُشبِهُ النمل. وقال ابن عباد: حُمرٌ زَحَالِفُ الصُّقْلِ: أي مُلْسُ مالبطون سِمانٌ. قال: والزُّحْلُوْفُ: الصفا الأملس يُشبَّهُ المَتْنُ السمين به، . . . أكمل المادة قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي:
ومَتنـانِ خـظـاتـان      كَزُحْلُوْفٍ من الهضب

والزِّحْلِيْفُ: المَزْلَقَةُ. والزَّحْلَفَةُ: كالدحرجة والدفع، يقال: زَحْلَفْتُه فتَزَحْلَفَ، قال العجّاج:
والشمسُ قد كادت تكون دنَفَا      أدفعها بالراحِ كي تَزَحْلَفا

والزَّحْلَفَةُ في الكلام: السرعة فيه. وزَحْلَفْتُ الإناء: مَلأتُه. وزَحْلَفْتُ له عشرة: أعطيتها إياه. وإزْحَلَفَّ وازْلَحَفَّ: إذا تنحى.

حشف (لسان العرب) [0]


الحَشَفُ من التمر: ما لم يُنْوِ، فإذا يَبِس صَلُب وفسد لا طعْم له ولا لِحاء ولا حلاوة.
وتمر حَشِفٌ: كثير الحَشَف على النِّسبة وقد أَحْشَفَتِ النخلةُ أَي صار تَمْرُها حَشَفاً. الجوهري: الحَشَفُ أَردَأُ التمر.
وفي المثل: أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلة؟ وفي الحديث: أَنه رأَى رجلاً عَلَّقَ قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق به؛ الحَشَفُ: اليابِسُ الفاسِدُ من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نَوَى له كالشِّيصِ.
والحَشَفُ: الضَّرْعُ البالي.
وقد أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقةِ إذا تَقَبَّضَ واسْتَشَنَّ أَي صار كالشَّنّ.
وحَشَفَ: ارْتَفَع منه اللبَنُ.
والحَشَفَةُ: الكَمَرةُ، وفي التهذيب: ما فَوْقَ الخِتان.
وفي حديث عليّ: في الحَشَفةِ الدِّيةُ؛ هي رأْس الذكَر إذا قطعها إنسان وجبت عليه الديةُ كاملة.
والحَشِيفُ: الثوب البالي الخَلَقُ؛ قال . . . أكمل المادة صَخْر الغَيّ: أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ، إذا سامَتْ على الـمَلَقاتِ ساما ورجل مُتَحَشِّفٌ أَي عليه أَطْمارٌ.
ويقال لأُذُن الإنسان إذا يَبَسَتْ فَتَقَبَّضَتْ: قد اسْتَحْشَفَتْ، وكذلك ضَرْعُ الأُنثى إذا قَلَصَ وتَقَبّضَ قد اسْتَحْشَفَ، ويقال حَشِفٌ؛ وقال طَرفةُ: على حَشِفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّد وتَحَشَّفَتْ أَوبارُ الإبلِ: طارَتْ عنها وتَفَرَّقَت.
ويقال: رأَيت فلاناً مُتَحَشِّفاً أَي رأَيته سَيِّءَ الحالِ مُتَقَهِّلاً رَثَّ الهيئة.
وفي حديث عثمان: قال له أَبانُ ابن سعيد ما لي أَراكَ مُتَحَشِّفاً؟ أَسْبِلْ فقال: هكذا كانت إزْرَةُ صاحبنا، صلى اللّه عليه وسلم؛ الـمُتَحَشِّفُ: اللاَّبِسُ الحشيفِ وهو الخلَقُ، وقيل: الـمُتَحَشِّفُ الـمُبْتَئِسُ الـمُتَقَبِّضُ.
والإزْرَة، بالكسر: حالةُ الـمُتَأَزِّرِ.والحَشَفَةُ: صَخْرةٌ رِخْوةٌ في سَهْل من الأَرض. الأَزهري: ويقال للجزيرة في البحر لا يَعْلُوها الماءُ حَشَفَةٌ، وجَمْعها حِشَافٌ إذا كانت صغيرة مُستديرة.
وجاء في الحديث: أَنَّ موضعَ بيتِ اللّه كان حَشَفةً فدحَا اللّهُ الأَرض عنها.
وقال شمر: الحُشافةُ والحُسافةُ، بالشين والسين، الماء القليل.

غبس (لسان العرب) [0]


الغَبَس والغُبْسَة: لَوْن الرَّماد، وهو بياض فيه كُدْرة، وقد أَغْبَسَ.
وذئب أَغْبَس إِذا كان ذلك لَونَه، وقيل: كل ذئب أَغبَس؛ وفي حديث الأَعشى: كالذِّئْبَةِ الغَبْساء في ظِلِّ السَّرَبْ أَي الغبراء؛ وقيل: الأَغْبَس من الذئاب الخَفِيف الحَريص، وأَصله من اللَّون.
والوَرْدُ الأَغْبَس من الخَيْل: هو الذي تدعون الأَعاجم السَّمَنْد. اللحياني: يقال غَبَس وغَبَش لوقت الغَلَس، وأَصله من الغُبْسة.
وهو لوْن بين السواد والصُّفرة.
وحمار أَغْبَس إِذا كان أَدْلَم.
وغَبَسُ الليل: ظلامُه من أَوله، وغَبَشه من آخره.
وقال يعقوب: الغَبَس والغَبَش سواء، حكاه في المُبْدَل؛ وأَنشد: ونِعْمَ مَلْقى الرِّجالِ مَنْزِلُهم، ونِعْمَ مأْوى الضَّريكِ في الغَبَسِ تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ، ويَنْحَرُون العِشار في المَلَسِ يعني أَن لَبَنهم كثير . . . أكمل المادة يكفي الأَضياف حتى يُصدِرَهم، ويَنْحَرُون مع ذلك العِشارَ، وهي التي أَتى عليها من حَمْلِها عشرة أَشهر، فيقول: من سَخائهم يَنحرُون العِشار التي قد قرُب نَتاجُها.
وغَبَسَ الليل وأَغْبَس: أَظلم.
وفي حديث أَبي بكر ابن عبد اللَّه: إِذا استقبلوك يوم الجُمُعَة فاستقْبِلهم حتى تَغْبِسَها حتى لا تَعُود أَن تَخَلَّفَ: يعني إِذا مَضَيْت إِلى الجمعة فلقِيت الناس وقد فَرَغُوا من الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بوجهك حتى تُسَوِّده حَياء منهم كي لا تتأَخر بعد ذلك، والهاء في تَغْبِيسهَا ضمير الغُرَّة أَو الطَّلْعَة.
والغُبْسَة: لَون الرَّماد.
ولا أَفعله سَجِيسَ غُبَيْس الأَوْجَس أَي أَبد الدهر.
وقولهم: لا آتيك ما غَبا غُبَيْس أَي ما بقي الدهر؛ قال ابن الأَعرابي: ما أَدري ما أَصله؛ وأَنشد الأُموي: وفي بَني أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ، على الطَّعام، ما غَبا غُبَيْسُ أَي فيهم جُود.
وما غَبا غُبَيْس: ظرف من الزمان.
وقال بعضهم: أَصله الذئب.
وغُبَيْس: تصغير أَغْبَس مُرَخَّماً.
وغَبا: أَصله غَبَّ فأَبدل من أَحد حَرْفَي التضعيف الأَلِف مثل تَقَضَّى أَصله تَقَضَّض؛ يقول: لا أَتِيك ما دام الذئب يأْتي الغَنم غِبًّا.

عهل (لسان العرب) [0]


العَيْهَل والعَيْهَلة والعَيْهُول والعَيْهال: الناقة السريعة؛ وأَنشد في العَيْهَل: وبَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما وقال في العَيْهَلة: ناشُوا الرِّجالَ فَسالَتْ كلُّ عَيْهَلة، عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّيْل بالكُور (* قوله «ناشوا الرجال إلخ» هكذا في الأصل، وهذا البيت قد انفرد به الجوهري في هذه الترجمة فقط وفي نسخه اختلاف).
وقيل: العَيْهَل والعَيْهلة النجيبة الشديدة، وقيل: العَيْهَل الذكر من الإِبل، والأُنثى عَيْهَلة، وقيل: العَيْهل الطويلة، وقيل: الشديدة، قال الجوهري: وربما قالوا عَيْهَلٌّ، مشدداً في ضرورة الشعر؛ قال منظور بن مَرْثَد الأَسدي: إِنْ تَبْخَلي، يا جُمْل، أَو تَعْتَلِّي أَو تُصْبحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي نُسَلِّ وَجْد الهائم المُعْتَلِّ، ببازِلٍ وَجْناءَ أَو . . . أكمل المادة عَيْهَلِّ قال ابن سيده: شدد اللام لتمام البناء إِذ لو قال أَو عَيْهَل، بالتخفيف، لكان من كامل السريع، والأَول كما تراه من مشطور السريع، وإِنما هذا الشدّ في الوقف فأَجراه الشاعر للضرورة حين وَصَل مُجْراه إِذا وَقَف.
وامرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهلة: لا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالاً وإِدباراً.
ويقال للمرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ؛ ولا يقال للناقة إِلاَّ عَيْهَلة (* قوله «إلا عيهلة» هكذا في الأصل، وفي نسخة من التهذيب: إلا عيهل، بغير تاء) وأَنشد: لِيَبْكِ أَبا الجَدْعاء ضَيْفٌ مُعَيَّلُ، وأَرْمَلةٌ تَغْشَى الدَّواخِنَ عَيْهَلُ وأَنشد غيره: فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتَجْرٍ، ومُلْقَى زِفْرِ عَيْهَلة بَجَال وناقة عَيْهَلة: ضَخْمة عظيمة، قال: ولا يقال جَمَل عَيْهَل.
وناقة عَيْهلة وعَيْهَلٌ؛ قال ابن الزُّبَير الأَسدي: جُمَالِيَّة أَو عَيْهَل شَدْقَمِيَّة، بها من نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ ورِيحٌ عَيْهَلٌ: شديدة.
والعاهِلُ: المَلِك الأَعظم كالخليفة. أَبو عبيدة: يقال للمرأَة التي لا زوج لها عاهلٌ؛ قال ابن بري: قال أَبو عبيد عَيْهَلْتُ الإِبل أَهملتها؛ وأَنشد لأَبي وجزة: عَيَاهلٌ عَيْهَلَها الذُّوَّاد (* قوله «الذواد» تقدم في عبهل: الرواد بالراء).

لهق (لسان العرب) [0]


اللَّهقُ، بالتحريك: الأبيض، وقيل: الأبيض الذي ليس بذي بَرِيقٍ ولا مُوهةٍ، وصف في الثور والثوب والشيب؛ قال الهذلي: وإلا النَّعامَ وحفَّانَهُ، وطُغُيَا مع اللَّهِقِ الناشط وكذلك البعير الأَعيس، الواحد والجمع فيه سواء، وقيل: اللَّهِقُ واللَّهَقُ واللَّهَاق الأبيض الشديد البياض، والأُنثى لَهِقَة ولِهَاقٌ.
وقد لَهِقَ ولَهَقَ لَهْقاً ولَهَقاً: ابيضَّ، فهو لَهَق ولَهِق إذا كان شديد البياض مثل يَقَق ويَقِق؛ قال القطامي يصف إبلاً: وإذا شَفَنَّ إلى الطريف رَأَيْنَهُ لَهَقاً، كشاكلة الحِصانِ الأَبْلَقِ واللَّهَاق واللِّهَاقُ: الثور الأبيض، قال اأمية بن أبي عائذ: كأنَّي ورَحْلي، إذا رُعْتُها، على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمالْ، حَدِيد القناتين، عَبْلِ الشَّوى لَهَاق، تَلأْلُؤهُ كالهِلالْ واللَّهَقُ مقصور منه.
والتَّلَهُّق: كثرة . . . أكمل المادة الكلام والتَّقَعُّر فيه.
وسهم لَهْوَق: حديد نافذ؛ قال أبو ذؤيب: فأعْشَيْتُه من بَعْدِ ما رَاثَ عِشْيُهُ بسَهْمٍ، كسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ، لَهْوَقِ والتَّلَهْوُقُ: التَّمَلّق.
وفيه لَهْوَقة أي مَلَق وطَرْمذَة. ابن الأَعرابي: في فلان طَرْمَذة وبَلْهقَة ولَهْوَقة أي كبر.
ورجل لَهْوق ومُتَلَهْوق: يُبْدِي غير ما في طبيعته ويتزين بما ليس فيه من خُلُق ومروءة وكرم؛ قال الزمخشري: وعندي أَنه من اللَّهَق وهو الأبيض في موضع الكرم لنقاء عِرْضه مما يدنسه؛ ومنه قصيد كعب: تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَيْ مفردٍ لَهَقِ هو بفتح الهاء وكسرها الأبيض، والمفرد: الثور الوحشي شبهها به.
والمُتَلَهْوق: المبالغ فيما أَخذ فيه من عمل أو لبس.
واللّهْوقة: كل ما لم يبالغ فيه من كلام أو من عمل، تقول: قد لهوق كذا وقد تَلَهْوقَ فيه. قال أَبو الغوث: اللهوقة أن تتحسن بالشيء وأَن تظهر شيئاً باطنك على خلافة نحو أن يُظهر الرجلُ من السخاء ما ليس عليه سجيّته؛ قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب: أَجْزيهمُ يَدَ مخْلَدٍ، وجَزَاؤُها عِنْدي بلا صَلَفٍ، ولا بتَلَهْوُقِ وفي الحديث: كان خُلُقه سجيّةً ولم يكن تَلَهْوُقاً أي لم يكن تصنّعاً وتكلُّفاً.

بقط (العباب الزاخر) [0]


ابن دريد: بقط الرجل متاعه: إذا جمعه وحزمه ليرتحل. وقال ابن الأعرابي: البقط: التفرقة.
وقال شمر: البقط: أن تعطني الجنان على الثلث والربع، ومنه حديث سعيد المسيب: لا يصلح بقط الجنان. وقال أبو معاذ النحوي: البقط -بالتحريك-: ما يسقط من الثمر إذا قطع يخطئه المخلب. قال: وبقط البيت: قماشه، قال مالك بن نويرة اليربوعي:
فأما بنو سَعْدٍ فـبـالـخـط دارهُـم      فبابان منهم مألف فالـمـزالـف


والُبْقطَةُ -بالضم-: الفرقة من الناس. والبقطة -أيضاً-: البقعة من بقاع الأرض، يقال: أمسينا في بقعة معشبة: أي في رقعة من كلا، وروى بعض الرواة "9-ب" حديث عائشة- رضي الله عنها-: فو الله ما اختلفوا في بقطة الأطار أبي بحظها، ويروى: . . . أكمل المادة أصاب ابي بابها. فقولها يقع على البقطة من الناس وعلى البقطة من الأرض. وقال ابن الأعرابي: البُقَاطُ -بالتّخفيف-: قَبَضةُ من الأقِطِ.
والبُقَّاطُ -بالتشديد-: ثُفْلُ الهِبِيْدِ وِقشْرهُ، وقال:
تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأنَّه      غَرانِيقُ نَجْلٍ يَعْتَلْينَ جُثُـوْمُ


يصف القانصَ وكِلابه ومطْعَمَه من الهبِيْدِ إذا لم ينل صَيْداً. وقال أبو عمرو: بِقطَ في الجَبل تَبِقْيطاً: إذا صَعِدَ فيه، ومنه حديث عَليَّ -رضي الله عنه-: أنه حَمَلَ على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقَطُونَ. أي يتعادون إلى الجبالِ. والتَبْقْيطُ -أيضاً-: الإسراع في المشي والكلام. وفي المثلِِ: بَقَّطيِه بِطبَّك: أي فريقه برفقك لا يفطن له، ويقال ذلك للرجل يؤمر بأحكام العمل بعمله ومعرفته وبأن يحتال بالأمر الذي يعيا به غيره مترفقا، وأصله: أن رجلاَ أتى عَشِيْقَتَه في بيتها فأخذه بَطْنُه فأحدث فقال لها: بَقَطِيِه بِطِنَّكِ؛ وكان الرجل أحمق. ويقال: أعطاني حَقي مُبَقَّطاً: أي مُفَرَّقاً. وبَقَطْته بكلام: بَكَته به. وتَبَقَّطْتُ الخَبَر وتَذَقَّطتٌه: أي أخذته قليلاً قليلا.

مزج (لسان العرب) [0]


المَزْجُ: خَلْطُ المِزاجِ بالشيء.
ومَزْجُ الشرابِ: خَلْطُه بغيره.
ومِزاجُ الشرابِ: ما يُمْزَجُ به.
ومَزَجَ الشيءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه.
وشرابٌ مَزْجٌ: مَمْزُوجٌ.
وكلُّ نوعين امْتَزَجا، فكل واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ.
ومِزاجُ البدَنِ: ما أُسِّسَ عليه من مِرَّةٍ؛ وفي التهذيب: ومِزاجُ الجِسْمِ ما أُسِّس عليه البدن من الدّم والمِرّتَيْنِ والبَلْغَمِ.
والمِزْجُ والمَزْجُ: العَسَلُ؛ وفي التهذيب: الشَّهْدُ؛ قال أَبو ذؤيب: فجاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ الناس مِثلَهُ؛ هو الضَّحْكُ، إِلاَّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ قال أَبو حنيفة: سمِّي مِزْجاً لأَِنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طيب به، وسَمَّى أَبو ذؤيب الماءَ الذي تُمْزَجُ به الخمر مِزْجاً. لأَن كل واحد من الخمرِ والماء يُمازِجُ صاحِبَه؛ فقال: بِمزْجٍ من العَذْب، عَذْبِ . . . أكمل المادة السَّراةِ، يُزَعْزِعُه الرِّيحُ، بعدَ المَطَرْ ومَزَّجَ السُّنبُلُ والعنب: اصْفَرَّ بعد الخضرة.
وفي التهذيب: لَوَّنَ من خُضْرة إِلى صفرة.
ورجل مَزَّاجٌ ومُمَزِّجٌ: لا يثبتُ على خُلُقٍ، إِنما هو ذ أَخْلاق، وقيل: هو المُخَلِّطُ الكَذّاب؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد لِمَدْرَجِ الرِّيح: إِني وَجَدْتُ إِخاءَ كلِّ مُمَزِّجٍ مَلِقٍ، يَعُودُ إِلى المَخانةِ والقِلَى والمِزْجُ اللَّوْزُ المُرُّ. قال ابن دريد: لا أَدري ما صحتُه، وقيل: إِنما هو المَنْج.
والمَوْزَجُ: الخُفُّ؛ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، والجمع مَوازِجةٌ، أَلْحقُوا الهاء للعجمة؛ قال ابن سيده: وهكذا وجد أَكثر هذا الضرب الأَعجمي مُكَسَّراً بالهاء، فيما زعم سيبويه، والمَوْزَجُ معرّب وأَصله بالفارسية مُوزَهْ، والجمع المَوازِجَةُ مثل الجَوْرَبِ والجَوارِبةِ، والهاء للعجمة، وإِن شئتَ حذفتها؛ وفي الحديث: أَنَّ امرأَةً نَزَعَتْ خُفَّها أَو مَوْزَجَها فَسَقَتْ به كَلْباً. ابن شميل: يَسأَلُ السَّائِلُ، فيقال: مَزَّجُوهُ أَي أَعْطُوه شيئاً؛ وأَنشد: وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ وأَنْطَوِي، إِذا الماءُ أَمْسى لِلْمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ (* قوله «واغتبق الماء إلخ» كذا بالأصل، ولا شاهد فيه كما لا يخفى.) وقول البريق الهذلي: أَلمْ تَسْلُ عن لَيْلى، وقد ذهَبَ الدَّهْرُ، وقد أُوحِشَتْ منها الموازِجُ والحَضْرُ (* قوله «أوحشت إلخ» في معجم ياقوت: أقفرت منها الموازج فالحضر.)؟ قال ابن سيده: أَظُنُّ المَوازِجَ مَوْضِعاً، وكذلك الحَضْرُ.

رعث (لسان العرب) [0]


الرَّعْثة: التَّلْتَلَة، تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ بها.
ورَعْثةُ الدِّيك: عُثْنونُه ولِحيتُه. يقال: دِيكٌ مُرَعَّثٌ؛ قال الأَخْطَلُ يصف ديكاً: ماذا يُؤَرِّقُني، والنَّوْمُ يُعْجِبُني، من صَوْتِ ذي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ ورَعَثَتا الشاة: زَنَمَتاها تحت الأُذُنين؛ وشاة رَعْثاءُ، من ذلك.
ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطراف زَنَمَتَيْها.
والرَّعْثُ والرَّعْثة: ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط ونحوه، والجمع: رِعَثةٌ ورِعاثٌ؛ قال النمر: وكلُّ خَليلٍ، عليه الرِّعا ثُ والحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ وتَرَعَّثَتِ المرأشة أَي تَقَرَّطَتْ.
وصبيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قال رؤْبة: رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ وكان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سمي بذلك لرِعاثٍ كانت له في صغَره في أُذُنه.
وارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عن ابن جني.
وفي الحديث: قالت . . . أكمل المادة أُمُّ زينَبَ بنت نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ في حَجْرِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤ. الرِّعاثُ: القِرَطةُ، وهي من حُليِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، ورَعَثة أَيضاً، بالتحريك، وهو القُرْطُ، وجِنْسُها: الرَّعْثُ والرَّعَثُ. ابن الأَعرابي: الرَّعْثة في أَسفل الأُذن، والشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن، والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ في القُرْط.
والرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج ونحوه، زِينةً لها كالذَّباذِبِ؛ وقيل: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، ورَعَثة، ورُعْثةٌ، بالضم، عن كراع.
وخَصَّ بعضهم به القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما؛ قال الأَزهري: وكلُّ مِعْلاق كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فهو رِعاثٌ، والجمع رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ، الأَخيرة جمع الجمع.
والرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة.
وحكي عن بعضهم: يقال لراعُوفةِ البئر (* قوله «يقال لراعوفة البئر إلخ» قال في التكملة وهي صخرة تترك في أسفل البئر إِذا احتفرت تكون هناك، ويقال هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم عليها المستقي.): راعُوثة. قال: وهي الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ، وتفسيره في العين والراءِ.
وفي حديث سحر النبي، صلى الله عليه وسلم: ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ البئر؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، والمشهور بالفاءِ، وهي هي، وسيُذكر في موضعه.

رحل (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرَحْلُ: مسكن الرجُل وما يستصحبه من الأثاث.
والرَحْلُ أيضاً: رَحْلُ البعير، وهو أصغر من القَتَب.
والجمع الرِحالُ، وثلاثة أَرْحُلٍ.
ومنه قولهم في القذف: يا ابْنَ مُلْقى أَرْحُلِ الرُكْبانِ! والرِحالُ أيضاً: الطنافسُ الحِيرِيَّةُ، ومنه قول الشاعر:
      نَشَرَتْ عليه بُرودَها ورِحالها

ومِرْطٌ مُرَحَّلٌ: إزارُ خَزٍّ فيه عَلَمٌ.
ورَحَلْتُ البعير أَرْحَلُهُ رَحْلاً، إذا شددتَ على ظهره الرَحْلَ. قال الأعشى:
غَضْبَى عليك فما تقول بَدا لها      رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالـهـا

وقا المثقِّب العبديّ:
تَأَوَّهُ آهَةَ الرجُلِ الحزينِ      إذا ما قمتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ

ويقال: رَحَلْتُ له نفسي، إذا صبَرتَ على أذاه.
ورَحَلَ فلان وارْتَحَلَ وتَرَحَّلَ بمعنىً، والاسمُ الرَحيلُ.
واسْتَرْحَلَهُ، أي سأله أن يَرْحَلَ له. أبو عمرو: الرُحْلَةُ بالضم: الوجهُ . . . أكمل المادة الذي تريده. يقال: أنتم رُحْلَتي، أي الذين أَرْتَحِلُ إليهم.
والرَحْلَةُ بالكسر: الارْتِحالُ، يقال: دَنَتْ رِحْلَتُنا.
وأَرْحَلَتِ الإبلُ، إذا سمنتْ بعد هُزال فأطاقت الرِحْلَةَ.
وراحَلْتُ فلاناً، إذا عاونتَه على رِحْلَتِهِ.
وأَرْحَلْتَهُ، إذا أعطيتَه راحِلَةً.
ورَحَّلْتَهُ بالتشديد، إذا أظعنته من مكانه وأرسلتَه.
ورجلٌ مُرْحِلٌ، أي له رَواحِلٌ كثيرة، كما يقال مُغْرِبٌ، إذا كان له خيلٌ عِرابٌ.
وناقةٌ رَحيلَةٌ، أي شديدةٌ قويّةٌ على السير، وكذلك جملٌ رَحيلٌ. قال: وإنَّها لذات رُحْلَةٍ، بالضم.
والراحِلَةُ: الناقةُ التي تَصلُح لأن تُرْحَلَ.
وكذلك الرحولُ ويقال: الراحِلَةُ: المَرْكَبُ من الإبل، ذكراً كان أو أنثى.
والأَرْحَلُ من الخيل: الأبيضُ الظهرِ، ومن الغنم: الأسودُ الظهرِ. قال أبو الغوث: الرَحْلاءُ من الشاء: التي ابيضَّ ظهرُها واسودّ سائرها. قال: وكذلك إذا اسودّ ظهرها وابيضَ سائرها. قال: ومن الخيل التي بيضّ ظهرها لا غير.
والرِحالَةُ: سَرْجٌ من جلود ليس فيه خشبٌ، كانوا يتَّخذونه للركض الشديد.
والجمع الرَحائلُ. قال عنترة:
نَهْدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَـلَّـمِ      إذ لا أزال على رِحالَةَ سابحٍ

وإذا عَجِلَ الرجلُ إلى صاحبه بالشرّ قيل: اسْتَقْدَمَتْ رِحالتُكَ.
والمَرْحَلَةُ: واحدة المَراحِلِ؛ يقال: بينه وبين كذا مَرْحَلَةٌ أو مَرْحَلَتانِ.

ريط (العباب الزاخر) [0]


الرَّيطةُ: المُلاَءةُ إذا كانت واحدةً ولم تكن لفقْينِ، والجمعُ ريطّ، قال سلِمي بن ربيعة:  
والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في      الريِطْ والمذهبِ المصونِ

وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ- رضي الله عنهما- فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها.
وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:
كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.     

وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ -رضي الله عنهما-: لهما صُحبةُ.
وقال لبيدّ رضي الله عنه:
يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً      أشباهَ جنّ عليها الريطُ والأزُرُ

وقال امرؤ القيس:
نواعمِ تجْلو عن مـتـوُنٍ نـقِـيةٍ      عبيراً وريطاً جاسداً وشقـائقـا


وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم "رائطةُ" في أسْماء النساء . . . أكمل المادة فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- كلتاهما بالألف. وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ -رضي الله عنه-: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ. وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.
لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَـيبـوسِ      فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ

وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:
هوَْتُ بنّ إذ مَـلـقـي مَـلـيحّ      وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

ورِياطّ: من الأعلام، قال:
صُبَّعلى آل أبـي رِياطِ      ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ

الغَمْرُ (القاموس المحيط) [0]


الغَمْرُ: الماءُ الكثيرُ،
كالغَميرِ
ج: غِمارٌ وغُمُورٌ، والكريمُ الواسِعُ الخُلُقِ، ومُعْظَمُ البَحْرِ،
و~ من الخَيْلِ: الجَوادُ،
و~ من الثِيابِ: السابغُ،
و~ من الناسِ: جَمَاعَتُهُم ولَفِيفُهُم،
كغَمَرِهِم، محرَّكةً،
وغَمْرَتِهِم وغُمارَتِهِم، بالضم ويُفْتَحُ، ومن لم يُجَرِّبِ الأُمُورَ، ويُثَلَّثُ ويُحَرَّكُ، وسَيْفُ خالِدِ بنِ يَزيدَ بنِ مُعاويَةَ، وفَرَسُ الجَحَّافِ بنِ حَكيمٍ، وبئْرٌ قَديمَةٌ بِمكَّةَ،
وع بَيْنَه وبَيْنَها يَوْمانِ، وماءٌ باليمامَةِ،
وع لِطَيِّئٍ، ورجُلٌ من العَرَبِ، وبالضم: الزَّعْفَرانُ،
كالغُمْرَةِ، واغْتَمَرَتْ به وتَغَمَّرَتْ.
وبالتحريكِ: زَنَخُ اللحْمِ وما يَعْلَقُ باليَدِ من دَسَمِهِ، غَمِرَتْ، كفَرِحَ، فهي غَمِرَةٌ، والحِقْدُ، ويُكْسَرُ
ج: غُمُورٌ، غَمِرَ صَدْرُهُ، كفرِحَ.
وكصُرَدٍ: قَدَحٌ صغيرٌ، أو أصْغَرُ الأَقْدَاحِ.
وتَغَمَّرَ: شَرِبَ به.
وغَمْرُ الرِداءِ
وغَمْرُ الخُلُقِ: كثيرُ . . . أكمل المادة المَعْروفِ، سَخِيٌّ، بَيِّنُ الغُمورَةِ، من غِمارٍ وغُمورٍ.
وغَمَرَ الماءُ غَمارَةً وغُمورَةً: كثُرَ.
وغَمَرَهُ الماءُ غَمْراً واغْتَمَرَهُ: غَطَّاهُ.
ونَخْلٌ مُغْتَمِرٌ: يَشْرَبُ في الغَمْرَةِ.
ورجلٌ مُغْتَمِرٌ: سَكْرانُ.
والمَغْمورُ: الخامِلُ.
وتَغَمَّرَ البعيرُ: لم يَرْوَ.
والغامِرُ: الخَرابُ، أوِ الأرضُ كُلُّها ما لم تُسْتَخْرَجْ حتى تَصْلُحَ للزِراعَةِ، وبهاءٍ: النَّخْلُ لا يَحْتاج إلى السَقْي.
وغَمَرَةُ الشيءِ: شِدَّتُه، ومُزْدَحَمُه
ج: غَمَراتٌ وغِمارٌ.
والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ، بضمهما: المُلْقِي بِنفْسِه فيها.
واغْتَمَرَ: اغْتَمَسَ،
كانْغَمَرَ.
وطَعامٌ مُغْتَمِرٌ: بِقِشْرِهِ.
والغَمِيرُ، كأميرٍ: حَبُّ البُهْمَى، أو نباتٌ، أو ما كان من خُضْرَةٍ قليلاً، أو الأَخْضَرُ، غَمَرَهُ اليَبِيسُ، أو النَّبْتُ في أصْلِ النَّبْتِ
ج: أغْمِراءُ.
وتَغَمَّرَتِ الماشِيَةُ: أكَلَتْهَا.
وغَمْرَةُ: مَنْهَلٌ بطريق مكةَ فَصَلَ بين تهامَةَ ونَجْد.
وكزُبَيْر: ع قُرْبَ ذات عِرْق،
وع بِدِيارِ بني كلابٍ، وماءٌ بِأَجَأَ.
والغِمارُ، ككتابٍ: وادٍ بنجدٍ،
وذُو الغِمارِ: ع.
والغَمْرانُ: ع بِبلادِ بني أسَدٍ.
والغَمْرِيَّةُ: ماءٌ لعَبْسٍ.
والغَمِرَةُ، كزَنِخَةٍ: ثَوْبٌ أسْوَدُ يَلْبَسُه العَبيدُ والإِماءُ.
وغَمَّرَ به تَغْميراً: دَفَعَه، أو رَماهُ،
و~ فَرَسَه: سَقاهُ في القَدَحِ لِضِيقِ الماءِ.
وذُو غُمَرٍ، كصُرَدٍ: ع.
وأغْمَرَنِي الحَرُّ، أي: فَتَرَ فاجْتَرَأْتُ عليه وركِبْتُ الطريقَ.
وهَضْبُ اليَغامِرِ: ع.

تيح (لسان العرب) [0]


تاحَ الشيءُ يَتِيحُ: تَهَيَّأَ؛ قال: تاحَ له بعدَك حِنْزابٌ وَأَى وأُتِيح له الشيءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ له؛ قال الهذلي: أُتِيحَ لَها أُقَيْدِر ذُو حَشِيفٍ، إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما وأَتاحه اللهُ: هَيَّأَه.
وأَتاحَ الله له خيراً وشرًّا.
وأَتاحه له: قَدَّره له.
وتاحَ له الأَمرُ: قدرَ عليه؛ قال الليث: يقال وقع في مَهْلَكَةٍ فتاحَ له رجلٌ فأَنقذه، وأَتاح الله له من أَنقذه.
وفي الحديث: فَبِي حَلَفْتُ لأُتيحَنَّهم فتنةً تَدَعُ الحليم منهم حَيْرانَ.
وأَمرٌ مِتْياحٌ: مُتاحٌ مُقَدَّرٌ، وقَلْبٌ مِتْيَحٌ؛ قال الراعي: أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عينُكَ تَلْمَحُ؟ نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ قوله: لات هنَّا أَي ليس هنا حينُ تَشَوُّق.
ورجل مِتْيَحٌ: لا يزال يقع . . . أكمل المادة في بلية.
ورجلٌ مِتْيَحٌ: يَعْرِضُ في كل شيءٍ ويدخل فيما لا يعنيه، والأُنثى بالهاء؛ قال الأَزهري: وهو تفسير قولهم بالفارسية «أَنْدَرُونَسْت» وقال: إِن لنا لَكَنَّه مِبَقَّةً مِفَنَّه مِتْيَحَةً مِعَنَّه وكذلك تَيِّحَان وتَيَّحان؛ قال سَوَّارُ بنُ المُضَرَّبِ السَّعْدِي: بذَبِّي اليومَ، عن حَسَبي، بمالي، وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تِّيحان ولا نظير له إِلاَّ فرس سَيِّبانُ وسَيبَّانُ، ورجل هَيِّبانُ وهَيَّبانُ إِذا تمايل؛ قال ابن بري: معنى زبُّونات دَفُوعات، واحدتها زبُّونة، يعني بذلك أَحْسابه ومفاخره أَي تَدْفَعُ غيرَها، والباء في قوله بذبِّي متعلقة بقوله بلاني في الذي قبله، وهو: لَخَبَّرها ذَوو أَحْسابِ قَوْمِي وأَعْدائي، فكلٌّ قد بلاني أَي خَبَرَني قومي فعرفوا مني صلة الرحم ومواساة الفقير وحِفْظَ الجِوار، وكوني جَلْداً صابراً على محاربة أَعدائي ومُضْطَلِعاً بنكايتهم.وناحَ في مِشْيَته إِذا تمايل.
وقال أَبو الهيثم: التَّيِّحان والتَّيَّحانُ الطويل؛ وقال الأَزهري: رجل تَيِّحانٌ يتعرض لكل مَكْرُمَةٍ وأَمر شديد؛ وقال العجاج: لقد مُنُوا بتَيِّحانٍ ساطي وقال غيره: أُقَوِّم دَرْءَ قومٍ تَيِّحان الأَزهري: فرس تَيِّحانٌ شديد الجري، وفرس تَيَّاحٌ: جَوَاد، وفرس مِتْيَح وتَيَّاح وتَيِّحانٌ: يعترض في مشيه نَشاطاً ويميل على قُطْرَيْه؛ وتاحَ في مشيته. التهذيب: ابن الأَعرابي: المِتْيَحُ والنِّفِّيحُ والمِنْفَحُ، بالحاء: الداخل مع القوم ليس شأْنه شأْنهم. ابن الأَعرابي: التَّاحِي البُسْتَانيان (* قوله «التاحي البستانيان» أَي خادم البستان كما في القاموس، وحق ذكره في المعتل.).

زطط (العباب الزاخر) [0]


الزّط: جيلّ من النّاسِ، الواحد زطيّ؛ مثل الزّنجِ والزنجيّ والرومّ والروميّ، قال أبو النجم:
جاريةّ إحدى بنات الزّط      ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ

وقال ابن دريدٍ: الزّط: هذا الجيلْ وليس بعربيّ محْضٍ وقد تكلمتْ به العربَ، وأنشدَ:
والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في      الريِطْ والمذهبِ المصونِ


وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ- رضي الله عنهما- فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها.
وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:
كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.     

وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ -رضي الله عنهما-: لهما صُحبةُ.
وقال لبيدّ رضي الله عنه:
يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً      أشباهَ جنّ عليها الريطُ . . . أكمل المادة والأزُرُ

وقال امرؤ القيس:
نواعمِ تجْلو عن مـتـوُنٍ نـقِـيةٍ      عبيراً وريطاً جاسداً وشقـائقـا


وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم "رائطةُ" في أسْماء النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- كلتاهما بالألف. وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ -رضي الله عنه-: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ. وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.
لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَـيبـوسِ      فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ

وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:
هوَْتُ بنّ إذ مَـلـقـي مَـلـيحّ      وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

ورِياطّ: من الأعلام، قال:
صُبَّعلى آل أبـي رِياطِ      ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ

كردس (لسان العرب) [0]


الكُرْدُوس: الخيل العظيمة، وقيل: القِطْعة من الخيل العظيمةُ، والكَرادِيسُ: الفِرَق منهم.
ويقال: كَرْدَسَ القائد خَيْله أَي جعلها كَتِيبة كَتِيبة.
والكُرْدُوس: قطعة من الخيْل.
والكُرْدوس: فِقْرة من فِقَر الكاهِل.
وكلُّ عظم تامّ ضخْم، فهو كُرْدوس؛ وكلُّ عظمْ كَثِير اللحم عظُمَت نَحْضَتُه كُرْدُوس؛ ومنه قول عليّ، كرَّم اللَّه وجهه، في صفة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: ضَخْم الكَرادِيس. قال أَبو عبيدة وغيره: الكَرادِيس رُؤُوس العِظام، واحدُها كُرْدوس، وكل عظمين التقيا في مَفْصِل فهو كُرْدُوس نحو المَنْكِبَين والرُّكْبَتين والوَرِكَين؛ أَراد أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، ضَخْم الأَعضاء.
والكَراديس: كتائب الخيل، واحدها كُردوس، شبهت برؤوس العظام الكثيرة.
والكرادِيس: عِظام مَحال البَعِير.
والكُرْدُوسان: كَِسْرَا الفَخِذين، وبعضهم يجعل الكُرْدُوس الكَِسْر الأَعلى . . . أكمل المادة لعِظَمِه، وقيل: الكَرادِيس رُؤوس الأَنقاء، وهي القَصَب ذوات المُخِّ.
وكَرادِيس الفَرَس: مَفاصِله.
والكُردُوسان: بَطْنان من العرَب.
والكَرْدَسَة: الوِثاق. يقال: كَرْدَسَه ولَبَجَ به الأَرض. ابن الكلبي: الكُرْدُوسان قَيسٌ ومُعاوية ابْنا مالك بن حَنْظلة بن مالك بن زيج مَناة ابن تميم، وهما في بني فُقَيْم بن جَرير بن دارِم.
ورجل مُكَرْدَس: شدَّت يداه ورِجْلاه وصُرِع. التهذيب: ورجل مُكَرْدَس جُمِعت يداه ورجلاه فشدَّت؛ وأَنشد: وحاجِب كَرْدَسَه في الحَبْلِ مِنَّا غُلام، كان غير وَغْلِ، حتى افْتَدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ وكُرْدِس الرجل: جُمِعت يداه ورِجْلاه، وحكي عن المفضل يقال: فَرْدَسَه وكَرْدَسَه إِذا أَوثقه؛ وأَنشد لامرئ القيس: فبَات على خَدٍّ أَحَمَّ ومَنْكِبٍ، وضِجْعَتُه مثلُ الأَسِير المُكَرْدَسِ أَراد مثل ضِجْعة الأَسِير وقد تَكَرْدَس.
وتَكَرْدَس الوَحْشَيّ في وِجاره: تَجَمَّع وتَقَبَّض.
والتَّكَرْدُس: التجمُّع والتقبُّض؛ قال العجاج:فَبات مُنتَصّاً وما تَكَرْدَسا وقال ابن الأَعرابي: التَّكَرْدُس أَن يَجمع بين كَراديسه من بَرْد أَو جُوع.
وكَرْدَسَه إِذا أَوْثقه وجمع كَراديسَه.
وكَرْدَسَه إِذا صَرَعَه.
وفي حديث أَبي سعيد الخدريّ عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في صفة القيامة وجَوازِ الناس على الصِّراط: فمنهم مُسَلَّم ومَخْدُوش، ومنهم مُكَرْدَس في نار جهنم؛ أَراد بالمُكَرْدَس المُوثَق المُلْقى فيها، وهو الذي جُمِعَت يَداه ورجلاه وأُلقي إِلى موضع، ورجل مُكَرْدَس: مُلَزَّزُ الخلْق؛ وأَنشد لهميان ابن قحافة السعدي: دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدحُ والتَّكَرْدُس: الانقباض واجتماع بعضه إِلى بعض.
والكَرْدَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد.
والدُحْوَنَّة: القصير السمين، وكذلك البَلَنْدَح. النضر: الكَرادِيس دأََبات الظهر. الأَزهري: يقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَه فصَرَعه، وأَما كَرْدَسَه فأَوْثقه.
والكَرْدَسَة: الصَّرْع القَبيح.

وذر (لسان العرب) [0]


الوَذْرَةُ، بالتسكين، من اللحم: القطعة الصغيرة مثل الفِدْرَةِ، وقيل: هي البَضْعَةُ لا عظم فيها، وقيل: هي ما قطع من اللحم مجتمعاً عَرْضاً بغير طُولٍ.
وفي الحديث: فأَتينا بثريدة كثيرة الوَذْرِ أَي كثيرة قِطَعِ اللحم، والجمع وَذْرٌ ووَذَرٌ؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: فإِن كان ذلك فوَذْرٌ اسم جمع لا جمع.
ووَذَرَه وَذْراً: قَطَعَه.
والوَذْرُ: بَضْعُ اللحم.
وقد وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً إِذا بَضَعْتَها بَضْعاً.
ووَذَّرْتُ اللحم تَوْذِيراً: قطعته، وكذلك الجُرْح إِذا شرطته.والوَذْرَتانِ: الشَّفَتانِ؛ عن أَبي عبيدة؛ قال أَبو حاتم: وقد غلط إِنما الوَذْرَتان القطعتان من اللحم فشبهت الشفتان بهما.
وعَضُدٌ وذِرَة: كثيرة الوَذْرِ، وامرأَة وَذِرَةٌ: رائحتها رائحة الوَذْرِ، وقيل: هي الغليظة الشفة.
ويقال للرجل: يا . . . أكمل المادة ابنَ شَامَّة الوَذْرِ وهو سَبٌّ يكنى به عن القذف.
وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: أَنه رُفِعَ إِليه رجلٌ قال لرجل: يا ابن شامَّة الوَذْرِ، فحَدَّه، وهو من سِبابِ العَرَبِ وذَمِّهم، وإِنما أَراد يا ابن شامَّة المَذاكير يعنون الزنا كأَنها كانت تَشُمُّ كَمَراً مختلفة فكني عنه، والذكر: قطعة من بدن صاحبه، وقيل: أَرادوا بها القُلَفَ جمع قُلْفَةِ الذكر، لأَنها تقطع، وكذلك إِذا قال له: يا ابن ذات الرايات، ويا ابن مُلْقى أَرحُل الرُّكْبانِ ونحوها، وقال أَبو زيد في قولهم: يا ابن شامّة الوَذْرِ أَراد بها القُلَفَ، وهي كلمة قذف. ابن الأَعرابي: الوَدَفَةُ والوَذَرَةُ بُظارةُ المرأَة.
وفي الحديث: شر النساء الوَذِرَةُ المَذِرَةُ وهي التي لا تستحي عند الجماع. ابن السكيت: يقال ذَرْ ذا، ودَعْ ذا، ولا يقال وَذَرْتُه ولا وَدَعْتُه، وأَما في الغابر فيقال يَذَرُه ويَدَعُه وأَصله وَذِرَهُ يَذَرُه مثال وَسِعَه يَسَعُه، ولا يقال واذِرٌ لا واَدِعٌ، ولكن تركته فأَنا تارك.
وقال الليث: العرب قد أَماتت المصدر من يَذَرُ والفعلَ الماضي، فلا يقال وَذِرَهُ ولا وَاذِرٌ، ولكن تركه وهو تارك، قال: واستعمله في الغابر والأَمر فإِذا أَرادوا المصدر قالوا ذَرْهُ تَرْكاً، ويقال هو يَذَرُه تركاً.
وفي حديث أُم زرع: إِني أَخاف أَن لا أَذَرَه أَي أَخاف أَن لا أَترك صفته ولا أَقطعها من طولها، وقيل: معناه أَخاف أَن لا أَقدر على تركه وفراقه لأَن أَولادي منه والأَسباب التي بيني وبينه؛ وحكم يَذَرُ في التصريف حكم يَدَعُ. ابن سيده: قالوا هو يَذَرُه تَرْكاً وأَماتوا مصدره وماضيه، ولذلك جاء على لفظ يَفْعَلُ ولو كان له ماض لجاء على يَفْعُلُ أَو يَفْعِلُ، قال: وهذا كُلُّه أَو جُلُّه قِيلُ سيبويه.
وقوله عز وجل: فَذَرْني ومن يكذب بهذا الحديث؛ معناه كِلْه إِليّ ولا تَشْغَلْ قَلْبَكَ به فإِني أُجازيه.
وحكي عن بعضهم: لم أَذِرْ وَرائي شيئاً، وهو شاذ، والله أَعلم.

بقط (لسان العرب) [0]


في الأَرض بَقْطٌ من بَقْل وعُشْبٍ أَي نَبْذُ مَرْعىً. يقال: أَمْسَيْنا في بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَي في رُقْعةٍ من كلإٍ، وقيل: البَقْطُ جمعه بُقوطٌ، وهو ما ليس بمجتمع في موضع ولا منه ضَيْعةٌ كاملة، وإِنما هو شيء متفرّق في الناحية بعد الناحية.
والعرب تقول: مررت بهم بَقْطاً بَقْطاً، بإِسكان القاف، وبقَطاً بقَطاً، بفتحها، أَي متفرّقين؛ وذهبوا في الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَي متفرقين.
وحكى ثعلب أَن في بني تميم بَقْطاً من ربيعة أَي فِرْقةً أَو قِطْعةً.
وهم بَقَطٌ في الأَرض أَي متفرّقون؛ قال مالك بن نويرة: رأَيتُ تَمِيماً قد أَضاعَتْ أُمورَها، فهُم بَقَطٌ في الأَرض، فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها، فَبابانُ . . . أكمل المادة منهم مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَي منتشرون متفرقون. أَُّو تراب عن بعض بني سليم: تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً وتَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قليلاً قليلاً. أَبو سعيد عن بعض بني سليم: تَبَقَّطْتُ الخبَر وتسَقَّطْتُه وتَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شيئاً بعد شيء.
وبَقَطُ الأَرض: فِرْقةٌ منها. قال شمر: روى بعض الرواة في حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فواللّهِ ما اختلفوا في بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبي بحَظِّها؛ قال: والبُقْطةُ البُقْعةُ من بِقاعِ الأَرض، تقول: ما اختلفوا في بُقْعةٍ من البِقاع، ويقع قول عائشة على البُقْطةِ من الناس وعلى البقطة من الأَرض، والبُقْطةُ من الناس: الفِرْقةُ، قال: ويمكن أَن تكون البُقطة في الحديث الفرقة من الناس، ويقال إِنها النقطة، بالنون، وسيأْتي ذكرها.
وبَقَطَ الشيءَ: فرّقه. ابن الأَعرابي: القَبْطُ الجمع، والبَقْطُ التفْرِقةُ.
وفي المثل: بَقِّطِيه بِطِبِّكِ؛ يقال ذلك للرجل يؤمر بإحكام العَمَلِ بعلمه ومعرفته، وأَصله أَن رجلاً أَتى هَوىً له في بيتها فأَخذه بطنُه فقَضى حاجتَه فقالت له: ويْلَك ما صَنَعْتَ؟ فقال: بَقِّطِيه بِطِبِّك أَي فِرِّقيه برِفْقِكِ لا يُفْطَنُ له، وكان الرجل أَحْمَقَ، والطِّبُّ الرِّفْق. اللحياني: بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه. التهذيب: البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه؛ قال الشاعر يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطْعَمَه من الهبيد إِذا لم ينل صيداً: إِذا لم يَنَلْ منْهُنّ شيْئاً فقَصْرُه، لَدى حِفْشِه من الهَبِيدِ، جَرِيم تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأَنَّه غَرانِيقُ نخل، يَعْتَلِين، جُثوم والبَقْطُ: أَن تُعطي الجنَّة على الثلُثِ أَو الرُّبع.
والبَقْطُ: ما سقَط من التمر إِذا قُطع يُخْطِئُه المِخْلَبُ، والمِخْلَبُ المِنْجَلُ بلا أَسنان.
وروى شمر بإِسناده عن سعيد بن المسيب أَنه قال: لا يصلح بَقْطُ الجِنانِ. قال شمر: سمعت أَبا محمد يروي عن ابن المظَفَّر أَنه قال: البَقْطُ أَن تُعطي الجِنانَ على الثلث أَو الربع.
وبَقَطُ البيتِ: قُماشُه. أَبو عمرو: بَقَّطَ في الجبل وبَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ في الجبل إِذا صَعَّدَ.
وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: أَنه حمل على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون أَي يتعادَوْن إِلى الجبال متفرّقين.
والبَقْطُ: التفْرِقةُ.

كلل (الصّحّاح في اللغة) [0]


الكلُّ: العِيالُ والثِقْلُ. قال الله تعالى: "وهو كلٌّ على مولاه" والجمع الكُلولُ.
والكلُّ: اليتيمُ.
والكَلُّ: الذي لا ولد له ولا والدة. يقال منه: كَلَّ الرجلُ يَكِلُّ كَلالةً.
والعرب تقول: لم يرِثْهُ كلالةً، أي لم يرِثْهُ عن عُرُضٍ، بل عن قُرْبٍ واستحقاقٍ. قال الفرزدق:
عن ابني مُنافٍ عبد شمسٍ وهاشمِ      ورِثْتُمْ قَناةَ المُلْـكِ غـير كـلالةٍ

قال ابن الأعرابي: الكلالةُ: بنو العمّ الأباعدَ.
وحكى عن أعرابيّ أنَّه قال: مالي كثيرٌ ويرِثُني كلالةٌ مُتَراخٍ نسبُهم.
ويقال: هو مصدرٌ من تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي تطَرَّفَهُ، كأنَّه أخذ طَرَفَيْهِ من جهة الوالدِ والولدِ وليس له منهما أحدٌ، فسمِّي بالمصدر.
والعرب تقول: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، وابن عمّ كلالَةٍ، إذا لم يكن . . . أكمل المادة لحًّا وكان رجلاً من العشيرةِ.
وكَلَلْتُ من المشي أكِلُّ كلالاً وكَلالَةً، أي أعْيَيْتُ.
وكذلك البعير إذا أعْيا.
وكلَّ السيفُ والريحُ والطرفُ واللسانُ، يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّةً وكَلالَةً وكُلولاً.
وسيفٌ كَليلُ الحدِّ، ورجلٌ كليلُ اللسانِ، وكَليلُ الطرفِ.
وناسٌ يجعلونَ كلاَّءَ البَصْرَةِ اسماً من كلاَّ على فَعْلاءَ لا يصْرفونه.
والمعنى أنَّه موضعٌ تَكِلُّ الريح فيه عن عملها في غير هذا الموضعِ. قال رؤبة:
      يَكِلُّ وفد الريحِ من حيثُ انْخَرَقْ

والكِلَّةُ: السِترُ الرَّقيقُ يُخاطُ كالبيتِ يُتَوَقَّى فيه من البقِّ.
وكلٌّ لفْظه واحدٌ ومعناه جمعٌ فعلى هذا تقول: كلٌّ حضر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرَّةً وعلى المعنى أخرى.
والإكْليلُ: شِبه عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوْهر.
ويسمَّى التاجُ إكْليلاً.
والإكْليلُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنجمٍ مُصْطَفَّةٍ.
والإكْليلُ: السَحابُ الذي تراه كأنَّ غِشاءً ألبسَهُ.
وإكْليلُ المَلِك: نبتٌ يُتداوى به.
وأكلَّ الرجلُ بعيره، أي أعياهُ.
وأكلَّ الرجلُ أيضاً: أي كلَّ بعيرُه.
وأصبحتُ مُكِلاًّ، أي ذا قَراباتٍ وهم عَلَيَّ عِيالٌ.
وسَحابٌ مُكَلَّلٌ، أي مُلَمَّعٌ بالبرق.
ويقال: هو الذي حَوْلَهُ قِطعٌ من السحاب، فهو مُكَلَّلٌ بهنَّ.
وأكَلَّ الغَمامُ بالبرقِ، أي لمعَ.
وكَلَّلَهُ، أي ألبسَهُ الإكليلَ.
وروضةٌ مُكَلَّلَةٌ، أي حُفَّتْ بالنَوْرِ.
والمُكَلَّلُ: الجادُّ. يقال: حَمَلَ فكَلَّلَ، أي مضى قُدُماً ولم يَخِمْ.
وأنشد الأصمعيّ:
      تَكْليلَةِ اللّيْثِ إذا اللَّيْثُ وَثَبْ


وقد يكونُ كَلَّلَ بمعنى جَبُنَ. يقال: حَمَلَ فما كَلَّلَ، أي فما كَذَبَ وما جَبُنَ كأنَّه من الأضداد.
وأنشد أبو زيد لِجَهْم ابن سَبَلٍ:
ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِينَ بالسَلَـمِ      ولا أُكَلِّلُ عن حربٍ مُجَلِّحَةٍ

وانكَلَّ الرجلُ انْكِلالاً: تبسَّمَ. قال الأعشى:
جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتناعِـمُ      وتَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأنَّها

يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كلّ ذلك تبدو منه الأسنان.
وانْكِلالُ الغيمِ بالبرقِ، هو قَدْرُ ما يُريكَ سوادَ الغيمِ من بياضِه.

وفق (لسان العرب) [0]


الوِفاقُ: المُوافقة.
والتَّوافق: الاتفاق والتظاهر. ابن سيده: وَفْقُ الشيء ما لاءَمه، وقد وَافقهُ مُوافقةً ووِفاقاً واتَّفَق معه وتَوَافقا. غيره: وتقول هذا وَفْقُ هذا وَوِفاقه وفيقه وفُوقه وسِيُّه وعِدْله واحد. الليث: الوَفْقُ كل شيء يكون مُتَّفِقاً على تَيْفاقٍ واحد فهو وَفْق كقوله: يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا ومنه المُوافقة: تقول: وافَقْت فلاناً في موضع كذا أَي صادفته، ووافَقْت فلاناً على أَمر كذا أَي اتَّفقنا عليه معاً، ووافَقْتُه أَي صادفته.
ووَفِقْتَ أَمرك أَي وُفِّقْتَ فيه، وأَنت تَفِق أَمرَك كذلك.
ويقال: وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ، بالكسر فيهما، أَي صادفته مُوافقاً وهو من التَّوفيق كما يقال رِشدْتَ أَمرَك.
والوَفْق: من المُوافقة بين الشيئين كالالْتِحام؛ قال عُوَيْف القَوَافي: يا . . . أكمل المادة عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقَّى وَفْقَه، سُمِّيت بالفاروق، فافْرُقْ فَرْقَه وجاء القوم وَفْقاً أَي متوافقين.
وكنت عنده وَفْقَ طلعت الشمس أَي حين طلعت أَو ساعة طلعت؛ عن اللحياني.
ووَفَّقه الله سبحانه للخير: أَلهمه وهو من التَّوْفيق.
وفي الحديث: لا يَتَوَفَّقُ عبدٌ حتى يُوَفِّقه الله.
وفي حديث طلحة والصيد: إنه وَفَّق منْ أَكله أَي دعا له بالتَّوْفيق واستصوب فعله.
واسْتَوْفقتُ الله أَي سأَلته التَّوْفِيق.
والوِفْقُ: التَّوْفيق.
وإن فلاناً مُوَفَّق رشيد، وكنا من أَمرنا على وِفاقٍ.
ووَفِقَ أَمرَه يَفِقُ، قال الكسائي: يقال رَشِدْتَ أَمرَك ووَفِقْتَ رأيك، ومعنى وَفِقَ أَمرَه وجده مُوافقاً.
وقال اللحياني: وفِقَه فهمه.
وفي النوادر: فلان لا يفِق لكذا وكذا أَي لا يقدر له لوقته.
ويقال: وفقت له ووُفِّقْتُ له ووَفَقْتُه ووَفِقَني، وذلك إذا صادفني ولقيني.
وأَتانا لوَفْقِ الهلال ولِميفاقِه وتَوْفِيقه وتِيفَاقه وتَوْفاقه أَي لطلوعه ووقته، معناه أَتانا حين الهلال.
وحكى اللحياني: أَتيتك لوَفْق تفعل ذلك وتَوْفاق وتِيفاق ومِيفاق أَي لحين فعلك ذلك، وأَتيتك لتوفيق ذلك وتَوَفُّق ذلك؛ عنه أيضاً لم يزد على ذلك.
وفي حديث علي، رضي الله عنه، وسئل عن البيت المعمور فقال: هو بيت في السماء تَيفاقُ الكعبة أي خداؤها ومقابلها. يقال: كان ذلك لوَفْق الأمر وتَوْفاقه وتِيفاقه، وأَصل الكلمة الواو والياء زائدة.
ووَفِقَ الأَمرَ يَفِقُه: فهمه؛ عن اللحياني، ونظيره قولهم وَرِع يَرِع وله نظائر كوَرِمَ يَرِمُ ووَثِقَ يَثِقُ، وكل لفظة منها مذكورة في موضعها.
ويقال: حَلُوبة فلان وَفْق عياله أَي لها لبن قدر كفايتهم لا فضل فيه، وقيل: قدر ما يقوتهم؛ قال الراعي: أَما الفقيرُ الذي كانت حَلُوبته وَفْقَ العِيال، فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ أَبو زيد: من الرجال الوَفِيقُ وهو الرفيق، يقال: رَفِيق وَفيق.
وأَوْفَقت السهمَ إذا جعلت فُوقه في الوَتَر لترمي، لغة، كأَنه قَلْب أَفْوقت، ولا يقال أَفوقت، واشتق هذا الفعل من مُوافقة الوَتَر مَحَزَّ الفُوق؛ قال الأَزهري: الأَصل أَفْوَقْت السهمَ من الفُوق، قال: ومن قال أَوْفَقْت فهو مقلوب. الأَصمعي: أَوْفَقَ الرامي إيفاقاً إذا جعل الفُوقَ في الوتر؛ وأَنشد: وأَوْفَقَتْ للرَّمْيِ حَشْرات الرَّشَقْ ويقال: إنه لمُسْتَوْفِقٌ له بالحُجة ومُفِيق له إذا أَصاب فيها. ابن بزرج: أَوْفَقَ القومُ الرجلَ دنوا منه واجتمعت كلمتهم عليه، وأَوْفقَت الإبلُ: اصطفت واستوت معاً، وقد سموا مُوَفَّقاً ووِفَاقاً.

ورأ (لسان العرب) [0]


ورَاءُ والوَرَاءُ، جميعاً، يكون خَلْفَ وقُدَّامَ، وتصغيرها، عند سيبويه، وُرَيِّئةٌ، والهمزة عنده أَصلية غير منقلبة عن ياء. قال ابن بَرِّي: وقد ذكرها الجوهري في المعتل وجعل همزتها منقلبة عن ياء. قال: وهذا مذهب الكوفيين، وتصغيرها عندهم وُرَيَّةٌ، بغير همز، وقال ثعلب: الوَراءُ: الخَلْفُ، ولكن إِذا كان مـما تَمُرُّ عليه فهو قُدَام. هكذا حكاه الوَرَاءُ بالأَلِف واللام، من كلامه أُخذ.
وفي التنزيل: مِن وَرائِه جَهَنَّمُ؛ أَي بين يديه.
وقال الزجاج: ورَاءُ يكونُ لخَلْفٍ ولقُدّامٍ ومعناها ما تَوارَى عنك أَي ما اسْتَتَر عَنْكَ. قال: وليس من الاضداد كما زَعَم بعضُ أَهل اللغة، وأَما أَمام، فلا يكون إِلاَّ قُدَّام أَبداً.
وقوله تعالى: وكان وَراءَهُم . . . أكمل المادة مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينةٍ غَصْباً. قال ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما :كان أَمامهم. قال لبيد: أَلَيْسَ وَرائي، إِنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي، * لُزُومُ العصَا تُحْنَى عليها الأَصابِعُ ابن السكِّيت: الوَراءُ: الخَلْفُ. قال: ووَراءُ وأَمامٌ وقُدامٌ يُؤَنَّثْنَ ويُذَكَّرْن، ويُصَغَّر أَمام فيقال أُمَيِّمُ ذلك وأُمَيِّمةُ ذلك، وقُدَيْدِمُ ذلك وقُدَيْدِمةُ ذلك، وهو وُرَيِّئَ الحائطِ ووُرَيِّئَةَ الحائطِ. قال أَبو الهيثم: الوَرَاءُ، مـمدود: الخَلْفُ، ويكون الأَمامَ.
وقال الفرَّاءُ: لا يجوزُ أَن يقال لرجل ورَاءَكَ: هو بين يَدَيْكَ، ولا لرجل بينَ يدَيْكَ: هو وَراءَكَ، إِنما يجوز ذلك في الـمَواقِيتِ من الليَّالي والأَيَّام والدَّهْرِ. تقول: وَراءَكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ، وبين يديك بَرْد شديد، لأَنك أَنـْتَ وَرَاءَه، فجاز لأَنه شيءٌ يأْتي، فكأَنه إِذا لَحِقَك صار مِن وَرائِكَ، وكأَنه إِذا بَلَغْتَه كان بين يديك، فلذلك جاز الوَجْهانِ. من ذلك قوله، عز وجل: وكان وَرَاءَهُم مَلِكٌ، أَي أَمامَهمْ.
وكان كقوله: من وَرائِه جَهَنَّمْ؛ أَي انها بين يديه. ابن الأَعرابي في قوله، عز وجل: بما وَراءَه وهو الحَقُّ. أَي بما سِواه.
والوَرَاءُ: الخَلْفُ، والوَراءُ: القُدّامُ، والوَراءُ: ابنُ الابْنِ.
وقوله، عز وجل: فمَنِ ابْتَغَى ورَاءَ ذلك. أَي سِوَى ذلك.
وقول ساعِدةَ بن جُؤَيَّةَ: حَتَّى يُقالَ وَراءَ الدَّارِ مُنْتَبِذاً، * قُمْ، لا أَبا لَكَ، سارَ النَّاسُ، فاحْتَزِمِ قال الأَصمعي: قال ورَاءَ الدَّارِ لأَنه مُلْقىً، لا يُحْتاجُ إِليه، مُتَنَحٍّ مع النساءِ من الكِبَرِ والهَرَمِ، قال اللحياني: وراءُ مُؤَنَّثة، وإِن ذُكِّرت جاز، قال سيبويه: وقالوا وَراءَكَ إِذا قلت انْظُرْ لِما خَلْفَكَ.
والوراءُ: ولَدُ الوَلَدِ.
وفي التنزيل العزيز: ومِن وراءِ إِسْحقَ يَعْقُوبُ. قال الشعبي: الوَراءُ: ولَدُ الوَلَدِ.
ووَرَأْتُ الرَّجلَ: دَفَعْتُه.
ووَرَأَ من الطَّعام: امْتَلأَ.
والوَراءُ: الضَّخْمُ الغَلِيظُ الأَلواحِ، عن الفارسي.
وما أُورِئْتُ بالشيءِ أَي لم أَشْعُرْ به. قال: مِنْ حَيْثُ زارَتْني ولَمْ أُورَ بها اضْطُرَّ فأَبْدَلَ؛ وأَما قول لبيد: تَسْلُبُ الكانِسَ، لم يُوأَرْ بها، * شُعْبةَ الساقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ(1) (1 قوله «شعبة» ضبط بالنصب في مادة وأر من الصحاح وقع ضبطه بالرفع في مادة ورى من اللسان.) قال، وقد روي: لم يُورَأْ بها. قال: ورَيْتُه وأَوْرَأْتُه إِذا أَعْلَمْتَه، وأَصله من وَرَى الزَّنْدُ إِذا ظَهَرَتْ ناره، كأَنَّ ناقَته لم تُضِئْ للظَّبْيِ الكانِس، ولم تَبِنْ له، فيشعر بها لِسُرْعَتها، حتى انْتَهَتْ إِلى كِناسِه فنَدَّ منها جافِلاً. قال وقول الشاعر: دَعاني، فلم أَورَأْ به، فأَجَبْتُه، * فمَدَّ بِثَدْيٍ ،بَيْنَنا، غَيْرِ أَقْطَعا أَي دَعاني ولم أَشْعُرْ به. الأَصمعي: اسْتَوْرَأَتِ الإِبلُ إِذا تَرابَعتْ على نِفارٍ واحد.
وقال أَبو زيد: ذلك إِذا نَفَرَت فصَعِدَتِ الجبلَ، فإِذا كان نِفارُها في السَّهْل قيل: استأْوَرَتْ. قال: وهذا كلام بني عُقَيْلٍ.

ربذ (لسان العرب) [0]


الرَّبَذُ: خفة القوائم في المشي وخفة الأَصابع في العمل؛ تقول: إِنه لَرَبِذٌ.
ورَبِذَتْ يده بالقداح تَرْبَذُ رَبَذاً أَي خفت.
والرَّبِذُ: الخفيف القوائم في مشيه، والرَّبَذُ: خفة اليد والرجل في العمل والمشي. رَبِذَ رَبَذاً، فهو رَبِذٌ.
والرَّبَذُ: العِهْنُ يعلق على الناقة. الفراء: الرَّبَذُ العُهُون التي تعلق في أَعناق الإِبل، واحدتها رَبَذَةٌ. قال ابن سيده: الرَّبَذَةُ والرِّبْذَةُ العهنة تعلق في أُذن الشاة أَو البعير والناقة؛ الأُولى عن كراع، قال: وجمعها رَبَذٌ؛ قال: وعندي أَنه اسم للجمع كما حكاه سيبوبه من حَلَق في جمع حَلْقَةٍ. الجوهري: والرِّبْذَة واحدة الرِّبَذ، وهي عهون تعلق في أَعناق الإِبل؛ حكاه أَبو عبيد في باب نوادر الفعل.
والرَّبَذَة: الخرقة يُهْنأُ . . . أكمل المادة بها، تميمية، وقيل هي الصوفة يُهْنأُ بها الجرب.
والرِّبْذَةُ: خرقة الحائض وخرقة الصائغ التي يجلو بها الحلى؛ قال النابغة:قَبَّحَ اللَّهُ ثم ثَنَّى بِلَعْنٍ رِبْذَةَ الصَّائِغ الجَبانِ الجَهولا وقيل: هي الصوفة يطلى بها الجَرْبَى ويهنأُ بها البعير؛ قال الشاعر: يا عَقِيدَ اللُّؤمِ لَوْلا نِعْمَتي، كنتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقًى بالفِناء وفي حديث عمر بن عبد العزيز: كتب إِلى عامله عدي بن أَرطاة: إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ؛ قال هو بمعنى إِنما نُصِبت عاملاً لتعالج الأُمور برأْيك وتجلوَها بتدبيرك، وقيل: هي خرقة الحائض فيكون قد ذمه على هذا القول ونال من عرضه، وقيل: هي صوفة من العهن تعلق في أَعناق الإِبل وعلى الهوادج ولا طائل لها، فشبهه بها أَنه من ذوي الشارة والمنظر مع قلة النفع والجدوى.
وكلُّ شيء قذِرٍ: رِبْذَةٌ.
وقال اللحياني: إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ أَي منتن لا خير فيك.
وقال بعضهم: رجل رِبْذَة لا خير فيه، ولم يذكر النتن.
والرِّبْذَةُ: صِمامة القارورة، وجمع ذلك كله رِبَذٌ ورِباذ.
والرِّبْذَةُ: الشدّة والشر الذي يقع بين القوم.
وبينهم رَباذِية أَي شر؛ قال زياد الطماحي: وكانَتْ بين آلِ أَبي أُبَيٍّ رَباذِيَةٌ، فَأَطْفَأَها زِيادُ قوله: فأَطفأَها زياد يعني نفسه.
وجاء رَبِذَ العِنانِ أَي مُنْفرداً مُنْهَزماً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقول هشام المزني: تَرَدَّدُ في الديار تَسُوقُ ناباً، لهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بالبِطانِ ولم تَرْمِ ابنَ دارَةَ عن تمِيم، غَداةَ تَرَكْته رَبِذَ العِنانِ فسره فقال: تركته خالياً من الهِجاء؛ يقول: إِنما عملك أَن تبكي في الديار ولا تذب عن نفسك. أَبو سعيد: لِثة رَبِذَة قليلة اللحم؛ وأَنشد قول الأَعشى: تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ على رَبَذاتِ النِّيِّ، حُمْشٌ لِثاتها قال: النِّيُّ اللحم.
وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: رَبَذاتِ النِّيّ: من الرُّبْذَةِ وهي السواد. قال ابن الأَنباري: النِّيُّ الشحم من نوت الناقة إِذا سَمِنت. قال: والنِّيءُ، بالهمز، اللحم الذي لم يُنْضَجْ؛ قال: وهذا هو الصحيح.
وفرس رَبِذٌ: سريع.
وفلان ذو رَبِذاتٍ أَي كثير السَّقَطِ في كلامه.
والرَّبَذَةُ: قرية قرب المدينة، وفي المحكم: موضع به قبر أَبي ذرّ الغفاري، رضي الله تعالى عنه.
وقال أَبو حنيفة: الرَّبَذِيّ الوتر يقال له ذلك ولم يُصنع بالرَّبَذَةِ؛ قال: والأَصل ما عمل بها؛ وأَنشد لعبيد بن أَيوب وهو من لصوص العرب:أَلم تَرَني حالفتُ صَفْراءَ نَبْعَةً، لها رَبَذِيٌّ لم تُفَلَّلْ مَعابِلُه؟ والرَّبَذِيَّةُ: الأَصبحِيَّة من السِّياط.
وأَرْبَذَ الرجلُ إِذا اتخذ السِّياط الرَّبَذِية؛ وهي معروفة؛ وقال ابن شميل: سوط ذو رُبَذٍ، وهي سيور عند مقدّم جلد السوط.

شطط (العباب الزاخر) [0]


شطّتِ الدّارُ تشطُ وتشطّ شطاً وشّطوْطاً: بعدْتْ، قال:
تَشطُ غداً دارُ جيرْاننا      وللَدّارُ بعْدَ غَدٍ أبْعدُ

وقال آخرُ:
شطّ المزارُ بجدْوى وانتْهى الأمَلُِ      فلا خيالّ ولا عَهْد ولا طـلـلُ

ويقال: شطَطت عليّ في السوم: أي أبعْدتَ.
وقال أبو عمرو: الشّطط: مجاوزةُ الحدَ والقدْرِ في كل شيءٍ.
ومنه حديث ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- وسئلَ عن رجلٍ ماتَ عن امرأته ولم يدخلْ بها ولم يفرضْ لها الصدّاق قال: إنّ لها صدَاقاً كصداقِ نسائها لا وكسْ ولا شططَ وإنّ لها الميراثَ وعليها العدةَ. وقرأ الحسنُ البصْريّ وأبو رجاءٍ وقتادةُ وأبو حيوةَ واليماني وأبو البرهسْمِ وابن أبي عبلةَ: "ولا تشططْ" بفتح التاءِ وضمّ الطاء الأوْلى.
ومنه . . . أكمل المادة حَديث تميمِ بن أوْسٍ الدّارِي -رضي الله عنه- حين كلمهُ رجلّ في كثرة العبادةَ؛ فقال تميمّ: أرَأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً وأنت مؤمنّ ضعيفّ أفَتحْماُ قوّتي على ضَعْفكَ فلا تَسْتطْيعَ فَتنبتّ؟ أو أرأيتْ إنْ كنتُ أنا مؤمنا ضّعْيفاً وأنت مؤمنّ قويّ أإنكَ لشاطيّ حتىّ أحْمل قوتكَ على ضعْفى فلا أسْتطيعَ فأنْبتّ، ولكنْ خذْ من نفسكَ لدْينكَ ومن دْينكَ لنفسكَ حتىّ يستْقيم بك الأمْرُ على عبادةٍ تُطْيقها، أي إنكَ لجائرّ عليّ حين تحملُ قوتك على ضعْفي. أتريْدُ أنْ تحملَ قوتكَ على ضَعْفي حتى أتكلف مثلَ عملكَ فهذا جوْرّ منك. يعْني للضعفٍ أنْ يتكلف مباراتهَ؛ فانّ ذلك يترُكه كالمنبتّ، ولكنْ عليه بالهوْينى ومبلغِ الطاّقةِ. وقال أبو زَيدٍ: شَطّني فلانّ يشطيّ شطاً وشطّوْطاً: إذا شقّ عليك وظلمكّ والشطَ: جانبٍ الوادي والنهرِ والبحرِ والسنامِ، وكلّ جانبٍ من السنامِ شطّ، وأنشدَ الليْثُ:
ركوبْ البحْرِ شطاً بعْدَ شطّ     

وقال أبو النجْم:
شطاً رميتَ فوقهَ بشـطّ      والجمـعّ شـطـوطّ


والشطوطَ -بالفتح- والشطوْطى -مثالُ خَجوْجى-: النّاقةُ الضخّمةُ السنامِ، والجمعُ: شطائطَ، قال:
قد طلحته جلةَ شطائطُ     

وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العُكلي:
فلا تومرْ ممارَتي وبوّلي      فليس يبوْءُ بخّسّ بالسوُطْ

والشطّاطُ -بالفتحْ- والشّطةَ -بالكسرَ- البعْدُ.
وفي الحدَيث: أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتعوّذُ من وعْثاءِ السفرَ وكآبةِ الشطةِّ وسُوْءِ المنقّلبِ. وقال ابن دريدٍ: الشّطشاطُ -زَعَموا- طائرّ؛ وليس بِثَبتٍ والشّطاطُ والشّطاطُ: اعْتدالُ القامةِ، يقال: جاريةً شاطّةَ بينةُ الشطّاطِ والشطّاطِ، قال المتُنخلُ الهذَليّ:
لهوْتُ بِهنّ إذ ملّقي مـلْـيحّ      وإذْ أنا في المخْيلةِ والشطاّطِ

وشَطّ: قرْيةّ باليمامةِ وشَطّ عثمانَ: موْضعّ بالبصرةَ، وهو عثمانُ بن أبى العاص الثّقفيّ -رضي الله عنه-. وأشطَ في القضيةَ: أي جاَرَ، قال الله تعالى: (ولا تشْططَ). وأشطَ في السوْم: أي أبْعدَ، وهو أكثرُ منَ شطَ فيه، قال:
ألا يا لقومٍ قد أشطّتْ عـواذْلـي      ويزْعُمنَ أنْ أوْدى بحقيَ باطلي

وأشطوّا في طلبي: أي أمْعَنوا. وشططّ تشَطْيطاً: بالغَ في الشّططِ، وقرأ قتادَةُ: (ولا تشططْ) بضمّ التاء وفتحْ الشّيْن وشاطهُ: غالبهَ في الاشتطاطِ، وقرأّ، وقرأَ زرّ بن حُبيشْ: "ولا تشاطِطْ" واشْتط: أي أبعدَ والتركيبُ يدلُ على البعَدِ وعلى الميلْ

حشف (العباب الزاخر) [0]


الحشف: أردء التمر، ومنه الحديث الذي يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يثبت: تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة. وفي المثل: أحشفاً وسوء كيلة، وانتصابه بإضمار الفعل؛ أي: أتمع التمر الرديء والكيل المطفف، يضرب في خلتي إساءة تجمعان على الرجل. وقال أمرؤ القيس يصف عقاباً:
كأنَّ قُلُوْبَ الطَّيْرِ رَطْبـاً ويابـسـاً      لدى وَكْرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالي

والحشف -أيضاً- الضرع البالي، ويقال الحشف -بالكسر-، قال طرفة بن العبد يصف ناقته:  
فَطَوْراً به خَلْفَ الزَّمِيْلِ وتارَةً      على حَشفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

وقال أبن دريد: حشف خلف الناقة: إذا ارتفع منها اللبن. والحشفة: ما فوق الختان، وفي حديث النبي -صلى الله . . . أكمل المادة عليه وسلم-: إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل. والحشفة: العجوز الكبيرة. والحشفة: الخمية اليابسة. والحشفة: قرحة تخرج بحلق الإنسان والبعير. وقال أبن دريد: الحشفة: صخرة رخوة حولها سهل من الأرض، وقيل: هي صخرة تنبت في البحر، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يصف ناقة:
كأنَّها قادِسٌ يُصَـرِّفُـهـا الـنْ      نُوْتيُّ تَحْتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفِهْ

وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام؛ وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة، دحيت الأرض من تحتها. وجمع الحشفة: حشاف. والحشيف من الثياب: الخلق، قال صخر الغي الهذلي:
أْتِيْحَ لها أْقَـيْدِرُ ذُو حَـشِـيْفٍ      إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما

وقال صخر أيضاً:
كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَـاعٍ تَـرَى      بفائلِهِ ونَسَاه نُـسُـوْفـا


وروى الأصمعي: "ويَعْدُو كَعَدْوِ كُدُرٍّ ترى". وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي ويروى لأبي ذؤيب الهذلي أيضاً:
يُدْني الحَشِيْفَ عليها كي يُوَارِيَها      ونَفْسَهُ وهو للأطْمارِ لَبّـاسُ

عليها: أي على القوس مخافة الندى، ويروي: "عليه" و"يواريه"، ويروى: "وقوسه". أي يدني عليه الحشيف كي يواريه أي يواري نفسه. والحشف -بالفتح-: الخبز اليابس، قال مزرد:
وما زَوَّدُوْني غَيْرَ حَشَّفَ مُـرَمَّـدٍ      نَسوا الزَّيْتَ عنه فهو أغْبَرُ شاسِفُ

ويروى: "غَيْرَ شِسْفٍ"، وهما بمعنى. وأحشفت النخلة: صار ما عليها حشفاً. وقال أبن درد: حشف الرجل عينه تحشيفاً: إذا ضم جفونه ونظر من خلل هدبها. ويقال لأذن الإنسان إذا يبست فتقبضت: قد استحشفت، وكذلك ونظر من الأنثى إذا تقلص وتقبض: قد استحشف. وتحشف: لبس الحشيف، وفي حديث عثمان -رضي الله عنه-: أنه قال له أبان بن سعيد بن العاص -رضي الله عنهما- حين بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أسارى المسلمين: يا عم مالي أراك متحشفاً أسبل، فقال: هكذا إزرة صاحبنا. أ متقبضاً متقلص الثوب، وكان قد شمر ثوبه وقلصه. والتركيب يدل على رخاوة وضعف وخلوقة.

جذب (لسان العرب) [0]


الجَذْبُ: مَدُّكَ الشيءَ، والجَبْذُ لغة تميم. المحكم: الجَذْبُ: المـَدُّ. جَذَبَ الشيءَ يَجْذِبُه جَذْباً وجَبَذَه، على القلب، واجْتَذَبَه: مَدَّه.
وقد يكون ذلك في العَرْضِ. سيبويه: جَذَبَه: حَوَّلَه عن موضِعه، واجْتَذَبَه: اسْتَلَبَه.
وقال ثعلب قال مُطَرِّفٌ، قال ابن سيده، وأُراه يعني مُطَرِّفَ بن الشِّخِّيرِ: وجدتُ الإِنسان مُلْقىً بين اللّهِ وبين الشيطانِ، فإِن لم يَجْتَذِبْهُ إِلَيْه جَذَبَه الشيطانُ.
وجاذَبَه كَجَذبه.
وقوله: ذَكَرْتُ، والأَهْواءُ تَدْعُو للْهَوَى، * والعِيسُ، بالرَّكْب، يُجاذِبْنَ البُرَى قال: يكون يُجاذِبْن ههنا في معنى يَجْذِبْنَ، وقد يكون للمُباراة والمُنازعة، فكأَنه يُجاذِبْنَهُنَّ البُرى.
وجاذَبْتُه الشيءَ: نازَعْتُه إِياه.
والتَجاذُبُ: التَّنازُعُ؛ وقد انْجَذَبَ وتَجاذَبَ.
وجَذَبَ فلان حَبْلَ وِصالِه، وجَذَمَه إِذا قَطَعَه.
ويقال للرجل إِذا كَرَعَ في الإِناءِ نَفَساً أَو . . . أكمل المادة نَفَسَيْن: جَذَب منه نَفَساً أَو نَفَسَيْن. ابن شميل: بَيْنَنا وبين بني فلان نَبْذةٌ وجَذْبةٌ أَي هُمْ منَّا قَرِيبٌ.
ويقال: بَيْني وبين الـمَنْزِلِ جَذْبةٌ أَي قِطْعةٌ، يعني: بُعْدٌ.ويقال: جَذْبةٌ من غَزْل، للـمَجْذوب منه مرَّةً.
وجَذَب الشهرُ يَجْذِبُ جَذباً إِذا مَضَى عامَّتُه.
وجَذابِ: الـمَنِيَّةُ، مَبْنِيَّةٌ لأَنها تَجْذِبُ النُّفُوسَ.
وجاذَبَتِ المرأَةُ الرجلَ: خَطَبَها فرَدَّتْه، كأَنه بانَ منها مَغْلُوباً. التهذيب: وإِذا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فرَدَّتْه قيل: جَذَبَتْه وجَبَذَتْه. قال: وكأَنه من قولك جاذَبْتُه فَجَذبْتُه أَي غَلَبْتُه فبان منها مَغْلُوباً.
والانْجِذابُ: سُرْعةُ السَّيْرِ.
وقد انْجَذَبُوا في السَّيْر، وانْجَذَب بهم السَّيْر، وسَيْرٌ جَذْبٌ: سَرِيعٌ. قال: قَطَعْتُ، أَخْشاهُ، بِسَيْرٍ جَذْب أَخْشاهُ: في موضع الحال أَي خاشِياً له، وقد يجوز أَن يريد أَخْشاه: أَخْوَفَه، يعني أَشدَّه إِخافةً، فعلى هذا ليس له فِعْلٌ.
والجَذْبُ: انْقِطاعُ الرِّيقِ.
وناقةٌ جاذِبةٌ وجاذِبٌ وجَذُوبٌ: جَذَبَتْ لبَنَها من ضَرْعِها، فذهَب صاعِداً، وكذلك الأَتانُ، والجمع جَواذِبُ وجِذابٌ، مثل نائم ونِيام قال الهذلي: بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمـْسَتْ غَوارِزاً * جَواذِبُها، تَأْبى على الـمُتَغَبِّرِ ويقال للناقة إِذا غَرَزَتْ وذهب لبنُها: قد جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً(1) (1 قوله «جذاباً» هو في غير نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما ترى) ، فهي جاذِبٌ. اللحياني: ناقة جاذِبٌ إِذا جَرَّتْ فزادتْ على وقت مَضْرِبها. النضر: تَجذَّبَ اللبنَ إِذا شَرِبَه. قال العُدَيْل: دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَما * تَجَذَّبَ راعي الإِبْلِ ما قد تَحَلَّبا وجَذَبَ الشاةَ والفَصِيلَ عن أَُمهما يَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عن الرَّضاعِ، وكذلك الـمُهْرَ: فَطَمَه. قال أَبو النجم يصِف فَرساً: ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُهْ، * نَفْرَعُه فَرْعاً، ولَسْنا نَعْتِلُهْ أَي نَفْرَعُه باللجام ونَقْدَعُه.
ونَعْتِلُه أَي نَجْذِبهُ جَذْباً عَنِيفاً.
وقال اللحياني: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، ولم يَخُصَّ من أَي نوعٍ هو. التهذيب: يقال للصبيّ أَو السَّخْلةِ إِذا فُصِلَ: قد جُذِبَ.
والجَذَبُ: الشَّحْمةُ التي تكون في رأْس النَّخْلة يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ، فتؤكل، كأَنها جُذِبَتْ عن النخلة.
وجَذَبَ النخلةَ يَجْذِبُها جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها ليأْكله، هذه عن أَبي حنيفة.
والجَذَبُ والجِذابُ جميعاً: جُمَّارُ النخلةِ الذي فيه خُشونةٌ، واحدتها جَذَبةٌ.
وعمّ به أَبو حنيفة فقال: الجَذَبُ الجُمَّارُ، ولم يزد شيئاً.
وفي الحديث: كان رسولُ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم، يُحِبُّ الجَذَبَ، وهو بالتحريك: الجُمَّارُ.
والجُوذابُ: طَعامٌ يُصْنَعُ بسُكَّرٍ وأَرُزٍّ ولَحْمٍ. أَبو عمرو يقال: ما أَغْنى عَنِّي جِذِبَّاناً، وهو زِمامُ النَّعْلِ، ولا ضِمْناً، وهو الشَّسْعُ.

حفض (لسان العرب) [0]


الحَفْضُ: مصدر قولك حَفَضَ العُودَ يَحْفضُه حَفْضاً حَناه وعَطَفه؛ قال رؤبة: إِمّا تَرَيْ دَهْراً حَناني حَفْضا، أَطْرَ الصَّناعَينِ العَريشَ القَعْضا فجعله مصدراً لحناني لأَن حَناني وحَفَضَني واحد.
وحَفَّضْت الشيءَ وحَفَضْته إِذا أَلْقَيْته.
وقال في قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي أَلقاني؛ ومنه قول أُمية: وحُفِّضَت النُّذورُ وأَرْدَفَتْهُمْ فُضُولُ اللّه، وانْتَهَتِ القُسومُ قال: القُسومُ الأَيمان، والبيت في صفة الجنة. قال: وحُفِّضَت طُومِنَت وطُرحَت، قال: وكذلك قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي طامَنَ مِني، قال: ورواه بعضهم حُفِّضَت البُدور، قال شمر: والصواب النذور.
وحَفَضَ الشيءَ وحَفَّضَه، كلاهما: قَشَرَه وأَلْقاه.
وحَفَّضْت الشيءَ: أَلْقَيْتُه من يدي وطرحته.
والحَفَضُ: البيت، والحَفَضَ متاعُ البيت، وقيل: متاعُ البيت إِذا هيئَ للحمل. قال . . . أكمل المادة ابن الأَعرابي: الحَفَضُ قُماشُ البيت ورديءُ المتاع ورُذالُه والذي يُحْمَل ذلك عليه من الإِبل حَفَضٌ، ولا يكاد يكون ذلك إِلا رُذالُ الإِبل، ومنه سمي البعير الذي يحمله حَفَضاً به؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم: ونَحْنُ إِذا عِمادُ الحيِّ خَرَّتْ على الأَحْفاضِ، نَمْنَعُ ما يَلِينا قال الأَزهري: وهي ههنا الإِبل وإِنما هي ما عليها من الأَحْمال، وقد روي في هذا البيت: على الأَحْفاضِ وعن الأَحْفاضِ، فمن قال عنِ الأَحْفاض عَنى الإِبلَ التي تحمل المتاع أَي خرَّت عن الإِبل التي تحمل خُرْثيَّ البيت، ومن قال على الأَحْفاض عَنى الأَمْتِعَةَ أَو أَوْعِيَتَها كالجُوالِق ونحوها؛ وقيل: الأَحْفاضُ ههنا صغارُ الإِبل أَول ما تُرْكَب وكانوا يُكِنُّونها في البيوت من البَرْد، قال ابن سيده: وليس هذا بمعروف.
ومن أَمثال العرب السائرة: يَوْمٌ بيوم الحَفَضِ المُجَوَّر؛ يضرب مثلاً للمُجازاة بالسُّوء؛ والمُجَوَّرُ: المُطَوَّحُ، والأَصل في هذا المثل زعموا أَن رجلاً كان بنو أَخيه يُؤْذُونه فدخلوا بيته فقلبوا متاعَه، فلما أَدْرَكَ ولدُه صنعوا مثل ذلك بأَخيه فشكاهم فقال: يَوْمٌ بيومِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ يضرب هذا للرجل صَنَع به رجلٌ شيئاً وصَنَعَ به الآخرُ مثلَه، وقيل: الحَفَضُ وعاء المتاع كالجُوالِق ونحوه، وقيل: بل الحَفَضُ كلُّ جُوالق فيه متاع القوم. قال يونس: ربيعةُ كلُّها تجعل الحَفَضَ البعيرَ وقيسٌ تجعل الحَفَضَ المتاع.
والحَفَضُ أَيضاً: عمود الخباء.
والحَفَضُ: البعير الذي يحمل المتاع. الأَزهري: قال ابن المظفر الحَفَضُ قالوا هو القَعُود بما عليه، وقال: الحَفَضُ البعير الذي يحمل خُرْثِيَّ المتاع، والجمع أَحْفاضٌ؛ وأَنشد لرؤبة: يا ابن قُرومٍ لَسْنَ بالأَحْفاضِ، من كلِّ أَجْأَى مِعْذَم عَضّاضِ المِعْذَمُ: الذي يَكْدِمُ بأَسْنانه.
والحَفَضُ أَيضاً: الصغيرُ من الإِبل أَول ما يركب، والجمع من كل ذلك أَحْفاضٌ وحِفاضٌ.
وإِنه لَحَفَضُ عِلْمٍ أَي قَلِيله رَثه، شبَّه عِلْمَه في قِلَّتِه بالحَفَضِ الذي هو صغير الإِبل، وقيل: بالشيء المُلْقَى.
ويقال: نِعْمَ حَفَضُ العِلْمِ هذا أَي حاملُه. قال شمر: وبلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال يوماً وقد اجتمع عنده جماعة فقال: هؤلاءِ أَحْفاضُ عِلْمٍ وإِنما أُخِذ من الإِبل الصغار.
ويقال: إِبل أَحْفاضٌ أَي ضعيفة.
وفي النوادر: حَفَّضَ اللّه عنه وحَبَّضَ عنه أَي سَنَحَ عنه وخَفَّفَ. قال ابن بري: والحَفِيضةُ الخَلِيَّة التي يُعَسّل فيها النحل، وقال: قال ابن خالويه وليست في كلامهم إِلا في بيت الأَعشى وهو: نَحْلاً كَدَرْداقِ الحَفِيضة مَرْ هوباً، له حولَ الوَقُودِ زَجَلْ والحَفَضُ: حجَرٌ يبنى به.
والحَفَضُ: عَجَمَةُ شجرة تسمَّى الحِفْوَلَ؛ عن أَبي حنيفة، قال: وكل عَجَمةٍ من نحوها حَفَضٌ. قال ابن دريد في الجمهرة: وقد سَمَّت العرب مُحَفِّضاً.

عبس (لسان العرب) [0]


عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً وعَبَّس: قَطَّبَ ما بين عينيه، ورجل عابِسٌ من قوم عُبُوسٍ.
ويوم عابِسٌ وعَبُوسٌ: شديدٌ؛ ومنه حديث قُس: يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ؛ هو صفة لأَصحاب اليوم أَي يوم يُعَبَّسُ فيه فأَجراه صفة على اليوم كقولهم ليل نائم أَي يُنام فيه.
وعَبَّسَ تَعْبِيساً، فهو مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وجهه، شُدِّدَ للمبالغة، فإِن كَشَر عن أَسنانه فهو كالِحٌ، وقيل: عَبَّسَ كَلَحَ.
وفي صفته، صلى اللَّه عليه وسلم: لا عابِسٌ ولا مُفْنِدٌ (* قوله «ولا مفند» بهامش النهاية ما نصه: كسر النون من مفند أَولى لأن الفتح شمله قولها أَي أم معبد ولا هذر، وأَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره . . . أكمل المادة بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً في وجهه بما يكره ولانه يدل على الخلق العظيم.) ؛ العابسُ: الكريهُ المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا.
والتَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم.
وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعَنابِسٌ والعَنْبَسيُّ: من أَسماء الأَسد أُخذ من العُبُوسِ، وبها سمي الرجل؛ وقال القطامي: وما غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ، يَشَرَّدُ عن فَرائِسِه السِّباعا وفي الصحاح: والعَنْبَسُ الأَسد، وهو فَنْعَلٌ من العُبوس.
والعَبَسُ: ما يَبِسَ على هُلْبِ الذَّنَب من البول والبعر؛ قال أَبو النجم: كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ، مِنْ عَبَسِ الصَّيف، قرونَ الأُيَّلِ وأَنشده بعضهم: الأُجَّلِ، على بدل الجيم من الياء المشددة؛ وقد عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً وأَعْبَسَتْ: علاها ذلك.
وفي الحديث: أَنه نظر إِلى نَعَمِ بني المُصْطَلِق وقد عَبِسَتْ في أَبوالها وأَبعارها من السِّمَنِ فَتَقَنَّعَ بثوبه وقرأَ: ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما مَتَّعْنا به أَزْواجاً منهم؛ قال أَبو عبيد: عَبِسَتْ في أَبوالها يعني أَن تَجِفَّ أَبوالُها وأَبعارُها على أَفخاذها وذلك إِنما يكون من الشحم، وذلك العَبَسُ، وإِنما عدّاه بفي لأَنه في معنى انغمست؛ قال جرير يصف راعية: تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها، لها مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ والعَبَسُ: الوَذَحُ أَيضاً.
وعَبِسَ الوَسَخُ عليه وفيه عَبَساً: يَبِسَ.
وعَبِسَ الثوبُ عَبَساً: يَبِسَ عليه الوَسَخُ.
وفي حديث شريح: أَنه كان يَرُدُّ من العَبَس؛ يعني العَبْدَ البَوَّال في فراشه إِذا تعوَّده وبان أَثره على بدنه وفراشه.
وعَبِسَ الرجلُ: اتسخ؛ قال الراجز: وقَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ وقال ثعلب: إِنما هو قد عَبَسَ من العُبوسِ الذي هو القُطُوبُ؛ وقول الهذلي: ولَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ، زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ، إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ قال يعقوب: يعني بالعوابس الذئاب العاقدة أَذنابها، وبالمراط السهام التي قد تَمَرَّط ريشها؛ وقد أَعْبَسَه هو.
والعَبْوَسُ: الجمع الكثير.
والعَبْسُ: ضرب من النبات، يسمى بالفارسية سِيسَنْبَر.
وعَبْسٌ: قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ، وهي إِحدى الجَمَراتِ، وهو عَبْسُ بنُ بَغِيضِ بن رَيْث بن غَطَفان بن سَعْد بن قَيس بن عَيْلان.
والعَنابِسُ من قريش: أَولاد أُمَيَّةَ بن عبد شمس الأَكبر وهم ستة: حَرْبٌ وأَبو حرب وسفيان وأَبو سفيان وعمرو وأَبو عمرو، وسُمُّوا بالأُسْد، والباقون يقال لهم الأَعْياصُ.
وعابِسٌ وعَبَّاس والعباس اسْمٌ عَلَمٌ، فمن قال عباس فهو يجريه مجرى زيد، ومن قال العباس فإِنما أَراد أَن يجعل الرجل هو الشيء بعينه. قال ابن جني: العباس وما أَشبهه من الأَوصاف الغالبة إِنما تعرّفت بالوضع دون اللام، وإِنما أُقرت اللام فيها بعد النقل وكونها أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل.
وعَبْسٌ وعَبَسٌ وعُبَيْسٌ: أَسماء أَصلها الصفة، وقد يكون عبيس تصغير عَبْسٍ وعَبَسٍ، وقد يكون تصغير عَبَّاسٍ وعابِسٍ تصغير الترخيم. ابن الأَعرابي: العَبَّاسُ الأَسد الذي تهرب منه الأُسْدُ؛ وبه سمي الرجل عَبَّاساً.
وقال أَبو تراب: هو جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ.
والعَبْسانِ: اسم أَرض؛ قال الراعي: أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟

ملع (لسان العرب) [0]


المَلْعُ: الذَّهابُ في الأَرض، وقيل الطلَبُ، وقيل السُّرْعةُ والخِفَّةُ، وقيل شدة السير، وقيل العَدْوُ الشديد، وقيل فوق المشي دون الخَبَبِ، وقيل هو السير السريع الخفيف، مَلَعَ يَمْلَعُ مَلْعاً ومَلَعاناً.
وفي الحديث: كنتُ أَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ؛ المَلْع: السيْرُ الخفِيفُ السرِيعُ دون الخَبَبِ، والوَضْعُ فوقه. أَبو عبيد: المَلْعُ سرعة سير الناقة، وقد مَلَعَتْ وانْمَلَعَتْ؛ وأَنشد أَبو عمرو: فُتْلُ المَرافِقِ تَحْدُوها فَتَنْمَلِعُ وجمل مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ: سرِيعٌ، والأُنثى مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ، ومِيلاعٌ نادر فيمن جعله فِيعالاً، وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء. الأَزهري: ويقال ناقة مَيْلَعٌ مَيْلَقٌ سريعةٌ. قال: ولا يقال جمل مَيْلَعٌ.
والمَيْلَعُ: الناقةُ الخفيفة السريعة، وما أَسْرَع مَلْعَها في الأَرض وهو سُرْعَةُ عَنَقِها؛ . . . أكمل المادة وأَنشد: جاءَتْ به مَيْلَعةٌ طِمِرَّهْ وأَنشد الفراء: وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيلَعٍ، كما أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قال: المَيْلَعُ المُضْطَرِبُ ههنا وههنا.
والمَيْلَعُ: الخفيفُ.
والقادِسُ: السفينةُ.
والأَرْدَمُ: المَلاَّحُ.
وعُقابُ مَلاعٍ مضافٌ، وعقابٌ مَلاعٌ (* قوله« وعقاب ملاع» يستفاد من مجموع كلامي القاموس وياقوت أن في ملاع ثلاثة أوجه: البناء على الكسر كقطام، والاعراب مصروفاً كسحاب، والمتع من الصرف وهو أقلها.) ومِلاعٌ ومَلُوعٌ: خفيفة الضْرب والاخْتِطافِ؛ قال امْرؤُ القيس: كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه عُقابُ مَلاعٍ، لا عُقابُ القَواعِلِ معناه أَنَّ العُقاب كلَّما علت في الجبل كان أَسْرَعَ لانْقِضاضها، يقول: فهذه عُقابُ مَلاعٍ أَي تَهوِي من عُلْوٍ، وليست بعقاب القَواعِلِ، وهي الجبالُ القِصارُ، وقيل: اشتقاقه من المَلْعِ الذي هو العَدْوُ الشديد، وقال ابن الأَعرابي: عُقاب ملاعٍ تَصِيدُ الجِرْذانَ وحَشَراتِ الأَرض.
والمَلِيعُ: الأَرضُ الواسعةُ، وقيل: التي لا نبات فيها؛ قال أَوس بن حجر: ولا مَحالةَ من قَبْرٍ بمَحْنِيةٍ أَو في مَلِيعٍ، كَظَهْرِ التُّرْس، وضَّاحِ وكذلك المَلاعُ والمَيْلَعُ.
وقال ابن الأَعرابي: هي الفَلاةُ الواسعةُ يحتاج فيها إِلى المَلْعِ الي المَلْعِ الذي هو السُّرْعةُ، وليس هذا بقويّ.
والمَلِيعُ: الفسيح الواسعُ من الأَرض البعيد المستَوِي، وإِنما سمي مَلِيعاً لمَلْعِ الإِبلِ فيه وهو ذهابها.
والمَلِيعُ: الفَضاءُ الواسعُ؛ وقول عمرو بن معديكَرِبَ: فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنا مَلِيعُ يجوز أَن يكون المَلِيعُ ههنا الفلاة، وأَن يكون مَلِيعٌ موضعاً بعينه.
والمَيْلَعُ: الطريق الذي له سَنَدانِ مَدَّ البصرِ. قال ابن شميل: المَلِيعُ كهيئةِ السِّكَّةِ ذاهبٌ في الأَرض ضَيِّقٌ قَعْرُه أَقل من قامةٍ، ثم لا يلبث أَن ينقطع ثم يَضْمَحِلَّ، إِنما يكون فيما استوى من الأَرض في الصَّحارى ومُتُونِ الأَرض، يَقُودُ المَلِيعُ الغَلْوَتَينِ أَو أَقلّ، والجماعة مُلُعٌ.
ومَيْلَعٌ: اسم كلبة؛ قال رْبة: والشَّدُّ يُدْني لاحِقاً وهِبْلَعا، وصاحِبَ الحِرْجِ، ويُدْني مَيْلَعا ومَلِيعٌ: هَضْبةٌ بعينها؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ: رأَيتُ، ودُونَها هَضْباتُ سَلْمَى، حُمُولَ الحَيِّ عالِيةً مَلِيعا قال: مَلِيعٌ مَدَى البَصَرِ أَرضٌ مستويةٌ.
ومَلاعِ: موضع.
والمَلِيعُ والمَلاعُ: المَفازَةُ التي لا نبات بها.
ومن أَمثالها قولهم: أَوْدَتْ به عُقابُ مَلاعٍ؛ قال بعضهم: ملاعٌ مضاف، ويقال: مَلاعٌ من نعت العُقابِ أُضِيفَتْ إِلى نَعْتِها، قال أَبو عبيد: يقال ذلك في الواحد والجمع وهو شبيه بقولهم: طارت به العَنْقاءُ، وحَلَّقَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ؛ قال أَبو الهيثم: عُقابُ مَلاعٍ وهو العُقَيِّبُ الذي يصيد الجِرْذانَ يقال له بالفارسية مُوشْ خَوارْ؛ قال: ومن أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ يَداً من عُقَيِّبِ مَلاعَ يا فتى، منصوب، قال: وهو عُقابٌ تأْخُذُ العصافيرَ والجِرْذان ولا تأْخذ أَكبر منها.
والمَيْلَع: السريعُ؛ قال الحسين بن مُطَيْر الأَسدي يصف فرساً: مَيْلَعُ التقْريبِ يَعبُوبٌ، إِذا بادَرَ الجَوْنةَ، واحْمَرَّ الأُفُقْ ابن الأَعرابي: يقال مَلَعَ الفَصِيلُ إُمَّه ومَلق أُمه إِذا رَضَعَها.

عرص (لسان العرب) [0]


العَرْصُ: خشبةٌ توضع على البيت عَرْضاً إِذا أَرادُوا تَسْقِيفَه وتُلْقى عليه أَطرافُ الخشب الصغار، وقيل: هو الحائطُ يُجْعَل بين حائطي البيت لا يُبْلَغ به أَقصاه، ثم يُوضع الجائزُ من طرف الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت ويسقّفُ البيتُ كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهْوةٌ، وما كان تحت الجائز فهو مُخْدَع، والسين لغة؛ قال الأَزهري: رواه الليث بالصاد ورواه أَبو عبيد بالسين، وهما لغتان.
وفي حديث عائشة: نَصَبت على باب حُجْرَتي عَباءَةً مقْدَمَه من غَزاة خَيْبَر أَو تَبُوك فهَتَكَ العَرْصَ حتى وقَعَ بالأَرض؛ قال الهروي: المحدثون يروونه بالضاد المعجمة، وهو بالصاد والسين، وهو خشبة توضع على البيت عَرْضاً كما تقدم؛ . . . أكمل المادة يقال: عَرّصْتُ البيتَ تَعْرِيصاً، والحديث جاء في سنن أَبي داود بالضاد المعجمة وشرحَه الخطابي في المعالم، وفي غريب الحديث بالصاد المهملة، وقال: قال الراوي العَرْضَ، وهو غلط، وقال الزمخشري: هو بالصاد المهملة.
وقال الأَصمعي: كل جَوْبةٍ مُنْفَتِقة ليس فيها بناء فهي عَرْصةٌ. قال الأَزهري: وتجمع عِراصاً وعَرَصاتٍ.
وعَرْصةُ الدارِ: وسَطُها، وقيل: هو ما لا بناء فيه، سميت بذلك لاعْتِراصِ الصبيان فيها.
والعَرْصةُ: كل بُقْعةٍ بين الدور واسعةٍ ليس فيها بناء؛ قال مالك بن الرَّيْب: تَحمَّلَ أَصحابي عِشَاءً، وغادَرُوا أَخا ثِقَة، في عَرْصةِ الدارِ، ثاوِيا وفي حديث قُسّ: في عَرَصات جَثْجاث؛ العَرَصاتُ: جمع عَرْصة، وقيل: هي كل موضع واسع لا بناء فيه.
والعَرّاصُ من السحاب: ما اضْطرب فيه البرقُ وأَظَلَّ من فوقُ فقَرُب حتى صار كالسَّقْف ولا يكون إِلا ذا رعدٍ وبَرْقٍ، وقال اللحياني: هو الذي لا يسكن برقُه؛ قال ذو الرمة يصف ظَليماً: يَرْقَدُّ في ظِلّ عَرّاصٍ، ويَطْرُدُه حَفِيفُ نافجةٍ، عُثْنونُها حَصِبُ يرقَدّ: يُسْرِع في عَدْوِه.
وعُثْنونُها: أَوَّلُها.
وحَصِبٌ: يأْتي بالحَصْباء.
وعَرِصَ البَرْقُ عَرَصاً واعْتَرَصَ: اضطرب.
وبرق عَرِصٌ وعرّاصٌ: شديد الاضطراب والرعدِ والبرقِ. أَبو زيد: يقال عَرَصَت السماءُ تَعْرِصُ عَرْصاً أَي دامَ برْقُها.
ورُمْحٌ عَرّاصٌ: لَدْن المَهَزّة إِذا هُزّ اضطرب؛ قال الشاعر: من كل أَسْمَرَ عَرّاصٍ مَهَزّته، كأَنه بِرَجا عادِيّةٍ شَطَنُ وقال الشاعر: من كل عَرّاصٍ إِذا هُزَّ عَسَلْ وكذلك السيف؛ قال أَبو محمد الفقعسي: من كلّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ، مثل قُدَامى النَّسْرِ ما مَسَّ بَضَعْ يقال: سَيْفٌ عَرّاصٌ، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر؛ قال الشاعر في العَرَصِ والعَرِصِ: يُسِيلُ الرُّبى، واهي الكُلى، عَرِصُ الذُّرى، أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابِغُ القَطْرِ والعَرَصُ والأَرَنُ: النَّشاطُ، والتَّرَصُّع مثله.
وعَرِصَ الرجلُ يَعْرَص عَرَصاً واعْتَرَصَ: نَشِطَ، وقال اللحياني: هو إِذا قَفَزَ ونَزا، والمَعْنيانِ مُتَقاربانِ.
وعَرِصَت الهِرَّةُ واعْتَرَصَت: نَشِطَت واسْتَنَّتْ؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد: إِذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِراصِ الهِرّهْ، يُوشِك أَن تَسْقُط في أُفُرّهْ الأُفُرّةُ: البَلِيّةُ والشدّةُ.
وبَعِيرٌ مُعَرَّصٌ: للذي ذلّ ظهرُه ولم يَذِلَّ رأْسُه.
ويقال: تركتُ الصِّبْيانَ يَلْعبُون ويَمْرَحُونَ ويَعْتَرِصُونَ.
وعَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا وأَقبلوا وأَدبروا يُحْضِرُونَ.
ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً في العَرْصة للجُفوفِ؛ قال المخبَّل: سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ وماءٌ قُدورٍ، في القِصاع، مَشِيبُ ويروى مُعَرَّضٌ، بالضاد، وهذا البيت أَورده الأَزهري في التهذيب للمخبَّل فقال: وأَنشد أَبو عبيدة بيت المُخَبَّل، وقال ابن بري: هو السُّليك بن السُّلَكة السعدي.
وقيل: لحم مُعَرَّصٌ أَي مُقَطَّع، وقيل: هو الذي يُلْقى على الجمرِ فيختلط بالرماد ولا يجود نُضْجُه، قال: فإِن غَيَّبْتَه في الجمر فهو مَمْلولٌ، فإِن شَوَيْتَه فوق الجمر فهو مُفْأَدٌ وفَئِيد، فإِن شُوي على الحجارة المُحْماة فهو مُحْنَذٌ وحَنِيذ، وقيل: هو الذي لم يُنْعَمْ طَبْخُه ولا إِنْضاجُه. قال ابن بري: يقال عَرَّصْت اللحم إِذا لم تُنْضِجْه، مطبوخاً كان أَو مَشْويّاً، فهو مُعَرَّصٌ.
والمُضَهَّبُ: ما شُوِي على النارِ ولم ينضج.
والعَرُوصُ: الناقةُ الطيّبةُ الرائحة إِذا عَرِقت.
وفي نوادر الأَعراب: تَعَرَّصْ وتَهَجَّسْ وتَعَرَّجْ أَي أَقِمْ.
وعَرِصَ البيتَ عَرَصاً: خَبُثَت رِيحُه وأَنْتَنَ، ومنهم من خصَّ فقال: خبُثَت ريحُه من النَّدَى.
ورَعَصَ جلده وارْتَعَصَ واعْتَرَصَ إِذا اخْتَلَج.

كنس (لسان العرب) [0]


الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض. كَنَسَ الموضع يَكْنُسُه، بالضم، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عنه.
والمِكْنَسَة: ما كُنِس به، والجمع مَكانِس.
والكُناسَة: ما كُنِسَ. قال اللحياني: كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض.
والكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ.
وفَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.
والمَكْنِسُ (* قوله «والمكنس» هكذا في الأصل مضبوطاً بكسر النون، وهومقتضى قوله بعد البيت وكنست الظباء والبقر تكنس بالكسر، ولكن مقتضى قوله قبل البيت وهو من ذلك لأنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين.): مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فيه من الحرِّ، وهو . . . أكمل المادة الكِناسُ، والجمع أَكْنِسَة وكُنْسٌ، وهو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتى تصل إِلى الثَّرَى، وكُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ وجُزُرات؛ قال: إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ، تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلاَّ (* قوله «سلبته الطلا» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: سلبته الظلا.) وكَنَسَتِ الظِّباء والبقر تَكْنِسُ، بالكسر، وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ: دخلت في الكِناس؛ قال لبيد: شاقَتُكَ ظُعْنُ الحَيِّ يوم تَحَمَّلُوا، فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْن.
والكَانِسُ: الظبي يدخل في كِناسِهِ، وهو موضع في الشجر يَكْتَنُّ فيه ويستتر؛ وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وإِلا نَعاماً بها خِلْفَةً، وإِلاَّ ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا وكذلك البقر؛ أَنشد ثعلب: دارٌ لليلى خَلَقٌ لَبِيسُ، ليس بها من أَهلِها أَنِيسُ إِلا اليَعافِيرُ وإِلاَّ العِيسُ، وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ وكَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت في مَجاريها ثم انصرفت راجعة.
وفي التنزيل: فلا أُقْسِمُ بالخُنْسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال الزجاج: الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية، وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها، وقيل: الكُنَّسُ الظِّباء.
والبقر تَكْنِس أَي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قال: والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة.
وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هي النجوم الخمسة تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار، وهو الكِناسُ، والنجوم الخمسة: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وقال الليث: هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه ويستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وقيل: هي الخُنَّسُ السَّيَّارة.
وفي الحديث: أَنه كان يقرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّسِ؛ الجَوارِي الكواكب، والكُنَّسُ جمع كانِس، وهي التي تغيب، من كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب واستتر في كِناسِه، وهو الموضع الذي يَأْوِي إِليه.
وفي حديث زياد: ثم أَطْرَقُوا وَراءكم في مَكانِسِ الرِّيَبِ؛ المَكانِسُ: جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس، والمعنى اسْتَترُوا في موضع الرِّيبَة.
وفي حديث كعب: أَول من لَبسَ القَباءَ سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثَّياب كَنَسَتْ الشياطين استهزاء. يقال: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ ويروى: كنَّصت، بالصاد. يقال: كنَّصَ في وجه فلان إِذا استهزأَ به.
ويقال: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وهي المَلْساء الجَرْداء من الشعَر. قال أَبو منصور: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرايا لِمَلاسَتِها.
وكَنِيسَةُ اليهود وجمعها كَنائِس، وهي معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الجوهري: والكنِيسَة للنصارى.
ورَمْلُ الكِناس: رمل في بلاد عبد اللَّه بن كلاب، ويقال له أَيضاً الكِناس؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها، عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ (* قوله «رميم» هو اسم امرأة كما في شرح القاموس.) قال: أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل.
والكُناسَةُ: اسم موضع بالكوفة.
والكُناسَة والكانِسيَّة: موضعان؛ أَنشد سيبويه: دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ، بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا

أدب (لسان العرب) [0]


الأَدَبُ: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى الـمَحامِد، ويَنْهاهم عن المقَابِح.
وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ، ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ: مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ. ابن بُزُرْج: لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً، وأَنت أَدِيبٌ.
وقال أَبو زيد: أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً، فهو أَدِيبٌ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً، في العَقْلِ، فهو أَرِيبٌ. غيره: الأَدَبُ: أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ.
والأَدَبُ: الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ.
وأَدُبَ، بالضم، فهو أَدِيبٌ، من قوم أُدَباءَ.
وأَدَّبه فَتَأَدَّب: عَلَّمه، واستعمله الزجاج في اللّه، عز وجل، فقال: وهذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه، صلى اللّه عليه وسلم.
وفلان قد اسْتَأْدَبَ: بمعنى تَأَدَّبَ.
ويقال للبعيرِ إِذا رِيضَ وذُلِّلَ: أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ.
وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي: . . . أكمل المادة وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ * ونَجْرانَ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ الـمُذَلَّلِ والأُدْبَةُ والـمَأْدَبةُ والـمَأْدُبةُ: كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ. قال صَخْر الغَيّ يصف عُقاباً: كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر، في قَعْرِ عُشِّها، * نَوَى القَسْبِ، مُلْقًى عند بعض الـمَآدِبِ القَسْبُ: تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى. شَبَّه قلوبَ الطير في وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ، كما شبهه امْرُؤُ القيس بالعُنَّاب في قوله: كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ، رَطْباً ويابِساً، * لَدَى وَكْرِها، العُنَّابُ والحَشَفُ البالي والمشهور في الـمَأْدُبة ضم الدال، وأَجاز بعضهم الفتح، وقال: هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ. قال سيبويه: قالوا الـمَأْدَبةُ كما قالوا الـمَدْعاةُ.
وقيل: الـمَأْدَبةُ من الأَدَبِ.وفي الحديث عن ابن سعود: إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه، يعني مَدْعاتَه. قال أَبو عبيد: يقال مَأْدُبةٌ ومَأْدَبةٌ، فمن قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل، فيَدْعُو إِليه الناسَ؛ يقال منه: أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، ورجل آدِبٌ. قال أَبو عبيد: وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه؛ ومن قال مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ.
وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد. قال أَبو عبيد: ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره؛ قال: والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ.وقال أَبو زيد: آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً، والـمَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بينها وبين الـمَأْدَبةِ الأَدَبِ.
والأَدْبُ: مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم، بالكسر، أَدْباً، إِذا دعاهم إِلى طعامِه.
والآدِبُ: الداعِي إِلى الطعامِ. قال طَرَفَةُ: نَحْنُ في الـمَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى، * لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ وقال عدي: زَجِلٌ وَبْلُهُ، يجاوبُه دُفٌّ * لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، وزَمِيرُ والـمَأْدُوبَةُ: التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ.
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ. الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى الـمَأْدُبة، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس.
وفي حديث كعب، رضي اللّه عنه: إِنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ. أَراد: أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ من لحُومِهم.
وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً، وأَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً. أَبو عمرو يقال: جاشَ أَدَبُ البحر، وهو كثْرَةُ مائِه.
وأَنشد: عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه، والأَدْبُ: العَجَبُ. قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ، وحَبَّةُ أُمُّه: بِشَمَجَى الـمَشْي، عَجُولِ الوَثْبِ، غَلاَّبةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ، حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ الأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ، والشَّمَجَى: الناقةُ السرِيعَةُ.
ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف: الإِدْبُ، بكسر الهمزة؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته قال: وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل. الأَصمعي: جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ، مجزوم الدال، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ، وأَنشد: سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ، * أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي

نير (لسان العرب) [0]


النِّيرُ: القَصَبُ والخيوط إِذا اجتمعت.
والنِّيرُ: العَلَمُ، وفي الصحاح: عَلَمُ الثوب ولُحْمته أَيضاً. ابن سيده: نِيرُ الثوب علمه، والجمع أَنْيارٌ.
ونِرْتُ الثوب أَنِيرُه نَيْراً وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً. الجوهري: أَنَرْتُ الثوب وهَنَرْتُ مثل أَرَقْتُ وهَرَقْتُ؛ قال الزَّفَيانُ: ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنِيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ قال بعض الأَغفال: تَقْسِمُ اسْتِيًّا لها بِنَيْرِ، وتَضْرِبُ النَّاقُوسَ وَسْطَ الدَّبْرِ قال: ويجوز أَن يكون أَراد بِنِير فغير للضرورة. قال: وعسى أَن يكون النَّيْرُ لغةً في النِّيرِ.
ونَيَّرْتُه وأَنَرْتُه وهَنَرْتُه أُهَنِيرُه إِهْنارَةً، وهو مُهنارٌ على البدل؛ حكى الفعل والمصدر اللحياني عن الكسائي: جعلت له نِيراً.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كره النِّيرَ، . . . أكمل المادة وهو العلم في الثوب. يقال: نِرْتُ الثوب وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً.
وروي عن ابن عمر، رضي الله عنهما،أَنه قال: لولا أَن عمر نهى عن النِّير لم نَرَ بالعَلَم بأْساً ولكنه نهى عن النِّير، والاسم النِّيْرَةُ،وهي الخُيُوطَةُ والقَصَبَةُ إِذا اجتمعنا، فإِذا تفرّقنا سميت الخيوطة خيوطة والقَصَبَةُ قَصَبَةً وإِن كانت عصاً فعصاً، وعلم الثوب نِيْرٌ، والجمع أَنْيارٌ.
ونَيَّرْتُ الثوب تَنْيِيراً، والاسم النِّيرُ، ويقال لِلُحْمَةِ الثوب نِيرٌ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل نِرْنِرْ إِذا أَمرته بعمل علم للمنديل.
وثوبٌ مُنَيَّر: منسوج على نِيرَيْنِ؛ عن اللحياني.
ونِيْرُ الثوب: هُدْبُه؛ عن ابن كيسان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: فَقُمْتُ بها تَمْشي تَجُرُّ وراءَنا على أَثَرَيْنا نِيرَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ والنِّيْرَةُ أَيضاً: من أَدوات النَّسَّاج يَنْسجُ بها، وهي الخشبة المعترضة.
ويقال للرجل: ما أَنتَ بِسَتَاةٍ ولا لُحْمَةٍ ولا نِيرَةٍ، يضرب لمن لا يضر ولا ينفع؛ قال الكميث: فما تأْتوا يكن حَسَناً جَمِيلاً، وما تُسْدُوا لِمَكْرُمَةٍ تُنِيرُوا يقول: إِذا فعلتم فعلاً أَبرمتموه؛ وقول الشاعر أَنشده ابن بُزُرج: أَلم تسأَلِ الأَحْلافَ كيفَ تَبَدَّلُوا بأَمرٍ أَنارُوه، جميعاً، وأَلْحَمُوا؟ قال: يقال نائِرٌ ونارُوه ومُنِيرٌ وأَنارُوه، ويقال: لستَ في هذا الأَمر بِمُنِيرٍ ولا مُلْحمٍِ، قال: والطُّرَّةُ من الطريق تسمَّى النِّير تشبيهاً بنِيرِ الثوب، وهو العَلَمُ في الحاشية؛ وأَنشد بعضهم في صفة طريق: على ظَهْرِ ذي نِيرَيْنِ: أَمَّا جَنابُه فَوَعْثٌ، وأَما ظَهْرُهُ فَمُوَعَّسُ وجَنابُه: ما قرب منه فهو وَعْثٌ يشتد فيه المشي، وأَما ظهر الطريق الموطوء فهو متين لا يشتد على الماشي فيه المشي؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: أَلا هل تُبْلِغَنِّيها، على اللِّيَّان والضِّنَّهْ، فلاةً ذاتَ نِيرَيْنِ بِمَرْوٍ، سَمْحُها رَنَّهْ تَخالُ بها إِذا غَضيَتْ حَمَاةَ، فأَصْبَحَتْ كِنَّهْ يقال: ناقة ذات نِيرَيْنِ إِذا حملت شحماً على شحم كان قبل ذلك، وأَصل هذا من قولهم ثوب ذو نِيرَيْنِ إِذا نُسج على خيطين، وهو الذي يقال له دَيابُوذُ، وهو بالفارسية «دُوباف» ويقال له في النسج: المُتَاءَمَةُ، وهو أَن يُنار خيطان معاً ويوضع على الحَفَّةِ خيطان، وأَما ما نِير خيطاً واحداً فهو السَّحْلُ، فإِذا كان خيط أَبيض وخيط أَسود فهو المُقاناة، وإِذا نسج على نِيرَيْنِ كان أَصفق وأَبقى.
ورجل ذو نِيرَيْنِ أَي قوّته وشدّته ضِعْفُ شدّة صاحبه.
وناقة ذات نِيْرَيْنِ إِذا أَسَنَّت وفيها بقية، وربما استعمل في المرأَة.
والنِّيرُ: الخشبة التي تكون على عنق الثور بأَداتها؛ قال: دَنانِيرُنا من نِيرِ ثَوْرٍ، ولم تكنْ من الذهب المضروب عند القَسَاطِرِ ويروى من التابَل المضروب، جعل الذهب تابَلاً على التشبيه، والجمع أَنْيارٌ ونِيرانٌ؛ شآمية. التهذيب: يقال للخشبة المعترضة على عنقي الثورين المقرونين للحراثة نِيرٌ، وهو نير الفَدّان، ويقال للحرب الشديدة: ذات نِيْرَيْنِ؛ وقال الطرماح: عَدَا عن سُلَيْمَى أَنني كلَّ شارِقٍ أَهُزُّ، لِحَرْبٍ ذاتِ نِيرَيْنِ، أَلَّتي ونِيرُ الطريق: ما يتضح منه. قال ابن سيده: ونير الطريق أُخدود فيه واضح.والنائر: المُلْقي بين الناس الشرور.
والنائرة: الحقد والعداوة.
وقال الليث: النائرة الكائنة تقع بين القوم.
وقال غيره: بينهم نائرة أَي عداوة. الجوهري: والنِّيرُ جبل لبني عاضِرَةَ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَقْبَلْنَ، من نِيرٍ ومن سُوَاجِ، بالقومِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ وأَبو بُرْدَةَ بن نِيار: رجل من قُضاعة من الصحابة، واسمه هانئٌ.

نبه (لسان العرب) [0]


النُّبْه: القيامُ والانْتِباهُ من النوم، وقد نَبَّهَهُ وأَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه وانْتَبَه، وانْتَبَهَ من نومه: استَيقَظ، والتنبية مثله؛ قال: أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ، مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ، حتى يقالَ سَيِّدٌ، ولستُ بِهْ وكان حكمه أَن يقول أَتَنَبَّه لأَنه قال أُنَبَّه، ومطاوع فعَّلَ إنما هو تَفَعَّلَ، لكن لما كان أُنَبَّه في معنى أُنْبَه جاء بالمطاوع عليه، فافهم، وقوله ثم أُنَزِّ معطوف على قوله أَنْتَبِهْ، احْتَمَلَ الخَبْنَ في قوله زِ حَوْلَهُ، لأَن الأَعرابي البدويّ لا يبالي الزِّحافَ، ولو قال زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ ولم يكن هناك زِحافٌ، إلا أَنه من باب الضرورة، ولا يجوز القطعُ . . . أكمل المادة في أُنَزِّي في باب السَّعَةِ والاختيار لأَن بعده مجزوماً، وهو قوله وأَحْتَبِهْ، ومحال أَن تقطع أَحد الفعلين ثم ترجع في الفعل الثاني إلى العطف، لا يجوز إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عليك برفع أُكْرِمك وجزم أُفضل، فَتَفَهَّم.
وفي حديث الغازي: فإن نومه ونَبَهَه خيرٌ كلُّه؛ النبه: الانتباه من النوم. أَبو زيد: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ، وهو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له.
ونَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيقظه.
وتَنَبَّه على الأَمر: شَعَرَ به.
وهذ الأَمر مَنْبَهَهٌ على هذا أَي مُشْعِرٌ به، ومَنْبَهَةٌ له أَي مشعر بقدره ومُعْلٍ له؛ ومنه قوله: المال مَنْبَهَةٌ للكريم، ويُسْتَغْنى به عن اللئيم.
ونَبَّهْتُهُ على الشيء: وَقَّفْتُهُ عليه فَتَنَبَّه هو عليه.
وما نَبِهَ له نَبَهاً أَي ما فَطِنَ، والاسم النُّبْهُ.
والنَّبَهُ: الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب. يقال: وجدت الضالة نَبَهاً عن غير طلب، وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متى ضَلَّ. الأَصمعي: يقال أَضَلُّوه نَبَهاً لا يدرون متى ضَلَّ حتى انْتَبَهوا له؛ قال ذو الرُّمَّةِ يصف ظَبْياً قد انْحَنى في نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ:كأَنه دُمْلُجٌ، من فِضَّةٍ، نَبَهٌ، في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحَيّ، مَفْصومُ إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام، ونَبَهٌ هنا بدل من دُمْلُجٍ.
وأَضَلَّهُ نَبَهاً: لم يدر متى ضَلَّ. قال ابن بري: وهذا البيت شاهد على النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ، قال: شَبَّه ولد الظَّبْيَةِ حين انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كما كان ولد الظَّبيةِ كذلك، وقال في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيّ لأَن مَلْعَب الحيّ قد عُدِلَ به عن الطريق المسلوك، كما أَن الظبية قد عَدَلَت بولدها عن طريق الصَّيَّادِ، وقوله مَفْصوم ولم يقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الكسر والتَّبَرِّي، وإنما يريد أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلى فخذه واستدار كان كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَي مصدوع من غير انفراج.
وأَنْبَه حاجتَه: نسيها. قال الأَصمعي: وسمعت من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتي نسيتُها، فهي مُنْبَهَةٌ.
ويقال للقوم ذهَب لهمُ الشيء لا يدرون مَتى ذهَب: قد أَنْبَهوه إنْباهاً.
والنَّبَه: الضالة لا يُدْرى متى ضَلَّتْ وأَين هي. يقال: فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً أَي لا علم لي كيف أَضللته؛ قال: وقول ذي الرمة: كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ وضعه في غير موضعه، كان ينبغي له أَن يقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً.
وقال شمر: النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقط الضالُّ.
وشيء نَبَهٌ ونَبِهٌ أَي مشهور.
ورجل نَبِيهٌ: شَريف.
ونَبُهَ الرجلُ، بالضم: شرُفَ واشتهر نَباهَةً فهو نَبِيهٌ ونابِهٌ، وهو خلاف الخامل.
ونَبَّهْتُه أَنا: رفعته من الخمول. يقال: أَشِيعوا بالكُنى فإنها مَنْبَهَةٌ.
وفي الحديث: فإنه مَنْبَهةٌ للكريم أَي مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةُ. يقال: نَبُهَ يَنْبُه إذا صار نَبِيهاً شريفاً.
والنَّباهَةُ: ضد الخُمُولِ، وهو نَبَهٌ.
وقوم نَبَهٌ كالواحد؛ عن ابن الأَعرابي، كأَنه اسم للجمع.
ورجل نَبَهٌ ونَبِيهٌ إذا كان معروفاً شريفاً؛ ومنه قول طَرَفَة يمدح رجلاً: كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى، نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ ونَبَّه باسمه: جعله مذكوراً.
وإنه لمَنْبوه الاسم: معروفُهُ؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَمرٌ نابهٌ: عظيمٌ جليل. أَبو زيد: نَبِهْتُ للأَمر، بالكسر، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً، وهو الأَمر تنساه ثم تتنَبَّهُ له.
ونابِهٌ ونُبَيْهٌ ومُنَبِّه: أَسماء.
ونَبْهانُ: أَبو حَيٍّ من طَيٍّ، وهو نَبْهانُ بن عمرو.

خسف (العباب الزاخر) [0]


خسف المكان يخسف خسوفاً: ذهب في الأرض.
وخسف اله به الأرض خسفاً: أي غيبة فيها، ومنه قوله تعالى: (فَخَسَفْنا به وبدارِه الأرْضَ).
وقرأ حفص ويعقوب وسهل قوله تعالى: (لَخَسَفَ بنا) الباقون: (لَخُسِفَ بنا). وخسوف العين: ذهابها في الرأس. وخسوف القمر: كسوفه، وقال ثعلب: كسفت الشمس وخسف القمر؛ هذا أجود الكلام، وقال أو حاتم في الفرق بين الخسوف والكسوف: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف؛ وإذا ذهب كلها فهو الخسوف. والخسف: النقصان، يقال: رضي فلان بالخسف: أي بالنقصية. وبات فلان الخسف: أي جائعاً، قال:
بِتْنا على الخَسْفِ لا رِسْلٌ نُقَاتُ به      حتّى جَعَلْنا حِبَالَ الرَّحْلِ فصلانا

أي: لا قوت لنا حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا فنتقوت . . . أكمل المادة لبنها. وخسف الركية: مخرج مائها، حكاه أبو زيد. والخاسف: المهزول. وقال أبن الأعرابي: يقال للغلام الخفيف: خاسف وخاشف. وشربنا على الخسف: أي شبنا على غير أكل. قال: والخسف: الحوز الذي يؤكل، وقال أبو عمرو: هو الخسف والخسف -بالفتح والضم- وهي لغة أهل الشحر. قال: والخسف -بضمتين-: النقه من الرجال، الواحد: خاسف. ودع الأمر بخسف: أي دعه كما هو. وخساف: برية بين بالس وحلب، وقال أبن دريد: خساف مفازة بين الحجاز والشام. وخسف: إذا خرج من المرض. وقال أبن عباد: يقال رايته خاسفاً: أي متغير اللون. وقال الليث: الخسف من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة. قال: والخسف: أن يحملك الإنسان ما تكره، قال جثامة:
وتلك التي رامَـهَـا خُـطَّةٌ      من الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المحفِلا

ويقال: سامه الخسف وسامه خسفاً وخسفاً -أيضاً بالضم-: أي أولاه ذلا؛ ويقال: كلف المشقة والذل.
ومنه حديث علي -رضي الله عنه-: من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف. قال القتبي: الخسف: أن تحبس الدابة على غير علف؛ ثم يستعار فيوضع موضع التذليل. وفي حديث عمر: أن العباس بن عبد المطلب -رض الله عنهما- سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر. أي أنبطها وأغرزها؛ من قولهم: خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير؛ فلا ينقطع ماؤها كثرة، فهي خسيف ومخسوفة، قال:
قد نُزِحَتْ إنْ لم تكُنْ خسِيْفا      أوْ يَكُنِ البضحْرُ لها حُلِيْفا

وقال صخر الغي الهذلي:
له مـائحٌ ولـه نــازِعٌ      يَجُشّانِ بالدَّلْوِ ماءً خَسِيْفا

والجمع: أخسفه وخسف: قال أبو نواس يرثي خلفاً الأحمر:
مَنْ لا يُعَدُّ العِلْمُ إلاّ ما عَرضفْ      قَلَيْذَمٌ من العَيَالِيْمِ الخُـسُـفْ

والخسيف من السحاب: ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثيراً؛ كالخسف، والعين: عن يمين القبلة.
وعَيْنٌ خَسِيْفٌ وخاسِفٌ     

بلا هاء: أي غائرة، وأنشد الفراء:
من كُلِّ مُلْقي ذَقَنٍ جَحُوْفِ      يُلحُّ عِنْدَ عَيْنها الخَسِيْفِ

وناقة خسيف: غزيرة سريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت خسفاً. ويقال: وقعوا في أخاسيف من الأرض: وهي اللَّينة. والخيسفان: النخلة التي يقل حملها ويتغير بسرها.
وقال أبو عمرو: الخيسفان: الردي من التمر ويقال: حفر فلان فأخسف: أي وجد بئره خسيفاً، ومنه حديث الحجاج: أأخسفت أم أوشلت وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ن و ط.
وأخسفت العين وانخسفت: أي عميت. وقرأ أبن مسعود -رضي الله عنه- والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن قطيب وأبان بن تغلب وطاوس: (لَوْلا أنْ مَنَّ اللهُ علينا لانْخُسِفَ بنا) على ما لم يسم فاعله؛ كما يقال: انطلق بنا. والتركيب يدل على غموض وغؤور.

الحِرْمُ (القاموس المحيط) [0]


الحِرْمُ، بالكسرِ: الحَرامُ
ج: حُرُمٌ،
وقد حَرُمَ عليه، ككَرُمَ،
حُرْماً، بالضمِّ،
وحَراماً، كسَحابٍ،
وحَرَّمَهُ اللّهُ تَحْريماً،
وحَرُمَتِ الصلاةُ على المَرْأةِ، ككَرُمَ،
حُرْماً، بالضمِّ وبضَمَّتينِ،
وحَرِمَتْ، كفَرِحَ،
حَرَماً وحَراماً، وكذا السّحورُ على الصائم.
والمَحارِمُ: ما حَرَّمَ اللّهُ تعالى،
و~ من الليلِ: مَخَاوِفُه.
والحَرَمُ والمُحَرَّمُ: حَرَمُ مكةَ، وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رَسُولِهِ.
والحَرَمَانِ: مكةُ والمَدينَةُ
ج: أحْرامٌ.
وأحْرَمَ: دخَلَ فيه،
أو في حُرْمَةٍ لا تُهْتَكُ، أو في الشَّهْرِ الحَرامِ،
كحَرَّمَ،
و~ الشيءَ: جَعَلَهُ حَراماً،
و~ الحاجُّ أو المُعْتَمِرُ: دَخَلَ في عَمَلٍ حَرُمَ عليه به ما كان حَلالاً،
و~ فُلاناً: قَمَرَهُ،
كحَرَّمَهُ،
وحَرامُ بنُ عُثْمان: مَدَنِيٌّ واهٍ، وهو اسْمٌ شائِعٌ بالمدينَةِ.
ومحمدُ . . . أكمل المادة بنُ حَفْصٍ، وموسَى بنُ إبراهيمَ الحَرامِيَّانِ: مُحدِّثان.
وكأَميرٍ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ.
والحَريمُ: الشَّريكُ،
وة باليَمامةِ، ومَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، تُنْسَبُ إلى طاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، منها: ابنُ اللَّتِّيِّ الحرِيمِيُّ، وثَوْبُ المُحْرِمِ، وما كان المُحْرِمونَ يُلْقونه من الثياب، فلا يَلْبَسُونَهُ،
و~ من الدارِ: ما أُضِيْفَ إليها من حُقوقِها ومَرافِقِها، ومَلْقَى نَبيثَةِ البِئْرِ،
و~ منكَ: ما تَحْمِيهِ وتُقاتِلُ عنه،
كالحَرَمِ
ج: أحْرامٌ وحُرُمٌ، بضَمَّتَيْنِ.
وحَرَمَهُ الشيءَ، كضَرَبَهُ وعَلِمَه،
حَريماً وحِرْماناً، بالكسرِ،
وحِرْماً وحِرْمَةً، بكسرِهِما،
وحَرِماً وحَرِمَةً وحَرِيمَةً، بكسر رائِهِنَّ: مَنَعَه.
وأحْرَمَهُ: لُغَيَّةٌ.
والمَحْرُومُ: المَمنوعُ عن الخَيْرِ، ومن لا يَنْمي له مالٌ، والمحارَفُ الذي لا يَكادُ يَكْتَسِبُ،
ود.
وحَريمَةُ الربِّ: التي مَنَعَها مَن شاءَ،
وحَرِمَ، كفَرِحَ: قُمِرَ ولَم يَقْمُرْ هو، ولَجَّ، ومَحَكَ،
و~ ذاتُ الظِّلْفِ،
و~ الذِّئْبَةُ،
و~ الكَلْبَةُ حِراماً، بالكسر: أرادَتِ الفَحْلَ،
كاسْتَحْرَمَتْ،
فهي حَرْمَى، كسَكْرَى
ج: كجِبالٍ وسَكارَى.
والاسْمُ: الحِرْمَةُ، بالكسر وبالتحريكِ.
وقد اسْتُعْمِلَ في الحَديثِ لذُكور الأَناسِيِّ.
والمُحَرَّمُ، كمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ: الذَّلولُ الوَسَطُ الصَّعْبُ التَصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِه، والذي يَلينُ في اليَدِ من الأَنْفِ، والجَديدُ من السِّياطِ، والجِلْدُ لم يُدْبَغْ، وشَهْرُ اللهِ الأَصَبُّ
ج: مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ.
والأَشْهُرُ الحُرُمُ: ذو القَعْدَةِ، وذو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ.
والحُرْمُ، بالضمِّ: الإِحْرَامِ.
والحُرْمَةُ بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ وكهُمَزَةٍ: ما لا يَحِلُّ انْتِهاكُه، والذِّمَّةُ، والمَهابَةُ، والنَّصيبُ،
{ومَن يُعَظِّمْ حُرُمات اللهِ}، أي: ما وجَبَ القِيامُ به، وحَرُمَ التَّفريطُ فيه.
وحُرَمُكَ، بضمِّ الحاءِ: نِساؤُكَ وما تَحْمِي،
وهي المَحارِمُ،
الواحدَةُ: مَحْرُمَةٌ، كمَكْرُمَةٍ، ويُفْتَحُ راؤُه.
ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزَوُّجُها.
وتَحَرَّمَ منه بِحُرْمَةٍ: تَمَنَّعَ، وتَحَمَّى بذِمَّةٍ.
وكمُحْسِنٍ: المُسالِمُ، ومَن في حَريمِكَ
و{حِرْمٌ على قَرْيَةٍ أهْلَكْناها}، بالكسر، أي: واجِبٌ.
وكأَميرٍ: ابنُ جُعْفِيِّ بنِ سَعْدِ العَشيرَةِ، ومالِكُ بنُ حَريمٍ الهَمْدَانيُّ جَدُّ مَسْروقٍ.
وكزُبَيْرٍ أو كأَميرٍ: بَطْنٌ من حَضْرَمَوْتَ.
منهم: عبدُ اللهِ بنُ نُجَيٍّ الحُرَيْمِيُّ التابِعِيُّ، وجَدٌّ لجُعْشُمِ بنِ خُلَيْبَةَ.
وكسَحابٍ: ابنُ عَوْفٍ، وابنُ مِلْحانَ، وابنُ مُعاوِيَة، أَو هو بالزاي، وابنُ أبي كَعْبٍ: صَحابِيُّون.
وكأَحْمَدَ: أحْرَمُ بنُ هَبْرَةَ الهَمدانِيُّ: جاهِليٌّ.
وكزُبيرٍ: في نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ،
ووَلَدَ الصَّدِفُ حُرَيْماً، ويُدْعى بالأُحْرُومِ، وجُذاماً ويُدْعى بالأُجْذومِ.
وكعَرَبِيٍّ: حَرَمِيُّ بنُ حَفْصٍ القَسْمَلِيُّ، وابنُ عُمارَةَ العَتَكِيُّ: ثِقَتانِ، ومَحْمودُ بنُ تُكَشَ الحارِمِيُّ صاحبُ حَماةَ.
وأبو الحُرُمِ، بضمَّتَيْنِ: ابنُ مَذْكورٍ الأَكَّافُ، وبفَتْحَتَيْنِ: جَماعَةٌ.
وكمُسْلِمٍ ومُعَظَّمٍ ومَحْرومٌ: أسْماءٌ.
والحَيْرَمُ: البَقَرُ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ.
وحَرْمَى والله: أما والله.
والحَرومُ، كصَبورٍ: الناقَةُ المُعْتاطَةُ الرَّحِمِ.
وهو بحارِمِ عَقْلٍ، أي: له عَقْلٌ.
والحَرامِيَّةُ: ماءٌ لبَنِي زِنْباعٍ، وماءَةٌ لبَنِي عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
والحِرْمانِ: واديان يَصُبَّانِ في بَطْنِ اللَّيْثِ.
وحِرْمَةُ: ع بجَنْبِ حِمَى ضَرِيَّةَ، وبفَتْحَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الميمِ: إكامٌ صِغارٌ لا تُنْبِتُ شيئاً.
وحِرْمانُ، بالكسرِ: حِصْنٌ باليَمَنِ قثرْبَ الدَّمْلُوَةِ.
وكمَقْعَدَةٍ: مَحْضَرٌ من مَحاضِرِ سَلْمَى جَبَلِ طَيِّئٍ.
والحَوْرَمُ: المالُ الكثيرُ من الصامِتِ والناطِقِ.
وإنَّهُ لمُحْرِمٌ عنك، كمُحْسِنٍ، أي: يَحْرُمُ أذاهُ عليك.
وحَرامُ اللهِ لا أفْعَلُ: كقَوْلِهم: يَمينُ الله لا أفْعَلُ.

خيط (العباب الزاخر) [0]


الخَيْطُ: السلْكُ، وجمعهُ خَيوطةُ -مثال فحلٍ وفحولٍ وفحوُلةٍ-، قال الشّنفرى:
وأطْوي على الخَمْصٍ الحوايا كما انطَوتْ      خيوطْةُ مـارىّ تـغـارُ وتُـفْـتــلُ

والمخيط والخياط: الأبرةُ، قال الله تعالى: (حتىَ يلج الجملُ في سَم الخياطِ) والخياطُ -أيضاً- الخيطُ، يقال: أعْطني خياطاً ونصَاحاً، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أدوا الخياطَ والمخيطَ. والخيطُ الأسَودُ: الفجر المسْتطيلُ: ويقال: سوادُ اللْيل.
والخيطُ الأبيض: الفجرُ المعترضُ، قال أبو دوادٍ جاريةُ بن الحجاجِ الإياديّ:
غَدونا “به" كسوارِ الـهـوكِ      مُضْطمراً حالباهُ اضطمارا


وخيط الرقبة: نخاعها.
ويقال: جاحشي فلان عن خيط رقته: أي دافع عن دَمه. وخيط باطلِ: الذي يقال له لعابُ الشمسْ ومخاط الشيطان، وكان مرْوان بن الحكم يلقب بذلك لأنه . . . أكمل المادة كان طويلاً قال عبد الرحمن بن الحكم:
لحى الله قوماً ملكوا خيط بـاطـلٍ      على الناسِ يعطي منَ يشاءُ ويمنعُ

وقال ابن عبادٍ: خيط باطل: الهواء، يقال: أرق من خيط باطلٍ، وأنشد ابن فارسٍ:
غَدرتم بعمرو يا بني خيط باطلٍ      ومثلكم بني البيوت على عمروٍ

وقال ابن دريدٍ: الخيط والخيط -بالفتح والكسر-: القطيعُ من النعام.
وزاد غيره: الخيطى- مثال حيرى-، والجمع: خيطان وكان الأصمعي يختار الكسر، قال لبيدّ -رضي اللهّ عنه- يذكرُ الدمنَ:
وخيطاً من خواضبَ مؤلفات      كان رئالهـا أرقُ الإفـالِ


ويروى: "ورقُ". وأنشد ابن دريدٍ
لم أخشى خيطاناً من النعامِ     

ونعامة خيطاء: بينة الخيط، وهو طول عنقها.
وقد خطت الثوب خياطة فهو مخيوط ومخيط، وأنشد ابن دريدٍ:
هل في دجوب الحرة المخيطِ      وذيلة تشفي مـن الأطـيط

الوذيلةُ: القطعة من السنام شبهها بسبيكة الفضةِ، والأطيط: الجوعُ. فمن قال: مخيوط أخرجه على التمام، ومن قال: مخيط بناه على النقصِ لنقصانِ الياء في خطت، والياء في مخيط هي واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها: وإنما حرك ما قبلها لسكونها وسكون الواو بعد سقوط الياء، وإنما كسر ليعلم أن الساقط ياء.
وناس يقولون إن الياء في مخيط هي الأصلية، والذي حذف واو مفعول ليعرف الواوي من اليائي. والقول هو الأول، لأن الواو مزيدة للبناء فلا ينبغي لها أن تحذف، والأصْلي أحق بالحذف لاجتماع السامنين أو علة توجب أن يحذف حرف، وكذلك القول في كل مفعولٍ من ذوات الثلاثةِ إذا كانت من بنات الياء؛ فإنه يجيء بالنقصان والتمام. فأما من بنات الواو فلم يجيء على التمام إلاّ حرفان: مسْك مدووْف وثوب مصوونّ، فإن هذين جاءا نادرين، وفي النحويين من يقس على ذلك فيقول: قول مقوولّ وفرس مقوود قياساً مطرداً. والخيط: جبلّ. وقال أبو عبيدِ: رجل خاط، من الخياطة.
وخاط فلان إلى فلانٍ: إذا مر عليه مراً سريعا، ويقال: خط إليه خيطه: أي مر إليه مرة، قال رؤبة:
رعتَ اتقاءَ العبرِ بالضراطِ     


وخاطت الحية: إذا انسابتْ على الأرضِ. ومخيط الحية: مزحفها، قال:
وبينهما ملقى زمـام كـأنـه      مخيط شجاعٍ لآخرَ اللْيلِ ثائرِ

والخيطة في كلام هذيلٍ: الوتدُ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي يصف مشتار العسلِ:
تدلى عليها بـين سـبّ وخـيطةٍ      بجرداءَ مثلِ الوكفِ يكبو غرابهاُ

وقال أبو عمرو: الخيطةُ: حبل لطيف يتخذ من السلب. وقال ابن حبيب الخيطة: دراعة يلبسها. وخيط فيه الشيب تخييطاً: إذا، قال بدر بن عامرٍ الهذلي:
أقسْمتُ لاأنْس منيحة واحـد      حتى تخيط بالبياض قروني

وقال ابن حبيب: إذا اتصل الشيب في الرأس فقد خيط رأسه الشيبُ.
ويروى:تخيط: أي تتخيط.
ويروى: توخط.
وأراد بقوله: " واحد" أبا العيال الهذلي. والتركيب يدل على امتدادِ الشيءِ في دقةٍ ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصباً.

جفا (لسان العرب) [0]


جَفَا الشيءُ يَجْفُو جَفَاءً وتَجافَى: لَمْ يلزم مكانَه، كالسَّرْجِ يَجْفُو عن الظَّهْر وكالجَنْب يَجْفُو عن الفِراشِ؛ قال الشاعر:إِنَّ جَنْبي عن الفِراش لَنابِ، كتَجافِي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرابِ والحُجَّةُ في أَن الجَفاءَ يكون لازماً مثل تَجافَى قولُ العجاج يصف ثوراً وحشيّاً: وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْه فَجَفَا يقول: رفع هُدْب الأَرْطى بقَرْنه حتى تجافى عنه.
وأَجْفَيْتُه أَنا: أَنزلته عن مكانه؛ قال: تَمُدُّ بالأَعْناق أَو نتَلْوِيها وتَشْتَكي لَوْ أَنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايانا فَلم نُجْفِيها أَي فلَمَّا نرفع الحَوِيَّة عن ظهرها.
وجَفَا جنْبُه عن الفراش وتَجافَى: نَبَا عنه ولم يطمئنّ عليه.
وجافَيْت جَنْبي عن الفراش فتَجافى، وأَجْفَيْت القَتَب عن ظهر البعير فَجَفا، وجَفَا السرجُ عن ظهر الفرس . . . أكمل المادة وأَجْفَيْته أَنا إِذا رفعته عنه، وجافاه عنه فتَجافى.
وتَجافَى جَنْبُه عن الفراش أَي نَبَا، واسْتجفاه أَي عدّه جافياً.
وفي التنزيل: تَتَجافى جُنُوبُهم عن المضاجع؛ قيل في تفسير هذه الآية: إِنهم كانوا يصلون في الليل، وقيل: كانوا لا ينامون عن صلاة العَتَمة، وقيل: كانوا يصلون بين الصلاتين صلاةِ المغربِ والعشاءِ الأَخيرةِ تَطَوُّعاً. قال الزجاج: وقوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أََعْيُنٍ، دليل على أَنها الصلاة في جوف الليل لأَنه عملٌ يَسْتَسِرُّ الإِنسان به.
وفي الحديث: أَنه كان يُجافي عَضُدَيْه عن جَنْبَيْهِ في السجود أَي يباعدهما.
وفي الحديث: إِذا سَجَدْتَ فَتَجافَ، وهو من الجَفاءِ البُعْدِ عن الشيء، جفاه إِذا بعد عنه، وأَجْفاه إِذا أَبعده؛ ومنه الحديث: اقْرَؤُوا القرآن ولا تَجْفُوا عنه أَي تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته. قال ابن سيده: وجَفا الشيءُ عليه ثَقُل، لما كان في معناه، وكان ثَقُل يتعدى بعلى، عدَّوْه بعلى أَيضاً، ومثل هذا كثير، والجَفا يقصر ويمدّ خلاف البِرّ نقيض الصلة، وهو من ذلك. قال الأَزهري: الجفاء ممدود عند النحويين، وما علمت أَحداً أَجاز فيه القصر، وقد جَفَاه جَفْواً وجَفَاءً.
وفي الحديث: غير الْغَالي فيه والْجافي؛ الجفاءُ: ترك الصلة والبرّ؛ فأَما قوله: ما أَنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ فإِن الفراء قال: بناه على جُفِيَ، فلما انقلبت الواو ياء فيما لم يسمَّ فاعله بني المفعول عليه؛ وأَنشد سيبويه للشاعر: وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني أَنا الليثُ مَعْدِيّاً عليه وعادِيَا وفي الحديث عن أَبي هريرة قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: الحياءُ من الإِيمان والإِيمانُ في الجنة والبَذَاءُ من الجَفَاء والجَفاءُ في النار؛ البَذاء، بالذال المعجمة: الفُحْش من القول.
وفي الحديث الآخر: مَنْ بَدَا جَفَا، بالدال المهملة، خرج إِلى البادية، أَي من سكن البادية غلُظ طبعه لقلة مخالطة الناس، والجَفاءُ غِلَظ الطبع. الليث: الجَفْوة أَلْزَم في تَرْكِ الصِّلَة من الجَفاءِ لأَن الجَفاء يكون في فَعَلاته إِذا لم يكن له مَلَقٌ ولا لَبَقٌ. قال الأَزهري: يقال جَفَوْته جَفْوَة مرّةً واحدة، وجفاءً كثيراً، مصدر عام، والجَفاء يكون في الخِلْقة والخُلُق؛ يقال: رجل جافِي الخِلْقة وجافِي الخُلُق إِذا كان كَزّاً غليظَ العِشْرة والخُرْقِ في المعاملة والتحامُلِ عند الغضب والسَّوْرةِ على الجليس.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: ليس بالجافي المُهِين أَي ليس بالغليظ الخِلْقة ولا الطبع أَو ليس بالذي يجفو أَصحابه، والمهين يروى بضم الميم وفتحها، فالضم على الفاعل من أَهان أَي لا يهين من صحبه، والفتح على المفعول من المَهانة والحَقارة، وهو مَهِين أَي حقير.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تَزْهَدَنَّ في جَفاءِ الحِقْوِ أَي لا تَزْهَدْ في غلظ الإِزار، وهو حثٌّ على ترك التنعم.
وفي حديث حُنَيْنٍ: خرج جُفَاءٌ من الناسِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا: ومعناه سَرَعانُ الناس وأَوائِلُهم، تشبيهاً بجُفاء السيل وهو ما يقذفه من الزَّبَدِ والوسخ ونحوهما.
وجَفَيْت البَقْلَ واجْتَفَيْته: اقتلعته من أُصوله كجَفأَه واجْتَفأَه. ابن السكيت: يقال جَفَوْته، فهو مَجْفُوّ، قال: ولا يقال جَفَيْت، وقد جاء في الشعر مَجْفِيّ؛ وأَنشد: ما أَنا بالجافِي ولا المَجْفِيِّ وفلان ظاهرُ الجِفْوة، بالكسر، أَي ظاهر الجَفاء. أَبو عمرو: الجُفاية السفينة الفارغة، فإِذا كانت مشحونة فهي غامِدٌ وآمِدٌ وغامِدة وآمِدة.
وجَفا مالَه: لم يُلازمه.
ورجل فيه جَفْوة وجِفْوة وإِنه لَبَيِّن الجِفْوة، بالكسر، فإِذا كان هو المَجْفُوّ قيل به جَفْوة.
وقولُ المِعْزَى حين قيل لها ما تصنعين في الليلة المَطِيرة فقالت: الشَّعْر دُقاقٌ والجِلْدُ رُقاق والذَّنَبُ جُفاءٌ ولا صَبْر بي عن البَيْت؛ قال ابن سيده: لم يفسر اللحياني جُفاء، قال: وعندي أَنه من النُّبُوِّ والتباعد وقلة اللُّزُوق.
وأَجْفَى الماشيةَ، فهي مُجْفاة: أَتعبها ولم يَدَعْها تأْكل، ولا عَلَفها قبلَ ذلك، وذلك إِذا ساقها سوقاً شديداً.

سدس (لسان العرب) [0]


سِتَّةٌ وسِتٌّ: أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ، قلبوا السين الأَخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة فصار التقدير سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ كما ترَى، فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام، والثاني للإِدغام.
وسِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سيبويه.
وُلِدَ له سِتُّون (* قوله «ولد له ستون إلخ» كذا بالأصل.) عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد.
والسُّدْسُ والسُّدُسُ: جزءٌ من ستة، والجمع أَسْداسٌ.
وسَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم.
وسَدَسَهُم يَسدِسُهم، بالكسر: صار لهم سادساً.
وأَسْدَسُوا: صاروا ستة.
وبعضهم يقول . . . أكمل المادة للسُّدُسِ: سَدِيس، كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ.
والمُسَدَّسُ من العَروض: الذي يُبْنى على ستة أَجزاء.
والسِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، وقيل: هو بعد ستة أَيام وخمس ليال، والجمع أَسداس. الجوهري: والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ.
وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً.
وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة.
والسَّدِيس: السِّنُّ التي بعد الرَّباعِيَة.
والسَّدِيسُ: والسَدَسُ من الإِبل والغنم: المُلْقِي سَدِيسَه، وكذلك الأُنثى، وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف، قال سيبويه: كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه. قال غيره: وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ؛ قال منصور ابن مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ: فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ وقد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ، وذلك في السنة الثامنة.
وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم سَدِيساً ثم بازلاً؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان. السديس من الإِبل: ما دخل في السنة الثامنة وذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة.
والسَّدَسُ، بالتحريك: السن قبل البازل، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ.
ويقال: لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لغة في سجِيس.
وإِزارٌ سَدِيس وسُداسِيُّ.والسدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، وفي الصحاح: سُدُوسٌ، بغير تعريف، وقيل: هو الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِي: والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرُ، من دونهِ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس الجوهري: وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّيْلَسانُ. شمر: يقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ وسُدُوسٌ.
وسُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّي: الذي حكان الجوهري عن الأَصمعي هو المشهور من قوله؛ وقال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة، وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل، وبالضم، اسم الطيلسان، وذكر أَن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أَحدها سدوس الذي في تميم وربيعة وغيرهما، والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير.
وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب: وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، وفي ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ في العرب، فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ، بالفتح، الطيلسان الأَخضر.
والسُّدُوسُ، بالضم، النِّيلَجُ.
وقال ابن الكلبي: سَدُوس الذي في شيبان، بالفتح، وشاهده قول الأَخطل: وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها، فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ وأَما سُدُوسُ، بالضم، فهو في طيء لا غير.
والسُّدُوس: النِّيلَنْجُ، ويقال: النِّيلَج وهو النِّيل؛ قال امرؤ القيس: مَنابته مثلُ السُّدوسِ، ولونُه كَلَوْنِ السَّيالِ، وهو عذبٌ يَفِيض (* قوله «كلون السيال» أَنشده في ف ي ص: كشوك السيال.) قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين، وروي عن أَبي عمرو بفتح السين، وروى بيت امرئ القيس: إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ بفتح السين، أَراد خالد بن سدوس النبهاني. ابن سيده: وسَدُوسُ وسُدُوس قبيلتان، سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان، بالفتح، وسُدُوس، بالضم، في طيء؛ قال سيبويه: يكون للقبيلة والحي، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بني سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ وأَنشد ثعلب: بني سَدوسٍ زَتَّتوا بَناتِكُمْ، إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ والرواية: بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم، وهو أَوفق لقوله فتاة الحي. الجوهري: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبيلة؛ وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي: وداوَيْتُها حتى شَنَتْ حَبَشِيَّةً، كأَنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا السُّدُوس: هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اهـ.
وقد ذكرنا في ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشياء.

جثث (لسان العرب) [0]


الجَثُّ: القَطْعُ؛ وقيل: قَطْعُ الشيء من أَصله؛ وقيل: انتزاعُ الشجر من أُصوله؛ والاجْتثاث أَوْحى منه؛ يقال: جَثَثْتُه، واجْتَثَثْتُه، فانجَثَّ. ابن سيده: جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً، واجْتَثَّه فانجَثَّ، واجْتَثَّ.
وشجرة مُجْتَثَّة: ليس لها أَصل في الأَرض.
وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة: اجْتُثَّتْ من فَوقِ الأَرض ما لها من قَرار؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة، قال الزجاج: أَي اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض.
ومعنى اجْتُثَّ الشيءُ في اللغة: أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها.
وجَثَّه: قَلَعه.
واجْتَثَّه: اقْتَلَعه.
وفي حديث أَبي هريرة: قال رجل للنبي، صلى الله عليه وسلم: فما نُرى هذه الكَمْأَة إِلاّ الشجَرة التي اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض؟ فقال: بل هي من المَنّ. اجْتُثَّتْ: قُطِعَتْ.
والمُجْتَثُّ: ضَرْبٌ من العروض، على . . . أكمل المادة التشبيه بذلك، كأَنه اجْتُثَّ من الخفيف أَي قُطع؛ وقال أَبو إِسحق: سمي مُجْتَثّاً، لأَنك اجْتَثَثْتَ أَصلَ الجُزء الثالث وهو «مف» فوقع ابتداء البيت من «عولات مُسْ». الأَصمعي: صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما يُقْلَعُ منها شيء من أُمه، فهو الجَثيثُ، والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل. أَبو عمرو: الجَثِيثةُ النخلة التي كانت نَواةً، فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتها، وقد جُثَّتْ جَثّاً. أَبو الخطاب: الجَثِيثةُ ما تَساقط من أُصول النخل. الجوهري: والجَثِيثُ من النخل الفَسيل، والجَثيثة الفسيلة؛ ولا تَزالُ جَثيثة حتى تُطْعِم، ثم هي نخلة. ابن سيده: والجَثيثُ أَولُ ما يُقْلَعُ من الفَسيل من أُمه، واحدتُه جَثيثة؛ قال: أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها، أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها البَعْلُ من النخل: ما اكْتَفَى بماء السماء.
والجَعْلُ: ما نالته اليَدُ من النخل.
وقال أَبو حنيفة: الجَثيثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل، ولم يُغْرَسْ من النَّوى. الجوهري: المِجَثَّة والمِجْثاثُ حديدة يُقْلَع بها الفسيل. ابن سيده: المِجَثُّ والمِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِيثُ.
والجَثِيثُ: ما يَسْقُط من العنب في أُصول الكرم.
والجُثَّةُ: شخص الإِنسان، قاعداً أَو نائماً؛ وقيل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً؛ وقيل: لا يقال له جُثَّة، إِلاّ أَن يكون قاعداً أَو نائماً، فأَما القائم فلا يقال جُثَّتُه، إِنما يقال قِمَّتُه؛ وقيل: لا يقال جُثَّةٌ إِلاّ أَن يكون على سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حكاه ابن دريد عن أَبي الخطاب الأَخْفَشِ؛ قال: وهذا شيء لم يسمع من غيره، وجمعها جُثَثٌ وأَجْثاثٌ، الأَخيرة على طرح الزائد، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث قال: وقد يجوز أَن يكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جمعُ جُثَّة، فيكون على هذا جمعَ جمعٍ.
وفي حديث أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه أَي جَسَدِه.
والجُثُّ: ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص؛ وقيل: هو ما ارتفع من الأَرض حتى يكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغيرة؛ قال: وأَوْفَى على جُثٍّ، ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ على الأُفْقِ، لم يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ والجَثُّ: خِرْشاءُ العسل، وهو ما كان عليها من فراخها أَو أَجْنِحَتِها.ابن الأَعرابي: جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه، وهو ما مات من النحل في العسل.
وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل: فما بَرِحَ الأَسْبابُ، حتى وَضَعْنَهُ لدى الثَّوْلِ، يَنْفِي جَثَّها، ويَؤُومُها يصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، وهي الحبالُ، ودَلَّوْه من أَعلى الجبل إِلى موضع خَلايا النحل.
وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ عليها بالأُيام، والأُيامُ: الدُّخانُ.
والثَّوْلُ: جماعة النحل. الجوهري: الجَثُّ، بالفتح، الشَّمَعُ (* قوله «الجث، بالفتح، الشمع إلخ» بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس انه بالضم.
وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً، غير أَن في القاموس غلاف الثمرة المثلثة، والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية.)؛ ويقال: هو كلُّ قَذى خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها.
والجُثُّ: غِلافُ التَّمْرة.
وجَثُّ الجرادِ: مَيِّتُه؛ عن ابن الأَعرابي. الكسائي: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، وجُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ.
وفي حديث بدءِ الوَحْي: فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا المَلَك الذي جاءَني بحِراءٍ، فجُثِثْتُ منه أَي فَزعْتُ منه وخِفْتُ؛ وقيل: معناه قُلِعْتُ من مكاني؛ من قوله تعالى: اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض؛ وقال الحَرْبيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثاء، وقد تقدَّم.
وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ: كثُرَ.
وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ.
والجَثْجاثُ: نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إِذا أَحَسَّ بالصيف وَلَّى وجَفَّ؛ قال أَبو حنيفة: الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر، وهو أَخضر، ينبت بالقَيْظ، له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الريح تأْكله الإِبل إِذا لم تجد غيره؛ قال الشاعر: فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى، يُمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُها، بأَطْيَبَ من فيها، إِذا جِئْتَ طارِقاً، وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها واحدتُه جَثْجاثَةٌ.
وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ، الجَثْجاثُ: شَجر أَصفرٌ مُرٌّ طَيِّبُ الريح، تَسْتَطِيبُه العربُ وتكثر ذكره في أَشعارها.
وجَثْجَتَ البعيرُ: أَكل الجَثْجاثَ.
وبعيرُ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم.
وشَعَرٌ جُثاجثٌ، بالضم، ونبت جُثاجث أَي مُلْتَفٌّ.

جدل (لسان العرب) [0]


الجَدْل: شِدَّة الفَتْل.
وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً إِذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً؛ ومنه قيل لزمام الناقة الجَدِيل. ابن سيده: جدل الشيءَ يَجْدُله ويَجْدِله جَدْلاً أَحكم فَتْله؛ ومنه جارية مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل.
والجَدِيل: الزمام المجدول من أَدم؛ ومنه قول امرئ القيس: وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ، وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل قال: وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً؛ قال عبد الله بن عجلان النهدي: جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنَّها سَقِيّة بَرْدَيٍّ نَمَتْها غُيُولها كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ، على مَتْنِها، حيث اسْتَقَرَّ جَديلُها وأَنشد ابن بري لآخر: أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لها إِتْبُ، وجَدَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ والجَدِيل: حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في . . . أكمل المادة عُنق البعير أَو الناقة، والجمع جُدُلٌ، وهو من ذلك. التهذيب: وإِنه لَحَسن الأَدَم وحَسَن الجَدْل إِذا كان حسن أَسْرِ الخَلْق.
وجُدُول الإِنسان: قَصَبُ اليدين والرجلين.
والجَدْل والجِدْل: كل عَظْم مُوَفَّر كما هو لا يكسَر ولا يُخْلَط به غيرُه.
والجِدْل: العضو، وكل عضو جِدْل، والجمع أَجْدال وجُدُول، وقيل: كل عظم لم يكسر جَدْل وجِدْل.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: العَقِيقة تُقْطَع جُدُولاً لا يُكْسَر لها عَظْم؛ الجدُول: جمع جَدْل وجِدْل، بالفتح والكسر، وهو العضو.
ورجل مَجْدول، وفي التهذيب: مَجْدول الخَلْق لَطيف القَصَب مُحْكَم الفَتْل.
والمجدول: القَضِيف لا من هُزَال.
وغلام جادل: مُشْتَدّ.
وساقٌ مَجْدولة وجدْلاء: حَسنَة الطَّيِّ، وساعد أَجْدَل كذلك؛ قال الجعدي: فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَيْـ نِ، أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب وجَدَل وَلَدُ الناقة والظبية يَجْدُل جُدُولاً: قَوِي وتَبِع أُمه.
والجَادِل من الإِبل: فَوْقَ الرَّاشِح، وكذلك من أَولاد الشَّاءٍ، وهو الذي قد قَوِي ومَشى مع أُمه، وجَدَل الغلام يَجْدُل جُدُولاً واجْتَدل كذلك.
والأَجدَل: الصَّقْر، صفة غالبة، وأَصله من الجَدْل الذي هو الشِّدَّة، وهي الأَجادِل، كَسَّروه تكسير الأَسماءِ لغلبة الصفة، ولذلك جعله سيبوبه مما يكون صفة في بعض الكلام واسماً في بعض اللغات، وقد يقال للأَجدل أَجْدَليٌّ، ونظيره عَجَمِيٌّ وأَعْجَمِيٌّ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: كأَنَّ بَني الدعماءِ، إِذ لَحِقُوا بِنا، فِراخُ القَطَا لاقَيْنَ أَجْدَلَ بازِيَا الليث: إِذا جَعَلْت الأَجْدل نعتاً قلت صَقْر أَجْدَل وصُقُور جُدْل، وإِذا تركته اسماً للصَّقْر قلت هذا الأَجْدَل وهي الأَجادل، لأَن الأَسماء التي على أَفْعَل تجمع على فُعْل إِذا نُعِت بها، فإِذا جعلتها أَسماء مَحْضة جمعت على أَفَاعل؛ وأَنشد أَبو عبيد: يَخُوتُونَ أُخْرى القَوْم خَوْتَ الأَجَادل أَبو عبيد: الأَجادل الصُّقُور، فإِذا ارتفع عنه فهو جادل.
وفي حديث مطرف: يَهْوِي هُوِيَّ الأَجادل؛ هي الصقور، واحدها أَجدل والهمزة فيه زائدة.
والأَجدل: اسم فرس أَبي ذَرٍّ الغِفاري، رحمه الله ، على التشبيه بما تقدم.
وجَدَالة الخَلْق: عَصْبُه وطَيُّه؛ ورَجل مَجْدول وامرأَة مجدولة.
والجَدَالة: الأَرض لشِدَّتها، وقيل: هي أَرض ذات رمل دقيق؛ قال الراجز: قد أَرْكَب الآلَةَ بعد الآله، وأَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله والجَدْل: الصَّرْع.
وجَدَله جَدْلاً وجَدَّله فانْجدل وتَجَدَّل: صَرَعه على الجَدَالة وهو مجدول، وقد جَدَلْتُه جَدْلاً، وأَكثر ما يقال جَدَّلْته تَجْديلاً، وقيل للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُضْرَع على الجَدَالة. الأَزهري: الكلام المعتمد: طَعَنَه فَجَدَّله.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أَنا خاتم النبيين في أُم الكتاب وإِن آدم لَمُنْجَدِل في طينته؛ شمر: المنجدل الساقط، والمُجَدَّل المُلْقى بالجَدَالة، وهي الأَرض؛ ومنه حديث ابن صياد: وهو مُنْجَدِل في الشمس، وحديث علي حين وقف على طلحة وهو قتيل فقال: أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَن أَراك مُجَدَّلاً تحت نُجوم السماء أَي مُلْقىً على الأَرض قَتيلاً.
وفي حديث معاوية أَنه قال لصعصعة: ما مرَّ عليك جَدَّلتْه أَي رميته وصرعته؛ وقال الهذلي:مُجَدَّل يَتَكَسَّى جِلْدُه دَمَه، كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ يقال: طعنه فجدَله أَي رماه بالأَرض فانجدل سَقَط. يقال: جَدَلتْه، بالتخفيف، وجَدَّلته، بالتشديد، وهو أَعم.
وعَنَاق جَدْلاء: في أُذُنها قِصَر.
والجَدَالة: البَلْحة إِذا اخْضَرَّت واستدارت، والجمع جَدَالٌ؛ قال بعض أَهل البادية ونسبه ابن بري للمخبل السعدي: وسارت إِلى يَبْرِينَ خَمْساً، فأَصْبَحَتْ يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها قال أَبو الحسن: قال لي أَبو الوفاء الأَعرابي جَدَالها ههنا أَولادُها، وإِنما هو للبلح فاستعاره. قال ابن الأَعرابي: الجَدَالة فوق البَلَحة، وذلك إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَي اشتدَّت، واشتُقَّ جُدول، ولد الظبية، من ذلك؛ قال: ولا أَدري كيف قال إِذا جَدَلَت نواتها لأَن الجَدَالة لا نواة لها، وقال مرَّة: سمِّيت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تشتد نواتها وتستتم قبل أَن تُزْهِي، شبهت بالجَدَالة وهي الأَرض. الأَصمعي: إِذا اخضرَّ حَبُّ طَلْع النخيل واستدار قبل أَن يشتد فإِن أَهل نجد يسمونه الجَدَال.
وجَدَل الحَبُّ في السنبل يَجْدُل: وقع فيه؛ عن أَبي حنيفة، وقيل قَوِي.
والمِجْدَل: القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه، وجمعه مَجَادل؛ ومنه قول الكميت: كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأَنَّها مَجَادِلُ، شدَّ الراصفون اجْتِدَالَها والاجتدال: البنيان، وأَصل الجَدْل الفَتْل؛ وقال ابن بري: ومثله لأَبي كبير: في رأُس مُشْرِفة القَذال، كأَنما أَطْرُ السحابِ بها بَياضُ المِجْدَل وقال الأَعشى: في مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنيانُه، يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائر (* في الصحاح: شيّد) ودِرْع جَدْلاءُ ومَجْدولة: مُحْكَمة النسج. قال أَبو عبيد: الجَدْلاء والمجدولة من الدروع نحوُ المَوْضونة وهي المنسوجة، وفي الصحاح: وهي المحكمة؛ وقال الحطيئة: فيه الجِيَادُ، وفيه كل سابغة جَدْلاءُ مُحْكمة من نَسْج سَلاَّم الليث: جمع الجَدْلاء جُدْل.
وقد جُدِلَت الدروعُ جُدْلاً إِذا أُحكمت. شمر: سمِّيت الدُّروع جَدْلاً ومجدولة لإِحكام حَلَقِها كما يقال حَبْل مجدول مفتول؛ وقول أَبي ذؤَيب: فهن كعِقْبان الشَّرِيج جَوَانِحٌ، وهم فوقها مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل أَراد حَلَق الدرع المجدولة فوضع المصدر موضع الصفة الموضوعة موضع المَوصوف.
والجَدْل: أَن يُضْرب عُرْضُ الحَديد حتى يُدَمْلَج، وهو أَن تضرب حروفه حتى تستدير.
وأُذُن جَدْلاء: طويلة ليست بمنكسرة، وقيل: هي كالصَّمْعاءِ إِلاَّ أَنها أَطول، وقيل: هي الوَسَط من الآذان.
والجِدْل والجَدْل: ذَكَر الرجل، وقد جَدَل جُدولاً فهو جَدِل وجَدْل عَرْدٌ؛ قال ابن سيده: وأُرى جَدِلاً على النسب.
ورأَيت جَدِيلَةَ رَأْيه أَي عزيمتَه.
والجَدَل: اللَّدَدُ في الخُصومة والقدرةُ عليها، وقد جادله مجادلة وجِدالاً.
ورجل جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال: شديد الجَدَل.
ويقال: جادَلْت الرجل فجَدَلته جَدْلاً أَي غلبته.
ورجل جَدِل إِذا كان أَقوى في الخِصام.
وجادَله أَي خاصمه مُجادلة وجِدالاً، والاسم الجَدَل، وهو شدَّة الخصومة.
وفي الحديث: ما أُوتَي الجَدَل قومٌ إِلاَّ ضَلُّوا؛ الجَدَل: مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد به في الحديث الجَدَلُ على الباطل وطَلَبُ المغالبة به لا إَظهار الحق فإِن ذلك محمود لقوله عز وجل: وجادلهم بالتي هي أَحسن.
ويقال: إِنه لَجَدِل إِذا كان شديد الخِصام، وإِنه لمجدول وقد جادل.
وسورة المُجادَلة: سورة قد سمع الله لقوله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إِلى الله؛ وهما يَتَجادلان في ذلك الأَمر.
وقوله تعالى: ولا جِدال في الحج؛ قال أَبو إِسحق: قالوا معناه لا ينبغي للرجل أَن يجادل أَخاه فيخرجه إِلى ما لا ينبغي.
والمَجْدَل: الجماعة من الناس؛ قال ابن سيده: أُراه، لأَن الغالب عليهم إِذا اجتمعوا أَن يتجادلوا؛ قال العجاج: فانْقَضَّ بالسَّيْر ولا تَعَلَّلِ بِمَجْدَل، ونِعْم رأْسُ المَجْدَلِ والجَدِيلة: شَرِيجة الحمام ونحوها، ويقال لصاحب الجَدِيلة: جَدَّال، ويقال: رجل جَدَّال بَدَّال منسوب إِلى الجَدِيلة التي فيها الحَمام.
والجَدَّال: الذي يَحْصُر الحَمام في الجَدِيلة.
وحَمام جَدَليٌّ: صغير ثقيل الطيران لصغره.
ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السَّخِيف: هذا رأْي الجَدّالين والبَدّالين، والبَدَّال الذي ليس له مال إِلاَّ بقدر ما يشتري به شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بَدَلاً منه فمسي بَدَّالاً.
والجَدِيلة: القَبِيلة والناحية.
وجَدِيلة الرجل وجَدْلاؤُه: ناحيته.
والقوم على جَدِيلة أَمرهم أَي على حالهم الأَول.
وما زال على جَدِيلة واحدة أَي على حال واحدة وطريقة واحدة.
وفي التنزيل العزيز: قل كُلٌّ يعمَلُ على شاكِلَتِه؛ قال الفراء: الشاكلة الناحية والطريقة والجَدِيلة، معناه على جَدِيلته أَي طريقته وناحيته؛ قال: وسمعت بعض العرب يقول: وعَبْدُ الملك إِذ ذاك على جَدِيلته وابن الزبير على جَدِيلته، يريد ناحيته.
ويقال: فلان على جَدِيلته وجَدْلائه كقولك على ناحيته. قال شمر: ما رأَيت تصحيفاً أَشبه بالصواب مما قرأَ مالك بن سليمان عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: قل كلٌّ يعمل على شاكِلَته، فصحَّف فقال على حَدٍّ يَلِيه، وإِنما هو على جَدِيلته أَي ناحيته وهو قريب بعضه من بعض.
والجَدِيلة: الشاكلة.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كَتَب في العبد إِذا غزا على جَدِيلته لا ينتفع مولاه بشيء من خدمته فأَسْهِم له؛ الجَدِيلة: الحالة الأُولى.
وركب جَدِيلة رأْيه أَي عَزيمَته، أَراد أَنه إِذا غَزا منفرداً عن مولاه غير مشغول بخدمته عن الغزو.
والجَدِيلة: الرَّهْط وهي من أَدَم كانت تُصنع في الجاهلية يأْتَزِر بها الصبيان والنساء الحُيَّض.
ورجل أَجْدَل المَنْكِب: فيه تَطَأْطؤ وهو خلاف الأَشْرَف من المناكب؛ قال الأَزهري: هذا خطأْ والصواب بالحاء، وهو مذكور في موضعه، قال: وكذلك الطائر، قال بعضهم: به سُمِّي الأَجْدَل والصحيح ما تقدم من كلام سيبويه.ابن سيده: الجَدِيلة الناحية والقبيلة.
وجَدِيلة: بطن من قيس منهم فَهْم وعَدْوان، وقيل: جَدِيلة حيٌّ من طيِّء وهو اسم أُمهم وهي جَدِيلة بنت سُبَيْع ابن عمرو بن حِمَيْر، إِليها ينسبون، والنسبة إِليهم جَدَليٌّ مثل ثَقَفيٍّ.
وجَدِيل: فَحْل لمَهْرة بن حَيْدان، فأَما قولهم في الإِبل جَدَلية فقيل: هي منسوبة إِلى هذا الفحل، وقيل: إِلى جَديلة طيِّء، وهو القياس، وينسب إِليهم فيقال: جَدَلِيٌّ. الليث: وجَدِيلة أَسَدٍ قبيلة أُخرى.
وجَدِيل وشَدْقَم: فَحْلان من الإِبل كانا للنعمان ابن المنذر.
والجَدْوَل: النهر الصغير، وحكى ابن جني جِدْوَل، بكسر الجيم، على مثال خِرْوَع. الليث: الجَدْوَل نهر الحوض ونحو ذلك من الأَنهار الصغار يقال لها الجَداوِل.
وفي حديث البراء في قوله عز وجل: قد جعل ربك تحتك سَرِيًّا، قال: جَدْوَلاً وهو النهر الصغير.
والجَدْوَل أَيضاً: نهر معروف.

شوب (لسان العرب) [0]


الشَّوْبُ: الخَلْطُ. شابَ الشيءَ شَوْباً: خَلَطَه.
وشُبْتُه أَشُوبُه: خَلَطْتُه، فهو مَشُوبٌ. واشْتابَ، هو، وانْشابَ: اخْتَلَط؛ قال أَبو زبيد الطائي: جادَتْ، مَنَاصِـبَه، شَفَّانُ غادِيةٍ، * بسُكَّرٍ، ورَحِـيقٍ شيبَ، فاشْتابا ويروى: فانْشابا، وهو أَذْهَبُ في بابِ الـمُطاوَعَة.
والشَّوْبُ والشِّيابُ: الخَلْطُ؛ قال أَبو ذُؤَيْب: وأَطْيِبْ براحِ الشامِ، جاءَتْ سَبيئَـةً، * مُعَتَّقَةً، صِرْفاً، وتِلكَ شِـيابُها والرواية المعروفة: فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً، وهذه * مُعَتَّقَةٌ، صَهْباءُ، وهْيَ شِـيابُها (1) (1 قوله «وهذه معتقة إلخ» هكذا في الأصل وفي بعض نسخ المحكم: وهاده معتقة إلخ بالنصب مفعولاً لهاده.) قال: هكذا أَنشده أَبو حنيفة، وقد خلَّط في الرواية.
وقوله تعالى: ثم إِنَّ لهم . . . أكمل المادة عليها لَشَوْباً من حَمِـيمٍ؛ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً؛ يقال للـمُخَلِّطِ في القولِ أَو العَمَلِ: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ. أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعي عن الـمَشاوِبِ، وهي الغُلُفُ، فقال: يقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ، على مُفاعَل، لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ، وصُفْرةٍ، وخُضْرَةٍ؛ قال أَبو حاتم: يجوزُ أَنْ يُجْمَع الـمُشاوَبُ على مَشاوِبَ.
والـمُشاوَبُ، بضم الميم وفتحِ الواوِ: غِلافُ القارورة لأَنَّ فيه أَلواناً مختلفةً.
والشِّيابُ: اسمُ ما يُمْزَجُ.
وسَقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ؛ الذَّوْبُ: العَسَلُ؛ والشَّوْبُ: ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ.
وحكى ابنُ الأَعرابي: ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ؛ فالشَّوْبُ العَسَل، والرَّوْبُ اللَّبنُ الرَّائِبُ؛ وقيل: الشَّوْبُ العَسَلُ، والرَّوْبُ اللَّبَنُ، من غيرِ أَن يُحَدَّا؛ وقيل: لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ.
ويقال: سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب، فالشَّوْبُ اللبنُ، والذَّوْبُ العَسَل، قاله ابن دريد. الفراء: شابَ إِذا خانَ، وباشَ إِذا خَلَطَ. الأَصمعي، في باب إِصابةِ الرجلِ في مَنْطِقِه مَرَّة، وإِخطائِه أُخْرى: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ. أَبو سعيد: يقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل: قد شابَ عنه ورابَ، إِذا كَسِلَ. قال: والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فيه، فمعنى قولهم: هو يشُوبُ ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فيها، ومَرَّة يَكْسَلُ فلا يُدافِـعُ البَتَّة. قال غيرُه: يَشُوبُ من شَوْبِ اللَّبنِ، وهو خَلْطُه بالماءِ ومَذْقُه؛ ويَرُوبُ أَرادَ أَن يقول يُرَوِّب أَي يَجْعلُه رائِـباً خاثِراً، لا شَوْبَ فيه، فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الكلام، كما قالوا: هو يَـأْتيه الغَدايا والعَشايا، والغَدايا ليس بِجمْعٍ للغَداة، فجاءَ بها على وَزْنِ العَشايا. أَبو سعيد: العرب تقول: رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم شيئاً من دِفاعٍ. قال: وليس قولُهم هو يَشُوبُ ويَرُوبُ من اللَّبنِ، ولكن معناه رجلٌ يَرُوبُ أَحياناً، فلا يتَحَرَّك ولا يَنْبَعِث، وأَحياناً يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عن نفسِه، غيرَ مُبالغٍ فيه. ابن الأَعرابي: شابَ إِذا كَذَب، وشابَ: خَدَع في بَيْعٍ أَو شِراءٍ. ابن الأَعرابي: شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ؛ ومنه الخَبرُ: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِـيطَ في بَيعٍ أَو شِراءٍ.
وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ، والرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ، لخَلْطِه بالماءِ.
ويقال للـمُخَلِّط في كلامه: هو يَشُوبُ ويرُوبُ.
وقيل: معنى لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَنـَّكَ برِيءٌ من هذه السِّلْعَة.
ورُوِي عنه (1) (1 قوله «وروي عنه» أي عن ابن الأَعرابي في عبارة التهذيب.) أَنه قال: معنى قولهم: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ في السِّلْعَةِ تَبِـيعُها أَي إِنـَّكَ بَريءٌ من عَيْبِها.
وفي الحديث: يَشْهَدُ بَيْعَكُم الـحَلْفُ واللَّغْوُ، فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ؛ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لـمَا يَجْرِي بَينهُم من الكَذِب والرِّبا، والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ في القولِ، لتكُونَ كَفَّارةً لذلك؛ وقولُ سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي: سَيَكْفِـيكَ، صَرْبَ القَوْمِ، لَـحْمٌ مُعَرَّصٌ، * وماءُ قُدُورٍ، في القِصاعِ، مَشِـيبُ إِنما بناهُ على شِـيب الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوطر بالتَّوابِلِ والصِّباغِ.
والصَّرْبُ: اللبنُ الحامِضُ.
ومُعَرَّصٌ: مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ، ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ؛ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بعدُ، وهو الـمُلَهْوَجُ.
وفي المثل: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ، يُضْرب مَثَلاً لـمَنْ يَخْلِطُ في القولِ والعَمَلِ.
وفي فلان شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ، وفي فلان ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ ظاهِرةٌ.
واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّـينَ الشَّوْبَ في الحركاتِ، فقال: أَمـَّا الفَتْحَة الـمَشُوبَة بالكسرةِ، فالفَتْحة التي قبل الإِمالةِ، نحو فَتْحة عَين عَابِدٍ وعَارِفٍ؛ قال: وذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هي أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة، فتُمِـيلَ الأَلِفَ نحوَ الياء، لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ، فكما أَنَّ الحركَةَ ليست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ، كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضَةً، وهذا هو القياسُ، لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة، فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة، فكذلك الأَلِفُ اللاَّحقة لَـها.
والشَّوْبُ: القِطْعَة من العَجِـينِ.
وباتَتِ الـمَرْأَةُ بلَيْلَةِ شَيْباءَ؛ قيل: إِنَّ الياءَ فيها مُعاقِـبَة، وإِنما هو من الواوِ،لأَنَّ ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ.
والشَّائِـبَة: واحِدةُ الشَّوائِبِ، وهيَ الأَقْذَارُ والأَدْناسُ.
وشَيْبانُ: قَبيلَة؛ قيل ياؤُه بدَلٌ من الوَاوِ، لقَولِهِم الشَّوابِنَة.
وشَابَةُ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ، وسنذكره في الياءِ، لأَنَّ هذه الأَلف تكون منقَلِـبة عن ياءٍ وعن واوٍ، لأَنّ في الكلامِ ش و ب، وفيه ش ي ب، ولو جُهِل انْقِلابُ هذه الأَلِف لَـحُمِلَتْ على الواوِ، لأَنَّ الأَلِف ههنا عَين، وانْقلابُ الأَلِفِ إِذا كانت عَيْناً عن الواوِ أَكثر من انقلابِها عن الياءِ؛ قال: وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ، * حَنْظَل شَابَةَ، يَجْني هَبِـيدا

شعف (لسان العرب) [0]


شَعَفَةُ كلّ شيء: أَعلاه.
وشعَفةُ الجبل، بالتحريك: رأْسُه، والجمع شَعَفٌ وشِعافٌ وشُعوفٌ وهي رؤوس الجبال.
وفي الحديث: من خَيرِ الناس رجلٌ في شَعَفةٍ من الشِّعافِ في غَنَيْمَةٍ له حتى يأْتيَه الموتُ وهو معتزل الناس؛ قال ابن الأَثير: يريدُ به رأْسَ جبل من الجبال ويجمع شَعَفات، ومنه قيل لأَعْلى شعر الراْس شَعَفَة، ومنه حديث يأْجوج ومأْجوجَ: فقال عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ العُيون شُهْبُ الشِّعافِ من كل حدَب يَنْسِلُون؛ قوله صهب الشِّعاف يريد شعور رؤوسهم، واحدتها شَعَفة، وهي أَعْلى الشعر.
وشَعَفاتُ الرأْس: أَعالي شعره، وقيل: قَنازِعُه، وقال رجل: ضربني عمر بدِرَّتِه فسقط البُرْنُسُ عن رأْسي فأَغاثني اللّه بشُعَيْفَتَيْنِ في رأْسي أَي ذُؤابَتين على رأْسه . . . أكمل المادة من شعره وقتاه الضرب، وما على رأْسه إلا شُعَيْفاتٌ أَي شُعَيرات من الذؤابة.
ويقال لذؤابة الغلام شَعَفةٌ؛ وقول الهذلي: من فَوْقِه شَعَفٌ قَرٌّ، وأَسْفلُه حيٌّ يُعانَقُ بالظَّيّانِ والعُتُمِ قال قرّ لأَن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء يجوز تأْنيثه وتذكيره.
والشَّعَفُ: شِبْه رؤوس الكَمْأَةِ والأَثافي تَسْتَدير في أَعلاها.
وقال الأَزهري: الشَّعَفُ رأْسُ الكمأَة والأَثافي المستديرةُ.
وشَعَفاتُ الأَثافي والأَبنية: رؤوسُها؛ وقال العجاج: دواخِساً في الأَرض إلاَّ شَعَفا وشَعَفةُ القلبِ: رأْسُه عند مُعَلَّقِ النِّياطِ.
والشَّعَفُ: شِدّة الحُبِّ. قال الأَزهريّ: ما علمت أَحداً جعل للقلب شَعَفة غير الليث، والحُبُّ الشديد يتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه.
وشَعَفَني حُبُّها: أَصابَ ذلك مني. يقال: شَعَفَ الهِناءُ البعيرَ إذا بلَغ منه أَلَمُه.
وشَعَفْتُ البعِيرَ بالقَطِرانِ إذا شَعَلْتَه به.
والشَّعْفُ: إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مع لذة يجدها كما أَن البعير إذا هُنِئَ بالقطران يجد له لذة مع حُرْقة؛ قال امْرُؤ القيس: لِتَقتُلَني، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها، كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي يقول: أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كما أَحرق الطالي هذه المَهْنوءة، ففؤادها طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة، والمصدر الشَّعَفُ كالأَلم؛ وأَما قول كعب بن زهير: ومَطافُه لك ذِكْرةٌ وشُعوف قال: فيحتمل أَن يكون جمع شَعْف، ويحتمل أَن يكون مصدراً وهو الظاهر.
والشَّعافُ: أَن يذهَب الحُبُّ بالقلب، وقوله تعالى: قد شَعَفَها حُبّاً، قُرِئتْ بالعين والغين، فمن قرأَها بالعين المهملة فمعناه تَيَّمها، ومن قرأَها بالغين المعجمة أَي أَصاب شَغافَها.
وشَعَفَه الهَوى إذا بلغ منه، وفلان مَشْعُوفٌ بفلانة، وقراءةُ الحسن شَعَفَها، بالعين المهملة، هو من قولهم شُعِفْتُ بها كأَنه ذَهَبَ بها كل مَذهب، وقيل: بطَنَها حُبّاً.
وشعَفَه حُبُّها يَشْعَفُه إذا ذهب بفؤاده مثل شعفه المرض إذا أَذابَه.
وشعَفَه الحُبُّ: أَحرق قلبَه، وقيل: أَمرضه.
وقد شُعِفَ بكذا، فهو مَشْعوفٌ.
وحكى ابن بري عن أَبي العلاء: الشَّعَفُ، بالعين غير معجمة، أَن يقع في القلب شيء فلا يذهب. يقال: شَعَفَني يشعَفُني شَعَفاً؛ وأَنشد للحرث بن حِلِّزَة اليَشْكُري: ويَئِسْتُ مـما كان يَشْعَفُني منها، ولا يُسْلِيك كالياس ويقال: يكون بمعنى عَلا حُبها على قلبه.
والمَشْعُوفُ: الذاهِبُ القلب، وأَهل هجرَ يقولون للمجنون مَشْعُوف.
وبه شُعافٌ أَي جُنون؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويُّ: وغَيْر عَدْوى من شُعافٍ وحَبَنْ والحبنُ: الماء الأَصفر.
ومعنى شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلى أَعلى المواضع من قلبه، قال: وهذا مذهب الفرَّاء، وقال غيره: الشَّعَفُ الذُّعْر، فالمعنى هو مَذْعُورٌ خائف قَلِقٌ.
والشَّعَفُ: شعَف الدابة حين تُذْعَر ثم نقلته العرب من الدوابّ إلى الناس؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: لِتَقْتُلَني، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها، كما شَعَفَ المَهْنوءةَ الرجلُ الطَّالي فالشعَفُ الأَوَّلُ من الحبّ، والثاني من الذُّعْر.
ويقال: أَلقى عليه شَعَفَه وشَغَفَه ومَلَقَه وحُبَّه وحُبَّته، بمعنى واحد وفي حديث عذاب القبر: فإذا كان الرجل صالحاً جَلَسَ في قبره غير فَزِعٍ ولا مَشْعُوفٍ؛ الشَّعَفُ: شِدَّةُ الفَزَع حتى يذهب بالقلب؛ وقول أَبي ذؤيب يصف الثور والكلاب: شَعَفَ الكِلابُ الضارياتُ فُؤادَه، فإذا يَرى الصُّبحَ المُصَدَّقَ يَفْزَعُ فإنه استعمل الشعف في الفزع؛ يقول: ذهبت بقلبه الكلاب فإذا نظر إلى الصبح ترقب الكلابَ أَن تأْتيه.
والشَّعْفةُ: المَطْرةُ الهَيِّنةُ.
وفي المثل: ما تَنْفَعُ الشَّعْفةُ في الوادي الرُّغُبِ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يُعْطيك قليلاً لا يقع منك مَوْقِعاً ولا يَسُدُّ مَسَدّاً، والوادي الرغُبُ: الواسِعُ الذي لا يَمْلَؤُه إلا السيلُ الجُحاف.
والشَّعْفةُ: القَطْرة الواحدة من المطر.
والشَّعْفُ: مطْرة يسيرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فلا غَرْوَ إلاَّ نُرْوِهِمْ من نِبالِنا، كما اصْعَنْفَرَتْ مِعْزى الحِجازِ من الشَّعْفِ وشُعَيْفٌ: اسم.
ويقال للرجل الطويل: شِنْعافٌ، والنون زائدة.
وشَعْفَيْنِ: موضع، ففي المَثَل: لكن بشَعْفَيْنِ (* قوله «بشعفين» هو بلفظ المثنى كما في القاموس تبعاً للازهري؛ وفي معجم ياقوت مغلطاً للجوهري في كسره الفاء بلفظ الجمع.) أَنتِ جَدُودٌ؛ يُضْرَب مثلاً لمن كان في حال سيِّئةٍ فحَسُنَتْ حالُه.
وفي التهذيب: وشَعْفانِ جَبلانِ بالغور، وذكر المثل؛ قاله رجل التقطه مَنْبُوذةً ورآها يوماً تُلاعِبُ أَتْرابَها وتمشي على أَربع وتقول: احْلُبُوني فإني خَلِفةٌ.

ثلل (لسان العرب) [0]


الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم وأَصْوافُها. ابن سيده: الثَّلَّة جماعة الغنم، قليلةً كانت أَو كثيرة، وقيل: الثَّلَّة الكثير منها، وقيل: هي القَطِيع من الضَّأْن خاصة، وقيل: الثَّلَّة الضأْن الكثيرة، وقيل: الضأْن ما كانت؛ ولا يقال للمِعْزى الكثيرة ثَلَّة ولكن حَيْلة إِلاَّ أَن يخالطها الضأْن فتكثر فيقال لهما ثَلَّة، وإِذا اجتمعت الضأْن والمِعْزى فكَثُرَتا قيل لهما ثَلَّة، والجمع من ذلك كله ثِلَلٌ، نادر مثل بَدْرَة وبِدَر.
وفي حديث معاوية: لم تكن أُمُّه بِراعِيَةِ ثَلَّة؛ الثَّلَّة، بالفتح: جماعة الغنم، والثَّلَّة: الصُّوف فقط؛ عن ابن دريد. يقال: كساء جَيِّد الثَّلَّة أَي الصوف.
وحَبْلُ ثَلَّة أَي صُوف؛ قال الراجز: قد قَرَنوني بامْرِئٍ قِثْوَلِّ، رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة . . . أكمل المادة المُبْتَلِّ وفي حديث الحسن: إِذا كانت لليتيم ماشية فللوصي أَن يصيب من ثَلَّتِها ورِسْلِها أَي من صُوفها ولَبنها؛ قال ابن الأَثير: سمي الصوف بالثَّلَّة مجازاً، وقيل: الثَّلَّة الصوف والشعر والوبر إِذا اجتمعت ولا يقال لواحد منها دون الآخر ثَلَّة.
ورَجُل مُثِلٌّ: كثير الثَّلَّة، ولا يقال للشَّعر ثَلَّة ولا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجتمع الصوف والشعر والوبر قيل: عند فلان ثَلَّة كثيرة.
والثُّلَّة، بالضم: الجماعة من الناس، وقد أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلُّ إِذا كثرت عنده الثُّلَّة.
وفي التنزيل العزيز: ثُلَّة من الأَولين وثُلَّة من الآخرين؛ وقال الفراء: نزل في أَول السورة ثُلَّة من الأَولين وقليل من الآخرين، فشَقَّ عليهم ذلك فأَنزل الله تعالى في أَصحاب اليمين أَنهم ثُلَّتان: ثُلَّة من هؤلاء، وثُلَّة من هؤلاء، والمعني هم فرقتان فرقة من هؤلاء وفرقة من هؤلاء.
وقال الفراء: الثُّلَّة الفِئَة.
وفي كتابه لأَهل نَجْران: إِن لهم ذِمَّة الله وذِمَّة رسوله على ديارهم وأَموالهم وثُلَّتِهم؛ الثُّلَّة: الجماعة من الناس، بالضم.
والثُّلَّة: الكثير من الدراهم.
والثَّلَّة: شيء من طين يجعل في الفَلاة يُسْتَظَلُّ به.
والثَّلَّة: التراب الذي يُخْرَج من البئر.
والثَّلَّة: ما أَخرجت من أَسفل الرَّكِيَّة من الطين، وقد ثَلَّ البِئْرَ يثُلُّها ثَلاًّ.
وثَلَّة البئر: ما أُخْرِج من ترابها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا حِمىً إِلا في ثلاث: ثَلَّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقَة القوم؛ قال أَبو عبيد: أَراد بِثَلَّة البئر أَن يحتفر الرجل بئراً في موضع ليس بملك لأَحد، فيكون له من حَوالي البئر من الأَرض ما يكون مُلْقىً لثَلَّة البئر، وهو ما يخرج من ترابها ويكون كالحَريم لها، لا يدخل فيه أَحد عليه حريماً للبئر (* قوله «حريماً للبئر» كذا في الأصل، وليست في عبارة ابن الأثير وهي كعبارة أبي عبيد) وتَثَلَّل الترابُ إِذا مارَ فَذَهب وجاء؛ قال أُمية: له نَفَيانٌ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ، تَرى التُّرْبَ منه مائراً يَتَثَلَّلُ وثُلَّ إِذا هَلَكَ، وثُلَّ إِذا اسْتَغْنى. ابن سيده: الثَّلَل، بالتحريك، الهلاك. ثَلَلْت الرجل أَثُلُّه ثَلاًّ وثَلَلاً؛ عن الأَصمعي، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَلاًّ: أَهلكهم؛ قال لبيد: فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَةً، وصُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل أَي بالهلاك، ويروى بالثِّلَل، أَراد الثِّلال (* قوله «أَراد الثلال إلخ» عبارة القاموس وشرحه: والثلة، بالكسر، الهلكة جمع ثلل كعنب، قال لبيد، رضي الله عنه: فصلقنا البيت أَي بالهلكات) جمع ثَلَّة من الغنم فقصر أَي أَغنام يعني يَرْعَوْنها؛ قال ابن سيده: والصحيح الأَول؛ وقال الراجز: إِن يَثْقَفُوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَل أَي بالهلاك.
وثَلَّ البَيْتَ يَثُلُّه ثَلاًّ: هَدَمه، وهو أَن يُحْفَر أَصل الحائط ثم يُدْفَع فيَنْقاض، وهو أَهول الهَدْم.
وتثَلَّل هو: تَهَدَّم وتساقط شيئاً بعد شيء؛ قال طُرَيْح: فيُجْلبُ من جَيْشٍ شَآمٍ بِغارَةٍ، كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل وثُلَّ عَرْشُ فلان ثَلاًّ: هُدِم وزال أَمر قَوْمه.
وفي التهذيب: وزال قِوام أَمره وأَثَلَّه الله.
وقال ابن دريد: ثُلَّ عرشه ثَلاًّ تضعضعت حاله؛ قال زهير: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، وذُبْيانَ قد زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْل كأَنه هُدِم وأُهْلك.
ويقال للقوم إِذا ذهب عِزُّم: قد ثُلَّ عَرْشُهُم. الجوهري: يقال ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَي هَدَم مُلْكَهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رؤي في المنام وسئل عن حاله فقال: كاد يُثَلُّ عَرْشِي أَي يُكْسر ويُهْدَم، وهو مَثَل يضرب للرجل إِذا ذَلَّ وهَلِك، قال: وللعرش ههنا معنيان: أَحدهما السرير والأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فقد ذهب عِزُّه، والثاني البيت يُنْصَبُ بالعيدان ويُظَلَّل، فإِذا هُدِم فقد ذَلَّ صاحبُه.
وثُلَّ عَرْشُه وعُرْشُه: قُتِل؛ وأَنشد: وعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه، وقد ثَلَّ عُرْشيه الحُسامُ المُذْكَّرُ العُرْشان ههنا: مَغْرِزُ العُنقِ في الكاهل؛ وكل ما انهدم من نحو عَرْش الكَرْم والعَريش الذي يُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فقد ثُلَّ.
وثَلَّ الشيء: هَدَمه وكَسَره.
وأَثَلَّه: أَمر بإصلاحه، تقول منه: أَتْلَلْت الشيءَ أَي أَمرت بإِصلاح ما ثُلَّ منه.
وقد أَثْلَلْته إِذا هَدَمْتَه وكسرتَه.
وثَلَّ الدراهم يثُلُّها ثَلاًّ: صَبَّها.
وثَلِيلُ الماء: صَوْت انصبابه؛ عن كراع.
وقال ابن دريد: الثَّلِيل صوت الماء، ولم يَخُصَّ صوت الانصباب.
وثَلَّت الدابة تَثُلُّ أَي راثت، وكذلك كل ذي حافر، ومُهْرٌ مِثَلُّ؛ قال يصف بِرْذَوْناً: مِثَلٌّ على آرِيِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُّ ويروى على آرِيِّه الرَّوْثَ، بنصبه بِمِثَلٌّ؛ قال ابن سيده: وهذا لا يَقْوى لأَن ثَلَّ الذي في معنى راث لا يتعدّى. ابن سيده: ثلَّ الحافرُ راث، وثَلَّ الترابَ المجتمع حَرَّكه بيده أَو كَسَره من أَحد جوانبه.
ويقال: ثَلَلت الترابَ في القبر والبئر أَثُلُّه ثَلاًّ إِذا أَعَدْتَه فيه بعدما تَحْفِره، وفي الصحاح: إِذا هِلْتَه.
وثَلَّة مَثْلولة أَي تُرْبة مكبوسة بعد الحَفْر.
والثُّلْثُل: الهَدْم، بضم الثاءين.
والثُّلْثُل أَيضاً: مِكْيال صغير.
والثِّلْثِلانُ: يَبيسُ الكَلإِ، والضَّمُّ لغة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل.

خسف (لسان العرب) [0]


الخسف: سُؤُوخُ الأَرض بما عليها. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ به فيها؛ ومنه قوله تعالى: فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ.
وخَسَفَ هو في الأَرض وخُسِفَ به، وقرئ: لخُسِف بنا، على ما لم يسمَّ فاعله.
وفي حرف عبد اللّه: لا نْخُسِفَ بنا كما يقال انْطُلِقَ بنا، وانْخَسَفَ به الأَرضُ وخَسَفَ اللّه به الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً: ذهَب في الأَرض، وخَسَفَه اللّه تعالى. الأَزهري: وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها.
والخَسْفُ: إلْحاقُ الأَرض الأُولى بالثانية.
والخَسْفُ: غُؤُورُ العينِ، وخُسوفُ العينِ: ذَهابُها في الرأْس. ابن سيده: خَسَفَتْ عينُه ساخَتْ، وخسَفَها يَخْسِفُها خَسْفاً وهي خَسِيفةٌ: . . . أكمل المادة فَقَأَها.
وعين خاسِفةٌ: وهي التي فُقِئَتْ حتى غابت حَدَقَتاها في الرأْس.
وعينٌ خاسِفٌ إذا غارَتْ، وقد خَسَفَتِ العينُ تَخْسِفُ خُسُوفاً؛ وأَنشد الفراء: مِن كلِّ ملْقى ذَقَنٍ جَحُوفِ، يَلِحُّ عِنْدَ عَيْنِها الخَسِيفِ وبعضهم يقول: عينٌ خَسِيفٌ والبئر خَسِيفٌ لا غير.
وخَسَفَتِ الشمسُ وكسَفَتْ بمعنًى واحد. ابن سيده: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب ضَوْؤُها، وخسَفَها اللّه وكذلك القمر. قال ثعلب: كسَفتِ الشمسُ وخسَف القمر هذا أَجودُ الكلام، والشمسُ تَخْسِفُ يوم القيامةِ خُسوفاً، وهو دخولها في السماء كأَنها تَكَوَّرَتْ في جُحْر. الجوهري: وخُسوفُ القمرِ كُسوفُه.
وفي الحديث: إن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفانِ (* قوله «لا يخسفان» في النهاية: لا ينخسفان.) لموْتِ أَحَدٍ ولا لِحَياتِه. يقال: خَسَفَ القمرُ بوزن ضرَب إذا كان الفعل له، وخُسِفَ على ما لم يسمّ فاعله. قال ابن الأَثير: وقد ورد الخُسوفُ في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوفُ لا الخُسوفُ، فأَما إطلاقُه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأْنيث الشمس، فجمع بينهما فيما يَخُصّ القمر، وللمعاوضة أَيضاً فإنه قد جاء في رواية أُخرى: إن الشمس والقمر لا يَنْكَسِفانِ، وأَما إطلاقُ الخُسوفِ على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما.
والانْخِسافُ: مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ.
وخَسَفَ الشيءَ يَخْسِفُه خَسْفاً: خَرَقَه.
وخَسَفَ السقْف نفْسُه وانْخَسَفَ: انْخَرَقَ.
وبئر خَسُوفٌ وخَسِيفٌ: حُفِرَتْ في حجارة فلم ينقطع لها مادّة لكثرة مائها، والجمع أَخْسِفةٌ وخُسُفٌ، وقد خَسَفَها خَسْفاً، وخَسْفُ الرَّكِيَّةِ: مَخْرَجُ مائها.
وبئرٌ خَسِيفٌ إذا نُقِبَ جَبَلُها عن عَيْلَمِ الماء فلا يَنْزَحُ أَبداً.
والخَسْفُ: أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إلى ماء عِدٍّ. أَبو عمرو: الخَسِيفُ البئر التي تُحْفَرُ في الحجارة فلا ينقطع ماؤها كثرةً؛ وأَنشد غيره: قد نَزَحَتْ، إنْ لم تَكُنْ خَسِيفا، أَو يَكُنِ البَحرُ لها حليفا وقال آخر: من العَيالِمِ الخُسْفُ، وما كانت البئر خَسِيفاً، ولقد خُسِفَتْ، والجمع خُسُفٌ.
وفي حديث عمر أَن العباس، رضي اللّه عنهما، سأَله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابِقُهم خَسَفَ لهم عَيْن الشعر فافْتَقَرَ (* قوله «فافتقر إلخ» فسره ابن الأثير في مادة فقر فقال: أَي فتح عن معان غامضة.) عن معانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ أَي أَنْبَطَها وأَغْزَرها لهم، من قولهم خَسَفَ البئرَ إذا حَفَرَها في حجارة فنبعت بماء كثير، يريد أَنه ذَلَّلَ لهم الطريق إليه وبَصَّرَهُم بمَعاني الشِّعْر وفَنَّن أَنواعه وقَصَّدَه، فاحْتَذَى الشعراء على مثاله فاستعار العين لذلك.
ومنه حديث الحجاج قال لرجل بعثه يَحفِرُ بئراً: أَخَسَفْتَ أَم أَوشَلْتَ؟ أَي أَطْلَعْتَ ماء كثيراً أَم قلِيلاً.
والخَسِيفُ من السَّحابِ: ما نَشَأَ من قِبَلِ العَيْنِ حامِلَ ماء كثير والعينُ عن يمين القبلة.
والخَسْفُ: الهُزالُ والذُّلُّ.
ويقال في الذُّلِّ خُسْفٌ أَيضاً، والخَسْفُ والخُسْفُ: الإذْلالُ وتَحْمِيلُ الإنسان ما يَكْرَه؛ قال الأَعشى: إذْ سامَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له: اعْرِضْ عليَّ كذا أَسْمَعْهما، حارِ (* في قصيدة الأعشى: قلْ ما تشاء، فاني سامعٌ حارِ) والخَسْفُ: الظلم؛ قال قَيس بن الخطيم: ولم أَرَ كامْرئٍ يَدْنُو لِخَسْفٍ، له في الأَرض سَيْرٌ وانْتِواء وقال ساعِدةُ بن جُؤيّةَ: أَلا يا فَتًى، ما عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِه يُبَلُّ عل العادِي وتُؤْبَى الـمَخاسِفُ الـمَخاسِفُ: جمع خَسْفٍ، خَرَجَ مَخْرَجَ مَشابهَ ومَلامِحَ.
ويقال: سامَه الخَسْفَ وسامَه خَسْفاً وخُسْفاً، أَيضاً بالضم، أَي أَوْلاه ذُلاًّ.
ويقال: كلَّفه الـمَشَقَّةَ والذُّلَّ.
وفي حديث عليّ: مَنْ تَرَكَ الجِهادَ أَلْبَسَه اللّهُ الذِّلَّةَ وسيمَ الخَسْفَ؛ الخَسْفُ: النُّقْصانُ والهَوانُ، وأَصله أَن تُحْبَسِ الدابةُ على غير عَلَفٍ ثم استعير فوضع موضع الهَوان، وسِيمَ: كُلِّفَ وأُلزِمَ.
والخَسْفُ: الجُوعُ؛ قال بِشْر بن أَبي خازم: بضَيْفٍ قد أَلَّم بِهِمْ عِشاءً، على الخَسْفِ الـمُبَيَّنِ والجُدُوبِ أَبو الهيثم: الخاسفُ الجائعُ؛ وأَنشد قول أَوس: أَخُو قُتُراتٍ قد تَبَيَّنَ أَنه، إذا لم يُصِبْ لَحْماً من الوَحْشِ، خاسِفُ أَبو بكر في قولهم شربنا على الخَسْفِ أَي شربنا على غير أَكل.
ويقال: بات القوم على الخَسْف إذا باتوا جياعاً ليس لهم شيء يتقوَّتونه.
وباتت الدابةُ على خَسْف إذا لم يكن لها عَلَف؛ وأَنشد: بِتْنا على الخَسْفِ، لا رِسْلٌ نُقاتُ به، حتى جَعَلْنا حِبالَ الرَّحْلِ فُصْلانا أَي لا قُوتَ لنا حتى شَدَدْنا النُّوقَ بالحِبالِ لِتَدِرَّ علينا فَنَتَقَوَّتَ لبَنها. الجوهري: بات فلان الخَسْفَ أَي جائعاً.
والخَسْفُ في الدَّوابّ: أَن تُحْبَسَ على غير عَلَف.
والخَسْفُ: النُّقْصانُ. يقال: رَضِيَ فلان بالخَسْفِ أَي بالنَّقِيصة؛ قال ابن بري: ويقال الخَسِيفَةُ أَيضاً؛ وأَنشد: ومَوْتُ الفَتى، لم يُعْطَ يَوْماً خَسِيفَةً، أَعَفُّ وأَغْنَى في الأَنامِ وأَكْرَمُ والخاسِف: الـمَهْزولُ.
وناقة خَسِيفٌ: غَزيرَةٌ سرِيعةُ القَطْعِ في الشّتاء، وقد خَسَفَتْ خَسْفاً.
والخُسُفُ: النُّقَّهُ من الرِّجال. ابن الأَعرابي: ويقال للغلام الخَفِيف النَّشِيطِ خاسِفٌ وخاشِفٌ ومَرّاقٌ ومُنْهَمِكٌ.
والخَسْفُ: الجَوْزُ الذي يؤكل، واحدته خَسْفةٌ، شِحْرِيّةٌ؛ وقال أَبو حنيفة: هو الخُسْفُ، بضم الخاء وسكون السين؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح.
والخَسِيفانُ: رَدِيءُ التمْرِ؛ عن أَبي عمرو الشيباني، حكاه أَبو عليّ في التذكرة وزعم أَن النون نون التثنية وأَنّ الضم فيها لغة، وحكى عنه أَيضاً: هما خليلانُ، بضم النون.
والأَخاسِيفُ: الأَرضُ اللَّيِّنَةُ. يقال: وقَعُوا في أَخاسِيفَ من الأَرض وهي اللينة.

عزم (لسان العرب) [0]


العَزْمُ: الجِدُّ. عَزَمَ على الأَمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً ومَعْزِماً وعُزْماً وعَزِيماً وعَزِيمةً وعَزْمَةً واعْتَزَمَه واعْتَزمَ عليه: أَراد فِعْلَه.
وقال الليث: العَزْمُ ما عَقَد عليه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ فاعِلُه؛ وقول الكميت: يَرْمي بها فَيُصِيبُ النَّبْلُ حاجَته طَوْراً، ويُخْطِئُ أَحْياناً فيَعْتَزِمُ قال: يَعودُ في الرَّمْي فَيَعْتَزِمُ على الصواب فيَحْتَشِدُ فيه، وإِن شئت قلت يَعْتزِمُ على الخطإِ فَيَلِجُ فيه إن كان هَجاهُ.
وتَعَزَّم: كعَزَم؛ قال أَبو صخر الهذلي: فأَعْرَضنَ، لَمَّا شِبْتُ، عَني تَعَزُّماً، وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ في اللَّيالي الذُّواهِبِ؟ قال ابن بري: ويقال عَزَمْتُ على الأَمر وعَزَمْتُه؛ قال الأَسْود بن عُمارة النَّوْفَليُّ. خَلِيلَيَّ منْ سُعْدَى، أَلِمّاً فسَلِّمَا على مَرْيَمٍ، لا يُبْعِدُ اللهُ . . . أكمل المادة مَرْيَمَا وقُولا لها: هذا الفراقُ عَزَمْتِه فهلْ مَوْعِدٌ قَبْل الفِراقِ فيُعْلَما؟ وفي الحديث: قال لأَبي بَكْرٍ مَتى تُوتِرُ؟ فقال: أَوَّلَ الليلِ، وقال لِعُمَر: متى تُوتِرُ؟ قال: مِن آخرِ الليلِ، فقال لأَبي بَكرٍ: أَخَذْتَ بالحَزْم، وقال لِعُمَر: أَخَذْتَ بالعَزْمِ؛ أَراد أَن أَبا بكرٍ حَذِرَ فَوات الوِتْرِ بالنَّوْم فاحْتاطَ وقدَّمَه، وأَن عُمَر وَثِقَ بالقوّةِ على قيام الليل فأَخَّرَه، ولا خَيرَ في عَزْمٍ بغير حَزْمٍ، فإِن القُوَّة إِذا لم يكن معها حَذَرٌ أَوْرَطَتْ صاحبَها.
وعَزَمَ الأَمرُ: عُزِمَ عليه.
وفي التنزيل: فإِذا عَزَمَ الأَمرُ؛ وقد يكون أَراد عَزَمَ أَرْبابُ الأَمْرِ؛ قال الأَزهري: هو فاعل معناه المفعول، وإنما يُعْزَمُ الأَمرُ ولا يَعْزِم، والعَزْمُ للإنسان لا لِلأمرَِ، وهذا كقولهم هَلكَ الرجلُ، وإنما أُهْلِك.
وقال الزجاج في قوله فإذا عَزَمَ الأَمرُ: فإذا جَدَّ الأَمرُ ولَزِمَ فَرْضُ القتال، قال: هذا معناه، والعرب تقول عَزَمْتُ الأمرَ وعَزَمْتُ عليه؛ قال الله تعالى: وإن عَزَموا الطَّلاقَ فإن الله سميع عليم.
وتقول: ما لِفلان عَزِيمةٌ أي لا يَثْبُت على أمرٍ يَعْزِم عليه.
وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: خَيرُ الأُمُورِ عَوازِمُها أي فَرائِضُها التي عَزَمَ اللهُ عليك بِفِعْلِها، والمعنى ذواتُ عَزْمِها التي فيه عَزْمٌ، وقيل: معناه خيرُ الأُمورِ ما وَكَّدْتَ رَأْيَك وعَزْمَك ونِيَّتَك عليه وَوَفَيْتَ بعهد الله فيه.
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الله يُحِبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤتَى عَزائِمُه؛ قال أبو منصور: عَزائِمُه فَرائِضُه التي أَوْجَبَها الله وأَمَرنا بها.
والعَزْمِيُّ من الرجال: المُوفي بالعهد.
وفي حديث الزكاة: عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ اللهِ أي حَقٌّ مِنْ حُقوقِ الله وواجبٌ مِنْ واجباته. قال ابن شميل في قوله تعالى: كُونوا قِرَدَةً؛ هذا أَمرٌ عَزْمٌ، وفي قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِيِّينَ؛ هذا فرْضٌ وحُكْمٌ.
وفي حديث أُمّ سَلَمة: فَعزَمَ اللهُ لي أي خَلَقَ لي قُوَّةٌ وصبْراً.
وعَزَم عليه ليَفْعَلنَّ: أَقسَمَ.
وعَزَمْتُ عليكَ أي أَمَرْتُك أمراً جِدّاً، وهي العَزْمَةُ.
وفي حديث عُمر: اشْتدَّتِ العزائمُ؛ يريد عَزَماتِ الأُمراء على الناس في الغَزْو إلى الأقطار البعيدة وأَخْذَهُم بها.
والعزائمُ: الرُّقَى.
وعَزَمَ الرَّاقي: كأَنه أَقْسَمَ على الدَّاء.
وعَزَمَ الحَوَّاءُ إذا اسْتَخْرَجَ الحيّة كأَنه يُقْسِم عليها.
وعزائمُ السُّجودِ: ما عُزِمَ على قارئ آيات السجود أن يَسْجُدَ لله فيها.
وفي حديث سجود القرآن: ليستْ سَجْدَةُ صادٍ من عزائِمِ السُّجودِ.
وعزائمُ القُرآنِ: الآياتُ التي تُقْرأُ على ذوي الآفاتِ لما يُرْجى من البُرْءِ بها.
والعَزِيمةُ مِنَ الرُّقَى: التي يُعزَمُ بها على الجِنّ والأَرواحِ.
وأُولُو العَزْمِ من الرُّسُلِ: الذينَ عَزَمُوا على أَمرِ الله فيما عَهِدَ إليهم، وجاء في التفسير: أن أُولي العَزْمِ نُوحٌ (* قوله «نوح إلخ» قد اسقط المؤلف من عددهم على هذا القول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام كما في شرح القاموس) وإبراهيمُ وموسى، عليهم السلام، ومحمّدٌ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أُولي العَزْم أَيضاً.
وفي التنزيل: فاصْبِرْ كما صَبَرَ أُولو العَزْمِ، وفي الحديث: ليَعْزِم المَسأَلة أي يَجِدَّ فيها ويَقْطَعها.
والعَزْمُ: الصَّبْرُ.
وقوله تعالى في قصة آدمَ: فنَسِيَ ولم نَجدْ له عَزْماً؛ قيل: العَزْمُ والعَزِيمةُ هنا الصَّبرُ أي لم نَجِدْ له صَبْراً، وقيل: لم نَجِدْ له صَرِيمةً ولا حَزْماً فيما فَعَلَ، والصَّرِيمةُ والعَزِيمةُ واحدةٌ، وهي الحاجة التي قد عَزَمْتَ على فِعْلِها. يقال: طَوَى فلانٌ فُؤادَه على عَزِيمةِ أمرٍ إذا أَسرَّها في فُؤادِه، والعربُ تقولُ: ما لَه مَعْزِمٌ ولا مَعْزَمٌ ولا عَزِيمةٌ ولا عَزْمٌ ولا عُزْمانٌ، وقيل في قوله لم نَجِدْ له عَزْماً أي رَأْياً مَعْزوماً عليه، والعَزِيمُ والعزيمةُ واحدٌ. يقال: إنَّ رأْيَه لَذُو عَزِيمٍ.
والعَزْمُ: الصَّبْرُ في لغة هذيل، يقولون: ما لي عنك عَزْمٌ أي صَبْرٌ.
وفي حديث سَعْدٍ: فلما أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لذلك أي احْتَمَلْناه وصبَرْنا عليه، وهو افْتَعَلْنا من العَزْم.
والعَزِيمُ: العَدْوُ الشديد؛ قال ربيعة بن مَقْرُومٍ الضَّبّيُّ: لولا أُكَفْكِفُه لكادَ، إذا جَرى منه العَزِيمُ، يَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ والاعْتِزامُ: لزُومُ القَصدِ في الحُضْر والمَشْي وغيرهما؛ قال رؤبة: إذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ في انْتِهاضِ والفَرسُ إذا وُصِفَ بالاعْتِزامِ فمعناه تَجْلِيحُه في حُضْرِه غير مُجِيبٍ لراكبِه إذا كَبَحَه؛ ومنه قول رؤبة: مُعْتَزِم التَّجْلِيحِ مَلاَّخ المَلَق واعْتَزَمَ الفَرَسُ في الجَرْيِ: مَرَّ فيه جامِحاً.
واعْتَزَمَ الرجلُ الطريقَ يَعْتَزِمُه: مَضَى فيه ولم يَنْثَنِ؛ قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: مُعْتَزِماً للطُّرُقِ النَّواشِطِ والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ وأُمُّ العِزْم وأُمُّ عِزْمَةَ وعِزْمةُ: الاسْتُ.
وقال الأَشْعَث لعَمْرو بن مَعْديكربَ: أمَا واللهِ لئِن دَنَوْتَ لأُضْرِطَنَّكَ قال: كلاَّ، والله إنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعَةٌ؛ أراد بالعَزُومِ اسْته أي صَبُورٌ مُجِدّةٌ صحيحةُ العَقْدِ، يريد أَنها ذاتُ عَزْمٍ وصرامةٍ وحَزْمٍ وقُوَّةٍ، ولَيْسَتْ بِواهِيةٍ فتَضْرطَ، وإنما أراد نَفْسَه، وقوله مُفَزَّعَةٌ بها تَنْزِل الأَفزاعُ فتجْلِيها.
ويقال: كَذَبَتْه أُمُّ عِزْمَة.والعَزُومُ والعَوْزَمُ والعَوْزَمَةُ: الناقةُ المُسِنَّةُ وفيها بَقِيَّةُ شَبابٍ؛ أَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ الأَسَدِيِّ: فأَمَّا كلُّ عَوْزَمةٍ وبَكرٍ، فمِمَّا يََسْتَعِينُ به السَّبِيلُ وقيل: ناقة عَوْزَمٌ أَكِلَتْ أَسْنانُها من الكِبَر، وقيل: هي الهَرِمَةُ الدِّلْقِمُ.
وفي حديث أَنجَشةَ: قال له رُوَيْدَكَ سَوْقاً بالعَوازِمِ؛ العَوازِمُ: جمعُ عَوْزَمٍ وهي الناقةُ المُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ، كَنَى بها عن النِّساء كما كَنَى عنهنّ بالقوارير، ويجوز أن يكون أَرادَ النُّوق نفسَها لضَعفها.
والعَوْزَم: العجوز؛ وأَنشد الفراء: لقدْ غَدَوْتُ خَلَقَ الأثوابِ، أحمِلُ عِدْلَينِ من التُّرابِ لعَوْزَمٍ وصِبْيةٍ سِغابِ، فآكِلٌ ولاحِسٌ وآبِي والعُزُمُ: العجائز، واحدتهنّ عَزُومٌ.
والعَزْمِيُّ: بَيّاع الثَّجير.
والعُزُمُ: ثَجِير الزَّبيب، واحدها عَزْمٌ.
وعُزْمةُ الرجل: أُسرَتُه وقبيلته، وجماعتها العُزَمُ.
والعَزَمة: المصحِّحون للموَدَّة.

لقط (العباب الزاخر) [0]


لَقَطَ الشيء يَلْقُطُه لَقْطاً: أخذه من الأرض، قال أسامة الهذلي:
ولا تَسْقُطَنَّ سُقُوْطَ النَّوَاةِ      من كَفَّ مرتَضح لاقِطِ

ومنه المثل: لكل ساقطة لاقِطَةٌ: أي لكل كلمة ندرت وسقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتلقها فتذيعها، يضرب في حفظ اللسان، أي ربنا قيض لها من ينميها فيورط قائلها ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطير يجتمع فيها الحصى. وقال ابن الأعرابي: اللاّقِطُ: الرَّفّاء. وقولهم: هو ساقط ابن ماقط ابن لاقط، يتسابون بذلك، فالساقط عبد الماقط، والماقط عبد اللاّقط، واللاقط عبد معتق. واللُّقَاطَةُ: ما كان سَاقطاً مطروحا من الشيء التافه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه. وقال الليث: اللّقَاطُ: السنبل الذي تخطئه المناجل بلقطه الناس ويلتقطونه، واللَّقَاطُ: . . . أكمل المادة اسم ذلك الفعل كالحَصَادِ والحِصَاد. قال: ويقال: يا مَلْقًطان؛ يعني به الفسل الأحمق، والأنثى مَلْقَطَانَةٌ.  قال: إذا التقط الكلام لنميمة قلت إنه: لُقَّيْطى خليطى، حكاية لفعله. ولَقَطُ السنبل -بالتحريك- الذي يلتقطهالاناس، يقال: لَقَطْنا اليوم لَقَطاً كثيراً. واللَّقَطُ: ما التقط من الشيء، ومنه لَقَطُ المعدن: وهي قطع ذهب توجد فيه. وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع: أي شيء منه قليل. والألْقَاطُ من الناس: الأخْلاط منهم، ويقال: القليل المتفرقون. وقال أبو مالكٍ: اللقَطَةُ- واللقَطُ للجمع-: وهي بقلةٌ تتبعها الدوابُ لطيبها فتأكلها، وربما انتتَفَها الرجلُ فناولها بعيره، وهي بُقُولٌ كثيرةٌ يجمعها اللقَطُ.
وقال ابنُ عباد: اللقَطُ من النبت: بقلةٌ تنبتُ في الصيف، وقال: واللقطةُ كذلك. قال: واللقَطُ: ما انتثر من ورقِ الشجرَ في الأرض. وقال الليثُ: اللقْطَةُ -بالتسكين-: اسمُ إلسي تجدهُ مُلقىً فتأخذهُ، وكذلك المنبوذُ من الصبيان: لُقطةٌ. وأما اللقَطَةُ: فهو الرجُلُ اللقاطَةُ تباعُ اللقاطات يِلتقطها. وقال ابنُ دريدٍ: اللقطَةُ -يعني مِثالَ التودةِ التي تُسميها العامةُ اللقطةَ-: معروفةٌ؛ وهي ما التقطه الإنسان فاحتاجَ إلى تعريفهِ. وقال الأزهريُ: كلامُ العَرَبِ الفُصحاءِ على غير ما قالهُ الليثُ، روى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمرَ: هي اللقطةُ والقُصعةُ والنفَقَةُ، مثَقلاتٌ كُلها وروي عن الفراء: اللقْطَة -بالتسكين-، وقولُ الأحمرِ والأصمعي أصوبُ. وقال ابن دريد: اللقِيطُ والملقُوطُ: المولودُ الذي ينبذُ فَيُلْقَطُ. وبنو لَقِيْطٍ: حيٌ من العرب. ولَقِيْطُ بن أرطاةَ السكوني، ولَقيْيطُ بن صبرةَ أبو رزين العُقيلي ويُقالُ له لَقيطُ بن عامرٍ أيضاً، ولَقيطُ بن عدي اللخمي -رضي اللّه عنهم-: لهم صُحبةٌ. وقال الفراءُ: ثوب لِقيطٌ: أي مرفوءٌ، تقول منه: القُطْ ثوبكَ. وبِئرٌ لَقيطٌ: إذا التقطتْ التقاطاً؛ أي وقعَ عليها بغتةً. وقال الليثُ: اللقيطةُ: الرجُلُ المهينُ الرذلُ، والمرأة كذلك. وبنو اللقيطةِ: سموا بذلك لأن أمهم -زعموا- التقطها حُذيفةُ بنُ بدر في جوارٍ قد أضرت بهن السنةُ؛ فضمها إليه، ثم أعجبتهُ فخطبها إلى أبيها وتزوجها وهي بنتُ عُصم بن مروان بن وهب. وأولُ أبياتِ الحماسةِ -وهو لقريط بن أنيفٍ العنبري-:
لو كُنت من مازِنٍ لم تستبِح إبلي      بنو اللقيطةِ من ذهلِ بن شيبانا

وقعَ مُحرفا والروايةُ: "بنو الشقيقةِ" وهي بنتُ عباد بن زيد بن عمرو بن ذُهل بن شيبان. وكلُ شيءٍ لُقطَ حتى النوى فهو لقيطٌ، قال الأعشى يمدحُ قيس بن معدي كرب:
مقَادُكَ بالخيلِ نحو العدُو      وجذعانها كلقيطِ العجم

الباء مُقحمةٌ، ويروى:" للخيلِ". والمِلْقَاطُ: المنقاشُ. والمِلْقاطُ -أيضاً-: القلمُ، وقال شمرٌ: سمعتُ حِميريةً تقولُ لِكلمةٍ أعدتها عليها: قد لَقَطتها بالملقاطِ: أي كتبتها بالقلمَ. والمِلقَطُ: ما يُلقطُ به. وبنو مِلقطٍ: حيٌ من العربَ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَةَ بن عامر بن هرمةَ:
كالدهمِ والنعمِ الهجانِ يحوزُهـا      رَجُلانِ من نبهانَ أو من مِلقطِ

وأنشد ابنُ دريد وهو لعلْقمةَ بن عبدةَ:
أصبنَ الطريفَ والطريفَ بن مالكٍ      وكان شِفاءً لو أصبنَ الملاقطـا

يريدُ: عمرو بن مِلْقَطٍ الطائي. وقال الأصمعيُ: يقال: أصبحتْ مراعينا مَلاقطَ من الجدب: إذا كانت يابسة لاكلأ فيها، أنشدَ:
نُمسي وجلُ المُرتعى مَلاَقِـطُ      والدندتُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ

هكذا أنشده الأزهري.
وفي كتابِ النبات للدينوري" وخَمْطٌ حانِطُ". وقال ابن دريد المِلقطُ: ما يُلقَطُ فيه وانشد:
قد تخذتْ سَلمى بقوِّ حائطـا      واستأجرتْ مُكرنِفاً ولاقطا

وطارِداً يُطاردُ الوَطاوِطا وقال بعضهم: المَلاَقِيْطُ: العناكبُ جمعُ مِلقاطٍ. والتقطَ الشيء: مثل لَقَطَه. ووردتُ الماءَ التقاطاً: إذا هجمتَ عليه بغتةً.
والالتقاطُ: العثورُ على الشيءِ ومصادفتهُ من غير طلبٍ ولا احتساب ومنه حديث عُمر -رضي اللّه عنه- أن رجُلاً من بني تميم التقط شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فأتاهُ فقال: يا أمير المؤمنين اسقني شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فقال عُمرُ -رضي اللّه عنه-: ما تركتَ عليها من الشاربةِ؟ قال: كذا وكذا، قال الزبيرُ بن العوام رضي اللّه عنه-: يا أخا تميمٍ تسألُ خير قليلاً فقال عُمرُ -رضي اللّه عنه-: مَهْ ما خيرٌ قليلٌ قربتانِ: قربةٌ من ماءٍ وقربةٌ من لبنٍ تُغاديانِ أهل البيتِ من مضر لا بل خيرٌ كثيرٌ قد أسقاكهُ اللّه. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتاب: الرجلُ التميمي هو أبو حبيبٍ -رضي اللّه عنه-، ولا يُعرفُ اسمهُ، وروى الحديث النضرُ بن شميلٍ عن الهرماسِ بن حبيب بن أبي مازنٍ، وقال ابنُ السيرافي: قال نُقادةُ الأسدي، وقال أبو محمد الأسودُ: قال منظورُ بن حبةَ؛ وليس لِمنظورٍ:
ومنهلٍ وردتهُ التقـاطـا      لم ألقَ إذ وردتهُ فُراطا

الشبكةُ: ركابا تحفرُ في المكانِ الغليظِ؛ القامةَ والقامتين والثلاث؛ يحتبسُ فيها ماءُ السماء، سميت شبكةً لتجاورها وتشابكها، ولا يقال للواحدةِ منها شبكةٌ، وإنما هي اسم للجماع، وتُجمعُ الجملُ منها في مواضعَ شتى شباكاً. ويقال: تَلَقط فُلانٌ الثمر: أي التقطهُ من هاهنا وهاهنا. وقال أبو عبيدةَ: الملاقَطَةُ في سيرِ الفرسَ: أن يأخذ التقريبَ بقوائمه جميعاً. ويُقال: داري بلقاطِ دارِ فُلانٍ: أي بحذائها، والمُلاقطةُ، المحاذاةُ. والتركيبُ يدلُ على أخذِ شيءٍ من الأرض قد رأيته بغتةً ولم تردهُ؛ وقد يكونُ عن إرادةٍ وقصدٍ أيضاً.

قدر (لسان العرب) [0]


القَدِيرُ والقادِرُ: من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة ويكونان من التقدير.
وقوله تعالى: إِن الله على كل شيء قدير؛ من القُدْرة، فالله عز وجل على كل شيء قدير، والله سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه. ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فالقادر اسم فاعل من قَدَرَ يَقْدِرُ، والقَدِير فعيل منه، وهو للمبالغة، والمقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ، وهو أَبلغ. التهذيب: الليث: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. يقال: قَدَّرَ الإِله كذا تقديراً، وإِذا وافق الشيءُ الشيءَ قلت: جاءه قَدَرُه. ابن سيده: القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم، وهو ما يُقَدِّره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأُمور. قال الله . . . أكمل المادة عز وجل: إِنا أَنزلناه في ليلة القَدْرِ؛ أَي الحُكْمِ، كما قال تعالى: فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم؛ وأَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ: أَلا يا لَقَوْمي للنوائبِ والقَدْرِ وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ من حيثُ لا يَدْري وللأَرْض كم من صالح قد تَوَدَّأَتْ عليه، فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه، ولا ذا ضَياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقْرِ تودّأَت عليه أَي استوت عليه.
واللماعة: الأَرض التي يَلْمع فيها السَّرابُ.
وقوله: فلا ذا جَلال انتصب ذا بإِضمار فعل يفسره ما بعده أَي فلا هِبْنَ ذا جَلال، وقوله: ولا ذا ضَياع منصوب بقوله يتركن.
والضَّياعُ، بفتح الضاد: الضَّيْعَةُ، والمعنى أَن المنايا لا تَغْفُلُ عن أَحد، غنيّاً كان أَو فقيراً، جَليلَ القَدْر كان أَو وضيعاً.
وقوله تعالى: ليلةُ القدر خير من أَلف شهر؛ أَي أَلف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ وقال الفرزدق: وما صَبَّ رِجْلي في حديدِ مُجاشِعٍ، مَعَ القَدْرِ، إِلا حاجَةٌ لي أُرِيدُها والقَدَرُ: كالقَدْرِ، وجَمْعُهما جميعاً أَقْدار.
وقال اللحياني: القَدَرُ الاسم، والقَدْرُ المصدر؛ وأَنشد كُلُّ شيء حتى أَخِيكَ مَتاعُ؛ وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجْتِماعُ وأَنشد في المفتوح: قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذا النخيلِ، وقد أَرى، وأَبيكَ، ما لَكَ، ذُو النَّخيلِ بدارِ قال ابن سيده: هكذا أَنشده بالفتح والوزن يقبل الحركة والسكون.
وفي الحديث ذكر ليلة القدر، وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأَرزاقُ وتُقْضى.
والقَدَرِيَّةُ: قوم يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التهذيب: والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ اللهُ من الأَشياء، وقال بعض متكلميهم: لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله عز وجل ومن أَثبته فهو أَولى به، قال: وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ لأَنفسهم ولذلك سموا؛ وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه، وكلُّ ميسر لما خلق له وكتب عليه. قال أَبو منصور: وتقدير الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء، وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم، فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً؛ وقَدَرَ الله عليه ذلك يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّره عليه وله؛ وقوله: من أَيّ يَوْمَيَّ من الموتِ أَفِرّ: أَيَومَ لم يُقْدَرَ أَمْ يومَ قُدِرْ؟ فإِنه أَراد النون الخفيفة ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة كأَنه أَراد: يُقْدَرَنْ، وأَنكر بعضهم هذا فقال: هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما بعدها ولا سكون ههنا بعدها؛ قال ابن جني: والذي أَراه أَنا في هذا وما علمت أَن أَحداً من أَصحابنا ولا غيرهم ذكره، ويشبه أَن يكونوا لم يذكروه للُطْفِه، هو أَنْ يكون أَصله أَيوم لم يُقْدَرْ أَم بسكون الراء للجزم، ثم أَنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة وهي ساكنة، وقد أَجرت العرب الحرف الساكن إِذا جاور الحرف المتحرّك مجرى المتحرك، وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: الكَماةُ والمَراة، يريدون الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين، والهمزتان بعدهما مفتوحتان، صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين كأَنهما في الراء والميم، وصارت الميم والراء كأَنهما مفتوحتان، وصارت الهمزتان لما قدّرت حركاتهما في غيرهما كأَنهما ساكنتان، فصار التقدير فيهما مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ، ثم خففتا فأُبدلت الهمزتان أَلفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما، فقالوا: مَرَاةٌ وكَماةٌ، كما قالوا في رأْس وفأْس لما خففتا: راس وفاس، وعلى هذا حمل أَبو علي قول عبد يَغُوثَ: وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ، كَأَنْ لم تَرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا قال: جاء به على أَن تقديره مخففاً كأَن لم تَرْأَ، ثم إِن الراء الساكنة لما جاورت الهمزة والهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها في التقدير قبل الهمزة واللفظُ بها لم تَرَأْ، ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصارت تَرا، فالأَلف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الفعل، واللام محذوفة للجزم على مذهب التحقيق، وقَوْلِ من قال: رَأَى يَرْأَى، وقد قيل: إِن قوله ترا، على الخفيف السائغ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قول الآخر: أَلم يأْتيك، والأَنباءُ تَنْمِي، بما لاقَتْ لَبُونُ بني زِيادِ؟ ورواه بعضهم أَلم يأْتك على ظاهر الجزْم؛ وأَنشده أَبو العباس عن أَبي عثمان عن الأَصمعي: أَلا هلَ تاكَ والأَنباءُ تَنْمِي وقوله تعالى: إِلا امرأَته قَدَّرْنا أَنها لمن الغابرين؛ قال الزجاج: المعنى علمنا أَنها لمن الغابرين، وقيل: دَبَّرنا أنها لمن الغابرين أَي الباقين في العذاب.
ويقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً، واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً سأَله أَن يَقْدُرَ له به؛ قال: فاسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً وارضَيَنَّ به، فبَيْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَياسِيرُ وفي حديث الاستخارة: اللهم إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب منك أَن تجعل لي عليه قُدْرَةً.
وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ: قَسَمه.
والقَدْرُ والقُدْرَةُ (* قوله« والقدر والقدرة إلخ» عبارة القاموس: والقدر الغنى واليسار والقوة كالقدرة والمقدرة مثلثة الدال والمقدار والقدارة والقدورة والقدور بضمهما والقدران بالكسر والقدار ويكسر والاقتدار والفعل كضرب ونصر وفرح.) والمِقْدارُ: القُوَّةُ؛ وقَدَرَ عليه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ، بالكسر، قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً؛ هذه عن اللحياني، وفي التهذيب: قَدَراناً، واقْتَدَرَ وهو قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عليه، والاسم من كل ذلك المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ.
ويقال: ما لي عليك مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة.
وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: إِنَّ الذَّكاة في الحَلْقِ واللَّبَّة لمن قَدَرَ (* قوله« لمن قدر» أي لمن كانت الذبيحة في يده مقدر على ايقاع الذكاة بهذين الموضعين، فاما إذا ندت البهيمة فحكمها حكم الصيد في أن مذبحه الموضع الذي أصاب السهم او السيف، كذا بهامش النهاية.) أَي لمن أَمكنه الذبْحُ فيهما، فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ من جسمهما؛ ومنه قولهم: المَقْدُِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ.
والاقتدارُ على الشيء: القُدْرَةُ عليه، والقُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ على الشيء قُدْرَة أَي مَلَكه، فهو قادِرٌ وقَدِيرٌ.
واقْتَدَرَ الشيءَ: جعله قَدْراً.
وقوله: عند مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ؛ أَي قادِرٍ.
والقَدْرُ: الغِنى واليَسارُ، وهو من ذلك لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ.
وبنو قَدْراء: المَياسيرُ.
ورجل ذو قُدْرَةٍ أَي ذو يَسارٍ.
ورجل ذو مَقْدُِرَة أَي ذو يسار أَيضاً؛ وأَما من القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ، بالفتح، لا غير؛ قال الهُذَليّ: وما يَبْقَى على الأَيّامِ شَيءٌ، فيا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكتابِ وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه: مِقْياسُه.
وقَدَرَ الشيءَ بالشيء يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه: قاسَه.
وقادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إِذا قايسته وفعلت مثل فعله. التهذيب: والتقدير على وجوه من المعاني: أَحدها التروية والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته، والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها، والثالث أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تقول: قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عليه.
ويقال: قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له وأَقْدُرُ قَدْراً إِذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته؛ ومنه قول عائشة، رضوان الله عليها: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثة السِّنِّ المستهيئة للنظر أَي قَدِّرُوا وقايسوا وانظروه وافْكِرُوا فيه. شمر: يقال قَدَرْتُ أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ؛ قال لبيد: فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً، فَوَرَدْتُ قبل تَبَيُّنِ الأَلْوانِ وقال الأَعشى: فاقْدُرْ بذَرْعِكَ ببنَنا، إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ بَوَّأْتَ: هَيَّأْتَ. قال أَبو عبيدة: اقْدُر بذَرْعِك بيننا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك.
وقوله عز وجل: ثم جئتَ على قَدَرٍ يا موسى؛ قيل في التفسير: على مَوْعدٍ، وقيل: على قَدَرٍ من تكليمي إِياك؛ هذا عن الزجاج.
وقَدَرَ الشيءَ: دَنا له؛ قال لبيد: قلتُ: هَجِّدْنا، فقد طال السُّرَى، وقَدَرْنا إِنْ خَنى الليل غَفَلْ وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه وقَدَرْتُ عليه الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَي جاءَ على المِقْدار.
ويقال: بين أَرضك وأَرض فلان ليلة قادرة إِذا كانت لينة السير مثل قاصدةٍ ورافِهةٍ؛ عن يعقوب.
وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه: ضَيَّقه؛ عن اللحياني.
وفي التنزيل العزيز: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه؛ قال الفراء: قرئ قَدَرُه وقَدْرُه، قال: ولو نصب كان صواباً على تكرر الفعل في النية، أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه؛ وقال الأخفش: على الموسع قدره أَي طاقته؛ قال الأَزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي العباس في وقوله على المُقْتِر قَدَرُه وقَدْرُه، قال: التثقيل أَعلى اللغتين وأَكثر، ولذلك اختير؛ قال: واختار الأَخفش التسكين، قال: وإِنما اخترنا التثقيل لأَنه اسم، وقال الكسائي: يقرأُ بالتخفيف والتثقيل وكلٌّ صواب، وقال: قَدَرَ وهو يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً، قال: كل هذا سمعناه من العرب، قال: ويَقْدُر لغة أُخرى لقوم يضمون الدال فيها، قال: وأَما قَدَرْتُ الشيء فأَنا أَقْدِرُه، خفيف، فلم أَسمعه إِلا مكسوراً، قال: وقوله: وما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ خفيفٌ ولو ثُقِّلَ كان صواباً، وقوله: إِنَّا كلَّ شيء خلقناه بِقَدَرٍ، مُثَقَّلٌ، وقوله: فسالتْ أَوديةٌ بقدَرها؛ مُثَقَّلٌ ولو خفف كان صواباً؛ وأَنشد بيت الفرزدق أَيضاً: وما صَبَّ رِجْلِي في حَدِيدِ مُجاشِعٍ، مع القَدْر، إِلا حاجةٌ لي أُرِيدُها وقوله تعالى: فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ يفسر بالقُدرة ويفسر بالضِّيق، قال الفراء في قوله عز وجل: وذا النُّون إِذ ذهب مُغاضِباً فظنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ قال الفراء: المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه من العقوبة ما قَدَرْنا.
وقال أَبو الهيثم: روي أَنه ذهب مغاضباً لقومه، وروي أَنه ذهب مغاضباً لربه، فأَما من اعتقد أَن يونس، عليه السلام، ظن أَن لن يقدر الله عليه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غير مؤمن، ويونس، عليه السلام، رسول لا يجوز ذلك الظن عليه. فآل المعنى: فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه العقوبة، قال: ويحتمل أَن يكون تفسيره: فظن أَن لن نُضَيِّقَ عليه، من قوله تعالى: ومن قُدِرَ عليه رزقَه؛ أَي ضُيِّقَ عليه، قال: وكذلك قوله: وأَما إِذا ما ابتلاه فَقَدَر عليه رزقه؛ معنى فَقَدَر عليه فَضَيَّقَ عليه، وقد ضيق الله على يونس، عليه السلام، أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه على مُعَذَّب في الدنيا لأَنه سجنه في بطن حوت فصار مَكْظُوماً أُخِذَ في بَطْنِه بكَظَمِهِ؛ وقال الزجاج في قوله: فظن أَن لن نُقْدِرَ عليه؛ أَي لن نُقَدِّرَ عليه ما قَدَّرنا من كونه في بطن الحوت، قال: ونَقْدِرُ بمعنى نُقَدِّرُ، قال: وقد جاء هذا في التفسير؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله أَبو إِسحق صحيح، والمعنى ما قَدَّرَه الله عليه من التضييق في بطن الحوت، ويجوز أَن يكون المعنى لن نُضَيِّق عليه؛ قال: وكل ذلك شائع في اللغة، والله أَعلم بما أَراد. فأَما أَن يكون قوله أَن لن نَقْدِرَ عليه من القدرة فلا يجوز، لأَن من ظن هذا كفر، والظن شك والشك في قدرة الله تعالى كفر، وقد عصم الله أَنبياءه عن مثل ما ذهب إِليه هذا المُتَأَوِّلُ، ولا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب ولغاتها؛ قال الأَزهري: سمعت المُنْذِرِيَّ يقول: أَفادني ابن اليَزيديّ عن أَبي حاتم في قوله تعالى: فظن أَن لن نقدر عليه؛ أَي لن نضيق عليه، قال: ولم يدر الأَخفش ما معنى نَقْدِر وذهب إِلى موضع القدرة إِلى معنى فظن أَن يَفُوتَنَا ولم يعلم كلام العرب حتى قال: إِن بعض المفسرين قال أَراد الاستفهام، أَفَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه، ولو علم أَن معنى نَقْدِر نُضَيِّق لم يخبط هذا الخبط، قال: ولم يكن عالماً بكلام العرب، وكان عالماً بقياس النحو؛ قال: وقوله: من قُدِرَ عليه رِزْقُه؛ أَي ضُيِّقَ عليه عِلْمُه، وكذلك قوله: وأَما إِذا ما ابتلاه فَقَدَرَ عليه رِزْقَه؛ أَي ضَيَّقَ.
وأَما قوله تعالى: فَقَدَرْنا فنِعْمَ القادِرُون، فإِن الفراء قال: قرأَها عليّ، كرم الله وجهه، فَقَدَّرْنا، وخففها عاصم، قال: ولا يبعد أَن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحداً لأَن العرب تقول: قُدِّرَ عليه الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ، وقُدِّر عليه وقُدِرَ، واحتج الذين خففوا فقالوا: لو كانت كذلك لقال: فنعم المُقَدِّرون، وقد تجمع العربُ بين اللغتين. قال الله تعالى: فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم رُوَيْداً.
وقَدَرَ على عياله قَدْراً: مثل قَتَرَ.
وقُدِرَ على الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مثل قُتِرَ؛ وقَدَّرْتُ الشيء تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشيء أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً من التقدير.
وفي الحديث في رؤية الهلال: صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإِن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له، وفي حديث آخر: فإِن غم عليكم فأَكملوا لعِدَّة؛ قوله: فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً، واللفظان وإن اختلفا يرجعان إِلى معنى واحد؛ وروي عن ابن شريح أَنه فسر قوله فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم وتبين لكم أَن الشهر تسع وعشرون أَو ثلاثون، قال: وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم؛ قال: وقوله فأَكْمِلُوا العِدَّة خطاب العامَّة التي لا تحسن تقدير المنازل، وهذا نظير النازلة تنزل بالعالِمِ الذي أَمر بالاجتهاد فيها وأَن لا يُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به حتى يتبين له الصوب كما بان لهم، وأَما العامة التي لا اجتهاد لها فلها تقليد أَهل العلم؛ قال: والقول الأَول أَصح؛ وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى: كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ، وقد قَدَر الرحمنُ ما هو قادِرُ فلم أَرَ يوماً كانَ أَكثَرَ سالِباً ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً يَبْتَغِي العُلى، يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً، وهو حاسِرُ قوله: ما هو قادرُ أَي مُقَدِّرٌ، وثَقَلُ الرجل، بالثاء: حَشَمه ومتاع بيته، وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه والأَمر في ذلك جار على قدر الرحمن.
وقوله: ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وهو لا يُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل، وانتصب سرباله بأَنه مفعول ثان لمُسْتَلَب، وفي مُسْتَلَب ضمير مرفوع به، ومن رفع سرباله جعله مرتفعاً به ولم يجعل فيه ضميراً.
واليافع: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ في عَصْرِ شبابه.
والدارع: اللابس الدرع.
والحاسر: الذي لا درع عليه.
وتَقَدَّر له الشيءُ أَي تهيأَ.
وفي حديث الاستخارة: فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه عليّ أَي اقض لي به وهيئه.
وقَدَرْتُ الشيء أَي هيأْته.
وقَدْرُ كل شيء ومِقْداره: مَبْلَغُه.
وقوله تعالى: وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ أَي ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال الليث: ما وَصَفوه حق صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد، وقَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنًى، وهو في الأَصل مصدر.
والمِقْدارُ: الموتُ. قال الليث: المِقْدارُ اسم القَدْر إِذا بلغ العبدُ المِقْدارَ مات؛ وأَنشد: لو كان خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً بَشَراً سِواكَ، لَهابَك المِقْدارُ يعني الموت.
ويقال: إِنما الأَشياء مقاديرُ لكل شيء مِقْدارٌ داخل.
والمِقْدار أَيضاً: هو الهِنْداز، تقول: ينزل المطر بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ، وهو مبلغ الشيء.
وكل شيء مُقْتَدِرٌ، فهو الوَسَطُ. ابن سيده: والمُقْتَدِر الوسط من كل شيء.
ورجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ليس بالطويل والقصير، وكذلك الوَعِلُ والظبي ونحوهما.
والقَدْرُ: الوسط من الرحال والسروج ونحوهما؛ تقول: هذا سرجٌ قَدْرٌ، يخفف ويثقل. التهذيب: سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ، وهو الواقي الذي لا يَعْقِرُ، وقيل: هو بين الصغير والكبير.
والقَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، وهو أَقدرُ؛ والأَقْدَر: القصير من الرجال؛ قال صَخْرُ الغَيّ يصف صائداً ويذكر وُعُولاً قد وردت لتشرب الماء: أَرَى الأَيامَ لا تُبْقِي كريماً، ولا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعاما ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُورٍ، كُسِينَ على فَراسِنِها خِداما أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ، إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما معنى أُتيح: قُدّر، والضمير في لها يعود على العُصْم.
والأُقَيْدِرُ: أَراد به الصائد.
والحَشيف: الثوب الخَلَقُ.
وسامت: مَرَّتْ ومضت.
والمُلَقات: جمع مَلَقَةٍ، وهي الصخرة الملساء.
والأَوابد: الوحوش التي تأَبَّدَتْ أَي توحشت.
والعُصْمُ: جمع أَعْصَمَ وعَصْماء: الوَعِلُ يكون بذراعيه بياض.
والخِدَام: الخَلاخِيلُ، وأَراد الخطوطَ السُّودَ التي في يديه؛ وقال الشاعر: رأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَةً وقيل: الأَقْدَر من الرجال القصير العنق.
والقُدَارُ: الرَّبْعَةُ من الناس. أَبو عمرو: الأَقْدَرُ من الخَيل الذي إِذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه؛ قال رجل من الأَنصار، وقال ابن بري: هو عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ: ويَكْشِفُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي جُرَازٌ، كالعَقِيقَةِ، إِن لَقِيتُ وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ كُمَيْتٌ، لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ النخوة: الكبر.
والمختال: ذو الخيلاء.
والجراز: السيف الماضي في الضَّرِيبة؛ شبهه بالعقيقة من البرق في لَمَعانه.
والصهوات: جمع صَهْوَة، وهو موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس.
والشئيب: الذي يَقْصُرُ حافرا رجليه عن حافِرَي يديه بخلاف الأَقْدَرِ.
والأَحَقُّ: الذي يُطَبِّقُ حافِرا رجليه حافِرَيْ يديه، وذكر أَبو عبيد أَن الأَحَقَّ الذي لا يَعْرَقُ، والشَّئيتُ العَثُور، وقيل: الأَقدر الذي يُجاوِزُ حافرا رجليه مَواقعَ حافِرَيْ يديه؛ ذكره أَبو عبيد، وقيل: الأَقْدَرُ الذي يضع رجليه حيث ينبغي.
والقِدْرُ: معروفة أُنْثَى وتصغيرها قُدَيْرٌ، بلا هاء على غير قياس. الأَزهري: القِدْرُ مؤنثة عند جميع العرب، بلا هاء، فإِذا صغرت قلت لها قُدَيرة وقُدَيْر، بالهاء وغير الهاء، وأَما ما حكاه ثعلب من قول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه ليس على تذكير القِدْرِ ولكنهم أَرادوا ما رأَيت شيئاً غلا؛ قال: ونظيره قول الله تعالى: لا يَحِلُّ لك النساء من بَعْدُ؛ قال: ذكر الفعل لأَن معناه معنى شيء، كأَنه قال: لا يحل لك شيء من النساء. قال ابن سيده: فأَما قراءة من قرأَ: فناداه الملائكة، فإِنما بناه على الواحد عندي كقول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها، ولا كقوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد، لأَن قوله تعالى: فناداه الملائكة، ليس بجحد فيكون شيء مُقَدَّر فيه كما قُدِّرَ في ما رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، وفي قوله: لا يحل لك النساء، وإِنما استعمل تقدير شيء في النفي دون الإِيجاب لأَن قولنا شيء عام لجميع المعلومات، وكذلك النفي في مثل هذا أَعم من الإِيجاب، أَلا ترى أَن قولك: ضربت كل رجل، كذب لا محالةً وقولك: ما ضربت رجلاً قد يجوز أَن يكون صدقاً وكذباً، فعلى هذا ونحوه يوجد النفي أَعم من الإِيجاب، ومن النفي قوله تعالى: لن يَنالَ اللهَ لحومُها ولا دِماؤها، إِنما أَراد لن ينالَ اللهَ شيءٌ من لحومها ولا شيء من دمائها؛ وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.
وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، واقْتَدَر أَيضاً بمعنى قَدَرَ مثل طَبَخَ واطَّبَخَ.
ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مطبوخ.
والقَدِيرُ: ما يطبخ في القِدْرِ، والاقتدارُ: الطَّبْخُ فيها، ويقال: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. الليث: القديرُ ما طُبِخَ من اللحم بتَوابِلَ، فإِن لم يكن ذا تَوابِلَ فهو طبيخ.
واقْتَدَرَ القومُ: طَبَخوا في قِدْرٍ.
والقُدارُ: الطَّبَّاخُ، وقيل: الجَزَّارُ، وقيل الجَزَّار هو الذي يلي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها؛ قال مُهَلْهِلٌ: إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها، ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ القُدَّام: جمع قادم، وقيل هو المَلِكُ.
وفي حديث عُمَيْر مولى آبي اللحم: أَمرني مولاي أَن أَقْدُرَ لحماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لحم.
والقُدارُ: الغلام الخفيف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ.
والقُدارُ: الحية، كل ذلك بتخفيف الدال.
والقُدارُ: الثعبان العظيم.
وفي الحديث: كان يَتَقَدَّرُ في مرضه أَين أَنا اليومَ؛ أَي يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه في الدَّوْرِ علهن.
والقَدَرةُ: القارورةُ الصغيرة.
وقُدارُ بن سالِفٍ: الذي يقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح، عليه السلام؛ قال الأَزهري: وقالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبيهاً به؛ ومنه قول مُهَلْهِل: ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ اللحياني: يقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن يفعل ذلك، قال: ولم أَسمعهم يطرحون أَن في المواقيت إِلا حرفاً حكاه هو والأَصمعي، وهو قولهم: ما قعدت عنده الاَّ رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي.
وقَيْدارٌ: اسم.

لقط (لسان العرب) [0]


اللَّقْطُ: أَخْذُ الشيء من الأَرض، لقَطَه يَلْقُطه لَقْطاً والتقَطَه: أَخذه من الأَرض. يقال: لِكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ أَي لكل ما نَدَر من الكلام مَن يَسْمَعُها ويُذِيعُها.
ولاقِطةُ الحَصى: قانِصةُ الطير يجتمع فيها الحصى.
والعرب تقول: إِنَّ عندك ديكاً يَلْتَقِط الحصى، يقال ذلك للنّمّام. الليث: إِذا التقَط الكلامَ لنميمةٍ قلت لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى، حكاية لفعله. قال الليث: واللُّقْطةُ، بتسكين القاف، اسم الشيء الذي تجِدُه مُلْقىً فتأْخذه، وكذلك المَنبوذ من الصبيان لُقْطةٌ، وأَمّا اللُّقَطةُ، بفتح القاف، فهو الرجل اللّقّاطُ يتبع اللُّقْطات يَلْتَقِطُها؛ قال ابن بري: وهذا هو الصواب لأَنّ الفُعْلة للمفعول كالضُّحْكةِ، والفُعَلةُ للفاعل كالضُّحَكةِ؛ قال: ويدل على صحة ذلك قول الكميت: أَلُقْطَةَ هُدهدٍ . . . أكمل المادة وجُنُودَ أُنْثَى مُبَرْشِمةً، أَلَحْمِي تأْكُلُونا؟ لُقْطة: منادى مضاف، وكذلك جنود أُنثى، وجعلهم بذلك النهايةَ في الدَّناءة لأَنّ الهُدْهد يأْكل العَذِرةَ، وجعلهم يَدِينون لامرأَة.
ومُبَرْشِمة: حال من المنادى.
والبَرْشَمةُ: إِدامة النظر، وذلك من شدّة الغيظ، قال: وكذلك التُّخْمةُ، بالسكون، هو الصحيح، والنُّخَبةُ، بالتحريك، نادر كما أَن اللُّقَطة، بالتحريك، نادر؛ قال الأَزهري: وكلام العرب الفصحاء غير ما قال الليث في اللقْطة واللقَطة، وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي والأَحمر قالا: هي اللُّقَطةُ والقُصَعةُ والنُّفَقةُ مثقّلات كلها، قال: وهذا قول حُذّاق النحويين لم أَسمع لُقْطة لغير الليث، وهكذا رواه المحدّثون عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِنه سئل عن اللقَطة فقال: احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها.
وأَما الصبيّ المنبوذ يَجِده إِنسان فهو اللقِيطُ عند العرب، فعيل بمعنى مفعول، والذي يأْخذ الصبي أَو الشيء الساقِط يقال له: المُلْتَقِطُ.
وفي الحديث: المرأَةُ تَحُوز ثلاثةَ مَوارِيثَ: عَتِيقَها ولَقِيطَها وولدَها الذي لاعَنَت عنه؛ اللَّقِيطُ الطِّفل الذي يوجَد مرْميّاً على الطُّرق لا يُعرف أَبوه ولا أُمّه، وهو في قول عامة الفقهاء حُرّ لا وَلاء عليه لأَحد ولا يَرِثُه مُلْتَقِطه، وذهب بعض أَهل العلم إِلى العمل بهذا الحديث على ضَعفه عند أَكثر أَهل النقل.
ويقال للذي يَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزرعُ ووُخِزَ الرُّطَب من العِذْق: لاقِطٌ ولَقّاطٌ ولَقَّاطةٌ.
وأَمَّا اللُّقاطةُ فهو ما كان ساقطاً من الشيء التَّافِه الذي لا قيمة له ومَن شاءَ أَخذه.
وفي حديث مكة: ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لِمُنْشِد، وقد تكرر ذكرها من الحديث، وهي بضم اللام وفتح القاف، اسم المالِ المَلْقُوط أَي الموجود.
والالتقاطُ: أَن تَعْثُر على الشيء من غير قَصْد وطلَب؛ وقال بعضهم: هي اسم المُلْتَقِط كالضُّحَكةِ والهُمَزَةِ كما قدّمناه، فأَما المالُ المَلْقُوط فهو بسكون القاف، قال: والأَول أَكثر وأَصح. ابن الأَثير: واللقَطة في جميع البلاد لا تحِل إِلا لمن يُعرِّفها سنة ثم يتملَّكها بعد السنة بشرط الضمان لصاحبها إِذا وجده، فأَمّا مكةُ، صانها اللّه تعالى، ففي لُقَطتِها خِلاف، فقيل: إِنها كسائر البلاد، وقيل: لا، لهذا الحديث، والمراد بالإِنشاد الدَّوام عليه، وإِلا فلا فائدة لتخصيصها بالإِنشاد، واختار أَبو عبيد أَنه ليس يحلُّ للملتقِط الانتفاع بها وليس له إِلا الإِنشاد، وقال الأَزهري: فَرق بقوله هذا بين لُقَطة الحرم ولقطة سائر البلاد، فإِن لُقَطة غيرها إِذا عُرِّفت سنة حل الانتفاع بها، وجَعل لُقطةَ الحرم حراماً على مُلْتَقِطها والانتفاعَ بها وإِن طال تعريفه لها، وحكم أَنها لا تحلُّ لأَحد إِلا بنيّة تعريفها ما عاش، فأَمَّا أَن يأْخذها وهو ينوي تعريفها سنة ثم ينتفع بها كلقطة غيرها فلا؛ وشيء لَقِيطٌ ومَلْقُوطٌ.
واللَّقِيطُ: المنبوذ يُلْتَقَطُ لأَنه يُلْقَط، والأُنثى لقيطة؛ قال العنبري:لوْ كُنْتُ مِن مازِنٍ، لم تَسْتَبِحْ إِبِلي بَنُو اللَّقِيطةِ من ذُهْلِ بنِ شَيْبانا والاسم: اللِّقاطُ.
وبنو اللَّقِيطةِ: سُموا بذلك لأَن أُمهم، زعموا، التَقَطها حُذَيْفةُ بن بدر في جَوارٍ قد أَضَرّتْ بهنّ السنة فضمّها إِليه، ثم أَعجبته فخطبها إِلى أَبيها فتزوَّجها.
واللُّقْطةُ واللُّقَطةُ واللُّقاطةُ: ما التُقِط.
واللَّقَطُ، بالتحريك: ما التُقِط من الشيء.
وكل نُثارة من سُنْبل أَو ثمَر لَقَطٌ، والواحدة لَقَطة. يقال: لقَطْنا اليوم لقَطاً كثيراً، وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع أَي شيء منه قليل.
واللُّقاطةُ: ما التُقِط من كَربِ النخل بعد الصِّرامِ.
ولَقَطُ السُّنْبُل: الذي يَلْتَقِطُه الناس، وكذلك لُقاطُ السنبل، بالضم.
واللَّقاطُ: السنبل الذي تُخْطِئه المَناجِلُ تلتقطه الناس؛ حكاه أَبو حنيفة، واللِّقاطُ: اسم لذلك الفعل كالحَصاد والحِصاد.
وفي الأَرض لَقَطٌ للمال أَي مَرْعى ليس بكثير، والجمع أَلقاط.
والأَلقاطُ: الفِرْقُ من الناس القَلِيلُ، وقيل: هم الأَوْباشُ.
واللَّقَطُ: نبات سُهْلِيّ يَنْبُتُ في الصيف والقَيظ في ديار عُقَيْل يشبه الخِطْرَ والمَكْرَةَ إِلا أَن اللقَط تشتدُّ خُضرته وارتفاعه، واحدته لَقَطة. أَبو مالك: اللقَطةُ واللقَطُ الجمع، وهي بقلة تتبعها الدوابُّ فتأْكلها لطيبها، وربما انتتفها الرجل فناولها بعيرَه، وهي بُقول كثيرة يجمعها اللَّقَطُ.
واللَّقَطُ: قِطَع الذَّهب المُلْتَقَط يوجد في المعدن. الليث: اللقَطُ قِطَعُ ذهب أَو فضة أَمثال الشَّذْرِ وأَعظم في المعادن، وهو أَجْوَدُه.
ويقال ذهبٌ لَقَطٌ.
وتَلقَّط فلان التمر أَي التقطه من ههنا وههنا.
واللُّقَّيْطَى: المُلْتقِط للأَخْبار.
واللُّقَّيْطى شبه حكاية إِذا رأَيته كثير الالتِقاطِ للُّقاطاتِ تَعِيبه بذلك. اللحياني: داري بلِقاطِ دار فلان وطَوارِه أَي بحِذائها: أَبو عبيد: المُلاقَطةُ في سَير الفرس أَن يأْخذ التقْرِيبَ بقوائمه جميعاً. الأَصمعي: أَصْبحت مَراعِينا مِلاقِطَ من الجَدْبِ إِذا كانت يابسة لا كَلأَ فيها؛ وأَنشد: تَمْشي، وجُلُّ المُرْتَعَى مِلاقِطُ، والدِّنْدِنُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ واللَّقِيطةُ واللاَّقِطةُ: الرجلُ الساقِطُ الرَّذْل المَهِينُ، والمرأَة كذلك. تقول: إِنه لَسقِيطٌ لقِيطٌ وإِنه لساقِط لاقِط وإِنه لسَقِيطة لقِيطة، وإِذا أَفردوا للرجل قالوا: إِنه لسقيط.
واللاَّقِطُ الرَّفّاء، واللاقِطُ العَبد المُعْتَقُ، والماقِط عبد اللاقِطِ، والساقِطُ عبد الماقِطِ. الفراء: اللَّقْطُ الرَّفْو المُقارَبُ، يقال: ثوبٌ لقِيطٌ، ويقال: القُط ثوبَك أَي ارْفَأْه، وكذلك نَمِّل ثَوْبَكَ.
ومن أَمثالهم: أَصِيدَ القُنْفذُ أَم لُقَطةٌ؛ يُضرب (* قوله «يضرب إلخ» في مجمع الامثال للميداني: يضرب لمن وجد شيئاً لم يطلبه.) مثلاً للرجل الفقير يَستغني في ساعة. قال شمر: سمعت حِمْيرِيّةً تقول لكلمة أَعَدْتُها عليها: قد لقَطْتها بالمِلْقاطِ أَي كتبتها بالقلم.
ولَقِيتُه التِقاطاً إِذا لقيته من غير أَن ترجُوَه أَو تَحْتَسِبه؛ قال نِقادة الأَسدي: ومنهلٍ وردته التِقاطا، لم أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرَّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا وقال سيبويه: التِقاطاً أَي فَجأَةً وهو من المصادر التي وقعت أَحوالاً نحو جاء رَكضاً.
ووردت الماء والشيء التِقاطاً إِذا هجمت عليه بغتة ولم تحتسبه.
وحكى ابن الأَعرابي: لقيته لِقاطاً مُواجَهة.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَن رجلاً من تميم التقط شَبكة فطلب أَن يجعلها له؛ الشَّبَكةُ الآبارُ القَريبةُ الماء، والتِقاطها عُثُورُه عليها من غير طلب.
ويقال في النِّداء خاصة: يا مَلْقَطانُ، والأُنثى يا مَلْقطانة، كأَنهم أَرادوا يا لاقِط.
وفي التهذيب: تقول يا ملقطان تعني به الفِسْلَ الأَحمق.واللاقِطُ: المَولى.
ولقط الثوبَ لَقْطاً: رقَعَه.
ولقِيط: اسم رجل.
وينو مِلْقَطٍ: حَيّانِ.

سبط (العباب الزاخر) [0]


شَعَر سَبَطٌ -بالتحّريك- وسبطِ -مثالُ كتفٍ- وسبْط -بالفتحْ-: أي مُسْترْسلّ غير جعدٍ لا حجنةَ فيه.
وكان شَعرَ رُسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لا جعدْاً ولا سبطاً.
وقد سبطِ شعرهُ -بالكسرْ- يسبطُ سبطاً الرّجلُ -بالضمُ- سبوْطاص وسبوطةّ وسباطةَ من قوْم سباطٍ، قال:
هل يروْياً ذَوْدَك نزْعّ معدُ      وساقيانِ سبطّ وجـعـدُ

آخرُ قالت سلَيْمى:
لا أحِبَّ الـجـعْـديْنْ      ولا السباطَ إنهم مناتيْنْ

ورجلّ سبطْ الجسمِ وسبطِ الجسمِ -مثال فخذٍ وفخذٍ-: إذا كان حسن القدّ والاسْتواءِ، قال:
فجاءَتْ به سبطْ العظام كأنَّما      عمِامتهُ بين الرّجالِ لـواءُ

وسبطةُ بن المنذرِ السّلْيحيّ كان يلي جبايةَ بني سَلْيحٍ. والسبطُ -بالتحريكِ-: نَبْتّ، وقال أبو عبيدٍ: السبطُ: النصيّ مادامَ رطباً . . . أكمل المادة فإذا يبسَ فهو الحليّ، وقال الدّينوري: قال أبو زيادٍ: من الشجرٍ السبطُ ومنبتهُ الرّمالُ؛ سلُبّ طوالّ في السماءِ دقاق العيْدانِ تأكله الغنمّ والإبلُ ويحتشه الناسُ فَيبْيعونهَ على الطرقّ؛ وليس له زهرة ولاشوْكة؛ وله ورَقً دقاقِ على قدْرِ الكرّاث أولّ ما يخرجُ الكرّاثُ.
وفي تصداقَ مناَبتهِ من الرّمْل قال ذو الرمةّ:
بين النهارّ وبين اللّيلْ من عَقدٍ      على جوانبه الأسْباطُ والهدَبُ


والبسط -أيضاً-: مماّ إذا جفّ ابيضْ وأشبهَ الشّيْب؛ بمنزلة الثغام، ولذلك قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلَمة بن عامرِ بن هرْمةَ:
رأتْ شمطاً تخصّبه المـنـايا      شواةَ الرّأس كالسّبِط المحْيلِ

قال: وزَعَم بعضُ الرواةِ أن أن العَربَ تقولُ: الصليانُ خبزُ الإبلِ والسبطُ، قال وأخْبرني أعرابيّ من عنزةَ قال: السبطُ نباتهُ نباتُ الدخنِ الكبارِ دونَ الذرِة وله حبَ كحبُ البزْرِ لا يخرجُ من أكمتهِ إلاّ بالدقُ، والناسُ يسْتخرجونهِ ويأكُلونهَ خبزا وطبْخاً. وقال غيره: أرضّ مسْبطة: كثيرةُ السبطِ. وقال اللْيثُ: السبطانةَ: قناةُ جوْفاءُ مضروْبةّ بالعقَبِ يرمىْ فيها بسهامٍ صغارٍ تنفخُ نفخاً فلا تكادُ تخطي. وسباطِ -مثالُ-: اسْمّ للحمّى، قال المتنّخلُ الهذليّ:
أجزْتُ بقتيةٍ بيضْ خفافٍ      كأنهمُ تملهمُ سـبـاطِ

ويقال: سباطِ حمىً نافّض، يقال: سبِطَ -على ما لم يسُمّ فاعله-: إذا حُمّ، وذلك أنَّ الإنسان يسبط إذا أخذتهْ أي يتمددُ ويستْرْخي وسباطُ وشباطُ -بالسينّ والشين وبالضمّ فيهما-: اسْمُ شهرٍ من الشّهور بالرّوِميةْ، ذكر ذلك أبو عمر الزّاهد في يلاقوتهِ الجلْعَمِ وقال: يصْرَفُ ولا ممَطْبخةُ يصْرفُ. والبساطة: الكناسةُ، وروى المغيرةُ بن شعْبة: أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أتى سباطة قومٍ فبالَ قائماً وتوضأ ومسحَ على ناصيته وخفيهْ، وإنما بالَ قائماً لجرحٍ كان بمأبضه.
وهي الكناسة التي تطرحَ كلّ يومٍ بأفنيةِ البيوتِ فَتكثرُ: من: سبطَ عليه العطاءَ: إذا تابعه وأكثره. والسّاباطُ: سقْيفَةً بين حائطيْنِ تحتهْا طريقّ،والجمعُ: سوابيطُ وساباطاتّ، وفي المثلِ: أفارَغُ من حجام ساباطَ، قال الأصمعيُّ: هو ساباطُ كسْرى بالمدَائن: وهو بالعجميةَ بلاسْ أبادْ، قال:
وبلاسُ اسْمُ رجلٍ،من الموتٍ ربهُ      بساباطَ حتىّ مات وهو محزرَقُ

ويروْى: "فأصْبحَ لم يمنعْه كيْدّ وحْيّةَ بساباط"، ويرْوى: "محرزق"، يذكر النعمانَ بن المنذرِ وكان أبروِيْز حبسهَ بساباط ثمّ ألقاه تحت أرجلِ الفيلةِ. وحَجّامُ ساباطَ: كان حجّاماً مُلازِماً ساباطَ المدائنِ؛ فإذا مّر به جندّ قد ضرب عليهم البعْثُ حجَمهم نَسيْئةً بِدانقٍ واحدٍ إلى وَقْتِ قُفوْلهم، وكان معَ ذلك يمرّ عليه الأسبوعُ والأسبوعانِ ولا يدْنو منه أحدّ، فَعْند ذلك كان يخرجُ أمّة فَيحْجمها ليريّ الناسَ أنه غيرُ فارغٍ ولئلاّ يقرعَ بالبطالةِ، فما زالّ ذلك دَأبه حتى أنزْفَ دمهاَ فماتتْ فجاءَةُ، فصارَ مثلاً، قال:
مَطْبخهُ قفْرً وطباخـهُ      أفْرَغُ من حَجامِ ساباطِ

وقيل: انه حجمَ كِسْرى أبرويزَ مرّةً في سَفرِه ولم يعدْ: لأنه أغْناه عن ذلم. وساباطُ: بليْدَة بما وراءَ النهرِ. والسبطْ: واحدُ الأسْباطِ، وهم وَلدُ الوَلدِ. والحسنُ والحسْينُ -رضيَ الله عنهما-: سِبْطا رَسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقال الأزهري: الأسْبّاطُ في بنيَ إسحاق: بمنزلة القبائل في بنيَ إسماعيل -صلواتُ الله عليهما-، يقال: سموْا بذلك ليفَصلَ بين أولادِهما. قال: ومعنىْ القبيلةِ معْنى الجماعةِ، يقال لكل جماعةٍ من أبٍ ولأمٍ: قبيلةّ، ويقال لكل جمع من آباءٍ شَتّى: قبيلّ وهو شجرةَ لها أغْصان كثيرةُ وأصْلُها واحدّ كأنّ الوالدَ بمنزلةِ الشّجرة والأولاد بمنزلة أغُصانهاِ. وفي حديث النبي: -صلى الله عليه وسلم-: حسيّنْ منيّ وأنا من حُسيْنٍ؛ أحبّ الله منْ أحب حسيْناً، حسينّ سبطّ من الأسْباط. قال أبو بكر: أي الأعْرابيّ عن الأعْرابيّ عن الأسْباطُ فقال:هم خاصةُ الأوْلاد. والأسْباطُ من بني إسرائيل كالقبائل من العرب.
وقوله تعالى: (وقطعْناهم اثْنتيْ عشرةَ أسْباطاً أمماّ) فإنما أنث لأنه أرادَ اثنتي عشرةَ فرقةً،ثم أخْبر أنّ الفارق أسبْاطّ، وليس الأسباطُ بتفسْير ولكنه بدلّ من اثنتي عشرة، لأن التفسير لا يكونُ إلاّ واحداً منكوْراً كقولك: اثنا عشر درهماً ولا يجوز دراهم. وقال ابن دريدٍ: غلطَ العجاج أو روبة فقال:
كأنه سبط من الأسباط      أرادَ رجــــلاً،

وهذا غلط. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب: لرؤبة أرْجوزة أولها:
مجْهولةٍ تغْتالُ خَطوَ الخاطي     



والمشَطورُ الذي شكّ ابن دريدٍ في قائلهِ من هذه الأرجوزة. ورجلّ سبطِ بالمعارْف: إذا كان سَهْلاً. وقال شمر: مطر سبطّ: أي متدارك سحّ، وسباطته: سعته وكثرتهُ، قال القطاميّ:
صَافتْ تعمجُ أعْناق السيولِ به      من باكرٍ سبطٍ أو رائحٍ يبلُ

أرادَ بالسبطِ: المطرَ الواسعَ الكثيرَ.
وإذا كان الرجلُ سْمعَ الكفينِ قيل: إنهَ لسبطُ الكفينِ. وسبْسَطيةُ: بلدّ من نواحي فلسطين من أعمالِ نابلس فيه قبرُ زكرياءَ ويحيى -صلوات الله عليهما- وأسْبطَ: أطَرقَ وسكنَ. وأسَبط في نوَمهِ: غَمّض وأسْبطَ عن الامْرِ: تغابي وقولهم: مالي أراك مَسْبطاً: أي مدلياً رأسكَ كالمهتمّ مستْرخيَ البدنِ.
وأسْبطَ: أي امتْدّ وانْبسطَ من الضربْ، ومنه حدَيث عائشة -رضي الله عنها-: أنها كانت تضرّبُ اليَتيم يكون في حجرْهاِ حتىّ يسبِط: أي يمتدّ على وَجْه الأرضِ. يقال: دَخْلتُ على المريضِ فتركْتهُ مُسْبطاً: أي ملقى لا يتحركُ ولا يتكلُم، قال:
قد لبِثَتْ من لذّضةِ الخلاَطِ      قد أسْبطتْ وأيما إسباطِ

يعْني امرأةً أتيتْ فلما ذاقَتِ العسْيلة مدتْ نفسها على الأرْض. والتسْبيطُ في النّاقةِ كالرحاَع.
ويقالُ أيضاً: سبطتٍ النعْجةُ: إذا أسْقَطتْ.
وقال أبو زَيدٍ: يقال للنّاقةِ إذا ألقتْ ولدها قبلَ أن يسْتَبيْنَ خلْقُه: قد سبطتْ، وكذلك قاله الأصمعي. والترْكيبُ يدلّ على امتْدادِ الشْيءِ.