المصادر:  


شَصا (القاموس المحيط) [0]


شَصا بَصَرُهُ شُصُوًّا: شَخَصَ، وأشْصاهُ،
و~ السَّحابُ: ارْتَفَعَ،
و~ القِرْبَةُ: مُلِئَتْ ماءً، فارْتَفَعَتْ قَوائِمُها.
والشاصِلَّى: في اللامِ، ووَهِمَ الجوهرِيُّ.
والشَّصْوُ: الشِّدَّةُ.

الحرس (المعجم الوسيط) [0]


 الدَّهْر وَالْوَقْت الطَّوِيل مِنْهُ يُقَال مضى عَلَيْهِ حرس من الدَّهْر (ج) أحرس الحرس:  الحراس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَأَنا لمسنا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا ملئت حرسا شَدِيدا وشهبا} وَالَّذين يرتبون لحفظ السُّلْطَان وحراسته 

شصا (المعجم الوسيط) [0]


 السَّحَاب شصوا ارْتَفع والقربة ملئت مَاء فارتفعت قَوَائِمهَا وبصره شخص وعينه شخصت كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْك وَإِلَى آخر وَالْمَيِّت شصوا وشصيا انتفخ فارتفعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ فَهُوَ شاص وَهِي شاصية (ج) شواص 

جحد (لسان العرب) [0]


الجَحْدُ والجُحُود: نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة، جَحَدَهُ يَجْحَدُه جَحْداً وجُحوداً. الجوهري: الجُحودُ الإِنكار مع العلم. جَحَدَه حقَّه وبحقه.
والجَحْدُ والجُحْدُ، بالضم، والجحود: قلة الخير.
وجَحِدَ جَحَداً، فهو جَحِدٌ وجَحْدٌ وأَجْحَدُ إِذا كان ضيقاً قليل الخير. الفراء: الجَحْدُ والجُحْدُ الضيق في المعيشة. يقال: جَحِدَ عَيْشُهم جَحَداً إِذا ضاق واشتدَّ؛ قال: وأَنشدني بعض الأَعراب في الجَحد: لئن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مائراً، لقد غَنِيَتْ في غير بُوسٍ ولا جَحْدِ والجَحَدُ، بالتحريك: مثله؛ يقال: نَكَداً له وجَحَداً وأَرض جَحْدَة: يابسة لا خير فيها.
وقد جَحِدَت وجَحِدَ النبات: قلَّ ونكد.
والجَحْد: القلة من كل شيءٍ، وقد جُحِدَ.
ورجل جَحِدٌ وجَحْدٌ: كقولهم نَكِدٌ ونَكْدٌ. قليل المطر.
وجَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ . . . أكمل المادة ولم يَطُلْ. أَبو عمرو: أَجْحَدَ الرجل وجَحَدَ إِذا أَنْفَضَ وذهب ماله؛ وأَنشد الفرزدق: وبَيْضاءَ من أَهل المدينة لم تَذُقْ يَبِيساً، ولم تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ قال ابن بري: أَورده شاهداً على مُجْحِدٍ للقليل الخير، وصوابه: لبيضاء من أَهل المدينة؛ وقبله: إِذا شئتُ غَنَّاني، من العاج، قاصِفٌ على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفرس جَحْدٌ والأُنثى جَحْدَةٌ، وهو الغليظ القصير، والجمع جِحاد. شمر: الجُحاديَّة قربة ملئت لبناً أَو غَرارة ملئت تمراً أَو حنطة؛ وأَنشد: وحتى ترى أَن العَلاة تُمِدُّها جُحاديَّةٌ، والرائحاتُ الرواسمُ وقد مضى تفسيره في ترجمة عَلأَ.
وجُحادةُ: اسم رجل.
والجُحاديُّ: الضخم، حكاه يعقوب، قال والخاء لغة.

سجر (الصّحّاح في اللغة) [0]


سَجَرْتُ التَنُّورَ أَسْجُرُهُ سَجْراً، إذا أَحْمَيْتَه وسُجِرْتُ النَهْرَ: مَلأْتُهُ.
وسَجَرَت الثِمادُ إذا مُلِئَتْ من المَطَرِ، وذلك الماءُ سُجْرَةٌ، والجمع سُجَر.
ومنه البحر المسَجور.
والسَجورُ: ما يُسْجَر به التَنُّورُ.
وسَجيرُ الرَجُل: صَفِيُّهُ وخَليله؛ والجمع السُجَراء.
والمَسْجور: اللبن الذي ماؤه أكثر منه.
والساجِرُ: الموضع الذي يأتي عليه السَيْلُ فيملؤه.
والساجور: خَشَبة تُجْعَلُ في عُنُقِ الكلب. يقال: كلبٌ مُسَوْجَرٌ.
وسَجَرَتِ الناقَةُ تَسْجُرُ سَجْراً وسُجوراً، إذا مَدَّت حَنينَها. قال الشاعر:
بَعْضَ الحَنينِ فإنَّ سَجْرَكِ شائِقي      حَنَّتْ إلى بَرْقٍ فقلتُ لها قِـرى

واللؤلؤ المَسْجورُ: المنظومُ المسترسِل.
وأنشد أبو زيد:
سِلْكِ النِظامِ فَخانَهُ النَظْـمُ      كاللُؤْلُؤِ المَسْجورِ أُعْقِلَ في

وعَيْنٌ سَجْرَاءُ، بيِّنة السَجَر، إذا خالط بَياضَها حُمْرَةٌ.
والأَسْجَرُ: الغَديرُ الحُرُّ الطين. قال الشارع متمِّم بن . . . أكمل المادة نويرة:
مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ      بِعَريضِ ساريةٍ أَدَرَّتْهُ الصَبـا

الأصمعي: شَعَرٌ مُنْسَجِرٌ، وهو المُسْتَرْسِلُ.
وقال:
      إذا ما انُثَنى شَعْرُها المُنْسَجِرْ

وانسَجَرتِ الإبِلُ في السَيْر: تَتَابَعَتْ.

المَشُّ (القاموس المحيط) [0]


المَشُّ: الخَلْطُ حتى يَذُوبَ، ومَسْحُ اليَدِ بالشيءِ لتَنْظيفِها وقَطْعِ دَسَمِها، والخُصُومَةُ، ومَصُّ أطْرافِ العِظامِ،
كالتَّمَشُّشِ، وأخْذُ مالِ الرَّجُلِ شيئاً بعد شيءٍ، وحَلْبُ بعضِ لَبَنِ الناقَةِ.
والمَشوشُ: ما تُمَشُّ به اليَدُ.
والمَشَشُ، محرَّكةً: شيءٌ يَشْخَصُ في وَظِيفِ الدابَّةِ حتى يَشْتدَّ دونَ اشْتِدادِ العَظْمِ، وقد مَشِشَتْ هي، بالكسر، ولا نَظيرَ لها سِوَى لَحِحَتْ، وبَياضٌ يَعْتَرِي الإِبِلَ في عُيُونِها، وهو أمَشُّ، وهي مَشَّاءُ.
والمُشاشَةُ، بالضم: رأسُ العَظْمِ المُمْكِنِ المَضْغِ
ج: مُشاشٌ، والأرضُ الصُّلْبَةُ تُتَّخذُ فيها رَكايَا، ومن وَرائِها حاجِزٌ، فإِذا مُلِئَت الرَّكِيَّةُ، شَرِبَت المُشاشَةُ الماءَ. فكُلَّما اسْتُقِيَ منها دَلْوٌ، جَمَّ مَكانَها أُخْرَى، وجَوْفُ الأرضِ، والطَّريقَةُ فيها حِجارَةٌ خَوَّارَةٌ، وتُراب، وجَبَلُ . . . أكمل المادة الرَّكِيَّة الذي فيه نَبْطُها يَتَحَلَّبُ أبداً.
وكغُرابِ: الأرضُ اللَّيِّنَةُ، والنَّفْسُ، والطَّبِيعَةُ، والأصْلُ، والخَفيفُ الظَّريفُ، والخَدَّامُ في السَّفَرِ والحَضَرِ.
وأمَشَّ العَظْمُ: أمَخَّ،
و~ السَّلَمُ: خَرَجَ ما يَخْرُجُ من أطْرافِهِ ناعماً رَخْصاً.
والتَّمْشيشُ: اسْتِخْراجُ المُخِّ.
وامْتَشَّ المُتَغَوِّطُ: اسْتَنْجَى بِحَجَرٍ أو مَدَرٍ،
و~ ما في الضَّرْعِ: أخَذَ جَميعَهُ،
و~ المَرْأةُ حُلِيَّها: قَطَعَتْها عن لَبَّتِها.
والمِمْتَشُ، كمِنْبَرٍ: اللصُّ الخارِبُ.
وهل انْمَشَّ لكَ شيءٌ؟ : حَصَلَ.
والمَشْمَشَةُ: نَقْعُ الدَّواءِ، والخِفَّةُ، والسُّرْعَةُ.
والمِشْمِشُ، ويُفْتَحُ: ثَمَرٌ م، قَلَّما يوجَدُ شيءٌ أشَدُّ تَبْريداً لِلمَعِدةِ منه وتَلْطيخاً وإضْعافاً، وبعضُهم يُسَمِّي الإِجَّاصَ مِشْمِشاً.
وأطْعَمَه هَشًّا مَشًّا: طَيِّباً.
ومِشاشٌ، بالكسر: اسمٌ.

سجر (لسان العرب) [0]


سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً وسُجوراً وسَجَّرَه: ملأَه.
وسَجَرْتُ النهَرَ: ملأْتُه.
وقوله تعالى: وإِذا البِحارُ سُجِّرَت؛ فسره ثعلب فقال: مُلِئَتْ، قال ابن سيده: ولا وجه له إِلا أَن تكون مُلِئَت ناراً.
وقوله تعالى: والبحرِ المَسْجُورِ؛ جاء في التفسير: أَن البحر يُسْجَر فيكون نارَ جهنم.
وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ: امتلأَ.
وكان علي بن أَبي طالب، عليه السلام، يقول: المسجورُ بالنار أَي مملوء. قال: والمسجور في كلام العرب المملوء.
وقد سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته؛ قال لبيد: مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلاَّمُها وقال في قوله: وإِذا البِحارُ سُجِّرَت؛ أَفضى بعضها إِلى بعض فصارت بحراً واحداً.
وقال الربيع: سُجِّرَتْ أَي فاضت، وقال قتادة: ذَهَب ماؤها، وقال كعب: البحر جَهنم يُسْجَر، وقال . . . أكمل المادة الزجاج: قرئ سُجِّرت وسُجِرَت، ومعنى سُجِّرَت فُجِّرَت، وسُجِرَت مُلِئَتْ؛ وقيل: جُعِلَت مَبانِيها نِيرانَها بها أَهْلُ النار. أَبو سعيد: بحر مسجورٌ ومفجورٌ.
ويقال: سَجَّرْ هذا الماءَ أَي فَجّرْه حيث تُرِيدُ.
وسُجِرَت الثِّماد (* قوله: «وسجرت الثماد» كذا بالأَصل المعوّل عليه ونسخة خط من الصحاح أَيضاً، وفي المطبوع منه الثمار بالراء وحرر، وقوله وكذلك الماء إلخ كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح وذلك وهو الأولى). سَجْراً: مُلِئت من المطر وكذلك الماءُ سُجْرَة، والجمع سُجَر، ومنه البحر المسجور.
والساجر: الموضع الذي يمرّ به السيل فيملؤه، على النسب، أَو يكون فاعلاً في معنى مفعول، والساجر: السيل الذي يملأ كل شيء.
وسَجَرْت الماء في حلقه: صببته؛ قال مزاحم: كما سَجَرَتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ، بِيُمْنَى يَدَيْها، مِنْ قَدِيٍّ مُعَسَّلِ القَدِيُّ: الطَّيِّبُ الطَّعْمِ من الشراب والطعام.
ويقال: (* قوله: «ويقال إلخ» عبارة الأساس ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مر به السيل فملأه).
وَرَدْنا ماءً ساجِراً إذا ملأَ السيْلُ.
والساجر: الموضع الذي يأْتي عليه السيل فيملؤه؛ قال الشماخ: وأَحْمَى عليها ابْنَا يَزِيدَ بنِ مُسْهِرٍ، بِبَطْنِ المَراضِ، كلَّ حِسْيٍ وساجِرِ وبئر سَجْرٌ: ممتلئة والمَسْجُورُ: الفارغ من كل ما تقدم، ضِدٌّ؛ عن أَبي علي. أَبو زيد: المسجور يكون المَمْلُوءَ ويكون الذي ليس فيه شيء. الفراء: المَسْجُورُ اللبنُ الذي ماؤه أَكثر من لبنه.
والمُسَجَّرُ: الذي غاض ماؤه.
والسَّجْرُ: إيقادك في التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً.
والسَّجُورُ: اسم الحَطَب.
وسَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده وأَحماه، وقيل: أَشبع وَقُودَه.
والسَّجُورُ: ما أُوقِدَ به.
والمِسْجَرَةُ: الخَشَبة التي تَسُوطُ بها فيه السَّجُورَ.
وفي حديث عمرو بن العاص: فَصَلِّ حتى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظَلُّه ثم اقْصُرْ فإِن جهنم تُسْجَرُ وتُفتح أَبوابُها أَي توقد؛ كأَنه أَراد الإِبْرادَ بالظُّهر لقوله، صلى الله عليه وسلم: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شِدَّةَ الحرّ من فَيْحِ جهنم، وقيل: أَراد به ما جاء في الحديث الآخر: إِنّ الشمس إِذا استوتْ قارَنَها الشيطانُ فإِذا زالت فارَقَها؛ فلعل سَجْرَ جهنم حينئذٍ لمقارنة الشيطانِ الشمسَ وتَهْيِئَتِه لأَن يَسْجد له عُبَّادُ الشمس، فلذلك نهى عن ذلك في ذلك الوقت؛ قال الخطابي، رحمه الله تعالى: قوله تُسْجَرُ جهنم وبين قرني الشيطان وأَمثالها من الأَلفاظ الشرعية التي ينفرد الشارع بمعانيها ويجب علينا التصديقُ بها والوُقوفُ عند الإِقرار بصحتها والعملُ بِمُوجَبِها.
وشَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَمَسْجُورٌ (* قوله: «ومسجور» في القاموس مسوجر، وزاد شارحه ما في الأصل): مسترسل؛ قال الشاعر: إِذا ما انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ وكذلك اللؤلؤُ لؤلؤٌ مسجورٌ إِذا انتثر من نظامه. الجوهري: اللؤلؤُ المَسْجُورُ المنظومُ المسترسل؛ قال المخبل السعدي واسمه ربيعة بن مالك: وإِذ أَلَمَّ خَيَالُها طَرَفَتْ عَيْني، فماءُ شُؤُونها سَجْمُ كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغفِلَ في سِلْكِ النِّظامِ، فخانه النَّظْمُ أَي كأَنَّ عيني أَصابتها طَرْفَةٌ فسالت دموعها منحدرة، كَدُرٍّ في سِلْكٍ انقطع فَتَحَدَّرَ دُرُّه؛ والشُّؤُونُ: جمعُ شَأْنٍ، وهو مَجْرَى الدمع إِلى العين.
وشعر مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ.
وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً: أَرسله، والمُسَجَّرُ: الشعَر المُرْسَل؛ وأَنشد: إِذا ثُني فَرْعُها المُسَجَّر ولؤلؤة مَسْجُورَةٌ: كثيرة الماء. الأَصمعي: إِذا حنَّت الناقة فَطَرِبَتْ في إِثر ولدها قيل: سَجَرَت الناقةُ تَسْجُرُ سُجوراً وسَجْراً ومَدَّتْ حنينها؛ قال أَبو زُبَيْد الطائي في الوليد بن عثمان بن عفان، ويروى أَيضاً للحزين الكناني: فإِلى الوليدِ اليومَ حَنَّتْ ناقتي، تَهْوِي لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ حَنَّتْ إِلى بَرْقٍ فَقُلْتُ لها: قُرِي بَعْضَ الحَنِينِ، فإِنَّ سَجْرَكِ شائقي (* قوله: «إلى برق» كذا في الأَصل بالقاف، وفي الصحاح أَيضاً.
والذي في الأَساس إلى برك، واستصوبه السيد مرتضى بهامش الأصل). كَمْ عِنْدَه من نائِلٍ وسَماحَةٍ، وشَمائِلٍ مَيْمُونةٍ وخَلائق قُرِي: هو من الوَقارِ والسكون، ونصب به بعض الحنين على معنى كُفِّي عن بعض الحنين فإِنَّ حنينك إِلى وطنك شائقي لأَنه مُذَكِّر لي أَهلي ووطني.
والسَّمالِقُ: جمعُ سَمْلَق، وهي الأَرض التي لا نبات بها.
ويروى: قِرِي، من وَقَرَ.
وقد يستعمل السَّجْرُ في صَوْتِ الرَّعْدِ.
والساجِرُ والمَسْجُورُ: الساكن. أَبو عبيد: المَسْجُورُ الساكن والمُمْتَلِئُ معاً.والساجُورُ: القِلادةُ أَو الخشبة التي توضع في عنق الكلب.
وسَجَرَ الكلبَ والرجلَ يَسْجُرُه سَجْراً: وضع الساجُورَ في عنقه؛ وحكى ابن جني: كلبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صح ذلك فشاذٌّ نادر. أَبو زيد: كتب الحجاج إِلى عامل له أَنِ ابْعَثْ إِليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً أَي مُقَيَّداً مغلولاً.
وكلب مَسْجُورٌ: في عنقه ساجورٌ.
وعين سَجْراءُ: بَيِّنَةُ السَّجَرِ إِذا خالط بياضها حمرة. التهذيب: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ حُمْرَةٌ في العين في بياضها، وبعضهم يقول: إِذا خالطت الحمرة الزرقة فهي أَيضاً سَجْراءُ؛ قال أَبو العباس: اختلفوا في السَّجَرِ في العين فقال بعضهم: هي الحمرة في سواد العين، وقيل: البياض الخفيف في سواد العين، وقيل: هي كُدْرَة في باطن العين من ترك الكحل.
وفي صفة علي، عليه السلام: كان أَسْجَرَ العين؛ وأَصل السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدْرَةُ. ابن سيده: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ أَن يُشْرَبَ سوادُ العين حُمْرَةً، وقيل: أَن يضرب سوادها إِلى الحمرة، وقيل: هي حمرة في بياض، وقيل: حمرة في زرقة، وقيل: حمرةٌ يسيرة تُمازج السوادَ؛ رجل أَسْجَرُ وامرأَة سَجْراءُ وكذلك العين.
والأَسْجَرُ: الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ؛ قال الشاعر: بِغَرِيضِ ساريةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا، من ماء أَسْجَرَ، طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ وغَدِيرٌ أَسْجَرُ: يضرب ماؤه إِلى الحمرة، وذلك إِذا كان حديث عهد بالسماء قبل أَن يصفو؛ ونُطْفَةٌ سَجْراءُ، وكذلك القَطْرَةُ؛ وقيل: سُجْرَةُ الماء كُدْرَتُه، وهو من ذلك.
وأَسَدٌ أَسْجَرُ: إِمَّا للونه، وإِما لحمرة عينيه.
وسَجِيرُ الرجل: خَلِيلُه وصَفِيُّه، والجمع سُجَرَاءٌ.
وسَاجَرَه: صاحَبَهُ وصافاه؛ قال أَبو خراش: وكُنْتُ إِذا سَاجَرْتُ منهم مُساجِراً، صَبَحْتُ بِفَضْلٍ في المُروءَةِ والعِلْم والسَّجِيرُ: الصَّدِيقُ، وجمعُه سُجَراء.
وانْسَجَرَتِ الإِبلُ في السير: تتابعت.
والسَّجْرُ: ضَرْبٌ من سير الإِبل بين الخَبَب والهَمْلَجَةِ.
والانْسِجارُ: التقدّمُ في السير والنَّجاءُ، وهو بالشين معجمة، وسيأْتي ذكره.
والسَّجْوَرِيُّ: الأَحْمَقُ.
والسَّجْوَرِيُّ: الخفيف من الرجال؛ حكاه يعقوب، وأَنشد: جاء يَسُوقُ الْعَكَرَ الهُمْهُومَا السَّجْوَرِيُّ لا رَعَى مُسِيمَا وصادَفَ الغَضْنْفَرَ الشَّتِيمَا والسَّوْجَرُ: ضرب من الشجر، قيل: هو الخِلافُ؛ يمانية.
والمُسْجَئِرُّ: الصُّلْبُ.
وساجِرٌ: اسم موضع؛ قال الراعي: ظَعَنَّ ووَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلامَةً، جَمَادَ قَسَا لَمَّا دعاهُنَّ سَاجِرُ والسَّاجُورُ: اسم موضع.
وسِنْجارٌ: موضع؛ وقول السفاح بن خالد التغلبي: إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، وساجِراً واللهِ لَنْ تَحُلّوهْ قال ابن بري: ساجراً اسم ماء يجتمع من السيل.

رذم (لسان العرب) [0]


رَذَمَ أنفُه يَرْذُمُ ويَرْذِمُ رَذْماً ورَذَماناً: قطر؛ قال كعب بن زهير: ما ليَ منها، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ومن أُوَيْسٍ، إذا ما أَنْفُهُ رَذَما وناقة راذِمٌ إذا دفعت باللبن.
والرَّذُومُ: السائل من كل شيء.
وقَصعة رَذُومٌ: مَلأى تصبّب جوانبُها حتى إن جوانبها لتَنْدى أو كأنها تَسيلُ دَسَماً لامتلائها، والجمع رُذُمٌ؛ قال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ يمدح عبد الله بن جُذْعانَ: له داعٍ بمكة مُشْمَعِلٌّ، وآخرُ فَوْقَ دارَتِه ينادي إلى رُذُمٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ الجوهري: وجِفانٌ رُذُمُ ورَذَمٌ مثل عَمُودٍ وعُمُدٍ وعَمَدٍ، ولا تقل رِذَمٌ، وقد رَذِمَتْ تَرْذَمُ رَذَماً وأَرْذَمَتْ، قال: وقلما يستعمل إلا بفعل مجاوز مثل . . . أكمل المادة أرْذَمَتْ؛ وقوله: أعني ابنَ لَيْلى عبدَ العزيزِ بِبا بِ الْيُونِ تَغْدُو جِفانُه رَذَما قال ابن سيده: كذا رواه الأصمعي، سماها بالمصدر، ورواه غيره رُذُماً جمع رَذُوم. قال أبو الهيثم: الرَّذُوم القَطُر من الدَّسَم، وقد رَذَمَ يَرْذِمُ إذا سال. الجوهري: رَذَمَ الشيءُ سال وهو ممتلئ.
وفي حديث عبد الملك بن عمير: في قُدور رَذِمة أي مُتَصَبِّبة من الامْتلاء.
والرَّذْمُ: القَطر والسَّيلان.
وجَفْنة رَذوم وجِفان رُذُم: كأنها تسيل دسماً لامتلائها.
وفي حديث عطاء في الكيل: لا دَقَّ ولا رَذْم ولا زَلْزَلَة؛ هو أن يملأ المِكيال حتى يجاوِز رأْسه.
وكِسْر رَذُوم: يسيل وَدَكُه؛ قال: وعاذِلةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلُومُني، وفي كفِّها كِسْرٌ أبَحُّ رَذُومُ الأَبحُّ: العظيم الممتلئ من المُخّ، والجفنة إذا ملئت شَحماً ولحماً فهي جَفنة رَذُوم، وجِفان رُذُم. ابن الأَعرابي: الرُّذُم الجفان الملأَى، والرُّذُم الأَعضاء المُمِخَّة؛ وأنشد غيره: لا يملأ الدلْوَ صُبابات الوَذَمْ، إلاّ سِجالٌ رَذَمٌ على رَذَمْ قال الليث: الرَّذَم ههنا الامتلاء، والرَّذَم الاسم، والرَّذْم المصدر، والرَّذْم والرُّذام الفَسْلُ.
وأرْذم على الخمسين: زاد.

الكُحْلُ (القاموس المحيط) [0]


الكُحْلُ، بالضم: المالُ الكثيرُ، والإِثْمِدُ،
كالكِحالِ،ككِتابٍ، وكلُّ ما وُضِعَ في العينِ يُشْتَفَى به.
وكُحْلُ السودانِ: البَشْمَةُ.
وكُحْلُ فارِسَ: الأنْزروتُ.
وكُحْلُ خَوْلانَ: الحُضُضُ.
وَكَحَلَ العينَ، كَمَنَعَ ونَصَرَ، فهي مَكْحولَةٌ وكَحِيلٌ، وكَحِيلَةٌ وكَحِلٌ، كخَجِلٍ، من أعْيُنٍ كَحْلَى وكحائلَ.
وكحَّلَها تَكْحيلاً.
والكَحَلُ، محرَّكةً: أن يَعْلُو مَنَابِتَ الأشْفارِ سَوادٌ خِلْقَةً، أو أن تَسْوَدَّ مَواضِع الكُحْلِ. كَحِلَ، كفرِحَ، فهو أكْحَلُ.
والكَحْلاءُ: الشديدةُ سَوادِ العينِ، أو التي كأَنها مَكحولَةٌ وإن لم تُكْحَلْ،
و~ من النِعاجِ: البَيْضاءُ السَّوْداءُ العَيْنَيْنِ، ونَبْتٌ مَرْعًى للنَحْلِ تَجْرُسُها، أو عُشْبَةٌ سُهْلِيَّةٌ لها وَرْدَةٌ حَسَنَةٌ، ولسانُ الثَّوْرِ،
كالكُحَيْلاءِ، وطائرٌ.
والكَحْلَةُ: . . . أكمل المادة خَرَزَةٌ للتأخيذِ أو للعَيْنِ،
كالكِحالِ، والكِحْلِ.
وبالضم: بَقْلَةٌ،
ج: أكاحِلُ، نادِرٌ.
وكَحْلَةٌ، مَعْرِفَةً: اسمٌ للسَّماءِ،
كالكَحْلِ وكُحْلَ.
وكحَلَتِ السنةُ، كمَنَعَ: اشْتَدَّتْ،
و~ السِنونَ القومَ: أصابَتْهُم.
وكَحْلٌ، ويُمْنَعُ: السَّنَةُ الشَّديدَةُ.
والكَحْلُ والإِكْحالُ: شِدَّةُ المَحْلِ.
واكْتَحَلَتِ الأرضُ بالنَّباتِ كَحَّلَتْ وتَكَحَّلَتْ وأكْحَلَتْ واكْحالَّتْ: وذلك حينَ تُرِي أوَّلَ خُضْرَةِ النَّباتِ.
والأكْحَلُ: عِرْقٌ في اليَدِ، أو هو عِرْقُ الحياةِ، ولا تَقُلْ عِرْقُ الأَكْحَلِ.
وكمِنْبَرٍ ومِفْتاحٍ: المُلْمُولُ يُكْتَحَلُ به.
والمِكْحالانِ: عَظْمانِ شاخِصانِ فيما يَلي باطِنَ الذِراعِ، أو هما عَظْما الوَرِكَيْن من الفَرَسِ.
وكزُبَيْرٍ: النَّفْطُ أو القَطِرانُ يُطْلَى به الإِبِلُ،
وع بالجزيرَةِ.
وكجُهَيْنَة: ع.
ومُكْحُلْ مُكْحُلْ، بضمهما: دُعاءٌ للنَعْجَةِ إلى الحَلْبِ، أي: كأنها مُكْحُلَةٌ مُلِئَتْ كُحْلاً منْ سَوادِها.
وكُحْلُ كُحَيْلَه، بضمهما: زَجْرٌ لها، أي سودُ سُوَيْدَه، وكقُفْلٍ: ع.
وكُحْلان، بالضم: ابنُ شُرَيْحٍ أبو قَبيلَةٍ.
ومَكْحولٌ: مَوْلًى للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والتابِعِيُّ الدِمَشْقِيُّ فقيهُ الشامِ، وفَرَسُ عليِّ ابنِ شَبيبٍ الأزْدِيِّ.
وكَحَلَةُ، محرَّكةً: ماءٌ لجُشَمَ.
والمُكْحُلَةُ: ما فيه الكُحْلُ، وهو أحَدُ ما جاءَ بالضم من الأَدَواتِ.
وتَمَكْحَلَ: أخَذَ مُكْحُلَةً.
واكْتَحَلَ: وَقَعَ في شِدَّةٍ.

ثمد (لسان العرب) [0]


الثَّمْدُ والثَّمَدُ: الماء القليل الذي لا مادّ له، وقيل: هو القليل يبقى في الجَلَد، وقيل: هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف.
وفي بعض كلام الخطباء: ومادَّةٌ من صحة التَّصَوُّرِ ثَمِدَةٌ بَكِئَةٌ، والجمع أَثْمادٌ.
والثِّمادُ: كالثَّمَدِ؛ وفي حديث طَهْفَة: وافْجُرْ لهم الثَّمَدَ، وهو بالتحريك، الماء القليل أَي افْجُرْهُ لهم حتى يصير كثيراً؛ ومنه الحديث: حتى نزل بأَقصى الحديبية على ثَمَدٍ؛ وقيل: الثِّمادُ الحُفَرُ يكون فيها الماءُ القليل؛ ولذلك قال أَبو عبيد: سُجِرَتِ الثِّمادُ إِذا ملئت من المطر، غير أَنه لم يفسرها. قال أَبو مالك: الثَّمْدُ أَن يعمد إِلى موضع يلزم ماء السماءِ يجعَلُه صَنَعاً، وهو المكان يجتمع فيه . . . أكمل المادة الماء، وله مسايل من الماءِ، ويحفِرَ في نواحيه ركايا فيملؤُها (* قوله «فيملؤها» كذا في نسخة المؤلف بالرفع والأحسن النصب.) من ذلك الماءِ، فيشرب الناس الماءَ الظاهر حتى يجف إِذا أَصابه بَوارِحُ القَيظ وتبقى تلك الركايا فهي الثِّمادُ؛ وأَنشد: لَعَمْرُكَ، إِنِّني وطِلابَ سَلْمَى لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا والظَّنون: الذي لا يوثق بمائه. ابن السكيت: اثْتَمَدْتُ ثَمَداً أَي اتخذت ثَمَداً، واثَّمَدَ بالإِدغام أَي ورد الثَّمَدَ؛ ابن الأَعرابي: الثَّمَدُ قَلْتٌ يجتمع فيه ماءُ السماءِ فيشرب به الناس شهرين من الصيف، فإِذا دخل أَول القيظ انقطع فهو ثَمَدٌ، وجمعه ثِماد.
وثَمَدَهُ يَثْمِدُه ثَمْداً واثَّمَدَهُ واسْتَثْمَدَهُ: نَبَثَ عنه التراب ليخرج.
وماءٌ مَثْمود: كثر عليه الناس حتى فني ونَفِدَ إِلا أَقلَّه.
ورجل مثمود: أُلِحَّ عليه في السؤَال فأَعطى حتى نَفِدَ ما عنده.
وثَمَدَتْهُ النساء: نَزَفْنَ ماءه من كثرة الجماع ولم يبق في صلبه ماءٌ.والإِثْمِدُ: حجر يتخذ منه الكحْل، وقيل: ضرب من الكحل، وقيل: هو نفس الكحل، وقيل شبيه به؛ عن السيرافي؛ قال أَبو عمرو: يقال للرجل يَسْهَرُ ليله سارياً أَو عاملاً فلانٌ يجعل الليل إِثْمِداً أَي يسهر فجعل سواد الليل لعينيه كالإِثمد لأَنه يسير الليل كله في طلب المعالي؛ وأَنشد أَبو عمرو: كَمِيشُ الإِزارِ يَجْعَلُ الليلَ إِثْمِداً، ويَغْدُو علينا مُشْرِقاً غيرَ واجِمِ والثامِدُ من البَهْمِ حينَ قَرِمَ أَي أَكل.
وروضةُ الثَّمدِ: موضعٌ.
وثمودُ: قبيلة من العرب الأُول، يصرف ولا يصرف؛ ويقال: إِنهم من بقية عاد وهم قوم صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بعثه الله إِليهم وهو نبي عربي، واختلف القراءُ في إِعرابه في كتاب الله عز وجل، فمنهم من صرفه ومنهم من لم يصرفه، فمن صرفه ذهب به إِلى الحيّ لأَنه اسم عربي مذكر سمي بمذكر، ومن لم يصرفه ذهب به إِلى القبيلة، وهي مؤنثة. ابن سيده: وثمودُ اسم؛ قال سيبويه: يكون اسماً للقبيلة والحي وكونه لهما سواء. قال وفي التنزيل العزيز: وآتينا ثمود الناقة مبصرة؛ وفيه: أَلا إِن ثموداً كفروا ربهم.

شصا (لسان العرب) [0]


الفراء: الشُّصُوُّ من العَيْن مثل الشُّخُوصِ. يقال: شَصا بصَرهُ، فهو يَشْصُو شُصُوّاً.
وشَصَتْ عينهُ شُصُوّاً: شَخَصَت حتى كأَنه ينظرُ إليك وإلى آخر؛ قال: يا رُبَّ مُهْرٍ شاصِ، ورَبْرَبٍ خِماصِ، يَنْظُرْنَ مِن خَصاصِ، بأَعْيُنٍ شَواصِ، كفِلَقِ الرِّصاصِ وشَصا بصَرُه يَشْصُو شُصُوّاً: شَخَص.
وأَشْصاه صاحِبُه: رفَعَه.
وشَصا الإنسانُ وغيرهُ شُصُوّاً: قُطِعَت قَوائِمُه فارْتَفعتْ مَفاصِلُه، قال: والشاصي الذي إذا قُطِعتْ قوائمهُ ارْتَفعتْ مفاصِلُه أَبداً. اللحياني: شَصا الميِّتُ يَشْصُو شُصُوّاً انْتَفخَ وارْتَفعت يداهُ ورِجْلاه، فهو شاصٍ، وكذلك القرْبة إذا مُلِئتْ ماءً، والزِّقُّ إذا مُلِئَ خَمْراً ونحوَها من السَّيّال فارْتفَعتْ قوائِمهُ وشالَتْ؛ قال: وطَعْنٍ كفَم الزِّقِّ شَصا، والزِّقُّ مَلآنُ ويقال للزِّقاقِ المَمْلوءَةِ الشائِلةِ القَوائِمِ والقِرَبِ . . . أكمل المادة إذا كانت مَمْلوءَةً أَو نُفِخَ فيها فارْتَفعتْ قوائِمُها: شاصِيَةٌ، والجمع شَواصٍ وشاصِياتٌ؛ أَنشد أَبو عمرو: يا رَبَّنا لا تُخْفِضَنَّ عاصِيَهْ سَريعةَ المَشْي، طَيُورَ الناصِيَةْ (* قوله «لا تخفضن» هكذا في الأصل، وتقدم لنا في مادة اصي: لا تبقينّ). تَخافُها أَهلُ البُيوتِ القاصِيَهْ، تُسامرُ القوْمَ وتُضْحي شاصِيَهْ مِثْلَ الهَجينِ الأَحْمَرِ الجُراصِيَهْ، والإثْرُ والصَّرْبُ معاً كالآصِيَهْ وقال الأَخطل يصف زقاق خمر: أَناخُوا، فَجَرُّوا شاصِياتٍ كأَنها رِجالٌ من السُّودانِ لم يتَسَرْبَلُوا قال: وكذلك القِرَب والزِّقاقُ إذا كانت مَمْلوءَةً أو نُفِخَ فيها فارتفعتْ قوائِمُها وشالَتْ.
وكلُّ ما ارْتَفعَ فقد شصا. اللحياني: يقال للميت إذا انتفخ فارتفعت يداهُ ورجلاهُ: قد شَصَى يَشْصِي (* قوله «قد شصى يشصي إلخ» ضبط في المحكم والتهذيب والصحاح من باب رمى، وفي القاموس شصي كرضي، قال شارحه: وقد ضبط الفعل مثل رمى يرمي على ما هو في النسخ وصحح عليه فقول المصنف كرضي محل تأْمل). شُصِيّاً، فهو شاصٍ؛ حكاه عن الكسائي؛ قال ابن سيده: والمعروف يَشْصُو. المحكم: شَصا برِجْلِه شُصِيّاً رفَعها. الأَزهري: ويقال للشاصي شاظٍ، بالظاء، وقد شَظَى يَشْظي شُظِيّاً. اللحياني: شَطَى وشَظَى مثلُ ذلك (* قوله «اللحياني شطى وشظى مثل ذلك» ضبطهما في القاموس كرضي، وكتب عليهما شارحه بأنهما من حد رمى).
ومن أَمثال العرب: إذا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَدا معناه إذا أَلْقَى الرجُلُ لكَ نفْسَه وغَلَبْتَه فرَفَعَ رِجْلَيْهِ فاكْفُفْ يَدَك عنه، قال: ومعناه إذا سقَطَ ورفعَ رِجْليه فاكْفُفْ عنه. الليث: شَصَت السَّحابةُ تَشْصُو إذا ارْتفعت في نُشُوئِها، وشَصا السحاب. ابن الأَعرابي: الشَّصْوُ السِّواكُ، والشَّصْوُ الشِّدَّةُ.
والشاصِلَّى مثل الباقِلَّى (* قوله «والشاصلى مثل الباقلى» هكذا في الأصل والصحاح، وفي القاموس: والشاصلى بضم الصاد وفتح اللام المشددة). نبتٌ إذا شَدَّدْت قَصَرْت، وإذا خفَّفْتَ مددْتَ، ويقال له بالفارسية وكْرَاوَنْد.

طبع (لسان العرب) [0]


الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها الإِنسان.
والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي: الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري: ويجمع طَبْعُ الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه.
والطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي: الطَّبْعُ المِثالُ. يقال: اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه.
وحكى اللحياني: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي طَبِيعةٌ؛ وأَنشد: له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه.
وطبَع . . . أكمل المادة اللهُ الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم طبْعاً: خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها.
وفي الحديث: كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي يخلق عليها.
والطِّباعُ: ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر.
والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه.
والطَّبّاعُ: الذي يأْخذ الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً: عَمِلْت، والطَّبّاعُ: الذي يعمَلها.
والطبْعُ: الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه.
وفي نوادر الأَعراب: يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ وعليه يَطْبَعُ طبْعاً: ختم.
والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر: الخاتم الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة.
والطابِعُ والطابَعُ: مِيسَم الفرائض. يقال: طبَع الشاةَ.
وطبَع الله على قلبه: ختم، على المثل.
ويقال: طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير.
وقال أَبو إِسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال ا تعالى: أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل: كلاَّ بلْ رانَ على قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن الأَثير: كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد: الرَّيْنُ أَيسر من الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره.
وفي الحديث: من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدَّنَسُ، وأَصله من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ.
وفي حديث الدُّعاء: اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم، يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه.
وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع: مَلأَه.
وطِبْعُه: مِلْؤُه.
والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ فيه من شدّة مَلْئِه. قال: ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت.
وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه وتَدَفَّق.
والطِّبْعُ، بالكسر: النهر، وجمعه أَطباع، وقيل: هو اسم نهر بعينه؛ قال لبيد: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وقيل: الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل: الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قال الأَزهري: ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب.
والطِّبْعُ في بيت لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛ قال: وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم. قال الأَزهري: ويجمع الطِّبْعُ بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب.
وفي الحديث: أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها.
والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ.
وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ: مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي: عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ (* قوله «تسديناك» تقدم في مادة شجر تعديناك.) قال الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال: وأَنشد غيره: أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟ وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟ ويروى الجَلنْفَعهْ.
وقال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهري: وتكون المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها.
وقِربة مُطبَّعة طعاماً: مملوءة؛ قال أَبو ذؤيب: فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جرير: وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ، وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا قال ابن بري: هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ.
وطَبِعَ الثوبُ طَبَعاً: اتَّسَخَ.
ورجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء لا يستَحْيي من سَوأَة.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: لا يتزوج من الموالي في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ: لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ، وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛ قال: وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية: ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ، وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا قال: ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة: وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا، منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم.
والمُطَبَّع: الذي نُجِّسَ، والمَأْبيُّ: الماء الذي تأْبى الإِبل شربه.
وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع.
وطَبِعَ: بمعنى كَسِلَ.
وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل بالأَشياء الحُلْوة. قال الأَزهري: هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال: ويقال إِنها لحكيم بن مُعَيّة الرَّبَعِيّ: إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ، وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ، من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ، يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ، تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ وفي الحديث: نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد: الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك.
وكل شَينٍ في دِين أَو دُنيا، فهو طبَع.
وأما الذي في حديث الحسن: وسئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد، فقال: هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ، وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه.

قيض (لسان العرب) [0]


القَيْضُ: قِشرةُ البَيْضة العُلْيا اليابسةُ، وقيل: هي التي خرج فرْخُها أَو ماؤها كلُّه، والمَقِيضُ موضِعُها.
وتَقَيَّضَتِ البيضةُ تَقَيُّضاً إِذا تكسرت فصارت فِلَقاً، وانْقاضَت فهي مُنْقاضةٌ: تَصدَّعَت وتشقَّقت ولم تَفَلَّقْ، وقاضَها الفرْخُ قَيضاً: شقها، وقاضَها الطائرُ أَي شقها عن الفرخ فانقاضت أَي انشقّت؛ وأَنشد: إِذا شِئت أَن تَلْقَى مَقِيضاً بقَفْرةٍ، مُفَلَّقةٍ خِرْشاؤها عن جَنِينِها والقَيْضُ: ما تَفَلَّقَ من قُشور البيض.
والقَيْضُ: البيض الذي قد خَرج فرْخُه أَو ماؤُه كله. قال ابن بري: قال الجوهري والقَيْضُ ما تفلَّق من قُشور البيض الأَعلى، صوابه من قِشْر البيض الأَعلى بإفراد القشر لأَنه قد وصفه بالأَعلى.
وفي حديث عليّ، رضوان اللّه عليه: لا تكونوا كقَيْض بَيْضٍ . . . أكمل المادة في أَداحٍ يكون كسْرُها وِزْراً، ويخرج ضغانها (* قوله «ضغانها» كذا بالأَصل، وفي النهاية هنا حضانها.) شرّاً؛ القَيْضُ: قِشْر البيض.
وفي حديث ابن عباس: إِذا كان يوم القيامة مُدّتِ الأَرضُ مَدّ الأَديم وزِيدَ في سَعَتها وجُمع الخلقُ جِنُّهم وإِنْسُهم في صَعيدٍ واحد، فإِذا كان كذلك قِيضَتْ هذه السماء الدنيا عن أَهلها فنُثِرُوا على وجه الأَرض، ثم تُقاضُ السمواتُ سماء فسماء، كلما قِيضَت سماء كان أَهلُها على ضِعْفِ مَن تحتَها حتى تُقاضَ السابعةُ، في حديث طويل؛ قال شمر: قِيضَت أَي نُقِضَتْ، يقال: قُضْتُ البِناء فانْقاضَ؛ قال رؤبة: أَفْرخ قَيْض بَيْضِها المُنْقاضِ وقيل: قِيضت هذه السماء عن أَهلها أَي شُقَّتْ من قاضَ الفرْخُ البيضةَ فانْقاضَتْ. قال ابن الأَثير: قُضْتُ القارُورةَ فانْقاضَت أَي انْصَدَعَت ولم تَتَفَلَّقْ، قال: ذكرها الهروي في قوض من تَقْوِيضِ الخِيام، وأَعاد ذكرها في قيض.
وقاضَ البئرَ في الصخْرةِ قَيْضاً: جابَها.
وبئر مَقِيضةٌ: كثيرة الماء، وقد قِيضَتْ عن الجبلة.
وتَقَيَّضَ الجِدارُ والكَثِيبُ وانْقاضَ: تهدَّم وانْهالَ.
وانْقاضَت الرَّكِيَّةُ: تكسَّرت. أَبو زيد: انْقاضَ الجِدارُ انْقِياضاً أَي تصدّع من غير أَن يسقط، فإِن سقط قيل: تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً، وقيل: انْقاضَت البئرُ انْهارَت.
وقوله تعالى: جِداراً يُريد أَن يَنْقَضَّ، وقرئ: يَنْقاضَ ويَنْقاضَ، بالضاد والصاد، فأَمّا يَنْقَضَّ فيسقط بسرْعة من انقضاض الطير وهذا من المضاعف، وأَما يَنْقاضَ فإِنَّ المنذري روى عن أَبي عمرو انْقاضَ وانْقاضَ واحد أَي انشقّ طولاً، قال وقال الأَصمعي: المُنْقاضُ المُنْقَعِرُ من أَصله، والمُنْقاضُ المنشق طولاً؛ يقال: انْقاضَتِ الرَّكِيّةُ وانقاضَت السِّنّ أَي تشققت طولاً؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب: فِراقٌ كَقَيْضِ السنّ، فالصَّبْرَ إِنّه لكلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبورُ ويروى بالصاد. أَبو زيد: انْقَضَّ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً كلاهما إِذا تصدّع من غير أَن يسقُط، فإِن سقط قيل تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً، وتقَوَّضَ تقَوُّضاً وأَنا قوّضْتُه.
وانْقاضَ الحائطُ إِذا انهدمَ مكانه من غير هَدْمٍ، فأَمّا إِذا دُهْوِرَ فسقط فلا يقال إِلا انْقَضَّ انْقِضاضاً.
وقُيِّضَ: حُفِرَ وشُقَّ.
وقايَضَ الرجلَ مُقايضةً: عارضه بمتاع؛ وهما قَيِّضانِ كما يقال بَيِّعانِ.
وقايَضَهُ مُقايضةً إِذا أَعطاه سِلْعةً وأَخذ عِوَضَها سِلْعةً، وباعَه فرَساً بفرسَيْن قَيْضَيْن.
والقَيْضُ: العِوَضُ.
والقَيْضُ: التمثيلُ.
ويقال: قاضَه يَقِيضُه إِذا عاضَه.
وفي الحديث: إِن شئتَ أَقِيضُكَ به المُخْتارةَ من دُروعِ بدْر أَي أُبْدِلُكَ به وأُعَوِّضُكَ عنه.
وفي حديث معاوية: قال لسعيد بن عُثمان بن عفّان: لو مُلِئَتْ لي غُوطةُ دِمَشْقَ رِجالاً مِثْلَكَ قِياضاً بيَزِيدَ ما قَبِلْتُهم أَي مُقايَضةً به. الأَزهريُّ: ومن ذوات الياء. أَبو عبيد: هما قَيْضانِ أَي مِثْلان.
وقَيَّضَ اللّه فلاناً لفلان: جاءه به وأَتاحَه له.
وقَيَّضَ اللّه قَرِيناً: هَيَّأَه وسَبَّبَه من حيث لا يَحْتَسِبُه.
وفي التنزيل: وقَيَّضْنا لهم قُرنَاء؛ وفيه: ومَن يَعْشُ عن ذِكر الرحمن نُقَيِّضْ له شَيْطاناً؛ قال الزجاج: أَي نُسَبِّبْ له شيطاناً يجعل اللّه ذلك جَزاءه.
وقيضنا لهم قُرناء أَي سبَّبْنا لهم من حيث لم يَحْتَسِبوه، وقال بعضهم: لا يكون قَيَّضَ إِلا في الشرّ، واحتج بقوله تعالى: نقيض له شيطاناً، وقيضنا لهم قرناء؛ قال ابن بري: ليس ذلك بصحيح بدليل قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أَكْرَم شابٌّ شَيْخاً لسِنِّه إِلاَّ قَيَّضَ له اللّه مَن يُكْرِمُه عند سِنِّه. أَبو زيد: تَقَيَّضَ فلان أَباه وتَقَيَّلَه تقَيُّضاً وتقَيُّلاً إِذا نزَع إِليه في الشَّبَه.
ويقال: هذا قَيْضٌ لهذا وقِياضٌ له أَي مساوٍ له. ابن شميل: يقال لسانه قَيِّضةٌ، الياء شديدة.
واقْتاضَ الشيءَ: استأْصَلَه؛ قال الطرمّاح: وجَنَبْنا إِليهِم الخيلَ فاقْتِيـ ـضَ حِماهم، والحَرْبُ ذاتُ اقْتِياضِ والقَيِّضُ: حجر تُكْوى به الإِبل من النُّحاز، يؤخذ حجر صغير مُدَوَّر فيُسَخَّنُ، ثم يُصْرَعُ البعيرُ النَّحِزُ فيوضع الحجر على رُحْبَيَيْهِ؛ قال الراجز: لَحَوْت عَمْراً مِثْلَ ما تُلْحَى العَصا لَحْواً، لو انَّ الشَّيبَ يَدْمَى لَدَما كَيَّكَ بالقَيْضِ قدْ كان حَمَى مواضِعَ النّاحِزِ قد كان طنَى وقَيْضَ إِبله إِذا وسَمَها بالقَيِّضِ، وهو هذا الحجر الذي ذكرناه. أَبو الخطّابِ: القَيِّضةُ حجَر تُكْوى به نُقَرةُ الغنم.

مشش (لسان العرب) [0]


مشَشْت الناقةَ: حلَبْتُها.
ومَشَّ الناقَةَ يَمُشّها مَشّاً: حلَبها وترك بعضَ اللبَن في الضرع.
والمَشُّ: الحلْب باستقصاء.
وامْتَشّ ما في الضرع وامْتَشَعَ إِذا حلَب جميعَ ما فيه.
ومشّ يدَه يَمُشّها: مَسَحَها بشيء، وفي المحكم: بالشيء الخشن ليُذْهِبَ به غَمَرَها ويُنَطّفَها؛ قال امرؤ القيس: نَمُشّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا، إِذا نحنُ قُمْنا عن شِوَاءِ مُضَهَّبِ المُضَهّبُ: الذي لم يَكْمل نُضْجُه؛ يريد أَنهم أَكَلوا الشَّرائِحَ التي شَوَوْها على النار قبْل نُضْجِها، ولم يدَعُوها إِلى أَن تَنْشَف فأَكلوها وفيها بقية من ماء.
والمَشُوشُ: المِنْديلُ الذي يمسح يده به.
ويقال: امْشُشْ مُخاطَك أَي امسحه.
ويقولون: أَعْطِني مَشُوشاً أَمُشُّ به يدي يريد مِنْديلاً أَو شيئاً يمسع به يدَه.
والمَشُّ: مسْحُ اليدين بالمَشُوش، وهو . . . أكمل المادة المِنْديل الخشِنُ. الأَصمعي: المَشُّ مسحُ اليد بالشيء الخشن ليَقْلع الدسَمَ.
ومَشَّ أُذُنَه يَمُشُّها مَشّاً: مَسَحها؛ قالت أُخت عمرو: فإِنْ أَنْتُمُ لم تثأَروا بأَخيكُم، فمُشّوا بآذان النعامِ المُصَلَّمِ والمَشُّ أَن تمسح قِدْحاً بثوبك لتُلَيّنه كما تَمُشّ الوتر.
والمَشُّ: المسحُ.
ومَشَّ القِدْحَ مَشّاً: مسَحَه ليُلَيّنه.
وامْتَشّ بيده وهو كالاستنجاء.
والمُشاشُ: كلُّ عظم لا مُخّ فيه يُمْكنك تتّبعُه.
ومَشّه مَشّاً وامْتَشَّه وتَمَشّشَه ومَشْمَشَه: مصّه مَمْضُوغاً. الليث: مَشَشْت المُشاشَ أَي مصَصْتُه مَمْضوغاً.
وتَمَشّشْتُ العظمَ: أَكلْتُ مُشاشَه أَو تمَكّكْته.
وأَمَشّ العظْمُ نفسُه: صار فيه ما يُمَشّ، وفي التهذيب: وهو أَن يُمِخَّ حتى يتَمَشّش. أَبو عبيد: المُشاشُ رؤوسُ العظامِ مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين.
وفي صفة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: أَنه كان جليلَ المُشاشِ أَي عظيمَ رؤوس العظام كالمرفقين والكفين والركبتين. قال الجوهري: والمُشاشةُ واحدة المُشاشِ، وهي رؤوس العظام الليّنة التي يمكن مضغُها؛ ومنه الحديث: مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلى مُشاشِه.
والمُشاشةُ: ما أَشرفَ من عظْم المنكِب.
والمَشَشُ: ورمٌ يأْخذ في مقدَم عظم الوظيف أَو باطن الساق في إَنْسِيّهِ، وقد مَشِشَت الدابةُ، بإِظهار التضعيف نادر، قال الأَحمر: وليس في الكلام مثله، وقال غيره: ضَبِبَ المكانُ إِذا كثر ضِبابُه، وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا خبُثَ ريحُه. الجوهري: ومَشِشَت الدابةُ، بالكسر، مشَشاً وهو شيء يشْخَصُ في وَظِيفها حتى يكون له حَجْمٌ وليس له صلابةُ العظمِ الصحيح، قال: وهو أَحد ما جاء على الأَصل.
وامتَشّ الثوبَ: انتزعه.
ومشّ الشيءَ يَمُشّه مَشّاً ومَشْمَشَه إِذا دافَهُ وأَنْقَعه في ماء حتى يَذُوب؛ ومنه قول بعض العرب يصف عَليلاً: ما زلت أَمُشُّ له الأَشْفِيةَ، أَلُدُّه تارة وأُوجِرُه أُخرى، فأَتى قَضاءُ اللَّه.
وفي حديث أُمّ الهيثم: ما زلت أَمُشّ الأَدْوِيةَ أَي أَخْلِطها.
وفي حديث مكة، شرَّفها اللَّه: وأَمَشَّ سَلَمُها أَي خرج مايخرج في أَطرافها ناعِماً رَخْصاً؛ قال ابن الأَثير: والرواية أَمْشَرَ بالراء؛ وقول حسان: بضَرْبٍ كإِيزاغِ المَخاضِ مُشاشَه أَراد بالمُشاشِ ههنا بولَ النُّوق الحوامل.
والمَشْمَشةُ: السرعة والخفة.
وفلان يَمُشّ مالَ فلان ويَمُشّ من ماله إِذا أَخذ الشيء بعد الشيء.
ويقال: فلان يَمْتَشُّ مال فلان ويمتش منه.
والمُشاشةُ: أَرض رِخْوة لا تبلغ أَن تكون حجراً يجتمع فيها ماء السماء وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء، وتَمْنع المُشاشةُ الماء أَن يتشرب في الأَرض فكلما استُقِيت منها دلو جَمّت أُخرى. ابن شميل: المُشاشةُ جوفُ الأَرض وإِنما الأَرض مَسَكٌ، فَمَسَكةٌ كَذّابةٌ، ومسَكَةٌ حِجارةٌ غليظة، ومَسَكةٌ لَينةٌ، وإِنما الأَرض طرائقُ، فكل طريقة مَسَكةٌ، والمُشاشةُ هي الطريقة التي هي حجارة خَوّارة وترابٌ، فتلك المُشاشةُ، وأَما مُشاشةُ الركيّة فجَبَلُها الذي فيه نَبَطُها وهو حجر يَهْمي منه الماء أَي يرْشَح فهي كمُشاشةِ العظام تتَحَلّب أَبداً. يقال: إِنْ مُشاشَ جبَلِها ليَتحَلّب أَي يرشح ماء.
وقال غيره: المُشاشةُ أَرض صُلْبة تتخذ فيها زكايا يكون من ورائها حاجزٌ، فإِذا مُلِئَت الركيَّةُ شربت المشاشةُ الماءَ، فكلما استُقي منها دلو جمّ مكانها دلو أُخرى. الجوهري: المُشاشُ أَرض ليّنة؛ قال الراجز: راسي العُرُوق في المُشاشِ البَجْباجْ ويقال: فلان لَيّنُ المُشاش إِذا كان طيّبَ النَّحِيزةِ عَفيفاً من الطمَعِ. الصحاح: وفلان طيِّبُ المُشاشِ أَي كريمُ النفْس؛ وقول أَبي ذؤيب يصف فرساً: يَعْدُو به نَهِش المُشاشِ كأَنه صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَضْلَعُ يعني أَنه خفيف النفْس والعِظام، أَو كنى به عن القوائم؛ ورجل هَشّ المُشاشِ رخْو المَغْمَزِ، وهو ذم.
ومَشْمَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن الأَعرابي: امْتَشَّ المُتَغَوّطُ وامْتَشَعَ إِذا أَزال الأَذى عن مقعدته بمَدَر أَو حجر.
والمَشّ: الخصومةُ. الفراء: النَّشْنَشةُ صوتُ حركة الدروع، والمَشْمَشَةُ تفريق القُماش.
والمِشْمِشُ: ضرْبٌ من الفاكهة يؤكل؛ قال ابن دريد: ولا أَعرف ما صحته، وأَهل الكوفة يقولون المَشْمَش، وأَهل البصرة مِشْمِش يعنية الزَِّرْدالو، وأَهل الشام يسمون الإِجَّاصَ مِشْمِشاً.
والمَشامِشُ: الصياقلةُ؛ عن الهَجَري، ولم يَذْكر لهم واحداً؛ وأَنشد: نَضا عنهمُ الحَوْلُ اليَماني، كما نَضا عن الهِنْدِ أَجْفانٌ، جَلَتْها المَشامِشُ قال: وقيل المَشامِشُ خِرَقٌ تجعل في النُّورة ثم تُجْلى بها السيوفُ.
ومِشْماشٌ: اسم.

جعر (لسان العرب) [0]


الجِعَارُ: حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر لئلا يقع فيها، وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به؛ وقيل: هو حبل يشده الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به؛ قال: لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ، وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ: الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد: لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ والجُعْرَةُ: شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله جِراءُ الخَشْخَاشِ، ولسنبله حروف عِدَّةٌ، وحبه طويل عظيم أَبيض، وكذلك سُنبله وسَفاه، وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ، والآفة إِليه . . . أكمل المادة سريعة، وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ؛ كله عن أَبي حنيفة.
والجُعْرورانِ: خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم، يملؤهما جميعاً الغيث الواحد، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شائهم؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ، فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير، ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ الدِّرْحابَةُ: العَرِيضُ القصير؛ يقول: إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير، غدير الخَبْراءِ، لم يلبث الدّرْحابَةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط. زَكَتَه الرَّبْوُ: مَلأَ جَوْفَه.
وفي التهذيب: والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ، والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ لبني عبدالله بن دارِمٍ.
وجَعَارٍ: اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها، وإِنما بنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة، ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه، وهي معدولة عن جاعِرَة، فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ؛ وقول الشاعر الهذلي في صفة الضبع: عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ، فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً، جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ قيل: ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر؛ وقيل: هي أَولادها وجعلها الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ؛ قال بعضهم: جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً كثيرة.
والجراهمة: المغتلمة. قال الأَزهري: الذي عندي في تفسير جواعرها ثمان كَثْرَةُ جَعْرها.
والجَواعِرُ: جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر، كقول العرب: سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي رُغاءَها، وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها؛ وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ. قال الله تعالى: ليس لها من دون الله كاشفة؛ أَي ليس لها من دونه عز وجل كشف وظهور.
وقال الله عز وجل: لا تسمع فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله كثير في كلام العرب، ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان، ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ، وهي من آكل الدواب؛ وقيل: وصفها بكثرة الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإِن كان له مِعىً واحدٌ، وهو مثل لكثرة أَكله؛ قال ابن بري البيت أَعني: عشنزرة جواعرها ثمان لحبيب بن عبدالله الأَعلم.
وللضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضون، وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه.
وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها.
وفي المثل: روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك؛ وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه. ابن السكيت: تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها: قُومي جَعارِ، تشبه بالضبع.
ويقال للضبع: تِيسِي أَو عِيثي جَعَار؛ وأَنشد: فَقُلْتُ لهَا: عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ والمَجْعَرُ: الدُّبُر.
ويقال للدُّبُر: الجاعِرَةُ والجَعْراءُ.
والجَعْرُ: نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع.
والجَعْرُ: ما تَيَبَّسَ في الدبر من العذرة.
والجَعْرُ: يُبْسُ الطبيعة، وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ الإِنسان إِذا كان يابساً، والجمع جُعُورٌ؛ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك.
وفي حديث عمرو ابن دينار: كانوا يقولون في الجاهلية: دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ؛ قال ابن الأَثير: الجَعْرُ ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً؛ ومنه حديث عمر: إِنِّي مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة؛ وفي حديثه الآخر: إِياكم ونومة الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ؛ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك.
وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً: خَرِئَ.
والجَعْرَاء: الاسْتُ، وقال كراعٌ: الجِعِرَّى، قال: ولا نظير لها إِلا الجِعِبَّى، وهي الاست أَيضاً، والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب، والعِبِدَّى العَبيد، والجِرِشَّى النَّفْسُ؛ والجِعِرَّى أَيضاً: كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ إِلى الاست.
وبَنُو الجَعْراء: حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك؛ قال: دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً، ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ والجَعْراءُ: دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ (* قوله: «مغنج» كذا بالأصل بالغين المعجمة، وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج، وفي بعض النسخ منعج، قال المغفل بن سلمة: من أعجم العين فتح الميم، ومن أهملها كسر الميم؛ قاله البكري في شرح أمالي القالي) ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ، وذلك أَنها خرجت وقد ضربها المخاض فظنته غائطاً، فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت: يا أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه؟ ففهمت عنها فقالت: نعَمْ ويدعو أَباه؛ فتميم تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك.
والجاعِرَةُ: مثل الروث من الفَرس.
والجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ، وقيل: الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار؛ قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأُتن: إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وقيل: هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل: هما رؤوس أَعالي الفخذين، وقيل: هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل: هما حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ.
وفي حديث العباس: أَنه وَسَمَ الجاعرتين؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، وهما من الإِنسان في موضع رَقْمَتي الحمارِ.
وفي الحديث: أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه.
وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتين قيل: هما اللذان يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ.
والجِعَارُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي.
والجِعْرانَةُ: موضع؛ وفي الحديث: أَنه نزل الجِعْرانَةَ، وتكرر ذكرها في الحديث، وهي موضع قريب من مكة، وهي في الحل وميقات الإِحرام، وهي بتسكين العين والتخفيف، وقد تكسر العين وتشدد الراء.
والجُعْرُورُ: ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به.
وفي الحديث: أَنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر: الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق؛ قال الأَصمعي: الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه، ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً.
والجُعْرُورُ: دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض.
ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى، الراء شديدة، وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما؛ ولعبة أُخرى يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض، كلُّ واحد آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه.
وأَبو جِعْرانَ: الجُعَلُ عامَّةً، وقيل: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ.
وأُم جِعْران: الرَّخَمَةُ؛ كلاهما عن كراع.

حرس (العباب الزاخر) [0]


حَرَسْتُ الشيء أحرُسُه حَرْساً وحِرَاسَة، والجمع: حَرَسٌ -بالتحريك- وأحْراسٌ وحُرّاسٌ، قال الله تعالى: (مُلِئتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُبا)، وقال امرؤ القيس:
تجاوزْتُ أحْراساً إليها ومعشـرا      عَلَيَّ حِراصاً لو يُشِرُّونَ مقتَلي

والحَرَسُ -أيضاً-: حَرَسُ السلطان، وهم الحرّاس، الواحِد حَرَسِيُّ، ومنه قول الحجّاج: يا حَرَسِيُّ اضْرِبا عُنُقَه، لأنّه صارَ اسم جِنْسٍ فَنُسِبَ إليه، ولا تَقُل حارِسٌ إلاّ أن تَذْهَبَ به إلى معنى الحِراسَة دون الجنس. والحَرْس: الدَّهرُ، قال:
في نِعمَةٍ عِشنا بِذاكَ حَرْسا     

ويُجمع على أحرُس، قال امرؤ القيس:
لِمَـن طَـلَــلٌ دائِرٌ آيُهُ      تَقَادَمَ في سالِفِ الأحرُسِ

والحَرَسان: جَبَلان، يقال لأحدِهما: حَرْسُ قَساً؛ في بلاد بني عامر بن صعصعة، قال زهير . . . أكمل المادة بن أبي سُلمى:
هُم ضًرَبوا عن فَرْجِها بِـكـتـيبَةٍ      كبيضاءِ حَرْسٍ في طوائِفِها الرَّجُلُ

بيضاؤه: شِمراخٌ منه. وحَرَسَ الرّجُلُ يحرِسُ -بالكسر- حَرْساً: إذا سَرَقَ، والمسروق: حَريسَة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا قَطْعَ في حَريْسَةِ الجبل، لأنه ليس بموضع حِرزٍ وإن حُرِسَ.
وفي حديث آخر: أنّه سُئِلَ عن حَريسَةِ الجبل فقال: فيها غُرْمُ مِثْلِها وجَلَداتٌ نَكالا، فإذا آواها المُرَاحُ فَفِيها القَطْعُ.
والحَرائسُ: جمع الحَريسة، قال:
لنا حُلَمَاءُ لا يَسُبُّ غُـلامُـنـا      غَريباً ولا يُؤوى إلينا الحَرائِسُ

ويقال: حَرَسَني شاةً: أي سرقني. وحَرِيس: في نَسَبِ الأنصار. وقال أبو سعيد: سَمِعْتُ العرب تقول: فلان يأكل الحَرَسات، كما يُقال: يأكل السَّرِقات. والحَريسَة: جِدار من حِجارَةٍ يُعمَلُ للغَنَمِ. وحَرَسَةُ الجبل: لغةٌ في حَرِيْسَتِه.
وجَرَاد مَحْسوس: مَسَّتْهُ النار حتى قتَلتَه، من الحَسِّ وهو القتل.
ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّه أُتِيَ بِجَرادٍ محسوس فأكله.
وقال حسَّان بن أنس: كنتُ عند ابنِ أختٍ لعائشة -رضي الله عنها- فَبَعَثَت إليه بِجَرادٍ محسوس. والحاسوس: الذي يَتَحَسّس الأخبارَ؛ مثل الجاسوس، وقيل: الحاسوس في الخير والجاسوس في الشر. وقال ابن الأعرابي: الحاسوس: المشؤمُ من الرجال. ويقال: سَنَةٌ حاسوس وحَسوسٌ: إذا كانت شديدة قليلة الخير، قاله أبو عُبَيدَة وأنشَدَ لرُؤبَةَ:
إذا شَكَونا سَنَةً حَسُـوسـا      تأكُلُ بعد الأخضَرِ اليَبيسا


ويروى: تَشَكَّوْا. والمَحَسَّة والمَحَشَّة: الدُّبُرُ. والحَوَاسُّ: المشاعِرُ الخَمْسُ؛ وهي السَّمع والبصر والشَّم والذَّوق واللَّمس، الواحدة: حاسَّة. ويقال -أيضاً-: أصابَتْهم حاسَّة؛ وذلك إذا أضَرَّ البّرْد أو غيره بالكلأ. وحواسُّ الأرض خَمسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ والرِّيح والجَرَاد والمَوَاشي. وحَسَسْتُ له أحِسُّ -بالكسر-: أي رَقَقْتُ له، قال الكُمَيت:
هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أن تَحِسَّ له      أو يَبكي الدار ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ

وقال أبو الجرّاح العُقَيْلي: ما رأيتُ عُقَيلياً إلاّ حَسَسْتُ له، وحَسِسْتُ له -بالكسر- أيضاً، لُغةٌ حكاها يعقوب.
ومنه قولهم: إنَّ العامريَّ لَيَحِسُّ للسَّعديِّ؛ لِما يقال بينهما من الرَّحمِ، والمصدر الحِسُّ -بالكسر-، قال القطاميُّ:
أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نفسُـهُ      وتَرْفَضُّ عند المُحفِظاتِ الكَتاَئفٌ

وقال إبراهيم الحربيّ -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: المصدر الحَسُّ، والاسم الحِسُّ. وحَسَسْتُ الشيء: أي أحسَسْتُه.
ومنه الحديث: أنَّ أعرابياً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم- فأعجَبَهُ جَلَدَهُ؛ فقال: متى حَسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: وأيُّ شيءٍ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: الحُمّى سَخْنَةٌ تكون بين الجِلْدِ واللَّحمِ، قال: ما لي بها عهد، فقال: من سَرَّهُ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه.
وقال عُبَيد بن أيّوب العنبري:
فاهزَوزَعوا ثمَّ حَسُّوه بأعينـهـم      ثم اختَتَوهُ وقرنُ الشمسِ قد مالا


اهزَوزَعوا: تحرَّكوا وتنبَّهوا حتى رأوه.
واخْتَتَوه: أخذوه، ورواه ابن دريد بالجيم، وهو تَصحيف. ويقال -أيضاً-: حَسِسْتُ بالخبَرِ -بكسر السين-: أي أيقَنْتُ به.
وربما قالوا: حَسِيْتُ به، يُبْدِلونَ من الَّينِ ياءً، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف الأسد:
خلا أنَّ العِتاقَ من المطايا      حَسينٌ به فَهُنَّ إليه شُوْسُ

وحَسَسْتُ اللَّحْمَ: إذا جعلته على الجَمْرِ. وحَسَسْتُ النار: ردَدْتُها بالعصا على خبز المَلَّة أو الشواءِ من نواحيه ليَنْضَج، ومن كلامهم: قالت الخبزةُ: لولا الحَسُّ ما بالَيْتُ بالدَّسِّ. ويقال: بات فلان بِحَسَّةِ سَوْءٍ: أي بحالة سوء. وحَسّان: من الأعلام، إن جَعَلْتَه فعلان من الحَسِّ لم تُجْرِه؛ وصَغَّرْتَه حُسَيْسَان، وإن جعلتَهُ فَعّالاً من الحُسْن أجْرَيْتَه؛ وصغَّرْتَه حُسَيْسِيْناً؛ لأن النون حينئذ تكون أصلية. وحَسّان: قرية بين واسط ودَيْر العاقول، وتُعرَف بقَريَة حَسّان وقريَة أُمُّ حَسّان. والحَسّانيّات: مياه بالبادية. والحِسُّ -بالكسر-: الصوت. والحِسُّ -أيضاً-: وَجَعٌ يأخذ النُّفَساء بعد الولادة.
وقال جراد بن طارق: أقبَلْتُ مع عمر -رضي الله عنه- على امرأةٍ قد ولدت، فَدَعا لها بِسَويق فقال: اشربي؛ هذا يقطع الحِسَّ ويُدِرُّ العُرُوقَ. ويقال: ألْحِق الحِسَّ بالإسِّ: أي الشيءَ بالشيءِ؛ أي إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله. والحَسْحاس: السيف المُبِيْرُ. والحَسْحاس: الرجل الجَواد، قال:
محبَّةُ الأبرامِ للحَسْحاس.     

وقال ابن فارس: يقال للذي يَطرد الجوع بسخائه: حَسْحاس، قال:
واذكر حُسَيناً في النَّفيرِ وقبلَـه      حَسَناً وعُتْبَةَ ذا الندى الحَسْحاسا

والحَسْحاس: من الأعلام.
وبنو الحَسْحاس: قوم من العرب. والحُساسُ -بالضم-: الهِفُّ؛ وهو سمك صغار يجفف. وأمّا قوله:
عطشان يمشي مِشيَةَ النِفاس      شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسـي


ويروى: "أقعَسَ يمشي": فيقال: هو سوء الخُلُق. وفَعَلَ ذلك مثل حُساس الأيسار: وهو أن يجعلوا اللحم على الجمرِ. والحُساس: مثل الجُذاذ من الشيءِ.
وكُسارُ الحجر الصِغار: حُساس، قال يصف حجر المنجنيق:
شظيَّةٌ من رَفْضِهِ الحُساسِ      تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئمِ التَّرّاسِ

وقال ابن عبّاد: إذا طلبتَ شيئاً فلم تجده قُلْتَ: حَسَاسِ -مِثال قَطَامِ-. وأحسَسْتُ به أي أيقنتُ به، وربَّما قالوا: أحَسْتُ به؛ فألقوا إحدى السِّينَيْنِ استثقالاً، وهو من شواذ التخفيف.
وكان أبو عبيدة يروي قول أبي زُبَيد الذي أنشدتُه آنفاً: "أحَسْنَ به"؛ وأصلُه أحْسَسْنَ. وأحسَسْتُ الشيء: وجدْتُ حِسَّه.
وقال الأخفش: أحْسَسْتُ: معناه: ظننتُ ووجدتُ، ومنه قوله تعالى: (فَلَمّا أحَسَّ عيسى منهم الكُفْرَ)، وقيل: معناه عَلِمَه، وهو في اللغة أبصَرَه، ثم وُضِعَ موضع العلم والوجود.
وقوله تعالى: (هل تُحِسُّ منهم من أحَدٍ) أي هل ترى.
ويروى في الحديث الذي قد رَوَينا: متى أحْسَسْتَ أُمُّ مِلْدَمِ: أي متى وجدتَها ومتى أحسَسْتَ مسَّها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا. قال إبراهيم الحربي -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: التحسُّسُ: الاستماع لحديث القوم، والتَّجسُّس: البحث عن عوراتهم، وهذا من البحث عن الشيء وطلب معرِفَتِه، كما قال الله عزَّ وجل: (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُفَ وأخِيه) أي اطلبوا عِلْمَ خَبَرِه بِمِصْرَ.
وقال غيره: التَحَسُّس: في الخير، والتَجَسُّس: في الشر.
وقال ابن الأنباري: إنَّما نَسَقَ أحدَهُما على الآخر لاختلاف اللفظين، كما قالوا: بُعْداً وسُحْقاً. والانْحِسَاسُ: الانقلاع والتَّحَاتُّ، يقال: انْحَسَّت أسنانُه، قال العجّاج:
ليس بمقلوعٍ ولا مُنْـحَـسِّ     


وحَسْحَسْتُ اللحمَ: إذا جَعَلْتَهُ على الجَمْر؛ مثل حَسَسْتَه. وحَسْحَسَ: إذا توجَّعَ. وتحَسْحَسَت أوبار الإبل: سقطت. وتحَسْحَسَ للقِيام: تحرَّكَ. والتركيب يدل على غَلَبَةِ الشيء بِقتلٍ أو غيرِه؛ وعلى حكاية صوت عند توجُّع وشِبْهِه.

حجل (لسان العرب) [0]


الحَجَل: القَبَج: وقال ابن سيده: الحَجَل الذكور من القَبَج، الواحدة حَجَلة وحِجْلانٌ، والحِجْلى اسم للجمع، ولم يجيء الجمع على فِعْلى إلا حرفان: هذا والظِّرْبي جمع ظَرِبَان، وهي دُوَيَّبة منتنة الريح؛ قال عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن سعد بن ذُبْيان يخاطب عبد الملك بن مروان ويعتذر إِليه لأَنه كان مع عبد الله بن الزبير: فارحم أُصَيْبِيَتي الذين كأَنهم حِجْلى، تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة، وُقَّعُ أَدْنُو لِتَرْحَمَني وتَقَبَل تَوْبتي، وأَراك تَدْفَعُني، فأَيْنَ المَدْفَع؟ فقال عبد الملك: إِلى النار الأَزهري: سمعت بعض العرب يقول: قالت القَطَا للحَجَل: حَجَلْ حَجَلْ، تَفِرُّ في الجَبَل، من خَشْية الوَجَل، فقالت الحَجَل للقَطا: قَطا . . . أكمل المادة قَطا، بَيْضُك ثِنْتا، وبَيْضِي مائتا. الأَزهري: الحَجَل إِناث اليَعَاقِيب واليَعَاقِيب ذكورُها.
وروى ابن شميل حديثاً: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم إِني أَدعو قريشاً وقد جعلوا طَعَامي كطَعام الحَجَل؛ قال النضر: الحَجَل يأْكل الحَبَّة بعد الحبة لا يُجِدُّ في الأَكل؛ قال الأَزهري: أَراد أَنهم لا يُجِدُّون في إِجابتي ولا يدخل منهم في اللّه دين إِلا الخَطِيئة بعد الخَطِيئة يعني النادر القليل.
وفي الحديث: فاصطادوا حَجَلاً؛ هو القَبَج. الأَزهري: حَجَل الإِبل صغَار أَولادها. ابن سيده: الحَجَل صِغارُ الإِبل وأَوْلادُها؛ قال لبيد يصف الإِبل بكثرة اللبن وأَن رؤوس أَولادها صارت قُرْعاً أَي صُلْعاً لكثرة ما يسيل عليها من لبنها وتَتَحلَّب أُمهاتُها عليها: لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُؤوسها، لها فوقها مما تولف واشل (* قوله «تولف» كذا في الأصل هنا، وسبق في ترجمة قرع: تحلب بدل تولف، ولعل ما هنا محرف عن تو كف بالكاف أَي سال وقطر). قال ابن السكيت: استعار الحَجَل فجعلها صغَار الإِبل؛ قال ابن بري: وجدت هذا البيت بخط الآمدي قَرَّعت أَي تَقَرَّعت كما يقال قَدَّم بمعنى تَقَدَّم، وخَيَّل بمعنى تَخَيَّل، ويَدُلُّكَ على صحته أَن قولهم قُرِّع الفَصِيلُ إِنما معناه أُزِيل قَرَعُه بَجَرِّه على السَّبَخَة مثل مَرَّضْته، فيكون عكس المعنى؛ ومثله للجعدي: لها حَجَل قُرْعُ الرؤوس تَحَلَّبت على هامِه، بالصَّيْف، حتى تَمَوّرا قال ابن سيده: وربما أَوقعوا ذلك على فَتَايا المَعَزِ. قال لقمان العاديُّ يَخْدَع ابْنَيْ تِقْن بغنمه عن إِبلهما: اشْتَرِياها يا ابْنَي تِقْن، إِنها لَمِعزى حَجَل، بأَحْقِيها عِجَل؛ يقول: إنها فَتِيَّة كالحَجَل من الإِبل، وقوله بأَحقِيها عِجَل أَي أَن ضُروعها تضرب إِلى أَحْقِيها فهي كالقِرَب المملوءة؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي، قال: ورواه بعضهم أَنها لمِعْزَى حِجَل، بكسر الحاء، ولم يفسره ابن الأَعرابي ولا ثعلب؛ قال ابن سيده: وعندي أَنهم إِنما قالوا حِجَل، فيمن رواه بالكسر، إِتباعاً لعِجَل.
والحَجَلة: مثل القُبَّة.
وحَجَلة العروس: معروفة وهي بيت يُزَيَّن بالثياب والأَسِرَّة والستور؛ قال أَدهم بن الزَّعراء: وبالحَجَل المقصور، خَلْف ظُهورنا، نَوَاشِيءُ كالغِزْلان نُجْلٌ عيونُها وفي الحديث: كان خاتَم النبوة مثل زِرِّ الحَجَلة، بالتحريك؛ هو بيت كالقُبَّة يستر بالثياب ويكون له أَزرار كبار؛ ومنه حديث الاستئذان: ليس لبيوتهم سُتور ولا حِجال؛ ومنه: أعْرُوا النساء يَلْزَمْن الحِجَال، والجمع حَجَل وحِجَال؛ قال الفرزدق: رَقَدْن عليهن الحِجَال المُسَجَّف قال الحِجال وهم جماعة، ثم قال المُسَجَّف فَذَكَّر لأَن لفظ الحِجَال لفظ الواحد مثل الجِرَاب والجِدَاد، ومثله قوله تعالى: قال مَنْ يُحْيي العِظَام وهي رَمِيم، ولم يقل رَمِيمة.
وحَجَّل العَروسَ: اتَّخَذ لها حَجَلة؛ وقوله أَنشده ثعلب: ورابغة أَلا أُحَجِّل قِدْرَنا على لَحْمِها، حِين الشتاء، لنَشْبَعَا فسره فقال: نسترها ونجعلها في حَجَلة أَي إِنا نطعمها الضيفان. الليث: الحَجْل والحِجْل القَيْد، يفتح ويكسر.
والحَجْل: مشي المُقَيَّد.
وحَجَل يَحْجُلُ حَجْلاً إِذا مشى في القيد. قال ابن سيده: وحَجَلَ المُقَيَّد يَحْجُل ويَحْجِل حَجْلاً وحَجَلاناً وحَجَّل: نَزا في مشيه، وكذلك البعير العَقِير: الأَزهري: الإِنسان إِذا رفع رِجْلاً وتَرَيَّث في مشيه على رِجْل فقد حَجَل.
ونَزَوانُ الغُراب: حَجْلُه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لزيد أَنت مَوْلانا فَحَجَل؛ الحَجْل: أَن يرفع رِجْلاً ويَقْفِز على الأُخرى من الفَرَح، قال: ويكون بالرجلين جميعاً إِلا أَنه قَفْزٌ وليس بمشي. قال الأَزهري: والحَجَلان مِشية المُقَيَّد. يقال: حَجَل الطائرُ يَحْجُل ويَحْجِل حَجَلاناً كما يَحْجُل البعير العَقِير على ثلاث، والغُلامُ على رِجْل واحدة وعلى رجلين؛ قال الشاعر: فقد بَهأَتْ بالحاجِلاتِ إِفالُها، وسَيْف كَرِيمٍ لا يزال يَصُوعُها يقول: قد أَنِسَتْ صِغارُ الإِبل بالحاجلات وهي التي ضرِبت سُوقُها فمشت على بعض قوائمها، وبسيف كريم لكثرة ما شاهدت ذلك لأَنه يُعَرْقِبُها.
وفي حديث كعب: أَجِدُ في التوراة أَن رجلاً من قريش أَوْبَشَ الثَّنايا يَحْجُل في الفتنة؛ قيل: أَراد يتبختر في الفتنة.
وفي الحديث في صفة الخيل: الأَقْرَح المُحَجَّل؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يرتفع البياض في قوائمه في موضع القيد ويجاوز الأَرساغ ولا يجاوز الركبتين لأَنها مواضع الأَحجال، وهي الخلاخيل والقيود؛ ومنه الحديث: أُمتي الغُرُّ المُحَجَّلون أَي بِيض مواضع الوضوء من الأَيدي والوجه والأَقدام، استعار أَثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإِنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه؛ قال ابن سيده: وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر: وإِني امْرُؤٌ لا تَقْشَعِرُّ ذؤابَتي من الذِّئْب يَعْوِي والغُرابِ والمُحَجَّل فإِنه رواه بفتح الجيم كأَنه من التحجيل في القوائم، قال: وهذا بعيد لأَن ذلك ليس بموجود في الغِرْبان، قال: والصواب عندي بكسر الجيم على أَنه اسم الفاعل من حَجَّل.
وفي الحديث: إِن المرأَة الصالحة كالغُرَاب الأَعْصَم وهو الأَبيض الرجلين أَو الجناحين، فإِن كان ذهب إِلى أَن هذا موجود في النادر فرواية ابن الأَعرابي صحيحة.
والحَجْل والحِجْل جميعاً: الخَلْخَال، لغتان، والجمع أَحْجال وحُجُول. الأَزهري: روى أَبو عبيد عن أَصحابه حِجْل، بكسر الحاء، قال: وما علمت أَحداً أَجاز الحِجل (* قوله «أجاز الحجل» كذا في الأصل مضبوطاً بكسر الحاء، وعبارة القاموس: والحجل بالكسر ويفتح وكابل وطمرّ الخلخال) غير ما قاله الليث، قال: وهو غلط.
وفي حديث عليٍّ قال له رجل: إِن اللصوص أَخذوا حِجْلَي امرأَتي أَي خَلْخالَيْها.
وحِجْلا القيد: حَلْقَتاه؛ قال عَدِيُّ بن زيد العَبَادي: أَعاذِل، قد لاقَيْتُ ما يَزِعُ الفَتَى، وطابقت في الحِجْلَينْ مَشْيِ المقيَّد والحِجْل: البياض نفسه، والجمع أَحْجال؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي أَن المفضل أَنشده: إِذا حُجِّل المِقْرَى يكون وَفَاؤه تَمام الذي تَهْوي إِليه المَوَارِد قال: المِقْرَى القَدَح الذي يُقْرى فيه، وتَحْجِيلُه أَن تُصَبَّ فيه لُبَيْنة قليلة قَدْر تحجيل الفَرَس، ثم يُوَفَّى المَقْرَى بالماء، وذلك في الجُدُوبة وعَوَزِ اللَّبَن. الأَصمعي: إِذا حُجِّل المِقْرَى أَي سُتِر بالحَجَلة ضَنًّا به ليشربوه هم.
والتحجيل: بياض يكون في قوائم الفرس كلها؛ قال: ذو مَيْعَةٍ مُحَجَّلُ القوائم وقيل: هو أَن يكون البياض في ثلاث منهن دون الأُخرى في رِجْل ويَدَيْن؛ قال: تَعَادَى من قَوائمها ثَلاثٌ بتحجيل، وَقَائمةٌ بَهِيمُ ولهذا يقال مُحَجَّل الثلاث مطلق يد أَو رجل، وهو أَن يكون أَيضاً في رجلين وفي يد واحدة؛ وقال: مُحَجَّل الرِّجْلين منه واليَدِ أَو يكون البياض في الرجلين دون اليدين؛ قال: ذو غُرَّة مُحَجَّلُ الرِّجْلين إِلى وَظِيفٍ، مُمْسَكُ اليَدَين أَو أَن يكون البياض في إِحدى رجليه دون الأُخرى ودون اليدين، ولا يكون التحجيل في اليدين خاصة إِلا مع الرجلين، ولا في يد واحدة دون الأُخرى إِلا مع الرجلين، وقيل: التحجيل بياض قَلَّ أَو كثر حتى يبلغ نصف الوَظِيفِ ولونٌ سائره ما كان، فإِذا كان بياض التحجيل في قوائمه كلها قالوا مُحَجَّل الأَربع. الأَزهري: تقول فرس مُحَجَّل وفرس بادٍ جُحُولُه؛ قال الأَعشى: تَعَالَوْا، فإِنَّ العِلْم عند ذوي النُّهَى من الناس، كالبَلْقاء بادٍ جُحُولُها قال أَبو عبيدة: المُحَجَّل من الخيل أَن تكون قوائمه الأَربع بِيضاً، يبلغ البياضُ منها ثُلُثَ الوَظِيف أَو نصفَه أَو ثلثيه بعد أَن يتجاوز الأَرساغ ولا يبلغ الركبتين والعُرْقُوبَيْن فيقال مُحَجَّل القوائم، فإِذا بلغ البياضُ من التحجيل ركبةَ اليد وعُرْقوب الرِّجل فهو فرس مُجَبَّب، فإِن كان البياض برجليه دون اليد فهو مُحَجَّل إِن جاوز الأَرساغ، وإِن كان البياض بيديه دون رجليه فهو أَعْصَم، فإِن كان في ثلاث قوائم دون رجل أَو دون يد فهو مُحَجَّل الثلاث مُطْلَق اليد أو الرجل، ولا يكون التحجيل واقعاً بيد ولا يدين إِلا أَن يكون معها أَو معهما رِجْل أَو رِجلان؛ قال الجوهري: التحجيل بياض في قوائم الفرس أَو في ثلاث منها أَو في رجليه، قَلَّ أَو كَثُر، بعد أَن يجاوز الأَرساغ ولا يجاوز الركبتين والعرقوبين لأَنها مواضع الأَحجال، وهي الخَلاخِيل والقُيُود. يقال: فرس مُحَجَّل، وقد حُجِّلَت قوائمُه تَحْجِيلاً، وإِنَّها لَذَات أَحْجال، فإِن كان في الرجلين فهو مُحَجَّل الرجلين، وإِن كان بإِحدى رجليه وجاوز الأَرساغ فهو مُحَجَّل الرِّجل اليمنى أَو اليسرى، فإِن كان مُحَجَّل يد ورجل من شِقٍّ فهو مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَق الأَياسر، أَو مُمْسَك الأَياسر مُطْلَق الأَيامن، وإِن كان من خِلاف قلّ أَو كثر فهو مَشْكُول. قال الأَزهري: وأُخِذَ تحجيل الخيل من الحِجْل وهو حَلْقة القَيْد جُعِل ذلك البياض في قوائمها بمنزلة القيود.
ويقال: أَحْجَل الرجُلُ بعيرَه إِحْجالاً إِذا أَطْلق قيده من يده اليمنى وشَدَّه في الأُخرى.
وحَجَّل فلانٌ أَمْرَه تحجيلاً إِذا شَهْرَه؛ ومنه قول الجعدي يهجو لَيْلى الأَخْيَلِيَّة: أَلا حَيِّيا هِنْداً، وقُولاً لها: هَلا فقد رَكِبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا والتَّحْجِيل والصَّلِيب: سِمَتان من سِمات الإِبل؛ قال ذو الرمة يصف إِبلاً: يَلُوح بها تحجيلُها وصَلِيبُها وقول الشاعر: أَلَم تَعْلَمِي أَنَّا إِذا القِدْرُ حُجِّلَت، وأُلْقِيَ عن وَجْه الفَتاة سُتُورُها حُجِّلَت القِدْر أَي سُتِرَت كما تُسْتَر العروس فلا تَبْرُز.
والتحجيل: بياض في أَخلاف الناقة من آثار الصِّرار.
وضَرْع مُحَجَّل: به تحجيل من أَثر الصِّرار؛ وقال أَبو النجم: عن ذي قَرامِيصَ لها مُحَجَّلِ والحَجْلاء من الضأْن: التي ابْيَضَّت أَوْظِفَتُها وسائرها أَسود، تقول منه نَعْجة حَجْلاء.
وحَجَلَت عَيْنُه تَحْجُل حُجُولاً وحَجَّلَت، كلاهما: غارت، يكون ذلك في الإِنسان والبعير والفرس، قال ثعلبة بن عمرو: فَتُصْبِح حاجِلةً عينُه لِحِنْو اسْتِه، وصَلاه عُيُوب وأَنشد أَبو عبيدة: حَواجِل العُيون كالقِداح وقال آخر في الإِفراد دون الإِضافة: حَواجِل غائرة العُيون وحَجَّلَت المرأَة بَنانَها إِذا لَوَّنَت خِضابَها.
والحُجَيْلاء: الماء الذي لا تصيبه الشمس.
والحَوْجَلَة: القارورة الغليظة الأَسفل، وقيل: الحَوْجَلة ما كان من القَوارِير شِبْه قَوارير الذَّرِيرة وما كان واسع الرأْس من صِغارها شِبْه السُّكُرَّجات ونحوها. الجوهري: الحَوْجَلة قَارُورة صغيرة واسعة الرأْس؛ وأَنشد العَجَّاج: كأَنَّ عينيه من الغُؤُور قَلْتانِ، أَو حَوْجَلَتا قارُور قال ابن بري: الذي في رجز العجاج: قَلْتانِ في لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُور، صِفْرانِ، أَو حَوْجَلَتا قارُور وقيل: الحَوْجَلَة والحَوْجَلَّة القارورة فقط؛ عن كراع، قال: ونظيره حَوْصَلَة وحَوْصَلَّة وهي للطائر كالمَعِدَة للإِنسان.
ودَوْخَلَة ودَوْخَلَّة: وهي وعاء التمر، وسَوْجَلَة وسَوْجَلَّة: وهي غِلاف القارورة، وقَوْصَرَة وقَوْصَرَّة: وهي غلاف القارورةِ أَيضاً؛ وقوله: (* قوله «وقوصرة وهي غلاف القارورة أَيضاً» كذا في الأصل، والذي في القاموس والصحاح واللسان في ترجمة قصر أنها وعاء التمر وكناية عن المرأة).وقوله: كأَنَّ أَعينها فيها الحَواجِيلُ يجوز أَن يكون أَلحق الياءَ للضرورة، ويجوز أَن يكون جمع حَوْجَلَّة، بتشديد اللام، فعوّض الياء من إِحدى اللاَّمين.
والحَواجِل: القَوارير، والسَّواجل غُلُفُها؛ وأَنشد ابن الأَنباري: نَهْج ترى حَوْله بَيْضَ القَطا قَبَصاً، كأَنَّه بالأَفاحِيص الحَواجِيل حَواجِل مُلِئَت زَيْتاً مُجَرَّدة، ليست عَلَيْهِنَّ من خُوصٍ سَواجِيل القَبَص: الجَماعات والقِطَع.
والسَّواجِيل: الغُلُف، واحِدُها ساجُول وسَوْجَل.
وتَحْجُل: اسم فَرَس، وهو في شعر لبيد: تَكاتَر قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها، وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبال والحُجَيْلاء: اسم موضع؛ قال الشاعر: فأَشْرَب من ماء الحُجَيْلاء شَرْبَةً، يُداوى بها، قبل الممات، عَلِيلُ قال ابن بري: ومن هذا الفصل الحُجال السَّمُّ؛ قال الراجز: جَرَّعْته الذَّيفان والحُجالا

قلل (لسان العرب) [0]


القِلَّةُ: خِلاف الكثرة.
والقُلُّ: خلاف الكُثْر، وقد قَلَّ يَقِلُّ قِلَّة وقُلاًّ، فهو قَليل وقُلال وقَلال، بالفتح؛ عن ابن جني.
وقَلَّله وأقَلَّه: جعله قليلاً، وقيل: قَلَّله جعله قَليلاً.
وأَقَلَّ: أَتى بقَلِيل.
وأَقَلَّ منه: كقَلَّله؛ عن ابن جني.
وقَلَّله في عينه أَي أَراه قَليلاً.
وأَقَلَّ الشيء: صادَفه قَليلاً.
واستقلَّه: رآه قَليلاً. يقال: تَقَلَّل الشيءَ واستقلَّه وتَقالَّه إِذا رآه قَليلاً.
وفي حديث أَنس: أَن نَفَراً سأَلوه عن عِبادة النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما أُخُبِروا كأَنهم تَقالُّوها أَي استقلُّوها، وهو تَفاعُل من القِلَّة.
وفي الحديث: أَنه كان يُقِلُّ اللَّغْوَ أَي لا يَلْغُو أَصلاً؛ قال ابن الأَثير: وهذا اللفظ يستعمَل في نفي أَصل الشيء كقوله تعالى: فَقَلِيلاً ما يؤمنون، قال: ويجوز . . . أكمل المادة أَن يريد باللَّغْو الهزْلَ والدُّعاية، وأَن ذلك كان منه قَليلاً.
والقُلُّ: القِلَّة مثل الذُّلِّ والذِّلَّة. يقال: الحمدلله على القُلّ والكُثْر، والقِلِّ والكِثْرِ، وما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ.
وفي حديث ابن مسعود: الرِّبا، وإِن كَثُر، فهو إِلى قُلٍّ؛ معناه إِلى قِلَّة أَي أَنه وإِن كان زيادة في المال عاجلاً فإِنه يَؤُول إِلى النقص، كقوله: يمحَق الله الرِّبا ويُرْبي الصَّدَقات؛ قاله أَبو عبيد وأَنشد قول لبيد: كلُّ بَني حُرَّةٍ مَصِيرُهُمْ قُلٌّ، وإِن أَكثرتْ من العَدَدْ وأَنشد الأَصمعي لخالد بن عَلْقمَة الدَّارمي: ويْلُ آمّ لَذَّات الشباب مَعِيشه مع الكُثْرِ يُعْطاه الفَتى المُتْلِف النَّدي قد يَقْصُر القُلُّ الفَتى دُونَ هَمِّه، وقد كان، لولا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ وأَنشد ابن بري لآخر: فأَرْضَوْهُ إِنْ أَعْطَوْه مِنِّي ظُلامَةً، وما كُنْتُ قُلاًّ، قبلَ ذلك، أَزْيَبا وقولهم: لم يترُك قَليلاً ولا كثيراً؛ قال أَبو عبيد: فإِنَّهم يَبْدَؤون بالأَدْوَن كقولهم القَمَران، ورَبِيعة ومُضَر، وسُلَيم وعامر.والقُلال، بالضم: القَلِيل.
وشيء قليل، وجمعه قُلُل: مثل سَرِير وسُرُر.
وشيء قُلٌّ: قَليل.
وقُلُّ الشيء: أَقَلُّه.
والقَلِيل من الرجال: القصير الدَّقِيق الجُثَّة، وامرأَة قَلِيلة كذلك.
ورجل قُلٌّ: قصير الجُثَّة.
والقُلُّ من الرجال: الخسيس الدِّين؛ ومنه قول الأَعشى: وما كُنْتُ قُلاًّ، قبلَ ذلك، أَزْيَبا ووصفَ أَبو حنيفة العَرْض بالقِلَّة فقال: المِعْوَل نَصْل طويلٌ قَلِيل العَرْض، وقومٌ قَلِيلون وأَقِلاَّءُ وقُلُلٌ وقُلُلون: يكون ذلك في قِلَّة العَدَد ودِقَّة الجُثَّة، وقومٌ قَلِيل أَيضاً. قال الله تعالى: واذكروا إِذ كنتم قَليلاً فكثَّركم.
وقالوا: قَلَّما يقوم زيد؛ هَيَّأَتْ ما قَلَّ ليقَعَ بعدها الفعلُ؛ قال بعض النحويين: قَلَّ من قولك قَلَّما فِعْلٌ لا فاعل له، لأَن ما أَزالته عن حُكْمه في تقاضيه الفاعل، وأَصارته إِلى حكم الحرف المتقاضِي للفعل لا الاسم نحو لولا وهلاَّ جميعاً، وذلك في التَّحْضيض، وإِن في الشرط وحرف الاستفهام؛ ولذلك ذهب سيبويه في قول الشاعر: صَدَدْت فأَطولت الصُّدودَ، وقَلَّما وِصالٌ على طُول الصُّدود يَدُومُ إِلى أَن وِصالٌ يرتفِع بفعل مضمر يدلُّ عليه يَدُوم، حتى كأَنه قال: وقَلَّما يدوم وِصالٌ، فلما أَضمر يَدُوم فسره بقوله فيما بعدُ يَدومُ، فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك: أَوِصالٌ يَدومُ أَو هَلاَّ وِصال يَدُوم؟ ونظير ذلك حرف الجر في نحو قول الله عز وجل: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ فما أَصلحتْ رُبَّ لوقوع الفعل بعدها ومنعتْها وقوعَ الاسم الذي هو لها في الأَصل بعدها، فكما فارقت رُبَّ بتركيبها مع ما حكمَها قبل أَن تركَّب معها، فكذلك فارقتْ طالَ وقَلَّ بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا عليه من طلبهما الأَسماء، أَلا ترى أَنْ لو قلتَ طالما زيد عندنا أَو قَلَّما محمد في الدار لم يجز؟ وبعد فإِنَّ التركيب يُحْدِث في المركَّبَين معنًى لم يكن قبل فيهما، وذلك نحو إِنَّ مفردة فإِنها للتحقيق، فإِذا دخلتْها ما كافَّة صارت للتحقير كقولك: إِنَّما أَنا عبدُك، وإِنما أَنا رسول ونحو ذلك، وقالوا: أَقَلُّ امرأَتين تَقُولان ذلك؛ قال ابن جني: لما ضارع المبتدأ حرفَ النفي بَقَّوُا المبتدأ بلا خبر.
وأَقَلَّ: افتقَرَ.
والإِقْلالُ: قِلَّة الجِدَةِ، وقَلَّ مالُه.
ورجل مُقِلٌّ وأَقَلُّ: فقير. يقال: فعل ذلك من بين أَثْرَى وأَقَلَّ أَي من بين الناس كلهم.
وقالَلْتُ له الماءَ إِذا خفتَ العطش فأَردت أَن تستقِلَّ ماءَك. أَبو زيد: قالَلْت لفلان، وذلك إِذا قلَّلْت ما أَعطيتَه.
وتَقالَلْت ما أَعطاني أَي استقلَلْته، وتكاثَرْته أَي استكثرته.
وهو قُلُّ بنُ قُلٍّ وضُلُّ بنُ ضُلٍّ: لا يُعرف هو ولا أَبوه، قال سيبويه: وقالوا قُلُّ رجل يقول ذلك إِلا زيد.
وقدم علينا قُلُلٌ من الناس إِذا كانوا من قَبائل شتَّى متفرِّقين، فإِذا اجتمعوا جمعاً فهم قُلَلٌ.
والقُلَّة: الحُبُّ العظيم، وقيل: الجَرَّة العظيمة، وقيل: الجَرَّة عامة، وقيل: الكُوز الصغير، والجمع قُلَل وقِلال، وقيل: هو إِناءٌ للعرب كالجَرَّة الكبيرة؛ وقال جميل بن معمر: فظَلِلْنا بنِعمة واتَّكَأْنا، وشَرِبْنا الحَلالَ من قُلَلِهْ وقِلال هَجَر: شبيهة بالحِبَاب؛ قالَ حسان: وأَقْفَر من حُضَّارِه وِرْدُ أَهْلِهِ، وقد كان يُسقَى في قِلالٍ وحَنْتَم وقال الأَخطل: يَمْشُون حَولَ مُكَدَّمٍ، قد كَدَّحَتْ مَتْنَيه حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلال وفي الحديث: إِذا بلَغ الماءُ قُلَّتين لم يحمِل نَجَساً، وفي رواية: لم يحمِل خَبَثاً؛ قال أَبو عبيد في قوله قُلَّتين: يعني هذه الحِبَاب العِظام، واحدتها قُلَّة، وهي معروفة بالحجاز وقد تكون بالشام.
وفي الحديث في ذكر الجنة وصفة سِدْرة المُنْتَهَى: ونَبِقُها مثل قِلال هَجَر، وهَجَر: قرية قريبة من المدينة وليست هَجَر البحرين، وكانت تعمل بها القِلال.
وروى شمر عن ابن جريج قال: أَخبرني من رأَى قِلال هجر تسع القُلَّة منها الفَرَق؛ قال عبد الرزاق: الفَرَق أَربعة أَصْوُع بصاع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وروي عن عيسى بن يونس قال: القُلَّة يؤتى بها من ناحية اليمن تسع فيها خمس جِرار أَو سِتّاً؛ قال أَحمد بن حنبل: قدر كل كل قُلَّة قِرْبتان، قال: وأَخشى على القُلَّتين من البَوْل، فأَما غير البَوْل فلا ينجسه شيء، وقال إِسحق: البول وغيره سواء إِذا بلغ الماء قُلَّتين لم ينجسه شيء، وهو نحو أَربعين دَلْواً أكثر ما قيل في القُلَّتين، قال الأَزهري.
وقِلال هَجر والأَحْساء ونواحيها معروفة تأْخذ القُلَّة منها مَزادة كبيرة من الماء، وتملأُ الرواية قُلَّتين، وكانوا يسمونها الخُرُوس، واحدها خَرْس، ويسمونها القلال، واحدتها قُلَّة، قال: وأَراها سميت قِلالاً لأَنها تُقَلُّ أَي ترفَع إِذا ملئت وتحمَل.
وفي حديث العباس: فحَثَا في ثوبه ثم ذهب يُقِلُّه فلم يستطِع؛ يقال: أَقَلَّ الشيءَ يُقِلُّه واستقلَّه يستقلُّه إِذا رفعه وحمله.
وأَقَلَّ الجَرَّة: أَطاق حملها.
وأَقَلَّ الشيء واستقبلَّه: حمله ورفعه.
وقُلَّة كل شيء: رأْسه.
والقُلَّة: أَعلى الجبل.
وقُلَّة كل شيء: أَعلاه، والجمع كالجمع، وخص بعضهم به أَعلى الرأْس والسنام والجبل.
وقِلالة الجبل: كقُلَّته؛ قال ابن أَحمر: ما أُمُّ غَفْرٍ في القِلالة، لم يَمْسَسْ حَشاها، قبله، غَفْر ورأْس الإِنسان قُلَّة؛ وأَنشد سيبويه: عَجائب تُبْدِي الشَّيْبَ في قُلَّة الطِّفْل والجمع قُلَل؛ ومنه قول ذي الرمة يصف فِراخ النعامة ويشبه رؤوسها بالبنادق: أَشْداقُها كصُدُوع النَّبْع في قُلَلٍ، مثل الدَّحارِيج لم يَنْبُت لها زَغَبُ وقُلَّة السيف: قَبِيعَتُه.
وسيف مُقَلَّل إِذا كانت له قَبِيعة؛ قال بعض الهذليين: وكُنَّا، إِذا ما الحربُ ضُرِّس نابُها، نُقَوِّمُها بالمَشْرَفِيِّ المُقَلَّل واستقلَّ الطائر في طيرانه: نَهض للطيران وارتفع في الهواء.
واستقلَّ النبات: أَنافَ.
واستقلَّ القوم: ذهبوا واحتملوا سارِين وارتحلوا؛ قال الله عز وجل: حتى إِذا أَقَلَّتْ سحاباً ثِقالاً؛ أَي حَمَلت.
واستقلَّت السماء: ارتفعت.
وفي الحديث: حتى تَقالَّت الشمس أَي استقلَّت في السماء وارتفعت وتعالَتْ.
وفي حديث عمرو بن عَنْبسة: قال له إِذا ارتفعت الشمس فالصلاة مَحْظُورة حتى يستقلَّ الرُّمْحُ بالظِّل أَي حتى يبلُغ ظل الرمح المغروس في الأَرض أَدنى غاية القِلَّة والنقص، لأَن ظل كل شخص في أَوَّل النهار يكون طويلاً ثم لا يزال ينقص حتى يبلُغ أَقصره، وذلك عند انتِصاف النهار، فإِذا زالت الشمس عاد الظل يزيد، وحينئذ يدخُل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة، وهذا الظل المتناهي في القصر هو الذي يسمَّى ظل الزوال أَي الظل الذي تزول الشمس عن وسط السماء وهو موجود قبل الزيادة، فقوله يستقِلُّ الرمحُ بالظل، هو من القِلَّة لا من الإِقْلال والاسْتقلالِ الذي بمعنى الارتفاع والاسْتبداد.
والقِلَّة والقِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة، وقيل: هي الرِّعْدة من الغضب والطمَع ونحوه يأْخذ الإِنسان، وقد أَقَلَّته الرِّعْدة واستقلَّته؛ قال الشاعر: وأَدْنَيْتِني حتى إِذا ما جَعَلْتِني على الخَصْرِ أَو أَدْنَى، اسْتَقَلَّك راجِفُ يقال: أَخذه قِلُّ من الغضب إِذا أُرْعِد ويقال للرجل إِذا غضب: قد استقلَّ. الفراء: القَلَّة النَّهْضة من عِلَّة أَو فقر، بفتح القاف.
وفي حديث عمر: قال لأَخيه زيد لمَّا ودَّعه وهو يريد اليمامة: ما هذا القِلُّ الذي أَراه بك؟ القِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة.
والقِلالُ: الخُشُب المنصوبة للتَّعريش؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: من خَمر عانَةَ، ساقِطاً أَفنانُها، رفَع النَّبيطُ كُرُومَها بقِلال أَراد بالقِلال أَعْمِدة ترفَع بها الكُروم من الأَرض، ويروى بظلال.
وارتحل القوم بقِلِّيَّتِهم أَي لم يَدَعوا وراءهم شيئاً.
وأَكل الضَّبَّ بقِلِّيَّتِه أَي بعظامه وجلده. أَبو زيد: يقال ما كان من ذلك قلِيلةٌ ولا كَثِيرةٌ وما أَخذت منه قليلةً ولا كثيرة بمعنى لم آخُذ منه شيئاً، وإِنما تدخل الهاء في النفي. ابن الأَعرابي: قَلَّ إِذا رفَع، وقَلَّ إِذا علا.
وبنو قُلٍّ: بطن.
وقَلْقَل الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً وقَلْقالاً فَتَقَلْقَل وقُلْقالاً؛ عن كراع وهي نادرة أَي حرَّكه فتحرَّك واضطرب، فإِذا كسرته فهو مصدر، وإِذا فتحته فهو اسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال، والاسم القُلْقال؛ وقال اللحياني: قَلْقَل في الأَرض قَلْقَلةً وقِلْقالاً ضرَب فيها، والاسم القَلْقالُ.
وتَقَلْقل: كقَلْقَل.
والقُلْقُل والقُلاقِلُ: الخفيف في السفَر المِعْوان السريع التَّقَلْقُل.
ورجل قَلْقال: صاحبُ أَسفار.
وتَقَلْقَل في البلاد إِذا تقلَّب فيها.
وفرس قُلْقُل وقُلاقِل: جواد سريع.
وقَلْقَل أَي صوَّت،.
وهو حكاية. قال أَبو الهيثم: رجل قُلْقُل بُلْبُل إِذا كان خفيفاً ظريفاً، والجمع قَلاقِل وبَلابِل.
وفي حديث عليّ: قال أَبو عبد الرحمن السلمي خرج علينا عليٌّ وهو يَتَقَلْقَل؛ التَّقَلْقُل: الخفَّة والإِسراع، من الفَرَسِ القُلْقُلِ، بالضم، ويروى بالفاء، وقد تقدم.
وفي الحديث: ونَفْسه تَقَلْقَل في صدره أَي تتحرك بصوت شديد وأَصله الحركة والاضطراب.
والقَلْقَلة: شدّة الصياح.
وذهب أَبو إِسحق في قَلْقَل وصَلْصَل وبابُه أَنه فَعْفَل. الليث: القَلْقَلة والتَّقَلْقُل قِلَّة الثبوت في المكان.
والمِسْمارُ السَّلِسُ يَتَقلْقَل في مكانه إِذا قَلِق.
والقَلْقَلة: شدّة اضطراب الشيء وتحركه، وهو يَتَقَلْقَل ويَتَلقْلَق. أَبو عبيد: قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْتُه بمعنى واحد.
والقِلْقِل: شجر أَو نبت له حبٌّ أَسود؛ قال أَبو النجم: وآضَتِ البُهْمَى كنَبْلِ الصَّيْقَلِ، وحازَتِ الرِّيحُ يَبِيس القِلْقِل وفي المثل: دَقَّك بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِل والعامة تقول حب الفُلْفُل؛ قال الأَصمعي: وهو تصحيف، إِنما هو بالقاف، وهو أَصلب ما يكون من الحبوب، حكاه أَبو عبيد. قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه ورواه حب الفُلْفُل، بالفاء، قال: وكذا رواه عليّ بن حمزة؛ وأَنشد:وقد أَراني في الزمانِ الأَوَّلِ أَدُقُّ في جارِ اسْتِها بمِعْوَلِ، دَقَّك بالمِنْحازِ حبَّ الفُلْفُلِ وقيل: القِلْقِل نبت ينبت في الجَلَد وغَلْظ السَّهْل ولا يكاد ينبُت في الجبال، وله سِنْف أُفَيْطِحُ ينبُت في حبات كأَنهنّ العدَس، فإِذا يَبِس فانتفَخ وهبَّت به الريحُ سمعْت تَقلقُلَه كأَنه جَرَس، وله ورَق أَغبر أَطْلس كأَنه ورَق القَصَب.
والقُلاقِل والقُلْقُلان: نَبْتان.
وقال أَبو حنيفة: القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلان كله شيء واحد نَبْت، قال: وذكر الأَعراب القُدُم أَنه شجر أَخضر ينهَض على ساقٍ، ومَنابتُه الآكام دون الرياض وله حب كحبِّ اللُّوبِياء يؤكَل والسائمةُ حريصة عليه؛ وأَنشد:كأَنّ صوتَ حَلْيِها، إِذا انْجَفَلْ، هَزُّ رِياحٍ قُلْقُلاناً قد ذَبَلْ والقُلاقِلُ: بَقْلة بَرِّيَّة يُشْبِه حبُّها حبَّ السِّمْسِم ولها أَكمام كأَكمامها. الليث: القِلْقِل شجر له حبٌّ عِظام ويؤْكل؛ وأَنشد: أَبْعارُها بالصَّيْفِ حَبُّ القِلقِل وحب القِلقِل مُهَيِّج على البِضاع يأْكله الناس لذلك؛ قال الراجز وأَنشده أَبو عمرو لليلى: أَنْعَتُ أَعْياراً بأَعلى قُنَّهْ أَكَلْنَ حَبَّ قِلْقِلٍ، فَهُنَّهْ لهنّ من حُبّ السِّفادِ رِنَّهْ وقال الدينَوَري: القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلانُ كله واحد له حب كحَب السِّمْسِم وهو مهيّج للباهِ؛ وقال ذو الرمة في القِلقِل ووصف الهَيْف:وساقَتْ حَصادَ القُلْقُلان، كأَنما هو الخَشْلُ أَعْرافُ الرِّياحِ الزَّعازِع والقُلْقُلانِيُّ: طائر كالفاخِتة.
وحُروف القَلْقلة: الجيمُ والطاءُ والدالُ والقاف والباء؛ حكاها سيبويه، قال: وإِنما سميت بذلك للصوت الذي يحدث عنها عند الوقف لأَنك لا تستطيع أَن تقِف عنده إِلا معه لشدة ضَغْط الحرف.

لقح (لسان العرب) [0]


اللِّقاحُ: اسم ماء الفحل (* قوله «اللقاح اسم ماء الفحل» صنيع القاموس، يفيد أَن اللقاح بهذا المعنى، بوزن كتاب، ويؤيده قول عاصم: اللقاح كسحاب مصدر، وككتاب اسم، ونسخة اللسان على هذه التفرقة. لكن في النهاية اللقاح، بالفتح: اسم ماء الفحل اهـ.
وفي المصباح: والاسم اللقاح، بالفتح والكسر.) من الإِبل والخيل؛ وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً وأَرضعت الأُخرى جارية: هل يتزوَّج الغلامُ الجارية؟ قال: لا، اللِّقاح واحد؛ قال الأَزهري: قال الليث: اللِّقاح اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد، فاللبن الذي أَرضعت كل . . . أكمل المادة واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل، فصار المُرْضَعان ولدين لزوجهما لأَنه كان أَلْقَحهما. قال الأزهري: ويحتمل أَن يكون اللِّقاحُ في حديث ابن عباس معناه الإِلْقاحُ؛ يقال: أَلْقَح الفحل الناقة إِلقاحاً ولَقاحاً، فالإِلقاح مصدر حقيقي، واللِّقَاحُ: اسم لما يقوم مقام المصدر، كقولك أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً. قال: وأَصل اللِّقاح للإِبل ثم استعير في النساء، فيقال: لَقِحَتِ إِذا حَمَلَتْ، وقال: قال ذلك شمر وغيره من أَهل العربية.
واللِّقاحُ: مصدر قولك لَقِحَتْ الناقة تَلْقَحُ إِذا حَمَلَتْ، فإِذا استبان حملها قيل: استبان لَقاحُها. ابن الأَعرابي: ناقة لاقِحٌ وقارِحٌ يوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها، فهي خَلِفَةٌ. قال: وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً ولَقْحاً وهي أَيام نَتاجِها عائذ.
وقد أَلقَح الفحلُ الناقةَ، ولَقِحَتْ هي لَقاحاً ولَقْحاً ولَقَحاً: قبلته.
وهي لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح ولُقَّحٍ، ولَقُوحٌ من إِبل لُقُحٍ.
وفي المثل: اللَّقُوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ. الأَزهري: واللَّقُوحُ اللَّبُونُ وإِنما تكون لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرين ثم ثلاثة أَشهر، ثم يقع عنها اسم اللَّقوحِ فيقال لَبُونٌ، وقال الجوهري: ثم هي لبون بعد ذلك، قال: ويقال ناقة لَقُوحٌ ولِقْحَةٌ، وجمع لَقُوحٍ: لُقُحٌ ولِقاحٌ ولَقائِحُ، ومن قال لِقْحةٌ، جَمَعها لِقَحاً.
وقيل: اللَّقُوحُ الحَلُوبة.
والمَلْقوح والملقوحة: ما لَقِحَتْه هي من الفحلِ؛ قال أَبو الهيثم: تُنْتَجُ في أَوَّل الربيع فتكون لِقاحاً واحدتُها لِقْحة ولَقْحةٌ ولَقُوحٌ، فلا تزال لِقاحاً حتى يُدْبِرَ الصيفُ عنها. الجوهري: اللِّقاحُ، بكسر اللام. الإِبلُ بأَعيانها، الواحدة لَقُوح، وهي الحَلُوبُ مثل قَلُوصٍ وقِلاصٍ. الأَزهري: المَلْقَحُ يكون مصدراً كاللَّقاحِ؛ وأَنشد: يَشْهَدُ منها مَلْقَحاً ومَنْتَحا وقال في قول أَبي النجم: وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً ملقوحا يعني لَقِحَتْه من الفَحل أَي أَخذته.
وقد يقال للأُمَّهات: المَلاقِيحُ؛ ونهى عن أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد المَضامِين في المبايعة لأَنهم كانوا يتبايعون أَولاد الشاء في بطون الأُمهات وأَصلاب الآباء.
والمَلاقِيحُ في بطون الأُمهات، والمَضامِينُ في أَصلاب الآباء. قال أَبو عبيد: الملاقيح ما في البطون، وهي الأَجِنَّة، الواحدة منها مَلْقُوحة من قولهم لُقِحَتْ كالمحموم من حُمَّ والمجنونِ من جُنَّ؛ وأَنشد الأَصمعي: إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ وعِدَةِ العامِ، وعامٍ قابلِ، مَلْقوحةً في بطنِ نابٍ حائِلِ يقول: هي مَلْقوحةٌ فيما يُظْهِرُ لي صاحبُها وإِنما أُمُّها حائل؛ قال: فالمَلْقُوح هي الأَجِنَّة التي في بطونها، وأَما المضامين فما في أَصلاب الفُحُول، وكانوا يبيعون الجَنينَ في بطن الناقة ويبيعون ما يَضْرِبُ الفحلُ في عامه أَو في أَعوام.
وروي عن سعيد بن المسيب أَنه قال: لا رِبا في الحيوان، وإِنما نهى عن الحيوان عن ثلاث: عن المَضامِين والمَلاقِيح وحَبَلِ الحَبَلَةِ؛ قال سعيد: فالملاقِيحُ ما في ظهور الجمال، والمضامين ما في بطون الإِناث، قال المُزَنِيُّ: وأَنا أَحفظ أَن الشافعي يقول المضامين ما في ظهور الجمال، والملاقيح ما في بطون الإِناث؛ قال المزني: وأَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدني شاهداً له من شعر العرب: إِنَّ المَضامِينَ، التي في الصُّلْبِ، ماءَ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ، ليس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ وأَنشد في الملاقيح: منيَّتي مَلاقِحاً في الأَبْطُنِ، تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعد أَزْمُنِ (* قوله «منيتي ملاقحاً إلخ» كذا بالأصل.) قال الأَزهري: وهذا هو الصواب. ابن الأَعرابي: إِذا كان في بطن الناقة حَمْلٌ، فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مَضامِينُ وضَوامِنُ، والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة، ومعنى الملقوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل. الجوهري: المَلاقِحُ الفُحولُ، الواحد مُلقِحٌ، والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث التي في بطونها أَولادها، الواحدة مُلْقَحة، بفتح القاف.
وفي الحديث: أَنه نهى عن بيع الملاقيح والمضامين؛ قال ابن الأَثير: الملاقيح جمع مَلْقوح، وهو جنين الناقة؛ يقال: لَقِحَت الناقةُ وولدها مَلْقُوحٌ به إِلاَّ أَنهم استعملوه بحذف الجار والناقة ملقوحة، وإِنما نهى عنه لأَنه من بيع الغَرَر، وسيأْتي ذكره في المضامين مستوفى.
واللِّقْحَةُ: الناقة من حين يَسْمَنُ سَنامُ ولدها، لا يزال ذلك اسمها حتى يمضي لها سبعة أَشهر ويُفْصَلَ ولدها، وذلك عند طلوع سُهَيْل، والجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ، فأَما لِقَحٌ فهو القياس، وأَما لِقاحٌ فقال سيبويه كَسَّروا فِعْلَة على فِعالٍ كما كسَّروا فَعْلَة عليه، حتى قالوا: جَفْرَةٌ وجِفارٌ، قال: وقالوا لِقاحانِ أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ، أَلا تَرَى أَنهم يقولون لِقاحة واحدة كما يقولون قِطعة واحدة؟ قال: وهو في الإِبل أَقوى لأَنه لا يُكَسَّر عليه شيء.
وقيل: اللِّقْحة واللَّقحة الناقة الحلوب الغزيرة اللبن ولا يوصف به، ولكن يقال لَقْحة فلان وجمعه كجمع ما قبله؛ قال الأَزهري: فإِذا جعلته نعتاً قلت: ناقة لَقُوحٌ. قال: ولا يقال ناقة لَِقْحة إِلا أَنك تقول هذه لَِقْحة فلان؛ ابن شميل: يقال لِقْحةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقائح.
واللِّقاحُ: ذوات الأَلبان من النوق، واحدها لَقُوح ولِقْحة؛ قال عَدِيُّ بن زيد: من يكنْ ذا لِقَحٍ راخِياتٍ، فَلِقاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ، مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً، ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا وفي الحديث: نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة اللقحة، بالفتح والكسر: الناقة القريبة العهد بالنَّتاج.
وناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملاً؛ وقوله: ولقد تَقَيَّلَ صاحبي من لَِقْحةٍ لَبناً يَحِلُّ، ولَحْمُها لا يُطْعَمُ عنى باللِّقْحة فيه المرأَة المُرْضِعَة وجعل المرأَة لَِقْحة لتصح له الأُحْجِيَّة.
وتَقَيَّلَ: شَرِبَ القَيْل، وهو شُربُ نصف النهار؛ واستعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة؛ فقال يصف سحاباً: لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ، فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يقول: قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل.
وقد أَسَرَّت الناقة لَقَحاً ولَقاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقاحاً؛ بقال غَيْلان: أَسَرَّتْ لَقَاحاً، بعدَما كانَ راضَها فِراسٌ، وفيها عِزَّةٌ ومَياسِرُ أَسَرَّتْ: كَتَمَتْ ولم تُبَشِّر به، وذلك أَن الناقة إِذا لَقِحَتْ شالت بذنبها وزَمَّت بأَنفها واستكبرت فبان لَقَحُها وهذه لم تفعل من هذا شيئاً.
ومَياسِرُ: لِينٌ؛ والمعنى أَنها تضعف مرة وتَدِلُّ أُخرى؛ وقال: طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ، فَبَشَّرتْ بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة، مُسْبَلِ قوله: مثل السِّرار أَي مثل الهلال في ليلة السِّرار.
وقيل: إِذا نُتِجَتْ بعضُ الإِبل ولم يُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها ولم يضع بعضها، فهي عِشارٌ، فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت، فهي لِقاحٌ.
ويقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بيديه: تَلَقَّحتْ يداه؛ يُشَبَّه بالناقة إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ لئلا يَدْنُوَ منها الفحلُ فيقال تَلَقَّحتْ؛ وأَنشد: تَلَقَّحُ أَيْدِيهم، كأَن زَبِيبَهُمْ زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ، وهي تَلَمَّحُ أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا.
والزبيبُ: شِبْهُ الزَّبَدِ يظهر في صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه.
وتَلَقَّحَت الناقة: شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ وليست كذلك.
واللَّقَحُ أَيضاً: الحَبَلُ. يقال: امرأَة سَريعة اللَّقَحِ وقد يُستعمل ذلك في كل أُنثى، فإِما أَن يكون أَصلاً وإِما أَن يكون مستعاراً.وقولهم: لِقاحانِ أَسودان كما قالوا: قطيعان، لأَنهم يقولون لِقاحٌ واحدة كما يقولون قطيع واحد، وإِبل واحد. قال الجوهري: واللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ، والجمع لِقَحٌ مثل قِرْبَة وقِرَبٍ.
وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بعثهم فقال: وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين؛ قال شمر: قال بعضهم أَراد بِلِقْحة المسلمين عطاءهم؛ قال الأَزهري: أَراد بِلِقْحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ والخَراج الذي منه عطاؤهم وما فُرض لهم، وإِدْرارُه: جِبايَتُه وتَحَلُّبه، وجمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفيء حتى يَحْسُنَ حالُهُم ولا تنقطع مادّة جبايتهم.
وتلقيح النخل: معروف؛ يقال: لَقِّحُوا نخلَهم وأَلقحوها.
واللَّقاحُ: ما تُلْقَحُ به النخلة من الفُحَّال؛ يقال: أَلْقَح القومُ النخْلَ إِلقاحاً ولَقَّحوها تلقيحاً، وأَلْقَحَ النخل بالفُحَّالةِ ولَقَحه، وذلك أَن يَدَعَ الكافورَ، وهو وِعاءُ طَلْع النخل، ليلتين أَو ثلاثاً بعد انفلاقه، ثم يأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال؛ قال: وأَجودُه ما عَتُقَ وكان من عام أَوَّلَ، فيَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ في جَوْفِ الطَّلْعة وذلك بقَدَرٍ، قال: ولا يفعل ذلك إِلا رجل عالم بما يفعل، لأَنه إِن كان جاهلاً فأَكثر منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده، وإِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثيرَ الصِّيصاء، يعني بالصيصاء ما لا نَوَى له، وإِن لم يُفعل ذلك بالنخلة لم ينتفع بطلعها ذلك العام؛ واللَّقَحُ: اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في الآخر؛ وجاءنا زَمَنُ اللَّقَاح أَي التلْقيحِ.
وقد لُقِّحَتِ النخيلُ، ويقال للنخلة الواحدة: لُقِحتْ، بالتخفيف، واسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَي آن لها أَن تُلْقَح.
وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل.
واللَّواقِحُ من الرياح: التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب، فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً؛ وقيل: إِنما هي مَلاقِحُ، فأَما قولهم لواقِحُ فعلى حذف الزائد؛ قال الله سبحانه: وأَرسلنا الرياح لوَاقِحَ؛ قال ابن جني: قياسه مَلاقِح لأَن الريح تُلْقِحُ السحابَ، وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَت، فهي لاقِح، فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب من المسبب، وضِدُّه قول الله تعالى؛ فإِذا قرأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ أَي فإِذا أَردت قراءة القرآن، فاكتفِ بالمُسَبَّب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإِرادة؛ ونظيره قول الله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة؛ أَي إِذا أَردتم القيام إِلى الصلاة، هذا كله كلام ابن سيده؛ وقال الأَزهري: قرأَها حمزة: وأرسلنا الرياحَ لَواقِحَ، فهو بَيِّنٌ ولكن يقال: إِنما الريح مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشجر، فقيل: كيف لواقح؟ ففي ذلك معنيان: أَحدهما أَن تجعل الريح هي التي تَلْقَحُ بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللِّقاحُ فيقال: ريح لاقِح كما يقال ناقة لاقح ويشهد على ذلك أَنه وصف ريح العذاب بالعقيم فجعلها عقيماً إِذ لم تُلْقِحْ، والوجه الآخر وصفها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل ليلٌ نائمٌ والنوم فيه وسِرٌّ كاتم، وكما قيل المَبْرُوز والمحتوم فجعله مبروزاً ولم يقل مُبْرِزاً، فجاز مفعول لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل، إِذا لم يَزِدِ البناءُ على الفعل كما قال: ماء دافق؛ وقال ابن السكيت: لواقح حوامل، واحدتها لاقح؛ وقال أَبو الهيثم: ريح لاقح أَي ذات لقاح كما يقال درهم وازن أَي ذو وَزْن، ورجل رامح وسائف ونابل، ولا يقال رَمَحَ ولا سافَ ولا نَبَلَ، يُرادُ ذو سيف وذو رُمْح وذو نَبْلٍ؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله: أَرسلنا الرياح لواقح أَي حوامل، جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه، ثم تَسْتَدِرُّه فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى؛ ومنه قول أَبي وَجْزَةَ: حتى سَلَكْنَ الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ، من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ، مِهْداجِ سَلَكْنَ يعني الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قوائمهن في مَسَكٍ أَي فيما صار كالمَسَكِ لأَيديهما، ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد، فجعل الماء للريح كالولد لأَنها حملته، ومما يحقق ذلك قوله تعالى: هو الذي يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَتْ، فعلى هذا المعنى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقِحٌ بمعنى ذي لَقْحٍ، ولكنها تَحْمِلُ السحاب في الماء؛ قال الجوهري: رياحٌ لَواقِحُ ولا يقال ملاقِحُ، وهو من النوادر، وقد قيل: الأَصل فيه مُلْقِحَة، ولكنها لا تُلْقِحُ إِلا وهي في نفسها لاقِحٌ، كأَن الرياحَ لَقِحَت بخَيْرٍ، فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وفيها خيرٌ وصل ذلك إِليه. قال ابن سيده: وريح لاقحٌ على النسب تَلْقَحُ الشجرُ عنها، كما قالوا في ضِدِّهِ عَقِيم.
وحَرْب لاقحٌ: مثل بالأُنثى الحامل؛ وقال الأَعشى: إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ، عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها، وأَظَلَّتِ يقال: هَمَزَتْه بناب أَي عضَّتْه؛ وقوله: وَيْحَكَ يا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الجَوائِزِ؟ قال: عنى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خاطب لِصَّاً.
وشَقِيحٌ لَقِيحٌ: إِتباع.
واللِّقْحةُ واللَّقْحةُ: الغُراب.
وقوم لَقَاحٌ وحَيٌّ لَقاحٌ لم يدِينُوا للملوك ولم يُمْلَكُوا ولم يُصِبهم في الجاهلية سِباءٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي، لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِياحُ أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ، فهم لَقاحٌ، إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ، أَشاحوا وقال ثعلب: الحيُّ اللَّقاحُ مشتق من لَقاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا لَقِحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ، وليس بقويّ.
وفي حديث أَبي موسى ومُعاذٍ: أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلاً شيئاً بعد شيء بتدبر وتفكر، كاللَّقُوحِ تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها، فإِذا أَتى عليها ثلاثة أَشهر حُلِبتْ غُدْوَةً وعشيًّا. الأَزهري: قال شمر وتقول العرب: إِن لي لَِقْحَةً تُخْبرني عن لِقاحِ الناس؛ يقول: نفسي تخبرني فَتَصدُقني عن نفوسِ الناس، إِن أَحببت لهم خيراً أَحَبُّوا لي خيراً وإِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لي شرًّا؛ وقال يزيد بن كَثْوَة: المعنى أَني أَعرف ما يصير إِليه لِقاح الناس بما أَرى من لَِقْحَتي، يقال عند التأْكيد للبصير بخاصِّ أُمور الناس وعوامِّها.
وفي حديث رُقْية العين: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِحٍ ومُخْبل تفسيره في الحديث: أَن المُلْقِح الذي يولَد له، والمُخْبِل الذي لا يولَدُ له، مِن أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها.
وقال الأَزهري في ترجمة صَمْعَر، قال الشاعر: أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ أَحَبُّ إِليكم، أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟ قال: أَراد باللَّواقِح العقارب.