المصادر:  


فسد (لسان العرب) [50]


الفسادُ: نقيض الصلاح، فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ وفَسُدَ فَساداً وفُسُوداً، فهو فاسدٌ وفَسِيدٌ فيهما، ولا يقال انْفَسَد وأَفْسَدْتُه أَنا.
وقوله تعالى: ويَسْعَوْنَ في الأَرض فساداً؛ نصب فساداً لأَنه مفعول له أَراد يَسْعَوْن في الأَرض للفساد.
وقوم فَسْدَى كما قالوا ساقِطٌ وسَقْطَى، قال سيبويه: جمعوه جمع هَلْكى لتقاربهما في المعنى.
وأَفَسَدَه هو واسْتَفْسَد فلان إِلى فلان.
وتَفَاسَدَ القومُ: تدابَرُوا وقطعوا الأَرحام؛ قال: يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ في المَجَاسِدِ إِلى الرجالِ، خَشْيَةَ التَّفاسُدِ يقول؛ يُخْرِجن ثُدِيَّهُنَّ يقلن: نَنشدكم الله أَلا حميتمونا، يحرضن بذلك الرجال.
واستفسد السلطانُ قائدَه إِذا أَساء إِليه حتى استعصى عليه. خلاف المصْلَحة.
والاستفسادُ: خلاف الاستصلاح.
وقالوا: هذا الأَمر مَفْسَدَةٌ لكذا أَي فيه فساد؛ قال الشاعر: . . . أكمل المادة إِنَّ الشبابَ والفَراغَ والجِدَهْ مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ، أَيُّ مَفْسَدَهْ وفي الخبر: أَن عبد الملك بن مروان أَشرف على أَصحابه وهم يذكرون سيرة عمر فغاظه ذلك، فقال: إِيهاً عن ذكر عمر فإِنه إِزْراءٌ على الوُلاةِ مَفْسَدَةٌ للرعية.
وعدَّى إِيهاً بعن لأَن فيه معنى انْتَهُوا.
وقوله عز وجل: ظهر الفسادُ في البرّ والبحر؛ الفساد هنا: الجَدْب في البرّ والقحط في البحر أَي في المُدُن التي على الأَنهار؛ هذا قول الزجاجِيِّ.
ويقال: أَفْسَدَ فلان المالَ يُفَسِدُه إِفْساداً وفَساداً، والله لا يحب الفساد.
وفَسَّدَ الشيءَ إِذا أَبَارَه؛ وقال ابن جندب: وقلتُ لهم: قد أَدْرَكَتْكُمْ كَتِيبَةٌ مُفَسِّدَةُ الأَدْبارِ، ما لم تُخَفَّرِ أَي إِذا شَدَّت على قَوْمٍ قَطَعَتْ أَدبارَهم ما لم تُخَفَّرِ الأَدبارُ أَي لم تمنع.
وفي الحديث: كره عشر خِلال منها إِفسادُ الصَّبِيِّ غيرٍ مُحَرِّمِهِ؛ هو أَن يَطأَ المرأَة المرضع فإِذا حملت فسد لبنها وكان من ذلك فساد الصبي وتسمى الغِيلَة؛ وقوله غير محرّمه أَي أَنه كرهه ولم يبلغ به حد التحريم.

فسد (الصّحّاح في اللغة) [50]


 فَسَدَ الشيء يَفْسُدُ فساداً، فهو فاسدٌ، وقومٌ فَسْدى.
وكذلك فَسُدَ الشيء بالضم، فهو فَسيدٌ.
ولا يقال: انْفَسَدَ.
وأفْسَدْتُهُ أنا.
والاسْتِفْسادُ: خلاف الاستصلاح. خلاف المصلحة.

فَسَدَ (القاموس المحيط) [50]


فَسَدَ، كنَصَرَ وعَقضدَ وكَرُمَ، فَساداً وفُسوداً: ضِدُّ صَلُحَ، فهو فاسِدٌ وفَسيدٌ من فَسْدَى، ولم يُسْمَعْ: انْفَسَدَ.
والفَسادُ: أخْذُ المالِ ظُلْماً، والجَدْبُ.
والمَفْسَدَةُ: ضِدُّ المَصْلَحَةِ.
وفَسَّدَه تَفْسيداً: أفْسَدَه.
وتَفاسَدوا: قَطَعوا الأَرْحامَ.
واسْتَفْسَدَ: ضِدُّ اسْتَصْلَحَ.

ف س د (المصباح المنير) [50]


 فَسَدَ: الشيء "فُسُِودا" من باب قعد فهو "فَاِسدٌ" والجمع "فَسْدَى" والاسم "الفَسَادُ" واعلم أن "الفَسَاد" للحيوان أسرع منه إلى النبات وإلى النبات أسرع منه إلى الجماد؛ لأن الرطوبة في الحيوان أكثر من الرطوبة في النبات وقد يعرض للطبيعة عارض فتعجز الحرارة بسببه عن جريانها في المجاري الطبيعية الدافعة لعوارض العفونة فتكون العفونة بالحيوان أشد تشبثا منها بالنبات فيسرع إليه الفساد، فهذه هي الحكمة التي قال الفقهاء لأجلها: ويقدم ما يتسارع إليه "الفَسَادُ" فيبدأ ببيع الحيوان ويتعدى بالهمزة والتضعيف، و "المفْسَدَةُ" خلاف المصلحة والجمع المفاسد. 

ف س د (المصباح المنير) [50]


 فَسَدَ: الشيء "فُسُِودا" من باب قعد فهو "فَاِسدٌ" والجمع "فَسْدَى" والاسم "الفَسَادُ" واعلم أن "الفَسَاد" للحيوان أسرع منه إلى النبات وإلى النبات أسرع منه إلى الجماد؛ لأن الرطوبة في الحيوان أكثر من الرطوبة في النبات وقد يعرض للطبيعة عارض فتعجز الحرارة بسببه عن جريانها في المجاري الطبيعية الدافعة لعوارض العفونة فتكون العفونة بالحيوان أشد تشبثا منها بالنبات فيسرع إليه الفساد، فهذه هي الحكمة التي قال الفقهاء لأجلها: ويقدم ما يتسارع إليه "الفَسَادُ" فيبدأ ببيع الحيوان ويتعدى بالهمزة والتضعيف، و "المفْسَدَةُ" خلاف المصلحة والجمع المفاسد. 

السَّمُّ (القاموس المحيط) [50]


السَّمُّ: الثَّقْبُ، وهذا القاتِلُ المَعْروفُ، ويُثَلَّثُ فيهما
ج: سُمومٌ وسِمامٌ، وكُلُّ شيء كالوَدَعِ يَخْرُجُ من البَحْرِ، وعِرْقانِ في خَيْشومِ الفَرَسِ.
وسَمُّ الفارِ: الشَّكُّ.
وسَمُّ الحِمار: الدِّفْلَى.
وسَمُّ السَّمَكِ: شجَرَةُ الماهِيزَهْرَةَ، وتُعْرفُ بالبوصيرِ، نافِعٌ لأَوجَاعِ المَفَاصِلِ، ووَجَع الوَرِكِ، والظَّهْرِ، والنِّقْرِسِ.
وإنما يَنْفَعُ من شجرَتِهِ لحاؤُها، وإذا صُيِّرَ في غَديرٍ، أسْكَرَ سَمَكَهُ، ووَرَقُها يَقِدُ في المَصابيحِ بَدَلَ الفَتيلَةِ.
وأصابَ سَمَّ حاجَتِهِ، أي: مَقْصِدَهُ،
وسُمومُ الإِنْسَانِ وسِمامُهُ: فَمُه ومَنْخِراهُ وأُذُناهُ.
ومَسامُّ الجَسَدِ: ثُقَبُهُ.
وسَمَّهُ: سَقاهُ السَّمَّ،
و~ الطَّعامَ: جَعَلَهُ فيه،
و~ القارورَةَ: سَدَّها،
و~ بينهما: أصْلَحَ،
و~ الشيء: أصْلَحَهُ،
و~ النِّعْمَةَ: خَصَّها، فَسَمَّتْ هي: خَصَّتْ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
و~ الأَمْرَ سَبَرَهُ، ونَظَرَ غَوْرَهُ.
. . . أكمل المادة والسَّامَّةُ: الخاصَّةُ، والمَوْتُ،
وذاتُ السَّمِّ من الحَيوانِ.
وسامُّ أبْرَصَ وسَمُّ أبْرَصَ: من كِبارِ الوَزَغِ، وذُكِرَ في ب ر ص.
وأهْلُ المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ، والأَقارِبُ.
والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحارَّةُ تكونُ غالباً بالنَّهارِ
ج: سَمائِمُ.
وسُمَّ يَوْمُنَا، بالضم،
فهو مَسْمومٌ وسامٌّ ومُسِمٌّ: ذو سَمومٍ.
والسَّمْسَمُ: الثَّعْلَبُ،
كالسُّماسِمِ، بالضم،
والسَّمِّ، والذئْبُ الصَّغيرُ الجِسْمِ، أو أعَمُّ،
كالسَّمْسامِ، ورَمْلَةٌ، وبالكسرِ: حَبُّ الحَلِّ لَزِجٌ، مُفْسِدٌ للمَعِدَةِ والفَمِ، ويُصْلِحُهُ العَسَلُ، وإذا انْهَضَمَ، سَمَّنَ.
وغَسْلُ الشَّعَرِ بماء طَبيخِ ورَقِهِ يُطِيلُه ويُصْلِحُهُ، والبَرِّيُّ منه يُعْرَفُ بِجَلْبَهَنْكَ، فِعْلُهُ قَريبٌ من الخَربَقِ، وقد يُسْقَى المَفْلُوجَ من نِصْفِ دِرْهَمٍ إلى دِرْهَمٍ فَيَبْرَأْ، والدِّرْهَمُ خَطِرٌ، والجُلْجُلانُ، وحَيَّةٌ، ورَمْلَةٌ، وليست مُصَحَّفَةَ المفتوحةِ.
وبالضم وقد يُكْسَرُ، أو غَلِطَ الجوهريُّ في كَسْرِهِ: نَمْلٌ حُمْرٌ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، والخَفيفُ من الرجالِ.
والسَّمْسَمَةُ: عَدْوُ الثَّعْلَبِ.
والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسَّماسِمُ، كعُلابِطٍ،
والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانِيُّ، بضمِّهِما: الخَفيفُ اللَّطيفُ السَّريعُ من كُلِّ شيء.
وكَسحابَةٍ: شَخْصُ الرجُلِ، ودائِرَةٌ مُسْتَحَبَّةٌ في عُنُقِ الفَرَسِ، وما شَخَصَ من الدِّيارِ الخَرابِ، واللِّواءُ، والطَّلْعَةُ.
والسُّمَّةُ، بالضم: سُفْرَةٌ من خوصٍ تُبْسَطُ تَحْتَ النَّخْلِ لِيَسْقُطَ عليها ما تَناثَرَ
ج: كصُرَدٍ، والقَرابَةُ.
وبالكسر والفتح: الاسْتُ.
وسُمُّويَةُ، بالضم: لَقَبُ اسْماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ الحافِظِ.
والأَسَمُّ: الأَنْفُ الضَّيِّقُ المَنْخِرَيْنِ.
والسُّماسِمُ: طائِرٌ.
والمِسَمُّ، كمِسَنٍّ: الذي يَأْكُلُ ما قَدَر عليه.
وسُمَّى، كرُبَّى: وادٍ بالحِجَازِ.
والسَّمَّانُ: نَبْتٌ،
وبالضم: ة بِجَبَلِ السَّراةِ.
وسَمائِمُ: د قُرْبَ صُحَارَ.

سدم (لسان العرب) [50]


السَّدَمُ، بالتحريك: النَّدَمُ والحُزْنُ.
والسَّدَمُ: الهَمُّ، وقيل: هَمٌّ مع نَدَمٍ، وقيل: غيظ مع حُزْنٍ، وقد سَدِمَ، بالكسر، فهو سادِمٌ وسَدْمان. تقول: رأَيته سادِماً نادِماً، ورأَيته سَدْمان نَدْمان، وقلما يفرد السَّدَمُ من النَّدَمِ، ورجل سَدِمٌ نَدِمٌ. ابن الأَنباري في قولهم رجل سادمٌ نادِمٌ: قال قوم السادِمُ معناه المتغير العقل من الغَمّ، وأَصله من قولهم ماء سُدُمٌ.
ومياه سُدْمٌ وأَسْدامٌ إِذا كانت متغيرة؛ قال ذو الرمة: أَواجِنُ أَسْدامٌ وبعضٌ مُعَوَّرٌ وقال قوم: السادِمُ الحزين الذي لا يطيق ذَهاباً ولا مَجيئاً، من قولهم بعير مُسَدَّمٌ إِذا مُنع عن الضِّراب وما له هَمٌّ ولا سَدَمٌ إِلاَّ ذاك.
والسَّدَمُ: الحِرْصُ.
والسَّدَمُ: اللَّهَجُ بالشيء.
وفي الحديث: من كانت الدنيا . . . أكمل المادة هَمَّه وسَدَمَهُ جعل الله فقره بين عينيه؛ السَّدَمُ: الولوع بالشيء واللَّهَجُ به.
وفحل سَدَمٌ وسَدِمٌ مَسْدوم ومُسَدَّمٌ: هائج، وقيل: هو الذي يُرْسَلُ في الإِبل فَيَهْدِرُ بينها، فإِذا ضَبَعَتْ أُخْرِجَ عنها استهجاناً لنَسْله، وقيل: المَسْدُومُ والمُسَدَّمُ المَمْنوع من الضراب بأَيّ وجه كان.
والمُسَدَّمُ: من فحول الإِبل.
والسَّدِمُ: الذي يُرْغَبُ عن فِحْلَتِهِ فيحال بينه وبين أُلاّفهِ ويُقَيَّدُ إِذا هاج، فيرعى حوالَي الدار، وإِن صال جعل له حِجامٌ يمنعه عن فتح فمه؛ ومنه قول الوليد بن عقبة: قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّى، تُهَدِّرُ، في دِمَشْقَ، وما تَريمُ وقال ابن مقبل: وكلُّ رَباعٍ، أَو سَديسٍ مُسَدَّمٍ يَمُدُّ بِذِفْرى حُرَّةٍ وجِرانِ ويقال للبعير إِذا دَبِرَ ظهره فأُعْفِيَ من القَتَبِ حتى صلح دَبَرُهُ مُسَدَّمٌ أَيضاً؛ وإِياه عنى الكُمَيْتُ بقوله: قد أَصْبَحَتْ بك أَحْفاضِي مُسَدَّمَةً، زُهْراً بلا دَبَرٍ فيها، ولا نَقَبِ أَي أَرَحْتَها من التعب فابْيَضَّتْ ظهورها ودَبَرُها وصلحت.
والأَحْفاضُ: جمع حَفَضٍ وهو البعير الذي يحمل عليه خُرْثِيُّ المتاع وسَقَطُه.
وقال أَبو عبيدة: بعير سَدِمٌ وعاشِق سَدِمٌ إِذا كان شديد العشق.
ويقال للناقة الهَرِمَةِ: سَدِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسادَّةٌ وكافَّةٌ. الجوهري: والسَّدِمُ الفحل القِطْيَمُّ الهائج؛ قال الوليد بن عقبة: كالسَّدِم المُعَنَّى؛ ورجل سَدِمٌ أَي مُغْتاظ.
وفَنِيقٌ مُسَدَّمٌ: جعل على فمه الكِعامُ.
والسَّديمُ: الضَّبابُ الرقيق؛ قال: وقد حالَ رُكْنٌ من أُحامِرَ دونَهُ، كأَنَّ ذُراهُ جُلِّلَتْ بسَديمٍ وسَدَمَ البابَ: ردَّه (* قوله «وسدم الباب رده» هكذا في الأصل والمحكم، والذي في التهذيب والتكملة والقاموس: ردمه، وصوب شارحه ما في المحكم)؛ عن ابن الأَعرابي.
وقد سَطَمْتُ الباب وسَدَمْتُهُ إِذا رددته، فهو مَسْطومٌ ومَسْدومٌ.
وماء سَدَمٌ (* قوله «وماء سدم إلخ» هذه عبارة المحكم، وليس فيها الرابع وهو سدوم بالضم بل هو في الأصل فقط مضبوط بهذا الضبط، وقد ذكره شارح القاموس أيضاً في المستدركات وضبطه بالضم) وسَدِمٌ وسُدُمٌ وسُدُومٌ وسَدومٌ: مندفق، والجمع أَسْدام وسِدام، وقد قيل: الواحد والجمع في ذلك سواء.
ومُسَدَّمٌ: كسَدِمٍ؛ قال ذو الرمة: وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقتي من مَفازَةٍ إِليك، ومن أَحْواضِ ماء مُسَدَّمِ وقوله: ورَّاد أَسْمالِ المِياهِ السُّدْمِ، في أُخْرَيَاتِ الغَبَشِ المِغَمِّ يكون جمع سَدُومٍ كَرَسُول ورُسْل، والأَصل فيه التثقيل.
ورَكِيَّةٌ سُدْمٌ وسُدُمٌ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ إِذا ادَّفَنَتْ؛ قال أَبو محمد الفقعسي:يَشْرَبْنَ من ماوانَ ماءً مُرّا، ومن سَنامٍ مثْلَهُ، أَو شَرّا، سُدْمَ المَساقي المُرْخِيات صُفْرا قال: ومثله في السُّدْمِ ما أَنشده الفراء: إِذا ما المِياهُ السُّدْمُ آضَتْ كأَنها، من الأَجْنِ، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ وقال الأَخطل: حَبَسُوا المَطِّيَّ على قليلٍ عَهْدُهُ طامٍ يَعِينُ، وغائر مَسْدُوم والسَّدِيمُ: التَّعَب.
والسَّدِيم: السَّدر.
والسَّديمُ: الماء المُنْدِفق.
والسَّديمُ: الكثير الذِّكْرِ ، قال: ومنه قوله: لا يَذْكرون الله إِلاَّ سَدْما قال الليث: ماء سُدُمٌ وهو الذي وقعت فيه الأَقْمِشَة والجَوْلانُ حتى يكاد يندفن، وقد سَدَمَ يَسْدُمُ.
ويقال: مَنْهَلٌ سَدُرم في موضع سُدُمٍ؛ وأَنشد: ومَنْهَلاً ورَدْته سَدُوما وسَدُومُ، بفتح السين: مدينة بحِمْص، ويقال لقاضيها: قاضي سَدُومَ، ويقال: هي مدينة من مدائن قوم لوط كان قاضيها يقال له سَدُوم؛ قال الشاعر:كذلك قَومُ لوطٍ حين أَمْسَوْا كعَصْفٍ، في سَدُومِهِمُ، رَميمِ الأَزهري: قال أَبو حاتم في كتاب المُزال والمُفْسَد إِنما هو سَذُوم، بالذال المعجمة، قال: والدال خطأٌ؛ قال الأَزهري: وهذا عندي هو الصحيح، وقال ابن بري: ذكر ابن قُتَيْبَةَ أَنه سَذُوم، بالذال المعجمة، قال والمشهور بالدال؛ قال: وكذا روي بيت عمرو ابن دَرَّاكٍ العبدي: وإِني، إِنْ قَطَعْتُ حِبال قَيْسٍ، وخالَفْتُ المُرُونَ على تَميمِ (* قوله «وخالفت المرون» هكذا هو بالأصل)، لأَعْظَمُ فَجْرَةً من ابي رِغالٍ، وأَجْوَرُ في الحُكومة من سَدُومِ قال: وهذا يحتمل وجهين: أَحدهما أَن تحذف مضافاً تقديره من أَهل سَدُوم، وهم قوم لُوطٍ فيهم مدينتان وهما سَدُوم وعاموراءُ أَهلكهما الله فيما أَهلكه، والوجه الثاني أَن يكون سَدُوم اسم رجل،قال: وكذا نقل أَهل الأَخبار، قالوا: كان سَدُوم مَلِكاً فسميت المدينة باسمه، وكان من أَجور الملوك؛ وأَنشد ابن حمزة بيتي عمرو بن درّاكٍ والبيت الثاني: لأَخْسَرُ صَفْقَةً من شيخٍ مَهْوٍ، وأَجْوَرُ في الحُكومة من سَدُومِ ونسبهما إِلى ابن دَارَةَ، قالهما في وقعة مسعود بن عمرو القم (* قوله «عمرو القم» هكذا هو بالأصل).

الْمفْسدَة (المعجم الوسيط) [0]


 الضَّرَر يُقَال هَذَا الْأَمر مفْسدَة لكذا فِيهِ فَسَاده وَمَا يُؤَدِّي إِلَى الْفساد من لَهو وَلعب وَنَحْوهمَا قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (إِن الشَّبَاب والفراغ وَالْجدّة ... مفْسدَة للمرء أَي مفْسدَة) (ج) مفاسد 

المئر (المعجم الوسيط) [0]


 الْمُفْسد بَين النَّاس وَأمر مئر شَدِيد 

المخبثة (المعجم الوسيط) [0]


 الْمفْسدَة وَطَعَام مخبثة تخبث عَنهُ النَّفس أَو هُوَ من غير حلّه 

المحسدة (المعجم الوسيط) [0]


 مَا يحْسد عَلَيْهِ الْإِنْسَان من مَال أَو جاه وَنَحْوهمَا يُقَال (المحسدة مفْسدَة) 

عثي (المعجم الوسيط) [0]


 عثوا وعثيا وعثيانا عثا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين} 

الداغر (المعجم الوسيط) [0]


 الحقير الذَّلِيل يُقَال ذهب صاغرا داغرا والخبيث الْمُفْسد (ج) دغار 

شَهْدَرَ (القاموس المحيط) [0]


شَهْدَرَ الجاريةُ والغُلامُ: وهو أن يَتَحَرَّكَا ما بين ثلاثِ سنين إلى سِتٍّ، وهي شَهْدَرَةٌ، وهو شَهْدَرٌ.
والشِّهْدَارَةُ، بالكسر: الفاحِشُ، والنَّمَّامُ المُفْسِدُ بين الناس، والقصيرُ، والغليظُ.
والشَّهْدَرُ، كجعفرٍ: العظيمُ المُتْرَفُ.

د ع ر (المصباح المنير) [0]


 دَعِرَ: العود "دَعَرًا" فهو "دَعِرٌ" من باب تعب: كثر دخانه ومنه قيل للرجل الخبيث المفسد "دَعَرَ" فهو "دَاعِرٌ" بيِّن "الدَّعَارَةِ" بالفتح، و "الدَّعَارَةُ" أيضا في الخلق بمعنى الشراسة. 

نحم (الصّحّاح في اللغة) [0]


النَحيمُ: الزحيرُ والتَنَحْنُحُ.
وقد نَحَمَ الرجل يَنْحِمُ، فهو نَحَّامٌ. قال طرفة:
كقبر غَوِيّ في البَطالَةِ مُفْسِدِ      أرى قبر نَحَّامٍ بخيلٍ بمـالِـه

والنَحَّامُ أيضاً: طائرٌ أحمر على خِلقة الإوزّ.

الآفَةُ (القاموس المحيط) [0]


الآفَةُ: العاهَةُ، أو عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أصابَه.
وإيفَ الزَّرْعُ، كقيلَ: أصابَتْهُ، فهو مَؤُوفٌ ومَئيفٌ،
و~ القومُ أُوفُوا وإيفُوا وأُفُوا وإِفُوا، والهمزةُ مُمالَةٌ بينَها وبين الفاءِ: دَخَلَتِ الآفةُ عليهم،
ج: آفاتٌ.
فَصْلُ البَاء

دنقس (لسان العرب) [0]


الدَّنْقَسَةُ: تَطَأْطؤُ الرأْس؛ وأَنشد: إِذا رآني من بَعِيدٍ دَنْقسا والدَّنْقَسَةُ: خَفْضُ البَصَر ذُلاًّ.
ودَنْقَسَ: نظر وكَسَرَ عينيه؛ وأَنشد: يُدَنْقِسُ العينَ إِذا ما نَظَرا أَبو عبيد في باب العين: دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسَةً، وطَرْفَشَ طَرْفَشَةً إِذا نظر فكسر عينيه. قال شمر: إِنما هو دَنْفَشَ، بالفاء والشين.
وروى سَلَمة عن الفراء: الدَّنْفَشَةُ الفساد، رواه في حروف شينية مثل الدَّهْفَشَة والعَكْبَشَة والكَيْبَشَة والحَنبَشة، ورواه بالقاف، ورواه غير الفراء دَنْقَسَةً، بالسين المهملة.
ودَنْقَسَ بين القوم: أَفسد، بالسين والشين جميعاً. الأُمَوِيُّ: المُدَنْقِس المفسدُ. قال أَبو بكر: ورأَيته في نسخة دَنْفَشْتُ بينهم أَفسدت، والمُدَنْفِشُ المفسد؛ قال الأَزهري: والصواب عندي بالقاف والشين.

عثي (مقاييس اللغة) [0]



العين والثاء والحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ على فَساد. يقال عثا يعثو، ويقال عَثِيَ يَعْثَى، مثل عاثَ. قال الله تعالى: وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة 60، الأعراف 74، هود 85، الشعراء 183، العنكبوت 36].

المِئْرَةُ (القاموس المحيط) [0]


المِئْرَةُ، بالكسر: الذَّحْلُ، والعَداوَةُ، والنَّميمَةُ.
ومَئِرَ الجُرْحُ، كسَمِعَ: انْتَقَضَ،
و~ عليه: اعْتَقَدَ عَداوَتَهُ.
ومَأَرَ السِّقاءَ، كمَنَعَ: مَلأَهُ،
و~ بَيْنَهُم: أفْسَدَ، وأغْرَى،
كماءَرَ مُماءَرَةً ومِئَاراً.
وهو مَئِرٌ، ككَتِفٍ وعِنَبٍ: مُفْسِدٌ. وَتَماءَرُوا: تَفَاخَرُوا.
ومَاءَرَهُ: فاخَرَهُ،
و~ في فِعْلِهِ: ساواهُ.
وأمْرٌ مَئِرٌ، ككَتِفٍ وأميرٍ: شَديدٌ.
وامْتَأَرَ عليه: احْتَقَدَ.

الشَّيْطَان (المعجم الوسيط) [0]


 روح شرير مغو وكل متمرد مُفسد والحية الخبيثة وَيُقَال فِي تقبيح الشَّيْء كَأَنَّهُ وَجه شَيْطَان أَو رَأس شَيْطَان وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز فِي وصف شَجَرَة جَهَنَّم {طلعها كَأَنَّهُ رُؤُوس الشَّيَاطِين} وَيُقَال رَكبه شَيْطَانه غضب وَلم يعبأ بالعاقبة وَنزع عَنهُ شَيْطَانه استمسك بالحلم وَشَيْطَان الفلاة الْعَطش وَشَيْطَان الشَّاعِر (فِي مُعْتَقد أهل الْجَاهِلِيَّة) جني كَانُوا يَزْعمُونَ أَنه يلهم الشَّاعِر قَالَ الراجز (فَإِن شيطاني أَمِير الْجِنّ ... ) 

خربش (لسان العرب) [0]


وقَعَ القومُ في خَرْبَشٍ وخِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ وصخَبٍ.
والخَرْبَشةُ: إِفساد العمل والكتاب ونحوه.
ومنه يقال: كتب كتاباً مُخَرْبَشاً.
وكتابٌ مُخَرْبَشُ: مُفسَدٌ؛ عن الليث.
وفي حديث بعضهم عن زيد بن أَخْزم الطائي قال: سمعت ابن دُوادٍ يقول كان كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً أَي فاسداً.
والخَرْبَشةُ والخَرْمَشةُ: الإِفساد والتشويش.
والخُرْنْباشُ: من رياحين البَرِّ وهو شبيه المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عن أَبي حنيفة، ووردُه أَبيض وهو طيّب الريح يوضع في أَضعاف الثياب لِطِيبِ ريحه.
وخَرْبَشٌ: اسم.

خربش (لسان العرب) [0]


وقَعَ القومُ في خَرْبَشٍ وخِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ وصخَبٍ.
والخَرْبَشةُ: إِفساد العمل والكتاب ونحوه.
ومنه يقال: كتب كتاباً مُخَرْبَشاً.
وكتابٌ مُخَرْبَشُ: مُفسَدٌ؛ عن الليث.
وفي حديث بعضهم عن زيد بن أَخْزم الطائي قال: سمعت ابن دُوادٍ يقول كان كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً أَي فاسداً.
والخَرْبَشةُ والخَرْمَشةُ: الإِفساد والتشويش.
والخُرْنْباشُ: من رياحين البَرِّ وهو شبيه المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عن أَبي حنيفة، ووردُه أَبيض وهو طيّب الريح يوضع في أَضعاف الثياب لِطِيبِ ريحه.
وخَرْبَشٌ: اسم.

ث - ع - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [0]


العَثا، مقصور، ضبع عَثواءُ بيِّنة العَثا، إذا كانت كثيرة الشَّعَر، والذكر أعثَى. ورجل أعثَى، إذا كان كثير شعر الوجه واللحية، والجمع عُثْو. قال الشاعر: كأنّه ضَبُعٌ عَثْواءُ عارَضَها ... كلبٌ ووابلةٌ دَسْماءُ في فيها وعثا يعثو في معنى عاث، إذا أفسد، وعَثِيَ يعثَى منه أيضاً. وقول اللّه جلّ وعزّ: " ولا تَعْثَوا في الأرض مفسِدين " ، من عَثِيَ يعثَى، مثل شَقِيَ يشقَى. وثاعَ الماءُ يثاع ويثيع ثَيْعاً وثَيعاناً، إذا سال.

النحام (المعجم الوسيط) [0]


 طيور على خلقَة الإوز لَهَا رِقَاب طوال ومناقير معقوفة وَلكُل رجلَانِ طويلتان وجسم الْكَبِير مِنْهَا وردي اللَّوْن أما الصَّغِير فأبيض وأطراف الجناحين سود وتأوي هَذِه الطُّيُور إِلَى البحيرات الْقَرِيبَة من الشواطئ وتتغذى بالحبوب والديدان والقواقع وتقطن المناطق الحارة والمعتدلة وتعرف فِي مصر بالبشروش واحدته نحامة النحام:  مُبَالغَة ناحم وَرجل نحام بخيل لتشاغله بالسعال عِنْد سَمَاعه السُّؤَال قَالَ طرفَة (أرى قبر نحام بخيل بِمَالِه ... كقبر غوي فِي البطالة مُفسد) 

الدَّغَلُ (القاموس المحيط) [0]


الدَّغَلُ، مُحرَّكةً: دَخَلٌ في الأَمْرِ مُفْسِدٌ، والشَّجَرُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ، واشْتباكُ النَّبْتِ وكثْرَتُهُ، والمَوْضِعُ يُخافُ فيه الاغْتيالُ،
ج: أدْغالٌ ودِغالٌ.
ومَكانٌ دَغِلٌ، ككَتِفٍ ومُحْسِنٍ: ذو دَغَلٍ، أو خَفِيٌّ.
وأدْغَلَ: غابَ فيه،
و~ به: خانَهُ واغْتالَهُ، ووَشَى به،
و~ في الأَمْرِ: أدْخَلَ ما يُفْسِدُهُ.
والداغِلَةُ: الحِقْدُ المُكْتَتَمُ، والقَوْمُ يَلْتَمِسونَ عَيْبَكَ وخِيانَتَكَ.
ودَغَلَ فيه، كمَنَعَ: دَخَلَ دُخولَ المُريبِ.
والدَّغاوِلُ: الدَّواهي بلا واحِدٍ، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ فيه فقال: الدَّواغِلُ، ووَهِمَ في نِسْبَتِهِ إلى أبي عُبَيْدٍ، فإِنَّ أبا عُبَيْدٍ لم يَقُلْ إلاَّ: الدَّغاوِلُ.
والمَداغِلُ: بُطونُ الأَوْدِيَةِ.
والدَّغيلَةُ، كسَفينَةٍ: الدَّغَلُ.

خبث (الصّحّاح في اللغة) [0]


الخبيث: ضدّ الطيّب.
وقد خَبُثَ الشيء خَباثَةً، وخَبُثَ الرجل خُبْثاً، فهو خبيث، أي خَبٌّ رديءٌ.
وأَخْبَثَهُ غيرُهُ، أي علَّمَهُ الخُبثَ وأفسدَه.
وأَخْبَثَ أيضاً، أي اتَّخذ أصحاباً خبثاء، فهو خَبيثٌ مُخْبِثٌ ومَخْبَثانٌ.
وقول عنترة:
والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ      نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرٍ نِعْمَتي

أي مَفْسَدَةٌ. فلانٌ لَخِبْثَةٍ، كما يقال لَزِنْيةٍ.
ويقال في النداء: يا خُبَثُ، كما يقال يا لُكَعُ تريد يا خبيثُ.
وللمرأة: يا خَباثِ، بُنَي على الكسر مثل يا لَكاعِ.
وخَبَثُ الحديد وغيره: ما نَفاهُ الكِيرُ.
والأخبثانِ: البَوْلُ والغائِطُ.

أوف (لسان العرب) [0]


الآفةُ: العاهةُ، وفي المحكم: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أَصاب من شيء.
ويقال: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ.
وطعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، وفي غير المحكم: طعام مَأْوُوفٌ.
وإيفَ الطعامُ، فهو مَئِيفٌ: مثلُ مَعِيفٍ، قال: وعِيهَ فهو مَعُوهٌ ومَعِيهٌ. الجوهري: وقد إيف الزرعُ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أَي أَصابته آفة فهو مؤوف مثل مَعُوفٍ.
وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفوا: دخلت عليهم آفة.
وقال الليث: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بينها وبين الفاء ساكن يُبَيِّنُه اللفظ لا الخط.
وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وآفةً وأُوُوفاً كقولك عُوُوفاً: صارت فيها آفةٌ، واللّه أَعلم.

مار (لسان العرب) [0]


المِئْرَةُ، بالهمزة: الذَّجْلُ والعَدَاوَةُ، وجمعها مِئَرٌ.
ومَئِرَ عليه وامْتَأَرَ: اعْتَقَدَ عَداوتَه.
ومَأَرَ بينهم يَمْأَرُ مَأْراً وماءَرَ بينهم مُماءَرَةً ومِئاراً: أَفسد بينهم وأَغرى وعادى.
وماءَرْتُهُ مُماءَرَةً، على فاعَلْتُه، وامْتَأَر فلانٌ على فلان أَي احتقد عليه.
ورجل مَئِرٌ وَمِئَرٌ: مفسد بين الناس.
وتَمَاءَرُوا: تفاخروا.
وماءَرَهُ وماءَرَةً: فاخَرَهُ.
وماءَرَهُ في فِعْلِه: ساواه؛ قال: دَعْتْ ساقَ حُرٍّ، فانْتَحى مِثْلَ صَوْتِها يُمائِرُها في فِعْله، وتُمائِرُهْ وَتَماءَرَا: تساويا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَماءَرْتُمُ في العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُمُ، كما أَهْلَكَ الغارُ النِّساءَ الضَّرائِرا وَأَمْرٌ مَئِرٌ وَمَئِيرٌ: شديد. يقال: هم في أَمر مَئِرٍ أَي شديد.
وَمَأَرَ السِّقاءَ مَأْراً: وَسَّعَه.

الثَّرْبُ (القاموس المحيط) [0]


الثَّرْبُ: شَحْمٌ رَقيقٌ يُغَشِّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ،
ج: ثُرُوبٌ وأَثْرُبٌ.
وأَثارِبُ جج.
والثَّرَباتُ، مُحَرَّكَةً: الأَصابعُ.
وثَرَبَه يَثْرِبُه، وثَرَّبَه،
و~ عليه،
وأثْرَبَه: لامه، وعَيَّرَه بِذَنْبِه.
والمُثْرِبُ: القَلِيلُ العَطاءِ، وبالتشديدِ: المُخَلِّطُ المُفْسِدُ. وثَرَبَ المَرِيضَ يَثْرِبُه. نَزَعَ عنه ثَوْبَه.
وثَرِبٌ، ككَتِفٍ: رَكِيَّةٌ لِمُحارِبَ.
وثَرَبانُ، مُحَرَّكةً: حِصْنٌ باليَمَنِ.
وأثْرَبَ الكَبْشُ: زادَ شَحْمُهُ.
وشاةٌ ثَرْباءُ: سَمِينةٌ.
وأثارِبُ: ة بحلب.
ويَثْرِبُ وأثْرِبُ: مدينةُ النبيّ صلَّى الله عليه وسلم، وهو: يَثْرَبِيُّ، وأَثْرَبي بفتح الراءِ وكسرها فيهما، واسْمُ أبي رِمْثَةَ البَلَوِيِّ: يَثْربيُّ، أو رِفاعَةُ بنُ يَثْرِبِيٍّ.
وعَمْرُو بنُ يَثْرِبِيٍّ: صحابيُّ، وعَميرَةُ بنُ يَثْرِبِيٍّ: تابِعِيُّ.
والتَّثْريبُ: الطَّيُّ.

الخَبيثُ (القاموس المحيط) [0]


الخَبيثُ: ضدُّ الطَّيِّبِ، خَبُثَ، ككَرُمَ، خُبْثاً وخَباثةً وخَباثِيَةً، والرَّدِيءُ الخَبُّ،
كالخابِثِ، وخَبَثَ خُبْثاً، والذي يَتَّخِذُ أصْحاباً خُبَثَاءَ،
كالمُخْبِث، كمُحْسِنٍ،
والمَخْبَثان، أو مَخْبَثانُ مَعْرِفةٌ وخاصَّةٌ بالنِّداءِ.
وقد أخْبَثَ.
وياخُبَثُ، كلُكَعٍ، أي: ياخَبيثُ، وللمرأةِ: ياخَبيثةُ،
وياخَباثِ، كقَطَامِ.
والأَخْبَثانِ: البَوْلُ والغائِطُ، أو البَخَرُ والسَّهَرُ، أو السَّهَرُ والضَّجَرُ.
والخُبْثُ، بالضم: الزِّنى.
وخَبُث بها، ككَرُمَ.
والخابِثةُ: الخَباثةُ.
والخِبْثةُ، بالكسر في الرَّقيقِ: أن لا يكونَ طِيَبَةً، أي: سُبِيُ من قَوْمٍ لا يَحِلُّ اسْتِرْقاقُهم.
والخِبِّيثُ، كسِكِّيتٍ: الكثيرُ الخُبْثِ،
ج: خِبِّيثُونَ.
والخِبِّيثى: الخُبْثُ، ووادِي تُخُبِّثَ: كَوادي تُخُثِّبَ.
"وأعوذُ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ"، أي: من ذكورِ الشَّياطينِ وإناثِها.
والشجَرَةُ الخَبيثَةُ: الحَنْظَلُ، أو الكُشوثُ.
والمَخْبَثَةُ: المَفْسَدَةُ.

ب د ع (المصباح المنير) [0]


 أَبْدَعَ: الله تعالى الخلق "إِبْدَاعًا" خلقهم لا على مثال و "أَبْدَعْتُ" الشيء و "ابْتَدَعْتُهُ" استخرجته وأحدثته ومنه قيل للحالة المخالفة "بِدْعَةٌ" وهي اسم من "الابْتِدَاعِ" كالرفعة من الارتفاع ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة لكن قد يكون بعضها غير مكروه فيسمى بدعة مباحة وهو مصلحة يندفع بها مفسدة كاحتجاب الخليفة عن أخلاط الناس وفلان "بِدْعٌ" في هذا الأمر أي هو أول من فعله فيكون اسم فاعل بمعنى "مُبْتَدِعٌ" و "البَدِيعُ" فعيل من هذا فكأن معناه هو منفرد بذلك من غير نظائره وفيه معنى التعجب ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} أي: ما أنا أول من جاء بالوحي من عند الله تعالى وتشريع الشرائع بل أرسل الله تعالى الرسل قبلي مبشرين ومنذرين . . . أكمل المادة فأنا على هداهم. 

خبل (مقاييس اللغة) [0]



الخاء والباء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على فساد الأعضاء. فالخَبَل: الجُنون. يقال اختبله الجنّ.
والجّنيُّ خابل، والجمع خُبَّل.
والخَبَل: فساد الأعضاء.
ويقال خُبِلت يده، إذا قُطِعت وأُفسِدَت. قال أوس:
أبَنِي لُبَيْنَى لستمُ بيدٍ      إلا يداً مَخبولةَ العَضُدِ

أي مُفْسَدة العضُد.
ويقال فُلانٌ خَبَالٌ على أهله، أي عَنَاء عليهم لا يُغْنِي عنهم شيئاً.
وطِينة الخَبَال الذي جاء في الحديث، يقال إنّه صَدِيد أهل النّار.ومما شذّ عن الباب الإخبال، ويقال هو أن يجعل الرّجُل إبلَه نِصفين، يُنتِج كلَّ عام نصفاً، كما يُفعل بالأرض في الزّراعة.
ويقال الإخبال أن يُخْبِل الرّجلَ، وذلك أن يُعِيرَه ناقةً يركبُها، أو فرساً يغزُو عليه.
ويُنشد في ذلك قولُ زهير:
      وإن يُسألوا . . . أكمل المادة يُعْطُوا وإن يَيْسِرُوا يُغْلُوا

ومِنْ (القاموس المحيط) [0]


ومِنْ، بالكسر: لابتِداء الغايَةِ غالِباً، وسائِرُ مَعانِيها راجِعَةٌ إليه: {إنه من سُليمانَ}، {من المَسْجِدِ الحرامِ}، "من الجُمْعَةِ إلى الجُمْعَةِ".
وللتَّبْعِيضِ: {منهم مَنْ كَلَّمَ اللُّه}.
ولبَيانِ الجِنْسِ، وكَثيراً ما تَقَعُ بَعْدَ ما ومَهْما، وهُما بها أوْلى، لإِفْراطِ إبْهامِهِما: {ما يَفْتَحِ اللُّه للناس من رَحْمَةٍ فلا مُمْسِكَ لَها}. التَّعْلِيلِ: {ممَّا خَطاياهُمْ أُغْرِقُوا}. البَدَلِ: {أرَضِيتُم بالحَيَاةِ الدُّنْيا من الآخِرَةِ}، لا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ. الغايَةِ: رأيْتُهُ من ذلك المَوْضِعِ، جَعَلْتَهُ غايَةً لِرُؤْيَتِكَ، أي محلاًّ للابْتِداء والانْتِهاء. التَّنْصيصِ على العُمومِ، وهي الزائِدَةُ، نَحْوَ: ما جاءني من رجُلٍ. تَوْكيدِ العُمُومِ زائِدَةً أيضاً: ما جاءني من أحدٍ. الفَصْلِ، وهي الداخِلَةُ على ثانِي المُتَضادَّيْنِ: {والله يَعْلَمُ . . . أكمل المادة المُفْسِدَ من المُصْلِحِ}. مُرادَفَةِ الباء: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}، مُرادَفَةِ عَنْ: {فَوَيْلٌ للقاسِيَة قُلوبُهُم من ذِكْرِ اللهِ}، مُرادَفَةِ ف{أرُونِي ماذا خَلَقوا من الأرضِ}، {إذا نُودِيَ للصَّلاةِ من يَوْمِ الجُمُعَةِ}. مُوَافَقَةِ عِنْدَ: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُم أمْوالُهُمْ ولا أوْلادُهم من اللهِ شيئاً}، ومُرادَفَةِ على: {ونَصَرْناهُ من القَوْمِ}.

أوف (العباب الزاخر) [0]


الآفة: عرض مفسد لما أصاب من شيء، وقيل: العاهة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وىفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى. ويقال: إيف الزرع -على ما لم يسم فاعله-: أي أصابته ىفة؛ فهو مؤوف -مثال معوف-. وقال أبن بزرج: إيف الطعام فهو مئيف -مثال معيف-، قال: وعية فهو معيه ومعوه ومههوه. وقال الأزهري -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ومن خط الأزهري نقلت-: قال الليث إذا دخلت الآفة على قوم قيل: قد غفوا؛ ويقال في . . . أكمل المادة لغة: قد إيفوا، قال قلت: قول الليث "إفوا" الألف ممالة؛ بينها وبين الفاء ساكن يبينه اللفظ لا الخط، انتهى قول الأزهري.
والذي في كتاب الليث: ويقال في لغة: قد أففوا -بفاءين محققتين والأولى منهما مشددة-، في عدة نسخ من كتابه، وفي نسخ في الأولى: قد أوفوا -بالواو بين الهمزة والفاء-. والجمع: آفات.

دعر (لسان العرب) [0]


دَعِرَ العُودُ، بالكسر، دَعَراً، فهو دَعِرٌ: دَخَّنَ فلمن يَتَّقِدْ وهو الرديء الدخان، ومنه اتُّخِذَتِ الدَّعارَةُ، وهي الفِسْقُ.
وعُودٌ دَعِرٌ أَي كثير الدخان، وفي التهذيب: عُودٌ دُعَرٌ، وقيل: الدَّعِرُ ما احترق من حطب أَو غيره فَطَفِئَ قبل أَن يَشْتَدَّ احتراقه، والواحدة دَعِرَةٌ.
وقال شمر: العود النَّخِرُ الذي إِذا وضع على النار لم يستوقد ودَخِنَ فهو دَعِرٌ؛ وأَنشد لابن مقبل: باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لها جَزْلَ الجِذَى، غيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ وقيل: الدَّعِرُ من الحطب البالي. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول لكل حطب يَعْثَنُ إِذا اسْتَوْقَدَ: دَعِرٌ.
ودَعِرَ العُودُ دَعَراً، فهو دَعِرٌ: نَخِرَ.
وحكى الغَنَوِيُّ: عُودٌ دُعَرٌ مثال صُرَدٍ؛ وأَنشد: يَحْمِلْنَ فَحْماً جَيِّداً غَيْرَ . . . أكمل المادة دُعَرْ، أَسْوَدَ صَلاَّلاً كأَعيْانِ البَقَرْ وزَنْدٌ دُعَرٌ: قُدِحَ به مراراً حتى احترق طرفه فلم يُور.
ويقال: هذا زَنْدٌ دُعَرٌ إِذا لم يور؛ وأَنشد: مُؤْتَشِبٌ يَكْبُوبه زَنْدٌ دُعَرْ وفي الصحاح: زَنْدٌ أَدْعَرُ.
ويقال للنخلة إِذا لم تقبل اللِّقَاحَ: نخلة داعِرَةٌ ونخيل مَدَاعِير فتزاد تلقيحاً وتنحق، قال: وتنحيقها أَن يُوطأَ عَسَقُها حتى يَسْتَرخِيَ فذلك دواؤها.
ويقال لِلَوْنِ الفيل: المُدَعَّرُ؛ قال ثعلب: والمُدَعَّرُ اللَّوْنُ القبيح من جميع الحيوان.
ودَعِرَ الرجل ودَعَرَ دَعَارَةً: فَجَر ومَجَرَ، وفيه دَعارَةٌ ودَعَرَةٌ ودِعارَةٌ.
ورجل دُعَرٌ ودُعَرَةٌ: خائن يعيب أَصحابه؛ قال الجعدي: فلا أَلْفَيَنْ دُعَراً دَارِيا، قَدِيمَ العَداوَةِ والنَّيْرَبِ يُخْبِرُكُمْ أَنهُ ناصِحٌ، وفي نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ وقيل: الدُّعَرُ الذي لا خير فيه. قال ابن شميل: دَعِرَ الرجلُ دَعَراً إِذا كان يسرق ويزني ويؤذي الناس، وهو الدَّاعِرُ.
والدَّعَّارُ: المفسد. الفسادُ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: اللهم ارزقني الغِلْظَةَ والشّدَّةَ على أَعدائك وأَهل الدَّعارَةِ والنفاق؛ الدَّعارَةُ: الفسادُ والشر.
ورجل دَاعِرٌ: خبيث مفسد. الحديث: كان في بني إِسرائيل رجل دَاعِرٌ؛ ويجمع على دُعَّارٍ.
وفي حديث عَلِيٍّ: فَأَين دُعَّارُ طَيء، وأَراد بهم قُطَّاعَ الطريق. قال أَبو المِنْهالِ: سأَلت أَبا زيد عن شيء فقال: ما لك ولهذا؟ هو كلام المَداعِيرِ.
والدَّعْرَةُ: القادِحُ والعيب.
ورجل دُعَرَةٌ: فيه ذلك، وحكاه كراع ذُعْرَة، بالذال المعجمة وسكون العين، وذُعَرَةٌ؛ قال: والجمع ذُعَرَاتٌ، قال: فأَما الداعر، بالدال المهملة، فهو الخبيث.
والدَّعارَةُ: الفسق والفجور والخُبْثُ؛ والمرأَة دَاعِرَةٌ.
ودَاعِرٌ: اسم فحل مُنْجِبٍ تنسب إِليه الدَّاعِرِيَّةُ من الإِبل.

دغل (لسان العرب) [0]


الدَّغَل، بالتحريك: الفساد مثل الدَّخَل.
والدَّغَل: دَخَلٌ في الأَمر مُفْسِدٌ؛ ومنه قول الحسن: اتَّخَذوا كتاب الله دَغَلاً أَي أَدغلوا في التفسير.
وأَدْغَلَ في الأَمر: أَدخل فيه ما يُفْسِده ويخالفه.
ورجل مُدْغِل: مُخابٌّ مُفْسد. الشجر الكثير الملتفُّ، وقيل: هو اشتباك النبت وكثرته؛ قال ابن سيده: وأَعرف ذلك في الحَمْض إِذا خالطه الغِرْيَل، وقيل: الدَّغَل كل موضع يخاف فيه الاغتيال، والجمع أَدغال ودِغال؛ قال الشاعر: سايَرْتُه ساعةً ما بي مَخافَتُه إِلا التَّلَفُّت حَوْلي، هل أَرى دَغَلا؟ وقد أَدْغَلَتِ الأَرضُ إِدْغالاً. ابن شميل: أَدْغالُ الأَرض رِقَّتُها وبُطُونها والوَطاء منها.
وسِتْرُ الشجر دَغَلٌ، والقُفُّ المرتفع والأَكمة دَغَلٌ، والوادي دَغَلٌ، والغائط الوَطيء دَغَلٌ، والجبال أَدغال؛ . . . أكمل المادة قال الراجز: عن عَتَبِ الأَرض وعن أَدغالها وفي الحديث: اتَّخذوا دين الله دَغَلاً أَي يَخْدَعون الناسَ.
وأَصل الدَّغَل الشجر الملتف الذي يَكْمُن أَهلُ الفساد فيه، وقيل: هو من قولهم أَدْغَلْتُ في هذا الأَمر إِذا أَدخلت فيه ما يخالفه ويفسده؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: ليس المؤمن بالمُدْغِل؛ هو اسم فاعل من أَدْغَل.
ومكان دَغِلٌ ومُدْغِل: ذو دَغَلٍ.
وأَدْغَل: غاب في الدَّغَل.
والمَداغِلُ: بطون الأَودية إِذا كَثُر شجرُها.
وأَدغل بالرجل: خانه واغتاله.
وأَدْغَل به: وَشى، وهو من الأَول.
والدَّاغلة: القومُ يلتمسون عَيْبَ الرجل وخيانته، ابن شميل: الداغل الذي يَبْغي أَصْحابَه الشرَّ يُدْغِل لهم الشَّرَّ أَي يَبْغيهم الشَّرَّ ويحسبونه يريد لهم الخير.
والداغلة: الحِقْدُ المُكْتَتَم.
ودَغَل في الشيء: دَخَل فيه دُخول المُرِيب كما يدخل الصائد في القُتْرة ونحوها ليَخْتِل الصَّيْد؛ يقال ذلك للرجل إِذا دَخَل مَدْخَل مُرِيب. أَبو عمرو: الدَّغَل ما استرت به؛ قال الكميت: لا عَيْنُ نارك عن سارٍ مُغَمَّضَةٌ، ولا مَحَلَّتُك الطَّأْطاء والدَّغَل ومكان داغِلٌ ودَغِلٌ ومُدْغِلٌ: خَفِيٌّ؛ قال رؤبة: أَوْطَنَ في الشجْراء بَيْتاً داغِلا والدَّواغل: الدَّواهي (* قوله «والدواغل الدواهي إلخ» الذي في المحكم: الدغاول، ومثله في القاموس، قال: وغلط الجوهري فيه فقال الدواغل، وغلط في نسبته إِلى أَبي عبيد فان أبا عبيد لم يقل إلا الدغاول) لا واحد لها؛ وأَنشد ابن بري لعَتِيك بن قيس: ويَنْقاد ذو البأْس الأَبيُّ لحُكْمِه، فيَرْتَدُّ قَسْراً، وهو جَمُّ الدواغل وقال يزيد بن الحكم: ولا ذا دَغاوِل مَلَذاناً، والدَّغاول: الغَوائل؛ قال أَبو صَخْر: إِن اللئيم، ولو تَخَلَّق، عائد لِمَلاذَة من غِشِّه ودَغاول

السَّحْرُ (القاموس المحيط) [0]


السَّحْرُ، ويحرَّكُ ويضمُّ: الرِّئَةُ
ج: سُحُورٌ وأسحارٌ، وأثَرُ دَبَرَةِ البعيرِ.
وانْتَفَخَ سَحْرُهُ ومَساحِرُهُ: عَدَا طَوْرَهُ، وجاوزَ قَدْرَهُ.
وانقَطَعَ منه سَحْرِي: يَئِسْتُ منه.
والمُقَطَّعَةُ السَّحُورِ والأَسْحارِ، وقد تكسرُ الطاءُ: الأَرْنَبُ.
والسَّحُور، كصَبورٍ: ما يُتَسَحَّرُ به.
والسَّحَرُ: قُبَيْلَ الصُّبْحِ،
كالسَّحَرِيِّ والسَّحَرِيَّةِ، والبياضُ يَعْلوُ السَّوادَ، وطَرَفُ كلِّ شيءٍ
ج: أسْحارٌ.
والسُّحْرَةُ، بالضم: السَّحَرُ الأَعْلَى.
ولِقيتُهُ سَحَرَ يا هذا، مَعْرِفَةً، تُريدُ: سَحَرَ لَيْلَتِكَ، فإن أرَدْتَ نَكِرَةً، صَرَفْتَهُ فقلتَ: أتَيْتُهُ بسَحَرٍ وبسُحْرَةٍ.
وأسْحَرَ: سارَ فيه، وصار فيه.
والسُّحْرَةُ: الصُّحْرَةُ.
والسِّحرُ: كلُّ ما لَطُفَ مأخَذُهُ ودَقَّ، والفعلُ كمنع.
و"إِنَّ من البيانِ لَسِحْراً" معناهُ والله أعْلَمُ أنه: يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ . . . أكمل المادة قُلوبَ السامِعِينَ إليه، ويَذُمُّه فَيصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَهُم أيضاً عنه.
وبالضم: القَلْبُ، عن الجَرْمِيِّ.
وسَحَرَ، كمنع: خَدَعَ،
كسَحَّرَ، وتَبَاعَدَ.
وكسَمِعَ: بَكَّرَ.
والمَسْحورُ: المُفْسَدُ من الطعام والمكانِ لِكَثْرةِ المَطَرِ، أو من قِلَّةِ الكَلأ.
والسَّحِيرُ: المُشْتَكِي بَطْنَهُ، والفرسُ العظيمُ البطنِ.
والسُّحارَةُ، بالضم، من الشاةِ: ما يَقْتَلِعُهُ القَصَّابُ من الرِّئَةِ والحُلْقُومِ.
وكجَبَّانةٍ: شيءٌ يَلْعَبُ به الصِّبيانُ.
والإِسْحارَّةُ والإِسْحارُّ، ويفتحُ،
والسِحارُ، وهذه مُخَفَّفَةٌ: بَقْلَةٌ تُسَمِّنُ المالَ.
والسَّوْحَرُ: شَجَرُ الخِلافِ والصَّفْصَافِ.
وسَحَّارٌ، ككَتَّان: صحابيٌّ، وعبدُ الله السِحْرِيُّ: محدثٌ.
وكمُعَظَّمٍ: المُجَوَّفُ.
واسْتَحَرَ الدِّيكُ: صاحَ في السَّحَرِ.

الخَبْلُ (القاموس المحيط) [0]


الخَبْلُ: فَسادُ الأَعْضاءِ، والفالِجُ، ويُحَرَّكُ فيهما، وقَطْعُ الأَيْدي والأَرْجُلِ،
ج: خُبولٌ، وذَهابُ السينِ والفاءِ من "مُسْتَفْعِلُنْ" في البَسيطِ والرَّجَزِ، لأن الساكِنَ كأنه يَدُ السَّبَبِ، فإذا ذهَبَ فكأَنه قُطِعَتْ يَدُه، والحَبْسُ، والمَنْعُ، والقَرْضُ، والاسْتِعارةُ، وما زِدْتَه على شَرْطِكَ الذي يَشْتَرِطُهُ الجَمَّالُ، وبالتحريكِ: الجِنُّ،
كالخابِلِ، وفَسادٌ في القَوائِمِ، والجُنونُ، ويُضَمُّ ويُفْتَحُ، وطائرٌ يَصيحُ الليلَ كلَّه، يَحْكِي: ما تَتْ خَبَلْ، والمَزادةُ، والقِرْبَةُ المَلأْى.
والخابِلُ: المُفْسِدُ، والشيطانُ.
وكسحابٍ: النُّقْصانُ، والهَلاكُ، والعَناءُ، والكَلُّ، والعِيالُ، والسَّمُّ القاتِلُ، وصَديدُ أهْلِ النارِ، وأن تكونَ البِئْرُ مُتَلَجِّفَة، فَرُبَّما دَخَلَتِ الدَّلْوُ في تَلْجِيفها فَتَتَخَرَّقُ.
وأما اسمُ فرسِ لَبيدٍ المذكورُ في قوله:
تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها****وعَجْلَى والنَّعامَةُ والخَيالُ
فبالمُثَنَّاةِ . . . أكمل المادة التحتيةِ، ووَهِمَ الجوهريُّ، كما وَهِمَ في "عَجْلَى" وجَعَلَها: تَحْجُلُ.
وخَبَلَه الحُزْنُ،
وخَبَّلَه واخْتَبَلَهُ: جَنَّنَه، وأفْسَدَ عُضْوَهُ أو عَقْلَهُ.
وخَبَلَه عنه يَخْبِلُه: منَعه،
و~ عنْ فِعْلِ أبيهِ: قَصَّرَ.
وخَبِلَ، كفرِحَ، خَبالاً، فهو أخْبَلُ وخَبِلٌ: جُنَّ،
و~ يَدُهُ: شَلَّتْ.
ودَهْرٌ خَبِلٌ: مُلْتَوٍ على أهْلِهِ.
واخْتَبَلَتِ الدابَّةُ: لم تَثْبُتْ في مَوْطِنِها.
واسْتَخْبَلَنِي ناقةً فأَخْبَلْتُها: اسْتَعارَنيها فأعَرْتُها، أو أعَرْتُها ليَنْتَفِعَ بلَبَنِها ووَبَرِها، أو فَرَساً لِيَغْزُوَ عليه.
وكمُعَظَّمٍ: شُعَراءُ: ثُمالِيٌّ، وقُرَيْعِيٌّ، وسَعْدِيٌّ.
وكذا كَعْبٌ المُخَبَّلُ.
وكمُحَدِّثٍ: اسمٌ للدَّهْرِ.
ووَقَعَ في خَبْلِي، (بالفتح والضم): في نَفْسي وخَلَدي، بمعنى سُقِطَ في يَدي.
والإِخْبالُ: أن تَجْعَلَ إبِلَكَ نِصْفين، تُنْتَجُ كلَّ عامٍ نِصْفاً، كفِعْلِكَ بالأرضِ للزِّراعَةِ.

من (المعجم الوسيط) [0]


 تكون من بالمعاني الْآتِيَة ١ - شَرْطِيَّة يجْزم الْفِعْل الْمُضَارع فِي شَرطهَا وَفِي جوابها نَحْو {من يعْمل سوءا يجز بِهِ} ٢ - استفهامية نَحْو {قَالُوا يَا ويلنا من بعثنَا من مرقدنا} وَنَحْو {قَالَ فَمن رَبكُمَا يَا مُوسَى} وَإِذا قيل من يفعل هَذَا إِلَّا زيد فَهِيَ من الاستفهامية دلّ الأسلوب مَعهَا على معنى النَّفْي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن يغْفر الذُّنُوب إِلَّا الله} ٣ - مَوْصُولَة نَحْو {ألم تَرَ أَن الله يسْجد لَهُ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض} ٤ - نكرَة مَوْصُوفَة وَبِهَذَا تدخل عَلَيْهَا (رب) وَمِنْه قَول سُوَيْد (رب من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنى لي موتا لم يطع) ووصفت بالنكرة فِي نَحْو قَوْلهم مَرَرْت بِمن معجب لَك من:  حرف جر يَأْتِي على وُجُوه مِنْهَا ١ - الِابْتِدَاء وَهُوَ الْغَالِب وَيدخل على . . . أكمل المادة الزَّمَان قَلِيلا نَحْو مرض من يَوْم الْجُمُعَة وعَلى غير اسْم الزَّمَان نَحْو سَار من الْقَاهِرَة ٢ - التَّبْعِيض فَيمكن أَن يذكر موضعهَا كلمة بعض مثل مِنْهُم من أحسن وَمِنْهُم من أَسَاءَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} ٣ - الْبَيَان فَيكون مَا بعْدهَا بَيَانا لشَيْء مُبْهَم قبلهَا وَكَثِيرًا مَا تقع بعد مَا وَمهما نَحْو {مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة} وَنَحْو {مهما تأتنا بِهِ من آيَة} ٤ - التَّعْلِيل نَحْو {مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا} ٥ - الْبَدَل نَحْو {أرضيتم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْآخِرَة} ٦ - الْفَصْل والتمييز وَهِي الدَّاخِلَة على ثَانِي المتضادين نَحْو {وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح} ٧ - توكيد الْعُمُوم وَهِي الزَّائِدَة فِي نَحْو مَا جَاءَنِي من أحد وَيشْتَرط أَن يتقدمها نفي أَو نهي أَو اسْتِفْهَام بهل وَأَن يَليهَا نكرَة نَحْو {مَا على الْمُحْسِنِينَ من سَبِيل} 

ألا (لسان العرب) [0]


حرف يفتتح به الكلام ، تقول ألا إنَّ زيداً خارج كما تقول اعلم أن زيداً خارج. ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائي قال: أَلا تكون تنبيهاً ويكون بعدها أَمرٌ أَو نهي أَو إخبار ، تقول من ذلك: أَلا قُمْ، أَلا لا تقم ، أَلا إنَّ زَيْداً قد قام ، وتكون عرضاً أَيضاً، وقد يكون الفعل بعدها جزْماً ورفعاً، كل ذلك جاء عن العرب، تقول من ذلك: أَلا تَنْزِلُ تأْكل، وتكون أَيضاً تَقْريعاً وتوبيخاً ويكون الفعل بعدها مرفوعاً لا غير، تقول من ذلك: أَلا تَنْدَمُ على فِعالك، أَلا تسْتَحي من جِيرانِك، أَلا تخافُ رَبَّكَ؛ قال الليث: وقد تُرْدَفُ . . . أكمل المادة أَلا بلا أُخرى فيقال: أَلا لا ؛ وأَنشد: فقامَ يذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إلى هِنْدِ ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا ؟ فيقال: أَلا لا ، جعل أَلا تنبيهاً ولا نفياً. غيره: وألا حرف استفتاح واستفهام وتنبيه نحو قول الله عز وجل: أَلا إنَّهم من إفْكِهم ليَقولون ، وقوله تعالى: أَلا إِنَّهم هُمُ المُفْسِدون؛ قال الفارِسي: فإذا دخلت على حرف تنبيه خَلَصَتْ للاستفتاح كقوله: أَلا يا اسْلَمي يا دارَ مَيَّ على البِلى فخَلَصَتْ ههنا للاستفتاح وخُصّ التنبيهُ بيا.
وأَما أَلا التي للعَرْضِ فمُرَكَّبة من لا وأَلف الاستفهام. ألا: مفتوحة الهمزة مُثَقَّلة لها معنيان: تكون بمعنى هَلاَّ فَعَلْتَ وأَلاَّ فعلتَ كذا، كأَنَّ معناه لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كذا، وتكون أَلاَّ بمعنى أَنْ لا فأُدغمت النون في اللام وشُدِّدت اللامُ، تقول: أَمرته أَلاَّ يفعل ذلك ، بالإدغام، ويجوز إظهار النون كقولك: أَمرتك أَن لا تفعل ذلك، وقد جاء في المصاحف القديمة مدغماً في موضع ومظهراً في موضع ، وكل ذلك جائز.
وروى ثابت عن مطرف قال: لأَنْ يَسْأَلني ربِّي: أَلاَّ فعلتَ، أَحبُّ إلي من أَن يقول لي: لِمَ فعَلْتَ؟ فمعنى أَلاَّ فعَلْتَ هَلاَّ فعلتَ، ومعناه لِم لم تفعل.
وقال الكسائي أَنْ لا إذا كانت إخباراً نَصَبَتْ ورَفَعَتْ، وإذا كانت نهياً جَزَمَت.

نحم (لسان العرب) [0]


النَّحِيمُ: الزَّحِيرُ والتنحْنُح.
وفي الحديث: دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي صوتاً.
والنَّحِيمُ: صوتٌ يخرج من الجوف، ورجل نَحِمٌ، وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ. نَحَمَ يَنْحِمُ، بالكسر، نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً، فهو نَحَّام، وهو فوق الزَّحير، وقيل: هو مثل الزحير: قال رؤبة: من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له؛ وقال ساعدة بن جؤية: وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه، يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم وأَنشد ابن بري: ما لَك لا تَنْحِمُ يا فلاحُ، إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عمرو: ما لك لا تنحم يا فلاحه، إِن النحيم للسُّقاة راحه (* قوله «يا فلاحه» في التهذيب: يا . . . أكمل المادة رواحه).
وفَلاحة: اسم رجل.
ورجل نَحّام: بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حاجة كثر سُعالُه عندها؛ قال طرفة: أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بماله، كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِد وقد نَحَمَ نَحِيماً. ابن الأَعرابي: النَّحْمة السَّعْلة، وتكون الزحيرةَ.
والنَّحِيمُ: صوتُ الفَهْدِ ونحوه من السباع، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر، ونَحَمَ الفَهْدُ يَنحِم نَحِيماً ونحوه من السباع كذلك، وكذلك النَّئِيمُ، وهو صوت شديد.
ونَحَم السَّوَّاقُ (* قوله «نحم السواق» في التهذيب: الساقي) والعاملُ يَنْحَم ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا استراح إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه من صدره.
والنَّحِيمُ: صوت من صَدْر الفرس.
والنُّحامُ: طائر أَحمر على خلقة الإِوَزِّ، واحدته نُحامة، وقيل: يقال له بالفارسية سُرْخ آوى؛ قال ابن بري: ذكره ابن خالويه النُّحام الطائر، بضم النون.
والنَّحَّامُ: فرس لبعض فُرْسان العرب؛ قال ابن سيده: أُراه السُلَيْكَ بن السُّلَكة السَّعْديّ عن الأَصمعي في كتاب الفرس؛ قال: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ، لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلاً، مَحارُ والنَّحَّامُ: اسمُ فارس من فرسانهم.

ب ر ه (المصباح المنير) [0]


 بُرْهَةٌ: من الزمان بضم الباء وفتحها أي مدة والجمع "بُرَهٌ" و "بُرُهَاتٌ" مثل غرفة وغرفات في وجوهها و "البُرْهَانُ" الحجة وإيضاحها قيل النون زائدة وقيل أصلية وحكى الأزهري القولين فقال في باب الثلاثي: النون زائدة وقولهم "بَرْهَنَ" فلان مولد والصواب أن يقال "أَبْرَهَ" إذا جاء بالبرهان كما قال ابن الأعرابي وقال في باب الرباعي: "بَرْهَنَ" إذا أتى بحجته واقتصر الجوهري على كونها أصلية واقتصر الزمخشري على ما حكي عن ابن الأعرابي فقال: "البُرْهَانُ" الحجة من "البَرَهْرَهَةُ" وهي البيضاء من الجواري كما اشتقّ السلطان من السليط لإضاءته قال و "أَبْرَهَ" جاء "بالبُرْهَانِ" و "بَرْهَنَ" مولدة و "بَرْهَانُ" وزان سَكْرَانُ اسم رجل و "ابْنُ بَرْهَانَ" من أصحابنا و "أَبْرَهَةُ" بفتح الهمزة اسم ملك من ملوك اليمن وقيل هو أعجمي و "بَرْهَمَ" الرجل "بَرْهَمَةً" قال ابن فارس "البَرْهَمَةُ" النظر وسكون الطرف و "البَرَاهِمَةُ" فيما قيل عباد الهنود وزهادهم قيل . . . أكمل المادة الواحد "بِرَهْمَن" والنون تشبه التنوين لأنها تسقط في النسبة فيقال "بَرْهَمِيٌّ" وقيل البرهمي نسبة إلى رجل من حكمائهم اسمه "بُرْهُمان" هو الذي مهّد لهم قواعدهم التي هم عليها فإن صحّ ذلك فتكون النسبة على غير قياس وهم لا يجوزون على الله تعالى بعثة الأنبياء ويحرمون لحوم الأ ويستدلون بدليل عقلي فيقولون حيوان بريءٌ من الذنب والعدوان فإيلامه ظلم خارج عن الحكمة وأجيب بظهور الحكمة وهو أنه استسخر للإنسان تشريفا له عليه وإكراما له كما استسخر النبات للحيوان تشريفا للحيوان عليه وأيضا فلو ترك حتى يموت حتف أنفه مع كثرة تناسله أدى إلى امتلاء الأفنية والرحاب وغالب المواضع فيتغير منه الهواء فيحصل منه الوباء ويكثر به الفناء فيجوز ذبحه تحصيلا للمصلحة وهي تقوية بدن الإنسان ودفعا لهذه المفسدة العظيمة وإذا ظهرت الحكمة انتفى القول بالظلم والعبث. 

عيث (لسان العرب) [0]


العَيْثُ: مصدرُ عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً وعُيوثاً وعَيَثاناً: أَفْسَدَ وأَخَذ بغير رِفْقٍ. قال الأَزهري: هو الإِسْراعُ في الفَساد.
وفي حديث عمر: كِسرى وقَيصَرُ يَعِيثانِ فيما يعيثانِ فيه، وأَنتَ هكذا؟ هو من عاثَ في ماله إِذا بَذَّرَه وأَْسَده.
وأَصلُ العَيْثِ: الفساد.
وقال اللحياني: عَثَى لغةُ أَهل الحجاز، وهي الوجه، وعاثَ لغةُ بني تميم؛ قال: وهم يقولون ولا تَعِيثُوا في الأَرض.
وفي حديث الدجال: فعاثَ يَميناً وشِمالاً.
وحكى السيرافي: رجل عَيْثانُ مُفْسِدٌ، وامرأَة عَيْثَى.
وقد مَثَّل سيبويه بصيغة الأُنثى، وقال: صحت الياءُ فيها لسكونها وانفتاح ما قبلها.
والذئبُ يَعِيثُ في الغَنم، فلا يأْخذ منها شيئاً إِلاّ قَتَلَه؛ وينشد لكثير: وذِفْرَى كَكاهِلِ ذِيخِ الخَليفِ، أَصابَ فَرِيقةَ لَيْلٍ، فَعاثا . . . أكمل المادة وعاثَ الذئبُ في الغَنم: أَفْسَدَ.
وعاث في ماله: أَسْرَع إِنْفاقَه.
وعَيَّثَ في السَّنام بالسكين: أَثَّر؛ قال: فعَيَّثَ في السِّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، بسِكِّينِ مُوَثَّقةِ النِّصابِ والتَعْيِيثُ: إِدخالُ اليد في الكِنانة يَطْلُب سَهْماً؛ قال أَبو ذؤَيب: وبَدا لَهُ أَقْرابُ هذا رائغاً عنه، فعَيَّثَ في الكِنانَةِ، يُرْجِعُ والتَّعْيِيثُ: طَلَبُ الشيءِ باليد، مِن غير أَن تُبْصِرَه؛ قال ابنُ أَبي عائذ: فعَيَّثَ ساعةً أَقْفَرْنَه بالاِيفاقِ والرَّمْيِ، أَو باسْتِلالْ أَبو عمرو: العَيْثُ أَن تَرْكَبَ الأَمرَ، لا تُبالي علامَ وقَعْتَ؛ وأَنشد: فعِثْ فيمن يَليكَ بغير قَصْدٍ، فإِني عائثٌ فيمن يَلِيني والتَّعْييثُ: طَلَبُ الأَعمى الشيءَ، وهو أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِياه في الظُّلمة، وعند كراع: التَّغْييثُ، بالغين المعجمة.
وأَرض عَيْثةٌ: سَهْلة.
وإِذا كانت الأَرضُ دَهِسةً، فهي عَيْثةٌ. قال أَبو عمرو: العَيْثةُ الأَرضُ السَّهلة؛ قال ابن أَحمر الباهلي: إِلى عَيثةِ الأَطْهارِ، غَيَّرَ رَسْمَها بَناتُ البِلى، مَن يُخْطِئِ المَوتُ يَهرَمِ والعَيْثةُ: أَرضٌ على القِبلة من العامريَّة؛ وقيل: هي رَملٌ من تَكْريتَ؛ ويروى بيت القَطامِيِّ: سَمِعْتُها، ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضةٌ مِنْ دُونها، وكَثيبُ العَيْثةِ السَّهْلُ قال ابن سيده: والأَعْرَفُ: وكثيبُ الغَيْثةِ. الأَصمعي: عَيْثةُ بَلَدٌ بالشُّرَيفِ؛ وقال المُؤَرِّجُ: العَيْثةُ بالجزيرة.

ع ي ن (المصباح المنير) [0]


 العَيْنُ: تقع بالاشتراك على أشياء مختلفة؛ فمنها الباصرة، و "عَيْنُ" الماء، و "عَيْنُ" الشمس، و "العَيْنُ" الجارية، و "العَيْنُ" الطليعة، و "عَيْنُ" الشيء نفسه، ومنه يقال: أخذت مالي "بِعَيْنِهِ" والمعنى أخذت "عَيْنَ" مالي، و "العَيْنُ" ما ضرب من الدنانير وقد يقال لغير المضروب "عَيْنٌ" أيضا قال في التهذيب: و "العَيْنُ" النقد يقال: اشتريت بالدين أو "بِالعَيْنِ" وتجمع "العَيْنُ" لغير المضروب على "عُيُونٍ" ، و "أَعْيُنٍ" قال ابن السكيت: وربما قالت العرب في جمعها "أَعْيَانٌ" وهو قليل، ولا تجمع إذا كانت بمعنى المضروب إلا على "أَعْيَانٍ" يقال: هي دراهمك "بِأَعْيَانِهَا" وهم إخوتك "بِأَعْيَانِهِمْ" ، وتجمع الباصرة على "أَعْيُنٍ" ، و "أَعْيَانٍ" ، و "عُيُونٍ" ، و "عَايَنْتُهُ" "مُعَايَنَةً" ، و "عِيَانًا" . و "العِينَةُ" بالكسر: السلف، و "اعْتَانَ" الرجل: اشترى الشيء بالشيء نسيئة، وبعته "عَيْنًا بِعَيْنٍ" أي حاضرا بحاضر، و "عَايَنْتُهُ" كتاب العين "مُعَايَنَةً" ، و "عِيَانًا" ، و "عَيَّنَ" التاجر "تَعْيينًا" والاسم "العِينَةُ" بالكسر، وفسرها الفقهاء بأن يبيع الرجل متاعه إلى أجل ثم يشتريه في المجلس بثمن حال؛ ليسلم به من الربا وقيل لهذا البيع "عِينَةٌ" لأن مشتري . . . أكمل المادة السلعة إلى أجل يأخذ بدلها "عَيْنًا" أي نقدا حاضرا وذلك حرام إذا اشترط المشتري على البائع أن يشتريها منه بثمن معلوم فإن لم يكن بينهما شرط، فأجازها الشافعي؛ لوقوع العقد سالما من المفسدات ومنعها بعض المتقدمين، وكان يقول: هي أخت للربا فلو باعها المشتري من غير بائعها في المجلس فهي "عِينَةٌ" أيضا لكنها جائزة باتفاق، و "عَيْنُ" المتاع خياره، و "أَعْيَانُ" الناس أشرافهم، ومنه قيل للأخوة من الأبوين "أَعْيَانٌ" وامرأة "عَيْنَاءُ" حسنة العينين واسعتهما، والجمع "عِينٌ" بالكسر ويقال للكلمة الحسناء "عَيْنَاءُ" على التشبيه، و "عَيَّنْتُ" المال لزيد جعلته "عَيْنًا" مخصوصة به، قال الجوهري: تعيين الشيء تخصيصه من الجملة، و "عَيَّنْتُ" النية في الصوم إذا نويت صوما معينا فهي "مُعَيَّنَةٌ" اسم مفعول يقال "نِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ مُبَيَّنَةٌ" ويجوز أن يسند الفعل إلى النية مجازا فيقال "مُعَيِّنَةٌ" بالكسر اسم فاعل. 

نمش (لسان العرب) [0]


النَّمَشُ: خُطوط النُّقوشِ من الوَشْي وغيرِه؛ وأَنشد: أَذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ ناشِطٌ شَبَبُ؟ والنَمَشُ، بالتحريك: نُقَطٌ بيض وسُود؛ ومنه ثور نَمِشٌ، بكسر الميم، وهو الثور الوحشي الذي فيه نقط.
والنَّمَشُ: بياضٌ في أُصول الأَظفار يذهب ويعود، والنَّمَشُ يقَعُ على الجِلْد في الوجه يخالف لونَه، وربما كان في الخَيل، وأَكثرُ ما يكون في الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً وهو أَنْمَشُ.
ونَمَشَه يَنْمِشُه نَمْشاً: نَقََه ودَبَّجَه.
ونَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر: أَذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه.
وفي الحديث: فعَرَفْنا نَمَشَ أَيديهم في العُذوقِ.
والنَّمشُ، بفتح الميم وسكونها: الأَثرُ، أَي أَثَرَ أَيديهم فيها، وأَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بيض وسود في اللَّون.
وثَوْر نَمِشٌ، بالكسر. الليث: النَّمْشُ . . . أكمل المادة النميمةُ والسِّرارُ، والنَّمْشُ الالتِقاطُ للشيء كما يَعْبَثُ الإِنسان بالشيء في الأَرض؛ وروى المنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده: يا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ، إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ، ونَمَشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ قال: نَمَشُوا خَلَطُوا.
وثورٌ نَمِشُ القوائِم: في قوائمه خطوطُ مختلفة؛ أَرادَ: خَلَطُوا حديثاً حسَناً بقبيح، قال: ويُرْوى نَمَّشُوا أَي أَسَرُّوا وكذلك هَمَشُوا.
وعَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء.
ويقال في الكذب: نَمَشَ ومَشَنَ وفَرَشَ ودَبَشَ.
وبعير نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كان في خُفِّه أَثر يتبيّن في الأَرض من غير إِثْرة.
ونَمَشَ الكلامَ: كذَب فيه وزوّرَه؛ قال الراجز: قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: هل لكِ يا خَلِيلتي في الطَّفْشِ؟ استعمل النَّمْشَ في الكَذِب والتَّزْوير؛ ومثله قول رؤبة: عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُِيشِ، إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي يعني بالترقيش التزيينَ والتزويرَ.
ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ من كَلَئِها وترك.
والنَّمْشُ: الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وقد نَمشَ بينهم، بالتخفيف، وأَنمَشَ.
ورجل مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قال: وما كُنْت ذا نَيْرَبٍ فيهمُ، ولا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل جَرّ مُنْمِشاً على توهم الباء في قوله ذا نَيْرَب حتى كأَنه قال: وما كنت بذي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه ما أَنشده سيبويه من قول زهير: بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضى، ولا سابقٍ شيئاً إِذا كان جائيَا

خَرَمَ (القاموس المحيط) [0]


خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُهَا وخَرَّمَهَا فَتَخَرَّمَتْ: فَصَمَها،
و~ فُلاناً: شَقَّ وَتَرَةَ أنْفِهِ، وهي ما بينَ مَنْخِرَيْهِ،
فَخَرِمَ هو، كفَرِحَ، أي: تَخَرَّمَتْ وَتَرَتُهُ.
والخَرَمَةُ، محرَّكةً: مَوْضِعُ الخَرْمِ من الأنْفِ.
والخَرْماء: الأُذُن المُنْخَرِمَةُ، وعَيْنٌ بالصَّفْرَاء، وفَرَسُ زَيْدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ، وفَرَسُ راشِدِ بنِ شَمَّاسٍ المَعْنِيِّ، وفَرَسٌ لِبَنِي أبي رَبيعَةَ، وكُلُّ رابِيَةٍ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ، أو كُلُّ أكَمَةٍ لها جانِبٌ لا يُمْكِنُ منه الصُّعودُ، وعَنْزٌ شُقَّتْ أُذُنُها عَرْضاً.
والخَرْمُ، أنف الجَبَلِ،
و~ في الشِّعْرِ: ذَهابُ الفاء من فَعولُنْ، أو الميمِ من مُفاعَلَتُن،
والبيتُ: مَخْرومٌ وأخْرَمُ
ج: خُرُومٌ، وبالضمِّ: ع، أو جُبَيْلاتٌ.
والأَخْرَمَانِ: عَظْمانِ
مُنْخَرِمَانِ في طَرَفِ الحَنَكِ الأعْلَى، وآخِرُ ما في الكتِفَيْنِ مِن . . . أكمل المادة قِبَلِ العَضدَينِ أو طَرَفا أسْفَلِ الكَتِفَين اللذانِ اكْتَنَفَا كُعْبُرَةَ الكَتِفِ.
والأَخْرَمُ: مُنْقَطِعُ العَيْرِ حيثُ يَنْجَذِمُ، والمَثْقُوبُ الأُذُنِ، ومَن قُطِعَتْ وَتَرَةُ أنْفه، ومَلِكٌ للرومِ، وجَبَلٌ لبَنِي سُلَيْمٍ، وآخَرُ بطَرَفِ الدَّهْنَاء، وتُضَمُّ راؤُهُ، وآخَرُ بِنَجْدٍ.
وخُرْمُ الأَكَمَةِ، بالضم،
ومَخْرِمُها، كمَجْلِسٍ: مُنْقَطَعُها.
ومَخْرِمُ الجَبَلِ والسَّيْلِ: أنْفُهُ.
والمَخَارِمُ: الطُّرُقُ في الغِلَظِ، وأوائِلُ اللَّيْلِ.
والخَوْرَمَةُ: مُقَدَّمُ الأَنْفِ، أو ما بينَ المَنْخَرَيْنِ،
وواحِدَةُ الخَوْرَمِ، لصُخُورٍ لها خُروقٌ.
واخْتُرمَ فُلانٌ عَنَّا، مَبنياً للمَفعُولِ: ماتَ.
واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ: أخَذَتْهُ،
و~ القوْمَ: اسْتأصَلَتْهُم، واقْتَطَعَتْهُمْ،
كَتَخَرَّمَتْهُم.
والخارِمُ: البارِدُ، والتارِكُ، والمُفْسِدُ، والريحُ البارِدَةُ.
وكأَميرٍ: الماجِنُ،
وقد خَرُمَ، كَكَرُمَ.
وكسُكَّرٍ: نَباتُ الشَّجَرِ، والناعِمُ من العيْشِ، أو هي مُعَرَّبَةٌ، ولَقَبُ والِدِ الحُسَيْنِ بن إدْرِيسَ الحافِظِ، وبهاء: نَبْتٌ كاللوبياء
ج: خُرَّمٌ، وهو بَنَفْسَجِيُّ اللَّوْنِ، شَمُّهُ والنَّظَرُ إليه، مُفَرِّحٌ جِداً، ومَن أمْسَكَهُ معه، أحَبَّهُ كُلُّ ناظِرٍ إليه.
ويُتَّخَذُ من زَهْرِهِ دُهْنٌ يَنْفَعُ لِما ذُكِرَ.
وكسُكَّرَةٍ: ة بِفَارِسَ، منها بابَكُ الخُرَّمِيُّ.
وأُمُّ خُرَّمانَ أيضاً: ع.
وفُلانٌ يَتَخَرَّمُ زَبَدُه، أي: يَرْكَبُنا بالظُّلْمِ والحُمْق.
وتَخَرَّمَ: دانَ بدينِ
الخُرَّمِيَّةِ، لأصحابِ التَّناسُخِ والإِباحَةِ.
وكمُحَدِّثٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ لِيَزيدَ بنِ مُخَرِّمٍ.
والخُرْمَانُ، كعُثْمانَ: الكَذِبُ، وكزُنَّارٍ: المُتَخَرِّمونَ في المعاصي، وجَدُّ أحمد بنِ عبدِ اللهِ، وجَدُّ عَمْرِو بن حَمُّويَةَ المُحدِّثَيْنِ.
وموسَى بنُ عامِرٍ، وسَعيدُ بنُ عَمْرِو بنِ خُرَيْمٍ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي جَحْوَشٍ الخُرَيْميُّونَ، بالضم: مُحدِّثونَ.
والخَرْوَمانَةُ: بَقْلَةٌ تَنْبُتُ في القُطْنِ خَبِيثَةٌ.
وكمُعَظَّمٍ: اسمٌ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ فاتِكِ بنِ الأَخْرَم البَدْرِيُّ، وابنُ أيْمَنَ: صَحابِيَّانِ.

مغل (لسان العرب) [0]


المَغَل: وجع البطن من تراب (* قوله «من تراب» اي من أكل التراب) مَغِلَت الدابة، بالكسر، والناقة تَمْغَل مَغَلاً، فهي مَغِلةٌ، ومَغَلَتْ: أَكلت الترابَ مع البَقْل فأَخذها لذلك وجَعٌ في بطنها، والاسم المَغْلة، ويُكْوَى صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيسَم خلْف السُّرَّة، وبها مَغْلة شَديدةٌ. ابن الأَعرابي: المِمْغَل الذي يُولَعُ بأَكل التراب فيَدْقَى منه أَي يَسْلَح.
وقوله في الحديث: صومُ شهرِ الصَّبْرِ وثلاثةِ أَيام من كل شهر صومُ الدهرِ ويذهب بمَغْلةِ الصدْر أَي بنَغَلِه وفساده، من المَغَل وهو داءٌ يأْخذ الغنم في بطونها، ويُروى: بِمَغَلَّةِ الصدْر، بالتشديد، من الغِلِّ الحقد.
وأَمْغَل القومُ: مَغِلَتْ إِبِلُهم وشاؤهم، وهو داء. يقال: مَغِلت تَمْغَل. . . . أكمل المادة قال: والإِمْغالُ في الشاءِ ليس في الإِبل وهو مثل الكِشَافِ في الإِبل أَن تحمِل كلَّ عام.
والمَغْل والمَغَل: اللبن الذي تُرْضِعه المرأَة ولدَها وهي حامل، وقد مَغِلَتْ به وأَمْغَلَته، وهي مُمْغِلٌ.
والإِمْغال: وجَعٌ يُصيبُ الشاةَ في بطنها، فكلَّما حَمَلَت ولداً أَلْقته، وقيل: الإِمْغال في الشاة أَن تحمِل عليها في السنة الواحدة مرتين، وقد أَمْغَلَتْ وهي مُمْغِل، وقيل: هو أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً، والمَغْلةُ: النعجةُ والعَنْزُ التي تُنْتَجُ في عام مرتين، والجمع مِغالٌ.
وأَمْغَلَت غنمُ فلان إِذا كانت تلك حالَها.
وقال ابن الأَعرابي: الإِمْغال أَن لا تُراحَ الإِبلُ ولا غيرُها سنَةً وهو مما يُفْسِدها.
والمُمْغِلُ من النساء: التي تَلِد كلَّ سنة وتحمِل قبل فِطام الصبيّ؛ قال القطامي: بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة، رَيَّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ يقول: لم يكثر ولدها فيكون ذلك مفسدة لها ويُرَهِّل لحمَها؛ وقال أَبو النجم يصف عَيْراً: يَرْمي بِخَوصاءَ إِلى مَزالِها، ليست كَعَين الشَّمْسِ في أَمْغالِها أَراد بمَزالها زوال الشمس.
والمَغَل: الرَّمَص، وجمعه أَمْغال.
ومَغِلت عينه إِذا فسدت.
ومَغَل فلان يَمْغَل مَغْلاً ومَغالةً: وَشى، وخصَّ بعضهم به الوِشايَة عند السلطان، يقال: أَمْغَل بي فلان عند السلطان أَي وَشَى بي إِليه.
ومَغَل فلان بفلان عند فلان إِذا وَقع فيه، يَمْغَل مَغْلاً، وإِنه لصاحب مَغالةٍ؛ ومنه قول لبيد: يَتَأَكَّلون مَغالةً ومَلاذةً، ويُعابُ قائلُهم، وإِن لم يَشْغَبِ (* قوله ويتأَكلون مغالة إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة ملذ بلفظ يتحدثون مغالة إلخ وهو كذلك في النهاية في مواضع، الا أنه وقع في مادة ملذ: وان لم يشعب بالعين المهملة وهو خطأ والصواب ما هنا من انه بالغين المعجمة).
والميم في المَغالة والمَلاذة أَصلية من مَغَل ومَلَذ.
والمُمْغِل: الأَرض الكثيرة الغَمْلى، وهو النَّبْت الكثير.

همي (لسان العرب) [0]


هَمَتْ عينُه هَمْياً وهُمِيًّا وهَمَياناً: صَبَّتْ دمعها ؛ عن اللحياني ، وقيل: سالَ دَمْعُها، وكذلك كلُّ سائل من مطر وغيره، قال : وليس هذا من الهائم في شيء؛ قال مُساوِر بن هند: حتى إذا أَلْقَحْتها تَقَمَّما، واحْتَمَلَتْ أَرْحامُها منه دَمَا، مِن آيِلِ الماء الذي كان هَمَى آيلُ الماء: خاثِرُه، وقيل: الذي قد أَتى عليه الدهرُ، وهو بالخاثر هنا أَشبه لأَنه إِنما يصف ماء الفحل، وهَمَت السماء. ابن سيده: وهَمَت عينُه تَهْمُو صَبَّتْ دُموعها ، والمعروف تَهْمِي، وإِنما حكى الواو اللحياني وحده.
والأَهماء: المياه السائلة. ابن الأعرابي: هَمَى وعَمى كل ذلك إذا سالَ . ابن السكيت: كلُّ شيءٍ سَقَطَ منك . . . أكمل المادة وضاعَ فقد هَمَى يَهْمِي.
وهَمَى الشَّيءُ هَمْياً: سقط؛ عن ثعلب.
وهَمَتِ النَّاقةُ هَمْياً: ذَهَبَتْ على وجْهها في الأَرض لزَعْيٍ ولغيره مُهْمَلةً بل راعٍ ولا حافظ، وكذلك كلُّ ذاهِبٍ وسائلٍ.
والهِمْيانُ: هِمْيانُ الدراهم، بكسر الهاء ، الذي تُجعل فيه النَّفَقَةُ.
والهمْيانُ: شِدادُ السَّراوِيل؛ قال ابن دُرَيْد: أَحسبه فارسّياً معرَّباً.
وهِمْيانُ بنُ قُحافَة السَّعْدِي: اسم شاعر ، تكسر هاؤُه وترفع.
والهَمْيانُ: موضع ؛ أَنشد ثعلب: وإِنَّ امْرأَ أَمْسَى، ودُونَ حَبِيبِه سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ فالهَمَيانِ لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ ، بَعْدَ اقْتِرابِه، ومَعْذُورةٌ عَيْناهُ بالهَمَلانِ وهَمَتِ الماشيةُ إذا نَدَّت للرَّعْي.
وهوامِي الإبل: ضَوالُّها .
وفي الحديث: أَنَّ رجلاً سأَل النبيَّ،صلى الله عليه وسلم، فقال إِنَّا نُصِيبُ هَواميَ الإبلِ، فقال لضالَّةُ المُؤْمِنِ حَرَقُ النارِ؛ أَبو عبيدة: الهَوامِيِ الإِبلُ المُهمَلة بلا راعٍ، وقد هَمَتْ تَهْمِي فهي هَامِيةٌ إذا ذَهَبَتْ على وَجْهِها؛ ناقة هامِيةٌ وبَعير هامٍ ، وكلُّ ذاهِبٍ وجارٍ من حَيوانٍ أَو ماء فهو هامٍ ؛ ومنه: هَمَى المطرُ، ولعله مقلوب من هامَ يَهِيمُ.
وكلُّ ذاهب وسائل من ماءٍ أَو مطر أَو غيره فقد هَمَى ؛ وأَنشد: فَسَقَى دِيارَكِ ، غَيْرَ مُفْسِدِها، صَوْبُ الرَّبِيعِ ودِيمةٌ تَهْمِي يعني تسِيل وتَذْهَب. الليث: هَمَى اسم صنم؛ وقول الجعدي أَنشده أَبو الهيثم: مِثْلُ هِمْيانِ العَذَرَاى بَطْنُه، يَلْهَزُ الرَّوْضَ بِنُقْعانِ النَّفَلْ ويروى: أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَل مَشْطُوبٌ أَي في عجزه طرائقُ أَي خُطوطٌ وشُطُوبٌ طويل غير مُدَّورٍ، والهِمْيانُ: المِنْطَقةُ؛ يقول: بَطْنُه لَطِيف يُضَمُّ بَطْنُه كما يُضَمُّ خَصْرُ العَذْراء، وإنما خص العَذْراء بضمّ البطنِ دون الثيِّبِ لأَن الثيِّب إذا وَلَدت مرة عَظُم بَطنُها.
والهِمْيانُ: المِنْطَقة كُنَّ يَشددن به أَحْقِيَهُنَّ، إما تِكَّةٌ وإما خَيْطٌ، ويَلْهَزُ: يأْكل، والنُّقْعانُ: مُسْتَقَرُّ الماء.
ويقال: هَما والله لقد قال كذا ، بمعنى أَمَا والله .

عثا (لسان العرب) [0]


العَثَا: لَونٌ إلى السَّوادِ مع كَثْرَةِ شَعَر.
والأعْثى: الكثيرُ الشَّعَرِ الجافي السَّمِجُ، والأُنثى عَثْواءٌ.
والعُثْوَةُ: جُفوفُ شَعَرِ الرأَس والـْتبادُهُ وبُعْدُ عَهْده بالمَشْطِ. عَثِيَ شعرهُ يَعْثَى عثواً وعَثاً، وربما قيل للرجل الكثير الشعر أَعْثَى، وللعجوز عَثْواء، وضِبْعانٌ أَعْثَى: كثيرُ الشَّعَرِ، والأُنثى عَثْواء، والجمع عُثْوٌ وعُثْيٌ مُعاقبَة.
وقال أبو عبيد: الذكر من الضِّباعِ يقال له عِثْيانٌ؛ قال ابن سيده: والعِثيْانُ الذكر من الضِّباعِ؛ قال ابن بري: ويقال للضَّبُع غَثْواء، بالغين المعجمة أَيضاً، وسنذكره في موضعه.
وقال أَبو زيد: في الرأْس العُثْوة، وهو جُفوف شعره والتِبادُه مَعاً.
ورجل أَعْثى: كثير الشعر.
ورجل أعْثى: كثيف اللحْية؛ وأَنشد ابن بري في الأَعْثى الكَثيِر الشَّعَر لشاعر:عَرَضَتْ لنا تَمْشِي فيَعْرِضُ، دُونَها، . . . أكمل المادة أَعثَى غَيُورٌ فاحِشٌ مُتَزَعِّمُ ابن السكيت: يقال شابَ عُثَا الأَرضِ إِذا هاج نَبْتُها، وأَصل العُثَا الشَّعَر ثم يُستَعار فيما تَشَعَّثَ من النبات مثل النَّصِيِّ والبُهْمى والصِّلِّيان؛ وقال ابن الرقاع: بِسَرارة حَفَشَ الرَّبِيعُ غُثَاها، حوَّاءَ يَزْدَرِعُ الغَمِيرَ ثَراها حَتَّى اصْطَلى وَهَجَ المَقِيظ، وخانَه أَنْقَى مَشارِبِه، وشابَ عُثاها أَي يَبِسَ عُشْبُها.
والأَعث: لونٌ إلى السواد.
والأَعْثَى: الضَّبُع الكبير. أَبو عمرو: العَثْوة والوَفْضةَ (* قوله «والوفضة» هكذا في الأصول.) والغُسْنة هي الجُمَّة من الرأس وهي الوَفْرة.
وقال ابن الأَعرابي: العُثى اللِّمَم الطِّوال؛ وقول ابن الرقاع: لولا الحَياءُ ، وأَنَّ رأْسِيَ قد عَثا فيه المَشِيبُ، لَزُرْتُ أَمَّ القاسم عَثا فيه المَشيبُ أَي أَفسد. قال ابن سيده: عَثا عُثُواً وعَثِيَ عُثُوّاً أَفْسَدَ أَشَدَّ الإِفسادِ، وقال: وقد ذكرت هذه الكلمة في المعتل بالياء على غير هذه الصيغة من الفعل، وقال في الموضع الذي ذكره: عَثِيَ في الأرضِ عُثِيًّا وعِثيِّاً وعِثَياًناً وعَثى يَعْثَى؛ عن كراع نادرٌ، كلُّ ذلك أَفسد.
وقال كراع: عَثَى يَعْثَى مَقلوبٌ من عاث يَعيثُ، فكان يجب على هذا يَعْثي إلاَّ أَنه نادرٌ، والوجه عَثِيَ في الأَرض يَعْثَى.
وفي التنزيل: ولا تَعْثَوْا في الأرض مُفسِدين؛ العُّرَاء كلُّهم قرؤوا ولا تَعْثَوْا، بفتح الثاء، من عَثِيَ يَعْثَى عُثُوّاً وهو أَشدُّ الفساد، وفيه لغتان أُخْرَيان لم يُقْرأْ بواحدة منهما: إحداهما عَثَا يَعْثُو مثل سمَا يَسْمُو؛ قال ذلك الأخفش وغيره، ولو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ ولا تَعْثُوا، ولكن القراءة سُنَّة ولا يُقْرأُ إلاَّ بما قَرأَ به القرَّاء، واللغة الثانية عاثَ يَعِيثُ، وتفسيره في بابه. ابن بزرج: وهم يَعْثَوْنَ مثْل يَسْعَوْن، وعَثَا يَعْثُو عُثُوّاً. قال الأزهري: واللغة الجيدة عَثِيَ يَعْثَى لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون إلاَّ فيما ثانيه أو ثالثُه أحدُ حروف الحلق؛ أَنشد أَبو عمرو: وحاصَ مِنِّي فَرَقاً وطَحْرَبا، فأَدْرَكَ الأَعْثَي الدَّثُّورَ الخُنْتُبا، فَشَدّ شَدّاً ذا نَجاءٍ مُلْهبا ابن سيده: الأَعْثَى الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ، لامُه ياءٌ لقولهم في جَمْعِه عُثْيٌ؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز: فوَلَدتْ أَعْثَى ضَروطاً عُنْبُجا والعَثَوْثَى: الجافي الغليظ.

ثرب (لسان العرب) [0]


الثَّرْبُ: شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأَمْعاءَ، وجمعُه ثُرُوبٌ.
والثَّرْبُ: الشَّحْمُ الـمَبسُوط على الأَمْعاءِ والمَصارِينِ.
وشاة ثَرْباءُ: عَظيمة الثَّرْبِ؛ وأَنشد شمر: وأَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْيَتَيْن معَ الثَّرْبِ وفي الحديث: نَهى عن الصَّلاةِ إِذا صارَتِ الشمسُ كالأَثارِبِ أَي إِذا تَفَرَّقَت وخَصَّت مَوْضِعاً دون موضع عند الـمَغِيب. شَبَّهها بالثُّرُوبِ، وهي الشحْمُ الرَّقيق الذي يُغَشّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ الواحد ثَرْبٌ وجمعها في القلة: أَثْرُبٌ؛ والأَثارِبُ: جمع الجمع.
وفي الحديث: انَّ الـمُنافِقَ يؤَخِّر العَصْرَ حتى إِذا صارَتِ الشمسُ كَثَرْبِ البَقَرة صلاَّها.
والثَّرَباتُ: الأَصابعُ.
والتَّثْريبُ كالتَّأْنيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصاءِ في اللَّوْمِ.
والثَّارِبُ: الـمُوَبِّخُ. يقال ثَرَبَ وثَرَّب وأَثْرَبَ إِذا وَبَّخَ. قال نُصَيْبٌ: إِني لأَكْرَهُ ما كَرِهْتَ مِنَ الَّذي * يُؤْذِيكَ سُوء ثَنائِه . . . أكمل المادة لم يَثْرِبِ وقال في أَثْرَبَ: أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً، مِنْ تِلادِه، * سَوامُ أَخٍ، داني الوسِيطةِ، مُثْرِبِ قال: مُثْرِبٌ قَلِيلُ العَطاءِ، وهو الذي يَمُنُّ بما أَعْطَى.
وثَرَّبَ عليه: لامَه وعَيَّره بذَنْبه، وذكَّرَه به.
وفي التنزيل العزيز قال: لا تَثْرِيبَ عليكم اليَوْمَ. قال الزجاج: معناه لا إِفسادَ عليكم.
وقال ثعلب: معناه لا تُذْكَرُ ذنُوبُكم. قال الجوهريّ: وهو من الثَّرْبِ كالشَّغْفِ من الشِّغاف. قال بِشْر، وقيل هو لتُبَّعٍ: فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَيْرِ مُثَرِّبٍ، * وتَرَكْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَرْمَدِ وثَرَّبْتُ عليهم وعَرَّبْتُ عليهم، بمعنى، إِذا قَبَّحْتَ عليهم فعْلَهم.وَالـمُثَرِّبُ: الـمُعَيِّرُ، وقيل: الـمُخَلِّطُ الـمُفْسِدُ. الإِفْسادُ والتَخْلِيطُ.
وفي الحديث: إِذا زَنَتْ أَمـَةُ أَحدِكم فَلْيَضْرِبْها الحَدَّ ولا يُثَرِّبْ؛ قال الأَزهري: معناه ولا يُبَكِّتْها ولا يُقَرِّعْها بعد الضَّرْبِ.
والتقْريعُ: أَن يقول الرجل في وَجه الرجْل عَيْبَه، فيقول: فَعَلْتَ كذا وكذا.
والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ منه.
وقال ابن الأَثير: أَي لا يُوَبِّخْها ولا يُقَرِّعْها بالزّنا بعد الضرب.
وقيل: أَراد لا يَقْنَعْ في عُقُوبتها بالتثرِيبِ بل يضرِبُها الحدّ، فإِنّ زنا الإِماء لم يكن عند العرب مَكْروهاً ولا مُنْكَراً، فأَمَرَهم بحَدّ الاماء كما أَمَرَهم بحدّ الحَرائر.
ويَثْرِبُ: مدينة سيدنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، والنَّسَبُ إِليها يَثْرَبِيٌّ ويَثْرِبِيٌّ وأَثْرَبِيٌّ وأَثرِبِيٌّ، فتحوا الراء استثقالاً لتوالي الكسرات.
وروى عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه نَهَى أَن يقالَ للمدينة يَثْرِبُ، وسماها طَيْبةَ، كأَنه كَرِه الثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ في كلام العرب. قال ابن الأَثير: يَثْرِبُ اسم مدينة النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قديمة، فغَيَّرها وسماها طَيْبةَ وطابةَ كَراهِيةَ التَّثْرِيبِ، وهو اللَّوْمُ والتَعْيير.
وقيل: هو اسم أَرضِها؛ وقيل: سميت باسم رجل من العَمالِقة.
ونَصْلٌ يَثْرِبِيٌّ وأَثْرِبِيٌّ، مَنْسوب إِلى يَثْربَ.
وقوله: وما هو إِلاَّ اليَثْرِبِيُّ الـمُقَطَّعُ زعَم بعضُ الرُّواة أَن المراد باليثربي السَّهْمُ لا النَّصْلُ، وأَن يَثْرِبَ لا يُعْمَلُ فيها النِّصالُ. قال أَبو حنيفة: وليس كذلك لأَنّ النِّصالَ تُعملُ بِيَثْرِبَ وبوادي القُرى وبالرَّقَمِ وبغَيْرِهِنَّ من أَرض الحجاز، وقد ذكر الشعراء ذلك كثيراً. قال الشاعر: وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ أَي مشدودٌ بالرِّصافِ.
والثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إِلا أَنها بِيضٌ.
وأَثارِبُ: موضع.

أسس (العباب الزاخر) [0]


يقال: كان ذلك على أسِّ الدهر وإسِّ الدهر وأُُسِّ الدهر -بالحركات الثلاث-: أي على قِدَمِ الدهر ووجه الدهر.
ويُروى رَجَزُ أبي نُخَيلة السعدي ودخل يوم الفطر على يزيد بن عمر بن هبيرة، وكان أخذ ابن النجم بن بسطام بن ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة فحبسه، فقال ووصل همزة القطع:
ما زال مجنوناً على أسِّ الدَهْـرِ      في جَسَدٍ يَنْمي وعقـلٍ يَحْـري

في جَسَدٍ يَنْمي وعقـلٍ يَحْـري

والأُسُّ والأساس -مثال أثَاثٍ- والأسس -مثال الأزر، مقصور منه-: أصل البناء، وجمع الأُس: إساس -مثل عُس وعِساس-، وجمع الأَسس: آساس: مثال سَبَب وأسباب.
وقال ابن دريد: قال الراجز، قال: وأحسبه كذاب بني الحرماز:
وأُسُّ . . . أكمل المادة مجدٍ ثابـت وطـيد      نال السماء فرعه المديد

وأُسّ أسّ: زجر للضأن، يقال: أسّها يَؤسها أسّاً: إذا زجرها. والأًسُّ: الإفساد، قال رؤبة:
وقلتُ إذْ أسُّ الأمورُ الأسّـاسُ      ورَكِبَ الشَغْبَ المسيءُ المُأّسْ

أي أفسدها المفسد. وقال ابن دريد: ومَثَلٌ من أمثالهم: ألْصِقوا الأُسَّ بالحَسِّ: أي الشر بالشر، يقول: ألحقوا الشر بأصول من عاديتم، والحَسُّ في هذا الموضع: الشر، وكذلك قال ابن الأعرابي: الأسَّ بالحَسِّ - بالفتح-، وبعضهم يرويه بالكسر فيهما: أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والأُسُّ- بالضم-: باقي الرماد في الموقد.
ويروي بيت النابغة الذبياني:
فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَـصَّـبٍ      وسقعٌ على أُسٍّ ونؤْيٌ مُعَثْلَبُ

ويروي "مُنَضَّد"، وأكثر الرواة يروونه: "على آس" ممدوداً بهذا المعنى. وقال ابن الأعرابي: الأسيس: أصل كل شئ. والأسيس -أيضاً-: العِوَضُ. وأُسَيْس -مصغراً-: موضع، قال امرؤ القيس:
ولو وافقتُهُنَّ على أُسَـيسٍ      وحافَةَ إذْ ورَدْنَ بنا ورودا

وهو شرقيّ دمشق، وقال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان:
يحسِبُ الناظِرُون ما لم يَفُرّوا      أنها جِـلَّةٌ وهُـنَّ فِـتَـاءُ


والأَسُّ: الأصل، وبعضهم يكسر الهمزة، والصواب فتحها. وأسَّ الشاة يَؤسُّها أسّاً: أي زجرها وقال لها: إسّ إسّ، وفي كتاب يافِع ويَفَعَة: أسِّ أسِّ وإسِّ إسِّ.
وأسَّه يَؤسّهُ أسّاً -أيضاً-: أي أزَّهُ. وأسَّسْتُ الدار تأسيساً: إذا بنيت حدودها أو رفعت من قواعدها. وأسَّسْتَهُ- أيضاً-: إذا بنيت أصله، قال الله تعالى: (أفَمَنْ أسَّسَ بُنْيانَه). والتأسيس في القافية: هو الألِف التي ليس بينها وبين حرف الرَّوي إلا حرف واحد، كقول النابغة الذبياني:
كِلِيني لِهَمٍ يا أُميمة ناصِـبِ      وليلٍ أُقاسيهِ بطئ الكواكِبِ

وقال اللَّيث: التأسيس في الشعر ألِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروِّي حرف يجوز كسره ونصبه ورفعه؛ نحو مَفَاعِلُنْ في القافية، فلو جاء "مُجْهِدٌ" في القصيدة لم يكن فيه تأسيس، حتى يكون "مُجَاهِدٌ" فالألف تأسيسه، وإن جاء شئ من غير تأسيس -فهو المؤسَّس- كأنَّ عيباً في الشعر، غير أنَّه ربما اضطرَّ إليه بعض، فأحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرف الذي بعد الألف مفتوحاً، لأن فتحته تغلِب على فتحة الألف كأنها تُزالُ من الوهم، كقول العَجّاج:
مُباركٍ للأنبـياءِ خـاتَـمِ      فَخِنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ


ولو قال: "خاتِمِ"- مكسورة التاء- لم يَحسُن. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: قولُه: "خاتَمِ" ليس من التأسيس في شئ، ولكن لغة العجّاجِ هَمْزُ خاتَمٍ وعالَمٍ؛ فيقول: خأْتَمٌ وعأْلَمٌ؛ فلم تبقَ ألفٌ فَيُعلّل. وقال أبو عُبيد: التأسيس: حرف القافية نفسها ومنها التأسيس، وأنشدَ:
ألا طالَ هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُهْ     

فالقافية هي الباء، والألف قبلها هي التأسيس، والهاء هي الصلة. والتركيب يدل على الأصل والشيء الوطيد.

أسس (لسان العرب) [0]


الأُسُّ والأَسَس والأَساس: كل مُبْتَدَإِ شيءٍ.
والأُسُّ والأَساس: أَصل البناء، والأَسَسُ مقصور منه، وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ وعِساس، وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل، وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ وأَسباب.
والأَسيس: أَصل كل شيء.
وأُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم، وهو من الأَسماء المشتركة.
وأُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابن دريد، قال: وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز: وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ، نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً، الليث: أَسَّسْت داراً إِذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها، وهذا تأْسيس حسن.
وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله، وقيل: هو أَصل كل شيء.
وفي المثل: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ في هذا الموضع: الشر، . . . أكمل المادة والأَسُّ: الأَصل؛ يقول: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم.
وكان ذلك على أُسِّ الدهر وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَي على قِدَم الدهر ووجهه، ويقال: على است الدهر.
والأَسيسُ: العِوَضُ.التهذيب: والتَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو مفاعلن، ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره، وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس، وقال أَبو عبيد: الروي حرف القافية نفسها، ومنها التأْسيس؛ وأَنشد: أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة، ويروى: واخْضَرَّ جانبه؛ قال الليث: وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس، وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: وأَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم؛ قال العجّاج: مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ، مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ ولو قال خاتِم، بكسر التاء، لم يحسن، وقيل: إن لغة العجاج خأْتم، بالهمزة، ولذلك أَجازه، وهو مثل السَّأْسَم، وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم؛ وفي المحكم: التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل، وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب؛ وقيل: التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد، كقوله: كِليني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمَة، ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة. قال ابن سيده: هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له، وبعضهم يقول أَلف التأْسيس، فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر.
وقالوا في الجمع: تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه. قال: ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول.
وأَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق (* قوله «كأنها اس القافية اشتق إلخ» هكذا في الأصل.) من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها.
والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً.
ورجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد. الأُمَويُّ: إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له، وهذا في اللحم خاصة.
والأُسُّ: بقية الرَّماد بين الأَثافيّ.
والأُسُّ: المُزَيِّن للكذب.
وإِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وقال بعضهم: نَسّاً.
وأَسَّ بها: زجرها وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ.
وأُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ. قال الليث: الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له وتَلين.
وفي الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم. قال ابن الأَثير: وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم، والهمزة فيه زائدة، ويروى: آسِ بين الناس من المُواساة.

وثم (لسان العرب) [0]


التهذيب: الفراء: الوَثْمُ الضَّرْبُ، وفي الصحاح: الدّقُّ والكَسرُ.
والمَطرُ يَثِمُ الأَرض وَثْماً: يَضْرِبُها؛ قال طرفة: جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها، لِرَبيعٍ، دِيمة تَثِمُهْ فأَما قوله: فسقَى بلادَك، غيرَ مُفْسِدِها، صَوبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم فإِنه على إِرادة التعدِّي، أَرادَ تَثِمُها فحذف، ومعناه أَي تؤثّر في الأَرض.
وَوَثَمَت الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً ووِئاماً: أَدْمَتْه.
وقال المزني: وَجَدْتُ كَلأً كَثِيفاً وَثِيمةً؛ قال: الوَثِيمةُ جماعةٌ من الحَشِيش أَو الطعامِ. يقال: ثِمْ لها أَي اجْمَعْ لها.
والوَثِيمُ: المُكتنزُ اللحمِ، وقد وَثُمِ يَوْثُم وثَامةً.
ويقال: وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ بحافِره يَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها.
ووَثَمَ الشيءَ وَثْماً: كسَره ودَقَّه.
وفي الحديث: أَنه كان لا يَثِمُ التَّكْبيرَ أَي لا يكسِره بل يأْتي به تامّاً.
والوَثْمُ الكسرُ . . . أكمل المادة والدَّقُّ أَي يُتِمُّ لَفْظه على جهة التعظيم مع مُطابَقةِ اللِّسانِ والقلبِ.
ووَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً وثِمَةً: رَجَمَها ودَقَّها، وكذلك وَثْمُ الحجارة.
والمُواثَمَةُ في العَدْوِ: والمُضابَرةُ كأَنه يرمي بنفسه؛ وأَنشد: وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُواثِمُ وَوثَمَ يَثِمُ أَي عَدا.
وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديدُ الوطءِ، وكأَنه يَثِمُ الأَرضَ أَي يَدُقُّها؛ قال عنترة: خَطَّارة، غِبَّ السُّرى، زَيَّافةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بكلّ خُفٍّ مِيثَمِ ابن السكيت: الوَثِيمةُ الجماعةُ من الحشيش أَو الطعامِ.
وقولهم: لا والذي أَخرجَ النارَ من الوَثيمةِ أَي من الصخرة.
والوَثيمةُ: الحجرُ، وقيل: الحجر المكسور.
وحكى ثعلب: أَنه سمع رجلاً يَحْلِف لرجل وهو يقول: والذي أَخْرج العَذْقَ من الجَرِيمةِ والنارَ من الوَثيمةِ؛ والجَريمةُ: النواة؛ وقال ابن خالويه: الجَريمةُ التَّمْرةُ لأَنها مجرومة من النخل فسَمَّى النَّواةَ جَريمةً باسم سبَبِها لأَن النَّواةَ، الجَريمة، والوَثيمةُ: حجرُ القَدَّاحة، قال وذكر ابن سيده قال: الوَثيمةُ الحجارةُ، يكون في معنى فاعِلةٍ لأَنها تَثِمُ، وفي معنى مفعولة لأَنها تُوثَم.
وذكر محمد بن السائب الكلبي: أَنَّ أَوْسَ بن حارثة عاشَ دَهْراً وليس له ولدٌ إِلا مالِك، وكان لأَخيه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد: عُمر وعَوْفٌ وجُشَمٌ والحرث وكعْب، فلما حضره الموتُ قال له قومُه: قد كنا نأْمرُك بالتزويج في شبابك حتى حضرك الموت، فقال أَوْسٌ: لم يَهْلِكْ هالِك، مَن ترَك مالِك، وإِن كان الخَزْرَجُّ ذا عدد، وليس لِمالكٍ، وَلَد، فلعلَّ الذي استخرج النخلة من الجريمة، والنارَ من الوَثِيمة، أَن يجعلَ لمالكٍ نَسْلاً، ورجالاً بُسْلاً.
وجم: الوُجومُ: السكوتُ على غَيْظٍ، أَبو عبيد: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى يُمْسِك عن الطعام (* قوله «عن الطعام» في التهذيب: عن الكلام). فهو الواجمُ، والواجمُ: الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام. يقال: ما لي أَراكَ واجِماً؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه لَقِيَ طَلْحةَ فقال: ما لي أَراك واجِماً؟ أَي مُهْتَمّاً.
والواجمُ: الذي أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ، وقيل: الوُجومُ الحُزْنُ.
ويقال: لم أَجِمْ عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً.
والواجِمُ والوَجِمُ: العَبوسُ المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن، وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُوماً وأَجَمَ على البدل؛ حكاها سيبويه.
ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجوماً: كرِهَه.
ووَجَم الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، يمانية.
ورجلٌ وَجَمٌ: رديءٌ.
وأَوْجَمُ الرملِ: مُعْظمُه؛ قال رؤبة: والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه ووَجْمةُ: اسمُ موضع؛ قال كثيِّر: أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابن الأَعرابي: الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم. ابن شميل: الوَجَمُ حجارةٌ (* قوله «الوجم حجارة» هو بالفتح والتحريك). مركومةٌ بعضُها فوق بعض على رؤوس القُورِ والأِكام، وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ، قال: وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة، لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ رجل لم يُحَرِّكوه، وهي أَيضاً من صَنْعة عاد، وأَصلُ الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد، والجماعة الوُجوم؛ قال رؤبة: وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ، أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ الجوهري: والوجَمُ، بالتحريك، واحد الأَوْجامِ، وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ يُهْتَدى بها في الصَّحارَى. ابن الأَعرابي: بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ، والأَوْجامُ: البيوتُ وهي العِظامُ منها؛ قال رؤبة: لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ، وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ قال: والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، ويُجمع أَوْجاماً؛ وقال رؤبة: كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا ويومٌ وَجِيمٌ أَي شديدُ الحرِّ، وهو بالحاء أَيضاً، ويقال: يكون ذلك وَجَمة أَي مَسَبَّةً.
والوَجْمةُ مثل الوَجْبة: وهي الأَكْلة الواحدة.

خبث (لسان العرب) [0]


الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ من الرِّزْق والولدِ والناسِ؛ وقوله: أَرْسِلْ إِلى زَرْع الخَبِيِّ الوالِجِ قال ابن سيده: إِنما أَراد إِلى زَرْع الخَبِيثِ، فأَبدل الثاء ياء، ثم أَدعم، والجمعُ: خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة، عن كراع؛ قال: وليس في الكلام فَعيل يجمع على فَعَلَة غيره؛ قال: وعندي أَنهم توهموا فيه فاعلاً، ولذلك كَسَّروه على فَعَلة.
وحَكى أَبو زيد في جمعه: خُبُوثٌ، وهو نادر أَيضاً، والأُنثى: خَبِيثةٌ.
وفي التنزيل العزيز: ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائِثَ.
وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، فهو خَبيثٌ أَي خَبٌّ رَدِيءٌ. الليث: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خَباثَةً وخُبْثاً، فهو خَبيثٌ، وبه خُبْثٌ وخَباثَةٌ؛ وأَخْبَثَ، فهو مُخْبِثٌ إِذا صار ذا خُبْثٍ وشَرٍّ.
والمُخْبِثُ: الذي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ.
وأَجاز بعضُهم أَن . . . أكمل المادة يقال للذي يَنْسُبُ الناسَ إِلى الخُبْثِ: مُخْبِثٌ؛ قال الكُمَيْتُ: فطائفةٌ قد أَكْفَرُوني بِحُبِّكُمْ، وطائِفَةُ قالوا: مُسِيءٌ ومُذْنِبُ أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر.
وفي حديث أُنس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا أَراد الخَلاءَ، قال: أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم فلْيَقُلْ: اللهم إِني أَعوذ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ قال أَبو منصور: أَراد بقوله مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها.
والحُشُوشُ: مواضعُ الغائط.
وقال أَبو بكر: الخُبْثُ الكُفْرُ؛ والخَبائِثُ: الشياطين.
وفي حديث آخر: اللهم إِني أَعوذ بك من الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ؛ قال أَبو عبيد: الخَبِيثُ ذو الخُبْثِ في نَفْسه؛ قال: والمُخْبِثُ الذي أَصحابُه وأَعوانه خُبَثاء، وهو مثل قولهم: فلانٌ ضَعِيف مُضْعِفٌ، وقَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقويُّ في بدنه، والمُقْوِي الذي تكون دابتُه قَويَّةً؛ يريد: هو الذي يعلمهم الخُبْثَ، ويُوقعهم فيه.
وفي حديث قَتْلَى بَدْرٍ: فأُلْقُوا في قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، أَي فاسدٍ مُفْسِدٍ لما يَقَع فيه؛ قال: وأَما قوله في الحديث: من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ، وبالخَبائِثِ الشياطين؛ قال أَبو عبيد: وأُخْبِرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه كان يَرْويه من الخُبُث، بضم الباء، وهو جمعُ الخَبيث، وهو الشيطان الذَّكر، ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جمعاً للخَبيثة مِن الشياطين. قال أَبو منصور: وهذا عندي أَشْبَهُ بالصواب. ابن الأَثير في تفسير الحديث: الخُبُثُ، بضم الباء: جمع الخَبِيثِ، والخَبائثُ: جمع الخَبيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم؛ وقيل: هو الخُبْثُ، بسكون الباء، وهو خلافُ طَيِّبِ الفِعْل من فُجُور وغيره، والخَبائِثُ، يُريد بها الأَفعالَ المذمومة والخِصالَ الرَّديئةَ.
وأَخْبَثَ الرجلُ أَي اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء، فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، ومَخْبَثانٌ؛ يقال: يا مَخْبَثانُ وقوله عز وجل: الخَبيثاتُ للخَبيثينَ، والخَبيثُونَ للخَبيثاتِ؛ قال الزجَّاج: معناه الكلماتُ الخَبيثاتُ للخَبيثينَ من الرجالِ والنساءِ؛ والرجالُ الخبيثونَ للكلماتِ الخَبيثاتِ؛ أَي لا يَتَكَلَّم بالخَبيثاتِ إِلاَّ الخَبيثُ من الرجالِ والنساء؛ وقيل: المعنى الكلماتُ الخبيثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبيثِ من الرجالِ والنساء، فأَما الطاهرونَ والطاهراتُ، فلا يَلْصَقُ بهم السَّبُّ؛ وقيل: الخبيثاتُ من النساءِ للخَبيثين من الرجالِ، وكذلك الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ.
وقد خَبُثَ خُبْثاً وخَباثَةً وخَبَاثِيَةً: صار خَبِيثاً. أَخْبَثَ: صار ذا خُبْثٍ.
وأَخْبَثَ: إِذا كان أَصحابه وأَهلُه خُبَثاء، ولهذا قالوا: خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، والاسم: الخِبِّيثى.
وتَخابَثَ: أَظْهَر الخُبْثَ؛ وأَخْبَثَه غيره: عَلَّمه الخُبْثَ وأَفْسَده.
ويقال في النداء: يا خُبَثُ كما يقال يا لُكَعُ تُريدُ: يا خَبِيثُ.
وسَبْيٌ خِبْثَةٌ: خَبِيثٌ، وهو سَبْيُ من كان له عهدٌ من أَهل الكفر، لا يجوز سَبْيُه، ولا مِلْكُ عبدٍ ولا أَمةٍ منه.
وفي الحديث: أَنه كَتَب للعَدَّاء بن خالد أَنه اشترى منه عبداً أَو أَمة، لا دَاءَ ولا خِبْثةَ ولا غائلةَ. أَراد بالخِبْثة: الحرام، كما عَبَّرَ عن الحلال بالطَّيِّب، والخِبْثَةُ نوعٌ من أَنواع الخَبيثِ؛ أَراد أَنه عبدٌ رقيقٌ، لا أَنه من قوم لا يَحِلُّ سَبْيُهم كمن أُعْطِيَ عَهْداً وأَماناً، وهو حُرٌ في الأَصل.
وفي حديث الحجاج أَنه قال لأَنس: يا خِبْثة؛ يُريد: يا خَبِيثُ ويقال الأَخلاق الخَبيثة: يا خِبْثَةُ.
ويُكتَبُ في عُهْدةِ الرقيق: لا داءَ، ولا خِبْثَةَ، ولا غائِلَةَ؛ فالداءُ: ما دُلِّسَ فيه من عَيْبٍ يَخْفى أَو علةٍ باطِنةٍ لا تُرَى، والخِبْثَةُ: أَن لا يكون طِيَبَةً، لأَِنه سُبِيَ من قوم لا يَحِلُّ اسْترقاقُهم، لعهدٍ تَقَدَّم لهم، أَو حُرِّيَّة في الأَصل ثَبَتَتْ لهم، والغائلةُ: أَن يَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ له، فيجب على بائعه ردُّ الثمَن إِلى المشتري.
وكلُّ من أَهْلك شيئاً قد غالَه واغـتاله، فكأَن استحقاقَ المالكِ إِياه، صار سبباً لهلاك الثمَن الذي أَدَّاه المشتري إِلى البائع.ومَخْبَثَان: اسم معرفة، والأُنْثَى: مَخْبَثَانةٌ.
وفي حديث سعيد: كَذَبَ مَخْبَثَانٌ، هو الخَبيثُ؛ ويقال للرجل والمرأَة جميعاً، وكأَنه يدلُّ على المبالغة؛ وقال بعضهم: لا يُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلاَّ في النداء خاصة.
ويقال للذكر: يا خُبَثُ وللأُنْثَى: يا خَباثِ مثل يا لَكَاعِ، بني على الكسر، وهذا مُطَّرِدٌ عند سيبويه.
وروي عن الحسن أَنه قال يُخاطِبُ الدنيا: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ مَضَِضْنا، فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا يعني الدنيا.
وخَباثِ بوزن قَطامِ: مَعْدُولٌ من الخُبْثِ، وحرف النداء محذوف، أَي يا خَباثِ.
والمَضُّ: مثلُ المَصّ؛ يريد: إِنَّا جَرَّبْناكِ وخَبَرْناكِ، فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً.
والأَخابِثُ: جمعُ الأَخْبَثِ؛ يقال: هم أَخابِثُ الناس.
ويقال للرجل والمرأَة: يا مَخْبَثانُ، بغير هاءٍ للأُنْثَى.
والخِبِّيثُ: الخَبِيثُ، والجمع خِبِّيثُونَ.
والخابِثُ: الرَّديُّ من كل شيء فاسدٍ. يقال: هو خَبِيثُ الطَّعْم، وخَبِيثُ اللَّوْنِ، وخَبِيثُ الفِعْل.
والحَرامُ البَحْتُ يسمى: خَبِيثاً، مثل الزنا، والمال الحرام، والدم، وما أَشْبهها مما حَرَّمه الله تعالى، يقال في الشيء الكريه الطَعْمِ والرائحة: خَبيثٌ، مثل الثُّوم والبَصَلِ والكَرّاثِ؛ ولذلك قال سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من أَكل من هذه الشجرة الخَبيثة، فلا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا.
وقال الله تعالى في نعت النبيّ، صلى الله عليه وسلم: يُحِلُّ لهم الطَّيِّبات ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائثَ؛ فالطَّيِّباتُ: ما كانت العربُ تَسْتَطِيبُه من المآكل في الجاهلية، مما لم ينزل فيه تحريم، مثل الأَزْواج الثمانية، ولُحوم الوحْش من الظِّباء وغيرها، ومثل الجراد والوَبْر والأَرْنبِ واليَرْبُوع والضَّبِّ؛ والخَبائثُ: ما كانت تَسْتَقْذِرُه ولا تأْكله، مثل الأَفاعي والعَقاربِ والبَِرَصةِ والخَنافِسِ والوُرْلانِ والفَأْر، فأَحَلَّ الله، تعالى وتقدّس، ما كانوا يَسْتَطِيبون أَكلَه، وحَرَّم ما كانوا يَسْتَخْبثونه، إِلاّ ما نَصَّ على تحريمه في الكتاب، من مثل الميتة والجم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله به عند الذبْحِ، أَو بَيَّنَ تَحْريمه على لسان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مِثْلُ نَهْيِه عن لُحُوم الحُمُر الأَهلية، وأَكْلِ كلِّ ذي نابٍ من السِّباع، وكلّ ذي مِخْلبٍ من الطَّير.
ودَلَّت الأَلف واللام اللتان دخلتا للتعريف في الطَّيِّبات والخَبائث، على أَن المراد بها أَشياءُ معهودةٌ عند المخاطَبين بها، وهذا قول محمد بن ادريس الشافعي، رضي الله عنه.
وقولُه عز وجل: ومثلُ كَلِمةٍ خَبيثةٍ كشجرةٍ خَبيثةٍ؛ قيل: إِنها الحَنْظَلُ؛ وقيل: إنها الكَشُوثُ. ابن الأَعرابي: أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من الكلام، فهو الشَّتْم، وإن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، وإِن كان من الطعام، فهو الحرام، وإِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ؛ ومنه قيل لما يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحديد: الخَبَث؛ ومنه الحديث: إِن الحُمَّى تَنْفِي الذُّنوب، كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث.
وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة، بفتح الخاء والباء: ما نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا، وهو لا خَيْرَ فيه، ويُكْنى به عن ذي البَطْنِ.
وفي الحديث: نَهَى عن كلِّ دواءٍ خَبيث؛ قال ابن الأَثير: هو من جهتين: إِحداهما النجاسة، وهو الحرام كالخمر والأَرواث والأَبوال، كلها نجسة خبيثة، وتناوُلها حرام، إِلاَّ ما خصته السُّنَّة من أَبوال الإِبل، عند بعضهم، ورَوْثِ ما يؤكل لحمه عند آخرين؛ والجهةُ الأُخْرى من طَريق الطَّعْم والمَذاق؛ قال: ولا ينكر أَن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على الطباع، وكراهية النفوس لها؛ ومنه الحديث: من أَكل من هذه الشجرة الخبيثة لا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا؛ يُريد الثُّوم والبصل والكَرّاثَ، وخُبْثُها من جهة كراهة طعمها ورائحتها، لأَنها طاهرة، وليس أَكلها من الأَعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد، وإِنما أَمَرَهم بالاعتزال عقوبةً ونكالاً، لأَنه كان يتأَذى بريحها وفي الحديث: مَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وثمنُ الكلب خبيثٌ، وكَسْبُ الحجَّامِ خبيثٌ. قال الخطابي: قد يَجْمَع الكلامُ بين القَرائن في اللفظ ويُفْرَقُ بينها في المعنى، ويُعْرَفُ ذلك من الأَغراض والمقاصد؛ فأَما مَهْرُ البَغِيِّ وثمنُ الكلب، فيريد بالخَبيث فيهما الحرامَ، لأَن الكلب نَجِسٌ، والزنا حرام، وبَذْلُ العِوَضِ عليه وأَخذُه حرامٌ؛ وأَما كسبُ الحجَّام، فيريد بالخَبيث فيه الكراهيةَ، لأَن الحجامة مباحة، وقد يكون الكلامُ في الفصل الواحد، بعضُه على الوجوب، وبعضُه على النَّدْبِ، وبعضُه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويُفْرَقُ بينهما بدلائل الأُصول، واعتبار معانيها.
والأَخْبَثانِ: الرجيع والبول، وهما أَيضاً السَّهَرُ والضَّجَرُ، ويقال: نَزَل به الأَخْبَثانِ أَي البَخَر والسَّهَرُ.
وفي الحديث: لا يُصَلِّي الرجلُ، وهو يُدافعُ الأَخْبَثَيْنِ؛ عَنى بهما الغائط والبولَ. الفراء: الأَخْبَثانِ القَيءُ والسُّلاح؛ وفي الصحاح: البولُ والغائط.
وفي الحديث: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِل خَبَثاً. الخَبَثُ، بفتحتين: النَّجَسُ.
وفي حديث هِرَقْلَ: فأَصْبحَ يوماً وهو خَبِيثُ النَّفْسِ أَي ثَقِيلُها كرِيهُ الحال؛ ومنه الحديث: لا يَقُولَنَّ أَحَدُكم: خَبُثَتْ نَفْسي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ.
وطعام مَخْبَثَةٌ: تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ؛ وقيل: هو الذي من غير حلّه؛ وقولُ عَنْترة: نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمةٍ، والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم أَي مَفْسدة. الزِّنْية؛ وهو ابن خِبْثة، لابن الزِّنْية، يقال: وُلِدَ فلانٌ لخِبْثةٍ أَي وُلِدَ لغير رِشْدةٍ.
وفي الحديث؛ إِذا كَثُر الخُبْثُ كان كذا وكذا؛ أَراد الفِسْقَ والفُجور؛ ومنه حديث سعدِ بن عُبادة: أَنه أُتِيَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ، وُجِدَ مع أَمَةٍ يَخْبُثُ بها أَي يَزْني.

قزع (لسان العرب) [0]


القَزَعُ: قطع من السحاب رقاق كأَنها ظلّ إِذا مرّت من تحت السحابة الكبيرة.
وفي حديث الاستسقاء: وما في السماء قَزَعةٌ أَي قِطْعةٌ من الغيم؛ وقال الشاعر: مَقانِبُ بعضُها يبْري لبعضٍ، كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ وقيل: القَزَعُ السحاب المتفرق، واحدتها قَزَعةٌ.
وما في السماء قَزَعةٌ وقِزاعٌ أَي لَطْخةُ غيم.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، حين ذكَر يَعْسُوبَ الدِّينِ فقال: يجتمعون إِليه كما يجتمع قَزَعُ الخريف، يعني قِطَعَ السحاب لأَنه أَوّل الشتاء، والسحابُ يكون فيه متفرّقاً غير متراكِم ولا مُطْبِقٍ، ثم يجتمع بعضه إِلى بعض بعد ذلك؛ قال ذو الرمة يصف ماء في فلاة:تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عليه، كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهامِ . . . أكمل المادة والقَزَعُ من الصُّوفِ: ما تَناتَفَ في الربيع فسقط.
وكبشٌ أَقْزَعُ وناقة قَزْعاء: سقط بعض صوفها وبقي بعض، وقد قَزِعَ قَزَعاً.
وقَزَعُ الوادِي: غُثاؤه، وقَزَعُ الجملِ: لُغامُه على نُخْرَتِه. قال أَبو تراب حكايةً عن العرب: أَقْزَعَ له في المَنْطِقِ وأَقْذَعَ وأَزْهَفَ إِذا تعدّى في القول.
وفي النوادر: القَزَعةُ ولَد الزنا.
وقَزَعُ السهم: ما رقَّ من ريشه.
والقزع أَيضاً: أَصغر ما يكون من الريش.
وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِيشَ بِرِيشٍ صِغار. ابن السكيت: ما عليه قِزاعٌ ولا قَزَعَةٌ أَي ما عليه شيء من الثياب.
والقُزَّعةُ والقُزْعةُ: خُصَلٌ من الشعر تترك على رأْس الصبي كالذَّوائبِ متفِّرقةً في نواحي الرأْس.
والقَزَعُ: أَن تَحْلِقَ رأْس الصبي وتترك في مواضعَ منه الشعر متفرقاً، وقد نُهِيَ عنه.
وقَزَّعَ رأْسَه تقزيعاً: حلق شعره وبقيت منه بقايا في نواحي رأْسه.
وفي الحديث: أَنه نَهَى عن القَزَعِ؛ هو أَن يُحْلَقَ رأْسُ الصبي ويترك منه مواضعُ متفرِّقةٌ غيرُ محلوقة تشبيهاً بِقَزَعِ السحاب.
والقَزَعُ: بقايا الشعر المُنْتَتِفِ، الواحدة قزعة، وكذلك كل شيء يكون قِطَعاً متفرقة، فهو قَزَعٌ؛ ومنه قيل لقطع السحاب في السماء قَزَعٌ.
ورجل مُقَزَّعٌ ومُتَقَزِّعٌ: رقيق شعرِ الرأْسِ متفرِّقُه لا يُرَى على رأْسه إِلا شعراتٌ متفرّقة تَطايَرُ مع الريح.
والقَزَعةُ: موضع الشعر المُتَقَزِّعِ من الرأْس.
وقَزَّعْتُه أَنا، فهو مُقَزَّعٌ.
والمُقَزَّعُ من الخيل: الذي تُنْتَفُ ناصِيَتُه حتى تَرِقَّ؛ وأَنشد: نَزائِعَ للصرِيحِ وأَعْوجِيٍّ من الجُرْدِ المُقَزَّعةِ العِجالِ وقيل: المُقَزَّعُ الرقيقُ الناصيةِ خِلْقةً، وقيل: هو المَهْلُوب الذي جُزَّ عُرُفُه وناصيته، وقال أَبو عبيدة: هو الفرس الشديد الخَلْقِ والأَسْرِ.
وقَزَّعَ الشارِبَ: قصّه.
والقَزَعُ: أَخذ بعض الشعر وترك بعضه.
وفي حديث ابن عمر: نهى رسول الله، عن القَزَعِ، يعني أَخذ بعض الشعر وترك بعضه.والمُقَزَّعُ: السريع الخفيف من كل شيء؛ قال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، ليس له، إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدَها، نَشَبُ وبَشِيرٌ مُقَزَّع: جُرِّد للبشارة؛ قال مُتَمِّمٌ: وجِئْتَ به تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعا وكل إِنسان جَرَّدْته لأَمر ولم تَشْغَلْه بغيره، فقد أَقْزَعْتَه.
وقَزَعَ الفرسُ يَقْزَعُ قَزْعاً وقُزُوعاً: مَرّ مَرّاً شديداً أَو مَهْلاً، وقيل: عَدا عَدْواً شديداً، وكذلك البعير والظَّبْي؛ ومنه قولهم: قَوْزَعَ الديك إِذا غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ من صاحبه. قال يعقوب: ولا تقل قَنْزَعَ لأَنه ليس بمأْخوذ من قَنازِعِ الناس، وإِنما هو قَزَعَ يَقْزَعُ إِذا خَفَّ في عَدْوِه هارباً الأَصمعي: العامة تقول إِذا اقتتل الديكان فهرب أَحدهما: قَنْزَعَ الديكُ، وإِنما يقال قَوْزَعَ الديكُ إِذا غُلِبَ ولا يقال قنزع؛ قال أَبو منصور: والأصل فيه قَزَعَ إِذا عدا هارباً، وقَوْزعَ فَوْعَلَ منه. قال البُشْتيّ: قال يعقوب بن السكيت: يقال قوزع الديك ولا يقال قنزع، قال البشتي: يعني تنفيشه بَرائِلَه وهي قَنازِعُه؛ قال أَبو منصور: وقد غَلِطَ في تفسير قَوْزَعَ بمعنى تنفيشِه قَنازِعَه، ولو كان كما قال لجاز قنزع، وهذا حرف لهج به بعض عوامّ أَهل العراق. يقول: قنزع الديكُ إِذا فرّ من الديكِ الذي يقاتله فوضعه أَبو حاتم في باب المذال والمفسد وقال: صوابه قوزع، ووضعه ابن السكيت في باب ما يلحن فيه العامة؛ قال أَبو منصور: وظن البشتي بحدسه وقلة معرفته أَنه مأْخوذ من القنزعة فأَخطأَ ظنه. الأَصمعي: قَزَعَ الفرس يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إِذا أَحْضَر.
والتقْزِيعُ: الحُضْرُ الشديد.
وقزَع قزْعاً ومزَع مَزْعاً: وهو مشي متقارب.
وتقزَّعَ الفرسُ: تهيَّأَ للركض.
وقَزَّعْتُه أَنا، فهو مُقَزَّعٌ.
والقَزَعُ: صِغار الإِبل.
وقال ابن السكيت: ما عليه قِزاعٌ أَي قطعة خرقة.
وقَوْزَعٌ: اسم الخِزْي والعار؛ عن ثعلب.
وقال ابن الأَعرابي: قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ، يعني الفضائح؛ وأَنشد للكميت بن معروف، وقال ابن الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الفقعسي: أَبَتْ أُمُّ دِينارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها حَصاناً، وقُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا خُذوا العَقلَ، إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ، وكُونوا كَمَنْ سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا ولا تُكْثِرُوا فيه الضِّجاجَ، فإِنَّه مَحا السَّيْفُ ما قال ابْن دارةَ أَجْمَعا فَمَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تُعْطِكُمْ، ومَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تَمْنَعا وقال مرة: قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثم رجع إِلى القاف. قال ابن بري: والقَوْزَعُ الحِرْباء، وأَنشد هذا البيت الذي للكميت.
وقَزَعةُ وقُزَيْعةُ ومَقْزُوعٌ: أَسماء، وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَسماء قَزْعةَ، بسكون الزاي.

ملق (لسان العرب) [0]


المَلَقُ: الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل: المَلَقُ شدة لطف الودّ، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد إليه وتلطف له: قال الشاعر: ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ، وحُبُّ تِمِلاَّقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل وفي الحديث: ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي.
وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ مَلَقاً.
ورجل مَلِقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل: أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم، وجِنُّ الشباب: أوله وقوله: ولا يُنْصِبْكَ عهد . . . أكمل المادة المَلِق أَي من كان مَلِقاً ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق، وقيل: المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه.
والمَلِقُ أَيضاً: الذي يَعِدُك ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده. أَبو عمرو: المَلَقُ اللين من الحيوان والكلام والصُّخور.
والمَلَقُ: الدعاء والتضرع؛ قال: لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ، إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي يعني دعائي وتضرُّعي.
ويقال: إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق، وأصله من التليين.
ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛ وقال الراجز: وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ أَي لانَ. خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه، أُخذ من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي: ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.
ومَلَّق الشيءَ: ملسه.
وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإدغام، أَي صار أَملس؛ قال الراجز: وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ، يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال.
وانْمَلَق مني أَي أَفْلت.
والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة، وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي الهذلي: ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور، كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف، إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا والإمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.
وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله. يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإملاق الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر.
وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.
والإمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له.
وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت. قال الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة. ابن شميل: إنه لمُمْلِق أي مفسد. الإفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد. يقال: أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما بيده؛ ومنه قول أَوس: لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي، وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته.
ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ الدهر أَي أَذهبه.
ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين.
ويقال: مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال: رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة.
ومَلَقَ الثوبَ والإناء يَمْلُقه مَلْقاً: غسله.
والمَلْقُ: الرضع.
ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها لغة.
ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه إذا رضعها.
وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، والاسْتِملاق الرضع، وهو اسْتِفْعال منه، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل، من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها، وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي.
ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً: ضربها.
ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه مَلْقاً: ضربه.
ويقال: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه.
والمَلْقُ: ضرب الحمار بحوافره الأرض؛ قال رؤبة يصف حماراً: مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ، يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يقول: ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على الأرض.
والمَلَقُ: ما استوى من الأرض، وأَنشد بيت رؤبة: مَلاَّخ المَلَقْ، وقال: الواحدة مَلَقَة.
والمَلْقُ: مثل المَلْخِ وهو السير الشديد.
والمَيْلَقُ: السريع؛ قال الزفيان: ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ، كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ والمَلْقُ: المحو مثل اللَّمْقِ.
ومَلْقُ الأَدِيم: غسله.
والمَلْقُ: الحُضْر الشديد.
والمَلْقُ: المَرّ الخفيف. يقال: مَرّ يَمْلُقُ الأَرض مَلْقاً.
ورجل مَلِقٌ: ضعيف.
والمالَقُ: الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا ذلك بها؛ قال الأزهري: مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض، فكأنه جعل المالَقَ عربيّاً؛ وقيل: المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث.
وقال أَبو حنيفة: المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران. الليث: المالَقُ الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة. أَبو سعيد: يقال لمالَج الطَّيّان مالَقُ ومِمْلَقٌ.
ويقال: ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها أَي لا شعر عليه.
والمَلقُ: المِلوسة.
وقال الأَصمعي: الجنين مَلِيطٌ، بالطاء، بهذا المعنى.

خبل (لسان العرب) [0]


الخَبْلُ، بالتسكين: الفسادُ. ابن سيده: الخَبْل فساد الأَعضاء حتى لا يَدْري كيف يمشي فهو مُتَخَبِّل خَبِل مُخْتَبَل.
وبَنُو فلان يُطالبون بني فلان بدماء وخَبْلٍ أَي بقطع أَيد وأَرجل والجمع خُبُول؛ عن ابن جني.
ويقال: لنا في بني فلان دِماء وخُبُول، فالخُبُول قَطْعُ الأَيدي والأَرجل.
وقال رجل من العرب: إِن لنا في بني فلان خَبْلاً في الجاهلية أَي قطع أَيد وأَرجل وجراحات، وروي عنه، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: من أُصيب بدَمٍ أَو خَبْل؛ الخَبْل: الجِرَاح، أَي من أُصيب بقتل نفس أَو قطع عضو فهو بالخيار بين إِحدى ثلاث فإِن أَراد الرابعة فخذوا على يديه بين أَن يَقْتَصَّ أَو يأْخذ العَقْل . . . أكمل المادة أَو يعفو، فمن قَبِل من ذلك شيئاً ثم عدا بعد ذلك فقَتَل فله النار خالداً فيها مخلداً.
ويقال: خَبَل الحُبُّ قلبَه إِذا أَفسده بخُبْلة. ابن الأَعرابي: الخُبْلة الفساد من جراحة أَو كلمة.
ورجل مُخَبَّل: كأَنه قد قطعت أَطرافه.
والخَبْل، بالجزم: قَطْعُ اليد أَو الرجل. ابن الأَعرابي: الخَبَل، بالتحريك، الجنُّ والخَبَل الإِنْس والخَبَل الجراحة والخَبَل المَزَادة والخَبَل جَوْدة الحُمْق بلا جنون والخَبَل القِرْبة المَلأَى.
وخَبِلَت يدُه إِذا شَلَّت.
والخَبْل في عَروض البسيط والرجز: ذهاب السين والتاء (* قوله «والتاء» هكذا في الأصل، قال شارح القاموس: وكذا في المحكم وكأنه غلط والصواب والفاء كما في القاموس) من مستفعلن، مشتق من الخَبْل الذي هو قطع اليد؛ قال أَبو إِسحق: لأَن الساكن كأَنه يد السبب فإِذا حذف الساكنان صار الجزء كأَنه قطعت يداه فبقي مضطرباً، وقد خَبَل الجزءَ وخَبَّله.
وأَصابه خَبْل أَي فالج وفساد أَعضاء وعقل.
والخَبَل، بالتحريك: الجنُّ وهم الخابِل، وقيل: الخابل الجِنُّ، والخَبَل اسم الجمع كالقَعَد والرَّوَح اسمان لجمع قاعد ورائح، وقيل: هو جمع؛ قال ابن بري: ومنه قول حاتم الطائي: ولا تَقُولي لشيءٍ كنتُ مُهْلِكَهُ: مَهْلاً ولو كنتُ أُعطي الجِنَّ والخَبَلا قال: الخَبَل ضرب من الجن يقال لهم الخابل، أَي لا تَعْذُلِيني في مالي ولو كنت أُعطيه الجن ومن لا يُثْني عَليَّ؛ قال: وأَما قول مُهَلْهِل: لو كنت أَقتل جِنّ الخابِلَينِ كما أَقتُل بَكْراً، لأَضْحَى الجنُّ قد نَفِدوا نَفِد يَنْفَد: فَنِيَ. قال الله تعالى: لنَفِد البحرُ قبل أَن تَنْفَد كلمات ربي.
ونَفَذَ يَنْفُذ خَرَج. قال الله تعالى: فانْفُذوا لا تَنْفُذون إِلاَّ بسلطان والخابِلانِ: الليلُ والنهارُ لأَنهما لا يأْتيان على أَحد إِلاَّ خَبَلاه بهَرَمٍ.
والخابل: الشيطان.
والخابل: المُفْسِد. الفساد.
وفي حديث ابن مسعود: أَن قوماً بَنَوْا مسجداً بظَهْر الكوفة فأَتاهم وقال: جئت لأَكْسِرَ مسجد الخَبَال، فكسره ثم رجع؛ قال شمر: الخَبَال والخَبْل الفساد والحبس والمنع.
وفي الحديث: وبِطانة لا تَأْلوه خَبَالاً أَي لا تُقَصِّر في إِفساد أَمره.
وقالوا: خَبْلٌ خابل، يذهبون إِلى المبالغة؛ قال مَعْقِل بن خويلد: نُدَافِع قوماً مُغْضَبِينَ عليكُم، فَعَلْتم بهم خَبْلاً من الشَّرِّ خابِلا والخَبْل والخُبْل والخَبَل والخَبَال: الجنون.
ويقال: به خَبَال أَي مَسٌّ، وبه خَبَل أَي شيء من أَهل الأَرض.
وقال الليث: الخَبَل جنون أَو شبهه في القلب.
ورجل مَخْبُول وبه خَبَل وهو مُخَبَّل: لا فؤَاد معه. ابن الأَعرابي: المُخَبَّل المجنون، وبه سمي المُخَبَّل الشاعر وهو المُخْتَبَل؛ قال الشاعر: وأَراني طَرِباً في إِثْرِهِم، طَرَبَ الوالهِ أَو كالمُخْتَبَل المُخْتَبَل: الذي اخْتُبِل عقلُه أَي جُنَّ.
وقد خَبَله الحزنُ واخْتَبَله وخَبِل خَبَالاً، فهو أَخْبَل وخَبِلٌ.
ودهر خَبِل: مُلْتَوٍ على أَهله لا يرون فيه سروراً. التهذيب: وقد خَبَله الدهرُ والحزنُ والشيطانُ والحُبُّ والداءُ خَبْلاً؛ وأَنشد: يَكُرُّ عليه الدَّهْرُ حتى يَرُدَّهُ دَوىً، شَنَّجَتْه جِنُّ دهر وخابِلُه ومن أَمثالهم: عاد غَيْثٌ على ما خَبَل أَي أَفْسَد.
وقد خَبَله وخَبَّله واخْتَبَلَه إِذا أَفْسَد عقلَه وعضوَه.
والخَبَال: النقصان، وهو الأَصل، ثم سُمِّي الهلاك خَبَالاً؛ واستعاره بعض الشعراء للدَّلْو فقال يصفها:أَخُذِمَتْ أَم وُذِمَتْ أَم مالَها؟ أَم صادَفَتْ في قَعْرها خَبَالَها؟ وقد تقدمت جِبَالَها، بالجيم، يعني ما أَفسدها وخَرَّقها. الفراء: الخَبَال أَن تكون البئر مُتَلَجِّفة فربما دَخَلَت الدلوُ في تَلجيفها فتتخرَّق.
والخَبَال: عُصَارة أَهل النار. ابن الأَعرابي: الخَبَال السَّمُّ القاتل.
وفي الحديث: من شَرِبَ الخَمر سَقاه الله من طينة الخَبَال يوم القيامة؛ جاء في تفسيره أَن الخَبَال عُصارة أَهل النار.
والخَبَال في الأَصل: الفساد، ويكون في الأَفعال والأَبدان والعقول.
وطينة الخَبَال: ما سالَ من جلود أَهل النار.
وفي الحديث: من أَكل الرِّبا أَطعمه الله من طِينة الخَبَال يوم القيامة.
وأَما الذي في الحديث: مَنْ قَفَا مُؤْمناً بما ليس فيه وقَفَه اللهُ تعالى في رَدْغَة الخَبَال حتى يجيء بالمَخْرَج منه، فيقال: هو صديد أَهل النار؛ قوله قَفَا أَي قَذَف، والرَّدْغة الطِّينة، وفلان خَبَال على أَهله أَي عَناء.
وقوله في التنزيل العزيز: لا يَأْلُونكم خَبَالاً؛ قال الزجاج: الخَبَال الفساد وذهاب الشيء؛ وأَنشد بيت أَوس:أَبَني لُبَيْنَى، لَسْتُم بِيَدٍ إِلاَّ يَداً مَخْبُولة العَضُد وقال ابن الأَعرابي: أَي لا يُقَصِّرون في فسادكم.
وفي الحديث: بين يَدَي الساعة خَبْل أَي فساد الفتنة والهَرْج والقتل.
والخَبْل: الفساد في الثمر.
وفي الحديث: أَن الأَنصار شَكَوْا إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن رجلاً صاحب خَبْل يأْتي إِلى نخلهم فيُفْسدُ، أَي صاحب فساد.
والخَبَل: فساد في القوائم.
واخْتَبَلَت الدابةُ: لم تَثْبُت في مَوْطِئها.
والإِخْبال: أَن يُعْطَى الرجلُ البعيرَ أَو الناقةَ ليركبها ويَجْتَزَّ وبرها وينتفع بها ثم يردّها، يقال منه: أَخْبَلْت الرجلَ أُخْبِله إِخبالاً.
واسْتَخْبَل الرجلَ إِبلاً وغنماً فأَخْبَلَه: استعار منه ناقة لينتفع بأَلبانها وأَوبارها أَو فرساً يغزو عليه فأَعاره، وهو مثل الإِكْفاء؛ قال زهير: هُنالك إِن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخْبِلوا، وإِن يُسْأَلوا يُعْطُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا والإِكْفاء: أَن يعطيه الناقة لينتفع بلبنها ووَبَرها وما تَلِده في عامها، والإِخْبال مثل الإِكْفاء في اللبَّن والوبر دون الولد؛ ذكره ابن بري وروى بيت لبيد في صفة الفرس: غير طويل المُخْتَبَل، بالخاء المعجمة، من هذا أَي غير طويل مدة العارِيّة، ومن قال غير طويل المُحْتَبَل، بالحاء المهملة، أَراد أَنه غير طويل الرُّسغ، وهو موضع الحَبل من يده؛ وقال الليث: مُخْتَبَله قوائمه واختبالها أَن لا تثبت في مواطئها.
والخَبْل في كل شيء: القَرْض والاستعارةُ.
والخَبْل: ما زدته على شرطك الذي يشترطه لك الجَمّال.
وخَبَل الرجلَ عن كذا وكذا يَخْبُله خَبْلاً: عَقَله وحَبَسه ومَنَعه.
وما خَبَلك عنا خَبْلاً أَي ما حَبَسك؛ قال الشاعر: فيرى كذلك أَن يُفَرِّدَ راكِبٌ أَبداً، وما خَبَلَ الرياحَ الخابِلُ واللهُ سبحانه وتعالى خابِلُ الرِّياح أَي حابسُها، فإِذا شاء عز وجل أَرْسَلَها.
والمُخَبَّل من الوَجَع: الذي يمنعه وَجَعُه من الانبساط في المشي.
والخَبَل: طائر يَصِيح الليل كُلَّه صوتاً واحداً يَحْكي ماتت خَبْلَ.
والمُخَبَّل: شاعر من بني سَعْد.
ومُخَبِّل، بكسر الباء: اسم الدَّهْر؛ قال الحرث بن حِلِّزَة: فَضَعي قِناعَك، إِنَّ رَيْـ ـبَ مُخَبِّلٍ أَفْنى مَعَدَّا والخَبَال الذي في شعر لبيد: اسمُ فرَس؛ قال ابن بري يعني قول لبيد: تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها، وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبَال

خبب (لسان العرب) [0]


الخَبَبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ؛ وقيل: هو مِثْلُ الرَّمَلِ؛ وقيل: هو أَن يَنْقُل الفَرَسُ أَيامِنَه جميعاً، وأَياسِرَه جميعاً؛ وقيل: هو أَن يُراوِحَ بين يديهِ ورجليهِ، وكذلك البعيرُ؛ وقيل: الخَبَب السُّرْعَة؛ وقد خَبَّت الدَّابَّة تَخُبُّ، بالضَّمِّ، خَبّاً وخَبَباً وخَبِيباً، واخْتَبَّتْ، حكاه ثعلب؛ وأَنشد: مُذَكَّرَة الثُّنْيَا، مُسانَدَة القَرَى، * جُمَالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنِيبُ وقد أَخَبَّها صاحِبُها، ويقال: جاؤُوا مُخِبِّينَ تَخُبُّ بهم دَوَابُّهم.
وفي الحديث: أَنه كان إِذا طافَ، خَبَّ ثَلاثاً، وهو ضرب من العَدْوِ.
وفي الحديث: وسُئِلَ عن السَّيرِ بالجَنَازَة، فقال: ما دونَ الخَبَبِ.
وفي حديث مُفاخَرَةِ رعاءِ الإِبلِ والغَنَمِ: هل تَخُبُّون أَو تَصِيدون؟ أَراد أَنَّ رعاءَ الغَنَم لا يَحْتاجونَ أَن يَخُبُّوا في . . . أكمل المادة آثارِها، ورِعاء الإِبلِ يَحْتاجُون إِليه إِذا ساقُوها إِلى الماءِ(1) (1 قوله «ورعاء الابل يحتاجون إِليه إِذا ساقوها إِلى الماء» اي ويعزبون بها في المرعى فيصيدون الظباء والرثال وأولئك لا يبعدون عن المياه والناس فلا يصيدون ا هـ. من هامش النهاية.).
والخِبُّ: الخِدَاعُ والخُبْثُ والغِشُّ، ورجلٌ مُخابٌّ مُدْغِلٌ، كأَنه على خابَّ.
ورجلٌ خَبٌّ وخِبٌّ: خَدَّاع جُرْبُزٌ، خَبيثٌ مُنْكَرٌ، وهو الخِبُّ والخَبُّ؛ قال الشاعر: وما أَنتَ بالخَبِّ الخَتُورِ ولا الذي * إِذا اسْتُودِعَ الأَسْرارَ يوماً أَذاعَها والأُنثى: خَبَّة.
وقد خَبَّ يَخَبُّ خِبّاً، وهو بَيِّنُ الخِبِّ، وقد خَبِبْتَ يارجُلُ تَخَبُّ خِبّاً، مثلُ عَلِمْتَ تَعْلم عِلْماً؛ ابن الأَعرابي في قوله: لا أُحْسِنُ قَتْوَ الـمُلوكِ والخَبَبا(1) (1 قوله «لا أحسن إلخ» هو عجز بيت، وصدره: اني امرؤ من بني فزارة) قال: الخَبَبُ الخُبْثُ، وقال غيره: أَراد بالخَبَبِ مصدَر خَبَّ يَخُبُّ إِذا عَدَا.
وفي الحديث: لا يدخُلُ الجنَّةَ خَبٌّ ولا خائنٌ. الخَبُّ، بالفتْح: الخَدَّاعُ وهو الجُرْبُزُ الذي يَسْعَى بينَ الناسِ بالفَساد؛ ورجلٌ خَبٌّ وامرأَةٌ خَبَّةٌ، وقد تُكْسَرُ خاؤُه، فأَمـَّا المصدر فبالكسر لا غير.
والتَّخبِيبُ: إِفْسادُ الرجُل عَبْداً أَو أَمَةً لغيرهِ؛ يقال: خَبَّبَها فأَفسَدَها.
وخَبَّبَ فلانٌ غُلامي أَي خَدَعَه.
وقال أَبو بكر في قولهم، خَبَّبَ فلانٌ على فلانٍ صَديقَه: معناه أَفسده عليه؛ وأَنشد: أُمَيْمة أَمْ صارتْ لقَوْلِ الـمُخَبِّبِ والخِبُّ: الفسادُ.
وفي الحديث: من خَبَّبَ امرَأَةً ومَمْلوكاً على مُسْلِمٍ فلَيس منَّا، أَي خدَعَه وأَفسده؛ ورجل خَبٌّ ضَبٌّ، وفي الحديث: الـمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، والكافِرُ خَـِبٌّ لَئيمٌ؛ فالغِرُّ الذي لا يَفْطُن للشَّرّ، والخِـَبُّ: ضِدُّ الغِرِّ، وهو الخَدَّاعُ الـمُفْسِدُ. يقال: ما كنْت خَبّاً، ولقد خَبِبْتَ تَخَبُّ خِبًّا.
وقال ابنُ سيرين: إِني لَسْت بِخِـَبٍّ، ولكِنِ الخِـَبُّ لا يَخْدَعُني.
والخِبُّ: هَيَجانُ البَحْرِ واضْطِرابُه؛ يقال أَصَابَهُم خِبٌّ إِذا هَاجَ بِهِمُ البَحْر؛ خَبَّ يَخِبُّ. التهذيب: يقال أَصابهم الخِبُّ إِذا اضطربت أَمواج البحر، والْتَوَتِ الرياحُ في وَقْتٍ مَعْلُومٍ، تُلْجَأُ السُّفُنُ فيه إِلى الشَّط، أَو يُلْقَى الأَنجَر. ابن الأَعرابي: الخِبابُ ثَوَرانُ البَحْر.
وفي الحديث: أَنَّ يونس، على نَبِيِّنا وعَلَيه الصلاة والسلامُ، لـمَّا رَكِبَ البَحْر أَخَذَهم خِبٌّ شدِيدٌ. يقال: خَبَّ البَحرُ إِذا اضطرب.
والخَبُّ: حَبْلٌ من الرَّمْلِ، لاطِئٌ بالأَرض.
والخُبَّةُ: مُسْتَنْقَعُ الماءِ. قال أَبو حنيفة: الخُبَّة من الرمْلِ، كَهَيْئَةِ الفَالِقِ، غير أَنـَّها أَوْسع وأَشَدُّ انتِشاراً، ولَيْسَتْ لها جِرَفَة، وهي الخِبَّة والخَبِيبة؛ وقيل الخِبَّة والخَبَّة والخُبَّة: طَريقٌ من رَمْلٍ، أَو سَحابٍ، أَو خِرْقَةٌ كالعِصابة، والخَبِيبَة مثْلُه. قال أَبو عبيدة: الخَبِيبَة كلُّ ما اجْتَمَع فطَالَ من اللَّحْمِ؛ قال: وكلُّ خَبِيبَةٍ من لَحْمٍ، فهو خَصيلَةٌ، في ذِراعٍ كانَتْ أَو غَيرِها.
ويقال: أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذ.
ولَحْمُ الـمَتْنِ يقال لهُ الخَبِيبَةُ، وهنَّ الخَبائِبُ.
والخُبُّ: الغامِضُ من الأَرض، والجمع أَخْباب وخُبُوب.
والـمَخَبَّة: بَطْنُ الوادي(2) (2 قوله «والمخبة بطن الوادي» هكذا في الأصل والمحكم وفي القاموس والخبة بالضم مستنقع الماء وموضع وبطن الوادي.)، وهي الخَبِيبَةُ والخُبَّةُ والخَبِيبُ. والخُبَّةُ والخَبِيبُ: الخَدُّ في الأَرض.
والخَبِيبةُ والخَبَّة والخِبَّةُ: الطريقَة من الرَّمْلِ والسَّحابِ، وهي من الثوب شِبْه الطُّرّة؛ أَنشد ثعلب: يَطِرْنَ عن ظَهْري ومَتني خِبَبا الأَصمعي:الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ والطِّبَابَة: كل هذا طَرائِقُ من رَمْلٍ وسَحاب؛ وأَنشد قول ذي الرمة: من عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاء لهَا خِبَبُ قال ورواه غيره: «لها حِبَبُ» وهي الطَّرائِقُ أَيضاً. أَبو عمرو: الخَبُّ سَهْلٌ بينَ حَزْنَينِ يكونُ فِيه الكَمْأَةُ؛ وأَنشد قول عَدِيِّ بنِ زيد: تُجْنى لَكَ الكَمْأَةُ، رِبْعِيَّةً، * بالخَبِّ، تَنْدى في أُصُول القَصِيصْ وقال شمر: خَبَّة الثَّوْبِ طُرَّته.
وثَوْبٌ خِبَب وأَخبابٌ: خَلَقٌ مُتَقَطِّع، عن اللحياني، وخَبائِبُ أَيضاً، مثلُ هَبائبَ إِذا تَمَزَّقَ.
والخَبِيبَة: الشَّرِيحَة من اللَّحْمِ؛ وقيل: الخُصْلة من اللَّحمِ يَخْلِطها عَقَبٌ؛ وقيل: كلُّ خَصِيلة خَبِيبة.
وخَبائِب الـمَتْنَين: لحم طَوَارِهما؛ قال النابغة: فأَرْسَلَ غُضْفاً، قد طَوَاهُنَّ ليلةً، * تَقَيَّظْنَ، حَتى لَحْمُهُنّ خَبائِبُ والخَبَائِبُ: خَبائِبُ اللَّحْمِ، طَرَائِقُ تُرَى في الجِلْدِ مِن ذَهابِ اللَّحْمِ؛ يقال للَّحْمِ: خَبائِبُ أَي كُتَلٌ وزِيَمٌ وقِطَعُ ونَحْوُه.
وقال أَوس ابنُ حَجَر: صَدىً غائر العَيْنَينِ، خَبَّبَ لَحْمَه * سَمَائِمُ قَيْظٍ، فَهْو أَسْوَدُ شاسِف قال: خَبَّبَ لحمُه، وخدَّدَ لَحْمُه أَي ذَهَبَ لحمُه، فَرِيئَتْ له طَرَائِقُ في جِلْدِه.
والخبيبة: صُوفُ الثَّنِيِّ، وهو أَفضل من العقيقة، وهي صُوفُ الجَذَع، وأَبْقَى وأَكْثر.
والخبِيبة والخُبُّ: الخِرْقة تُخْرِجُها من الثَّوْب، فَتَعْصِبُ بها يدك.
واخْتَبَّ من ثَوْبه خُبَّةً أَي أَخْرَج.
وقال اللحياني: الخُبُّ الخِرْقة الطويلة مثل العِصابة؛ وأَنشد: لها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بخُبٍّ، * وأُخْرَى ما يُسَتِّرها أُجَاحُ الأَزهري في ترجمة حنن، قال الليث: الحَنَّةُ خِرْقة تَلْبَسُها المرأَة فتُغَطِّي رأْسَها؛ قال الأَزهري: هذا حاقُّ التصحيف، والذي أُراه الخَبَّة بالخاءِ والباءِ. الفرَّاءُ: الخَبيبة القِطْعة من الثَّوْب، والخُبَّةُ الخِرْقة تُخْرِجُها من الثوب، فتَعْصِبُ بها يدَكَ؛ قال الأَزهري: وأَما الحَنَّة، بالحاء والنون، فلا أَصلَ له في باب الثِّياب. أَبو حنيفة: الخُبَّة أَرض بين أَرْضَين، لا مُخصِبَة ولا مُجْدِبة؛ قال الراعي: حتى تَنالَ خُبَّةً من الخُبَبْ ابن شميل: الخُبَّة من الأَرض طريقة لَيِّنة مَيْثاءُ، ليست بحَزْنةٍ ولا سَهْلةٍ، وهي إِلى السُّهولة أَدنى. قال: وأَنكره أَبو الدُّقَيْش. قال: وزعموا أَن ذا الرُّمَّة لَقِيَ رؤْبة فقال له ما معنى قول الراعي: أَناخُوا بأَشوالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ، * طُروقاً، وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ، فعَرَّدا؟ قال: فجعل رؤْبةُ يذهَب مرَّة ههنا، ومرَّةً ههنا إِلى أَن قال: هي أَرض بين الـمُكْلِئَة والـمُجْدِبة. قال: وكذلك هي.
وقيل: أَهل خُبَّة، في بيت الراعي: أَبياتٌ قليلة، والخُبَّة من المَرَاعي ولم يفسر لنا.
وقال ابن نُجَيمٍ: الخَبيبة والخُبَّة كلُّه واحدٌ، وهي الشَّقِيقة بين حَبْلَين من الرَّمْل، وأَنشد بيت الراعي. قال وقال أَبو عمرو: خُبَّة كَلأ، والخُبَّة: مكان يَسْتَنْقع فيه الماء، فَتَنْبُت حواليه البُقُول.
وخُبَّة: اسم أَرض؛ قال الأَخطل: فَتنَهْنَهَتْ عنه، وَوَلَّى يَقْتَرِي * رَمْلاً بِخُبَّةَ، تارةً، ويَصُومُ وخَبَّ النباتُ والسَّفَى: ارتَفع وطال.
وخَبَّ السَّفَى: جَرَى.
وخَبَّ الرجلُ خَبّاً: مَنَع ما عنده.
وخَبَّ: نزل الـمُنْهَبِطَ من الأَرض لئلا يُشْعَرَ بموضعه بُخلاً ولُؤْماً.
والخَوابُّ: القَراباتُ، واحدها خابٌّ؛ يقال: لي من فلان خَوابُّ؛ ويقال: لي فيهم خَوابُّ، واحِدُها خابٌّ، وهي القَراباتُ والصِّهْر.
والخَبْخابُ والخَبْخَبَة: رَخاوةُ الشيءِ الـمُضْطَرِب واضْطِرابُه.
وقد تَخَبْخَبَ بَدنُ الرجل إِذا سَمِنَ ثم هُزِلَ، حتى يَسْتَرْخِيَ جلدُه، فتسمع له صوتاً من الهُزال. أَبو عمرو: خَبْخَبَ ووَخْوَخَ إِذا اسْتَرْخَى بطنُه، وخَبْخَب إِذا غَدَرَ، وتَخَبْخَب الحَرُّ: سكَن بعضُ فَوْرته.
وخَبْخِبُوا عنكم من الظَّهِيرة: أَبْرِدُوا، وأَصله خَبِّبُوا بثلاث باءات، أَبدلوا من الباءِ الوُسْطَى خاءً للفرق بين فَعْلَل وفَعَّلَ، وإِنما زادوا الخاءَ من سائر الحروف، لأَن في الكلمة خاءً، وهذه عِلَّة جميع ما يُشْبهُه من الكلمات.
وإِبل مُخَبْخَبة: عظيمة الأَجواف، وهي الـمُبَخْبَخَة، مقلوبٌ، مأْخوذٌ من بَخْ بَخْ؛ فأَما قوله: حتى تَجِيءَ الخَطَبهْ * بِإِبِلٍ مُخَبْخَبَهْ فليس على وجْهِه، إِنما هو مُبَخْبَخَة أَي يقال لها بَخْ بَخْ إِعْجاباً بها، فَقَلَب؛ وأَحسنُ من ذلك مُجَبْجَبَة، بالجيم أَي عظيمة الجُنُوب، وقد مضى ذكره.
وخَبَّابٌ: اسم.
وخُبَيْبٌ :ابنُ عبداللّه بن الزبير، وكان عبداللّه يكنى بأَبي خُبَيْب؛ قال الراعي: ما إِن أَتَيْتُ، أَبا خُبَيْبٍ، وافِداً، * يَوْماً، أُريدُ، لبَيْعَتي، تَبْديلا وقيل: الخُبَيْبَانِ عبداللّه بن الزبير وابنه؛ وقيل: هما عبداللّه وأَخوه مُصْعَب؛ قال حُمَيدٌ الأَرقط: قَدْني من نَصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فمن روى الخُبَيْبِينَ على الجمع، يريد ثلاثتهم.
وقال ابن السكيت: يريد أَبا خُبَيْبٍ ومَن كان على رأْيه.

خرم (لسان العرب) [0]


الخَرْمُ: مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُها، بالكسر، خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها وما خَرَمْتُ منه شيئاً أَي ما نقصت وما قطعت.
والتَّخَرُّمُ والانْخِرامُ: التشقق.
وانْخَرَمَ ثَقْبُه أَي انشق، فإِذا لم ينشق فهو أَخْزَمُ، والأُنثى خَزْماءُ، وذلك الموضع منه الخَرَمَةُ: الليث: خَرِمَ أَنفُه يَخْرَمُ خَرَماً، وهو قطع في الوَتَرَةِ وفي الناشِرتَيْنِ أَو في طرف الأَرْنَبة لا يبلغ الجَدْعَ، والنعت أَخْرَمُ وخَرْماءُ، وإِن أَصاب نحو ذلك في الشفة أَو في أَعلى قُوف الأُذن فهو خَرْمٌ.
وفي حديث زيد بن ثابت: في الخَرَماتِ الثلاثِ من الأَنف الدِّيَة في كل واحدة منها ثلثها؛ قال ابن الأَثير:الخَرَماتُ جمع خَرَمَةٍ، وهي بمنزلة الاسم من نعت الأَخْرَمِ، فكأَنه أَراد . . . أكمل المادة بالخَرَمات المَخْرُومات، وهي الحُجُبُ الثلاثة: في الأَنف اثنان خارجان عن اليمين واليسار، والثالث الوَتَرَةُ، يعني أَن الدِّيَة تتعلق بهذه الحجب الثلاثة.
وخَرِمَ الرجل خَرَماً فهو مَخْروم وهو أَخْرَمُ: تَخَرَّمَتْ وَتَرَةُ أَنفه وقطعت وهي مابين مَنْخِرَيْه، وقد خَرَمه يَخْرِمه خَرْماً.
والخَرَمةُ: موضع الخَرْمِ من الأَنف، وقيل: الذي قطع طرف أَنفه لا يبلغ الجَدْعَ.
والخَوْرَمةُ: أَرنبة الإنسان.
ورجل أَخْرَمُ الأُذن كأَخربها: مثقوبها.
والخَرماءُ من الآذان: المُتَخَرِّمةُ.
وعنز خَرْماءُ: شُقَّت أُذنها عرضاً.
والأَخْرَمُ: المثقوب الأُذن، والذي قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طرفه شيئاً لا يبلغ الجَدْعَ، وقد انْخَرَمَ ثَقْبُه.
وفي الحديث: رأَيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يخطب الناس على ناقة خَرْماء؛ أَصل الخَرْمِ الثقب والشق.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أَن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ، يعني المقطوعة الأُذن، قال ابن الأَثير: أَراد المقطوعة الأُذن تسمية للشيء بأَصله، أَو لأَن المُخَرَّمةَ من أَبنية المبالغة كأَن فيها خُرُوماً وشُقوقاً كثيرة. قال شمر: والخَرْمُ يكون في الأُذن والأنف جميعاً، وهو في الأَنف أَن يُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجل وأَرْنَبَتِه بعد أَن يُقْطَعَ أَعلاها حتى ينفذ إِلى جوف الأَنف. يقال رجل أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ.
والأَخْرَمُ: الغدير، وجمعه خُرْمٌ لأَن بعضها يَنْخَرِمُ إِلى بعض؛ قال الشاعر: يُرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطات، صَوافٍ لم تُكَدِّرْها الدِّلاءُ والأَخْرَمُ من الشِّعْرِ: ما كان في صدره وَتِدٌ مجموعُ الحركتينِ فَخُرِمَ أَحدهما وطُرِحَ كقوله: إِنَّ امْرأً قد عاش عِشرِينَ حِجَّةً، إِلى مِثلها يَرْجو الخُلودَ، لجاهِلُ (* قوله «عشرين حجة» كذا بالأصل، والذي في التهذيب والتكملة: تسعين؛ وقوله إلى مثلها، الذي في التكملة: إلى مائة، وقد صحح عليه). كان تمامه: وإِنَّ امرأً؛ قال الزجاج: من عِلَلِ الطَّويل الخَرْمُ وهو حذف فاء فَعُولُنْ وهو يسمى الثَّلْمَ، قال: وخَرْمُ فَعولُنْ بيته أَثْلَمُ، وخَرْمُ مَفاعِيلن بيته أَعْضَبُ، ويسمى مُتَخَرِّماً ليُفْصَلَ بين اسم مُنْخَرم مَفاعِيلن وبين مُنْخَرِمِ أَخْرَم؛ قال ابن سيده: الخَرْمُ في العَروض ذهاب الفاء من فَعولن فيبقى عولُنْ، فينقل في التقطيع إِلى فَعْلُنْ، قال: ولا يكون الخَرْمُ إِلا في أَول الجزء في البيت، وجمعه أَبو إِسحق على خُرُوم، قال: فلا أَدري أَجَعَله اسماً ثم جمعه على ذلك أَم هو تسمُّح منه.
وإِذا أَصاب الرامي بسهمه القِرْطاسَ ولم يَثْقُبْه فقد خَرَمَهُ.
ويقال: أَصاب خَوْرَمَته أَي أَنفه.
والخَرْمُ: أَنف الجبل.
والأَخْرمانِ: عظمانِ مُنْخَرِمانِ في طرف الحَنَك الأَعلى.
وأَخْرَما الكتفين: رؤوسهما من قِبَلِ العضدين مما يلي الوابِلة، وقيل: هما طرفا أَسفل الكتفين اللذان اكتنفا كُعْبُرة الكتف، فالكُعْبُرَةُ بين الأَخْرَمَين، وقيل: الأَخْرَمُ مُنْقَطَعُ العَيْرِ حيث يَنْجَدِعُ وهو طرفه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يذكر فرساً يُدْعى قُرْزُلاً: تالله لولا قُرْزُلٌ، إِذْ نَجا، لكان مَثْوَى خَدِّكَ الأَخْرَما أَي لقُتِلْتَ فسقط رأْسُكَ عن أَخْرَمِ كتفك.
وأَخْرَمُ الكتف: طرف عَيْره. التهذيب: أَخْرَمُ الكتف مَحَزٌّ في طرف عَيْرِها مما يلي الصَّدَفة، والجمع الأَخارِمُ.
وخُرْمُ الأَكَمَةِ ومَخْرِمُها: مُنْقَطَعُها.ومَخْرِمُ الجبل والسَّيْل: أَنفه.
والخَرْمُ: ما خَرَمَ سَيْلٌ أَو طريقٌ في قُفّ أَو رأْس جبل، واسم ذلك الموضع إِذا اتسع مَخْرِمٌ كمَخْرِم العَقَبةِ ومَخْرِم المَسِيلِ.
والمَخْرِمُ، بكسر الراء: مُنْقَطَعُ أَنف الجبل، والجمع المَخارِمُ، وهي أَفواه الفِجاجِ.
والمَخارِمُ: الطُّرُق في الغلظ؛ عن السُّكَّريّ، وقيل: الطُّرُقُ في الجبالِ وأَفواه الفِجاجِ؛ قال أَبو ذؤيب: به رُجُماتٌ بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ نُهُوجٌ، كَلَبَّات الهَجائِنِ، فِيحُ وفي حديث الهجرة: مَرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِيِّ فحملهما على جَمَلٍ وبعث معهما دَليلاً وقال: اسْلُكْ بهما حيثُ تَعْلَمُ من مَخارِمِ الطُّرُق، وهو جمع مَخْرِم، بكسر الراء، وهو الطريق في الجبل أَو الرمل، وقيل: هو مُنْقَطَعُ أَنف الجبل؛ وقول أَبي كبير: وإِذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رأَيْتَهُ يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ أَراد في مَخارِمِها فهو على هذا ظَرْفٌ كقولهم ذهبتُ الشأْمَ وعَسَلَ الطريقَ الثَّعْلَبُ، وقيل: يَهْوِي هنا في معنى يَقْطَعُ، فإِذا كان هذا فَمَخارِمَها مفعول صحيح.
وما خَرَمَ الدليلُ عن الطَّريقِ أَي ما عدل.
ومَخارِمُ الليل: أَوائلُه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مَخارِمُ الليل لَهُنَّ بَهْرَجُ، حِين ينامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ قال: ويروى مَحارِمُ الليل أَي ما يَحْرُمُ سُلوكه على الجَبانِ الهِدانِ، وهو مذكور في موضعه.
ويَمِينٌ ذات مَخارِمَ أَي ذاتُ مَخارِجَ.
ويقال: لا خَيرَ في يَمِينٍ لا مَخارِمَ لها أَي لا مَخارِجَ، مأْخوذ من المَخْرِمِ وهو الثَّنِيَّةُ بين الجبلين.
وقال أَبو زيد: هذه يَمينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ، وهي اليمين التي تَجْعَلُ لصاحبها مَخْرَجاً.
والخَوْرَمةُ: أَرْنَبةُ الإِنسانِ. ابن سيده: الخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ الأَنف، وقيل: هي ما بين المَنْخِرَيْنِ.
والخَوْرَمُ: صُخور لها خُرُوقٌ، واحدتها خَوْرَمَةٌ.
والخَوْرَمُ: صخرة فيها خُروق.
والخَرْمُ: أَنف الجبل، وجمعه خُرُومٌ، ومنه اشتقاق المَخْرِم.
وضَرْعٌ فيه تَخريمٌ وتَشْريمٌ إِذا وقع فيه حُزُوزٌ.
واخْتُرِمَ فلانٌ عَنَّا: مات وذهب.
واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ من بين أَصحابه: أَخَذَتْهُ من بينهم.
واخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُم أَي اقتطعهم واستأْصلهم.
ويقال: خَرَمَتْهُ الخَوارِمُ إِذا مات، كما يقال شَعَبَتْهُ شَعُوبٌ.
وفي الحديث: يريد أَن يَنْخَرِمَ ذلك القَرْنُ؛ القَرْنُ: أَهلُ كلِّ زمانٍ، وانْخِرامُهُ: ذهابُهُ وانقضاؤه.
وفي حديث ابن الحنفية: كِدْتُ أَن أَكون السوادَ المُخْتَرَمَ، من اخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمهم استأْصلهم.
والخَرْماءُ: رابِيةٌ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ، وهو الأَخرمُ أَيضاً.
وأَكَمَةٌ خَرْماءُ: لها جانب لا يمكن منه الصُّعودُ.
وريح خارِمٌ: باردة؛ كذا حكاه أَبو عبيد بالراء، ورواه كراع خازِمٌ، بالزاي، قال: كأَنها تَخْزِِمُ الأَطْراف أَي تنظمها، وسيأْتي ذكره.
والخُرَّمُ: نباتُ الشَّجرِ؛ عن كراع.
وعيش خُرَّمٌ: ناعِمٌ، وقيل: هو فارسي معرب؛ قال أَبو نُخَيْلة في صفة الإِبل: قاظَتْ من الخُرْمِ بقَيْظٍ خُرَّمِ أَراد بقَيْظٍ ناعم كثير الخَيْرِ؛ ومنه يقال: كان عَيْشُنا بها خُرَّماً؛ قاله ابن الأَعرابي.
والخُرْمُ وكاظِمَة (* قوله «والخرم وكاظمة إلخ» كذا بالأصل ومثله في التكملة، والذي في ياقوت: والخرم في كاظمة إلخ): جُبَيْلاتٌ وأُنوفُ جبالٍ؛ وأَما قول جرير: إِنَّ الكَنِيسة كانَ هَدْمُ بنائها نَصْراً، وكان هَزيمةً للأَخْرَمِ فإِنَّ الأَخْرَمَ اسمُ مَلك من مُلوك الرُّوم.
والخَريمُ: الماجِنُ.
والخارِمُ: التارِكُ.
والخارِمُ: المُفْسِدُ. الرِّيحُ الباردةُ.
وفي حديث سَعْدٍ: لما شكاه أَهل الكوفة إِلى عُمَرَ في صلاته قال ما خَرَمتُ من صلاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئاً أَي ما تركْتُ؛ ومنه الحديث: لم أَخْرِمْ منه حَرْفاً أَي لم أَدَعْ.
والخُرّامُ: الأَحداث المُتَخَرِّمونَ في المعاصي.
وجاء يَتَخَرَّمُ زَنْدُه أَي يَرْكبُنا بالظلم والحُمْق؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال ابن قنان لرجل وهو يَتَوَعَّدُهُ: والله لئن انْتَحَيْتُ عليك فإِني أَراك يَتَخَرَّمُ زَنْدُك، وذلك أَن الزَّنْدَ إِذا تَخَرَّمَ لم يُورِ القادِحُ به ناراً، وإِنما أَراد أَنه لا خَيْرَ فيه كما أَنه لا خير في الزَّنْدِ المُتَخَرِّم.
وتَخَرَّمَ زَنْدُ فلان أَي سكن غضبُه.
وتَخَرَّمَ أَي دانَ بدينِ الخُرَّمِيَّة، وهم أَصحاب التَّناسُخِ والإِباحةِ. أَبو خيرة: الخَرْوَمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرِّيحِ تنبُتُ في العَطَنِ (* قوله «تنبت في العطن» هكذا في الأصل ويؤيده ما في مادة ش ق ذ من الأصل والمحكم من التعبير بالإعطان وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو تنبت في القطن ولكن الذي في التهذيب والتكملة هنا مثل ما في القاموس)، وأَنشد: إِلى بيت شِقْذانٍ، كأَنَّ سِبالَهُ ولِحْيَتَهُ في خَرْوَمانٍ منوِّرِ وفي الحديث ذِكْرُ خُرَيْمٍ، هو مصغر ثَنِيَّةٌ بين المدينة والرَّوْحاء، كان عليها طريق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُنْصَرَفَهُ من بَدْرٍ.ومَخْرَمَةُ، بالفتح، ومُخَرَّمٌ وخُرَيْمٌ: أَسماء.
وخُرْمانُ وأُم خُرْمانَ (* قوله «وأم خرمان» بضم فسكون كما في ياقوت والتكملة): موضعان.
والخَرْماءُ: عَيْنٌ بالصَّفْراء كانت لِحَكيم بن نَضْلَةَ الغِفارِيِّ ثم اشْتُرِيَتْ من وَلَدِهِ.
والخَرْماءُ: فَرَسٌ لِبَني أَبي رَبيعةَ.
والخُرَّمانُ: نبْتٌ.
والخُرْمانُ، بالضم: الكذِبْ؛ يقال: جاء فلان بالخُرْمانِ أَي بالكذب. ابن السكيت: يقال ما نَبَسْتُ فيه بخَرْماءَ، يعني به الكذب.

بقر (لسان العرب) [0]


البَقَرُ: اسم جنس. ابن سيده: البَقَرَةُ من الأَهلي والوحشي يكون للمذكر والمؤنث، ويقع على الذكر والأُنثى؛ قال غيره: وإِنما دخلته الهاء على أَنه واحد من جنس، والجمع البَقَراتُ. قال ابن سيده: والجمع بَقَرٌ وجمع البَقَرِ أَبْقَرُ كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ؛ عن الهجري، وأَنشد لمقبل بن خويلد الهذلي: كأَنَّ عَرُوضَيْهِ مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ لَهُنَّ، إِذا ما رُحْنَ فيها، مَذاعِقُ فأَما بَقَرٌ وباقِرٌ وبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَسماء للجمع؛ زاد الأَزهري: وبَواقِر؛ عن الأَصمعي، قال: وأَنشدني ابن أَبي طرفة:وسَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ بَواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَراتِعُ وأَنشد غير الأَصمعي في بيقور: سَلَعٌ مَّا، ومِثلُه عُشَرٌ مَّا، عائلٌ مَّا، وعالَتِ البَيْقُورا وأَنشد الجوهري للورل . . . أكمل المادة الطائي: لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْيُهُمُ، يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزمَات بالعُشَرِ أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً، ذَرِيعَةً لك بَيْنَ اللهِ والْمَطَرِ؟ وإِنما قال ذلك لأَن العرب كانت في الجاهلية إِذا استسقوا جعلوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذناب البقر وأَشعلوا فيه النار فتضج البقر من ذلك ويمطرون.
وأَهل اليمن يسمون البَقَرَ: باقُورَةً.
وكتب النبي، صلى الله عليه وسلم، في كتاب الصدقة لأَهل اليمن: في ثلاثين باقورةً بَقَرَةٌ. الليث: الباقر جماعة البقر مع رعاتها، والجامل جماعة الجمال مع راعيها.
ورجلٌ بَقَّارٌ: صاحب بقر.
وعُيونُ البَقَرِ: ضَرْبٌ من العنب.
وبَقِرَ: رَأَى بَقَرَ الوحش فذهب عقله فرحاً بهن.
وبَقِرَ بَقَراً وبَقَرَاً، (قوله؛ «وبقر بقراً وبقراً» سيأتي قريباً التنبيه على ما فيه ينقل عبارة الأَزهري عن أبي الهيثم والحاصل كما يؤخذ من القاموس والصحاح والمصباح أنه من باب فرح فيكون لازماً ومن باب قتل ومنع فيكون متعدياً). فهو مَبْقُور وبَقِيرٌ: شُقه.
وناقة بَقِيرٌ: شُقَّ بطنها عن ولدها أَيَّ شَقٍّ؛ وقد تَبَقَّر وابْتَقَر وانْبَقَر؛ قال العجاج:تُنْتَجُ يَرْْمَ تُلْقِحُ انْبِقَارا وقال ابن الأَعرابي في حديث له: فجاءت المرأَة فإِذا البيت مِبْقُورٌ أَي منتثر عَتَبَتُهُ وعِكْمُه الذي فيه طعامه وكل ما فيه.
والبِقِيرُ والبَقِيرةُ: بُرْدٌ يُشَقُّ فَيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ولا جَيْب، وقيل: هو الإِتْبُ. الأَصمعي: البَقِيرةُ أَن يؤْخذ بُرد فيشق ثم تلقيه المرأَة في عنقها من غير كمين ولا جيب، والإِتْبُ قميص لا كمين له تلبسه النساء. التهذيب: روى الأَعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في حديث هدهد سليمان قال: بينما سليمان في فلاة احتاج إِلى الماء فدعا الهدهد فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الماء، فدعا الشياطين فسلخوا مواضع الماء كما يسلخ الإِهاب فخرج الماء؛ قال الأَزهري: قال شمر فيما قرأْت بخطه معنى بَقَرَ نظر موضع الماء فرأَى الماء تحت الأَرض فأَعلم سليمان حتى أَمر بحفره؛ وقوله فسلخوا أَي حفروا حتى وجدوا الماء.
وقال أَبو عدنان عن ابن نباتة: المُبَقِّرُ الذي يخط في الأَرض دَارَةً قدر حافر الفرس، وتدعى تلك الدارة البَقْرَةَ؛ وأَنشد غيره: بِها مِثْلُ آثَارِ المُبَقِّر مَلْعَب وقال الأَصمعي: بَقَّرَ القومُ ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا.
والتبقر: التوسع في العلم والمال.
وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر، رضوان الله عليهم، لأَنه بقر العلم وعرف أَصله واستنبط فرعه وتَبقَّر في العلم.
وأَصل البقر: الشق والفتح والتوسعة. بَقَرْتُ الشيءَ بَقْراً: فتحته ووسعته.
وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يَبْقُرونَ بيوتنا أَي يفتحونها ويوسعونها؛ ومنه حديث الإِفك: فَبَقَرْتُ لها الحديث أَي فتحته وكشفته.
وفي الحديث: فأَمر ببقرة من نحاس فأُحميت؛ قال ابن الأَثير: قال الحافظ أَبو موسى: الذي يقع لي في معناه أَنه لا يريد شيئاً مصوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرةً واسعةً فسماها بَقَرَةً مأْخوذاً من التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع، أَو كان شيئاً يسع بقرة تامّة بِتَوابلها فسميت بذلك.
وقولهم: ابْقُرْها عن جَنينها أَي شُقَّ بطنها عن ولدها، وبَقِرَ الرجل يَبْقَرُ بَقَراً وبَقْراً، وهو أَن يَحْسِرَ فلا يكاد يُبصر؛ قال الأَزهري: وقد أَنكر أَبو الهيثم فما أَخبرني عنه المنذري بَقْراً، بسكون القاف؛ وقال: القياس بَقَراً على فَعَلاً لأَنه لازم غير واقع. الأَصمعي: بَيْقَرَ الفرسُ إِذا خَامَ بيده كما يَصْفِنُ برجله.
والبَقِير: المُهْرُ يولد في ماسكَةٍ أَو سَلًى لأَنه يشق عليه.
والبَقَرُ: العيال.
وعليه بَقَرَةٌ من عيالٍ ومالٍ أَي جماعةٌ.
ويقال: جاء فلان يَجُرُّ بَقَرَةً أَي عيالاً.
وتَبَقَّرَ فيها وتَبَيْقَرَ: توسع.
وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى عن التَّبَقُّر في الأَهل والمال؛ قال أَبو عبيد: قال الأَصمعي يريد الكثرة والسَّعة، قال: وأَصل التَّبَقُّرِ التوسعُ والتَّفَتُّح؛ ومنه قيل: بَقَرْتُ بطنه إنما هو شْققته وفتحته.
ومنه حديث أُم سليم: إن دنا مني أَحد من المشركين بَقَرْتُ بَطْنَهُ. قال أَبو عبيد: ومن هذا حديث أَبي موسى حين أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان، رضي الله عنه، فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن لا يُدْرَى أَنَّى يُؤْتى لَهُ؛ إِنما أَراد أَنها مفسدة للدين ومفرقة بين الناس ومُشَتِّتَةٌ أُمورهم، وشبهها بوجع البطن لأَنه لا يُدْرَى ما هاجه وكيف يُدَاوَى ويتأَتى له.
وبَيْقَرَ الرجلُ: هاجر من أَرض إِلى أَرض.
وبَيْقَرَ: خرج إلى حيث لا يَدْرِي.
وبَيْقَرَ: نزل الحَضَرَ وأَقام هناك وترك قومه بالبادية، وخص بعضهم به العراق، وقول امرئ القيس: أَلا هَلْ أَتَاهَا، والحوادثُ جَمَّةٌ، بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَيْقَرا؟ يحتمل جميع ذلك.
وبَيْقَرَ: أَعْيَا.
وبَيْقَر: هلَك.
وبيقر: مشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ.
وبَيْقَرَ: أَفسد؛ عن ابن الأَعرابي، وبه فسر قوله:وقد كانَ زَيْدٌ، والقُعُودُ بأَرْضِهِ، كَرَاعِي أُنَاسٍ أَرْسَلُوه فَبيْقرَا والبيقرة: الفساد.
وقوله: كراعي أُناس أَي ضيع غنمه للذئب؛ وكذلك فسر بالفساد قوله: يا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كانَ حِيَرَا، فَسُلَّ مِنْ ذلك يَوْمَ بَيْقَرَا أَي يوم فساد. قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي جعله اسماً؛ قال: ولا أَدري لترك صرفه وجهاً إِلاَّ أَن يضمنه لضمير ويجعله حكاية، كما قال:نُبِّئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ بَغيْاً علينا لَهُمْ فَدِيدُ ضمن يزيد الضمير فصار جملة فسمي بها فحكي؛ ويروى: يوماً بيقرا أَي يوماً هلك أَو فسد فيه ملكه.
وبَقِرَ الرجل، بالكسر، إِذا أَعيا وحَسَرَ، وبَيْقَرَ مثله. ابن الأَعرابي: بيقر إِذا تحير. يقال: بَقِرَ الكلب وبَيْقَر إِذا رأَى البَقَرَ فتحير، كما يقال غَزِلَ إِذا رأَى الغزال فَلَهِيَ.
وبَيْقَرَ: خرج من بلد إلى بلد.
وبَيْقَر إِذا شك، وبَيْقَرَ إِذا حَرَصَ على جمع المال ومنعه.
وبَيْقَر إِذا مات، وأَصْلُ البَيْقَرَة الفساد.
وبَيْقَرَ الرجل في ماله إِذا أَسرع فيه وأَفسده.
ورورى عمرو عن أَبيه: البَيْقَرَة كثرة المتاع والمال. أَبو عبيدة: بَيْقَرَ الرجل في العَدْو إِذا اعتمد فيه.
وبَيْقَر الدار إِذا نزلها واتخذها منزلاً.
ويقال: فتنة باقرة كداء البطن، وهو الماء الأَصفر.
وفي حديث أَبي موسى: سمعت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: سيأْتي على الناس فتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ؛ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ. كفانا الله شرها.والبُقَّيْرَى، مثال السُّمَّيْهى: لعبة الصبيان، وهي كومة من تراب وحولها خطوط.
وبَقَّرَ الصبيانُ: لعبوا البُقَّيْرَى، يأْتون إِلى موضع قد خبئ لهم فيه شيء فيضربون بأَيديهم بلا حفر يطلبونه؛ قال طفيل الغَنَوِيُّ يصف فرساً: أَبَنَّتْ فما تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ، لها مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ قال ابن بري: قال الجوهري: في هذا البيت يصف فرساً، وقوله ذلك سهو وإِنما هو يصف خيلاً تلعب في هذا الموضع، وهو ما حول متالع، ومتالع: اسم جبل.والبُقَّارُ: تراب يجمع بالأَيدي فيجعل قُمَزاً قَمزاً ويلعب به، جعلوه اسماً كالقِذَافِ؛ والقُمَزُ كأَنها صوامع، وهو البُقَّيْرَى؛ وأَنشد: نِيطَ بِحَقْويَها خَمِيسٌ أَقْمَرُ جَهْمٌ، كبُقَّارِ الوليدِ، أَشْعَرُ والبقار: اسم واد؛ قال لبيد: فَبَاتَ السَّيلُ يَرْكبُ جانِبَيْهِ من البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَال والبَقَّارُ: موضع.
والبَيْقرَةُ: اسراع يطأْطئ الرجل فيه رأْسه؛ قال المثَقِّبُ العَبْدِيّ، ويروى لِعَدِيِّ بن ودَاع: فَباتَ يَجْتَابُ شُقارَى، كما بَيْقَرَ منْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ وشُقارَى، مخفف من شُقَّارَى: نبت، خففه للضرورة، ورواه أَبو حنيفة في كتابه النبات: من يمشي إلى الخَلَصَة، قال: والخَلَصَةُ الوَثَنُ، وقد تقدم في فصل جسد.
والبَيْقَرانُ: نَبْتٌ. قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته.
وبَيْقُور: موضع، وذو بَقَرٍ: موضع.
وجاد بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى أَي الداهية.

نجم (لسان العرب) [0]


نَجَمَ الشيءُ يَنْجُم، بالضم، نُجوماً: طَلَعَ وظهر.
ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذلك: طلَعَ. قال الله تعالى: والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ.
وفي الحديث: هذا إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِِه، يعني النبيّ، صلى الله عليه وسلم. يقال: نَجَم النبتُ يَنْجُم إِذا طلع.
وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم.
وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يقوم على ساقٍ، كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر.
وفي حديث حُذَيفة: سِراجٌ من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم.
والنَّجْمُ من النباتِ: كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض، والشجرُ كلُّ ما له ساقٌ: ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما. قال أَبو . . . أكمل المادة إِسحق: قد قيل إِن النَّجْمَ يُراد به النجومُ، قال: وجائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء.
ويقال لكل ما طلع: قد نَجمَ، والنَّجِيمُ منه الطَّرِيُّ حين نَجمَ فنبَت؛ قال ذو الرمة: يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا، منها نَجِيمٌ وعارِدُ والنُّجومُ: ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً. ابن الأَعرابي: النَّجْمةُ شجرةٌ، والنَّجْمةُ الكَلِمةُ، والنَّجْمةُ نَبْتةٌ صغيرة، وجمعها نَجْمٌ، فما كان له ساقٌ فهو شجر، وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ. أَبو عبيد: السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ، قال: والنَّجَمة شجرة تنبت ممتدة على وجه الأَرض، وقال شمر: النَّجَمة ههنا، بالفتح (* قوله «بالفتح» هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك، وعبارة الصاغاني: بفتح الجيم)، قال: وقد رأَيتها في البادية وفسرها غير واحد منهم، وهي الثَّيِّلةُ، وهي شجرة خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حين يخرج صِغاراً، قال: وأَما ا لنَّجْمةُ فهو شيءٌ ينبت في أُصول النخلة، وفي الصحاح: ضرْبٌ من النبت؛ وأَنشد للحرث بن ظالم المُرّيّ يهجو النعمان: أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً، أَتُؤْكَلُ جاراتي وجارُك سالمْ؟ والنَّجْمُ هنا: نَبْتٌ بعينه، واحدُه نَجْمةٌ (* قوله «واحده نجمة وهو الثيل» تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط ما ينبت في أصول النخل بالفتح.
ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما) وهو الثَّيِّلُ. قال أَبو عمرو الشيباني: الثَّيِّل يقال له النَّجْم، الواحدة نَجْمة.
وقال أَبو حنيفة: الثَّيِّلُ والنَّجْمة والعكْرِشُ كله شيءٌ واحد. قال: وإِنما قال ذلك لأَن الحمارَ إِذا أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ من الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه. قال الأَزهري: النَّجْمةُ لها قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً.
وقال أَبو نصر: الثَّيِّلُ الذي ينبت على شُطُوطِ الأَنهارِ وجمعه نَجْمٌ؛ ومثلُ البيت في كون النَّجْم فيه هو الثَّيِّل قولُ زهير: مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه ريحُ خَرِيقٌ، لِضاحي مائة حُبُكُ وفي حديث جرير: بينَ نَخْلةٍ وضالةٍ ونَجْمةٍ وأَثْلةٍ؛ النَّجْمةُ: أَخصُّ من النجم وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ ونَبْت.
وفي التنزيل العزيز: والنَّجْمِ إِذا هَوَى؛ قال أَبو إِسحق: أَقْسَمَ الله تعالى بالنجم، وجاء في التفسير أَنه الثُّرَيّا، وكذلك سمتها العرب.
ومنه قول ساجعهم: طَلَع النجم غُدَيَّهْ، وابْتَغَى الراعي شُكَيَّهْ؛ وقال: فباتت تَعُدُّ النَّجْم في مُسْتَحِيرة، سريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها أَراد الثُّرَيا. قال: وجاء في التفسير أَيضاً أَن النجم نُزول القرآن نَجْماً بعد نَجْمٍ، وكان تَنزل منه الآيةُ والآيتان، وقال أَهل اللغة: النجمُ بمعنى النُّجوم، والنُّجوم تَجمع الكواكب كلها. ابن سيده: والنَّجْمُ الكوكب، وقد خصّ الثرَيا فصار لها علماً، وهو من باب الصَّعِق، وكذلك قال سيبويه في ترجمة هذا الباب: هذا باب يكون فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ، يكون لكل مَنْ كان من أُمَّتِه أَو كان في صِفتِه من الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام، وتكون نَكِرتُه الجامعةَ لما ذكرتْ من المعاني ثم مثَّل بالصَّعِق والنَّجمِ، والجمع أَنْجُمٌ وأَنْجامٌ؛ قال الطرماح: وتجْتَلي غُرَّة مَجْهولِها بالرَّأْيِ منه، قبلَ أَنْجامِها ونُجومٌ ونُجُمٌ، ومن الشاذ قراءَةُ مَنْ قرأَ: وعلاماتٍ وبالنُّجُم؛ وقال الراجز: إِن الفَقيرَ بينَنا قاضٍ حَكَمْ، أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ النُّجُمْ وقال الأَخطل: كلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبةٍ، يَنْدُبْنَ ضَرْس بَناتِ الدَّهرِ والخُطُبِ وذهب ابن جني إِلى أَنه جمع فَعْلاً على فُعْل ثم ثَقَّل، وقد يجوز أَن يكون حذف الواو تخفيفاً، فقد قرئَ: وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون، قال: وهي قراءة الحسن وهي تحتمل التوجيهين.
والنَّجْمُ: الثُّرَيَّا، وهو اسم لها علم مثل زيد وعمرو، فإِذا قالوا طلع النَّجْمُ يريدون الثرَيا، وإِن أَخرجت منه الأَلف واللام تنَكَّرَ؛ قال ابن بري: ومنه قول المرار: ويومٌ، مِن النَّجْم، مُسْتَوْقِد يَسوقُ إِلى الموت نُورَ الظُّبا أَراد بالنَّجْم الثرَيا؛ وقال ابن يعفر: وُلِدْتُ بِحادِي النَّجْمِ يَتْلُو قَرِينَه، وبالقَلْبِ قَلْبِ العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ وقال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الـ ـضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتلَّع وقال الأَخطل: فهلاَّ زَجَرْتِ الطيرَ لَيْلةَ جِئتِه بضِيقةَ، بين النَّجْمِ والدَّبَرانِ وقال الراعي: فباتت تَعُدُّ النَّجْمَ في مُسْتَحيرةٍ، سَريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها قوله: تعدّ النَّجْم، يريد الثريَّا لأَن فيها ستة أَنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية.
وفي الحديث: إِذا طلع النَّجْمُ ارتفعت العاهةُ، وفي رواية: ما طلعَ النَّجْمُ وفي الأَرض من العاهة شيءٌ، وفي رواية: ما طلعَ النجمِ قَط وفي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت؛ النَّجْمُ في الأَصل: اسمٌ لكل واحد من كواكب السماء، وهو بالثريَّا أَخصُّ، فإِذا أُطلق فإِنما يراد به هي، وهي المرادة في هذا الحديث، وأَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح، وذلك في العَشْرِ الأَوْسَط من أَيَّارَ، وسقوطُها مع الصبح في العَشْر الأَوسط من تِشْرِينَ الآخِرِ، والعرب تزعم أَن بين طلوعها وغروبها أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ في الناس والإِبلِ والثِّمارِ، ومُدَّةُ مغيبِها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً لأَنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها، فإِذا بعدت عنها ظهرت في الشَّرْق وقت الصبح؛ قال الحربي: إِنما أَراد بهذا الحديث أَرضَ الحجاز لأَن في أَيَّارَ يقع الحَصادُ بها وتُدْرِك الثمارُ، وحينئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ عليها من العاهة؛ قال القتيبي: أَحْسَبُ أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خاصة.
والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ: الذي ينظر في النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها وسيرَها. قال ابن سيده: فأَما قول بعض أَهل اللغة: يقوله النَّجَّامون، فأُراه مُولَّداً. قال ابن بري: وابنُ خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجَّامون ولا يقول المُنَجِّمون، قال: وهذا يدل على أَن فعله ثلاثي.
وتَنَجَّمَ: رعى النُّجومَ من سَهَرٍ.
ونُجومُ الأَشياء: وظائفُها. التهذيب: والنُّجومُ وظائفُ الأَشياء، وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ.
والنَّجْمُ: الوقتُ المضروب، وبه سمي المُنَجِّم.
ونَجَّمْتُ المالَ إِذا أَدَّيته نُجوماً؛ قال زهير في دياتٍ جُعِلت نُجوماً على العاقلة: يُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً، ولم يُهَرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ وفي حديث سعد: واللهِ لا أَزيدُك على أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ؛ تَنْجِيمُ الدَّينِ: هو أَن يُقَدَّرَ عطاؤه في أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً، ومنه تَنْجِيمُ المُكاتَب ونجومُ الكتابةِ، وأَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وغيرها، فتقول إِذا طلع النَّجْمُ: حلَّ عليك مالي أَي الثريّا، وكذلك باقي المنازل، فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالى الأَهِلّةَ مَواقيتَ لِمَا يحتاجون إِليه من معرفة أَوقات الحج والصوم ومَحِلِّ الدُّيون، وسَمَّوْها نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القديم الذي عرفوه واحْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه وكتبوا في ذُكورِ حقوقِهم على الناس مُؤَجَّلة.
وقوله عز وجل: فلا أُقْسِمُ بمواقع النُّجوم؛ عنَى نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلى سماء الدنيا جملة واحدة، ثم أُنزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، آيةً آيةً، وكان بين أَول ما نزل منه وآخره عشرون سنةً.
ونَجَّمَ عليه الدّيةَ: قطَّعها عليه نَجْماً نجماً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ولا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم ويقال: جعلت مالي على فلان نُجوماً مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا، وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً، وقد نَجَّمها عليه تَنْجيماً. نظر في النُّجوم: فَكَّر في أَمر ينظر كيف يُدَبِّره.
وقوله عز وجل مُخْبِراً عن إِبراهيم، عليه السلام: فنظَر نَظْرَةً في النُّجوم فقال إِنِّي سَقِيمٌ؛ قيل: معناه فيما نَجَمَ له من الرأْي.
وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: النُّجومُ جمع نَجْم وهو ما نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن يخرج معهم إِلى عِيدِهم، ونَظَرَ ههنا: تَفكّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فقال: إِنِّي سَقِيم، أَي منْ كُفْرِكم.
وقال أَبو إِسحق: إِنه قال لقومه وقد رأَى نَجْماً إِني سقيم، أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه مُدْبِرين فِراراً من عَدْوَى الطاعون. قال الليث: يقال للإِنسان إِذا تفكر في أَمر لينظر كيف يُدبِّره: نظر في النُّجوم، قال: وهكذا جاء عن الحسن في تفسير هذه الآية أَي تفكّر ما الذي يَصْرِفُهم عنه إِذا كلَّفوه الخروج معهم.
والمِنْجَم: الكعب والعرقوبُ وكل ما نَتأَ.
والمِنْجَم أَيضاً: الذي يُدَقّ به الوتد.
ويقال: ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ مما يطلبون أَي مَخْرج.
وليس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ، وليس لهذا الحديث نَجْم أَي ليس له أَصلٌ.
والمَنْجَمُ: الطريق الواضح؛ قال البعيث: لها في أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ وقول ابن لَجَإٍ: فصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ قال: معناه لم تُرِدْ أن تبلغ الجُدّة، وهي جُدّة الصبح طريقتُه الحمراء.
والمَنْجَمُ: مَنْجَمُ النهار حين يَنْجُمُ.
ونَجَمَ الخارجيّ، ونجمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَي نَبَعت.
وفلانٌ مَنْجَمُ الباطل والضلالة أَي معدنُه.
والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ: عظمان شاخِصان في بواطن الكعبين يُقْبِل أَحدُهما على الآخر إِذا صُفَّت القدمان.
ومِنْجَما الرجْل: كَعْباها.
والمِنْجَم، بكسر الميم، من الميزان: الحديدة المعترضة التي فيها اللسان.وأَنْجَمَ المطرُ: أَقْلَع، وأَنْجَمَت عنه الحُمّى كذلك، وكذلك أَفْصَمَ وأَفْصَى.
وأَنْجَمت السماءُ: أَقْشَعت، وأَنْجَم البَرْد؛ وقال:أَنْجَمَت قُرَّةُ السماء، وكانت قد أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ وضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتى قتله أَي ما أَقْلَع، وقيل: كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ.
والنِّجامُ: موضع؛ قال معقل بن خُويلِد: نَزِيعاً مُحْلِباً من أَهلِ لِفْتٍ لِحَيٍّ بين أَثْلةَ والنِّجامِ نحم: النَّحِيمُ: الزَّحِيرُ والتنحْنُح.
وفي الحديث: دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي صوتاً.
والنَّحِيمُ: صوتٌ يخرج من الجوف، ورجل نَحِمٌ، وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ. نَحَمَ يَنْحِمُ، بالكسر، نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً، فهو نَحَّام، وهو فوق الزَّحير، وقيل: هو مثل الزحير: قال رؤبة: من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له؛ وقال ساعدة بن جؤية: وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه، يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم وأَنشد ابن بري: ما لَك لا تَنْحِمُ يا فلاحُ، إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عمرو: ما لك لا تنحم يا فلاحه، إِن النحيم للسُّقاة راحه (* قوله «يا فلاحه» في التهذيب: يا رواحه).
وفَلاحة: اسم رجل.
ورجل نَحّام: بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حاجة كثر سُعالُه عندها؛ قال طرفة: أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بماله، كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِد وقد نَحَمَ نَحِيماً. ابن الأَعرابي: النَّحْمة السَّعْلة، وتكون الزحيرةَ.
والنَّحِيمُ: صوتُ الفَهْدِ ونحوه من السباع، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر، ونَحَمَ الفَهْدُ يَنحِم نَحِيماً ونحوه من السباع كذلك، وكذلك النَّئِيمُ، وهو صوت شديد.
ونَحَم السَّوَّاقُ (* قوله «نحم السواق» في التهذيب: الساقي) والعاملُ يَنْحَم ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا استراح إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه من صدره.
والنَّحِيمُ: صوت من صَدْر الفرس.
والنُّحامُ: طائر أَحمر على خلقة الإِوَزِّ، واحدته نُحامة، وقيل: يقال له بالفارسية سُرْخ آوى؛ قال ابن بري: ذكره ابن خالويه النُّحام الطائر، بضم النون.
والنَّحَّامُ: فرس لبعض فُرْسان العرب؛ قال ابن سيده: أُراه السُلَيْكَ بن السُّلَكة السَّعْديّ عن الأَصمعي في كتاب الفرس؛ قال: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ، لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلاً، مَحارُ والنَّحَّامُ: اسمُ فارس من فرسانهم.

أهل (لسان العرب) [0]


الأَهْل: أَهل الرجل وأَهْلُ الدار، وكذلك الأَهْلة؛ قال أَبو الطَّمَحان: وأَهْلةِ وُدٍٍّّ تَبَرَّيتُ وُدَّهم، وأَبْلَيْتُهم في الحمد جُهْدي ونَائلي ابن سيده: أَهْل الرجل عَشِيرتُه وذَوُو قُرْباه، والجمع أَهْلون وآهَالٌ وأَهَالٍ وأَهْلات وأَهَلات؛ قال المُخَبَّل السعدي: وهُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بنِ عاصم، إِذا أَدْلَجوا باللَّيل يَدْعُونَ كَوْثَرا وأَنشد الجوهري: وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها، تَرَى بِها العَوْهَقَ من وِئالُها وِثالُها: جمع وائل كقائم وقِيام؛ ويروى البيت: وبَلْدَةٍ يَسْتَنُّ حازي آلِها قال سيبويه: وقالوا أَهْلات، فخففوا، شَبَّهوها بصعْبات حيث كان أَهل مذكَّراً تدخله الواو والنون، فلما جاء مؤنثه كمؤنث صَعْب فُعل به كما فعل بمؤنث صَعْب؛ قال ابن بري: وشاهد . . . أكمل المادة الأَهْل فيما حَكى أَبو القاسم الزجاجي أَن حَكِيم بن مُعَيَّة الرَّبَعي كان يُفَضِّل الفَرَزْدق على جَرير، فهَجَا جرير حكيماً فانتصر له كنان بن ربيعة أَو أَخوه ربعي بن ربيعة، فقال يهجو جريراً: غَضِبْتَ علينا أَن عَلاك ابن غالب، فهَلاَّ على جَدَّيْك، في ذاك، تَغْضَبُ؟ هما، حينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ أَهْلِهِ، أَناخَا فشَدَّاك العِقال المُؤَرَّبُ (* قوله: شداك العقال؛ اراد: بالعقال، فنصب بنزع الخافض، وورد مؤرب، في الأصل، مضموماً، وحقه النصب لأنه صفة لعقال، ففي البيت إذاً إقواء).
وما يُجْعَل البَحْرُ الخِضَمُّ، إِذا طما، كَجُدٍٍّّ ظَنُونٍ، ماؤُه يُتَرقَّبُ أَلَسْتَ كُلْيبيًّا لألأَمِ وَالدٍ، وأَلأَمِ أُمٍٍّّ فَرَّجَتْ بك أَو أَبُ؟ وحكى سيبويه في جمع أَهْل: أَهْلُون، وسئل الخليل: لم سكنوا الهاء ولم يحرّكوها كما حركوا أَرَضِين؟ فقال: لأَن الأَهل مذكر، قيل: فلم قالوا أَهَلات؟ قال: شبهوها بأَرَضات، وأَنشد بيت المخبل السعدي، قال: ومن العرب من يقول أَهْلات على القياس.
والأَهَالي: جمع الجمع وجاءت الياء التي في أَهالي من الياء التي في الأَهْلين.
وفي الحديث: أَهْل القرآن هم أَهْلُ الله وخاصَّته أَي حَفَظة القرآن العاملون به هم أَولياء الله والمختصون به اختصاصَ أَهْلِ الإِنسان به.
وفي حديث أَبي بكر في استخلافه عمر: أَقول له، إِذا لَقِيتُه، اسْتعملتُ عليهم خَيْرَ أَهْلِكَ؛ يريد خير المهاجرين وكانوا يسمُّون أَهْلَ مكة أَهل الله تعظيماً لهم كما يقال بيت الله، ويجوز أَن يكون أَراد أَهل بيت الله لأَنهم كانوا سُكَّان بيت الله.
وفي حديث أُم سلمة: ليس بكِ على أَهْلكِ هَوَانٌ؛ أَراد بالأَهل نَفْسَه، عليه السلام، أَي لا يَعْلَق بكِ ولا يُصيبكِ هَوَانٌ عليهم.
واتَّهَل الرجلُ: اتخذ أَهْلاً؛ قال: في دَارَةٍ تُقْسَمُ الأَزْوادُ بَيْنَهم، كأَنَّما أَهْلُنا منها الذي اتَّهَلا كذا أَنشده بقلب الياء تاء ثم إِدغامها في التاء الثانية، كما حكي من قولهم اتَّمَنْته، وإلا فحكمه الهمزة أَو التخفيف القياسي أَي كأَن أَهلنا أَهلُه عنده أَي مِثلُهم فيما يراه لهم من الحق.
وأَهْلُ المذهب: مَنْ يَدين به.
وأَهْلُ الإِسلام: مَن يَدِين به.
وأَهْلُ الأَمر: وُلاتُه.
وأَهْلُ البيت: سُكَّانه.
وأَهل الرجل: أَخَصُّ الناس به.
وأَهْلُ بيت النبي،صلى الله عليه وسلم: أَزواجُه وبَناته وصِهْرُه، أَعني عليًّا، عليه السلام، وقيل: نساء النبي،صلى الله عليه وسلم، والرجال الذين هم آله.
وفي التنزيل العزيز: إِنما يريد الله ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْس أَهلَ البيت؛ القراءة أَهْلَ بالنصب على المدح كما قال: بك اللهَ نرجو الفَضْل وسُبْحانك اللهَ العظيمَ، أَو على النداء كأَنه قال يا أَهل البيت.
وقوله عز وجل لنوح، عليه السلام: إِنه ليس من أَهْلِك؛ قال الزجاج: أَراد ليس من أَهْلِك الذين وعدتُهم أَن أُنجيهم، قال: ويجوز أَن يكون ليس من أَهل دينك.
وأَهَلُ كل نَبيٍّ: أُمَّته.
ومَنْزِلٌ آهِلٌ أَي به أَهْلُه. ابن سيده: ومكان آهِلٌ له أَهْل؛ سيبويه: هو على النسب، ومأْهول: فيه أَهل؛ قال الشاعر:وقِدْماً كان مأْهْولاً،وأَمْسَى مَرْتَعَ العُفْر وقال رؤبة: عَرَفْتُ بالنَّصْرِيَّةِ المَنازِلا قَفْراً، وكانت مِنْهُمُ مَآهلا ومكان مأْهول، وقد جاء: أُهِل؛ قال العجاج: قَفْرَيْنِ هذا ثم ذا لم يُؤهَل وكلُّ شيء من الدواب وغيرها أَلِف المَنازلَ أَهْلِيٌّ وآهِلٌ؛ الأَخيرة على النسب، وكذلك قيل لما أَلِفَ الناسَ والقُرى أَهْلِيٌّ، ولما اسْتَوْحَشَ بَرِّيّ ووحشي كالحمار الوحشي.
والأَهْلِيُّ: هو الإِنْسِيّ.
ونَهى رسول الله،صلى الله عليه وسلم، عن أَكل لحوم الحُمُر الأَهْلية يومَ خَيْبَرَ؛ هي الحُمُر التي تأْلف البيوت ولها أَصْحاب وهي مثل الأُنْسية ضدّ الوحشية.
وقولهم في الدعاء: مَرْحَباً وأَهْلاً أَي أَتيتَ رُحْباً أَي سَعَة، وفي المحكم أَي أَتيت أَهْلاً لا غُرباء فاسَْأْْنِسْ ولا تَسْتَوْحِشْ.
وأَهَّل به: قال له أَهْلاً.
وأَهِل به: أَنِس. الكسائي والفراء: أَهِلْتُ به وودَقْتُ به إِذا استأْنستَ به؛ قال ابن بري: المضارع منه آهَلُ به، بفتح الهاء.
وهو أَهْلٌ لكذا أَي مُسْتَوجب له، الواحدُ والجمعُ في ذلك سَواء، وعلى هذا قالوا: المُلْك لله أَهْلِ المُلْك.
وفي التنزيل العزيز: هو أَهْلُ التَّقْوى وأَهْل المغفرة؛ جاء في التفسير: أَنه، عز وجل، أَهْلٌ لأَن يُتَّقَى فلا يُعْصَى وأَهْلُ المغفرة لمن اتَّقاه، وقيل: قوله أَهل التقوى مَوْضِعٌ لأَن يُتَّقى، وأَهْل المغفرة موضع لذلك. الأَزهري: وخطَّأَ بعضُهم قولَ من يقول فلان يَسْتأْهِل أَن يُكْرَم أَو يُهان بمعنى يَسْتحق، قال: ولا يكون الاستِئهال إِلاَّ من الإِهالة، قال: وأَما أَنا فلا أُنكره ولا أُخَطِّئُ من قاله لأَني سمعت أَعرابيّاً فَصِيحاً من بني أَسد يقول لرجل شكر عنده يَداً أُولِيَها: تَسْتَأْهِل يا أَبا حازم ما أُولِيتَ، وحضر ذلك جماعة من الأَعراب فما أَنكروا قوله، قال: ويُحَقِّق ذلك قولُه هو أَهْل التقوى وأَهل المَغْفِرة. المازني: لا يجوز أَن تقول أَنت مُسْتَأْهل هذا الأَمر ولا مستأْهل لهذا الأَمر لأَنك إِنما تريد أَنت مستوجب لهذا الأَمر، ولا يدل مستأْهل على ما أَردت، وإِنما معنى الكلام أَنت تطلب أَن تكون من أَهل هذا المعنى ولم تُرِدْ ذلك، ولكن تقول أَنت أَهْلٌ لهذا الأَمر، وروى أَبو حاتم في كتاب المزال والمفسد عن الأَصمعي: يقال استوجب ذلك واستحقه ولا يقال استأْهله ولا أَنت تَسْتَأْهِل ولكن تقول هو أَهل ذاك وأَهل لذاك، ويقال هو أَهْلَةُ ذلك.
وأَهّله لذلك الأَمر تأْهيلاً وآهله: رآه له أَهْلاً.
واسْتَأْهَله: استوجبه، وكرهها بعضهم، ومن قال وَهَّلتْه ذهب به إِلي لغة من يقول وامَرْتُ وواكَلْت.
وأَهْل الرجل وأَهلته: زَوْجُه.
وأَهَل الرجلُ يَأْهِلُ ويَأْهُل أَهْلاً وأُهُولاً، وتَأَهَّل: تَزَوَّج.
وأَهَلَ فلان امرأَة يأْهُل إِذا تزوّجها، فهي مَأْهولة.
والتأَهُّل: التزوّج.
وفي باب الدعاء: آهَلَك الله في الجنة إيهالاً أَي زوّجك فيها وأَدخلكها.
وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَعْطى الآهِلَ حَظَّين والعَزَب حَظًّا؛ الآهل: الذي له زوجة وعيال، والعَزَب الذي لا زوجة له، ويروى الأَعزب، وهي لغة رديئة واللغة الفُصْحى العَزَب، يريد بالعطاء نصيبَهم من الفَيْء.
وفي الحديث: لقد أَمست نِيران بني كعب آهِلةً أَي كثيرة الأَهل.
وأَهَّلَك الله للخير تأْهيلاً.
وآلُ الرجل: أَهْلُه.
وآل الله وآل رسوله: أَولياؤه، أَصلها أَهل ثم أُبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير أَأْل، فلما توالت الهمزتان أَبدلوا الثانية أَلفاً كما قالوا آدم وآخر، وفي الفعل آمَنَ وآزَرَ، فإِن قيل: ولمَ زَعَمْتَ أَنهم قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فيما بعد، وما أَنكرتَ من أَن يكون قلبوا الهاء أَلفاً في أَوَّل الحال؟ فالجواب أَن الهاء لم تقلب أَلفاً في غير هذا الموضع فيُقاسَ هذا عليه، فعلى هذا أُبدلت الهاء همزة ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً، وأَيضاً فإِن الأَلف لو كانت منقلبة عن غير الهمزة المنقلبة عن الهاء كما قدمناه لجاز أَن يستعمل آل في كل موضع يستعمل فيه أَهل، ولو كانت أَلف آل بدلاً من أَهل لقيل انْصَرِفْ إِلى آلك، كما يقال انْصَرِف إِلى أَهلك، وآلَكَ والليلَ كما يقال أَهْلَك والليلَ، فلما كانوا يخصون بالآل الأَشرفَ الأَخصَّ دون الشائع الأَعم حتى لا يقال إِلا في نحو قولهم: القُرَّاء آلُ الله، وقولهم: اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وقال رجل مؤمن من آل فرعون؛ وكذلك ما أَنشده أَبو العباس للفرزدق: نَجَوْتَ، ولم يَمْنُنْ عليك طَلاقةً، سِوى رَبَّة التَّقْريبِ من آل أَعْوَجا لأَن أَعوج فيهم فرس مشهور عند العرب، فلذلك قال آل أَعوجا كما يقال أَهْل الإِسكاف، دلَّ على أَن الأَلف ليست فيه بدلاً من الأَصل، وإِنما هي بدل من الأَصل (* قوله «وإنما هي بدل من الأصل» كذا في الأصل.
ولعل فيه سقطاً.
وأصل الكلام، والله أعلم: وإنما هي بدل من الهمزة التي هي بدل من الأصل، أو نحو ذلك.) فجرت في ذلك مجرى التاء في القسم، لأَنها بدل من الواو فيه، والواو فيه بدل من الباء، فلما كانت التاء فيه بدلاً من بدل وكانت فرع الفرع اختصت بأَشرف الأَسماء وأَشهرها، وهو اسم الله، فلذلك لم يُقَل تَزَيْدٍ ولا تالبَيْتِ كما لم يُقَل آل الإِسكاف ولا آل الخَيَّاط؛ فإِن قلت فقد قال بشر: لعَمْرُك ما يَطْلُبْنَ من آل نِعْمَةٍ، ولكِنَّما يَطْلُبْنَ قَيْساً ويَشْكُرا فقد أَضافه إِلى نعمة وهي نكرة غير مخصوصة ولا مُشَرَّفة، فإِن هذا بيت شاذ؛ قال ابن سيده: هذا كله قول ابن جني، قال: والذي العمل عليه ما قدمناه وهو رأْي الأَخفش، قال: فإِن قال أَلست تزعم أَن الواو في والله بدل من الباء في بالله وأَنت لو أَضمرت لم تقل وَهُ كما تقول به لأَفعلن، فقد تجد أَيضاً بعض البدل لا يقع موقع المبدل منه في كل موضع، فما ننكر أَيضاً أَن تكون الأَلف في آل بدلاً من الهاء وإِن كان لا يقع جميع مواقع أَهل؟ فالجواب أَن الفرق بينهما أَن الواو لم يمتنع من وقوعها في جميع مواقع الباء من حيث امتنع من وقوع آل في جميع مواقع أَهل، وذلك أَن الإِضمار يردّ الأَسماء إِلى أُصولها في كثير من المواضع، أَلا ترى أَن من قال أَعطيتكم درهماً فحذف الواو التي كانت بعد الميم وأَسكن الميم، فإِنه إِذا أَضمر للدرهم قال أَعطيتكموه، فردّ الواو لأَجل اتصال الكلمة بالمضمر؟ فأَما ما حكاه يونس من قول بعضهم أَعْطَيْتُكُمْه فشاذ لا يقاس عليه عند عامة أَصحابنا، فلذلك جاز أَن تقول: بهم لأَقعدن وبك لأَنطلقن، ولم يجز أَن تقول: وَكَ ولا وَهُ، بل كان هذا في الواو أَحرى لأَنها حرف منفرد فضعفت عن القوّة وعن تصرف الباء التي هي أَصل؛ أَنشدنا أَبو علي قال: أَنشدنا أَبو زيد: رأَى بَرْقاً فأَوْضَعَ فوقَ بَكْرٍ، فلا بِكَ ما أَسالَ ولا أَغاما قال: وأَنشدنا أَيضاً عنه: أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالِ ليَحْزُنَني، فلا بِك ما أُبالي قال: وأَنت ممتنع من استعمال الآل في غير الأَشهر الأَخص، وسواء في ذلك أَضفته إِلى مُظْهَر أَو أَضفته إِلى مضمر؛ قال ابن سيده: فإِن قيل أَلست تزعم أَن التاء في تَوْلَج بدل من واو، وأَن أَصله وَوْلَج لأَنه فَوْعَل من الوُلُوج، ثم إِنك مع ذلك قد تجدهم أَبدلوا الدال من هذه التاء فقالوا دَوْلَج، وأَنت مع ذلك قد تقول دَوْلَج في جميع هذه المواضع التي تقول فيها تَوْلَج، وإِن كانت الدال مع ذلك بدلاً من التاء التي هي بدل من الواو؟ فالجواب عن ذلك أَن هذه مغالطة من السائل، وذلك أَنه إِنما كان يطَّرد هذا له لو كانوا يقولون وَوْلَج ودَوْلَج ويستعملون دَوْلَجاً في جميع أَماكن وَوْلَج، فهذا لو كان كذا لكان له به تَعَلّقٌ، وكانت تحتسب زيادة، فأَما وهم لا يقولون وَوْلَج البَتَّةَ كراهية اجتماع الواوين في أَول الكلمة، وإِنما قالوا تَوْلَج ثم أَبدلوا الدال من التاء المبدلة من الواو فقالوا دَوْلَج، فإِنما استعملوا الدال مكان التاء التي هي في المرتبة قبلها تليها، ولم يستعملوا الدال موضع الواو التي هي الأَصل فصار إِبدال الدال من التاء في هذا الموضع كإِبدال الهمزة من الواو في نحو أُقِّتَتْ وأُجُوه لقربها منها، ولأَنه لا منزلة بينهما واسطة، وكذلك لو عارض معارض بهُنَيْهَة تصغير هَنَة فقال: أَلست تزعم أَن أَصلها هُنَيْوَة ثم صارت هُنَيَّة ثم صارت هُنَيْهة، وأَنت قد تقول هُنَيْهة في كل موضع قد تقول فيه هُنَيَّة؟ كان الجواب واحداً كالذي قبله، أَلا ترى أَن هُنَيْوة الذي هو أَصل لا يُنْطَق به ولا يستعمل البَتَّة فجرى ذلك مجرى وَوْلَج في رفضه وترك استعماله؟ فهذا كله يؤَكد عندك أَن امتناعه من استعمال آل في جميع مواقع أَهل إِنما هو لأَن فيه بدلاً من بدل، كما كانت التاء في القسم بدلاً من بدل.
والإِهالَةُ: ما أَذَبْتَ من الشحم، وقيل: الإِهَالة الشحم والزيت، وقيل: كل دهن اؤْتُدِم به إِهالةٌ، والإِهالة الوَدَك.
وفي الحديث: أَنه كان يُدْعى إِلى خُبْز الشعير والإِهالة السَّنِخَة فيُجيب، قال: كل شيء من الأَدهان مما يُؤْتَدَم به إِهالَةٌ، وقيل: هو ما أُذيب من الأَلْية والشَّحم، وقيل: الدَّسَم الجامد والسَّنِخة المتغيرة الريح.
وفي حديث كعب في صفة النار: يجاء بجهنَم يوم القيامة كأَنها مَتْنُ إِهالة أَي ظَهْرُها. قال: وكل ما اؤْتدم به من زُبْد ووَدَك شحم ودُهْنِ سمسم وغيره فهو إِهالَة، وكذلك ما عَلا القِدْرَ من وَدَك اللحم السَّمين إِهالة، وقيل: الأَلْية المُذابة والشحم المذاب إِهالة أَيضاً.
ومَتْن الإِهالة: ظَهْرُها إِذا سُكِبَت في الإِناء، فَشَبَّه كعب سكون جهنم قبل أَن يصير الكفار فيها بذلك.
واسْتَأْهل الرجلُ إِذا ائتدم بالإِهالة.
والمُسْتَأْهِل: الذي يأْخذ الإِهالة أَو يأْكلها؛ وأَنشد ابن قتيبة لعمرو ابن أسوى: لا بَلْ كُلِي يا أُمَّ، واسْتَأْهِلي، إِن الذي أَنْفَقْتُ من مالِيَه وقال الجوهري: تقول فلان أَهل لكذا ولا تقل مُسْتَأْهِل، والعامَّة تقول. قال ابن بري: ذكر أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه قال: حدثني أَبو الهيثم خالد الكاتب قال: لما بويع لإِبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني وقد كان يعرفني، فلما دخلت إِليه قال: أَنْشِدْني، فقلت: يا أَمير المؤْمنين، ليس شعري كما قال النبي،صلى الله عليه وسلم، إِنَّ من الشعر لحكماً، وإِنما أَنا أَمزحُ وأَعْبَثُ به؛ فقال: لا تقل يا خالد هكذا، فالعلم جِدٌّ كله؛ ثم أَنْشدته: كُنْ أَنت للرَّحْمَة مُسْتَأْهِلاً، إِن لم أَكُنْ منك بِمُسْتَأْهِل أَلَيْسَ من آفة هذا الهَوى بُكاءٌ مقتول على قاتل؟ قال: مُسْتَأْهِل ليس من فصيح الكلام وإِنما المُسْتَأْهِل الذي يأْخذ الإِهالة، قال: وقول خالد ليس بحجة لأَنه مولد، والله أَعلم.

غرر (لسان العرب) [0]


غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو مَغرور وغرير: خدعه وأَطعمه بالباطل؛ قال: إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ، بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا، لمغرور أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَيُّ فائدة في قوله لمغرور، إِنما هو على ما فسر.
واغْتَرَّ هو: قَبِلَ الغُرورَ.
وأَنا غَرَرٌ منك، أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ.
وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ. . . . أكمل المادة يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة: يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من الذم؛ وقول طرفة: أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِيفتي، ولم أُعْطِكم، في الطَّوْعِ، مالي ولا عِرْضِي إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً.
والغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما؛ وخص يعقوب به الشيطان.
وقوله تعالى: ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور؛ قيل: الغَرور الشيطان، قال الزجاج: ويجوز الغُرور، بضم الغين، وقال في تفسيره: الغُرور الأَباطيل، ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود، والغُرور، بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا.
وفي التنزيل العزيز: لا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا؛ يقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور.
والغَرُور: الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية.
وقال الأَصمعي: الغُرور الذي يَغُرُّك.
والغُرور، بالضم: الأَباطيل، كأَنها جمع غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا، قال: وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً، وقد قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: وقوله: ولا يَغُرّنّكم بالله الغَرور، يريد به زينة الأَشياء في الدنيا.
والغَرُور: الدنيا، صفة غالبة. أَبو إِسحق في قوله تعالى: يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم؛ أَي ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك؛ وقال غيره: ما غرّك أَي ما خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه، وهذا توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه؛ وقال الأَصمعي: ما غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه.
ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان؛ وأَنشد أَبو الهيثم: أَغَرَّ هشاماً، من أَخيه ابن أُمِّه، قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ قال: يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها، قال: والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما، والقادِمان: الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره مثلاً للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن (*قوله« لضأْن» هكذا بالأصل ولعله قوادم لضأن) .له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو عبيد: الغَرير المَغْرور.
وفي حديث سارِق أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه.
والغَرارة من الغِرِّ، والغِرّة من الغارّ، والتَّغرّة من التَّغْرير، والغارّ: الغافل. التهذيب: وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَيّما رجل بايعَ آخَرَ على مشورة (* قوله « على مشورة» هو هكذا في الأصل، ولعله على غير مشورة.
وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ) . فإِنه لا يُؤَمَّرُ واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقيته في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل؛ قال ابن الأَثير: وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو ثَغِرّة مقامه، وانتصب على أَنه مفعول له، ويجوز أَن يكون قوله أَن يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة، ويكون المضاف محذوفاً كالأَول، ومن أَضاف ثَغِرّة إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ ومعنى الحديث: أَن البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا واطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً منهما، وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها، لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم، لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛ هذا قول ابن الأَثير، وهو مختصر قول الأَزهري، فإِنه يقول: لا يُبايع الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم، ثم قال: ومن بايع رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر المؤمَّر منهما، لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن شئت مفعول من أَجله؛ وقوله: أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن يقتلا؛ قال الأَزهري: وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر، رضي الله عنه، ما فسرته، فافهمه.
والغَرِير: الكفيل.
وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله.
وأَنا غَرِيرُك من فلان أَي أُحذِّرُكَه، وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس: أَي لن يأْتيك منه ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القيم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه قال أَنا الكفيل لك بذلك؛ وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب عن أَبي نصر عنه قال: أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها، وأَنت مما ساءها غَرِيرُها أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال: ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم: أَنا غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم به، فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه.
وقال الأَصمعي في هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا المَغْرور، وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به، ولم يكن على ما قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ.
وقال أَبو زيد: سمعت أَعرابيا يقول لآخر: أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك، يقول من أَن تقول ذلك، قال: ومعناه اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق. قال: الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شيء، فهو غَرُور.
وغَرَّرَ بنفسه ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف، والاسم الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ.
ونهى رسول اللَّه ،صلى الله عليه وسلم، عن بيع الغَرَرِ وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء.
والتَّغْرير: حمل النفس على الغَرَرِ، وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعِْليلاً وتَعِلّة، وقيل: بَيْعُ الغَررِ المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول، يقال: إِياك وبيعَ الغَرَرِ؛ قال: بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة. قال الأَزهري: ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة.
وفي حديث مطرف: إِن لي نفساً واحدة وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة، قال: وبه سمي الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه، كفانا الله فتنته.
وفي حديث الدعاء: وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره.
وفي الحديث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية؛ يريد قوله تعالى: فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله، وقوله: ومَنْ يَقْتَلْ مؤمناً مُتَعَمِّداً؛ المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى.
والغُرَّة، بالضم: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: في جبهة الفرس؛ فرس أَغَرُّ وغَرّاء، وقيل: الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم، وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي أَفشى من القُرْحة، والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه؛ وقال بعضهم: بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر والعِظَم والدّقّة، وكلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح، وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ ليس بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما.
وغُرّةُ الفرسِ: البياضُ الذي يكون في وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة، وإن كانت طويلة فهي شادِخةٌ. قال ابن سيده: وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض.
والغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة الفرس.
ورجل غُرغُرة أَيضاً: شريف.
ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فيقول صاحبه: بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابن الأَعرابي: فرس أَغَرُّ، وبه غَرَرٌ، وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور.
والأَغَرُّ: الأَبيض من كل شيء.
وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً وغُرّةً وغَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عن ابن الأَعرابي، وفكَّ مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ. قال ابن سيده: وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي ههنا، وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً، قال: على أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا.
وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين؛ الغُرّتان: النُّكْتتان البَيْضاوانِ فوق عينيه.
ورجل أَغَرُّ: كريم الأَفعال واضحها، وهو على المثل.
ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان؛ قال امرؤ القيس يمدح قوماً: ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ، وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ وقال أَيضاً: أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ قال ابن بري: المشهور في بيت امرئ القيس: وأَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم مستبشرة غير منكرة، لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل، والكريم لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال: وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض المسافر.
وقوله: ثياب بني عوف طهارَى، يريد بثيابهم قلوبهم؛ ومنه قوله تعالى: وثِيابَك فطَهِّرْ.
وفي الحديث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛ الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه، يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم القيامة؛ وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة: ليَشْرَبَ جَحْوَشٌ ، ويَشِيمهُ بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شآمي يجوز أَن تعني قطاميًّا أَبيض، وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ، وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال، والأَغَرُّ من الرجال: الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة؛ قال عبيد بن الأَبرص: ولقد تُزانُ بك المَجا لِسُ، لا أَغَرّ ولا عُلاكزْ (* قوله «ولا علاكز» هكذا هو في الأصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزاي) .
وغُرّة الشيء: أَوله وأَكرمُه.
وفي الحديث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا في غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر آخِرُها؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه.
وغُرَّة كل شيء: أَوله.
والغُرَرُ: ثلاث ليال من أَول كل شهر.
وغُرّةُ الشهر: ليلةُ استهلال القمر لبياض أَولها، وقيل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، وكل ذلك من البياض. يقال: كتبت غُرّةَ شهر كذا.
ويقال لثلاث ليال من الشهر: الغُرَر والغُرُّ، وكل ذلك لبياضها وطلوع القمر في أَولها، وقد يقال ذلك للأَيام. قال أَبو عبيد: قال غير واحد ولا اثنين: يقال لثلاث ليال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، والواحدة غُرّة، وقال أَبو الهيثم: سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه، وكذلك بياض الهلال في هذه الليالي أَول شيء فيها.
وفي الحديث: في صوم الأَيام الغُرِّ؛ أَي البيض الليالي بالقمر. قال الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي،صلى الله عليه وسلم ، بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ، ويقال لها البيض، وأَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها لأَنه خصها بالفضل؛ وفي قول الأَزهري: الليالي الغُرّ التي أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي، ويوم أَغَرُّ: شديد الحرّ؛ ومنه قولهم: هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ ومنه قول الشاعر: أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِي تُرابه، إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه (* قوله «وضياهبه» هو جمع ضيهب كصيقل، وهو كل قف أو حزن أو موضع من الجبل تحمى عليه الشمس حتى يشوى عليه اللحم. لكن الذي في الاساس: سباسبه، وهي جمع سبسب بمعنى المفازة) . قال وأنشد أَبو بكر: مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ، شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء ويقال: وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ؛ قال: وهاجرة غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها إليك، وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ (* قوله «بالماء» رواية الاساس: في الماء) . الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس، كما يقال هاجرة شَهْباء.
وغُرّة الأَسنان: بياضُها.
وغَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها.
وقيل: هو إذا طلعت أُولى أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وهي أُولى أَسنانه.
ويقال: غَرَّرَت ثَنِيَّنا الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما، والأَغَرُّ: الأَبيض، وقوم غُرّان.
وتقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، وغُرّةُ المتاع خيارُه ورأْسه، وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم.
ورجل أَغَرُّ: شريف، والجمع غُرُّ وغُرَّان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: وأَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم، وهم غُرَرُ قومهم.
وغُرّةُ النبات: رأْسه.
وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الكرم: سُرْعةُ بُسوقه.
وغُرّةُ الرجل: وجهُه، وقيل: طلعته ووجهه.
وكل شيء بدا لك من ضوء أَو صُبْح، فقد بدت لك غُرّته.
ووَجْهٌ غريرٌ: حسن، وجمعه غُرّان؛ والغِرُّ والغرِيرُ: الشابُّ الذي لا تجربة له، والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، ورجل غِرٌّ، بالكسر، وٌغرير أَي غير مجرّب؛ وقد غَرّ يَغِرُّ، بالكسر، غرارة، والاسم الغِرّة. الليث: الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة،وجارية غِرّة.
وفي الحديث: المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم؛ معناه أَنه ليس بذي نَكراء، فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه، والخَبُّ ضد الغِرّ، وهو الخَدّاع المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وجمع الغَرِير أَغرّاء.
وفي الحديث ظبيان: إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ.
وفي حديث ابن عمر: إنّك ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة؛ هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب الأُمور. أَبو عبيد: الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ، وهي أَيضاً غِرٌّ، بغير هاء؛ قال الشاعر: إن الفَتَاةَ صَغِيرةٌ غِرٌّ، فلا يُسْرَى بها الكسائي: رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم أَغِرّاء؛ قال: ويقال من الإنسان الغِرّ: غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة، ومن الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابي: يقال غَرَرْت بَعْدي تَغُِ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى. أَبو عبيد: الغَريرُ المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة واحدٌ؛ الغارّ: الغافل والغِرَّة الغفلة، وقد اغْتَرّ، والاسم منهما الغِرة.
وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق، حكاه ابن الأَعرابي.
ويقال: كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي.
واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه.
واغْترَّ بالشيء: خُدِع به.
وعيش غَرِيرٌ: أَبْله يُفَزِّع أَهله.
والغَريِر الخُلُق: الحسن. يقال للرجل إِذا شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه.
والغِرارُ: حدُّ الرمح والسيف والسهم.
وقال أَبو حنيفة: الغِراران ناحيتا المِعْبلة خاصة. غيره: والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ، فحدُّه غِرارُه، والجمع أَغِرّة، وغَرُّ السيف حدّه؛ ،منه قول هِجْرِس بن كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه.
ولَبِثَ فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر.
ويقال: لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي مِثالَ شهر أَي طُول شهر، والغِرارُ: النوم القليل، وقيل: هوالقليل من النوم وغيره.
وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال: كانوا لا يَرَون بغرار النَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء. قال الأَصمعي: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق في مرثية الحجاج: إن الرَّزِيّة من ثَقيفٍ هالكٌ تَرَك العُيونَ ، فنَوْمُهُن غِرارُ أَي قليل.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غِرار في صلاة ولا تسليم؛ أَي لا نقصان. قال أَبو عبيد: الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها. قال أَبو عبيد: فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا أَركانها، كقول سَلْمان: الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له، ومن طَفّفَ فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين؛ قال: وأَما الغِرَارُ في التسليم فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول وعليكم، وقيل: لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة، ومن نصبه كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز ؛ وفي حديث آخر: تُغارُّ التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ.
وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة.
ولقيته غِراراً أَي على عجلة، وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة.
وما أَقمت عنده إلا غِراراً أَي قليلاً. التهذيب: ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة، والغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، وفي لبنها غِرارٌ؛ ومنه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر في قولهم: غَرَّ فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، من قولهم: ناقة مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة.
ويقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه نَقَصه، من الغِرار وهو النقصان.
ويقال:: معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بلبنها تُغارُّ غِراراً، وهي مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق. الأَصمعي: من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه غِرارَه، ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابن السكيت: غارَّت الناقةُ غراراً إِذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ يقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، ونُوق مَغارُّ يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف.
ويقال في التحية: لا تُغارَّ أَي لا تَنْقُصْ، ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ، وهو أَن تمرَّ بجماعة فتخصَّ واحداً.
ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله على المثل.
وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛ وقول أَبي خراش (*: قوله «وقول أبي خراش إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة) : فغارَرت شيئاً والدَّرِيسُ ، كأَنّما يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ قيل: معنى غارَرْت تَلَبَّثت، وقيل: تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية. الأَصمعي: الغِرارُ الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرًى واحد.
وبنى القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ.
والغِرارُ: المثالُ الذي يَضْرَب عليه النصالُ لتصلح. يقال: ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلي يصف نصلاً: سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه الـ ـغِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ قوله سديد ، بالسين، أَي مستقيم. قال ابن بري: البيت لعمرو بن الداخل، وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد.
والعَير: الناتئ في وسط النصل.
ولم يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ، وهو المثال الذي يضرب عليه النصل فجاء مثل المثال.
وزَعِلٌ: نَشِيط.
ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ في الأرض.
والغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر: كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى الجوهري: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن، قال: وأَظنّه معرباً. الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، وقد غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً. قال: وغارَّ القُمْرِيُّ أَُنْثاه غِراراً إذا زقَّها.
وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه.
وفي حديث معاوية قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَغُرُّ عليًّا بالعلم أَي يُلْقِمُه إِيّاه. يقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه.
وفي حديث علي، عليه السلام: مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه أَي فَرْخَه.
وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين، رضوان اللّه عليهم أَجمعين، فقال: إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا، والغَرُّ: اسمُ ما زقَّتْه به، وجمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل: إِذا احْتَسَى، يومَ هَجِير هائِفِ، غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ.
ويقال: غُرَّ فلانٌ من العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم.
وغُرَّ عليه الماءُ وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه.
وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه.
وغَرَّرَ السقاء إِذا ملأَه؛ قال حميد: وغَرَّرَه حتى اسْتَدارَ كأَنَّه، على الفَرْو ، عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذيب: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ ملأْتها؛ قال الراجز: فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ في قِلاتِ، في قُصُبٍ يُغَرُّ في وأْباتِ، غَرَّكَ في المِرارِ مُعْصَماتِ القُصْبُ: الأَمْعاءُ .
والوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيًّا يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إِذا وضعه في الماء وملأَه بيده يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه. الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء، الواحدة غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثى. قال ابن سيده: الغُرُّ ضرب من طير الماء، ووصفه كما وصفناه.
والغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله بالغُرَّة؛ وقال الراجز: كلُّ قَتىلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّه، حتى ينال القَتْلَ آلُ مُرَّه يقول: كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينئذ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل يتزوج امرأَة على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً، عبداً أو أَمة، ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرًّا.
وقال أَبو سعيد: الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه، والفرس غُرَّةُ مال الرجل، والعبد غرَّةُ ماله، والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة الفارِهَةُ من غُرَّة المال.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن حَمَلَ بن مالك قال له: إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت، فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة، وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً، عبداً أَو أَمة.
وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: ولم يقصد النبي،صلى الله عليه وسلم ، في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس الحيوان بِعينه فقال: عبداً أَو أَمة.
وغُرَّةُ المال: أَفضله.
وغُرَّةُ القوم: سيدهم.
وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين، قال: الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء.
وفي التهذيب: لا تكون إِلا بيضَ الرقيق. قال ابن الأَثير: ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا جاريةٌ سوداء. قال: وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنما الغُرَّة عندهم ما بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء. التهذيب وتفسير الفقهاء: إن الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية. قال: وإنما تجب الغُرّة في الجنين إِذا سقط ميّتاً، فإِن سقط حيًّا ثم مات ففيه الدية كاملة.
وقد جاء في بعض روايات الحديث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ، وقيل: إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي.
وفي حديث ذي الجَوْشَن: ما كُنْتُ لأَقْضِيَه اليوم بغٌرّة؛ سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة؛ وأَكثرُ ما يطلق على العبد والأَمة، ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل شيء، فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه.
وفي الحديث :إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ العُرّةَ؛ الغُرّة ههنا: الحَسَنُ والعملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس.
وكلُّ شيء تُرْفَع قيمتُه، فهو غُرّة.
وقوله في الحديث: عَليْكُم بالأَبْكارِ فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون، ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ؛ ويؤيده الحديث الآخر: عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة.
وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال: قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه وجمعه غُرور؛ قال أَبو النجم: حتى إذا ما طَار منْ خَبِيرِها، عن جُدَدٍ صُفْرٍ، وعن غُرورِها الواحد غَرُّ، بالفتح؛ ومنه قولهم: طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعي: حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِه على« غَرَّه.
والغُرورُ في الفخذين: كالأخادِيد بين الخصائل.
وغُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّى منها.
وغَرُّ الظهر: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قال: كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه ، إِذ تَجْنُبُهْ، سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ قال الليث: الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن، والغَرُّ تكسُّر الجلد، وجمعه غُرور، وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ مَكاسِرُ الجلد.
وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: رَدَّ نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يقال: اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة دَائِها.
وغُرورُ الذراعين: الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما.
والغَرُّ: الشَّقُّ في الأَرض.
والغَرُّ: نَهْرٌ دقيق في الأَرض، وقال ابن الأعرابي: هو النهر، ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره؛ وأَنشد: سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج هكذا في المحكم؛ وأَورده الأَزهري، قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة جارية: سقيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج وقال: يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابي: الغَرُّ النهر الصغير، وجمعه غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطريق، كلُّ طُرْقة منها غُرٌّ؛ ومن هذا قيل: اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على كَسْره؛ وقال ابن السكيت في تفسير قوله: كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ غَرُّ المتن: طريقه. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ.
وقال أَبو حنيفة: الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل العَيْر من جانبيه؛ قال ابن مقروم وذكر صائداً: فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً، فخيَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ والغرّاء: نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس، وهي شجرة صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح؛ قال أَبو حنيفة: يُحبّها المال كله وتَطِيب عليها أَلْبانُها. قال: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قال ابي سيده: وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً.
والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود، ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء؛ قال الراعي: كأَن القَتُودَ على قارِحٍ، أَطاع الرَّبِيعَ له الغِرْغِرُ أراد: أَطاع زمن الربيع، واحدته غِرْغِرة.
والغِرْغِر، بالكسر: دَجاج الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عمرو: أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ من كلِّ جانبٍ، كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا حِجْلى: جمع الحَجَلِ، وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ.
والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ: أَن يتردد فيه ولا يُسيغه.
والغَرُورُ: ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية، مثل قولهم لَعُوق ولَدُود وسَعُوط.
وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً وتَغَرْغُراً.
وتَغَرْغَرَت عيناه: تردَّد فيهما الدمع.
وغَرَّ وغَرْغَرَ: جادَ بنفسه عند الموت.
والغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح في الحلق.
والغَرْغَرَةُ: صوتٌ معه بَجَحٌ.
وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إِذا صَلَيْتَه فسمعت له نشِيشاً؛ قال الكميت: ومَرْضُوفة لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً، عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا والغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، وقد غَرْغَرت؛ قال عنترة: إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، وكأَنه قال: أَعْلى لونِها لونُ صَهْر.
والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة؛ وأَنشد:وخَضْراء في وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها لأُبْلِيَ إن فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرا والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وحكاها كراع بالفتح؛ أَبو زيد: هي الحوصلة والغُرْغُرة والغُراوي (* قوله «والغراوي» هو هكذا في الأصل) .والزاورة.
وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك.
وغَرْغَرَه بالسكين: ذبحه.
وغَرْغَرَه بالسّنان: طعنه في حلقه.
والغَرْغَرةُ: حكاية صوت الراعي ونحوه. يقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه؛ ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي يتردد.
وغَرٌّ: موضع؛ قال هميان بن قحافة: أَقْبَلْتُ أَمْشِي، وبِغَرٍّ كُورِي، وكان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور والغَرُّ: موضع بالبادية؛ قال: فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة.
والأَغَرُّ: فرس ضُبَيْعة بن الحرث.
والغَرّاء: فرسٌ بعينها.
والغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس: سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا، ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب (* قوله« خراتي» هكذا في الأصل ولعله حزابي.) وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال الراجز: وقد قَطَعْنا الرَّمْلَ غير حَبْلَيْن: حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن والغُرَيْرُ: فحل من الإِبل، وهو ترخيم تصغير أَغَرّ. كقولك في أَحْمَد حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه؛ قال ذو الرمة: حَراجيج مما ذَمَّرَتْ في نتاجِها، بناحية الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين؛ وقول الفرزدق يصف نساء: عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِيط، وقد نَرَى بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه، رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع والوَقائعُ: المَناقعُ، وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء، وقيل في رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل؛ قال الكميت: غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة، يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا وفي الحديث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً فصلَّى صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة، أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ؛ ومنه الحديث: أَنه أَغارَ على بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون؛ أَي غافلون.
وفي حديث عمر: كتب إِلى أَبي عُبَيدة، رضي الله عنهما، أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن على غِرّة. يقال: اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته. ابن الأَثير: وفي حديث حاطب: كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛ قال: قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب: كنت غَرِيًّا أَي مُلْصَقاً. يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه؛ ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به. قال: وذكره الهروي في العين المهملة: كنت عَرِيراً، قال: وهذا تصحيف منه؛ قال ابن الأَثير: أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح، فإِن الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح، والله تعالى أَعلم.
وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وقد تقدم في العين المهملة.