المصادر:  


ق ر ر (المصباح المنير) [50]


 قَرَّ: الشيء "قَرًّا" من باب ضرب: استقر بالمكان والاسم "القَرَارُ" ومنه قيل لليوم الأول من أيام التشريق "يوم القَرِّ" ؛ لأن الناس "يَقِرُّونَ" في منًى للنحر، و "الاستِقْرَارُ" : التمكن، و "قَرَارُ" الأرض: المستقر الثابت. وَقَاعٌ قَرْقَرٌ: أي مستوٍ، و "قَرَّ" اليوم "قرًّا" برد، والاسم "القُرُّ" بالضم فهو "قَرٌّ" تسمية بالمصدر، و "قَارٌّ" على الأصل أي بارد، وليلة "قَرَّةٌ وقَارَّةٌ" وفي المثل: "ولِّ حارها من تولى قارَّهَا" أي ولِّ شرها من تولى خيرها أو حَمِّل ثقلك من ينتفع بك، و "قَرَّتِ" العين "قُرَّةً" بالضم، و "قُرُورا" : بردت سرورا، وفي الكلّ لغة أخرى من باب تعب، و "أَقَرَّ" الله العين بالولد وغيره "إقْرَارا" في التعدية، و "أََقَرَّ" الله الرجل "إقْرَارا" : أصابه "بالقُرِّ" فهو "مَقْرورٌ" على غير قياس، و "أَقرَّ" بالشيء: اعترف به، و "أَقْرَرْتُ" العامل على عمله والطير في وكره: تركته "قَارًّا" ، و "القَارُورَةُ" : إناء من زجاج والجمع "القَوَارِيرُ" ، و "القَارُورَةُ" أيضا وعاء الرطب والتمر وهي "القَوْصَرَّةُ" وتطلق "القَارُورَةُ" على المرأة؛ لأن الولد أو المني "يَقِرُّ" في رحمها . . . أكمل المادة كما يقر الشيء في الإناء أو تشبيها بآنية الزجاج؛ لضعفها، قال الأزهري: والعرب تكني عن المرأة "بالقَارُورَةِ" والقوصرة. 

ق ر ر (المصباح المنير) [50]


 قَرَّ: الشيء "قَرًّا" من باب ضرب: استقر بالمكان والاسم "القَرَارُ" ومنه قيل لليوم الأول من أيام التشريق "يوم القَرِّ" ؛ لأن الناس "يَقِرُّونَ" في منًى للنحر، و "الاستِقْرَارُ" : التمكن، و "قَرَارُ" الأرض: المستقر الثابت. وَقَاعٌ قَرْقَرٌ: أي مستوٍ، و "قَرَّ" اليوم "قرًّا" برد، والاسم "القُرُّ" بالضم فهو "قَرٌّ" تسمية بالمصدر، و "قَارٌّ" على الأصل أي بارد، وليلة "قَرَّةٌ وقَارَّةٌ" وفي المثل: "ولِّ حارها من تولى قارَّهَا" أي ولِّ شرها من تولى خيرها أو حَمِّل ثقلك من ينتفع بك، و "قَرَّتِ" العين "قُرَّةً" بالضم، و "قُرُورا" : بردت سرورا، وفي الكلّ لغة أخرى من باب تعب، و "أَقَرَّ" الله العين بالولد وغيره "إقْرَارا" في التعدية، و "أََقَرَّ" الله الرجل "إقْرَارا" : أصابه "بالقُرِّ" فهو "مَقْرورٌ" على غير قياس، و "أَقرَّ" بالشيء: اعترف به، و "أَقْرَرْتُ" العامل على عمله والطير في وكره: تركته "قَارًّا" ، و "القَارُورَةُ" : إناء من زجاج والجمع "القَوَارِيرُ" ، و "القَارُورَةُ" أيضا وعاء الرطب والتمر وهي "القَوْصَرَّةُ" وتطلق "القَارُورَةُ" على المرأة؛ لأن الولد أو المني "يَقِرُّ" في رحمها . . . أكمل المادة كما يقر الشيء في الإناء أو تشبيها بآنية الزجاج؛ لضعفها، قال الأزهري: والعرب تكني عن المرأة "بالقَارُورَةِ" والقوصرة. 

سر (مقاييس اللغة) [50]



السين والراء يجمع فروعَه إخفاءُ الشيء.
وما كان من خالصه ومستقرِّه. لا يخرج شيءٌ منه عن هذا. فالسِّرّ: خلاف الإعلان. يقال أسْرَرت الشيءَ إسراراً، خلاف أعلنته.
ومن الباب السِّرّ، وهو النِّكاح، وسمِّي بذلك لأنَّه أمرٌ لا يُعْلَن به.
ومن ذلك السِّرَار والسَّرَار، وهو ليلةَ يستسرّ الهلال، فربما كان ليلة، وربماكان ليلتين إذا تمّ الشهر.
ومن ذلك الحديث: "أنّه سأل رجلاً هل صُمْتَ مِنْ سِرَارِ الشَّهر شيئاً؟"، قال: لا، فقال: "إذا أفطرتَ رمضانَ فصُمْ يومين". قال في السِّرار:
      عَشِيَّةَ الهِلال أو سَِرَارها

وحدّثني محمد بن هارون الثّقفي، عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة قال: أسررت . . . أكمل المادة الشيء: أخفيته.
وأسررته: أعلنته.
وقرأ: وأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ [يونس 54]. قال: أظهروها.
وأنشد قول امرئ القيس:أي لو يُظهرون. ثم حدّثني بعضُ أهل العلم، عن أبي الحسن عبد الله بن سفيان النحويّ قال: قال الفرَّاء: أخطأ أبو عبيدة التفسيرَ، وصحّف في الاستشهاد. أمَّا *التفسير فقال: أَسَرُّو النّدامة أي كتموها خوف الشَّماتة.
وأمّا التصحيف فإنما قال امرؤ القيس:أي لو يظهرون. يقال أشْرَرت الشيءَ، إذا أبرزتَه، ومن ذلك قولهم أشْرَرت اللحمَ للشّمسِ.
وقد ذُكِر هذا في بابه.وأمّا الذي ذكرناه من مَحض الشيء وخالِصِهِ ومستقرّهِ، فالسِّر: خالص الشيء.
ومنه السُّرور؛ لأنه أمرٌ خالٍ من الحزْنِ.
والسُّرَّة: سُرَّة الإنسان، وهو خالص جسمه وليّنه.
ويقال قطع عن الصبي سَِرَرُه، وهو [السُّرُّ]، وجمعه أسِرَّة. قال أبو زيد: والسِّرَر: الخطّ من خطوط بطن الراحة.
وسَرَارَة الوادي وسِرُّه: أجوده.
وقال الشاعر:
هَلاَّ فوارسَ رحرحانَ هجوتَهم      عُشَراً تناوَحَ في سَرارَةِ وادِ

يقول: لهم منظر وليس لهم مخبر.
والسَّرَرُ: داءٌ يأخذ البعير في سُرَّتِهِ. يقال: بعيرٌ أَسَرّ.
والسَّرُّ: مصدر سررت الزَّنْدَ، وذلك أن يبقى أَسَرَّ، أي أجوف، فيُصلَح. يقال سُرَّ زَنْدُكَ فإنّه أسرُّ.
ويقال قَنَاة سَرَّاءُ، أي جوفاء.
وكل هذا من السُّرَّة والسَّرَر، وقد ذكرناه.فأمَّا الأسارير، وهي الكسور التي في الجبهة، فمحمولةٌ على أساريرَ السُّرَّة، وذلك تكسُّرها.
وفي الحديث: "أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عائشة تبرقُ أساريرُ وجهه".
ومنه أيضاً مما هو محمولٌ على ما ذكرناه: الأسرار: خطوط باطن الراحة، واحدها سِرّ.
والأصل في ذلك كلّه واحد، قال الأعشى:
فانظرْ إلى كفٍّ وأسرارِها      هل أنتَ إن أوعدتَني ضائري

فأمّا أطرافُ الرّيحان فيجوز أن تسمَّى سُروراً لأنّها أرطَبُ شيء فيه وأغضَّه.
وذلك قوله:
كَبَردِيَّة الغِِيل وَسْطَ الغَرِيفِ      إذا خالطَ الماءُ منها السرورا

وأمَّا الذي ذكرناه من الاستقرار، فالسَّرير، وجمعهُ سرُر وأَسِرَّة.
والسرير: خفض العيش؛ لأنّ الإنسان يستقرّ عنده وعندَ دَعَتَه.
وسرير الرأس: مستقَرُّهُ. قال:وناسٌ يروُون بيت الأعشى:بالياء، فيكون حينئذٍ تأويله أصلَها الذي استقرّت عليه، وأنشدوا قول القائل:
وفارقَ منها عِيشةً دَغْفَلِيّةً      ولم تَخْشَ يوماً أن يزولَ سريرُها

والسِّرر من الصبي والسَّرر: ما يقطع.
والسُّرة: ما يبقى.
ومن الباب السَّرير: ما على الأكمَة من الرَّمل.ومن الباب الأول سِرّ النسب، وهو محضُهُ وأفضلُهُ. قال ذو الأصبع:
وهم مَنْ وَلَدُوا أَشبَوْا      بسِرِّ النّسب المحضِ

ويقال السُّرسُور: العالم الفطن، وأصله من السِّر، كأنّه اطّلع على أسرار الأمور. فأما السُّرِّيَّة فقال الخليل: هي فُعليّة.
ويقال يتسرَّر، ويقال يتسرَّى. قال الخليل: ومن قال يتسرَّى فقد أخطأ. لم يزد الخليلُ على هذا.
وقال الأصمعي السُرِّية من السِّرّ، وهو النّكاح؛ لأنَّ صاحبها اصطفاها للنكاح لا للتجارة فيها.
وهذا الذي قاله الأصمعيّ، وذكر ابن السِّكيت في كتابه. فأمّا ضمّ السين في السُّرّية فكثيرٌ من الأبنية يغيَّر عند النسبة، فيقال في النسبة إلى الأرض السَّهلة سُهْليّ، وينسب إلى طول العمر وامتدادِ الدَّهر فيقال دُهريّ.
ومثل ذلك كثير.
والله أعلم.

ر - ق - ق (جمهرة اللغة) [50]


واستُعمل من معكوسه: القُرّ، وهو البرد؛ يوم قَر وليلة قَرَّة وغداة قَرة. والقِرَّة: ما يصيب الرجل، من القُرّ. ورجل مقرور. وطعام قارّ. ومثل من أمثالهم: " وَلِّ حارَّها من تَولَّى قارَها " . والقِرَّة: العيب. تقول: هذا قِرَّة علي، أي عيب. والقَرار: المستقِرّ من الأرض. والإقرار: فِعْلُك به إذا أقررته في مَقَرّ ليستقرَّ. وفلان قار: ساكن. وما يَتَقارُّ في مكانه. والإقرار: الاعتراف بالشيء. والقَرارة: القاعُ المستديرة. والقُرَّة: الضِّفْدَع في بعض اللغات. والقُرَّة: ما بقي في أسفل القِدر من المرق اليابس أو المحترق. يقال: أقبل الصبيانُ على القِدر يَتقرَّرونها، إذا أكلوا ذلك. وكلمة لهم إذا وُضع الشيءُ في موضعه أو وقع . . . أكمل المادة موقعه قالوا: صابَتْ بِقُرٍّ. قال الشاعر - هو طرفة: سادراً أحسِب غَيِّي رَشَداً ... فتناهَيْت وقد صابَتْ بِقُر ويقال: قَر عليه دلواً من ماء، إذا صَبها عليه. وتقرر، إذا اغتسل بالماء البارد. وقُرَّة العين: ما قرَّت به عينُك من شيء تُسَرُّ به. وكان بعض أهل اللغة يقول: قَرَّت عينُه بالسُّرور كما تَسْخُن بالحُزن كأنَّها بَرَدَتْ وجَفَّ دمعُها. والقَرُّ: الهَوْدَج. قال الراجز: كأن قَرًّا فوقَه مخدَّراً ... يعلو جَنابَيْه إذا تَبَخْترا ويوم القَرّ، بعد يوم النحر: يومَ يقِرُّ الناس بمنًى. ومَقَرُّ الشيء: الموضع الذي يَقِرُّ فيه. وفي كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: " الدنيا دار مَمَرٍّ لا دارُ مَقَر " .

قرر (لسان العرب) [50]


القُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: القُرُّ في الشتاء والبرد في الشتاء والصيف، يقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ.
والقِرَّةُ: ما أَصاب الإِنسانَ وغيره من القُرِّ.
والقِرَّةُ أَيضاً: البرد. يقال: أَشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ، وربما قالوا: أَجِدُ حِرَّةً على قِرَّةٍ، ويقال أَيضاً: ذهبت قِرَّتُها أَي الوقتُ الذي يأْتي فيه المرض، والهاء للعلة، ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ، وجعلوا الحارّ الشديدَ من قولهم اسْتَنحَرَّ القتلُ أَي اشتدّ، وقالوا: أَسْخَنَ اللهُ عينه والقَرُّ: اليوم البارد.
وكلُّ باردٍ: قَرُّ. ابن السكيت: القَرُورُ الماء البارد يغسل به. يقال: قد اقْتَرَرْتُ به وهو البَرُودُ، وقرَّ يومنا، من القُرّ.
وقُرَّ . . . أكمل المادة الرجلُ: أَصابه القُرُّ.
وأَقَرَّه اللهُ: من القُرِّ، فهو مَقْرُورٌ على غير قياس كأَنه بني على قُرٍّ، ولا يقال قَرَّه.
وأَقَرَّ القومُ: دخلوا في القُرِّ.
ويوم مقرورٌ وقَرٌّ وقارٌّ: بارد.
وليلة قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي باردة؛ وقد قَرَّتْ تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا.
وليلة ذاتُ قَرَّةٍ أَي ليلة ذات برد؛ وأَصابنا قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وطعام قارٌّ.
وروي عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدري: بلغني أَنك تُفْتي، وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها؛ قال شمر: معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّى خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها من تولى هَيِّنَتها، جعل الحرّ كناية عن الشر، والشدّةَ والبردَ كناية عن الخير والهَيْنِ.
والقارُّ: فاعل من القُرِّ البرد؛ ومنه قول الحسن بن علي في جَلْدِ الوليد بن عُقْبة: وَلِّ حارَّها من تولَّى قارَّها، وامتنعَ من جَلْدِه. ابن الأَعرابي: يوم قَرٌّ ولا أَقول قارٌّ ولا أَقول يوم حَرٌّ.
وقال: تَحَرَّقت الأَرضُ واليوم قَرٌّ.
وقيل لرجل: ما نَثَرَ أَسنانَك؟ فقال: أَكلُ الحارّ وشُرْبُ القارِّ.
وفي حديث أُم زَرْعٍ: لا حَرٌّ ولا قُرٌّ؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو حر ولا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر والبرد الكناية عن الأَذى، فالحرّ عن قليله والبرد عن كثيره؛ ومنه حديث حُذَيفة في غزوة الخَنْدَق: فلما أَخبرتُه خَبَرَ القوم وقَرَرْتُ قَرِرْتُ، أَي لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ البرد.
وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر:لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ قُرِّيٍّ؛ قال ابن الأَثير: سئل شمر عن هذا فقال: لا أَعرفه إِلا أَن يكون من القُرِّ البرد.
وقال اللحياني: قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لغة قليلة.والقُرارة: ما بقي في القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها.
وقَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا تحترق.
والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كلّه: اسم ذلك الماء.
وكلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ محترق أَو سمن أَو غيره: قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بضم القاف والراء، وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بها. يقال: قد اقْتَرَّتِ القِدْرُ وقد قَرَرْتُها إِذا طبخت فيها حتى يَلْصَقَ بأَسفلها، وأَقْرَرْتها إِذا نزعت ما فيها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبي زيد.
والقَرُّ: صبُّ الماء دَفْعَة واحدة.
وتَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ بولها على أَرجلها.
وتَقَرَّرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها.
والاقْتِرار: أَي تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عليها الشحمُ فتبول في رجليها من خُثُورة بولها.
ويقال: تَقَرَّرت الإِبل في أَسْؤُقها، وقَرّت تَقِرُّ: نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حتى إِذا قَرَّتْ ولمّا تَقْرِرِ، وجَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ ويروى أَجِنَّةً.
وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ.
وآجنة: متغيرة، ومن رواه أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، على التشبيه بأَجنَّة الحوامل.
وقَرَّرت الناقةُ ببولها تَقْريراً إِذا رمت به قُرَّةً بعد قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بعد دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز: يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ، في مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ قرراً بعد قرر أَي حُسْوَة بعد حُسْوَة ونَشْقَةً بعد نَشْقة. ابن الأَعرابي: إِذا لَقِحَت الناقة فهي مُقِرٌّ وقارِحٌ، وقيل: إِن الاقْترارَ السِّمنُ، تقول: اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية: به أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كلاهما، فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقترارُها نسؤها: بَدْءُ سمنها، وذلك إِنما يكون في أَوّل الربيع إِذا أَكلت الرُّطْبَ، واقترارُها: نهاية سمنها، وذلك إِنما يكون إِذا أَكلت اليبيس وبُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ عليها الشحم.
وقَرَّ الكلامَ والحديث في أُذنه يَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه وصَبَّه فيها، وقيل هو إِذا سارَّه. ابن الأَعرابي: القَرُّ تَرْدِيدُك الكلام في أُذن الأَبكم حتى يفهمه. شمر: قَرَرْتُ الكلامَ في أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، وهو أَن تضع فاك على أُذنه فتجهر بكلامك كما يُفعل بالأَصم، والأَمر: قُرَّ.
ويقال: أَقْرَرْتُ الكلامَ لفلان إِقراراً أَي بينته حتى عرفه.
وفي حديث استراق السمع: يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي بها إِلى الكاهن فَيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها، وفي رواية: فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَرُّ: ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه.
وقَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، ويروى: كقَزِّ الزجاجة، بالزاي، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: تنزل الملائكة في العَنانِ وهي السحابُ فيتحدثون ما علموا به مما لم ينزل من الأَمر، فيأْتي الشيطان فيستمع فيسمع الكلمة فيأْتي بها إِلى الكاهن فيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها مائة كِذْبةٍ.
والقَرُّ: الفَرُّوج.
واقْتَرَّ بالماء البارد: اغتسل.
والقَرُورُ: الماء البارد يُغْتَسل به.
واقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغتسلت به.
وقَرَّ عليه الماءَ يَقُرُّه: صبه.
والقَرُّ: مصدر قَرَّ عليه دَلْوَ ماء يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ على رأْسه دلواً من ماء بارد أَي صببته.
والقُرّ، بالضم: القَرار في المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بالفتح، أَقِرُّ قراراً وقُروراً، وقَرَّ بالمكان يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قال ابن سيده: أَعني أَن فَعَلَ يَفْعِلُ ههنا أَكثر من فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شاذة؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ واقْتَرَّه فيه وعليه وقَرَّره وأَقَرَّه في مكانه فاستقرَّ.
وفلان ما يَتَقارُّ في مكانه أَي ما يستقرّ.
وفي حديث أَبي موسى: أُقِرَّت الصلاة بالبر والزكاة؟، وروي: قَرَّتْ أَي اسْتَقَرَّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أَن الصلاة مقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأَنها مقرونة بالزكاة في القرآن مذكورة معها.
وفي حديث أَبي ذر: فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لم أَلْبَثْ، وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء في الراء.
وفي حديث نائل مولى عثمان: قلنا لرَباح ابن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ أَي أَهل الحَضَر المستقرِّين في منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذين لا يزالون متنقلين. الليث: أَقْرَرْتُ الشيء في مَقَرِّه ليَقِرّ.
وفلان قارٌّ: ساكنٌ، وما يَتَقَارُّ في مكانه.
وقوله تعالى: ولكم في الأَرض مُسْتَقَرّ؛ أَي قَرار وثبوت.
وقوله تعالى: لكل نَبَإِ مُسْتَقَرّ؛ أَي لكل ما أُنبأْتكم عن الله عز وجل غاية ونهاية ترونه في الدنيا والآخرة.
والشمسُ تجري لمُسْتَقَرٍّ لها؛ أَي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاًّ وقيل لأَجَلٍ قُدِّر لها.
وقوله تعالى: وقَرْنَ وقِرْنَ، هو كقولك ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ على أَقْرَرْنَ كظَلْنَ على أَظْلَلْنَ وقِرنَ على أَقْرَرنَ كظِلْنَ على أَظْلَلنَ.
وقال الفراء: قِرْنَ في بيوتكنَّ؛ هو من الوَقار.
وقرأَ عاصم وأَهل المدينة: وقَرْن في بيوتكن؛ قال ولا يكون ذلك من الوَقار ولكن يُرَى أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَرْنَ في بيوتكن، فحذف الراء الأُولى وحُوّلت فتحتها في القاف، كما قالوا: هل أَحَسْتَ صاحِبَك، وكما يقال فَظِلْتم، يريد فَظَلِلْتُمْ؛ قال: ومن العرب من يقول: واقْرِرْنَ في بيوتكن، فإِن قال قائل: وقِرْن، يريد واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلى القاف، كان وجهاً؛ قال: ولم نجد ذلك في الوجهين مستعملاً في كلام العرب إِلا في فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما في الأَمر والنهي والمستقبل فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام في النسوة ساكنة في فَعَلْن ويَفْعَلن فجاز ذلك؛ قال: وقد قال أَعرابي من بني نُمَيْر: يَنْحِطْنَ من الجبل، يريد ينْحَطِطْنَ، فهذا يُقَوِّي ذلك.
وقال أَبو الهيثم: وقِرْنَ في بيوتكن، عندي من القَرارِ، وكذلك من قرأَ: وقَرْنَ، فهو من القَرارِ، وقال: قَرَرْتُ بالمكان أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ.
وقارّه مُقارَّةً أَي قَرّ معه وسَكَنَ.
وفي حديث ابن مسعود: قارُّوا الصلاةَ،هو من القَرارِ لا من الوَقارِ، ومعناه السكون، أَي اسكنوا فيها ولا تتحرّكوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ، من القَرارِ.
وتَقْرِيرُ الإِنسان بالشيء: جعلُه في قَراره؛ وقَرَّرْتُ عنده الخبر حتى اسْتَقَرَّ.والقَرُور من النساء: التي تَقَِرّ لما يُصْنَعُ بها لا تَرُدّ المُقَبِّلَ والمُراوِِدَ؛ عن اللحياني، كأَنها تَقِرُّ وتسكن ولا تَنْفِرُ من الرِّيبَة.
والقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وقيل: المستوي الأَملس الذي لا شيء فيه.والقَرارة والقَرارُ: ما قَرَّ فيه الماء.
والقَرارُ والقَرارةُ من الأَرض: المطمئن المستقرّ، وقيل: هو القاعُ المستدير، وقال أَبو حنيفة: القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه، قال: وهي من مكارم الأَرض إِذا كانت سُهولةٌ.
وفي حديث ابن عباس وذكر علّياً فقال: عِلْمِي إِلى علمه كالقَرارة في المُثْعَنْجَرِ؛ القَرارةُ المطمئن من الأَرض وما يستقرّ فيه ماء المطر، وجمعها القَرارُ.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: ولحقت طائفةٌ بقَرارِ الأَودية.
وفي حديث الزكاة: بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوي.
وفي حديث عمر: كنت زَميلَه في غَزْوة قَرقَرةِِ الكُدْرِ؛ هي غزوة معروفة، والكُدْرُ: ماء لبني سليم: والقَرْقَرُ: الأَرض المستوية، وقيل: إِن أَصل الكُدْرِ طير غُبْرٌ سمي الموضعُ أَو الماء بها؛ وقول أَبي ذؤيب: بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ قال الأَصمعي: القَرارُ ههنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سيده: وإِنما حمل الأَصمعي على هذا قولُه قِيعان ليضيف الجمع إِلى الجمع، أَلا ترى أَن قراراً ههنا لو كان واحداً فيكون من باب سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مفرداً إِلى جمعف وهذا فيه ضرب من التناكر والتنافر. ابن شميل: بُطونُ الأَرض قَرارُها لأَن الماء يستقرّ فيها.
ويقال: القَرار مُسْتَقَرُّ الماء في الروضة. ابن الأَعرابي: المَقَرَّةُ الحوض الكبير يجمع فيه الماء، والقَرارة القاعُ المستدير، والقَرْقَرة الأَرض الملساء ليست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت غلب عليها اسم التذكير فقالوا قَرْقَرٌ؛ وقال عبيد: تُرْخِي مَرابِعَها في قَرْقَرٍ ضاحِي قال: والقَرَِقُ مثل القَرْقَرِ سواء.
وقال ابن أَحمر: القَرْقَرة وسطُ القاع ووسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فيه ولا دَفَّ ولا حجارة، إِنما هي طين ليست بجبل ولا قُفٍّ، وعَرْضُها نحو من عشرة أَذراع أَو أَقل، وكذلك طولها؛ وقوله عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ هو المكان المطمئن الذي يستقرّ فيه الماء.
ويقال للروضة المنخفضة: القَرارة.
وصار الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه: تَناهَى وثبت.
وقولهم عند شدّة تصيبهم: صابتْ بقُرٍّ أَي صارت الشدّةُ إِلى قَرارها، وربما قالوا: وَقَعَت بقُرٍّ، وقال ثعلب: معناه وقعت في الموضع الذي ينبغي. أَبو عبيد في باب الشدّة: صابتْ بقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال: وإِنما هو مَثَل. الأَصمعي: وقع الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛ وأَنشد:لعَمْرُكَ، ما قَلْبي على أَهله بحُرّ، ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فيأْتيَني بقُرّْ أَي بمُسْتَقَرّه؛ وقال عَدِيُّ بنُ زيد: تُرَجِّيها، وقد وقَعَتْ بقُرٍّ، كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ ويقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك ما كان مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ: كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه، من قُرَّةِ العَْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ أَي كأَنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ فهما مسروران به؛ قال المنذريّ: فعُرِضَ هذا القولُ على ثعلب فقال هذا الكلام أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بالنظر إِلى ما يحب.
ويقال للرجل: قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ. قال ابن سيده: وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هذه أَعلى عن ثعلب، أَعني فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقال: هي مصدر، وقُرُوراً، وهي ضدُّ سَخِنتْ، قال: ولذلك اختار بعضهم أَن يكون قَرَّت فَعِلَت ليجيء بها على بناء ضدّها، قال: واختلفوا في اشتقاق ذلك فقال بعضهم: معناه بَرَدَتْ وانقطع بكاؤها واستحرارُها بالدمع فإِن للسرور دَمْعَةً باردةً وللحزن دمعة حارة، وقيل: هو من القَرارِ، أَي رأَت ما كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ ونامت.
وأَقَرَّ اللهُ عينَه وبعينه، وقيل: أَعطاه حتى تَقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلى من هو فوقه، ويقال: حتى تَبْرُدَ ولا تَسْخَنَ، وقال بعضهم: قَرَّت عينُه مأْخوذ من القَرُور، وهو الدمع البارد يخرج مع الفرح، وقيل: هو من القَرارِ، وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة.
وأَقَرَّ الله عينه: مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، وقيل: أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول واختاره، وقال أَبو طالب: أَقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد: أَقَرَّ به مواليك العُيونا أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا.
وقوله تعالى: فكلي واشربي وقَرِّي عَيناً؛ قال الفراء: جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال: وإِنما نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير.
وعين قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: ما قَرَّت به.
والقُرَّةُ: كل شيء قَرَّت به عينك، والقُرَّةُ: مصدر قَرَّت العين قُرَّةً.
وفي التنزيل العزيز: فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ؛ وقرأَ أَبو هريرة: من قُرَّاتِ أَعْيُن، ورواه عن النبي،صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الاستسقاء: لو رآك لقَرَّتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال: وحقيقته أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة، وقيل: أَقَرَّ الله عينك أَي بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حتى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ إِلى غيره؛ ورجل قَرِيرُ العين وقَرِرْتُ به عيناً فأَنا أَقَرُّ وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ في الموضع مثلها.
ويومُ القَرِّ: اليوم الذي يلي عيد النحر لأَن الناس يَقِرُّونَ في منازلهم، وقيل: لأَنهم يَقِرُّون بمنًى؛ عن كراع، أَي يسكنون ويقيمون.
وفي الحديث: أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم القَرِّ؛ قال أَبو عبيد: أَراد بيوم القَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنًى فسمي يومَ القَرِّ؛ ومنه حديث عثمان: أَقِرُّوا الأَنفس حتى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا الذبائح حتى تُفارقها أَرواحها ولا تُعْجِلُوا سَلْخها وتقطيعها.
وفي حديث البُراق: أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ وأَقَرَّ أَي سكن وانقاد.
ومَقَرُّ الرحم: آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل منه.
وقوله تعالى: فمستقرٌّ ومستودع؛ أَي فلكم في الأَرحام مستقر ولكم في الأَصلاب مستودع، وقرئ: فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ أَي مستقرّ في الرحم، وقيل: مستقرّ في الدنيا موجود، ومستودعَ في الأَصلاب لم يخلق بَعْدُ؛ وقال الليث: المستقر ما ولد من الخلق وظهر على الأَرض، والمستودَع ما في الأَرحام، وقيل: مستقرّها في الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفى في حرف العين، إِن شاءَ الله تعالى، وقيل: مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومستودَع في الثَّرَى.
والقارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة وتكني عنها بها.والقارُورُ: ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل: لا يكون إِلا من الزجاج خاصة.
وقوله تعالى: قَوارِيرَ قواريرَ من فضة؛ قال بعض أَهل العلم: معناه أَوانيَ زُجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير. قال ابن سيده: وهذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف في قوارير الأَخيرة فإِنه زاد الأَلف لتَعْدِلَ رؤوس الآي.
والقارورة: حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة: قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا ابن الأَعرابي: القَوارِيرُ شجر يشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ والموائد.
وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال لأَنْجَشةَ وهو يَحْدُو بالنساء: رِفْقاً بالقَوارير؛ أَراد،صلى الله عليه وسلم، بالقوارير النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمَنْ أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل، وقيل: أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت في المشي واشتدت فأَزعجت الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء يضعفن عن شدة الحركة.
وواحدةُ القوارير: قارورةٌ، سميت بها لاستقرار الشراب فيها.
وفي حديث عليّ: ما أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عملي إِلا هذه القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ الدِّهْقانُ؛ هي تصغير قارورة.
وروي عن الحُطَيْئة أَنه نزل بقوم من العرب في أَهله فسمع شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فقال: أَغْنُوا أَغانيَّ شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزنا.
وسمع سليمانُ ابن عبد الملك غِناءَ راكب ليلاً، وهو في مِضْرَبٍ له، فبعث إِليه من يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى وقال: ما تسمع أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قال: وما شَبَّهْتُه إِلا بالفحل يُرْسَلُ في الإِبل يُهَدِّرُ فيهن فيَضْبَعُهنّ.
والاقْترارُ: تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُّطْبِ، وذلك إِذا هاجت الأَرض ويَبِستْ مُتونُها.
والاقترارُ: استقرارُ ماء الفحل في رحم الناقة؛ قال أَبو ذؤيب: فقد مار فيها نسؤها واقترارها قال ابن سيده: ولا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن يكون مصدراً وإِلا فهو غريب ظريف، وإِنما عبر بذلك عنه أَبو عبيد ولم يكن له بمثل هذا علم، والصحيح أَن الاقترار تَتَبُّعُها في بطون الأَوْدِية النباتَ الذي لم تصبه الشمس.
والاقترارُ: الشِّبَعُ.
وأَقَرَّت الناقةُ: ثبت حملها.
واقْتَرَّ ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ. أَبو زيد: اقترارُ ماء الفحل في الرحم أَن تبولَ في رجليها، وذلك من خُثورة البول بما جرى في لحمها. تقول: قد اقْتَرَّت، وقد اقْتَرَّ المالُ إثذا شَبِعَ. يقال ذلك في الناس وغيرهم.
وناقة مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته في رحمها ولم تُلْقِه.
والإِقرارُ: الإِذعانُ للحق والاعترافُ به. أَقَرَّ بالحق أَي اعترف به.
وقد قَرَّرَه عليه وقَرَّره بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ.
والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ وقال امرؤ القيس: فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني وقيل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء.
والقَرارُ: الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَسْرَعْت في قَرارِ، كأَنما ضِرارِي أَرَدْتِ يا جَعارِ وخصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ.
وقال الأَصمعي: القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ، وهو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه. الأَصمعي: القَرار النَّقَدُ من الشاء وهي صغارٌ، وأَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ وأَنشد لعلقمة بن عبدة: والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ به، على نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ أَي يقل عند ذا ويكثر عند ذا.
والقُرَرُ: الحَسا، واحدتها قُرَّة؛ حكاها أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري أَيَّ الحَسا عنى أَحَسَا الماء أَم غيره من الشراب.
وطَوَى الثَّوْبَ على قَرِّه: كقولك على غَرّه أَي على كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثوب.
والمَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ،وبه قبر غالب أَبي الفرزدق وقبر امرأَة جرير؛ قال الراعي: فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وهنّ خُوصٌ، على رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا وقيل: المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ.
وقال خالدُ بن جَبَلَة: زعم النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جبل لبني تميم.
وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً: قَطَعتْ صوتَها وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين.
والقِرِّيَّة: الحَوْصلة مثل الجِرِّيَّة.
والقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قال ابن أَحمر: كالقَرِّ بين قَوادِمٍ زُعْرِ قال ابن بري: هذا العَجُزُ مُغَيَّر، قال: وصواب إِنشاد البيت على ما روته الرواة في شعره: حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ فَيَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً، ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ قال هذا يصف ظليماً.
وبنو غزوان: حيّ من الجن، يريد أَن جُؤْجُؤَ هذا الظليم أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ: القليلة الشعر.
ودَفَّاه: جناحاه، والهاء في له ضمير البيض، أَي يجعل جناجيه حرساً لبيضه ويضمه إِلى نحره، وهو معنى قوله يلجئه إِلى النحر.
وقُرَّى وقُرَّانُ: موضعان.
والقَرْقَرة: الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ.
والقَرْقَرة: الهدير، والجمع القَراقِرُ.
والقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دعاء الشاء والحمير؛ قال شِظَاظٌ: رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد القَرْقَره أَي سبيتها فحوّلتها إِلى ما لم تعرفه.
وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة: هَدَر، وذلك إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، والاسم القَرْقارُ. يقال: بعير قَرْقارُ الهَدِير صافي الصوت في هَديرِه؛ قال حُمَيدٌ: جاءت بها الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها سُدًى، بين قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما وقولهم: قَرْقارِ، بُنِيَ على الكسر وهو معدول، قال: ولم يسمع العدل من الرباعي إِلا في عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِيُّ: حتى إِذا كان على مَطارِ يُمناه، واليُسْرى على الثَّرْثارِ قالت له ريحُ الصَّبا: قَرْقارِ، واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ يريد: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السحاب بذلك.
ومَطارِ والثَّرْثارُ: موضعان؛ يقول: حتى إِذا صار يُمْنى السحاب على مَطارِ ويُسْراه على الثَّرْثارِ قالت له ريح الصَّبا: صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت الرعد، وهو قَرْقَرَته، والمعنى ضربته ريح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها قالت له وإِن كانت لا تقول.
وقوله: واختلط المعروف بالإِنكار أَي اختلط ما عرف من الدار بما أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم يعرف منها المكان المعروف من غيره.
والقَرْقَرة: نوع من الضحك، وجعلوا حكاية صوت الريح قَرْقاراً.
وفي الحديث: لا بأْس بالتبسم ما لم يُقَرْقِرْ؛ القَرْقَرة: الضحك لعالي.
والقَرْقَرة: لقب سعد الذي كان يضحك منه النعمان بن المنذر.
والقَرْقَرة: من أَصوات الحمام، وقد قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قال ابن جني: القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جعله رُباعيّاً، والقَرْقارَة: إِناء، سيت بذلك لقَرْقَرَتها.
وقَرْقَرَ الشرابُ في حلقه: صَوَّت.
وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قال شمر: القَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، والقَرْقَرة نحو القَهْقهة، والقَرْقَرة قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، والقَرْقَر قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، وهو القَرْقَرِيرُ.
ورجل قُرارِيٌّ: جَهيرُ الصوت؛ وأَنشد: قد كان هَدَّاراً قُراقِرِيَّا والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ: الحَسَنُ الصوت؛ قال: فيها عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر ومنه: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جيد الصوت من القَرْقَرة؛ قال الراجز: أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا، من بعدِ ما كان قُراقِرِيّا، فمن يُنادي بعدَك المَطِيّاف والقُراقِرُ: فرس عامر بن قيس؛ قال: وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا والقَرارِيُّ: الحَضَريّ الذي لا يَنْتَجِعُ يكون من أَهل الأَمصار، وقيل: إِن كل صانع عند العرب قَرارِيّ.
والقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قال الأَعشى: يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ قال: يريد الخَيَّاطَ؛ وقد جعله الراعي قَصَّاباً فقال: ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه، كما سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا ابن الأَعرابي: يقال للخياط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وهو البَيطَرُ والشَّاصِرُ.
والقُرْقُورُ: ضرب من السفن، وقيل: هي السفينة العظيمة أَو الطويلة، والقُرْقُورُ من أَطول السفن، وجمعه قَراقير؛ ومنه قول النابغة: قَراقِيرُ النَّبيطِ على التِّلالِ وفي حديث صاحب الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه في قُرْقُورٍ؛ قال: هو السفينة العظيمة.
وفي الحديث: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب شهداءُ البحر في قَراقيرَ من دُرّ.
وفي حديث موسى، عليه السلام: رَكِبُوا القَراقِيرَ حتى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسى.
وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ: مواضع كلها بأَعيانها معروفة.
وقُرَّانُ: قرية باليمامة ذات نخل وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قال علقمة:سُلاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها ذُو فِيئَةٍ، من نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ ابن سيده: قُراقِرُ وقَرْقَرى، على فَعْلَلى، موضعان، وقيل: قُراقِرُ، على فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعينه، ومنه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال الشاعر:وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ، مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ قال ابن بري: البيت للأَعشى، وصواب إِنشاده: هُمُ ضربوا؛ وقبله: فِدًى لبني دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي، وراكبُها يومَ اللقاء، وقَلَّتِ قال: هذا يذكِّر فعل بني ذهل يوم ذي قار وجعل النصر لهم خاصة دون بني بكر بن وائل.
والهامُرْزُ: رجل من العجم، وهو قائد من قُوَّاد كِسْرى.
وقُراقِرُ: خلف البصرة ودون الكوفة قريب من ذي قار، والضمير في قلت يعود على الفدية أَي قَلَّ لهم أَن أَفديهم بنفسي وناقتي.
وفي الحديث ذكر قُراقِرَ، بضم القاف الأُولى، وهي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد، وهي بفتح القاف، موضع من أَعراض المدينة لآل الحسن بن عليّ، عليهما السلام.
والقَرْقَرُ: الظهر.
وفي الحديث: ركب أَتاناً عليها قَرْصَف لم يبق منه إِلا قَرْقَرُها أَي ظهرها.
والقَرْقَرَةُ: جلدة الوجه.
وفي الحديث: فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ منه سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وجهه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروي. قَرقَرَةُ وجهه أَي جلدته.
والقَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، وقيل: إِنما هي رَقْرَقَةُ وجهه، وهو ما تَرَقْرَقَ من محاسنه.
ويروى: فَرْوَةُ وجهه، بالفاء؛ وقال الزمخشري: أَراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل للصحراء البارزة: قَرْقَرٌ.
والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ: أَرض مطمئنة لينة.والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قال لبيد: وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ، يَعْدُو عليها، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ الجَوارِنُ: الدروع. ابن السكيت: فلان يأْتي فلاناً القَرَّتين أَي يأْتيه بالغداة والعَشِيّ.
وأَيوب بن القِرِّيَّةِ: أَحدُ الفصحاء.
والقُرَّةُ: الضِّفْدَعَة وقُرَّانُ: اسم رجل.
وقُرَّانُ في شعر أَبي ذؤيب: اسم وادٍ. ابن الأَعرابي: القُرَيْرَةُ تصغير القُرَّة، وهي ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة الغنائم فتنحر وتُصْلَح ويأْكلها الناس يقال لها قُرَّة العين. يقال ابن الكلبي: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وذلك أَن أَهل اليمن كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًى وَضَع كلُّ رجل على رأْسه قُبْضَةَ دقيق فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق ويجعلون ذلك الدقيق صدقة فكان ناس من أَسد وقيس يأْخذون ذلك الشعر بدقيقة فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛ وأَنشد لمعاوية بن أَبي معاوية الجَرْمي: أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ، مع الشَّعْرِ، في قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ إِذا قُرَّةٌ جاءت يقولُ: أُصِبْ بها سِوى القَمْلِ، إِني من هَوازِنَ ضارِعُ التهذيب: الليث: العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما قالوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، ورجل رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وفلان دَخيلُ فلان ودُخْلُله، والياء في رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛ وأَنشد يصف إِبلاً وشُرْبَها: كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قال: قِرِرْ فأَظهر حرفي التضعيف، فإِذا صَرَّفوا ذلك في الفعل قالوا: قَرْقَرَ فيظهرون حرف المضاعف لظهور الراءين في قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ يَصِرُّ صَرِيراً، وإِذا خفف الراء وأَظهر الحرفين جميعاً تحوّل الصوت من المد إِلى الترجيع فضوعف، لأَن الترجيع يُضاعَفُ كله في تصريف الفعل إِذا رجع الصائت، قالوا: صَرْصَر وصَلْصَل، على توهم المدّ في حال، والترجيع في حال. التهذيب: واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق المصدر.
ويقال للسفينة: القُرْقُور والصُّرْصُور.

السِّرُّ (القاموس المحيط) [50]


السِّرُّ: ما يُكْتَمُ،
كالسَّرِيرَةِ
ج: أسرارٌ وسَرائِرُ، والجِماعُ، والذَّكَرُ، والنِّكاحُ، والإِفصاح به، والزِنا، وفَرْجُ المرأة، ومُسْتَهَلُّ الشهرِ أو آخرُه أو وسَطُه، والأصلُ، والأرضُ الكريمةُ، وجَوْفُ كلِّ شيءٍ ولُبُّه، ومَحْضُ النَّسَبِ وأفْضَلُهُ،
كالسَّرارِ والسَّرارَةِ، بفتحهما، وواحِدُ إسرارُ الكَفِّ لِخطوطها كالسَّرَرِ ويُضَمَّانِ والسِّرارِ
وجج أساريرُ وبَطْنُ الوادي وأطْيَبُهُ وما طابَ منَ الأرْضِ وكَرُمَ وخالِصُ كلِّ شيءٍ بيِّنُ السَّرارةِ بالفَتحِ ووادٍ بِطَريقِ حاجِّ البَصرَةِ طولُهُ ثلاثَةُ أيامٍ ومِخلافٌ باليَمَنِ
وع ببلاد تَميمٍ ووادٍ في بَطنِ الحِلَّةِ كالسَّرارِ والسَّرارةِ بِفَتحِهِما وع بنَجْدٍ لأَسَدٍ.
والسُّرُّ، بالضم: ة بالرَّيِّ، منها زيادُ بنُ علِيٍّ،
وع بالحِجازِ بِديارِ مُزَيْنَةَ.
وسُرَّاءُ، ممدودَةً مُشدَّدَةً مضمومةً وتفتحُ: ماءٌ عند . . . أكمل المادة وادِي سَلْمَى، وبُرْقَةٌ عند وادِي أُرُلٍ، واسمٌ لسُرَّ من رَأى.
وسِرارٌ، ككِتابٍ: ع بالحِجازِ، وماءٌ قربَ اليمامةِ، أو عينٌ بِبلادِ تَميمٍ.
والسَّرِيرُ، كأميرٍ: ع بدِيارِ بني دارِمٍ أو بني كِنانةَ، ومَمْلَكَةٌ بين بلادِ اللاَّنِ، وبابِ الأبوابِ، لها سلطانٌ برأسِهِ ومِلَّةٌ ودِينٌ مُفْرَدٌ، ووادٍ.
والأسارِيرُ: محاسنُ الوجهِ والخَدَّانِ والوَجْنَتانِ.
وسَرَّهُ سُرُوراً وسُرّاً، بالضم، وسُرَّى، كبُشْرَى، وتَسِرَّةً ومَسَرَّةً: أفْرَحَه، وسُرَّ هو، بالضم، والاسمُ: السَّرُورُ، بالفتح،
و~ الزَّنْدَ سَرّاً، بالفتح: جَعَلَ في طَرَفِهِ عُوداً ليَقْدَحَ به، ويقالُ: سُرَّزَنْدَكَ فإنه
أسَرُّ، أي: أجْوَفُ،
و~ الصبيَّ: قَطَعَ سُرَّه، وهو ما تَقْطَعُهُ القابِلةُ من سُرَّتِهِ،
كالسَّرَرِ والسُّرُرِ
ج: أسِرَّةٌ، وجمعُ السُّرَّةِ: سُرَرٌ وسُرَّاتٌ.
وسَرَّ يَسَرُّ، بفتحهما: اشْتَكاها.
وسُرُّ من رأى، بضم السينِ والراءِ، أي: سُرورٌ، وبفتحهما وبفتح الأولِ وضم الثاني، وسامَرَّا، ومَدَّه البُحْتُرِيُّ في الشِّعْرِ، أو كِلاهُما لَحْنٌ.
وساءَ من رَأى: د، لمَّا شَرَعَ في بنائِهِ المُعْتَصِمُ، ثَقُلَ ذلك على عسكرِهِ، فلما انْتَقَلَ بهم إليها، سُرَّ كلٌّ منهم برُؤْيَتِها، فَلَزِمَها هذا الاسمُ، والنِّسْبَةُ: سُرَّمَرِّيٌّ وسامَرِّيُّ وسُرِّيٌّ، ومنه الحسنُ بنُ عليِّ بنِ زِيادٍ المُحَدِّثُ السُّرِّيُّ.
والسُّرَرُ، كصُرَدٍ: ع.
وكعنبٍ: ما على الكَمْأَةِ من القُشورِ والطينِ،
وع قربَ مكةَ، كانت به شجرةٌ سُرَّ تحتَها سبعونَ نَبيّاً، أي: قُطِعَتْ سُرَرُهمْ، أي: ولِدُوا.
وسَرَارَةُ الوادِي: أفضلُ مواضِعِهِ،
كسُرَّتِهِ وسِرِّه وسَرارِهِ.
والسُّرِّيَّةُ، بالضم: الأمَةُ التي بوَّأْتَها بيتاً، منسوبةٌ إلى السِّرِّ، بالكسر للجماعِ، من تغييرِ النسبِ، وقد تَسَرَّرَ وتَسَرَّى واسْتَسَرَّ.
والسَّرِيرُ: م
ج: أسرَّةٌ وسُرُرٌ، ومُسْتَقَرُّ الرأسِ في العُنُقِ، والمُلْكُ، والنِّعْمَةُ، وخَفْضُ العَيْشِ، والنَّعْشُ قبل أن يُحْمَلَ عليه الميتُ، وما على الأَكَمَةِ من الرمْلِ، والمُضْطَجَعُ، وشَحْمةُ البَرْدِيِّ.
وكزُبَيْرٍ: وادٍ بالحجازِ، وفُرْضَةُ سُفُنِ الحَبَشةِ الوارِدَةِ على المدينةِ بقربِ الجارِ.
والمَسَرَّةُ: أطرافُ الرَّياحينِ،
كالسُّرُورِ.
وسَرَّهُ: حَيَّاه بها، وبكسر الميمِ: الآلَةُ يُسارُّ فيها، كالطُّومارِ.
والسَّرَّاءُ: المَسَرَّةُ،
كالسَّارُوراءِ، وناقةٌ بها السَّرَرُ، وهو وجَعٌ يأخُذُ البعيرَ في كِرْكِرَتِهِ من دَبَرةٍ، والبعيرُ أسَرُّ، والقَناةُ الجَوْفاءُ بَيِّنَةُ السَّرَرِ،
و~ من الأراضِي: الطَّيِّبَةُ.
والسَّرارُ، كسحابٍ: السَّيَابُ،
و~ من الشَّهْرِ: آخرُ ليلةٍ منه،
كسِرارِهِ وسَرَرِهِ.
وأسَرَّه: كَتَمَه، وأظْهَرَه، ضِدٌّ،
و~ إليه حديثاً: أفْضَى.
وسُرَّةُ الحَوْضِ، بالضم: مُسْتَقَرُّ الماءِ في أقْصاهُ.
والسُّرُرُ من النَّباتِ، بضمتينِ: أطرافُ سُوقِهِ العُلَى.
وامرأةٌ سُرَّةٌ وسارَّةٌ: تَسُرُّكَ.
ورَجُلٌ بَرٌّ سَرٌّ: يَبَرُّ ويَسُرُّ، وقومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ.
والسُّرْسُورُ: الفَطِنُ العالمُ الدَّخَّالُ في الأمورِ، ونَصْلُ المِغْزَلِ، والحبيبُ، والخاصَّةُ من الصِّحابِ.
وهو سُرْسورُ مالٍ: مُصْلِحٌ له.
وسُرْسورُ، بالضم: د بِقُهُسْتانَ.
وسَرَّرَه الماءُ تَسْريراً: بَلَغَ سُرَّتَه.
وسارَّهُ في أذُنِهِ وتَسارُّوا: تَناجَوْا.
واسْتَسَرُّوا: اسْتَتَرُوا.
والتَّسَرْسُرُ في الثوبِ: التَّهَلْهُلُ.
وسَرْسَرَ الشَّفْرَةَ: حَدَّدَها.
والأَسَرُّ: الدَّخِيلُ.
ومَسَارُّ: حِصْنٌ باليمنِ، وتخفيفُ الراءِ لَحْنٌ.
وسَرَّ جاهِلاً: لَقَبٌ، كتَأَبَّطَ شَرّاً.
ووُلِدَ له ثلاثةٌ على سِرٍّ وعلى سِرَرٍ، بكسرهما: وهو أن تُقْطَعَ سُرَرُهُم أشْباهاً، لا تَخْلِطُهُمْ أنْثَى.
ورَتْقَةُ السِّرَّيْنِ: ة على الساحلِ بين حَلْيٍ وجُدَّةَ.
وأبو سُرَيْرَةَ كأَبِي هُرَيرَةَ: هِمْيانُ محدثٌ.
ومنصورُ بنُ أبي سُرَيْرَةَ: شيخٌ لابنِ المُبارَكِ.
وسَرَّى، كسَكْرَى: بنتُ نَبْهانَ الغَنوِيَّةُ صحابِيَّةٌ.
وسِرِّينٌ، كسِجِّينٍ: ع بمكةَ، منه موسى بنُ محمدِ بنِ كثيرٍ شيخُ الطَّبَرانِيِّ.

سرر (الصّحّاح في اللغة) [50]


السِرُّ: الذي يُكْتَمُ، والجمع الأسرار.
والسَريرة مثله، والجمع السَرائر.
والسِرُّ: الجِماعُ.
والسِرُّ: الذَكَرُ.
وسِرُّ النسب: مَحْضُهُ وأَفْضَلُهُ.
ومَصْدَرُهُ: السَرارَةُ بالفتح. يقال: هو في سِرِّ قومه، أي في أَوْسَطِهِمْ.
وسِرُّ الوادي: أفضلُ مَوْضِعٍ فيه والجمع أَسِرَّةٌ.
وكذلك سَرارَة الوادي، والجمع سَرارٌ. قال الشاعر:
أَكُنْ منها تَخومَةَ والسَرارا      فإنْ أَفْخَرْ بِمَجْدِ بني سُلَـيْمٍ

 والسُرُّ بالضم: ما تَقْطَعُهُ القابلة من سُرَّةِ الصَبيِّ. يقال: عَرَفْتُ ذاك قبل أن يُقْطَعَ سُرُّكَ، ولا تَقُلْ سُرَّتُكَ، لأنَّ السُرَّة لا تُقْطَعُ، وإنما هي المَوْضِعُ الذي قُطِعَ منه السُرُّ.
والسَرَرُ والسِرَرُ بفتح السين وكسرها لُغَةٌ في السُرِّ. يقال: قُطِعَ سَرَرُ الصَبيِّ وسِرَرُهُ، وجمعه أَسِرَّةٌ.
وجمع السُرَّةِ سُرَرٌ وسُرَّاتٌ.
وسَرَرْتُ الصَبِيَّ أَسُرُّهُ سَرَّاً، إذا قَطعْتَ سُرَّهُ.
والسُرَّة: وَسَط الوادي.
والسُرِّيَّةُ: الأَمَةُ . . . أكمل المادة التي بَوَّأتَها بَيْتاً والجمع السَرارِيّ. يقال: تَسَرَّرْتُ جارية، وتسرّيْتُ أيضاً.
والسُرور: خلاف الحُزْنِ. تقول: سرَّني فُلاَنٌ مَسَرَّةً.
وسُرَّ هو، على ما لم يُسَمَّ فاعله.
والسَريرُ، جمعه أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ.
والسَريرُ أيضاً: مستقَرّ الرأسِ في العُنُقِ.
وقد يعبَّر بالسرير عن المُلْكِ والنَعْمَةِ.
وسَرَرُ الشِهْرِ بالتحريك: آخر ليلة منه، وكذلك سَرارُهُ وسِرارُه.
وهو مُشْتَقٌّ من قولهم: اسْتَسَرَّ القَمَرَ، أي خَفيَ ليلةَ السَرارِ، فرُبَّما كان ليلةً وربما كان ليلتين.
والسِرَرُ بالكسر: ما على الكَمْأَةِ من القشورِ والطين، والجمع أسْرار.
والسَرَرُ أيضاً: واحد أسرار الكَفِّ والجَبْهَةِ، وهو خُطوطُها. قال الأعشى:
هَلْ أَنْتَ إنْ أَوْعَدْتَني ضائِري      فانْظُرْ إلى كَفٍّ وأَسْرارِهـا

وجمع الجمع أساريرُ.
وفي الحديث: "تبرق أسارير وَجْهِهِ".
وكذلك السِرارُ لغة في السِرَرِ، وجمعه أَسِرَّةٌ قال عنترة:
قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَمالِ مُفَدَّمِ      بزُجاجَةٍ صَفْـراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

وسَرَّه: طَعَنَهُ في سُرَّتِهِ. قال الشاعر:
وإنْ أَدْبَروا فَهُمُ مَنْ نَسُبّْ      نَسُرُّهُمْ إن هُمُ أَقْـبَـلـوا

أي نَطْعُن في سُبَّتِهم.
وسَرَرْتُ الزَنْدَ أَسُرُّهُ سَرَّاً، إذا جَعَلْتَ في طرفه عُوَيْداً تُدْخِلُهُ في قلبه لِتَقْدَحَ به. يقال: سُرَّ زَندك فإنَّه أسرُّ، أي أجوف.
ومنه قيل: قناةٌ سَرَّاءُ، أي جَوْفاءُ بَيِّنَةُ السَرَرِ.
والأَسَرُّ: الدَخيلُ. قال لبيد:
رَئيسٌ لا أَسَرُّ ولا سَـنـيدُ      وجَدِّي فارِسُ الرَعْشاءِ منهم

وبعير أَسَرُّ، إذا كانت بِكْر كِرته دَبَرَةٌ، بيِّن السَرَر.
والسَرَّاءُ: الرَخاءُ؛ وهو نَقيضُ الضَرَّاءِ.
ورجل بَرٌّ سَرٌّ، أي يَبَرُ ويَسُرُّ.
وقوم بَرُّونَ سَرَّونَ.
وأَسْرَرْتُ الشيء: كَتَمْتُهُ، وأَعْلَنْتُهُ أيضاً، فهو من الأضداد.
والوَجْهانِ جميعاً يُفَسَّرانِ في قوله تعالى: "وأَسَرَّوا النَدامةَ لَمَّا رَأَوْا العَذابَ" وكذلك في قول امرئ القيس:
عَلَيَّ حِراصاً لو يُسِرُّونَ مَقْتَلي      تضجاوَزْتُ أَحْراساً إليها ومَعْشَراً

وأَسَرَّ إليه حَدِيثاً، أي أَفْضَى.
وأَسْرَرْتُ إليه المَوَدَّةَ وبالمَوَدَّةِ.
وسارَّهُ في أُذُنِهِ مُسارَّةً وسِراراً.
وتَسارُّوا أي تناجَوْا.
والمِسَرَّةُ: الآلة التي يُسَارُّ فيها، كالطُومارِ.

قرر (الصّحّاح في اللغة) [50]


القَرارُ: المستقِرُّ من الأرض.
والقَرارِيُّ: الخيَّاط. قال الأعشى: يَشُقُّ الأمورَ ويَجْتابها=كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَدَنْ الأصمعيّ: القَرارُ والقَرارَةُ: النَقَدُ، وهو ضربٌ من الغنم قصار الأرجل قباحُ الوجوه.
والقَرارَةُ: القاع المستدير. قال أبو عبيد: القَرُّ مركبٌ للرجال بين الرَحْلِ والسرجِ.
وقال غيره: القَرُّ: الهودجُ.
وقال امرؤ القيس:
على حَرَجٍ كالقَرِّ تخفِقُ أكْفاني      فإمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جـابـرٍ

والقَرُّ: الفَرُّوجةُ. قال ابن أحمر:
      كالقَرِّ بين قوادِمٍ زُعْرِ

ويومُ القَرِّ: اليوم الذي بعد يوم النَحر، لأنَّ الناس يَقَرُّونَ في منازلهم.
والقَرَّتانِ: الغداة والعشيّ. قال لبيد:
يعدو عليها القَرَّتَيْنِ غُلامُ      وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ

الجَوارِنُ: الدروع.
ويومٌ قَرٌّ وليلةٌ قَرَّةٌ، أي باردة.
والقُرُّ بالضم: البرد.
والقُرُّ أيضاً: القَرارُ.
ومنه قولهم عند . . . أكمل المادة شِدَّةٍ تصيبهن: صابتْ بِقُرٍّ، أي صارت الشدة في قرارها.
وربَّما قالوا: وقعت بِقُرٍّ. قال عديُّ بن زيد:
كما تَرْجو أصاغِرَها عَتيبُ      تُرَجِّيها وقد وَقَعَتْ بِـقُـرٍّ

والقَرارَةُ: ما يصبُّ في القِدر من الماء بعد الطبخ لئلا تحترق.
وأمَّا ما يلتزق بأسفل القِدر فهي القُرورَةُ بضم القاف والراء، عن أبي عبيدة.
وكان الفراء يفتح الراء.
والقِرَّةُ بالكسر: البَرْدُ. يقال: أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ.
وربَّما قالوا: أجد حِرَّةً على قِرَّةٍ.
ويقال أيضاً: ذهبتْ قِرَّتُها، أي الوقت الذي يأتي فيه المرض، والهاء للعلَّة.
والقِرِّيَّةُ: الحوصلةُ، مثل الجِرِّيَّةِ.
والقارورَةُ: واحدة القواريرِ من الزجاج.
والقارورُ: الماء البارد يُغتسل به.
وقَرَرْتُ القِدرَ أَقُرُّها قَرًّا، إذا صببت فيها القُرارَةُ لئلا تحترق.
وقَرَرْتُ على رأسه دَلواً من ماءٍ بتردٍ، أي صببتُ.
وقَرَّ الحديثَ في أذنه يَقُرُّهُ، كأنَّه صبَّه فيها.
وقَرَّ يومنا من القَرِّ.
ويومٌ قارٌّ وقَرٌّ، وليلةٌ قارَّةٌ وقرَّةٌ.
والقَرارُ في المكان: الاستقرار فيه. تقول منه: قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أقَرُّ قَراراً، وقَرَرْتُ أيضاً بالفتح أقِرُّ قَراراً وقُروراً.
وقَرَرْتُ به عيناً وقَرِرْتُ به عيناً قُرَّةً وقُروراً فيهما.
ورجلٌ قريرُ العين، وقد قرَّت عينه تَقِرُّ وتَقَرُّ: نقيض سخُنتْ.
وأقَرَّ الله عينَه، أي أعطاه حتَّى تَقَرَّ فلا تطمح إلى من هو فوقه.
ويقال: حتَّى تبرد ولا تسخن. فللسرور دمعةٌ باردة، وللحزن دمعة حارَّةٌ.
وقارَّه مُقارَّةً، أي قَرَّ معه وسكن.
وفي الحديث: "قارُّوا الصلاةَ"، وهو من القَرارِ لا من الوقار.
وأقَرَّ بالحق: اعترف به.
وقَرَّرَهُ بالحقّ غيره حتَّى أقَرَّ.
وأقَرَّهُ في مكانه فاستقرَّ.
وأقْرَرْتُ هذا الأمر تَفْرارَةً وتَقِرَّةً.
وأقَرَّتِ الناقةُ، إذا ثبت حملها.
وأقَرَّهُ الله من القُرِّ، فهو مقرورٌ على غير قياس، كأنَّه بني على قُرٍّ.
وتقريرُ الإنسان بالشيء: حمله على الإقرارِ به.
وتقريرُ الشيء: جعله في قَرارِهِ.
وقَرَّرْتُ عنده الخبرَ حتَّى اسْتَقَرَّ.
وفلانٌ ما يَتَقارُّ في مكانه، أي ما يستقرُّ.

القُرُّ (القاموس المحيط) [50]


القُرُّ، بالضم: البَرْدُ، أو يُخَصُّ بالشتاءِ.
والقِرَّةُ، بالكسر: ما أصابَكَ من القُرِّ، وبالضم: الضِّفْدِعُ، ويُثَلَّثُ،
وة قُرْبَ القَادِسيَّةِ، والدُّفْعَةُ، ومنه:
قَرَّرَتِ الناقةُ: رَمَتْ بِبولِها قُرَّةً قُرَّةً.
وقُرَّةُ العَيْنِ: جِرْجِيرُ الماءِ.
وقُرَّ الرجلُ، بالضم: أصابَهُ القُرُّ.
وأقَرَّهُ اللّهُ تعالى، وهو مَقْرُورٌ، ولا تَقُلْ: قَرَّهُ.
وأقَرَّ: دَخَلَ فيه.
ويَوْمٌ مَقْرُورٌ وقَرٌّ: باردٌ.
وليلةٌ قَرَّةٌ.
وقدْ قَرَّ يَقَرُّ، مُثَلَّثَةَ القافِ.
والقُرَارةُ، بالضم: ما بَقِيَ في القِدْرِ، أو ما لَزِقَ بأسفَلِها من مَرَقٍ أو حُطامٍ تابَلٍ وغيرِهِ،
كالقُرُورَةِ والقُرَّةِ، بضمهما،
والقُرُرَةِ، بضمتين وكهُمزةٍ.
وقَرَّ القِدْرَ: صَبَّ فيها ماءً بارداً.
والقُرُورَةُ، بالضم،
والقَرَرَةُ، محركةً،
والقَرَارَةُ، مُثَلَّثَةً: اسمُ ذلك الماءِ.
وتَقَرَّرَتِ الإِبِلُ: صَبَّتْ بَوْلَها على أرجُلِها، وأكَلَتِ . . . أكمل المادة اليَبِيسَ فَتَخَثَّرَتْ أبوالُها.
وقَرَّتْ تَقِرُّ: نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ،
و~ الحَيَّةُ قَريراً: صَوَّتَتْ،
و~ عَيْنُهُ تَقَرُّ، بالكسر والفتح، قَرَّةً، وتُضَمُّ،
وقُرُوراً: بَرَدَتْ، وانْقَطَعَ بُكاؤُها، أوْ رَأتْ ما كانَتْ مُتَشَوِّفةً إليه،
و~ الدَّجَاجَةُ تَقِرُّ قَرّاً وقَريراً: قَطَعَتْ صَوْتَها،
و~ الكلامَ في أُذُنِه قَرّاً: فَرَّغَهُ، أوْ سَارَّهُ،
و~ عليه الماءَ: صَبَّهُ،
و~ بالمَكانِ يَقَرُّ، بالكسر والفتح، قَراراً وقُرُوراً وقَرّاً وتَقِرَّةً: ثَبَتَ، وسَكَنَ،
كاسْتَقَرَّ وتَقَارَّ.
وأقَرَّهُ فيه وعليه وقَرَّرَهُ.
والقَرُورُ، كَصَبُورٍ: الماءُ الباردُ، والمرأةُ تَقَرُّ لما يُصْنَعُ بها، لا تَرُدُّ المُقَبِّلَ والمُرَاوِدَ.
والقَرَارُ والقَرَارَةُ: ما قُرَّ فيه، والمُطْمَئِنُّ من الأرضِ، والغَنَمُ، أو يُخَصَّانِ بالضَّأنِ أو النَّقَدِ.
وأقَرَّ اللّهُ عَيْنَهُ وبِعَيْنِهِ.
وعَيْنٌ قَريرَةٌ وقارَّةٌ.
وقُرَّتُها: ما قَرَّتْ به.
ويَومُ القَرِّ: يَلِي يَومَ النحرِ، لأَنَّهُم يَقَرُّونَ فيه بمنى.
ومَقَرُّ الرَّحِمِ: آخِرُها.
ومُسْتَقَرُّ الحَمْلِ: منه.
والقَارُورَةُ: حَدَقَةُ العَيْنِ، وما قَرَّ فيه الشَّرابُ ونحوُهُ، أو يُخَصُّ بالزُّجَاجِ.
و{قَوَاريرَ مِنْ فِضَّةٍ} أي من زُجَاجٍ في بَياضِ الفِضَّةِ، وصَفَاءِ الزُّجَاجِ.
والاقْتِرَارُ: اسْتِقْرَارُ ماءِ الفَحْلِ في رَحِمِ الناقةِ، وتَتَبُّعُ ما في بَطْنِ الوادي من باقي الرُّطْبِ، والشِّبَعُ، والسِّمَنُ، أو نِهايَتُهُ، والائْتِدامُ بالقُرارَةِ، والاغْتِسالُ بالقَرُورِ.
وناقةٌ مُقِرٌّ، بالضم وكسر القافِ: عَقَدَتْ ماءَ الفَحْلِ، فأَمْسَكَتْهُ في رَحِمِها.
والإِقْرارُ: الإِذْعانُ للحَقِّ.
وقد قَرَّرَهُ عليه.
والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرِّجالِ، والهَوْدَجُ، والفَرُّوجَةُ،
وع.
والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ.
وكصُرَدٍ: الحَسا.
وقَرُّ الثَّوْبِ: غَرُّهُ.
والمَقَرُّ: ع.
والقُرَّى: الشِّدَّةُ الواقِعَةُ بعدَ تَوَقِّيها، وع، أو وادٍ.
وقُرَّانُ، بالضم: رجلٌ، ووادٍ بين مكةَ والمدينةِ،
وة باليمامةِ،
وة قُرْبَ مكةَ بمَرِّ الظَّهْرانِ، وقَصَبَةٌ بِأذْرَبِيجانَ.
والقَرْقَرَةُ: الضَّحِكُ إذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ، وهَدِيرُ البعيرِ، والاسمُ: القَرْقارُ، وصَوْتُ الحَمامِ،
كالقَرْقَريرِ، وأرضٌ مُطْمَئِنَّةٌ ليِّنَةٌ،
كالقَرْقَرِ، ولَقَبُ سعدٍ هازلِ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ،
و~ من الوَجْهِ: ظاهرُهُ، أو ما بَدا من مَحاسِنِهِ.
والقَرْقارُ: إناءٌ، وبالهاءِ: الشِّقْشِقَةُ.
والقُراقِرُ، كعُلابِطٍ: الحادِي الحَسَنُ الصَّوْتِ،
كالقُراقِرِيِّ، بالضم، وفرسٌ لعامِرِ بنِ قَيْسٍ، وسَيْفُ ابنِ عامِرِ بنِ يزيدَ الكِنانِيِّ، وفرسُ أشْجَعَ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ،
وع بين الكوفةِ وواسِطَ،
وع بالسَّماوَةِ، وقاعٌ بالدَّهْناءِ، وبهاءٍ: الشِّقْشِقَةُ، وماءَةٌ بنَجْدٍ، والكثيرةُ الكلامِ.
وقُراقِرِيٌّ، بالضم: ع.
وقَراقِرُ، بالفتح: من أعْراضِ المدينةِ.
والقُرْقُورُ، كعُصْفُورٍ: السفينةُ، أو الطويلةُ، أو العظيمةُ.
والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ،
كالقِرْقِرَّى، كفِعْفِلَّى، والقاعُ الأَمْلَسُ، ولِباسُ المرأةِ،
و~ من البَلْدَةِ: نَواحِيها الظاهِرَةُ.
والقِرِّيَّةُ، كجِرِّيَّةٍ: الحَوْصَلَةُ، ولَقَبُ جُماعَةَ بنتِ جُشَمَ أمِّ أيُّوبَ بنِ يزيدَ الفَصيحِ المَعْرُوفِ.
والقَرارِيُّ: الخَيَّاطُ، والقَصَّابُ، والحَضَرِيُّ الذي لا يَنْتَجِعُ، أو كلُّ صانِعٍ.
وقَرْقارِ، مَبْنِيَّةً على الكسر، أي: اسْتَقِرِّي.
والمَقَرَّةُ: الحَوْضُ الصغيرُ، والجَرَّةُ الصغيرَةُ، يَمانِيَّةٌ.
والقَرارَةُ: القصيرُ، والقاعُ المُسْتَديرُ.
والقَرُورَةُ: الحَقيرُ.
والقَرَوْرَى: الفرسُ المَديدُ الطويلُ القوَائِمِ،
وع بين الحاجِرِ والنُّقْرَةِ.
ويقالُ عند المُصيبةِ الشديدةِ:
وقَعَتْ بِقُرٍّ، بالضم، أي: صارَتْ في قَرارِها.
وقارَّهُ مُقارَّةً: قَرَّ معه، ومنه قولُ ابنِ مَسعودٍ: قارُّوا الصلاةَ.
وأقَرَّهُ في مكانِهِ، فاسْتَقَرَّ،
و~ الناقةُ: ثَبَتَ حَمْلُها.
وتَقَارَّ: اسْتَقَرَّ.
وقَرُوراءُ، كجَلُولاءَ: ع.
وقَرارٌ: قبيلةٌ باليمنِ،
وع بالرُّومِ، وسَمَّوْا: قُرَّةَ، بالضم، وكهُدْهُدٍ وزُبَيْرٍ وإمامٍ وغَمامٍ.
وكهُمامٍ: ع.

سرر (لسان العرب) [50]


السِّرُّ: من الأَسْرار التي تكتم.
والسر: ما أَخْفَيْتَ، والجمع أَسرار.
ورجل سِرِّيٌّ: يصنع الأَشياءَ سِرّاً من قوم سِرِّيِّين.
والسرِيرةُ: كالسِّرِّ، والجمع السرائرُ. الليث: السرُّ ما أَسْرَرْتَ به.
والسريرةُ: عمل السر من خير أَو شر.
وأَسَرَّ الشيء: كتمه وأَظهره، وهو من الأَضداد، سرَرْتُه: كتمته، وسررته: أَعْلَنْته، والوجهان جميعاً يفسران في قوله تعالى: وأَسرُّوا الندامةَ؛ قيل: أَظهروها، وقال ثعلب: معناه أَسروها من رؤسائهم؛ قال ابن سيده: والأَوّل أَصح. قال الجوهري: وكذلك في قول امرئ القيس: لو يُسِرُّون مَقْتَلِي؛ قال: وكان الأَصمعي يرويه: لو يُشِرُّون، بالشين معجمة، أَي يُظهرون.
وأَسَرَّ إِليه حديثاً أَي أَفْضَى؛ وأَسررْتُ إِليه المودَّةَ وبالمودّةِ وسارَّهُ في أُذُنه مُسارَّةً وسِراراً وتَسارُّوا أَي تَناجَوْا. أَبو . . . أكمل المادة عبيدة: أَسررت الشيء أَخفيته، وأَسررته أَعلنته؛ ومن الإِظهار قوله تعالى: وأَسرُّوا الندامة لما رأَوا العذاب؛ أَي أَظهروها؛ وأَنشد للفرزدق: فَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَه، أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذي كان أَضْمَرا قال شمر: لم أَجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غير أَبي عبيدة في قوله: وأَسرُّوا الندامة، أَي أَظهروها، قال: ولم أَسمع ذلك لغيره. قال الأَزهري: وأَهل اللغة أَنكروا قول أَبي عبيدة أَشدّ الإِنكار، وقيل: أَسروا الندامة؛ يعني الرؤساء من المشركين أَسروا الندامة في سَفَلَتِهم الذين أَضلوهم.
وأَسروها: أَخْفَوْها، وكذلك قال الزجاج وهو قول المفسرين.
وسارَّهُ مُسارَّةً وسِراراً: أَعلمه بسره، والاسم السَّرَرُ، والسِّرارُ مصدر سارَرْتُ الرجلَ سِراراً.
واستَسَرَّ الهلالُ في آخر الشهر: خَفِيَ؛ قال ابن سيده: لا يلفظ به إِلاَّ مزيداً، ونظيره قولهم: استحجر الطين.
والسَّرَرُ والسِّرَرُ والسَّرارُ والسِّرارُ، كله: الليلة التي يَستَسِرُّ فيها القمرُ؛ قال: نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً في دارِها، جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها، عَشِيَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها غيره: سَرَرُ الشهر، بالتحريك، آخِرُ ليلة منه، وهو مشتق من قولهم: استَسَرَّ القمرُ أَي خفي ليلة السرار فربما كان ليلة وربما كان ليلتين.
وفي الحديث: صوموا الشهر وسِرَّه؛ أَي أَوَّلَه، وقيل مُسْتَهَلَّه، وقيل وَسَطَه، وسِرُّ كُلِّ شيء: جَوْفُه، فكأَنه أَراد الأَيام البيض؛ قال ابن الأَثير: قال الأَزهري لا أَعرف السر بهذا المعنى إِنما يقال سِرار الشهر وسَراره وسَرَرهُ، وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، سأَل رجلاً فقال: هل صمت من سرار هذا الشهر شيئاً؟ قال: لا. قال: فإِذا أَفطرت من رمضان فصم يومين. قال الكسائي وغيره: السرار آخر الشهر ليلة يَسْتَسِرُّ الهلال. قال أَبو عبيدة: وربما استَسَرَّ ليلة وربما استسرّ ليلتين إِذا تمّ الشهر. قال الأَزهري: وسِرار الشهر، بالكسر، لغة ليست بجيدة عند اللغويين. الفراء: السرار آخر ليلة إِذا كان الشهر تسعاً وعشرين، وسراره ليلة ثمان وعشرين، وإِذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين؛ وقال ابن الأَثير: قال الخطابي كان بعض أَهل العلم يقول في هذا الحديث: إِنّ سؤالَه هل صام من سرار الشهر شيئاً سؤالُ زجر وإِنكار، لأَنه قد نهى أَن يُسْتَقْبَلَ الشهرُ بصوم يوم أَو يومين. قال: ويشبه أَن يكون هذا الرجل قد أَوجبه على نفسه بنذر فلذلك قال له: إِذا أَفطرت، يعني من رمضان، فصم يومين، فاستحب له الوفاءِ بهما.
والسّرُّ: النكاح لأَنه يُكْتم؛ قال الله تعالى: ولكن لا تُواعِدُوهُنَّ سِرّاً؛ قال رؤبة: فَعَفَّ عن إِسْرارِها بعد الغَسَقْ، ولم يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ والسُّرِّيَّةُ: الجارية المتخذة للملك والجماع، فُعْلِيَّةٌ منه على تغيير النسب، وقيل: هي فُعُّولَة من السَّرْوِ وقلبت الواو الأَخيرة ياء طَلبَ الخِفَّةِ، ثم أُدغمت الواو فيها فصارت ياء مثلها، ثم حُوِّلت الضمة كسرة لمجاورة الياء؛ وقد تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت: على تحويل التضعيف. أَبو الهيثم: السِّرُّ الزِّنا، والسِّرُّ الجماع.
وقال الحسن: لا تواعدوهن سرّاً، قال: هو الزنا، قال: هو قول أَبي مجلز، وقال مجاهد: لا تواعدوهن هو أَن يَخْطُبَها في العدّة؛ وقال الفراء: معناه لا يصف أَحدكم نفسه المرأَة في عدتها في النكاح والإِكثارِ منه.
واختلف أَهل اللغة في الجارية التي يَتَسَرَّاها مالكها لم سميت سُرِّيَّةً فقال بعضهم: نسيت إِلى السر، وهو الجماع، وضمت السين للفرق بين الحرة والأَمة توطأُ، فيقال للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كانت فاجرة: سِرِّيَّةً، وللمملوكة يتسراها صاحبها: سُرِّيَّةً، مخافة اللبس.
وقال أَبو الهيثم: السِّرُّ السُّرورُ، فسميت الجارية سُرِّيَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل. قال: وهذا أَحسن ما قيل فيها؛ وقال الليث: السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة من قولك تَسَرَّرْت، ومن قال تَسَرَّيْت فإِنه غلط؛ قال الأَزهري: هو الصواب والأَصل تَسَرَّرْتُ ولكن لما توالت ثلاثٌ راءات أَبدلوا إِحداهن ياء، كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظنّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ؛ ومنه قول العجاج: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ إِنما أَصله: تَقَضُّض.
وقال بعضهم: استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بمعنى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية.
والسرية: الأَمة التي بَوَّأَتَها بيتاً، وهي فُعْلِيَّة منسوبة إِلى السر، وهو الجماع والإِخفاءُ، لأَن الإِنسان كثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُها عن حرته، وإِنما ضمت سينه لأَن الأَبنية قد تُغَيَّرُ في النسبة خاصة، كما قالوا في النسبة إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ، وإِلى الأَرض السَّهْلَةُ سُهْلِيٌّ، والجمع السَّرارِي.
وفي حديث عائشة وذُكِرَ لها المتعةُ فقالت: والله ما نجد في كلام الله إِلاَّ النكاح والاسْتِسْرَارَ؛ تريد اتخاذ السراري، وكان القياس الاستسراء من تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سرية، لكنها ردت الحرف إِلى الأَصل، وهو تَسَرَّرْتُ من السر النكاح أَو من السرور فأَبدلت إِحدى الراءات ياء، وقيل: أَصلها الياء من الشيء السَّريِّ النفيس.
وفي حديث سلامة: فاسْتَسَرَّني أَي اتخذني سرية، والقياس أَن تقول تَسَرَّرَني أَو تسرّاني فأَما استسرني فمعناه أَلقي إِليَّ سِرّه. قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى لا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز.
والسرُّ: الذَّكَرُ؛ قال الأَفوه الأَودي: لَمَّا رَأَتْ سِرَّي تَغَيَّرَ، وانْثَنَى مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى وفي التهذيب: السر ذكر الرجل فخصصه.
والسَّرُّ: الأَصلُ.
وسِرُّ الوادي: أَكرم موضع فيه، وهي السَّرارةُ أَيضاً.
والسِّرُّ: وسَطُ الوادي، وجمعه سُرور: قال الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وِسْطَ الغَرِيف، إِذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا وكذلك سَرارُه وسَرارَتُه وسُرّتُه.
وأَرض سِرُّ: كريمةٌ طيبة، وقيل: هي أَطيب موضع فيه، وجمع السِّرَّ سِرَرٌ نادر، وجمع السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ وأَقْذِلَة، وجمع السَّرارِة سَراثرُ. الأَصمعي: سَرارُ الأَرض أَوسَطُه وأَكرمُه.
ويقال: أَرض سَرَّاءُ أَي طيبة.
وقال الفراء: سِرٌّ بَيِّنُ السِّرارةِ، وهو الخالص من كل شيء.
وقال الأَصمعي: السَّرُّ من الأَرض مثل السَّرارةَ أَكرمها؛ وقول الشاعر: وأَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم، واهْبِطْ بها مِنْكَ بِسِرٍّ كاتم قال: السر أَخْصَبُ الوادي.
وكاتم أَي كامن تراه فيه قد كتم ولم ييبس؛ وقال لبيد يرثي قوماً: فَساعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهمْ أَسِرَّةُ رَيحانٍ، بِقاعٍ مُنَوَّر قال: الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّياضِ، وقال أَبو عمرو: واحد الأَسِرَّةِ سِرَارٌ؛ وأَنشد: كأَنه عن سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ وسِرُّ الحَسَبِ وسَرارُه وسَرارَتُه: أَوسطُه.
ويقال: فلان في سِرِّ قومه أَي في أَفضلهم، وفي الصحاح: في أَوسطهم.
وفي حديث ظبيان: نحن قوم من سَرارةِ مَذْحِجٍ أَي من خيارهم.
وسِرُّ النسَبِ: مَحْضُه وأَفضلُه، ومصدره السَّرارَةُ، بالفتح.
والسِّرُّ من كل شيء: الخالِصُ بَيِّنُ السَّرارةِ، ولا فعل له؛ وأَما قول امرئ القيس في صفة امرأَة: فَلَها مُقَلَّدُها ومُقْلَتُها، ولَها عليهِ سَرارةُ الفضلِ فإِنه وصف جاريةً شبهها بظبيةٍ جيداً ومُقْلَةً ثم جعل لها الفضل على الظبية في سائر مَحاسِنها، أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الفضل.
وسَرارةُ كلِّ شيء: محضُه ووسَطُه، والأَصل فيهعا سَرَارةُ الروضة، وهي خير منابتها، وكذلك سُرَّةُ الروضة.
وقال الفراء: لها عليها سَرارةُ الفضل وسَراوةُ الفضل أَي زيادة الفضل.
وسَرارة العيش: خيره وأَفضله.
وفلان سِرُّ هذا الأَمر إِذا كان عالماً به.
وسِرُّ الوادي: أَفضل موضع فيه، والجمع أَسِرَّةٌ مثل قِنٍّ وأَقِنَّةٍ؛ قال طرفة: تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِي حَدائِقَ مَوْليِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ وكذلك سَرارةُ الوادي، والجمع سرارٌ؛ قال الشاعر: فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَني سُلَيْمٍ، أَكُنْ منها التَّخُومَةَ والسَّرَارا والسُّرُّ والسِّرُّ والسِّرَرُ والسِّرارُ، كله: خط بطن الكف والوجه والجبهة؛ قال الأَعشى: فانْظُرْ إِلى كفٍّ وأَسْرارها، هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَني ضائري؟ يعني خطوط باطن الكف، والجمع أَسِرَّةٌ وأَسْرارٌ، وأَسارِيرُ جمع الجمع؛ وكذلك الخطوط في كل شيء؛ قال عنترة: بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ، قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُقَدَّم وفي حديث عائشة في صفته، صلى الله عليه وسلم: تَبْرُقُ أَسارِيرُ وجهه. قال أَبو عمرو: الأَسارير هي الخطوط التي في الجبهة من التكسر فيها، واحدها سِرَرٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تبرق أَسارِيرُ وجهه، قال: خطوط وجهه سِرٌّ وأَسرارٌ، وأَسارِيرُ جمع الجمع. قال: وقال بعضهم الأَساريرُ الخدّان والوجنتان ومحاسن الوجه، وهي شآبيبُ الوجه أَيضاً وسُبُحاتُ الوجه.
وفي حديث علي، عليه السلام: كأَنَّ ماءَ الذهبِ يجري في صفحة خده، وروْنَقَ الجلالِ يَطَّردُ في أَسِرَّةِ جبينه.
وتَسَرَّرَ الثوبُ: تَشَقَّقَ.
وسُرَّةُ الحوض: مستقر الماء في أَقصاه.
والسُّرَّةُ: الوَقْبَةُ التي في وسط البطن.
والسُّرُّ والسَّرَرُ: ما يتعلق من سُرَّةِ المولود فيقطع، والجمع أَسِرَّةٌ نادر.
وسَرَّه سَرّاً: قطع سَرَرَه، وقيل: السرَر ما قطع منه فذهب.
والسُّرَّةُ: ما بقي، وقيل: السُّر، بالضم، ما تقطعه القابلة من سُرَّة الصبي. يقال: عرفْتُ ذلك قبل أَن يُقْطَعَ سُرُّك، ولا تقل سرتك لأَن السرة لا تقطع وإِنما هي الموضع الذي قطع منه السُّرُّ.
والسَّرَرُ والسِّرَرُ، بفتح السين وكسرها: لغة في السُّرِّ. يقال: قُطِعَ سَرَرُ الصبي وسِرَرُه، وجمعه أَسرة؛ عن يعقوب، وجمع السُّرة سُرَرٌ وسُرَّات لا يحركون العين لأَنها كانت مدغمة.
وسَرَّه: طعنه في سُرَّته؛ قال الشاعر:نَسُرُّهُمُ، إِن هُمُ أَقْبَلُوا، وإِن أَدْبَرُوا، فَهُمُ مَنْ نَسُبْ أَي نَطْعُنُه في سُبَّتِه. قال أَبو عبيد: سمعت الكسائي يقول: قُطِع سَرَرُ الصبيّ، وهو واحد. ابن السكيت: يقال قطع سرر الصبي، ولا يقال قطعت سرته، إِنما السرة التي تبقى والسرر ما قطع.
وقال غيره: يقال، لما قطع، السُّرُّ أَيضاً، يقال: قطع سُرُّه وسَرَرُه.
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، وُلِدَ مَعْذُوراً مسروراً؛ أَي مقطوع السُّرَّة (* قوله: «أَي مقطوع السرة» كذا بالأَصل ومثله في النهاية والإِضافة على معنى من الابتدائية والمفعول محذوف والأَصل مقطوع السر من السرة وإِلاَّ فقد ذكر أَنه لا يقال قطعت سرته).
وهو ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة.
والسَّرَرُ: داءٌ يأُخذ في السُّرَّة، وفي المحكم: يأْخذ الفَرَس.
وبعير أَسَرُّ وناقة بيِّنة السَّرَر يأْخذها الداء في سرتها فإِذا بركت تجافت؛ قال الأَزهري: هذا التفسير غلط من الليث إِنما السَّرَرُ وجع يأْخذ البعير في الكِرْكِرَةِ لا في السرة. قال أَبو عمرو: ناقة سَرَّاء وبعير أَسَرُّ بيِّنُ السَّرَرِ، وهو وجع يأْخذ في الكركرة؛ قال الأَزهري: هذا سماعي من العرب، ويقال: في سُرَّته سَرَرٌ أَي ورم يؤلمه، وقيل: السَّرَر قرح في مؤخر كركرة البعير يكاد ينقب إِلى جوفه ولا يقتل، سَرَّ البعيرُ يَسَرُّ سَرَراً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقيل: الأَسَرُّ الذي به الضَّبُّ، وهو ورَمٌ يكون في جوف البعير، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر؛ قال معد يكرب المعروف بِغَلْفاءَ يرثي أَخاه شُرَحْبِيلَ وكان رئيس بكر بن وائل قتل يوم الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبي عن الفِراشِ لَنابي، كَتَجافِي الأَسَرِّ فوقَ الظِّراب مِنْ حَدِيث نَما إِلَيَّ فَمٌّ تَرْ فَأُعَيْنِي، ولا أُسِيغ شَرابي مُرَّةٌ كالذُّعافِ، ولا أَكْتُمُها النَّا سَ، على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ مِنْ شُرَحْبِيلَ إِذْ تَعَاوَرَهُ الأَرْ ماحُ، في حالِ صَبْوَةٍ وشَبابِ وقال: وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها، فإِذا تَحَزْحَزَ عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ وسَرَّ الزَّنْدَ يَسُرُّه سَرّاً إِذا كان أَجوف فجعل في جوفه عوداً ليقدح به. قال أَبو حنيفة: يقال سُرَّ زَنْدَكَ فإِنه أَسَرُّ أَي أَجوف أَي احْشُه لِيَرِيَ.
والسَّرُّ: مصدر سَرِّ الزَّنْدَ.
وقَنَاةٌ سَرَّاءُ: جوفاء بَيِّنَةُ السَّرَرِ.
والسَّرِيرُ: المُضطَجَعُ، والجمع أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ؛ سيبويه: ومن قال صِيدٌ قال في سُرُرٍ سُرٌّ.
والسرير: الذي يجلس عليه معروف.
وفي التنزيل العزيز: على سُرُرٍ متقابلين؛ وبعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف فيردّ الأَول منهما إِلى الفتح لخفته فيقول سُرَرٌ، وكذلك ما أَشبهه من الجمع مثل ذليل وذُلُلٍ ونحوه.
وسرير الرأْس: مستقره في مُرَكَّبِ العُنُقِ؛ وأَنشد: ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن سَرِيرِهِ، إِزَالَةَ السُّنْبُلِ عن شَعِيرِهِ والسَّرِيرُ: مُسْتَقَرُّ الرأْس والعنق.
وسَرِيرُ العيشِ: خَفْضُهُ ودَعَتُه وما استقرّ واطمأَن عليه.
وسَرِيرُ الكَمْأَةِ وسِرَرُها، بالكسر: ما عليها من التراب والقشور والطين، والجمع أَسْرارٌ. قال ابن شميل: الفَِقْعُ أَرْدَأُ الكَمْءِ طَعْماً وأَسرعها ظهوراً وأَقصرها في الأَرض سِرَراً، قال: وليس لِلْكَمْأَةِ عروق ولكن لها أَسْرارٌ.
والسَّرَرُ: دُمْلُوكَة من تراب تَنبت فيها.
والسَّرِيرُ: شحمة البَرْدِيِّ.
والسُّرُورُ: ما اسْتَسَرَّ من البَرْدِيَّة فَرَطُبَتْ وحَسُنَتْ ونَعُمَتْ.
والسُّرُورُ من النبات: أَنْصافُ سُوقِ العُلا؛ وقول الأَعشى:كَبَرْدِيَّة الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيـ ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّرِيرا يعني شَحْمَةَ البَرْدِيِّ، ويروى: السُّرُورَا، وهي ما قدمناه، يريد جميع أَصلها الذي استقرت عليه أَو غاية نعمتها، وقد يعبر بالسرير عن المُلْكِ والنّعمَةِ؛ وأَنشد: وفارَقَ مِنها عِيشَةً غَيْدَقِيَّةً؛ ولم يَخْشَ يوماً أَنْ يَزُولِ سَرِيرُها ابن الأَعرابي: سَرَّ يَسَرُّ إِذا اشتكى سُرَّتَهُ.
وسَرَّه يَسُرُّه: حَيَّاه بالمَسَرَّة وهي أَطراف الرياحين. ابن الأَعرابي: السَّرَّةُ، الطاقة من الريحان، والمَسَرَّةُ أَطراف الرياحين. قال أَبو حنيفة: وقوم يجعلون الأَسِرَّةَ طريق النبات يذهبون به إِلى التشبيه بأَسِرَّةِ الكف وأَسرة الوجه، وهي الخطوط التي فيهما، وليس هذا بقويّ.
وأَسِرَّةُ النبت: طرائقه.
والسَّرَّاءُ: النعمة، والضرَّاء: الشدة.
والسَّرَّاءُ: الرَّخاء، وهو نقيض الضراء.
والسُّرُّ والسَّرَّاءُ والسُّرُورُ والمَسَرَّةُ، كُلُّه: الفَرَحُ؛ الأَخيرة عن السيرافي. يقال: سُرِرْتُ برؤية فلان وسَرَّني لقاؤه وقد سَرَرْتُه أَسُرُّه أَي فَرَّحْتُه.
وقال الجوهري: السُّرور خلاف الحُزن؛ تقول: سَرَّني فلانٌ مَسَرَّةً وسُرَّ هو على ما لم يسمَّ فاعله.
ويقال: فلانٌ سِرِّيرٌ إِذا كان يَسُرُّ إِخوانَه ويَبَرُّهم.
وامرأَة سَرَّةٌ (قوله: «وامرأَة سرة» كذا بالأَصل بفتح السين، وضبطت في القاموس بالشكل بضمها).
وقومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ.
وامرأَة سَرَّةٌ وسارَّةٌ: تَسُرُّك؛ كلاهما عن اللحياني.
والمثل الذي جاء: كُلَّ مُجْرٍ بالخَلاء مُسَرٌّ؛ قال ابن سيده: هكذا حكاه أَفَّارُ لَقِيطٍ إِنما جاء على توهم أَسَرَّ، كما أَنشد الآخر في عكسه: وبَلَدٍ يِغْضِي على النُّعوتِ، يُغْضِي كإِغْضَاءِ الرُّوَى المَثْبُوتِ (* قوله: «يغضي إلخ» البيت هكذا بالأَصل). أَراد: المُثْبَتَ فتوهم ثَبَتَهُ، كما أَراد الآخر المَسْرُورَ فتوهم أَسَرَّه.
وَوَلَدَتْ ثلاثاً في سَرَرٍ واحد أَي بعضهم في إِثر بعض.
ويقال: ولد له ثلاثة على سِرٍّ وعلى سِرَرٍ واحد، وهو أَن تقطع سُرَرُهم أَشباهاً لا تَخْلِطُهُم أُنثى.
ويقولون: ولدت المرأَة ثلاثة في صِرَرٍ، جمع الصِّرَّةِ، وهي الصيحة، ويقال: الشدة.
وتَسَرَّرَ فلانٌ بنتَ فلان إِذا كان لئيماً وكانت كريمة فتزوّجها لكثرة ماله وقلة مالها.
والسُّرَرُ: موضع على أَربعة أَميال من مكة؛ قال أَبو ذؤيب: بِآيةِ ما وقَفَتْ والرِّكابَ، وبَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السُّرَرْ التهذيب: وقيل في هذا البيت هو الموضع الذي جاء في الحديث: كانت به شجرة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً، فسمي سُرَراً لذلك؛ وفي بعض الحديث: أَنها بالمأْزِمَيْنِ مِن مِنًى كانت فيه دَوْحَةٌ. قال ابن عُمران: بها سَرْحَة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً أَي قطعت سُرَرُهُمْ يعني أَنهم ولدوا تحتها، فهو يصف بركتها والموضع الذي هي فيه يسمى وادي السرر، بضم السين وفتح الراء؛ وقيل: هو بفتح السين والراء، وقيل: بكسر السين.
وفي حديث السِّقْطِ: إِنه يَجْتَرُّ والديه بِسَرَرِهِ حتى يدخلهما الجنة.
وفي حديث حذيفة: لا ينزل سُرَّة البصرة أَي وسطها وجوفها، من سُرَّةِ الإِنسان فإِنها في وسطه.
وفي حديث طاووس: من كانت له إِبل لم يؤدِّ حَقَّها أَتت يوم القيامة كَأَسَرِّ ما كانت تَطؤه بأَخفافها أَي كَأَسْمَنِ ما كانت وأَوفره، من سُرِّ كلِّ شيء وهو لُبُّه ومُخُّه، وقيل: هو من السُّرُور لأَنها إِذا سمنت سَرَّت الناظر إِليها.
وفي حديث عمر: أَنه كان يحدّثه، عليه السلامُ، كَأَخِي السِّرَارِ؛ السِّرَارُ: المُسَارَّةُ، أَي كصاحب السِّرَارِ أَو كمثل المُسَارَّةِ لخفض صوته، والكاف صفة لمصدر محذوف؛ وفيه: لا تقتلوا أَولادكم سِرّاً فإِن الغَيْلَ يدرك الفارسَ فَيُدَعْثِرُه من فرسه؛ الغَيْلُ: لبن المرأَة إِذا حملت وهي تُرْضِعُ، وسمي هذا الفعل قتلاً لأَنه يفضي إِلى القتل، وذلك أَنه بضعفه ويرخي قواه ويفسد مزاجه، وإِذا كبر واحتاج إِلى نفسه في الحرب ومنازلة الأَقران عجز عنهم وضعف فربما قُتل، إِلاَّ أَنه لما كان خفيّاً لا يدرك جعله سرّاً.
وفي حديث حذيفة: ثم فتنة السَّرَّاءِ؛ السَّرِّاءُ: البَطْحاءُ؛ قال ابن الأَثير: قال بعضهم هي التي تدخل الباطن وتزلزله، قال: ولا أَدري ما وجهه.
والمِسَرَّةُ: الآلة التي يُسَارُّ فيها كالطُّومار.
والأَسَرُّ: الدَّخِيلُ؛ قال لبيد: وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ رَئِيسٌ، لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ ويروى: أَلَفُّ.
وفي المثل: ما يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ؛ قال: يضرب لكل أَمر متعالم مشهور، وهي حليمة بنت الحرث بن أَبي شمر الغساني لأَن أَباها لما وجه جيشاً إِلى المنذر بن ماء السماء أَخرجت لهم طيباً في مِرْكَنٍ، فطيبتهم به فنسب اليوم إِليها.
وسَرَارٌ: وادٍ.
والسَّرِيرُ: موضع في بلاد بني كنانة؛ قال عروة بن الورد: سَقَى سَلْمى، وأَيْنَ مَحَلُّ سَلْمى؟ إِذا حَلَّتْ مُجاوِرَةَ السَّرِيرِ والتَّسْرِيرُ: موضع في بلاد غاضرة؛ حكاه أَبو حنيفة، وأَنشد: إِذا يقولون: ما أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي مما يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ، من الجُنَيْبَةِ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُونِ الجنيبة: ثِنْيٌ من التسرير، وأَعلى التسرير لغاضرة.
وفي ديار تميم موضع يقال له: السِّرُّ.
وأَبو سَرَّارٍ وأَبو السَّرّارِ جميعاً: من كُناهم.
والسُّرْسُورُ: القَطِنُ العالم.
وإِنه لَسُرْسُورُ مالٍ أَي حافظ له. أَبو عمرو: فلان سُرْسُورُ مالٍ وسُوبانُ مالٍ إِذا كان حسن القيام عليه عالماً بمصلحته. أَبو حاتم: يقال فلان سُرْسُورِي وسُرْسُورَتِي أَي حبيبي وخاصَّتِي.
ويقال: فلان سُرْسُورُ هذا الأَمر إِذا كان قائماً به.
ويقال للرجل سُرْسُرْ (* قوله: «سرسر» هكذا في الأَصل بضم السينين). إِذا أَمرته بمعالي الأُمور.
ويقال: سَرْسَرْتُ شَفْرَتِي إِذا أَحْدَدْتَها.

المستقر (المعجم الوسيط) [0]


 الْقَرار والثبوت وَيُقَال لكل نبأ مُسْتَقر غَايَة وَنِهَايَة وَصَارَ الْأَمر إِلَى مستقره تناهى وَثَبت 

القار (المعجم الوسيط) [0]


 المستقر والبارد 

الموئل (المعجم الوسيط) [0]


 مُسْتَقر السَّيْل والمرجع والملجأ 

الأوهية (المعجم الوسيط) [0]


 مَا بَين أَعلَى الْجَبَل إِلَى مُسْتَقر الْوَادي 

المطل (المعجم الوسيط) [0]


 من الْأُمُور غير المستقر يُقَال أَمر مطل 

الأحوسي (المعجم الوسيط) [0]


 المستقر وَيُقَال غيث أحوسي دَائِم لَا يقْلع 

الثوي (المعجم الوسيط) [0]


 الْمُقِيم المستقر والضيف (ج) أثوياء وَالْبَيْت المهيأ للضيف (ج) أثوية 

استنقع (المعجم الوسيط) [0]


 المَاء تغير واصفر من طول مكثه فِي مستقره وَفُلَان فِي النَّهر مكث فِيهِ يتبرد 

الصمر (المعجم الوسيط) [0]


 مُسْتَقر المَاء الصامر (ج) أصمار الصمر:  النتن يُقَال أَصَابَهُ صمر الْبَحْر نَتن رِيحه 

السرير (المعجم الوسيط) [0]


 المضطجع وَالَّذِي يجلس عَلَيْهِ والنعش قبل أَن يحمل عَلَيْهِ الْمَيِّت وسرير الرَّأْس مستقره فِي مركب الْعُنُق (ج) سرر وأسرة 

المجم (المعجم الوسيط) [0]


 مُسْتَقر المَاء والصدر يُقَال فلَان وَاسع المجم رحب الذِّرَاع لَا يضيق بأَمْره وَفُلَان ضيق المجم (فِي ضِدّه) (ج) مجام 

صبح (المعجم الوسيط) [0]


 الْقَوْم صبحهمْ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَقَد صبحهمْ بكرَة عَذَاب مُسْتَقر} وَفُلَانًا حَيَّاهُ بِالسَّلَامِ صباحا وَيُقَال فِي الدُّعَاء صبحكم الله بِخَير 

الاتزان (المعجم الوسيط) [0]


 (فِي الرياضة والهندسة) يُقَال اتزان لَا مُسْتَقر وَهُوَ اتزان الْجِسْم الَّذِي إِذا أزيح قَلِيلا عَن مَوْضِعه لم يعد إِلَى وَضعه الْأَصْلِيّ واختل التوازن (مج) 

روع (مقاييس اللغة) [0]



الراء والواو والعين أصلٌ واحد يدلُّ على فزَع أو مُستَقَرِّ فزَع. من ذلك الرَّوْع. يقال رَوَّعت فُلاناً ورُعْتُه: أفزَعْتُه.
والأرْوَع من الرجال: ذو الجِسم والجَهَارَة، كأنَّه مِن ذلك يَرُوع مَن يراه.
والرَّوْعاء من الإبل: الحديدةالفؤاد، كأنَّها ترتاعُ من الشيءِ.
وهي من النِّساء التي تَرُوع الناسَ، كالرّجُل الأرْوَع.وأمَّا المعنى الذي أومَأْنا إليه في مستَقَرِّ الروع فهو الرُّوع. يقال وقَعَ ذلك في رُوعِي.
وفي الحديث: "إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي: إنّ نفساً لن تَموتَ حتَّى تستكمِلَ رِزْقها. فاتَّقُوا الله وأَجْمِلوا في الطّلَب".

صرى (المعجم الوسيط) [0]


 الرجل صريا مَنعه مَا يُرِيد والناقة حبس لَبنهَا فِي الضَّرع وَيُقَال صرى المَاء وَاللَّبن والدمع حَبسه فِي مستقره والناقة عُنُقهَا رفعته من ثقل الوقر 

الحوصل (المعجم الوسيط) [0]


 للطير انتفاخ فِي المريء يختزن فِيهِ الْغذَاء قبل وُصُوله إِلَى الْمعدة وحوصل الدَّار وَنَحْوهَا مخزن فِيهَا وَمن الْحَوْض مُسْتَقر المَاء فِي أَسْفَله وَالشَّاة الَّتِي عظم من بَطنهَا مَا فَوق سرتها (ج) حواصل 

صمر (المعجم الوسيط) [0]


 المَاء صمرا وصمورا جرى منحدرا إِلَى مُسْتَقر وَالرِّيح سكنت وَالرجل بخل وَالشَّيْء مَنعه صمر:  اللَّبن صمرا حمض وَالْمَاء أنتن رِيحه فَهُوَ صمر يُقَال يَدي من السّمك صمرة 

وفز (مقاييس اللغة) [0]



الواو والفاء والزاء: كلمةٌ تدلُّ على عَجَلةٍ وقلّة استقرار.
وأنا على وفْزَ وأوفازٍ، أي عجَلة. قال الشَّيبانيّ: هو على أوفازٍ، ولم يُقَلْ منه واحد.
والوفَزُ: النَّشْز من الأرض.
وكذلك يقال: جَلَسَ مُستوفِزاً، كأنّه غير مستقِرّ.

أدف (العباب الزاخر) [0]


ابن الأعرابي: الداف -بالضم-: الذَّكر، وفي الحديث: في الداف الدِّية كاملة.
وأصله: وداف، و"كاملة" نصبُ على الحال، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل، والظَّرفُ مستقرٌّ. وقال غيره: الأداف: الأذُنُ. وأدْفيَّةُ: جبل لبني قشير.

الوَهْيُ (القاموس المحيط) [0]


الوَهْيُ: الشَّقُّ في الشيءِ
ج: وُهِيٌّ وأوْهِيَةٌ.
وَهَى، كَوَعَى وَوَلِيَ: تَخَرَّقَ، وانْشَقَّ، واسْتَرْخَى رِباطُه،
و~ السَّحابُ: انْبَثَقَ شَديداً،
و~ الرَّجُلُ: حَمُقَ، وسَقَطَ.
والوَهِيَّةُ: الدُّرَّةُ، والجَزُورُ الضَّخْمَةُ.
والأُوهِيَّةُ، كرُومِيَّةٍ: النَّغْنَفُ، وما بَين أعْلَى الجَبَلِ إلى مُسْتَقَرِ الوادِي.

السُّرَّة (المعجم الوسيط) [0]


 الوقبة الَّتِي فِي وسط الْبَطن وسرة الرَّوْضَة خير منابتها وَكَذَلِكَ سرة الْوَادي وسرة الْحَوْض مُسْتَقر المَاء فِي أقصاه وسرة البذرة نُكْتَة فِي مَوضِع اتِّصَال البذرة بجدار المبيض (ج) سرر السُّرَّة:  الطَّاقَة من الريحان 

صاب (المعجم الوسيط) [0]


 الْمَطَر صوبا وصيبوبة انصب والسحاب بالمطر جاد وَمن أَمْثَال الْعَرَب (صابت بقر) نزلت النَّازِلَة فِي مستقرها يضْرب عِنْد نزُول الشدَّة وإصابتها والمطر الأَرْض أمطرها وجادها والسهم وَنَحْوه الهدف وَغَيره أَصَابَهُ وَلم يتجاوزه وَبِه وَقع 

حوت (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والواو والتاء أصلٌ صحيح منقاس، وهو من الاضطراب والرَّوَغان، فالحُوت العظيم من السّمَك، وهو مضطربٌ أبداً غير مستقرّ. تقول: حاوَتَنِي فلانٌ، إذا راوغَني.
ويُنشَد هذا البيت:
ظَلّت تُحاوِتُني رَمْدَاءُ داهِيَةٌ      يوم الثويَّةِ عن أهلي وعن مالي

جال (المعجم الوسيط) [0]


 التُّرَاب جولا وجولة وجولانا وجئولا ارْتَفع وَفِي الْمثل (للباطل جَوْلَة ثمَّ يضمحل) والنطاق وَنَحْوه تحرّك واضطرب لسعته وَفِي الأَرْض طَاف غير مُسْتَقر فِيهَا وَالْقَوْم فِي الْحَرْب جَوْلَة فروا ثمَّ كروا وبسيفه لعب بِهِ وأداره على جوانبه فَهُوَ جائل وجوال وَالْأَمر فِي نَفسه تردد وَالشَّيْء من غَيره اخْتَارَهُ 

ج و ل (المصباح المنير) [0]


 جَالَ: الفرس في الميدان "يَجُولُ" "جَوْلَةً" و "جَوَلانًا" قطع جوانبه، و "الجُولُ" الناحية والجمع "أَجْوَالٌ" مثل قفل وأقفال، فكأن المعنى قطع "الأَجْوَالَ" وهي النواحي و "جَالُوا" في الحرب "جَوْلَةً" جال بعضهم على بعض، و "جَالَ" في البلاد طاف غير مستقر فيها فهو "جَوَّالٌ" و "أَجَلْتُهُ" بالألف جعلته "يَجُولُ" ومنه "أَجَالَ" سيفه إذا لعب به وأداره على جوانبه. 

حشب (الصّحّاح في اللغة) [0]


لحَوْشَبُ: مَوْصِلُ الوظِيفِ في رُسْغ الدابة.
وقال الأصمعي: الحَوْشَبُ: عُظَيْمٌ صغير كالسُّلامى في طرف الوظيف بين رأس الوظيف ومُسْتَقَرِّ الحافر يدخل في الجُبَّةِ.
وأنشد للعجاج:
      مَسْتَبْطِناً مع الصَميمِ عَصَبا


والحوشب: المنتفخ الجبين. قال الشاعر:
لحمي إلى أَجْرٍ حَواشِبْ      وتَجُزُّ مُـجْـرِيَةٌ لـهـا

شمس (مقاييس اللغة) [0]



الشين والميم والسين أصلٌ يدلُّ على تلوُّنٍ وقِلَّة استقرار. فالشَّمس معروفة، وسمِّيت بذلك لأنَّها غير مستقرّة، هي أبداً متحرّكة.
وقُرئَ: والشَّمْسُ تَجْرِي لاَ مُسْتَقَرَّ لَهَا [يس 38].
ويقال شَمَسَ يومُنا،وأشمس، إذَا اشتدّت شمسُهُ.
والشَّموس من الدوابّ: الذي لا يكاد يستقرّ. يقال شَمَسَ شِماساً.
وامرأةٌ شَموسٌ، إِذا كانت تنفر من الرِّيبَة ولا تستقرُّ عندها؛ والجمع شُمُس. قال:
      يُخْلِفْن ظنَّ الفاحش المِغيارِ

ورجلٌ شموسٌ، إِذا كان لا يستقرُّ على خُلُق، وهو إلى العُسْر ما هو.
ويقال شمِسَ لي فلانٌ، إِذا أبدَى لك عداوتَهُ.
وهذا محمولٌ على ما ذكرناهُ من تغيُّر الأخلاق. فهذا قياسُ هذا الاسم، وأمَّا ما سمَّت العرب به فقال ابن دريد: "وقد سمَّت . . . أكمل المادة العرب عَبد شمسٍ". قال: "وقال ابنُ الكلبيّ: الشّمس صَنَمٌ قديم.
ولم يذكرْه غيره". قال: "وقال قوم: شَمْسُ: عين *ماءٍ معروفة.
وقد سمت العرب عَبْشَمس، وهم بنو تميم، وإليهم يُنسَب عبشمِيّ".

الحَشِيبُ (القاموس المحيط) [0]


الحَشِيبُ: الثَّوْبُ الغَلِيظُ.
والحَوْشَبُ: الأَرْنَبُ، والعِجْلُ، والثَّعْلَبُ الذَّكَرُ، والضَّامِرُ، والمُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ، ضِدُّ، ومَوْصِلُ الوَظِيفِ في رُسْغِ الدَّابَّةِ، أو عَظْمٌ في باطِنِ الحافِرِ بَيْنَ العَصَبِ والوظيفِ أو عَظمٌ صَغيرٌ بين رأسِ الوَظِيفِ ومُسْتَقَرِّ الحافِرِ، أو عَظْمُ الرُّسْغِ، ورجلٌ، والجَماعَةُ،
كالحَوْشَبَةِ، ومِخْلافٌ باليَمَنِ.
وشهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، وخَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ، والعَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ: مُحَدِّثونَ.
واحْتَشَبُوا: تَجَمَّعوا.
وأحْشَبَه: أغْضَبَه.

صَحَنَهُ (القاموس المحيط) [0]


صَحَنَهُ، كَمَنَعَهُ: ضَرَبَهُ،
و~ بينهم: أصْلَحَ، وأعْطاهُ شيئاً في صَحْنٍ.
والتَّصَحُّنُ: السُّؤالُ.
والصَّحْنُ: جَوْفُ الحافِرِ، والعُسُّ العَظيمُ، ووَسَطُ الدارِ، وطُسَيْتانِ صَغِيران تَضْرِبُ أحَدَهُما على الآخَرِ.
والصَّحْنا والصَّحْناةُ، ويُمدَّانِ ويُكْسَرانِ: إدامٌ يُتَّخَذُ من السَّمَكِ الصِّغارِ، مُشَةٍّ مُصْلِحٌ للمَعِدَةِ.
وكمِكْنَسَةٍ: إناء كالصَّحْفَةِ.
والصُّحْنَةُ، بالضمِّ: جَوْبَةٌ تَنْجَابُ في الحَرَّةِ.
وناقَةٌ صَحُونٌ، كصَبورٍ: رَمُوحٌ.
وصَحْناءُ الأذُنَيْنِ: مُسْتَقَرُّ داخِلِهما.

ثفل (مقاييس اللغة) [0]



الثاء والفاء واللام أصلٌ واحد، وهو الشيءُ يستقرُّ تحتَ الشيء، يكون ذلك من الكَدَر وغيرِه. يقال هو ثُفْل القِدْر وغيرِها، وهو ما رسا من الخُثارة.
ومن الباب الثِّفال الجِلْدة تُوضَع عليها الرّحَى.
ويقال هو قطعةُ فَرْو تُوضَع إلى جنب الرَّحَى.
وقال:
يكون ثِفالُها شَرقيَّ نجدٍ      ولُهْوتُها قُضَاعَةَ أجمعينا

وقال آخر:
فتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفالها      وتَلْقَحْ كِشافاً ثمّ تَحْمِلْ فُتتئِمِ

فأمّا الثَّفَال فالبعيرُ البَطيء، واشتقاقُه صحيح، لأنّهُ كأنّه من البُطْء مستقرٌّ تحت حِمْلهِ، لا يكادُ يَبْرَحُ.

خثل (لسان العرب) [0]


خَثْلة البطنِ وخَثَلَتُه: ما بين السُّرَّة والعانة، والتخفيف أَكثر؛ وأَنشد ابن بري: شَرِبْتُ مُرًّا من دَواءِ المَشْيِ، من وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي وفي حديث الزِّبْرِقان: أَحَبُّ صبياننا إِلينا العَرِيضُ الخَثْلة؛ هي الحَوْصلة، وقيل: ما بين السُّرَّة والعانة، وقد تفتح الثاء؛ وقال الشاعر:وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ العِلْكِدُ: العجوز الصُّلْبة المُسِنَّة. عَرَّام: حَوِيّة الإِنسان مَعِدَتُه، وهي الخَثْلة، وهي مُسْتَقَرُّ الطعام تكون للإِنسان كالكَرِش للشاة، قال: والفِحْث يكون للإِنسان ولما يَجْتَرُّ من البهائم، والمريء الذي يدخل منه الطعام فيصل إِلى الكَرِش، ثم يُصَبُّ إِلى الفِحْث، وهو أَصل القِبَة، والجمع خَثْلات، بسكون الثاء؛ عن ابن دريد، قال: وليس بقياس، والله أَعلم.

الحِرْصُ (القاموس المحيط) [0]


الحِرْصُ، بالكسر: الجَشَعُ، وقد حَرَصَ، كضَرَبَ وسمِعَ، فَهو حَريصٌ من حُرَّاصٍ وحُرَصاءَ.
والحَرَصةُ، محرَّكةً: مُسْتَقِرُّ وسَطِ كلِّ شيءٍ.
والحارِصةُ: السَّحابَةُ تَقْشِرُ وجْهَ الأرضِ بِمَطَرِها، كالحَريصةِ، والشَّجَّةُ تَشُقُّ الجِلْدَ قليلاً،
كالحَرْصةِ، بالفتح،
والحَرْصُ: الشَّقُّ، وثَوْبٌ حَريصٌ.
والحَرْصةُ: تَفَرُّقُ الشُّخْبِ في الإِناءِ لاِتِّساعِ خَرْقٍ في الطُّبيِ، من جَرْحٍ يَحْصُلُ من الصِّرارِ.
والحِرْصِيانُ، بالكسر: باطِنُ جِلْدِ البَطْنِ، وباطِنُ جِلْدِ الفيلِ، وجِلْدَةٌ حَمْراءُ تُقْشَرُ بعدَ السَّلْخِ
ج: حِرْصِياناتُ، فِعلِيانٌ،
من الحَرْصِ: القَشْرِ.
وحُرِصَ المَرْعَى، كعُنِي: لم يُتْرَكْ منه شيءٌ.
وإنه لَيَتَحَرَّصُ غَداءَهُم وعَشاءَهُم: يَتَحَيَّنُهُما.
واحْتَرَصَ: حَرَصَ، وجَهِدَ.

نقع (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان نقوعا صنع النقيعة والسقف وَنَحْوه نقعا ونقوعا تسرب مِنْهُ المَاء رشحا (مو) والمائع فِي مستقره طَال مكثه يُقَال نقع المَاء فِي الغدير ونقع السم فِي أَنْيَاب الْحَيَّة والظمآن من المَاء وبالماء رُوِيَ يُقَال شرب حَتَّى نقع وَمن أمثالهم (حتام تكرع وَلَا تنقع) وَيُقَال نقعت بذلك نَفسِي اطمأنت إِلَيْهِ وَرويت وَمَا نقعت بِخَبَر فلَان لم أشتف بِهِ أَو لم أعبأ بِهِ وَلم أصدقه وَالشَّيْء نقعا تَركه فِي المَاء وَنَحْوه حَتَّى انتقع يُقَال نقع الدَّوَاء ونقع التَّمْر ونقع الثَّوْب وَيُقَال نقع لَهُ الشَّرّ أدامه والجيب شقَّه وَالْمَاء الْعَطش نقعا ونقوعا ومنقعا أذهبه وسكنه 

خلد (مقاييس اللغة) [0]



الخاء واللام والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الثبات والملازمَة، فيقال: خَلَدَ: أقام، وأخلَدَ أيضاً.
ومنه جَنَّةُ الخُلْدِ. قال ابن أحمر:
خَلَدَ الحبيبُ وبادَ حاضِرُهُ      إلاَّ مَنازِلَ كلُّها قَفْرُ

قال الله تعالى: وَلَكِنَّهُ أخْلَدَ إلَى الأَرْضِ [الأعراف 176]. فأما قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُونَ [الإنسان 19]، [فهو] من الخُلْد، وهو البقاء، أي لا يموتون.
وقال آخرون: من الخِلَد، والخِلَدُ: جمع خِلَدة وهي القُرْط. فقوله: مُخَلّدُونَ أي مقرَّطون مشنَّفون. قال:
ومخَلّدَاتٌٍ باللُّجَينِ كأنَّما      أعجازُهُنَّ أَقاوِزُ الكُثْبَان

وهذا قياسٌ صحيح، لأنّ الخِلَدةَ ملازمةٌ للأُذُن.والخَلَد: البال، وسمِّي بذلك لأنّه مستقرٌّ [في] القلب ثابتٌ.

صوب (مقاييس اللغة) [0]



الصاد والواو والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على نزولِ شيءٍ واستقرارِهِ قَرَارَه. من ذلك الصَّوَابُ في القول والفعل، كأنَّه أمرٌ نازلٌ مستقِرٌّ قرارَه.
وهو خلاف الخطأ.
ومنه الصَّوْب، وهو نزول المطر.
والنازل صَوبٌ أيضاً.
والدّليلُ على صحّة هذا القياس تسميتُهم للصَّواب صَوْباً. قال الشاعر:
      عليَّ وإِنَّما أَنفقتُ مالِي

ويقال الصَّيِّب السّحاب ذو الصَّوْب. قال الله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ [البقرة 19].
والصَّوْب: النُّزول. قال:
      تَنَزَّلَ من جوِّ السَّماءِ يَصوبُ

ويقال للأمر إذا استقرَّ قرارَه على الكلام الجارِي مَجْرى الأمثال: "قد صابت بِقُرّ". قال طرَفة:
سادراً * أحسَبُ غَيِّي رشَداً      فتناهيتُ وقد صابَت بِقُرّْ

والتَّصويب: حَدَب في حَدور، لا يكون إلاَّ كذا. فأمَّا . . . أكمل المادة الصُّيَّابة فالخِيار من كلِّ شيء، كأنَّه من الصَّوب، وهو خالصُ ماءِ السَّحاب، فكأنَّها مُشْتقّةٌ من ذلك.

الحاصِلُ (القاموس المحيط) [0]


الحاصِلُ من كلِّ شيءٍ: ما بَقِيَ وثَبَتَ وذَهَبَ ما سِواهُ. حَصَلَ حُصولاً ومَحْصولاً.
والتَّحْصيلُ: تَمْييزُ ما يَحْصُلُ، والاسمُ: الحَصيلَةُ.
وتَحَصَّلَ: تَجَمَّعَ وثَبَتَ.
والمَحْصُولُ: الحاصِلُ.
وحَصِلَتِ الدابةُ، كفرِحَ: أكَلَتِ التُّرابَ أو الحَصَا فَبَقِيَ في جَوْفِها،
و~ الصبيُّ: وَقَعَ الحصَا في أُنْثَيَيْهِ.
والحَصَلُ، محرَّكةً، وبالفتحِ: البَلَحُ قَبْلَ أن يَشْتَدَّ، أَو إذا اشْتَدَّ وتَدَحْرَجَ، والطَّلْعُ إذا اصْفَرَّ، وقد حَصَّلَ النَّخْلُ فيهما تَحْصيلاً، وأحْصَلَ، وما يَخْرُجُ من الطعامِ فَيُرْمَى به كالزُّؤانِ، وما يَبْقَى من الشَّعيرِ والبُرِّ في البَيْدَرِ إذا عُزِلَ رَديئُه،
كالحُصَالَةِ فيهما.
وكأَميرٍ: نباتٌ.
والحَوْصَلُ والحَوْصَلاءُ والحَوْصَلَةُ، وتُشَدَّدُ لامُها، من الطيرِ: كالمَعِدةِ للإِنسانِ.
. . . أكمل المادة واحْوَنْصَلَ: ثَنَى عُنُقَهُ، وأخْرَجَ حَوْصَلَتَهُ.
أو الحَوْصَلَةُ: أسْفَلُ البَطْنِ إلى العانَةِ من كلِّ شيءٍ،
و~ من الحَوْضِ: مُسْتَقَرُّ الماءِ في أقْصاهُ،
كالحَوْصَلِ والمُحَوْصَلِ.
والمُحَوْصِلُ: مَن يَخْرُجُ أسْفَلُهُ من قِبَلِ سُرتِهِ كالحُبْلَى.
والحَوْصَلُ: شاةٌ عَظُمَ من بَطْنها ما فَوْقَ سُرَّتِها.
وحَوْصَلاءُ: ع.
والمُحَصِّلَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: المرأةُ تُحَصِّلُ تُرابَ المَعْدِنِ.
وحَوْصَلَ: مَلأَ حَوْصَلَتَهُ.
والحَيْصَلُ: الباذِنْجانُ.

صَمَرَ (القاموس المحيط) [0]


صَمَرَ صَمْراً وصُمُوراً: بَخِلَ، ومَنَعَ،
كأَصْمَرَ وصَمَّرَ،
و~ الماءُ: جَرَى من حَدُورٍ في مُسْتَوًى، فَسَكَنَ، وهو جَارٍ.
والصِّمْرُ، بالكسر: مُسْتَقَرُّه، وبالضم: الصُّبْرُ.
وقد أدْهَقْتُ الكأسَ إلى أصْمَارِهَا وأصْبارِها، وبالفتح: النَّتْنُ، ورائِحةُ المِسْكِ الطَّرِيِّ.
والصَّمِيرُ: الرجلُ اليابسُ اللَّحْمِ على العِظامِ، تَفوحُ منه رائحةُ العَرَقِ.
والصُّمارَى، كحُبارَى وحَبَالَى وعُشارِيٍّ: الاسْتُ.
وصَيْمَرُ، كحَيْدَرٍ وقد تضمُ مِيمُه: د بين خُوزِسْتانَ وبِلادِ الجَبَلِ، ونَهرٌ بالبَصْرَةِ عليه قُرًى، وإلى أحَدها نُسِبَ عبدُ الواحدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ محمدٍ الفقيهُ الشافعيُّ.
والصَّيْمَرَةُ، كهَيْنَمَةٍ: د قُرْبَ الدِّيْنَوَرِ، منها إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ الحُسَيْنِ، وناحيةٌ بالبَصْرَةِ بِفمِ نَهْرِ مَعْقِلٍ، أهْلُها يَعْبُدونَ رَجُلاً يقال له عاصمٌ، وولدَهُ بَعدَه، ولهم . . . أكمل المادة في ذلك أخْبارٌ، نُسِبَ إليها، قبلَ ظُهورِ هذه الضلالةِ فيهم، عبدُ الواحدِ بنُ الحُسَيْنِ الفقيهُ الشافعيُّ، والقاضي أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الحنفِيُّ، وجماعةٌ علماءُ.
والصَّوْمَرُ: شجرُ الباذَرُوجِ.
والصَّمْرَةُ: اللبَنُ لا حَلاوَةَ له.
والصامُورَةُ: الحامِضُ جدّاً، صَمِرَ، كضَرَبَ وَفَرِحَ، وأصْمَرَ.
والمُتَصَمِّرُ: المُتَشَمِّسُ، والمُتَحَبِّسُ.
وكزُبَيْرٍ: مَغِيبُ الشمسِ.
وأصْمَرُوا وصَمَّرُوا: دَخَلوا في ذلك الوقتِ.

وَألَ (القاموس المحيط) [0]


وَألَ إليه يَئِلَ وَأَلاً ووؤولاً ووَئِيلاً وواءَلَ مُواءَلَةً ووِآلاً: لَجَأَ وخَلَصَ.
والوَأْلُ: المَوْئِلُ.
ووَأَلَ ووَاءَلَ: طَلَبَ النَّجاة،
و~ إلى المكانِ: بادَرَ.
والوَأْلَةُ: أبعارُ الغنمِ والإِبِلِ جميعاً تَجْتمِعُ وتَتَلَبَّدُ، أو أبوالُ الإِبِلِ وأبعارُها فقطْ.
وألَ المكانُ وأوْأَلَهُ هو.
والمَوْئِلُ: مُسْتَقَرُّ السَّيْلِ.
والأوَّلُ: ضِدُّ الآخِرِ،
أصلُهُ أوْألٌ أو وَوْأَلُ
ج: الأوائِلُ والأوالي على القَلْبِ والأوَّلُونَ، وهي الأولى
ج: كصُرَدٍ ورُكَّعٍ.
وإذا جَعَلْتَ أوَّلاً صِفَةً، مَنَعْتَهُ، وإلاَّ صَرَفْتَهُ. تقولُ: لَقِيْتُهُ عاماً أوَّلَ، وعاماً أوَّلاً، وعامَ الأوَّلِ قليلٌ.
وتقولُ: ما رأيْتُهُ مُذْ عامٌ أوَّلُ، تَرْفَعُهُ على الوصفِ، وتَنْصِبُه على الظَّرْفِ، وابْدَأ بِه أولُ، . . . أكمل المادة تَضُمُّ على الغايةِ، كفَعَلْتُهُ قَبْلُ، وفَعَلْتُهُ أوَّلَ كُلِّ شيءٍ، بالنَّصْبِ، وتَقولُ: ما رأيْتُهُ مُذْ أوَّلُ من أوَّلَ من أمْسِ ولا تُجاوِزْ ذلك.
وهذا أوَّلُ، بَيِّنُ الأوَّلِيَّةِ.
والمُوَئِّلُ، كمُحَدِّثٍ: صاحِبُ الماشِيَةِ.
ووَأْلَةُ: قَبيلَةٌ خَسيسَةٌ.
وبَنو مَوْأَلَةَ، كمَسْعَدَةَ: بَطْنٌ.
ووَأْلانُ: لَقَبُ شُكْرِ بنِ عَمْرٍو، هو أبو قَبيلَةٍ.
وَوَأْلانُ بنُ قِرْفَةَ العَدَوِيُّ، ومحمودُ بنُ وَأْلانَ العَدَنِيُّ: مُحَدِّثان.
ووائلُ بنُ قاسطٍ: أبو قَبيلَةٍ، وابنُ حُجْرٍ، وابنُ أَبي القُعَيْسِ، وأَبو وائِلٍ شَقيقُ بنُ سَلَمَةَ: صَحابِيُّونَ.

كمع (لسان العرب) [0]


كامَعَ المرأَة: ضَاجَعَها، والكِمْعُ والكَمِيعُ: الضَّجِيعُ؛ ومنه قيل للزوج: هو كَمِيعُها؛ قال عنترة: وسَيْفِي كالعَقِيقة، فهْو كِمْعِي سِلاحِي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا وأَنشد أَبو عبيد لأَوس: وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ، إِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وقال الليث: يقال كامَعْتُ المرأَة إِذا ضَمَّها إِليه يَصُونُها.
والمُكامَعةُ التي نُهِيَ عنها: هي أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ في ثوب واحد لا سِتْرَ بينهما.
وفي الحديث: نَهَى عن المُكامَعةِ والمُكاعَمةِ، فالمُكامَعةُ أَن يَنامَ الرجلُ مع الرجلِ، والمرأَةُ مع المرأَةِ في إِزارٍ واحد تَماسُّ جُلُودُهما لا حاجزَ بينهما.
والمُكامِعُ:القريب منك الذي لا يخْفى عليه شيء من أَمرك؛ قال: دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَى جَحْوَشاً حين أُحْضِرَتْ هُمُومِي، وراماني العَدُوُّ المُكامِعُ . . . أكمل المادة وكَمَعَ في الماء كَمْعاً وكرَع فيه: شَرَعَ؛ وأَنشد: أَو أَعْوجِيٍّ كَبَرْدِ العَضْبِ ذي حجَلٍ، وغُرّةٍ زَيَّنَتْه كامِعٍ فيها ويقال: كَمَعَ الفَرسُ والبعِيرُ والرجُلُ في الماء وكَرَعَ، ومعناهما شَرَعَ؛ قال عدي بن الرقاع: بَرّاقة الثَّغْرِ تَسْقِي القَلْبَ لَذَّتها، إِذا مُقَبِّلُها في ثَغْرِها كَمَعا معناه شَرَعَ بِفِيه في رِيق ثَغرِها. قال الأَزهري: ولو روي: يَشْفِي القَلْبَ رِيقَتُها، كان جائزاً. أبو حنيفة: الكِمْعُ خَفْضٌ من الأَرض لَيِّنٌ؛ قال: وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً، بالكِمْعِ، بَيْنَ قَرارِها وحَجاها حَجاها: حَرْفُها.
والكِمْعُ: ناحية الوادي؛ وبه فُسِّرَ قول رؤبة: مِنْ أَنْ عَرفْت المَنْزِلاتِ الحُسَّبا، بالكِمْعِ، لم تَمْلِكْ لِعَيْنٍ غَرَبا والكِمعُ: المطمئنُّ من الأَرض، ويقال: مستقَر الماء.
وقال أَبو نصر: الأَكْماعُ أَماكِنُ من الأَرض ترتفع حروفها وتطمئن أَوساطُها، وقال ابن الأَعرابي: الكِمْعُ الإِمَّعةُ من الرجال والعامة تسميه المَعْمَعِيَّ واللِّبْدِيَّ.
والكِمْعُ: موضعٌ.

مثن (لسان العرب) [0]


المَثانة: مُسْتَقَرُّ البول وموضعه من الرجل والمرأَة معروفة.
ومَثِنَ، بالكسر، مَثَناً، فهو مَثِنٌ وأَمْثَنُ، والأُنثى مَثْناء: اشتكى مَثانته، ومُثِنَ مَثْناً، فهو مَمْثُون ومَثِين كذلك.
وفي حديث عمّار بن ياسر: أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إِني مَمْثُون؛ قال الكسائي وغيره: الممثون الذي يشتكي مَثانته، وهي العُِضْوُ الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف، يقال منه: رجل مَثِنٌ وممْثُون، فإِذا كان لا يُمْسِكُ بولَه فهو أَمْثَن.
ومَثِنَ الرجل، بالكسر، فهو أَمْثَن بَيِّنُ المَثَنِ إِذا كان لا يستمسك بوله. قال ابن بري: يقال في فعله مَثِنَ ومُثِنَ، فمن قال مَثِنَ فالاسم منه مَثِنٌ، ومن قال مُثِن فالاسم منه مَمْثُون. ابن سيده: المَثنُ وجع المَثانة، . . . أكمل المادة وهو أَيضاً أَن لا يستمسك البولُ فيها. أَبو زيد: الأَمْثَنُ الذي لا يستمسك بولُه في مثانته، والمرأَة مَثْناء، ممدود. ابن الأَعرابي: يقال لمَهْبِل المرأَة المَحْمل والمُسْتَوْدَعُ وهو المثانة أَيضاً؛ وأَنشد: وحاملةٍ مَحْمولةٍ مُسْتَكِنَّةٍ، لها كلُّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ يعني المَثانة التي هي المُسْتودَع. قال الأَزهري: هذا لفظه، قال: والمَثانة عند عوام الناس موضع البول، وهي عنده موضع الولد من الأُنثى.
والمَثِنُ: الذي يَحْبِسُ بولَه.
وقالت امرأَة من العرب لزوجها: إِنك لمَثِنٌ خبيث، قيل لها: وما المَثِنُ؟ قالت: الذي يجامع عند السَّحَر عند اجتماع البول في مَثانته، قال: والأَمْثَنُ مثل المَثِنِ في حَبْسِ البول. أَبو بكر الأَنباري: المَثْناءُ، بالمد، المرأَةُ إِذا اشتكت مَثانتها.
ومَثَنه يَمْثُنه، بالضم (* قوله «ومثنه يمثنه بالضم» نقل الصاغاني عن أبي عبيد الكسر أيضاً). مَثْناً ومُثُوناً: أَصابَ مَثانته. الأَزهري: ومَثَنه بالأَمرِ مَثْناً غَتَّه به غَتّاً؛ قال شمر: لم أَسمع مثَنْتُه بهذا المعنى لغير الأُموي؛ قال الأَزهري: أَظنه مَتَنْتُه مَتْناً، بالتاء لا بالثاء، مأْخوذ من المَتِين وقد تقدم في ترجمة متن، والله أَعلم.

حشب (لسان العرب) [0]


الحَشِيبُ والحَشِيبيُّ والحَوْشَبُ: عَظْمٌ في باطن الحافر، بين العَصَبِ والوَظِيف؛ وقيل: هو حَشْوُ الحافِر؛ وقيل: هو عُظَيْم صغير، كالسُّلامَى في طَرَف الوَظِيف، بينَ رَأْسِ الوَظِيف ومُسْتَقَرِّ الحافر، مـما يَدخل في الجُبَّةِ. قال أَبو عمرو: الحَوْشَبُ حَشْوُ الحافِر، والجُبَّةُ الذي فيه الحَوْشَبُ، والدَّخِيسُ بينَ اللَّحْم والعَصَبِ. قال العجاج: في رُسُغٍ لا يَتَشَكَّى الحَوْشَبا، * مُسْتَبطِناً، معَ الصَّمِيمِ، عَصَبا وقيل: الحَوْشَبُ: مَوْصِلُ الوَظِيفِ في رُسْغِ الدَّابةِ.
وقيل: الحَوْشَبانِ من الفرس: عَظْما الرُّسْغ؛ وفي التهذيب: عَظْما الرُّسْغَيْنِ.
والحَوْشَبُ: العَظِيمُ البَطْنِ. قال الأَعلم الهذلي: وتَجُرُّ مُجْريةٌ، لها * لَحْمِي، إِلى أَجْرٍ حَواشِبْ أَجْرٍ: جمع جِرْوٍ، على أَفْعُلٍ.
وأَراد بالـمُجْرِيةِ: ضَبُعاً ذات . . . أكمل المادة جِراءٍ، وقيل: هو العَظِيمُ الجَنْبَينِ، والأُنثى بالهاءِ. قال أَبو النجم: لَيْسَتْ بَحَوْشَبةٍ يَبِيتُ خِمارُها، * حتى الصَّباحِ، مُثَبَّتاً بِغِراءِ يقول: لا شعر على رأْسِها فهي لا تَضَع خِمارَها.
والحَوْشَبُ: الـمُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ.
وقول ساعدة ابن جؤية: فالدَّهْرُ، لا يَبْقَى على حَدَثانِه * أَنَسٌ لَفِيفٌ، ذو طَرائفَ، حَوْشَبُ قال السكري: حَوْشَبٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ، فاستعار ذلك للجمع الكثير، ومـما يُذكر من شعر أَسد بن ناعِصةَ: وخَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه، * يُجاوِبُ حَوْشَبَه القَعْنَبُ قيل: القَعْنَبُ: الثَّعْلَب الذَّكر.
والحَوْشَبُ: الأَرْنَب الذكر؛ وقيل: الحَوْشَبُ: العِجْل، وهو وَلد البَقرة.
وقال الآخر: كأَنـَّها، لـمَّا ازْلأَمَّ الضُّحَى، * أُدْمانةٌ يَتْبَعُها حَوْشَبُ وقال بعضهم:الحَوْشَبُ: الضَّامِرُ، والحَوْشَبُ: العَظِيمُ البَطْنِ، فجعله من الأَضداد.
وقال: في البُدْنِ عِفْضاجٌ، إِذا بَدَّنْتَه، * وإِذا تُضَمِّرهُ، فحَشْرٌ حَوْشَبُ فالحَشْرُ: الدَّقِيقُ، والحَوْشَب: الضامِرُ.
وقال المؤَرج: احْتَشَب القومُ احْتِشاباً إِذا اجتمعوا.
وقال أَبو السميدع الأَعرابي: الحَشِيبُ من الثِّياب.
والخَشِيبُ والجَشِيبُ: الغَلِيظُ.
وقال المؤَرج: الحَوْشَبُ والحَوْشَبةُ: الجماعةُ من الناس، وحَوْشَبٌ: اسم.

صمر (لسان العرب) [0]


التَّصْمِير: الجَمْع والمَنْع. يقال: صَمَرَ متاعَه وصَمَّره وأَصْمَرَهُ.
والتَّصْمِيرُ أَيضاً: أَن يدخل في الصُّمَيْرِ، وهو مَغِيب الشمس.
ويقال: أَصْمَرْنا وصَمَّرْنا وأَقْصَرْنا وقَصَّرْنا وأَعْرَجْنَا وعَرَّجْنَا بمعنى واحد. ابن سيده: صَمَر يَصْمُر صَمْراً وصُمُوراً بَخِلَ ومَنَع؛ قال: فَإِنِّي رَأَيْتُ الصَّامِرِينَ مَتاعَهم يَمُوتُ ويَفْنى، فَارْضَخِي مِنْ وعائِيَا أَراد يموتون ويفنى مالهم، وأَراد الصامرين بمتاعهم.
ورَجُل صَمِيرٌ: يابسُ اللَّحْمِ على العظام.
والصَّمَرُ، بالتحريك: النَّتْنَ (* قوله: «بالتحريك النتن» في القاموس وشرحه بالفتح: النتن، ومثله في التكملة) يقال: يدي في اللحم صَمِرَةٌ.
وفي حديث علي: أَنه أَعطى أَبا رافع حَتيّاً وعُكَّةَ سَمْنٍ، وقال: ادفع هذا إِلى أَسْماءَ بنت عُمَيْسٍ، وكانت تحت أَخيه جعفر، لتَدْهُن به بني أَخيه من . . . أكمل المادة صَمرَ البَحْر، يعني من نَتْنِ ريحه وتَطْعَمهن من الحَقِّ؛ أَما صَمَرُ البحر فهو نَتْن ريحه وغَمَقُه ووَمَدُه.
والحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْل. ابن الأَعرابي: الصَّمْرُ رائحة المِسْك الطري.
والصَّمْرُ: غَتْمُ البحر إِذا خَبَّ أَي هاج موجه، وخَبيبُه تَناطُحُ أَمواجه. ابن دريد: رجل صَمِيرٌ يابسُ اللحم على العظْم تفوح منه رائحة العَرَق.
وصَمَرَ الماءُ يَصْمر صُمُوراً: جرى من حُدُور في مُسْتَوًى فَسَكن، وهو جَارٍ، وذلك المكان يسمى صِمْر الوادي، وصِمْرُه: مُسْتَقَرُّهُ. مقصوراً: الاست لنَتْنِها. الصحاح: الصُّمَارَى، بالضم، الدُّبُر؛ وفي التهذيب: الصَّمَارَى، بكسر الصاد.
والصُّمْرُ: الصُّبْر؛ أَخَذَ الشيءَ بأَصْمَارِه أَي بأَصْبَارِه، وقيل: هو على البدل.
وملأَ الكأْس إِلى أَصْمَارها أَي إلى أَعاليها كأَصْبَارها، واحدها صُمْر وصُبْر.
وصَيْمَر: أَرض من مِهْرِجَان؛ إِليه نسب الجُبْنُ الصَّيْمَري.
والصَّوْمَرُ: البَاذِرُوجُ، وقال أَبو حنيفة: الصَّوْمَر شجر لا ينبت وحده ولكن يَتَلَوَّى على الغافِ، وهو قُضْبَانٌ لها ورق كورق الأَرَاك، وله ثمر يشبه البَلُّوط يؤكل، وهو ليِّن شديد الحلاوة.

هوى (الصّحّاح في اللغة) [0]


الهواءُ ممدودٌ: ما بين السماء والأرض، والجمع الأهْوِيَةُ.
وكل خالٍ هواءٌ. قال زهير:
من الظِلمانِ جُؤْجُؤُهُ هَواءُ      كأنَّ الرَحْلَ منها فوق صَعْلٍ

وقوله تعالى: "وأفئدتهمْ هَواءٌ". يقال: إنَّه لا عقول لهم.
والهَوَى مقصورٌ: هَوَى النفس: والجمع الأهْواءُ.
وإذا أضفته إليك قلت هَوايَ.
وهُذَيْلٌ تقول: هَوَيَّ.
وقال ذؤيب:
فَتُخُرِّموا ولكلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ      سبقوا هَوَيَّ وأعْنَقوا لهَواههُمُ

وهذا الشيء أهْوى إليَّ من كذا، أي أحبُّ إليَّ. قال الشاعر:
مما مَلَكْتُ ومن بني سَهْـمِ      أهْوى إلى نفسي ولو نَزَحَتْ


وهَوِيَ يَهوى هَوًى، أي أحَبَّ. الأصمعيّ: هَوى بالفتح يَهْوي هُوِيًّا، أي سقط إلى أسفل. قال: وكذلك الهُوِيُّ في السير إذا مضى.
وهَوى وانْهَوى بمعنًى.
وهَوَتِ الطعنةُ تَهْوي: فتحت فاها.
وأهْوى إليه بيده . . . أكمل المادة ليأخذه. قال الأصمعي: أهْوَيْتُ بالشيء، إذا أوْمَأْتَ به.
ويقال: أهْوَيْتُ له بالسيف.
والهُوَّةُ: الوَهْدَةُ العميقةُ.
والأُهْوِيَّةُ مثلها.
والمَهْوى والمَهْواةُ: ما بين الجبلين ونحو لك.
وتَهاوى القومُ في المَهْواةِ، إذا سقط بعضهم في إثر بعض. قال الشيباني: المُهاواةُ: المُلاجَّة.
والمُهاواةُ: شدَّة السير.
ومضى هَوِيٌّ من الليل، أي هزيعٌ منه.
واسْتهواهُ الشيطان، أي اسْتَهامَهُ. أبو عبيد: الهَوْهاءةُ بالمدّ: الأحمق.
ويقال: ما أدري أيُّ هَيِّ بن بَيٍّ هو، معناه أيُّ الخلق هو.
وهَيَّانُ بن بيَّانَ، كما يقال طامِرُ بن طامِرٍ، لمن لا يُعرف أبوه.
وهاويةٌ: اسمٌ من أسماء النار، وهي معرفة بغير ألفٍ ولامٍ. قال تعالى: "فأُمُّهُ هاويةٌ". يقول: مُسْتَقَرُّهُ النار.
والهاوِيَةُ: المَهْواةُ.
وقال:
كنتَ كمن تهوي به الهاوِيهْ      يا عمرو لو نالَتْكَ أرْماحُنـا

وتقول: هَوَتْ أُمُّه فهي هاوِيَةٌ، أي ثاكِلةٌ. قال كعب بن سعدٍ الغَنَويّ يرثي أخاه:
وماذا يُؤدِّي الليلُ حـين يَئوبُ      هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعثُ الصبحُ غادِياً

والهَواهي: الباطلُ واللغوُ من القول. قال ابن أحمر:
إليَّ وما يُجْدون إلا الهَواهِيا      أفي كل يومٍ تَدْعُوانِ أطِـبَّةً

الكسائي: يقال يا هَيّ مالي، لا يهمز، معناه: يا عجباً.

معع (لسان العرب) [0]


المَعُّ: الذّوَبانُ.
والمَعْمَعةُ: صوت الحَريقِ في القَصَبِ ونحوه، وقيل: هو حكايةُ صوتِ لهب النار إِذا شُبَّتْ بالضِّرامِ؛ ومنه قولُ امرئ القيس: كمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ وقال كعب بن مالك: مَنْ سَرَّه ضرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً، كمَعْمَعةِ الأَباءِ المُحْرَقِ والمَعْمَعةُ: صوت الشُجَعاءِ في الحرب، وقد مَعْمَعوا؛ قال العجاج: ومَعْمَعَتْ في وَعْكةٍ ومَعْمَعا ويقال للحرب مَعْمَعةٌ، وله معنيان: أَحدهما صوت المُقاتلةِ، والثاني اسْتِعارُ نارِها.
وفي حديث: لا تَهْلِكُ أُمَّتي حتى يكون بينهم التمايُلُ والتمايُزُ والمَعامِعُ؛ المَعامِعُ شدَّة الحرْبِ والجِدُّ في القِتالِ وهَيْجُ الفِتَنِ والْتِهابُ نِيرانِها، والأَصل فيه مَعْمعةُ النارِ، وهي سُرْعةُ تَلَهُّبِها، ومثله مَعْمَعةُ الحرِّ، وهذا مثل قولهم: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ.
والمَعْمَعةُ: شدَّةُ الحرّ؛ . . . أكمل المادة قال لبيد: إِذا الفَلاةُ أَوحَشَتْ في المَعْمَعهْ والمَعْمَعانُ كالمَعْمَعةِ، وقيل: هو أَشدُّ الحرّ.
وليلة مَعْمَعانةٌ ومَعْمَعانيَّةٌ: شديدةُ الحرّ،وكذلك اليومُ مَعْمَعانيٌّ ومَعْمَعانٌ.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: كان يَتَتَبَّعُ اليومَ المَعْمَعانِيَّ فيصومُه أَي الشديدَ الحرّ.
وفي حديث ثابت قال بكر بن عبد الله: إِنه لَيَظَلُّ في اليوم المَعْمَعانيِّ البعيدِ ما بين الطرَفَيْنِ يُراوِحُ ما بين جَبْهَتِه وقدَمَيْه.
ويومٌ مَعْماعٌ كمَعْمَعانيٍّ؛ قال: يومٌ من الجَوْزاءِ مَعْماعٌ شَمِسْ ومَعْمَعَ القومُ أَي ساروا في شدَّةِ الحرّ.
والمَعْمَعُ: المرأَة التي أَمرُها مُجْمَعٌ لا تُعْطِي أَحداً من مالها شيئاً.
وفي حديث أَوْفى بن دَلْهَمٍ: النساء أَربع، فمنهن مَعْمَع لها شَيْئُها أَجْمَع؛ هي المسْتَبدةُ بمالها عن زوجها لا تواسِيه منه؛ قال ابن الأَثير: هكذا فسر.
والمَعْمَعِيُّ: الرجل الذي يكون مع مَن غَلَب.
ويقال: مَعْمَعَ الرجلُ إِذا لم يحْصُل على مذهَبٍ كأَنه يقول لكّلٍ أَنا معَك، ومنه قيل لمثله: رجل إِمَّعٌ وإِمَّعةٌ.
والمَعْمَعةُ: الدَّمْشَقةُ وهو عَمَلٌ في عَجَلٍ.
وامرأَة مَعْمَعٌ: ذكِيَّةٌ مُتَوَقِّدةٌ، وكذلك الرجل.
ومَعَ، بتحريك العين: كلمة تضم الشيء إِلى الشيء وهي اسم معناه الصحبة وأَصلها مَعاً، وذكرها الأَزهري في المعتلِّ؛ قال محمد بن السريّ: الذي يدل على أَن مَعَ اسمٌ حركة آخره مع تحرك ما قبله، وقد يسَكن ويُنَوَّنُ، تقول: جاؤوا مَعاً. الأَزهري في ترجمة معاً: وقال الليث كنا معاً معناه كنا جميعاً.
وقال الزجاج في قوله تعالى: إِنَّا معَكم إِنما نحن مستهزئُون؛ نصب معكم كنصب الظروف، تقول: أَنا معكم وأَنا خَلْفَكم، معناه أَنا مستقِرّ معكم وأَنا مستقر خلفكم.
وقال تعالى: إِنَّ الله مع الذين اتقَوْا والذين هم محسنون، أَي ناصِرُهم؛ وكذلك قوله: لا تحزن إِن الله معنا؛ أَي الله ناصِرنا، وقوله: وكونوا مع الصادقين، معناه كونوا صادِقين، وقوله عز وجل: إِنَّ مع العُسْرِ يُسْراً، معناه بعدَ العسر يُسْر، وقيل: إِنَّ بمعناها مَعْ بسكون العين غير إِنَّ مع المتحركة تكون اسماً وحرفاً ومع الساكنة العين حرف لا غير؛ وأَنشد سيبويه: ورِيشِي مِنْكُمُ وهَوايَ مَعْكُمْ، وإِنْ كانتْ زِيارَتُكم لِماما وحكى الكسائي عن ربيعة وغَنْمٍ أَنهم يسكِّنون العين مِنْ مَعْ فيقولون معْكم ومعْنا، قال: فإِذا جاءت الأَلف واللام وأَلف الوصل اختلفوا فيها، فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها، فيقولون مَع القومِ ومَعَ ابنِك، وبعضهم يقول مَعِ القوم ومَعِ ابنِك، أَما من فتح العين مع الأَلف واللام فإِنه بناه على قولك كنا مَعاً ونحن معاً، فلما جعلها حرفاً وأَخرجها من الاسم حذف الأَلف وترك العين على فتحها فقال: معَ القوم ومعَ ابنك، قال: وهو كلام عامة العرب، يعني فتح العين مع الأَلف واللام ومع أَلف الوصل، قال: وأَما من سكَّن فقال معْكم ثم كسر عند أَلف الوصل فإِنه أَخرجَه مُخْرَجَ الأَدَواتِ، مثل هَلْ وبَلْ وقدْ وكمْ، فقال: معِ القومِ كقولك: كمِ القومُ وبلِ القوم، وقد ينوَّن فيقال جاؤوني معاً؛ قال ابن بري: مَعاً تستعمل للاثنين فصاعِداً، يقال: هم مَعاً قِيامٌ وهنَّ معاً قيامٌ؛ قال أُسامةُ بن الحرث الهذلي: فسامُونا الهِدانةَ مِن قَريبٍ، وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّجُوبِ والهِدانةُ: المُوادَعةُ؛ وقال آخر: لا تُرْتَجى حِينَ تُلاقي الذَّائِدا، أَسَبْعةً لاقَتْ مَعاً أَمْ واحِداً؟ وإِذا أَكثر الجل من وقول مع قيل: هو يُمَعْمِعُ مَعْمعةً. قال: ودرهم مَعْمَعِيٌّ كتب عليه مع مع؛ وقوله: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فؤَادي، فَبادِيهِ مع الخافي يَسِيرُ أَراد فبادِيهِ مضموماً إِلى خافِيه يسِيرٌ، وذلك أَنه لما وصف الحبّ بالتغَلْغُلِ إِنما ذلك وصْفٌ يَخُصُّ الجَواهِرَ لا الأَحْداثَ، أَلا تر أَن المتغَلغِلَ في الشيء لا بدَّ أَن يتجاوز مكاناً إِلى آخر؟ وذلك تفرِيغُ مَكانٍ وشُغْلُ مكان، وهذه أَوصاف تخص في الحقيقة الأَعيان لا الأَحداث، فأَما التشبيه فلأَنه شبه ما لا ينتقل ولا يزول بما ينتقل ويزول، وأما المبالغة والتواليد فإِنه أَخرجه عن ضعف العَرَضِيَّةِ إِلى قوة الجَوْهَرِيَّةِ.
وجئت مِن معِهم أَي من عندهم.

حرص (لسان العرب) [0]


الحِرْصُ: شدّةُ الإِرادة والشَّرَه إِلى المطلوب.
وقال الجوهري: الحِرْصُ الجَشَعُ، وقد حَرَصَ عليه يَحْرِصُ ويَحْرُصُ حِرْصاً وحَرْصاً وحَرِصَ حَرَصاً؛ وقول أَبي ذؤيب: ولقد حَرَِِصْت بأَن أُدافعَ عنهمُ، فإِذا المَنيّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ عدَّاه بالباء لأَنه في معنى هَمَمْتُ، والمعروف حَرَصْتُ عليه. الأَزهري: قول العرب حَرِيصٌ عليك معناه حَرِيصٌ على نَفْعِك، قال: واللغة العالية حَرَصَ يَحْرِصُ وأَما حَرِصَ يَحْرَصُ فلغة رديئة، قال: والقُراء مُجْمِعون على: ولو حَرَصْت بمؤمنين؛ ورجل حَرِيصٌ من قوم حُرَصاءَ وحِرَاصٍ وامرأَة حَريصةٌ من نسوة حِرَاصٍ وحَرائِصَ.
والحَرْصُ: الشَّقُّ.
وحَرَصَ الثوبَ يَحْرُصُهُ حَرْصاً: خَرَقَه، وقيل: هو أَن يَدُقَّه حتى يجعل فيه ثُقَباً وشُقوقاً.
والحَرْصةُ من الشِّجاج: التي حَرَصَت من وراء . . . أكمل المادة الجِلْد ولم تُخَرِّقه، وقد ذُكرت في الحديث؛ قال الراجز: وحَرْصة يُغْفِلُها المأْمُومُ والحارِصةُ والحَرِيصةُ: أَولُ الشجاج، وهي التي تَحْرِصُ الجلد أَي تشقُه قليلاً؛ ومنه قيل: حَرَصَ القَصّارُ الثوبَ يَحْرُصُهُ شقَّه وخرقه بالدَّقّ.
وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: الحَرْصةُ والشَّقْفة والرَّعْلة والسَّلْعَة الشّجَّة، والحَريصةُ والحارِصةُ السحابةُ التي تَحْرِصُ وجه الأَرض بقَشْرِه وتُؤَثِّرُ فيه بمطرها من شدة وَقعها؛ قال الحُوَيْدرة: ظَلَمَ البِطاحَ، له انْهِلالُ حَرِيصة، فصَفا النِّطافُ له بَعِيدَ المُقْلَعِ يعني مَطَرتْ في غير وقت مَطَرِها فلذلك ظَلَم. قال الأَزهري: أَصلُ الحَرْصِ القَشْرُ، وبه سميت الشَّجّة حارِصةً، وقد ورد في الحديث كما فسرناه، وقيل للشَّرِه حَرِيصٌ لأَنه يَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه الناس.
والحِرْصِيَان: فِعْلِيانٌ من الحَرْصِ وهو القَشْر، وعلى مثاله حِذْرِيان وصِلِّيان. قال ابن الأَعرابي: يقال لِباطنِ جِلْد الفِيل حِرْصِيان، وقيل في قوله تعالى: في ظُلُمات ثلاث؛ هي الحِرْصِيانُ والغِرْسُ والبَطْن، قال: والحِرصِيان باطنُ جلْد البطْن، والغِرْسُ ما يكون فيه الولد؛ وقال في قول الطِّرِمَّاح: وقد ضُمِّرتْ حتى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها، إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن قال: ذُو ثلاثها أَراد الحِرْصِيانَ والغِرْس والبطْن.
وقال ابن السكيت: الحِرْصِيانُ جلدةٌ حمراءُ بين الجلد الأَعْلى واللحمِ تُقْشَر بعد السَّلْخ. قال ابن سيده: والحِرْصِيانُ قشْرة رقيقة بين الجلد واللحم يَقْشِرها القَصّاب بعد السَّلْخ، وجمعُها حِرْصِياناتٌ ولا يُكَسَّر، وقيل في قوله ذو ثلاثها في بيت الطرماح عَنى به بطْنَها، والثلاثُ: الحِرْصِيانُ والرَّحِم والسابِياءُ.
وأَرض مَحْروصةٌ: مَرْعِيّة مُدَعْثرة. ابن سيده.
والحَرْصَةُ كالعَرْصة، زاد الأَزهري: إِلا أَن الحَرْصةُ مُسْتَقِرّ وسطِ كل شيء والعَرْصةُ الدارُ؛ وقال الأَزهري: لم أَسمع حَرْصة بمعنى العَرْصة لغير الليث، وأَما الصَّرْحةُ فمعروفة.

همي (لسان العرب) [0]


هَمَتْ عينُه هَمْياً وهُمِيًّا وهَمَياناً: صَبَّتْ دمعها ؛ عن اللحياني ، وقيل: سالَ دَمْعُها، وكذلك كلُّ سائل من مطر وغيره، قال : وليس هذا من الهائم في شيء؛ قال مُساوِر بن هند: حتى إذا أَلْقَحْتها تَقَمَّما، واحْتَمَلَتْ أَرْحامُها منه دَمَا، مِن آيِلِ الماء الذي كان هَمَى آيلُ الماء: خاثِرُه، وقيل: الذي قد أَتى عليه الدهرُ، وهو بالخاثر هنا أَشبه لأَنه إِنما يصف ماء الفحل، وهَمَت السماء. ابن سيده: وهَمَت عينُه تَهْمُو صَبَّتْ دُموعها ، والمعروف تَهْمِي، وإِنما حكى الواو اللحياني وحده.
والأَهماء: المياه السائلة. ابن الأعرابي: هَمَى وعَمى كل ذلك إذا سالَ . ابن السكيت: كلُّ شيءٍ سَقَطَ منك . . . أكمل المادة وضاعَ فقد هَمَى يَهْمِي.
وهَمَى الشَّيءُ هَمْياً: سقط؛ عن ثعلب.
وهَمَتِ النَّاقةُ هَمْياً: ذَهَبَتْ على وجْهها في الأَرض لزَعْيٍ ولغيره مُهْمَلةً بل راعٍ ولا حافظ، وكذلك كلُّ ذاهِبٍ وسائلٍ.
والهِمْيانُ: هِمْيانُ الدراهم، بكسر الهاء ، الذي تُجعل فيه النَّفَقَةُ.
والهمْيانُ: شِدادُ السَّراوِيل؛ قال ابن دُرَيْد: أَحسبه فارسّياً معرَّباً.
وهِمْيانُ بنُ قُحافَة السَّعْدِي: اسم شاعر ، تكسر هاؤُه وترفع.
والهَمْيانُ: موضع ؛ أَنشد ثعلب: وإِنَّ امْرأَ أَمْسَى، ودُونَ حَبِيبِه سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ فالهَمَيانِ لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ ، بَعْدَ اقْتِرابِه، ومَعْذُورةٌ عَيْناهُ بالهَمَلانِ وهَمَتِ الماشيةُ إذا نَدَّت للرَّعْي.
وهوامِي الإبل: ضَوالُّها .
وفي الحديث: أَنَّ رجلاً سأَل النبيَّ،صلى الله عليه وسلم، فقال إِنَّا نُصِيبُ هَواميَ الإبلِ، فقال لضالَّةُ المُؤْمِنِ حَرَقُ النارِ؛ أَبو عبيدة: الهَوامِيِ الإِبلُ المُهمَلة بلا راعٍ، وقد هَمَتْ تَهْمِي فهي هَامِيةٌ إذا ذَهَبَتْ على وَجْهِها؛ ناقة هامِيةٌ وبَعير هامٍ ، وكلُّ ذاهِبٍ وجارٍ من حَيوانٍ أَو ماء فهو هامٍ ؛ ومنه: هَمَى المطرُ، ولعله مقلوب من هامَ يَهِيمُ.
وكلُّ ذاهب وسائل من ماءٍ أَو مطر أَو غيره فقد هَمَى ؛ وأَنشد: فَسَقَى دِيارَكِ ، غَيْرَ مُفْسِدِها، صَوْبُ الرَّبِيعِ ودِيمةٌ تَهْمِي يعني تسِيل وتَذْهَب. الليث: هَمَى اسم صنم؛ وقول الجعدي أَنشده أَبو الهيثم: مِثْلُ هِمْيانِ العَذَرَاى بَطْنُه، يَلْهَزُ الرَّوْضَ بِنُقْعانِ النَّفَلْ ويروى: أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَل مَشْطُوبٌ أَي في عجزه طرائقُ أَي خُطوطٌ وشُطُوبٌ طويل غير مُدَّورٍ، والهِمْيانُ: المِنْطَقةُ؛ يقول: بَطْنُه لَطِيف يُضَمُّ بَطْنُه كما يُضَمُّ خَصْرُ العَذْراء، وإنما خص العَذْراء بضمّ البطنِ دون الثيِّبِ لأَن الثيِّب إذا وَلَدت مرة عَظُم بَطنُها.
والهِمْيانُ: المِنْطَقة كُنَّ يَشددن به أَحْقِيَهُنَّ، إما تِكَّةٌ وإما خَيْطٌ، ويَلْهَزُ: يأْكل، والنُّقْعانُ: مُسْتَقَرُّ الماء.
ويقال: هَما والله لقد قال كذا ، بمعنى أَمَا والله .

صحن (لسان العرب) [0]


الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدار، وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ ونحوهما من مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها، والجمع صُحُون، لا يكسر على غير ذلك؛ قال: ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذي صُحُونٍ.
والصَّحْنُ: المستوي من الأَرض.
والصَّحْنُ: صَحْنُ الوادي، وهو سَنَدُه وفيه شيء من إِشْرافٍ عن الأَرض، يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً، وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مثله.
وصُحُونُ الأَرض: دُفُوفها، وهو مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ، وإِن لم يكن مُنْجَرِداً فليس بصَحْنٍ، وإن كان فيه شجر فليس بصَحْنٍ حتى يَسْتَويَ، قال: والأَرض المُستَوية أَيضاً مثل عَرْصَة المَِرْبَد صَحْنٌ.
وقال الفراء: الصَْحْنُ والصَّرْحَة ساحة الدار وأَوسَعُها.
والصَّحْنُ: شِبْهُ العُسِّ العظيم إِلا أَن فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. يقال: صَحَنْتُه إذا أَعطيته شيئاً فيه.
والصَّحْنُ: العطية. . . . أكمل المادة يقال: صَحَنَه ديناراً أَي أَعطاه، وقيل: الصَّحْنُ القدَحُ لا بالكبير ولا بالصغير؛ قال عمرو ابن كلثوم: أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا، ولا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا.
ويروى: ولا تُبْقي خُمورَ، والجمع أَصْحُنٌ وصِحَان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: من العِلابِ ومن الصِّحَانِ. ابن الأَعرابي: أوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ، وهو الذي لا يُرْوِي الواحدَ، ثم القَعْب يُرْوِي الرجلَ، ثم العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ، ثم الصَّحْنُ، ثم التِّبْنُ.
والصَّحْنُ: باطِنُ الحافر.
وصَحْنُ الأُذُن: داخلها، وقيل: مَحارَتُها.
وصَحْنا أُذُني الفرس: مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما، والجمع أَصْحان.
والمِصْحَنَة: إِناء نحو القَصْعة.
وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ: سأَلهم في قصعة وغيرها. قال أَبو زيد: خرج فلان يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم، ولم يقل في قصعة ولا في غيرها.
وقال أَبو عمرو: الصَّحْنُ الضرب. يقال: صَحَنَه عشرين سَوْطاً أَي ضربه.
وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضربته. الأَصمعي: الصَّحْنُ الرَّمْحُ، يقال: صَحَنَه برجله إذا رمَحَه بها؛ وأَنشد قوله يصف عَيراً وأَتانه: قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أَو ضَغُونٌ، مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ. يقول: كلما دنا الحمار منها صَحَنْته أَي رَمَحَتْه.
وناقة صَحُون أَي رَمُوح.
وصَحَنْته الفرسُ صَحْناً: رَكَضَتُه برجلها.
وفرس صَحُون: رامحة.
وأَتانٌ صَحُون: فيها بياض وحمرة.
والصَّحْنُ: طُسَيْتٌ، وهما صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما على الآخر؛ قال الراجز: سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ، وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ وصَحَنَ بين القومِ صَحْناً: أَصلح.
والصَّحْنَة، بسكون الحاء: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال. اللحياني: والصِّحْناءُ، بالكسر، إدام يُتَّخذُ من السمك، يُمَدُّ ويقصر، والصِّحْناةُ أَخص منه.
وقال ابن سيده: الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ. الأَزهري: الصِّحْناةُ، بوزن فِعْلاة، إذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوين، وتجمع على الصَّحْنَا، بطرح الهاء.
وحكي عن أَبي زيد: الصِّحْناة فارسية وتسميها العربُ الصِّيرَ، قال: وسأَل رجل الحسن عن الصحناة فقال: وهل يأْكل المسلمون الصِّحْناةَ؟ قال: ولم يعرفها الحسن لأَنها فارسية، ولو سأَله عن الصِّيرِ لأَجابه.
وأَورد ابن الأَثير هذا الفصل وقال فيه: الصِّحْناةُ هي التي يقال لها الصِّيرُ، قال: وكلا اللفظين غير عربي.

الكَرَمُ (القاموس المحيط) [0]


الكَرَمُ، محرَّكةً: ضِدُّ اللُّؤْم، كَرُمَ، بضم الراءِ، كرامةً وكرَماً وكَرَمَةً، محرَّكَتَيْنِ، فهو كريمٌ وكريمَةٌ وكِرْمَةٌ، بالكسر، ومُكْرَمٌ ومُكْرَمَةٌ وكُرامٌ، كغُرابٍ ورُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ
ج: كُرماءُ وكِرامٌ وكَرائِمُ.
وجَمْعُ الكُرَّامِ: الكُرَّامونَ،
ورجلٌ كَرَمٌ، محرَّكةً: كريمٌ، للواحِدِ والجمعِ.
وكَرَماً، أي: أدامَ الله لَكَ كَرَماً.
ويا مَكْرُمانُ: للكرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ.
وكارَمَهُ فكَرَمَهُ، كنَصَرَهُ: غَلَبَهُ فيه.
وأكْرَمَهُ وكَرَّمَهُ: عظَّمَهُ، ونَزَّهَه.
والكريمُ: الصَّفُوحُ.
ورجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ للناسِ.
ولَهُ عَلَيَّ كَرامةٌ، أي: عَزازةٌ.
واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَهُ كرِيماً، أو وجَدَهُ كرِيماً.
وافْعَلْ كذا وكَرامةً لك، بالفتح، وكُرْماً وكُرْمَةً وكُرْمَى وكُرْمَةَ عَيْنٍ وكُرْماناً، بضمِّهِنَّ، ولا تُظْهِرْ له فِعْلاً.
وتَكَرَّمَ عنه،
وتَكارَمَ: تَنَزَّهَ.
والمَكْرُمُ والمَكْرُمة، بضم رائِهِما،
والأكْرومَةُ، بالضم: فِعْلُ . . . أكمل المادة الكَرَمِ.
وأرضٌ مَكْرُمَةٌ وكَرَمٌ، محرَّكةً: كرِيمةٌ طَيِّبَةٌ.
وأرضٌ وأرْضانِ وأرضونَ كَرَمٌ.
والكَرْمُ: العِنَبُ، والقِلادَةُ، وأرضٌ مُنَقَّاةٌ من الحجارةِ، وَنوْعٌ من الصِّياغةِ في المَخانِقِ.
أو بناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كان يُتَّخَذُ في الجاهليَّةِ
ج: كُرومٌ،
وبالتحريكِ: ع.
وكسَكْرَى: ة بتَكْريتَ.
وكَرَّمَ السَّحابُ تَكْريماً، وتُضَمُّ كافُه: كثُرَ ماؤُهُ.
وكَرْمانُ، وقد يُكْسَرُ أو لَحْنٌ: إِقْليمٌ بين فارِسَ وسجِسْتانَ،
ود قُرْبَ غَزْنَةَ (ومَكْرانَ).
والكَرْمةُ: ع،
وة بِطَبَسَ، ورأسُ الفَخِذِ المُسْتدِيرُ، وبالضم: ناحيةٌ باليمامةِ.
والكَرامةُ: طَبَقُ رأسِ الحُبِّ، وجَدُّ محمدِ بنِ عُثْمانَ شَيْخِ البُخارِيِّ، وابنُ ثابِتٍ: مُخْتَلَفٌ في صُحْبتِه.
والكَريمانِ: الحَجُّ والجِهادُ،
ومنه: "خيرُ الناسِ مُؤْمِنٌ بين كريمَيْنِ"، أو مَعناهُ بين فَرَسَيْنِ يَغْزو عليهما، أو بعيرَيْنِ يَسْتَقِي عليهما.
وأبَوانِ كَريمانِ: مُؤْمِنانِ.
وكَريمَتُكَ: أنْفُكَ، وكُلُّ جارحةٍ شَريفةٍ، كالأُذُنِ واليدِ.
والكريمتانِ: العَيْنانِ،
وسَمَّوْا: كَرَماً، كجَبلٍ وكِتابٍ وعَزيزٍ وزُبَيْرٍ وسَفينةٍ ومُعَظَّمٍ،
ومُكْرَمٍ.
ومحمدُ بنُ كَرَّامٍ، كشَدَّادٍ: إمام الكَرَّاميَّةِ القائلُ بأنَّ مَعْبودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأنه جَوْهَرٌ، تعالى اللّهُ عن ذلك.
والتَّكْرِمةُ: التَّكْريمُ، والوِسادَةُ.
وكِرْمانِيُّ بنُ عَمْرٍو، بالكسر: محدِّثٌ.
وكرُمَتْ أرْضُه، بضم الراءِ: دَمَلَها فَزَكا زَرْعُها.
وكُرَمِيَّةُ، بالضم وفتح الراءِ: ة.
وكَرَمِينِيَّةُ وتُخَفَّفُ،
أو كَرْمِينَةُ: د ببُخاراءَ.
وأكْرَمَ: أتى بأولادٍ كِرامٍ.
و{رزْقاً كريماً}: كثيراً.
و{قولاً كريماً}: سَهْلاً لَيِّناً.
وفي الحديثِ: "لا تُسَمُّوا العنبَ الكَرْمَ، فإنما الكَرْمُ الرجلُ المُسْلِمُ" وليس الغَرَضُ حقيقةَ النَّهْيِ عن تَسْمِيته كَرْماً، ولكنه رَمْزٌ إلى أن هذا النَّوْعَ من غيرِ الأناسِيِّ المُسَمَّى بالاسم المُشْتَقِّ من الكَرَمِ، أنْتُم أحِقَّاءُ بأن لا تُؤَهِّلُوهُ لهذه التَّسْميةِ غَيْرَةً للمُسْلِمِ التَّقِيِّ أن يُشارَكَ فيما سَمَّاهُ اللُّه تعالى، وخَصَّهُ بأن جعلَه صِفَتَه، فضْلاً أن تُسَمُّوا بالكَريم من ليس بمُسْلمٍ. فكأنه قال: إن تَأتَّى لكم أن لا تُسَمُّوه مَثَلاً باسمِ الكَرمِ، ولكن بالجَفْنَةِ أو الحَبَلةِ، فافْعَلوا.
وقولهُ: "فإِنما الكرْمُ"، أي: فإِنما المُسْتَحِقُّ للاسمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ المُسْلِمُ.

حصل (لسان العرب) [0]


الحاصِل من كل شيء: ما بَقِي وثَبَتَ وذَهَب ما سواه، يكون من الحِساب والأَعمال ونحوها؛ حَصَل الشيءُ يَحْصُل حُصُولاً.
والتحصيل: تمييز ما يَحْصُل، والاسم الحَصِيلة؛ قال لبيد: وكُلُّ امرئ يوماً سَيُعْلَم سعيُه، إِذا حُصِّلت عند الإِله الحَصائِل والحَصائل: البَقايا، الواحدة حَصِيلة.
وقد حَصَّلْتُ الشيء تحصيلاً.
وحاصِلُ الشيءِ ومَحْصُوله: بَقِيَّتُه.
وقال الفراء في قوله تعالى: وحُصِّل ما في الصدور؛ أَي بُيِّن؛ وقال غيره: مُيِّز، وقال بعضهم: جُمِع.
وتَحَصَّل الشيءُ: تَجَمَّع وثبت.
والمحصول: الحاصل، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَعْقُول والمَيْسُور والمَعْسور.
وتحصيل الكلام: رَدُّه إِلى محصوله.
ومن أَدْواء الخَيْل الحَصَل والقَصَل، فالحَصَل سفُّ الفرس الترابَ من البَقْل فيجتمع منه تراب في بطنه فيقتله فإِن قتله . . . أكمل المادة الحَصَل قيل إِنه لَحَصِلٌ. قال ابن سيده: وحَصِلَت الدابةُ حَصَلاً أَكلت التراب فبقي في جوفها ثابتاً، وإِذا وقع في الكَرِش لم يضرها، وإِذا وقع في القِبَة قتَلَها. قال الجوهري: والحَصِيل نَبْتٌ.
وقد حَصِل الفَرَسُ حَصَلاً إِذا اشتكى بطنه من أَكل تراب النَّبْت، وقيل: الحَصَل أَن يثبت الحَصَى في لاقِطَة الحصى وهي ذوات الأَطباق من قِطْنة البعير فلا تخرج في الجِرَّة حين يَجْتَرُّ، فربما قُتِل إِذا تَوَكَّأْت على جُرْدانه؛ وقال الأَزهري: الحَصَل في أَولاد الإِبل أَن تأْكل التراب ولا تخرج الجِرَّة وربما قتلها ذلك.
وحَصَّل النخلُ: استدار بَلَحُه. قال ابن سيده: والحَصَل ما تناثر من حَمْل النخلة وهو أَخضر غَضٌّ مثل الخَرَز الخُصْر الصِّغار.
والحَصَل: البَلَح قبل أَن يشتد وتظهر تَفَاريقه، واحدته حَصَلة؛ قال: مُكَمَّمٌ جَبّارُها، والجَعْلُ يَنْحَتُّ منهن السَّدَى، والحَصْلُ سكن للضرورة، وقيل: هو الطَّلْع إِذا اصفرَّ، وقد أَحْصَل النخلُ، وقيل: التحصيل استدارة البلح؛ وقد أَحْصَل البَلَحُ إِذا خَرَجَ من تفاريقه صغاراً.
وأَحْصَل القومُ، فهم مُحْصِلون إِذا حَصَّل نَخْلُهم، وذلك إِذا استبان البُسْر وتَدَحْرَج.
والحَصَل من الطعام: ما يُخْرَج منه فيُرْمى به من دَنْقة وزؤَان ونحوهما.
وقال أَبو حنيفة: الحَصَل والحُصالة ما يبقى من الشعير والبرّ في البَيْدَر إِذا نُقِّي وعُزِل رديئه.
وقال اللحياني: الحُصالة ما يُخْرَج منه فيُرْمى به إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدُّقاق قليلاً. ابن الأَعرابي: وفي الطعام مُرَيْراؤه وحَصَلُه وغَفَاه وفَغَاه وحُثَالته وحُفَالَته بمعنى واحد. قال الجوهري: والحُصَالة، بالضم، ما يبقى في الأَنْدَر من الحَبّ بعدما يُرْفَع الحَبُّ وهو الكُنَاسة.
والحَصِيل: ضَرْب من النبات؛ حكاه ابن دريد عن الحِرْمازي؛ قال ولا أَدري ما صحته.
والحَوْصَل والحَوْصَلة والحَوْصَلَّة والحَوْصَلاء، ممدود، من الطائر والظَّلِيم: بمنزلة المَعِدة من الإِنسان وهي المَصارين لذي الظِّلْف والخُفِّ، قال: والقانِصَة من الطير تُدْعَى الجِرِّيئة، مهموز على فِعِّيلة، وقد حَوْصَل أَي مَلأَ حَوْصَلته.
ويقال: حَوْصِلي وطِيري.
واحْوَنْصَل الطائر: ثَنَى عنقه وأَخرج حَوْصلته.
وحَوْصَلة الإِنسان وكلِّ شيء: مُجْتَمَع الثُّفْل أَسفلَ من السُّرَّة، وقيل: الحَوْصَلة المُرَيْطاء، وهو أَسفل البطن إِلى العانة، وقيل: هو ما بين السرة إِلى العانة.
وناقة ضَخْمة الحَوْصَلة أَي البطن.
والمُحَوْصِل والمُحَوْصَل: الذي يَخْرج أَسفله من قِبَل سُرَّته مثل بطن الحُبْلى.
والحَوْصَلة: الشاة التي عَظُم من بطنها ما فوق سُرَّتها؛ وأَنشد:أَو ذَات أَوْنَينِ لها حَوْصَل وحَوْصَلة الحوض: مُسْتَقَرُّ الماء في أَقصاه؛ قال أَبو النجم: وأَصبح الروضُ لَوِيّاً حَوْصَلُه وحَوْصَلُ الروضِ: قَرارُه وهو أَبطؤُها هَيْجاً، وبه سميت حَوْصَلة الطائر لأَنها قرار ما يأْكله. ابن الأَعرابي: زَاوِرَةُ القَطَاة ما تَحْمِل فيه الماءَ لفِراخها وهي حَوْصَلتها، قال: والغَراغِر الحَواَصِل.ابن الأَعرابي: الحاصِل ما خَلَص من الفِضَّة من حجارة المَعْدِن، ويقال للذي يُخَلِّصه مُحَصِّل. الجوهري: والمُحَصِّلة المرأَة التي تُحصِّل تراب المَعْدِن؛ قال الشاعر:أَلا رَجُلٌ جَزَاه الله خيراً، يَدُلُّ على مُحَصِّلة تُبِيتُ قال الأَزهري: أَي تُبِيتُني عندها لأُجامِعَها؛ وقال الجوهري: أَي تَبيتُ تفعل كذا، والبيت مُضَمَّن؛ قال ابن بري: رجل فاعل بإِضمار فعل يفسره يدل تقديره هَلاّ يَدُلُّ رجل على مُحَصِّلة، وأَنشده سيبويه: أَلا رَجُلاً، بالنصب، وقال: تقديره أَلا تُرُوني رجلاً، وقيل: بمعنى هات لي رَجُلاً، قال الجوهري: ويروى أَلا رجلٍ، بمعنى أَما من رَجُلٍ؛ قال ابن بري: وقيل المُحَصِّلة التي تُمَيِّز الذهب من الفضة؛ وبعد البيت: تُرَجِّل جُمَّتي وتَقُمُّ بَيْتي، وأُعْطِيها الإِتاوَة، إِنْ رَضِيتُ وفي الحديث: بذَهَب (* قوله «بذهب» هكذا في الأصل، والذي في نسخة النهاية التي بأَيدينا: بذهبة بالهاء) لم تُحَصَّل من ترابها أَي لم تُخَلَّص، والذهب يُذَكَّر ويؤَنث.
وحَصَّلْت الأَمر: حَقَّقْتُه وأَبَنْته.
وحَوْصَلاءُ والحَوْصَلاء: موضع.

ودع (لسان العرب) [0]


الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ: مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ، وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر، وقيل: هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ؛ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة: ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي لأَخْدَعَه، وغِرَّتَه أُرِيدُ قال ابن بري: صواب إِنشاده: أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ.
ووَدَّعَ الصبيَّ: وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع.
وودَّعَ الكلبَ: قَلَّدَه الودَعَ؛ قال: يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ، مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ.
وذُو الودْعِ: الصبيُّ لأَنه يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً؛ قال جميل: أَلَمْ تَعْلَمِي، يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ، أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنْتِ صَلُودُ؟ ويروى: أَهَشُّ . . . أكمل المادة لِذِكْراكُمْ؛ ومنه الحديث: من تَعَلَّقَ ودَعةً لا وَدَعَ الله له، وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين، وقوله: لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ، وهو لفظ مبنيّ من الودعة، أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه.
وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى يَمْرُثُها.
ويقال للأَحمق: هو يَمْرُدُ الوْدَع، يشبه بالصبي؛ قال الشاعر:والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قال ابن بري: أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم بكماله: السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ، والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ قال: وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ، ووَدَّع ابنه: جعل الوَدعَ في عُنُقه، وكلبَه: قَلَّدَه الودع، وفرسَه: رَفَّهَه، وهو فرس مُوَدَّعُ ومَوْدُوع، على غير قِياسٍ، ودِرْعَه، والشيءَ: صانَه في صِوانِه.
والدَّعةُ والتُّدْعةُ (* قوله« والتدعة» أي بالسكون وكهمزة أفاده المجد) على البدل: الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ، والهاء عِوَضٌ من الواو.والوَديعُ: الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ.
ويقال ذو وَداعةٍ، وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً، زاد ابن بري: ووَدَعَه، فهو وَديعٌ ووادِعٌ أَي ساكِن؛ وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي: ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه، به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أي تَقِيه وتَصُونه، وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً.
ويقال: وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ؛ ومنه قول سويد بن كراع: أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ لِسُلَيْمى، ففُؤادِي مُنْتَزَعْ أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ.
ويقال: نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة.
وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً وودَّعَه: رَفَّهَه، والاسم المَوْدوعُ.
ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ؛ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة: إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه جَرى، وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به، وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر؛ قال ابن بري: مَوْدوعٌ ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه، وقال ابن بزرج: فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ ومُودَعٌ؛ وقال ذو الإِصبَع العَدواني: أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه، حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا والدَّعةُ: من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ.
وقولهم: عليكَ بالمَوْدوع أَي بالسكِينة والوقار، فإِن قلت: فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى؛ قيل: قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ، ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم، ولم يقولوا فُئِدَ ولا دُرْهِمَ.
وقالوا: أَسْعَده الله، فهو مَسْعودٌ، ولا يقال سُعِدَ إِلا في لغة شاذة.
وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له: تَوَدَّعْ واتَّدِعْ؛ قال الأزهري: وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ، قال الجوهري: وقولهم عليك بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار، قال: لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه.
ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ واتَّدَعَ، كلاهما: سكَن؛ وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق: وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ، لم يَدَعْ من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ، والجملة بعد زمان في موضع جرّ لكونها صفة له، والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه، والتقدير فيه لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف، فيرتفع مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه، وقيل: معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ، وقيل: لم يستقر، وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك، ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره، قال: وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ، تريد وعمْرٌو مضروب، فلما لم يظهر له الفعل رفع؛ وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي كاهل: أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ من سُلَيْمى، فَفُؤادي مُنْتَزَعْ أَي لم يَسْتَقِرّ.
وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه: صانَه. قال الأَزهري: والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ.
وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه، مخفف.
وقال أَبو زيد: المِيدَعُ كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به.
ويقال: مِيداعةٌ، وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ، وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك أَي رفَّهْتَه به؛ قال ذو الرمة: هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً، إِذا ما تَزَيَّنَتْ، وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ وقال الأَصمعي: المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ الحُقوق ليوم الحَفْل، وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ.
وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته.
وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا ابتذلها.
وفي الحديث: صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال: تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي تَصَوَّنْه به، يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن.
والتَّوديعُ: أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر.
والمِيدَعُ والميدعةُ والمِيداعةُ: ما ودَّعَه به.
وثوبٌ مِيدعٌ: صفة؛ قال الضبي: أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي، وأَتَّقِي به الموتَ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ وقد يُضاف.
والمِيدع أَيضاً: الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها. يقال: هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها، ومِيدَعَتُها: التي تُوَدِّعُ بها ثيابها.
ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل: مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل.
والمِيدعُ والمِيدَعةُ: الثوب الخَلَقُ؛ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان: في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ، ما لَهُنَّ مِيدَعُ قال: ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي يصونهُنَّ عن العَمَل.
وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ، وذلك إِذا كان كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن.
والمِيداعةُ: الرجل الذي يُحب الدَّعةَ؛ عن الفراء.
وفي الحديث: إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها، ولم يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله، وأَصله من التوْدِيع وهو الترك، قال: وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه، ويجوز أَن يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ، يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ منها.
ومنه الحديث: اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها، وهو افْتَعَلَ من وَدُعَ، بالضم، ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ.
وايْتَدَعَ، فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ، أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ، يقال اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار.
وقولهم: دَعْ هذا أَي اتْرُكْه، ووَدَعَه يَدَعُه: تركه، وهي شاذة، وكلام العرب: دَعْني وذَرْني ويَدَعُ ويَذَرُ، ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ، استغنوا عنهما بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً، ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً؛ وحكاهما بعضهم ولا وادِعٌ، وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات: فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ، فإِنَّني حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِعُ قال ابن بري: وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ: عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا، يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه وفي التنزيل: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى؛ أَي لم يَقْطَعِ اللهُ الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ، وذلك أَنه، صلى الله عليه وسلم، اسْتأَخر الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس: إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه، فأَنزل الله تعالى: ما ودعك ربك وما قلى، المعنى وما قَلاكَ، وسائر القُرّاء قرؤوه: ودّعك، بالتشديد، وقرأَ عروة بن الزبير: ما وَدَعَك ربك، بالتخفيف، والمعنى فيهما واحد، أَي ما تركك ربك؛ قال: وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا وقال ابن جني: إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ، وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ؛ وأَنشد قولَ أَبي الأَسودِ الدُّؤلي: لَيْتَ شِعْرِي، عن خَلِيلي، ما الذي غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ؟ وعليه قرأَ بعضهم: ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ من القِلى، قال: فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل، وإِعلالُ استحوذ واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل، وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء به؛ وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن زُنَيْمٍ الليثي: لَيْتَ شِعْرِي، عن أَمِيري، ما الذي غالَه في الحبّ حتى ودَعْه؟ لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً، إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ قال ابن بري: وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين؛ وقال الليث: العرب لا تقول ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ، وفي الأَمر دَعْه، وفي النهي لا تَدَعْه؛ وأَنشد: أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا يعني تركوا.
وفي حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه وَدْعاً إِذا تركه، وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أَفصح العرب وقد رويت عنه هذه الكلمة؛ قال ابن الأَثير: وإِنما يُحْمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به قوله تعالى: ما وَدَعَك ربك وما قَلى، بالتخفيف؛ وأَنشد ابن بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ: سَلْ أَمِيري: ما الذي غَيَّرَه عن وِصالي، اليوَْمَ، حتى وَدَعَه؟ وأَنشد لآخر: فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه، ثم لَمْ يُدْركْ، ولا عَجْزاً وَدَعْ وقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ، والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ، وهو القياس.
والوَداعُ، بالفتح: التَّرْكُ.
وقد ودَّعَه ووَادَعَه ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك؛ قال: فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى، بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ: دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك.
وقال ابن هانئ في المرريه (* قوله« في المرريه» كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على ثِقةٍ: دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ.
وفي حديث الخَرْصِ: إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث، فإِن لم تَدَعُوا الثلث فدَعوا الرُّبعَ؛ قال الخطابي: ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم، فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما يأْكله الطير والناس، وكان عمر، رضي الله عنه، يأْمر الخُرّاصَ بذلك.
وقال بعض العلماء: لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ، وقيل: معناه أَنهم إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه، لا أَنه يترك لهم بلا عوض ولا اخراج؛ ومنه الحديث: دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه.
والوَداعُ: تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ.
وتَوْدِيعُ المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً: تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ، وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا قَفَلَ.
ويقال ودَعْتُ، بالتخفيف، فَوَوَدَعَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً، تُضَحّي رُوَيْداً، وتُمْسي زُرَيْقا وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ.
وتَوَدَّعَ القومُ وتَوادَعُوا: وَدَّعَ بعضهم بعضاً.
والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل، والاسم الوَادع، بالفتح. قال شمر: والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت؛ وأَنشد بيت لبيد:فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ، وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ وقال القطامي: قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا، ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من التبارِيحِ والشوْقِ. قال الأَزهريّ: والتوْدِيعُ،وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ، فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك؛ أَلا ترى أَن لبيداً قال في أخيه وقد مات: فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر، وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في الخفْضِ والدَّعةِ.
وفي نوادر الأَعراب: تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ عَلَيَّ. قال الأَزهري: فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع؛ وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته: قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ قال: تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ، تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي. يقال: سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها، وكذلك صَقَلَ فَرَسَه إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف، وهذا مثل؛ وروى شمر عن محارب: ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام.
ووَدَّعْتُ فلاناً أَي هَجَرْتُه.
والوَداعُ: القِلى.
والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ: شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ.
والوَدِيعُ: العَهْدُ.
وفي حديث طَهْفةَ: قال عليه السلام: لكم يا بني نهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال؛ ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ، يقال: أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً. قال ابن الأَثير: وقيل يحتمل أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا في الإِسلام، أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير عَهْدٍ ولا شرْطٍ، ويدل عليه قوله في الحديث: ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ.
وفي الحديث: أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك الحرب والأَذى، وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما هو فيه؛ ومنه الحديث: وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الطعام: غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ،لا مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ، وقيل: هو من الوَداعِ وإِليه يَرْجِعُ.
وتَوادَعَ القوم: أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً، وكله من المصالحة؛ حكاه الهرويّ في الغريبين.
وقال الأَزهري: تَوادَعَ الفَريقانِ إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم؛ تقول: وادَعْتُ العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً، وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ.
وناقة مُوَدَّعةٌ: لا تُرْكَب ولا تُحْلَب.
وتَوْدِيعُ الفَحلِ: اقْتِناؤُه للفِحْلةِ.
واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه: دَفَعَه إِليه ليكون عنده ودِيعةً.
وأَوْدَعَه: قَبِلَ منه الوَدِيعة؛ جاء به الكسائي في باب الأَضداد؛ قال الشاعر: اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ، فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ وقال أَبو حاتم: لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته، وأَنكره شمر إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن أُودِعَه أَي أَقْبَلَه؛ قال الأَزهري: قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه.
ويقال: أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً؛ وأَنشد: يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ، أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ وأَنشد ابن الأَعرابي: حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ، ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ، أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا أَشْياءَ، ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ وأَنشد أَيضاً: إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ، فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه الغَرْبَ.والوَدِيعةُ:واحدة الوَدائِعِ، وهي ما اسْتُودِعَ.
وقوله تعالى: فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام، واسْتَعاره علي، رضي الله عنه، للحِكْمة والحُجّة فقال: بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم؛ وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: فمستقِرّ، بكسر القاف، وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم قال: فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب، روي ذلك عن ابن مسعود ومجاهد والضحاك.
وقال الزجاج: فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، ومن قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى.
وقال ابن مسعود في قوله: ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض.
وقال قتادة في قوله عز وجل: ودَعْ أَذاهُم وتَوَكَّلْ على الله؛ يقول: اصْبِرْ على أَذاهم.
وقال مجاهد: ودع أَذاهم أَي أَعْرِضْ عنهم؛ وفي شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة، يقال: اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ وحوّاء من الجنة، وقيل: أَراد به الرَّحِمَ.
وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بياض.
والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ، والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع.
والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فيه.
والوَدْعُ: وثَنٌ.
وذاتُ الوَدْعِ: وثَنٌ أَيضاً.
وذات الوَدْعِ: سفينة نوح، عليه السلام، كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي: كَلاّ، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ فيكم، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا يريد سفينةَ نوح، عليه السلام، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مَرِضَ هنالك.
وقال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ؛ ويقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ. أَبو عمرو: الوَدِيعُ المَقْبُرةُ.
والودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ؛ وأَنشد:لَعَمْرِي، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً على ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ وفي الوَدْعِ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً، غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ قال المسروحيّ: سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر يقول: أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وهي حرة لبني سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً، فقال: احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه، قال: ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحيّ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحي أَيضاً.
والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه.
ولما دخل النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن: طَلَعَ البَدْرُ علينا من ثَنيّاتِ الوداعِ، وجَبَ الشكْرُ علينا، ما دَعا للهِ داعِ ووَدْعانُ: اسم موضع؛ وأَنشد الليث: ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ ووادِعةُ: قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ، وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ منها، وموْدُوعٌ: اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي، وكان هَرِمٌ قُتِلَ في حَرْبِ داحِسٍ؛ وفيه تقول نائحتُه: يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ، أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ

أوب (لسان العرب) [0]


الأَوْبُ: الرُّجُوعُ. آبَ إِلى الشيءِ: رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وإِياباً وأَوْبَةٌ وأَيْبَةً، على الـمُعاقبة، وإِيبَةً، بالكسر، عن اللحياني: رجع.
وأوَّبَ وتَأَوَّبَ وأَيَّبَ كُلُّه: رَجَعَ وآبَ الغائبُ يَؤُوبُ مآباً إِذا رَجَع، ويقال: لِيَهْنِئْكَ أَوْبةُ الغائِبِ أَي إِيابُه.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا أَقْبَلَ من سَفَر قال: آيِبُونَ تائِبُون، لربنا حامِدُونَ، وهو جمع سلامة لآيب.
وفي التنزيل العزيز: وإِنّ له عندنا لَزُلْفَى وحُسْنَ مآب أَي حُسْنَ الـمَرجِعِ الذي يَصِيرُ إِليه في الآخرة. قال شمر: كُلُّ شيء رجَعَ إِلى مَكانِه فقد آبَ يَؤُوبُ إِياباً إِذا رَجَع. أَبو عُبَيْدةَ: هو سريع الأَوْبَةِ أي الرُّجُوعِ.
وقوم يحوّلون الواو ياء فيقولون: سَريعُ الأَيْبةِ.
وفي . . . أكمل المادة دُعاءِ السَّفَرِ: تَوْباً لِربِّنا أَوْباً أَي تَوْباً راجعاً مُكَرَّراً، يُقال منه: آبَ يَؤُوبُ أَوباً، فهو آيِبٌ(1) (1 قوله «فهو آيب» كل اسم فاعل من آب وقع في المحكم منقوطاً باثنتين من تحت ووقع في بعض نسخ النهاية آئبون لربنا بالهمز وهو القياس وكذا في خط الصاغاني نفسه في قولهم والآئبة شربة القائلة بالهمز أيضاً.).
وفي التنزيل العزيز: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُم وإِيَّابَهُمْ أَي رُجُوعَهم، وهو فِيعالٌ من أَيَّبَ فَيْعَلَ.
وقال الفرَّاءُ: هو بتخفيف الياء، والتشديدُ فيه خَطَأٌ.
وقال الزجاج: قُرئَ إِيَّابهم، بالتشديد، وهو مصدر أَيَّبَ إِيَّاباً، على معنى فَيْعَلَ فِيعالاً، من آبَ يَؤُوبُ، والأَصل إِيواباً، فأُدغمت الياء في الواو، وانقلبت الواو إِلى الياء، لأَنها سُبِقت بسكون. قال الأَزهريّ: لا أَدري من قرأَ إِيَّابهم، بالتشديد، والقُرّاءُ على إِيابهم مخففاً.
وقوله عز وجل: يا جبالُ أَوِّبي مَعَه، ويُقْرَأُ أُوبِي معه، فمن قرأَ أَوِّبي معه، فمعناه يا جِبالُ سَبِّحي معه وَرَجِّعي التَّسْبيحَ، لأَنه قال سَخَّرْنا الجِبالَ معه يُسَبِّحْنَ؛ ومن قرأً أُوبِي معه، فمعناه عُودي معه في التَسْبيح كلما عادَ فيه.
والـمَآبُ: الـمَرْجِعُ.
وَأْتابَ: مثل آبَ، فَعَلَ وافْتَعَل بمعنى. قال الشاعر: ومَن يَتَّقْ، فإِنّ اللّهَ مَعْهُ، * ورِزْقُ اللّهِ مُؤْتابٌ وغادي وقولُ ساعِدةَ بن عَجْلانَ: أَلا يا لَهْفَ !أَفْلَتَنِي حُصَيْبٌ، * فَقَلْبِي، مِنْ تَذَكُّرِهِ، بَليدُ فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حينَ أَرْمِي، * لآبَكَ مُرْهَفٌ منها حَديدُ يجوز أَن يكون آبَكَ مُتَعَدِّياً بنَفْسه أَي جاءَك مُرْهَفٌ، نَصْلٌ مُحَدَّد، ويجوز أَن يكون أَراد آبَ إِليكَ، فحذف وأَوْصَلَ.
ورجل آيِبٌ من قَوْم أُوَّابٍ وأُيَّابٍ وأَوْبٍ، الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: جمع آيِبٍ.
وأَوَّبَه إِليه، وآبَ به، وقيل لا يكون الإِيابُ إِلاّ الرُّجُوع إِلى أَهله ليْلاً. التهذيب: يقال للرجل يَرْجِعُ بالليلِ إِلى أَهلهِ: قد تَأَوَّبَهم وأْتابَهُم، فهو مُؤْتابٌ ومُتَأَوِّبٌ، مثل ائْتَمَره.
ورجل آيِبٌ من قوم أَوْبٍ، وأَوَّابٌ: كثير الرُّجوع إِلى اللّه، عزوجل، من ذنبه. والأَوْبَةُ: الرُّجوع، كالتَّوْ بةِ.
والأَوَّابُ: التائِبُ. قال أَبو بكر: في قولهم رجلٌ أَوَّابٌ سبعةُ أَقوال: قال قوم: الأَوّابُ الراحِمُ؛ وقال قوم: الأَوّابُ التائِبُ؛ وقال سعيد بن جُبَيْر: الأَوّابُ الـمُسَّبِّحُ؛ وقال ابن المسيب: الأَوّابُ الذي يُذنِبُ ثم يَتُوب ثم يُذنِبُ ثم يتوبُ، وقال قَتادةُ: الأَوّابُ الـمُطيعُ؛ وقال عُبَيد بن عُمَيْر: الأَوّاب الذي يَذْكر ذَنْبَه في الخَلاءِ، فيَسْتَغْفِرُ اللّهَ منه، وقال أَهل اللغة: الأَوّابُ الرَّجَّاعُ الذي يَرْجِعُ إِلى التَّوْبةِ والطاعةِ، مِن آبَ يَؤُوبُ إِذا رَجَعَ. قال اللّهُ تعالى: لكُلِّ أَوّابٍ حفيظٍ. قال عبيد: وكلُّ ذي غَيْبةٍ يَؤُوبُ، * وغائِبُ الـمَوتِ لا يَؤُوبُ وقال: تَأَوَّبَهُ منها عَقابِيلُ أَي راجَعَه.
وفي التنزيل العزيز: داودَ ذا الأَيْدِ إِنه أَوّابٌ. قال عُبَيْد بن عُمَيْر: الأَوّابُ الحَفِيظُ (1) (1 قوله «الأوّاب الحفيظ إلخ» كذا في النسخ ويظهر أن هنا نقصاً ولعل الأصل: الذي لا يقوم من مجلسه حتى يكثر الرجوع إِلى اللّه بالتوبة والاستغفار.) الذي لا يَقوم من مجلسه.
وفي الحديث: صلاةُ الأَوّابِينَ حِين ترْمَضُ الفِصالُ؛ هو جَمْعُ أَوّابٍ، وهو الكثيرُ الرُّجوع إِلى اللّه، عز وجل، بالتَّوْبَة؛ وقيل هو الـمُطِيعُ؛ وقيل هو الـمُسَبِّحُ يُريد صلاة الضُّحى عند ارتِفاعِ النهار وشِدَّة الحَرِّ.
وآبَتِ الشمسُ تَؤُوبُ إِياباً وأُيوباً، الأَخيرة عن سيبويه: غابَتْ في مَآبِها أَي في مَغِيبها، كأَنها رَجَعت إِلى مَبْدَئِها. قال تُبَّعٌ: فَرَأَى مَغِيبَ الشمسِ، عندَ مَآبِها، * في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ (2) (2 قوله «حرمد» هو كجعفر وزبرج.) وقال عتيبة (3) (3 قوله «وقال عتيبة» الذي في معجم ياقوت وقالت امية بنت عتيبة ترثي أباها وذكرت البيت مع أبيات.) بن الحرِث اليربوعي: تَرَوَّحْنا، مِنَ اللَّعْباءِ، عَصْراً، * وأَعْجَلْنا الأَلاهة أَنْ تَؤُوبا أَراد: قيل أَن تَغِيبَ.
وقال: يُبادِرُ الجَوْنَةَ أَن تَؤُوبا وفي الحديث: شَغَلُونا عن صَلاَةِ الوُسْطى حتى آبَتِ الشمسُ مَلأَ اللّهُ قُلوبهم ناراً، أَي غَرَبَتْ، من الأَوْبِ الرُّجوعِ، لأَنها تَرجِعُ بالغروب إِلى الموضع الذي طَلَعَتْ منه، ولو اسْتُعْمِلَ ذلك في طُلوعِها لكان وجهاً لكنه لم يُسْتَعْمَلْ.
وتَأَوَّبَه وتَأَيَّبَه على الـمُعاقَبةِ: أَتاه ليلاً، وهو الـمُتَأَوَّبُ والـمُتَأَيَّبُ.
وفلان سَرِيع الأَوْبة.
وقوم يُحوِّلون الواو ياء، فيقولون: سريع الأَيْبةِ.
وأُبْتُ إِلى بني فلان، وتَأَوَّبْتُهم إِذا أَتيتَهم ليلاً.
وتَأَوَّبْتُ إِذا جِئْتُ أَوّل الليل، فأَنا مُتَأَوِّبٌ ومُتَأَيِّبٌ.
وأُبْتُ الماءَ وتَأَوَّبْتُه وأْتَبْتُه: وردته ليلاً. قال الهذليُّ: أَقَبَّ رَباعٍ، بنُزْهِ الفَلا * ةِ، لا يَرِدُ الماءَ إِلاّ ائْتِيابَا ومن رواه انْتِيابا، فقد صَحَّفَه.
والآيِبَةُ: أَنَ تَرِد الإِبلُ الماءَ كلَّ ليلة. أَنشد ابن الأَعرابي،رحمه اللّه تعالى: لا تَرِدَنَّ الماءَ، إِلاّ آيِبَهْ، أَخْشَى عليكَ مَعْشَراً قَراضِبَهْ ، سُودَ الوجُوهِ، يأْكُلونَ الآهِبَهْ والآهِبةُ: جمع إِهابٍ.
وقد تقدَّم.
والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهاراً نظير الإِسْآدِ في السير ليلاً.
والتَّأْوِيبُ: أَن يَسِيرَ النهارَ أَجمع ويَنْزِلَ الليل.
وقيل: هو تَباري الرِّكابِ في السَّير.
وقال سلامةُ بن جَنْدَلٍ: يَوْمانِ: يومُ مُقاماتٍ وأَنْدِيَةٍ، * ويومُ سَيْرٍ إِلى الأَعْداءِ، تَأْوِيب التَّأْوِيبُ في كلام العرب: سَيرُ النهارِ كلِّه إِلى الليل. يقال: أَوَّبَ القومُ تَأْوِيباً أَي سارُوا بالنهار، وأَسْأَدُوا إِذا سارُوا بالليل.والأَوْبُ: السُّرْعةُ.
والأَوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِيبِ اليَدَيْن والرجلين في السَّيْر. قال: كأَنَّ أوْبَ مائحٍ ذِي أَوْبِ، * أَوْبُ يَدَيْها بِرَقاقٍ سَهْبِ وهذا الرجز أَورد الجوهريُّ البيتَ الثاني منه. قال ابن بري: صوابه أَوْبُ، بضم الباء، لأَنه خبر كأَنّ.
والرَّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ ليِّنةُ التُّراب صُلْبةُ ما تحتَ التُّراب.
والسَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بما هو اسم الفَلاةِ، وهو السَّهْبُ.
وتقول: ناقةٌ أَؤُوبٌ، على فَعُولٍ.
وتقول: ما أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِي هذه الناقةِ، وهو رَجْعُها قوائمَها في السير، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيْدِي والقَوائِم. قال كعبُ بن زهير: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، وقد عَرِقَتْ، * وقد تَلَفَّعَ، بالقُورِ، العَساقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاءَ، مُعْوِلةٍ، * ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ قال: والـمُآوَبةُ: تَباري الرِّكابِ في السير.
وأَنشد: وإِنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا وجاؤُوا من كلّ أَوْبٍ أَي مِن كُلِّ مآبٍ ومُسْتَقَرٍّ. حديث أنس، رضي اللّه عنه: فَآبَ إِلَيهِ ناسٌ أَي جاؤُوا إِليه من كل ناحيَةٍ.
وجاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَي من كل طَرِيقٍ ووجْهٍ وناحيةٍ.
وقال ذو الرمة يصف صائداً رمَى الوَحْشَ: طَوَى شَخْصَه، حتى إِذا ما تَوَدَّفَتْ، * على هِيلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالها على هِيلةٍ أَي على فَزَعٍ وهَوْلٍ لما مَرَّ بها من الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخرى. مِنْ كُلِّ أَوْبٍ أَي من كل وَجْهٍ، لأَنه لا مكمن لها من كل وَجْهٍ عن يَمينها وعن شِمالها ومن خَلْفِها.
ورَمَى أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ.
ورَمَيْنا أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي رِشْقاً أَو رِشْقَيْن.
والأَوْبُ: القَصْدُ والاسْتِقامةُ.
وما زالَ ذلك أَوْبَه أَي عادَتَه وهِجِّيراهُ، عن اللحياني.
والأَوْبُ: النَّحْلُ، وهو اسم جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آيِبٌ. قال الهذليُّ: رَبَّاءُ شَمَّاء، لا يَأْوِي لِقُلَّتها * إِلاّ السَّحابُ، وإِلاّ الأَوْبُ والسَّبَلُ وقال أَبو حنيفة: سُمِّيت أَوْباً لإِيابِها إِلى الـمَباءة. قال: وهي لا تزال في مَسارِحِها ذاهِبةً وراجِعةً، حتى إِذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حتى لا يَتَخَلَّف منها شيء.
ومَآبةُ البِئْر: مثل مَباءَتِها، حيث يَجْتَمِع إِليه الماءُ فيها.
وآبـَه اللّهُ: أَبـْعَدَه، دُعاءٌ عليه، وذلك إِذا أَمـَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثم وقَع فيما تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بذلك، فعند ذلك تقول له: آبـَكَ اللّهُ، وأَنشد(1): (1 قوله «وأنشد» أي لرجل من بني عقيل يخاطب قلبه: فآبك هلاّ إلخ.
وأنشد في الأساس بيتا قبل هذا: أخبرتني يا قلب أنك ذوعرا * بليلي فذق ما كنت قبل تقول) فآبـَكَ، هَلاَّ، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ، * تُلِمُّ، وفي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ وقال الآخر: فآبـَكِ، ألاَّ كُنْتِ آلَيْتِ حَلْفةً، * عَلَيْهِ، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ الـمُضَبِّبا ويقال لمن تَنْصَحُه ولا يَقْبَلُ، ثم يَقَعُ فيما حَذَّرْتَه منه: آبـَكَ، مثل وَيْلَكَ.
وأَنشد سيبويه: آبـَكَ، أَيـّهْ بِيَ، أَو مُصَدِّرِ * مِنْ خُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ وكذلك آبَ لَك.
وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عن ثعلب. ابن الأَعرابي: يقال أَنا عُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ وحُجَيْرُها الـمُأَوَّبُ. قال: الـمُأَوَّبُ: الـمُدَوَّرُ الـمُقَوَّرُ الـمُلَمْلَمُ، وكلها أَمثال.
وفي ترجمة جلب ببيت للمتنخل: قَدْ حالَ، بَيْنَ دَرِيسَيْهِ، مُؤَوِّبةٌ، * مِسْعٌ، لها، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِيزُ قال ابن بري: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عند الليل.
وآبُ: مِن أَسماءِ الشهور عجمي مُعَرَّبٌ، عن ابن الأَعرابي.
ومَآبُ: اسم موضِعٍ(2) (2 قوله «اسم موضع» في التكملة مآب مدينة من نواحي البلقاء وفي القاموس بلد بالبلقاء.) من أَرض البَلْقاء. قال عبدُاللّه بن رَواحةَ: فلا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْها، * وإِنْ كانَتْ بها عَرَبٌ ورُومُ

خلص (لسان العرب) [0]


خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم.
وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه: أَمْحَضَه.
وأَخْلَصَ الشيءَ: اختاره، وقرئ: إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين، والمُخْلَصِين؛ قال ثعلب: يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه تعالى، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ. الزجاج: وقوله: واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً، وقرئ مُخْلِصاً، والمُخْلَص: الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، والمُخْلِص: الذي وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة: قل هو اللّه أَحد، سورة الإِخلاص؛ قال ابن الأَثير: سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس، أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ، . . . أكمل المادة وكلمة الإِخلاص كلمة التوحيد، وقوله تعالى: من عبادنا المُخْلَصِين، وقرئ المُخْلِصين، فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون.
والتخليص: التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ، تقول: خَلَّصْته من كذا تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَس.
والإِخْلاصُ في الطاعة: تَرْكُ الرِّياءِ، وقد أَخْلَصْت للّه الدِّينَ.
واسْتَخْلَصَ الشيء: كأَخْلَصَه.
والخالِصةُ: الإِخْلاصُ.
وخَلَص إِليه الشيءُ: وَصَلَ.
وخَلَصَ الشيءُ، بالفتح، يَخْلُصُ خُلوصاً أَي صار خالِصاً.
وخَلَصَ الشيء خَلاصاً، والخَلاصُ يكون مصدراً للشيء الخالِص.
وفي حديث الإِسراء: فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض أَي وَصَلْتُ وبلَغْت. يقال: خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه، وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ ومنه حديث هِرَقْلَ: إِني أَخْلُص إِليه.
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى بما يُتَخَلّص به من الخصومة.
وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه.
ويقال: هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة.
وقوله عزّ وجلّ: وقالوا ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا: جماعةُ ما في بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا.
وقوله: ومُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ على لفظ ما، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، والذي في بطون الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ الأَصابِع أُصبعٌ، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها، ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا: الأَنعامُ التي في بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سيده: والقولُ الأَول أَبْبَنُ لقوله ومُحَرَّمٌ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما، وقرأَ بعضهم خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً، وأَما قوله عزّ وجلّ: قل هي للذين آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً، المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون، فإِذا كان يومُ القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر، وأَما إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ لبيبٌ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال، كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة.
وقوله عزّ وجلّ: إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار؛ يُقْرَأُ بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى، فمن قرأَ بالتنوين جعل ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى الدار، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا، وذلك شأْن الأَنبياء، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى اللّه، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم.
وفي الحديث: أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا: وما يومُ الخَلاصِ؟ قال: يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض.
وفي حديث الاستسقاء: فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس.
وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه.
وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً.
والخالصُ من الأَلوان: ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني.
والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ: رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر.
والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ: التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن، وأَخْلَصَه: فَعَل به ذلك.
والخِلاصُ: ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ.
والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل.
والخُلوصُ: الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ.
ويقول الرجل لصاحبةِ السَّمْنِ: أَخْلِصي لنا، لم يفسره أَبو حنيفة، قال ابن سيده: وعندي أَن معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ. غيره: وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ من الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بكسر الخاء، وهو الإِثْر، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادةُ، والمصدر منه الإِخْلاصُ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ. أَبو زيد: الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء والثُّفْل: الخِلاصُ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة اللبن المختلط به، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، وأَما الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه. أَبو الدقيش: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قال: مَرَّ الفرزدق برجل من باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق: أَتَشْتري أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي؟ فقال: أَللّهِ عليك لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال: أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بين يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال: لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه، عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه، بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ، أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ الفراء: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا أَعطى الخَلاص، وهو مِثْل الشيء؛ ومنه حديث شريح: أَنه قضى في قَوْس كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها.
والخِلاص، بالكسر: ما أَخْلَصَته النارُ من الذهب والفضة وغيره، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص.
والخِلاصة والخُلاصة: كالخِلاص، قال: حكاه الهروي في الغريبين.
واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وهو خالِصَتي وخُلْصاني.
وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت مَوَدّتُهما، وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة.
وتقول: هؤلاء خُلْصاني وخُلَصائي، وقال أَبو حنيفة: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ البعيرُ سَمِن، وكذلك الناقة؛ قال: وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا والخَلَصُ: شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ. قال أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق بالشجر فيعْلق، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وله وَرْدةٌ كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وهو طيّبُ الريح، وله حبّ كحبّ عِنَبِ الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا يؤكل ولكنه يُرْعَى؛ ابن السكيت في قوله: بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ الأَصمعي: هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه.
ويقال لكل شيء أَبيضَ: خالِصٌ؛ قال العجاج: مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ. الليث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد: مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما والخالصُ: الأَبْيَضُ من الأَلوان. ثوب خالصٌ: أَبْيَضُ.
وماءٌ خالص: أَبيض.
وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم، فذلك الخَلَصُ. قال: وذلك في قَصَب العظام في اليد والرجل. يقال: خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم.
والخَلْصاءُ: ماءٌ بالبادية، وقيل موضع، وقيل موضع فيه عين ماء؛ قال الشاعر: أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها، وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا وقيل: هو الموضع بالدهناء معروف.
وذو الخَلَصة: موضع يقال إِنه بيت لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ فَهُدِم.
وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصة؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم، وقيل: ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها رسول اللّه، صلَى اللّه عليه وسلّم، جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها، وقيل: ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثير: وفيه نظر (* قوله «وفيه نظر» أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو لا تضاف الا إلخ، كذا بهامش النهاية.) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء الأَجناس، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ أَعجازُهن.
وخالصةُ: اسم امرأَة، واللّه أَعلم.

خفق (لسان العرب) [0]


الخَفْقُ: اضْطِراب الشيء العَرِيض. يقال: راياتُهم تَخْفِق وتَخْتَفِقُ، وتسمّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ. ابن سيده: خَفَقَ الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ والريح ونحوها يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق، كله: اضْطَرب، وكذلك القَلب والسَّراب إذا اضْطَربا. التهذيب: خَفقت الريح خَفَقاناً، وهو حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها، قال الشاعر: كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ، بينَ أَعْلامٍ طِوالِ وأَخْفَقَ بثوبه: لَمع به.
والخَفْقة: ما يُصيب القلبَ فيَخفِق له، وفؤاد مَخْفوق. التهذيب: الخَفقانُ اضطراب القلب وهي خِفّة تأخذ القلب، تقول: رجل مَخْفوق.
وخفَق برأسه من النُّعاس: أَمالَه، وقيل: هو إذا نَعس نَعْسةً ثم تنبّه.
وفي الحديث: كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتين.
ويقال: سير الليل الخَفْقتان وهما . . . أكمل المادة أَوّله وآخره، وسير النهار البَرْدانِ أَي غُدْوة وعشيّة.
وقال ابن هانئ في كتابه: خفَق خُفوقاً إذا نام.
وفي الحديث: كانوا ينتظرون العِشاء حتى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حتى تسقُط أَذْقانهم على صدورهم وهم قُعود، وقيل: هو من الخُفوق الإضطراب.
ويقال: خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة.
وخَفَق الرجل أَي حرّك رأسه وهو ناعس.
وخفَق الآلُ خَفْقاً: اضْطَرب؛ فأَمّا قول رؤبة: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ، مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ فإنه حُرِّك للضرورة كما قال: فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ وأَرض خفّاقة: يَخْفِق فيها السراب. التهذيب: السَّراب الخَفُوق والخافِقُ الكثير الإضطراب.
والخَفْقة: المَفازة ذات الآل؛ قال العجاج: وخَفْقة ليس بها طُوئِيّ يعني ليس بها أَحد.
وخفَق الشيءُ: غاب، وقيل لعَبِيدةَ (* قوله «عبيدة» قال النووي كسفينة وضبط في النهاية أيضاً بفتح العين). السَّلْمانِيّ: ما يوجب الغُسل؟ فقال: الخَفْقُ والخِلاط؛ يريد بالخفق مَغِيب الذكر في الفرج؛ التفسير للأَزهري، من خَفَق النجمُ إذا انْحطَّ في المغرب، وقيل: هو من الخَفْق الضرْبِ.
وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ: غاب؛ قال الشمّاخ:عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية، إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ (* قوله «كفقود الرحل» كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس ولعله كفقود الرحل).
وقيل: هو إذا تلألأ وأَضاء؛ وأَنشد الأَزهري: وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلو كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ وخَفقَ النجمُ والقمر: انْحطّ في المغرب، وكذلك الشمس؛ يقال: ورَدْتُ خُفوقَ النجم أَي وقت خُفوق الثُّريا، تجعله ظرفاً وهو مصدر.
ورأيت فلاناً خافق العين أَي خاشِعَ العين غائرها، وكذلك ماكل العين (* قوله «ما كل العين» كذا بالأصل مرموزاً له بعلامة وقفة، والحرف الأخير يحتمل أن يكون كافاً أو لاماً، ولعله ما ذل العين أي مسترخيها وفاترها.) ومُرَنَّقُ العين.
وخفَق الليلُ: سقط عن الأُفق؛ عن ابن الأَعرابي.
وخفَق السهمُ: أَسرع.
ورِيح خَيْفَقٌ: سريعة.
وفرس خَيْفَق وناقة خَيْفَق: سريعة جدّاً، وقيل: هي الطويلة القوائم مع إخْطاف، وقد يكون للذكر والتأنيثُ عليه أَغلب، وقيل: فرس خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قليلة اللحم. الكلابيُّ: امرأَة خَيْفق وهي الطويلة الرُّفْعين الدقيقة العظام البعيدة الخطو. سريع، وهو الخَنْفَقِيقُ في الناقة والفرس والظليم، وهو مشي في اضطراب.
وقال أَبو عبيدة: فرس خَفِق والأُنثى خَفِيقة مثل خَرِب وخَرِبة، وإن شئت قلت خُفَق والأُنثى خُفقَة مثل رُطَب ورُطبَة، والجمع خَفِقاتٌ وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ، وهي بمنزلة الأَقَبّ، وربما كان الخفوق من خِلْقة الفرس، وربما كان من الضُّمور والجَهْد، وربما أُفرد وربما أُضيف؛ وأَنشد في الإفراد: ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ، على خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها وأَنشد في الإضافة: بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء، حابي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء ويقال: فرسٌ خَفِقُ الحشَا.
والخيْفَق: فرس سَعْد بن مشهب.
وامرأة خَنْفَقٌ: سريعة جَرِيئة.
والخَنْفَقُ والخَنْفَقِينُ: الداهية؛ يقال: داهية خَنْفَقِينٌ، وهو أيضاً الخَفِيفةُ من النساء الجَرِيئة، والنون زائدة، جعلها من خَفْقِ الرّيح.
والخَنْفقِينُ: حكاية أَصوات حوافر الخيل.
والخَنْفقِين: الناقِصُ الخَلْقِ؛ قال شُيَيْمُ ابن خُوَيْلِد: قلتُ لَسيِّدنا: يا حكيـ مُ، إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِيقا أَعْنْتَ عَدِيّاً على شَأوِها، تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقا أَطَعْتَ اليَمينَ عِنادَ الشِّمالِ، تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا زَحَرْتَ بها ليلةً كلَّها، فجِئتَ بها مُؤيَداً خَنْفَقِيقا وهذا أَورده الجوهري: وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّها، فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا قال ابن بري: والصواب: زحرت بها ليلة كلها كما تقدم؛ وقوله: يا حكيم، هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم وتُخطئ هذا الخَطأ، وقوله: أطعت اليمين عِناد الشمال، مثل ضربه، يريد فعلت فِعْلاً أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم؛ يقول: فجِئتنا بداهيةٍ من الأمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي ناقصاً مُقَصِّراً.
وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً: ضربه بها ضرْباً خفيفاً.
والمِخْفقةُ: الشيء يضرب به سير أو دِرّة التهذيب: والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جزم، هو الشيء الذي يضرب نحو سير أو دِرَّة. ابن سيده: والمِخفقة سوط من خشب.
وسيف مِخْفَقٌ: عَرِيض. قال الأَزهري: والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض. الليث: الخَفْقُ ضربك الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض، والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فضربهما بالمِخفقة؛ هي الدرّة.
وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم، أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد، وطلَب حاجة فأخْفَقَ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين؛ قال أبو عبيد: الإخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً؛ ومنه قول عنترة يصف فرساً له: فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى، ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب (* قوله «ويصيد» في الأساس: ويفيد، وقوله «ويفجع» ويفجأ.
وهو في ديوانه: فيخفق تارة ويصيد أُخرى * ويفجع ذا الضفائن بالأريب) يقول: يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى؛ قال أبو عبيد: وكذلك كل طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، وأصل ذلك في الغنيمة. قال ابن الأثير: اصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير ثابتة مستقرّة. الليث: أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قلّ ماله.
والخَفْقُ: صوت النعل وما أشبهها من الأصوات.
وفي الحديث ذكر منكر ونكير: إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه، يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا.
ورجل خَفّاقُ القدم عريض باطن القدم، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض خَفْقٌ؛ وقوله: مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ قال ابن الأَعرابي: معناه أنه خفيف على الأرض ليس بثقيل ولا بَطيء، وقيل: خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي: قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ، خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم وقيل: هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ.
وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة؛ وقوله: ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى، من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة، وإذا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ: المَفازة المَلْساء ذات الآلِ.
والخافِقُ: المكان الخالي من الأَنِيس، وقد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعي: عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِيتَنا بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق وخَفَق في البلاد خُفوقاً: ذهب.
والخافِقان: قُطْرا الهواء.
والخَافِقانِ: أُفُق المشرق والمغرب؛ قال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يَحْفِقان فيهما، وفي التهذيب: يخفقان بينهما؛ قال أَبو الهيثم: الخافقان المشرق والمغرب، وذلك أن المغرب يقال له الخافِقُ وهو الغائب، فغَلَّبُوا المغرب على المشرق فقالوا الخافقان كما قالوا الأَبوان. شمر: الخافقانِ طرَفا السماء والأَرض؛ قال رؤبة: واللّهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ وقال ابن الأَعرابي: يَهْذِمه يأكله. كلاهما في فَلَكٍ يستلْحِمُه أَي يركبه؛ وقال خالد بن جنْبةَ: الخافقانِ منتهى الأَرض والسماء. يقال: أَلحق الله فلاناً بالخافق، قال: والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بجانبي الأَرض. قال: وخَوافِقُ السماء الجِهات التي تَخرج منها الرّياح الأَربع.
وفي الحديث: أن ميكائيل مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يعني طرَفي السماء، وفي النهاية: مَنْكِبا إسرافيل يَحُكّانِ الخافقين، قال: وهما طرفا السماء والأَرض؛ وقيل: المغرب والمشرق.
والخَفّاقةُ: الاسْت.
وخفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت، فهي خَفُوق.
والمَخْفُوق: المجنون؛ وأَنشد: مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا وروى الأَزهري بإسناده عن حذيفة بن أُسيد قال: يخرج الدجال في خَفْقة من الدِّين وسوداب الدين (* قوله «وسوداب الدين» كذا بالأصل ورمز له بعلامة وقفة)، وفي رواية جابر: وإدْبار من العلم؛ أَراد أَن خروج الدجال يكون عند ضَعف الدّين وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الباطل على أَهل الحقّ وفُشُوّ الشر وأَهله، وهو من خَفق الليلُ إذا ذهب أكثره، أَو خَفقَ إذا اضْطربَ، أَو خَفقَ إذا نَعَس. قال أَبو عبيد: الخَفْقةُ في حديث الدجّال النَّعْسةُ ههنا، يعني أن الدين ناعِسٌ وَسْنانُ في ضَعفه، من قولك خَفقَ خَفْقة إذا نامَ نومة خفيفة.
ومن أَمثال العرب: ظلم ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وقيل: كان اسمه سَيّاراً خرج يريد الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكليل بن يسار، وكان قتل أَخاه عويفاً، فلقيه ابن عم له ومعه ناقتان وزادٌ، فقال له: أَين تريد؟ قال: الشحر لئلا يَقْدِر عليَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَيْفاً، فقال: خذ إحدى الناقتين، وشاطَرَه زادَه، فلما ولَّى عطف عليه فقتله فسمي صَرِيعَ الظلم؛ وفيه يقول القائل: أَعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ، فلمّا اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني تعالى الله هذا الجَوْرُ حَقّاً، ولا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقانِ والخَفَقانُ: اضْطِرابُ الجناح.
وخَفَقَ الطائر أَي طار، وأَخْفَقَ إذا ضرب بجناحيه؛ قال الراجز: كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لم يَطِرْ وفلاة خَيْفَقٌ أي واسعة يَخْفِق فيها السَّراب؛ قال الزَّفَيان: أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ، ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ، تِيةٌ مَرَوْراة وفَيْقٌ خَيْفَقُ الأَصمعي: المَخْفَقُ الأَرض التي تستوي فيكون فيها السرابُ مضْطَرِباً.
ومُخَفِّقٌ: اسم موضع؛ قال رؤبة: ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه

صري (لسان العرب) [0]


صَرَى الشيءَ صَرْياً: قَطَعَه ودَفَعه؛ قال ذو الرُّمة: فوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ، هَواهُنَّ، إن لم يَصْرِهِ اللهُ، قاتِلُهْ وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال إنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ لرَجُلٌ يمشي على الصراط فيَنْكَبُّ مرة ويمشي مرة وتَسْفَعُه النارُ، فإذا جاوز الصراطَ تُرْفَع له شَجرةٌ فيقول يا ربِّ أَدْنِني منها؛ فيقول اللهُ عز وجل أَي عبدي ما يَصْرِيك مني؟ قال أَبو عبيد: قوله ما يَصْرِيكَ ما يَقطَعُ مَسْأَلتَك عني ويَمْنَعُك من سؤالي. يقال: صَرَيْتُ الشيءَ إذا قطَعْته ومنَعْته.
ويقال: صَرَى اللهُ عنكَ شرَّ فلانٍ أَي دَفَعه؛ وأَنشد ابن بري للطرماح: ولو أَنَّ الظعائِنَ عُجْنَ يوماً . . . أكمل المادة عليَّ ببَطْنِ ذي نَفْرٍ، صَراني (* قوله «ذي نفر» هكذا في الأصل بهذا الضبط، ولعله ذي بقر). أَي دَفعَ عني ووقاني.
وصَرَيْتهُ: منَعْتُه؛ قال ابن مقبل: ليس الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَها أَبداً، وليس صارِيَهُ مِنْ ذِكرِها صارِ وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً أَي فَصَلْتُ. يقال: اخْتَصَمنا إلى الحاكم فصَرَى ما بينَنا أَي قَطَعَ ما بينَنا وفَصَلَ.
وصَرَيْتُ الماءَ إذا اسْتَقَيْتَ ثم قَطَعْتَ.
والصاري: الحافِظُ.
وصَراةُ الله: وقاه، وقيل: حَفِظَه، وقيل: نَجَّاه وكَفاهُ، وكلُّ ذلك قريبٌ بعضهُ من بعضٍ.
وصَرَى أَيضاً: نَجَّى؛ قال الشاعر: صَرَى الفَحْلَ مِنِّي أَنْ ضَئِيلٌ سَنامُه، ولم يَصْرِ ذاتَ النَّيِّ منها بُرُوعُها وصَرَى ما بينَنا يَصْري صَرْياً: أَصْلَحَ.
والصَّرَى والصِّرَى: الماءُ الذي طالَ اسْتِنقاعه؛ وقال أَبو عمرو: إذا طال مُكْثُه وتغَيَّر، وقد صَرِي الماءُ بالكسر؛ قال ابن بري: ومنه قول ذي الرمة: صَرىً آجِنٌ يَزْوي له المَرْءُ وجْهَه، إذا ذاقَه ظَمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ وأَنشد لذي الرمة أَيضاً: وماء صَرىً عافي الثَّنايا كأَنه، من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضَّوارِبِ ونُطْفةٌ صَراةٌ: مُتَغيِّرَة.
وصَرَى فُلانٌ الماءَ في ظَهْرِه زَماناً صَرْياً: حَبَسه بامْتِساكه عن النكاح، وقيل جَمَعه.
ونُطْفةٌ صَراةٌ: صَرَاها صاحِبُها في ظَهْرهِ زماناً؛ قال الأَغلب العجلي: رُبَّ غُلامٍ قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ، عُنْقُوانَ سَنْبَتِهْ، أَنْعَظَ حتى اشتَدَّ سََمُّ سُمَّتِهْ ويروى: رأَتْ غلاماً، وقيل: صَرَى أَي اجْتَمع، والأَصل صَرِيَ، فقلبت الياءُ أَلفاً كما يقال بَقَى في بَقِيَ. المُنْتَجع: الصَّرْيانُ من الرجال والدوابِّ الذي قد اجْتَمع الماءُ في ظَهْرهِ؛ وأَنشد: فهو مِصَكُّ صَمَىان صَرْيان أَبو عمرو: ماءٌ صَرىً وصِرىً، وقد صَرِي يَصْرى.
والصَّرَى: اللبن الذي قد بَقِيَ فتَغَيَّرَ طَعْمهُ، وقيل: هو بقيَّةُ اللَّبَنِ، وقد صَرِيَ صَرىً، فهو صَرٍ، كالماء.
وصَرِيَتِ الناقةُ صَرىً وأَصْرَتْ: تَحَفَّل لبَنُها في ضَرْعِها؛ وأَنشد: مَنْ للجَعافِرِ يا قوْمي، فقد صَرِيَتْ، وقد يُساقُ لذاتِ الصَّرْيةِ الحَلَبُ الليث: صَرِيَ اللَّبَنُ يَصْرى في الضَّرْعِ إذا لم يُحْلَبْ ففَسَدَ طَعْمُهُ، وهو لَبَنٌ صَرىً.
وفي حديث أَبي موسى: أَنَّ رجلاً اسْتَفْتاه فقال: امرأَتي صَرِيَ لبَنُها في ثَدْيها فدَعَتْ جارِيةً لها فمَصَّته، فقال: حَرُمَت عليكَ، أَي اجْتَمَع في ثدْيِها حتى فسَدَ طَعْمُه، وتحْريمُها على رأْيِ من يَرَى أَنَّ إرْضاع الكبير يُحَرِّم.
وصَرَيْتُ الناقةَ وغيرَها من ذواتِ اللَّبنِ وصَرَّيْتُها وأَصْرَيتها: حفَّلْتها.
وناقةٌ صَرْياءُ: مُحَفَّلة، وجمعُها صَرايا على غير قياس.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من اشترى مُصَرَّاة فهو بخير النَّظَرَينِ، إن شاءَ رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من تمرٍ؛ قال أَبو عبيد: المُصَرّاة هي الناقةُ أَو البَقرة أَو الشاة يُصَرَّى اللبنُ في ضَرْعِها أَي يُجْمَعُ ويُحْبَسُ، يقال منه: صَرَيْتُ الماءَ وصَرَّيْتُه.
وقال ابن بزرج: صَرَتِ الناقةُ تَصْرِي من الصَّرْيِ، وهو جمع اللبنِ في الضَّرْعِ: وصَرَّيْت الشاة تَصْرِيةً إذا لم تَحْلُبْها أَياماً حتى يجتمعَ اللَّبَنُ في ضَرْعِها، والشاةُ مُصَرَّاة. قال ابن بري: ويقال ناقةٌ صَرْياءُ وصَرِيَّة؛ وأَنشد أَبو عَمْرو لمُغَلِّس الأَسَدِيِّ: لَيَاليَ لم تُنْتَجْ عُذامٌ خَلِيَّةً، تُسَوِّقُ صَرْىَا في مُقَلَّدَةٍ صُهْبِ (* قوله «ليالي إلخ» هذا البيت هو هكذا بهذا الضبط في الأصل). قال: وقال ابن خالَويَه الصَّرْية اجتماعُ اللبنِ، وقد تُكْسَر الصادُ، والفتح أَجْوَدُ.
وروى ابن بري قال: ذكر الشافعي، رضي الله عنه، المُصَرَّاةَ وفسرها أَنها التي تُصَرُّ أَخلافُها ولا تحْلَبُ أَياماً حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعِها، فإذا حَلَبَها المشتري اسْتغْزرَها. قال: وقال الأَزهري جائزٌ أَن تكونَ سُمِّيَتْ مُصَرَّاةً من صَرِّ أَخلافِها كما ذكر، إلاَّ أَنهم لما اجتَمع في لهم الكلمة ثلاثُ راءَاتٍ قُلِبَتْ إحداها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تَظنَّنْتُ، ومثلهُ تَقَضَّى البازِي في تَقَضَّضَ، والتَّصَدِّي في تَصَدَّدَ، وكثيرٌ من أَمثالِ ذلك أَبْدلوا من أَحدِ الأَحرفِ المكرَّرةِ ياءً كراهيةً لاجتماعِ الأَمثالِ، قال: وجائز أَن تكون سمِّيتْ مُصَرَّاةً من الصَّرْيِ، وهو الجمع كما سَبق، قال: وإليه ذهب الأَكثرون، وقد تكررت هذه اللفظةُ في أَحاديث منها قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَصُرُّوا الإبِلَ والغَنَم، فإن كان من الصَّرِّ فهو بفتح التاء وضم الصاد، وإن كان من الصَّرْيِ فيكون بضم التاء وفتح الصاد، وإنما نَهَى عنه لأَنه خِداعٌ وغِشٌّ. ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الطعَامِ أَثْقَلُ؟ فقالت: بَيْضُ نَعامْ وصَرَى عامٍ بعدَ عامْ أَي ناقة تُعَزِّزُها عاماً بعدَ عامٍ؛ الصَّرَى اللَّبَنُ يُتْرَكُ في ضَرْعِ النَّاقَةِ فلا يُحتَلَبُ فَيصِيرُ مِلْحاً ذا رِياحٍ.
وردَّ أَبو الهيثم على ابن الأَعرابي قوله صَرَى عامٍ بعدَ عامٍ، وقال: كيف يكونُ هذا والناقَةُ إنَّما تُحْلَب ستَّةَ أَشهُرٍ أَو سَبْعَةَ أَشْهُرٍ في كلامٍ طَويلٍ قَدْ وَهِمَ في أَكْثَرِه؛ قال الأَزهري: والذي قاله ابن الأَعرابي صحيحٌ، قال: ورأَيتُ العَرَب يَحْلُبْونَ النَّاقَةَ من يومِ تُنْتَجُ سَنَةً إذا لم يَحْمِلُوا الفَحْلَ عَلَيْها كِشافاً، ثم يُغَرِّزُونَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ ليَبْقَى طِرْقُها، وإذا غَرَّزُوها ولم يَحْتَلِبُوها وكانت السَّنَةُ مُخْصِبَةً تَرادَّ اللبنُ في ضَرْعِها فَخَثُرَ وخَبُثَ طَعْمُه فَامَّسَح، قال: ولقد حَلَبْتُ لَيلَةً من اللَّيالي ناقةً مُغَرَّزَة فلم يَتَهيأْ لي شربُ صَرَاهَا لِخُبْثِ طَعْمِهِ ودَفَقْتُه، وإنما أَرادتِ ابنَةُ الخُسِّ بقولِها صَرَى عامٍ بعد عامٍ لَبَنَ عامٍ اسْتَقْبَلَتْه بعد انْقِضاءِ عامٍ نُتِجَتْ فيه، ولم يَعْرِف أَبو الهيثم مُرادَها ولم يَفْهم منه ما فَهِمَه ابن الأَعرابي، فطِفِقَ يَرُدُّ على من عَرَفَه بتَطْويلٍ لا معنى فيه.
وصَرَى بَوْله صَرْياً إذا قَطَعَه.
وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلانٍ إذا بَقِيَ في يَدِهِ رَهْناً مَحْبوساً؛ قال رؤْبة: رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قد صَريتُ والصَّرى: ما اجْتَمع من الدَّمْعِ، واحدته صَراةٌ.
وصَرِيَ الدَّمْعُ إذا اجْتَمع فَلَمْ يَجْرِ؛ وقالت خَنْساء: فلم أَمْلِكْ، غَداةَ نَعِيِّ صَخْرٍ، سَوابِقَ عَبْرةٍ حُلِبَتْ صَرَاها ابن الأَعرابي: صَرَى يَصْرِي إذا قَطَع، وصَرَى يَصْرِي إذا عَطَفَ، وصَرَى يَصْرِي إذا تقدَّم، وصَرَى يَصْري إذا تأَخَّرَ، وصَرَى يَصْري إذا عَلا، وصَرَى يَصْرِي إذا سَفَلَ، وصَرَى يَصْرِي إذا أَنْجَى إنْساناً مِنْ هَلَكةٍ وأَغاثَهُ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ لَحْمَ ضِباعِ الأَرضِ مُقْتَسَماً بَيْنَ الفَراعِلِ، إنْ لَمْ يَصْرِني الصاري وقال آخر في صَرَى إذا سَفَل: والناشِياتِ الماشياتِ الخَيْزَرَى وفي الحديث: أَنه مَسَحَ بيدهِ النَّصْلَ الذي بَقِيَ في لَبَّةِ رافِعِ بن خَدِيجٍ وتَفَلَ عليه فلم يَصْرِ أي لم يَجْمَع المِدَّةَ.
وفي حديث عَرْضِ نَفْسِه على القبائل: وإنما نزلنا الصَّرَيَيْنِ اليَمامةَ والسَّمامة؛ هما تثنيةُ صَرى، ويروى الصِّيرَيْن، وهو مذكور في موضعه.
وكلُّ ماءٍ مُجْتَمِعٍ صَرىً، ومنه الصراة؛ وقال: كعُنُق الآرام أَوْفى أَو صرى (* قوله «كعنق الآرام إلى قوله وصرى سفل» هكذا في الأصل.
ومحل هذه العبارة بعد قوله: والناشيات الماشيات الخيزرى). قال: أَوْفى عَلا، وصَرَى سَفَلَ؛ وأَنشد في عَطَفَ: وصَرَيْنَ بالأَعْناقِ في مَجْدُولةٍ، وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصفَهُنَّ جَدِيدَا قال ابن بزرج: صَرَتِ النَّاقةُ عُنُقَها إذا رَفَعَتْه من ثِقَلِ الوِقْرِ؛ وأَنشد: والعِيسُ بيْنَ خاضِعٍ وصارِي والصَّراة: نهرٌ معروف، وقيل: هو نهر بالعراق، وهي العظمى والصغرى.
والصَّرَاية: نَقِيعُ ماءِ الحَنْظَلِ. الأَصمعي: إذا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فهو الصَّراءُ، ممدودٌ؛ وروي قول امرئِ القيس: كأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قائماً مَداكُ عَرُوسٍ، أَو صَرَايةُ حَنْظَلِ (* صدر البيت مختلّ الوزن، ورواية المعلقة: كأنَّ على المتنين منه، إذا انتحى، * مداكَ عروسٍ أو صَلايةَ حَنظلِ).
والصَّرَاية: الحَنْظَلَةُ إذا اصْفَرَّتْ، وجَمْعها صَراءٌ وصَرَايا. قال ابن الأَعرابي: أَنشد أَبو مَحْضَة أَبياتاً ثم قال هذه بِصَراهُنَّ وبِطَراهُنَّ؛ قال أَبو تراب: وسأَلت الحُصَيْنيَّ عن ذلك فقال: هذه الأَبيات بِطَرَاوَتِهِنَّ وصَرَواتَهِنَّ أَي بِجِدَّتِهِنَّ وغَضاضَتِهِنَّ؛ قال العجاج: قُرْقُورُ ساجٍ، ساجُه مَصْليُّ بالقَيْرِ والضَّباب زَنْبَرِيُّ رَفَّعَ من جِلالِهِ الدَّارِيُّ، ومَدَّهُ، إذْ عَدلَ الخَليُّ، جَلٌّ وأَشْطانٌ وصرَّارِيُّ، ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبِيُّ وقال سُلَيْك بنُ السُّلَكة: كأْنَّ مفالِق الهامات مِنهُمْ صَراياتٌ نهادَتْها الجواري قال بعضهم: الصِّرايَةُ نقِيعُ الحَنظل.
وفي نوادر الأَعراب: الناقةُ في فِخاذِها، وقد أَفْخَذتْ، يعني في إلْبائِها، وكذلك هي في إحْدائها وصَراها.
والصَّرى: أَن تحْمِل الناقةُ اثْنَي عشر شهراً فتُلْبئَ فذلك الصَّرى، وهذا الصَّرى غير ما قاله ابن الأَعرابي، فالصَّرى وجهان.
والصَّاريَةُ من الرَّكايا: البَعِيدَة العَهْد بالماء فقد أَجَنَت وعَرْمَضَتْ.
والصَّاري: الملاّحُ، وجمعه صُرٌّ على غير قياس، وفي المحكم: والجمع صُرَّاءٌ، وصَرارِيُّ وصَرارِيُّون كلاهما جمع الجمع؛ قال: جذْبُ الصَّراريِّين بالكُرُور وقد تقدم أَنّ الصَّرارِيَّ واحد في تَرْجمة صَرر؛ قال الشاعر: خَشِي الصَّرارِي صَوْلةً منهُ، فعاذوا بالكلاكِلْ وصاري السَّفِينة: الخَشَبة المُعترضةُ في وَسَطِها.
وفي حديث ابن الزُّبَيْر وبناء البيت: فأَمرَ بصَوارٍ فنُصِبَتْ حوْل الكَعبة؛ هي جمع الصَّاري وهُو ذَقَلُ السفينة الذي يُنصَبُ في وَسَطِها قائماً ويكُون عليه الشِّراعُ.
وفي حديث الإسراء في فَرْض الصلاة: علِمْتُ أَنَّها فَرْضُ الله صِرَّى أََي حَتْمٌ واجبٌ، وقيل: هي مُشتَقَّة من صَرَى إذا قَطَع، وقيل: من أَصْرَرْت على الشيء إذا لزمنه، فإن كان هذا فهو من الصَّاد والرَّاءِ المُشَدَّدة.
وقال أَبو موسى: هوصِرِّيٌّ بوزن جِنِّيٍّ، وصِرِّيُّ العَزْم ثابتُه ومُستَقِرُّه، قال: ومن الأَول حديث أَبي سَمَّال الأَسَدي وقد ضَلَّت ناقَتُه فقال: أَيْمُنكَ لئِنْ لم ترُدَّها عليَّ لا عَبَدْتُك فأَصابها وقد تَعلَّق زمامُها بعَوْسجة فأَخذها وقال: علِمَ ربَّي أَنَّها مني صِرَّى أَي عزيمة قاطعةٌ ويمينٌ لازمَة. التهذيب في قوله تعالى: فصُرْهُنَّ إليكَ، قال: فسروه كلُّهم فصُرْهُنَّ أَمِلَّهُنَّ، قال: وأَما فصِرْهُنَّ، بالكسر، فإنه فُسِّر بمعنى قَطِّعْهُنَّ، قال: ولم نجد قَطِّعْهُنَّ معروفة، قال: وأُراها إن كانت كذلك من صَرَيْتُ أَصْري أَي قطَعْت، فقُدِّمَتْ ياؤُها وقلب، وقيل: صِرْتُ أَصِير كما قالوا عَثَيْت أَعْثي وعِثْت أَعيثُ بالعين، من قولك عِثْتُ في الأَرض أَي أَفسَدْت.

بكر (لسان العرب) [0]


البُكْرَةُ: الغُدْوَةُ. قال سيبويه: من العرب من يقول أَتيتك بُكْرَةً؛ نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ، وهو يريد في يومه أَو غده.
وفي التنزيل العزيز: ولهم زرقهم فيها بُكرة وعشيّاً. التهذيب: والبُكْرَةُ من الغد، ويجمع بُكَراً وأَبْكاراً، وقوله تعالى: وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عذابٌ مُسْتَقِرّ؛ بُُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا أَرادوا بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فبكرة ههنا نكرة.
والبُكُور والتَّبْكيرُ: الخروج في ذلك الوقت.
والإبْكارُ: الدخول في ذلك الوقت. الجوهري: وسِيرَ علي فرسك بُكْرَةً وبَكَراً كما تقول سَحَراً.
والبَكَرُ: البُكْرَةُ.
وقال سيبويه: لا يُستعمل الا ظرفاً.
والإبْكارُ: اسم البُكْرَةِ الإصباح، هذا قول أَهل اللغة، وعندي أَنه مصدر أَبْكَرَ.
وبَكَرَ على الشي وإِليه يَبْكُرُ . . . أكمل المادة بُكُوراً وبكَّرَ تَبْكِيراً وابْتَكَرَ وأَبْكَرَ وباكَرَهُ: أَتاهُ بُكْرةً، كله بمعنى.
ويقال: باكَرْتُ الشيء إِذا بكَّرُت له؛ قال لبيد: باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِسُحْرَةٍ معناه بادرت صقيع الديك سحراً إِلى حاجتى.
ويقال: أَتيته باكراً، فمن جعل الباكر نَعْتاً قال للأُنثى باكِرَةٌ، ولا يقال بَكُرَ ولا بَكِرَ إِذا بَكَّرَ، ويقال: أَتيته بُكرة، بالضم، أَي باكِراً، فإِن أَردت به بُكْرَةَ يوم بعينه، قلت: أَتيته بُكْرَةَ، غير مصروف، وهي من الظروف التي لا تتمكن.
وكل من بادر إلى شيء، فقد أَبكر عليه وبَكَّرَ أَيَّ وَقْتٍ كانَ. يقال: بَكِّرُوا بصلاة المغرب أَي صَلُّوها عند سقوط القُرْص.
وقوله تعالى: بالعَشِيِّ والإِبْكارِ؛ جعل الإِبكار وهو فعل يدل على الوقت وهو البُكْرَةُ، كما قال تعالى: بالغُدوّ والآصال؛ جعل الغدوّ وهو مصدر يدل على الغداة.
ورجل بَكُرٌ في حاجته وبَكِرٌ، مثل حَذُرٍ وحَذِرٍ، وبَكِيرٌ؛ صاحب بُكُورٍ قَوِيٍّ على ذلك؛ وبَكِرٌ وبَكِيرٌ: كلاهما على النسب إِذ لا فعل له ثلاثياً بسيطاً.
وبَكَرَ الرجلُ: بَكَّرَ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: جِيرانُك باكِرٌ؛ وأَنشد: يا عَمْرُو جِيرانُكُمُ باكِرُ، فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ قال ابن سيده: وأُراهم يذهبون في ذلك إِلى معنى القوم والجمع لأن لفظ الجمع واحد، إِلاَّ أَن هذا إِنما يستعمل إِذا كان الموصوف معرفة لا يقولون جِيرانٌ باكِرٌ؛ هذا قول أَهل اللغة؛ قال: وعندي أَنه لا يمتنع جِيرانٌ باكِرٌ كما لا يمتنع جِيرانُكُمْ باكِرٌ.
وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ إِبْكاراً: عاجَلَهُما.
وبَكَرْتُ على الحاجة بُكُوراً وغَدَوْتُ عليها غُدُوّاً مثل البُكُورِ، وأَبْكَرْتُ غيري وأَبْكَرْتُ الرجلَ على صاحبه إِبكاراً حتى بَكَرَ إِليه بُكُوراً. أَبو زيد: أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً، وكذلك أَبكرت الغداء.
وأَبْكَرَ الرجلُ: وردت إِبله بُكْرَةً. ابن سيده: وبَكَّرَهُ على أَصحابه وأَبْكَرةً عليهم جعله يَبْكُرُ عليهم.
وبَكِرَ: عَجِلَ.
وبَكَّرَ وتَبَكَّرَ وأَبْكَرَ: تقدّم.
والمُبْكِرُ والباكُورُ جميعاً، من المطر: ما جاء في أَوَّل الوَسْمِيِّ.
والباكُورُ من كل شيء: المعَجَّلُ المجيء والإِدراك، والأُنثى باكورة؛ وباكورة الثمرة منه.
والباكورة: أَوَّل الفاكهة.
وقد ابْتَكَرْتُ الشيءَ إِذا استوليت على باكورته.
وابْتَكَرَ الرجلُ: أَكل باكُورَةَ الفاكهة.
وفي حديث الجمعة: من بَكَّرَ يوم الجمعة وابْتَكَرَ فله كذا وكذا؛ قالوا: بَكَّرَ أَسرع وخرج إِلى المسجد باكراً وأَتى الصلاة في أَوّل وقتها؛ وكل من أَسرع إِلى شيء، فقد بَكَّرَ إِليه.
وابْتَكَرَ: أَدرك الخُطْبَةَ من أَوَّلها، وهو من الباكورة.
وأَوَّلُ كُلِّ شيء: باكُورَتُه.
وقال أَبو سعيد في تفسير حديث الجمعة: معناه من بكر إِلى الجمعة قبل الأَذان، وإِن لم يأْتها باكراً، فقد بَكَّرْ؛ وأَما ابْتِكارُها فأَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وقتها، وأَصلُه من ابْتِكارِ الجارية وهو أَخْذُ عُذْرَتها، وقيل: معنى اللفظين واحد مثل فَعَلَ وافْتَعَلَ، وإِنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا: جادٌّ مُجِدُّ. قال: وقوله غَسَلَ واغْتَسَلَ، غَسَل أَي غسل مواضع الوضوء، كقوله تعالى: فاغسلوا وجوهكم؛ واغتسل أَي غسل البدن.
والباكور من كل شيء: هو المُبَكِّرُ السريع الإِدْراكِ، والأُنثى باكُورَةٌ.
وغيث بَكُورٌ: وهو المُبَكِّرُ في أَوَّل الوَسْمِيّ، ويقال أَيضاً: هو الساري في آخر الليل وأَول النهار؛ وأَنشد:جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَهُ، وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكُرْ وسحابة مِدْلاجٌ بَكُورٌ.
وأَما قول الفرزدق: أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقْطَفُ؛ قال: واحدها بِكْرٌ وهو الكَرْمُ الذي حمل أَوّل حمله.
وعَسَلٌ أَبْكارٌ: تُعَسِّلُه أَبْكارُ النحل أَي أَفتاؤها ويقال: بل أَبْكارُ الجواري تلينه.
وكتب الحجاج إِلى عامل له: ابعثْ إِلَيَّ بِعَسَلِ خُلاَّر، من النحل الأَبكار، من الدستفشار، الذي لم تمسه النار؛ يريد بالأَبكار أَفراخ النحل لأَن عسلها أَطيب وأَصفى، وخلاّر: موضع بفارس، والدستفشار: كلمة فارسية معناها ما عَصَرَتْهُ الأَيْدِي؛ وقال الأَعشى: تَنَحَّلَها، مِنْ بَكارِ القِطاف، أُزَيْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا بكار القطاف: جمع باكر كما يقال صاحِبٌ وصِحابٌ، وهو أَول ما يُدْرِك. الأَصمعي: نار بِكْرٌ لم تقبس من نار، وحاجة بِكْرٌ طُلبت حديثاً.
وأَنا آتيك العَشِيَّةَ فأُبَكِّر أَي أُعجل ذلك؛ قال: بَكَرَتْ تَلُومُكَ، بَعْدَ وَهْنٍ في النِّدَى؛ بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وعِتابي فجعل البكور بعد وهن؛ وقيل: إِنما عنى أَوَّل الليل فشبهه بالبكور في أَول النهار.
وقال ابن جني: أَصل «ب ك ر» إِنما هو التقدم أَيَّ وقت كان من ليل أَو نهار، فأَما قول الشاعر: «بكرت تلومك بعد وهن» فوجهه أَنه اضطر فاستعمل ذلك على أَصل وضعه الأَول في اللغة، وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أَول النهار دون آخره، وإِنما يفعل الشاعر ذلك تعمداً له أَو اتفاقاً وبديهة تهجم على طبعه.
وفي الحديث؛ لا يزال الناس بخير ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب؛ معناه ما صلَّوها في أَول وقتها؛ وفي رواية: ما تزال أُمتي على سُنَّتي ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب.
وفي حديث آخر: بَكِّرُوا بالصلاة في يوم الغيم، فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله؛ أَي حافظوا عليها وقدّموها.
والبِكِيرَةُ والباكُورَةُ والبَكُورُ من النخل، مثل البَكِيرَةِ: التي تدرك في أَول النخل، وجمع البَكُورِ بُكُرٌ؛ قال المتنخل الهذلي: ذلك ما دِينُك، إِذ جُنِّبَتْ أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ وصف الجمع بالواحد كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فحذف لأَن البناء قد انتهى، ويجوز لأَن يكون المُبْتِل جمع مُبْتِلَة، وإِن قلّ نظيره، ولا يجوز أَن يعني بالبُكُرِ ههنا الواحدة لأَنه إِنما نعت حُدوجاً كثيرة فشبهها بنخيل كثيرة، وهي المِبْكارُ؛ وأَرْضٌ مِبْكار: سريعة الإِنبات؛ وسحابة مِبكار وبَكُورٌ: مِدْلاجٌ من آخر الليل؛ وقوله: إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ، فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ (قوله: «نبل» بالنون والباء الموحدة كذا في الأَصل). أَي إِنما عجلت بجمع اللؤْم كما تعجل النخلة والسحابة.
وبِكرُ كُلِّ شيء: أَوّله؛ وكُلُّ فَعْلَةٍ لم يتقدمها مثلها، بِكْرٌ.
والبِكْرُ: أَوَّل ولد الرجل، غلاماً كان أَو جارية.
وهذا بِكْرُ أَبويه أَي أَول ولد يولد لهما، وكذلك الجارية بغير هاء؛ وجمعهما جميعاً أَبكار.
وكِبْرَةُ ولد أَبويه: أَكبرهم.
وفي الحديث: لا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ أَولادكم كُتُبَ النصارى؛ يعني أَحداثكم.
وبِكْرُ الرجل بالكسر: أَوّل ولده، وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غير الناس كقولهم بِكْرُ الحَيَّةِ.
وقالوا: أَشدّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْن، وفي المحكم: بِكْرُ بِكْرَيْن؛ قال: يا بِكْرَ بِكْرَيْنِ، ويا خِلْبَ الكَبِدْ، أَصبَحتَ مِنِّي كذراع مِنْ عَضُدْ والبِكْرُ: الجارية التي لم تُفْتَضَّ، وجمعها أَبْكارٌ.
والبِكْرُ من النساء: التي لم يقربها رجل، ومن الرجال: الذي لم يقرب امرأَة بعد؛ والجمع أَبْكارٌ.
ومَرَةٌ بِكْرٌ: حملت بطناً واحداً.
والبِكْرُ: العَذْراءُ، والمصدر البَكارَةُ، بالفتح.
والبِكْرُ: المرأَة التي ولدت بطناً واحداً، وبِكْرُها ولدها، والذكر والأُنثى فيه سواء؛ وكذلك البِكْرُ من الإِبل. أَبو الهيثم: والعرب تسميى التي ولدت بطناً واحداً بِكْراً بولدها الذي تَبْتَكْرُ به، ويقال لها أَيضاً بِكْرٌ ما لم تلد، ونحو ذلك قال الأَصمعي: إِذا كان أَوّل ولد ولدته الناقة فهي بِكْرٌ.
وبقرة بِكْرٌ: فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ.
ويقال: ما هذا الأَمر منك بِكْراً ولا ثِنْياً؛ على معنى ما هو بأَوّل ولا ثان؛ قال ذو الرمة: وقُوفاً لَدَى الأَبْوابِ، طُلابَ حاجَةٍ، عَوانٍ من الحاجاتِ، أَو حاجَةً بِكْرَا أَبو البيداء: ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا ولدت بِكْرَها، وأَثنت في الثاني، وثَلَّثَتْ في الثالث، وربعت وخمست وعشرت.
وقال بعضهم: أَسبعت وأَعشرت وأَثمنت في الثامن والسابع والعاشر.
وفي نوادر الأَعراب: ابْتَكَرَتِ المرأَةُ ولداً إِذا كان أَول ولدها ذكراً، واثْتَنَيَتْ جاءت بولدٍ ثِنْيٍ، واثْتَنَيْتُ وَلَدَها الثالث، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْنَيَلتُ واثْتَلَثْتُ.
والبِكْرُ: النَّاقَةُ التي ولدت بطناً واحداً، والجمع أَبْكارٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ، جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُودٍ مَطافِلِ مَطافِيلِ أَبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها، تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ وبِكْرُها أَيضاً: وَلَدُها، والجمع أَبْكارٌ وبِكارٌ.
وبقرة بِكْرٌ: لم تَحْمِلْ، وقيل: هي الفَتِيَّةُ.
وفي التنزيل: لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ؛ أَي ليست بكبيرة ولا صغيرة، ومعنى ذلك: بَيْنَ البِكْرِ والفارِضِ؛ وقول الفرزدق: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأَنَّهُ جَنعى النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ عني الكَرْمَ البِكْرَ الذي لم يحمل قبل ذلك؛ وكذلك عَمَلُ أَبْكار، وهو الذي عملته أَبْكار النحل.
وسحابة بكْرٌ: غَزيرَةٌ بمنزلة البكْرِ من النساء؛ قال ثعلب: لأَن دمها أَكثر من دم الثيِّب، وربما قيل: سَحابٌ بكْرٌ؛ أَنشد ثعلب: ولَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ، بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا وقول أَبي ذؤيب: وبِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ، تَرَنُّمَ نَغْمِ ذي الشُّرُعِ العَتِيقِ إِنما عنى قوساً أَوَّل ما يرمي عنها، شبه ترنمها بنغم ذي الشُّرُع وهو العود الذي عليه أَوتار.
والبِكْرُ: الفَتِيُّ من الإِبل، وقيل: هو الثَّنيُّ إِلى أَن يُجْذِعَ، وقيل: هو ابن المخاض إِلى أَن يُثْنِيَ، وقيل: هو ابن اللَّبُونِ، والحِقُّ والجَذَعُ، فإِذا أَثْنى فهو جَمَلٌ وهي ناقة، وهو بعير حتى يَبْزُلَ، وليس بعد البازل سِنُّ يُسَمَّى، ولا قبل الثَّنهيِّ سنّ يسمى؛ قال الأَزهري: هذا قول ابن الأَعرابي وهو صحيح؛ قال: وعليه شاهدت كلام العرب، وقيل: هو ما لم يَبْزُلْ، والأُنثى بِكْرَةٌ، فإِذا بَزَلا فجمل وناقة، وقيل: البِكْرُ ولد الناقة فلم يُحَدَّ ولا وُقِّتَ، وقيل: البِكْرُ من الإِبل بمنزلة الفَتِيِّ من الناس، والبِكْرَةُ بمنزلة الفتاة، والقَلُوصُ بمنزلة الجارية، والبَعِيرُ بمنزلة الإِنسان، والجملُ بمنزلةِ الرجلِ، والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ، ويجمع في القلة على أَبْكُرٍ. قال الجوهري: وقد صغره الراجز وجمعه بالياء والنون فقال: قَدْ شَرِبَتْ إِلاَّ الدُّهَيْدِهِينَا قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِريِنَا وقيل في الأُنثى أَيضاً: بِكْرٌ، بلا هاء.
وفي الحديث: اسْتَسْلَفَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، من رجل بَكْراً؛ البَكر، بالفتح: الفَتِيُّ من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس، والأُنثى بَكْرَةٌ، وقد يستعار للناس؛ ومنه حديث المتعة: كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطاء أَي شابة طويلة العنق في اعتدال.
وفي حديث طهفة: وسقط الأُملوج من البكارة؛ البِكارة، بالكسر: جمع البَكْرِ، بالفتح؛ يريد أَن السِّمَنَ الذي قد علا بِكَارَةَ الإِبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم المرعى إِذ كان سبباً به؛ وروى بيت عمرو بن كلثوم: ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ، غذاها الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا قال ابن سيده: وأَصح الروايتين بِكر، بالكسر، والجمع القليل من كل ذلك أَبْكارٌ؛ قال الجوهري: وجمع البَكْرِ بِكارٌ مثل فَرْخٍ وفِرَاخٍ، وبِكارَةٌ أَيضاً مثل فَحْلٍ وفِحالَةٍ؛ وقال سيبويه في قول الراجز: قليِّصات وأُبيكرينا جمعُ الأَبْكُرِ كما تجمع الجُزُرَ والطُّرُقَ، فتقول: طُرُقاتٌ وجُزُراتٌ، ولكنه أَدخل الياء والنون كما أَدخلهما في الدهيدهين، والجمع الكثير بُكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ، والأُنثى بَكْرَةٌ والجمع بِكارٌ، بغير هاء، كعَيْلَةٍ وعِيالٍ.
وقال ابن الأَعرابي: البَكارَةُ للذكور خاصة، والبَكارُ، بغير هاء للإناث.
وبَكْرَةُ البئر: ما يستقى عليها، وجمعها بَكَرٌ بالتحريك، وهو من شواذ الجمع لأَن فَعْلَةً لا تجمع على فَعَلٍ إِلاَّ أَحرفاً مثل حَلْقَةٍ وحَلَقٍ وحَمْأَةٍ وحَمَإِ وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ وبَكَرات أَيضاً؛ قال الراجز: والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ يعني التي لا تدور. ابن سيده: والبَكْرَةُ والبَكَرَةُ لغتان للتي يستقى عليها وهي خشبة مستديرة في وسطها مَحْزُّ للحبل وفي جوفها مِحْوَرٌ تدور عليه؛ وقيل: هي المَحَالَةُ السَّريعة.
والبَكَراتُ أَيضاً: الحَلَقُ التي في حِلْيَةِ السَّيْفِ شبيهة بِفَتَخِ النساء.
وجاؤوا على بَكْرَةِ أَبيهم إِذا جاؤوا جميعاً على آخرهم؛ وقال الأَصمعي: جاؤوا على طريقة واحدة؛ وقال أَبو عمرو: جاؤوا بأَجمعهم؛ وفي الحديث: جاءت هوازنُ على بَكْرَةِ أَبيها؛ هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفير العدد وأَنهم جاؤوا جميعاً لم يتخلف منهم أَحد.
وقال أَبو عبيدة: معناه جاؤوا بعضهم في إِثر بعض وليس هناك بَكْرَةٌ في الحقيقة، وهي التي يستقى عليها الماء العذب، فاستعيرت في هذا الموضع وإِنما هي مثل. قال ابن بري: قال ابن جني: عندي أَن قولهم جاؤوا على بكرة أَبيهم بمعنى جاؤوا بأَجمعهم، هو من قولهم بَكَرْتُ في كذا أَي تقدّمت فيه، ومعناه جاؤوا على أَوليتهم أَي لم يبق منهم أَحد بل جاؤوا من أَولهم إِلى آخرهم.
وضربة بِكْرٌ، بالكسر، أَي قاطعة لا تُثْنَى.
وفي الحديث: كانت ضربات عليّ، عليه السلام، أَبْكاراً إِذا اعْتَلَى قَدَّ وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ؛ وفي رواية: كانت ضربات عليّ، عليه السلام، مبتكرات لا عُوناً أَي أَن ضربته كانت بِكراً يقتل بواحدة منها لا يحتاج أَن يعيد الضربة ثانياً؛ والعُون: جمع عَوانٍ هي في الأَصل الكهلة من النساء ويريد بها ههنا المثناة.وبَكْرٌ: اسم، وحكي سيبويه في جمعه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ.
وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّر: أَسماء.
وبَنُو بَكْرٍ: حَيٌّ منهم؛ وقوله: إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها، والناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَراد إِذا شبعوا تعادوا وتغاوروا لأَن بكراً كذا فعلها. التهذيب: وبنو بكر في العرب قبيلتان: إِحداهما بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة، والأُخرى بكر بن واثل بن قاسط، وإِذا نسب إِليهما قالوا بَكْرِيُّ.
وأَما بنو بكر بن كلاب فالنسبة إِليهم بَكْرْاوِيُّونَ. قال الجوهري: وإِذا نسبت إِلى أَبي بكر قلت بَكْرِيٌّ، تحذف منه الاسم الأَول، وكذلك في كل كنية.

هوا (لسان العرب) [0]


الهَواء، ممدود: الجَوُّ ما بين السماء والأَرض، والجمع الأَهْوِيةُ، وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى، وكلُّ فارغٍ هَواء.
والهَواء: الجَبانُ لأَنه لا قلب له، فكأَنه فارغٌ، الواحد والجمع في ذلك سواء.
وقلب هواء: فارغٌ، وكذلك الجمع.
وفي التنزيل العزيز: وأَفْئِدَتُهم هَواء؛ يقال فيه: إِنه لا عُقولَ لهم. أَبو الهيثم: وأَفْئِدَتُهم هَواء قال كأَنهم لا يَعْقِلون من هَوْلِ يوم القيامة، وقال الزجاج: وأَفْئِدَتُهم هَواء أَي مُنْحَرِفة (* قوله« منحرفة» في التهذيب: منخرقة.) لا تَعِي شيئاً من الخَوْفِ، وقيل: نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم من أَجْوافِهم؛ قال حسان: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفيانَ عَنِّي، فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه والهَواء والخَواء واحد.
والهَواء: كل فُرْجةٍ بين شيئين كما بَيْنَ أَسْفَلِ البيت . . . أكمل المادة إِلى أَعْلاه وأَسْفَلِ البئرِ إِلى أَعْلاها.
ويقال: هَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَواء إِذا خلا؛ قال جرير: ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه، لَوْ يُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا أَي هم بمنزلة قَصَبٍ جَوْفُه هَواء أَي خالٍ لا فُؤادَ لهم كالهَواء الذي بين السماء والأَرض؛ وقال زهير: كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ، من الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤه هَواه وقال الجوهري: كل خالٍ هَواء؛ قال ابن بري: قال كعب الأَمثال: ولا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ هَواء كسَقْبِ البان، جُوفٍ مَكاسِرُهْ قال: ومثله قوله عز وجل: وأَفْئِدَتُهم هَواء؛ وفي حديث عاتكة: فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ أَي بَعِيدةٌ خاليةُ العقول من قوله تعالى: وأَفْئِدَتُهم هَواء.
والمَهْواةُ والهُوَّةُ والأُهْوِيَّةُ والهاوِيةُ: كالهَواء. الأَزهري: المَهْواةُ مَوْضِع في الهَواء مُشْرِفٌ ما دُونَه من جبل وغيره: ويقال: هَوَى يَهْوِي هَوَياناً، ورأَيتهم يَتَهاوَوْنَ في المَهْواةِ إِذا سقط بعضُهم في إِثْر بعض. الجوهري: والمَهْوَى والمَهْواةُ ما بين الجبلين ونحو ذلك.
وتَهاوَى القَوْمُ من المَهواةِ إِذا سقَط بَعضُهم في إِثر بعض.
وهَوتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِي: فتَحَت فاها بالدم؛ قال أَبو النجم: فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا لِلشِّقِّ، يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا وقال ذو الرمة: طَوَيْناهُما، حتى إِذا ما أُنِيخَتا مُناخاً، هَوَى بَيْنَ الكُلَى والكَراكِرِ أَي خَلا وانفتح من الضُّمْر.
وهَوَى وأَهْوَى وانْهَوَى: سَقَط؛ قال يَزيدُ بن الحَكَم الثقفي: وكَمْ مَنْزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ، كما هَوَى، بأَجْرامِه مِن قُلَّةِ النِّيقِ، مُنْهَوِي وهَوت العُقابُ تَهْوِي هُوِيًّا إِذا انْقَضَّت على صيد أَو غيره ما لم تُرِغْه، فإِذا أَراغَتْه قِيل: أَهْوَتْ له إِهْواء؛ قال زهير: أَهْوَى لها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ رِيش القَوادِمِ، لَمْ يُنْصَبْ له الشَّبَك والإِهْواء: التَّناوُل باليد والضَّرْبُ، والإِراغةُ: أَن يَذْهَبَ الصَّيدُ هكذا وهكذا والعُقاب تَتْبَعُه. ابن سيده: والإِهْواء والاهْتِواء الضَّرب باليد والتناوُلُ.
وهَوَت يدي للشيء وأَهْوَتْ: امْتَدَّت وارْتَفَعَت.
وقال ابن الأَعرابي: هَوَى إِليه مِن بُعْدٍ، وأَهْوَى إِليه من قُرْبٍ، وأَهْوَيْت له بالسيف وغيره، وأَهْوَيْت بالشيء إِذا أَوْمَأْت به، وأَهْوَى إِليه بيده ليأْخذه.
وفي الحديث: فأَهْوَى بيده إِليه أَي مَدَّها نَحْوَه وأَمالها إِليه. يقال: أَهْوَى يَده وبيده إِلى الشيء ليأْخذه. قال ابن بري: الأَصمعي ينكر أَن يأْتي أَهْوَى بمعنى هَوَى، وقد أَجازه غيره، وأَنشد لزهير: أَهْوَى لَها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ وكان الأَصمعي يرويه: هَوَى لها؛ وقال زهير أَيضاً: أَهْوَى لَها فانْتَحَتْ كالطَّيْرِ حانيةً، ثم اسْتَمَرَّ عليها، وهو مُخْتَضِعُ قال ابن أَحمر: أَهْوَى لَها مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها، وكُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا وأَهْوَى إِليه بسَهْم واهْتَوَى إِليه به.
والهاوِي من الحُروف واحد: وهو الأَلف، سمي بذلك لشدّة امتداده وسَعة مَخرجه.
وهَوَتِ الرِّيح هَوِيًّا: هَبَّتْ؛ قال: كأَنَّ دَلْوِي في هَوِيِّ رِيحِ وهَوَى، بالفتح، يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً وانْهَوَى: سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل، وأَهْواهُ هُو. يقال: أَهْوَيْتُه إِذا أَلقَيْتَه من فوق.
وقوله عز وجل: والمُؤْتَفِكةَ أَهْوَى؛ يعني مَدائنَ قومِ لُوط أَي أَسْقَطَها فَهَوَت أَي سَقَطَت.
وهَوَى السهم هُوِيًّا: سَقَط من عُلْو إِلى سُفْل.
وهَوَى هَوِيًّا وهَى (* قوله« وهوى هوياً وهى إلخ» كذا في الأَصل، وعبارة المحكم: وهوى هوياً، وهاوى سار سيراً شديداً، وأَنشد بيت ذي الرمة.) ، وكذلك الهُوِيّ في السير إِذا مضى. ابن الأَعرابي: الهُوِيُّ السَّرِيعُ إِلى فَوْقُ، وقال أَبو زيد مثله، وأَنشد: والدَّلْوُ في إِصْعادِهَا عَجْلَى الهُوِيُّ وقال ابن بري: ذكر الرياشي عن أَبي زيد أَنَّ الهَوِيّ بفتح الهاء إِلى أَسفل، وبضمها إِلى فوق؛وأَنشد: عَجْلَى الهُوي؛ وأَنشد: هَوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء فهذا إِلى أَسفل؛ وأَنشد لمعقر بن حمار البارقي: هَوَى زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ، كما انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ الرِّيشِ كاسِرُ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ، وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال. يقال: هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا، بالفتح، إِذا هبط، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، بالضم، إِذا صَعِدَ، وقيل بالعكس، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير.
وفي حديث البراق: ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ.
والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ.
والمُهاواةُ: شدَّة السير.
وهاوَى: سارَ سَيْراً شديداً؛ قال ذو الرمة: فلم تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ خَواضِعِ وفي التهذيب: ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرينَ سَوامِ وأَنشد ابن بري لأَبي صخرة: إِيّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ، وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ الليث: العامة تقول الهَوِيُّ في مصدر هَوَى يَهْوي في المَهْواةِ هُوِيًّا. قال: فأَما الهَويُّ المَلِيُّ فالحينُ الطويل من الزمان، تقول: جلست عنده هَوِيّاً.
والهَويُّ: الساعة المُمتدَّة من الليل.
ومضى هَويٌّ من الليل، على فَعِيلٍ أَي هَزيعٌ منه.
وفي الحديث: كنتُ أَسْمَعُه الهَوِيَّ من الليل؛ الهَوِيُّ، بالفتح: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل. ابن سيده: مضى هَوِيٌّ من الليل وهُوِيٌّ وتَهْواء أَي ساعة منه.
ويقال: هَوَتِ الناقةُ والأَتانُ وغيرهما تَهْوي هُوِيّاً، فهي هاوِيةٌ إِذا عَدَتْ عَدْواً شديداً أَرْفَعَ العَدْو، كأَنه في هَواء بئر تَهْوي فيها، وأَنشد: فشَدَّ بها الأَماعِزَ، وهْيَ تَهْوي هُويَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ والهَوى، مقصور: هَوَى النَّفْس، وإِذا أَضفته إِليك قلت هَوايَ. قال ابن بري: وجاء هَوَى النفْس ممدوداً في الشعر؛ قال: وهانَ على أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوى نَحِنُّ إِليها، والهَواء يَتُوقُ ابن سيده: الهَوى العِشْق، يكون في مداخل الخير والشر.
والهَوِيُّ: المَهْوِيُّ؛ قال أَبو ذؤيب: فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِيـ ـمِ، قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَويُّ أَي فَقْدُ المَهْويِّ.
وهَوى النفسِ: إِرادتها، والجمع الأَهْواء. التهذيب: قال اللغويون الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه؛ قال الله عز وجل: ونَهى النفْسَ عن الهَوى؛ معناه نَهاها عن شَهَواتِها وما تدعو إِليه من معاصي الله عز وجل. الليث: الهَو مقصور هَوى الضَّمير، تقول: هَوِيَ، بالكسر، يَهْوى هَوًى أَي أَحبَّ.
ورجل هَوٍ: ذو هَوًى مُخامِرُه.
وامرأَة هَوِيةٌ: لا تزال تَهْوى على تقدير فَعِلة، فإِذا بُنيَ منه فَعْلة بجزم العين تقول هَيَّة مثل طَيَّة.
وفي حديث بَيْعِ الخِيار: يأْخُذُ كلُ واحد من البيع ما هَوِيَ أَي ما أَحب، ومتى تُكُلِّمَ بالهَوى مطلقاً لم يكن إِلا مذموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ معناه كقولهم هَوًى حَسَنٌ وهَوًى موافق للصواب؛ وقول أَبي ذؤيب: سَبَقوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَواهُم فتُخُرِّمُوا، ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قال ابن حبيب: قال هَوَيَّ لغة هذيل، وكذلك تقول قَفَيَّ وعَصَيَّ، قال الأَصمعي: أَي ماتوا قبلي ولم يَلْبثُوا لِهَواي وكنت أُحِبُّ أَن أَموت قبلهم، وأَعْنَقُوا لِهَواهم: جعلهم كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلى المَنِيَّةِ لسُرْعتهم إِليها، وهم لم يَهْوَوْها في الحقيقة، وأَثبت سيبويه الهَوَى لله عز وجل فقال: فإِذا فعَلَ ذلك فقد تَقَرَّب إِلى الله بهَواه.
وهذا الشيءُ أَهْوى إليَّ من كذا أَي أَحَبُّ إِليَّ؛ قال أَبو صخر الهذلي: ولَلَيْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا، في غَيْرِ ما رَفْثٍ ولا إِثْمِ، أَهْوى إِلى نَفْسِي، ولَوْ نَزَحَتْ مِمَّا مَلَكْتُ، ومِنْ بَني سَهْمِ وقوله عز وجل: فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات، فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل، والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع، والجمع أَهْواء؛ وقد هَوِيَه هَوًى، فهو هَوٍ؛ وقال الفراء: معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس تُريدُهم، كما تقول: رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك، معناه يُريدك، قال: وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم، بمعنى تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم؛ الفراء: تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ.
والهَوى أَيضاً: المَهْويُّ؛ قال أَبو ذُؤيب:زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيحِ، فإِنْ تَكُنْ هَواكَ الذي تَهْوى، يُصِبْكَ اجْتِنابُها واسْتَهْوَتْه الشياطينُ: ذهبت بهَواه وعَقْله.
وفي التنزيل العزيز: كالذي اسْتَهْوَتْه الشياطينُ؛ وقيل: اسْتَهْوَتْه استَهامَتْه وحَيَّرَتْه، وقيل: زيَّنت الشياطينُ له هَواه حَيْرانَ في حال حيرته.
ويقال للمُسْتَهام الذي استَهامَتْه الجنُّ: اسْتَهْوَته الشياطين. القتيبي: استَهْوته الشَّياطينُ هَوَتْ به وأَذْهَبتْه، جعله من هَوَى يَهْوي، وجعله الزجاج من هَوِيَ يَهْوَى أَي زيَّنت له الشياطينُ هَواه.
وهَوى الرَّجل: ماتَ؛ قال النابغة: وقال الشَّامِتُونَ: هَوى زِيادٌ، لِكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ قال: وتقول أَهْوى فأَخذ؛ معناه أَهْوى إِليه يَدَه، وتقول: أَهْوى إِليه بيَدِه.
وهاوِيةُ والهاوِيةُ: اسم من أَسماء جهنم، وهي معرفة بغير أَلف ولام.
وقوله عز وجل: فأُمُّه هاوِيةٌ؛ أَي مَسْكنه جهنمُ ومُسْتَقَرُّه النار، وقيل: إِنَّ الذي له بدل ما يسكن إِليه نارٌ حامية. الفراء في قوله، فأُمُّه هاوِية: قال بعضهم هذا دعاءٌ عليه كما تقول هَوَتْ أُمه على قول العرب؛ وأَنشد قول كعب بن سعد الغنوي يرثي أَخاه: هَوَتْ امُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً، وماذا يُؤَدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ (* قوله «هوت أمه» قال الصاغاني رادًّا على الجوهري، الرواية: هوت عرسه، والمعروف: حين يثوب اهـ. لكن الذي في صحاح الجوهري هو الذي في تهذيب الازهري.) ومعنى هَوت أُمه أَي هلَكَت أُمُّه.
وتقول: هَوَت أُمُّه فهي هاويةٌ أَي ثاكِلةٌ.
وقال بعضهم: أُمّه هاويةٌ صارَتْ هاويةٌ مأْواه، كما تُؤْوي المرأَةُ ابنها ، فجعلها إذْ لا مأْوى له غَيْرَها أُمًّا له، وقيل: معنى قوله فأُمُّه هاويةٌ أُمُّ رأْسه تَهْوي في النار؛ قال ابن بري: لو كانت هاوية اسماً علماً للنار لم ينصرف في الآية.
والهاوِيةُ: كلُّ مَهْواة لا يُدْرَك قَعْرُها ؛ وقال عمرو بن مِلْقَط الطائي: يا عَمْرُو لو نالتْك أَرْماحُنا، كنتَ كمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ وقالوا: إِذا أَجْدَبَ الناسُ أَتى (* قوله «إذا أجدب الناس أتى إلخ» كذا في الأصل والمحكم.) الهاوي والعاوي، فالهاوي الجَرادُ، والعاوي الذئبُ.
وقال ابن الأَعرابي: إنما هو الغاوي، بالغين المعجمة، والهاوي، فالغاوي الجَرادُ، والهاوي الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ تأْتي إلى الخِصْب. ابن الأَعرابي: إذا أَخْصَب الزَّمانُ جاء الغاوي والهاوي؛ قال: الغاوي الجَراد وهو الغَوْغاء، والهاوي الذئاب لأَن الذئاب تَهْوي إلى الخصب. قال: وقال إذا جاءت السنة جاء معها أَعوانُها، يعني الجَراد والذئاب والأَمراض.
ويقال: سمعتُ لأُذُني هَوِياًّ أَي دَوِيًّا، وقد هَوَت أُذُنه تَهْوي. الكسائي: هاوَأْتُ الرَّجل وهاوَيْتُه، في باب ما يهمز وما لا يهمز، ودارَأْتُه ودارَيْتُه.
والهَواهي: الباطلُ واللَّغْوُ من القول ، وقد ذكر أَيضاً في موضعه؛ قال ابن أَحمر: أَفي كلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطبّةً إليَّ ، وما يُجْدُونَ إلا الهَواهِيا؟ قال ابن بري: صوابه الهَواهِيُّ الأباطيلُ، لأَن الهَواهِيَّ جمع هَوْهاءة من قوله هَوْهاءة اللُّبّ أَخْرَقُ، وإنما خففه ابن أَحمر ضرورة؛ وقياسُه هَواهِيُّ كما قال الأَعشى: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْيا نِ أَنَّا في هَواهيِّ وإِمْساءِ وإِصباح، وأَمْرٍ غَيْرِ مَقْضِيِّ قال: وقد يقال رجل هَواهِيةٌ إلا أَنه ليس من هذا الباب.
والهَوْهاءة، بالمد: الأَحْمَقُ.
وفي النوادر: فلان هُوَّة أي أَحْمَقُ لا يُمْسِكُ شيئاً في صدره.
وهَوٌّ من الأَرض: جانِبٌ منها .
والهُوّة: كلُّ وَهْدَةٍ عَمِيقةٍ؛ وأَنشد: كأَنه في هُوَّةٍ تَقَحْذَما قال: وجمع الهُوَّةِ هُوًى. ابن سيده: الهُوَّةُ ما انهَبَطَ من الأَرضَ ، وقيل: الوَهْدةُ الغامضةُ من الأرض، وحكى ثعلب: اللهم أَعِذْنا من هُوَّةِ الكُفْر ودَواعي النفاق، قال: ضربه مثلاً للكُفْر، والأُهْوِيّة على أُفْعُولة مثلها. أَبو بكر: يقال وَقَعَ في هُوَّة أَي في بئر مُغَطَّاةٍ؛ وأَنشد: إنكَ لو أُعْطِيتَ إَرْجاء هُوّةٍ مُغَمَّسَةٍ ، لا يُسْتَبانُ تُرابُها، بِثَوْبِكَ في الظَّلْماء، ثم دَعَوْتَني لجِئْتُ إِليها سادِماً، لا أَهابُها النضر: الهَوَّةُ، بفتح الهاء، الكَوّةُ؛ حكاها عن أَبي الهذيل، قال: والهُوّةُ والمَهْواةُ بين جبلين. ابن الفرج: سمعت خليفة يقول للبيت كِواءٌ كثيرة وهِواء كثيرة، الواحدة كَوَّةٌ وهَوَّةٌ، وأَما النضر فإِنه زعم أَن جمع الهَوَّة بمعنى الكَوَّة هَوًى مثل قريةٍ وقُرًى؛ الأَزهري في قول الشماخ: ولمّا رأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةً، تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا قال: هُوَيَّةٌ تصغير هُوّة، وقيل: الهَوِيَّةُ بئر (*قوله « وقيل الهوية بئر» أي على وزن فعيلة كما صرح به في التكملة ، وضبط الهاء في البيت بالفتح والواو بالكسر.
وقوله «طواطي» كذا بالأصل.) بَعِيدةُ المَهْواةِ، وعَرْشُها سقفها المُغَمَّى عليها بالتراب فيَعْتَرُّ به واطِئُه فيَقَع فيها ويَهْلِك، وأَراد لما رأَيتُ الأَمرَ مُشْرِفاً بي على هَلَكةِ طواطي سَقْفِ هَوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تركته ومضيت وتسَلَّيْت عن حاجتي من ذلك الأَمر، وشَمَّرُ: اسم ناقة أَي ركبتها ومضيت. ابن شميل: الهُوَّةُ ذاهبةٌ في الأَرض بعيدة القعر مثل الدَّحْلِ غير أَن له أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأْسُها مثلُ رأْس الدَّحْل. الأَصمعي: هُوَّةٌ وهُوًى.
والهُوَّة: البئر؛ قال أَبو عمرو، وقيل: الهُوَّة الحُفْرة البعيدة القعر، وهي المَهْواةُ. ابن الأَعرابي: الرواية عَرْشَ هُوِيَّة، أَراد أُهْوِيَّةٍ، فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمة إلى الهاء، المعنى لما رأَيت الأَمر مشرفاً على الفوت مضيت ولم أُقم.
وفي الحديث: إذا عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا هُوِيَّ الأَرضِ (* قوله «هوي الارض» كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية، وهو بضم فكسر وشد الياء، وفي بعض نسخها بفتحتين.) ؛ هكذا جاء في رواية، وهي جمع هُوَّة، وهي الحُفْرة والمطمئن من الأَرض، ويقال لها المَهْواةُ أَيضاً.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها ، ووصفت أَباها قالت: وامْتاحَ من المَهْواة،أَرادت البئر العَمِيقَة أَي أَنه تحَمَّل ما لم يَتحَمَّل غيره. الأَزهري: أَهْوى اسم ماء لبني حِمَّان، واسمه السُّبَيْلةُ، أَتاهم الرَّاعي فمنعوه الوِرْدَ فقال: إِنَّ على أَهْوى لأَلأَمَ حاضِرٍ حَسَباً، وأَقْبَحَ مَجْلسٍ أَلوانا قَبَحَ الإِلهُ ولا أُحاشي غَيْرَهُمْ، أَهْلَ السُّبَيْلةِ من بَني حِمَّانا وأَهْوى، وسُوقةُ أَهْوى، ودارة أَهْوى: موضع أَو مَواضِعُ، والهاء حرف هجاء، وهي مذكورة في موضعها من باب الأَلف اللينة.

جمم (لسان العرب) [0]


الجَمُّ والجَمَمُ: الكثير من كل شيء.
ومال جَمٌّ: كثير.
وفي التنزيل العزيز: ويُحِبُّون المالَ حُبّاً جَمّاً، أَي كثيراً، وكذلك فسره أَبو عبيدة؛ وقال أَبو خِراشٍ الهُذَلّيّ: إِنْ تَغْفِرِ، اللَّهُمَّ، تَغْفِرْ جَمّا، وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟ وقيل: الجَمُّ الكثير المجتمع، جَمّ يَجِمُّ ويَجُمُّ، والضم أَعلى، جُمُوماً، قال أَنس: توفي سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والوَحْيُ أَجَمُّ ما كان لم يَفْتُرْ بعدُ؛ قال شمر: أَجَمُّ ما كان أَكثرُ ما كان وجَمَّ المالُ وغيره إِذا كثر.
وجَمُّ الظَّهِيرة: معظمها؛ قال أَبو كَبير الهذلي: ولقَد رَبَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تَواكَلُوا، جَمَّ الظَّهِيرَةِ في اليَفَاعِ الأَطْوَلِ جَمَّ الشيءُ واسْتَجَمَّ، كلاهما: كَثُرَ.
وجَمُّ الماءِ: مُعْظَمُه إِذا . . . أكمل المادة ثاب؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا نَزَحْنا جَمَّها عادَتْ بجَمّ وكذلك جُمَّتُه، وجمعها جِمامٌ وجُمُومٌ؛ قال زهير: فلما وَرَدْنا الماء زُرْقاً جِمامُه، وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وقال ساعدة بن جؤَية: فلما دَنا الإِفْرادُ حَطَّ بشَوْرِه إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحيرٍ جُمُومُها وجَمَّةُ المَرْكَبِ البحريّ: الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من حُزوزه، عربية صحيحة.
وماءٌ جَمٌّ: كثير: وجمعه جِمَام.
والجَمُوم: البئر الكثيرة الماء.
وبئر جَمَّة وجَمُوم: كثيرة الماء؛ وقول النابغة: كتَمْتُكَ لَيلاً بالجَمُومَيْنِ ساهِرا يجوز أَن يَعْني رَكِيَّتَيْنِ قد غلبت هذه الصفة عليهما، ويجوز أَن يكونا موضعين.
وجَمَّتْ تَجِمُّ وتَجُمُّ، والضم أَكثر: تراجع ماؤها.
وأَجَمَّ الماءَ وجَمَّه: تركه يجتمع؛ قال الشاعر: من الغُلْبِ من عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُها والجُمَّة: الماء نفسه.
واسْتُجِمَّتْ جُمَّةُ الماء: شُرِبَتْ واسْتَقَاها الناسُ.
والمَجَمُّ: مُسْتَقَرُّ الماء.
وأَجَمَّه: أَعطاه جُمَّة الرِّكِيَّة. قال ثعلب: والعرب تقول منا من يُجيرُ ويُجِمُّ، فلم يفسر يُجِمُّ إِلاَّ أَن يكون من قولك أَجَمَّه أََعطاه جُمَّة الماء. الأَصمعي: جَمَّتِ البئرُ، فهي تَجُمُّ وتَجِمُّ جُمُوماً إِذا كَثُر ماؤها واجتمع؛ يقال: جئتها وقد اجتمعت جُمَّتُها وجَمُّها أَي ما جَمَّ منها وارتفع. التهذيب: جَمَّ الشيءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً، يقال ذلك في الماء والسيَّر؛ وقال امرؤ القيس: يَجِمُّ على السَّاقَيْنِ، بعد كَلاله، جُمومَ عُيونِ الحِسْيِ بعدَ المُحَيَّضِ أَبوعمرو: يَجِمُّ ويَجُمُّ أَي يكثر.
ومَجَمُّ البئر: حيث يَبْلُغ الماءُ وينتهي إليه.
والجَمُّ: ما اجتمع من ماء البئر؛ قال صخر الهذلي: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّه، خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا قال ابن بري: الصُّفْنُ مثل الرُّكْوْةِ، والمُدابِرُ صاحبُ الدابر من السهام، وهو ضِدُّ الفائِز، وعَطوفاً الذي تكرّر مرّة بعد مرة.
والجَمَّةُ: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه، والجمع الجِمامُ، والجُمُومُ، بالضم، المصدرُ.
ويقال: جَمَّ الماءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً إِذا كثر في البئر واجتمع بعدما اسْتُقِيَ ما فيها؛ قال: فَصَبَّحَتْ قَلَيْذَماً هَمُومَا، يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُومَا قَلَيْذَماً: بئراً غزيرة، هَمُوماً: كثيرة الماء، ومَخْجُ الدلو: أَن تَهُزَّها في الماء حتى تَمْتَلئ.
والجَمام، بالفتح: الراحة.
وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَمّاً وجَماماً.
وأَجَمَّ: تُرِكَ فلم يُرْكَبْ فعَفَا من تَعَبه وذهب إِعياؤه، وأَجَمَّه هو.
وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَماماً: ترك الضِّراب فتَجَمَّع ماؤه.
وجِمامُ الفرس وجُمامُه: ما اجتمع من مائه.
وأُجِمَّ الفرسُ إِذا تُرِك أَنْ يُرْكَب، على ما لم يسم فاعله، وجُمَّ وفرس جَمُومٌ إِذا ذهب منه إَحْضارٌ جاءه إِحْضار، وكذلك الأُنثى؛ قال النمر ابن تَولَب:جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَى، تَخالُ بَياضَ غُرَّتِها سِراجَا قوله شائلة الذُّنابى يعني أَنها ترفع ذَنَبها في العَدْو.
واسْتَجَمَّ الفرسُ والبئر أَي جَمَّ.
ويقال: أَجِمَّ نَفْسَك يوماً أو يومين أَي أَرِحْها؛ وفي الصحاح: أَجْمِمْ نَفْسَك.
ويقال: إِني لأَسْتَجِمُّ قلبي بشيء من اللَّهو لأَقْوَى به على الحق.
وفي حديث طلحة: رَمَى إِليَّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بسَفَرْجلة وقال دونكها فإِنها تُجِمُّ الفُؤادَ أَي تُريحه، وقيل: تَجْمَعه وتُكَمِّلُ صَلاحَه ونَشاطَه؛ ومنه حديث عائشة في التَّلْبِينَةِ: فإِنها تُجِمُّ فؤادَ المريض، وحديثُها الآخر: فإِنها مَجَمَّة أَي مَظِنَّة الاستراحة.
وفي حديث الحُدَيْبية: وإِلاَّ فقد جَمُّوا أَي استراحوا وكثروا.
وفي حديث أَبي قتادة: فأَتى الناسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً أَي مُسْتريحين قد رَوُوا من الماء.
وفي حديث ابن عباس: لأَصْبَحْنا غَداً حين نَدْخُل على القوم وبنا جَمامةٌ أَي راحة وشِبَعٌ ورِيٌّ.
وفي حديث عائشة: بَلَغها أَن الأَحْنف قال شعراً يلومها فيه فقالت: سبحانَ الله لقد اسْتَفْرَغَ حِلْمَ الأَحْنف هِجاؤُه إِياي، أَليَ كان يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهه؟ أَرادت أَنه كان حليماً عن الناس فلما صار إِليها سَفِه، فكأَنه كان يُجِمُّ سَفَهه لها أَي يُريحُه ويَجْمعه.
ومنه حديث معاوية: من أَحَبَّ أَن يَسْتَجِمَّ له الناسُ قِياماً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النار أَي يَجْتَمِعون له في القيام عنده ويَحْبِسون أَنفسَهم عليه، ويروى بالخاء المعجمة، وسنذكره.
والمَجَمُّ: الصَّدْر لأَنه مُجْتَمَع لما وعاه من علم وغيره؛ قال تميم بن مُقْبِلٍ: رَحْبُ المَجَمِّ إِذا ما الأَمر بَيَّته، كالسَّيْفِ ليس به فَلٌّ ولا طَبَعُ ابن الأَعرابي: فلان واسعُ المَجَمِّ إِذا كان واسعَ الصدر رَحْبَ الذراع؛ وأَنشد: رُبَّ ابن عَمٍّ، ليس بابن عَمِّ، بادي الضَّغِين ضَيِّقِ المَجَمِّ ويقال: إِنه لَضَيِّقُ المَجَمِّ إِذا كان ضَيِّقَ الصدر بالأُمور؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وما كُنْتُ أَخْشى أَنَّ في الحَدِّ رِيبةً، وإِنْ كانَ مَرْدُودُ السَّلام يَضِيرُ وقَفْنا فقلناها السَّلامُ عليكمُ، فأَنْكَرها ضَيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ أَي ضَيِّقُ الصَّدْر.
ورجُل رَحْبُ الجَمَمِ: واسع الصدر.
وأَجَمَّ العِنَبَ: قَطَعَ كلَّ ما فوق الأَرض من أَغصانه؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والجَمامُ والجِمامُ والجُمامُ والجَمَمُ: الكَيْلُ إِلى رأْس المكيال، وقيل: جُمامه طَِفافُُه وإِناء جَمَّامٌ: بلغ الكيلُ جُمامَه، ويقال: أَجْمَمْتُ الإِناء (* قوله «ويقال اجممت الاناء» وكذلك جمّمته وجممته مثقلاً ومخففاً كما في القاموس).
وقال أَبو زيد: في الإِناء جَمامُه وجَمُّه. أَبو العباس في الفصيح: عنده جِمام القَدَح وجُمام المَكُّوكِ، بالرفع، دَقيقاً.
وجَمَمْتُ المكيالَ جَمّاً. الجوهري: جِمامُ المَكُّوك وجُمامُه وجَمامُه وجَمَمُه، بالتحريك، وهو ما علا رأْسَه فوق طَِفافه.
وجَمَمْتُ المكيالَ وأَجْمَمْتُه، فهو جَمّان إِذا بلغ الكيلُ جُمامَه.
وقال الفراء: عندي جِمامُ القَدَحِ ماءً، بالكسر، أَي مِلْؤُه.
وجُمامُ المَكُّوم دَقيقاً، بالضم؛ وجَمامُ الفرس، بالفتح لا غير، ولا يقال جُمام بالضم إِلا في الدقيق وأَشباهه، وهو ما علا رأْسَه بعد الامتلاء. يقال: أَعْطِني جُمامَ المَكُّوك إِذا حَطَّ ما يَحْمله رأْسُه فأَعطاه، وجُمْجُمَةٌ جَمَّاءُ، وقد جَمَّ الإِناءَ وأَجَمَّه. التهذيب: يقال أَعْطِه جُمامَ المَكُّوك أَي مَكُّوكاً بغير رأْس، واشْتُقَّ ذلك من الشاة الجَمّاء، هكذا رأَيت في الأَصل، ورأَيت حاشية صوابه: ما حَمَله رأْسُ المَكُّوكِ.
وجَمٌّ: ملك من الملوك الأَوَّلِين.
والجَمِيمُ: النبت الكثير، وقال أَبو حنيفة: هو أَن يَنْهَضَ ويَنْتَشِرَ، وقد جَمَّم وتَجَمَّمَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ وذكر وحشاً: يَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ في النَّدى، وعِذْقَ الخُزامى والنَّصِيَّ المُجَمَّما قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو حنيفة على الخَرْم، لأَنَّ قوله يَقْرِمْ فَعْلُن وحكمه فعولن، وقيل: إِذا ارتفعت البُهْمى عن البارِضِ قليلاً فهو جَميم؛ قال ذو الرمة يصف حماراً: (* قوله «يصف حماراً» المراد الجنس لقوله رعت وآنفتها، وأورد المؤلف كالجوهري هذا البيت كذلك في غير موضع، رواه الجوهري في هذه المادة: رعى وآنفته، قال الصاغاني: الرواية رعت وآنفتها، وقبل البيت: طوال الهوادي والحوادي كأنها * سماحيج قب طار عنها نسالها) رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرَةً، * وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها والجمع من كل ذلك أَجِمَّاءُ.
والجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إِذا بلغت نصف شهر فملأَت الفم.
واسْتَجَمَّتِ الأَرضُ: خرج نبتها.
والجَمِيمُ: النبت الذي طال بعَض الطُّول ولم يَتِمَّ؛ ويقال: في الأَرض جَمِيمٌ حَسنُ النبت قد غَطَّى الأَرضَ ولم يَتِمَّ بَعْدُ. ابن شميل: جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْميماً إِذا وفى جَمِيمُها، وجَمَّمَ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ إِذا صار لهما جُمَّةٌ.
وفي حديث خُزيمة: اجْتاحَت جَمِيمَ اليَبِيس؛ الجَمِيمُ: نبت يطول حتى يصير مثل جُمَّة الشعر.
والجُمَّةُ، بالضم: مُجْتَمَعُ شعر الرأْس وهي أَكثر من الوَفْرَةِ.
وفي الحديث: كان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، جُمَّةٌ جَعْدَةٌ؛ الجُمَّة من شعر الرأْس: ما سَقَط على المَنْكِبَيْن؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، حيث بَنى بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت: وقد وَفتْ لي جُمَيْمَةٌ أَي كَثُرت؛ والجُمَيْمَةُ: تصغير الجُمَّة.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما جُمِّمَ شَعَرُه أَي جُعل جُمَّةً، ويروى بالحاء وهو مذكور في موضعه.
وفي الحديث: لعن الله المُجَمِّماتِ من النساء؛ هنَّ اللواتي يَتَّخِذْن شعورَهن جُمَّةً تشبهاً بالرجال. ابن سيده: الجُمَّةُ الشعر، وقيل: الجمة من الشعر أَكثر من اللِّمَّةِ، وقال ابن دريد: هو الشعر الكثير، والجمع جُمَمٌ وجِمامٌ.
وغلام مُجَمَّمٌ: ذو جُمَّة. قال سيبويه: رجل جُمَّانيّ، بالنون، عظيم الجُمَّة طويلها، وهو من نادر النسب، قال: فإِن سميت بِجُمَّةٍ ثم أَضفت إِليها لم تقل إِلاَّ جُمِّيٌّ.
والجُمَّةُ: القوم يسأَلون في الحَمالة والدِّياتِ؛ قال: لَقَدْ كانَ في لَيْلى عَطاءٌ لجُمَّةٍ، أَناخَتْ بكم تَبْغي الفضائلَ والرِّفْدا ابن الأَعرابي: هم الجُمَّةُ والبُرْكَةُ؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيُّ: وجُمَّةٍ تَسْأَلني أَعْطَيْتُ، وسائِلٍ عن خَبَرٍ لَوَيْتُ، فقُلْتُ: لا أَدْري، وقد دَرَيْتُ ويقال: جاءَ فلان في جُمَّةٍ عظيمةٍ وجَمَّةٍ عظيمةٍ أَي في جماعة يسأَلون الدِّيَة، وقيل: في جَمَّةٍ غليظة أَي في جماعة يسأَلون في حَمالةٍ.
وفي حديث أُم زَرْعٍ: مالُ أَبي زَرْعٍ على الجُمَمِ محبوسٌ؛ الجُمَمُ: جمع جُمَّةٍ وهم القوم يسأَلون في الدَّيَةِ. يقال: أَجَمَّ يُجِمُّ إِذا أَعْطى الجُمَّةَ.
والجَمَمُ: مصدرُ؛ الشاة الأَجَمِّ: هو الذي لا قرن له.
وفي حديث ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْنَيَ المَدائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً، يعني التي لا شُرَفَ لها، وجُمٌّ: جمع أَجَمَّ، شبَّه الشُّرَفَ بالقُرون.
وشاة جَمَّاءُ إِذا لم تكن ذات قَرْت بَيِّنَةُ الجَمَمِ.
وكبش أَجَمُّ: لا قَرْنَيْ له، وقد جَمَّ جَمَماً، ومثله في البَقر الجَلَحُ.
وفي الحديث: إِنَّ الله تعالى لَيَدِيَنَّ الجَمَّاءَ من ذات القَرْنِ، والجَمَّاء: التي لا قَرنَيْ لها، ويَدِيَنَّ أَي يَجْزي.
وفي حديث عمر ابن عبد العزيز: أَما أَبو بكر بنُ حَزْم فلو كَتَبْتُ إِليه اذْبَحْ لأَهل المدينة شاةً لراجعني فيها: أَقَرْناء أَم جَمَّاء؟ وبُنْيانٌ أَجَمُّ: لا شُرَف له.
والأَجَمُّ: القَصْر الذي لا شُرَفَ له.
وامرأَة جَمَّاء المَرافِقِ.
ورجل أَجَمُّ: لا رمح معه في الحرب؛ قال أَوس: وَيْلُمِّهِمْ مَعْشَراً جُمّاً بُيُوتُهُمُ من الرِّماح، وفي المَعْروفِ تَنْكِيرُ وقال الأَعشى: متى تَدْعُهُم لِقِراع الكُما ةِ، تأْتِك خَيْلٌ لهم غيرُ جُمّ وقال عنترة: أَلمْ تَعْلَمْ، لَحاكَ الله أَني أَجَمُّ إِذا لَقِيتُ ذَوِي الرِّماح والجَمَمُ: أَن تُسَكِّنَ اللامَ من مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِيلُنْ، ثم تُسْقِطَ الياء فيبقى مَفاعِلُنْ، ثم تَخْرِمَه فيبقى فاعِلُنْ؛ وبيته: أَنْتَ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ المَطايا، وأَكْرَمُهُمْ أَخاً وأَباً وأُمّا والأَجَمُّ: قُبُلُ المرأَة؛ قال: جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها، (* قوله «جارية أعظمها إلخ» سقط بعد الشطر الأول: قد سمنتها بالسوق أمها وبعد الثاني: تبيت وسنى والنكاح همها هكذا نص التكملة). بائِنةُ الرِّجْلِ فما تَضُمُّها، فهي تَمَنَّى عَزَباً يَشُمُّها ابن بري: الأَجَمُّ زَرَدانُ القَرَنْبَى أَي فرجُها.
وجَمَّ العظمُ، فهو أَجَمُّ: كثر لحمه.
ومَرَةٌ جَمَّاءُ العِظام: كثيرة اللحم عليها؛ قال:يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرافِقِ مِكْسالِ التهذيب: جُمَّ إِذا مُلِئَ، وجَمَّ إِذا عَلا. قال: والجِمُّ الشيطانُ.
والجِمُّ: الغَوْغاء والسِّفَل.
والجَمَّاء الغَفِيرُ: جماعة الناس.
وجاؤوا جَمّاً غَفِيراً، وجَمَّاء الغَفِير، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ أَي بجماعتهم؛ قال سيبويه: الجَمَّاءُ الغَفِيرُ من الأَسماء التي وضعت موضع الحال ودخلتها الأِلف واللام كما دخلت في العِراكِ من قولهم: أَرْسَلَها العِراكَ، وقيل: جاؤوا بجَمَّاء الغفير أَيضاً.
وقال ابن الأَعرابي: الجَمَّاءُ الغفِيرُ الجماعة، وقال: الجَمَّاءُ بَيْضَةُ الرأْس، سميت بذلك لأَنها جَمَّاء أَي مَلْساءُ، ووصفت بالغفير لأَنها تَغْفِر أَي تُغَطِّي الرأْسَ؛ قال: ولا أَعرف الجَمَّاءَ في بَيضة السلاح عن غيره.
وفي حديث أَبي ذرّ: قلت يا رسول الله، كم الرُّسُلُ؟ قال: ثلثمائة وخمسة عشر، وفي رواية: وثلاثة عشر جَمَّ الغَفِير؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت الرواية، قالوا: والصواب جَمّاً غَفِيراً؛ يقال: جاء القوم جَمّاً غَفِيراً، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَمَّاءَ غفيراً أَي مجتمعين كثيرين؛ قال: والذي أُنْكِرَ من الرواية صحيح، فإِنه يقال جاؤوا الجَمَّ الغفيَر ثم حذف الأَلف واللام وأَضاف من باب صلاة الأُولى ومسجد الجامع، قال: وأَصل الكلمة من الجُمُومِ والجَمَّةِ، وهو الاجتماع والكثرة، والغَفِيرُ من الغَفْر وهو التغطية والسَّتْر، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة، ولم تقل العرب الجَمَّاء إِلاَّ موصوفاً، وهو منصوب على المصدر كطُرّاً وقاطبةً فإنها أَسماء وضعت موضع المصدر.
وأَجَمَّ الأَمرُ والفِراقُ: دنا وحضر، لغة في أَحَمَّ؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وقوعُه فقد أَجَمَّ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّ، بالحاء؛ قال: حَيِّيَا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إِن يَكُنْ ذاكما الفِراقُ أَجَمَّا وقال عَدِيّ بن العذير: فإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلِكٌ مَنْ أَطاعَها، تنافسُ دُنْيا قد أَجَمَّ انْصِرامُها ومثله لساعِدَةَ: ولا يُغْني امْرَأً وَلَدٌ أَجمَّتْ مَنِيَّتُه، ولا مالٌ أَثِيلُ ومثله لزُهَيرٍ: وكنتُ إِذا ما جِئتُ يوماً لحاجةٍ، مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ لا تَخْلُو يقال: أَجَمَّتِ الحاجةُ إِذا دنت وحانت تُجِمُّ إِجْماماً.
وجَمَّ قُدُوم فُلانٍ جُمُوماً أَي دنا وحان.
والجُمُّ: ضرب من صَدَف البحر؛ قال ابن دريد: لا أَعلم حقيقتها.
والجُمَّى، مَقْصور: الباقِلَّى؛ حكاه أَبو حنيفة.
والجَمَّاء، بالفتح والمدّ والتشديد: موضع على ثلاثة أميال من المدينة تكرَّر ذكره في الحديث.
والجَمْجَمةُ: أَن لا يُبَيِّنَ كلامَه من غير عِيٍّ، وفي التهذيب: أَن لا تُبين كلامك من عِيٍّ؛ وأَنشد الليث: لعَمْرِي لقد طالَ ما جَمْجَمُوا، فما أَخَّروه وما قَدَّموا وقيل: هو الكلام الذي لا يُبَيَّنُ من غير أَن يقيد بِعِيٍّ ولا غيره، والتَّجَمْجُمُ مثله.
وجَمْجَمَ في صدره شيئاً: أَخفاه ولم يُبْدِه؛ وقال أَبو الهيثم في قوله: إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ (* قوله «إلى مطمئن إلخ» صدره كما في معلقة زهير: ومن يوف لم يذمم ومن يهد قلبه). يقول: من أَفضى قلبُه إِلى الإِحسان المطمئن الذي لا شبهة فيه لم يَتَجَمْجَمْ لم يشتبه عليه أَمره فيتردّد فيه، والبِرُّ: ضدّ الفُجور.
وجَمْجَمَ الرجل وتَجَمْجَمَ إِذا لم يُبَيِّنْ كلامَه.
والجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرأْس المشتملُ على الدماغ. ابن سيده: والجُمْجُمة القِحْفُ، وقيل: العظْم الذي فيه الدماغ، وجمعه جُمْجُمٌ. ابن الأَعرابي: عظام الرأْس كلها جُمْجُمة وأَعلاها الهامةُ، وقال ابن شميل: الهامة هي الجُمْجُمة جمعاً، وقيل: القِحْفُ القِطْعة من الجُمْجُمة، وشحمة الأُذن خَرْقُ القُرْط أَسْفلَ الأُذن أَجمعَ، وهو ما لانَ من سُفْله. ابن بري: والجُمْجُمة رؤساء القوم.
وجَماجِمُ القوم: ساداتهم، وقيل: جَماجِمُهم القبائلُ التي تَجْمَع البطونَ ويُنسب إِليها دونهم نحو كلْب بن وَبْرة، إِذا قلت كَلْبِيٌّ استغنيت أَن تَنْسُب إِلى شيء من بطونه، سُمُّوا بذلك تشبيهاً بذلك.
وفي التهذيب: وجَماجم العرب رؤساؤهم، وكلُّ بَني أَبٍ لهم عِزٌّ وشَرَف فهم جُمْجُمة.
والجُمْجُمة: أَربعُ قَبائل، بين كل قبيلتين شأْنٌ. ابن بري: والجُمْجُمة ستون من الإِبل؛ عن ابن فارس.
والجُمْجُمة: ضرب من المكاييل.
وفي حديث عمرو بن أَخْطَبَ أَو عمر بن الخطاب: اسْتَسْقَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فأَتَيْتُه بجُمْجُمة فيها ماء وفيها شَعْرة فرفعتها وناولته، فنظر إِليَّ وقال: اللهم جَمِّلْه؛ قال القُتَيْبيُّ: الجُمْجُمَة قَدَح من خَشَب، والجمع الجَماجِمُ.
ودَيْرُ الجَماجِمِ: موضع؛ قال أَبو عبيدة: سمي دَيْر الجَماجم منه لأَنه يعمل فيها الأَقداح من خشب؛ قال أَبو منصور: تُسَوَّى من الزُّجاج فيقال قِحْفٌ وجُمْجمة؛ وبَديْرِ الجَماجم كانت وَقْعَةُ ابن الأَشعث مع الحَجاج بالعراق، وقيل: سمي دَيْرَ الجَماجم لأَنه بُني من جَماجم القَتْلى لكثرة من قتل به.
وفي حديث طلحة بن مُصَرِّف: رأَى رجلاً يضحك فقال: إِن هذا لم يشهد الجَماجِمَ؛ يريد وقعة دَير الجَماجم أَي أَنه لو رأَى كثرة من قتل به من قُرَّاء المسلمين وساداتهم لم يضحك، ويقال للسادات جَماجم.
وفي حديث عمر: إِيتِ الكوفة فإِن بها جُمْجُمةَ العرب أَي ساداتها لأَن الجُمْجُمة الرأْس وهو أَشرف الأعَضاء.
والجَماجم: موضع بين الدَّهْناء ومُتالِع في ديار تميم.
ويوم الجَماجمِ: يوم من وقائع العرب في الإسلام معروف.
وفي حديث يحيى ابن محمد: أَنه لم يَزَلْ يرى الناسَ يجعلون الجَماجم في الحَرْث، هي الخشبة التي تكون في رأْسها سِكَّةُ الحرث.
والجُمْجُمَة: البئر تُحْفَر في السَّبَخَة.
والجَمْجَمَة: الإِهْلاك؛ عن كراع.
وجَمْجَمه أَهلكه؛ قال رؤبة: كم من عِدىً جَمْجَمَهم وجَحْجَبا

برد (لسان العرب) [0]


البَرْدُ: ضدُّ الحرّ.
والبُرودة: نقيض الحرارة؛ بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه: جعله بارداً. قال ابن سيده: فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر: عافَتِ الماءَ في الشتاء، فقلنا: بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فغالط، إِنما هو: بَلْ رِدِيه، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله. الجوهري: بَرُدَ الشيءُ، بالضم، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب، وكانت المنية قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه؛ . . . أكمل المادة فقال: وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب، فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً، وتُبْكِي بَواكيا والبَرود، بفتح الباء: البارد؛ قال الشاعر: فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه: خلطه بالثلج وغيره، وقد جاء في الشعر.
وأَبْرَدَه: جاء به بارداً.
وأَبْرَدَ له: سقاهُ بارداً.
وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه.
ويقال: اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي.
ويقال: سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً.
وسقيته شربةً بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا، بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها.
وفي الحديث: إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الرواية فمعناه أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي تسكنه وتجعله بارداً، والمشهور في غيره يردّ، بالياء، من الرد أَي يعكسه.
وفي حديث عمر: أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر.
ويُقال: جدّ في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر.
وفي الحديث: لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي قال له: من أَنت؟ قال: أَنا بريدة، قال لأَبي بكر: بَرَدَ أَمرنا وصلح (* قوله «برد أمرنا وصلح» كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم، وهو المناسب للأسلمي فانه، صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ الفأل من اللفظ). أَي سهل.
وفي حديث أُم زرع: بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه الذكر والأُنثى.
والبَرَّادة: إِناء يُبْرِد الماء، بني على أَبْرَد؛ قال الليث: البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء، قال الأَزهري: ولا أَدري هي من كلام العرب أَم كلام المولدين.
وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر: بَرْدُهما.
والإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ في الجوف.
والبَرَدَةُ: التخمة؛ وفي حديث ابن مسعود: كل داء أَصله البَرَدة وكله من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحريك: التخمة وثقل الطعام على المعدة؛ وقيل: سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ ولا تُنْضِجُه.
وفي الحديث: إِن البطيخ يقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة والراء: علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة.
ورجل به إِبْرِدَةٌ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء.
وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال الراجز. لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ، فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ، مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ: صَبَّه على رأَسه بارداً؛ قال: إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي، أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ، فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ؟ وتَبَرَّدَ فيه: استنقع.
والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به.
والبَرُودُ من الشراب: ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد: ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ والإِنسان يتبرّد بالماء: يغتسل به.
وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء.
والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما؛ قال الشماخ بن ضرار: إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ سيأْتي في ترجمة جزأَ (* وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري.) ؛ وقول أَبي صخر الهذلي: فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى، ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما الغداة والعشيّ؛ وقيل: البردان العصران وكذلك الأَبردان، وقيل: هما الغداة والعشي؛ وقيل: ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ.
وفي الحديث: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم؛ قال ابن الأَثير: الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ؛ وقيل: معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، وهو أَوّله.
وأَبرد القومُ: دخلوا في آخر النهار.
وقولهم: أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ.
ويقال: جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ الحر.
وقال محمد بن كعب: الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس، قال: والركب في السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر: في مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد قال الأَزهري: لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من كلام العرب، وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون، فإِذا زالت الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم: أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث: يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت القُرِّ آخر القيظ.
وفي الحديث: من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة؛ البردانِ والأَبْرَدانِ: الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبير: كان يسير بنا الأَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك: وسِرْ بها البَرْدَيْن.وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا: أَصابنا برده.
وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه: هنيئته؛ قال نصيب: فيا لَكَ ذا وُدٍّ، ويا لَكِ ليلةً، بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه وأَما قوله: لا بارد ولا كريم؛ فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه قال: وعيش بارد هنيء طيب؛ قال: قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها شبابٌ، ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ أَي طاب لها عيشها. قال: ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها ونعيمها. قال ابن شميل: إِذا قال: وابَرْدَهُ (* قوله «قال ابن شميل إِذا قال وابرده إلخ» كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال: ويقول وابرده على الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ.) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً، وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد.
ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول: إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى.
ويقول الرجل من العرب: إِنها لباردة اليوم فيقول له الآخر: ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى. ابن الأَعرابي: الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها.
والباردة: الغنيمة الحاصلة بغير تعب؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا مشقة.
وكل محبوب عندهم: بارد؛ وقيل: معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر: وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لنا عملُنا. ابن الأَعرابي: يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ.والمبرود: خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ يقال: بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته، واسم ذلك الخبز المبلول: البَرُودُ والمبرود.
والبَرَدُ: سحاب كالجَمَد، سمي بذلك لشدة برده.
وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ: ذو قُرٍّ وبردٍ؛ قال: يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ، أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ وقال: كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة، وسحابة بَرِدَةٌ على النسب: ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء. الأَزهري: أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد.
والبَرَدُ: حبُّ الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض.
وبُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ، وأَرض مبرودة كذلك.
وقال أَبو حنيفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها. الأَزهري: وأَما قوله عز وجل: وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به؛ ففيه قولان: أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع: وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذو برودة.
والبَرْد. النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛ وفي التنزيل العزيز: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي: فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ، وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا قال ثعلب: البرد هنا الريق، وقيل: النقاخ الماء العذب، والبرد النوم. الأَزهري في قوله تعالى: لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال: وقال بعضهم لا يذوقون فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم: بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْ تُ على مُصطلاه أَيَّ برود قال أَبو الهيثم: بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه.
وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت.
ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه.
وناجذاه: السنَّان اللتان تليان النابين.
وقولهم: ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات.
وأَما قولهم: لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛ وأَنشد:اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه قال: وأَصله من النوم والقرار.
ويقال: بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا قال: سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي.
وسَمُوم بارد أَي ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة: اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه، مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً: مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح؛ وفي حديث عمر: فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات.
وبَرَدَ السيفُ: نَبا.
وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضعف وفتر عن هزال أَو مرض.
وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي: الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي، الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال: به بُرادٌ.
وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه.
والبَرْد: تبرِيد العين.
والبَرود: كُحل يُبَرِّد العين: والبَرُود: كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ وهو الكحل.
وبَرَدَ عينَه، مخففاً، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الكحل البَرُودُ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ؛ وفي حديث الأَسود: أَنه كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح: كحل فيه أَشياء باردة.
وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ: بَرُود.
وبَرَدَ عليه حقٌّ: وجب ولزم.
وبرد لي عليه كذا وكذا أَي ثبت.
ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان، وكذلك ما ذَابَ لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب.
ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال: اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه، مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر: أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه، وكان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب.
وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك.
وفي حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها: لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي. يقال: لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، وفي الحديث: لا تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه.
والبَرِيدُ: فرسخان، وقيل: ما بين كل منزلين بَرِيد.
والبَريدُ: الرسل على دوابِّ البريد، والجمع بُرُد.
وبَرَدَ بَرِيداً: أَرسله.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِيد: الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز: رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا وقال بعض العرب: الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به.
وسِكَكُ البرِيد: كل سكة منها اثنا عشر ميلاً.
وفي الحديث: لا تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، وهي ستة عشر فرسخاً، والفرسخ ثلاثة أَميال، والميل أَربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة برد، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة؛ وقيل لدابة البريد: بَريدٌ، لسيره في البريد؛ قال الشاعر: إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني، عليها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا وقال ابن الأَعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد.
وفي الحديث: لا أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين عليّ؛ قال الزمخشري: البُرْدُ، ساكناً، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد. قال: والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد، وأَصلها «بريده دم» أَي محذوف الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكتين بريداً، والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبُعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أَربعة. الجوهري: البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد؛ وقال امرؤ القيس: على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، من خيلِ بَرْبَرَا وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي: فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي، وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سيرها في البرِيد.
وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير، فهو مُبْرِدٌ.
والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام الأَسد.
والبُرْدُ من الثيابِ، قال ابن سيده: البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ.
والبُرْدَة: كساء يلتحف به، وقيل: إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب، فهي بُرْدَة؛ وفي حديث ابن عمر: أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصيرة؛ قال شمر: رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف قد اتَّزَر به فقلت: ما تسميه؟ قال: بُرْدة؛ قال الأَزهري: وجمعها بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب والوَشْي، قال: وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب؛ وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري: وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني، من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد.
وشريت أَي بعت.
وقولهم: هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في بُرَدة، والجمع بُرَد على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب: فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها، كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن المفرّغ: مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا، طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يكون جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ.
وثوب بَرُودٌ: ليس فيه زِئبِرٌ.
وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا لَيِّناً من الثياب.
وثوب أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض، يمانية.
وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب: جناحاه؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ، إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال الكميت يهجو بارقاً: تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عوف: كنية الجراد.
وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة.
وقال أَبو عبيد: هي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً.
وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وقال أَبو عبيد: هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كان لك معلوماً.
وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه: سحله.
والبُرادة: السُّحالة؛ وفي الصحاح: والبُرادة ما سقط منه.
والمِبْرَدُ: ما بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارسية.
والبَرْدُ: النحت؛ يقال: بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها.
والبُرْدِيُّ، بالضم: من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ؛ عن أَبي حنيفة.
وقيل: البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف؛ وفي الحديث: أَنه أَمر أَن يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة، وهو بالضم، نوع من جيد التمر.
والبَرْدِيُّ، بالفتح: نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ؛ قال الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريـ ـفِ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا وفي المحكم: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريـ ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا وقال في المحكم: السرير ساقُ البَرْدي، وقيل: قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ عجز هذا البيت: إِذا خالط الماء منها السُّرورا وفسره فقال: الغِيل، بكسر الغين، الغيضة، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر.
والغريف: نبت معروف. قال: والسرور جمع سُرّ، وهو باطن البَرْدِيَّةِ.
والأَبارِدُ: النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ.
وبَرَدَى: نهر بدمشق؛ قال حسان: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي ماء بَرَدَى والبَرَدانِ، بالتحريك: موضع؛ قال ابن مَيَّادة: ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا: موضع أَيضاً، وقيل: نهر، وقيل: هو نهر دمشق والأَعرف أَنه بَرَدَى كما تقدم.
والأُبَيْرِد: لقب شاعر من بني يربوع؛ الجوهري: وقول الشاعر: بالمرهفات البوارد قال: يعني السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت: وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما صورته: قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها زوجته؛ قال وصوابه: وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قال: وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره في الصحاح فقلده في ذلك، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو. قال محمد بن المكرّم: القاضي شمس الدين بن خلكان، رحمه الله، من الأَدب حيث هو، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد، وخطأَه في اتباعه الجوهري، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات، والأَبيات مشهورة والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء، وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها: ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ؟ بلغت الرشيد فقال: لمن هذه؟ فقيل: لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم، فقال الرشيد: ما منعه أَن يكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير سراويل، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة، ويقام له وظيفة، فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله، وإِذا كان وقت النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله، وأُخْبِرَ الرشِيدُ بأَمره فطرده، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته وقالت: هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى ضياعاً وأَنت. كما ترى؛ فقال: تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ، زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا، مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ من العَيْش، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ؟ وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟ دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً، ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ

بيض (لسان العرب) [0]


البياض: ضد السواد، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله غيره. البَيَاضُ: لون الأَبْيَض، وقد قالوا بياض وبَياضة كما قالوا مَنْزِل ومَنْزِلة، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً، وجمع الأَبْيَضِ بِيضٌ، وأَصله بُيْضٌ، بضم الباء، وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الياء، وقد أَباضَ وابْيَضَّ؛ فأَما قوله: إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى، فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن؛ قال ابن بري: وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر: لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ أَراد جَدْباً فضاعف الباء. قال ابن سيده: فأَما ما حكى سيبويه من أَن بعضهم . . . أكمل المادة قال: أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً (* قوله «فلولا أنه زاد ضاداً إلخ» هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا.) على الضاد التي هي حرف الإِعراب، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي الزائدة، وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ، فلذلك لحقته بَيانَ الحركة (* قوله: بيان الحركة؛ هكذا في الأصل.). قال أَبو علي: وكان ينبغي أَن لا تُحَرّك فحركتها لذلك ضعيفة في القياس.
وأَباضَ الكَلأُ: ابْيَضَّ ويَبِسَ.
وبايَضَني فلانٌ فبِضْته، من البَياض: كنت أَشدَّ منه بياضاً. الجوهري: وبايَضَه فباضَه يَبِيضُه أَي فاقَه في البياض، ولا تقل يَبُوضه؛ وهذا أَشدُّ بَياضاً من كذا، ولا تقل أَبْيَضُ منه، وأَهل الكوفة يقولونه ويحتجون بقول الراجز: جارِية في دِرْعِها الفَضْفاضِ، أَبْيَضُ من أُخْتِ بني إِباضِ قال المبرد: ليس البيت الشاذ بحجة على الأَصل المجمع عليه؛ وأَما قول الآخر: إِذا الرجالُ شَتَوْا، واشتدَّ أَكْلُهمُ، فأَنْتَ أَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ فيحتمل أَن لا يكون بمعنى أَفْعَل الذي تصحبه مِنْ للمفاضلة، وإِنما هو بمنزلة قولك هو أَحْسَنُهم وجهاً وأَكرمُهم أَباً، تريد حسَنهم وجهاً وكريمهم أَباً، فكأَنه قال: فأَنت مُبْيَضُّهم سِرْبالاً، فلما أَضافه انتصب ما بعده على التمييز.
والبِيضَانُ من الناس: خلافُ السُّودانِ.
وأَبْيَضَت المرأَةُ وأَباضَتْ: ولدت البِيضَ، وكذلك الرجل.
وفي عينِه بَياضةٌ أَي بَياضٌ.
وبَيّضَ الشيءَ جعله أَبْيَضَ.
وقد بَيَّضْت الشيء فابْيَضَّ ابْيِضاضاً وابْياضّ ابْيِيضاضاً.
والبَيّاضُ: الذي يُبَيِّضُ الثيابَ، على النسب لا على الفعل، لأَن حكم ذلك إِنما هو مُبَيِّضٌ.
والأَبْيَضُ: عِرْق السرّة، وقيل: عِرْقٌ في الصلب، وقيل: عرق في الحالب، صفة غالبة، وكل ذلك لمكان البَياضِ.
والأَبْيضانِ: الماءُ والحنطةُ.
والأَبْيضانِ: عِرْقا الوَرِيد.
والأَبْيَضانِ: عرقان في البطن لبياضهما؛ قال ذو الرمة: وأَبْيَض قد كلَّفْته بُعد شُقّة، تَعَقّدَ منها أَبْيَضاه وحالِبُهْ والأَبْيَضان: عِرْقان في حالب البعير؛ قال هميان ابن قحافة: قَرِيبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ، كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ، ومُلْتَقَى فائلِه وأُبُضِهْ (* قوله «عرقا أبيضه» قال الصاغاني: هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب عرقي بالنصب، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين، أفاده شارح القاموس.) والأَبيضان: الشحمُ والشَّباب، وقيل: الخُبْز والماء، وقيل: الماء واللبنُ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين: ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً، وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ، لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ ومنه قولهم: بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن. ابن الأَعرابي: ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه، وكذلك قال أَبو زيد، وقال أَبو عبيد: الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن.
وفي حديث سعد: أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد، وخالفه غيره.
وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ، يعني يومين أَو شهرين، وذلك لبياض الأَيام.
وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ: ما أَحاط به، وقيل: بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب، وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك، سمَّوْها بالعَرَض؛ كأَنهم أَرادوا ذات البياض.
والمُبَيِّضةُ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة.
وكَتِيبةٌ بَيْضاء: عليها بَياضُ الحديد.
والبَيْضاء: الشمسُ لبياضها؛ قال الشاعر: وبَيْضاء لم تَطْبَعْ، ولم تَدْرِ ما الخَنا، تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا والبَيْضاء: القِدْرُ؛ قال ذلك أَبو عمرو. قال: ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء؛ وأَنشد: وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ، يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ فقلتُ لها: يا أُمَّ بَيْضاءَ، فِتْيةٌ يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّلُ قال الكسائي: ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح، قال: وصرماءُ خبر الذي.
والبِيضُ: ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة.
وفي الحديث: كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ، وهي الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من أَولها إِلى آخرها. قال ابن بري: وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام البِيض، والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة الليالي.
وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا حسنة، على المثل.
وكلام أَبْيَضُ: مشروح، على المثل أَيضاً.
ويقال: أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر، ولا يقال أَبْيَض. الفراء: العرب لا تقول حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر، قال: وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى ما سمع عن العرب. يقال: ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ، قال: والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ، قال: وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ، قال: ولُعْبة لهم يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً، قال: ولا يقال ما أَبْيَضَ فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة؛ وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم كقول طرفة: أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكيت: يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء، وللأبْيَض أَبو الجَوْن، واليد البَيْضاء: الحُجّة المُبَرْهنة، وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء.
وأَرض بَيْضاءُ: مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها، وقيل: هي التي لم تُوطَأْ، وكذلك البِيضَةُ.
وبَيَاضُ الأَرض: ما لا عمارة فيه.
وبَياضُ الجلد: ما لا شعر عليه. التهذيب: إِذا قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب؛ ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً. أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا وقال: أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في الـ ـبيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِهْ قال: وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب، وإِذا قالوا: فلان أَبْيَض الوجه وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن. ابن الأَعرابي: والبيضاءُ حبالة الصائد؛ وأَنشد: وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها أَفادَ، وإِلا ماله مال مُقْتِر يقول: إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً.
والبَيْضة: واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً، وبَيْضةُ الحديد معروفة والبَيْضة معروفة، والجمع بَيْض.
وفي التنزيل العزيز: كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون، ويجمع البَيْض على بُيوضٍ؛ قال: على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صارت أَو كانت؛ قال ابن سيده: فأَما قول الشاعر (* قوله «فأما قول الشاعر» عبارة القاموس وشرحه: والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات، قال الصاغاني: ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر قال: أخو بيضات إلخ.): أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب، رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه.
وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً: أَلْقَتْ بَيْضَها.
ودجاجة بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ: كثيرة البَيْضِ، والجمع بُيُضٌ فيمن قال رُسُل مثل حُيُد جمع حَيُود، وهي التي تَحِيد عنك، وبِيضٌ فيمن قال رُسْل، كسَرُوا الباء لِتَسْلم الياء ولا تنقلب، وقد قال بُّوضٌ أَبو منصور. يقال: دجاجة بائض بغير هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض، وباضَت الطائرةُ، فهي بائضٌ.
ورجل بَيّاضٌ: يَبِيع البَيْضَ، وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ، وكذلك الغُراب؛ قال: بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال ابن سيده: وهو عندي على النسب.
والبَيْضة: من السلاح، سميت بذلك لأَنها على شكل بَيْضة النعام.
وابْتاضَ الرجل: لَبِسَ البَيْضةَ.
وفي الحديث: لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه، يعني الخُوذةَ؛ قال ابن قتيبة: الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل: والسارقُ والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما، قال النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه، يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ليس موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق، إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال: قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر، إِنما يقال: لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ.
وفي الحديث: أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشام، والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس، وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة، كما أَن الغالب على أَلوان أَهل الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب؛ ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير قال: وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء، أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه ولا زَرْعَ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع، وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه، وبالجزية الصفراء الذهبَ كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً.
وفي الحديث: لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ؛ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن قبله مرض يُغيِّر لونه، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم.
والبَيْضةُ: عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ.
وبَيْضةُ الخِدْر: الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة.
والبَيْضةُ: بَيْضةُ الخُصْية.
وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ، وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ. قال أَبو منصور: وقيل بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود، يضْرب مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها.
وبَيْضة البلَدِ: تَرِيكة النعامة.
وبَيْضةُ البلد: السَّيِّدُ؛ عن ابن الأَعرابي، وقد يُذَمُّ ببَيْضة البلد؛ وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي: لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ، يا ابن الرِّقاعِ، ولكن لستَ من أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه؛ قال: وسئل ابن الأَعرابي عن ذلك فقال: إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ يَصُونُها، وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ.
وقولهم: هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها؛ وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد، وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد اليشكري وهو: لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ على الحِياضِ، أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به، إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه رَيْبُ المَنُونِ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم فدِيسَت فلا أَذَل منها. قال ابن بري: حِمَار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة، وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري، وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك، وقال المرزوقي: حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به؛ ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان: أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا، وقد كَثُروا، وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَدِ قال أَبو منصور: هذا مدح.
وابن فُرَيْعة: أَبوه (* قوله «وابن فريعة أبوه» كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه: وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه.).
وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم؛ قال أَبو منصور: وليس ما قاله أَبو حاتم بجيد، ومعنى قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم، وابن فُرَيعة الذي كان ذا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه، واسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها، فتبقى تَرِكةً بالفلاة.
وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس: العرب تقول للرجل الكريم: هو بَيْضة البلد يمدحونه، ويقولون للآخر: هو بَيْضة البلد يذُمُّونه، قال: فالممدوحُ يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها فَرْخَها فالممدوح من ههنا، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر. قال أَبو بكر في قولهم فلان بَيْضةُ البلد: هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً، فإِذا مُدِح الرجل فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه، وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه؛ وأَنشد أَبو العباس لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ إِيَّاه:لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله، بَكَيْتُه، ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به، وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً على أَبيكِ، فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ، بَكِّيهِ ولا تَسِمِي بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد بَيْضةُ البلد: عليُّ بن أَبي طالب، سلام اللّه عليه، أَي أَنه فَرْدٌ ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها؛ وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة؛ قالت امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها: لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ، فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام: شَحْمَته.
وبَيْضَةُ الجَنِين: أَصله، وكلاهما على المثل.
وبَيْضَة القوم: وسَطُهم.
وبَيْضة القوم: ساحتهم؛ وقال لَقِيطٌ الإِيادِي: يا قَوْمِ، بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها، إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا يقول: احفظوا عُقْر داركم.
والأَزْلَم الجَذَع: الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً.
ويقال منه: بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم، وبِضْناهم وابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك.
وبَيْضَةُ الدار: وسطها ومعظمها.
وبَيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم.
وبَيْضَةُ القوم: أَصلهم.
والبَيْضَةُ: أَصل القوم ومُجْتَمعُهم. يقال: أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ.
وقوله في الحديث: ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم، قيل: أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ، وإِذا لم يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها، وقيل: أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ؛ ومنه حديث الحديبية: ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك.
وبَيْضَةُ كل شيء حَوْزَتُه.
وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ: استأْصلوهم.
ويقال: ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم.
وقد ابْتِيضَ القوم إِذا اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً. أَبو زيد: يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ في ركبة الدابة بَيْضَة.
والبَيْضُ: وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل النُّفَخ والغُدَد؛ قال الأَصمعي: هو من العيوب الهَيِّنة. يقال: قد باضَتْ يدُ الفرس تَبِيضُ بَيْضاً.
وبَيْضَةُ الصَّيْف: معظمه.
وبَيْضَة الحرّ: شدته.
وبَيْضَة القَيْظ: شدة حَرِّه؛ وقال الشماخ: طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ، بعدما جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد. ابن بزرج: قال بعض العرب يكون على الماء بَيْضَاءُ القَيْظِ، وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل. قال أَبو منصور: والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ. ابن شميل: أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم، وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ.
وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ، إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّنِ قال: أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم، يقول: إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق. قال ابن بري: هذا الشاعر وصف وَادِياً أَصابه المطر فأَعْشَب، والنَّعَامُ ههنا: النعائمُ من النجوم، وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له النَّشْر، وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت، ومعنى باضَ أَمْطَرَ، والدَّوا بمعنى الداء، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت، والمُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّص.
والأَفَن: النَّقْصُ؛ قال: هكذا فسره المُهَلَّبِيّ في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال؛ قال ابن بري: ويحتمل عندي أَن يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء، يقول: يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من رَعْيِ النَّشْرِ.
وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها.
وباضَت الأَرض: اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست، وقيل: باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من النبات، وقد باضَ: اشتدَّ.
وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء: مَلأَه.
ويقال: بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته، وهو من الأَضداد.
والبَيْضاء: اسم جبل.
وفي الحديث في صفة أَهل النار: فَخِذُ الكافر في النار مثْل البَيْضاء؛ قيل: هو اسم جبل.
والأَبْيَضُ: السيف، والجمع البِيضُ.
والمُبَيِّضةُ، بكسر الياء: فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب المُقَنَّع، سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسية.
وفي الحديث: فنظرنا فإِذا برسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وأَصحابه مُبَيِّضين، بتشديد الياء وكسرها، أَي لابسين ثياباً بيضاً. يقال: هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة، بالكسر؛ ومنه حديث توبة كعب بن مالك: فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ، قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون مُبْيَضّاً، بسكون الباء وتشديد الضاد، من البياض أَيضاً.
وبِيضَة، بكسر الباء: اسم بلدة.
وابن بَيْض: رجل، وقيل: ابن بِيضٍ، وقولهم: سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ، قال الأَصمعي: هو رجل كان في الزمن الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع الناسَ مِن سلوكِها؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوي: سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه، فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَعا قال: ومثله قول بَسّامة بن حَزْن: كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به، فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا وحمزة بن بِيضٍ: شاعر معروف، وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فلما فرغ من الحديث قال: يا نَضْرُ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت قالته العرب، فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص: تقولُ لي، والعُيونُ هاجِعةٌ: أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً، فلم أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ؟ قلتُ لها: وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه: هذا ابنُ بِيضٍ بالباب، يَبْتَسِمِ رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي، رحمه اللّه، قال: حمزة بن بِيضٍ، بكسر الباء لا غير. قال: وأَما قولهم سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله: ويروى ابن بِيضٍ، بكسر الباء، قال: وأَبو محمد، رحمه اللّه، حمل الفتح في بائه على فتح الباء في صاحب المثَل فعطَفَه عليه. قال: وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر المطرّز حمزة بن بِيض قال الفراء: البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء.
والبُيَيْضَة: اسم ماء.
والبِيضَتانِ والبَيْضَتان، بالكسر والفتح: موضع على طريق الشام من الكوفة؛ قال الأَخطل: فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً، وليس له، بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ، مُدَّخَرُ ويروى بالبَيْضَتين.
وذُو بِيضانَ: موضع؛ قال مزاحم: كما صاحَ، في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً بأَسفلِ ذِي بِيضانَ، جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بيت جرير: قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له، أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا؟ فقال ابن حبيب: البِيضَة، بالكسر، بالحَزْن لبني يربوع، والبَيْضَة، بالفتح، بالصَّمّان لبني دارم.
وقال أَبو سعيد: يقال لما بين العُذَيْب والعقَبة بَيْضة، قال: وبعد البَيْضة البَسِيطةُ.
وبَيْضاء بني جَذِيمة: في حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة، قال: وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة. ابن الأَعرابي: البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصِلُوا إِلى الماء. قال شمر: وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا نبات فيها، والسَّوْدة: أَرض بها نخيل؛ وقال رؤبة: يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ، والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما قاله ابن الأَعرابي.

قوم (لسان العرب) [0]


القيامُ: نقيض الجلوس، قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة وقامةً، والقَوْمةُ المرة الواحدة. قال ابن الأَعرابي: قال عبد لرجل أَراد أن يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً، وإذا شبِعت أَحببت نَوْماً، أي أَبغضت قياماً من موضعي؛ قال: قد صُمْتُ رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامتي، وقُمْتُ لَيْلي، فتقَبَّل قامَتي أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ وقال بعضهم: إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً، وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة، وأَراد من خوف النار التي أَعددت؛ وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال: قد قمت ليلي، فتقبَّل قَوْمَتي، وصمت يومي، فتقبَّل صَوْمَتي ورجل . . . أكمل المادة قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ.
وقَوْمٌ: قيل هو اسم للجمع، وقيل: جمع. التهذيب: ونساء قُيَّمٌ وقائمات أَعرف.
والقامةُ: جمع قائم؛ عن كراع. قال ابن بري رحمه الله: قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو؛ ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم:قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه: ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه، فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه؛ وكقول النابغة الذبياني: نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا؛ وكقول حسان بن ثابت: علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ، كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ (* قوله «علاما» ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ). معناه علام يعزم على شتمي؛ وكقول الآخر: لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى: وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه؛ أي لما عزم.
وقوله تعالى: إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض؛ أي عزَموا فقالوا، قال: وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح؛ ومنه قوله تعالى: الرجال قوّامون على النساء، وقوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائماً؛ أي ملازماً محافظاً.
ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات. يقال للماشي: قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه: وإذا أَظلم عليهم قاموا؛ قال أهل اللغة والتفسير: قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له؛ ومنه الحديث: المؤمن وَقَّافٌ متَأَنٍّ، وعلى ذلك قول الأَعشى: كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ، لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ، إذْ نادَيْتَهم، وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها: يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه، يَعَضُّ على إبْهامِه، وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر؛ قال: ومنه قول مزاحم: أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ، منَ الحَيِّ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً، ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال: فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية. قال: ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير.
وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح؛ ومنه قولهم: أقام بالمكان هو بمعنى الثبات.
ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً، وإذا جَمد أيضاً؛ قال: وعليه فسر بيت أبي الطيب: وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ، سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً.
وقامَت السُّوق إذا نفَقت، ونامت إذا كسدت.
وسُوق قائِمة: نافِقة.
وسُوق نائِمة: كاسِدة.
وقاوَمْتُه قِواماً: قُمْت معه، صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم.
والقَوْمةُ: ما بين الركعتين من القِيام. قال أَبو الدُّقَيْش: أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ، والمغرب ثلاث قَوْمات، وكذلك قال في الصلاة.
والمقام: موضع القدمين؛ قال: هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ، غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ويروى: بِراحِ.
والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تُقيم فيه.
والمُقامة، بالضم: الإقامة.
والمَقامة، بالفتح: المجلس والجماعة من الناس، قال: وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة، وقد يكون بمعنى موضع القِيام، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح، وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم، لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا.
وقوله تعالى: لا مقَامَ لكم، أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم، بالضم، أي لا إقامة لكم.
وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً؛ أَي موضعاً؛ وقول لبيد: عَفَتِ الدِّيارُ: مَحلُّها فَمُقامُها بِمنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإقامة.
وقوله عزَّ وجل: كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم؛ قيل: المَقامُ الكريم هو المِنْبَر، وقيل: المنزلة الحسَنة.
وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ؛ قال لبيد: قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي، لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه.
وقولهم: ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها، وكأنَّ هذا جعل اسماً، وإن كان فِعْلاً، لكونه من عادتها كما قال: إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ.
وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً؛ الأخيرة عن كراع: لَبِثَ. قال ابن سيده: وعندي أن قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ. التهذيب: أَقَمْتُ إقامةً، فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى: وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ. الجوهري: وأَقامَ بالمكان إقامةً، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً، وأَقامَه من موضعه.
وأقامَ الشيء: أَدامَه، من قوله تعالى: ويُقِيمون الصلاةَ، وقوله تعالى: وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح؛ هذا قول الزجاج.
والاسْتِقامةُ: الاعْتدالُ، يقال: اسْتَقامَ له الأمر.
وقوله تعالى: فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ.
وقامَ الشيءُ واسْتقامَ: اعْتدَل واستوى.
وقوله تعالى: إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه، صلى الله عليه وسلم.
وقال الأَسود بن مالك: ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً، وقال قتادة: استقاموا على طاعة الله؛ قال كعب بن زهير: فَهُمْ صَرفُوكم، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى، بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ قال: القِيَمُ الاسْتِقامةُ.
وفي الحديث: قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ؛ فسر على وجهين: قيل هو الاسْتقامة على الطاعة، وقيل هو ترك الشِّرك. أَبو زيد: أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام، قال: والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه.
واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه.
وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة؛ قال الراجز: وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ: العَدْل؛ قال تعالى: وكان بين ذلك قَواماً؛ وقوله تعالى: إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ؛ قال الزجاج: معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله، وشهادةُ أن لا إله إلا الله، والإيمانُ برُسُله، والعمل بطاعته.
وقَوَّمَه هو؛ واستعمل أبو إسحق ذلك في الشِّعر فقال: استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ.
وقَوّمَََ دَرْأَه: أَزال عِوَجَه؛ عن اللحياني، وكذلك أَقامَه؛ قال: أَقِيمُوا، بَني النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم، وإلا تُقِيموا، صاغِرِينَ، الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا، وأَما قوله: وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا، وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف، والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول. أَبو الهيثم: القامةُ جماعة الناس.
والقامةُ أيضاً: قامةُ الرجل.
وقامةُ الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه: شَطاطُه؛ قال العجاج: أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ، فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد؛ حكان اللحياني عن الكسائي.
ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ: حَسَنُ القامة، وجمعهما قِوامٌ.
وقَوام الرجل: قامته وحُسْنُ طُوله، والقُومِيَّةُ مثله؛ وأنشد ابن بري رجز العجاج: أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ، صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوامُ: حُسْنُ الطُّول. يقال: هو حسن القامةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ. الجوهري: وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر، قال: وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ.
والقُومِيَّةُ: القَوام أَو القامةُ. الأَصمعي: فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بمعنى واحد؛ وأَنشد: فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ ويقال: فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره.
وتقول: هذا الأَمر لا قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له.
والقُومُ: القصدُ؛ قال رؤبة: واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها.
وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض.
وقِوامُ الأمر، بالكسر: نِظامُه وعِماده. أَبو عبيدة: هو قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى: ولا تُؤتوا السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً.
وقال الزجاج: قرئت جعل الله لكم قِياماً وقِيَماً.
ويقال: هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم به؛ قال لبيد: أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها؟ قال: وقد يفتح، ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بها قِياماً، ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا، والمعنى جعلها الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم؛ وقال الفراء: التي جعل الله لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً، وقرأَ نافع المدني قيَماً، قال: والمعنى واحد.
ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح، وهو عند الصيارفة ناقص حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً، والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ.
وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقامها: قَدَّرها.
وفي حديث عبد الله بن عباس: إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به، وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه؛ قال أَبو عبيد: قوله إذا استقمت يعني قوَّمت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته، وهما بمعنى، قال: ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً بثلاثين درهماً، ثم يقول: بعه فما زاد عليها فلك، فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأْخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز؛ قال أَبو عبيد: وهذا عند من يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة، وهي عندنا معلومة جائزة، لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي عليه، قال: وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة، فيقول: أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي، فهذا الذي كره. قال إسحق: قلت لأَحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد، الحديث، قال: لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه باطلاً، قال إسحق: كما قال قلت فما المستقيم؟ قال: الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا، فما ازْدَدْتَ فهو لك، قلت: فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأْس، قال إسحق كما قال.
والقِيمةُ: واحدة القِيَم، وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء.
والقيمة: ثمن الشيء بالتَّقْوِيم. تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم، وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه.
ويقال: كم قامت ناقتُك أي كم بلغت.
وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار، وكم قامَتْ أَمَتُك أي بلغت.
والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي قوَّمته.
وفي الحديث: قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو المُقَوِّم، أي لو سَعَّرْت لنا، وهو من قيمة الشيء، أي حَدَّدْت لنا قيمتها.
ويقال: قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر.
وقامت الدابة: وَقَفَت.
وفي الحديث: حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده، ويقال لذلك الوقوف المشاهد: قام قائم الظهيرة، والقائمُ قائمُ الظهيرة.
ويقال: قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل. ابن سيده: وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ، وهو من القيام.
وعَيْنٌ قائمة: ذهب بصرها وحدَقَتها صحيحة سالمة.
والقائم بالدِّين: المُسْتَمْسِك به الثابت عليه.
وفي الحديث: إنَّ حكيم بن حِزام قال: بايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا أخِرَّ إلا قائماً؛ قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً أي على الحق؛ قال أبو عبيد: معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام والتمسُّك به.
وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه.
وقال تعالى: ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ؛ إنما هو من المُواظبة على الدين والقيام به؛ الفراء: القائم المتمسك بدينه، ثم ذكر هذا الحديث.
وقال الفراء: أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها.
وقوله عز وجل: لا يُؤَدِّه إليك إلا ما دُمت عليه قائماً؛ أي مُواظِباً مُلازِماً، ومنه قيل في الكلام للخليفة: هو القائِمُ بالأمر، وكذلك فلان قائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به. قال ابن بري: والقائِمُ على الشيء الثابت عليه، وعليه قوله تعالى: من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ؛ أي مواظِبة على الدين ثابتة. يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به؛ ومنه الحديث: اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم، فإنْ لم يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم، أي دُوموا لهم في الطاعة واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام. يقال: قامَ واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ؛ قال الخطابي: الخَوارِج ومن يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم على العدل في السِّيرة، وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام، ودليله في حديث آخر: سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ منهم القلوب، قالوا: يا رسول الله، أَفلا تُقاتلهم؟ قال: لا ما أَقاموا الصلاة، وحديثه الآخر: الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها؛ ومنه الحديث: لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي دام وثبت، والحديث الآخر: لو تَرَكَتْه ما زال قائماً، والحديث الآخر: ما زال يُقِيمُ لها أُدْمَها.
وقائِمُ السيف: مَقْبِضُه، وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة.
وقَوائِم الخِوان ونحوها: ما قامت عليه. الجوهري: قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه.
والقائمةُ: واحدة قوائم الدَّوابّ.
وقوائم الدابة: أربَعُها، وقد يستعار ذلك في الإنسان؛ وقول الفرزدق يصف السيوف: إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها، وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ أَراد سُلَّت.
والقوائم: مقَابِض السيوف.
والقُوام: داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه. ابن السكيت: ما فَعل قُوام كان يَعتري هذه الدابة، بالضم، إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث. الكسائي: القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه؛ وقَوَّمت الغنم: أَصابها ذلك فقامت.
وقامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم.
وفلان لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه، وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً قيل: ما قام به. الليث: القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر يوضع عليه عود البَكْرة، والجمع القِيم، وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو قامة؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح، والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر، وروي عن أبي زيد أنه قال: النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة، وهي البَكْرة من النعامة. ابن سيده: والقامةُ البكرة يُستقَى عليها، وقيل: البكرة وما عليها بأَداتِها، وقيل: هي جُملة أَعْوادها؛ قال الشاعر: لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ، وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ، نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ، وقامٌ؛ قال الطِّرِمّاح: ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ وقال الراجز: يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه، يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ، واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وقال ابن بري في قول الشاعر: لَمّا رأَيت أَنها لا قامه قال: قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع وباعةٍ، كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه، قال: ومثله فيما ذهب إليه الأَصمعي: وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ، حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أي رَبِيعة قائمون بأَمري؛ قال: وقال عديّ بن زيد: وإنِّي لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قاماتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث؛ ومما يشهد بصحة قول ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله: نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه والدِّعامة إنما تكون للبكرة، فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة ولا زعزعةَ لها؛ قال ابن بري: وشاهد القامة للبكرة قول الراجز:إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ، تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر: قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى، كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ والمِقْوَم: الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث.
وقوله في الحديث: إنه أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم، يريد قائمتي الرَّحْل اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره.
وقَيِّمُ الأمر: مُقِيمهُ.
وأمرٌ قَيِّمٌ: مُسْتقِيم.
وفي الحديث: أتاني مَلَك فقال: أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن.
وفي الحديث: ذلك الدين القَيِّمُ أي المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق.
وقوله تعالى: فيها كُتب قيِّمة؛ أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان؛ عن الزجاج.
وقوله تعالى: وذلك دِين القَيِّمة؛ أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق، ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة؛ قال الجوهري: إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنيفية.
والقَيِّمُ: السيّد وسائسُ الأَمر.
وقَيِّمُ القَوْم: الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم.
وفي الحديث: ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امرأة.
وقَيِّمُ المرأَةِ: زوجها في بعض اللغات.
وقال أَبو الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب. يروى أَن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما فقالت إحداهما: أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها، ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ: مَنْ قَيِّماهُما؟ قَيِّماهما: بَعْلاهُما، ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ.
وفي الحديث: حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد؛ قَيِّمُ المرأَةِ: زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه.
وقام بأَمر كذا.
وقام الرجلُ على المرأَة: مانَها.
وإنه لَقَوّام علهيا: مائنٌ لها.
وفي التنزيل العزيز: الرجالُ قَوَّامون على النساء؛ وليس يراد ههنا، والله أَعلم، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود، إنما هو من قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، والله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن، وكذلك قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه، لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه، فيصير هذا كقوله: وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا؛ وقال هذا، أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة، فحذف ذلك للدلالة عليه، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً؛ ومنه قول طرفة: إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه، وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ، يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله: فإن مت قبلك، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها، إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده، وهذا واضح.
وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً؛ فإقامةً على العوض، وإقاماً بغير عوض.
وفي التنزيل: وإقامَ الصلاة.
ومن كلام العرب: ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه، فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو، ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة.
وقالوا: قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام. قال ثعلب: قال ابن ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام، وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة. قال ابن سيده: وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب.
والمِلَّة القَيِّمة: المُعتدلة، والأُمّة القَيِّمة كذلك.
وفي التنزيل: وذلك دين القَيّمة؛ أي الأُمَّة القيمة.
وقال أَبو العباس والمبرد: ههنا مضمرٍ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛ وقال الفراء: هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه؛ قال الأَزهري: والقول ما قالا، وقيل: أباء في القَيِّمة للمبالغة، ودين قَيِّمٌ كذلك.
وفي التنزيل العزيز: ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم.
وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً. قال أَبو إسحق: القَيِّمُ هو المُسْتَقيم، والقِيَمُ: مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله: لا يبغون عنها حِوَلاً؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، وقامَ كان في الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فصار قام فاعتل قِيَم، وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل؛ وقال الزجاج: قِيَماً مصدر كالصغر والكبر، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ.
ويقال: رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير: فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى بأَسْيافهم، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ (* قوله «ضربوكم حين جرتم» تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل: صرفوكم حين جزتم، ولعله مروي بهما).
وقال حسان: وأَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِيـ ـكِ، أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قال: إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة.
والله تعالى القَيُّوم والقَيَّامُ. ابن الأَعرابي: القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد.
وقال الزجاج: القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم. قال الله تعالى: وما من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها.
وقال الفراء: صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول، وصورة القَيَّام الفَيْعال، وهما جميعاً مدح، قال: وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ، يقولون الصَّيَّاغ.
وقال الفراء في القَيِّم: هو من الفعل فَعِيل، أَصله قَوِيم، وكذلك سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم، وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها، فلما فعلوا ذلك صارت سَيْد على فَعْل، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف؛ وقال سيبويه: قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها، فصارتا ياء مشدّدة، وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن. قال الفراء: ليس في أَبنية العرب فَيْعِل، والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً، فلما إجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة.
وقال مجاهد: القَيُّوم القائم على كل شيء، وقال قتادة: القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم وأَرزاقهم.
وقال الكلبي: القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له.
وقال أَبو عبيدة: القيوم القائم على الأشياء. الجوهري: وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام، وهو لغة، والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم ومستودعهم.
وفي حديث الدعاء: ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض، وفي رواية: قَيِّم، وفي أُخرى: قَيُّوم، وهي من أبنية المبالغة، ومعناها القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله، وأَصلها من الواو قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ، بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول.
والقَيُّومُ: من أَسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به.
والقِوامُ من العيش (* قوله «والقوام من العيش» ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقوام، بالكسر، ما يقيم الإنسان من القوت، وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب القاموس: القوام كسحاب ما يعايش به، وبالكسر، نظام الأمر وعماده): ما يُقيمك.
وفي حديث المسألة: أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش أَي ما يقوم بحاجته الضرورية.
وقِوامُ العيش: عماده الذي يقوم به.
وقِوامُ الجِسم: تمامه.
وقِوام كل شيء: ما استقام به؛ قال العجاج: رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها هامِد ومنها قائم. الجوهري: وقَوَّمت الشيء، فهو قَويم أي مستقيم، وقولهم ما أَقوَمه شاذ، قال ابن بري: يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة، وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم، كما قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير. قال: ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله.
وفي الحديث: مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره. قال ابن الأَثير: قاوَمَه فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن يقضِيها.وفي الحديث: تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها، قال: فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم.
وفي حديث عمر: في العين القائمة ثُلُث الدية؛ هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها.
وفي حديث أَبي الدرداء: رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه.
وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ كلاماً.
والقَوْمُ: الجماعة من الرجال والنساء جميعاً، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويُقوِّي ذلك قوله تعالى: لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن؛ أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء؛ وكذلك قول زهير: وما أَدرِي، وسوفَ إخالُ أَدري، أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟ وقَوْمُ كل رجل: شِيعته وعشيرته.
وروي عن أَبي العباس: النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء.
وفي الحديث: إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء؛ قال ابن الأَثير: القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به، وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها. الجوهري: القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه، قال: وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤَنث، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: وكذَّبَ به قومك، فذكَّر، وقال تعالى: كذَّبتْ قومُ نوح، فأَنَّث؛ قال: فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير، وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له، وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأُنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت، وتريد الجماعة إذا أَنثت. ابن سيده: وقوله تعالى: كذَّبت قوم نوح المرسلين، إِنما أَنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده، لأَن من كذب رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها، لأَن كل رسول يأْمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل، وحكى ثعلب: أَن العرب تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا، على اللفظ وعلى المعنى.
وقال مرة: المخاطب واحد، والمعنى الجمع، والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم؛ كلاهما على الحذف؛ قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب: فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا فُؤادَكَ، لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ ويروى: الأقايِمُ، وعنى بالقلب العقل؛ وأَنشد ابن بري لخُزَز بن لَوْذان:مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ يٍ، حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ وقوله تعالى: فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين؛ قال الزجاج: قيل عنى بالقوم هنا الأَنبياء، عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في وقت مَبْعثهم؛ وقيل: عنى به من آمن من أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَتباعه، وقيل: يُعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل: قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة، وجاء: إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضاً: يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم. قال ابن بري: ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌمن الملائكة؛ قال أُمية: وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ، مَلائِكُ ذُلُِّلوا، وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقامة: المجلس.
ومَقامات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري: فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ: مَقامة؛ ومنه قول لبيد: ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ الحَصِير: المَلِك ههنا، والجمع مَقامات؛ أَنشد ابن بري لزهير: وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ، وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقاماتُ الناسِ: مَجالِسهم أيضاً.
والمَقامة والمَقام: الموضع الذي تَقُوم فيه.
والمَقامةُ: السّادةُ.
وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك. أَبو زيد في نوادره: قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقامَت بي عيناي.
ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وفي التهذيب: القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم.
وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع، قيل: أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة، وقيل: هو تعريب قِيَمْثَا (* قوله «تعريب قيمثا» كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما.
ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط)، وهو بالسريانية بهذا المعنى. ابن سيده: ويوم القِيامة يوم الجمعة؛ ومنه قول كعب: أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة؟ ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة، ولم يَجِدْه أَبو عبيد، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ، بغير هاء، أَي وَقْت غيرُ محدود.