المصادر:  


مكر (لسان العرب) [50]


الليث: المَكْرُ احتيال في خُفية، قال: وسمعنا أَن الكيد في الحروف حلال، والمكر في كل حلال حرام. قال الله تعالى: ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون. قال أَهل العلم بالتأْويل: المكر من الله تعالى جزاء سُمي باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى: وجزاء سيئة سيئة منها، فالثانية ليست بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام، وكذلك قوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، فالأَول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي باسم الذنب ليُعلم أَنه عِقاب عليه وجزاءٌ به، ويجري مَجْرَى هذا القول قوله تعالى: يخادعون الله وهو خادعهم . . . أكمل المادة والله يستهزئ بهم، مما جاء في كتاب الله عز وجل. ابن سيده: المَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال، مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً ومَكَرَ به.
وفي حديث الدعاء: اللهم امْكُرْ لي ولا تَمْكُرْ بي؛ قال ابن الأَثير: مَكْرُ الله إِيقاعُ بلائه بأَعدائه دون أَوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات فَيُتَوَهَّمُ أَنها مقبولة وهي مردودة، المعنى: أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائي لا بي: وأَصل المَكْر الخِداع.
وفي حديث عليّ في مسجد الكوفة: جانِبُهُ الأَيْسَرُ مَكْرٌ، قيل: كانت السوق إِلى جانبه الأَيسر وفيها يقع المكر والخداع.
ورجل مَكَّارٌ ومَكُورٌ: ماكِرٌ. التهذيب: رجل مَكْوَرَّى نعت للرجل، يقال: هو القصير اللئيم الخلقة.
ويقال في الشتيمة: ابنُ مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول قذف كأَنها توصف بِزَنْيَةٍ؛ قال أَبو منصور: هذا حرف لا أَحفظه لغير الليث فلا أَدري أَعربي هو أَم أَعجمي.
والمَكْوَرَّى: اللئيم؛ عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. قال ابن سيده: ولا أُنكِر أَن يكون من المكر الذي هو الخديعة. المَغْرَةُ.
وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ: مصبوغ بالمَكْرِ، وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ أَي خَضَبَه فاخْتَضَبَ؛ قال القُطامي: بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطالُ مِنهُ، وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكَارَا أَي تَخْتَضِبُ، شبَّه حمرة الدم بالمَغْرَةِ. قال ابن بري: الذي في شعر القُطامي تَنْعسُ الأَبطالُ منه أَي تَتَرَنَّحُ كما يَتَرَنَّحُ الناعِسُ.
ويقال للأَسد: كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَي طُليَ بالمَغْرَةِ. سَقْيُ الأَرض؛ يقال: امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ ثم احرثوها، يريد اسقوها.والمَكْرَةُ السقْية للزرع. يقال: مررت بزرع مَمْكُورٍ أَي مَسْقِيٍّ. أَرضه يَمْكُرُها مَكْراً: سقاها. نَبْتٌ. نبتة غُبَيْراءُ مُلَيْحاءُ إِلى الغُبرة تُنْبِت قَصَداً كأَن فيها حَمْضاً حين تمضغ، تَنْبُتُ في السهل والرمل لها ورق وليس لها زهر، وجمعها مَكْرٌ ومُكُورٌ، وقد يقع المُكُورُ على ضروب من الشجر كالرُّغْل ونحوه؛ قال العجاج: يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ قال: وإِنما سميت بذلك لارتوائها ونُجُوع السَّقْي فيها؛ وأَورد الجوهري هذا البيت: فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ الواحد مَكْرٌ؛ وقال الكميت يصف بكرة : تَعاطَى فِرَاخَ المَكْرِ طَوْراً، وتارَةً تُثِيرُ رُخَامَاها وتَعْلَقُ ضَالَها فراخ المَكْرِ ثمره. ضرْب من النبات، الواحدة مَكْرَة، وأَما مُكور الأَغْصان فهي شجرة على حدة، وضُرُوبُ الشجر تسمى المُكورَ مثل الرُّغْل ونحوه. شجرة، وجمعها مُكور. الساقُ الغليظة الحسناء. ابن سيده: والمَكْرُ حُسن خَدالَةِ الساقين.
وامرأَة مَمْكُورَةٌ: مستديرة الساقين، وقيل: هي المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشديدة البَضْعَةِ، وقيل: المَمْكُورَةُ المطوية الخَلْقِ. يقال: امرأَة مَمْكُورَةُ الساقين أَي خَدْلاء.
وقال غيره: مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِيَةُ الساق خَدْلَةٌ، شبهت بالمَكْر من النبات. ابن الأَعرابي: المَكْرَة الرُّطبَة الفاسدة. التدبير والحيلة في الحرْب. ابن سيده: والمَكْرَةُ الرُّطَبَة التي قد أَرطبت كلها وهي مع ذلك صُلْبَة لم تنهضم؛ عن أَبي حنيفة. أَيضاً: البُسْرَةُ المُرْطِبة ولا حلاوة لها.
ونخلة مِمْكارٌ: يكثر ذلك من بُسرها.

مكر (الصّحّاح في اللغة) [50]


المَكْرُ: الاحتيالُ والخديعةُ.
وقد مَكَرَ به يَمْكُرُ فهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ. أيضاً: المَغْرَةُ.
وقد مَكَرَهُ فامْتَكَرَ، أي خضبه فاختضب. قال الشاعر القطامي:
وتَمْتَكِرُ اللِحَى منه امْتِكارا      بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأبطالُ فيه

والمُكورُ: ضرب من الشجر. الواحد مَكْرٌ. قال الكميت يصف بَقَرة:
تُثيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَـهـا      تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً وتارة

وفراخ المَكْرِ: ثمرُهُ.
والممكورةُ: المَطْوِيَّةُ الخَلْقِ من النساء. يقال: امرأةٌ مَمْكورَةُ الساقين، أي خَذْلاء.

مكر (مقاييس اللغة) [50]



الميم والكاف والراء كلمتانِ متباينتان: إحداهما المَكْر: الاحتيال والخِداع. به يمكُر. المَكْر: خَدَالة السَّاق.
وامرأةٌ ممكورة السَّاقَين.

المَكْرُ (القاموس المحيط) [50]


المَكْرُ: الخَديعَةُ، وهو ماكرٌ ومَكَّارٌ ومَكُورٌ، والمَغْرَةُ.
والمَمْكُورُ: المَصْبوغُ به،
كالمُمْتَكَرِ، وحُسْنُ خَدَالَةِ الساقَيْنِ، والصَّفيرُ، وصَوْتُ نَفْخ الأَسَدِ، وسَقْيُ الأرضِ.
والمَكْوَرَّى: اللَّئِيمُ، أوِ الصَّوابُ ذِكْرُهُ في ك و ر.
ومَكَرَ أرْضَهُ: سَقاها.
والمَكْرَةُ: نَبْتَةٌ غَبْراءُ
ج: مَكْرٌ ومُكورٌ، والرُّطَبَةُ الفاسدَةُ، والساقُ الغَليظَةُ الحَسْناءُ، والبُسْرَةُ المُرْطِبَةُ وهي صُلْبَةٌ.
ونَخْلَةٌ مِمْكارٌ: تُكْثِرُ من ذلك.
والمَمْكورُ: الأَسَدُ المُتَلَطِّخ بِدِماءِ الفَرائِس، كأَنَّهُ صُبغَ بالمَكْرِ. والمَمْكورَةُ: المَطْوِيَّةُ الخَلْقِ من النِّساءِ، والمُسْتَديرَةُ الساقَيْنِ، أو المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشَّديدَةُ البَضْعَةِ.
والماكِرُ: العِيرُ تَحْمِلُ الزَّبيبِ.
وكفَرِحَ: احْمَرَّ.
والتَّمْكيرُ: احْتِكارُ الحُبوبِ في البُيُوتِ.
وامْتَكَرَ: اخْتَضَبَ،
و~ الحَبَّ: حَرَثَهُ.
ومَكْرانُ: د م.

مكر (المعجم الوسيط) [50]


 مكرا احمر 

مكر (المعجم الوسيط) [50]


 احتكر الْحُبُوب فِي الْبيُوت 

ر - ك - م (جمهرة اللغة) [50]


الرَّكْم: مصدر ركمتُ الشيء أركمه رَكْماً، إذا ألقيت بعضه على بعض فهو مركوم ورُكام. وتراكم السحابُ، إذا تكاثف. والركْمَة: الطين المجموع أو التراب. والرَّمَك والرُّمكَة: من ألوان الإبل، وهو أكدر من الورْقَة، جمل أرمَكُ وناقة رَمْكاءُ. قال الراجز: منها الدَّجُوجيُّ ومنها الأرْمَكُ كالليل إلاّ أنّها تحرَّكُ الدَجُوجيّ: الشديد السواد كالليل. أراد أن الخيل هذه ألوانها. وكل لونٍ خالطت غُبرته سواداً كَدِراً فهو أرْمَكُ. قال الراجز: بابُ بنِ في الجِرَّة أردىَ سُهْرَكا والخيلُ تجتابُ العَجاج الأرمَكا قال أبو بكر: باب اسم رجل، وهو صاحب زقاق باب البصرة، وسُهْرَك: صاحب يوم رِيسِهْر، وقال أبو بكر أيضاً: سُهْرَك قائد كان بعث به كِسرى فقاتل العرب بناحية السواحل، وذكروا أن اشتقاق . . . أكمل المادة الرّامك من هذا. ورَمَك بالمكان يرمُك رمُوكاً، إذا أقام به فهو رامِك. فأما الرمَكَة الأنثى من البراذين ففارسيّ معرَّب. ورَمَكان: موضع. والكَمَرَة: طرف قضيب الإنسان خاصةً، ولا يقال لغيره من الحيوان، وقد زعم قوم أنه يقال لكل ذكر من الحيوان. وتكامر الرجلان، إذا تكابرا بأيريهما. قال الراجز: والله لولا شيخُنا عَبّادُ لَكَمَرونا اليومَ أو لكادوا عَبّاد هذا رجل من إياد، وله حديث بعكاظ. ورجل مكمور، إذا قطع الخاتنُ طرف كَمَرَته. والكَرَم: ضدّ اللؤم، كَرُمَ الرجلُ يكرم كَرَماً فهو كريم. ورجل كرّام: في معنى كريم. والمَكارمَ واحدتها مَكْرُمَة، وهو ما استفاده الإنسان من خُلق كريم أو طبع عليه. وجمع كريم كِرام وكُرَماء. والكَرْم: شجر العنب لا يسمى به غيره، والجمع كُروم. والكَرْمَة: قِلادة تتّخذها المرأة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع كروم أيضاً. قال الشاعر: عدوس السُّرَى لا يَألَفُ الكرمَ جِيُدها العَدوس: الشديدة. والمَكْر معروف، مَكَرَ يمكُر مَكْراً فهو ماكر ومَكور ومَكّار والمَكْر: ضرب من النبت، والجمع مُكور. قال الراجز: فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ بين تواري الشمس والذرورِ عَلْقَى ومكور: نبتان. والمَكْر: طين أحمر شبيه بالمُغْرَة، ثوب ممكور، إذا صُبغ بذلك الطّين.

كرر (الصّحّاح في اللغة) [50]


الكَرُّ بالفتح: الحبل يُصْعَدُ به على النخلة.
والكَرُّ أيضاً: واحد الأكْرارِ، وهي التي تُضَمُّ بها الظَلِفَتانِ وتُدْخَلُ فيهما.
والكَرُّ أيضاً: حبلُ الشِراعِ، وجمعه كرورٌ.
وقال الفراء: الكِرارُ: الاحْساءُ، واحدها كَرٌّ وكُرٌّ. قال الشاعر:
      به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّاتُ، والكَرَّتانِ: القَرَّتانِ، وهما الغداةُ والعَشِيِّ، لغةٌ حكاها يعقوب.
والكرَّةُ بالضم: البعْرُ العَفِنُ تُجلى به الدروعُ.
والكُرُّ: واحد أكْرارِ الطعام.
وفرسٌ مِكَرٌّ: يصلح للكَرِّ والحملةِ. بالفتح: موضع الحرب.
وكَرارِ: خَرَزةٌ تؤخِّذ بها نساءُ الأعراب، تقول الساحرة: يا كَرارِ كُرِّيهِ.
والكَرُّ: الرجوعُ. يقال: كَرَّهُ، وكَرَّ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدَّى.
والكَريرُ: صوتٌ كصوت المخنوق. تقول منه: كَرَّ يَكِرُّ بالكسر. قال الشاعر:
ليَقْتُلَني والمرءُ ليس بِقتَّالِ      يَكِرُّ كَريرَ . . . أكمل المادة البَكْرِ شُدَّ خِناقُهُ

والكَريرُ: الحشرجة عند الموت.
وكَرَّرْتُ الشيء تَكْريراً وتَكْراراً.

كَرَّ (القاموس المحيط) [50]


كَرَّ عليه كَرًّا وكُرُوراً وتَكْراراً: عَطَفَ،
و~ عنه: رَجَعَ، فهو كَرَّارٌ ومِكَرٌّ، بكسر الميم.
وكَرَّرَهُ تَكْريراً وتَكْراراً وتَكِرَّةً، كتَحِلَّةٍ،
وكَرْكَرَهُ: أعادَهُ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى.
والمُكَرَّرُ، كمُعَظَّمٍ: الراءُ.
والكَريرُ، كأميرٍ: صَوْتٌ في الصَّدْرِ كصَوْتِ المُنْخَنِقِ، الفِعْلُ كمَلَّ وقَلَّ، وبُحَّةٌ تَعْتَرِي مِنَ الغُبارِ، ونَهْرٌ.
والكُرُّ: قَيْدٌ من ليفٍ أو خُوصٍ، وحَبْلٌ يُصْعَدُ به على النَّخْلِ، أو الحَبْلُ الغليظُ، أو عام، وما ضَمَّ ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَعَ بينهما، والبِئْرُ، ويُضَمُّ مُذَكَّراً، أو الحِسْيُ، أو مَوضِعٌ يُجْمَعُ فيه الماءُ لِيَصْفُوَ
ج: كِرارٌ، ومِنْديلٌ يُصَلَّى عليه
ج: أكْرارٌ وكُرُورٌ، وبالضم: مِكْيالٌ لِلعراقِ، وسِتَّةُ أوقارِ حِمارٍ، أو هو سِتُّونَ قَفِيزاً، أو أربعون إِرْدَبّاً، . . . أكمل المادة والكِساءُ، ونَهْرٌ يَشُقُّ تَفْليسَ،
وع بفارِسَ، وكُورَةٌ بناحيةِ المَوْصِلِ.
والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والحَمْلَةُ،
كالكُرَّى، كبُشْرَى
ج: كَرَّاتٌ، والغَداةُ، والعَشِيُّ، وبالضم: البَعَرُ العَفِنُ تُجْلَى به الدُّرُوعُ.
والمَكَرُّ: المَعْرَكَةُ.
وكَرَارِ، كقَطامِ: خَرَزَةٌ للتَأخِيذِ، تَقولُ الساحِرَةُ: يا كَرارِ كُرِّيه، ويا هَمْرَةُ اهْمِرِيهِ، إِن أقْبَلَ، فَسُرِّيهِ، وإن أدْبَرَ، فَضُرِّيهِ.
والكِرْكِرَةُ، بالكسر: رَحَى زَوْرِ البعيرِ، أو صَدْرُ كلِّ ذِي خُفٍّ، والجماعَةُ من الناس، ووَالدُ عَمْرٍو اللُّغَوِيِّ، وبالفتح: جَشُّ الحَبِّ، والقَرْقَرَةُ في الضَّحِكِ، وتَصْريفُ الرِياحِ السَّحابَ.
أو كَرْكَرَ: ضَحِكَ، وانْهَزَمَ،
و~ بالدَّجاجَةِ: صاحَ بها،
و~ الشيءَ: جَمَعَهُ،
و~ عنه: دَفَعَهُ، وحَبَسَهُ،
و~ الرَّحَى: أدارَها.
وناقَةٌ مِكَرَّةٌ: تُحْلَبُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.
وكَرَّانُ، مُشدَّدَةً: مَحَلَّةٌ بأصْفَهانَ،
ود بِناحِيَةِ تُبَّتَ، وحِصْنٌ بالمَغْرِبِ.
والكَرْكَرُ: وعاءُ قَضيبِ البَعيرِ والتَّيْسِ والثَّوْرِ،
ود قُرْبَ بَيْلَقَانَ، بَنَاهُ أنُوشَرْوانَ،
وة بَيْنَ بَغْدَادَ والقُفْصِ.
والكُرْكُورَةُ، بالضم: وادٍ بَعيدُ القَعْرِ.
وتَكَرْكَرَ: تَرَدَّى في الهَواءِ،
و~ الماءُ: تَرَاجَعَ في مَسِيلِهِ،
و~ في أمْرِهِ: تَرَدَّدَ.

ر - ك - ك (جمهرة اللغة) [50]


ومن معكوسه: كّر يَكُّر كَرّاً، إذا رجع بعد فرار وبعد ذهاب، وهو معنى قول الشاعر - هو امرؤ القيس: مِكَر مِفَر مُقْبِل مدْبِرٍ معاً ... كجلمودِ صخر حطه السيْلُ من عَل أي يصلح للكرّ والفرّ، ولم يرِد أنه يَكُرّ ويَفِر في حالة واحدة. والكَرّ: حبل شديد الفتل. قال الراجز - هو العجّاج: لأياً يُثانِيها عن الجُؤور ... جذْبَ الصَّراريِّين بالكرورِ والصراريّون: ملّاحو البحر، واحدهم صراريّ. وربما سمّي الحبل الذي تُرتقى به النخلةُ كَراً. والكُرّ: غدير كثير الماء. ووادٍ ذو كِرارٍ، إذا كانت فيه مستنقعات ماء. والكُرة: البَعَر يُحَرَّق ويُنثر على المرع لكيلا تَصْدَأ. قال الشاعر - هو النابغة الذبياني: عُلِينَ بكِدْيوْنٍ وأشْعِرْنَ كرَّةً . . . أكمل المادة ... فهن إضاء صافياتُ الغلائل واختلفوا في قوله: صافيات الغلائل، فقال قوم: أراد غلائلها التي تُلبس تحتها لأن الدرع لا صدأ عليها. وقال آخرون: بل الغلائل: المسامير التي تغَلْغِل في الحلق. والكُرّ الذي يكال به: عربي صحيح. فأما الكُرَة التي يُلعب بها فليس هذا موضعها، وستراها في المنقوص إن شاء الله تعالى.

كرر (لسان العرب) [50]


الكَرُّ: الرجوع. يقال: كَرَّه وكَرَّ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.
والكَرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً: عطف.
وكَرَّ عنه: رجع، وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ؛ ورجل كَرَّار ومِكَرّ، وكذلك الفرس.
وكَرَّرَ الشيء وكَرْكَره: أَعاده مرة بعد أُخرى.
والكَرّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّات.
ويقال: كَرَّرْتُ عليه الحديث وكَرْكَرْتُه إِذا ردّدته عليه.
وكَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته.
والكَرُّ: الرجوع على الشيء، ومنه التَّكْرارُ. ابن بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بمعنى التَّكْرارِ وكذلك التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة. الجوهري: كَرَّرْتُ الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً؛ قال أَبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو: ما بين تِفْعالٍ وتَفْعالف فقال: تِفْعالٌ اسم، وتَفْعالٌ، بالفتح، مصدر.
وتَكَرْكَرَ الرجلُ في أَمره أَي ثردّد. من الحروف: الراء، وذلك لأَنك إِذا . . . أكمل المادة وقفت عليه رأَيت طرف اللسان يتغير بما فيه من التكرير، ولذلك احْتُسِبَ في الإِمالة بحرفين.
والكَرَّةُ: البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بعد الفَناء.
وكَرّ المريضُ يَكِرُّ كَرِيراً: جاد بنفسه عند الموت وحَشْرَجَ، فإِذا عَدَّيته قلت كَرَّه يَكُرّه إِذا رَدَّه.
والكَرِير: الحَشْرَجَة، وقيل: الحشرجة عند الموت، وقيل: الكَرِيرُ صوت في الصدر مثل الحَشْرَجَة وليس بها؛ وكذلك هو من الخيل في صدورها، كَرَّ يَكِرُّ، بالكسر، كَرِيراً مثل كرِيرِ المُخْتَنِقِ؛ قال الشاعر (* الشاعر هو امرؤ القيس:) يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه ليَقْتُلَنِي، والمرءُ ليسَ بقَتَّال والكَرِيرُ: صوت مثل صوت المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قال الأَعشى: فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال، إِذا كان دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا والكَرِيرُ: بُحَّة تَعْتَرِي من الغبار.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم فقال لامرأَته: ما عندك؟ قالت: شعير، قال: فكَرْكِري أَي اطْحَنِي.
والكَرْكَرة: صوت يردّده الإِنسان في جوفه.
والكَرُّ: قَيْدٌ من ليف أَو خوص.
والكَرّ، بالفتح: الحبل الذي يصعد به على النخل، وجمعه كُرورٌ؛ وقال أَبو عبيد: لا يسمى بذلك غيره من الحبال؛ قال الأَزهري: وهكذا سماعي من العرب في الكَرّ ويُسَوَّى من حُرِّ اللِّيف؛ قال الراجز: كالكَرِّ لا سَخْتٌ ولا فيه لَوَى وقد جعل العجاج الكَرّ حبلاً تُقاد به السفن في الماء، فقال: جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ، وقيل: الكَرّ الحبل الغليظ. أَبو عبيدة: الكَرّ من الليف ومن قِشْرِ العراجين ومن العَسِيب، وقيل: هو حَبْل السَّفِينة، وقال ثعلب: هو الحبل، فَعَمَّ به.
والكَرُّ: حبلُ شِراعِ السفينة، وجمعه كُرورٌ؛ وأَنشد بيت العجاج: جذب الصراريِّين بالكرور والكِرَارانِ: ما تحت المِيرَكَةِ من الرَّحْل؛ وأَنشد: وَقَفْتُ فيها ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ، تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ والكَرّ: ما ضم ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بينهما، وهو الأَديم الذي تدخل فيه الظَّلِفاتُ من الرحل، والجمع أَكرار؛ البِدادانِ في القَتَبِ بمنزلة الكَرّ في الرحل، غير أَن البِدادَينِ لا يظهران من قُدّام الظَّلِفة. قال أَبو منصور: والصواب في أَكْرارِ الرحل هذا، لا ما قاله في الكِرارَيْن ما تحت الرحل.
والكَرَّتانِ: القَرَّتان، وهما الغداة والعشيّ؛ لغة حكاها يعقوب.
والكَرّ والكُرُّ: من أَسماء الآبار، مذكر؛ وقيل: هو الحِسْيُ، وقيل: هو الموضع يجمع فيه الماء الآجِنُ ليَصْفُوَ، والجمع كِرارٌ؛ قال كُثَيِّر: أُحِبُّك، ما دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ، وما ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ وما دامَ غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّبٌ، به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ قال ابن بري: هذا العجز أَورده الجوهري: بها قُلُبٌ عادية، والصواب: به قُلُبٌ عادية.
والقَلُب: جمع قَلِيب وهو البئر.
والعادِيَّة: القديمة منسوبة إِلى عادٍ.
والوشيجة: عِرْقُ الشجرة.
وأُبْلى وتِعارٌ: جبلان.
والكُرُّ: مكيال لأَهل العراق؛ وفي حديث ابن سيرين: إِذا بلغ الماءُ كُرًّا لم يَحْمِلْ نَجَساً، وفي رواية: إِذا كان الماء قَدْرَ كُرٍّ لم يَحْمِلِ القَذَرَ، والكُرّ: ستة أَوقار حمار، وهو عند أَهل العراق ستون قفيراً.
ويقال للحِسْي: كُرٌّ أَيضاً؛ والكُرُّ: واحدٌ أَكْرارِ الطعام؛ ابن سيده: يكون بالمصري أَربعين إِرْدَبًّا؛ قال أَبو منصور: الكُرّ سِتُّون قَفِيزاً، والقَفِيز ثمانية مَكَاكِيكَ، والمَكُّوكُ صاع ونصف، وهو ثلاثُ كَيْلَجاتٍ؛ قال الأَزهري: والكُرُّ من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاً، كل وَسْقٍ ستون صاعاً.
والكُرُّ أَيضاً: الكساء.
والكُرُّ: نهر.
والكُرّة: البَعَرُ، وقيل: الكُرّةُ سِرْقينٌ وتراب يدق ثم تجلى به الدروع، وفي الصحاح: الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تجلى به الدُّروع؛ وقال النابغة يصف دروعاً: عُلِينَ بكدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً، فَهُنَّ إِضاءٌ صافياتُ الغلائل وفي التهذيب: وأُبْطِنَّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ. الجوهري: وكَرارِ مثلُ قَطام خَرَزة يُؤَخِّذُ بها نِساءُ الأَعراب. ابن سيده: والكَرَارُ خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ عن اللحياني، قال: وقال الكسائي تقول الساحرة يا كَرارِ كُرِّيه، يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن أُدْبَر فَضُرِّيه.
والكَرْكَرةُ: تصريف الريح السحابَ إِذا جمعته بعد تفرُّق؛ وأَنشد: تُكَرْكِرُه الجَنائبُ في السِّدادِ وفي الصحاح: باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب، وأَصله تُكَرِّره، من التَّكْرِير، وكَرْكَرَتْهُ: لم تَدَعْهُ يَمْضِي؛ قال أَبو ذؤيب: تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه مُسَفْسِفَةٌ، فَوْقَ التراب، مَعُوجُ وتكرْكَرَ هو: تَرَدَّى في الهواء .
وتَكَرْكَرَ الماءُ: تَراجَع في مَسِيلِه.
والكُرْكُورُ: وادٍ بَعِيدُ القَعْرِ يَتَكَرْكَرُ فيه الماء.
وكَرْكَرَهُ: حَبَسه.
وكَرْكَرَه عن الشيء: دَفَعَه ورَدَّه وحَبَسه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لما قَدِمَ الشامَ وكان بها الطاعونُ تَكَرْكَرَ عن ذلك أَي رجع، من كَرْكَرْتُه عنِّي إِذا دَفَعْتَه ورَدَدْتَهُ.
وفي حديث كناية: تَكَرْكَرَ الناسُ عنه.
والكَرْكَرَة: ضرب من الضحك، وقيل: هو أَن يَشْتَدَّ الضَّحِكُ.
وفلان يُكَرْكِرُ في صوته: كيُقَهْقِهُ. أَبو عمرو: الكَرْكَرَةُ صوت يردّده الإِنسانُ في جوفه. ابن الأَعرابي: كَرْكَرَ في الضحك كَرْكَرَةً إِذا أَغْرَبَ، وكَرْكَرَ الرَّحى كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها. الفراء: عَكَكْتُه أَعُكُّه وكَرْكَرْتُه مثله. شمر: الكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ والتَّرْدِيدِ.
وكَرْكَرَ بالدَّجاجة: صاح بها.
والكَرْكرَةُ: اللبن الغليظ؛ عن كراع.والكِرْكِرَةُ: رَحَى زَوْرِ البعير والناقةِ، وهي إِحدى الثَّفِنات الخمس، وقيل: هو الصَّدْرُ من كل ذي خفٍّ.
وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إِلى البَعِير يكون بكِرْكِرَته نُكْتَة من جَرَبف هي بالكسر زَوْرُ البعير الذي إِذا برك أَصاب الأَرضَ، وهي ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ، وجمعها كراكِرُ.
وفي حديث عمر: ما أَجْهَلُ عن كَراكِرَ وأَسْنِمة؛ يريد إِحضارها للأَكل فإِنها من أَطايب ما يؤكل من الإِبل؛ وفي حديث ابن الزبير: عَطاؤكُمُ للضَّارِبِينَ رِقابَكُمْ، وتُدْعَى إِذا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ قال ابن الأَثير: هو أَن يكون بالبعير داء فلا يَسْتَوِي إِذا برك فَيُسَلُّ من الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَى؛ يريد: إِنما تَدْعونا إِذا بَلَغَ منكم الجُهْدُ لعلمنا بالحرب، وعند العَطاء والدَّعة غَيْرَنا.
وكَرْكَر الضاحِكُ: شَبَّه بكَرْكَرَة البعير إِذا رَدَّدَ صوته.
والكَرْكَرَةُ في الضحك مثل القَرْقَرة.
وفي حديث جابر: من ضحك حتى يُكَرْكِرَ في الصلاة فلْيُعِدِ الوضوءَ والصلاة؛ الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فوق القَرْقَرة؛ قال ابن الأَثير: ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج.
والكَرْكَرَةُ: من الإِدارَةِ والتَّرْديد، وهو من كَرَّ وكَرْكَرَ. قال: وكَرْكَرَةُ الرَّحى تَرْدادُها.
وأُلِحَّ على أَعرابي بالسؤال فقال: لا تُكَرْكِرُوني؛ أَراد لا تُرَدّدوا عَليَّ السؤال فأَغْلَطَ.
وروى عبد العزيز عن أَبيه عن سهل بن سعد أَنه قال: كنا نَفْرَحُ بيوم الجمعة وكانت عجوز لنا تَبْعَثُ إِلى بُضاعَة فتأْخُذُ من أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه في قِدْرٍ وتُكَرْكِرُ حباتٍ من شعير، فكنا إِذا صَلَّينا انصرفنا إِليها فتُقَدِّمه إِلينا، فَنَفْرَحُ بيوم الجمعة من أَجله؛ قال القَعْنَبي: تُكَرْكِرُ أَي تَطْحَنُ، وسمِّيت كَرْكَرَةً لترديد الرّحى على الطَّحْن؛ قال أَبو ذؤيب: إِذا كَرْكَرَتْه رِياحُ الجَنو بِ، أَلْقَحَ منها عِجافاً حِيالا والكَرْكَرُ: وِعاءُ قضيب البعير والتَّيْسِ والثور والكَراكِرُ: كرادِيسُ الخيل، وأَنشد: نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فينا كَراكِرٌ، وخَيْلٌ جِيادٌ ما تَجِفُّ لُبودُها والكَراكِرُ: الجماعاتُ، واحدتها كِرْكِرَةٌ. الجوهري: الكِرْكِرَة الجماعة من الناس. بالفتح: موضع الحرب.
وفرس مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كان مؤَدَّباً طَيِّعاً خفيفاً، إِذا كُرَّ كَرَّ، وإِذا أَراد راكبه الفِرارَ عليه فَرَّ به. الجوهري: وفرس مِكَرٌّ يصلح للكَرِّ والحملة. ابن الأَعرابي: كَرْكَرَ إِذا انهزم، ورَكْرَكَ إِذا جَبُنَ.
وفي حديث سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو حين اسْتَهداه النبي، صلى الله عليه وسلم، ماءَ زَمْزَم: فاستعانَت امرأَته بأُثَيْلَةَ فقَرَتا مَزَادَتَيْنِ وجعلتاهما في كُرَّيْنِ غُوطِيَّينِ. قال ابن الأَثير: الكُرُّ جنس من الثياب الغلاظ، قال: قاله أَبو موسى.
وأَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ: رجل من علماء اللغة.

الكَرَمُ (القاموس المحيط) [50]


الكَرَمُ، محرَّكةً: ضِدُّ اللُّؤْم، كَرُمَ، بضم الراءِ، كرامةً وكرَماً وكَرَمَةً، محرَّكَتَيْنِ، فهو كريمٌ وكريمَةٌ وكِرْمَةٌ، بالكسر، ومُكْرَمٌ ومُكْرَمَةٌ وكُرامٌ، كغُرابٍ ورُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ
ج: كُرماءُ وكِرامٌ وكَرائِمُ.
وجَمْعُ الكُرَّامِ: الكُرَّامونَ،
ورجلٌ كَرَمٌ، محرَّكةً: كريمٌ، للواحِدِ والجمعِ.
وكَرَماً، أي: أدامَ الله لَكَ كَرَماً.
ويا مَكْرُمانُ: للكرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ.
وكارَمَهُ فكَرَمَهُ، كنَصَرَهُ: غَلَبَهُ فيه.
وأكْرَمَهُ وكَرَّمَهُ: عظَّمَهُ، ونَزَّهَه.
والكريمُ: الصَّفُوحُ.
ورجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ للناسِ.
ولَهُ عَلَيَّ كَرامةٌ، أي: عَزازةٌ.
واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَهُ كرِيماً، أو وجَدَهُ كرِيماً.
وافْعَلْ كذا وكَرامةً لك، بالفتح، وكُرْماً وكُرْمَةً وكُرْمَى وكُرْمَةَ عَيْنٍ وكُرْماناً، بضمِّهِنَّ، ولا تُظْهِرْ له فِعْلاً.
وتَكَرَّمَ عنه،
وتَكارَمَ: تَنَزَّهَ.
والمَكْرُمُ . . . أكمل المادة والمَكْرُمة، بضم رائِهِما،
والأكْرومَةُ، بالضم: فِعْلُ الكَرَمِ.
وأرضٌ مَكْرُمَةٌ وكَرَمٌ، محرَّكةً: كرِيمةٌ طَيِّبَةٌ.
وأرضٌ وأرْضانِ وأرضونَ كَرَمٌ.
والكَرْمُ: العِنَبُ، والقِلادَةُ، وأرضٌ مُنَقَّاةٌ من الحجارةِ، وَنوْعٌ من الصِّياغةِ في المَخانِقِ.
أو بناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كان يُتَّخَذُ في الجاهليَّةِ
ج: كُرومٌ،
وبالتحريكِ: ع.
وكسَكْرَى: ة بتَكْريتَ.
وكَرَّمَ السَّحابُ تَكْريماً، وتُضَمُّ كافُه: كثُرَ ماؤُهُ.
وكَرْمانُ، وقد يُكْسَرُ أو لَحْنٌ: إِقْليمٌ بين فارِسَ وسجِسْتانَ،
ود قُرْبَ غَزْنَةَ .ومَكْرانَ والكَرْمةُ: ع،
وة بِطَبَسَ، ورأسُ الفَخِذِ المُسْتدِيرُ، وبالضم: ناحيةٌ باليمامةِ.
والكَرامةُ: طَبَقُ رأسِ الحُبِّ، وجَدُّ محمدِ بنِ عُثْمانَ شَيْخِ البُخارِيِّ، وابنُ ثابِتٍ: مُخْتَلَفٌ في صُحْبتِه.
والكَريمانِ: الحَجُّ والجِهادُ،
ومنه: "خيرُ الناسِ مُؤْمِنٌ بين كريمَيْنِ"، أو مَعناهُ بين فَرَسَيْنِ يَغْزو عليهما، أو بعيرَيْنِ يَسْتَقِي عليهما.
وأبَوانِ كَريمانِ: مُؤْمِنانِ.
وكَريمَتُكَ: أنْفُكَ، وكُلُّ جارحةٍ شَريفةٍ، كالأُذُنِ واليدِ.
والكريمتانِ: العَيْنانِ،
وسَمَّوْا: كَرَماً، كجَبلٍ وكِتابٍ وعَزيزٍ وزُبَيْرٍ وسَفينةٍ ومُعَظَّمٍ،
ومُكْرَمٍ. ومحمدُ بنُ كَرَّامٍ، كشَدَّادٍ: إمام الكَرَّاميَّةِ القائلُ بأنَّ مَعْبودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأنه جَوْهَرٌ، تعالى اللّهُ عن ذلك.
والتَّكْرِمةُ: التَّكْريمُ، والوِسادَةُ.
وكِرْمانِيُّ بنُ عَمْرٍو، بالكسر: محدِّثٌ.
وكرُمَتْ أرْضُه، بضم الراءِ: دَمَلَها فَزَكا زَرْعُها.
وكُرَمِيَّةُ، بالضم وفتح الراءِ: ة.
وكَرَمِينِيَّةُ وتُخَفَّفُ،
أو كَرْمِينَةُ: د ببُخاراءَ.
وأكْرَمَ: أتى بأولادٍ كِرامٍ.
و{رزْقاً كريماً}: كثيراً.
و{قولاً كريماً}: سَهْلاً لَيِّناً.
وفي الحديثِ: "لا تُسَمُّوا العنبَ الكَرْمَ، فإنما الكَرْمُ الرجلُ المُسْلِمُ" وليس الغَرَضُ حقيقةَ النَّهْيِ عن تَسْمِيته كَرْماً، ولكنه رَمْزٌ إلى أن هذا النَّوْعَ من غيرِ الأناسِيِّ المُسَمَّى بالاسم المُشْتَقِّ من الكَرَمِ، أنْتُم أحِقَّاءُ بأن لا تُؤَهِّلُوهُ لهذه التَّسْميةِ غَيْرَةً للمُسْلِمِ التَّقِيِّ أن يُشارَكَ فيما سَمَّاهُ اللُّه تعالى، وخَصَّهُ بأن جعلَه صِفَتَه، فضْلاً أن تُسَمُّوا بالكَريم من ليس بمُسْلمٍ. فكأنه قال: إن تَأتَّى لكم أن لا تُسَمُّوه مَثَلاً باسمِ الكَرمِ، ولكن بالجَفْنَةِ أو الحَبَلةِ، فافْعَلوا.
وقولهُ: "فإِنما الكرْمُ"، أي: فإِنما المُسْتَحِقُّ للاسمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ المُسْلِمُ.

مكره (المعجم الوسيط) [0]


 وَبِه مكرا خدعه فَهُوَ ماكر ومكار ومكور وَالله العَاصِي وَبِه جازاه على الْمَكْر أَو أمهله ومكنه من الدُّنْيَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ومكروا ومكر الله} وَالثَّوْب صبغه بالمكر الْمغرَة فَهُوَ ممكور وَالْأَرْض سَقَاهَا وَيُقَال مَرَرْت بزرع ممكور 

الْمَكْر (المعجم الوسيط) [0]


 مَوضِع الْحَرْب الْمَكْر:  يُقَال فرس مكر مفر إِذا كَانَ مؤدبا طيعا خَفِيفا يحسن الْكر والفر 

المكرة (المعجم الوسيط) [0]


 التَّدْبِير وَالْحِيلَة فِي الْحَرْب والساق الغليظة المستديرة الْحَسْنَاء والرطبة الْفَاسِدَة (ج) مكر ومكور 

العِنْدَأْوَةُ (القاموس المحيط) [0]


العِنْدَأْوَةُ: كَفِنْعَلْوَةٍ: العُسْرُ والالْتِواءُ، والخَدِيعَةُ، والجَفْوَةُ، والمُقْدِمُ الجَرِيءُ،
كالعِنْدَأْوِ، والمَكْرُ، وأدْهِى الدَّواهي.
وتَحْتَ طِرَّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةٌ، أي: تَحْتَ إِطْرَاقِكَ وسُكُوتِكَ مَكْرٌ. الغَيْن

فلح (المعجم الوسيط) [0]


 بِهِ مكر واستهزأ بِهِ 

دعرم (المعجم الوسيط) [0]


 قصر خطوه فِي عجلة ولؤم ومكر 

المكاري (المعجم الوسيط) [0]


 مكرى الدَّوَابّ ويغلب على الْحمار وَالْبِغَال (ج) مكارون 

امتكر (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء اختضب بالمكر الْمغرَة والزارع الْحبّ خزنه 

التَّبَلْصُقُ (القاموس المحيط) [0]


التَّبَلْصُقُ: طَلَبُكَ الشيءَ في خَفاءٍ و لُطْفٍ ومَكْرٍ، والتَّقَرُّبُ من الناسِ.

ح ي ق (المصباح المنير) [0]


 حَاقَ: به الشيء "يَحِيقُ" نزل قال تعالى: {وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّءُ إِلا بِأَهْلِهِ} . 

س ج س ت ا ن (المصباح المنير) [0]


 سِجِسْتَانُ: إقليم عظيم بين خراسان وبين مكران والسند وهي بكسر السين والجيم. 

السُّدس (المعجم الوسيط) [0]


 جُزْء من سِتَّة (ج) أَسْدَاس وَيُقَال (هُوَ يضْرب أَخْمَاسًا لأسداس) يسْعَى فِي الْمَكْر والخديعة 

جَحَس (القاموس المحيط) [0]


جَحَس فيه، كجَعَلَ: دَخَلَ،
و~ جِلْدَهُ: كَدَحَهُ، وخَدَشَهُ،
و~ فلاناً: قَتَلَهُ.
والجِحاسُ: الجِحَاشُ.
وجاحَسَهُ: زاحَمَهُ.
وذاكَ من جَحْسِهِ ودَحْسِهِ، أي: مَكْرِهِ.

ألغى (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء أبْطلهُ وَيُقَال ألغى القانون وَفِي الحَدِيث (كَانَ ابْن عَبَّاس يلغي طَلَاق الْمُكْره) وَيُقَال ألغى من الْعدَد كَذَا أسْقطه 

حيق (الصّحّاح في اللغة) [0]


حاقَ به الشيء يَحِيقُ، أي أحاط به.
ومنه قوله تعالى: "ولا يَحيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلاَّ بأهله" وحاقَ بهم العذاب، أي أحاطَ بهم ونَزَلَ.

الْأَخْمَاس (المعجم الوسيط) [0]


 جمع خمس وَيُقَال هما فِي بردة أَخْمَاس إِذا تقاربا واجتمعا واصطلحا وَيُقَال لمن مكر وخدع ضرب أَخْمَاسًا لأسداس 

الْمُكْره (المعجم الوسيط) [0]


 مَا يكرههُ الْإِنْسَان ويشق عَلَيْهِ (ج) مكاه وَيُقَال لقِيت دونه مكاره الدَّهْر مَا يكره 

الْمَكْر (المعجم الوسيط) [0]


 الخداع وَأَن تصرف غَيْرك عَن مقْصده بحيلة والمغرة وَصَوت نفخ الْأسد 

لجز (لسان العرب) [0]


اللَّجِزُ: مقلوب اللَّزجِ؛ قال ابن مقبل: يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْد ضاحِيَةً، على سَعابِيبِ ماءِ الضَّالَةِ اللَّجِزِ هكذا أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: وصوابه ماء الضَّالَةِ اللَّجِنِ، وقبله: من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا مَكْرَهٍ عُنُفٍ، ولا فَواحِشَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ المَرْدَقُوش: المَرْزَجُوشُ.
وضاحية: بارزة للشمس.
والسعابيب: ما جرى من الماء لَزِجاً.
واللَّجِنُ: اللَّزِجُ.
وشُمُسٌ: لا يَلِنَّ للخَنا، الواحدة شَمُوسٌ. كَرِيهاتُ المَنْظَرِ.
وعُنُفٌ: ليس فيهنَّ خُرْقٌ ولا يُفْحِشْنَ في القول في سِرٍّ ولا عَلَنٍ.

الفَلَحُ (القاموس المحيط) [0]


الفَلَحُ، محرَّكةً،
والفَلاحُ: الفَوْزُ، والنَّجاةُ، والبقاءُ في الخَيْرِ، والسَّحورُ.
والفَلْحُ: الشَّقُّ، والمَكْرُ، والنَّجْشُ في البَيْعِ،
كالفَلاحَةِ، فِعْلُ الكُلِّ: كمَنَعَ، ومحرَّكةً: شَقٌّ في الشَّفَةِ السُّفْلى.
والفَلاَّحُ: المَلاَّحُ، والأَكَّارُ، والمُكارِي.
وأفْلَحَ بالشيءِ: عاشَ به.
والتَّفْليحُ: الاسْتِهْزاءُ، والمَكْرُ. والفَلَحَةُ، محرَّكةً: القَراحُ من الأرضِ.
والفَليحَةُ: سَنِفَةُ المَرْخِ إذا انْشَقَّتْ.
ومن ألفاظِ الطَّلاقِ: اسْتَفْلِحي بأَمْرِكِ.
والفَلاحَةُ، بالفتح: الحِراثَةُ.
وفي رِجْلِهِ فُلوحٌ: شُقوقٌ.
و"الحديدُ بالحديد يُفْلَحُ"، أي يُشَقُّ ويُقْطَعُ.
(ومُفْلِحٌ)، وكسَحابٍ وزُبَيْرٍ وأحمدَ: أسْماءٌ.

المشاكلة (المعجم الوسيط) [0]


 الْمُمَاثلَة و (عِنْد أهل البديع) أَن يذكر الشَّيْء بِلَفْظ غَيره لوُقُوعه فِي صحبته كَقَوْلِه تَعَالَى {نسوا الله فنسيهم} وَقَوله {ومكروا ومكر الله} 

حيق (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والياء والقاف كلمةٌ واحدة، وهو نُزولُ الشيء بالشيء، يقال حاق به السُّوءُ يَحِيق. قال الله تعالى: وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّـيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر 43].

دسه (المعجم الوسيط) [0]


 دسا ودسيسا أخفاه يُقَال دس الشَّيْء فِي التُّرَاب وَيُقَال دس الْمَكْر ودس نَفسه فِي الأخيار وَلَيْسَ مِنْهُم وَأدْخلهُ فِي غَيره بقهر وَقُوَّة وَالْبَعِير طلاه بالقطران طليا خَفِيفا 

كَاد (المعجم الوسيط) [0]


 الْغُرَاب كيدا ومكيدة صَاح بِجهْد والزند أخرج النَّار وبنفسه قاسى الْمَشَقَّة ند نَزعهَا وَفُلَانًا خدعه ومكر بِهِ وَيُقَال كَاد لَهُ احتال وأراده بِسوء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وتالله لأكيدن أصنامكم} وَالْقَوْم حاربهم وَالشَّيْء عالجه 

دسس (الصّحّاح في اللغة) [0]


دُسَّ البعير فهو مدسوس، إذا طُلِيَ بالهِناء في مَساعره.
ومنه المثل: ليس الهِناء بالدَسِّ.
ودَسَسْتُ الشيءَ في التراب أدُسُّهُ: أخفيته فيه.
والدَسيسُ: إخفاء المكر. حيّةٌ صمَّاءُ تندسُّ تحتَ التراب اندساساً، أي تندفن.
والدُسَّةُ: لُعبةٌ لِصبيان الأعراب.

كيد (الصّحّاح في اللغة) [0]


 الكَيْدُ: المكر. كادَهُ يَكيدَهَ كَيْداً ومَكيدَةً.
وكذلك المُكايَدَةُ.
وربَّما سمِّي الحربُ كَيْداً. يقال: غزا فلان فلم يَلْقَ كَيْداً.
وكلُّ شيءٍ تعالجه فأنت تَكيدُهُ.
ويقال: هو يَكيدُ بنفسه، أي يجود بها.
ويسمَّى اجتهادُ الغراب في صياحه كَيْداً؛ وكذلك القَيْءُ.

قفح (لسان العرب) [0]


الأَزهري: قَفَح فلانٌ عن الشيء إِذا امتنع عنه.
وقَفَحَتْ نَفْسُه عن الطعام إِذا تركه؛ وأَنشد: يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنا بِ، حتى تَرَى نَفْسَه قافِحَهْ قال شمر: قافِحَةٌ أَي تاركة؛ قال: والخُراطَة ما انخرط عِيدانُه وورقه؛ وقال ابن دريد: قَفَحْتُ الشيء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته.

كرّ (المعجم الوسيط) [0]


 الرجل أَو الْفرس كريرا انْبَعَثَ من صَدره صَوت مثل صَوت المختنق أَو المجهود وَفُلَان كرورا رَجَعَ يُقَال كرّ الْفَارِس فَهُوَ كرار ومكر وَالشَّيْء كرا رده وكر اللَّيْل وَالنَّهَار عادا مرّة بعد أُخْرَى وعَلى الْعَدو حمل وَعنهُ رَجَعَ وَعَلِيهِ الحَدِيث أَعَادَهُ 

الكَيْدُ (القاموس المحيط) [0]


الكَيْدُ: المَكْرُ والخُبْثُ،
كالمَكيدَةِ، والحِيلَةُ والحَرْبُ، وإخْراجُ الزَّنْدِ النارَ، والقَيْءُ، واجْتِهادُ الغُرابِ في صِياحِهِ.
وكادَ: قاءَ،
و~ بنفْسِه: جادَ،
و~ المرأةُ: حاضَتْ،
و~ يَفْعَلُ كذا: قارَبَ، وهَمَّ،
ككِيدَ.
وفيه تَكايُدُ: تَشَدُّدٌ.
ولا كَيْداً ولا هَمَّاً: لا أكادُ ولا أهُمُّ.
واكْتادَ: افْتَعَلَ من الكَيْدِ، وهُما يَتَكايَدانِ، ولا تَقُلْ: يَتَكاوَدانِ.
فصل اللام

عبط (المعجم الوسيط) [0]


 الثَّوْب عبطا انْشَقَّ والذبيحة ذَبحهَا سليمَة من غير عِلّة وَهِي سَمِينَة فتية وَيُقَال عبطه الْمَوْت إِذا مَاتَ شَابًّا صَحِيحا وَالثَّوْب شقَّه وَهُوَ صَحِيح وَالْأَرْض حفر مِنْهَا موضعا لم يحْفر من قبل وَالرِّيح وَجه الأَرْض قشرته والتراث أثاره والنبات الأَرْض شقها وَفُلَان نَفسه وَبهَا فِي الْحَرْب رمى بهَا غير مكره وَالْفرس أجراه حَتَّى عرق والضرع أدماه وَالْكذب عَلَيْهِ اختلقه وَفُلَانًا عابه فَهُوَ معبوط 

المَحْلُ (القاموس المحيط) [0]


المَحْلُ: المَكْرُ والكَيْدُ، والغُبارُ، والشِّدَّةُ، والجَدْبُ، وانْقِطاعُ المطرِ.
وزَمانٌ ومكانٌ ماحِلٌ،
وأرضٌ مَحْلٌ ومَحْلَةٌ ومَحُولٌ ومُمْحِلةٌ ومُمْحِلٌ ومِمْحالٌ، وقد مَحُلَتْ، ككرُمَتْ ومَنَعَتْ،
وأمْحَلَ البَلَدُ، فهو ماحِلٌ، ومُمْحِلٌ قليلٌ،
و~ القومُ: أجْدَبوا.
والمُتَماحِلُ: الطويلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ من الإِبِلِ ومِنَّا، والمُتَباعِدَةُ من الدورِ.
وتَمَحَّلَ له: احْتالَ،
و~ حَقَّهُ: تَكَلَّفَهُ له.
وكمُعَظَّمٍ: المُطَوَّلُ،
و~ من اللَّبَنِ: الآخِذُ طَعْمَ حُموضةٍ، أو ما حُقِنَ فلم يُتْرَكْ يأْخُذُ الطَّعْمَ وشُرِبَ.
والمِحالُ، ككِتابِ: الكَيْدُ، ورَوْمُ الأمرِ بالحِيَلِ، والتَّدْبيرُ، والمَكْرُ، والقُدْرَةُ، والجِدالُ، والعَذابُ، والعِقابُ، والعَداوَةُ، والمُعاداةُ،
كالمُماحَلَةِ، والقُوَّةُ والشِّدَّةُ، والهَلاكُ والإِهْلاكُ.
ومَحَلَ به، مُثَلَّثَةَ . . . أكمل المادة الحاءِ،
مَحْلاً ومِحالاً: كادَهُ بِسعايَةٍ إلى السلطانِ.
وماحَلَهُ مُمَاحَلَةً ومِحالاً: قاواهُ حتى يَتَبَيَّنَ أيُّهُما أَشَدُّ.
والمَحالَةُ: البَكْرَةُ العَظيمةُ،
كالمَحالِ، والفِقْرَةُ من فِقَرِ البَعيرِ
ج: مَحالٌ
جَج: مُحْلٌ، والخَشَبَةُ التي يَسْتَقِرُّ عليها الطَّيَّانونَ.
والمَحالُ: ضَرْبٌ من الحَلْيِ.
ورجُلٌ مَحْلٌ: لا يُنْتَفَعُ به.
والمَمْحَلَةُ، كمَرْحَلَةٍ: شَكْوَةُ اللَّبَنِ.
وككَتِفٍ: مَن طُرِدَ حتى أعْيا.
ورأيتُهُ مُتَماحِلاً وماحِلاً، أي مُتَغَيِّرَ البَدَنِ.
ومَحِّلْنِي يا فلانُ: قَوِّنِي.
وفي كَلامِ علِيٍّ، رضي اللّهُ تعالى عنه: "إنَّ من ورائِكُم أُموراً مُتَماحِلَةً"، أي: فِتَناً يَطُولُ شَرْحُها، وليس بحَديثٍ كما تَوَهَّمَه الجوهرِيُّ، ولا أُمورٌ بالرَّفْعِ كما غَيَّرَهُ.

الْأَخ (المعجم الوسيط) [0]


 من جمعك وإياه صلب أَو بطن أَو هما مَعًا وَمن الرَّضَاع من يُشَارك فِي الرضَاعَة وَالصديق وَفِي الْمثل (إِن أَخَاك من آساك) و (رب أَخ لَك لم تلده أمك) و (مكره أَخَاك لَا بَطل) لَيْسَ من طبعه الشجَاعَة وَيضْرب لمن يحمل على مَا لَيْسَ من شَأْنه وَيُقَال لَا أَخا لَك بفلان لَا صداقة مَعَه وَالشَّرِيك المثيل وأخو الشَّيْء صَاحبه وملازمه يُقَال هُوَ أَخُو أسفار كَثِيره وأخو الْقَبِيلَة أحد رجالها (ج) آخاء وإخوان وإخوة وَيُقَال إخْوَان الوداد أقرب من إخْوَة الولاد الْأَخ:  لُغَة فِي الْأَخ 

كيد (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والياء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معالجةٍ لشيء بشدّة، ثم يتّسع الباب، وكلّه راجعٌ إلى هذا الأصل. قال أهلُ اللُّغة: الكيد: المعالجة. قالوا: وكلُّ شيءٍ تُعالِجُه فأنت تَكِيدُه. هذا هو الأصل في الباب، ثم يسمُّون المَكر كيداً. قال الله تعالى: أمْ يُرِيدُونَ كَيْداً [الطور 42].
ويقولون: هو يَكيدُ بِنَفسهِ، أي يجودُ بها، كأنَّه يُعالِجها لتخرُج.
والكَيْد: صِياح الغراب بجَهْدٍ.
والكَيد: أن يُخرِج الزّندُ النّار ببطءٍ وشدة، والكَيد: القَيء، وربّما سمَّوا الحَيض كيداً.
والكَيد: الحرب، يقال: خرجوا ولم يلقَوْا كيداً، أي حرباً.

الكَسُّ (القاموس المحيط) [0]


الكَسُّ: الدَّقُّ الشديدُ، كالكَسْكَسَةِ.
وكَسُّ، بالكسر وبالفتح: د قربَ سَمَرْقَنْدَ، ولا تَقُلْ بالشين المُعْجَمَةِ، فإنها سَتُذْكَرُ،
ود بأرضِ مَكْرَانَ. والكُسُّ، بالضم: لِلحِرِ، لَيْسَ من كلامِهِمْ، إنما هو مُوَلَّدٌ.
والكَسِيسُ: نَبيذُ التَّمْرِ، ولَحْمٌ يُجَفَّفُ على الحِجَارَةِ، فإذَا يَبِسَ، دُقَّ، فَيَصِيرُ كالسَّويقِ، يُتَزَوَّدُ في الأسْفَارِ، والخُبْزُ المَكْسُورُ،
كالمَكْسُوسِ.
والكَسَسُ، محركةً: قِصَرُ الأسْنَانِ، أو صِغَرُهَا، أو لُصوقُهَا بِسُنوخِها.
والكَسْكاسُ: القصيرُ الغليظُ.
والتَّكَسُّسُ: التَّكَلُّفُ.
والكَسْكَسَةُ، لِتَمِيمٍ لا لِبَكْرٍ: إلحاقُهُمْ بِكافِ المُؤَنَّثِ سِيناً عندَ الوَقْفِ، يقالُ: أكْرَمْتُكِسْ، وبِكِسْ.

عَبَطَ (القاموس المحيط) [0]


عَبَطَ الذبِيحةَ يَعْبِطُها: نَحَرَها من غيرِ عِلَّةٍ، وهي سَمينةٌ فَتِيَّةٌ، فهو عَبيطٌ
ج: ككُتُبٍ ورِجالٍ،
و~ فلانٌ: غابَ
(و الريحُ وجْهَ الأرضِ: قَشَرَتْه)،
و~ الأرضَ: حَفَرَ منها مَوْضِعاً لم يُحْفَر قَبْلُ،
و~ الكَذِبَ عليَّ: افْتَعَلَهُ،
كاعْتَبَطَ في الكلِّ،
و~ نَفْسَه في الحَرْبِ: ألْقاها غيرَ مُكْرَهٍ،
و~ التُّرابَ: أثارَهُ،
و~ الفرسَ: أجْراهُ حتى عَرِقَ،
و~ الضَّرْعَ: أدْماهُ،
و~ الشيءَ: شَقَّهُ صحيحاً، فَعَبَطَ هو يَعْبِطُ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
و~ الدواهِي الرجلَ: نالَتْهُ من غيرِ اسْتحقاقٍ.
وماتَ عَبْطَةً: شابًّا صحيحاً.
وأعْبَطَهُ الموتُ، واعْتَبَطَهُ.
ولَحْمٌ ودَمٌ وزَعْفَرانٌ عَبيطٌ، . . . أكمل المادة بَيِّنُ العُبْطَةِ، بالضم: طَرِيٌّ.
والعَوْبَطُ: الداهيةُ، ولُجَّةُ البَحْرِ.

سعب (لسان العرب) [0]


السَّعابِـيبُ التي تَمْتَدُّ شِبْهَ الخُيُوطِ من العَسَل والخِطْمِـيّ ونَحْوِه؛ قال ابن مقبل: يَعْلُون، بالـمَرْدَقُوشِ، الوَرْدَ ضاحيةً، * على سَعابِـيبِ ماءِ الضالةِ اللَّجِنِ يقول: يَجْعَلْنَه ظاهراً فوقَ كلِّ شيءٍ، يَعْلُون به الـمُشْطَ.
وقوله: ماءِ الضالةِ، يُريدُ ماءَ الآسِ، شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ ماءِ السِّدْرِ؛ وهذا البيت وقَعَ في الصِّحاحِ، وأَظُنُّه في الـمُحْكَم أَيضاً ماء الضالَة اللَّجِزِ، بالزاي؛ وفَسَّره فقال: اللجِزُ الـمُتَلَزِّجُ؛ وقال الجوهري: أَراد اللَّزِجَ، فَقَلَبه، ولم يَكْفِه أَنْ صَحَّف، إِلى أَنْ أَكـَّد التَّصْحيف بهذا القَوْل؛ قال ابن بري: هذا تصحيف تَبع فيه الجوهري ابن السكيت، وإِنما هو اللَّجِن بالنونِ، من قصيدة نُونِـيَّةٍ؛ وقَبْلَه: مِن نِسْوةٍ شُمُسٍ، ولا . . . أكمل المادة class="baheth_marked">مَكْرَهٍ عُنُفٍ، * ولا فَواحِشَ في سِرٍّ، ولا عَلَنِ قوله: ضاحِـيةً، أَراد أَنها بارِزة للشمسِ.
والضَّالَة: السِّدْرة، أَراد ماءَ السِّدْرِ، يُخْلَطُ به الـمَرْدَقوشُ ليُسَرِّحْن به رؤُوسَهنّ.
والشُّمُس: جمع شَمُوسٍ، وهي النافِرة من الرِّيبةِ والخَنَا. الكَريهاتُ الـمَنْظَرِ، وهو مما يوصَف به الواحدُ والجمعُ.وسال فَمُه سَعابِـيبَ وثَعابِـيبَ: امْتَدَّ لُعابُه كالخُيوطِ؛ وقيل: جَرى منه ماءٌ صافٍ فيه تَمدُّدٌ، واحدها سُعْبُوبٌ.
وانْسَعَبَ الماءُ وانْثَعَبَ إِذا سالَ.
وقال ابن شميل: السَّعابِـيبُ ما أَتْبَعَ يَدَكَ من اللَّبنِ عند الـحَلْبِ، مثلَ النُّخاعة يَتَمَطَّطُ، والواحدةُ سُعْبُوبةٌ. وتَسَعَّبَ الشيءُ: تَمَطَّطَ.
والسَّعْبُ: كلُّ ما تَسَعَّبَ من شرابٍ أَو غيرِه.
وفي نوادر الأَعراب: فلانٌ مُسَعَّبٌ له كذا وكذا.
ومُسَغَّبٌ ومُسَوَّعٌ له كذا وكذا، ومُسَوَّغٌ ومُرَغَّب، كلُّ ذلك بمعنًى واحدٍ(1) (1 أي مُعطى له عطاءً خالصاً.).

بطل (مقاييس اللغة) [0]



الباء والطاء واللام أصلٌ واحد، وهو ذَهاب الشيء وقِلَّة مُكثه ولُبْثه. يقال بَطَلَ الشيءُ يَبطُل بُطْلاً وبُطُولاً.
وسُمِّي الشيطانُ الباطلَ لأنه لا حقيقةَ لأفعاله، وكلُّ شيءٍ منه فلا مَرْجُوعَ لـه ولا مُعَوَّلَ عليه.
والبَطَل الشُّجاع. قال اصحب هذا القياس سُمّي بذلك لأنه يُعرِّض نَفْسَه للمتالف.
وهو صحيحٌ، يقال: *بَطَلٌ بيِّنُ البُطولة والبَطالة.
وقد قالوا: امرأةٌ بَطَلَةٌ. فأمّا قولهم في المَثَل: "مُكرَهٌ أخوكَ لا بَطَل" فقد اختُلِفَ فيه. قال قوم: المثل لجَرْول ابن نَهْشلِ بن دارم، وكان جباناً ذا خَلْقٍ كامل، وأنَّ حَيّاً من العرب غَزَا بني دارم فاقتَتَلُوا هم وبنُو دارمٍ قتالاً شديداً، حتى كثُرتِ القَتْلى، وجاء جَرْوَلٌ فرأى رجلاً . . . أكمل المادة يَسُوقُ ظعِينةً فلما رآه الرّجل خَشِيهُ لكمالِ خَلْقِه، وهو لا يعرفه، فقال جَرول: "أنا جَرْوَل بنُ نَهشَل، في الحَسَب المُرَفَّل"، فعطَفَ عليه الرّجلُ وأخذَهُ وكَتفَه وهو يقول:
إذا ما رأيت امرأً في الوغى      فذكِّرْ بنفسك يا جرولُ

حتى انتهى به إلى قائِد الجيش، وقد كان عَرفَ جُبْنَ جرول، فقال: يا جَرْولُ، ما عَهدْناك تُقاتل الأبطال، وتُحبُّ النِّزال! فقال جرول: "مُكرَهٌ أخُوكَ لا بَطَلٌ".وقال قوم: بل المَثل لِبَيْهَس، وقد ذكر حديثُه في غير هذا الباب بطُوله.ويقال رجل بطَّالٌ بيِّن البَطالة.وذَهَبَ دمُه بُطْلاً، أي هَدَرا.

كرى (الصّحّاح في اللغة) [0]


الكَرى: النُعاس. تقول منه: كَرِيَ الرجل بالكسر يَكْرى كَرًى فهو كَرٍ، وامرأةٌ كَرِيَةٌ على فَعِلَةٍ.
وقال:
      ولا يمَلُّ من النَجْوى مُناجيها


وأصبحَ فلانٌ كَرْيانَ الغداةِ، أي ناعساً.
وأكْرَيْتُ العَشاء، أي أخَّرته.
وأكْرَيْنا الحديثَ الليلةَ، أي أطلْناه.
وأكْرى، أي زاد.
وأكْرى، أي نقص.
وهو من الأضداد.
وكَرَيْتُ النهر كَرْياً، أي حفرته. قال الشيباني: كَرَوْتُ البئر: طويتها.
وكَرا الفرس كَرْواً، وهو خَبْطه بيده في استقامة لا يُقبِلها نحو بطنه.
وكَرَتِ المرأة في مشيتها تَكْرو كَرْواً.
والكَرْواءُ من النساء: الدقيقة الساقين.
والكِراءُ ممدود، لأنَّه مصدر كارَيْتُ، والدليل على ذلك أنَّك تقول: رجلٌ مُكارٍ، ومُفاعِلٌ إنَّما هو من فاعَلْتُ.
وهو من ذوات الواو، لأنَّك تقول: أَعْطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَهُ بالكسر، أي كِراءهُ.
والمُكاري مخفَّفٌ، والجمع المُكارونَ . . . أكمل المادة سقطت الياء لاجتماع الساكنين.
وأكْرَيْتُ الدار فهي مُكْراةٌ، والبيت مُكْرًى. واسْتَكْرَيْتُ، وتَكارَيْتُ بمعنًى.
والكَرِيُّ على فعيلٍ: المُكاري. يقال: أكْرى الكَرِيُّ ظهره.
والكَرِيُّ أيضاً: المُكْتَرى.
والكَرِيَّةُ على فَعيلَةٍ: شجرةٌ تنبُت في الرمل في الخِصب، تنبُت على نِبتة الجَعدةِ بنجدٍ ظاهرةً.
والكُرَةُ: التي تُضرب بالصَولجان، واصلها كرَوٌ، والهاء عوضٌ، وتجمع على كُرينَ وكِرينَ وكُراتٍ. تقول منه: كَرَوْتُ بالكرة أَكْرو بها كَرْواً، إذا لعبت وضربتَ بها. من الإبل: اللين السير البطيء.
والكَرَوانُ بالتحريك: طائر.
والجمع كِرْوانٌ بكسر الكاف على غير قياس، كما إذا جمعت الوَرَشانَ قلت: وِرْشانٌ.

عبط (الصّحّاح في اللغة) [0]


عَبَطَ الثوبَ يَعْبِطُهُ، أي شقَّه، فهو مَعْبوطٌ وعَبيطٌ؛ والجمع عُبُطٌ. قال أبو ذؤيب:
كنوافذ العُبُطِ التي لا تُرْقَعُ      فتَخالَسا نَفْسَيهما بنـوافـذٍ

يعني كشَقِّ الجيوب وأطراف الأكمام والذُيول، لأنَّها لا تُرقع بعد العَبْطِ.
ومات فلانٌ عَبْطَةً، أي صحيحاً شاباً. قال أمية بن أبي الصلت:
للموت كأسٌ فالمرءُ ذائِقُهـا      مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يمتْ هَرَماً

يقال: عَبَطَتْهُ الداهيةُ، أي نالته.
وعَبَطْتُ الناقةَ واعْتَبَطْتُها، إذا ذبحتها وليس بها علَّة فهي عَبيطَةٌ، ولحمها عَبيطٌ.
وعَبَطَ فلان، إذا ألقى نفسَه في الحرب غير مُكْرهٍ. من الدم: الخالص الطرِيُّ.
والعَبْطُ: الكذِبُ الصُراحُ من غير عُذْر. يقال اعْتَبَطَ فلانٌ عليَّ الكذِبَ.

عدأ (لسان العرب) [0]


العِنْدَأْوةُ: العَسَرُ والالْتِواءُ يكون في الرِّجل.
وقال اللِّحْياني: العِنْدَأْوة: أَدْهَى الدّواهِي. قال: وقال بعضهم العِنْدَأْوةُ: المَكْرُ والخَدِيعةُ، ولم يهمزه بعضهم.
وفي المثل: إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوةً أَي خِلافاً وتَعَسُّفاً، يقال هذا للمُطْرِقِ الدَّاهِي السِّكِّيت والمُطاوِلِ ليَأْتِيَ بداهِيةٍ ويَشُدَّ شدّةَ لَيْثٍ غير مُتَّقٍ.
والطِّرِّيقة: الاسم من الإِطْراقِ، وهو السُّكُونُ والضَّعْفُ واللِّين.
وقال بعضهم: هو بناءٌ على فِنْعلوةٍ.
وقال بعضهم: هو من العَداءِ، والنون والهمزة زائدتان.
وقال بعضهم: عِنْدَأْوةٌ فِعْلَلْوَةٌ، والأَصل قد أُمِيتَ فِعْلُه، ولكن أَصحاب النحو يتكلفون ذلك باشتِقاقِ الأَمْثِلة من الأَفاعِيل، وليس في جميع كلام العرب شيءٌ تدخل فيه الهمزة والعين في أَصل بنائه إِلاَّ عِنْدَأْوةٌ وإِمَّعَةٌ وعَباءٌ وعفاءٌ وعَماءٌ، فأَما عَظاءةٌ فهى . . . أكمل المادة لغة في عَظايةٍ، وإِعاءٌ لغة في وِعاءٍ.
وحكى شمر عن ابن الأَعرابي: ناقة عِنْدَأْوةٌ وقِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوةٌ أَي جَرِيئةٌ.

ر - ك - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [0]


أُرْك: موضع. وأَريك: موضع. والأريكة: واحدة الأرائك، وهي زعموا الفُرُش في الحجال والوسائد، ولا تسمّى أَريكة إلا أن تكون كذلك. وأرِكَ بالمكان يأرَك أُروكاً وأرَك يأرُك، إذا أقام به، فهو آرك. والأَراك: نبت معروف، وإذا رعته الإبل فهي أوارك وأهلها مُورِكون. وكَراء، ممدود: موضع. والكَرَى من النُّعاس مقصور، كَرِيَ الرجلُ يَكْرَى كَرىً فهو كَرٍ كما ترى. وتكرّى الرجلُ، إذا تناعس. قال الراجز: لمّا رأت شيخاً له دَوْدرَّى باتت على فراشها تَكَرَّى والكِراء: كِراء ما اكتريته، يُمَدّ ويُقصر. وأكريتُه إكراءً، والشيء مُكرىً. وكَرَوْتُ الأرضَ، إذا حفرت فيها، مثل قَرَوْتُها. وأركيتُ على فلان قولاً أو حِملاً، إذا ضاعفته عليه وأثقلته به. والرَّكَاء: وادٍ معروف. والوِراك: قطعة . . . أكمل المادة أَدم تُطرح في مقدمَّ الرحل يتورّك عليها الراكب.

حيق (لسان العرب) [0]


الليث: الحَيْقُ ما حاقَ بالإِنسان من مَكْر أَو سُوء عمل يعمله فينزل ذلك به، تقول: أَحاق الله بهم مكرهم. به الشيء يَحِيق حَيْقاً: نزَل به وأَحاطَ به، وقيل: الحَيْقُ في اللغة هو أَن يشتمل على الإِنسان عاقبةُ مكروه فعله، وفي التنزيل: وحاقَ بالذين سَخِروا منهم ما كانوا به يَسْتَهْزِئُون. قال ثعلب: كانوا يقولون لا عَذاب ولا آخِرةَ فحاقَ بهم العذاب الذي كذَّبوا به، وأَحاقهُ الله به: أَنزله، وقيل: حاقَ بهم العذابُ أَي أَحاط بهم ونزل كأَنه وجب عليهم، وقال: حاق يَحِيق، فهو حائق.
وقال الزجاج في قوله تعالى: وحاق بهم ما كانوا به يستهزئُون، أَي أَحاط . . . أكمل المادة بهم العذاب الذي هو جزاء ما كانوا يستهزئُون كما تقول أَحاطَ بفلان عمَلُه وأَهلكَه كَسْبُه أَي أَهلَكه جزاء كَسْبِه؛ قال الأَزهري: جعل أَبو إِسحق حاقَ بمعنى أَحاطَ، قال: وأَراه أَخذه من الحُوق وهو ما اسْتدارَ بالكَمَرة، ويجوز أن يكون الحُوق فُعْلاً من حاقَ يَحِيق، كان في الأَصل حُيْقٌ فقلبت الياء واواً لانضمام الحاء، وقد تدخل الواو على الياء مثل طَوبي أَصلُه طيْبَى، وقد تدخل الياء على الواو في حروف كثيرة، يقال: تَصَوَّح النَّبْتُ وتَصَيَّح وتَوَّهَه وتَيَّهَه وطَوَّحَه وطَيَّحَه، وقال الفراء في قوله عز وجل: وحاقَ بهم: في كلام العرب عادَ عليهم ما استهزؤوا به، وجاء في التفسير: أَحاط بهم نزل بهم، قال: ومنه قوله عز وجل: ولا يَحِيق المَكْرُ السَّيِّء إِلا بأَهله، أَي لا يَرجِع عاقبةُ مكروهه إِلا عليهم.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَخرَجني ما أَجِد من حاقِ الجُوع؛ هو من حاقَ يحيقُ حَيْقاً وحاقاً أَي لَزمَه ووجَب عليه.
والحَيْقُ: ما يَشتمل على الإنسان من مكروه، ويروى بالتشديد.
وفي حديث علي: تخَوَّف من الساعةِ التي مَن سارَ فيها حاقَ به الضُّرُّ.
وشيء مَحِيقٌ ومَحْيُوقٌ: مَدْلوكٌ.
وحاق فيه السيفُ حَيْقاً: كحاكَ.
وحَيْقٌ: موضع باليمن. ابن بري: جبَلُ الحَيْقِ جبل قاف.

طوع (الصّحّاح في اللغة) [0]


فلانٌ طَوْعُ يديك، أي منقادٌ لك.
وفرسٌ طَوْعُ العنان، إذا كانَ سلساً.
والاستِطاعة: الإطاقَة، وربَّما قالوا اسْطاعَ يَسْطيعُ، يحذفون التاء استثقالاً لها مع الطاء.
ويقال: تطاوَعْ لهذا الأمر حتَّى تَسْتَطيعَهُ، وتَطَوَّعَ، أي تكلَّف اسْتِطاعتَهُ.
والتَطَوُّعُ بالشيء: التبرُّعُ به.
وقوله تعالى: "فَطَوَّعَتْ له نفسُهُ قتلَ أخيهِ" قال الأخفش: هو مثل طَوَّقَتْ له، ومعناه رخَّصت وسهَّلت.
والمُطَّوِّعَةُ: الذين يَتَطَوَّعونَ بالجهاد، ومنه قوله تعالى: "الذين يلْمِزونَ المَطَّوِّعينَ"، وأصله المُتَطَوِّعينَ فأدغم.
والمُطاوعةُ: الموافقَةُ.
والنحويون ربَّما سمَّوا الفعل اللازم مُطاوِعاً.
ورجلٌ مِطْواعٌ، أي مُطيعٌ.
وفلانٌ حسنُ الطواعِيةِ لك، أي حسن الطاعةِ لك.
وطاعَ له يطوعُ، إذا انقاد.
ولسانُه لا يَطوعُ بكذا، أي لا يتابعه.
ويقال: جاء فلان طائِعاً غير مُكْرَهٍ والجمع طُوَّعٌ. قال أبو يوسف: يقال . . . أكمل المادة إذا أطاعَ النخلُ والشجرُ، إذا أدرك ثمرُه وأمكن أن يُجْتَنى.
وقد أطاعَ له المرتعُ، أي اتَّسعَ له وأمكنه من الرعي.
وقد يقال في هذا المعنى: طاعَ له المرتعُ.
ويقال: أمَرَه فأطاعه، بالألف لا غير.
وانطاعَ له، أي انقاد.
ورجلٌ طَيِّعٌ، أي طائِعٌ.

كره (لسان العرب) [0]


الأَزهري: ذكر الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة: وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً، واللذيْنِ في الأَحقاف: حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته كُرْهاً، ويقرأُ سائرَهُن بالفتح، وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه الحروفَ الثلاثةَ، والذي في النساء: لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء كُرْهاً، ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح، قال: وقال بعض أَصْحابنا نختار ما عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في . . . أكمل المادة القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة، فإن القراء أَجمعوا عليه. قال أَحمد بن يحيى: ولا أَعلم بين الأَحْرُف التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ تُتَّبع، ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم، وبقية القرآن مصادرُ، وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ، إلا الفراء فإنه زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه، والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه، تقول: جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهو كُرْهٌ لكم؛ يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً، قال: وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز، إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية، فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على ضمِّه، قال: ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه، لا أَن المؤمنين يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله، لأَن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح.
وقال الليث في الكَرْه والكُرْه: إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ، وإذا فتحوا قالوا كَرْهاً، تقول: فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ، وتقول: فعلتُه كَرْهاً، قال: والكَرْهُ المكروهُ؛ قال الأَزهري: والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ جَمِيل، وما قاله الليث فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ الواضح. الفراء: الكُرْه، بالضم، المَشقَّةُ. يقال: قُمْتُ على كُرْهٍ أَي على مشقَّةٍ. قال: ويقال أَقامني فلان على كَرْهٍ، بالفتح، إذا أَكرهك عليه. قال ابن بري: يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه: وله أَسْلَم مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً؛ ولم يقرأ أَحد بضم الكاف.
وقال سبحانه وتعالى: كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم؛ ولم يقرأ أَحد بفتح الكاف فيصير الكَره، بالفتح، فعل المضْطَرّ، الكُرْه، بالضم، فعل المختار. ابن سيده: الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها، والكُرْهُ، بالضم، المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها. يقال: فعلَ ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ.
وحكى يعقوب: أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ، وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً؛ قال: لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها، أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وأَنشد ثعلب: تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ يقول: لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها.
وفي الحديث: إِسْباغ الوُضوء على المَكارِه؛ ابن الأَثير: جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان ويشقُّ عليه.
والكُرْهُ، بالضم والفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء، ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة.
وفي حديث عبادة: بايَعْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المَنْشَطِ والمَكْرَه؛ يعني المَحْبوبَ والمَكْروهَ، وهما مصدران.
وفي حديث الأُضْحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه مكروهٌ، يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ. قال ابن الأَثير: كذا قال أَبو موسى، وقيل: معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة، إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك، هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ، والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ، وهو ظاهر.
وفي الحديث: خُلِقَ المكروهُ يوم الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا الشرَّ لقوله: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء، والنُّورُ خيرٌ، وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب. ابن سيده: واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ.
وفي المثل: أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ، وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا يُبالِغ فيها؛ وقول الخَثْعَمِيَّة: رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم، وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها.
وشيءٌ كَرْهٌ: مكروهٌ؛ قال: وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلاَّ وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ. عليه فتكارَهَه.
وتكَرَّهَ الأَمْرَ: كَرِهَه.
وأَكْرهْتُه: حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ، وجمع المكروه مَكارِهُ.
وامرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك.
وكَرَّهَ إليه الأَمْرَ تكرِيهاً: صيَّره كريهاً إليه، نقيض حَبَّبَه إليه، وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُهَ كَراهةً؛ وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر: حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ، لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا، أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ، فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره.
وأَمْرٌ كَريهٌ: مَكروهٌ. كَرْهٌ وكَريهٌ: قبيحٌ، وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه.
وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ.
وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه؛ قال الحُطَيْئة: مُصاحبةٍ على الكَراهينِ فارِكِ (* قوله «مصاحبة إلخ» صدره كما في التكملة: وبكر فلاها عن نعيم غزيرة). أَي على الكراهة، وهي لغة. اللحياني: أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ ذلك بمعنىً واحد.
والكَرِيهةُ: النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ، وكذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر.
وذو الكَريهةِ: السَّيْفُ الذي يَمْضِي على الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها. قال الأَصمعي: مِنْ أَسماء السيوف ذُو الكَريهة، وهو الذي يَمْضِي في الضرائب. الأَزهري: ويقال للأَرض الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ.
ورجل ذو مَكْروهةٍ أَي شدة؛ قال: وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا ورجل كَرْهٌ: مُتَكرِّهٌ.
وجمل كَرْهٌ: شديد الرأْس؛ وأَنشد: كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاءِ: أَعْلى النُّقْرة، هُذَليَّة، أَراد نُقْرَة القَفا.
والكَرْهاءُ: الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع.

رخم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرَخَمَةُ: طائر أبقعُ يُشبِه النَسْر في الخلقة، يقال له الأنوقُ.
والجمع رَخَمٌ، وهو للجنس.
والرَخْمَةُ أيضاً قريب من الرحمة، يقال: وقعتْ عليه رَخْمَتُهُ، أي محبَّتُه ولِينُه. أبو زيد: رَخِمَهُ رَخْمَةً، ورَحِمَهُ رَحمةً، وهما سواء. قال الشاعر:
مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعساءِ مَرحومُ      كأنّها أُمُّ ساجي الطرفِ أَخْدَرَها

قال الأصمعي: ألقِيَتْ عليه رِخْمَةُ أمّه، أي حُبُّها وإلفُها.
وأنشد لأبي النَجم:
      أَطْيَبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُهْ


وشاةٌ رَخْماءُ، إذا ابيضَ رأسُها واسودَّ سائر جسدها.
وكذلك المُخَمَّرَةُ، ولا تقل مُرَخَّمَةٌ.
وفرسٌ أَرْخَمُ.
وكلامٌ رَخيمٌ، أي رقيقٌ.
وقد رَخُم صوتُه رَخامَةً.
والتَرْخيمُ: التليين، ويقال الحذف.
ومنه تَرْخيمُ الاسم في الندء، وهو أن يحذَف من آخره حرفٌ أو أكثر.
وأَرْخَمَتِ الدجاجةُ على بيضها، إذا حضنَتْه، فهي . . . أكمل المادة مُرْخِمٌ ومُرْخِمَةٌ أيضاً.
ويقال: ما أدري أيُّ تُرْخُمٍ هو? أيْ أي الناس هو.
والرُخامى: شجرٌ مثل الضالِ. قال الكميت:
تُثير رُخاماها وتَعْلَقُ ضالـهـا      تَعاطى فِراخَ المكرِ طوراً وتارةً

قصد (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَصْدُ: إتيان الشيء. تقول قَصَدْتُهُ، وقَصَدْتُ له، وقَصَدْتُ إليه بمعنًى.
وقَصَدْتُ قَصْدَهُ: نحوْت نحوه.
وقَصَدْتُ العودَ قَصْداً: كسرته.
والقِصْدَةُ بالكسر القطعةُ من الشيء إذا انكسر، والجمع قِصَدٌ. يقال: القَنا قِصَدٌ.
وقد انْقَصَدَ الرمح.
وتَقَصَّدَتِ الرماح: تَكَسَّرَت.
ورمحٌ أقْصادٌ. قال الأخفش: هذا أحد ما جاء على بناء الجمع.
وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره، أي مات. قال لبيد:
بدَمٍ وغودَرِ في المَكَرِّ سُحامُها      فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ

وأقْصَدَ السهم، أي أصاب فقتل مكانه.
وأقْصَدَته حَيَّةٌ: قتلته. قال الأخطل:
بسَهْمَيْكِ فالرامي يَصيد ولا يَدْري      فإن كنتِ أقْصَدْتِني إذ رَمَيْتِـنـي

أي ولا يَخْتِلُ.
والقصيدُ: جمعُ القصيدةِ من الشعر، مثل سَفينٍ جمع سفينةٍ.
والقَصيدُ: اللحم اليابس.
والقاصِدُ: القريب؛ يقال: بيننا وبين الماء ليلةٌ قاصِدَةٌ، أي هيِّنةُ . . . أكمل المادة السيرِ، لا تعبَ فيه ولا بطءَ.
والقَصْدُ: بين الإسراف والتقتير. يقال: فلانٌ مقتصِدٌ في النفقة.
وقوله تعالى: "واقْصِدْ في مَشْيكَ".
واقصِدْ بذَرْعِكَ، أي ارْبَعْ على نفسك.
والقَصْدُ: العدلُ.

محل (الصّحّاح في اللغة) [0]


المَحْلُ: الجَدبُ، وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأرض من الكلإ. يقال: بلدٌ ماحِلٌ، وزمانٌ ماحلٌ، وأرضٌ مَحْلٌ وأرضٌ مُحُولٌ. يريدون بالواحد الجمع.
وقد أَمْحَلَتْ. قال ابن السكيت: أَمْحَلَ البلدُ فهو ماحِلٌ، ولم يقولوا مُمحِلٌ.
وربَّما جاء ذلك في الشعر. قال حسَّان بن ثابت:
شَمَطاً فأصبَحَ كالثغامِ المُمْحِلِ      إمَّا تَرَيْ رأسي تَغَيَّرَ لـونُـه

وأَمْحَلَ القومُ: أجدبوا.
والمَحْلُ: المكرُ والكيد. يقال: مَحَلَ به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ماحلٌ ومَحولٌ.
وفي الدعاء: "ولا تجعله ماحلاً مُصَدَّقاً".
والمُماحَلَةُ: المماكرة والمكايدة.
وتَمَحَّلَ، أي احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ.
ورجلٌ متماحلٌ، إذا كان طويلاً.
وسَبْسَبٌ مُتماحل، أي بعيدُ ما بين الطرَفين.
وفي الحديث: "أمورٌ مُتماحلةٌ" أي فِتَنٌ يطولُ أمرُها.
وقال أبي ذؤيب:
غَداتَئِذٍ ذي . . . أكمل المادة جَرْدَةٍ مُتماحِلِ      وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ

فهو من صفة أَشْعَثَ.
والمَحالُ والمَحالَةُ: البَكَرَةُ العظيمةُ التي تستقي بها الإبلُ.
والمَحالَةُ أيضاً: الفَقَارَةُ.
والمُمَحَّلُ، بفتح الحاء مشدّداً: اللبنُ الذي ذهبت عنه حلاوةُ الحَلَب وتغيَّر طعمه قليلاً.

تفر (لسان العرب) [0]


التِّفْرَةُ (* قوله «التفرة» بكسر التاء وضمها وككلمة وتؤدة كما في القاموس): الدائرة تحت الأَنف في وسط الشفة العليا، زاد في التهذيب: من الإِنسان، قال: وقال ابن الأَعرابي: يقال لهذه الدائرة تِفْرَةٌ وتَفِرَةٌ وتُفَرَةٌ. الجوهري: التَّفِرة، بكسر الفاء، النقرة التي في وسط الشفة العليا، والتَّفِرَةُ في بعض اللغات: الوتيرة.
والتَّفِيرَةُ: كل ما اكتسبته الماشية من حلاوات الخِضَرِ وأَكثر ما تَرْعاه الضأْن وصغار الماشية، وهي أَقل من حظ الإِبل.
والتَّفِرَةُ: تكون من جميع الشجر والبقر، وقيل: هي من الجَنَبَةِ.
والتَّفِرَةُ: ما ابْتَدَأَ من الطَّرِيفَةِ ينبت ليناً صغيراً، وهو أَحب المرعى إِلى المال إِذا عدمت البقل، وقيل: هي من القَرْنُونَةِ (* قوله . . . أكمل المادة «من القرنونة» في القاموس القرنوة هي الهرنوة والقرانيا وليس فيه القرنونة. قال الطرماح يصف ناقة تأْكل المَشْرَةَ، وهي شجرة، ولا تقدر على أَكل النبات لصغره: لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وَقَصارُها إِلى مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ وفي التهذيب: لا تَعْتلِقْ بالمحاجن. قال أَبو عمرو: التَّفِراتُ من النبات ما لا تستمكن منه الراعية لصغرها، وأَرض مُتْفِرَةٌ.
والتَّفِرُ: النبات القصير الزِّمِرُ. ابن الأَعرابي: التَّافِرُ الوَسِخُ من الناس، ورجل تَفِرٌ وتَفْران. قال: وأَتْفَرَ الرجلُ إِذا خرج شعر أَنفه إِلى تِفْرَتِهِ، وهو عيب.

بور (الصّحّاح في اللغة) [0]


 البورُ: الرجلُ الفاسدُ الهالكُ الذي لا خير فيه.
وامرأةٌ بورٌ، أيضاً حكاه أبو عبيدة.
وقومٌ بورٌ: هَلكى. قال الله تعالى: "وكنتم قَوْماً بوراً"، وهو جمع بائِرٍ.
وقد بارَ فلانٌ أي هلك.
وأبارَهُ الله: أهلكه.
ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتَّجه لشيء.
وهو إتْباعٌ لحائرٍ.
وبارَهُ يَبورُهُ، أي جرَّبه واختبره، والابْتيارُ مثله. قال الكميت:
ةِ إِمَّا ابْتِهاراً وإمَّا ابتِيارا      قَبيحٌ بمثليَ نَعْتُ الفَـتـا

يقول: إمَّا بُهتاناً وإما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها.
وبَرْتُ الناقةَ أَبورُهَا بَوراً بالفتح، وهو أن تَعرِضَها على الفحل تنظر أَلاقِحٌ هي أمْ لا، لأنَّها إذا كانت لاقِحاً بالتْ في وجه الفحل إذا تشمَّمَها.
ويقال أيضاً: بارَ الفحلُ الناقةَ وابْتارَها، إذا تشمَّمها ليعرف لِقاحها من حِيالِها.
ومنه . . . أكمل المادة قولهم: بُرْ لي ما عند فلانٍ، أي اعْلَمْهُ وامْتَحِنْ لي ما في نفسه.
والبَوارُ: الهلاكُ.
وحكى الأحمر: نزلَتْ بَوارِ على الكُفّار مثل قَطامِ.
وأنشد:
      إن التَظالُمَ في الصَديقِ بَوارِ

وبارِ المتاعُ: كَسَدَ.
وبارَ عملُه: بَطلَ.
ومنه قوله تعالى: "ومَكْرُ أُولَئِكَ هو يَبورُ".
والبارياءُ والبورياءُ: التي من القصب.
وقال الأصمعي: البورياءُ بالفارسية، وهو بالعربية بارِيٌّ وبوريٌّ.

عبط (مقاييس اللغة) [0]



العين والباء والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّةٍ تُصيبُ من غير استحقاق.
وهذه عبارةٌ ذكرها الخليل، وهي صحيحةٌ منقاسة. فالعَبْط: أن تُعبَط النّاقةُ صحيحةً من غير داءٍ ولا كَسْر. قالوا: والعَبِيط: الطرِيُّ من كلِّ شيء.
وهذا الذي ذكروهُ في الطريِّ توسُّعٌ منهم، وإنّما الأصل ما ذكِر. يقال من الأوّل: عُبِطت النّاقةُ واعتُبِطت اعتباطاً، إذا نُحِرت سمينةً فَتِيّةً من غير داء. قالوا: والرّجُل يَعبِط بنفسه في الحرب عَبْطاً، إذا ألقاها فيها غير مُكْرَه. يَعبِط الأرضَ عَبْطاً، إذا حفر فيها موضعاً لم يُحفَر قبلَ ذلك. قال مَرَّار:
ظَلَّ في أعلى يَفاعٍ جاذِلاً      يَعبِط الأرضَ اعتباطَ المحتَفِرْ

ويقال: مات فلانٌ عَبْطةً، أي شاباً . . . أكمل المادة سليماً.
واعتبطَه الموت. قال أميَّة:
مَن لم يَمتْ عَبْطةً يمُتْ هَرَماً      للموت كأسٌ فالمرءُ ذائقها

ومن ذلك الدّم العَبِيط: الطرِيّ. قال الخليل – وهي العبارة التي قدَّمْنا ذكرها-: يقال عَبَطته الدَّواهي، إذا نالته من غير *استحقاقٍ لذلك. قال حُمَيد :
بمنْزلٍ عَفٍّ ولم يُخالِطِ      مدنَّساتِ الرِّيَب العَوابِط

والعَبِيطة: الشّاة أو النّاقة المعتَبَطة. قال الشّاعر:
ولـه لا يَنِي عَبائِطُ من كُو      مٍ إذا كان من رِقاقٍ وبُزْل

الرِّقاق: الصِّغار من الإبل.

كري (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ في الشيء وسُهولة، وربما دلَّ على تأخير.فاللِّين والسهولة الكَرَى، وهو النُّعاس.
ومن بابه السَّيْر المُكَرِّي: اللَّيِّن الرقيق.
ومنها المُكَارِي وهو الظِّلُّ الذي يُكاري الشّيءَ، أي هو معه لا يفارقُه.
وهو أليَنُ ما يكونُ وألطفَهُ. قال جرير:
      مَرُوح تُبارِي الأحمسيَّ المُكارِيا

أي إنّها تُبارِي ظِلَّها كأنَّها تُساير.
ومن الباب الكَرْوُ: أنْ يَخْبِط الفرسُ في عَدْوه بيديه في استقامةٍ لا يُقبِل بهما نحوَ بطنِه.
وكَرَت المرأةُ في مَشْيها تَكْرُو كَرْواً.
والكُرَة ناقصة، نقصت واواً، سمِّيت بذلك لأنَّه يُكْرَى بها إذا رُمِيَ بها. يقال كَرَا الكرةَ يَكرُوها كَرْواً وأمَّا المُكارِي الذي يُكْري الجمال وغيرَها، فذاك مشتقٌّ . . . أكمل المادة من السَّير أيضاً، لأنَّه يُسايِر المكترِي منه. ثمَّ اتسعوا في ذلك فسمَّوا الأَجْرَ كِراءَ، ونقلوه أيضاً إلى ما لا يُسايَرُ به، كالدَّار ونحوها، والأصلما ذكرناه.
وأمَّا الذي ذكرنا من التأخير فقولُهم: أكرَيْتُ الحديثَ: أخَّرتُه. قال الحطيئة:
وأكْرَيتُ العِشاءَ إلى سُهَيلٍ      أو الشِّعرَى فطال بيَ الأَنَاء

فأما الكَرَوان فطائر يقال لذكَرهِ الكَرَى، يقال إذا صِيدَ:
أطرِقْ كَرَا أَطْرِق كرا      إنَّ النّعامةَ في القُرَى

ويقال سمِّي بذلك لدِقّة ساقَيه.
ويقولون: امرأةُ كَرْوَاء: دقيقة السَّاقين.
وهذا إن صحَّ فهو شاذٌّ عن القياس الذي ذكرناه.

خلبس (العباب الزاخر) [0]


الخُلابِس -مثال عُذافِر-: الكَذِب. والخُلابِس -أيضاً-: الحديث الرقيق، قال الكُمَيت يصف آثار الديار:
بما قد أرى فيها أوانِسَ كالدمى      وأشْهَدُ منهنَّ الحَديثَ الخُلابِسا

ويروى: "أوانِسَ بُدَّنا"، وروى الأمويُّ: "الخَلابِسا" -بفتح الخاء- يريد الخَلابِيْس وهو الباطل. والخَلابِيْس -أيضاً-: المتفرِّقون. والخَلابِيْس: الأخلاط من كل وجه، قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه:
أمسى الخَلابِيْسَ قد عَزُّوا وقد كَثُرُوا      وابن الفُرَيْعَة أمسى بَيْضَةَ البلـدِ

وقال الليث: الخَلابِيْس: الكَذِب. والخَلابِيْس: أن تَروي الإبل ثم تذهب ذهاباً شديداً حتى تُعَنِّي الراعي، يقول الرجل لصاحبه: أكفيكَ الإبلَ وخَلابِيْسَها. وقال ابن دريد: الخِلْبيس: واحد الخَلابِيْس.
ودفع ذلك الأصمعي وقال: لا أعترِفُ للخَلابِيْس واحِداً، قال: والخَلابِيْس: الشيء الذي لا نظام له ولا يجري . . . أكمل المادة على استواء، قال المتلمِّس:
شَدُّوا الجِمالَ بأكوارٍ على عَجَـلٍ      والظُّلمُ يُنكِرُهُ القوم المَكـايِيْسُ


وقال ابن عبّاد: أمر خَلابِيْس: أي ذو مكرٍ وخداع ليس بالمستقيم. قال والخَلابِيْس: اللِّئام والأنذال. وقال الليث: الخَلَنْبوس: حَجَرُ القدّاح. وخَلْبَسَهُ وخَلْبَسَ قَلْبَه: إذا فتنه وذهب به؛ كما يقال خَلَبَه، وليس يَبْعُدُ أن يكون هذا هو الأصل لأنَّ السين من حروف الزيادات.
وقال ابن فارس: هو منحوت من كلمتين خَلَبَ وخَلَسَ.

الفَرْزُ (القاموس المحيط) [0]


الفَرْزُ: ما اطْمَأَنَّ من الأرضِ، وعَزْلُ شيءٍ من شيءٍ، ومَيْزُهُ،
كالإِفْرازِ، وقد فَرَزَهُ يَفْرِزُهُ.
وفَرَّزَ علَيَّ برَأْيِهِ تَفْرِزَةً: قَطَعَ عَلَيَّ بِهِ.
والفِرْزَةُ، بالكسر: القِطْعَةُ مما عُزِلَ، وبالضم: النَّوْبَةُ، والفُرْصَةُ، والطريقُ في الأكَمَةِ،
كالفِرْزِ، بالكسر، وجبلٌ باليمامة.
ولسانٌ وكلامٌ فارزٌ: بَيِّنٌ فاصِلٌ.
وفارَزَهُ: فَاصَلَهُ، وقاطَعَهُ.
وفِرْزَانُ الشِّطْرَنْجِ، بالكسر: مُعَرَّبُ فَرْزِينَ، بالفتح.
والفُرُزُّ، كعُتُلٍّ: العبدُ الصحيحُ، أو الحُرُّ الصحيحُ التارُّ.
وفِرْزِيْنُ، بالكسر: ع.
وفَرْزَنُ، بالفتح: ة.
وأَفْرَزَهُ الصَّيْدُ: أَمْكَنَهُ عن كَثَبٍ.
وَثَوْبٌ مُفَرْوَزٌ: له تَطارِيفُ.
وفَرْوَزَ: مَاتَ.
وإفْرِيزُ الحائطِ، بالكسر: طُنُفُهُ، مُعَرَّبٌ.
والفارِزُ: جَدُّ السُّودِ من النَّمْلِ.
وعُقْفانُ: جَدُّ الحُمْرِ.
والفارِزَةُ: طريقةٌ تأخُذُ في رَمْلَةٍ في دَكَادِكَ لَيِّنَةٍ.
وَفَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ: صحابيُّ . . . أكمل المادة رَوَى عنه أبناؤُهُ الضَّحَّاكُ وسعيدٌ وعبدُ اللهِ.
وفيروزُ الهَمْدَانِيُّ الوادِعِيُّ: أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ والإِسْلاَمَ، وقد يُعَدُّ في الصَّحَابَةِ.
وفَيْرُوزاباذُ، وتكسر فاؤُهُ: د بفارس،
وة بها قربَ مَرْدَشْتَ، وقلعةٌ حصينةٌ بأذْرَبِيجانَ،
وة بظاهِرِ هَرَاةَ،
وة قُرْبَ مَكْرَانَ،
ود بالهِنْدِ.
وفَيْرُوزَ قُبادَ: د كان قُرْبَ بابِ الأبْوابِ، وطَسُّوج قُرْبَ بَغْدَادَ.
وفَيْروزَكُوه: قلعةٌ حصينَةٌ بين هَرَاةَ وغِزْنينَ، وقَلْعَةٌ أخْرَى قُرْبَ جَبَلِ دُنْباوَنْدَ،
وافْتَرَزَ أَمْرَهُ دونَ أهل بيتِهِ: قَطَعَهُ.

غمم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الغَمُّ: واحد الغُموم. تقول منه: غَمَّهُ فاغْتمَّ.
وغَمَمْتُ الحمار وغيره، إذا ألقمت فمه ومنخريه الغمامة بالكسر وهي كالكعام والجمع الغَمائِمُ.
وغَمَمْتُهُ، إذا غطَّيته فانْغَمَّ. يقال: أمرٌ غمَّة، أي مبهمٌ ملتبسٌ. قال تعالى: "ثمَّ لا يَكُنْ أمرُكم عليكم غُمَّةً". قال أبو عبيد: مجازها ظلمةٌ وضيق وهمٌّ.
والغُمَّةُ أيضاً: قعر النِحْي وغيره.
وغَمَّ يومنا بالفتح فهو يومٌ غَمٌّ، إذا كان يأخذ بالنفس من شدَّة الحر.
وأغَمَّ يومنا مثله.
وليلةٌ غَمٌّ، أي غامَّةٌ، وصِفَ بالمصدر، كما تقول: ماءٌ غَوْرٌ. وحكى أبو عبيد عن أبي زيد: ليلةٌ غَمَّى وليلةٌ غَمَّةٌ، إذا كان على السماء غَمْيٌ.
ويومٌ غَمٌّ.
وغُمَّ عليه الخبر، على ما لم يسمّ فاعله، أي استعجمَ، مثل أُغْمِيَ.
والغمَّةُ: الكربةُ.
ويقال أيضاً: غُمَّ . . . أكمل المادة الهلال على الناس، إذا ستره عنهم غيمٌ أو غيره فلم يُرَ.
ويقال: صُمْنا للغُمَّى. وحكى ابن السكيت عن الفراء: صُمْنا للغَمَّى وللغُمَّى، بالفتح والضم جميعاً. قال الراجز:
      أوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُهـا


وصُمنا للغَمَّاءِ، على فَعْلاءِ بالفتح والمدّ.
والغَمام: السحاب، الواحدة غَمامَةٌ.
وقد أغَمَّتِ السماء، أي تَغَيَّمَتْ.
والغَمَمُ: أن يسيل الشَعَرُ حتَّى تضيق الجبهةُ أو القفا.
ورجلٌ أغَمٌّ، وجبهةٌ غَمَّاءُ.
وتُكره الغَمَّاء من نواصي الخيل، وهي المُفرِطة في كثرة الشعر.
والغَميمُ: الغَميسُ، وهو الكلأ تحت اليبيس.
والغَميمُ: لبنٌ يسخَّن حتَّى يغلظ.

ع - ق - ل (جمهرة اللغة) [0]


جمع مَكْر، وهو نبت. وعِلْقة: اسم. والقَلْع: قلعُك الشيءَ عن موضعه؛ قلعتُه أقلَعه قَلْعاً. والقالع: دائرة أو شامة في موضع سَرج الفَرَس يُتشاءم بها. والقَلَع: شراع السفينة، والجمع القِلاع، وربما جُعل القِلاع واحداً. ورمى فلانٌ فلاناً بقُلاعة، إذا رماه بحُجّة تُسكته. والقَلَع: السحاب. وسيف قَلَعيّ: منسوب الى معْدِن أو حديد. والقُلاع، مُخفَّف: داء يصيب الصبيان في أفواههم. والقوم على قُلْعَة، أي على رِحلة. والقَلَعَة؛ بفتح اللام لا غير: حِصن في أعلى الجبل، والجمع قِلاع. والمِقلاع الذي تُخذف به الحجارة أحسبه مولَّداً. ورَصاص قَلَعيّ، وهو الشديد البياض. والقُلَيْعة: موضع. والقُلاعة: صخرة عظيمة تكون في وسط فضاء سهل. والقُعال، زعموا: . . . أكمل المادة ما تساقط من الكَرْم قبل إدراك العنب. والقَعْل: فعل ممات، منه بِنية القَعْوَلَة، الواو زائدة، وهي ضرب من المشي؛ جاء يُقَعْوِل قَعْوَلَةً، إذا جاء يَسفي الترابَ بصدر قدميه في مِشيته. قال الراجز: وأنتَ تمشي القَعْوَلَى والقَنْجَلَهْ والقُعال: ما تناثر من فَغْو العنف وغيره من الشجر. واللَّعْق: مصدر لَعِقْتُ العَسَلَ وغيره ألعَقه لَعْقاً. والمِلعقة: التي يُلعق بها. واللَّعْوَقَة: سرعة الإنسان فيما أخذ فيه من عمل في خفّة ونَزَق. واللّعْوَقَة أيضاً: رجل لَعْوَق، أي مسلوس العقل خفيفه. واللَّعُوق: كل ما لعِقتَه. واللَّقْع: حذفُك الإنسانَ بحصاة أوبَعَرة. ومثل من أمثالهم: " أهونُ من لَقْعَة ببَعَرَة " . وكذلك لَقَعَه بعين، إذا أصابه بها. ورجل تِلقاعة، إذا كان يلقَع الناسَ بعينه، أي يصيبهم بها؛ وكذلك رجل لَقّاعة.

شغزب (لسان العرب) [0]


الشَّغْزَبَة: الأَخْذُ بالعُنْفِ.
وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ: شَغْزَبيٌّ.
ومَنْهَلٌ شَغْزَبيٌّ: مُلْتَوٍ عَن الطَّريق؛ وقالَ العجاجُ يَصِفُ مَنْهَلاً: مُنْجَرِدٌ، أَزْوَرُ، شَغْزَبيُّ وتَشَغْزَبَتِ الرِّيحُ: التَوَتْ في هبوبها.
والشَّغْزَبِـيَّةُ: ضَرْبٌ من الحِـيلَةِ في الصِّراعِ، وهي أَن تَلْوِيَ رِجلَهُ بِرجْلِكَ؛ تقول: شَغْزَبْتُه شَغْزَبَـةً، وأَخَذْتُه بالشَّغْزَبِـيَّةِ؛ قال ذو الرمة: ولَبَّسَ بَين أَقْوامي، فكُلٌّ * أَعَدَّ له الشَّغازِبَ، والـمِحالا وقيل: الشَّغْزَبِـيَّةُ والشَّغْزَبيُّ اعتِقالُ الـمُصارِعِ رِجْلَه بِرِجْل آخَرَ، وإِلْقاؤُه إِيَّاهُ شَزْراً، وصَرعُه إِيَّاهُ صَرعاً؛ قال: عَلَّمَنَا أَخْوالُنَا، بنُو عِجِلْ، * الشَّغْزَبيَّ، واعْتِقالاً بالرِّجِلْ تقولُ: صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِـيَّةً. أَبو زيد: شَغْزَبَ الرَّجلُ الرَّجلَ، وشَغْرَبَهُ، بمعنى واحدٍ، وهو إِذا أَخَذَه العُقَيلَى؛ وأَنشد: بَيْنَا الفَتى يَسْعَى إِلى أُمْنِـيَّهْ، يَحْسِبُ أَنَّ . . . أكمل المادة الدَّهْرَ سُرْجُوجِـيَّهْ، عَنَّتْ لَهُ داهِـيَةٌ دُهْوِيَّهْ، فاعْتَقَلَتْه عُقْلَة شَزْرِيَّهْ، لَفْتَاءَ عَنْ هَواهُ شَغْزَبِـيَّهْ وفي الحديث: حتى يكونَ شُغْزُبّاً؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه أَبو داود في السننِ. قال الـحَرْبيُّ: والذي عِنْدي أَنه زُخْزُبّاً، وهو الذي اشْتَدَّ لحمُه وغَلُظَ، وقد تقدم في الزاي. قال الخطابي: ويحتمل أَن تكونَ الزايُ أُبْدِلَت شِـيناً، والخاءُ غَيْناً، تصحيفاً، وهذا من غريب الإِبدال.
وفي حديث ابن مَعْمرٍ: أَنه أَخَذَ رَجُلاً بِـيَدِهِ الشَّغْزَبِـيَّةَ؛ قيل: هي ضَرْبٌ من الصُّراعِ، وهو اعْتِقالُ الـمُصارع رِجْلَه برِجْلِ صاحِـبِه، ورَمْيُه إِلى الأَرض. قال: وأَصلُ الشَّغْزَبِـيَّةِ الالْتِواءُ والـمَكْرُ، وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبيٌّ.
والشَّغْبَزُ(2) (2 قوله «والشغبز إلخ» هكذا في الأصل وأورده في التهذيب في مقلوب شغزب بالزاي وقال الصواب انه شغبر بالراء المهملة.): ابن آوى.

الخَمْسَةُ (القاموس المحيط) [0]


الخَمْسَةُ من العَدَد: م.
والخامِالخامِسُ، إبْدالٌ.
وثَوْبٌ ورُمْحٌ مَخْموسٌ وخَميسٌ: طولُهُ خَمْسُ أذْرُعٍ.
وحَبْلٌ مَخْموسٌ: من خَمْسِ قُوىً.
وخَمَسْتُهُمْ أخمُسُهُمْ، بالضم: أخَذْتُ خُمْسَ أمْوالِهِم.
وأخْمِسُهُمْ، بالكسر: كُنْتُ خامِسَهُمْ، أو كَمَّلْتُهُمْ خَمْسَةً بِنَفْسِي.
ويَوْمُ الخَمِيسِ: م.
ج: أخْمِساءُ وأخْمِسَةٌ.
والخَميسُ: الجَيْشُ، لأِنَّهُ خَمْسُ فِرَقٍ: المُقَدِّمَةُ، والقَلْبُ، والمَيْمَنَةُ، والمَيْسَرَةُ، والساقَةُ، واسمٌ.
وما أدْرِي أيُّ خَميسِ الناسِ هو، أي: جماعتِهِم، وخَميسٌ الحَوْزيُّ، وابنُ خَميسٍ المَوْصليُّ: مُحَدِّثانِ.
والخِمْسُ، بالكسر، من أظْماءِ الإِبِلِ: وهي أنْ تَرْعَى ثَلاثَةَ أيَّامٍ، وتَرِدَ الرابعَ، وهي إبِلٌ خَوامِسُ، واسمُ رَجُلٍ، ومَلِكٍ باليمنِ، أولُ من عُمِلَ له البُرْدُ المَعْروفُ بالخِمْسِ.
وفَلاةٌ خِمْسٌ: انْتَاطَ ماؤُها حتى يكونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابعَ سِوَى . . . أكمل المادة اليومِ الذي شَرِبَتْ فيه.
وهُمَا في بُرْدَةٍ أخْماسٍ، أي: تَقَارَبَا، واجْتَمَعَا، واصطَلَحَا، أو فَعَلاَ فِعْلاً واحِداً يَشْتبهانِ فيه، كأَنَّهُما في ثَوْبٍ واحِدٍ.
و"يَضْرِبُ أَخماساً لأِسْدَاسِ": يَسْعَى في المَكْر والخَديعةِ، يُضْرَبُ لِمَنْ يُظْهِرُ شيئاً، ويُريدُ غيرَهُ، لأنَّ الرجُلَ إذا أرادَ سَفَراً بَعيدَاً، عَوّضدَ إبِلَهُ أن تَشْرَبَ خِمْساً سِدْساً، وضَرَبَ بمعنى بَيَّنَ، أي: يُظْهِرُ أخْماساً لأجْلِ أسْداسٍ، أي: رَقَّى إبلَهُ من الخِمْسِ إلى السِّدْسِ.
والخُمْسُ، وبضمتينِ: جُزْءٌ من خَمْسَةٍ.
وجاؤُوا خُماسَ ومَخْمَسَ، أي: خَمْسَةً خَمْسَةً.
وخَمَاساءُ، كَبَراكاءَ: ع.
وأخْمَسُوا: صارُوا خَمْسَةً،
و~ الرَّجُلُ: ورَدَتْ إبِلُهُ خِمْساً.
وخَمَّسَهُ تَخْميساً: جَعَلَهُ ذَا خَمْسَة أرْكان.
وغُلامٌ خُماسيٌّ: طُولهُ خَمْسَةُ أشْبارٍ، ولا يقالُ سُداسِيٌّ، ولا سُباعِيٌّ، لأنه إذا بَلَغَ سِتَّةَ أشْبارِ، فهو رَجُلٌ.

أ م ن (المصباح المنير) [0]


 أَمِنَ: زيدٌ الأسدَ "أَمْنًا" و "أَمِنَ" منه مثلُ سَلِم مِنْه وزنًا ومَعْنىً والأصلُ أن يُسْتَعْمَلَ في سُكُوِن القلب يَتَعَدَّى بنفْسِهِ وبالحرف ويُعْدَّى إلى ثانٍ بالهْمَزة فَيقَال "آمَنْتُهُ" منه و "أمِنْتُهُ" عليه بالكسر و "ائْتَمَنْتُهُ" عليه فهو "أَمِينٌ" و "أَمِنَ" البلد اطمأن به أهله فهو "آمِنٌ" و "أَمِينٌ" وهو "مَأْمُونٌ" الغائلة أي ليْسَ له غورٌ ولا مكر يخشى و "آمَنْتُ" الأسير بالمد أعطيته الأمان، فأمن هو بالكسر و "آمَنْتُ" بالله "إِيْمَانًا" أسلمت له و "أَمِنَ" بالكسر "أَمَانَةً" فهو "أَمِينٌ" ثم استعمل المصدر في الأعيان مجازا فقيل: الوديعة أمانة ونحوه والجمعُ "أَمَانَاتٌ" و "أَمِينٌ" بالقصر في لغة الحجاز وبالمد في لغة بني عامر والمدّ إشباع بدليل أنه لا يوجد في العربية كلمَةٌ على فَاعِيلٍ ومَعْنَاه الَّلهُمَّ اسْتَجِبْ، وقال أبو حاتم: معناه كَذِلكَ يكون وعن الحسن البصري أنه اسمٌ من أَسْمَاءِ الله تعالى والْمَوْجُودُ في مشاهير الأصْول المعتمدة . . . أكمل المادة أنَّ التَّشْديد خطأ، وقال بعض أهل العلم: التشديد لُغَةٌ وهو وهم قديمٌ وذلك أن أبا العباس أحمد بن يحيى قال: و "آمِينَ" مثال عاصين لغة فتوهم أن المراد صيغة الجمع؛ لأنه قابله بالجمع وهو مردود بقول ابن جني وغيره أن المراد موازنة اللفظ لا غير قال ابن جني: وليس المراد حقيقة الجمع ويؤيده قول صاحب التمثيل في الفصيح والتشديد خطأ ثم المعنى غير مستقيم على التشديد لأن التقدير: {وَلَا الضَّالِّينَ} قاصدين إليك وهذا لا يرتبط بما قبله فافهمه و "أَمَّنْتُ" على الدعاء "تَأْمِينًا" قلت عنده "آمِينَ" و "اسْتَأْمَنَهُ" طلب منه الأَمَان و "اسْتَأْمَنَ" إليه دَخَل في أَمَانِهِ. 

جرل (لسان العرب) [0]


الجَرَلُ، بالتحريك: الحِجارة وكذلك الجَرْوَلُ، وقيل: الحِجارة مع الشَّجَر؛ وأَنشد ابن بري لراجز: كُلّ وَآةٍ وَوَأًى ضافي الخُصَل مُعْتَدلات في الرِّقاق والجَرَل والجَرَل: المَكان الصُّلْب الغَلِيظ الشَّدِيد من ذلك.
ومَكانٌ جَرِلٌ والجمع أَجْرال؛ قال جرير: مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى، ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرْضٌ جَرِلة: ذات جَراوِلَ وغِلَظٍ وحجارة. قال الجوهري: وقد يكون جمع جَرَل مثل جَبَل وأَجْبال. قال ابن سيده: فأَما قول أَبي عبيد أَرض جَرِلَةٌ وجمعها أَجْرال فخطأٌ، إِلا أَن يكون هذا الجمع على حذف الزائد، والصواب البَيِّن أَن يقول مكان جَرِلٌ، لأَن فَعِلاً مما يُكَسَّر على أَفعال اسماً وصفة، وقد جَرِلَ المَكانُ جَرَلاً.
والجَرْوَل: الحِجارة، . . . أكمل المادة والواو للإِلحاق بجَعْفر، واحدتها جَرْوَلة، وقيل: هي من الحجارة مِلْءُ كَفِّ الرجل إِلى ما أَطاق أَن يَحْمِل، وقيل: الجَراولُ الحجارة، واحدتها جَرْوَلة.
والجَرْوَل والجُرْوَل: موضع من الجبل كثيرُ الحجارةُ. التهذيب: الجَرَل الخَشِن من الأَرض الكثيرُ الحجارة.
ومكان جَرِلٌ، قال: ومنه الجَرْوَل وهو من الحَجَر ما يُقِلُّه الرجل ودونه وفيه صلابة؛ وأَنشد: هُمْ هَبَطُوه جَرِلاً شَراساً، لِيَتْرُكُوه دَمِناً دَهاسا قال ابن شميل: أَما الجَرْوَل فزعم أَبو وَجْزَة أَنه ما سال به الماء من الحجارة حتى تراه مُدَلَّكاً من سيل الماء به في بَطْن الوادي؛ وأَنشد:مُتَكَفِّت ضَرِم السِّبا قِ، إِذا تَعَرَّضَتِ الجَراوِل الكلابي: وَادٍ جَرِلٌ إِذا كان كَثِير الجِرفَة والعَتَب والشجر، قال: وقال حِتْرِشٌ مَكان جَرِلٌ فيه تَعادٍ واختلافٌ، وقال غيره من أَعراب قيس: أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفة، وقَدَحٌ جَرِفٌ ورجل جَرِفٌ كذلك. الليث: والجَرْوَل اسم لبَعض السِّباع. قال الأَزهري: لا أَعرف شيئاً من السِّباع يُدْعَى جَرْوَلاً. ابن سيده: الجَرْوَل من أَسماء السِّباعِ.
وجَرْوَل بنُ مُجاشِع: رجل من العرب، وهو القائل: مُكْرَهٌ أَخْوكَ (* قوله «مكره أَخوك» كذا في الأصل بالواو وكذا أورده الميداني، والمشهور في كتب النحو: أخاك) لا بَطَل.
وجَرْوَلٌ: الحُطَيْئَة العَبْسِيُّ سمِّي الحجر؛ قال الكميت: وما ضَرَّها أَنَّ كَعباً نَوى، وفَوَّزَ من بَعْدِه جَرْوَلُ والجِرْيال والجِرْيالة: الخَمْرُ الشديدة الحُمْرة، وقيل: هي الحُمْرة؛ قال الأَعْشَى: وسَبِيئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بابلٌ، كَدَمِ الذَّبِيح سَلَبْتُها جِرْيالَها وقيل: جِرْيال الخَمْر لَوْنُها.
وسئل الأَعشى عن قوله سلبتها جريالها فقال أَي شربتها حمراء فَبُلْتُها بيضاء.
وقال أَبو حنيفة: يعني أَن حُمْرتها ظهرت في وجهه وخَرَجَت عنه بيضاءَ، وقد كَسَّرَها سيبويه يريد بها الخَمْر لا الحُمْرة، لأَن هذا الضَّرْب من العَرَض لا يُكَسَّرُ وإِنما هو جنس كالبياض والسواد.
وقال ثعلب: الجِرْيال صَفْوَة الخَمْر؛ وأَنشد: كأَنَّ الرِّيقَ مِنْ فِيها سَحِيقٌ بَيْنَ جِرْيال أَي مِسْك سَحِيق بين قِطَع جِرْيال أَو أَجزاء جِرْيال.
وزعم الأَصمعي أَن الجِرْيال اسم أَعجمي رُوميٌّ عُرِّب كأَن أَصله كِرْيال. قال شمر: العرب تجعل الجِرْيالَ لونَ الخَمْر نَفْسِها وهي الجِريالة؛ قال ذو الرمَّة: كأَنَّني أَخُو جِرْيَالةً بَابِلِيَّةٍ كُمَيْتٍ، تَمَشَّتْ في العِظامِ شَمُولُها فجعل الجِرْيالة الخَمْر بعينها، وقيل: هو لونها الأَصفر والأَحمر. الجوهري: الجِرْيال الخَمْر وهو دون السُّلاف في الجَوْدة. ابن سيده: والجِرْيال أَيضاً سُلافة العُصْفُر. ابن الأَعرابي: الجِرْيال ما خَلَص من لَوْن أَحمر وغيره.
والجِرْيَال: البَقَّم.
وقال أَبو عبيدة: هو النَّشَاسْتَج.
والجِرْيال: صِبْغ أَحمر.
وجِرْيَال الذهب: حُمْرته؛ قال الأَعْشَى:إِذا جُرِّدَتْ يَوْماً، حَسِبْتَ خَمِيصَة عَلَيْها، وجِرْيَالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصا شَبَّه شعرها بالخَمِيصة في سواده وسُلُوسَته، وجَسَدَها بالنَّضِير وهو الذهب، والجِرْيال لَوْنُه.
والجِرْيَال: فَرَس قَيْس بن زهير.

محل (لسان العرب) [0]


المَحْلُ: الشدّة.
والمَحْلُ: الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب.
والمَحْل: نقيض الخِصْب، جمعه مُحول وأَمْحال. الأَزهري: المُحولُ والقُحوطُ احتباس المطر.
وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ: لم يصبها المطر في حينه. الجوهري: المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ. غيره قال: وربما جمع المَحْل أَمْحالاً؛ وأَنشد: لا يَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ ابن السكيت: أَمْحَلَ البلدُ، هو ماحِل، ولم يقولوا مُمْحِل، قال: وربما جاء في الشعر؛ قال حسان بن ثابت: إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ ابن سيدَه: أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول، وفي التهذيب: . . . أكمل المادة ومَحُولة أَيضاً، بالهاء، لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ؛ قال ابن سيده: وأَرى أَبا حنيفة قد حكى أَرض مُحُولٌ، بضم الميم، وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل؛ الأَخيرة على النسب؛ الأَزهري: وأَرض مِمْحال؛ قال الأَخطل: وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها، بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ وفي الحديث: أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً؛ والمَحْل في الأَصْل: انقطاع المطر.
وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل البلدُ، فهو ماحِل على غير قياس، ورجل مَحْل: لا يُنْتفع به.
وأَمْحَل المطرُ أَي احتبس، وأَمْحَلْنا نحن، وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ.
ويقال: قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنين؛ قال ابن سيده: وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت.
وأَمْحَل القومُ: أَجْدبوا، وأَمْحَلَ الزمانُ، وزمان ماحِلٌ؛ قال الشاعر: والقائل القَوْل الذي مِثْلُه يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ الجوهري: بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول، كما قالوا بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يريدون بالواحد الجمع، وقد أَمْحَلَت.
والمَحْل: الغُبار؛ عن كراع.
والمُتماحِل من الرجال: الطويلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤيب: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه، غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل قال الجوهري: هو من صفة أَشْعَث، والبَوْشِيُّ: الكثير البَوْشِ والعِيال، وأُحاحُه: ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من غَمَر العِيال؛ ومنه قول الآخر: يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ والجَرْدةُ: بُرْدة خلَق.
والمُتماحِلُ: الطويل.
وفي حديث علي: إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وقيل: يطول أَمرها.
وسَبْسَب مُتماحل أَي بعيد ما بين الطرَفين.
وفَلاة مُتماحلة: بعيدة الأَطراف؛ وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة: كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ، هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل وقال آخر: بَعِيدٌ من الحادي، إِذا ما تَدَفَّعَتْ بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل وقال مزرّد: هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ وناقة مُتماحِلة: طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً.
وبعير مُتماحِل: طويل بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ.
والمَحْلُ: البُعد.
ومكان مُتَماحِل: مُتباعد؛ أَنشد ثعلب: من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به.
وتَماحَلَتْ بهم الدارُ: تباعدت؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وأُعْرِض، إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض؛ تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد.
ومَحَلَ لفلان حقه: تكلَّفه له.
والمُمَحَّل من اللبن: الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة، وقيل: هو الذي حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب؛ وأَنشد: ما ذُقْتُ ثُفْلاً، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ، إِلاَّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ قال ابن بري: الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً، وصوابه: ما ذاقَ ثُفْلاً؛ وقبله: صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ، يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ والثُّفْل: طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما. الأَصمعي: إِذا حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو المُمَحَّل.
ويقال: مع فلان مَمْحَلة أَي شَكْوة يُمَحِّل فيها اللبن، وهو المُمَحَّل ويديرها . . . (* هكذا بياض في الأصل) الجوهري: والمُمَحَّل، بفتح الحاء مشددة، اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً.
وتَمَحَّل الدراهمَ: انْتَقَدَها.
والمِحالُ: الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل.
ومَحَِل به يَمْحَل (* قوله «ومحل به يمحل إلخ» عبارة القاموس: ومحل به مثلثة الحاء محلاً ومحالاً؛ كاده بسعاية إلى السلطان) مَحْلاً: كاده بسِعاية إِلى السلطان. قال ابن الأَنباري: سمعت أَحمد بن يحيى يقول: المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَل فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه، فهو ماحِل ومَحُول، والماحِلُ: الساعي؛ يقال: مَحَلْت بفلان أَمْحَل إِذا سعيت به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به. الأَزهري: وأَما قول الناس تمَحَّلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ وقدَّر أَنه من المحالة، بفتح الميم، وهي مَفْعلة من الحيلة، ثم وُجِّهت الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَحَّلْت، كما قالوا مَكان وأَصله من الكَوْن، ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا، قال: وليس التمَحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء، ولكنه من المَحْل وهو السعي، كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه.
والمَحْل: السِّعايةُ من ناصح وغير ناصح.
والمَحْل: المَكْر والكيد.
والمِحال: المكر بالحقِّ.
وفلان يُماحِلُ عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع.
والمِحالُ: الغضب.
والمِحالُ: التدبير.
والمُماحَلة: المُماكَرة والمُكايَدة؛ ومنه قوله تعالى: شدِيد المِحال؛ وقال عبد المطلب بن هاشم: لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم ومِحالُهم، عَدْواً، مِحالَك أَي كيدَك وقوّتك؛ وقال الأَعشى: فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْـ ـدِ، غزِير النَّدَى، شديد المِحال (* قوله «في غصن المجد» هكذا ضبط في الأصل بضمتين). أَي شديد المكر؛ وقال ذو الرمة: ولبّسَ بين أَقوامٍ، فكُلٌّ أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا وفي حديث الشفاعة: إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: واللهِ ما فيها كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل، من المِحال، بالكسر، وهو الكيد، وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدَّة، وميمه أَصلية.
ورجل مَحِل أَي ذو كَيْد.
وتمَحَّلَ أَي احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ. يقال: تَمَحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه. الأَزهري: والمِحالُ مُماحَلة الإِنسان، وهي مُناكَرتُه إِياه، يُنْكر الذي قاله.
ومَحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِل به إِذا بَهَتَه وقال: إِنه قال شيئاً لم يَقُلْه.
وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً: قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ.
والمَحْل في اللغة: الشدة، وقوله تعالى: وهو شديد المِحالِ؛ قيل: معناه شديد القدرة والعذاب، وقيل: شديد القوّة والعذاب؛ قال ثعلب: أَصل أَن يسعى بالرجل ثم ينتقل إِلى الهَلَكة.
وفي الحديث عن ابن مسعود: إِن هذا القرآن شافِعٌ مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق؛ قال أَبو عبيد: جعله يَمْحَل بصاحبه إِذا لم يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه؛ قال ابن الأَثير: أَي خَصْم مُجادل مُصدَّق، وقيل: ساعٍ مُصدَّق، من قولهم مَحَل بفلان إِذا سعى به إِلى السلطان، يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به.
وفي حديث الدعاء: لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ، ويروى: سنَّة ماحل، بالنون والسين المهملة.
وقال ابن الأَعرابي: مَحَل به كادَه، ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره؛ وأَنشد: مَصادُ بنَ كعب، والخطوبُ كثيرة، أَلم تَرَ أَن الله يَمْحَل بالأَلْف؟ وفي الدعاء: ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً.
والمِحالُ من الله: العِقابُ؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى: وهو شديد المِحال؛ وهو من الناس العَداوةُ.
وماحَله مُماحَلة ومِحالاً: عاداه؛ وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في قوله تعالى: وهو شديدُ المِحال؛ قال: شديد الانتِقام، وروي عن قتادة: شديد الحِيلة، وروي عن ابن جُريج: أَي شديد الحَوْل، قال: وقال أَبو عبيد أَراه أَراد المَحال، بفتح الميم، كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ، قال: والمِحال الكيد والمكر؛ قال عدي: مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العا م، فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال قال: مكَروا وسَعَوْا.
والمِحال، بكسر الميم: المُماكَرة؛ وقال القتيبي: شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر، قال: وأَصلُ المِحال الحِيلةُ؛ وأَنشد قول ذي الرمة: أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا قال ابن عرفة: المِحالُ الجِدالُ؛ ماحَلَ أَي جادَلَ؛ قال أَبو منصور: قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش، وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة، وليس كما توهَّمه لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو والياء، مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل وما شاكلها، قال: وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها؛ وقال الفراء في كتاب المصادر: المِحال المماحلة. يقال في فَعَلْت: مَحَلْت أَمْحَل مَحْلاً، قال: وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة، قال أَبو منصور: وهذا كله صحيح كما قاله؛ قال الأَزهري: وقرأَ الأَعرج: وهو شديد المَحال، بفتح الميم، قال: وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال: المعنى وهو شديد الحَوْل، وقال اللحياني عن الكسائي: قال مَحِّلْني يا فلان أَي قَوِّني؛ قال أَبو منصور: وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة.
والمَحالة: الفَقارة. ابن سيده: والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير، وجمعه مَحال، وجمع المَحال مُحُل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُحُلْ، من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ، شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون الأَوْعال؛ الأَزهري: وأَما قول جندل الطَّهَويّ: عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر، جعل الميم لما لزمت المَحالة، وهي الفَقارة من فَقار الظهر، كالأَصلية.
والمَحِلُ: الذي قد طُرِد حتى أَعيا؛ قال العجاج: نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور وفي النوادر: رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير بدَنه.
والمَحالُ: ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير وسط الجراد؛ قال: مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ، ولؤلؤ من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب والمَحالةُ: التي يستقي عليها الطيَّانون، سميت بفَقارة البعير، فَعالة أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها.
والمحالة والمحال أَيضاً: البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل؛ قال حميد الأَرقط: يَرِدْن، والليلُ مُرِمٌّ طائرُه، مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه، وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ والمَحالةُ: البكَرة، هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل، وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة، وكذلك المَحالة لفِقْرة الظهر، هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة، منقولة من المَحالة التي هي البكَرة، قال ابن بري: فحق هذا أَن يذكر في حول. غيره: المَحالة البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية.
وفي الحديث: حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ مَسَدَ مَحالة؛ هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها، وكثيراً ما تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة.
وقولهم: لا مَحالةَ بوضع موضع لا بُدَّ ولا حيلة، مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة؛ وفي حديث قس: أَيْقَنْتُ أَني، لا مَحا لةَ، حيث صار القومُ، صائِرْ أَي لا حيلة، ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة، وهي مَفْعَلة منهما، وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا بدّ، والميم زائدة.
وقوله في حديث الشعبي: إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ؛ المحول، بالكسر: آلةُ التحويلِ، ويروى بالفتح، وهو موضع التحويل، والميم زائدة.

خمس (الصّحّاح في اللغة) [0]


الخَمْسَةُ عَدَدٌ. يقال: خَمْسَةُ رجالٍ، وخَمْسُ نسوةٍ، والتذكير بالهاء.
وجاء فلانٌ خامساً، وخامِياً أيضاً.
وانشد ابن الكميت:
وعامُ حُلَّتْ وهذا التَّابِعُ الخامي      مَضى ثَلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بِها

والخِمْسُ بالكسر من أظماء الإبل: أن ترعى ثلاثةَ أيام وتَرِدَ اليوم الرابع.
وقد أخْمَسَ الرجلُ، أي وردتْ إبله خِمْساً: والإبلُ خَوامِسُ.والرجلُ مُخْمِسٌ.
وأَخْمَسَ القوم: صاروا خَمْسَةً.
والخِمْسُ أيضاً: بُرْدٌ من برود اليمن. قال أبو عمرو: أوّل من عمله ملك من ملوك اليمن يقال له خِمْسٌ. قال الأعشى يصف الأرض:
خِمْسِ ويَوْماً أَديمُها نَغِلا      يَوْماً تَراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ال

ويوم الخَميسِ جمعُهُ أِخمِساءُ وأَخْمِسَةٌ.
والخَميسُ: الجَيْشُ، لأنَّهم خَمْسُ فِرَقٍ: المقدّمة، والقلب، والميمَنة، والميسَرة، والساق.
والخَميسُ: الثوب الذي طُوله خَمْسُ . . . أكمل المادة أَذْرُعٍ.
ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل رضي الله عنه: ائْتوني بخَميسٍ أو لَبيسٍ، كأنه يعني الصغيرَ من الثياب.
وكذلك المَخْموسُ. قال عَبيد يصف ناقتَه:  
ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْمـوسِ      هاتيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً

يعني رمحاً طول مارِنِهِ خَمْسُ أذرعٍ.
وخَمسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ منهم خُمْسَ أموالهم.
وخَمَسْتُهُمْ أَخْمِسُهُمْ بالكسر، إذا كنت خامِسَهُمْ، أو كمَّلْتَهُمْ خَمْسَةً بنفسك.
وشيءٌ مُخَمَّسٌ، أي له خَمْسَةُ أركانٍ.
وحبلٌ مَخْموسٌ، أي من خَمْسِ قوى.
وقولهم: فلانٌ يَضرب أخماساً لأسداسٍ، أي يسعى في المكر والخديعة.
وغلامٌ رُباعيٌّ وخماسيّ.
ولا يقال سباعيّ، لأنّه إذا بلغ سبعة أشْبارٍ صار رجُلاً.

كرا (لسان العرب) [0]


الكِرْوَةُ والكِراء: أَجر المستأْجَر، كاراه مُكاراةً وكراء واكْتراه وأَكْراني دابّته وداره، والاسمُ الكِرْوُ بغير هاء؛ عن اللحياني، وكذلك الكِرْوَةُ والكُرْوةُ، والكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت، والدليل على أَنك تقول رجل مُكارٍ، ومُفاعِلٌ إنما هو من فاعَلْت، وهو من ذوات الواو لأَنك تقول أَعطيت الكَرِيَّ كِرْوتَه، بالكسر؛ وقول جرير: لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ حُرَّةٍ مَرُوحٍ، تُبارِي الأَحْمَسِيَّ المُكارِيا ويروى: الأَحمشي، أَراد ظل الناقة شبهه بالمكاري؛ قال ابن بري: كذا فسر الأَحمشي في الشعر بأَنه ظل الناقة.
والمُكاري: الذي يَكْرُو بيده في مشيه، ويروى الأَحْمَسِي منسوب إِلى أَحْمَس رجل من بَجيلة.
والمُكاري على هذا الحادِي، قال: والمُكارِي مخفف، والجمع المُكارون، سقطت الياء . . . أكمل المادة لاجتماع الساكنين، تقول هؤلاء المُكارُون وذهبت إِلى المُكارِينَ، ولا تقل المُكارِيِّين بالتشديد، وإِذا أَضفت المُكارِيَ إِلى نفسك قلت هذا مُكارِيَّ، بياء مفتوحة مشددة، وكذلك الجمع تقول هؤلاء مُكاريَّ، سقطت نون الجمع للإِضافة وقلبت الواو ياء وفَتَحْت ياءك وأَدغمتَ لأَن قبلها ساكناً، وهذانِ مُكارِيايَ تفتح ياءك، وكذلك القول في قاضِيَّ وراميَّ ونحوهما.
والمُكارِي والكَرِيُّ: الذي يُكْرِيك دابته، والجمع أَكْرِياء، لا يكسر على غير ذلك.
وأَكْرَيْت الدار فهي مُكْراة والبيت مُكْرًّى، واكْتَرَيت واسْتَكْرَيْت وتَكارَيْت بمعنى.
والكَرِيُّ، على فَعِيل: المُكارِي؛ وقال عُذافِر الكِندي: ولا أَعودُ بعدها كَرِيّا، أُمارِسُ الكَهْلةَ والصَّبيَّا ويقال: أَكْرَى الكرِيُّ ظهره.
والكرِيُّ أَيضاً: المُكْترِي.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فقالت أَشَرْت إِلى أَرْنَبٍ فرماها الكَرِيُّ؛ الكَريُّ، بوزن الصَّبيّ: الذي يُكري دابته، فَعِيل بمعنى مُفْعِل. يقال: أَكْرَى دابته فهو مُكْرٍ وكريٌ، وقد يقع على المُكْترِي فَعِيل بمعنى مُفْعَل، والمراد الأَول.
وفي حديث أَبي السَّليل: الناسُ يزعمون أَنَّ الكَرِيَّ لا حج له.
والكَرِيُّ: الذي أَكريته بعيرك، ويكون الكَرِيّ الذي يُكْريك بعيره فأَنا كَرِيُّك وأَنت كَرِيِّي؛ قال الراجز: كَرِيُّه ما يُطْعِم الكَرِيّا، بالليل، إِلا جِرْجِراً مَقْلِيّا ابن السكيت: أَكْرَى الكَرِيُّ ظهره يُكْريه إِكْراء.
ويقال: أَعطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَه؛ حكاها أَبو زيد. ابن السكيت: هو الكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت، والدليل على ذلك أَنك تقول رجل مُكارٍ مُفاعِل، وهو من ذوات الواو.
ويقال: اكْتَرَيْتُ منه دابّة واسْتَكْرَيتها فأَكْرانِيها إكْراء، ويقال للأُجرة نفسها كِراء أَيضاً.
وكَرا الأَرضَ كَرْواً: حفَرها وهو من ذوات الواو والياء.
وفي حديث فاطمة، رضي الله عنها: أَنها خرجت تُعَزِّي قوماً، فلما انصرفت قال لها: لَعَلكِ بَلغْتِ معهم الكُرَى؟ قالت: معاذَ اللهِ هكذا جاء في رواية بالراء، وهي القُبور جمع كُرْيةٍ أَو كُرْوةٍ، من كَرَيْتُ الأَرض وكَرَوْتُها إِذا حفرتها كالحُفرة؛ ومنه الحديث: أَن الأَنصار سأَلوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في نهر يَكْرُونه لهم سَيْحاً أَي يَحْفِرُونه ويُخْرِجون طينه.
وكَرا البئر كَرْواً: طواها بالشجر.
وكَرَوْتُ البئر كَرْواً: طويتها. أَبو زيد: كَرَوْتُ الرَّكِيَّة كَرْواً إِذا طويتها بالشجر وعَرَشْتها بالخشب وطويتها بالحجارة، وقيل: المََكْرُوَّة من الآبار المطوية بالعَرْفَج والثُّمام والسِّبَط.، وكَرا الغلامُ يَكْروا كَرْواً إِذا لعب بالكُرة.
وكَرَوْتُ بالكُرة أَكْرُو بها إِذا ضربت بها ولَعِبت بها. ابن سيده: والكُرةُ معروفة، وهي ما أَدَرْت من شيء.
وكَرا الكُرَة كَرْواً: لعب بها؛ قال المسيب بن عَلَس: مَرِحَت يَداها للنَّجاء، كأَنما تَكْرُو بِكَفَّي لاعِبٍ في صاعِ والصاعُ: المطمئن من الأَرض كالحُفْرة. ابن الأَعرابي: كَرَى النهر يَكْريه إِذا نقص تِقْنَه، وقيل: كَرَيْت النهر كَرْياً إِذا حفرته.
والكُرةُ: التي يُلعَبُ بها، أَصلها كُرْوةٌ فحذفت الواو، كما قالوا قُلةٌ للتي يُلعب بها، والأَصل قُلْوةٌ، وجمع الكُرةِ كُراتٌ وكُرُون. الجوهري: الكُرةُ التي تُضرب بالصَّوْلَجان وأَصلها كُرَوٌ، والهاء عِوض، وتجمع على كُرين وكِرينَ أَيضاً، بالكسر، وكُراتٍ؛ وقالت ليلى الأَخيلية تصف قَطاة تدلَّت على فِراخِها: تَدَلَّت على حُصٍّ ظِماءٍ كأَنها كُراتُ غُلامٍ في كِساءٍ مُؤَرْنَبِ ويروى: حُصِّ الرؤوس كأَنها؛ قال: وشاهد كُرين قول الآخر (* هو عمرو بن كلثوم) : يُدَهْدِين الرُّؤوسَ كما يُدَهْدي حَزاوِرةٌ، بأَيديها، الكُرينا ويجمع أَيضاً على أُكَرٍ، وأَصله وُكَرٌ مقلوب اللام إِلى موضع الفاء، ثم أُبدلت الواو همزة لانضمامها.
وكَرَوْتُ الأَمر وكَرَيْته: أَعَدْتُه مرة بعد أُخرى.
وكَرَتِ الدابة كَرْواً: أَسرعت.
والكَرْوُ: أَن يَخْبِط بيده في استقامة لا يَفْتِلُها نحو بطنه، وهو من عيوب الخيل يكون خِلْقة، وقد كَرَى الفرسُ كَرْواً وكَرَتِ المرأَةُ في مِشْيَتها تَكْرُو كَرْواً.
والكَرا: الفَحَجُ في الساقين والفخذين، وقيل: هو دِقَّة الساقين والذِّراعين، امرأَة كَرْواءُ وقد كَرِيَت كَراً، وقيل: الكَرْواء المرأَة الدقيقة الساقين. أَبو بكر: الكَرا دِقَّةُ الساقين، مقصور يكتب بالأَلف، يقال: رجل أَكْرَى وامرأَة كَرْواءُ؛ وقال: ليْسَتْ بكَرْواءَ، ولكِنْ خِدْلِمِ، ولا بِزَلاءَ، ولكِنْ سُتْهُمِ قال ابن بري: صوابه أَن ترفع قافيته؛ وبعدهما: ولا بِكَحْلاء، ولكِن زُرْقُم والكَرَوانُ، بالتحريك: طائر ويدعى الحجلَ والقَبْجَ، وجمعه كِرْوانٌ، صحت الواو فيه لئلا يصير من مثال فَعَلان في حال اعتلال اللام إِلى مثال فَعالٍ، والجمع كَراوينُ، كما قالوا وراشِينُ؛ وأَنشد بعض البغداديين في صفة صقر لدلم العَبْشَمي وكنيته أَبو زغب: عَنَّ له أَعْرَفُ ضافي العُثْنُونْ، داهِيةً صِلَّ صَفاً دُرَخْمِينْ، حَتْفَ الحُبارَياتِ والكَراوِينْ والأُنثى كَرَوانةٌ،والذكر منها الكَرا، بالأَلف؛ قال مُدرك بن حِصْن الأَسدي: يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا، فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فلما شَنَّا، بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا قالوا: أَراد به الحُبارى يَصُكُّه البازي فيتَّقِيه بسَلْحِه، ويقال له الكُرْ كِيُّ، ويقال له إِذا صيدَ: أَطْرِقْ كَرا أَطْرِقْ كَرا إِن النَّعامَ في القُرى، والجمع كِرْوانٌ، بكسر الكاف، على غير قياس، كما إِذا جمعت الوَرشانَ قلت وِرْشانٌ، وهو جمع بحذف الزوائد، كأَنهم جمعوا كَراً مثل أَخٍ وإَخْوان.
والكَرا: لغة في الكَرَوانِ؛ أَنشد الأَصمعي للفرزدق:على حِينَ أَن رَكَّيْتُ وابْيَضَّ مِسْحَلي، وأَطْرَقَ إِطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه (* قوله« على حين أن ركيت» كذا بالأصل، والذي في الديوان: أحين التقى ناباي وابيض مسحلي) ابن سيده: وفي المثل أَطْرِقْ كَرا إِنَّ النَّعامَ في القُرى؛ غيره: يضرب مثلاً للرجل يُخْدَعُ بكلام يُلَطَّف له ويُراد به الغائلة، وقيل: يضرب مثلاً للرجل يُتَكَلَّم عنده بكلام فَيَظن أَنه هو المراد بالكلام، أَي اسكت فإِني أُريد من هو أَنْبَلُ منك وأَرفع منزلة؛ وقال أَحمد بن عبيد: يضرب للرجل الحقير إِذا تكلم في الموضع الذي لا يُشبهه وأَمثالَه الكلامُ فيه، فيقال له اسكت يا حقير فإِنَّ الأَجِلاَّءِ أَولى بهذا الكلام منك.
والكَرا: هو الكَرَوانُ طائر صغير، فخُوطب الكَروانُ والمعنى لغيره، ويُشبَّه الكَروانُ بالذَّلِيل، والنعامُ بالأَعزة، ومعنى أَطْرِقْ أَي غُضَّ ما دام عزيز فإياك أَن تَنطِق أَيها الذليل، وقيل: معنى أَطرق كرا أَن الكروان ذليل في الطير والنعام عزيز، يقال: اسكن عندَ الأَعزة ولا تستشرف للذي لست له بند، وقد جعله محمد بن يزيد ترخيم كروان فغلط، قال ابن سيده: ولم يعرف سيبويه في جمع الكَروانِ إِلا كِرْواناً فوجهه على أَنهم جمعوا كراً، قال: وقالوا كَرَوانٌ وللجمع كِرْوانٌ، بكسر الكاف، فإِنما يُكسَّر على كَراً كما قالوا إَخْوان. قال ابن جني: قولهم كَرَوانٌ وكِرْوانٌ لما كان الجمع مضارعاً للفعل بالفرعية فيهما جاءت فيه أَيضاً أَلفاظ على حذف الزيادة التي كانت في الواحد، فقالوا كَرَوانٌ وكِرْوان، فجاءَ هذا على حذف زائدتيه حتى صار إِلى فَعَل، فجَرى مجرى خَرَب وخِرْبان وبَرَقٍ وبِرْقانٍ، فجاء هذا على حذف الزيادة كما قالوا عَمْرَك اللهَ. قال أَبو الهيثم: سمي الكَروانُ كَرواناً بضدّه لأَنه لا يَنام بالليل، وقيل: الكَرَوان طائر يشبه البط.
وقال ابن هانئ في قولهم أَطْرِق كرا، قال: رُخِّم الكروان، وهو نكرة، كما قال بعضهم يا قُنْفُ، يريد يا قُنْفُذ، قال: وإِنما يرخم في الدعاء المَعارف نحو ما لك وعامر ولا ترخم النكرة نحو غلام، فرُخم كَرَوانٌ وهو نكرة، وجعل الواو أَلفاً فجاء نادراً.
وقال الرسمي: الكَرا هو الكَرَوان، حرف مقصور، وقال غيره: الكَرَا ترخيم الكَرَوان، قال: والصواب الأَوّل لأَن الترخيم لا يستعمل إِلا في النداء، والأَلف التي في الكَرا هي الواو التي في الكَروان، جعلت أَلفاً عند سقوط الأَلف والنون، ويكتب الكرا بالأَلف بهذا المعنى، وقيل: الكروان طائر طويل الرجلين أَغبر دون الدجاجة في الخَلق، وله صوت حسن يكون بمصر مع الطيور الداجنة في البيوت، وهي من طيور الرِّيف والقُرَى، لا يكون في البادية.
والكَرَى: النوم.
والكَرَى: النعاس، يكتب بالياء، والجمع أَكْراء؛ قال: هاتَكْتُه حتى انْجَلَتْ أَكْراؤُه كَرِيَ الرجل، بالكسر، يَكْرَى كَرًى إِذا نام، فهو كَرٍ وكَرِيٌّ وكَرْيان.
وفي الحديث: أَنه أَدْرَكه الكَرَى أَي النوم، ورجل كَرٍ وكَرِيٌّ؛ وقال: مَتى تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ، تَتْرُكْ به مِثْلَ الكَرِيّ المُنْجَدِلْ أَي متَى تَبِت هذه الإِبل في مكان أَو تَقِل به نهاراً تَتْركْ به زِقّاً مملوءاً لبناً، يصف إِبلاً بكثرة الحلب أَي تَحْلُب وَطْباً من لبن كأَن ذلك الوطب رجل نائم.
وامرأَة كَرِيَةٌ على فَعِلة؛ وقال: لا تُسْتَمَلُّ ولا يَكْرَى مُجالِسُها، ولا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجِيها وأَصبح فلان كَرْيانَ الغداةِ أَي ناعِساً. ابن الأَعرابي: أَكْرَى الرجُل سَهِر في طاعةِ الله عز وجل.
وكَرَى النهرَ كَرْياً: استحدث حَفْرة.
وكَرَى الرجلُ كَرْياً: عَدا عدواً شديداً، قال ابن دريد: وليس باللغة العالية.
وقد أَكْرَيْت أَي أَخَّرت.
وأَكْرَى الشيءَ والرحْلَ والعَشاء: أَخَّره، والاسم الكَراء؛ قال الحطيئة: وأَكْرَيْت العَشاء إِلى سُهَيْلٍ أَو الشِّعْرَى، فطالَ بي الأَناءُ قيل: هو يَطْلُع سَحَراً وما أُكل بعده فليس بعَشاء، يقول: انتظرت معروفك حتى أَيِسْت.
وقال فقيه العرب: من سَرَّه النِّساء ولا نَساء، فَلْيُبَكِّر العَشاء، وليُباكِر الغَداء، وليُخَفِّف الرِّداء، وليُقِلَّ غِشْيانَ النساء.
وأَكْرَيْنا الحديث الليلة أَي أَطَلْناه.
وفي حديث ابن مسعود: كنا عند النبي، صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة فأَكْرَيْنا في الحديث أَي أَطَلْناه وأَخَّرناه.
وأَكْرَى من الأَضداد، يقال: أَكْرَى الشيءُ يُكْرِي إِذا طالَ وقَصُرَ وزادَ ونَقَص؛ قال ابن أَحمر: وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً، والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِي أَي ولم ينقص، وذلك عند انتصاف النهار.
وأَكْرى الرجل: قلَّ ماله أَو نَفِد زادُه.
وقد أَكرى زادُه أَي نقص؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد: كذِي زادٍ مَتى ما يُكْرِ مِنْه، فليس وراءه ثِقَةٌ بزادِ وقال آخر يصف قِدْراً: يُقَسِّمُ ما فيها، فإَنْ هِيَ قَسَّمَتْ فَذاكَ، وإِنْ أَكْرَتْ فعن أَهلها تُكْرِي قَسَّمَتْ: عَمَّت في القَسْم، أَراد وإِن نقَصت فعن أَهلها تَنْقُص، يعني القِدْر. أَبو عبيد: المُكَرِّي السَّيرُ (* قوله« المكرّي السير إلخ» هذه عبارة التهذيب، وعبارة الجوهري: والمكرّي من الابل اللين السير والبطيء.) اللَّيِّن البَطِيء ، والمُكَرِّي من الإِبل التي تَعْدُو، وقيل: هو السير البطيء؛ قال القطامي: وكلُّ ذلك منها كُلَّما رَفَعَتْ، مِنْها المُكَرِّي، ومِنها اللَّيِّن السَّادِي أَي رفَعَتْ في سيرها؛ قال ابن بري وقال الراجز: لمَّا رأَتْ شَيْخاً له دَوْدَرَّى، ظَلَّتْ على فِراشِها تَكَرَّى (* قوله« لما رأت إلخ» لم يقدّم المؤلف المستشهد عليه، وفي القاموس: تكرّى نام، فتكرّى في البيت تتكرّى.) دَوْدَرَّى: طَويل الخُصيتين.
وقال الأَصمعي: هذه دابة تُكَرِّي تَكْرِيةً إِذا كان كأَنه يتلقف بيده إِذا مشى.
وكَرَت الناقةُ برجليها: قلَبتهما في العَدْوِ، وكذلك كَرَى الرجلُ بقدميه، وهذه الكلمات يائية لأَن ياءها لام وانقلاب الأَلف ياء عن اللام أَكثر من انقلابها عن الواو.
والكَرِيُّ: نبت.
والكَرِيّةُ، على فعِيلة: شجرة تنبت في الرمل في الخَصب بنجد ظاهرة، تنبت على نِبْتة الجَعْدة.
وقال أَبو حنيفة: الكَرِيُّ، بغير هاء، عُشبة من المَرْعى، قال: لم أَجد من يصفها، قال: وقد ذكرها العجاج في وصف ثور وحش فقال: حتى عَدا، واقْتادَه الكَرِيُّ وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ (* قوله« نضري» هو الصواب وتصحف في شرشر بنصري.) وهذه نُبوت غَضَّة، وقوله: اقتادَه أَي دَعاه، كما قال ذو الرمة: يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ (* قوله« يدعو» أَوّله كما في شرح القاموس في مادة ربب: أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه بذي الفوارس يدعو أنفه الربب) والكَرَوْيا: من البرز، وزنها فَعَوْلَلٌ، أَلفها منقلبة عن ياء ولا تكون فَعَولَى ولا فَعَلْيا لأَنهما بِناءَان لم يثبُتا في الكلام، إِلا أَنه قد يجوز أَن تكون فَعَوْلٌ في قول من ثبت عنده قَهَوْباة.
وحكى أَبو حنيفة: كَرَوْياء، بالمد، وقال مرة: لا أَدر أَيمد الكَرَوْيا أَم لا، فإَن مدّ فهي أُنثى، قال: وليست الكَرَوْياء بعربية، قال ابن بري: الكرَوْيا من هذا الفصل، قال: وذكره الجوهري في فصل قردم مقصوراً على وزن زكريا، قال: ورأَيتها أَيضاً الكَرْوِياء، بسكون الراء وتخفيف الياء ممدودة، قال: ورأَيتها في النسخة المقروءة على ابن الجواليقي الكَرَوْياء، بسكون الواو وتخفيف الياء ممدودة، قال: وكذا رأَيتها، في كتاب ليس لابن خالويه، كَرَوْيا، كما رأَيتها في التكملة لابن الجواليقي، وكان يجب على هذا أَن تنقلب الواو ياء لاجتماع الواو والياء وكون الأَول منهما ساكناً إِلا أَن يكون مما شذ نحو ضَيْوَن وحَيْوةٍ وحَيْوان وعَوْية فتكون هذه لفظة خامسة.
وكَراء: ثنية بالطائف ممدودة. قال الجوهري: وكَراء موضع؛ وقال: مَنَعْناكمْ كَراء وجانِبَيْهِ، كما مَنَعَ العَرينُ وَحَى اللُّهامِ وأَنشد ابن بري: كأَغْلَبَ، من أُسُود كَراءَ، ورْدٍ يَرُدُّ خَشَايَةَ الرجلِ الظَّلُومِ قال ابن بري: والكَرا ثنية بالطائف مقصورة.

البَوْرُ (القاموس المحيط) [0]


البَوْرُ: الأرضُ قبل أن تُصْلَحَ لِلزَّرْعِ، أو التي تُجَمُّ سَنَةً لِتُزْرَعَ من قابِلٍ، والاخْتِبارُ،
كالابْتِيارِ، والهَلاكُ، وأبارَهُ اللّهُ،
و~: كَسادُ السُّوقِ،
كالبَوارِ فيهما،
وجَمْعُ بائِرٍ، وبالضم: الرَّجُلُ الفاسِدُ، والهالِكُ لا خَيْرَ فيه، يَسْتَوِي فيه الاثْنانِ والجَمْعُ والمُؤَنَّثُ، وما بارَ من الأرضِ فلم يُعْمَرْ،
كالبائِرِ والبائِرَةِ.
وكقَطامِ: اسمُ الهَلاكِ.
وفَحْلٌ مِبْوَرٌ، كمِنْبَرٍ: عارِفٌ بالنَّاقَةِ أنها لاقِحٌ أم حائِلٌ.
والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِياءُ والبارِيُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ: الحَصيرُ المَنْسوجُ، وإلى بَيْعِهِ يُنْسَبُ الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ البَوَّارِيُّ، شَيْخُ البُخارِيِّ ومُسْلِمٍ، والطَّريقُ، مُعَرَّبٌ.
ورجُلٌ حائِرٌ بائِرٌ: لم يَتَّجِهْ لِشَيءٍ، ولا يَاْتَمِرُ رُشْداً، ولا يُطيعُ مُرْشِداً.
وبارُ: ة بِنَيْسابُورَ، منها:
الحُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ البارِيُّ النَّيْسابُورِيُّ.
وسُوقُ البارِ: . . . أكمل المادة د باليَمَنِ.
وبارِيْ، بسكونِ الياءِ: ة بِبَغْدادَ.
وبارَةُ: كُورَةٌ بالشامِ، وإِقْليمٌ من أعْمالِ الجَزِيرَةِ، والنِّسْبَةُ إلى الكُلِّ: بارِيٌّ.
وابْتارَها: نَكَحَها.
وبُورَةُ، بالضم: د بمِصْرَ، منها: السَّمَكُ البُورِيُّ، وهِبَةُ اللّهِ بنُ مَعَدٍّ، وابنُ أخيهِ محمدُ بنُ عبدِ العزيزِ، وغيرُهُما.
وبِلا هاءٍ: د بفارِسَ. (وابنُ أضْرَمَ شيخُ البُخاري، وابنُ محمدٍ، وابنُ عَمَّارٍ البَلْخِيَّانِ، وابنُ هانِئٍ، وآخَرونَ).
وكشُورَى: ة قُرْبَ عُكْبَراءَ، منها: محمدُ بنُ أبي المَعالي بنِ البُورانِيِّ.
وكزُورِي أمْراً من زارَ: من الأَعْلامِ.
والبُورانِيَّةُ: طعامٌ يُنْسَبُ إلى بُورانَ بنتِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ زَوجِ المأمُونِ.
والقاضي أبو بَكْرٍ البُورانِيُّ: شَيْخُ شَيْخِ ابنِ جُمَيْعٍ، وعبدُ اللّهِ بنُ محمدِ بنِ بُورِينَ: محدِّثانِ.
والبُوَيْرَةُ: ع كان به نَخْلٌ لبني النَّضيرِ.
وبارَهُ: جَرَّبَهُ،
و~ الناقةَ: عَرَضَها على الفَحْلِ لِيَنْظُرَ ألاقِحٌ أم لا، لأِنَّها إذا كانت لاقِحاً بالَتْ في وجْهِهِ،
و~ عَمَلُه: بَطَلَ، ومنه: {ومَكْرُ أولئِكَ هو
يَبُورُ}،
و~ الفَحْلُ الناقَةَ: تَشَمَّمَها لِيَعْرِفَ لِقاحَها من حِيالِها.
وبَوارُ الأَيِّمِ: أن تَبْقَى في بَيْتِها لا تُخْطَبُ.
وأرسَلَهُ ببُورِيِّهِ، بالضم: إذا تُرِكَ ورَأْيَهُ، ولم يُؤَدَّب.

حنش (لسان العرب) [0]


الحَنَشُ: الحيَّةُ، وقيل: الأَفْعى، وبها سُمِّي الرجلُ حنَشاً.
وفي الحديث: حتى يُدْخِل الوليدُ يدَه في فَمِ الحَنَشِ أَي الأَفعى، وهذا هو المراد من الحديث. في حديث سَطيح: أَحْلِفُ ما بين الحَرَّتَيْنِ (* قوله «ما بين الحرتين إلخ» في النهاية بما بين إلخ.) من حَنَشٍ؛ وقال ذو الرمة: وكم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه، على الشَّرَكِ العاديّ، نِضْوُ عِصامِ والذَّعْفُ: القاتلُ؛ ومنه قيل: مَوْتٌ ذُعافٌ؛ وأَنشد شمر في الحَنَش: فاقْدُرْ له، في بعض أَعْراض اللِّمَمْ، لَمِيمةً من حَنَشٍ أَعْمى أَصَمُّ فالحَنَشُ ههنا: الحيّةُ، وقيل: هو حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ، وقيل: هو الأَسْودُ منها، وقيل: هو منها ما أَشْبَهَتْ . . . أكمل المادة رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ وسوامِّ أَبْرَصَ ونَحْوٍ ذلك.
وقال الليث: الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحيّاتِ من الحَرابي وسَوامِّ أَبْرَصَ ونحوِها؛ وأَنشد: تَرى قِطَعاً من الأَحْناشِ فيه، جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ قال شمر: ويقال للضِّبابِ واليَرابِيع قد أَحْنَشَتْ في الظَّلَمِ أَي اطَّرَدَتْ وذهَبَتْ به؛ وقال الكميت: فلا تَرْأَمُ الحِيتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ، ولا تَحْسَب النِّيبُ الجِحاشَ فِصالَها فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ من الحَيّاتِ وغيرِها؛ وقال كُراعٌ: هو كلُّ شيءٍ من الدوابّ والطيرِ.
والحَنَشُ، بالتحريك أَيضاً: كلُّ شيء يُصادُ من الطيرِ والهوامِّ، والجمْعُ من كلِّ ذلك أَحْناشٌ.
وحنَشَ الشيءَ يَحْنِشُه وأَحْنَشَه: صادَه.
وحَنَشْت الصَّيدَ: صِدْته.
والمَحْنوشُ: الذي لَسَعَتْه الحَنَشُ، وهو الحيّةُ؛ قال رؤبة: فقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ أَي فقُلْ لذلك الذي أَقْلَقَه الحسَدُ وأَزْعَجه وبه مِثْلُ ما باللَّسِيعِ.
والمَحْنوشُ: المَسُوقُ جِئْتَ به تَحْنِشُه أَي تَسُوقُه مُكْرَهاً. يقال: حَنَشَه وعَنَشَه إِذا ساقَه وطرَدَه.
ورجلٌ مَحْنوشٌ: مَغْموزُ الحَسَبِ، وقد حُنِشَ.
وحنَشَه عن الأَمْرِ يَحْنِشُه: عطَفَه وهو بمعنى طَرَدَه، وقيل: . (* هنا بياض بالأصل.) عنَجَه فأُبدلت العين حاء والجيم شيناً.
وحنَشَه: نَحَّاه من مكانٍ إِلى آخر.
وحنَشَه حَنْشاً: أَغضبَه كعَنَشَه، وسنذكره.
وأَبو حَنَشٍ: كنية رجل؛ قال ابن أَحمر: أَبو حَنَشٍ يُنَعِّمُنا وطَلْقٌ وعَمَّارٌ وآوِنةً أُتالا وبنو حَنَشٍ: بطن.

قفل (لسان العرب) [0]


القُفُول: الرُّجوع من السفر، وقيل: القُفُول رجوع الجُنْد بعد الغَزْوِ، قَفَل القوم يَقْفُلون، بالضم، قُفولاً وقَفْلاً؛ ورجل قافِل من قوم قُفَّال، والقَفَل اسم للجمع. التهذيب: وهُمُ القَفَل بمنزلة القَعَد اسم يلزمهم.
والقَفَل أَيضاً: القُفول. تقول: جاءهم القَفَل والقُفول، واشتقَّ اسمُ القافِلة من ذلك لأَنهم يَقْفُلون، وقد جاء القَفَل بمعنى القُفُول؛ قال الراجز: عِلْباء، أَبْشِرْ بأَبيكَ والقَفَلْ أَتاكَ، إِنْ لم يَنْقَطِعْ باقي الأَجَلْ، هَوَلْوَل، إِذا وَنى القومُ نَزَلْ قال أَبو منصور: سميت القافِلة قافِلة تَفاؤلاً بقُفُولها عن سَفرها الذي ابتدأَته، قال: وظن ابنُ قتيبة أَن عوامَّ الناس يغلَطون في تسميتهم الناهِضين في سفر أَنشؤوه قافِلة، وأَنها لا تسمَّى قافِلة إِلا . . . أكمل المادة منصرِفة إِلى وَطنِها، وهذا غلَط،ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأَسفار قافِلة تفاؤلاً بأَن يُيَسِّر الله لها القُفول، وهو شائع في كلام فُصحائهم إِلى اليوم.
والقافِلة: الرُّفْقة الراجعة من السفر. ابن سيده: القافِلة القُفَّال، إِمَّا أَن يكونوا أَرادو القافِل أَي الفَريق القافِل فأَدخلوا الهاء للمبالغة، وإِما أَن يريدوا الرُّفْقة القافِلة فحذفوا الموصوف وغلبت الصفة على الاسم، وهو أَجود، وقد أَقفَلَهم هو وقَفَلَهم، وأَقفَلْتُ الجُنْدَ من مَبْعَثهم.
وفي حديث جبير بن مُطْعِم: بَيْنا هو يَسِير مع النبي، صلى الله عليه وسلم، مَقْفَلَه من حُنَينٍ أَي عند رُجوعه منها.
والمَقْفَل: مصدر قَفَل يَقْفُل إِذا عاد من سفره؛ قال: وقد يقال للسَّفْر قُفُول في الذهاب والمجيء، وأَكثر ما يستعمل في الرُّجوع، وتكرر في الحديث وجاء في بعض رواياته: أَقْفَل الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا، والمعروف قَفَل وقَفَلْنا وأَقفلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا، على ما لم يسم فاعله.
وفي حديث ابن عمر: قَفْلَةٌ كغَزْوة؛ القَفْلة: المرَّة من القُفول أَي أَنَّ أَجْرَ المُجاهد في انصرافه إِلى أَهله بعد غزوه كأَجْرِه في إِقباله إِلى الجهاد، لأَن في قفوله إِراحةً للنفس، واستعداداً بالقوَّة للعَوْد، وحفظاً لأَهله برجوعه إِليهم، وقيل: أَراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه ثانياً في الوجه الذي جاء منه منصرِفاً، وإِن لم يلق عدوّاً ولم يشهد قتالاً، وقد يفعل ذلك الجيش إِذا انصرفوا من مَغْزاهم لأَحد أَمرين: أَحدهما أَن العدوّ إِذا رآهم قد انصرفوا عنه أَمنوهم وخرجوا من أَمكنتهم فإِذا قَفَل الجيشُ إِلى دار العدوّ نالوا الفُرْصة منهم فأَغاروا عليهم، والآخر أَنهم إِذا انصرفوا ظاهرين لم يأْمنوا أَن يَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم فيُوقِعُوا بهم وهم غارُّون، فربما استظهر الجيشُ أَو بعضهُم بالرجوع على أَدْراجهم، فإِن كان من العدوّ طلَب كانوا مستعدِّين للقائهم، وإِلا فقد سلموا وأَحرزوا ما معهم من الغنيمة، وقيل: يحتمل أَن يكون سُئل عن قوم قَفَلوا لخوفهم أَن يَدْهَمَهم من عدوّهم مَن هو أَكثر عدداً منهم فقَفّلوا ليَستَضيفوا لهم عدداً آخر من أَصحابهم، ثم يَكُرُّوا على عدوّهم.
والقُفول: اليُبوس، وقد قَفَل يَقْفِل، بالكسر؛ قال لبيد: حتى إِذا يَئِسَ الرُّماة، وأَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجنَ قافِلاً أَعْصامُها والأَعْصام: القَلائد، واحدتها عِصْمة ثم جمعت على عِصَم، ثم جمع عِصَم على أَعْصام مثل شِيعة وشِيَع وأَشْياع.
وقَفَل الجلد يَقْفُل قُفُولاً وقَفِل، فهو قافِل وقفِيل: يَبِس.
وشيخٌ قافِل: يابس.
ورجل قافِل: يابس الجلد، وقيل: هو اليابس اليد.
وأَقْفَله الصومُ إِذا أَيبسه.
وأَقْفَلْتُ الجلد إِذا أَيبسته.
والقَفْل، بالفتح: ما يَبِس من الشجر؛ قال أَبو ذؤيب:ومُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل واحدتها قَفْلة وقَفَلة؛ الأَخيرة، بالفتح، عن ابن الأَعرابي، حكاه بفتح الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة؛ ومنه قول مُعَقِّر بن حِمَار (* قوله «ومنه قول معقر بن حمار» هذا هو الصواب في اسمه وقد تقدم في مادة عقر أنه ابن حباب خطأ) لابنته بعدما كُفَّ بصرُه وقد سمع صوت راعدة: أَي بُنَيَّةُ وائِلي بي إِلى جانب قَفْلة فإِنها لا تنبُت إِلا بمَنْجاة من السَّيْل؛ فإِن كان ذلك صحيحاً فقَفْل اسم الجمع.
والقَفِيل: كالقَفْل، وقد قَفَل يَقْفِل وقَفِلَ.
والقَفِيل أَيضاً: نبت.
والقَفِيل: السَّوْط؛ قال ابن سيده: أَراه لأَنه يصنع من الجلد اليابس؛ قال أَبو محمد الفقعسي: لمَّا أَتاك يابِساً قِرْشَبَّا، قمت إِليه بالقَفِيل ضَرْبا، ضَرْب بَعِير السوء إِذْ أَحَبَّا أَحَبّ هنا برَك، وقيل: حَرَن.
وخيل قَوافِل أَي ضَوامر؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس: نحن جَلَبْنا القُرَّح القَوافِلا وقال خفاف بن ندبة: سَلِيل نَجِيبةٍ لنَجِيب صِدْق تَصَنْدَلَ قافِلاً، والمُخُّ رَارُ ويقال للفرس إِذا ضَمَر: قَفَل يَقْفِل قُفُولاً، وهو القافِل والشازِب والشاسِبُ؛ وأَنشد ابن بري في ترجمة خشب: قافِل جُرْشع تَراه كتَيْس الـ رمْلِ، لا مُقْرِف ولا مَخْشُوب قافل: ضامر. ابن شميل: قَفَل القومُ الطعام وهم يَقْفِلون ومَكَرَ القومُ (* قوله «ومكر القوم إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً ولم يذكره في مادة مكر، والذي في القاموس فيها: والتمكير احتكار الحبوب في البيوت) إِذا احْتَكَرُوا يَمْكُرُون؛ رواه المصاحفي عنه.
وفي نوادر الأَعراب: أَقْفَلْت القومَ في الطريق، قال: وقَفَلْتهم بعيني قَفْلاً أَتْبعتهم بَصَري، وكذلك قَذَذْتهم.
وقالوا في موضع: أَقْفَلْتهم على كذا أَي جمعتهم.
والقُفْل والقُفُلُّ: ما يُغلَق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه، والجمع أَقْفال وأَقْفُل، وقرأَ بعضهم: أَم على قلوب أَقْفُلُها؛ حكى ذلك ابن سيده عن ابن جني، وقُفُول عن الهجري؛ قال: وأَنشدت أُم القرمد: تَرَى عَيْنُه ما في الكتاب، وقلبُه، عن الدِّين، أَعْمَى واثِق بقُفُول وفِعْلُه الإِقْفال.
وقد أَقْفَل الباب وأَقْفَل عليه فانْقَفَل واقْتَفَل، والنون أَعلى، والباب مُقْفَل ولا يقال مَقْفول. الجوهري: أَقْفَلْت الباب وقَفَّل الأَبواب مثل أَغْلَق وغَلَّق.
وفي حديث عمر أَنه قال: أَربع مُقْفَلات: النذرُ والطلاق والعِتاق والنكاحُ، أَي لا مَخْرج منهنّ لقائلهنّ كأَن عليهنّ أَقْفالاً، فمتى جرى بهنّ اللسان وجب بهنّ الحُكْم.
ويقال للبخيل: هو مُقْفَل اليدين.
ورجل مُقْفَل اليدين ومُقْتَفِل: لئيم، كلاهما على المثل.
والمُقْتَفِل من الناس: الذي لا يُخرِج من يديه خيراً، وامرأَة مُقْتَفِلة.
وقَفَل الفَحْل يَقْفِل قُفولاً: اهتاج للضِّراب.
والقَفْلة: إِعطاؤك إِنساناً شيئاً بمرّة، يقال: أَعطاه أَلفاً قَفْلة. ابن دريد: ودرهم قَفْلة أَي وازِنٌ، والهاء أَصلية؛ قال الأَزهري: هذا من كلام أَهل اليمن، قال: ولا أَدري ما أَراد بقوله الهاء أَصلية ورجل قُفَلة: حافظ لكل ما يسمع.
والقُفْل: شجر بالحجاز يضخُم ويتخذ النساء من ورَقه غُمْراً يجيء أَحمر، واحدته قُفْلة، وحكاه كراع بالفتح، ووصفها الأَزهري فقال: تنبت في نُجُود لأَرض وتَيْبَس في أَوَّل الهَيْج.
وقال أَبو عبيد: القَفْل ما يَبِس من الشجر؛ وأَنشد قول أَبي ذؤيب: فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل قال أَبو منصور: القَفْل جمع قَفْلة وهي شجرة بعينها تَهِيج في وَغْرة الصيف، فإِذا هبَّت البوارِح بها قلعتْها وطيَّرتها في الجوِّ.
والمِقْفَل من النخل: التي يَتَحاتُّ ما عليها من الحمل؛ حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي.
والقِيفال: عِرْق في اليَدِ يُفْصَد، وهو معرَّب.
وقَفِيل والقُفَال: موضعان؛ قال لبيد: أَلَمْ تُلْمِم على الدِّمَنِ الخَوالي لِسَلْمى بالمَذانِب فالقُفالِ؟

غسس (لسان العرب) [0]


الغُسُّ، بالضم: الضعيف اللئيم، زاد الجوهري: من الرجال؛ قال زهير بن مسعود: فلم أَرْقِهِ إِنْ يَنْجُ منها، وإِن يَمُتْ فطَعْنَة لا غُسٍّ، ولا بمُغَمِّرِ والجمع أَغْساس وغِساس وغُسُوس. ابن الأَعرابي: الغُسُسُ الضُّعفاء في آرائهم وعقولهم. الجوهري: يكون الغُسُّ واحداً وجمعاً؛ وأَنشد لأَوس بن حَجَر: مُخَلّفُون ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ، غُسُّ الأَمانة، صُنْبُورُ فصُنْبُورُ ورواه المفضل: غُشُّ، بالشين المعجمة، كأَنه جمع غاشٍّ مثل بازِل وبُزْل، ويروة: غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى: غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى: غُسُّو الأَمانة، أَيضاً بالسين، أَي غُسُّون، فحذفت النون للإِضافة، ويجوز غُسِّي، بكسر السين، فإِضمار أَعني، وتحذف النون للإِضافة.
والغَسِيسُ والمَغْسُوس: كالغُسِّ.
والغَسِيسَة . . . أكمل المادة والمُغَسَّسَة والمَغْسُوسَة: البُسْرة التي ترطب ثم يتغير طعمها، وقيل: هي التي لا حلاوة لها، وهي أَخبث البُسر، وقيل: الغَسِيسَة والمُغَسِّسَة والمَغْسُوسَة البُسرة تُرطب من حول تُفْرُوقِها، ونخلة مَغْسوسَة: تُرطِب ولا حلاوة لها.
والغُسُسُ: الرُّطَب الفاسِد، الواحد غَسِيسٌ.
وقال ابن الأَعرابي في النوادر: الغَسِيسَة التي تُرطب ويتغير طعمها، والسَّرادة البُسرة التي تحلو قبل أَن تُزهي، وهي بَلحَة، والمَكْرَة التي لا تُرْطب ولا حلاوة لها، والشُّمْطانة التي يُرطب جانب منها وسائرها يابس، والمَغْسُوسَة التي تركب ولا حلاوة لها. أَبو مِحْجَن الأَعرابي: هذا الطعام غَسُوس صِدْق وغَلُول صدق أَي طعام صدق، وكذلك الشَّراب.
وغَسَّ الرجل في البلاد إِذا دخل فيها ومضى قُدُماً، وهي لغة تميم؛ قال رؤبة: كالحُوت لمَّا غَسَّ في الأَنهار قال: وقَسَّ مثله.
والغُسُّ: الفَسْل من الرجال، وجمعه أَغْساس؛ وأَنشد: أَن لا يُتَلَّى بِجِبْسٍ لا فُؤاد لهُ، ولا بِغُسٍّ عنِيد الفُحْشِ إِزْمِيلِ وغَسَسْتَه في الماس وغَتَتَّهُ أَي غَطَطْتَه؛ قال أَبو وجزة: وانغَسَّ في كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ حُمْرُ البُطون، قَصِيرة أَعْمارُها والغِسُّ: زجر الهرّ.
وغَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بالغت في زجرها؛ ويقال للهرَّة الخَازِ بازِ والمَغْسُوسَة.
ولست من غَسَّانِه أَي ضرْبه؛ عن كراع.
وغَسَّان: قبيلة من اليمن، منهم ملوك غسان، وغَسَّان: ماءٌ نُسِب إِليه قوم؛ قال حسان: أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا والماءُ غَسَّانُ هذا إِن كان فَعْلانَ فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون.
ويقال: غَسَّ فلان خطبة الخطيب أَي عابها.

ثأب (لسان العرب) [0]


ثَئِبَ الرَّجُل(1) (1 قوله «ثئب الرجل» قال شارح القاموس هو كفرح عازياً ذلك للسان، ولكن الذي في المحكم والتكملة وتبعهما المجد ثأب كعنى.) ثَأَباً وتَثاءَبَ وتَثَأّبَ: أَصابَه كَسَلٌ وتَوصِيمٌ، وهي الثُّؤَباءُ، مَـمْدود.
والثُّؤَباءُ من التَّثاؤُب مثل الـمُطَواءِ من التَّمَطِّي. قال الشاعِر في صفة مُهْر: فافْتَرَّ عن قارِحِه تَثاؤُبُهْ وفي المثل: أَعْدَى مِن الثُّؤَباءِ. ابن السكيت: تَثاءَبْتُ على تَفاعَلْتُ ولا تقل تَثاوَبْتُ.
والتَّثاؤُبُ: أَن يأْكُلَ الإِنْسان شيئاً أَو يَشْربَ شيئاً تَغْشاهُ له فَتْرة كَثَقْلةِ النُّعاس من غَير غَشْيٍ عليه. يقال: ثُئِبَ فلان. قال أَبو زيد: تَثَأّبَ يَتَثَأّبُ تثَؤُّباً من الثُّؤَباءِ، في كتاب الهمز.
وفي الحديث: التَّثاؤُبُ من الشَّيْطان؛ وإِنما جعله من الشَّيْطانِ . . . أكمل المادة كَراهِيةً له لأَنه إِنما يكون مِن ثِقَلِ البَدَنِ وامْتِلائه واستِرخائِه ومَيْلِه إِلى الكَسَل والنوم، فأَضافه إِلى الشيطان، لأَنه الذي يَدْعُو إِلى إِعطاء النَّفْس شَهْوَتَها؛ وأَرادَ به التَحْذِيرَ من السبَب الذي يَتَولَّدُ منه، وهو التَّوَسُّع في الـمَطْعَمِ والشِّبَعِ، فيَثْقُل عن الطَّاعاتِ ويَكْسَلُ عن الخَيْرات.
والأَثْأَبُ: شجر يَنْبُتُ في بُطُون الأَوْدية بالبادية، وهو على ضَرْب التِّين يَنْبُت ناعِماً كأَنه على شاطئِ نَهر، وهو بَعِيدٌ من الماءِ، يَزْعُم النَّاسُ أَنها شجرة سَقِيَّةٌ؛ واحدتُه أَثْأَبةٌ. قال الكُمَيْتُ: وغادَرْنا الـمَقاوِلَ في مَكَرٍّ، * كَخُشْبِ الأَثْأَبِ الـمُتَغَطْرسِينا قال الليث: هي شَبِيهةٌ بشَجَرة تسميها العجم النَّشْك، وأَنشد: في سَلَمٍ أَو أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ قال أَبو حنيفة: الأَثْأَبةُ: دَوْحةٌ مِحْلالٌ واسِعةٌ، يَسْتَظِلُّ تَحتَها الأُلُوفُ من الناسِ تَنْبُتُ نباتَ شجَر الجَوْز، ووَرَقُها أَيضاً كنحو وَرقِه، ولها ثمَر مثلُ التين الأَبْيَضِ يُؤْكل، وفيه كَراهةٌ، وله حَبٌّ مثل حَبِّ التِّين،وزِنادُه جيدة.
وقيل: الأَثْأَبُ شِبْه القَصَبِ له رؤوسٌ كَرؤُوس القَصَب وشَكِير كشَكِيرِه، فأَمـّا قوله: قُلْ لأَبي قَيْسٍ خَفِيفِ الأَثَبَهْ فعلى تخفيف الهمزة، إِنما أَراد خَفِيفَ الأَثْأَبة.
وهذا الشاعر كأَنه ليس من لغته الهمز، لأَنه لو همز لم ينكسر البيت، وظنَّه قوم لغة، وهو خَطَأٌ.
وقال أَبو حنيفة: قال بعضهم الأَثْب، فاطَّرَح الهمزة، وأَبْقى الثاءَ على سُكونها، وأَنشد: ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلى شِعْبِ، * مُضْطَرِب الْبانِ، أَثِيثِ الأَثْبِ

دَخَلَ (القاموس المحيط) [0]


دَخَلَ دُخولاً ومَدْخَلاً،
وتَدَخَّلَ وانْدَخَلَ وادَّخَلَ، كافْتَعَلَ: نَقيضُ خَرَجَ، ودَخَلْتُ به، وأدْخَلْتُهُ إِدْخالاً ومُدْخَلاً.
وداخِلَةُ الإِزَارِ: طَرَفُهُ الذي يَلي الجَسَدَ ويَلي الجانِبَ الأَيْمَنَ.
وداخِلَةُ الأرضِ: خَمَرُها وغامِضُها،
ج: دَواخِلُ.
ودَخْلَةُ الرجُلِ، مُثَلَّثَةً،
ودَخيلَتُه ودَخيلهُ ودُخْلُلُهُ، بضم اللامِ وفَتْحِها،
ودُخَيْلاؤُهُ وداخِلَتُه ودُخَّلُهُ، كسُكَّرٍ،
ودِخالُهُ، ككِتابٍ،
ودُخَّيْلاهُ، كسُمَّيْهَى،
ودِخْلُهُ، بالكسر والفتحِ: نِيَّتُه ومَذْهَبُه، وجَميعُ أمرِه، وخَلَدُهُ، وبِطانَتُه.
(والدَّخيلُ) والدُّخْلُلُ، كقُنْفُذٍ ودِرْهَمٍ: المُداخِلُ والمُباطِنُ.
وداخِلُ الحُبِّ،
ودُخْلَلُهُ، كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ: صَفاءُ داخِلِهِ.
والدَّخَلُ، محرَّكةً: ما داخَلَكَ من فَسادٍ في عَقْلٍ أو جِسْمٍ، وقَدْ دَخِلَ، كفَرِحَ وعُنِيَ، دَخْلاً ودَخَلاً، . . . أكمل المادة والغَدْرُ والمَكْرُ والداءُ والخَديعَةُ، والعَيْبُ في الحَسَبِ، والشَّجَرُ المُلْتَفُّ، والقومُ الذين يَنْتَسِبونَ إلى من لَيْسوا منهم، وداءٌ.
وحُبٌّ دَخيلٌ: داخِلٌ.
ودَخِلَ أمْرُهُ، كفَرِحَ: فَسَدَ داخِلُهُ.
وهو دَخيلٌ فيهم، أي: من غيرِهِم ويَدْخُلُ فيهم.
والدَّخيلُ: كلُّ كَلِمَةٍ أُدْخِلَتْ في كَلامِ العَرَبِ، ولَيْسَتْ منه، والحَرْفُ الذي بين حَرْف الرَّوِيِّ وألِفِ التَّأسيسِ، والفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ، وفَرَسُ الكَلَجِ الضَّبِّيِّ. اللَّئيمُ الدَّعِيُّ.
وهُمْ في بَنِي فُلانٍ دَخَلٌ، محرَّكةً: يَنْتَسِبونَ مَعَهُم ولَيْسوا منهم.
والدَّخْلُ: الداءُ والعَيْبُ والريبَةُ، ويُحَرَّكُ، وما دَخَلَ عَلَيْكَ من ضَيْعَتِكَ.
وكسُكَّرٍ: الغليظُ الجِسْمِ المُتَداخِلُهُ، وما دَخَلَ العَصَبَ من الخَصائِلِ، وما دَخَلَ من الكَلأَِ في أُصولِ الشجرِ، وما دخَلَ بين الظُّهْرانِ والبُطْنانِ من الريشِ، وطائرٌ أغْبَرُ،
كالدُّخْلَلِ، كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ،
ج: دَخاخِيلُ،
وع قُرْبَ المدينةِ ط بين ظلَمٍ ومِلْحَتَيْنِ ط.
وككتابٍ: أن تُدْخِلَ بعيراً قد شَرِبَ بين بعيرَينِ لم يَشْرَبا، ليَشْرَبَ ما عَساهُ لم يكنْ شَرِبَ، وذَوائِبُ الفرسِ، ويُضَمُّ،
و~ من المَفاصِلِ: دُخولُ بعضِها في بعضٍ،
كالدَّخيلِ.
والدِّخْلَةُ، بالكسر: تَخْليطُ ألْوانٍ في لَوْنٍ.
وهو حَسَنُ الدِّخْلَةِ والمَدْخَل، أي: المَذْهَبِ في أُمورِه.
والدَّوْخَلَّةُ، وتُخَفَّفُ: سَفيفةٌ من خُوصٍ يُوضَعُ فيها التَّمْرُ.
وكقَبولٍ: ع.
والداخِلُ: لَقَبُ زُهَيْرِ بنِ حَرامٍ الشاعرِ الهُذَلِيِّ.
والدَّخيلِيُّ، كأَمِيرِيٍّ: الظَّبْيُ الرَّبيبُ.
وكحَمْزَةَ: ة كثيرةُ التَّمْرِ، ومَعْسَلَةُ النَّحْلِ.
وهَضْبُ مَداخِلَ: مُشْرِفٌ على الرَّيَّانِ.
والدِّخْلِلُ، كزِبرِجٍ: ما دَخَلَ من اللَّحْمِ بين اللَّحْمِ.
والدُّخَيْلِياءُ: لُعْبَةٌ لهم.
والمُتَدَخِّلُ في الأمُورِ: مَن يَتَكَلَّفُ الدُّخولَ فيها.
وكقُبَّرَةٍ: كلُّ لَحْمَةٍ مُجْتَمِعَةٍ.
ونَخْلَةٌ مَدْخولَةٌ: عَفِنَةٌ.
والمَدْخولُ: المَهْزولُ، ومَن في عَقْلِهِ دَخَلٌ، وقد دُخِلَ كعُنِيَ.

مغر (لسان العرب) [0]


المَغَرَةُ والمَغْرَةُ: طِينٌ أَحمرُ يُصْبَغُ به.
وثوبٌ مُمَغَّرٌ: مصبوغ بالمغرة.
وبُسْرٌ مُمَغَّر: لونُه كلونِ المَغْرَةِ.
والأَمْغَرُ من الإِبل: الذي على لون المَغْرَةِ.
والمَغَرُ والمُغْرَةُ: لونٌ إِلى الحُمْرَةِ.
وفرس أَمْغَرُ: من المَغْرَةِ، ومن شِياتِ الخيل أَشْقَرُ أَمْغَرُ، وقيل: الأَمْغَرُ الذي ليس بناصِع الحُمرَة وليست إِلى الصفرة، وحمرته كلَوْن المَغْرَةِ، ولون عُرْفِهِ وناصيتِه وأُذنَيه كلون الصُّهْبة ليس فيها من البياض شيء، وقيل: هو الذي ليس بناصع الحمرة، وهو نحوٌ من الأَشقَرِ، وشُقْرَتُهُ تَعلوها مُغْرَةٌ أَي كُدْرَةٌ، والأَشقَرُ الأَقْهَبُ دون الأَشقَرِ في الحُمْرَة وفوق الأَفْضَحِ.
ويقال: إِنه لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أَي أَحمر. المَغْرَةُ. الجوهري: الأَمْغَرُ من الخيل نحوٌ من الأَشقَرِ، وهو الذي شُقْرته تعلوها مُغْرَة أَي . . . أكمل المادة كدرةٌ.
وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: فَرَمَوْا بِنِبالِهِمْ فخرّت عليهم مُتَمَغِّرَةً دماً أَي مُحْمرَّة بالدَّم.
وصقر أَمْغَرُ: ليس بناصِع الحمرة.
والأَمغرُ: الأَحمرُ الشعَرِ والجِلدِ على لونِ المَغَرَةِ.
والأَمغرُ: الذي في وجهه حمرةٌ وبياضٌ صافٍ، وقيل: المَغَرُ حمرة ليست بالخالصة.
وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً قدِم على النبي، صلى الله عليه وسلم، فرآه مع أَصحابه فقال: أَيُّكُم ابنُ عبد المطلب؟ فقالوا هو الأَمغرُ المرتَفِقُ؛ أَرادوا بالأَمغرِ الأَبيضَ الوجهِ، وكذلك الأَحمرُ هو الأَبيضُ؛ قال ابن الأَثير: معناه هو الأَحمرُ المتَّكِئُ على مِرْفَقِه، مأْخوذ من المَغْرَةِ، وهو هذا المدَرُ الأَحمرُ الذي يُصْبَغُ به، وقيل: أَراد بالأَمغرِ الأَبيضَ لأَنهم يسمُّون الأَبيضَ أَحمرَ.
ولبنٌ مَغِيرٌ: أَحمرُ يخالِطه دمٌ.
وأَمْغَرتِ الشاةُ والناقةُ وأَنْغَرَتْ وهي مُمْغِرٌ: احمرَّ لبنُها ولم تُخْرِطْ، وقال اللحياني: هو أَن يكون في لبنها شُكْلَةُ من دم أَي حمرة واختلاط، وقيل: أَمغرَتْ إِذا حُلِبت فخرج مع لبنها دم من داءٍ بها، فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِمْغارٌ.
ونخلة مِمْغارٌ: حمراء التَّمرِ.
ومغَرَ فلان في البلاد إِذا ذهب وأَسرع.
ومغَرَ به بعيره يَمْغَرُ: أَسرع؛ ورأَيته يَمْغَرُ به بعيره.
ومغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطَرَةٍ: هي مطرة صالحة.
وقال ابن الأَعرابي: المَغْرَةُ المطَرة الخفيفة.
ومَغْرَةُ الصيف وبَغْرَتُه: شدة حره.
وأَوْسُ بن مَغْراء: أَحد شعراء مُضَر.
وقول عبد الملك لجرير: يا جرير مَغِّرْ لنا أَي أَنشِدْ لنا قولَ ابن مَغْرَاء، والمغراء تأْنيث الأَمغرِ.
ومَغْرَانُ: اسم رجل.
وماغِرَةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: ورأَيت في بلاد بني سعد رَكِيَّةً تعرف بمكانها، وكان يقال له الأَمغرُ، وبحذائها ركيةٌ أُخرى يقال لها الحِمارَةُ، وهما شَرُوبٌ.
وفي حديث الملاعنة: إِنْ جاءت به أُمَيْغِرَ سَبِطاً فهو لزوجها؛ هو تصغير الأَمغرِ.

ولث (لسان العرب) [0]


الوَلْثُ: عَقْدُ العَهْدِ بين القوم؛ وقيل: هو ضَعْفُ العُقْدَة. يقال: وَلَثَ لي وَلْثاً لم يُحْكِمْه أَي عاهدني. يقال: وَلْثَ من عهد أَي شَيْءٌ قيل.
والوَلْثُ: عَقْدٌ ليس بمحكَم ولا مؤكد، وهو الضعيف؛ ومنه وَلْثُ السحاب: وهو النَّدَى اليسيرُ؛ وقيل: الوَلْثُ العهد المحكم؛ وقيل: الوَلْثُ الشيء اليسير من العهد.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره شراء سَبْيِ زابَلٍ، وقال: إِن عثمان وَلَثَ لهم وَلْثاً أَي أَعطاهم شيئاَ من العهد؛ ويقال: وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضعيفة؛ ويقال: لهم وَلْثٌ ضعيف وَوَلْثٌ مُحْكَم؛ وقال المسيب بن عَلسٍ في الوَلْثِ المحكَم: كما امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ، وكان لها وَلْثٌ من . . . أكمل المادة العَقْدِ مُحْكَمُ الجوهري: الوَلْثُ العهدُ بين القوم يقع من غير قصد، ويكون غير مؤكد. يقال: وَلَثَ له عَقْداً.
والوَلْثُ: اليسير من الضرب والوجع؛ وقيل: البقية منه.
وقد وَلَثَ ولْثاً، وَوَلِثَ وَلَثاً؛ وقيل: الوَلْثُ كلُّ يسير من كثير؛ عن ابن الأَعرابي، وبه فسر قول عمر، رضي الله عنه، لرأْس الجالوت، وفي رواية الجاثَلِيقِ: لولا وَلْثٌ لك من عهد، لضربتُ عُنُقَك أَي طَرَفٌ من عَقْدٍ أَو يسيرٌ منه.
وأَما ثعلب فقال: الوَلْثُ الضعيف من العهود. أَبو مرة القشيري: الوَلْثُ من الضرب الذي ليس فيه جراحة فوقَ الثياب. قال: وطَرَقَ رجلٌ قوماً يطلب امرأَةً وعَدَتْهُ، فوقع على رجل، فصاح به، فاجتمع الحيُّ عليه فوَلَثُوه، ثم أُفْلِتَ.
والوَلْثُ: بَقِيَّةُ العجين في الدَّسِيعَةِ، وبقية الماء في المُشَقَّرِ، والفَضْلَةُ من النبيذ تبقى في الإِناء، وهو البَسِيل.
والوَلْثُ: القليلُ من المطر.
وأَصابنا وَلْثٌ من مكر أَي قليلٌ منه.
وولَثَتْنا السماءُ ولْثاً: بَلَّتْنا بمطر قليل، مشتق منه. التهذيب: والوَلْثُ بقية العَهْد. في الحديث: لولا وَلْثُ عَهْدٍ لهم، لفعلتُ بهم كذا. قال ابن شميل: يقال دَبَّرْتُ مملوكي إِذا قلتَ: هو حُرٌّ بعد موتي إِذا وَلَثْتَ له عِتْقاً في حياتك. قال، والوَلْثُ التوجيه (* قوله «والولث التوجيه» كذا بالأصل والقاموس، وسكت عليه الشارح.
وبهامش الشارح المطبوع معزواً لحاشية الفاسي ما نصه: قوله التوجيه، صحته الترجية بزنة تبصرة.) إِذا قلت: هو حُرٌّ بعدي، فهو الوَلْثُ.
وقد وَلَثَ فلانٌ لنا من أَمرنا وَلْثاً أَي وَجَّهَ؛ قال رؤبة: وقلتُ إِذ أَغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ وقال ابن الأَعرابي: أَي دائم كما يَلِيثُونه بالضرب. الأَصمعي: وَلَثَه أَي ضربه ضرباً قليلاً.
ووَلَثَهُ بالعصا يَلِثُه وَلْثاً أَي ضربه.
وقال الأَصمعي في قوله إِذ أَغبط دين والث: أَساء رؤبة في هذا لأَنه ان ينبغي له أَن يؤكد أَمر الدَّين.
وقال غيره: يقال دَيْنٌ والثٌ أَي يتقلده كما يتقلد العهد.

وتن (لسان العرب) [0]


الوَتِينُ عِرْقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه؛ ومنه حديث غسل النبي، صلى الله عليه وسلم: والفَضْل يقول أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى شيئاً يَنْزِلُ عليَّ؛ ابن سيده: الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب من باطنه أَجمع، يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي اللَّحْمَ وهو نَهْرُ الجَسد، وقيل: هو عرق أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار، وقيل: الوتين يَستَقي من الفُؤاد، وفيه الدم.
والوَتينُ: الخِلْبُ، وقيل: هو نياطُ القلب، وقيل: هو عرق أَبيض غليظ كأَنه قصبة، والجمع أوْتِنَةٌ ووُتْنٌ.
ووَتَنَه وتْناً: أَصاب وَتِينَه؛ قال حُميدٌ الأَرْقطُ: شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ، وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنينِ، من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ ووُتِنَ: شكا وَتِينَه.
وفي التنزيل العزيز: ثم لَقَطعْنا منه الوَتينَ؛ قال . . . أكمل المادة أَبو إسحق: عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يجتمع إليه البَطْنُ، وإليه تضم العروق( ) (قوله «وإليه تضم العروق» الذي في التهذيب: وإليه تضرب العروق).
ووَتَنَ بالمكانَ وتْناً ووُتُوناً: ثبت وأَقام به.
والواتِنُ: الماءُ المَعينُ الدائم الذي لا يذهب؛ عن أَبي زيد.
وفي الحديث: أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ، وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ أَي دائم.
والواتِنُ: الثابت.
والماءُ الواتِن: الدائم أَعني الذي لا يجري، وقيل: الذي لا ينقطع. أَبو زيد: الواتِنُ من المياه الدائمُ المَعينُ الذي لا يذهب. الليث: الواتِنُ والواثِنُ لغتان، وهو الشيء المقيم الدائم الراكد في مكانه قال رؤبة: أَمْطَرَ، في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ، على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُتَّنِ قال: يروى بالثاء والتاء، ومعناهما الدَّوْمُ على العَهْد؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير: وهو التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ، فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِنِ قال ابن بري: وقال أَبو عمرو يقال وَتَنَ وأَتَنَ إذا ثَبَتَ في المكان؛ وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي: أَتَنْتُ لها، فلم أَزَلْ في خِبائِها مقيماً إلى أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد. قال أَبو منصور: المعروف وَتَنَ يَتِنُ، بالتاء، وُتُوناً، والوَتِينُ منه مأْخوذ.
والمُواتَنة: المُلازمة؛ وفي الصحاح: المُلازَمة في قلة التفرّق. قال أَبو منصور: ولم أَسمع وَثَنَ، بالثاء، بهذا المعنى لغير الليث، قال: ولا أَدري أَحفِظَه عن العرب أَم لا. الجوهري: وَتَنَ الماءُ وغيره وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ ولم ينقطع.
ووَاتَنَ القومُ دارَهم: أَطالوا الإقامة فيها.
ووَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً ووِتاناً: فعل ما يفعل، وهي أَيضاً المُطاولة والمُماطلة.
والوَتْنُ: أَن تَخْرُجَ رجلا المولود قَبْل رأْسه، لغة في اليَتْنِ، وقيل: الوَتْنُ الذي وُلِدَ منكوساً، فهو مَرَّةً اسم للوِلادِ، ومَرَّةً اسم للولد.
وأُوْتَنَتِ المرأَةُ: ولدت وَتْناً كأَيْتَنَتْ إذا ولدت يَتْناً. ابن الأَعرابي: امرأَة مَوْتُونة إذا كانت أَدِيبةً، وإن لم تكن حَسْناء.
والوَتْنَةُ: مُلازمةُ الغريم.
والوَتْنَة: المخالفة، هاتان بالتاء.
والوَثْنة، بالثاء: الكَفْرَةُ.

غما (لسان العرب) [0]


ابن دريد: غَما البيتَ يَغْموه غَمْواً ويَغْمِيهِ غَمْياً إذا غَطَّاه، وقيل: إذا غَطَّاه بالطِّين والخشب.
والغُّما: سَقْفُ البيت، وتَثنيته غَمَوان وغَمَيان، وهو الغِماءُ أَيضاً، والكلمة واوية ويائيَّة.
وغُمِيَ على المريض وأُغْمِيَ عليه: غُشِيَ عليه ثم أَفاقَ.
وفي التهذيب: أُغْمِيَ على فلان إذا ظُنَّ أَنه ماتَ ثم يَرْجِع حَيًّا.
ورجلٌ غَمًى: مُغْمًى عليه: وامرأة غَمًى كذلك، وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث لأَنه مصدرٌ، وقد ثَنَّاه بعضهم وجَمعه فقال: رجلان غَمَيان ورجال أَغْماء.
وفي التهذيب: غميان في التذكير والتأنيث.
ويقال: تَرَكْتُ فلاناً غَمًى، مقصورٌ مثل قَفًى أَي مَغْشِيًّا عليه. قال ابن بري: أَي ذا غَمًى لأَنه مصدر. يقال: غُمِيَ عليه غَمًى وأُغْمِيَ عليه إغْماءً، وأُغْمِيَ عليه فهو . . . أكمل المادة مُغْمًى عليه، وغُمِيَ عليه فهو مَغْمِيٌّ عليه على مفعول. أَبو بكر: رجل غَمًى للمُشْرِف على الموت، ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَع، ورجالٌ غَمًى وامرأة غَمًى.
وأُغْمِيَ عليه الخَبَرُ أَي استَعْجَمَ مثلُ غُمَّ. التهذيب: ويقال رجلٌ غَمًى ورجلان غَمَيانِ إذا أَصابَه مرَضٌ؛ وأَنشد: فراحوا بيَحْبُورٍ تَشِفُّ لِحاهُمُ غَمًى ، بَيْنَ مَقْضِيٍّ عليه وهائِعِ قال: يَحْبورٌ رجلٌ ناعِم، تَشِفّ: تَحَرَّكُ. الفراء: تَركْتُهم غَمًى لا يَتَحرَّكون كأَنَّهم قد سَكَنُوا.
وقال: غَمًى البيت فقَصر، وقال: أَقرب لها وأَبعد إذا تكلَّمْت بكلمةٍ وتَكلَّم الآخرُ بكلمة، قال: أَنا أَقْرَبُ لها منك أَي أَنا أَقْرَبُ إلى الصوابِ منك.
والغَمَى: سَقْفُ البيتِ، فإذا كسَرْتَ الغينَ مَدَدْت، وقيل: الغَمى القَصَب وما فَوقَ السَّقْفِ من التُّرابِ وما أَشْبَهه، والتثنية غَمَيان وغَمَوان؛ عن اللحياني ، قال: والجمع أَغْمِيةٌ، وهو شاذٌ، ونظيره نَدًى وأَنْدِيةٌ، والصحيح أَنَّ أَغْمِيةً جمعُ غِماءٍ كرِداءٍ وأَرْدِيةٍ، وأَن جمع غَمًى إنما هو أَغْماءٌ كنَقًى وأَنْقاءٍ.
وقد غمَيْت البيتَ وغَمَّيْته إذا سقفْتَه. ابن دريد: وغَمَى البيتِ ما غَمَّى عليه أَي غَطَّى؛ وقال الجعدي يصف ثوراً في كِناسِه: مُنَكِّب رَوْقَيْه الكِناسَ كأنه مُغَشًّى غَمًى إلا إذا ما تَنَشَّرا قال: تَنَشَّر خرج من كناسه. قال ابن بري: غَمى كل شيءٍ أَعلاه.
والغَمى أَيضاً: ما غُطِّي به الفرسُ ليَعْرِقَ؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعي يصف فرساً: مُداخَلاً في طِوَلٍ وأَغْماءٌ وأُغْمِيَ يومُنا: دامَ غَيْمُه.
وأُغْمِيَتْ ليلَتُنا: غُمَّ هلالُها، ولَيْلَة مُغْماةٌ.
وفي حديث الصوم: فإن أُغْمِيَ عَلَيْكمْ، وفي رواية: فإن غُمِّي عَلَيْكُمْ. يقال: أُغْمِيَ عَلينا الهِلالُ وغُمِّيَ، فهو مُغْمىً ومُغَمّىً إذا حالَ دونَ رُؤْيته غَيمٌ أَو قَتَرَة، كما يقال علينا.
وفي السَّماء غَمًى وغَمْيٌ إذا غُمَّ عليهم الهِلالُ، وليس من لفظِ غُمَّ. الجوهري: ويقال صُمْنا للِغُمَّى وللْغَمَّى، بالفتح والضم، أي صُمنا من غير رُؤيةِ إذا غُمَّ علَيهم الهلال، وأَصلُ التَّغٌمِيَة الستْرُ والتَّغْطِية؛ ومنه أُغْمِيَ على المريض إذا أُغْشِيَ عليه، كأَنَّ المَرَضَ سَتَر عَقْلَه وغَطَّاه، وهي لَيْلَةُ الغُمَّى؛ قال الراجز: لَيْلَة غُمَّى طامِس هِلالُها أَوْغَلْتُها ومُكْرَةٌ إيغالُها قال ابن بري: هذا الفصل ذكره الجوهري ههنا، وحقُّ هذا الفصل أَن يذكر في فصل غمم لا في فصل غَمى لأنه من غُمَّ علَيهم الهلالُ. التهذيب: وفي الحديث فإن غُمِّيَ علَيكُم، وفي رواية: فإن أُغْمِيَ عليكم، وفي رواية: فإن غُمَّ علَيْكُمْ فأَكْمِلوا العِدَّةَ، والمعنى واحدٌ . يقال: غُمَّ علَينا الهِلالُ فهو مَغْمُومٌ، وأُغْمِيَ فهو مُغْمًى.
وكان على السماء غَمْيٌ، مثل غَشْيٍ، وغَمٌّ، فحالَ دونَ رُؤيَة الهلالِ.

رتم (لسان العرب) [0]


رَتَمَ الشيءَ يَرْتِمُهُ رَتْماً: كسره ودقه.
وشيءٌ رتِيمٌ ورَتْمٌ، على الصفة بالمصدر: مكسور، وخص اللحياني بالرَّتْم كسر الأَنف. التهذيب: والرَّتْمُ والرَّثْمُ، بالتاء والثاء، واحد.
وقد رَتَمَ أَنْفَه ورَثَمَهُ: كسره.
والرَّتْمُ: المَرْتوم.
والرَّتْمُ: الدق والكسر. يقال: رَتَمَ أَنفه رَتْماً؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍِ: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى، مكانَ النَّبيِّ من الكائِبِ وروي بيت أَوس بن حجر بالتاء والثاء ومعناهما واحد.
وفي حديث أَبي ذَرٍّ: في كل شيء صدقة حتى في بيانك عن الأَرْتَمِ؛ قال ابن الأَثير: كذا وقع في الرواية، فإِن كان محفوظاً فلعله من قولهم رَتَمْتُ الشيء إِذا كسرته، ويكون معناه معنى الأَرَتِّ الذي لا يُفْصح الكلام ولا يُفْهِمُه ولا يُبِينُهُ، وإِن كان . . . أكمل المادة بالثاء المثلثة فسيأْتي ذكره.
والرُّتامُ: المتكسر؛ قال عنترة: أَلَسْتم تَغضبون إِذا رأَيتم يميني وَعْثَةً، وفمي رُتاما؟ وَعْثة: متكسرة.
والرَّتَمَةُ: الخيط يُعْقَدُ على الإِصبع والخاتم للعلامة، وفي المحكم: خيط يعقد في الإِصبع للتَّذَكُّر، وفي الصحاح: خيط يشد في الإِصبع لتُسْتذكر به الحاجةُ.
وذكره الجوهري الرَّتْمة، ورأَيته في باقي الأُصول الرَّتَمَةَ. قال ابن بري: قال علي بن حمزة الرَّتَمَةُ هي الرَّتِيمة، بفتح التاء.
وفي الحديث: النهي عن شدِّ الرَّتائِم؛ هي جمع رَتِيمةٍ الخيط الذي يشد في الإِصبع لتستذكر به الحاجة، والجمع رَتَمٌ، وهي الرَّتِيمة، وجمعها رَتائِم ورِتام.
وأَرْتَمَه إِرْتاماً: عقد الرَّتِيمة في إِصبعه يستذكره حاجته؛ وقال الشاعر: إِذا لم تكن حاجاتُنا في نُفُوسِكُمْ، فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَّتائم وارْتَتَمَ بها وتَرَتَّمَ؛ وقول الشاعر: هل يَنْفعَنْكَ اليوم، إِن هَمَّتْ بِهَمّْ، كثرةُ ما تُوصي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟ قال ابن بري: الرَّتَمُ ههنا جمع رَتَمَةٍ وهي الرَّتِيمة، قال: وليس هو النبات المعروف لأَن الرَّتائِم لا تَخُصُّ شجراً دون شجر، وقيل في قوله وتَعْقادُ الرَّتَم قال: الرَّتِيمةُ أَن يَعْقد الرجلُ إِذا أَراد سفراًشجرتين أَو غُصْنين يعقدهما غُصْناً على غصن ويقول: إِن كانت المرأَة على العهد ولم تَخُنْهُ بقي هذا على حاله معقوداً وإِلاَّ فقد نقضت العهد، وفي المحكم: فإِذا رجع فوجدهما على ما عقد قال قد وَفَتِ امرأَته، وإِذا لم يجدهما على ما عقد قال قد نَكَثَتْ، وكذلك قال ابن السكيت في تفسير البيت.
والرَّتَمُ، بفتح التاء: شجر، واحدته رَتَمَةٌ.
وقال أَبو حنيفة: الرَّتَمُ والرَّتِيمَةُ نبات من دِقِّ الشجر كأَنه من دقته يشبَّه بالرَّتَمِ؛: قال الراجز: نَظَرْتُ والعَيْنُ مُبِينَةُ التَّهَمْ إِلى سَنا نارٍ، وَقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعْلى عانِدَيْنِ من إِضَمْ والرَّتَمُ: المَزادة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فتِلْكُ المَكارِمُ لا قِيلُكُمْ، غَداةَ اللِّقاءِ، مَكَرَّ الرَّتَمْ (* قوله: تلكُ بالبناء على الضمّ، لعله أراد تِلكُمُ المكارمُ فحذف الميم محافظة على وزن الشعر وابقى البناء على الضم). ابن الأَعرابي: الرَّتَمُ المَزادة المملوءة ماء.
والرَّتْماءُ: الناقة التي تحمل الرَّتَمَ، والرَّتَمُ: المحجَّةُ.
والرتَم: الكلام الخفي.
وما رَتَمَ فلان بكلمة أَي ما تكلم بها.
والرَّتَمُ: الحَياء التام.
والرَّتَمُ: ضرب من النبات.
وما زِلْتُ راتِماً على هذا الأَمر وراتِباً أَي مقيماً، وزعم يعقوب أَن ميمه بدل، والمصدر الرتَمُ.
ويَرْتُمٌ: جبل بأَرض بني سُلَيْمٍ؛ قال: تَلَفَّعَ فيها يَرْتُمٌ وتَعَمَّما

حسد (لسان العرب) [0]


الحسد: معروف، حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو؛ قال: وترى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال، وعِرْضُه مَشْتوم الجوهري: الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك. يقال: حَسَدَه يَحْسُدُه حُسوداً؛ قال الأَخفش: وبعضهم يقول يحسِده، بالكسر، والمصدر حسَداً، بالتحريك، وحَسادَةً.
وتحاسد القوم، ورجل حاسد من قوم حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدة مثل حامل وحَمَلَة، وحَسودٌ من قوم حُسُدٍ، والأُنثى بغير هاء، وهم يتحاسدون.
وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: الحَسْدَلُ القُراد، ومنه أُخذ الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا حسد إِلاَّ في . . . أكمل المادة اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله قرآناً فهو يتلوه؛ الحسد: أَن يرى الرجل لأَخيه نعمة فيتمنى أَن تزول عنه وتكون له دونه، والغَبْطُ: أَن يتمنى أَن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه؛ وسئل أَحمد بن يحيى عن معنى هذا الحديث فقال: معناه لا حسد لا يضر إِلاَّ في اثنتين؛ قال الأَزهري: الغبط ضرب من الحسد وهو أَخف منه، أَلا ترى أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما سئل: هل يضر الغَبْط؟ فقال: نعم كما يضر الخَبْطُ، فأَخبر أَنه ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زوال النعمة عن أَخيه، والخبط: ضرب ورق الشجر حتى يتحاتَّ عنه ثم يستخلف من غير أَن يضر ذلك بأَصل الشجرة وأَغصانها؛ وقوله، صلى الله عليه وسلم، لا حسد إِلاَّ في اثنتين هو أَن يتمنى الرجل أَن يرزقه الله مالاً ينفق منه في سبيل الخير، أَو يتمنى أَن يكون حافظاً لكتاب الله فيتلوه آناء الليل وأَطراف النهار، ولا يتمنى أَن يُرزأَ صاحب المال في ماله أَو تالي القرآن في حفظه.
وأَصل الحسد: القشر كما قال ابن الأَعرابي، وحَسَده على الشيء وحسده إِياه؛ قال يصف الجن مستشهداً على حَسَدْتُك الشيءَ بإِسقاط على:أَتَوْا ناري فقلتُ: مَنُونَ أَنتم، فقالوا: الجِنُّ، قلتُ: عِمُوا ظَلاماً فقلتُ: إِلى الطعام، فقال منهم زَعِيمٌ: نَحْسِدُ الإِنس الطعاما وقد يجوز أَن يكون أَراد على الطعام فحذف وأَوصل؛ قال ابن بري: الشعر لشمر بن الحرث الضبي وربما روي لتأَبط شرّجاً، وأَنكر أَبو القاسم الزجاجي رواية من روى عِموا صباحاً، واستدل على ذلك بأَن هذا البيت من قطعة كلها على رويّ الميم؛ قال وكذلك قرأْتها على ابن دريد وأَولها: ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ بدارٍ، ما أُريدُ بها مُقاما قال ابن بري: قد وهم أَبو القاسم في هذا، أَو لم تبلغه هذه الرواية لأَن الذي يرويه عِموا صباحاً يذكره مع أَبيات كلها على روي الحاء، وهي لِخَرِع بن سنان الغساني، ذكر ذلك في كتاب خبر سَدّ مَأْرِبَ، ومن جملة الأَبيات: نزلتُ بِشعْبِ وادي الجنِّ، لَمَّا رأَيتُ الليلَ قد نَشَرَ الجناحا أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه، وقد جَنَّ الدُّجى والنجمُ لاحا وحدَّثني أُموراً سوف تأْتي، أَهُزُّ لها الصَّوارمَ والرِّماحا قال: وهذا كله من أَكاذيب العرب؛ قال ابن سيده: وحكى اللحياني عن العرب حسدني الله إِن كنت أَحسدك، وهذا غريب، وقال: هذا كما يقولون نَفِسَها الله عليَّ إِن كنت أَنْفَسُها عليك، وهو كلام شنيع، لأَن الله، عز وجل، يجل عن ذلك، والذي يتجه هذا عليه أَنه أَراد: عاقبني الله على الحسد أَو جازاني عليه كما قال: ومكروا ومكر الله.

غبا (لسان العرب) [0]


غَبِيَ الشيءَ وغَبِيَ عنه غَباً وعباوَةً: لم يَفْطُنْ له؛ قال الشاعر: في بَلْدَة يَغَبى بها الخِرَّيتُ أَي يَخْفَى؛ وقال ابن الرقاع: أَلا رُبَّ لَهْوٍ آنِسٍ ولَذاذَةٍ، من العَيْشِ ، يُغبِيِه الخِباءُ المُسَتَّرُ وغَبِيَ الأَمرُ عني: خَفِيَ فلمْ أَعرفه.
وفي حديث الصوم: فإن غَبِيَ عليكم أَي خَفِيَ، ورواه بعضهم غُبِّيَ، بضم الغين وتشديد الباء المكسورة لما لم يسم فاعله، وهما من الغَباء شِبه الغَبَرة في السماء. التهذيب: ابن الأَنباري الغَبا يكتب بالألف لأنه من الواو. يقال: غَبِيت عن الأمْر غَباوة. الليث: يقال غَبِيَ عن الأَمرِ غَباوَةً ، فهو غَبِيٌّ إذا لم يَفْطُنْ للخِبِّ ونحوه. يقال: غَبِيَ عليَّ ذلك الأمرُ إذا . . . أكمل المادة كان لا يَفطُن له ولا يعرفُه، والغَباوة المصدر.
ويقال: فلان ذو غَباوَةٍ أي تَخْفى عليه الأُمور.
ويقال: غَبِيتُ عن ذلك الأَمرِ إذا كان لا يَفْطُن له.
ويقال: ادْخُلْ في الناس فهو أَغْبى لك أَي أَخفى لك.
ويقال: دَفَن فلان مُغَبَّاةً ثم حَمَلني عليها، وذلك إذا أَلْقاك في مَكْرٍ أَخْفاّه.
ويقال: غَبِّ شَعْرَك أَي استَأْصِلْهُ، وقد غَبَّى شَعَرَه تَغْبِيةً، وغَبيتُ الشيءَ أَغْباهُ، وقد غَبِيَ عليَّ مثلُه إذا لم تَعْرفه؛ وقولُ قيسِ بن ذَريح: وكَيفَ يَصَلِّي مَنْ إذا غَبِيتْ لهُ دِماءُ ذوي الذمَّاتِ والعَهْدِ طُلَّتْ لم يفسر ثعلب غبيَتْ له.
وتَغابى عنه: تَغَافَلَ.
وفيه غَبْوَة وغَباوَةَ أَي غَفْلَةٌ.
والغَبيُّ، على فَعيل: الغافِلُ القليلُ الفِطْنة، وهو من الواو، وأَما أَبو علي فاشْتَقَّ الغَبيَّ من قولهم شَجَرَة غَبْياءُ كأَنَّ جهْلَه غَطَّى عنه ما وَضَح لغيره.
وغَبِيَ الرجُلُ غَباوةً وغَباً، وحكى غيره غَباءً، بالمدّ.
وفي الحديث: إلا الشَّياطِينَ وأَغْبِياءَ بني آدم؛ الأَغبياء: جمع غَبِيٍّ كغني وأَغْنِياء، ويجوز أَن يكون أَغْباءً كأَيْتامٍ، ومثلُه كمِيٌّ وأَكْماءٌ.
وفي الحديث قَلِيلُ الفِقْهِ خيرٌ كثيرِ العباوةِ.
وفي حديث عَليٍّ: تغابَ عن كلِّ ما لا يَصِحُّ لك أَي تغافَلْ وتَبالَهْ.
وحكى ابن خالويه: أَنَّ الغَباء الغُبارُ، وقد يضم ويقصر فيقال الغُبَى.
والغُباءُ: شبيهٌ بالغَبَرَة تكونُ في السماء.
والغَبْيَة: الدفْعَة من المطر؛ وقال امرؤ القيس: وغَبْيَة شُؤْبُوبٍ من الشِّدِّ مُلْهِب وهي الدفْعَة من الخُضْر شَبَّهها بدفْعَة المطر. قال ابن سيده: الغَبْية الدفْعة الشديدةُ من المطر، وقيل: هي المَطْرَة ليست بالكثيرة، وهي فوقَ البَغْشَةِ؛ قال: فصَوَّبْتُه، كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ على الأمْعَزِ الضَّاحي، إذا سِيطَ أَحْضَرا ويقال: أَغْبَتِ السماءُ إغْباءً، فهي مُغْبِيَة؛ قال الراجز: وغَبَياتٌ بينَهُنَّ وَبْلُ قال: وربما شُبِّه بها الجَرْيُ الذي يَجِيءُ بعدَ الجَرْي الأَوَّل.
وقال أَبو عبيد: الغَبْية كالوَثْبَة في السَّيْر، والغَبْية صَبٌ كثيرٌ من ماءٍ ومن سياطٍ ؛ عن ابن الأعرابي؛ أنشد: إنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّجْلُ السَّوْطُ والرِّشاءُ ثم الحَبْلُ، وغَبَياتٌ بَيْنَهُنَّ هَطْلُ قال ابن سيده: وأَنا أُرى على التشبيه بغَبَيات المَطر.
وجاء على غَبْيةِ الشمسِ أي غَيْبتها؛ قال: أُراه على القلبِ.
وشجرةٌ غَبْياءُ: مُلْتَفَّة، وغُصن أَغْبَى كذلك.
وغَبْية التُّرابِ: ما سَطَعَ منه؛ قال الأعشى:إذا حالَ من دُونها غَبْيةٌ من التُّرْبِ، فانْجال سِربالُها وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب أَنه قال: الحُمَّى في أُصول النَّخْل، وشَرُّ الغَبَياتِ غَبْية التَّبْل، وشرُّ النساء السُّوَيْداء المِمْراضُ، وشَرٌّ منها الحُمَيْراءُ المِحْياضُ.
وغَبَّى شَعْره: قَصَّر منه، لغة لعبد القيس، وقد تكلم بها غيرهم؛ قال ابن سيده: وإنما قضينا بأَنَّ أَلِفَها ياءٌ لأنها ياءٌ واللامُ ياءً أَكثرُ منها واواً.
وغَبَّى الشيءَ: سَتَره؛ قال ابن أَحمر: فما كَلَّفْتُكِ القَدَرَ المُغَبَّى، ولا الطَيرَ الذي لا تُعبِرِينَا الكسائي: غَبَّيت البئرَ إذا غَطَّيت رَأْسها ثم جَلعت فوقَها تُرابًا؛ قال أَبو سعيد: وذلك التُّرابُ هو الغِباءُ.
والغابياءُ: بعضُ جِحَرة اليَرْبوع.

نمس (لسان العرب) [0]


النَّمَسُ، بالتحريك: فساد السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تغير وفسد فساداً لَزِجاً.
ونَمِسَ الدهن، بالكسر، يَنْمَسُ نَمَساً، فهو نَمِسٌ: تغير وفسد، وكذلك كل شيء طيِّب تغير؛ قال بعض الأَغفال:وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ ونَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دهن فتوسخ.
والنَّمَسُ: ريح اللبَنِ والدَّسَم كالنَّسَم.
ويقال: نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن، ونمَّسَ الأَقِطُ، فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قال الطرماح: مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن والكريص: الأَقِطُ.
والنِّمْسُ: سَبُع من أَخبث السُّبُع (* قوله «سبع» هكذا بالأصل مضبوطاً ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس.).
وقال ابن قتيبة: النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابين، لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ . . . أكمل المادة حتى كأَنها قطعة حبل، فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان، وقد ينطوي عليها (* قوله «ينطوي عليها» كذا بالأَصل.
ولعل الضمير للثعبان وهو يقع على الذكر والأنثى.) النِّمْسُ فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة؛ غيره: النِّمْس، بالكسر، دوَيْبَّة عريضة كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان.
والنَّامُوس: ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ.
والنامُوسُ: المَكْرُ والخِداع.
والتَّنْمِيسُ: التَّلْبيس.
والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس.
والنامُوسُ: قُتْرة الصائد التي يَكْمُن فيها للصيد؛ قال أَوس بن حجر: فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ. قال ابن سيده: وقد يهمز، قال: ولا أَدري ما وجه ذلك.
والنامُوسُ: بيت الراهب.
ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض؛ وقال الراجز يصف الركاب يعني الإِبل: يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ، تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ يقول: يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له.
وفي حديث سعد: أَسَدٌ في نامُوسِه؛ الناموسُ: مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد.
والنَّامُوس: وِعاء العِلْم.
والنَّاموس: جبريل، صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم، وأَهل الكتاب يسمون جبريل، عليه السلام: الناموس.
وفي حديث المَبْعَث: أَن خديجة، رضوان اللَّه عليها، وصفت أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لِوَرَقَة بن نَوْفَل وهو ابن عمها، وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب، فقال: إِن كان ما تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى، عليه السلام، وفي رواية: إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر. أَبو عبيد: النامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن غيره. ابن سيجه: نامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه، وقد نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِماساً: سارَّه.
وقيل: النامُوسُ السِّرُّ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي.
ونَمَسْتُ الرجلَ ونامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ وقال الكميت: فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذراً وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه.
والمُنَامِسُ: الداخل في الناموس، وقيل: النامُوس صاحب سِرّ الخير، والجاسُوسُ صاحب سِرّ الشر، وأَراد به وَرَقَةُ جبريلَ، عليه السلام، لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره.
والنَّامُوسُ: الكذَّاب.
والنَّاموس: النمَّام وهو النمَّاس أَيضاً. قال ابن الأَعرابي: نَمَسَ بينهم وأَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم وآكل بينهم؛ وأَنشد: وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ، ولا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ أَدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً، ولكِنَّنني رائبٌ صَدْعَهُمْ، رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بينهم، أَصلحت.
وانَّمَسَ في الشيء: دخل فيه.
وانَّمَسَ فلان انِّماساً: انْغَلَّ في سُتْرةٍ. الجوهري: انَّمَسَ الرجلُ، بتشديد النون، أَي استتر، وهو انْفَعَلَ.

سوأ (لسان العرب) [0]


ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً: فعل به ما يكره، نقيض سَرَّه.
والاسم: السُّوءُ بالضم.
وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يخففان، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي. قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قال: وسأَلته عن مسائية، فقال: هي مقلوبة، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان مُسْتَثْقَلانِ.
والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً.
وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها . . . أكمل المادة على الجَرْي.
وتقول من السُّوءِ: اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ.
وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم: أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء. قال أَبو عبيد: أَراد أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من الـمَساءة.
ويقال: اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك.
ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل.
ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً.
والسُّوءُ: الفُجُورُ والـمُنْكَر.
ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ ولَيْنٍ. قال الطُّهَوِيُّ: ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابن السكيت: وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا بالأَلف واللام. قال ابن بري: إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ.
ويقال أَسَأْت به وإِليه وعليه وله، وكذلك أَحْسَنْت. قال كثير: أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي.
وقال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها.
وقال: ومَن أَساءَ فعليها.
وقال عزَّ وجل: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ.
وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته. الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إِذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ: قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها.
وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قال الأُموي: السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ. قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه.
ومنه حديث عبدالملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ.
وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها.
والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ الـمُخالِفة.
والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ.
وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ. قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ: ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، * في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، * يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ ويقال: سُؤْتُ وجه فلان، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً، والـمَسايةُ لغة في الـمَساءة، تقول: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ.
ويقال: أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ.
وخَزْيانُ سَوْآنُ: من القُبْح.
والسُّوأَى، بوزن فُعْلى: اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى.
والسُّوأَى: خلاف الحُسْنَى.
وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا.
والسُّوأَى: النارُ.
وأَساءَ الرجلُ إِساءة: خلافُ أَحسَن.
وأَساءَ إِليه: نَقِيضُ أَحْسَن إِليه.
وفي حديث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ.
وقد كثر ذكر السَّيِّئة في الحديث، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة.
وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه.
وأَساءَ فلانٌ الخِياطةَ والعَمَلَ.
وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ.
وذلك أَنَّ رجلاً أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله. يُضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ(1) (1 قوله «يطلب الحاجة» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.) فلا يُبالِغُ فيها.
والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوئِةٌ، فقُلبت الواو ياءً وأُدْغِمت.
وقولٌ سَيِّىءٌ: يَسُوء.
والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ قَبِيحانِ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى.
واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ.
وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّءِ، فأَضافَ.
وفيه: ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه، والمعنى مَكْرُ الشِّرْك.وقرأَ ابن مسعود: ومَكْراً سَيِّئاً على النعت.
وقوله: أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟ فإنه أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ.
وأَراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك.
وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ.
ويقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي.
وفي الحديث: فما سَوَّأَ عليه ذلك، أَي ما قال له أَسأْتَ. قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً: فيه قولان: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، والمعنى: فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه.
وقيل: ضرب فلان على فلان سايةً معناه: جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق ساكن، جعلوها ياءً مشدَّدة، ثم استثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سايةٌ كما قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله.
والسَّوْأَة: العَوْرة والفاحشة.
والسَّوْأَة: الفَرْجُ. الليث: السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قال اللّه تعالى: بَدَتْ لهما سَوْآتُهما. قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن. يقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء.
وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة: وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ؟ قال ابن الأَثير: السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول وفعل، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم.
وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة؛ قال: يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما.
ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول: هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول: هذا رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق: وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ على الدَّمِ قال الأَخفش: ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ، وحَقُّ اليَّقِينِ، جميعاً، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل، واليَقِينُ هُو الحَقُّ. قال: ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بري: وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السين فيهما، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السين، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن يقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، ولم يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، واسم الفِعْل السُّوءُ، وقال: السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل. قال اللّه تعالى: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً.
وتقول في النكرة: رجل سَوْءٍ، وإِذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولم تُضِفْ، وتقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، ولا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، ولا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ. الفرّاء في قوله عز وجل: عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ. قال: ودائرةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَى في القراءة وأَكثر، وقلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السين.
وقال الزجاج في قوله تعالى: الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ. كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم، فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم. قال: ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء، فهو جائز. قال: ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت.
وزعم الخليل وسيبويه: أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون. قال اللّه تعالى: عليهم دائرةُ السَّوْءِ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ بهم. قال الأَزهريّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السين مـمدودة، صحيح، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السين ممدودة، في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء، بفتح السين في السورتين.
وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى: ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فهذه مصادر، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك: عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قال: ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى: ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ ولا في قوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب، فيضم.
وقرئَ قوله تعالى: عليهم دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من الـمَساءة.
وقوله عز وجل: كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة.
وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاءُ.
والسُّوءُ: اسم جامع للآفات والداءِ.
وقوله عز وجل: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الجُنون.
وقوله عز وجل: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم.
وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه، وكلاهما فيه. أَلا تَراهم قالوا(1) (1 قوله «قالوا من إلخ» كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.
وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة.
ويقال: إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ.
ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ.
وقال الليث: أَمَّا السُّوءُ، فما ذكر بسَيِّىءٍ، فهو السُّوءُ. قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإِذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءاً.
وبنو سُوءة: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.

ضرا (لسان العرب) [0]


ضَرِيَ به ضَراً وضَراوَةً: لهِجَ، وقد ضَرِيتُ بهذا الأَمر أَضْرى ضَراوَةً.
وفي الحديث: إن للإسلام ضَراوَةً أَي عادةً ولَهجاً به لا يُصْبَرُ عنه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إياكُمْ وهذه المَجازِرَ فإن لها ضَراوةً كضَراوَةِ الخمرِ.
وقد ضَرَّاه بذلك الأَمرِ.
وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: يَعْتُقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ.
وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إذا اشْتَدَّ. قال أَبو منصور: الضاري من الآنِيَةِ الذي ضُرَّي بالخمر، فإذا جُعِلَ فيه النَّبيذُ صار مُسْكِراً، وأَوصلُه من الضَّراوَةِ وهي الدُّرْبَةُ والعادةُ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه نهى عن الشُّرْبِ في الإناء الضَّاري؛ هو الذي ضُرِّيَ بالخمر وعُوِّدَ بها، فإذا جُعِلَ فيه العَصيرُ صار مُسْكراً، وقيل . . . أكمل المادة فيه معنىً غير ذلك. أَبو زيد: لذِمْتُ به لَذَماً وضَرِيتُ به ضَرىً ودَرِبْتُ به دَرَباً، والضَّراوَةُ: العادة. يقال: ضَرِيَ الشيءُ بالشيء إذا اعْتادَه فلا يَكادُ يَصْبرُ عنه.
وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إذا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه.
والإناءُ الضَّاري بالشَّراب والبيتُ الضَّاري باللَّحْم من كثرة الاعْتيادِ حتى يَبْقى فيه ريحُه.
وفي حديث عمر: إن للَّحْم ضَراوَةً كضَراوَةِ الخمرِ، أَي أَن له عادةً يَنزِعُ إليها كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن له عادةً طَلاَّبَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن من اعتاد الخمرَ وشُرْبَها أََسْرَفَ في النَّفَقة حِرْصاً عليها، وكذلك من اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لم يَكَدْ يصبر عنه فدخل في باب المُسْرفِ في نفَقَته، وقد نَهى الله عز وجل عن الإسْراف.
وكلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ، وقد ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً؛ الأَخيرةِ عن أَبي زيد، إذا اعْتادَ الصَّيْدَ.
والضِّرْوُ: الكلبُ الضاري، والجمع ضِراءٌ وأَضْرٍ مثل ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ؛ قال ابن أَحمر: حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه أَضْري ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْْحشَ والعََزَبَا أَراد: باتَ وحْشاً وعَزباً؛ وقال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ له إلاَّ الضَّراءَ، وإلاَّ صَيْدَها، نَشَبُ وفي الحديث: مَنِ اقْتَنى كلْباً إلا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضارٍ أَي كلباً مُعَوَّداً بالصيْد. يقال: ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ به، ويُجْمع على ضَوارٍ.
والمَواشي الضَّارية: المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ.
ويقال: كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ، وفي الحديث: إن قيساً ضِراءُ اللهِ؛ هو بالكسر جمع ضِرْوٍ، وهو من السِّباع ما ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس؛ المعنى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية في شَجاعَتها.
والضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاري من أَوْلادِ الكِلابِ، والأُنثى ضِرْوَةٌ.
وقد ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَراوَةً أَي تَعَوَّد، وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده، وأَضْراهُ به أَي أَغراهُ، وكذلك التَّضْرِية؛ قال زهير: متى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً، وتَضْرى، إذا ضَرَّيْتُموها، فتَضْرَم والضِّرْوُ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه.
وفي الحديث: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، أَكلَ مع رجلٍ به ضِرْوٌ من جُذامٍ أَي لطْخٌ، وهو من الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ به؛ حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن؛ قال ابن الأَثير: روي بالكسر والفتح، فالكسرُ يريد أنَه دَاءٌ قد ضَرِيَ به لا يُفارِقُه، والفتحُ من ضرا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي به قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ.
والضِّرْوُ والضَّرْوُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه في العِطْرِ؛ قال النابغة الجعْدي: تَسْتَنُّ بالضِّروْ من بَراقِشَ، أَوْ هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ ويروى: أَو ضامِرٍ من العُتُم، بَراقِشُ وهَيْلانُ: مَوْضَعانِ، وقيل: هما وادِيانِ باليَمَن كانا للأُمم السالفة.
والضِّرْوُ: المَحْلَب، ويقال: حَبَّةُ الخَضْراء؛ وأَنشد: هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه على خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ أَي له بَرِيقٌ؛ أراد عُودَ سِواكٍ من شجَرةِ الضَّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ. قال أَبو حنيفة: وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ، وقيل: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه. ابن الأَعرابي: الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قال جارِية بن بدر: وكأَن ماءَ الضَّرْوِ في أَنْيابِها، والزَّنْجَبيلَ على سُلافٍ سَلْسَلِ قال أَبو حنيفة: الضِّرْوُ من شَجَرِ الجِبالِ، وهي مثل شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ، له عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حبّاً ويُطْبَخُ ورَقُه حتى يَنْضَجَ، فإذا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إلى النارِ فيعقد ويصير كالقُبَّيطى، يُتداوى به من خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ. الجوهري: الضِّرْوُ، بالكسر، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ من اليَمَن.
واضْرَوْرى الرجلُ (* قوله «واضرورى الرجل إلخ» قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف، والصواب إظرورى بالظاء المعجمة.
وقد ذكرناه في موضعه على الصحة، ويحوز بالطاء المهملة أيضاً). اضْرِيراءً: انتَفَخَ بطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَمَ.
والضَّراءُ: أَرضٌ مستويةٌ فيها السِّباعُ ونُبَذٌ من الشجر.
والضَّراء: البَرازُ والفَضاءُ، ويقال: أَرضٌ مُسْتَويةٌ فيها شجر فإذا كانت في هَبْطةٍ فهي غَيْضَةٌ. ابن شميل: الضَّراءُ المُسْتَوي من الأَرضِ، يقال: لأَمْشِيَنَّ لك الضَّراءَ، قال: ولا يقال أَرضٌضَراءٌ ولا مكانٌ ضَرَاءٌ. قال: ونَزَلنا بضَراءٍ من الأَرض من الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية.
وفي حديث مَعْدِ يكرِبَ: مَشَوْا في الضَّراءِ؛ والضَّراءُ، بالفتح والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ في الوَادي. يقال: تَوارَى الصَّيْدُ منه في ضَرَاءِ.
وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إذا مَشَى مُسْتَخْفِياً فيما يُوارِي من الشَّجَر.
واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إذا خَتَلْتَه من حيثُ لا يعلمَ.
والضَّراءُ: ما وَارَاكَ من الشَّجَرِ وغيرِهِ، وهو أَيضاً المشيُ فيما يُوارِيكَ عمن تَكِيدُه وتَخْتِلُه. يقال: فلانٌ لا يُدَبُّ له الضَّرَاءُ؛ قال بشْرُ بن أَبي خازم. عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا بشَهْباءَ، لا يَمْشِي الضُّرَاءَ رَقِيبُها ويقال للرجلُ إذا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ به: هو يَدِبُّ له الضَّرَاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ؛ ويقال: لا أَمْشِي له الضَّراءَ ولا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ ولا أُخاتِلُه.
والضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ.
ويقال: ما وَارَاك من أَرضٍ فهو الضَّراءُ، وما وَاراك من شجرٍ فهو الخَمَر.
وهو يَدِبُّ له الضَّراءَ إذا كان يَخْتِلُه. ابن شميل: ما وَارَاك من شيء وادَّارَأْتَ به فهو خَمَر، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر والجبل خَمَر والشجرُ خَمَرٌ، وما واراك فهو خَمَر. أَبو زيد: مكانٌ خَمِرٌ إذا كان يُغَطِّي كلِّ شيء ويُوارِيه.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون الضَّرَاءَ، هو، بالفتح وتخفيف الرَّاء والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ به المَكْرَ والخَدِيعَةَ.
والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائلُ؛ قال الأَخطل يصف خمراً بُزِلَت: لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم، سارتْ إليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ: هي حَدِيدةٌ تُغْرَزُ في زِقِّ الخَمْرِ إذا حَضَر المشتري ليكون أُنْموذَجاً للشَّراب ويشتريه حينئذ، ويُستَعْمل في الحَضَر في أَسْقِيَةِ الماء وأَوْعِيَتِه، يُعالَج بشيءٍ له لَوْلَبٌ كلما أُدِيرَ خَرَج الماءُ، فإذا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إلى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فكذلك المِبْزَل؛ وقال حميد: نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها، كما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا أَي المَجْرُوحَ.
وقال بعضهم: الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ من ضَرَا يَضْرُو، وقيل: الضاري العِرْقُ الذي اعْتادَ الفَصْدَ، فإذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كان أَسرعَ لخروج دَمِه، قال: وكلاهما صحيحٌ جيّد، وقد ضَرَا العِرْقُ.
والضَّرِيُّ: كالضَّارِي؛ قال العجاج: لها، إذا ما هَدَرَتْ، أَتِيُّ ممَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَّرِيُّ وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يكادُ ينقطع دَمُه. الأَصمعي: ضَرَا العِرْقُ يَضْرُِو ضَرْواً، فهو ضارٍ إذا نَزا منه الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ. قال ابن الأَعرابي: ضَرَى يَضْرِي إذا سال وجَرَى، قال: ونَهَى عليٌّ، رضي الله عنه، عن الشُّرْبِ في الإناء الضارِي، قال: معناه السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إلى شارِبهِ. ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، وكانت منازِلَ الملُوك من بني آكِلِ المُرارِ، وفيها اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ.
وفي حديث عثمان: كان الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ، وضَرِيَّةُ: امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بها، وهو بأَرْضِ نَجْدٍ. قال أَبو عبيدة: وضَرِيَّة بِئرٌ؛ وقال الشاعر: فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَة.
وضَرِيَّةُ: موضع؛ قال نُصَيْب: أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ، سُقِيتِ الغَوادِي من عُقاب ومِنْ وَكْرِ وضَرِيَّةُ: قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ على طَرِيق البَصرة إلى مَكَّة، وهي إلى مَكَّة أَقْرَب.

فلح (لسان العرب) [0]


الفَلَح والفَلاحُ: الفوز والنجاة والبقاء في النعيم والخير؛ وفي حديث أَبي الدَّحْداحِ: بَشَّرَك الله بخير وفَلَحٍ أَي بَقاءٍ وفَوْز، وهو مقصور من الفلاح، وقد أَفلح. قال الله عَزَّ من قائل: قد أَفْلَحَ المؤمنون أَي أُصِيرُوا إِلى الفلاح؛ قال الأَزهري: وإِنما قيل لأَهل الجنة مُفْلِحون لفوزهم ببقاء الأَبَدِ.
وفَلاحُ الدهر: بقاؤُه، يقال: لا أَفعل ذلك فَلاحَ الدهر؛ وقول الشاعر: ولكن ليس في الدنيا فَلاحُ (* قوله «ولكن ليس في الدنيا إلخ» الذي في الصحاح: الدنيا، باللام.) أَي بقاء. التهذيب: عن ابن السكيت: الفَلَح والفَلاح البقاء؛ قال الأَعشى: ولئن كُنَّا كقومٍ هَلَكُوا ما لِحَيٍّ، يا لَقَوْمٍ، من فَلَحْ (* قوله «يا . . . أكمل المادة لقوم» كذا بالأصل والصحاح.
وشرح القاموس بحذف ياء المتكلم.) وقال عَدِيٌّ: ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ والرُّشْدِ والأُمَّـ ـةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ والفَلَحُ والفَلاحُ: السَّحُورُ لبقاء غَنائه؛ وفي الحديث: صلينا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى خَشِينا أَن يَفُوتَنا الفَلَحُ أَو الفَلاحُ؛ يعني السَّحُور. أَبو عبيد في حديثه: حتى خشينا أَن يفوتنا الفلاح، قال: وفي الحديث قيل: وما الفَلاحُ؟ قال السَّحُور؛ قال: وأَصل الفَلاح البقاء؛ وأَنشد للأَضْبَطِ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ: لكُلِّ هَمٍّ منَ الهُمُومِ سَعَهْ، والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعهْ يقول: ليس مع كَرِّ الليل والنهار بَقاءٌ، فَكأَنَّ معنى السَّحُور أَن به بقاء الصوم.
والفَلاحُ: الفوز بما يُغْتَبَطُ به وفيه صلاح الحال.
وأَفْلَحَ الرجلُ: ظَفِرَ. أَبو إِسحق في قوله عز وجل: أُولئك هم المفلحون؛ قال: يقال لكل من أَصاب خيراً مُفْلح؛ وقول عبيد: أَفْلِحْ بما شِئْتَ، فقد يُبْلَغُ بالنْـ ـنَوكِ، وقد يُخَدَّعُ الأَرِيبُ ويروى: فقد يُبْلَغ بالضَّعْفِ، معناه: فُزْ واظْفَرْ؛ التهذيب: يقول: عِشْ بما شئت من عَقْلٍ وحُمْقٍ، فقد يُرْزَقُ الأَحْمَقُ ويُحْرَمُ العاقل. الليث في قوله تعالى: وقد أَفلح اليومَ من اسْتَعْلى أَي طَفِرَ بالمُلْكِ من غَلَبَ.
ومن أَلفاط الجاهلية في الطلاق: اسْتَفْلِحِي بأَمرِك أَي فوزي به؛ وفي حديث ابن مسعود أَنه قال: إِذا قال الرجل لامرأَته اسْتَفْلِحي بأَمرك فقَبِلَتْه فواحدةٌ بائنة؛ قال أَبو عبيد: معناه اظْفَري بأَمرك وفوزي بأَمرك واسْتَبِدّي بأَمرك.
وقومٌ أَفلاح: مُفْلِحُون فائزون؛ قال ابن سيده: لا أَعرف له واحداً؛ وأَنشد: بادُوا فلم تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ، وهل يُثَمّرُ أَفْلاحٌ بأَفْلاحِ؟ وقال: كذا رواه ابن الأَعرابي: فلم تك أُولاهم كآخرهم، وخَلِيقٌ أَن يكون: فلم تك أُخراهم كأَوَّلهم، ومعنى قوله: وهل يُثمر أَفلاح بأَفلاح؛ أَي قلما يُعْقِبُ السَّلَفُ الصالح إِلاَّ الخَلَفَ الصالحَ؛ وقال ابن الأَعرابي: معنى هذا أَنهم كانوا مُتَوافِرِينَ من قبل، فانقرضوا، فكان أَوّلُ عيشهم زيادةً وآخره نقصاناً وذهاباً. التهذيب: وفي حديث الأَذان: حَيّ على الفلاح؛ يعني هَلُمَّ على بقاء الخير؛ وقيل: حيّ أَي عَجِّلْ وأَسْرِع على الفلاح، معناه إِلى الفوز بالبقاء الدائم؛ وقيل: أَي أَقْبِلْ على النجاة؛ قال ابن الأَثير: وهو من أَفْلَحَ، كالنجاح من أَنجَحَ، أَي هَلُمُّوا إِلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها، وهو الصلاة في الجماعة.
وفي حديث الخيل: مَنْ رَبَطَها عُدَّةً في سبيل الله فإِنَّ شِبَعَها وجُوعَها ورِيَّها وظَمَأَها وأَرواثها وأَبوالها فَلاحٌ في موازينه يوم القيامة أَي ظَفَرٌ وفَوزٌ.
وفي الحديث: كل قوم على مَفْلَحَةٍ من أَنفسهم؛ قال ابن الأَثير: قال الخَطَّابيُّ: معناه أَنهم راضون بعلمهم يَغْتَبِطُون به عند أَنفسهم، وهي مَفعلة من الفَلاح، وهو مثل قوله تعالى: كلُّ حِزْبٍ بما لديهم فَرِحون.
والفَلْحُ: الشَّقُّ والقطع. فَلَح الشيءَ يَفْلَحُه فَلْحاً: شَقَّه؛ قال: قد عَلِمَتْ خَيْلُكَ أَي الصَّحْصَحُ، إِنَّ الحَدِيدَ بالحديد يُفْلَحُ أَي يُشَقُّ ويُقطع؛ وأَورد الأَزهري هذا الشعر شاهداً على فَلَحْتُ الحديث إِذا قطعته.
وفَلَحَ رأَسه فَلْحاً: شَقَّه.
والفَلْحُ: مصدر فَلَحْتُ الأَرض إِذا شققتها للزراعة.
وفَلَح الأَرضَ للزراعة يَفْلَحُها فَلْحاً إِذا شقها للحرث.
والفَلاَّح: الأَكَّارُ، وإِنما قيل له فَلاَّحٌ لأَنه يَفْلَحُ الأَرضَ أَي يَشقها، وحِرْفَتُه الفِلاحة، والفِلاحةُ، بالكسر: الحِراثة؛ وفي حديث عمر: اتقوا الله في الفَلاَّحينَ؛ يعني الزَّرَّاعين الذين يَفْلَحونَ الأَرض أَي يشقُّونها.
وفَلَح شَفَته يَفْلَحها فَلْحاً: شقها.
والفَلَحُ: شَقٌّ في الشفة السفلى، واسم ذلك الشَّقِّ الفَلَحةُ مثل القَطَعةِ، وقيل: الفَلَحُ شق في الشفة في وسطها دون العَلَمِ؛ وقيل: هو تَشَقُّق في الشفة وضِخَمٌ واسترخاء كما يُصِيبُ شِفاهَ الزِّنْجِ؛ رجل أَفْلَحُ وامرأَة فَلْحاء؛ التهذيب: الفَلَحُ الشق في الشفة السفلى، فإِذا كان في العُلْيا، فهو عَلَم؛ وفي الحديث: قال رجل لسُهَيلِ بن عمرو: لولا شيء يَسُوءُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، لضَرَبْتُ فَلَحَتك أَي موضع الفَلَح، وهو الشَّق في الشفة السفلى.
وفي حديث كعب: المرأَة إِذا غاب عنها زوجها تَفَلَّحَتْ وتَنَكَّبَتِ الزينةَ أَي تشَقَّقَت وتَقَشَّفَت؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي: أُراه تَقَلَّحَتْ، بالقاف، من القَلَحِ، وهو الصُّفْرَة التي تعلو الأَسنان؛ وكان عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ يُلَقَّبُ الفَلْحاءَ لفَلَحةٍ كانت به وإِنما ذهبوا به إِلى تأْنيث الشَّفَة؛ قال شُرَيْحُ بن بُجَيْرِ بن أَسْعَدَ التَّغْلَبيّ: ولو أَن قَوْمي قومُ سَوْءٍ أَذِلَّةٌ، لأَخْرَجَني عَوْفُ بنُ عَوْفٍ وعِصْيَدُ وعَنْتَرَةُ الفَلْحاءُ جاءَ مُلأَّماً، كأَنه فِنْدٌ، من عَمايَةَ، أَسْوَدُ أَنث الصفة لتأْنيث الاسم: قال الشيخ ابن بري: كان شريح قال هذه القصيدة بسبب حرب كانت بينه وبين بني مُرَّة بن فَزارةَ وعَبْسٍ.
والفِنْدُ: القطعة العظيمة الشَّخْصِ من الجبل.
وعَماية: جبل عظيم.
والمُلأَّمُ: الذي قد لَبِسَ لأْمَتَه، وهي الدرع؛ قال: وذكر النحويون أَن تأْنيث الفلحاء إِتباع لتأْنيث لفظ عنترة؛ كما قال الآخر: أَبوكَ خَلِيفةٌ ولَدَتْه أُخْرى، وأَنتَ خلِيفَةٌ ذاك الكَمالُ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الأُصول التي نقلت منها ما صورته في الجمهرة لابن دريد: عِصْيدٌ لقب حِصْنِ ابن حذيفة أَو عُيَيْنَة بن حِصْنٍ.
ورجل مُتَفَلِّح الشَّفَة واليدين والقدمين: أَصابه فيهما تَشَقُّقٌ من البَرْد.
وفي رِجْل فلان فُلُوحٌ أَي شُقُوق، وبالجيم أَيضاً. ابن سيده: والفَلَحَة القَراح الذي اشْتُقَّ للزرع؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد لِحَسَّانَ:دَعُوا فَلَحَاتِ الشَّأْمِ قد حال دونها طِعانٌ، كأَفْواهِ المَخاضِ الأَوارِكِ (* قوله «كأَفواه المخاض» أَنشده في فلج، بالجيم، كأبوال المخاض. ثم ان قوله: ما اشتق من الأَرض للديار، كذا بالأصل وشرح القاموس، لكنهما أَنشداه في الجيم شاهداً على أَن الفلجات المزارع.
وعلى هذا، فمعنى الفلجات، بالجيم، والفلحات، بالحاء، واحد ولم نجد فرقاً بينهما إلا هنا.) يعني المَزارِعَ؛ ومن رواه فَلَجات الشأْم، بالجيم، فمعناه ما اشتق من الأَرض للديار، كل ذلك قول أَبي حنيفة.
والفَلاَّحُ: المُكارِي؛ التهذيب: ويقال للمُكاري فَلاَّحٌ، وإِنما قيل الفَلاَّح تشبيهاً بالأَكَّارِ؛ ومنه قول عمرو بن أَحْمَر الباهِلِيّ: لها رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فيه، وفَلاَّحٌ يسُوقُ لها حِمارا وفَلَحَ بالرجل يَفْلَحُ فَلْحاً، وذلك أَن يطمئن إِليك، فيقولَ لك: بِعْ لي عبداً أَو متاعاً أَو اشتره لي، فتأْتي التُّجارَ فتشتريه بالغلاء وتبيع بالوكْسِ وتصيب من التَّاجِرِ، وهو الفَلاَّحُ.
وفَلَحَ بالقوم وللقوم يَفْلَحُ فَلاحَةً: زَيَّنَ البيعَ والشراء للبائع والمشتري.
وفَلَّح بهم تَفْلِيحاً: مَكَرَ وقال غير الحق. التهذيب: والفَلْحُ النَّجْشُ، وهو زيادة المكتري ليزيد غيرُه فيُغْريه.
والتَّفْليحُ: المكر والاستهزاء، وقال أَعرابي: قد فَلَّحوا به أَي مَكَرُوا به.
والفَيْلَحانيُّ: تِبنٌ أَسْوَدُ يَلِي الطُّبّارَ في الكِبَر، وهو يَتَقَلَّع إِذا بَلَغ، مُدَوَّرٌ شديد السواد، حكاه أَبو حنيفة، قال: وهو جيد الزبيب؛ يعني بالزبيب يابسه.
وقد سَمَّت: أَفلَح وفُلَيْحاَ ومُفْلِحاً.

ق د م (المصباح المنير) [0]


 قَدُم: الشيء بالضم "قِدَمًا" وزان عنب: خلاف حدث فهو قديم وعيب قديم أي سابق زمانه متقدم الوقوع على وقته، و "القَدَمُ" من الإنسان معروفة وهي أنثى ولهذا تصغر "قُدَيَمةً" بالهاء وجمعها "أَقْدَامُ" مثل سبب وأسباب وتقول العرب: وضع "قَدَمَهُ" في الحرب إذا أقبل عليها وأخذ فيها، وله في العلم "قَدَمٌ" أي سبق وأصل "القَدَمِ" ما قدمته قدامك، و "أَقْدَمَ" على العيب "إِقْدَامًا" كناية عن الرضا به، و "قَدَمٌ" عليه "يَقْدَمُ" من باب تعب مثله، و "أَقْدَمَ" على قرنه بالألف: اجترأ عليه، و "تَقَدّمْتُ" القوم: سبقتهم، ومنه "مُقَدّمَةُ" الجيش للذين "يَتَقدَّمُونَ" بالتثقيل اسم فاعل، و "مُقَدِّمَةُ" الكتاب مثله، و "مُقْدِمُ" العين ساكن القاف ما يلي الأنف ولا يجوز التثقيل قاله الأزهري وغيره، و "مُقْدَمَةُ" الرحل أيضا بالتخفيف على صيغة اسم المفعول أوله، و "القَادِمَةُ" ، و "المُقَدِّمَةُ" بالتثقيل والفتح مثله، وحذف الهاء من الثلاثة لغات قال الأزهري: والعرب تقول: آخرة الرحل . . . أكمل المادة وواسطته ولا تقول قادمته، فحصل قولان في قادمة، وضرب "مُقَدَّمَ" رأسه ووجهه بالتثقيل والفتح، و "قَدِمَ" الرجل البلد "يَقْدَمُهُ" من باب تعب "قُدُوما" ، و "مَقْدَمًا" بفتح الميم والدال، وتقول: وردت "مَقْدَمَ" الحاج يجعل ظرفا أي وقت "مَقْدَمِ" الحاجّ وهو في الأصل مصدر، و "قَدَّمْتُ" الشيء: خلاف أخرته واسم الفاعل والمفعول على الباب، و "قَدَمْتُ" القوم "قَدْما" من باب قتل: مثل "تَقَدَّمْتُهُمْ" وقولهم في صفات الباري "القَدِيمُ" قال الطرسوسي: لا يجوز إطلاقها على الله تعالى؛ لأنها جعلت صفة لشيء حقير فقيل: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} وما يكون صفة للحقير كيف يكون صفة للعظيم؟ وهذا مردود؛ لأن البيهقي رواها في الأسماء الحسنى عن النبي وقال في معنى "القَدِيم" : الموجود الذي لم يزل، وقال أيضا في كتاب الأسماء والصفات: ومنها "القَدِيمُ" قال: وقال الحليمي في معنى القديم: إنه الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء والموجود الذي لم يزل، وأصل "القَدِيم" في اللسان: السابق؛ لأن "القَدِيمَ" هو "القَادِمُ" فيقال لله تعالى "قَديمٌ" بمعنى أنه سابق الموجودات كلها، وقال جماعة من المتكلمين منهم القاضي: يجوز أن يشتق اسم الله تعالى مما لا يؤدي إلى نقص أو عيب، وزاد البيهقي على ذلك: إذا دلّ على الاشتقاق الكتاب أو السنة أو الإجماع فيجوز أن يقال لله تعالى "القَاضِي" أخذا من قوله تعالى: {يَقْضِي بِالْحَقِّ} ، وفي الحديث: "الطبيب هو الله" ويقال: هو الأزلي والأبدي، ويحمل قولهم أسماء الله تعالى توقيفية على واحد من الأصول الثلاثة؛ فإن الله تعالى يسمى جوادا وكريما ولا يسمى سخيًّا؛ لعدم سماع فعله، فإن البيهقي قال: من صدق عليه أنه قام صدق عليه أنه قائم ففهم من هذا أن الفعل إذا سمع اشتق منه اسم الفاعل والمراد إذا كان الفعل صفة حقيقية بخلاف المجازي؛ فإنه لا يشتق منه نحو مَكَرَ، و "تَقَدَّمْتُ" إليه بكذا: أمرته به، و "قَدَّمْتُ" إليه "تَقْدِيمًا" مثله، و "قَدَّمْتُ" زيدًا إلى الحائط: قربته منه "فَتَقَّدمَ" إليه، و "القَدُومُ" آلة النجار بالتخفيف قاله ابن السكيت، ولا يشدد وأنشد الأزهري: فقلت: أعيراني القدوم لعلنيوالجمع "قُدُمٌ" مثل رسول ورسل، وقال ابن الأنباري أيضا: "القَدُومُ" التي ينحت بها مخففة، والعامة تخطئ فيها فتثقل، وإنما "القَدُّومُ" بالتشديد موضع، وقال الزمخشري وتبعه المطرزي: "القَدُومُ" المنحات خفيفة والتشديد لغة، قال بعضهم: وأكثر الناس على أن "القَدُومَ" الذي اختتن به إبراهيم عليه السلام هو الآلة، وقيل هو بلدة بالشام أو مجلسه بحلب وفيه التخفيف والتثقيل، و "قُدّامُ" : خلاف وراء وهي مؤنثة يقال هي "قُدَّامٌ" وتصغر بالهاء فيقال "قُدَيديمَةٌ" قالوا: ولا يصغر رباعي بالهاء إلا قدام ووراء، و "قُدُمٌ" بضمتين بمعنى القبل، و "قَوَادِمُ" الطير "مَقَادِيمُ" الريش في كل جناح عشر الواحدة "قَادِمَةٌ" ، و "قُدَامَى" . 

ق د م (المصباح المنير) [0]


 قَدُم: الشيء بالضم "قِدَمًا" وزان عنب: خلاف حدث فهو قديم وعيب قديم أي سابق زمانه متقدم الوقوع على وقته، و "القَدَمُ" من الإنسان معروفة وهي أنثى ولهذا تصغر "قُدَيَمةً" بالهاء وجمعها "أَقْدَامُ" مثل سبب وأسباب وتقول العرب: وضع "قَدَمَهُ" في الحرب إذا أقبل عليها وأخذ فيها، وله في العلم "قَدَمٌ" أي سبق وأصل "القَدَمِ" ما قدمته قدامك، و "أَقْدَمَ" على العيب "إِقْدَامًا" كناية عن الرضا به، و "قَدَمٌ" عليه "يَقْدَمُ" من باب تعب مثله، و "أَقْدَمَ" على قرنه بالألف: اجترأ عليه، و "تَقَدّمْتُ" القوم: سبقتهم، ومنه "مُقَدّمَةُ" الجيش للذين "يَتَقدَّمُونَ" بالتثقيل اسم فاعل، و "مُقَدِّمَةُ" الكتاب مثله، و "مُقْدِمُ" العين ساكن القاف ما يلي الأنف ولا يجوز التثقيل قاله الأزهري وغيره، و "مُقْدَمَةُ" الرحل أيضا بالتخفيف على صيغة اسم المفعول أوله، و "القَادِمَةُ" ، و "المُقَدِّمَةُ" بالتثقيل والفتح مثله، وحذف الهاء من الثلاثة لغات قال الأزهري: والعرب تقول: آخرة الرحل . . . أكمل المادة وواسطته ولا تقول قادمته، فحصل قولان في قادمة، وضرب "مُقَدَّمَ" رأسه ووجهه بالتثقيل والفتح، و "قَدِمَ" الرجل البلد "يَقْدَمُهُ" من باب تعب "قُدُوما" ، و "مَقْدَمًا" بفتح الميم والدال، وتقول: وردت "مَقْدَمَ" الحاج يجعل ظرفا أي وقت "مَقْدَمِ" الحاجّ وهو في الأصل مصدر، و "قَدَّمْتُ" الشيء: خلاف أخرته واسم الفاعل والمفعول على الباب، و "قَدَمْتُ" القوم "قَدْما" من باب قتل: مثل "تَقَدَّمْتُهُمْ" وقولهم في صفات الباري "القَدِيمُ" قال الطرسوسي: لا يجوز إطلاقها على الله تعالى؛ لأنها جعلت صفة لشيء حقير فقيل: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} وما يكون صفة للحقير كيف يكون صفة للعظيم؟ وهذا مردود؛ لأن البيهقي رواها في الأسماء الحسنى عن النبي وقال في معنى "القَدِيم" : الموجود الذي لم يزل، وقال أيضا في كتاب الأسماء والصفات: ومنها "القَدِيمُ" قال: وقال الحليمي في معنى القديم: إنه الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء والموجود الذي لم يزل، وأصل "القَدِيم" في اللسان: السابق؛ لأن "القَدِيمَ" هو "القَادِمُ" فيقال لله تعالى "قَديمٌ" بمعنى أنه سابق الموجودات كلها، وقال جماعة من المتكلمين منهم القاضي: يجوز أن يشتق اسم الله تعالى مما لا يؤدي إلى نقص أو عيب، وزاد البيهقي على ذلك: إذا دلّ على الاشتقاق الكتاب أو السنة أو الإجماع فيجوز أن يقال لله تعالى "القَاضِي" أخذا من قوله تعالى: {يَقْضِي بِالْحَقِّ} ، وفي الحديث: "الطبيب هو الله" ويقال: هو الأزلي والأبدي، ويحمل قولهم أسماء الله تعالى توقيفية على واحد من الأصول الثلاثة؛ فإن الله تعالى يسمى جوادا وكريما ولا يسمى سخيًّا؛ لعدم سماع فعله، فإن البيهقي قال: من صدق عليه أنه قام صدق عليه أنه قائم ففهم من هذا أن الفعل إذا سمع اشتق منه اسم الفاعل والمراد إذا كان الفعل صفة حقيقية بخلاف المجازي؛ فإنه لا يشتق منه نحو مَكَرَ، و "تَقَدَّمْتُ" إليه بكذا: أمرته به، و "قَدَّمْتُ" إليه "تَقْدِيمًا" مثله، و "قَدَّمْتُ" زيدًا إلى الحائط: قربته منه "فَتَقَّدمَ" إليه، و "القَدُومُ" آلة النجار بالتخفيف قاله ابن السكيت، ولا يشدد وأنشد الأزهري: فقلت: أعيراني القدوم لعلنيوالجمع "قُدُمٌ" مثل رسول ورسل، وقال ابن الأنباري أيضا: "القَدُومُ" التي ينحت بها مخففة، والعامة تخطئ فيها فتثقل، وإنما "القَدُّومُ" بالتشديد موضع، وقال الزمخشري وتبعه المطرزي: "القَدُومُ" المنحات خفيفة والتشديد لغة، قال بعضهم: وأكثر الناس على أن "القَدُومَ" الذي اختتن به إبراهيم عليه السلام هو الآلة، وقيل هو بلدة بالشام أو مجلسه بحلب وفيه التخفيف والتثقيل، و "قُدّامُ" : خلاف وراء وهي مؤنثة يقال هي "قُدَّامٌ" وتصغر بالهاء فيقال "قُدَيديمَةٌ" قالوا: ولا يصغر رباعي بالهاء إلا قدام ووراء، و "قُدُمٌ" بضمتين بمعنى القبل، و "قَوَادِمُ" الطير "مَقَادِيمُ" الريش في كل جناح عشر الواحدة "قَادِمَةٌ" ، و "قُدَامَى" . 

سدا (لسان العرب) [0]


السَّدْوُ: مَدُّ اليَدِ نحوَ الشيء كما تَسْدُو الإبلُ في سيرِها بأَيديها وكما يَسدو الصِّبيانُ إذا لعِبُوا بالجَوْزِ فرَمَوْا به في الحَفيرة، والزَّدْوُ لغة كما قالوا للأَسْدِ أَزْدٌ، وللسَّرَّادِ زَرّادٌ.
وسَدا يديه سَدْواً واسْتَدَى: مَدّ بهما؛ قال: سَدَى بيدَيه ثم أَجَّ بسَيره، كأَجَّ الظَّلِيمِ من قَنِْيصٍ وكالِب وأَنشد ابن الأَعرابي: ناجٍ يُغَنيِّهنَّ بالإبْعاطِ، إذا استَدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ يقول: إذا سَدا هذا البعير حَملَ سَدْوُه هؤلاء القومَ على أَن يضربوا إبلَهم فكأَنهنّ نوَّهْنَ بالسِّياطِ لمّا حمَلْنَهم على ذلك، وقال ثعلب: الرواية يُعَنِّيهنَّ (* قوله «وقال ثعلب الرواية يعنيهن» هكذا في الأصل هنا وتقدم لنا في مادة بعط في اللسان كالمحكم نسبة . . . أكمل المادة رواية الغين لثعلب).
وقوله: يا رَبّ سَلِّم سَدْوَهُنّ اللَّيلهْ، وليلةً أُخرى، وكلَّ ليلهْ إنما أَراد سَلِّمْهُنَّ وقَوّهِنَّ، لكن أَوْقعَ الفعلَ على السَّدْوِ لأنّ السَّدْوَ إذا سَلِمَ فقد سَلِمَ السَّادي. الجوهري: وسَدَت الناقةُ تَسْدُو، وهو تَذَرُّعُها في المَشيِ واتساعُ خَطْوِها، يقال: ما أَحسن سَدْوَ رِجلَيها وأَتْوَ يَدَيْها قال ابن بري: قال علي بن حمزة السّدْوُ السِّيرُ اللّيِّن؛ قال القُطامي: وكلُّ ذلك منها كلَّما رَفَقتْ، مِنها المُكَرِّي، ومنها اللّيِّنُ السادي قال ابن بري: قول الجوهري وهو تَذَرُّعها في المشي واتساعُ خطوها ليس فيه طعن لأَن السَّدْوَ اتساعُ خَطْوِ الناقة، قد يكون ذلك مع رِفْقٍ، أَلا ترى إلى قوله منها المُكَرّي يريد البطيءَ منها، ومنها السادي الذي فيه اتساعُ خطْوٍ مع لينٍ.
وناقة سَدُوٌّ: تمد يديها في سَدْوِا وتَطْرَحُهما؛ قال وأَنشد: مائِرَةُ الرِّجْلِ سَدُوُّ باليَدِ ونوقٌ سَوادٍ، والعرب تسمي أَيديَ الإبلِ السواديَ لِسَدْوِها بها ثم صار ذلك اسماً لها؛ قال ذو الرمة: كأَنّا على حُقْبٍ خِفافٍ، إذا خَدَتْ سَوادِيهِما بالواخِداتِ الرَّواحِلِ أَراد إذا خَدَتْ أَيديها وأَرجُلُها. أَبو عمرو: السادي والزادي الحَسَن السَّير من الإبل؛ قال الشاعر: يتْبَعنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ (* قوله «سدو رسلة» تقدم في مادة بدح: شدو، بالشين المعجمة، والصواب ما هنا). أَي تَمُدُّ ضَبْعَيْها.
والسَّدْوُ: رُكُوبُ الرَّأْسِ في السَّيرِ يكون في الإبلِ والخيلِ.
وسَدْوُ الصِّبيانِ بالجَوْزِ واستِداؤُهُم: لعِبُهُمُ به.
وسَدا الصّبيُّ بالجوزة: رماها من علوٍ إلى سُفْلٍ.
وسَدا سَدْوَ كذا: نَحا نحْوَه.
وفلان يَسْدُو سَدْوَ كذا: يَنْحُو نَحْوَه.
وخطب الأَمير فما زال على سَدْوٍ واحدٍ أَي على نَحْوٍ واحدٍ من السَّجْع؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحاباً: سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثمانِياً، يُلْوي بعَيْقاتِ البحار ويُجْنَب قال ابن سيده: قيل معنى سادٍ هُنا مُهْمَلٌ لا يُرَدُّ عن شُرْبٍ، وقيل: هو من الإسْآدِ الذي هو سيرُ الليل كله، قال: وهذا لا يجوز إلا أَن يكون على القلب كأَنه سائدٌ أَي ذو إسْآد، ثم قلب فقيل سادِئ ثم أَبدل الهمز إبدالاً صحيحاً فقال سادِي، ثم أعلّه كما أُعِلَّ قاضٍ ورامٍ.
وتَسَدَّى الشيءَ: رَكِبَه وعلاهُ؛ قال ابن مقبل: بسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوالُ البغالِ به، أَنّى تَسَدّيْتِ وهْناً ذلك البِينا والسَّدى المعروف: خلاف لُحْمة الثوب، وقيل: أَسفله، وقيل: ما مُدَّ منه، واحدته سَداةٌ.
والأُسْدِيُّ: كالسَّدى سَدى الثوب، وقد سدَّاه لغيره وتسَدَّاه لنفسِه، وهما سَدَيانِ، والجمع أسْدِيةٌ؛ تقو منه: أَسْدَيْتُ الثوبَ وأَسْتَيْته.
وسَدى الثوبَ يَسْدِيه وسَتاهُ يَسْتيه.
ويقال: ما أَنت بلُحْمة ولا سَداةٍ ولا سَتاةٍ؛ يُضرَب مثلاً لمن لا يَضُر ولا ينفع؛ وأَنشد شمر: فما تأْتُوا يكنْ حسناً جميلاً، وما تَسْدُوا لمَِكْرُمةٍ تُنيرُوا يقول: إذا فعلتم أَمراً أَبْرَمْتُموه. الأَصمعي: الأُسْديُّ والأُسْتيُّ سَدى الثوب.
وقال ابن شميل: أَسْدَيتُ الثوب بسَداهُ؛ وقال الشاعر:إذا أَنا أَسْدَيْتُ السَّداةَ، فأَلْحِما ونِيرا، فإنِّي سوف أَكْفِيكُما الدّما وإذا نَسَج إنسانٌ كلاماً أَو أَمراً بين قومٍ قيل: سَدَّى بينهم.
والحائكُ يُسْدي الثوبَ ويَتَسَدّى لنفسه، وأَما التسدية فهي له ولغيره، وكذلك ما أَشبه هذا؛ قال رؤبة يصف السراب: كَفَلْكَةِ الطَّاوي أَدارَ الشّهْرَقا، أَرسل غَزْلاً وتَسَدَّى خَشْتَقا وأَسْدى بينهم حديثاً: نَسَجَه، وهو على المثل.
والسَّدى: الشهْدُ يُسَدِّيه النَّحْلُ، على المثل أَيضاً.
والسَّدْى: نَدى الليل، وهو حياةُ الزَّرْعِ؛ قال الكميت وجعله مثلاً للجود: فأَنت النَّدى فيما يَنُوبُك والسَّدى، إذا الخَوْدُ عَدَّتْ عُقْبَةَ القِدْره مالَهَا وسَدِيَت الأَرضُ إذا كثُر نَداها، من السماء كان أَو من الأَرض، فهي سَدِيَةٌ على فَعِلَة. قال ابن بري: وحكى بعض أَهل اللغة أَن رجلاً أَتى إلى الأَصمعي فقال له: زعم أَبو زيد أَن النَّدى ما كان في الأَرض والسَّدى ما سقط من السماء، فغضب الأَصمعي وقال: مايَصْنع بقول الشاعر: ولقد أَتيتُ البيتَ يُخْشى أَهلُه، بعد الهُدُوِّ، وبعدما سَقَطَ النَّدى أَفتَراه يسقُط من الأَرض إلى السماء؟ وسَدِيَت الليلةُ فهي سَدِيَةٌ إذا كثر نَداها؛ وأَنشد: يَمْسُدُها القَفْرُ وليلٌ سَدي والسَّدى: هو النَّدى القائم، وقلَّما يوصف به النهارُ فيقال يومٌ سَدٍ، إنما يوصَف به الليلُ، وقيل: السَّدى والنَّدى واحدٌ.
ومكانٌ سَدٍ: كنَدٍ؛ وأَنشد المازني لرؤبة: ناجٍ يُعَنِّيهِنّ بالإبعاطِ، والماءُ نَضَّاحٌ من الآباطِ، إذا اسْتَدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ قال: الإبْعاط والإفراط واحدٌ، إذا استَدى إذا عَرِقَ، وهو من السَّدى وهو النَّدى، نَوِّهْنَ: كأَنهن يَدْعُون به ليُضْرَبْن، والمعنى أَنهن يكلَّفْنَ من أَصحابهن ذلك لأَن هذا الفرسَ يسبقهن فيَضْرب أَصحابُ الخيل خَيْلَهم لتلحقه.
والسَّدى: المعروفُ، وقد أَسْدى إليه سَدّىً وسَدَّاه عليه. أبو عمرو: أَزْدى إذا اصْطَنع معروفاً، وأَسدى إذا أَصْلح بين اثنين، وأَصدى إذا مات، وأَصْدى إناءَه إذا مَلأَه (* قوله «واصدى اناءه إذا ملأه» هكذا في الأصل).
وفي الحديث: من أُسْدى إليكم معروفاً فكافِئُوه، أَسْدى وأَوْلى وأَعْطَى بمعنًى. يقال: أَسْدَيْت إليه معروفاً أَسْدي إسْداءً. شمر: السَّدى والسَّداءُ، ممدودٌ، البلح بلُغة أَهل المدينة، وقيل: السَّدى البلح الأَخْضَر، وقيل: البلح الأَخضر بشماريخه، يُمَدُّ ويُقْصَر، يمانيةٌ، واحدته سَداةٌ وسَداءَةٌ.
وبلحٌ سَدٍ مثال عَمٍ: مُسْتَرْخي الثَّفارِيق نَدٍ.
وقد سَدِيَ البلحُ، بالكسر، وأَسدى، والواحدة سَدِيةٌ والتّفْروق قِمَعُ البُسْرَة.
وكلُّ رطبٍ نَدٍ فهو سَدٍ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ ومنه قول الشاعر: مُكَمِّمٌ جبَّارُها والجَعْلُ، يَنْحَتُّ منهنَّ السَّدى والحَصْلُ وأَسدى النخل إذا سَدي بُسْره. قال ابن بري: وحكى ابن الأَعرابي المَدَّ في السَّداء البلحِ، قال: وكذلك حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: وجارةٍ لي لا يُخافُ داؤُها، عَظيمة جُمَّتُها فَنَّاؤُها يَعَجَلُ قبل بُسْرهِا سَداؤُها، فجارةُ السَّوءِ لها فِداؤُها وقيل: إن الرواية فَنْواؤُها، والقياس فَنَّاؤُها.
ويقال: طلبْت أَمْراً فأَسْدَيْتُه أَي أَصَبْتُه، وإن لم تصبه قلت أغْمَسْته.
والسُّدى والسَّدى: المهمل، الواحد والجمع فيه سواء. يقال: إبلٌ سُدًى أَي مهملة، وبعضهم يقول: سَدًى.
وأَسْدَيْتها: أَهْمَلْتها؛ وأَنشد ابن بري للبيد: فلم أُسْدِ ما أرْعَى، وتَبْلٌ رَدَدْتُه، فأَنْجَحْتُ بعد الله من خيرِ مَطْلَبِ وقوله عز وجل: أَيَحْسبُ الإنسانُ أَن يُترَك سُدًى؛ أي يُترك مُهْمَلاً غيرمأْمور وغير مَنْهيّ، وقد أَسْداه.
وأَسْدَيْتُ إبِلي إسْداء إذا أَهْمَلْتها، والاسم السُّدى.
ويقال: تَسَدَّى فلان الأَمرَ إذا علاه وقَهَِرَه، وتَسَدَّى فلان فلاناً إذا أَخذه من فَوْقِه.
وتَسَدّى الرجل جاريِتَه إذا علاها؛ قال ابن مقبل: أَنَّى تَسَدّيتِ وهْناً ذلك البِينا يصف جارية طرقه خيالها من بُعْدٍ فقال لها: كيف علَوْت بعد وهْنٍ من الليل ذلك البَلَد؟ قال ابن بري: ومثله قول جرير: وما ابنُ حِنَّاءَةَ بالرَّثّ الوانْ، بوم تَسَدَّى الحَكَمُ بنُ مَرْوانْ (* قوله «وما ابن حناءة إلخ» اورده في الأساس بلفظ: وما أبو ضمرة).
وتَسدَّاه أَي عَلاه؛ قال الشاعر: فلما دَنَوْتُ تَسَدَّيْتُها، فَثَوْباً لَبِسْتُ وثَوْباً أَجُر قال ابن بري: المعروف سُدّى، بالضم؛ قال حُميد ابن ثور يصف إبله: فجاء بها الوُرَّادُ يَسْعَوْنَ حَوُْلها سُدًى، بيْنَ قَرْقارِ الهَدير وأعْجَما وفي الحديث: أَنه كَتَب لِيَهُودِ تَيْماءَ أَنَّ لهم الذِّمَّة وعليهم الجِزْيةَ بِلا عَدَاء النهارُ مَدى والليلُ سُدَى؛ السُّدى: التَّخْلِيَةُ، والمَدَى: الغاية؛ أَراد أَنّ لهم ذلك أَبداً ما دامَ الليلُ والنهارُ.
والسادِي: السادِسُ في بعض اللغات؛ قال الشاعر: إذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، فَزَوْجُكِ خامسٌ وحَمُوكِ سادِي أَراد السادسَ فأبدَل من السين ياءً كما فُسّرَ في سِتّ.
والسادي: الذي يَبِيتُ حيث أَمْسَى؛ وأَنشد: باتَ على الخَلِّ وما باتَتْ سُدَى وقال: ويَأْمَنُ سادِينَا ويَنْساحُ سَرْحُنا، إذا أَزَلَ السادِي وَهيت المطَالع (* قوله «وهيت المطالع» هكذا في الأصل).

دسس (لسان العرب) [0]


الدَّسُّ: إِدخال الشيء من تحته، دَسَّه يَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ ودَسَّسَه ودَسَّاه؛ الأَخيرة على البدل كراهية التضعيف.
وفي الحديث: اسْتَجِيدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ أَي دَخَّال لأَنه يَنْزِعُ في خَفاءٍ ولُطْفٍ.
ودسَّه يَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله في الشيءِ بقهر وقوَّة.
وفي التنزيل العزيز: قد أَفْلَحَ من زَكَّاها وقد خابَ من دَسَّاها؛ يقول: أَفلح من جعل نفسه زكية مؤمنة وخابَ من دَسَّسَها في أَهل الخير وليس منهم، وقيل: دَسَّاها جعلها خسيسة قليلة بالعمل الخبيث. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن تفسير قوله تعالى: وقد خابَ من دَسَّاها، فقال: معناه من دسَّ نَفْسَه مع الصالحين وليس هو منهم. قال: وقال الفراء خابت نفس دَسَّاها . . . أكمل المادة اللَّه عز وجل، ويقال: قد خاب من دَسَّى نَفْسَه فأَخْمَلَها بترك الصدقة والطاعة، قال: ودَسَّاها من دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بعض سيناتها ياء كما يقال تَظَنَّيْتُ من الظَنِّ، قال: ويُرَى أَن دَسَّاها دَسَّسَها لأَن البخيل يُخْفي مَنْزِله وماله، والسَّخِيُّ يُبْرِزُ منزله فينزل على الشَرَفِ من الأَرض لئلا يستتر عن الضيفان ومن أَراده ولكلٍّ وَجْهٌ. الليث: الدَّسُّ دَسُّك شيئاً تحت شيء وهو الإِخْفاءُ.
ودَسَسْتُ الشيء في التراب: أَخفيته فيه؛ ومنه قوله تعالى: أَم يَدُسُّه في التراب؛ أَي يدفنه. قال الأَزهري: أَراد اللَّه عز وجل بهذا الموءُودة التي كانوا يدفنونها وهي حية.
وذَكَّرَ فقال: يَدُسُّه، وهي أُنثى، لأَنه رَدَّه على لفظة ما في قوله تعالى: يَتَوارى من القوم من سُوءِ ما بُشِّرَ به، فردَّه على اللفظ لا على المعنى، ولو قال بها كان جائزاً.
والدَّسِيسُ: إِخفاء المكرِ. من تَدُسُّه ليأْتيك بالأَخبار، وقيل الدَّسِيسُ: شبيه بالمُتَجَسِّس، ويقال: انْدَسَّ فلان إِلى فلان يأْتيه بالنمائم. ابن الأَعرابي: الدَّسِيسُ الصُّنانُ الذي لا يَقْلَعُه الدواء.والدَّسِيسُ: المَشْوِيُّ.
والدُّسُسُ: الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الفائحة.
والدُّسُسُ: المُراؤُون بأَعمالهم يدخلون مع القُرَّاء وليسوا قُرَّاءً.
ودَسَّ البعيرَ يَدُسُّه دَسّاً: لم يبالغ في هَنْئه.
ودُسَّ البعيرُ: وَرِمَتْ مَساعِرُه، وهي أَرْفاغُه وآباطه. الأَصمعي: إِذا كان بالبعِير شيء خفيف من الجرب قيل به شيء من جَرَب في مِساعِرِه، فإِذا طلي ذلك الموضع بالهِناءِ قيل: دُسَّ، فهو مَدْسُوس؛ قال ذو الرمة: تَبَيَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ، دُسَّ منه المَساعِرُ قال ابن بري: صواب إِنشاده فَنِيقُ هِجانٍ، قال: وأَما قريع هجان فقد جاء قبل هذا البيت بأَبيات وهو: وقد لاحَ للسَّاري سُهَيْلٌ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ، عارَضَ الشَّوْلَ، جافرُ وقوله تَبَيَّنَ: فيه ضمير يعود على ركب تقدم ذكرهم.
وبَرَّاق السَّراةٍ: أَراد به الثور الوَحْشِيُّ.
والسَّراةُ: الظهر.
والفَنِيقُ: الفحلُ المُكْرَمُ. الإِبل الكرامُ.
ودُسَّ البَعِيرُ إِذا طُليَّ بالهِناء طَلْياً خفيفاً.
والمساعِرُ: أُصول الآباط والأَفخاذ، وإِنما شبه الثور بالفنيق المَهْنُوءِ في أُصول أَفخاذه لأَجل السواد الذي في قوائمه.
والجافر: المنقطع عن الضِّرابِ، والشَّوْل: جمع شائلَةٍ التي شالَتْ بأَذنابها وأَتى عليها من نتَاجها سبعة أَشهر أَو ثمانية فَجَفَّ لَبَنُها وارتفع ضَرْعُها.
وعارَضَ الشَّوْلَ: لم يَتْبَعْها.
ويقال للهِناء الذي يُطْلَى به أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَيضاً؛ ومنه المثل: ليس الهِناءُ بالدَّسِّ؛ المعنى أَن البعير إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ من هِنائِه على موضع الجَرَبِ ولكن يُعَمُّ بالهِناءِ جميعُ جلده لئلا يتعدّى الجَرَبُ موضِعَه فَيَجْرَبَ موضعٌ آخرُ؛ يضرب مثلاً للرجل يَقْتصِرُ من قضاء حاجة صاحبه على ما يَتَبَلَّغ به ولا يبالغ فيها.
والدَّسَّاسَةُ: حَيَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تحت التراب انْدِساساً أَي تَنْدَفِنُ، وقيل: هي شحمة الأَرض، وهي الغَثِمَةُ أَيضاً. قال الأَزهري: والعرب تسميها الحُلُكَّى وبناتِ النَّقا تَغُوصُ في الرمل كما يغوص الحوت في الماء، وبها يُشَبَّه بَنانُ العَذارَى ويقال بنات النَّقا؛ وإِياها أَراد ذو الرمة بقوله: بَناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ والدَّسَّاسُ: حَيَّة أَحمر كأَنه الدم مُحَدَّدُ الطرفين لا يُدْرَى أَيهما رأْسه، غليظُ الجِلْدة يأْخذ فيه الضَّرْبُ وليس بالضخم الغليظ، قال: وهو النَّكَّازُ، قرأَه الأَزهري بخط شَمِر؛ وقال ابن دريد: هو ضَرْبٌ من الحيات فلم يُحَلِّه. أَبو عمرو: الدَّسَّاسُ من الحيات الذي لا يدرى أَيُّ طرفيه رأْسه، وهو أَخبث الحيات يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهر للشمس، وهو على لون القُلْبِ من الذهب المُحَلَّى.
والدُّسَّة: لعبة لصبيان الأَعراب.

عبط (لسان العرب) [0]


عَبَطَ الذَّبِيحةَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها اعْتِباطاً: نَحَرَها من غير داء ولا كسر وهي سَمينة فَتِيَّةٌ، وهو العَبْطُ، وناقة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ ولحمها عَبِيط، وكذلك الشاة والبقرة، وعمّ الأَزهريّ فقال: يقال للدابة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ، والجمع عُبُطٌ وعِباطٌ؛ أَنشد سيبويه: أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ، بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ وقال ابن بزرج: العَبِيطُ من كلّ اللحم وذلك ما كان سَلِيماً من الآفات إِلا الكسر، قال: ولا يقال للحم الدَّوِي المدخُولِ من آفةٍ عَبِيطٌ.
وفي الحديث: فَقاءتْ لَحماً عَبِيطاً؛ قال ابن الأَثير: العَبِيطُ الطَّرِيُّ غير النَّضِيج.
ومنه حديث عمر: فَدَعا بِلحْم عَبيط أَي طريّ غير نَضيج؛ قال ابن الأَثير: والذي جاءَ في غريب الخطَّابي على . . . أكمل المادة اختلاف نسخه: فدعا بلحم غَلِيظ، بالغين والظاء المعجمتين، يريد لحماً خَشِناً عاسِياً لا يَنْقادُ في المَضْغِ، قال: وكأَنه أَشْبه.
وفي الحديث: مُرِي بَنِيكَ لا يَعْبِطُوا ضُروعَ الغنم أَي لا يُشَدِّدوا الحلَب فيَعْقرُوها ويُدْمُوها بالعصر، من العَبِيط وهو الدم الطريّ، أَو لا يَسْتَقْصُوا حلبها حتى يخرجُ الدمُ بعد اللبن، والمراد أَن لا يَعْبِطوها فحَذف أَن وأَعملها مُضمرة، وهو قليل، ويجوز أَن تكون لا ناهية بعد أَمر فحذف النون للنهي.
ومات عَبْطةً أَي شابّاً، وقيل: شابّاً صحيحاً؛ قال أُمية بن أَبي الصلْت: مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً؛ لِلْمَوت كأْسٌ، والمرء ذائقُها وفي حديث عبد الملك بن عمير: مَعْبُوطة نفْسُها أَي مذبوحة وهي شابّةٌ صحيحة.
وأَعْبَطَه الموتُ واعْتَبَطَه على المثَل.
ولحم عَبِيطٌ بيِّن العُبْطةِ: طريّ، وكذلك الدمُ والزعفران؛ قال الأَزهري: ويقال لحم عَبِيطٌ ومَعْبُوطٌ إِذا كان طريّاً لم يُنَيِّبْ فيه سبع ولم تُصِبه عِلة؛ قال لبيد: ولا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ، إِذا كان القُتارُ كما يُسْتَرْوَحُ القُطُر قال الليث: ويقال زَعْفران عَبِيط يُشبَّه بالدم العَبِيط.
وفي الحديث: من اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلاً فإِنه قَوَدٌ، أَي قَتَله بلا جِناية كانت منه ولا جريرة تُوجِب قتله، فإِنَّ القاتل يُقاد به ويقتل.
وكلُّ من مات بغير علة، فقد اعْتُبِطَ.
وفي الحديث: مَن قَتَلَ مؤمناً فاعتبَط بقتْلِه لم يَقبل اللّهُ منه صَرْفاً ولا عدْلاً؛ هكذا جاء الحديثُ في سُنَن أَبي داود، ثم قال في آخر الحديث: قال خالد بن دهْقان، وهو راوي الحديث: سأَلت يحيى بن يحيى الغَسّاني عن قوله اعتبَط بقتله، قال: الذين يُقاتَلون في الفِتْنة فيرى أَنه على هُدى لا يستغفر اللّه منه؛ قال ابن الأَثير: وهذا التفسير يدل على أَنه من الغِبْطةِ، بالغين المعجمة، وهي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال لأَن القاتِل يَفْرَح بِقَتْل خصمه، فإِذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، وقال الخطابي في معالم السنَن وشَرَح هذا الحديث فقال: اعْتَبَطَ قَتْلَه أَي قَتَله ظُلْماً لا عن قصاص.
وعَبَطَ فلان بنَفْسِه في الحرب وعَبَطَها عَبْطاً: أَلقاها فيها غير مُكْرهٍ. الأَرضَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها: حَفَر منها مَوْضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك؛ قال مَرَّارُ ابن مُنْقِذ العدويّ: ظَلَّ في أَعْلى يَفاعٍ جاذِلاً، يَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ وأَمّا بيتُ حُميدِ بن ثَوْر: إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً من التُّرابِ، كَبَتْ فيها الأَعاصِيرُ فإِنه يريد التراب الذي أَثارتْهُ، كان ذلك في موضع لم يكن فيه قبل.
والعَبْطُ: الرّيبةُ.
والعَبْطُ: الشَّقُّ.
وعَبط الشيءَ والثوبَ يعبِطُه عَبْطاً: شَقَّه صَحِيحاً، فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، والجمع عُبُطٌ؛ قال أَبو ذؤيب: فتَخالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ، كنوافِذِ العُبُط التي لا تُرْقَعُ يعني كشقّ الجُيوب وأَطراف الأَكْمام والذُّيول لأَنها لا تُرْقَع بعد العَبْطِ.
وثوب عَبِيطٌ أَي مَشْقوقٌ؛ قال المنذري: أَنشدني أَبو طالب النحوي في كتاب المعاني للفراء: كنوافذ العُطُبِ، ثم قال: ويروى كنوافذِ العُبُطِ، قال: والعُطُبُ القُطْن والنوافِذُ الجُيوب، يعني جُيوبَ الأَقْمِصَة وأَخْراتَها لا تُرْقَعُ، شبَّهَ سَعةَ الجِراحاتِ بها، قال: ومن رواها العُبُط أَراد بها جمعَ عَبيطٍ، وهو الذي يُنْحَرُ لغير علة، فإِذا كان كذلك كان خُروجُ الدم أَشَدَّ.
وعَبَطَ الشيءُ نَفْسُه يَعْبِطُ: انشقَّ؛ قال القطامي: وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيدي كُلُوماً، تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا وعَبَطَ النباتُ الأَرضَ: شَقَّها.
والعابِطُ: الكذّابُ.
والعَبْطُ: الكَذبُ الصُّراح من غير عُذر.
وعَبَطَ عليَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطاً واعْتَبَطَه: افْتَعلَه، واعْتَبَطَ عِرْضَه: شتَمَه وتَنَقَّصَه.
وعَبَطَتْه الدَّواهي: نالَتْه من غير اسْتِحقاق؛ قال حميد وسماه الأَزهري الأُرَيْقِطَ: بِمَنْزلٍ عَفٍّ، ولم يُخالِطِ مُدَنّساتِ الرِّيَبِ العَوابِطِ والعَوْبَطُ: الدّاهِيةُ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: فَقَدَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، رجلاً كان يُجالِسُه فقالوا: اعْتُبِطَ، فقال: قُوموا بنا نَعُوده؛ قال ابن الأَثير: كانوا يُسمون الوَعْكَ اعْتِباطاً. يقال: عَبَطَتْه الدّواهي إِذا نالَتْه.
والعَوْبَطُ: لُجَّةُ البحر، مقلوب عن العَوْطَبِ.
ويقال عَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوافِره إِذا أَثارَه، والترابُ عَبيطٌ.
وعَبَطَتِ الرِّيحُ وجهَ الأَرضِ إِذا قَشَرَتْه.
وعَبَطْنا عَرَقَ الفرَسِ أَي أَجْرَيْناه حتى عَرِقَ؛ قال الجَعدِيّ: وقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلا

وهب (لسان العرب) [0]


في أَسماءِ اللّه تعالى: الوَهَّابُ. الـهِبةُ: العَطِـيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِـبُها وَهَّاباً، وهو من أَبنية الـمُبالغة. غيره: الوَهَّابُ، من صفاتِ اللّه، الـمُنعِمُ على العباد، واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ.
وكلُّ ما وُهِبَ لك، من ولَد وغيره: فهو مَوهُوبٌ.
والوَهُوبُ: الرجلُ الكثيرُ الـهِباتِ. ابن سيده: وَهَبَ لك الشيءَ يَهَبُه وَهْباً، ووَهَباً، بالتحريك، وهِـبَةً؛ والاسم الـمَوهِبُ، والـمَوهِـبةُ، بكسر الهاءِ فيهما.
ولا يقال: وَهَبَكَه، هذا قول سيبويه.
وحكى السيرافي عن أَبي عمرو: أَنه سمع أَعرابياً يقول لآخر: انْطَلِقْ معي، أَهَبْكَ نَبْلاً.
ووَهَبْتُ له هِـبةً، ومَوهِـبَةً، ووَهْباً، ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ.
ووهَبَ اللّهُ له الشيءَ، فهو يَهَبُ هِـبةً؛ وتَواهَبَ الناسُ بينهم؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: ولا التَّواهُبُ . . . أكمل المادة فيما بينَهم ضَعَةٌ؛ يعني أَنهم لا يَهَبُونَ مُكْرَهِـينَ. واهِبٌ.
ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الـهِـبة لأَمْواله، والهاء للمبالغة.
والـمَوهُوبُ: الولدُ، صفة غالبة.
وتَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لبعض.
والاسْتِـيهابُ: سُؤَالُ الـهِـبَةِ.
واتَّهَبَ: قَبِلَ الـهِبَةَ.
واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، من الـهِـبَةِ.
والاتِّهابُ: قَبُولُ الـهِبة.
وفي الحديث: لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلاَّ من قُرَشِـيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِـيٍّ أَي لا أَقبلُ هبةً إِلاَّ من هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُـرًى، وهم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق. قال أَبو عبيد: رأَى النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، جَفاءً في أَخلاقِ البادية، وذَهاباً عن الـمُروءة، وطَلباً للزيادة على ما وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الـهَدِيَّةِ منهم، دون أَهل البادية، لغلبة الجَفاء على أَخلاقهم، وبُعْدِهم من ذوي النُّهَى والعُقُولِ.
وأَصلُه: اوْتَهَب، فقلبت الواو تاء، وأُدغمت في تاء الافتعالِ، مثل اتَّزَن واتَّعَدَ، من الوَزْنِ والوَعْدِ.
والـمَوْهِـبةُ: الـهِـبةُ، بكسر الهاءِ، وجمعُها مواهبُ.
وواهَبَه، فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِـبُهُ: كان أَكثر هِـبَةً منه.
والـمَوْهِـبةُ: العطيَّةُ.
ويقال للشيء إِذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل، مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء.
وأَصْبَحَ فلان مُوهِـباً، بكسر الهاء، أَي مُعِدّاً قادراً.
وأَوهَبَ لك الشيءَ: أَعدَّه.
وأَوْهَبَ لك الشيءُ: دامَ. قال أَبو زيد وغيره: أَوهَبَ الشيءُ إِذا دام، وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كان مُعَدّاً عند الرجل، فهو مُوهِب؛ وأَنشد: عَظِـيمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ * له عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ، وخَمِـيرُ(1) (1 قوله «ضخم الخواصر» كذا بالمحكم والتهذيب والذي في الصحاح رخو الخواصر.) وأَوهَبَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ؛ عن ابن الأَعرابي وحده. قال : ولم يقولوا أَوهَبْتُه لك.
والـمَوهَبة والـمَوهِـبَةُ: غديرُ ماءٍ صغيرٌ؛ وقيل: نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِـع فيها الماءُ.
وفي التهذيب: وأَما النُّقْرةُ في الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بفتح الهاء، جاء نادراً؛ قال: ولَفُوكِ أَطْيَبُ، إِن بَذَلْتِ لنا، * مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، على خَمْر(2) (2 قوله «ولفوك أطيب إلخ» كذا أنشده في المحكم والذي في التهذيب كالصحاح ولفوك أشهى لو يحل لنا من ماء إلخ.) أَي موضوع على خَمْر، ممزوج بماء.
والـمَوهَبةُ: السَّحابةُ تَقَعُ حيث وَقَعَتْ، والجمع مَواهِبُ.
ويقال: هذا وادٍ مُوهِبُ الـحَطَبِ أَي كثير الحطب.
وتقول: هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً، بمعنى احْسُبْ، يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مُسْتَقْبلٌ في هذا المعنى. ابن سيده: وهَبْني فَعَلْتُ ذلك أَي احْسُبْني واعْدُدْني، ولا يقال: هَبْ أَني فَعَلْتُ.
ولا يقال في الواجب: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذلك، لأَنها كلمة وُضِعَتْ للأَمر؛ قال ابن هَمَّامٍ السَّلوليُّ: فقلتُ: أَجِرْني أَبا خالِدٍ، * وإِلاَّ فهَبْني امْرأً هالِكا قال أَبو عبيد: وأَنشد المازني: فكُنْتُ كذي داءٍ، وأَنْتَ شِفاؤُهُ، * فهَبْني لِدائي، إِذ مَنَعْتَ شِفائِـيا أَي احْسُبْني. قال الأَصمعي: تقول العرب: هَبْني ذلك أَي احْسُبْني ذلك، واعْدُدْني. قال: ولا يقال: هَبْ، ولا يقال في الواجب: قد وَهَبْتُكَ، كما يقال: ذَرْني ودَعْني، ولا يقال: وَذَرْتُك.
وحكى ابن الأَعرابي: وَهَبَني اللّهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك؛ ووُهِـبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ.
وقد سَمَّتْ وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، وواهِـباً، ومَوْهَباً. قال سيبويه: جاؤوا به على مَفْعَلٍ، لأَنه اسم ليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل، لكان مَفْعِلاً، وقد يكون ذلك لمكان العلمية، لأَنَّ الأَعلام مما تُغَيَّر عن القياس.
وأُهْبانٌ: اسمٌ، وقد ذكر تعليله في موضعه.
وواهِبٌ: موضع؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم: كأَنـَّها، بَعْدَ عَهْدِ العاهِدينَ بها، * بينَ الذَّنوبِ، وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ ومَوْهَبٌ: اسم رجل؛ قال أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ: قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، * ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ قال: وهو شاذٌّ، مثل مَوْحَدٍ.
وقوله مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عليها أَي هو صَبُور على دَفْعِ النوم، وإِن كان شديد النُّعاس.
ووَهْبُ بن مُنَبِّه، تسكين الهاء فيه أَفصح. الأَزهري: ووَهْبِـينُ جبلٌ من جِـبال الدَّهْناء، قال: وقد رأَيته. ابن سيده: وَهْبِـينُ اسم موضع؛ قال الراعي: رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي، * ومالُكَ أَنساني، بوَهْبِـينَ، مالِيا

سلسل (لسان العرب) [0]


السَّلْسَلُ والسَّلْسال والسُّلاسِلُ: الماء العَذْب السَّلِس السَّهْل في الحَلْقِ، وقيل: هو البارد أَيضاً.
وماء سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ: سَهْلُ الدخول في الحلق لعُذوبته وصفائه، والسُّلاسِل، بالضم، مثله؛ قال ابن بري: شاهد السَّلْسَل قول أَبي كبير: أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ، وذِكْرُه أَشْهَى إِليَّ من الرَّحِيق السَّلْسَلِ قال: وشاهد السُّلاسِل قول لبيد: حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ، ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ وقال أَبو ذؤيب: من ماء لِصْبٍ سُلاسِل (* قوله «من ماء لصب» هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج: فشرّجها من نطفة رحيبة * سلاسلة من ماء لصب سلاسل) وقيل: معنى يَتَسَلْسَل (* قوله «وقيل معنى يتسلسل» هكذا في الأصل، ولعل . . . أكمل المادة يتسلسل محرف عن سلسل بدليل الشاهد بعد). أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس: وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال: لَيِّنَة؛ قال حَسَّان: بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل وقال الليث: هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب تَسَلْسَل في الخَلْق.
وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق؛ جَرى، وسَلْسَلْته أَنا: صَبَبْته فيه؛ وقول عبد الله بن رَواحَة: إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ، يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق، ويقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ. قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع سَلْسَبيل إِلاَّ في القرآن؛ وقال الزجاج: سَلْسَبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها؛ غيره: سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة، وفسره السيرافي.
وقال أَبو بكر في قوله تعالى: عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً؛ يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ، ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء، وقال الأَخفش: هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال: كانت قوارير قواريراً؛ وقال ابن عباس: سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً، وقال أَبو جعفر محمد بن علي، عليه السلام: معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق؛ وأَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز.
ويقال: عين سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق، قيل: جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات.
وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى في حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل: إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً، أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ والسَّلْسَبيل: اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه، وربما وُصف به الماء.
وثوب مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رديء النَّسْج رَقِيقه. اللحياني: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ.
والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه.
وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ (* قوله «وثوب ملسلس» وقوله «وبعض يقول مسلسل» هكذا في الأصل ومثله في التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ وقال المعطل الهذلي: لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بعضها بعضاً، وأَراد بقوله مُسَلَّس مُسَلْسَل أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد.
والسَّلْسَلة: اتصالُ الشيء بالشيء.
والسَّلْسِلةُ: معروفة، دائرة من حديد ونحوه من الجواهر، مشتق من ذلك.
وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّك من أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل؛ قيل: هم الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة ليس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، ويدخل فيه كل من حُمِل على عَمَل من أَعمال الخير.
وسَلاسِلُ البَرْق: ما تَسَلْسَل منه في السحاب، واحدته سِلْسِلة، وكذلك سَلاسِل الرَّمْل، واحدتها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ؛ قال الشاعر:خَلِيلَيَّ بين السِّلْسِلَيْنِ لو آنَّني بنَعْفِ اللِّوى، أَنْكَرْتُ ما قلتُما ليا وقيل: السِّلْسِلان هنا موضعان.
وبَرْقٌ ذو سَلاسِل، ورمل ذو سَلاسِل: وهو تَسَلْسُله الذي يُرى في التوائه.
والسَّلاسِل: رَمْلٌ يتَعَقَّد بعضه على بعض وينقاد.
وفي حديث ابن عمرو: في الأَرض الخامسة حَيَّات كسَلاسِل الرَّمْل؛ هو رَمْل ينعقد بعضه على بعض مُمَْتَدًّا. ابن الأَعرابي: البَرْق المُسَلْسَل الذي يتَسَلْسَل في أَعاليه ولا يكاد يُخْلِف.
وشيء مُسَلْسَلٌ: متصل بعضه ببعض، ومنه سِلْسِلة الحديد.
وسِلْسِلة البرق: ما استطال منه في عَرْض السحاب.
وبِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَيت في قوائمه شبهها.
وفي الحديث ذكر غَزْوة السُّلاسل، وهو بضم السين الأُولى وكسر الثانية، ماء بأَرض جُذام، وبه سميت الغَزاة، وهو في اللغة الماء السَّلْسال، وقيل هو بمعنى السَّلْسَل.
ويقال للغلام الخفيف الروح: لُسْلُسٌ وسُلْسُل.
والسِّلْسِلانُ: ببلاد بني أَسَد.
وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَكْفِيك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل، ضَحْيانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

بور (لسان العرب) [0]


الْبَوارُ: الهلاك، بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم الله، ورجل بُورٌ؛ قال عبدالله بن الزَّبَعْري السَّهْمي: يا رسولَ الإِلهِ، إِنَّ لِساني رَائِقٌ ما فَتَقْتُ، إِذْ أَنا بُورُ وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث.
وفي التنزيل: وكنتم قَوْماً بُوراً؛ وقد يكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ وحائلٍ؛ وحكى الأَخفش عن بعضهم أَنه لغة وليس بجمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ؛ وقيل: رجل بائرٌ وقوم بَوْرٌ، بفتح الباء، فهو على هذا اسم للجمع كنائم ونَوْمٍ وصائم وصَوْمٍ.
وقال الفرّاء في قوله: وكنتم قوماً بُوراً، قال: البُورُ مصدَرٌ يكون واحداً وجمعاً. يقال: أَصبحت منازلهم بُوراً أَي لا شيء فيها، وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ. أَبو . . . أكمل المادة عبيدة: رجل بُورٌ ورجلان بُورٌ وقوم بُورٌ، وكذلك الأُنثى، ومعناه هالك. قال أَبو الهيثم: البائِرُ الهالك، والبائر المجرِّب، والبائر الكاسد، وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة. الجوهري: البُورُ الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه.
وقد بارَ فلانٌ أَي هلك.
وأَباره الله: أَهلكه.
وفي الحديث: فأُولئك قومٌ بُورٌ؛ أَي هَلْكَى، جمع بائر؛ ومنه حديث عليٍّ: لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه، وقد ذكرناه في فصل الهمزة في أَبر.
وفي حديث أَسماء في ثقيف: كَذَّابٌ ومُبِيرٌ؛ أَي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس؛ يقال: بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً، وأَبارَ غَيْرَهُ، فهو مُبِير.
ودارُ البَوارِ: دارُ الهَلاك.
ونزلتْ بَوارِ على الناس، بكسر الراء، مثل قطام اسم الهَلَكَةِ؛ قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي، واسمه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ، وقد ذكر أَن ابن الصاغاني قال أَبو معكت اسمه الحرث ابن عمرو، قال: وقيل هو لمنقذ بن خنيس: قُتِلَتْ فكان تَباغِياً وتَظالُماً؛ إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوارُ والضمير في قتلت ضمير جارية اسمها أَنيسة قتلها بنو سلامة، وكانت الجارية لضرار بن فضالة، واحترب بنو الحرث وبنو سلامة من أَجلها، واسم كان مضمر فيها تقديره: فكان قتلها تباغياً، فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ قولهم: من كذب كان شرّاً له أَي كان الكذب شرّاً له. الأَصمعي: بارَ يَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ.
والبَوارُ: الكَسَادُ.
وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ؛ ومن هذا قيل: نعوذ بالله من بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها، وهو أَن تبقى المرأَة في بيتها لا يخطبها خاطب، من بارت السوق إِذا كسدت، والأَيِّم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أَحد.
والبُورُ: الأَرض التي لم تزرع والمَعَامي المجهولة والأَغفال ونحوها.
وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ دُومَةَ: ولكُمُ البَوْر والمعامي وأَغفال الأَرض؛ وهو بالفتح مصدر وصف به، ويروى بالضم، وهو جمع البَوارِ، وهي الأَرض الخراب التي لم تزرع.
وبارَ المتاعُ: كَسَدَ.
وبارَ عَمَلُه: بَطَلَ.
ومنه قوله تعالى: ومَكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ.
وبُورُ الأَرض، بالضم: ما بار منها ولم يُعْمَرْ بالزرع وقال الزجاج: البائر في اللغة الفاسد الذي لا خير فيه؛ قال: وكذلك أَرض بائرة متروكة من أَن يزرع فيها.
وقال أَبو حنيفة: البَوْرُ، بفتح الباء وسكون الواو، الأَرض كلها قبل أَن تستخرج حتى تصلح للزرع أَو الغرس.
والبُورُ: الأَرض التي لم تزرع؛ عن أَبي عبيد وهو في الحديث.
ورجل حائر بائر: يكون من الكسل ويكون من الهلاك.
وفي التهذيب: رجل حائر بائر، لا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ، وهو إِتباع، والابتيار مثله.
وفي حديث عمر: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر إِذا لم يتجه لشيء.
ويقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه: إِنه فجر بها، فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها، وإِن كان صادقاً فهو الابْتِيَارُ، بغير همز، افتعال من بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه؛ وقال الكميت: قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَا ةِ، إِمَّا ابْتِهَاراً وإِمَّا ابْتِيارا يقول: إِما بهتاناً وإِما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها، وقد ذكرناه في بهر.
وبارَهُ بَوْراً وابْتَارَهُ، كلاهما: اختبره؛ قال مالك بن زُغْبَةَ: بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه، وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها قال أَبو عبيد: كإِيزاغ المخاض يعني قذفها بأَبوالها، وذلك إِذا كانت حوامل، شبه خروج الدم برمي المخاض أَبوالها.
وقوله: تبورها تختبرها أَنت حتى تعرضها على الفحل، أَلاقح هي أَم لا؟ وبار الفحل الناقة يَبُورها بَوْراً ويَبْتَارُها وابْتَارَها: جعل يتشممها لينظر أَلاقح هي أَم حائل، وأَنشد بيت مالك بن زغبة أَيضاً. الجوهري: بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها على الفحل تنظر أَلاقح هي أَم لا، لأَنها إِذا كانت لاقحاً بالت في وجه الفحل إِذا تشممها؛ ومنه قولهم: بُرْ لي ما عند فلان أَي اعلمه وامتحن لي ما في نفسه.
وفي الحديث أَن داود سأَل سليمان، عليهما السلام، وهو يَبْتَارُ عِلْمَهُ أَي يختبره ويمتحنه؛ ومنه الحديث: كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحب عَليٍّ، عليه السلام.
وفي حديث علقمة الثقفيّ: حتى والله ما نحسب إلاّ أَن ذلك شيء يُبْتارُ به إِسلامنا.
وفَحْلٌ مِبْوَرٌ: عالم بالحالين من الناقة. قال ابن سيده: وابنُ بُورٍ حكاه ابن جني في الإِمالة، والذي ثبت في كتاب سيبويه ابن نُور، بالنون، وهو مذكور في موضعه.
والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ: فارسي معرب، قيل: هو الطريق، وقيل: الحصير المنسوج، وفي الصحاح: التي من القصب. قال الأَصمعي: البورياء بالفارسية وهو بالعربية بارِيٌّ وبورِيٌّ؛ وأَنشد للعجاج يصف كناس الثور: كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيُّ قال: وكذلك البَارِيَّةُ.
وفي الحديث: كان لا يرى بأْساً بالصلاة على البُورِيّ؛ هي الحصير المعمول من القصب، ويقال فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء.

حشط (العباب الزاخر) [0]


ابن الأعرابي: الحَشْطُ: الكَشطُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوسَ والوَرَقَ، وفي حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: أنه جلس إلى غُصنِ شجرة يابسة فقال بيده فَحَطَّ ورقها: أي حَثَّ. وحّطَّ -أيضاَ-: نَزَلَ.
والمَحطُّ والمحّطَّةُ: المَنْزِلُ؛ كالمَنْزلِة والمكان والمَكانَةِ وحَطَّه: أي حَدَرَه، قال امرؤ القيس:
مِكَرَّ مِفَر مُقْبِـلٍ مُـدْبِـرٍ مَـعَـاً      كَجلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ الَّيْلُ من عَلِ

والحَطُوْطُ: الحَدُوْرُ. والحطُوْطُ -أيضاً-: النّجِيبّةُ السرّيعةُ، قال االنابغةُ الذّبيْانّي:
فما وَجَدَتْ بمثْلك ذاتُ غَـرْبٍ      حَطُوطَ في الزّمامِ ولا لَجُونُ

وجاريةُ مَحْطُوْطةُ المتْنَين: أي مَرْدُوْدةُ مُستوِيةُ، قال القُطاميّ:  
بيضاءُ مَحْطُوْطةُُ المتْنَين بهْكنة      رَيّا الرّوادِفِ لم تُمِغلْ بأوْلادِ

وحُطّ البَعيرُ -على ما لم يسُم فاعلُه-: أي طَنيِ؛ . . . أكمل المادة وزادَ ابنُ عَبّادٍ: فَيُضْجعُ فَيمرّ وِتدً بين أضْلاعِه إمراراً لا يخَرق.وحط البَعيرُ حطَاطاً: إذا اعْتمدَ في زِمامِه، قال الشّماخُ:
إذا ضُرِبتْ على العلاتِ حَطتْ      إليك حِطَاطَ هادِيةٍ شَـنُـوْنِ

وقولُ عمرو بنِ الأهْتمِ:
ذَرِيْني وحُطّي في هوَايَ فاتَّني      على الحسبِ الزّاكي الَّفـيعِ

شَفيقُ أي: اعْتَمِدي في هَوايَ ومْيلي، وقال الأعْشى:
اَئنْ منُيِتَ بنا عن غِبّ معْركَةٍ      لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوْمِ نَنَتَفلُ


وقال ابنُ الأعْرابيّ:الأحَطّ: الأمْلُس المتْنَيْنِ. وقوله تعالى: (وقوْلوا حِطّة) قال ابنُ عَرِفَة: أي قُولوها حُطّ عنا ذُنوبنا؛ أمِرُوا أنْ يقولوا ذلك؛ لو قالُوها لحُطّتْ أوْزارُهم، وكان قد طوُطِئ لهم البابُ ليْدخُلوه سجّدا فبدّلوا قولً غير ذلك وقالوا: هطي سمهاثا: أي حِنْطَة حَمْراءَ، كذلك قال السّدي ومُجاهِد، وقال الزّجّاجُ: قُولوا ابنُ آبي عَبْلة وطاووسّ اليمَاني:"وقولوا حِطةَ" بالنْصب، وفيه وجْهان: أحدُهما -إعْمالُ الفعْلِ فيها وهو" قولوا" كأنه قال: وقولوا كلمة تَحُط عنكم أوْزاركُم، والثاني- أن تُنْصب على المصدَر بمعنى الدعاء والمسألِة: أي احطْطِ اللهم أوْزارَنا حِطّة؛ كما قال في سورة "16-ب" محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (فَضرْب الرّقابِ) أي اضْرِبوا الرّقابَ ضَرْباً. وقال الأزْهَرِيّ: سَمْعتُ أن شَهْر رَمَضانَ في الإنْجِيْلْ أو بعض الكاُبِك يُسمى حَطّةَ لأنه يحُط من وِزِرِ صائِميه.
ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: من ابْتلاه الله ببلاءٍ في جَسدِه فهو له حِطّة، أي عنه ذُنُوبه كما يُحَط الحملُ عن الدّابةِ. والحِطانُ: التّيسُ. وعمرَانُ بن حِطَانَ: شاعر. وحطان بن عوف: الذي شبب الأخنس بن شهاب التغلبي بابنته فقال: لابنه حطان بن عوف منازل
كما رقش العنوان في الرق كاتب     

وحِطّيْنُ -مَثَالُ سِجيِنْ-:قرَيْة بين أرْسُوْفَ وقَيسْارِيةَ بها قَبْرُ شُعَبْبٍ صَلَواتُ الله عليه.
والحَطَاطُ -بالفَتْح-: شَبِيْه بالُبُثُورِ يكونُ حَوْلَ الحُوْقِ، وأنْشَدَ الأصمعَّي:
بُمِكْفَهِرَّ اللّونِ ذي حَطَاطِ     


وقال رُوَبةُ:
ما غَثَ عَرّاً دامِيَ الحَطَاطِ     

الواحِدةُ: حَطَاطَة، وربما كانت في الوَجْه، قال المُتَنَخلُ الهذَليّ:
ووَحْهٍ قد رَأيْتُ أمَيْمَ صافٍ      أسِيْلٍ غيرِجَهْمٍ ذي حَطَاطِ

ويُقال للجارِيةِ الصّغيِرة: يا حَطَاطَةُ، وقال ابنُ دُريْدٍ: يقُال للشّيْءِ إذا اسْتَصْغَروه: حَطَاطةُ، فال أبو حاتمٍ: هو عَرَبيّ مُسْتَعْكلَ.
والحَطَاطُ -أيضاً-: زُبْدُ اللّبِن.
والحَطِيْطَةُ: ما يُحّط من الثّمن، يقُال: الحَطِيْطَةُ كَذا وكَذا. والكَعْبُ الحَطِيْطُ: الأدْرَمُ.
وقال ابنُ الأعرابيّ: الحُطُطُ -بضَمّتْيِن-: الأبْدَانُ النّاعِمَةُ. والحُطُطُ -أيضاً-:مَرَاكِبُ السّفَلِ، وقال الأزْهَرِي: أظُنه مَرَاتِبِ الّفَلِ.
ورَجُلَ حُطَائطَ -بالضّم-: أي صَغِيرّ قَصِير.
وحُطَائِطُ بن يَعْفُرَ النّهْشّلي: أخُو الأسْوَدِ بنِ يَعْفُر. وقال ابن عَبّادٍك حِرّ حُطَائط بُطائط -إتْباعّ- أي ضَخْمّ. قال: وحُطَائطةّ بُرّة حَمْراءُ صَغيرة، قال الصّغانيّ مُؤلَف هذا الكتابِ: هكذا قال: بُرة والصوابُ: ذَرةٍ فانه تقول صِبْيانُ الأعْرَابِ "17-أ" في أحَاجِيهم: ما حُطَائط بطُائط تَمْيسُ تَحْتَ الحائط؟ يعْنْونَ الذّرّةَ. والحُطَيّطّةُ والبُطَيطةُ مثِالا دُجَيجةٍ تَصْغِير دَجَاجَةٍ-: السّرْفَةُ.
ويحْطُوط -مثالُ يَعْسُوبٍ-: وادٍ مَعْروفّ، قال العَبّاسُ بنُ تَيحَانَ البوْلانيّ:
فلا أبالي يا أخا سَـلَـيْطِ      ألاّ تَعَشَى جانِبيْ يَحْطُوْطِ

والمحط -بالكسرْ-: الذي يوْشَمُ به، ويقالُ: هو الحَدِيْدَةُ التي تكون مع الخَرّازيْنَ يَنْقُشوْنَ به الأدْيَمَ، قال النِمرُ بن تَوْلَبٍ -رضي الله عنه- وذَكّر كِبَر سِنه:
كأنّ مِحَطـاً فـي يدَيْ حـارِثّـيةٍ      صَناَعٍ عَلَتْ منيّ به الحِلْدَ من عَلُ


وقيل: المحطّ: المصْقَلةُ وهو حَديْدةّ يُصْقَلُ بها الجلْدُ ليَلْينَ ويحْسُنَ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الحَطَنْطى: يُعَيُرةُ الرجلُ إذا نُسِبَ إلى الحَمقُ، ذَكَره مع حَبرْكيّ وقال ابنُ عَبّادٍ: رَجُلّ حَطَوطيّ: أي نَزِقُ والحِطَّيْطى: -من الحط- كالخصّيصى: وقال ابنُ دُرَيدٍ: يقاُل أتانا بِطعامٍ فَحَطَطْنا فيه حَطَاً وحَطّطْنا تْطيْطاً: أي أكَلْناه.
وانْحطّ السعْرُ وغيرُه. خِلافُ ارْتَفَعَ، قال رُؤبةُ:
وقد رَأى الرّاؤونَ في المـحـاطِ      تَصَعَّدي في الحرْبِ وانْحِطاطي

وقال آخرُ:
رآها وكان دُوَيْنَ السّـمَـاءِ      فانْحَط من حيث لم يَرْهَبِ

وانْحَطّتِ الناقّةُ في سيرْها: أي أسْرَعَتْ واحْتَطّه: أي حَطّه، وأنْشَدَ الخارْزَنْحيّ: أيْقَنْتُ أن فارِساً مُحْتًطي وتقولُ: اسْتَحّطني فَلانّ من الثمنِ شَيْئاً: أي اسْتَنَقَصني. وقال ابنُ دُرَيْدٍك اَاحَطْحَطةُ: الُسرْعَةُ، يقالُ حَطْحَط في مَشْيه: إذا أسَرعَ، وكلُ شَيءٍ أخَذْتَ فيه من عَمَلٍ أو مَشْيٍ فأسْرَعْتَ فيه فقد حَطْحَطْتَ.
وقال ابنُ عَبَادٍ: حَطَحَط: أي انْحَطّ.
والترْكيبُْ يدُلُ على إنْزَاَلِ الشيْءِ من عُلْوٍ، وقدج شَذّ عنه الحَطَاطُ: البَثْرة.