المصادر:  


فرر (الصّحّاح في اللغة) [50]


فَرَّ يَفِرُّ فِراراً: هرب.
وأفَرَّهُ غيره.
والفَرورُ من النساء: النَوَارُ.
ورجلٌ فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث.
وفَرَرْتُ الفرس أفُرُّهُ بالضم فَرًّا، إذا نظرت إلى أسنانه، قال الحجَّاج: فُرِرْتُ عن ذكاء.
وفَرَرْتُ عن الأمر: بحثت عنه.
وأفَرَّتِ الإبل للإثناع بالألف، إذا ذهبت رواضعُها وطلع غيرها.
وتفارُّوا، أي تهاربوا.
وافْتَرَّ فلانٌ ضاحكاً، أي أبدى أسنانه.
وفُرَّهُ الحَرِّ بالضم: أوَّله، ويقال شِدَّته.
وحكى الكسائي أُفُرَّةُ الحَرِّ وأَفُرَّةُ الحَرِّ بضم الهمزة وفتحها، والفاء مضمومة فيهما.
وفرسٌ مِفَرٌّ بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه.
والمَفَرُّ: الفِرارُ. قوله تعالى: "أين المَفَرُّ".
والمَفِرُّ بكسر الفاء: الموضع.
والفَريرُ: ولد البقرة الوحشية، وكذلك الفُرارُ. إنه جمع فَريرٍ.
ويقال أيضاً: إن الجواد عينه فُرارُهُ، وقد يُفتح، أي يغنيك شخصه ومنظره . . . أكمل المادة عن أن تختبره وأن تَفُرَّ أسنانه.

فرر (لسان العرب) [50]


الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهِرب. فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب.
ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غير كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد والجمع فيه سواء.
وفي حديث الهجرة: قال سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش؛ يقال منه رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ، لا يثنى ولا يجمع. قالالجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم . . . أكمل المادة فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه: فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد: فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.
والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى.
وأَفَرَّه غيرُه وتَفارُّوا أَي تهاربوا.
وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه قوله تعالى: أَين المِفَرُّ.
والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع.
وأَفَرَّ به: فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله إِلا الله. التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به عملاً يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث عاتكة: أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم، فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول.
والفَرورُ من النساء: النَّوارُ.
وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ، وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد أَفْرَرْته.وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرًا: كشف عن أَسنانها لينظر ما سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت عنها لتنظر إِليها. أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت: ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات، إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ. الخبيثُ عينُه فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها، وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته. الجوهري: إِن الجوادَ عينُه فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ أَسنانه.
وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه.
وفي خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها.
وفي حديث عمر: قال لابن عباس، رضي الله عنه: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي أَكشفك. ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَيته، بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.
وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله.
ويقال أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال: وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ، إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع غيرُها.
وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى أَسنانه.
وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام أَي يَكْشِرُ إِذا تبسم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛ شبَّه بياض أَسنانه به.
وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ أَفُرُّ.
ويقال: فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه.
وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق، واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه، وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت.
وافْتَرَّ الشيءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة: كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا ويقال: هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم، وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته. اليزيدي: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إِذا فلقته.
والفَرِيرُ والفُرارُ: ولد النعجة والماعزة والبقرة. ابن الأَعرابي: الفَريرُ ولد البقر؛ وأَنشد: يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم، عليكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وجمعها فُرارٌ أَيضاً، وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما.
وقال مرة: هي الخِرْفان والحُمْلان؛ ومن أَمثالهم: نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ، مثل طُوالٍ وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان، فمتى ما رآه غيرُه نَزا لِنَزْوِه؛ يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته. يقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ فعلَه. يقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان، وقيل: الفَرير واحد والفُرارُ جمع. قال أَبو عبيدة: ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا أَحرف هذا أَحدها، وقيل: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق: لَعَمْري لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ، فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا والفُرارُ: يكون للجماعة والواحد. البهْم الكبار، واحدها فُرْفُور.
والفَرِيرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، وقيل: هو أَصل مَعْرفة الفرس.
وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة.
ووقع القوم في فُرَّةٍ وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة.
وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ: شدته، وقيل: أَوله.
ويقال: أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله، ويقال: بل في شدته، بضم الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما؛ ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر، ومنهم من يقول: في أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف.
وحكى الكسائي أَن منهم من يجعل الأَلف عيناً فيقول: في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو منصور: أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ مثل الخُضُلَّةِ. الليث: ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان.
والفَرْفَرَةُ: الصياح.
وفَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدي: إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا والفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إِذا عقل بعد استرخاء.
والفَرْفَرةُ: الطيش والخفة؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ.
والفَرْفَرةُ: الكلام.
والفَرْفارُ: الكثير الكلام كالثَّرْثارِ.
وفَرْفَر في كلامه: خلَّط وأَكثر.
والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ.
وفَرْفَر الشيءَ: كسره.
والفُرافِرُ والفَرْفار: الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره.
وفَرْفَرْت الشيء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ يقال: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس لجامه أَسنانه وحرك رأْسه؛ وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف، قال ابن بري هو قوله: إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهما، مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا ويروى قَرْقَرا.
والهَيْذَبى، بالذال المعجمة: سير سريع من أَهْذَبَ الفرسُ في سيره إِذا أَسرع، ويروى الهَيْدَبى، بدال غير معجمة، وهي مِشْية فيها تبختر، وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر؛ قال: والرواية الصحيحة فَرْفَر، بالفاء، على ما فسره؛ ومن رواه قَرْقَر، بالقاف، فبمعنى صَوَّت. قال: وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا.
وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه.
وفرس فُرفِرٌ: يُفَرْفِرُ اللجام في فيه.
وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نفضني وحركني.
وفَرْفَر البعيرُ: نفض جسده.
وفَرْفَرَ أَيضاً: أَسرع وقارب الخَطْو؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا وفَرْفَر الشيءَ: شققه.
وفَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ وغيرها.
والفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ؛ قال: والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ البَلط: المِخرطة.
والحُبَر: العُقَد.
وفَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد بالفَرْفار، وهي شجرة صَبُور على النار.
وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، وهو مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.
والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر: سويقُ يَنْبوتِ عُمان.
والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير. الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر: حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ، ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة.
وفي حديث عون بن عبد الله: ما رأَيت أَحداً يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ يعني أَبا حازم، أَي يذمها ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها.
ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي يمزقها.وفَرِير: بطن من العرب.

فر (المعجم الوسيط) [50]


 فرا وفرارا هرب فَهُوَ فار وفرور وفرورة وفرار وَيُقَال فر إِلَيْهِ لَجأ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَفرُّوا إِلَى الله إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين} وأسرع قَالُوا فر الْفَارِس أوسع الجولان لينعطف وَفُلَان جرب واختبر قَالَ الْحجَّاج (وَلَقَد فَرَرْت عَن ذكاء وفتشت عَن تجربة) وَالدَّابَّة فرا وفرارا كشف عَن أسنانها لينْظر مَا سنّهَا وَفِي الْمثل (إِن الْجواد عينه فراره) يضْرب لمن يُغني مظهره عَن مخبره وَالْأَمر وَعنهُ بَحثه ليكشفه وَيُقَال فر فلَان عَمَّا فِي نَفسه سُئِلَ لاستخراج مَا فِي نَفسه 

الفَرُّ (القاموس المحيط) [50]


الفَرُّ والفِرارُ، بالكسر: الرَّوَغانُ والهَرَبُ،
كالمَفَرِّ والمَفِرِّ، والثاني لِمَوْضِعِه أيضاً. فَرَّ يَفِرُّ، فهو فَرُورٌ وفَرورَةٌ وفُرَرَةٌ، كهُمَزَة، وفَرَّارٌ وفَرٌّ، كصَحْبٍ، وقد أفْرَرْتُهُ.
وفَرَّ الدابَّةَ يَفِرُّها فَرًّا وفُراراً، مُثَلَّثَةً: كشَفَ عن أسْنانِها لِيَنْظُرَ ما سِنُّها،
و~ عن الأمرِ: بَحَثَ عنه.
و"عَيْنُهُ فِرارُهُ"، مُثَلَّثَةً: مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمن يَدُلُّ ظاهِرُهُ على باطِنِه، ومَنْظَرُهُ يُغْنِي عن أن تَفِرَّ أسْنانَه وتَخْبُرَهُ.
وامرأةٌ فَرَّاءُ: غَرَّاءُ.
وأفَرَّتِ الخَيْلُ والإِبِلُ للإِثْناءِ: سَقَطَتْ رَواضِعُها، وطَلَعَ غيرُها.
وافْتَرَّ: ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَناً،
و~ البَرْقُ: تَلَأْلأَ،
و~ الشيءَ: اسْتَنْشَقَهُ.
والفَريرُ، كأميرٍ وغُرابٍ وصَبُورٍ وزُنْبُورٍ وهدْهُدٍ وعُلابِطٍ: ولَدُ النَّعْجَةِ والماعِزَةِ والبَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، أو هي الخِرْفانُ والحُمْلانُ
ج: كَغُرابٍ . . . أكمل المادة أيضاً نادِرٌ.
والفَريرُ: الفَمُ، ومَوْضِعُ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ، وَوالِدُ قَيْسٍ من بَنِي سَلَمَةَ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ عُنَيْنِ بنِ سَلاَمانَ.
والفُرْفُرُ، كهُدْهُدٍ وزِبْرِجٍ وعصْفورٍ: طائرٌ
وفُرَّةُ الحَرِّ، بالضم،
وأُفُرَّتُهُ، بِضَمَّتَيْنِ وقد تُفْتَحُ الهَمْزَةُ: شِدَّتُهُ، وأوَّلُهُ، وهي الاخْتِلاطُ، والشِدَّةُ أيضاً.
وهو فُرُّ القَوْمِ
وفُرَّتُهُم، بضَمِّهِما، أي: من خِيارِهِم، وَوَجْهِهِم الذي يَفْتَرُّونَ عنه.
وفَرْفَرَهُ: صاحَ به،
و~ في كلامِهِ: خَلَّطَ، وأكْثَرَ،
و~ الشيءَ: كسَرَهُ، وقَطَعَهُ، وحَرَّكَهُ، ونَفَضَهُ،
و~ الرَّجُلَ: نالَ من عِرْضِهِ، ومَزَّقَهُ،
و~ البَعيرُ: نَفَضَ جَسَدَهُ، وأسْرَعَ، وقارَبَ الخَطْوَ، وطاشَ، وخَفَّ،
و~ الفَرَسُ: ضَرَبَ بِفاسِ لِجامِهِ أسْنانَهُ، وحَرَّكَ رَأسَهُ.
والفَرْفارُ: الطَيَّاشُ، والمِكْثارُ، وهي: بِهاءٍ، والذي يَكْسِرُ كُلَّ شيءٍ،
كالفُرافِرِ، كعُلابِطٍ، وشَجَرٌ تُنْحَتُ منه القِصاعُ، ومَرْكَبٌ من مَراكِبِ النِساءِ.
وفَرْفَرَ: عَمِلَهُ، وأوْقَدَ بِشَجَرِ الفَرْفارِ، وخَرَقَ الزِقاقَ وغيرَها.
والفِرْفيرُ، كجِرْجيرٍ: نَوْعٌ من الأَلْوان.
والفُرْفُورُ: سَوِيقٌ من ثَمَرِ اليَنْبُوتِ، والغُلامُ الشابُّ،
كالفُرافِرِ، بالضم فيهما، والجَمَلُ السَّمينُ، والعُصْفورُ،
كالفُرْفُرِ، كهُدْهُدٍ.
والفُرافِرُ، كعُلابِطٍ: فَرَسُ عامِرِ بن قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ، وسَيْفُ عامِرِ بن يَزيدَ الكِنانِيِّ، والرَّجُلُ الأَخْرَقُ، وفَرَسٌ يُفَرْفِرُ اللِجامَ في فيه، والأَسَدُ الذي يُفَرْفِرُ قِرْنَهُ،
كالفُرافِرَةِ والفُرْفِرِ، بضَمِّهِما،
والفَرْفارِ، ويُكْسَرُ، والجَمَلُ إذا أكَلَ واجْتَرَّ،
كالفُرْفورِ.
وفِرِّينُ، كغِسْلينٍ: ع.
وأفَرَّهُ: فَعَلَ به ما يَفِرُّ منه،
و~ رَأسَهُ بالسَّيْفِ: أفْراهُ.
والأَيَّامُ المُفِرَّاتُ: التي تُظْهِرُ الأَخْبارَ.
وتَفارُّوا: تَهارَبُوا.
وفَرَسٌ مِفَرٌّ، بالكسر: يَصْلُحُ لِلفرارِ عليه، أو جَيّدُ الفِرارِ. وقُرِئ{أيْنَ المِفَرُّ}، عُبِّرَ عن المَوْضِعِ بِلَفْظِ الآلَةِ.
وعَمْرُو بنُ فُرْفُرٍ الجُذامِيُّ، بالضم: سَيِّدُ بَني وائِلٍ.
وكَتِيبَةٌ فُرَّى، كعُزَّى: مُنْهَزِمَةٌ.
وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً، بالضم: إذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ.
وفي المَثَلِ: "نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَا"، وذلكَ أنَّهُ إذا شَبَّ، أخَذَ في النَّزَوانِ، فَمَتَى رَآهُ غيرُهُ، نَزَا لِنَزْوِهِ. يُضْرَبُ لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُهُ، أي: إذا صَحِبْتَهُ، فَعَلْتَ فِعْلَهُ.
وتَفَرَّرَ بي: ضَحِكَ.
وأفْرَرْتُ رَأسَهُ بالسَّيْفِ: أفْرَيْتُهُ، وشَقَقْتُهُ.

فر (مقاييس اللغة) [50]



الفاء والراء أصول ثلاثة: فالأوّل الانكشاف وما يقاربُهُ من الكَشْف عن الشَّيء، والثاني جنسٌ من الحيوان، والثالث دالٌّ على خِفّة وطَيْش.فالأوّل قولهم: فَرّ عن أسنانه.
وافتَرَّ الإنسان، إذا تبسَّمَ. قال:
يفترُّ مِنْك عن الواضحا      تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ

ويقولون في الأمثال:أي يَغنيك مَنظرُه من مَخْبَره.
وكأَنَّ معنَى هذا إنَّ نَظَرَك إليه يُغنيك عن أن تَفُرَّه، أي تكشفَه وتبحثَ عن أسْنانِه .
ويقولون: أفرَّ المُهرُ، إذا دنا أن يُفَرَّ جَذَعاً.
وأفَرَّت الإبلُ للإثناء إفراراً، إذا ذهبَتْ رَواضِعُها وأَثْنَتْ.
ويقولون: فُرَّ فلاناً عمَّا في نفسه، أي فتِّشْه.
وفُرَّ عن الأمر: ابحثْ.ومن هذا القياس وإن كانا متباعدَين في المعنى: الفِرار، وهو الانكشاف، يقال فَرَّ يَفِرّ، . . . أكمل المادة والمَفَرّ المصدر.
والمَفَرّ: الموضع يُفَرُّ إليه.
والفرّ: القَوم الفارُّون. يقال فَرٌّ جمع فارّ، كما يقال صَحْبٌ جمع صاحب، وشَرْبٌ جمع شارب.والأصل الثاني: الفَرير: ولد البقرة.
ويقال الفُرَار من ولد المَعْز: ما صَغُر جسمُه، واحدة فَرِيرٌ، كرَخْل ورُخال، وظئر وظُؤار.والثالث: الفَرْفَرة: الطَّيْش والخِفَّة. يقال: رجلٌ فَرْفارٌ وامرأةٌ فرفارة.
والفَرفارة: شجرة.

ر - ف - ف (جمهرة اللغة) [50]


ومن معكوسه: فَر يَفِرُّ فِراراً. والرجل الفَرُّ: الفَارُّ من القوم. وفي الحديث أن سُراقةَ بن مالك بن جُعْشُم المدْلِجيَّ تبعَ النبيَ صلَى الله عليه وسلّم وهو يريد الهِجرة، وكانت قريش قد جعلت فيه مائةً من الإبل لمن رَدّه، فقال: هذا فَرُّ قريش، ألا أردُّ على قريش فَرَّها. وقال أبو ذؤيب: فرمى ليُنْفِذَ فَرَّها فَهَوَى له ... سَهْم فأنفذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ ويُروى: لينْقِذَ. قال أبو بكر: يعني أنه رمى الثورَ الوحشيَ لينقذ الذي فَرَّ من الكلاب. وطُرَّتاه: جنباه. والمِنْزَع: السهم. ويقال: فَرَرْتُ الدّابَّةَ أفُرها فَرّاً، إذا فتحتَ فاه لتعرف سنَّه، وذلك في الخُفّ والحافر والظِّلف. ويقال: فُرَّ الأمرُ جَذَعاً، إذا رجع . . . أكمل المادة عوده على بدئه. قال الشاعر: وما ارتَقَيْتُ على أكتاد مَهْلَكَةٍ ... إلاّ مُنِيْتُ بأمرٍ فُرَّ لي جَذَعا والفَرِير والفُرار: ولد البقرة الوحشية، وكذلك ولد الحمار. والجَذع من الظباء: فَرير وفُرار. وقد قُرِىء: " أين المَفِرُّ " ، والمَفِرّ: الموضع الذي تَفِرُّ إليه. وبنو فَرِير: بطن من طيّىء. وزعم قوم من أهل اللغة أن الفَرَّ نهر دقيق في الأرض.

الفرير (المعجم الوسيط) [0]


 الْفِرَار 

الْفِرَار (المعجم الوسيط) [0]


 من الشَّاء الَّذِي فطم وَقَوي على الْأكل وَسمن 

الهَصْبُ (القاموس المحيط) [0]


الهَصْبُ: الفِرارُ.

الجَلْبَصَةُ (القاموس المحيط) [0]


الجَلْبَصَةُ: الفِرارُ، أو الصوابُ بالخاءِ المعجمةِ.

جلبص (لسان العرب) [0]


أَبو عمرو: الجَلْبَصةُ الفِرارُ، وصوابه خَلْبَصة، بالخاء.

حايصه (المعجم الوسيط) [0]


 راوغه وغالبه وَيُقَال حايص الْمَوْت حرص على الْفِرَار مِنْهُ 

البَنَسُ (القاموس المحيط) [0]


البَنَسُ، محركةً: الفِرارُ من الشَّرِّ،
كالإِبْنَاسِ.
وبَنَّسَ تَبْنِيساً: تأخَّرَ.
وإِبْناسُ: ة بمِصْرَ.

نأث (لسان العرب) [0]


نَأَثَ يَنْأَثُ نَأْثاً: أَبْطأً، وسَيرٌ مِنْأَثٌ: بَطيءٌ؛ قال رؤبة: واعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ

حَاص (المعجم الوسيط) [0]


 عَنهُ حيصا وحيصانا ومحيصا عدل وحاد وَالْقَوْم جالوا جَوْلَة يطْلبُونَ الْفِرَار والمهرب 

المفر (المعجم الوسيط) [0]


 الْفِرَار والملجأ يفر إِلَيْهِ قَالَ نفَيْل بن حبيب (أَيْن المفر والإله الطَّالِب ... ) 

العوار (المعجم الوسيط) [0]


 القذى فِي الْعين والغمص يمض الْعين والضعيف الجبان السَّرِيع الْفِرَار وَمن لَا بصر لَهُ بِالطَّرِيقِ (ج) عواوير 

جأش (الصّحّاح في اللغة) [0]


الجأْشُ: جَأْشُ القلب، وهو رواعُهُ إذا اضطربَ عند الفزع. يقال: فلانٌ رابط الجَأْشِ، أي يَرْبِطُ نفسه عن الفرار، لشجاعته.
والجُؤْشوشُ: الصدرُ.

بنس (العباب الزاخر) [0]


ابن الأعرابي: البَنَس -بالتحريك-: الفِرار من الشر. قال: وأبنَسَ الرجل: إذا هرب من سلطان. وقال اللحياني: بَنَّسَ وبَنَّشَ تَبنِيسَاً وتَبنِيشَاً: أي تأخَّرَ.

دبأ (العباب الزاخر) [0]


دَبَأَ: سكن. وقال ابن الأعرابي: الدَّبْأَةُ: الفرار. ودَبَأْتُه بالعصا دَبْئاً: ضربْته بها. أبو زيد: دَبَّأتُ الشيء ودَبَّأْتُ عليه تَدْبِيْئاً: إذا غطَّيت عليه وواريته.

هرب (الصّحّاح في اللغة) [0]


الهرب: الفرار. هرب.
وهَرَّبَهُ غيره تهريباً. ابن السكيت: أهْرَبَ الرجل، إذا جدَّ في الذَهاب مذعوراً.
ويقال: ما له هاربٌ ولا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء ولا واردٌ، يعني ليس شيء.

الجِبْزُ (القاموس المحيط) [0]


الجِبْزُ، بالكسر: الكَزُّ الغليظُ، والبخيلُ، والضعيفُ، واللئيمُ.
والجَبِيزُ: الخُبْزُ الفَطيرُ، أو اليابِسُ القَفارُ، وقد جَبُزَ، كَكرُمَ.
وجَبَزَ لَه من مالِهِ جَبْزَةً: قَطَعَ له منه قِطْعَةً.
والجَأْبَزَةُ: الفِرارُ، والسَّعْيُ.

الوَكْوَكَةُ (القاموس المحيط) [0]


الوَكْوَكَةُ في المَشْالتَّدَحْرُجُ، وقد تَوَكْوَكَ، فهو وَكْواكٌ، والفِرارُ من الحَرْبِ، وهَدِيرُ الحمَامِ.
والوَكْواكُ: الجَبانُ، وبهاءٍ: العظيمةُ الأَلْيَتَيْنِ.
والوَكُّ: الدَّفْعُ.
وائْتَزَرَ إزْرَةَ عَكَّ وَكَّ، في: ع ك ك.

نوص (الصّحّاح في اللغة) [0]


النوْصُ: التأخر. يقال: ناصَ عن قِرْنِهِ يَنوصُ نَوْصاً ومَناصاً، أي فرَّ وراغ.
وقال الله تعالى: "ولاتَ حين مَناصٍ"، أي ليس وقت تأخُّرٍ وفِرارٍ. أيضاً: الملجأ والمفرّ.
والنَوْصُ، الحمار الوحشي.
واسْتَناصَ، أي تأخر.
وقولهم: ما به نَويصٌ، أي قوةٌ وحَراكٌ.
وناوَصَ الجَرَّة، أي مارسها.

درقع (لسان العرب) [0]


دَرْقَعَ دَرْقَعةً وادْرَنْقَع: فرَّ وأَسْرع، وقيل: فرَّ من الشدَّة تَنْزِل به، فهو مُدَرْقِعٌ ومُدْرَنْقِعٌ.
ورجل دُرْقُوع: جَبان؛ وأَنشد ابن بري: دَرْقَعَ لمَّا أَنْ رآني دَرْقَعهْ، لو أَنه يَلْحَقُه لَكَرْبَعَهْ الأَزهري: الدَّرْقَعةُ فِرار الرجل من الشديدة. أَبو عمرو: الدُّرْقُع الراوِيةُ. الأَزهري: الجُوعُ الدَّيْقوع والدُّرْقُوع الشديد.

النَّطُّ (القاموس المحيط) [0]


النَّطُّ: الشدُّ، والمَدُّ.
والنَّطِيطُ: الفِرَارُ، والبَعِيدُ، وهي: بهاء.
والأنَطُّ: السَّفَرُ البَعيدُ
ج: نُطُطٌ، بضمتين.
وكشَدَّادٍ: المِهْذَارُ، وقد نَطَّ يَنِطُّ.
والنَّطْنَطُ، كفَدْفَدٍ وفُلْفُلٍ وسَلْسَالٍ: الطويلُ المَديدُ القامَةِ
ج: نَطَانِطُ.
ونَطْنَطَ: باعَدَ سَفَرَهُ،
و~ الأرضُ: بَعُدَتْ،
و~ الشيءَ: مَدَّهُ.
وتَنَطْنَطَ: تَبَاعَدَ.
ونَطَّ في الأرضِ يَنِطُّ: ذهب.
وعُقْبَةٌ نَطَّاءُ: بَعِيدَةٌ.

جأش (لسان العرب) [0]


الجَأْش، النفْس وقيل القَلْب، وقيل رِباطُه وشدّتُه عند الشيء تسمعه لا تَدْرِي ما هو.
وفلان قَوِيّ الجأْشِ أَي القَلْب.
والجَأْش: جأْش القلبِ وهو رُوَاعُه. الليث: جَأْش النفس رُواع القلب إِذا اضطرب عند الفزَع. يقال: إَنه لَواهِي الجَأْشِ؛ فإِذا ثبت قيل. إِنه لرابِطُ الجَأْشِ.
ورجل رابِطُ الجأْشِ: يربِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفّها لِجُرْأَتِه وشَجاعته، وقيل: يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشَناعَتِه.
وقال مجاهد في قوله تعالى: با أَيَّتها النفسُ المُطمئِنَّة، هي التي أَبقنت أَن اللَّه ربُّها وضَرَبَت لذلك جَأْشاً. قال الأَزهري: معناه قَرّتْ يَقِيناً واطمأَنَّت كما يَضْرِب البَعِيرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ وسَكَنَ. ابن السكيت: ربَطْت لذلك الأَمرِ جأْشاً لا غير. ابن . . . أكمل المادة الأَعرابي: يقال للنفْس: الجائِشَةُ والطَّموع والخَوَّانة.
والجُؤْشُوش: الصدْر.
ومَضَى من الليل جؤشوش أَي صدر، وقيل: قطعة منه.
وجأْش: موضع؛ قال السُّلَيْك بن السُّلَكَة: أَمُعْتَقِلي رَيْبُ المنُون، ولم أَرُعْ عَصافِيرَ وادٍ، بيْنَ جَأَشٍ ومأْرِب؟

نطط (العباب الزاخر) [0]


ابنُ الأعرابي: النطُ: الشدُ. وقال ابنُ دريدٍ: نَطَطْتُ الشيءَ أنطهُ نَطاً: إذا مددتهَ، وكلُ مدَ نط-مِثلُ مَطٍ سواء. قال: وأرضٌ نَطِيطةٌ: أي بعيدةٌ. وقال الأصمعي: النطِيْطُ: الفرارُ. وقال وقيل لِرجلٍ من العرب:.تَ امرأتكَ؟ قال كنتُ منها على نَطِيْطٍ: أي على فِرارٍ ونَط وند: سواء. وقال أبو زيد: نَط في البلادِ يِنَط: إذا ذهبَ فيها. والأنَط: السفرُ البعيدُ.
وعُقبةٌ نَطاءُ: أي بعيدةٌ. وقال الأصمعي: رجلٌ نَطاطٌ: أي مِهذارٌ كثيرُ الكلامِ، قال عمرو بن أحمر الباهلي:
ولا تحسبني مستعداً لِـنـفـرةٍ      وإن كنتَ نَطَاطاً كثيرَ المجاهلِ

وقال ابنُ الأعرابي: النطُطُ -بضمتينِ-: الأسفارُ البعيدةُ. والنطْنَاطُ: الطويلُ المديدُ القامةِ، ومنه حديثُ النبي -صلى اللّه عليه وسلم-: ما فعل النفَرُ الحُمرُ الطوالُ . . . أكمل المادة النطَانِطُ.
وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ ث ط ط. قال: ونَطْنَطَ الرجلُ: إذا باعَدَ سفرهَ. وقال ابنُ دريدٍ: نَطنَطتُ الشيءَ: مددتهُ؛ مِثلُ نَطَطتهُ. وتَنَطْنَطَ الشيءُ: إذا تباعدَ.

البَعُّ (القاموس المحيط) [0]


البَعُّ: الصَّبُّ في سَعَةٍ وكَثْرَةٍ.
والبَعاعُ، كسَحابٍ: الجَهازُ، وثِقَلُ السَّحابِ من المَطَرِ، وما سَقَطَ من المَتاعِ يومَ الغارَةِ.
وألْقَى عليه بَعاعَهُ، أي: نفْسَه.
والسَّحابُ ألْقَى بَعاعَهُ، أي: كلَّ ما فيه من المَطَرِ.
وبَعَّ السَّحابُ يَبعُّ بَعّاً وبَعاعاً: إذا ألَحَّ بمَكانٍ.
والبُعَّةُ، بالضم، من أولادِ الإِبِلِ: ما يُولَدُ بين الرُّبَعِ والهُبَعِ.
والبَعْبَعُ: حِكايةُ صوتِ الماءِ المُتَدارِكِ إذا خَرَجَ منِ إنائِهِ،
و~ من الشَّبابِ: أوّلُه، وبهاءٍ: حِكايَةُ بعضِ الأصواتِ، وتتَابُعُ الكلامِ في عَجَلَةٍ، والفِرارُ من الزَّحْفِ.
والبَعابِعَةُ: الصَّعاليكُ.

حيص (الصّحّاح في اللغة) [0]


القراء: حاصَ عنه يَحيصُ حَيْصاً، وحُيوصاً، ومَحيصاً، ومَحاصاً، وحَيَصاناً، أي عدل وحاد. يقال: ما عنه مَحيصٌ، أي مَحيدٌ ومهربٌ.
والانْحِياصُ مثله. يقال للأولياء: حاصُوا عن العدوّ، وللأعداء: انهزموا.
ويقال: وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ، أي في اختلاطٍ من أمرهم لا مَخرجَ لهم منه.
ويقال: في ضيقٍ وشدّة.
والحَيْصُ: الرَواغُ والتخلُّفُ.
والبوْصُ: السبقُ والفِرارُ. كلُّ أمرٍ يُتَخلَّفُ عنه ويُفَرُّ.
وحكى أبو عمرو: وقع فلان في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بيصٍ.

عَسَى (القاموس المحيط) [0]


عَسَى: فِعْلٌ مُطْلَقاً، أوْ حَرْفٌ مُطْلَقاً، لِلتَّرَجِّي في المحْبُوبِ، والإِشْفاقِ في المَكْرُوهِ،
واجْتَمَعَا في قَوْلِهِ تَعالَى: {عَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً}. الآيَةَ، ولِلشَكِّ واليَقينِ، وقَدْ تُشَبَّهُ بِكادَ،
و~ مِنَ اللّهِ: إيجابٌ، وبِمَنْزِلَةِ كانَ في المَثَلِ السائرِ: "عَسَى الغُوَيْرُ أبْؤُساً".
وعَسِيَ النَّبات عَسًى.
والعاسِي: النَّخْلُ، والغَسا: لِلبَلَحِ، بالغَيْنِ، وغَلِطَ الجَوْهَرِي.
والمُعْسِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الناقَةُ يُشَكُّ أبِها لَبَنٌ أَمْ لا.
وإنَّهُ لَمَعْساةٌ بِكَذا، أيْ: مَخْلَقَةٌ.
وأعْسِ به: أخْلِقْ.
وهو عَسِيٌّ بِهِ،
وعَسٍ: خَليقٌ.
وبالعَسَى أنْ تَفْعَلَ: بالحَرَى.
والمِعْساءُ، كمِكْسالٍ: الجاريَةُ المُرَاهِقَةُ.
وقولهُ تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} الآيَةَ، أيْ: هَلْ أْنْتُمْ قَرِيبٌ منَ الفِرارِ.

جاش (المعجم الوسيط) [0]


 المَاء جَيْشًا وجيوشا وجيشانا تدفق وَجرى وَالْبَحْر هاج فَلم يسْتَطع ركُوبه وَيُقَال جاش بالأمواج والوادي امْتَدَّ مَاؤُهُ وارتفع والميزاب تدفق وَجرى بِالْمَاءِ وَالْعين فاضت بالدموع وَالْفرس هاج وارتفع عِنْد مَسّه بالعقب وَالْقدر غلت وَيُقَال جَاشَتْ الْحَرْب بَينهم وَفِي الحَدِيث (سَتَكُون فتْنَة لَا يهدأ مِنْهَا جَانب إِلَّا جاش جَانب) وَنَفسه تحركت للقيء واضطربت من حزن أَو فزع وَفِي الحَدِيث (وَكَأن نَفسِي جَاشَتْ) وَنَفس الجبان هم بالفرار والصدر غلى غيظا وَيُقَال جاش الْهم فِي صَدره وَإِلَيْهِ نَفسه تحركت كَأَنَّهَا تطالبه بحاجة لَهَا 

حيص (لسان العرب) [0]


الحَيْصُ: الحَيْدُ عن الشيء. حاصَ عنه يَحِيصُ حَيْصاً: رَجَعَ.
ويقال: ما عنه مَحيصٌ أَي مَحيدٌ ومَهْرَبٌ، وكذلك المَحاصُ، والانحياصُ مثلُه. يقال لِلأَوْلِياء: حاصُوا عن العَدُوِّ، وللأَعْداء: انْهَزَمُوا.
وحاصَ الفرسُ يَحِيصُ حَيْصاً وحُيُوصاً وحَيَصاناً وحَيْصُوصةً ومَحاصاً ومَحِيصاً وحايَصه وتَحايَصَ عنه، كلُّه: عدَلَ وحادَ.
وحاصَ عن الشرِّ: حادَ عنه فسَلِمَ منه، وهو يُحايصُني.
وفي حديث مُطَرِّف: أَنه خرجَ من الطاعُون فقيل له في ذلك فقال: هو المَوْتُ نُحايِصُه ولا بدَّ منه، قال أَبو عبيد: مَعناه نَرُوغ عنه؛ ومنه المُحايَصةُ، مُفاعلةٌ، من الحَيْصِ العُدُولِ والهرَبِ من الشيء، وليس بين العبد والموت مُفاعلةٌ، وإِنما المعنى أَن الرجل في فَرْطِ حِرْصِه على الفِرارِ من الموت كأَنه . . . أكمل المادة يبارِيه ويُغالِبُه فأَخْرَجَه على المُفاعلة لكونها موضوعة لإِفادة المُبَاراةِ والمُغالَبةِ بالفِعْل، كقوله تعالى: يُخادِعُونَ اللّه وهو خادِعُهم، فيؤول معنى نُحايصُه إِلى قولك نَحْرِص على الفِرارِ منه.
وقوله عزّ وجلّ: وما لَهُمْ من مَحِيص.
وفي حديثٍ يَرْوِيهِ ابنُ عمر أَنه ذكر قِتالاً وأَمْراً: فَحاصَ المُسْلِمونَ حَيْصةً، ويروى: فجاضَ جَيْضةً، معناهما واحد، أَي جالوا جولَة يَطْلبون الفِرارَ والمَحِيصَ والمَهْرَبَ والمَحِيدَ.
وفي حديث أَنس: لما كان يومُ أُحُدٍ حاصَ المُسْلِمون حَيْصةً، قالوا: قُتِلَ محمد.
والحِياصةُ: سَيْرٌ في الحِزام. التهذيب: والحِياصةُ سَيْرٌ طويلٌ يُشَدُّ به حِزام الدابةِ.
وفي كتاب ابن السكيت في القلب والإِبدال في باب الصاد والضاد: حاصَ وحاضَ وجاضَ بمعنى واحد؛ قال: وكذلك ناصَ وناضَ. ابن بري في ترجمة حوص قال الوزير: الأَحْيَصُ الذي إِحْدى عينيه أَصْغَرُ من الأُخرى.
ووقع القوم في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحَيْصِ بَيْصِ وحاصِ باصِ أَي في ضِيق وشدّة، والأَصل فيه بطنُ الضَّبِّ يُبْعَج فيُخْرج مَكْنُه وما كانَ فيه ثم يُحاصُ، وقيل: أَي في اختلاط من أَمر لا مخرج لهم منه؛ وأَنشد الأَصمعي لأُمية بن أَبي عائذ الهذلي: قد كنتُ خَرَّاجاً ولُوجاً صَيْرَفاً، لم تَلْتَحصْني حَيْصَ بَيْصَ لحَاصِ ونصب حَيْصَ بَيْصَ على كل حال، وإِذا أَفْرَدُوه أَجْرَوْه وربما تركوا إِجْراءَه. قال الجوهري: وحَيْصَ بَيْصَ اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الفتح مثل جاري بَيْتَ بَيْتَ، وقيل: إِنهما اسمان من حيص وبوص جُعِلا واحداً وأَخرج البَوْصَ على لفظِ الحَيْصِ ليَزْدَوِجا.
والحَيْصُ: الرَّواغُ والتخلّف والبَوْصُ السَّبْق والفِرار، ومعناه كل أَمر يتخلف عنه ويفرّ.
وفي حديث أَبي موسى: إِن هذه الفِتْنة حَيْصةٌ من حَيَصات الفِتَن أَي رَوْغة منها عدَلت إِلينا.
وحَيْصَ بَيْصَ: جُحْرُ الفَأْر.
وإِنك لتحسب عليَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً أَي ضيّقةً.
والحائصُ من النساء: الضيّقةُ، ومن الإِبل: التي لا يجوزُ فيها قضيبُ الفحل كأَن بها رَتَقاً.
وحكى أَبو عمروٍ: إِنك لتحسب عليّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً، ويقال: حِيْصٍ بِيْصٍ؛ قال الشاعر: صارت عليه الأَرضُ حِيْصٍ بِيْص، حتى يَلُفَّ عِيصَه بعِيصِي وفي حديث سعيد بن جبير، وسُئِل عن المكاتب يشترط عليه أَهلُه أَن لا يخرج من بلده فقال: أَثْقَلْتم ظهرَه وجعَلْتم الأَرضَ عليه حَيْصَ بَيْصَ أَي ضيَّقْتم الأَرضَ عليه حتى لا مَضْرَب له فيها ولا مُنْصَرَف للكَسْب، قال: وفيها لُغات عِدَّة لا تنفرد إِحدى اللَّفْظتين عن الأُخرى، وحَيْصَ من حاصَ إِذا حاد، وبَيْصَ من باصَ إِذا تقدم، وأَصلها الواو وإِنما قلبت ياء للمُزاوجة بِحَيص، وهما مبنيتان بناء خمسة عشر؛ وروى الليث بيت الأَصمعي: لقد نال حَيْصاً من عُفَيْرةَ حائِصا قال: يروى بالحاء والخاء. قال أَبو منصور: والرواة رَوَوْه بالخاء، قال: وهو الصحيح؛ وسيأْتي ذكره إِن شاء اللّه تعالى.

دَأْدَأَ (القاموس المحيط) [0]


دَأْدَأَ دَأْدأَةً ودِئْدَاءً: عَدَا أشَدَّ العَدْوِ، أو أسْرَعَ وأَحْضَرَ،
و~ في أثَرِهِ: تَبِعَهُ مُقْتَفِياً له،
و~ الشَّيءَ: حَرَّكَهُ وسَكَّنَهُ، وغَطَّاهُ فَتَدَأْدَأَ.
والدَّأْدَاءُ والدِّئْدَاءُ والدُّؤْدُؤُ: آخِرُ الشَّهْرِ، أو لَيْلَةُ خَمْسٍ وسِتٍّ وسَبْعٍ وعِشْرينَ، أو ثَمَانٍ وتِسْعٍ وعِشْرينَ، أو ثَلاثُ لَيالٍ من آخرِهِ،
ج: الدَّآدِئُ.
ولَيْلَةٌ دَأْدَأٌ ودَأْدَأَةٌ، ويُمَدَّانِ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ.
وتَدَأْدَأَ: تَدَحْرَجَ،
و~ الإِبِلُ: رَجَّعَتِ الحَنِينَ في أجْوَافِها،
و~ الخَبَرُ: أبْطَأَ،
و~ حِمْلُهٌ: مالَ،
و~ في مشْيِهِ: تَمَايَلَ،
و~ القَوْمُ: تَزَاحَمُوا،
و عنه: مالَ.
والدَّأْدَأةُ: صَوْتُ وَقْعِ الحجَرِ على المَسِيلِ، والتَّزَاحُمُ، وصَوْتُ تَحْرِيكِ الصَّبيِّ في المَهْدِ.
والدَّأْدَاءُ: الفَضاءُ، وما اتَّسَعَ من التِّلاعِ والأوْدِيَةِ.
دَبَّأَهُ،
و~ عليه تَدْبِيئاً: غَطَّاهُ، ووارَاهُ،
. . . أكمل المادة ودَبَأَ، كَمَنَعَ: سَكَنَ،
و~ بالعَصا: ضَرَبه.
والدَّبْأَةُ: الفِرَارُ.

ذأب() (مقاييس اللغة) [0]



الذال والهمزة والباء أصلٌ واحد يدلُّ على قِلّةِ استقرارٍ، وألاّ يكونَ للشَّيء في حركته جهةٌ واحدة. من ذلك الذِّئب، سمِّي بذلك لتذَؤُّبِه من غير جهةٍ واحدة.
ويقال ذُئِبَ الرّجُل إذا وقَع في غنَمه [الذئب].
ويقال تذأَّبت الرِّيح: أتت من كل جانب.
وأرض مَذْأَبَةٌ: كثيرة الذئاب.
وذَؤُب الرّجُل إذا صار ذئباً خبيثاً.
وجمع الذِّئب أذؤبٌ وذِئاب وذُؤبَانٌ.
ويقال تذاءبْتُ النّاقَة تذاؤُباً، على تفاعلْتُ، إذا ظأرتَها على ولدها فَتَشَبَّهْتَ لها بالذئب، ليكون أرْأَمَ لها عليه.
وقال [قومٌ]: الإِذْآب: الفِرار. إنِّي إذا ما ليثُ قومٍ أذْأبا      وسقَطَتْ نَخْوتُهُ وهَرَبا

هذا أصل الباب، ثمّ* يشبَّه الشَّيءُ بالذِّئب. فالذِّئبة من القَتَب: ما تحت مُلْتَقى الحِنْوَين، وهو يقع على المِنْسَج.

مَزَنَ (القاموس المحيط) [0]


مَزَنَ مَزْناً ومُزوناً: مَضَى لوَجْهِه، وذَهَبَ،
كتَمَزَّنَ، وأضاءَ وجْهُه،
و~ القِرْبَةَ: مَلأَها،
كمَزَّنَها،
و~ فلاناً: مَدَحَه، وفَضَّلَه، أو قَرَّظَه من وَرَائِهِ عند ذِي سُلْطانٍ.
والمُزْنُ، بالضم: السَّحابُ، أو أبْيَضُه، أو ذُو الماءِ،
القِطْعَةُ: مُزْنَةٌ، وامرأةٌ،
وبلا لامٍ: ة بسَمَرْقَنْدَ،
وقد يقالُ مُزْنَةُ،
ود بالدَّيْلَمِ، وبالتَّحْرِيكِ: العادَةُ، والطَّريقَةُ، والحالُ وليسَ بتَصْحيفِ مَرِنٍ.
والمازِنُ، كصاحِبٍ: بَيْضُ النَّمْلِ، وأبو قَبيلَةٍ، وماءٌ.
والمُزْنَةُ، بالضم: المَطْرَةُ.
وابنُ مُزْنَةَ، بالضم: الهِلالُ.
والتَّمَزُّنُ: التَّمَرُّنُ، والتَّسَخِّي، والتَّفَضُّلُ، والتَّظَرُّفُ، وإظهارُ أكثَرَ ممَّا عِنْدَكَ.
والتَّمْزِينُ: التفضِيلُ، والمَدْحُ، والتّقْرِيظُ.
وكصَبورٍ: أرضُ عُمانَ.
وكجُهَيْنَةَ: قبيلَةٌ، وهو: مُزَنِيٌّ.
وهذا يَوْمُ مَزْنٍ، بالفتح: يَوْمُ فِرارٍ من العَدُوِّ.

خلبص (لسان العرب) [0]


الخَلْبصَةُ: الفِرارُ، وقد خَلْبَصَ الرجلُ؛ قال عبيد المُرّي: لما رآني بالبِرازِ حَصْحَصا في الأَرض مِنِّي هرَباً، وخَلْبَصا وكادَ يَقْضي فَرَقاً وخَبَّصا، وغادَرَ العَرْماءَ في بيت وصى (* قوله «العرماء في بيت إلخ» كذا بالأَصل.
وقوله وصى يقال وصى النبت اتصل بعضه ببعض، فلعل قوله بيت محرف عن نبت بالنون.
وقوله والعرماء الغمة، في القاموس: العرماء الحية الرقشاء.) والتخبيص: الرُّعْب.
والعَرْماءُ: الغُمَّة. رأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري ما صورتُه كذا في أَصل ابن بري، رحمه اللّه: وخَبّصا، بالتشديد، والتَّخْبِيصُ على تَفْعِيلٍ، قال: ورأَيت بخط الشيخ تقي الدين عبد الخالق بن زَيْدانَ: وخَبَصا، بتخفيف الباء، وبعده والخَبَص الرُّعْب على وزن . . . أكمل المادة فَعَل، قال: وهذا الحرف لم يذكره الجوهري.

نذل (لسان العرب) [0]


النَّذْل والنَّذِيل من الناس: الذي تَزْدَرِيه في خِلْقته وعَقْله، وفي المحكم: الخَسِيسُ المُحْتَقَر في جميع أَحواله، والجمع أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ، وقد نَذُل نَذالة ونُذُولة. الجوهري: النَّذالةُ السَّفالة.
وقد نَذُل، بالضم، فهو نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ؛ وقال أَبو خراش:مُنِيباً، وقد أَمْسى يُقدّم وِرْدَها، أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ مُنِيب: مُقْبل، وأَناب: أَقبل، وأُقَيْدِرُ: يريد به الصائد، والأَقْدَرُ: القصير العُنُق.
والقِطاع: جمع قِطْع وهو نَصْل قصير عَرِيض، وقال: نَذِيل ونُذال مثل فَرِير وفُرار؛ حكاه ابن بري عن أَبي حاتم؛ قال: وشاهد نَذْل قول الشاعر: لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه، وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا ويُعْرَفُ في جُودِ امرئ جودُ خاله، ويَنْذُل . . . أكمل المادة إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا (* قوله «إن تلقى» هكذا في الأصل، والوجه إن تلقَ، بالجزم، ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الالف).

جفل (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والفاء واللام أصلٌ واحد، وهو تجمُّع الشيء، وقد يكون بعضُه مجتمعاً في ذَهاب أو فِرار. فالجفْل: السَّحاب الذي هَرَاقَ ماءَه.
وذلك أنّه إذا هَرَاقه انجفَلَ ومَرّ.
وريحٌ مُجْفِلٌ وجافِلَةٌ، أي سريعةُ المَرّ.
والجُفال: ما نفاه السَّيلُ من غثائِه.
ورُوي عن رؤبةَ الشّاعر أنّه كان يقرأ: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَالاً [الرعد 17].
ويقال انجفَلَ الناسُ إذا ذَهَبوا.
والجَفَلَى: أن تدعُوَ النّاسَ إلى طعامك عامّةً، وهي خلاف النَّقَرَى. قال طَرَفة:
نحنُ في المَشتاةِ ندعُو الجَفَلَى      لا تَرى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

وظليمٌ إجْفِيلٌ: يَهْرُبُ من كلِّ شيء؛ وذلك أنّه يجمع نَفْسَه إذا هَرَب ويجفُِل وبه سُمِّي الجَبانُ إجْفِيلاً.
ويقال لِلَّيل إذا وَلّى وأدبر انجفَلَ.قال الخليل: الجُفَالة من . . . أكمل المادة الناس الجماعةُ جاؤوا أو ذَهَبوا.
ويقال أخذ جُفْلَةً من صُوفٍ، أي جُزَّة منه.
والجُفَال: الشعر المجتمع الكثير. قال ذو الرمة:

عكر (الصّحّاح في اللغة) [0]


عَكَرَ يَعْكِرُ عَكْراً: عطف.
والعَكرَة: الكرَّة.
وفي الحديث: قلنا يا رسول الله، نحن الفرَّارون. فقال: أنتم العَكَّارون، إنَّا فئة المسلمين.
وعَكَرَ به بعيره، مثل عَجَرَ به، إذا عطف به إلى أهله وغَلَبه.
واعتكَرَ الظلام: اختلط، كأنَّه كرَّ بعضه على بعض من بُطْءِ إنجلائه واعتكر المطر أي كثر.
وتعاكَرَ القومُ: اختلطوا.
والعَكَرُ: دُرْدِيُّ الزيت وغيره.
وقد عَكِرَتِ المِسْرَجَةُ بالكسر: تَعْكَرُ عَكَراً، إذا اجتمع فيها الدُرْدِيُّ.
وعَكَرُ الماءِ والشرابِ والدُهنِ: آخره وخائره.
وقد عَكِرَ.
وشرابٌ عَكِرٌ.
وأعْكَرتُهُ أنا وعَكَّرتُهُ تَعْكيراً: جعلت فيه العَكَر.
والعَكَرُ أيضاً: جمع عَكَرَةٍ، وهي القطيع الضخم من الإبل. يقال: أعْكَرَ الرجلُ فهو مُعْكِرٌ، إذا كانت عنده عَكَرَةٌ.
والعَكَرَةُ أيضاً: العَكَدَةُ، وهي أصل اللسان.
والعِكر بالكسر: الأصل، مثل العِتْرِ. يقال: رجع . . . أكمل المادة فلان إلى عِكْرَهُ، وباع فلان عكره أي أصل أرضه.

نَجِزَ (القاموس المحيط) [0]


نَجِزَ، كفرِحَ ونَصَرَ: انْقَضَى، وفَنِيَ،
و~ الوَعْدُ: حَضَرَ،
و~ الكلامُ: انْقَطَعَ.
ونَجَزَ حاجَتَه: قَضاها،
كأَنْجَزَها.
وأنتَ على نَجْزِ حاجَتكَ، ويُضَمُّ: شَرَفٍ من قَضائِها.
والناجِزُ والنَّجيزُ: الحاضِرُ.
والمُناجَزَةُ: المُقاتَلَةُ،
كالتَّناجُزِ.
واسْتَنْجَزَ حاجَتَه
وتَنَجَّزها: اسْتَنْجَحَها
و~ العِدَةَ: سأَلَ إنْجازَها.
وتَنَجَّزَ: ألَحَّ في شُرْبِهِ.
وأنْجَزَ على القَتيلِ: أجْهَزَ،
و~ الوَعْدَ: وفَى به.
ونَجاوِيزُ: د باليمن.
و"أنْجَزَ حُرٌّ ما وعَدَ"، يُضْرَبُ في الوَفاءِ بالوَعْدِ، وقد يُضْرَبُ في الاسْتِنْجازِ أيضاً. قال الحَارِثُ بنُ عَمْروٍ لِصخرِ بنِ نَهْشَلٍ: هل أدُلُّكُ على غَنِيمَةٍ ولي خُمْسُها؟ فقال: نعم. فَدَلَّهُ على ناسٍ من اليمنِ، فأَغارَ عليهِم صَخْرٌ، فَظَفِرَ، وغَلَبَ، وغَنِمَ، فلما انْصَرَفَ، قال له الحَارِثُ ذلك، فَوَفَى . . . أكمل المادة له صَخْرٌ.
و"المُحاجَزَةُ قَبْلَ المُناجَزَةِ" أي: المُسالَمَةُ قَبْلَ المُعاجَلَةِ في القِتالِ، يُضْرَبُ في حَزْمِ مَنْ عَجَّلَ الفِرارَ، ممَّنْ لا قِوامَ له به، ولمن يَطْلُبُ الصُّلْحَ بعدَ القِتالِ.

جعظ (لسان العرب) [0]


الجَعْظُ والجَعِظُ: السيّء الخُلُق المُتَسَخِّطُ عند الطعام، وقد جَعِظَ جَعَظاً.
والجَعْظُ: الضخم.
والجَعْظُ: العظيم المُسْتكبر في نفسه؛ ومنه الحديث المرويّ عن أَبي هريرة: أَن، النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: أَلا أُنبئكم بأَهل النار؟ كلُّ جَظّ جَعْظٍ مستكبرٍ قلت: ما الجَظُّ؟ قال: الضخم، قلت: ما الجعظ؟ قال العظيم المُسْتكبر في نفسه؛ وأَنشد أَبو سعيد بيت العجاج: تَواكَلُوا بالمِرْبَدِ العَناظَا، والجُفْرَتَيْن أَجْعَظُو إِجْعاظا قال الأَزهريّ: معناه أَنهم تَعَظَّموا في أَنفسهم وزَمُّوا بأَنفهم. قال ابن سيده: وأَجْعَظَ الرجلُ فَرَّ؛ وأَنشد لرؤبة: والجُفْرتانِ تركُوا إِجْعاظا قال ابن بري: وقوم أَجعاظ فُرَّار. عن الشيء جَعْظاً وأَجْعَظَه إِذا دفعه ومنعه، وأَنشد بيت العجاج أَيضاً . . . أكمل المادة هنا.
والجَعْظُ: الدَّفْع.
وجعَظَ علينا، وبعضهم يقول: جعَّظ علينا، فيُثَقِّل، أَي خالَف علينا وغيَّر أُمورنا.
ورجل جِعْظايةٌ: قصير لَحِيم، وجِعِظَّانٌ وجِعِظَّانةٌ: قصير.

الكَفَلُ (القاموس المحيط) [0]


الكَفَلُ، محرَّكةً: العَجُزُ، أو رِدْفُه، أو القَطَنُ
ج: أكْفالٌ.
والكِفْلُ، بالكسر: الضِعْفُ، والنَّصيبُ والحَظُّ وخِرْقَةٌ على عُنُقِ الثَّوْرِ تحتَ النِّيرِ، والوَبَرُ يَنْبُتُ بعدَ الوَبَرِ الناسِلِ، ومنَ لا يَثْبُتُ على الخَيْلِ، والرجُلُ يكونُ في مُؤَخَّرِ الحَرْبِ هِمَّتُه التَّأَخُّرُ والفِرارُ، والمَثِيلُ،
كالكَفِيلِ، ومَن يُلْقِي نَفْسَه على الناسِ، ومَرْكَبٌ للرجال، يُؤْخَذُ كِساءٌ، فَيُعْقَدُ طَرَفاهُ، فَيُلْقَى مُقَدَّمُه على الكاهِلِ ومُؤَخَّرُهُ مما يَلِي العَجُزِ، أو شيءٌ مُسْتَدِيرٌ يُتَّخذُ من خِرَقٍ أو غيرِها، ويُوضَعُ على سَنامِ البعيرِ.
واكْتَفَلَ البعيرَ: جَعَلَ عليه كِفْلاً.
وذو الكِفْلِ: نَبِيٌّ.
والكافِلُ: العائلُ، وقد كَفَلَهُ وكفَّلَهُ، والذي لا يأكُلُ، أو يَصِلُ الصيامَ، أو . . . أكمل المادة الذي جَعَلَ على نَفْسه أن لا يَتَكَلَّمَ في صيامِهِ
ج: كرُكَّعٍ، والضامِنُ،
كالكَفيلِ
ج: كُفَّلٌ وكُفَلاءُ وكَفيلٌ أيضاً.
وقد كَفَلَ بالرجُلِ، كضَرَبَ ونَصَرَ وكرُمَ وعَلم، كَفْلاً وكُفولاً وكَفالَةً وتَكَفَّلَ وأكْفَلَهُ إياهُ وكَفَّلَهُ: ضَمَّنَهُ.
والمُكافِلُ: المجاوِرُ المُحالِفُ، والمُعاقِدُ المُعاهِدُ.
واكْتَفَلَ بكذا: وَلاَّهُ كَفَلَهُ.

لات (لسان العرب) [0]


أَبو زيد في قوله: لاتَ حِينَ مَناصٍ، قال: التاء فيها صِلةٌ والعرب تَصِلُ هذه التاء في كلامها وتَنْزِعُها؛ وأَنشد: طَلَبُوا صُلْحَنا ولات أَوانٍ، فأَجَبْنا أَنْ لَيسَ حِينَ بَقاءِ قال: والأَصل فيها لا، والمعنى فيها لَيْسَ، والعرب تقول ما أَسْتَطِيعُ وما أَسْطِيعُ، ويقولون ثُمَّتَ في موضع ثُمَّ، ورُبَّتَ في موضع رُبَّ، ويا وَيْلَتنا ويا وَيْلَنا.
وذكر أَبو الهيثم عن نَصْرٍ الرازي أَنه قال في قولهم لاتَ هَنّا أي ليسَ حين ذلكَ، وإنما هُو لا هَنَّا، فأَنَّثَ لا فقيل لاةَ ثم أُضيفَ فتحوَّلت الهاء تاء، كما أَنَّثوا رُبَّ رُبَّةَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قال: وهذا قول الكسائي.
وقال الفراء: معنى ولاتَ حِينَ مَناصٍ أَي . . . أكمل المادة ليس بِحِينِ فِرارٍ، وتَنْصِبُ بها لأَنها في معنى ليس؛ وأَنشد: تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قال: ومن العرب من يَخْفِض بلاتَ؛ وأَنشد: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ قال شمر: أَجمع علماء النحويين من الكوفيين والبصريين أَن أَصل هذه التاء التي في لاتَ هاء، وُصِلَت بلا فقالوا لاةَ لغير معنى حادث، كما زادوا في ثُم وثُمةَ ،لَزِمت، فلما ،صَلُوها جعلوها تاء.

ربط (الصّحّاح في اللغة) [0]


رَبَطْتُ الشيءَ أَرْبِطُهُ، وأَرْبُطُهُ أيضاً عن الأخفش، أي شددته.
والموضع مَرْبَطٌ ومَرْبِطٌ. يقال: ليس له مَرْبِطُ عنزٍ.
وفلان يَرْتَبِطُ كذا رأساً من الدواب.
ويقال: نِعْمَ الرَبيطُ هذا، لما يُرْتَبطُ من الخيل.
والرَبيطُ: البسرُ المَوْدونُ.
والرِباطُ: ما تُشَدُّ به القربةُ والدابةُ وغيرهما والجمعُ رُبُطٌ. قال الأخطل:
كما تُقَلَّبُ في الرُبْطِ المَراويدُ      تموت طَوْراً وتحيا في أًسِرَّتِها

وقطَع الظبي رِباطَهُ، أي حِبالَتَه.
ويقال: جاء فلان وقد قرض رِباطَهُ، إذا انصرف مجهوداً.
والرِباطُ: المُرابَطَةُ، وهو ملازمة ثَغْرِ العدوِّ.
والرِباطُ: واحد الرِباطاتِ المبنية.
ورِباطُ الخيل: مُرابَطَتها.
ويقال: الرِباطُ من الخيل: الخَمْسُ فما فَوْقَها. قال الشاعر:
أَبَيْنَ فما يُفْلِحْـنَ يومَ رِهـانِ      وإنَّ الرِباطَ النُكْدَ من آلِ داحِسٍ

ويقال: لفلان رِباطٌ من الخيل، كما تقول: . . . أكمل المادة تِلادٌ، وهو أصلُ خيله.
وفلانٌ رابِطُ الجأشِ، ورَبيط الجأشِ، أي شديدُ القَلْب، كأنه يَرْبُطُ نفسَه عن الفِرار. خلَّف فلانٌ بالثغر جيشاً رابِطَةً.
وببلد كَذا رابِطَةٌ من الخيل.
وماءٌ مُترابِطٌ، أي دائمٌ لا يُنْزَحُ.

ر - ك - ك (جمهرة اللغة) [0]


ومن معكوسه: كّر يَكُّر كَرّاً، إذا رجع بعد فرار وبعد ذهاب، وهو معنى قول الشاعر - هو امرؤ القيس: مِكَر مِفَر مُقْبِل مدْبِرٍ معاً ... كجلمودِ صخر حطه السيْلُ من عَل أي يصلح للكرّ والفرّ، ولم يرِد أنه يَكُرّ ويَفِر في حالة واحدة. والكَرّ: حبل شديد الفتل. قال الراجز - هو العجّاج: لأياً يُثانِيها عن الجُؤور ... جذْبَ الصَّراريِّين بالكرورِ والصراريّون: ملّاحو البحر، واحدهم صراريّ. وربما سمّي الحبل الذي تُرتقى به النخلةُ كَراً. والكُرّ: غدير كثير الماء. ووادٍ ذو كِرارٍ، إذا كانت فيه مستنقعات ماء. والكُرة: البَعَر يُحَرَّق ويُنثر على المرع لكيلا تَصْدَأ. قال الشاعر - هو النابغة الذبياني: عُلِينَ بكِدْيوْنٍ وأشْعِرْنَ كرَّةً . . . أكمل المادة ... فهن إضاء صافياتُ الغلائل واختلفوا في قوله: صافيات الغلائل، فقال قوم: أراد غلائلها التي تُلبس تحتها لأن الدرع لا صدأ عليها. وقال آخرون: بل الغلائل: المسامير التي تغَلْغِل في الحلق. والكُرّ الذي يكال به: عربي صحيح. فأما الكُرَة التي يُلعب بها فليس هذا موضعها، وستراها في المنقوص إن شاء الله تعالى.

نوص (لسان العرب) [0]


ناصَ للحركة نَوْصاً ومَناصاً: تهَيّأَ.
وناصَ ينُوصُ نَوْصاً ومَناصاً ومَنِيصاً: تحرك وذهب.
وما يَنُوصُ فلان لحاجتي وما يقدر على أَن يَنُوص أَي يتحرك لشيء.
وناصَ يَنُوصُ نَوْصاً: عدل.
وما به نَوِيصٌ أَي قوة وحَراكٌ.
وناوَصَ الجَرّة ثم سالمها أَي جابَذَها ومارَسَها، وهو مثل قد ذكر عنه ذكر الجَرّة.
ويقال: نُصْت الشيء جَذَبْتُه؛ قال المّرار: وإِذا يُناصُ رأَيْته كالأَشْوَس وناصَ يَنُوصُ مَنِيصاً ومَناصاً: نَجا. أَبو سعيد: انْتاصَت الشمسُ انْتياصاً إِذا غابت.
وفي التنزيل: ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ أَي وقت مَطْلَبٍ ومَغاثٍ، وقيل: معناه أَي اسْتَغاثوا وليس ساعةَ ملْجإٍ ولا مَهْرب. الأَزهري في ترجمة حيص: ناصَ وناضَ بمعنى واحد. قال اللّه عزّ وجلّ: ولاتَ حينَ مناص؛ أَي لاتَ . . . أكمل المادة حينَ مَهْربٍ أَي ليس وقت تأَخّرٍ وفِرارٍ. الفِرارُ. المَهْربُ.
والمَناصُ: الملْجأُ والمَفَرُّ.
وناصَ عن قِرنه يَنُوص نَوْصاً ومَناصاً أَي فرَّ وراغَ. ابن بري: النُّوص، بضم النون، الهرب؛ قال عدي بن زيد: يا نَفْسُ أَبْقي واتّقي شَتْمَ ذَوي الـ ـأَعْراضِ في غير نُوص والنَّوْصُ في كلام العرب: التأَخر، والبَوْصُ: التقدم، يقال: نُصْته؛ وأَنشد قول امرئ القيس: أَمِن ذِكْرِ سَلْمى إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ فَتَقْصُر عنها خَطْوةً وتَبُوصُ؟ فمَناص مَفْعل: مثل مَقام.
وقال الأَزهري: قوله ولات حين مناص، لات في الأَصل لاه، وهاؤها هاء التأْنيث، تَصير تاءً عند المُرورِ عليها مثل ثُمَّ وثُمَّت، تقول: عمراً ثُمَّتَ خالداً. أَبو تراب: يقال لاصَ عن الأَمر وناصَ بمعنى حادَ.
وأَنَصْت أَن آخُذَ منه شيئاً أُنِيصُ إِناصةً أَي أَردت.
وناصَه ليُدْرِكه: حركه.
والنَّوْص والمَناصُ: السخاء؛ حكاه أَبو علي في التذكرة.
والنائِصُ: الرافعُ رأْسه نافراً، وناصَ الفرسُ عند الكَبْحِ والتحريك.
وقولهم: ما به نَويصٌ أَي قُوّةٌ وحَراكٌ.
واسْتناصَ: شَمَخَ برأْسه، والفرس يَنِيصُ ويَسْتَنِيصُ؛ وقال حارثة بن بدر: غَمْرُ الجِراء إِذا قَصَرْتُ عِنانَه بِيَدي، اسْتناص ورامَ جَرْيَ المِسْحَل واسْتناصَ أَي تأَخّر.
والنَّوْصُ: الحمارُ الوحشي لا يزال نائصاً رافعاً رأْسه يتردد كأَنه نافذ جامح.
والمُنَوَّصُ: المُلَطَّخُ؛ عن كراع.
وأَنَصْت الشيء: أَدَرْته، وزعم اللحياني أَن نونه بدل من لام أَلَصْته. ابن لأَعرابي: الصَّاني اللازِمُ للخِدْمة والناصي المُعَرْبِد. ابن الأَعرابي: النَّوْصة الغَسْلة بالماء أَو غيره، قال الأَزهري: الأَصل مَوْصة، فقبلت الميم نوناً.

الدَّرْبُ (القاموس المحيط) [0]


الدَّرْبُ: بابُ السِكَّةِ الواسِعُ، والبابُ الأَكْبَرُ،
ج: دِرابٌ، وكُلُّ مَدْخَلٍ إلى الرُّومِ، أو النافِذُ منه بالتَّحْرِيكِ، وغَيْرُهُ بالسُّكون، والمَوْضِعُ يُجْعَلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ،
و ة باليَمَنِ، و ع بِنَهَاوَنْدَ.
ودَرِبَ به، كَفَرحَ، دَرَباً ودُرْبَةً، بالضمِّ: ضَرِيَ،
كَتَدَرَّبَ ودَرْدَبَ.
ودَرَّبَهُ به، وعليه، وفيه تَدْرِيباً: ضَرَّاهُ.
والمُدَرَّبُ، كَمُعَظَّمٍ: المُنَجَّذُ المُجَرَّبُ، والمُصابُ بالبَلايَا، والأَسَدُ،
و~ مِنَ الإِبِلِ: المُخَرَّجُ المُؤَدَّبُ، قد ألِفَ الرُّكوبَ، وعُوِّدَ المَشْيَ في الدُّروبِ، وهي بِهاءٍ، وكُلُّ ما في معناهُ مما جاءَ على مُفَعَّلٍ فالفَتْحُ والكَسْرُ جائِزانِ في عَيْنِهِ، إلاَّ المُدَرَّبَ.
والدُّرْبَةُ، بالضمِّ: عادةٌ، وجُرأةٌ على الأمر والحربِ، كالدُّرابةِ بالضم، وسَنامُ الثَّوْرِ الهَجينِ، وعُقابٌ دارِبٌ على الصَّيْدِ ودَرِبَةٌ، كَفَرحَةٍ، . . . أكمل المادة وقد دَرَّبْتُه تَدْريباً.
وجَمَلٌ وناقَةٌ دَرُوبٌ ودَرَبُوتٌ، مُحَرَّكَةً: ذَلولٌ، أو هي التي إذا أخَذْتَ بِمِشْفَرِها، ونَهَزْتَ عَيْنَها تَبِعَتْكَ.
والدَّرْبانِيَّةُ: ضربٌ من البَقَرِ، تَرِقُّ أَظْلافُها وجلودُها، ولها أسْنِمَةٌ.
والدَّارِبَةُ: العاقِلَةُ، والحاذِقَةُ بِصِناعَتِها، والطَّبَّالَةُ.
ودَرْبى فُلاناً: ألقاهُ.
والدُّرُبُّ، كَعُتُلٍّ: سَمَكٌ أصْفَرُ.
ودَرْبى، كَسَكْرى: ع بالعراقِ.
والدَّرْدَبَةُ ستأتي.
وأحمدُ بنُ عبد اللَّهِ الدُّرَيْبِيُّ كزُبَيْرِيٍّ: مُحَدِّثٌ.
والتَّدْرِيبُ: الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقتَ الفِرارِ. والدَّرْبانُ، ويُكْسَرُ: البَوَّابُ، فارسِيَّةٌ.

مَرَنَ (القاموس المحيط) [0]


مَرَنَ مَرَانَةً ومُرُونَةً ومُرُوناً: لانَ في صَلابَةٍ.
ومَرَّنْتُهُ تَمْريناً: لَيَّنْتُهُ.
ورُمْحٌ مارِنُ: صُلْبٌ لَدْنٌ.
ومَرَنَ وجْهُهُ على الأمْرِ: صَلُبَ.
وإنَّهُ لَمُمَرَّنُ الوَجْهِ، كمُعَظَّمٍ: صُلْبُهُ.
ومَرَنَ على الشَّيْءِ مُرُوناً ومَرانَةً: تَعَوَّدَهُ،
و~ بَعيرَهُ مَرْناً: دَهَنَ أسْفَلَ قوائِمِهِ مِنْ حَفاً به،
و~ به الأَرْض: ضَرَبَها به،
كَمَرَّنَها.
وكزُنَّارٍ: الرِّماحُ الصُّلْبَةُ اللَّدْنَةُ، الواحِدَةُ: مُرَّانَةٌ، وشَجَرٌ.
وعُمَيْرُ بنُ ذي مُرَّانٍ: صَحابِيٌّ.
وذُهْلُ بنُ مُرَّانٍ: جُعْفِيٌّ.
والمَرْنُ: نباتٌ، والأديمُ المُلَيَّنُ، والفِراءُ، والجانِبُ، والكِسْوَةُ، والعَطاءُ، والفِرارُ من العَدُوِّ.
وككتِفٍ: العادَةُ، والصَّخَبُ، والقِتالُ، وبالتَّحْرِيكِ: خَشَبَتَانِ وَسَطَ الجِذْعِ يَنامُ عَلَيْهِمَا النَّاطُورُ.
وكسحابةٍ: ع، وناقَةٌ.
والتَّمَرُّنُ: التَّفَضُّلُ، والتَّظَرُّفُ.
والمارِنُ: الأنْفُ، أو طَرَفُهُ، أَو ما لانَ مِنْهُ، ومن الرُّمْحِ.
. . . أكمل المادة وأمْرانُ الذِّراعِ: عَصَبٌ فيها.
وأبُو مَرِينَا: سَمَكٌ.
وبَنُو مَرِينَا: قَوْمٌ من أهْلِ الحِيرَةِ.
ومَرَّنَهُ تَمْرِيناً فَتَمَرَّنَ: دَرَّبَهُ فَتَدَرَّبَ.
ومارَنَتِ النَّاقَةُ مُمَارَنَةً ومِراناً، وهي مُمارِنٌ: ظَهَرَ لَهُمْ أنها لاقِحٌ، ولم تَكُنْ، أو التي يَكْثُرُ ضِرابُها ثمَّ لا تَلْقَحُ، أو التي لا تَلْقَحُ حتى يَكُرَّ عليها الفَحْلُ.
ومَرَّانُ، كشَدَّادٍ: ة قُرْبَ مَكَّةَ.
ومُرِّينُ، بالضم: ة بِمِصْرَ.
وكزُبَيْرٍ: ة بِمَرْوَ.
والتَّمارُنُ: انْقِطاعُ لَبَنِ الناقَةِ.

بنس (لسان العرب) [0]


بَنَّسَ عنه تَبْنِيساً: تأَخر؛ قال ابن أَحمر: كأَنها من نَفا العَزَّافِ طاوِيَةٌ، لَمَّا انْطَوى بطنُها واخْرَوَّطَ السَفَرُ ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ، اَوَّدَها طَلٌّ، وبَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ قال ابن سيده: قال ابن جني قوله بَنَّسَ عنها إِنما هو من النوم غير أَنه إنما يقال للبقرة، قال: ولا أَعلم هذا القول عن غير ابن جني، قال: وقال الأَصمعي هي أَحد الأَلفاظ التي انفرد بها بن أَحمر، قال: ولم يسند أَبو زيد هذين البيتين إِلى ابن أَحمر ولا هما أَيضاً في ديوانه ولا أَنشدهما الأَصمعي فيما أَنشده له من الأَبيات التي أَورد فيها كلماته، قال: وينبغي أَن يكون ذلك شيء جاء . . . أكمل المادة به غير ابن أَحمر تابعاً له فيه ومُتَقَبِّلاً أَثره، هذا أَوفق من قول الأَصمعي إِنه لم يأْتِ به غيره.
وقال شمر: ولم أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لابن أَحمر.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: بَنِّسوا عن البيوت لا تَطُمُّ امرأَة ولا صبي يسمع كلامكم؛ أَي تأَخروا لئلا يسمعوا ما يَسْتَضِرُّون به من الرَّفَثِ الجاري بينكم.
وبَنِّسْ: اقْعُدْ؛ عن كراع كذلك حكاها بالأَمر، والشين لغة، وسيأْتي ذكرها. اللحياني: بَنَّسَ وبَنَّشَ إِذا قعد؛ وأَنشد: إِن كنتَ غيرَ صائدٍ فَبَنِّسِ ابن الأَعرابي: أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان، قال: والبَنَسُ الفرار من الشر.

البَزُّ (القاموس المحيط) [0]


البَزُّ: الثيابُ، أو مَتاعُ البيتِ من الثيابِ ونحوِها،
وبائعُهُ: البَزَّازُ،
وحِرْفَتُهُ: البِزازَةُ، والسِّلاحُ،
كالبِزَّةِ، بالكسر،
والبَزَزِ، بالتحريك، والغَلَبَةُ،
كالبِزِّيزَى، كخِلِّيفَى، والنَّزْعُ، وأخْذُ الشيءِ بجَفاءٍ وقَهْرٍ،
كالابْتِزازِ، وة بالعِراقِ.
وبَزُّ النَّهْرِ: آخِرُهُ.
والبَزَّازُ في المُحَدِّثِينَ: جَماعةٌ، منهم: أبو طالبِ بنُ غَيْلانَ.
وعيسى بنُ أبي عيسى بنِ بَزَّازٍ القابِسِيُّ: رَوَى.
و"آخِرُ البَزِّ على القَلُوصِ" في خ ت ع.
والبَزْبازُ: الغُلامُ الخفيفُ في السَّفَرِ، أو الكثيرُ الحركةِ،
كالبُزْبُزِ والبُزابِزِ، بضمهما، وقَصَبَةٌ من حَديدٍ على فَمِ الكِيرِ، والفَرْجُ،
ودَواءٌ م.
والبَزْبَزَةُ: شِدَّةُ السَّوْقِ، وسُرْعَةُ السَّيْرِ، والفِرَارُ، وكَثْرَةُ الحركةِ، وسُرْعَتُها، ومُعالَجَةُ الشيءِ وإصْلاحُهُ.
والبُزابِزُ والبُزْبُزُ: القويُّ الشديدُ، إذا لم يكن شُجاعاً.
وبَزْبَزَ الرجُلَ: تَعْتَعَهُ،
. . . أكمل المادة و~ الشيءَ: سَلَبَه،
كابْتَزَّهُ، ورَمَى به، ولم يُرِدْهُ.
وبُزٌّ، بالضم: لَقَبُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ النَّيْسابورِيِّ المحدِّثِ، مُعَرَّبُ: بُزْ للماعِزِ.
والبَزَّازُ: د بينَ المَدارِ والبَصْرَةِ.
والقاسمُ بنُ نافِعِ بنِ أبي بَزَّةَ المَخْزُومِي: مُحَدِّثٌ، وأولاده القُرَّاءُ، منهم أحمدُ بنُ مُحمدٍ البَزِّيُّ راوي ابنِ كثيرٍ.
والبِزَّةُ، بالكسر: الهَيْئَةُ، وبالضم: محمدُ بن أحمدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عليّ بنِ بُزَّةَ المحدِّثُ.
وابنُ بَزِيزَةَ، كسَفينَةٍ: مالِكِيٌّ مَغْرِبِيٌّ له تَصانيفُ.

علهز (لسان العرب) [0]


العِلْهِزُ: وَبَرٌ يخلط بدماءِ الحَلَمِ كانت العرب في الجاهلية تأْكله في الجَدْب، وفي حديث عِكْرِمَة: كان طعام أَهل الجاهلية العِلْهِزَ. الأَزهري: العِلْهِزُ الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ، وإِنما كان ذلك في الجاهلية يعالج بها الوَبَرُ مع دماء الحَلَم يأْكلونه؛ وأَنشد ابن شميل: وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ، فأَقْبِحْ بهذا وَيْحَ نفسِكَ من فِعْلِ وقال أَبو الهيثم: العِلْهِزُ دم يابسٌ يُدَقُّ به أَوْبار الإِبل في المجاعات ويؤْكل؛ وأَنشد: عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ وفي الحديث في دعائه، عليه السلام، على مُضَرَ: اللهم اجعلها عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بالجوع حتى أَكلوا العِلْهِزَ؛ قال ابن الأَثير: هو شيءٌ يتخذونه في سني . . . أكمل المادة المجاعة يخلطون الدم بأَوبار الإِبل ثم يَشْوُونه بالنار ويأْكلونه، قال: وقيل كانوا يخلطون فيه القِرْدانَ.
ويقال للقُراد الضخم: عِلْهِزٌ، وقيل: العِلْهِزُ شيءٌ ينبت ببلاد بني سُلَيم له أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ ومنه حديث الاستسقاء: ولا شيءَ مما يأْكلُ الناسُ عندنا، سِوَى الحَنْظَلِ العاميّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ وليسَ لنا إِلاَّ إِليكَ فِرارُنا، وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل؟ ابن الأَعرابي: العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل، قال: ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ، قال ابن شميل: هي التي فيها بقيةٌ وقد أَسَنَّتْ. قال ابن سيده: المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل. الجوهري: لحم مُعَلْهَزٌ إِذا لم يَنْضَجْ.

علهز (لسان العرب) [0]


العِلْهِزُ: وَبَرٌ يخلط بدماءِ الحَلَمِ كانت العرب في الجاهلية تأْكله في الجَدْب، وفي حديث عِكْرِمَة: كان طعام أَهل الجاهلية العِلْهِزَ. الأَزهري: العِلْهِزُ الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ، وإِنما كان ذلك في الجاهلية يعالج بها الوَبَرُ مع دماء الحَلَم يأْكلونه؛ وأَنشد ابن شميل: وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ، فأَقْبِحْ بهذا وَيْحَ نفسِكَ من فِعْلِ وقال أَبو الهيثم: العِلْهِزُ دم يابسٌ يُدَقُّ به أَوْبار الإِبل في المجاعات ويؤْكل؛ وأَنشد: عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ وفي الحديث في دعائه، عليه السلام، على مُضَرَ: اللهم اجعلها عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بالجوع حتى أَكلوا العِلْهِزَ؛ قال ابن الأَثير: هو شيءٌ يتخذونه في سني . . . أكمل المادة المجاعة يخلطون الدم بأَوبار الإِبل ثم يَشْوُونه بالنار ويأْكلونه، قال: وقيل كانوا يخلطون فيه القِرْدانَ.
ويقال للقُراد الضخم: عِلْهِزٌ، وقيل: العِلْهِزُ شيءٌ ينبت ببلاد بني سُلَيم له أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ ومنه حديث الاستسقاء: ولا شيءَ مما يأْكلُ الناسُ عندنا، سِوَى الحَنْظَلِ العاميّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ وليسَ لنا إِلاَّ إِليكَ فِرارُنا، وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل؟ ابن الأَعرابي: العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل، قال: ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ، قال ابن شميل: هي التي فيها بقيةٌ وقد أَسَنَّتْ. قال ابن سيده: المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل. الجوهري: لحم مُعَلْهَزٌ إِذا لم يَنْضَجْ.

ديص (لسان العرب) [0]


داصَتِ الغُدّةُ بين الجلد واللحم تَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصاناً: تزلَّقَتْ، وكذلك كلُّ شيء تحرّك تحت يدك. الصحاح: داصَتِ السِّلْعَةُ وهي الغُدّةُ إِذا حركتها بيدك فجاءت وذهبت.
وانْداصَ علينا فلانٌ بالشَّرِّ: انْهَجَمَ.
وإِنه لَمُنْداصٌ بالشرِّ أَي مُفاجِئٌ به وقّاع فيه.
وانْداصَ الشيءُ من يَدِي: انْسَلَّ.
والانْدياص: الشيءُ يَنْسَلّ من يَدِك، وفي الصحاح: انسلالُ الشيء من اليد.
وداصَ يَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصاناً: زاغَ وحادَ؛ قال الراجز: إنّ الجَوادَ قد رَأَى وَبِيصَها، فأَيْنما داصَتْ يَدِصْ مَدِيصَها وداصَ عن الطريق يَدِيصُ: عدَلَ.
وداصَ الرجلُ يَدِيصُ دَيْصاً: فرَّ.
والدَّاصَةُ: حركة الفِرارِ، والداصةُ منه: الذين يَفِرّون عن الحرب وغيره.
والدَّيْصُ: نَشاطُ السائِس.
وداصَ الرجلُ إِذا خسّ بعد رِفْعة.
والدّاصةُ: السَّفِلةُ لكثرة حركتهم، واحدُهم دائصٌ؛ عن . . . أكمل المادة كراع.
ويقال للذي يَتَّبِع الوُلاةَ: دائِصٌ، معناه الذي يدور حول الشيء ويَتَّبِعُه؛ وأَنشد لسعيد بن عبد الرحمن: أَرَى الدُّنْيا مَعِيشَتَها عَناءً فتُخْطِئُنا، وإِيّاها نَلِيصُ فإِن بَعُدَت بَعُدْنا في بُغَاها، وإِن قَرُبَتْ فنحن لها نَدِيصُ والدائِصُ: اللِّصُّ، والجمع الداصَةُ مثل قائدٍ وقادَةٍ وذائدٍ وذادةٍ؛ قال ابن بري: والداصّةُ أَيضاً جمع دائصٍ للذي يجيء ويذهب.
والدَّيّاص: الشديدُ العَضَلِ. الأَصمعي: رجل دَيّاصٌ إِذا كنت لا تقدر أَن تقبِضَ عليه من شدة عَضَلَهِ. الجوهري: رجل دَيّاصٌ إِذا كان لا يُقْدَرُ عليه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي النجم: ولا بِذاك العَضِلِ الدَّيّاصِ

برك (الصّحّاح في اللغة) [0]


بَرَكَ البعيرُ يَبْرُكُ بُروكاً، أي اسْتَناخَ.
وأَبْرَكْتُهُ أنا فَبَرَكَ، وهو قليلٌ، والأكثر أَنَخْتُهُ فاستناخ.
ويقال: فلان ليس له مَبْرَكُ جملٍ.
وكلُّ شيء ثبتَ وأقامَ فقد بَرَكَ.
والبَرْكُ: الإبلُ الكثيرةُ؛ والجمعُ البُروكُ.
والبَرْكُ أيضاً: الصدر، فإذا أدخلت عليه الهاء كسَرت وقلت بِرْكَةٌ.
وقولهم: ما أحسن بِرْكَةَ هذه الناقة، وهو اسمٌ للبُروكِ، مثل الرِكْبَةِ والجِلْسَةِ.
وابْتَرَكَ الرجل، أي ألقى بَرْكَهُ.
وابْتَرَكْتُهُ، إذا صرعتَه وجعلته تحت بِرْكِكَ.
وابْتَرَكَ، أي أسرعَ في العَدْوِ وجَدَّ. والبَراكاءُ: الثباتُ في الحرب والجِدُّ، وأصله من البُروكِ. قال بشر:
بَراكاءُ القتالِ أو الفِـرارُ      ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ

ويقال في الحرب: بَراكِ بَراكِ! أي ابْرُكوا.
والبَرَكَةُ: النماءُ والزيادةُ.
والتَبْريكُ: الدعاءُ بالبَرَكَةِ.
وطعامٌ بَريكٌ، كأنه مبارَكٌ.
ويقال: بارَكَ الله لك وفيك وعليك، وبارَككَ.
وقال . . . أكمل المادة تعالى: "أن بورِكَ مَنْ في النارِ".
وتَبارَكَ الله، أي بارَكَ، مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إلاَّ أن فاعَلَ يتعدّى وتفاعل لا يتعدّى.
وتَبَرَّكْتُ به، أي تَيَمَّنْتُ به.
والبُرْكَةُ بالضم: طائرٌ من طير الماء أبيضُ، والجمع بُرَكٌ. قال زهير يصف قضاةً فرّتْ من صقرٍ إلى ماءٍ ظاهرٍ على وجه الأرض:
من الأَباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ      حتَّى استغاثتْ بماءٍِ لا رِشاءَ له

والبُراكِيَّةُ: ضربٌ من السفن.
والبَرْنَكانُ: ضربٌ من الأكسية.
والبَروكُ من النساء: التي تتزوَّج ولها ابنٌ بالِغٌ كبيرٌ.

درب (لسان العرب) [0]


الدَّرْبُ: مَعروف. قالوا: الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ؛ وفي التهذيب: الواسِعة، وهو أَيضاً البابُ الأَكبَر، والمعنى واحدٌ، والجمع دِرابٌ. أَنشد سيبويه: مِثْل الكِلابِ، تَهِرُّ عند دِرابِها، * ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ وكلُّ مَدْخلٍ إِلى الرُّومِ: دَرْبٌ من دُرُوبِها.
وقيل: هو بفتح الراءِ، للنافِذِ منه، وبالسكون لغيرِ النَّافِذِ.
وأَصل الدَّرْبِ: المضِيقُ في الجِبالِ؛ ومنه قَولُهُم: أَدْرَب القومُ إِذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم.
وفي حديث جَعْفرِ بنِ عمرو: وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ.
والدَّرْبُ: الـمَوْضِعُ الذي يُجْعلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ.
ودَرِبَ بالأَمـْرِ دَرَباً ودُرْبَةً، وتَدَرَّبَ: ضَرِيَ؛ ودَرَّبَه به وعليه وفيه: ضَرَّاهُ.
والـمُدَرَّبُ من الرِّجالِ: الـمُنَجَّذُ.
والـمُدَرَّبُ: الـمُجَرَّبُ.
وكلُّ ما في معناه مـما جاءَ على بِناءِ مُفَعَّلٍ، فالكسر . . . أكمل المادة والفتح فيه جائزٌ في عَيْنِه، كالـمُجَرَّبِ والـمُجَرَّسِ ونحوه، إِلاَّ الـمُدَرَّبَ.
وشيخٌ مُدَرَّبٌ أَي مُجَرَّبٌ.
والـمُدَرَّب أَيضاً: الذي قد أَصابَتْه البَلايا، ودَرَّبَتْه الشَّدائِد، حتى قَوِيَ ومَرِنَ عليها؛ عن اللحياني، وهو من ذلك.
والدُّرَّابَة: الدُّرْبَة والعادة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: والحِلْمُ دُرَّابةٌ، أَو قُلْتَ مَكْرُمةٌ، * ما لم يُواجِهْكَ يوماً فيه تَشْمِيرُ والتَّدْريبُ: الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ، ويقال: دَرِبَ.
وفي الحديث عن أَبي بكر، رضي اللّه عنه: لا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ، فإِذا صاروا إِلى التَّدْريبِ، وقَفَتِ الحَرْبُ؛ أَراد الصَّبْر في الحربِ وقتَ الفِرارِ؛ قال: وأَصلُه من الدُّرْبة: التَّجْرِبةِ، ويجوز أَن يكون من الدُّروبِ، وهي الطُّرُقُ، كالتَّبْويبِ من الأَبْوابِ؛ يعني أَن المسالِكَ تَضِيقُ، فَتَقِفُ الحَرْبُ.
وفي حديث عمران بن حصين: وكانتْ ناقة مُدَرَّبةً أَي مُخَرَّجةً مُؤَدَّبةً، قد أَلِفَتِ الرُّكُوبَ والسَّيرَ أَي عُوِّدَتِ الـمَشْيَ في الدُّروبِ، فصارَتْ تَأْلَفُها وتَعْرِفُها ولا تَنْفِرُ.
والدُّرْبةُ: الضَّراوة.
والدُّرْبةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكلِّ أَمرٍ.
وقد دَرِبَ بالشيءِ يَدْرَبُ، ودَرْدَبَ به إِذا اعتادَه وضَرِيَ به. تقول: ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ، حتى اتَّخذَها دُرْبةً؛ قال كعب بن زهير: وفي الحِلْمِ إِدْهانٌ، وفي العَفْوٍ دُرْبةٌ، * وفي الصِّدقِ منْجاةٌ من الشَّرِّ، فاصْدُقِ قال أَبو زيد: دَرِبَ دَرَباً، ولَهِجَ لَهجاً، وضَرِيَ ضَرًى إِذا اعْتادَ الشيءَ وأُولِعَ به.
والدَّارِبُ: الحاذِقُ بصناعتِه.
والدَّارِبةُ: العاقِلة.
والدَّارِبةُ أَيضاً: الطَّبَّالة.
وأَدْرَب إِذا صَوّت بالطَّبْل.
ومن أَجناسِ البَقَر: الدِّرابُ، مـما رَقَّتْ أَظْلافُه، وكانت له أَسْنِمَةٌ، ورَقَّتْ جُلُودُه، واحدُها دَرْبانِيٌّ؛ وأَما العِرابُ: فما سَكَنَتْ سَرَواتُه، وغَلُظَت أَظلافُه وجُلودُه، واحدُها عَرَبِيٌّ؛ وأَما الفِراشُ: فما جاءَ بين العِرابِ والدِّرَابِ، وتكون لها أَسْنِمَةٌ صغارٌ، وتَسْتَرْخي أَعيابُها، الواحِدُ فَريشٌ.
ودَرَّبْتُ البازِيَّ على الصيد أَي ضَرَّيْته.
ودَرَّبَ الجارحة: ضَرَّاها على الصيد.
وعُقابٌ دارِبٌ ودَرِبة: كذلك.
وجَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ: وهو من الدُّرْبة. قال اللحياني: بَكْرٌ دَرَبوتٌ وتَرَبُوت أَي مُذَلَّلٌ؛ وكذلك ناقةٌ دَرَبُوتٌ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بِمشْفَرِها، ونَهَزْتَ عينها، تَبِعَتْكَ.
وقال سيبويه: ناقةٌ تَرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهةٌ، تاؤُه بَدَلٌ من دال دَرَبُوتٍ.
وقال الأَصمعيّ: كل ذَلُول تَرَبُوتٌ من الأَرض وغيرها، التاءُ في كلّ ذلك بدلٌ من الدَّالِ، ومن أَخَذَه من التُّرْبِ أَي إِنه في الذِّلَّة كالتُّرْب، فتاؤُه وضع غير مُبدلة.
وتَدَرَّبَ الرجلُ: تَهَدّأَ.
ودَرَابْ جِردَ: بَلَدٌ من بلادِ فارِسَ، النَّسَبُ إِليه دَرَاوَرْدِيٌّ، وهو من شاذّ النَّسَب. ابن الأَعرابي: دَرْبَى فلانٌ فلاناً يُدَرْبِيه إِذا أَلقاه؛ وأَنشد: اعْلَوَّطَا عَمْراً، ليُشْبِياهُ * في كلِّ سوءٍ، ويُدَرْبِياهُ يُشْبِياهُ ويُدَرْبياه أَي يُلْقِيانه. ذكرها الأَزهري في الثلاثي هنا، وفي الرُّباعي في دَرْبى. الأَزهري في كتاب الليث: الدَّرَبُ داءٌ في الـمَعِدة. قال: وهذا عندي غلط، وصوابه الذَّرَبُ، داءٌ في الـمَعِدة، وسيأْتي ذكره في كتاب الذال المعجمة.

تلن (لسان العرب) [0]


التَّلُونةُ (* قوله «التلونة» هي والتلون مضبوطان في التكملة والتهذيب بفتح التاء في جميع المعاني الآتية وضبطا في القاموس بضمها).
والتُّلُنَّةُ: الحاجةُ.
وما فيه تُلُنَّةٌ وتَلونةٌ أَي حَبْسٌ ولا تَرْدادٌ؛ عن ابن الأَعرابي.
ويقال: لنا قِبَلك تَلُنَّةٌ وتُلُنَّةٌ أَيضاً، بفتح التاء وضمها.
وقال أَبو عبيد: لنا فيه تَلونةٌ أَي حاجةٌ. أَبو حبان: التُّلانةُ الحاجةُ، وهي التَّلونةُ والتَّلُونُ؛ وأَنشد: فقلتُ لها: لا تَجْزَعي أَنَّ حاجَتي، بِجزْعِ الغَضَا، قد كاد يُقْضى تَلونُها. قال: وقال أَبو رُغَيْبة هي التُّلُنَّةُ.
ويقال: لنا تُلُنَّاتٌ نَقْضِيها أَي حاجاتٌ.
ويقال: متى لم نَقْضِ التُّلُنَّة أَخَذَتْنا اللُّثُنَّة؛ واللُّثُنَّة، بتقديم اللام: القُنْفُذُ.
والتَّلُونةُ: الإقامةُ؛ وأَنشد: فإِنَّكم لسْتمْ بِدارِ تَلُونةٍ، ولكنَّما أَنْتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ.
وشَرْحُ . . . أكمل المادة هند الأَحامس مذكورٌ في موضعه؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري عن ابن الأَعرابي: فإِنكم لَسْتُم بدارِ تُلونةٍ، ولكِنَّكم أَنتم بدارِ الأَحامِسِ. يقال: لَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ إذا مات. الفراء: لي فيهم تُلُنَّةٌ وتَلُنَّةٌ وتَلُونَةٌ، على فَعولةٍ، أَي مُكْثٌ ولُبْثٌ.
ويقال: ما هذه الدارُ بدارِ تُلُنَّةٍ وتَلُنَّةٍ أَي إقامةٍ ولُبْثٍ. الأَحمر: تَلانَ في معنى الآنَ؛ وأَنشد لِجَميل بن معمر فقال: نَوِّلي قبْلَ نأْيِ داري، جُمانا، وصِلِينا، كما زَعَمْتِ، تَلانا إنَّ خَيْرَ المُواصِلينَ، صَفَاءً، مَنْ يُوافي خليلَه حَيْثُ كانا.
وقد ذكره في فصل الهمزة.
وفي حديث ابن عمر وسؤالِه عن عثمان وفِرارِه يوم أُحُدٍ وغَيْبَتِه عن بَدْرٍ وبَيْعةِ الرضوان وذكْرِ عُذْرِه وقوله: اذْهَبْ بهذا تَلانَ معَك؛ يُريد الآن، وقد تقدم ذكره.

هرب (لسان العرب) [0]


الـهَرَبُ: الفِرارُ. هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، يَكونُ ذلك للإِنسان، وغيره من أَنواع الحيوان.
وأَهْرَبَ: جَدَّ في الذَّهابِ مَذْعُوراً؛ وقيل: هو إِذا جَدَّ في الذهاب مَذْعُوراً، أَو غيرَ مَذْعور؛ وقال اللحياني: يكون ذلك للفَرَس وغيره مما يَعْدُو؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً.
وقال مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَي جادّاً في الأَمْرِ؛ وقيل: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِباً فَزِعاً؛ وفلانٌ لنا مَهْرَبٌ.
وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ في الأَرض؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَرَّه إِلى الـهَرَبِ.
ويقال: هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه في الأَرض أَي غابَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ: ومُجْنَـأً كإِزاءِ الـحَوْضِ مُنْثَلِماً، * ورُمَّةً نَشِـبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ(2) (2 قوله «ومجنأ» أي نؤياً اهـ. تكملة.) وساحَ . . . أكمل المادة فلان في الأَرضِ وهَرَبَ فيها. قال: وقال بعضهم: أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْر. الأَصمعي، في نفي المال: ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي صادرٌ عن الماءِ ولا وارِد؛ وقال اللحياني: معناه ما له شيءٌ، وما له قَوْمٌ؛ قال: ومثله ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنَةٌ.
وقال ابن الأَعرابي: الهارِبُ الذي صَدَر عن الماءِ؛ قال: والقارِبُ الذي يَطْلُبُ الماءَ.
وقال الأَصمعي في قولهم ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ: معناه ليس له أَحَدٌ يَهْرُبُ منه، ولا أَحدٌ يَقْرُبُ منه أَي فليس هو بشيءٍ؛ وقيل: معناه ما لَه بَعِـيرٌ يَصْدُرُ عن الماءِ، ولا بَعِـيرٌ يَقْرُبُ الماءَ.
وفي الحديث: قال له رجل: ما لي ولعيالي هارِبٌ ولا قارِبٌ غيرَها أَي ما لي بعيرٌ صادرٌ عن الماء، ولا واردٌ سواها، يعني ناقتَه. ابن الأَعرابي: هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ ما على وجهِ الأَرض من التُّراب والقَمِـيم وغيره إِذا سَفَتْ به.
والـهُرْبُ: الثَّرْبُ، يمانية.
وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ: اسمان.
وهارِبةُ البَقْعاءِ: بَطْنٌ.

جب (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والباء في المضاعف أصلان: أحدهما القَطْع، والثّاني تجمُّع الشيء.فأمّا الأول فالجَبُّ القطع، يقال جَبَبْتُه أَجُبُّه جَبّاً.
وخَصِيٌّ مجبوبٌ بيِّن الجِبَاب.
ويقال جَبَّه إذا غَلَبَه بحُسْنِه أو غيرِه، كأنه قطَعَه عن مُساماتِه ومفاخَرَتِهِ. قال:
جَبَّتْ نساءَ العالمينَ بالسَّبَبْ      فهُنّ بَعْدُ كلهُنَّ كالمحبّ

وكانت قدَّرَتْ عجِيزَتَها بحبلٍ وبعثَتْ إليهن: هل فيكنّ مثلُها؟ فلم يكُنْ، فغلبَتْهُنَّ.
وهذا مثلُ قول الاخر:
لقد أهدَتْ حَبابةُ بِنْتُ جَزْءٍ      لأهل جُلاجِلٍ حَبْلاً طويلا

والجَبَبُ أن يُقطَع سَنام البعير؛ وهو أجبُّ وناقةٌ جَبَّاءُ.الأصل الثاني الجُبَّة معروفة، لأنها تشمل الجِسم وتجمعه فيها.
والجُبَّة ما دَخَل فيه ثَعْلب الرُّمح من السِّنان.
والجُبْجُبَة: زَبيلٌ من جُلود يُجمَع فيه التُّرابُ إذا نُقِل.
والجُبْجُبَة: الكَرِش يُجعَلُ فيه اللَّحم . . . أكمل المادة وهو الخَلْعُ.
وجَبَّ الناسُ النخل إذا* ألقَحُوه، وذا زمن الجِباب.
والجَبُوب: الأرض الغَليظة، سمِّيت بذلك لتجمّعها. قال أبو خراش يصف عقاباً رفَعَتْ صيداً ثم أرسلَتْه فصادَمَ الأرض:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَرَاحٍ      فَصادَمَ بين عينيْهِ الجَبُوبا

المَجَبَّةُ: جادَّة الطَّرِيق ومُجْتَمعُهُ.
والجُبّ: البئر.
ويقال جَبَّبَ تجبيباً إذا فرَّ وذلك أنه يجمع نفسَه للفِرار ويتشمَّر.ومن الباب الجُبَاب: شيءٌ يجتمع من ألبان الإبل كالزُّبد.
وليس للإبل زُبْد. قال الراجز:
يَعْصِب فَاهُ الرِّيقُ أيَّ عَصْبِ      عَصْبَ الجُبَابِ بِشفَاهِ الوَطبِ

قال ابن دُريدٍ: الجبجاب الماءُ الكثير، وكذلك الجُباجِبُ.

الجَعْرُ (القاموس المحيط) [0]


الجَعْرُ: ما يَبِسَ من العَذِرَةِ
المَجْعَرِ، أي: الدُّبُرِ، أو نَجْوُ كُلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباعِ،
ج: جُعورٌ،
كالجاعِرَةِ.
ورجُلٌ مِجْعارٌ: كَثُرَ يُبْسُ طَبيعَتِهِ.
وجَعَرَ، كمَنَعَ: خَرِئَ،
كانْجَعَرَ.
والجَعْراءُ: الاسْتُ،
كالجِعِرَّى، ولَقَبُ بَلْعَنْبَرِ، لأِنَّ دُغَةَ بِنْتَ مِنْعَجٍ منهم، ضَرَبَها المَخاضُ، فَظَنَّتْ أنها تُريدُ الخَلاءَ، فَبَرَزَتْ في بعضِ الغِيطانِ، فَوَلَدَتْ، وانْصَرَفَتْ تُقَدِّرُ أنها تَغَوَّطَتْ، فقالتْ لضَرَّتِها: يا هَنْتاهْ! هل يَفْغَرُ الجَعْرُ فاهْ؟ فقالت: نعم، ويَدْعو أباهْ، فَمَضَتْ ضَرَّتُها، وأَخَذَتِ الوَلَدَ.
والجاعِرَةُ: الاسْتُ، أو حَلْقَةُ الدُّبُرِ.
والجاعِرتانِ: مَوْضِعُ الرَّقْمَتَيْنِ من اسْتِ الحمارِ، ومَضْرَبُ الفَرَسِ بِذَنَبِهِ على فَخِذَيْهِ، أو حَرْفا الوَرِكَيْنِ المُشْرِفَيْنِ على الفَخِذَيْنِ.
وككتابٍ: سِمَةٌ فيهما، وحَبْلٌ يَشُدُّ به المُسْتَقِي وسَطَه لِئَلاَّ . . . أكمل المادة يَقَعَ في البِئْرِ، وقد تَجَعَّرَ،
والجُعْرَةُ، بالضم: أثَرٌ يَبْقَى منه، وشعيرٌ عظيمُ الحَبِّ أبيضُ.
وجَيْعَرُ وجَعارِ، كقَطامِ،
وأُمُّ جَعارِ وأُمُّ جَعْوَرٍ: الضَّبُعُ.
و"تِيسِي جَعارِ"،
أو عِيثي جَعارِ: مَثَلٌ يُضْرَبُ في إبطالِ الشيءِ والتَّكذيبِ بِهِ
روغي جَعارِ: يُضْرَبُ في فِرارِ الجَبانِ وخُضوعِهِ.
والجَعورُ، كصَبورٍ: خَبْراءُ لِبَنِي نَهْشَلٍ، وأُخْرَى لِبَنِي عبدِ اللّهِ بنِ دارِمٍ يَمْلَؤُهُما الغَيْثُ، فإذا امْتَلأَتَا وثِقوا بكَرْعِ شِتائِهم.
والجُعْرورُ: دُوَيْبَّةٌ، وتَمْرٌ رَديءٌ.
وأبو جِعْرانَ، بالكسر: الجُعَلُ.
وأُمُّ جِعْرانَ: الرَّخَمَةُ.
والجِعْرانَةُ، وقد تكسرُ العينُ، وتُشَدَّدُ الراءُ، وقال الشافعِيُّ: التشديدُ خَطَأٌ: ع بين مكَّةَ والطَّائِفِ، سُمِّيَ برَيْطَةَ بنتِ سعدٍ، وكانتْ تُلَقَّبُ بالجِعْرانَةِ، وهي المُرادَةُ في قوله تعالى: {كالتي نَقَضَتْ غَزْلَها}،
وع في أوَّلِ أرضِ العِراقِ من ناحِيَةِ البادِيَةِ.
وذو جُعْرانَ، بالضم: قَيْلٌ.
والجِعِرَّى: سَبٌّ يُسَبُّ به مَنْ نُسِبَ إلى لُؤْمٍ، ولُعْبَةٌ للصِّبْيانِ، وهو أن يُحْمَلَ الصَّبِيّ بين اثْنَيْنِ على أيديهما.

أ - د - د (جمهرة اللغة) [0]


أدّ، هو اسم رجل: أدّ بن طابِخة بن الياس بن مُضَر. وأحسب أن الهمزة في أدّ واو لأنه من الودّ أي الحبّ، فقلبوا الواوَ همزةً لانضمامها، نحو: " أقَتتْ " وأرخ الكتابُ، الأصل وُرِّخ ووُقتت. قال الشاعر: أدً بن طابخة أبونا فآنسبوا ... يومَ الفَخار أباً كأدٍّ تنْفَروا والفِخار المصدر، والفَخار الاسم. يقال: نَسَبَ يَنْسبُ في الشعر إذا شبب به، ونَسَبَ ينْسُبُ من النسَب. وتنفروا من قولهم: نافَرَ فلان فلاناً فنُفر فلان عليه، إذا حكم له بالغَلَبَة. والإدُّ: الأمر العظيم الفظيع. وفي التنزيل العزيز: " لَقَدْ جِئْتُم شيئاً إداً " ، والله أعلم بكتابه. قالت جارية من العرب: يا أمّتا ركبتُ شيئاً إدّا . . . أكمل المادة ... رأيتُ مشبوح اليدين نَهْدا أبْيضَ وضاحَ الجَبِينِ جعْدا ... فَنِلْت منه رَشفَاً وبَرْدا مشبوح: عريض الساعدين والذراعين، ومنه قيل: شَبَحَه، إذا مدَ يده فضربه، ومنه انشبح الحِرباء، إذا امتدّ. وأنشد: لمّا رأيت الأمرَ أمراً إدا ... ولم أجِدْ من الفِرار بدا ملأتً لحمي وعظامي شَدّا والأد والأيدُ والآدً: القوة. يقال: رجل ذو آدٍ وذو أد وذو أيدٍ. قال الراجز: أبْرَح آدُ الصلَتانِ آدا ... إذ رَكِبَتْ أعوادهم أعوادا وفي التنزيل: " والسماء بَنَيْناها بأيدٍ " ، أي بقوة، واللّه أعلم. وقال الراجز في الأدّ، وهي القوة: نضوْنَ عنّي شِرَّةً وأدّا ... من بعدما كنتُ صُمُلاً نَهْدا ويقال: أبْرَحَ الرجلُ، إذا جاء بالداهية. والبُرَحاء: الأمر العظيم. قال الشاعر - الأعشى: أقولُ لها حينَ جَد الرحي ... ل أبرَحْتِ رَبُّاً وأبرَحْتِ جارا أعوادهم: أي وقع السهم على القوس فهي الأعواد على الأعواد. وأدت الإبلُ تَئد أداً، إذا حنت إلى أوطانها فرخعت الحنينَ في أجوافها. وأدَت الإبلُ تَئد أداً، إذا ندّت.

جهل (لسان العرب) [0]


الجَهْل: نقيض العِلْم، وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة، وجهِلَ عليه.
وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، واسْتَجْهَله: عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً.
والتجهيل: أَن تنسبه إِلى الجَهْل، وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر.
والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم. ابن شميل: إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَي جاهِلٌ به.
ورجل جاهِلٌ والجمع جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء؛ عن سيبويه، قال: شَبَّهوه بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول؛ قال ابن جني: قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء، حَمْلاً له على ضدّه.
ورجل جَهُول: كجاهِل، والجمع جُهُل وجُهْل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: جُهْل العَشِيِّ رُجَّحاً لقَسْرِه قوله جُهْل . . . أكمل المادة العَشِيِّ يقول: في أَول النهار تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ يدعوها لينضمَّ إِليه ما كان منها شاذّاً فيأْمن عليها السِّباع والليل فيَحُوطها، فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِليه مخافة قَسْرِه لهيبتها إِياه.
والمَجْهَلة: ما يحملك على الجَهْل؛ ومنه الحديث: الولد مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة.
وفي الحديث: إِنكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي يَحْمِلون الآباء على الجَهْل بملاعبتهم إِياهم حفظاً لقلوبهم، وكل من هذه الأَلفاظ مذكور في موضعه؛ وقول مُضَرِّس بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي: إِنا لَنَصْفَح عن مَجاهِل قومنا، ونُقِيم سالِفَةَ العدوّ الأَصْيَد قال ابن سيده: مَجاهِل فيه جمع ليس له واحد مُكَسَّر عليه إِلا قولهم جَهْل، وفَعْل لا يُكَسَّر على مَفاعِل، فَمَجاهِل ههنا من باب مَلامِح ومَحاسِن.
وفي حديث ابن عباس أَنه قال: من اسْتَجْهَل مؤْمناً فعليه إِثْمه؛ قال ابن المبارك: يريد بقوله من اسْتَجْهَل مؤمناً أَي حَمَله على شيء ليس من خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه على من أَحوجه إِلى ذلك، قال: وجَهْله أَرجو أَن يكون موضوعاً عنه ويكون على من اسْتَجْهَله. قال شمر: والمعروف في كلام العرب جَهِلْت الشيء إِذا لم تعرفه، تقول: مِثْلي لا يَجْهَل مثلك.
وفي حديث الإِفْك: ولكن اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه الأَنَفَة والغَضَب على الجَهْل، قال: وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل، واسْتَجْهَلْته: وجدته جاهِلاً، وأَجْهَلْته: جَعَلْته جاهِلاً. قال: وأَما الاسْتِجْهال بمعنى الحمل على الجَهْل فمنه مَثَل للعرب: نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَ، ومثله: اسْتَجْعَلْته حَمَلْته على العَجَلة؛ قال:فاسْتَعْجَلونا وكانوا من صَحابتنا يقول: تَقدَّمونا فحَمَلونا على العَجَلة، واسْتَزَلَّهم الشيطان: حَمَلَهم على الزَّلَّة.
وقوله تعالى: يحسبهم الجاهِلُ أَغنياء؛ يعني الجاهِل بحالهم ولم يُرِدِ الجاهِلَ الذي هو ضد العاقل، إِنما أَراد الجَهْل الذي هو ضد الخِبْرة، يقال: هو يَجْهَل ذلك أَي لا يعرفه.
وقوله عز وجل: إِني أَعِظُك أَن تكون من الجاهلين؛ من قولك جَهِل فلان رأْيه.
وفي الحديث: إِن من العِلْم جَهْلاً؛ قيل: وهو أَن يتعلم ما لا يحتاج إِليه كالنجوم وعلوم الأَوائل، ويَدَعَ ما يحتاج إِليه في دينه من علم القرآن والسنَّة، وقيل: هو أَن يتكلف العالم إِلى علم ما لا يعلمه فيُجَهِّله ذلك.
والجاهِلِيَّة: زمن الفَتْرة ولا إِسلامَ؛ وقالوا الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، فبالَغوا.
والمَجْهَل: المَفازة لا أَعْلام فيها، يقال: رَكِبْتُها على مَجْهولها؛ قال سويد بن أَبي كاهل: فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها، بِصِلابِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَع وقولهم: كان ذلك في الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، هو توكيد للأَول، يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم.
وفي الحديث: إِنك امرؤ فيك جاهِلِيَّة؛ هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك.
وأَرض مَجْهَل: لا يُهْتَدَى فيها، وأَرضانِ مَجْهَل؛ أَنشد سيبويه: فلم يَبْقَ إِلاَّ كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ، بِصَحْراء تِيهٍ، بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك، وربما ثَنَّوا وجَمَعوا.
وأَرض مَجْهولة: لا أَعلام بها ولا جِبال، وإِذا كان بها معارف أَعلام فليست بمجهولة. يقال: عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلاً سَواءً؛ وأَنشدنا: قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ: تَغَوَّلي ما شِئْتِ أَن تَغَوَّلي قال: ويقال مجهولة ومجهولات ومَجاهِيل.
وناقة مجهولة: لم تُحْلَب قَطُّ.
وناقة مجهولة إِذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ عليها؛ وكل ما اسْتَخفَّكَ فقد استجهلك؛ قال النابغة: دَعاك الهَوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ، وكَيْفَ تَصابي المَرءِ، والشَّيْبُ شامِلُ؟ واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ: حَرَّكته فاضطرب.
والمِجْهَل والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهَلة: الخَشَبة التي يُحَرَّك بها الجَمْر والتَّنُّور في بعض اللغات.
وصَفاة جَيْهَل: عظيمة؛ قال ابن الأَعرابي: جَيْهَلُ اسم امرأَة؛ وأَنشد: تقول ذاتُ الرَّبَلاتِ، جَيهَلُ

سندر (لسان العرب) [0]


السَّنْدَرَةُ: السُّرْعةُ.
والسَّنْدَرَةُ: الجُرْأَةُ.
ورجلٌ سِنَدْرٌ، على فِنَعْلٍ، إِذا كان جَرِيئاً.
والسَّنْدَرُ: الجريء المُتَشَبِّعُ.
والسَّنْدَرَةُ: ضَرْبٌ من الكيل غُرَاف جُِرَافٌ واسع.
والسَّنْدَرُ: مكيالٌ معروف؛ وفي حديث علي، عليه السلام: أَكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: لم تختلف الرواة أَن هذه الأَبيات لعلي، عليه السلام: أَنا الذي سَمَّتْنِي أَمِّي حَيْدَرَهْ، كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ، أَكِيلكم بالسيف كيل السَّندَره قال: واختلفوا في السندرة: فقال ابن الأَعرابي وغيره: هو مكيال كبير ضخم مثلُ القَنْقَلِ والجُرَافِ، أَي أَقتلكم قتلاً واسعاً كبيراً ذريعاً، وقيل: السَّنْدَرَةُ امرأَة كانت تبيع القمح وتوفي الكيل، أَي أَكيلكم كيلاً وافياً، وقال آخر: السَّنْدَرَةُ العَجَلةُ، والنون زائدة، يقال: رجل سَنْدَرِيُّ . . . أكمل المادة إِذا كان عَجِلاً في أُموره حادّاً، أَي أُقاتلكم بالعَجَلَةِ وأُبادركم قبل الفِرار، قال القتيبي: ويحتمل أَن يكون مكيالاً اتخذ من السَّنْدَرَة، وهي شجرة يُعْمَلُ منها النَّبْلُ والقِسِيُّ، ومنه قيل: سهم سَنْدَريٌّ، وقيل: السَّنْدَرِيٌّ ضرب من السهام والنِّصال منسوب إِلى السَّنْدَرَةِ، وهي شجرة، وقيل: هو الأَبيض منها، ويقال: قَوْسٌ سَنْدَرِيَّةٌ؛ قال الشاعر، وقال ابن بري هو لأَبي الجُنْدَبِ الهُذَلي: إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهُمْ أُخْرَياهُمُ، حَنَوْتُ لَهُمْ بالسَّنْدَرِيِّ المُوَتَّرِ والسَّنْدَرِيُّ: اسم للقوس، أَلا تراه يقول الموتر؟ وهو منسوب إِلى السَّنْدَرَةِ أَعني الشجرة التي عمل منها هذه القوس، وكذلك السهام المتخذة منها يقال لها سَنْدَرِيَّةٌ.
وسِنانٌ سَنْدَرِيٌّ إِذا كان أَزرق حديداً؛ قال رؤبة: وأَوْتارُ غَيْري سَنْدَرِيٌّ مُخَلَّقُ أَي غير نصل أَزرق حديد.
وقال أَعرابي: تَعَالَوْا نصيدها زُرَيْقاء سندرية؛ يريد طائراً خالص الزرقة.
والسَّنْدَرِيُّ: الرديء والجَيِّدُ، ضِدٌّ.
والسَّنْدَرِي: من شعرائهم؛ قيل: هو شاعر كان مع عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ وكان لبيد مع عامر بن الطُّفَيْلِ، فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلى مهاجاته فَأَبى؛ وقال: لِكَيْلا يكونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي، وأَجْعَلَ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا (* قوله: «نديدتي» أَي ندي، وقوله عماعما أَي متفرقين).
وفي نوادر الأَعراب: السَّنَادِرَةُ الفُرَّاغُ وأَصحاب اللهو والتَّبَطُّلِ؛ وأَنشد: إِذا دَعَوْتَنِي فَقُلْ: يا سَنْدَرِي، لِلْقَوْمِ أَسْماءٌ ومَا لي مِنْ سمي

قرب (الصّحّاح في اللغة) [0]


قَرُبَ الشيء بالضم يَقْرُب قُرباً، أي دنا.
وقوله تعالى: "إنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنين" ولم يقل قريبة، لأنه أراد بالرحمة الإحسان، ولأنَّ ما لا يكون تأنيثه حقيقيًّا جاز تذكيره.
وقَرِبته بالكسر أقْرَبَهُ قُرْباناً، أي دنوت منه.
وقَرَبْتُ أقرُبُ قِرابَةً، إذا سرت إلى الماء وبينك وبينه ليلة.
والاسم القَرَب. يقال: قَرَبٌ بَصْباصٌ، وذلك أنَّ القوم يسيمون الإبل وهم في ذلك يسيرون نحو الماء فإذا بقيت بينهم وبين الماء عشيَّة عجَّلوا نحوه فتلك الليلة ليلة القَرَب.
وقد أقرَبَ القومُ، إذا كانت إبلهم قوارِبَ، فهم قاربون، ولا يقال مُقْرِبون. قال أبو عبيد: وهذا الحرف شاذّ.
والقارِب: سفينةٌ صغيرة تكون مع أصحاب السفن البحريَّة تُسْتَخَفُّ لحوائجهم. قال الخليل: . . . أكمل المادة القارِب: طالب الماء ليلاً، ولا يقال ذلك لطالب الماء نهاراً.
وقَرَبْتُ السيفَ أيضاً: إذا جعلته في القِراب.
والقُرْبان، بالضم: ما تَقَرَّبْتَ به إلى الله عزّ وجلّ. تقول منه: قَرَّبْتُ لله قرباناً.
والقربان أيضاً: واحد قرابين الملك، وهم جلساؤه وخاصَّته.
وتقرَّبَ إلى الله بشيءٍ، أي طلب به القُرْبَةَ عنده.
وقَرَّبْتُه تقريباً، أي أدنيته.
والقُرْبُ: ضد البُعد.
والقُرْب والقُرُ: من الشاكلة إلى مَراقِّ البطن.
والجمع الأقراب.
والتقريب: ضربٌ من العَدْو. يقال: قَرَّبَ الفرسُ، إذا رفع يديه معاً ووضعهما معاً في العَدْو، وهو دون الحُضْر.
وله تقريبان: أعلى، وأدنى.
و"اقتَرَبَ الوَعْدُ"، أي تقارَبَ.
وقاربته في البيع مُقاربة.
وشيءٌ مقارِبٌ بكسر الراء، أي وسطٌ بين الجيِّد والرديء.
ولا تقل مُقارب، وكذلك إذا كان رخيصاً.
والتقارب: ضد التباعد.
وأقْرَبَتِ المرأة، إذا قرُب وِلادها، وكذلك الفرس والشاة، فهي مُقْرِبٌ، ولا يقال للناقة.
وقال العَدَبَّس: جمع المُقْرَب: مَقاريب.
وأقْرَبْتُ السيفَ: جعلتُ له قِراباً.
وأقْرَبْتُ القدحَ، من قولهم قَدَحٌ قَرْبانُ، إذا قارب أن يمتلئ، وجُمْجُمَة قَرْبى، وقَدَحان قَرْبانانِ؛ والجمع قِرابٌ.
والمُقْرَبُ من الخيل: الذي يُدنى ويُكرَّم؛ والأنثى مُقَرَّبَةٌ ولا تُتْرَكُ أن تَرود. قال ابن دريد: إنما يُفعل ذلك بالإناث لئلا يقرعها فحلٌ لئيم.
والقِرْبَة: ما يُستقى فيه الماء؛ والجمع في أدنى العدد قِرَبات وقِرْبات، وللكثير قِرَبٌ.
والقَرابة: القُربى في الرحم، وهو في الأصل مصدرٌ. تقول: بيني وبينه قَرابة، وقُرْبٌ، وقُرْبى ومَقْرَبَةٌ، وقُرْبَةٌ، وقُرُبَةٌ بضم الراء.
وهو قريبي وذو قرابتي، وهم أقْرِبائي وأقاربي.
وقِراب السيف: جَفنُه، وهو وعاءٌ يكون فيه السيف بغمده وحِمالته.
وفي المثل: إن الفِرار بقِرابٍ أكْيس.
والقِراب أيضاً: مقاربة الأمر.
وكذلك إذا قارب أن يمتلئ الدلو.
وقولهم: ما هو بشبيهك ولا بقُرابةٍ من ذلك، مضمومة القاف، أي ولا بقريب من ذلك.

لفع (لسان العرب) [0]


الالْتِفاعُ والتلَفُّعُ: الالتحاف بالثوب، وهو أَن يشتمل به حتى يُجَلِّلَ جسده؛ قال الأَزهريّ: وهو اشتمال الصَّمَّاء عند العرب، والتَفَع مثله؛ قال أَوس بن حجر: وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ، وإِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا ولَفَّعَ رأْسه تَلْفِيعاً أَي غَطَّاه.
وتَلَفَّعَ الرجلُ بالثوب والشجرُ بالورق إِذا اشتملَ به وتَغَطَّى به؛ وقوله: مَنَعَ الفِرارَ، فجئتُ نحوَكَ هارِباً، جَيشٌ يَجُرُّ ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ يعني يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ.
وتَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَي التَحَفَت به.
وفي الحديث: كُنَّ نساءُ المؤْمنين (* في النهاية: كنَّ نساء من المؤمنات.
ومتلفّفات بدل متجللات واللِفّاع بدل والمرط.) يَشْهَدْنَ مع النبي، صلى الله عليه وسلم، الصبحَ ثم يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُروطِهِن ما يُعْرَفْنَ من الغَلَسِ أَي . . . أكمل المادة مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ، والمِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ يُشْتَمَلُ به كالملْحفةِ واللِّفاعُ والمِلْفَعةُ: ما تُلُفِّعَ به من رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ، وقال الأَزهري: يُجَلَّلُ به الجسدُ كله، كِساءً كان أَو غيرَه؛ ومنه حديث علي وفاطمة، رضوان الله عليهما: وقد دخلنا في لِفاعِنا أَي لِحافِنا؛ ومنه حديث أُبَيٍّ: كانت تُرَجِّلُني ولم يكن عليها إِلاَّ لِفاعٌ، يعني امرأَته؛ ومنه قول أَبي كبير يصِفُ رِيشَ النَّصْل: نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي نَاهِضٍ، حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ أَراد كالثوب الأَسْود؛ وقال جرير: لم تَتلَفَّعْ، بفَضْلِ مِئْزَرِها، دَعْدٌ، ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ وإِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ من التلَفُّعِ.
ولَفَّعَ المرأَة: ضمها إِليه مشتملاً عليها، مشتق من اللِّقاعِ؛ وأَما قول الحطيئة: ونحنُ تَلَفَّعْنا على عَسْكَرَيْهِمُ جِهاراً، وما طِبِّي ببَغْيٍ ولا فَخْرٍ أَي اشتملنا عليهم؛ وأَما قول الراجز: وعُلْبةٍ من قادِمِ اللِّفاعِ فاللِّفاعُ: اسم ناقة بعينها، وقيل: هو الخِلْفُ المُقَدَّم.
وابن اللَّفَّاعة: ابن المُعانِقةِ للفُحولِ.
ولَفَعَ الشيْبُ رأْسَه يَلْفَعُه لَفْعاً ولَفَّعَه فَتلفَّعَ: شَمِلَه.
وقيل: المُتَلَفِّعُ الأَشْيَبُ.
وفي الحديث: لَفَعَتْكَ النارُ أَي شَمِلَتْكَ من نواحِيكَ وأَصابَكَ لَهِيبُها. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن تكون العين بدلاً من حاء لَفَحَتْه النارُ؛ وقول كعب: وقد تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ هو من المقلوب، المعنى أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِيل فقلب واستعار.
ولَفَّع المَزادةَ: قبلها فجعل أَطِبَّتَها في وسطها، فهي مُلَفَّعةٌ، وذلك تَلْفِيعُها.
والتَفَعتِ الأَرضُ: اسْتوتْ خُضْرَتُها ونباتُها.
وتلَفَّعَ المالُ: نفَعَه الرَّعْيُ. قال الليث: إِذا اخضرَّت الأَرضُ وانتفع المالُ بما يُصِيبُ من الرَّعْيِ قيل: قد تَلَفَّعَتِ الإِبل والغنم.
وحكى الأَزهري في ترجمة لَقَعَ قال: واللِّقاعُ الكِساءُ الغليظ، قال: وهذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ، بالفاء، وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به أَي يشتمل به؛ وأَنشد بيت أَبي كبير يصف ريش النصل.

جَلَبَهُ (القاموس المحيط) [0]


جَلَبَهُ يَجْلِبُهُ ويَجْلُبُه جَلْباً وجَلَباً،
واجْتَلَبَهُ: ساقَهُ من مَوْضِعٍ إلى آخرَ، فَجَلَبَ هو وانْجَلَبَ.
واسْتَجْلَبَهُ: طَلَبَ أَنْ يُجْلَبَ له.
والجَلَبُ، مُحَرَّكَةً: ماجُلِبَ من خَيْلٍ أو غَيْرِها،
كالجَلِيبةِ والجَلُوبةِ،
ج: أَجْلابٌ، واخْتِلاطُ الصَّوْتِ،
كالجَلَبَةِ، جَلَبوا يَجْلِبُونَ ويُجْلُبونَ، وأجْلَبُوا وَجَلَّبُوا.
و"لا جَلَبَ ولا جَنَبَ": هو أنْ يُرْسَلَ في الحَلْبَةِ، فَيَجْتَمِعَ له جماعةٌ تَصيحُ به لِيُرَدَّ عن وجْهِهِ، أو هُو أن لا تُجْلَبَ الصَّدَقَةُ إلى المِياهِ والأَمْصارِ، ولكن يَتَصَدَّقُ بها في مَرَاعِيها، أو أَنْ يَنْزِلَ العامِلُ مَوْضِعاً، ثم يُرْسِلَ مَنْ يَجْلُبُ إليه الأَمْوَالَ منْ أماكنها ليأْخُذَ صَدَقَتَها، أو أَنْ يَتْبَعَ الرَّجُلُ فَرَسَهُ فَيَرْكُضَ خَلْفَهُ ويَزْجُرَهُ ويَجْلِبَ عليه.
وجَلَبَ لأِهْلِهِ: كَسَبَ، وطَلَبَ، . . . أكمل المادة واحْتَالَ،
كأَجْلَبَ،
و~ على الفَرَسِ: زَجَرَهُ،
كَجَلَّبَ وأَجْلَبَ.
وعَبْدٌ جَلِيبٌ: مَجْلُوبٌ،
ج: جَلْبى وجُلَباءُ، كَقَتْلى وقُتَلاَءَ،
وامْرَأَةٌ جَليبٌ من جَلْبى وجلائِبَ.
والجَلُوبَةُ: ذُكورُ الإِبِلِ، أو التي يُحْمَلُ عليها مَتاع القَوْمِ، الجَمْعُ والواحِدُ سَواءٌ.
ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ: مُصَوِّتٌ.
وامْرَأَةٌ جَلاَّبَةٌ ومُجَلِّبَةٌ وجُلُبَّانةُ وجِلِبَّانةٌ وجِلِبْنَانَةٌ وجُلُبْنَانَةٌ: مُصَوِّتَةٌ، صَخَّابَةٌ، مِهْذارَةٌ، سَيِّئَةُ الخُلُقِ.
ورَجُلٌ جُلُبَّانٌ وجَلَبَّانٌ: ذُو جَلَبَةٍ.
وجَلَبَ الدَّمُ يَبِسَ وَتَوَعَد بِشَرٍ،أَو جَمَعَ الجَمعَ،
كَأجَلَبَ في الكُلِّ،
و~ على فَرَسِهِ: صاحَ،
و~ الجُرْحُ: بَرَأَ، يَجْلِبُ ويَجْلُبُ في الكُلِّ.
وكَسَمِعَ: اجْتَمَعَ.
والجُلْبَةُ، بالضمِّ: القِشْرَةُ تَعْلُو الجُرْحَ عِنْدَ البُرءِ، والقطْعَةُ من الغَيْمِ، والحِجارَةُ تَرَاكَمَ بَعْضُها على بَعْضٍ فلم يَبْقَ فيها طَريقٌ للِدَّوابِّ، والقِطْعَةُ المُتَفَرِّقَةُ منَ الكَلأِ، والسَّنَةُ الشَّديدةُ، والعِضاهُ المُخْضَرَّةُ، وشدَّةُ الزمانِ والجُوعِ، وجِلْدَةٌ تُجْعَلُ على القَتَبِ، وحَديدَةٌ تكونُ في الرَّحلِ، وحَديدَةٌ يُرْقَعُ بها القَدَحُ، والعُوذَةُ تُخْرَزُ عليها جِلْدَةٌ،
و~ من السِّكِّينِ: التي تَضُمُّ النِّصابَ على الحَديدَةِ، والرُّوبَةُ تُصَبُّ على الحَليبِ، والبُقْعَةُ، وبَقْلَةٌ.
والجَلْبُ: الجِنايَةُ، جَلَبَ، كَنَصَرَ، وبالكسرِ: الرَّحْلُ بما فيه، أو غِطَاؤُهُ، وخَشَبُهُ بلا أنْساعٍ وأَدَاةٍ، وبالضمِّ ويُكْسَرُ: السَّحابُ لا ماءَ فيه، أو المُعْتَرِضُ كأنَّه جَبَلٌ، وبالضمِّ: سَوادُ اللَّيْلِ، و ع.
والجِلْبَابُ، كَسِرْدابٍ وسِنِمَّارٍ: القَميصُ، وثَوْبٌ واسِعٌ للْمَرأَةِ دونَ المِلْحَفَةِ، أو ما تُغَطِّي به ثِيابَها من فَوْقُ كالمِلْحَفَةِ، أو هو الخِمارُ، وجَلْبَبَهُ فَتَجَلْبَبَ، والمُلْكُ.
والجَلَنْباةُ: السَّمينَةُ.
والجُلاَّبُ، كَزُنَّارٍ: ماءُ الوَرْدِ، مُعَرَّبٌ،
و ة بالرُّهى، ونَهْرٌ.
وعَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُلاَّبِيُّ: مُؤَرِّخٌ.
وأَجْلَبَ قَتَبَهُ: غَشَّاهُ بالجِلْدِ الرَّطْبِ حتى يَبِسَ،
و~ فُلاناً: أعانَهُ،
و~ القَوْمُ: تَجَمَّعُوا،
و~ : جَعَلَ العُوذَةَ في الجُلْبَةِ،
و~ : وَلَدَتْ إبِلُهُ ذُكُوراً.
وجِلِّيبٌ، كَسِكِّيتٍ: ع.
والجُلُبَّانُ: نَبْتٌ، ويُخَفَّفُ، والجِرابُ منَ الأَدَمِ، أو قِرَابُ الغِمْدِ.
واليَنْجَلِبُ: خَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ، أو للِرُّجُوعِ بَعْدَ الفِرارِ. والتَّجْليبُ: المَنْعُ، وأَنْ تُؤْخَذَ صُوفَةٌ فَتُلْقَى على خِلْفِ النَّاقةِ فَتُطْلَى بِطينٍ أو نَحْوِهِ لِئَلاَّ يَنْهَزَهُ الفَصِيلُ.
والدَّائِرَةُ المُجْتَلَبَةُ، ويقالُ: دائِرَةُ المُجْتَلَبِ: من دَوائِرِ العَرُوضِ، سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ أَبْحُرِها، أو لأَنَّ أَبْحُرَها مُجْتَلَبَةٌ.
وجُلَيْبِيبٌ، كَقُنَدِيلٍ: صَحابِيُّ.

جيش (لسان العرب) [0]


جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً: فاظَتْ.
وجاشَتْ نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً: غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان، فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت: جَشَأَت.
وفي الحديث: جاؤوا بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَّصحابِه أَي غَثَتْ، وهو من الارتفاع كأَنَّ ما في بطونهم ارتفع إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ.
وجاشت القِدْر تجِيش جَيْشاً وجَيَشاناً: غَلَت، وكذلك الصدْرُ إِذا لم يَقْدر صاحبه على حَبْس ما فيه. التهذيب: والجَيشان جَيَشان القِدْر.
وكلّ شيء يَغْلي، فهو يَجِيش، حتى الهَمّ والغُصَّة في الصدْر؛ قال ابن بري: وذكر غير الجوهري أَنَّ الصحيح جاشت القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي ولم تَغْلِ بعْدُ؛ قال: ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي: تَجيشُ علينا . . . أكمل المادة قِدْرهم فنُدِيمُها، ونَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْيُها غلى أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم، وهي كناية عن الحرب، إِذا بدأَت أَن تغلي، وتسكينها يكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد يُصَبُّ فيها، ومعنى نديمها نُسَكّنها؛ ومنه الحديث: لا يَبُولَنَّ أَحدكم في الماء الدائم أَي الساكن، ثم قال: ونَفْثَؤُها عنَّا إِذا غلت وفارت وذلك بالماء البارد.
وفي حديث الاسْتِسقاء: وما يَنزِل حتى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ أَي يتدَفَّق ويجري بالماء.
ومنه الحديث: ستكُون فِتْنة لا يَهْدأْ منها جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب أَي فارَ وارتفع.
وفي حديث علي. رضوان اللَّه عليه، في صفة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل؛ هي جمع جَيْشة وهي المرَّة من جاشَ إِذا ارتفع.
وجاشَ الوادي يَجِيش جَيشاً: زَخَر وامتدَّ جدّاً.
وجاشَ البحر جَيشاً: هاجَ فلم يُسْتَطع رُكوبُه.
وجاشَ الهمُّ في صدْره جيْشاً: مُثِّلَ بذلك.
وجاشَ صدْرُه يَجِيش إِذا غَلى غَيْظاً ودَرَداً.
وجاشتْ نفْس الجبان وجَأَشت إِذا همَّت بالفرار. حديث البراء بن مالك: وكأَنَّ نفْسي جاشَت أَي ارتاعت وخافت.
وجأْش النفس: رُوَاعُ القَلب إِذا اضطرب، مذكور في جأَش.
والجَيْش: واحد الجُيُوش.
والجَيش: الجُنْد، وقيل: جماعة الناس في الحَرْب، والجمع جيوش. التهذيب: الجَيْش جُنْد يسيرون لحرب أَو غيرها. يقال: جَيَّش فلان أَي جمع الجيوش، واسْتَجاشَه أَي طَلب منه جيشاً.
وفي حديث عامر بن فُهَيرة: فاسْتَجاشَ عليهم عامرُ بن الطفَيل أَي طَلب لهم الجيشَ وجمَعَه عليهم.
والجِيشُ: نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ وله سَنِفَةٌ كثيرة طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً، والجمع جيوش.
وجَيْشان: موضع معروف؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: قامت تَبَدَّى لك في جَيْشانِها لم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد في جَيَشانها أَي قُوَّتِها وشبابِها فسكَّن للضرورة، وسيأْتي تفسير قولهم فلان عيش وجيش في موضعه.
وذات الجَيْش: موضع؛ قال أَبو صخر الهذلي: لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُها، وأُخْرَى بذات الجَيْش آياتُها سَفْر

ملخ (لسان العرب) [0]


المَلْخ: قبضك على عضَلَة عضًّا وجذباً؛ يقال: امتلخ الكلب عضلته وامتلخ يده من يد القابض عليه.
وملخ الشيءَ يملَخُه مَلْخاً وامتَلَخه: اجتذبه في استلال، يكون ذلك قبضاً وعضّاً.
وامتلخ اللجامَ من رأْس الدابة: انتزعه؛ وامتلخ الرُّطَبَة من قشرها واللحمة عن عظمها، كذلك.
وامتلَخْتُ الشيءَ إِذا سللته رُوَيْداً.
وفي حديث أَبي رافع: ناوَلَني الذراع فامتَلَخْتُ الذراعَ أَي استخرجتها.
والخافِلُ: الهارِبُ، وكذلك الماخِلُ والمالِخُ؛ قال الأَزهري: سمعت غير واحد من الأَعراب يقول ملَخَ فلان إِذا هرب.
وعبد مُلاخٌ (* قوله «وعبد ملاخ» بضم الميم وتخفيف اللام، وفي القاموس مع الشرح: وعبد ملاخ ككتان.) إِذا كان كثير الاباق. ابن الأَعرابي: المَلْخ الفرار، والمَلْخ: التكبر، والمَلْخ: ريح . . . أكمل المادة الطعام.
ورجل ممتَلَخ العقل: ذاهبهُ مستلَبُهُ.
وامتَلَخَ عينَه: اقتلعها؛ عن اللحياني.
وملَخَتِ العُقاب عينَه وامتَلَخَتْها إِذا انتزعَتها.
وملَخ في الأَرض: ذهب فيها.
والمَلْخ: أَن يمرّ مرّاً سريعاً.
وقال ابن هانئ: المَلْخُ مدُّ الضَّبُعَيْنِ في الحُضْر على حالاته كلها، محسناً أَو مسيئاً.
والمَلْخُ: السير الشديد. قال ابن سيده: الملخ كل سير سهل، وقد يكون الشديد. مَلَخَ يمْلَخُ ومَلَخَ القومُ مَلْخَة صالحة إِذا أَبعدوا في الأَرض؛ قال رؤبة يصف الحمار: مُعْتَزِمُ التَّجْلِيخِ مَلاَّخُ المَلَق والمَلَق: ما استوى من الأَرض.
وامتَلَخْت السيفَ انتضيته؛ وقيل انتضيته مسرعاً من مشع.
وامتَلَخ فلان ضرسه أَي نزعه.
والمَلْخُ والمَلَخ: التثنِّي والتكسر.
والمِلاخُ والمُمالخَة: الممالقة.
والمَلاَّخ: الملاَّق؛ وأَنشد الأَزهري هنا بيت رؤبة يصف الحمار: مُقْتَدِر التَّجليخِ مَلاَّخ المَلَق وقد مالخه وهو يملَخ بالباطل مَلْخاً أَي يتلهى ويَلجُّ فيه؛ وقيل: فلان يملَخُ في الباطل مَلْخاً يتردَّد فيه ويكثر؛ وقال شمر: يملخ في الباطل هو التثنِّي والتكسر؛ وقيل: يملَخ في الباطل أَي يمرُّ مرّاً سريعاً سهلاً؛ وفي حديث الحسن: يملَخُ في الباطل مَلْخاً أَي يمرّ فيه مرّاً سهلاً.
ومالَخها إِذا مالَقَها ولاعَبها.
وملَخَ الفرسُ وغيره: لعب.
وملَخ المرأَةَ ملْخاً، وهو من شدة الرَّطْم.
وملَخ الضِّبْعانُ الضَّبُعَ مَلْخاً: نزا عليها؛ عن ابن الأَعرابي، والحافر نزواً.
وملَخ الفحلُ يملَخ مَلْخاً ومُلوخاً ومَلاخة وهو مَليخٌ: جفر عن الضراب. ابن الأَعرابي: إِذا ضرب الفحل الناقة فلم يلقحها، فهو مَليخ.
والمَليخُ: البطيءُ الإِلقاح؛ وقيل: هو الذي لا يلقح الضّبْعَى (* قوله «الضبعى» كذا في نسخة المؤلف) هو الذي لا يلقح أَصلاً وإِن ضرب، والجمع أَمْلِخَة. أَبو عبيد: فرس مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُود إِذا كان بطيء الإِلقاح، وجمعه مُلُخ.
والمَلِيخ؛ الضعيف.
والمَليخ: الذي لا طعم له مثل المَسيخ؛ وقد مَلخخ، بالضم، ملاخة.
وخص بعضهم الحُوار الذي يُنحر حين يقع من بطن أُمه فلا يوجد له طعم، وفيه مَلاخَة.
والمَلِيخ: الفاسد؛ وقيل: كل طعام فاسد مليخ، حكاه ابن الأَعرابي؛ وقال مرّة: هو من الرجال الذي لا تشتهي أَن تراه عينك فلا تجالسه ولا تسمع أُذنك حديثه.
والمَليخ: اللبن الذي لا ينسلُّ من اليد.
ومَلَخَ التيسُ يَمْلَخُ مَلْخاً: شرِبَ بَوْلَهُ.

بصص (لسان العرب) [0]


بَصّ القومُ بَصِيصاً: صَوَّتَ.
والبَصِيصُ: البَريقُ.
وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً: بَرَقَ وتلأْلأَ ولَمَع؛ قال: يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِصُ، كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ وفي حديث كعب: تُمْسَكُ النارُ يوم القيامة حتى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها.
والبَصّاصةُ: العَينُ في بعض اللغات، صفة غالبة.
وبَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يقال: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل ما يظهر نبتُها.
ويقال: بَصَّصَت البَراعِيمُ إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ.
وبَصْبَصَ بسَيفِه: لَوَّحَ.
وبَصَّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً: أَضاءَ.
وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً: فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ.
وحكى ابن بري عن أَبي عَليٍّ القالي قال: الذي يَرْوِيه البصريون يَصَّصَ، بالياء المثناة، لأَن الياء قد تبدل منها الجيم لقربها في المخرج ولا . . . أكمل المادة يمتنع أَن يكون بَصَّصَ من البَصِيصِ وهو البَريق لأَنه إِذا فَتَح عينيه فَعَل ذلك.
والبَصِيصُ: لَمَعانُ حَبِّ الرُّمّانة.
وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ: وهي الرِّعْدةُ والالتواءُ من الجَهْد.وبَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه.
والبَصْبَصةُ: تحريكُ الكلب ذنَبه طمعاً أَو خوْفاً، والإِبِل تفعل ذلك إِذا حُدي بها؛ قال رؤبة يصف الوحش: بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ والتَّبَصْبُصُ: التملّق؛ وأَنشد ابن بري لأَبي داودٍ: ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ وفي حديث دانِيال، عليه السلام، حين أُلْقِيَ في الجُبّ: وأُلْقِي عليه السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه؛ يقال: بَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذلك من طمع أَو خوف. ابن سيده: وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ به، وقيل: حرّكه؛ وقول الشاعر: ويَدُلّ ضَيْفي، في الظَّلامِ، على القِرى، إِشْراقُ ناري، وارْتِياحُ كِلابي حتى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه، حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ يجوز أَن يكون جمع بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ منها له بَصْبَصَةٌ وهو كذلك؛ قال: ويجوز أَن يكون جمع مُبَصْبِص، وكذلك الإِبلُ إِذا حُدِي بها.
والبَصْبَصةُ: تحريكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعي: من أَمثالهم في فِرارِ الجَبانِ وخُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قال: ومثله قولهم: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع.
وقَرَبٌ بَصْباصٌ: شديدٌ لا اضطرابَ فيه ولا فُتُورَ، وفي التهذيب: إِذا كان السيرُ مُتْعِباً.
وقد بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سارت فأَسْرَعَتْ؛ قال الشاعر:وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا، وبَيْنَ غُداتةَ شَأْواً بَطِينا أَي سِرْنَ سيراً سريعاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: أَرى كُلَّ ريحٍ سوف تَسْكُنُ مُرّةً، وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ فإِنَّكَ، والأَضيافَ في بُرْدةٍ معاً، إِذا ما تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ لِحافي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه، ولم يُلْهِني عنه غَزالٌ مُقَنَّعُ (* هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد.) أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ من القِرى، وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سوف يَهْجَع أَي يَشْبَع فيَنامُ.
وتنزع أَي تجري إِلى المغرِب.
وسيرٌ بَصْباصٌ كذلك؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ، ووِصال يوم واصِبٍ بَصْباصِ أَراد: شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه.
وخِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب لا فُتورَ في سيره.
والبَصْباصُ من الطَّريفة: الذي يبقى على عُودٍ كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع.
وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قال أَبو النجم: ليس يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ

ب - ر - ه (جمهرة اللغة) [0]


وأبْرَهَة: اسم أعجمي، وقد سمَّت به العرب. وبهره الأمرُ يبهَره بَهْراً، إذا غلبه. ومن ذلك قيل: بهَرَ القمرُ النجومَ، إذا غلبها بنوره، والقمر باهر. ويقول الرجل للرجل: بَهْراً لك، كأنه يدعو عليه بالغَلَبَة. قال عمر بن أبي ربيعة: ثمّ قالوا تحِبُّها قلتُ بَهْراً ... عدَدَ القَطْر والحصى والتراب قال الأصمعي: كنت أحسب أن قوله بهراً من الدعاء عليه، فسمعت رجلاً من أهل مكة يقول: معنى قوله بهراً أي جَهْراً لا أكاتم. وبُهِرَ الرجلُ فهو مبهور، إذا أصابه البُهْرُ، وهو تنفُّس في عَقِب عَدْوٍ، والرجل بَهير ومبهور. قال الأعشى: إذا ما تأبى تريدُ القِيامَ ... تَهادىَ كما قد رأيتَ البَهيرا والبُهار: اسم واقع على شيء . . . أكمل المادة يوزن به نحو الوَسْق وما أشبهه، وهو معرَّب، وقد تكلمت به العرب. قال الشاعر: بمُرتجِز كأن على ذُراه ... كَعِير الشام يَحْملن البُهارا والأبْهَران: عِرْقان في الظهر. وفي الحديث عن النبي صلى اللهّ عليه وسلم: " ما زالت أكلَة خيبر تُعادّني فالآن أوان انقطاع أبْهَري " . قال أبو بكر: تعادُّني من العِداد، وهو مثل عِداد الملدوغ الذي يعاوده مرض في كل سنة من اللَدغ. يقال: عادهَّ الداءُ معادةً وعِداداً. قال الشاعر: ألاقي مِن تذكُّرِ آل ليلى ... كما يَلْقَى السليمُ من العِدادِ ويقال رجل شديد الأبْهَر، إذا كان شديد الظهر. وبَهْراء: قبيلة من العرب ممدود، النسب إليه بَهْرانيّ، وإن شئت قلت: بَهْراويّ. وبُهْرَة كل شيء: وسطه؛ فرس عظيم البُهْرَة، إذا كان عظيم المَحْزِم. وبُهْرَة الوادي: وسطه. ورَهِبَ الرجلُ يرهَب رَهْباً ورَهَباً، إذا خاف، ومنه اشتقاق الرّاهب. والاسم الرَّهْبَة. ومثل من أمثالهم: " رَهَبُوت خير من رَحَمُوتٍ " ، أي تُرهب خير من أن ترحم. ويقال في هذا أيضاً: " رَهَبُوتَى خير من رَحَمُوتَى " . والرهابة: عَظْم الصدر الذي تقع عليه القِلادة، والجمع الرَهاب. وقد سمَّت العرب مرْهِباً من قولهم: رَهِبَ الرجلُ وأرهبتُه أنا. وبعير رَهب: عريض العظام مشبوح الخَلْق. قال الشاعر: ورَهْب كبُنيان الشآميّ أخلَقُ ورَهْبَى: اسم موضع. قال الشاعر: فَقَو فرَهْبَى فالسَّليلُ فعاذِب ... مَطافِيلُ عُوذِ الوَحْش فيه عواطفُ وهَبَرْتُ اللحمَ أهبِره هَبْراً، إذا قطعته قِطَعاً كباراً، والواحدة هَبْرَة. ومنه سُمي الرجل هُبَيرة، كأنه تصغير هَبْرَة. وسيف هبّار وهابر: ينتسف القطعةَ من اللحم فيطرحها. والهِبْرِيَة: ما سقط من الرأس إذا سُرِّح، وهو الذي يسمَّى الحَزاز. وأذُن مُهَوْبرة، إذا كان عليها شَعَر أو وَبَر. وبه سمِّي الرجل هَوْبَراً. والهَبْر: مُشاقة الكَتّان في بعض اللغات. والهَبير: ما انخفض من الأرض واتّسع. والهَبير أيضاً: موضع. وقد سمَّت العرب هَبّاراً وهابراً وهُبيرة. والهَرَب: معروف؛ هَرَب الرجل يهرُب هَرَباً، وهو الفِرار بعينه. والهُرْب لغة يمانية؛ يقولون: ضربه فبدا هرْب بطنه، أي ثَربُه. قال ابن دريد: الثَّرب ما كان على كَرِش الشاة من الشحم، ومن الإنسان شحم بطنه. وقد سمَّت العرب مُهْرِباً وهرّاباً.

كفل (لسان العرب) [0]


الكَفَل، بالتحريك: العجُز، وقيل: رِدْفُ العجُز، وقيل: القَطَن يكون للإِنسان والدابة، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل، والجمع أَكْفال، ولا يشتق منه فعل ولا صفة.
والكِفْل: من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز، وقيل: هو شيء مستدير يُتخذ من خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير.
وفي حديث أَبي رافع قال: ذاك كِفْل الشيطان، يعني معقده.
واكتفَل البعيرَ: جعل عليه كِفْلاً. الجوهري: والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب.
والكِفْل: كساء يجعل تحت الرحْل؛ قال لبيد: وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وقال أَبو ذؤَيب: على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ . . . أكمل المادة والكِفْلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال: واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل، وهو الكِفْل من الأَكسية. ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء: معناه قد أَلزمته نفسي وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ، وهو مأْخوذ من الكِفْل، والكِفْل: ما يحفظ الراكب من خلفه.
والكِفْل: النصيب مأْخوذ من هذا. أَبو الدقيش: اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ، قال: وهو الافْتِعال؛ وأَنشد: قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وفي حديث إِبراهيم: لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ، كَرِه إِبراهيم ذلك.
والكِفْل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان.
والكِفْل من الرِّجال: الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر والفِرار. الذي لا يثبت على ظهور الخيل؛ قال الجَحَّاف بن حكيم: والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ، كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام والجمع أَكْفال؛ قال الأَعشى يمدح قوماً: غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْـ ـجا، ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال والاسم الكُفولة، وهو الكفِيل.
وفي التهذيب: الكِفْل الذي لا يثبت على مَتْن الفرس، وجمعه أَكْفال؛ وأَنشد: ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي مِيلاً، إِذا رَكِبوا، ولا أَكْفالا وهو بيِّن الكُفولة.
وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال: إِني كائن فيها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر؛ قيل: هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفِرار، وقيل: هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته. قال أَبو منصور: والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة.
والكِفْل: الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم، وعم به بعضهم، ويقال له: كِفْلان من الأَجر، ولا يقال: هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله كالنصيب، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب.
والكِفْل أَيضاً: المِثْل.
وفي التنزيل: يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته؛ قيل: معناه يؤْتكم ضِعْفَين، وقيل: مِثْلين؛ وفيه: ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها؛ قال الفراء: الكِفْل الحظ، وقيل: يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين، وقيل ضِعْفين.
وفي حديث الجمعة: له كِفْلان من الأَجر؛ الكِفْل، بالكسر: الحظ والنصيب.
وفي حديث جابر: وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل.
وقال الزجاج: الكِفْل في اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه، وإِنما قيل له كِفْل؛ وقيل: اكْتَفل البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر.
وفي حديث مَجيء المستضعفين بمكة: وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير. يقال: تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته، وذلك الكِساء الكِفْل، بالكسر.
والكافِل: العائِل، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه.
وفي التنزيل العزيز: وكَفَلَها زكريا؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا، وذكر الأَخفش أَنه قرئ: وكَفِلَها زكريا، بكسر الفاء.
وفي الحديث: أَنه وكافل اليتيم كهاتَيْن في الجنة له ولغيره؛ والكافِل: القائم بأَمر اليتيم المربِّي له، وهو من الكفيل الضمين، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره تكفَّل به، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى؛ ومنه الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ الرَّابُّ: زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته ويقوم بأَمره مع أُمه.
وفي حديث وَفْد هَوازِن: وأَنت خير المَكْفُولين، يعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتى نشأَ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر.
والكافِل والكَفِيل: الضامن، والأُنثى كَفِيل أَيضاً، وجمع الكافِل كُفَّل، وجمع الكَفيل كُفَلاء، وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق.
وكَفَّلها زكريا، أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها، ومن قرأَ: وكَفَلَها زكريا، فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها.
وكَفَل المال وبالمال: ضَمِنه.
وكَفَل بالرجل (* قوله «وكفل بالرجل إلخ» عبارة القاموس: وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم) يَكْفُل ويَكْفِل كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به، كله: ضمِنه.
وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله: ضمَّنه، وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل بدينه تكفُّلاً. أَبو زيد: أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته إِياه، وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً، والتَّكْفيل مثله. قال الله تعالى: فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب؛ الزجاج: معناه اجعلني أَنا أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها. ابن الأَعرابي: كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بمعنى واحد؛ التهذيب: وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عليه.
وفي الحديث: الرَّبِيب كافِلٌ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه كَفَل نفقة اليتيم.
والمُكافِل: المُجاوِر المُحالِف، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير: إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم، من الناس، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل المُحْرِم: المُسالِم، والمُكافِل: المُعاقد المُحالف، والكَفِيل من هذا أُخِذ.
والكِفْل والكَفِيل: المِثْل؛ يقال: ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل؛ قال عمرو بن الحرث: يَعْلو بها ظَهْرَ البعير، ولم يوجَدْ لها، في قومها، كِفْل كأَنه بمعنى مثل. قال الأَزهري: والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ: لك كِفْلان من الأَجر أَي مثلان.
والكِفْل: النصيب والجُزْء؛ يقال: له كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان.والكافِل: الذي لا يأْكل، وقيل: هو الذي يَصِل الصيام، والجمع كُفَّل.
وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة الشرب:يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ، كأَنها نساءُ النصارى أَصبحتْ، وهي كُفَّل قال ابن الأَعرابي وحده: هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني.
وذو الكِفْل: اسم نبي من الأَنبياء، صلوات الله عليهم أَجمعين، وهو من الكَفالة، سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما كَفَل، وقيل: لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل، وقال الزجاج: إِن ذا الكفْل سمي بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم، وقيل: تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به.

أود (لسان العرب) [0]


آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً: بلغ منه المجهود والمشقة؛ وفي التزيل العزيز: ولا يؤُوده حفظهما؛ قال أَهل التفسير وأَهل اللغة معاً: معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه مِن آده يؤُوده أَوْداً؛ وأَنشد:إِذا ما تَنُوءُ به آدَهَا وأَنشد ابن السكيت: إِلى ماجدٍ لا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه، ولا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ قال: لا يتآداه لا يثقله أَراد يتأَوَّد فقلبه.
وفي صفة عائشة أَباها، رضي الله عنهما، قالت: وأَقام أَوَدَهُ يثقافِه؛ الأَوَدُ: العوج، والثقاف: هو تقويم المعوج.
وفي حديث نادبة عمر، رضي الله عنه: واعُمَراه أَقام الأَوَدَ، وشفى العَمَدَ.
والمآوِد والموائد: الدواهي وهو من القلوب.
ورماه بإِحدى المآود أَي الدواهي؛ عن ابن الأَعرابي.
وحكي أَيضاً: . . . أكمل المادة رماه بإِحدى الموائد في هذا المعنى كأَنه مقلوب عن المآود. أَبو عبيد: المَوْئدُ، بوزن معبد، الأمر العظيم؛ وقال طرفة: أَلَسْتَ ترى أَنْ قد أَتَيْت بمَوْئدٍ (* في معلقة طرفة: بُمؤيدِ).
وجمعه غيره على مآوِدَ جعله من آده يو وده أَوْداً إِذا أَثقله.
والتأَوّد: التثني.
وأَوِدَ الشيءُ، بالكسر، يأْوَدُ أَوَداً، فهو آودٌ: اعوجَّ، وخص إبو حنيفة به القِدْحَ.
وتأَوّد الشيءُ: تعوّج.
وأُدْتُ العود وغيره أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد: كلاهما عجته وعطفته.
وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تثنى؛ قال الشاعر: تأَوّد عُسْلُجٌ على شطّ جعفرٍ وآد العودَ يؤوده أَوداً إِذا حماه.
وقد انآد العودُ ينآد انئياداً، فهو مُنآد إِذا انثنى واعوجَّ.
والانْئِياد: الانحناء؛ قال العجاج: من أَن تَبَدّلتُ بآدي آدا، لم يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا أَي قد انْآد فجعل الماضي حالاً بإِضمار قد، كقوله تعالى: أَو جاؤكم حصرت صدورهم.
ويقال: آد النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رجع في العشيّ؛ وأَنشد:ثم ينوشُ، إِذا آدَ النهارُ له، على الترقُّبِ، مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ وآد العشيُّ إِذا مال.
وآد الشيءُ أَوْداً: رجع؛ قال ساعدة بن العجلان يصف أَنه لقي رجلاً من خصومه ففرّ منه واستتر، نهارَه الى قريب من آخره ثم أَسرع في الفرار: أَقمتَ بها نهارَ الصيْفِ، حتى رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ منه، وثوبُك في عَباقِيَةٍ هرِيدُ أَي ترجع وتميل إِلى ناحية المشرق وشواحط: موضع.
وعباقية: شجرة.
وهريد: مشقوق؛ وقال المرقش: والعَدْوُ بين المجلسَينِ، إِذا آدَ العشيُّ، وتَنادى العَمّ وقال آخر يمدح امرأَة مالت عليها الميرة بالتمر: خُذامِيَّةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَى، فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا وآد عليه: عطف.
وآده: بمعنى حناه وعطفه، وأَصلهما واحد. الليث في التؤدة بمعنى التأَني قال: يقال اتَّئِد وتوَأّد، فاتَّئِد على افتعل وتَوَأَّد على تفعَّل، قال: والأَصل فيهما الوأْد إِلاَّ أَن يكون مقلوباً من الأَود، وهو الإِثقال، فيقال آدني يؤُودني أَي أَثقلني وآدني الحمل أَوْداً أَي أَثقلني، وأَنا مَؤُود مثل مقول.
ويقال: ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ.
ويقال: تأَوَّدتِ المرأَة في قيامها إِذا تثنت لتثاقلها، ثم قالوا: تَوَأُّد واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وتمهل. قال الأَزهري: والمقلوبات في كلام العرب كثيرة ونحن ننتهي إِلى ما ثبت لنا عنهم، ولا نحدث في كلامهم ما لم ينطقوا به، ولا نقيس على كلمة نادرة جاءت مقلوبة.
وأَوْدُ: قبيلة، غير مصروف، زاد الأَزهري: من اليمن.
وأُود، بالضم: موضع بالبادية، وقيل: رملة معروفة؛ قال الراعي: فأَصْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ، وأَصبحتْ فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرائِقُه وأَود، بالفتح: اسم رجل؛ قال الأَفوه الأَودي: مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ، وأَبونا من بني أَوْدٍ خيار

الجَبَبُ (القاموس المحيط) [0]


الجَبَبُ، مُحَرَّكَةً: قَطْعُ السَّنامِ، أو أَنْ يَأكُلَهُ الرَّحْلُ فلا يَكْبُر.
بَعِيرٌ أجَبُّ،
وناقَةٌ جَبَّاءُ، وهي المَرْأةُ، لا أَلْيَتَيْنِ لها، أو التي لم يَعْظُمْ صَدْرُهَا وثَدْياها، أو التي لا فَخِذَي لها.
والجُبَّةُ: ثَوْبٌ م،
ج: جُبَبٌ وجِبابٌ،
و ع، وحِجاجُ العَيْنِن والدِّرْعُ، وحَشْوُ الحافِرِ أو قَرْنُهُ، أو مَوصِلُ ما بَيْنَ السَّاقِ والفخذِ،
و~ من السِّنان: ما دَخَلَ فيه الرُّمْحُ،
و ة بالنَّهْرَوانِ (من عَمَلِ بَغْدَادَ)،
و ة بِبَغْدَادَ، منها: محمدُ بنُ المُبارك الجُبَّائِيُّ، ودَعْوانُ بنُ عَلِيٍّ الجُبَّائِيُّ،
و ع بِمصْرَ،
و ع بَيْنَ بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ، وماءٌ بِرَمْلِ عالِجٍ،
و ة بأَطْرابُلُسَ، منها: عبدُ اللَّهِ بنُ أبي الحَسنِ الجُبَّائِيُّ،
و فَرَسٌ . . . أكمل المادة مُجَبَّبٌ، كَمُعَظَّمٍ: ارْتَفَعَ البَياضُ منه إلى الجُبَبِ.
والجُبُّ، بالضمِّ: البِئْرُ، أو الكثيرةُ الماءِ البَعيدَةُ القَعْرِ، أو الجَيِّدَةُ المَوْضِعِ من الكَلأِ، أو التي لم تُطْوَ، أو ممَّا وُجِدَ لا ممَّا حَفَرَهُ النَّاسُ،
ج: أجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبَةٌ، والمَزَادَةُ يُخَيَّطُ بعضُها إلى بعضٍ،
و ع بالبَرْبَرِ تُجْلَبُ منه الزَّرَافَةُ، ومَحْضَرٌ لِطِّئٍ، وماءٌ لبني عامِرٍ، وماءٌ لِضَبَّةَ بنِ غَنِّيٍ،
وع بين القَاهِرِةَ وبُلْبَيْسَ،
و ة بِحَلَبَ، وتُضافُ إلى الكَلْبِ، إذا شَرِبَ منها المَكْلُوبُ قَبْلَ أربعينَ يَوْماً بَرَأَ.
وجُبُّ يوسُفَ: على اثْني عَشَرَ ميلاً من طَبَريَّةَ، أو بين سَنْجَلَ ونابُلُسَ.
ودَيْرُ الجُبِّ: بالمَوْصِلِ.
وجُبُّ الطَّلْعَةِ: دَاخِلُها.
والتَّجْبيبُ: ارْتفاعُ التَّحْجيلِ إلى الجُبَبِ، والنِّفارُ والفرار، وإرواءُ المالِ.
والجَبابُ، كَسَحابٍ: القَحْطُ الشديدُ، وبالكسر: المُغَالَبَةُ في الحُسْنِ وغَيْرِهِ، وبالضمِّ: القَحْطُ، والهَدَرُ الساقطُ الذي لا يُطْلَبُ، وما اجْتَمَعَ من أَلْبَانِ الإِبِلِ كأنَّهُ زُبْدٌ، ولا زُبْدَ للإِبِلِ، وقد أَجَبَّ اللَّبَنُ.
والجَبُوبُ: الأرضُ، أو وَجْهُها، أو غليظُها، والتُّرَابُ، وحِصْنٌ باليَمَنِ،
و ع بالمَدينةِ،
و ع بِبَدْرٍ، وبِهاءٍ: المَدَرَةُ.
والأَجَبُّ: الفَرْجُ.
وجُبَابَةُ السَّعْديُّ، كَثُمامَةٍ: شاعِرٌ لِصٌّ.
وكَزُبَيْرٍ: صَحابِيٌّ، ووَادٍ بأَجَأَ، وَوادٍ بِكَحْلَةَ.
وجُبَّى، بالضَّمِّ والقَصْرِ: كُورَةٌ بِخُوْزِسْتانَ، منها: أبو عَلِيٍّ، وابنُهُ أبو هاشِمٍ،
و ة بالنَّهْرَوَانِ، منها: أبو محمدِ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمَّادٍ المُقْرِئُ،
و ة قُرْبَ هِيتَ، منها: محمدُ بنُ أبي العِزِّ،
و ة قُرْبَ بَعْقُوبَا، والنِّسْبَةُ: جُبَّائِيٌّ.
وكَحَتَّى: ة باليمنِ، منها شُعَيْبٌ الجَبَّائِيُّ المُحَدِّثُ.
وأحمدُ بنُ عَبْدُ اللَّهِ الجُبِّيُّ، بالضمّ، ويقالُ: الجِبابيُّ، لِبَيْعِهِ الجِبَابَ: مُحَدِّثٌ.
ومحمدٌ، وعُثْمانُ ابنَا مَحمودِ بنِ أبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأصبهانِيَّانِ، ومحمدُ بنُ جَبُّويَةَ الهَمَذَانِيُّ، وعبدُ القَوِيِّ بنُ الجَبَّابِ، ككَتَّانٍ، لِجُلوسِ جَدِّهِ في سُوقِ الجِبابِ، والحافظُ أحمدُ بنُ خالدٍ الجَبّابُ: محدثون.
والجُباباتُ، بالضمِّ: ع قُرْبَ ذي قارٍ.
والجَبْجَبَةُ: أَتانُ الضَّحْلِ، وبضَمَّتَيْنِ: الزَّبِيلُ من جُلودٍ، وبفَتْحَتَيْنِ، وبضَمَّتَيْنِ: الكَرِشُ يُجْعَلُ فيه اللَّحْمُ المُقَطَّعُ، أو هي الإِهالَةُ تُذابُ وتُجْعَلُ في كَرِشٍ، أو جِلْدُ جَنْبِ البَعيرِ يقوَّرُ ويُتَّخَذُ فيه اللَّحْمُ.
وجُبْجَبٌ، بالضمِّ: ماءٌ قُرْبَ المَدِينةِ.
وماءٌ جَبْجَابٌ وجُباجِبٌ: كَثيرٌ.
والجَبْجَبُ: المُسْتَوِي من الأرْضِ.
وبَقِيعُ الجَبْجَبِ: بالمدينةِ، أو هو بالخاءِ أوَّلَهُ.
والجَبَاجِبُ: الطَّبْلُ، وجِبالُ مَكَّةَ حَرَسها الله تعالى أو أَسْواقُها، أو مَنْحَرٌ بِمِنىً كان يُلْقَى به الكُروشُ، والضِّخامُ من النُّوقِ.
والمُجابَّةُ: المُغالَبَةُ، والمُفَاخَرَةُ في الحُسْنِ وفي الطَّعامِ.
والتَّجَابُّ: أنْ يَتَنَاكَحَ الرَّجُلانِ أُخْتَيْهِما.
وجَبَّانُ، مُشَدَّدَةً: ة بالأَهْوازِ.
وجَبْجَبَ: ساحَ في الأرضِ.
وأحمدُ بنُ الجَبَّابِ، مُشَدَّدَةً: مُحَدِّثٌ.
وكَزُبَيْرٍ: أبو جُمُعَةَ الأنصاريُّ، أو هو بالنُّونِ.

خيس (العباب الزاخر) [0]


الخِيْسُ -بالكسر-: الشجر الملتف. وموضِعُ الأسَدِ: خِيْسٌ - أيضاً-؛ وهو الأجَمَة.
وقال ابن دريد: قال بعضُهُم: لا يُسمَّى خِيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء وقصب، قال جَرير:
لا تفْخَرَنَّ على قومٍ عَرَفْـتَ لـهـم      نورَ الهُدى وعرين العزِّ ذي الخِيْسِ

والجمع اخياس.
والخِيسَة: الخِيْسُ، وجمعها خِيَس، وقال الرِّياشيّ: سألتُ الأصمعي عن الخيسَة فقال: الأجمَة.
وأنشد الرِّياشي في الأخياس:
لُحاهُم كأنَّها أخْيَاسُ     

والخَيْس: مصدر خاسَت الجيفَة: إذا أروَحَتْ، ومنه يقال: خاسَ البيعُ والطعام. وقال ابن دريد: خاسَ بالعهدِ يَخيسُ خَيَسَاناً؛ وقال غيره: خَيْساً: إذا نَكَثَ وغدر.
وقال أبو رافع رضي الله عنه-: بَعَثَتْني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم-؛ فلمّا رأيتُه أُلْقِيَ في قلبي الإسلام؛ . . . أكمل المادة فقلت: والله لا أرجِعُ إليهِم، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلّم-: إنّي لا أخيسُ بالعَهْدِ ولا أحبِسُ البُرُدَ؛ ولكن ارجِع؛ فإن كان في نفسِكَ الذي في نفسِكَ الآن فارجِع. وخاس الرجل: إذا لَزِمَ موضِعَه. ويقال: قَلَّ خَيْسُه -بالفتح- ما أظرَفَه: أي قَلَّ غَمُّه، وليست بالعالية. وقال ابن عبّاد: يقال خاسَ خَيْسُكَ: أي ضلَّ ضلالُكَ. ويقال قَلَّ خَيْسُه: أي خَيْرُه. وخَيْسُ -ويقال خِيْسُ-: من كُوَر الحَوف الغربي بمصر، يُنسَب إليها البقر الخَيْسِيَّة. والخِيْسُ -بالكسر-: من نواحي اليمامة. وقال الرِّياشيُّ: تدعو العرب بعضهم على بعض فتقول: أقَلَّ الله خِيْسَكَ -بالكسر-: أي لَبَنَكَ، قال: إلاّ أنَّ الأصمعي لم يَعْرِفه. وقال أبو سعيد: يقال قلَّ خِيسُ فلان: أي قلَّ خَطَأُه. ويقال: اقلِل من خِيْسِك: أي من كَذِبِك. وقال أبو عمرو: قلَّ خِيسُه بالكسر-: أي دَرُّه. ويقال: إن فَعَلَ فلان كذا فإنَّه يُخاس أنفُه: أي يُرغَم أنفُه ويُذَل. ويقال: فلان في عيصٍ أخْيَس وعددٍ أخْيَس: أي هو كثير العدد، قال جَنْدَلُ بن المثنى الطُّهَويّ:
وانَّ عِيْصي عِيْصُ عِزٍّ قد أذِنْتُ لهم      ألَفُّ تحميهِ صَـفَـاةٌ عِـرْمِـسُ

وخاسَ عن الشيء: جَبُنَ، قال رؤبة:
نجا فِراراً والفِرارُ خَيّاسُ     

وخَيّسَهُ تخييساً: أي ذلَّلَهُ، قال النابغة الذبياني:
وخَيِّس الجِنَّ إني قد أذِنْتُ لهم      يَبْنونَ تَدْمُرَ بالصِفاحِ والعَمَدِ

والمُخَيِّس والمُخَيَّس: سجن بناه علي -رضي الله عنه-، وكان بنى قبل ذلك سجناً من قصب وسمّاه نافِعاً فَنَقَبَهُ اللصوص، فقال:
باباً حصيناً وأميناً كَيِّسا     


فمن كَسَرَ الياء فمعناه المُذَلِّل، ومن فتحها فمعناه موضع التذليل.
وكلُّ سجنٍ مُخَيِّسٌ ومُخَيَّسٌ، قال شبيب بن عمرو بن كُرَيب:
تجلَّلْتُ العصا وعَلِمْتُ أنّي      رَهينٌ مُخَيّسٍ أن يَثْقَفُوني


وقال:
فلم يبقَ إلاّ داخِـرٌ فـي مُـخَـيّسٍ      ومُنْجَحِرٌ في غير أرضِكَ في جُحْرِ

وأبو المُخَيِّسِ السَّكُونيُّ -بكسر الياء-: من التابعين، وكذلك مُخَيِّسُ بن ظَبْيان المِصْرِيُّ. ومُخَيِّسُ بن تميم: من أتباع التابعين، وقيل فيه: مِخْيَسٌ -مثال مِجْلَز-. وسنان بن المُخَيِّسُ: قاتِلُ سَهم بن بُردَة. والإبل المُخَيَّسَة: التي لم تُسْرَح ولكنَّها حُبِسَت للنَّحر أو القَسْم. والتركيب يدل على تذليل وتليين.

رهش (لسان العرب) [0]


الرَّواهشُ: العصَّب التي في ظاهر الذراع، واحدتُها راهِشةٌ وراهِشٌ بغير هاء؛ قال: وأَعْدَدْتُ للحرب فَضْفاضَةً دِلاصاً، تَثَنَّى على الراهِشِ وقيل: الرَّواهِشُ عصَبٌ وعروقٌ في باطن الذراع، والنواشر: عروقُ ظهر الكفّ، وقيل: هي عروقُ ظاهر الذراع، والرواهِشُ: عصَبُ باطنِ يدَي الدابة.
والارْتِهاشُ: أَن يصُكّ الدابةُ بعَرض حافرِه عَرْضَ عُجايَتِه من اليد الأُخرى فربّما أَدْماها وذلك لضَعْف يدِه.
والراهِشانِ: عرْقانِ في باطن الذراعين.
والرَّهَشُ والارْتِهاشُ: أَن تضطَرِبَ زواهِشُ الدابة فيَعْقِر بعضُها بعضاً. الليث: الرَّهَشُ ارْتِهاشٌ يكون في الدابة وهو أَن تَصْطَكّ يداه في مِشْيته فيَعْقِر رواهشَه، وهي عصَبُ يديه، والواحدة راهِشةٌ؛ وكذلك في يد الإِنسان رَواهِشُها: عصبُها من باطن الذراع. أَبو عمرو: النواشرُ . . . أكمل المادة والرَّواهِشُ عروقُ باطنِ الذراع، والأَشاجِعُ: عروق ظاهرِ الكف. النضر: الارْتِهاشُ والارتعاش واحدٌ. ابن الأَثير: وفي حديث عُبادة وجَراثيمُ العرب تَرْتَهِسُ أَي تضْطَرب في الفِتنة، قال: ويروى بالشين المعجمة، أَي تَصْطَكّ قبائلُهم في الفِتَن. يقال: ارْتَهَشَ الناسُ إِذا وقَعت فيهم الحربُ، قال: وهما متقاربان في المعنى، ويروى تَرْتَكِش، وقد تقدم.
وحديث العُرَنيّين: عظُمَت بُطونُنا وارْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي اضطربت، قال: ويجوز أَن يكون بالسين والشين.
وفي حديث ابن الزبير: ورَهِش الثَّرى عرضاً؛ الرَّهِيشُ من التراب: المُنْثالُ الذي لا يَتَماسَك من الارْتِهاش الاضطراب والمعنى لزوم الأَرض أَي يقاتلون على أَرجلهم لِئلاَّ يُحَدّثوا أَنفسهم بالفرار، فِعْلَ البطَلِ الشجاع إِذا غُشِي نزل عن دابّته واستقبل العدوّ، ويحتمل أَن يكون أَراد القبر أَي اجعلوا غايتكم الموتَ.
والارتهاش: ضربٌ من الطعْن في عَرْضٍ؛ قال: أَبا خالدٍ، لولا انتظارِيَ نَصْرَكم، أَخذْتُ سِنانِي فارْتَهَشْتُ به عَرْضا وارتهاشه: تحريكُ يديه. قال أَبو منصور: معنى قوله فارتهشت به أَي قَطعت به رواهشي حتى يسيل منها الدم ولا يرقأَ فأَموت؛ يقول: لولا انتظاري نصركم لقتلت نفسي آنفاً.
وفي حديث قُزْمانَ: أَنه جُرِحَ يوم أُحُدٍ فاشْتَدّت به الجراحةُ فأَخَذ سهماً فقَطع به رَواهِشَ يديه فقَتَل نفسَه؛ الرَّواهِشُ: أَعصابٌ في باطن الذراع.
والرَّهِيشُ: الدَّقيق من الأَشياء.
والرَّهِيشُ: النَّصلُ الدقيق.
ونصْلٌ رَهِيشٌ: حَدِيدٌ؛ قال امرؤ القيس: بِرَهِيشٍ من كِنانَتهِ، كتلَظِّي الجَمْرِ في شَرَرِهْ قال أَبو حنيفة: إِذا انشق رِصافُ السهم فإِن بعض الرواة زعم أَنه يقال له سهم رَهِيشٌ؛ وبه فسر الرَّهِيشُ من قول امرئ القيس: برهيش من كنانته قال: وليس هذا بقويّ.
والرَّهِيشُ من الإِبل: المهزولةُ، وقيل: الضعيفةٌ؛ قال رؤبة: نَتْف الحُبارَى عن قَرا رَهيشِ وقيل: هي القليلة لحم الظهر، كلاهما على التشبيه، فالرَّهِيشُ الذي هو النَّصْل، والرَّهِيشُ من القِسِيّ التي يُصيب وترُها طائفَها، والطائف ما بين الأَبْهَرِ والسِّيَةِ، وقيل: هو ما دون السِّيَةِ، فَيُؤْثّر فيها، والسِّيَةُ ما اعْوَجّ من رأْسها.
والمُرْتَهِشةُ من القِسِيّ: التي إِذا رُمِيَ عليها اهتزّت فضرب وتَرُها أَبْهَرَها، قال الجوهري: والصواب طائفَها.
وقد ارْتَهَشَت القوسُ، فهي مُرْتَهِشةٌ؛ وقال أَبو حنيفة: ذلك إِذا بُريَتْ بَرْياً سخِيفاً فجاءت ضعيفة، وليس ذلك بقويّ.
وارْتَهَشَ الجرادُ إِذا ركب بعضُه بعضاً حتى لا يكاد يُرى الترابُ معه، قال: ويقال للرائد كيف البلادُ التي ارْتَدْتَ؟ قال: تركتُ الجرادَ يَرْتَهِش ليس لأَحد فيها نُجْعةٌ.
وامرأَة رُهْشوشةٌ: ماجِدةٌ.
ورجل رُهْشُوشٌ: كريمٌ سَخِيٌّ كثيرُ الحياء، وقيل: عَطوفٌ رَحيمٌ لا يمنع شيئاً، وقيل: حَيِيٌّ سَخِيٌّ رَقِيقُ الوجه؛ قال الشاعر: أَنت الكريمُ رِقَّةَ الرُّهشوشِ يريد ترِقّ رقّةَ الرُّهشوش، ولقد تَرَهْشَشَ، وهو بَيِّنُ الرُّهْشةِ والرُّهْشوشِيّة.
وناقة رُهْشُوشٌ: غَزِيرةُ اللبَنِ، والاسم الرُّهْشة، وقد تَرَهْشَشَت، قال ابن سيده: ولا أَحُقُّها. أَبو عمرو: ناقةٌّ رَهِيشٌ أَي غزيرة صَفِيٌّ؛ وأَنشد: وخَوّارة منها رَهِيش كأَنما بَرَى لَحْمَ مَتْنَيها، عن الصُّلْبِ، لاحِبُ

برك (مقاييس اللغة) [0]



الباء والراء والكاف أصلٌ واحدٌ، وهو ثَباتُ الشيءِ، ثم يتفرع فروعاً يقاربُ بعضُها بعضاً. يقال بَرَك البَعيرُ يَبْرُكُ بُرُوكاً. قال الخليل البَرْك يَقَعُ على ما بَرَك مِن الجِمال والنُّوق على الماء أو بالفلاة، من حرِّ الشمس أو الشِّبع، الواحد باركٌ، والأنثى باركة.
وأنشد في البَرْك أيضاً:
بَرْك هُجُود بفَلاةٍ قَفْرِ      أَحمْى عليها الشمسَ أبْتُ الحَرِّ

الأبْتُ: شِدّة الحرّ بلا ريح. قال أبو الخطَّاب: البَرْك الإبلُ الكثيرةُ تَشربُ ثم تَبْرُك في العَطَن، لا تكونُ بَرْكاً إلا كذا. قال الخليل: أبركْتُ الناقةَ فبرَكَتْ. قال: والبَرْك أيضاً كَلْكَل البعير وصدرُه الذي يدكُّ به الشيءَ تحتَه. تقول: حَكَّه ودَكَّهُ بِبرْكِهِ. قال الشاعر:
فأقعَصَتْهُمْ وحَكَّتْ . . . أكمل المادة بَرْكَها بهمُ      وأعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ

والبِرْكَة: ما وَلِيَ الأرضَ من جِلد البَطْن وما يليه من الصَّدر، مِنْ كلِّ دابة.
واشتقاقُه مِن مَبرَكِ الإبل، وهو الموضع الذي تَبرُكُ فيه، والجمع مبارك. قال يعقوب: البِرْكَة من الفَرَس حيثُ انتصبَتْ فَهْدَتَاه من أسفل، إلى العِرْقين اللذين دون العَضُدين إلى غُضُون الـذّّراعين من باطن.قال أبو حاتم: البَرْك بفتح الباء: الصدر، فإذا أدخلت الهاء كسرت الباء. قال بعضُهم: البَرْكُ القَصُّ. قال الأصمعيّ: كان أهلُ الكوفة يسمُّون زياداً أشْعر بَرْكاً. قال يعقوب: يقول العرب: "هذا أَمْرٌ لا يَبْرُك عليه إبلي" أي لا أقرَبُه ولا أقْبَله.
ويقولون أيضاً: "هذا أمْرٌ لا يَبْرُك عليه الصُّهْبُ المحزَّمَة" يقال ذلك للأمر إذا تفاقَمَ واشتدّ.
وذلك أنّ الإبلَ إذا أنكرت الشَّيءَ نَفَرتْ منه.قال أبو عليّ: خصّ الإبلَ لأنّها لا تكاد تبرك في مَبْرَكٍ حَزْنٍ، إنّما تطلبُ السهولة، تذوقُ الأرضَ بأخفافها، فإن كانَتْ سهلةً بَرَكَتْ فيها. قال أبو زيد: وفي أنواءِ الجَوْزاء نَوْءٌ يقال له "البُرُوك"*، وذلك أنّ الجوزاء لا تسقُط أنواؤُها حتى يكون فيها يومٌ وليلةٌ تَبرك الإبلُ من شِدّة بَردِه ومَطَره. قال: والبُرَكُ عوفُ بن مالك بن ضُبَيعة، سُمِّي به يوم قِضَّة؛ لأنه عقر جَمَله على ثَنِيَّة وأقام، وقال: "أنا البُرَك أبْرُك حيثُ أُدْرَك".قال الخليل: يقال ابتَرَك الرّجلُ في آخر يَتَنَقَّصه ويشتمُهُ.
وقد ابتركوا في الحرب إذا جَثَوا على الرُّكَبِ ثمّ اقتتلوا ابتِراكاً.
والبَرَاكاءُ اسمٌ من ذلك، قال بِشْرٌ فيه:
ولا يُنْجِي مِن الغَمَراتِ إلاّ      بَرَاكاءُ القِتالِ أو الفِرارُ

قال أبو عبيدة: يقولون بَرَاكِ بَرَاكِ، بمعنى ابرُكوا. قال يعقوب: يقال بَرَك فلانٌ على الأمور وبَارَك جميعاً، إذا َواظبَ عليه.
وابتَرَك الفَرَسُ في عَدْوه، أي اجتهَد. قال:قال الخليل: يقال أبْرَكَ السّحابُ، إذا ألحّ بالمطر على المكان. قال غيره: بل يقال ابترك.
وهو الصحيح: وأنشد:
ينْزع عنها الحَصَى أجَشُّ مُبْتَرِكٌ      كأنَّهُ فاحصٌ أو لاعِبٌ دَاحِ

فأمّا قول الكميت:
ذو برْكةٍ لم تَغِض قَيداً تشيع به      من الأفاويق في أحيانها الوُظُبِ

الدّائمة. فإنّ البِركة فيما يقال أن تُحلَب قبل أن تخرج.قال الأصفهاني عن العامريّ: يقال حَلبتُ النّاقة بِركتَها، وحلبْتُ الإبل بِركتها، إذا حَلَبْتَ لبنَها الذي اجتمع في ضرعها في مَبْرَكها.
ولا يقال ذلك إلاّ بالغُدُوات.
ولا يسمَّى بِركةً إلاّ ما اجتمع في ضرعها باللّيل وحُلِب بالغُدْوة. يقال احلُبْ لنا مِنْ بِرَك إبلك.قال الكسائيّ: البِركة أن يدرّ لبنُ الناقة باركة فيقيمَها فيحلُبها. قال الكُميت:قال الخليل: البرْكة شبه حوضٍ يُحفَر في الأرض، ولا تُجعَل له أعضادٌ فوقَ صعيدِ الأرض. قال الكلابيُّون: البركة المَصْنَعة، وجميعها بِرَكٌ، إلا أنّ المَصْنعةَ لا تُطوَى، وهذه تُطوَى بالآجُرّ.قال الخليل: البَرَكة من الزيادة والنماء.
والتّبريك: أن تَدعُوَ بالبَرَكة.وتَبَارَكَ اللهُ[الأعرف 54] تمجيدٌ وتجليل.
وفُسِّر على "تعالى الله".
والله أعلم بما أراد. قال أبو حاتم: طعامٌ بَريكٌ أي ذو بَرَكة.

ددن (مقاييس اللغة) [0]



الدال والدال والنون كلمتان: إحداهما اللَّهو واللَّعب، يقال دَدَنٌ ودَدٌ. قال:
أيُّها القلب تعلَّلْ بدَدَنْ      إنّ هَمِّي في سَماعٍ وأَذَنْ

ومن هذا اشتُقَّ السَّيف الدَّدَانُ؛ لأنّه ضعيفٌ، كأنه ليس بِحادٍّ في مَضائه.
والكلمة الأخرى: الدَّيْدَنُ: العادَة.والله أعلم.وسبيلُ هذا سبيلُ ما مضى ذِكره، فبعضُه مشتقٌّ ظاهر الاشتقاق، وبعضُه منحوت بادي النَّحْت، وبعضه موضوعٌ وضعاً على عادة العربِ في مِثْله.فمن المشتق المنحوت الدُّلَمِصُ والدُّمَلِصُ: البَرّاق. فالميم زائدة، وهو من الشَّيء الدَّلِيص، وهو البرّاق، وقد مضَى.ومن ذلك الدِّفْنسُ، وهو الرجل الدنيُّ الأحمق، وكذلك المرأة الدّفِنس، والفاء فيه زائدة، وإنَّما الأصل الدال والنون والسين.ومن ذلك الدَّرْقَعة، وهو الفِرار. فالزائِدة فيه القاف، وإنَّما . . . أكمل المادة هو من الدال والراء والعين.ومنه الاندِراعُ في السَّيْر، وقد ذكرناه.ومن هذا الباب ادْرَعَفَّتِ الإبلُ، إذا مضَتْ على وُجوهها.
ويقال اذرعَفَّتْ بالذال.
والكلمتان صحيحتان؛ فأمّا الدال فمن الاندراع، وأمّا الذال فمن الذريع.
والفاء فيهما جميعاً زائدة.ومن ذلك الدَّهْكَم، وهو الشّيخ الفاني، والهاء فيه زائدة، وهو من دَكَمْتُ الشيء وتدكَّم، إذا كسرتَه وتكسَّر بعضُه فوقَ بعض.
وقال قوم: التَّدَهْكم: الانقحام في الشيء، وهو ذاك القياسُ الذي ذكرناه.ومن ذلك الدَّلَهْمَسُ، وهو الأسَد. قال أبو عُبيد: سمِّي بذاك لقوَّته وجُرْأته.
وهي عندنا منحوتٌ من كلمتين: من دَالَسَ وهَمَسَ. فدالَس: أتى في الظَّلام، وقد ذكرناه، وهمس كأنّه غمس نَفْسَه فيه وفي كلِّ ما يريد. يقال: أسدٌ هموس. قال:
فباتُوا يُدْلِجون وبات يَسْرِي      بَصِيرٌ بالدّجَى هادٍ هَمُوسُ

ومن ذلك دَغْمَرْتُ الحديثَ، إذا خلَطْتَه. قال الأصمعيّ في قوله:قال: المُدَغْمَر: الخفيّ.
وهذه منحوتةٌ من كلمتين: دغم، يقال أدغمت الحرف في الحرف إذا أخفيته فيه، وقد فسَّرناه، ومن دَغَر، إذا دخَلَ على الشّيء.
وقد مضى.ومن ذلك دَرْبَخَ إذا تذلَّل.
والدال فيه زائدة، وهو من دبخ، يقال: مشى حَتَّى تدبَّخَ، أي استرخَى.ومن ذلك دَمْشَقَ عملَه، إذا أٍسرَعَ فيه.
والدال فيه زائدة، وإنَّمَا هو مَشَق، وهو الطَّعْن السّريع، وقد فُسِّر في كتاب الميم.ومن ذلك الدُّمَّرِغُ وهو الأحمق، والدال فيه زائدة، وهو من المَرْغ وهو ما يسيل من اللعاب، كأنّه لا يُمْسِك مَرْغَه.ومن ذلك الدِّعْبِل، وهو الجملُ العظيم.
وهو منحوتٌ من كلمتين مِن دَبَلْتُ الشَّيءَ، إِذا جمَعْتَه، وقد مضى، وهذا شيءٌ عَبْلٌ.
ويجيء تفسيره.ومن ذلك الدُّمُْلَج والدَّمْلَجة، واللام فيه زائدة.
وهو من أدمجت، وقد فسرناه.
والدُّمُْلَج: المِعْضَد من الحَلْي.ومن ذلك الدَّعْلَجةُ، وهو الذّهاب والرُّجوع والتردُّد، وبه يسمُّون الفَرَس "دَعْلَجاً"، والعين فيه زائدةٌ، وإنما هو الدَّلَج والإدلاج.ومن ذلك دَخْرَصَ فلانٌ الأمرَ، إِذا بيَّنَه.
وإِنه لَـ دِخْرِصٌ، أي عالمٌ.
والوجه أن يكون الدال فيه زائدة، وهو من خَرَصَ الشيءَ، إذا قدَّره بفِطْنته وذكائه.ومن ذلك الدَّخْمَسَةَ، وهو كالخِبّ والخِدَاع، وهي منحوتةٌ من كلمتين: من دَخس ودَمَس، وقد ذكرناهما.ومن ذلك الدَّنْخَس وهو الشديد* اللحم الجَسيم.
والنون فيه زائدة، وهو من اللّحم الدَّخيس، وقد مضَى.ومن ذلك تَدَرْبَسَ الرّجُل، إذا تقدَّم.
وأنشد:
إذا القوم قالُوا مَنْ فَتىً لِمُهمَّةٍ      تَدَرْبَسَ باقِي الرِّيقِ فَخْمُ المناكبِ

والدال زائدة، وإنَّما هو من الراء والباء والسين. يقال اربَسَّ اربِساساً، إذا ذَهَب في الأرض.ومن ذلك الدلمسُ، وهي الدَّاهية، وهي منحوتة من كلمتين. من دَلَس الظلمة، ومن دَمَسَ، إذا أتَى في الظَّلام.ومن ذلك الدَّغاوِل وهي الغَوائل، والواو فيها زائدة، وهو من دغل.ومن ذلك الادْرِنْفَاقُ، وهو السَّير السَّريع.
وهذا ممّا زِيدت فيه الراء والنون؛ وإنَّما هو من دَفَقَ، وأصله الاندفاع.
والدُّفْقَة من الماء: الدُّفعة.
وقد مضى.ومن ذلك الدُّعْثُور، وهو الحوض الذي لم يُتَنَوَّقْ في صنعته. قال: العَدَبَّسُ: "الدُّعْثُور: [الحوض] المتَثَلِّم"، وهذا ممّا زِيدت فيه العين.
وهو من دَثَرَ.
ويجوز أن يكون من دَعَثَ، وقد مضى.ويقال ادْرَمَّجَ، إذا دخل في الشَّيء واستَتَر.
والراء فيه زائدة، وإنَّما هو من دَمَج.ومن ذلك الدُّمْلوك والحجر المُدَمْلَك، والميم زائدة، وإنَّما هو من دلكت.ومن ذلك دَغْفَقْت الماء: صبَبْتُه، والغين زائدة، وإنَّما هو من دفقت.ومن ذلك الدُّحْمُسَانُ: الأسود، والحاء زائدة، وهو من الدَّسَم، وهو عندنا موضوعٌ وضعاً.
وقد يكون عند سِوانا مشتقّاً.
والله أعلم.

عين (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَيْنُ: حاسَّة الرؤيا، وهي مؤنَّثة، والجمع أعْيُنٌ وعُيونٌ وأعْيانٌ.
وتصغيرها عُيَيْنَة، ومنه قيل: ذو العَيْنَتَيْنِ، للجاسوس.
ولا تقل: ذو العُوينتين.
والعَيْنُ: عَيْنُ الماء، وعَيْنُ الركبة.
ولكلِّ ركبة عينان.
وهما نقرتان في مقدّمها عند الساق.
والعَيْنُ: عَيْنُ الشمس.
والعَيْنُ: الدينار.
والعَيْنُ: المالُ الناضُّ.
والعَيْنُ: الديدبان، والجاسوس.
ولقيته عَيْنَ عُنَّةٍ، إذا رأيته عِياناً ولم يَرَكَ.
وفعلت ذلك عمد عَيْن، إذا تعمَّدته بجدّ ويقين. قال امرؤ القيس:  
عَمْدُ عَيْنٍ قلَّدْتُهُنَّ حَريما      أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي

وكذلك: فعلته عمداً على عينٍ. قال خُفاف ابن ندبة السلَميُّ:
فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكـا      وإن تكُ خَيْلي قد أُصيبَ صَميمُها

ولقيته أوَّل عَيْنٍ، وأوَّل عائنَةٍ، وأدنى عائنَةٍ، أي قبل كلِّ شيء.
وعَيْنُ الشيء: خياره.
وعَيْنُ الشيء: نفسه. يقال: هو . . . أكمل المادة هو عَيْناً، وهو هو بعينِهِ، ولا أخذ إلا درهمي بعيْنِهِ.
وفي المثل: إن الجواد عَيْنُهُ فُرارُهُ. أطلب أثراً بعد عَيْن، أي بعد مُعاينة.
وعائنَةُ بني فلانٍ، وكذلك ما بها عينٌ، أي أحد.
وبلدٌ قليلُ العينِ، أي قليل الناس.
والعَيْنُ: مطرُ أيامٍ لا يقلع.
ويقال: لقيته أوَّل عينٍ، أي أول شيء.
وعُيون البقر: جنسٌ من العنب يكون بالشام.
وأعْيانُ القوم: سَراتهم وأشرافهم.
والأعْيانُ: الأخوة بنو أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدة.
وهذه الأخوَّة تسمَّى المُعاينة.
وفي الحديث: "أعْيانُ بني الأمّ يتوارثون، دون بني العَلاَّتِ".
وفي الميزان عينٌ، إذا لم يكن مستوياً.
وقول الحجَّاج للحسن: لَعَيْنُكَ أكبر من أمَدِكَ، يعني شاهدك ومنظرك أكبر من سِنّك.
ويقال: هو عبدُ عينٍ: أي هو كالعبد لك ما دمت تراه، فإذا غبت فلا. قال:
فحُلْوٌ وإمَّا غَيْبُهُ فظَـنـونُ      ومن هو عبدُ العَيْنِ إمَّا لِقاؤهُ

ويقال: أنت على عَيْني، في الإكرام والحفظ جميعاً. قال الله تعالى: "ولتُصْنَعَ على عَيْني".
ويقال: بالجلد عَيْنٌ، وهي دوائر رقيقة، وذلك عيب فيه. تقول منه: تعَيَّنَ الجلدُ، وسِقاءٌ عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ. قال رؤبة:
      ما بالُ عَيْني كالشَعيبِ العَيِّنِ

وتَعَيَّنَ الرجل المالَ، إذا أصابه بعَيْن.
وتَعَيَّنَ عليه الشيء، لزمه بعينِهِ: وحفرْتُ حتَّى عِنْتُ، أي بلغت العُيونَ.
والماء معينٌ ومَعْيونٌ، وأعْيَنْتُ الماء مثله.
وعانَ الدمعُ والماء عَيْناناً، أي سال.
وشربَ من عائنِ، أي من ماء سائل.
وعِنْتُ الرجل: أصبتُه بعَيْني، فأنا عائنٌ، وهو مَعينٌ على النقص ومَعْيونٌ على التمام، قال الشاعر في التمام:
وإخال أنَّك سيِّدٌ مَـعْـيونُ      قد كان قومك يحْسَبونكَ سيِّداً

وتَعْيينُ الشيء: تخصيصه من الجملة.
وعَيَّنْتُ القِربة، إذا صببت فيها ماءً لتنتفخ عيونُ الخرز فتنسدّ. قال جرير:
كما عَيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابـا      بلى فارْفَضَّ دمعك غيرَ نَزْرٍ

والمُعَيَّنُ: الثور الوحشي.
وعَيَّنْتُ اللؤلؤة: ثقبتها.
وعَيَّنْتُ فلاناً: أخبرت بمساويه في وجهه.
وعايَنْتُ الشيء عِياناً، إذا رأيته بعَيْنك.
وابْنا عِيانٍ: خطَّان يُخطَّان في الأرض يُزجر بهما الطير.
وإذا عُلم أن القامر يفوز قِدْحُهُ قيل: جرى ابْنا عِيان.
والعِيانُ: حديدة تكون في متاع الفدَّان، والجمع عينٌ.
والعَيَنُ بالتحريك: أهل الدار.
وقال الراجز:
      تشربُ ما في وَطْبِها قبل العَيَنْ

وجاء فلان في عَيَن، أي في جماعة.
ورجلٌ أعْيَنُ واسع العَيْنِ بيِّن العَيَنِ، والجمع عينٌ، وأصله فُعْلٌ بالضم، ومنه قيل لبقر الوحش عينٌ.
والثور أعْيَنُ، والبقرة عَيْناءُ.
والعينةُ بالكسر: السَلَفُ.
واعْتانَ الرجل، إذا اشترى الشيء بنسيئةٍ.
وعينَةُ المال أيضاً: خِياره: مثل العيمَةِ؛ وهذا ثوبُ عِينَةٍ، إذا كان حسَناً في مَرآة العَيْنِ.
واعْتانَ فلانٌ الشيءَ، إذا أخذ عَيْنَهُ وخِياره.
واعْتانَ لنا فلانٌ، أي صارَ عَيْناً، أي ربيئة.
وربَّما قالوا: عانَ علينا فلان يَعينُ عِيانَةً، أي صار لهم عَيْناً.
ويقال: اذهبْ فاعْتَنْ لي منزِلاً، أي ارتَدْه.

عكر (لسان العرب) [0]


عَكَر على الشيء يَعْكِرُ عَكْراً واعتَكر: كَرَّ وانصرف؛ ورجل عَكَّارٌ في الحرب عطّاف كرّار، والعَكْرة الكَرّة.
وفي الحديث: أَنتم العَكّارُون لا الفرّارون أَي الكَرّارون إِلى الحَرْب والعطّافون نحوها. قال ابن الأَعرابي: العَكّار الذي يُوَلِّي في الحروب ثم يَكُرُّ راجعاً. يقال: عَكَرَ واعْتَكَر بمعنى واحد، وعَكَرْت عليه إِذا حَمَلْت، وعَكَرَ يَعْكِرُ عَكْراً: عطَفَ.
وفي الحديث: أَن رجلاً فَجر بامرأَة عَكْوَرةً أَي عَكَرَ عليها فتَسَنَّمها وغَلَبَها على نفسها.
وفي حديث أَبي عبيدة يوم أُحُدٍ: فَعَكَرَ على إِحداهما فنزَعَها فسَقَطَتْ ثَنيَّتُه ثم عكَرَ على الأُخرى فنزعها فسقطت ثنيتُه الأُخرى، يعني الزِّرَدَتَيْن اللتين نَشِبَتا في وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وعَكَرَ به بَعِيرُه، . . . أكمل المادة مثل عَجَرَ به، إِذا عطف به على أَهله وغلَبَه.
وتعاكَرَ القومُ: اخْتَلَطُوا.
واعْتَكَروا في الحرب: اختلطوا.
واعْتَكَرَ العَسْكَرُ: رجع بعضه على بعض فلم يُقْدَرْ على عَدِّه؛ قال رؤبة: إِذا أَرادُوا أَن يَعُدّوه اعْتَكَرْ واعْتَكَرَ الليل: اشتد سواده واختلط والتبس؛ قال رؤبة: وأَعْسِف الليلَ إِذا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ قال عبد الملك بن عمير: عاد عمرو بن حُرَيْث أَبا العُرْيان الأَسدي فقال له: كيف تجدك؟ فأَنشده: تَقارُبُ المَشْي وسُوءٌ في البَصْر، وكَثْرةُ النِّسْيان فيما يُدَّكَرْ وقلّةُ النوم، إِذا اللّيلُ اعْتَكَرْ، وتَرْكِيَ الحَسْناءَ في قُبْل الطُّهَرْ واعْتَكَر الظلامُ: اختلط كأَنه كرّ بعضُه على بعض من بُطْء انجلائه.
وفي حديث الحرث بن الصِّمّة: وعليه عَكَرٌ من المشركين أَي جماعة، وأَصله من الاعْتِكار وهو الازدحام والكثرة.
وفي حديث عمرو ابن مُرّة: عند اعْتِكارِ الضرائر أَي اختلاطِها؛ والضرائرُ: الأُمورُ المختلفة، أَي عند اختلاط الأُمور، ويروى: عند اعتكال الضرائر، وسنذكره في موضعه.
واعْتَكَر المطر: اشتدّ وكَثُر.
واعْتَكَرت الريحُ: جاءت بالغبار.
واعْتَكر الشَّبابُ: دام وثبت حتى ينتهي منتهاه، واسْبَكَرَّ الشَّبابُ إِذا مضى عن وجهه وطالَ.
وطعامٌ مُعْتَكِرٌ أَي كثير.
وتعاكَرَ القومُ: تَشاجَرُوا في الخصومة.والعَكَرُ: دُرْدِيُّ كلّ شيء.
وعَكَرُ الشرابِ والماء والدهن: آخرُه وخائرُه، وقد عَكِرَ، وشرابٌ عَكِرٌ.
وعَكِرَ الماءُ والنبيذُ عَكَراً إِذا كَدِرَ.
وعَكَّرَه وأَعْكَرَه: جعله عَكِراً.
وعَكَّرَه وأَعْكَرَه: جعل فيه العَكَر. ابن الأَعرابي: العَكَرُ الصَّدَأُ على السيف وغيره؛ وأَنشد للمفضل: فصِرْت كالسَّيْفِ لا فِرِنْدَ له، وقد عَلاه الخَبَاطُ والعَكَرُ الخَباطُ: الغُبار.
ونَسَق بالعَكَرِ، على الهاء (* قوله: «ونسق بالعكر على الهاء إلخ» هكذا في الأصل، وظاهر أنه معطوف على الخباط)، فكأَنه قال: وقد علاه يعني السيفَ، وعَكّره الغبارُ. قال: ومن جعل الهاء للخَباط فقد لَحَنَ لأَن العرب لا تقدم المكنّى على الظاهر، وقد عَكِرت المِسْرَجةُ، بالكسر، تَعْكَرُ عَكَراً إِذا اجتمع فيها الدُّرْدِيُّ.
والعَكَرةُ: القطعة من الإِبل، وقيل: العَكَرة الستون منها.
وقال أَبو عبيد: العَكَرةُ ما بين الخمسين إِلى المائة.
وقال الأَصمعي: العَكَرةُ الخمسون إِلى الستين إِلى السبعين، وقيل: العَكَرة الكثيرُ من الإِبل، وقيل: العَكَرُ ما فوق خمسمائة من الإِبل، والعَكرُ جمع عَكَرة، وهي القطيع الضخم من الإِبل. يقال: أَعْكَرَ الرّجلُ إِذا كانت عنده عَكَرةٌ.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ برجل له عَكَرةٌ فلم يذبح له شيئاً؛ العَكَرَةُ، بالتحريك: ما بين الخمسين إِلى السبعين إِلى المائة؛ وقول ساعدة بن جؤية: لَمّا رَأَى نَعْمان حلَّ بِكِرْفِئٍ عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ جعل للسحاب عَكَراً كَعَكَرِ الإِبل، وإِنما عنى بذلك قِطَع السحاب وقَلَعَه، والقطعةُ عَكَرة وعَكْرة.
ورجل مُعْكِرٌ: عنده عَكَرة.
والعَكَرةُ: أَصل اللسان كالعَكَدة، وجمعها عَكَرٌ.
والعِكْر، بالكسر: الأَصل مثل العِتْر، ورجع فلانٌ إِلى عِكْرِه؛ قال الأَعشى: لَيَعُودَنْ لِمعَدٍّ عِكْرُها، دَلَجُ الليلِ وتَأْخاذُ المِنَحْ ويقال: باع فلان عِكْرة أَرضِه أَي أَصلَها، وفي الصحاح: باع فلان عِكْرَه أَي أَصلَ أَرضه.
وفي الحديث: لما نزل قوله تعالى: اقترب للناس حسابُهم، تَناهَى أَهلُ الضلالة قليلاً ثم عادوا إِلى عِكْرِهم عِكْرِ السوء أَي أَصل مذهبهم الرّديء وأَعمالهم السوء.
ومنه المثل: عادت لِعِكْرِها لَمِيس؛ وقيل: العِكْر العادةُ والدَّيْدَنُ؛ وروي عَكَرهم، بفتحتين، ذهاباً إِلى الدنس والدَّرِن، من عَكَر الزيت، والأَول الوجه.
والعَكَرْكَرُ: اللبن الغليظ؛ وأَنشد: فَجَعَّهم باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ، غَضّ لَئِيم المُنْتَمى والعُنْصُرِ وعاكِرٌ وعُكَيرٌ ومِعْكَر وعَكَّار: أَسماء.

غنم (لسان العرب) [0]


الغَنَم: الشاء لا واحد له من لفظه، وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ؛ قال الشاعر: هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما قال ابن سيده: وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين؛ تقول العرب: تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة؛ ومنه حديث عمر: أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها فتكون قِطْعتين لقلتها، فلا تُعطوا من له قطعتان منها، وأَراد بالسَّنة الجَدْب؛ قال: وكذلك تروح على فلان إبلان: إبل ههنا وإبل ههنا، والجمع أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو . . . أكمل المادة جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني: فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا، فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما منها: إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ، أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كثيرة.
وفي التهذيب عن الكسائي: غنم مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة.
وقال أَبو زيد: غنم مُغَنَّمة وإبل مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع، وهو اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور وعلى الإناث وعليهما جميعاً، فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم، يقال: له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا، وتقول: هذه غنم لفظ الجماعة، فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة.
وتَغَنَّم غَنَماً: اتخذها.
وفي الحديث: السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم؛ قيل: أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل.
والعرب تقول: لا آتيك غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر، فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه هو على الظرف، وهذا اتساع.
والغُنْم: الفَوْز بالشي من غير مشقة.
والاغتِنام: انتهاز الغُنم.
والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الفيء. يقال: غَنِمَ القَوم غُنْماً، بالضم.
وفي الحديث: الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه غُرْمه؛ غُنَّمه: زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته؛ وقول ساعدة بن جُؤية: وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها، نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم.
وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فاز به.
وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عدّه غَنِيمة، وفي المحكم: انتهز غُنْمه.
وأَغْنَمه الشيءَ: جعله له غَنِيمة.
وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته. قال الأَزهري: الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال المشركين، ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له، ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين المُوجِفين: للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد، وأَما الفَيء فهو ما أَفاء الله من أَموال المشركين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه، مثل جِزية الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله، والباقي يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم، وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة والمَغنم والغنائم، وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه المسلمون الخيل والركاب. يقال: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، والغنائم جمعها.
والمَغانم: جمع مَغْنم، والغنم، بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر.
ويقال فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة.
والغانم: آخذ الغنيمة، والجمع الغانمون.
وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة؛ سماه غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب.
وغُناماك وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه كما يقال حُماداك، ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك.
وبنو غَنْم: قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل.
ويَغْنَم: أبو بطن.
وغنّام وغانم وغُنَيم: أَسماءٌ.
وغَنَّمة: اسم امرأَة.
وغَنّام: اسم بعير؛ وقال: يا صاح، ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

مزن (لسان العرب) [0]


المَزْنُ: الإِسراع في طلب الحاجة. مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً ومُزُوناً وتَمَزَّنَ: مضى لوجهه وذهب ويقال: هذا يومُ مَزْنٍ إِذا كان يوم فرار من العدوّ. التهذيب: قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف؛ وأَنشد: بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ في الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ قال أَبو منصور: التَّمَزُّنُ عندي ههنا تفَعُّل من مَزَن في الأَرض إِذا ذهب فيها، كما يقال فلان شاطِرٌ وفلان عَيّارٌ؛ قال رؤبة: وكُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ والتَّمَزُّنِ، يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ قال: هو من المُزُونِ وهو البعد.
وتَمَزَّنَ على أَصحابه: تفَضِّلَ وأَظهر أَكثر مما عنده، وقيل: التَّمَزُّنُ أَن ترى لنفسك فضلاً على غيرك ولست هناك؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبيريّ: يا عُرْوَ، إِنْ تَكْذِبْ عَليَّ . . . أكمل المادة تَمَزُّناً لما لم يَكُنْ، فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ قال المبرد: مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِيناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند خليفة أَو وال.
ومَزَنَهُ مَزْناً: مدحه.
والمُزْنُ: السحاب عامةٌ، وقيل: السحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ، وقيل: المُزْنَةُ السحابة البيضاء، والجمع مُزْنٌ، والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، وتكرر في الحديث ذكر المزنِ. قال ابن الأَثير: المُزْنُ وهو الغيم والسحاب، واحدته مُزْنَةٌ، ومُزَيْنة تصغير مُزْنةٍ، وهي السحابة البيضاء، قال: ويكون تصغير مَزْنَةٍ. يقال: مَزَنَ في الأَرض مَزْنَةً واحدة أَي سار عُقْبَةً واحدة، وما أَحسن مُزْنَتَه، وهو الاسم مثل حُسْوةٍ وحَسْوةٍ.
والمُزْنَةُ: المَطْرَةُ؛ قال أَوْسُ بن حجَرٍ: أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً، وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟ وابن مُزْنةَ الهلال؛ حكي ذلك عن ثعلب؛ وأَنشد الجوهري لعمرو بن قَمِيئة:كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِيطٌ لدَى الأُفقِ من خِنْصِرِ ومُزْنُ: اسم امرأَة، وهو من ذلك.
والمازِنُ: بيض النمل؛ وأَنشد: وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْ، يوم الهِياج، كمازِنِ الجَثْلِ ومازِنُ ومُزَيْنةُ: حَيّان، وقيل: مازِن أَبو قبيلة من تميم، وهو مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم، ومازِنُ في بني صَعْصَعة بن معاوية، ومازِنُ في بني شيبان.
وقولهم: مازِ رأْسَكَ والسيفَ، إنما هو ترخيم مازِنٍ اسم رجل، لأَنه لو كان صفة لم يجز ترخيمه، وكان قد قتله بُجَيْرٌ وقال له هذا القول، ثم كثر استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله يريدون به مُدَّ عنقك.
ومَزُون: اسم من أَسماء عُمَان بالفارسية؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ الجوهري: كانت العرب تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ؛ قال الكُميتُ: فأَما الأَزْدُ، أَزْدُ سَعِيدٍ، فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا قال الجوهري: وهو أَبو سعيد المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن أَنْسُبَه إلى المَزُونِ، وهي أَرض عُمَانَ، يقول: هم من مُضَرَ.
وقال أَبو عبيدة: يعني بالمَزونِ المَلاَّحين، وكان أَرْدَشِير بابْكان (* قوله «أردشير بابكان» هكذا بالأصل والصحاح، والذي في ياقوت: اردشير بن بابك). جعل الأَزْدَ مَلاَّحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بستمائة سنة. قال ابن بري: أَزْدُ أَبي سعيد هم أَزد عُمَانَ، وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبي صُفْرَةَ.
والمَزُونُ: قرية من قرى عُمَان يسكنها اليهودُ والمَلاّحون ليس بها غيرهم، وكانت الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكميت: إن أَزْدَ عُمَان يكرهون أَن يُسَمُّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذلك أَيضاً؛ وقال جرير: وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها، وقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا قال أَبو منصور الجَواليقي: المَرُونُ بفتح الميم، لعُمان ولا نقل المُزُون، بضم الميم، قال: وكذا وجدته في شعر البَعِيث بن عمرو بن مُرَّةَ بن وُدِّ بن زيد بن مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يهجو المُهَلَّبَ بن أَبي صُفْرة لما قدم خُرَاسان: تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ مَزُونِيّاً، بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ، وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ، والنوائبُ قد تَنُوبُ قال: وظاهر كلام أَبي عبيدة في هذا الفصل أَنها المُزُون، بضم الميم، لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحين في أَصل التسمية، ومُزَينة: قبيلة من مُضَرَ، وهو مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْياس بن مُضَر، والنسبة إليهم مُزَنِيٌّ.
وقال ابن بري عند قول الجوهري مُزَينة قبيلة من مُضَر، قال: مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ، وهي أُم عثمانَ وأَوْسِ بن عمرو بن أُدِّ بن طابخة.

ربط (العباب الزاخر) [0]


ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً -والضمّ عن الأخفش-: أي شدَدْته.
والموضعُ: مربطّ ومربطّ -بكسر الباء وفتحها-، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني
لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ     

وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ. ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه:
رابطِ الجأش على فرجهـمِ      أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ

وقال عمرو بن أحمر الباهلي:
أرْبطَ جأشاً عن ذرى قومـهِ      إذْ قلصتْ عما تواري الأزر


وقوله تعالى: (لولا . . . أكمل المادة أن ربطنا على قلبها). الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى: (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا) أي ألهمناهم الصبر. والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ. ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ. والربيط -أيضاً-: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ -وكان لا يعيشُ لها ولد- لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادماً للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ. والربيط: البسرُ المودُوْن.
وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر.
وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل. ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار. ومربوط من قرى الإسكندرية. ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ. ويقال: خلف فلان بالثغر جيشاً رابطةً.
وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ. والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ. والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ:
تموَتُ طَواراً وتَحْيا في أسِرتّها      كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ

وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهوداً. والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ:
وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ      أبينْ فما يفلحنْ يوم رهـانِ

ورواية ابن دريدٍ: "جرينْ فلم يفلْحنْ".
ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله. والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ. وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً.
وقوله تعالى: (وصابروا وربطوا) قال الأزهري: في قوله تعالى: (ورابطوا) قولانِ: أحدهما أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل-، والثاني ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق:
فأوْرثك العلاة وأوْرثـونـا      رِباطَ الخيلْ أفْنية القبـاِبِ


وقال آخر:  
قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم      وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْـا

وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى: (ورابطوا): هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها. وتقول:فلان يرتبطُ كذا كذا رأساً من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرساً: إذا اتخذَه للرباطّ. وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ. والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ.

قرس (لسان العرب) [0]


القَرْسُ والقِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقيع وأَكثره وأَشدُّ البَرْدِ؛ قال أَوس بن حَجَر: أَجاعِلَةً أُمَّ الحُصَيْنِ خَزايَةً عَلَيَّ فِرارِي أَن عَرَفْتُ بني عَبْس ورَهْطَ أَبي شَهْمٍ وعَمْرَو بنَ عامِرٍ وبَكْراً فجاشَتْ من لقائِهمْ نَفْسي مَطاعِينُ في الهَيْجا، مَطاعيمُ للْقِرَى، إِذا اصْفَرَّ آفاقُ السماء من القَرْسِ المَطاعين: جمع مِطْعانٍ للكثير الطَعْن، ومَطاعيمُ: جمع مِطْعام للكثير الإِطعام.
والقِرَى: الضيافة.
والآفاق: النواحي، واحدها أُفُق.
وأُفُقُ السماء: ناحيتها المتصلة بالأَرض؛ قال عبد اللَّه بن المُكَرَّم: قوله المتصلة بالأَرض كلام لا يصح فإِنه لا شيء من السماء مُتَّصل بالأَرض، وفي هذا كلام ليس هذا موضعه.
وقَرَسَ الماءَ يَقْرِسُ قَرْساً، فهو قَرِيسٌ: جَمَدَ.
وقَرَّسْناه وأَقْرَسْناه: بَرَّدْناه.
ويقال: قَرَّسْت الماء في الشَّنِّ . . . أكمل المادة إِذا بَرَّدْته، وأَصبح الماء اليوم قَرِيساً وقارساً أَي جامداً؛ ومنه قيل: سمك قَرِيسٌ وهو أَن يُطْبخ ثم يُتَّخذ له صِباغ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُد.
ويوم قارسٌ: بارد.
وفي الحديث: أَن قوماً مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا منها فكأَنما مرَّت بِهمْ رِيح فأَخْمَدَتْهم فقال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذَانَيْنِ؛ أَبو عبيد: يعني بَرّدُوه في الأَسْقِيَة، وفيه لغتان: القَرْس والقَرْش، قال: وهذا بالسين.
وأَما حديثه الآخر: أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عن دَمِ المَحيص فقال: قَرِّصِيه بالماء، فإِنه بالصاد، يقول: قَطِّعِيه، وكل مُقَطَّع مُقَرَّص.
ومنه تقريص العجين إِذا شُنِّقَ لِيُبْسَطَ.
وقَرَس الرجل قَرْساً: بَرَدَ، وأَقْرَسَه البَرْدُ وقَرَّسَه تَقْريساً.
والبَرْدُ اليَوْمَ قارِس وقَرِيس، ولا تقل قارصٌ؛ قال العجاج: تَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعدَ القَرْسِ، دُونَ ظِهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ قال: وقد قَرَسَ المَقْرُور إِذا لم يستطع عملاً بيده من شدة الخَصَر.
وإِنَّ لَيْلَتَنا لقارِسَةٌ، وإِنَّ يَوْمَنا لقارسٌ. ابن السِّكِّيت: هو القِرْقِس الذي تقوله العامَّة الجِرْجِس.
وليست ذات قَرْسٍ أَي بَرْد.
وقَرَسَ البَرْدُ يَقْرِس قَرْساً: اشتدّ، وفيه لغة أُخرى قَرِسَ قَرَساً؛ قال أَبو زيد الطائي: وقد تَصلَّيْتُ حَرَّ حَرْبهِم، كما تَصلَّى المَقْرُورُ من قَرَسِ وقال ابن السكيت: القَرَسُ الجامِد ولم يعرفه أَبو الغيث (* قوله «ولم يعرفه أبو الغيث» هكذا في الأصل وشرح القاموس بالياء، والذي في الصحاح: ولم يعرفه أَبو الغوث، بالواو.). ابن الأَعرابي: القَرَسُ الجامِد من كل شيء.
والقِرْسُ: هو القِرقِس.
والقَرِيس من الطعام: مشتق من القَرَس الجامِد، قال؛ وإِنما سمي القريس قريساً لأَنه يجمُد فيصير ليس بالجامِس ولا الذائب، يقال قَرَسْنا قَرِيساً وتركناه حتى أَقْرَسَه البَرْد.
ويقال: أَقْرَسَ العُود إِذا جَمَس ماؤه فيه.
وفي المحكم: أَقْرَس العُود حُبِس فيه ماؤه.
وقَراسٌ: هَضِبات شديدة البَرْد في بلاد أَزْد السَّراة؛ قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً: يَمانِيةٍ، أَحْيا لها مَظَّ مائِدٍ وآلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ ورواه أَبو حنيفة قُرَّاس، بضم القاف، ويروى: صَوْبُ أَسقِية كحل، وهما بمعنى واحد.
ويقال: مائد وقَرَاس جبَلان باليمن؛ ويمانية خفض على قوله: فجاءَ بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثْلَه (* قوله «فجاء بمزج إلخ» تمام البيت كما في الصحاح وشرح القاموس: هو الضحك الا أَنه عمل النحل.) والمَظُّ: الرُّمَّان البَرِّي. الأَصمعي: آلُ قُرَاس هَضَبات بناحية السَّراة كأَنهن سُمِّين آل قُراس لبَرْدِها. قال الأَزهري: رواه أَبو حام بفتح القاف وتخفيف الراء. قال: ويقال أَصبح الماء قَريساً أَي جامداً، ومنه سمي قَرِيس السَّمك. قال أَبو سعيد الضرير: آل قُراس أَجْبُل بارِجة.
والقُرَاس والقُراسِيَة: الضَّخْم الشديد من الإِبل وغيرها، الذكر والأُنثى، بضم القاف، في ذلك سواء، والياء زائدة كما زِيدَتْ في رَباعِية وثمانية؛ قال الراجز: لما تَضَمَّنْتُ الحَوَارِياتِ، قَرَّبْتُ أَجْمالاَ قُرَاسِيَاتِ وهي في الفحول أَعمُّ، وليست القُراسِية نِسْبة إِنما هو بناء على فُعاليَة وهذه ياءات تُزاد؛ قال جرير: يَلِي بني سعْدٍ، إِذا ما حاربُوا، عِزُّ قُراسِيَة وجَدٌّ مِدْفَعُ وقال ذو الرمة: وفَجّ، أَبَى أَن يَسْلُك الغُفْرُ بيته، سَلَكْتُ قُرَانَى من قُرَاسِية شمْرِ وقال العجَّاج: من مُضَرَ القُراسِيات الشُّمِّ يعني بالقُراسِيات الضّخام الهامِ من الإِبل، ضرَبها مثلاً للرجال، وملك قُراسِية: جليل.
والقَرْس: شجر.
وقُرَيسات: اسم؛ قال سيبويه: وتقول هذه قُرَيْسات كما تراها، شبَّهُوها بهاء التأْنيث لأَنَّ هذه الهاء تجيء للتأْنيث ولا تلحق بنات الثلاثة بالأَربعة ولا الأَربعة بالخمسة.

نهم (لسان العرب) [0]


النَّهْمةُ: بلوغُ الهِمَّة في الشيء. ابن سيده: النَّهَمُ، بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئَ عينُ الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا يَشْبَعُ.
ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ الرَّغيب الذي يَمْتَلِئُ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضهم.
والنَّهْمة: الحاجة، وقيل: بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء.
وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله.
ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به.
وفي الحديث: مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد: ما . . . أكمل المادة لَكَ لا تَنْهِمُ يا فَلاَّحُ؟ إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني.
ونَهَمَ يَنْهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَهَمَ يَنْهِم لغة في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ.
والنَّهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ.
ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وقال بعضهم: نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه.
والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته. يقال: نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً.
والناهمُ: الصارخُ.
والنَّهيمُ، مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري: إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما، أَبأْت منها هَرَباً عَزِيما الإباءُ: الفِرارُ. بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبلَ أَنْهَمُها، بالفتح فيهما، نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي: يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُهْ أي أَزْجرهُ.
وفي حديث إسلام عمر، رضي الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وقال: ما جاء بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي.
وفي حديث عمر أَيضاً، رضي الله عنه: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه فانْزَجَرَ.
ونَهَم الإبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً؛ الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ.
والمِنْهامُ من الإبل: التي تُطيع على النَّهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّهْمِ أي الزجرِ؛ قال: أَلا انْهِماها، إنها مَناهِيمْ، وإنما يَنْهِمُها القومُ الهيمْ، وإننا مَناجِدٌ مَتاهيمْ والنَّهْمُ: زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ. نَهَمَ الإبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها. قال أَبو عبيد: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.
والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ (* قوله «لانه ينهم» ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتهما) أي يدعو.
والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد: نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب وأَنشد ابن بري للأعشى: سأَدْفعُ عن أَعراضِكم وأُعِيرُكم لِساناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا وقال الأسود بن يعفر: وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا سِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل: النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلك (* قوله «والفتح في كل ذلك إلخ» الذي في القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر والضم) لغة؛ عن ابن الأَعرابي. النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً.
والمَنْهَمةُ: موضع النَّجْر.
وطريقٌ نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ.
والنَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.
ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة: والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى؟؟ المَهْجوما، يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّهْم.
والنُّهامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في بُومة تَصِيح: تَبِيتُ إذا ما دَعاها النُّهام تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحهْ يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ.
وقال أَبو سعيد: جمع النُّهامِ نُهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ البُومِ؛ قال: وأَنشد ابن بري في النُّهام ذكرِ البوم لعديّ بن زيد: يُؤْنِسُ فيها صَوْتُ النُّهامِ، إذا جاوَبَها بالعَشِيِّ قاصِبُها ابن سيده: وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْهِمُ بالليل وليس هذا الاشتقاق بقَويٍّ؛ قال الطرماح: فتَلاقَتْه فلاثَتْ به لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ والجمع نُهُمٌ.
ونُهْمٌ: صنمٌ، وبه سمي الرجل عَبدَ نُهْمٍ.
ونِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، وهو أَبو بطنٍ منهم.
ونُهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، ووفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، حيٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فقالوا: بنو نُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ شيطان، أنتم بنو عبدالله.
ونِهْمٌ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْداني ثم النِّهْمِيّ.

عرد (لسان العرب) [0]


عَرَدَ النابُ يَعْرُدُ عُرُوداً: خرج كلُّه واشتدّ وانتصب، وكذلك النباتُ.
وكلُّ شيءٍ مُنْتَصِبٍ شديدٍ: عَرْدٌ؛ قال العجاج: وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَساً قال الأَصمعي: عَرْداً غليظاً. مِرْأَساً: مِصَكّاً للرؤوس.
وعَرَدَتْ أَنيابُ الجمل: غَلُظَتْ واشتدَّت.
وعَرَدَ الشيءُ يَعْرُدُ عُرُوداً: غلُظ.
والعُرُدُّ والعُرُنْدُ: الشديدُ من كل شيء، نونه بدل من الدال. الفراء: رُمْحٌ مِتَلٌّ ورمح عُرُدٌّ ووتَرٌ عُرُدٌّ، بالضم والتشديد: شديدٌ؛ وأَنشد: والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ، مثِلُ جِران الفِيلِ أَو أَشَدُّ ويروى: مثل ذراع البكر؛ شَبَّه الوَتَرَ بذراع البعير في تَوَتُّرِه.
وورد هذا أَيضاً في خطبة الحجاج: والقَوْسُ فيها وتَرٌ عُرُدٌّ؛ العُرُدُّ، بالضم والتشديد: الشديد من كل شيء.
ويقال: إِنه لَقَويٌّ شديد عُرُدٌّ.
وحكى سيبويه: وَتَرٌ عُرُنْد أَي . . . أكمل المادة غليظ؛ ونظيره من الكلام تُرُنْجٌ.
والعَرْدُ: ذَكَر الإِنسان، وقيل: هو الذكر الصُّلْبُ الشديد، وجمعه أَعْراد، وقيل: العَرْدُ الذكر إِذا انتشر واتْمَهَلَّ وصَلُبَ. قال الليث: العَرْدُ الشديد من كل شيء الصُّلْبُ المنتصبُ؛ يقال: إِنه لعَرْدُ مَغْرِزِ العُنُق؛ قال العجاج: عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبا وعَرَّدَ الرجلُ إِذا قَوِيَ جسمُه بعد المرض.
وعَرَدَتِ الشجرةُ تعردُ عُرُوداً ونَجَمَتْ نُجُوماً: طَلَعَتْ، وقيل: اعْوَجَّتْ.
وقال أَبو حنيفة: عَرَدَ النبتُ يَعْرُدُ عُرُوداً طَلَعَ وارتفع، وقيل: خَرَجَ عن نَعْمَتِه وغُضُوضَتِه فاشتدَّ؛ قال ذو الرمة: يُصَعِّدْن رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا، منها نَجِيمٌ وعارِدُ وفي النوادر: عَرَدَ الشجرُ وأَعْرَدَ إِذا غَلُظَ وكَبُرَ.
والعارِدُ: المُنْتَبِذُ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفَقْعَسِي: صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا، لم يَرْعَ بالأَصْيافِ إِلا فارِدا تَرَى شُؤونَ رأْسِهِ العَوارِدَا، مَضْبورَةً إِلى شَبَا حَدائِدَا أَي مُنْتَبِذَةً بعضُها من بعض. قال ابن بري: وهذا الرجز أَورده الجوهري: ترى شؤون رأْسها والصواب شؤون رأْسه لأَنه يصف فحلاً.
ومعنى صَوَّى لها أَي اختار لها فحلاً.
والكِدْنَةُ: الغِلَظُ.
والجُلاعِدُ: الشديدُ الصلْبُ.
وعَرَّدَ الرجل عن قِرْنِه إِذا أَحْجَمَ ونَكَلَ.
والتَّعْرِيدُ: الفِرارُ، وقيل: التَّعْرِيدُ سرعةُ الذهاب في الهزيمة؛ قال الشاعر يذكر هزيمة أَبي نَعَامَة الحَرُورِيِّ: لمَّا اسْتَباحُوا عَبْدَ رَبٍّ، عَرَّدَتْ بأَبي نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ وعَرِّدَ الرجلُ تَعْرِيداً أَي فَرَّ.
وعَرِدَ الرجلُ إِذا هَرَبَ؛ وفي قصيد كعب: ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ أَي فَرُّوا وأَعْرَضُوا، ويروى بالغين المعجمة، من التَّغْرِيدِ التَّطْريب.
وعَرَّدَ السهمُ تعريداً إِذا نَفَذَ من الرَّمِية؛ قال ساعدة:فجَالَتْ وخَالَتْ أَنه لم يَقَعْ بها، وقد خَلَّها قِدْحٌ صَويبٌ مُعَرِّدُ مُعَرِّدٌ أَي نافِذٌ.
وخَلَّها أَي دخل فيها.
وصويبٌ: صائبٌ قاصِد.
وعَرَّدَ: تَرَك القصدَ وانهزم؛ قال لبيد: فمَضَى وقَدَّمها، وكانت عادةً منه إِذا هي عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَنَّثَ الإِقدامَ لتعلقه بها، كقوله: مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيهَا مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وعَرَدَ الحَجَرَ يَعْرُدُهُ عَرْداً: رماه رَمْياً بعيداً.
والعَرَّادَةُ: شِبْهُ المَنْجَنِيقِ صغيرة، والجمع العَرَّاداتُ.
والعَرادُ والعَرادَةُ: حشيشٌ طيب الريح، وقيل: حَمْضٌ تأْكله الإِبل ومنابته الرمل وسهول الرمل؛ وقال الراعي ووصف إِبله: إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ؛ وَصَالهَا عَرادٌ وحاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَحْرَعَا (* قوله «وصالها» كذا رسم هنا بألف بين الصاد واللام وفي ح و ذ أَيضاً بالأصل المعول عليه ولعله وصى بالياء بمعنى اتصل).
وقيل: هو من نَجِيل العَذاة، واحدته عَرادَةٌ وبه سُمِّيَ الرجل. قال الأَزهري: رأَيتُ العَرادَةَ في البادية وهي صُلْبةُ العُود منتشرة الأَغصان لا رائحة لها؛ قال: والذي أَراد الليث العرادة فيما أَحْسَبُ وهي بَهارُ البَرِّ، وعَرادٌ عَرِدٌ على المبالغة. قال أَبو الهيثم: تقول العرب قيل للضب: وِرْداً وِرْداً؛ فقال: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا، لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا، إِلاَّ عَراداً عَرِدَا، وصِلِّياناً بَرِدَا، وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا وإِنما أَراد عارداً وبارداً فحذف للضرورة.
والعَرادةُ: شجرة صُلْبَةُ العُود، وجمعها عَرادٌ.
وعَرادٌ: نبتٌ صُلْبٌ منتصب.
وعَرَّدَ النجمُ إِذا مال للغروب بَعْدَما يُكَبِّدُ السماءَ؛ قال ذو الرمة: وهَمَّتِ الجَوْزَاءُ بالتَّعْريدِ ونِيقٌ مُعَرِّدٌ: مرتفع طويل؛ قال الفرزدق: وإِني، وإِيَّاكم ومَن في حِبالِكُمْ، كَمَنْ حَبْلُه في رأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ وقال شمر في قول الراعي: بأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إِليهما سُعادُ، إِذا نجْمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا أَي ارتفع؛ وقال أَيضاً: فجاءَ بأَشْوَالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ طَرُوقاً، وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدا قال: أَقعى ارتفع ثم لم يبرح.
ويقال: عَرَّدَ فلان بحاجتنا إِذا لم يقضها.
والعَرادة: الجَرادة الأُنثى.
والعَرِيدَ: البعيدة، يمانية.
وما زال ذلك عَرِيدَه أَي دَأْبَه وهِجِّيراهُ؛ عن اللحياني.
وعَرادةُ: اسم رجل؛ قال جرير: أَتاني عن عَرادةَ قَوْلُ سَوْءٍ، فَلا وأَبي عَرادَةُ ما أَصابا عَرادَةُ مِن بَقِيَّةِ قومِ لوطٍ، أَلا تَبّاً لما صَنَعوا تَبَابا والعَرادة: اسم فرس من خيل الجاهلية؛ قال كَلْحَبَةُ واسمه هُبَيرَةُ بن عبد مناف: تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بنِ بكرٍ: أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَم بَهِيمُ؟ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ، ولكن كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ به الأَدِيمُ والعَرّادةُ، بتشديد الراء: فَرَسُ أَبي دُوادٍ.
وفلان في عَرادة خَيرٍ أَي في حال خير.
والعَرَنْدَدُ: الصُّلْبُ، وهو ملحق بسفرجل.

نزا (لسان العرب) [0]


النَّزْو: الوَثَبانُ ، ومنه نَزْو التَّيس ، ولا يقال إلاَّ للشاء والدَّوابِّ والبقر في معنى السِّفاد.
وقال الفراء: الأَنْزاء حركات التُّيوس عند السِّفاد.
ويقال للفحل: إنه لكثير النَّزاءِ أَي النَّزْو . قال: وحكى الكسائي النِّزاء ، بالكسر ، والهُذاء من الهَذَيان ، بضم الهاء ونَزا الذكر على الأُنثى نِزاء ، بالكسر، يقال ذلك في الحافر والظِّلف والسِّباع ، وأَنْزاه غيره ونَزَّاه تَنْزِية .
وفي حديث علي ، كرم الله وجهه: أُمِرنا أَن لا نُنْزيَ الحُمُر على الخَيْلِ أَي نَحْمِلَها عليها للنَّسل . يقال: نَزَوْتُ على الشيء أَنْزُو نَزْواً إذا وَثَبْت عليه ؛ قال ابن الأَثير: وقد يكون في الأَجسام والمعاني ، . . . أكمل المادة قال الخطابي : يشبه أَن يكون المَعنى فيه، والله أَعلم ، أن الحُمر إذا حُمِلت على الخيل قَلَّ عدَدُها وانْقَطع نَماؤها وتعَطَّلَتْ مَنافِعها ، والخيل يُحتاج إليها للركوب وللرَّكْض وللطَّلَب وللجِهاد وإحْراز الغَنائم ، ولحْمُها مأْكول وغير ذلك من المنافع ، وليس للبغل شيء من هذه ، فأَحَبَّ أَن يَكثر نَسْلُها ليَكْثر الانتفاع بها . ابن سيده: النُّزاء الوَثْب ، وقيل: هو النَّزَوانُ في الوَثْب ، وخصَّ بعضُهم به الوَثْب إلى فَوْقُ ، نَزا ينْزُو نَزْواً ونُزاء ونُزُوّاً ونَزَواناً ؛ وفي المثل : نَزْوُ الفُرارِ اسعتَجْهَلَ الفُرارا قال ابن بري: شاهد النَّزَوان قولهم في المثل: قد حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوان ؛ قال: وأَول مَن قاله صخر بن عمرو السُّلَمِي أَخو الخنْساء: أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِيعُه، وقد حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوانِ وتَنَزَّى ونَزا ؛ قال : أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ، مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ، حتى يُقالُ سَيِّدٌ ، ولَسْتُ بِهْ الهاء في أَحْتَبِهْ زائدة للوقف، وإنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر من ذلك، وليست بضمير لأَن أَحْتَبي غير متعدّ، وأَنْزاه ونَزَّاه تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا ؛ قال : باتَتْ تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِِيّا، كما تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا النُّزاء: داء يأْخذ الشاء فتَنْزُو منه حتى تَمُوت.
ونَزا به قلبُه: طمَح .
ويقال: وقع في الغنم نُزاء ، بالضم ، ونُقازٌ وهما معاً داء يأْخذها فتَنْزُو منه وتَنْقُزُ حتى تموت . قال ابن بري : قال أَبو علي النُّزاء في الدابة مثل القُماص ، فيكون المعنى أَن نُزاء الدابة هو قُماصُها ؛ وقال أَبو كبير: يَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَل فهذا يدل على أَن النَّزْوَ الوُثوب ؛ وقال ابن قتيبة في تفسير بيت ذي الرمة : مُعْرَوْريِاً رَمَضَ الرَّضْراضِ يَرْكضُه يريد أَنه قد ركب جَوادُه الحصى فهو يَنْزُو من شدَّة الحرّ أَي يَقْفِز .
وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابَته جِراحة فنُزِيَ منها حتى مات . يقال: نُزِيَ دمُه ونُزِف إذا جَرى ولم يَنْقَطِع.
وفي حديث أَبي عامر الأَشعري: أَنه كان في وَقْعةِ هَوازِنَ رُمِي بسَهْم في رُكْبته فنُزِيَ منه فماتَ .
وفي حديث السَّقِيفة: فنَزَوْنا على سعد أَي وقَعُوا عليه ووَطِئُوه.
والنَّزَوانُ: التَّفَلُّتُ والسَّوْرةُ .
وإنه لَنَزِيٌّ إلى الشرِّ ونَزَّاء ومُتَنَزٍّ أَي سَوَّار إليه، والعرب تقول: إذا نَزا بك الشر فاقْعُد ؛ يضرب مثلاً للذي يَحْرِصُ على أَن لا يَسْأَم الشر حتى يَسْأَمَه صاحبُه.
والنَّازِيةُ: الحِدَّةُ والنادِرةُ (* قوله «والنادرة» كذا في الأصل بالنون ، والذي في متن شرح القاموس: والباردة ، بالباء وتقديم الدال ، وفي القاموس المطبوع: والبادرة بتقديم الراء.) الليث: النازيةُ حِدَّة الرجل المُتَنَزِّي إلى الشر ، وهي النَّوازي.
ويقال: إن قلبه ليَنْزُو إلى كذا أي يَنْزِعُ إلى كذا .
والتَّنَزِّي : التوثُّب والتسرُّع؛ وقال نُصَيب ، وقيل هو لبشار: أَقولُ ، ولَيْلَتي تَزْدادُ طُولاً: أَما للَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ؟ جَفَتْ عَيْني عن التَّغْمِيضِ حتى كأَنَّ جُفونَها ، عنها ، قِصارُ كأَنَّ فُؤادَه كُرةٌ تَنَزَّى حِذارَ البَيْنِ ، لو نَفَعَ الحِذارُ وفي حديث وائل بن حُجْر: إنَّ هذا انْتَزى على أَرضي فأَخَذها ؛ هو افْتَعَلَ من النَّزْوِ.
والانْتِزاءُ والتَّنَزِّي أَيضاً: تسَرُّع الإنسان إلى الشر .
وفي الحديث الآخر: انْتَزى على القَضاء فقضى بغير علم.
ونَزَتِ الخَمر تَنْزُو: مُزِجَتْ فوَثَبَتْ.
ونَوازي الخَمر: جَنادِعُها عند المَزْجِ وفي الرأْس.
ونَزا الطعامُ ينْزُو نَزْواً: علا سِعْرُه وارتفع.
والنُّزاء والنِّزاء: السِّفاد ، يقال ذلك في الظِّلْف والحافِرِ والسَّبُعِ ، وعمَّ بعضهم به جميع الدواب ، وقد نَزا ينْزُو نُزاء وأَنْزَيْتُه .
وقَصْعة نازِيةُ القَعْر أَي قَعِيرةٌ ، ونَزِيَّةٌ إذا لم يُذكر القَعْرُ ولم يُسمَّ قَعْرُها أَي قَعِيرة .
وفي الصحاح: النَّازية قصعة قَريـبة القَعْر.
ونُزيَ الرجل: كُنزِفّ وأَصابه جُرح فنُزِيَ منه فمات . ابن الأَعرابي: يقال للسِّقاء الذي ليس بضَخْم أَدِيٌّ ، فإذا كان صغيراً فهو نَزيء ، مهموز .
وقال : النَّزِيَّةُ ، بغير همز ، ما فاجأَكَ من مطر أَو شَوق أَو أَمر ؛ وأَنشد : وفي العارِضِينَ المُصْعِدينَ نَزِيَّةٌ من الشَّوقِ ، مَجْنُوبٌ به القَلْبُ أَجْمعُ قال ابن بري: ذكر أَبو عبيد في كتاب الخيل في باب نعوت الجري والعَدْو من الخيل: فإذا نَزا نَزْواً يقاربُ العَدْو فذلك التوقُّص ، فهذا شاهد على أَن النُّزاء ضَرْبٌ من العَدْو مثل التوقُّص والقُماص ونحوه . قال : وقال ابن حمزة في كتاب أَفعلَ من كذا: فأَما قولهم أَنْزى من ظَبْيٍ فمن النَّزَوان لا من النَّزْو ، فهذا قد جعل النَّزَوانَ والقُماصَ والوَثْبَ ، وجعل النَّزْو نَزْوَ الذكر على الأُنثى ، قال: ويقال نَزَّى دلوه تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا ؛ وأَنشد : باتَت تُنَزِّي دَلْوها تَنْزىّا (* وعجز البيت: كما تنزِّي شهلةٌ صَبيًّا)

ربط (لسان العرب) [0]


رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً، فهو مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ: شدَّه.
والرِّباطُ: ما رُبِطَ به، والجمع رُبُطٌ، وربَط الدابةَ يربِطُها ويربُطُها رَبْطاً وارْتَبَطَها.
وفلان يرتَبِطُ كذا رأْساً من الدوابّ، ودابَّةٌ رَبِيطٌ: مَربوطة.
والمِرْبَطُ والمِرْبَطةُ: ما ربَطها به.
والمَرْبِطُ والمَرْبَطُ: موضع رَبْطها، وهو من الظروف المخصوصة، ولا يَجْرِي مَجْرى مَنْزِلةَ الولد ومَناطَ الثُّرَيّا، لا تقول هو مني مَرْبَطَ الفرس، قال ابن بري: فمن قال في المستقبل أَرْبِطُ، بالكسر، قال في اسم المكان المَرْبِطُ، بالكسر، ومن قال أَربُط، بالضم، قال في اسم المكان مَرْبَطاً، بالفتح.
ويقال: ليس له مَرْبِطُ عَنْزٍ.
والمِرْبَطةُ من الرَّحْل: نِسْعةٌ لطيفة تشدّ فوق الحَشِيَّةِ.
والرَّبِيطُ: ما ارْتُبِط من الدوابّ.
ويقال: نِعم الرَّبِيطُ هذا لما يُرْتَبَطُ من . . . أكمل المادة الخيل.
ويقال: لفلان رِباطٌ من الخيل كما تقول تِلادٌ، وهو أَصلُ خيلِه.
وقد خَلَّف فلان بالثَّغْر خيلاً رابِطةً، وببلد كذا رابِطةٌ من الخيل.
ورِباطُ الخيلِ: مُرابَطَتُها.
والرِّباطُ من الخيل: الخمسةُ فما فوقها؛ قال بُشَير ابن أَبي حمام العَبْسِيّ: وإِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ أَبَيْنَ، فما يُفْلِحْن دُونَ رِهانِ (* قوله «دون رهان» في الصحاح: يوم رهان.) والرِّباطُ والمُرابَطةُ: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصله أَن يَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَريقين خيلَه، ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وربما سميت الخيلُ أَنفُسها رِباطاً.
والرِّباطُ: المُواظَبةُ على الأَمر. قال الفارسي: هو ثانٍ من لزومِ الثغر، ولزومُ الثغْر ثانٍ من رِباط الخيل.
وقوله عزَّ وجلَّ: وصابِرُوا ورابِطُوا؛ قيل: معناه حافِظُوا، وقيل: واظِبُوا على مَواقِيت الصلاة.
وفي الحديث عن أَبي هريرة: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: أَلا أَدُلُّكم على ما يَمْحو اللّهُ به الخَطايا ويَرْفَعُ به الدرجاتِ؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: إِسْباغُ الوُضوءِ على المَكارِه، وكثرةُ الخُطى إِلى المساجِد، وانْتِظارُ الصلاةِ بعد الصلاة، فذلِكم الرِّباطُ؛ الرِّباطُ في الأَصل: الإِقامةُ على جِهادِ العدوِّ بالحرب، وارتِباطُ الخيل وإِعْدادُها، فشبَّه ما ذكر من الأَفعال الصالحة به. قال القتيبيّ: أَصل المُرابَطةِ أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ خيولها في ثَغْرٍ كلٌّ منهما مُعِدّ لصاحبه، فسمي المُقامُ في الثُّغور رِباطاً؛ ومنه قوله: فذلكم الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ على الطهارة والصلاة كالجهاد في سبيل اللّه، فيكون الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لازمت، وقيل: هو ههنا اسم لما يُرْبَطُ به الشيء أَي يُشَدُّ، يعني أَنَّ هذه الخِلال تَرْبِطُ صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم.
وفي الحديث: أَنَّ رَبِيطَ بني إِسرائيل قال: زَيْنُ الحَكيِم الصمْتُ أَي زاهِدهم وحكِيمهم الذي يَرْبُطُ نفسه عن الدنيا أَي يَشُدُّها ويمنَعُها.
وفي حديث عديّ: قال الشعبي وكان لنا جاراً ورَبيطاً بالنهْرَيْنِ؛ ومنه حديث ابن الأَكواع: فَرَبَطْتُ عليه أَسْتَبْقِي نفْسِي أَي تأَخرت عنه كأَنه حبَس نفْسَه وشدّها. قال الأَزهري: أَراد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،بقوله فذلكم الرِّباطُ، قوله عزّ وجل: يا أَيها الذين آمنوا اصْبِرُوا وصابِرُا ورابِطُوا؛ وجاءَ في تفسيره: اصبروا على دِينكم وصابروا عدوَّكم ورابطوا أَي أَقيموا على جهاده بالحرب. قال الأَزهري: وأَصل الرِّباط من مَرابِطِ الخيل وهو ارْتِباطُها بِإِزاء العدوّ في بعض الثغورِ، والعرب تسمي الخيل إِذا رُبطت بالأَفنية وعُلِفَتْ: رُبُطاً، واحدها رَبيطٌ، ويجمع الرُّبُطُ رِباطاً، وهو جمع الجمع، قال اللّه تعالى: ومن رِباطِ الخيل تُرهبون به عَدُوَّ اللّه وعدوَّكم؛ قال الفرّاء في قوله ومن رباط الخيل، قال: يريد الإِناث من الخيل، وقال: الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثغر، والرجلُ مُرابِطٌ.
والمُرابِطاتُ: جماعات الخيول التي رابَطَت.
ويقال: ترَابَط الماءُ في مكان كذا وكذا إِذا لم يبرحْه ولم يخرج منه فهو ماءٌ مُترابِطٌ أَي دائمٌ لا يَنْزَحُ؛ قال الشاعر يصف سحاباً: تَرَى الماء منه مُلْتقٍ مُترابِطٌ ومُنْحَدِرٌ، ضاقَتْ به الأَرضُ، سائحُ والرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الجسم رُبِطَ به.
ورجل رابِطُ الجَأْشِ ورَبِيطُ الجأْشِ أََي شديد القلب كأَنه يرْبُط نفْسَه عن الفِرار يكُفُّها بجُرْأَته وشَجاعته.
وربَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ وحَزُمَ فلم يَفِرّ عند الرَّوْعِ؛ وقال العجاج يصف ثوراً وحْشيّاً: فباتَ وهو ثابتُ الرِّباطِ أَي ثابِتُ النفْسِ.
وربَطَ اللّهُ على قلبِه بالصبرِ أَي أَلهَمه الصبْرَ وشدَّه وقَوّاه.
ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أَريضٌ، وحكى ابن الأَعْرابي عن بعض العرب أَنه قال: اللهم اغْفِر لي والجِلْدُ بارِدٌ والنفْسُ رابِطٌ والصُّحُفُ منتَشِرة والتوْبةُ مقبولةٌ، يعني في صحَّته قبل الحِمام، وذكَّر النفْسَ حَملاً على الرُّوحِ، وإِن شئت على النسب.
والرَّبِيطُ: التمر اليابسُ يوضع في الجِرابِ ثم يُصَبُّ عليه الماء.
والرَّبيطُ: البُسْرُ المَوْدونُ.
وارتَبَطَ في الحَبْل: نَشِبَ؛ عن اللحياني.
والرَّبِيطُ: الذاهب؛ عن الزجّاجي، فكأَنه ضدّ، وقيل: الرَّبِيطُ الرّاهِبُ.
والرِّباطُ: ما تُشَدُّ به القِرْبةُ والدابةُ وغيرهما، والجمع رُبُطٌ؛ قال الأَخطل: مِثل الدَّعامِيصِ في الأَرْحامِ عائرة، سُدَّ الخَصاصُ عليها، فهْو مَسْدُودُ تموتُ طَوْراً، وتَحْيا في أَسِرَّتِها، كما تُقَلَّبُ في الرُّبْطِ المَراوِيدُ والأَصل في رُبْطٍ: رُبُطٌ ككتاب وكُتب، والإِسكان جائز على جهة التخفيف.
وقطَع الظبْيُ رِباطَه أَي حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً.
ويقال: جاء فلان وقد قرَض رِباطَه.
والرِّباطُ: واحد الرِّباطاتِ المبْنِيّةِ.
والرَّبِيطُ: لقَبُ الغَوْثِ بن مُرَّة (* قوله «ابن مرة» في القاموس: ابن مر، بدون هاء تأْنيث، قال شارحه: ووقع في الصحاح مرة، وهو وهم.).

بدر (لسان العرب) [0]


بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، وكذلك بادَرْتُ إِليه.
وتَبادَرَ القومُ: أَسرعوا.
وابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلى أَخذه.
وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ وقول أَبي المُثَلَّمِ: فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها، فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل.
وبادَرَهُ إِليه: كَبَدَرَهُ.
وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ: عَجِلَ إِليَّ واستبق.
واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ.
وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم: بمعنى بادَرَ وبَدَرَ.
ويقال: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه.
وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره. حديث اعتزال النبي، صلى الله عليه وسلم، نساءَه قال عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عيناي؛ أَي سالتا بالدموع.
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج . . . أكمل المادة فجاءت بها في أَول الزمان، فهو أَغزر لها وأَكرم.
والبادِرَةُ: الحِدَّةُ، وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل.
وبادِرَةُ الشَّرِّ: ما يَبْدُرُكَ منه؛ يقال: أَخشى عليك بادِرَتَهُ.
وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ.
والبادِرَةُ: البَدِيهةُ.
والبادِرَةُ من الكلام: التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب؛ ومنه قول النابغة: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف: شَباتُه.
وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه.
وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما يَبْدأُ منه.
والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً.
وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، وقيل: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال امرؤ القيس: وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل: عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هي الحديدة النظر، وقيل: هي المدوّرة العظيمة، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي.
والبَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس، وفي المحكم: لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً؛ وقال الجوهري: سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها.
وقوله في الحديث عن جابر: إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: يعني بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهري: وهو صحيح. قال: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ.
وأَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ ونحن مُبْدِرُونَ.
وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ، وسمي بَدْراً لامتلائه.
وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عشرة.
وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، على التشبيه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر: وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ.
والبادِرُ: القمر.
والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ.
والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يقال: احذروا بادِرَتَهُ.
والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر.
وغلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ.
وفي حديث جابر: كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ. يقال: بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله، وقيل: إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له: قد أَبْدَرَ.
والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قال الفارسي: ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ. الجوهري: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، وللسمن نِحْيٌ.
والبَدْرَةُ: كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، والجمع البُدورُ، وثلاثُ بَدرات. أَبو زيد: يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ.
والبادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وقيل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، وقيل: هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر: تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش.
والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ: هَلاَّ سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها، زُوراً، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول: هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً؛ وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي.
وفي الحديث: أَنه لما أُنزلت عليه سورة: اقرأْ باسم ربك، جاء بها، صلى الله عليه وسلم، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فقال: زَمِّلُوني زَمِّلُوني قال الجوهري: في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق؛ قال ابن بري: وهذا القول ليس بصواب، والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التي بين المنكب والعنق.
والبَيْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه، وبذلك فسره الجوهري. البَيْدَرُ: الموضع الذي يداس فيه الطعام.
وبَدْرٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ، قال الجوهري: يذكر ويؤنث. قال الشَّعْبي: بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً؛ ومنه يومُ بَدْرٍ.
وبَدْرٌ: اسمُ رجل.

نوف (لسان العرب) [0]


نافَ الشيءُ نوْفاً: ارتفع وأَشْرف.
وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي اللّه عنهما: ذاك طَوْد مُنيفٌ أَي عالٍ مُشْرِف. يقال: نافَ الشيءُ ينُوف إذا طال وارتفع.
وأَناف الشيءُ على غيره: ارتفع وأَشرف.
ويقال لكل مُشرف عل غيره: إنه لمُنيف، وقد أَنافَ إناقة، قال طرفة: وأَنافَتْ بهَوادٍ تُلُعٍ، كجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عنها القُشُرْ ومنه يقال: عشرون ونيّف لأَنه زائد على العقد. الأزهري: ومِن ناف يقال هذه مائة ونَيّف، بتشديد الياء، أَي زيادة، وهي كلام العرب، وعوامُّ الناس يخففون فيقولون: ونيْف، وهو لحن عند الفصحاء. قال أَبو العباس: الذي حصّلناه من أَقاويل حُذَّاق البصريين والكوفيين أَنّ النيّف من واحدة إلى ثلاث، والبِضْع من أَربع . . . أكمل المادة إلى تسع.
ويقال: نَيّف فلان على الستين ونحوها إذا زاد عليها؛ وكلُّ ما زاد على العَقْد، فهو نيّف، بالتشديد، وقد يخفف حتى يبلغ العَقْد الثاني. ابن سيده: النيف الفضل؛ عن اللحياني.
وحكى الأَصمعي: ضع النيف في موضعه أَي الفضْل؛ وقد نيّف العددُ على ما تقول. قال: والنَّيْفُ والنَّيِّفُ، كميْت وميِّت، الزيادة.
والنِّيف والنِّيفة: ما بين العَقْدين لأَنها زيادة، يقال: له عشرة ونَيّف، وكذلك سائر العقود. قال اللحياني: يقال عشرون ونيف ومائة ونيف وأَلف ونيف، ولا يقال نيف إلا بعد عَقْد، قال: وإنما قيل نيف لأَنه زائد على العدد الذي حواه ذلك العَقْد.
وأَنافت الدراهم على كذا: زادت.
وأَنافَ الجبل وأَناف البِناء، فهو جبل مُنِيف وبناء مُنيف أَي طويل؛ وقال ابن جني في كتابه الموسوم بالمعرب: وأَنت تراهم قد استحدثوا في حَبْله من قوله: لما رأَيت الدَّهْر جَهْماً حَبْلُهو حرف مدّ أَنافوه على وزن البيت، فعدّى أَنافوه وليس هذا بمعروف، وإنما عدّاه لأَنه في معنى زاد.
ونيّف العَدَد على ما تقول: زاد، وأَورد الجوهري النيف الزيادة، والنِّياف في ترجمة نيف، قال: وأَصله الواو؛ قال ابن بري: شاهده قول ابن الرِّقاع: ولدت ترابيه رأْسُها، على كلِّ رابيةٍ، نَيِّف (* قوله «ولدت ترابيه» كذا بالأصل، ولعله ولدت برابية، واحدة الروابي.) وامرأَة مُنِيفة ونياف: تامّة الطول والحُسن.
وجمل نِياف وناقة نِياف: طويلا السّنام؛ قال ابن بري: شاهده قول زياد المِلْقَطِيّ: والرَّحْل فوق ذاتِ نَوْفٍ خامس (* قوله «خامس» كذا في الأصل بالخاء، ولعله بالجيم.) قال ابن جني: ياء كل ذلك منقلبة عن واو لأَنه من النوف الذي هو العُلُوُّ والارْتفاع، قلبت فيه الواو تخفيفاً لا وجوباً، أَلا ترى إلى صحة صِوان وخِوان وصِوار؟ على أَنه قد حكي صِيان وصِيار، وذلك عن تخفيف لا عن صَنْعة ووجوب، وقد يجوز أَن يكون نِياف مصدراً جارياً على فعل معتلّ مقدّر، فيُجْرى حينئذ مُجرى قِيام وصِيام، ووصف به كما يوصف بالمصادر، وقصْر نِيافٌ. قال الجوهري: وناقة نِياف وجمل نِياف أَي طويل في ارتفاع؛ قال الراجز: أُفْرُغْ لأَمْثالِ مِعًى أُلاَّفِ، يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ والوَخْيُ: حُسْن صوت مشيها. قال ابن بري: وحق النِّياف أَن يذكر في فصل نوف. يقال: ناف ينوف أَي طال، وإنما قلبت الواو ياء على جهة التخفيف، ومنه قولهم: صوان وصيان وطِوال وطِيال؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: رآها الفُؤاد، فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، نِيافاً من البِيض الحِسان العَطابِل وقال جرير: والخيلُ تَنْحِطُ بالكُماة، وقد رأَى لَمْعَ الربِيثةِ بالنِّياف العيْطَلِ أَراد بالجبل العالي الطويل؛ وقال آخر: كلّ كِنازٍ لَحْمُه نِيافِ، كالعَلَم المُوفي على الأَعْرافِ وقال آخر: يأْوي إلى طائِقه الشِّنْعافِ، بين حَوامي رَتَبٍ نِيافِ الطائقُ: الأَنْفُ يَنْدُرُ من الجبل.
والرتَبُ: العتَبُ؛ وأَنشد أَبو عمرو لأَبي الربيع: والرحْلُ فوقَ جَسْرةٍ نِيافِ كَبْداء جَسْر، غير ما ازْدِهافِ وقال امرؤ القيس: نِيافاً تَزِلُّ الطيرُ عن قُذُفاتِه، يَظَلُّ الضَّبابُ فوقَه قد تَعَصَّرا وبعضهم يقول: جمل نَيَّافٌ، على فَيْعال، إذا ارتفع في سيره؛ وأَنشد: يَتْبعْنَ نَيّافَ الضُّحى عُزاهِلا قال أَبو منصور: رواه غيره: يتبعن زَيّافَ الضحى قال: وهو الصحيح.
وقال أَبو عمرو: العَزاهِلُ التامُّ الخَلْقِ.
وفَلاةٌ نِيافٌ: طويلة عريضة؛ قال: إذا اعْتَلى عَرْضَ نِيافٍ فِلِّ، أَذْرى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلِّ، بعَطْفِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِّ ويروى: بأَوْب.
والنوْفُ: أَسفل الذَّيْل لزيادته وطوله؛ عن كراع.
والنَّوْفُ: السَّنام العالي، والجمع أَنواف، وخص بعضهم به سنام البعير، وبه سمي نَوْفٌ البِكاليّ.
والنوْفُ: البَظْر، وكل ذلك في معنى الزيادة والارتفاع. ابن بري: النوْف البظْر، وقيل الفَرج؛ قال همام بن قَبِيصةَ الفزاري حين قتله وازع بن ذُؤَالةَ: تَعِسْتَ ابنَ ذاتِ النَّوْفِ أَجْهِزْ على امْرِئٍ يرى المَوْتَ خَيْراً مِن فِرارٍ وأَكْرَما ولا تَتْرُكَنِّي كالخُشاشةِ، إنَّني صَبُورٌ، إِذا ما النِّكْسُ مِثْلُك أَحْجَما وروي عن المؤرّج قال: النوْفُ المَصُّ من الثَّدْي، والنَّوْفُ الصوت. يقال: نافَت الضَّبُعة تَنُوف نَوْفاً.
ونَوْف: اسم رجل.
ويَنُوفُ: عقَبة معروفة، سميت بذلك لارتفاعها؛ وأَنشد أَحمد بن يحيى: عُقابُ يَنُوف لا عُقابُ القَواعِلِ ورواه ابن جني: تَنُوف، قال: وهو تَفْعُل من النْوف، وهو الارتفاع، سميت بذلك لعلوها؛ الجوهري: وينوف في شعر امرئ القيس هَضْبة في جبل طيِّء، وبيت امرئ القيس هو قوله: كأَنّ دِثاراً حَلَّقَت بلَبُونِه عقاب ينوف، لا عقاب القواعل قال: والمعروف في شعره تنوف، بالتاء، ويروى تَنُوفِيَ (* في الفاء من تنوفي روايتان: الفتح والكسر كما في معجم ياقوت.) أَيضاً.
وعبد مناف: بطن من قريش. الجوهري: عبد مناف أَبو هاشم وعبد شمس، والنسبة إليه مَنافيّ؛ قال سيبويه: وهو مما وقعت فيه الإضافة إلى الثاني دون الأَول لأَنه لو أُضيف إلى الأَول لالتبس، قال الجوهري: وكان القياس عَبْدِيٌّ (* قوله «عبدي» كذا هو في الأصل تبعاً للجوهري.) إلا أَنهم عدلوا عن القياس لإزالة اللبس.

حصد (لسان العرب) [0]


الحَصْدُ: جزك البر ونحوه من النبات. حَصَدَ الزرع وغيره من النبات يَحْصِدُه ويَحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً؛ عن اللحياني: قطعه بالمِنْجَلِ؛ وحَصَده واحتصده بمعنى واحد.
والزرع محصود وحَصِيدٌ وحَصِيدَةٌ وحَصَدٌ، بالتحريك؛ ورجل حاصد من قوم حَصَدةٍ وحُصَّاد.
والحَصَاد والحِصاد: أَوانُ الحَصْد.
والحَِصَادُ والحَصِيدُ والحَصَد: الزرع والبر المحصود بعدما يحصد؛ وأَنشد: إِلى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بالضحى، عليهنَّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلاقل وحَصاد كل شجرة: ثمرتها.
وحَصاد البقول البرية: ما تناثر من حبتها عند هَيْجها.
والقلاقل: بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أَكمام كأَكمامها؛ وأَراد بحصاد القلاقل ما تناثر منه بعد هيجه.
وفي حديث ظبيانَ: يأْكلون حَصِيدَها؛ الحصيد المحصود فعيل بمعنى مفعول.
وأَحْصَدَ البر والزرع: حان له . . . أكمل المادة أَن يُحصد؛ واسْتَحْصَد: دعا إِلى ذلك من نفسه.
وقال ابن الأَعرابي: أَحصد الزرع واستحصد سواء.
والحَصِيد: أَسافل الزرع التي تبقى لا يتمكن منها المِنْجل.
والحَصِيد: المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد؛ الأَزهري: الحصيدة المزرعة إِذا حصدت كلها، والجمع الحصائد.
والحصيدُ: الذي حَصَدَتْه الأَيدي؛ قاله أَبو حنيفة، وقيل هو الذي انتزعته الرياح فطارت به.
والمُحْصدُ: الذي قد جف وهو قائم.
والحَصَدُ: ما أَحصَدَ من النبات وجف؛ قال النابغة: يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ، فيه رُكام من اليَنْبوتِ والحَصَدِ (* في ديوان النابغة: والخَضَد).
وقوله عز وجل: وآتوا حقه يوم حَصاده؛ يريد، والله أَعلم، يوم حَصْده وجزازه. يقال: حِصاد وحَصاد وجِزاز وجَزاز وجِداد وجَداد وقِطاف وقَطاف، وهذان من الحِصاد والحَصاد.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن حَِصاد الليل وعن جداده؛ الحَِصاد، بالفتح والكسر: قَطْعُ الزرع؛ قال أَبو عبيد: إِنما نهى عن ذلك ليلاً من أَجل المساكين لأَنهم كانوا يحضرونه فيتصدق عليهم؛ ومنه قوله تعالى: وآتوا حقه يوم حصاده؛ وإِذا فعل ذلك ليلاً فهو فرار من الصدقة؛ ويقال: بل نهى عن ذلك لأَجل الهوام أَن تصيب الناس إِذا حَصَدوا ليلاً. قال أَبو عبيد: والقول الأَول أَحبُّ إِليّ.
وقول الله تعالى: وحَبَّ الحصيد؛ قال الفراء: هذا مما أُضيف إِلى نفسه وهو مثل قوله تعالى: إِن هذا لهو حق اليقين؛ ومثله قوله تعالى: ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد؛ والحبل: هو الوريد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين.
وقال الزجاج: نصب قوله وحبَّ الحصيد أَي وأَنبتنا فيها حب الحصيد فجمع بذلك جميع ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد، كأَنه قال: وحب النبت الحصيد؛ وقال الليث: أَراد حب البر المحصود، قال الأَزهري: وقول الزجاج أَصح لأَنه أَعم.
والمِحْصَدُ، بالكسر: المنجل.
وحَصَدَهم يَحْصَِدُهم حَصْداً: قتلهم؛ قال الأَعشى: قالوا البَقِيَّةَ، والهنْدِيُّ يَحْصُدُهم، ولا بَقِيَّةَ إِلاَّ الثَّارُ، وانكَشَفوا وقيل للناس: حَصَدٌ، وقوله تعالى: حتى جعلناهم حصيداً خامدين، مِن هذا؛ هؤلاء قوم قتلوا نبيّاً بعث إِليهم فعاقبهم الله وقتلهم ملك من ملوك الأَعاجم فقال الله تعالى: حتى جعلناهم حصيداً خامدين؛ أَي كالزرع المحصود.
وفي حديث الفتح: فإِذا لقيتموهم غداً أَن تحْصُدوهم حَصْداً أَي تقتلوهم وتبالغوا في قتلهم واستئصالهم، مأْخوذ من حَصْدِ الزرع؛ وكذلك قوله: يزرعها اللَّهُ من جَنْبٍ ويَحْصُدُها، فلا تقوم لما يأْتي به الصُّرَمُ كأَنه يخلقها ويميتها، وحَصَدَ الرجلُ حَصْداً؛ حكاه اللحياني عن أَبي طيبة وقال: هي لغتنا، قال: وإِنما قال هذا لأَن لغة الأَكثر إِنما هو عَصَدَ.
والحَصَدُ: اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأَوتار والحبال والدروع؛ حبل أَحْصَدُ وحَصِدٌ ومُحْصَدٌ ومُسْتَحْصِدٌ؛ وقال الليث: الحَصَدُ مصدرُ الشيء الأَحْصَدِ، وهو المحكم فتله وصنعته من الحبال والأَوتار والدروع.
وحبل مُحْصَدٌ أَي محكم مفتول.
وحَصِد، بكسر الصاد، وأَحصدت الحبل: فتلته.
ورجل مُحْصَدُ الرأْي: محكمه سديده، على التشبيه بذلك، ورأْي مُسْتَحْصَدٌ: محكم؛ قال لبيد: وخَصْمٍ كنادي الجنِّ، أَسقطت شَأْوَهم بمُسْتَحْصَدٍ ذي مِرَّة وضُروع أَي برأْي محكم وثيق.
والصُّروع والضُّروع: الضُّروب والقُوَى.
واستحصد أَمر القوم واستحصف إِذا استحكم.
واستَحْصَل الحبل أَي استحكم.
ويقال للخَلْقِ الشديد: أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد؛ وكذلك وتَرٌ أَحصد: شديد الفتل؛ قال الجعدي: مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَي شديد محكم؛ وقال آخر: خُلِقْتَ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا واسْتَحْصَدَ حَبْله: اشتدّ غضبه.
ودرع حَصداء: صلبة شديدة محكمة.
واستحصد القوم أَي اجتمعوا وتضافروا.
والحَصَادُ: نبات ينبت في البَرَّاق على نِبْتَة الخافورِ يُخْبَطُ للغَنَم.
وقال أَبو حنيفة: الحَصادُ يشبه السَّبَطَ؛ قال ذو الرمة في وصف ثور وحشي: قاظَ الحَصادَ والنَّصِيَّ الأَغْيَدا والحَصَدُ: نبات أَو شجر؛ قال الأَخطل: تَظَلُّ فيه بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً، وفي جَوانبه اليَنْبوتُ والحَصَدُ الأَزهري: وحَصاد البَرْوَق حبة سوداء؛ ومنه قول ابن فَسْوَة: كأَنَّ حَصادَ البَرْوَق الجَعْدِ حائلٌ بِذِفْرَى عِفِرْناةٍ، خلافَ المُعَذَّرِ شبه ما يقطر من ذفراها إِذا عرقت بحب البروَق الذي جعله حصاده، لأَن ذلك العرق يتحبب فيقطر أَسود.
وروي عن الأَصمعي: الحصاد نبت له قصب ينبسط في الأَرض وُرَيْقُه على طَرَف قَصَبه؛ وأَنشد بيت ذي الرمة في وصف ثور الوحش.
وقال شمر: الحَصَدُ شجر؛ وأَنشد: فيه حُطام من اليَنْبُوت والحَصَد ويروى: والخَضَد وهو ما تثنى وتكسر وخُضِدَ. الجوهري: الحَصادُ والحَصَدُ نبتان، فالحصاد كالنَّصِيِّ والحصد شجر، واحدته حَصَدَةٌ.
وحصائد الأَلسنة التي في الحديث: هو ما قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم. قال الأَزهري: وفي الحديث: وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إِلاَّ حصائد أَلسنتهم؟ أَي ما قالته الأَلسنة وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه، واحدتها حَصيدَةٌ تشبيهاً بما يُحْصَدُ من الزرع إِذا جذ، وتشبيهاً للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به.
وحكى ابن جني عن أَحمد بن يحيى: حاصود وحواصيد ولم يفسره، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هو.

فرع (لسان العرب) [0]


فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، والجمع فُرُوعٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة: كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ أَي أَعالِيها.
وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه.
وفي حديث قيام رمضان: فما كنا نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر؛ ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ: على أَن لهم فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ؛ ومنه حديث عطاء: وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين؟ فقال: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على أَعْلاهما وتَرْمِيهما.
وفي الحديث: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا: فَرْعُها، قال: وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ وقوله أَنشده ثعلب: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ إِنما يريد أَعالِيَهما.
وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ . . . أكمل المادة وطرَفه. الأَصمعي: من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فالقضيب التي عملت من غُصْنٍ واحد غير مشقوق، والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب.
وقال أَبو حنيفة: الفَرْعُ من خير القِسِيِّ. يقال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قال أَوس:على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها، ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ يقال: قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق؛ وقال: أَرْمي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وبالقاف أَيضاً.
وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه.
وقيل: تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر: وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ، هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ وفَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه.
وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال: تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ، ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دارما والفَرْعةُ: رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة، وجمعها فِراعٌ؛ ومنه قيل: جبل فارِعٌ.
ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ.
ويقال: ائْتِ فَرْعةً من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، وهي أَماكنُ مرتفعة.
وفارعةُ الجبل: أَعلاه. يقال: انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله.
وتِلاعٌ فَوارِعُ: مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وبذلك سميت المرأَة فارِعةً.
ويقال: فلان فارِعٌ.
ونَقاً فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طويل.
والمُفْرِعُ: الطويلُ من كل شيء.
وفي حديث شريح: أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث، وكان مسروق يجعله الفارِعَ من المال.والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ.
والفارِعُ: العالي.
والفارِعُ: المُسْتَفِلُ.
وفي الحديث: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ (* قوله« أعطى يوم حنين إلخ» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: اعطى العطايا إلخ.) فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ.
وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر.
وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالية مُشْرِفة عريضة.
ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وقيل مرتفعها، وكل عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم، ومنه حديث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ (* قوله«تفرع الناس» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: النساء.) طُولاً.
وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كله: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وقيل: ما ظهر منه وارتفع، وقيل: فارِعتُه حواشِيه.
والفُرُوعُ: الصُّعُود.
وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه.
وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً: عَلاه.
ويقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم.
وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ.
وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا.
وأَفْرَعَ في قومِه وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد: فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ.
وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه.
وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ. يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم.
وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ: فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي، لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر: إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها، ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل: صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد.
وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ.
وحكى ابن بري عن أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار: فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛ وبعده: فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد: إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني، وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ.
وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت. قال ابن الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن همّام السّلُولي: فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي، أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ (* قوله «سراً» تقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.) وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ.
وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ. ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.
والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون، وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب: كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ رئاس وحام: فحلانِ.
وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ. تقول: أَفْرَعَ القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم.
وأَفْرَعُوا: نُتِجُوا.
والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ.
والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر: إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا، كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث: فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة.
والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر أَزْمةً في شدَّة برد: وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الـ ـأَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله:واسأَلِ القرية أَي أَهل القرية.
ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك والهَيْدَبُ:الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال.
والعَبامُ: الثَّقِيلُ.
والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال: فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ، مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة.
والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله، وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.
وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم.
وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛ قال حسان بن ثابت: وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه، إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ والفَرْعُ: الشعر التام.
والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ الشعَر.
وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.
والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ.
وفَرْعُ المرأَة: شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ.
وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة.
وفي حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال: الفُرعان، قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.
وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت.
والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة.
وأَفرَعَ به: نزل.
وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.
وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس.
وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بين القوم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وفي الحديث: أَن جاريتين جاءتا تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ ويقال منه: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً، وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد.
وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال: كنت عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده في البيت، فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم.
وفي حديث علقمة: كان يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ، قال ابن الأَثير: وذكره الهرويّ في القاف، وقال: قال أَبو موسى وهو من هَفَواته.
والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ، وجمعه فَرَعةٌ، وهو مثل الوازِعِ.
وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فيهما.
وأَفْرَعُوا من سفَره: قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم.
وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قال أَبو النجم: بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ (* قوله« بمفرع إلخ» سيأتي إِنشاده في مادة عتل) : من مفرع الكتفين حر عطله شمر: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر يرثي عبيد بن أَيوب: ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي، إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ.
وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها.
وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة.
والإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَى الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً.
وأَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها.
وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشى: صَدَدْت عن الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ، صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، يعني أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم.
وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دمها، وقيل له افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه. قال يزيد بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قال: وهو مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ.
والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء.
وأُفْرِعَ بسيد بني فلان: أُخِذَ فقتل.
وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم: قتلتها وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب: أَفْرَعْتِ في فُرارِي، كأَنَّما ضِرارِي أرَدْتِ، يا جَعارِ وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. الضأْن، وأَما ما ورد في الحديث: لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ ههنا: المُوَسْوِسُ.
والفَرَعةُ: القَمْلةُ العظيمة، وقيل: الصغيرةُ، تسكن وتحرك، وبتصغيرها سميت فُرَيْعةُ، وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ.
والفِراعُ: الأَوْدِيةُ.والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كلها: أَسماء رجال.
وفارِعة: اسم امرأَة.
وفُرْعانُ: اسم رجل.
ومَنازِلُ بن فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ.
والأَفْرَعُ: بطن من حِمْيَرٍ.
وفَرْوَعٌ: موضع؛ قال البريق الهذلي: وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ، وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ وفارِعٌ: حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْيَسُ بن صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه: قَتَلْتُ به فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً، وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ والفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ: ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ والفُرْعُ: موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود وفي الحديث ذكر الفُرْع، بضم الفاء وسكون الراء، وهو موضع بين مكة والمدينة، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما يكون من الحَرّ، قال أَبو خِراشٍ:وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ قال: وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة؛ قال أَبو سعيد في قول الهذلي: وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو عِ، مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال قال: هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين، وهو أَشدّ ما يكون من الحر، فإِذا جاءت الفروغُ، بالغين، وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا فَيْحَ يومئذ.

ربح (لسان العرب) [0]


الرِّبْح والرَّبَحُ (* قوله «الربح إلخ» ربح ربحاً وربحاً كعلم علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره.) والرَّباحُ: النَّماء في التَّجْر. ابن الأَعرابي: الرِّبْحُ والرَّبَحُ مثل البِدْلِ والبَدَلِ، وقال الجوهري: مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، هو اسم ما رَبِحَه.
ورَبِحَ في تجارته يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ؛ والعرب تقول للرجل إِذا دخل في التجارة: بالرَّباح والسَّماح. الأَزهري: رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته، وهذا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان يُرْبَحُ فيه؛ والعرب تقول: رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فيها.
وتجارة رابحةٌ: يُرْبَحُ فيها.وقوله تعالى: فما رَبِحَت تجارَتُهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه ما رَبِحُوا في تجارتهم، لأَن التجارة لا تَرْبَحُ، إِنما يُرْبَحُ فيها ويوضع فيها، . . . أكمل المادة والعرب تقول: قد خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك؛ يريدون بذلك الاختصار وسَعَة الكلام؛ قال الأَزهري: جعل الفعل للتجارة، وهي لا تَرْبَحُ وإِنما يُربح فيها، وهو كقولهم: ليل نائم وساهر أَي يُنام فيه ويُسْهَر؛ قال جرير: ونِمْتُ وما ليلُ المَطِيِّ بنائِم وقوله: فما رَبِحَتْ تجارتُهم؛ أَي ما رَبِحوا في تجارتهم، وإِذا ربحوا فيها فقد رَبحَتْ، ومثله: فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ، وإِنما يُعْزَمُ على الأَمْرِ ولا يَعْزِمُ الأَمْرُ، وقوله: والنهارَ مُبْصِراً أَي يُبْصَر فيه، ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح للذي يُرْبَحُ فيه.
وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مال رابِحٌ أَي ذو رِبْح كقولك لابِنٌ وتامِرٌ، قال: ويروى بالياء.
وأَرْبَحْته على سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً، وقد أَرْبحَه بمتاعه، وأَعطاه مالاً مُرابَحة أَي على الربح بينهما، وبعتُ الشيءَ مُرابَحَةً.
ويقال: بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة على كل عشرة دراهم درهمٌ، وكذلك اشتريته مُرابَحة، ولا بدّ من تسمية الرِّبْح.
وفي الحديث: أَنه نهى عن ربْح ما لم يُضْمَن؛ ابن الأَثير: هو أَن يبيع سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها بِربْح، ولا يصح البيع ولا يحل الرِّبْح لأَنها في ضمان البائع الأَوَّل وليست من ضمان الثاني، فَرِبْحُها وخَسارتُها للأوَّل.
والرَّبَحُ: ما اشْتُرِيَ من الإِبل للتجارة.
والرَّبَحُ: الفصالُ، واحدها رابِحٌ.
والرَّبَحُ: الفَصِيلُ، وجمعه رِباحٌ مثل جَمَل وجِمال.
والرَّبَحُ: الشَّحْم؛ قال خُفَافُ بن نُدْبَة: قَرَوْا أَضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ، يَعِيشُ بفضلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ البُحُّ: قِداحُ المَيْسر؛ يعني قداحاً بُحّاً من رزانتها.
والرَّبَحُ هنا يكون الشَّحْمَ ويكون الفِصالَ، وقيل: هي ما يَرْبَحون من المَيْسِر؛ الأَزهري: يقول أَعْوَزَهم الكِبارُ فتقامروا على الفِصال.
ويقال:أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضيفانه الرَّبَحَ، وهي الفُصْلان الصغار، يقال: رابح ورَبَحٌ مثل حارس وحَرَسٍ؛ قال: ومن رواه رُبَحاً، فهو ولد الناقة؛ وأَنشد: قد هَدِلَتْ أَفواه ذي الرُّبُوحِ وقال ابن بري في ترجمة بحح في شرح بيت خُفافِ بن نُدْبَة، قال ثعلب: الرَّبَحُ ههنا جمع رابح كخادم خَدَم، وهي الفصال.
والرُّبَحُ: من أَولاد الغنم، وهو أَيضاً طائر يشبه الزَّاغ؛ قال الأَعشى: فترى القومَ نَشاوَى كلَّهم، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ وقيل: الرَّبَحُ، بفتح أَوله، طائر يشبه الزَّاغَ؛ عن كراع.والرُّبَحُ والرُّبَّاحُ، بالضم والتشديد جميعاً: القِرْد الذكر، قاله أَبو عبيد في باب فُعَّال؛ قال بشر بن المعتمر: وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها، والسهلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ الإِلْقة ههنا القِرْدَة.
ورُبَّاحها: ولدها.
وتُرغِثُ: تُرْضِع.
والسهل: الغراب.
والنوفل: البحر.
والنضر: الذهب؛ وقبله: تبارك الله وسبحانه، مَنْ بيديه النَّفْعُ والضَّرُّ مَنْ خَلْقُه في رزقه كلُّهم: الذِّيخُ والتَّيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوِّ إِذا ما عَلا فيه، ومَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ، وجأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيَّةُ الصَّمَّاءُ في جُحْرِها، والتَّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ الذيخ: ذكر الضباع.
والتَّيتل: المُسِنُّ من الوُعُول.
والغُفْر: ولد الأُرْوِيَّة، وهي الأُنثى من الوعول أَيضاً.
والأَعْصَم: الذي في يديه بياض.
والجَأْبَةُ: بقرة الوحش، وإِذا قلت: جَأْبَةُ المِدْرَى، فهي الظبية.
والتَّتْفُل: ولد الثعلب.
ورأَيت في حواشي نسخة من حواشي ابن بري بخط سيدنا الإِمام العلامة الراوية الحافظ رَضِيِّ الدين الشاطبي، وفقه الله، وإِليه انتهى علم اللغة في عصره نقلاً ودراية وتصريفاً؛ قال أَول القصيدة:الناسُ دَأْباً في طِلابِ الثَّرَى، فكلُّهمْ من شأْنِه الخَتْرُ كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ، لها عُواءٌ، ولها زَفْرُ تَراهُمُ فَوْضَى، وأَيْدِي سَبَا، كلٌّ له، في نَفْسِهِ، سِحْرُ تبارك الله وسبحانه . . .
وقال: بِشْرُ بن المُعْتَمِر النَّضْرِيٌّ أَبو سهل كان أَبرص، وهو أَحد رؤساء المتَكلمين، وكان راوية ناسباً له الأَشعار في الاحتجاج للدين وفي غير ذلك، ويقال إِن له قصيدة في ثلثمائة ورقة احتج فيها، وقصيدة في الغول؛ قال: وذكر الجاحظ أَنه لم ير أَحداً أَقوى على المُخَمَّس المزدوج منه؛ وهو القائل: إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقو ل وما أَقولُ، فأَنتَ عالِمْ أَو كنتَ تَجْهَلُ ذا وذا ك، فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ وقال: هذا من معجم الشعراء للمَرْزُبانيِّ. الأَزهري: قال الليث: رُبَّاحٌ اسم للقرد، قال: وضرب من التمر يقال له زُبُّ رُبَّاحٍ؛ وأَنشد شمر للبَعِيث: شَآمِيَةٌ زُرْقُ العُيون، كأَنها رَبابِيحُ تَنْزُو، أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال ابن الأَعرابي: الرُّبَّاحُ القِرْدُ، وهو الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ، وقيل: هو ولد القرد، وقيل: الجَدْيُ، وقيل: الرُّبَّاحُ الفصيل، والحاشيةُ الصغير الضَّاوِيّ؛ وأَنشد: حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي، كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَني قال أَبو الهيثم: كيف يكون فصيلاً صغيراً، وقد جعله ثَنِيّاً، والثنيّ ابن خمس سنين؟ وأشنشد شمر لِخِداش بن زهير: ومَسَبُّكم سُفْيانَ ثم تُرِكْتُم، تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ والرَّبَاحُ: دُوَيبَّة مثل السِّنَّوْر؛ هكذا في الأَصل الذي نقلت منه.
وقال ابن بري في الحواشي: قال الجوهري: الرَّبَاحُ أَيضاً دُوَيبَّة كالسنور يجلب منه الكافور، وقال: هكذا وقع في أَصلي، قال: وكذا هو في أَصل الجوهري بخطه، قال: وهو وَهَمٌ، لأَن الكافور لا يجلب من دابة، وإِنما هو صمغ شجر بالهند.
ورَباحٌ: موضع هناك ينسب إِليه الكافور، فيقال كافور رَباحِيٌّ، وأَما الدُّوَيْبَّةُ التي تشبه السنور التي ذكر أَنها تجلب للكافور فاسمها الزَّبادة، والذي يجلب منها من الطيب ليس بكافور، وإِنما يسمى باسم الدابة، فيقال له الزَّبادة؛ قال ابن دريد: والزبادة التي يجلب منها الطيب أَحسبها عربية، قال: ووقع في بعض النسخ: والرَّباح دويبَّة، قال: والرَّباحُ أَيضاً بلد يجلب منه الكافور؛ قال ابن بري: وهذا من زيادة ابن القطاع وإصلاحه، وخط الجوهري بخلافه.
وزُبُّ الرُّبَّاح: ضرب من التمر.
والرَّبَاحُ: بلد يجلب منه الكافور.
ورَبَاحٌ: اسم؛ ورَبَاح في قول الشاعر: هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ اسم ساقٍ.
والمُرَبِّحُ: فرسُ الحرث بن دُلَفٍ.
والرُّبَحُ: الفصيل كأَنه لغة في الرُّبَع، وأَنشد بيت الأَعشى: مثلما مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ قيل: إِنه أَراد الرُّبَعَ، فَأَبدل الحاء من العين.
والرَّبَحُ: ما يَرْبَحون من المَيْسِر.

زلم (لسان العرب) [0]


الزُّلَمُ والزَّلَمُ: القِدْح لا ريش عليه، والجمع أَزْلام. الجوهري: الزَّلَمُ، بالتحريك، القِدْحُ؛ قال الشاعر: بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ، ليس بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ قال: وكذلك الزُّلَمُ، بضم الزاي، والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها.
وزَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه وليَّنه.
وزَلَّمَ الرَّحَى: أَدارها وأَخذ من حروفها؛ قال ذو الرمة: تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ، كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ (* قوله «مجمرات وقيعة» هذا هو الصواب في اللفظ والضبط وما تقدم في مادة رقد تحريف). شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من حروفها وسوَّتْها.
وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى، قال: وهذا أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، . . . أكمل المادة وقيل: كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد زُلِّم.
ويقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته، وعَصاً مُزَلَّمَةٌ، وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه.
وفي التنزيل العزيز: وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق؛ قال الأَزهري، رحمه الله: الاستقسام مذكور في موضعه، والأَزْلامُ كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة، يقوم بها سَدَنَةُ البيت، فإذا أَراد رجل سفراً أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال: أَخْرِج لي زَلَماً، فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قِدْحُ النهي قعد عما أَراده، وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه، فإِذا أَراد الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري: لم يَزْجُرِ الطير، إن مَرَّتْ به سُنُحاً، ولا يُفِيضُ علي قِسْمٍ بأَزْلامِ وقال طَرَفَةُ: أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً، فأتى أَغْواهما زَلَمَهْ ويقال: مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناً (* قوله «يزلم زلماناً»أي يسرع) ويَحْذِم حَذَماناً؛ وقال ابن السكيت في قوله: .كأنَّها * رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال: الربابيح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح.
والمُزَلَّمُ: القصير الذنب. ابن سيده: والمُزَلَّمُ من الرجال القصير الخفيف الظريف، شبه بالقِدْحِ الصغير.
وفرس مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ الخَلْق.
ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة: رجل مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ.
وزَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر جِرمه لذلك.
وقالوا: هو العبد زُلْماً؛ عن اللحياني، وزُلْمَةً وزُلَمَةً وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وقيل: معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو؛ عن اللحياني، قال: يقال ذلك في النكرة وكذلك في الأَمة، وفي الصحاح: أَي قُدَّ قَدَّ العبد. يقال: هذا العبد زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً، وقيل: معنى كل ذلك حَقّاً.
وعطاء مُزَلَّم: قليل.
وزَلَّمْتُ عطاءه: قللته.
والمُزَلَّم: الرجل القصير. ابن الأَعرابي: المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الجُثَّةِ، والمُزَلَّمُ السيِّء الغذاء.
والزَّلَمَةُ: هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد: بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ وقال الليث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلَمُ وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن.
والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل: الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها.
وشاة زَلْماء: مثل زَنْماء، والذكر أَزْلَمُ. ابن شميل: ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي قطعه، وزَلَم الله أَنفه.
وأَزْلامُ البقر: قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح.
والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَزْلامٌ، وخص بعضهم به أَظلاف البقر.
والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف، والجمع أَزْلام؛ قال: تَزِلُّ على الأَرض أَزْلامُهُ، كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ الآزِحَةُ: الكثيرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها زَلَمٌ، وهو القِدْح المَبْرِيّ؛ وقال الأَخْفش: واحد الأَزْلامِ زُلَم وزَلَم.
وفي حديث الهجرة: قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، وفي رواية: الأَزْلامَ، وهي القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم يفعله.
والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر، وقيل: الدهر الشديد، وقيل: الشديد المرّ، وقيل: هو المتعلق به البَلايا والمَنايا، وقال يعقوب: سمي بذلك لأَن المنايا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل: يا بِشْرُ، لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ، أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة به، أخذها من زَنَمَةِ الشاة، ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بري: وقال عباس بن مرْداسٍ: إني أَرَى لكَ أَكْلاً لا يَقومُ به، من الأَكولة، إلاَّ الأَزْلَمُ الجَذَع قال: وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ الوَعِلُ.ويقال للوعِلِ: مُزَلَّم؛ وقال: لو كان حَيٌّ ناجِياً لَنَجَا، من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً، وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة.
وقالوا: أَوْدَى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر، يقال ذلك لما ولَّى وفات ويُئِسَ منه.
ويقال: لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً، ومعناه أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ لا يُسِنُّ.
والزَّلْماء: الأُرْوِيَّةُ، وقيل: أُنثى الصُّقور؛ كلاهما عن كراع.
وزَلَمَ الإناء: ملأه؛ هذه عن أَبي حنيفة.
وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ إذا ملأته؛ وقال: حابية كالثَّغَبِ المَزْلوم أَبو عمرو: الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ وقال قُحَيْفٌ: يبيتُ مع الأَزْلامِ في رأْس حالقٍ، ويَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ وفي حديث سَطِيحٍ: أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ قال ابن الأَثير: فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً، والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف الهمزة تخفياً، وقيل: أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفياً، وقيل: أزلَمَّ قبض، والعَنَنُ: الموت أي عرض له الموت فقبضه.
وزُلَيْم وزَلاَّمٌ: إسمان.
وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارتحلوا؛ قال العجاج: واحتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا والمُزْلَئِمُّ: الذاهب الماضي، وقيل: هوالمرتفع في سير أَو غيره؛ قال كُثَيِّر: تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم مكان الي قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت أَي ذهبت فمضت، وقيل: ارتفعت في سيرها.
ويقال للرجل إذا نهض فانتصب: قد ازْلأَمَّ.
وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع.
وزْلأَمَّت الضُّحى: انبسطت. الجوهري: ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً.
وازْلأَمَّ الشيءُ: انتصب.
وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه، وقيل في شَأْوِ العَنَنِ: إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ.

قرب (لسان العرب) [0]


القُرْبُ نقيضُ البُعْدِ. قَرُبَ الشيءُ، بالضم، يَقْرُبُ قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً أَي دَنا، فهو قريبٌ، الواحد والاثنان والجميع في ذلك سواء.
وقوله تعالى: ولو تَرَى إِذ فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذُوا من مكانٍ قريبٍ؛ جاءَ في التفسير:أُخِذُوا من تحتِ أَقدامهم.
وقوله تعالى: وما يُدْرِيكَ لعلَّ الساعةَ قريبٌ؛ ذَكَّر قريباً لأَن تأْنيثَ الساعةِ غيرُ حقيقيّ؛ وقد يجوز أَن يُذَكَّر لأَن الساعةَ في معنى البعث.
وقوله تعالى: واستمع يوم يُنادي المنادِ من مكانٍ قريبٍ؛ أَي يُنادي بالـحَشْرِ من مكانٍ قريب، وهي الصخرة التي في بيت الـمَقْدِس؛ ويقال: إِنها في وسط الأَرض ؛ قال سيبويه: إِنَّ قُرْبَك زيداً، ولا تقول إِنَّ بُعْدَك زيداً، لأَن القُرب أَشدُّ . . . أكمل المادة تَمكُّناً في الظرف من البُعْد؛ وكذلك: إِنَّ قريباً منك زيداً، وأَحسنُه أَن تقول: إِن زيداً قريب منك، لأَنه اجتمع معرفة ونكرة، وكذلك البُعْد في الوجهين؛ وقالوا: هو قُرابتُك أَي قَريبٌ منك في المكان؛ وكذلك: هو قُرابَتُك في العلم؛ وقولهم: ما هو بشَبِـيهِكَ ولا بِقُرَابة مِن ذلك، مضمومة القاف، أَي ولا بقَريبٍ من ذلك. أَبو سعيد: يقول الرجلُ لصاحبه إِذا اسْتَحَثَّه: تَقَرَّبْ أَي اعْجَلْ؛ سمعتُه من أَفواههم؛ وأَنشد: يا صاحِـبَيَّ تَرحَّلا وتَقَرَّبا، فلَقَد أَنى لـمُسافرٍ أَن يَطْرَبا التهذيب: وما قَرِبْتُ هذا الأَمْرَ، ولا قَرَبْتُه؛ قال اللّه تعالى: ولا تَقْرَبا هذه الشجرة؛ وقال: ولا تَقْرَبُوا الزنا؛ كل ذلك مِنْ قَرِبتُ أَقْرَبُ.
ويقال: فلان يَقْرُبُ أَمْراً أَي يَغْزُوه، وذلك إِذا فعل شيئاً أَو قال قولاً يَقْرُبُ به أَمْراً يَغْزُوه؛ ويُقال: لقد قَرَبْتُ أَمْراً ما أَدْرِي ما هو.
وقَرَّبَه منه، وتَقَرَّب إِليه تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً، واقْتَرَب وقاربه.
وفي حديث أَبي عارِمٍ: فلم يَزَلِ الناسُ مُقارِبينَ له أَي يَقْرُبُونَ حتى جاوزَ بلادَ بني عامر، ثم جَعل الناسُ يَبْعُدونَ منه.
وافْعَلْ ذلك بقَرابٍ، مفتوحٌ، أَي بقُرْبٍ؛عن ابن الأَعرابي.
وقوله تعالى: إِنَّ رحمةَ اللّه قَريبٌ من المحسنين؛ ولم يَقُلْ قَريبةٌ، لأَنه أَراد بالرحمة الإِحسانَ ولأَن ما لا يكون تأْنيثه حقيقيّاً، جاز تذكيره؛ وقال الزجاج: إِنما قيل قريبٌ، لأَن الرحمة، والغُفْرانَ، والعَفْو في معنًى واحد؛ وكذلك كل تأْنيثٍ ليس بحقيقيّ؛ قال: وقال الأَخفش جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى الـمَطَر؛ قال: وقال بعضُهم هذا ذُكِّر ليَفْصِلَ بين القريب من القُرْب، والقَريبِ من القَرابة؛ قال: وهذا غلط، كلُّ ما قَرُبَ من مكانٍ أَو نَسَبٍ، فهو جارٍ على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث؛ قال الفراءُ: إِذا كان القريبُ في معنى المسافة، يذكَّر ويؤَنث، وإِذا كان في معنى النَّسَب، يؤَنث بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأَة قَريبتي أَي ذاتُ قَرابتي؛ قال ابن بري: ذكر الفراءُ أَنَّ العربَ تَفْرُقُ بين القَريب من النسب، والقَريب من المكان، فيقولون: هذه قَريبتي من النسب، وهذه قَرِيبي من المكان؛ ويشهد بصحة قوله قولُ امرئِ القيس: له الوَيْلُ إِنْ أَمْسَى، ولا أُمُّ هاشمٍ * قَريبٌ، ولا البَسْباسةُ ابنةُ يَشْكُرا فذكَّر قَريباً، وهو خبر عن أُم هاشم، فعلى هذا يجوز: قريبٌ مني، يريد قُرْبَ الـمَكان، وقَريبة مني، يريد قُرْبَ النَّسب.
ويقال: إِنَّ فَعِـيلاً قد يُحْمل على فَعُول، لأَنه بمعناه، مثل رَحيم ورَحُوم، وفَعُول لا تدخله الهاءُ نحو امرأَة صَبُور؛ فلذلك قالوا: ريح خَريقٌ، وكَنِـيبة خَصِـيفٌ، وفلانةُ مني قريبٌ.
وقد قيل: إِن قريباً أَصلهُ في هذا أَن يكونَ صِفةً لمكان؛ كقولك: هي مني قَريباً أَي مكاناً قريباً، ثم اتُّسِـعَ في الظرف فَرُفِـع وجُعِلَ خبراً. التهذيب: والقَريبُ نقيضُ البَعِـيد يكون تَحْويلاً، فيَستوي في الذكر والأُنثى والفرد والجميع، كقولك: هو قَريبٌ، وهي قريبٌ، وهم قريبٌ، وهنَّ قَريبٌ. ابن السكيت: تقول العرب هو قَريبٌ مني، وهما قَريبٌ مني، وهم قَرِيبٌ مني؛ وكذلك المؤَنث: هي قريب مني، وهي بعيد مني، وهما بعيد، وهنّ بعيد مني، وقريب؛ فتُوَحِّدُ قريباً وتُذَكِّرُه لأَنه إِن كان مرفوعاً، فإِنه في تأْويل هو في مكان قريب مني.
وقال اللّه تعالى: إِن رحمة اللّه قريب من المحسنين.
وقد يجوز قريبةٌ وبَعيدة، بالهاءِ، تنبيهاً على قَرُبَتْ، وبَعُدَتْ، فمن أَنثها في المؤَنث، ثَنَّى وجَمَع؛ وأَنشد: لياليَ لا عَفْراءُ، منكَ، بعيدةُ * فتَسْلى، ولا عَفْراءُ منكَ قَريبُ واقْتَرَبَ الوعدُ أَي تَقارَبَ.
وقارَبْتُه في البيع مُقاربة.
والتَّقارُبُ: ضِدُّ التَّباعد.
وفي الحديث: إِذا تَقاربَ الزمانُ، وفي رواية: إِذا اقْترَبَ الزمان، لم تَكَدْ رُؤْيا المؤْمِن تَكْذِبُ؛ قال ابن الأَثير: أَراد اقترابَ الساعة، وقيل اعتدالَ الليل والنهار؛ وتكون الرؤْيا فيه صحيحةً لاعْتِدالِ الزمان.
واقْتَربَ: افْتَعَلَ، من القُرْب.
وتَقارَب: تَفاعَلَ، منه، ويقال للشيءِ إِذا وَلَّى وأَدْبَر: تَقارَبَ.
وفي حديث الـمَهْدِيِّ: يَتَقارَبُ الزمانُ حتى تكون السنةُ كالشهر؛ أَراد: يَطِـيبُ الزمانُ حتى لا يُسْتَطالَ؛ وأَيام السُّرور والعافية قَصيرة؛ وقيل: هو كناية عن قِصَر الأَعْمار وقلة البركة.
ويقال: قد حَيَّا وقَرَّب إِذا قال: حَيَّاكَ اللّه، وقَرَّبَ دارَك.
وفي الحديث: مَنْ تَقَرَّب إِليَّ شِـبْراً تَقَرَّبْتُ إِليه ذِراعاً؛ المرادُ بقُرْبِ العَبْدِ منَ اللّه، عز وجل، القُرْبُ بالذِّكْر والعمل الصالح، لا قُرْبُ الذاتِ والمكان، لأَن ذلك من صفات الأَجسام، واللّه يَتَعالى عن ذلك ويَتَقَدَّسُ.
والمراد بقُرْبِ اللّه تعالى من العبد، قُرْبُ نعَمِه وأَلطافه منه، وبِرُّه وإِحسانُه إِليه، وتَرادُف مِنَنِه عنده، وفَيْضُ مَواهبه عليه.
وقِرابُ الشيءِ وقُرابُه وقُرابَتُه: ما قاربَ قَدْرَه.
وفي الحديث: إِن لَقِـيتَني بقُراب الأَرضِ خطيئةً أَي بما يقارِبُ مِلأَها، وهو مصدرُ قارَبَ يُقارِبُ.
والقِرابُ: مُقاربة الأَمر؛ قال عُوَيْفُ القَوافي يصف نُوقاً: هو ابن مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً * يَزِدْنَ على العَديد قِرابَ شَهْرِ وهذا البيت أَورده الجوهري: يَرِدْنَ على الغَديرِ قِرابَ شهر. قال ابن بري: صواب إِنشاده يَزِدْنَ على العَديد، مِنْ معنى الزيادة على العِدَّة، لا مِنْ معنى الوِرْدِ على الغَدير.
والـمُنَضِّجةُ: التي تأَخرت ولادتها عن حين الولادة شهراً، وهو أَقوى للولد. قال: والقِرابُ أَيضاً إِذا قاربَ أَن يمتلئَ الدلوُ؛ وقال العَنْبَرُ بن تميم، وكان مجاوراً في بَهْراءَ: قد رابني منْ دَلْوِيَ اضْطِرابُها، والنَّـأْيُ من بَهْراءَ واغْتِرابُها، إِلاَّ تَجِـي مَلأَى يَجِـي قِرابُها ذكر أَنه لما تزوَّجَ عمرو بن تميم أُمَّ خارجةَ، نقَلَها إِلى بلده؛ وزعم الرواةُ أَنها جاءَت بالعَنْبَر معها صغيراً فأَولدها عَمرو بن تميم أُسَيْداً، والـهُجَيْم، والقُلَيْبَ، فخرجوا ذاتَ يوم يَسْتَقُون، فَقَلَّ عليهم الماءُ، فأَنزلوا مائحاً من تميم، فجعل المائح يملأُ دَلْوَ الـهُجَيْم وأُسَيْد والقُلَيْبِ، فإِذا وردَتْ دلو العَنْبر تركها تَضْطَربُ، فقال العَنْبَر هذه الأَبيات.
وقال الليث: القُرابُ والقِرابُ مُقارَبة الشيءِ. تقول: معه أَلفُ درهم أَو قُرابه؛ ومعه مِلْءُ قَدَح ماءٍ أَو قُرابُه.
وتقول: أَتيتُه قُرابَ العَشِـيِّ، وقُرابَ الليلِ.
وإِناءٌ قَرْبانُ: قارَب الامْتِلاءَ، وجُمْجُمةٌ قَرْبَـى: كذلك.
وقد أَقْرَبَه؛ وفيه قَرَبُه وقِرابُه. قال سيبويه: الفعل من قَرْبانَ قارَبَ. قال: ولم يقولوا قَرُبَ استغناء بذلك.
وأَقْرَبْتُ القَدَحَ، مِنْ قولهم: قَدَح قَرْبانُ إِذا قارَبَ أَن يمتلئَ؛ وقَدَحانِ قَرْبانانِ والجمع قِرابٌ، مثل عَجْلانَ وعِجالٍ؛ تقول: هذا قَدَحٌ قَرْبانُ ماءً، وهو الذي قد قارَبَ الامتِلاءَ.
ويقال: لو أَنَّ لي قُرابَ هذا ذَهَباً أَي ما يُقارِبُ مِـْلأَه.
والقُرْبانُ، بالضم: ما قُرِّبَ إِلى اللّه، عز وجل.
وتَقَرَّبْتَ به، تقول منه: قَرَّبْتُ للّه قُرْباناً.
وتَقَرَّبَ إِلى اللّه بشيءٍ أَي طَلَبَ به القُرْبة عنده تعالى.
والقُرْبانُ: جَلِـيسُ الملك وخاصَّتُه، لقُرْبِه منه، وهو واحد القَرابِـينِ؛ تقول: فلانٌ من قُرْبان الأَمير، ومن بُعْدانِه.
وقَرابينُ الـمَلِكِ: وُزَراؤُه، وجُلساؤُه، وخاصَّتُه.
وفي التنزيل العزيز: واتْلُ عليهم نَبأَ ابْنَيْ آدمَ بالحق إِذ قَرَّبا قُرْباناً.
وقال في موضع آخر: إِن اللّه عَهِدَ إِلينا أَن لا نُؤْمِن لرسولٍ حتى يأْتِـيَنا بقُرْبانٍ تأْكُلُه النارُ.
وكان الرجلُ إِذا قَرَّبَ قُرْباناً، سَجَد للّه، فتنزل النارُ فتأْكل قُرْبانَه، فذلك علامةُ قبول القُرْبانِ، وهي ذبائح كانوا يذبحونها. الليث: القُرْبانُ ما قَرَّبْتَ إِلى اللّه، تبتغي بذلك قُرْبةً ووسيلة.
وفي الحديث صفة هذه الأُمَّةِ في التوراة: قُرْبانُهم دماؤُهم. القُرْبان مصدر قَرُبَ يَقْرُب أَي يَتَقَرَّبُون إِلى اللّه بـإِراقة دمائهم في الجهاد.
وكان قُرْبان الأُمَم السالفةِ ذَبْحَ البقر، والغنم، والإِبل.
وفي الحديث: الصّلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِـيٍّ أَي إِنَّ الأَتْقِـياءَ من الناس يَتَقَرَّبونَ بها إِلى اللّه تعالى أَي يَطْلُبون القُرْبَ منه بها.
وفي حديث الجمعة: مَن رَاحَ في الساعةِ الأُولى، فكأَنما قَرَّبَ بدنةً أَي كأَنما أَهْدى ذلك إِلى اللّه تعالى كما يُهْدى القُرْبانُ إِلى بيت اللّه الحرام. الأَحمر: الخيلُ الـمُقْرَبة التي تكون قَريبةً مُعَدَّةً.
وقال شمر: الإِبل الـمُقْرَبة التي حُزِمَتْ للرُّكوب، قالَـها أَعرابيٌّ مِن غَنِـيٍّ.
وقال: الـمُقْرَباتُ من الخيل: التي ضُمِّرَتْ للرُّكوب. أَبو سعيد: الإِبل الـمُقْرَبةُ التي عليها رِحالٌ مُقْرَبة بالأَدَمِ، وهي مَراكِبُ الـمُلوك؛ قال: وأَنكر الأَعرابيُّ هذا التفسير.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: ما هذه الإِبلُ الـمُقْرِبةُ؟ قال: هكذا رُوي، بكسر الراءِ، وقيل: هي بالفتح، وهي التي حُزِمَتْ للرُّكوب، وأَصلُه من القِرابِ. ابن سيده: الـمُقْرَبةُ والـمُقْرَب من الخيل: التي تُدْنَى، وتُقَرَّبُ، وتُكَرَّمُ، ولا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ؛ قال ابن دريد: إِنما يُفْعَلُ ذلك بالإِناث، لئلا يَقْرَعَها فَحْلٌ لئيم.
وأَقْرَبَتِ الحاملُ، وهي مُقْرِبٌ: دنا وِلادُها، وجمعها مَقاريبُ، كأَنهم توهموا واحدَها على هذا، مِقْراباً؛ وكذلك الفرس والشاة، ولا يقال للناقةِ إِلاّ أَدْنَتْ، فهي مُدْنٍ؛ قالت أُمُّ تأَبـَّطَ شَرّاً، تُؤَبِّنُه بعد موته: وابْناه! وابنَ اللَّيْل، ليس بزُمَّيْل شَروبٍ للقَيْل، يَضْرِبُ بالذَّيْل كمُقْرِبِ الخَيْل لأَنها تُضَرِّجُ من دَنا منها؛ ويُرْوى كمُقْرَب الخيل، بفتح الراءِ، وهو الـمُكْرَم. الليث: أَقْرَبَتِ الشاةُ والأَتانُ، فهي مُقْرِبٌ، ولا يقال للناقة إِلاّ أَدْنَتْ، فهي مُدْنٍ. العَدَبَّسُ الكِنانيُّ: جمع الـمُقْرِبِ من الشاءِ: مَقاريبُ؛ وكذلك هي مُحْدِثٌ وجمعُه مَحاديثُ. التهذيب: والقَريبُ والقَريبة ذو القَرابة، والجمع مِن النساءِ قَرائِبُ، ومِن الرجال أَقارِبُ، ولو قيل قُرْبَـى، لجاز.
والقَرابَة والقُرْبَـى: الدُّنُوُّ في النَّسب، والقُرْبَـى في الرَّحِم، وهي في الأَصل مصدر.
وفي التنزيل العزيز: والجار ذي القُرْبَـى.وما بينهما مَقْرَبَةٌ ومَقْرِبَة ومَقْرُبة أَي قَرابةٌ.
وأَقارِبُ الرجلِ، وأَقْرَبوه: عَشِـيرَتُه الأَدْنَوْنَ.
وفي التنزيل العزيز: وأَنْذِرْ عَشِـيرَتَك الأَقْرَبِـين.
وجاءَ في التفسير أَنه لما نَزَلَتْ هذه الآية، صَعِدَ الصَّفا، ونادى الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ، فَخِذاً فَخِذاً. يا بني عبدالمطلب، يا بني هاشم، يا بني عبدمناف، يا عباسُ، يا صفيةُ: إِني لا أَملك لكم من اللّه شيئاً، سَلُوني من مالي ما شئتم؛ هذا عن الزجاج.وتقول: بيني وبينه قَرابة، وقُرْبٌ، وقُرْبَـى، ومَقْرَبة، ومَقْرُبة، وقُرْبَة، وقُرُبَة، بضم الراءِ، وهو قَريبي، وذو قَرابَتي، وهم أَقْرِبائي، وأَقارِبي.
والعامة تقول: هو قَرابَتي، وهم قَراباتي.
وقولُه تعالى: قل لا أَسْـأَلُكم عليه أَجْراً إِلا الـمَوَدَّة في القُرْبَـى؛ أَي إِلا أَن تَوَدُّوني في قَرابتي أَي في قَرابتي منكم.
ويقال: فلانٌ ذو قَرابتي، وذو قَرابةٍ مِني، وذو مَقْرَبة، وذو قُرْبَـى مني. قال اللّه تعالى: يَتيماً ذا مَقْرَبَةٍ. قال: ومِنهم مَن يُجيز فلان قَرابتي؛ والأَوَّلُ أَكثر.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إِلاَّ حامَى على قَرابته؛ أَي أَقارِبه، سُمُّوا بالمصدر كالصحابة.
والتَّقَرُّبُ: التَّدَنِّي إِلى شَيءٍ، والتَّوَصُّلُ إِلى إِنسان بقُرْبةٍ، أَو بحقٍّ.
والإِقْرابُ: الدُّنُوُّ.
وتَقارَبَ الزرعُ إِذا دَنا إِدراكُه. ابن سيده: وقارَبَ الشيءَ داناه.
وتَقَارَبَ الشيئانِ: تَدانَيا.
وأَقْرَبَ الـمُهْرُ والفصيلُ وغيرُه إِذا دنا للإِثناءِ أَو غير ذلك من الأَسْنانِ.
والـمُتَقارِبُ في العَروض: فَعُولُن، ثماني مرات، وفعولن فعولن فَعَلْ، مرتين، سُمِّي مُتَقارِباً لأَنه ليس في أَبنية الشعر شيءٌ تَقْرُبُ أَوْتادُه من أَسبابه، كقُرْبِ المتقارِبِ؛ وذلك لأَن كل أَجزائه مَبْنِـيٌّ على وَتِدٍ وسببٍ.
ورجلٌ مُقارِبٌ، ومتاعٌ مُقارِبٌ: ليس بنَفيسٍ.
وقال بعضهم: دَيْنٌ مُقارِبٌ، بالكسر، ومتاعٌ مُقارَبٌ، بالفتح. الجوهري: شيءٌ مقارِبٌ، بكسرالراءِ، أَي وَسَطٌ بين الجَيِّدِ والرَّدِيءِ؛ قال: ولا تقل مُقارَبٌ، وكذلك إِذا كان رَخيصاً.
والعرب تقول: تَقارَبَتْ إِبلُ فلانٍ أَي قَلَّتْ وأَدْبَرَتْ؛ قال جَنْدَلٌ: القُرْبُ نقيضُ البُعْدِ . غَرَّكِ أَن تَقارَبَتْ أَباعِري، * وأَنْ رَأَيتِ الدَّهْرَ ذا الدَّوائِر ويقال للشيءِ إِذا وَلى وأَدبر: قد تَقارَبَ.
ويقال للرجل القصير: مُتقارِبٌ، ومُتَـآزِفٌ. الأَصمعي: إِذا رفَعَ الفَرَسُ يَدَيْه معاً ووَضَعَهما معاً، فذلك التقريبُ؛ وقال أَبو زيد: إِذا رَجَمَ الأَرضَ رَجْماً، فهو التقريبُ. يقال: جاءَنا يُقَرِّبُ به فرسُه.
وقارَبَ الخَطْوَ: داناه.
والتَّقريبُ في عَدْوِ الفرس: أَن يَرْجُمَ الأَرض بيديه، وهما ضَرْبانِ: التقريبُ الأَدْنَى، وهو الإِرْخاءُ، والتقريبُ الأَعْلى، وهو الثَّعْلَبِـيَّة. الجوهري: التقريبُ ضَربٌ من العَدْوِ؛ يقال: قَرَّبَ الفرسُ إِذا رفع يديه معاً ووضعهما معاً، في العدو، وهو دون الـحُضْر.
وفي حديث الهجرة: أَتَيْتُ فرسِي فركبتها، فرفَعْتُها تُقَرِّبُ بي. قَرَّبَ الفرسُ، يُقَرِّبُ تقريباً إِذا عَدا عَدْواً دون الإِسراع.
وقَرِبَ الشيءَ، بالكسر، يَقْرَبُه قُرْباً وقُـِرْباناً: أَتاه، فقَرُبَ ودنا منه.
وقَرَّبْتُه تقريباً: أَدْنَيْتُه.
والقَرَبُ: طلبُ الماءِ ليلاً؛ وقيل: هو أَن لا يكون بينك وبين الماءِ إِلا ليلة.
وقال ثعلب: إِذا كان بين الإِبل وبين الماءِ يومان، فأَوَّلُ يوم تَطلبُ فيه الماءَ هو القَرَبُ، والثاني الطَّلَقُ. قَرِبَتِ الإِبلُ تَقْرَبُ قُرْباً، وأَقْرَبَها؛ وتقول: قَرَبْتُ أَقْرُبُ قِرابةً، مثلُ كتبتُ أَكْتُبُ كتابةً، إِذا سِرْتَ إِلى الماءِ، وبينك وبينه ليلة. قال الأَصمعي: قلتُ لأَعْرابِـيٍّ ما القَرَبُ؟ فقال: سير الليل لِورْدِ الغَدِ؛ قلتُ: ما الطَّلَق؟ فقال: سير الليل لِوِرْدِ الغِبِّ. يقال: قَرَبٌ بَصْباصٌ، وذلك أَن القوم يُسِـيمُونَ الإِبلَ، وهم في ذلك يسيرون نحو الماءِ، فإِذا بقيَت بينهم وبين الماءِ عشيةٌ، عَجَّلوا نحوهُ، فتلك الليلةُ ليلةُ القَرَب. قال الخليل: والقارِبُ طالِبُ الماءِ ليلاً، ولا يقال ذلك لِطالِب الماءِ نهاراً.
وفي التهذيب: القارِبُ الذي يَطلُبُ الماءَ، ولم يُعَيِّنْ وَقْتاً. الليث: القَرَبُ أَن يَرْعَى القومُ بينهم وبين الموْرد؛ وفي ذلك يسيرون بعضَ السَّيْر، حتى إِذا كان بينهم وبين الماءِ ليلةٌ أَو عَشِـيَّة، عَجَّلُوا فَقَرَبُوا، يَقْرُبونَ قُرْباً؛ وقد أَقْرَبُوا إِبلَهم، وقَرِبَتِ الإِبلُ. قال: والحمار القارِب، والعانَةُ القَوارِبُ: وهي التي تَقْرَبُ القَرَبَ أَي تُعَجِّلُ ليلةَ الوِرْدِ. الأَصمعي: إِذا خَلَّى الراعي وُجُوهَ إِبله إِلى الماءِ، وتَرَكَها في ذلك تَرْعى ليلَتَئذٍ، فهي ليلةُ الطَّلَق؛ فإِن كان الليلةَ الثانية، فهي ليلةُ القَرَب، وهو السَّوْقُ الشديد.
وقال الأَصمعي: إِذا كانتْ إِبلُهم طَوالقَ، قيل أَطْلَقَ القومُ، فهم مُطْلِقُون، وإِذا كانت إِبلُهم قَوارِبَ، قالوا: أَقْرَبَ القومُ، فهم قارِبون؛ ولا يقال مُقْرِبُون، قال: وهذا الحرف شاذ. أَبو زيد: أَقْرَبْتُها حتى قَرِبَتْ تَقْرَبُ.
وقال أَبو عمرو في الإِقْرابِ والقَرَب مثله؛ قال لبيد: إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها، * لم تُمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا قال ابن الأَعْرابي: القَرَبُ والقُرُبُ واحد في بيت لبيد. قال أَبو عمرو: القَرَبُ في ثلاثة أَيام أَو أَكثر؛ وأَقْرَب القوم، فهم قارِبُون، على غير قياس، إِذا كانت إِبلُهم مُتَقارِبةً، وقد يُستعمل القَرَبُ في الطير؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لخَليج الأَعْيَويّ: قد قلتُ يوماً، والرِّكابُ كأَنـَّها * قَوارِبُ طَيْرٍ حانَ منها وُرُودُها وهو يَقْرُبُ حاجةً أَي يَطلُبها، وأَصلها من ذلك.
وفي حديث ابن عمر: إِنْ كنا لنَلتَقي في اليوم مِراراً، يسأَل بعضُنا بعضاً، وأَن نَقْرُبَ بذلك إِلى أَن نحمد اللّه تعالى؛ قال الأَزهري: أَي ما نَطلُبُ بذلك إِلاَّ حمدَ اللّه تعالى. قال الخَطَّابي: نَقرُبُ أَي نَطلُب، والأَصلُ فيه طَلَبُ الماء، ومنه ليلةُ القَرَبِ: وهي الليلة التي يُصْبِحُونَ منها على الماءِ، ثم اتُّسِـعَ فيه فقيل: فُلانٌ يَقْرُبُ حاجتَه أَي يَطلُبها؛ فأَن الأُولى هي المخففة من الثقيلة، والثانية نافية.
وفي الحديث قال له رجل: ما لي هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي ما له وارِدٌ يَرِدُ الماء، ولا صادِرٌ يَصدُرُ عنه.
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: وما كنتُ إِلاَّ كقارِبٍ وَرَدَ، وطالبٍ وَجَد.
ويقال: قَرَبَ فلانٌ أَهلَه قُرْباناً إِذا غَشِـيَها.
والـمُقارَبة والقِرابُ: الـمُشاغَرة للنكاح، وهو رَفْعُ الرِّجْلِ.
والقِرابُ: غِمْدُ السَّيف والسكين، ونحوهما؛ وجمعُه قُرُبٌ.
وفي الصحاح: قِرابُ السيفِ غِمْدُه وحِمالَتُه.
وفي المثل: الفِرارُ بقِرابٍ أَكْيَسُ؛ قال ابن بري: هذا المثل ذكره الجوهري بعد قِرابِ السيف على ما تراه، وكان صواب الكلام أَن يقول قبل المثل: والقِرابُ القُرْبُ، ويستشهد بالمثل عليه.
والمثلُ لجابر بن عمرو الـمُزَنِـيّ؛ وذلك أَنه كان يسير في طريق، فرأَى أَثرَ رَجُلَيْن، وكان قائفاً، فقال: أَثَرُ رجلين شديدٍ كَلَبُهما، عَزيزٍ سَلَبُهما، والفِرارُ بقِرابٍ أَكْيَسُ أَي بحيث يُطْمَعُ في السلامة من قُرْبٍ.
ومنهم مَن يَرويه بقُراب، بضم القاف.
وفي التهذيب الفِرارُ قبلَ أَن يُحاطَ بك أَكْيَسُ لك.
وقَرَبَ قِراباً، وأَقرَبَهُ: عَمِلَهُ.
وأَقْرَبَ السيفَ والسكين: عَمِل لها قِراباً.
وقَرَبَهُ: أَدْخَلَه في القِرابِ.
وقيل: قَرَبَ السيفَ جعلَ له قِراباً؛ وأَقْرَبَه: أَدْخَله في قِرابِه. الأَزهري: قِرابُ السيفِ شِبْه جِرابٍ من أَدَمٍ، يَضَعُ الراكبُ فيه سيفَه بجَفْنِه، وسَوْطه، وعصاه، وأَداته.
وفي كتابه لوائل بن حُجْرٍ: لكل عشر من السَّرايا ما يَحْمِلُ القِرابُ من التمر. قال ابن الأَثير: هو شِـبْه الجِراب، يَطْرَحُ فيه الراكبُ سيفه بغِمْدِه وسَوْطِه، وقد يَطْرَحُ فيه زادَه مِن تمر وغيره؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي الرواية بالباءِ؛ هكذا قال ولا موضع له ههنا. قال: وأُراه القِرافَ جمع قَرْفٍ، وهي أَوْعِـيَةٌ من جُلُود يُحْمَلُ فيها الزادُ للسفر، ويُجْمَع على قُروف أَيضاً.
والقِرْبةُ من الأَساقي. ابن سيده: القِرْبةُ الوَطْبُ من اللَّبَن، وقد تكون للماءِ؛ وقيل: هي الـمَخْروزة من جانبٍ واحد؛ والجمع في أَدْنى العدد: قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ، والكثير قِرَبٌ؛ وكذلك جمعُ كلِّ ما كان على فِعْلة، مثل سِدْرة وفِقْرَة، لك أَن تفتح العينَ وتكسر وتسكن.
وأَبو قِرْبةَ: فَرَسُ عُبَيْدِ بن أَزْهَرَ.
والقُرْبُ: الخاصِرة، والجمع أَقرابٌ؛ وقال الشَّمَرْدَلُ: يصف فرساً: لاحِقُ القُرْبِ، والأَياطِلِ نَهْدٌ، * مُشْرِفُ الخَلْقِ في مَطَاه تَمامُ التهذيب: فرسٌ لاحِقُ الأَقْراب، يَجْمَعُونه؛ وإِنما له قُرُبانِ لسَعته، كما يقال شاة ضَخْمَةُ الخَواصِر، وإِنما لها خاصرتانِ؛ واستعاره بعضُهم للناقة فقال: حتى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَربعةٍ، * في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ فانْشَمَلا أَراد: حتى دَلَّ، فوضعَ الآتي موضعَ الماضي؛ قال أَبو ذؤيب يصف الحمارَ والأُتُنَ: فبَدا له أَقْرابُ هذا رائِغاً * عنه، فعَيَّثَ في الكِنَانةِ يُرْجِـعُ وقيل: القُرْبُ والقُرُبُ، من لَدُنِ الشاكلةِ إِلى مَرَاقِّ البطن، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وكذلك من لَدُنِ الرُّفْغ إِلى الإِبْطِ قُرُبٌ من كلِّ جانب.
وفي حديث الـمَوْلِدِ: فخرَجَ عبدُاللّه بن عبدالمطلب أَبو النبي، صلى اللّه عليه وسلم، ذاتَ يوم مُتَقَرِّباً، مُتَخَصِّراً بالبَطْحاءِ، فبَصُرَتْ به ليلى العَدَوِيَّة؛ قوله مُتَقَرِّباً أَي واضعاً يده على قُرْبِه أَي خاصِرَته وهو يمشي؛ وقيل: هو الموضعُ الرقيقُ أَسفل من السُّرَّة؛ وقيل: مُتَقَرِّباً أَي مُسْرِعاً عَجِلاً، ويُجْمَع على أَقراب؛ ومنه قصيدُ كعب بن زهير: يمشي القُرادُ عليها، ثم يُزْلِقُه * عنها لَبانٌ وأَقرابٌ زَهالِـيلُ التهذيب: في الحديث ثلاثٌ لَعيناتٌ: رجلٌ غَوَّرَ الماءَ الـمَعِـينَ الـمُنْتابَ، ورجلٌ غَوَّرَ طريقَ الـمَقْرَبةِ، ورجل تَغَوَّطَ تحت شَجرةٍ؛ قال أَبو عمرو: الـمَقْرَبةُ المنزل، وأَصله من القَرَبِ وهو السَّيْر؛ قال الراعي: في كلِّ مَقْرَبةٍ يَدَعْنَ رَعِـيلا وجمعها مَقارِبُ.
والـمَقْرَبُ: سَير الليل؛ قال طُفَيْلٌ يصف الخيل: مُعَرَّقَة الأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُها، * تُثِـير القَطا في مَنْهلٍ بعدَ مَقْرَبِ وفي الحديث: مَن غَيَّر الـمَقْرَبةَ والـمَطْرَبة، فعليه لعنةُ اللّه. المَقْرَبةُ: طريقٌ صغير يَنْفُذُ إِلى طريق كبير، وجمعُها الـمَقارِبُ؛ وقيل: هو من القَرَب، وهو السير بالليل؛ وقيل: السير إِلى الماءِ. التهذيب، الفراء جاءَ في الخبر: اتَّقُوا قُرابَ الـمُؤْمن أَو قُرابَتَه، فإِنه يَنْظُر بنُور اللّه، يعني فِراسَتَه وظَنَّه الذي هو قَريبٌ من العِلم والتَّحَقُّقِ لصِدْقِ حَدْسِه وإِصابتِه.
والقُراب والقُرابةُ: القريبُ؛ يقال: ما هو بعالم، ولا قُرابُ عالم، ولا قُرابةُ عالمٍ، ولا قَريبٌ من عالم.
والقَرَبُ: البئر القريبة الماء، فإِذا كانت بعيدةَ الماء، فهي النَّجاءُ؛ وأَنشد: يَنْهَضْنَ بالقَوْمِ عَلَيْهِنَّ الصُّلُبْ، * مُوَكَّلاتٌ بالنَّجاءِ والقَرَبْ يعني: الدِّلاء.
وقوله في الحديث: سَدِّدوا وقارِبُوا؛ أَي اقْتَصِدوا في الأُمورِ كلِّها، واتْرُكوا الغُلُوَّ فيها والتقصير؛ يقال: قارَبَ فلانٌ في أُموره إِذا اقتصد.
وقوله في حديث ابن مسعود: إِنه سَلَّم على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وهو في الصلاة، فلم يَرُدَّ عليه، قال: فأَخذني ما قَرُبَ وما بَعُدَ؛ يقال للرجُل إِذا أَقْلَقَه الشيءُ وأَزْعَجَه: أَخذه ما قَرُبَ وما بَعُدَ، وما قَدُمَ وما حَدُثَ؛ كأَنه يُفَكِّرُ ويَهْتَمُّ في بَعيدِ أُمورِه وقَريـبِها، يعني أَيـُّها كان سَبَباً في الامتناع من ردِّ السلام عليه.وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: لأُقَرِّبَنَّ بكم صلاةَ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي لآتِـيَنَّكم بما يُشْبِهُها، ويَقْرُبُ منها.
وفي حديثه الآخر: إِني لأَقْرَبُكم شَبَهاً بصلاةِ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم.
والقارِبُ: السَّفينةُ الصغيرة، مع أَصحاب السُّفُنِ الكبار البحرية، كالجَنائب لها، تُسْتَخَفُّ لحوائجهم، والجمعُ القَوارِبُ.
وفي حديث الدجال: فجلسوا في أَقْرُبِ السفينة، واحدُها قارِبٌ، وجمعه قَوارِب؛ قال: فأَما أَقْرُبٌ، فإِنه غير معروف في جمع قارِب، إِلاَّ أَن يكون على غير قياس؛ وقيل: أَقْرُبُ السفينةِ أَدانِـيها أَي ما قارَبَ إِلى الأَرض منها.والقَريبُ: السَّمَك الـمُمَلَّحُ، ما دام في طَراءَته.
وقَرَبَتِ الشمسُ للمغيب: ككَرَبَتْ؛ وزعم يعقوب أَن القاف بدل مِن الكاف.
والـمَقارِبُ: الطُّرُقُ.
وقُرَيْبٌ: اسم رجل.
وقَرِيبةُ: اسم امرأَة.
وأَبو قَرِيبةَ: رجل من رُجَّازِهم.
والقَرَنْبَـى: نذكره في ترجمة قرنب.

مرن (لسان العرب) [0]


مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.
ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه.
ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة.
ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ.
والمَرَانةُ: اللِّينُ.
والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ.
ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ.
ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ.
والمُرّانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة.
وقال أَبو عبيد: المُرّانُ نبات الرماح. قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت. ابن الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه، ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ.
ورجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِيلُه.
ومَرَنَ وجهُ الرجل على هذا الأَمر.
وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة: لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قال ابن بري: . . . أكمل المادة صوابه مَعِكٍ، بالكاف. يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده: أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ والمصدر المُرُونة.
ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه.
ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عليه. ابن سيده: مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قال: قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ، وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ ومَرَّنه عليه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب.
ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ.
والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك.
ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً، وقد مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ.
وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ.
وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه.
والمَرْنُ: ضرب من الثياب؛ قال ابن الأَعرابي: هي ثيابٌ قُوهِيَّة؛ وأَنشد للنمر: خفيفاتُ الشُّخُوصِ، وهُنَّ خُوصٌ، كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ وقال الجوهري: المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر: كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها: ضربها به.
وما زالَ ذلك مَرِنَك أَي دَأْبَكَ. قال أَبو عبيد: يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك ودَيْدَنَك أَي عادَتَك.
والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ: على خُلُقٍ مُسْتوٍ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قال ابن جني: المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ والكَذِبِ، والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له، وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه، قلت أَنت: أَو مَرِناً ما أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك. الجوهري: والمَرِنُ، بكسر الراء، الحالُ والخُلُق. يقال: ما زال ذلك مَرِِني أَي حالي.
والمارِن: الأَنف، وقيل: طَرفه، وقيل: المارِنُ ما لان من الأَنف، وقيل: ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة، وما لان من الرُّمْح؛ قال عُبيد يذكر ناقتَه: هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً، ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس ومَرْنا الأَنفِ: جانباه؛ قال رؤبة: لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب، ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف، وفي حديث النخعي: في المارِنِ الدِّيَةُ؛ المارِنُ من الأَنف: ما دون القَصبة.
والمارنان: المُنْخُران.
ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ: ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ، وقيل: هي التي يُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح، وقيل: هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر عليها الفحل.
وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح.
ومَرَنَ البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفىً به.
والتَّمْرين: أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة؛ وقال ابن مقبل يصف باطنَ مَنسِم البعير: فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون وقال أَبو الهيثم: المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها، وهو أَن يَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك.
وقال ابن حبيب: المَرْنُ الحَفاءُ، وجمعه أَمْرانٌ؛ قال جرير: رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران وناقة مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكوبة. قال الجوهري: والمُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ. يقال: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.
والمَرَنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ من البعير، وجمعه أَمرانٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي: فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ قال صَحْبي، إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً: ما تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلْ قال: أَدلّ من الإِدلال؛ وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي: نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ الجوهري: أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها؛ وقول ابن مقبل: يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا قال الفارسي: المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به، وقيل: هو موضع، وقيل: هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ، يريد لا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر.
وقال الأَصمعي: المرانة اسم ناقة كانت هادية بالطريق، وقال: الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده.
ويقال: المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار، وقيل: المرانة مَعْرُِفتُها؛ قال الجوهري: أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها.
ومَرَّانُ شَنُوأَة: موضع باليمن.
وبنو مَرِينا: الذين ذكرهم امرؤ القيس فقال: فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا، ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد، وليس مَرِينا بكلمة عربية.
وأَبو مَرينا: ضرب من السمك.
ومُرَيْنةُ: اسم موضع؛ قال الزاري: تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا والمَرانة: موضع لبني عَقِيلٍ؛ قال لبيد: لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ (* قوله «فشرجه فالحبال» كذا بالأصل، وهو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغاني، وقال الرواية: فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين المعجمة والجيم.
وقول الجوهري: والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية البيت).
وهو في الصحاح مَرَانة، وأَنشد بيت لبيد. ابن الأَعرابي: يوْمُ مَرْنٍ إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ، ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ.
ومَرَّان، بالفتح: موضع على ليلتين من مكة، شرفها الله تعالى، على طريق البصرة، وبه قبر تميم بن مُرٍّ؛ قال جرير: إِني: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني، جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ أَي أَذُبُّ عنه الشعراء: وقوله حَرَّبَني أَغضبني؛ يقول: تميم بن مُرّ جاري الذي أَعْتَزُّ به، فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من الشعراء لفخري بتميم؛ وأَما قول منصور: قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد، قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ: حدثني زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول: اللهم إنك تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ، فاغْفِرْ لي؛ ومر أَبو جعفر المنصورُ على قبره بمَرّان، وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة، فقال: صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً، عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ، فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً، أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ قال: وروى: صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ

جعر (لسان العرب) [0]


الجِعَارُ: حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر لئلا يقع فيها، وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به؛ وقيل: هو حبل يشده الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به؛ قال: لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ، وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ: الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد: لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ والجُعْرَةُ: شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله جِراءُ الخَشْخَاشِ، ولسنبله حروف عِدَّةٌ، وحبه طويل عظيم أَبيض، وكذلك سُنبله وسَفاه، وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ، والآفة إِليه . . . أكمل المادة سريعة، وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ؛ كله عن أَبي حنيفة.
والجُعْرورانِ: خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم، يملؤهما جميعاً الغيث الواحد، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شائهم؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ، فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير، ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ الدِّرْحابَةُ: العَرِيضُ القصير؛ يقول: إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير، غدير الخَبْراءِ، لم يلبث الدّرْحابَةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط. زَكَتَه الرَّبْوُ: مَلأَ جَوْفَه.
وفي التهذيب: والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ، والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ لبني عبدالله بن دارِمٍ.
وجَعَارٍ: اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها، وإِنما بنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة، ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه، وهي معدولة عن جاعِرَة، فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ؛ وقول الشاعر الهذلي في صفة الضبع: عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ، فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً، جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ قيل: ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر؛ وقيل: هي أَولادها وجعلها الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ؛ قال بعضهم: جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً كثيرة.
والجراهمة: المغتلمة. قال الأَزهري: الذي عندي في تفسير جواعرها ثمان كَثْرَةُ جَعْرها.
والجَواعِرُ: جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر، كقول العرب: سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي رُغاءَها، وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها؛ وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ. قال الله تعالى: ليس لها من دون الله كاشفة؛ أَي ليس لها من دونه عز وجل كشف وظهور.
وقال الله عز وجل: لا تسمع فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله كثير في كلام العرب، ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان، ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ، وهي من آكل الدواب؛ وقيل: وصفها بكثرة الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإِن كان له مِعىً واحدٌ، وهو مثل لكثرة أَكله؛ قال ابن بري البيت أَعني: عشنزرة جواعرها ثمان لحبيب بن عبدالله الأَعلم.
وللضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضون، وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه.
وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها.
وفي المثل: روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك؛ وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه. ابن السكيت: تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها: قُومي جَعارِ، تشبه بالضبع.
ويقال للضبع: تِيسِي أَو عِيثي جَعَار؛ وأَنشد: فَقُلْتُ لهَا: عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ والمَجْعَرُ: الدُّبُر.
ويقال للدُّبُر: الجاعِرَةُ والجَعْراءُ.
والجَعْرُ: نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع.
والجَعْرُ: ما تَيَبَّسَ في الدبر من العذرة.
والجَعْرُ: يُبْسُ الطبيعة، وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ الإِنسان إِذا كان يابساً، والجمع جُعُورٌ؛ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك.
وفي حديث عمرو ابن دينار: كانوا يقولون في الجاهلية: دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ؛ قال ابن الأَثير: الجَعْرُ ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً؛ ومنه حديث عمر: إِنِّي مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة؛ وفي حديثه الآخر: إِياكم ونومة الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ؛ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك.
وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً: خَرِئَ.
والجَعْرَاء: الاسْتُ، وقال كراعٌ: الجِعِرَّى، قال: ولا نظير لها إِلا الجِعِبَّى، وهي الاست أَيضاً، والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب، والعِبِدَّى العَبيد، والجِرِشَّى النَّفْسُ؛ والجِعِرَّى أَيضاً: كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ إِلى الاست.
وبَنُو الجَعْراء: حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك؛ قال: دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً، ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ والجَعْراءُ: دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ (* قوله: «مغنج» كذا بالأصل بالغين المعجمة، وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج، وفي بعض النسخ منعج، قال المغفل بن سلمة: من أعجم العين فتح الميم، ومن أهملها كسر الميم؛ قاله البكري في شرح أمالي القالي) ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ، وذلك أَنها خرجت وقد ضربها المخاض فظنته غائطاً، فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت: يا أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه؟ ففهمت عنها فقالت: نعَمْ ويدعو أَباه؛ فتميم تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك.
والجاعِرَةُ: مثل الروث من الفَرس.
والجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ، وقيل: الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار؛ قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأُتن: إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وقيل: هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل: هما رؤوس أَعالي الفخذين، وقيل: هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل: هما حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ.
وفي حديث العباس: أَنه وَسَمَ الجاعرتين؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، وهما من الإِنسان في موضع رَقْمَتي الحمارِ.
وفي الحديث: أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه.
وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتين قيل: هما اللذان يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ.
والجِعَارُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي.
والجِعْرانَةُ: موضع؛ وفي الحديث: أَنه نزل الجِعْرانَةَ، وتكرر ذكرها في الحديث، وهي موضع قريب من مكة، وهي في الحل وميقات الإِحرام، وهي بتسكين العين والتخفيف، وقد تكسر العين وتشدد الراء.
والجُعْرُورُ: ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به.
وفي الحديث: أَنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر: الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق؛ قال الأَصمعي: الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه، ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً.
والجُعْرُورُ: دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض.
ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى، الراء شديدة، وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما؛ ولعبة أُخرى يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض، كلُّ واحد آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه.
وأَبو جِعْرانَ: الجُعَلُ عامَّةً، وقيل: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ.
وأُم جِعْران: الرَّخَمَةُ؛ كلاهما عن كراع.

عور (لسان العرب) [0]


العَوَرُ: ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين، وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ، وهو أَعْوَرُ، صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ، والجمع عُورٌ وعُوران؛ وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها، وربما قالوا: عُرْتُ عينَه.
وعَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إِذا ذهب بصرها؛ قال الجوهري: إِنما صحت الواو في عَوِرَت عينُه لصحتها في أَصله، وهو اعْوَرَّت، لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد الأَلفُ والتشديدُ فبقي عَوِرَ، يدل على أَن ذلك أَصله مجيءُ أَخواته على هذا: اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ، ولا يقال في الأَلوان غيره؛ قال: وكذلك قياسه في العيوب اعْرَجَّ واعْمَيَّ في عَرِج وعَمِيَ، وإِن . . . أكمل المادة لم يسمع، والعرب تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَيْراً، ومنه قولهم كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر. قال الجوهري: ويقال في الخصلتين المكروهتين: كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر، وهو تصغير أَعور مرخماً. قال الأَزهري: عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ واعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنى واحد.
ويقال: عارَ عينَه يَعُورُها إِذا عَوَّرها؛ ومنه قول الشاعر: فجاء إِليها كاسِراً جَفْنَ عَيْنه، فقلتُ له: من عارَ عَيْنَك عَنْتَرهْ؟ يقول: من أَصابها بعُوّار؟ ويقال: عُرْتُ عينه أَعُورُها وأَعارُها من العائِر. قال ابن بزرج: يقال عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إِذا سال؛ وأَنشد: ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي حَفِيٍّ: أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا؟ أَي أَدَمَعَت عينُه؛ قال الجوهري: وقد عارَت عينُه تَعار، وأَورد هذا البيت: وسائلة بظَهْرِ الغيب عَنّي: أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا؟ قال: أَراد تعارَنْ، فوقف بالأَلف؛ قال ابن بري: أَورد هذا البيت على عارت أَي عَوِرت، قال: والبيت لعمرو بن أَحمر الباهلي؛ قال: والأَلف في آخر تعارا بدل من النون الخفيفة، أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف عليها، ولهذا سلمت الأَلف التي بعد العين إِذ لو لم يكن بعدها نون التوكيد لانحذفت، وكنت تقول لم تَعَرْ كما تقول لم تَخَفْ، وإِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت: لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع نون التوكيد مبني فلا يلحقه جزم.
وقولهم: بَدَلٌ أَعْوَر؛ مَثَلٌ يضرب للمذموم يخلف بعد الرجل المحمود.
وفي حديث أُمّ زَرْع: فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر؛ هو من ذلك، قال عبدالله بن هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بن مسلم ووَليَ خراسان بعد يزيد بن المهلّب: أَقُتَيْبَ، قد قُلْنا غداةَ أَتَيْتَنا: بَدَلٌ لَعَمْرُك من يَزيدٍ أَعْوَرُ وربما قالوا: خَلَفٌ أَعْوَرُ؛ قال أَبو ذؤيب: فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ، كأَنها خِلافُ دِيار الكامِليّة عُورُ كأَنه جمع خَلَفاً على خِلافٍ مثل جَبَل وجِبال. قال: والاسم العَوْرة.
وعُورانُ قَيْسٍ: خمسة شُعَراء عُورٌ، وهم الأَعْور الشَّنِّي (* قوله: «الأعور الشني» ذكر في القاموس بدله الراعي).
والشمَّاخ وتميم ابن أُبَيّ بن مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بن ثور الهلالي.
وبنو الأَعْور: قبيلة، سموا بذلك لعَوَرِ أَبيهم؛ فأَما قوله: في بِلاد الأَعْورِينا؛ فعلى الإِضافة كالأَعْجَمِينَ وليس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا يُسَلّم عند سيبويه.
وعارَه وأَعْوَرَه وعَوَّرَه: صيَّره كذلك؛ فأَما قول جَبَلة: وبِعْتُ لها العينَ الصحيحةَ بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة، ولو أَراد العَوَر الذي هو العرَض لقابَل الصحيحة وهي جوهر بالعَوَر وهو عرَضٌ، وهذا قبيح في الصنْعة وقد يجوز أَن يريد العين الصحيحة بذات العَوَرِ فحذف، وكل هذا لِيُقَابَلَ الجوهرُ بالجوهر لأَن مقابلة الشيء بنظيره أَذهبُ في الصُّنْع والأَشْرَف في الوضع؛ فأَما قول أَبي ذؤيب: فالعينُ بعدهمُ كأَن حِداقَها سُمِلَت بِشَوْكٍ، فهي عُورٌ تَدْمَعُ فعلى أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء، وهذه ضرورة، وإِنما آثر أَبو ذؤيب هذا لأَنه لو قال: فهي عَوْرا تدمع، لقصر الممدود فرأَى ما عَمِله أَسهلَ عليه وأَخفَّ.
وقد يكون العَوَرُ في غير الإِنسان؛ قال سيبويه: حدثنا بعض العرب أَن رجلاً من بني أَسد قال يوم جَبَلة: واستقبله بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر، فقال: يا بَنِيّ أَعْوَرَ وذا نابٍ، فاستعمل الأَعْورَ للبعير، ووجه نصبه أَنه لم يرد أَن يسترشدهم ليخبروه عن عَورِه وصحَّته، ولكنه نبّههم كأَنه قال: أَتستقبلون أَعْوَرَ وذا ناب؟ فالاستقبالُ في حال تنبيهه إِيّاهم كان واقعاً كما كان التلَوُّن والتنقل عندك ثابتين في الحال الأَول، وأَراد أَن يثبت الأَعْوَرَ ليَحْذَرُوه، فأَما قول سيبويه في تمثيل النصب أَتَعَوَّرون فليس من كلام العرب، إِنما أَراد أَن يُرِينَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلاً ليس من كلام العرب؛ ونظير ذلك قوله في الأَعْيار من قول الشاعر: أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغِلْظةً، وفي الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك؟ أَتَعَيَّرون، وكل ذلك إِنما هو ليصوغ الفعل مما لا يجري على الفعْل أَو مما يقلّ جريه عليه.
والأَعْوَرُ: الغراب، على التشاؤم به، لأَن الأَعْورَ عندهم مشؤوم، وقيل: لخلاف حاله لأَنهم يقولون أَبْصَرُ من غراب، قالوا: وإِنما سمي الغراب أَعْوَر لحدّة بصره، كما يقال للأَعمى أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء، ويقال للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل. قال الأَزهري: رأَيت في البادية امرأَة عَوْراء يقال لها حَوْلاء؛ قال: والعرب تقول للأَحْوَل العين أَعْوَر، وللمرأَة الحَوْلاء هي عَوْراء، ويسمى الغراب عُوَيْراً على ترخيم التصغير؛ قال: سمي الغراب أَعْوَرَ ويُصاح به فيقال عُوَيْر عُوَيْر؛ وأَنشد: وصِحَاحُ العُيونِ يُدْعَوْن عُورا وقوله أَنشده ثعلب: ومَنْهل أَعْوَر إِحْدى العَيْنَيْن، بَصِير أُخرى وأَصَمّ الأُذُنَيْن فسره فقال: معنى أَعْوَر إِحدى العينين أَي فيه بئران فذهبت واحدة فذلك معنى قوله أَعْوَر إِحدى العينين، وبقيت واحدة فذلك معنى قوله بَصِير أُخرى، وقوله أَصَمّ الأُذنين أَي ليس يُسْمَع فيه صَدًى. قال شمر: عَوَّرْت عُيونَ المياه إِذا دَفَنْتها وسدَدْتها، وعَوَّرْت الركيّة إِذا كَبَسْتها بالتراب حتى تنسدّ عيونها.
وفلاة عَوْراء: لا ماء بها.
وعَوَّرَ عين الراكية: أَفسدها حتى نَضَبَ الماءُ.
وفي حديث عُمَر وذكَرَ امرأَ القيس فقال: افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ؛ العُورُ جمع أَعْوَر وعَوْراء وأَراد به المعاني الغامضة الدقيقة، وهو من عَوَّرْت الركيّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذا طَمَمْتها وسددت أَعينها التي ينبَع منها الماء.
وفي حديث عليٍّ: أَمرَه أَن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها؛ وقد عارَت الركيةُ تَعُور.
وقال ابن الأَعرابي: العُوَارُ البئر التي لا يستقى منها. قال: وعَوَّرْت الرجل إِذا اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه. قال الجوهري: ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إِذا لم تسقه: قد عَوَّرْت شُرْبَه؛ قال الفرزدق: متى ما تَرِدْ يَوْماً سَفارِ، تَجِدْ به أُدَيْهم، يَرْمي المُسْتَجِيز المُعَوَّرا سفارِ: اسم ماء.
والمستجيز: الذي يطلب الماء.
ويقال: عَوَّرْته عن الماء تَعْوِيراً أَي حَـَّلأْته.
وقال أَبو عبيدة: التَّعْوِيرُ الردّ. عَوَّرْته عن حاجته: رددته عنها.
وطريق أَعْوَرُ: لا عَلَم فيه كأَنّ ذلك العَلَم عَيْنُه، وهو مثل.
والعائرُ: كل ما أَعَلَّ العينَ فعقَر، سمي بذلك لأَن العين تُغْمَضُ له ولا يتمكن صاحبها من النظر لأَن العين كأَنها تَعُور.
وما رأَيت عائرَ عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف العين فيَعُورها.
وعائرُ العين: ما يملؤُها من المال حتى يكاد يَعُورُها.
وعليه من المال عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عينين؛ كلاهما عن اللحياني، أَي ما يكاد من كثرته يَفْقأُ عينيه، وقال مرة: يريد الكثرة كأَنه يملأُ بصره. قال أَبو عبيد: يقال للرجل إِذا كثر مالُه: تَرِدُ على فلان عائرةُ عين وعائرةُ عينين أَي ترد عليه إِبلٌ كثيرة كأَنها من كثرتها تملأُ العينين حتى تكاد تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما.
وقال أَبو العباس: معناه أَنه من كثرتها تَعِيرُ فيها العين؛ قال الأَصمعي: أَصل ذلك أَن الرجل من العرب في الجاهلية كان إِذا بلغ إِبلُه أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير منها، فأَرادوا بعَائرة العين أَلفاً من الإِبل تَعُورُ عينُ واحد منها. قال الجوهري: وعنده من المال عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فيه البصر من كثرته كأَنه يملأُ العين فيَعُورُها.
والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى في العين: اسم كالكاهِل والغارِب، وقيل: العائرُ الرَّمَد، وقيل: العائرُ بَثْرٌ يكون في جَفْن العين الأَسفل، وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج والناعِر والباطِل، وليس اسم فاعل ولا جارياً على معتل، وهو كما تراه معتل.
وقال الليث: العائرُ غَمَصة تمَضُّ العين كأَنما وقع فيها قَذًى، وهو العُوّار. قال: وعين عائرةٌ ذات عُوّار؛ قال: ولا يقال في هذا المعنى عارَت، إِنما يقال عارَت إِذا عَوِرَت، والعُوّار، بالتشديد، كالعائر، والجمع عَواوِير: القذى في العين؛ يقال: بعينه عُوّار أَي قذى؛ فأَما قوله:وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَواوِر فإِنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأَن الياء في نية الثبات، فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات.
وروى الأَزهري عن اليزيدي: بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ، وهما من الرمد.
والعُوّار: الرمد.
والعُوّار: الرمص الذي في الحدقة.
والعُوّارُ: اللحم الذي ينزع من العين بعدما يُذَرّ عليه الذّرور، وهو من ذلك.
والعَوْراء: الكلمة القبيحة أَو الفَعْلة القَبيحة، وهو من هذا لأَن الكلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العين فيمنعها ذلك من الطُّمْوحِ وحِدّةِ النظر، ثم حَوّلوها إِلى الكلمة والفعلةِ على المَثَل، وإِنما يريدون في الحقيقة صاحبها؛ قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عُمَيْلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر: إِذا قِيلَت العَوْراءُ أَغْضَى، كأَنه ذليلٌ بلا ذُلٍّ، ولو شاء لانْتَصَرْ وقال آخر: حُمِّلْت منه على عَوْراءَ طائِشةٍ، لم أَسْهُ عنها ولم أَكْسِرْ لها فَزَعا قال أَبو الهيثم: يقال للكلمة القبيحة عَوْراء، وللكلمة الحسْناء: عَيْناء؛ وأَنشد قول الشاعر: وعَوْراء جاءت من أَخٍ، فرَدَدْتُها بِسالمةِ العَيْنَيْنِ، طالبةً عُذْرا أَي بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء.
وقال الليث: العَوْراء الكلمة التي تَهْوِي في غير عقل ولا رُشْد. قال الجوهري: الكلمة العَوْراء القبيحة، وهي السَّقْطة؛ قال حاتم طيء: وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريم ادِّخارَه، وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللَّئِيم تَكَرُّما أَي لادخاره.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: يَتَوَضَّأُ أَحدكم من الطَّعام الطيّبِ ولا يَتَوَضَّأُ من العَوْراء يقولُها أَي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرُّشد.
وعُورانُ الكلامِ: ما تَنْفِيه الأُذُن، وهو منه، الواحدة عَوْراء؛ عن أَبي زيد، وأَنشد: وعَوْراء قد قيَلتْ، فلم أَسْتَمِعْ لها، وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع وأَخبر عنه بالقَتُول، وهو واحد لأَن الكلم يذكر ويؤنث، وكذلك كل جمع لا يُفارِق واحده إِلا بالهاء ولك فيه كل ذلك.
والعَوَرُ: شَيْنٌ وقُبْحٌ.
والأَعْوَرُ: الرديء من كل شيء. في الحديث: لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ على النبي، صلى الله عليه وسلم، عند إِظهار الدَّعْوة قال له أَبو طالب: يا أَعْوَرُ، ما أَنتَ وهذا؟ لم يكن أَبو لهب أَعْوَرَ ولكن العرب تقول الذي ليس له أَخٌ من أُمّه وأَبيه أَعْوَر، وقيل: إِنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأُمور والأَخلاق أَعْوَر، وللمؤنث منه عَوْراء.
والأَعْوَرُ: الضعيف الجبان البَلِيد الذي لا يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ولا خير فيه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد للراعي: إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ يعني بالجُثْمان سوادَ الليل ومُنْتَصَفه، وقيل: هو الدليل السيِّء الدلالة.
والعُوّار أَيضاً: الضعيف الجبان السريع الفرار كالأَعْور، وجمعه عواوير؛ قال الأَعشى: غير مِيلٍ ولا عَواوِير في الهيـ ـجا، ولا عُزّلٍ ولا أَكْفالِ قال سيبويه: لم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنهم قلما يصفون به المؤنث فصار كمِفْعال ومِفْعِيل ولم يَصِرْ كفَعّال، وأَجْرَوْه مُجْرَى الصفة فجمعوه بالواو والنون كما فعلوا ذلك في حَسَّانٍ وكَرّام.
والعُوّار أَيضاً: الذين حاجاتهم في أَدْبارِهم؛ عن كراع. قال الجوهري: جمع العُوّار الجبان العَواوِيرُ، قال: وإِن شئت لم تُعَوِّضْ في الشعر فقلت العواور؛ وأَنشد عجز بيت للبيد يخاطب عمّه ويُعاتِبه: وفي كلِّ يوم ذي حِفاظٍ بَلَوْتَنِي، فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْه العَواوِرُ وقال أَبو علي النحوي: إِنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأَن الياء المحذوفة للضرورة مرادة فهي في حكم ما في اللفظ، فلما بعدت في الحكم من الطَّرف لم تقلب همزة.
ومن أَمثال العرب السائرة: أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر.
والإِعْوَار: الرِّيبةُ.
ورجل مُعْوِرٌ: قبيح السريرة.
ومكان مُعْوِر: مخوف.
وهذا مكان مُعْوِر أَي يُخاف فيه القطع.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: قال مسعود بن هُنَيْدة: رأَيته وقد طلَع في طريقٍ مُعْوِرة أَي ذات عَوْرة يُخاف فيها الضلال والانقطاع.
وكلّ عَيْبٍ وخلل في شيء، فهو عَوْرة وشيء مُعْوِر وعَوِرٌ: لا حافظ له.
والعَوَارُ والعُوار، بفتح العين وضمها: خرق أَو شق في الثوب، وقيل: هو عيب فيه فلم يعين ذلك؛ قال ذو الرمة: تُبَيِّنُ نِسْبةَ المُزَنِيِّ لُؤْماً، كما بَيَّنْتَ في الأُدُم العُوارا وفي حديث الزكاة: لا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوار؛ قال ابن الأَثير: العَوارُ، بالفتح، العيب، وقد يضم.
والعَوْرةُ: الخَلَلُ في الثَّغْر وغيره، وقد يوصف به منكوراً فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد.
وفي التنزيل العزيز: إِنّ بُيوتَنا عَوْرةٌ؛ فأَفرد الوصف والموصوفُ جمع، وأَجمع القُرّاء على تسكين الواو من عَوْرة، ولكن في شواذ القراءات عَوِرة على فَعِلة، وإِنما أَرادوا: إن بُيوتَنا عَوْرة أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز وجل فقال: وما هي بعَوْرَةٍ ولكن يُرِيدون الفِرار؛ وقيل معناه: إِن بيوتنا عَوْرة أَي مُعْوِرة أَي بيوتنا مما يلي العَدُوِّ ونحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ. قال: ومن قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة. إِن يُرِيدون إِلا فِراراً؛ المعنى: ما يريدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ ولكن يريدون الفِرارَ عن نُصْرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد قيل: إِن بُويتَنا عَوْرة أَي ليست بِحَرِيزة، ومن قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث، ومن قرأَ عَوْرة قال في التذكير والتأْنيث والجمع عَوْرة كالمصدر. قال الأَزهري: العَوْرة في الثُّغُور وفي الحُروبِ خَلَلٌ يُتَخَوَّف منه القتل.
وقال الجوهري: العَوْرة كل خَلَل يُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ أَو حَرْب.
والعَوْرة: كل مَكْمَنٍ للسَّتْر.
وعَوْرةُ الرجل والمرأَة: سوْأَتُهما، والجمع عَوْرات، بالتسكين، والنساء عَوْرة؛ قال الجوهري: إِنما يحرك الثاني من فَعْلة في جمع الأَسماء إِذا لم يكن باءً أَو واواً، وقرأَ بعضهم: عَوَرات النساء، بالتحريك.
والعَوْرةُ: الساعة التي هي قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فيها، وهي ثلاث ساعات: ساعة قبل صلاة الفجر، وساعة عند نصف النهار، وساعة بعد العشاء الآخرة.
وفي التنزيل: ثلاثُ عَوْراتٍ لكم؛ أَمر الله تعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لا يدخلوا في هذه الساعات إِلا بتسليم منهم واستئذان.
وكلُّ أَمر يستحيا منه: عَوْرة.
وفي الحديث: يا رسول الله، عَوْراتُنا ما نأْتي منها وما نَذَرُ؟ العَوْرات: جمع عَوْرة، وهي كل ما يستحيا منه إِذا ظهر، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة، ومن المرأَة الحرة جميعُ جسدها إِلا الوجه واليدين إِلى الكوعين، وفي أَخْمَصِها خلاف، ومن الأَمَة مثلُ الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأْس والرقبة والساعد فليس بِعَوْرة.
وسترُ العَوْرة في الصلاة وغيرِ الصلاة واجبٌ، وفيه عند الخلوة خلاف.
وفي الحديث: المرأَة عَوْرة؛ جعلها نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العَوْرة إِذا ظهرت.
والمُعْوِرُ: المُمْكِن البيِّن الواضح.
وأَعْوَرَ لك الصيد أَي أَمْكَنك.
وأَعْوَرَ الشيءُ: ظهر وأَمكن؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لكُثَيّر:كذاك أَذُودُ النَّفْسَ، يا عَزَّ، عنكمُ، وقد أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لا يَذُودُها أَعْوَرَتْ: أَمكنت، أَي من لم يَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها.
وما يُعْوِرُ له شيء إِلا أَخذه أَي يظهر.
والعرب تقول: أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ، وأَعْوَرَ الفارِسُ إِذا كان فيه موضع خلل للضرب؛ وقال الشاعر يصف الأَسد: له الشَّدّةُ الأُولى إِذا القِرْن أَعْورَا وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا تُجْهِزوا على جَريح ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً؛ هو من أَعْوَر الفارسُ إِذا بدا فيه موضع خللٍ للضرب.
وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وذهب به.
وما أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ الناس أَخذه؛ لا يستعمل إِلا في الجحد، وقيل معناه وما أَدري أَيّ الناس ذهب به ولا مُسْتَقْبَل له. قال يعقوب: وقال بعضهم يَعُوره، وقال أَبو شبل: يَعِيره، وسيذكر في الياء أَيضاً.
وحكى اللحياني: أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذهبت به. قال ابن جني: كأَنهم إِنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلاً جارياً في الأَمر المنقضي الفائت، وإِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ههنا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا ينطقون فيه بيفعل، ويقال: معنى عارَه أَي أَهلكه. ابن الأَعرابي: تَعَوّرَ الكتابُ إِذا دَرَسَ.
وكتاب أَعْوَرُ: دارِسٌ. قال: والأَعْور الدليل السيء الدلالة لا يحسن أَن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ، وأَنشد: ما لَكَ، يا أَعْوَرُ، لا تَنْدَلّ، وكيف يَنْدَلّ امْرؤٌ عِتْوَلّ؟ ويقال: جاءه سهم عائرٌ فقَتَله، وهو الذي لا يُدْرَى مَن رماه؛ وأَنشد أَبو عبيد: أَخْشَى على وَجْهِك يا أَمير، عَوائِراً من جَنْدَل تَعِير وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله؛ أَي لا يدري من رماه.
والعائِرُ من السهام والحجارةِ: الذي لا يدرى مَن رماه؛ وفي ترجمة نسأَ: وأَنشد لمالك بن زغبة الباهلي: إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ نُطِيرُها قال ابن بري: عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أَين أَتت.
وعاوَرَ المكاييل وعَوَّرَها: قدَّرَها، وسيذكر في الياء لغة في عايَرَها.
والعُوّارُ: ضرب من الخَطاطِيف أَسود طويل الجناحين، وعَمَّ الجوهري فقال: العُوّار، بالضم والتشديد، الخُطّاف؛ وينشد: كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ الصِّيق: الغبار.
والعُوّارَى: شجرة يؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُيَبَّس ثم تُذَرَّى ثم تحمل في الأَوعية إِلى مكة فتباع ويتخذ منها مَخانِقُ. قال ابن سيده: والعُوَّار شجرة تنبت نِبْتة الشَّرْية ولا تشِبُّ، وهي خضراء، ولا تنبت إِلا في أَجواف الشجر الكبار.
ورِجْلة العَوْراء: بالعراق بِمَيْسان.
والعارِيّة والعارةُ: ما تداوَلُوه بينهم؛ وقد أَعارَه الشيءَ وأَعارَه منه وعاوَرَه إِيَّاه.
والمُعاوَرة والتَّعاوُر: شبه المُدَاوَلة والتّداوُل في الشيء يكون بين اثنين؛ ومنه قول ذي الرمة: وسَقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحبي أَباها، وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا يعني الزند وما يسقط من نارها؛ وأَنشد ابن المظفر: إِذا رَدَّ المُعاوِرُ ما استْعَارا وفي حديث صفوان بن أُمية: عارِيّة مضمونة؛ مُؤدّاة العارِيّة يجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت عينُها باقية، فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قيمتها عند الشافعي، ولا ضمان فيها عند أَبي حنيفة.
وتَعَوّرَ واسْتَعار: طلب العارِيّة.
واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه منه: طلب منه أَن يُعِيرَه إِيّاه؛ هذه عن اللحياني: وفي حديث ابن عباس وقصة العجل: من حُلِيٍّ تَعَوَّرَه بنو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه. يقال: تعوَّر واسْتَعار نحو تعجّب واسْتَعْجَب.
وحكى اللحياني: أَرى ذا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثيابي، قال: يقوله الرجل إِذا كَبِر وخَشِيَ الموت.
واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه: تداوَلُوه فيما بينهم؛ قال أَبو كبير: وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلى، نَذَرُ البِكَارَة في الجَزاءِ المُضْعَفِ قال الجوهري: إِنما ظهرت الواو في اعْتَوَرُوا لأَنه في معنى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عليه كما ذكرنا في تجاوَرُوا.
وفي الحديث: يَتَعَاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يختلفون ويتناوبون كلّما مضى واحد خَلَفَه آخَرُ. يقال: تَعاوَرَ القومُ فلاناً إِذا تَعاوَنْوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد. قال الأَزهري: وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قول العرب فيها: هم يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها، بالواو، كأَنهم أَرادوا تفرقة بين ما يتردّد من ذات نفسه وبين ما يُرَدَّد. قال: والعارِيّة منسوبة إِلى العارَة، وهو اسم من الإِعارة. تقول: أَعَرْتُه الشيء أُعِيره إِعارة وعَارةً، كما قالوا: أَطَعْتُه إِطاعة وطاعة وأَجَبْتُه إِجابة وجابة؛ قال: وهذا كثير في ذوات الثلاثة، منها العارة والدَّارة والطاقة وما أَشبهها.
ويقال: اسْتَعَرْت منه عارِيّةً فأَعارَنِيها؛ قال الجوهري: العارِيّة، بالتشديد، كأَنها منسوبة إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ؛ وينشد: إِنما أَنْفُسُنا عاريّة، والعَواريّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ: مثل العارِيّة؛ قال ابن مقبل: فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ، إِنما المالُ عارةٌ، وكُلْه مع الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ واستعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه، ومنه قولهم: كِيرٌ مُسْتعار؛ وقال بشر بن أَبي خازم: كأَن حَفِيفَ مَنْخِره، إِذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ قيل: في قوله مستعار قولان: أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إِيَّاه، والثاني أَن تجعله من التَّعاوُرِ. يقال: اسْتَعَرْنا الشيء واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بمعنى واحد، وقيل: مُسْتَعار بمعنى مُتعاوَر أَي مُتداوَل.
ويقال: تَعاوَرَ القومُ فلاناً واعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تعاونوا عليه فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ، والتعاوُر عامٌّ في كل شيء.
وتَعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار حتى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عليه؛ قال ذلك اللليث؛ قال الأَزهري: وهذا غلط، ومعنى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار أَي تَداوَلَتْه، فمرَّةً تهب جَنوباً ومرة شَمالاً ومرَّة قَبُولاً ومرة دَبُوراً؛ ومنه قول الأَعشى: دِمْنة قَفْزة، تاوَرها الصَّيْـ ـفُ برِيحَيْنِ من صَباً وشَالِ قال أَبو زيد: تعاوَرْنا العَوارِيَّ تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بعضاً، وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كنت أَنت المُسْتَعِيرَ، وتَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إِذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ.
وقال ابن الأَعرابي: التَّعاوُرُ والاعْتِزَارُ أَن يكون هذا مكان هذا، وهذا مكان هذا. يقال: اعْتَوَراه وابْتدّاه هذا مرة وهذا مرة، ولا يقال ابْتَدّ زيد عمراً ولا اعْتَوَرَ زيدٌ عمراً. أَبو زيد: عَوَّرْت عن فلان ما قيل له تَعْوِيراً وعَوَّيْت عنه تَعْوِيةً أَي كذّبت عنه ما قيل له تكذيباً ورَدَدْت.
وعَوّرْته عن الأَمر: صرَفته عنه.
والأَعْوَرُ: الذي قد عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجتُه ولم يُصِبْ ما طلب وليس من عَوَر العين؛ وأَنشد للعجاج: وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّى العَوَرْ ويقال: معناه أَفسد من وَلاَّه وجعله وَليَّاً للعَوَر، وهو قبح الأَمر وفسادُه. تقول: عَوَّرْت عليه أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عليه.
والعَوَرُ: تَرْكُ الحقّ.
ويقال: عَاوَرَه الشيءَ أَي فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به.
وعوراتُ الجبال: شقوقها؛ وقول الشاعر: تَجاوَبَ بُومُها في عَوْرَتَيْها، إِذا الحِرْباء أَوْفى للتَّناجي (* قوله: «تجاوب بومها إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا أَنشده الجوهري في الصحاح.
وقال الصاغاني: والصواب غورتيها، بالغين معجمة، وهما جانبتاها.
وفي البيت تحريف والرواية: أَوفى للبراح، والقصيدة حائية، والبيت لبشر بن أَبي خازم). قال ابن الأَعرابي: أَراد عَوْرَتى الشمس وهما مشرقها ومغربها.
وإِنها لَعَوْراء القُرِّ: يَعُنون سَنَة أَو غداة أَو ليلة؛ حكي ذلك عن ثعلب.
وعَوائرُ من الجراد: جماعات متفرقة.
والعَوارُ: العَيْب؛ يقال: سِلْعَة ذات عَوارٍ، بفتح العين وقد تضم.
وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ: اسم رجل؛ قال امرؤ القيس: عُوَيْرٌ، ومَن مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِه؟ وأَسْعَدُ في لَيلِ البَلابِل صَفْوانُ وعُوَيرْ: اسم موضع.
والعُوَيْر: موضع على قبْلة الأَعْوريَّة، هي قرية بني محجنِ المالكيّين؛ قال القطامي: حتى وَرَدْنَ رَكيّات العُوَيْرِ، وقد كادَ المُلاءُ مِنَ الكتان يَشْتَعِلُ وابنا عُوارٍ: جبلان؛ قال الراعي: بل ما تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ، يا ابْنَيْ عُوَارٍ، وأَمْسى دُونها بُلَعُ (* قوله: «بل ما تذكر إلخ» هكذا في الأَصل والذي في ياقوت: ماذا تذكر من هند إِذا احتجبت يا بني عوار وادنى دارها بلع).
وقال أَبو عبيدة: ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ.
وتَِار: جبل بنجد؛ قال كثير: وما هبت الأَرْواحُ تَجْري، وما ثَوى مُقِيماً بِنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها قال ابن سيده: وهذه الكلمة يحتمل أَن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل.

إنس (العباب الزاخر) [0]


الإنْسُ: البشَرُ، الواحِدُ: إنْسي وأنَسِيٌّ -بالتحريك- وقال العجّاج:
وبلدةٍ ليس بها طُـوْرِيٌّ      ولا خلا الجِنُّ بها إنسِيُّ

وقال علقمة بن عبدة، وقال أبو عبيدة: إنَّه لرجل من عبد القيس:
فلَسْتَ لإنسِيٍّ ولكن لـمـلاكٍ      تَنَزَّلَ من جَوِّ السماءِ يصوْبُ

والجمع: أنَاسِيُّ، قال الله تعالى: (وأنَاسِيَّ كَثِيرا)، وقرأ الكسائي ويحيى بن الحارث: "وأنَاسيَ" بتخفيف الياء، أسقطا الياء التي تكون فيما بينَ عين الفعل ولامه، مثل قراقير وقراقِرْ.
ويبيِّنُ جَوازَ أنَاسِيَ -بالتخفيف- قَوْلهم: أنَاسِيَةُ كثيرة. وقال أبو زيد: إنسيٌّ وإنْسٌ -مثال جِنِّيٍّ وجِنٍّ- وإنْسٌ وآناسٌ -مثال إجْلٍ وآجالٍ- قال: وإنْسَانٌ وأناسِيَةٌ؛ كصيارفةٍ وصياقِلةٍ. وقال الفرّاء: واحِدُ الأناسيّ إنْسِيٌّ، وإن شئت جعلته إنساناً ثم جمعته أناسِيَّ، . . . أكمل المادة فتكون الياء عوضاً من النون. ويقال للمرأة: إنْسانٌ -أيضاً-، ولا يقال إنسانة، والعامة تقولها، وينشد:
إذا زَنَت عيني بـهـا      فبالدموعِ تغـتـسِـل

فبالدموعِ تغـتـسِـل

وإنسان العين: المثال الذي يُرى في السواد، ويُجمَعُ أٌُناسي، قال ذو الرمة يصِفُ إبلاً غارت عيونها من التعب والسيرَ:
إذا استوجسْتَ آذانها استأْنَسْتَ لها      أناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحواجِبِ

ولا يجمع على أُناس.
وتقدير إنسان: فِعلان، وإنما زِيْدَ في تصغيره ياءٌ كما زيّدت في تصغير رجل فقيل روَيجِل.
وقال قوم: أصلُه إنْسِيَان -على إفعلان- فحُذِفت الياء استخفافاً؛ لكَثرة ما يجري على ألسِنتهم، فإذا صغَّروه ردَّوها، لأن التصغير لا يَكْثُرُ، واستدّلوا عليه بقول ابنِ عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال: أنمَّا سُمَّيَ إنساناً لأنهُ عهد إليه فنسِيَ. والأناسُ: لُغَةً في الناسِ، وهو الأصل، قال ذو جدن الحميري:
فيَدَعْنَهم شتـى وقـد      كانوا جميعاً وافرينا


وأنس بن أبي أُناس بن محمية: شاعِرٌ. ويُجمَع الأنَسُ -بالتحريك- آناساً؛ جَبَلٍ وأجْيَالً. وقال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسر من كل شئ.
وقال الأصمعيُّ: هو الأيمن. قال: وكلُّ اثنين من الإنسان مثل الساعدين والزَّندين والقدمين؛ فما أقبَلَ منهما على الإنسان فهو إنسي، وما أدبر فهو وحشيّ. ولإنسِيُّ القوس: ما أقبل عليك منها. وقال أبو الهيثم: الإنسان: الأنْمَلَة، وأنشَدَ:
تَمْري بإنسانها إنسان مُقلتـهـا      إنسانةٌ في سواد الليل عُطْبُولُ

وقال:
أشارَت إنسانٍ بإنسانِ كفِّها      لَتقتُلَ إنساناً بإنسانِ عينَها

والإنسانُ أيضاً-: ظِلُّ الإنسان. والإنسانُ: رَأسُ الجبل. والإنسانُ: الأرض التي لم تُزرَع. وهذا حِدثي وخِدني وخِلّي وخِلصي وودّي وجِلّي وحِبّي وإنْسي. ويقال: كيف ابنُ إنسِكَ وأُنسِكَ: يعني نفسه؛ أي كيف تراني في مصاحبتي إياكَ. وفلان ابنُ أُنسِ فلانٍ: أي صفيُّه وخاصته. وقال القرّاء: قلت للدّبَيْريَّة: أيْشٍ قَوْلَهُم: كيف ترى ابن إنسِك -بالكسر-؟، فقالت: عَزَاه إلى الإنس، فأما الأُنسُ عندهم فهو الغزل. وكلبٌ أنوسٌ: وهو نقيض العقور، وكِلابٌ أُنُسٌ. وقال الليث: جاريةٌ آنسة: إذا كانت طيبة النفس تحب قُربَك وحديثك.
وقال الكميت:
فيهنَّ آنسةُ الحديثِ خريدَةٌ      ليسَتْ بفاحِشةٍ ولا مِتْفالِ

وجمعها: الآنساتُ والأوانِس، قال ذو الرمّة:
ولم تُنْسِنِي مَـيّاً نَـوى ذاةُ غَـربةٍ      شطونُ ولا المستطرفاتِ الأوانِسِ

وابنُ مِئناس المُرادي: شاعر، ومِئناس أُمُّه. والأغر بن مأنوس اليِشكُري: أحد الشعراء في الجاهلية والإسلام. ابن الأعرابي: الأنيسة والمأنوسة: النار، ويقال لها: السكن، لأن الإنسان إذا آنسَها ليلاً أنِسَ بها وسَكنَ إليها وزال عنه توحشُّه وإن كان بالأرض القَفْرِ. وقال أبو عمرو: يُقال للديك: الشُّقرُ والأنيس والبَرْنِية. ويقال: ما بالدار أنيس: أيّ أحَدٌ. والأنيس: المؤانس وكلُّ ما يؤنس به. وقال الزبير بن بكّار: أبو رُهم بن المطَّلب بن عبد مناف: اسمه أنيسٌ. والأَنَسُ -بالتحريك- والأُنَسَة والأُنْس: خلاف الوحشة، وهو مصدر قولك: أنَسْتُ به وأنِسْتُ به -بالحركات الثلاث-، وقال أبو زيد: أنِستُ به إنساً -بالكسر- لا غير. وقال الليث: الأنَسُ: جماعة الناس، تقول: رأيتُ بمكان كذا أنساً كثيرا: أي ناساً كثيراً. قال العجّاج:
وقد ترى بالدار يوماً أنَسـا      جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغور أحْوَسا

وقال سُمير بن الحارث الضبيُّ:
فقلت إلى الطعام فقال منـهـم      زعيمٌ: نحسدُ الأنس الطعـامـا


والأنَسُ -أيضاً-: الحَيُّ المقيمون. وأنس بن مالك: خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه-. وأنَسَة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسله، ورضي عنه-. وأُنَيْس- مُصغراً-: في الأعلامِ واسِعُ. ووَهْبُ بن مأنوس الصَّنعاني: من أتباع التابعين. وآنَسْتُه: أبصَرتُه، قال اللهُ تعالى: (إنّي آنَسْتُ ناراً). والإيناس: الرؤية، والعِلم، والإحساس بالشيء.
وقوله تعالى: (فإنْ آنَسْتُمْ منهم رُشْداً): أي عَلِمتم. وآنَسْتُ الصوت: سمعته، قال الحارث بن حِلزة اليشكري يصِفُ نعامةً:
آنَسَتْ نَبْأةً وأفزعهـا الـقَـنْ      نَاصُ عصراً وقد دَنا الإمساءُ

والإيناسُ: خِلاف الإيحاش. وكانت العرب تسمي يوم الخميس: مؤنِساً، وأنشد ابنُ دريد:  
أو التالي دَبَارٍ أو فَـيَوْمـي      بمؤنِسٍ أو عَرَوْبَةَ أو شِيَارِ


والمؤنِسة: قرية على مرحلة من نِصِيبِيْن للقاصد إلى المَوصِل. والمؤنِسِيّة: قرية بالصعيد شرقي النيل. ومؤنِسٌ من الأعلام. وقال الفرّاء: يقال للسلاح كله الرمح والدرع والمِغفَرِ والتِّجفافِ والتَّسبِغَةِ والتُّرْسِ وغير ذلك: المؤنسات. وقال الفرّاء: يقال يونُس ويونَس ويونِس -ثلاث لغات-: في اسم الرجل، قال: وحُكِيَ فيه الهمزُ أيضاً، وقرأ سعيد بن جُبَير والضحَّاك وطلحة بن مُصَرِّف والأعمش وطاوس وعيسى بن عُمَر والحسن بن عِمران ونُبَيح والجرّاح: "يُوْنِسَ" -بكسر النون- في جميع القرآن. وأنَّسه بالنار تأنيساً: أحرقه. والتأنيس: خلاف الإيحاش. وأنَّستُ الشيءَ: أبصرتُه، مثل آنَسْتُه. ومؤنِس بن فُضالة -رضي الله عنه- بكسر النون: من الصحابة رضي الله عنهم. واستأنَسَ الوحشيُّ: إذا أحَسَّ إنسيّاً، قال النابغة الذبيانيّ:
كأنَّ رَحْلي وقد زال النهار بنـا      بذي الجليل على مُستأنَسٍ وَحَدِ

أي على ثَورٍ وحشي أحَسَّ بما رابه فهو يستأنس: أي يتبصر ويتقلَّب هل يرى أحداً، يُريدُ أنَّه مذعور؛ فهو أنشط لعدوه وفِرارِه. وقوله تعالى: (حتّى تَسْتَأْنِسُوا) قال ابنُ عَرَفَةَ: حتى تنظروا هل هاهُنا أحَدٌ يأذن لكم.
وقال غيره: معناه تستأذنوا، والاستئذان: الاستِعلام، أي حتى تستعلِموا أمُطلقٌ لكم الدخول أم لا.
ومنه حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنّه كان إذا دخل داره استأنسَ وتكلَّم. قال الأزهري: العرب تقول: اذهب فاستأنِسْ هل ترى أحداً: معناه تَبَصَّر. والمستأنِسُ والمُتَأنِّسُ: الأسَدُ. فأما المُستأنِّس: فهو الذي ذهب توحشه وفزعه وأنِسَ بلقاء الرجال ومُعاناة الأبطال، قال الفرزدق يمدح بِشر بنَ مروان:
مُسْتأنِسٍ بلقاء الناس مُغتَـصَـبِ      للألف يأخذُ منه المِقْنَبُ الخَمَرا

وأما المُتِأنِّسُ: فهو الذي يحِسُّ بالفريسَةِ من بُعْدٍ، قال طُرَيح بن إسماعيل:
مُتَصَرِّعاتٍ بالفضاءِ يَدُلُّها      للمحرجاتِ تأنُّسٌ وشَمِيْمُ

وتأنَّستُ بفلانٍ: أي استأنَستُ به. والبازي يتأنَّسُ: وذلك إذا ما جَلّى ونظر رافعاً رأسه وطَرَفه. والتركيب يدل على ظهور الشيء؛ وعلى كل شيء خالف طريقة التوحُّشِ.

كرر (لسان العرب) [0]


الكَرُّ: الرجوع. يقال: كَرَّه وكَرَّ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.
والكَرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً: عطف.
وكَرَّ عنه: رجع، وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ؛ ورجل كَرَّار ومِكَرّ، وكذلك الفرس.
وكَرَّرَ الشيء وكَرْكَره: أَعاده مرة بعد أُخرى.
والكَرّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّات.
ويقال: كَرَّرْتُ عليه الحديث وكَرْكَرْتُه إِذا ردّدته عليه.
وكَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته.
والكَرُّ: الرجوع على الشيء، ومنه التَّكْرارُ. ابن بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بمعنى التَّكْرارِ وكذلك التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة. الجوهري: كَرَّرْتُ الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً؛ قال أَبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو: ما بين تِفْعالٍ وتَفْعالف فقال: تِفْعالٌ اسم، وتَفْعالٌ، بالفتح، مصدر.
وتَكَرْكَرَ الرجلُ في أَمره أَي ثردّد.
والمُكَرر من الحروف: الراء، وذلك لأَنك إِذا وقفت عليه . . . أكمل المادة رأَيت طرف اللسان يتغير بما فيه من التكرير، ولذلك احْتُسِبَ في الإِمالة بحرفين.
والكَرَّةُ: البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بعد الفَناء.
وكَرّ المريضُ يَكِرُّ كَرِيراً: جاد بنفسه عند الموت وحَشْرَجَ، فإِذا عَدَّيته قلت كَرَّه يَكُرّه إِذا رَدَّه.
والكَرِير: الحَشْرَجَة، وقيل: الحشرجة عند الموت، وقيل: الكَرِيرُ صوت في الصدر مثل الحَشْرَجَة وليس بها؛ وكذلك هو من الخيل في صدورها، كَرَّ يَكِرُّ، بالكسر، كَرِيراً مثل كرِيرِ المُخْتَنِقِ؛ قال الشاعر (* الشاعر هو امرؤ القيس:) يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه ليَقْتُلَنِي، والمرءُ ليسَ بقَتَّال والكَرِيرُ: صوت مثل صوت المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قال الأَعشى: فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال، إِذا كان دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا والكَرِيرُ: بُحَّة تَعْتَرِي من الغبار.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم فقال لامرأَته: ما عندك؟ قالت: شعير، قال: فكَرْكِري أَي اطْحَنِي.
والكَرْكَرة: صوت يردّده الإِنسان في جوفه.
والكَرُّ: قَيْدٌ من ليف أَو خوص.
والكَرّ، بالفتح: الحبل الذي يصعد به على النخل، وجمعه كُرورٌ؛ وقال أَبو عبيد: لا يسمى بذلك غيره من الحبال؛ قال الأَزهري: وهكذا سماعي من العرب في الكَرّ ويُسَوَّى من حُرِّ اللِّيف؛ قال الراجز: كالكَرِّ لا سَخْتٌ ولا فيه لَوَى وقد جعل العجاج الكَرّ حبلاً تُقاد به السفن في الماء، فقال: جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ، وقيل: الكَرّ الحبل الغليظ. أَبو عبيدة: الكَرّ من الليف ومن قِشْرِ العراجين ومن العَسِيب، وقيل: هو حَبْل السَّفِينة، وقال ثعلب: هو الحبل، فَعَمَّ به.
والكَرُّ: حبلُ شِراعِ السفينة، وجمعه كُرورٌ؛ وأَنشد بيت العجاج: جذب الصراريِّين بالكرور والكِرَارانِ: ما تحت المِيرَكَةِ من الرَّحْل؛ وأَنشد: وَقَفْتُ فيها ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ، تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ والكَرّ: ما ضم ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بينهما، وهو الأَديم الذي تدخل فيه الظَّلِفاتُ من الرحل، والجمع أَكرار؛ البِدادانِ في القَتَبِ بمنزلة الكَرّ في الرحل، غير أَن البِدادَينِ لا يظهران من قُدّام الظَّلِفة. قال أَبو منصور: والصواب في أَكْرارِ الرحل هذا، لا ما قاله في الكِرارَيْن ما تحت الرحل.
والكَرَّتانِ: القَرَّتان، وهما الغداة والعشيّ؛ لغة حكاها يعقوب.
والكَرّ والكُرُّ: من أَسماء الآبار، مذكر؛ وقيل: هو الحِسْيُ، وقيل: هو الموضع يجمع فيه الماء الآجِنُ ليَصْفُوَ، والجمع كِرارٌ؛ قال كُثَيِّر: أُحِبُّك، ما دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ، وما ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ وما دامَ غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّبٌ، به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ قال ابن بري: هذا العجز أَورده الجوهري: بها قُلُبٌ عادية، والصواب: به قُلُبٌ عادية.
والقَلُب: جمع قَلِيب وهو البئر.
والعادِيَّة: القديمة منسوبة إِلى عادٍ.
والوشيجة: عِرْقُ الشجرة.
وأُبْلى وتِعارٌ: جبلان.
والكُرُّ: مكيال لأَهل العراق؛ وفي حديث ابن سيرين: إِذا بلغ الماءُ كُرًّا لم يَحْمِلْ نَجَساً، وفي رواية: إِذا كان الماء قَدْرَ كُرٍّ لم يَحْمِلِ القَذَرَ، والكُرّ: ستة أَوقار حمار، وهو عند أَهل العراق ستون قفيراً.
ويقال للحِسْي: كُرٌّ أَيضاً؛ والكُرُّ: واحدٌ أَكْرارِ الطعام؛ ابن سيده: يكون بالمصري أَربعين إِرْدَبًّا؛ قال أَبو منصور: الكُرّ سِتُّون قَفِيزاً، والقَفِيز ثمانية مَكَاكِيكَ، والمَكُّوكُ صاع ونصف، وهو ثلاثُ كَيْلَجاتٍ؛ قال الأَزهري: والكُرُّ من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاً، كل وَسْقٍ ستون صاعاً.
والكُرُّ أَيضاً: الكساء.
والكُرُّ: نهر.
والكُرّة: البَعَرُ، وقيل: الكُرّةُ سِرْقينٌ وتراب يدق ثم تجلى به الدروع، وفي الصحاح: الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تجلى به الدُّروع؛ وقال النابغة يصف دروعاً: عُلِينَ بكدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً، فَهُنَّ إِضاءٌ صافياتُ الغلائل وفي التهذيب: وأُبْطِنَّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ. الجوهري: وكَرارِ مثلُ قَطام خَرَزة يُؤَخِّذُ بها نِساءُ الأَعراب. ابن سيده: والكَرَارُ خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ عن اللحياني، قال: وقال الكسائي تقول الساحرة يا كَرارِ كُرِّيه، يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن أُدْبَر فَضُرِّيه.
والكَرْكَرةُ: تصريف الريح السحابَ إِذا جمعته بعد تفرُّق؛ وأَنشد: تُكَرْكِرُه الجَنائبُ في السِّدادِ وفي الصحاح: باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب، وأَصله تُكَرِّره، من التَّكْرِير، وكَرْكَرَتْهُ: لم تَدَعْهُ يَمْضِي؛ قال أَبو ذؤيب: تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه مُسَفْسِفَةٌ، فَوْقَ التراب، مَعُوجُ وتكرْكَرَ هو: تَرَدَّى في الهواء .
وتَكَرْكَرَ الماءُ: تَراجَع في مَسِيلِه.
والكُرْكُورُ: وادٍ بَعِيدُ القَعْرِ يَتَكَرْكَرُ فيه الماء.
وكَرْكَرَهُ: حَبَسه.
وكَرْكَرَه عن الشيء: دَفَعَه ورَدَّه وحَبَسه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لما قَدِمَ الشامَ وكان بها الطاعونُ تَكَرْكَرَ عن ذلك أَي رجع، من كَرْكَرْتُه عنِّي إِذا دَفَعْتَه ورَدَدْتَهُ.
وفي حديث كناية: تَكَرْكَرَ الناسُ عنه.
والكَرْكَرَة: ضرب من الضحك، وقيل: هو أَن يَشْتَدَّ الضَّحِكُ.
وفلان يُكَرْكِرُ في صوته: كيُقَهْقِهُ. أَبو عمرو: الكَرْكَرَةُ صوت يردّده الإِنسانُ في جوفه. ابن الأَعرابي: كَرْكَرَ في الضحك كَرْكَرَةً إِذا أَغْرَبَ، وكَرْكَرَ الرَّحى كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها. الفراء: عَكَكْتُه أَعُكُّه وكَرْكَرْتُه مثله. شمر: الكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ والتَّرْدِيدِ.
وكَرْكَرَ بالدَّجاجة: صاح بها.
والكَرْكرَةُ: اللبن الغليظ؛ عن كراع.والكِرْكِرَةُ: رَحَى زَوْرِ البعير والناقةِ، وهي إِحدى الثَّفِنات الخمس، وقيل: هو الصَّدْرُ من كل ذي خفٍّ.
وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إِلى البَعِير يكون بكِرْكِرَته نُكْتَة من جَرَبف هي بالكسر زَوْرُ البعير الذي إِذا برك أَصاب الأَرضَ، وهي ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ، وجمعها كراكِرُ.
وفي حديث عمر: ما أَجْهَلُ عن كَراكِرَ وأَسْنِمة؛ يريد إِحضارها للأَكل فإِنها من أَطايب ما يؤكل من الإِبل؛ وفي حديث ابن الزبير: عَطاؤكُمُ للضَّارِبِينَ رِقابَكُمْ، وتُدْعَى إِذا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ قال ابن الأَثير: هو أَن يكون بالبعير داء فلا يَسْتَوِي إِذا برك فَيُسَلُّ من الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَى؛ يريد: إِنما تَدْعونا إِذا بَلَغَ منكم الجُهْدُ لعلمنا بالحرب، وعند العَطاء والدَّعة غَيْرَنا.
وكَرْكَر الضاحِكُ: شَبَّه بكَرْكَرَة البعير إِذا رَدَّدَ صوته.
والكَرْكَرَةُ في الضحك مثل القَرْقَرة.
وفي حديث جابر: من ضحك حتى يُكَرْكِرَ في الصلاة فلْيُعِدِ الوضوءَ والصلاة؛ الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فوق القَرْقَرة؛ قال ابن الأَثير: ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج.
والكَرْكَرَةُ: من الإِدارَةِ والتَّرْديد، وهو من كَرَّ وكَرْكَرَ. قال: وكَرْكَرَةُ الرَّحى تَرْدادُها.
وأُلِحَّ على أَعرابي بالسؤال فقال: لا تُكَرْكِرُوني؛ أَراد لا تُرَدّدوا عَليَّ السؤال فأَغْلَطَ.
وروى عبد العزيز عن أَبيه عن سهل بن سعد أَنه قال: كنا نَفْرَحُ بيوم الجمعة وكانت عجوز لنا تَبْعَثُ إِلى بُضاعَة فتأْخُذُ من أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه في قِدْرٍ وتُكَرْكِرُ حباتٍ من شعير، فكنا إِذا صَلَّينا انصرفنا إِليها فتُقَدِّمه إِلينا، فَنَفْرَحُ بيوم الجمعة من أَجله؛ قال القَعْنَبي: تُكَرْكِرُ أَي تَطْحَنُ، وسمِّيت كَرْكَرَةً لترديد الرّحى على الطَّحْن؛ قال أَبو ذؤيب: إِذا كَرْكَرَتْه رِياحُ الجَنو بِ، أَلْقَحَ منها عِجافاً حِيالا والكَرْكَرُ: وِعاءُ قضيب البعير والتَّيْسِ والثور والكَراكِرُ: كرادِيسُ الخيل، وأَنشد: نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فينا كَراكِرٌ، وخَيْلٌ جِيادٌ ما تَجِفُّ لُبودُها والكَراكِرُ: الجماعاتُ، واحدتها كِرْكِرَةٌ. الجوهري: الكِرْكِرَة الجماعة من الناس.
والمَكَرُّ، بالفتح: موضع الحرب.
وفرس مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كان مؤَدَّباً طَيِّعاً خفيفاً، إِذا كُرَّ كَرَّ، وإِذا أَراد راكبه الفِرارَ عليه فَرَّ به. الجوهري: وفرس مِكَرٌّ يصلح للكَرِّ والحملة. ابن الأَعرابي: كَرْكَرَ إِذا انهزم، ورَكْرَكَ إِذا جَبُنَ.
وفي حديث سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو حين اسْتَهداه النبي، صلى الله عليه وسلم، ماءَ زَمْزَم: فاستعانَت امرأَته بأُثَيْلَةَ فقَرَتا مَزَادَتَيْنِ وجعلتاهما في كُرَّيْنِ غُوطِيَّينِ. قال ابن الأَثير: الكُرُّ جنس من الثياب الغلاظ، قال: قاله أَبو موسى.
وأَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ: رجل من علماء اللغة.

زول (لسان العرب) [0]


الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني؛ قال ذو الرمة: وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ، وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة، وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها.
وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال، وما زال يَفْعل كذا وكذا.
وحكى أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في فَعِلْتُ.
وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه . . . أكمل المادة وزُلْت عن مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة؛ كل ذلك عن اللحياني. ابن الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي تحَرَّك.
وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا. أَبو الهيثم: يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه.
والزَّوَّال: الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل؛ وأَنشد أَبو عمرو: البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال قال ابن بري: الرجز لأَبي الأَسود العجلي، قال: وهو مُغَيَّر كُلُّه (* قوله «وهو مغير كله» عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر المجذر الزوّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ) والذي أَنشده أَبو عمرو: البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير.
وفي حديث كعب بن مالك: رأَى رَجُلاً مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره. يقال: زال به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً؛ ومنه قول كَعب بن زهير: يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة وتَخْفِضها أُخرى.
والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ.
وزالَ المُلْكُ زَوَالاً، وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه.
وقال يعقوب: يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك والبلاء؛ هكذا قال، والصواب يدعو عليه؛ وقول الأَعشى: هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها، ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟ قيل: معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابي: وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع: زالَ زوالُها، على الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذلك في كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها، وغير أَبي عمرو روى هذا المثَل بالنصب بغير إِقواء، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها هي بالنهار؛ وقال أَبو بكر: زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي زالَ خَيالُها حين تَزُول، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب المَحَلِّ.
ويقال: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى الأَوقات.
ويقال: أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه. ابن السكيت: يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله، وحكي زِيلَ زَوالُه، ويقال: زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ. قال أَبو منصور: وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه بمعنى أَزال اللهُ زوالَها.
والازْدِيالُ: الإِزالة، وقال كثير: أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وقوله عز وجل: فَأَزَلَّهما الشيطانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما.
والزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها.
والزَّوَال: زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله.
وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه ثعلب، وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء.
وزالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك.
وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ: والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان زائِلةً لتَحَرَّك؛ الزائلة: كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه، ولا يستَقِرُّ في مكانه، يقع على الإِنسان وغيره، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه؛ ومن ذلك قول الشاعر: وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً، فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها، وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه، فلما شابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ وفي قصِيد كعب: في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم، ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ.
ويقال: فلان يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه.
والزوائل: الصَّيْد.
وازْدَال: رَمَى الزَّوائل.
والزوائل: النساء على التشبيه بالوَحْش؛ قال:فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً: نَهَضَتْ؛ قال النابغة: كأَنّ رَحْلي، وقد زَالَ النَّهارُ بنا يَوْمَ الحُلَيْلِ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ (* قوله «يوم الحليل إلخ» كذا بالأصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة: يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا: بذي الجليل على مستأنس وحد وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم).
وقيل: معناه ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وقيل بَرِحَ كقوله: عهدي بهم يومَ باب القريتين، وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً كما قالوا في الشمس.
وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وعَقَلَ.
وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني.
وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَيضاً.
وقالوا: لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه، وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة، وقد تقدم؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن عَبابة:ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو لَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل ويقال: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء والحركة والقَلَق.
ويقال: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه.
ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه.
وورد في حديث قتادة: أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان، وهو والزَّوَال بمعنى.
وفي حديث أَبي جهل: يَزُولُ في الناس أَي يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ، ويروى يَرْفُل.
وفي حديث معاوية: أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلاً؛ المِزْيَل، بكسر الميم وسكون الزاي: الجَدِلُ في الخصومات الذي يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة، والميم زائدة.
والمُزَاوَلة: معالجة الشيء، يقال: فلان يُزَاوِل حاجة له، قال أَبو منصور: وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً.
وزاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة: فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها، بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة.
وقال رجل لآخر عَيَّره بالجُبْن: والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال زهير:فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا، يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاولوا: تَعَالَجُوا.
وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً: حاوَلَه وطَالَبه.
وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ.
وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه: أَجاءه؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد.
والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من ظَرْفه، والجمع أَزْوالٌ.
وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة.
ووَصِيفَةٌ زَوْلَة: نافِذة في الرَّسائل.
وتَزَوَّل: تَنَاهَى ظَرْفُه.
والزَّوْل: الغُلام الظَّريف.
والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل.
والزَّوْل: الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته؛ وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل لكثير بن مُزَرِّد: لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال، مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل: الجَواد.
والزَّوْلة: المرأَة البَرْزَة، ويقال: هي الفَطِنَةُ الدَّاهِية.
وفي حديث النساء: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ، هو من ذلك، وقيل الظَّرِيفة.
والزَّوْل: الخفيف الحركات.
والزَّوْل: العَجَب.
وزَوْلٌ أَزْوَل على المبالغة؛ قال الكميت: فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيـ ـبِ، زَوْلاً لَدَيْها، هو الأَزْوَلُ ابن بري: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار. الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز: تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ، مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها