المصادر:  


عَسَى (القاموس المحيط) [50]


عَسَى: فِعْلٌ مُطْلَقاً، أوْ حَرْفٌ مُطْلَقاً، لِلتَّرَجِّي في المحْبُوبِ، والإِشْفاقِ في المَكْرُوهِ،
واجْتَمَعَا في قَوْلِهِ تَعالَى: {عَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً}. الآيَةَ، ولِلشَكِّ واليَقينِ، وقَدْ تُشَبَّهُ بِكادَ،
و~ مِنَ اللّهِ: إيجابٌ، وبِمَنْزِلَةِ كانَ في المَثَلِ السائرِ: "عَسَى الغُوَيْرُ أبْؤُساً".
وعَسِيَ النَّبات عَسًى. والعاسِي: النَّخْلُ، والغَسا: لِلبَلَحِ، بالغَيْنِ، وغَلِطَ الجَوْهَرِي.
والمُعْسِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الناقَةُ يُشَكُّ أبِها لَبَنٌ أَمْ لا.
وإنَّهُ لَمَعْساةٌ بِكَذا، أيْ: مَخْلَقَةٌ.
وأعْسِ به: أخْلِقْ.
وهو عَسِيٌّ بِهِ،
وعَسٍ: خَليقٌ.
وبالعَسَى أنْ تَفْعَلَ: بالحَرَى.
والمِعْساءُ، كمِكْسالٍ: الجاريَةُ المُرَاهِقَةُ.
وقولهُ تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} الآيَةَ، أيْ: هَلْ أْنْتُمْ قَرِيبٌ منَ الفِرارِ.

عَسى (المعجم الوسيط) [50]


 النَّبَات عسيا وعسيا وعساء عسا و (عَسى) فعل يُفِيد الرَّجَاء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {عَسى ربكُم أَن يهْلك عَدوكُمْ} 

عس (مقاييس اللغة) [50]



العين والسين أصلانِ متقاربان: أحدهما الدنوُّ من الشّيء وطلبُه، والثاني خِفَّةٌ في الشيء.فالأوّل العَسُّ باللَّيل، كأنّ فيه بعضَ الطَّلَب. قال الخليل: العَسُّ: نَفْض اللَّيل عن أهل الرِّيبة. يقال عَسَّ يَعُسُّ عَسَّاً.
وبه سمِّي العَسَس الذي يطوف للسُّلطان باللِّيل.
والعَسَّاس: الذِّئب، وذلك أنَّه يَعُسّ بالليل.
ويقال عَسعَسَ اللّيل، إذا أقبل.
وعسعست السَّحابةُ، إذا دنت من الأرض ليلاً.
ولا يقال ذلك إلاَّ ليلاً في ظُلمة. قال الشَّاعر يصف سحابا:
عسعَسَ حتَّى لو نشاءُ إذْ دنا      كان لنا من نارِه مقتبسُ

ويقال تَعَسْعَسَ الذّئب، إذا دنا من الشَّيء يشَمُّه.
وأنشد:يطلبه.
وقد يقال بالكسر.
ويعتسُّه: يطلبه أيضاً. قال الأخطل:
      لمن كان يعتسُّ النِّساء الزَّوانيا

وأمَّا الأصل الآخَر فيقال إنَّ العَسّ خفّة . . . أكمل المادة في الطعام. يقال عَسَسْتُ أصحابي، إذا أطعمتَهم طعاماً خفيفاً. قال: عَسَسْتُهم: قَريتهم أدنَى قِرىً. قال أبو عمرو: ناقةٌ ما تَدُِرّ إلاَّ عِساساً، أي كَرْهاً.
وإذا كان كذا كان دَرُّها خفيفاً قليلاً.
وإذا كانت كذا فهي عَسوس. قال الخليل: العَسُوس: التي تَضرِب برجلَيها وتصبُّ اللبنَ. يقولون: فيها عَسَسٌ وعِسَاسٌ.
وقال بعضهم: العَسُوس من الإبل: التي تَرأم ولدَها وتدُِرّ عليه ما نَأَى عنها النَّاس، فإن دُنِيَ منها أو مُسَّت جذبت دَرَّها.قال يونس: اشتق العَسُّ من هذا، كأنَّه الاتِّقاء باللَّيل. قال: وكذلك اعتساس الذِّئب.
وفي المثل: "كلب عَسّ، خير من أسدٍ اندسَّ ".وقال الخليل أيضاً: العَسُوس التي بها بقيَّةٌ من لبنٍ ليس بكثير.فأمّا قولهم عسَعسَ اللَّيلُ، إذا أدبَرَ، فخارج عن هذين الأصلين.
والمعنى في ذلك أنَّه مقلوب من سَعْسَع، إذا مضى.
وقد ذكرناه. فهذا من باب سعّ.
وقال الشّاعر في تقديم العين:
      مَغَاليس في أدبار ليلٍ مُعَسْعِسِ

ومما شذَّ عن البابين: عَسْعَس، وهو مكان. قال امرؤ القيس:
      كأنِّي أنادِي أو أكلم أخْرَسا

عَسَّ (القاموس المحيط) [50]


عَسَّ عَسّاً وعَسَساً
واعْتَسَّ: طافَ بالليل، وهو نَفْضُ اللَّيْلِ عن أهْل الرِّيبَةِ، وهو عاسٌّ
ج: عَسَسٌ وعَسِيسٌ كحاجٍّ وحَجِيجٍ.
وفي المَثَلِ: "كَلْبٌ اعْتَسَّ خَيْرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ".
وعَسَّ خَبَرُهُ: أبطأَ،
و~ القومَ: أطْعَمَهُمْ شيئاً قليلاً،
و~ الناقَةُ: رَعَتْ وحْدَهَا، وهي عَسوسٌ.
والعَسوسُ: الذِّئْبُ،
كالعَسَّاسِ والعَسْعَسِ والعَسْعاسِ.
والعَسوسُ: الناقةُ القليلةُ الدَّرِّ، أو التي لا تَدِرُّ حتى تَباعَدَ من الناسِ، والتي إذا أُثيرَتْ، طَوَّفَتْ، ثم دَرَّتْ، والسيِّئَةُ الخُلُقِ عندَ الحَلْبِ، والتي تَعْتَسُّ العِظَامَ وترْتَمَّهَا، والتي تُرازُ أبِها لَبَنٌ أم لا، وامْرأَةٌ لا تُبَالِي أن تَدْنُوَ من الرجالِ، والرجُلُ القَليلُ الخَيْرِ.
والطالِبُ للصَّيْدِ.
والعِساسُ، ككِتَابٍ: الأقْدَاحُ العِظامُ، الواحِدُ: عُسٌّ، بالضم.
وبنو عِسَاسٍ: . . . أكمل المادة بطنٌ منهم.
ودَرَّتْ عِساساً: كُرْهاً.
والعُسُّ، بالضم: الذَّكَرُ.
والعُسُسُ، بضمَّتَيْنِ: التُّجارُ، والحُرَصاء، والآنِيَةُ الكِبارُ.
وعَسْعَسٌ: موضِعٌ بالباديةِ، وجبلٌ طويلٌ وراء ضَرِيَّةَ، وابنُ سَلاَمَةَ: فتًى م.
ودارَةُ عَسْعَسٍ: غَرْبِيَّ الحِمَى.
والعَسْعَاسُ: السَّرابُ.
وعَسْعَسَ الليلُ: أقبَلَ ظَلاَمُهُ، أو أدبَرَ،
و~ الذِّئْبُ: طافَ باللَّيْلِ،
و~ السحابُ: دَنَا من الأرضِ،
و~ الأمْرَ: لَبَّسَهُ، وعَمَّاهُ،
و~ الشيءَ: حَرَّكَهُ.
وجِئْ بالمالِ من عَسِّكَ وبَسِّكَ: لُغَةٌ في حَسِّكَ، وذُكِرَ.
واعْتَسَّ: اكْتَسَبَ، ودَخَلَ في الإِبِلِ، ومَسَحَ ضَرْعَهَا لِتَدِرَّ.
والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ، وطَلَبُ الصَّيْدِ.
والمَعَسُّ: المَطْلَبُ.
والعَسَاعِسُ: القَنَافِذُ لِكَثْرَةِ تَرَدُّدِهَا بالليل.

س - ع - ع (جمهرة اللغة) [50]


ومن معكوسه: عس يعس عساً. والعَس: طلب الشيء بالليل. ومنه اشتقاق العسَس. ومن أمثالهم: " كلبٌ اعتس خير من كلبٍ رَبضَ " ؛ اعتسَّ: افتعل من العس. والعُس: قدح عظيم من خشب أو غيره.

عسس (الصّحّاح في اللغة) [50]


عسَّ يعُسُّ عَسَّا وعَسَساً، أي طاف بالليل، وهو نَفضُ الليلِ عن أهل الرِيبة، فهو عاسٌّ.
وقومٌ عَسَسٌ مثل خادمٍ وخَدَمٍ، طالبٍ وطَلَبٍ.
وفي المثل: "كلبٌ عسَّ خيرٌ من كلبٍ رَبَضَ".
واعْتَسَّ مثل عَسَّ.
وقولهم: عَسَّ خبرُ فلانٍ، أي أبطأ.
والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرَفْدُ أكبر منه، وجمعه عِساسٌ.
وقولهم: جِئْ بالمال من عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغة في حَسِّكَ وبَسِّكَ. أبو زيد: العَسوسُ: الناقة التي ترعى وحدها، مثل القَسوسِ، وقد عَسَّتْ تَعُسُّ.
والعَسوسُ أيضاً: الناقة التي لا تدِرُّ حتَّى تَباعَدَ مِن الناس.
والاعتِساسُ: الاكتسابُ والطلب.
والمَعَسُّ: المطلبُ.
والعَسوسُ: الطالب للصيد. قال الشاعر:
      عصا عسطوسٍ لِينها واعْتِدالها

ع س س (المصباح المنير) [50]


 العُسُّ: بالضم: القدح الكبير والجمع عِسَاسٌ مثل سهام وربما قيل "أَعْسَاسٌ" مثل قُفْل وأَقْفَال، و "العَسَسُ" الذين يطوفون للسلطان ليلاً واحدهم "عَاسٌّ" مثل خادم وخدم ويقال "عَسَّ" "يَعُسُّ" "عَسًّا" من باب قتل إذا طلب أهل الريبة في الليل، و "عَسْعَسَ" الليل أقبل، و "عَسْعَسَ" أدبر فهو من الأضداد. 

عس (المعجم الوسيط) [50]


 فلَان عسا طَاف بِاللَّيْلِ يكْشف عَن أهل الرِّيبَة فَهُوَ عاس وَخَبره عَن فلَان أَبْطَأَ وَصَاحبه طلبه 

عسس (لسان العرب) [50]


عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طاف بالليل؛ ومنه حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه كان يَعُسُّ بالمدينة أَي يطوف بالليل يحرس الناسَ ويكشف أَهل الرِّيبَة؛ والعَسَسُ: اسم منه كالطَّلَب؛ وقد يكون جمعاً لعاسٍّ كحارِسٍ وحَرَسٍ.
والعَسُّ: نَقْضُ الليل من أَهل الريبة. عَسَّ يَعُسُّ عَسّاً واعْتَسَّ.
ورجل عاسٌّ، والجمع عُسَّاسٌ وعَسَسَة ككافِر وكُفَّار وكَفَرة.
والعَسَسُ: اسم للجمع كرائِحٍ ورَوَحٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ، وليس بتكسيرٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكسَّرُ عليه فاعِل، وقيل: العَسَسُ جمع عاسٍّ، وقد قيل: إِن العاسَّ أَيضاً يقع على الواحد والجمع، فإِن كان كذلك فهو اسم للجمع أَيضاً كقولهم الحاجُّ والدَّاجُّ.
ونظيره من غير المُدغَم: الجامِلُ والباقِرُ؛ وإِن كان على وجه . . . أكمل المادة الجنس فهو غير متعدًّى به لأَنه مطرد كقوله: إِنْ تَهْجُري يا هِندُ، أَو تَعْتَلِّي، أَو تُصْبِحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي وعَسَّ يَعُسُّ إِذا طلب.
واعْتَسَّ الشيءَ: طلَبه ليلاً أَو قصده.
واعْتَسَسْنا الإِبلَ فما وجدنا عَساساً ولا قَساساً أَي أَثراً.
والعَسُوسُ والعَسِيسُ: الذئب الكثير الحركة.
والذئب العَسُوسُ: الطالب للصيد.
ويقال للذئب: العَسْعَسُ والعَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ الليل ويَطْلُبُ، وفي الصحاح: العَسوسُ الطالب للصيد؛ قال الراجز: واللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس وذئب عَسْعَسٌ وعَسْعاسٌ وعَسَّاسٌ: طَلوب للصيد بالليل.
وقد عَسْعَسَ الذئبُ: طاف بالليل، وقيل: إِن هذا الاسم يقع على كل السباع إِذا طَلَبَ الصيد بالليل، وقيل: هو الذي لا يَتَقارّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ يعني الذئب يَسْتَنِيحُ الذئاب أَي يستعويها، وقد تَعَسْعَسَ.
والتَّعَسْعُسُ: طلب الصيد بالليل، وقيل: العَسْعاسُ الخفيف من كل شيء.
وعَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة: أَقبل بظلامه، وقيل عَسعَسَتُه قبل السَّحَر.
وفي التنزيل: والليل إِذا عَسْعَسَ والصُّبح إِذا تَنَفَّسَ؛ قيل: هو إِقباله، وقيل: هو إِدباره؛ قال الفراء: أَجمع المفسرون على أَن معنى عَسْعَسَ أَدْبَرَ، قال: وكان بعض أَصحابنا يزعم أَن عَسْعَسَ معناه دنا من أَوله وأَظلم؛ وكان أَبو البلاد النحوي ينشد: عَسْعَسَ حتى لو يَشاءُ ادَّنا، كان له مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ وقال ادَّنا إِذ دنا فأَدغم؛ قال: وكانوا يَرَوْن أَن هذا البيت مصنوع، وكان أَبو حاتم وقطرب يذهبان إِلى أَن هذا الحرف من الأَضداد.
وفي حديث علي، رضي اللَّه عنه: أَنه قام من جوف الليل ليصلي فقال: والليل إِذا عَسْعَسَ؛ عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل بظلامه وإِذا أَدبر، فهو من الأَضداد؛ ومنه حديث قُسّ: حتى إِذا الليل عَسْعَسَ؛ وكان أَبو عبيدة يقول: عَسْعَس الليل أَقبل وعَسْعَسَ أَدبر؛ وأَنشد: مُدَّرِعات الليل لما عَسْعَسا أَي أَقبل: وقال الزِّبْرِقان: ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، وفتْيَةٍ فَوارِطَ في أَعْجازٍ ليلٍ مُعَسْعِسِ أَي مُدْبرٍ مُولٍّ.
وقال أَبو إِسحق بن السري: عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل وعَسْعَسَ إِذا أَدبر، والمعنيان يرجعان إِلى شيء واحد وهو ابتداء الظلام في أَوله وإِدبارُه في آخره؛ وقال ابن الأَعرابي: العَسْعَسَةُ ظلمة الليل كله، ويقال إِدباره وإِقباله.
وعَسْعَس فلان الأَمر إِذا لبَّسَه وعَمَّاه، وأَصله من عَسْعَسَة الليل.
وعَسْعَسَتِ السحابة: دنت من الأَرض ليلاً؛ لا يقال ذلك إِلا بالليل إِذا كان في ظلمة وبرق.
وأَورد ابن سيده هنا ما أَورده الأَزهري عن أَبي البلاد النحوي، وقال في موضع قوله يشاء ادَّنا: لو يشاء إِذ دنا ولم يدغم، وقال: يعني سحاباً فيه برق وقد دنا من الأَرض؛ والمَعَسُّ: المَطْلَب، قال: والمعنيان متقاربان.
وكلب عَسُوسٌ: طلوب لما يأْكل،والفعل كالفعل؛ وأَنشد للأَخطل: مُعَفَّرة لا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها، إِذا لم يكن فيها مَعَسُّ لِحالِبِ وفي المثل في الحث على الكسب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خير من كلبٍ رَبَضَ، وقيل: كلب عاسّ خير من كلب رابِض، وقيل: كلب عَسَّ خير من كلب رَبَضَ؛ والعاسُّ: الطالب يعني أشن من تصرَّف خير ممن عجز. أَبو عمرو: الاغتِساس والاعْتِسامُ الاكتساب والطلَب.
وجاء بالمال من عَسَّه وبَسَّه، وقيل: من حَسَّه وعَسَّه، وكلاهما إِتباع ولا ينفصلان، أَي من جَهْده وطلَبه، وحقيقتُهما الطلب.
وجِئْ به من عَسِّك وبَسِّك أَي من حيث ان، وقال اللحياني: من حيث كان ولم يكن.
وعَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً: أَبطأَ، وكذلك عَسَّ عليَّ خبره أَي أَبطأَ.
وإِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بطيء؛ وفيه عُسُسٌ، بضمتين، أَي بطء. أَبو عمرو: العَسُوسُ من الرجال إِذا قل خيره، وقد عَسَّ عليَّ بخيره.
والعَسُوسُ من الإِبل: التي ترعى وحدها مثل القَسُوسِ، وقيل: هي التي لا تَدِرُّ حتى تَتباعَدَ عن الناس، وقيل: هي التي تَضجَر ويسوءُ خلُقها وتتنحى عن الإِبل عند الحَلْب أَو في المبرك، وقيل: العَسُوسُ التي تُعْتَسُّ أَبِها لَبَن أَم لا، تُرازُ ويلمس ضَرعها؛ وأَنشد أَبو عبيد لابن أَحمر الباهلي: وراحتِ الشُّولُ، ولم يَحْبُها فَحْلٌ، ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرْ قال الهجيمي: لم يَعْتَسَّها أَي لم يطلب لبَنها، وقد تقدم أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ، وقيل: العَسُوسُ التي تضرب برجلها وتصُب اللبن، وقيل: هي التي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مشت ساعة ثم طَوَّفَتْ ثم دَرَّت.
ووصف أَعرابي ناقة فقال: إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فالعسوس: ما قد تقدم، والضَّروس والنَّهوس: التي تَعَضُّ، وقيل: العَسوس التي لا تَدِرَ وإِن كانت مُفيقاً أَي قد اجتمع فُواقها في ضرعها، وهو ما بين الحلبتين، وقد عَسَّت تَعُسُّ في كل ذلك. أَبو زيد: عَسَسْت القوم أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شيئاً قليلاً، ومنه أُخذ العَسُوس من الإِبل.
والعَسُوسُ من النساء: التي لا تُبالي أَن تَدنُوَ من الرجال.
والعُسُّ: القدح الضخم، وقيل: هو أَكبر من الغُمَرِ، وهو إِلى الطول، يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة، والرِّفْد أَكبر منه، والجمع عِساس وعِسَسَة.
والعُسُسُ: الأنية الكبار؛ وفي الحديث: أَنه كان يغتسل في عُسٍّ حَزْرَ ثمانية أَرطال أَو تسعة، وقال ابن الأَثير في جمعه: أَعْساسٌ أَيضاً؛ وفي حديث المِنْحة: تَغْدو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ.
والعَسْعَسُ والعَسْعَاسُ: الخفيف من كل شيء؛ قال رؤبة يصف السراب: وبلَدٍ يَجري عليه العَسعاسْ، من السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ أَراد السَّمْسام وهو الخفيف فقلبَه.
وعَسْعَسُ، غير مصروف: بلدة، وفي التهذيب: عَسْعَسُ موضع بالبادية معروف.والعُسُس: التُّجَّار الحُرصاء.
والعُسُّ: الذكَر: وأَنشد أَبو الوازع:لاقَتْ غلاماً قد تَشَظَّى عُسُّه، ما كان إِلا مَسُّه فدَسُّهُ قال: عُسُّه ذكَره.
ويقال: اعْتَسَسْتُ الشيء واحْتَشَشْتُهُ واقْتَسَسْتُه واشْتَمَمْتُه واهْتَمَمْتُه واخْتَشَشْتُه، والأَصل في هذا أَن تقول شَمَمْت بلد كذا وخَشَشْتُه أَي وطئته فعرفت خَبره؛ قال أَبو عمرو: التَّعَسْعُسُ الشَّم؛ وأَنشد: كَمُنْخُرِ الذئب إِذا تَعَسْعَسا وعَسْعَسٌ: اسم رجل؛ قال الراجز: وعَسْعَسٌ نِعم الفتى تَبَيَّاهْ أَي تعتمدُه.
وعُساعِسُ: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: قد صبَّحَتْ من لَيْلِها عُساعِسا، عُساعِساً ذاك العُلَيْمَ الطَّامِسا، يَتْرُك يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا أَي ميتاً؛ وقال امرؤ القيس: أَلمَّا علة الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا، كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّم أَخرَسا ويقال للقنافذ العَساعِسُ لكثرة تردّدها بالليل.

عسس (العباب الزاخر) [50]


عَسَّ يَعُسُّ -بالضم- عَسّاً وعَسَساً: أي طافَ بالليل؛ وهو نَفْضُ الليل عن أهل الرِّيْبَة، فهو عاسٌّ وقومٌ عَسَسٌ، مثال خادِمٍ وخَدَمٍ وطالِبٍ وطَلَبٍ. وفي المَثَل: كَلْبٌّ عَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، ويروى: خيرٌ من أسَدٍ انْدَسَّ. يُضْرَب في تفضيل الضعيف إذا تَصَرَّفَ في المَكْسَبِ على القَوِيِّ إذا تقاعَسَ. ويقال: إنَّ فيه لَعَسَساً: أي قِلَةُ خَير. وعَسَّ خَبَرُ فُلان: أي أبطأ. وقولُهم: جِئْ بالمالِ مِن عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغةٌ في حَسِّكَ وبَسِّكَ. وقال أبو زيد: العَسُوْسُ: الناقة التي ترعى وحدها؛ مثل القَسُوْسِ.
وقَدْ عَسَّتْ تَعُسُّ. والعَسُوْسُ -أيضاً-: الناقة التي لا تَدثرُّ حتى تَبَاعَدَ من الناس. والعَسُوْسُ -أيضاً-: الناقة التي تُعْتَسُّ أي تُرَازُ أبِها لَبَنٌ أمْ لا ويُمْسَحُ ضَرْعُها. والعَسُوْسُ من . . . أكمل المادة النساء: التي لا تُبالي أن تَدنو من الرِجال. والعَسُوْسُ: القليل الخير مِنَ الرجال. والعَسُوْسُ: الطالِبُ للصَّيْدِ، قال:
واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَـسُـوْسُ      والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ

والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ 

والعَسُوْس: الناقة التي إذا أُثيرَت طَوَّفَت ثمَّ دَرَّتْ. والعَسُوْس: الناقة التي تضجَر وتَسوء خُلُقُها عند الحَلَبِ. وقال ابن عبّاد: العَسُوْس القليلة الدَّرِّ، وقيل هي التي تَعْتَسُّ العِظامَ وتَرْتَمُّها.
والعَسِيْس: الذئب الكثير الحركة. والعَسِيْس -أيضاً-: جَمْعُ عاسٍ؛ مثال حَجِيجٍ وحاجٍّ. والمَعَسُّ: المَطْلَبُ، قال الطِّرِمّاح:
مُعَقَّرَةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَـهـا      إذا لم يكُن فيها مَعَسٌّ لِحـالِـبِ


وعَسَسْتُ القوم أعُسُّهم: إذا أطْعَمْتَهم شيئاً قليلاً. وقال ابن الأعرابي: العُسُسُ -بضمّتين- التِّجارُ الحُرَصاء. والعُسُسُ- أيضاً-: الآنية الكِبار. والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرِّفْدُ أكبرُ منه، قال:
يقولُ إنّي خاطِبٌ وقد كَـذَبْ      وإنَّما يَخْطُبُ عُسّاً من حَلَبْ


العينان: عَينا الإنسان، ومَن قال موضِعٌ بعَينِه فقد وَهِمَ.
والجمع: عِسَاسٌ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:
وحَرْبٍ ضَروس بها نـاخِـسٌ      مَرَيْتُ بِرُمْحي فَدَرَّتْ عِسَاسا

وقال ابن دريد: بَنو عِسَاس بطنٌ من العَرَب. وقال أبو عمرو: يقال دَرَّتْ عسَاساً: أي كَرْهاً. والعُسُّ -أيضاً-: الذَّكَرُ، وانشَدَ أبو الوازِع:
لاقَتْ غُلاماً قد تَشَظْى عُسُّهُ      ما كانَ إلاّ مَسُّهُ فَـدَسُّـهُ

والعَسّاس -بالفتح والتشديد- والعَسْعَسُ -بالفتح- والعَسْعَاسُ: الذئب، لأنّه يَعُسُّ بالليل أي يَطلُب. ويقال للقنافذ: العَسَاعِسُ، لكثرة ترددها بالليل. وعَسْعَسٌ: موضع بالبادية.
وقال الخارْزَنْجي: عَسْعَسٌ: جبل طويل من وراء ضَرِيَّةَ على فَرْسَخٍ لبَني عامِر، قال بِشْرُ بن أبي خازِم:
لِمَنْ دِمْنَةٌ عـاديَّةٌ لـم تـؤنَّـسِ      بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الكَثيبِ فَعَسْعَسِ

وقال امرؤ القيس:
ولم تَرِمِ الدّارُ الكَثيبَ فَعَسْعَساً      كأنّي أُنادي أو أُكَلِّمُ أخْرَسا


ورَوى الأصمَعي: ألِمّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا. وعَسْعَسُ بن سَلاَمَة: كان مشهوراً بالبصرة في صدر الإسلام، قال رُوَيْشِد الأسديّ:
فِيْنا لَبيدٌ وأبـو مُـحَـيّاهْ      وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتى تَبَيّاهْ

أي: تَعْتَمِدُه. ودراةُ عَسْعَسٍ: غَرْبيَّ الحِمى، وقد ذَكَرْتُها في تركيب دور، وبَسَطْتُ في ذِكرِها الكلام، وذَكَرْتُ ما حَضَرَني من الشواهِد، وللّه الحمد والمِنَّة. والعَسْعاسُ: السَّراب، قال رؤبة:
وبَلَدٍ يجري عليه العَسْـعـاسْ      من السَّرَابِ والقَتَامُ المَسْمَاسْ

المَسْمَاس: الخفيف الرقيق. وعَسْعَسَ الذئبُ: أي طاف بالليل. ويقال- أيضاً-: عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ ظلامُه.
وقوله تعالى: (واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ)، قال الفرّاء: اجتمَعَ المُفَسِّرون على أنَّ معنى (عَسْعَسَ) أدْبَرَ، وقال بعض أصحابنا: معناه أنَّه دَنا من أوَّلِه وأظلَمَ.
وكذلك السحابُ إذا دَنا من الأرض، وقال الليث: من الأرضِ ليلاً؛ لا يُقال ذلك إلاّ بالليل إذا كان في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وانشد:
عَسْعَسَ حتى لو نَشَاءُ إدَّنا      كانَ لنا من نارِهِ مُقْتَبَسُ

أرادَ: إذْ دَنا؛ فأدْغَمَ الذال في الدال، يعني سحاباً فيه برق وقد دَنا من الأرض. وقال ابن عَرَفَة: يقال عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ أو أدْبَرَ بظُلْمَتِه. وعَسْعَسَ فلان الأمر: إذا لَبَّسَه وعَمّاه. وعَسْعَسَه -أيضاً-: أي حَرَّكه. واعْتَسَّ بالليل: أي عَسَّ، ويُروى المَثَل الذي ذكرناه في اوّل هذا التركيب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، قال الحُطَيْئَة:
ويُمْسي الغُرابُ الأعورُ العَيْنِ واقِعاً      مَعَ الذئبِ يَعْتَسّانِ ناري ومِفْـأدي

واعْتَسَّ -أيضاً-: أي اكْتَسَبَ. واعْتَسَّ الإبِلَ: إذا دَخَلَ وَسَطَها فَمَسَحَ ضُرُوْعَها لِتَدُرَّ. والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ، قال:
كَمَنْخِرِ الذِّئبِ إذا تَعَسْعَسا     

والتَعَسْعُس -أيضاً-: طَلَبُ الصَيد. والتركيب يدل على الدُّنُّوِّ من الشيء وطَلَبِه وعلى خِفَّة في الشيء.

الْعس (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال جَاءَ بالشَّيْء من عسه وبسه من حَيْثُ كَانَ وَلم يكن الْعس:  الْقدح الْكَبِير (ج) عساس وأعساس وعسسة 

عسي (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان والنبات عَسى عسا 

العسي (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال هُوَ عسي أَن يفعل كَذَا خليق 

عسا (لسان العرب) [0]


عَسَا الشيخُ يَعْسو عَسْواً وعُسُوّاً وعُسِيّاً مثلُ عُتِيّاً وعَساءً وعَسْوَةً وعَسِيَ عَسًى، كلُّه: كَبِرَ مثلُ عَتِيَ.
ويقال للشيخ إذا وَلَّى وكَبِرَ: عَتَا يَعْتُو عُتِيّاً، وعَسا يَعْسُو مِثله، ورأيت في حاشية أَصل التهذيب للأزهري الذي نَقَلْت منه حديثاً متصلَ السَّند إلى ابن عباس قال: قد عَلِمْتُ السنَّةَ كلَّها غير أَني لا أَدْري أَكانَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يَقرَأُ من الكِبَرِ عُتِيّاً أَو عُسِيّاً فما أَدري أَهذا من أَصلِ الكتاب أَم سَطَره بعضُ الأفاضلُ.
وفي حديث قتادة بن النُّعْمان: لمَّا أَتيتُ عَمِّي بالسلام وكان شيخاً قد عَسا أَو عَشا؛ عَسَا، بالسين المهملة، أَي كَبِرَ وأَسَنَّ من عَسا القضِيبُ إذا . . . أكمل المادة يَبِسَ، وبالمعجمة أي قَلَّ بصرُه وضَعُف.
وعَسَتْ يَدُه تَعْسُو عُسُوّاً: غَلُظَتْ مِن عَمَلٍ؛ قال ابن سيده: وهذا هو الصواب في مصدرِ عَسا.
وعَسَا النباتُ عُسُوّاً: غَلُظَ واشْتَدَّ؛ وفيه لغة أُخرى عَسِيَ يَعْسيَ عَسًى؛ وأَنشد: يَهْوُون عن أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما، عن صامِلٍ عاسٍ، إذا ما اصْلَخْمَما قال: والعَساءُ مصدرُ عَسا العُودُ يَعْسُو عَساءً، والقَساءُ مصدر قَسا القلبُ يَقْسُو قَساءً.
وعَسا الليلُ: اشتَدت ظُلْمَته؛ قال: وأَظْعَنُ الليلَ، إذا الليلُ عَسَا والغَينُ أَعْرَفُ.
والعاسِي مِثلُ العاتي: وهو الجافي.
والعاسي: الشِّمْراخُ من شماريخِ العِذْقِ في لغة بَلْحرِث بن كعبٍ. الجوهري: وعَسا الشيءُ يَعْسُو عُسُوَّاً وعَساءً، ممدود أَي يَبِسَ واشتد وصَلُبَ.
والعَسَا، مقصوراً: البَلَح (* قوله «والعسا مقصوراً البلح» هذه عبارة الصحاح، وقال الصاغاني في التكملة: وهو تصحيف قبيح، والصواب الغسا بالغين.) والعَسْوُ: الشَّمَعُ في بعضِ اللغات. طَمَعٌ وإشفاقٌ، وهو من الأَفعال غيرِ المُتَصَرِّفة؛ وقال الأَزهري: عَسَى حرف من حروف المُقارَبةِ، وفيه تَرَجٍّ وطَمَعٌ؛ قال الجوهري: لا يَتَصَرَّف لأَنه وقع بلفظ الماضي لِما جاء في الحال، تقول: عَسَى زيدٌ أَن يَخْرُجَ، وَعَسَتْ فلانةُ أَن تَخْرُجَ، فزَيْدٌ فاعلُ عَسَى وأَن يَخْرُجَ مفعولُها (* عسى عند جمهور النحويين من اخوات كاد ترفع الاسم وتنصب الخبر.) ، وهو بمعنى الخروج إلا أَن خبرَه لا يكون اسماً، لا يقال عَسَى زيدٌ مُنْطَلِقاً. قال ابن سيده: عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَل كذا وعَسِيتُ قارِبْتُ، والأُولى أَعْلى، قال سيبويه: لا يقال عَسَيْتُ الفعلَ ولا عَسَيْتُ للفعلِ، قال: اعلم أَنهم لا يَستعملون عَسَى فِعلُك، اسْتَغْنَوْا بأَن تَفْعَلَ عن ذلكَ كما استَغْنى أَكثرُ العربِ بِعَسى عن أَن يقولوا عَسَيا وعَسَوْا، وبِلَوْ أَنه ذاهبٌ عن لو ذهابُه، ومع هذا انهم لم يَسْتَعْمِلوا المَصْدر في هذا الباب كما لم يَسْتَعْمِلوا الاسمَ الذي في موضِعِه يَفْعَل في عَسَى وكادَ، يعني أَنهم لا يقولون عَسَى فاعلاً ولا كادَ فاعِلاً فتُرِك هذا مِنْ كلامِهِمْ للاسْتغْناء بالشيء عن الشيء؛ وقال سيبويه: عَسَى أَن تَفْعَلَ كقولك دنا أَن تَفْعل، وقالوا: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُُساً أَي كان الغُوَيْرُ أَبْؤُساً؛ حكاه سيبويه؛ قال الجوهري: أَما قولُهم عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً فشاذٌّ نادرٌ، وضع أَبْؤُساً موضعَ الخَبَر، وقد يأْتي في الأمثال ما لا يأْتي في غيرها، وربما شَبَّهوا عَسَى بكادَ واستعملوا الفِعل بعدَه بغير أَن فقالوا عسَى زيدٌ يَنْطَلِق؛ قال سُماعَةُ بن أسول النعامي: عَسى اللهُ يغني، عن بلادِ ابنِ قادرٍ، بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَّبابِ سَكُوب هكذا أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: عن بلادِ ابن قاربٍ وقال: كذا أنشده سيبويه؛ وبعده: هِجَفٍّ تَحُفُّ الريحُ فوق سِبالِهِ، له من لَوِيَّاتِ العُكُومِ نَصِيبُ وحكى الأَزهري عن الليث: عَسَى تَجْرِي مَجْرى لعلَّ، تقول عَسَيْتَ وعَسَيْتُما وعَسَيْتُمْ وعَسَتِ المرأَة وعَسَتا وعَسَيْنَ؛ يُتَكلَّم بها على فعلٍ ماضٍ وأُمِيتَ ما سواه من وجوهِ فِعْلِهِ، لا يقالُ يَعْسى ولا مفعولَ له ولا فاعلَ. في القرآنِ من اللهِ جَلَّ ثَناؤُه، واجبٌ وهو مِنَ العِبادِ ظَنٌّ، كقوله تعالى: عَسى اللهُ أَن يأْتي بالفتح، وقد أَتى اللهُ به؛ قال الجوهري: إلا في قوله عَسى ربُّه ان طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَه؛ قال أَبو عبيدة: عَسى من الله إيجابٌ فجاءَت على إحْدى اللغتين لأَن عسى في كلامهم رجاءٌ ويَقِين؛ قال ابن سيده: وقيل عسى كلمة تكون للشَّك واليَقينِ؛ قال الأزهري: وقد قال ابن مقبل فجعله يَقِيناً أَنشده أَبو عبيد: ظَنِّي بهم كعَسى، وهم بِتَنُوفَةٍ، يَتَنازَعُونَ جوائزَ الأَمثالِ أَي ظَنِّي بهم يَقين. قال ابن بري: هذا قول أَبي عبيدة، وأَما الأَصمعي فقال: ظَنِّي بهم كعَسى أَي ليس بثبت كعَسى، يريد أَن الظَّن هنا وإن كان بمعنى اليقين فهو كعَسى في كونها بمعنى الطمع والرجاء، وجوائزُ الأَمثال ما جاز من الشعر وسار.
وهو عَسِيٌ أَن يَفْعَل كذا وعَسٍ أَي خَلِيقٌ؛ قال ابن الأَعرابي: ولا يقال عَسًى. أَعْساهُ وأَعْسِ به وأَعْسِ بأَن يفعلَ ذلك: كقولك أَحْرِ بهِ، وعلى هذا وجَّهَ الفارِسِيُّ قراءة نافع: فهل عَسِيتُم، بكسر السين، قال: لأنَّهم قد قالوا هو عَسٍ بذلك وما أَعْساهُ وأَعْسِ به، فقوله عَسٍ يقوّي عَسِيتم، ألا ترى أَنَّ عَسٍ كحَرٍ وشجٍ؟ وقد جاء فَعَلَ وفَعِلَ في نَحْوِ وَرَى الزَّنْدُ ووَرِيَ، فكذلك عَسيَتُم وعَسِيتُم، فإن أُسْنِدَ الفِعلُ إلى ظاهِرٍ فقياس عَسِيتم أَن يقول فيه عَسِيَ زيدٌ مثلُ رَضِيَ زيدٌ، وإن لم يَقُلْه فسائِغٌ له أَن يأْخذَ باللغَتَين فيستعملَ إحداهما في موضع دون الأُخرى كما فَعَلَ ذلك في غيرها.
وقال الأزهري: قال النحويون يقال عَسَى ولا يقال عَسِيَ.
وقال الله عز وجل: فهل عَسَيْتُمْ إن توَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدوا في الأرضِ؛ اتَّفَقَ القراءُ أَجمعون على فتح السين من قوله عَسَيْتُمْ إلاَّ ما جاء عن نافِعٍ أَنه كان يقرأُ فهل عَسِيتم، بكسر السين، وكان يقرأُ: عَسَى رَبُّكم أَنْ يُهْلِكَ عَدُوِّكمْ، فدلَّ موافقتُه القرّاء على عَسَى على أَنّ الصواب في قوله عَسَيْتُم فتح السين. قال الجوهري: ويقال عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذلك وعَسِيتُ، بالفتح والكسر، وقرئ بهما فهل عَسَيْتُم وعَسِيتُمْ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: بالعَسَى أن يَفْعَل، قال: ولم أَسْمعهم يُصَرِّفُونها مُصَرَّفَ أَخَواتِها، يعني بأَخواتها حَرَى وبالْحَرَى وما شاكَلَها.
وهذا الأَمرُ مَعْساةٌ منه أَي مَخْلَقَة.
وإنه لَمَعْساةٌ أن يَفْعَل ذاك: كقولك مَحْراةٌ، يكون للمُذَكر والمُؤنَّث والاثنين والجمع بلفظٍ واحد.
والمُعسِيةُ: الناقة التي يُشَكُّ فيها أَبِها لَبَنٌ أَم لا، والجمع المُعْسِياتُ؛ قال الشاعر: إذا المُعْسِيات مَنَعْنَ الصَّبُو حَ، خَبَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ جَرِيُّه: وكِيلُه ورَسُولُه، وقيل: الجَرِيُّ الخَادِمُ، والمُحْصَنُ ما أُحْصِنَ وادُّخِرَ من الطَّعامِ للجَدْبِ؛ وأَما ما أَنشده أَبو العباس: أَلم تَرَني تَرَكْتُ أَبا يَزِيدٍ وصاحِبُه، كمِعْساءِ الجَوارِي بلا خَبْطٍ ولا نَبْكٍ، ولكنْ يَداً بِيدٍ فَها عِيثي جَعارِ قال: هذا رجل طَعَن رجُلاً، ثم قال: ترَكْتُه كمِعْساءٍ الجَواري يسِيلُ الدَّمُ عليه كالمرأة التي لم تأْخذ الحُشْوةَ في حَيْضِها فَدَمُها يسيلُ.
والمِعْساءُ من الجوارِي: المُراهِقَة التي يَظنُّ من رآها أَنها قد تَوَضَّأَتْ.
وحكى الأَزهري عن ابن كيسان قال: اعلم أَن جَمْعَ المقصور كله إذا كان بالواو والنون والياء فإن آخره يَسْقُط لسكونه وسكونِ واوِ الجمعِ وياء الجمعِ ويبقى ما قبلَ الأَلِف على فَتْحه، من ذلك الأدْنَونَ جمع أَدْنَى والمُصْطَفَون والمُوسَون والعِيسَوْنَ، وفي النصب والخفض الأَدْنَين والمُصْطَفَيْن.
والأَعْساء: الأرزانُ الصُّلبَةُ، واحدُها عاسٍ.
وروى ابن الأثير في كتابه في الحديث: أَفضلُ الصدقة المَنِيحة تَغْدُو بِعِساءٍ وتروح بعِساء، وقال: قال الخطابي قال الحُمَيْدِي العِساءُ العُسُّ، قال: ولم أَسْمعه إلاَّ في هذا الحديث. قال: والحُمَيْدي من أَهْلِ اللِّسانِ، قال: ورواه أَبو خيثَمة ثم قال بِعِساسٍ كان أَجودَ (* قوله «بعساس كان أجود» هكذا في جميع الاصول.) ، وعلى هذا يكون جَمْع العُسِّ أَبدل الهمزة من السين، وقال الزمخشري: العِساءُ والعِساسُ جمعُ عُسٍّ.
وأَبو العَسا: رَجُلٌ؛ قال الأزهري: كان خلاَّد صاحبُ شُرَطَة البَصْرَة يُكْنَى أَبا العَسا.

عسو/ي (مقاييس اللغة) [0]



العين والسين والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قوّةٍ واشتدادٍ في الشَّيء. يقال: عَسَا الشّيءُ يعسو، إذا اشتدّ. قال:فالكلمات الثلاثُ في البيت متقاربةُ المعنى في الشِّدّة والقُوّة.ومن الباب: شيخٌ عاسٍ، [عَسَا] يعسو وعَسِيَ يَعْسَى. أنّه يكثُف منهما كان من بشرَته لطيفاً.
وربَّما اتَّسعوا في هذا حتى يقولوا: عَسَا الليل، إذا اشتدَّت ظُلمته، وهو بالغين أشْهر، أعنِي في اللّيل.
ويقال: عَسَا النَّبات، إذا غلُظ واشتدّ.
وقال في صفة الشيخ:فأمَّا عَسى فكلمةُ ترجٍّ، تقول: عسى يكون كذا.
وهي تدلُّ على قُربٍ وإمكان.
وأهلُ العِلم يقولون: عَسَى من الله تعالى واجبٌ، في مثل قولِه تعالى: عَسَى اللهُ أَنْ يَجعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ . . . أكمل المادة الّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً [الممتحنة 7].

اللَّعْسُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّعْسُ، كالمَنْعِ: العَضُّ، وبالتحريك: سَوادٌ مُسْتَحْسَنٌ في الشَّفَةِ. لَعِسَ، كفرحَ.
والنَّعْتُ: ألْعَسُ ولَعْساءُ، من لُعْسٍ.
وجاريةٌ لَعْساءُ: في لَوْنِها أدْنَى سَوادٍ، مُشْرَبَةٌ من الحُمْرَةِ.
ونباتٌ ألْعَسُ: كثيرٌ كثيفٌ.
وما ذُقْتُ لَعُوساً: شيئاً.
وألْعَسُ ولَعْسٌ، بالفتح، ولِعْسانُ، بالكسر: مَواضِعُ.
والمُتَلَعِّسُ: الشديدُ الأكلِ.
واللَّعْوَسُ، كجَرْوَلٍ: الذِّئْبُ، والرجُلُ الخَفيفُ في الأكْلِ، الحَريصُ.

عَسا (القاموس المحيط) [0]


عَسا الشَّيْخُ يَعْسُو عَسْواً وعُسُوًّا وعُسِيًّا وعَساءً،
وعَسِي عَسًى: كَبِرَ،
و~ النَّباتُ عَساءً وعُسُوًّا: غَلُظَ، ويَبِسَ،
و~ اللَّيْلُ: اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُهُ.
والعَسْوُ: الشَّمْعُ.
وأبُو العَسا: رَجُلٌ.

العساس (المعجم الوسيط) [0]


 مُبَالغَة عس 

رطط (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرَطيطُ: الجلبةُ والصياحُ.
وقد أَرَطُّوا، أي جَلَّبوا.
والرَطيطُ: الأحمقُ. قال الشاعر:
عَسى أن تَفوزوا أَنْ تكونوا رَطائِطا      أَرِطُّوا فقد أَقْلَقْتُـمُ حَـلَـقـاتِـكُـمْ

يقول: قد اضطرب أمرُكم من باب الجِدِّ والعقلِ، فتحامَقوا عسى أن تفوزوا.

أقا (لسان العرب) [0]


الإقاةُ: شجرة؛ قال؛ وعسى (* قوله «شجرة قال وعسى إلخ» هكذا في الأصل). أن يكون له وجه آخر من التصريف لا نعلمه. الأَزهري: الإقاء شجرة؛ قال الليث: ولا أَعرفه. ابن الأَعرابي: قَأَى: إذا أَقرَّ لخصمه بِحَقٍّ وذَلَّ، وأَقَى إذا كَرِه الطعامَ والشراب لِعَلَّة، والله أَعلم.

لهجم (الصّحّاح في اللغة) [0]


طريقٌ لَهْجَمٌ، أي واسعٌ مُذَلَّلٌ.
واللَهْجَمُ: العُسُّ الضخمُ.
والتَلَهْجُمُ، الولوع بالشيء.

اعتس (المعجم الوسيط) [0]


 عس وَالشَّيْء طلبه لَيْلًا أَو قَصده وَعرف خَبره وَيُقَال اعتس الْأَثر قصه 

حرى (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء حريا نقص وَعَلِيهِ غضب وَالشَّيْء اتجه نَحوه وَيُقَال حري أَن يكون ذَلِك عَسى 

اللَّهْجَمُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّهْجَمُ، كجعفرٍ: العُسُّ الضَّخْمُ، والطَّريقُ الواسِعُ المُذَلَّلُ.
وتَلَهْجَم به: أُولِعَ،
و~ الطَّريقُ: اسْتَبانَ، وأثَّرَ فيه السابِلَةُ.

ع س و (المصباح المنير) [0]


 عَسَتِ: اليد"  عُسُوًّا "من باب قعد، و" عُسِيًّا ": غلظت من العمل، و" عَسَا "الشيخ" يَعْسُو "" عَسْوَةً" أسنّ وولى.كتاب العين و "عَسَى" فعل ماضٍ جامد غير متصرّف وهو من أفعال المقاربة وفيه ترجٍّ وطمع، وقد يأتي بمعنى الظن واليقين، وتكون ناقصة وتامة؛ فالناقصة خبرها مضارع منصوب بأن نحو عسى زيد أن يقوم والمعنى قارب زيد القيام فالخبر مفعول أو في معنى المفعول وقيل معناه لعلّ زيدا أن يقوم أي أطمع أن يفعل زيد القيام. والتامة نحو عسى أن يقوم زيد وهذا فاعل وهو جملة في اللفظ، فإذا قيل: أين يكون الفاعل جملة في اللفظ فجوابه أن المصدرية توصل بالفعل. 

لهجم (لسان العرب) [0]


طريقٌ لَهْجمٌ ولَهْمج: موطوءٌ بَيّنٌ مُذلَّل مُنقاد واسع قد أَثر فيه السابلةُ حتى اسْتَتَبَّ، وكأَن الميم فيه زائدة والأَصل فيه لهج وقد تَلَهْجَم، ويكون تَلَهْجُمُ الطريق سَعتَه واعتيادَ المارّة إياه. الفراء: طريقٌ لَهجَمٌ وطريق مُذنَّبٌ وطريق مُوقَّعٌ أي مُذلَّل.
وتلهجَمَ لَحْيَا البعيرِ إذا تحرَّكا؛ قال حميد بن ثور الهلاليّ: كأَنّ وَحَى الصِّردانِ في جَوفِ ضالةٍ تَلَهْجُمُ لَحْيَيه، إذا ما تَلَهْجَما يقول: كأَنَّ تَلَهْجُمَ لَحْيَيْ هذا البعير وَحَى الصِّرْدانِ، قال: وهذا يحتمل أن تكون الميم فيه زائدة، وأَصله من اللَّهَج، وهو الوُلوعُ.
والتَّلَهْجُمُ: الوُلوعُ بالشيء.
واللَّهْجَمُ: العُسُّ الضخم؛ وأنشد أبو زيد: ناقةُ شيخٍ للإلهِ راهِبِ، تَصُفُّ في ثَلاثةِ المَحالِبِ: في اللَّهْجَمَيْنِ والْهنِ . . . أكمل المادة المُقارِبِ يعني بالمُقارِب العُسَّ بين العُسَّينِ.

٩ (المعجم الوسيط) [0]


 الْوَاو الدَّاخِلَة على الْجُمْلَة الْمَوْصُوف بهَا لتأكيد لصوقها بموصوفها نَحْو {وَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَهُوَ خير لكم} وَقيل هِيَ وَاو الْحَال 

وعسه (المعجم الوسيط) [0]


 

عسا (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأصمعيّ: عَسا الشيء يَعْسو عُسُوًّا وعَساءً ممدود، أي يبس واشتدَّ وصلب.
وعَسا الشيخ يَعْسو عُسِيًّا: ولَّى وكبر، مثل عتا. قال الأخفش: عَسَتْ يده تَعْسو عُسُوًّا: غَلُظتْ من العمل. قال الخليل: يقال للشيخ قد عَسا، ويقال للنبات إذا غلظ: قد عَسا. قال: وفيه لغة أخرى: عَسِيَ بالكسر.
وقال أبو عبيد: العاسي: شِمراخ النخل.
والعَساءُ: البلحُ. من أفعال المقاربة، وفيه طمعٌ وإشفاقٌ.

هلطس (العباب الزاخر) [0]


شَمِرٌ: الهِلْطَوْسُ -مثال فِرْدَوْس-: الخَفيُّ الشَّخْصِ مِنَ الذِّئابٍ وأنشد:
قد تَتْرُكُ الذِّئْبَ شَديدَ العَـوْلَةِ      أطْلَسَ هِلْطَوْساً كَثِيرَ العَسَّةِ

ردفه (المعجم الوسيط) [0]


 ردفا ركب خَلفه وَتَبعهُ وَردفهُ لَهُ أَمر دهمه ردفه:  ردفا ردفه وَيُقَال ردف لَهُ أَمر دهمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قل عَسى أَن يكون ردف لكم بعض الَّذِي تَسْتَعْجِلُون} 

بخر (المعجم الوسيط) [0]


 لَهُ طيب وَعَلِيهِ نَتن وَالشَّيْء استخرج بخاره وطيبه بالبخور وَثيَاب الْمَرِيض وَالْأَشْجَار وَنَحْوهَا طهرهَا مِمَّا عَسى أَن يكون قد علق بهَا من جراثيم والسائل حوله إِلَى بخار بالغليان (مج) 

الْبَأْس (المعجم الوسيط) [0]


 الشدَّة فِي الْحَرْب وَالْحَرب وَالْعَذَاب الشَّديد وَالْخَوْف يُقَال لَا بَأْس عَلَيْهِ وَيُقَال لَا بَأْس بِهِ لَا مَانع وَلَا بَأْس فِيهِ لَا حرج (ج) أبؤس وَمِنْه الْمثل (عَسى الغوير أبؤسا) يضْرب لكل شَيْء يخَاف مِنْهُ الشَّرّ 

أ س س (المصباح المنير) [0]


 أُسُّ: الحائط بالضم أصله وجمعه"  آسَاسٌ "مثل قُفْل وأقفال وربما قيل" إِسَاسٌ "مثل عُسّ وعِسَاس و" الأَسَاسُ "مثله وجمعه" أُسُسٌ "مثل عناق وعُنُق و" أَسَّسْتُه "" تأسيسا "جعلت له" أَسَاسًا ".

هلطس (لسان العرب) [0]


شمر: الهِلْطَوْسُ الخفي الشخص من الذئاب؛ قال الراجز: قَدْ ترك الذئْب شَدِيد العَوْلَةِ، أَطْلَسَ هِلْطَوْساَ كثِيرَ العَسَّةِ ولصٌّ (* قوله «ولص إلخ» المناسب ذكره في هطلس لا هنا.) هَطْلَسٌ وهَطَلَّس: قطَّاع كلّ ما وجده.

لعس (لسان العرب) [0]


اللَّعَسُ: سَوادُ اللِّثَة والشَّفة، وقيل: اللَّعَس واللُّعْسَة سَواد يعلو شَفَة المرأَة البيضاء؛ وقيل: هو سواد في حمرة؛ وقيل ذو الرمة:لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، وفي اللِّثاتِ، وفي أَنْيابها شَنَبُ أَبْدَلَ اللَّعَسَ من الحُوَّة. لَعِسَ لَعَساً، فهو أَلْعَسُ، والأُنثى لَعْساء؛ وجعل العجاج اللُّعْسَة في الجسد كله فقال: وبَشَراً مع البَياض أَلْعَسا فجعل البشر أَلْعَسَ وجعله مع البياض لما فيه من شُرْبة الحمرة. قال الجوهري: اللَّعْسُ لَونُ الشفة إِذا كانت تضرب إِلى السواد قليلاً، وذلك يُسْتَمْلَح. يقال: شفة لَعْساء وفِتْيَة ونسوة لُعْس، وربما قالوا: نَبات أَلْعَس، وذلك إِذا كثر وكَثُف لأَنه حينئذ يضرب إِلى السواد.
وفي حديث الزبير: أَنه رأَى فِتْيَة . . . أكمل المادة لُعْساً فسأَل عنهم فقيل: أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة وأَبُوهم مملوك. فاشترى أَباهم وأَعتقه فجرَّ ولاءَهم؛ قال ابن الأَثير: اللُّعْسُ جمع أَلْعَس، وهو الذي في شفتيه سَواد. قال الأَصمعي: اللُّعْس الذين في شِفاهِهمْ سَوادٌ، وهو مما يُستحسَن، ولقد لَعِسَ لَعَساً. قال الأَزهري: لم يُرِدْ به سَوادَ الشفة خاصة إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَي سَوادَها، والعرب تقول جارية لَعْساء إِذا كان في لَوْنِها أَدنى سواد فيه شُرْبَة حُمْرَةٍ ليست بالناصعَة، فإِذا قيل لَعْساء الشَّفة فهو على ما قال الأَصمعي.
والمُتَلَعِّس: الشديد الأَكل.
واللَّعْوَس: الأَكُول الحَريص، وقيل: اللَّغْوَس، بالغين معجمة، وهو من صفات الذئب.
واللَّعْوس، بتسكين العين: الخفيف في الأَكل وغيره كأَنه الشَّرِه؛ ومنه قيل للذئب: لَعْوَس ولَغْوَس؛ وأَنشد لذي الرُّمة: وماءٍ هَتَكْتُ اللَّيْلَ عنه، ولم يَرِدْ رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّعاوِسُ ويروى بالغين المعجمة.
وما ذقت لَعُوساً أَي شيئاً، وما ذُقْتُ لَعُوقاً مثله.
وقيل: اللَّعْس العَضُّ، يقال: لَعَسَني لَعْساً أَي عَضَّني؛ وبه سمي الذئب لَعْوَساً.
وأَلْعَسُ: موضع؛ قال: فلا تُنْكِرُوني، إِنَّني أَنا ذَلِكُمْ، عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فأَلْعَسا (* قوله «أَنا ذلكم» في شرح القاموس بدله: أَنا جاركم.) ويروى: لَياليَ حَلَّ.

لعس (مقاييس اللغة) [0]



اللام والعين والسين كلمتانِ متباينتان: الأولى اللَّعَس*، سواد في باطن الشَّفَة. امرأة لعساءُ.
ونباتٌ ألْعَس: كثير، لأنَّه من رِيِّه يضرِب إلى السَّواد.والأخرى اللَّعْوس: الأكول الحريص، والذئب لَعْوَسٌ. قال الخليل: رجلٌ متلعِّس: شديد الأكْل.

سذج (لسان العرب) [0]


حُجَّةٌ ساذِجَةٌ وساذَجَةٌ، بالفتح: غير بالغة؛ قال ابن سيده: أُراها غير عربية، إِنما يستعملها أَهل الكلام فيما ليس ببرهان قاطع، وقد يستعمل في غير الكلام والبرهان، وعسى أَن يكون أَصلها سادَهْ، فعُرّبت كما اعتيد مثل هذا في نظيره من الكلام المعرَّب.

رطط (العباب الزاخر) [0]


ابن دريدٍ: ذكرَ عن أبي مالك أنه قال: اللرطراطُ: الماءُ الذي أسْأرتهْ الإبل في الحياض نحوُ الرجرْجِ؛ وهو الماءُ الذي يخيرُ، قال: ولم يعرِفهْ أصحابنا. وقال غيره: الرطيط: الجلبة والصياحُ. والرطيطُ: الأحْمق، والجمعُ: رطاطّ ورطائطُ، قال:
أرِطوا فقد أقْلَقتْـم حـلـقـاتـكـمْ      عسى أن تفوزوا أن تكونوا رَطائطا

يقول: اضطرب أمركمْ من بابِ الجدّ والعقلْ فَتحامقوا عسى أن تفوزوا.
وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: رطْ: إذا أمرتهَ أن يتحامقَ معَ الحمقى. والرطّ: موضعّ بين رامهرمز وأرْجانَ؛ وهو بين الأهوازِ وفارسِ. وأرطّ: أي حمقَ. وأرَط في مقعدهِ: إذا ألح ولم يبرحْ.
ويقال للذّي لا يأتي ما عنده إلا بالإبطاء: أرطّ فانكّ ذو رِطاطٍ. واسْترْططتُ فلاناً: أي اسْتِحْمقهَ. وقال ابن . . . أكمل المادة فارسٍ: في هذا التركيب نظرّ.

صحن (الصّحّاح في اللغة) [0]


صَحَنْتُ بين القوم: أصلحتُ.
وصَحَنْتُهُ صَحَناتٍ، أي ضربته.
وناقةٌ صَحونٌ، أي رَموحٌ.
وصَحْنُ الدار: وَسْطها.
والصَحْنُ: العُسُّ العظيم. يقال: صَحَنْتُهُ إذا أعطيتَه شيئاً فيه.
والصَحْنُ: طُسَيْتٌ، وهما صَحْنانِ يُضرَب أحدُهما على الآخرَ.
والصِحْناءُ بالكسر: إدامٌ يتَّخذ من السَّمك، والصِحْناءُ أخصُّ منه.

لعل (لسان العرب) [0]


الجوهري: لَعَلَّ كلمة شك، وأَصلها عَلَّ، واللام في أَولها زائدة؛ قال مجنون بني عامر: يقول أُناسٌ: عَلَّ مجنونَ عامِرٍ يَرُومُ سُلُوّاً قلتُ: إِنِّي لِمَا بيَا وأَنشد ابن بري لنافع بن سعد الغَنَويّ: ولَسْتُ بِلَوَّامٍ على الأَمْرِ بعدما يفوتُ، ولكن عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّما ويقال: لَعَلِّي أَفعل ولعلَّني أَفعل بمعنى، وقد تكرر في الحديث ذكر لَعَلَّ، وهي كلمة رجاءٍ وطمَع وشك، وقد جاءت في القرآن بمعنى كَيْ.
وفي حديث حاطِب: وما يُدْرِيك لَعَلَّ الله قد اطَّلَعَ على أَهل بَدْرٍ فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم؟ قال ابن الأَثير: ظن بعضُهم أَن معنى لعَلَّ ههنا من جهة الظن والحسبان، قال: . . . أكمل المادة وليس كذلك، وإِنما هي بمعنى عَسَى، وعَسَى ولعلَّ من الله تحقيق.

لعس (العباب الزاخر) [0]


في حديث الزُبير بن العوّام -رضي الله عنه-: أنَّه رأى فِتْيَةً لُعْساً فَسَألَ عنهم، فقيل: أمُّهم مُوْلاةٌ للحَرَقَةِ وأبوهم مَمْلوك، فاشْتَرى أباهم فأعْتَقَه؛ فَجَرَّ وَلاءهم. قال أبو عُبَيد: قال الأصمعي: اللُّعْسُ: الذي في شِفاهِهم سَوادٌ، وهو ممّا يُسْتَحْسَنُ. يقال: رجُلٌ ألْعَسُ وامْرأة لَعْسَاء، وقد لَعِسَ يَلْعَسُ لَعَساً، قال ذو الرُّمِّة يذكر مَيَّةَ:
لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَـعَـسٌ      وفي اللِّثَاتِ وفي أنْيابِها شَنَبُ

وفي هذا الحديث من الفِقْهِ: أنَّ المملوك إذا كانت عنده امْرأة حُرّة مَولاةٌ لِقَوْمٍ فَوَلَدَت له أولاداً؛ فَهُم مَوَالٍ لِمَوالي أُمِّهم؛ ما دام الأبُ مَملوكاً، فإذا عَتَقَ الأبُ جَرَّ الولاءَ، فكانَ ولاءَ وَلَدِه لِمَواليه.
وقال الأزهري: لم يُرِد . . . أكمل المادة سَوَادَ الشَّفَةِ كما فَسَّرَه أبو عُبَيد، وإنَّما أراد سوادَ ألْوانِهم، يقال: جارِيَة لَعْساء: إذا كان في لونها أدْنى سَوَادٍ وشُرْبَةٌ من الحُمْرَة، وأنشد الأزهريّ للعجّاج:
وبَشَرٍ مَعَ البَيَاضِ ألْعَسا     

فَجَعَلَ البَشَرَ ألْعَسَ؛ وجَعَلَ مَعَ البياضِ لِما فيه من شُرْبَةِ الحُمْرَةِ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرِّوايَة::أمْلَسا" فلم يَبْقَ له حُجَّةٌ في الرَّجَز. فإذا قيل: جارِيَة لعساء الشَّفَةِ فذلك على ما فَسَّره أبو عُبَيد. وربّما قالوا: نباتٌ ألْعَس؛ وذلك إذا كَثُرَ وكَثُفَ، لأنَّه حينَئِذٍ يَضْرِبُ إلى السَّواد. ويقال: لَعَسَني لَعْساً: أي عَضَّني. ويقال: ما ذُقْتُ لَعُوساً: أي شيئاً. وألْعَسُ: موضِع، قال امرؤ القيس:
فلا تُنْكِروني إنَّني أنا جارُكُـم      عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فألْعَسا

واللَّعْوَس واللَّغْوَس -على وزن جَرْوَل-: الخفيف في الأكل وغيرِه كأنَّه الشَّرِهُ الحَريصُ.
ومنه قيلَ للذِّئب: لَعْوَس ولَغْوَس. ولِعْسَانُ -بالكسر- ولَعْسٌ: موضعان. وقال الليث: رجُلٌ مُتَلَعِّسٌ: أي شديدُ الأكْلِ.

شخس (الصّحّاح في اللغة) [0]


الشَخْسُ: الاضطراب والاختلاف. يقال: تَشاخَسَتْ أسنانُه، إذا اختلفتْ ومال بعضُها وسقَطَ البعض من الهَرَم. قال أرطاةُ بن سُهَيَّة المرّيّ:
يَدَعْهُ وفيه عَيْبُهُ مُـتَـشـاخِـسُ      ونحن كصَدْعِ العُسِّ إنْ يُعْط شاعباً

أي وإن أُصْلِحَ فهو متمايلٌ لا يستوي.
ويقال: تَشاخَسَ ما بين القوم، أي فَسَد.

لعس (الصّحّاح في اللغة) [0]


اللَّعَسُ: لونُ الشفة إذا كانت تضرب إلى السَواد قليلاً، وذلك يُستملَح. يقال: شَفَةٌ لَعْساءُ وفِتيةٌ ونسوةٌ لُعْسٌ.
وربَّما قالوا: نباتٌ ألعَسُ، وذلك إذا كثُر وكثف، لأنه حينئذٍ يضرب إلى السواد.
واللَعْوَسُ، بتسكين العين: الخفيف في الأكل وغيره كأنَّه الشَرِهُ.
ومنه قيل للذئب لَعْوَسٌ.

قسن (لسان العرب) [0]


قَسَنٌ: إِتباعٌ لحَسَن بَسَن.
والقِسْيَنُّ: الشَّيْخ القديم، وكذلك البعير؛ وأَنشد: وهم كمِثْلِ البازِلِ القِسْيَنّ فإِذا اشتقوا منها فعلاً على مثل افْعَالَّ همزوا فقالوا: اقْسَأَنَّ. ابن سيده: وقد اقْسأَنَّ، وقيل: المُقْسَئِنّ الذي قد انتهى في سنه، فليس به ضَعْفُ كِبَرٍ ولا قوّةُ شَباب، وقيل: هو الذي في آخر شبابه وأَوّل كبره.
وقد اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً: كَبِرَ وعَسِيَ؛ وقوله: يا مَسَدَ الخُوصِ، تَعَوَّذْ منِّي، إِن تَكُ لَدْناً لَيِّناً، فإِنِّي ما شِئْتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال ابن سيده: يكون على أَحد الوجهين الآخَرَين.
واقْسَأَنَّ الشيءُ: اشْتَدَّ، وفيه قُسَأْنِينة.
والقُسَأْنينة من اقْسَأَنَّ العودُ وغيره إِذا يبس واشتدّ وعَسِيَ. ابن الأَعرابي: أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت يَدُه على العمل . . . أكمل المادة والسَّقْي.
واقْسأَنَّ الليلُ: اشتدّ ظلامه؛ وأَنشد: بِتُّ لها يَقْظَانَ واقْسَأَنَّتِ قال الأَزهري: هذه الهمزة اجتلبت لئلا يجتمع ساكنان، وكان في الأَصل اقْسَانَّ يَقْسَانُّ.

صحن (مقاييس اللغة) [0]



الصاد والحاء والنون أُصَيلٌ يدلُّ على اتّساعٍ في شيء. من ذلك الصَّحْن: وَسْطُ الدَّارِ.
ويقولون: جَوْبَة تنجاب في الحَرَّة.
وبذلك شُبِّه العُسُّ العظيم فقيل له صَحْن.ومما شَذَّ عن الباب قولهم: صَحَنْتُ بينَ القومِ، إذا أصلحتَ بينهم.
وربَّما قالوا صحنتُهُ شيئاً، إذا أعطيتَهُ.
ويقولون: صَحَنَه صَحَناتٍ، أي ضَرَبَه. ضَرَباتٍ.
وناقةٌ صَحُونٌ، أي رَمُوح.

جنبل (لسان العرب) [0]


الجُنْبُل: العُسُّ الضَّخْم الخَشِبُ النَّحْت الذي لم يَسْتَو؛ وأَنشد: مَلْمومة لَمًّا كظَهْرِ الجُنْبُل الجُنْبُل والمِجْوَل: القَدَح الضَّخم.
والجُنْبُل: قَدَح غليظ من خشب؛ وأَنشد أَبو عمرو لأَبي الغريب النصري: وكُلْ هَنِيئاً ثم لا تُزَمِّل، وادْعُ، هُدِيتَ، بعَتَادٍ جُنْبُل وقال آخر في مثله: إِذا انبَطَحتْ جافَى عن الأَرض بَطنُها، وخَوَّأَها رَابٍ كهامَةِ جُنْبُل

بأس (الصّحّاح في اللغة) [0]


البَأْسُ: العذابُ.
والبَأْسُ: الشدَّة في الحرب. تقول منه: بَؤُسَ الرجل بالضم يَبْؤُسُ بَأْساً، إذا كان شديد البَأْسِ. فهو بَئيسٌ، أي شجاعٌ.
وعذابٌ بَئيسٌ أيضاً، أي شديد. قال: وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَئيساً: اشتدَّت حاجته فهو بائِسٌ.
وبئس: كلمة مدح. تقول: وبِئْسَ الرجل زيدٌ، وبِئْسَتِ المرأة هندٌ.
وهما فعلان ماضيان لا يتصرَّفان، لأنهما أزيلا عن موضعهما. فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إذا أصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إذا أصاب بُؤْساً، فنِقلاً إلى المدح والذمِّ، فشابها الحروف فلم يتصرَّفا.
والأَبْؤُس: جمع بُؤْسٍ، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ.
والأَبْؤُسُ أيضاً: الداهية.
وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً. وقد أَبْأَسَ إبْآساً. قال الكميت:
عَسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ . . . أكمل المادة وإمْرارِ      قالوا أَساءَ بَنُو كُرْزٍ فقلت لهم

ولا تَبْتَئِسْ، أي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.
والمُبْتَئِسُ: الكارِهُ والحزينُ. قال حسان ابن ثابت:
      منه وأَقْعُدْ كرِماً ناعِمَ البالِ



صَحَنَهُ (القاموس المحيط) [0]


صَحَنَهُ، كَمَنَعَهُ: ضَرَبَهُ،
و~ بينهم: أصْلَحَ، وأعْطاهُ شيئاً في صَحْنٍ.
والتَّصَحُّنُ: السُّؤالُ.
والصَّحْنُ: جَوْفُ الحافِرِ، والعُسُّ العَظيمُ، ووَسَطُ الدارِ، وطُسَيْتانِ صَغِيران تَضْرِبُ أحَدَهُما على الآخَرِ.
والصَّحْنا والصَّحْناةُ، ويُمدَّانِ ويُكْسَرانِ: إدامٌ يُتَّخَذُ من السَّمَكِ الصِّغارِ، مُشَةٍّ مُصْلِحٌ للمَعِدَةِ.
وكمِكْنَسَةٍ: إناء كالصَّحْفَةِ.
والصُّحْنَةُ، بالضمِّ: جَوْبَةٌ تَنْجَابُ في الحَرَّةِ.
وناقَةٌ صَحُونٌ، كصَبورٍ: رَمُوحٌ.
وصَحْناءُ الأذُنَيْنِ: مُسْتَقَرُّ داخِلِهما.

فصعل (لسان العرب) [0]


الفُصْعُل والفِصْعِل: اللئيم. الأَزهري: الفُصْعُل العَقْرَب؛ وأَنشد: وما عسى يَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل قال ابن سيده: وهو الصغير من ولد العَقارب. ابن الأَعرابي: من أَسماء العقرب الفُصْعُل، بضم الفاء والعين، والفُرْضُخ والفِرْضِخُ مثله؛ قال ابن بري: وقد يوصف به الرجل اللئيم الذي فيه شرٌّ؛ وأَنشد: قامة الفُصْعُل الضَّئِيل، وكفٌّ خِنْصَرَاها كُذَيْنِقَا قَصَّار فهذا يمكن أَن يريد العقرب؛ وقال آخر: سأَلَ الولِيدة: هل سَقَتْني بعدَما شَرِب المُرِضَّة فُصْعُل حَدَّ الضُّحَى؟

البَأْسُ (القاموس المحيط) [0]


البَأْسُ: العذابُ، والشِّدَّةُ في الحَرْبِ، بَؤُسَ، ككَرُمَ، بأْساً،
فهو بَئِيسٌ: شُجاعٌ.
وبَئِسَ، كسَمِعَ، بُؤْساً وبُؤُوساً وبَأساً، وبُؤْسَى وبَئِيسَى: اشْتَدَّت حاجَتُهُ.
والبَأْساء والأبْؤُسُ: الداهيةُ، ومنه:
"عسَى الغُوَيْرُ أبْؤُساً" أي: داهيةً.
والبَيْأَسُ، كفَيْعَلٍ: الشديدُ، والأسَدُ.
وعَذابٌ بِئْسٌ، بالكسر،
وبَئِيسٌ، كأميرٍ،
وبَيْأَسٌ، كجَيْأَلٍ: شديدٌ.
وبِئْسَ رَجُلاً زيدٌ: فِعْلٌ ماضٍ لا يَتَصَرَّفُ، لأنهُ أُزِيلَ عن مَوْضِعِهِ، وفيه لُغاتٌ تُذْكَرُ في نِعْمَ.
وبَناتُ بِئْس: الدواهي.
والمُبْتَئِسُ: الكارِه الحَزِينُ.
والتَّباؤسُ: التَّفاقُرُ، وأن يُرِيَ تَخَشُّعَ الفُقَرَاء إخْباتاً وتَضَرُّعاً.

بأس (لسان العرب) [0]


الليث: والبَأْساءُ اسم الحرب والمشقة والضرب.
والبَأْسُ: العذاب.
والبأْسُ: الشدة في الحرب.
وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه: كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؛ يريد الخوف ولا يكون إِلا مع الشدَّة. ابن الأَعرابي: البأْسُ والبَئِسُ، على مثال فَعِلٍ، العذاب الشديد. ابن سيده: البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك، ولا بَأْسَ أَي لا خوف؛ قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ: يقولُ ليَ الحَدَّادُ، وهو يَقُودُني إِلى السِّجْنِ: لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس، فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً، أَلا ترى أَن فيها: وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشَّمْسِ فلولا أَن قوله . . . أكمل المادة من باس في حكم قوله من بأْس، مهموزاً، لما جاز أَن يجمع بين بأْس، ههنا مخففاً، وبين قوله ن الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً والثاني غير مردف.
والبَئِسُ: كالبَأْسِ.وإِذا قال الرجل لعدوّه: لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه، وهو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك، قال شاعرهم: شَرَيْنَا النَّوْمَ، إِذ غَضِبَتْت غَلاب، تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ: لَبَاتِ وقد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بلغتهم: لا بأْس؛ قال الأَزهري: كذا وجدته في كتاب شمر.
وفي الحديث: نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس، يعني الدنانير والدراهم المضروبة، أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها، إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها، وكره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى، وقيل: لأَن فيه إِضاعة المال، وقيل: إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً، فأَما للنفقة فلا، وقيل: كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً، وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه.
ورجلٌ بَئِسٌ: شجاع، بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زيد: بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً؛ حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز، فهو بَئِيسٌ، على فَعِيل، أَي شجاع.
وقوله عز وجل: سَتُدعَوْنَ إِلى قوم أُولي بَأْسِ شديد؛ قيل: هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر، رضي اللَّه عنه، في أَيام مُسَيْلمة، وقيل: هم هَوازِنُ، وقيل: هم فارس والروم.
والبُؤْسُ: الشدة والفقر.
وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إِذا افتقر واشتدت حاجته، فهو بائِسٌ أَي فقير؛ وأَنشد أَبو عمرو:وبيضاء من أَهلِ المَدينةِ لم تَذُقْ بَئِيساً، ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قال: وهو اسم وضع موضع المصدر؛ قال ابن بري: البيت للفرزدق، وصواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة؛ وقبله: إِذا شِئتُ غَنَّاني من العاجِ قاصِفٌ، على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفي حديث الصلاة: تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ؛ هو من البُؤْسِ الخضوع والفقر، ويجوز أَن يكون أَمراً وخبراً؛ ومنه حديث عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها؛ ومنه الحديث: كان يكره البُؤْسَ والتَّباؤُسَ؛ يعني عند الناس، ويجوز التَبَؤُسُ بالقصر والتشديد. قال سيبويه: وقالوا بُؤساً له في حد الدعاء، وهو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره.
والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازِم: فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ، والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ وقوله تعالى: أَخَذناهم بالبَأْساءِ والضَّرَّاءِ؛ قال الزجاج: البأْساء الجوع والضراء في الأَموال والأَنفس.
وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ؛ الأخيرة نادرة، قال ابن جني: هو. (* كذا بياض بالأصل.) كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم.
وأَبْأَسَ الرجلُ: حلت به البَأْساءُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها فأَبْأَسْت .* يومَ ذلك وابْنَما، (* كذا بياض بالأصل ولعل موضعه بنتاً.) والبائِسُ: المُبْتَلى؛ قال سيبويه: البائس من الأَلفاظ المترحم بها كالمِسْكين، قال: وليس كل صفة يترحم بها وإِن كان فيها معنى البائس والمسكين، وقد بَؤُسَ بَأْسَةٌ وبئِيساً، والاسم البُؤْسى؛ وقول تأَبط شرّاً:قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني، حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المساكينِ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس، ويجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه.
والبائس: الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به. ابن الأَعرابي: يقال بُوْساً وتُوساً وجُوْساً له بمعنى واحد.
والبأْساء: الشدة؛ قال الأَخفش: بني على فَعْلاءَ وليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجيء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد.
والبُؤْسَى: خلاف النُّعْمَى؛ الزجاج: البأْساءُ والبُؤْسى من البُؤْس، قال ذلك ابن دريد، وقال غيره: هي البُؤْسى والبأْساءُ ضد النُّعْمى والنَّعْماء، وأَما في الشجاعة والشدة فيقال البَأْسُ.
وابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس.
ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين؛ قال حسان بن ثابت: ما يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتِئِسٍ منه، وأَقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ أَي غير حزين ولا كاره. قال ابن بري: الأَحسن فيه عندي قول من قال: إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة، ومنه قوله سبحانه: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يفعلون؛ أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم، فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره، وإِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه، وليس اشتدّ بمعنى كره.
ومعنى بيت حسان أَنه يقول: ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به وشاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه، ويجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط ولا مُشتَدٍّ أَمره عليّ؛ وبعده: لقد عَلِمْتُ بأَني غالي خُلُقي على السَّماحَةِ، صُعْلوكاً وذا مالِ والمالُ يَغْشَى أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ، كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالي والطبَّاخُ: القوّة والسِّمَنُ.
والدِّنْدنُ: ما بَليَ وعَفِنَ من أُصول الشجر.
وقال الزجاج: المُبْتَئِسُ المسكين الحزين، وبه فسر قوله تعالى: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَعْمَلون؛ أَي لا تَحْزَن ولا تَسْتَكِنْ. أَبو زيد: وابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه؛ قال لبيد: في رَبْرَبٍ كَنِعاج صا رَةَ يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا وفي الحديث في صفة أَهل الجنة: إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا؛ بَؤُس يَبْؤُس، بالضم فيهما، بأْساً إِذا اشتد.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين.
والبَؤُوس: الظاهر البُؤْسِ.
وبِئْسَ: نَقيضُ نِعْمَ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها فسره فقال: يصف زِماماً، وبئسما دأَبت (* قوله «وبئسما دأبت» كذا بالأصل ولعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ.) أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت، قال لم يسمع إِلا في هذا البيت.
وبئس: كلمة ذم، ونِعْمَ: كلمة مدح. تقول: بئس الرجلُ زَيدٌ وبئست المرأَة هِنْدٌ، وهما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما، فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً، فنقلا إِلى المدح والذم فشابها الحروف فلم يتصرفا، وفيهما لغات تذكر في ترجمة نعم، إِن شاء اللَّه تعالى.
وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ؛ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم، وهو ضد نعم في المدح، قال الزجاج: بئس ونعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم، إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس، وإِنما كانتا كذلك لآن نعم مستوفية لجميع المدح، وبئس مستوفية لجميعي الذم، فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه، وإِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف ولام فهو نصب أَبداً، فإِذا كانت فيه الأَلف واللام فهو رفع أَبداً، وذلك قولك نعم رجلاً زيد ونعم الرجل زيد وبئس رجلاً زيد وبئس الرجل زيد، والقصد في بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس، وهذا قول الخليل، ومن العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز وجل: ولبئسما شَرَوْا به أَنفسهم.
وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِيَ ولكنه أُنْسِيَ.
والعرب تقول: بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا، إِذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل: بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم الناس؛ وروى جميع النحويين: بئسما تزويجٌ ولا مَهْر، والمعنى فيه: بئس تزويج ولا مهر؛ قال الزجاج: بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس.
وفي التنزيل العزيز: بعَذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقُون؛ قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة: بعذابٍ بَئِيسٍ، علة فَعِيلٍ، وقرأَ ابن كثير: بِئِيس، على فِعِيلٍ، وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ ابن عامر: بِئْسٍ، علة فِعْلٍ، بهمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة: بِيْسٍ، بغير همز. قال ابن سيده: عذاب بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شديد، وأَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ، وإِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وبابهما يوجهان العلة (* قوله «يوجهان العلة إلخ» كذا بالأصل.) وإِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة وكثيرة الانقلاب عن حرف العلة، فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف والعوض.
وبيس كخِيس: يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك، وليس بشيء.
وبَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ وهذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ.
والأَبْؤُسُ: جمع بَؤُسٍ، من قولهم يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ.
والأَبْؤُسُ أَيضاً: الداهية.
وفي المثل: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً.
وقد أَبْأَسَ إبْآساً؛ قال الكميت: قالوا: أَساءَ بنوكُرْزٍ، فقلتُ لهم: عسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ قال ابن بري: الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس، وهو بمعنى الأَبْؤُس (* قوله «وهو بمعنى الأبؤس» كذا بالأصل ولعل الأولى بمعنى البؤس.) لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ، وباب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ. يقال: بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إِذا اشتدّ، قال: وأَما قوله والأَبْؤُسُ الداهية، قال: صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد، وكذلك هو في قول الزَّبَّاءِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره، وهو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قال ابن الكلبي: التقدير فيه: عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً، قال: وهو جمع بَأْسٍ ولم يقل جمعُ بُؤْسٍ، وذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها: ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك، فقالت: عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ، وعسى ههنا إِشفاق؛ قال سيبويه: عسى طمع وإِشفاق، يعني أَنها طمع في مثل قولك: عسى زيد أَن يسلم، وإِشفاق مثل هذا المثل: عسى الغوير أَبؤُساً، وفي مثل قول بعض أَصحاب النبي؛ صلى اللَّه عليه وسلم: عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه، فهذا إِشفاق لا طمع، ولم يفسر معنى هذا المثل ولم يذكر في أَي معنى يتمثل به؛ قال ابن الأَعرابي: هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر، ويشهد بصحة قوله قول عمر، رضي اللَّه عنه، لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، وذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ؛ وقال الأَصمعي: هو مثل لكل شيء يخاف أَن يَأْتي منه شر؛ قال: وأَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً؛ هو جمع بأْس، وانتصب على أَنه خبر عسى. ماء لكَلْبٍ، ومعنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ.

ب د ل (المصباح المنير) [0]


 البَدَلُ: بفتحتين و "البِدْلُ" بالكسر و "البَدِيلُ" كلها بمعنى والجمع "أَبْدَالٌ" و "أَبْدَلْتُهُ" بكذا "إِبْدَالا" نحيت الأول وجعلت الثاني مكانه و "بَدَّلْتُهُ" "تَبْدِيلًا" بمعنى غيرت صورته تغييرا و "بَدَّلَ" الله السيئات حسنات يتعدى إلى مفعولين بنفسه لأنه بمعنى جعل وصيّر وقد استعمل "أَبْدَلَ" بالألف مكان "بَدَّلَ" بالتشديد فعدى بنفسه إلى مفعولين لتقارب معناهما وفي السبعة "عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ" من أفعل وفعّل و "بَدَلْتُ" الثوب بغيره "أُبْدُلُهُ" من باب قتل و "اسْتَبْدَلْتُهُ" بغيره بمعناه وهي "المُبَادَلَةُ" أيضا. 

٣ (المعجم الوسيط) [0]


 وَقد تَجِيء للاستفهام نَحْو لَعَلَّ زيدا قادم أَي هَل هُوَ كَذَلِك وَلذَلِك علق بهَا الْفِعْل كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تَدْرِي لَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا} وَهِي تدخل على الْجُمْلَة الاسمية فتنصب الْمُبْتَدَأ وترفع خَبره ويقترن خَبَرهَا الْفعْلِيّ بِأَن كثيرا حملا لَهَا على عَسى كَقَوْلِه (لَعَلَّك يَوْمًا أَن تلم ملمة ... ) وبحرف التَّنْفِيس قَلِيلا مثل (فقولا لَهَا قولا رَفِيقًا لَعَلَّهَا ... سترحمني من زفرَة وعويل) وتتصل بهَا (مَا) الحرفية فتكفها عَن الْعَمَل لزوَال اختصاصها بِالْجُمْلَةِ الاسمية بِدَلِيل قَوْله (أعد نظرا يَا عبد قيس لعلما ... أَضَاءَت لَك النَّار الْحمار المقيدا) 

عوك (لسان العرب) [0]


عاكَ عليه يَعُوك عَوْكاً: عطف وكرَّ عليه، وكذلك عَكَم يَعْكِمُ وعَتَكَ يعْتِكُ.
وعاكَتِ المرأة تَعُوك عَوْكاً: رجعت إلى بيتها فأَكلت ما فيه.
وفي المثل: إذا أَعْياكِ بيتُ جاراتِك فَعُوكِي على ذي بيتِك أَي فارجعي إلي بيتك فكلي ما فيه، وقيل: معناه كُرِّي على بيتك.
وعاك على الشيء: أَقبل عليه.
والمَعَاكُ: المذهب، يقال: ما له مَعاكٌ أَي مذهب.
وما به عَوْكٌ ولا بَوْكٌ أَي حركة.
ولقيته قبل كل عَوْكٍ وبَوْكٍ أَي قبل كل شيء. ابن الأَعرابي: لقيته عند أَول صَوْكٍ وبَوْكٍ وعَوْكٍ أَي عند أوّل كل شيء.
والعائك: الكَسُوب، عَاكَ مَعاشَه يَعُوكه عَوْكاً ومَعاكاً. ابن الأَعرابي: عُسْ مَعاشَك وعُكْ مَعاشكَ معاساً ومَعاكاً.
والعَوْسُ: إصلاح المعيشة.

أسس (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأُسُّ: أصل البِناء، وكذلك الأساسُ، والأَسَسُ مقصورٌ منه.
وجمع الأُسِّ إساسٌ، مثل عُسّ وعِساسٍ، وجمع الأَساسِ أُسُس مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وجمع الأَسَسِ آساسٌ مثل سببٍ وأسبابٍ.
وقد أَسَّسْتُ البناء تَأْسِساً.
وقولهم: كان ذلك على أُسِّ الدهر، وأَسِّ الدهر وإسِّ الدهر، ثلاث لغاتٍ، أي على قِد?َمِ الدهرِ ووَجْهِ الدهرِ.
والتَأْسيسُ في القافية هو الألف التي ليس بينها وبين حرف الرويِّ إلاَّ حرفٌ واحدٌ، كقول الشاعر:
ولَيْلٍ أُقاسيِه بَطيءِ الكواكِبِ      كِليني لَهَمٍ يا أُمَيْمَةُ ناصِـبِ

وأَسَّ الشاةَ يَؤُسُّهاَ أَسّاً، أي زجرها وقال لها: إسْ إسْ.

خ ت م (المصباح المنير) [0]


 خَتَمْتُ: الكتاب ونحوه "خَتْمًا" و "خَتَمْتُ" عليه من باب ضرب طبعت، ومنه "الخَاتِمُ" حلقة ذات فصّ من غيرها فإن لم يكن لها فصّ فهي فتخة بفاء وتاء مثناة من فوق وخاء معجمة وزان قصبة، وقال الأزهري "الخَاتِمُ" بالكسر الفاعل وبالفتح ما يوضع على الطينة، و "الْخِتَامُ" الذي يختم على الكتاب، وفي الحديث: "التمس ولو خاتما من حديد" قيل لو هنا بمعنى عسى والتقدير التمس صداقا فإن لم تجد ما يكون كذلك فعساك تجد خاتما من حديد، فهو لبيان أدنى ما يلتمس مما ينتفع به و "خَتَمْتُ" القرآن حفظت خاتمته وهي آخره والمعنى حفظته جميعه عن ظهر غيب. 

المَأْنَةُ (القاموس المحيط) [0]


المَأْنَةُ: السُّرَّةُ، أو ما حَوْلَها، والطَّفْطَفَةُ، أو شَحْمَةٌ لاصِقَةٌ بالصِّفاقِ من باطِنِهِ
ج: مَأْناتٌ ومُؤُونٌ.
ومَأَنَهُ، كمَنَعَهُ: أصابَ مَأْنَتَهُ، واتَّقاهُ، وحَذِرَهُ،
و~ القَوْمَ: احْتَمَلَ مَؤُونَتَهُمْ، أي: قُوتَهُمْ، وقد لا يُهْمَزُ، فالفِعْلُ: مانَهُمْ.
وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ: لم أكْتَرِثْ له، أو لم أشْعُرْ به، أو ما تَهَيَّأْتُ له، ولا أخَذْتُ عُدَّتَهُ وأُهْبَتَهُ، وما طَلَبْتُهُ، ولا أطَلْتُ التَّعَبَ فيه.
والمَئِنَّةُ، في الحديثِ: العَلامَةُ، أو مَفْعِلَةٌ من إِنَّ، كمَعْساة من عَسَى، أي: مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ أن يقالَ فيه: إنه كذا وكذا.
الأصْمَعِيُّ: حَقُّها أن تكونَ مَبْنِيَّةً على فَعيلَةٍ.
أبو زيدٍ: هي مَئِتَّةٌ، بالمُثَنَّاة فوقُ، مَفْعِلَةٌ من أتَّهُ، إذا غَلَبَه بالحُجَّة، وقيلَ: وَزْنُها فَعِلَّةٌ،
من . . . أكمل المادة مَأَنَ، إذا احْتَمَلَ.
وماءَنَ في الأمْرِ، كفاعَلَ، مُماءَنَةً: رَوَّأَ.
والمَأْنُ: خَشَبَةٌ في رأسِها حَديدةٌ تُثارُ بها الأرضُ.
وتَماءَنَ: قَدُمَ.
والتَّمْئِنَةُ: التَّهْيِئَةُ، والفِكْرُ، والنَّظَرُ.
والمَمْأَنَةُ: المَخْلَقَةُ، والمَجْدَرَةُ.
وامْأَنْ مَأْنَكَ، واشْأَنْ شَأْنَكَ: افْعَلْ ما تُحْسِنُه.

رطط (لسان العرب) [0]


الرَّطِيطُ: الحُمْقُ.
والرَّطِيطُ أَيضاً: الأَحْمَقُ، فهو على هذا اسم وصفة.
ورجل رَطِيطٌ ورَطِيءٌ أَي أَحمقُ.
وأَرَطَّ القومُ: حَمُقُوا.
وقالوا: أَرِطِّي فإِنَّ خَيْرَكِ بالرَّطِيطِ؛ يُضْرب للأَحمق الذي لا يرزق إِلا بالحُمْقِ، فإِن ذهَبَ يَتعاقَلُ حُرِمَ.
وقومٌ رَطائطُ: حَمْقَى؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: مَهْلاً، بَني رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ، وإِيّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا أَرِطُّوا، فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ، عسَى أَن تَفُوزُوا أَن تكُونوا رَطائطا ولم يُذْكر للرّطائط واحد؛ يقول: اضْطَرَبَ أَمرُكم من جهة الجِدِّ والعقل فاحْمُقوا لعلكم تَفُوزون بجهلكم وحُمْقِكم؛ قال ابن سيده: وقوله أَقْلَقْتُم حَلَقاتِكم يقول أَفْسَدْتم عليكم أَمرَكم من قول الأَعشى: لقد قَلَّقَ الحَلْقَ إِلا انْتِظارا وقال ابن الأَعرابي: تقول للرجل رُطْ رُطْ إِذا . . . أكمل المادة أَمرته أَن يتَحامَقَ مع الحَمْقَى ليكون له فيهم جَدٌّ.
ويقال: اسْتَرْطَطْتُ الرجلَ واسْتَرْطَأْتُهُ إِذا اسْتَحْمَقْتَه.
والرَّطْراطُ: الماء الذي أَسْأَرَتْه الإِبلُ في الحِياضِ نحو الرِّجْرِجِ.
والرَّطِيطُ: الجَلَبةُ والصِّياحُ، وقد أَرَطُّوا أَي جَلَّبُوا.

بيس (لسان العرب) [0]


الفراء: ياسَ إِذا تبختر. قال أَبو منصور: ماس يميس بهذا المعنى أَكثر، والباء والميم يتعاقبان، وقال: باسَ ارجلُ يَبِيسُ إِذا تكبر على الناس وآذاهم.
وبَيْسانُ: موضع بالأُرْدُنِّ فيه نخل لا يثمر إِلى خروج الدجال. التهذيب: بَيْسانُ موضع فيه كُروم من بلاد الشام؛ وقول الشاعر: شُرْباً بِبَيسانَ من الأُردُنِّ هو موضع. قال الجوهري: بَيْسانُ موضع تنسب إِليه الخمر؛ قال حسان بن ثابت: نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً، ثم نُغَنِّي في بُيوتِ الرُّخامْ من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها، تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ قال ابن بري: الذي في شعره تُسْرعُ فتر العظام، قال: وهو الصحيح لأَن أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن والفعل، كقول جرير: . . . أكمل المادة إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن يُصابا وقد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسى، كقول أُمية: يُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِيَّتِه، في بعضِ غِرَّاتِه، يُوافِقُها فهذا هو الأَكثر في أَوشك يوشك، وحكى الفارسي بِيْسَ لغة في بِئْسَ، واللَّه أَعلم.

ب - ت - ن (جمهرة اللغة) [0]


والتِّبْن: العُسّ العظيم من الخشب يُحلب فيه. وقال بعض أهل اللغة: بل التِّبْن الذي لا تحكم صنعتُه فهو غليظ. ونَبَتَ الشيء نَباتاً ونَبْتاً وأنْبَتَه اللّه إنباتاً. وكأن النَّبات جمع نَبْت. وقال قوم من أهل اللغة: بل النَّبات والنبت واحد. وقد سمت العرب نابِتاً ونَبْتاً ونَبِيتاً ونُباتة. وبنو النَّبْت: حي منهم. وما أحسنَ نِبْتَة هذه الشجرة والشَعَر. والرجل في مَنْبِتِ صدْقٍ، أي في أصل كريم. وقالوا: أنْبَتَ البَقْل، في معنى نَبَتَ. وأنكر الأصمعي ذلك وقال: لا أعرف إلّا نَبَتَ البقلُ وأنْبَتَه الله نَباتاً؛ وكان يطعن في بيت زهير: رأيتُ ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم ... قَطيناً بها حتى إذا أنبتَ البَقْلُ ويقول: لا يقول . . . أكمل المادة عربي أنبَتَ في معنى نَبَتَ. وأنبَتَ الغلائم، إذا راهق واستَبانَ شعرُ عانته. والتّنْبيت: كل ما نَبَتَ على الأرض من النبات. قال الراجز: مَرْتٍ يناصي حَزْمَها مرُوتُ ... بيداءَ لم يَنْبُت بها تَنْبِيتُ فأما اليَنْبوت فشجر معروف، وستراه في موضعه إن شاء الله.

رذي (لسان العرب) [0]


الرَّذِيُّ: الذي أَثقَلَه المَرَض، وقد رَذِيَ وأُرْذِيَ.
والرَّذِيُّ من الإبل: المهزُولُ الهالِكُ الذي لا يَستطيعُ بَراحاً ولا يَنبَعِث، والأُنْثَى رَذِيَّة.
وفي الصحاح: الرَّذِيّة الناقة المهزولة من السير، وقال أَبو زيد: هي المتروكة التي حسَرَها السفَرُ لا تقدر أَن تَلْحَق بالركاب.
وفي حديث الصدقة: فلا يُعْطِي الرَّذيَّةَ ولا الشّرَطَ اللّئِيمَة أَي الهَزيلَة.
والرَّذِيُّ: الضعيف من كل شيء، والجمع رَذايا ورُذاةٌ؛ الأَخيرة شاذَّة، قال ابن سيده: وعسى أَن يكون على توهم رَاذٍ، وقد رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً، وقد أرذَيْتُه. الجوهري: وقد أَرْذَيْت ناقتي إذا هَزَلْتها وخَلَّفْتها.
والمُرْذَى: المَنْبُوذ، وقد أَرْذَيْتُه.
وفي حديث ابن الأَكوع: فأَرْذَوْا فَرَسَيْنِ فأَخذتُهُما أَي تركوهُما لضَعْفِهِما وهُزالِهِما، وروي بالدال المهملة من الرَّدَى . . . أكمل المادة الهَلاكِ أَي أَتْعَبُوهما وخَلَّفوهما، والمشهور بالذال المعجمة. قال ابن سيده: وقضَيْنا على هذا بالواو لوجود رَذاوَةٍ.
وفي حديث يونس عليه السلام: فَقَاءَهُ الحُوتُ رَذِيّاً. ابن الأَعرابي: الرَّذِيُّ الضعيف من كل شيءٍ؛ قال لبيد:يَأْوِي إلى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ مِثلِ البَلِيّةِ، قالِصاً أهدامُها أَراد: كلُّ امرأَة أَرْذاها الجوعُ والسُّلالُ؛ والسُّلالُ: داءٌ باطِنٌ ملازِمٌ للجَسَدِ لا يَزَال يَسُلُّه ويُذِيبُه.

قعب (لسان العرب) [0]


القَعْبُ: القَدَح الضَّخْمُ، الغلِـيظُ، الجافي؛ وقيل: قَدَح من خَشَب مُقَعَّر؛ وقيل: هو قدح إِلى الصِّغَر، يُشَبَّه به الحافرُ، وهو يُرْوِي الرجلَ.
والجمع القليل: أَقْعُبٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا ما أَتَتْكَ العِـيرُ فانْصَحْ فُتُوقَها، * ولا تَسْقِـيَنْ جارَيْكَ منها بأَقْعُبِ والكثير: قِعَابٌ وقِعَبةٌ، مثل جَبْءٍ وجِـبَـأَةٍ. ابن الأَعرابي: أَوَّلُ الأَقداح الغُمَرُ، وهو الذي لا يَبْلُغُ الرِّيَّ، ثم القَعْبُ، وهو قد يُرْوِي الرجلَ، وقد يُرْوِي الاثنين والثلاثة، ثم العُسُّ.
وحافر مُقَعِّبٌ: كأَنه قَعْبةٌ لاستدارته، مُشَبَّهٌ بالقَعْب.
والتَّقْعِـيبُ: أَن يكون الحافر مُقَبَّباً، كالقَعْبِ؛ قال العجاج: ورُسُغاً وحافِراً مُقَعَّبا وأَنشد ابن الأَعرابي: يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبا، * بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِـيبَا والقَعْبةُ: . . . أكمل المادة حُقَّةٌ؛ وفي التهذيب: شِـبْهُ حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيها سَوِيقُ المرأَة؛ ولم يُخَصِّصْ في المحكم بسويق المرأَة.
والقاعِبُ: الذئبُ الصَّيَّاحُ.
والتَّقْعِـيبُ في الكلام: كالتَّقْعِـير. قَعَّبَ فلانٌ في كلامه وقَعَّر، بمعنى واحد.
وهذا كلام له قَعْبٌ أَي غَوْرٌ؛ وفي ترجمة قنع: بمُقْنَعاتٍ كقِعابِ الأَوْراقْ قال قِعابُ الأَوْراق: يعني أَنها أَفتاء، فأَسْنانُها بيضٌ.
والقَعِـيبُ: العدد؛ قال الأَفْوَه الأَوْديّ: قَتَلْنا منهمُ أَسلافَ صِدْقٍ، * وأُبْنَا بالأُسارَى والقَعِـيبِ

صحن (لسان العرب) [0]


الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدار، وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ ونحوهما من مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها، والجمع صُحُون، لا يكسر على غير ذلك؛ قال: ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذي صُحُونٍ.
والصَّحْنُ: المستوي من الأَرض.
والصَّحْنُ: صَحْنُ الوادي، وهو سَنَدُه وفيه شيء من إِشْرافٍ عن الأَرض، يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً، وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مثله.
وصُحُونُ الأَرض: دُفُوفها، وهو مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ، وإِن لم يكن مُنْجَرِداً فليس بصَحْنٍ، وإن كان فيه شجر فليس بصَحْنٍ حتى يَسْتَويَ، قال: والأَرض المُستَوية أَيضاً مثل عَرْصَة المَِرْبَد صَحْنٌ.
وقال الفراء: الصَْحْنُ والصَّرْحَة ساحة الدار وأَوسَعُها.
والصَّحْنُ: شِبْهُ العُسِّ العظيم إِلا أَن فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. يقال: صَحَنْتُه إذا أَعطيته شيئاً فيه.
والصَّحْنُ: العطية. . . . أكمل المادة يقال: صَحَنَه ديناراً أَي أَعطاه، وقيل: الصَّحْنُ القدَحُ لا بالكبير ولا بالصغير؛ قال عمرو ابن كلثوم: أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا، ولا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا.
ويروى: ولا تُبْقي خُمورَ، والجمع أَصْحُنٌ وصِحَان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: من العِلابِ ومن الصِّحَانِ. ابن الأَعرابي: أوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ، وهو الذي لا يُرْوِي الواحدَ، ثم القَعْب يُرْوِي الرجلَ، ثم العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ، ثم الصَّحْنُ، ثم التِّبْنُ.
والصَّحْنُ: باطِنُ الحافر.
وصَحْنُ الأُذُن: داخلها، وقيل: مَحارَتُها.
وصَحْنا أُذُني الفرس: مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما، والجمع أَصْحان.
والمِصْحَنَة: إِناء نحو القَصْعة.
وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ: سأَلهم في قصعة وغيرها. قال أَبو زيد: خرج فلان يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم، ولم يقل في قصعة ولا في غيرها.
وقال أَبو عمرو: الصَّحْنُ الضرب. يقال: صَحَنَه عشرين سَوْطاً أَي ضربه.
وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضربته. الأَصمعي: الصَّحْنُ الرَّمْحُ، يقال: صَحَنَه برجله إذا رمَحَه بها؛ وأَنشد قوله يصف عَيراً وأَتانه: قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أَو ضَغُونٌ، مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ. يقول: كلما دنا الحمار منها صَحَنْته أَي رَمَحَتْه.
وناقة صَحُون أَي رَمُوح.
وصَحَنْته الفرسُ صَحْناً: رَكَضَتُه برجلها.
وفرس صَحُون: رامحة.
وأَتانٌ صَحُون: فيها بياض وحمرة.
والصَّحْنُ: طُسَيْتٌ، وهما صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما على الآخر؛ قال الراجز: سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ، وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ وصَحَنَ بين القومِ صَحْناً: أَصلح.
والصَّحْنَة، بسكون الحاء: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال. اللحياني: والصِّحْناءُ، بالكسر، إدام يُتَّخذُ من السمك، يُمَدُّ ويقصر، والصِّحْناةُ أَخص منه.
وقال ابن سيده: الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ. الأَزهري: الصِّحْناةُ، بوزن فِعْلاة، إذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوين، وتجمع على الصَّحْنَا، بطرح الهاء.
وحكي عن أَبي زيد: الصِّحْناة فارسية وتسميها العربُ الصِّيرَ، قال: وسأَل رجل الحسن عن الصحناة فقال: وهل يأْكل المسلمون الصِّحْناةَ؟ قال: ولم يعرفها الحسن لأَنها فارسية، ولو سأَله عن الصِّيرِ لأَجابه.
وأَورد ابن الأَثير هذا الفصل وقال فيه: الصِّحْناةُ هي التي يقال لها الصِّيرُ، قال: وكلا اللفظين غير عربي.

ومق (لسان العرب) [0]


ومِقَهُ يَمِقُه، نادر، مِقةً ووَمْقاً: أَحبه. أَبو عمرو في باب فَعِل يَفعِلُ: ومِقَ يَمِقُ ووَثِقَ يَثِقُ.
والتَّوَمُّق: التوددّ، والمِقة: المحبة، والهاء عوض من الواو، وقديَمِقه، بالكسر فيهما، أَي أحبه، فهو وامِق.
وفي الحديث: أَنه اطَّلع من وافِد قوم على كذبة فقال: لولا سَخاء فيك وَمِقك اللهُ عليه لشَرَّدْتُ بك، أَي أَحبك الله عليه. يقال: وَمِق يمِق، بالكسر فيهما، مقة، فهو وامِقٌ ومَوْموق.
وقال أَبو رياش: ومِقْته وِماقاً، وفرق بين الوِماق والعشق، فقال: الوِماق محبة لغير رِيبةٍ، والعشق محبة لرِيبة؛ وأَنشد لجميل أَو غيره: وماذا عَسى الواشُون أَن يَتَحَدَّثُوا سوى أَن يَقُولوا: إِنَّني لك وامِقُ؟ وقول جابر: إن البَلِيَّة من تَمَلُّ . . . أكمل المادة حديثَهُ، فانْقع فؤادَك من حديثِ الوامِقِ وضع الوامِق موضع المَوْموق كما قال: أَناشِرَ لا زالتْ يمينُكَ آشِرَهْ ويجوز أَن يكون على وجهه، لأَن كل من تَمِقُه فهو يَمِقُك لقوله: الأَرواح جُنود مُجَنَّدةٌ فما تعارف منها ائتَلَفَ وما تناكر منها اختلف.
ورجل وامِقٌ ووَمِيق؛ حكاه ابن جني؛ وأَنشد لأَبي دواد: سقى دارَ سَلْمى، حيث حَلَّتْ بها النَّوى، جزاء حبيبٍ من حبيبٍ وَمِيق الليث: يقال ومِقْتُ فلاناً أَمقُه وأَنا وامِق وهو مِوموق، وأَنا لك ذو مِقةٍ وبك ذو ثِقة.

عضرط (لسان العرب) [0]


العِضْرِطُ والعَضْرَطُ: العِجانُ، وقيل: هو الخَطّ الذي من الذكر إِلى الدُّبر.
والعُضارِطِيُّ: الفرْج الرّخْو؛ قال جرير: تُواجِهُ بَعْلَها بِعُضارِطِيٍّ، كأَنَّ على مَشافِرِه حَبابا والعِضْرِطُ: اللَّئيمُ.
والعُضْرُطُ والعُضْرُوطُ: الخادمُ على طَعامِ بطْنه، وهم العَضارِيطُ والعَضارِطةُ.
والعَضارِيطُ: التُّبّاعُ ونحوهم، الواحد عُضْرُطٌ وعُضْرُوطٌ؛ وأَنشد ابن بري لطفيل: وراحِلةٍ أَوْصَيْتُ عُضْرُوطَ رَبِّها بها، والذي يحْني ليَدْفَعَ أَنْكَبُ يعني بربها نفسه أَي نزلتُ عن راحلتي وركبتُ فرسي للقتال وأَوصيت الخادِمَ بالراحلةِ.
وقوم عَضارِيطٌ: صَعالِيكُ.
وقولهم: فلان أَهْلَبُ العِضْرِطِ، قال أَبو عبيد: هو العِجانُ ما بين السُّبَّةِ والمَذاكِير؛ أَنشد ابن بري: أَتانٌ سافَ عِضْرِطَها حِمار وهي العِضْرِطُ والبُعْثُط للاست. يقال: أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعِضْرِطه بالصَّلَّةِ يعني اسْتَه.
وقال شمر: مثَل العرب: . . . أكمل المادة إِياك وكُلَّ قِرْنٍ أَهْلَبِ العِضْرِطِ. ابن شميل: العِضْرط العِجانُ والخُصْية. قال ابن بري: تقول في المثل: إِياك والأَهلبَ العضرِط فإِنك لا طاقةَ لك به، قال الشاعر:مَهْلاً، بَني رُومانَ بَعْضَ عِتابِكُمْ، وإِيّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا أَرِطُّوا، فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ، عسى أَنْ تَفُوزوا أَنْ تَكُونوا رَطائطا أَرِطَّ: احْمُقْ.
والأَهْلَبُ: هو الكثير شعر الأُنثَيين.
ويقال: العِضرط عَجْبُ الذَّنَبِ. الأَصْمعي: العَضارِطُ الأُجراء؛ وأَنشد: أَذاكَ خَيْرٌ، أَيُّها العَضارِطُ، وأَيُّها اللَّعْمَظةُ العَمارِطُ وحكى ابن بري عن ابن خالويه: العُضْروطُ الذي يَخْدُمُ بطعام بطنِه، ومثله اللَّعْمَظُ واللُّعْمُوظُ، والأُنثى لُعْمُوظةٌ.

شخس (لسان العرب) [0]


الشَخْسُ: الاضطراب والاختلاف.
والشَّخيس: المخالف لما يؤْمر به؛ قال رؤْبة: يَعْدِلُ عني الجَدِلَ الشَّخِيسا وأَمر شَخيسٌ: متفرّق.
وشاخَسَ أَمْرُ القوم: اختلف.
وتَشاخَسَ ما بينهم: تباعد وفسد.
وضربه فتَشاخَسَ قِحْفا رأْسه: تباينا واختلفا، وقد استعمل في الإِبهام؛ قال: تَشاخَسَ إِبهاماكَ إِن كنت كاذِباً، ولا بَرِثا من دَاحِسٍ وكُناعِ وقد يستعمل في الإِناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَرْطاةَ ابن سُهَيَّة: ونحن كَصَدْعِ العُسِّ إِن يُعْطَ شاعِباً يَدَعْهُ، وفيه عَيْبُه مُتَشاخِسُ أَي متباعد فاسد، وإِن أُصلح فهو متمايل لا يستوي.
وكلام مُتَشاخِسٌ أَي متفاوت.
وتَشاخَسَتْ أَسنانه: اختلفت إِما فِكْرَةً وإِما عَرَضاً.
وشاخَسَ الدهرُ فاه؛ قال الطِّرِمَّاح يصف وَعِلاً، وفي التهذيب يصف العَيْرَ:وشاخَسَ فاء الدَّهْرُ حتى كأَنه مُنَمِّسُ ثيرانِ الكَريصِ . . . أكمل المادة الضَّوائن ابن السكيت: يقول خالف بين أَسنانه من الكِبَر فبعضها طويل وبعضها مُعْوَج وبعضها متكسر.
والضوائن: البيض. قال: والشُّخاسُ والشاخِسَة في الأسنان، وقيل: الشُّخاسُ في الفم أَن يميل بعض الأَسنان ويسقط بعض من الهَرَم.
والمُتَشاخِسُ: المتمايل.
وضربه فتَشاخَسَ رأَسُه أَي مال.
والشَّخْسُ: فتح الحمار فمه عند التشاؤب أَو الكَرْفِ.
وشاخَسَ الكلبُ فاه: فتحه؛ قال: مَشاخِساً طَوْراً، وطَوراً خائفا، وتارَةً يَلْتَهِسُ الطَّفاطِفا وتَشاخَسَ صَدْعُ القَدَح إِذا تَبايَنَ فبقي غير ملتئم.
ويقال للشَّعَّاب: قد شاخَسْتَ. أَبو سعيد: أَشْخَصْتُ له في المنطق وأَشْخَسْتُ وذلك إِذا تَجَهَّمْتَه.

د - ف - ق (جمهرة اللغة) [0]


دَفَقْتُ الماءَ أدفِقه دَفْقاً، إذا أرقتَه. وكل مُراقٍ مدفوقٌ. ويقال: دفق الله روحَه، إذا دعا عليه بالموت. وحدّثنا أبو حاتم عن الأصمعي وعبد الرحمن عن عمّه الأصمعي قال: نزلتُ بأعرابية فقالت لابنة لها: قرِّبي إليه العُسَّ، فجاءتني بعُسٍّ فيه لبن فأراقته فقالت لها: دُفِقَتْ مُهْجَتُك. وناقة دَفوق ودِفاق، إذا كانت تتدفّق في سيرها. والدِّفَقَّى: ضرب من السير واسع الخَطْو. وسار القومُ سيراً أدفقَ، أي سريعاً؛ ويقال: دَفْقاً أيضاً. وتدفّق النهرُ بالماء، إذا امتلأ حتى يفيض الماءُ من جوانبه. وسارت الإبلُ التدفُّقَ، إذا كانت تندفق في سيرها مع سرعة مشي. والفَقْد من قولهم: فقدتُ الشيءَ أفقِده فَقْداً وفِقداناً وفُقوداً، والشيء . . . أكمل المادة فقيد ومفقود. وكل أنثى تَثْكَل ولدَها فهي فاقد. والقَدْف: الكَرَب إذا قُطع الجريد عنه فبقيت له أطراف طوال؛ لغة أزدية. والقُدَاف: جَرّة من فَخّار. وكانت جاريةٌ من العرب بنتُ بعض ملوكهم تحمَّق فأخذت غَيْلَمَة، وهي السُّلَحْفاة، فألبستها حُلِيَّها فانسابت السُّلَحْفاة في البحر فدعت جواريَها وقالت: انْزِفْنَ، وجعلت تقول: نَزافِ نَزافِ لم يبق في البحر غيرُ قُدافٍ. والقَفْد، لغة أزديّة: الكَرَب الذي يسمّى الدَّفُّوج والجريد. والقَفَد: التواء الرُّسغ رُسغ اليد من الفرس والإنسان الى الوحشيّ، والالتواءُ الى الإنسي حَنَفٌ؛ رجل أقْفَدُ وامرأة قَفْداءُ، وكذلك الفرس. والقَفْداء: العِمَّة؛ يقال: اعتَمَّ القَفْداءَ، إذا لَفَّ عِمامته على رأسه ولم يُسْدِلْها على ظهره. والقَفَدان: خريطة من أدَم يتّخذها العطّارون وغيرهم يحملون فيها آلتهم. قال الراجز يصف شِقْشِقَةً: في جَونةٍ كقَفَدانِ العَطّارْ

ثكن (لسان العرب) [0]


الثُّكْنةُ: الجماعةُ من الناس والبهائم، وخص بعضهم به الجماعة من الطير، قال: الثُّكْنةُ السِّرْبُ من الحَمام وغيره؛ قال الأَعشى يصف صَقراً: يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيَّةً، لِيُدْرِكَها في حَمامٍ ثُكَنْ. أَي في حَمام مجتمعة.
والثُّكْنةُ: القِلادةُ.
والثُّكْنةُ: الإرةُ وهي بئرُ النارِ.
والثُّكْنةُ: القبْرُ.
والثُّكْنةُ: المحجّةُ.
وثُكْنةُ الذئبِ أَيضاً: جمعُها ثُكَنٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ: عاقِدينَ النارَ في ثُكَنِ الأَذْ نابِ منها كَيْ تَهيجَ البُحورَا.
وثُكْنُ الطريقِ: سَنَنُه ومحجَّتُه.
ويقال: خَلِّ عن ثُكْنِ الطريق أَي عن سُجْحِه.
وثُكَنُ الجُنْدِ: مَراكِزُهم، واحدتها ثُكْنة، فارسية.
والثُّكْنةُ: الرايةُ والعلامةُ، وجمعها ثُكَنٌ.
وفي الحديث: يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثُكَنِهم؛ فسّره ابن الأَعرابي فقال: على راياتهم ومُجْتَمَعهم على لِواء صاحبِهم؛ حكاه الهروي في الغَريبين، . . . أكمل المادة وقيل: على راياتهم في الخير والشر، وقيل: على ما ماتوا عليه من الخير والشر، وقيل: على ما ماتوا عليه فأُدْخِلوا قبورَهم من الخير والشر. الليث: الثُّكَنُ مَراكِزُ الأَجْنادِ على راياتهم ومجتمعُهم على لواء صاحبهم وعَلَمِهِم، وإن لم يكن هناك عَلَمٌ ولا لِواء، وواحدتُها ثُكْنةٌ.
وفي حديث عليّ، كرّم الله وجهه: يَدْخل البيتَ المعمورَ كلَّ يوم سبعون أَلفَ ملك على ثُكَنِهم أَي بالرايات والعلامات؛ وقال طرفة: وهانئاً هانئاً في الحيّ مُومِسةً ناطَتِ سِخاباً، وناطت فوقَه ثكَناً.
ويقال للعُهون التي تُعَلَّق في أَعناق الإبل: ثُكَن.
والثُّكْنة: حفرة على قدر ما يُواريه.
والأُثْكُونُ للعِذق بشاريخه: لغة في الأُثْكول، قال: وعسى أَن يكون بدلاً.
وثَكَنٌ: جبل معروف، وقيل: جبل حجازي، بفتح الثاء والكاف؛ قال عبد المسيح ابن أُخت سَطيح في معناه: تَلُفُّه في الريح بَوْغاءٌ الدِّمَنْ، كأَنَّما حُثْحِتَ من حِضْنَي ثَكَنْ.

رفد (لسان العرب) [0]


الرِّفْد، بالكسر: العطاء والصلة.
والرَّفْد، بالفتح: المصدر. رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، ورَفَدَه وأَرْفَده: أَعانه، والاسم منهما الرِّفْد.
وترافدوا: أَعان بعضهم بعضاً.
والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ: المعونة؛ وفي الحواشي لابن برّي قال دُكين: خير امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ من بعدِهْ الرافد: هو الذي يلي المَلِك ويقوم مقامه إِذا غاب.
والرِّفادة: شيء كانت قُرَيش تترافد به في الجاهلية، فيُخْرج كل إِنسان مالاً بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالاً عظيماً أَيام الموسم، فيشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ، فلا يزالون يُطْعِمون الناس حتى تنقضي أَيام موسم الحج؛ وكانت الرِّفادَة والسِّقاية لبني هاشم، والسِّدانة واللِّواء لبني عبد الدار، وكان أَوّلَ من قام . . . أكمل المادة بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد.
وفي الحديث: من اقتراب الساعة أَن يكون الفيءُ رِفْداً أَي صلة وعطية؛ يريد أَن الخراج والفَيء الذي يحْصُل، وهو لجماعة المسلمين أَهلِ الفَيء، يصير صلات وعطايا، ويُخَص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق ولا يوضع مواضعه.
والرِّفْدُ: الصلة؛ يقال: رَفَدْتُه رَفْداً، والاسم الرِّفْد.
والإِرْفاد: الإِعطاء والإِعانة.
والمرافَدة: المُعاونة.
والتَّرافد: التعاون.
والاستِرفاد: الاستعانة.
والارتفاد: الكسب.
والتَّرفيدُ: التَّسويدُ. يقال: رُفِّدَ فلان أَي سُوِّدَ وعظم.
ورَفَّد القومُ فلاناً: سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم.
والرِّفادة: دِعامة السرج والرحل وغيرهما، وقد رَفَده وعليه يَرْفِده رَفْداً.
وكلُّ ما أَمسك شيئاً: فقد رَفده. أَبو زيد: رَفَدتُ على البعير أَرْفِدُ رَِفْداً إِذا جعلت له رِفادة؛ قال الأَزهري: هي مثل رفادة السرج.
والرَّوافِدُ خشب السقف؛ وأَنشد الأَحمر: رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ، بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم وارتَفَد المالَ: اكتسبه؛ قال الطرماح: عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ الما لِ، يُباهي به ويَرْتَفِدُه ويُضِيعُ الذي قد آوْجَبَه اللَّـ ـهُ عليه، فليس يَعْتَمِدُه (* قوله «فليس يعتمده» الذي في الأساس: يعتهده أي يتعهده، وكل صحيح).
والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ: العُسُّ الضخم؛ وقيل: القدح العظيم الضخم.
والعُسُّ: القَدَح الضخم يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة، وهو أَكبر من الغُمَر، والرَّفْدُ أَكبر منه، وعمَّ بعضهم به القدَح أَي قَدْرٍ كان.
والرَّفودُ من الإِبل: التي تملَو ه في حلبة واحدة؛ وقيل: هي الدائمة على مِحْلَبها؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال مرة: هي التي تُتابِعُ الحَلَب.
وناقة رَفُود: تَمْلأُ مِرْفَدها؛ وفي حديث حفر زمزم: أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ، ونَنْـ ـحَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ، بالضم: جمع رَفُود وهي التي تملأُ الرَّفْد في حلبة واحدة. الصحاح: والمِرْفَدُ الرَّفْد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف.
وجاء في الحديث: نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو بِرِفْدٍ قال ابن المبارك: الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة في قدح، قال: وليس من المعونة؛ وقال شمر: قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذي يحتلب فيه؛ وقال الأَصمعي: الرَّفد، بالفتح؛ وقال شمر: رَفْد ورِفْد القدح؛ قال: والكسر أَعرب. ابن الأَعرابي: الرَّفْد أَكبر من العُسِّ.
ويقال: ناقة رَفُود تَدُوم على إِنائها في شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر.
وقال الكسائي: الرَّفْد والمِرْفَد الذي تُحْلَبُ فيه.
وقال الليث: الرَّفد المعونة بالعطاء وسقْي اللبن والقَوْل وكلِّ شيءٍ.
وفي حديث الزكاة: أَعْطَى زكاةَ ماله طَيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه؛ الرَّافدة، فاعلة؛ من الرِّفْد وهو الإِعانة. يقال: رَفَدْته أَي أَعَنْتُه؛ معناه إِن تُعِينَه نَفْسُه على أَدائها؛ ومنه حديث عُبادة: أَلا ترون أَن لا أَقُوم إِلاَّ رِفْداً أَي إِلا أَن أُعان على القيام؛ ويروى رَفْداً، بفتح الراء، وهو المصدر.
وفي حديث ابن عباس: والذين عاقدت أَيمانُكم من النصرة والرِّفادة أَي الإِعانة.
وفي حديث وَفْد مَذْحِج: حَيّ حُشَّد رُفَّد، جمع حاشد ورافد.
والرَّفْد: النصيب.
وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى: بِئْسَ الرِّفْدُ المرفود؛ قال: مجازُه مجازُ العون المجاز، يقال: رَفَدْتُه عند الأَمير أَي أَعنته، قال: وهو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد.
وقال الزجاج: كل شيء جعلته عوناً لشيء أَو استمددت به شيئاً فقد رَفَدْته. يقال: عَمَدْت الحائط وأَسْنَدْته ورَفَدْته بمعنى واحد.
وقال الليث: رفدت فلاناً مَرْفَداً: قال: ومن هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتى يرتفع.
والرِّفْدَة: العُصبة من الناس؛ قال الراعي: مُسَأْل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه، من كل قَوْم قَطين، حَوْلَه، رِفَدُ والمِرْفَد: العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء.
والرِّفادة: خرقة يُرْفَدُ بها الجُرْح وغيره.
والتَّرْفِيدُ: العجيزة: اسم كالتَّمْتِين والتَّنْبيت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها، ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها: مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها؟ أَي نقيم فلا نظعن، وإِذا قاموا قامت عمد أَخبيتهم، فكأَنّ هذه الخَوْد ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت: متى تكون الإِقامة والخفض؟ والترفيد: نحو من الهَمْلَجة؛ وقال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: وإِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ وشيجاً، وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذنبها.
والمرافيد: الشاءُ لا ينقطع لبنها صيفاً ولا شتاء.
والرَّافدَان: دجلة والفرات؛ قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أَبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه: بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه فَزَاريّاً، أَحَذَّ يَدِ القَمِيص أَراد أَنه خفيف، نسبه إِلى الخيانة.
وبنو أَرْفِدَة الذي في الحديث: جنس من الحبش يرقصون.
وفي الحديث أَنه قال للحبشة: دونكم يا بني أَرْفِدَة؛ قال ابن الأَثير. هو لقب لهم؛ وقيل: هو اسم أَبيهم الأَقدم يعرفون به، وفاؤه مكسورة وقد تفتح.
ورُفَيدة: أَبو حيّ من العرب يقال لهم الرفيدات، كما يقال لآل هُبَيْرة الهُبَيْرات.

غور (لسان العرب) [0]


غَوْرُ كلِّ شيء: قَعْرُه. يقال: فلان بعيد الغَوْر.
وفي الحديث: أَنه سَمِع ناساً يذكرون القَدَرَ فقال: إنكم قد أُخذتم في شِعْبَين بَعيدَي الغَوْرِ؛ غَوْرُ كل شيء: عُمْقه وبُعْده، أَي يَبْعُد أَن تدركوا حقيقةَ علمه كالماء الغائرِ الذي لا يُقْدَر عليه؛ ومنه حديث الدعاء: ومن أَبْعَدُ غَوْراً في الباطل مني.
وغَوْرُ تهامةَ: ما بين ذات عرْق والبحرِ وهو الغَوْرُ، وقيل: الغَوْرُ تهامةُ وما يلي اليمنَ. قال الأَصمعي: ما بين ذات عرق إلى البحر غَوْرٌ وتهامة.
وقال الباهلي: كل ما انحدر مسيله، فهو غَوْرٌ.
وغارَ القومُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ؛ قال جرير: يا أُمَّ حزْرة ، ما رأَينا مِثْلَكم في المُنْجدِينَ . . . أكمل المادة ، ولا بِغَوْرِ الغائِرِ وقال الأَعشى: نَبيّ يَرَى ما لا تَرَون، وذِكْرُه أَغارَ ، لَعَمْري ، في البلاد وأَنْجدا وقيل: غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر.
وقال الفراء: أَغارَ لغة بمعنى غارَ، واحتج ببيت الأَعشى. قال محمد بن المكرم: وقد روي بيتَ الأَعشى مخروم النصف: غارَ ، لَعَمْرِي ، في البلاد وأَنْجَدا وقال الجوهري: غارَ يَغُورُ غَوْراً أَي أَتى الغَور، فهو غائِرٌ. قال: ولا يقال أَغارَ؛ وقد اختلف في معنى قوله: أَغار، لعمرِي ، في البلاد وأَنجدا فقال الأَصمعي: أَغارَ بمعنى أَسرع وأَنجد أَي ارتفع ولم يرد أَتى الغَوْرَ ولا نَجْداً؛ قال: وليس عنده في إتيان الغَوْر إلا غارَ؛ وزعم الفراء أَنها لغة واحتج بهذا البيت، قال: وناسٌ يقولون أَغارَ وأَنجد، فإِذا أَفْرَدُوا قالوا: غارَ، كما قالوا: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، فإِذا أَفردوا قالوا: أَمْرَأَنِي. ابن الأَعرابي: تقول ما أَدري أَغارَ فلانٌ أَم مار؛ أَغارَ: أَتَى الغَوْرَ، ومارَ: أَتَى نجداً.
وفي الحديث: أَنه أَقطع بلالَ ابنَ الحرث مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها؛ قال ابن الأَثير: الغَورُ ما انخفض من الأَرض، والجَلْسُ ما ارتفع منها. يقال: غارَ إذا أَتى الغَوْرَ، وأَغارَ أَيضاً، وهي لغة قليلة؛ وقال جميل: وأَنتَ امرؤٌ من أَهل نَجْدٍ، وأَهْلُنا تِهامٌ، وما النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ؟ والتَّغْوِيرُ: إتيان الغَوْر. يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنى. الأَصمعي: غارَ الرجلُ يَغُورُ إذا سارَ في بلاد الغَورِ؛ هكذا قال الكسائي؛ وأَنشد بيت جرير أَيضاً: في المنْجِدينَ ولا بِغَوْر الغائر وغارَ في الشيء غَوْراً وغُؤوراً وغِياراً، عن سيبويه: دخل.
ويقال: إنك غُرْتَ في غير مَغارٍ؛ معناه طَلَبْتَ في غير مطْلَبٍ.
ورجل بعيد الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه.
وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَتْ: دخلت في الرأْس، وغَارت تَغارُ لغة فيه؛ وقال الأَحمر: وسائلة بظَهْر الغَيْبِ عنّي: أَغارَت عينُه أَم لم تَغارا؟ ويروى: ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ: أَغارت عينهُ أَمْ لم تَغارا؟ وغار الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ: ذهب في الأَرض وسَفَلَ فيها.
وقال اللحياني: غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذهب في العيون.
وماءٌ غَوْرٌ: غائر، وصف بالمصدر.
وفي التنزيل العزيز: قل أَرأَيتم إِنْ أَصبَحَ ماؤُكم غَوْراً؛ سمي بالمصدر، كا يقال: ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودرهم ضَرْبٌ أَي ضُرب ضرباً.
وغارَت الشمسُ تَغُور غِياراً وغُؤوراً وغَوَّرت: غربت، وكذلك القمر والنجوم؛ قال أَبو ذؤيب: هل الدَّهْرُ إلا لَيْلةٌ ونَهارُها، وإلا طلُوع الشمس ثم غِيارُها؟ والغارُ: مَغارةٌ في الجبل كالسَّرْب، وقيل: الغارُ كالكَهْف في الجبل، والجمع الغِيرانُ؛ وقال اللحياني: هو شِبْهُ البيت فيه، وقال ثعلب: هو المنخفض في الجبل.
وكل مطمئن من الأَرض:غارٌ؛ قال: تؤمُّ سِناناً، وكم دُونه من الأَرض مُحْدَوْدِباً غارُها والغَوْرُ: المطمئن من الأَرض.
والغارُ: الجُحْرُ الذي يأْوي إليه الوحشيّ، والجمع من كل ذلك، القليل: أَغوارٌ؛ عن ابن جني، والكثيرُ: غِيرانٌُ.
والغَوْرُ: كالغار في الجبل.
والمَغارُ والمَغارةُ: كالغارِ؛ وفي التنزيل العزيز: لويَجِدون مَلْجأً أَو مَغارات مُدَّخَلاً؛ وربما سَمَّوْا مكانِسَ الظباء مَغاراً؛ قال بشر: كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ عليها كَوانِس ، قالصاً عنها المَغارُ وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ.
وغارَ في الأَرض يَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً: دخل.
والغارُ: ما خلف الفَراشة من أَعلى الفم، وقيل: هو الأُخدود الذي بين اللَّحْيين، وقيل: هو داخل الفم، وقيل: غارُ الفم نِطْعا في الحنكين. ابن سيده: الغارانِ العَظْمان اللذان فيهما العينان، والغارانِ فمُ الإِنسان وفرجُه، وقيل: هما البطن والفرج؛ ومنه قيل: المرء يسعى لِغارَيْه؛ وقال: أَلم تر أَنَّ الدهْرَ يومٌ وليلة، وأَنَّ الفتَى يَسْعَىْ لِغارَيْهِ دائبا؟ والغارُ: الجماعة من الناس. ابن سيده: الغارُ الجمع الكثير من الناس، وقيل: الجيش الكثير؛ يقال: الْتَقَى الغاران أَي الجيشان؛ ومنه قول الأَحْنَفِ في انصراف الزبير عن وقعة الجمل: وما أَصْنَعُ به إن كان جَمَعَ بين غارَيْنِ من الناس ثم تركهم وذهب؟ والغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ وبه فسر بعضهم قول الأَخطل: آلَتْ إلى النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها عِلْجٌ، ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ والغارُ: ضَرْبٌ من الشجر، وقيل: شجر عظام له ورق طوال أَطول من ورق الخِلاف وحَمْلٌ أَصغر من البندق، أَسود يقشر له لب يقع في الدواء، ورقُه طيب الريح يقع في العِطر، يقال لثمره الدهمشت، واحدته غارةٌ، ومنه دُهْنُ الغارِ؛ قال عدي بن زيد: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغارا الليث: الغارُ نبات طيب الريح على الوُقود، ومنه السُّوس.
والغار: الغبار؛ عن كراع.
وأَغارَ الرجلُ: عَجِلَ في الشيء وغيّره.
وأَغار في الأَرض: ذهب، والاسم الغارة.
وعَدَا الرجلُ غارةَ الثعلب أَي عَدْوِه فهو مصدر كالصَّماء، من قولهم اشْتَملَ الصَّماءَ؛ قال بشر بن أَبي خازم: فَعَدِّ طِلابَها، وتَعَدَّ عنها بِحَرْفٍ، قد تُغِيرُ إذا تَبُوعُ والاسم الغَويِرُ ؛ قال ساعدة يبن جؤية: بَساقٍ إذا أُولى العَديِّ تَبَدَّدُوا، يُخَفِّضُ رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها والغارُ: الخَيْل المُغِيرة؛ قال الكميت بن معروف: ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارةً: تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا يقول: سقيناهم خَيْلاً مُغِيرة، ونصب تميم بن مر على أَنه بدل من غارة؛ قال ابن بري: ولا يصح أَن يكون بدلاً من آل نجران لفساد المعنى، إِذ المعنى أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نجران بتميم بن مُرٍّ وبرماح أَصحابه، فأَهل نجران هم المطعونون بالرماح، والطاعن لهم تميم وأًصحابه، فلو جعلته بدلاً من آل نَجْران لا نقلب المعنى فثبت أَنها بدل من غارة.
وأَغار على القوم إِغارَةً وغارَةً: دفع عليهم الخيل، وقيل: الإِغاة المصدر والغارة الاسم من الإِغارة على العدوّ؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح.
وتغاوَرَ القوم: أَغار بعضهم على بعض.
وغاوَرَهم مُغاورة، وأَغار على العدوّ يُغير إِغارة ومُغاراً.
وفي الحديث: مَنْ دخل إلى طعامٍ لم يُدْعَ إِليه دَخل سارقاً وخرج مُغيراً؛ المُغير اسم فاعل من أَغار يُغير إِذا نَهَب، شبَّه دُخوله عليهم بدُخول السارق وخروجَه بمَن أَغارَ على قوم ونَهَبَهُم.وفي حديث قيس بن عاصم: كنت أُغاوِرُهم في الجاهلية أَي أُغِير عليهم ويُغِيرُون عليّ، والمُغاورَة مُفاعلة؛ وفي قول عمرو بن مرة: وبيض تَلالا في أَكُفِّ المَغاوِرِ المَغاوِرُ، بفتح الميم: جمعُ مُغاوِر بالضم، أَو جمع مِغْوار بحذف الأَلف أَو حذْفِ الياء من المَغاوِير.
والمِغْوارُ: المبالِغُ في الغارة.
وفي حديث سهل، رضي الله عنه: بَعثَنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزارةٍ فلما بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِي، قال ابن الأَثير: المُغارُ، بالضم، موضع الغارةِ كالمُقامِ موضع الإِقامة، وهي الإِغارةُ نفسها أَيضاً.
وفي حديث عليّ: قال يومَ الجمل: مل ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بين هذين الغارَيْنِ؟ أَي الجَيّشين؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه أَبو موسى في الغين والواو؛ وذكره الهروي في الغين والياء، وذكر حديث الأَحْنَف وقولهفي الزبير، رضي الله عنه، قال: والجوهري ذكره في الواو، قال: والواوُ والياءُ متقاربان في الانقلاب؛ ومنه حديث فِتْنة الأَزْدِ: ليَجْمعا بين هذين الغارَيْن.
والغَارَةُ: الجماعة من الخيل إِذا أَغارَتْ.
ورجلِ مغْوار بيّن الغِوار: مقاتل كثير الغاراتِ على أَعدائِه، ومٌغاورٌ كذلك؛ وقومٌ مَغاوِيرُ وخيل مغيرةٌ.
وفرسٌ مِغْوارٌ: سريع؛ وقال اللحياني: فرسٌ مِعْوارٌ شديد العَدْوِ؛ قال طفيل: عَناجِيج من آل الوَجِيه، ولاحِقٍ، مَغاويرُ فيها للأَريب مُعَقَّبُ الليث: فرس مُغارٌ شديد المفاصل. قال الأَزهري: معناه شدَّة الأَسْر كأَنه فَتِل فَتْلاً. الجوهري: أَغارَ أَي شدَّ العَدْوَ وأَسرع.
وأَغارَ الفرسُ إِغارةً وغارةً: اشْتدّ عَدْوُه وأَسرع في الغارةِ وغيرها، والمُغِيرة والمِغىرة: الخيل التي تُغِير.
وقالوا في حديث الحج: أَشْرِقْ ثَبِير كَيْما نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع للنحر وندفع للحجارة؛ وقال يعقوب: الإِغارةُ هنا الدفع أَي ندفع للنفر، وقيل: أَرادَ نُغِير على لُحوم الأَضاحي، من الإِغارة: النهبِ، وقيل: نَدْخل في الغَوْرِ، وهو المنخفض من الأَرض على لغة من قال أَغارَ إِذا أَتى الغَوْرَ؛ ومنه قولهم: أَغارَ إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع ودفع في عَدْوِه.
ويقال للخيل المُغِيرة: غارةٌ.
وكانت العرب تقول للخيل إذا شُنَّت على حيٍّ نازلين: فِيحِي فَياحِ أَي اتَّسِعي وتفرّقي أَيتُها الخيل بالحيّ، ثم قيل للنهب غارة، وأَصلها الخيل المُغيرة؛ وقال امرؤ القيس: وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل والسِّرحان: الذئب، وغارتهُ: شدَّةُ عَدْوِه.
وفي التنزيل العزيز: فالمُغيرات صُبْحاً.
وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إذا أَعطاه الدّية؛ رواه ابن السكيت في باب الواو والياء.
وأَغارَ فلانٌ بني فلان: جاءهم لينصروه، وقد تُعَدَّى وقد تُعَدَّى بإلى.
وغارَهُ بخير يَغُورُه ويَغِيرُه أَي نفعه.
ويقال: اللهم غُِرْنا منك بغيث وبخير أَي أَغِثّنا به.
وغارَهم الله بخير يَغُورُهم ويَغِيرُهم: أَصابهم بِخصْب ومطر وسقاهم.
وغارَهم يَغُورُهم غَوْراً ويَغِيرُهم: مارَهُم.
واسْتَغْوَرَ اللهَ: سأَله الغِيرةَ؛ أَنشد ثعلب: فلا تَعْجلا، واسْتَغْوِرا اللهَ، إِنّه إذا الله سَنَّى عقْد شيء تَيَسَّرا ثم فسّره فقال: اسْتَغْوِرا من الميرَةِ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن معناه اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هو مَيْرُ الله خَلْقه هذه يائية واوية.
وغار النهار أَي اشتدّ حرّه.
والتَّغْوِير: القَيْلولة. يقال: غوِّروا أَي انزلوا للقائلة.
والغائرة: نصف النهار.
والغائرة: القائلة.
وغَوَّر القوم تَغْويراً: دخلوا في القائلة.
وقالوا: وغَوَّروا نزلوا في القائلة؛ قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور: وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغضا، وتَرَكْنَه كقَرْم الهِجان القادِرِ المُتَشَمِّس وغَوَّروا: ساروا في القائلة.
والتغوير: نوم ذلك الوقت.
ويقال: غَوِّروا بنا فقد أَرْمَضْتُمونا أَي انزلوا وقت الهاجرة حتى تَبْرُد ثم تَرَوّحوا.
وقال ابن شميل: التغوير أَن يسير الراكب إلى الزّوال ثم ينزل. ابن الأَعرابي: المُغَوِّر النازل نصف النهار هُنَيْهة ثم يرحل. ابن بزرج: غَوَّر النهار إذا زالت الشمس.
وفي حديث السائب: لما ورد على عمر، رضي الله عنه، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قال: وَيْحَك ما وراءك؟ فوالله ما بِتُّ هذه الليلة إلا تَغْوِيراً؛ يريد النومة القليلة التي تكون عند القائلة. يقال: غَوَّر القوم إذا قالوا، ومن رواه تَغْرِيراً جعله من الغِرار، وهو النوم القليل.
ومنه حديث الإفْك: فأَتينا الجيش مُغَوِّرِين؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في روايةٍ، أَي وقد نزلوا للقائلة.
وقال الليث: التَّغْوِير يكون نُزولاً للقائلة ويكون سيراً في ذلك الوقت؛ والحجةُ للنزول قولُ الراعي: ونحْن إلى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ، يَقِسْنَ على الحَصى نُطَفاً لقينا وقال ذو الرمة في التَّغْوير فجعله سيراً: بَرَاهُنَّ تَغْوِيري، إذا الآلُ أَرْفَلَتْ به الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ ورواه أَبو عمرو: أَرْقَلَت، ومعناه حركت.
وأَرفلَت: بلغت به الشمس أَوساط الحَزْوَراتِ؛ وقول ذي الرمة: نزلنا وقد غَارَ النهارُ ، وأَوْقَدَتْ، علينا حصى المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها أَي من قربها كأَنك تنالها. ابن الأَعرابي: الغَوْرَة هي الشمس.
وقالت امرأَة من العرب لبنت لها: هي تشفيني من الصَّوْرَة، وتسترني من الغَوْرة؛ والصَّوْرة: الحكة. الليث: يقال غارَتِ الشمس غِياراً؛وأَنشد: فلمَّا أَجَنَّ الشَّمْسَ عنيّ غيارُها والإِغارَة: شدة الفَتْل.
وحبل مُغارٌ: محكم الفَتْل، وشديد الغَارَةِ أَي شديد الفتل.
وأَغَرْتُ الحبلَ أَي فتلته، فهو مُغارٌ؛ أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مصدر حقيقي، والغَارَة اسم يقوم المصدر؛ ومثله أَغَرْتُ الشيء إِغارَةً وغارَة وأَطعت الله إِطاعةً وطاعةً.
وفرس مُغارٌ: شديد المفاصل.
واسْتَغار فيه الشَّحْم: استطار وسمن.
واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تورَّمت؛ وأَنشد للراعي: رَعَتْهُ أَشهراً وحَلا عليها، فطارَ النِّيُّ فيها واسْتَغارا ويروى: فسار النِّيُّ فيها أَي ارتفع، واستغار أَي هبط؛ وهذا كما يقال: تَصَوَّبَ الحسنُ عليها وارْتَقَى قال الأَزهري: معنى اسْتَغار في بيت الراعي هذا أَي اشتد وصَلُب، يعني شحم الناقة ولحمها إذا اكْتَنَز، كما يَسْتَغير الحبلُ إذا أُغِيرَ أَي شدَّ فتله.
وقال بعضهم: اسْتَغارُ شحم البعير إِذا دخل جوفه ،قال: والقول الأَول. الجوهري: اسْتغار أي سمن ودخل فيه الشحمُ.
ومُغِيرة: اسم.
وقول بعضهم: مِغِيرَةُ، فليس اتباعُه لأَجل حرف الحلق كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ؛ إِنما هو من باب مِنْتِن، ومن قولهم: أَنا أُخْؤُوك وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وهو مُنْحُدُر من الجبل.
والمغيرية: صنف من السبائية نسبوا إلى مغيرة بن سعيد مولى بجيلة.
والغار: لغة في الغَيْرَة؛ وقال أَبو ذؤيب يشّبه غَلَيان القدور بصخب الضرائر:لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها ضَرائر حِرْميٍّ، تَفَاحشَ غارُها قوله لهن، هو ضمير قُدورٍ قد تقدم ذكرها.
ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج باللحم.
وحِرْميّ: يعني من أَهل الحَرَم؛ شبّه غليان القُدُور وارتفاعَ صوتها باصْطِخاب الضرائر، وإنما نسبهنّ إلى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول من اتخذ الضرائر.
وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تزوّج عليها؛ حكاه أَبو عبيد عن الأصمعي.
ويقال: فلان شديد الغَارِ على أَهله، من الغَيْرَة.
ويقال: أَغار الحبْلَ إغارة وغارَة إذا شدَّ فَتْله.
والغارُ موضع بالشام، والغَوْرة والغوَيْر: ماء لكلب في ناحية السَّماوَة مَعْروف.
وقال ثعلب: أُتِيَ عمر بمَنْبُوذٍ؛ فقال: عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا أَي عسى الريبة من قَبَلِكَ، قال: وهذا لا يوافق مذهب سيبويه. قال الأَزهري: وذلك أَن عمر اتَّهَمَه أَن يكون صاحب المَنْبوذ حتى أَثْنَى على الرجُل عَرِيفُهُ خيراً، فقال عمر حينئذٍ: هو حُرٌّ وَوَلاؤه لك.
وقال أَبو عبيد: كأَنه أَراد عسى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُساً ؤأَن يأْتي بأَبؤُس؛ قال الكميت: قالوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لهم: عسى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ وقيل: إِن الغُوَير تصغير غارٍ.
وفي المثل: عسى الغُوَيْر أَبؤُسا؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَنه كان غارٌ فيه ناس فانهارَ أَو أَتاهم فيه عدوّ فقتلوهم فيه، فصار مثلاً لكل شيءٍ يُخاف أَن يأْتي منه شرّ ثم صغَّر الغارُ فقيل غُوَير؛ قال أَبو عبيد: وأَخبرني الكلبي بغير هذا، زعم أَن الغُوَيْر ماء لكلب معروف بناحية السَّماوَة، وهذا المثل إِنما تكلَّمت به الزِّباء لما وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إلى العِراق ليَحْمل لها من بَزِّه، وكان قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صناديقَ فيها الرجالُ والسلاح، ثم عدَل عن الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج، وأَخذ على الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ وقالت: عسى الغُوَيْر أَبؤُسا، جمع بأُس، أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس والشرِّ، ومعنى عسى ههنا مذكور في موضعه.
وقال ابن الأَثير في المَنْبُوذ الذي قال له عمر: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، قال: هذا مثَل قديم يقال عند التُّهَمة، والغُوَيْر تصغير غار، ومعنى المثَل: ربما جاء الشرّ من مَعْدن الخير، وأَراد عمر بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وادّعيته لَقِيطاً، فشهد له جماعة بالسَّتْر فتركه.
وفي حديث يحيى بن زكريا، عليهما السلام: فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب؛ الغِيران جمع غارٍ وهو الكَهْف، وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين.
وأَما ما ورد في حديث عمر، رضي الله عنه: أَههنا غُرْت، فمعناه إِلى هذا ذهبت، واللَّه أَعلم.

بأس (العباب الزاخر) [0]


البَأْسُ: العَذَابُ. والبأس: الشدَّة في الحرب، تقولُ منه: بَؤسَ الرَّجُلُ يَبْؤسُ بَأساً: إذا كان شديد البأس، حكاه أبو زيدٍ في كتاب الهَمْزِ، فهو بئيس -على فَعيل- أي شُجاعٌ. وعَذابٌ بئيس: أي شديد. وبَئسَ الرجُل يَبأسُ بؤساً وبَئيساً: أي اشتدَّت حاجته.
والبَئيسُ: هو اسْمٌ وُضِعَ موضع المصدر، وأنشد أبو عمرو للفرزدق:  
لِبيضاءَ من أهل المَدينَةِ لم تَـذٌق      بئيساً ولم تَتْبَعْ حَمولَةَ مُجْـحِـدِ


وكذلك البَئيسي والبُؤْسي، قال ربيعة بن مقروم الضَّبِّيُّ:
وأجْزي القُروض وّفاءً بهـا      بِبؤْسي بَئيْسي ونُعْمي نَعِيْما

ويُروى: "بَئيسا". وقوله تعالى: (وسَرَابِيْلَ تَقِيْكُم بَأْسَكُم) أي حربَكُم، وكذلك قوله تعالى: (لِتُحْصِنَكُمْ من بَأْسِكُم). وقوله تعالى: (بَأْسُهم بَيْنَهم شَدِيدٌ) أي إذا لم يَرَوا عدوّاً نَسَبوا أنفُسَهم إلى . . . أكمل المادة الشدة. وقوله عزَّ وجل: (وأنزَلْنا الحَدِيْدَ فيه بَأْسٌ شَدٍيدٌ) أي امتناعٌ من العدوِّ. والأبوسُ: جمع بؤسٍ، من قولهم: يَومُ بُؤسٍ ويَوْمُ نُعْمٍ، قال العجّاج:
فَنُكْثِرُ النُّعْمى ونُفشِي الأبْوُسا     

وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُساً: أي داهيَةً.
والأبْؤُسُ: من أسماء لدّاهيَةِ، وقد مضى تفسير المَثَل في تركيب غور. والبأساء: الشِّدَّة، قال الأخفش: بُنِيَت على فعلاء، وليس لها أفعل. وقوله تعالى: (مَسَّتْهُم البأساءُ والضَّرّاءُ)، قال الأزهريُّ: البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفُسِ وهو القتل. والبَيْأسُ والبَيْهَسُ: الأسد. والبَيْأسُ -أيضاً-: الشديد، وقرأ عاصم: (بِعَذَابٍ بَيْأسٍ). وبِئْسَ: كَلِمةٌ مستوفية لجميع الذم، كما إنَّ نِعمَ كلمة مستوفية لجميع المدح. فإذا ولَّينا اسماً جِنساً فيه ألف ولام ارتَفَع، تقول: بِئْسَ الرجُلُ زَيْدٌ وبِئْسَتِ المَرْأةُ هِنْدٌ، فإن لم تكن فيه ألِفٌ ولام انتصب، تقول: بِئْسِ رَجُلٌ زَيْدَاً ونِعْمَ صَدِيْقاً أنْتَ؛ على التمييز.
وهُما فعلان ماضيان لا يتصرّفان لأنهما أُزيلا عن موضعيهما، فَنِعْمَ منقولٌ من قولَكِ: نَعِمَ فلان: إذا أصاب نعمةً، وبِئْسَ منقول من قولك: بَئسَ فلانٌ: إذا أصاب بُؤساً، فنقلاً إلى المدح والذم، فشابها الحروف فلم يتصرّفا.
وفيهما لُغاتٌ نَذكُرُها- إن شاء الله- في نعم. وعَذَابٌ بِئْسٌ: أي شديدٌ؛ مثل بَئيْسٍ، وقرأ نصرُ بن عاصم: (بعَذَابٍ بِئْسٍ). وبَنَاتُ بِئْسٍ: الدَّواهي. ومن العرب من يصل بِئْسَ ب"ما"، قال الله تعالى (ولَبِئْسَما شَرَوْا به أنْفُسَهم)، وفي حديث النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: بِئْسَما لأحَدِهِم أن يقولَ نسيتُ آية كَيْتَ وكَيْتَ بل هو نُسِّيَ، واستذكروا القُرآنَ فأنَّه أشدُّ تفصِّياً من صدور الرجال من النُّعَمِ من عُقُلِها. والعرب إذا أدخلت "ما" على بِئْسَ أدخلت بعدها "أن" مَعَ الفعل، وروي عن النحاة: بِئْسَما تَزويجٌ ولا مهر، والمعنى بِئْسَ شيئاً تزويجٌ ولا مهر.
وقال الزَّجّاج: بِئْسَ إذا وَقَعتََ على "ما" جُعِلَتْ "ما" معها بمنزلة اسْمٍ منكر دال على جنسٍ. والإباسُ -إفعال-: من البؤسِ، قال الكُمَيت:
قالوا أساء بنو كَرْزٍ فَقُلتُ لهم:      عَسى الغُوَيرُ بإِبْأسٍ وإعوارٍ

الإعوار -إفعال-: من العَوْرَةِ. والإبتئاس: الحُزن. وقوله تعالى: (فَلا تَبْتَئسْ) أي لا تضعُف ولا تَذِل ولا يَشتَدَّنَّ أمرُهُم عليك. والمُبتَئِس: الكارِه الحزين، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
ما يَقْسِمِ اللهُ أقْبَلْ غَيْرَ مُبْتَئِسٍ      منه وأقعُد كريماً ناعِمَ البالِ

وقال لبيد رضي الله عنه:
في رَبْرَبٍ كنِعاجِ صا      رَةَ يَبْتَئسْنَ بما لَقِيْنا

وقال ابن عَبّادٍ: يُقال اغتنم الأمرَ وابْتَئسْهُ: بمعنى واحدٍ. والتبَّاؤسُ: التفاقُرُ وأنْ يَرِي من نَفْسِه تَخَشُّعَ الفقراء إخْباتاً وَتَضَرُّعاً. ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلّم-: الصلاة مَثنى مَثنى؛ وأنْ تَشَهَّدَ في كل ركعتين؛ وأن تباءَسَ وتَمَسكَنَ وتُقْنِع يَدَيكَ وتَقولَ: اللّهُمَّ اللّهُمَّ، فَمَنْ لم يَفعَل فهيَ خِدَاجٌ. والتركيب يدل على الشهادة وما ضارعها.

عسن (لسان العرب) [0]


العَسَنُ: نُجُوعُ العَلَف والرِّعْي في الدواب. عَسِنتِ الدابةُ، بالكسر، عَسَناً: نَجَعَ فيها العَلَف والرِّعْيُ، وكذلك الإِبل إذا نجع فيها الكلأُ وسَمِنتْ. أَبو عمرو: أَعْسَنَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حسناً.
ودابة عَسِنٌ: شَكُورٌ، وكذلك ناقة عَسِنة وعاسِنةٌ.
والعُسُنُ: الشحم القديم مثل الأُسُنِ؛ قال القُلاخُ: عُراهِماً خاظي البَضِيع ذا عُسُن.
وقال قَعْنبُ بن أُمِّ صاحب: عليه مُزْنِيُّ عامٍ قد مضى عُسُنُ.
وسَمِنتِ الناقة على عُسْنٍ وعِسْنٍ وعُسُنٍ وأُسُنٍ؛ الأَخيرة عن يعقوب حكاها في البدل، أَي على سِمَنٍ وشَحْمٍ كان قبل ذلك.
وقال ثعلب: العُسُنُ أَن يبقى الشحمُ إلى قابل ويَعْتُقَ.
والأُسُنُ والعُسُنُ والعُسْنُ: أَثرٌ يبقى من شحم الناقة ولحمها، والجمع أَعْسانٌ وآسانٌ، وكذلك بقية الثوب؛ قال العُجَيرُ . . . أكمل المادة السَّلوليُّ: يا أَخَوَيَّ من تميمٍ، عَرِّجا نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْ.
ونوقٌ مُعْسِناتٌ: ذَواتُ عُسُنٍ؛ قال الفرزدق: فخُضْتُ إلى الأَنْقاءِ منها، وقد يَرى ذَواتُ النَّقايا المُعْسِناتِ مَكانيا.
والعُسُنُ: جمع أَعْسَنَ وعَسُونٍ، وهو السمين، ويقال للشَّحْمةِ عُسْنةٌ، وجمعها عُسَنٌ.
والتَّعْسِينُ: قِلَّةُ الشحم في الشاة.
والتَّعْسِينُ أَيضاً: قلة المطر.
وكلأٌ مُعَسَّنٌ ومُعَسِّنٌ: الكسر عن ثعلب: لم يصبه مطر، ومكانٌ عاسِنٌ: ضيق؛ قال: فإنَّ لكم مآقِطَ عاسِناتٍ، كيوْمَ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إيرُ. أَبو عمرو: العَسْنُ الطُّولُ مع حُسْن الشعر والبياض، وهو على أَعْسانٍ من أَبيه أَي طرائق، واحدها عِسْنٌ.
وتعَسَّنَ أَباه وتأَسَّنهُ وتأَسَّلَه: نَزَعَ إليه في الشَّبَه.
والعِسْنُ: العُرْجُون الرديء، وهي لغة رديئة، وقد تقدم أَنه العِسْقُ، وهي رديئة أَيضاً.
وعَسْنٌ: موضع؛ قال: كأَنَّ عليهمُ، بجَنُوبِ عَسْنٍ، غَماماً يَسْتَهِلُّ ويسْتَطِيرُ.
ورجل عَوْسَنٌ: طويل فيه جَنَأٌ.
وأَعْسانُ الشيء: آثاره ومكانه.
وتعَسَّنْتُه: طلبت أَثرَه ومكانه. قال أَبو تراب: سمعت غير واحد من الأَعراب يقول: فلان عِسْلُ مالٍ وعِسْنُ مال إذا كان حسن القيام عليه.

فلذ (لسان العرب) [0]


فلذ له من المال يَفْلِذُ فَلْذاً: أَعطاه منه دَفْعَةً، وقيل: قطع له منه، وقيل: هو العطاء بلا تأْخير ولا عِدَةٍ، وقيل: هو أَن يكثر له من العطاء.
وافْتَلَذْتُ له قطعة من المال افتلاذاً إِذا اقتطعته.
وافتلذته المالَ أَي أَخذت من ماله فِلْذَةً؛ قال كثير: إِذا المال لم يُوجِبْ عليك عطاءَه صنيعةُ قربى، أَو صديقٍ تُوَامِقُه، منَعْتَ، وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوةٌ، ولم يَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه والفِلْذُ: كَبِدُ البعير، والجمعُ أَفْلاذٌ.
والفِلّذَةُ: القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة، والجمع أَفلاذ على طرح الزائد، وعسى أَن يكون الفِلْذُ لُغَةً في هذا فيكون الجمع على وجهه.
وفي الحديث: أَن فتى من الأَنصار دَخَلَتْهُ . . . أكمل المادة خَشْيَةٌ من النار فَحَبَسَتْهُ في البيت حتى مات، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن الفَرَقَ من النار فَلَذَ كَبِدَه أَي خَوفَ النار قطع كبده.
وفي الحديث في أَشراط الساعة: وتقيء الأَرض أَفْلاذَ كبدها، وفي رواية: تلقي الأَرض بأَفلاذها، وفي رواية: بأَفلاذ كبدها أَي بكنوزها وأَموالها. قال الأَصمعي: الأَفلاذ جمع الفِلْذَة وهي القطعة من اللحم تقطع طولاً.
وضَرَبَ أَفلاذَ الكبد مثلاً للكنوز أَي تخرج الأَرض كنوزها المدفونةَ تحت الأَرض، وهو استعارة، ومثله قوله تعالى: وأَخرجت الأَرض أَثقالها؛ وسمي ما في الأَرض قطعاً تشبيهاً وتمثيلاً وخص الكبد لأَنها من أَطايب الجزور، واستعار القيء للإِخراج، وقد تُجمع الفِلْذةُ فِلْذاً؛ ومنه قوله: تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بها الجوهري: جمع الفِلْذة فِلَذٌ.
وفي حديث بدر: هذه مكة قد رمتكم بأَفلاذ كبدها؛ أَراد صميم قريش ولُبابَها وأَشرافها، كما يقال: فلان قَلْبُ عشيرته لأَن الكبد من أَشرف الأَعضاء.
والفِلْذَةُ من اللحم: ما قطع طولاً.
ويقال: فَلَّذْتُ اللحم تقليذاً إِذا قطعته. التهذيب: والفُولاذُ من الحديد معروف، وهو مُصَاصُ الحديد المنقى من خَبَثِه.
والفولاذ والفالوذ: الذُّكْرَةُ من الحديد تزاد في الحديد.
والفالوذ من الحَلْوَاءِ: هو الذي يؤكل، يسوَّى من لُبِّ الحنطة، فارسي معرب. الجوهري: الفالوذ والفالوذَقِ معرّبان؛ قال يعقوب: ولا يقال الفالوذج.

شعب (مقاييس اللغة) [0]



الشين والعين والباء أصلان مختلفان، أحدهما يدلُّ على الافتراق، والآخر على الاجتماع. ثمَّ اختلف أهلُ اللغة في ذلك، فقال قومٌ: هو من بابالأضداد.
وقد نصَّ الخليلُ على ذلك.
وقال آخرون: ليس ذلك من الأضداد، إنّما هي لغات. قال الخليل: من عجائب الكلام ووُسْع العربيَّة، أنَّ الشَّعْب يكون تفرُّقاً، ويكون اجتماعاً.
وقال ابن دريد: الشَّعب: الافتراق، والشَّعْب: الاجتماع.
وليس ذلك من الأضداد، وإنّما هي لغةٌ لقوم. فالذي ذكرناه من الافتراق.
وقولهم للصَّدْعِ في الشيء شَعْب.
ومنه الشَّعْب: ما تشعّبَ من قبائل العرب والعجم، والجمع شعوب. قال جل ثناؤه: وَجَعلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ [الحجرات 13].
ويقال الشَّعب: الحَيُّ العظيم. قالوا: ومَشعب الحقّ: طريقُه.قال الكميت:
فما لِيَ إلاَّ . . . أكمل المادة * آلَ أحمدَ شيعةٌ      وما لي إلاّ مَشعَب الحقِّ مَشْعَبُ

ويقال: انشعبت بهم الطُّرق، إذا تفرَّقَتْ، وانشعبت أغصانُ الشجرة. فأمَّا شُعَب الفَرَس، فيقال إنَّه أقطارُهُ التي تعلُو منه، كالعنق والمَنْسِج، وما أشرف منه. قال:ويقال ظبيٌ أشعبُ، إذا تفرَّق قرناه فتبايَنَا ببينونةً شديدة. قال أبو دُؤاد:
وقُصْرَى شَنجِ الأنسا      ءِ نَبّاحٍ من الشُّعْبِ

والشِّعب: ما انفرَجَ بين الجبلَين.
وشَعوبُ: المنِيّة؛ لأنَّها تَشعَب، أي تفرِّق.
ويقال شَعبتْهم المنيّة فانشعبوا، أي فرّقتْهم فافترقوا.
والشَّعِيب: السِّقاء البالي، وإنَّما سمِّي شَعِيباً لأنَّهُ يَشْعَب الماء الذي فيه، أي لا يحفظُهُ بل يُسيله. قال:قال ابن دريد: "وسمِّي شعبانُ لتشعُّبِهم فيه، وهو تفرُّقُهم في طلب المياه".
وفي الحديث: "ما هذه الفُتْيا التي شعَّبت الناس؟". أي فرّقتهم.وأما الباب الآخر فقولهم شَعَبَ الصَّدْعَ، إذا لاءمَه.
وشَعَبَ العُسَّ وما أشبهه.
ويقال للمِثْقَب المِشْعَب.
وقد يجوز أن يكون الشَّعْب الذي في باب القبائل سمِّي للاجتماع والائتلاف.
ويقولون: تفرَّق شَعْب بني فلان.
وهذا يدلُّ على الاجتماع. قال الطّرِمَّاح:ومن هذا الباب وإن لم يكن مشتقاً شَعَبْعَـب، وهو موضعٌ. قال:
هل أَجْعلنَّ يدِي للخَدّ مِرْفَقةً      على شَعَـبْعَب بين الحوض والعَطَنِ

وُشعَبَى: موضع أيضاً.

صفف (لسان العرب) [0]


الصَّفُّ: السَّطْرُ المُسْتَوي من كل شيء معروفٌ، وجمعه صُفُوفٌ.
وصَفَفْتُ القوم فاصْطَفُّوا إذا أَقمتهم في الحرب صَفّاً.
وفي حديث صلاة الخَوْفِ: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان مُصافَّ العَدُوِّ بعُسْفانَ أَي مُقابِلهم. يقال: صَفَّ الجيشَ يَصُفُّه صَفّاً وصافَّهُ، فهو مُصافٌّ إذا رَتَّبَ صُفُوفَه في مُقابِل صُفُوفِ العدوّ، والمَصافُّ، بالفتح وتشديد الفاء: جمع مَصَفٍّ وهو موضع الحرب الذي يكون فيه الصُّفُوفُ.
وصَفَّ القوم يَصُفُّونَ صَفّاً واصْطَفُّوا وتَصافُّوا: صاروا صَفّاً.
وتَصافُّوا عليه: اجتمعوا صَفّاً. اللحياني: تَصافُّوا على الماء وتَضافُّوا عليه بمعنى واحد إذا اجتمعوا عليه، ومثله تَضَوَّكَ في خُرْئِهِ، وتَصَوَّكَ إذا تَلَطَّخَ به، وصلاصِلُ الماء وضَلاضِلُه.
وقوله عز وجل: والصافَّاتِ صَفّاً؛ قيل: الصافَّاتُ الملائكةُ . . . أكمل المادة مُصْطَفُّونَ في السماء يسبحون اللّه تعالى؛ ومثله: وإنا لنحن الصَّافُّون؛ قال: وذلك لأَنَّ لهم مَراتِبَ يقومون عليها صُفُوفاً كما يَصْطَفُّ المُصَلُّون.
وقول الأَعرابية لبنيها: إذا لَقِيتُمُ العَدُوَّ فدَغَرى ولا صَفّاً أَي لا تَصُفُّوا صَفّاً.
والصَّف: موقف الصُّفوفِ.
والمَصَفُّ: الموْقفُ في الحرب، والجمع المَصافُّ، وصافُّوهم القِتالَ.
والصَّفُّ في القرآن المُصَلَّى وهو من ذلك لأَن الناس يَصْطَفُّون هنالك. قال اللّه تعالى: ثم ائْتُوا صَفّاً؛ مُصْطَفّين فهو على هذا حال. قال الأزهري: معناه ثم ائْتُوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتِكم. يقال: ائْتِ الصفَّ أَي ائْتِ المُصَلَّى، قال: ويجوز ثم ائْتُوا صفّاً أَي مصطفين ليكون أَنْظَم لكمْ وأَشدّ لهَيْبَتِكم. الليث: الصفُّ واحد الصُّفوف معروف.
والطير الصَّوافُّ: التي تَصُفُّ أَجْنِحتَها فلا تحركها.
وقوله تعالى: وعُرِضُوا على ربك صَفّاً؛ قال ابن عرفة: يجوز أَن يكونوا كلهم صَفّاً واحداً ويجوز أَن يقال في مثل هذا صَفَّاً يراد به الصُّفُوفُ فيؤدي الواحدُ عن الجميع.
وفي حديث البقرة وآل عمران: كأَنهما حِزْقانِ من طَيْر صَوافَّ باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها في الطيران، والصوافُّ: جمع صافّةٍ.
وناقة صَفُوفٌ: تَصُفُّ يديها عند الحَلَبِ.
وصفَّت الناقة تَصُفُّ، وهي صَفوفٌ: جمعت بين مِحْلَبَيْن أَو ثلاثة في حَلْبة.
والصف: أَن تَحْلُبَ الناقةَ في مِحْلبين أَو ثلاثة تَصُفُّ بينها؛ وأَنشد أَبو زيد: ناقةُ شَيْخٍ للإلهِ راهِبِ تصُفُّ في ثلاثةِ المَحالِب: في اللَّهْجَمَيْنِ والهَنِ المُقارِب اللَّهْجَمُ: العُسُّ الكبير، وعَنى بالهَنِ المُقارِبِ العُسَّ بين العُسَّيْنِ. الأَصمعي: الصَّفُوفُ الناقةُ التي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبة واحدة، والشَّفُوع والقَرُون مثلها. الجوهري: يقال ناقة صَفُوفٌ للتي تَصُفُّ أَقْداحاً من لبنها إذا حُلِبتْ، وذلك من كثرة لبنها، كما يقال قَرُونٌ وشَفُوعٌ؛ قال الراجز: حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ، تَخْلِطُ بَينَ وَبَرٍ وصُوفِ وقول الراجز: تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ هو جمع فَرْقٍ.
والفَرْقُ: مِكْيالٌ لأَهل المدينة يسَعُ ستة عشر رِطلاً.
والصفُّ: القَدحانِ لإقرانِهما.
وصَفَّها: حَلَبَها.
وصَفَّتِ الطيرُ في السماء تَصُفُّ: صَفَّتْ أَجنحتها ولم تحركها .
وقوله تعالى: والطيرُ صافَّاتٍ؛ باسِطاتٍ أَجْنِحَتها.
والبُدْنُ الصَّوافُّ: المصفوفة للنحر التي تُصَفَّفُ ثم تُنحر.
وفي قوله عز وجل: فاذكروا اسم اللّه عليها صَوافَّ؛ منصوبة على الحال أَي قد صَفَّتْ قَوائمها فاذكروا اللّه عليها في حالِ نحْرها صوافَّ، قال: ويحتمل أَن يكون معناها أَنها مُصْطَفّةٌ في مَنْحَرِها.
وعن ابن عباس في قوله تعالى صوافّ، قال: قياماً.
وعن ابن عمر في قوله صوافّ قال: تُعْقَلُ وتقوم على ثلاث، وقرأَها ابن عباس صَوافِنَ وقال: معقولة، يقول: بسم اللّه واللّه أكبر اللهم منك ولك. الجوهري: صَفّتِ الإبلُ قَوائِمها، فهي صافَّةٌ وصَوافُّ.
وصَفَّ اللحمَ يَصُفُّه صَفّاً، فهو صَفِيفٌ: شَرَّحَه عِراضاً، وقيل: الصَّفِيفُ الذي يُغْلى إغْلاءَةً ثم يُرْفَعُ، وقيل: الذي يُصَفُّ على الحصى ثم يُشْوَى، وقيل: القَدِيدُ إذا شُرِّرَ في الشمس يقال صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً؛ قال امرؤ القيس: فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ منْ بَينِ مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواء، أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ ابن شميل: التَّصْفِيف نحو التَّشْريحِ وهو أَن تُعرِّض البَضْعةَ حتى تَرِقّ فتراها تَشِفُّ شَفِيفاً .
وقال خالد بن جَنْبة: الصفِيفُ أَن يُشَرَّحَ اللحمُ غير تشريح القَدِيدِ، ولكن يُوَسَّعُ مثل الرُّغْفان، فإذا دُقَّ الصفِيفُ ليؤكل، فهو قَدِيرٌ، فإذا تُرِك ولم يُدَقَّ، فهو صَفيفٌ. الجوهري: الصَّفِيفُ ما صُفَّ من اللحم على الجمر لِيَنْشَويَ، تقول منه: صَفَفْتُ اللحمَ صَفّاً.
وفي حديث الزبير: كان يَتَزَوَّدُ صَفِيف الوَحْشِ وهو مُحْرِم أَي قَدِيدَها. يقال: صَففتُ اللحمَ أَصُفُّه صفّاً إذا تركته في الشمس حتى يجِفَّ.
وصُفّةُ الرَّحْلِ والسَّرْجِ: التي تَضُمّ العَرْقُوَتَينِ والبِدادَينِ من أَعْلاهما وأَسفلهما، والجمع صُفَفٌ على القياس.
وحكى سيبويه: وصَفَّ الدابةَ وصفَّ لها عمل لها صُفَّةً.
وصَفَفْتُ لها صُفَّة أَي عَمِلْتُها لها.
وصَفَفْت السرْجَ: جعلت له صُفَّة.
وفي الحديث: نَهَى عن صُفَفِ النُّمُورِ؛ هي جمع صُفّة وهي للسرج بمنزلة المِيثرَة من الرَّحْل؛ قال ابن الأَثير: وهذا كحديثه الآخر: نَهى عن رُكوبِ جلود النُّمُورِ.
وصُفّةُ الدارِ: واحدة الصُّفَفِ؛ الليث: الصُّفّةُ من البُنْيانِ شبه البَهْو الواسِع الطويلِ السَّمْكِ.
وفي الحديث ذكر أَهْلِ الصُّفّة، قال: هم فُقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه فكانوا يَأْوُون إلى موضع مُظَلَّل في مسجد المدينة يسكنونه وفي الحديث: مات رجلٌ من أَهل الصُّفّة؛ هو موضع مظلَّل من المسجد كان يأْوي إليه المساكينُ وصُفّةُ البُنْيانِ: طُرَّته.
والصُّفَّةُ: الظُّلَّةُ. ابن سيده: وعذاب يوم الصُّفَّة كعذاب يوم الظُّلَّة. التهذيب: الليث وعذاب يوم الصفة كان قومٌ عَصَوْا رسُولَهم فأَرسل اللّه عليهم حَرّاً وغَمّاً غَشِيَهم من فوقهم حتى هلكوا. قال أَبو منصور: الذي ذكره اللّه في كتابه عَذابُ يوم الظلة لا عذابُ يوم الصفة، وعُذِّبَ قوم شُعَيب به، قال: ولا أَدْري ما عذابُ يوم الصفَّة.
وأَرض صَفْصَفٌ: مَلْساء مُسْتَوِية.
وفي التنزيل: فََيَذَرُها فاعاً صَفْصفاً؛ الفراء الصَّفْصَفُ الذي لا نبات فيه، وقال ابن الأَعرابي: الصفصف القَرْعاء، وقال مجاهد: قاعاً صفصفاً، مستوياً. أَبو عمرو: الصفصف المستوي من الأَرض، وجمعه صَفاصِفُ؛ قال الشاعر: إذا رَكِبَتْ داوِيَّةً مُدْلَهِمّةً، وغَرَّدَ حادِيها لها بالصَّفاصِفِ والصَّفْصَفَةُ كالصَّفْصَفِ؛ عن ابن جني، والصفصَفُ: الفَلاةُ.
والصُّفْصُفُ: العُصْفور، في بعض اللغات.
والصَّفْصافُ: الخِلافُ، واحدته صَفْصافةٌ، وقيل: شجر الخِلاف شامِيّة.
والصَّفْصَفةُ دُوَيْبّة، وهي دخيل في العربية؛ قال الليث: هي الدويبة التي تسميها العجم السيسك، وروي أَن الحجاج قال لِطبّاخِه: اعْمَلْ لنا صفصافةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها، قال: الصَّفْصافةُ لغة ثَقِيفِيّةٌ، وهي السِّكْباجة. أَبو عمرو: الصَّفْصفةُ السِّكباجة والفَيْجَنُ السَّدابُ.
وفي حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: أَصْبَحْتُ لا أَملِك صُفَّةً ولا لُفَّةً؛ الصفَّةُ: ما يجعل على الرَّاحة من الحُبُوبِ، واللُّفّةُ اللُّقْمَة.
وصَفْصَفةُ الغَضَا: موضع، وذكر ابن بري في هذه الترجمة صِفُّونَ، قال: وهو موضع كانت فيه حَرْب بين عليّ، عليه السلام، وبين معاوية؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بن حُصَيْنٍ الأَسدي: وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ، من البَحْرِ، مَوقُوفٌ عليها سَفِينُها قال: وتقول في النصب والجر رأَيت صِفِّينَ ومررت بِصِفِّين، ومن أَعرب النون قال هذه صفينُ ورأَيت صفينَ، وقال في ترجمة صفن عند كلام الجوهري على صِفِّين، قال: حقه أَن يذكر في فصل صفف لأَن نونه زائدة بدليل قولهم صِفُّونَ فيمن أعربه بالحروف.

عوس (لسان العرب) [0]


العَوْس والعَوَسان: الطَّوْف بالليل. عاسَ عَوْساً وعَوَساناً: طاف بالليل.
والذئبُ يَعُوس: يطلُب شيئاً يأْكله.
وعاس الذئبُ: اعْتَسَّ.
وعاسَ الشيءَ يَعُوسُه: وَصَفَه؛ قال: فعُسْهم أَبا حسَّان، ما أَنت عائِسُ قال ابن سيده: ما، هنا، زائجة كأَنه قال: عُسْهم أَبا حسان أَنت عائس أَي فأَنت عائِس.
ورجل أَعْوَسُ: وصَّاف. قال الأَزهري: قال الليث الأَعوس الصَّيْقل، ثم قال: قال ويقال لكل وَّصَّاف لشيء هو أَعْوَسُ وصَّاف؛ قال جرير يصف السيوف: تَجْلُوا السُّيُوفَ وغيرُكم يَعْصى بها، يا ابن القُيُون، وذاك فِعْلُ الأَعْوَسِ قال الأَزهري: رابَني ما قاله في الأَعْوَسِ وتفسيره وإِبداله قافية هذا البيت بغيرها، والرواية: وذاك فِعْلُ الصَّيْقَلِ، والقصيدة لِجَرِير معروفة وهي لامية طويلة، قال: . . . أكمل المادة وقوله الأَعْوَس الصَّيْقَل ليس بصحيح عندي، قال ابن سيده: والأَعْوَسُ الصَيْقَل.
وعاسَ مالَه عَوْساً وعِيَاسة وساسَه سِياسَة: أَحسن القِيام عليه.
وفي المثل (* قوله «وفي المثل إلخ» أَورده الميدانيّ في أَمثاله: لا يعدم عائش وصلات، بالشين، وقال في تفسيره: أي ما دام المرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به، يضرب للرجل إلى آخر ما هنا.): لا يَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ؛ يُضرَب للرجل يُرْمِل من المال والزاد فيلقَى الرجلَ فيَنال منه الشيءَ ثم الآخر حتى يَبْلُغ أَهله.
ويقال: هو عائِس مالٍ.
ويقال: هو يَعُوس عِياله ويَعُولهم أَي يَقُوتهم؛ وأَنشد: خَلَّى يَتامَى كان يُحْسِنُ عَوْسَهم، ويَقُوتُهم في كلِّ عامٍ جاحِدِ ويقال: إِنه لَسائِس مالٍ وعائِس مال بمعنى واحد.
وعاسَ على عياله يَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ وكَدَح عليهم.
والعُواسَة: الشِّربة من اللَّبَن وغيره. الأَزهري في ترجمة عَوَكَ: عُسْ مَعاشَك وعُكْ معاشَك مَعاساً ومَعاكاً، والعَوْس: إِصلاح المعيشة. عاسَ فلان مَعاشه عَوْساً ورَقَّْحَهُ واحد.
والعَواساءُ، بفتح العين: الحامل من الخنافس؛ قال: بِكْراً عَواساءَ تَفاسَى مُقْرِبا أَي دنا أَن تضع.
والعَوَس: دخول الخَدَّين حتى يكون فيهما كالهَزْمتين، وأَكثر ما يكون ذلك عند الضحِك. رجل أَعْوَس إِذا كان كذلك، وامرأَة عَوْساء، والعَوَسُ المصدر منه.
والعُوسُ: الكباش البِيض؛ قال الجوهري: العُوس، بالضم، ضرب من الغنم، يقال: كبش عُوسِيّ.

فلط (العباب الزاخر) [0]


فَلَطَ الرجل عن سيفه: دهش عنه. والفَلَطُ -بالتحريك-: الفُجاءَةُ، قال: ومنهل على غِشَاشٍ وفَلَطْ. شَربت منه بين كُرهٍ وثَغَطْ والأفْلَطُ: الأحرى. وأفْلَطَني الرجل: مثل أفلتني، وقال الخليل: أفْلَطَني: لغة تميمية قبيحة في أفلتني. وأفلَطَه أمر: أي فاجأهُ، قال المنتخل الهذلي يصف امرأة حمقاء:
أفْلَطَها اللَّيلُ بِعِيْرٍ فَـتَـسْ      عى ثَوْبهُا مُجْتَنِبُ المَعْدَلِ

ويروى: "بعيراً"، ويروى: "مُخْتَلِفُ المَعْدَلِ": أي فاجأها الليل بعير تحمل بعض ما تحب، أي بشرت بمجيء العِيْرِ فخرجت تسعى من الفرح فتعلق ثوبها بشجرة في ناحية الطريق فانشق.
وقال الجمحي: أفْلَطَها: أفْلَتَها، أي أضل لها الليل بعيراً فهي تسعى في طلبه.
والفِلاَطُ: المفاجاة -بِلُغَةِ هّذَيْلٍ-، يقال: لقيته فِلاطاً: أي مفاجأة، قال المنتخل الهذلي أيضاً: . . . أكمل المادة
به أحْمي المُضَافَ إذا دَعاني      ونَفْسي ساعَةَ الفَزَعِ الفِلاطِ

وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان:
وكـانَ امْـرَأً خَـوّاضَ كـلَّ كَـرِيهَةٍ      ومرِدى حُرُوْبٍ يَوْمَ شَرّ يُفَـالِـطُـه


ويقال: تكلم فلان فلاناً فأحسن: إذا فاجأ بالكلام الحسن. وفي حديث عمرو بن عبد العزيز -رحمه الله-: أنه رفع إليه رجل قال لرجلٍ: إنك تبوكها -يعني امرأةً ذكرها- فأمر بضربه، فجعل الرجل يقول: أأُضرَب فِلاطاً؟. وروي من وجه آخر: أن ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشاً فقال له: علامَ تبوك يتيمتك في حجرك، فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم: أن البوك سفاد الحمار؛ فاضربه الحد، فلما قُدم ليضرب قال: إنا لله أأضرب فلاطاً؟ فقال ابن حزم -وكان لا يعرف الغريب-: لا تعجلوا عسى أن يكون في هذا حد آخر.
وإنما قال ذلك لأنه لم يعلم أن الكلمة كانت قذفاً. وقال ابن دريد: افْتُلِطَ الرجل: إذا فوجئ بالأمر، لغة هذلية. وقال ابن فارس: الفاء واللام والطاء ليس بأصل؛ لأنه من باب الابدال، والأصل الراء.

جيأ (لسان العرب) [0]


الـمَجِيء: الإِتيان. جاء جَيْئاً ومَجِيئاً.
وحكى سيبويه عن بعض العرب هو يَجِيكَ بحذف الهمزة.
وجَاء يَجيءُ جَيْئةً، وهو من بناء المرّة الواحدة إِلاّ أَنه <ص:52> وُضِع موضع المصدر مثل الرَّجْفةِ والرحْمة.
والاسم الجِيئَةُ على فِعْلةٍ، بكسر الجيم، وتقول: جئْت مَجِيئاً حَسناً، وهو شاذ لأَن المصدر من فعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بفتح العين، وقد شذت منه حروف فجاءت على مَفْعِلٍ كالـمَجِيء والـمَحِيضِ والـمَكيل والـمَصِير.
وأَجَأْتُه أَي جِئتُ به.
وجايأَني، على فاعَلني، وجاءاني فَجِئْتُه أَجِيئه أَي غالبَني بكثرة الـمَجيء فغلَبْتُه. قال ابن بري: صوابه جايأَنِي؛ قال: ولا يجوز ما ذكره إِلاَّ على القلب.
وجاء به، وأَجاءه، وإِنه لَجَيَّاءٌ بخير، وجَثَّاءٌ، الأَخيرة نادرة.
وحكى ابن جني رحمه اللّه: . . . أكمل المادة جائِيٌّ على وجه الشذوذ.
وجايا: لغة في جاءا، وهو من البَدليّ. ابن الأَعرابي: جايأَني الرجل من قُرْب أَي قابَلَني ومَرَّ بي، مُجايأَة أَي مقابلة؛ قال الأَزهري: هو من جِئْتُه مَجيئاً ومَجِيئةً: فأَنا جاءٍ. أَبو زيد: جايَأْتُ فلاناً: إِذا وافَقْت مَجِيئَه.
ويقال: لو قد جاوَزْتَ هذا المكان لجايَأْتَ الغَيْث مُجايأَةً وجِياءً أَي وافقته.
وتقول: الحمد للّه الذي جاء بك أَي الحمد للّهِ إذْ جِئتَ، ولا تقل الحمد للّه الذي جِئْتَ. قال ابن بري: الصحيح ما وجدته بخط الجوهري في كتابه عند هذا الموضع، وهو: الحَمْدُ للّهِ الذي جاء بك، والحمدُ للّهِ اذْ جئت، هكذا بالواو في قوله: والحمد للّه اذ جئت، عوضاً من قوله: أَي الحمدُ للّهِ اذْ جئت؛ قال: ويقوِّي صِحَّة هذا قَوْلُ ابن السكيت، تقول: الحمد للّهِ اذْ كان كذا وكذا، ولا تقل: الحمد للّه الذي كان كذا وكذا، حتى تقول به أَو مِنْه أَو عَنه.
وانه لحَسَنُ الجِيئة أَي الحالةِ التي يَجيء عليها.
وأَجاءَه إِلى الشيء: جاءَ به وأَلجأَه واضْطَرَّه اليه؛ قال زهير بن أَبي سُلْمى: وجارٍ، سارَ مُعْتَمِداً اليْكُم، * أَجاءَتْهُ المخافةُ والرَّجاء قال الفرَّاء: أَصله من جئت، وقد جعلته العَرب إِلجاء.
وفي المثل: شَرٌّ ما أَجاءَك إِلى مُخَّةِ العُرْقُوب، وشَرٌّ ما يُجِيئُك إِلى مُخَّةِ عُرْقُوب؛ قال الأَصمعي: وذلك أَنّ العُرْقوب لا مُخَّ فيه وانما يُحْوَجُ اليه من لا يَقدِرُ على شيء؛ ومنهم من يقول: شَرٌّ ما أَلجأَك، والمعنى واحد، وتميم تقول: شَرٌّ ما أَشاءَك، قال الشاعر: وشَدَدْنا شَدَّةً صادِقةً، * فأَجاءتْكم إِلى سَفْحِ الجَبَلْ وما جاءتْ حاجَتَك أَي ما صارَتْ. قال سيبويه: أَدخلَ التأْنيثَ على ما حيث كانتِ الحاجةَ؛ كما قالوا: مَن كانت أُمَّك، حيث أَوْقَعُوا مَنْ على مُؤَنث، وانما صُيِّر جاء بمنزلة كان في هذا الحرف لأَنه بمنزلة المثل، كما جَعَلُوا عسى بمنزلة كان فيِ قولهم: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، ولا تقول: عَسِيت أَخانا.
والجِئاوةُ والجِياء والجِياءة: وِعاء توضع فيه القِدْر، وقيل هي كلُّ ما وُضِعَت فيه من خَصَفةٍ أَو جلد أَو غيره؛ وقال الأَحمر: هي الجِواءُ والجِياء؛ وفي حديث عليٍّ: لأَنْ أَطَّلِيَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحَبُّ اليَّ مِنْ أَن أَطَّليَ بزَعْفَرانٍ. قال: وجمع الجِئاء(1) (1 قوله «قال و جمع إلخ» يعني ابن الأثير ونصه وجمعها (أي الجواء) أجوية وقيل هي الجئاء مهموز وجمعها أجئية ويقال لها الجيا بلا همز ا هـ.
وبهامشها جواء القدر سوادها.) أَجْئِيةٌ، وجمع الجِواء أَجْوِيةٌ. الفرّاء: جَأَوْتُ البُرْمَةَ: رَقَعْتُها، وكذلك النَّعل. الليث: جِياوةُ: اسم حَيٍّ من قَيْسٍ قد دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون. وجَيَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قال الشاعر: تَخَرَّقَ ثَفْرُها، أَيَّام خُلَّتْ، * على عَجَلٍ، فجِيبَ بها أَدِيمُ فجَيَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها، * كَبَعْثاةٌ ورادِعةٌ رَدُوم ابن السكيت: امْرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ: إِذا أُفْضِيَتْ، فإِذا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ.
ورجل مُجَيَّأ: إِذا جامَعَ سَلَحَ.
وقال الفرّاء في قول اللّه: فأَجَاءها الـمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلةِ؛ هو من جِئْتُ، كما تقول: فجاء بها الـمَخاضُ، فلما أُلقِيَتِ الباءُ جُعل في الفِعْل أَلِفٌ، كما تقول: آتَيْتُكَ زَيْداً، تريد: أَتَيْتُك بزيد.
والجايئةُ: مِدَّةُ الجُرْحِ والخُرَاجِ وما اجْتَمَعَ فيه من المِدَّة والقَيْحِ؛ يقال: جاءتْ جايِئةُ الجِراحِ.
والجِئَةُ والجِيئَةُ: حُفْرةٌ في الهَبْطةِ يجتمع فيها الماء، والأَعرف: الجِيَّةُ، من الجَوَى الذي هو فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ يَأْجِنُ هناك فيَتَغَيَّر، والجمع جَيْءٌ.
وفي التهذيب: الجَيْأَةُ: مُجْتَمَعُ ماء في هَبْطةٍ حوالي الحُصُونِ؛ وقيل: الجَيْأَةُ: الموضع الذي يَجْتَمِع فيه الماء؛ وقال أَبو زيد: الجَيْأَةُ: الحُفْرة العظيمة يَجْتَمِع فيها ماء المطر وتُشْرِعُ الناسُ فيه حُشُوشَهم؛ قال الكميت: ضفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً، * مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِينا وجَيْئةُ البطن: أَسْفل من السُّرَّةِ إِلى العانةِ.
والجَيْئةُ: قِطعة يُرْقَعُ بها النَّعل، وقيل: هي سَيْرٌ يُخاط به.
وقد أَجاءها.
والجِيءُ والجَيءُ: الدُّعاء إِلى الطعام والشراب، وهو أَيضاً دعاء الإِبل إِلى الماء؛ قال معاذ الهرّاء: وما كانَ على الجِيءِ، * ولا الهِيءِ امْتِداحِيكا وقولهم: لو كان ذلك في الهِيء والجِيء ما نَفَعَه؛ قال أَبو عمرو: الهِيءُ: الطعام، والجِيءُ: الشَّرابُ.
وقال الأُموي: هُما اسْمانِ من قولهم: جَأْجَأْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إِذا دَعَوْتها للعَلف.

الغَوْرُ (القاموس المحيط) [0]


الغَوْرُ: القَعْرُ من كلِّ شيءٍ،
كالغَوْرَى، كسَكْرَى، وما بين ذاتِ عِرْقٍ إلى البَحْرِ، وكلُّ ما انْحَدَرَ مُغَرِّباً عن تهامَةَ،
وع مُنْخَفِضٌ بين القُدْسِ وحَوْرانَ مَسِيرَةَ ثَلاثةِ أيامٍ في عَرْضِ فَرْسَخَيْنِ،
وع بِدِيارِ بني سُلَيْمٍ، وماءٌ لبني العَدَوِيَّةِ، وإِتْيانُ الغَوْرِ،
كالغُؤُورِ والإِغارَةِ والتَّغْويرِ والتَّغَوُّرِ، والدُّخُولُ في الشيءِ،
كالغُؤُورِ والغِيارِ، وذَهابُ الماءِ في الأرضِ،
كالتَّغْوِيرِ، والماءُ الغائرُ، والكَهْفُ،
كالمَغارَةِ والمَغارِ، ويُضَمَّانِ،
(والغارِ).
وغارَتِ الشمسُ غِياراً وغُؤُوراً
وغَوَّرَتْ: غَرَبَتْ.
أو الغارُ: كالبَيْتِ في الجَبَلِ، أو المُنْخَفِضُ فيه، أو كلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأرضِ، أو الجُحْرُ يَأوِي إليه الوَحْشِيُّ
ج: أغْوارٌ وغِيرانٌ، وما خَلْفَ الفَراشَةِ من أعْلَى الفَمِ، أو الأُخْدُودُ بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ، أو . . . أكمل المادة داخِلُ الفَمِ، والجمعُ الكثيرُ من الناسِ، وَوَرَقُ الكَرْمِ، وشَجَرٌ عظامٌ له دُهْنٌ، والغُبارُ، وابنُ جَبَلَةَ المحدِّثُ، أو هو بالزاي، ومكيالٌ لأَهْلِ نَسَفَ مِئَةُ قَفيزٍ، والجَيْشُ، والغِيرَةُ، بالكسر.
والغارانُ: الفَمُ والفَرْجُ، والعَظْمانِ فيهما العَيْنانِ.
وأغارَ: عَجَّلَ في المَشْي، وشَدَّ الفَتْلَ، وذَهَبَ في الأرضِ،
و~ على القَوْمِ غارَةً وإِغارَةً: دَفَعَ عليهم الخَيْلَ،
كاستَغارَ،
و~ الفَرَسُ: اشْتَدَّ عَدْوُهُ في الغارَةِ وغيرِها،
و~ بِبَنِي فلانٍ: جاءَهُم لِيَنْصُروهُ، وقد يُعَدَّى بإِلَى، وأسْرَعَ، ومنه: "أشْرِقْ ثَبيرُ كَيْما نُغيرَ"، أي: نُسْرِعَ إلى النَّحْرِ.
ورجُلٌ مِغْوارٌ، بَيِّنُ الغِوارِ، بكسرهما: كثيرُ الغاراتِ.
وغارَهمُ اللّهُ تعالى بِخَيْرٍ يَغُورُهُم ويَغيرهُم: أصابَهُم بِخِصْبٍ ومَطَرٍ،
و~ النَّهارُ: اشْتَدَّ حَرُّهُ.
واسْتَغْوَرَ اللّهَ تعالى: سألَهُ الغَيرَةَ، وقد غارَ لهم وغارَهُم غِياراً.
واللهُمَّ غُرْنا بِغَيْثٍ: أغِثْنا به.
والغائِرَةُ: القائِلَةُ، ونِصْفُ النَّهارِ.
وغَوَّرَ تَغْويراً: دَخَلَ فيه، ونَزَلَ فيه، ونامَ فيه،
كغارَ، وسارَ فيه.
واسْتَغارَ الشَّحْمُ فيه: اسْتَطَارَ، وسَمِنَ،
و~ الجَرْحَةُ: تَوَرَّمَتْ.
ومُغيرةُ، وتكسرُ الميمُ، ابنُ عَمْرِو بنِ الأَخْنَسِ، وابنُ الحَارِثِ، وابنُ سَلْمانَ، وابنُ شُعْبَةَ، وابنُ نَوْفَلٍ، وابنُ هِشامٍ: صَحابِيُّونَ، وفي المحدِّثينَ: خَلْقٌ.
والغَوْرَةُ: الشَّمْسُ، والقائلَةُ،
وع، وبالضم: ة عِندَ بابِ هَراةَ.
وهو غُورَجِيٌّ، على غير قياسٍ، وبلا هاءٍ: ناحِيَةٌ بالعَجَمِ، ومِكْيالٌ لأَهْلِ خَوَارَزْمَ اثْنا عَشَرَ سُخّاً.
وتَغاوَرُوا: أغارَ بعضُهم على بعضٍ.
والغُوَيْرُ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ م لِبَنِي كَلْبٍ، ومنه قولُ الزَّبَّاء لمَّا تَنَكَّبَ قَصيرٌ بالأَجْمالِ الطَّريقَ المَنْهَجَ، وأخَذَ على الغُوَيْرِ:
"عَسى الغُوَيْرُ أبْؤُساً"، أو هو تَصْغيرُ غارٍ، لأَنَّ أُناساً كانوا في غارٍ، فانْهارَ عليهم، أو أتاهمُ فيه عَدُوٌّ، فَقَتَلوهُم، فصارَ مَثَلاً لكُلِّ ما يُخافُ أن يأتِيَ منه شَرٌّ.
واغْتارَ: انْتَفَعَ.
واسْتَغَارَ: أرادَ هُبوطَ أرضٍ غَوْرٍ.
والغَوارَةُ، كسحابةٍ: ة بِجَنْبِ الظَّهْرانِ.
وغُورِينُ، بالضم: أرضٌ.
وغُورِيانُ، بالضم: ة بِمَرْوَ.
وذُو غَاوَرَ، كهاجَرَ: من ألهانِ بنِ مالِكٍ.
والتَّغْويرُ: الهَزيمَةُ، والطَّرْدُ.
والغارَةُ: السُّرَّةُ.
والغِوَرُ، كعِنَبٍ: الدِّيَةُ.

ذوب (لسان العرب) [0]


الذَّوْبُ: ضِدُّ الجُمُودِ. ذابَ يَذُوبُ ذَوْباً وذَوَباناً: نَقيض جمَدَ.
وأَذابَه غيرُه، وأَذَبْته، وذَوَّبْته، واسْتَذَبْته: طَلَبْت منه ذاكَ، على عامَّة ما يدُلُّ عليه هذا البِـناءُ.
والـمِذْوَبُ: ما ذَوَّبْتُ فيه.
والذَّوْبُ: ما ذَوَّبْت منه.
وذاب إِذا سال.
وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها؛ قال ذو الرُّمة: إِذا ذابتِ الشمسُ، اتَّقى صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبُوعِ الصَّريمةِ، مُعْبِلِ وقال الرَّاجز: وذابَ للشمسِ لُعابٌ فنَزَلْ ويقال: هاجِرَةٌ ذَوّابة شديدةُ الـحَرِّ؛ قال الشاعر: وظَلْـماءَ، من جَرَّى نَوارٍ، سَرَيْتُها، * وهَاجِرَةٍ ذَوّابةٍ، لا أَقِـيلُها والذَّوْبُ: العَسَل عامَّة؛ وقيل: هو ما في أَبياتِ النَّحْل من العَسَلِ خاصَّة؛ وقيل: هو العَسَل الذي خُلِّص من شَمْعِه ومُومِه؛ قال الـمُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ: شِرْكاً بماءِ . . . أكمل المادة الذَّوْب، تَجْمَعُه * في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ أَيْمن: موضع. أَبو زيد قال: الزُّبْدُ: حين يَحْصُلُ في البُرْمة فيُطْبَخُ، فهو الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّـبَنُ بالزُّبْدِ، قيل: ارْتجَنَ.
والإِذْوابُ والإِذْوابةُ: الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن في السِّقاءِ.
وذَابَ إِذا قام على أَكْمَلِ الذَّوْبِ، وهو العَسَل.
ويقال في الـمَثل: ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب؟ وذلك عند شدَّةِ الأَمر؛ قال بشر بن أَبي خازم: وكُنْـتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ، * أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِيبُها؟ أَي: لا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرةً أَم تُذِيبُها؟ وذلك إِذا خافت أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ.
وقال أَبو الهيثم: قوله تُذِيبُها تُبْقيها، من قولك: ما ذَابَ في يَدِي شيءٌ أَي ما بَقِـيَ.
وقال غيره: تُذِيبُها تُنْهِبُها.
والـمِذْوَبةُ: الـمِغْرَفَةُ، عن اللحياني.
وذَابَ عليه المالُ أَي حصَل، وما ذابَ في يدِي منه خيرٌ أَي ما حصَل.
والإِذابةُ: الإِغارةُ.
وأَذابَ علينا بنو فلانٍ أَي أَغارُوا؛ وفي حديث قس: أَذُوبُ اللَّيالي أَو يُجِـيبَ صَداكُما أَي: أَنْتَظِرُ في مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها، من الإِذابة الإِغارة.
والإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ لا مصدَر، واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم، وشرح قوله: أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها؟ فقال: أَي تُنْهِبُها؛ وقال غيره: تُثْبِتُها، مِن قولهم ذابَ لي عليه من الـحَقِّ كذا أَي وَجَبَ وثَـبَتَ.
وذابَ عليه من الأَمْركذا ذَوْباً: وجَبَ، كما قالوا: جَمَدَ وبَرَدَ.
وقال الأَصمعي: هو مِن ذابَ، نَقِـيض جَمَدَ، وأَصلُ الـمَثَل في الزُّبْدِ.
وفي حديث عبداللّه: فيَفْرَحُ الـمَرْءُ أَن يَذُوبَ له الـحَقُّ أَي يَجِبَ.
وذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، وظَهَرَ فيه ذَوْبةٌ أَي حَمْقة.
ويقال: ذابَتْ حدَقَة فلان إِذا سالَتْ.
وناقةٌ ذَؤُوبٌ أَي سَمِـينَةٌ، وليست في غايةِ السِّمَنِ.
والذُّوبانُ: بقيَّةُ الوَبَر؛ وقيل: هو الشَّعَر على عُنُقِ البَعِـيرِ ومِشْفَرِه، وسنذكر ذلك في الذِّيبانِ، لأَنهما لغتان، وعسى أَن يكون مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كل واحدةٍ منهما على صاحِـبَتها.
وفي الحديث: مَنْ أَسْلَمَ عَلى ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فهي له. الذَّوْبة: بقيَّة المال يَسْتَذِيبُها الرجلُ أَي يَسْتَبْقِـيها؛ والـمَأْثَرة: الـمَكْرُمة.
والذَّابُ: العَيْبُ، مثلُ الذَّامِ، والذَّيْمِ، والذَّانِ.
وفي حديث ابن الـحَنَفِـيَّة: أَنه كان يُذَوِّبُ أُمـَّه أَي يَضْفِرُ ذَوائبَها؛ قال: والقياس يُذَئِّبُ، بالهمز، لأَن عين الذُّؤَابةِ همزة، ولكنه جاءَ غيرَ مهموز كما جاءَ الذَّوائب، على خلافِ القياس.
وفي حديث الغار: فيُصْبِـحُ في ذُوبانِ الناسِ؛ يقال لصَعالِـيك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، وأَصلُ الذُّوبانِ بالهمز، ولكنه خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.

غور (الصّحّاح في اللغة) [0]


غَوْرُ كلِّ شيء: قعره. يقال: فلانٌ بعيد الغَوْرِ.
والغَوْرُ: المطمئنُّ من الأرض.
وماءٌ غورٌ، أي غائِرٌ، وصف بالمصدر.
والغارُ، كالكهف في الجبل، والجمع الغيرانُ.
والمَغارُ مثل الغارِ، وكذلك المَغارَةُ.
وربَّما سمُّوا مَكانسَ الظباءِ مَغاراً. قال بشر:
كَوانِسَ قالِصاً عنها المَغارُ      كأنَّ ظِباء أسْنُمَةٍ علـيهـا

وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ.
وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُساً. قال الأصمعيّ: أصله أنه كان غارٌ فيه ناسٌ، فانهار عليهم، أو أتاهم فيه عدوٌّ فقتلهم، فصار مثلاً لكلِّ شيء يُخاف أن يأتيَ منه شر.
والغارانِ: البطن والفرج. قال الشاعر:
وأنَّ الفتى يسعى لغارَيْهِ دائبا      ألم تَرَ أن الدهـرَ يومٌ ولـيلةٌ

والغارُ: الجيش. يقال: التقى الغارانِ، أي الجيشان.
والغارُ: ضرب من الشجر، ومنه دُهن الغارِ. . . . أكمل المادة قال عديُّ بن زيد:
تَقْضَمُ الهِنْديَّ والغارا      رُبَّ نارٍ بِتُّ أرْمُقُهـا

والغار: الغَيْرَةُ.
والغارَةُ: الخيل المُغيرَة.
والغارَةُ: الاسم من الإغارَةِ على العدو.
وحبلٌ شديد الغارةِ، أي شديد الفتل، وغارَ يَغورُ غَوْراً، أي أتى الغَوْرُ، فهو غائِرٌ. قال: ولا يقال أغار.
وغارَ الماء غَوْراً وغُؤوراً، أي سفل في الأرض.
وغارَتْ عينه تَغورُ غَوْراً وغُؤوراً: دخلت في الرأس.
وغارَتْ تَغارُ لغةٌ فيه.
وغارَتِ الشمس تَغورُ غِياراً، أي غَرَبَتْ. قال أبو ذؤيب:
وإلا طُلوعُ الشمسِ ثم غِيارُها      هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارهـا

أبو عبيد: غارَ النهار، أي اشتدَّ حرّه.
وغارَهُ بخيرٍ يَغورُهُ ويَغيرُهُ، أي نفعه. يقال: اللهم غُرْنا منك بغيثٍ، أي أغِثْنا به.
وأغارَ على العدوِّ يُغيرُ إغارةً ومُغاراً، وكذلك غاوَرَهُم مُغاوَرَةً.
ورجلٌ مِغْوارٌ ومُغاوِرٌ، أي مقاتل، وقومٌ مَغاويرُ، وخيلٌ مُغيرَةٌ.
وأغَرْتُ الحبلَ، أي فتلته، فهو مُغارٌ.
وأغارَ فلانٌ أهلَه، أي تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ: وأغارَ، أي شَدَّ العَدْوَ وأسرع.
وكانوا يقولون: أشْرِقْ ثَبيرُ، كَيْما نُغير، أي نسرع للنحر.
ومنه قولهم: أغارَ إغارَةَ الثعلب، إذا أسرع ودفع في عَدْوِه.
وقال بشر بن أبي حازم:
بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ      فَعَدِّ طِلابَها وتَعَدَّ عنهـا

واختلفوا في قول الأعشى:
أغار لَعَمْري في البلاد وأنْجَدا      نَبِيٌّ يرى ما لا يَرَوْنَ وذِكُـرُهُ

قال الأصمعيّ: أغارَ بمعنى أسرع، وأنجد أي ارتفع.
ولم يُرْد أتى الغَوْرَ ولا نَجْداً.
وليس عنده في إتيان الغَوْرِ إلا غارَ.
وزعم الفراء أنَّها لغة، واحتج بهذا البيت: والتَغويرُ: إتيانُ الغَوْرِ. يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنًى.
والتَغْويرُ: القيلولة. يقال: غَوِّروا، أي انزلوا للقائلة. قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ.
واستَغارَ، أي سَمِنَ ودخل فيه الشحم.
وربَّما قالوا: اسْتغارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ.
وتَغاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.

خنف (العباب الزاخر) [0]


أبو عبيد: الخنيف: جنس من الكتان أردأ ما يكون منه، ومنه الحديث: أن رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله تخرقت عنا الخنف وأحرق بطوننا التمر. الخنف: جمع الخنيف، قال:
عَلا كالخَنِيْفِ السَّحْقِ يَدْعًو به الصَّدى      له قُلُبٌ عُفّى الـحِـياضِ أُجُـوْنُ

ويروى: "له قُلُبٌ عادية وصحون".
وقال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي:
وأبارِيْقُ شِبْهُ أعْنَاقِ طَيْرِ ال      ماءِ قد جِيْبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيْفُ

وقال أبو عمرو: الخنيف: الطريق، والجمع: خنف، قال تميم بن أبي بن مقبل:
ولاحِبٍ كَمَقَدِّ المَعْـنِ وَعَّـسَـهُ      أيدي المَرَاسِيْل في دَوْداتِهِ خُنُفا

دوداته: آثاره؛ جعلها مثل آثار ملاعب الصبيان. وقال أبن عباد: حنيفا الناقة . . . أكمل المادة وخليفاها: إبطاها. قال: والخنيف: المرح والنشاط. وقال غيره: الخنيف: الناقة الغريزة. وقال الأصمعي: إذا سار البعير أو الناقة فقلب خف يده إلى وحشيه فذلك الخناف، يقال: جمل خنوف وناقة خنوف، وقد خنف يخنف خنافاً، والجمع: خنف.
وقال أبو عمرو: الخنف: التي تخنف برؤوسها: أي تميلها إذا عدت، الواحد خانف وخنوف، قال أبن مقبل أيضاً:
حتّى إذا احْتَمَلُوا كانَتْ حَقَائبهـم      طَيَّ السَّلُوقي والمَلْبُوءنَةَ الخُنُفا

والخناف: لين في الأرساغ. وخنف البعير يخنف خنافاً: إذا لوى أنفه من الزمام، قال أبو وجزة:
قد قُلْتُ والعيْسُ النّجَائبُ تَغْتَـلـي      بالقَوءم عاصِفَةً خَوَانِفَ في البُرى

ويروى: "تَوَاهَقُ في البرى"، وهذه هي الرواية الصحيحة.
وقال الأعشى:
وأذْرَتْ بِرِجْلَيْها النَّفِيَّ وأتْبَعَتْ      يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيْرَ أحْرَدا

والخانف: الذي يشمخ بأنفه من الكبر. وقال أبن عباد: الخنوف: الغضب. وأبو مخنف لوط بن يحيى: رجل من نقلة السير. وخنيف -مثال صيقل-: وادٍ، قال الأخطل:
بِبَطْنِ خَيْنَفَ من أُمِّ الوَلِيْدِ وقـد      تامَتْ فُؤادَكَ أو كانَتْ له خَبَلا

وقال حاجز بن عوف الأزدي:
وأعْرَضَتِ الجِبالُ السُّوْدُ دُوْني      وخَيْنَفُ عن شمالي والبَهشيْمُ

وقال الليث: تقول: صدر أخنف وظهر أخنف، وخنفه: انهضام أحد جانبيه. وجمل مخناف: وهو الذي لا يلقح من ضرابه كالعقيم من الرجال. والمخناف: الرجل الذي لا ينجب على يده ما يأبر من النخل وما يعالج من الزرع. وقال أبن دريد: خنفت الأترج وما أشبهه بالسكين: إذا قطعته به، والقطعة منه: خنفة؛ وقيل: خنفة، والأولى أكثر. ووقع في خنفة وخنعة: أي ما يستحا منه. وخنفت المرأة: إذا ضربت صدرها بيدها.
ويقول بائع الدابة: برئت إليك من الخناف: أي إمالة رأسه إلى فارسه في عدوه. والتركيب يدل على لين وميل.

د - ر - ف (جمهرة اللغة) [0]


الدَّفْر: النَّتْن؛ رجل أدْفَرُ وامرأة دَفْراءُ، ورجل دَفِرٌ وامرأة دَفِرَة؛ ويقال للأمَة: يا دَفارِ، معدول؛ وشممتُ دَفْرَ الشيء ودَفَرَه. وسُمّيت الدُنيا: أمَّ دَفْرٍ. ودَفَرْتُ الرجلَ عنّي، إذا دفعته؛ لغة يمانية. وكتيبة دَفراء: يُشَمّ منها رائحة الحديد، وذَفْراء أيضاً، لحدّة الرائحة. قال الشاعر يصف كتيبة: فَخْمَةٌ ذَفْراءُ تُرْتَى بالعُرَى ويُرْوى: دَفْراء. وفي حديث عمر رضي الله عنه: لمّا خبَّره الحَبْرُ عن الأئمة حتى صار الى ذكرِ بعضهم فقال: زُبْرَةٌ من حديد، فقال: وادَفْراه. والرِّدْف: الذي يركب وراءك فهو رِدْفك ورَديفك. والرِّدْف: العَجُز. وكل شيء جاء بعدك فهو رِدْفك ورَديفك وقد رَدَفَك. وفي التنزيل: " تَتْبَعُها الرّادفةُ " . ورَدِفَتْهم كتبُ السلطان بكذا . . . أكمل المادة وكذا، أي جاءت بعدهم. وجاء القوم رُدافَى، في وزن فُعالى، أي بعضهم على إثر بعض. وجمع الرِّدْف أرداف. وأرداف الملوك في الجاهلية: الذين كانوا يَخْلُفون الملكَ، نحو صاحب الشُّرَط في دهرنا هذا. والرَّديف والرّادف: النجم الذي ينوء من المشرق إذا انقمس رقيبُه في المغرب. قال الراجز: وصاحبُ المقدار والرَّديفُ أفنى ألوفاً بعدها ألوفُ والرِّفْد: العطاء؛ أرفدتُ الرجل أُرفِده إرفاداً، ورَفَدْتُه رَفْداً. والرِّفْد والمِرْفَد: الإناء الذي يُقرى فيه الضيف. قال الشاعر: وإذا تُجاورهم عِظامُ المِرْفَدِ وقالوا: الرِّفْد والرَّفْد: العُسّ، وجمعه أرفاد. قال الأعشى: وإذا القيانُ حَسِبْتَها حبشيةً ... غُبْراً وقَلّ حلائبُ الأرفادِ ورَفَدْتُ الرجلَ وأرفدته، إذا عاونته على أموره، ومنه اشتقاق الرِّفادة التي يُرفد بها الجرح؛ رَفَدْتُ الجرحَ أرفِده رَفْداً. وقد سمّت العرب رافِداً ورُفَيْداً ومُرْفِداً ورُفَيْدة. ورفّد بنو فلان فلاناً، إذا سوّدوه عليهم وعظّموا أمره، فهو مرفَّد. ورُفَيْدَة: أبو حيّ من العرب يقال لهم الرُّفَيْدات. قال الشاعر: ساقَ الرُّفَيداتِ من عَوْذَى ومن عَمَمٍ ... والسّبيَ من رهطِ رِبْعيٍّ وحَجّارِ والفِدْرَة من اللحم: القطعة منه، والجمع فِدَر. وفَدّرَ الفحلُ فُدوراً، إذا عجز عن الضِّراب، فهو فادر والجمع فوادر، وهو من أحد ما جاء على فاعل وفواعل. ووَعِل فادر، والجمع فُدُر، إذا تمّ سنُّه وذَكاؤه. قال الراعي: وكأنّما انتطحتْ على أثباجها ... فُدُرٌ بشابةَ قد تَمَمْنَ وُعولا شابة: جبل؛ وقد قالوا: وَعِل فادر وفَدور. والمَفْدَرَة: موضع الوُعول الفُدُر. والفَرْد: الواحد، والله تبارك وتعالى الفَرْد، وكل شيء متوحّد فقد انفرد، وكأن أصل الفرد: الذي لا نظير له، وكذلك الفَرُد والفَرَد. قال النابغة: من وحش وَجْرَةَ مَوْشيٍّ أكارعُه ... طاوي المصير كسيْفِ الصّيقل الفَرُدِ ويُروى: الفَرَد؛ وجمع فَرَد فِراد وأفراد. وظبية فاردة، والجمع فوارد، إذا انقطعت عن قطيعها وانفردت؛ وكذلك سِدْرَة فاردة، إذا انفردت عن السِّدْر. قال الشاعر: نظرتْ إليكَ بعينِ جازئةٍ ... في ظل فاردةٍ من السِّدْرِ والفَريد، والواحدة فريدة، وهي كل خَرَزَة فصلتَ بها بين ذهب في نظمٍ؛ ذهبٌ مفرَّدٌ، إذا فُصِّل بينه بالفرائد. وأفراد النجوم: الدراريّ التي تطلع في آفاق السماء. وجاء القومُ فُرادى، إذا جاءوا واحداً بعد واحد.

مغد (لسان العرب) [0]


الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الفصيل وغيره.
وتقول المرأَة: أَمْغَدْتُ هذا الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني.
ويقال وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قد يكون في جوف الصرَبَة شيء كأَنه الغِراءُ والدِّبْسُ.
والصرَبَةُ: صَمْغُ الطلْحِ وتسمى الصربةُ مَغْداً، وكذلك صَمْغُ سِدْرِ البادية؛ قال جزء بن الحرث: وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ يُنْظَرُ نحوَه، ولا يُجْتَنَى إِلا بِفأْسٍ ومِحْجَنِ. أَبو سعيد: المغْدُ صمغ يخرج من السِّدْرِ. قال: ومَغْدٌ آخر يشبه الخيار يؤْكل وهو طيب.
ومَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها ورَضَعَها، وكذلك السخلة.
وهو يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يتناوله.
وبعير مَغْدُ الجِسْمِ: تارٌّ لَحِيم؛ وقيل: هو الضَّخْم من كل شيءٍ كالمَعْدِ، وقد تقدم.
ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ مَغَداً: كلاهما امتَلأَ وسَمِنَ.
ومَغَدَ فلاناً . . . أكمل المادة عيشٌ ناعمٌ يَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَيْشٌ ناعم.
وقال أَبو مالك: مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إِذا طال؛ ومَغَدَ في عَيْشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مَغْداً.
وشابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ.
والمَغْدُ: الناعِمُ؛ قال إِياس الخيبري: حتى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا، وكان قَدْ شَبَّ شَباباً مَغْدا والسِّمَغْد (* قوله «والسمغد» هو بهذا الضبط هنا ويؤيده صريح القاموس في س م غ د قال سمغد كحضجر وقال شارحه عقب قوله والسمغد كحضجر الطويل الشديد الأركان والأحمق والمتكبر، هكذا في النسخ والصواب فيه سمغدّ كقرشبّ كما هو بخط الصاغاني) : الطويلُ.
وعَيْشٌ مَغْدٌ: ناعم. قال أَبو زيد وابن الأَعرابي: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعِمٌ يمْغَدُه مَغْداً أَي غَذَاه عيشٌ ناعِمٌ؛ وقال النضر: مَغَدَه الشبابُ وذلك حين استقام فيه الشباب ولم يَتناهَ شبابه كله، وإِنه لفي مَغْدِ الشباب؛ وأَنشد: أَراهُ في مَغْدِ الشبابِ العُسْلُجِ والمَغْدُ: النَّتْفُ.
ومَغَدَ: امْتَلأَ شباباً.
ومغَدَ شَعَرَه يَمْغَدُه مَغْداً: نتفه.
والمَغْدُ في الغُرَّة: أَن يَنْتَتِفَ موضعُها حتى يَشْمَط؛ قال: تُبارِي قُرْحةً مِثْلَ الْـ وَتِيرَةِ، لم تَكُنْ مَغْدا وأُراه وضع المصدر موضع المفعول.
والمَغْدَةُ في غُرَّةِ الفرس كأَنها وارمة لأَن الشعر يُنْتَفُ لينبت أَبيضَ. الوَتِيرةُ: الوَرْدةُ البَيْضاء؛ أَخبر أَن غُرَّتها جِبِلّة لم تَحْدُثْ عن عِلاج نَتْف.
والمَغْدُ في الناصية: كالحَرْق.
ومَغَدَ الرجلُ جاريتَه يَمْغَدُها إِذا نكَحها.
والمَغْدُ والمَغَدُ: الباذَنْجانُ، وقيل: هو شبيه به ينبت في أَصل العِضَةِ، وقيل: هو اللُّفَّاحُ، وقيل: هو اللُّفَّاحُ البَرِّيُّ، وقيل: هو جنَى التُّنْضُب.
وقال أَبو حنيفة: المَغْدُ شَجَرٌ يتلَوَّى على الشجر أَرقُّ من الكَرْم، ووَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ ناعمة ويُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً وأَكثر ماء، وهي حلوة لا تُقْشَرُ، ولها حب كحب التُّفَّاح والناس ينتابونه وينزلون عليه فيأْكلونه، ويبدأُ أَخضر ثم يصفرّ ثم يخضرّ إِذا انتهى؛ قال راجز من بني سُواءَة: نحنُ بَنُو سُواءَةَ بنِ عامِرِ، أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ واحدته مَغْدَةٌ. قال ابن سيده: ولم أَسمع مَغَدَةً؛ قال: وعسى أَن يكون المَغَدُ، بالفتح، اسماً لجمع مَغْدَةٍ، بالإِسكان، فيكون كَحَلْقةٍ وحَلَق وفَلْكةٍ وفَلَك.
وأَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إِذا أَكثر من الشرب؛ قال أَبو حنيفة: أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب.
ومَغْدانُ: لغة في بَغْدانَ؛ عن ابن جني. قال ابن سيده: وإِن كان بدلاً فالكلمة رباعية.

أسد (لسان العرب) [0]


الأَسَد: من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل، وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة، وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ.
وأَرض مأْسَدة: كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان: يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة: ويقال لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب.
واستأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل: إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا وأَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه.
وقيل لامرأَة من العرب: أَيّ الرجال زوجك؟ قالت: الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل . . . أكمل المادة فهِدَ، ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في الشجاعة. يقال: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ.
وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ أَسَداً إِذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف.
واستأْسد عليه: اجترأَ.وفي حديث لقمان بن عاد: خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية.
وأَسد عليه: غضب؛ وقيل: أَسد عليه سفه.
واستأْسد النبت: طال وعظم، وقيل: هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته، وقيل: هو إِذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم: مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ، يقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ وقال أَبو خراش الهذلي: يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ، له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل قوله: يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني حُمُراً وردت الماء.
والعَرمَض: الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد النبت.
والنجيل: النزّ والطين.
وآسَدَ بين القوم (* قوله «وآسد بين القوم» كذا بالأصل وفي القاموس مع الشرخ كضرب أفسد بني القوم.): أَفسد .
وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً: هيجه وأَغراه، وأَشلاه دعاه.
وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها؛ وقال رؤْبة: تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد والمؤسِدُ: الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه.
وآسدت الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف.
وآسدَ السيرَ كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده: وعسى أَن يكون مقلوباً عن أَسأَد.ويقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح.
وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسمان.
والأَسَدُ: قبيلة؛ التهذيب: وأَسَد أَبو قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.
وأَسَد أَيضاً: قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار.
والأَسْد: لغة في الأَزد؛ يقال: هم الأَسْد شنوءة.
والأَسْديّ، بفتح الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة يصف قفزاً: مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه، والعادية: الآبار.
والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب. قال: ووهم من جعله في فصل أَسد، وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: وليس بجمع تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.

نغر (لسان العرب) [0]


نَغِرَ عليه، بالكسر، نَغَراً، ونَغَرَ يَنْغِرُ نَغَراناً وتَنَغَّر: غَلَى وغَضِبَ، وقيل: هو الذي يَغْلِي جوفه من الغيظ، ورجل نَغِر، وامرأَة نَغِرَة: غَيْرَى.
وفي حديث علي، عليه السلام: أَن امرأَة جاءَته فذكرت له أَن زوجها يأْتي جاريتها، فقال: إِن كنتِ صادقةً رجمناه، وإِن كنتِ كاذبةً جَلَدْناكِ، فقالت: رُدُّوني إِلى أَهلي غَيْرَى نَغِرَةً أَي مغتاظة يغلي جوفي غَلَيانَ القِدْرِ؛ قال الأَصمعي: سأَلني شُعْبَةُ عن هذا الحرف فقلت: هو مأْخوذ من نَغَرِ القِدر، وهو غَلَيانُها وفَوْرُها. يقال منه: نَغِرَتِ القِدر تَنْغَر نَغَراً إِذا غلت، فمعناه أَنها أَرادت أَن جوفها يغلي من الغيظ والغَيْرَةِ، ثم لم تجد عند عليّ، عليه السلام، ما تريد.
وكانت . . . أكمل المادة بعض نساء الأَعراب عَلِقَةً ببعلها فتزوج عليها، فتاهت وتَدَلَّهَتْ من الغَيْرَةِ، فمرت يوماً برجل يرعى إِبلاً له في رأْس أَبرق، فقالت: أَيها الأَبرق في رأْس الرجل عسى رأَيت جَرِيراً يَجُرُّ بَعِيراً، فقال لها الرجل: أَغَيْرَى أَنت أَم نَعِرَةٌ فقالت له: ما أَنا بالغَيْرَى ولا النَّغِرَة، أُذِيبُ أَحْمالي وأَرْعَى زُبْدَتي؛ قال ابن سيده: وعندي أَن النَّغِرَةَ هنا الغَضْبى لا الغَيْرَى لقوله: أَغْيْرَى أَنتِ أَم نَعِرَةٌ؟ فلو كانت النَّغِرَةُ هنا هي الغَيْرَى لم يعادل بها قوله أُغَيْرَى كما لا تقول للرجل: أَقاعد أَنت أَم جالس؟ ونَغَرَتِ القِدْرُ تَنْغِرُ نَغِيراً ونَغَراناً ونَغِرَتْ: غَلَتْ.
وظَلَّ فلان يَتَنَغَّرُ على فلان أَي يَتَذَمَّرُ عليه، وقيل: أَي يغلي عليه جوفه غَيْظاً.
ونَغَرَتِ الناقةُ تَنْغِرُ: ضَمَّتْ مُؤَخَّرَها فَمَضَتْ.
ونَغَرَها: صاحَ بها؛ قال: وعَجُز تَنْغِرُ للتَّنْغِير وروى بعضهم: تنفر للتنفير يعني تطاوعه على ذلك.
والنُّغَرُ: فِراخُ العصافير، واحدته نُغَرَةٌ مثال هُمَزَة، وقيل: النُّغَرُ ضربٌ من الحُمَّرِ حُمْرُ المناقير وأُصُولِ الأَحْناكِ، وجمعها نِغْرانٌ، وهو البُلْبُلُ عند أَهل المدينة؛ قال يصف كَرْماً: يَحْمِلْنَ أَرقاقَ المُدامِ، كأَنما يحْمِلْنَها بأَظافِرِ النِّغْرانِ شَبَّهَ مَعالق العِنَبِ بأَظافِرِ النَّغْرانِ. الجوهري: النَغَرَةُ، مثال الهُمَزة، واحدة النُّغَرِ، وهي طير كالعصافير حُمْرُ المناقير؛ قال الراجز: عَلِقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ، إِذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ، وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ ويتصغيره جاء الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لِبُنَيٍّ كان لأَبي طلحة الأَنصاري وكان له نُغَرٌ فمات: فما فعل النُّغَيرُ يا أَبا عُمَيرٍ؟ قال الأَزهري: النُّغَر طائر يُشبه العُصْفُورَ وتصغيره نُغَيْرٌ، ويجمع نِغْراناً مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ. شمر: النُّغَرُ فرخ العصفور، وقيل: هو من صغار العصافير تراه أَبداً صغيراً ضاوِيّاً.
والنُّغَرُ: أَولاد الحوامل إِذا صَوَّتَتْ ووزَّغَتْ أَي صارت كالوَزَغِ في خلقتها صِغَرٌ؛ قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو النُّعَرُ، بالعين، ويقال منه: ما أَجَنَّتِ الناقةُ نُغَراً قط أَي ما حملت، وقد مر تفسيره؛ وأَنشد ابن السكيت: كالشَّدَنِيَّاتِ يُساقِطْنَ النُّغَرْ ونَغِرَ من الماء نَغَراً: أَكثر.
وأَنْغَرَت الشاةُ: لغة من أَمْغَرَتْ، وهي مُنْغِرٌ: احمَرَّ لبنها ولم تُخْرِطْ؛ وقال اللحياني: هو أَن يكون في لبنها شُكْلَةُ دَمٍ فإِذا كان ذلك لها عادة،، فهي مِنغارٌ. قال الأَصمعي: أَمْغَرَتِ الشاةُ وأَنْغَرَتْ، وهي شاة مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فخرج مع لبنها دم.
وشاة مِنْغارٌ: مثل مِمْغار.
وجُرْحٌ نَغَّارٌ: يسيل منه الدم؛ قال أَبو مالك: يقال نَغَرَ الدم ونَعَرَ وتَغَرَ كل ذلك إِذا انفجر، وقال العُكْلِيُّ: شَخَبَ لعِرْقُ ونَغَر ونَغَرَ؛ قال الكُمَيْتُ بن زيد: وعاثَ فيهنَّ من ذي ليَّةٍ نُتِقَتْ، أَو نازِفٌ من عُرُوقِ الجَوْفِ نَغَّارُ وقال أَبو عمرو وغيره: نَغَّارٌ سَيَّالٌ.

تبن (لسان العرب) [0]


التِّبْنُ: عَصيفة الزَّرْع من البُرِّ ونحوه معروف، واحدته تِبْنة، والتَّبْنُ: لغة فيه.
والتَّبْنُ، بالفتح: مصدر تَبَنَ الدابةَ يَتْبِنُها تَبْناً عَلَفَها التِّبْنَ.
ورجل تَبّانٌ: يَبيع التِّبْنَ، وإن جعلتَه فَعْلانَ من التَّبّ لم تصْرِفْه.
والتِّبْنُ، بكسر التاء وسكون الباء: أَعظم الأَقْداعْ يكادُ يُرْوي العشرين، وقيل: هو الغليظ الذي لم يُتَنَوَّق في صَنْعَتِه. قال ابن بري وغيره: ترتيبُ الأَقداحِ الغُمَر، ثم القَعْب يُرْوي الرجل، ثم القَدَحُ يُرْوي الرَّجلين، ثم العُسُّ يُروي الثلاثةَ والأَربعة، ثم الرَّفْد، ثم الصَّحْن مقارب التِّبْنِ. قال ابن بري: وذكر حمزة الأَصفهاني بعد الصَّحْن ثم المعْلَق، ثم العُلْبة، ثم الجَنْبَة، ثم الحَوْأَبةُ، قال: وهي أَنْكَرُها، قال: ونسب هذه الفروق إلى الأَصمعي.
وفي . . . أكمل المادة حديث عمرو بن معديكرب: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَن.
والتَّبَانةُ: الطَّبانةُ والفِطْنة والذَّكاءُ.
وتَبِنَ له تَبَناً وتَبانةً وتَبانِيَةً: طَبِنَ، وقيل: التَّبَانةُ في الشر، والطَّبَانةُ في الخير.
وفي حديث سالم بن عبد الله قال: كنا نقول في الحامل المتوفَّى عنها زوجُها إنه يُنْفَقُ عليها من جميع المال حتى تَبَّنْتُم ما تَبَّنْتُم؛ قال عبد الله: أُراها خَلَّطْتُم، وقال أَبو عبيدة: هو من التَّبانة والطَّبانةِ، ومعناهما شدَّةُ الفِطْنةِ ودِقَّةُ النظر، ومعنى قول سالم تَبَّنْتُمْ أَي أَدْقَقْتُمْ النظر فقُلْتُم إنه يُنْفَقُ عليها من نصيبها.
وقال الليث: طَبِنَ له، بالطاء، في الشرِّ، وتَبِنَ له في الخير؛ فجعَل الطَّبانة في الخَديعةِ والاغْتِيال، والتَّبانةَ في الخير؛ قال أَبو منصور: هما عند الأَئمة واحدٌ، والعرب تُبْدِلُ الطاءَ تاءً لقُرْب مَخرَجِهما، قالوا: مَتَّ ومَطَّ إذا مَدَّ، وطَرَّ وتَرَّ إذا سقط، ومثله كثير في الكلام.
وقال ابن شميل: التَّبَنُ إنما هو اللُّؤْمُ والدِّقَّة، والطَّبَنُ العِلْمُ بالأُمور والدَّهاءُ والفِطنة؛ قال أَبو منصور: وهذا ضدُّ الأَول.
وروي عن الهوازني أَنه قال: اللهم اشْغَلْ عنا أَتبانَ الشعراء، قال: وهو فِطْنَتهم لما لا يُفطَنُ له. الجوهري: وتَبِنَ الرجلُ، بالكسر، يَتْبَنُ تَبَناً، بالتحريك، أَي صارَ فَطِناً؛ فهو تَبِنٌ أَي فَطِنٌ دقيقُ النظر في الأُمور، وقد تَبَّنَ تَتْبيناً إذا أَدَقَّ النظرَ. قال أَبو عبيد: وفي الحديث أَن الرجلَ لَيَتكلَّم بالكلمةِ يُتَبِّنُ فيها يَهْوِي بها في النار؛ قال أَبو عبيد: هو عندي إِغْماضُ الكلام وتَدقيقُه في الجدلِ والخصومات في الدِّين؛ ومنه حديث مُعاذٍ: إياكم ومُغَمَّضاتِ (* قوله «ومغمضات» هكذا ضبط في بعض نسخ النهاية، وفي بعض آخر كمؤمنات وعليه القاموس وشرحه). الأُمور.
ورجل تَبِنٌ بَطِنٌ: دقيقُ النظر في الأُمور فَطِنٌ كالطَّبِن، وزعم يعقوب أَن التاء بدل. قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه، ذكَره عند قول سيبويه.
وبَطِنَ بَطَناً، فهو بَطِنٌ، وتَبِنَ تَبَناً فهو تَبِنٌ، فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ، قال: وقد يجوز أَن يريد سيبويه بتَبِنَ (* قوله «وقد يجوز أن يريد سيبويه بتبن إلخ» هكذا فيما بأيدينا من النسخ. امتَلأَ بطنُه لأَنه ذكره بعده، وبَطِنَ بَطَناً، وهذا لا يكون إلا الفطنة، قال: والتَّبِنُ الذي يَعْبَثُ بيدِه في كل شيء.
وقوله في حديث عمر ابن عبد العزيز: إنه كان يَلْبَسُ رداءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ أَي يُشْبه لونه لونَ التَِّبْنِ.
والتُّبَّان، بالضم والتشديد: سَراويلُ صغيرٌ مقدارُ شبْر يستر العورة المغلَّظة فقط، يكون للملاَّحينَ.
وفي حديث عمّار: أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إني مَمْثونٌ أَي يشتكي مَثانَتَه، وقيل: التُّبّانُ شِبْهُ السَّراويلِ الصغير.
وفي حديث عمر: صلى رجل في تُبّانٍ وقميص، تذكَِّره العرب، والجمع التَّبابِين.
وتُبْنَى: موضع؛ قال كثيِّر عزة: عَفا رابغٌ من أََهلِه فالظَّواهِرُ، فأَكنافُ تُبْنَى قد عَفَتْ، فالأَصافِرُ.

ب - ع - ل (جمهرة اللغة) [0]


الصَّقَرة: شدَّة وقع الشمس على الرأس. والأعبل: حجر عظيم أبيض لا يكون إلاّ كذلك. والعَبْلاَء: صخرة عظيمة. قال الحارث بن حِلِّزة يصف رئيسي حَيَّيْن: حولَ قَيسٍ مستلئمين بكَبْشٍ ... قَرَظيِّ كأنه عَبْلاءُ منسوب إلى القَرَظ، أراد أن ينسبه إلى بلد بعينه فقال: قَرَظيِّ، فنسبه إلى وادٍ بعينه باليمن كثير القَرَظ. والعَبْلاء: موضع معروف. والعَبَلات: بطن من بني أميّة الصغرى من قريش، وإنما نُسبوا إلى أمّهم عَبْلة، إحدى نساء بني تميم. وبنو عَبيل: قبيلة من العرب العاربة قد انقرضوا. وكان ابن الكلبي يقول: عَبيل أخو عاد، وهو عاد بن إرَم. والعَلْب: الأثر في الجسد وغيره، والجمع عُلوب. قال الشاعر: إليكَ هَدانِي الفرقدانِ ولاحِبٌ ... . . . أكمل المادة له فوق أجواز المِتان عُلوبُ ونظر أعرابي إلى رجل قد أثَّر السجود في جبهته فقال: علامَ تَعْلُبَ صورتَك. والعُلْبة: وعاء من جلدِ جَنبِ بعيرٍ يتَّخذ كالعُسّ يُحتلب فيه، والجمع عِلاب وعلَب. قال الشاعر - وأحسبه للربيع بن ضَبُع الفزاري: صاح أبصرتَ أو سمعتَ براع ... رَدَّ فِي الضَّرع ما قَرَى في العِلاب انقَضَتْ شِرَّتي وأقصر جهلي ... واستراحت عواذلي من عتابي ويقال: استعلبَ الجلد، إذا غلُظَ. والعِلباوان: عَصَبتان تكتنفان العُنُق، فإذا قصدت العِلباء بعينه فهو مذكَر والجمع علابيّ. وعَلَبْتُ الرُّمْحَ فهو معلوب، وعلَّبته فهو معلَّب، إذا عصبته بالعِلْبَاءِ. قال الشاعر: منه ولْدِتُ وَلم يُوشَب به حَسَبي ... لَيُّا كما عُصِب العِلباء بالعُودِ وسيف معلوب: مثلَّم. وكان سيف الحارث بن ظالم يسمَّى المعلوب، اسم له لازم. وقال الحارث: أنا أبو ليلى وسيفي المعلوبْ هل ينْجِيَنْ ذَوْدَكَ ضَرب تشذيبْ والعِلْبَة، بكسر العين، والجمع عِلَب: غصن عظيم من شجرة تُتَّخذ منه مِقْطرة لغة أزدية. قال رجل من طاحِية يصف رجلاً جعل رجله في المِقْطرة: في رجله عِلْبَة خَشناءُ من قَرَظٍ ... قد تَيَّمَتْه فبالُ المرء متبولُ أي ضعيف. واللَّعِب: ضد الجِدّ لَعِبَ الصِّبيانُ لعباً، وكذلك كل هازلٍ لاعب. وطائر مُلاعب ظِلِّه. واللعْبة: ضرب من اللَّعِب يلعب به الناس. يقال: لَعِبَ الصِّبيان لُعبةَ كذا وكذا. ورجل لعْبَة: يُلعب به. ولُعَبَةَ: كثير اللعب. واللَّعْباء: موضع. قال الشاعر: رحَلْناها من اللَّعْباء قَصْراً ... فأعجلْنا إلاهةَ أن تَؤوبا قصْراً، أي عشِيُّاً القَصر والعَصر واحد، يقال: صلاة العصر وصلاة القصر إلاهة: يعني الشمس. ومصدر لعبت لَعِباً تِلِعّاباً. واللُّعاب: ما يسيل من فم الصبي من ريقه. يقال: لِعب الصبيُّ ولَعَب، إذا سال لُعابُه. وينشَد بيت لبيد: لَعِبْتُ على أكتافهم وحُجورهم ... صغيراً وسمَّوني مُفيداً وعاصِما ويُروى: لَعَبْتُ، أي سال لُعابِي عليهم. ولُعاب الحية: سمّها. ولُعاب الشمس: ما تراه كأنه ينحدر من السماء إذا حَمِيت الشمسُ وقام قائمُ الظهيرة. ويقال: لعبتِ الريحُ بالمنزل، إذا درستْه. ومَلاعب الريح: مَدارجها. ويقال: تركته فىِ ملاعب الجن، أي حيث لا يُدرى أين هو. وسمِّي عامر بن مالك: ملاَعِب الأسَّنة، قال قوم يومَ السُّوبان، وقال آخرون: يومَ السُّلان، سمّاه بذلك ضِرار بن عمرو الضَبّي. قال أوس بن حجر: فرَدَّ أبو ليلى طُفيلُ بن مالكٍ ... بمنعرَج السُّوبان لو يتقصَّعُ يلاعب أطرافَ الأسَّنة عامرٌ ... وصار له حَظُّ الكتيبة أَجمعُ أي يدخل القاصِعاءَ - وهذه إحدى جِحَرَة اليَربوع - من الخوف. واللعّاب: فرس من خيل العرب، معروف.

ضغن (لسان العرب) [0]


الضِّغْنُ والضَّغَنُ: الحِقْد، والجمع أَضْغانٌ، وكذلك الضَّغينَةُ، وجَمْعُها الضَّغائن؛ ومنه حديث العباس: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن في وُجُوه أَقوام.
ويقال: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان وضَغِينَتَه إذا طلبت مَرْضاته.
وفي الحديث: فتكون دِماء في عَمْيَاءَ في غير ضَغِينة وحملِ سلاح؛ الضِّغْنُ: الحقد والعداوة والبغضاء.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَيما قوم شهدوا على رجل بحَدٍّ ولم يكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ أَي حقد وعداوة، يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا، إنك زَحَّارٌ لنا كِثِينَا، إنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا فقد يكون الضَّغِينُ جمع ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة، وقد يجوز . . . أكمل المادة أَن يكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِيّ، فإنَّ ذلك كثير، قال: وعسى أَن يكون الضَّغينُ والضَّغِينة من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ، فيكون الضَّغِينُ والضَّغِينة لغتين بمعنى.
وقد ضَغِنَ عليه، بالكسر، ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ.
وقال الله عزَّ وجل: إِن يسأَلْكُموها فيُحْفِكم؛ أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم؛ قال الفراء: أَي يخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم ويكون ويُخْرِجِ الله أَضْغانَكم؛ وأَحْفيتُ الرجلَ: أَجْهَدْته.
واضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضَغِينةً إذا اضْطَمَوها. أَبو زيد: ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ.
وامرأَة ذات ضِغْنٍ على زوجها إذا أَبغضته.
وضَغِنُوا عليه: مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر.
وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا على الأَحْقاد.
وضِغْني إلى فلان أَي مَيْلي إليه.
وضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه والتواؤُه؛ قال بِشْر بن أَبي خازم: فإِنَّك، والشَّكاةَ من آلِ لأْمٍ، كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي في الرِّفاقِ.
وقال الشاعر: والضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ: لا يُعْطِي كلَّ ما عنده من الجَرْيِ حتى يُضْرَبَ؛ قال الشَّمَّاخُ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها، كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ.
والطريدة: قَصَبةٌ فيها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها. أَبو عبيدة: فرس ضَغُون، الذكر والأُنثى فيه سواء، وهو الذي يجري كأَنما يرجع القهقري.
وفي حديث عمر: والرجلُ يكون في دابته الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه ويكون في نفسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها؛ الضِّغْن في الدابة: هو أَن تكون عَسِرَة الانقياد، وإذا قيل في الناقة هي ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إلى وطنها.
ودابة ضَغِنَة: نازعة إلى وطنها، وقد ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً، وكذلك البعير، وربما استعير ذلك في الإنسان؛ قال: تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً، تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ.
وضَغِنَ إليه: نَزَع إليه وأَراده. قال الخليل: يقال للنّحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ. ابن الأَعرابي: ضَغِنْتُ إلى فلان مِلْت إليه كما يَضْغَنُ البعير إلى وطنه.
وضَغِنَ إلى الدنيا، بالكسر: رَكَنَ ومال إليها؛ قال الشاعر: إنَّ الذين إلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا، وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ وضَغِنَ فلانٌ إلى الصلح إذا مال إليه.
والاضْطِغانُ: الاشتمال.
والاضْطِغانُ: أَخذ الشيءِ تحت حِضْنِك، تقول منه: اضْطَغَنْتُ الشيءَ؛ وأَنشد الأَحمر للعامرية: لقد رأَيت رجلاً دُهْرياً، يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً. أَي حامله في حجره.
والدُّهْري: منسوب إلى بني دَهْرٍ بطن من كلاب، والسَّيْتَهِيُّ: الذي يتخلف خلف القوم؛ وقال ابن مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفا (* قوله «إذا اضطغنت» كذا للجوهري، وقال الصاغاني الرواية: ثم اضطغنت).
وقيل: هو أَن يُدْخل الثوبَ من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى، ثم يضمهما بيده اليسرى، وقيل: هو التَّثَبُّنُ: التهذيب: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ وأَنشد: وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حتى كأَنهم ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِيَا. قال أَبو منصور: هذا التفسير للاضْطِغانِ خطأٌ، والصواب ما حكى أَبو عبيد عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال؛ وأَنشد: كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا وفي النوادر: هذا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه.
وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عوجاء.
والضَّغَنُ: العَوَجُ؛ وأَنشد: إنَّ قناتي من صَلِيبات القَنا، ما زادَها التَّثْقِيفُ إلا ضَغَنا.

نير (لسان العرب) [0]


النِّيرُ: القَصَبُ والخيوط إِذا اجتمعت.
والنِّيرُ: العَلَمُ، وفي الصحاح: عَلَمُ الثوب ولُحْمته أَيضاً. ابن سيده: نِيرُ الثوب علمه، والجمع أَنْيارٌ.
ونِرْتُ الثوب أَنِيرُه نَيْراً وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً. الجوهري: أَنَرْتُ الثوب وهَنَرْتُ مثل أَرَقْتُ وهَرَقْتُ؛ قال الزَّفَيانُ: ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنِيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ قال بعض الأَغفال: تَقْسِمُ اسْتِيًّا لها بِنَيْرِ، وتَضْرِبُ النَّاقُوسَ وَسْطَ الدَّبْرِ قال: ويجوز أَن يكون أَراد بِنِير فغير للضرورة. قال: وعسى أَن يكون النَّيْرُ لغةً في النِّيرِ.
ونَيَّرْتُه وأَنَرْتُه وهَنَرْتُه أُهَنِيرُه إِهْنارَةً، وهو مُهنارٌ على البدل؛ حكى الفعل والمصدر اللحياني عن الكسائي: جعلت له نِيراً.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كره . . . أكمل المادة النِّيرَ، وهو العلم في الثوب. يقال: نِرْتُ الثوب وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً.
وروي عن ابن عمر، رضي الله عنهما،أَنه قال: لولا أَن عمر نهى عن النِّير لم نَرَ بالعَلَم بأْساً ولكنه نهى عن النِّير، والاسم النِّيْرَةُ،وهي الخُيُوطَةُ والقَصَبَةُ إِذا اجتمعنا، فإِذا تفرّقنا سميت الخيوطة خيوطة والقَصَبَةُ قَصَبَةً وإِن كانت عصاً فعصاً، وعلم الثوب نِيْرٌ، والجمع أَنْيارٌ.
ونَيَّرْتُ الثوب تَنْيِيراً، والاسم النِّيرُ، ويقال لِلُحْمَةِ الثوب نِيرٌ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل نِرْنِرْ إِذا أَمرته بعمل علم للمنديل.
وثوبٌ مُنَيَّر: منسوج على نِيرَيْنِ؛ عن اللحياني.
ونِيْرُ الثوب: هُدْبُه؛ عن ابن كيسان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: فَقُمْتُ بها تَمْشي تَجُرُّ وراءَنا على أَثَرَيْنا نِيرَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ والنِّيْرَةُ أَيضاً: من أَدوات النَّسَّاج يَنْسجُ بها، وهي الخشبة المعترضة.
ويقال للرجل: ما أَنتَ بِسَتَاةٍ ولا لُحْمَةٍ ولا نِيرَةٍ، يضرب لمن لا يضر ولا ينفع؛ قال الكميث: فما تأْتوا يكن حَسَناً جَمِيلاً، وما تُسْدُوا لِمَكْرُمَةٍ تُنِيرُوا يقول: إِذا فعلتم فعلاً أَبرمتموه؛ وقول الشاعر أَنشده ابن بُزُرج: أَلم تسأَلِ الأَحْلافَ كيفَ تَبَدَّلُوا بأَمرٍ أَنارُوه، جميعاً، وأَلْحَمُوا؟ قال: يقال نائِرٌ ونارُوه ومُنِيرٌ وأَنارُوه، ويقال: لستَ في هذا الأَمر بِمُنِيرٍ ولا مُلْحمٍِ، قال: والطُّرَّةُ من الطريق تسمَّى النِّير تشبيهاً بنِيرِ الثوب، وهو العَلَمُ في الحاشية؛ وأَنشد بعضهم في صفة طريق: على ظَهْرِ ذي نِيرَيْنِ: أَمَّا جَنابُه فَوَعْثٌ، وأَما ظَهْرُهُ فَمُوَعَّسُ وجَنابُه: ما قرب منه فهو وَعْثٌ يشتد فيه المشي، وأَما ظهر الطريق الموطوء فهو متين لا يشتد على الماشي فيه المشي؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: أَلا هل تُبْلِغَنِّيها، على اللِّيَّان والضِّنَّهْ، فلاةً ذاتَ نِيرَيْنِ بِمَرْوٍ، سَمْحُها رَنَّهْ تَخالُ بها إِذا غَضيَتْ حَمَاةَ، فأَصْبَحَتْ كِنَّهْ يقال: ناقة ذات نِيرَيْنِ إِذا حملت شحماً على شحم كان قبل ذلك، وأَصل هذا من قولهم ثوب ذو نِيرَيْنِ إِذا نُسج على خيطين، وهو الذي يقال له دَيابُوذُ، وهو بالفارسية «دُوباف» ويقال له في النسج: المُتَاءَمَةُ، وهو أَن يُنار خيطان معاً ويوضع على الحَفَّةِ خيطان، وأَما ما نِير خيطاً واحداً فهو السَّحْلُ، فإِذا كان خيط أَبيض وخيط أَسود فهو المُقاناة، وإِذا نسج على نِيرَيْنِ كان أَصفق وأَبقى.
ورجل ذو نِيرَيْنِ أَي قوّته وشدّته ضِعْفُ شدّة صاحبه.
وناقة ذات نِيْرَيْنِ إِذا أَسَنَّت وفيها بقية، وربما استعمل في المرأَة.
والنِّيرُ: الخشبة التي تكون على عنق الثور بأَداتها؛ قال: دَنانِيرُنا من نِيرِ ثَوْرٍ، ولم تكنْ من الذهب المضروب عند القَسَاطِرِ ويروى من التابَل المضروب، جعل الذهب تابَلاً على التشبيه، والجمع أَنْيارٌ ونِيرانٌ؛ شآمية. التهذيب: يقال للخشبة المعترضة على عنقي الثورين المقرونين للحراثة نِيرٌ، وهو نير الفَدّان، ويقال للحرب الشديدة: ذات نِيْرَيْنِ؛ وقال الطرماح: عَدَا عن سُلَيْمَى أَنني كلَّ شارِقٍ أَهُزُّ، لِحَرْبٍ ذاتِ نِيرَيْنِ، أَلَّتي ونِيرُ الطريق: ما يتضح منه. قال ابن سيده: ونير الطريق أُخدود فيه واضح.والنائر: المُلْقي بين الناس الشرور.
والنائرة: الحقد والعداوة.
وقال الليث: النائرة الكائنة تقع بين القوم.
وقال غيره: بينهم نائرة أَي عداوة. الجوهري: والنِّيرُ جبل لبني عاضِرَةَ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَقْبَلْنَ، من نِيرٍ ومن سُوَاجِ، بالقومِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ وأَبو بُرْدَةَ بن نِيار: رجل من قُضاعة من الصحابة، واسمه هانئٌ.

نسل (لسان العرب) [0]


النَّسْل: الخلْق.
والنَّسْل: الولد والذرِّية، والجمع أَنسال، وكذلك النَّسِيلة.
وقد نَسَل ينسُل نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا: أَنسَل بعضُهم بعضاً.
وتناسَل بنو فلان إِذا كثر أَولادهم.
وتَناسَلوا أَي وُلد بعضهم من بعض، ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل، بالضم. قال ابن بري: يقال نَسَل الوالدُ ولدَه نَسْلاً،وأَنسَل لغة فيه، قال: وفي الأَفعال لابن القطاع: ونَسَلت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته.
وفي حديث وفد عبد القيس: إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها، قال: وهو على حذف الجارّ أَي نَسَلْنا بها أَو منها نحو أَمرتُك الخيرَ أَي بالخير، قال: وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها. يقال: نَسَل الولد يَنْسُل ويَنْسِل ونَسَلت الناقة وأَنسَلت نَسْلاً . . . أكمل المادة كثيراً.
والنَّسُولة: التي تُقْتَنى للنَّسْل.
وقال اللحياني: هو أَنسَلُهم أَي أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر.
ونَسَل الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُل نُسُولاً وأَنسَل: سقَط وتقطَّع، وقيل: سقَط ثم نبَت، ونَسَلَه هو نَسْلاً.
وفي التهذيب: وأَنْسَله الطائرُ وأَنسَل البعيرُ وبَره. أَبو زيد: أَنسَل ريشُ الطائر إِذا سقط، قال: ونَسَلْته أَنا نَسْلاً، واسمُ ما سقَط منه النَّسِيل والنُّسال، بالضم، واحدته نَسِيلة ونُسالة.
ويقال: أَنسَلَت الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله، وقد نَسَلت بولد كثيرٍ تَنْسُل.
ونُسالُ الطير: ما سقَط من ريشها، وهو النُّسالة.
ويقال: نَسَل الطائرُ ريشَه يَنْسُل ويَنْسِل نَسْلاً.
ونَسَل الوبرُ وريش الطائر بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدّى، وكذلك أَنسَل الطائر ريشَه وأَنسَل ريشُ الطائر، يتعدّى ولا يتعدّى.
وأَنسَلَت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها.
ونسَل الثوبُ عن الرجل: سقَط. أَبو زيد: النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نسلُها.
ويقال: ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع.
وأَنسَل الصِّلِّيانُ أَطرافَه: أَبرَزَها ثم أَلقاها.
والنُّسالُ: سُنْبُل الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ؛ عن أَبي حنيفة؛ وقول أَبي ذؤيب (* قوله «أبي ذؤيب» كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في المحكم: ابن ابي داود لأبيه، ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل) : أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ، آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ ويروى: وأُنسِل، فمَن رواه وأَنسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر، ومن رواه أُنسِل فمعناه تُنْسِل إِبلي وغنَمي.
والنَّسِيلة: الذُّبالةُ، وهي الفَتِيلة في بعض اللغات.
ونَسَل الماشي يَنْسِل ويَنْسُل نسْلاً ونَسَلاً ونَسَلاناً: أَسرع؛ قال: عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً، بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ وأَنشد ابن الأَعرابي: عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النَّسَلْ وقيل: أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك.
وأَنسَلْت القومَ إِذا تقدَّمتهم؛ وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد: أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ، وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ (* قوله «أنسل الدرعان إلخ» هكذا في الأصل).
وفي التنزيل العزيز: فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْسِلون؛ قال أَبو إِسحق: يخرجون بسرعة.
وقال الليث: النَّسَلان مِشْية الذئب إِذا أَسرع.
وقد نسَل في العدْوِ يَنْسِل ويَنْسُل نَسْلاً ونَسَلاناً أَي أَسرع.
وفي الحديث: أَنهم شكَوْا إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الضَّعْفَ فقال: عليكم بالنَّسْل؛ قال ابن الأَعرابي: ببسط (* قوله «ببسط» هو هكذا في الأصل بدون نقط) وهو الإِسراع في المشي.
وفي حديث آخر: أَنهم شكوا إِليه الإِعْياء فقال: عليكم بالنَّسَلان، وقيل: فأَمرهم أَن يَنْسِلوا أَي يسرعوا في المشي.
وفي حديث لقمان: وإِذا سَعى القوم نَسَل أَي إِذا عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو، قال: والنَّسَلان دون السَّعْيِ.
والنَّسَل، بالتحريك: اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل.
والنَّسِيل: العسل إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع. المحكم: والنَّسِيل والنَّسِيلةُ جميعاً العسل؛ عن أَبي حنيفة.
ويقال لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين النَّسَل، بالنون، ذكره أَبو منصور في أَثناء كلامه على نلس (* قوله «على نلس» هكذا في الأصل بدون نقط).
واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان. ابن الأَعرابي: يقال فلان يَنْسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة.

أسس (العباب الزاخر) [0]


يقال: كان ذلك على أسِّ الدهر وإسِّ الدهر وأُُسِّ الدهر -بالحركات الثلاث-: أي على قِدَمِ الدهر ووجه الدهر.
ويُروى رَجَزُ أبي نُخَيلة السعدي ودخل يوم الفطر على يزيد بن عمر بن هبيرة، وكان أخذ ابن النجم بن بسطام بن ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة فحبسه، فقال ووصل همزة القطع:
ما زال مجنوناً على أسِّ الدَهْـرِ      في جَسَدٍ يَنْمي وعقـلٍ يَحْـري

في جَسَدٍ يَنْمي وعقـلٍ يَحْـري

والأُسُّ والأساس -مثال أثَاثٍ- والأسس -مثال الأزر، مقصور منه-: أصل البناء، وجمع الأُس: إساس -مثل عُس وعِساس-، وجمع الأَسس: آساس: مثال سَبَب وأسباب.
وقال ابن دريد: قال الراجز، قال: وأحسبه كذاب بني الحرماز:
وأُسُّ . . . أكمل المادة مجدٍ ثابـت وطـيد      نال السماء فرعه المديد

وأُسّ أسّ: زجر للضأن، يقال: أسّها يَؤسها أسّاً: إذا زجرها. والأًسُّ: الإفساد، قال رؤبة:
وقلتُ إذْ أسُّ الأمورُ الأسّـاسُ      ورَكِبَ الشَغْبَ المسيءُ المُأّسْ

أي أفسدها المفسد. وقال ابن دريد: ومَثَلٌ من أمثالهم: ألْصِقوا الأُسَّ بالحَسِّ: أي الشر بالشر، يقول: ألحقوا الشر بأصول من عاديتم، والحَسُّ في هذا الموضع: الشر، وكذلك قال ابن الأعرابي: الأسَّ بالحَسِّ - بالفتح-، وبعضهم يرويه بالكسر فيهما: أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والأُسُّ- بالضم-: باقي الرماد في الموقد.
ويروي بيت النابغة الذبياني:
فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَـصَّـبٍ      وسقعٌ على أُسٍّ ونؤْيٌ مُعَثْلَبُ

ويروي "مُنَضَّد"، وأكثر الرواة يروونه: "على آس" ممدوداً بهذا المعنى. وقال ابن الأعرابي: الأسيس: أصل كل شئ. والأسيس -أيضاً-: العِوَضُ. وأُسَيْس -مصغراً-: موضع، قال امرؤ القيس:
ولو وافقتُهُنَّ على أُسَـيسٍ      وحافَةَ إذْ ورَدْنَ بنا ورودا

وهو شرقيّ دمشق، وقال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان:
يحسِبُ الناظِرُون ما لم يَفُرّوا      أنها جِـلَّةٌ وهُـنَّ فِـتَـاءُ


والأَسُّ: الأصل، وبعضهم يكسر الهمزة، والصواب فتحها. وأسَّ الشاة يَؤسُّها أسّاً: أي زجرها وقال لها: إسّ إسّ، وفي كتاب يافِع ويَفَعَة: أسِّ أسِّ وإسِّ إسِّ.
وأسَّه يَؤسّهُ أسّاً -أيضاً-: أي أزَّهُ. وأسَّسْتُ الدار تأسيساً: إذا بنيت حدودها أو رفعت من قواعدها. وأسَّسْتَهُ- أيضاً-: إذا بنيت أصله، قال الله تعالى: (أفَمَنْ أسَّسَ بُنْيانَه). والتأسيس في القافية: هو الألِف التي ليس بينها وبين حرف الرَّوي إلا حرف واحد، كقول النابغة الذبياني:
كِلِيني لِهَمٍ يا أُميمة ناصِـبِ      وليلٍ أُقاسيهِ بطئ الكواكِبِ

وقال اللَّيث: التأسيس في الشعر ألِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروِّي حرف يجوز كسره ونصبه ورفعه؛ نحو مَفَاعِلُنْ في القافية، فلو جاء "مُجْهِدٌ" في القصيدة لم يكن فيه تأسيس، حتى يكون "مُجَاهِدٌ" فالألف تأسيسه، وإن جاء شئ من غير تأسيس -فهو المؤسَّس- كأنَّ عيباً في الشعر، غير أنَّه ربما اضطرَّ إليه بعض، فأحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرف الذي بعد الألف مفتوحاً، لأن فتحته تغلِب على فتحة الألف كأنها تُزالُ من الوهم، كقول العَجّاج:
مُباركٍ للأنبـياءِ خـاتَـمِ      فَخِنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ


ولو قال: "خاتِمِ"- مكسورة التاء- لم يَحسُن. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: قولُه: "خاتَمِ" ليس من التأسيس في شئ، ولكن لغة العجّاجِ هَمْزُ خاتَمٍ وعالَمٍ؛ فيقول: خأْتَمٌ وعأْلَمٌ؛ فلم تبقَ ألفٌ فَيُعلّل. وقال أبو عُبيد: التأسيس: حرف القافية نفسها ومنها التأسيس، وأنشدَ:
ألا طالَ هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُهْ     

فالقافية هي الباء، والألف قبلها هي التأسيس، والهاء هي الصلة. والتركيب يدل على الأصل والشيء الوطيد.

غضا (لسان العرب) [0]


غَضَوْت على الشيءِ وعلى القَذى وأَغْضيْت: سَكَتّ؛ وقول الطرماح: غَضِيٌّ عن الفحْشاء يَقْصُرُ طَرْفَه، وإِنْ هُوَ لاقى غارَةً لمْ يُهَلِّلِ يجوز أَن يكون من غَضا، وأَن يكونَ منْ أَغْضى كقولهم عَذابٌ أَليمٌ وضرْبٌ وَجِيع، والأَوَّل أَجْوَد.
والإِغْضاءُ: إِدْناءُ الجُفُونِ.
وغَضى الرجلُ وأَغْضى: أَطْبَقَ جفْنيْهِ على حَدَقَتِه.
وأَغْضى عَيْناً على قَذىً: صَبَر على أَذىّ.
وأَغْضى عنه طَرْفَه: سَدَّه أَو صَدَّهُ؛ أَنشد ثعلب: دَفعْتُ إِلَيْه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدَةٍ، وأَغْضَيْتُ عنْه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا وقول الشاعر: كعتِيقِ الطَّيْرِ يُغْضِي ويُجَلْ يعني يُغْضي الجُفُون مَرَّةً ويُجَلِّي مَرَّة؛ وقال الآخر: لم يُغْضِ في الحَرْبِ على قَذاكا قال ابن بري: أَغْضَيْتُ يَتعدَّى ولا يَتعدَّى؛ فمثاله مُتعدِّياً قولُ الشاعر: . . . أكمل المادة فما أَسْلَمَتْنا عندَ يومِ كرِيهَةٍ، ولا نَحنُ أَغْضَيْنا الجُفونَ على وَتْرِ ومنه ما يُحْكى عن عَليّ، رضي الله عنه: فكمْ أُغْضِي الجُفونَ على القَذَى، وأَسْحَبُ ذَيْلي على الأَذى، وأَقولُ لعَلَّ وعَسى؛ ومثاله غيرَ مُتَعدٍّ قول الآخر (* هو الفرزدق.) : يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِه، فما يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ وتَغاضَيْت عن فُلان إِذا تَغابَيْت عنه وتَغافَلْت.
ولَيلٌ غاضٍ: غاطٍ.
وقال ابن بزُرْج: لَيلٌ مُغْضٍ وغاضٍّ، ومَقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ؛ وأَنشد: عَنْكُمْ كِراماً بالمَقامِ الفاضي وغَضى الليلُ غُضُوّاً وأَغْضى: أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ.
وأَغْضَى الليلُ: أَظْلَم.
ولَيلٌ مُغْضٍ: لُغَةٌ قليلة، وأَكثَرُ ما يُقال لَيْلٌ غاضٍ؛ قال رؤبة: يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضِ، نَضْوَ قداحِ النَّابِلِ النَّواضِي، كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ الخَضْخاضُ: القَطِرانُ، يُريدُ أَنَّها عَرِقَتْ من شِدَّةِ السَّيرِ فاسْوَدَّتْ جُلُودُها.
ولَيْلَةٌ غاضِيةٌ: شَدِيدَة الظُّلْمَةِ.
ونارٌ غاضِيَةٌ: عَظيمة مُضيئةٌ، وهو من الأَضْدادِ. قال الأَزهري: قوله نار غاضِيَة عَظِيمة أُخِذَ من نارِ الغَضَى، وهو من أَجودِ الوُقُودِ عند العرب.
ورَجلٌ غاضٍ: طاعِمٌ كاسٍ مَكْفِيٌّ، وقد غَضَا يَغْضو.
والغَضَى: شَجَر؛ ومنه قولُ سُحَيْمٍ عبدِ بني الحَسْحاسِ: كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِها، وجَمْر غَضىً هَبَّتْ له الريحُ ذاكِيَا ومنه قولهم: ذِئبُ غَضًى.
والغَضَى: من نَباتِ الرمل له هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَى؛ ابن سيده: وقال ثعلب يُكْتَبُ بالأَلِفِ ولا أَدْرِي لمَ ذلك، واحِدتُه غَضاةٌ؛ قال أَبو حنيفة: وقد تكونُ الغضاة جَمْعاً؛ وأَنشد: لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ، ومُجْتَمَعُ الأَلاءَةِ والغَضاةِ ويقال لِمَنْبِتِها: الغَضْيا.
وأَهلُ الغَضَى: أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هنالك؛ قالت أُمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة: لَيْتَ سِماكِيّاً تَطِيرُ رَبابُه، يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضَى بِزِمامِ وفيها: رأَيتُ لهم سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ، وأَهْلُ الغَضَى قومٌ عليَّ كِرام أَراد: كَرِهْتُهم لها أَو بها. ابن السكيت: يقال للإِبلِ الكثيرةِ غَضْيَا، مقصورٌ، قال: شُبِّهَتْ عندي بمنابِتِ الغَضَى.
وإِبلٌ غَضَويَّةٌ: منسوبة إِلى الغَضَى؛ قال: كيف تَرَى وقْعَ طُلاحِيَّاتِها، بالغَضَويَّاتِ على عِلاَّتِها؟ وإِبِلٌ غاضِيةٌ وغَواضٍ وبعيرٌ غاضٍ: يأْكل الغَضَى؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر: أَبعير عض أَنتَ ضَخْمٌ رأْسُه، شَثْنُ المَشافِرِ، أَمْ بعيرٌ غاضِ؟ وبعيرٌ غَضٍ: يَشْتَكِي بَطْنَهُ من أَكل الغَضَى، والجمع غَضِيَةٌ وغَضايا، وقد غَضِيَتْ غَضًى، وإِذا نَسَبْتَه إِلى الغَضَى قلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌّ.
والرِّمْتُ والغَضَى إِذا باحتَتْهما الإِبِلُ ولم يَكُنْ لها عُقْبة من غيرِهما يُصيبُها الداءُ فيقال: رَمِثَتْ وغَضِيَتْ، فهي رَمِثَةٌ وغَضِيَةٌ.
وأَرْض غَضْيا: كثيرة الغَضى.
والغَضْياءُ، ممدودٌ: منَبِتُ الغَضَى ومُجْتَمَعُه.
والغَضَى: الخَمَرُ؛ عن ثعلب، والعرب تقول: أَخْبثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى، وإِنما صار كذا لأَنه لا يُباشِرُ الناس إِلا إِذا أَراد أَن يُغيرَ، يَعْنُونَ بالغَضَى هنا الخَمَرَ، فيما ذكر ثعلب، وقيل: الغَضَى هنا هذا الشَّجَرُ، ويزعُمون أَنه أَخبثُ الشَّجَرِ ذِئاباً.
وذِئابُ الغَضَى: بنُو كعبِ بنِ مالكِ بن حَنْظَلة، شُبِّهُوا بتلك الذئابِ لخُبْثِها.
وغَضْيَا، معرِفةٌ مقصورٌ: مائةٌ من الإِبلِ مثلُ هُنَيْدَةَ، لا يَنْصَرِفان؛ قال: ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً، فأَحْرِ به من طُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا أَراد: وأَحْرِيَنْ، فجعل النونَ أَلفاً ساكنةً. أَبو عمرو: الغَضْيانَةُ من الإِبل الكِرامُ.
وغَضْيانُ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ عَيْناً، بغَضْيانَ، ثَجُوجَ العُنْبُبِ

أسس (لسان العرب) [0]


الأُسُّ والأَسَس والأَساس: كل مُبْتَدَإِ شيءٍ.
والأُسُّ والأَساس: أَصل البناء، والأَسَسُ مقصور منه، وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ وعِساس، وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل، وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ وأَسباب.
والأَسيس: أَصل كل شيء.
وأُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم، وهو من الأَسماء المشتركة.
وأُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابن دريد، قال: وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز: وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ، نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً، الليث: أَسَّسْت داراً إِذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها، وهذا تأْسيس حسن.
وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله، وقيل: هو أَصل كل شيء.
وفي المثل: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ في هذا الموضع: الشر، . . . أكمل المادة والأَسُّ: الأَصل؛ يقول: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم.
وكان ذلك على أُسِّ الدهر وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَي على قِدَم الدهر ووجهه، ويقال: على است الدهر.
والأَسيسُ: العِوَضُ.التهذيب: والتَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو مفاعلن، ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره، وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس، وقال أَبو عبيد: الروي حرف القافية نفسها، ومنها التأْسيس؛ وأَنشد: أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة، ويروى: واخْضَرَّ جانبه؛ قال الليث: وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس، وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: وأَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم؛ قال العجّاج: مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ، مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ ولو قال خاتِم، بكسر التاء، لم يحسن، وقيل: إن لغة العجاج خأْتم، بالهمزة، ولذلك أَجازه، وهو مثل السَّأْسَم، وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم؛ وفي المحكم: التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل، وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب؛ وقيل: التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد، كقوله: كِليني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمَة، ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة. قال ابن سيده: هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له، وبعضهم يقول أَلف التأْسيس، فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر.
وقالوا في الجمع: تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه. قال: ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول.
وأَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق (* قوله «كأنها اس القافية اشتق إلخ» هكذا في الأصل.) من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها.
والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً.
ورجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد. الأُمَويُّ: إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له، وهذا في اللحم خاصة.
والأُسُّ: بقية الرَّماد بين الأَثافيّ.
والأُسُّ: المُزَيِّن للكذب.
وإِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وقال بعضهم: نَسّاً.
وأَسَّ بها: زجرها وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ.
وأُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ. قال الليث: الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له وتَلين.
وفي الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم. قال ابن الأَثير: وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم، والهمزة فيه زائدة، ويروى: آسِ بين الناس من المُواساة.

عشش (لسان العرب) [0]


عُشُّ الطائرِ: الذي يَجْمع من حُطامِ العيدان وغيرها فيَبيض فيه، يكون في الجبَلِ وغيرِه، وقيل: هو في أَفْنان الشجر، فإِذا كان في جبَلٍ أَو جِدار ونحوِهما فهو وَكْر ووَكْنٌ، وإِذا كان في الأَرض فهو أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ؛ وموضعُ كذا مُعَشّشٌ الطيورِ، وجمعه أَعْشاشٌ وعِشاشٌ وعُشوشٌ وعِشَشةٌ؛ قال رؤبة في العُشوش: لولا حُباشاتُ من التَّحْبِيش لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش والعَشْعَش: العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض.
واعتَشَّ الطائرُ: اتّخذ عُشًّا؛ قال يصف ناقة: يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ، لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال: البائض وهو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض، فهو في معنى الوالد.
وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً: كاعْتَشَّ.
وفي التهذيب: . . . أكمل المادة العُشُّ للغراب وغيره على الشجر إِذا كَثُف وضخُم.
وفي المثل في خطبة الحجاج: ليس هذا بعُشِّكِ فادْرُجِي؛ أَراد بعُشِّ الطائر، يُضرب مثلاً لمن يرفع نفسَه فوق قدْرِه ولمن يَتعَرَّض إِلى شيء ليس منه، وللمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ منه: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجِّني والعِلَلَ في ذَوِيك.
وفي حديث أُمّ زرع: ولا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فنخبأَ منه في هذه الزاوية وفي هذه الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى، وقيل: أَرادت لا تملأ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُْشُّ طائر، ويروى بالغين المعجمة.
والعَشّةُ من الشجر: الدقيقةُ القُضْبان، وقيل: هي المفْترِقةُ الأَغصان التي لا تُواري ما وراءها.
والعَشّةُ أَيضاً من النخل: الصغيرةُ الرأْسِ القليلة السعف، والجمع عِشاشٌ.
وقد عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها ودقّ أَسفلُها، ويقال لها العَشَّة، وقيل: شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِِيمةُ المَنْبِت؛ قال جرير: فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش بعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي وقيل لرجل: ما فعل نخل بني فلان؟ فقال: عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ أَسفلُه، والاسم العَشَشُ.
والعَشّةُ: الأَرض القليلة الشجر، وقيل: الأَرض الغليظة.
وأَعْشَشْنا: وقعْنا في أَرض عَشَّة، وقيل: أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر في جَلْدٍ عَزازٍ وليس بجبلٍ ولا رملٍ وهي ليّنة في ذلك.
ورجل عَشٌّ: دقيقُ عظام اليد والرِّجْلِ، وقيل: هو دقيقُ عظام الذراعين والساقين، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قال: لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ، ولا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ وقيل: العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم، وكذلك الرجلُ.
وأَطْلَق بعضهم العَشَّةَ من النساء فقال: هي القليلةُ اللحم.
وامرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ الخَلْق، ورجل عَشٌّ: مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا، لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا بَشَاشَتي وعَمَلاً ففَشَّا، وقد أَراها وشَواها الحُمْشا ومِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا، كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة والعُشُوشةٍ، وفرس عَشُّ القوائم: دقيقٌ.
وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر ونَحَل، وأَعَشّهُ اللَّه.
والعَشُّ: الجمع والكسب.
وعَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قال رؤبة: حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ وسقى سَجْلاً عَشّاً أَي قليلاً نزراً؛ وأَنشد: يسقينَ لا عَشّاً ولا مُصَرّدا وعَشّشَ الخبرُ: يبِسَ وتكَرَّجَ، فهو مُعَشِّشٌ.
وأَعَشَّه عن حاجته: أَعْجَله.
وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بهم: أَعْجَلَهم عن أَمرهم، وكذلك إِذا نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله، وكذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق يصف القطاة: وصادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها طَرُوقاً، وباقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف ولو تُرِكَتْ نامتْ، ولكنْ أَعَشّها أَذًى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ ويروى: كالحِنّي، بكسر الحاء.
ويقال: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت منزلاً قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك.
وجاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين.
وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فانعشّ. أَبو زيد: جاء بالمال من عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي من حيث شاء.
وعَشّه بالقضيب عشًّا إِذا ضربه ضربات. قال الخليل: المَعَشّ المَطْلب، وقال غيره المَعَسّ، بالسين المهملة.
وحكى ابن الأَعرابي: الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ ميرةً ليست بالكثيرة.
وأَعْشاش: موضع بالبادية، وقيل في ديار بني تميم؛ قال الفرزدق:عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وما كُنْتَ تَعْزِفُ، وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ ويروى: وما كِدْتَ تعزف؛ أَراد عزفت عن أَعشاش، فأَبدل الباء مكان عن، ويروى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ؛ يقول. عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَي صرفت نفسَك.
والإِعشاشُ: الكِبَرُ (* قوله «الكبر» هو بهذا الضبط في الأَصل.) .

أرك (لسان العرب) [0]


الأَراكُ: شجر معروف وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه، قال أَبو حنيفة: هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر وأَطيب ما رَعَتْه الماشية رائحةَ لَبَنٍ؛ قال أَبو زياد: منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق، وأَجوده عند الناس العُروق وهي تكون واسعة محلالاً، واحدته أَراكة، وفي حديث الزهري عن بني إِسرائيل: وعِنَبُهم الأَراك، قال: هو شجر معروف له حَمْل عناقيد العنب واسمه الكَباثُ، بفتح الكاف، وإِذا نَضِج يسمى المَرْدَ.
والأَراك أَيضاً: القطعة من الأَراك كما قيل للقطعة من القصب أَباءَة، وقد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك؛ قال كثيِّر عزة: إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ عليهن صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ ابن شميل، . . . أكمل المادة الأَراكُ شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأَغصان خوَّارة العود تنبت بالغَوْر تتخذ منها المَساويك. الأَراك: شجر من الحَمْض، الواحدة أَراكة؛ قال ابن بري: وقد تجمع أَراكة على أَرائك؛ قال كليب الكلابي: أَلا يا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى، تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها وإِبل أَراكية: ترعى الأَراك.
وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ: كثير ملتف.
وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً: اشتكت بطونها من أَكل الأَراك، وهي إِبل أَراكَى وأَرِكَةٌ، وكذلك طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى ورَمِثَة.
وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً: رعت الأَراك.
وأَرَكتْ تَأْرِكُ وتَأْرُك أُرُوكاً: لزمت الأَراك وأَقامت فيه تأْكله، وقيل: هو أَن تصيب أَي شجر كان فتُقيم فيه؛ قال أَبو حنيفة: الأراك الحَمْض نفسه، قال: وقال بعض الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً، فهي أَرِكةٌ مقصور، من إِبل أُرُكٍ وأَوارِك: أَكلت الأَراك، وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفواعل شاذ.
والإِبل الأَوارك: التي اعتادت أَكل الأَراك، والفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً، وقد أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح، وقيل: إِنما يقال أَرَكَتْ إِذا أَقامت في الأَراك وهو الحمض، فهي أَرِكة؛ قال كثيِّر: وإِنَّ الذي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ، لمّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي يقول: إِن أَهل عَزَّة ينوون أَن لا يجتمع هو وهي ويكونا كالأوارِك من الإِبل والعَوَادي في ترك الاجتماع في مكان، وقيل: العَوَادي المقيمات في العِضاه لا تفارقها، يقول: أَهل هذه المرأَة يطلبون من مهرها ما لا يمكن كما لا يمكن أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وتجتمع في مكان واحد.
وفي الحديث: أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قد أَكلت الأَراك. ابن السكيت: الإِبل الأَوَارك المقيمات في الحَمْض، قال: وإِذا كان البعير يأْكل الأَراك قيل آرِك.
ويقال: أَطيب الأَلبان أَلبان الأََارك.
وقوم مُؤْرِكُونَ: رعت إِبلهم الأَراك، كما يقال: مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ؛ قال: أَقُولُ، وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها مُعِضُّون: إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ؟ (* راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر) قال ابن سيده: وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض حذاق المعاني، وهو مذكور في موضعه.
وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً، كلاهما: أَقام به.
وأَرَكَ الرجلُ: لَجَّ.
وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه: أَلزمه إِيَّاه.
وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً: تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه.
وقال شمر: يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لغتان.
ويقال: ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً أَحمر ولم يَعْلُه الجلد، وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف.
والأَرِيكةُ: سرير في حَجَلة، والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك.
وفي التنزيل: على الأَرائِك مُتَّكِئُون؛ قال المفسرون: الأَرائك السُّرُر في الحِجال؛ وقال الزجاج: الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال، وقيل: هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش، كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال، وقيل: الأَريكة سرير مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة، وفي الحديث: أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله؟ الأَرِيكة: السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً، وقيل: هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ.
وأَرَّكَ المرأَةَ: سترها بالأَرِيكة؛ قال: تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ، ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ: اسم وادٍ. أَبو تراب عن الأَصمعي: هو آرَضُهُمْ أَن يفعل ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم، قال: ولم يبلغني ذلك عن غيره.
وأُرُكٌ وأَرِيكٌ: موضع؛ قال النابغة: عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، فَجَنْبَا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ (* في ديوان النابغة: عفا ذو حُساً بدل حُسْمٌ).
وأَرَك: أَرض قريبة من تَدْمُر؛ قال القطامي: وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً، ذات الشِّمال، وعن أَيْماننا الرِّجَلُ

بزل (لسان العرب) [0]


بَزَل الشيءَ يبزُله بَزْلاً وبَزَّله فَتَبَزَّل: شَقَّه.
وتَبَزَّل الجسد: تَفَطَّر بالدم، وتَبَزَّل السِّقاء كذلك.
وسِقَاءٌ فيه بَزْلٌ: يَتَبزَّلُ بالماء، والجمع بُزُول. الجوهري: بَزَل البعيرُ يَبْزُل بُزُولاً فَطَر نابُه أَي انْشَقَّ، فهو بازل، ذكراً كان أَو أُنثى، وذلك في السنة التاسعة، قال: وربما بزل في السنة الثامنة. ابن سيده: بَزَل نابُ البعير يَبْزُل بَزْلاً وبُزُولاً طَلَع؛ وجَمَلٌ بازِل وبزول. قال ثعلب في كلام بعض الرُّوَّاد: يَشْبَع منه الجَمل البَزُول، وجمع البازِل بُزَّل، وجمع البَزُول بُزُل، والأُنثى بازل وجمعها بوازل، وبَزُول وجَمْعُها بُزُل. الأَصمعي وغيره: يقال للبعير إِذا استكمل السنة الثامنة وطعن في التاسعة وفَطَر نابُه فهو حينئذ بازل، وكذلك الأُنثى بغير . . . أكمل المادة هاء. جمل بازل وناقة بازل: وهو أَقصى أَسنان البعير، سُمِّي بازلاً من البَزْل، وهو الشَّقُّ، وذلك أَن نابه إِذا طَلَع يقال له بازل، لشَقِّه اللحم عن مَنْبِته شَقّاً؛ وقال النابغة في السن وسَمّاها بازلاً: مَقْذوفة بدَخِيس النَّحْضِ بازِلُها، له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْو بالمَسَد أَراد ببازلها نابها، وذهب سيبوبه إِلى أَن بوازل جمع بازل صفة للمذكر، قال: أَجروه مُجْرَى فاعلة لأَنه يجمع بالواو والنون فلا يَقْوَى ذلك قوّة الآدميين؛ قال ابن الأَعرابي: ليس بعد البازل سِنٌّ تسمى، قال: والبازل أَيضاً اسم السِّن التي تطلع في وقت البُزول، والجمع بوازل؛ قال القطَامي: تَسَمَّعُ من بوازلها صَرِيفاً، كما صاحَت على الخَرِب الصِّقَارُ وقد قالوا: رجل بازل، على التشبيه بالبعير، وربما قالوا ذلك يعنون به كماله في عقله وتَجْربته؛ وفي حديث علي بن أَبي طالب، كرم الله وجهه: بازلُ عامَيْن حَديثٌ سِنِّي يقول: أَنا مستجمع الشباب مستكمل القوة؛ وذكره ابن سيده عن أَبي جهل بن هشام فقال: قال أَبو جهل ابن هشام: ما تنكر الحَرْبُ العَوَانُ مني، بازِلُ عامَينِ حَدِيثٌ سِنِّي قال: إِنما عَنَى بذلك كماله لا أَنه مُسِنٌّ كالبازل، أَلا تراه قال حديث سنِّي والحديث لا يكون بازلاً؛ ونحوه قول قَطَرِيّ بن الفُجاءة: حتى انصرفْتُ، وقد أَصَبْتُ، ولم أُصَبْ جَذَعَ البَصيرة قارِحَ الاقْدام فإِذا جاوز البعير البُزول قيل بازل عام وعامين، وكذلك ما زاد.
وتَبَزَّل الشيءُ إِذا تشقق؛ قال زهير: سعى ساعيا غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما تَبَزَّلَ، ما بين العَشِيرة بالدَّم ومنه يقال للحَدِيدة التي تَفْتح مِبْزَل الدَّنِّ: بِزَالٌ ومِبْزَل، لأَنه يُفْتَح به.
وبَزَل الخَمرَ وغيرَها بَزْلاً وابْتَزَلَها وتَبَزَّلها: ثقب إِناءها، واسم ذلك الموضع البُزَالُ.
وبَزَلَها بَزْلاً: صَفّاها.
والمِبْزل والمِبْزلة: المِصْفاة التي يُصَفَّى بها؛ وأَنشد: تَحَدَّر مِنْ نَوَاطِبِ ذي ابْتِزال والبَزْل: تَصْفية الشراب ونحوه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف البَزْل بمعنى التصفية. الجوهري: المِبْزَل ما يصفى به الشراب.
وشَجَّة بازلة: سال دَمُها.
وفي حديث زيد بن ثابت: قَضَى في البازلة بثلاثة أَبْعِرة؛ البازِلة من الشَّجَاج: التي تَبْزُل اللحم أَي تَشُقُّه وهي المُتَلاحمة.
وانْبَزَل الطَّلعُ أَي انشقّ.
وبَزَلَ الرأَيَ والأَمر: قَطَعه.
وخُطَّةٌ بَزْلاءُ: تَفْصِلُ بين الحق والباطل.
والبَزْلاءُ: الرَّأْي الجَيِّد.
وإِنه لذو بَزْلاءَ أَي رأْي جَيِّد وعَقْل؛ قال الراعي: من أَمْرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزَال له بَزْلاءُ، يَعْيَا بها الجَثَّامة اللُّبَدُ ويروى: من امرئ ذي سمَاح. أَبو عمرو: ما لفلان بَزْلاء يعيش بها أَي ما له صَرِيمة رأْي، وقد بَزَل رأْيه يَبْزُل بُزولاً.
وإِنه لنَهَّاض ببَزْلاء أَي مُطيق على الشدائد ضابط لها؛ وفي الصحاح: إِذا كان ممن يقوم بالأُمور العظام؛ قال الشاعر: إِني، إِذا شَغَلَتْ قَوماً فُروجُهُمُ، رَحْبُ المَسَالِكِ نَهّاض ببَزْلاء وفي حديث العباس قال يوم الفتح لأَهل مكة: أَسْلِمُوا تَسْلموا فقد استُبْطِنْتم بأَشْهَبَ بازل أَي رُمِيتُم بأَمر صَعْب شديد، ضربه مثلاً لشدّة الأَمر الذي نزل بهم.
والبَزْلاء: الداهية العظيمة.
وأَمر ذو بَزْلٍ أَي ذو شدَّة؛ قال عمرو بن شَأْس: يُقَلِّقْنَ رأْسَ الكَوْكَب الفَخْمِ، بعدَما تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ في الأَمر ذي البَزْل وما عندهم بازِلة أَي ليس عندهم شيء من المال.
ولا تَرَكَ الله ُ عنده بازلة أَي شيئاً.
ويقال: لم يُعْطِهِم بازلة أَي لم يُعْطهم شيئاً.
وقولهم: ما بَقِيَت لهم بازِلة كما يقال ما بَقِيَت لهم ثاغِيَةٌ ولا رَاغِيَة أَي واحدة.
وفي النوادر: رجل بِزْيلة وتِبْزِلَةٌ قَصِير.
وبُزْل: اسم عَنْزٍ؛ قال عروة بن الورد: أَلَمّا أَغزَرَت في العُسِّ بُزْلٌ ودُرْعَةُ بنْتُها، نَسِيَا فَعَالي

علل (لسان العرب) [0]


العَلُّ والعَلَلُ: الشَّرْبةُ الثانية، وقيل: الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً، يقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ.
وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية، وعَلَّ بنفسه، يَتعدَّى ولا يتعدَّى.
وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً، وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية. ابن الأَعرابي: عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض، وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب. قال ابن بري: وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد؛ قال ابن مقبل: غَزَال خَلاء تَصَدَّى له، فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال: ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا فَصَلَّى على النَّبيّ، نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ، والآتي كالآتي (* قوله . . . أكمل المادة «والآتي كالآتي إلخ» هذه بقية عبارة ابن سيده وصدرها: عل يعل ويعل علاً وعللاً إلى أن قال وعلت الابل والآتي إلخ) والمصدر كالمصدر، وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل.
وإِبِلٌ عَلَّى: عَوَالُّ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِعَاهَانَ بن كعب:تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً، ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها، ورواه ابن جني: عَلاَّها ونَهْلى، أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها، وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها. الأَصمعي: إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل، والثانية العَلَل.
وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش، والأَوَّل هو المسموع. أَبو عبيد عن الأَصمعي: أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ، بالغين، وهي إِبل غالَّةٌ.
وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال: صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ، وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش، وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها، لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء، وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ؛ وقوله: قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً لنا، أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة، كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: من جَزيل عَطائك المَعْلول؛ يريد أَن عطاء الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى؛ ومنه قصيد كعب: كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه، بمعنى قول العامَّة: عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ، لأَن العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على الناهِلة.
وأَعَلَّ القومُ: عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل؛ واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين، أَنشد ابن الأَعرابي: فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ، يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت، فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين؛ وقوله: وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب، وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً، كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين، وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم، فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل، والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخرى.
وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ؛ ومنه حديث عطاء أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال: إِذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إِذا تابع عليه الضربَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب.
والعَلَلُ من الطعام: ما أُكِلَ منه؛ عن كراع.
وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة: خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرا إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى، كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال: عَلَّلاني حَدَّثاني، وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى، وفَرْيُه عَمَلُه؛ وكذلك قوله: خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا إِلى البرق ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ: تَشاغَل؛ قال: فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان، تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها.
وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما: شَغَلهُ بهما؛ يقال: فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ.
وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ، وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن؛ قال جرير:تُعَلِّل، وهي ساغَبَةٌ، بَنِيها بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ قال له: لا أَرْوى الله عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت.
وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر: تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف.
والتَّعِلَّةُ والعُلالة: ما يُتَعَلَّل به.
وفي الحديث: أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها، أَي بَقِيَّة لحمها.
والعُلُل أَيضاً: جمع العَلُول، وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من الطعام الخفيف، فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول.
ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ: عُلالة، وقيل: عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب؛ ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب: قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ.
والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة: ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية؛ عن ابن الأَعرابي.
ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس: بُداهَته، وللذي يكون بعده: عُلالته؛ قال الأَعشى: إِلاَّ بُداهة، أَو عُلا لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه. حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة، ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة.
ويقال: تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها.
وتَعالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر؛ وقال: وقد تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس وقيل: العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ؛ قال: أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله، تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله، ولا يُجازى والدٌ فَعَالَه وقيل: العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره، وتُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة، وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً.
وقد عالَلْتُ الناقة، والاسم العِلال.
وعالَلْتُ الناقة عِلالاً: حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ النهار. قال أَبو منصور: العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن، وقال بعض الأَعراب: العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها عن العِلالِ، ولا عن قِدْرِ أَضيافي والعُلالة، بالضم: ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به.
وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً: لَهَوْت بها.
والعَلُّ: الذي يزور النساء.
والعَلُّ: التَّيْس الضَّخْم العظيم؛ قال: وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً والعَلُّ: القُراد الضَّخْم، وجمعها عِلالٌ (* قوله «وجمعها علال» كذا في الأصل وشرح القاموس، وفي التهذيب: أعلال) ، وقيل: هو القُراد المَهْزول، وقيل: هو الصغير الجسم.
والعَلُّ: الكبير المُسِنُّ.
ورَجُلٌ عَلٌّ: مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة، شُبِّه بالقُراد فيقال: كأَنه عَلُّ؛ قال المُتَنَخِّل الهذلي: لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له، لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب، وقيل: العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل شيء.
والعَلَّة: الضَّرَّة.
وبَنُو العَلاَّتِ: بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّى، سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه؛ قال ابن بري: وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها، من العَلَل؛ قال: عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ، إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً طَوَتْه نُجومُ اللَّيل، وهي بَلاقِع (* قوله «إذا اجتش» كذا في الأصل بالشين المعجمة، وفي المحكم بالمهملة) إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب، ويقال: هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ.
وهما ابْنا عَلَّة: أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد، وهم بَنُو العَلاَّت، وهُمْ من عَلاَّتٍ، وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ، كُلُّ هذا من كلامهم.
ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ، وهو أَخي من عَلَّةٍ، وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن، ولم يقولوا من ضَرَّةٍ؛ وقال ابن شميل: هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة؛ وأَنشد: وهُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ، وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا ابن شميل: الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة، وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد.
وفي الحديث: الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ؛ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد؛ كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير،أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة.
ومنه حديث علي، رضي الله عنه: يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب، وهم الأَعيان، دون الإِخوة للأَب إِذا اجتمعوا معهم. قال ابن بري: يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت، ويقال لبني الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ، ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين، وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين؛ قال عبد المسيح: والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ، فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ قَدْ أَقَلَّ، فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ، فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وقال آخر: أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة، وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت؟ (* في المحكم هنا ما نصبه: وجمع العلة للضرة علائل، قال رؤبة: دوى بها لا يغدو العلائلا).
وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة، والعِلَّة المَرَضُ. عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض، فهو عَلِيلٌ، وأَعَلَّه اللهُ، ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة.
واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا اعتاقه عن أَمر.
واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه.
والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته، كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول.
وفي حديث عاصم بن ثابت: ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال، فوضع العِلَّة موضع العذر.
وفي المثل: لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً، يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر وهو يَقْدِر.
والمُعَلِّل: دافع جابي الخراج بالعِلَل، وقد، اعْتَلَّ الرجلُ.
وهذا عِلَّة لهذا أَي سبَب.
وفي حديث عائشة: فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة الراحلة أَي بسببها، يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي.
وقولُهم: على عِلاَّتِه أَي على كل حال؛ وقال: وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ، أَجَّتْ أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّعام وقال زهير: إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ، ولَـ ـكِنَّ الجَوَادَ، على عِلاَّتِهِ، هَرِم والعَلِيلة: المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب؛ قال وهو من قوله: ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ المُعَلَّل أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى، ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق؛ وقال ابن الأَعرابي: المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ بعد البرِّ.
وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ: الأَلفُ والياءُ والواوُ، سُمِّيت بذلك لِلينها ومَوْتِها.
واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض فقال: وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير مَعْلُول، وكذلك استعمله في المضارع فقال: أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة، لأَنه وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل، وليس في أَول الدائرة بيت مَعْلولُ الأَول، وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم يُلْفَظ به، وإِلا فلا وجه له، والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيراً؛ قال ابن سيده: وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ، لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ، اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول، من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته، وإِن لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت؛ قال: وإِذا قالُوا جُنَّ وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ.
ومُعَلِّل: يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل الناسَ بشيء من تخفيف البرد، وهي: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر، وقيل: إِنما هو مُحَلِّل؛ وقد قال فيه بعضُ الشعراء فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر: كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر، أَيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ وصِنْبرٌ مع الوَبْر وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر، ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ مولِّياً هَرَباً، وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر (* قوله «واقدة» كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم، وسبق في ترجمة نجر وافدة بالفاء، والصواب ما هنا).
ويروى: مُحَلِّل مكان مُعَلِّل، والنَّجْر الحَرُّ واليَعْلُول. الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد.
واليَعَالِيل: حَبَابُ الماء.
واليَعْلُول: الحَبَابة من الماء، وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد، وقيل: القِطْعة البيضاء من السحاب.
واليَعَالِيل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد يَعْلُولٌ؛ قال الكميت: كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه، كما انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب ومنه قول كعب: مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل ويقال: اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر، والياء زائدة.
واليَعْلُول: المَطرُ بعد المطر، وجمعه اليَعالِيل.
وصِبْغٌ يَعْلُولٌ: عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى.
ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ: يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ.
وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ: خَرَجَتْ منه وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها.
والعُلْعُل والعَلْعَل؛ الفتح عن كراع: اسمُ الذَّكر جميعاً، وقيل: هو الذَّكر إِذا أَنْعَظ، وقيل: هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ.
وقال ابن خالويه: العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ، والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس.
ويقال: العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة، والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ، (* قوله «والجمع علل وعل وعل» هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس، وعبارة الازهري: ويجمع على علل، أي بضمتين، وعلى علاعل، وقال بعد هذا: والعلل أَيضاً جمع العلول، وهو ما يعلل به المريض، إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة) ، وقيل: العُلْعُل، بالضم، الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ.والعَلْعَل والعَلْعالُ: الذَّكَر من القَنَابِر، وفي الصحاح: الذَّكر من القنافِذ.
والعُلْعُول: الشَّرُّ؛ الفراء: إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب.
والعِلِّيَّة، بالكسر: الغُرْفةُ، والجمع العَلالِيُّ، وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ. أَبو سعيد: والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل.
وامرأَة عَلاَّنةٌ: جاهلة، وهي لغة معروفة؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد.
وتَعِلَّةُ: اسمُ رجل؛ قال: أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ، ما دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ: زَجْرٌ للغنم؛ عن يعقوب. الفراء: العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ وتقول: عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد؛ قال العَبْدي:وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه، أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد للفرزدق: إِذا عَثَرَتْ بي، قُلْتُ: عَلَّكِ وانتهَى إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُها وأَنشد الفراء: فَهُنَّ على أَكْتافِها، ورِمَاحُنا يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ: تَعْساً ولا لَعَا شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك، وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك، قال الكسائي: العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ، وأَنشد في ذلك البيتَ، أَراد ولا لَعَلْ، ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة؛ وقال في قوله: عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها، يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر، فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً، لقرب مخرج النون من اللام، هذا على قول من كَسَر صروف، ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر، ومعنى لَعاً لك أَي ارتفاعاً؛ قال ابن رُومان: وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر، فسأَلته: لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ؟ فقال: إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر ودَوْلاتها، فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها، أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات؛ قال: دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه، قال: وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها، وقال: يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله: لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني.
ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق، ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف؛ قال العجاج: يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وهما كَعَلَّ؛ قال بعض النحويين: اللام زائدة مؤَكِّدة، وإِنما هو عَلَّ، وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد، وحكى أَبو زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ، بكسر اللام، من لَعَلِّ وجَرِّ زيد؛ قال كعب بن سُوَيد الغَنَوي: فقلت: ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً، لَعَلِّ أَبي المِغْوارِ منك قَرِيب وقال الأَخفش: ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر: لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها، جِهاراً من زُهَيرٍ أَو أَسيد وقوله تعالى: لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى؛ قال سيبويه: والعِلم قد أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما، وقال ثعلب: معناه كي يتَذَكَّر. أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى: فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك، قال: معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا، قال: ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب، ومن ذلك قوله: لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر، قال: معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا، كقولك ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها، بمعنى كي أَرْكَبَها، وتقول: انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث؛ قال ابن الأَنباري: لعَلَّ تكون تَرَجِّياً، وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين؛ وينشدون: فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي أُصالِحُكُم، وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا (* فسره الدسوقي فقال: أبلوني أعطوني، والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت، ونويّ بفتح الواو كهويّ، وأَصله نواي كعصاي قلبت الالف ياء على لغة هذيل والشاعر منهم، والنوى الجهة التي ينويها المسافر.
وقوله: استدرج، هكذا مجزومة في الأصل).
وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ، ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ، كقول امرئ القيس: لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا؛ وكقول صخر الهذلي: لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مَنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما وتكون بمعنى عَسى كقولك: لعَلَّ عبدَ الله يقوم، معناه عَسى عبدُ الله؛ وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم: لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وتكون بمعنى الاستفهام كقولك: لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك؟ معناه هل تشْتُمني، وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ، وفي حديث حاطب: وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم؛ ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن والحِسْبان، وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى، وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق.
ويقال: عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ، وربما قالوا: عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني؛ وأَنشد أَبو زيد: أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً، لعَلَّني أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر، وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد، وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة مشهورة.
وعَلَّ ولَعَلَّ: لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال، وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول: لعَلَّ زيدٍ قائمٌ؛ سمعه أَبو زيد من عُقَيل.
وقالوا لَعَلَّتْ، فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء، ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ، لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه، وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك؛ كل ذلك على البدل، قال يعقوب: قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول: أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا، وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا؛ قال: وسمعت أَبا الصِّقْر ينشد: أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً، لأَنَّنِي أَرَى ما تَرَيْنَ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا وبعضهم يقول: لَوَنَّني.

ميد (لسان العرب) [0]


ماد الشيء يَميد: زاغ وزكا؛ ومِدْتُه وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.
وامْتَادَه: طلب أَن يَمِيدَه.
ومادَ أَهْلَه إذا غارَهم ومارَهم.
ومادَ إِذا تَجِرَ، ومادَ: أَفْضَلَ.
والمائِدةُ: الطعام نَفْسُه وإِن لم يكن هناك خِوانٌ؛ مشتق من ذلك؛ وقيل: هي نفس الخِوان؛ قال الفارسي: لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإِلا فهي خِوان؛ قال أَبو عبيدة: وفي التنزيل العزيز: أَنْزِلْ علينا مائِدةً من السماء؛ المائِدةُ في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة، وهي مثل عِيشةٍ راضيةٍ بمعنى مَرْضِيّةٍ، وقيل: إِن المائدةَ من العطاء.
والمُمْتادُ: المطلوب منه العطاء مُفْتَعَلٌ؛ وأَنشد لرؤبة: تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد، إِلى أَمير المؤمنينَ المُمْتاد أَي المتفضل على الناس، وهو المُسْتَعْطَى المسؤولُ؛ ومنه المائدة، وهي خوان . . . أكمل المادة عليه طعام.
ومادَ زيد عَمراً إِذا أَعطاه.
وقال أَبو إِسحق: الأَصل عندي في مائدة أَنها فاعلة من مادَ يَمِيدُ إِذا تحرّك فكأَنها تَمِيدُ بما عليها أَي تتحرك؛ وقال أَبو عبيدة: سميت المائدة لأَنها مِيدَ بها صاحِبُها أَي أُعْطِيها وتُفُضِّل عليه بها.
والعرب تقول: مادَني فلان يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ؛ وقال الجرمي: يقال مائدةٌ ومَيْدةٌ؛ وأَنشد:ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ، تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ وما دهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم (* قوله «إذا زادهم» في القاموس زارهم.) وإِنما سميت المائدةُ مائدة لأَنه يزاد عليها.
والمائدةُ: الدائرةُ من الأَرض.
ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تحرّك ومال.
وفي الحديث: لما خلق اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بالجبال.
وفي حديث ابن عباس: فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها فمادَتْ.
وفي حديث علي: فَسَكَنَتْ من المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبال، وهو بفتح الياء، مصدر مادَ يَميدُ.
وفي حديثه أَيضاً يَذُمُّ الدنيا: فهي الحَيُودُ المَيُودُ، قَعُولٌ منه.
ومادَ السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً: تمايل.
ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى وتَبَخْتَرَ.
ومادت الأَغْصانُ: تمايلت.
وغصن مائدةٌ وميَّاد: مائل.
والمَيْدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو ركوب البحر، وقد ماد، فهو مائد، من قوم مَيْدى كرائب ورَوْبى. أَبو الهيثم: المائد الذي يركب البحر فَتَغْثي نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ بِهِ، ويَكاد يُغْشَى عليه فيقال: مادَ به البحرُ يَمِيدُ به مَيْداً.
وقال أَبو العباس في قوله: أَن تَميدَ بكم، فقال: تَحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ. قال الفراء: سمعت العرب تقول: المَيْدى الذين أَصابهم المَيْدُ من الدُّوارِ.
وفي حديث أُمّ حَرامٍ: المائدُ في البحر له أَجْرُ شهيد؛ هو الذي يُدارُ برأْسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأَمواج. الأَزهري: ومن المقلوب الموائِدُ والمآوِدُ الدَّواهي.
ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ: أَصابها نَدًى أَو بَلَل فتغيرت، وكذلك التمر.
وفَعَلْتُه مَيْدَ ذاك أَي من أَجله ولم يسمع من مَيْدى ذلك.
ومَيْدٌ: بمعنى غَيْرٍ أَيضاً، وقيل: هي بمعنى على كما تقدم في بَيْد. قال ابن سيده: وعسى ميمه أَن تكون بدلاً من باء بَيْد لأَنها أَشهر.
وفي ترجمة مَأَدَ يقال للجارية التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشباب؛ وأَنشد أَبو عبيد: مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا غير مهموز.
ومِيداءُ الطريق: سَنَنُه.
وبَنَوْا بيوتهم على مِيداءٍ واحد أَي على طريقة واحدة؛ قال رؤبة: إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه ويقال: لم أَدر ما مِيداءُ ذلك أَي لم أَدر ما مَبْلَغُه وقِياسُه، وكذلك مِيتاؤُه، أَي لم أَدر ما قَدْرُ جانبيه وبُعْده؛ وأَنشد: إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عليهما، مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ ويروى مِيتاءُ الطريقِ.
والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة من النُّوق. قال ابن سيده: وإِنما حملنا مِيداء وقضينا بأَنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم «م و د».
وداري بِمَيْدى دارِه، مفتوح الميم مقصور، أَي بحذائها؛ عن يعقوب.
ومَيّادةُ: اسم امرأَة.
وابنُ مَيّادةَ: شاعر؛ وزعموا أَنه كان يضرب خَصْرَي أُمّه ويقول: اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي والمَيْدانُ: واحد المَيادينِ؛ وقول ابن أَحمر: وصادَفَتْ نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا يعني به ناعماً.
ومادَهُم يَمِيدُهُم: لغة في مارَهُم من الميرة؛ والمُمْتادُ مُفْتَعَِلٌ، منه؛ ومائِدٌ في شعر أَبي ذؤَيب: يَمانِية، أَحْيا لَها، مَظَّ مائِدٍ وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيةٍ كُحْلِ (* قوله «مائد» هو بهمزة بعد الألف، وقراس، بضم القاف وفتحها، كما في معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح) اسم جبل.
والمَظُّ: رُمَّان البَرّ.
وقُراسٌ: جبل بارِدٌ مأْخوذ من القَرْسِ، وهو الَردُ.
وآلُه: ما حوله، وهي أَجْبُلٌ بارِدَة.
وأَرْمِيةٌ: جمع رَمِيٍّ، وهي السحابة العظيمة القَطْر، ويروى: صَوْبُ أَسْقِيةٍ، جمع سَقِيٍّ، وهي بمعنى أَرْمِية. قال ابن بري: صواب إِنشاده مَأْبِد، بالباء المعجمة بواحدة، وقد ذكر في مبد.
ومَيْد: لغة في بَيْدَ بمعنى غير، وقيل: معناهما على أَنّ؛ وفي الحديث: أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشَأْتُ في بني سعدِ بنِ بَكْر؛ وفسّره بعضهم: من أَجْلِ أَني.
وفي الحديث: نحن الآخِرون السابِقون مَيْدَ أَنَّا أُوتينا الكِتابَ من بَعْدِهِم.