المصادر:  


عفر (لسان العرب) [218]


العَفْرُ والعَفَرُ: ظاهر التراب، والجمع أَعفارٌ.
وعَفَرَه في التُّراب يَعْفِره عَفْراً وعَفَّره تَعْفِيراً فانْعَفَر وتَعَفَّرَ: مَرَّغَه فيه أَو دَسَّه.
والعَفَر: التراب؛ وفي حديث أَبي جهل: هل يُعَفَّرُ مُحمدٌ وَجْهَه بين أَظْهُرِكم؟ يُرِيدُ به سجودَه في التُّرابِ، ولذلك قال في آخره: لأَطَأَنّ على رقبته أَو لأُعَفِّرَنّ وجْهَه في التراب؛ يريد إِذلاله؛ ومنه قول جرير: وسارَ لبَكْرٍ نُخْبةٌ من مُجاشِعٍ، فلما رَأَى شَيْبانَ والخيلَ عَفّرا قيل في تفسيره: أَراد تَعَفَّر. قال ابن سيده: ويحتمل عندي أَن يكون أَراد عَفّرَ جَنْبَه، فحذف المفعول.
وعَفَرَه واعْتَفَرَه: ضرَبَ به الأَرض؛ وقول أَبي ذؤيب: أَلْفَيْتُ أَغْلَب من أُسْد المُسَدِّ حَدِيـ ـدَ الناب، أَخْذتُه عَفْرٌ فتَطْرِيحُ قال السكري: . . . أكمل المادة عَفْر أَي يَعْفِرُه في التراب.
وقال أَبو نصر: عَفْرٌ جَذْب؛ قال ابن جني: قول أَبي نصر هو المعمول به، وذلك أَن الفاء مُرَتِّبة، وإِنما يكون التَّعْفِير في التراب بعد الطَّرْح لا قبله، فالعَفْرُ إِذاً ههنا هو الجَذْب، فإِن قلت: فكيف جاز أَن يُسمّي الجذب عَفْراً؟ قيل: جاز ذلك لتصوّر معنى التَّعْفِير بعد الجَذْب، وأَنه إِنما يَصِير إِلى العَفَر الذي هو التراب بعد أَن يَجْذِبَه ويُساوِرَه؛ أَلا ترى ما أَنشده الأَصمعي: وهُنَّ مَدّا غَضَنَ الأَفِيق (* قوله: «وهن مداً إلخ» هكذا في الأَصل). فسَمَّى جلودَها، وهي حيةٌ، أَفِيقاً؛ وإِنما الأَفِيقُ الجلد ما دام في الدباغ، وهو قبل ذلك جلد وإِهاب ونحو ذلك، ولكنه لما كان قد يصير إِلى الدباغ سَمَّاه أَفِيقاً وأَطلق ذلك عليه قبل وصوله إِليه على وجه تصور الحال المتوقعة.
ونحوٌ منه قولُه تعالى: إِني أَراني أَعْصِرُ خمْراً؛ وقول الشاعر: إِذا ما ماتَ مَيْتٌ مِن تمِيمٍ، فسَرَّك أَن يَعِيشَ، فجِئْ بزادِ فسماه ميتاً وهو حيّ لأَنه سَيموت لا محالة؛ وعليه قوله تعالى أَيضاً: إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتون؛ أَي إِنكم ستموتون؛ قال الفرزدق: قَتَلْتَ قَتِيلاً لم يَرَ الناسُ مِثْلَه، أُقَلِّبُه ذا تُومَتَيْنِ مُسَوَّرا وإِذ جاز أَن يسمى الجَذْبُ عَفْراً لأَنه يصير إِلى العَفْر، وقد يمكن أَن لا يصير الجذبُ إِلى العَفْر، كان تسميةُ الحيِّ ميتاً لأَنه ميّت لا محالة أَجْدَرَ بالجواز.
واعْتَفَرَ ثَوْبَه في التراب: كذلك.
ويقال: عَفّرْت فلاناً في التراب إِذا مَرَّغْته فيه تَعْفِيراً.
وانْعَفَرَ الشيء: تترّب، واعْتَفَرَ مثله، وهو مُنْعَفِر الوجه في التراب ومُعَفَّرُ الوجه.
ويقال: اعْتَفَرْتُه اعْتِفاراً إِذا ضربت به الأَرض فمَغَثْتَه؛ قال المرار يصف امرأَة طال شعرُها وكَثُفَ حتى مسَّ الأَرض: تَهْلِك المِدْراةُ في أَكْنافِه، وإِذا ما أَرْسَلَتْه يَعْتَفِرْ أَي سقط شعرها على الأَرض؛ جعَلَه من عَفَّرْته فاعْتَفَر.
وفي الحديث: أَنه مرّ على أَرضٍ تُسَمَّى عَفِرةً فسماَّها خَضِرَةً؛ هو من العُفْرة لَوْنِ الأَرض، ويروى بالقاف والثاء والدال؛ وفي قصيد كعب: يعدو فيَلْحَمُ ضِرْغامَيْنِ، عَيْشُهما لَحْمٌ، من القوم، مَعْفُورٌ خَراذِيلُ المَعْفورُ: المُترَّبُ المُعَفَّرُ بالتراب.
وفي الحديث: العافِر الوجْهِ في الصلاة؛ أَي المُترّب.
والعُفْرة: غُبْرة في حُمْرة، عَفِرَ عَفَراً، وهو أَعْفَرُ.
والأَعْفَر من الظباء: الذي تَعْلو بياضَه حُمْرَةٌ، وقيل: الأَعْفَرُ منها الذي في سَراتِه حُمْرةٌ وأَقرابُه بِيضٌ؛ قال أَبو زيد: من الظباء العُفْر، وقيل: هي التي تسكن القفافَ وصلابة الأَرض.
وهي حُمْر، والعُفْر من الظباء: التي تعلو بياضَها حمرة، قِصار الأَعناق، وهي أَضعف الظباء عَدْواً؛ قال الكميت: وكنّا إِذا جَبّارُ قومٍ أَرادَنا بكَيْدٍ، حَمَلْناه على قَرْنِ أَعْفَرا يقول: نقتله ونَحْمِل رأْسَه على السِّنَان، وكانت تكون الأَسِنَّة فيما مضى من القرون.
ويقال: رماني عن قَرْن أَعْفَرَ أَي رماني بداهية؛ ومنه قول ابن أَحمر: وأَصْبَحَ يَرْمِي الناسَ عن قَرْنِ أَعْفَرا وذلك أَنهم كانوا يتخذون القُرونَ مكانَ الأَسِنّة فصار مثلاً عندهم في الشدة تنزل بهم.
ويقال للرجل إِذا بات ليلَته في شدة تُقْلِقُه: كنتَ على قَرْن أَعْفَرَ؛ ومنه قول امرئ القيس: كأَني وأَصْحابي على قَرْنِ أَعْفَرا وثَرِيدٌ أَعْفَرُ: مُبْيَضٌّ، وقد تعافَرَ.
ومن كلامهم (* كذا بياض في الأصل) . . . هم ووصف الحَرُوقة فقال: حتى تعافرَ من نَفْثها أَي تَبَيَّض.
والأَعْفَرُ: الرَّمْل الأَحمر؛ وقول بعض الأَغفال: وجَرْدَبَت في سَمِلٍ عُفَيْر يجوز أَن يكون تصغير أَعْفَر على تصغير الترخيم أَي مصبوغ بِصِبْغ بين البياض والحمرة.
والأَعْفَر: الأَبْيضُ وليس بالشديد البياض.
وماعِزةٌ عَفْراء: خالصة البياض.
وأَرض عَفْراء: بيضاء لم تُوطأْ كقولهم فيها بيحان اللون (* قوله: «بيحان اللون» هو هكذا في الأصل).
وفي الحديث: يُحْشَرُ الناسُ يوم القيامة على أَرض عَفْراء.
والعُفْرُ من لَيالي الشهر: السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ، وذلك لبياض القمر.
وقال ثعلب: العُفْرُ منها البِيضُ، ولم يُعَيِّنْ؛ وقال أَبو رزمة:ما عُفُرُ اللَّيالي كالدَّآدِي، ولا تَوالي الخيلِ كالهَوادِي تواليها: أَواخرها.
وفي الحديث: ليس عُفر الليالي كالدَّآدِي؛ أَي الليالي المقمرةُ كالسود، وقيل: هو مثَل.
وفي الحديث: أَنه كان إِذا سجد جافى عَضُدَيْهِ حتى يُرى من خلفه عُفْرَة إِبْطَيْهِ؛ أَبو زيد والأَصمعي: العُفْرَةُ بياض ولكن ليس بالبياض الناصع الشديد.
ولكنه كلون عَفَر الأَرض وهو وجهها؛ ومنه الحديث: كأَني أَنظر إِلى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ ومنه قيل للظِّباء عُفْر إِذا كانت أَلوانها كذلك، وإِنما سُميت بعَفَر الأَرض.
ويقال: ما على عَفَرِ الأَرض مِثْلَهُ أَي ما على وجهها.
وعَفَّر الرجلُ: خلَط سُودَ غنمِه وإِبلِه بعُفْرٍ.
وفي حديث أَبي هريرة: في الضَّحِيَّةِ: لَدَمُ عَفْرَاء أَحَبُّ إِليّ من دم سَوْدَاوَيْنِ والتَّعْفِير: التبييض.
وفي الحديث: أَن امرأَة شكت إِليه قِلَّةَ نَسْل غنمها وإِبلها ورِسْلِها وأَن مالها لا يَزْكُو، فقال: ما أَلوانُها؟ قالت: سُودٌ. فقال: عَفِّرِي أَي اخُلِطيها بغنم عُفْرٍ، وقيل: أَي اسْتَبْدِلي أَغناماً بيضاً فإِن البركة فيها.
والعَفْراءُ من الليالي: ليلة ثلاثَ عشْرة.
والمَعْفُورةُ: الأَرض التي أُكِل نبتُها.
واليَعْفور واليُعْفور: الظبي الذي لونه كلون العَفَر وهو التراب، وقيل: هو الظبي عامة، والأُنثى يَعْفورة، وقيل: اليَعْفور الخِشْف، سمي بذلك لصغره وكثرة لُزوقِه بالأَرض، وقيل: اليَعْفُور ولد البقرة الوحشية، وقيل: اليَعَافيرُ تُيُوس الظباء.
وفي الحديث: ما جَرَى اليَعْفُورُ؛ قال ابن الأَثير: هو الخِشْف، وهو ولد البقرة الوحشية، وقيل: تَيْس الظباء، والجمع اليَعافِرُ، والياء زائدة.
واليَعفور أَيضاً: جزء من أَجزاء الليل الخمسة التي يقال لها: سُدْفة وسُتْفة وهَجْمة ويَعْفور وخُدْرة؛ وقول طرفة:جازت البِيدَ إِلى أَرْحُلِنا، آخرَ الليل، بيَعْفورٍ خَدِرْ أَراد بشخصِ إِنسانٍ مثل اليَعْفور، فالخَدِرُ على هذا المتخلف عن القطيع، وقيل: أَراد باليَعْفُورِ الجزء من أَجزاء الليل، فالخَدِرُ على هذا المُظْلِمُ.
وعَفَّرت الوحشيّة ولدَها تُعَفِّرُه: قطعت عنه الرِّضاعَ يوماً أَو يومين، فإِن خافت اين يضرّه ذلك ردّته إِلى الرضاع أَياماً ثم أَعادته إِلى الفِطام، تفعل ذلك مرّات حتى يستمر عليه، فذلك التَّعْفير، والولد مُعَفَّر، وذلك إِذا أَرادت فِطامَه؛ وحكاه أَبو عبيد في المرأَة والناقة، قال أَبو عبيد: والأُمُّ تفعل مثل ذلك بولدها الإِنْسِيّ؛ وأَنشد بيت لبيد يذكر بقرةً وحشيةً وولدَها: لمُعَفَّر قَهْدٍ، تَنَازَعُ شِلْوَه غُبْسٌ كَواسِبُ ما يُمَنُّ طَعامُها قال الأَزهري: وقيل في تفسير المُعَفَّر في بيت لبيد إِنه ولدها الذي افْتَرَسَتْه الذئابُ الغُبْسُ فعَفَّرته في التراب أَي مرّغته. قال: وهذا عندي أَشْبَه بمعنى البيت. قال الجوهري: والتَّعْفِيرُ في الفِطام أَن تَمْسَحَ المرأَةُ ثَدْيَها بشيء من التراب تنفيراً للصبي.
ويقال: هو من قولهم لقيت فلاناً عن عُفْر، بالضم، أَي بعد شهر ونحوه لأَنها ترضعه بين اليوم واليومين تَبْلو بذلك صَبْرَه، وهذا المعنى أَراد لبيد قوله: لمعفر قَهْدٍ. أَبو سعيد: تَعَفَّر الوحشيُّ تَعَفُّراً إِذا سَمِن؛ وأَنشد: ومَجَرُّ مُنْتَحِر الطَّلِيِّ تَعَفَّرتْ فيه الفِراءُ بجِزْع وادٍ مُمْكِنِ قال: هذا سحاب يمر مرّاً بطيئاً لكثرة مائه كأَنه قد انْتَحَر لكثرة مائه.
وطَلِيُّه: مَناتحُ مائه، بمنزلة أَطْلاءِ الوحش.
وتَعَفَّرت: سَمِنَت.
والفِراءُ: حُمُر الوحش.
والمُمْكِنُ: الذي أَمكن مَرْعاه؛ وقال ابن الأَعرابي: أَراد بالطَّلِيّ نَوْءَ الحمَل، ونَوءُ الطَّلِيّ والحمَلِ واحدٌ عنده. قال: ومنتحر أَراد به نحره فكان النوء بذلك المكان من الحمل. قال: وقوله واد مُمْكِن يُنْبِت المَكْنان، وهو نبتٌ من أَحرار البقول.
واعْتَفَرَه الأَسد إِذا افْتَرَسَه.
ورجل عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ ونِفْرِيةٌ وعُفارِيةٌ وعِفْرِيتٌ بيّن العَفارةِ: خبيث مُنْكَر داهٍ، والعُفارِيةُ مثل العِفْريت، وهو واحد؛ وأَنشد لجرير: قَرَنْتُ الظالمِين بمَرْمَرِيسٍ، يَذِلّ لها العُفارِيةُ المَرِيدُ قال الخليل: شيطان عِفْرِيةٌ وعِفْريتٌ، وهم العَفارِيَةُ والعَفارِيت، إِذا سَكّنْتَ الياء صَيَّرت الهاء تاء، وإِذا حرّكتها فالتاء هاء في الوقف؛ قال ذو الرمة: كأَنّه كَوْكَبٌ في إِثْرِ عِفْرِية، مُسَوّمٌ في سوادِ الليل مُنْقَضِب والعِفْرِيةُ: الداهية.
وفي الحديث: أَول دينكم نُبُوَّةٌ ورَحْمة ثم مُلْكٌ أَعْفَرُ؛ أَي مُلْكٌ يُسَاسُ بالدَّهاء والنُّكْر، من قولهم للخبيث المُنْكَر: عِفْر.
والعَفارةُ: الخُبْث والشَّيْطنةُ؛ وامرأَة عِفِرَّة.
وفي التنزيل: قال عِفْرِيتٌ من الجِنّ أَنا آتِيكَ به؛ وقال الزجاج: العِفْرِيت من الرجال النافذُ في الأَمر المبالغ فيه مع خُبْثٍ ودَهاءٍ، وقد تَعَفْرَت، وهذا مما تحملوا فيه تَبْقِيةَ الزائدَ مع الأَصل في حال الاشتقاق تَوْفِيةً للمعنى ودلالةً عليه.
وحكى اللحياني: امرأَة عِفْرِيتةٌ ورجلٌ عِفرِينٌ وعِفِرّينٌ كَعِفْرِيت. قال الفراء: من قال عِفْرِية فجمعه عَفارِي كقولهم في جمع الطاغوت طَواغِيت وطَواغِي، ومن قال عِفْرِيتٌ فجمعه عَفارِيت.
وقال شمر: امرأَة عِفِرّة ورجل عِفِرٌّ، بتشديد الراء؛ وأَنشد في صفة امرأَة غير محمودة الصفة: وضِبِرّة مِثْل الأَتانِ عِفِرّة، ثَجْلاء ذات خواصِرٍ ما تَشْبَعُ قال الليث: ويقال للخبيث عفَرْنى أَي عِفْرٌ، وهم العَفَرْنَوْنَ. من كل شيء: المبالغ. يقال: فلان عِفْرِيتٌ وعِفرِيةٌ نِفْرِية.
وفي الحديث: إِن الله يُبْغِضُ العِفْرَِيةَ النِّفْرِيةَ الذي لا يُرْزَأُ في أَهلٍ ولا مالٍ؛ قيل: هو الداهي الخبيثُ الشِّرِّيرُ، ومنه العِفْرِيت، وقيل: هو الجَمُوع المَنُوع، وقيل: الظَّلُوم.
وقال الزمخشري: العِفْر والعِفْريةُ والعِفْرِيت والعُفارِيةُ القوي المُتَشيْطِن الذي يَعْفِر قِرْنَه، والياء في عَفِرِيةٍ وعُفارِيةٍ للإِلحاق بشرذمة وعُذافِرة، والهاء فيهما للمبالغة، والتاء في عِفْرِيتٍ للإِلحاق بِقِنْدِيل.
وفي كتاب أَبي موسى: غَشِيَهم يومَ بَدْرٍ لَيْثاً عِفِرِّيّاً أَي قَوِيّاً داهياً. يقال: أَسدٌ عِفْرٌ وعِفِرٌّ بوزن طِمِرّ أَي قويّ عظيم.
والعِفْرِيةُ المُصَحَّحُ والنِّفْرِية إِتباع؛ الأَزهري: التاء زائدة وأَصلها هاء، والكلمة ثُلاثِيّة أَصلها عِفْرٌ وعِفْرِية، وقد ذكرها الأَزهري في الرباعي أَيضاً، ومما وضع به ابنُ سيده من أَبي عبيد القاسم بن سلام قوله في المصنف: العِفْرِية مثال فِعْلِلة، فجعل الياء أَصلاً، والياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة.
والعُفْرُ: الشجاع الجَلْدُ، وقيل: الغليظ الشديد، والجمع أَعْفارٌ وعِفارٌ؛ قال: خلا الجَوْفُ من أَعْفارِ سَعْدٍ فما به، لمُسْتَصْرِخٍ يَشْكُو التُّبولَ، نَصِيرُ والعَفَرْنى: الأَسَدُ، وهو فَعَلْنى، سمي بذلك لشدته.
ولَبْوةٌ عَفَرْنى أَيضاً أَي شديدة، والنون للإِلحاق بسفرجل.
وناقة عَفَرناة أَي قوية؛ قال عمر ابن لجإِ التيمي يصف إِبلاً: حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها غُلْبَ الذَّفارى وعَفَرْنَياتِها الأَزهري: ولا يقال جمل عَفَرْنى؛ قال ابن بري وقبل هذه الأَبيات: فوَرَدَتْ قَبْل إِنَى ضَحَائِها، تفَرّش الحيّات في خِرْشائِها تُجَرُّ بالأَهْونِ من إِدْنائِها، جَرَّ العجوزِ جانِبَيْ خِفَائِها قال: ولما سمعه جرير ينشد هذه الأُرجوزة إِلى أَن بلغ هذا البيت قال له: أَسأْت وأَخْفَقْتَ قال له عمر: فكيف أَقول؟ قال: قل: جرَّ العروس الثِّنْيَ من رِدائِها فقال له عمر: أَنت أَسْوَأُ حالاً مني حيث تقول: لَقَوْمِي أَحْمى للحَقِيقَة مِنْكُم، وأَضْرَبُ للجبّارِ، والنقعُ ساطِعُ وأَوْثَقُ عند المُرْدَفات عَشِيّةً لَحاقاً، إِذا ما جَرَّدَ السيفَ لامِعُ والله إِن كنّ ما أُدْرِكْنَ إِلا عِشاءً ما أُدْرِكْن حتى نكحن، والذي قاله جرير: عند المُرْهَفات، فغيّره عُمَر، وهذا البيت هو سبب التَّهاجي بينهما؛ هذا ما ذكره ابن بري وقد ترى قافية هذه الأُرجوزة كيف هي، والله تعالى أَعلم.
وأَسد عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ وعُفارِيةٌ وعِفْرِيت وعَفَرْنى: شديد قويّ، ولَبُوءَة عِفِرْناة إِذا كانا جَرِيئين، وقيل: العِفِرْناة الذكر والأُنثى؛ إِما أَن يكون من العَفَر الذي هو التراب، وإِما أَن يكون من العَفْر الذي هو الاعتِفَار، وإِما أَن يكون من القوة والجلَدِ.
ويقال: اعْتَفَرَه الأَسد إِذا فَرَسَه.
وليثُ عِفِرِّينَ تُسَمِّي به العربُ دُوَيْبّة مأْواها التراب السهل في أُصول الحِيطان، تُدَوِّرُ دُوّارةَ ثم تَنْدَسّ في جوفها، فإِذا هِيجَت رَمَتْ بالتراب صُعُداً.
وهي من المُثُل التي لم يجدها سيبويه. قال ابن جني: أَما عِفِرِّين فقد ذكر سيبويه فِعِلاًّ كطِمِرٍّ وحِبِرٍّ فكأَنه أَلحق علم الجمع كالبِرَحِين والفِتَكْرِين إِلا أَن بينهما فرقاً، وذلك أَن هذا يقال فيه البِرَحُون والفِتَكْرون، ولم يسمع في عِفِرِّين في الرفع، بالياء، وإِنما سمع في موضع الجر، وهو قولهم: ليثُ عِفِرِّينَ، فيجوز أَن يقال فيه في الرفع هذا عِفِرُّون، لكن لو سمع في موضع الرفع بالياء لكان أَشبه بأَن يكون فيه النظر، فأَما وهو في موضع الجر فلا تُسْتَنْكرُ فيه الياء.
ولَيْثُ عِفِرِّين: الرجلُ الكامل ابن الخَمْسِين، ويقال: ابن عَشْر لَعّابٌ بالقُلِينَ، وابن عشْرين باعي نسّين (* قوله: «باعي نسين» كذا بالأصل).
وابن الثَّلاثين أَسْعى الساعِينَ، وابن الأَرْبَعِين أَبْطَشُ الأَبْطَشِين، وابن الخمسين لَيْثُ عِفِرِّين، وابن السِّتِّين مُؤُنِسُ الجَلِيسِين، وابن السَّبْعِين أَحْكمُ الحاكِمينَ، وابن الثمانين أَسرعُ الحاسِبين، وابن التِّسْعِين واحد الأَرْذَلين، وابن المائة لا جا ولا سا؛ يقول: لا رجل ولا امرأَة ولا جنّ ولا إِنس.
ويقال: إِنه لأَشْجَع من لَيْثِ عِفِرِّين، وهكذا قال الأَصمعي وأَبو عمرو في حكاية المثل واختلفا في التفسير، فقال أَبو عمرو: هو الأَسد، وقال أَبو عمر: هو دابّةٌ مثل الحِرْباء تتعرّض للراكب، قال: وهو منسوب إِلى عِفِرِّين اسم بلد؛ وروى أَبو حاتم الأَصمعي أَنه دابة مثل الحِرْباء يَتَصَدّى للراكب ويَضْرِبُ بذنبه.
وعِفِرِّين: مَأْسَدة، وقيل لكل ضابط قوي: لَيْثُ عِفِرِّين، بكسر العين، والراء مشددة.
وقال الأَصمعي: عِفِرِّين اسم بلد. قال ابن سيده: وعِفِرُّون بلد.
وعِفْرِيةُ الدِّيكِ: رِيشُ عُنُقِه، وعِفْريةُ الرأْس، خفيفة على مثال فِعْلِلة، وعَفْراة الرأْس: شعره، وقيل: هي من الإِنسان شعر الناصية، ومن الدابة شعرُ القفا؛ وقيل: العِفْرِيةُ والعِفْراة الشعرات النابتات في وسط الرأْس يَقْشَعِررن عند الفزع؛ وذكر ابن سيده في خطبة كتابه فيما قصد به الوضع من أَبي عبيد القاسم بن سلام قال: وأَي شيء أَدلّ على ضعف المُنَّة وسخافة الجُنَّة من قول أَبي عبيد في كتابه المصنف: العِفْرِية مثال فِعْلِلَة، فجعل الياء أَصلاً والياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة.
والعُفْرة، بالضم: شعرة القَفا من الأَسد والديك وغيرهما وهي التي يُرَدِّدُها إِلى يافوخِه عند الهِراش؛ قال: وكذلك العِفْرِية والعِفْراة، فيها بالكسر. يقال: جاء فلان نافشاً عِفْرِيَته إِذا جاء غَضْبان. قال ابن سيده: يقال جاء ناشِراً عِفْرِيَته وعِفْراتَه أَي ناشراً شعرَه من الطَّمَع والحِرْص والعِفْر، بالكسر: الذكر الفحل من الخنازير.
والعُفْر: البُعْد.
والعُفْر: قلَّة الزيارة. يقال: ما تأْتينا إِلا عن عُفْرٍ أَي بعد قلة زيارة.
والعُفْرُ: طولُ العهد. يقال: ما أَلقاه إِلا عن عُفْرٍ وعُفُرٍ أَي بعد حين، وقيل: بعد شهر ونحوه؛ قال جرير: دِيارَ جميعِ الصالحين بذي السِّدْرِ، أَبِيني لَنا، إِن التحيةَ عن عُفْرِ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: فلئن طَأْطَأْتُ في قَتْلِهمُ، لَتُهاضَنَّ عِظامِي عن عُفُرْ عن عُفُرٍ أَي عن بُعْد من أَخوالي، لأَنهم وإِن كانوا أَقْرِباءَ، فليسوا في القُرْب مثل الأَعمام؛ ويدل على أَنه عنى أَخوالَه قولُه قبل هذا:إِنَّ أَخوالي جميعاً من شَقِرْ، لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ العَمَسُ ههنا، كالحَمَسِ: وهي الشدّة. قال ابن سيده: وأَرى البيت لضبّاب بن واقد الطُّهَوِي؛ وأَما قول المرار: على عُفُرٍ من عَنْ تَناءٍ، وإِنما تَداني الهَوَى مِن عَن تَناءٍ وعن عُفْرِ وكان هَجَرَ أَخاه في الحبْس بالمدينة فيقول: هجرت أَخي على عُفْرٍ أَي على بُعْدٍ من الحيّ والقرابات أَي وعن غيرنا، ولم يكن ينبغي لي أَن أَهجره ونحن على هذه الحالة.
ويقال؛ دخلتُ الماء فما انْعَفَرَتْ قَدَمايَ أَي لم تَبْلُغا الأَرضَ؛ ومنه قول امرئ القيس: ثانِياً بُرْثُنَه ما يَنْعَفِر ووقع في عافور شَرٍّ كعاثورِ شَرٍّ، وقيل هي على البدل أَي في شدة.
والعَفارُ، بالفتح: تلقيحُ النخل وإِصلاحُه.
وعَفَّرَ النخل: فرغ من تلقيحه.
والعَفَرُ: أَولُ سَقْية سُقِيها الزرعُ.
وعَفْرُ الزَّرْع: أَن يُسْقَى فيها حتى يعطش، ثم يُسْقَى فيصلح على ذلك، وأَكثر ما يفعل ذلك بخِلْف الصَّيفِ وخَضْراواته.
وعَفَرَ النخلَ والزرع: سَقاهما أَوَّلَ سَقْيةٍ؛ يمانية.
وقال أَبو حنيفة: عَفَرَ الناسُ يَعْفِرون عَفْراً إِذا سَقَوا الزرع بعد طَرْح الحبّ.
وفي حديث هلال: ما قَرِبْتُ أَهْلي مُذُ عَفَّرْنَ النخلَ.
وروي أَن رجلاً جاء إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِني ما قَرِبْتُ أَهْلي مُذْ عَفار النخل وقد حَمَلَتْ، فلاعَنَ بينهما؛ عَفارُ النخل تلقيحُها وإِصلاحُها؛ يقال: عَفَّرُوا نخلَهم يُعَفِّرون، وقد روي بالقاف؛ قال ابن الأَثير: وهو خطأٌ. ابن الأَعرابي: العَفارُ أَن يُتْرك النخلُ بعد السقي أَربعين يوماً لا يسقى لئلا ينتفِضَ حملُها، ثم يسقى ثم يترك إِلى أَن يَعْطَشَ، ثم يُسقَى، قال: وهو من تَعْفِير الوحشيّة ولدَها إِذا فَطَمَتَهْ، وقد ذكرناه آنفاً.
والعَفَّارُ: لَقَّاحُ النخيل.
ويقال: كنا في العَفارِ، وهو بالفاء أَشهرُ منه بالقاف.
والعَفارُ: شجرٌ يتخذ منه الزنادُ وقيل في قوله تعالى: أَفرأَيتم النار التي تُورون أَأَنتم أَنْشَأْتُم شجرتَها؛ إِنها المَرْخُ والعَفارُ وهما شجرتان فيهما نارٌ ليس في غيرهما من الشجر، ويُسَوَّى من أَغصانها الزنادُ فيُقْتَدَحُ بها. قال الأَزهري: وقد رأَيتهما في البادية والعربُ تضرب بهما المثل في الشرف العالي فتقول: في كل الشجر نار.
واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَقار أَي كثرت فيهما على ما في سائر الشجر.
واسْتَمجَدَ: اسْتَكْثَر، وذلك أَن هاتين الشجرتين من أَكثرِ الشجر ناراً، وزِنادُهما أَسرعُ الزناد وَرْياً، والعُنَّابُ من أَقلّ الشجر ناراً وفي المثل: اقْدَحُ بِعَفارٍ (* قوله: «وفي المثل أقدح بعفار إلخ» هكذا في الأَصل.
والذي في أمثال الميداني: اقدح بدفلي في مرخ ثم اشدد بعد أو ارخ. قال المازني: أَكثر الشجر ناراً المرخ ثم العفار ثم الدفلى، قال الأَحمر: يقال هذا إِذا حملت رجلاً فاحشاً على رجل فاحش فلم يلبثا أَن يقع بينهما شر.
وقال ابن الأَعرابي: يضرب للكريم الذي لا يحتاج أَن تكدّه وتلح عليه). أَو مَرْخ ثم اشدُدْ إِن شئْتَ أَو أَرْخ؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعضُ أَعراب السراة أَن العَفَارَ شَبِيةٌ بشجرة الغُبَيراء الصغيرة، إِذا رأَيتها من بعيد لم تَشُكَّ أَنها شجرة غُبَيراء، ونَوْرُها أَيضاً كنَوْرِها، وهو شجر خَوَّار ولذلك جاد للزِّناد، واحدته عَفارةٌ.
وعَفَارةُ: اسم امرأَة، منه؛ قال الأَعشى: باتَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارهْ، يا جارتا، ما أَنْتِ جارهْ والعَفِيرُ: لحمٌ يُجَفَّف على الرمل في الشمس، وتَعْفِيرُه: تَجْفِيفُه كذلك.
والعَفِيرُ: السويقُ المَلتوتُ بلا أُدْمٍ.
وسَويقٌ عَفِير وعَفَارٌ: لا يُلَتُّ بأُدْم، وكذلك خُبز عَفِير وعَفار؛ عن ابن الأَعرابي. يقال: أَكلَ خُبزاً قَفاراً وعَفاراً وعَفِيراً أَي لا شيء معه.
والعَفارُ: لغة في القَفار، وهو الخبز بلا أُدم.
والعَفِير: الذي لا يُهْدِي شيئاً، المذكر والمؤنث فيه سواء؛ قال الكميت: وإِذا الخُرَّدُ اعْتَرَرْن من المَحـ ـلِ، وصارَتْ مِهْداؤهُنَّ عَفِيرا قال الأَزهري: العَفِيرُ من النساء التي لا تُهْدِي شيئاً؛ عن الفراء، وأَورد بيت الكميت.
وقال الجوهري: العَفِيرُ من النساء التي لا تُهْدِي لجارتها شيئاً.
وكان ذلك في عُفْرةِ البرد والحرّ وعُفُرَّتِهما أَي في أَولهما. يقال: جاءنا فلان في عُفَّرةِ الحر، بضم العين والفاء لغة في أُفُرَّة الحر وعُفْرةِ الحر أَي في شدته.
ونَصْلٌ عُفارِيّ: جيِّد.
ونَذِيرٌ عَفِيرٌ: كثير، إِتباع.
وحكي ابن الأَعرابي: عليه العَفارُ والدَّبارُ وسوءُ الدارِ، ولم يفسره.
ومَعافِرُ: قبيلة؛ قال سيبويه: مَعافِر بن مُرّ فيما يزعمون أَخو تميم بن مُرّ، يقال: رجل مَعافِريّ، قال: ونسب على الجمع لأَن مَعافِر اسم لشيء واحد، كما تقول لرجل من بني كلاب أَو من الضِّباب كِلابيّ وضِبابيّ، فأَما النسب إِلى الجماعة فإِنما تُوقِع النسب على واحد كالنسب إِلى مساجد تقول مَسْجِدِيّ وكذلك ما أَشبهه.
ومَعافِر: بلد باليمن، وثوب مَعافِريّ لأَنه نسب إِلى رجل اسمه مَعافِر، ولا يقال بضم الميم وإِنما هو معافِر غير منسوب، وقد جاء في الرجز الفصيح منسوباً. قال الأَزهري: بُرْدٌ مَعافِريّ منسوب إِلى معافِر اليمنِ ثمن صار اسماً لها بغير نسبة، فيقال: مَعافِر.
وفي الحديث: أَنه بعَث مُعاذاً إِلى اليمَن وأَمره أَن يأْخذ من كل حالِمٍ ديناراً أَو عِدْلَه من المَعافِرِيّ، وهي برود باليمن منسوبة إِلى مَعافِر، وهي قيبلة باليمن، والميم زائدة؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه دخل المسجد وعليه بُرْدانِ مَعافِريّانِ.
ورجل مَعافِريٌّ: يمشي مع الرُّفَق فينال فَضْلَهم. قال ابن دريد: لا أَدري أَعربي هو أَم لا؛ وفي الصحاح: هو المُعافِرُ بضم الميم، ومَعافِرُ، بفتح الميم: حيٌّ من هَمْدانَ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة لأَنه جاء على مثال ما لا ينصرف من الجمع، وإِليهم تنسب الثياب المَعافِريَّة. يقال: ثوب مَعافِريٌّ فتصرفه لأَنك أَدخلت عليه ياء النسبة ولم تكن في الواحد.
وعُفَيْرٌ وعَفَار ويَعْفور ويَعْفُرُ: أَسماء.
وحكي السيرافي: الأَسْودَ بن يَعْفُر ويُعْفِر ويُعْفُر، فأَما يَعْفُر ويُعْفِر فأَصْلانِ، وأَما يُعْفُر فعلى إِتباع الياء ضمة الفاء، وقد يكون على إِتباع الفاء من يُعْفُر ضمة الياء من يُعْفُر، والأَسود بن يَعْفُر الشاعر، إِذا قُلْتَه بفتح الياء لم تصرفه، لأَنه مثل يَقْتُل.
وقال يونس: سمعت رؤبة يقول أَسود بن يُعْفُر، بضم الياء، وهذا ينصرف لأَنه قد زال عنه شبَهُ الفعل.
ويَعْفَورٌ: حمارُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وفي حديث سعد ابن عُبادة: أَنه خرج على حِمارِه يَعْفور ليعودَه؛ قيل: سُمِّيَ يَعْفوراً لكونه من العُفْرة، كما يقال في أَخْضَر يَخْضور، وقيل: سمي به تَشْبِيهاً في عَدْوِه باليَعْفور، وهو الظَّبْيُ.
وفي الحديث: أَن اسم حمار النبي، صلى الله عليه وسلم، عُفَيْر، وهو تصغير ترخيم لأَعْفَر من العُفْرة، وهي الغُبْرة ولون التراب، كما قالوا في تصغير أَسْوَد سُوَيْد، وتصغيره غير مرخم: أُعَيْفِر كأُسَيْودِ.
وحكي الأَزهري عن ابن الأَعرابي: يقال للحمار الخفيف فِلْوٌ ويَعْفورٌ وهِنْبِرٌ وزِهْلِق.
وعَفْراء وعُفَيرة وعَفارى: من أَسماء النساء.
وعُفْر وعِفْرَى: موضعان؛ قال أَبو ذؤيب: لقد لاقَى المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ حَدِيثٌ، إِن عَجِبْتَ له، عَجِيبُ وقال عدي بن الرِّقَاع: غَشِيتُ بِعِفْرَى، أَو بِرجْلَتِها، رَبْعَا رَماداً وأَحْجاراً بَقِينَ بها سُفْعا

عفرت (الصّحّاح في اللغة) [209]


قال أبو عبيدة: العِفْريتُ من كلِّ شيء: المُبالِغُ. يقال: فلانٌ عِفْريتٌ نفريتٌ، وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ. قال الخليل: شيطانٌ عِفْرِيَةٌ وعِفْريت، وهم العَفاريَةُ والعَفاريتُ. قال ذو الرمّة:
مُسَوَّمٌ في سوادِ الليلِ مُنْقَضِبُ      كأنه كوكبٌ في إثرِ عِفْـرِيَةٍ

العَفَرُ (القاموس المحيط) [207]


العَفَرُ، محركةً: ظاهرُ التُّرابِ، ويُسَكَّنُ
ج: أعْفارٌ، وأولُ سَقْيَةٍ سُقِيها الزَّرْعُ، والسُّهامُ الذي يُقالُ له: مُخاطُ الشيطانِ.
وعَفَرَهُ في التُّرابِ، يَعْفِرُهُ
وعَفَّرَهُ فانْعَفَرَ وتَعَفَّرَ: مَرَّغَهُ فيه، أو دَسَّهُ وضَرَبَ به الأرضَ،
كاعْتَفَرَهُ.
والأَعْفَرُ من الظِّباءِ: ما يَعْلو بياضَهُ حُمْرَةٌ، أو الذي في سَراتِه حُمْرَةٌ وأقْرابهُ بيضٌ، أو الأبيضُ ليسَ بالشديد البَياضِ، وهي عَفْراءُ، كَفَرِحَ، والاسمُ: العُفْرَةُ، بالضم، والثَّريدُ المُبَيَّضُ، وقد تَعافَرَ.
والعَفْراءُ: البَيْضاءُ، وأرضٌ بَيْضاءُ لم تُوطَأْ، واسمُ أرضٍ، وقَلْعَةٌ بِفَلَسْطِينَ، واسمُ امرأةٍ.
وقَصْرُ عَفْراءَ: ع بالشام قُرْبَ نَوَى.
والعُفْرُ، بالضم، من ليالي الشَّهْرِ: السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ، والشجاعُ الجَلْدُ، والغليظُ الشديدُ
ج: أعْفارٌ وعِفارٌ، ورمالٌ بالباديَةِ بِبِلادِ قَيْسٍ.
. . . أكمل المادة وعَفَّرَ تَعْفيراً: خَلَطَ سُودَ غَنَمِه بعُفْرٍ،
و~ الوَحْشِيَّةُ ولَدَها: قَطَعَتْ عنه الرَّضاعَ، ثم رَدَّتْه، ثم قَطَعَتْه إرادَةً لِلفطامِ.
واليَعْفُورُ: ظَبْيٌ بِلَوْنِ التُّرابِ، أو عامٌّ، وتُضَمُّ الياءُ، والخِشْفُ، وجُزْءٌ من أجْزاءِ الليلِ، وبِلا لامٍ: حِمارٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو هو عُفَيْرٌ، كزُبَيْرٍ.
ورجلٌ عِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ، بكسرهنَّ،
وعِفِرٌّ، كطِمِرٍّ،
وعِفِرِّيٌّ وعُفَرْنِيَةٌ، كقُذَعْمِلَةٍ،
وعُفارِيَةٌ، بالضَّمِ، بَيِّنُ العَفارَةِ، بالفتح: خَبيثٌ مُنْكَرٌ.
والعِفْرِيتُ والعِفْرينُ، وتُشَدَّدُ راؤُهُ مع كسر الفاءِ: النافِذُ في الأمرِ المبالِغُ فيه مع دَهاءٍ، وقد تَعَفْرَتَ، وهي عِفْريتَةٌ. وأسَدٌ عِفْرٌ وعِفريَةٌ وعِفْريتٌ وعُفارِيَةٌ، بالضم،
وعَفَرْنَى: شديدٌ، ولَبُؤَةٌ عَفَرْناةٌ.
وعِفِرِّينُ: مَأْسَدَةٌ.
ولَيْثُ عِفِرِّينَ: الأَسَدُ، ودُوَيبَّةٌ مَأْواها التُّرابُ السَّهْلُ في أُصولِ الحِيطانِ، أو دابَّةٌ كالحِرْباءِ يَتَعَرَّضُ للراكِبِ، ويَضْرِبُ بذَنَبِهِ، والرجلُ الكاملُ الضابِطُ القَوِيُّ.
وعِفْرِيَةُ الدِّيكِ، بالكسر،
وعَفْراهُ، بالفتح: ريشُ عُنُقِهِ، ومنكَ: شَعَرُ القَفَا،
و~ من الدابَّةِ: شَعَرُ الناصِيَةِ، والشَّعَراتُ النابتَةُ في وسَطِ الرأسِ،
كالعِفْراتِ، بالكسر، والعُفَرْنِيَةِ.
والعِفْرُ، بالكسر: ذَكَرُ الخَنازيرِ، ويُضَمُّ، أو عامٌّ، أو ولَدُها، وبضمَّتينِ: الحِينُ، أو الشَّهْرُ.
ووقَعَ في عافُورِ شَرٍّ: عاثورِهِ.
والعَفارُ، كسَحابٍ: تَلْقيحُ النخل، وشَجَرٌ يُتَّخَذُ منه الزِّنادُ، وذُكِرَ في م ر خ، وم ج د، وجَمْعُ عَفارَةٍ،
وع بين مكةَ والطائِفِ.
والعَفِيرُ: لَحْمٌ يُجَفَّفُ على الرَّمْلِ في الشمسِ، والسَّويقُ لا يُلَتُّ بإِدامٍ،
كالعَفارِ، وكذلك خُبْزٌ عَفِيرٌ وعَفارٌ.
وعُفْرَةُ البَرْدِ وعُفُرَّتُه، بضَمِّهِما: أوَّلُهُ.
ونَصْلٌ عُفارِيٌّ، بالضم: جَيِّدٌ.
ومَعافِرُ: د، وأبو حَيٍّ من هَمْدانَ، لا يَنْصَرِفُ، وإلى أحدِهما تُنْسَبُ الثيابُ المَعافِرِيَّةُ، ولا تُضَمُّ الميمُ.
والمُعافِرُ، بالضم: الذي يَمْشي مع الرُّفَقِ.
والعَفيرَةُ: دُحْروجَةُ الجُعَلِ.
والعُفُرَّةُ: الأَخْلاَطُ من الناسِ.
والعَفَرْفَرَةُ: الخَبيثُ، والأَسَدُ،
كالعِفَرْنِ، كهِزَبْرٍ.
وكلامٌ لاعَفَرَ فيه: لا عَويصَ فيه.
وعُفارِياتٌ، بالضم: عُقَدٌ بِنَواحِي العَقيقِ.
وعَفَرْبَلا: د قُرْبَ بَيْسانَ.
وكزُبَيْرٍ: رجُلٌ، وفَرَسٌ لِجُهَيْنَةَ.
والعُفْرُ والمَعْفُورَةُ: السُّوقُ الكاسِدَةُ.
وعَفَارَةُ: امرأةٌ، وسَمَّوْا: عَفَاراً وعُفَيْراً وعَفْراءَ.
وكجُهَيْنةَ: امرأةٌ من حُكماءِ الجاهِليَّةِ.
وككتَّانٍ: مُلْقِحُ النَّخْلِ.
وتَعَفَّرَ الوَحْشُ: سَمِنَ.
والعَفَرناةُ: الغولُ.
واعْتَفَرَهُ: ساوَرَهُ.

عترف (العباب الزاخر) [54]


رجل عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: أي خبيث فاجر جريء ماضٍ، وقال ابن دريد: مُتَغَشْرِمٌ غاشم. وجَمَلٌ عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: شديد، وناقة عِتْرِيْفَةٌ كذلك، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:
من كل عِتْرِيْفَةٍ لم تعد أن بزلت      لم يبغ درتها راعٍ ولا رُبَـعُ

وقال ابن عباد: العِتْرِيْفَةُ: القليلة اللبن والعزيزة النفس التي لا تبالي الزجر. والعُتْرُفانُ: الديك، ونبت عريض من نبات الربيع. والعَتْرَفَةُ: الشدة. والتَّعِتْرُفُ: التَّغَطْرُسُ. والتَّعَتْرُفُ -أيضا-: ضد التَّعَفْرُتِ، من العِفْرِيْتِ.

عترف (لسان العرب) [53]


العِتْرِيف: الخبيث الفاجر الذي لا يبالي ما صنع، وجمعه عَتارِيف.
وفي الحديث: أَنه ذكر الخلفاء بعده فقال: أَوَّهْ لفِراخِ محمد من خَلِيفةٍ يُسْتَخلَف عِتْرِيفٍ مُتْرَف، يقتل خَلَفِي وخَلَفَ الخَلَف؛ العِتْرِيفُ: الغاشم الظالم، وقيل: الدّاهي الخبيث، وقيل: هو قلب العِفريت الشيطان الخبيث، قال الخطابي: قوله خلفي يُتأَوَّل على ما كان من يزيد ابن معاوية إلى الحسين بن علي بن أَبي طالب وأَولاده، عليهم السلام، الذين قتلوا معه؛ وخَلَفُ الخَلفِ: ما تم (* قوله «ما تم» عبارة النهاية: ما كان منه.) يوم الحَرَّةِ على أَولاد المهاجرين والأَنصار.
وجَمَل عِترِيفٌ وناقة عِتْريفة: شديدة؛ قال ابن مقبل: من كل عِتْريفةٍ لم تَعْدُ أن . . . أكمل المادة بَزَلَتْ لم يَبْغِ دِرَّتَها داعٍ ولا رُبَعُ الجوهري: رجل عِتْريف وعُتروف أَي خبيث فاجر جَرِيءٌ ماضٍ.
والعُتْرُفانُ، بالضم: الديك؛ وأَنشد ابن بري لعدي ابن زيد: ثلاثةَ أَحْوال وشهراً مُحَرَّماً، تُضِيءُ كعَينِ العُتْرُفان المُحارب ويقال للديك: العُتْرُفانُ والعُتْرُفُ والعُتْرُسان والعَتْرَس؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دواد في العُترُفان الديك: وكأَنَّ أَسآدَ الجِيادِ شَقائق، أَو عُتْرُفانٌ قد تَحَشْحَشَ للبِلى يريد ديكاً قد يَبِسَ ومات.
والعُتْرُفانُ: نبت عَريضٌ من نبات الربيع.

عفر (الصّحّاح في اللغة) [52]


العَفَرُ، بالتحريك: التراب.
والعَفَرُ أيضاً: أوّلُ سَقيةٍ سُقيها الزرع.
وعَفَرَهُ في التراب يَعْفِرُهُ عَفْراً، وعَفَّرَهُ تَعْفيراً، أي مرَّغَه.
والتعفير في الفِطام: أن تمسح المرأة ثديها بشيءٍ من التراب تنفيراً للصبيّ.
ويقال: هو من قولهم: لقيتُ فلاناً عن عُفْرٍ بالضم، أي بعد شهرٍ ونحوه، لأنَّها ترضعه بين اليوم واليومين، تبلو بذلك صبرَه.
وتعفيرُ اللحم: تجفيفه على الرمل في الشمس.
واسم ذلك اللحم العفير.
وانعَفَرَ الشيء، أي تَتَرَّبَ.
واعْتَفَرَ مثله.
وقول المرّار يصف شَعر امرأةٍ بالكثافة والطول:
وإذا ما أرسَلَتْهُ يَعْتَفِـرْ      تَهْلِلك المِدارةُ في أكنافهِ

ويقال: اعْتَفَرَهُ الأسد: إذا فَرَسَهُ.
والتعفيرُ: التَبْييضُ.
وفي الحديث: أنَّ امرأةً شكت إليه أنَّ مالها لا يزكو، فقال: ما ألوانها? قالت: سودٌ. فقال: "عَفِّري"، أي استبدلي أغناماً . . . أكمل المادة بيضاً، فإنَّ البركة فيها.
والعَفيرُ من النساء: التي لا تهدي لجارتها شيئاً.
والعَفيرُ: السَويقُ الملتوتُ بلا أدْمٍ.
والأعْفَرُ: الأبيض وليس بالشديد البياض.
وشاةٌ عَفْراءٌ: يعلو بياضها حمرةٌ. أبو عمرو: العُفْرُ من الظباء: التي يعلو بياضها حمرةٌ، قصار الأعناق، وهي أضعف الظباء عَدواً، تسكن القفاف وصلابة الأرض. قال الكميت: وكُنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أرادنا=بكيدٍ حملناهُ على قَرنِ أعْفَرا  يقول: نقتله ونحمل رأسه على السنان.
والعفراء من الليالي: ليلة ثلاثَ عشرة.
والمَعْفورةُ: الأرض التي أُكِل نبتها.
واليَعْفور: الخِشْفُ، وولد البقرة الوحشية أيضاً.
وقال بعضهم: اليَعافيرُ تُيوس الظباء.
والعَفار: شجرٌ تقدح منه النار.
وفي المثل: في كلِّ شجرٍ نارٌ، واستمجد المَرْخُ والعَفارُ.
والعَفار أيضاً: إصلاح النخلة وتلقيحها. يقال: كنا في العَفار.
والعفارُ: لغة في القفار، وهو الخبز بلا أدْمٍ.
والعِفْرُ: الخنزير الذكر.
والعِفْرُ: الرجل الخبيث الداهي.
والمرأة عِفْرَةٌ.
والعِفْرِيَةُ أيضاً: الداهية.
والعُفْرَةُ بالضم: شعرةُ القفا من الأسد والديك وغيرهما، وهي التي يردُّها إلى يافوخه عند الهِراش، وكذلك العِفرِية والعِفراة أيضاً بالكسر فيهما. يقال: جاء فلانٌ نافشاً عفْرِيَتَهُ، إذا جاء غضبان.
والمُعافِرُ: الذي يمشي مع الرُفَقِ فينال من فضلهم.
والعَفَرْنى: الأسد، وهو فَعَلْنى، سمِّي بذلك لشدّته.
ولبؤةٌ عَفَرْنًى أيضاً، أي شديدة.
وناقة عفرناةٌ، أي قويَّة.
ووقع القوم في عافورِ شرٍّ، أي في شدّة.
ويقال: جاءنا فلانٌ في عُفُرَّةِ الحرِّ، بضم العين والفاء: لغة في أُفُرَّة الحرّ.
وفي عُفَرَّةِ الحرّ بالفتح، أي في شدَّته، ويقال: في أوَّله.
وعِفِرِّينُ: مأسَدَةٌ.
وقيل لكلِّ ضابطٍ قويٍّ: ليثٌ عِفِرِّينَ، بكسر العين والراء مشددة.

عفر (مقاييس اللغة) [51]



العين والفاء والراء أصلٌ صحيح، وله معانٍ. فالأول لون من الألوان، والثاني نبت، والثالث شدّة وقُوّة، والرابع زَمان، والخامس شيءٌ من خَلْق الحيوان.فالأول: العُفرة في الألوان، وهو أن يَضرِب إلى غُبْرَة في حمرة؛ ولذلك سمّي التراب العَفَر. يقال: عفَّرت الشيءَ في التُّراب تعفيراً.
واعتَفَر الشيء: سقَط في العَفَر. قال الشاعر يصف ذوائب المرأة، وأنّها إذا أرسلتها سقطَتْ على الأرض.
تهلك المِدْراةُ في أكنافِه      وإذا ما أرسَلتْه يَعْتفِرْ

قال ابن دريد : العَفْر ظاهر تراب الأرض، بفتح الفاء، وتسكينها. قال: "والفتح اللُّغة العالية".ويقال للظّبي أعفَرُ للونهِ. قال:
يقول ليَ الأنباط إذْ أنا ساقطٌ      به لا بظبيٍ في الصَّريمة أعفرا

قال: وإنما ينسب . . . أكمل المادة إلى اسم التُّراب.
وكذلك الرَّمْل الأعفر. قال: واليَعْفُور الخِشْف، سمِّي بذلك لكثرة لُزوقه بالأرض. قال ابن دريد : "العَفِير لحمٌ يجفَّف على الرَّمل في الشمس".ومن الباب: شرِبت سَويقاً عَفِيراً، وذلك إذا لم يُلَتَّ بزَيت ولا سَمن.فأمَّا الذي قاله ابن الأعرابيّ، من قولهم: "وقعوا في عافور شرّ" مثل عاثور، فممكن أن يكون من العَفَر، وهو التُّراب، وممكن أن يكون الفاء مبدلة من ثاء.
وقد قال ابنُ الأعرابيّ: إنّ ذلك مشتقٌّ من عَفّرَه، أي صرعه ومرَّغه في التراب. وأنشد:فأمّا ما رواه أبو عبيدة أنّ العَفْر: بذر الناس الحبوب، فيقولون عَفَروا أي بذروا، فيجوز أن يكون من هذا؛ لأنّ ذلك يلقى في التُّراب.قال الأصمعيّ: ورُوِي في حديث عن هلالِ بن أميّة: "ما قَرِبْت امرأتي منذ عَفّرنا".ثم يحمل على هذا العَفَار، وهو إبَار النَّخل وتلقيحه.
وقد قيل في عَفار النخل غيرُ هذا، وقد ذُكِر في موضعه.وقال ابن الأعرابيّ: العُفْر: الليالي البِيض.
ويقال لليلةِ ثلاثَ عشرةَ من *الشَّهر عَفْراء، وهي التي يقال لها ليلة السَّوَاء.
ويقال إنّ العُفْر: الغنمُ البِيض الجُرد، يقال قوم مُعْفِرُون ومضيئون. قال: وهذيل مُعْفِرَة، وليس في العرب قبيلة مُعْفِرَة غيرها.ويقولون: ما على عَفَر الأرض مثلُه، أي على وجهها.ومن الباب أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا سَلّم جافَى عَضُديه عن جَنْبيه حتَّى يُرَى من خلفه عُفْرةُ إبطَيْه.وأمّا الأصل الثاني فالعَفار، وهو شجرٌ كثير النّار تُتَّخذ منه الزِّناد، الواحدة عَفارة.
ومن أمثالهم: "اقدَحْ بعَفارٍ أو مَرْخ، واشدُد إن شئت أو أرْخ".قال الأعشى:
زنادُك خيرُ زِناد الملو      كِ خالَطَ منهنّ مرْخٌ عَفارا

ولعلَّ المرأة سمِّيت "عَفَارة" بذلك. قال الأعشى:
بانَت لتَحزُنَنا عَفارَهْ      يا جارتا ما أنتِ جارهْ

وكذلك "عُفيرة ".
وقال بعضهم: العُفُر: جمع العَفار من الشَّجر الذي ذكرناه.
وأنشدوا:
قد كان في هاشمٍ في بيت محضِهِم      وارى الزِّناد إذا ما أصْلَد العُفُر

ويقولون: "في كلِّ شجرٍ نار، واستَمْجَد المَرْخُ والعَفار"، أي إنَّهما أخذا من النّار ما أحْسَبَهُما .والأصل الثالث: الشِّدّة والقوّة. قال الخليل: رجل عِفْرٌ بيِّنُ العَفارة، يوصَف بالشَّيطنة، ويقال: شَيطانٌ عِفْرِيَة وعفريت، وهم العفاريَةُ والعفاريت.
ويقال إنّه الكَيِّس الظَّريف.
وإن شئتَ فعِفْرٌ وأعفارٌ، وهو المتمرّد.
وإنِّما أُخِذ من الشّدّة والبَسالة. يقال للأسد عِفِرٌّ وعَفرْنَى، ويقال للخبيث عِفِرِّينُ، وهم العِفِرُّون.
وأسَد عَفَرنَى ولبؤة عَفَرناة، أي شديدة. قال:
بِذاتِ لَوْثٍ عَفْرناةٍ إذا عَثَرت      فالتَّعسُ أدنَى لها من أن أقول لَعا

ويسمُّون دويْبَّة من الدّوابّ "ليث عِفِرّين"، وهذا يقولون إنّ الأصل فيه البابُ الأوّل؛ لأنَّ مأوَى هذه الدويْبَّة التُّراب في السهل، تدوِّر دارةً ثم تندسُّ في جوفها، فإذا هِيجَ رمَى بالتُّراب صُعُدا.قال الخليل: ويسمُّون الرّجُل الكاملَ من أبناء الخمسين: ليث عِفِرّين. يقولون: "ابنُ العَشْر لعّابٌ بالقُلِين ، وابنُ العِشرين باغي نِسِين ، وابن ثلاثين أسعى السَّاعين، وابن الأربعين أبطش الباطشين، وابن الخمسين ليثُ عِفِرِّين، وابن ستِّين مؤْنس الجلِيسِين، وابن السبعين أحكم الحاكمين، وابن الثَّمانين أسرع الحاسبين؛ وابن التسعين واحدُ الأرذَلِين، وابن المائة لا جاء ولا ساء"، يقول: لا رجلٌ ولا امرأة.قال أبو عُبيد: العِفريَة النفريَة: الخبيث المنكر.
وهو مِثل العِفْر، يقال رجل عِفْرٌ، وامرأة عِفرة.وفي الحديث: "إنَّ الله تعالى يُبغِض العِفريَة النِّفرية، الذي لم يُرْزَأ في ماله وجسمه". قال: وهو المصحَّح الذي لا يكاد يَمرَض.وزعم بعضُهم أن العَفَرفَر مثل العَفَرنَى من الأُسود، وهو الذي يَصرع قِرنَه ويَعفِر. فإذا كان صحيحاً فقد عاد هذا البابُ إلى الباب الأوّل.
وأنشد :
      يَهُوس هَوسَ الأسدِ العَفَرفرِ

ويقال إنَّ عَفَار: اسم رجل، وإنَّه مشتق من هذا، وكان يُنسب إليه النِّصال. قال:
نصلٌ عَفارِيٍّ شديدٍ عَيرُه      لم يبق مِِ النِّصال عادٍ غَيرُه

ويقال للعِفِرّ عُفارية أيضاً. قال جرير:
قَرنْتُ الظَّالمِينَ بمرمريسٍ      يذلُّ لـه العُفارِيَة المَريدُ

والأصل الرَّابع من الزَّمان قولُهم: لقيته عن عُفْر: أي بعد شهر.
ويقال للرّجُل إذا كان له شرف قديم: ما شرفُك عن عُفْر، أي هو قديم غير حديث.قال كُثَيِّر:
ولم يك عن عَفْرٍ تفرُّعُك العُلَى      ولكنْ مواريثُ الجدودِ تَؤُولُها

أي تُصلِحها وترُبُّها وتَسُوسها.ويقال في عَفار النخل: إنَّ النّخلَ كان يُترَك بعد التَّلقيح أربعين يوماً لا يُسقَى.قالوا: ومن هذا الباب التّعفير: وهو أن تُرضع المُطْفِلُ ولدَها ساعةً وتتركه ساعة. قال لَبيد:
لِمُعَفَّر قَهْدٍ* تنازَعَ شِلْوَهُ      غُبْرٌ كواسِبُ لا يُمنُّ طعامها

شبّه به، ولعلَّ العفير هي التي كانت هدِيّتها تدوم وتَتَّصل، ثم صارت تهدى في الوقت.
وهذا على القياس صحيح، ومما يدلُّ على هذا البيتُ الذي ذكر الفرّاء للكميت:
وإذا الخُرَّد اغبَرَرْن من المحْـ      ـلِ وصارت مِهداؤُهن عَفِيرا

فالمِهداء التي مِن شأنها الإهداء، ثم عادت عَفيراً لا تُديم الهديَّة والإهداء.وأمّا الخامس فيقولون: إنَّ العِفرِيَة والعِفْراة واحدة، وهي شَعَر وسط الرّأس.
وأنشد:
قد صَعَّد الدّهرُ إلى عِفراتِه      فاحتصَّها بشفرتَيْ مِبراتِه

وهي لغة في العِفريَة، كناصِيَة وناصاة.
وقد يقولون على التّشبيه لعرف الديك: عِفريَة. قال:أي من الدِّيَكة. قال أبو زيد: شعر القفا من الإنسان العِفرِيَة.

العفرية (المعجم الوسيط) [6]


 الشَّديد الْقوي والخبيث وَمن الديك ريش عُنُقه وَمن الْإِنْسَان وَالدَّابَّة شعر الْقَفَا أَو الناصية وَيُقَال جَاءَ فلَان نافشا عفريته جَاءَ غاضبا 

النَّفر (المعجم الوسيط) [4]


 الْقَوْم يسرعون إِلَى أَمر أَو قتال و (يَوْم النَّفر الأول) الثَّانِي من أَيَّام التَّشْرِيق وَفِيه ينفر الْحَاج من منى إِلَى مَكَّة و (يَوْم النَّفر الآخر) الْيَوْم الثَّالِث من أَيَّام التَّشْرِيق النَّفر:  إتباع للعفر يُقَال عفر نفر وعفرية نفرية وعفريت نفريت خَبِيث مارد النَّفر:  من ثَلَاثَة إِلَى عشرَة من الرِّجَال وَيُقَال هم نفر فلَان نافرته وَالْمجْمَع من النَّاس والفرد من الرِّجَال (محدثة) (ج) أَنْفَار 

النَّفْرُ (القاموس المحيط) [5]


النَّفْرُ: التَّفَرُّقُ، وجَمْعُ نَافِرٍ، والغَلَبَةُ.
نَفَرَتِ الدَّابَّةُ تَنْفِرُ وتَنْفُرُ نُفوراً ونِفاراً، فهي نافِرٌ ونَفورٌ: جَزِعَتْ، وتَباعَدَتْ،
و~ الظَّبْيُ نَفْراً ونَفَراناً، محركةً: شَرَدَ،
كاسْتَنْفَرَ.
واليَنْفورُ: الشديدُ النِّفارِ.
ونَفَّرْتُهُ واسْتَنْفَرْتُهُ وأنْفَرْتُهُ، ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى يَنْفِرُ نَفْراً ونُفوراً، وهو يومُ النَّفْرِ والنَّفَرِ، محركةً، والنُّفورِ والنَّفيرِ، واسْتَنْفَرَهُم فَنَفَرُوا معه.
وأنْفَرُوهُ: نَصَروهُ ومَدُّوهُ.
ونَفَرُوا لِلأَمْرِ يَنْفِرونَ نِفاراً ونُفوراً ونَفيراً،
وتَنافَرُوا: ذَهَبُوا.
والنَّفَرُ: الناسُ كلُّهُم، وما دونَ العَشَرَةِ من الرجالِ،
كالنَّفيرِ
ج: أنْفارٌ.
والنُّفْرَةُ والنُّفارَةُ والنُّفُورَةُ، بضمهنَّ: الحُكْمُ.
والنَّفْرَةُ والنَّفيرُ والنَّفْرُ: القومُ يَنْفِرونَ مَعَكَ، وَيَتَنافَرُونَ في القِتالِ، أو هُمُ الجَماعَةُ يَتَقَدَّمُونَ في الأمرِ.
والنُّفارَةُ: ما يأخُذُهُ النافِرُ من المَنْفُورِ، أي: الغالِبُ من المَغْلوبِ، أو . . . أكمل المادة ما أخَذَهُ الحاكِمُ.
ونَفَرَتِ العينُ وغيرُها تَنْفِرُ وتَنْفُرُ نُفوراً: هاجَتْ، وورِمَتْ.
وشاةٌ نافِرٌ: ناثِرٌ.
وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ، وعِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ، وعُفارِيَةٌ نُفارِيةٌ، وعِفْرٌ نِفْرٌ، وعِفِرٌّ، نِفِرٌّ، وعِفْرِيتَةٌ نِفْريتَةٌ: إتْباعٌ.
وبنُو نَفْرٍ: بَطْنٌ.
وذُو نَفْرٍ: قَيْلٌ من حِمْيَرَ.
ونُفَيْرُ بنُ مالِكٍ، كزُبَيْرٍ: صحابيٌّ.
وجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ: تابعيٌّ.
والنُّفْرَةَ، بالضم وكَتُؤَدَةٍ: شيءٌ يُعَلَّقُ على الصبِيِّ لخَوْفِ النَّظْرَةِ.
وكإِمَّعٍ: ة من عَملِ بابِلَ، منها أحمدُ بنُ الفَضْلِ النِّفَّرِيُّ.
والنَّفاريرُ: العَصافيرُ.
وأنْفَرُوا: نَفَرَتْ إِبِلُهُمْ.
وأنْفَرَهُ عليه،
ونَفَّرَهُ عليه: قَضَى له عليه بالغَلَبَةِ.
ونَفِّرْ عنه، أي: لَقِّبْهُ لَقَباً مَكْرُوهاً، كأنه عندَهم تَنْفيرٌ للجِنِّ والعَينِ عنه.
وتَنافَرَا: تَحاكَما.
ونافَرَا: حاكَما في الحَسَبِ أو المُفاخَرَةِ.
ونافِرَتُكَ ونَفْرَتُكَ ونُفُورَتُكَ، بالضم: أُسْرَتُكَ، وفَصِيلَتُكَ التي تَغْضَبُ لغَضَبِكَ.
والنَّفْراءُ: ع.

نفر (لسان العرب) [5]


النَّفْرُ: التَّفَرُّقُ.
ويقال: لقيته قبل كل صَيْحٍ ونَفْرٍ أَي أَولاً، والصَّيْحُ: الصِّياحُ.
والنَّفْرُ: التفرق؛ نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ وتَنْفُر نِفاراً ونُفُوراً ودابة نافِرٌ، قال ابن الأَعرابي: ولا يقال نافِرَةٌ، وكذلك دابة نَفُورٌ، وكلُّ جازِعٍ من شيء نَفُورٌ.
ومن كلامهم: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وقول أَبي ذؤيب: إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها، كَقِتْر الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صيابُها قال ابن سيده: إِنما هو اسم لجمع نافر كصاحب وصَحْبٍ وزائر وزَوْرٍ ونحوه.
ونَفَرَ القومُ يَنْفِرُون نَفْراً ونَفِيراً.
وفي حديث حمزة الأَسلمي: نُفِّرَ بنا في سَفَرٍ مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يقال: أَنْفَرْنا أَي تَفَرَّقَتْ إِبلنا، وأُنْفِرَ بنا أَي جُعِلنا مُنْفِرِين ذَوِي إِبلٍ نافِرَةٍ.
ومنه حديث زَيْنَبَ بنت رسول . . . أكمل المادة الله، صلى الله عليه وسلم: فأَنْفَرَ بها المشركون بَعِيرَها حتى سَقَطَتْ.
ونَفَرَ الظَّبْيُ وغيره نَفْراً ونَفَراناً: شَرَدَ.
وظَبْيٌ نَيْفُورٌ: شديد النِّفارِ.
واسْتَنْفَرَ الدابة: كَنَفَّرَ.
والإِنْفارُ عن الشيء والتَّنْفِيرُ عنه والاسْتِنْفارُ كلُّه بمعنًى.
والاسْتِنْفارُ أَيضاً: النُّفُورُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ارْبُطْ حِمارَكَ، إِنه مُسْتَنْفِرٌ في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ أَي نافر: ويقال: في الدابة نِفارٌ، وهو اسمٌ مِثْلُ الحِرانِ؛ ونَفَّرَ الدابة واسْتَنْفَرَها.
ويقال: اسْتَنْفَرْتُ الوحشَ وأَنْفَرْتُها ونَفَّرْتُها بمعنًى فَنَفَرَتْ تَنْفِرُ واسْتَنْفَرَتْ تَسْتَنْفِرُ بمعنى واحد.
وفي التنزيل العزيز: كأَنهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ؛ وقرئت: مستنفِرة، بكسر الفاء، بمعنى نافرة، ومن قرأَ مستنفَرة، بفتح الفاء، فمعناها مُنَفَّرَةٌ أَي مَذْعُورَةٌ.
وفي الحديث: بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا أَي لا تَلْقَوْهُمْ بما يحملهم على النُّفُورِ. يقال: نَفَرَ يَنْفِر نُفُوراً ونِفاراً إِذا فَرَّ وذهب؛ ومنه الحديث: إِن منكم مُنَفِّرِينَ أَي من يَلْقى الناسَ بالغِلْظَةِ والشِّدَّةِ فَيَنْفِرُونَ من الإِسلام والدِّين.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تُنَفِّرِ الناسَ.
وفي الحديث: أَنه اشْتَرَطَ لمن أَقْطَعَهُ أَرضاً أَن لا يُنَفَّرَ مالُه أَي لا يُزْجَرَ ما يرعى من ماله ولا يُدْفَعَ عن الرَّعْي.
واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه وأَنْفَرُوه أَي نصروه ومَدُّوه.
ونَفَرُوا في الأَمر يَنْفِرُون نِفاراً ونُفُوراً ونَفِيراً؛ هذه عن الزَّجَّاج، وتَنافَرُوا: ذهبوا، وكذلك في القتال.
وفي الحديث: وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا.
والاسْتِنْفارُ: الاسْتِنْجادُ والاسْتِنْصارُ، أَي إِذا طلب منكم النُّصْرَةَ فأَجيبوا وانْفِرُوا خارجين إِلى الإِعانة.
ونَفَرُ القومِ جماعَتُهم الذين يَنْفِرُون في الأَمر، ومنه الحديث: أَنه بعث جماعة إِلى أَهل مكة فَنَفَرَتْ لهم هُذَيْلٌ فلما أَحَسُّوا بهم لجَؤُوا إِلى قَرْدَدٍ أَي خرجوا لقتالهم.
والنَّفْرَةُ والنَّفْرُ والنَّفِيرُ: القومُ يَنْفِرُونَ معك ويَتَنافَرُونَ في القتال، وكله اسم للجمع؛ قال: إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطَا، ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعًى وَسَطَا، يَحْمُونَها من أَنْ تُسامَ الشَّطَطَا وكل ذلك مذكور في موضعه.
والنَّفِيرُ: القوم الذين يتَقَدَّمُونَ فيه.
والنَّفيرُ: الجماعةُ من الناس كالنَّفْرِ، والجمع من كل ذلك أَنْفارٌ.
ونَفِير قريش: الذين كانوا نَفَرُوا إِلى بَدْرٍ ليمنعوا عِيْرَ أَبي سفيان.ويقال: جاءت نَفْرَةُ بني فلان ونَفِيرُهم أَي جماعتهم الذين يَنْفِرُون في الأَمر.
ويقال: فلان لا في العِيْرِ ولا في النَّفِير؛ قيل هذا المثل لقريش من بين العرب، وذلك أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما هاجر إِلى المدينة ونهض منها لِتَلَقِّي عِير قريش سمع مشركو قريش بذلك، فنهضوا ولَقُوه ببَدْرٍ ليَأْمَنَ عِيرُهم المُقْبِلُ من الشأْم مع أَبي سفيان، فكان من أَمرهم ما كان، ولم يكن تَخَلَّفَ عن العِيْرِ والقتال إِلا زَمِنٌ أَو من لا خير فيه، فكانوا يقولون لمن لا يستصلحونه لِمُهِمٍّ: فلان لا في العِيرِ ولا في النَّفِيرِ، فالعيرُ ما كان منهم مع أَبي سفيان، والنفير ما كان منهم مع عُتْبَةَ بن ربيعة قائدهم يومَ بَدْرٍ.
واسْتَنْفَرَ الإِمامُ الناسَ لجهاد العدوّ فنفروا يَنْفِرُونَ إِذا حَثَّهُم على النَّفِيرِ ودعاهم إِليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا.
ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى نَفْراً ونَفرَ الناسُ من مِنًى يَنْفِرُونَ نَفْراً ونَفَراً، وهو يوم النَّفْرِ والنَّفَرِ والنُّفُورِ والنَّفِيرِ، وليلةُ النَّفْر والنَّفَرِ، بالتحريك، ويومُ النُّفُورِ ويومُ النَّفِير، وفي حديث الحج: يومُ النَّفْرِ الأَوّل؛ قال ابن الأَثير: هو اليوم الثاني من أَيام التشريق، والنَّفْرُ الآخِرُ اليومُ الثالث، ويقال: هو يوم النَّحْرِ ثم يوم القَرِّ ثم يوم النفر الأَول ثم يوم النفر الثاني، ويقال يوم النفر وليلة النفر لليوم الذي يَنْفِرُ الناس فيه من منى، وهو بعد يوم القرِّ؛ وأَنشد لِنُصَيْبٍ الأَسْوَدِ وليس هو نُصَيْباً الأَسْوَدَ المَرْوانِيَّ: أَمَا والذي حَجَّ المُلَبُّونَ بَيْتَهُ، وعَلَّمَ أَيامَ الذبائحِ والنَّحْرِ لقد زَادَني، لِلْغَمْرِ، حُبّاً، وأَهْلهِ، لَيالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الغَمْرِ وهل يَأْثَمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلةَ النَّفْرِ وسَكَّنْتُ ما بي من كَلالٍ ومن كرً، وما بالمَطايا من جُنُوحٍ ولا فَتْرِ ويروى: وهل يأْثُمَنِّي، بضم الثاء.
والنَّفَرُ، بالتحريك، والرَّهْطُ: ما دون العشرة من الرجال، ومنهم من خصص فقال للرجال دون النساءِ، والجمع أَنفار. قال أَبو العباس: النَّفَرُ والقومُ والرَّهْطُ هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم. قال سيبويه: والنسبُ إِليه نَفَرِيٌّ، وقيل: النَّفَرُ الناسُ كلهم؛ عن كراع، والنَّفِيرُ مثلُه، وكذلك النَّفْرُ والنَّفْرَةُ.
وفي حديث أَبي ذَرٍّ: لو كان ههنا أَحدٌ من أَنْفارِنا أَي من قومنا، جمع نَفَرٍ وهم رَهْطُ الإِنسان وعشيرته، وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إِلى العشرة.
وفي الحديث: ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رجالنا. الليث: يقال هؤلاء عَشَرَةُ نَفَرٍ أَي عشرة رجال، ولا يقال عشرون نَفَراً ولا ما فوق العشرة، وهم النَّفَرُ من القوم.
وقال الفراء: نَفْرَةُ الرجل ونَفَرُهُ رَهْطُه؛ قال امرؤ القيس يصف رجلاً بِجَوْدَةِ الرَّمْي: فَهْوَ لا تَنْمِي رَمِيَّتُهُ، ما لَه؟ لا عُدَّ من نَفَرِه فدعا عليه وهو يمدحه، وهذا كقولك لرجل يعجبك فعله: ما له قاتله اللهُ أَخزاه اللهُ وأَنت تريد غير معنى الدعاء عليه.
وقوله تعالى: وجعلناكم أَكْثَرَ نَفِيراً؛ قال الزجاج: النَّفِيرُ جمع نَفْرٍ كالعَبِيدِ والكَلِيبِ، وقيل: معناه وجعلناكم أَكثر منهم نُصَّاراً.
وجاءنا في نُفْرَتِه ونافِرَتِه أَي في فَصِيلَتِه ومن يغضب لغضبه.
ويقال: نَفْرَةُ الرجل أُسْرَتُه. يقال: جاءنا في نَفْرَتِه ونَفْرِه؛ وأَنشد: حَيَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ: إِنَّ نَفْرَتَنا أَلْيَوْمَ كلَّهُمُ، يا عُرْوَ، مُشْتَغِلُ ويقال للأُسْرَةِ أَيضاً: النُّفُورَةُ. يقال: غابتْ نُفُورَتُنا وغَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُمْ، وورد ذلك في الحديث: غَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُم؛ يقال للأَصحاب الرجل والذين يَنْفِرُونَ معه إِذا حَزَبَه أَمر. نَفْرَتُه ونَفْرُهُ ونافِرَتُه ونُفُورَتُه.
ونافَرْتُ الرجلَ مُنافَرَةً إِذا قاضيتَه.
والمُنافَرَةُ: المفاخرة والمحاكمة.
والمُنافَرَةُ: المحاكمة في الحَسَبِ. قال أَبو عبيد: المُنافَرَةُ أَن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه، ثم يُحَكِّما بينهما رجلاً كَفِعْلِ عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ مع عامر بن طُفَيْلٍ حين تَنافرا إِلى هَرِمِ بن قُطْبَةَ الفَزارِيِّ؛ وفيهما يقول الأَعشى يمدح عامر بن الطفيل ويحمل على عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ: قد قلتُ شِعْري فمَضى فيكما، واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنَّافِرِ والمَنْفُورُ: المغلوب.
والنَّافِرُ: الغالب.
وقد نافَرَهُ فَنَفَرَهُ يَنْفُرُه، بالضم لا غير، أَي غلبه، وقيل: نَفَرَهُ يَنْفِرُه ويَنْفُرُهُ نَفْراً إِذا غلبه.
ونَفَّرَ الحاكمُ أَحدهما على صاحبه تَنْفِيراً أَي قضى عليه بالغلبة، وكذلك أَنْفَرَه.
وفي حديث أَبي ذَرٍّ: نافَرَ أَخي أُنَيْسٌ فلاناً الشاعِرَ؛ أَراد أَنهما تَفاخَرا أَيُّهما أَجْوَدُ شِعْراً.
ونافَرَ الرجلَ مُنافَرَةً ونِفاراً: حاكَمَهُ، واسْتُعْمِلَ منه النُّفُورَةُ كالحُكومَةِ؛ قال ابن هَرْمَةَ: يَبْرُقْنَ فَوْقَ رِواقِ أَبيضَ ماجِدٍ، يُرْعى ليومِ نُفُورَةٍ ومَعاقِلِ قال ابن سيده: وكأَنما جاءت المُنافَرَةُ في أَوّل ما اسْتْعْمِلَتْ أَنهم كانوا يسأَلون الحاكم: أَيُّنا أَعَزُّ نَفَراً؟ قال زهير: فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثلاثٌ: يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ وأَنْفَرَهُ عليه ونَفَّرَه ونَفَرَهُ يَنْفُرُه، بالضم، كل ذلك: غَلَبَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، ولم يَعْرِفْ أَنْفُرُ، بالضم، في النِّفارِ الذي هو الهَرَبُ والمُجانَبَةُ.
ونَفَّرَه الشيءَ وعلى الشيء وبالشيء بحرف وغير حرف: غَلَبَهُ عليه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: نُفِرْتُمُ المَجْدَ فلا تَرْجُونَهْ، وجَدْتُمُ القومَ ذَوِي زَبُّونَهْ كذا أَنشده نُفِرْتُمْ، بالتخفيف.
والنُّفارَةُ: ما أَخَذَ النَّافِرُ من المَنْفَورِ، وهو الغالبُ (* قوله« هو الغالب» عبارة القاموس أي الغالب من المغلوب) ، وقيل: بل هو ما أَخذه الحاكم. ابن الأَعرابي: النَّافِرُ القَامِرُ.
وشاة نافِرٌ: وهي التي تُهْزَلُ فإِذا سعلت انتثر من أَنفها شيء، لغة في النَّاثِرِ.
ونَفَرَ الجُرْحُ نُفُوراً إِذا وَرِمَ.
ونَفَرَتِ العينُ وغيرها من الأَعضاء تَنْفِرُ نُفُوراً: هاجت ووَرِمَتْ.
ونَفَرَ جِلْدُه أَي وَرِمَ.
وفي حديث عمر: أَن رجلاً في زمانه تَخَلَّلَ بالقَصَبِ فَنَفَرَ فُوهُ، فنهى عن التخلل بالقصب؛ قال الأَصمعي: نَفَرَ فُوه أَي وَرِمَ. قال أَبو عبيد: وأُراهُ مأْخوذاً من نِفارِ الشيء من الشيء إِنما هو تَجافِيهِ عنه وتَباعُدُه منه فكأَن اللحْمَ لما أَنْكَرَ الداء الحادث بينهما نَفَرَ منه فظهر، فذلك نِفارُه.
وفي حديث غَزْوانَ: أَنه لَطَمَ عينه فَنَفَرَتْ أَي وَرِمَتْ.ورجل عِفْرٌ نِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وعُفارِيَةٌ نُفارِيَةٌ إِذا كان خبيثاً مارِداً. قال ابن سيده: ورجل عِفْرِيتَةٌ نِفْرِيتَةٌ فجاء بالهاء فيهما، والنِّفْرِيتُ إِتباعٌ للعِفْرِيت وتوكيدٌ.
وبنو نَفْرٍ: بطنٌ.
وذو نَفْرٍ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْيَرَ.
وفي الحديث: إِن الله يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ أَي المُنْكَرَ الخَبيثَ، وقيل: النِّفْرِيَةُ والنِّفْرِيتُ إِتباع للعِفْرِيَةِ والعِفْرِيتِ. ابن الأَعرابي: النَّفائِرُ العصافير (*قوله« النفائر العصافير» كذا بالأصل.
وفي القاموس: النفارير العصافير.) وقولهم: نَفِّرْ عنه أَي لَقِّبْهُ لَقَباً كأَنه عندهم تَنْفِيرٌ للجن والعينِ عنه.
وقال أَعرابي: لما وُلدتُ قيل لأَبي: نَفِّرْ عنه، فسماني قُنْفُذاً وكنَّاني أَبا العَدَّاءِ.

حذر (الصّحّاح في اللغة) [4]


الحَذَرُ والحِذْرُ: التَحَرُّزُ.
وقد حَذَرْتُ الشيءَ أَحْذُرُهُ حَذَراً.
ورجل حَذِرٌ وحَذُرٌ، متيَقِّظٌ مُتَحَرِّزٌ، والجمع حَذِرونَ وحَذارى وحَذُرونَ.
وأنشد سيبويه في تعدِّيه:
ما ليس مُنْجيهِ من الأقدار      حَذِرٌ أموراً لا تُخاف وآمِنٌ

والتَحْذيرٌ: التخويفُ.
والحِذارُ: المُحاذَرَةُ.
وقولهم: إنَّه لابنُ أَحْذارٍ، أي لابنُ حزْمٍ وحَذرٍ.
وحَذارِ، بمعنى احْذَرْ. وقال الشاعر:
      حَذارِ من أرماحنا حَذار

والمَحْذورةُ: الفزعُ بعينه.
وقرئ: وإنَّا لجميع حاذِرونَ" و"حَذِرونَ" و"حَذُرونَ" أيضاً بضم الدال، حكاه الأخفش.
ومعنى حاذِرونَ: متأهِّبون.
ومعنى حَذُِرون: خائفون.
والحِذْرِيَةُ على فِعْلِيَةٍ: قِطعةٌ من الأرض غليظة، والجمع الحَذارى.
ونَفَشَ الديك حِذْرِيَتَهُ، أي عِفْريتَهُ. حِذْرِيانٌ: شديد الفزع والحَذَرِ.

برت (لسان العرب) [2]


البُرْتُ والبَرْتُ: الفأْسُ، يمانية؛ وكل ما قُطع به الشجر: بَرْتٌ.
والبَرْتُ، والبُرْتُ، والبِرْتُ: الرجل الدَّليلُ، والجمع أَبْراتٌ.
والبُرْتُ، بلغة اليمن: السُّكَّرُ الطَّبَرْزَذُ. قال شمر: يقال للسُّكَّرِ الطَّبرْزَذِ مِبرَتٌ ومِبَرَّتٌ، بفتح الراءِ، مشددة. أَبو عبيد: البِرِّيتُ المستوي من الأَرض؛ وقال ابن سيده: البِرِّيتُ في شعر رؤبة فِعْلِيتٌ، من البِرِّ، قال: وليس هذا موضعه. الأَصمعي: يقال للدليل الحاذق البُرْتُ والبِرْتُ؛ وقاله ابن الأَعرابي أَيضاً، رواه عنهما أَبو العباس؛ قال الأَعشى يصف جمله: أَدْأَبْتُهُ بمَهامِهٍ مَجْهولةٍ، لا يَهْتدِي بُرْتٌ بها أَن يَقْصِدَا يصف قَفْراً قَطَعه، لا يهتدي به دليلٌ إِلى قصْدِ الطريق؛ قال ومثله قول رؤبة: تَنْبو بإِصْغاءِ الدَّليلِ البُرْتِ وقال شمر: هو . . . أكمل المادة البِرِّيتُ والخِرِّيتُ.
والبُرْتةُ: الحَذَاقَةُ بالأَمْر.
وأَبْرَتَ إِذا حَذِقَ صِناعةً مَّا.
والبِرِّيتُ: مكان معروف، كثير الرمل؛ وقال شمر: يقال الحَزْن والبِرِّيتُ أَرضانُ بناحية البصرة، ويقال: البِرِّيتُ الجَدْبةُ المستوية؛ وأَنشد:بِرِّيتُ أَرْضٍ، بعدَها بِرِّيتُ وقال الليث: البِرِّيتُ اسم اشتق من البَرِّيَّة، فكأَنما سكنت الياءُ فصارت الهاءُ تاءً لازمة كأَنها أَصلية؛ كما قالوا عِفْريتٌ، والأَصل عِفْرِيَةٌ. أَبو عمرو: بَرَتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر، وبَرَثَ، بالثاء، إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً.
والبَرَنْتى: السَّيِّءُ الخُلُق.
والمُبْرَنْتي: القصيرُ المُخْتال في جِلْسته وركْبته المُنْتَصِبُ، فإِذا كان ذلك فيه، فكان يحتمله في فعاله وسُودَده، فهو السَّيِّدُ.
والمُبرَنْتي أَيضاً: الغَضْبانُ الذي لا ينظر إِلى أَحد.
والمُبرَنْتي: المُسْتَعِدُّ للأَمر.
وابرَنْتَى للأَمْر: تَهَيَّأَ. أَبو زيد: ابرَنْتَيْتُ للأَمر ابرِنْتاءً إِذا اسْتَعْدَدْتَ له، مُلْحقٌ بافْعَنْلَلَ بياء. اللحياني: ابرَنْتى فلانٌ علينا يَبرَنْتي إِذا انْدَرَأَ علينا.
وبَيرُوت: موضع.

نفر (الصّحّاح في اللغة) [2]


نَفَرَتِ الدابَّةُ تَنْفِرُ وتَنْفُرُ نِفاراً ونُفوراً. يقال: في الدابَّة نِفارٌ، وهو اسمٌ مثل الحِرانِ.
ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى نَفْراً.
ونَفَرَ القوم في الأمور نُفوراً.
والنَفيرُ: القوم الذين يتقدَّمون فيه. يقال: جاءت نَفْرَةُ بني فلان ونَفيرُهُمْ، أي جماعتهم الذين يَنْفِرونَ في الأمر.
والإنْفارُ عن الشيء، والتَنْفيرُ عنه، والاسْتِنْفارُ، كله بمعنًى.
والاسْتِنْفارُ أيضاً: النُفورُ.
ومنه: "حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة"، أي نافِرَةٌ و "مُسْتَنْفَرَةٌ" بفتح الفاء، أي مذعورة.
والنَفَرُ بالتحريك: عدَّة رجال من ثلاثة إلى عشرة.
والنَفيرُ مثله.
وكذلك النَفْرُ والنَفْرَةُ بالإسكان. قال الفراء: نَفْرَةُ الرجل ونَفْرُهُ، أي رهطه.
ويقال: يومُ النَفْرِ، وليلةُ النَفْرِ، لليوم الذي يَنْفِرُ فيه الناس من مِنًى، وهو بعد يوم القَرِّ.
وأنشد:
وعَلَّلْتُ أصحابي بها ليلةَ النَّفْرِ      وهل يَأْثَمَنِّي الله في . . . أكمل المادة أنْ ذَكَرْتُها

ويقال له أيضاً: يوم النَفَرِ بالتحريك.
ويوم النُفورِ، ويومُ النَفِيرِ.
والمُنافَرَةُ: المحاكَمَةُ في الحسب. يقال: نافَرَهُ فَنَفَرَهُ يَنْفرُهُ بالضم لا غير، أي غلبه. قال الأعشى يمدح عامر بن الطُفَيْل ويحمِل على علقمة ابن علاثة:
واعْتَرَفَ المنفورُ للنـافِـرِ      قد قلتُ شِعْري فمَضى فيكُما

فالمنفورُ: المغلوبُ.
والنافِرُ: الغالبُ.
ونَفَّرَهُ عليه تَنْفيراً، أي قضى له عليه بالغلبة؛ وكذلك أَنْفَرَهُ.
وقولهم: لقيته قبل كلِّ صَيْحٍ ونَفْرٍ، أي أوَّلاً.
ونَفَرَ جلدُهُ، أي وَرِمَ.
وفي الحديث: "تَخَلَّلَ رجلٌ بالقصب فَنَفَرَ فَمُهُ"، أي ورم. قال أبو عبيد: إنَّما هو من نِفارِ الشيء من الشيء، وهو تجافيه عنه وتباعده منه.
وقولهم: نَفِّرْ عنه، أي لقِّبْهُ لَقَباً؛ كأنَّه عندهم تَنْفيرٌ للجنّ والعين عنه.
وقال أعرابيٌّ: لمَّا وُلِدْتُ قيل لأبي: نَفِّرْ عنه. فسمَّاني قُنْفُذاً، وكنَّاني أبا العَدَّاءِ.
والنِفْريتُ إتْباعٌ للعفريت وتوكيد.

حذر (لسان العرب) [2]


الحِذْرُ والحَذَرُ: الخيفة. حَذِرَهُ يَحْذَرُهُ حَذَراً واحْتَذَرَهُ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ: احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ (* قوله: «وحذر» بفتح الحاء وضم الذال كما هو مضبوط بالأَصل، وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه بالشكل بسكون الذال) وحاذُورَةٌ وحِذْرِيانٌ: متيقظ شديد الحَذَرِ والفَزَعِ، متحرّز؛ وحاذِرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ؛ والجمع حَذِرُونَ وحَذارَى. الجوهري: الحَذَرُ والحِذْرُ التحرّز؛ وأَنشد سيبويه في تعدِّيه: حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخافُ، وآمِنٌ ما ليسَ مُنْجِيهِ من الأَقدْارِ وهذا نادر لأَن النعت إِذا جاء على فَعِلٍ لا يتعدى إِلى مفعول.
والتحذير: التخويف.
والحذارُ: المُحاذَرَةُ.
وقولهم: إِنه . . . أكمل المادة لابْنُ أَحْذارٍ أَي لابْنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ.
والمَحْذُورَةُ: الفزع بعينه.
وفي التنزيل العزيز: وإِنا لجميعٌ حاذِرُونَ، وقرئ: حَذِرُونَ وحَذُرونَ أَيضاً، بضم الذال، حكاه الأَخفش؛ ومعنى حاذرون متأَهبون، ومعنى حذرون خائفون، وقيل: معنى حذرون مُعِدُّونَ. الأَزهري: الحَذَرُ مصدر قولك حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَراً، فَأَنا حاذِرٌ وحَذِرٌ، قال: ومن قرأَ: وإِنا لجميع حاذرون؛ أَي مستعدون.
ومن قرأَ: حذرون، فمعناه إِنا نخاف شرهم.
وقال الفرّاء في قوله: حاذرون، روي عن ابن مسعود أَنه قال مُؤْدُونَ: ذَوُو أَداةٍ من السلاح. قال: وكأَنَّ الحاذِرَ الذي يَحْذَرُكَ الآن.
وكَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ حَذِراً لا تلقاه إِلاَّ حَذِراً.
وقال الزجاج: الحاذِرُ المستعدُّ، والحَذِرُ المتيقظ؛ وقال شمر: الحاذِرُ المُؤْدِي الشَّاكُّ في السلاح؛ وأَنشد:وبِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّيْ حاذِرِ، ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ، وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ ورجل حِذْرِيانٌ إِذا كان حَذِراً، على فِعْليانٍ.
وقوله تعالى: ويُحَذِّرُكم الله نفسه؛ أَي يحذركم إِياه. أَبو زيد: في العين الحَذَرُ، وهو ثِقَلٌ فيها من قَذىً يصيبها؛ والحَذَلُ باللام، طول البكاء وأَن لا تجف عين الإِنسان.
وقد حَذَّرَهُ الأَمَر وأَنا حَذُيرُكَ منه مُحَذِّرك منه أُحَذِّرُكَهُ. قال الأَصمعي: لم أَسمع هذا الحرف لغير الليث، وكأَنه جاء به على لفظ نَذِيرُكَ وعَذِيرُكَ.
وتقول: حَذَارِ يا فلان أَي احْذرْ؛ وأَنشد لأَبي النجم: حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ وتقول: سُمِعَتْ حَذارِ في عسكرهم ودُعِيَتْ نَزال بينهم.
والمَحْذُورَةُ: كالحَذَرِ مصدر كالمَصْدُوقَةِ والمَلْزُومَة، وقيل: هي الحرب.
ويقال: حَذارِ مثل قَطامِ لأَأَي احْذرْ، وقد جاء في الشعر حَذار وأَنشد اللحياني: حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ، أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما فنوّن الأَخيرة ولم يكن ينبغي له ذلك غير أَن الشاعر أَراد أَن يتم به الجزء.
وقالوا. حَذارَيْكَ، جعلوه بدلاً من اللفظ بالفعل، ومعنى التثنية أَنه يريد: ليكن منك حَذَرٌ بعد حَذَرٍ.
ومن أَسماء الفعل قولهم: حَذَرَكَ زَيْداً وحَذارَكَ زيداً إِذا كنت تُحَذِّرُه منه.
وحكى اللحياني: حَذارِك، بكسر الراء، وحُذُرَّى صيغة مبنية من الحَذَرِ؛ وهي اسم حكاها سيبويه.وأَبو حَذَرٍ: كُنْيَةُ الحِرْباء.
والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ؛ ويقال لها حَذارِ اسم معرفة. النضر: الحِذْرِيَةُ الأَرض الغليظة من القُفِّ الخَشِنَةُ، والجمع الحَذارَى.
وقال أَبو الخَيْرَةِ: أَعلى الجبل إِذا كان صُلْباً غليظاً مستوياً، فهو حِذْرِيةٌ، والحِذْرِيَةُ على فِعْليَةٍ قطعة من الأَرض غليظة، والجمع الحَذارَى، وتسمى إِحدى حَرَّتَيْ بني سُلَيْمٍ الحِذْرِيَةَ.
واحْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحرْ نَفْشَ وتَقَبَّضَ.
والإِحْذارُ: الإِنذار.
والحُذارِياتُ: المنذورون.
ونَفَشَ الديكُ حِذْرِيَتَهُ أَي عِفْرِيَتَهُ. سمَّتْ مَحْذُوراً وحُذَيْراً.
وأَبو مَحْذُورَةَ: مؤَذن النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو أَوْسُ بن مِعْيَرٍ أَحد بني جُمَحٍ؛ وابنُ حُِذارٍ: حَكَمُ بن أَسَدٍ، وهو أَحد بني سعد بن ثعلبة بن ذودان يقول فيه الأَعشى: وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَيْنَ مَحَلُّهُ، فاعْمِدْ لبيتِ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ قال الأَزهري: وحُِذارُ اسم إِبي ربيعة بن حُذارٍ قاضي العرب في الجاهلية، وهو من بني أَسد بن خزيمة.

عزا (لسان العرب) [1]


العَزَاءُ: الصَّبْرُ عن كل ما فَقَدْت، وقيل: حُسْنُه، عَزِي يَعْزى عَزَاءً، ممدود، فهو عَزٍ.
ويقال: إنه لعَزِيٌّ صَبُورٌ إذا كان حَسَنَ العَزَاء على المَصائِب.
وعَزَّاه تَعْزِيةً، على الحذف والعِوَض، فتَعَزَّى؛ قال سيبويه: لا يجوز غيرُ ذلك. قال أَبو زيد: الإتمامُ أَكثر في لِسان العرب، يعني التفعيل من هذا النحو، وإنما ذكَرْت هذا ليُعْلَمَ طريقُ القِياس فيه، وقيل: عَزَّيتُه من باب تَظَنَّيْت، وقد ذكر تعليله في موضعه.
وتقول: عَزَّيتُ فلاناً أُعَزِّيه تَعْزِيَةً أَي أَسَّيْته وضَرَبْت له الأُسى، وأَمَرْتُه بالعَزَاء فتَعَزَّى تَعَزِّياً أَي تَصَبَّرَ تَصَبُّراً.
وتَعازى القومُ: عَزَّى بعضهم بعضاً؛ عن ابن جني.
والتَّعْزُوَةُ: العَزاءُ؛ حكاه ابن جني عن أَبي زيد، اسم لا مصدرٌ لأَن . . . أكمل المادة تَفْعُلَة ليستْ من أَبْنِية المصادر، والواو ههنا ياءٌ، وإنما انقلبت للضَّمَّة قبلَها كما قالوا الفُتُوّة.
وعَزَا الرجلَ إلى أبيه عَزْواً: نسبه، وإنه لحَسَن العِزْوةِ. قال ابن سيده: وعزاه إلى أَبيه عَزْياً نَسَبه، وإنه لحَسَنُ العِزْيَة؛ عن اللحياني. يقال: عَزَوْتُه إلى أَبيه وعزيتُه، قال الجوهري: والاسم العَزَاء.
وعَزَا فلانٌ نفسَه إلى بني فلانٍ يَعْزُوها عَزْواً وعَزَا واعْتَزَى وتَعَزَّى، كله: انتَسَب، صِدْقاً أَو كَذباً، وانْتَمى إليهم مثله، والاسمُ العِزْوَة والنِّمْوَة، وهي بالياء أَيضاً.
والاعتزاءُ: الادِّعاءُ والشِّعارُ في الحَرْبِ منه.
والاعتزاءُ: الانْتِماءُ.
ويقال: إلى من تَعْزي هذا الحديث؟ أَي إلى مَن تَنْمِيه. قال ابن جريج: حدَّث عطاءٌ بحديث فقيل له: إلى مَن تَعْزِيه؟ أَي إلى مَنْ تُسْنِدُه، وفي رواية: فقُلْتُ له أَتَعْزِيهِ إلى أَحد؟ وفي الحديث: مَن تَعَزَّى بعَزاء الجاهلية فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه ولا تَكْنُوا؛ قوله تَعَزَّى أَي انْتَسَبَ وانْتَمى. يقال: عَزَيْتُ الشيءَ وعَزَوْتُه أَعْزيه وأَعْزُوه إذا أَسْنَدْتَه إلى أَحدٍ، ومعنى قوله ولا تَكْنُوا أَي قولوا له اعضَضْ بأَيْرِ أَبيك، ولا تَكْنُوا عن الأَيْرِ بالْهَنِ.
والعَزَاءُ والعِزْوَة: اسم لدَعْوَى المُسْتَغِيثِ، وهو أَن يقول: يا لَفُلانٍ، أَو يا لَلأَنصار، أَو يا لَلْمُهاجرينَ قال الراعي: فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسانُنا ورجالُهم، دَعَوْا: يا لَكَعْبٍ واعْتَزَيْنا لعامِرِ وقول بشرِ بن أَبي خازِمٍ: نَعْلُو القَوانِسَ بالسيُّوف ونَعْتَزِي، والخَيلُ مُشْعَرَة النُّحورِ من الدَّمِ وفي الحديث: مَن لمْ يَتَعَزَّ بعزَاءِ الله فليس منّا أَي مَن لم يَدْعُ بدَعْوَى الإسلامِ فيقولَ:يا لله أَو يا لَلإسلامِ أَو يا لَلْمُسْلِمِينَ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: يا للهِ لِلْمُسْلِمِينَ قال الأَزهري: له وَجْهان: أَحدهما أَنّ لا يَتَعَزَّى بعَزاء الجاهِليَّة ودَعْوَى القَبائل، ولكن يقول يا لَلْمُسْلِمِينَ فتكون دَعْوَة المُسْلِمِينَ واحدةً غيرَ مَنْهِيٍّ عنها، والوجه الثاني أَن مَعْنى التَّعَزِّي في هذا الحديث التَّأَسِّي والصَّبرُ، فإذا أَصاب المُسْلِمَ مصيبةٌ تَفْجَعُه قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، كما أَمَره الله ، ومَعنى قوله بعَزَاءِ الله أَي بتَعْزِيَةِ الله إيّاه؛ فأَقام الاسمَ مُقامَ المَصْدرِ الحقيقي، وهو التَّعْزية، مِنْ عَزَّيْتُ كما يقال أَعْطَيْته عَطاءً ومعناه أَعْطَيته إعطاءً.
وفي الحديث: سَيَكون للْعَرَبِ دَعْوَى قَبائِلَ، فإذا كان كذلك، فالسَّيفَ السَّيفَ حتى يَقُولوا يا لَلْمُسلمين وقال الليث: الاعْتِزاءُ الاتّصالُ في الدَّعوَى إذا كانت حربٌ فكلُّ مَنِ ادَّعى في شعارِهِ أَنا فلانٌ ابنُ فُلانٍ أَو فلانٌ الفُلانيُّ فقدِ اعْتَزَى إليه.
والعِزَةُ: عُصْبَة من الناس، والجمع عِزُونَ. الأصمعي: يقال في الدارِ عِزُونَ أَي أَصنافٌ من النَّاسِ.
والعِزَة: الجماعةُ والفِرْقَةُ من الناسِ، والهاءُ عِوَضٌ من الياء، والجَمع عِزًى على فِعَل وعِزُون، وعُزون أَيضاً بالضم، ولم يقولوا عِزات كما قالوا ثُبات؛ وأَنشد ابن بري للكميت:ونحنُ، وجَنْدَلٌ باغٍ، تَرَكْنا كَتائبَ جَنْدَلٍ شَتىً عِزِينا وقوله تعالى: عن اليَميِن وعن الشِّمالِ عِزِينَ؛ معنى عِزين حِلَقاً حِلَقاً وجَماعةً جماعةً، وعِزُونَ: جَمْعِ عِزَةٍ فكانوا عن يَمِينِه وعن شِماله جماعاتٍ في تَفْرِقَة.
وقال الليث: العِزَةُ عُصْبَة من الناس فَوْقَ الحَلْقَة ونُقَصانُها واو.
وفي الحديث: ما لي أَراكم عِزِينَ؟ قالوا: هي الحَلْقَة المُجْتَمِعَة من الناس كأَنَّ كلَّ جماعةٍ اعْتِزَاؤها أَي انْتِسابُها واحِدٌ، وأَصلها عِزْوَة، فحذفت الواو وجُمِعَت جمعَ السلامَةِ على غَيْر قياسٍ كثُبِين وبُرِينَ في جمع ثُبَةٍ وبُرَةٍ.
وعِزَةٌ، مثلُ عِضَةٍ: أَصْلُها عِضْوَة، وسنذكرها في موضعها. قال ابن بري: ويَأْتي عِزين بمعنى مُتَفَرِّقِين ولا يلزم أَن يكون من صفَة الناس بمَنْزِلَة ثُبِين؛ قال: وشاهده ما أَنشده الجوهري: فلما أَنْ أَتَيْنَ على أُضاخٍ، ضَرَحْنَ حَصاهُ أَشْتاتاً عِزِينا لأنه يريد الحَصى؛ ومثله قول ابن أَحمر البجلي: حُلِقَتْ لَهازِمُه عِزينَ ورأْسُه، كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعِيرِ وعِزْوِيتٌ فِعْلِيتٌ؛ قال ابن سيده: وإنما حكمنا عليه بأَنَّه فِعْلِيتٌ لوجود نَظيره وهو عِفْرِيت ونِفْريتٌ، ولا يكون فِعْويلاً لأَنه لا نَظِيرَ له؛ قال ابن بري: جَعَلَه سيبويه صفَة وفسَّره ثعلب بأَنه القصير.
وقال ابن دُرَيد: هو اسم مَوْضِع.
وبَنو عَزْوانَ: حَيٌّ من الجِنِّ؛ قال ابن أَحمر يصف الظَّلِيمَ والعربُ تقول إن الظِّلِيمَ من مَراكِبِ الجنِّ: حَلَقَتْ بَنُو عَزْوَانَ جُؤْجُؤْهُ والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ قال الليث: وكلمة شَنْعاءُ من لغة أَهل الشحر، يقولون يَعْزَى ما كان كذا وكذا، كما نقولُ نحن: لعَمْري لقد كان كذا وكذا، ويَعْزِيكَ ما كان كذا، وقال بعضهم: عَزْوَى، كأَنهم كلمة يُتَلَطَّف بها.
وقيل: بِعِزِّي، وقد ذُكِرَ في عزز؛ قال ابن دريد: العَزْوُ لغة مرغوبٌ عنها يَتكلم بها بَنُو مَهْرَة بن حَيْدَانَ، يقولون عَزْوَى كأَنها كلمة يُتَلَطّفُ بها، وكذلك يقولون يَعْزى.

عثر (لسان العرب) [1]


عَثَر يعِثرُ ويَعْثُرُ عَثْراً وعِثَاراً وتَعَثَّرَ: كَبا؛ وأَرى اللحياني حكى عَثِرَ في ثوبه يعْثَرُ عِثَاراً وعَثُر وأَعْثَره وعَثَّره؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فخرجْتُ أُعْثَرُ في مَقادِم جَبَّتِي، لولا الحَياءُ أَطَرْتُها إِحْضارا هكذا أَنشده أُعْثَر على صيغة ما لم يسم فاعله. قال: ويروى أَعْثُر، والعَثْرةُ: الزلَّةُ، ويقال: عَثَرَ به فرسُهُ فسقط، وتَعَّثرِ لِسانُه: تَلَعْثَم.
وفي الحديث: لا حَلِيم إِلاَّ ذُو عَثْرةٍ؛ أَي لا يحصل له الحِلم ويوصف به حتى يركب الأُمور وتَنْخَرِقَ عليه ويَعْثُر فيها فيعتبر بها ويَسْتَبين مواضع الخطإِ فيجتنبها، ويدل عليه قوله بعده: لا حليمَ إِلاَّ ذو تَجْرِبة.
والعَثْرة: المرة من العِثار في المشي.
وفي الحديث: لا تَبْدَأْهم بالعَثْرة؛ أَي بالجهاد . . . أكمل المادة والحرب لأَن الحرب كثيرةُ العِثَار، فسماها بالعَثْرة نفسِها أَو على حذف المضاف، أَي بذي العَثْرة، يعني: ادْعُهم إِلى الإِسلام أَوّلاً أَو الجزْيةِ، فإِن لم يُجيبُوا فبالجها.
وعَثَرَ جَدُّه يَعْثُر ويَعْثِر: تَعِسَ، على المثل.
وأَعْثَره الله: أَتْعَسَه، قال الأَزهري: عَثرَ الرجل يَعْثُرُ عَثْرَةً وعَثَر الفرس عِثَاراً، قال: وعُيوب الدواب تجيء على فِعَال مثل العِضَاضِ والعِثَار والخِرَاط والضِّرَاح والرِّمَاح وما شاكلها.
ويقال: لقيت منه عاثوراً أَي شدة.
والعِثَارُ والعاثورُ: ما عُثِر به.
ووقعوا في عاثورِ شّرٍ أَي في اختلاط من شرٍّ وشدة، على المثل أَيضاً.
والعاثورُ: ما أَعدّه ليُوقع فيه آخرَ.
والعاثُور من الأَرضين: المَهْلَكة؛ قال ذو الرمة: ومَرْهوبةِ العاثورِ تَرْمي بِرَكْبِها إِلى مِثْله، حَرْف بَعِيد مَناهِلُه وقال العجاج: وبَلْدَةَ كَثيرَة العَاثُورِ يعني المَتَالفَ، ويروى: مَرْهُوبة العاثُور، وهذا البيت نسبه الجوهري لرؤبة؛ قال ابن بري: هو للعجاج، وأَول القصيدة: جَاريَ لا تَسْتَنكِرِي عَذِيرِي وبعده: زَوْرَاء تَمْطُو في بلادٍ زُورِ والزَّوْرَاءُ: الطريق المُعْوَجّة، وذهب يعقوب إِلى أَن الفاء في عَافُور بدل من الثاء في عَاثُور، وللذي ذهب إِليه وجه، قال: إِلاَّ أَنَّا إِذا وجدنا للفاء وجهاً نحملها فيه على أَنه أَصل لم يجز الحكم بكونها بدلاً فيه إِلاَّ على قُبْحٍ وضَعْفِ تجويزٍ وذلك أَنه يجوز أَن يكون قولهم وقعوا في عَافُور. فَاعُولاً من العَفْر، لأَن العفر من الشدة أَيضاً، ولذلك قالوا عِفْرِيتٌ لشدته.
والعَاثُورُ: حفرة تحفر للأَسد ليقع فيها للصيد أَو غيره.
والعَاثُورُ: البئر، وربما وصف به؛ قال بعض الحجازيين: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي، هل أَبِيتَنَّ ليلةً، وذكْرُكِ لا يَسْرِي إِليَّ كَما يَسْرِي؟ وهل يَدَعُ الوَاشونَ إِفْسَادَ بَيْنِنَا، وحَفْرَ الثَّأَى العَاثُورِ من حَيْثُ لا نَدْرِي؟ وفي الصحاح: وحَفْراً لَنَا العَاثُورَ؛ قال ابن سيده: يكون صفة ويكون بدلاً. الأَزهري: يقول هل أَسْلُو عنك حتى لا أَذكرك لَيْلاً إِذا خَلَوْتُ وأَسْلَمْتُ لما بي؟ والعَاثُورُ ضربه مَثَلاً لما يوقعه فيه الواشِي من الشر؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: فَهَلْ تَفْعَلُ الأَعداءُ إِلاَّ كَفِعْلِهِمْ، هَوَان السَّرَاة وابتغَاء العَواثِرِ؟ فقد يكون جمع عَاثُورٍ وحذف الياء للضرورة، ويكون جمع خَدٍّ عَاثر.
والعَثْرُ: الإِطلاع على سِرّ الرجل.
وعَثَر على الأَمر يَعْثُرُ عَثْراً وعُثُوراً: اطّلع.
وأَعْثَرْتُه عليه: أَطلعته.
وفي التنزيل العزيز: وكذلك أَعْثَرنَا عليهم؛ أَي أَعْثَرْنَا عليهم غيرَهم، فحذف المفعول؛ وقال تعالى: فإِن عُثِرَ على أَنهما اسْتَحَقَّا إِثماً؛ معناه فإِن اطّلعَ على أَنهما قد خانا.
وقال الليث: عَثَرَ الرجلُ يَعْثُرُ عُثُوراً إِذا هجم على أَمر لم يَهْجِمْ عليه غيره.
وعَثَرَ العِرْقُ، بتخفيف الثاء: ضَرَب؛ عن اللحياني.
والعِثْيَرُ، بتسكين الثاء، والعِثْيَرَةُ: العَجَاجُ الساطع؛ قال: تَرَى لهم حَوْلَ الصِّقَعْلِ عِثْيرَه يعني الغبار، والعِثْيَرَاتُ: التراب؛ حكاه سيبويه.
ولا تنل في العِثْيَر التراب عَثْيَراً لأَنه ليس في الكلام فَعْيَل، بفتح الفاء، إِلاَّ ضَهْيَد، وهو مصنوع، معناه الصُّلْب الشديد.
والعَيْثَر: كالعِثْيَر، وقيل: هو كلُّ ما قَلَبْتَ من تراب أَو مَدَرٍ أَو طين بأَطراف أَصابع رجليك، إِذا مشيت لا يُرَى من القدم أَثر غيره، فيقال: ما رأَيت له أَثَراً ولا عَيْثَراً.
والعَيْثَرُ والعَثْبيَرُ: الأَثر الخفي، مثال الغَيْهَب.
وفي المثل: ماله أَثَرٌ ولا عَثْيَرٌ، ويقال: ولا عَيْثَرٌ، مثال فَيْعَلٍ، أَي لا يعرف رَاجِلاً فيتبين أَثره ولا فارساً فيُثِيرُ الغبارَ فَرَسُهُ، وقيل: العَيْثَر أَخفى من الأَثر.
وعَيْثَرَ الطيرَ: رآها جارية فزجرها؛ قال المغيرة بن حَبْنَاء التيمي: لَعَمْرُ أَبيك يا صَخْرُ بنَ لَيْلى، لقد عَيْثَرْتَ طَيركَ لو تَعِيفُ يريد: لقد أَبصرتَ وعاينتَ.
وروى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال: بُنِيَتْ سَلْحُون مدينة باليمن في ثمانين لأَأَو سبعين سنة، وبُنِيَتْ بَرَاقش ومَعِين بغسالة أَيديهم، فلا يرى لسَلْحِين أَثر ولا عَيْثَرٌ، وهاتان قائمتان؛ وأَنشد قول عمرو بن معد يكرب: دَعانا مِنْ بَراقِشَ أَو مَعينٍ، فَأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ ومَليعٌ: اسم طريق.
وقال الأَصمعي: العَيْثَرُ تبع لأَثَرٍ.
ويقال: العَيْثَرُ عين الشيء وشخصه في قوله: ما له أَثَرٌ ولا عَيْثر.
ويقال: كانت بين القوم عَيْثَرَةٌ وغَيْثَرَةٌ وكأَن العَيْثَرة دون الغَيْثرةِ.
وتركت القوم في عَيْثرَةٍ وغَيْثرةٍ أَي في قتال دون قتال.
والعُثْر: العُقَاب؛ وقد ورد في حديث الزكاة: ما كان بَعْلاً أَو عَثَريّاً ففيه العُشْر؛ قال ابن الأَثير: هو من النخل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العِذْي، وقيل: ما يُسْقَى سَيْحاً، والأَول أَشهر، قال الأَزهري: والعَثْرُ والعَثَرِيَّ العِذْيُ، وهو ما سقته السماء من النخل، وقيل: هو من الزرع ما سقي بماء السيل والمطر وأُجري إِليه من المَسَايل وحُفر له عاثور في أَتِيَّ يجري فيه الماء إِليه، وجمع العاثور عَواثير؛ وقال ابن الأَعرابي: هو العَثَّرِي، بتشديد الثاء، وردَّ ذلك ثعلب فقال: إِنما هو بتخفيفها، وهو الصواب؛ قال الأَزهري: ومن هذا يقال فلان وقع في عَاثورِ شرٍّ وعَافور شر إِذا وقع في وَرْطة لم يحتسبها ولا شعرَ بها، وأَصله الرجل يمشي في ظلمة الليل فيَتَعَثَّر بِعاثور المَسِيل أَو في خَدٍّ خَدَّه سيلُ المطر فربما أَصابه منه وَثءٌ أَو عَنَتٌ أَو كَسْر.
وفي الحديث: إِن قريشاً أَهل أَمانة مَنْ بَغاها العَوَاثيرَ كبَّه الله لمُنْخُرَيْه، ويروى: العَواثر، أَي بغى لها المكايد التي يُعْثَر بها كالعاثور الذي يَخُدُّ في الأَءض فَيَتَعَثَّر به الإِنسان إِذا مَرَّ ليلاً وهو لا يشعر به فربما أَعْنَتَهُ.
والعَواثِر: جمع عاثور، هو المكان الوعْث الخَشِن لأَنه يُعْثَر فيه، وقيل: هو الحفرة التي تُحْفَر للأَسد، واستعير هنا للوَرْطة والخُطَّة المُهْلِكة. قال ابن الأَثير: وأَما عَواثِر فهي جمع عاثِرٍ، وهي حِبالَة الصائد، أَو جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تَعْثُر بصاحبها، من قولهم: عَثَر بهم الزمانُ إِذا أَخْنَى عليهم.
والعُثْر والعَثَر: الكذب؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: وَعثَرَ عَثْراً: كَذَب؛ عن كراع. يقال: فلان في العَثْر والبائن؛ يريد في الحق والباطل.
والعَاثِر: الكَذّاب.
والعَثَرِيّ: الذي لا يَجِدّ في طلب دنيا ولا آخرة، وقال ابن الأَعرابي: هو العَثَّرِيُّ على لفظ ما تقدم عنه.
وفي الحديث: أَبغض الناس إِلى الله تعالى العَثَرِيّ؛ قيل: هو الذي ليس في أَمر الدنيا ولا في أَمر الآخرة. يقال: جاء فلان عَثَرِيّاً إِذا جاء فارغاً، وجاء عَثَريّاً أَيضاً، بشد الثاء، وقيل: هو من عَثَرِيّ النخل، سمي به لأَنه لا يحتاج في سقيه إِلى تعب بدالِيَة وغيرها، كأَنه عَثَر على الماء عَثْراً بلا عمل من صاحبه، فكأَنه نسب إِلى العَثْر، وحركةُ الثاء من تغييرات النسب.
وقال مرة: جاء رائِقاً عَثَّرِيّاً أَي فارغاً دون شيء. قال أَبو العباس: وهو غير العَثَرِي الذي جاء في الحديث مخففَ الثاء، وهذا مشدد الثاء.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ بأَرض تسمى عَثِرةً فسماها خَضِرةً؛ العَثِرةُ من العِثْيَرِ، وهو الغُبار، والياء زائدة، والمراد بها الصعيد الذي لا نبات فيه.
وورد في الحديث: هي أَرض عِثْيَرةٌ.
وعَثَّر: موضع باليمن، وقيل: هي أَرض مَأْسَدَةٌ بناحية تَبَالَةَ على فَعَّل، ولا نظير لها إِلاَّ خَضَّمٌ وبَقَّمٌ وبَذَّرٌ؛ وفي قصيد كعب بن زهير: من خادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونَه غِيلُ وقال زهير بن أَبي سُلْمى: لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرجالَ، إِذا ما الليثُ كَذّبَ عن أَقرانه صَدَقا وعَثْر، مخففة: بلد باليمن؛ وأَنشد الأَزهري في آخر هذه الترجمة للأَعشى:فبَاتَتْ، وقد أَوْرَثَتْ في الفُؤا د صَدْعاً يُخَالِط عَثَّارَها (* قوله: «يخالط عثارها» العثار ككتان: قرحة لا تجف، وقيل: عتارها هو الأَعشى عثر بها فابتلى وتزود منها صدعاً في الفؤاد، أَفاده شارح القاموس).

برر (لسان العرب) [1]


البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ.
وفي التنزيل: ليس البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ولكنْ البِرَّ مَنْ آمنَ باللهِ؛ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله؛ قال ابن سيده: وهو قول سيبويه، وقال بعضهم: ولكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله؛ قال ابن جني: والأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع والخبر أَولى من المبتدإ لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولى منه بالصدور. قال: وأَما ما يروى من أَن النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ليس من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ؛ يريد: ليس من البر الصيام في السفر، فإِنه أَبدل لام المعرفة ميماً، وهو شاذ لا . . . أكمل المادة يسوغ؛ حكاه عنه ابن جني؛ قال: ويقال إِن النمر بن تولب لم يرو عن النبي، صلى الله عليه وسلم، غير هذا الحديث؛ قال: ونظيره في الشذوذ ما قرأْته على أَبي عليّ بإِسناده إِلى الأَصمعي، قال: يقال بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهن سحائب يأْتين قَبْلَ الصيف بيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السماء.
وقال شمر في تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ؛ اختلف العلماء في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر الخير. قال: ولا أَعلم تفسيراً أَجمع منه لأَنه يحيط بجميع ما قالوا؛ قال: وجعل لبيدٌ البِرَّ التُّقى حيث يقول: وما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى قال: وأَما قول الشاعر: تُحَزُّ رؤُوسهم في غيرِ بِرّ معناه في غير طاعة وخير.
وقوله عز وجل: لَنْ تنالوا البِرَّ حتى تُنْفِقُوا مما تُحِبُّونَ؛ قال الزجاج: قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلى الله عز وجل، من عمل خير، فهو إِنفاق. قال أَبو منصور: والبِرُّ خير الدنيا والآخرة، فخير الدنيا ما ييسره الله تبارك وتعالى للعبد من الهُدى والنِّعْمَةِ والخيراتِ، وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعيم الدائم في الجنة، جمع الله لنا بينهما بكرمه ورحمته.
وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ.
وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم يَحْنَثْ.
وبَرَّ رَحِمَهُ (* قوله «وبرّ رحمه إلخ» بابه ضرب وعلم). يَبَرُّ إِذا وصله.
ويقال: فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يطيعه؛ ومنه قوله: يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر البِرُّ.
وقال الله عز وجل: لَيْسَ البِرِّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله؛ أَراد ولكن البِرَّ بِرُّ من آمن بالله؛ قول الشاعر: وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خِلالَتُهُ كأَبي مَرْحَبِ؟ أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ.
وتَبارُّوا، تفاعلوا: من البِرّ.
وفي حديث الاعتكاف: أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؛ أَي الطاعةَ والعبادَةَ.
ومنه الحديث: ليس من البر الصيام في السفر.
وفي كتاب قريش والأَنصار: وإِنَّ البِرَّ دون الإِثم أَي أَن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغَدْر والنَّكْث.
وبَرَّةُ: اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر، مَعْرِفَةٌ، فلذلك لم يصرف، لأَنه اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وسنذكره في فَجارِ؛ قال النابغة: إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا، فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ وقد بَرَّ رَبَّه.
وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً: صَدَقَتْ.
وأَبَرَّها: أَمضاها على الصِّدْقِ والبَرُّ: الصادقُ.
وفي التنزيل العزيز: إِنه هو البَرُّ الرحيمُ.
والبَرُّ، من صفات الله تعالى وتقدس: العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم. قال ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ ولطفه.
والبَرُّ والبارُّ بمعنًى، وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارّ.
وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه الله؛ قال الفراء: بُرَّ حَجُّه، فإِذا قالوا: أَبَرَّ الله حَجَّك، قالوه بالأَلف. الجوهري: وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه؛ قال: والبِرُّ في اليمين مثلُه.
وقالوا في الدعاء: مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً؛ تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ، وأَهلُ الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً. شمر: الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه شيء من المآثم، والبيعُ المبرورُ: الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.
ويقال: بَرَّ فلانٌ ذا قرابته يَبَرُّ بِرّاً، وقد برَرْتُه أَبِرُّه، وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً، وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً، بالكسر، وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه.
وفي حديث أَبي هريرة قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنةُ؛ قال سفيان: تفسير المبرور طِيبُ الكلام وإِطعام الطعام، وقيل: هو المقبولُ المقابَلُ بالبرِّ وهو الثواب؛ يقال: بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ بِرّاً، بالكسر، وإِبْرَاراً.
وقال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج: بُرَّ العملُ؛ أَرادَ عملَ الحج، دعا له أَن يكون مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه فيستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التي اقْتَرَفَها.
وروي عن جابر بن عبدالله قال: قالوا: يا رسول الله، ما بِرُّ الحجِّ؟ قال: إِطعامُ الطعام وطِيبُ الكلامِ.
ورجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ، وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ؛ وروي عن ابن عمر أَنه قال: إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ.
وقال: كما أَن لك على ولدك حقّاً كذلك لولدك عليك حق.
وكان سفيان يقول: حقُّ الولدِ على والده أَن يحسن اسمه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن يُحِجَّه وأَن يحسن أَدبه.
ويقال: قد تَبَرَّرْتَ في أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ؛ قال أَبو ذؤيب: فقالتْ: تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا، وما كنتَ فينا حَدِيثاً بِبِرْ أَي تَحَرَّجْتَ في سَبْيِنا وقُرْبِنا. الأَحمَر: بَرَرْتُ قسَمي وبَرَرْتُ والدي؛ وغيرُه لا يقول هذا.
وروي المنذري عن أَبي العباس في كتاب الفصيح: يقال صَدَقْتُ وبَرِرْتُ، وكذلك بَرَرْتُ والدي أَبِرُّه.
وقال أَبو زيد: بَرَرْتُ في قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي؛ وقال الأَعور الكلبي: سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ، فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا وقال غيره: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان وأَحْنَثَهُ، فأَما أَبَرَّه فمعناه أَنه أَجابه إِلى ما أَقسم عليه، وأَحنثه إِذا لم يجبه.
وفي الحديث: بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً، بالكسر، وإِبراراً أَي صدقه؛ ومنه حديث أَبي بكر: لم يَخْرُجْ من إِلٍّ ولا بِرٍّ أَي صِدْقٍ؛ ومنه الحديث: أَبو إِسحق: أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ. أَبو سعيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ، قال والأَصل في ذلك أَن تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها وقام عليها، تكافئه بالغلاء في الثمن؛ وهو من قول الأَعشى يصف خمراً: تَخَيَّرَها أَخو عاناتَ شَهْراً، ورَجَى بِرَّها عاماً فعاما والبِرُّ: ضِدُّ العُقُوقُ، والمَبَرَّةُ مثله.
وبَرِرْتُ والدي، بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً وقد بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً، فَيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تقدَّم في اليمين؛ وهو بَرٌّ به وبارٌّ؛ عن كراع، وأَنكر بعضهم بارٌّ.
وفي الحديث: تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وتُدْفَنُون فيها. قال ابن الأَثير: قوله فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرَّة بأَولادها يعني أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الموت معادكم؛ وفي حديث زمزم: أَتاه آتٍ فقال: تحْفِرْ بَرَّة؛ سماها بَرَّةً لكثرة منافعها وسعَةِ مائها.
وفي الحديث: أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب، وقال: تزكي نفسها، كأَنه كره ذلك.
وفي حديث حكِيم بن حِزامٍ: أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بها البِرِّ والإِحسان إِلى الناس والتقرّب إِلى الله تعالى.
وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ، وجمعُ البارّ البَرَرَةُ.
وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي يطيعه؛ وامرأَة بَرّةٌ بولدها وبارّةٌ.
وفي الحديث، في بِرّ الوالدين: وهو في حقهما وحق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق وهو الإِساءةُ إِليهم والتضييع لحقهم.
وجمع البَرِّ أَبْرارٌ، وهو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء، والزُّهَّاد والعُبَّدِ، وفي الحديث: الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة.
وفي الحديث: الأَئمةُ من قريش أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها؛ قال ابن الأَثير: هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح الناس وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ، وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ الأَشرارُ؛ وهو كحديثه الآخر: كما تكونون يُوَلَّى عليكم.
والله يَبَرُّ عبادَه: يَرحَمُهم، وهو البَرُّ.
وبَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه.
وفي التنزيل العزيز: أَن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إِليهم.
ومن كلام العرب السائر: فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ معناه ما يعرف من يَهُرِهُّ أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقيل: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، والبِرُّ الفأْرةُ في بعض اللغات، أَو دُوٍيْبَّة تشبهها، وهو مذكور في موضعه؛ وقيل: معناه ما يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزى.
وقال الفزاري: البِرُّ اللطف، والهِرُّ العُقُوق.
وقال يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ.
وقال ابن الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان، والبِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ، والبِرُّ الإِكرامُ، والهِرُّ الخصومةُ، وروى الجوهري عن ابن الأَعرابي: الهِرُّ دعاء الغنم والبِرُّ سَوْقُها. التهذيب: ومن كلام سليمان: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته؛ المعنى: من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته؛ أُخذ من الجَوِّ والبَرِّ، فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، والبَرُّ المَتْنُ الظاهر، فهاتان الكلمتان على النسبة إِليهما بالأَلف والنون.
وورد: من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله بَرَّانِيَّهُ. قالوا: البَرَّانيُّ العلانية والأَلف والنون من زياداتِ النَّسبِ، كما قالوا في صنعاء صنعاني، وأَصله من قولهم: خرج فلانٌ بَرّاً إِذا خرج إِلى البَرِّ والصحراء، وليس من قديم الكلام وفصيحه.
والبِرُّ: الفؤاد، يقال هو مُطمْئَنِنُّ البِرِّ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه ودونَهُ، وأَجْعَلُ مالي دُونَه وأُؤَامِرُهْ وأَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ.
وأَبَرّ القومُ: كثروا وكذلك أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا في الخير وأَعَرُّوا في الشرّ، وسنذكر أَعَرُّوا في موضعه.والبَرُّ، بالفتح: خلاف البُحْرِ.
والبَرِّيَّة من الأَرَضِين، بفتح الباء: خلاف الرِّيفِيَّة.
والبَرِّيَّةُ: الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ، كذلك رواه ابن الأَعرابي، بالفتح، كالذي قبله.
والبَرُّ: نقيض الكِنّ؛ قال الليث: والعرب تستعمِله في النكرة، تقول العرب: جلست بَرّاً وخَرَجْتُ بَرّاً؛ قال أَبو منصور: وهذا من كلام المولَّدين وما سمعته من فصحاء العرب البادية.
ويقال: أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم. معناه أَبعدهم في البَرِّ والبَدْوِ داراً.
وقوله تعالى: ظهر الفَسادُ في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال الزجاج: معناه ظهر الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في البحر أَي في مُدُنِ البحر التي على الأَنهار. قال شمر: البَرِّيَّةُ الأَرضَ المنسوبةُ إِلى البَرِّ وهي بَرِّيَّةً إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء، والجمعُ البرَارِي.
والبَرِّيتُ، بوزن فَعْلِيتٍ: البَرِّيَّةُ فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء، مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية، والجمع البَرَارِيتُ.
وفي التهذيب: البَرِّيتُ؛ عن أَبي عبيد وشمر وابن الأَعرابي.
وقال مجاهد في قوله تعالى: ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال: البَرُّ القِفارُ والبحر كلُّ قرية فيها ماءٌ. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر. ابن سيده: وإِنه لمُبِرٌّ بذلك أَي ضابطٌ له.
وأَبَرَّ عليهم: غلبهم.
والإِبرارُ: الغلبةُ؛ وقال طرفة: يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرِّهِمْ، ويُبِرُّونَ على الآبي المُبرّ أي يغلبون؛ يقال أَبَرَّ عليه أَي غلبه.
والمُبِرُّ: الغالب.
وسئل رجل من بني أَسَد: أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ؟ قال: أَعرف الجوادَ المُبَِّر من البَطِيءِ المُقْرِفِ؛ قال: والجوادُ المُبِرُّ الذي إِذا أُنِّف يَأْتَنِفُ السَّيْرَ، ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ، الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ.
ويقال: أَبَرَّهُ يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غيره؛ ابن سيده: وأَبَرَّ عليهم شَرّاً؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ، فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ ثم قال: أَبرَّ من قولهم أَبرَّ عليهم شَرّاً، وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ فجمع بينهما.
وأَبرّ فلانٌ على أَصحابه أَي علاهم.
وفي الحديث: أَن رجلاً أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ عليهم أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم.
وابْتَرَّ الرجل: انتصب منفرداً من أَصحابه. ابن الأَعرابي: البَرَابِيرُ أَن يأْتي الراعي إِذا جاع إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ منه ما أَحبَّ وَينْزِعَه من قُنْبُعِه، وهو قشره، ثم يَصُبَّ عليه اللبنَ الحليبَ ويغْليَه حتى يَنْضَجَ ثم يجعَله في إِناءِ واسع ثم يُسَمِّنَه أَي يُبَرِّدَه فيكون أَطيب من السَّمِيذِ. قال: وهي الغَديرَةُ، وقد اغْتَدَرنا.والبَريرُ: ثمر الأَراك عامَّةً، والمَرْدُ غَضُّه، والكَباثُ نَضِيجُه؛ وقيل: البريرُ أَوَّل ما يظهر من ثمر الأَراك وهو حُلْو؛ وقال أَبو حنيفة: البَرِيرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً منه، وله عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغيرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قليلاً، وعُنْقُوده يملأُ الكف، الواحدة من جميع ذلك بَرِيرَةٌ.
وفي حديث طَهْفَةَ: ونستصعد البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل؛ البَريرُ: ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ، وقيل: هو اسم له في كل حال؛ ومنه الحديث الآخر: ما لنا طعامٌ إِلاَّ البَريرُ.
والبُرُّ: الحِنْطَةُ؛ قال المتنخل الهذلي: لا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ ورواه ابن دريد: رائدهم. قال ابن دريد: البُرُّ أَفصَحُ من قولهم القَمْحُ والحنطةُ، واحدته بُرَّةٌ. قال سيبويه: ولا يقال لصاحبه بَرَّارٌ على ما يغلب في هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعي لا اطراديّ؛ قال الجوهري: ومنع سيبويه أَن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ وجوّزه المبرد قياساً.
والبُرْبُورُ: الجشِيشُ من البُرِّ.
والبَرْبَرَةُ: كثرة الكلام والجَلَبةُ باللسان، وقيل: الصياح.
ورجلٌ بَرْبارٌ إِذا كان كذلك؛ وقد بَرْبَر إِذا هَذَى. الفراء: البَرْبرِيُّ الكثير الكلام بلا منفعة.
وقد بَرْبَرَ في كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر.
والبَرْبَرَةُ: الصوتُ وكلامٌ من غَضَبٍ؛ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ، فهو ثرثارٌ.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، لما طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمانَ على تحليل الزنا والخمر فامتنع: قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرةٌ؛ البَرْبَرَةُ التخليط في الكلام مع غضب ونفور؛ ومنه حديث أُحُدٍ: فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ.
وبَرْبَرٌ: جِيلٌ من الناس يقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ ابن قيس بن عيلان، قال: ولا أَدري كيف هذا، والبَرابِرَةُ: الجماعة منهم، زادوا الهاء فيه إِما للعجمة وإِما للنسب، وهو الصحيح، قال الجوهري: وإِن شئت حذفتها.
وبَرْبَرَ التَّبْسُ لِلهِياجِ: نَبَّ.
ودَلْوٌ بَرْبارٌ: لها في الماء بَرْبَرَةٌ أَي صوت، قال رؤْبة: أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ والبُرَيْراءُ، على لفظ التصغير: موضع، قال: إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلى المدينة، قال كيير عزة: أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ، فَجُنوبُ سَهْوَةَ (* قوله: «فجنوب سهوة» كذا بالأَصل، وفي ياقوت فخبوت، بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت، بفتح الخاء المعجمة وسكون الموحدة، وهو المكان المتسع كما في القاموس). قد عَفَتْ، فَرِمالُها وبَرُيرَةُ: اسم امرأَة.
وبَرَّةُ: بنت مُرٍّ أُخت تميم بن مُرٍّ وهي أُم النضر بن كنانة.

كفر (لسان العرب) [1]


الكُفْرُ: نقيض الإِيمان؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً.
ويقال لأَهل دار الحرب: قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا.
والكُفْرُ: كُفْرُ النعمة، وهو نقيض الشكر.
والكُفْرُ: جُحود النعمة، وهو ضِدُّ الشكر.
وقوله تعالى: إِنا بكلٍّ كافرون؛ أَي جاحدون.
وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها.
وكافَرَه حَقَّه: جَحَدَه.
ورجل مُكَفَّر: مجحود النعمة مع إِحسانه.
ورجل كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، وقيل: لأَنه مُغَطًّى على قلبه. قال ابن دريد: كأَنه فاعل في معنى مفعول، والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ؛ قال القَطامِيّ: وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى، وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ.
وفي حديث القُنُوتِ: واجْعَلْ . . . أكمل المادة قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ؛ الكوافرُ جمع كافرة، يعني في التَّعادِي والاختلاف، والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر، ورجل كَفَّارٌ وكَفُور: كافر، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ، ولا يجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه، إِلا أَنهم قد قالوا عدوة الله، وهو مذكور في موضعه.
وقوله تعالى: فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً؛ قال الأَخفش: هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن أَبيه فقد كَفَرَ؛ قال بعض أَهل العلم: الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء: كفر إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به، وكفر جحود، وكفر معاندة، وكفر نفاق؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد، وكذلك روي في قوله تعالى: إِن الذين كفروا سواء عليهم أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله، وأَما كفر الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ، ومنه قوله تعالى: فلما جاءهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا به؛ يعني كُفْرَ الجحود، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه، وفي التهذيب: يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث يقول:ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ، لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه. قال الهروي: سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً؟ فقال: الذي يقوله كفر، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما قال ثم قال في الآخر: قد يقول المسلم كفراً. قال شمر: والكفر أَيضاً بمعنى البراءة، كقول الله تعالى حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار: إِني كفرت بما أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ؛ أَي تبرأْت.
وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله عن الكفر فقال: الكفر على وجوه: فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر، وكفر بكتاب الله ورسوله، وكفر بادِّعاء ولد الله، وكفر مُدَّعي الإِسْلام، وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل نفساً محرّمة بغير حق، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ: أَحدهما كفر نعمة الله، والآخر التكذيب بالله.
وفي التنزيل العزيز: إِن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم؛ قال أَبو إِسحق: قيل فيه غير قول، قال بعضهم: يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى، عليه السلام، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد؛ صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر، وقيل: جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر وازداد كفراً بإِقامته على الكفر، فإِن قال قائل: الله عز وجل لا يغفر كفر مرة، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر لهم، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا، والله أَعلم، أَن الله يغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله يقبل التوبة، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجميع كفره، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن الله عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره، والدليل على ذلك قوله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده؛ وهذا سيئة بالإِجماع.
وقوله سبحانه وتعالى: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء، عليهم السلام، باطل فهو كافر.
وفي حديث ابن عباس: قيل له: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر، قال: وقد أَجمع الفقهاء أَن من قال: إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين، كافر، وإِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه مكذب له، ومن كذب النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو قال كافر.
وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام؛ أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها.
وفي الحديث: من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أَي كفر النعمة، وكذلك الحديث الآخر: من أَتى حائضاً فقد كفر، وحديث الأَنْواء: إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين؛ يقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله؛ ومنه الحديث: فرأَيت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن، قيل: أَيَكْفُرْنَ بالله؟ قال: لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن؛ والحديث الآخر: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها؛ والأَحاديث من هذا النوع كثيرة، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه.
وقال الليث: يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله؛ قال الأَزهري: ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن الكفر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره، كما يقال للابس السلاح كافر، وهو الذي غطاه السلاح، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو كُسْوَة، وماء دافق ذو دَفْقٍ، قال: وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه، وذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في حجة الوداع: أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور: في قوله كفاراً قولان: أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب، والقول الثاني أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيُكَفِّرونهم، وهو كقوله، صلى الله عليه وسلم: من قال لأَخيه يا كافر فقد باء به أَحدهما، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ، فإِن صدق فهو كافر، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم. قال: والكفر صنفان: أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده، والآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان.
وفي حديث الردّة: وكفر من كفر من العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما، والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ، عليه السلام، من سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة، رضي الله عنهم، حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى، والصنف الثاني من أَهل الردة لم يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى: خذ من أَموالهم صدقة؛ خاصة بزمن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولذلك اشتبه على عمر، رضي الله عنه، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة، وثبت أَبو بكر، رضي الله عنه، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ، فلم يُقَرّوا على ذلك، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق.
وفي حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه: تَمَتَّعْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل إِسلامه؛ والعُرُش: بيوت مكة، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة، ومُعاوية أَسلم عام الفتح، وقيل: هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ.
وأَكْفَرْتُ الرجلَ: دعوته كافراً. يقال: لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً بقولك وزعمك.
وكَفَّرَ الرجلَ: نسبه إِلى الكفر.
وكل من ستر شيئاً، فقد كَفَرَه وكَفَّره.
والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب.
والكُفَّارُ: الزُّرَّاعُ.
وتقول العرب للزَّرَّاعِ: كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ؛ ومنه قوله تعالى: كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن، والغيث المطر ههنا؛ وقد قيل: الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين.
والكَفْرُ، بالفتح: التغطية.
وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه، بالكسر، أَي سترته.
والكافِر: الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل شيء.
وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه: غَطَّاه.
وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحبي: غَطَّاه بسواده وظلمته.
وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان: غَطّاه.
والكافر: البحر لسَتْرِه ما فيه، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً؛ وأَنشد اللحياني: وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى بيضهما عند غروب الشمس: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ وذُكاء: اسم للشمس. أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب، قال الجوهري: ويحتمل أَن يكون أَراد الليل؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق هذا المعنى فقال: حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها قال: ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل؛ قال الأَزهري: ونعمه آياته الدالة على توحيده، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له؛ وكذلك إِرساله الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة، فمن لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه.
ويقال: كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه؛ وتقول: كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً.
وفي حديث عبد الملك: كتب إِلى الحجاج: من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم؛ ومنه حديث الحجاج: عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال: إِني لأَر رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر، فقال: عن دَمي تَخْدَعُني؟ إِنّي أَكْفَرُ من حِمَارٍ؛ وحمار: رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً.
والكافِرُ: الوادي العظيم، والنهر كذلك أَيضاً.
وكافِرٌ: نهر بالجزيرة؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته: وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ؛ كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وقال الجوهري: الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم؛ ابن بري في ترجمة عصا: الكافرُ المطرُ؛ وأَنشد: وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما، وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ وقال: كافر أَي مطر. الليث: والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد ينزله أَو يمرّ به أحد؛ وأَنشد: تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ في كافرٍ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ وفي رواية ابن شميل: فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ وقال ابن شميل أَيضاً: الكافر لغائطُ الوَطِيءُ، وأَنشد هذا البيت.
ورجل مُكَفَّرٌ: وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه.
والكافِرُ: السحاب المظلم.
والكافر والكَفْرُ: الظلمة لأَنها تستر ما تحتها؛ وقول لبيد:فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ، وهي لاهِيَةٌ، في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي.
والكَفْرُ: الترابُ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته.
ورماد مَكْفُور: مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟ قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ: ظلمة الليل وسوادُه، وقد يكسر؛ قال حميد: فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ، وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ أَي فيما يواريه من سواد الليل.
وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في وعاءٍ.
والكُفْر: القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته؛ عن كراع. ابن شميل: القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ: الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ، فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ، والزفت يُجْعَل في الزقاق، والقِيرُ يذاب ثم يطلى به السفن.
والكافِرُ: الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه.
وكلُّ شيء غطى شيئاً، فقد كفَرَه.
وفي الحديث: أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى: وكيف تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه؟ ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة.
وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن السكيت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر.
وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه؛ وكلُّ ما غَطَّى شيئاً، فقد كَفَره.
ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شيء وغطاه.
ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح: داخل فيه.والمُكَفَّرُ: المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ.
والمُتَكَفِّرُ: الداخل في سلاحه.
والتَّكْفِير: أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه؛ ومنه قول الفرزدق: هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها، فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ، قد كَفَّرَتْ آباؤُها، أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح.
وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه، وهو من ذلك.
والكَفَّارة: ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك؛ قال بعضهم: كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة.
وتَكْفِيرُ اليمين: فعل ما يجب بالحنث فيها، والاسم الكَفَّارةُ.
والتَّكْفِيرُ في المعاصي: كالإِحْباطِ في الثواب. التهذيب: وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ، وقد بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده.
وأَما الحدود فقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا.
وفي حديث قضاء الصلاة: كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها، وفي رواية: لا كفارة لها إِلا ذلك.
وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً وفعلاً مفرداً وجمعاً، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها، وهي فَعَّالَة للمبالغة، كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية، ومعنى حديث قضاء الصلاة أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك، كما يلزم المُفْطِر في رمضان من غير عذر، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه تجب عليه الفدية.
وفي الحديث: المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه وماله لتُكَفَّر خَطاياه.
والكَفْرُ: العَصا القصيرة، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل. ابن الأَعرابي: الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة.
والكافُورُ: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر.
والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى: وعاء طلع النخل، وهو أَيضاً الكافُورُ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى.
وفي حديث الحسن: هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه، بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى، وكذلك كافوره، وقيل: هو الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول (* قوله« ويشهد للاول إلخ» هكذا في الأصل.
والذي في النهاية: ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى.) قولُه في الحديث قِشْر الكُفُرَّى، وقيل: وعاء كل شيء من النبات كافُوره. قال أَبو حنيفة: قال ابن الأَعرابي: سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه، وقد قالوا فيه كافر، وجمع الكافُور كوافير، وجمع الكافر كوافر؛ قال لبيد: جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به، من الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور: الطَّلْع. التهذيب: كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها، سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها؛ وقول العجاج: كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود، شبهه بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً.
وفي الحديث: أَنه كان اسم كِنانَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ.
والكافورُ: أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع؛ قال ابن دريد: لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور والقافُور.
وقوله عز وجل: إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً؛ قيل: هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي، وقال ثعلب: إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه؛ قال ابن سيده: قوله جعله تشبيهاً؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور. قال الفراء: يقال إِنها عَيْنٌ تسمى الكافور، قال: وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه؛ وقال الزجاج: يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أَن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ. الليث: الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان، والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح، والكافور من أَخلاط الطيب.
وفي الصحاح: من الطيب، والكافور وعاء الطلع؛ وأَما قول الراعي: تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ قال الجوهري: الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب فجعله كافوراً. ابن سيده: والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من النخل.
والكافورُ أَيضاً: الإَغْرِيضُ، والكُفُرَّى: الكافُورُ الذي هو الإِغْرِيضُ.
وقال أَبو حنيفة: مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ.
والكافِرُ من الأَرضين: ما بعد واتسع.
وفي التنزيل العزيز: ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة، وأَراد عقد نكاحهن.
والكَفْرُ: القَرْية، سُرْيانية، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال، وجمعه كُفُور.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه، أَنه قال: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذلك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى جُذام أَي من قرى الشام. قال أَبو عبيد: قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية، وأَكثر من يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر.
وروي عن مُعَاوية أَنه قال: أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور. قال الأَزهري: يعني بالكفور القُرَى النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ يقول: إِنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها.
والكَفْرُ: القَبْرُ، ومنه قيل: اللهم اغفر لأَهل الكُفُور. ابن الأَعرابي: اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم الكُفُورَ.
وفي الحديث: لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور. قال الحَرْبيّ: الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به أَحد؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في القبور.
وفي الحديث: عُرِضَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما هو مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية.
وقول العرب: كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض.
وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه. التهذيب: إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه.
والتَّكْفِير: إِيماءُ الذمي برأْسه، لا يقال: سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً.
والكُفْرُ: تعظيم الفارسي لِمَلكه.
والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب: أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا، وقد كَفَّر له.
والتكفير: أَن يضع يده أَو يديه على صدره؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التي كانت بعدهم: وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها، فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يقول: ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم، فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه، وكما يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا.
وفي الحديث عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه قال: إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان، تقول: اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت اعوججنا. قوله: تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره.
والتَّكْفِير: هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه.
والتكفير: تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ له. الجوهري: التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ، وأَنشد بيت جرير.
وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي: رأَى الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل.
وفي حديث أَبي معشر: أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع؛ وقال الشاعر يصف ثوراً: مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ قال ابن سيده: وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ.
والكَفِرُ، بكسر الفاء: العظيم من الجبال.
والجمع كَفِراتٌ؛ قال عبدُ الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ: له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ، تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ والكَفَرُ: العِقابُ من الجبال. قال أَبو عمرو: الكَفَرُ الثنايا العِقَاب، الواحدة كَفَرَةٌ؛ قال أُمية: وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ، إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ ورجل كِفِرِّينٌ: داهٍ، وكَفَرْنى: خاملٌ أَحمق. الليث: رجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث. التهذيب: وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له: مَكْفورٌ بِكَ يا فلان عَنَّيْتَ وآذَيْتَ.
وفي نوادر الأَعراب: الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ.

العفريت (المعجم الوسيط) [0]


 الْخَبيث الْمُنكر والنافذ فِي الْأَمر مَعَ دهاء (ج) عفاريت