المصادر:  


شَاهده (المعجم الوسيط) [50]


 عاينه 

شهد (الصّحّاح في اللغة) [50]


الشَهادة: خبَرٌ قاطع. تقول منه: شَهِد الرجل على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرَجُلُ، بسكون الهاء للتخفيف.
وقولهم: اشهدْ بكذا، أي احْلِف. المعاينة.
وشَهِدَهُ شُهوداً، أي حَضَرَه، فهو شاهدٌ. شُهودٌ، أي حُضورٌ، وهو في الأصل مصدرٌ، وشُهَّدٌ أيضاً.
وشَهِد له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهِدٌ، والجمع شَهْدٌ.
وجمع الشَهْد شُهودٌ وأشهاد.
والشهيدُ: الشاهِدُ، والجمع الشُهَداءُ.
وأَشْهَدْتُهُ على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه.
وامرأةٌ مُشْهِدٌ، إذا حضر زَوْجُها، بلا هاء.
وامرأة مُغيبةٌ، أي غاب عنها زوجها، وهذا بالهاء.
واسْتَشْهَدْتُ فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ.
وأَشْهَدَني إملاكَهُ، أي أَحْضَرَني.
والمَشْهَدُ: مَحْضَرُ الناسِ.
والشَهيدُ: القتيل في سبيل الله.
وقد استُشْهِدَ فُلانٌ.
والاسم الشهادة.
والتشهُّد في الصلاة، معروف.. . . أكمل المادة class="baheth_marked"> الذي يَخرج مع الولد كأنّه مُخاطٌ.
ويقال: شُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتِجِها من دِمٍ أو سَلاً. قال الشاعر:
له والثَرى ما جَفَّ عنه شُهودُها      فَجاءتْ بِمثلِ السابِرِيِّ تَعَجَّـبـوا

والشاهِد: اللِسان. الملَكُ. قال الأعشى:
على شاهِدي يا شاهِدَ اللهِ فَاشْهِدِ      فلا تَحْسَبَنّي كـافِـراً نِـعْـمَةً

 ولاشَهْد والشُهْدُ: العَسَل في شَمَعِها، والشُهْدَةُ أخصّ منها، والجمع شِهادٌ.
وأشْهَدَ الرَجُل: أَمْذى.
والمَذْي: عُسَيْلَةٌ.

د - ش - ه (جمهرة اللغة) [50]


دُهِشَ الرجلُ فهو مدهوش، وشُدِهَ فهو مشدوه بمعنى، والاسم من هذا الشُّداهُ ومن ذلك الدَّهَشُ. والشُّهْد: العسل الذي لم يُصَفَّ، وقد قيل شَهْد أيضاً، والضمّ أعلى. والشَّهْد: جمع شاهد، كما قالوا: صاحب وصَحْب، وراكب ورَكْب. وشهِدَ الرجلُ يشهَد شهادةً فهو شاهد وشهيد. والأشهاد: جمع شَهْد، مثل صحْب وأصحاب. والرجل شاهد وشهيد، وقد جمعوا شهيداً على شُهَداء. ويقال: فلانة شاهدي، مثل الذكر سواء. والمَشْهَد: الموضع الذي يشاهد فيه القومُ القومَ، أي يحضر بعضهم بعضاً. والشاهد: خلاف الغائب. ويقال: أشهدَ الرجلُ، إذا أمذى؛ ذكر ذلك يونس عن رؤبة. والشّهيد في سبيل الله: معروف. وشُهود الناقة: . . . أكمل المادة آثار مواضع مَنْتَجِها من دم أو سَلًى. قال الهذلي: فجاءت بمثل السّابريِّ تعجّبوا ... له والثّرى ما جفَّ عنه شُهودُها

شهد (مقاييس اللغة) [50]



الشين والهاء والدال أصلٌ يدلُّ على حضور وعلم وإعلام، لا يخرُج شيءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه. من ذلك الشَّهادة، يجمع الأصولَ التي ذكرناها من الحضور، والعلم، والإعلام. يقال شَهد يشهد شهادةً.
والمَشهد: محضر النّاس.ومن الباب: الشُّهود: جمع الشاهد، وهو الماء الذي يخرج على رأس الصبيّ إِذا وُلد، ويقال بل هو الغِرْس. قال الشاعر:
فجاءَت بمثل السّابرِي تَعجَّبُوا      لهُ والثَّرَى ما جفَّ عنه شُهودها

وقال قوم: شهود النّاقة: آثار موضع مَنْتَجِها من دمٍ أو سَلَىً.
والشَّهيد: القتيل في سبيل الله، قال قومٌ: سمِّيَ بذلك لأنّ ملائكة الرحمة تشهده، أي تحضُره.
وقال آخرون: سمِّي بذلك لسقوطه بالأرض، والأرض تسمَّى الشاهدة. اللِّسان، . . . أكمل المادة والشَّاهد: المَلَك.
وقد جمعهما الأعشى في بيت:
فلا تحسَِبَنّي كافراً لك نعمةً      عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ

فشاهده:
اللسان: وشاهد الله جلَّ ثناؤه، هو المَلَك، فأمَّا قوله جلَّ وعزَّ: شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُو [آل عمران 18]، فقال أهلُ العِلم: معناه أَعلَمَ الله عزَّ وجلَّ، بيَّن اللهُ، كما يقال: شَهِدَ فلانٌ عند القاضي، إذا بيَّنَ وأعلَمَ لمنالحقُّ وعلى مَنْ هو.
وامرأةٌ مُشْهِد، إِذا حضر زوجها، كما يقال للغائب زوجُها: مُغِيب. فأمَّا قولهم أشْهَدَ الرّجُلُ، إِذا مَذَى، فكأنَّهُ محمولٌ على الذي ذكرناه من الماء الذي يخرج على رأس المولود.ومما شذّ عن هذا الأصل: الشُّهْد: العسلُ في شَمَعِها؛ ويجمع على الشِّهاد. قال:
إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ      لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ

شهد (لسان العرب) [50]


من أَسماء الله عز وجل: الشهيد. قال أَبو إِسحق: الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته. قال: وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء.
والشهيد: الحاضر.
وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً، فهو العليم، وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة، فهو الخبير، وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة، فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة. ابن سيده: الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ، شَهِدَ شهادة؛ ومنه قوله تعالى: شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان؛ أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه.
وقال الفراء: إِن شئت . . . أكمل المادة رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى، هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا.
ورجل شاهِدٌ، وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر، والجمع أَشْهاد وشُهود، وشَهيدٌ والجمع شُهَداء.
والشَّهْدُ: اسم للجمع عند سيبويه، وقال الأَخفش: هو جمع.
وأَشْهَدْتُهُم عليه.
واسْتَشْهَدَه: سأَله الشهادة.
وفي التنزيل: واستشهدوا شَهِيدين.
والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه: شَهِدَ الرجلُ على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرجلُ، بسكون الهاء للتخفيف؛ عن الأخفش.
وقولهم: اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف.
والتَّشَهُّد في الصلاة: معروف؛ ابن سيده: والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من «أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله» وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة.
وفي حديث ابن مسعود: كان يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يريد تشهد الصلاة التحياتُ.
وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله. قال: وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله.
وقوله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو؛ قال أَبو عبيدة: معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو، وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق، فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مما أَنشأَ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته، وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره.
وقال أَبو العباس: شهد الله، بيَّن الله وأَظهر.
وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره، يدل على ذلك قوله: شاهدين على أَنفسهم بالكفر؛ وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه، ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار؛ وقيل: معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه: أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك، وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه وما ملك.
وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو، فقال: كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله. قال وقال ابن الأَعرابي: معناه قال الله، ويكون معناه علم الله، ويكون معناه كتب الله؛ وقال ابن الأَنباري: معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو.
وشَهِدَ فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد.
واسْتُشِهْدَ فلان، فهو شَهِيدٌ. المعاينة.
وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره، فهو شاهدٌ. شُهُود أَي حُضور، وهو في الأَصل مصدر، وشُهَّدٌ أَيضاً مثل راكِع ورُكّع.
وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة، فهو شاهِد، والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ، وبعضهم يُنْكره، وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد.
والشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، والجمع الشُّهَداء.
وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه.
وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى؛ ومنه قوله تعالى: واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن. يقال للشاهد: شَهيد ويُجمع شُهَداءَ.
وأَشْهَدَني إِمْلاكَه: أَحْضَرني.
واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها.
وفي الحديث: خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها؛ قال ابن الأَثير: هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً؛ وقيل: هي في الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره؛ وقيل: هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها؛ وأَصل الشهادة: الإِخْبار بما شاهَدَه. يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون، هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها، والذي قبله خاص؛ وقيل: معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم.
وفي الحديث: اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم؛ وقيل: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية.
وفي حديث اللقطة: فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها، فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة، وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه.
وفي الحديث: شاهداك أَو يَمِينُه؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ؛ وحكى اللّحياني: إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة، كما يقال: إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ المجلس. ابن بُزرُج: شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ؛ يريد شُهَداءَ سوء.
وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون. والشَّهيد: الحاضر، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ؛ وأَنشد ثعلب:كأَني، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي، إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ، غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب. الليث: لغة تميمِ شهيد، بكسر الشين، يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق، وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً، قال: ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل، والنصب اللغة العالية.
وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً، فهو شاهدٌ، من قوْم شُهَّد، حكاه سيبويه.
وقوله تعالى: وذلك يومٌ مَشْهودٌ، أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض.
ومثله: إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً؛ يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار.
وقوله تعالى: أَو أَلقى السمع وهو شهيد؛ أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك. الحديث: سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه.
وقوله: فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله؛ الشهادة معناها اليمين ههنا.
وقوله عز وجلّ: إِنا أَرسلناك شاهداً؛ أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة، وقيل: مُبَيِّناً.
وقوله: ونزعنا من كل أُمة شهيداً؛ أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً، وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه.
وقوله، عز وجل: تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء؛ أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم، حق لأَن الله، عز وجل، قد بينه في كتابكم.
وقوله عز وجل: يوم يقوم الأَشْهادُ؛ يعني الملائكة، والأَشهادُ: جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب وأَصحاب، وقيل: إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد، صلى الله عليه وسلم، قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ.
وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري: أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال: قلنا لأَبي أَيوب: ما الشَّاهِدُ؟ قال: النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر.
وصلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ المغرب، وهو اسمها؛ قال شمر: هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم؛ قال غيره: وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم؛ ولذلك قيل له (* قوله «قيل له» أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه.) صلاةُ البصر، وقيل في صلاةِ الشاهد: إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها؛ قال: فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَيْماء، والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل، قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر؛ قال أَبو منصور: والقَوْلُ الأَوَّل، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً. عز وجل: فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه؛ معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه؛ قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه؛ المعنى: فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في سفره. الأَمرَ والمِصر: كَشهِدَه.
وامرأَة مُشْهِدٌ: حاضرة البعل، بغير هاءٍ.
وامرأَة مُغِيبَة: غاب عنها زوجها.
وهذه بالهاءِ، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس.
وفي حديث عائشة: قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ: أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ؟ قالت: مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ؛ يقال: امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كان زوجها حاضراً عندها، ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها.
ويقال فيه: مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها.
والشهادة والمَشْهَدُ: المَجْمَعُ من الناس.
والمَشْهَد: مَحْضَرُ الناس. مكة: المَواطِنُ التي يجتمعون بها، من هذا.
وقوله تعالى: وشاهدٍ ومشهودٍ؛ الشاهِدُ: النبي، صلى الله عليه وسلم، والمَشْهودُ: يومُ القيامة.
وقال الفراءُ: الشاهِدُ يومُ الجمعة، والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه. قال: ويقال أَيضاً: الشاهد يومُ القيامة فكأَنه قال: واليَوْمِ الموعودِ والشاهد، فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه.
وفي حديث الصلاة: فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي.
وفي حديث صلاة الفجر: فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعِدةٌ وهذه نازِلَةٌ. قال ابن سيده: والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان؛ لم يفسره كراع بأَكثر من هذا.
والشَّهِيدُ: المقْتول في سبيل الله، والجمع شُهَداء.
وفي الحديث: أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق (* قوله «تعلق من ورق إلخ» في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً: أكلت منها بأفواهها.
وعلقت في الوادي من باب تعب: سرحت.
وقوله، عليه السلام: أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة، قيل: يروى من الأَول، وهو الوجه اذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق ، وقيل من الثاني، قال القرطبي وهو الأكثر.) الجنة، والإسم الشهادة.
واسْتُشْهِدَ: قُتِلَ شهِيداً.
وتَشَهَّدَ: طلب الشهادة.
والشَّهِيدُ: الحيُّ؛ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ: الحيّ أَي هو عند ربه حيّ. ذكره أَبو داود (* قوله «ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور» كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض.
وقوله «كأن أرواحهم» كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان أرواحهم.) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال: فلان حيّ أَي هو عند ربه حيّ؛ قال أَبو منصور: أُراه تأَول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم؛ كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث؛ قال: وهذا قول حسن.
وقال ابن الأَنباري: سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة؛ وقيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأُمم الخالية. قال الله عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ وقال أَبو إِسحق الزجاج: جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم، هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم أَمْرَ الرسل، فتشهَدُ أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويَشْهَدُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لهذه بصدقهم. قال أَبو منصور: والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله؛ ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي، صلى الله عليه وسلم، شهيداً فإِنه قال: المَبْطُونُ شَهيد، والمَطْعُون شَهِيد. قال: ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع.
ودل خبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء، لقوله، رضي الله عنه: ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا عليه؟ قالوا: نَخافُ لسانه، فقال: ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء. قال الأَزهري: معناه، والله أَعلم، أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه، لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا. الكسائي: أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله، فهو مُشْهَدٌ، بفتح الهاءِ؛ وأَنشد: أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وفي الحديث: المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ؛ قال: الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله، ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه النبي، صلى الله عليه وسلم، من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة؛ وقيل: لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، وقيل: لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ، وقيل: لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل.
والشَّهْدُ والشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية: إِلى رُدُحٍ، من الشِّيزى، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ (* قوله «ملاء» ككتاب، وروي بدله عليها.) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق.
وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان.
وأَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب.
وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه.
وأَشْهَدَ: أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ. أَبو عمرو: أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك.
وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ؛ وأَنشد: قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا، فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى والشَّاهِدُ: الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سيده: والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حميد بن ثور الهلالي:فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا له، والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف.
وقيل: الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار.
وشُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ. اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة. المَلَك؛ قال الأَعشى: فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً على شاهِدي، يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ: معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان، والرُّواءُ المَنظَر، وكذلك الرِّئْيِ. قال الله تعالى: أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ، حَسَن الرُّواءِ، وقلْبُه مَدْكُوكُ قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي في صفة فرس: له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ قال: الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ، وقال غيره: شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه.

الشَّاهِد (المعجم الوسيط) [0]


 من يُؤَدِّي الشَّهَادَة وَالدَّلِيل وَشبه مخاط يخرج مَعَ الْمَوْلُود (ج) شُهُود وأشهاد وَشهد وَشهد وَجمع غير الْعَاقِل شَوَاهِد وَصَلَاة الشَّاهِد صَلَاة الْمغرب وَصَلَاة الْفجْر 

همن (الصّحّاح في اللغة) [0]


المُهَيْمِنُ: الشاهد، وهو من آمن غيرَه من الخوف.

الشَّهادةُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّهادةُ: خَبَرٌ قاطِعٌ،
وقد شَهِدَ، كعَلِمَ وكرُمَ، وقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ.
وشَهِدَهُ، كسَمِعَهُ، شُهوداً: حَضَرَهُ،
فهو شاهِدٌ،
ج: شُهودٌ وشُهَّدٌ.
وشَهِدَ لِزَيْدٍ بكذا شَهادةً: أدَّى ما عندَهُ من الشَّهادَةِ،
فهو شاهِدٌ،
ج: شَهْدٌ، بالفتح،
جج: شُهودٌ وأشْهادٌ.
واسْتَشْهَدَهُ: سألَهُ أن يَشْهَدَ.
والشَّهيدُ، وتُكْسَرُ شينُهُ: الشاهِدُ، والأَمينُ في شَهادَةٍ، والذي لا يَغيبُ عن عِلْمِهِ شيءٌ، والقَتيلُ في سبيلِ الله،
لأن مَلائِكَةَ الرحْمةِ تَشْهَدُهُ، أو لأَن الله تعالى وملائكتَهُ شُهودٌ له بالجَنَّةِ،
أو لأَنه ممَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القيامةِ على الأمَمِ الخاليةِ،
إأو لسُقوطِه على الشاهِدَةِ، أي: الأرضِ، أو لأَنه حَيٌّ عندَ ربِّهِ حاضرٌ،
أو لأَنه يَشْهَدُ مَلَكوتَ . . . أكمل المادة الله ومُلْكَهُ،
ج: شُهَداءُ،
والاسمُ: الشَّهادَةُ.
وأشْهَدُ بكذا، أي: أحْلِفُ.
وشاهَدَهُ: عايَنَهُ.
وامرأةٌ مُشْهِدٌ: حَضَرَ زوْجُها.
والتَّشَهُّدُ في الصَّلاةِ: م.
والشَّاهِدُ: من أسْماء النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واللِّسانُ، والمَلَكُ، ويومُ الجُمعَةِ، والنَّجْمُ، وما يَشْهَدُ على جَوْدَةِ الفَرَسِ من جَرْيِهِ، وشِبْهُ مُخاطٍ يَخْرُجُ مع الوَلَدِ،
و~ من الأُمورِ: السَّريعُ.
وصَلاةُ الشَّاهِد: صَلاةُ المَغْرِبِ.
والمَشْهودُ: يومُ الجُمعَة، أو يومُ القيامَةِ، أو يومُ عَرَفَةَ.
والشَّهْدُ: العَسَلُ، ويضمُّ،
والشُّهْدَةُ أخَصُّ،
ج: شِهادٌ، وماءٌ لِبَنِي المُصْطَلِقِ من خُزاعَةَ.
و{شَهِدَ الله أنَّهُ لا إله إلا هو}، أي: عَلِمَ الله، أو قال الله، أو كَتَبَ الله،
وأشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أي: أعْلَمُ، وأُبَيِّنُ.
وأشْهَدَهُ: أحْضَرَهُ،
و~ فُلانٌ: أمْذى،
كشَهَّدَ،
و~ الجارِيَةُ: حاضَتْ، وأدْرَكَتْ،
وأُشْهِدَ، مَجْهولاً: قُتِلَ في سَبيلِ الله،
كاسْتُشْهِدَ، فهو مُشْهَدٌ.
والمَشْهَدُ والمَشْهَدَةُ والمَشْهُدَةُ: مَحْضَرُ الناسِ.
وشُهودُ الناقَةِ: آثارُ مَوْضِعِ مَنْتِجها من دَمٍ أو سَلًى.
(وكزُبَيْرٍ: الزَّاهِدُ عُمَرُ بنُ سَعْدِ بنِ شُهَيْدٍ أميرُ حِمْصَ، وأحمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ شُهَيْدٍ: الأَديبُ).

استجرح (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّاهِد اسْتحق أَن يطعن فِيهِ وَيُقَال كثرت هَذِه الْأَحَادِيث واستجرحت فَسدتْ وَقل صحاحها 

تهاترا (المعجم الوسيط) [0]


 ادّعى كل وَاحِد على الآخر بَاطِلا وَيُقَال تهاتر الشَّاهِدَانِ كذب أَحدهمَا الآخر فَسَقَطت شَهَادَتهمَا 

صفنط (العباب الزاخر) [0]


ابن عبّاد: الإصْفنطَ والإسفَنطُ: الخمرَ؛ لغةّ روميةّ اسْتعملتهاَ العَربُ، وقد ذَكرَ الشاهدُ في فصل السينَ.

ضهر (مقاييس اللغة) [0]



الضاد والهاء والراء ليس بشيء، ولا فيه شاهدُ شعرٍ، لكنهم يقولون: إنَّ الضَّهْرَ: خِلْقَةٌ في الجبل من صخرٍ يخالف جِبِلّته.

عدل (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء أَقَامَهُ وسواه يُقَال عدل الْمِكْيَال وَالْمِيزَان وَالْحكم أَو الطّلب غَيره بِمَا هُوَ أولى عِنْده (مو) وَالشَّاهِد أَو الرَّاوِي زَكَّاهُ وَالْمَتَاع جعله عَدْلَيْنِ 

فلغ (العباب الزاخر) [0]


ابن دريد: الفَلْغُ والثَّلْغُ واحد، يقال: فَلَغْتُ رأسه وثَلَغْتُه؛ سواء: إذا شدخته، وقد مر الشاهد من الحديث في تركيب ث ل غ. وتَفَلَّغَ: تهشم.

لعف (لسان العرب) [0]


قال الأَزهري: أَهملها الليث، قال: وقال ابن دريد في كتابه ولم أَجده لغيره: تَلَعَّفَ الأَسدُ والبعير إذا نظَر ثم أَغضى ثم نظر، قال: وإن وجد شاهد لما قاله فهو صحيح.

ثحج (مقاييس اللغة) [0]



الثاء والحاء والجيم. ذكر ابن دريد في الثاء والحاء والجيم كلمة زَعَم أنها لِمَهْرَهَ بن حَيْدان. يقولون ثَحجه برجله، إذا ضَرَبه بها.
وقد أبعد أبو بكرٍ شاهِدَه ما استطاع.

جسق (لسان العرب) [0]


الجَوْسَقُ: الحِصْن، وقيل: هو شبيه بالحصن، معرب وأَصله كُوشك بالفارسية.
والجَوْسَق: القصر أَيضاً؛ قال ابن بري: شاهد الجوسق الحصن قول النعمان من بني عدِيّ: لعلَّ أَميرَ المؤمِنين يَسُوءُه تَنادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ

تنطل (لسان العرب) [0]


التهذيب في الرباعي: التنطل (* قوله «التنطل» كذا وقع في الأصل غير مضبوط مع ضبطه في الشاهد كما ترى، ومقتضى ذكره في الرباعي أصالة التاء والنون فيه، وقد استدركه شارح القاموس ولم يتعرض لوزنه) القُطْن؛ قال: ومَسَحْتُ أَسْفَل بطنِها كالتَّنْطُل

جرحه (المعجم الوسيط) [0]


 جرحا شقّ فِي بدنه شقا فَهُوَ وَهِي جريح (ج) جرحى وَيُقَال جرحه بِلِسَانِهِ سبه وَشَتمه وجرح الشَّاهِد طعن فِيهِ ورد قَوْله وَالشَّيْء كَسبه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَهُوَ الَّذِي يتوفاكم بِاللَّيْلِ وَيعلم مَا جرحتم بِالنَّهَارِ} وَيُقَال فلَان يجرح لِعِيَالِهِ 

ش هـ د (المصباح المنير) [0]


 الشَّهْدُ: العسل في شمعها وفيه لغتان: فتح الشين لتميم وجمعه "شِهَادٌ" مثل سهم وسهام، وضمها لأهل العالية، و "الشَّهِيدُ" من قتله الكفار في المعركة فعيل بمعنى مفعول؛ لأن ملائكة الرحمة "شَهِدَتْ" غسله أو "شَهِدَتْ" نقل روحه إلى الجنة أو لأن الله شهد له بالجنة، و "اسْتُشْهِدَ" بالبناء للمفعول قتل شهيداً والجمع "شُهَدَاءُ" ، و "شَهِدْتُ" الشيء اطلعت عليه وعاينته فأنا "شَاهِدٌ" والجمع "أَشْهَادٌ" و "شُهُودٌ" مثل شريفٍ وأشرافٍ وقاعد وقعود و "شَهِيدٌ" أيضا والجمع "شُهَدَاءُ" ويعدى بالهمزة فيقال "أَشْهَدْتُهُ" الشيء وشهدت على الرجل بكذا و "شَهِدْتُ" له به، و "شَهِدْتُ" العيد أدركته، و "شَاهَدْتُهُ" "مُشَاهَدَةً" مثل عاينته معاينة وزنا ومعنى، و "شَهِدَ" بالله حلف، و "شَهِدْتُ" المجلس حضرته فأنا "شَاهِدٌ" و "شَهِيدٌ" أيضا وعليه قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} أي من كان حاضرا في الشهر مقيما غير مسافر فليصم ما حضر وأقام فيه وانتصاب الشهر على الظرفية وصلينا . . . أكمل المادة صلاة "الشَّاهِدِ" أي "صَلاةَ" المغرب؛ لأن الغائب لا يقصرها بل يصليها "كَالشَّاهِدِ" ، و "الشَّاهِدُ" يرى ما لا يرى الغائب أي الحاضر يعلم ما لا يعلمه الغائب، و "شَهِدَ" بكذا يتعدى بالباء؛ لأنه بمعنى أخبر به ولهذا قال ابن فارس "الشَّهَادَةُ" الإخبار بما قد شوهد. فَائِدَةٌ: جرى على ألسنة الأمة سلفها وخلفها في أداء الشهادة "أَشْهَدُ" مقتصرين عليه دون غيره من الألفاظ الدالة على تحقيق الشيء نحو أعلم وأتيقن وهو موافق لألفاظ الكتاب والسنة فكان كالإجماع على تعيين هذه اللفظة دون غيرها ولا يخلو من معنى التعبد؛ إذ لم ينقل غيره، ولعل السر فيه أن "الشَّهَادَةَ" اسم من "المُشَاهَدَةِ" وهي الاطلاع على الشيء عيانًا فاشترط في الأداء ما ينبئ عن "المُشَاهَدَةِ" ، وأقرب شيء يدلّ على ذلك ما اشتق من اللفظ وهو "أَشْهَدُ" بلفظ المضارع ولا يجوز "شَهِدْتُ" ؛ لأن الماضي موضوع للإخبار عما وقع نحو قمت أي فيما مضى من الزمان فلو قال "شَهِدْتُ" احتمل الإخبار عن الماضي فيكون غير مخبر به في الحال وعليه قوله تعالى حكاية عن أولاد يعقوب عليهم السلام {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا} لأنهم "شَهِدُوا" عند أبيهم أولا بسرقته حين قالوا: {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} فلما اتهمهم اعتذروا عن أنفسهم بأنهم لا صنع لهم في ذلك وقالوا وما شهدنا عندك سابقا بقولنا إن ابنك سرق إلا بما عاينّاه من إخراج الصواع من رحله والمضارع موضوع للإخبار في الحال فإذا قال أشهد فقد أخبر في الحال وعليه قوله تعالى: {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ} أي نحن الآن "شَاهِدُونَ" بذلك وأيضا فقد استعمل "أَشْهَدُ" في القسم نحو "أَشْهَدُ" بالله لقد كان كذا أي أقسم فتضمن لفظ "أَشْهَدُ" معنى المشاهدة والقسم والإخبار في الحال فكأن الشاهد قال: أقسم بالله لقد اطلعت على ذلك وأنا الآن أخبر به وهذه المعاني مفقودة في غيره من الألفاظ فلهذا اقتصر عليه احتياطا واتّباعا للمأثور وقولهم: "أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ" تعدى بنفسه؛ لأنه بمعنى أعلم، و "اسْتَشْهَدْتُهُ" طلبت منه أن "يَشْهَدَ" و "المَشْهَدُ" المحضر وزنا ومعنى، و "تَشَهَّدَ" قال كلمة التوحيد و "تَشَهَّدَ" في صلاته في التحيات. و "الشَّهْدَانَجُ" بنون مفتوحة بعد الألف ثم جيم يقال هو بزر القنب. 

طثرج (لسان العرب) [0]


أَبو عمرو: الطَّثْرَجُ النمل؛ قال ابن بري: لم يذكر لذلك شاهداً، قال: وفي الحاشية شاهد عليه وهو لمنظور بن مرثد: والبِيضُ في مُتُونِها كالمَدْرَجِ أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ قال: وأَراد بالبيض السُّيوفَ.
والمَدْرَج: طريق النمل.
والأَثْرُ: فِرِنْد السيف، شَبَّهَه بالذرّ.

طهلس (العباب الزاخر) [0]


قال الأزهري: الليث: الطِّهْلِيْس: العَسْكَرُ الكَثِيْفُ، وانشد:
جَحْفَلاً طِهْلِيْسا     

قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: اختَلَفَت نُسَخُ كِتابِ الليث في هذه الكلمة، ففي بعضها: الطِّلْهِيْسُ بتقديم اللام في اللغة وفي الشاهد، وفي بعضها: الطَّلَهْبَسُ -مثال شَمَرْدَل- بتقديم اللام أيضاً وبالباء الموَحَّدَةِ.

كـ (القاموس المحيط) [0]


كـ القَعْثَلَة،
ومَرَّ يَتَقَعْثَلُ: كأَنَّهُ يَتَقَلَّعُ من وحَلٍ.
وقولُ الجوهرِيِّ: المُقْثَعِلُّ من السِهامِ، وهَمٌ، ومَوْضِعُهُ ق ث ع ل.
وتقدَّمَ، والبيتُ الشاهِدُ أيضاً مُصَحَّفٌ والرِوايَةُ: ليس بالعُصْلِ ولا بالمُفْتَعَلْ.
بالفاءِ والمُثَنَّاةِ الفَوقِيَّةِ، وجاءَ في رِوايَةٍ شاذَّةٍ بالقافِ والمُثَنَّاةِ الفَوْقيَّةِ المَفْتوحَةِ،
من اقْتَعَلَ السَّهْمَ: إذا لم يَبْرِه جَيِّداً.

القُوتُ (القاموس المحيط) [0]


القُوتُ والقِيتُ والقِيتَةُ، بكسرهما، والقائِتُ والقُواتُ: المُسكَة من الرِّزْقِ.
وقاتَهُمْ قَوتاً وقُوتاً وقِياتَةً، (بالكسر)، فاقْتاتُوا.
والقائِتُ: الأَسَدُ،
و~ من العَيْشِ: الكفايَةُ.
والمُقيتُ: الحافِظُ للشيءِ، والشاهِدُ له، والمُقْتَدِرُ، كالذي يُعْطي كُلَّ أحَدٍ قُوتَهُ.
واقْتَتْ لِنارِكَ قِيتَةً: أطْعِمْها الحَطَبَ.
واسْتَقاتَهُ: سأَلَهُ القُوتَ.
وأقاتَهُ وأقاتَ عليه: أطاقَهُ.
فَصْلُ الكاف

بلعق (لسان العرب) [0]


البَلْعَقُ: ضرب من التمر، وقال أَبو حنيفة: هو من أَجودِ تمرهم؛ وأنشد: يا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا قال: وهذا مثلٌ ضربه لمن يَصْطَنِعُ معروفاً ليجتَرَّ أَكثر منه. قال الأَصمعي: أَجودُ تمر عُمان الفَرْض والبَلْعَقُ. قال ابن الأَعرابي: البَلعق الجيّد من جميع أَصناف التُّمور؛ قال ابن بري: شاهده قول الحارثي:لا يَحْسَبَنْ أَعْداؤنا حَرْبَنا كالزُّبْدِ، مأْكولاً به البَلْعَقُ

اطل (لسان العرب) [0]


الإِطِلُ والإِطْلُ مثل إِبِل وإِبْل، والأَيْطَل: مُنْقَطَع الأَضلاع من الحَجَبة، وقيل القُرُبُ، وقيل الخاصرةُ كلها؛ وأَنشد ابن بري في الإِطِل قول الشاعر: لم تُؤْزَ خَيْلُهُمُ بالثَّغْر راصدةً ثُجْلَ الخَواصِرِ، لم يَلْحَقْ لها إِطِلُ وجمع الإِطِلِ آطال، وجمع الأَيْطَل أَياطِل، وأَيْطَلٌ فَيْعَلٌ والأَلف أَصلية؛ قال ابن بري: شاهد الأَيْطَل قول امرئ القيس: له أَيْطَلا ظَبْيٍ وسَاقا نَعامةٍ

دردبس (لسان العرب) [0]


الدَرْدَبِيسُ: خَرَزَةٌ سوداءٌ كأَن سوادَها لونُ الكبد، إِذا رفعتها واستَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مثل لون العنبة الحمراء، تَتَجَبَّبُ بها المرأَة إِلى زوجها، توجد في قُبور عادٍ؛ قال الشاعر: قَطَعْتُ القَيْدَ والخَرَزاتِ عَنِّي، فَمَنْ لي من عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ؟ قال اللحياني: هي من الخرز التي يُؤَخِّذ بها النساءُ الرجالَ؛ وأَنشد: جَمَعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ والدَّرْدَبِيسِ، مُقابلاً في المِنْظَم قال: وهن يقلن في تأْخيذهن إِياه، أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيسِ تُدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس، قال: تعني بالعرق اليبيس الذِّكَرَ، التفسير له.
والدَّرْدَبيسُ: الفَيْشَلة. الليث: الدَّرْدَبيسُ الشيخ الكبير الهِمُّ، والعجوز أَيضاً يقال لها: دَرْدَبيسٌ؛ وأَنشد: أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ، قد دَرْدَبَتْ، والشيخُ دَرْدبيسُ العَوْسُ: هو الطَّوَفانُ بالليل.
ودَرْدَبَت: . . . أكمل المادة خَضَعَتْ وذلت؛ وشاهد العجوز قول الآخر: جاءَتْكَ في شَوْذَرِها تَمِيسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ، أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبليسُ لطعاء: تَحاتَّتْ أَسنانها من الكبر.
والدَّرْدَبيسُ: الداهية.
والدَّرْدِبيس: الشيخ، بكسر الدال، قال: وهكذا. كتبه أَبو عمرو الإِياديُّ؛ قال ابن بري: شاهد الداهية قول جُرَيّ الكاهلي: ولو جَرَّبْتَني في ذاكَ يوماً رَضِيتَ، وقلتَ: أَنتَ الدَّرْدَبيسُ

طبهج (لسان العرب) [0]


الطَّباهجَةُ، فارسي معرَّب: ضرْب من قَليِّ اللحم. باؤه بَدَلٌ من الباء التي بين الباء والفاء، كبِرِنْد وبُنْدُق الذي هو الفِرِنْد والفُنْدُق، وجيمه بدل من الشين. طثرج: أَبو عمرو: الطَّثْرَجُ النمل؛ قال ابن بري: لم يذكر لذلك شاهداً، قال: وفي الحاشية شاهد عليه وهو لمنظور بن مرثد: والبِيضُ في مُتُونِها كالمَدْرَجِ أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ قال: وأَراد بالبيض السُّيوفَ.
والمَدْرَج: طريق النمل.
والأَثْرُ: فِرِنْد السيف، شَبَّهَه بالذرّ.

خمع (لسان العرب) [0]


خَمَعَت الضَّبُعُ تَخْمَعُ خَمْعاً وخُموعاً وخُماعاً: عَرِجَت، وكذلك كلُّ ذي عَرَجٍ.
وبه خُماعٌ أَي ظَلَعٌ؛ قال ابن بري: شاهده قول مُثَقّب: وجاءتْ جَيْئلٌ وأَبو بَنيها، أَحَمُّ الماقِيَيْنِ، به خُماع والخَوامِعُ: الضِّباعُ اسم لها لازم لأَنها تَخْمَع خُماعاً وخَمَعاناً وخُمُوعاً.
وخَمَع في مِشْيَتِه إِذا عَرِجَ.
والخُماع: العرَجُ.
والخِمْعُ: الذِّئب، وجمعه أَخْماعٌ.
والخِمْعُ: اللِّصُّ، بالكسر، وهو من ذلك.
وبنو خُماعة: بَطن.
والخامِعةُ: الضبع لأَنها تَخْمَع إِذا مشت.

الفِقْهُ (القاموس المحيط) [0]


الفِقْهُ، بالكسر: العِلْمُ بالشيءِ، والفَهْمُ له، والفِطْنَةُ، وغَلَبَ على عِلمِ الدينِ لشَرَفِه.
وفَقُهَ، ككَرُمَ وفَرِحَ، فهو فَقِيهٌ وفَقُهٌ، كَنَدُسٍ
ج: فُقَهاءُ، وهي فَقيهَةٌ وفَقُهَةٌ
ج: فَقَهاءُ وفَقائِهُ.
وفَقِهَهُ، كعَلِمَهُ: فَهِمَهُ،
كتَفَقَّهَهُ.
وفَقَّهَهُ تَفْقيهاً: عَلَّمَهُ،
كأَفْقَهَهُ.
وفَحْلٌ فَقِيهٌ: طَيبٌّ بالضِّرابِ.
وفاقَهَه: باحَثَهُ في العِلمِ،
فَفَقَهَهُ، كَنَصَرَهُ: غلبه فيه.
والمُسْتَفْقِهَةُ: صاحِبةُ النائِحَةِ التي تُجاوبُها.
ويقالُ للشاهِدِ: كيف فَقاهَتُكَ لِما أشْهَدْنَاكَ، ولا يقالُ لغيرِهِ، أَو يقالُ فيما ذَكَرَ الزمخشرِيُّ.

كمهد (لسان العرب) [0]


الكُمَّهْدَةُ: الكَمَرة؛ عن كراع.
والكُمَّهْدَة: الفَيْشَلة؛ وقوله: نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ، شفاؤها من دائها الكُمْهَدَّهْ قال: وقد تكون لغة، وقد يجوز أَن يكون غيَّر للضرورة.
واكْمَهَدَّ الفرخُ: أَصابه مِثلُ الارتعاد وذلك إِذا زَقَّه أَبواه. أَبو عمرو: الكُمْهُدُ الكبيرُ الكُمَّهْدَةِ، وهي الكوسلة: إِنَّ لها بِكِنْهَِلِ الكَنَاهِلِ حَوْضاً، يَرُدُّ رُكَّبَ النَّواهِلِ (* قوله «إن لها إلخ» كذا بالأصل وهو بهذا الضبط بشكل القلم في معجم ياقوت وانظر ما مناسبة هذا البيت هنا إلا أن يكون البيت الذي بعده أو قبله فيه الشاهد وسقط من قلم المصنف أو الناسخ أو نحو ذلك). أَراد يصائبه.

هَيْمَنَ (القاموس المحيط) [0]


هَيْمَنَ: قال آمينَ،
كأمَّنَ،
و~ الطائِرُ على فِراخِهِ: رَفْرَفَ،
و~ على كذا: صارَ رَقيباً عليه وحافِظاً.
والمُهَيْمِنُ، وتُفْتَحُ الميمُ الثانِيَةُ: من أسماءِ اللهِ تعالى، في معنى المؤمِنِ، مَن آمَنَ غيرَهُ من الخوفِ، وهو مُؤَأْمِنٌ، بهمزتينِ، قُلِبَتِ الهمزةُ الثانيةُ ياءً، ثم الأُولى هاءً، أو بمعنى الأَمينِ، أو المُؤْتَمنِ، أو الشاهِدِ. والهِمْيانُ، بالكسر: التِّكَّةُ، والمِنْطَقَةُ، وكِيسٌ للنَّفَقَةِ يُشَدُّ في الوَسَطِ، وله هِمْيانٌ أعْجَرُ، وهَمايِينُ عُجْرٌ، وابنُ قُحافَةَ السَّعْدِيُّ، ويُضَمُّ، أو يُثَلَّثُ.
وهَمانِيَةُ، كعَلانِيَةٍ: ة ببَغْداد.
وكجُهَيْنَةَ: بِنْتُ خَلَفٍ صَحابِيَّةٌ.

ث م (المصباح المنير) [0]


 ثُمَّ: حرف عطف وهي في المفردات للترتيب بمهلة وقال الأخفش: هي بمعنى الواو؛ لأنها استعملت فيما لا ترتيب فيه نحو: والله ثمّ والله لأفعلنّ تقول: وحياتك ثم وحياتك لأقومن وأما في الجمل فلا يلزم الترتيب بل قد تأتي بمعنى الواو نحو قوله تعالى: {ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} أي والله شاهد على تكذيبهم وعنادهم فإن شهادة الله تعالى غير حادثة ومثله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} و "ثَمَّ" بالفتح اسم إشارة إلى مكان غير مكانك و "الثُّمَامُ" وزان غراب نبت يسدّ به خصاص البيوت الواحدة ثمامة وبها سمي الرجل. 

ج ر ح (المصباح المنير) [0]


 جَرَحَهُ: "جَرْحًا" من باب نفع و "الجُرْحُ" بالضم الاسم وهو "جَرِيحٌ" و "مَجْرُوحٌ" ، وقوم "جَرْحَى" مثل قتيل وقتلى، و "الجِرَاحَةُ" بالكسر مثل الجرح وجمعها "جِرَاحٌ" و "جِرَاحَاتٌ" و "جَرَحَهُ" بلسانه "جَرْحًا" عابه وتنقصه، ومنه "جَرَحْتُ" الشاهد إذا أظهرت فيه ما تُرَد به شهادته و "جَرَحَ" ، و "اجْتَرَحَ" عمل بيده واكتسب ومنه قيل لكواسب الطير والسباع "جَوَارِحُ" جمع "جَارِحَةٍ" لأنها تكتسب بيدها وتطلق "الجَارِحَةُ" على الذكر والأنثى كالراحلة والراوية، و "استجرح" الشيء استحقّ أن يجرح. 

حظر (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والظاء والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المنْع. يقال حظرت الشيء أحْظُرُه حَظْراً، فأنا حاظِرٌ والشيء محظور. قال الله تعالى: وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً [الإسراء 20].
والحِظَارُ: ما حُظِر على غنمٍ أو غيرهابأغصانٍ أو شيءٍ من رَطْبٍ شجر أو يابس، ولا يكاد يفعل ذلك إلاّ بالرَّطْب منه ثم يَيْبس.
وفاعل ذلك المحتَظِرُ. قال الله تعالى: فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِر [القمر 31]، أي الذي يعمل الحظيرةَ للغنم ثم ييبَس ذلك فيتهشَّم.
ويقال جاء فلان بالحَظِر الرَّطْب، إذا جاء بالكَذِبِ المستشنَع.
ويقال هو يوقد في الحَظر، إذا كان يَنُِمّ وقد مضى شاهده.

حبأ (لسان العرب) [0]


الحَبَأُ على مثال نَبَإٍ، مهموز مقصور: جليس الـمَلِك وخاصَّته، والجمع أَحْباء، مثل سَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وحكي: هُو منْ حَبَإٍ الـمَلِكِ، أَي من خاصَّته. الأَزهري، الليث: الحَبَأَةُ: لوْحُ الإِسْكافِ الـمُسْتَدِيرُ، وجمعها حَبَوات؛ قال الأَزهري :هذا تصحيف فاحش، والصواب الجَبْأَةُ بالجيم، ومنه قول الجعدي: كَجَبْأَةِ الخَزَمِ. الفرَّاء: الحَابيانِ(1) (1 قوله «الحابيان» كذا في النسخ، ونسخة التهذيب بالياء، وحبا الفارس بالالف والمضارع في الشاهد بالواو وهو كما لا يخفى من غير هذا الباب.): الذئب والجَراد.
وحَبا الفارس: إِذا خَفَقَ، وأَنشد: نَحْبُو إِلى الـمَوْتِ كما يَحْبُو الجَمَلْ

سبحل (لسان العرب) [0]


سَبْحَلَ الرجلُ إِذا قال سُبْحان الله. ابن سيده: وادٍ وسِقَاءٌ سَحْبَلٌ وسَبَحْلَلٌ واسع.
والسَّحْبَلُ والسَّبَحْلَلُ: العظيم المُسِنُّ من الضَّباب.
والسِّبَحْل، على وزن الهِجَفِّ: الضَّخْم من الضَّبّ والبعير والسِّقَاء والجارية؛ قال ابن بري: شاهد السِّبَحْل الضَّبِّ قول الشاعر: سِبَحْلٌ له تَرْكانِ كانا فَضِيلةً، على كلِّ حافٍ في البلادِ وناعِلِ قال: وشاهد السِّبَحْل البعيرِ قولُ ذي الرُّمَّة: سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْن أَحْيَا بَنَاتِه مَقَالِيتُها، وهي اللُّبَاب الحَبائش وفي الحديث: خَيْرُ الإِبِل السِّبَحْلُ أَي الضخم، والأُنثى سِبَحْلة مثل رِبَحْلة.
ويقال: سِقَاءٌ سِبَحْلٌ وسَبَحْلَلٌ؛ عن ابن السكيت.
والسِّبَحْلة: العظيمة من الإِبل، وهي الغَرِيزة أَيضاً العظيمة.
وجَمَلٌ سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ: عظيم. أَبو عبيد: السِّبحَلُ والسَّحْبَل والهِبَلُّ الفَحْل، والسِّبَحْلة . . . أكمل المادة من النساء الطويلة العظيمة، ومنه قول بعض نساء الأَعراب تَصِف ابنتها: سِبَحْلَةٌ رِبَحْلَه تَنْمِي نَبَاتَ النَّخْلَه الليث: سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ إِذا وُصِف بالتَّرَارة والنَّعْمة؛ وقيل لابنة الخُسِّ: أَيُّ الإِبل خيرٌ؟ فقالت: السِّبَحْل الرِّبَحْلُ، الراحِلَةُ الفَحْلُ.
وحكى اللحياني أَيضاً: إِنَّه لَسِبَحْل رِبَحْلٌ أَي عظيم، قال: وهو على الاتساع، ولم يُفَسِّر ما عنى به من الأَنواع.
وزِقٌّ سِبَحْل: طويل عظيم، وكذلك الرّجل.
وضَرْعٌ سِبَحْلٌ: عظيم؛ وقول العجاج:بِسَبْحَل الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور قال ابن جني: أَراد بسِبَحْل، فأَسكن الباء وحَرَّك الحاء وغَيَّر حركة السين. الليث: السَّبَحْلَلُ هو الشِّبْل إِذا أَدْرَكَ الصيد.

ب - ث - ه (جمهرة اللغة) [0]


الهَبْث: التبذير، هَبَثَ مالَه يَهْبِثه هَبْثاً، إذا بذَّره وفرقه. والهَنابِث: الدواهي، الواحدة هَنْبَثَة، وهي الداهية. ويُروى بيت زعموا أنه لصفيَّة بنت عبد المطلب، ويزعمون أن فاطمة، عليها السلام، تمثّلت به: قد كان بعدك أنباء وهَنْبَثَة ... لو كنتَ شاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ وبنو بُهْثة: بطنان من العرب: بُهْثة من بني سُليم، وبُهْثة من بني ضُبيعة بن ربيعة. واشتقاقه من البَهْث، والبَهْث: البِشر وحُسن اللقاء. ويقال: لَقِيَه فتباهثَ إليه وبَهَثَ إليه كأنه أبدى سروراً وبِشراً. وقال قوم: البُهْثة: ولد الغِيَّة، ولا أدري ما صحَته.

بَزَمَ (القاموس المحيط) [0]


بَزَمَ عليه يَبْزِمُ ويَبْزُمُ: عَضَّ بمُقَدَّمِ أسْنانِهِ، أو بالثَّنايَا والرَّباعِياتِ،
و~ بالعِبْءِ: حَمَلَهُ فاسْتَمَرَّ به،
و~ الناقَةَ: حلَبَها بالسَّبَّابَةِ والإِبْهَامِ،
و~ فُلاناً ثَوْبَهُ: سَلَبَه إيَّاهُ.
والبَزْمُ: صَرِيمَةُ الأمْرِ، والغَليظُ من القَوْلِ، والكسرُ، وأن تأخُذَ الوَتَرَ بالسَّبَّابَةِ والإِبهامِ ثم تُرْسلَهُ.
وهو ذو مُبازَمَةٍ في الأَمْرِ: ذو صَرِيمةٍ.
والبَزِيمُ: الخُوصَةُ يُشَدُّ بها البَقْلُ، وما يَبْقَى من المَرَقِ في أسْفَلِ القِدْرِ من غير لَحْمٍ.
وقولُ الجوهرِيِّ: البَزِيمُ خَيْطُ القِلادَةِ، تَصْحِيفٌ، وصَوابُهُ: بالراء المُكَرَّرَةِ في اللُّغَةِ، وفي البَيْتَيْنِ الشاهِدَيْنِ. والإِبْزامُ والإِبْزِيمُ، بكسرِهِما: الذي في رأسِ المِنْطَقَةِ وما أشْبَهَهُ، وهو ذو لسانٍ يُدْخَلُ فيه الطَّرَفُ الآخَرُ.
وأبْزَمَهُ ألفاً: أعْطاهُ إيَّاهُ.
والبَزْمَةُ: الأَكْلَةُ . . . أكمل المادة الواحِدَةُ، ووَزْنُ ثَلاثِينَ دِرْهَماً.
وابْتَزَمَ اليَوْمَ كذا: سَبَقَ به.

قوط (لسان العرب) [0]


القَوْطُ: المائة من الغنم إِلى ما زادت وخصَّ بعضهم به الضأْن، وقيل: القَوْطُ هو القَطِيع اليسير منها؛ قال الراجز: ما رَاعَنِي إِلا خَيالٌ هابِطا، على البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا ذاتَ فُضول تَلْعَطُ المَلاعِطا، فيها ترَى العُقَّر والعَوائطا تَخالُ سِرْحانَ الفلاةِ النَّاشِطا، إِذا اسْتَمى، ادبيَّها الغَطامِطا (* قوله «ادبيها» كذا بالأصل.)، يَظَلُّ بَيْنَ فِئَتَيْها وابِطا ويروى: ما راعني إِلا جناح هابطا العُلابِطُ: هي الخمسون والمائة إِلى ما بلغت من العدد، وهو اسم للنوع لا واحد له مثل النفَر والرهط.
وأَديبها: وسطها.
والوابِطُ: الذي تَكْثُر عليه فلا يَدْري أَيَّتها يأْخذ وهو المُعْيي.
والمَلاعِطُ: ما حول البيوت: واسْتَمَيْت: اخْتَرْت خِيارها، وقَوطَه في البيت منصوب بهابِطا . . . أكمل المادة في البيت قبله، وهو الشاهد على هَبَطْته بمعنى أَهْبَطْتُه.
وجَناحٌ: اسم راع، والجمع أَقْواطٌ.
وقُوطةُ: موضع.

هنبث (لسان العرب) [0]


الهَنَابِثُ: الدَّواهي، واحدتها هَنْبَثَةٌ؛ وقيل: الهَنَابِثُ الأُمور والأَخْبار المختلطة؛ يقال: وقعت بين الناس هَنَابِثُ، وهي أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قال رؤْبة: وكنتُ لَمَّا تُلْهِني الهَنَابِثُ والواحد كالواحد.
والهَنْبَثَةُ: الاختلاط في القول، ويقال: الأَمر الشديد، والنون زائدة؛ وفي الحديث: أَن فاطمة قالت بعد موت سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: قد كان بعدكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ، لو كنتَ شَاهدَها، لم تَكْثُرِ الخُطَبُ إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها، فاختَلَّ قومُك، فاشْهَدْهم ولا تَغِب (* في هذا البيت إقواء.) الهَنْبَثَةُ: واحدة الهَنَابِثِ، وهي الأُمور الشداد المختلفة، وقد ورد هذا الشعر في حديث آخر. قال: لما قُبض سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، . . . أكمل المادة خرجت صفية تَلْمَعُ بثوبها وتقول البيتين.

همن (لسان العرب) [0]


المُهَيْمِنُ والمُهَيْمَنُ: اسم من أَسماء الله تعالى في الكتب القديمة.
وفي التنزيل: ومُهَيْمِناً عليه؛ قال بعضهم: معناه الشاهد يعني وشاهِداً عليه.
والمُهَيْمِنُ: الشاهد، وهو من آمن غيرَه من الخوف، وأَصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ، بهمزتين، قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماعهما فصار مُؤَيْمِنٌ، ثم صُيِّرت الأُولى هاء كما قالوا هَراق وأَراق.
وقال بعضهم: مُهَيْمِنٌ معنى مُؤَيْمِن، والهاء بدل من الهمزة، كما قالوا هَرَقْتُ وأَرَقْتُ، وكما قالوا إيَّاك وهِيَّاكَ؛ قال الأَزهري: وهذا على قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أَنه بمعنى الأَمين، وقيل: بمعنى مُؤتَمَن؛ وأَما قول عباس بن عبد المطلب في شعره يمدح النبي، صلى الله عليه . . . أكمل المادة وسلم. حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ، من خِنْدِفَ، عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ فإِن القتيبي قال: معناه حتى احتويتَ يا مُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ علياء؛ يريد به النبي، صلى الله عليه وسلم، فأَقام البيت مقامه لأَن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه؛ قال الأَزهري: وأَراد ببيته شَرَفَه، والمهيمن من نعته كأَنه قال: حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ على فضلك علياءَ الشَّرَفِ من نسب ذوي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التي تحتها النُّطُقُ، وهي أَوساطُ الجبال العالية، جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له؛ قال ابن بري في تفسير قوله بيتُك المهيمنُ قال: أَي بيتُك الشاهدُ بشرفك، وقيل: أَراد بالبيت نفسه لأَن البيت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه.
وفي حديث عكرمة: كان عليّ، عليه السلام، أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي القَضايا، من الهَيْمنَة وهي القيام على الشيء، جعل الفعل لها وهو لأَربابها القوّامين بالأُمور.
وروي عن عمر أَنه قال يوماً: إنِّي داعٍ فَهَيْمِنُوا أَي إني أَدْعُو الله فأَمِّنُوا، قلب أَحد حرفي التشديد في أَمِّنُوا ياء فصار أَيْمِنُوا، ثم قلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء فقال هَيْمِنُوا؛ قال ابن الأَثير: أَي اشْهَدُوا.
والعرب تقول: أَمَّا زيد فحسن، ويقولون أَيْما بمعنى أَمَّا؛ وأَنشد المبرد في قول جَمِيل: على نَبْعةٍ زَوْراءَ أَيْما خِطامُها فَمَتْنٌ، وأَيْما عُودُها فعَتِيقُ قال: إنما يريد أَمَّا، فاستثقل التضعيف فأَبدل من إحدى الميمين ياء، كما فعلوا بقِيراطٍ ودِينارٍ ودِيوانٍ.
وقال ابن الأَنباري في قوله: ومُهَيْمِناً عليه، قال: المُهَيْمِنُ القائم على خلقه؛ وأَنشد: أَلا إنَّ خير الناسِ، بعد نَبِيِّهِ، مُهَيْمِنُه التالِيه في العُرْفِ والنُّكْرِ قال: معناه القائم على الناس بعده، وقيل: القائم بأُمور الخلق، قال: وفي المُهَيْمِن خمسة أَقوال: قال ابن عباس المُهَيْمِن المُؤْتَمَنُ، وقال الكسائي المُهَيْمِنُ الشهيد، وقال غيره هو الرقيب، يقال هَيْمَن يُهَيْمِنُ هَيْمنَة إذا كان رقيباً على الشيء، وقال أَبو مَعْشَرٍ ومُهَيْمِناً عليه معناه وقَبَّاناً عليه، وقيل: وقائماً على الكُتُب، وقيل: مُهَيْمِنٌ في الأَصل مُؤيْمِنٌ، وهو مُفَيْعِلٌ من الأَمانة.
وفي حديث وُهَيْبٍ: إذا وقع العَبْدُ في أُلْهانِيَّةِ الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقين لم يَجِدْ أَحَداً يأْخذُ بقَلْبه؛ المُهَيْمِنِيَّة: منسوب إلى المُهَيْمِن، يريد أَمانة الصدِّيقين، يعني إدا حَصَلَ العبدُ في هذه الدرجة لم يعجبه أَحد، ولم يُحِبَّ إلا الله عز وجل.
والهِمْيانُ: التِّكَّة، وقيل للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ، ويقال للذي يجعل فيه النفقة ويشدّ على الوسط: هِمْيان؛ قال: والهِمْيان دخيل معرّب، والعرب قد تكلموا به قديماً فأَعربوه.
وفي حديث النعمان بن مُقَرّنٍ يَومَ نهاوَنْدَ: أَلا إنِّي هازٌّ لكم الرايةَ الثانية فَلْيَثِب الرجالُ وليَشُدُّوا هَمَايِنَهم على أَحْقائهم، يعني مَناطِقَهم ليَسْتَعِدُّوا على الحملة، وفي النهاية في حديث النُّعمان يوم نَهَاوَنْدَ. تَعاهدُوا هَمايِنكم في أَحْقِيكُم وأَشْساعَكم في نعالكم؛ قال: الهَماينُ جمع هِمْيانٍ، وهي المِنْطَقة والتِّكَّة، والأَحْقِي جمع حِقْوٍ، وهي موضع شَدِّ الإزار؛ وأَورد ابن الأَثير حديثاً آخر عن يوسف الصديق، عليه السلام، مستشهداً به على أَن الهِمْيَان تِكَّةُ السراويل لم أَستحسن إيرادَه، غفر الله لنا وله بكرمه.

ترص (لسان العرب) [0]


التَّرِيصُ: المحكمُ، تَرُصَ الشيءُ تَراصةً، فهو مُتْرَصٌ وتَرِيص مثل ماء مُسْخَن وسَخِين وحبْل مُبْرم وبَرِيم أَي مُحْكم شديد؛ قال: وشُدَّ يدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ وأَتْرَصَه هو وتَرَصه وتَرَّصَه: أَحْكَمه وقَوَّمَه؛ قال ذو الإِصْبع العَدْوانيّ يصف نَبْلاً: تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعا أَنْبَلُها: أَعْمَلُها بالنَّبْل، وقيل: أَحْذَقُها؛ قال ابن بري: وشاهدُ أَتْرَصَه قول الأَعشى: وهل تُنْكَرُ الشمسُ في ضَوْئِها، أَو القَمَرُ الباهِرُ المُتْرَصُ؟ ومِيزانٌ تَرِيصٌ أَي مُقَوَّم.
وفي الحديث: لو وُزِنَ رَجاءُ المؤمن وخَوْفُه بميزانٍ تَرِيصٍ ما زادَ أَحدُهما على الآخر أَي بميزان مُسْتوٍ، والتَّرِيصُ، بالصاد المهملة: المُحْكَم المُقَوَّمُ.
ويقال: أَتْرِصْ ميزانَك فإِنه شائلٌ أَي سَوِّه وأَحْكِمْه.
وفرسٌ تارِصٌ: شديد . . . أكمل المادة وَثِيقٌ؛ أَنشد ثعلب: قد أَغْتَدي بالأَعْوَجِيِّ التارِصِ

رثعن (لسان العرب) [0]


ارْثَعَنَّ المطرُ: كثرَ؛ قال ذو الرمة (* قوله «ذو الرمة» الذي في المحكم: قال رؤبة).: كأَنه بعدَ رياحٍ تَدْهَمُه، ومُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ. الأَزهري: المُرْثَعِنُّ من المطر المُسْتَرْسِل السائل؛ قال: وقال ابن السكيت في قول النابغة: وكُلُّ مُلِثٍّ مُكْفَهِرٍّ سحابُه، كَمِيش التَّوالي، مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ. قال: مُرْثَعنّ متساقط ليس بسريح، وبذلك يوصف الغيث.
وارْثَعَنَّ المطر إذا ثبت وجادَ، وهو يَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً.
والمُرْثَعِنُّ: السيل الغالب.
والمُرْثَعِنُّ: الرجل الضعيف المسترخي.
وارْثَعَنَّ: استرخى.
وكل مسترخ متساقط مُرْثَعِنّ.
ويقال: جاء فلان مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَكتاف أَي مسترخياً.
والارْثِعْنانُ: الاسترخاء؛ قال ابن بري: شاهده قول أَبي الأَسود العِجْلي: لما رآه جَسْرباً مُجِنّاً، أَقْصَرَ عن حَسْناء وارْثَعَنَّا.
والمُرْثَعِنُّ من الرجال: الذي لا يَمضي . . . أكمل المادة على هَوْلٍ.

حدر (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والدال والراء أصلان: الهبوط، والامتلاء.فالأوّل حَدَرْتُ الشّيءَ إذا أَنزَلْتَه.
والحُدُور فعل الحادر.
والحَدُور، بفتح الحاء: [المكان] تَنْحَدِر منه.والأصل الثاني قولُهم للشَّيء الممتلئ حادر. يقال عَينٌ حَدْرَة بَدْرَة: ممتلِئة.
وقد مضى شاهدُه. حادرةُ العينين، إذا امتلأتَا.
وسُمِّيت حَدْراء لذلك.
ويقال الحيدرة الأسد* ويمكن أن يكون اشتقاقُه من هذا.
ومنه حَدَر جلْدُه تورّم يحدُر حُدورا.
وأحدرتُه، إذ ضربتَه حتَّى تؤثر فيه.
والحَدْرة، بسكون الدال: قُرْحةٌ تخرج بباطن جَفْن العين.
ويقال [حَيٌّ] ذو حُدورة، أي ذُو اجتماعٍ وكَثْرة. قال:
وإنِّي لَمِنْ قومٍ تصيدُ رِماحُهمْ      غَداةَ الصَّباحِ ذَا الحُدُورة والحَرْدِ

والحُدْرَة: الصِّرمة؛ سُمِّيت بذلك لتجمُّعها.ومما شذَّ عن الباب الحادُور: القُرْط.
ويُنشد:

ثكم (لسان العرب) [0]


ثَكَمُ الطريق، بالتحريك: وسَطه؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: لمّا خَشِيت بسُحْرَةٍ إِلْحاحَها، أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاَّحِبِ الإِلْحاح: قيامُ الدابة على أَهله فلم يَبرح، والنَّقِيلُ: الطريق. ابن الأَعرابي: الثُّكْمةُ المَحَجَّة. روي عن أُم سلمة أَنها قالت لعثمان بن عفان، رضي الله عنه: تَوَخَّ حَيث تَوَخَّى صاحباك فإِنهما ثَكَما لك الحقَّ ثَكْماً أَي بَيَّناه وأَوضحاه حتى تَبَين كأَنه مَحَجَّة ظاهرة، والثَّكْمُ: مصدر ثَكَمَ؛ قال القتيبي: أَرادت أُم سلمة أَنهما لَزِما الحقَّ ولم يَظْلما ولا خَرَجا عن المَحَجَّة يميناً ولا شمالاً؛ ومنه الحديث الآخر: أَنَّ أَبا بكر وعُمر ثَكَماً الأَمر فلم يَظْلماه؛ قال الأَزهري: أَراد رَكِبا ثَكَم الطريق . . . أكمل المادة وهو قَصْده.
وثَكِمَ بالمكان، بالكسر، يَثْكَم إِذا أَقام به، وثَكِمْت الطريق إِذا لَزِمته.
وثُكامة: اسم بلد.

نذل (لسان العرب) [0]


النَّذْل والنَّذِيل من الناس: الذي تَزْدَرِيه في خِلْقته وعَقْله، وفي المحكم: الخَسِيسُ المُحْتَقَر في جميع أَحواله، والجمع أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ، وقد نَذُل نَذالة ونُذُولة. الجوهري: النَّذالةُ السَّفالة.
وقد نَذُل، بالضم، فهو نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ؛ وقال أَبو خراش:مُنِيباً، وقد أَمْسى يُقدّم وِرْدَها، أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ مُنِيب: مُقْبل، وأَناب: أَقبل، وأُقَيْدِرُ: يريد به الصائد، والأَقْدَرُ: القصير العُنُق.
والقِطاع: جمع قِطْع وهو نَصْل قصير عَرِيض، وقال: نَذِيل ونُذال مثل فَرِير وفُرار؛ حكاه ابن بري عن أَبي حاتم؛ قال: وشاهد نَذْل قول الشاعر: لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه، وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا ويُعْرَفُ في جُودِ امرئ جودُ خاله، ويَنْذُل . . . أكمل المادة إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا (* قوله «إن تلقى» هكذا في الأصل، والوجه إن تلقَ، بالجزم، ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الالف).

شيا (لسان العرب) [0]


أَبو عبيد عن الأَحمر: يا فيَّ مالي ويا شَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي؛ معناه كله الأَسفُ والتلهفُ والحزنُ. الكسائي: يا فَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي لا يهمزان، ويا شَيَّ مالي ويا شَيْءَ مالي يُهمز ولا يهمز، وما في كلها في موضع رفع، تأْويله يا عَجَباً مالي ومعناه التلهُّف والأَسى. قال الفراء: قال الكسائي من العرب من يتعجب بشَيَّ وهَيَّ وفَيَّ، ومنهم من يزيدُ ما فيقول يا شَيَّما ويا هَيَّما ويا فَيَّما أَي ما أَحسن هذا.
وجاء بالعِيِّ والشِّيِّ، واو الشِّيِّ مدغمة في يائِها.
وفلان عَيِيٌّ شَيِيٌّ، ويقال عَوِيٌّ شَوِيٌّ. الأَصمعي: الأَيْدَعُ والشَّيَّانُ دَمُ الأَخوينِ، وهو فَعْلانُ؛ قال ابن بري . . . أكمل المادة class="baheth_marked">شاهده ما أَنشده الأَصمعي: مِلاطٌ، تَرى الذِّئبانَ فيه كأَنه مَطِينٌ بثأْطٍ قد أُمِير بشَيَّان المِلاط: الكَتِف، والذِّئبانُ: الوَبَر الذي يكون عليه، والثَّأْطُ: الحَمْأَةُ الرقيقة، والشَّيَّانُ: البعيدُ النَّظَر.

زطط (لسان العرب) [0]


الزُّطُّ: جيل أَسْوَدُ من السِّنْدِ إِليهم تُنسب الثياب الزُّطِّيَّةُ، وقيل: الزُّطُّ إِعْرابُ جَت بالهندية، وهم جِيل من أَهل الهند. ابن الأَعرابي: الزُّطُطُ والثُّطُطُ الكَواسِجُ، وقيل: الأَزَطُّ المُسْتَوِي الوجهِ، والأَذَطُّ المُعْوَجُّ الفَطِّ.
وفي بعض الأَخبار: فَحَلَق رأْسَه زُطِّيّة، قيل: هو مثل الصَّلِيب كأَنه فِعْل الزُّطّ، وهم جنس من السُّودان والهُنود، والواحد زُطِّيّ مثل الزِّنْجِ والزِّنْجِيّ والرومِ والرُّومِيّ؛ شاهده: فَجئْنا بِحَيَّيْ وائلٍ وبِلَفِّها، وجاءتْ تَمِيمٌ: زُطُّها والأَساوِرُ وقال عوهم بن عبد اللّه: ويغني الزُّطّ عَبْد القَيْسِ عَنّا، وتَكْفِينا الأَساوِرةُ المُزُونا وقال أَبو النجم، وكان خالد بن عبد اللّه أَعطاه جارِيةً من سَبْي الهِنْد فقال فيها أُرْجوزةً أَوّلُها: عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ . . . أكمل المادة بَناتِ الزُّطِّ وقيل الزُّطُّ السَّبابِجةُ قوم من السِّنْدِ بالبصرة.

تر (مقاييس اللغة) [0]



التاء والراء قريبٌ من الذي قبلَه.
وفيه من اللغة الأصلية كلمةٌ واحدة، وهو قولهم بَدَنٌ ذو تَرَارةٍ، إذا كانَ ذا سِمَن وبَضَاضة.
وقد تَرَّ. قال الشاعر:
ونُصْبِح بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ      ونُمْسي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا

وأمّا التَّراتِرُ فالأمورُ العِظام، وليست [أصلاً]؛ لأنّ الرّاء مبدلةٌ من لامٍ.
وقولهم تَرَّتِ النَّواةُ مِن مِرْضاحِها تَتِرُّ، فهذا قريبٌ مما قبلَه.
وكذلك الخيطالذي يُسمَّى "التُّرّ" وهو الذي يمدُّه الباني، فلا يكاد مِثْلُه يصحّ.
وكذلك قولهم إن الأُتْرُور: الغلامُ الصغير.
ولولا وِجْداننا ذلك في كُتُبهم لكان الإعراضُ عنه أصوبَ.
وكيف يصحُّ شيءٌ يكونُ شاهدُه مثلَ هذا الشِّعر:
أعوذ باللهِ وبالأمير      من عَامِلِ الشُّرْطةِ والأتْرُورِ

ومثلُه ما حُكي عن الكسائيّ: تَرّ الرّجلُ عن بِلادِهِ: تَباعَدَ.
وأَتَرَّهُ . . . أكمل المادة القَضاءُ: أبعَدَه.

قوت (الصّحّاح في اللغة) [0]


قاتَ أهلَه يَقوتُهُمْ قَوْتاً وقِياتَةً؛ والاسم القوتُ بالضم، وهو ما يقوم به بدنُ الإنسان من الطعام. يقال: ما عنده قوتُ ليلة، وقِيتُ ليلة، وقيتَهُ ليلة، فلما كسر القاف صارت الواو ياء.
وقُتُّهُ فاقْتاتَ، كما تقول: رَزَقْتُه فارتَزَق.
وهو في قائِتٍ من العيش، أي في كفاية.
واسْتَقاتَهُ: سأله القوتَ.
وفلانٌ يَتَقَوَّتُ بكذا.
واقْتَتْ لِناركَ قِيتَةً، أي أطعمها الحطب.
وأقاتَ على الشيء: اقتدرَ عليه. قال الشاعر:
وكنت على إساءته مُقـيتـاً      وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النفس عنه

وقال الفراء: المُقيتُ: المقتدر، كالذي يعطي كلَّ رجل قُوته. "وكان الله على كلِّ شيءٍ مُقيتا".
ويقال المُقيتُ: الحافظ للشيء والشاهد له.
وأنشد ثعلب:
سِبْتُ إنِّي على الحساب مُقيتُ      أليَ الفضلُ أم عَلـيَّ إذا . . . أكمل المادة حـو


أي أعرف ما عَمَلْتُ من السوء، لأنَّ الإنسان على نفسه بصيرةٌ.

لهله (لسان العرب) [0]


اللَّهْلَهةُ: الرجوعُ عن الشيء.
وتَلَهْلَه السرابُ: اضطرَبَ.
وبلدٌ لهُلَهٌ ولُهْلُهٌ: واسعٌ مُسْتوٍ يضطرب فيه السرابُ.
واللُّهْلُهُ أَيضاً: اتساعُ الصحراء؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ أَجَدَّ: جدَّدَ.
واللُّهْلُه، بالضم: الأَرضُ الواسعة يضطرب فيها السراب، والجمع لَهالِهُ؛ وأَنشد شمر لرؤبة: بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ، ومخْفِقٍ من لُهْلُهٍ ولهْلُهِ، من مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِِ قال ابن بري: الراغيات النُّكَّهُ أَي التي ذهبت أَصواتها من الضعف؛ قال: وشاهدُ الجمع قول الشاعر: وكم دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَلِيقُ وقال ابن الأَعرابي: اللُّهْلُهُ الوادي الواسع.
وقال غيره: اللَّهالِهُ ما استوى من الأَرض. الأَصمعي: اللُّهْلُهُ ما استوى من الأَرض.
واللَّهْلَهُ، بالفتح: . . . أكمل المادة الثوبُ الرديءُ النسج، وكذلك الكلامُ والشِّعْرُ. يقال: لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه، وهو مقلوب منه.
وثوبٌ لَهْلَهٌ، بالفتح لا غيرُ: رقيقُ النسج.
واللَّهْلَهةُ: سخافةُ النسج.
واللُّهْلُهُ: القبيحُ الوجه.

وذأ (لسان العرب) [0]


الوَذْءُ: المكروه من الكلام شَتْماً كان أَو غيره.
ووذَأَه يَذَؤُه وَذْءاً: عابَه وزَجَرَه وحَقَرَه.
وقد اتَّذَأَ.
وأَنشد أَبو زيد لأَبي سلمة الـمُحارِبيِّ: ثَمَمْتُ حوائِجي، ووَذَأْتُ بِشْراً، * فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغابِ ثَمَمْتُ: أَصْلَحْتُ. قال ابن بَرِّي: وفي هذا البيت شاهد على أَنَّ حَوائجَ جمع حاجةٍ، ومنهم من يقول جمع حائجةٍ لغة في الحاجةِ.
وفي حديث عثمان: أَنه بينما هو يَخْطُبُ ذاتَ يوم، فقام رجل ونال منه، ووَذَأَه ابن سَلامٍ، فاتَّذَأَ، فقال له رجل: لا يَمنَعَنَّكَ مَكانُ ابن سَلامٍ أَن تَسُبَّه، فإِنه من شِيعتِه. قال الأُموي: يقال وذَأْتُ الرجُلَ إِذا زَجَرْتَه، فاتَّذَأَ أَي انْزَجَر. قال أَبو عبيد: وذَأَه أَي زَجَرَه وذَمَّه. . . . أكمل المادة قال: وهو في الأَصل العَيْبُ والحَقارة.
وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة: أَنِدُّ منَ القِلَى، وأَصُونُ عِرْضِي، * ولا أَذَأُ الصَّدِيقَ بما أَقولُ وقال أَبو مالك: ما به وَذْأَةٌ ولا ظَبْظَابٌ أَي لا عِلَّةَ به، بالهمز.
وقال الأَصمعي: ما به وَذْيةٌ، وسنذكره في المعتل.

بغل (لسان العرب) [0]


البَغْل: هذا الحيوان السَّحّاج الذي يُرْكَب، والأُنثى بَغْلة، والجمع بِغَال، ومَبْغُولاء اسم للجمع.
والبَغّال: صاحب البِغَال؛ حكاها سيبويه وعُمارة بن عقيل؛ وأَما قول جرير: من كل آلِفَةِ المواخر تَتَّقِي بِمُجَرَّدٍ، كَمُجَرَّدِ البَغّال فهو البَغْل نفسه.
ونَكَح فيهم فبَغَلهم وبَغَّلَهم: هَجَّن أَولادهم.
وتزوَّج فلان فلانة فَبَغَّل أَولادَها إِذا كان فيهم هُجْنة، وهو من البَغْل لأَن البَغْلَ يَعْجَز عن شَأْوِ الفَرس.
والتَّبْغيل من مَشْي الإِبلِ: مَشْيٌ فيه سَعَة، وقيل: هو مشيء فيه اختلاف واختلاط بين الهَمْلَجَة والعَنَق؛ قال ابن بري شاهده: فيها، إِذا بَغَّلَتْ، مَشْيٌ ومَحْقَرةٌ على الجِيَاد، وفي أَعناقها خَدَب وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيري: نَضْح البَرِيِّ وفي تَبْغِيلها زَوَرُ وأَنشد للراعي: رَبِذاً . . . أكمل المادة يُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِيلا (* قوله «ربذاً إلخ» صدره كما في شرح القاموس: وإذا ترقصت المفازة غادرت) وفي قصيد كعب بن زهير: فيها على الأَيْنِ إِرْقال وتَبْغِيل هو تَفْعِيل من البَغْل كأَنه شبه سيرها بسير البغل لشدَّته.

جرح (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والراء والحاء أصلان: أحدهما الكسب، والثاني شَقّ الجِلْد.فالأوَّل قولهم [اجترح] إذا عمل وكَسبَ. قال الله عزّ وجلّ: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ [الجاثية 21].
وإنَّما سمى ذلك اجتراحاً لأنه عَمَلٌ* بالجوَارح، وهي الأعضاء الكواسب.
والجوارحُ من الطَّير والسباع: ذَوَاتُ الصَّيد.وأما الآخَر [فقولهم] جرحَهُ بحديدةٍ جرْحاً، والاسم الجُرْح.
ويقال جرَح الشاهدَ إذا ردّ قولَه بِنَثاً غيرِ جميل.
واستَجْرَحَ فلانٌ إذا عمل ما يُجْرَح من أجله.فأمَّا قول أبي عبيدٍ في حديث عبد الملك: "قد وعظتُكم فلم تزدادُوا على الموعظة إلاّ استجراحا" إنه النُّقصان من الخير، فالمعنى صحيح إلاّ أنّ اللفظ لا يدلُّ عليه.
والذي أراده عبدُ الملك ما فسَّرناه. أي إنّكم ما تزدادون . . . أكمل المادة على الوعْظ إلاّ ما يكسبكم الجَرْحَ والطَّعنَ عليكم، كما تُجرَح الأحاديث.
وقال أبو عبيد: يريد أنَّها كثيرة صحيحها قليل.
والمعنى عندنا في هذا كالذي ذكرناه مِن قَبْل، وهو أنَّها كثُرتْ حتى أحوج أهلَ العلم بها إلى جرْح بعضها، أنّه ليس بصحيح.

قمن (لسان العرب) [0]


الأَزهري: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِني قد نُهيتُ عن القراءة في الركوع والسجود، فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا الله فيه، وأَما السُّجود فأَكثروا فيه من الدعاء، فإِنه قَمِنٌ أَن يُسْتَجابَ لكم؛ يقال: هو قَمَنٌ أَن يفعل ذلك، بالتحريك، وقَمِنٌ أَن يفعل ذلك، فمن قال قَمَن أَراد المصدر فلم يُثَنِّ ولم يجمع ولم يؤنث، يقال: هما قَمَنٌ أَن يفعلا ذلك وهم قَمَنٌ أَن يفعلوا ذلك وهنَّ قَمَنٌ أَن يفعلن ذلك، ومن قال قَمِنٌ أَراد النعت فثنى وجمع فقال هما قَمِنانِ وهم قَمِنونَ، ويؤنث على ذلك، وفيه لغتان: هو قَمِنٌ أَن يفعل ذلك، وقَمِين أَن يفعل ذلك، . . . أكمل المادة بالياء؛ قال قيس بن الخَطيم: إِذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإِنه، بنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ، قَمِينُ قال ابن كَيْسانَ: قمِينٌ بمعنى حَرِيّ، مأْخوذ من تَقَمَّنْتُ الشيءَ إِذا أَشْرَفتَ عليه أَن تأْخذه؛ غيره: هو مأْخوذ من القَمِين بمعنى السريع والقريب. ابن سيده: هو قَمَنٌ بكذا وقَمَنٌ منه وقَمِنٌ وقمِينٌ أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَدِيرٌ، فمن فتح لم يُثَنِّ ولا جمع ولا أَنَّث، ومن كسر الميم أَو أَدخل الياء فقال قمِينٌ ثَنَّى وجمع وأَنَّث فقال قَمِنانِ وقَمِنُون وقمِنَة وقمِنتانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينونَ وقُمَناء وقمِينة وقمِينتانِ وقمِيناتٌ وقَمائِنُ.
وحكى اللحياني: إِنه لمَقْمُون أَن يفعل (* قوله «إنه لمقمون أن يفعل إلخ» كذا بالأصل تبعاً لنسخة من المحكم، والذي في التهذيب: وقال اللحياني إنه لمقمنة أن يفعل ذلك وإنهم لمقمنة لا يثنى ولا يجمع إلخ): ذلك، وإِنه لمَقْمَنة أَن يفعل ذلك، كذا لا يثنى ولا يجمع في المذكر والمؤنث كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة.
وهذا الأَمرُ مَقْمَنة لذلك أَي مَحْراةٌ ومَخْلقة ومَجْدَرة؛ قال ابن بري: شاهد قَمَنٍ، بالفتح، قولُ الحرث بن خالد المخزومي: من كان يَسأَلُ عَنَّا أَينَ منزِلُنا، فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ قال: وشاهد قَمِنٍ بالكسر قول الحُوَيْدِرة: ومُناخ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ وهذا المنزلُ لك مَوْطِنٌ قَمَِنٌ أَي جَديرٌ أَن تسكنه.
وأَقْمِنْ بهذا الأَمر أَي أَخْلِقْ به.
وحكى اللحياني: ما رأَيت من قَمَنِه وقَمَانته، كذا حكاه.
وداري قَمَنٌ من دارك أَي قريب. ابن الأَعرابي: القَمَنُ والقَمِنُ القريب.
والقَمَنُ والقَمِنُ: السريع.
وتقَمَّنْتُ في هذا الأَمر مُوافَقَتَك أَي تَوَخَّيْتُها.

ذوي (لسان العرب) [0]


ذَوَى العُودُ والبَقْلُ، بالفتح، يَذْوِي ذَيّاً وذُوِيّاً، كلاهما: ذَبَلَ، فهو ذَاوٍ، وهو أَن لا يُصِيبَه رِيُّه أَو يَضْرِبَه الحَرُّ فيَذْبُلَ ويَضْعُفَ، وأَذْواهُ العَطَشُ؛ قال ابن بري: وشاهد الذُّوِيّ المَصْدَر قول الراجز: ما زِلْتُ حَوْلاً في ثَرىً ثَرِيِّ، بَعْدَكَ مِنْ ذَاكَ النَّدَى الوَسْمِيِّ، حَتَّى إذا ما هَمَّ بالذُّوِيِّ، جِئْتُكَ واحْتَجْتُ إلى الوَلِيِّ؛ لَيْسَ غَنِيٌّ عَنْكَ بالغَنِيِّ، وفي حديث عمر: أَنّه كانَ يَسْتَاكُ وهو صائِمُ بِعُودٍ قَدْ ذَوَى أَي يَبِسَ.
وقال الليث: لُغَةُ أَهلِ بُثَيْنَة ذَأَى العُودُ؛ قال: وذَوِيَ العُودُ يَذْوَى، قال أَبو عبيدة: وهي لغةٌ رديئَة. قال الجوهري: ولا يقال ذَوِيَ البقلُ، بالكسر؛ وقال يونس: هي لغة.
وأَذْوَاهُ الحَرُّ أَي . . . أكمل المادة أَذْبَلَهُ.
والذِّوَى: النِّعاجُ الضِّعافُ.والذَّوَاةُ: قشرة العِنَبة والبِطِّيخة والحَنْطَلة، وجَمْعُها ذَوىً. ابن بري: الذَّاوي الذي فيه بَعضُ رُطُوبَةٍ؛ قال الشاعر: رَأَيْتُ الفَتَى يَهْتَزُّ كالغُصْنِ ناعِماً، تَرَاهُ عَمِيّاً ثم يُصْبِحُ قَدْ ذَوَى قال: وقال ذو الرمة: وأَبْصَرْتُ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُهُ فَراشاً، وأَنَّ البَقْل ذَاوٍ ويَابِسُ قال: فهذا يدل على صحة ما ذكرناه.

سنبس (العباب الزاخر) [0]


سِنْبِس: أبو حَيٍّ من طَيِّئٍ، وهو سِنْبِس بن معاوية بن جَرْوَل بن ثُعل بن عمرو بن الغَوْث بن طَيِّئٍ، قال زيد الخَيل الطّائي رضي الله عنه:
ويَقْذِفُ حولي جمعُ أخزَمَ بالحصى      وجَمْعُ سَلامانَ الحُماةُ وسِنْبِـسُ

وقال أبو عمر الزاهِد: السين في أول سِنْبِس زائدة.
ورأت أمُّ سِنْبِس -وهي أُمَيمَة بنت عبد الله بن الدُّول بن حنيفة بن لُجَيم- في النَّوم قائلاً يقول لها:
إذا وَلَدْتِ سِنْبِساً فأنْبِسي     

أي أسرعي.
وقال ابن الأعرابي: السِّنْبِسُ: السريع، وسَنْبَسَ: أي أسرَعَ، وقال الأعشى يَصِفُ بقرة:
فَصَيَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِيُّ      يُشْلي ضِرَاءً بإِيْسَادِهـا

ورواية أبي عمرو:
فَصَبَّحَها لطُلوع الشروق      ضِرّاءً تَسَامى بإِيْسَادِها

وليس في هذه الرواية . . . أكمل المادة شاهِد. وسَنَبُوْسُ -مثال طَرَسُوْس-: موضع ببلاد الروم دونَ سَمَنْدُوْ.

ر - ص - ن (جمهرة اللغة) [0]


الرَّصْن: أصل بناء الرَّصين، وكل بناء مُحْكم فقد رُصِن رَصْناً، ورَصانةً. والنَّصْر: معروف، وهو المعاونة والتأييد، بضدّ الخِذْلان، نصره الله ينصره نَصْراً ونُصْرَة، فهو ناصر والمفعول منصور. والنَّصير: فَعيل من ناصر، مثل شهيد من شاهد. والنصارى يُنسبون إلى ناصرة، وهو موضع، هذا قول الأصمعي، وخالفه قوم فقالوا: يُنسبون إلى نَصْران، اسم. والأنصار: جمع ناصر، مثل صاحب وأصحاب. والنًّصرة: الاسم من النصر. ويقال: نَصَرَ الغيثُ أرضَ بني فلان، إذا جادها. قال الشاعر: إذا أدبَرَ الشهرُ الحرامُ فودِّعي ... بلادَ تميم وانصري أرضَ عامرِ وُيروى: إذا ودَّعَ، أي أمطريها. وقد سمّت العرب نَصْراً ومنصوراً ونُصَيْراً وناصراً. وبنو نَصر: بطن من العرب. قال الأصمعي أو أبو . . . أكمل المادة زيد: وقفَ علينا أعرابي فقال: انصروني نصركم الله، أي أعطوني، ونصرتُ الرجل، إذا أعطيته. قال الشاعر: أبوكَ الذي أجدَى عليّ بنَصْرِهِ ... فأسكتَ عنّي بعَده كلُّ قائل والضِّنّارة: معروفة.

جرح (لسان العرب) [0]


الجَرْح: الفعلُ: جَرَحه يَجْرَحُه جَرْحاً: أَثَّرَ فيه بالسلاح؛ وجَرَّحَه: أَكثر ذلك فيه؛ قال الحطيئة: مَلُّوا قِراه، وهَرَّتْه كلابُهُمُ، وجَرَّحُوه بأَنْيابٍ وأَضْراسِ والاسم الجُرْح، بالضم، والجمع أَجْراح وجُرُوحٌ وجِراحٌ؛ وقيل: لم يقولوا أَجْراح إِلا ما جاء في شعر، ووجدت في حواشي بعض نسخ الصحاح الموثوق بها: قال الشيخ، ولم يسمِّه، عنى بذلك قوله (* قوله «عنى بذلك قوله» أي قول عبدة بن الطبيب كما في شرح القاموس.): وَلَّى، وصُرِّعْنَ، من حيثُ التَبَسْنَ به، مُضَرَّجاتٍ بأَجْراحٍ، ومَقْتُولِ قال: وهو ضرورة كما قال من جهة السماع.
والجِراحَة: اسم الضربة أَو الطعنة، والجمع جِراحاتٌ وجِراحٌ، على حدّ دِجاجَة ودِجاج، فإِما أَن يكون مكسَّراً . . . أكمل المادة على طرح الزائد، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء. الأَزهري: قال الليث الجِراحَة الواحدة من طعنة أَو ضربة؛ قال الأَزهري: قول الليث الجراحة الواحدة خطأٌ، ولكن جُرْحٌ وجِراحٌ وجِراحة، كما يقال حجارة وجِمالة وحِبالة لجمع الحَجَرِ والجَمَل والحبل.
ورجل جَريح من قوم جَرْحى، وامرأَة جَريح، ولا يجمع جمع السلامة لأَن مؤنثة لا تدخله الهاء، ونِسْوة جَرْحى كرجال جَرْحى.
وجَرَّحَه: شُدِّد للكثرة.
وجَرَحَه بلسانه: شتمه؛ ومنه قوله: لا تَمْضَحَنْ عِرْضي، فإِني ماضِحُ عِرْضَك، إِن شاتمتني، وقادِحُ في ساقِ من شاتَمَني، وجارِحُ وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: العَجْماءُ جَرْحُها جُبار؛ فهو بفتح الجيم لا غير على المصدر؛ ويقال: جَرَح الحاكمُ الشاهدَ إِذا عَثر منه على ما تَسْقُطُ به عدالته مِن كذب وغيره؛ وقد قيل ذلك في غير الحاكم، فقيل: جَرَحَ الرجلَ غَضَّ شهادته؛ وقد اسْتُجْرحَ الشاهدُ. النقصانُ والعيب والفساد، وهو مِنه، حكاه أَبو عبيد قال: وفي خطبة عبد الملك: وَعَظْتُكم فلم تَزْدادُوا على الموعظة إِلا استجراحاً أَي فساداً؛ وقيل: معناه إِلا ما يُكْسِبُكُم الجَرْحَ والطعن عليكم؛ وقال ابن عَوْن: اسْتَجْرَحَتْ هذه الأَحاديثُ؛ قال الأَزهري: ويروى عن بعض التابعين أَنه قال: كثرت هذه الأحاديث واسْتَجْرَحَتْ أَي فَسَدَت وقلَّ صِحاحُها، وهو اسْتَفْعَل من جَرَح الشاهدَ إِذا طعن فيه ورَدَّ قوله؛ أَراد أَن الأَحاديث كثرت حتى أَحوجت أَهل العلم بها إِلى جَرْحِ بعض رواتها، ورَدِّ روايته.
وجَرَح الشيءَ واجْتَرَحَه: كَسَبه؛ وفي التنزيل: وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جَرَحْتُمْ بالنهار. الأَزهري: قال أَبو عمرو: يقال لإِناث الخيل جَوارِحُ، واحدتها جارِحَة لأَنها تُكسب أَربابَها نِتاجَها؛ ويقال: ما له جارِحَة أَي ما له أُنثى ذاتُ رَحِمٍ تَحْمِلُ؛ وما له جارحة أَي ما له كاسِبٌ.
وجَوارحُ المال: ما وَلَد؛ يقال: هذه الجارية وهذه الفرس والناقة والأَتان من جوارح المال أَي أَنها شابَّة مُقْبِلَة الرَّحِم والشباب يُرجَى وَلدُها.
وفلان يَجْرَحُ لعياله ويَجْتَرِحُ ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ، بمعنى؛ وفي التنزيل: أَم حَسِبَ الذين اجْتَرَحُوا السيِّئات؛ أَي اكتسبوها. فلان جارحُ أَهلِه وجارِحَتُهم أَي كاسِبُهم.
والجوارح من الطير والسباع والكلاب: ذواتُ الصيد لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَي تَكْسِبُ لهم، الواحدة جارحة؛ فالبازي جارحة، والكلب الضاري جارحة؛ قال الأَزهري: سمِّيت بذلك لأَنها كواسِبُ أَنفُسِها مِن قولك: جَرَح واجْترَح؛ وفي التنزيل: يسأَلونك ماذا أُحلَّ لهم قل أُحلَّ لكم الطيباتُ وما عَلَّمْتُمْ من الجوارح مُكَلِّبينَ؛ قال الأَزهري: فيه محذوف، أَراد الله عز وجل: وأُحِلَّ لكم صيدُ ما علمتم من الجوارح، فحذف لأَن في الكلام دليلاً عليه.
وجَوارِحُ الإِنسان: أَعضاؤُه وعَوامِلُ جسده كيديه ورجليه، واحدتها جارحة. لأَنهن يَجْرَحْن الخير والشر أَي يكسبنه.
وجَرَح له من ماله: قطَع له منه قطعة؛ عن ابن الأَعرابي، ورَدَّ عليه ثعلبٌ ذلك فقال: إِنما هو جَزَح، بالزاي، وكذلك حكاه أَبو عبيد.
وقد سَمَّوْا جَرَّاحاً، وكَنَوْا بأَبي الجَرَّاح.

صلح (لسان العرب) [0]


الصَّلاح: ضدّ الفساد؛ صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً؛ وأَنشد أَبو زيد: فكيفَ بإِطْراقي إِذا ما شَتَمْتَني؟ وما بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ وهو صالح وصَلِيحٌ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ؛ وصَلُح: كصَلَح، قال ابن دريد: وليس صَلُحَ بثَبَت.
ورجل صالح في نفسه من قوم صُلَحاء ومُصْلِح في أَعماله وأُموره، وقد أَصْلَحه الله، وربما كَنَوْا بالصالح عن الشيء الذي هو إِلى الكثرة كقول يعقوب: مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطر؛ هي مَطَرَةٌ صالحة، وكقول بعض النحويين، كأَنه ابن جني: أُبدلت الياء من الواو إِبدالاً صالحاً.
وهذا الشيء يَصْلُح لك أَي هو من بابَتِك.
والإِصلاح: نقيض الإِفساد.
والمَصْلَحة: الصَّلاحُ.
والمَصعلَحة واحدة المصالح.
والاسْتِصْلاح: نقيض الاستفساد.
وأَصْلَح . . . أكمل المادة الشيءَ بعد فساده: أَقامه.
وأَصْلَحَ الدابة: أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ.
وفي التهذيب: تقول أَصْلَحْتُ إِلى الدابة إِذا أَحسنت إِليها.والصُّلْحُ: تَصالُح القوم بينهم.
والصُّلْحُ: السِّلْم.
وقد اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا، مشدّدة الصاد، قلبوا التاء صاداً وأَدغموها في الصاد بمعنى واحد.
وقوم صُلُوح: مُتصالِحُون، كأَنهم وصفوا بالمصدر.
والصِّلاحُ، بكسر الصاد: مصدر المُصالَحةِ، والعرب تؤنثها، والاسم الصُّلح، يذكر ويؤنث.
وأَصْلَح ما بينهم وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً؛ قال بِشْرُ ابن أَبي خازم: يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ، وما فيها لهمْ سَلَعٌ وقارُ وقوله: وما فيها أَي وما في المُصالَحة، ولذلك أَنَّث الصِّلاح.
وصَلاحِ وصَلاحٌ: من أَسماء مكة، شرفها الله تعالى، يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عز وجل: حَرَماً آمناً؛ ويجوز أَن يكون من الصَّلاحِ، وقد ُصرف؛ قال حَرْبُ بن أُمية يخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ؛ وقيل هو للحرث بن أُمية: أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ، فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى من قُرَيْشِ وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فيهم، أَبا مَطَرٍ، هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً، وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ قال ابن بري: الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح؛ قال: والأَصل فيها أَن تكون مبنية كقطام.
ويقال: حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لم يَدينوا للمَلِك؛ قال: وأَما الشاهد على صلاحِ بالكسر من غير صَرْف، فقول الآخر: مِنَّا الذي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً، لم يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ يعني خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ. قال ابن بري: وصَلاحِ اسم علم لمكة.
وقد سمَّت العربُ صالحاً ومُصْلِحاً وصُلَيحاً.
والصِّلْحُ: نهر بمَيْسانَ.

نكه (لسان العرب) [0]


النَّكْهَةُ: ريح الفم. نَكَهَ له وعليه يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً: تَنَفَّسَ على أَنفه.
ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ: شم رائحة فمه، والاسم النَّكْهَةُ؛ وأَنشد: نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ منه كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ وهذا البيت أَورده الجوهري: نَكِهْتُ مجاهِداً؛ وقال ابن بري: صوابه مجالداً، وقد رواه في فصل نجا: نَجَوْتُ مجالداً.
ونَكَهَ هو يَنكِهُ ويَنكَهُ: أَخرج نَفَسَهُ إلى أَنفي.
ونَكِهْتُه: شَمَمْتُ ريحه.
واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إذا أَمره بأَن يَنْكَهَ ليعلم أَشارِبٌ هو أَم غير شاربٍ؛ قال ابن بري: شاهده قولُ الأُقَيْشِرِ: يقولون لي: انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً فَقُلْتُ لَهُمْ: لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا وفي حديث شارب الخمر: اسْتَنْكهُوهُ . . . أكمل المادة أَي شُمُّوا نَكْهَتَهُ ورائحةَ فَمِه هل شرِب الخمر أَم لا.
ونُكِهَ الرجلُ: تغيرت نَكْهَتُهُ من التُّخَمَةِ.
ويقال في الدعاء للإنسان: هُنِّيتَ ولا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ.
والنُّكَّهُ من الإبل: التي ذهبت أَصواتها من الضعف، وهي لغة تميم في النُّقَّهِ؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة: بعد اهتِضام الراغِياتِ النُّكَّهِ

شتم (لسان العرب) [0]


الشَّتْمُ: قبيح الكلام وليس فيه قَذْفٌ.
والشَّتْمُ: السَّبُّ، شَتَمَه يَشْتُمُه ويَشْتِمُه شَتْماً، فهو مَشْتُوم، والأُنثى مَشْتُومة وشَتِيمٌ، بغير هاء؛ عن اللحياني: سَبَّهُ، وهي المَشْتَمَةُ والشَّتِيمة؛ وأَنشد أَبو عبيد: لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللاَّغِبِ يقول: هذه الكلمة وإِن لم تُعَدَّ شَتْماً فإِن العَفْو عنها شديد.
والتَّشاتُمُ: التَّسابُّ.
والمُشاتَمةُ: المُسابَّةُ؛ وقال سيبويه في باب ما جَرى مَجْرى المَثَل: كلُّ شَيءٍ ولا شَتِيمةُ حُرٍّ وشاتَمه فَشَتَمه يَشْتُمه: غَلَبَه بالشَّتْمِ.
ورجل شَتَّامةٌ: كثير الشَّتْمِ. الجوهري: والشَّتِيمُ الكَريهُ الوجه، وكذلك الأَسَدُ. يقال: فلان شَتِيمُ المُحَيّا، وقد شَتُمَ الرجلُ، بالضم، شَتامَةً؛ وأَنشد ابن بري للمَرَّار الأَسَدِيّ: يُعْطِي الجَزيلَ ولا يُرى، في وَجْهِهِ لخَلِيلِه، مَنٌّ . . . أكمل المادة ولا شَتْمُ قال: وشاهد شَتامَةً قول الآخر: وهَزِئْن مِنِّي أَن رَأَيْنَ مُوَيْهِناً تَبْدُو عليه شَتامَةُ المَمْلُوكِ والاشْتِيامُ: رَئيسُ الرُّكّابِ.
والشَّتِيمُ والشُّتامُ والشُّتامةُ: القبيح الوجه.
والشُّتامَةُ أَيضاً: السَّيِّءُ الخُلُقِ.
والشَّتامة: شِدَّةُ الخَلْقِ مع قُبْح وَجْهٍ.
وأَسدٌ شَتِيمٌ: عابسٌ.
وحمار شَتِيمٌ: وهو الكريه الوجه القبيح.
وشُتَيْم ومِشْتَمٌ: اسمان.

ريس (لسان العرب) [0]


راسَ يَريسُ رَيْساً ورَيَساناً: تَبَخْتر، يكون للإِنسان والأَسد.
والرَِّيْسُ: التبختر؛ ومنه قول أَبي زُبَيْد الطائي واسمه حَرْمَلَةُ بن المنذر: فباتوا يُدْلِجون، وباتَ يَسري بَصيرٌ بالدُّجى، هادٍ هَمُوسُ إِلى أَن عَرَّسوا وأَغَبَّ عنهم قريباً، ما يُحَسُّ له حَسِيسُ فلما أَن رآهمْ قد تَدانَوْا، أَتاهُمْ بين أَرْجُلِهِم يَريسُ الإِدْلاجُ: سير الليل كله.
والادِّلاجُ: السير من آخره؛ وَصَفَ رَكْباً يسيرون والأَسَدُ يتبعهم لينتهز فيهم فُرْصَة.
وقوله بصير بالدجى أَي يدري كيف يمشي بالليل.
والهادي: الدليل.
والهموس: الذي لا يسمع مشيه.
وعرّسوا: نزلوا عن رواحلهم وناموا.
وأَغَبَّ عنهم: قَصَّر في سيره.
ولا يُحَسُّ له حَسِيسٌ: لا يسمع له صوت.
ورِياسٌ: فحل؛ أَنشد ثعلب للطِّرِمَّاحِ: كَغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه فُرُعٌ بين رِياسٍ وحام . . . أكمل المادة وذكر الأَزهري هذا البيت في أَثناء كلامه على رأْس وفسره فقال: الغَرِيُّ النُّصُبُ الذي دُمِّيَ من النُّسُك، والحامي الذي حَمى ظهره؛ قال: والرِّياسُ تُشَقُّ أُنوفُها عند الغَرِيِّ فيكون لبنها للرجال دون النساء.
ويقال رَيِّسٌ مثلُ قَيِّم بمعنى رئيسٍ، وقد تقدم شاهده في رأَس.
ورَيْسانُ: اسمٌ.

بعط (لسان العرب) [0]


البَعْطُ والإِبْعاطُ: الغُلُوّ في الجَهْلِ والأَمْر القَبِيح.
وأَبْعَطَ الرجلُ في كلامه إِذا لم يُرْسِلْه على وجهه؛ قال رؤبة: وقُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لم يُبْعِطِ: أَعْرِضْ عن الناسِ ولا تَسَخَّطِ وأَبْعَطَ في السَّوْمِ: تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ؛ قال ابن بري شاهِدُه قولُ حسّان: ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا، ولَوَ أُنَّهم ثَبَتُوا، لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام وكذلك طمَح في السَّوْمِ وأَشَطَّ فيه، قال ابن الأَعرابي: وكذلك المُعْتَنِزُ والمُبْعِطُ والصُّنْتُوتُ.
والفَرْدُ والفَرِدُ والفَرُودُ: الذي يكون وحده.
والإِبْعاطُ: أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ ما ليس في قوّته؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ، إِذا اسْتدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ ورواه ثعلب يُغَنِّيهِنّ بالإِبْعاطِ. اسْتدى: افْتَعَل من السَّدْو.
والإِبْعاطُ: الإِبْعادُ، قال: ومشى أَعرابي في . . . أكمل المادة صلح بين قوم فقال: لقد أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شديداً أَي أَبْعَدُوا ولم يَقْرُبوا من الصلح؛ وقال مجنون بني عامر: لا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيْني فيَجْحَدَني، ولا يُحَدّثُني أَنْ سَوْفَ يَقْضِيني وروى سلمة عن الفراء أَنه قال: يُبْدلون الدال طاء فيقولون: ما أَبْعَطَ طارَك، يريدون: ما أَبعد دارك، ويقولون: بَعَطَ الشاةَ وشَحَطَها وذَمَطَها وبَذَحَها وذَعَطَها إِذا ذبحها.
والبَعْطُ والمِبْعَطةُ: الاسْتُ.

هلك (مقاييس اللغة) [0]



الهاء واللام والكاف: يدلُّ على كَسْرٍ وسُقوط. منه الهلاك: السُّقوط، ولذلك يقال للميت هَلَكَ.
واهتَلكت القَطاةُ خَوْفَ البازِي: رمَتْ بنَفْسها على المهالك. فأمَّا قول الهذليّ:فيقول: ليس أمَّهاتُهم أمَّهات سَوء.
وامرأةٌ هَلوكٌ، إذا تَهالكت في غُنْجها متكسِّرة.
ولا يقال رجلٌ هلوك.
والمُهْتَلِك: الذي يَهتلِك أبداً إلى مَن يكفُلُه، وناسٌ مهتلكون وهُلاَّك.
وقول الحُطيئة:
مُستَهلِكُ الوِرْدِ كالأسْدِيِّ قد جَعَلَتْ      أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغُبَا

قالوا: مسهتلِك: جادٌّ والقياسُ لا يدلُّ إلاَّ على ما ذكرناه في صِفة القطاة إذا* اهتلكَتْ من خَوف البازي.
والأرضُ الهَلَكِينُ: الجَدْبة.
والهَلَك: الشَّيء الهالك.
والهَلَك: المَهْوَى بين الجبلَين. قال ذو الرُّمَّة:
تَرَى قُرْطَهَا في واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفاً      على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَطَوَّحُ

أمَّا الهالكي فالحدَّاد، يقولون: . . . أكمل المادة نُسِبَ إلى الهالك بن عَمرو بن أسد بن خُزَيمة، وكان يَعْمَل الحديد، ولذلك قيل لبني أسدٍ: القُيُون.همن الهاء والميم والنون ليس بشيء. فأمّا المُهيمِن، وهو الشاهد فليس من هذا، إنَّما هو من باب أمن، والهاء مبدلة من همزة.

تلا (الصّحّاح في اللغة) [0]


تِلْوُ الشيء: الذي يَتْلوهُ.
وتِلْوُ الناقةِ: ولَدُها الذي يتلوها.
والتِلْوَةُ من الغنم: التي تُنتَج قبل الصَفَرِيَّةِ.
والتَلاءُ: الذِمّة، ومنه قول زهير:
وسِيَّانِ الكَفالةُ والتَلاءُ      جِوارٌ شاهدٌ عَدْلٌ علكم

والتَلِيَّةُ: بقية الدَيْنِ، وكذلك التُلاوَةُ بالضم. يقال: تَلِيتْ لي من حقِّي تَلِيَّةٌ وتُلاوةٌ تَتْلَى، أي بقيتْ لي بقيّةٌ.
وتَلَوْتُ القرآن تِلاوَةً.
وتَلَوْتُ الرجل أَتْلوهُ تُلُوّاً، إذا تَبِعْتَهُ. يقال: ما زلت أَتْلوهُ حتى أَتْلَيْتُهُ، أي حتَّى تقدّمته وصار خلفي.
ويقال أيضاً: تَلَوْتُهُ، إذا خذلتَه وتركتَه.
والمُتالي: الذي يُراسل المغنِّيَ بصوت رفيع. قال الأخطل:
زَجْرُ المُحاوِلِ أو غِناءُ مُتالي      صَلْتُ الجبين كأنَّ رَجْعَ صَهيلهِ

وأَتْلَتِ الناقةُ، إذا تَلاهَا ولدُها.
ومنه قولهم: لا دَرَيْتَ ولا أَتْلَيْتَ: يدعو عليه بأن لا تُتْلي . . . أكمل المادة إبله، أي لا تكون لها أولادٌ.
وأَتْلَيْتُ حقِّي عنده، أي أبقيت منه بقيّة وأَتْلاهُ الله أطفالاً، أي أبتعه أولاداً.
وأَتْلَيْتُهُ، أي سبقته.
وأَتْلَيْتُهُ، أي أَحَلْتُهُ من الحَوالَةِ.
وأَتْلَيْتُهُ ذِمّةً، أي أعطيته إيّاها. تَلَّى الرجلُ بالتشديد، إذا كان بآخر رمقٍ.
وتَتَلَّيْتُ حَقِّي، إذا تَتَبَّعْتُهُ حتى استوفيته.
وجاءت الخيل تَتالياً، أي متتابعة.

طأطأ (العباب الزاخر) [0]


طَأْطَأَ الفارسُ فَرسه: إذا رَكَضه بفخذيه ثم حرَّكه للحُضْر، قال المَرّارُ ابن مُنْقِذ:
شُنْدُفٌ أشْدَفُ ما ورَّعْتَـه      فإذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرّ

الشُّنْدُفُ: المُشْرِف، والأشْدَف: المائل في أحد شقَّيْه بَغياً. وطَأْطَأَ رَأسه: طَامَنَهُ. والطَّأْطَأُ -بالمد-: الجَمَلُ القصيرُ الأوْقَص.
والطَّأْطَاءُ -أيضاً-: من الأرض ما انْهَبَطَ. وتَطَأْطَأَ: تَطامَنَ.
ومنه حديث عثمان -رضي الله عنه- إنه قال حين تنكَّر له الناس: إن هؤلاء النَّفر رَعاعٌ غَثَرَة تَطَأْطَأْتُ لهم تَطَأْطُؤَ الدُّلاةَ، وتَلَدَّدتُ تَلَدُّد المضطر، أرانيهم الحق إخوانا وأراهُمَني الباطل شيطاناً، أجرَرْتَ المَرسُون رَسَنَه وأبلغتُ الراتع مَسْقاتَه، فتفرقوا عليَّ فِرَقاً ثلاثاً: فَصامِتٌ صَمْتُه أنفذ من صَوْل غيره، وساعٍ أعطاني شاهده ومَنَعَني غَائبه ومرخّص لي في مُدَّةٍ زُيِّنَت في قلبه، . . . أكمل المادة فأنا منهم بين ألْسُنٍ لِداد وقلوبٍ شدلد وسيوف حداد، عَذيري الله منهم، ألا يَنْهى عالِمٌ جاهلاً ولا يردع -أو لا يُنْذِر- حليم سَفِيها، والله حسبي وحسيبهم يوم لا ينطقون ولا يُؤذَنُ لهم فيَعْتذرون. والتركيب يدل على هبط شيء.

الْقبل (المعجم الوسيط) [0]


 الْقَصْد يُقَال إِذا أقبل قبلك أقصد قصدك وأتوجه نَحْوك الْقبل:  من كل شَيْء مقدمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز حِكَايَة لقَوْل شَاهد يُوسُف {إِن كَانَ قَمِيصه قد من قبل فصدقت} وَمن الْجَبَل سفحه وَمن الزَّمَان أَوله يُقَال كَانَ ذَلِك فِي قبل الصَّيف أَو فِي قبل الشتَاء وَمن الرجل وَالْمَرْأَة الْعَوْرَة الأمامية وَيُقَال رَأَيْته قبلا عيَانًا الْقبل:  الطَّاقَة يُقَال مَا لي بِهِ قبل طَاقَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز على لِسَان سُلَيْمَان {ارْجع إِلَيْهِم فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} والجهة أَو النَّاحِيَة وَيُقَال لي قبل فلَان دين عِنْده ولي فِي قبله كَذَا فِي جِهَته وأصابه هَذَا الْأَمر من قبله من عِنْده وَمن ذِي قبل (فِي الْمُسْتَقْبل) يُقَال أفعل ذَلِك من ذِي . . . أكمل المادة قبل فِيمَا أستقبل وَافْعل ذَلِك من ذِي قبل فِيمَا نستقبل وَيُقَال لَا أُكَلِّمك إِلَى عشر من ذِي قبل إِلَى عشر فِيمَا أستقبل من الْأَيَّام الْقبل:  يُقَال رَأَيْته قبلا عيَانًا ومقابلة الْقبل:  فِي الْعين إقبال سوادها على الْأنف أَو الْحَاجِب والمحجة الْوَاضِحَة وكل مَا ارْتَفع عَن الأَرْض من جبل أَو تل أَو نَحْوهمَا يسْتَقْبل الْإِنْسَان وَيُقَال انْزِلْ بقبل هَذَا الْجَبَل بسفحه وكل شَيْء أول مَا يرى والكلأ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من الأَرْض وَقطعَة من العاج مستديرة تتلألأ فِي صدر الْمَرْأَة أَو على الْخَيل (ج) أقبال 

كرف (لسان العرب) [0]


كرَف الشيءَ: شَمَّه.
وكرَف الحِمارُ إذا شمَّ بول الأتان ثم رفَع رأْسه وقلَب شفَته؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العِجْلي: تَخالُه من كَرْفِهِنَّ كالِحا، وافْترَّ صاباً ونَشُوقاً مالحا وكرَف الحِمارُ والبِرْذَوْنُ يَكْرُف ويَكْرِف كَرْفاً وكِرافاً وكَرَّفَ: شَمَّ الرَّوْثَ أَو البول أَو غيرهما ثم رفع رأْسه، وكذلك الفحلُ إذا شَمَّ طَرُوقته ثم رفع رأْسه نحو السماء وكشَّر حتى تَقْلُص شَفتاه؛ وأَنشد: مُشاخِصاً طَوراً، وطَوراً كارِفا وحمار مِكراف: يَكْرف الأَبوال.
والكرَّافُ: مُجَمِّش القحاب.
وقال ابن خالويه: الكرَّافُ الذي يَسْرِق النظر إلى النساء.
والكِرْفُ: الدَّلْو (* قوله «والكرف الدلو» كذا هو في الأصل ونقله شارح القاموس بدون هاء تأنيث والشاهد مذكور في غير موضع من . . . أكمل المادة اللسان بهاء.) من جلد واحد كما هو؛ أَنشد يعقوب: أَكلَّ يَوْمٍ لك ضَيْزَنانِ، على إزاء الحَوْضِ مِلهزانِ، بكِرْفَتَينِ يَتَواهَقانِ؟ يَتَواهَقانِ: يَتَباريانِ.
والكِرْفِئُ: قِطَع من السحاب مُتراكمة صغار، واحدتها كِرْفِئَة؛ قال: كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبيـ ـر، ترْمِي السَّحابَ ويُرْمَى لها وهي الكِرْثِئ أَيضاً، بالثاء.
وتَكَرْفأَ السحابُ: تراكبَ، وجعله بعض النحويين رُباعيّاً.
والكِرْفئ: قشرة البيضة العُليا اليابسة التي يقال لها القَيْض.

أضم (لسان العرب) [0]


الأَضَمُ: الحِقْدُ والحسَدُ والغضَبُ، ويجمع على أَضَماتٍ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: وباكَرَا الصَّيْدَ بحَدٍّ وأَضَمْ، لن يَرْجِعا أَو يَخْضِبا صَيْداً بِدَمْ وأَضِمَ عليه، بالكسر، يَأْضَمُ أَضَماً: غضب؛ وأَنشد ابن بري: فُرُحٌ بالخَيْر إِنْ جاءَهُمُ، وإِذا ما سُئِلُوه أَضِمُوا قال العجاج: ورأْس أَعْداءٍ شديد أَضَمُهْ وفي حديث نَجْران (* قوله «وفي حديث نجران إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث وفد نجران وأضم عليها منه أخوه إلخ): وأَضِمَ عليه أَخوه كُرْزُ بنُ عَلْقَمَة حتى أَسلم. يقال: أَضِمَ الرجل، بالكسر، يَأْضَمُ أَضَماً إِذا أَضْمَر حِقْداً لا يستطيع أَن يُمْضِيَه؛ وفي حديث آخر: فَأَضِمُوا عليه.
وأَضِمَ به أَضَماً، فهو أَضِمٌ: عَلِقَ . . . أكمل المادة به.
وأَضِمَ الفحل بالشُّوَّل: عَلِقَ بها يَطْرُدها ويَعَضُّها وأَضِم الرجل بأَهله كذلك.
وإِضَمٌ: موضع؛ قال النابغة: واحْتَلَّت الشَّرْعَ فالأَجْراعَ من إِضَما وإِضَمٌ، بكسر الهمزة: اسم جبل؛ قال الراجز يصف ناراً: نَظَرْت والعَيْنُ مُبينة التَّهَمْ إِلى سَنا نارٍ، وقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعلى عانِدَيْن من إِضَمْ قال ابن بري: وقد جاء غير مصروف، وأَنشد بيت النابغة.
وفي بعض الأَحاديث ذِكْر إِضَمٍ، وهو بكسر الهمزة وفتح الضاد، اسم جبل، وقيل: موضع.

ضون (لسان العرب) [0]


الضَّيْوَنُ: السِّنَّوْرُ الذكر، وقيل: هو دُوَيْبَة تشبهه، نادر خرج على الأَصل كما قالوا رجاء ابن حَيْوَة، وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذلك جنس وهذا علم، والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره، والجمع الضيَّاوِن؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده الفراء: ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ في حَجَراتِه نُجومُ الثُّرَيَّا، أَو عُيُونُ الضَّياوِنِ وصحت الواو في جمعها لصحتها في الواحد، وإنما لم تدغم في الواحد لأَنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل، وكذلك حَيْوَةٌ اسم رجل، وفارق هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً، وقال سيبويه في تصغيره ضُبَيِّنٌ، فأَعَلَّه وجعله مثل أُسَيِّد، وإن كان جمعه أَساود، ومن قال أُسَيْوِد في التصغير لم . . . أكمل المادة يمتنع أَن يقول ضُيَيْوِنٌ؛ قال ابن بري: وَضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لا فَعُولٌ، لأَن باب ضَيْغَم أَكثر من باب جَهْوَر.
والضَّانَة، غير مهموز: البُرَة التي يُبْرَى بها البعيرُ إذ كانت من صُفْرٍ. قال ابن سيده: وقضينا أَن أَلفها واو لأَنها عين.
والتَّضَوُّنُ: كثرة الوَلَد.
والضَّوْنُ: الإِنْفَحة؛ الأَزهري في ترجمة خزم: قال شَمِرٌ الخِزَامة إذا كانت من عقَبٍ فهي ضانَةٌ؛ وأَنشد لابن مَيَّادَة: قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، على الكُرْهِ منها، ضانَةٌ وجَدِيلُ سَلَمَةُ عن الفراء: المِيْضانة القُفَّة، وهي المَرْجُونة والقَفْعَة؛ وأَنشد: لا تَنْكِحَنَّ بعدها حَنَّانه ذاتَ قَتارِيدَ، لها مِيْضانه قال: حَنَّ وهَنَّ أَي بَكى، وفي المحكم في ترجمة وَضَن: المِيْضَنَة كالجُوَالِق.

نأج (لسان العرب) [0]


نائِجاتُ الهامِ: صوائحُها.
والنَّئِيج: الصَّوت.
ونأَجَ البُومُ يَنْأَجُ نأْجاً: صاح، وكذلك الإِنسان؛ وهو أَحْزَنُ ما يكون من الدُّعاء وأَضْرَعُه وأَخْشَعُه.
ورجلٌ نَأْآجٌ: رفيع الصوت.
ونَأَجَ الثَّورُ يَنْئِج ويَنْأَجُ نأْجاً ونُؤَاجاً: صاحَ.
وثور نَأْآجٌ: كثير النَّأْجِ.
والنَّأْجُ والنَّئِيجُ: السُّرعة.
والنَّأْآج: السريع.
وريحٌ نَؤُوجٌ: شديدة المَرِّ.
ورجل نَأْآج إِذا تضرع في دعائه.
ونأَجَ إِلى الله يَنْأَجُ أَي تضرَّعَ في الدعاء؛ وأَنشد: ولا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ النُّؤَّجِ، الخالجِينَ القَوْلَ كلَّ مَخْلَجِ وقال العجاج في الهام: واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا والنائجات: الرِّياح الشَّديدة الهُبُوب.
وفي الحديث: ادعُ ربك بأَنْأَجِ ما تَقْدِرُ عليه؛ أَي بأَبلَغ ما يكون من الدُّعاء واضْرَعْ.
ونَأَجَت الريحُ تَنأَج نَئيجاً: تَحَرّكَتْ، فهي نَؤُوج، ولها نئِيجٌ أَي مَرٌّ سريعٌ مع صَوْت، وتقول منه: نُئِجَ . . . أكمل المادة القومُ؛ قال الشاعر: وتُنْأَجُ الرُّكْعبانُ كلَّ منْأَجِ، به نَئِيجُ كلِّ ريحٍ سَيْهَجِ ونَأَجَتِ الرِّيحُ الموضعَ: مَرَّتْ عليه مَرًّا شديداً؛ قال أَبو حيَّة النميري: إِلاّ خوالِدَ أَشْباهاً، بَقِينَ على رَيبِ الحَوادِثِ، في مَرْكُوَّة جَدَدِ (* قوله «الا خوالد إلخ» كذا بالأصل، ولا شاهد فيه.) ونَأَجَ في الأَرض يَنْأَجُ نُؤُوجاً إِذا ذهب، وفي التهذيب: ونَأَجَ الخبر أَي ذهب في الأَرض.
ونَأَج الأَمرَ: أَخَّرَه، ونأَجَت الإِبِلُ في سيرها؛ وأَنشد ابن السكيت: قد عَلِم الأَحْماءُ والأَزاوِيجْ أَنْ ليس عنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤُوجْ قال: المَنْؤُوجُ المعطوف.

شفق (مقاييس اللغة) [0]



الشين والفاء والقاف أصلٌ واحد، يدلُّ على رِقَّةٍ في الشيء، ثم يشتقُّ منه. فمن ذلك قولهم: أشفقت من الأمر، إذا رَقَقْت وحاذَرت.
وربَّما قالوا: شَفِقت: وقال أكثر أهل اللغة: لا يقال إلا أشفقت وأنا مُشْفِق. فأمَّا قول القائل:فمعناه بَخِلَت به.ومن الباب الشَّفَق من الثياب، قال الخليل: الشَّفَق: الرديء من الأشياء.ومنه الشَّفَق: النُّدأة: التي تُرَى في السَّماء عند غُيُوبِ الشَّمس، وهي الحمرة.
وسمِّيت بذلك للونها ورقّتها.وحدَّثنا عليُّ بن إبراهيمَ القَطَّان، عن المَعْداني، عن أبيه، عن أبي مُعاذ، عن اللَّيث عن الخليل قال: الشَّفَق: الحمرة التي بين غروب الشمس إلى وقت صلاةِ العشاء الآخرة.وروى ابن نَجيح، عن مجاهدٍ قال: هو النَّهار في . . . أكمل المادة قوله جلَّ ثناؤه: فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ [الانشقاق 16].
وروى العَوّامُ بن حوشبٍ، عن مجاهد قال: هي الحمرة.وفي تفسير مقاتل، قال: الشَّفَق: الحمرة. قال الزّجاج: الشَّفَق هي الحمرة التي تُرَى في المغرِبِ بعد سُقوطِ الشمس.وأخبرنا عليُّ بن إبراهيم، عن محمَّد بن فَرَج قال: حَدَّنا سَلَمة، عن الفَرَّاء قال: الشَّفَق الحمرة.قال: وحدثني ابن [أبي] يحيى، عن حُسَين بن عبد الله بن ضُمَيرة عن أبيه عن جدهِ يرفعه، قال: الشَّفَق الحمْرة.قال الفرّاء: وقد سمعت بعضَ العرب يقول: عليه ثوب مصبوغ كأنَّه الشفق، وكان أَحْمَر. قال: هذا شاهدٌ لمن قال إنَّه الحمرة.

صمك (لسان العرب) [0]


الصَّمكيكُ والصَّمَكُوكُ: الغليظ من الرجال الجافي، وقيل: الجاهل السريع إلى الشر والغَواية؛ قال ابن بري: شاهدُ الصَّمَكُوك قول زياد المِلْقَطِيّ: فقلتُ، ولم أَمْلِكْ: أَغوْثَ بنَ طَيِّءٍ على صَمَكوكِ الرأسِ حَشْرِ القَوادمِ قال: وقال آخر في الصَّمَكِيكِ: وصَمَكيكٍ صَمَيَانٍ صِلِّ والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيك: القويّ الشديد وهو الشيءُ اللَّزِج.
والصَّمَكْمَكُ: القوي، وقد اصْمَاكِّ؛ وأَنشد شمر: وصَمَكيكٍ صَمَيانٍ صِلِّ، ابن عجوزٍ لم يزل في ظِلِّ، هاج بعِرْسٍ حَوْقَلٍ قِثْوَلِّ والصَّمَكِيك: التارُّ الغليظ من الرجال وغيرهم.
وقال الليث: الصَّمَكِيك الأَهوج الشديد.، وهو الصَّمَكُوكُ المُصْمَئِكُّ الأَهوجُ الشديد الجيِّدُ الجسم القوي.
واصْمَأَكَّ الرجل وازْمَأَكَّ واهْمَأَكَّ إذا غضب.
والمُصْمَئِكُّ: الغضبان. أَبو الهذيل: السماءُ مُصْمَئِكَّة أَي مستوية خَليقة للمطر؛ وروى . . . أكمل المادة شمر عنه: أَصبحت الأرض مُصْمَئِكَّةً عن المطر أَي مبتلَّة.
وجمل صَمَكَةٌ أَي قويّ، وكذلك عبد صَمَكَةٌ.
واصْمَأَكَّتِ الأرض، فهي مُصْمَئِكَّة: وهي النَّدِيَّة الممطورة، وهذه ذكرها الأَزهري في الرباعي وقال: أَصل هذه الكلمة وما أَشْبهها ثلاثي، والهمزة فيها مجْتَلبة.
واصْماكَّ اللبنُ: خَثُرَ جِدّاً حتى يصير كالجُبن. ابن السكيت: لبن صَمَكيكٌ وصَمَكُوك وهو اللَّزِج.
واصْماكَّ الرجلُ: غضبَ، والهمز فيهما لغة.
واصْمأَكَّ الجُرْح، مهموز:انتفخ.
والصَّمَكِيكُ من اللبن: الخاثِرُ جدّاً وهو حامض. ابن سيده: وصَمَكِيكٌ موضع، زعموا.

دجا (لسان العرب) [0]


الدُّجى: سَوادُ الليلِ مَعَ غَيْمٍ، وأَنْ لا ترى نَجْماً ولا قمَراً، وقيل: هو إذا أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ ولَيْس هو من الظُّلْمة، وقالوا: لَيْلة دُجىً وليالً دُجىً، لا يُجْمع لأَنه مصدر وُصِفَ به، وقد دَجا الليلُ يدْجُو دَجْواً ودُجُوّاً، فهو داجٍ ودَجِيٌّ، وكذلك أَدْجى وتَدجَّى الليل؛ قال لبيد: واضْبِطِ الليلَ، إذا رُمْتَ السُّرى، وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعْتَدَلْ فَوْرَتُه: ظُلْمَتُه.
وتَدَجِّيه: سكونُه؛ وشاهد أَدْجى الليلُ قول الأَجْدَعِ الهَمْداني: إذا الليلُ أَدْجى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ، وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ حَوائِمُ الأَفْراطُ: جمع فُرُطٍ وهي الأَكَمة.
وكلُّ ما أَلْبَس فقد دجا؛ قال الشاعر: فما شِبْهُ كَعْبٍ غَيرَ أَغْتَمَ فاجِرٍ أَبى، مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا . . . أكمل المادة يَتَحَنَّفُ يعني أَلْبَس كُلَّ شيءٍ، وهذا البيتُ شاهِدُ دَجا بمعنى أَلْبَس وانْتَشَر؛ ومنه قولهم: دَجا الإسلامُ أَي قَوِيَ وأَلْبَسَ كلَّ شيءٍ.
وحكي عن الأَصْمعي أَنَّ دَجا الليلُ بمعنى هَدَأَ وسَكَن؛ وشاهده قول بشر: أَشِحُّ بها، إذا الظَّلْماءُ أَلْقَتْ مَراسِيَها، وأَرْدَفَها دُجاها وفي الحديث: أَنه بعث عُيَيْنة بن بَدْرٍ حين أَسلَم الناسُ ودَجا الإسْلامُ فأَغارَ على بني عَدِيٍّ، أَي شاع الإسلام وكَثُر، من دَجا الليلُ إذا تَمَّتْ ظُلْمَته وأَلْبس كلَّ شيء.
ودَجا أَمْرُهم على ذلك أَي صَلَح.
وفي الحديث: ما رُؤِيَ مثلُ هذا مُنْذُ دَجا الإسْلامُ، وفي رواية: منذ دَجَتِ الإسْلامُ فأَنَّث على معنى المِلَّة؛ ومنه الحديث: مَن شَقَّ عَصا المُسْلِمِين وهُمْ في إسْلامٍ داجٍ، ويروى: دامِجٍ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: يُوشِكُ أَنْ يَغشاكُمْ دواجي ظُلَلِه أَي ظُلَمُها، واحِدتها داجِيَةٌ.
والدُّجى: جمعُ دُجْيَة وهذه الكلمة واوية ويائية بتقاربِ المعنى.
ودَياجي الليل: حَنادِسُه كأَنه جمع دَيْجاةٍ.
ودجا الشيءُ الشيءَ إذا سَتَرَهُ؛ قال: ومعنى قوله: أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ لا يَتحَنَّفُ قال: لَجَّ هذا الكافر أَن يُسْلِم بعدما غَطَّى الإسلامُ بثَوْبِه كُلّ شيءٍ. ابن سيده: وذهب ابن جني إلى أَن الدُّجى الظُّلْمة واحِدَتها دُجْية، قال: وليس من دَجا يَدْجُو ولكنه في معناه.
وليل دَجِيٌّ: داجٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: والصُّبْحُ خَلْفَ الفَلَق الدَّجِيِّ والدُّجُوُّ: الظلمة.
وليلةٌ داجِيةٌ: مُدْجِية، وقد دَجَتْ تَدْجُو.
وداجى الرجلَ: ساتَرَه بالعَداوة وأَخْفاها عنه فكأَنه أَتاه في الظُّلمة، وداجاه أَيضاً: عاشَرَه وجامَله. التهذيب: ويقال داجَيْتُ فلاناً إذا ماسَحْتَه على ما في قلبه وجامَلْته.
والمُداجاةُ: المُداراةُ.
والمُداجاةُ: المُطاولة.
وداجَيْتُه أَي داريته، وكأَنك ساترته العَداوَةَ؛ وقال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحِبٍ: كلٌّ يُداجي على البَغْضاءِ صاحِبَهُ، ولن أُعالِنَهُمْ إلا بما عَلَنُوا وذكر أَبو عمرو أَن المُداجاةَ أَيضاً المَنْعُ بين الشِّدَّةِ والإرْخاء.
والدُّجْيَةُ، بالضم: قُتْرةُ الصائد، وجمعها الدُّجى؛ قال الشَّماخ:عليها الدُّجى المُسْتَنْشَآتُ، كأَنَّها هوادِجُ مَشْدُودٌ عليها الجزاجِزُ والدُّجْيَةُ: الصُّوف الأَحمر، وأَراد الشماخ هذا، ويقال دُجىً؛ قال ابن بري: وقول أُمية بن أَبي عائذ: به ابنُ الدُّجى لاطِئاً كالطِّحالْ قيل: الدُّجى جمع دُجْية لقُتْرةِ الصائد، وقيل: جمع دُجْيةٍ للظلمة لأَنه ينام فيها ليلاً؛ وقال الطِّرِمَّاح في الدُّجْية لقُتْرةِ الصائد:مُنْطَوٍ في مُسْتوى دُجْيةٍ، كانْطواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ ودُجْيَة القَوْس: جلْدَةٌ قدرُ إصْبَعَين توضع في طَرَف السير الذي تُعَلَّق به القوس وفيه حَلْقة فيها طرف السير، وقال: الدُّجَة على أَربع أَصابع من عُنْتُوت القَوْس، وهو الحَزُّ الذي تدخل فيه الغانَة، والغانَة حَلْقة رأْسِ الوتَر. قال أَبو حنيفة: إذا التَأَمَ السحابُ وتَبَسَّطَ حتى يَعُمَّ السماء فقد تَدَجَّى.
ودجا شَعَرُ الماعزة: أَلْبَس ورَكِب بَعضُه بَعْضاً ولم يَنْتَفِشْ.
وعَنْزٌ دَجْواءُ: سابِغة الشَّعَر، وكذلك الناقة.
ونِعْمة داجِيةَ: سابِغَة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وإنْ أَصابَتْهُمُ نَعْماءُ داجِيَةٌ لم يَبْطَرُوها، وإن فاتَتْهُمُ صَبَروُا ويقال: إنه لفي عَيْشٍ داجٍ دَجِيٍّ، كأَنه يُرادُ به الخَفْضُ؛ وأَنشد: والعَيْشُ داجٍ كَنفاً جِلْبابُه ابن الأَعرابي: الدُّجَى صِغارُ النَّحْل، والدُّجْية ولد النَّحْلة، وجَمْعُها دُجىً؛ قال الشاعرِ: تَدِبُّ حُمَيَّا الكأْسِ فيهمْ، إذا انْتَشَوْا، دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّرِيبِ المُعَسَّلِ والدُّجَة: الزِّرُّ، وفي التهذيب: زِرُّ القميص. يقال: أَصلح دُجَة قمِيصك، والجمع دُجاتٌ ودُجىً.
والدُّجَة: الأَصابع وعليها اللُّقْمة. ابن الأَعرابي قال: محاجاةٌ للأَعْراب: يقولون ثلاثُ دُجَهْ يَحْمِلْنَ دُجَهْ إلى الغَيْهبانِ فالمِنْثَجَهْ؛ قال: الدُّجَةُ الأَصابعُ الثلاثُ، والدُّجَةُ اللُّقْمة، والغَيْهَبانُ البَطْنُ، والمِنْثَجَةُ الاسْتُ، والدَّجْوُ الجِماع؛ وأَنشد: لَمَّا دَجاها بِمِتَلٍّ كالقَصَب (* قوله «كالقصب» كذا في الأصل والتهذيب والمحكم، والذي في التكملة: كالصقب بتقديم الصاد على القاف الساكنة أي كالعمود).

لجم (لسان العرب) [0]


لِجامُ الدابة: معروف، وقال سيبويه: هو فارسي معرب، والجمع أَلْجِمة ولُجُم ولُجْم، وقد أَلَجم الفرس.
وفي الحديث: من سُئل عما يَعْلَمُه فكَتَمَه أَلْجَمَه اللهُ بِلجامٍ من نار يوم القيامة، قال المُمْسِك عن الكلام مُمَثَّل بمن أَلجَم نَفْسَه بلِجام، والمراد بالعلم ما يلزمه تعليمه ويتعيّن عليه، كمن يرى رجلاً حديثَ عَهْدٍ بالإِسلام ولا يُحْسِن الصلاةَ وقد حضر وقتُها فيقول عَلِّمُوني كيف أُصَلِّي، وكم جاء مُسْتَفْتِياً في حلال أَو حرام فإِنه يلزم في هذا وأَمثاله تعريف الجواب.
ومَن مَنَعَه استحق الوعيد؛ ومنه الحديث: يَبْلُغ العَرَقُ منهم ما يُلْجِمُهم أَي يَصِل إِلى أَفواههم فيصير لهم بمنزلة اللِّجام يمنعهم عن الكلام، يعني في المحشر . . . أكمل المادة يوم القيامة.
والمُلَجَّم: موضع اللِّجام، وإِن لم يقولوا لَجَّمْتُه كأَنهم توهموا ذلك واستأْنفوا هذه الصيغة؛ أَنشد ثعلب: وقد خاضَ أَعْدائي من الإِثْمِ حَوْمةً يغِيبون فيها، أَو تَنال المحزّما (* قوله «حومة» هكذا في الأصل.
وفي المحكم: خوضة.
وقوله «المحزما» هكذا في الأصل أيضاً ولا شاهد فيه.
وفي المحكم: الملحما، وفيه الشاهد. الدابةِ: موقع اللِّجام من وجهها.
واللِّجام: حبْلٌ أَو عصاً تُدْخَل في فم الدابة وتُلْزق إِلى قفاه.
وجاء وقد لفَظ لِجامَه أَي جاء وهو مجهود من العطش والإِعْياء، كما يقال: جاء وقد قَرَضَ رِباطَه.
واللِّجامُ: ضربٌ من سِمات الإِبل يكون من الخدين إِلى صَفْقَي العنق، والجمع كالجمع. يقال: أَلْجَمتُ الدابةَ، والقياس على الآخر مَلجوم، قال: ولم يسمع، وأحسن منه أَن يقال بهِ سمَةُ لِجام.
وتَلَجَّمت المرأَةُ إِذا استثْفَرت لمحيضها.
والِّجامُ: ما تشدُّه الحائض.
وفي حديث المُسْتحاضة: تلَِجَّمي أَي شُدِّي لجاماً، وهو شبيه بقوله: اسْتثْفِري أَي اجعلي موضع خروج الدم عِصابةً تمنع الدم، تشبيهاً بوضع اللجام في فم الدابة.
ولجَمَةُ الوادي: فُوَّهَتُه.
واللُّجْمة: العلَمُ من أَعلام الأَرض.
واللَّجَم: الصمْدُ المرتفع. أَبو عمرو: اللُّجْمةُ الجَبل المسطَّح ليس بالضخم.
واللُّجَم: دُوَيْبَّة؛ قال عدي بن زيد: له مَنْخِرٌ مثْلُ جُحْر اللُّجَمْ (* قوله «له منخر إلخ» هذه رواية المحكم، والذي في التكملة: له ذنب مثل ذيل العروس * إلى سبة مثل جحر اللجنم وسبة بالفتح في خط المؤلف، وكذا في التهذيب). يصف فرساً، وقيل: هي دويبة أََصغر من العَظاية.
وقال ابن بري: اللُّجَم دابة أَكبر من شحمة الأَرض ودون الحِرْباء؛ قال أَدهم بن أَبي الزعراء: لا يَهْتدِي الغرابُ فيها واللُّجَم وقيل: هو الوَزَغ؛ التهذيب: ومنه قول الأَخطل: ومَرَّت على الأَلْجامِ، أَلْجامِ حامرٍ، يُثِرْن قَطاً لولا سُراهن هُجَّدا (* قوله «ومرت إلخ» في التكملة بخط المؤلف: عوامد للألجام ألجام حامر * يثرن قطاً لولا سارهن هجدا) أَراد جمع لُجْمةِ الوادي وهي ناحية منه؛ وقال رؤبة: إِذا ارتمت أَصحانه ولُجَمُهْ قال ابن الأَعرابي: واحدتها لُجْمة وهي نواحيه. ابن بري: قال ابن خالويه اللُّجَم العاطوسُ وهي سمكة في البحر والعرب تتشاءم بها؛ وأَنشد لرؤبة: ولا أُحِبُّ اللُّجَمَ العاطوسا واللَّجَمُ: الشُِّؤْم.
واللَّجَم: ما يُتَطَيَّرُ منه، واحدته لَجَمة.
ومُلْجَم: اسم رجل.
وبنو لُجَيم: بطن.

حلك (لسان العرب) [0]


الحُلْكة والحَلَكُ: شدة السواد كلون الغراب، وقد حَلَكَ الشيء يَحْلُكُ حُلُوكةً وحلُوكاً واحْلَوْلكَ مثله: اشْتد سواده.
وأَسود حالِكٌ وحانكٌ ومُحْلَوْلِكٌ وحُلْكُوك بمعنى.
وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وتركَت الفَرِيشَ مُسْتَحلِكاً، المستحلك: الشديد السواد كالمحترق من قولهم أَسود حالِكٌ.
والحَلَكُوك، بالتحريك: الشديد السواد.
وأَسود مثلُ حَلَكِ الغرابِ وحَنَكِ الغراب، وشيء حالِكٌ ومْحْلَولِك ومْحْلَنْكِكٌ وحُلْكُوك، ولم يأْت في الأَلوان فُعْلُول إلاّ هذا؛ قال ابن سيده: قالوا وهو أشد سواداً من حَلَكِ الغراب، وأنكرها بعضهم وقال: إنما هو من حَنَك الغراب أَي مِنقاره، وقيل: سواده، وقيل: نون حَنَك بدل من لام حَلَك. قال يعقوب: قال الفراء قلت لأَعرابي: أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فقال: . . . أكمل المادة لا أقول حلكه أبداً، وقال أبو زيد: الحَلَك اللون والحَنَك المنقار؛ وقوله أَنشده ثعلب: مِداد مثل حالِكَةِ الغُراب، وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ يجوز أَن يكون لغة في حَلَك الغراب، ويجوز أَن يعني به ريشته خافِيتَه أَو قادِمته أَو غير ذلك من ريشه.
وفي لسانه حُلْكة كحُكْلَةٍ.
والحُلْكةُ والحُلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلُكَّى على فُعُلَّى: دويبة شبيهة بالعَظَاءة. الأَزهري: والحُلَكةُ مثال الهُمزَة ضرب من العظَاء، ويقال دُويْبة تغوص في الرمل؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز: يا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ، والزوجةِ المُشْتَركه، ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ وكذلك الحَلْقاءُ مثل العنقاء.

غسا (لسان العرب) [0]


غَسا الليلُ يَغْسُو غُسُوًّا وغَسِيَ يَغْسى؛ قال ابن أَحمر: كأَنّ الليلَ لا يَغْسى عَليه، إِذا زَجَر السَّبَنْتاةَ الأَمُونا وأَغْسى يُغْسي: أَظْلَم، قال ابن أَحمر: فلما غَسى لَيْلي وأَيْقَنْتُ أَنَّها هي الأُرَبى، جاءَت بأُمِّ حَبَوْكَرى وقد ذكره ابن سيده: في معتل الياء أَيضاً؛ قال ابن بري: شاهدُ أَغْسَى قول الهجيمي: هَجَوْا شَرَّ يَرْبوعٍ رجالاً وخَيْرَها نِساءً، إِذا أَغْسى الظلامُ تُزارُ قال: وقال العجاج: ومرّ أَعْوام بلَيْلٍ مُغْسِ وحكى ابنُ جنِّي: غَسى يَغْسى كأَبى يأْبى، قال: وذلك لأَنهم شَبَّهوا الأَلفَ في آخِره بالهمزة في قَرَأَ يقْرأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ، وقد قالوا غَسِيَ يَغْسى؛ قال ابن سيده: فقَدْ يجوز أَن يكون . . . أكمل المادة غَسى يَغْسى من التركيب، يعني أَنه إِنما قامَ يَغْسى من غَسِيَ ويَغْسُو من غَسا وقد أَغْسَيْنا، وذلك عند المغرب وبُعَيْده.
وأَغْسِ من اللَّيْل أَي لا تَسِرْ أَوَّله حتى يذهَبَ غُسُوُّه، كما يقال أَفْحِمْ عنك من اللَّيْلِ أَي لا تَسِرْ حتى تَذْهب فَحْمَتُه.
وشيخٌ غاسٍ: قد طالَ عُمْرُه؛ قال ابن سيده: ولم أَرَها بالغين المعجمة إِلاَّ في كتاب العين؛ قال الأَزهري: الصواب شيخٌ عاسٍ، بالعين المهملة، ومن قال غاسٍ فقد صحَّف.
والغَساةُ: البَلَحة الصَّغيرةُ، وجمعها غَسَواتٌ وغَساً.
وقال أَبو حنيفة: الغَسا البَلَح فعَمَّ به.
وقال مَرَّةً: الغاسِي أَوْلُ ما يخرُجُ من التَّمْرِ فيكون كأَبْعارِ الفِصالِ، قال: وإنما حملناه على الواو لمقارَبَتِهِ الغَسواتِ في المعنى.

دلع (لسان العرب) [0]


دَلَعَ الرجل لسانه يَدْلَعُه دَلْعاً فانْدَلَع وأَدْلَعه: أَخرجه، جاءت اللغتان.
وفي الحديث: أَنَّ امرأَة رأَت كلباً في يوم حارٍّ قد أَدْلَع لسانه من العَطَش، وقيل: أَدْلَع لغة قليلة؛ قال الشاعر: وأَدْلَعَ الدَّالِعُ من لسانه وأَدْلَعَه العَطَشُ ودلَعَ اللسانُ نفسُه يَدْلَع دَلْعاً ودُلوعاً، يتعدّى ولا يتعدّى، واندلع: خرج من الفم واسترخى وسقط على العَنْفقة كلسان الكلب.
وفي الحديث: يُبْعَث شاهد الزُّور يوم القيامة مُدلِعاً لسانَه في النار، وجاء في الأَثَر عن بَلْعَم: أَن الله لعَنَه فأَدْلَع لسانَه فسقطت أَسَلَتُه على صدره فبقيت كذلك.
وقال الهُجَيْمي: أَحْمق دالِعٌ، وهو الذي لا يزال دالِعَ اللسان وهو غاية الحُمْق.
وفي الحديث: أَنه كان يَدْلَعُ لسانه . . . أكمل المادة للحسن أَي يُخْرِجه حتى يرى حُمْرته فيَهَشّ إِليه.
وانْدَلَع بطن الرجل إِذا خرج أَمامه.
ويقال للرجل المُنْدَلِث البطن أَمامه: مُنْدَلِعُ البطن.
وانْدلع بطنُ المرأَة وانْدَلَق إِذا عَظُم واسترخى، واندلَع السيفُ من غِمْده واندلَقَ.
وناقة دَلُوع: تتقدم الإِبل.وطريق دَلِيعٌ: سَهْل في مكان حَزْن لا صَعُود فيه ولا هَبُوط، وقيل: هو الواسع.
والدَّلُوع: الطريق.
وروى شمر عن مُحارب: طريق دَلَنَّعٌ، وجمعه دَلانِعُ إِذا كان سَهْلاً.
والدُّلاَّعُ: ضرب من مَحار البحر. قال أَبو عمرو: الدَّوْلَعةُ صدفة مُتَحَوِّيةٌ إِذا أَصابها ضَبْح النار خرج منها كهيئة الظُّفُر، فيُسْتَلُّ قدرَ إِصْبَع، وهذا هو الأَظْفار الذي في القُسْط؛ وأَنشد للشَّمَرْدل:دَوْلَعةٌ يَسْتَلُّها بظُفْرها والدُّلاَّعُ: نَبْتٌ.

دركل (لسان العرب) [0]


الدِّرَكْلة: لُعْبة يلعب بها الصبيان، وقيل: هي لُعْبة للعجم مُعَرَّب؛ قال ابن دريد: أَحسبها حَبَشية مُعَرَّبة، وقال أَبو عمرو: هو ضرب من الرَّقْص. الأَزهري: قرأْت بخط شمر قال: قرئ على أَبي عبيد وأَنا شاهد في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه مر على أَصحاب الدِّرَكْلة فقال: جِدُّوا يا بني أرْفَدة حتى يَعْلم اليهودُ والنصارى أَن في ديننا فُسْحة؛ قال ابن الأَثير: هذا الحرف يروى بكسر الدال وفتح الراء وسكون الكاف بوزن الرِّبَحْلة، ويروى بكسر الدال وسكون الراء وكسر الكاف وفتحها، ويروى بالقاف عوض الكاف، وقد تقدم؛ قال شمر: قال أَبو عدنان أَنشدت أَعرابيّاً من بكر ابن . . . أكمل المادة وائل. أَسْقى الإِلهُ صَدَى لَيْلى ودِرْكِلَها، إِن الدَّراكل كالحَلْفاء في الأَجَم فقال: إِن الدِّرْكِلة وَحْياً، فانظر ما هِيَه؛ قال ثم أَنشدت جابر بن الأَزرق الكلابي كما أَنشدت هذا الأَعرابي فقال: الدِّرْقِل لغة قوم لست أَعرفهم وأَزعم أَن دَرَاقِلها أَولادُها، قال: فقلت كَلاَّ إِنه قد قال:لو دَرْقَل الفيلُ ما انْفَكَّتْ فَرِيصتُه تَنْزو، ويَحْبِقُ من ذُعْرٍ ومن أَلَم قال: فماذا يُشَرِّدُه؟ لا فَرَّج الله عنه؛ قلت وقال آخر: لو دَرْكَل الليثُ لم يَشْعُر به أَحدٌ، حتى يَخِرَّ على لَحْيَيه في طَرَق فقال: أَبعده الله اللهم لا تسمع لأَصحاب هذا القول، هؤلاء لَعَّابون أَجمعون غُواة يركب أَحدهم مِذْرَويْه، قد لَهِج بِرَويٍّ يُضْحِك به، قلت: فما معناه؟ قال: لا أَدري.

فنع (لسان العرب) [0]


الفَنَعُ: طِيبُ الرائحةِ.
والفَنَعُ: نَفْحةُ المِسْكِ.
ومِسْكٌ ذو فَنَعٍ: ذَكِيُّ الرائحة؛ قال سويد بن أَبي كاهل: وفُرُوع سابِغ أَطرافُها، عَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ والفَنَعُ: نَشْرُ الثناءِ الحسَن.
والفَنَع: زيادةُ المالِ وكَثْرَتُه.
ومالٌ ذو فَنَع وذو فَنَاءٍ على البدل أَي كثير، والفَنَعُ أَعْرَفُ وأَكثر في كلامهم؛ وفي حديث معاوية أَنه قال لابن أَبي مِحْجَنٍ الثَّقَفِيِّ: أبوك الذي يقول: إِذا مُتُّ فادْفِنِّي إِلى جَنْبِ كَرْمةٍ، تُرَوِّي عِظامي في التُّرابِ عُرُوقُها ولا تَدْفِنَنِّي في الفَلاةِ، فإِنَّني أَخافُ، إِذا ما متُّ، أَن لا أَذوقها فقال: أَبي الذي يقول: وقد أَجُودُ، وما مالي بِِي فَنَعٍ، وأَكْتُمُ السِّرَّ فيه ضَرْبةُ العُنُقِ الفنَعُ: المالُ الكثير؛ وروى ابن برّي . . . أكمل المادة عجز هذا البيت: وقد أَكُرُّ وراءَ المُجْحِرِ الفَرِقِ وقال: وقد روي عجزه على ما قدَّمناه.
والفَنَعُ: الكَرَمُ والعَطاء والجُود الواسع والفضل الكثير؛ قال الأَعشى: وجَرَّبُوه، فما زادَتْ تَجارِبُهُمْ أَبا قُدامَة، إِلاَّ الحَزْمَ والفَنَعا وسَنِيعٌ فَنِيعٌ أَي كثير؛ عن ابن الأَعرابي.
والفَنَعُ: الكثير من كل شيء، عنه أَيضاً، وكذلك الفَنِيعُ والفَنِعُ.
ويقال: له فَنَعٌ في الجود؛ فأَما الاستشهاد على ذلك بقول الزبرقان البَهْدَليّ: أَظِلَّ بَيْتِيَ أَمْ حَسْناءَ ناعمةً عَيَّرْتنِي، أَمْ عَطاءَ اللهِ ذا الفَنَعِف فإِنه لم يضع الشاهد موضعه لأَن هذا الذي أَنشده لا يدل على الكثير إِنما يدل على الكثرة، وهو إِنما استشهد به على الكثير، ويقال من ذلك فَنِعَ، بالكسر، يَفْنَعُ.
وفرس ذو فَنَعٍ في سيره أَي زيادةٍ.

ويب (لسان العرب) [0]


وَيْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ.
وَيْباً لهذا الأَمْر أَي عَجَباً له.
ووَيْبةً: كوَيْلَةٍ. تقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زيدٍ! كما تقول: وَيْلَك! معناه: أَلْزَمَكَ اللّه وَيلاً! نُصِبَ نَصْبَ المصادر، فإِن جئت باللام رفعتَ، قلت: وَيْبٌ لزيد، ونَصَبتَ منوَّناً، فقلت: وَيْلاً لزيد، فالرفعُ مع اللام، على الابتداء، أَجودُ من النصب؛ والنصبُ مع الإِضافة أَجودُ من الرفع. قال الكسائي: من العرب مَن يقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ غيرِك! ومنهم من يقول: وَيْباً لزيد! كقولك: ويلاً لزيدٍ! وفي حديث إِسلام كعب بن زهير: أَلا أَبْلِغا عَنِّي بُجَيراً رِسالةً: * على أَيِّ شيءٍ، وَيبَ غَيرِكَ، دَلَّكا؟ قال ابن بري: وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على وَيْبٍ، بمعنى . . . أكمل المادة وَيْلٍ؛ وهو: حَسِـبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَناقاً، * وما هِـيَ، وَيْبَ غَيرِكَ، بالعَناقِ قال ابن بري: لم يذكر قائله، وهو لذي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه في طريقه؛ وبعده: فلو أَني رَمَيْتُكَ من قَريبٍ، * لَعاقَكَ، عن دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ وقوله: حَسِـبْتُ بُغام راحلتي عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فحذف المضاف، وأَقام المضاف إِليه مقامه، وقوله عاقٍ: أَراد عائق.
وحكى ابن الأَعرابي: وَيْبِ فلانٌ، بكسر الباء، ورفع فلان، إِلاَّ بني أَسَدٍ؛ لم يَزِدْ على ذلك، ولا فسره.
وحكى ثعلب: وَيْبِ فلانٍ، ولم يَزِدْ. قال ابن جني: لم يستعملوا من الوَيْبِ فعلاً، لِـمَا كان يَعْقُبُ من اجْتماع إِعلال فائه كوَعَد، وعَيْنِه كباعَ.
وسنذكر ذلك في الوَيْح، والوَيْسِ، والوَيْلِ.والوَيْبةُ: مِكْيالُ معروف.

كلأ (مقاييس اللغة) [0]



الكاف واللام والحرف المعتلّ أو الهمزة أصلٌ صحيح يدلُّ على مراقبةٍ ونَظَر، وأصلٌ *آخر يدلُّ على نباتٍ، والثالث عضوٌ من الأعضاء ثم يُستعار.فأمَّا النظر والمراقَبة فالكِلاءَة، وهي الحِفْظ، تقول: كلأه الله، أي حَفِظه. قال الله عزّ وعلا: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمنِ[الأنبياء 42]، أي يحفظُكم منه، بمعنى لا يَحميكم أحدٌ منه، وهو الباب الذي ذكرناه أنّه المراقَبة، لأنَّه إذا حفظه نَظَر إليه ورَقَبه.
ومن هذا القياس قولُ العرب: تكلأْت كُلأةً، أي استنسأْت نَسِيئَة؛ وذلك من التأخير.
ومنه الحديث: "نَهَى عن الكالئ بالكالئ" بمعنى النَّسيئة بالنسيئة.
وقول القائل:فمعناه أنَّ حاضرَه وشاهده كالضِّمار، وهو الغائب الذي لا يُرجَى.
وإنما قلنا . . . أكمل المادة إنّ هذا البابَ من الكُلأَة لأنَّ صاحبَ الدِّين يرقُب ويَحفَظ متى يحُلُّ دَينُه. فالقياسُ الذي قِسناه صحيحٌ. [و] يقال: اكتلأْت من القوم، أي احترستُ منهم.
وقال:
أنَختُ بعيرِي واكتَلأْتُ بعَينِه      وآمرتُ نفسي أيَّ أَمْرَيَّ أفْعَلُ

ويقال: أكلأت بصرِي في الشَّيء، إذا ردَّدته فيه.
والمُكلأُ: موضع تُرفأُ فيه السُّفُن وتُستَر من الرِّيح.
ويقال إنّ كَلاَّءَ البَصرة سمِّيت بذلك.والأصل الآخر الكلأ، وهو العُشب؛ يقال أرضٌ مُكْلِئة: ذات كلأ، وسواءٌ يابسُه ورطبُه.
ومكانٌ كالئ مثل مُكْلِئ.والأصل الثالث الكُلْيةُ، وهي معروفة، وتستعار فيقال الكُلْية: كُلية المزادةجُليدةٌ مستديرة تحتَ العُروة قد خُرِزَت.
ويقال ذلك في القَوس فالكُلْيتان من القَوس: مَعْقِد الحِمَالة من السَّهْم، ما عن يَمين النَّصِل وشِماله.
وكُلْية السَّحاب: أسفلُه، والجمع كُلىً.

د - ع - ل (جمهرة اللغة) [0]


قال أبو بكر: النَّحّام فرس سُلَيْك بن السُّلَكَة كان مات فرسُه النّحّام فشَصا بقوائمه، أي رفعها، فشبّه بواطنَ حوافره بالمَحار لمّا ارتفعت، والمَحار: الصَّدَف، والأُصُل: جمع الأصيل، والأصيل: العَشيّ. ويقال: طريق دَليع، أي واسع. والعَدل من قولهم: لا يقبل الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً، فالعَدْل: الفريضة، والصَّرْف: النّافلة؛ وقال قوم: العَدْل: الوزن، والصَّرْف: الكَيْل، وليس بشيء. والعَدْل: ضدّ الجَوْر. وعَدَلْتُ الشيء بالشيء عَدْلاً، إذا جعلته بوزنه. وعَدَلْتُ عن الشيء، إذا مِلْتَ عنه. ورجلٌ عَدْلٌ ورجالٌ عُدولٌ، وربما قالوا: رجلٌ عَدْلٌ ورجالٌ عَدْلٌ وامرأةٌ عدْلٌ ونساءٌ عَدْلٌ، الذكر والأنثى والواحد والإثنان والجميع فيه سواء. وشاهدٌ عَدْلٌ وشهود عدول. وعَديل . . . أكمل المادة الشيء: نظيره. والعادل: المُقْسِط. والعادل: المائل. والله تبارك وتعالى العَدْل. والعِدْل: العِكْم إذا عُدل بمثله. والمَعْدَلَة: السّيرة الحسنة. والعدالة: مصدر رجل حسن العدالة. وعَدْل: اسم رجل، وله حديث. وقولهم: فلان على يدِ عَدْلٍ، قال ابن الكلبي: عَدْلٌ هذا رجل من النَّمِر بن عثمان كان على شُرَط تُبَّع فكان تُبَّع إذا أراد قتل رجل سلّمه إليه فقيل: على يدِ عَدْلٍ. والعَلْد: فعل مُمات؛ علِدَ الشيءُ يَعْلَد عَلَداً وعَلْداً، إذا اشتدّ وصَلُبَ؛ ومنه رجل عِلَّوْد وبعيد عِلَّوْد. والعَلَنْداة: الناقة الصلبة. والعَلَنْدَى: شجر من العِضاه له شوك.

سلسل (لسان العرب) [0]


السَّلْسَلُ والسَّلْسال والسُّلاسِلُ: الماء العَذْب السَّلِس السَّهْل في الحَلْقِ، وقيل: هو البارد أَيضاً.
وماء سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ: سَهْلُ الدخول في الحلق لعُذوبته وصفائه، والسُّلاسِل، بالضم، مثله؛ قال ابن بري: شاهد السَّلْسَل قول أَبي كبير: أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ، وذِكْرُه أَشْهَى إِليَّ من الرَّحِيق السَّلْسَلِ قال: وشاهد السُّلاسِل قول لبيد: حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ، ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ وقال أَبو ذؤيب: من ماء لِصْبٍ سُلاسِل (* قوله «من ماء لصب» هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج: فشرّجها من نطفة رحيبة * سلاسلة من ماء لصب سلاسل) وقيل: معنى يَتَسَلْسَل (* قوله «وقيل معنى يتسلسل» هكذا في . . . أكمل المادة الأصل، ولعل يتسلسل محرف عن سلسل بدليل الشاهد بعد). أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس: وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال: لَيِّنَة؛ قال حَسَّان: بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل وقال الليث: هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب تَسَلْسَل في الخَلْق.
وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق؛ جَرى، وسَلْسَلْته أَنا: صَبَبْته فيه؛ وقول عبد الله بن رَواحَة: إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ، يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق، ويقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ. قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع سَلْسَبيل إِلاَّ في القرآن؛ وقال الزجاج: سَلْسَبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها؛ غيره: سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة، وفسره السيرافي.
وقال أَبو بكر في قوله تعالى: عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً؛ يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ، ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء، وقال الأَخفش: هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال: كانت قوارير قواريراً؛ وقال ابن عباس: سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً، وقال أَبو جعفر محمد بن علي، عليه السلام: معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق؛ وأَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز.
ويقال: عين سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق، قيل: جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات.
وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى في حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل: إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً، أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ والسَّلْسَبيل: اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه، وربما وُصف به الماء.
وثوب مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رديء النَّسْج رَقِيقه. اللحياني: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ.
والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه.
وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ (* قوله «وثوب ملسلس» وقوله «وبعض يقول مسلسل» هكذا في الأصل ومثله في التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ وقال المعطل الهذلي: لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بعضها بعضاً، وأَراد بقوله مُسَلَّس مُسَلْسَل أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد.
والسَّلْسَلة: اتصالُ الشيء بالشيء.
والسَّلْسِلةُ: معروفة، دائرة من حديد ونحوه من الجواهر، مشتق من ذلك.
وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّك من أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل؛ قيل: هم الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة ليس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، ويدخل فيه كل من حُمِل على عَمَل من أَعمال الخير.
وسَلاسِلُ البَرْق: ما تَسَلْسَل منه في السحاب، واحدته سِلْسِلة، وكذلك سَلاسِل الرَّمْل، واحدتها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ؛ قال الشاعر:خَلِيلَيَّ بين السِّلْسِلَيْنِ لو آنَّني بنَعْفِ اللِّوى، أَنْكَرْتُ ما قلتُما ليا وقيل: السِّلْسِلان هنا موضعان.
وبَرْقٌ ذو سَلاسِل، ورمل ذو سَلاسِل: وهو تَسَلْسُله الذي يُرى في التوائه.
والسَّلاسِل: رَمْلٌ يتَعَقَّد بعضه على بعض وينقاد.
وفي حديث ابن عمرو: في الأَرض الخامسة حَيَّات كسَلاسِل الرَّمْل؛ هو رَمْل ينعقد بعضه على بعض مُمَْتَدًّا. ابن الأَعرابي: البَرْق المُسَلْسَل الذي يتَسَلْسَل في أَعاليه ولا يكاد يُخْلِف.
وشيء مُسَلْسَلٌ: متصل بعضه ببعض، ومنه سِلْسِلة الحديد.
وسِلْسِلة البرق: ما استطال منه في عَرْض السحاب.
وبِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَيت في قوائمه شبهها.
وفي الحديث ذكر غَزْوة السُّلاسل، وهو بضم السين الأُولى وكسر الثانية، ماء بأَرض جُذام، وبه سميت الغَزاة، وهو في اللغة الماء السَّلْسال، وقيل هو بمعنى السَّلْسَل.
ويقال للغلام الخفيف الروح: لُسْلُسٌ وسُلْسُل.
والسِّلْسِلانُ: ببلاد بني أَسَد.
وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَكْفِيك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل، ضَحْيانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

غثر (لسان العرب) [0]


الغَثَرة والغَثْراء: الجماعة المختلطة، وكذلك الغَيْثرة. أَبو زيد: الغَيْثَرة الجماعة من الناس المختلطون من الناس الغَوْغاء.
والغَثْراء والغُثْر: سَفِلة الناس، الواحد أَغْثَر، مثل أَحْمَر وحُمْر وأَسْوَدَ وسُود.
وفي الحديث: رَعاع غَثرة؛ هكذا يروى، قيل وأَصله غَيْثرة حذفت منه الياء، وقيل في حديث عثمان، رضي الله عنه، حين دخل عليه القومُ ليَقْتُلوه، فقال: إِن هؤلاء رَعْاعٌ غَثَرة أَي جُهَّال؛ قال ابن الأَثير: وهو من الأَغْثَر الأَغْبَر، وقيل للأَحمق الجاهل: أَغْثَر، استعارةً وتشبيهاً بالضبع الغَثْراء للونها، قال: والواحد غاثِر، وقال القتيبي: لم أَسمع غاثِراً، وإِنما يقال رجل أَغْثَر إِذا كان جاهلاً، قال: والأَجود في غَثَرة أَن يقال هو جمع غاثِرٍ مثل كافرٍ . . . أكمل المادة وكَفَرة، وقيل: هو جمع أَغْثَر فجُمِعَ جمْع فاعِل كما قالوا أَعْزَل وعُزَّل، فجاءَ مثل شاهدٍ وشُهَّد، وقياسه أَن يقال فيه أَعْزَل وعُزْل وأَغْثَر وغُثْر، فلولا حملهما على معنى فاعل لم يجمعا على غَثَرة وعُزَّل؛ قال: وشاهد عُزَّل قول الأَعشى: غيرِ مِيلٍ، ولا عَواوِير في الهَيـْ ـجا، ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفال وفي حديث أَبي ذر: أُحِبُّ الإِسلامَ وأَهلَه وأُحِبّ الغَثْراءَ أَي عامّة الناس وجماعتهم، وأَراد بالمحبة المُناصَحةَ لهم والشفقة عليهم.
وفي حديث أُويس: أَكون في غَثْراء الناس؛ هكذا جاء في رواية، أَي في العامّة المجهولين، وقيل: هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى.
وقولهم: كانت بين القوم غَيْثرة شديدة؛ قال ابن الأَعرابي: هي مُداوَسة القوم بعضهم بعضاً في القتال. قال الأَصمعي: تركت القوم في غَيْثَرة وغَيْثَمةٍ أَي في قتال واضطراب.
والأَغْثَر: الذي فيه غُبْرة.
والأَغْثَر: قريب من الأَغْبَر؛ ويسمى الطُّحْلُبُ الأَغْثَرَ، والغُثْرةُ: غُبْرة إِلى خضرة، وقيل: الغُثْرة شبيهة بالغُبْشة يخلطها حمرة، وقيل: هي الغُبْرة، الذكر أَغْثَر والأُنثى غَثْراء؛ قال عمارة: حتى اكْتَسَيْتُ مِنَ المَشيبِ عِمامةً غَثْراء، أُعْفِرَ لَوْنُها بخِضاب والغَثْراءُ وغَثَارِ معرفة: الضبع، كلتاهما لِلَوْنها. قال ابن الأَعرابي: الضبع فيها شُكْلة وغُثْرة أَي لونان من سواد وصفرة سَمْجة، وذئب أَغْثَر كذلك؛ ابن الأَعرابي: الذئب فيه غُبْرة وطُلْسة وغُثْرة.
وكَبْش أَغْثَر: ليس بأَحْمر ولا أَسود ولا أَبيض.
وفي حديث لقيامة: يُؤتى بالموت كأَنه كبش أَغْثَر؛ قال: هو الكَدِر اللون كالأَغْبَر والأَرْبَدِ والأَغْثَر.
والغَثْراء من الأَكْسِية والقطائف ونحوهما: ما كثر صوفه وزِئْبِرُه، وبه شبِّه الغَلْفَق فوق الماء؛ قال الشاعر: عَباءة غَثراء مِنْ أَجَن طالي أَي من ماء ذي أَجَنٍ عليه طلوة عَلَتْه.
والأَغْثَر: طائر ملتبس الريش طويل العنق في لونه غُبْرة، وهو من طير الماء.
ورجل أَغْثَر: أَحمق.
والغُنْثَر: الثقيل الوَخِم، نونه زائدة؛ ومنه قول أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، لابنه عبد الرحمن، رضي الله عنه: يا غُنْثَر.
وأَصابَ القومُ من دُنياهم غَثَرة أَي كثرة.
وعليه غَثَرةٌ من مال أَي قطعة.
والمَغاثِيرُ: لغة في المَغافِير.
والمُغثور: لغة في المُغْفور.
وأَغْثَر الرِّمْثُ وأَغْفَرَ إِذا سال منه صمغ حلو، ويقال له المُغْثور والمِغْثَر، وجمعه المَغاثِير والمغافير، يؤكل وربما سال لثَاه على الثَّرى مثل الدِّبس، وله ريح كريهة، وقال يعقوب: هو شيء يَنْضَحُه الثُّمام والرِّمْثُ والعُرْفُط والعُشَر حُلْوٌ كالعسل، واحدها مُغٌثور ومِغْثار ومِغْثَر؛ الأَخيرة عن يعقوب وحده.
وخرج الناس يَتَمَغْثَرُون، مثل يَتَمَغْفَرون أَي يَجْتَنُون المَغافِيرَ.

دوف (لسان العرب) [0]


دافَ الشيءَ دَوْفاً وأَدافَه: خلَطه، وأَكثر ذلك في الدواء والطِّيبِ.
ومسك مَدْوُوفٌ مَدوفٌ جاء على الأَصل، وهي تميمية؛ قال: والمِسْكُ في عَنْبَرِه مَدْوُوفُ وداف الطيبَ وغيره في الماء يَدوفُه، فهو دائفٌ؛ قال الأَصمعي: وفاده يَفُودُه مثله، ومن العرب من يقول مِسك مَدُوف؛ قال ابن بري: شاهده قول لبيد: كأَنَّ دِماءهم تَجْري كُمَيْتاً، ووَرْداً قانئاً شَعَرٌ مَدُوفُ وفي حديث أُم سُلَيْم: قال لها وقد جَمَعَتْ عرَقَه ما تَصْنَعِين؟ قالت: عَرَقُكَ أَدُوفُ به طيبي أَي أَخْلِطُ وفي حديث سَلْمانَ: أَنه دعا في مرضه بِمسْكٍ فقال لامرأَته: أَدِيفِيهِ في تَوْرٍ.
ويقال: دافَ يَديفُ، بالياء، والواو فيه أَكثر. الجوهري: دُفْتُ الدَّواء وغيره أَي . . . أكمل المادة بللتُه بماء أَو بغيره، فهو مَدُوفٌ ومَدْوُوفٌ، وكذلك مسك مَدُوفٌ أَي مَبْلُول، ويقال مسْحُوق، قال: وليس يأْتي مفعول من ذواتِ الثلاثة من بنات الواو بالتمام إلا حَرْفان: مسك مَدْوُوف وثوب مَصْوُونٌ، فإن هذين حرفين جاءا نادرين، والكلام مَدُوفٌ ومصون، وذلك لثقل الضمة على الواو، والياءُ أَقوى على احتمالها منها فلهذا جاء ما كان من بنات الياء بالتمام والنقصان نحو ثوب مَخِيطٌ ومَخْيُوطٌ.
ودِيافٌ: موضع بالجزيرة وهم نَبَطُ الشام، قال: وهو من الواو؛ قال الفرزدق يهجو عمرو بن عَفْراء.
ولكِنْ دِيافيٍّ أَبوه وأُمُّه بِحَوْرانَ، يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ قال: قوله يعصِرن إنما هو على لغة من يقول أَكلوني البراغِيثُ؛ وأَنشد ابن بري لسُحَيم عبدِ بني الحَسْحاسِ: كأَنَّ الوُحوشَ به عَسْقَلانُ صادَفَ في قَرْنِ حَجٍّ دِيافا أَي صادَفَ نَبَطَ الشامِ.

قنع (مقاييس اللغة) [0]



القاف والنون والعين أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ على الإقبال على الشيء، ثمَّ تَختلفُ معانيه مع اتِّفاق القياس؛ والآخَر يدلُّ على استدارة في شيء.فالأوَّل الإقناع: الإقبال بالوجه على الشَّيء. يقال: أقْنَعَ لهُ يُقنِع إقناعاً.والإقناع: مَدُّ اليدِ عند الدُّعاء.
وسمِّي بذلك عند إقباله على الجهة التي يمدُّ يدَه إليها.
والإقناع: إمالةُ الإناء* للماء المنحدِر.ومن الباب: قَنَع الرَّجُل يَقْنَعُ قُنوعاً، إذا سَألَ. قال الله سبحانه: وَأَطْعِمُوا القَانِعَ والمُعْتَرَّ [الحج 36]. فالقانع: السَّائل؛ وسمِّي قانعاً لإقبالهِ على مَنْ يسألُه، قال:
لَمَالُ المرءِ يُصلِحُه فيُغنِي      مفاقِرَه أعفُّ من القُنوعِ

ويقولون: قَنِعَ قَنَاعةً، إذا رَضِيَ.
وسمِّيتْ قناعةً لأنَّهُ يُقْبِلُ على الشَّيء الذي لهُ راضياً.
والإقناع: مَدُّ البَعيرِ رأسَه إلى . . . أكمل المادة الماء للشّرْب. قال ابنُ السِّكَِّيت: قَنَعت الإبلُ والغَنَمُ للمرتع، إذا مالَتْ لـه.
وفلانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ؛ وهذا من قَنِعْتُ بالشَّيء، إذا رَضِيتَ به؛ وجمعه مَقَانع. تقول: إنه رضَىً يُقْنَع به. قال:
وعاقَدْتُ ليلَى في الخَلاءِ ولم تَكُنْ      شُهودِي على لَيْلَى شهودٌ مَقَانعُ

وأما الآخر فالقِنع، وهو مستديرٌ من الرَّمل.
والقِنْع والقِنَاع: شِبْهُ طَبَقٍ تُهدَى عليه الهديَّة.
وقِناعُ المرأةِ معروفٌ، لأنَّها تُدِيرهُ برأسها.
ومما اشتُقَّ من هذا القِناع قولُهم: قَنَّع رَأْسَه بالسَّوطِ ضَرباً، كأنَّه جَعَلَه كالقِناعِ له.ومما شَذَّ عن هذا الأصل الإقناع: ارتِفاعُ الشَّيء ليس فيه تصَوُّبٌ.
وقد يُمكنُ أن يُجعَلَ هذا أصلاً ثالثاً، ويُحتَجَّ فيه بقوله تعالى: مُهْطعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ [إبراهيم 43]. قال أهلُ التَّفسير: رافعي رؤوسِهِم.

أمس (لسان العرب) [0]


أَمْسِ: من ظروف الزمان مبني على الكسر إِلا أَن ينكر أَو يعرَّف، وربما بني على الفتح، والنسبة إِليه إِمسيٌّ، على غير قياس. قال ابن جني: امتنعوا من إِظهار الحرف الذي يعرَّف به أَمْسِ حتى اضطروا بذلك إِلى بنائه لتضمنه معناه، ولو أَظهروا ذلك الحرف فقالوا مَضَى الأَمسُ بما فيه لما كان خُلْفاً ولا خطأً؛ فأَما قول نُصيب: وإِني وَقَفْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِكَ، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ فإِن ابن الأَعرابي قال: روي الأَمْسِ والأَمْسَ جرّاً ونصباً، فمن جره فعلى الباب فيه وجعل اللام مع الجر زائدة، واللام المُعَرَّفة له مرادة فيه وهو نائب عنها ومُضَمن لها، فكذلك قوله . . . أكمل المادة والأَمس هذه اللام زائدة فيه، والمعرفة له مرادة فيه محذوفة عنه، يدل على ذلك بناؤه على الكسر وهو في موضع نصب، كما يكون مبنيّاً إِذا لم تظهر اللام في لفظه، وأَما من قال والأَمْسَ فإِنه لم يضمنه معنى اللام فيبنيه، لكنه عرَّفه كما عرَّف اليوم بها، وليست هذه اللام في قول من قال والأَمسَ فنصب هي تلك اللام التي في قول من قال والأَمْسِ فجرّ، تلك لا تظهر أَبداً لأَنها في تلك اللغة لم تستعمل مُظْهَرَة، أَلا ترى أَن من ينصب غير من يجرّ؟ فكل منهما لغة وقياسهما على ما نطق به منهما لا تُداخِلُ أُخْتَها ولا نسبة في ذلك بينها وبينها. الكسائي: العرب تقول: كَلَّمتك أَمْسِ وأَعجبني أَمْسِ يا هذا، وتقول في النكرة: أَعجبني أَمْسِ وأَمْسٌ آخر، فإِذا أَضفته أَو نكرته أَو أَدخلت عليه الأَلف والسلام للتعريف أَجريته بالإِعراب، تقول: كان أَمْسُنا طيباً ورأَيت أَمسَنا المبارك ومررت بأَمسِنا المبارك، ويقال: مضى الأَمسُ بما فيه؛ قال الفراء: ومن العرب من يخفض الأَمْس وإِن أَدخل عليه الأَلف واللام، كقوله: وإِني قَعَدْتُ اليومَ والأَمْسِ قبله وقال أَبو سعيد: تقول جاءَني أَمْسِ فإِذا نسبت شيئاً إِليه كسرت الهمزة، قلت إِمْسِيٌّ على غير قياس؛ قال العجاج: وجَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسيُّ وقال العجاج: كأَنَّ إِمْسِيّاً به من أَمْسِ، يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ الجوهري: أَمْسِ اسم حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين، واختلفت العرب فيه فأَكثرهم يبنيه على الكسر معرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه إِذا أَدخل عليه الأَلف واللام أَو صيره نكرة أَو أَضافه. غيره: ابن السكيت: تقول ما رأَيته مُذْ أَمسِ، فإِن لم تره يوماً قبل ذلك قلت: ما رأَيته مذ أَوَّلَ من أَمْسِ، فإِن لم تره يومين قبل ذلك قلت: ما رأَيته مُذ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْسِ. قال ابن الأَنباري: أَدخل اللام والأَلف على أَمس وتركه على كسره لأَن أَصل أَمس عندنا من الإِمساء فسمي الوقت بالأَمر ولم يغير لفظه؛ من ذلك قول الفرزدق: ما أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضى حُكومَتُهُ، ولا الأَصيلِ ولا ذي الرأْي والجَدَلِ فأَدخل الأَلف واللام على تُرْضى، وهو فعل مستقبل على جهة الاختصاص بالحكاية؛ وأَنشد الفراء: أَخفن أَطناني إِن شكين، وإِنني لفي شُغْلٍ عن دَحْليَ اليَتَتَبَّعُ (* قوله «أخفن أطناني إلخ» كذا بالأصل هنا وفي مادة تبع.) فأَدخل الأَلف واللام على يتتبع، وهو فعل مستقبل لما وصفنا.
وقال ابن كيسان في أَمْس: يقولون إِذا نكروه كل يوم يصير أَمْساً، وكل أَمسٍ مضى فلن يعود، ومضى أَمْسٌ من الأُموس.
وقال البصريون: إِنما لم يتمكن أَمْسِ في الإِعراب لأَنه ضارع الفعل الماضي وليس بمعرب؛ وقال الفراء: إِنما كُسِرَتْ لأَن السين طبعها الكسر، وقال الكسائي: أَصلها الفعل أُحذ من قولك أَمْسِ بخير ثم سمي به، وقال أَبو الهيثم: السين لا يلفظ بها إِلا من كسر الفم ما بين الثنية إِلى الضرس وكسرت لأَن مخرجها مكسور في قول الفراء؛ وأَنشد: وقافيةٍ بين الثَّنِيَّة والضِّرْسِ وقال ابن بزرج: قال عُرامٌ ما رأَيته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ، وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، وقال بِجادٌ: عهدي به أَمْسَ الأَحْدَثَ، وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، قال: ويقال ما رأَيته قبل أَمْسِ بيوم؛ يريد من أَولَ من أَمْسِ، وما رأَيته قبل البارحة بليلة. قال الجوهري: قال سيبويه وقد جاء في ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح؛ وأَنشد: لقد رأَيتُ عَجَباً، مُذْ أَمْسا، عَجائزاً مِثْلَ السَّعالي خَمْسا يأْكُلْنَ في رَحْلِهنَّ هَمْسا، لا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا قال ابن بري: اعلم أَن أَمْسِ مبنية على الكسر عند أَهل الحجاز وبنو تميم يوافقونهم في بنائها على الكسر في حال النصب والجرّ، فإِذا جاءَت أَمس في موضع رفع أَعربوها فقالوا: ذهب أَمسُ بما فيه، وأَهل الحجاز يقولون: ذهب أَمسِ بما فيه لأَنها مبنية لتضمنها لام التعريف والكسرة فيها لالتقاء الساكنين، وأَما بنو تميم فيجعلونها في الرفع معدولة عن الأَلف واللام فلا تصرف للتعريف والعدل، كما لا يصرف سَحَر إِذا أَردت به وقتاً بعينه للتعريف والعدل؛ وشاهد قول أَهل الحجاز في بنائها على الكسر وهي في موضع رفع قول أُسْقُف نَجْران: مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ، وطُلوعُها من حيثُ لا تُمْسِي اليَوْمَ أَجْهَلُ ما يَجيءُ به، ومَضى بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ فعلى هذا تقول: ما رأَيته مُذْ أَمْسِ في لغة الحجاز، جَعَلْتَ مذ اسماً أَو حرفاً، فإِن جعلت مذ اسماً رفعت في قول بني تميم فقلت: ما رأَيته مُذ أَمْسُ، وإِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تميم أَهل الحجاز في بنائها على الكسر فقالوا: ما رأَيته مُذ أَمسِ؛ وعلى ذلك قول الراجز يصف إِبلاً: ما زالَ ذا هزيزَها مُذْ أَمْسِ، صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ فمذ ههنا حرف خفض على مذهب بني تميم، وأَما على مذهب أَهل الحجاز فيجوز أَن يكون مذ اسماً ويجوز أَن يكون حرفاً.
وذكر سيبويه أَن من العرب من يجعل أَمس معدولة في موضع الجر بعد مذ خاصة، يشبهونها بمذ إِذا رفعت في قولك ما رأَيته مذ أَمْسُ، ولما كانت أَمس معربة بعد مذ التي هي اسم، كانت أَيضاً معربة مع مذ التي هي حرف لأَنها بمعناها، قال: فبان لك بهذا غلط من يقول إن أَمس في قوله: لقد رأَيت عجبا مذ أَمسا مبنية على الفتح بل هي معربة، والفتحة فيها كالفتحة في قولك مررت بأَحمد؛ وشاهد بناء أَمس إِذا كانت في موضع نصب قول زياد الأَعجم: رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بني مَعَدٍّ، وأَنت اليومَ خَيْرٌ منك أَمْسِ وشاهد بنائها وهي في موضع الجر وقول عمرو بن الشَّريد: ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً، وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ وكذا قول الآخر: وأَبي الذي تَرَكَ المُلوك وجَمْعَهُمْ، بِصُهابَ، هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ قال: واعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف واللام أَو أَضفتها أَعربتها فتقول في التنكير: كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً، وتقول في الإِضافة ومع لام التعريف: كان أَمْسُنا طَيِّباً وكان الأَمْسُ طيباً؛ وشاهده قول نُصَيْب: وإِني حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِك، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب (* ذكر هذا البيت في صفحة ؟؟ وفيه: وإِني وقفت بدلاً من: وإني حبست.
وهو في الأغاني: وإني نَوَيْتُ.) قال: وكذلك لو جمعته لأعربته كقول الآخر: مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ، تَمِيسُ فينا مِشْيَةَ العَرُوسِ قال الجوهري: ولا يصغر أَمس كما لا يصغر غَدٌ والبارحة وكيف وأَين ومتى وأَيّ وما وعند وأَسماء الشهور والأُسبوع غير الجمعة. قال ابن بري: الذي حكاه الجوهري في هذا صحيح إِلا قوله غير الجمعة لأَن الجمعة عند سيبويه مثل سائر أَيام الأُسبوع لا يجوز أَن يصغر، وإِنما امتنع تصغير أَيام الأُسبوع عند النحويين لأَن المصغر إنما يكون صغيراً بالإِضافة إِلى ما له مثل اسمه كبيراً،وأيام الأُسبوع متساوية لا معنى فيها للتصغير، وكذلك غد والبارحة وأَسماء الشهور مثل المحرّم وصفر.

دحض (لسان العرب) [0]


الدَّحْضُ: الزَّلَقُ، والإِدْحاضُ: الإِزْلاقُ، دَحَضَتْ رِجْل البعير، وفي المحكم: دَحَضَتْ رِجله، فلم يُخَصِّص، تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً زَلِقَتْ، ودَحَضَها وأَدْحَضَها أَزْلَقَها.
وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ: نُجَباء غيرُ دُحَّضِ الأَقْدامِ؛ الدُّحَّضُ: جمع داحِضٍ وهم الذين لا ثبات لهم ولا عزيمة في الأُمور.
وفي حديث الجمعة: كرهت أَن أُخْرِجَكم فتمشون في الطين والدَّحْض أَي الزلَق.
وفي حديث أَبي ذر: أَن خليلي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إِن دون جِسْرِ جَهَنَّم طريقاً ذا دَحْضٍ.
وفي حديث الحجاج في صفة المطر: فَدَحَضَتِ التِّلاع أَي صيَرَّتَها مَزْلَقةً، ودَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً: كذلك على المثل إِذا بطلت، وأَدْحَضَها اللّه. قال اللّه تعالى: حُجَّتهم داحِضة.
وأَدْحَضَ حُجَّته إِذا أَبطلها.
والدَّحْضُ: الماء الذي يكون . . . أكمل المادة عنه الزلَق.
وفي حديث معاوية قال لابن عمر: لا تزال تَأْتِينا بِهَنةٍ تَدْحَضُ بها في بولك أَي تَزْلَقُ، ويروى بالصاد، أَي تبحث فيها برجلك.
ودَحَضَ برجله ودَحَصَ إِذا فَحَصَ برجله.
ومكان دَحْضٌ إِذا كان مَزَلَّة لا تثبت عليها الأَقدامُ.
ومَزلَّة مِدْحاضٌ: يُدْحَضُ فيها كثيراً.
ومكانٌ دَحْضٌ ودَحَضٌ، بالتحريك أَيضاً: زَلِقٌ؛ قال الراجز يصف ناقته: قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه، فَتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فَتَلْهَمُه، حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ عُوَمُه: جمع عُومة لدوَيْبَّة تغوص في الماء كأَنها فصّ أَسود، وشاهد الدحض بالتسكين قول طرفة: رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيّ حذارُه، وحادَ كما حادَ البَعِيرُ عن الدَّحْضِ والدَّحْضُ: الدفْع.
والدَّحِيضُ: اللحم.
ودَحَضَتِ الشمس عن بطن السماء إِذا زالت عن وسط السماء تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً.
وفي حديث مواقيت الصلاة: حتى تَدْحَضَ الشمسُ أَي تزول عن كَبِدِ السماء إِلى جهة الغرب كأَنها دَحَضَتْ أَي زَلِقَتْ.
ودَحِيضَةُ: ماءٌ لبني تميم؛ قال ابن سيده: ودُحَيْضَةُ موضع؛ قال الأَعشى: أَتَنْسَيْنَ أَيّاماً لنا بِدُحَيْضةٍ، وأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهْمَدِ؟

ظبظب (لسان العرب) [0]


التهذيب: أَما ظَبَّ فإِنه لم يُستعمل إِلاَّ مكرَّراً.
والظَّبْظَابُ: كلامُ الـمُوعِدِ بِشَرٍّ؛ قال الشاعر: مُواغِدٌ جاءَ له ظَبْظابُ قال: والـمُواغِدُ، بالغين: الـمُبادِرُ الـمُتَهَدِّدُ. أَبو عمرو: ظَبْظَبَ إِذا صاح.
وله ظَبْظابٌ أَي جَلَبةٌ؛ وأَنشد: جاءَتْ، معَ الصُّبْحِ، لها ظَبَاظِبُ، * فغَشِـيَ الذَّارَةَ مِنها عَاكِبُ ابن سيده: يقال ما به ظَبْظابٌ أَي ما به قَلَبَةٌ.
وقيل: ما به شيءٌ من الوَجَع؛ قال رؤبة: كأَنَّ بي سُلاًّ، وما بي ظَبْظابْ قال ابن بري: صواب إِنشاده «وما مِنْ ظَبْظَابْ» وبعده: بي، والبِـلى أَنْكَرُ تِـيكَ الأَوْصابْ قال ابن بَري: وفي هذا البيت شاهد على صحة السِّلِّ، لأَنَّ الحريري ذكر في كتابه دُرَّة الغَوَّاص، أَنه . . . أكمل المادة من غلط العامة، وصوابُه عنده السُّلال.
ولم يُصِبْ في إِنكاره السِّلَّ، لكثرة ما جاءَ في أَشْعار الفُصحاءِ؛ وقد ذكره سيبويه في كتابه أَيضاً.
والأَوْصابُ: الأَسقام، الواحد وَصَبٌ .
والأَصل في الظَّبْظاب بَثْرٌ يخرج بين أَشفار العين، وهو القَمَعُ، يُدَاوى بالزعفران.
وقيل ما به ظَبْظابٌ أَي ما به عَيْب؛ قال: بُنَيَّتِـي ليس بها ظَبْظابُ والظَّبْظابُ: البَثْرة في جَفْن العين، تُدْعَى الجُدْجُدَ؛ وقيل: هو بَثْرٌ يخرج بالعين. ابن الأَعرابي: الظَّبْظابُ البثرة التي تخرج في وجوه الـمِلاحِ.
والظَّبْظابُ: داء يُصِـيبُ الإِبلَ. ابن سيده: الظَّبْظابُ أَصواتُ أَجْواف الإِبل من شدَّة العطش، حكاها ابن الأَعرابي.
والظَّبْظابُ: الصياحُ والجَلَبة.
وظَباظِبُ الغَنم: لَبالِـبُها، وهي أَصواتُها وجَلَبَتُها؛ وقوله: «جاءَتْ معَ الشَّرْبِ لها ظباظِبُ» يجوز أَن يعني به أَصواتَ أَجواف الإِبل من العطش، ويجوز أَن يعني بها أَصوات مشيها؛ وقوله أَيضاً: «مُواغِدٌ جاءَ له ظَباظِبُ» فسره ثعلب بالجَلَبة، وبأَنَّ ظَباظِبَ جمعُ ظَبْظَبَةٍ؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون جمع ظَبْظابٍ، على حذف الياءِ للضرورة؛ كقوله: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

لصف (لسان العرب) [0]


لَصَفَ لونُه يَلْصِفُ لَصْفاً ولُصوفاً ولَصيفاً برَق وتلألأ؛ وأَنشد لابن الرِّقاع: مُجَلِّحة من بنات النّعا مِ، بيضاء واضِحة تَلْصِفُ وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: لما وفَد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذي يَزَن فأَذن لهم فإذا هو مُتَضَمّخٌ بالعبير يَلْصِف وبيصُ المسك من مَفْرَقه أَي يَبْرُق ويَتلألأ.
واللاصِف: الإِثْمِد المُكتَحَل به، قال ابن سيده: أَراه سمي به من حيث وُصِف بالتَّأَلُّل وهو البرِيق.
واللَّصْف واللَّصَفُ: شيء ينبت في أَصل الكَبَر رَطْب كأَنه خِيار، قال الأَزهري: هذا هو الصحيح، وأَما ثمر الكَبَر فإن العرب تسميه الشَّفَلَّح إذا انشق وتفتَّح كالبُرعُومة، وقيل: اللصَف الكبَر نفسُه، وقيل: هو ثمرة حشيشة . . . أكمل المادة تُطبخ وتوضع في المرقة فتُمْرِئها ويُصْطَبَغ بعُصارتها، واحدتها لصْفة ولصَفة، قال: والأعرف في جميع ذلك فتح الصاد، وإنما الإسكان عن كراع وحده، فلصْف على قوله اسم للجمع. الليث: اللَّصَف لغة في الأَصَف، وهي ثمرة شجرة تجعل في المَرق وله عصارة يصطبغ به يُمرئ الطعام وهو جنس من الثمر، قال: ولم يعرفه أَبو الغوث.
ولَصَف البعيرُ، مخفف: أَكل اللصَف.
ولَصافٌ ولَصافِ مثل قطامِ: موضع من منازل بني تميم، وقيل: أَرض لبني تميم؛ قال أَبو المُهَوِّس الأَسَدِي: قد كنت أَحسَبُكم أُسُودَ خَفِيّةٍ، فإذا لَصَافِ تَبيضُ فيه الحُمَّرُ وإذا تَسُرُّكَ من تميمٍ خَصْلةٌ، فلمَا يسُوءُك من تميمٍ أَكْثرُ قال الجوهري: وبعضهم يُعربه ويجريه مجرى ما لا ينصرف من الأَسماء؛ قال ابن بري: وشاهده: نحن ورَدْنا حاضِري لَصافا، بسَلَفٍ يَلْتَهِم الأَسلافا ولصاف وثَبْرَةُ: ماءَان بناحية الشَّواجِن في ديار ضَبّة بن أُدّ؛ وإيَّاها أَراد النابغة بقوله: بمُصْطَحِباتٍ من لَصافِ وثَبْرَةٍ يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهنَّ التَّدافُعُ

النَّقْبُ (القاموس المحيط) [0]


النَّقْبُ: الثَّقْبُ،
(ج: أنْقابٌ ونِقابٌ)، وقَرْحَةٌ تَخْرُجُ في الجَنْبِ، والجَرَبُ، ويُضَمُّ، أو القِطَعُ المُتَفَرِّقَةُ منه،
كالنُّقَبِ، كَصُرَدٍ فيهما، وأنْ يَجْمَعَ الفَرَسُ قَوائِمَه في حُضْرِهِ، والطريقُ في الجَبَلِ،
كالمَنْقَبِ والمَنْقَبةِ بِفَتْحِهِما،
والنُقْبِ، بالضمِّ، ج: أَنْقَابٌ ونِقابٌ،
وة باليمامةِ.
وكمِنْبَرٍ: حديدَةٌ يَنْقُبُ بها البَيْطار سُرَّةَ الدابَّة.
وكَمَقْعَدٍ: السُّرَّةُ، أو قُدَّامُها.
والنُّقْبَةُ، بالضمِّ: اللَّونُ، والصَّدَأُ، والوَجْهُ، وثَوبٌ كالإِزارِ تُجْعَلُ لهُ حُجْزَةٌ مطيفةٌ من غير نَيْفَقٍ،
وواحدَةُ النُّقَبِ: للجَرَبِ، وبالكسر: هَيْئَة الانْتِقابِ.
والنَّقيبةُ: النَّفْسُ، والعَقْلُ، والمَشُورَةُ، ونفاذُ الرأي، والطَّبيعةُ، والعظيمةُ الضَرْعِ من النُّوقِ.
والنَّقيبُ: المِزْمارُ، ولِسانُ المِيزانِ،
و~ من الكِلابِ: ما نُقِبت غَلْصَمَتُهُ، وشاهِدُ القَوْمِ، وضَمينُهُم، وعَريفُهُم.
وقد نَقَبَ عليهم نِقابةً، بالكسر: فَعَلَ . . . أكمل المادة ذلك.
ونَقُبَ، ككَرُمَ وعَلِمَ، نَقابةً، بالفتح: لم يكنْ فصارَ، أو بالكسر: الاسْمُ، وبالفتح: المصدَرُ.
والنِّقابُ، بالكسر: الرَّجُلُ العلاَّمةُ، وما تَنْتَقِبُ به المرأةُ، والطريقُ في الغِلَظِ،
كالمِنْقَبِ، وع قُرْبَ المدينةِ، والبَطْنُ ومنه:" فَرْخانِ في
نِقابٍ" يُضْرَبُ لِلمُتَشابِهَيْنِ.
ونَقَبَ في الأرضِ: ذَهَبَ،
كأنْقَبَ ونَقَّبَ،
و~ عنِ الأَخْبارِ: بَحَثَ عنها، أو أخْبَرَ بها،
و~ الخُفَّ: رَقَّعَهُ،
و~ النَّكْبَةُ فُلاناً: أصابَتْهُ.
ونَقِبَ الخُفُّ كفرِحَ: تَخَرّقَ،
و~ البَعيرُ: حَفِي، أو رَقَّتْ أخفافُهُ،
كأَنْقَبَ،
و~ في البِلادِ: سارَ.
ولَقيتُه نِقاباً: مواجَهَةً، أو من غيرِ مِيعادٍ،
كناقَبْتُه نِقاباً،
و~ الماءَ: هَجَمْتُ عليهِ بلا طَلَبٍ.
والمَنْقَبةُ: المَفْخَرَةُ، وطريقٌ ضَيِّقٌ بين دَارَيْنِ، والحائطُ.
والأَنْقَابُ: الآذانُ، بِلا واحِدٍ.
والناقبُ والناقِبَةُ: داءٌ للإِنْسانِ من طُولِ الضَّجْعَة.
وكزُبَيْرٍ: ع بين تَبُوكَ ومَعانَ.
ونَقَبانَةُ، محرَّكةً: ماءَةٌ بأَجَأٍ.
والمَنَاقِبُ: جَبَلٌ فيه ثَنايا، وطُرُقٌ إلى اليَمامةِ واليَمنِ وغيرها، واسْمُ طريقِ الطائِفِ من مكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تعالى.
وأَنْقَبَ: صارَ حاجِباً أو نَقيباً،
و~ فُلانٌ: نَقِب بعيرُه.

عول (الصّحّاح في اللغة) [0]


العَوْلُ والعَوْلَةُ: رفعُ الصَوت بالبكاء، وكذلك العَويلُ. تقول منه: أعْوَلَ.
وفي الحديث: المُعْوَلُ عليه يُعذَّبُ.
وأعْوَلَتِ القوسُ: صَوَّتَتُ. أبو زيد: عَوَّلْتُ عليه: أدْلَلْتُ عليه دَالَّةً وحملت عليه. يقال: عَوِّلْ عليّ بما شئت، أي استعن بي، كأنه يقول: احمِلْ عليَّ ما أحببتَ.
وماله في القوم من مُعَوَّلٍ، والاسم العِوَلُ. قال تأبَّطَ شرّاً:
على بَصيرِ بِكَسْبِ الحمدِ سَبَّاقِ      لَكِنَّما عِوَلي إن كنتُ ذا عِـوَلٍ

 والعالَةُ: شبه الظُلَّةْ يُسْتَتَرُ بها من المطر، مخففة اللام. تقول منه عَوَّلَت عالةً، بَنَيْتُها.
وعالَ عياله يَعولُهُمْ عَوْلاً وعِيالَةً، أي قاتَهم وأنفَق عليهم. يقال: عُلْتُهُ شهراً، إذا كفيتَه معاشَه.
وعالَ الميزانُ فهو عائِلٌ، أي مائلٌ. قال الشاعر:
قولَ الرسولِ وعالوا في . . . أكمل المادة المَوازينِ      قالوا اتَّبَعنا رسول الله واطَّرَحـوا

وقال أبو طالب: بميزانِ صدقٍ لا يُغِلُّ شَعيرَةً=له شاهدٌ من نفسه غيرُ عائِلِ ومنه قوله تعالى: "ذلك أدْنى ألاَّ تَعولوا". قال مجاهدٌ: لا تميلوا ولا تجوروا. يقال: عالَ في الحكم، أي جار ومال.
وعالَني الشيءُ: أي غلبني وثقُل عليّ.
وعالَ الأمرُ، أي اشتدّ وتفاقم.
وعيلَ صبري، أي غُلِبَ.
وقولهم: عيلَ ما هو عائِلُهُ، أي غُلِبَ ما هو غالبه. يُضْرَبُ للرجل الذي يُعْجب من كلامه أو غير ذلك، وهو على مذهب الدُعاء. قال النمر بن تولبٍ:
فليس يَعولُكَ أن تَصْرِما      وأحْبِبْ حَبيبَكَ حُبًّا رُوَيْداً

والعَولُ أيضاً: عَوْلُ الفريضة.
وقد عالَتْ، أي ارتفعت، وهو أن تزيد سِهاماً فيدخل النقصانُ على أهل الفرائض.
ويقال أيضاً: عالَ زيدٌ الفرائض وأعالَها بمعنًى، يتعدَّى ولا يتعدى. قال أبو زيد: أعالَ الرجلُ وأعْوَلَ، إعوالاً، أي حرَصَ.
والمِعْوَلُ: الفأسُ العظيمة التي يُنْقَرُ بها الصخر، والجمع المعاوِلُ.

ندف (العباب الزاخر) [0]


نَدْفُ القطن: ضربه بالمندف والمندفة أي الخشبة التي تكون بيد النَّداف يَطرق بها الوتر ليرِقَّ القطن، والفعل منه: نَدَف ينْدِفُ بالكسر-، وحِرْفَتُه النِّدَافة، قال الأعشى:
قاعِداً حَوْلَهُ النَّدامى فما يَنْ      فَكُّ يُؤْتى بِمُوْكَرٍ مَحْذُوْفِ

المُوْكَر: الزِّقُّ الملآنُ، والصَّدُوْحُ: القَيْنَةُ الرفيعة الصوت.
وقال الأخطل يصف كلاب الصيد:
فأرْسَلُوْهُنَّ يُذْرِيْنَ التُّرَابَ كما      يُذْري سَبَائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ

وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبل يصف ناقته:
يُضْحي على خَطْمِها من فَرْطِها زَبَدٌ      كأنَّ بالرَّأْسِ منها خُرْفُعـاً نُـدِفـا

الخُرْفُع: القطن، ويروى "خِرْفِعاً" بالكسر.
والقطن مندوف ونديف، قال:
أتَحْمِلونَ بَعْدَنا الـسُّـيُوْفـا      أمْ تَغْزِلُوْنَ الخُرْفُعَ المَنْدُوفا


والدّابة تَنْدِف في سيرها نَدْفا ونَدفاناً: وهو سرعة رَجْعِ اليدين. والنَّدْفُ: شُرْب . . . أكمل المادة السِّباع الماء بألسنتها. والنَّدْفُ الضرب بالعود، والشاهد عليه بيت الأعشى الذي سبق. وقال الأصمعي: رجُل ندّاف: كثير الأكل، والنَّدْف: الأكل. والنُّدْفَةُ: القليل من اللبن. والنَّدْفُ في الحلب: أن تَفْطُر الضّرة بإصبعِك. ونَدَفَتِ السماء بمطر: مثل نَطفَتْ، ونَدَفَتْ بالثلج: رمتْ به. وقال الفرّاءُ: نَدَف الدابة وأندفها: ساقها سوقا عنيقا. ويقال: هو يَنْدِفُ الطعام: أي يأكله بيده. وقال ابن عبّاد: نْدَفْتُ الكلب: أوْلغْتُه. وقال ابن الأعرابيِّ: أنْدَفَ الرجل: إذا مال إلى النَّدْفِ وهو صوت العُود في حجر الكَرينة. والتَّنْديف: مُبالغة النَّدْف، قال الفرزدق:
وأصْبَحَ مُبْيَضُّ الصَّقِيْعِ كـأنَّـهُ      على سَرَواتِ النِّيْبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ

والتركيب يدل على شِبْه النَّفشِ للشيء بآلةٍ.

قرش (لسان العرب) [0]


القَرْشُ: الجمع والكسبُ والضم من ههنا وههنا يضم بعضه إِلى بعض. ابن سيده: قَرَشَ قَرْشاً جَمَعَ وضمَّ من هنا وهنا، وقَرَشَ يَقْرِشُ ويَقْرُشُ قَرْشاً، وبه سميت قُرَيش.
وتَقَرَّش القومُ: تجمَّعوا.
والمُقَرِّشةُ: السَنةُ المَحْل الشديدة لأَن الناس عند المَحْل يجتمعون فتنْضمُّ حواشيهم وقَواصِيهم؛ قال: مُقَرّشات الزمَنِ المَحْذور وقَرَشَ يَقْرِش ويقْرُش قَرْشاً واقْتَرَشَ وتَقَرّش: جَمَعَ واكتسب.
والتَّقْرِيشُ: الاكتسابُ؛ قال رؤبة: أُولاك هَبَّشْتُ لهم تَهْبِيشي قَرْضي، وما جَمَّعْتُ من قُرُوشي وقيل: إِنما يقال اقْتَرَشَ وتَقَرَّشَ للأهل. يقال: قَرَشَ لأَهله وتَقَرَّش واقْتَرَش وهو يَقْرِشُ ويقْرُشُ لعياله ويَقْتَرش أَي يكتسب، وقَرَش في مَعِيشته، مخفّف.
وتَقَرَّشَ: دَبِقَ ولَزِقَ.
وقَرَشَ يَقْرِشُ ويقْرُش قَرْشاً: أَخذ شيئاً.
وتَقَرَّشَ الشيءَ تَقَرُّشاً: أَخذه أَوّلاً فأَوّلاً؛ . . . أكمل المادة عن اللحياني.
وقَرَشَ من الطعام: أَصاب منه قليلاً.
والمُقْرِشةُ من الشِّجاج: التي تَصْدَعُ العَظْم ولا تَهْشِمه. يقال: أَقْرَشَت الشجّةُ، فهي مُقْرِشةٌ إِذا صَدَعت العظم ولم تهشم.
وأَقْرَشَ بالرجل: أَخبَره بعُيوبه، وأَقْرَشَ به وقَرّشَ: وشى وحَرَّشَ؛ قال الحرث بن حلِّزة: أَيها الناطقُ المُقَرِّشِ عَنَّا عند عمرو، وهل لذاك بَقاءُ؟ (* في معلقة الحرث بن حِلِّزة: المُرّقش بدل المُقَرّش.)؟ عَدَّاه بعن لأَن فيه معنى الناقل عنّا.
وقيل: أَقْرَشَ به إِقْراشاً أَي سعى به ووقَعَ فيه؛ حكاه يعقوب.
ويقال: اقْتَرَشَ فلانٌ بفلان إِذا سعى به وبغَاه سُوءاً.
ويقال: واللَّه ما اقْتَرَشْت بك أَي ما وَشَيْتُ بك.
والمُقَرِّشُ: المُحَرِّشُ.
والتِّقْريشُ: مثل التَحْرِيش.
وتَقَرَّشَ عن الشيء: تنزّه عنه.
والقَرَشةُ (* قوله «والقرشة» كذا ضبط في الأصل.): صَوْتٌ نحو صَوْتِ الجَوْزِ والشَّنِّ إِذا حرّكْتَهما.
واقْتَرَشَت الرماحُ وتَقَرَّشَت وتَقارشَت: تطاعَنُوا بها فصَكَّ بعضُها بعضاً ووقع بعضُها على بعض فسمعْتَ لها صوتًا، وقيل: تَقَرُّشُها وتَقارُشُها تَشاجُرُها وتداخُلُها في الحرْب؛ قال أَبو زبيد: إِمّا تَقَرّشْ بك السلاحُ، فلا أَبْكِيكَ إِلا للدَّلْو والمَرَسِ وقال القطامي: قَوارِش بالرِّماحِ، كأَنَّ فيها شَواطِنَ يَنْتَزعْنَ بها انْتزاعا وتَقارشت الرماحُ: تَداخَلَتْ في الحرْب.
والقَرْشُ: الطعنُ.
وتَقارَشَ القومُ: تَطاعَنُوا.
والقِرْشُ: دابة تكون في البحر المِلْح؛ عن كراع.
وقُرَيشٌ: دابةٌ في البحر لا تدَع دابةً إِلا أَكلتها فجميع الدواب تخافُها.
وقُرَيش: قبيلةُ سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، أَبوهم النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إِلياس بن مضر؛ فكلُّ من كان من ولد النضر، فهو قُرَشِيٌّ دون ولدِ كنانة ومَنْ فوقَه، قيل. سُمّوا بِقُرَيْشٍ مشتقّ من الدابة التي ذكرناها التي تَخافُها جميعُ الدوابّ.
وفي حديث ابن عباس في ذكر قُرَيْشٍ قال: هي دابةٌ تسكن البحر تأْكل دوابَه؛ قال الشاعر: وقُرَيْشٌ هي التي تَسْكُنُ البَحْـ ـر، بها سُمّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشا وقيل: سميت بذلك لتَقَرُّشِها أَي تجمُّعِها إِلى مكة من حواليها بعد تفرُّقِها في البلاد حين غلب عليها قُصَّيّ بن كِلاب، وبه سمي قصيٌّ مُجَمِّعاً، وقيل: سميت بقريش بن مَخْلَد بن غالب بن فهر كان صاحب عيرهم فكانوا يقولون: قدِمَت عيرُ قُرَيش وخرجت عير قريش، وقيل: سميت بذلك لتَجْرِها وتكسُّبها وضَرْبِها في البلاد تَبْتَغي الرزق، وقنيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا أَهلَ تجارة ولم يكونوا أَصحابَ ضَرْع وزرْع من قولهم: فلان يَتَقَرَّشُ المالَ أَي يَجْمَعُه؛ قال سيبويه: ومما غَلب على الحيّ قُريشٌ؛ قال: وإِن جَعَلْتَ قُرَيشاً اسمَ قبيلة فعربي؛ قال عَدِيّ بن الرِّقَاع يمدح الوليد بن عبد الملك: غَلَبَ المَسامِيحَ الوليدُ سَماحةً، وكَفى قُرَيشَ المُعْضِلاتِ وسادها وإِذا نَشَرْت له الثناءَ، وجَدْتَه وَرِثَ المَكارِمَ طُرْفَها وتِلادَها المَسامِيحُ: جمعُ مِسْماحٍ، وهو الكثيرُ السماحة.
والمُعْضِلاتُ: الأُمورُ الشِّدادُ؛ يقول: إِذا نزل بهم مُعْضِلة وأَمْرٌ فيه شدَةٌ قام بدفع ما يكرهون عنهم، ويروى: جَمَعَ المكارم.
وقوله: طُرْفَها أَراد طُرُفها، بضم الراء. فأَسْكن الراء تخفيفاً وإِقامةً للوزن، وهو جمعُ طَريفٍ، وهو ما اسْتَحْدَثَه من المال، والتلادُ ما وَرِثَه وهو المال القديم فاستعاره للكرَمِ؛ قال ابن بري: ومن المُسْتَحْسَن له في هذه القصيدة ولم يُسْبق إِليه في صفة ولد الظبية: تُزْجي أَغَنَّ، كأَنَّ إِبرةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ أَصابَ من الدَّواةِ مِدادَها قال ابن سيده: وقوله: وجاءت من أَباطِحِها قُرَيشٌ، كَسَيل أَتِيِّ بِيشةَ حينَ سالا قال: عندي أَنه أَراد قرَيشُ غير مصروف لأَنه عَنى القبيلة، اَلا تراه قال جاءت فأَنث؟ قال: وقد يجوز أَن يكون أَراد: وجاءت من أَباطحها جماعة قُرَيشٍ فأَسند الفعل إِلى الجماعة، فقُريشٌ على هذا مذكرٌ اسمٌ للحيّ؛ قال الجوهري: إِن أَردت بقُرَيش الحيَّ صرفْتَه، وإِن أَردت به القبيلةَ لم تصرفه، والنسب إِليه قُرَشِيّ نادر، وقُرَيْشِيٌّ على القياس؛ قال: ولسْتُ بِشاوِيٍّ عليه دَمامةٌ، إِذا ما غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأَسْهُمِ ولكنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفاضةٌ، دِلاصٌ كأَعْيانِ الجرادِ المُنَظَّم بكلّ قُرَيْشِيٍّ، عليه مَهابةٌ، سَريعٍ إِلى داعي النَّدى والتكرُّم قال ابن بري: هذه الثلاثة أَبياتُ الكتابِ، فالأَول فيه شاهدٌ على قولهم شاويّ في النسب إلى الشاء، والثاني فيه شاهد على جمع عَيْنٍ على أَعْيانٍ، والثالث فيه شاهد علو قولهم قُرَيْشِيّ بإِثبات الياء في النسب إِلى قُرَيش؛ معناه أَني لست بصاحب شاءٍ يَغْدُو معها إِلى المَرْعى معه قوسٌ وأَسْهُمُ يرمي الذئابَ إِذا عَرَضَت للغنم، وإِنما أَغْدُو في كلب الفُرْسان وعَليَّ دِرْعٌ مُفاضةٌ وهي السابِغةُ والدِّلاصِ البَرّاقةُ، وشَبَّهَ رُؤوسَ مساميرِ الدرْع بعُيون الجراد.
والمُنَظّم: الذي يتلو بعضُه بعضاً.
وفي التهذيب: إِذا نسَبوا إِلى قُرَيشٍ قالوا: قُرَشِيّ، بحذف الزيادة، قال: وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول قُرَيْشِيّ.
والقرشية: حنْطةٌ صُلْبة في الطَّحْن خَشِنةُ الدقيقِ وسَفاها أَسْوَدُ وسنبلتها عظيمة. أَبو عمرو: القِرْواشُ والحَضِرُ والطُّفَيْليّ وهو الواغِلُ والشَّوْلَقِيّ.
ومُقارِشٌ وقِرْواشٌ: اسمان.

شأم (لسان العرب) [0]


الشُّؤْمُ: خلافُ اليُمْنِ.
ورجل مَشْؤُوم على قومه، والجمع مَشائِيمُ نادر، وحكمه السلامة؛ أَنشد سيبويه اللأَحْوص اليَرْبوعي: مَشائِينِ ليسوا مُصْلحين عَشيرةً، ولا ناعِبٍ إِلاَّ بشُؤْمٍ غُرابُها رَدَّ ناعباً على موضع مصلحين، وموضعه خفض بالباء أَي ليسوا بمصلحين لأَن قولك ليسوا مصلحين وليسوا بمصلحين معناهما واحد، وقد تَشاءمُوا به.
وفي الحديث: إِن كان الشُّؤْم ففي ثلاث؛ معناه إِن كان فيما تكره عاقبته ويخاف ففي هذه الثلاث، وتخصيصه لها لأَنه لما أَبطل مذهب العرب في التَّطَيُّر بالسَّوانِح والبَوارِح من الطير والظباء ونحوها، قال: فإِن كانت لأَحدكم دار يكره سكناها أَو امرأَة يكره صُحْبَتَها أَو فرس يكره ارتباطها فليفارقها بأَن ينتقل عن الدار ويطلق . . . أكمل المادة المرأَة ويبيع الفرس، وقيل: شُؤْمُ الدار ضِيقُها وسوء جارها، وشؤْم المرأَة أَن لا تلد، وشؤم الفرس أَن لا يُنْزى عليها، والواو في الشؤم همزة ولكنها خففت فصارت واواً، وغلب عليها التخفيف حتى لم ينطق بها مهموزة، وقد شُئِمَ عليهم وشَؤُمَ وشأَمَهُم، وما أَشْأَمه، وقد تَشاءَم به.
والمَشْأَمة: الشُّؤْمُ.
ويقال: شَأَمَ فلانٌ أَصحابه إِذا أَصابهم شُؤْم من قِبَله. الجوهري: يقال: ما أَشْأَمَ فلاناً، والعامَّة تقول ما أَيْشَمَه.
وقد شَأَمَ فلان على قومه يَشْأَمُهم، فهو شائِمٌ إِذا جَرَّ عليهم الشُّؤم، وقد شُئِمَ عليهم فهو مَشْؤُومٌ إِذا صار شُؤماً عليهم.
وطائر أَشْأَمُ: جارٍ بالشُّؤْم.
ويقال: هذا طائر أَشْأَمُ وطير أَشْأَمُ، والجمع الأَشائِمُ، والأَشائِمُ نقيض الأَيامِنِ؛ وأَنشد أَبو عبيدة: فإِذا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ قال أَبو الهيثم: العرب تقول أَشْأَمُ كلِّ امْرئٍ بين لَحْيَيْه؛ قال: أَشْأَمُ في معنى الشُّؤْم يعني اللسانَ؛ وأَنشد لزهير: فَتُنْتَجْ لكم غِلْمانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كأَحْمَرِ عادٍ، ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِم قال: غِلْمانَ أَشْأَمَ أَي غِلْمانَ شُؤْمٍ؛ قال الجوهري: وهو أَفعل بمعنى المصدر لأَنه أَراد غِلْمان شُؤْمٍ فجعل اسم الشُّؤم أَشْأَم كما جعلوا اسم الضَّرِّ الضَّرَّاء، فلهذا لم يقولوا شَأْماء، كما لم يقولوا أَضَرُّ للمذكر إِذا لا يقع بين مؤنثة ومذكره فصل لأَنه بمعنى المصدر.
ويقولون: قد يُمِنَ فلانٌ على قومه فهو مَيْمون عليهم، وقد شُئِمَ عليهم فهو مَشْؤُوم عليهم بهمزة واحدة بعدها واو، وقوم مَشائِيمُ وقوم مَيامين.
ورجل شَآمٍ وتَهامٍ إِذا نسبت إِلى تِهامةَ والشأْم، وكذلك رجل يَمانٍ،زادوا أَلفاً فخففوا ياء النسبة.
وفي الحديث: إِذا نَشَأَتْ بَحْريةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ؛ تشاءمت: أَخَذتْ نحوَ الشَّأْم.
ويقال: تَشاءَمَ الرجل إِذا أَخذ نحو شِماله.
وأَشْأَمَ وشاءَمَ إِذا أَتى الشَّأْمَ، ويامَنَ القومُ وأَيْمَنُوا إِذا أَتَوا اليَمَنَ.
وفي صفة الإِبل: ولا يأْتي خَيْرُها إِلاَّ من جانبها الأَشْأَم، يعني الشِّمال؛ ومنه قيل لليد الشمال الشُّؤْمى تأْنيثُ الأَشْأَم،يريد بخيرها لَبَنَها لأَنها إِنما تُحْلَبُ وتُرْكَبُ من الجانب الأَيسر.
وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه وأَشْأَمَ فلا يَرَى إِلاَّ ما قدَّمَ.
والشُّؤْمى من اليدين: نقيض اليُمْنى، ناقَضُوا بالاسْمَيْنِ حيث تناقضت الجهتان؛ قال القطامِيُّ يصف الكلابَ والثَّوْرَ:فَخَرَّ على شُؤْمى يَدَيْهِ، فَذَادَها بأَظْمأَ مِنْ فَرْعِ الذُّؤَابةِ أَسْحَما والشَّأْمَةُ: خلاف اليَمْنَةِ.
والمَشْأَمة: خلاف المَيْمَنَة.
والشَّأْمُ: بلاد تذكر وتؤنث، سميت بها لأَنها عن مَشْأَمة القبلة؛ قال ابن بري: شاهد التأْنيث قول جَوَّاس بن القَعْطَل: جِئْتُمْ من البلدِ البَعيدِ نِياطُه، والشَّأْمُ تُنْكَرُ، كَهْلُها وفَتاها قال: كَهْلُها وفَتاها بدل من الشأْم؛ وشاهد التذكير قول الآخر: يقولون إِنَّ الشَّأْمَ يَقْتُلُ أَهْلَهُ، فمن ليَ إِنْ لم آتِهِ بخُلُودِ؟ وقال عثمان بن جني: الشأْم مذكر، واستشهد عليه بهذا البيت، وأَجاز تأْنيثه في الشعر، ذكر ذلك في باب الهجاء من الحماسة، قال: وقد جاء الشَّآمُ لغة في الشَّأْمِ؛ قال المجنون: وخُبِّرْتُ لَيْلى بالشَّآمِ مَريضةً، فأَقْبَلْتُ من مِصْرٍ إِليها أَعُودُها وقال آخر: أَتَتْنا قُرَيشٌ قَضَّها بقَضِيضِها، وأَهْلُ الشَّآمِ والحجازِ تَقَصَّفُ وأَما قول الشاعر: أَزْمانُ سَلْمَى لا يَرى مِثْلَها الـ ـرّاؤُونَ في شَأْمٍ ولا في عِراق إِنما نَكَّره لأَنه جعل كل جزء منه شَأْماً، كما احتاج إِلى تنكير العراق، فجعل كل جزء منه عراقاً، وهي الشَّآمُ، والنسب إِليها شامِيٌّ، وشَآمٍ على فَعالٍ ولا تقل شَأْمٍ، وما جاء في ضرورة الشعر فمحمول على أَنه اقتصر من النسبة على ذلك البلد؛ قال ابن بري: شاهد شآمٍ في النسبة قول أَبي الدرداء مَيْسَرَةَ: فهاتيكَ النُّجومُ، وهُنَّ خُرْسٌ، يَنُحْنَ على مُعاويةَ الشَّآمِ وامرأَة شآميَّةٌ وشآمِيَةٌ مخففة الياء.
والمَشْأَمةُ: المَيسَرة، وكذلك الشَّأْمَةُ، وأَشْأَمَ الرجلُ والقومُ: أَتَوا الشأْمَ أَو ذهبوا إِليها؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم: سَمِعتْ بنا قِيلَ الوُشاةِ، فأَصْبَحَتْ صَرَمَتْ حِبالَكَ في الخَلِيط المُشْئِم وتَشَأْم الرجلُ: انتسب إِلى الشأْم مثل تَقَيَّس وتَكَوَّف.
ويامِنْ بأَصحابك أَي خذ بهم يَمْنَةً، وشائِمْ بأَصحابك خذ بهم شأْمَةً أَي ذاتَ الشمال أَو خُذْ بهم إِلى الشأْم، ولا يقال تَيامَنْ بهم.
ويقال: قَعَدَ فلانٌ يَمْنَةً وقعد فلان شأْمةً ونظرتُ يَمْنَة وشأْمَةً.
ويقال: شَأَمْتُ القومَ أَي يَسَرْتُهم.
ويقال: تشاءَم أَخَذَ ناحِيةَ الشَّأْم، فإِذا أَردْتَ خُذْ ناحية الشأْم قلتَ شائِمْ، فإِذا أَردت أَتَى الشأْم قلت أَشْأَم، وكذلك أَيْمَنَ إِذا أَتَى اليَمَنَ، وتَيامَنَ إِذا أَخذ اليَمَن، ويامَنَ إِذا أَخذ ناحية اليَمَن.
والشِّئْمَةُ. مهموزَةً: الطبيعةُ؛ حكاها أَبو زيد واللحياني، وقال ابن جني: قد همز بعضهم الشِّئمة ولم يُعَلِّلْهُ؛ قال ابن سيده: والذي عندي فيه أَن همزه نادر لأَنه ليس هنالك ما يوجبه، وذكر ابن الأَثير في شأْم قال: وفي حديث ابن الحَنْظَلِيَّة: حتى تكونوا كأَنَّكم شأْمةٌ في الناس؛ قال: الشأْمة الخالُ في الجَسد معروفة، أَراد كونوا في أَحسن زِيٍّ وهيئة حتى تَظْهَروا للناس وينظروا إِليكم، كما تَظْهَرُ الشأْمة ويُنظر إِليها دون باقي الجسد.

خضد (لسان العرب) [0]


الخَضْد: الكسر في الرطب واليابس ما لم يَبِن. خَضَدَ الغُصْنَ وغيره يَخْضِدُهُ خَضْداً فهو مخضود وخَضِيد وقد انْخَضَد وتَخَضَّد، وإِذا كسرت العود فلم تبنه قلت: خَضَدْته؛ وخَضَدت العود فانْخَضد أَي ثنيته فانثنى من غير كسر. أَبو زيد: انخضدَّ العود انخضاداً وانعَطَّ انعِطاطاً إِذا تثنى من غير كسر يبين.
والخَضَدُ: ما تكسر وتراكم من البَرْدِيِّ وسائر العيدان الرطبة؛ قال النابغة: فيه رُكام من اليَنْبوتِ والخَضَد ويقال: انخَضَدتِ الثمار الرطبة إِذا حُملت من موضع إِلى موضع فتشدَّخت؛ ومنه قول الأَحنف بن قيس حين ذكر الكوفة وثمار أَهلها فقال: تأْتيهم ثمارهم لم تُخْضَد؛ أَراد أَنها تأْتيهم بطراءتها لم يصبها ذبول ولا انعصار، . . . أكمل المادة لأَنها تحمل في الأَنهار الجارية فتؤَديها إِليهم؛ وقيل: صوابه لم تَخْضَد، بفتح التاء، على أَن الفعل لها يقال: خَضِدَتِ الثمرةُ تَخْضَد إِذا غبَّت أَياماً فضمرت وانزوت.
والخَضَد: وجع يصيب الإِنسان في أَعضائه لا يبلغ أَن يكون كسراً؛ قال الكميت: حتى غدا، ورُضابُ الماءِ يتبعه، طَيَّانَ لا سَأَمٌ فيه ولا خَضَد وخَضَدُ البَدَنِ: تَكَسُّرُه وتوجعه مع كسل.
وخَضَدَ البعيرُ عنق صاحبه يَخْضِدُها: كسرها. قال الليث: الفحل يَخْضِدُ عنق البعير إِذا قاتله؛ قال رؤبة: ولَفْت كَسَّارٍ لهنَّ خَضَّاد وخَضَد الإِنسانُ يَخْضِد خَضْداً إِذا أَكل شيئاً رطباً نحو القثاء والجزر وما أَشبههما.
وخَضَدَ الشيءَ يَخْضِدُهُ خَضْداً: أَكله رطباً.
والخَضْد: الأَكل الشديد.
وقيل لأَعرابي وكان معجباً بالقثاء: ما يعجبك منه؟ قال: خَضْدُه.
ورجل مِخْضَد؛ وفي الخبر: أَن معاوية رأَى رجلاً يُجيد الأَكل فقال: إِنه لَمِخْضَد. الخَضْد: شدَّة الأَكل؛ ومِخْضَد مِفْعل منه كأَنه آلة للأَكل؛ ومنه حديث مسلمة بن مخلد أَنه قال لعمرو بن العاص: إِن ابن عمك هذا لَمِخْضَد أَي يأْكل بجفاء وسرعة؛ وقال امرؤ القيس: ويَخْضِدُ في الآريّ حتى كأَنما به عَرَّة، أَو طائِف غيرُ مُعْقِب وخَضَدَ الفرسُ يَخْضِدُ خَضْداً: مثل خَضَِمَ، وقيل: خَضَدَ خَضْداً أَكل؛ قال؛ أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضودٍ لِمَأْكَلِهِنَّ، طَفْطافَ الرُّبول (* قوله «قال أوين إلخ» أورد المصنف كما ترى شاهداً على الخضد بمعنى الخضم الذي هو الأكل بملء الفم أو نحوه.
ولم يذكره الصحاح ولا شرح القاموس ولا غيرهما شاهد الخضد بهذا المعنى بل الشاعر يصف قطاة تكسر لأولادها أطراف الشجر كما نبه عليه الصحاح في غير موضع فالمناسب أن يكون شاهد الخضد بمعنى كسر.) واخْتَضَد البعيرَ: أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يذلل فخطمه ليذل وركبه؛ حكاها اللحياني؛ وقال الفارسي: إِنما هو اختضر.
والخَضاد: من شجر الجَنْبَة وهو مثل النَّصِيِّ ولورقه حروف كحروف الحلفاء تجرّ باليد كما تجرُّ الحلفاء.
والخَضَد: شجر رخو بلا شوك.
والخَضْد: القطع، وكل رطب قضبته فقد خَضَدْته، وكذلك التَّخْضِيد؛ قال طرفة: كأَن البُرِينَ والدَّماليجَ عُلِّقَتْ على عُشَر، أَو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّد وخَضَدت الشجر: قطعت شوكه فهو خَضيد ومخضود.
والخَضْد: نزع الشوك عن الشجر. قال الله عز وجل: في سدر مخضود؛ هو الذي خُضِدَ شوكه فلا شوك فيه؛ الزجاج والفراء: قد نزع شوكه.
وفي حديث ظبْيان: يُرَشِّحونَ خَضِيدَها أَي يصلحونه ويقومون بأَمره، والخَضِيدُ: فعيل بمعنى مفعول، والخَضَد: ما خُضِدَ من الشجر ونحي عنه.
والخَضَد، بفتح الخاءِ والضاد: كل ما قطع من عود رطب؛ قال الشاعر: أَوجَرْتُ حُفْرته حرصاً فمال به، كما انثَنى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّال والخَضاد: شجر رخو بلا شوك.
وفي إِسلام عروة بن مسعود: ثم قالوا السفر وخَضَده أَي تعبه وما أَصابه من الإِعياء.
وأَصل الخَضْد كسر الشيء اللين من غير إِبانة له، وقد يكون بمعنى القطع؛ ومنه حديث الدعاء: يُقْطَعُ به دابرُهم ويُخضَد به شَوْكَتُهم.
وفي حديث عليّ: حرامها عند أَقوام بمنزلة السدر المخضود الذي قطع شوكه.
وفي حديث أُمية بن أَبي الصلت: بالنعم مَحْفود وبالذنب مَخْضود؛ يريد به ههنا أَنه منقطع الحجة كأَنه منكسر.

هرق (لسان العرب) [0]


الأَزهري: هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق، الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق، قال: وهَرَقْت مثل أَرَقْتُ، قال: ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس، ومثل العرب يخاطب به الغضبان: هَرِّقْ على جمرك (* قوله «هرق على جمرك» أي أصبب ماء على نار غضبك) أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت، ومثل هَرَقْتُ والأَصل أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار وأَنَرْتُها، قال: وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة؛ قال أَبو زيد: الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم، والأصل أَنأْته بوزن أَنَعْتهُ.
ويقال هَرِّقْ عنا من الظهيرة وأَهْرِئْ عنا بمعناه، . . . أكمل المادة من قال أَهْرِقْ عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أَهْرِئْ، قال: وقال بعض النحويين إنما هو هَراق يُهَرْيقُ لأن الأصل من أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق، لأن أَفْعَل يُفْعِلُ كان في الأَصل يُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في يُأَرْيِقُ هاء فقيل يُهَرْيِق، ولذلك تحركت الهاء. الجوهري: هَراق الماء يُهَرِيقه، بفتح الهاء، هِراقة أَي صبَّه؛ وأَنشد ابن بري: رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها، ابنَ لُؤَيّ، حَذَرَ الموت، لم تكُنْ مُهْراقَهْ وأَنشد لأَوس بن حجر: نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْتَهُ، فهُرِيق في ثوبٍ عليك مُحَبَّر وأَنشد للنابغة: وما هُرِيقَ على الأَنْصابِ من جَسَدِ قال: وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً، وأصل أَراقَ أَرْيَقَ، وأَصل يُرِيِقُ يُرْيِقُ، وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ، وإنما قالوا أَنا أُهَرِيقُه وهم لا يقولون أُأَرِيقُهُ لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الإبدال، وفيه لغة أُخرى: أَهْرَقَ الماء يُهْرِقُه إهْراقاً على أَفْعَلَ يُفْعِلُ؛ قال سيبويه: أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أُدخلت الأَلف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم حركة العين، لأن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ. قال ابن بري: هذه اللغة الثانية التي حكاها عن سيبوبه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعدُ إلاّ أَنه غلط في التمثيل فقال أَهْرَق يُهْرِق، وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من اللغتين المشهورتين؛ يقولون: هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه إهْراقاً، فيجعلون الهاء فاء والراء عيناً ولا يجعلونه معتلاً، وأما الثانية التي حكاها سيبويه فهي أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً، فَيَّرها الجوهري وجعلها ثالثة وجعل مصدرها إهْرِياقاً، أَلا ترى أَنه حكي عن سيبويه في اللغة الثانية أَن الهاء عوض من حركة العين لأن الأَصل أَرْيَق؟ فهذا يدل أَنه من أَهْرَاق إهْراقةً بالألف، وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة، قال الجوهري: وفيه لغة ثالثة أَهْرَاقُ يُهْرِيق إهْرِياقاً، فهو مُهْريق، والشيء مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بالتحريك، وهذا شاذ، ونظيره أَسْطَاع يُسْطيع اسْطِياعاً، بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في أَطاع يُطِيع، فجعلوا السين عوضاً من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم ذكره عن الأَخفش في باب العين، قال: وكذلك حكم الهاء عندي. قال ابن بري: قد ذكرنا أَن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلاّ أَنه غَيَّرَ مصدرها فقال إهْرِياقاً، وصوابه إِهْراقةً، وتاءُ التأْنيث عوض من العين المحذوفة، وكذلك قال ابن السراج أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً، وأسْطاع يُسْطيع إسْطاعةً، قال: وأَما الذي ذكره الجوهري من أَن مصدر أَهْراقَ وأَسْطَاع إهْرياقاً واسطِياعاً فغلط منه، لأنه غير معروف، والقياس إهْراقةً وإسْطَاعةً على ما تقدم، وإنما غلَّطه في اسْطِيَاع أَنه أَتى به على وزن الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع، قال: وهذا سهو منه لأن أَسْطاع همزته قطع، والاسْتِطاع والاسْطِيَاع همزتهما وصل، وقوله: والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بالتحريك، غير صحيح لأن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غير؛ قال: وأَما مُهَراق، بالفتح، فمفعول هَرَاق وقد تقدم شاهده؛ وشاهد المُهْراق ما أُنشد في باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقيل: دعَتْهُ، وفي أَثوابِهِ من دِمَائِهَا خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غير ذَاهِبِ وقال جرير العِجْلي، ويروى للأخطل وهي في شعره: إذا ما قُلْتُ: قد صالَحْتُ قَوْمِي، أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعيدُ ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ، تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيدُ قال: والفاعل من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ؛ وشاهده قول كثيِّر: فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ لضَاحِي سَرَابٍ، بالمَلا يَتَرَقْرَقُ وقال العُدَيْلُ بن الفَرْخ: فكنْت كمُهْرِيقِ الذي في سِقائِهِ لِرَقْرَاقِ آلٍ، فوق رابيةٍ جَلْدِ وقال آخر: فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ في جَوِّ هاجِرَةٍ، لِلَمْعِ سَرابِ وشاهد الإهْرَاقةِ في المصدر قول ذي الرمة: فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ لأَعْزِلَةٍ عنها، وفي النفس أَن أُثْني قال ابن بري عند قول الجوهري: وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ، قال أَراق أَصله أَرْوَقَ بالواو لأنه يقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ، وأَراقهُ غيره إذا صَبَّه، قال: وحكى الكسائي رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ، قال: فعلى هذا يجوز أن يكون أَصل أَرَاقَ من الياء.
وفي الحديث: أُهْرِيقَ دَمُهُ؛ وتقدير يُهَرِيقُ، بفتح الهاء، يُهَفْعِلُ، وتقدير مُهَرَاق، بالتحريك، مُهَفْعَل؛ وأما تقدير يُهْرِيق، بالتسكين، فلا يمكن النطق به لأن الهاء والفاء ساكنان، وكذلك تقدير مُهْرَاق، وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ.
وفي حديث أُم سلمة: أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ؛ هكذا جاءَ على ما لم يسمَّ فاعله، والدم منصوب أي تُهَرَاقُ هي الدمَ، وهو منصوب على التمييز، وإن كان معرفة، وله نظائر، أو يكون قد أُجري تُهَراقُ مجرى نُفِسَت المرأَةُ غلاماً، ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً، ويجوز رفع الدم على تقدير تُهَرَاقُ دماؤها، وتكون الأَلف واللام بدلاً من الإضافة كقوله تعالى: أو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَةُ النكاح؛ أي عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها، والهاء في هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه، بفتح الهاء، هَراقةً.
ويقال فيه: أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فيجمع بين البدل والمبدل. ابن سيده: اهْرَوْرَقَ الدمعُ والمطر جَرَيا، قال: وليس من لفظ هَرَاق لأن هاء هَرَاق مبدلة والكلمة معتلة، وأما اهْرَوْرَقَ فإنه وإن لم يتكلم به إلاَّ مَزيداً متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه، ولا يكون من لفظ أَهْرَاقَ لأن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العين على ما ذهب إليه سيبويه في أَسْطَاعَ.
ويوم التهَارُقِ: يوم المَهْرَجان، وقد تَهَارقُوا فيه أي أَهْرَقَ الماء بعضُهم على بعضٍ، يعني بالمَهْرَجانِ الذي نسميه النَّوْرُوز.
والمُهْرُقَانُ: البحر لأنه يُهَرِيق ماءَه على الساحل إلاَّ أنه ليس من ذلك اللفظ؛ أَبو عمرو: هو اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ البحر، بضم الميم والراء؛ قال ابن مقبل: تَمَشَّى به نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها جَنَى مُهْرُقانٍ، فاضَ بالليل سَاحِلهْ ومُهْرُقان: معرب أَصله ما هي رُويانْ؛ وقال بعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان من هَرَقْت لأن البحر ماؤُه يفيض على الساحل إذا مَدَّ، فإذا جزر بقي الوَدَع. أَبو عمرو: يقال للبحر المُهْرَقان والدَّ أْماءُ، خفيف؛ وقيل المُهْرُقان ساحل البحر حيث فاض فيه الماءُ ثم نَضَب عنه فبقي الوَدَع، وأَورد بيت ابن مقبل وقال: وجَناهُ ما يبقى من الوَدَعِ.
والمُهْرَقُ: الصحيفة البيضاء يكتب فيها، فارسي معرب، والجمع المَهارق؛ قال حسان: كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ وأَحوالِ، لآل أَسْماءَ، مِثْل المُهْرَقِ البالِي قال ابن بري: والذي في شعره: كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالي قال: وقال الحرث بن حلِّزة: آياتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ والمَهارق في قول ذي الرمة: بيَعْمَلة بين الدُّجَى والمَهَارِق الفَلَواتُ، وقيل الطرق، وقيل: المُهْرَق ثوب حرير أَبيض يُسْقَى الصمغَ ويُصْقَلُ ثم يكتب فيه، وهو بالفارسية مُهر كَرْد، وقيل: مَهْره لأن الخَرَزة التي يُصقل بها يقال لها بالفارسية كذلك.
والمُهْرَقُ: الصحراء الملساء.
والمَهارق: الصَّحاري، واحدها مُهْرَق، وهو معرب؛ قال الأزهري: وإنما قيل للصحراء مُهْرق تشبيها بالصحيفة؛ قال الأعشى: رَبّي كريم لا يكدِّرُ نِعْمَةً، فإذا تُنُوشِد في المَهارِق أَنْشَدا أراد بالمَهارق الصحائف.
وقال اللحياني: بلد مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً؛ قال: وخَرْق مَهَارِق ذي لُهْلُهٍ، أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَؤُه قال ابن الأَعرابي: إنما أَراد مثل المَهارق، وأَجَدَّ: جَدَّد، واللُّهْلُه: الاتساع. قال ابن سيده: وأما ما رواه اللحياني من قولهم هَرِقْتُ حتى نصف الليل فإنما هو أَرِقْتُ، فأَبدل الهاء من الهمزة.
وقال أَبو زيد: يقال هَرِيقُوا عنكم أوَّل الليل وفَحْمَةَ الليل أي انزلوا، وهي ساعة يَشُقُّ فيها السير على الدواب حتى يمضي ذلك الوقت، وهما بين العشاءَين.