المصادر:  


شيأ (مقاييس اللغة) [0]



الشين والياء والهمزة كلمةٌ واحدة. يقال شَيَّأ الله وجْهَه؛ إِذا دعا عليه بالقُبح.
ووجهٌ مُشَيَّأٌ.وأنشد       مُشَيَّأٍ أعجِبْ بِخَلْقِ الرَّحمن

و ش ي (المصباح المنير) [0]


 وَشَيْتُ: الثَّوب "وَشْيًا" من باب وعد: رقمته ونقشته فهو "مَوْشِيٌّ" والأصل على مفعول، و "الوَشْيُ" : نوع من الثِّياب الموشيّة تسمية بالمصدر، و "وَشَى" به عند السّلطان "وَشْيًا" أيضًا سعى به، و "وَشَى" في كلامه "وَشْيًا" كذب، و "الشِّيَةُ" العلامة وأصلها "وِشْيَةٌ" والجمع "شِيَاتٌ" مثل عدات، وهي في ألوان البهائم سواد في بياض أو بالعكس. 

شيأ (العباب الزاخر) [0]


الشَّيْئُ: تصغيره شُيَيءٌ وشَييءٌ -بكسر الشين- ولا تقل شُوَيءٌ، والجمع أشياء غير مصروفة، قال الخليل: إنما تُرك صرفُها لأن أصلها فَعْلاءُ على غير واحدها كما أن الشُّعَراء جُمعت على غير واحدها، لأن الفاعِلَ لا يُجْمَعُ على فُعَلاء، ثم اسْتَثْقَلُوا الهمزتين في آخرها فقلبوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء؛ كما قالوا عُقَابٌ بَعَنْقَاةٌ وأيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديرها لَفْعَاء، يدل على صحة ذلك أنها لا تُصرف وأنها تُصغّر على أشياء وأنها تُجمع على أشاوى، وأصلها أشائيُّ، قُلِبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث ياءات فحُذِفت الوسطى وقُلِبت الأخيرةُ ألفاً وأبدِلَت من الأولى واو، كما قالوا . . . أكمل المادة أتَيْتُه أتوةً.
وحكى الأصمعي: أنه سمع رجلا من فُصحاء العرب يقول لِخَلَفٍ الحمر: إن عندك لأَشاوى مثال الصَّحارى، ويُجمع أيضاً على أشَايَا وأشْيَاوات، قال الأخفش: هي أفْعِلاَءُ فلهذا لم تُصْرَف، لأن أصلها أشياء، حُذفت الهمزة التي بين الياء والألف للتَّخفيف. قال له المازني: كيف تُصَغِّر العرب أشياء؟ فقال: أُشَيّاءَ، فقال له: تركْتَ قولك لأن كل جمعٍ كُسِّر على غير واحده وهو من أبنيةِ الجمع فإنه يُردُّ في التّصغير إلى واحده، كما قالوا شُويْعِرُوْنَ في تصغير الشُّعراء؛ وفيما لا يَعْقِلُ بالألف والتاء؛ فكان يجب أن يقولوا: شُيَيْآتٌ. القول لا يَلْزم الخليل لأن فَعْلاء ليس من أبنية الجمع.
وقال الكسائي: أشْيَاءُ أفْعَالٌ مثل فرخ وأفراخ؛ وإنَّما تَرَكوا صرفها لكثرة استعمالهم إيّاها لأنها شُبِّهَت بِفَعْلاءَ، وهذا القول يَدْخُلُ عليه ألاّ تُصْرَف أبناء وأسماء.
وقال الفرّاء: أصل شَيْءٍ شَيِّءٌ مثال شَيِّعٍ فَجُمِعَ على أفْعِلاءَ مثل هَيِّنٍ وأهْينَاءَ وليِّن وأليْنَاءَ ثم خُفِّف فقيل: شَيْءٌ؛ كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أشياء فَحَذَفوا الهمزة الأولى، وهذا القول يدخل عليه ألاّ تُجمع على أشاوى. الإرادة، وقد شِئْتُ الشَّيْءَ أشَاؤُه، وقولهم: كل شَيْءٍ بِشِيْئَةِ الله عز وجل -بكسر الشين مثال شِيْعَةٍ-: أي بِمَشِيْئَة الله. أبو عبيد: الشَّيَّآنُ -مثال الشَّيَّعان-: البعيد النظير الكثير الاشتِراف، ويُنْعَتُ به الفرس، قال ثَعلبة بن صُعَيْر بن خُزَاعِيٍّ:
ومُغِيْرَةٍ سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها      قبل الصَّباح بِشَيَّآنٍ ضامِرِ

وأشاءَهُ: أي ألْجَأَه.
وتميم تقول: شر ما يُشِيْئُكَ إلى مُخةِ عُرقُوبِ: بمعنى يُجِيْئُكَ ويُلْجِئُكَ، قال زهير بن ذُؤيب العدويُّ:
فَيَالَ تميمٍ صابِروا قد أُشِئْتُـمُ      إليه وكُونوا كالمُحَرَّبَةِ البُسْلِ

ويقال: شَيَّأَ الله وجهه: إذا دعوت عليه بالقُبح، قال سالم بن دارة يهجو مُرّة ابن واقعٍ المازني:
من رَهْبَةِ اللهِ وخَوْفِ السُّلْطانْ      ورَهْبَةِ الأدْهَمِ عند عُثمـانْ

من رَهْبَةِ اللهِ وخَوْفِ السُّلْطانْ

ورَهْبَةِ الأدْهَمِ عند عُثمـانْ

هكذا الرواية، وأنشد أبو عمر في اليَواقِيْت ستة مشاطير، وروايته:
والمُعَوَّلُ على الرِّواية الأولى     




الأصمعي: شَيَّأْتُ الرجل على الأمر: حَمَلْتُه عليه، وقالت امرأةٌ من العرب:
إنِّي لأَهْوى الأطْوَلِيْنَ الغُلْبا      وأُبْغِضُ المُشَيَّئين الزُّعْبا

وروى ابن السكيت في الألفاظ: المُشَيَّعِيْنَ أي الذين يُشَيِّعُونَ الناس على أهوائهم.
وقال أبو سعيد: المُشَيَّأُ مِثل المُوْتَنِ، قال النابغة الجَعديُّ -رضي الله عنه-:
زَفِيْرُ المُتِمِّ بالمُشَيَّأِ طَـرَّقَـتْ      بكاهِلِه فلا يَريمُ الـمَـلاقِـيا



المختمرة (المعجم الوسيط) [0]


 من الشياه والأفراس الْبَيْضَاء 

المشاهة (المعجم الوسيط) [0]


أَرض كَثِيرَة الشياه 

المخمرة (المعجم الوسيط) [0]


 من الشياه الْبَيْضَاء الرَّأْس وسائرها من لون مَا 

القزمة (المعجم الوسيط) [0]


 الْقصير من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَمن الشياه الرَّديئَة الصَّغِيرَة 

وشى (المعجم الوسيط) [0]


 بِهِ إِلَى السُّلْطَان (يشي) وشيا ووشاية نم بِهِ وسعى وَبَنُو فلَان كَثُرُوا والماشية فَشَتْ وَكَثُرت وَفُلَان الثَّوْب وشيا وشية نمنمه ونقشه وَحسنه وَالْكَلَام وَفِيه كذب فِيهِ وَالْكذب أَلفه ولونه وزينه فَهُوَ واش (ج) وشَاة وَهِي واشية وَالْمَفْعُول موشي 

الرملاء (المعجم الوسيط) [0]


 من السنين قَليلَة الْمَطَر وَالْخَيْر وَمن الشياه سَوْدَاء القوائم وسائرها أَبيض 

ش هـ ن (المصباح المنير) [0]


 الشَّاهِينُ: جارح معروف وهو معرب والجمع "شَوَاهِينٌ" وربما قيل "شَيَاهِينٌ" على البدل للتخفيف. 

الشاهين (المعجم الوسيط) [0]


 طَائِر من جوارح الطير وسباعها من جنس الصَّقْر (مَعَ) وعمود الْمِيزَان (مَعَ) (ج) شواهين وشياهين 

شوى (المعجم الوسيط) [0]


 اللَّحْم وَغَيره شيا أنضجه بِمُبَاشَرَة النَّار وَالْمَاء سخنه وَالشَّيْء أصَاب مِنْهُ مقتلا 

الطالقة (المعجم الوسيط) [0]


 من النِّسَاء أَو النوق أَو الشياه الطالق وَمن اللَّيَالِي الخالية من الْحر وَالْبرد وكل أَذَى (ج) طَوَالِق 

الشَّاة (المعجم الوسيط) [0]


 الْوَاحِدَة من الضَّأْن والمعز والظباء وَالْبَقر والنعام وحمر الْوَحْش (يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى) (ج) شَاءَ وشياه 

المحلق (المعجم الوسيط) [0]


 الموسى والكساء الخشن كَأَنَّهُ يحلق الشّعْر بخشونته المحلق:  مَوضِع حلق الرَّأْس بمنى المحلق:  من الشياه المهزولة 

اليبسة (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال أتان يبسة يابسة ضامرة اليبسة:  من الشياه اليبس وَيُقَال أتان يبسة يابسة ضامرة (ج) يباس 

شيأ (لسان العرب) [0]


الـمَشِيئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً(1) (1 قوله «ومشاية» كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية.): أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني. التهذيب: الـمَشِيئةُ: مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً. كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه. الحديث: أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ. فأَمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا: ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ. الـمَشِيئةُ، مهموزة: الإِرادةُ.
وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإِنما فَرَق بين قوله ما . . . أكمل المادة شاءَ اللّهُ وشِئتُ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ، لأَن الواو تفيد الجمع دون الترتيب، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ على مَشِيئتِه. معلوم. قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً للمؤَنث: أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه. فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب: ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً، فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وهذا غير مُقْنِعٍ. قال ابن جني: ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه قال: ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً، ونحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر. قال: وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً.
والجمع: أَشياءُ، غير مصروف، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً.
وقال اللحياني: وبعضهم يقول في جمعها: أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب: وَذلِك ما أُوصِيكِ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ، * وبَعْضُ الوَصايا، في أَشاوِهَ، تَنْفَعُ قال: وزعم الشيخ أَن الأَعرابي قال: أُريد أَشايا، وهذا من أَشَذّ الجَمْع، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ. لَفْعاءُ عند الخليل وسيبويه، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ.
وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم. قال أَبو منصور: لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء، وأَنها غير مُجراة. قال: واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد منهم، واقتصرتُ على ما قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها، واحتج لأَصْوَبِها عنده، وعزاه إِلى الخليل، فقال قوله: لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ، أَشْياءُ في موضع الخفض، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف. قال وقال الكسائي: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر استعمالها، فلم تُصرَفْ. قال الزجاج: وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء.
وقال الفرّاءُ والأَخفش: أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء، على وزن أَشْيِعاع، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى. قال أَبو إِسحق: وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء. قال وقال الخليل: أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً.
وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً. قال: وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قال: وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش.
وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء، فقال له أَقول: أُشَيَّاء؛ فاعلم، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل: شُيَيْئات. البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء، إِن كانت للمؤَنث: صُدَيْقات، وإِن كان للمذكرِ: صُدَيْقُون. قال أَبو منصور: وأَما الليث، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته، قال: فلذلك تركته، فلم أَحكه بعينه.
وتصغير الشيءِ: شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها. قال: ولا تقل شُوَيْءٌ. قال الجوهري قال الخليل: إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة، فقالوا: أَشياء، كما قالوا: عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديره لَفْعاء؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واواً، كما قالوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً.
وحكى الأَصمعي: أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر: إِنَّ عندك لأَشاوى، مثل الصَّحارى، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات. الأَخفش: هو أَفْعلاء، فلهذا لم يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف. قال له المازني: كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ؟ فقال: أُشَيَّاء. فقال له: تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده، كما قالوا: شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات. قال: وهذا القول لا يلزم الخليل، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع.
وقال الكسائي: أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء.
وقال الفرّاء: أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، على مثال شَيِّعٍ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثم خفف، فقيل شيءٌ، كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى، هذا نص كلام الجوهري. قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل: ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده؛ قال ابن بري: حِكايَتُه عن الخليل أَنه قال: إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شيء. قال: وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم: ثلاثة أَشْياء، فأَما جمعها على غير واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئاء، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً. قال: وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء. قال: وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم.
والخليل وسيبويه يقولان: أَصلها شَيْئاءُ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء، فوزنها لَفْعاء. قال: ويدل على صحة قولهما أَن العرب قالت في تصغيرها: أُشَيَّاء. قال: ولو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إِليه الأخفش: لقيل في تصغيرها: شُيَيْئات، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ،تقول في تصغيرها: جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فتردها إِلى الواحد، ثم تجمعها بالالف والتاء.
وقال ابن بري عند قول الجوهري: إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، وأُبدلت من الاولى واواً، قال: قوله أَصله أَشائِيُّ سهو، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات. قال: ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف، ثم خففت الياء المشدّدة، كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ، فصار أَشايٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف، فصار أَشايا، كما قالوا في صَحارٍ صَحارَى، ثم أَبدلوا من الياء واواً، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً.وعند سيبويه: أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ، وإِن لم يُنْطَقْ بها.
وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني قال للأَخفش: كيف تصغِّر العرب أَشياء، فقال أُشَيَّاء، فقال له: تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده. قال ابن بري: هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء، وهي جمع مكسر للكثرة، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة. قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء: إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قال: هذا سهو، وصوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، وهو اللِّين. الليث: الشَّيء: الماء، وأَنشد: تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرةٍ قال أَبو منصور: لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت.
وقال أَبو حاتم: قال الأَصمعي: إِذا قال لك الرجل: ما أَردت؟ قلتَ: لا شيئاً؛ وإِذا قال لك: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للاشَيْءٍ؛ وإِن قال: ما أَمْرُكَ؟ قلت: لا شَيْءٌ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن. الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله(1) (1 قوله «المخبله» هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة.) القَبِيحُ. قال: فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ؟ * شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، الـمُشَيِّئُ وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه.
وقالت امرأَة من العرب: إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا وقال أَبو سعيد: الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن.
وقال الجَعْدِيُّ: زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ: حَمَلْتُه عليه.
ويا شَيْء: كلمة يُتَعَجَّب بها. قال: يا شَيْءَ ما لي! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ قال: ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت.
وقال اللحياني: معناه يا عَجَبي، وما: في موضع رفع. الأَحمر: يا فَيْءَ ما لِي، ويا شَيْءَ ما لِي، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن. الكسائي: يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي، لا يُهْمَزان، ويا شيء ما لي، يهمز ولا يهمز؛ وما، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى. قال الكسائي: مِن العرب من يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول: يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا.
وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه.
وتميم تقول: شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك. قال زهير ابن ذؤيب العدوي: فَيَالَ تَمِيمٍ! صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ * إِليه، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل

شيا (لسان العرب) [0]


أَبو عبيد عن الأَحمر: يا فيَّ مالي ويا شَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي؛ معناه كله الأَسفُ والتلهفُ والحزنُ. الكسائي: يا فَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي لا يهمزان، ويا شَيَّ مالي ويا شَيْءَ مالي يُهمز ولا يهمز، وما في كلها في موضع رفع، تأْويله يا عَجَباً مالي ومعناه التلهُّف والأَسى. قال الفراء: قال الكسائي من العرب من يتعجب بشَيَّ وهَيَّ وفَيَّ، ومنهم من يزيدُ ما فيقول يا شَيَّما ويا هَيَّما ويا فَيَّما أَي ما أَحسن هذا.
وجاء بالعِيِّ والشِّيِّ، واو الشِّيِّ مدغمة في يائِها.
وفلان عَيِيٌّ شَيِيٌّ، ويقال عَوِيٌّ شَوِيٌّ. الأَصمعي: الأَيْدَعُ . . . أكمل المادة class="baheth_marked">والشَّيَّانُ دَمُ الأَخوينِ، وهو فَعْلانُ؛ قال ابن بري شاهده ما أَنشده الأَصمعي: مِلاطٌ، تَرى الذِّئبانَ فيه كأَنه مَطِينٌ بثأْطٍ قد أُمِير بشَيَّان المِلاط: الكَتِف، والذِّئبانُ: الوَبَر الذي يكون عليه، والثَّأْطُ: الحَمْأَةُ الرقيقة، والشَّيَّانُ: البعيدُ النَّظَر.

شيأ (الصّحّاح في اللغة) [0]


الشَيْءُ تصغيره شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ أيضاً بكسر الشين وضمِّها، ولا تقل شُوَيٌّ، والجمع أشياءُ غيرُ مصروفٍ. الإرادة، وقد شئتُ الشَّيْءَ أَشاؤُهُ.
وقولهم: كل شيء بِشِيئَةِ الله، بكسر الشين أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرَّجُلَ على الأمر: حَمَلْتثهُ عليه.
وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ أي أَلْجَأَهُ.

شيأه (المعجم الوسيط) [0]


 على الْأَمر شاءه 

وشي (مقاييس اللغة) [0]



الواو والشين والحرف المعتل: أصلانِ، أحدُهما يدلُّ على تحسينِ شيءٍ وتزيينه، والآخر على نَماءٍ وزيادة.الأوَّل: وشَيْتُ الثَّوبَ أشِيهِ وَشْياً. للذي يَكْذِب ويَنُِمُّ ويُزخرِفُ كلامَه: قد وَشَى، وهو واشٍ.والأصل الآخر: المرأة الواشية: الكثيرة الوَلَد.
ويقال ذلك لكلِّ ما يَلِد. الرّجُل الكثير النَّسْل. الكثْرة.
ووَشَى بَنُو فلانٍ: كَثُروا.
ومَا وَشَتْ هذه الماشيةُ عِندي، أي ما وَلَدت.

وشى (الصّحّاح في اللغة) [0]


الشِيَةُ: كلُّ لونٍ يخالف معظمَ لون الفرس وغيره، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوَّله، والجمع شِياتٌ. يقال: ثورٌ أشْيَهُ، كما يقال فرسٌ أبْلَقُ، وتيسٌ أَذْرَأُ.
وقوله تعالى: "لا شِيَةَ فيها"، أي ليس فيها لونٌ يخالف سائر لونها. يقال: وَشَيْتُ الثوبَ أشِيه وَشْياً وشِيَةً، ووَشَّيْتُهُ تَوْشِيَةً شدِّد للكثرة، فهو مَوْشِيٌّ ومُوَشًّى.
والنسبة إليه وَشَوِيٌّ تُرَدُّ إليه الواو وهو فاء الفعل.
وإذا أمرتَ منه قلت: شِهْ بهاءٍ تدخلها عليه. من الثياب معروف، والجمع وِشاءٌ.
ويقال: وَشى كلامَه، أي كَذَبَ.
ووَشى به إلى السلطان وِشايَةً، أي سعى. الكثيرة الولد. يقال ذلك في كلِّ . . . أكمل المادة ما يلِدُ.
والرجل واشٍ.
ووَشى بنو فلان وَشْياً، كَثُروا.
وما وَشَتْ هذه الماشيةُ عندي بشيءٍ، أي ما ولدتْ.
وفلان يَسْتَوْشي فرسَه بعَقبه، أي يطلب ما عنده ليزيده.
وقد أوْشاهُ يوشِيهِ، إذا استحثَّه بمِحْجَنٍ أو بكُلاَّبٍ.
وقال:
كأنَّه كَوْدَنٌ يوشى بكُـلاَّبِ      جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرأس مَنْكِبُهْ

الوَشْيُ (القاموس المحيط) [0]


الوَشْيُ: نَقْشُ الثَّوْبِ م، ويكونُ من كلِّ لَوْنٍ،
و~ من السَّيْفِ: فِرِنْدُهُ.
وَشَى الثَّوْبَ، كَوَعَى، وشْياً وشِيَةً حَسَنَةً: نَمْنَمَهُ، ونَقَشَه، وحَسَّنَهُ،
كوشَّاهُ،
و~ كلامَهُ: كَذَبَ فيه،
و~ به إلى السُّلْطانِ وَشْياً ووِشايَةً: نَمَّ، وسَعَى،
و~ بنو فلانٍ: كَثُرُوا.
وشِيَةُ الفَرَسِ، كعِدةٍ: لَوْنُه.
وفَرَسٌ حَسَنُ الأشِيِّ، كصُلِيٍّ، أي: الغُرَّةِ والتَّحْجِيلِ.
وتَوَشَّى فيه الشَّيْبُ: ظَهَرَ كالشِّيَةِ،
والليلُ طويلٌ ولا آشِ شِيَتَهُ: لا أسْهَرهُ للفِكْرِ وتَدْبيرِ ما أُرِيدُ أن أُدَبِّرَهُ، ولا تُعْرَفُ صِيْغَةُ آشِ، ولا وجْهُ تَصْرِيفِها.
وأوْشَت الأرضُ: خَرَجَ أوَّلُ نَبْتِها،
و~ النَّخْلَةُ: رُئِيَ أَوَّلُ رُطَبِها،
و~ الرجلُ: كثُرَ مالُه، والاسمُ: . . . أكمل المادة الوَشاءُ، كسماءٍ، واسْتَخْرَجَ معنى كلامٍ أو شِعْرٍ،
و~ المَعْدِنُ: وُجِدَ فيه يسيرٌ من ذَهَبٍ،
و~ الشيءَ: اسْتَخْرَجَه بِرِفْقٍ،
و~ فَرَسَه: اسْتَخْرَجَ ما عندَه من الجَرْيِ،
كاسْتَوْشاه،
و~ في الشيء: عَلِمَه،
و~ الدَّراهِمِ: أَخَذَ منها،
و~ الدَّواءُ المَريضَ: أبْرَأه.
والوُشاةُ: الضَّرَّابون للذَّهَبِ.
وحَجَرٌ به وَشْيٌ، أي: من مَعْدِنٍ فيه ذَهَبٌ.
والواشِي: الكثيرُ الوَلَدِ، وهي: بهاءٍ، والحائِكُ.
وكلُّ ما دَعَوْتَه وحَرَّكْتَهُ لتُرْسِلَهُ فقد اسْتَوْشَيْتَه. وائْتَشَى العَظْمُ: بَرَأَ من كَسْرٍ كان به.

شوه (الصّحّاح في اللغة) [0]


شاهَتِ الوجوهُ تَشوهُ شَوْهاً: قَبُحَتْ.
وشَوَّهَهُ الله فهو مُشَوَّهٌ.
وفرسٌ شَوْهاءُ: صفةٌ محمودةٌ فيها، ويقال يراد بها سَعةُ أشداقها. قال الشاعر:
مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشكيمُ      فهي شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فوها

ولا يقال للذكر أَشْوَهُ.
ويقال رجلٌ أَشْوَهُ بيِّن الشَوَهِ، إذا كان سريعَ الإصابة بالعين. ابن السكيت: يقال لا تُشَوِّهْ عليَّ، أي لا تقل ما أَحْسَنَكَ فتصيبني بالعين.
ويقال أيضاً: تَشَوَّهَ له، أي تنكّر له وتَغَوَّلَ.
ورجلٌ شائِهُ البصر، أي حديد البصر.
والشاةُ من الغنم تذكَّر وتؤنَّث.
وفلان كثير الشاة والبعير، وهو في معنى الجمع، لأنَّ الألف واللام للجنس.
وأصل الشاةِ شاهةٌ، لأنَّ تصغيرها شُوَيْهَةٌ، والجمع شِياهٌ بالهاء في أدنى العدد. تقول ثلاث شِياهٍ إلى العَشْرِ، فإذا . . . أكمل المادة جاوزْتَ فبالتاء، فإذا كثرت قيل: هذه شاءٌ كثيرةٌ.
وجمع الشاءِ شَوِيٌّ.
والشاةُ أيضاً: الثَور الوحشيّ قال طرفة:
      كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

وتَشَوَّهْتُ شاةً، إذا اصدته. أبو عبيد: أرضٌ مَشاهَة: ذاتُ شاءٍ، كما يقال: أرضٌ مَأْبَلَةٌ.
والنسبة إلى الشاءِ شاوِيٌّ.
وإن سمَّيتَ به رجلاً قلت شائِيٌّ، وإن شئت شاوِيٌّ.
وإن نسبْتَ إلى الشاةِ قلت شاهِيٌّ.

ش و ه (المصباح المنير) [0]


 الشَّاةُ: من الغنم يقع على الذكر والأنثى فيقال هذا شاة للذكر وهذه شاة للأنثى وشاة ذكر وشاة أنثى وتصغيرها شويهة والجمع "شَاءٌ" و "شِيَاهٌ" بالهاء رجوعا إلى الأصل كما قيل شفة وشفاه، ويقال: أصلها "شَاهَةٌ" مثل عاهةٍ، و "الشَّوَهُ" قبح الخلقة وهو مصدر من باب تعب، ورجل "أَشْوَهُ" قبيح المنظر وامرأة "شَوْهَاءُ" والجمع "شُوهٌ" مثل أحمر وحمراء وحمر، و "شَاهَتِ" الوجوه "تَشُوهُ" قبحت و "شَوَّهْتُهَا" قبحتها. 

د ر ر (المصباح المنير) [0]


 دَرَّ: اللبن وغيره "دَرًّا" من بابي ضرب وقتل: كثر، وشاة "دَارٌّ" بغير هاء، و "دُرُورٌ" أيضا وشياه "دُرَّارٌ" مثل كافر وكفار، و "أَدَرَّهُ" صاحبه استخرجه، و "اسْتَدَرَّ" الشاة إذا حلبها و "الدَّرُّ" اللبن تسمية بالمصدر ومنه قيل "للهِ دَرُّهُ فَارِسًا" ، و "الدَّرَّةُ" بالفتح المرة وبالكسر هيئة الدر وكثرته، و "الدُّرَّةُ" بالضم اللؤلؤة العظيمة الكبيرة والجمع "دَرٌّ" بحذف الهاء و "دُرَرٌ" مثل غرفة وغرف. و "الدِّرَةُ" السوط والجمع "دِرَرٌ" مثل سدرة وسدر. 

ش و ي (المصباح المنير) [0]


 شَوَيْتُ: اللحم "أَشْوِيهِ" شيًّا فانشوى مثل كسرته فانكسر وهو "مَشْوِيٌّ" وأصله مفعول و "أَشْوَيْتُهُ" بالألف لغة و "اشْتَوَيْتُهُ" على افتعلت مثل "شَوَيْتُهُ" قالوا ولا يقال في المطاوع "فَاشْتَوَى" على افتعل؛ فإن الافتعال فعل الفاعل و "الشِّوَاءُ" بالمد فعال بمعنى مفعول مثل كتاب وبساطٍ بمعنى مكتوب ومبسوطٍ وله نظائر كثيرة و "أَشْوَيْتُ" القوم بالألف أطعمتهم "الشِّوَاءَ" و "الشَّوَى" وزان النوى الأطراف وكلّ ما ليس مقتلا كالقوائم ورماه "فَأَشْوَاهُ" إذا لم يصب المقتل. و "الشَّأْوُ" وزان فلس الغاية والأمد وجرى "شَأْوًا" أي طلقا. 

صأب (لسان العرب) [0]


صَئِبَ من الشَّراب صأَباً: رَوِيَ وامتَـلأَ، وأَكثر من شرب الماء.
وصَئِبَ من الماءِ إِذا أَكثر شربه، فهو رجل مِصْـأَبٌ، على مِفْعَل.والصُّـؤَابُ والصُّـؤَابة، بالهمز: بيض البرغوث والقمل، وجمع الصؤَاب صِئبان؛ قال جرير: كثيرة صِئْبانِ النِّطاقِ كأَنها، * إِذا رَشَحَتْ منها المعابِنُ، كِـيرُ وفي الصحاح: الصُّـؤَابة، بالهمز، بيضَةُ القملة، والجمع الصُّـؤَاب والصِّئبان؛ وقد غَلِطَ يعقوب في قوله: ولا تقل صئبان.
وقد صَئِبَ رأْسُه، وأَصْـأَبَ أَيضاً، إِذا كثر صِئْبانُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يا ربِّ!أَوجِدْني صُـؤَاباً حَـيَّا، * فما أَرَى الطَّـيَّارَ يُغْني شَـيَّا أَي أَوجدني كالصـؤَاب من الذهب، وعنى بالحي الصحيح الذي ليس بِمُرْفَتٍّ ولا مُنْفَتٍّ، والطَّـيَّارُ: ما طارت به الريح . . . أكمل المادة من دقيق الذهب.أَبو عبيد: الصِّـئْبانُ ما يتحبب من الجليد كاللؤلؤ الصِّغار؛ وأَنشد: فأَضحَى، وصِئْبانُ الصَّقيع كأَنه * جُمانٌ، بضاحي متْنِه، يَتَحدَّرُ

عَطِلَتِ (القاموس المحيط) [0]


عَطِلَتِ المرأةُ، كفرِحَ، عَطَلاً بالتحريكِ وعُطولاً
وتَعَطَّلَتْ: إذا لم يكن عليها حَلْيٌ، فهي عاطِلٌ وعُطُلٌ، بضمتينِ، من عَواطِلَ وعُطَّلٍ وأعْطالٍ.
ومُعْتادَتُها: مِعْطالٌ.
ومَعاطِلُهَا: مَواقعُ حُلِيِّها.
والأَعْطال من الخَيْل والإِبِلِ: التي لا قلائدَ عليها، ولا أرْسانَ لها، والتي لا سِمَةَ عليها،
و= : الرجالُ لا سِلاحَ معهم.
واحدةُ الكلِّ: عُطُلٌ، بضمتينِ،
و= : الأَشْخاصُ، والواحدُ: كجَبَلٍ.
والتَّعْطيلُ: التَّفْريغُ والإِخلاءُ، وَتَرْكُ الشيءِ ضَياعاً.
والعَطِلَةُ من الإِبِلِ، كفرِحةٍ: الحَسَنَةُ الجِسْمِ، والناقةُ الصَّفِيُّ، والمِغْزارُ من الشِّياهِ، والدَّلْوُ التي انْقَطَعَ وذَمُها.
والعَطَلُ، محرَّكةً: العُنُقُ.
والعَيْطَلُ: الطويلةُ العُنُقِ في حُسْنِ جِسْمٍ، أو كُلُّ . . . أكمل المادة ما طالَ عُنُقُه.
والعَيْطَلُ، كحَيْدَر،
والعَطيلُ، كأميرٍ: شِمْراخٌ من طَلْع فُحَّالِ النَّخْلِ.
وكمُعَظَّمٍ: شاعرٌ هُذَلِيٌّ، والمَواتُ من الأرضِ.
وإبِلٌ مُعَطَّلَةٌ: لا راعِيَ لها.
وعَطَالَةُ، كسحابةٍ: جَبَلٌ لبني تَميمٍ، ورجُلٌ.
وتَعَطَّلَ: بَقِيَ بِلا عَمَلٍ، والاسمُ:
العُطْلَةُ، بالضم.
وعَطِلَ، كفرِحَ: عَظُمَ بَدَنُهُ،
و~ من المالِ والأَدَبِ: خَلا،
فهو عُطْلٌ، بضمةٍ وبضمتين.
وقوسٌ عُطُلٌ: بِلا وَتَرٍ.

شَوَى (القاموس المحيط) [0]


شَوَى اللَّحْمَ شَيًّا فاشْتَوَى وانْشَوَى،
وهو الشِّواءُ، بالكسر والضم، وكغَنِيٍّ،
و~ الماءَ: أسْخَنَه.
وشَوَّاهُم تَشْوِيَةً، وأشْواهُم: أعطاهُم لَحْماً يَشْوُونَ منه.
وما يُقْطَعُ من اللَّحْمِ: شُوايَةٌ، بالضم.
وأشْوَى القَمْحُ: أفْرَكَ، وصَلَحَ أن يُشْوَى.
والشَّوَى: الأمْرُ الهَيِّنُ، ورُذالُ المالِ، واليَدانِ، والرِّجْلانِ، والأَطْرافُ، وقِحْفُ الرأسِ، وما كان غيرَ مَقْتَلٍ.
وأشْواهُ: أصابَ شَواهُ لا مَقْتَلَهُ،
كشَوَّاهُ.
والمُشْوَى، كالمُهْدَى: الذي أخْطأهُ الحَجَرُ.
والشُّوايَةُ، مُثَلَّثَةً: بَقيَّةُ قَوْمٍ أو مالٍ هَلَكَ،
كالشَّوِيَّةِ
ج: شَوايا،
و~ من الإِبِلِ والغَنَمِ: رَدِيُّها،
و~ من الخُبْزِ: القُرْصُ.
والشَّوِيُّ والشِّيَةُ، كعِدَةٍ: الشاءُ.
والشاوِيُّ: صاحِبُه.
وأشْوَى: أبْقَى من عَشَائِهِ بَقِيَّةً، واقْتَنَى رُذالَ المالِ،
و~ القَوْمَ: أطْعَمَهُمْ شِواءً،
كشَوَّاهُمْ،
و~ . . . أكمل المادة السَّعَفُ: اصْفَرَّ لليُبوسِ.
وسَعَفَةٌ شاوِيَّةٌ: يابِسَةٌ.
وعَيِيٌّ شَيِيٌّ وشَوِيٌّ: إتْباعٌ.
وما أعْياهُ وأشْياهُ وأشْواهُ.
وجاءَ بالعَيِّ والشِّيِّ. والشاةُ: المرأةُ، وكواكِبُ صِغارٌ، والثَّوْرُ الوَحْشِيُّ، خاصٌّ بالذَّكَرِ.
والشَّيُّ: ع.
والشَّيَّانُ: دَمُ الأَخَوَيْنِ، والبَعيدُ النَّظَرِ.
والشَّوْشاءُ: الناقَةُ السَّريعَةُ.

وشي (لسان العرب) [0]


الجوهري: الوَشْيُ من الثياب معروف، والجمع وِشاء على فَعْلٍ وفِعالٍ. ابن سيده: الوَشْيُ معروف، وهو يكون من كل لون؛ قال الأَسود بن يعفر:حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ، حتى تَهَوَّلَت بِزاهِرِ نَوْرٍ مِثْلِ وَشْي النَّمارِقِ يعني جميع أَلوان الوَشْي. في اللون: خَلْطُ لوْنٍ بلون، وكذلك في الكلام. يقال: وشَيْتُ الثوبَ أَشِيهِ وَشْياً وشِيَةً ووَشَّيْتُه تَوْشِيةً، شدِّد للكثرة، فهو مَوْشِيٌّ ومُوَشًّى، والنسبة إِليه وَشَوِيٌّ، ترد إِليه الواو وهو فاء الفعل وتترك الشين مفتوحاً؛ قال الجوهري: هذا قول سيبويه، قال: وقال الأَخفش القياس تسكين الشين، وإِذا أَمرت منه قلت شِهْ، . . . أكمل المادة بهاء تدخلها عليه لأَن العرب لا تنطق بحرف واحد، وذلك أَن أَقلَّ ما يحتاج إِليه البناء حَرْفان: حَرْفٌ يُبْتَدأُ به، وحرف يُوقَف عليه، والحرف الواحد لا يحتمل ابتداء ووقفاً، لأَن هذه حركة وذلك سكون وهما متضادان، فإِذا وصلت بشيء ذهبت الهاء استغناء عنها.
والحائكُ واشٍ يَشي الثوب وَشْياً أَي نسْجاً وتأْليفاً.
ووَشى الثوبَ وَشْياً وشِيةً: حَسَّنَه.
ووَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه، ووَشى الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّرَه.
والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ: يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه. الجوهري: يقال وَشى كلامَه: أَي كذب. اسودٌ في بياض أَو بياض في سواد. الجوهري وغيره: الشِّيةُ كلُّ لون يخالف مُعظم لون الفرس وغيره، وأَصله من الوَشْي، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله كالزِّنة والوزن، والجمع شِياتٌ. ثَوْرٌ أَشْيَهُ كما يقال فرس أَبْلَقُ وتَيْسٌ أَذْرَأُ. ابن سيده: الشِّيةُ كلُّ ما خالَف اللَّوْنَ من جميع الجسد وفي جميع الدواب، وقيل: شِيةُ الفرس لوْنُه.
وفرس حَسَنُ الأُشِيِّ أَي الغُرَّة والتحجيل، همزته بدل من واوِ وُشِيٍّ؛ حكاه اللحياني ونَدَّرَه.
وتَوَشَّى فيه الشَّيْبُ: ظَهرَ فيه كالشِّيةِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حتى تَوَشَّى فِيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ وقَلٌ مُتَوَقِّلٌ.
وإِن الليل طَويلٌ ولا أَشِ شِيَتَه ولا إِشِ شيته أَي لا أَسهره للفكر وتدبير ما أُريد أَن أُدبره فيه، من وشَيْتُ الثوب، أَو يكون من معرفتك بما يجري فيه لسهرك فتراقب نجومه، وهو على الدعاء؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف صيغة إِشِ ولا وجه تصريفها.
وثور مُوَشَّى القوائِم: فيه سُعْفةٌ وبياض.
وفي التنزيل العزيز: لا شِيةَ فيها؛ أَي ليس فيها لوْنٌ يُخالِفُ سائر لونها.
وأَوْشَتِ الأَرْضُ: خرج أَولُ نبتها، وأَوْشَتِ النخلة: خرج أَولُ رُطبَها، وفيها وَشْيٌ من طَلْعٍ أَي قليل. ابن الأَعرابي: أَوْشَى إِذا كَثُرَ ماله، وهو الوَشاءُ والمَشاء وأَوْشَى الرجلُ وأَفْشى وأَمْشى: كثرت ماشِيَتُه. السِّيفِ: فِرِنْدُه الذي في متنه، وكلُّ ذلك من الوَشْي المعروف.
وحَجَرٌ به وَشَيٌ أَي حجر من معدن فيه ذهب؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وما هِبْرِزيٌّ من دَنانير أَيْلةٍ، بأَيدي الوُشاةِ، ناصِعٌ يَتأَكَّلُ، بأَحْسَن منه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً، ونَفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ قال: الوُشاةُ الضَّرَّابونَ، يعني ضُرَّاب الذهب، ونَفَّسني فيه: رَغَّبني.
وأَوْشى المَعْدِنُ واسْتَوْشى: وُجد فيه شيء يسير من ذهب.
والوَشاء: تَناسل المالِ وكثرته كالمَشاء والفَشاء. قال ابن جني: هو فَعالٌ من الوَشْيِ، كأَن المال عندهم زِينةٌ وجَمال لهم كما يُلْبَس الوَشْي للتحسن به. الكثيرةُ الولد، يقال ذلك في كل ما يَلِد، والرجل واشٍ.
ووَشى بنو فلان وَشْياً: كثروا وما وَشَتْ هذه الماشِيةُ عندي بشيء أَي ما وَلدَت.
ووَشى به وَشْياً ووِشايةً: نَمَّ به.
وَوَشى به إِلى السلطان وِشايةً أَي سَعى.
وفي حديث عفِيف: خَرَجْنا نَشي بسعدٍ إِلى عُمَرَ؛ هو من وَشى إِذا نَمَّ عليه وَسَعى به، وهو واشٍ، وجمعه وُشاةٌ، قال: وأَصله اسْتِخْراج الحديثِ باللُّطْفِ والسؤال.
وفي حديث الإِفك: كان يَسْتَوْشِيه ويَجْمَعُه أَي يستخرج الحديث بالبحث عنه.
وفي حديث الزهري: أَنه كان يَسْتَوْشي الحديث.
وفي حديث عُمَر، رضي الله عنه، والمرأَةِ العجوز: أَجاءَتْني النَّآئِدُ إِلى اسْتِيشاء الأَباعِد أَي أَلجأَتْني الدواهي إِلى مسأَلةِ الأَباعِدِ واستخراج ما في أَيديهم. في الصوت. والوَشاءُ: النَّمَّام.
وأْتشى العظمُ: جَبَرَ. الفراء: ائْتَشى العظم إِذا بَرأَ من كَسْر كان به؛ قال أَبو منصور: وهو افْتِعال من الوَشْي. الحديث عن القاسم بن محمد: أَن أَبا سَيَّارة وَلِعَ بامرأَة أَبي جُنْدَبٍ، فأَبت عليه ثم أَعلمت زوجها فكَمَنَ له، وجاء فدخل عليها، فأَخذه أَبو جُنْدَب فدَقَّ عُنُقَه إِلى عَجْب ذَنبه، ثم أَلقاه في مَدْرَجةِ الإِبل، فقيل له: ما شأْنك؟ فقال: وقَعْتُ عن بكر لي فحَطَمَني، فَأْتَشى مُحْدَوْدِباً؛ معناه أَنه بَرَأَ من الكسر الذي أَصابه والتأَمَ وَبرَأَ مع احْديداب حَصَل فيه.وأَوْشى الشيءَ: استخرجه برِفْق.
وأَوشى الفَرَسَ: أَخذ ما عنده من الجَرْيِ؛ قال ساعدة بن جؤية: يُوشُونَهُنَّ، إِذا ما آنَسُوا فَزَعاً تحْتَ السَّنَوَّرِ، بالأَعْقابِ والجِذَمِ واسْتَوْشاه: كأَوْشاه.
واسْتَوْشى الحديثَ: استخرجه بالبحث والمسأَلة، كما يُسْتَوْشى جَرْيُ الفرس، وهو ضَرْبه جَنْبَه بعَقِبه وتَحْرِيكُه ليَجْريَ. يقال: أَوْشى فرسَه واستَوْشاه.
وكلُّ ما دَعَوْتَه وحَرَّكْته لترسله فقد اسْتَوْشَيْتَه. إِذا استخرج جَرْيَ الفرس برَكْضه.
وأَوْشى: استخرج معنى كلام أَو شِعر؛ قال ابن بري: أَنشد الجوهري في فصل جذم بيت ساعدة ابن جؤية: يوشونهن إِذا ما آنسوا فزعاً قال أَبو عبيد: قال الأَصمعي يُوشي يُخْرجُ بِرفْقٍ، قال ابن بري: قال ابن حمزة غلط أَبو عبيد على الأَصمعي، إِنما قال يُخرج بكُرْه.
وفلان يَسْتَوشِي فرسه بعَقِبه أَي يَطلب ما عنده ليَزيده، وقد أَوْشاه يُوشِيه إِذا استحثه بمِحْجَن أَو بكُلاَّبٍ؛ وقال جندل ابن الراعي يَهجو ابن الرِّقاع: جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُه، كأَنَّه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعْيُنُهُمْ، وُقْصِ الرِّقابِ مَوالٍ غيرِ طُيّابِ (* قوله «غير طياب» كذا في الأصل، والذي في صحاح الجوهري في مادة صوب: غير صياب.) وأَوْشى الشيءَ: عَلِمه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: غرَّاء بَلْهاء لا يَشْقى الضَّجِيعُ بها، ولا تُنادي بما تُوشِي وتَسْتَمِعُ لا تُنادِي به أَي لا تُظْهره.
وفي النهاية: في الحديث لا يُنْقَض عَهْدُهم عن شِية ماحِلٍ؛ قال: هكذا جاءَ في رواية أَي من أَجْلِ وَشْي واشٍ، والماحِلُ: الساعي بالمِحال، وأَصل شِيةٍ وَشْيٌ، فحذفت الواو وعوّضت منها الهاء، وفي حديث الخيل: فإِن لم يكن أَدْهَمَ فكُمَيْتٌ على هذه الشِّيةِ، والله أَعلم.

شاهَ (القاموس المحيط) [0]


شاهَ وجْهُهُ شَوْهاً وشَوْهَةً: قَبُحَ،
كَشَوِهَ، كَفَرِحَ، فهو أشْوَهُ،
و~ فلاناً: أفْزَعَهُ، وأَصابَهُ بالعَيْنِ، وحَسَدَهُ،
و~ نَفْسُهُ إلى كذا: طَمَحَتْ.
وشَوَّهَهُ اللّهُ: قَبَّحَ وجْهَهُ.
ولا تُشَوِّهْ عَلَيَّ: لا تُصِبْنِي بعَيْنٍ.
والشَّوْهاء: العابِسَةُ، والجَميلَةُ، ضِدٌّ، والمَشْؤُومَةُ،
و~ من الخَيْلِ: الطَّويلةُ الرَّائِعَةُ، أو المُفْرِطَةُ رَحْبِ الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ، والصَّغيرَةُ الفَمِ، ضِدٌّ، وفَرَسانِ.
وكمُعَظَّمٍ: القَبيحُ الشَّكْلِ.
والشَّوَهُ، محرَّكةً: طُولُ العُنُقِ، وقِصَرُها، ضِدٌّ.
ورجُلٌ شائه البَصَرِ وشاهُ البَصَرِ: حَديدُهُ.
والشَّاةُ: الواحِدَةُ من الغَنَمِ، للذَّكَرِ والأُنْثَى، أو يكونُ من الضَّأنِ والمَعَزِ والظِّباء والبَقَرِ والنَّعامِ وحُمُرِ الوَحْشِ، والمرأةُ
ج: شاءٌ، أصْلُهُ: شاهٌ وشِياهٌ وشِواهٌ وأشاوِهُ ط وشوى ط وشِيَهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ.
وأرضٌ مَشاهَةٌ: . . . أكمل المادة ذاتُ شاء، ط أو ط كَثيرَتُها.
ورجُلٌ شاوِيٌّ وشاهِيٌّ: صاحِبُ شاء.
وتَشَوَّهَ شاةً: اصْطادَها،
و~ له: تَنَكَّرَ.
والشُّوهَةُ، بالضم: البُعْدُ.
وأبو شاهٍ: صَحابِيٌّ.
وشاهُ الكِرْمانِيُّ من الأولياء، يُمْنَعُ ويُصْرَفُ،
وابنُ شاهِينٍ: مُحَدِّثٌ.
والأَشْوَهُ: المُخْتالُ.

عسكر (لسان العرب) [0]


العَسْكَرةُ: الشدة والجدب؛ قال طرفة: ظلَّ في عَسْكَرةٍ من حُبِّها، ونأَتْ شَحْطَ مَزارِ المُدَّكِرْ أَي ظلّ في شدة من حُبّها، والضمير في نأَت يعود على محبوبته، وقوله: شَحْطَ مَزارِ المُدَّكر أَراد يا شحطَ مزار المُدّكر.
والعَسْكَرُ: الجمع، فارسي؛ قال ثعلب: يقال العَسْكَرُ مُقْبِلٌ ومُقْبِلون، فالتوحيد على الشخص، كأَنك قلت: هذا الشخص مقبل، والجمع على جماعتهم، وعندي أَن الإِفراد على اللفظ والجمع على المعنى.
وقال ابن الأَعرابي: العَسْكر الكثيرُ من كل شيء. يقال: عَسْكَرٌ من رجال وخيل وكلاب.
وقال الأَزهري: عَسْكَرُ الرجلِ جماعةُ مالِه ونَعَمِه؛ وأَنشد: هل لَك في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ، تُعِينُ مِسْكِيناً قَلِيلاً عَسْكَرُهْ؟ عَشْرُ شِيَاهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ، . . . أكمل المادة قد حدَّثَ النَّفسَ بِمصْرٍ يَحْضُرُهُ وعَساكِرُ الهَمِّ: ما رَكِبَ بعضه بعضاً وتتابع.
وإِذا كان الرجلُ قليلَ الماشية قيل: إِنه لقليل العَسْكَرِ.
وعَسْكَرُ الليلِ: ظلمته؛ وأَنشد:قد وَرَدَتْ خَيْلُ بني العجَّاجِ، كأَنها عَسْكَرُ لَيْلٍ داجِ وعَسْكَرَ الليلُ: تَراكَمَتْ ظُلْمتُه.
وعَسْكَرَ بالمكان: تجمَّع.
والعَسْكَر: مُجْتَمَعُ الجيش.
والعَسْكَرانِ: عرفةُ ومِنى.
والعَسْكَرُ: الجَيْش؛ وعَسْكَرَ الرجلُ، فهو مُعَسْكِرٌ، والموضع مُعَسْكَرٌ، بفتح الكاف.
والعَسْكَرُ والمُعَسْكَر: موضعان.
وعَسْكَر مُكْرَم: اسم بلد معروف، وكأَنه معرب.

غذرم (لسان العرب) [0]


تَغَذْرَم الشيءَ: أَكله.
وتَغَذْرَمها: حلف بها، يعني اليمين فأَضمرها لمكان العلم بها.
ويقال: تَغَذْرَمَ فلانٌ يَمِيناً إذا حلف بها ولم يَتَتَعْتَعْ؛ وأَنشد: تَغَذْرَمَها في ثَأْوَةٍ مِنْ شِياهِهِ، فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القلائِلُ والثَّأْوَةُ: المهزولة من الغنم.
وغَذْرَمْتُ الشيءَ وغَذْمَرْتُه إذا بعته جِزافاً.
وماءٌ غُذارِمٌ: كثير.
والغَذْرَمَةُ: كيلٌ فيه زيادة على الوفاء.
وكيل غُذارِمٌ أَي جُزافٌ؛ قال أَبو جندب الهذلي: فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لا تُصِيبَهُ، فَتُوفِيَهُ بالصَّاعِ كَيْلاً غُذارِما والغُذارِمُ: الكثير من الماء. قال ابن بري: أَراد فيا لَهْفَ، والهاء في تصيبه وتوفيه تعود على مذكور قبل البيت، وهو: فَرَّ زُهَيْرٌ خِيفَةً مِنْ عِقابِنا، فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما والغُذارِمُ: . . . أكمل المادة الكثير من الماء مثل الغُذامِر.
وفي الحديث: أَن عليّاً، رضي الله عنه، لما طلب إليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمان على تحليل الربا والخمر فامتنع قاموا ولَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ (* التغذمر: الغضب وسوء اللفظ والتخليط بالكلام وكذلك البربرة (النهاية))؛ وقال الراعي:تَبصَّرْتُهُمْ، حَتَّى إذا حالَ بَيْنَهُمْ رُكامٌ وَحادٍ ذو غَذامِيرَ صَيْدَحُ وأَجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنى غَذْرَمَ إذا كال فأَكثر. أَبو زيد: إنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَمٌ ومَغْثُومٌ أَي مُخَلَّط ليس بجيد.

شوى (الصّحّاح في اللغة) [0]


شَوَيْتُ اللحم شَيَّاً، والاسم الشِواءُ، والقطعة منه شِواءَةٌ.
واشْتَوَيْتُ: اتَّخذت شِواءً.
وقال:
      فاشْتوى ليلةَ ريحٍ واجْتَمَلْ

وقد انْشَوى اللحم، ولا تقل اشْتَوى.
والشاوِيُّ: صاحب الشاءِ.
وأَشْوَيْتُ القوم: أطعمتهم شِواءً.
وتعشى فلان فأَشْوى من عَشائه، أي أبقى منه بقيَّة.
والشَوى: جمع شَواةٍ، وهي جلدة الرأس.
والشَوى: اليدانِ والرجلانِ والرأسُ من الآدميِّين، وكلُّ ما ليسَ مقتلاً. يقال: رماه فأَشْواهُ، إذا لم يُصِبِ المَقْتَلَ. قال الهذَليّ:
إذا زَلَّ عن ظهر اللسان انْفِلاتُها      فإنَّ من القول التي لا شَوى لهـا

يقول: إنَّ من القول كلمة لا تُشْوي ولكن تقتُل.
وشَوى الفَرَسِ: قوائمه؛ لأنَّه يقال عَبْلُ الشَوى، ولا يكون هذا للرأس، لأنهم وصَفوا الخيل بأَسالَةِ الخَدَّيْنِ وعِتْقِ الوجه، وهو رقّته.
والشَوى: . . . أكمل المادة رُذالُ المال.
والشَوى: هو الشيء الهيِّن اليسير.
والشَوِيَّةُ: بقيَّة قومٍ هلكوا؛ والجمع شَوايا.
والشُوايَة بالضم: الشيء الصغير من الكبير، كالقطعة من الشاةِ.
ويقال: ما بقي من الشاةِ إلا شُوايَةٌ.
وشُوايَةُ الخبز أيضاً: القُرْصُ منه. دم الأخوين، وهو فَعلانُ. البعيد النظر.
والشَوْشاةُ: الناقة السريعة. الكسائي: عِيِيٌّ شَيِيٌّ إتباعٌ له.
وبعضهم يقول: شَوِيٌّ.
وما أعياه وأَشْباهُ وأَشْواهُ.
وجاء بالعِيِّ والشِيِّ.

شوي (مقاييس اللغة) [0]



الشين والواو والياء يدلُّ على الأمر الهيِّن. من ذلك الشَّوى وهو رُذال المال. قال:
      أَشَرْنا إلى خيراتها بالأصابعِ

ومن ذلك الشَّوَى: جمع شَواة، وهي جِلْدة الرأس.
والشَّوَى: الأطراف، وكلُّ ما ليس بمَقتل.
وكلُّ أمرٍ هَيّنٍ شَوىً.
ويقولون في الإتباع: عَيِيٌّ شَوِيٌّ. قال ابن دريد: هو من الشَّوى، وهو الرُّذَال.
ويقال رميتُ الصَّيدَ فأَشْوَيْتُهُ، إِذا أَصَبْتَ شَواهُ، وهي أطرافه.
والشَّوايا: بقيَّة قومٍ هَلَكوا، الواحِد شَوِيَّة؛ وإِنَّما سمِّيت بذلك لقلَّتها وهُونِها. قالوا: والشّواية الشيء الصغير من الكبير، كالقِطعة من الشّاة.
ويقال: ما بَقِيَ من المال إِلا شَُِـوايَة، أي شيءٌ يسير.
والذي لا نشكُّ فيه أنَّ الشِّواء مشتقٌّ من هذا؛ لأنّه إِذا شُوِيَ فكأنَّه . . . أكمل المادة قد أهين. فإن قال قائل: فينبغي أن يكون إِذا قُدِر وكبِّب: شِواءٌ لأنَّه قد أهين. قيل لـه: نحن نعلِّل ما يقوله العربُ حتَّى نردَّه إلى أصلٍ مطَّرد متّفَقٍ عليه، فأمَّا ما سوى ذلك فليس لنا ما نفعلَه.
وتقول: شَوَيتُ اللَّحمَ شَيَّاً واشتويتُهُ، فأنا مشتوٍ. قال الشاعر:ويقال انْشَوَى اللَّحم. قال:
      فاقترِبوا إلى الغَداءِ فكلُوا

قال الخليل: الإشواء: الإبقاء أو في معناه، حتى يقول بعضهم: تعشَّى فلانٌ فأَشْوَى من عَشَائِه، أي أبقى. قال:
      إِذا زلَّ عن ظهر اللِّسان انفلاتها

أي لا بقيَّةَ لها.
والأصلُ يَرجع إلى ما أصَّلناه.

نقف (لسان العرب) [0]


الليث: النَّقْف كَسْر الهامة عن الدماغ ونحو ذلك كما يَنْقُف الظليم الحنْظل عن حبه.
والمُناقَفة: المضاربة بالسيوف على الرُّؤوس.
ونقَف رأْسه يَنقُفه نَقْفاً ونقَحه: ضربه على رأْسه حتى يخرج دماغه، وقيل: نقَفه ضربه أَيسر الضرب، وقيل: هو كسر الرأْس على الدماغ، وقيل: هو ضربك إياه برُمْح أَو عصا، وقد ناقَفْت الرجل مُناقفة ونِقافاً. يقال: اليوم قِحافٌ وغداً نِقافٌ أَي اليوم خَمْر وغداً أَمْر، ومن رواه وغداً ثِقاف فقد صحَّف.
وفي حديث عبد اللّه بن عمرو: اعْدُدْ اثني عشر من بني كعب بن لؤيّ ثم يكون النَّقْفُ والنِّقافُ أَي القتْل والقِتال؛ والنقْفُ: هشْم الرأْس، وأَي تَهِيجُ الفتن والحروب بعدهم.
وفي حديث مسلم بن . . . أكمل المادة عُقْبة المُرِّي: لا يكون إلا الوِقافُ ثم النِّقافُ ثم الانْصراف أَي المُواقَفة في الحرب ثم المُناجَزةُ بالسيوف ثم الانصراف عنها.
وتَنقَّفْت الحنظل أَي شققته عن الهَبِيد؛ ومنه قول امرئ القيس: كأَني، غَداة البيْن يوم تحمَّلُوا لدى سَمُراتِ الحَيِّ، ناقِفُ حَنْظَلِ ويقال: حنظلٌ نَقِيف أَي مَنْقُوف؛ وفي رجز كعب وابن الأَكوع: لكنْ غَذاها حَنْظَلٌ نَقِيفُ أَي مَنْقوف، وهو أَن جاني الحنظل ينقُفُها بظُفُره أَي يضربها، فإن صوتّت علم أَنها مُدركة فاجتناها.
ونقَف الظَّلِيمُ الحنظلَ ينقُفه وانتقفه: كسره عن هبيده.
ونقَف الرُّمانة إذا قشرها ليستخرجَ حَبّها.
وانتقَفْت الشيء: استخرجته.
ونقَفَ البيضةَ: نقَبها.
ونقَف الفرْخُ البيضةَ: نقَبها وخرج منها.
والنقْف: الفرّخ حين يخرج من البيضة، سمي باسم المصدر. أَبو عمرو: يقال للرجلين جاءَا في ثِقاف واحد ونِقاف واحد إذا جاءَا في مكان واحد؛ أَبو سعيد: إذا جاءَا مُتساوِيين لا يتقدَّم أَحدهما الآخر، وأَصله الفَرْخانِ يخرجان من بيضة واحدة.
وأَنقَف الجرادُ: رمى ببيضه.
وقولهم: لا تكونوا كالجراد رَعَى وادياً وأَنقف وادياً أَي أَكثر بيضه فيه.
والنَّقَفة كالنَّجَفة، وهي وُهَيْدة صغيرة تكون في رأْس الجبل أَو الأَكَمة.
وجِذْع نَقِيف ومَنْقُوف: أَكلته الأَرَضةُ.
وأَنقَفْتُك المُخَّ أَي أَعطيتك العظم تستخرج مُخَّه.
والمنقوف: الرجل الخفيفُ الأَخّدَعيْنِ القليلُ اللحم.
ومِنْقافُ الطائر: مِنقارُه في بعض اللغات.
والمنْقاف: عظم دُوَيْبَّة تكون في البحر في وسطه مَشَقٌّ تُصْقل به الصُّحف، وقيل: هو ضَرْب من الودَع.
ورجل نَقّاف: ذو نَظر في الأَشياء وتدْبير.
والنَّقَّاف: السائل، وخص بعضهم به سائل الإبل والشاء؛ قال: إذا جاء نَقّافٌ يَعُدُّ عِيالَه طَويل العصا، نَكَّبْته عن شَياهِها (* قوله «يعد» في شرح القاموس: يسوق، وقوله: «شياهها» في الشرح المذكور: عياليا.) التهذيب: وقال لبيد يصف خمراً: لَذيذاً ومَنْقُوفاً بصافي مَخِيلةٍ، من الناصع المَحْمُودِ من خَمْر بابلا أَراد ممزوجاً بماءٍ صاف من ماءِ سحابة، وقيل: المَنْقُوف المَبْزُول من الشراب، نقَفْته نَقْفاً أَي بَزَلْته.
ويقال: نحت النحّات العُود فترك فيه مَنْقفاً إذا لم يُنْعِم نَحْته ولم يُسوِّه؛ قال الراجز: كِلْنا عليهِنَّ بمُدٍّ أَجْوَفا، لم يَدَعِ النقّافُ فيه مَنْقَفا، إلا انْتَقى من حَوْفِه ولَجَّفا يريد أَنه أَنعم نحته.
والنقّاف: النحّات للخشب.

شوه (لسان العرب) [0]


رجل أَشْوَهُ: قبيحُ الوجهِ. يقال: شاهَ وجْهُه يَشُوه، وقد شوَّهَه اللهُ عز وجل، فهو مُشَوَّه؛ قال الحُطيْئة: أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه، فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً: قَبُحَت.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال شاهَت الوجوه، فهَزَمَهم الله تعالى؛ أَبو عمرو: يعني قَبُحَت الوُجوهُ.
ورجل أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً، والاسم الشُّوهَة.
ويقال للخُطْبة التي لا يُصَلَّى فيها على النبي، صلى الله عليه وسلم: شَوْهاء.
وفيه: قال لابن صَيّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ.
وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له وتغَوَّل.
وفي الحديث: أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ بالسيف: . . . أكمل المادة أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله للإسلام أَي أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم، وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه.
وإنه لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ؛ عن اللحياني، والشَّوْهاءُ: العابِسةُ، وقيل: المَشْؤومَةُ، والإسمُ منها الشَّوَهُ.
والشَّوَهُ: مصدرُ الأَشْوَه والشَّوْهاء، وهما القبيحا الوجهِ والخِلْقة.
وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق بعضُه بعضاً أَشْوَهُ ومُشَوَّه.
والمُشَوَّهُ أَيضاً: القبيحُ العَقلِِ، وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فيهما.
والشُّوهةُ: البُعْدُ، وكذلك البُوهةُ. يقال: شُوهةً وبُوهةً، وهذا يقال في الذم.
والشَّوَه: سُرعةُ الإصابَةِ بالعين، وقيل: شدَّةُ الإِصابةِ بها، ورجل أَشْوَه.
وشاهَ مالَه: أَصابَه بعين؛ هذه عن اللحياني.
وتَشَوَّه: رَفَع طَرْفه إليه ليُصِيبَه بالعين.
ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين، وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي المكارم: إذا سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعين.
وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها بالعين. الليث: الأَشْوَهُ السريعُ الإصابة بالعين، والمرأَةُ شَوْهاء. أَبو عمرو: إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا أَي تَطْمَح إِليه. ابن بُزُرْج: يقال رجل شَيُوهٌ، وهو أَشْيَهُ الناسِ، وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي يَعِينُه. اللحياني: شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني.
ورجل أَشْوَهُ بَيِّنُ الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها فتَنْفُذُ عَيْنُها.
والشائِِهُ: الحاسدُ، والجمع شُوَّهٌ؛ حكاه اللحياني عن الأَصمعي.
وشاهَهُ شَوْهاً: أَفزعه؛ عن اللحياني، فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً.
وفرس شَوْهاء، صفةٌ محمودةٌ فيها: طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ، وقيل: هي المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ، ولا يقال فرس أَشْوَهُ إِنما هي صفة للأُنثى، وقيل: فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ.
والشَّوْهاء: القبيحةُ.
والشَّوْهاءُ: المَلِيحةُ والشَّوْهاء: الواسِعةُ الفم.
والشَّوْهاء: الصغيرةُ الفم؛ قال أَبو دواد يصف فرساً: فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق، فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ قال ابن بري: والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي، على الشَّوْهاء، يَجْمَحُ في اللِّجام وفي حديث ابن الزبير: شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها.
وقيل: الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ الفُؤادِ، وفي التهذيب: فرس شَوْهاء إِذا كانت حَديدةَ البصر، ولا يقال للذكر أَشْوَهُ؛ قال: ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ.
والشَّوَهُ: طُولُ العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ، وفرسٌ أَشْوَهُ.
والشَّوَهُ: الحُسْنُ.
وامرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فهو ضدٌّ؛ قال الشاعر: وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني، وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت رائعةً حَسَنةً.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال بَيْنا أَنا نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ قصرٍ، فقلت: لِمَنْ هذا القصر؟ قالوا: لعُمَرَ.
ورجل شائه البصر وشاهٍ: حديدُ البصرِ، وكذلك شاهي البصرِ.
والشاةُ: الواحد من الغنم، يكون للذكر، والأُنثى، وحكى سيبويه عن الخليل: هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي، وقيل: الشاةُ تكون من الضأْن والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش؛ قال الأَعشى: وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما الجوهري: والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ، قال: ولا يقال إِلا للذكر، واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما؛ قال: وربما شَبَّهوا به المرأَة فأَنثوه كما قال عنترة: يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له حَرُِمَتْ عليَّ، ولَيْتَها لم تَحْرُمِ فأَنتها؛ وقال طرفة: مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ قال ابن بري: ومثله للبيد: أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ وقال الفرزدق: تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ، إِذا ما الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا والرواية: فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً؛ قال الأَعشى: فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه، فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها ويقال للثور الوحشي: شاةٌ. الجوهري: تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته.
والشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج، وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء، والأَصل ماهَة وماءة، وجمعوها مِياهاً. قال ابن سيده: والجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ، الثلاثةُ اسمٌ للجمع، ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به، فأَما شِيْه فعلى التوفية، وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ، ثم وقع الإِعلال بالإِسكان، ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً، وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفية، ثم وقع البدل للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً، وهما حرفا علة، ولمشاكلة الهاء الياء، أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم: ذِهْ في ذِي؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع، فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير، إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة ولأْآلٍ بالحذف، وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ، فأُبدلت الواو ياءً لانكسارها ومجاورَتها الياء. غيره: تصغيره شُوَيْهة، والعدد شِياهٌ، والجمع شاءٌ، فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف، وإِذا قالوها بالهاء قصروا وقالوا شاةٌ، وتجمع على الشَّوِيِّ.
وقال ابن الأَعرابي: الشاءُ والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ؛ وأَنشد: قالتْ بُهَيَّةُ: لا يُجاوِرُ رَحْلَنا أَهلُ الشَّوِيِّ، وعابَ أَهلُ الجامِلِ (* قوله «لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ» هكذا في الأصل يجاور بالراء، وعاب بالعين المهملة.
وفي شرح القاموس: لا يجاوز بالزاي).
ورجل كثيرُ الشاةِ والبعير: وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس. قال: وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة.
وذكر ابن الأَثير في تصغيرها شُوَيَّةٌ، فأَما عينها فواو، وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين، والجمعُ شِياهٌ بالهاء أَدنى في العدد، تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر، فإِذا جاوَزْتَ فبالتاء، فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة.
وفي حديث سوادَةَ بنِالرَّبيع: أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياهِ غنمٍ. قال ابن الأَثير: وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها بالإِضافة لذلك، وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ.
وفي حديث الصدقة: وفي الشَّوِيِّ في كل أَربعين واحدة؛ الشَّوِيُّ: اسم جمع للشاة، وقيل: هو جمع لها نحو كلْبٍ وكَلِيبٍ، ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة: وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة.
وفي حديث ابن عمر: أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها شاةٌ، فقال: ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ، وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة إِلى الحج تجب عليه بدنة.
وتَشَوَّه شاةً: اصْطادَها.
ورجل شاوِيٌّ: صاحبُ شاء؛ قال: ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ، إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ: ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ، لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهُ، إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت شائيٌّ، وإِن شئتَ شاوِيٌّ، كما تقول عَطاوِيٌّ؛ قال سيبويه: هو على غير قياس، ووجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء ونحوه، أَلا ترى أَنك تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائيٌّ لا غير.
وأَرض مَشاهَةٌ: كثيرة الشاء، وقيل: ذاتُ شاءٍ، قَلَّتْ أَم كثرت، كما يقال أَرض مأْبَلةٌ، وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ. التهذيب: إِذا نسبوا إِلى الشاء قيل رجل شاوِيٌّ؛ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون: أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنو دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ، إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية، وجعل الاسمين واحداً وبناه على الفتح مثل خمسة عشر؛ قال ابن بري: هكذا رواه الجوهري شاهَبُورَ، بفتح الراء، وقال ابن القطاع: شاهبورُ الجنودِ، برفع الراء والإِضافة إِلى الجنود، والمشهور شاهبورُ الجُنودَ، برفع الراء ونصب الدال، أَي أَقام الجنودَ به حولين هذا المَلِكُ.
والشاهُ، بهاء أَصلية: المَلِكُ، وكذلك الشاه المستعملة في الشِّطْرَنْجِ، هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها في الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك.
والشاهُ: اللفظةُ المستعملة في هذا الموضع يُراد بها المَلِكُ، وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ، يراد به ملِك الملوك؛ قال الأَعشى: وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ قال أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية: إِنه مَلِكُ المُلوك، لأَن الشاهَ المَلِكُ، وأَراد شاهانْ شاه؛ قال ابن بري: انقضى كلام أَبي سعيد، قال: وأَراد بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك، ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي شَهَنْشاه، والله أَعلم.

سجم (لسان العرب) [0]


سَجَمَتِ العين الدمع والسحابةُ الماء تَسْجِمُه وتَسْجُمُه سَجْماً وسُجُوماً وسَجَماناً: وهو قَطَران الدمع وسَيَلانه، قليلاً كان أَو كثيراً، وكذلك الساجِمُ من المطر، والعرب تقول دَمْعٌ ساجِمٌ.
ودمع مَسْجوم: سَجَمَتْه العين سَجْماً، وقد أَسْجَمَه وسَجَّمَه.
والسَّجَمُ: الدمع.
وأَعْيُنٌ سُجُومٌ: سَواجِمُ؛ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها:ذَوارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحى، سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ وكذلك عين سَجُوم وسحاب سَجُوم.
وانْسَجَمَ الماءُ والدمع، فهو مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَي انصب.
وسَجَّمَتِ السحابة مطرها تَسْجِيماً وتَسْجاماً إِذا صَبَّتْه؛ قال: دائماً تَسجامها (* قوله «دائماً تسجامها» قطعة من بيت للبيد وأورده الصاغاني بتمامه وهو:باتت وأسبل واكف من ديمة * يروي الخمائل دائماً تسجامها) وفي شعر أَبي بكر: فدَمْعُ . . . أكمل المادة العين أَهْوَنُه سِجامُ سَجَمَ العينُ والدمعُ الماءَ يَسْجُمُ سُجُوماً وسِجاماً إِذا سال وانْسَجَمَ.
وأَسْجَمَتِ السحابة: دام مطرها كأَثجَمَتْ؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَرض مَسْجومة أَي ممطورة.
وأسْجَمَتِ السماءُ: صَبَّت مثل أَثْجَمَتْ.
والأَسْجَمُ: الجمل الذي لا يَرْغُو.
وبعير أَسْجَم: لا يرغو، وقد تقدم في زيم.
والسَّجَمُ: شجر له ورق طويل مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذو عرض تشبَّه به المَعابِلُ؛ قال الهذلي يصف وَعِلاً: حتى أُتِيحَ له رامٍ بِمُحْدَلَةٍ جَشْءٍ، وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجَم وقيل: السَّجَمُ هنا ماء السماء، شَبّه الرماح في بياضها به.
والسَّاجُوم: صِبْغٌ.
وساجوم والسَّاجوم: موضع؛ قال امرؤ القيس: كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا

ح - ش - ف (جمهرة اللغة) [0]


الحَشَف من قولهم: حَشِفَ خِلْفُ الناقة، إذا ارتفع منه اللبن. وحَشَفُ التمر: رديئه ويابسه الذي لا حلاوةَ فيه. وحشّف الرجلُ عينَه، إذا ضمّ جفونه ونظر من خِلال هُدبها. ومن أمثالهم: " أحَشَفاً وسوءَ كِيلة " ، أي: وكَيْلَ سوءِ. والحَشيف: الثوب الخَلَق. والحَشَفَة: حَشَفَة الذَّكر. والحَشَفَة: صخرة رِخوة في سهل من الأرض. والحِفْش: وعاء صغير نحو السَّفَط الصغير، والجمع أحفاش، تجعل فيه المرأة دُهنها ومُشطها وأشبهاه ذلك. وحَفَشَ المطر الأرضَ يحفِشها حَفشاً، إذا أظهر نباتَها. قال زهير: فتبَّعَ آثارَ الشِّياهِ وليدُنا ... كشُؤبُوب غيثٍ يَحْفِشُ الأُكْمَ وابلُهْ والحِفش: بيت صغير شبيه بالمَخْدَع. وفى الحديث: " هلاّ قَعَدَ في حِفْش أُمّه . . . أكمل المادة " قاله صلّى الله علّيه وسلِّم في رجل أهدى له شيئاً فقال رجل: هو لي، فقال صلّى الله عليه وسلّم: " هلاّ قَعَدَ في حِفْش أُمه " . وتحفَّشتِ المرأةُ للرجل، إذا أظهرت له الوُدَّ. والشَّحْف: لغة يمانية، وهو أن تقشِر عن الشيء جلْدَه. والفحُشْ: معروف يقال: فَحَشَ الرجلُ يفحَش ويفحِش وأفحشَ يُفحش، لغتان وأفحشَ أعلى وأفصح وإن كانت العامّة قد أُولعت بقولها: أمر فاحش. وجاء الرجل بالفُحْش والفَحْشاء، إذا أفحش، وربّما جعلوا الفَحْشاء الفُجور. وقد جاء في التنزيل: " وينْهَى عن الفحْشاءِ والمُنْكَر والبَغْي يعظُكم " . وربما قالوا: جاء فلان بالفاحشة، في معنى الفَحْشاء. والفَشْح من قولهم: تفشَّحتِ الناقّةُ، إذا تفاجَّت وانفشحتْ. قال الراجز: إنّكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانفشحتِ المَذْح: تقرُّح الفَخِذين من المشي إذا احتكّ أحدهما بالآخر.

لجب (لسان العرب) [0]


اللَّجَبُ: الصَّوْتُ والصِّياحُ والجَلَبة، تقول: لَجِبَ، الكسر.
واللَّجَبُ: ارتفاعُ الأَصواتِ واخْتِلاطُها؛ قال زهير: عزيزٌ إِذا حَلَّ الـحَليفانِ حَولَهُ، * بذِي لَجَبٍ لَجَّاتُه وصَواهِلُهْ وفي الحديث: أَنه كَثُرَ عنده اللَّجَبُ، هو، بالتحريك، الصوتُ والغَلَبة مع اخْتلاطٍ، وكأَنه مقلوب الجَلَبة.
واللَّجَبُ: صوتُ العَسْكر.
وعَسْكَرٌ لَجِبٌ: عَرَمْرَمٌ وذو لَجَبٍ وكثرةٍ.
ورَعْدٌ لَجِبٌ، وسحابٌ لَجِبٌ، بالرَّعْد، وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْد، وكلُّه على النَّسَب.
واللَّجَبُ: اضْطرابُ موج البحر.
وبحر ذو لَجَبٍ إِذا سُمِع اضْطرابُ أَمواجه، ولَجَبُ الأَمْواج، كذلك.
وشاةٌ لَجْبَة (2) (2 قوله «وشاة لجبة» أي بتثليث أوله، وكقصبة وفرحة وعنبة كما في القاموس وغيره.) ولُجْبة ولِجْبة ولَجَبَة ولَجِـبةٌ ولِجَبَةٌ، الأَخيرتان عن ثعلب: مُوَلِّيَةُ اللَّبنِ، وخَصَّ بعضُهم به الـمِعْزَى. الأَصمعي: . . . أكمل المادة إِذا أَتى على الشَّاءِ بعد نِتاجها أَربعةُ أَشهر فجَفَّ لبنُها وقَلَّ، فهي لِجابٌ؛ ويقال منه: لَجُبَت لُجُوبةً.
وشِـياهٌ لَجَباتٌ، ويجوز لَجَّبَتْ. ابن السكيت: اللَّجَبةُ النعجة التي قَلَّ لبَنُها؛ قال: ولا يقال للعنز لَجْبَةٌ؛ وجمع لَجَبةٍ لَجَباتٌ، على القياس؛ وجمع لَجْبةٍ لَجَباتٌ، بالتحريك، وهو شاذّ، لأَن حقه التسكين، إِلاَّ أَنه كان الأَصل عندهم أَنه اسم وصف به، كما قالوا: امرأَة كَلْبة، فجمع على الأَصل، وقال بعضهم: لَجْبَة ولَجباتٌ نادر، لأَن القياس المطرد في جمع فَعْلة، إِذا كانت صفة، تسكين العين، والتكسير لِجابٌ؛ قال مُهَلْهِلُ بن ربيعة: عَجِـبَتْ أَبناؤُنا من فِعْلِنا، * إِذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالـمِعْزى اللِّجابْ قال سيبويه: وقالوا شِـياهٌ لَجَباتٌ، فحرَّكوا الأَوسَطَ لأَنَّ من العرب من يقول: شاةٌ لَجَبة، فإِنما جاؤُوا بالجمع على هذا؛ وقول عَمْرٍو ذي الكلب: فاجْتالَ منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ، * حاشِكةَ الدِّرَّةِ، وَرْهاءَ الرَّخَمْ يجوز أَن تكون هذه الشاةُ لَجْبةً في وقت، ثم تكون حاشِكةَ الدِّرَّة في وقت آخر؛ ويجوز أَن تكون اللَّجْبةُ من الأَضْداد، فتكون هنا الغزيرةَ، وقد لَجُبَتْ لُجوبةً، بالضم، ولَجَّبَتْ تَلْجِـيباً.
وفي حديث الزكاة، فقلتُ: ففِـيمَ حَقُّكَ؟ قال: في الثَّنِـيَّة والجَذَعة. اللَّجْبة، بفتح اللام وسكون الجيم: التي أَتى عليها من الغنم بعد نِتاجِها أَربعةُ أَشهر فخَفَّ لبَنُها؛ وقيل: هي من العَنز خاصةً؛ وقيل: في الضأْن خاصةً.
وفي الحديث: يَنْفَتِـحُ للناس مَعدِنٌ، فيَبْدو لهم أَمثالُ اللَّجَبِ من الذهب. قال ابن الأَثير: قال الـحَربيُّ: أَظُنُّه وهَماً، إِنما أَراد اللَّجَنَ، لأَنَّ اللُّجَيْنَ الفِضة؛ قال: وهذا ليس بشيءٍ، لأَنه لا يقال أَمثالُ الفضة من الذهب. قال وقال غيره: لعله أَمثالُ النُّجُب، جمع النَّجيب من الإِبل، فصحف الراوي. قال: والأَولى أَن يكون غيرَ موهوم، ولا مُصَحَّفٍ، ويكون اللَّجَبُ جمع لَجَبةٍ، وهي الشاةُ الحامل التي قَلَّ لبنُها، أَو تكون، بكسر اللام وفتح الجيم، جمع لَجْبة كقَصْعةٍ وقِصَعٍ.
وفي حديث شُرَيْح: أَنَّ رجلاً قال له: ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أَجدْ لها لبناً؛ فقال له شُرَيْح: لعلها لَجَّبَتْ أَي صارت لَجْبة.
وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: والـحَجَرِ فلَجَبه ثلاثَ لَجَباتٍ. قال ابن الأَثير، قال أَبو موسى: كذا في مُسْنَد أَحمد بن حنبل؛ قال: ولا أَعرف وجهه، إِلاَّ أَن يكون بالحاءِ والتاءِ من اللَّحْتِ، وهو الضرب، ولَحَتَه بالعصا أَي ضَرَبه.
وفي حديث الدَّجَّال: فأَخذَ بلَجَبَتَيِ البابِ فقال: مَهْيَمْ؛ قال أَبو موسى: هكذا رُوِيَ، والصواب بالفاءِ.
وقال ابن الأَثير في ترجمة لجف: ويروى بالباءِ، وهو وَهَمٌ.
وسَهْمٌ مِلْجابٌ: رِيشَ ولم يُنْصَلْ بَعْدُ؛ قال: ماذا تقولُ لأَشياخٍ أُولي جُرُمٍ * سُودِ الوُجوهِ، كأَمثالِ الـمَلاجيبِ؟ قال ابن سيده: ومِنْجابٌ أَكثر، قال: وأُرى اللامَ بدلاً من النون. %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% &%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحوبُ، * فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ(1) (1 قوله«أقفر من أهله الخ »هكذا أنشده هنا وفي مادة قطب كالمحكم ،وقال فيها : قال عبيد في الشعر الذي كسر بعضه .
وكذا أَنشده ياقوت في موضعين من معجمه كذلك.)

عقف (لسان العرب) [0]


العَقْفُ: العَطْف والتلْوِيةُ. عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً وعَقَّفَه وانْعَقَف وتَعَقَّف أَي عطَفَه فانْعَطَفَ.
والأَعْقَفُ: المنْحَني المُعْوَجّ.
وظبْي أَعْقَفُ: معطوف القُرون.
والعَقْفاء من الشياه: التي التوى قرْناها على أُذنيها.
والعُقَّافة: خَشَبة في رأْسها حُجْنة يُمَدُّ بها الشيء كالمِحْجَن.
والعَقْفاء: جديدة قد لُوِيَ طَرَفُها.
وفي حديث القيامةِ: وعليه حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لها شوكة عَقِيفةٌ أَي مَلْوِيَّةٌ كالصِّنَّارة.
وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرة: أَنه سُئل عن العُصْرةِ للمرأَة فقال: لا أَعلم رُخِّص فيها إلا للشيخ المَعْقُوفِ أَي الذي انْعَقَفَ من شدَّة الكِبَر فانْحنى واعْوجّ حتى صار كالعُقّافةِ، وهي الصَّوْلَجانُ.
والعُقاف: داء يأْخذ الشاة في قوائمها فتعوَجُّ، وقد عُقِفَتْ، فهي مَعْقُوفة.
والتعْقِيفُ: التَّعْويج.
وشاة عاقِفٌ: مَعْقُوفة الرِّجل، وربما اعْتَرى كل الدوابِّ.
والأَعْقَف: . . . أكمل المادة الفقير المحتاج؛ قال: يا أَيُّها الأَعْقَفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، لا نِعْمةً تَبْتَغي عندي ولا نَشَبا والجمع عُقْفان.
وعُقْفان: جنس من النمل.
ويقال: للنمل جَدّان: فازِرٌ وعُقْفانُ، ففازِرٌ جَدُّ السُّود، وعُقفان جد الحُمْر، وقيل: النمل ثلاثة أَصناف: النمل والفازِرُ والعُقَيْفانُ، والعُقَيْفانُ: الطويلُ القوائم يكون في المَقابِر والخَراباتِ؛ وأَنشد: سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَيفا نُ، فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ قال: والذَّرّ الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفازِرُ: المُدوَّر الأَسود يكون في التمر، قال ابن بري: قال دَغْفَلٌ النسَّابة: يُنْسبُ النملُ إلى عُقْفان والفازر، فعُقْفان جد السود، والفازِر جَدّ الشُّقْر.
وعُقْفانُ: حَيٌّ من خُزاعةَ.
والعَقْفاء والعَقَفُ: ضرب من النبْت. حكى الأَزهري عن الليث: والعَقْفاء ضرب من البقول معروف، قال: والذي أَعرفه في البقول القَفْعاء، ولا أَعرف العَقْفاء.
والعَيْقُفانُ: نبت كالعَرْفَجِ له سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء؛ عن أَبي حنيفة.
وقال مرة: العُقَيْفاء نبْتة ورقها مثل ورق السَّذاب لها زهْرة حمراء وثمرة عَقْفاء كأَنها شِصٌّ فيها حَبٌّ، وهي تقتل الشاء ولا تضر الإبل؛ قال الجوهري: وأَما قول حميد بن ثَوْر الهِلالي: كأَنه عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ، من أَكْلُب يَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ فيقال: هو الثعلب؛ قال ابن بري: وهذا الرجز لحُميد الأَرقط لا لحميد بن ثَوْر.
وأَعرابي أَعْقَفُ أي جافٍ.

غزر (لسان العرب) [0]


الغَزارةُ: الكثرة، وقد غَزُرَ الشيء، بالضم، يَغْزُر، فهو غَزِيرٌ. ابن سيده: الغَزِيرُ الكثير من كل شيء. مغزورةٌ: أَصابها مطرٌ غَزِيرُ الدَّرِّ.
والغزِِيرة من الإِبل والشاء وغيرهما من ذوات اللبن: الكثيرةُ الدَّرِّ.
وغَزُرَت الماشيةُ عن الكلإِ: دَرَّت أَلبانُها.
وهذا الرِّعْيُ مُغْزِرةٌ للّبن: يَغزُر عليه اللبن.
والمُغْزِرة: ضرْبٌ من النبات يُشْبِه ورَقُه وَرَقَ الحُرْف غُبْرٌ صغار ولها زهرة حمراء شبيهة بالجُلَّنار، وهي تعجب البقر جِدًّا وتَغْزُر عليها، وهي ربْعيَّة، سميت بذلك لسرعة غَزْرِ الماشية عليها؛ حكاه أَبو حنيفة. الليث: غَزُرَت الناقةُ والشاة كثُرَ لبنُها، فهي تَغْزُرُ غَزارةً، وهي غَزِيرة كثيرة اللبن.
وفي الحديث: مَنْ مَنَحَ مَنيحةَ لَبَنٍ بَكِيئةً كانت أَو غَزِيرةً؛ . . . أكمل المادة أَي كثيرة اللبن.
وفي حديث أَبي ذر: هل يَثْبُت لكم العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قالوا: نعم وأَرْبَعِ شِيَاهٍ غُزرٍ؛ هي جمع غَزِيرة كثيرة اللبن؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية والمعروف بالعين المهملة والزايين جمع عزوز، وسيأْتي ذكره؛ ومطر غَزِيرٌ ومعروف غَزِيرٌ وعينٌ غَزيرة الماء. قال أَبو منصور: ويقال ناقة ذات غُزْرٍ أَي ذات غزارةٍ وكثرة اللبن. ابن الأَعرابي: المُغازَرةُ أَن يُهْدِيَ الرجلُ شيئاً تافِهاً لآخر ليُضاعِفَه بها.
وقال بعض التابعين: الجانبُ المُسْتَغْزِرُ يثاب من هبته؛ المُسْتَغْزِرُ: الذي يطلب أَكثر مما يعطي، وهي المُغازَرة؛ ومعنى الحديث أَن الغَريب الذي لا قرابة بينه وبينك إِذا أَهدى لك شيئاً يطلب أَكثر منه فإِنه يثاب منْ هَدِيّتهِ أَي أَعْطِه في مقابلة هديته.
واسْتَغْزَرَ: طلب أَكثر مما أَعطى.
وبئر غَزِيرة: كثيرة الماء، وكذلك عين الماء والدمع، والجمع غِزارٌ، وقد غَزُرَت غَزارةً وغَزْراً وغُزْراً، وقيل: الغُزْرُ من جميع ذلك المصدر، والغَزْرُ الاسم مثل الضَّرْب.
وأَغزَرَ المعروفَ: جعله غَزيراً.
وأَغْزَرَ القومُ: غَزُرَت إِبلُهم وشاؤُهم وكثرت أَلبانها؛ ونوق غِزَار، والجمع غَزْر مثل جَوْن وجُون وأُذن حَشْرٌ وآذانٌ حُشْرٌ.
وقومٌ مُغْزَرٌ لهم: غزُرت إِبلُهم أَو أَلْبانُهم.
والتَّغْزِير: أَن تَدَعَ حَلْبة بين حَلْبتين وذلك إِذا أَدبَر لبنُ الناقةِ.
وغُزْران: موضع.

أكَلَهُ (القاموس المحيط) [0]


أكَلَهُ أكلاً ومَأكَلاً، فهو آكِلٌ وأكيلٌ من أكَلَةٍ.
والأَكْلَةُ: المَرَّةُ، وبالضم: اللُّقْمَةُ، والقُرْصَة، والطُّعْمَةُ،
ج: كصُرَدٍ.
وذو الأُكْلَةِ: حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ، رضي الله تعالى عنه، وبالكسرِ: هَيْئَتُه، والغِيبَةُ، ويُثَلَّثُ، والحِكَّةُ،
كالأُكالِ والأَكِلَةِ، كغُرابٍ وفَرِحَةٍ.
ورجُلٌ أُكَلَةٌ، كهُمَزَةٍ وأميرٍ وصَبورٍ: بمعنىً.
وآكَلَهُ الشيءَ: أطْعَمَهُ إِياهُ ودَعاهُ عليه،
كأَكَّلَهُ تأكيلاً،
و~ فلاناً مواكَلَةً وإِكالاً: أكَلَ معه،
كَواكَلَهُ في لُغَيَّةٍ،
و~ بينَهُم: حَمَلَ بعضُهم على بعضٍ،
و~ النَّخْلُ والزَّرْعُ: أطْعَمَ،
و~ فلانٌ فلاناً: أمْكَنَهُ منه.
واسْتَأكَلَهُ الشيءَ: طَلَبَ إليه أن يَجْعَلَهُ له أُكْلَةً.
ويَسْتَأكلُ الضُّعَفاءَ، . . . أكمل المادة أي: يأخُذُ أموالَهم.
والأُكْلُ، بالضم وبضمتينِ: التَّمْرُ والرِزْقُ، والحَظُّ من الدُّنْيا، والرأيُ، والعَقْلُ، والحَصافَةُ، وصَفاقَةُ الثوبِ، وقُوَّتُهُ.
والأَكيلُ والأَكيلَةُ: شاةٌ تُنْصَبُ لِيُصادَ بها الذِّئبُ ونحوُهُ،
كالأُكولَةِ، بضمتينِ، وهي قَبيحَةٌ،
والمأكولِ والمُؤاكِلِ، وما أكَلَهُ السَّبُعُ من الماشِية،
كالأَكِيلةِ.
والأُكولَةُ: العاقِرُ من الشِّياه، والشَّاةُ تُعزَلُ لِلأَكْلِ.
والمأكَلَةُ، وتُضَمُّ الكافُ: المِيرَةُ، وما أُكِلَ، ويوصَفُ به فيقالُ: شاةٌ مَأكُلَةٌ.
وذوُو الآكالِ، بالمَدِّ، لا الآكالُ، ووَهِمَ الجَوهرِيُّ: سادَةُ الأَحْياءِ. الآخذِينَ لِلمِرْباعِ.
وآكالُ المُلُوكِ: مآكِلُهُمْ،
و~ من الجُنْدِ: أطْماعُهُم.
والآكِلَةُ: الراعِيةُ.
وآكِلَةُ اللَّحْمِ: السِّكِّينُ، والعَصا المُحَدَّدَةُ، والنارُ، والسِّياطُ.
والمِئْكَلَةُ: القَصْعَةُ الصغيرةُ تُشْبعُ الثلاثةَ، والبُرْمَةُ الصغيرةُ، وكلُّ ما أُكِلَ فيه.
وأكِلَ العُضْوُ والعُودُ، كفرِحَ،
وائْتَكَلَ وتأكَّلَ: أكَلَ بعضُه بعضاً، والاسمُ: كغُرابٍ وكِتابٍ.
والأَكِلَةُ، كفرِحةٍ: داءٌ في العُضْوِ يَأْتَكِلُ منه.
وتأكَّلَ منه: غَضِبَ وهاجَ،
كائْتَكَلَ،
و~ الكُحْلُ، والصَّبِرُ، والفِضَّةُ، والسيفُ، والبَرْقُ: اشْتَدَّ بَريقُه.
وأكِلَتِ الناقةُ كفرِحَ، أكالاً، كسحابٍ: نَبَتَ وبَرُ جَنينها فَوَجَدَتْ حِكَّةً وأذًى في بَطْنِها، وهي أكِلَةٌ، كفرِحةٍ، وبها أُكالٌ، كغُرابٍ،
و~ الأَسْنانُ: تَكَسَّرَتْ.
والآكِلُ: المَلِكُ.
والمأكوالُ: الرَّعِيَّةُ.
والمُؤْكَلُ، كمُكْرَمٍ: المَرْزوقُ.
والْمِئْكالُ: المِلْعَقَةُ.
وأكَلَني رأسي إِكْلَةً، بالكسر، وأُكالاً، بالضم والفتح: حَكَّني.
وائْتَكَلَ غَضَباً: احْتَرَقَ وتَوَهَّجَ.
وأكَّلَ مالي تأكيلاً وشَرَّبَهُ: أطْعَمَهُ الناسَ.
وظَلَّ مالي يُؤَكِّلُ ويُشَرِّب، أَي: يَرْعَى كيفَ شاءَ.
و"أُمِرْتُ بقَرْيَةٍ تأكُلُ القُرَى"، أي: يَفْتَحُ أهْلُها القُرَى، ويَغْنَمونَ أموالَها، فجَعَلَ ذلك أكلاً منها، أو هذا تَفْضيلٌ لها، كقولِهم: هذا حديثٌ يأكُلُ الأحاديثَ.

شنق (لسان العرب) [0]


الشَّنَقُ: طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً؛ وأَنشد: كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو في الشَّنَقْ (* قوله «كأنها كبداء تنزو إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا في اللسان وهو لرؤبة يصف صائداً، والرواية: سوّى لها كبداء).
وشَنَقَ البَعيرَ يَشْنِقُه ويَشْنُقُه شَنْقاً وأَشْنَقَه إذا جذب خطامه وكفَّه بزمامه وهو راكبه من قِبَل رأْسِه حتى يُلْزِقَ ذِفْراه بقادمة الرحل، وقيل: شَنَقَه إذا مدّه بالزمام حتى يرفع رأْسه.
وأَشْنَقَ البعيرُ بنفسه: رَفع رأْسَه، يتعدى ولا يتعدى. قال ابن جني: شَنَقَ البعيرَ وأَشْنَق هو جاءت فيه القضية معكوسة مخالفة للعادة، وذلك أَنك تجد فيها فَعَلَ متعدياً وأَفْعَلَ غير متعد، قال: وعلة ذلك عندي أَنه جعل تعدِّي . . . أكمل المادة فَعَلْت وجمود أَفْعَلْت كالعوض لِفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها على التعدي نحو جلس وأَجلست، كما جعل قلب الياء واواً في البَقْوَى والرَّعْوَى عوضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها، وأُنْشِدَ طلحةُ قصيدة فما زال شانِقاً راحلتَه حتى كتبت له، وهو التيمي ليس الخزاعي.
وفي حديث علي، رضوان الله عليه: إن أَشْنَقَ لها خَرَمَ أي إن بالع في إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها.
ويقال: شَنَقَ لها وأَشْنَقَ لها.
وفي حديث جابر: فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَوّلَ طالع فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت وشَنَقَ لها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: سأَله رجل مُحْرِمٌ فقال عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بحَبُوبة أَي رميتها حتى كَفَّت عن العدوِ.
والشِّناقُ حبل يجذب به رأْس البعير والناقةِ، والجمع أَشْنِقةٌ وشُنُقٌ.
وشَنَقَ البعيرَ والناقةَ يَشْنِقُه شَنْقاً: شدّهما بالشِّناق.
وشَنَقَ الخلِيّةَ يَشْنِقها شَنْقاً وشَنَّقها: وذلك أَن يَعمِد إلى عود فيَبْرِيه ثم يأْخذ قُرْصاً من قِرَصةِ العسل فيُثْبت ذلك العودَ في أَسفل القُرْص ثم يقيمه في عرْضِ الخلية فربما شَنَقَ في الخلية القُرْصَين والثلاثة، وإنما يفعل هذا إذا أَرْضعت النحلُ أولادهَا، واسم ذلك الشيء الشَّنِيقُ.
وشَنَقَ رأْسَ الدابة: شدَّه إلى أَعلى شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتى يمتد عنقها وينتصب.
والشِّناقُ: الطويل؛ قال الراجز: قد قَرنَوني بامْرِئٍ شِناقِ، شَمَرْدلٍ يابسِ عَظْمِ السّاقِ وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهلب: وفي الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَيْنِ شِناق أي طويل. النضر: الشَّنَقُ الجيّد من الأوتار وهو السَّمْهَرِيّ الطويل.
والشَّنَقُ: طول الرأْس. ابن سيده: والشَّنَقُ الطولُ. عُنُقٌ أَشْنَقُ وفرس أَشْنَقُ ومَشْنُوقٌ: طويل الرأْس، وكذلك البعير، والأُنثى شَنْقاء وشِناق. التهذيب: ويقال للفرس الطويلِ شِناقٌ ومَشْنوقٌ؛ وأَنشد: يَمَّمْتُه بأَسِيلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ، خاظِي البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق ابن شميل: ناقة شِناقٌ أَي طويلة سَطْعاء، وجمل شِناقٌ طويل في دِقّةٍ، ورجلِ شِناقٌ وامرأَة شِناقٌ، لا يثنى ولا يجمع، ومثله ناقةٌ نِيافٌ وجمل نِيافٌ، لا يثنى ولا يجمع.
وشَنِقَ شَنَقاً وشَنَقَ: هَوِيَ شيئاً فبقي كأَنه مُعلّقٌ.
وقَلْبٌ شَنِقٌ: هيْمان.
والقلب الشَّنِقُ المِشْناقُ: الطامحُ إلى كل شيء؛ وأَنشد: يا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق ورجل شَنِقٌ: مُعَلَّقُ القلب حذر؛ قال الأَخطل: وقد أَقولُ لِثُوْرٍ: هل ترى ظُعُناً، يَحْدو بهنّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ؟ وشِناقُ القِربةِ: علاقتُها، وكل خيط علقت به شيئاً شِناقٌ.
وأَشْنَقَ القربة إشْناقاً: جعل لها شِناقاً وشدَّها به وعلقها، وهو خيط يشد به فم القربة.
وفي حديث ابن عباس: أَنه بات عند النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت ميمونة، قال: فقام من الليل يصلي فحَلَّ شِناقَ القربة؛ قال أَبو عبيدة: شِناقُ القربة هو الخيط والسير الذي تُعلّق به القربةُ على الوتد؛ قال الأَزهري: وقيل في الشِّناق إنه الخيط الذي تُوكِئُ به فمَ القربة أَو المزادة، قال: والحديث يدل على هذا لأن العِصامَ الذي تُعَلَّق به القربة لا يُحَلّ إنما يُحَلُّ الوكاء ليصب الماء، فالشِّناقُ هو الوكاء، وإنما حلّه النبي، صلى الله عليه وسلم، لمّا قام من الليل ليتطهر من ماء تلك القربة.
ويقال: شَنَقَ القربةَ وأَشْنَقَها إذا أَوكأَها وإذا علقها. أَبو عمرو الشيباني: الشِّناقُ أن تُغَلَّ اليد إلى العُنُقِ؛ وقال عدي: ساءَها ما بنا تَبَيَّنَ في الأَيْـ ـدي، وإشْناقُها إلى الأَعْناقِ وقال ابن الأَعرابي: الإشْناقُ أَن تَرْفَعَ يدَه بالغُلّ إلى عنقه. أَبو سعيد: أَشْنَقْتُ الشيء وشَنَقْتُه إذا علَّقته؛ وقال الهذلي يصف قوساً ونبلاً: شَنَقْت بها مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ، مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ قال: شَنَقْتُ جعلت الوتر في النبل، قال: والقِراطُ شُعْلة السِّراج.
والشِّناق والأَشْناقُ: ما بين الفريضتين من الإبل والغنم فما زاد على العَشْر لا يؤخذ منه شيء حتى تتم الفريضة الثانية، واحدها شَنَقٌ، وخص بعضهم بالأَشْناق الإبلَ.
وفي الحديث: لا شِناقَ أَي لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتمّ.
والشِّناقُ أَيضاً: ما دون الدية، وقيل: الشَّنَقُ أَن تزيد الإبل على المائة خمساً أو ستّاً في الحَمالة، قيل: كان الرجل من العرب إذا حمل حَمالةً زاد أَصحابَها ليقطع أَلسنتهم ولِيُنْسَبَ إلى الوفاء.
وأَشْناقُ الدية: دياتُ جراحات دون التمام، وقيل: هي زيادة فيها واشتقاقها من تعليقها بالدية العظمى، وقيل: الشَّنَقُ من الدية ما لا قود فيه كالخَدْش ونحو ذلك، والجمع أشْناقٌ.
والشَّنَقُ في الصدقة: ما بين الفريضتين.
والشَّنَقُ أَيضاً: ما دون الدية، وذلك أَن يسوق ذُو الحَمالةِ مائة من الإبل وهي الدية كاملة، فإذا كانت معها ديات جراحات لا تبلغ الدية فتلك هي الأَشْناقُ كأَنها متعلقة بالدية العظمى؛ ومنه قول الشاعر: بأَشْناقِ الدِّياتِ إلى الكُمول قال أَبو عبيد: الشِّناقُ ما بين الفريضتين. قال: وكذلك أَشْناقُ الديات، ورَدّ ابن قتيبة عليه وقال: لم أَر أَشْناقَ الدياتِ من أَشناقِ الفرائض في شيء لأنّ الديات ليس فيها شيء يزيد على حد من عددها أو جنس من أجناسها.
وأَشْناقُ الديات: اختلاف أَجناسها نحو بنات المخاض وبنات اللبون والحقاق والجذاع، كلُّ جنس منها شَنَقّ؛ قال أَبو بكر: والصواب ما قال أَبو عبيد لأَن الأَشْناقَ في الديات بمنزلة الأَشْناقِ في الصدقات، إذا كان الشَّنَقُ في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل.
وقال ابن الأَعرابي والأَصمعي والأثرم: كان السيد إذا أَعطى الدية زاد عليها خمساً من الإبل ليبين بذلك فضله وكرمه، فالشَّنَقُ من الدية بمنزلة الشَّنَقِ في الفريضة إذا كان فيها لغواً، كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما تَكرُّمٌ من المعطي. أَبو عمرو الشيباني: الشَّنَقُ في خَمْسٍ من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أَربع شياه، فالشاة شَنَقٌ والشاتان شَنَقٌ والثلاث شياه شَنَقٌ والأربع شياه شَنَقٌ، وما فوق ذلك فهو فريضة.
وروي عن أحمد بن حنبل: أَن الشَّنَقَ ما دون الفريضة مطلقاً كما دون الأَربعين من الغنم.
وفي الكتاب الذي كتبه النبي، صلى الله عليه وسلم، لوائل بن حُجْر: لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ؛ قال أَبو عبيد: قوله لا شِناقَ فإن الشَّنَقَ ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة؛ يقول: لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتم، وكذلك جميع الأشْناقِ؛ وقال الأَخطل يمدح رجلاً: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدّيات به، إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا وروى شمر عن ابن الأعرابي في قوله: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّيات به يقول: يحتمل الديات وافية كاملة زائدة.
وقال غيرُ ابن الأَعرابي في ذلك: إن أَشْناقَ الديات أَصنافُها، فدِيَةُ الخطإِ المحض مائةٌ من الإبل تحملها العاقلةُ أَخْماساً: عشرون ابنة مخاض، وعشرون ابنة لبون، وعشرون ابن لبون، وعشرون حِقَّةً، وعشرون جَذَعةً، وهي أَشْناقٌ أَيضاً كما وصَفْنا، وهذا تفسير قول الأخطل يمدح رئيساً يتحمل الديات وما دون الديات فيُؤَدِّيها ليُصْلِحَ بين العشائر ويَحْقُنَ الدِّماء؛ والذي وقع في شعر الأَخطل: ضَخْمٍ تعلَّق، بالخفض على النعت لما قبله وهو: وفارسٍ غير وَقَّافٍ برايتهِ، يومَ الكرَيهة، حتى يَعْمَل الأَسَلا والأَشْناقُ: جمع شَنَق وله معنيان: أَحدهما أَن يَزِيدَ مُعْطي الحَمالةِ على المائة خَمْساً أو نحوها ليُعْلَم به وفاؤه وهو المراد في بيت الأخطل، والمعنى الآخر أَن يُرِيدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها على ما فسره الجوهري؛ قال أَبو سعيد الضرير: قول أَبي عبيد الشَّنَقُ ما بين الخَمْس إلى العشر مُحالٌ، إنما هو إلى تسع، فإذا بلغ العَشْرَ ففيها شاتان، وكذلك قوله ما بين العشرة إلى خَمْس عَشْرةَ، وكان حقُّه أَن يقول إلى أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إذا بلغت خَمْسَ عَشْرةَ ففيها ثلاثُ شِياه. قال أَبو سعيد: وإنما سمي الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لم يؤخذ منه شيء. إلى ما يليه مما أُخذ منه أَي أضيف وجُمِعَ؛ قال: ومعنى قوله لا شِناقَ أَي لا يُشْنِقُ الرجل غنمه وإبله إلى غنم غيره ليبطل عن نفسه ما يجب عليه من الصدقة، وذلك أَن يكون لكل واحد منهما أَربعون شاة فيجب عليهما شاتان، فإذا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إلى غنم الآخر فوجدها المُصَدِّقُ في يده أَخَذَ منها شاة، قال: وقوله لا شِناقَ أي لا يُشْنِقُ الرجلُ غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة، وقيل: لا تَشانَقُوا فتجمعوا بين متفرق، قال: وهو مثل قوله ولا خِلاطَ؛ قال أَبو سعيد: وللعرب أَلفاظ في هذا الباب لم يعرفها أَبو عبيد، يقولون إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل: قد أَشْنَقَ الرجلُ أَي وجب عليه شَنَقٌ فلا يزال مُشْنِقاً إلى أن تبلغ إبله خمساً وعشرين، فكل شيء يؤدِّيه فيها فهي أَشْناقٌ: أَربَعٌ من الغنم في عشرين إلى أَربع وعشرين، فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنتُ مَخاضٍ مُعَقَّلٍ أي مُؤَدّىً للعقال، فإذا بلغت إبلُه ستّاً وثلاثين إلى خمس وأَربعين فقد أَفْرَضَ أي وجبت في إبله فريضة. قال الفراء: حكى الكسائي عن بعض العرب: الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين. قال والشَّنَقُ ما لم تجب فيه الفريضة؛ يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين. قال محمد بن المكرم، عفا الله عنه: قد أَطلق أَبو سعيد الضريرُ لِسانَه في أَبي عبيد ونَدَّدَ به بما انْتَقَده عليه بقوله أَوّلاً إن قوله الشَّنَقُ ما بين الخَمْسِ إلى العَشْرِ مُحالٌ إنما هو إلى تسع، وكذلك قوله ما بين العَشْرِ إلى خَمْسَ عَشْرةَ كان حقه أَن يقول إلى أَربعَ عشرة، ثم بقوله ثانياً إن للعرب أَلفاظاً لم يعرفها أبو عبيد، وهذه مشاحَّةٌ في اللفظ واستخفافٌ بالعلماء، وأَبو عبيد، رحمه الله، لم يَخْفَ عنه ذلك وإنما قصد ما بين الفريضتين فاحتاج إلى تسميتها، ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما فيضطر أن يقول عشر أو خمس عشرة، وهو إذا قال تسعاً أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان، وليس هذا الانتقاد بشيء، ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكسائي عن بعض العرب: الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين؟ وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين، وكان على زعم أبي سعيد يقول: الشَّنَقُ إلى أربع وعشرين، لأنها إذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض، ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي ولا على العربي المنقول عنه، وما ذاك إلا لأنه قصد حَدَّ الفريضتين، وهذا انْحِمال من أبي سعيد على أبي عبيد، والله أعلم.
والأشْناقُ: الأُروشُ أَرْش السِنُّ وأَرْشُ المُوضِحة والعينِ القائمة واليد الشلاَّء، لا يزال يقال له أَرْشٌ حتى يكونَ تكملَة ديةٍ كاملة؛ قال الكميت: كأَنّ الدِّياتِ، إذا عُلِّقَتْ مِئُوها به، والشَّنَقُ الأَسْفَلُ وهو ما كان دون الدِّية من المَعاقِل الصِّغارِ. قال الأَصمعي: الشَّنَقُ ما دون الدية والفَضْلةُ تَفْضُل، يقول: فهذه الأَشْناقُ عليه مثل العَلائِق على البعير لا يكترث بها، وإذا أُمِرَّت المئون فوقَه حَمَلها، وأُمِرَّت: شُدَّت فوقه بمرارٍ، والمِرارُ الحَبْلُ.
وقال غيره في تفسير بيت الكميت: الشَّنَقُ شَنَقانِ: الشَّنَقُ الأَسْفَلُ والشَّنَقُ الأَعلى، قالشَّنَقُ الأسفل شاةٌ تجب في خَمْس من الإبل، والشَّنَقُ الأعلى ابنةُ مخاض تجب في خمس وعشرين من الإبل؛ وقال آخرون: الشَّنَقُ الأَسْفلُ في الديات عشرون ابنة مخاضٍ، والشَّنَقُ الأعلى عشرون جذعةً، ولكلٍّ مقالٌ لأنها كلَّها أَشْناقٌ؛ ومعنى البيت أنه يستَخِفُّ الحمالاتِ وإعطاءَ الديات، فكأَنه إذا غَرِمَ دِياتٍ كثيرةً غَرِمَ عشرين بعيراً لاستخفافه إيّاها.
وقال رجل من العرب: مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أي بعطي الأَشْناقَ، وهي ما بين الفريضتين من الإبل، فإذا كانت من البقر فهي الأَوْقاص، قال: ويكون يُشْنِقُ يعطي الشُّنُقَ وهي الحبال، واحدها شِناقٌ، ويكون يُشْنِقُ يعطي الشَّنَقَ وهو الأَرْش؛ وقال في موضع آخر: أَشْنق الرجلُ إذا أخذ الشَّنَقَ يعني أَرْشَ الخَرْقِ في الثوب.
ولحم مُشَنَّقٌ أي مقطّع مأْخوذ من أشْناق الدية.
والشِّناقُ: أن يكون على الرجل والرجلين أو الثلاثةِ أشْناقٌ إذا تفرّقت أَموالهم، فيقول بعضهم لبعض: شانِقْني أي اخْلِطْ مالي ومالَك، فإنه إن تفرّق وجب علينا شَنَقانِ، فإن اختلط خَفَّ علينا؛ فالشِّناقُ: المشاركة في الشَّنَقِ والشَّنَقَينِ.
والمُشَنَّقُ: العجين الذي يُقطَّع ويعمل بالزيت. ابن الأعرابي: إذا قُطِّع العجين كُتَلاً على الخِوانِ قبل أن يبسط فهو الفَرَزْدَق والمُشَنَّقُ والعَجاجير.
ورجل شِنِّيقٌ: سَيءُ الخُلُق.
وبنو شَنوقٍ: بطن.
والشَّنِيق: الدَّعِيّ؛ قال الشاعر: أنا الدَّاخِلُ الباب الذي لا يَرومُه دَنيٌّ، ولا يُدْعَى إليه شَنِيقُ وفي قصة سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: احْشُروا الطيرَ إلا الشَّنْقاءَ؛ هي التي تزُقُّ فِراخَها.

ثأي (لسان العرب) [0]


الثَّأْيُ والثَّأى جميعاً: الإِفساد كلُّه، وقيل: هي الجراحات والقتل ونحوه من الإِفساد.
وأَثْأَى فيهم: قتل وجرح.
والثَّأْي والثَّأَى: خَرْمُ خُرَزِ الأَدِيم.
وقال ابن جني: هو أَن تغلظ الإِشْفَى ويَدِقَّ السَّيْرُ، وقد ثَئِيَ يَثْأَى وثَأَى يَثْأَى وأَثْأَيْته أَنا؛ قال ذو الرمة: وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَها الكُتَبُ وثَأَيْتُ الخَرْزَ إِذا خَرَمته.
وقال أَبو زيد: أَثْأَيْتُ الخَرْزَ إِثْآأً خَرَمْته، وقد تَئِيَ الخَرْزُ يَثْأَى ثَأىً شديداً. قال ابن بري: قال الجوهري ثَئِي الخَرْز يَثْأَى؛ قال: وقال أَبو عبيد ثَأَى الخَرْزُ، بفتح الهمزة، قال: وحكى كراع عن الكسائي ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى، وذلك أَن يتخرم حتى تصير خَرْزَتان في موضع، وقيل: هما لغتان، قال: وأَنكر . . . أكمل المادة ابن حمزة فتح الهمزة.
وأَثْأَيْتُ في القوم إِثْآءً أَي جرحت فيهم، وهو الثَّأَى؛ قال: يا لَك من عَيْثٍ ومِنْ إِثْآءِ يُعْقِبُ بالقَتلِ وبالسِّباءِ والثَّأَى: الخَرْمُ والفَتْق؛ قال جرير: هو الوافِدُ المَيْمونُ والرَّاتِقُ الثَّأَى، إِذا النَّعْلُ يوماً بالعَشِيرَةِ زَلَّتِ وقال الليث: إِذا وقع بين القوم جراحات قيل عَظُم ا لثَّأَى بينهم، قال: ويجوز للشاعر أَن يقلب مدّ الثَّأَى حتى تصير الهمزة بعد الأَلف كقوله: إِذا ما ثاءَ في معد قال: ومثله رآه ورَاءَهُ بوزن رَعاه وراعَه ونَأَى ونَاءَ؛ قال: نِعْمَ أَخو الهَيْجاء في اليوم اليَمِي أَراد أَن يقول اليَوِمِ فقلَب.
والثَّأْوَة: بقية قليل من كثير، قال: والثَّأْوَة المهزولة من الغنم وهي الشاة المهزولة؛ قال الشاعر: تُغَذْرِمُها في ثَأْوَةٍ من شياهِهِ، فلا بُورِ كَتْ تلك الشِّياهُ القَلائِلُ الهاء في قوله تُغَذْرِمُها لليمين التي كان أَقسم بها، ومعنى تُغَذْرِمُها أَي حلفت بها مجازِفاً غير مستثبت فيها، والغُذارِمُ: ما أُخذ من المال جِزافاً. ابن الأَنباري: الثَّأَى الأَمر العظيم يقع بين القوم؛ قال: وأَصله من أَثْأَيْت الخَرْزَ؛ وأَنشد: ورأْب الثَّأَى والصَّبْر عندَ الموَاطِن وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: ورَأَبَ الثَّأَى أَي أَصْلح الفساد.
وأَصل الثَّأَى: خَرْم مواضع الخَرْز وفساده؛ ومنه الحديث الآخر: رَأَبَ اللهُ به الثَّأَى.
والثُّؤَى: جَمع ثُؤْيَةٍ وهي خِرَق تجمع كالكُبَّة على وتِدِ المَخْض لئلا ينخرق السقاء عند المخض. ابن الأَعرابي: الثَّأَى أَن يجمع بين رؤوس ثلاث شجرات أَو شجرتين، ثم يُلْقى عليها ثوبٌ فَيُستَظَلَّ به.

شتر (لسان العرب) [0]


التهذيب: الشَّتَرُ انقلابٌ في جفن العين قلما يكون خلقة.
والشَّتْرُ، مخففةً: فِعْلك بها. ابن سيده: الشَّتَرُ انقلاب جَفْنِ العين من أَعلى وأَسفل وتَشَنُّجُه، وقيل: هو أَن ينشَقَّ الجفن حتى ينفصل الحَتَارُ، وقيل: هو استرخاء الجفن الأَسفل؛ شَتِرَتْ عينُه شَتَراً وشَتَرَها يَشْتُرُها شَتْراً وأَشْتَرَها وشَتَّرَها. قال سيبويه: إِذا قلت شَتَرْتُهُ فإِنك لم تَعْرِضْ لِشتِرَ ولو عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه. الجوهري: شَتَرْتُه أَنا مثل ثَرِم وثَرَمْتُه أَنا وأَشْتَرْتُه أَيضاً، وانشَتَرتْ عينُه.
ورجل أَشْتَرُ: بَيِّنُ الشَّتَرِ، والأُنثى شَتْراء.
وقد شَتِرَ يَشْتَرُ شَتَراً وشُتِرَ أَيضاً مثل أَفِنَ وأُفِنَ.
وفي حديث قتادة: في الشَّتَرِ ربع الدية، وهو قطع الجفن الأَسفل والأَصل انقلابُه إِلى أَسفل.
والشَّتْرُ: من عَروض الهَزَجِ . . . أكمل المادة أَن يدخله الخَرْمُ والقَبْضُ فيصير فيه مفاعيلن فاعل كقوله: قلتُ: لا تَخَفْ شيّا، فما يكونُ يأْتيكا وكذلك هو في جزء المضارع الذي هو مفاعيلن، وهو مشتق من شَتَرِ العين، فكأَن البيت قد وقع فيه من ذهاب الميم والياء ما صار به كالأَشْتَرِ العيْن.
والشَّتَرُ: انشقاق الشفة السفلى، شَفَة شَتْراء.
وشَتَّرَ بالرجل تَشْتِيراً: تَنَقَّصَه وعابه وسبَّه بنظم أَو نثر.
وفي حديث عمر: لو قَدَرْتُ عليهما لشَتَّرْتُ بهما أَي أَسمعتهما القبيح، ويروى بالنون، من الشَّنَارِ، وهو العار والعيب.
وشَتَرَه: جَرَحَهُ؛ ويروى بيت الأَخطل: رَكُوبٌ على السَّوْآتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ، والنَّخْسُ في الدُّبُرْ وشَتَّرْت به تَشْتِيراً وسَمَّعْتُ به تسميعاً ونَدَّدْتُ به تنديداً، كل هذا إِذا أَسمعتَه القبيح وشتمتَه. قال أَبو منصور: وكذلك قال ابن الأَعرابي وأَبو عمرو: شَتَّرْت، بالتاء؛ وكان شمر أَنكر هذا الحرف وقال: إِنما هو شَنَّرْتُ، بالنون؛ وأَنشد: وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وهي حَرِيصَةٌ عليه، ولكنْ تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرَا قال الأَزهري: جعله من الشَّنَارِ وهو العيب، والتاء صحيح عندنا.
وقال ابن الأَعرابي: شَتِرَ انقطع، وشُتِرَ انقطع.
وشَتَرَ ثوبه: مَزَّقَهُ.
والأَشْتَرَانِ: مالك وابنه.
وشُتَيْرُ بن خالد: رجل من أَعْلام العرب كان شريفاً؛ قال: أَوَالِبَ لا فانْهَ شُتَيْرَ بنَ خالِدٍ عن الجَهْلِ لا يَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ وفي حديث علي، عليه السلام، يوم بدر: فقلتُ قريبٌ مَفَرُّ ابن الشَّتْرَاءِ؛ قال ابن الأَثير: هو رجل كان يقطع الطريق يأْتي الرُّفقة فيدنو منهم حتى إِذا هَمُّوا به نأَى قليلاً ثم عاوَدَهم حتى يصيب منهم غِرَّة، المعنى: أَن مَفَرَّه قريب وسيعود، فصار مثلاً.
وشُتَيْرٌ: موضع؛ أَنشد ثعلب:وعلى شُتَيْر راحَ مِنَّا رائحٌ، يأْتي قَبِيصَةَ كالفَنِيق المُقْرَمِ

شصص (لسان العرب) [0]


الشَّصَصُ والشِّصاصُ والشَّصاصاءُ: اليُبْس والجُفُوف والغِلَظُ، شَصَّتْ مَعِيشتُهم تَشِصّ شَصّاً وشِصاصاً وشُصُوصاً، وفيها شَصَصٌ وشِصاصٌ وشَصاصاءُ أَي نَكَدٌ ويُبْسٌ وجُفوفٌ وشدّة. الأَصمعي: إِنهم أَصابَتْهم لأْواءُ ولَوْلاءُ وشَصاصاءُ أَي سَنَة وشِدّة.
ويقال: انكشف عن الناس شَصاصاءُ مُنْكرة.
والشَّصاصاءُ: الغِلَظُ من الأَرض، وهو على شَصاصاء أَمر أَي على حَدِّ أَمْرٍ وعَجَلةٍ.
ولقيته على شَصاصاءَ، غير مضاف، أَي على عجلة كأَنهم جعلوه اسماً لها، ولقيته على شَصاصاءَ وعلى أَوْفازٍ وأَوْفاضٍ؛ قال الراجز: نحن نتَجْنا ناقةَ الحَجّاج على شَصاصاءَ من النتاج ابن بُزُرج: لقيته على شَصاصاءَ، وهي الحاجة التي لا تَسْتَطِيع تَرْكَها؛ وأَنشد: على شَصَاصَاءُ وأَمْرٍ أَزْوَرِ المفضل: الشَّصاصاءُ مَرْكَبُ السَّوْءِ.
والشَّصُوصُ: الناقةُ التي لا لبَنَ . . . أكمل المادة لها، وقيل: القليلةُ اللبن، وقد أَشَصَّتْ. ابن سيده: شَصَّت الناقةُ والشاة تَشِصُّ وتَشَصُّ شِصاصاً وشُصُوصاً وأَشَصَّتْ، وهي شَصُوصٌ، ولم يَقُولوا مُشصّ: قلّ لَبَنُها جدّاً، وقيل: انقطع البتَّة، والجمع شَصائِصُ وشِصاصٌ وشُصُصٌ؛ ومنه الحديث: أَن فلاناً اعْتَذَرَ إِليه من قِلّة اللبن وقال: إِنّ ماشِيَتَنا شُصُصٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد لحضرمي بن عامر وكان له تسعة إِخوة فماتوا ووَرِثهم: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلا وقد شرحنا هذا في فصل جزأَ.
وأَشَصَّت الناقةُ إِذا ذَهَبَ لبنُها من الكِبَر.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: رأَى أَسْلَم يَحْمِل مَتاعَه على بعيرٍ من إِبِل الصَّدَقةِ قال: فهلا ناقةً شَصُوصاً؛ والشَّصُوصُ: التي قلّ لبنُها وذهَبَ.
ويقال شاة شَصُوصٌ للتي ذهب لبنُها، يستوي فيه الواحد والجمع. قال ابن بري: وفي الصحاح يقال شاةٌ شُصُصٌ للتي ذهب لبنها يستوي فيه الواحد والجمع، قال: والمشهور شاة شَصُوصٌ وشِياهٌ شُصُصٌ، فإِذا قيل شاة شُصُصٌ فهو وصف بالجمع كحَبْل أَرْمامٌ وثوبٌ أَخْلاقٌ وما أَشبهه.
وشَصَّ الإِنسانُ يَشِصُّ شَصّاً: عَضَّ على نواجِذِه صَبْراً، وفي التهذيب: إِذا عَضَّ نوَاجِذَه على الشيء صَبْراً.
ويقال: نَفى اللّه عنك الشَّصائِصَ أَي الشدائدَ.
وشَصَّت معيشتُهم شُصُوصاً، وإِنهم لَفي شَصاصاءَ أَي في شدّة؛ قال الشاعر: فحَبِّس الرَّكْبَ على شَصاص وشَصّه عن الشيء وأَشَصّه: منَعَه.
والشِّصُّ: اللِّصُّ الذي لا يَدَعُ شيئاً إِلا أَتى عليه، وجمعُه شُصُوصٌ. يقال: إِنه شِصٌ من الشُّصُوصِ.
والشَّصُّ والشِّصُّ: شيء يُصادُ به السَّمَكُ؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَبُه عربيّاً.
وفي حديث ابن عمر في رجل أَلْقى شِصَّهُ وأَخذ سَمَكةً: الشِّصُّ الشَّصُّ، بالكسر والفتح، حديدة عَقْفاءُ يُصادُ بها السمك.

حرم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الحُرْمُ بالضم: الإحْرامُ. قالت عائشة رضي الله عنها: كنت أُطَيِّبُهُ صلى الله عليه وسلم لِحلِّهُ وحُرْمِهِ، أي عند إحرامه.
والحُرْمَةُ: ما لا يحلُّ انتهاكه.
وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها.
وقد تَحَرَّمَ بصُحبته.
وحُرْمَةُ الرجل: حَرَمُهُ وأهله.
ورجلٌ حَرامٌ، أي مُحْرَمٌ؛ والجمع حُرُمٌ.
ومن الشهور أربعةٌ حُرُمٌ أيضاً، وهي: ذو القَعدة، وذو الحِحَّة، والمُحَرَّمُ، ورجب.
والحَرامُ: ضدُّ الحلال.
وكذلك الحِرْمُ بالكسر وقرئ: "وحِرْمٌ على قَرْية أهلَكْناها": وقال الكسائي: معناه واجبٌ.
والحِرْمَةُ بالكسر: الغُلْمَةُ.
وفي الحديث: "الذين تدركهم الساعة تُبْعَثُ عليهم الحِرْمَةُ ويُسْلَبونَ الحياءَ".
والحِرْمَةُ أيضاً: الحرمانُ.
والحِرْمِيُّ: الرجل المنسوب إلى الحَرَمِ.
والأُنثى حِرْمِيَّةٌ.
والحَرَمانِ: مكّةُ والمدينة.
والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ، ونظيره زمنٌ وزمانٌ.
والحَرَمَةُ بالتحريك أيضاً في الشاء، كالضَبَعَةِ في النوق والحِنَاء في النعاج، وهو . . . أكمل المادة شهوةُ البَضَاع. يقال: اسْتَحْرَمَتِ الشاةُ وكلُّ أنثى من ذوات الظِلف خاصةً، إذا اشتهت الفحل.
وهي شاةٌ حَرْمى وشياهٌ حِرامٌ وحَرامى.
وقال الأمويّ: اسْتَحْرَمَتِ الذئبةُ والكلبةُ إذا أرادت الفحل.
وقولهم: حَرامُ اللهِ لا أفعَلُ، كقولهم: يمينُ الله لا أفعَلُ.
والمَحْرَمُ: الحَرامُ.
ويقال: هو ذو مَحْرَمٍ منها، إذا لم يحلَّ له نكاحُها.
ومَحارِمُ الليل: مخاوِفَهُ التي يَحْرُمُ على الجبانِ أن يسلكَها. الأصمعيّ: يقال إنَّ لي مَحْرَُماتٍ فلا تهتكْها واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ.
والمُحَرَّمُ أوَّل الشهور.
ويقال أيضاً: جِلْدٌ مُحَرَّمٌ، أي لم تتم دباغته. سوطٌ مُحَرَّمٌ: لم يُلَيَّنْ بَعْدُ.
وقال الأعشى:
      نُحاذِرُ كَفِي والقَطيعَ المُحَرَّما

ناقةٌ مُحَرَّمَةٌ، أي لم تتمَّ رياضتُها بعدُ.
والتَحريمُ: ضدُّ التحليل.
وحَريمُ البئر وغيرِها: ما حولَها من مَرافقها وحُقوقها.
والحريمُ: ثوبُ المُحْرِمِ.
والحَريمَةُ: ما فات من كلِّ مطموعٍ فيه.
وحَرَمُ الشيءُ حُرْمَةً. يقال: حَرُمَتِ الصلاةُ على الحائض حُرْمَا.
وحَرَمَهُ الشَّيءَ يَحْرِمُهُ حَرِماً وحِرْمَةً وحَريمة وحِرْماناً، وأَحْرَمَهُ أيضاً، إذا منعَه إيَّاه.
والحَرِمُ بكسر الراء أيضاً: الحِرْمانُ. قال زُهير:
يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حَرمُ      وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مـسـألةٍ

أبو زيد: حرِم الرجلُ بالكسر يحْرَم حَرَماً، أي قُمِرَ.
وأحْرَمْتُهُ أَنا، إذا قَمَرْتَهُ.
ويقال أيضاً: حَرِمَتِ الصلاة على المرأة، لغة في حَرُمَتْ.
وأحْرَمَ الرجلُ، إذا دخل في حُرْمَةٍ لا تُهْتَكُ.
وأَحْرَمَ، أي دخَل في الشهر الحرام.
وأحْرَم بالحجِّ والعُمرة، لأنه يحرُمُ عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصيد والنِساء.
والإِحْرامُ أيضاً والتَّحْريمُ بمعنىً.
وقوله تعالى: "للسائِل والمَحْروم". قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: هو المُحارَفُ.
والحَيْرَمَةُ: البقرةُ؛ والجمع حَيْرَمٌ.

فرق (الصّحّاح في اللغة) [0]


 فَرَقْتُ بين الشيئين أفْرُقُ فَرْقاً وفُرْقاناً.
وفَرَّقْتُ الشيء تَفْريقاً وتَفْرِقَةً، فانْفَرَقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّقَ.
وأخذت حقِّي منه بالتفَاريقِ.
وقوله تعالى: "وقرآناً فَرَقْناهُ" من خفَّفَ قال: بيَّنَّاهُ، من فَرَقَ يَفْرُقُ، ومن شدَّد قال: أنزلناه مُفَرَّقاً في أيام.
والفَرْقُ: مكيالٌ معروفٌ بالمدينة، وهو ستة عشر رطلاً، وقد يحرَّك.
والجمع فُرْقانٌ.
والفُرْقانُ: القرآن، وكل ما فُرِّقَ به بين الحق والباطل فهو فُرْقانٌ، فلهذا قال تعالى: "ولقد آتينا موسى وهارونَ الفُرْقانَ".
والفُرْقُ أيضاً: الفُرْقانُ.
والفُرْقَةُ: الاسم من فارقْتُهُ مُفارقَةً وفِراقاً.
والمَفْرِقُ والمَفْرَقُ: وسط الرأس، وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر.
وكذلك مَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقَهُ، للموضع الذي يتشعب منه طريقٌ آخر.
وقولهم للمفرِقِ مفارِقٌ، كأنَّهم جعلوا كلَّ موضع منه مَفْرِقاً، فجمعوه على ذلك.
وفَرَقَ له الطريق، . . . أكمل المادة أي اتَّجه له طريقان.
وفَرَقَتِ الناقة أيضاً تَفْرُقُ فُروقاً، إذا أخذها المخاض فندّتْ في الأرض، وكذلك الأتانُ.
والجمع فوارِقُ وفُرَّقٌ.
وربَّما شبَّهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة، فيقال فارِقٌ.
والفَرَقُ بالتحريك: الخوف؛ وقد فَرِقَ بالكسر. تقول فَرِقْتُ منك، ولا تقل فَرِقْتُكَ.
وامرأةٌ فَروقَةٌ ورجلٌ فَروقَةٌ أيضاً.
ولا جمع له.
وفي المثل: رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً، ورُبَّ فَروقَةٍ يُدعى ليثاً.
والفَرَقُ أيضاً: تباعد ما بين الثَنِيَّتَيْنِ وما بين المَنْسِمينِ.
والفَرَقُ أيضاً في الخيل: إشراف إحدى الوركين على الأخرى، وهو يُكره.
والفرسُ أفْرَقُ.
ويقال: ديكٌ أفْرَقُ بيِّن الفَرَقِ، للذي عُرفُهُ مَفْروقٌ.
ورجلٌ أفْرَقُ للذي ناصيته كأنها مَفْروقَةٌ بيِّن الفَرَقِ.
وكذلك اللحية.
وجمع الفَرَقِ أفْراقٌ. قال: والفَرَقُ أيضاً من قولهم: هذه أرضٌ فَرِقَةٌ، وفي نبتها فَرَقٌ، إذا كان متفرِّقاً ولم يكن متَّصلاً.
ويقال: هو أبْيَنُ من فَرَقِ الصُبح، لغة في فَلَقِ الصبح.
والفِرْقُ: القطيع من الغنم العظيم.
والفِرْقُ: الفِلْقُ من الشيء إذا انْفَلَقَ، ومنه قوله تعالى: "فانْفَلَقَ فكان كلُّ فِرْقٍ كالطودِ العظيمِ".
والفِرْقَةُ: طائفةٌ من الناس، والفَريقُ أكثر منهم.
وفي الحديث: "أفاريقُ العرب"، وهو جمع أفْراقٍ، وأفْراقٌ جمع فِرْقَةٍ. قال الأصمعيّ: أفْرَقَ المريض من مرضه، والمحمومُ من حمَّاه، أي أقْبَلَ.
وناقةٌ مُفرِقٌ، أي فارقها ولدُها بموتٍ.
والفَريقَةُ: تمرٌ يُطبخ بحُلْبةٍ للنُفَساء. قال أبو كَبير:
لونُ الفَريقَةِ صُفِّيتْ للمُدْنَفِ      ولقد وَرَدْتَ الماءَ لونُ جِمامِهِ

والفَريقَةُ من الغنم: أن تتفرَّقَ منها قطعة شاة أو شاتان أو ثلاث شياهٍ فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم.
ومُفَرِّقُ النَعَمِ هو الظَرِبانُ، لأنَّه إذا فسا بينها وهي مجتمعةٌ تفرَّقتْ.

الحَلْقَةُ (القاموس المحيط) [0]


الحَلْقَةُ: الدِّرْعُ، والحَبْلُ،
و~ من الإِناءِ: ما بَقِيَ خالياً بعدَ أن جُعِلَ فيه شيءٌ،
و~ من الحَوْضِ: امْتِلاَؤُهُ أو دونَهُ، وَسِمَةٌ في الإِبِلِ.
والحَلَقُ، محرَّكةً: الإِبِلُ المَوْسومةُ بها،
كالمُحَلَّقَةِ.
وحَلْقَةُ البابِ والقوْمِ، وقد تُفْتَحُ لامُهما وتُكْسَرُ، أو ليس في الكلامِ "حَلَقَةٌ"، محرَّكةً، إلاَّ جَمْعُ حالِقٍ، أو لغةٌ ضعيفةٌ،
ج: حَلَقٌ، محرَّكةً، وكبِدَرٍ وحَلَقاتٌ، محرَّكةً، وتُكْسَرُ الحاءُ.
وللرَّحِمِ حَلْقَتَانِ: حَلْقَةٌ على فَمِ الفَرْجِ عندَ طَرَفِهِ، والحَلْقَةُ الأُخْرَى تَنْضَمُّ على الماءِ، وَتَنْفَتِحُ للحَيْضِ.
وانْتَزَعْتُ حَلْقَتَهُ: سَبَقْتُهُ.
وقولُهُم للصبِيِّ إذا تجَشَّأَ: حَلْقَةً، أي: حُلِقَ رأسُكَ حَلْقَةً بعدَ حَلْقَةٍ.
وحَلَقَ رأسَه يَحْلِقُهُ حَلْقاً . . . أكمل المادة وتَحْلاقاً: أزالَ شَعَرَه،
كحَلَّقَه واحْتَلَقَه.
ورأسٌ جَيِّدُ الحِلاقِ، ككِتابٍ، ولِحْيَةٌ حَليقٌ لا حَليقةٌ.
وكنَصَرَه: أصابَ حَلْقَه،
و~ الحَوْضَ: مَلَأَهُ، كأَحْلَقَه،
و~ الشيءَ: قَدَّرَهُ.
وحُلوقُ الأرضِ: مَجاريها وأوْدِيَتُها ومَضايِقُهَا.
ويومُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ: لتَغْلِبَ، لأَنَّ شِعارَهُم كان الحَلْقَ.
والحالِقَةُ: قَطيعةُ الرحِمِ، والتي تَحْلِقُ شَعَرَهَا في المُصِيبَةِ.
والحالِقُ: المُمْتَلِئُ، والضَّرْعُ،
و~ من الكَرْمِ: ما الْتَوَى منه، وتَعَلَّقَ بالقُضْبَانِ، والجبلُ المُرْتَفِعُ، والمَشْؤُومُ،
كالحالِقةِ.
والحَلْقُ: الشُّؤْمُ، والحُلْقُومُ، وشجرٌ كالكَرْمِ، يُجْعَلُ ماؤه في العُصْفُرِ، فيكونُ أجْوَدَ من ماءِ حَبِّ الرُّمَّانِ، أو تُجْمَعُ عِيدانُها وتُلْقَى في تَنُّورٍ سَكَنَ نارُه، فتصيرُ قِطَعاً سُوداً كالكَشْكِ البابِلِيِّ، حامِضٌ جِدّاً، يَقْمَعُ الصَّفْرَاءَ، ويُسَكِّنُ اللَّهيبَ.
وسيفٌ حالوقَةٌ: ماضٍ، وكذا رجلٌ.
وحَلِقَ الفرسُ والحِمارُ، كفرِحَ: سَفَدَ فأصابَهُ فَسادٌ في قَضيبِهِ من تَقَشُّرٍ واحْمِرارٍ.
وأتانٌ حَلَقِيَّةٌ، محرَّكةً: تَداوَلَتْها الحُمُرُ حتى أصابَها داءٌ في رَحِمِها.
والحَوْلَقُ: وجَعٌ في حَلْقِ الإِنْسانِ، والداهيةُ،
كالحَيْلَقِ، واسمٌ.
والحُلْقُ، بالضم: الثُّكْلُ، وبالكسر: خاتَمُ المُلْكِ، أو خاتَمٌ من فِضَّةٍ بِلاَ فَصٍّ، والمالُ الكثيرُ، لأَنَّهُ يَحْلِقُ النباتَ كما يُحْلَقُ الشَّعَرُ.
وكمِنْبَرٍ: المُوسَى، والخَشِنُ من الأَكْسِيَةِ جِدّاً، كأَنَّهُ يَحْلِقُ الشَّعَرَ.
وكقَطامِ وسحابٍ: المَنِيَّةُ.
وحُلاقَةُ المِعْزَى، بالضم: ما حُلِقَ من شَعَرِه.
وكغُرابٍ: وجَعُ الحَلْقِ، وأن لا تَشْبَعَ الأَتانُ من السِّفادِ، ولا تَعْلَقَ على ذلك، وكذا المرأةُ، وقد اسْتَحْلَقَتْ.
والحُلْقَانُ، بالضم،
والمُحَلْقِنُ والمُحَلِّقُ: البُسْرُ قد بَلَغَ الإِرْطابُ ثُلُثَيْهِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، وقد حَلَّقَ تَحْلِيقاً.
و"عَقْراً حَلْقاً"، بالتَّنْوِينِ، وتَرْكُهُ قليلٌ، أو من لَحْنِ المُحَدِّثينَ: أصابَها اللّهُ تعالى بوَجَعٍ في حَلْقِهَا.
وتَحْلِيقُ الطائِرِ: ارْتِفَاعُهُ في طَيَرانِهِ.
وحَلَّقَ ضَرْعُ الناقَةِ تَحْلِيقاً: ارْتَفَعَ لَبَنُها،
و~ عُيونُ الإِبِلِ: غارَتْ،
و~ القَمَرُ: صارَتْ حَوْلَهُ دَوَّارةٌ،
كتَحَلَّقَ،
و~ النَّجْمُ: ارْتَفَعَ،
و~ بالشيءِ إليه: رَمَى.
وشَرِبْتُ صُواجاً فَحَلَّقَ بي، أي: نَفَخَ بَطْنِي.
وكمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُ حَلْقِ الرأسِ بِمنى، ولَقَبُ عبدِ العُزَّى بنِ حَنْتَمٍ، لأَنَّ حِصاناً عَضَّهُ في خَدِّهِ كالحَلْقَةِ، أو أصابَهُ سَهْمٌ فَكُوِيَ بِحلْقَةٍ، وبكسر اللامِ: الإِناءُ دونَ المَلْءِ، والرُّطَبُ نَضِجَ بعضُه،
و~ من الشِّيَاهِ: المَهْزُولَةُ.
وكمُعَظَّمَةٍ: فَرَسُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الحُرِّ.
وتَحَلَّقوا: جَلَسوا حَلْقَةً حَلْقَةً.
وضَرَبوا بُيوتَهُمْ حِلاقاً، ككِتابٍ: صَفّاً.

فطم (لسان العرب) [0]


فَطَم العُودَ فَطْماً: قطعه.
وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً، فهو فطيم: فصَلَه من الرضاع.
وغلام فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه: فصَلته عن رضاعها. الجوهري: فِطام الصبي فِصاله عن أُمه، فطَمَت الأُم ولدها وفُطِم الصبي وهو فَطِيم، وكذلك غير الصبي من المَراضِع، والأُنثى فَطِيم وفَطِيمة.
وفي حديث امرأَة رافع لما أَسلم ولم تُسْلِم: فقال ابنتي وهي فَطِيم أي مَفْطُومة، وفعيل يقع على الذكر والأُنثى، فلهذا لم تلحقه الهاء، وجمع الفَطِيم فُطُم مثل سَرِير وسُرُر؛ قال: وإن أَغارَ، فلم يَحْلو بِطائِلةٍ في لَيْلةٍ من حَمِير ساوَرَ الفُطُما وفي حديث ابن سيرين: بلغه أن ابن عبد العزيز أَقْرَعَ بين الفُطُم فقال: ما أَرى هذا إلا . . . أكمل المادة من الاسْتِقْسام بالأَزْلام؛ جمع فَطِيم من اللبن أي مَفْطُوم. قال ابن الأثير: وجمع فَعِيل في الصفات على فُعُل قليل في العربية، وما جاء منه شُبِّه بالأسماء كنَذِير ونُذُر، فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلاً نحو عَقِيم وعُقُم وفَطِيم وفُطُم، وأراد بالحديث الإقْراع بين ذَرارِيِّ المسلمين في العَطاء، وإنما أَنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض، والاسم الفِطام، وكل دابة تُفْطَم؛ قال اللحياني: فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه، فلم يَخُص من أي نوع هو؛ وفَطَمْت فلاناً عن عادته، وأُصل الفَطْم القطع.
وفَطَم الصبيَّ: فصله عن ثدي أُمه ورَضاعها.
والفَطِيمة: الشاة إذا فُطِمت.
وأَفْطَمَت السَّخلة: حان أن تُفْطَم؛ عن ابن الأعرابي، فإذا فُطِمت فهي فاطِمٌ ومَفْطُومة وفَطِيمةً؛ عنه أيضاً، قال: وذلك لشهرين من يوم ولادها.
وتَفاطَم الناس إذا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بعد الفِطام فدفع هذا بَهْمَه إلى هذا وهذا بهْمَه إلى هذا، وإذا كانت الشاة تُرْضِع كل بَهْمة فهي المُشْفِع. ابن الأعرابي قال: إذا تناولت أولاد الشياه العيدان قيل رَمَّت وارتَمَّت، فإذا أَكلت قيل بَهْمة سامع (* قوله «بهمة سامع» كذا في الأصل على هذه الصورة). حتى يدنو فطامها، فإذا دنا فطامها قيل أَفْطَمَت البَهمة، فإذا فُطمت فهي فاطم ومَفْطومة وفطيم، وذلك لشهرين من يوم فطامها فلا يزال عليها اسم الفطام حتى تَسْتَجْفِر.
والفاطم من الإبل: التي يُفْطَم ولدها عنها.
وناقة فاطِم إذا بلَغ حُوارها سنة فَفُطِم؛ قال الشاعر: مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ، تَشْحَى، بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ، شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمِ ولأَفطِمَنَّك عن هذا الشيء أي لأَقطَعنَّ عنه طَمَعَكَ.
وفاطِمةُ: من أسماء النساء. التهذيب: وتسمى المرأَة فاطِمة وفِطاماً وفَطِيمة.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَعطَى عليّاً حُلّةً سِيَراء وقال شَقِّقها خُمُراً بين الفواطِم؛ قال القتيبي: إحداهن سيّدة النساء فاطِمةُ بنت سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم وعليها، زَوْجُ علي، عليه السلام، والثانية فاطِمةُ بنت أَسد بن هاشم أُم علي بن أبي طالب، عليه السلام، وكانت أَسلمت وهي أوّل هاشمية وعلَدت لهاشميّ، قال: ولا أَعرف الثالثة؛ قال ابن الأَثير: هي فاطمة بنت حمزة عمِّه، سيد الشهداء، رضي الله عنهما؛ وقال الأزهري: الثالثة فاطمة بنتُ عُتْبة بن ربيعة، وكانت هاجرت وبايعت النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: وأَراه أَراد فاطمة بنت حمزة لأنها من أهل البيت، قال ابن بري: والفواطم اللاتي وَلَدن النبي، صلى الله عليه وسلم، قُرشية وقَيْسِيَّتان ويَمانِيَتانِ وأَزْدِيَّة وخُزاعِيَّةٌ.
وقيل للحسن والحسين: ابنا الفواطم، فاطمةُ أُمهما، وفاطمة بنت أَسَد جدّتهما، وفاطمةُ بنت عبد الله بن عمرو بن عِمْران بن مَخْزُوم جدَّةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، لأبيه.
وفَطَمْتُ الحبل: قَطَعْته.
وفُطَيْمةُ: موضع.

يوم (لسان العرب) [0]


اليَوْمُ: معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها، والجمع أَيّامٌ، لا يكسَّر إِلا على ذلك، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه جمعَ الكثرة.
وقوله عز وجل: وذكِّرْهم بأَيامِ الله؛ المعنى ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها من نوحٍ وعادٍ وثمودَ.
وقال الفراء: معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين، وهو في المعنى كقولك: خُذْهُم بالشدّة واللِّين.
وقال مجاهد في قوله: لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله، قال: نِعَمَه، وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله، قال: أَيامُه نِعَمُه؛ وقال شمر في قولهم: يَوْماهُ: . . . أكمل المادة يومُ نَدىً، ويومُ طِعان ويَوْماه: يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ، فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك.
والأَيّام في أَصلِ البِناء أَيْوامٌ، ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع.
والأُولى منهما ساكنةٌ، أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء هي الغالبةَ، كانت قبلَ الواو أَو بعدَها، إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة والهُوّة.
وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ: لمَ ذهبَت الواوُ؟ فأَجاب: أَن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع، وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى، من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ، ومثلُها سيّدٌ وميّت، الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت، فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة، ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً، والأَصل شَوْياً ولَوْياً.
وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم، فقال: يريدون اليَوْم اليَوِمَ، ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم، وقالوا: أَنا اليومَ أَفعلُ كذا، لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ؛ حكاه سيبويه؛ ومنه قوله عز وجل: اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم؛ وقيل: معنى اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم، وذلك حسَنٌ جائز، فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ كامل فلا.
وقالوا: اليومُ يومُك، يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة، يعني يُراد بهما ثوابُ ذلك اليوم.
وفي حديث عبد المَلِك: قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ النوم طويل اليوم؛ يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه، وقد يُرادُ باليوم الوقتُ مطلقاً؛ ومنه الحديث: تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه، ولا يختص بالنهارِ دون الليل.
واليومُ الأَيْوَمُ: آخرُ يوم في الشهر.
ويومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ؛ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً، كلُّه: طويلٌ شديدٌ هائلٌ.
ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك؛ وقوله: مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي ورواه ابن جني: مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي وقال: أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ الصعبُ، فقال: يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث، فقُلب فصار يَمِو، فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً، ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ اليومُ، فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده أَبو زيد من قوله: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا، مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا يريد خَمْسون، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي؛ قال ابن جني: ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به، وهو أَن يكون أَصله على ما قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ، ثم نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر، فصار اليَمُو، فلما وقعت الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً، ثم من الواو ياءً فصارت اليَمِي كأَحْقٍ وأَدْلٍ، وقال غيره: هو فَعِلٌ أَي الشديد؛ وقيل: أَراد اليَوْم اليَوْم كقوله: إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا

عوي (لسان العرب) [0]


العَوِيُّ: الذِّئْبُ. عَوَى الكَلْبُ والذئبُ يَعْوِي عَيّاً وعُواءً وعَوَّةً وعَوْيَةً، كلاهما نادرٌ: لَوَى خَطْمَه ثم صوَّت، وقيل: مَدَّ صَوْته ولم يُفْصِحْ.
واعْتَوَى: كَعَوى؛ قال جرير: أَلا إِنما العُكْلِيُّ كلْبٌ، فقُل لهُ، إِذا ما اعْتَوَى: إِخْسَأْ وأَلْقِ له عَرْقَا وكذلك الأَسَد. الأَزهري: عَوَت الكِلابُ والسِّباعُ تَعْوِي عُواءً، وهو صوت تَمُدُّه وليس بِنَبْحٍ، وقال أَبو الجَرَّاح: الذِّئْبُ يَعْوِي؛وأَنشدني أَعرابي: هَذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بالتَّرْكِ، الذِّئبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبْكي وقال الجوهري: عَوَى الكلْبُ والذِّئبُ وابنُ آوى يَعْوِي عُواءً صاحَ.
وهو يُعاوِي الكلابَ أَي يُصايِحُها. قال ابن بري: الأَعلم العِواء في الكلاب لا يكون إِلاَّ عِندَ السِّفادِ. يقال: عاوَتِ الكِلاب إِذا اسْتَحْرَمَتْ، فإِنْ لم يكن . . . أكمل المادة للسفاد فهو النُّباحُ لا غَيْر؛ قال وعلى ذلك قوله:جَزَى رَبُّه عَنِّي عَدِيَّ بن حاتِمٍ جَزاءَ الكِلابِ العاوِياتِ، وقَدْ فَعَلْ وفي حديث حارثة: كأَني أَسْمَعُ عُواءَ أَهل النَّارِ أَي صِياحَهُمْ. قال ابن الأَثير: العُواءُ صَوْتُ السِّباع، وكأَنَّه بالذئْبِ والكَلْبِ أَخَصُّ.والعَوَّةُ: الصَّوْتُ، نادِر.
والعَوَّاءُ، ممدُود: الكَلْب يَعْوي كَثيراً.
وكَلْبٌ عَوّاءٌ: كثير العُواء.
وفي الدُّعاء عليه: عليه العَفاءُ والكَلْبُ العَوَّاءُ.
والمُعاويَة: الكَلْبَة المُسْتَحْرِمَةُ تَعْوي إِلى الكلاب إِذا صَرَفَتْ ويَعْوينَ، وقد تَعاوَتِ الكِلابُ.
وعاوَت الكِلابُ الكَلْبَة: نابَحَتْها.
ومُعاوِيَةُ: اسم، وهو منه، وتصغير مُعاوِيَة مُعَيَّة؛ هذا قول أَهل البصرة، لأَن كلَّ اسم اجْتمَع فيه ثلاث ياءاتٍ أُولاهُنَّ ياءُ التصغير خُذِفَتْ واحدة مِنْهُنَّ، فإِن لم تكن أُولاهن ياء التَّصْغِير لم يُحْذَف منه شيءٌ، تقول في تصغير مَيَّة مُيَيَّة، وأَما أَهلُ الكوفة فلا يحذفون منه شيئاً يقولون في تصغير مُعاوية مُعَيِّيَة، على قول من قال أُسَيِّد، ومُعَيْوة، على قول من يقول أُسَيْوِد؛ قال ابن بري: تصغير معاوية، عند البصريين، مُعَيْويَة على لغة من يقول في أَسْودَأُسَيْوِد، ومُعَيَّة على قول من يقول أُسَيَّدٌ، ومُعَيَّيَة على لغة من يقول في أَحْوَى أُحَيِّيٌ، قال: وهو مذهب أَبي عمرو بن العَلاء، قال: وقولُ الجَوْهري ومُعَيْوة على قَوْلِ من يقولُ أُسَيْوِد غَلَطٌ، وصوابه كما قُلنا، ولا يجوز مُعَيْوة كما لا يجوز جُرَيْوة في تصغير جِرْوة، وإِنما يجوز جُرَيَّة.
وفي المَثَل: لَوْ لَك أَعْوِي ما عَوَيْتُ؛ وأَصله أَنَّ الرجلَ كان إِذا أَمْسى بالقَفْرِ عَوَى ليُسمِعَ الكِلابَ، فإن كان قُرْبَه أَنِيسٌ أَجابَتْه الكلابُ فاستَدَلَّ بعُوائها، فعَوَى هذا الرجلُ فجاءَهُ الذِّئْب فقال: لَو لَك أَعْوِي ما عَوَيْتُ، وحكاه الأَزهري.
ومن أَمثالهم في المُستَغِيث بمَنْ لا يُغِيثُه قولُهم: لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لم أَعْوِهْ؛ قال: وأَصله الرجلُ يبيت بالبَلَدِ القَفْرِ فيَستَنْبِحُ الكِلابَ بعُوائِه ليَسْتَدِلَّ بنُباحِها على الحَيِّ، وذلك أَنّ رجلاً باتَ بالقَفْرِ فاستَنْبَح فأَتاه ذِئْبٌ فقال: لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لم أَعْوِهْ، قال: ويقال للرجل إِذا دَعا قوماً إِلى الفِتنة، عَوَى قوماً فاستُعْوُوا، وروى الأَزهري عن الفراء أَنه قال: هو يَستَعْوي القَوْمَ ويَسْتَغْويهم أَي يَستَغِيثُ بهمْ.
ويقال: تَعاوى بنُو فلانٍ على فلانٍ وتَغاوَوْا عليه إِذا تَجَمَّعُوا عليه، بالعين والغين.
ويقال: استَعْوى فلان جَماعَةً إِذا نَعَقَ بهم إِلى الفِتنَة.
ويقال للرجُل الحازمِ الجَلْدِ: مايُنْهى ولا يُعْوَى.
وما له عاوٍ ولا نابحٌ أَي ما له غَنَم يَعْوي فيها الذئبُ ويَنْبَح دونها الكَلب، ورُبَّما سُمِّي رُغاءُ الفصِيلِ عُواءً إِذا ضَعُف؛ قال: بها الذِّئْبُ مَحزُوناً كأَنَّ عُواءَهُ عُواءُ فَصِيلٍ، آخِرَ الليْلِ، مُحْثَلِ وعَوَى الشيءَ عَيّاً واعْتَواهُ: عَطَفَه؛ قال: فلَمَّا جَرَى أَدْرَكنَه فاعْتَوَينَه عَنِ الغايَة الكُرْمى، وهُنَّ قُعودُ وعَوَى القَوْسَ: عَطَفَها.
وعَوَى رأْسَ الناقة فانْعَوَى: عاجَه.
وعَوَتِ الناقَةُ البُرَةَ عَيّاً إِذا لَوَتْها بخَطْمِها؛ قال رؤبة: إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَو نِقضا، تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا وعَوى القَومُ صُدُورَ رِكابهمْ وعَوَّوْها إِذا عَطَفُوها.
وفي الحديث: أَنَّ أُنَيْفاً سأَله عن نَحرِ الإِبلِ فأَمَرَه أَن يَعْوِيَ رُؤوسَها أَي يَعْطِفَها إِلى أَحَد شِقَّيها لتَبرُز اللَّبةُ، وهي المَنحَرُ.
والعَيُّ: اللَّيُّ والعَطْفُ. قال الجوهري: وعَوَيْتُ الشَّعْر والحَبل عَيّاً وعَوَّيْته تَعْوِيَةً لَوَيته؛ قال الشاعر: وكأَنَّها، لما عَوَيْت قُرُونَها، أَدْماءُ ساوَقَها أَغَرُّ نَجِيبُ واستَعْوَيته أَنا إِذا طَلَبتَ منه ذلك.
وكلُّ ما عَطَفَ من حَبْلٍ ونحوه فقد عَواهُ عَيّاً، وقيل: العَيُّ أَشَدُّ من اللَّيِّ. الأَزهري: عَوَيْتُ الحبلَ إِذا لَوَيتَه، والمصدَر العَيُّ.
والعَيُّ في كلِّ شيءٍ: اللَّيُّ.
وعَفَتَ يَدَهُ وعَواها إِذا لَواها.
وقال أَبو العَمَيثَلِ: عَوَيْت الشيءَ عَيّاً إِذا أَمَلْته.
وقال الفراء: عَوَيْت العِمامَة عَيَّةً ولَوَيتُها لَيَّةً.
وعَوَى الرجلُ: بلغ الثلاثين فقَويَتْ يَدهُ فعَوَى يَدَ غيره أَي لَواها لَيّاً شديداً.
وفي حديث المسلم قاتِلِ المشرِكِ الذي سَبَّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم: فتَعاوى المشركون عليه حتى قتلوه أَي تعاوَنوا وتَساعَدوا، ويروى بالغين المعجمة وهو بمعناه. الأَزهري: العَوّا اسمُ نَجمٍ، مقصورٌ، يكتَب بالأَلف، قال: وهي مؤنثة من أَنْواءِ البَرْدِ؛ قال ساجع العرب: إِذا طَلَعَتِ العَوَّاءُ وجَثَم الشِّتاءُ طاب الصِّلاءُ؛ وقال ابن كُناسة: هي أَربعة كواكبَ ثلاثةٌ مُثَقَّاةٌ متفرقة، والرابع قريبٌ منها كأَنه من الناحية الشاميَّة، وبه سميت العَوَّاءُ كأَنه يَعْوِي إِليها من عُواءِ الذئْب، قال: وهو من قولك عَوَيْتُ الثوبَ إِذا لَوَيتَه كأَنه يعْوي لما انفرد. قال: والعَوَّاءُ في الحساب يَمانيَةٌ، وجاءت مُؤَنَّثَة عن العرب، قال: ومنهم من يقول أَوَّل اليَمانية السِّماكُ الرامِحُ، ولا يجعل العَوَّاء يمانية للكوكب الفَردْ الذي في الناحية الشاميَّة.
وقال أَبو زيد: العَوَّاءُ ممدودةٌ، والجوزاء ممدودة، والشِّعْرى مقصور.
وقال شمر: العَوَّاءُ خمسة كواكِبَ كأَنها كِتابة أَلِفٍ أَعْلاها أَخفاها، ويقال: كأَنها نُونٌ، وتُدْعى ورِكي الأَسَد وعُرْقوبَ الأَسَد، والعرب لا تُكْثِرُ ذِكْرَ نَوْئِها لأَن السِّماكَ قد استَغْرَقَها، وهو أَشهر منها، وطُلوعها لاثنَتين وعشرين ليلةً من أَيلولٍ، وسقُوطُها لاثنتين وعشرين ليلةً تَخْلُو من أَذار؛ وقال الحُصَيْني في قصيدته التي يذكر فيها المنازل: وانْتَثَرَت عَوَّاؤه تَناثُرَ العِقْد انْقَطعْ ومن سجعهم فيها: إِذا طَلَعت العَوَّاءُ ضُرِبَ الخِباءُ وطابَ الهواءُ وكُرِه العَراءُ وشَثُنَ السِّقاءُ. قال الأَزهري: مَن قَصَرَ العَوَّا شَبَّهَها باسْتِ الكلبِ، ومَن مَدَّها جَعَلها تَعْوِي كما يَعْوِي الكلبُ،والقَصْرُ فيها أَكثرُ (* قوله «والقصر فيها اكثر» هكذا في الأصل والمحكم، والذي في التهذيب: والمدّ فيها أكثر.) قال ابن سيده: العَوَّاءُ مَنْزِلٌ من منازل القمر يُمَدُّ ويُقَصَر، والألف في آخره للتأْنيث بمنزلة ألف بُشْرَى وحُبْلى، وعينُها ولامُها واوان في اللفظ كما ترى ، ألا ترى أَن الواوَ الآخرة التي هي لامٌ بدل من ياءٍ، وأَصلها عَوْيَا وهي فَعْلَى من عَوَيْت؟ قال ابن جني: قال أَبو علي إنما قيلَ العَوَّا لأَنها كواكبُ مُلْتَويةٌ، قال: وهي من عَوَيْتُ يدَه أَي لَوَيتها، فإن قيل: فإذا كان أَصلها عَوْيا وقد اجتمعت الواو والياء وسبقت الأَولى بالسكون، وهذه حالٌ توجب قَلْب الواو ياءً وليستْ تقتضي قلبَ الياء واواً، أَلا تراهم قالوا طَوَيْت طَيّاً وشوَيْت شَيّاً، وأَصلُهما طَوْياً وشَوْياً، فقلت الواوَ ياءً، فهلاَّ إذ كان أَصل العَوَّا عَوْيَا قالوا عَيّاً فقلَبوا الواو ياءً كما قلبوها في طَوَيت طَيّاً وشَوَيت شَيّاً؟ فالجواب أَن فَعْلَى إذا كانت اسماً لا وصفاً، وكانت لامُها ياءً، فقلبت ياؤها واواً، وذلك نحو التَّقْوَى أَصلُها وَقْيَا، لأَنها فَعْلَى من وَقَيْت، والثَّنْوَى وهي فَعْلَى من ثَنَيْتُ، والبَقْوَى وهي فَعْلى من بَقِيت، والرَّعْوَى وهي فَعْلَى من رَعَيْت، فكذلك العَوَّى فَعْلى من عَوَيْت، وهي مع ذلك اسمٌ لا صفة بمنزلة البَقْوَى والتَّقْوَى والفَتْوَى، فقلبت الياء التي هي لامٌ واواً، وقبلها العين التي هي واو، فالتقت واوان الأُولى ساكنة فأُدغمت في الآخِرة فصارت عَوًّا كما تَرَى، ولو كانت فَعْلَى صفة لما قُلِبَت ياؤها واواً، ولَبَقِيَت بحالها نحو الخَزْيَا والصَّدْيا، ولو كانت قبل هذه الياء واوٌ لَقُلِبَت الواوُ ياءً كما يجب في الواوِ والياء إذ التَقَتا وسَكَن الأَوَّل منهما، وذلك نحو قولهم امرأَة طَيَّا ورَيَّا، وأَصلُهما طوْيَا ورَوْيَا، لأَنهما من طَوَيْت ورَوِيت، فقلبت الواوُ منهما ياءً وأُدغِمَت في الياء بَعْدَها فصارت طَيَّا وريَّا، ولو كانت ريّاً اسماً لوَجَب أَن يُقال رَوَّى وحالُها كحالِ العَوَّا، قال: وقد حُكِيَ عنهم العَوَّاءُ، بالمدِّ، في هذا المنزِلِ من منازِل القَمر؛ قال ابن سيده: والقولُ عندي في ذلك أَنه زاد للمدّ الفاصل أَلفَ التأْنيثِ التي في العَوَّاء، فصار في التقدير مثالُ العَوَّاا أَلفين، كما ترى ، ساكنين، فقلبت الآخرة التي هي علم التأْنيث همزة لمَّا تحركت لالتقاء الساكنين، والقولُ فيها القولُ في حمراء وصَحْراءَ وصَلْفاءَ وخَبْراءَ، فإن قيل: فلَمَّا نُقِلَت من فَعْلى إلى فَعْلاء فزال القَصْرُ عنها هلاّ رُدَّت إلى القياس فقلبت الواو ياء لزوال وزن فَعْلى المقصورة ، كما يقال رجل أَلْوى وامرأَة لَيَّاءُ، فهلاَّ قالوا على هذا العَيَّاء؟ فالجواب أَنهم لم يَبْنوا الكَلِمةِ على أَنها ممدودة البَتْة، ولو أَرادوا ذلك لقالوا العَيَّاء فمدّوا، وأَصله العَوْياء، كما قالوا امرأَة لَيَّاء وأَصلها لَوْياء، ولكنهم إنما أَرادوا القَصْر الذي في العَوّا، ثم إنهم اضْطُرُّوا إلى المدّ في بعض المواضِع ضرورة، فبَقّوا الكلمة بحالِها الأُولى من قلب الياء التي هي لامٌ واواً، وكان تَرْكُهُم القلبَ بحالِه أَدلَّ شيءٍ على أَنهم لم يَعتَزِموا المدّ البتَّة، وأَنهم إنما اضْطُرُّوا إليه فَرَكبوه، وهم حينئذ للقصر ناوُون وبه مَعْنيُّون؛ قال الفرزدق: فلَو بَلَغَتْ عَوّا السِّماكِ قَبيلةٌ، لزادَت علَيها نَهْشَلٌ ونَعَلَّت ونسبه ابن بري إلى الحطيئة. الأزهري: والعوّاء النابُ من الإبلِ، ممدودةٌ، وقيل: هي في لُغة هُذيل النابُ الكَبيرة التي لا سَنامَ لها؛ وأنشد:وكانوا السَّنامَ اجْتُثَّ أَمْسِ، فقَوْمُهُم كَعَوَّاءَ بعد النِّيِّ غابَ رَبِيعُها وعَواهُ عن الشيء عَيّاً: صَرفه.
وعَوَّى عن الرجُل: كَذَّب عنه وردَّ على مُغْتابه.
وأَعواءٌ: موضع؛ قال عبدُ منافِ بنُ رِبْع الهُذ : أَلا رُبَّ داعٍ لا يُجابُ، ومُدَّعٍ صلى الله عليه وسلم بساحةِ أَعْواءِ وناجِ مُوائِلِ الجوهري: العَوَّاءُ سافِلَة الإنسانِ، وقد تُقْصر. ابن سيده: العَوَّا والعُوَّى والعَوَّاء والعُوَّة كلُّه الدُّبُر.
والعَوَّةُ: عَلَم من حِجارة يُنْصَب على غَلْظِ الأَرض.
والعَوَّةُ. الضَّوَّة وعَوْعَى عَوْعاةً: زجَرَ الضأْنَ. الليث: العَوَّا والعَوّة لغتان وهي الدُّبُر؛ وأَنشد: قِياماً يُوارُون عَوّاتِهمْ * بِشَتْمِي، وعَوََّّاتُهُم أَظْهَر وقال الآخر في العَوَّا بمعنى العَوَّة: فَهَلاَّ شَدَدْتَ العَقْدَ أَو بِتَّ طاوِياً، ولم يفرح العوّا كما يفرح القتْبُ (* قوله« ولم يفرح إلخ» هكذا في الأصل.) والعَوّةُ والضَّوَّةُ: الصَّوْتُ والجلَبَة. يقال: سمِعت عَوَّةَ القومِ وضَوَّتَهُم أَي أَصْواتَهُم وجَلَبَتَهُم، والعَوُّ جمع عَوَّةٍ، وهي أُمُّ سُوَيْد.
وقال الليث: عَا، مَقْصورٌ، زجْرٌ للضِّئِينَ، ورُبَّما قالوا عَوْ وعاء وعايْ، كل ذلك يُقال ، والفعل منه عاعَى يُعاعِي مُعاعاةً وعاعاةً.
ويقال أَيضاً: عَوْعَى يُعَوْعِي عَوْعاةً وعَيْعَى يُعَيْعِي عَيْعاة وعِيعاءً؛ وأَنشد: وإنّ ثِيابي من ثِيابِ مُحَرَّقٍ، ولمْ أَسْتَعِرْها من مُعاعٍ وناعِقِ

قبض (لسان العرب) [0]


القَبْضُ: خِلافُ البَسْط، قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَكْتُ ابنَ ذي الجَدَّينِ فيه مُرِشَّةٌ، يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِيقُها والانْقِباضُ: خِلافُ الانْبِساط، وقد انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ.
وانْقَبَضَ الشيءُ: صارَ مَقْبُوضاً.
وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار أَي انْزَوَتْ.
وفي أَسماء اللّه تعالى: القابِضُ، هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من الأَشياء عن العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات.
وفي الحديث: يَقْبِضُ اللّه الأَرضَ ويقبض السماء أَي يجمعهما.
وقُبِضَ المريضُ إِذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف على الموت.
وفي الحديث: فأَرْسَلَتْ إِليه أَن ابناً لي قُبِضَ؛ أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع. الليث: إِنه ليَقْبِضُني ما قَبَضَك؛ قال الأَزهري: معناه أَنه يُحْشِمُني ما أَحْشَمَكَ، . . . أكمل المادة ونَقِيضُه من الكلام: إِنه لَيَبْسُطُني ما بَسَطَك.
ويقال: الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه.
وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعةٌ مني يَقْبِضُني ما قبَضها أَي أَكره ما تكرهه وأَنْجَمِعُ مما تنجمع منه.
والتَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ.
والملَكُ قابِضُ الأَرْواح.
والقبض: مصدر قَبَضْت قَبْضاً، يقال: قبضتُ مالي قبضاً.
والقَبْضُ: الانقباض، وأَصله في جناح الطائر؛ قال اللّه تعالى: ويَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرحمن.
وقبَضَ الطائرُ جناحَه: جَمَعَه.
وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار أَي انْزَوَتْ.
وقوله تعالى: ويَقْبِضُون أَيديَهم؛ أَي عن النفقة، وقيل: لا يُؤْتون الزكاة.
واللّه يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ على قوم ويُوَسِّع على قوم.
وقَبَّضَ ما بين عينيه فَتَقَبَّضَ: زَواه.
وقَبَّضْتُ الشيءَ تَقْبِيضاً: جَمَعْتُه وزَوَيْتُه.
ويومٌ يُقَبِّضُ ما بين العَيْنَيْنِ: يكنى بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب، وكذلك يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى.
والقُبْضةُ، بالضم: ما قَبَضْتَ عليه من شيء، يقال: أَعْطاه قُبضة من سَوِيق أَو تمر أَو كَفّاً (* قوله «أو كفاً» في شرح القاموس: أَي كفاً.) منه، وربما جاء بالفتح. الليث: القَبْضُ جَمْعُ الكفّ على الشيء. الشيءَ قبْضاً: أَخذته.
والقَبْضة: ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله، فإِذا كان بأَصابعك فهي القَبْصةُ، بالصاد. ابن الأَعرابي: القَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ وإِن تُحَوِّلْه.
والقَبْضُ: تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ.
والقَبْضُ: التناوُلُ للشيءِ بيدك مُلامَسةً.
وقبَضَ على الشيء وبه يَقْبِضُ قَبْضاً: انْحَنَى عليه بجميع كفه.
وفي التنزيل: فَقَبَضْتُ قَبْضةً من أَثَر الرسول؛ قال ابن جني: أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول، ومثله مسأَلة لكتاب: أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مني ذُو مَسافةِ فَرْسَخَيْنِ.
وصار الشيءُ في قَبْضِي وقَبْضَتي أَي في مِلْكِي.
وهذا قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبِضُ عليه.
وقوله عزّ وجلّ: والأَرضُ جميعاً قَبْضَتُه يوم القيامة؛ قال ثعلب: هذا كما تقول هذه الدارُ في قَبْضَتي ويدِي أي في مِلْكِي، قال: وليس بقَوِيّ، قال: وأَجازَ بعض النحويين قَبْضَتَه يومَ القيامة بنصب قبضَتَه، قال: وهذا ليس بجائز عند أَحد من النحويين البصريين لأَنه مختص، لا يقولون زيدٍ قبضتَك ولا زيد دارَك؛ وفي التهذيب: المعنى والأَرضُ في حال اجتماعها قَبْضَتُه يوم القيامة.
وفي حديث حنين: فأَخذ قُبْضةً من التراب؛ هو بمعنى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنى المَغْرُوف، وهي بالضم الاسم، وبالفتح المرّة.
ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ والسيف ومَقْبِضَتُها: ما قَبَضْتَ عليه منها بجُمْع الكفّ، وكذلك مَقْبِضُ كل شيءٍ. التهذيب: ويقولون مَقْبِضَةُ السِّكِّينِ ومَقْبِض السيف، كل ذلك حيث يُقْبَضُ عليه بجُمع الكفّ. ابن شميل: المَقْبِضَةُ موضع اليد من القَناة.
وأَقْبَضَ السيفَ والسكين: جعل لهما مَقْبِضاً.
ورجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ: للذي يَتمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه ويَرْفِضَه، وهو من الرِّعاء الذي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها ويَطْرُدها حتى يُنْهِيها حيث شاء، وراعٍ قُبضَةٌ إِذا كان مُنْقَبِضاً لا يتفسَّح في رَعْي غنمه.
وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً: أَخذه.
وقَبَّضَه المالَ: أَعْطاهُ إِيّاه.
والقَبَضُ: ما قُبِضَ من الأَمْوال.
وتَقْبِيضُ المالِ: إِعطاؤه لمن يأْخذه.
والقَبْضُ: الأَخذ بجميع الكف.
وفي حديث بلال، رضي اللّه عنه، والتمر: فَجَعل يجيءُ به قُبَضاً قُبَضاً.
وفي حديث مجاهد: هي القُبَضُ التي تُعْطى عند الحَصاد، وقد روي بالصاد المهملة.
ودخلَ مالُ فلان في القَبَض، بالتحريك، يعني ما قُبِضَ من أَموال الناس. الليث: القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقي في قَبَضِه أَي في مُجْتَمَعِه.
وفي الحديث: أَن سعداً قَتَلَ يوم بدر قَتِيلاً وأَخذ سيفه فقال له: أَلْقِه في القَبَضِ؛ والقَبَضُ، بالتحريك، بمعنى المقبوض وهو ما جُمِع من الغنيمة قبل أَن تُقْسَم.
ومنه الحديث: كان سلمان على قَبَضٍ من قَبَضِ المهاجرين.
ويقال: صار الشيءُ في قَبْضِكَ وفي قَبْضَتِكَ أَي في مِلْكِكَ.
والمَقْبَضُ: المكانُ الذي يُقْبَضُ فيه، نادِرٌ.
والقَبْضُ في زِحافِ الشعر: حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون من فعولن أَينما تصرفت، ونحو الياء من مفاعيلن؛ وكلُّ ما حُذف خامسه، فهو مَقْبُوض، وإِنما سمي مَقْبوضاً لِيُفْصَل بين ما حذف أَوله وآخره ووسطُه.
وقُبِضَ الرَّجل: مات، فهو مَقْبُوضٌ.
وتَقَبَّضَ على الأَمر: توَقَّفَ عليه.
وتَقَبَّضَ عنه: اشْمَأَزَّ.
والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ إِذا كان مُنْكَمِشاً سريعاً؛ قال الراجز: أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِيلُ المَشِيّا ماءً، من الطَّثْرَةِ، أَحْوَذِيّا يُعْجِلُ ذا القَباضةِ الوَحِيّا، أَن يَرْفَعَ المئْزَرَ عنه شَيّا والقَبِيضُ من الدواب: السرِيعُ نقلِ القوائِم؛ قال الطِّرمّاح: سَدَتْ بِقَباضةٍ وثَنَتْ بِلِين والقابِضُ: السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ؛ قال الأَزهري: وإِنما سمي السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إِذا أَراد سوْقَها، فإِذا انتشرت عليه تَعَذَّرَ سوْقُها، قال: وقَبَضَ الإِبلَ يَقْبِضُها قَبّضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً.
وفرس قَبِيضُ الشدِّ أَي سَرِيعُ نقلِ القوائم.
والقَبْضُ: السوْق السريع؛ يقال: هذا حادٍ قابِضٌ؛ قال الراجز: كيْفَ تَراها، والحُداةُ تَقْبِضُ بالغَمْلِ لَيْلاً، والرِّحالُ تَنْغِضُ (* قوله «بالغمل» هو اسم موضع كما في الصحاح والمعجم لياقوت.) تَقْبِضُ أَي تسوق سَوْقاً سريعاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفقعسي: هَلْ لَكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائضُ، في هَجْمةٍ يَغْدِرُ منها القابِضُ؟ ويقال: انْقَبَضَ أَي أَسْرَع في السوْق؛ قال الراجز: ولو رَأَت بِنْت أَبي الفَضّاضِ، وسُرْعتي بالقَوْمِ وانْقِباضِي والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته: يَشُلَّها.
وعَير قَبّاضة: شَلاَّل، وكذلك حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ؛ قال رؤبة: قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ قال ابن سيده: دخلت الهاء في قَبّاضة للمبالغة، وقد انْقَبَضَ بها.
والقَبْضُ: الإِسْراعُ.
وانْقَبَضَ القومُ: سارُوا وأَسْرَعُوا؛ قال: آذَنَ جِيرانك بانْقِباضِ قال: ومنه قوله تعالى: أَوَلم يَرَوْا إِلى الطير فوقهم صافّاتٍ ويَقْبِضْنَ.
والقُنْبُضةُ من النساء: القصيرة، والنون زائدة؛ قال الفرزدق: إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى، رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ والرجل قُنْبُضٌ، والضمير في رَقدن يعود إِلى نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ والتَّرَفِ إِذا كانت القُنْبُضات السود في خِدْمة وتَعَبٍ. قال الأَزهري: قول الليث القَبِيضةُ من النساء القصيرة تصحيف والصواب القُنْبُضة، بضم القاف والباء، وجمعها قُنْبُضات، وأَورد ببيت الفرزدق.
والقَبّاضةُ: الحمار السريعُ الذي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها؛ وأَنشد لرؤبة: أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ، قَبّاضةٌ بين العَنِيفِ واللَّبِقْ الأَصمعي: ما أَدري أَيُّ القَبِيضِ هو كقولك ما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو، وربما تكلموا به بغير حرف النفي؛ قال الراعي: أَمْسَتْ أُمَيّةُ للاسْلامِ حائطةً، ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ ويقال للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه: إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، ومعناه أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لها المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت في لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتى تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ.والقَبْضُ: ضرب من السَّير.
والقِبِضَّى: العَدْو الشديدُ؛ وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ: وتَعْدُو والقِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى، ولم تَدْرِ ما بالي ولم أَدْر ما لَها قال: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب من العَدْو فيه نَزْوٌ.
وقال غيره: يقال قَبَضَ، بالصاد المهملة، يَقْبِضُ إِذا نزا، فهما لغتان؛ قال: وأَحسَب بيتَ الشمّاخ يُروى: وتعدو القِبِصّى، بالصاد المهملة.

شوا (لسان العرب) [0]


ناقةٌ شَوْشاةٌ مثلُ المَوْماةِ وشَوْشاءُ: سريعة؛ فأَما قول أَبي الأَسود: على ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ شَوْشَوٍ، صَنيعٍ نبيل يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ فقد يجوز أَن يُريدَ شَوْشَويٍّ كأَحْمَر وأَحمريٍّ. قال ابن بري: والشَّوْشاةُ المرأَة الكثيرةُ الحديث؛ قال ابن أَحمر: لَيْسَتْ بشَوْشَاةِ الحَدِيثِ، وَلا فُتُقٍ مُغالِبَة على الأَمْرِ والشَّيُّ: مَصْدَرُ شَوَيْتُ، والشِّوَاءُ الاسمُ.
وشَوَى اللَّحْمَ شيّاً فانْشَوَى واشْتَوَى، قال الجوهري: ولا تَقُلِ اشْتَوَى؛ وقال: قَدِ انْشَوَى شِوَاؤُنا المُرَعْبَلُ، فاقْتَرِبُوا إِلى الغَداء فَكُلُوا قال ابن بري: وأَجَازَ سيبويه أَنْ يقال شَوَيْتُ اللَّحْم فانْشَوَى واشْتَوى؛ ومنه قول الراجز يصف كَمْأَةً جَناها: أَجْني البِكَار الحُوَّ مِنْ أَكْمِيها، تَمْلأُ ثِنْتاها يَدَيْ طَاهِيها، قَادِرُها . . . أكمل المادة رَاضٍ ومُشْتَوِيَها وهو الشِّواءُ والشَّويُّ؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد: ومُحْسِنَةٍ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَها، تَنَفَّسَ عَنْها حَيْنُها فَهْيَ كالشَّوِي وتفسير هذا البيت مذكور في ترجمة حسب، والقطْعَةُ منه شِوَاءةٌ؛ وأَنشد: وانْصِبْ لَنا الدَّهْمَاءَ، طَاهِي، وعَجِّلَنْ لَنا بِشِواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها واشْتَوَى القَوْمُ: اتَّخَذُوا شِواءً؛ وقال لبيد: وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّه بأَلُوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ أَو نَهَتْه فأَتَاهُ رِزْقُه، فَاشْتَوَى لَيْلةَ رِيحٍ واجْتَمَلْ وشَوَّاهُمْ وأَشْواهُمْ: أَطْعَمَهُم شِواءً.
وأَشْواهُ لَحْماً: أَطْعَمَه إِيَّاه.
وقال أَبو زيد: شَوَّى القَوْمَ وأَشْواهُمْ أَعْطاهُمْ لحماً طرِيّاً يَشْتَوُونَ منه، تقول: أَشْوَيْتُ أَصْحابِي إِشْواءً إِذا أَطْعَمْتَهُم شِواءً، وكذلك شَوَّيْتُهُم تَشْوِيَةً، واشْتَوَيْنا لحماً في حال الخُصوصِ، وحكى الكسائي عن بعضهم: الشُّواء يريدُ الشِّوَاءَ؛ وأَنشد: ويخْرجُ لِلْقَوْم الشُّواء يَجُرُّه، بأَقْصَى عَصَاهُ، مُنْضَجاً أَو مُلَهْوَجَا قال أَبو بكر: والعرب تقول نَضِجَ الشُّواءُ، بضم الشين، يريدون الشِّواء.
والشُّوايَةُ: القِطْعةُ من اللحْمِ، وقيل: شُوايَة الشاةِ ما قَطَعَه الجازِرُ من أَطْرافِها.
والشُّوايَةُ، بالضم: الشيءُ الصغيرُ من الكبير كالقِطْعةِ من الشَّاةِ.
وتَعَشَّى فلانٌ فأَشْوَى من عَشائِه أَي أَبْقَى منه بِقيَّةً.
ويقال: ما بَقِي من الشاةِ إِلاَّ شُوَايَةٌ.
وشُوايَةُ الخُبْز: القُرْصُ منه.
وأَشْوَى القَمْحُ: أَفْرَكَ وصلَحَ أَنْ يُشْوَى، وقد يستعمل ذلك في تَسْخينِ الماءِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: بِتْنا عُذُوباً، وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا، نَشْوِي القَراحَ، كأَنْ لا حَيَّ في الوَادِي نَشْوِي القَراحَ أَي نُسَخِّنُ الماءَ فنَشْرَبُهُ لأَنه إِذا لَمْ يُسَخَّنْ قَتَل من البَرْدِ أَو آذى، وذلك إِذا شُرِبَ على غيرِ ثُفْلٍ أَو غِذَاءٍ. ابن الأَعرابي: شَوَيْتُ الماءَ إِذا سَخَّنْتَه.
وفي الحديث: لا تَنْقُضِ الحائِضُ شَعَرَها إِذا أَصابَ الماءُ شَوَى رأْسِها أَي جِلْدَه.
والشَّواةُ: جِلْدَةُ الرأْسِ؛ وقولُ أَبي ذُؤَيْب: على إِثْرِ أُخْرَى قَبْلَها قد أَتتْ لها إِليكَ، فجاءتْ مُقْشَعِرّاً شَواتُها أَراد: المَآلِكَ التي هي الرسائلُ، فاستَعار لها الشَّواةَ ولا شَواةَ لها في الحقيقة، وإِنما الشَّوَى للحَيَوان، وقيل: هي القائمةُ، والجمع شَوىً، وقيل: الشَّوَى اليَدانِ والرِّجْلانِ، وقيل: اليَدانِ والرِّجْلانِ والرأْسُ من الآدِميِّينَ وكُلُّ ما ليس مَقْتَلاً.
وقال بعضهم: الشَّوَى جماعة الأَطرافِ.
وشَوَى الفَرَسِ: قَوَائُمه. يُقالُ: عَبْلُ الشَّوَى، ولا يكونُ هذا للرَّأْسِ لأَنهم وصَفُوا الخَيْلَ بأَسالَةِ الخَدَّيْنِ وعِتْقِ الوَجْهِ، وهو رِقَّتُه؛ وقول الهذلي: إِذا هي قامَتْ تَقْشَعِرُّ شَوَاتُها، وتُشْرِفُ بين اللِّيتِ منها إِلى الصُّقْلِ أَراد ظاهِرَ الجِلدِ كلّه، ويدُلُّ على ذلك قوله بين اللّيتِ منها إِلى الصُّقْلِ أَي من أَصلِ الأُذُنِ إِلى الخاصِرَة.
ورَماهُ فأَشْواهُ أَي أَصابَ شَواهُ ولم يُصِبْ مَقْتَلَه؛ قال الهذلي: فإِنَّ من القَوْل التي لا شَوَى لها، إِذ زَلَّ عن ظَهْرِ اللسانِ انْفلاتُها يقول: إِنَّ من القَوْل كَلِمَةً لا تُشْوِي ولكنْ تَقْتُلُ، والاسمُ منه الشَّوَى؛ قال عَمْرو ذُو الكَلْب: فَقُلْتُ: خُذْهَا لا شَوىً ولا شَرَمْ ثم اسْتُعْمِلَ في كُلِّ مَن أَخْطَأَ غَرَضاً، وإِن لم يكن له شَوىً ولا مَقْتَلٌ. الفراء في قوله تعالى: كَلاَّ إِنَّها لَظَى نَزَّاعَة للشَّوَى؛ قال: الشَّوَى اليَدَانِ والرِّجْلانِ وأَطْرافُ الأَصابع وقِحْفُ الرَّأْسِ، وجِلْدَةُ الرَّأْسِ يقال لها شَوَاةٌ، وما كان غيرَ مَقْتَلٍ فهو شَوىً؛ وقال الزجاج: الشَّوَى جمع الشَّوَاةِ وهي جِلْدَةُ الرَّأْسِ؛ وأَنشد: قَالَتْ قُتَيْلَةُ: مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْباً شَوَاتُهْ؟ قال أَبو عبيد: أَنشدها أَبو الخطاب الأَخفش أَبا عمرو ابن العلاءِ فقال له: صحَّفتَ، إِنما هو سراتُه أَي نواحيه، فسكت أَبو الخطَّاب الأَخْفَش ثم قال لنا:بل هو صَحَّفَ، إِنما هو شَواتُه؛ وقوله أَنشده أَبو العَمَيْثَل الأَعرابي: كَأَنّ لَدَى مَيْسُورها متْنَ حَيَّةٍ تَحَرَّكَ مُشْواهَا، ومَاتَ ضَرِيبُها فسَّره فقال: المُشْوَى الذي أَخْطَأَه الحَجَر، وذكر زِمامَ ناقَةٍ شَبَّه ما كان مُعَلَّقاً منه بالذي لم يُصِبْهُ الحَجرُ من الحيَّة فهو حَيٌّ، وشبَّه ما كان بالأَرض غير متحرك بما أَصابه الحجر منها فهو ميِّتٌ.والشَّوِيَّةُ والشَّوى: المَقْتلُ؛ عن ثعلب.
والشَّوى: الهَيِّنُ من الأَمر.
وفي حديث مجاهد: كل ما أَصابَ الصائمُ شَوىً إِلاَّ الغِيبةَ والكَذِبَ فهي له كالمقْتَل؛ قال يحيى بن سعيد: الشَّوى هو الشيءُ اليَسيرُ الهَيِّن، قال: وهذا وجهُه، وإِياه أَراد مجاهدٌ، ولكنِ الأَصلُ في الشَّوى الأَطْراف، وأَراد أَن الشَّوى ليس بمَقْتلٍ، وأَن كلَّ شيءٍ أَصابَه الصائم لا يُبْطِل صوْمَه فيكون كالمَقتل له، إِلا الغِيبةَ والكَذِبَ فإِنهما يُبْطِلان الصَّوْم فهما كالمَقتل له؛ وقولُ أُسامة الهُذَلي: تاللهِ ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى أَي ليس حُبِّي إِياه خطأً بل هو صوابٌ.
والشُّوايَةُ والشِّوايَةُ (* قوله «والشواية» هي مثلثة كما في القاموس): البَقِية من المالِ أَو القوم الهَلْكى.
والشَّوِيَّةُ: بقيَّةُ قومٍ هَلَكوا، والجمع شَوايا؛ وقال: فهمْ شَرُّ الشَّوايا من ثُمودٍ، وعَوْفٌ شَرُّ مُنْتَعِلٍ وحافِ وأَشْوى من الشيءِ: أَبقى، والاسم الشَّوى؛ قال الهذلي: فإِنَّ من القولِ التي لا شَوى لها، إِذ ذلَّ عن ظهرِ اللسانِ انفِلاتُها يعنيي لا إِبْقاءَ لها، وقال غيرُه: لا خطأَ لها؛ وقال الكميت: أَجِيبوا رُقَى الآسي النِّهطاسيِّ، واحْذَروا مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ التي لا شَوى لها أَي لا برء لها.
والإِشْواءُ: يُوضَعُ مَوضِع الإِبْقاءِ حتى قال بعضُهم تعشَّى فلانٌ فأَشْوى عن عَشائِه أَي أَبْقى بعضاً، وأَنشد بيت الكميت ؛ وقال أَبو منصور: هذا كلُّه من إِشْواءِ الرامي وذلك إِذا رَمى فأَصابَ الأَطْرافَ ولم يصِبِ المقْتل، فيوضَع الإِشْواءُ موضع الخَطإِ والشيء الهَيِّن؛ وأَنشد ابن بري للبُرَيْق الهُذلي: وكنتُ، إِذا الأَيامُ أَحْدَثنَ هالِكاً، أَقولُ شَوىً، ما لم يُصِبْنَ صميمي وفي حديث عبد المطلب: كان يَرى أَن السهمَ إِذا أَخطأَه فقد أَشْوى؛ يقال: رَمى فأَشْوى إِذا لم يُصِبِ المقتلَ. قال أَبو بكر: الشَّوى جلدةُ الرأْس.
والشَّوى: إِخْطاءُ المقْتل.
والشَّوى: اليدانِ والرِجلان.
والشَّوى: رُذالُ المالِ.
ويقالُ: كلُّ شيءٍ شَوىً أَي هَيِّنٌ ما سَلِمَ لك دينُك.
والشَّوى: رُذالُ الإِبل والغنم، وصغارُها شَوىً؛ قال الشاعر: أَكَلْنا الشَّوى، حتى إِذا لم نَدَعْ شَوىً، أَشَرْنا إِلى خَيراتِها بالأَصابعِ وللسَّيفُ أَحْرى أَن تُباشِرَ حَدَّهُ من الجُوعِ، لا يثنى عليه المضاجع (* قوله «من الجوع إلى آخر البيت» هو هكذا في الأصل). يقول: إِنه نحرَ ناقةً في حَطْمَةٍ أَصابَتْهم، وهي السَّنة المُجْدِبة، يقولُ: نحْرُ الناقةِ خيرٌ من الجوعِ وأَحْرى، وفي تُباشِر ضميرُ الناقة.
وشِوايةُ الإِبلِ والغَنَم وشَوايَتُهِما رَدِيئُهما؛ كلْتاهُما عن اللحياني.
وأَشْوى الرجلُ وشَوْشى وشَوْشَمَ (* قوله «وشوشى وشوشم» هكذا في الأصل والتهذيب).
وأَشرى إِذا اقْتَنى النَّقَزَ من رديء المالِ، والشَّاةُ: التي يُصْعَدُ بها النَّخْل فهو المِصْعادُ، وهو الشَّوائي (* قوله «وهو الشوائي» وقوله «التبليا» هما هكذا في الأصل)، قال: وهو الذي يقال له التَّبَلْيا، وهو الكَرُّ بالعربية.
والشَّاوي: صاحبُ الشاءِ؛ وقال مبشر بن هذيل الشمخي: بل رُبَّ خَرْقٍ نازِحٍ فَلاتُهُ لا يَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فيها شَاتُه، ولا حِماراهُ ولا عَلاقُ والشَّوِيُّ: جمع شاةٍ؛ قال الراجز: إِذا الشَّوِيُّ كَثُرت مَواجُهْ، وكانَ من تحْتِ الكُلى مناتِجُهْ (* قوله «نواتجه» هكذا في الأصل). أَي تموتُ الغنم من شِدَّةِ الجَدْبِ فتُشقُّ بُطونُها وتُخْرَجُ منها أَولادُها.
وفي حديث الصدَقة: وفي الشَّوِيِّ في كلُّ أَرْبَعينَ واحدةٌ؛ الشَّوِيُّ: اسمُ جمعٍ للشاةِ، وقيل: هو جمعٌ لها نحو كَلْب وكَلِيبٍ؛ ومنه كتابُه لقَطَن بن حارثة: وفي الشَّوِيِّ الوريِّ مُسِنَّةٌ.
وفي حديث ابن عمر: أَنه سُئِل عن المُتعة أَتَجْزي فيها شاةٌ؟ فقال: ما لي وللشَّوايِّ أَي الشاء، وكان مذهَبُه أَن المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحجُّ تجِبُ عليه بدنَة.
وجاءَ بالعِيِّ والشَّيِّ: إِتْباعٌ، واوُ الشَّيِّ مُدْغَمة في يائِها. قال ابن سيده: وإِنما قلنا إِن واوَها مدغَمة في يائِها لما يذكر من قولِه شَوِيٌّ، وعَيِيٌّ وشَوِيٌّ وشَيِيٌّ مُعاقبَة، وما أَعْياه وأَشْواهُ وأَشْياهُ. الكسائي: يقال فلان عَيِيٌّ شَيِيٌّ إِتباعٌ له، وبعضُهم يقول شَوِيٌّ، يقال: هو عَوِيٌّ شَوِيٌّ.
وفي حديث ابنِ عُمَر: أَنه قال لابن عباس هذا الغلام الذي لم يجتمعَ شَوى رأْسِه، يريد شؤونَه.

شطر (لسان العرب) [0]


الشَّطْرُ: نِصْفُ الشيء، والجمع أَشْطُرٌ وشُطُورٌ.
وشَطَرْتُه: جعلته نصفين.
وفي المثل: أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه.
وشاطَرَه مالَهُ: ناصَفَهُ، وفي المحكم: أَمْسَكَ شَطْرَهُ وأَعطاه شَطْره الآخر.
وسئل مالك بن أَنس: من أَن شاطَرَ عمر ابن الخطاب عُمَّالَهُ؟ فقال: أَموال كثيرة ظهرت لهم.
وإِن أَبا المختار الكلابي كتب إِليه: نَحُجُّ إِذا حَجُّوا، ونَغْزُو إِذا غَزَوْا، فَإِنِّي لَهُمْ وفْرٌ، ولَسْتُ بِذِي وَفْرِ إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ مِنَ المِسْكِ، راحَتْ في مَفارِقِهِمْ تَجْرِي فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَيْثُ وجَدْتَهُ سَيَرْضَوْنَ، إِنْ شاطَرْتَهُمْ، مِنْكَ بِالشَّطْرِ قال: فَشاطَرَهُمْ عمر، رضي الله عنه، أَموالهم.
وفي الحديث: أَن سَعْداً استأْذن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يتصدَّق بماله، قال: لا، قال: . . . أكمل المادة فالشَّطْرَ، قال: لا، قال الثُّلُثَ، فقال: الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ الشَّطْرُ: النصف، ونصبه بفعل مضمر أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وكذلك الثلث، وفي حديث عائشة: كان عندنا شَطْرٌ من شَعير.
وفي الحديث: أَنه رهن درعه بشَطْر من شعير؛ قيل: أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ، وقيل: نصفَ وسْقٍ.
ويقال: شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثل نِصْفٍ ونَصِيفٍ.
وفي الحديث: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان لأَن الإِيمان يَظْهَرُ بحاشية الباطن، والطُّهُور يظهر بحاشية الظاهر.
وفي حديث مانع الزكاةِ: إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنا. قال ابن الأَثير: قال الحَرْبِيُّ غَلِطَ بَهْزٌ الرَّاوِي في لفظ الرواية إِنما هو: وشُطِّرَ مالُهُ أَي يُجْعَل مالُهُ شَطْرَيْنِ ويَتَخَيَّر عليه المُصَدّقُ فيأْخذ الصدقة من خير النصفين، عقوبة لمنعه الزكاة، فأَما ما لا يلزمه فلا. قال: وقال الخطابي في قول الحربي: لا أَعرف هذا الوجه، وقيل: معناه أَن الحقَّ مُسْتَوْفًى منه غَيْرُ متروك عليه، وإِن تَلِفَ شَطرُ ماله، كرجل كان له أَلف شاة فتلفت حتى لم يبق له إِلا عشرون، فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الأَلف، وهو شطر ماله الباقي، قال: وهذا أَيضاً بعيد لأَنه قال له: إِنَّا آخذوها وشطر ماله، ولم يقل: إِنَّا آخذو شطر ماله، وقيل: إِنه كان في صدر الإِسلام يقع بعض العقوبات في الأَموال ثم نسخ، كقوله في الثمر المُعَلَّقِ: من خرج بشيء منه فعليه غرامةُ مثليه والعقوبةُ، وكقوله في ضالة الإِبل المكتومة: غَرامَتُها ومِثْلُها معها، وكان عمر يحكم به فَغَرَّمَ حاطباً ضِعْفَ ثمن ناقةِ المُزَنِيِّ لما سرقها رقيقه ونحروها؛ قال: وله في الحديث نظائر؛ قال: وقد أَخذ أَحمد ابن حنبل بشيء من هذا وعمل به.
وقال الشافعي في القديم: من منع زكاة ماله أُخذت منه وأُخذ شطر ماله عقوبة على منعه، واستدل بهذا الحديث، وقال في الجديد: لا يؤخذ منه إِلا الزكاة لا غير، وجعل هذا الحديث منسوخاً، وقال: كان ذلك حيث كانت العقوبات في الأَموال، ثم نسخت، ومذهب عامة الفقهاء أَن لا واجبَ على مُتْلِفِ الشيء أَكْثَرُ من مثله أَو قيمته.
وللناقة شَطْرَانِ قادِمان وآخِرانِ، فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ، والجمع أَشْطُرٌ.
وشَطَّرَ بناقته تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها وترك خِلْفَيْنِ، فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل: خَلَّفَ بها، فإِن صَرَّ ثلاثةَ أَخْلاَفٍ قيل: ثَلَثَ بها، فإِذا صَرَّها كلها قيل: أَجْمَعَ بها وأَكْمَشَ بها.
وشَطْرُ الشاةِ: أَحَدُ خُلْفَيها؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً، فَتَدَارَآ فيهِ فكانَ لِطامُ وشَطَرَ ناقَتَهُ وشاته يَشْطُرُها شَطْراً: حَلَبَ شَطْراً وترك شَطْراً.
وكل ما نُصِّفَ، فقد شُطِّرَ.
وقد شَطَرْتُ طَلِيِّي أَي حلبت شطراً أَو صررته وتَرَكْتُهُ والشَّطْرُ الآخر.
وشاطَرَ طَلِيَّهُ: احتلب شَطْراً أَو صَرَّهُ وترك له الشَّطْرَ الآخر.
وثوب شَطُور: أَحدُ طَرَفَيْ عَرْضِهِ أَطولُ من الآخر، يعني أَن يكون كُوساً بالفارسية.
وشَاطَرَنِي فلانٌ المالَ أَي قاسَمني بالنِّصْفِ.
والمَشْطُورُ من الرَّجَزِ والسَّرِيعِ: ما ذهب شَطْرُه، وهو على السَّلْبِ.
والشَّطُورُ من الغَنَمِ: التي يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْها، ومن الإِبل: التي يَبِسَ خِلْفانِ من أَخلافها لأَن لها أَربعة أَخلاف، فإِن يبس ثلاثة فهي ثَلُوثٌ.
وشاة شَطُورٌ وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً، وهو أَن يكون أَحد طُبْيَيْها أَطولَ من الآخر، فإِن حُلِبَا جميعاً والخِلْفَةُ كذلك، سميت حَضُوناً، وحَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَي خَبَرَ ضُرُوبَهُ، يعني أَنه مرَّ به خيرُه وشره وشدّته ورخاؤُه، تشبيهاً بِحَلْبِ جميع أَخلاف الناقة، ما كان منها حَفِلاً وغير حَفِلٍ، ودَارّاً وغير دارّ، وأَصله من أَشْطُرِ الناقةِ ولها خِلْفان قادمان وآخِرانِ، كأَنه حلب القادمَين وهما الخير، والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ، وكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ؛ وقيل: أَشْطُرُه دِرَرُهُ.
وفي حديث الأَحنف قال لعلي، عليه السلام، وقت التحكيم: يا أَمير المؤمنين إِني قد حَجَمْتُ الرجلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَهُ فوجدته قريبَ القَعْرِ كَلِيلَ المُدْيَةِ، وإِنك قد رُميت بِحَجَر الأَرْضِ؛ الأَشْطُرُ: جمع شَطْرٍ، وهو خِلْفُ الناقة، وجعل الأَشْطُرَ موضع الشَّطْرَيْنِ كما تجعل الحواجب موضع الحاجبين، وأَراد بالرجلين الحَكَمَيْنِ الأَوَّل أَبو موسى والثاني عمرو بن العاص.
وإِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً قيل: هم شِطْرَةٌ. يقال: وَلَدُ فُلانٍ شِطْرَةٌ، بالكسر، أَي نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ إِناثٌ.
وقَدَحٌ شَطْرانُ أَي نَصْفانُ.
وإِناءٌ شَطْرانُ: بلغ الكيلُ شَطْرَهُ، وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَى.
وشَطَرَ بَصَرُه يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً: صار كأَنه ينظر إِليك وإِلى آخر.
وقوله، صلى الله عليه وسلم: من أَعان على دم امرئ مسلم بِشَطْرِ كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: يائس من رحمة الله؛ قيل: تفسيره هو أَن يقول: أُقْ، يريد: أُقتل كما قال، عليه السلام: كفى بالسيف شا، يريد: شاهداً؛ وقيل: هو أَن يشهد اثنان عليه زوراً بأَنه قتل فكأَنهما قد اقتسما الكلمة، فقال هذا شطرها وهذا شطرها إِذا كان لا يقتل بشهادة أَحدهما.
وشَطْرُ الشيء: ناحِيَتُه.
وشَطْرُ كل شيء: نَحْوُهُ وقَصْدُه.
وقصدتُ شَطْرَه أَي نحوه؛ قال أَبو زِنْباعٍ الجُذامِيُّ: أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ: أَقِيمِي صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَني تَمِيمِ وفي التنزيل العزيز: فَوَلِّ وجْهَك شَطْرَ المسجِد الحرامِ؛ ولا فعل له. قال الفرّاء: يريد نحوه وتلقاءه، ومثله في الكلام: ولِّ وجهك شَطْرَه وتُجاهَهُ؛ وقال الشاعر: إِنَّ العَسِيرَ بها داءٌ مُخامِرُها، فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ وقال أَبو إِسحق: الشطر النحو، لا اختلاف بين أَهل اللغة فيه. قال: ونصب قوله عز وجل: شطرَ المسجد الحرام، على الظرف.
وقال أَبو إِسحق: أُمر النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يستقبل وهو بالمدينة مكة والبيت الحرام، وأُمر أَن يستقبل البيت حيث كان.
وشَطَرَ عن أَهله شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطارَةً إِذا نَزَحَ عنهم وتركهم مراغماً أَو مخالفاً وأَعياهم خُبْثاً؛ والشَّاطِرُ مأْخوذ منه وأُراه مولَّداً، وقد شَطَرَ شُطُوراً وشَطارَةً، وهو الذي أَعيا أَهله ومُؤَدِّبَه خُبْثاً. الجوهري: شَطَرَ وشَطُرَ أَيضاً، بالضم، شَطارة فيهما، قال أَبو إِسحق: قول الناس فلان شاطِرٌ معناه أَنه أَخَذَ في نَحْوٍ غير الاستواء، ولذلك قيل له شاطر لأَنه تباعد عن الاستواء.
ويقال: هؤلاء القوم مُشاطرُونا أَي دُورهم تتصل بدورنا، كما يقال: هؤلاء يُناحُونَنا أَي نحنُ نَحْوَهُم وهم نَحْوَنا فكذلك هم مُشاطِرُونا.
ونِيَّةٌ شَطُورٌ أَي بعيدة.
ومنزل شَطِيرٌ وبلد شَطِيرٌ وحَيٌّ شَطِيرٌ: بعيد، والجمع شُطُرٌ.
ونَوًى شُطْرٌ، بالضم، أَي بعيدة؛ قال امرؤ القيس:أَشاقَك بَيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ، وفِيمَنْ أَقامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ قال: والشُّطُرُ ههنا ليس بمفرد وإِنما هو جمع شَطِير، والشُّطُرُ في البيت بمعنى المُتَغَرِّبِينَ أَو المُتَعَزِّبِينَ، وهو نعت الخليط، والخليط: المخالط، وهو يوصف بالجمع وبالواحد أَيضاً؛ قال نَهْشَلُ بنُ حَريٍّ:إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوا، واهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ والشَّطِيرُ أَيضاً: الغريب؛ قال: لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيرا، إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِيرَا وقال غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ: إِذا كُنْتَ في سَعْدٍ، وأُمُّكَ مِنْهُمُ، شَطِيراً فَلا يَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُهُ، إِذا لم يُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ يقول: لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك منقوص الحظ ما لم تزاحم أَخوالك بآباء أَشرافٍ وأَعمام أَعزة.
والمصغَى: المُمالُ: وإِذا أُميل الإِناء انصبَّ ما فيه، فضربه مثلاً لنقص الحظ، والجمع الجمع. التهذيب: والشَّطِيرُ البعيد.
ويقال للغريب: شَطِيرٌ لتباعده عن قومه.
والشَّطْرُ: البُعْدُ.
وفي حديث القاسم بن محمد: لو أَن رجلين شهدا على رجل بحقٍّ أَحدُهما شطير فإِنه يحمل شهادة الآخر؛ الشطير: الغريب، وجمعه شُطُرٌ، يعني لو شهد له قريب من أَب أَو ابن أَو أَخ ومعه أَجنبي صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبي شهادَةَ القريب، فجعل ذلك حَمْلاً له؛ قال: ولعل هذا مذهب القاسم وإِلا فشهادة الأَب والابن لاتقبل؛ ومنه حديث قتادة: شهادة الأَخ إِذا كان معه شطير جازت شهادته، وكذا هذا فإِنه لا فرق بين شهادة الغريب مع الأَخ أَو القريب فإِنها مقبولة.

جزر (لسان العرب) [0]


الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، وهو رجوع الماء إلى خلف. قال الليث: الجَزْرُ، مجزوم، انقطاعُ المَدِّ، يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء وفي الإِنقطاع (* قوله: «وفي الانقطاع» لعل هنا خذفاً والتقدير وجزر في الانقطاع أَي اِنقطاع المد لان الجزر ضد المد). ابن سيده: جَزَرَ البحرُ والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ. الصحاح: جزر الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب.
وفي حديث جابر: ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ، أَي ما انكشف عنه من حيوان البحر. يقال: جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا ذهب ونقص؛ ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف.
والجزِيرةُ: أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ. التهذيب: الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها . . . أكمل المادة ماء البحر فتبدو، وكذلك الأَرض التي لا يعلوها السيل ويُحْدقُ بها، فهي جزيرة. الجوهري: الجزيرة واحدة جزائر البحر، سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض.
والجزيرة: موضع بعينه، وهو ا بين دِجْلَة والفُرات.
والجزيرة: موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت بهذا الاسم.
والجزيرة أَيضاً: كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها. ابن سيده: والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام.
وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطوارِ الشام، وقيل: إِلى أَقصى اليمن في الطُّول، وأَما في العَرْضِ فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق، وقيل: ما بين حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول، وأَما العرض فما بين رَمْلِ يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة، وكل هذه المواضع إِنما سميت بذلك لأَن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أَحاطا بها. التهذيب: وجزيرة العرب مَحَالُّها، سميت جزيرة لأَن البحرين بحر فارس وبحر السودان أَحاط بناحيتيها وأَحاط بجانب الشمال دجلة والفرات، وهي أَرض العرب ومعدنها.
وفي الحديث: أَن الشيطان يئس أَن يُعْبَدَ في جزيرة العرب؛ قال أَبو عبيد: هو اسم صُقْع من الأَرض وفسره على ما تقدم؛ وقال مالك بن أَنس: أَراد بجزيرة العرب المدينة نفسها، إِذا أَطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إِلى العرب فإِنما يراد بها ما بين دِجْلَة والفُرات.
والجزيرة: القطعة من الأَرض؛ عن كراع.
وجَزَرَ الشيءَ (* قوله: «وجزر الشيء إلخ» من بابي ضرب وقتل كما في المصباح وغيره). يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً: قطعة.
والجَزْرُ: نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزُورَ.
وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها، بالضم، واجْتَزَرْتُها إِذا نحرتها وجَلَّدْتَها.
وجَزَرَ الناقة يَجْزُرها، بالضم، جَزْراً: نحرها وقطعها.
والجَزُورُ: الناقة المَجْزُورَةُ، والجمع جزائر وجُزُرٌ، وجُزُرات جمع الجمع، كطُرُق وطُرُقات.
وأَجْزَرَ القومَ: أَعطاهم جَزُوراً؛ الجَزُورُ: يقع على الذكر والأُنثى وهو يؤنث لأَن اللفظة مؤنثة، تقول: هذه الجزور، وإِن أَردت ذكراً.
وفي الحديث: أَن عمر أَعطى رجلاً شكا إِليه سُوءَ الحال ثلاثة أَنْيابٍ جَزائرَ؛ الليث: الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر ما ينحرون النُّوقُ.
وقد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم.
وأَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له. قال: والجَزَرُ كل شيء مباح للذبح، والواحد حَزَرَةٌ، وإِذا قلت أَعطيته جَزَرَةً فهي شاة، ذكراً كان أَو أُنثى، لأَن الشاة ليست إِلاَّ للذبح خاصة ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقة والجمل لأَنهما لسائر العمل. ابن السكيت: أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِليه شاة فذبحها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً، وهي الجَزَرَةُ إِذا كانت سمينة، والجمع الجَزَرُ، ولا تكون الجَزَرَةُ إِلاَّ من الغنم.
ولا يقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغير الذبح.
والجَزَرُ: الشياه السمينة، الواحدة جَزَرَةٌ ويقال: أَجزرت القومَ إِذا أَعطيتهم شاة يذبحونها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً.
وفي الحديث: أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابي له غنم فقالوا: أَجْزِرْنا؛ أَي أَعطنا شاة تصلح للذبح؛ وفي حديث آخر: فقال يا راعي أَجْزِرْني شاةً؛ ومنه الحديث: أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عمي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ أَي آخذ منها شاة وأَذبحها.
وفي حديث خَوَّاتٍ: أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمينة أَي شاة صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَي تذبح للأَكل، وفي حديث الضحية: فإِنما هي جَزَرَةٌ أَطَعَمَها أَهله؛ وتجمع على جَزَرٍ، بالفتح.
وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ والسحَرةِ: حتى صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً، وقد تكسر الجيم.
ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة: لا تأْخذوا من جَزَراتِ أَموال الناس؛ أَي ما يكون أُعدّ للأَكل، قال: والمشهور بالحاء المهملة. ابن سيده: والجَزَرُ ما يذبح من الشاء، ذكراً كان أَو أُنثى، جَزَرَةٌ، وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إِليها أَهلها فيذبحونها؛ وقد أَجْزَرَه إِياها. قال بعضهم: لا يقال أَجْزَرَه جَزُوراً إِنما يقال أَجْزَرَه جَزَرَةً.
والجَزَّارُ والجِزِّيرُ: الذي يَجْزُر الجَزورَ، وحرفته الجِزارَةُ، والمَجْزِرُ، بكسر الزاي: موضع الجَزْر.
والجُزارَةُ: حَقُّ الجَزَّار.
وفي حديث الضحية: لا أُعطي منها شيئاً في جُزارَتها؛ الجزارة، بالضم: ما يأْخذ الجَزَّارُ من الذبيحة عن أُجرته فمنع أَن يؤْخذ من الضحية جزء في مقابلة الأُجرة، وتسمى قوائم البعير ورأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم في الميسر وتُعْطَى الجَزَّارَ؛ قال ذو الرمّة: سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ، سائرُهُ مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ ابن سيده: والجُزارَةُ اليدان والرجلان والعنق لأَنها لا تدخل في أَنصباء الميسر وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه، فخرج على بناء العُمالة وهي أَجْرُ العامل، وإِذا قالوا في الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يريدون غلظ يديه ورجليه وكَثْرَةَ عَصَبهما، ولا يريدون رأْسه لأَن عِظَمَ الرأْس في الخيل هُجْنَةٌ؛ قال الأَعشى: ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ، ولا نُرامِي بالحجارَه، إِلاَّ عُلالَةَ أَو بُدَا هَةَ قارِحٍ، نَهْدِ الجُزارَه واجْتَزَر القومُ في القتال وتَجَزَّرُوا.
ويقال: صار القَوم جَزَراً لعدوّهم إِذا اقتتلوا.
وجَزَرَ السِّباعِ: اللحمُ الذي تأْكله. يقال: تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إِذا قتلوهم.
وتركهم جَزَراً للسباع والطير أَي قِطَعاً؛ قال: إِنْ يَفْعَلا، فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ، وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ وتَجَازَرُوا: تشاتموا.
وتجازرا تشاتماً، فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِبَّاءَ أَي قطعاها فاشتدّ نَتْتنُها؛ يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين.
والجِزارُ: صِرامُ النخل، جَزَرَهُ يَجْزُرُِه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً وجَزَاراً؛ عن اللحياني: صَرَمَه.
وأَجْزَرَ النخلُ: حان جِزارُه كأَصْرَم حان صِرامُه، وجَزَرَ النخلَ يجزرها، بالكسر، جَزْراً: صَرَمها، وقيل: أَفسدها عند التلقيح. اليزيدي: أَجْزَرَ القومُ من الجِزار، وهو وقت صرام النخل مثلُ الجَزازِ. يقال: جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه.
ويقال: أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ.
وكان فِتْيانٌ يقولون لشيخ: أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول: أَي بَنِيَّ، وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى: أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ. الأَحمر: جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه.
وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار.
وأَجَزُّوا أَي صرموا، من الجِزَازِ في الغنم.
وأَجْزَرَ النخلُ أَي أَصْرَمَ.
وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أَن يُجْزَرَ.
ويقال: جَزَرْتُ العسل إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه، وإِذا كان غليظاً سَهُلَ استخراجُه.
وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال: لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك، والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ. يقال: اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال.
وفي حديث عمر: اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ؛ أَراد موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها، واحدها مَجْزَرَةٌ (* قوله: «واحدها مجزرة إلخ» أي بفتح عين مفعل وكسرها إِذ الفعل من باب قتل وضرب) .
ومَجْزِرَةٌ، وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة كعادتها، لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة، فجعل العادة في أَكل اللحوم كالعادة في شرب الخمر، لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد. يقال: أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة.
وفي الصحاح: المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس. قال ابن الأَثير: نهى عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه.
وفي حديث آخر: أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة.
والجِزَرُ والجَزَرُ: معروف، هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل، واحدتها جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ؛ قال ابن دريد: لا أَحسبها عربية، وقال أَبو حنيفة: أَصله فارسي. الفرّاء: هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل، ولا يقال في الشاء إِلا الجَزَرُ، بالفتح. الليث: الجَزيرُ، بلغة أَهل السواد، رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان؛ وأَنشد: إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ، ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها

سكن (لسان العرب) [0]


السُّكُونُ: ضدّ الحركة. سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته، وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً.
وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك.
وسَكَنَ الرجل: سكت، وقيل: سَكَن في معنى سكت، وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب.
وقوله تعالى: وله ما سَكَن في الليل والنهار؛ قال ابن الأَعرابي: معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار؛ وقال الزجاج: هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره، فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى.
وقال أَبو العباس في قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار، قال: إنما الساكن من الناس . . . أكمل المادة والبهائم خاصة، قال: وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك، وإنما معناه، والله أَعلم، الخَلْق. أَبو عبيد: الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ، وهو الكَوْثَلُ أَيضاً.
وقال أَبو عمرو: الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن. الليث: السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل؛ ومنه قول طرفة: كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ.
وسُكَّانُ السفينة عربي.
والسُّكّانُ: ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب.
والسِّكِّين: المُدْية، تذكر وتؤَنث؛ قال الشاعر: فعَيَّثَ في السَّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب: يُرَى ناصَحاً فيما بَدا، وإذا خَلا فذلك سِكِّينٌ، على الحَلْقِ، حاذقُ قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين، وقال ثعلب: قد سمعه الفراء؛ قال الجوهري: والغالب عليه التذكير؛ قال ابن بري: قال أَبو حاتم البيت الذي فيه: بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ. هذا البيت لا تعرفه أَصحابنا.
وفي الحديث: فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس؛ قال ابن بري: ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال، وذكره الهروي في الغريبين. ابن سيده: السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين؛ قال: سِكِّينةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو، نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ: قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة؛ هي لغة في السِّكِّين، والمشهور بلا هاء.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا الحديث، ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ؛ وقوله أَنشده يعقوب: قد زَمَّلُوا سَلْمَى على تِكِّين، وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِينِ قال ابن سيده: أَراد على سِكِّين فأَبدل التاء مكان السين، وقوله: بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله، وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ؛ قال: الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد. ابن دريد: السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه؛ وقال الأَزهري: سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت.
وكل شيء مات فقد سَكَنَ، ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت.
ورجل شِمِّير: لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش.
وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً: أَقام؛ قال كثيِّر عزة: وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ، ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ. فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: جمع على قول الأَخفش.
وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري، والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب، وهم سُكّان فلان، والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى.
وقال اللحياني: والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار. يقال: لك فيها سَكَنٌ. أَي سُكْنَى.
والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن: المنزل والبيت؛ الأخيرة نادرة، وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ، بالفتح.
والسَّكْنُ: أَهل الدار، اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ؛ قال سَلامة بن جَنْدَل: ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ، يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة: فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ، والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بري: أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر، وقوله: فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم.
والسَّكْنُ: جمع ساكن كصَحْب وصاحب.
وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ؛ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت.
وقال اللحياني: السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة. يقال: تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا.
والسَّكَنُ: كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره، وربما قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه؛ ومنه قوله تعالى: جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً.
والسَّكَنُ: المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها.
والسَّكَنُ: الساكِنُ؛ قال الراجز: لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ، إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث: اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه، وهو بفتح السين والكاف. الليث: السَّكْنُ السُّكّانُ.
والسُّكْنُ: أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء، قال: والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت، الواحد ساكِنٌ.
وفي حديث الدجال: السُّكْنُ القُوتُ.
وفي حديث المهدي: حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته، وهو بمنزلة النُّزْل، وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه.
والأَسْكانُ: الأَقْواتُ، وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ، وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً.
ويقال: مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن، كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ. قال: والسُّكْنُ المَسْكَن. يقال: لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد.
وسُكْنى المرأَة: المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه. يقال: لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه.
وسُكّانُ الدَّارِ: هُمُ الجنّ المقيمون بها، وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذبائح الجن.
والسَّكَنُ، بالتحريك: النار؛ قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن: أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر: أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ، وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي: التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ، وهو النار.
والتَّسْكين: أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ، وهو الحمار الخفيف السريع، والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة، وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة. قال: والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه.
والسُّكَيْنُ: الحمار الوحشي؛ قال أَبو دُواد: دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً، وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة: الوَدَاعة والوَقار.
وقوله عز وجل: فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ؛ قال الزجاج: معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم؛ قال ابن سيده: قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء، وقيل: إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل، وقيل: إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان. قال الحسن: جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه. الفراء: من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة.
وفي حديث قَيْلَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لها: يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ؛ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ. يقال: رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ.
وروي عن ابن مسعود أَنه قال: السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم، وقيل: أَراد بها ههنا الرحمة.
وفي الحديث: نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة.
وقال شمر: قال بعضهم السَّكِينة الرحمة، وقيل: هي الطمأْنينة، وقيل: هي النصر، وقيل: هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان.
وقوله تعالى: فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم.
وتقول للوَقُور: عليه السُّكون والسَّكِينة؛ أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي: للهِ قَبْرٌ غالَها، ماذا يُجِنْـ ـنَ، لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من عرفة: عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير.
وفي حديث الخروج إلى الصلاة: فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة.
وفي حديث زيد بن ثابت: كنت إلى جنب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فغَشِيَتْه السَّكِينةُ؛ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند نزول الوحي.
وفي الحديث: ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ؛ قيل: هو من الوقار والسكون، وقيل: الرحمة، وقيل: أَراد السَّكِينَة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز، قيل في تفسيرها: إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان مُجتَمِع، وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء، وقيل: هي صُورة كالهِرَّة كانت معهم في جُيوشهم، فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم، وقيل: هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التي أُعطيها موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال: والأَشْبه بحديث عمر أَن يكون من الصورة المذكورة.
وفي حديث علي، رضي الله عنه، وبناء الكعبة: فأَرسل الله إليه السَّكينة؛ وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ.
والسَّكِّينة: لغة في السَّكينة؛ عن أَبي زيد، ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة.
والسِّكِّينةُ، بالكسر: لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي.
وتَسَكَّنَ الرجل: من السَّكِينة والسَّكِّينة.
وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم، وقال ثعلب: على مساكنهم، وفي المحكم: على مَنازلهم، قال: وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر، إذ المبتدأ اسم والخبر مصدر، فافهم.
وقالوا: تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم.
والسَّكِنة، بكسر الكاف: مقرّ الرأْس من العنق؛ وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّحَّان: بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه، وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وفي الحديث: أَنه قال يوم الفتح: اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم، ويقال: واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات، يعني أَن الله قد أَعز الإسلام، وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين.
ويقال: الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم؛ قال ابن بري: وقال زامِل بن مُصاد العَيْني: بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته، وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّق قال: وقال طُفَيل: بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته، ويَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّب قال: وقال النابغة: بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته، وطعن كإِيزاغِ المخاض الضَّوارب.
والمِسْكينُ والمَسْكِين؛ الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام مَفْعيل: الذي لا شيء له، وقيل: الذي لا شيء له يكفي عياله، قال أَبو اسحق: المسكين الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه، وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل، وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول، والفرق بين المِسْكين والفقير مذكور في موضعه، وسنذكر منه هنا شيئاً، وهو مِفْعيل من السكون، مثل المِنْطيق من النُّطْق. قال ابن الأَنباري: قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين، والفقير الذي له بعض ما يُقيمه، والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير، وهو قول ابن السكيت؛ قال يونس: وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين؟ فقال: لا والله بل مسكين، فأَعلم أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير؛ واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي: أَما الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال، فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله؛ قال: وقول مالك في هذا كقول يونس.
وروي عن الأَصمعي أَنه قال: المسكين أَحسن حالاً من الفقير، وإليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد، قال: وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعالى قال: أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين؛ فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة، وقال للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض: يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً؛ فهذه الحال التي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين. قال ابن بري: وإلى هذا القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي، ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ، واستدل على ذلك بقوله: مِسْكيناً ذا مَتربةٍ؛ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر، ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه، واستدل على ذلك بقوله عز وجل: أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر؛ فأَثبت أَن لهم سفينة يعملون عليها في البحر؛ واستدل أَيضاً بقول الراجز: هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ، تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ، عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ، قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ. فأَثبت أَن له عشر شياه، وأَراد بقوله عسكره غنمه وأَنها قليلة، واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة ذلك؛ وهو قوله: أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه قال: أَما الفقير الذي كانت حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته، وقال: فلم يُترك له سَبَدٌ، فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عياله، ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين، ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً، يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه قال: الذي كانت حلوبته، ولم يقل الذي حلوبته، وهذا كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ، فلم يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة، وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً، بعد أَن كان ذا مال وثروة، وكذلك يكون المعنى في قوله: أَما الفقير الذي كانت حلوبته. أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته، ولم يُرِد أَنه فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك: أَما الفقير الذي كان له مال وثروة، لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته، وكان قبل أَخذ حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً، لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي لم يُترَكْ له سَبَدٌ، وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين، ومن له حلوبة واحدة فليس بغنيّ، وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً، ولا يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره، فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً، فثبت بهذا أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير؛ قال علي بن حمزة: ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره، وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى: إنما الصدَقاتُ للفقراء والمساكين، وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَول، والثالث أَصلح حالاً من الثاني، وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن، قال: ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال، أَلا ترى أَنهم قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه، ولم يفعلوا ذلك في الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ؟ قال: ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال، فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه، قال: ولا أَظنه أَراد إلا ذلك، ووافق قولُ الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي؛ وقال قتادة: الفقير الذي به زَمانة، والمِسْكين الصحيح المحتاج.
وقال زيادة الله بن أَحمد: الفقير القاعد في بيته لا يسأَل، والمسكين الذي يسأَل، فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى، والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه بيته أَو لامتناع سؤاله، فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال، فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه، ويشهد بصحة ذلك قوله، صلى الله عليه وسلم: ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ، وإنما المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى، فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل أَسوأُ حالاً من السائل، وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير، والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً، إلاَّ أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين، لأَن المسكين قد جمع فقراً ومسكنة، فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر، ولهذا قال، صلى الله عليه وسلم: ليس المسكين (الحديث) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقير، وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر الذي أَصابه، فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير، وإن كان حال الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين، وأَصل المسكين في اللغة الخاضع، وأَصل الفقير المحتاج، ولهذا قال، صلى الله عليه وسلم: اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين؛ أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج. قال محمد بن المكرّم: وقد استعاذ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الفقر؛ قال: وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ، عليه السلام: أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً، وقد يكون المسكين مُقِلاًّ ومُكْثِراً، إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة، وهو الخضوع والذل، ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غيره بقوله عز وجل: يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ؛ والمَتْرَبةُ: الفقر، وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة، وهو الذي لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره، وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه أَكد حاله بالفقر، ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه. قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ، قال: وكلها يَدُورُ معناها على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة، واسْتَكانَ إذا خضع.
والمَسْكَنة: فَقْرُ النفس.
وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين، وهم جمع المِسْكين، وهو الذي لا شيء له، وقيل: هو الذي له بعض الشيء، قال: وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف؛ ومنه حديث قَيْلة: قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ؛ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر. قال سيبويه: المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها، تقول: مررت به المِسْكين، تنصبه على أَعني، وقد يجوز الجرّ على البدل، والرفع على إضمار هو، وفيه معنى الترحم مع ذلك، كما أَن رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء؛ قال: وكان يونس يقول مررت به المسكينَ، على الحال، ويتوهم سقوط الأَلف واللام، وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام، ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد ظريفاً، ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه قال لقيت المسكين، لأَنه إذا قال مررت به فكأَنه قال لقيته، وحكي أَيضاً: إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه: إنه أَحمق، وقوله المسكينُ أَي هو المسكينُ، وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها، والأُنثى مِسْكينة؛ قال سيبويه: شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار، وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى؛ قال تأَبط شرّاً: قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ، كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها، والجمع مَساكين، وإن شئت قلت مِسْكينون كما تقول فقيرون؛ قال أَبو الحسن: يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير، وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة، فلما قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة، ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون.
وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً، وإنما قالوا ذلك من حيث قيل للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء، والاسم المَسْكَنة. الليث: المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكين، وإذا اشتقوا منه فعلاً قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً.
ويقال: أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً. قال الجوهري: المسكين الفقير، وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف. يقال: تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن، كما قالوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل، على تَمَفْعَل، قال: وهو شاذ، وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم.
وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً، أَثبتوا الزائد، كما قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة. قال اللحياني: تَسَكَّن كتَمَسْكَن، وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة.
وحكي: ما كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ.
وتمسكَنَ لربه: تضَرَّع؛ عن اللحياني، وهو من ذلك.
وتمسكن إذا خضع لله.
والمَسْكَنة: الذِّلَّة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال للمصلي: تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك؛ وقوله تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع، وهو تَمَفْعَل من السكون؛ وقال القتيبي: أَصل الحرف السُّكون، والمَسْكَنة مَفْعلة منه، وكان القياس تسَكَّن، وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ في هذا الحرف تَمَفْعَل، ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع؛ وقال سيبويه: كل ميم كانت في أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ، تقول: تمَعْدَد، وميم مَنْجَنِيق وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد؛ قال أَبو منصور: وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل، فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه.
وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد: المَسْكين، بفتح الميم، المِسْكين.
والمِسْكينة: اسم مدينة النبي، صلى الله عليه وسلم، قال ابن سيده: لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي، صلى الله عليه وسلم.
واستَكان الرجل: خَضَع وذلَّ، وهو افتَعَل من المَسْكَنة، أُشبعت حركة عينه فجاءت أَلفاً.
وفي التنزيل العزيز: فما استَكانوا لربهم؛ وهذا نادر، وقوله: فما استكانوا لربهم؛ أَي فما خضعوا، كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله: لها مَتْنتان خَظانا، أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف. يقال: سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل.
وفي حديث توبة كعب: أَما صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ.
والاسْتِكانة: اسْتِفْعال من السُّكون؛ قال ابن سيده: وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع، مدّت فتحة الباء بأَلف، وكقوله: أَدْنو فأَنظُورُ، وجعله أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ، فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان، وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه؛ قال كثيِّر عزة: فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً، ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزجاج في قوله تعالى: وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم؛ أَي يَسْكُنون بها.
والسَّكُون، بالفتح: حيّ من اليمن.
والسَّكون: موضع، وكذلك مَسْكِنٌ، بكسر الكاف، وقيل: موضع من أَرض الكوفة؛ قال الشاعر: إنَّ الرَّزِيَّة، يَوْمَ مَسْـ ـكِنَ، والمُصِيبةَ والفَجيعه. جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه.
وأَما المُسْكان، بمعنى العَرَبون، فهو فُعْلال، والميم أَصلية، وجمعه المَساكين؛ قاله ابن الأَعرابي. ابن شميل: تغطية الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة، وفلان بنُ السَّكَن. قال الجوهري: وكان الأَصمعي يقوله بجزم الكاف؛ قال ابن بري: قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ؛ قال جرير في الإسكان: ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني، وعَمْرو بنُ عَفْرا، لا سلامَ على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ: أَسماء.
وسُكَينٌ: اسم موضع؛ قال النابغة: وعلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ، وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ.
وسُكَينٌ، مصغر: حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني. قال ابن بري: يعني هذا البيت: وعلى الرُّميثة من سُكين.
وسُكَيْنة: بنت الحُسَين بن علي، عليهم السلام، والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها.

خمر (لسان العرب) [0]


خامَرَ الشيءَ: قاربه وخالطه؛ قال ذو الرمة: هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها، على عُدَواءٍ الدَّارِ. تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ: خالطه داء؛ قال ابن سيده: وأُراه على النسب؛ قال امرؤ القيس: أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ، ويَعْدُو على المَرْءِ ما يأْتَمِرْ ويقال: هو الذي خامره الداء. ابن الأَعرابي: رجل خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ؛ وأَنشد أَيضاً: أَحار بن عمرو كأَني خمر أَي مُخامَرٌ؛ قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وأَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ، مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه؛ وأَنشد: وإِذا تُباشِرْكَ الهُمُو مُ، فإِنها داءٌ مُخامِرْ قال: ونحو ذلك قال الليث في خامَرَهُ الداءُ إِذا خالط جوفه.
والخَمْرُ: ما أَسْكَرَ من عصير . . . أكمل المادة العنب لأَنها خامرت العقل.
والتَّخْمِيرُ: التغطية، يقال: خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك.
والمُخامَرَةُ: المخالطة؛ وقال أَبو حنيفة: قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب؛ قال ابن سيده: وأَظنه تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب دون سائر الأَشياء، والأَعْرَفُ في الخَمْرِ التأْنيث؛ يقال: خَمْرَةٌ صِرْفٌ، وقد يذكَّر، والعرب تسمي العنب خمراً؛ قال: وأَظن ذلك لكونها منه؛ حكاها أَبو حنيفة قال: وهي لغة يمانية.
وقال في قوله تعالى: إِني أَراني أَعْصِرُ خَمْراً؛ إِن الخمر هنا العنب؛ قال: وأُراه سماها باسم ما في الإِمكان أَن تؤول إِليه، فكأَنه قال: إِني أَعصر عنباً؛ قال الراعي: يُنازِعُنِي بها نُدْمانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّيرِ، والعِنَبَ الحَقِينا يريد الخمر.
وقال ابن عرفة: أَعصر خمراً أَي أَستخرج الخمر، وإِذا عصر العنب فإِنما يستخرج به الخمر، فلذلك قال: أَعصر خمراً. قال أَبو حنيفة: وزعم بعض الرواة أَنه رأَى يمانيّاً قد حمل عنباً فقال له: ما تحمل؟ فقال: خمراً، فسمى العنب خمراً، والجمع خُمور، وهي الخَمْرَةُ. قال ابن الأَعرابي: وسميت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخُتِمارُها تَغَيُّرُ ريحها؛ ويقال: سميت بذلك لمخامرتها العقل.
وروى الأَصمعي عن معمر بن سليمان قال: لقيت أَعرابياً فقلت: ما معك؟ قال: خمر.
والخَمْرُ: ما خَمَر العَقْلَ، وهو المسكر من الشراب، وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل تمرة وتمر وتمور.
وفي حديث سَمُرَةَ: أَنه باع خمراً فقال عمر: قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ قال الخطابي: إِنما باع عصيراً ممن يتخذه خمراً فسماه باسم ما يؤول إِليه مجازاً، كما قال عز وجل: إِني أَراني أَعصر خمراً، فلهذا نَقَمَ عمر، رضي الله عنه، عليه لأَنه مكروه؛ وأَما أَن يكون سمرة باع خمراً فلا لأَنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره.
وخَمَر الرجلَ والدابةَ يَخْمُره خَمْراً: سقاه الخمر، والمُخَمِّرُ: متخذ الخمر، والخَمَّارُ: بائعها.
وعنبٌ خَمْرِيٌّ: يصلح للخمر.
ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ: يشبه لون الخَمر.
واخْتِمارُ الخَمْرِ: إِدْراكُها وغليانها.
وخُمْرَتُها وخُمارُها: ما خالط من سكرها، وقيل: خْمْرَتُها وخُمارُها ما أَصابك من أَلمها وصداعها وأَذاها؛ قال الشاعر: لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ، فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عن قلبِهِ الخُمَرُ وقيل: الخُمارُ بقية السُّكْرِ، تقول منه: رجل خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمارٍ؛ وينشد قول امرئ القيس: أَحار بن عمرو فؤادي خمر ورجل مَخْمُورٌ: به خُمارٌ، وقد خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ.
ورجل مُخَمَّرٌ: كمَخْمُور.
وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ: تَسَكَّرَ به، ومُسْتَخْمِرٌ وخِميِّرٌ: شِرِّيبٌ للخمر دائماً.
وما فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده.
ويقال أَيضاً: ما عند فلان خل ولا خمر أَي لا خير ولا شر.
والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ: ما خامَرَك من الريح، وقد خَمَرَتْهُ؛ وقيل: الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرائحة الطيبة؛ يقال: وجدت خَمَرَة الطيب أَي ريحه، وامرأَة طيبة الخِمْرَةِ بالطِّيبِ؛ عن كراع.
والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ: التي تجعل في الطين.
وخَمَرَ العجينَ والطِّيبَ ونحوهما يَخْمُره ويَخْمِرُه خَمْراً، فهو خَمِيرٌ، وخَمَّرَه: ترك استعماله حتى يَجُودَ، وقيل: جعل فيه الخمير.
وخُمْرَةُ العجين: ما يجعل فيه من الخميرة. الكسائي: يقال خَمَرْتُ العجين ونَظَرْتُه، وهي الخُمْرَةُ التي تجعل في العجين تسميها الناس الخَمِيرَ، وكذلك خُمْرَةُ النبيذ والطيب.
وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخبزة خمير؛ عن اللحياني، كلاهما بغير هاء، وقد اخْتَمَر الطيبُ والعجين.
واسم ما خُمِرَ به: الخُمْرَةُ، يقال: عندي خُبْزٌ خَمِير وحَبسٌ فَطِير أَي خبز بائت.
وخُمْرةُ اللَّبَنِ: رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عليه لِيَرُوبَ سريعاً؛ وقال شمر: الخَمِيرُ الخُبْزُ في قوله: ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت خَمِيرُها أَي خبزها الذي خُمِّرَ عجينُه فذهبت فُطُورَتُه؛ وطعام خَمِيرٌ ومَخْمورٌ في أَطعمة خَمْرَى.
والخَمُيرُ والخَمِيرَةُ: الخُمْرَةُ.
وخُمْرَةُ النبيذ والطيب: ما يجعل فيه من الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ.
وخُمْرَةُ النبيذ: عَكَرُه، ووجدتُ منه خُمْرَةً طيبة (* قوله: «خمرة طيبة» خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما في القاموس). إِذا اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ ريحه.
ووصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرها قال: فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَي طابت روائح أَبداننا بالبَخُور. أَبو زيد: وجدت منه خَمَرَةَ الطِّيبِ، بفتح الميم، يعني ريحه.
وخامَرَ الرجلُ بيتَه وخَمَّرَهُ: لزمه فلم يَبْرَحْهُ، وكذلك خامَرَ المكانَ؛ أَنشد ثعلب: وشاعِرٍ يُقالُ خَمِّرْ في دَعَهْ ويقال للضَّبُعِ: خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري. أَبو عمرو: خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحيت منه. ابن الأَعرابي: الخِمْرَةُ الاستخفاء (* قوله: «الخمرة الاستخفاء» ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح توارى واستخفى كما في القاموس). قال ابن أَحمر: مِنْ طارِقٍ أَتى على خِمْرَةِ، أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ قال ابن الأَعرابي: على غفلة منك.
وخَمَرَ الشيءَ يَخْمُرُه خَمْراً وأَخْمَرَهُ: سَتَرَهُ.
وفي الحديث: لا تَجِدُ المؤمنَ إِلاَّ في إِحدى ثلاثٍ: في مسجد يَعْمُرُه، أَو بيت يَخْمُرُه، أَو معيشة يُدَبِّرُها؛ يَخْمُره أَي يستره ويصلح من شأْنه.
وخَمَرَ فلانٌ شهادته وأَخْمَرَها: كتمها.
وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي باح به.
واجْعَلْهُ في سرِّ خَمِيرِك أَي اكتمه.
وأَخْمَرْتُ الشيء: أَضمرته؛ قال لبيد: أَلِفْتُكِ حتى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً عَليَّ، بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ الأَزهري: وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً أَي أَضمرها، وأَنشد بيت لبيد.والخَمَرُ، بالتحريك: ما واراك من الشجر والجبال ونحوها. يقال: توارى الصيدُ عني في خَمَرِ الوادي، وخَمَرُه: ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حبال الرمل أَو غيره؛ ومنه قولهم: دخل فلان في خُمارِ الناسِ أَي فيما يواريه ويستره منهم.
وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ: انطلقت أَنا وفلان نلتمس الخَمَر، هو بالتحريك: كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غيره؛ ومنه حديث أَبي قتادة: فابْغِنَا مَكاناً خَمَراً أَي ساتراً بتكاثف شجره؛ ومنه حديث الدجال: حتى تَنْتَهُوا إِلى جبل الخَمَرِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى بالفتح، يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث أَنه جبل بيت المقدس لكثرة شجرة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه كتب إِلى أَبي الدرداء: يا أَخي، إِن بَعُدَتِ الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَريبٌ، وطَيْرُ السماءٍ على أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ؛ يريد أَن وطنه أَرفق به وأَرفه له فلا يفارقه، وكان أَبو الدرداء كتب إِليه يدعوه إِلى الأَرض المقدسة. زوفي حديث أَبي إِدريس الخَوْلانِيِّ قال: دخلت المسجد والناس أَخْمَرُ ما كانوا أَي أَوْفَرُ.
ويقال: دخل في خَمَار الناس (* قوله: «في خمار الناس» بضم الخاء وفتحها كما في القاموس). أَي في دهمائهم؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالجيم، ومنه حديث أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ: أَكون في خَمَارِ الناس أَي في زحمتهم حيث أَخْفَى ولا أُعْرَفُ.
وقد خَمِرَ عني يَخْمَرُ خَمَراً أَي خفي وتوارى، فهو خَمِرٌ.
وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عني مني وعَلَيَّ: وارته.
وأَخْمَرَ القومُ: تَوارَوْا بالخَمَرِ.
ويقال للرجل إِذا خَتَلَ صاحبه: هو يَدِبُّ (* قوله: «يدب إلخ» ذكره الميداني في مجمع الأَمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف وبما انخفض من الأَرض، عن ابن الأَعرابي؛ والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل؛ ثم قال: يضرب للرجل يختل صاحبه.
وذكر هذا المثل أَيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي وضبطوه بوزن سماء). له الضَّراءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ.
ومكان خَمِرٌ: كثير الخَمَرِ، على النسب؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِيِّ: وجَرَّ المَخاضُ عَثَانِينَها إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ وأَخْمَرَتِ الأَرضُ: كثر خَمَرُها.
ومكان خَمِرٌ إِذا كان كثير الخَمَرِ.
والخَمَرُ: وَهْدَةٌ يختفي فيها الذئب؛ وأَنشد: فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ وقول طرفة: سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فَأَبْتَغِي به جِيرَتي، إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ قال ابن سيده: معناه إِن لم يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ، ويروى يُخَلُّوا، فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ ههنا الشجر بعينه. يقول: إِن لم يخلوا لي الشجر أَرعاها بإِبلي هجوتهم فكان هجائي لم سمّاً، ويروى: سأَحلب عَيْساً، وهو ماء الفحل، ويزعمون أَنه سم؛ ومنه الحديث: مَلِّكْهُ على عُرْبِهِمْ وخُمُورِهِمْ؛ قال ابن الأَثير: أَي أَهل القرى لأَنهم مغلوبون مغمورون بما عليهم من الخراج والكُلَفِ والأَثقال، وقال: كذا شرحه أَبو موسى.
وخَمَرُ الناس وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم: جماعتهم وكثرتهم، لغةٌ في غَمار الناس وغُمارهم أَي في زَحْمتهم؛ يقال: دخلت في خَمْرتهم وغَمْرتهم أَي في جماعتهم وكثرتهم.
والخِمَارُ للمرأَة، وهو النَّصِيفُ، وقيل: الخمار ما تغطي به المرأَة رأَْسها، وجمعه أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ.
والخِمِرُّ، بكسر الخاء والميم وتشديد الراء: لغة في الخمار؛ عن ثعلب، وأَنشد: ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ والخِمْرَةُ: من الخِمار كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ. يقال: إِنها لحسنة الخِمْرَةِ.
وفي المثل: إِنَّ الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كيف تفعل.
وتَخَمَّرَتْ بالخِمار واخْتَمَرَتْ: لَبِسَتْه، وخَمَّرَتْ به رأْسَها: غَطَّتْه.
وفي حديث أُم سلمة: أَنه كان يمسح على الخُفِّ والخِمار؛ أَرادت بالخمار العمامة لأَن الرجل يغطي بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطيه بخمارها، وذلك إِذا كان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير كالخفين،، غير أَنه يحتاج إِلى مسح القليل من الرأْس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لمعاوية: ما أَشبه عَيْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ؛ الخمرةُ: هيئة الاختمار؛ وكل مغطًّى: مُخَمَّرٌ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ؛ قال أَبو عمرو: التخمير التغطية، وفي رواية: خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا السِّقَاءَ؛ ومنه الحديث: أَنه أُتِيَ بإِناءِ من لَبَنِ فقال: هلاَّ خَمَّرْتَه ولو بعود تَعْرِضُه عليه.
والمُخَمَّرَةُ من الشياه: البيضاءُ الرأْسِ، وقيل: هي النعجة السوداء ورأْسها أَبيض مثل الرَّخْماءِ، مشتق من خِمار المرأَة؛ قال أَبو زيد: إِذا ابيض رأْس النعجة من بين جسدها، فهيمُخَمَّرة ورَخْماءُ؛ وقال الليث: هي المختمرة من الضأْن والمِعْزَى.
وفرس مُخَمَّرٌ: أَبيضٌ الرأْس وسائر لونه ما كان.
ويقال: ما شَمَّ خِمارَكَ أَي ما أَصابَكَ، يقال ذلك للرجل إِذا تغير عما كان عليه.
وخَمِرَ عليه خَمَراً وأَخْمَرَ: حَقَدَ.
وخَمَرَ الرجلَ يَخْمِرُهُ: استحيا منه.
والخَمَرُ: أَن تُخْرَزَ ناحيتا أَديم المَزَادَة ثم تُعَلَّى بِخَرْزٍ آخَر.
والخُمْرَةُ: حصيرة أَو سَجَّادَةٌ صغيرة تنسج من سَعَفِ النخل وتُرَمَّلُ بالخيوط، وقيل: حصيرة أَصغر من المُصَلَّى، وقيل: الخُمْرَة الحصير الصغير الذي يسجد عليه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يسجد على الخُمْرَةِ؛ وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من السَّعَفِ؛ قال الزجاج: سميت خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض.
وفي حديث أُم سلمة قال لها وهي حائض: ناوليني الخُمْرَةَ؛ وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أَو نسيجة خوص ونحوه من النبات؛ قال: ولا تكون خمرة إِلاَّ في هذا المقدار، وسميت خمرة لأَن خيوطها مستورة بسعفها؛ قال ابن الأَثير: وقد تكررت في الحديث وهكذا فسرت.
وقد جاء في سنن أَبي داود عن ابن عباس قال: جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ بها فأَلقتها بين يدي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على الخُمْرَةِ التي كان قاعداً عليها فأَحرقت منها مثل موضع درهم، قال: وهذا صريح في إِطلاق الخُمْرَةِ على الكبير من نوعها. قال: وقيل العجين اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ، وهو الاختمار.
ويقال: قد خَمَرْتُ العجين وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه، قال: وسمي الخَمْرُ خَمْراً لأَنه يغطي العقل، ويقال لكل ما يستر من شجر أَو غيره: خَمَرٌ، وما ستره من شجر خاصة، فهو الضَّرَاءُ.
والخُمْرَةُ: الوَرْسُ وأَشياء من الطيب تَطْلي به المرأَة وجهها ليحسن لونها، وقد تَخَمَّرَتْ، وهي لغة في الغُمْرَةِ.
والخُمْرَةُ: بِزْزُ العَكَابِرِ (* قوله: «العكابر» كذا بالأَصل ولعله الكعابر). التي تكون في عيدان الشجر.
واسْتَخْمَر الرجلَ: استعبده؛ ومنه حديث معاذ: من اسْتَخْمَرَ قوماً أَوَّلُهُمْ أَحْرارٌ وجِيرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ في بيته. قال أَبو عبيد: كان ابن المبارك يقول في قوله من استخمر قوماً أَي استعبدهم، بلغة أَهل اليمن، يقول: أَخذهم قهراً وتملك عليهم، يقول: فما وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء لرجل فَقَصَرَهُ الرجل في بيته أَي احتبسه واختاره واستجراه في خدمته حتى جاء الإِسلام وهو عنده عبد فهو له. ابن الأَعرابي: المُخامَرَةُ أَن يبيع الرجل غلاماً حُرّاً على أَنه عبده؛ قال أَبو منصور: وقول معاذ من هذا أُخذ، أَراد من استعبد قوماً في الجاهلية ثم جاء الإِسلام، فله ما حازه في بيته لا يخرج من يده، وقوله: وجيران مستضعفون أَراد ربما استجار به قوم أَو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم، فلذلك لا يخرجون من يده، وهذا مبني على إِقرار الناس على ما في أَيديهم.
وأَخْمَرَهُ الشيءَ: أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ؛ قال محمد بن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يُتكلم بغيره؛ يقول الرجل: أَخْمِرني كذا وكذا أَي أَعطنيه هبة لي، ملكني إِياه، ونحو هذا.
وأَخْمَر الشيءَ: أَغفله؛ عن ابن الأَعرابي.
واليَخْمُورُ: الأَجْوَفُ المضطرب من كل شيء. أَيضاً: الودع، واحدته يَخْمُورَةٌ.
ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ: اسمان.
وذو الخِمَار: اسم فرس الزبير بن العوّام شهد عليه يوم الجمل.
وباخَمْرَى: موضع بالبادية، وبها قبر إِبراهيم (* قوله: «وبها قبر إِبراهيم إلخ» عبارة القاموس وشرحه: بها قبر إِبراهيم بن عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد ابن علي إلخ. ثم قال: خرج أي بالبصرة سنة ؟؟ وبايعه وجوه الناس، وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى مصر اهـ. باختصار). بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أَبي طالب، عليهم السلام.

خلط (لسان العرب) [0]


خَلَطَ الشيء بالشيء يَخْلِطُه خَلْطاً وخَلَّطَه فاخْتَلَطَ: مَزَجَه واخْتَلَطا.
وخالطَ الشيءَ مُخالَطة وخِلاطاً: مازَجَه.
والخِلْطُ: ما خالَطَ الشيءَ، وجمعه أَخْلاطٌ.
والخِلْطُ: واحد أَخْلاطِ الطِّيب.
والخِلْطُ: اسم كلّ نوع من الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدّواء ونحوه.
وفي حديث سعد: وإِن كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تضعُ الشاةُ ما له خِلْطٌ أَي لا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه ببعض لجَفافِه ويُبْسِه، فإِنهم كانوا يأْكلون خبز الشعير وورقَ الشجر لفقرهم وحاجتهم.
وأَخْلاطُ الإِنسان: أَمْزِجَتُه الأَربعة.
وسَمْنٌ خَلِيطٌ: فيه شَحْم ولَحْم.
والخَلِيطُ من العَلَفِ: تِبن وقَتٌّ، وهو أَيضاً طين وتِبن يُخْلَطانِ.
ولبَن خَلِيطٌ: مختلط من حُلو وحازِر.
والخَلِيطُ: أَن تُحْلَب الضأْنُ على لبن المِعْزى والمِعزى على لبَن الضأْنِ، أَو تحلب الناقةُ على لبن . . . أكمل المادة الغنم.
وفي حديث النبيذِ: نهى عن الخَلِيطَيْنِ في الأَنْبِذة، وهو أَن يجمع بين صِنْفين تمر وزبيب، أَو عنب ورُطَب. الأَزهري: وأَما تفسير الخليطين الذي جاء في الأَشربة وما جاء من النهي عن شُرْبه فهو شَراب يتخذ من التمر والبُسْر أَو من العنب والزبيب، يريد ما يُنْبَذُ من البسر والتمر معاً أَو من الزبيب والعنب معاً، وإِنما نهى عن ذلك لأَن الأَنواع إِذا اختلفت في الانتباذ كانت أَسرَعَ للشدَّة والتخمير، والنبيذُ المعمول من خَلِيطَيْن ذهب قوم إِلى تحريمه وإِن لم يُسكر، أَخذاً بظاهر الحديث، وبه قال مالك وأَحمد وعامّة المحدّثين، قالوا: من شربه قبل حدوث الشدّة فيه فهو آثمٌ من جهة واحدة، ومن شربه بعد حدوثها فيه فهو آثمٌ من جهتين: شربِ الخَلِيطيْن وشُربِ المُسْكِر؛ وغيرُهم رَخَّص فيه وعللوا التحريم بالإِسْكار.
وفي الحديث: ما خالَطَتِ الصدَقةُ مالاً إِلا أَهْلَكَتْه، قال الشافعي: يعني أَنّ خِيانةَ الصدَقةِ تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بها، وقيل: هو تَحْذِير للعمَّال عن الخيانة في شيء منها، وقيل: هو حَثٌّ على تعجيل أَداء الزكاة قبل أَن تُخْلَطَ بماله.
وفي حديث الشُّفْعَةِ: الشَّرِيكُ أَوْلى من الخَلِيطِ، والخَلِيطُ أَولى من الجارِ؛ الشرِيكُ: المُشارِكُ في الشُّيوعِ، والخَلِيطُ: المُشاركُ في حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ والطريق ونحو ذلك.
وفي الحديث: أَن رجلين تقدّما إِلى مُعاوِيةَ فادَّعَى أَحدهما على صاحبه مالاً وكان المُدَّعي حُوَّلاً قُلَّباً مِخْلَطاً؛ المِخْلَطُ، بالكسر: الذي يَخْلِطُ الأَشْياء فيُلَبِّسُها على السامعين والناظرين.
والخِلاط: اخْتِلاطُ الإِبِل والناسِ والمَواشي؛ أَنشد ثعلب: يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكةِ الخِلاطِ وبها أَخْلاطٌ من الناس وخَلِيطٌ وخُلَيْطى وخُلَّيْطى أَي أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون، ولا واحد لشيء من ذلك.
وفي حديث أَبي سعيد: كنا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ على عَهْدِ رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو الخِلْطُ من التمر أَي المُخْتَلِطُ من أَنْواعِ شَتَّى.
وفي حديث شريح: جاءه رجل فقال: إِنِّي طلقت امرأَتي ثلاثاً وهي حائض، فقال: أَما أَنا فلا أَخْلِطُ حَلالاً بحَرامٍ أَي لا أَحْتَسِبُ بالحَيْضةِ التي وقع فيها الطلاقُ من العِدّةِ، لأَنها كانت له حلالاً في بعض أَيام الحيضة وحراماً في بعضها.
ووقع القومُ في خُلَيْطى وخُلَّيْطى مثال السُّمَّيْهى أَي اخْتِلاطٍ فاختلط عليهم أَمرُهم.
والتخْلِيطُ في الأَمْرِ: الإِفْسادُ فيه.
ويقال للقوم إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه ببعض: خُلَّيْطى؛ وأَنشد اللحياني: وكُنَّا خُلَيطى في الجِمالِ، فراعني جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك ومالُهم بينهم خِلِّيطى أَي مُخْتَلِط. أَبو زيد: اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ إِذا اختلطَ على القوم أَمرهم واختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ.
والخِلِّيطى: تَخْلِيطُ الأَمْرِ، وإِنه لَفي خُلَّيْطى من أَمرِه؛ قال أَبو منصور: وتخفف اللام فيقال خُلَيْطى.
وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه قال: لا خِلاطَ ولا شِناقَ في الصدقة.
وفي حديث آخر: ما كان من خَلِيطَيْنِ فإِنهما يتراجَعانِ بينهما بالسَّوِيّةِ؛ قال الأَزهري: كان أَبو عبيد فسّر هذا الحديث في كتاب غريب الحديث فَثَبَّجَه ولم يُفَسِّرُه على وجهه، ثم جَوَّدَ تفسيره في كتاب الأَمْوالِ، قال: وفسره على نحو ما فسّره الشافعي، قال الشافعيّ: الذي لا أَشُكّ فيه أَن الخَلِيطَيْنِ الشريكان لن يقتسما الماشية، وتراجُعُهما بالسويّة أَن يكونا خليطين في الإِبل تجب فيها الغنم فتوجد الإِبل في يد أَحدهما، فتؤخذ منه صدقتُها فيرجع على شريكه بالسوية، قال الشافعيّ: وقد يكون الخليطان الرجلين يتخالطان بماشيتهما، وإِن عرف كل واحد منهما ماشيته، قال: ولا يكونان خليطين حتى يُرِيحا ويُسَرِّحا ويَسْقِيا معاً وتكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً، فإِذا كانا هكذا صَدّقا صدقةَ الواحد بكل حال، قال: وإِن تفرَّقا في مُراحٍ أَو سَقْيٍ أَو فُحولٍ فليسا خَليطين ويُصَدِّقانِ صدقةَ الاثنين، قال: ولا يكونان خليطين حتى يحول عليهما حَوْلٌ من يومَ اخْتَلطا، فإِذا حال عليهما حول من يومَ اختلطا زَكَّيا زكاةَ الواحد؛ قال الأَزهري: وتفسير ذلك أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَوجب على مَن مَلك أَربعين شاة فحال عليها الحولُ، شاةً، وكذلك إِذا ملك أَكثر منها إِلى تمام مائة وعشرين ففيها شاة واحدة، فإِذا زادت شاةٌ واحدة على مائة وعشرين ففيها شاتان، ولو أَن ثلاثة نفر ملكوا مائة وعشرين لكل واحد منهم أَربعون شاة، ولم يكونوا خُلَطاء سنةً كاملة، فعلى كل واحد منهم شاة، فإِذا صاروا خلطاء وجمعوها على راع واحد سنة فعليهم شاة واحدة لأَنهم يصدّقون إِذا اخْتَلَطُوا، وكذلك ثلاثة نفر بينهم أَربعون شاة وهم خلطاء، فإن عليهم شاة كأَنّه ملكها رجل واحد، فهذا تفسير الخلطاء في المواشي من الإِبل والبقر والغنم.
وقوله عزّ وجلّ: وإِن كثيراً من الخلطاء ليَبْغي بعضُهم على بعض إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ فالخُلَطاء ههنا الشُّرَكاء الذين لا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ كل واحد من مِلْكِ صاحبه إِلا بالقِسْمة، قال: ويكون الخلطاء أَيضاً أَن يخلطوا العين المتميز بالعين المتميز كما فسر الشافعي، ويكونون مجتمعين كالحِلَّةِ يكون فيها عشرة أَبيات، لصاحب كل بيت ماشيةٌ على حدة، فيجمعون مواشِيَهم على راعٍ واحد يرعاها معاً ويَسْقِيها معاً، وكلّ واحد منهم يعرف ماله بسِمَته ونِجارِه. ابن الأَثير: وفي حديث الزكاة أَيضاً: لا خِلاطَ ولا وِراطَ؛ الخِلاطُ: مصدر خالَطه يُخالِطُه مُخالَطةً وخِلاطاً، والمراد أَن يَخْلِطَ رجل إِبله بإِبل غيره أَو بقره أَو غنمه ليمنع حق اللّه تعالى منها ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فيما يجب له، وهو معنى قوله في الحديث الآخر: لا يُجْمَعُ بين متفرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بين مُجتمع خشيةَ الصدقة، أَما الجمع بين المتفرِّق فهو الخِلاط، وذلك أَن يكون ثلاثة نفر مثلاً لكل واحد أَربعون شاة، فقد وجب على كل واحد منهم شاةٌ، فإِذا أَظَلَّهم المُصَدِّقُ جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إِلا شاةٌ واحدة، وأَما تفريقُ المجتمع فأَن يكون اثنان شريكان ولكل واحد منهما مائة شاةٍ وشاةٌ فيكون عليهما في مالهما ثلاث شياه، فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غنمهما فلم يكن على كل واحد إِلا شاة واحدة، قال الشافعي: الخطابُ في هذا للمُصدّقِ ولربِّ المال، قال: فالخَشْيَةُ خَشْيَتانِ: خَشْيةُ السّاعي أَن تقلّ الصدقةُ، وخشْيةُ ربِّ المال أَن يقلَّ مالُه، فأُمر كلّ واحد منهما أَن لا يُحْدِثَ في المال شيئاً من الجمع والتفريق؛ قال: هذا على مذهب الشافعي إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عنده، وأَما أَبو حنيفة فلا أَثر لها عنده، ويكون معنى الحديث نفي الخِلاطِ لنفي الأَثر كأَنه يقول لا أَثر للخُلْطةِ في تقليل الزكاة وتكثيرها.
وفي حديث الزكاة أَيضاً: وما كان من خَليطَيْنِ فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما. بالسويَّةِ؛ الخَلِيطُ: المُخالِط ويريد به الشريك الذي يَخْلِط ماله بمال شريكه، والتراجع بينهما هو أَن يكون لأَحدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط، فيأْخذ الساعي عن الأَربعين مُسِنّةً وعن الثلاثين تَبِيعاً، فيرجع باذِلُ المسنَّةِ بثلاثة أَسْباعها على شريكه، وباذل التَّبيعِ بأَربعة أَسْباعه على شريكه لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشيوع، كأَنَّ المال ملك واحد، وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعيَ إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه، وإِنما يَضْمَنُ له قِيمةَ ما يَخُصُّه من الواجب دون الزيادة، وفي التراجع دليل على أَن الخُلطة تصح مع تمييز أَعْيان الأَموال عند من يقول به، والذي فسره ابن سيده في الخلاط أَن يكون بين الخليطين مائة وعشرون شاة، لأَحدهما ثمانون وللآخر أَربعون، فإِذا أَخذ المُصَدِّقُ منها شاتين ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلثَ شاة، فيكون عليه شاةٌ وثلث، وعلى الآخر ثلثا شاة، وإِن أَخذ المُصَدّق من العشرين والمائة شاةً، واحدة ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلث شاة، فيكون عليه ثلثا شاة وعلى الآخر ثلثُ شاة، قال: والوِراطُ الخديعةُ والغِشُّ. ابن سيده: رجل مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، بكسر الميم فيهما، يُخالِطُ الأُمور ويُزايِلُها كما يقال فاتِقٌ راتِقٌ، ومِخْلاطٌ كمِخْلطٍ؛ أَنشد ثعلب: يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرواطِ، صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ وخلَط القومَ خَلْطاً وخالَطَهم: داخَلهم.
وخَليطُ الرجل: مُخالطُه.
وخَلِيطُ القوم: مُخالطهم كالنَّديم المنادِمِ، والجَلِيسِ المُجالِسِ؛ وقيل: لا يكون إِلا في الشركة.
وقوله في التنزيل: وإِنّ كثيراً من الخُلَطاء؛ هو واحد وجمع. قال ابن سيده: وقد يكون الخَليطُ جمعاً.
والخُلْطةُ، بالضم: الشِّرْكة.
والخِلْطةُ، بالكسر: العِشْرةُ.
والخَلِيطُ: القوم الذين أَمْرُهم واحد، والجمعُ خُلَطاء وخُلُطٌ؛ قال الشاعر: بانَ الخَلِيطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا وقال الشاعر: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا قال ابن بري صوابه: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا، وأَخْلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الذي وَعَدُوا ويروى: فانْفَرَدُوا؛ وأَنشد ابن بري هذا المعنى لجماعة من شعراء العرب؛ قال بسَّامَةُ بن الغَدِير: إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البين فابْتَكَرُوا لِنِيَّة، ثم ما عادُوا ولا انْتَظَرُوا وقال ابن مَيّادةَ: إِن الخليط أَجدُّوا البين فانْدَفَعُوا، وما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذي صَنَعُوا وقال نَهْشَلُ بن حَرِّيّ: إِن الخليط أَجدوا البين فابتكروا، واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر وقال الحسين بن مُطَيْرٍ: إِن الخليط أَجدوا البين فادّلَجُوا، بانُوا ولم ينْظرُوني، إِنهم لَحِجُوا وقال ابن الرَّقاعِ: إِن الخليط أَجدوا البين فانْقَذَفُوا، وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا وقال عمر بن أَبي ربيعة: إِنَّ الخليط أَجدّ البين فاحْتَمَلا وقال جرير: إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البين يومَ غَدَوْا مِنْ دارةِ الجأْبِ، إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ وقال نُصَيْبُ: إِن الخليط أَجدّوا البين فاحْتَمَلُوا وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ في جمعه على خُلُطٍ: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ حَرْباً، تُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ؟ وإِنما كثر ذلك في أَشعارهم لأَنهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ فتجتمع منهم قبائل شتى في مكان واجد، فتقع بينهم أُلْفَةٌ، فإِذا افْتَرَقوا ورجعوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذلك. قال أَبو حنيفة: يلقى الرجلُ الرجلَ الذي قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّرَه، فيقول: لقد فارَقْتَ خَليطاً لا تَلْقى مثلَه أَبداً يعني الجَزَّ.
والخَلِيطُ: الزوجُ وابن العم.
والخَلِطُ: المُخْتَلِطُ (* قوله «والخلط المختلط» في القاموس: والخلط بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق اليهم.) بالناس المُتَحَبِّبُ، يكون للذي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم، ويكون للذي يُلْقي نساءَه ومتاعَه بين الناس، والأُنثى خَلِطةٌ، وحكى سيبويه خُلُط، بضم اللام، وفسره السيرافي مثل ذلك.
وحكى ابن الأَعرابي: رجل خِلْطٌ في معنى خَلِطٍ؛ وأَنشد: وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرْسَلتْ يَمينُكَ شيئاً، أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا يقول: أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال، ويمينُك بدل من قوله هي، وإِن شئت جعلت هي كنايةً عن القِصّة ورفَعْت يمينك بأَرسلت، والعرب تقول: أَخْلَطُ من الحمَّى؛ يريدون أَنها متحببة إِليه مُتَمَلِّقة بورُودها إِياه واعْتيادِها له كما يفعل المُحِبُّ المَلِقُ. قال أَبو عبيدة: تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين على الطاء، فقال حميد: الخِلاطَ يا أَبا الشعْثاء، فقال العجاج: الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك يا ابن أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ.
واخْتَلَطَ فلان أَي فسد عقله.
ورجل خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ: أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل، عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي.
وقد خُولِطَ في عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ، ويقال: خُولِط الرجلُ فهو مُخالَطٌ، واخْتَلَطَ عقلُه فهو مُخْتَلِط إِذا تغير عقلُه.
والخِلاطُ: مخالطةُ الداءِ الجوفَ.
وفي حديث الوَسْوَسةِ: ورجَعَ الشيطانُ يَلْتمس الخِلاطَ أَي يخالِط قَلْبَ المصلي بالوَسْوَسةِ، وفي الحديث يَصِف الأَبرار: فظنَّ الناس أَن قد خُولِطُوا وما خُولِطُوا ولكن خالط قلْبَهم هَمٌّ عَظيمٌ، من قولهم خُولط فلان في عقله مُخالَطة إِذا اختلَّ عقله.
وخالَطه الداءُ خِلاطاً: خامره.
وخالط الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً: وقَع فيها. الليث: الخِلاطُ مخالطةُ الذئبِ الغَنَم؛ وأَنشد: يَضْمَنُ أَهل الشاءِ في الخِلاطِ والخِلاط: مخالَطة الرجلُ أَهلَه.
وفي حديث عَبِيدةَ: وسُئل ما يُوجِبُ الغُسْلَ؟ قال: الخَفْقُ والخِلاطُ أَي الجِماعُ من المخالطة.
وفي خطبة الحجاج: ليس أَوانَ يَكْثُر الخِلاط، يعني السِّفادَ، وخالَط الرجلُ امرأَتَه خِلاطاً: جامَعها، وكذلك مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِيلُه حَياءَها.
واسْتخلط البعير أَي قَعا.
وأَخلط الفحْلُ: خالط الأُنثى.
وأَخلطه صاحبه وأَخلط له؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، إِذا أَخطأَ فسدَّده وجعل قضيبه في الحَياء.
واسْتَخْلَطَ هو: فعل ذلك من تلقاء نفسه. ابن الأَعرابي: الخِلاطُ أَن يأْتي الرجلُ إِلى مُراحِ آخر فيأْخذَ منه جمَلاً فيُنزِيَه على ناقته سِرّاً من صاحِبه، قال: والخِلاط أَيضاً أَن لا يُحْسن الجملُ القَعْو على طَرُوقَتِه فيأْخذَ الرجلُ قَضِيبَه فيُولجه. قال أَبو زيد: إِذا قَعا الفحلُ على الناقةِ فلم يَسْتَرْشِدْ لحَيائها حتى يُدخله الراعي أَو غيرُه قيل: قد أَخْلطه إِخْلاطاً وأَلْطَفَه إِلْطافاً، فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُه، فإِن فعل الجمل ذلك من تلقاء نفسه قيل: قد اسْتَخْلَطَ هو واسْتَلْطَفَ. ابن شميل: جمل مُختلِط وناقة مختلطة إِذا سَمِنا حتى اختلَط الشحم باللحم. ابن الأَعرابي: الخُلُط المَوالي، والخُلَطاء الشركاء، والخُلُطُ جِيران الصَّفا، والخَلِيط الصاحِبُ، والخَلِيطُ الجار يكون واحداً وجمعاً؛ ومنه قول جرير: بانَ الخَلِيطُ ولو طُووِعتُ ما بانا فهذا واحد والجمع قد تقدم الاستشهاد عليه.
والأَخْلاطُ: الجماعة من الناس.
والخِلْطُ والخِلِطُ من السِّهام: السهم الذي ينبُت عُودُه على عَوَج فلا يزال يتعوَّج وإِن قُوِّم، وكذلك القوسُ، قال المتنخل الهذلي: وصفراءُ البُرايةِ غَيْر خِلْطٍ، كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللياطِ وقد فُسِّر به البيتُ الذي أَنشده ابن الأَعرابي: وأَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسلت قال: وأَنت امرؤ خِلْط أَي أَنك لا تستقيم أَبداً وإِنما أَنت كالقِدْح الذي لا يزال يَتعوَّج وإِن قُوِّم، والأَوّل أَجود.
والخِلْط: الأَحمق، والجمع أَخْلاط؛ وقوله أَنشده ثعلب: فلمّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ من عِنانِها، وأَمْسَكْتُ من بعض الخِلاطِ عِناني فسره فقال: تكلَمت بالرفَثِ وأَمسكْتُ نفسي عنها فكأَنه ذهب بالخلاط إِلى الرفَثِ. الأَصمعي: المِلْطُ الذي لا يُعْرَفُ له نسب ولا أَب، والخِلْطُ يقال فلان خِلْطٌ فيه قولان، أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ؛ ويقال هو والد الزِّنا في قول الأَعْشَى: أَتاني ما يقولُ ليَ ابنُ بَظْرا، أَقَيْسٌ، يا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ، لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، وخِلْطٌ رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحي؟ أَراد أَقَيْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، هَجا بهذا جِهنّاماً أَحد بني عَبْدانَ.
واهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛ قال الجرجاني: الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنَّ اللامَ مبدلة منه، قال: وفيه نظر.

مثل (لسان العرب) [0]


مِثل: كلمةُ تَسْوِيَةٍ. يقال: هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى؛ قال ابن بري: الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس والمتَّفقين، لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص، وأَما المُماثَلة فلا تكون إِلا في المتفقين، تقول: نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه كطعمِه، فإِذا قيل: هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه، وإِذا قيل: هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ، والعرب تقول: هو مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم، يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن هذا حقير.
والمِثْل: الشِّبْه. يقال: مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه . . . أكمل المادة بمعنى واحد؛ قال ابن جني: وقوله عز وجل: فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون؛ جَعَل مِثْل وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على الفتح، وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما صفة لحقّ، فإِن قلت: فما موضع أَنكم تنطِقون؟ قيل: هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه، فإِن قلت: أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ، فكيف تجوز إِضافة المبني؟ قيل: ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم المضموم إِليه ما، فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية زيدٍ، أَو كالأَلف والنون في سِرْحان عَمْرو، أَو كياء الإِضافة في بَصْرِيِّ القومِ، أَو كأَلف التأْنيث في صحراء زُمٍّ، أَو كالأَلف والتاء في قوله: في غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ وقوله تعالى: ليس كَمِثْلِه شيء؛ أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك، لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً، تعالى الله عن ذلك؛ ونظيرُه ما أَنشده سيبويه: لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي مَقَقٌ.
وقوله تعالى: فإِن آمنوا بمثل ما آمنتم به؛ قال أَبو إِسحق: إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان؟ قيل له: المعنى واضح بيِّن، وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في إِيمانكم بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم (* قوله «وتصديقكم كتوحيدكم» هكذا في الأصل، ولعله وبتوحيد كتوحيدكم) فقد اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم.
وفي حديث المِقْدام: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتاب ومِثْلَه معه؛ قال ابن الأَثير: يحتمل وجهين من التأْويل: أَحدهما أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما أُعطيَ من الظاهر المَتْلُوِّ، والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من البَيان مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد وينقُص، فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من القرآن.
وفي حديث المِقْدادِ: قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ وتلفَّظ بالشهادة، كما كان هو قبل التلفُّظ بالكلمة من أَهل النار، لا أَنه يصير كافراً بقتله، وقيل: إِنك مِثْله في إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم مُباحُ الدم، فإِن قتله أَحد بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ؛ ومنه حديث صاحب النِّسْعةِ: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه؛ قال ابن الأَثير: جاء في رواية أَبي هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله، فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه إِياه وأَنه ظالم له، فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً.
وفي حديث الزكاة: أَمَّا العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها؛ قيل: إِنه كان أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن فلذلك قال ومثلُها معها، وتأْخير الصدقةِ جائز للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ إِليها، وفي رواية قال: فإِنها عَليَّ ومثلُها معها، قيل: إِنه كان اسْتَسْلَف منه صدقةَ عامين، فلذلك قال عَليَّ.
وفي حديث السَّرِقة: فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه؛ هذا على سبيل الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه، وإِلاّ فلا واجبَ على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه، وقيل: كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ، وكذلك قوله: في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها ومثلُها معها؛ قال ابن الأَثير: وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل من الوعيد وقد كان عمر، رضي الله عنه، يحكُم به، وإِليه ذهب أَحمدُ وخالفه عامَّة الفقهاء.
والمَثَلُ والمَثِيلُ: كالمِثْل، والجمع أَمْثالٌ، وهما يَتَماثَلانِ؛ وقولهم: فلان مُسْتَرادٌ لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه، وقيل: معناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها، واللام زائدة: والمَثَلُ: الحديثُ نفسُه.
وقوله عز وجل: ولله المَثَلُ الأَعْلى؛ جاء في التفسير: أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ، وهي الأَمثال؛ قال ابن سيده: وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّله؛ قال جرير: والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى، حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا على أَن هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل.
وامْتَثَل القومَ وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد بيتاً ثم آخَر ثم آخَر، وهي الأُمْثولةُ، وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنى.
والمَثَلُ: الشيء الذي يُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه، وفي الصحاح: ما يُضرَب به من الأَمْثال. قال الجوهري: ومَثَلُ الشيء أَيضاً صفته. قال ابن سيده: وقوله عز من قائل: مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ المُتَّقون؛ قال الليث: مَثَلُها هو الخبر عنها، وقال أَبو إِسحق: معناه صِفة الجنة، وردّ ذلك أَبو علي، قال: لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب، إِنما معناه التَّمْثِيل. قال عمر بن أَبي خليفة: سمعت مُقاتِلاً صاحبَ التفسير يسأَل أَبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل، مَثَل الجنة: ما مَثَلُها؟ فقال: فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ، قال: ما مثلها؟ فسكت أَبو عمرو، قال: فسأَلت يونس عنها فقال: مَثَلُها صفتها؛ قال محمد ابن سلام: ومثل ذلك قوله: ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل؛ أَي صِفَتُهم. قال أَبو منصور: ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس، وأَما جواب أَبي عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ، ثم تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه، فإِن أَبا عمرو أَجابه جواباً مُقْنِعاً، ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه، وذلك أَن قوله تعالى: مَثَل الجنة، تفسير لقوله تعالى: إِن الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها الأَنهار؛ وَصَفَ تلك الجناتِ فقال: مَثَلُ الجنة التي وصفْتُها، وذلك مِثْل قوله: ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل؛ أَي ذلك صفةُ محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، وأَصحابِه في التوراة، ثم أَعلمهم أَن صفتهم في الإِنجيل كَزَرْعٍ. قال أَبو منصور: وللنحويين في قوله: مثل الجنة التي وُعِد المتقون، قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب، قال: التقدير فيما يتلى عليكم مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها، قال: ومَنْ قال إِن معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن مَثَل لا يوضع في موضع صفة، إِنما يقال صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ.
ويقال: مَثَلُ زيد مثَلُ فلان، إِنما المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ، والصفةُ تَحْلِية ونعتٌ.
ويقال: تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً، وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً.
وفي التنزيل العزيز: يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له؛ وذلك أَنهم عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به حُجَّة، فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال: إِنَّ الذين تَعْبُدون من دون الله لن يخلُقوا ذُباباً؛ يقول: كيف تكونُ هذه الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ ولو اجتمعوا كلُّهم له، وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم يخلِّصوا المَسْلوبَ منه، ثم قال: ضَعُفَ الطالِبُ والمَطْلوبُ؛ وقد يكون المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ؛ ومنه قوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً للآخرين، فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم الغابِرُون، ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون، ويكون المَثَلُ بمعنى الآيةِ؛ قال الله عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وجعلناه مَثَلاً لبني إِسرائيل؛ أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه.
وأَما قوله عز وجل: ولَمَّا ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون؛ جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ خاصَمَتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فلما قيل لهم: إِنكم وما تعبُدون من دون الله حَصَبُ جهنم، قالوا: قد رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين عُبِدوا من دون الله، فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى.
والمِثالُ: المقدارُ وهو من الشِّبْه، والمثل: ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه، والجمع المُثُل وثلاثة أَمْثِلةٍ، ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف.
والمِثال: القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله. أَبو حنيفة: المِثالُ قالَِب يُدْخَل عَيْنَ النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا، والجمع أَمْثِلةٌ.
وتَماثَل العَليلُ: قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل المَنْهوك، وقيل: إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض والانتصاب.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضوان الله عليهما: فَحَنَتْ له قِسِيَّها وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم، وهو افتَعل من المُثْلةِ.
ويقال: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل صفة للإِقبال. قال أَبو منصور: معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن حالاً من حالةٍ كانت قبلها، وهو من قولهم: هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل قومه. الجوهري: فلانٌ أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير.
وهؤلاء أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم.
وقد مَثُل الرجل، بالضم، مَثالةً أَي صار فاضِلاً؛ قال ابن بري: المَثالةُ حسنُ الحال؛ ومنه قولهم: زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً، والرَّعالةُ: الحمقُ؛ قال: ويروى كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ رَعالةً.والأَمْثَلُ: الأَفْضَلُ، وهو من أَماثِلِهم وذَوِي مَثَالَتِهم. يقال: فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه، قال الإِيادي: وسئل أَبو الهيثم عن مالك قال للرجل: ائتني بقومك، فقال: إِن قومي مُثُلٌ؛ قال أَبو الهيثم: يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد.
والطريقة المُثْلى: التي هي أَشبه بالحق.
وقوله تعالى: إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً؛ معناه أَعْدَلُهم وأَشْبهُهم بأَهل الحق؛ وقال الزجاج: أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول.
وقوله تعالى حكاية عن فرعون أَنه قال: ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى؛ قال الأَخفش: المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى، وقال أَبو إِسحق: معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق أَن يقال هو أَمثل قومه؛ وقال الفراء: المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء الحُسْنى وهو نعت للطريقة وهم الرجال الأَشراف، جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث الطريقة.
وقال ابن شميل: قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك، لأَنك تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس، ولا يكون ذلك في مَثَل.
والمَثِيلُ: الفاضلُ، وإِذا قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت: كُلُّنا مَثِيل؛ حكاه ثعلب، قال: وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم؟ قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل.
وفي الحديث: أَشدُّ الناس بَلاءً الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ والأَعلى فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة. يقال: هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ وأَدنَى إِلى الخير.
وأَماثِلُ الناس: خيارُهم.
وفي حديث التَّراويح: قال عمر لو جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب.
وفي الحديث: أَنه قال بعد وقعةِ بَدْر: لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل؛ قال الزمخشري: معناه اعتادت واستأْنستْ بالأَماثِل.
وماثَلَ الشيءَ: شابهه.
والتِّمْثالُ: الصُّورةُ، والجمع التَّماثيل.
ومَثَّل له الشيءَ: صوَّره حتى كأَنه ينظر إِليه.
وامْتَثله هو: تصوَّره.
والمِثالُ: معروف، والجمع أَمْثِلة ومُثُل.
ومَثَّلت له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة بكتابة وغيرها.
وفي الحديث: أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي مصوِّر. يقال: مَثَّلْت، بالتثقيل والتخفيف، إِذا صوَّرت مِثالاً.
والتِّمْثالُ: الاسم منه، وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه.
ومَثَّل الشيء بالشيء: سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه.
ومنه الحديث: رأَيت الجنةَ والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما؛ ومنه الحديث: لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل تصويره، وقيل: هو من المُثْلة.
والتِّمْثال: اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله، وجمعه التَّماثيل، وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره، ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به، واسم ذلك الممثَّل تِمْثال.
وأَما التَّمْثال، بفتح التاء، فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً.
ويقال: امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت حَذْوَه وسلكت طريقته. ابن سيده: وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها.
ومَثَلَ الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل: قام منتصباً، ومَثُل بين يديه مُثُولاً أَي انتصب قائماً؛ ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ.
وفي الحديث: مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس؛ يقال: مَثُل الرجل يَمْثُل مُثولاً إِذا انتصب قائماً، وإِنما نهى عنه لأَنه من زِيِّ الأَعاجم، ولأَن الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس؛ ومنه الحديث: فقام النبي، صلى الله عليه وسلم، مُمْثِلاً؛ يروى بكسر الثاء وفتحها، أَي منتصباً قائماً؛ قال ابن الأَثير: هكذا شرح، قال: وفيه نظر من جهة التصريف، وفي رواية: فَمَثَلَ قائماً.
والمَاثِلُ: القائم.
والماثِلُ: اللاطِيءُ بالأَرض.
ومَثَل: لَطِئَ بالأَرض، وهو من الأَضداد؛ قال زهير: تَحَمَّلَ منها أَهْلُها، وخَلَتْ لها رُسومٌ، فمنها مُسْتَبِينٌ وماثِلُ والمُسْتَبِين: الأَطْلالُ.
والماثلُ: الرُّسومُ؛ وقال زهير أَيضاً في الماثِل المُنْتَصِبِ: يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّرُ وقول لبيد: ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاه كالمَثَلْ فسَّره المفسِّر فقال: المَثَلُ الماثِلُ؛ قال ابن سيده: ووجهه عندي أَنه وضع المَثَلَ موضع المُثُولِ، وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه؛ ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب وخادِم وخَدَم وموضع الكاف الزيادة، كما قال رؤبة: لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي فيها مَقَقٌ.
ومَثَلَ يَمْثُل: زال عن موضعه؛ قال أَبو خِراش الهذلي:يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ لِما يَرى، فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ (* قوله «يقربه النهض إلخ» تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما هنا).أَبو عمرو: كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب.
والماثِلُ: الدارِس، وقد مَثَل مُثولاً.
وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه؛ قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن: رَبَاعٍ لها، مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عنده، خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها ومَثَلَ بالرجل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، ومَثَّل، كلاهما: نكَّل به، وهي المَثُلَة والمُثْلة، وقوله تعالى: وقد خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ؛ قال الزجاج: الضمة فيها عِوَض من الحذف، وردّ ذلك أَبو علي وقال: هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ لَجِبات. الجوهري: المَثُلة، بفتح الميم وضم الثاء، العقوبة، والجمع المَثُلات. التهذيب: وقوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات؛ يقول: يستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به، وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا بالأُمَمِ الخالية فلم يعتبروا بهم، والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه ومُثْلة فمن قال مَثُله جمعها على مَثُلات، ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات، بإِسكان الثاء، يقول: يستعجلونك بالعذاب أَي يطلبُون العذاب في قولهم: فأَمطر علينا حجارةً من السماء؛ وقد تقدم من العذاب ما هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا، وكأَن المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً.
ويقال: امْتَثَل فلان من القوم، وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم، يكون جمع أَمْثالٍ ويكون جمع الأَمْثَلِ.
وفي الحديث: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن يُمَثَّل بالدوابِّ وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها، وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع أَطرافها وهي حَيَّة.
وفي الحديث: أَنه نهى عن المُثْلة. يقال: مَثَلْت بالحيوان أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به، ومَثَلْت بالقتيل إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه، والاسم المُثلة، فأَما مَثَّل، بالتشديد، فهو للمبالغة.
ومَثَلَ بالقتيل: جَدَعه، وأَمْثَله: جعله مُثْلة.
وفي الحديث: من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له عند الله خَلاق يوم القيامة؛ مُثْلة الشَّعَر: حَلْقُه من الخُدُودِ، وقيل: نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد، وروي عن طاووس أَنه قال: جعله الله طُهْرةً فجعله نَكالاً.
وأَمْثَلَ الرجلَ: قَتَلَه بقَوَدٍ.
وامْتَثَل منه: اقتصَّ؛ قال: إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ، نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم وتَمَثَّل منه: كامْتَثَل. يقال: امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه؛ ومنه قول ذي الرمة يصف الحمار والأُتن: خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها أَي ما يُراد أَن يُقْتَصَّ منها، هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من ذلك.
ويقول الرجل للحاكم: أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني منه، وقد أَمْثَله الحاكم منه. قال أَبو زيد: والمِثالُ القِصاص؛ قال: يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه إِقْصاصاً بمعنى، والاسم المِثالُ والقِصاصُ.
وفي حديث سُويد بن مقرّن: قال ابنُه معاوية لَطَمْتُ مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه، وفي رواية: امْتَثِل، فعَفا، أَي اقتصَّ منه. يقال: أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه.
وقالوا: مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد: مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا، يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا، وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا عنى بالتَّلاتِل الشدائد.
والمِثالُ: الفِراش، وجمعه مُثُل، وإِن شئت خفَّفت.
وفي الحديث: أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خَلَق.
وفي الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي قالت: زوَّج علي بن أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما مِثالَيْن، قال جرير: قلت لمُغيرة ما مِثالان؟ قال: نَمَطان، والنّمَطُ ما يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة؛ وقوله: وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خلَق؛ قال الأَعشى: بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ، كأَنما يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا وفي حديث عكرمة: أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله؛ هي جمع مِثال وهو الفِراش.
والمِثالُ: حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ على خِلْقة السِّمَة سواء، فيجعل فيه طرف العمود أَو المُلْمُول المُضَهَّب، فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى يَدخل المِثال فيه فيكون مِثْله.
والأَمْثال: أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً ولذلك سميت أَمْثالاً وهي من البَصرة على ليلتين.
والمِثْل: موضع (* قوله «والمثل موضع» هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة، ولكن في القاموس ضبط بالضم) ؛ قال مالك بن الرَّيْب: أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى، رَحَى المِثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا؟

فرق (لسان العرب) [0]


الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل: فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ.
وفي حديث الزكاة: لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة، وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء. الحديث: البَيِّعَانِ بالخيار . . . أكمل المادة ما لم يَفْتَرِقَا (* قوله «ما لم يفترقا» كذا في الأصل، وعبارة النهاية: ما لم يتفرقا، وفي رواية: ما لم يفترقا)؛ اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل: هو بالأَبدان، وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد، وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما: إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه: أَنه كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة، فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار، وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع.
والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول: إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة.
وفي حديث ابن عمر: كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما.
وفي الحديث: من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل.
وقوله تعالى: وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه.
والفِرْقُ: القِسْم، والجمع أَفْراق. ابن جني: وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء، شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق.
والفِرْقُ: الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى: فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم. التهذيب: جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى: وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره.
وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق.
وفي التنزيل: فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛ قال اللحياني: وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا، بكسر الراء.
وفَرَّقَ بينهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني.
وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني. الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق، قال: وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام، قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا.
والفُرْقة: مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهري: الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ.
وفي حديث ابن مسعود: صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة.
وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة.
وتَفَارق القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً.
وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً: بايَنَها.
والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق.
والفِرْقةُ: طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه.
وفي الحديث: أَفارِيق العرب، وهو جمع أَفْراقٍَ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري: الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير: أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ، ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟ قال: وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق.
والفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: وقال أَعرابي لصبيان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء.
والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قال: أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟ فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قال سيبويه: قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق.
وفي التنزيل: عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر: أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا، أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا قال ابن الأَعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بري: والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ، وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما.
والفَرْقُ: تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان.
والفَرْقُ: الفصل بين الشيئين. فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: وقوله تعالى: فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب: هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام.
وقوله تعالى: وقرآناً فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق، ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ. التهذيب: قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس.
وقال الليث: معناه أَحكمناه كقوله تعالى: فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى أَحكمناه وفصلناه.
وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة.
وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه.
والفَرْقُ: موضع المَفْرِق من الرأْس.
وفَرْقُ الرأْس: ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال أَبو ذؤيب: ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه.
وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛ أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ.
ويقال للماشطة: تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً.
والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك مَفْرَق الطريق.
وفَرَقَ له عن الشيء: بيَّنه له ؛ عن ابن جني.
ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك.
وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان.
والفَرَقُ في النبات: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن (* الضمير يعود إِلى الأرض الفَرِقة.) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً.
وقال أَبو حنيفة: نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض.
ورجل أَفْرقُ: للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق (* بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق)، وكذلك اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز: يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ، تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ الليث: الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة.
والفرقاءُ من الشاءِ: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأَفْرقُ: المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ.
وتَيْس أَفْرَقُ: بعيد ما بين القَرْنَيْن.
وبعير أَفْرَقُ: بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ.
وديك أَفْرَقُ: ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما.
والأفْرَقُ من الرجال: الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره، وقيل: هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال: ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يعقوب: من القِرْقِ البطاء، وقال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذه الرواية.
وفي التهذيب: الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة.
وفرس أَفْرَقُ: له خصية واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً.
والمَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ، وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ.
والفُرْقانُ: القرآن.
وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان.
والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران؛ وقال الراجز: ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام.
ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل، ويقال أَيضاً: فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع: والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ، ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ وفي الحديث: محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه.
والفُرْقان: الحُجّة.
والفُرْقان: النصر.
وفي التنزيل: وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛ أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، صلى الله عليه وسلم، فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.
والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين. فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل.
والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛ وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز: أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ، فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً: إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ، ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا، مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه.
وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد: حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ، هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل: هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق، وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ، ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق، من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو الرمة: أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق.
وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً: له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ، يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى: أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع.
وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.
وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق.
وناقة مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن الأَعرابي: أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها. قال الليث: والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قال الأَزهري: وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ.
وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم: برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما.
وقال اللحياني: كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك. قال أَعرابي لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال: الرُّحَضاءُ؛ يقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق.
وفي الحديث: عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون.
والفِرْقُ، بالكسر: القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل: هو ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي: ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت: وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ: القطعة من الغنم.
ويقال: هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ: زجر للسباع والذِّئاب، والناعق: الراعي.
والفَريقُ: كالفِرْقِ.
والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم: الضالة.
وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها وأَضاعها.
والفَريقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر: وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف، أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث: ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ: القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل: هي الغنم الضالة.
وفي حديث أَبي ذر: سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم.
وقال ابن بري في بيت كثيِّر: والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله: تُوالي الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سيده: والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة.
والفَرَقُ، بالتحريك: الخوف.
وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً.
وفَرِقَ عليه: فزع وأَشفق؛ هذه عن اللحياني.
ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة.
وفي المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛ والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد: ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر: بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً، وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وقال مُوَيلك المَرْموم: إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة، بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ قال: ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور: رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً، وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وفي حديث بدء الوحي: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع. يقال: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر: أَباللهِ تُفَرِّقُني؟ أَي تخوِّفني.
وحكى اللحياني: فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛ قال ابن سيده: وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت.
وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي.
وتقول: فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ.
وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب:: سَلَحَ؛ أَنشد اللحياني: أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي، فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا قال: ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم.
والمُفْرِقُ: الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد، والأَول أَصح؛ قال رؤْبة: حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق والفَريقةُ: أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل: هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير: ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بري: صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب المُرِّيّ.
وفي الحديث: أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء.
والفَرُوقة: شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي: فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ، يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين.
وأَفرقوا إِبلهم: تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها.
والفَرْقُ: الكتَّان؛ قال: وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ: مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل: هو أَربعة أَرباع، وقيل: هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير: يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم، فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد: تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان قال: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع، وقالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال أَبو منصور: والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ. ابن الأَثير: الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل: الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر: من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث: في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل.
وفي حديث طَهْفة: بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن (* قوله «يكال به اللبن» الذي في النهاية: البرّ).
والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زيد: وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان، وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان، تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك: الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما.
والفُرقان: قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛ قال أَبو حاتم في قول الراجز: ترفد بعد الصف في الفرقان قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن. ابن الأَعرابي: الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة.
ويقال: وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه.
وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا.
ويقال: فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح.
والفَرِيقُ: النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والفَرُوق: موضع؛ قال عنترة: ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق: موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم: لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ، ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وفي حديث عثمان: قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب؟ هو جمع أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى.
وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر.
وفي حديث ابن عباس: فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال بعضهم: الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله.
ومَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم.
ومَفْرُوق: اسم جبل؛ قال رؤبة: ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص: هَضْبة بين البصرة والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله: فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ، فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإفْريقيَةُ: اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال: أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ؟ كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ ومُفَرِّقُ الغنم: هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت.
وفي الحديث في صفته، عليه السلام: أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل.
وفي الحديث: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان.

حرم (لسان العرب) [0]


الحِرْمُ، بالكسر، والحَرامُ: نقيض الحلال، وجمعه حُرُمٌ؛ قال الأَعشى: مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ، وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ، بالضم، حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً، وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً: لغة في حَرُمَت. الأَزهري: حَرُمَت الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً، وحَرِمَ لغةٌ.
والحَرامُ: ما حَرَّم اللهُ.
والمُحَرَّمُ: الحَرامُ.
والمَحارِمُ: ما حَرَّم اللهُ.
ومَحارِمُ الليلِ: مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ، حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ (* قوله «المحرج» كذا هو بالأصل والصحاح، . . . أكمل المادة وفي المحكم؛ المزلج كمعظم).
ويروى: مخارِمُ الليل أَي أَوائله.
وأَحْرَمَ الشيء: جَعله حَراماً.
والحَريمُ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ.
والحَريمُ: ما كان المُحْرِمون يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه؛ قال: كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه لَقىً، بين أَيْدي الطائفينَ، حَريمُ الأَزهري: الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه، وكانت العرب في الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم؛ ومنه قول الشاعر: لَقىً، بين أَيدي الطائفينَ، حَريمُ وقال المفسرون في قوله عز وجل: يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد؛ كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون: لا نطوف بالبيت في ثياب قد أَذْنَبْنا فيها، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور؛ وقالت امرأة من العرب: اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ، وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته، فأَمَرَ اللهُ عز وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار فقال: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد؛ قال الأَزهري: والتَّعَرِّي وظهور السوءة مكروه، وذلك مذ لَدُنْ آدم.
والحَريمُ: ثوب المُحْرم، وكانت العرب تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف.
وفي الحديث: أَن عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان إذا حج طاف في ثيابه؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم، ولم يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش، فيكون كل واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري، قال: والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ، بكسر الحاء وسكون الراء. يقال: رجل حِرْمِيّ، فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ.
وحَرَمُ مكة: معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله.
والحَرَمانِ: مكة والمدينةُ، والجمع أَحْرامٌ.
وأَحْرَمَ القومُ: دخلوا في الحَرَمِ.
ورجل حَرامٌ: داخل في الحَرَمِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جمعه بعضهم على حُرُمٍ.
والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام.
وقوم حُرُمٌ ومُحْرِمون.
والمُحْرِمُ: الداخل في الشهر الحَرام، والنَّسَبُ إلى الحَرَم حِرْمِيٌّ، والأُنثى حِرْمِيَّة، وهو من المعدول الذي يأتي على غير قياس، قال المبرد: يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم: وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت؛ قال الأَعشى: لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به، بوماً، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم، واستشهد به ابن بري في أَماليه على هذه الصورة، وقال: هذا البيت مُصَحَّف، وإنما هو: لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به، يوماً، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ، والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني: كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي، بذي المَجازِ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِيَّةٍ قالت، وقد ظَعنوا: هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما؟ وقال أَبو ذؤيب: لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ، كأَنها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها قال الأَصمعي: أَظنه عَنى به قُرَيْشاً، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ، وذلك للفرق الذي يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا.
وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ وشهر حرام.
والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ، فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ، والفَرْدُ رَجَبٌ.
وفي التنزيل العزيز: منها أَربعة حُرُمٌ؛ قوله منها، يريد الكثير، ثم قال: فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة.
والمُحَرَّمُ: شهر الله، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا يستَحلُّون فيه القتال، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة بيت الله، وقيل: سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي. الجوهري: من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور، وكان الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون: حَرّمْنا عليكم القتالَ في هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ. الأَزهري: كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية؛ وأَنشد شمر قول حميد بن ثَوْر: رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ، شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما قال: وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، وقال: قاله ابن الأَعرابي؛ وقال الآخر:أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما، وشَهْرَيْ جُمادَى، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خَطَبَ في صِحَّته فقال: أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، السَّنَة اثنا عشر شهراً، منها أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان.
والمُحَرَّم: أَول الشهور.
وحَرَمَ وأَحْرَمَ: دخل في الشهر الحرام؛ قال: وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً، فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ.
والحُرْمُ، بالضم: الإحْرامُ بالحج.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت أُطَيِّبُه، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه؛ الأَزهري: المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة، وكانت تُطَيِّبُه إذا حَلّ من إحْرامه؛ الحُرْمُ، بضم الحاء وسكون الراء: الإحْرامُ بالحج، وبالكسر: الرجل المُحْرِمُ؛ يقال: أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ.
والإِحْرامُ: مصدر أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأَصل فيه المَنْع، فكأنَّ المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء. حديث الصلاة: تَحْرِيمُها التكبير، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ لمنعه المصلي من ذلك، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام بالصلاة.والحُرْمَةُ: ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه، وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها؛ يقال: إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ، يريد أن له حُرُماتٍ.
والمَحارِمُ: ما لا يحل إستحلاله.
وفي حديث الحُدَيْبية: لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أَعْطيتُهم إياها؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ؛ يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام.
وقوله تعالى: ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله؛ قال الزجاج: هي ما وجب القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه، وقال مجاهد: الحُرُماتُ مكة والحج والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها، وقال عطاء: حُرُماتُ الله معاصي الله.وقال الليث: الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ، قال الأَزهري: الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ خليلُ الله، عليه السلام، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ، ولما بعث الله عز وجل محمداً، صلى الله عليه وسلم، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك، وكتب مع ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش: أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ من إرْثِ إبراهيم، فما كان دون المنار، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا يُقْطَع شجره، وما كان وراء المَنار، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن صائده مُحْرِماً. قال: فإن قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى: أَوَلم يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم؛ كيف يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ؟ فالجواب فيه أَنه عز وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً، فمن آمن بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به، ومن أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ، ومن أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما قَتَلَ من الصيد، فإن عاد فإن الله ينتقم منه.
وأَما المواقيت التي يُهَلُّ منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ، وهي من الحلّ، ومن أَحْرَمَ منها بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ، وعن لُبْس الثوب المَخيط، وعن صيد الصيد؛ وقال الليث في قول الأَعشى: بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ قال: المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ.
وتقول: أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ وحَرامٌ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد والنساء.
وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال، وأَحْرَمَ إذا صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه؛ وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي: قَسَماً، ما غيرَ ذي كَذِبٍ، أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه (* قوله «أن نبيح الخدن» كذا بالأصل، والذي في نسختين من المحكم: أن نبيح الحصن). قال ابن سيده: فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ، وأَحسن من ذلك أَن يقول والحُرُمَة، بضم الراء، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ، أَو يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً فقال:أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها، وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم: مررت بالعِدِلْ.
وحُرَمُ الرجلِ: عياله ونساؤه وما يَحْمِي، وهي المَحارِمُ، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة.
ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْويجُها؛ قال: وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله، إلا إنما مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَي كما جعلها.
وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ والمَحْرَمُ: ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها، تقول: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الجوهري: يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم يحل له نكاحُها.
وفي الحديث: لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها، وفي رواية: مع ذي حُرْمَةٍ منها؛ ذو المَحْرَمِ: من لا يحل له نكاحها من الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم.
والحُرْمَة: الذِّمَّةُ.
وأَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ إذا كانت له ذمة؛ قال الراعي: قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً، ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا ويروى: مَخْذولا، وقيل: أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي الحِجَّةِ؛ وقال أَبو عمرو: أَي صائماً.
ويقال: أَراد لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ. الأزهري: روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام إحْرامٌ، قال: وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامَه، ويقال للصائم أَيضاً مُحْرِمٌ؛ قال ابن بري: ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من الدخول في الشهر الحَرام، قال: وإنما هو مثل البيت الذي قبله، وإنما يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به، ومنه قول الحسن في الرجل يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف؛ وقال الآخر: قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً، غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ يريد: قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهري: الحُرْمة المَهابة، قال: وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا: له حُرْمَةٌ، قال: وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ. قال أَبو زيد: يقال هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن وجب عليه حَقُّه.
ويقال: أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه، وذكر أَبو القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال: سألت عمي عن قول النبي، صلى الله عليه وسلم: كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ، قال: المُحْرِمُ الممسك، معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ؛ وأَنشد لمِسْكين الدارميّ: أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ، كأَنها خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ أَحَلُّوا على عِرضي، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ، وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ قال: وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ: لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي أُبَلَّغُ عنكْم، والقُلوبُ قُلوبُ وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ليَرْجِعَ وُدٌّ، والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي كرِهْتُ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ، فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ، إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال، عُيوبُ ويقال: أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ: إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ قال: والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها.
وتَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ: تَحَمّى وتَمَنَّعَ.
وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ؛ قال زهير: جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ، وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ؛ وأَنشد بيت زهير: وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه.
والمُحْرِمُ: المُسالمُ؛ عن ابن الأَعرابي، في قول خِداش بن زهير: إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ، من الناس، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده: أَصاب الغَيْثُ، برفع الغيث، قال ابن سيده: وأَراها لغة في صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ وأَنشده مرة أُخرى: إذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ.
وحُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ وأَهله.
وحَرَمُ الرجل وحَريمُه: ما يقاتِلُ عنه ويَحْميه، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ، وجمع الحَريم حُرُمٌ.
وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي في حَريمنا. تقول: فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق وذِمَّةِ. الأَزهري: والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ، والحَريمُ فِناءُ المسجد.
وحكي عن ابن واصل الكلابي: حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو الفِناءُ، قال: وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ، وهو من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما.
وحَريمُ الدار: ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها.
وحَريمُ البئر: مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك؛ الصحاح: حَريم البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها.
وحَريمُ النهر: مُلْقى طينه والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك.
وفي الحديث: حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً، هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها، وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره التصرفُ فيه. الأَزهري: الحِرْمُ المنع، والحِرْمَةُ الحِرْمان، والحِرْمانُ نَقيضه الإعطاء والرَّزْقُ. يقال: مَحْرُومٌ ومَرْزوق.
وحَرَمهُ الشيءَ يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً (* قوله «وحرماً» أي بكسر فسكون، زاد في المحكم: وحرماً ككتف) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً، وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية، كله: منعه العطيّة؛ قال يصف امرأة: وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها. الأَصمعي: أَحْرَمَتْ قومها أَي حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: كل مُسلمٍ عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ؛ قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابي يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه؛ قال الأَزهري: وهذا بمعنى الخبر، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه.
ويقال: مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله.
والتَّحْرِيمُ: خلاف التَّحْليل.
ورجل مَحْروم: ممنوع من الخير.
وفي التهذيب: المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً.
وقوله تعالى: في أَموالهم حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم؛ قيل: المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال، وقيل أَيضاً: إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ.
وحَرِيمةُ الربِّ: التي يمنعها من شاء من خلقه.
وأَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، وحَرِمَ في اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً: قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو؛ وأَنشد: ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ ويُخَطُّ خَطٌّ فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه الداخلُ قيل للداخل: حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، وإن ضبطه الداخلُ فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ.
وحَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ ومَحَكَ.
وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً واسْتحْرَمَتْ: أَرادت الفحل، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها، وهي حَرْمَى، وجمعها حِرامٌ وحَرامَى، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ؛ الأَول عن اللحياني، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم، وقد حكي ذلك في الإبل.
وجاء في بعض الحديث: الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ، فاسْتُعْمِل في ذكور الأَناسِيِّ، وقيل: الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً.
والحِرْمَةُ، بالكسر: الغُلْمةُ. قال ابن الأثير: وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ.
وقوله في حديث آدم، عليه السلام: إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ لم يَضْحَكْ؛ هو من قولهم: أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا تهْتَكُ، قال: وليس من اسْتِحْرام الشاة. الجوهري: والحِرْمةُ في الشاء كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ، والحِنَاء في النِّعاج، وهو شهوة البِضاع؛ يقال: اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل.
وقال الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ إذا أَرادت الفحل.
وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ وعَجالى، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ، قال ابن بري: فَعْلَى مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ، وأَما شاة حَرْمَى فإنها، وإن لم يستعمل لها مذكَّر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن قياس المذكر منه حَرْمانُ، فلذلك قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ، كما قالوا عَجالَى وعِجالٌ.
والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ: وهو الذَّلُول الوَسَط (* قوله «وهو الذلول الوسط» ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه.
وناقة مُحَرَّمةٌ: لم تُرَضْ؛ قال الأَزهري: سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ، وفي الصحاح: ناقة مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ.
وفي حديث عائشة: إنه أَراد البَداوَة فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل.
والمُحَرَّمُ من الجلود: ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ، وجِلد مُحَرَّم: لم تتم دِباغته.
وسوط مُحَرَّم: جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ؛ قال الأَعشى: تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها، تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما وفي التهذيب: في جنب موقها تُحاذر كفِّي؛ أَراد بالقَطيع سوطه. قال الأَزهري: وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ، يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في الثَّرَى، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً، ثم فتلوها ثم علَّقوها من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً وقد أَثقلوها حتى تيبس.
وقوله تعالى: وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون؛ روى قَتادةُ عن ابن عباس: معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها؛ وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ: بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية أَي وَجَب عليها، قال: وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها؛ فسئل عنها فقال: عَزْمٌ عليها.
وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: وحرامٌ على قرية أَهلكناها؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ، قال: وهو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل لما قال: فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له كاتبون، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار، فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون؛ وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها، قال: واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم تائب؛ قال الأَزهري: وهذا يؤيد ما قاله الزجاج، وروى الفراء بإسناده عن ابن عباس: وحِرْمٌ؛ قال الكسائي: أَي واجب، قال ابن بري: إنما تَأَوَّلَ الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون، ومن جعل حَراماً بمعنى المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون، وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ: فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً على شَجْوِهِ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ، قال الفراء: وحَرامٌ أَفشى في القراءة.
وحَرِيمٌ: أَبو حَيّ.
وحَرامٌ: اسم.
وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل حَرامٍ (* قوله «إلى آل حرام» هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل) بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل.
وحَرامٌ: مولى كُلَيْبٍ.
وحَريمةُ: رجل من أَنجادهم؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ: فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها، وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا وحَرِيمٌ: اسم موضع؛ قال ابن مقبل: حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها، بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ: البقر، واحدتها حَيْرَمة؛ قال ابن أَحمر: تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما قال الأَصمعي: لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر، وله نظائر مذكورة في مواضعها. قال ابن جني: والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها، وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر، فإما أَن يكون شيئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه، على حدّ ما قلناه فيمن خالف الجماعة، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ ونحو ذلك، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر، فإن الأَعرابي إذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله، فقد حكي عن رُؤبَة وأَبيه: أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها، وعلى هذا قال أَبو عثمان: ما قِيس على كلام العَرَب فهو من كلام العرب. ابن الأَعرابي: الحَيْرَمُ البقر، والحَوْرَمُ المال الكثير من الصامِتِ والناطق.
والحِرْمِيَّةُ: سِهام تنسب إلى الحَرَمِ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ، ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ.
وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس: اسم رجل، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ جَدُّ الشُّوَيْعِر؛ قال ابن بري يعني قوله: بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني، عَمْدَ عَيْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر.
والحرَيمةُ: ما فات من كل مَطْموع فيه.
وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً، بكسر الراء، وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه؛ وقال يصف إمرأة: ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا (* قوله «ونبئتها» في التهذيب: وأنبئتها) قال ابن بري: وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد أَحدهما من صاحبه، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ، وتروى لابن أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ، وخطب امرأَة فردته فقال: ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي، فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا، وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء، إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة، تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ، وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ، تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه، إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا كأَن المَساويكَ في شِدْقِه، إذا هُنَّ أُكرِهن، يَقلَعنَ طينا كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه، والوُكُونُ: جمع واكِنٍ مثل جالس وجُلوسٍ، وهي الجاثِمة، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ لارتفاعه، والغِسْل: الخطْمِيُّ، واللَّجِينُ: المضروب بالماء، شبَّه ما رَكِبَ أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء.
والحَرِمُ، بكسر الراء: الحِرْمانُ؛ قال زهير: وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ يقولُ: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ وإنما رَفَعَ يقولُ، وهو جواب الجزاء، على معنى التقديم عند سيبويه كأَنه قال: يقول إن أَتاه خليل لا غائب، وعند الكوفيين على إضمار الفاء؛ قال ابن بري: الحَرِمُ الممنوع، وقيل: الحَرِمُ الحَرامُ. يقال: حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى.
والحَريمُ: الـصديق؛ يقال: فلان حَريمٌ صَريح أَي صَديق خالص. قال: وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ الله لا أَفعلُ ذلك، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك، معناهما واحد. قال: وقال أَبو زيد يقال للرجل: ما هو بحارِم عَقْلٍ، وما هو بعادِمِ عقل، معناهما أَن له عقلاً. الأزهري: وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْرى للكُبْرى؛ قال القتيبي: يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة، مثال ذلك: نَهْرٌ يجري لشِرْب العامة، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا النهر، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة، هذا وما أَشبهه، قال: وفي حديث عمر، رضي الله عنه: في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ؛ هو أَن يقول حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ، وهي لغة العقيلِييّن، قال: ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق؛ ومنه قوله تعالى: يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك، ثم قال عز وجل: قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: آلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ حلالاً، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ وجعل في اليمين الكفارةَ.
وفي حديث عليّ (* قوله «وفي حديث عليّ إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث عليّ إلخ) في الرجل يقول لامرأته: أَنتِ عليَّ حَرامٌ، وحديث ابن عباس: من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ، وحديثه الآخر: إذا حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها.
والإحْرامُ والتَّحْريمُ بمعنى؛ قال يصف بعيراً: له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ، فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ قال ابن بري: الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره: له رَبَّة، وقوله مَزْعَم أَي مَطْمع.
وقوله تعالى: للسائل والمَحْرُوم؛ قال ابن عباس: هو المُحارِف.أَبو عمرو: الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، والزَّجُومُ التي لا تَرْغُو، والخَزُوم المنقطعة في السير، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على الحوض.
والحَرامُ: المُحْرِمُ.
والحَرامُ: الشهر الحَرامُ.
وحَرام: قبيلة من بني سُلَيْمٍ؛ قال الفرزدق: فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي، فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ وحَرَام أَيضاً: قبيلة من بني سعد بن بكر.
والتَّحْرِيمُ: الصُّعوبة؛ قال رؤبة: دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما يقال: هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب.
وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ.
وقوله في الحديث: أَما عَلِمْتَ أَن الصورة مُحَرَّمةٌ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ، والحديث الآخر: حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ، فهو في حقه كالشيء المُحَرَّم على الناس.
وفي الحديث الآخر: فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي بتحريمه، وقيل: الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله.
وحديث الرضاع: فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً.
وفي حديث ابن عباس: وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين: حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ، فقال: يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض؛ قال ابن الأَثير: أَراد ابن عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين الحُرَّتَين فقال: لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت، ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى الأُخت لأَنها من أَصْهاره، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه، قال: والفقهاء على خلاف ذلك فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء، فالآية المُحَرِّمةُ قوله تعالى: وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف، والآية المُحِلَّةُ قوله تعالى: وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ.

رأي (لسان العرب) [0]


الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد، وبمعنى العِلْم تتعدَّى إلى مفعولين؛ يقال: رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً ورَاءَةً مثل راعَة.
وقال ابن سيده: الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب.
وحكى ابن الأَعرابي: على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ، وفيه ضَعَةٌ، وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال رُويَتِك، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال رِيَّتِكَ.
وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة، وليست الهاءُ في رَأْية هنا للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ، إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذا لم تُردْ . . . أكمل المادة هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة.
ورَأَيْته رِئْيَاناً: كرُؤْية؛ هذه عن اللحياني، وَرَيْته على الحَذْف؛ أَنشد ثعلب: وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رأْيَةً جَمَلا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ، فانْشَمَلا خَلْقُ أَربعةٍ: يعني ضُمورَ أَخْلافها، وانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ كانْشمرَ، يقول: من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ؛ وأَنشد ابن جني: حتى يقول من رآهُ إذْ رَاهْ: يا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة؛ وقوله: مَنْ رَا مِثْلَ مَعْمدانَ بنِ يَحْيَى، إذا ما النِّسْعُ طال على المَطِيَّهْ؟ ومَنْ رَامثلَ مَعْدانَ بن يَحْيَى، إذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ؟ أَصل هذا: من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ: لا هَناك المَرْتَعُ، فاجتمعت أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين؛ وقال ابن سيده: أَصله رأَى فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت، وفي قرأْت قَرَيْت، وفي أَخْطأْت أَخْطَيْت، فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل؛ قال: وسأَلت أَبا علي فقلت له من قال: مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت؟ قال: لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب، وذهب أَبو علي في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت ونحوه، وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً، وهذان إعلالان تواليا في العين واللام؛ ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: جَا يَجِي، فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً، فأَعلّ اللام والعين جميعاً.
وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها. قال سيبويه: كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه، وذلك لكثرة استعمالهم إياه، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب، يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا تَرْأَى، وذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي هي عين الفعل، وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين، وإن كانت الأُولى زائدةً والثانية أَصليةً، وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين، وإن كان بينهما حرف ساكن، وهي الراء، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا يَرَى ونَرَى وتَرَى كما قالوا أَرَى؛ قال سيبويه: وحكى أَبو الخطاب قدْ أَرْآهم، يَجيءُ به على الأَصل وذلك قليل؛ قال: أَحِنُّ إذا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ، ولا أَرْأَى إلى نَجْدٍ سَبِيلا وقال بعضهم: ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ؛ قال سُراقة البارقي: أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ، كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ وقد رواه الأَخفش: ما لم تَرَياهُ، على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف. التهذيب: وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ، على التخفيف، قال: وعامة كلام العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف، قال: ويعضهم يحقِّقُه فيقول، وهو قليل، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً، وأَنشد بيت سراقة البارقي.
وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت: كرَأَيْت أَعني من رُؤية العَين. قال اللحياني: قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأََيْت في رُؤْية العين، وبعضهم يَترُك الهمز وهو قليل، قال: وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ؛ وأَنشد فيمن خفف: صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ؟ قال الجوهري: وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ، وأَنشد هذا البيت أَيضاً: صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ ويروى: في العلاب؛ ومثله للأَحوص: أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ مَضَى، ولم يَثْنِه ما رَا وما سَمِعا وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك، بلا همز؛ قال أَبو الأَسود: أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ أَتاني فقال: اتَّخِذْني خَلِيلا فترَك الهمزةَ، وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري: فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى جُعلْتُ لها، وإنْ بَخِلَتْ، فِداءَ أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى، أَتَمْنَعُني على لَيْلى البُكاءَ؟ والذي في شعره كلام حبَّى، والذي رُوِيَ كلام لَيْلى؛ ومثله قول الآخر: أَرَيْتَ، إذا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً، وأَنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِلِ قال: وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز: أَرَيْتَ، إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا مُرَجَّلا ويَلْبَسُ البُرُودا، أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا قال ابن بري: وفي هذا البيت الأَخير شذوذ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم الفاعل. قال ابن سيده: والكلامُ العالي في ذلك الهمزُ، فإذا جئتَ إلى الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت العرب، الذين يهمزون والذين لا يهمزون، على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى ونَرَى وأَرَى، قال: وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل: فتَرَى الذين في قُلُوبِهِم مَرَض، وقوله عز وجل: فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى، وإنِّي أَرَى في المَنامِ، ويَرَى الذين أُوتوا العلم؛ إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى، وهو الأَصل، فإذا قالوا متى نَراك قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك، وبعضٌ يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك؛ وأَنشد: أَلا تلك جاراتُنا بالغَضى تقولُ: أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيقا وأَنشد فيمن قلب: ماذا نَراؤُكَ تُغْني في أَخي رَصَدٍ من أُسْدِ خَفَّانَ، جأْبِ الوَجْه ذي لِبَدِ ويقال: رأَى في الفقه رأْياً، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته في كلامهم، وربما احتاجت إليه فهَمَزَته؛ قال ابن سيده: وأَنشد شاعِرُ تَيْمِ الرِّباب؛ قال ابن بري: هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي: أَلَمْ تَرْأَ ما لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ، ومن يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمََعِ قال ابن بري: ويروى ويَسْمَعُ، بالرفع على الاستئناف، لأَن القصيدة مرفوعة؛ وبعده: بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بحوزه إليَّ، وراءَ الحاجِزَينِ، ويُفْرِعُ يقال: أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي؛ قال وشاهد ترك الهمزة ما أَنشده أَبو زيد: لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عَنْك بما يَرْآكَ شَنآنا قال: وهو كثير في القرآن والشعر، فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز يَتْركون الهمز فيقولون: رَ ذلك، وللإثنين: رَيا ذلك، وللجماعة: رَوْا ذلك، وللمرأَة رَيْ ذلك، وللإثنين كالرجلين، وللجمع: رَيْنَ ذاكُنَّ، وبنو تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون: ارْأَ ذلك وارْأَيا ولجماعة النساء ارْأَيْنَ، قال: فإذا قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها، وإن لم يكن من كلامهم الهمز، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز، نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وبه قرأَ الكسائي تَرَك الهمز فيه في جميع القرآن، وقالوا: ولو تَرَ ما أَهلُ مكة، قال أَبو علي: أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال. اللحياني: يقال إنه لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان، رفعاً وجزماً، وكذلك ولا تَرَ ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ فيهما جميعاً وجهان: الجزم والرفع، فإذا قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ ما فُلانٌ قالوه بالجزم، وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ؛ حكى ذلك عن الكسائي كله.
وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت: ارْءَ، وعلى الحذف: را. قال ابن بري: وصوابه على الحذف رَهْ، لأَن الأَمر منه رَ زيداً، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال. الفراء في قوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُم، قال: العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان: أَحدهما أَنْ يسأَلَ الرجلُ الرجلَ: أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك؟ فهذه مهموزة، فإذا أَوْقَعْتَها على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال، يريد هل رأَيتَ نَفْسَك على غير هذه الحالة، ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين أَرَأَيْتُماكُما، وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ، وللمرأَة أَرأََيْتِكِ، بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلك، والمعنى الآخر أَنْ تقول أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها وتَتركُ الهمزَ إن شئت، وهو أَكثر كلام العرب، وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤَنثه ومذكره، فنقول للمرأَة: أَرَأَيْتَكِ زيداً هل خَرج، وللنسوة: أَرَأَيْتَكُنَّ زيداً ما فَعَل، وإنما تركت العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم يريدوا أَن يكون الفعل منها واقعاً على نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن الفعل واقعاً، قال: ونحو ذلك قال الزجاج في جميع ما قال، ثم قال: واختلف النحويون في هذه الكاف التي في أَرأَيتَكُمْ فقال الفراء والكسائي: لفظها لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ، قال: ومثلها الكاف التي في دونك زيداً لأَنَّ المعنى خُذْ زيداً قال أَبو إسحق: وهذا القول لم يَقُلْه النحويون القُدَماء، وهو خطَأٌ لأَن قولك أَرأَيْتَكَ زيداً ما شأْنُه يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قد تَعَدَّتْ إلى الكاف وإلى زيدٍ، فتصيرُ (* قوله «فتصير إلخ» هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ). أَرأَيْتَ اسْمَيْن فيصير المعنى أَرأَيْتَ نفْسَكَ زيداً ما حالُه، قال:وهذا محال والذي إليه النحويون الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أَرأَيْتَ زيداً ما حالُه، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب فتقول للواحد المذكر: أَرَأَيْتَكَ زيداً ما حاله، بفتح التاء والكاف، وتقول في المؤنث: أَرَأَيْتَك زيداً ما حالُه يا مَرْأَةُ؛ فتفتح التاء على أَصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما في الكلمة والمُنْبِئَةَ عن الخطاب، فإن عدَّيْتَ الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت الكافُ مفعولةً، تقول: رأَيْتُني عالماً بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ للرجل: أَرَأَيْتَكَ عالماً بفلان، وللإثنين أَرأَيتُماكما عالَمْنِ بفلان، وللجمع أَرَأَيْتُمُوكُمْ، لأَن هذا في تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم، وتقول للمرأَة: أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بكسر التاء، وعلى هذا قياس هذين البابين.
وروى المنذري عن أَبي العباس قال: أَرأَيْتَكَ زيداً قائماً، إذا اسْتَخْبَر عن زيد ترك الهمز ويجوز الهمز، وإذا استخبر عن حال المخاطب كان الهمز الاختيار وجاز تَرْكُه كقولك: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي ما حالُك ما أَمْرُك، ويجوز أَرَيْتَكَ نَفْسَك. قال ابن بري: وإذا جاءت أَرأَيْتَكُما وأَرأَيْتَكُمْ بمعنى أَخْبِرْني كانت التاء موَحَّدة، فإن كانت بمعنى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت، قُلْتَ: أَرأَيْتُماكُما خارِجَيْنِ وأَرأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ، وقد تكرر في الحديث أَرأَيْتَكَ وأَرأيْتَكُمْ وأَرأَيْتَكما، وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني، وتاؤُها مفتوحة أَبداً.
ورجل رَءَّاءٌ: كَثيِرُ الرُّؤيَةِ؛ قال غيلان الرَّبَعي: كأَنَّها وقَدْ رَآها الرَّءَّاءٌ ويقال: رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حيث يقع البصر عليه.
ويقال: من رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ؛ وأَنشد: ألا أَيُّها المُرْتَئِي في الأُمُور، سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانُها وقال أَبو زيد: إذا أَمرْتَ من رأَيْتَ قلت ارْأَ زيداً كأنَّكَ قلت ارْعَ زيداً، فإذا أَردت التخفيف قلت رَ زيداً، فتسقط أَلف الوصل لتحريك ما بعدها، قال: ومن تحقيق الهمز قولك رأَيْت الرجل، فإذا أَردت التخفيف قلت رأَيت الرجل، فحرَّكتَ الأَلف بغير إشباع الهمز ولم تسقط الهمزة لأَن ما قبلها متحرك.
وفي الحديث: أَن أَبا البَخْترِي قال ترَاءَيْنا الهِلالَ بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال: إنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَدَّهُ إلى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّة، قال شمر: قوله تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إليه هل نَراهُ أَم لا، قال: وقال ابن شميل انْطَلِقْ بنا حتى نُِهِلَّ الهلالَ أَي نَنْظُر أَي نراهُ.
وقد تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه.
وقال الفراء: العرب تقول راءَيْتُ ورأَيْتُ، وقرأَ ابن عباس: يُرَاوُون الناس.
وقد رأَيْتُ تَرْئِيَةً: مثل رَعَّيْت تَرْعِيَةً.
وقال ابن الأَعرابي: أَرَيْتُه الشيءَ إراءةً وإرايَةً وإرءَاءَةً. الجوهري: أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله أَرْأَيْتُه.
والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ: المَنْظَر، وقيل: الرِّئْيُ والرُّواءُ، بالضم، حُسْنُ المَنْظر في البَهاء والجَمال.
وقوله في الحديث: حتى يتَبيَّنَ له رئيْهُما، وهو بكسر الراء وسكون الهمزة، أَي مَنْظَرُهُما وما يُرَى منهما.
وفلان مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بحيث أَراهُ وأَسْمَعُ قولَه.
والمَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كان أَو قَبِيحاً.
وما لهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ؛ عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك شيئاً. امرأَةٌ لها رُواءٌ إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كقولك المَنْظَرَة والمَنْظر. الجوهري: المَرْآةُ، بالفتح على مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. يقال: امرأَةٌ حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى، وفلان حسنٌ في مَرْآةِ العَين أَي في النَّظَرِ.
وفي المَثل: تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ على باطِنِه.
وفي حديث الرُّؤْيا: فإذا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ المَنْظرِ. يقال: رجل حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حسن في مَرْآةِ العين، وهي مَفْعَلة من الرؤية.
والتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ المنظرِ، اسم لا مصدر؛ قال ابن مقبل: أَمَّا الرُّواءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ، مِثل الجِبالِ التي بالجِزْعِ منْ إضَمِ وقوله عز وجل: هم أَحسن أَثاثاً ورِئْياً؛ قرئت رِئْياً؛ بوزن رِعْياً، وقرئت رِيّاً؛ قال الفراء: الرِّئْيُ المَنْظَر، وقال الأَخفش: الرِّيُّ ما ظَهَر عليه مما رأَيْت، وقال الفراء: أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ مهموزاتِ الأَواخِر.
وذكر بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يهمز ونحو ذلك. قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً، بغير همز، فله تفسيران أَحدهما أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النِّعْمة كأَن النَّعِيم بِّيِّنٌ فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت، وقال الجوهري: من همزه جعله من المنظر من رأَيت، وهو ما رأَتْهُ العين من حالٍ حسَنة وكسوة ظاهرة؛ وأَنشد أَبو عبيدة لمحمد بن نُمَير الثقفي: أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا بذي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ؟ ومن لم يهمزه إما أَن يكون على تخفيف الهمز أَو يكون من رَوِيَتْ أَلْوانهم وجلودهم رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ.
وتقول للمرأَة: أَنتِ تَرَيْنَ، وللجماعة: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ، لأَن الفعل للواحدة والجماعة سواء في المواجهة في خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الياء، إلا أَن النون التي في الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة، قال ابن بري: وفرق ثان أَن الياءَ في تَرَيْن للجماعة حرف، وهي لام الكلمة، والياء في فعل الواحدة اسم، وهي ضمير الفاعلة المؤنثة.
وتقول: أَنْتِ تَرَيْنَني، وإن شئت أَدغمت وقلت تَرَيِنِّي، بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبِنِّي.
واسْتَرْأَى الشيءَ: اسْتَدْعَى رُؤيَتَه.
وأَرَيْتُه إياه إراءَةً وإراءً؛ المصدر عن سيبويه، قال: الهاء للتعويض، وتركها على أَن لا تعوَّض وَهْمٌ مما يُعَوِّضُونَ بعد الحذف ولا يُعَوِّضون.
وراءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً: أَرَيْته أَنِّي على خلاف ما أَنا عليه.
وفي التنزيل: بَطَراً ورِئاءَ الناسِ، وفيه: الذين هُمْ يُراؤونَ؛ يعني المنافقين أَي إذا صَلَّى المؤمنون صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم على ما هم عليه.
وفلان مُراءٍ وقومٌ مُراؤُونَ، والإسم الرِّياءُ. يقال: فَعَلَ ذلك رِياءً وسُمْعَةً.
وتقول من الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ؛ عن أَبي عمرو.
ويقال: راءَى فلان الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً، وراياهم مُراياةً، على القَلْب، بمعنىً، وراءَيْته مُراآةً ورياءً قابَلْته فرَأَيْته، وكذلك تَرَاءَيْته؛ قال أَبو ذؤيب: أَبَى اللهُ إلا أَن يُقِيدَكَ، بَعْدَما تَراءَيْتُموني من قَرِيبٍ ومَوْدِقِ يقول: أَقاد الله منك عَلانيَةً ولم يُقِدْ غِيلَة.
وتقول: فلان يتَراءَى أَي ينظر إلى وجهه في المِرْآةِ أَو في السيف.
والمِرْآة: ما تَراءَيْتَ فيه، وقد أَرَيْته إياها.
ورأَيْتُه تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها عليه أَو حبستها له ينظر نفسَه وتَراءَيْت فيها وترَأَيْتُ.
وجاء في الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكم في الماء لا يَنْظُر وَجْهَه فيه، وَزْنُه يتَمَفْعَل من الرُّؤْية كما حكاه سيبويه من قول العرب: تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة، وتَمدْرَع من المَدْرَعة، وكما حكاه أَبو عبيد من قولهم: تَمَنْدَلْت بالمِندِيل.
وفي الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكُم في الدنيا أَي لا يَنْظُر فيها، وقال: وفي رواية لا يتَمَرْأَى أَحدُكم بالدُّنيا من الشيء المَرْئِيِّ.
والمِرآةُ، بكسر الميم: التي ينظر فيها، وجمعها المَرائي والكثير المَرايا، وقيل: من حوَّل الهمزة قال المَرايا. قال أَبو زيد: تَراءَيْتُ في المِرآةِ تَرائِياً ورَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً إذا أَمْسَكْتَ له المِرآةَ لِيَنْظُر فيها.
وأَرْأَى الرجلُ إِذا تراءَى في المِرآة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: إِذا الفَتى لم يَرْكَبِ الأَهْوالا، فأَعْطِه المِرآة والمِكْحالا، واسْعَ له وعُدَّهُ عِيالا والرُّؤْيا: ما رأَيْته في منامِك، وحكى الفارسي عن أَبي الحسن رُيَّا، قال: وهذا على الإِدغام بعد التخفيف البدلي، شبهوا واو رُويا التي هي في الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلية غير المقدَّر فيها الهمز، نحو لوَيْتُ لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً، وكذلك حكى أَيضاً رِيَّا، أَتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلك في الياء الوضعية.
وقال ابن جني: قال بعضهم في تخفيف رُؤْيا رِيَّا، بكسر الراء، وذلك أَنه لما كان التخفيف يصيِّرها إِلى رُويَا ثم شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ لُيٌّ وأَصلها لُويٌ، فقلبت الواو إِلى الياء بعدها ولم يكن أَقيسُ القولين قَلْبَها، كذلك أَيضاً كسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قُرون لِيٌّ، فنظير قلب واو رؤيا إِلحاقُ التنوين ما فيه اللامُ، ونظير كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف في الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العِتابا، وهي الرُّؤَى.
ورأَيتُ عنك رُؤىً حَسَنَةً: حَلَمتها.
وأَرْأَى الرجلُ إِذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن رُعاهُ، وهي أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْيا.
ورأَى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى بلا تنوين، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً، بالتنوين، مثل رُعىً؛ قال ابن بري: وقد جاء الرُّؤْيا في اليَقَظَة؛ قال الراعي: فكَبَّر للرُّؤْيا وهَشَّ فُؤادُه، وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها وعليه فسر قوله تعالى: وما جعلنا الرُّؤْيا التي أَرَيْناكَ إِلا فِتْنةً للناس؛ قال وعليه قول أَبي الطَّيِّبِ: ورُؤْياكَ أَحْلى، في العُيون، من الغَمْضِ التهذيب: الفراء في قوله، عز وجل: إِن كنتم للرُّؤْيا تَعْْبُرُونَ؛ إِذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرؤيا قالوا الرُّويا طلباً للخفة، فإِذا كان من شأْنهم تحويلُ الواو إِلى الياء قالوا: لا تقصص رُيَّاك، في الكلام، وأَما في القرآن فلا يجوز؛ وأَنشد أَبو الجراح: لَعِرْضٌ من الأَعْراض يُمْسِي حَمامُه، ويُضْحي على أَفنانهِ الغِينِ يَهْتِفُ أَحَبُّ إِلى قَلْبي من الدِّيكِ رُيَّةً (* قوله «رية» تقدم في مادة عرض: رنة، بالراء المفتوحة والنون، ومثله في ياقوت).
وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ أَراد رُؤْيةً، فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء مشددة، كما يقال لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً، والأَصل لَوْياً وكَوْياً؛ قال: وإِن أَشرتَ فيها إِلى الضمة فقلت رُيَّا فرفعت الراء فجائز، وتكون هذه الضمة مثل قوله وحُيِلَ وسُيِق بالإِشارة.
وزعم الكسائي أَنه سمع أَعربيّاً يقرأ: إِن كنتم للرُّيَّا تَعْبُرون.
وقال الليث: رأَيتُ رُيَّا حَسَنة، قال: ولا تُجْمَعُ الرُّؤْيا، وقال غيره: تجمع الرُّؤْيا رُؤىً كما يقال عُلْياً وعُلىً.
والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يراه الإِنسانُ.
وقال اللحياني: له رَئيٌّ من الجن ورِئِيٌّ إِذا كان يُحِبه ويُؤَالِفُه، وتميم تقول رِئِيٌّ، بكسر الهمزة والراء، مثل سِعيد وبِعِير. الليث: الرَّئِيُّ جَنِّيّ يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبّاً، يقال: مع فلان رَئِيُّ. قال ابن الأَنباري: به رَئِيٌّ من الجن بوزن رَعِيّ، وهو الذي يعتاد الإِنسان من الجنّ. ابن الأَعرابي: أَرْأَى الرجلُ إِذا صار له رَئِيٌّ من الجنّ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذي أَتاكَ رَئِيُّكَ بِظُهور رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ. يقال للتابع من الجن: رَئِيٌّ بوزن كَمِيٍّ، وهو فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي به لأَنه يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْيِ، من قولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ إِذا كان صاحب رأْيِهِم، قال: وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها؛ ومنه حديث الخُدْري: فإِذا رَئِيٌّ مثل نحْيٍ، يعني حية عظِيمَةً كالزِّقِّ، سمّاها بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يزعمون أَن الحيَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ، ولهذا سموه شيطاناً وحُباباً وجانّاً.
ويقال: به رَئِيٌّ من الجنّ أَي مَسٌّ.
وتَراءى له شيء من الجن، وللاثنين تراءيا، وللجمع تَراءَوْا.
وأَرْأَى الرجلُ إِذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة في وجْهِه، وهي الحَماقة. اللحياني: يقال على وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فيه قبل أَن تَخْبُرَهُ.
ويقال: إِن في وجهه لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً؛ قال ابن بري: صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ. قال أَبو علي: حكى يعقوب على وجهه رَأْوَةٌ، قال: ولا أَعرف مثلَ هذه الكلمة في تصريف رَأْى.
ورَأْوَةُ الشيء: دلالَتُه.
وعلى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته.
والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الثوب يُنْشَر للبَيْع؛ عن أَبي عليّ. التهذيب: الرِّئْيُ بوزن الرِّعْيِ، بهمزة مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الفاخر الذي يُنشَر ليُرى حُسْنُه؛ وأَنشد: بِذِي الرِّئْيِ الجَميلِ من الأَثاثِ وقالوا: رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذلك، وهو من نادِرِ المصادِرِ عند سيبويه، ونظيره سَمْعَ أُذُنِي، ولا نظير لهما في المُتَعَدِّيات. الجوهري: قال أَبو زيد بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ.
وفي حديث حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تقول: جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك وبمَرْأَىً مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بحيث تراه، وهو منصوب على المصدر أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ.
والتَّرْئِيَةُ، بوزن التَّرْعِيةِ: الرجلُ المُخْتال، وكذلك التَّرائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة.
والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة، الأَخيرة نادرة: ما تراه المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عند الحيض، وقد رَأَتْ، وقيل: التَّرِيَّة الخِرْقَة التي تَعَْرِفُ بها المرأَةُ حَيْضَها من طهرها، وهو من الرُّؤْيَةِ.
ويقال للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِيَّةِ، وهي الدم القليل، وقد رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قليلاً. الليث: التَّرِّيَّة مشدَّدة الراء، والتَّرِيَّة خفيفة الراء، والتَّرْية بجَزْمِ الراء، كُلُّها لغات وهو ما تراه المرأَةُ من بَقِيَّة مَحِيضِها من صُفْرة أَو بياض؛ قال أَبو منصور: كأَنّ الأَصل فيه تَرْئِيَةٌ، وهي تَفْعِلَةٌ من رأَيت، ثم خُفِّفَت الهَمْزة فقيل تَرْيِيَةٌ، ثم أُدْغِمَت الياءُ في الياء فقيل تَرِيَّة. أَبو عبيد: التَّرِيَّةُ في بقية حيض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة والكُدْرَة وأَخْفَى، تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ طَهُرَت من حَيْضِها، قال شمر: ولا تكون التَّرِيّة إِلا بعد الاغتسال، فأَما ما كان في أَيام الحيض فليس بتَرِيَّة وهو حيض، وذكر الأَزهري هذا في ترجمة التاء والراء من المعتل. قال الجوهري: التَّرِيَّة الشيءُ الخَفِيُّ اليَسيِرُ من الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من الحَيْضِ.
وقد رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إِذا رَأَت الدم القليلَ عند الحيض، وقيل: التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الذي يكون عند انقطاع الحيض. قال ابن بري: الأَصل في تَرِيَّة تَرْئِيَة، فنقلت حركة الهمزة على الراء فبقي تَرِئْيَة، ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك في المَراة والكَماة، والأَصل المَرْأَة، فنقلت حركة الهمزة إِلى الراء ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها.
وفي حديث أُمّ عطية: كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شيئاً، وقد جمع ابن الأَثير تفسيره فقال: التَّرِيَّة، بالتشديد، ما تراه المرأَة بعد الحيض والاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة، وقيل: هي البياض الذي تراه عند الطُّهْر، وقيل: هي الخِرْقة التي تَعْرِف بها المرأَة حيضَها من طُهْرِها، والتاءُ فيها زائدة لأَنه من الرُّؤْية، والأَصل فيها الهمز، ولكنهم تركوه وشدَّدوا الياءَ فصارت اللفظة كأَنها فعيلة، قال: وبعضهم يشدّد الراءَ والياء، ومعنى الحديث أَن الحائض إِذا طَهُرت واغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة أَو كُدْرة لم يُعْتَدَّ بها ولم يُؤَثِّر في طُهْرها.
وتَراءَى القومُ: رَأَى بعضُهُم بعضاً.
وتَراءَى لي وتَرَأَّى؛ عن ثعلب: تَصَدَّى لأَرَاهُ.
ورَأَى المكانُ المكانَ: قابَلَه حتى كَأَنَّه يَراهُ؛ قال ساعدة: لَمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ وقرأَ أَبو عمرو: وأَرْنا مَنَاسِكَنا، وهو نادِرٌ لما يلحق الفعلَ من الإِجْحاف.
وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ من المَعَز والضَّأْنِ، بتَقْدِير أَرْعَتْ، وهي مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ: رؤِيَ في ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ وعَظُمَ ضَرْعُها، وكذلك المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا في الحَافِر والسَّبُع.
وأَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَياؤُها؛ عن ابن الأَعرابي، وتَبَيَّنَ ذلك فيها. التهذيب: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، ولا يقال لِلنَّعْجة أَرْأَتْ، ولكن يقال أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لا يَظْهَر.
وأَرْأَى الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ.
وتَرَاءَى النَّحْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ بُسْرِهِ؛ عن أَبي حنيفة، وكلُّه من رُؤْيَةِ العين.
ودُورُ القوم مِنَّا رِثَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم.
وهُمْ مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ، وإِن شئتَ نَصَبْتَ، وهو من الظروف المخصوصة التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غير المخصوصة عند سيبويه، قال: وهو مثل مَناطَ الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ السُّيُول، ومعناه هو مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ وأَسْمَعُه.
وهُمْ رِئَاءُ أَي أَلْفٍ زُهَاءُ أَلْفٍ فيما تَرَى العَيْنُ.
ورأَيت زيداً حَلِيماً: عَلِمْتُه، وهو على المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن.
وقوله عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب؛ قيل: معناه أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء، ومَعْناه اعْرِفْهُم يعني علماء أَهل الكتاب، أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَنه مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عن المُنْكر، وقال بعضهم: أَلَمْ ترَ أَلَمْ تُخْبِرْ، وتأْويلُهُ سُؤالٌ فيه إِعْلامٌ، وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، وقد تكرر في الحديث: أَلَمْ تَرَ إِلى فلان، وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا، وهي كلمة تقولها العربُ عند التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم، أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب؛ أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَلَمْ يَنْتَه شأْنُهُم إِليك.
وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا.
وارْتَأَيْنا في الأَمْرِ وتَراءَيْنا: نَظَرْناه.
وقوله في حديث عمر، رضي الله عنه، وذَكَر المُتْعَة: ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذلك ما شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى، قال: وهو افْتَعَل من رُؤْيَة القَلْب أَو من الرَّأْيِ.
ورُوِي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَنا بَرِيءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لا تَراءَى نَارَاهُما؛ قال ابنُ الأَثِير: أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ ويجب عليه أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عن مَنْزِل المُشْرِك ولا يَنْزِل بالموضع الذي إِذا أُوقِدَتْ فيه نارُه تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها في مَنْزِله، ولكنه يَنْزِل معَ المُسْلِمِين في دَارِهِم، وإِنما كره مُجاوَرَة المشركين لأَنهم لا عَهْدَ لهم ولا أَمانَ، وحَثَّ المسلمين على الهِجْرة؛ وقال أَبو عبيد: معنى الحديث أَنَّ المسلم لا يَحِلُّ له أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم بقْدر ما يَرَى كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه.
والتَّرَائِي: تفاعُلٌ من الرؤية. يقال: تَراءَى القومُ إِذا رَأَى بعضُهُم بعضاً.
وتَراءى لي الشيءُ أَي ظَهَر حتى رَأَيْته، وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ من قولهم دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فلان أَي تُقابِلُها، يقول ناراهما مُخْتَلِفتانِ، هذه تَدْعو إِلى الله وهذه تدعو إِلى الشيطان، فكيف تَتَّفِقانِ؟ والأَصل في تَراءَى تَتَراءَى فحذف إِحدى التاءين تخفيفاً.
ويقال: تَراءَينا فلاناً أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني.
وقال أَبو الهيثم في قوله لا تَراءَى نارَاهُما: أَي لا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ المُشْرِك ولا يَتَشَبَّه به في هَدْيِه وشَكْلِهِ ولا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه، من قولك ما نَارُ بَعِيرِكَ أَي ما سِمةُ بعِيرِكَ.
وقولهم: دَارِي تَرَى دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها؛ وقال ابن مقبل: سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَيْ حَبِيرٍ، فَواحِفِ، إِلى ما رأَى هَضْبَ القَلِيبِ المصَبَّحِ أَراد: إِلى ما قابَلَه.
ويقال: مَنازِلُهم رِئَاءٌ على تقدير رِعَاء إِذا كانت مُتَحاذِيةً؛ وأَنشد: لَيالِيَ يَلْقَى سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا، ولَسْنا بِجِيرانٍ ونَحْنُ رِئَاءُ ويقال: قَوْمِ رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بعضاً، وكذلك بُيوتُهُم رِئَاءٌ.
وتَرَاءَى الجَمْعانِ: رَأَى بعضُهُم بعضاً.
وفي حديث رَمَلِ الطَّوافِ: إِنما كُنَّا راءَيْنا به المشركين، هو فاعَلْنا من الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بذلك أَنَّا أَقْوِياء.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ في كَبِدِ السماء؛ قال شمر: يتَراءَوْنَ أَي يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ، يَدُلُّ على ذلك قولُه كما تَرَوْن.
والرَّأْيُ: معروفٌ، وجمعه أَرْآءٌ، وآراءٌ أَيضاً مقلوب، ورَئِيٌّ على فَعِيل مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ.
وفي حديث الأَزرق بن قيس: وفِينا رجُلٌ له رَأْيٌ. يقال: فلانٌ من أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الخوارج ويقول بمَذْهَبِهم، وهو المراد ههنا، والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فيما يُشْكِلُ من الحديث أَو ما لم يَأْتِ فيه حديث ولا أَثَرٌ.
والرَّأْيُ: الاعتِقادُ، اسمٌ لا مصدرٌ، والجمع آراءٌ؛ قال سيبويه: لم يكَسَّر على غير ذلك، وحكى اللحياني في جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيُّ.
ويقال: فلان يتَراءَى بِرَأْيِ فلان إِذا كان يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي به؛ وأَما ما أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر: أَما تَراني رَجُلاً كما تَرَى أَحْمِلُ فَوْقي بِزَّنِي كما تَرَى على قَلُوص صعبة كما تَرَى أَخافُ أَن تَطْرَحَني كما تَرَى فما تَرى فيما تَرَى كما تَرَى قال ابن سيده: فالقول عندي في هذه الأَبيات أَنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أَيسر، وذلك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْية العَيْنِ كقولك كما تُبْصِر، والآخر من رُؤْية القَلْبِ في معنى العلم فيصير كقولك كما تَعْلم، والثالث من رأَيْت التي بمعنى الرَّأْي الاعتقاد كقولك فلان يرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ ومنه قوله عز وجل: لتَحْكُم بين الناسِ بما أَرَاكَ اللهُ؛ فحاسَّةُ البَصَر ههنا لا تتَوَجَّه ولا يجوز أَن يكون بمعنى أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كذلك لوَجَب تعدِّيه إِلى ثلاثة مَفْعولِين، وليس هناك إِلا مفعولان: أَحدهما الكاف في أَراك، والآخر الضمير المحذوف للغائب أَي أَراكَه، وإِذا تعدَّت أَرى هذه إلى مفعولين لم يكن من الثالث بُدُّ، أَوَلا تَراكَ تقول فلان يَرَى رأْيَ الخوارج ولا تَعْني أَنه يعلم ما يَدَّعون هُمْ عِلْمَه، وإِنما تقول إِنه يعتقد ما يعتقدون وإِن كان هو وهم عندك غير عالمين بأَنهم على الحق، فهذا قسم ثالث لرأَيت، قال ابن سيده: فلذلك قلنا لو كانت الأَبيات ثلاثة لجاز أَن لا يكون فيها إِيطاء لاختلاف المعاني وإِن اتفقت الأَلفاظ، وإِذْ هِي خمسة فظاهر أَمرها أَن تكون إِيطاء لاتفاق الأَلفاظ والمعاني جميعاً، وذلك أَن العرب قد أَجرت الموصول والصلة مُجْرى الشيء الواحد ونَزَّلَتْهما منزلة الخبر المنفرد، وذلك نحو قول الله عز وجل: الذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ وإِذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفِينِ والذي يُميتُني ثم يُحْيِينِ والذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ؛ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأَشياء كلها وحده، والشيء لا يُعْطَف على نفسِه، ولكن لما كانت الصلة والموصول كالخبر الواحد وأَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما كلاهما شيء واحد مفرد؛ وعلى ذلك قول الشاعر: أَبا ابْنَةَ عبدِ الله وابْنَةَ مالِكٍ، ويا ابْنَةَ ذي الجَدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ إِذا ما صَنَعْتِ الزَّادَ، فالْتَمِسي لهُ أَكِيلاً، فإِني لسْتُ آكُلُه وَحْدي فإِنما أَراد: أَيا ابْنة عبدِ الله ومالِكٍ وذي الجَدّين لأَنها واحدةٌ، أَلا تَراهُ يقول صنعتِ ولم يَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هذا في المضاف والمضاف إِليه كان في الصِّلَةِ والموصولِ أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ إِليه بالمُضاف؛ وعلى هذا قول الأَعرابي وقد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ عن قول الشاعر: بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْل فقال له: أَين القافية؟ فقال: خدّ الليلْ؛ قال أَبو الحسن الأَخفش: كأَنه يريد الكلامَ الذي في آخر البيت قلَّ أَو كَثُر، فكذلك أَيضاً يجعل ما تَرَى وما تَرَى جميعاً القافية، ويجعل ما مَرَّةً مصدراً ومرة بمنزلة الذي فلا يكون في الأَبيات إِيطاء؛ قال ابن سيده: وتلخيص ذلك أَن يكون تقديرها أَما تراني رجلاً كُرؤْيَتِك أَحمل فوقي بزتي كمَرْئِيِّك على قلوص صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحني كمَعْلُومك فما ترى فيما ترى كمُعْتَقَدِك، فتكون ما ترى مرة رؤية العين، ومرة مَرْئِيّاً، ومرة عِلْماً ومرة مَعلوماً، ومرة مُعْتَقَداً، فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما واتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافية وما ترى جميعاً، كما صارت في قوله خدّ الليل هي خدّ الليل جميعاً لا الليل وحده؛ قال: فهذا قياس من القوّة بحيث تراه، فإِن قلت: فما رويّ هذه الأَبيات؟ قيل: يجوز أَن يكون رَوّيها الأَلفَ فتكون مقصورة يجوز معها سَعَى وأتى لأَن الأَلف لام الفعل كأَلف سَعَى وسَلا، قال: والوجه عندي أَن تكون رائِيَّة لأَمرين: أَحدهما أَنها قد التُزِمَت، ومن غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً إِلا مع وجوبه، وإِن كانت في بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا يجب عليها وذلك أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما، والآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف الشعر المقيد، وإِذا جعلتها رائية فهي مُطْلقة، وإذا جعلتها أَلِفِيَّة فهي مقيدة، أَلا ترى أَن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب تلتزم فيه ما قبل الأَلف بل تخالف ليعلم بذلك أَنه ليس رَوِيّاً؟ وأَنها قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إِطلاق حرف الروي، ولو التزمت ما قبل الأَلف لكان ذلك داعياً إِلى إِلْباس الأَمر الذي قصدوا لإِيضاحِه، أَعني القصرَ الذي اعتمدوه، قال: وعلى هذا عندي قصيدة يزيدَ بنِ الحَكَم، التي فيها مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي، هي واويَّة عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا. التهذيب: اليث رَأْي ا لقَلْب والجمعُ الآراءُ.
ويقال: ما أَضلَّ آراءَهم وما أَضلَّ رأْيَهُمْ.
وارْتَآهُ هو: افْتَعَل من الرَّأْي والتَّدْبِير.
واسْتَرْأَيْتُ الرُّجلَ في الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته.
وهو يُرائِيهِ أَي يشاوِرُه؛ وقال عمران بن حطَّان: فإِن تَكُنْ حين شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيما نُرائِيكا أَي نستشيرك. قال أَبو منصور: وأَما قول الله عزَّ وجل: يُراؤُونَ الناسَ، وقوله: يُراؤُونَ ويَمْنَعُون الماعونَ، فليس من المشاورة، ولكن معناه إِذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا وإِذا لم يَرَوْهم تركوا الصلاةَ؛ ومن هذا قول الله عزَّ وجل: بَطَراً ورِئَاءَ الناسِ؛ وهو المُرَائِي كأَنه يُرِي الناس أَنه يَفْعَل ولا يَفْعَل بالنية.
وأَرْأَى الرجلُ إِذا أَظْهَر عملاً صالِحاً رِياءً وسُمْعَة؛ وأَما قول الفرزدق يهجو قوماً ويَرْمِي امرأَة منهم بغير الجَمِيلِ: وبات يُراآها حَصاناً، وقَدْ جَرَتْ لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُه قوله: يُراآها يظن أَنها كذا، وقوله: لنا بُرَتاها معناه أَنها أَمكنته من رِجْلَيْها.
وقال شمر: العرب تقول أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى اللهُ الناسَ بفلان العَذَابَ والهلاكَ، ولا يقال ذلك إِلاَّ في الشَّرِّ؛ قال الأَعشى: وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْـ ـداً خَسَّها، وأَرَى بِهَا يَعْنِي قبيلة ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به.
وقال ابن الأَعرابي: أَي أَرَى الله بها أَعداءَها ما يَسُرُّهم؛ وأَنشد:أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّى وقال في موضع آخر: أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى به ما يَشْمَتُ به عَدُوُّه.
وأَرِنِي الشَّيءَ: عاطِنيهِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث، وحكى اللحياني: هو مَرآةً أَنْ يَفْعَلَ كذا أَي مَخْلَقة، وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث، قال: هو أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذلك أَي أَخْلَقُهُم.
وحكى ابن الأَعرابي: لَوْ تَرَ ما وأَو تَرَ ما ولَمْ تَرَ ما، معناه كله عنده ولا سِيَّما.
والرِّئَة، تهمز ولا تهمز: مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ من الإِنْسانِ وغيره، والجمع رِئَاتٌ ورِئُون، على ما يَطّرِد في هذا النحو؛ قال: فَغِظْنَاهُمُ، حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُمُ قُلوباً، وأَكْباداً لهُم، ورِئِينَا قال ابن سيده: وإِنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأَنها أَسماء مَجْهودة مُنْتَقَصَة ولا يُكَسَّر هذا الضَّرب في أَوَّلِيَّته ولا في حد التسمية، وتصغيرها رُؤيَّة، ويقال رُويَّة؛ قال الكميت: يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِينَا ورَأَيْته: أَصَبْت رِئَته.
ورُؤِيَ رَأْياً: اشْتكى رِئَته. غيره: وأَرْأَى الرجلُ إِذا اشْتَكى رِئَته. الجوهري: الرِّئَة السَّحْرُ، مهموزة، ويجمع على رِئِينَ، والهاءُ عوضٌ من الياء المَحْذوفة.
وفي حديث لُقْمانَ بنِ عادٍ: ولا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي؛ الرِّئَة التي في الجَوْف: مَعْروفة، يقول: لست بِجَنان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي، قال: هكذا ذكرها الهَرَوي.
والتَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إِذا طَعَنَه في رِئَتِه. قال ابن بُزُرج: ورَيْته من الرِّئَةِ، فهو مَوْرِيّ، ووَتَنْته فهو مَوْتونٌ وشَويْته فهو مَشْوِيّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه.
وقال ابن السكيت: يقال من الرِّئة رَأَيْته فهو مَرْئيٌّ إِذا أَصَبْته في رِئَته. قال ابن بري: يقال للرجل الذي لا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ الرِّئَتَين؛ قال دريد: إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ، فَلَيْسَ بحامِضِ الرِّئَتَيْن مَحْضِ ابن شميل: وقد وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وقع في رِئَتِه وَرْياً.
ورَأَى الزندُ: وَقَدَ؛ عن كراع، ورَأَيْته أَنا؛ وقول ذي الرمة: وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ يعني أَواخِيَّ الأَمْراسِ، وهذا مثل، وقيل في تفسيره: رَأْسٌ مُرْأىً بوزن مُرْعًى طويلُ الخَطْمِ فيه شبِيةٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ؛ وقال نصير: رُؤُوسٌ مُرْأَياتٌ كَأَنَّها قَراقِيرُ قال: وهذا لا أَعرف له فعلاً ولا مادَّة.
وقال النضر: الإِرْآءُ انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ على حَلْقِه، يقال: جَمَلٌ مُرأىً وجِمال مُرْآةٌ. الأَصمعي: يقال لكل ساكِنٍ لا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ؛ قال شمر: لا أَعرف راء بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون أَراد رَاه، فجعل بدل الهاء ياءً.
وأَرأَى الرجلُ إِذا حَرَّك بعَيْنَيْه عند النَّظَرِ تَحْرِيكاً كَثِيراً وهو يُرْئي بِعَيْنَيْه.
وسَامَرَّا: المدينة التي بناها المُعْتَصِم، وفيها لغات: سُرَّ مَنْ رَأَى، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رأَى، وسَامَرَّا؛ عن أَحمد بن يحيى ثعلب وابن الأَنباري، وسُرَّ مَنْ رَاءَ، وسُرَّ سَرَّا، وحكي عن أَبي زكريا التبريزي أَنه قال: ثقل على الناس سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى عكسه فقالوا سامَرَّى؛ قال ابن بري: يريد أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من سَاءَ ومن رَأَى فصار سَا مَنْ رَى، ثم أُدغمت النون في الراء فصار سَامَرَّى، ومن قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَى فجعلها بعد الأَلف فصار سَا مَنْ رَاءَ، ثم أَدغم النون في الراء.
ورُؤَيَّة: اسم أَرْضٍ؛ ويروى بيت الفرزدق: هل تَعْلَمون غَدَاةً يُطْرَدُ سَبْيُكُم بالسَّفْحِ، بين رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ؟ وقال في المحكم هنا: رَاءَ لغة في رَأَى، والاسم الرِّيءُ.
ورَيَّأَهُ تَرْيِئَة: فَسَّحَ عنه من خِناقهِ.
وَرَايا فلاناً: اتَّقاه؛ عن أَبي زيد؛ ويقال رَاءَهُ في رَآه؛ قال كثير: وكلُّ خَلِيل رَاءَني، فهْوَ قَائِلٌ منَ اجْلِك: هذا هامَةُ اليَومِ أَو غَدِ وقال قيس بن الخطيم: فَلَيْت سُوَيْداً رَاءَ فَرَّ مَنْ مِنْهُمُ، ومَنْ جَرَّ، إِذْ يَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ وقال آخر: وما ذاكِ من أَنْ لا تَكُوني حَبِيبَةً، وإِن رِيءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ وقال آخر: تَقَرَّبَ يَخْبُو ضُوْءُهُ وشُعاعُه، ومَصَّحَ حتى يُسْتَراءَ، فلا يُرى يُسْتَراءَ: يُسْتَفْعَل من رأَيت. التهذيب: قال الليث يقال من الظنِّ رِيْتُ فلاناً أَخاكَ، ومن همز قال رؤِِيتُ، فإِذا قلت أَرى وأَخَواتها لم تهمز، قال: ومن قلب الهمز من رأَى قال راءَ كقولك نأَى وناءَ.
وروي عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة يومَ العِيدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لم يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ ووعَظَهُنَّ؛ قال ابن الأَثير: رُؤِيَ فِعْلٌ لم يسَمّ فاعله من رَأَيْت بمعنى ظَنَنْت، وهو يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، تقول رأَيتُ زيداً عاقِلاً، فإِذا بَنَيْتَه لما لم يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مفعول واحد فقلت رُؤِيَ زيدٌ عاقلاً، فقوله إِنه لم يُسَمِع جملة في موضع المفعول الثاني والمفعول الأَول ضميره.
وفي حديث عثمان: أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً؛ أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عندهم شيطاناً. قال ابن الأَثير: وفيه شذوذ من وجهين: أَحدهما أَن ضمير الغائب إِذا وقع مُتَقَدِّماً على ضمير المتكلم والمخاطب فالوجه أَن يُجاء بالثاني منفصلاً تقول أَعطاه إِياي فكان من حقه أَن يقول أَراهم إِياي، والثاني أَن واو الضمير حقها أَن تثبت مع الضمائر كقولك أَعطيتموني، فكان حقه أَن يقول أَراهُمُوني، وقال الفراء: قرأَ بعض القراء: وتُرَى الناسَ سُكارى، فنصب الراء من تُرى، قال: وهو وجه جيد، يريد مثلَ قولك رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قائماً، فيجعل سُكارى في موضع نصب لأَن تُرى تحتاج إِلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن. قال أَبو نصور: رُؤِيتُ مقلوبٌ، الأَصلُ فيه أُريتُ، فأُخرت الهمزة، وقيل رُؤِيتُ، وهو بمعنى الظن.