المصادر:  


سمح (لسان العرب) [260]


السَّماحُ والسَّماحةُ: الجُودُ. سَمُحَ سَماحَةً (* قوله «سمح سماحة» نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه: المعروف في هذا الفعل أنه كمنع، وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية وجماعة. ككرم معناه: صار من أهل السماحة، كما في الصحاح وغيره، فاقتصار المجد على الضم قصور، وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأثير وأرباب الأفعال وأئمة الصرف وغيرهم.) وسُمُوحة وسَماحاً: جاد؛ ورجلٌ سَمْحٌ وامرأشة سَمْحة من رجال ونساء سِماح وسُمَحاء فيهما، حكى الأَخيرة الفارسي عن أَحمد بن يحيى.
ورجل سَمِيحٌ ومِسْمَح ومِسْماحٌ: سَمْح؛ ورجال مَسامِيحُ ونساء مَسامِيحُ؛ قال جرير: غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً، . . . أكمل المادة وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ، وَسادَها وقال آخر: في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لم يَدْثُرِ وفي الحديث: يقول الله عز وجل: أَسْمِحُوا لعبدي كإِسماحه إِلى عبادي؛ الإِسماح: لغة في السَّماحِ؛يقال: سَمَحَ وأَسْمَحَ إِذا جاد وأَعطى عن كَرَمٍ وسَخاءٍ؛ وقيل: إِنما يقال في السَّخاء سَمَح، وأَما أَسْمَح فإِنما يقال في المتابعة والانقياد؛ ويقال: أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انقادت، والصحيح الأَول؛ وسَمَح لي فلان أَي أَعطاني؛ وسَمَح لي بذلك يَسْمَحُ سَماحة. وسامَحَ: وافَقَني على المطلوب؛ أَنشد ثعلب: لو كنتَ تُعْطِي حين تُسْأَلُ، سامَحَتْ لك النَّفسُ، واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ والمُسامَحة: المُساهَلة.
وتَسامحوا: تَساهَلوا.
وفي الحديث المشهور: السَّماحُ رَباحٌ أَي المُساهلة في الأَشياء تُرْبِحُ صاحبَها. وتَسَمَّحَ: فَعَلَ شيئاً فَسَهَّل فيه؛ أَنشد ثعلب: ولكنْ إِذا ما جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ به النفسُ يوماً، كان للكُرْه أَذْهَبا ابن الأَعرابي: سَمَح له بحاجته وأَسْمَح أَي سَهَّل له.
وفي الحديث: أَن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبناً مَحْضاً أَيَتَوَضَّأُ؟ قال: اسْمَحْ يُسْمَحْ لك؛ قال شمر: قال الأَصمعي معناه سَهِّلْ يُسَهَّلْ لك وعليك؛ وأَنشد: فلما تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحتْ قال: أَسْمَحتْ أَسهلت وانقادت؛ أَبو عبيدة: اسْمَحْ يُسْمَحْ لك بالقَطْع والوصل جميعاً.
وفي حديث عطاء: اسْمَحْ يُسْمَحْ بك.
وقولهم: الحَنِيفِيَّة السَّمْحة؛ ليس فيها ضيق ولا شدة.
وما كان سَمْحاً، ولقد سَمُحَ، بالضم، سَماحة وجاد بما لديه. الدابة بعد استصعاب: لانت وانقادت.
ويقال: سَمَّحَ اللبعير بعد صُعوبته إِذا ذلَّ، وأَسْمَحتْ قَرُونَتُه لذلك الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت.
ويقال: أَسْمَحَتْ قَرِينتُه إِذا ذلَّ واستقام، وسَمَحَتِ الناقة إِذا انقادت فأَسرعت، وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وسامحت كذلك أَي ذلت نفسه وتابعت.
ويقال: فلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ وسَمْحٌ لَمْحٌ.
والمُسامحة: المُساهَلة في الطِّعان والضِّراب والعَدْو؛ قال: وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيجِ المُقَوَّم وتقول العرب: عليك بالحق فإِن فيه لَمَسْمَحاً أَي مُتَّسَعاً،. كما قالوا: إِن فيه لَمَندُوحةً؛ وقال ابن مُقْبل: وإِن لأَسْتَحْيِي، وفي الحَقِّ مَسْمَحٌ، إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ، أَن أَتَعَذَّرا قال ابن الفرج حكايةً عن بعض الأَعراب قال: السِّباحُ والسِّماحُ بيوت من أَدَمٍ؛ وأَنشد: إِذا كان المَسارِحُ كالسِّماحِ وعُودٌ سَمْح بَيِّنُ السَّماحةِ والسُّموحةِ: لا عُقْدَة فيه.
ويقال: ساجةٌ سَمْحة إِذا كان غِلَظُها مُسْتَويَ النَّبْتَةِ وطرفاها لا يفوتان وَسَطَه، ولا جميعَ ما بين طرفيه من نِبْتته، وإِن اختلف طرفاه وتقاربا، فهو سَمْحٌ أَيضاً؛ قال الشافعي (* قوله «وقال الشافعي إلخ» لعله قال أبو حنيفة، كذا بهامش الأصل.): وكلُّ ما استوت نِبتته حتى يكون ما بين طرفيه منه ليس بأَدَقَّ من طرفيه أَو أَحدهما؛ فهو من السَّمْح. الرُّمْحِ: تَثْقِيفُه.
وقوس سَمْحَةٌ: ضِدُّ كَزَّةٍ؛ قال صخر الغَيّ: وسَمْحة من قِسِيِّ زارَةَ حَمْـ ـراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ ورُمْحٌ مُسَمَّح: ثُقِّفَ حتى لانَ.
والتَّسْميح: السُّرعة؛ قال: سَمَّحَ واجْتابَ بلاداً قِيَّا وقيل: التَّسْمِيحُ السير السهل.
وقيل: سَمَّحَ هَرَب.

س م ح (المصباح المنير) [224]


 سَمَحَ: بكذا "يَسْمَحُ" بفتحتين "سُمُوحًا" و "سَمَاحَةً" : جاد وأعطى أو وافق على ما أريد منه، و "أَسْمَحَ" بالألف لغة، وقال الأصمعي: "سَمَحَ" ثلاثيا بماله، و "أَسْمَحَ" بقياده و "سَمُحَ" وزان خشن فهو خشن لغة وسكون الميم في الفاعل تخفيف، وامرأة "سَمْحَةٌ" وقرم "سُمَحَاءُ" ونساء "سِمَاحٌ" ، و "سَامَحَهُ" بكذا أعطاه، و "تَسَامَحَ" و "تَسَمَّحَ" وأصله الاتساع ومنه يقال في الحق "مَسْمَحٌ" أي متسع ومندوحة عن الباطل، وعود "سَمْحٌ" مثل سهل وزنا ومعنى، و "السِّمْحَاقُ" بكسر السين: القشرة الرقيقة فوق عظم الرأس إذا بلغتها الشجةُ سميتْ "سِمْحَاقًا" وقال الأزهري أيضا: هي جلدة رقيقة فوق قحف الرأس إذا انتهت الشجة إليها سميت "سِمْحَاقًا" وكلّ جلدة رقيقة تشبهها تسمى .سِمْحَاقًا

سَمُحَ (القاموس المحيط) [221]


سَمُحَ، ككَرُمَ، سَماحاً وسَماحَةً وسُموحاً وسُموحَةً وسَمْحاً وسِماحاً، ككِتابٍ: جادَ، وكَرُمَ،
كأَسْمَحَ، فهو سَمْحٌ، وتَصْغيرُهُ: سُمَيْحٌ وسُمَيِّحٌ.
وسُمحاءُ، ككُرَماءَ: كأَنَّهُ جَمْعُ سَمِيحٍ.
ومساميحُ: كأَنَّهُ جَمْعُ مِسْماحٍ.
ونِسْوَةٌ سِماحٌ، ليس غيرُ،
والسَّمْحَةُ: للواحِدَةِ، والقوسُ المُواتِيَةُ، والمِلَّةُ التي ما فيها ضِيقٌ.
والتَّسْميحُ: السَّيْرُ السَّهْلُ، وتَثْقيفُ الرُّمْحِ، والسُّرْعَةُ، والهَرَبُ، والمُساهَلَةُ،
كالمُسامَحَةِ.
وككِتابٍ: بُيوتٌ من أدَمٍ،
وإن فيه لمَسْمَحاً، كمَسْكَن، أي: مُتَّسَعاً.
وسَمْحَةُ: فَرَسُ جَعْفَرِ بنِ أبي طالبٍ. بنُ سعدٍ، وابنُ هِلالٍ: كِلاَهما بالضم.
وسُمَيْحَةُ، كجُهَيْنَةَ: بِئْرٌ بالمدينةِ غَزيرَةٌ.
وتسامَحوا: تَساهَلوا.
وأسْمَحَتْ قَرونَتُهُ: ذَلَّتْ نَفْسُهُ،
و~ الدَّابَّةُ: لانَتْ بعدَ اسْتِصْعابٍ.
وعُودٌ سَمْحٌ: لا . . . أكمل المادة عُقْدَة فيه.
وأبة السَّمْحِ: خادِمُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وتابِعيُّ يُدْعى عبدَ الرحمنِ، ويُلَقَّبُ: دَرَّاجاً.

سمح (الصّحّاح في اللغة) [217]


السَماحُ والسَماحَةُ: الجود. به: أي جاء به. لي: أعطاني.
وما كان سَمْحاً ولقد سَمُح بالضم، فهو سَمْحٌ، وقومٌ سُمَحاءُ، كأنه جمع سَميح.
ومَساميحُ: كأنَّه جمع مِسْماحٍ.
وامرأة سَمْحَةٌ ونِسْوَةٌ سِماحٌ لا غير.
والمُسامحة: المُساهلة.
وتسامحوا: تساهلوا.
وقولهم: أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ، أي ذَلَّتْ نفسُه وتابَعَتْ.
وتَسْميحُ الرُمْح: تَثْقيفُه.
والتَسْميحُ: السير السَهْلُ.

ح - س - م (جمهرة اللغة) [216]


ورجل سَمْحٌ بَيِّنُ السُّماحة من قوم سُمَحاء أجواد يقال: سَمُحَ سماحةً، إذا صار سَمْحاً. والسَّماح: الجود. وسَمَح لي بالشيء، إذا جاد به، فهو سَمْح. وأسمحَ الدابَّة بقياده، إذا انقاد بعد تصعُّب. وقد سمَّت العرب سَمْحاً وسُمَيْحاً. ومن أمثالهم: " اِسْمَحْ يُسْمَحْ لك " ، وقطع قوم هذه الألف فقالوا: " أَسْمِحْ يُسْمحْ لك " . ومَسَحْتُ الشيءَ بيدي وغيرها أَمسَحه مَسْحاً. ومَسَحْت العضوَ بالسيف، إذا قطعته، من قوله عزّ وجلّ: " فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوق والأعناق " . وقال مرّة أخرى: ومَسَحَ فلانٌ القومَ قتلاً، إذا أوجع فيهم، وأحسبه . . . أكمل المادة من قوله جلّ وعز: " فطفق " . والمَسيح: العَرَق. فأما المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فاسم سمّاه الله عزّ وجلّ به لا أحبّ أن أتكلّم فيه. وقد سمَّت اليهودُ الدَّجّالَ مسيحاً لأنه ممسوحُ إحدى العينين. ومسحتِ الإبلُ الأرضَ يومَها دَأباً، أي سارت سيراً شديداً. والمِسْح: معروف، عربي صحيح، والجمع مُسوح وأمساح. قال الراجز: في السُّلُب السُّود وفي الأمساحِ وقال الآخر الراجز: جَوْن كأنّ العَرَقَ المسفوحا أَلْبَسَهُ القَطْرانَ والمُسوحا وأرض مَسْحاءُ: واسعة. والمِسْحاة: معروفة، وليس من هذا، وإنما هي مِفْعَلَة من سَحا يسحو وسَحَى يَسْحَى. وتماسحَ القوم، إذا تبايعوا فتصافحوا وتصافقوا. ورجل به مَسْحَة من جمال. والتِّمساح: الرجل الكذاب، وهو أَحد ما جاء على تِفعال. والتَّمساح: هذه الدّابّة المعروفة، وأحسبها عربية صحيحة.

سمح (المعجم الوسيط) [214]


 سَمحا وسماحا وسماحة لَان وَسَهل وَيُقَال سمح الْعود اسْتَوَى وتجرد من العقد وانقاد بعد استصعاب وَفُلَان بذل فِي الْعسر واليسر عَن كرم وسخاء وَيُقَال سمح لَهُ بحاجة يسرها لَهُ سمح:  سماحة وسموحة صَار من أهل السماحة فَهُوَ سمح وسميح 

سمح (مقاييس اللغة) [214]



السين والميم والحاء أصلٌ يدلُّ على سَلاسةٍ وسُهولة. يقال سَمَح له بالشيء.
ورجلٌ سَمْحٌ، أي جواد، وقومٌ سُمَحاء ومَسامِيح.
ويقال سَمَّح في سيره، إذا أسرع. قال:ومن الباب: المُسامَحة في الطِّعان والضَّرب، إذا كان على مُساهَلة.
ويقال رُمْحٌ مسَمَّحٌ: قد ثُقِّفَ حتَّى لانَ.

سمح (المعجم الوسيط) [61]


 سمح وَسَار سيرا سهلا وَالشَّيْء جعله لينًا سهلا وَيُقَال سمح الرمْح وَغَيره لينه وثفقه وَفُلَانًا ساهله 

السمحة (المعجم الوسيط) [11]


 مؤنث السَّمْح يُقَال شَرِيعَة سَمْحَة فِيهَا يسر وسهولة (ج) سماح 

السَّمْح (المعجم الوسيط) [11]


 يُقَال فلَان سمح جواد سخي وعود سمح مستو لين سهل لَا عقد فِيهِ 

سَمْحونٌ (القاموس المحيط) [9]


سَمْحونٌ، كصَعْفوقٍ، نادِرٌ: والِدُ أبي بَكْرٍ الأَنْدَلُسِيِّ الأَديبِ النَّحْويِّ

البحباح (المعجم الوسيط) [6]


 مَا اسْتَوَى طوله وَعرضه والسمح 

الجحجاح (المعجم الوسيط) [5]


 السَّيِّد السَّمْح الْكَرِيم (ج) جحاجيح وجحاجحة 

الهراء (المعجم الوسيط) [5]


 الهذيان الهراء:  فسيل النّخل والسمح الْجواد 

أسمح (المعجم الوسيط) [6]


 سمح وَيُقَال أسمحت نَفسه ذلت وأطاعت وانقادت 

مَثَجَ (القاموس المحيط) [5]


مَثَجَ: خَلَطَ، وأطْعَمَ،
و~ البِئْرَ: نَزَحَهَا،
و~ بالعَطِيَّةِ: سَمَحَ.

خذم (الصّحّاح في اللغة) [4]


 خَذَمَهُ خَذْماً، أي قطعه.
والتَخْذيمُ: التقطيعُ.
والمِخْذَمُ: السيف القاطع.
وفرسٌ خَذِمٌ، أي سريعٌ.
ورجلٌ خَذِمٌ، أي سَمْحُ عند العطاء.
والخَذْماءُ: العَنْزُ تُشَقُّ أذنُها عرضاً من غير بينونة.
والخَذَمُ بالتحريك: السرعة في السير.
وظليمٌ خَذومٌ.

محت (لسان العرب) [5]


عَرَبيٌّ مَحْتٌ بَحْتٌ أَي خالص.
ويوم مَحْتٌ: شديدُ الحَرِّ، مثلُ حَمْتٍ.
وليلة مَحْتةٌ، وقد مَحُتَا.
والمَحْتُ: العاقل اللبيبُ؛ وقيل: المجتمعُ القلبِ الذَّكِيُّه، وجَمْعُه مُحُوتٌ، ومُحَتاء، كأَنهم توهَّمُوا فيه مَحِيتاً، كما قالوا سَمْحٌ وسُمَحَاءُ. الشديد من كل شيء.

ذرف (لسان العرب) [6]


الذَّرْفُ: صَبُّ الدَّمْع.
وذَرَفَ الدَّمْعُ يَذْرِفُ ذَرْفاً وذَرَفاناً: سالَ.
وذَرَفَتِ العينُ الدمعَ تَذْرِفُه ذَرْفاً وذَرفاناً وذُرُوفاً وذَرِيفاً وتَذْرافاً وذَرَّفَتْه تَذْريفاً وتَذْرِفةً: أَسالَتْه، وقيل: رَمَتْ به. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني حكى ذَرَفَتِ العينُ ذُرافاً، قال: ولست منه على ثقة.
وفي حديث العِرْباض: فوَعَظَنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، مَوْعِظةً بليغة ذَرَفَتْ منها العيون أَي جرى دَمْعُها.
ودمْع ذريف أَي مَذْرُوف؛ قال: ما بالُ عَيْني دَمْعُها ذَريفُ وقد يوصف به الدمعُ نَفْسُه فيقال: ذرَفَ الدمْعُ يَذْرِفُ ذُرُوفاً وذَرْفاً؛ قال الشاعر: عَيْنَيَّ جُودا بالدُّموعِ الذَّوارفِ قال: وذَرَّفَتْ دُمُوعي تَذْريفاً وتَذْرافاً وتَذْرِفةً.
ومَذارِفُ العينِ: مَدامِعُها.
والمَذارِفُ: المَدامِعُ.
واسْتَذْرَفَ الشيءَ: اسْتَقْطَرَه، واسْتَذْرَفَ الضَّرْعُ: دعا إلى أَن يُحْلَبَ ويُسْتَقْطَرَ؛ . . . أكمل المادة قال يصف ضرعاً: سَمْحٌ إذا هَيَّجْتَه مُسْتَذْرِف أَي مُسْتَقْطِر كأَنه يدعو إلى أَن يُستقطَر؛ وسمح أَي أَن هذا الضَّرْعَ سَمْحٌ باللبن غَزيرُ الدَّرِّ.
والذَّرْفُ من حُضْرِ الخيل: اجتماع القوائم وانبساط اليدين غير أَن سَنابِكَه قريبة من الأَرض.
وذَرَّفَ على الخمسين وغيرها من العدد: زاد عليها.
وفي حديث علي، عليه السلام: قد ذَرَّفْتُ على السِّتين، وفي رواية: على الخَمْسين، أَي زِدْتُ عليها. يقال: ذَرّفَ وزَرَّفَ.
وذَرَّفْتُه الموتَ أَي أَشْرَفْتُ به عليه.
وذَرَّفه الشيءَ: أَطلعه عليه؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأَنشد لنافع بن لَقيط: أُعْطِيكَ ذِمّةَ والِدَيَّ كِليهما، لأُذَرِّفَنْكَ المَوْتَ، إن لم تَهْرُبِ أَي لأُطْلِعَنَّكَ عليه.
والذَّرَّافُ: السريعُ كالزَّرَّاف.
والذُّرْفَةُ: نِبْتَةٌ.
والذَّرَفانُ: المَشْيُ الضعيف.
وذَرَّفَ على المائةِ تَذْريفاً أَي زاد.

نَالَ (المعجم الوسيط) [4]


 على فلَان بالشَّيْء نولا ونوالا جاد وَيُقَال نَالَ فلَانا الْعَطِيَّة وبالعطية وَله الْعَطِيَّة وبالعطية أعطَاهُ إِيَّاهَا وَفُلَان بِالْحَدِيثِ سمح بِهِ أَو هم وَيُقَال نَالَ لَهُ أَن يفعل كَذَا حَان وَالشَّيْء حصل عَلَيْهِ نَالَ:  فلَان نيلا ونائلا ونولا صَار كثير النوال 

شيأ (لسان العرب) [5]


الـمَشِيئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً(1) (1 قوله «ومشاية» كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية.): أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني. التهذيب: الـمَشِيئةُ: مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً.
وقالوا: كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه.
وفي الحديث: أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ. فأَمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا: ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ. الـمَشِيئةُ، مهموزة: الإِرادةُ.
وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ، لأَن الواو تفيد الجمع دون . . . أكمل المادة الترتيب، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ على مَشِيئتِه.
والشَّيءُ: معلوم. قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً للمؤَنث: أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه. فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب: ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً، فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وهذا غير مُقْنِعٍ. قال ابن جني: ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه قال: ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً، ونحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر. قال: وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً.
والجمع: أَشياءُ، غير مصروف، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً.
وقال اللحياني: وبعضهم يقول في جمعها: أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب: وَذلِك ما أُوصِيكِ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ، * وبَعْضُ الوَصايا، في أَشاوِهَ، تَنْفَعُ قال: وزعم الشيخ أَن الأَعرابي قال: أُريد أَشايا، وهذا من أَشَذّ الجَمْع، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ.
وأَشْياءُ: لَفْعاءُ عند الخليل وسيبويه، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ.
وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم. قال أَبو منصور: لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء، وأَنها غير مُجراة. قال: واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد منهم، واقتصرتُ على ما قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها، واحتج لأَصْوَبِها عنده، وعزاه إِلى الخليل، فقال قوله: لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ، أَشْياءُ في موضع الخفض، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف. قال وقال الكسائي: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر استعمالها، فلم تُصرَفْ. قال الزجاج: وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء.
وقال الفرّاءُ والأَخفش: أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء، على وزن أَشْيِعاع، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى. قال أَبو إِسحق: وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء. قال وقال الخليل: أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً.
وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً. قال: وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قال: وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش.
وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء، فقال له أَقول: أُشَيَّاء؛ فاعلم، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل: شُيَيْئات.
وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء، إِن كانت للمؤَنث: صُدَيْقات، وإِن كان للمذكرِ: صُدَيْقُون. قال أَبو منصور: وأَما الليث، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته، قال: فلذلك تركته، فلم أَحكه بعينه.
وتصغير الشيءِ: شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها. قال: ولا تقل شُوَيْءٌ. قال الجوهري قال الخليل: إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة، فقالوا: أَشياء، كما قالوا: عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديره لَفْعاء؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واواً، كما قالوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً.
وحكى الأَصمعي: أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر: إِنَّ عندك لأَشاوى، مثل الصَّحارى، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات.
وقال الأَخفش: هو أَفْعلاء، فلهذا لم يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف. قال له المازني: كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ؟ فقال: أُشَيَّاء. فقال له: تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده، كما قالوا: شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات. قال: وهذا القول لا يلزم الخليل، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع.
وقال الكسائي: أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء.
وقال الفرّاء: أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، على مثال شَيِّعٍ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثم خفف، فقيل شيءٌ، كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى، هذا نص كلام الجوهري. قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل: ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده؛ قال ابن بري: حِكايَتُه عن الخليل أَنه قال: إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شيء. قال: وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم: ثلاثة أَشْياء، فأَما جمعها على غير واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئاء، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً. قال: وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء. قال: وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم.
والخليل وسيبويه يقولان: أَصلها شَيْئاءُ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء، فوزنها لَفْعاء. قال: ويدل على صحة قولهما أَن العرب قالت في تصغيرها: أُشَيَّاء. قال: ولو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إِليه الأخفش: لقيل في تصغيرها: شُيَيْئات، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ،تقول في تصغيرها: جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فتردها إِلى الواحد، ثم تجمعها بالالف والتاء.
وقال ابن بري عند قول الجوهري: إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، وأُبدلت من الاولى واواً، قال: قوله أَصله أَشائِيُّ سهو، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات. قال: ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف، ثم خففت الياء المشدّدة، كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ، فصار أَشايٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف، فصار أَشايا، كما قالوا في صَحارٍ صَحارَى، ثم أَبدلوا من الياء واواً، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً.وعند سيبويه: أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ، وإِن لم يُنْطَقْ بها.
وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني قال للأَخفش: كيف تصغِّر العرب أَشياء، فقال أُشَيَّاء، فقال له: تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده. قال ابن بري: هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء، وهي جمع مكسر للكثرة، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة. قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء: إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قال: هذا سهو، وصوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، وهو اللِّين. الليث: الشَّيء: الماء، وأَنشد: تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرةٍ قال أَبو منصور: لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت.
وقال أَبو حاتم: قال الأَصمعي: إِذا قال لك الرجل: ما أَردت؟ قلتَ: لا شيئاً؛ وإِذا قال لك: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للاشَيْءٍ؛ وإِن قال: ما أَمْرُكَ؟ قلت: لا شَيْءٌ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن.
والـمُشَيَّأُ: الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله(1) (1 قوله «المخبله» هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة.) القَبِيحُ. قال: فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ؟ * شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، الـمُشَيِّئُ وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه.
وقالت امرأَة من العرب: إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا وقال أَبو سعيد: الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن.
وقال الجَعْدِيُّ: زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ: حَمَلْتُه عليه.
ويا شَيْء: كلمة يُتَعَجَّب بها. قال: يا شَيْءَ ما لي! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ قال: ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت.
وقال اللحياني: معناه يا عَجَبي، وما: في موضع رفع. الأَحمر: يا فَيْءَ ما لِي، ويا شَيْءَ ما لِي، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن. الكسائي: يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي، لا يُهْمَزان، ويا شيء ما لي، يهمز ولا يهمز؛ وما، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى. قال الكسائي: مِن العرب من يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول: يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا.
وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه.
وتميم تقول: شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك. قال زهير ابن ذؤيب العدوي: فَيَالَ تَمِيمٍ! صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ * إِليه، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل

اللافظة (المعجم الوسيط) [4]


 الْبَحْر لِأَنَّهُ يلفظ بِمَا فِي جَوْفه إِلَى الشطوط وَمن الطير الَّتِي تطعم فرخها لِأَنَّهَا تخرج من جوفها لفرخها والرحى لِأَنَّهَا تلقي مَا تطحنه من الدَّقِيق والديك لِأَنَّهُ يَأْخُذ الْحبَّة بمنقاره فَلَا يأكلها وَإِنَّمَا يلقيها للدجاجة وَمن أمثالهم (أسمح من لافظة) وَالدُّنْيَا لِأَنَّهَا ترمي بِمن فِيهَا إِلَى الْآخِرَة 

ب ذ ل (المصباح المنير) [4]


 بَذَلَهُ: "بَذْلًا" من باب قتل سمح به وأعطاه و "بَذَلَهُ" أباحه عن طيب نفس و "بَذَلَ" الثوب و "ابْتَذَلَهُ" لبسه في أوقات الخدمة والامتهان و "البِذْلَةُ" مثال: سدرة ما يمتهن من الثياب في الخدمة والفتح لغة قال ابن القوطية "بَذَلْتُ" الثوب بذلة لم أصنه و "ابْتَذَلْتُ" الشيء امتهنته و "المِبْذَلَةُ" بكسر الميم مثله و "التَّبَذُّلُ" خلاف التصاون. 

سنح (المعجم الوسيط) [4]


 سنوحا عرض يُقَال سنح لي رَأْي فِي كَذَا والطائر أَو الظبي وَغَيرهمَا مر من مياسرك إِلَى ميامنك فولاك ميامنه وَالْعرب يتيمنون بِهِ فَهُوَ سانح (ج) سوانح وسنح وَهُوَ سنيح (ج) سنح وَهِي سانحة (ج) سوانح وَالشَّيْء سهل وتيسر والخاطر بِكَذَا جاد وسمح وَفُلَان بِكَذَا عرض وَلم يُصَرح وَبِه أَو عَلَيْهِ أحْرجهُ أَو أَصَابَهُ بشر وَالشَّيْء سنحا استقبله بِيَدِهِ وَفُلَانًا عَن كَذَا رده وَصَرفه 

الْخَال (المعجم الوسيط) [4]


 دَاء كالظلع والغمز يكون فِي الدَّابَّة والغيم والبرق وَالْكبر وَرجل خَال ذُو خُيَلَاء معجب بِنَفسِهِ والسحاب لَا مطر فِيهِ وَيُقَال رجل خَال سمح وَرجل خَال مَال حسن الْقيام عَلَيْهِ وَبرد يمني أَحْمَر فِيهِ خطوط سود والموضع لَا أنيس فِيهِ واللواء يعْقد للأمير وَصَاحب الشَّيْء يُقَال من خَال هَذَا الْفرس والملازم للشَّيْء وشامة أَو نُكْتَة سَوْدَاء فِي الْبدن وَالرجل الضَّعِيف الْقلب والجسم والأكمة الصَّغِيرَة والجبل الضخم وَالْبَعِير الضخم (ج) خيلان وأخيلة 

السهل (المعجم الوسيط) [4]


 كل شَيْء يمِيل إِلَى اللين وَقلة الخشونة وَمن الأَرْض خلاف الْحزن وَهِي أَرض منبسطة لَا تبلغ الهضبة (مج) (ج) سهول وَيُقَال هُوَ سهل الْوَجْه قَلِيل لَحْمه وَهُوَ مِمَّا يستحسن عِنْد الْعَرَب وَسَهل الْخَدين سَائل الْخَدين أَي فيهمَا استرسال وانبساط ولين وَسَهل الْخلق أَو القياد أَو الْمُعَامَلَة لين سَلس سمح وَهِي سهلة وَيُقَال فِي التَّحِيَّة أَهلا وسهلا لقِيت أَهلا وحللت سهلا السهل:  تُرَاب كالرمل يَجِيء بِهِ المَاء (ج) سهول وأسهال 

مَذِلَ (القاموس المحيط) [4]


مَذِلَ، كفرِحَ: ضَجِرَ وقَلِقَ،
فهو مَذِلٌ.
ومَذَلَ بِسِرِّهِ، كنَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ، مَذْلاً ومَذالاً،
فهوَ مَذِلٌ ومَذيلٌ: أفْشاهُ،
و~ نفسُه بالشيءِ: سَمَحَتْ،
و~ رِجْلُهُ: خَدِرَتْ،
كأَمْذَلَتْ.
وكُلُّ فَتْرَةٍ وخَدَرٍ: مَذْلٌ وامْذِلالٌ.
ورجُلٌ مَذْلُ النَّفْسِ واليَدِ: سَمْحٌ. المَريضُ لا يَتَقارُّ، وحَديدٌ يُسَمَّى بالفارِسِيَّةِ نَرْم آهَنْ.
والمِذْلُ، بالكسرِ، لُغَةٌ في المِدْلِ، بالدالِ: للصَّغيرِ الجُثَّةِ.
ورِجالٌ مَذْلَى: لا يَطْمَئِنُّونَ.
والمِمْذَلُ، كمِنبرٍ: القَوَّادُ على أهْلِهِ.
والمُمْذَئِلُّ، كمُشْمَعِلٍّ: الخاثِرُ النفسِ.
والمِذَالُ: المِذَاءُ، وأنْ يَقْلَقَ الرجُلُ بِفراشِهِ الذي يُضاجِعُ فيه حَليلَتَه، ويَتَحَّول عنه حتى يَفْتَرِشَها غيرُه.

الْيُسْر (المعجم الوسيط) [3]


 الفتل إِلَى أَسْفَل وَهُوَ أَن يمد يَمِينه إِلَى جسده يُقَال فتل يسر وَيُقَال طعن يسر حَذْو وَجهك وولادة يسر سهلة وَيُقَال وَلدته أمه يسرا أَي فِي سهولة الْيُسْر:  ضد الْعسر وَمِنْه (الدّين يسر) أَي سهل سمح قَلِيل التَّشْدِيد والغنى الْيُسْر:  السهل يُقَال هُوَ يسر سهل الانقياد وَالْميسر الْمعد المهيأ وَالَّذِي يضْرب بِالْقداحِ فِي الميسر وَمن النَّاس الْأَيْسَر يُقَال رجل أعْسر يسر يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا (ج) أيسار وَيُقَال وَلدته أمه يسرا فِي سهولة 

دسو/ا (مقاييس اللغة) [3]



الدال والسين والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على خَفاءٍ وسَتْر. يقال دَسَوْتُ الشّيءَ أدْسُوه، ودسَا يدسُو، وهو نقيض زَكَا. فأمّا قوله تعالى: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس 10]، فإنّ أهل العلم قالوا: الأصل دَسَّسَهَا، كأنَّه أخفاها، وذلك أنَّ السَّمْحَ ذا الضِّيافةِ يَنزِل بكلِّ بَراز، وبكل يَفَاع؛ ليَنْتابَه الضِّيفَانُ، والبَخيلَ لا ينزِلُ إلاَّ في هَبْطَةٍ أو غامض، فيقول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا.
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّاهَا [الشمس 9- 10]، أي أخفاها، أو أغْمَضها.
وهذا هو المعوَّل عليه. غير أنّ بعضَ أهلِ العِلم قال: دَسّاها، أي أغواها وأغراها بالقَبيح.
وأنشد:
وأنتَ الذي دَسّيْتَ عَمْراً فأصبحتْ      حلائلُه منه أَرامِلَ ضُيَّعَا

العَطْوُ (القاموس المحيط) [3]


العَطْوُ: التَّنَاوُلُ، ورَفْعُ الرَّأسِ واليَدَيْنِ.
وظَبيٌ عُطُوٌ، مثلثةً وكعَدُوٍّ: يَتَطَاوَلُ إلى الشَّجَرِ لِيَتَنَاوَلَ منه.
والعَطا، وقد يُمَدُّ: نَوْلُكَ السَّمْحَ، وما يُعْطَى،
كالعَطِيَّةِ
ج: أعْطِيَةٌ
جج: أَعْطِياتٌ.
ورَجُلٌ وامْرَأةٌ مِعْطاءٌ: كَثِيرُ العَطاءِ
ج: مَعَاطٍ ومَعَاطِيُّ.
واسْتَعْطَى وتَعَطَّى: سَأَلَهُ.
والإِعْطاءُ: المُناوَلَةُ،
كالمُعاطاةِ والعِطاءِ، والانقِيادُ.
والتَّعاطِي: التَّناوُلُ، وتَناوُلُ ما لا يَحِقُّ، والتَّنازُعُ في الأخْذِ، والقيامُ عَلَى أطْرافِ أصابعِ الرِجْلَيْنِ مَعَ رَفْعِ اليَدَيْنِ إلَى الشَّيْءِ،
ومِنْهُ: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ}، ورُكُوبُ الأمرِ،
كالتَّعَطِّي، أو التَّعاطِي: في الرِفْعَةِ،
والتَّعَطِّي: في القَبيحِ.
وعاطَى الصَّبِيُّ أهْلَهُ: عَمِلَ لَهُمْ، وناوَلَهُمْ ما أَرادُوا.
وهو يُعاطِينِي ويُعْطِينِي: يُنْصِفُنِي، ويَخْدِمُنِي.
وقَوْسٌ عَطْوَى، كسَكْرَى: سَهْلَةٌ،
وسَمَّوْا: عَطاءً وعَطِيَّةَ.
وعَطَّيْتُهُ فَتَعَطَّى: عَجَّلْتُهُ . . . أكمل المادة فَتَعَجَّلَ.
وتَعَاطَيْنا فَعَطَوتُهُ: غَلَبْتُهُ.

فضل (الصّحّاح في اللغة) [3]


الفَضْلُ والفَضيلَةُ: خلاف النقص والنقيصة.
والإفْضالُ: الإحسان.
ورجلٌ مِفْضالٌ وامرأةٌ مِفْضالَةٌ على قومها، إذا كانت ذات فضْلٍ سمحةً. عليه وتَفَضَّلَ بمعنًى.
والمُتَفَضِّلُ أيضاً: الذي يدَّعي الفَضْلَ على أقرانه.
ومنه قوله تعالى: "يُريدُ أن يَتَفَضَّلَ عليكم".
وأفْضَلْتُ منه شيئاً واسْتَفْضَلْتُ، بمعنًى.
وفَضَّلْتُهُ على غيره تَفْضيلاً، إذا حكمت له بذلك، أي صيَّرته كذلك.
وفاضَلْتُهُ فَفَضَلْتُهُ، إذا غلبته بالفَضْلِ.
والفَضْلَةُ والفُضالَةُ: ما فَضَلَ من شيء.
وفَضَلَ منه شيءٌ يَفْضُلُ، مثل دَخَلَ يَدْخُلُ.
وفيه لغة أخرى فَضُلَ يَفْضَلُ، مثل حَذِرَ يَحْذَرُ، حكاها ابن السكيت.
وفيه لغة ثالثة مركبَّة منهما: فَضِلَ بالكسر يَفْضُلُ بالضم، وهو شاذٌّ لا نظير له.
وتَفَضَّلَتِ المرأةُ في بيتها، إذا كانت في ثوب واحد، كالخَيْعَلِ ونحوه.
وذلك الثوب مِفْضَلٌ، والمرأة فُضُلٌ، وكذلك . . . أكمل المادة الرجل.
وإنَّه لحسنُ الفِضْلَةِ.

خَذَمَهُ (القاموس المحيط) [3]


خَذَمَهُ يَخْذِمُهُ: قَطَعَه،
كخَذَّمَهُ وتَخَذَّمَهُ،
و~ الصَّقْرُ: ضَرَبَ بمِخْلَبِهِ.
وخَذِمَ، كَسَمِعَ: انْقَطَعَ،
كتَخَذَّمَ، وسَكِرَ،
وهو خَذيمٌ، وهي خَذيمَةٌ.
وكفَرِحَ: أسْرَعَ.
وسَيْفٌ خَذِمٌ، ككتفٍ وصَبورٍ ومُعَظَّمٍ: قاطِعٌ.
وأُذُنٌ خَذيمٌ، كأَميرٍ: مَقْطوعةٌ.
وكثُمامَةٍ: القِطْعَةُ.
والخَذْمَاء من الشاء: التي شُقَّتْ أُذُنُها عَرْضاً ولم تَبِنْ.
والخَذْمَةُ: سِمَةٌ للإِبِلِ إسلاميَّةٌ، والساعَةُ.
وككتِفٍ: السَّمْحُ الطَّيِّبُ النَّفْسِ
ج: خَذِمُونَ، وفَرَسُ مِرْدَاسِ بنِ أبي عامِرٍ.
وككِتابٍ: بَطْنٌ من مُحَارِبٍ، وفَرَسُ حَيَّاشِ بنِ قيس بن الأَعْوَرِ.
وأخْذَمَ: أقَرَّ بالذُّلِّ، وسَكَنَ،
و~ الشرابُ: أسْكَرَ.
وابنُ خِذامٍ، ككِتابٍ: في التَّركيبِ قَبْلَهُ.
ومحمدُ بنُ الرَّبيعِ بنِ خُذَيْمٍ، كزبيرٍ: مُحَدِّثٌ.
وكَمِنْبرٍ: سيفُ الحَارِثِ بن أبي شِمْرٍ الغَسَّانِيِّ.
وذو الخَذَمَةِ، محرَّكةً: عامِرُ بنُ مَعْبَدٍ.
وكَسفينَةٍ: المَرْأةُ السَّكْرَى،
وهو . . . أكمل المادة خَذِيمٌ.

المجْدُ (القاموس المحيط) [3]


المجْدُ: نَيلُ الشَّرَفِ، والكَرَمُ، أو لا يكونُ إلاَّ بالآباءِ، أو كَرَمُ الآباءِ خاصَّةً.
مَجَدَ، كنَصَرَ وكَرُمَ، مَجْداً ومَجادَةً، فهو ماجِدٌ ومَجِيدٌ.
وأمْجَدَهُ ومَجَّدَهُ: عَظَّمَه، وأثْنَى عليه،
و~ العطاءَ: كَثَّرَهُ.
وتَماجَدَ: ذَكَرَ مَجْدَهُ.
وماجَدَهُ مِجاداً: عارَضَهُ بالمَجْدِ فَمَجَدَهُ: غَلَبَهُ.
والمَجيدُ: الرَّفيعُ العالِي، والكَرِيمُ، والشَّريفُ الفِعالِ.
ومَجَدَتِ الإِبِلُ مَجْداً ومُجُوداً،
وأمْجَدَتْ: وقَعَتْ في مَرْعىً كَثيرٍ، أو نالَتْ مِنَ الخَلى قَريباً من الشِّبَعِ.
ومَجَدَها وأمْجَدَها ومَجَّدَها: أشْبَعَها، أو عَلَفَها مِلْءَ بَطْنِها، أو نِصفَ بَطْنِها.
ومَجِيدُ بنُ حَيْدَةَ بنِ مَعَدٍّ: أبو بطْنٍ من الأَشْعَرِيِّينَ.
وكزُبَيْرٍ: اسْمٌ،
ومَجْدُ بِنْتُ تَميمِ بنِ غالِبِ بنِ فِهْرٍ، وقد تُصْرَفُ، ومنه: بَنُو مَجْدٍ.
ومَجْدُوانُ: ة بِنَسَفَ.
ومَجْدونُ، ويُكْسَرُ . . . أكمل المادة أوَّلُها: ة بِبُخارى.
وذُو ماجِدٍ: ة باليَمنِ.
والماجِدُ: الكثيرُ، والحَسَنُ الخُلُقِ، السَّمْحُ، واسْمٌ.
واسْتَمْجَدَ المَرْخُ، والعَفارُ: اسْتَكْثَروا منَ النَّارِ.
وأبو ماجِدَةَ الحَنَفيُّ: تابِعيٌّ.
وتَماجَدُوا: تَفاخَرُوا، وأظْهَروا مجدَهُمْ.

التِّبْنُ (القاموس المحيط) [3]


التِّبْنُ، بالكسر: عَصيفَةُ الزَّرْعِ من بُرٍّ ونحوِهِ، ويُفْتَحُ، والسَّيِّدُ السَّمْحُ، والشَّريفُ، والذِّئْبُ، وقَدَحٌ يُرْوِي العِشْرِينَ.
وتَبَنَ الدَّابَّةَ يَتْبِنُها: أطْعَمَها التِّبْنَ.
وتَبِنَ، كفرحَ، تَبْناً، وتَبانَةً: فَطِنَ،
فهو تَبِنٌ، ككَتِفٍ: فَطِنٌ دَقيقُ النَّظَرِ،
كتَبَّنَ تَتْبِيناً.
والتَّبَّانُ: بائِعُ التِّبْنِ، وموسى بنُ أبي عُثْمانَ، وإسماعِيلُ بنُ الأَسْوَدِ المُحَدِّثانِ.
والتُّبَّانُ، كرُمَّانٍ: سَراويلُ صَغِيرٌ يَسْتُرُ العَوْرَةَ المُغَلَّظَةَ.
واتَّبَنَ، كافْتَعَلَ: لَبِسَهُ.
ومحمدُ بنُ تُبَّانٍ: محدِّثٌ.
وكغُرابٍ أو كرُمَّانٍ ويكسر: لَقَبُ تُبَّعٍ الحِمْيَرِيِّ، يقالُ له: أسْعدُ تُبَّانٍ.
والحُسَيْنُ بنُ أحمد بنِ علِيِّ بنِ تُبانٍ، كغرابٍ، التُّبانِي، وبالنون وَهَمٌ.
وتَوْبَنُ، كفَوْفَلٍ: ة بِنَسفَ، منها: العَلاَّمَةُ أبو بَكْرِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ، ولُقْمَانُ بنُ عيسَى، وجعفَرُ بنُ محمدٍ المُحَدِّثونَ . . . أكمل المادة التَّوْبَنِيُّونَ.
وتِبْنِينُ: د، منه أيُّوبُ بنُ أبي بَكْرٍ خُطْلُبا التِّبْنينِيُّ.
والتَّبِنُ، ككتِفٍ: من يَعْبَثُ بيدِهِ بِكُلِّ شيءٍ.

قرضب (لسان العرب) [3]


القَرْضبَة: شِدَّة القَطْعِ. قَرْضَبَ الشيءَ، ولَهْذَمَه: قَطَعه، وبه سمي اللصوص لَهاذِمةً وقَراضِـبةً، مِن لَهْذَمْتُه وقَرْضَبْتُه إِذا قَطَعْتَه.
وسيفٌ قُرْضُوبٌ، وقِرْضابٌ، ومُقَرْضِبٌ: قَطَّاع.
وفي الصحاح: القُرْضُوب والقِرْضابُ: السيف القاطع يقطع العظام؛ قال لبيد: ومُدَجَّجِـينَ، تَرَى الـمَعاوِلَ وَسْطَهُم * وذُبابَ كُلّ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ والقُرْضُوبُ والقِرْضابُ: اللِّصُّ، والجمع القَراضِـبةُ. والقُرْضُوبُ والقِرْضابُ أَيضاً: الفقير.
والقِرْضابُ: الكثير الأَكل.
والقَراضِـبةُ: الصَّعاليك، واحدُهم قُرْضُوبٌ.
والقُرْضُوبُ، والقِرْضابُ، والقِرْضابة، والقُراضِبُ، والـمُقَرْضِبُ: الذي لا يَدَعُ شيئاً إِلاَّ أَكله.
وقيل: القَرْضَبةُ أَن لا يُخَلِّصَ الرَّطْبَ من اليابس، لشدَّةِ نَهَمه.
وقَرْضَبَ الرجلُ إِذا أَكل شيئاً يابساً، فهو قِرْضابٌ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد: وعامُنا أَعْجَبنا مُقَدَّمُه، يُدْعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُه، مُبْتَرِكاً لكُلِّ عَظْمٍ يَلْحَمُه . . . أكمل المادة وقَرْضَبَ اللحمَ: أَكل جميعَهُ؛ وكذلك قَرْضَبَ الشاةَ الذِّئْبُ.
وقَرْضَبَ اللحمَ في البُرْمة: جَمَعه.
وقَرْضَبَ الشيءَ: فَرَّقه، فهو ضِدٌّ.وقُراضِـبةُ، بضم القاف: موضع؛ قال بشر: وحَلَّ الـحَيُّ حَيُّ بني سُبَيْعٍ * قُراضِـبةً، ونحن لهم إِطارُ

جزح (لسان العرب) [3]


الجَزْحُ: العطية. جَزَحَ له جَزْحاً: أَعطاه عطاء جزيلاً، وقيل: هو أَن يُعْطِي ولا يُشاوِرَ أَحداً، كالرجل يكون له شريك فيغيب عنه فيُعْطِي من ماله ولا ينتظره.
وجَزَحَ لي من ماله يَجْزَحُ جَزْحاً: أَعطاني منه شيئاً؛ وأَنشد أَبو عمرو لتميم بن مُقْبِل: وإِني، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه، لَمُخْتَبِطٌ، من تالدِ المالِ، جازِحُ وقال بعضهم: جازح أَي قاطع أَي أَقطع له من مالي قطعة؛ وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه: وإِني له، من تالدِ المالِ، جازِحُ وقال ابن بري: صوابه «لمختبط من تالد المال» كما أَورده الأَزهري وابن سيده وغيرهما، واسم الفاعل جازِحٌ؛ وأَنشد أَبو عُبيدة لعَدِيِّ بن صُبْحٍ يمدح بَكَّاراً: ما . . . أكمل المادة زِلْتَ من ثَمَرِ الأَكارِمِ تُصْطَفَى، من بينِ واضِحةٍ وقَرْمٍ واضِحِ حتى خُلِقْتَ مُهَذَّباً، تَبْني العلى، سَمْحَ الخَلائقِ، صالحاً من صالِحِ يَنْمِي بك الشَّرَفُ الرفيعُ، وتَتَّقِي عَيْبَ المَذَمَّة، بالعَطاءِ الجازِحِ وجَزَحَ الشجرةَ: ضربها ليَحُتَّ وَرَقَها.
وجِزِحْ: زجر للعَنْزِ المُتَصَعِّبَة عند الحَلْب، معناه: قِرِّي.

ج و د (المصباح المنير) [3]


 جَادَ: الرجل "يَجُودُ" من باب قال "جُودًا" بالضم: تكرم فهو "جَوَادٌ" والجمع "أَجْوَادٌ" والنساء "جُودٌ" و "جَادَ" بالمال: بذلَهُ و "جَادَ" بنفسه: سمح بها عند الموت وفي الحرب مستعار من ذلك و "جَادَ" الفرس "جَُودَةً" بالضمّ والفتح فهو "جَوَادٌ" وجمعه "جِيَادٌ" وجادت السماء "جُودًا" بالفتح: أمطرت وأما "جَادَ" المتاع "يَجُودُ" فقيل من باب قال أيضا، وقيل من باب قرب، و "الجُودَةُ" منه بالضم والفتح، فهو "جَيِّدٌ" وجمعه "جِيَادٌ" ، واختلف فيه فقيل أصله "جَوِيدٌ" وزان كريم وشريف، فاستثقلت الكسرة على الواو، فحذفت فاجتمعت الواو وهي ساكنة والياء فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، وقيل أصله فيعل بسكون الياء وكسر العين وهو مذهب البصريين والأصل "جَيْودٌ" ، وقيل بفتح العين وهو مذهب الكوفيين؛ لأنه لا يوجد فيعل بكسر العين في الصحيح إلا صيقل اسم امرأة والعليل محمول على الصحيح فتعين الفتح قياسا على عيطل وكذلك ما أشبهه، و "أَجَادَ" الرجل "إِجَادَةٌ" أتى . . . أكمل المادة بالجيد من قول أو فعل. 

الطلق (المعجم الوسيط) [3]


 الْمُطلق غير الْمُقَيد وَيُقَال رجل طلق الْيَد أَو الْيَدَيْنِ سمح سخي وَفرس طلق الْيَد لَيْسَ فِيهَا تحجيل والظبي لسرعة عدوه وكلب الصَّيْد لسرعة عدوه على الصَّيْد وَمن الْوُجُوه المنطلق الضاحك وَمن الْأَلْسِنَة المنطلق الْحَدِيد الفصيح العذب الْمنطق وَمن الْأَيَّام والليالي الْمشرق الْخَالِي من الْحر وَالْبرد والمطر وَالرِّيح وكل أَذَى ووجع الْولادَة وَنبت يسْتَعْمل فِي الأصباغ وَحجر براق شفاف ذُو أطباق يتشظى إِذا دق صَفَائِح ويطحن فَيكون مسحوقا أَبيض يذر على الْجَسَد فيكسبه بردا ونعومة (مَعَ) الطلق:  الْمُطلق أَو الْمُطلق الَّذِي يتَمَكَّن صَاحبه فِيهِ من جَمِيع التَّصَرُّفَات والحلال يُقَال افْعَل كَذَا طلقا لَك وَأَنت طلق مِنْهُ خَارج بَرِيء وَمن الْوُجُوه أَو . . . أكمل المادة الْأَلْسِنَة الطلق الطلق:  الْمُطلق يُقَال بعير أَو نَاقَة طلق وَمن الْوُجُوه أَو الْأَلْسِنَة الطلق الطلق:  الشوط والنصيب والمعى والقتب أَي مَا اسْتَدَارَ من الْبَطن (ج) أطلاق الطلق:  ذُو الطلاقة وَمن الْوُجُوه والألسنة الطلق الطلق:  يُقَال لِسَان طلق ذلق ذُو حِدة 

قها (لسان العرب) [3]


أَقْهى عن الطعام واقْتَهى: ارتدَّت شهوتُه عنه من غير مرض مثل أَقْهَمَ، يقال للرجل القليل الطُّعم: قد أَقْهَى وقد أَقْهَم، وقيل: هو أَن يقدر على الطعام فلا يأَكله وإِن كان مشتهياً له.
وأَقْهَى عن الطعام إِذا قَذِره فتركه وهو يَشْتَهيه.
وأَقْهَى الرجلُ إِذا قلَّ طُعْمُه.
وأَقْهاه الشيءُ عن الطعام: كفّه عنه أَو زَهَّدَه فيه.
وقَهِيَ الرجل قَهْياً: لم يشته الطعام.
وقَهِيَ عن الشراب وأَقْهَى عنه: تركه. أَبو السمح: المُقْهِي والآجِم الذي لا يشتهي الطعام من مرض أَو غيره؛ وأَنشد شمر: لَكالمِسْكِ لا يُقْهِي عن المِسْكِ ذائقُه ورجل قاهٍ: مُخْصِب في رحله.
وعيشٌ قاهٍ: رَفِيهٌ.
والقَهةُ: من أَسماء النرجس؛ عن أَبي حنيفة؛ قال ابن سيده: . . . أكمل المادة على أَنه يحتمل أَن يكون ذاهبها واواً وهو مذكور في موضعه.
والقَهْوة: الخمر، سميت بذلك لأنها تُقْهِي شاربها عن الطعام أَي تذهب بشهوته، وفي التهذيب أَي تُشبِعه؛ قال ابو الطَّمَحان يذكر نساء: فأَصبَحْنَ قد أَقْهَين عني، كما أَبَتْ حِياضَ الإِمدَّانِ الهِجانُ القَوامِحُ وعيش قاهٍ بيِّن القَهْوِ والقَهْوةِ: خَصِيبٌ، وهذه يائية وواوية. الجوهري القاهِي الحَديدُ الفؤاد المُستطارُ؛ قال الراجز: راحَتْ كما راحَ أَبو رِئالِ قاهِي الفُؤادِ دائبُ الإِجْفالِ

الرِّيشُ (القاموس المحيط) [3]


الرِّيشُ، بالكسر: للطيرِ، كالراشِ
ج: أرْياشٌ ورِياشٌ، واللباسُ الفاخِرُ،
كالرِّياشِ، كاللِّبْسِ واللِّباسِ، والخِصْبُ، والمَعاشُ.
وأعطاهُ مئةً بِريشِها، أي: بِلِباسِها وأحْلاسِها، أو لأنَّ المُلوكَ كانوا إذا حَبَوْا حِباءً، جَعَلوا في أسْنِمَةِ الإِبِلِ رِيشَ النَّعامَةِ، ليُعْرَفَ أنه حِباءُ المَلِكِ.
وذُو الرِّيشِ: فرسُ السَّمْحِ بنِ هِنْدٍ الخَوْلانِيِّ.
وذاتُ الرِّيشِ: نباتٌ كالقَيْصومِ.
ورِيشةُ: أبو قبيلةٍ، أو هي بنتُ مُعاويةَ بنِ بَكْرٍ أُمُّ مالِكٍ الوَحِيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ هُبَلَ.
وراشَ السَّهْمَ يَريشهُ: ألْزَقَ عليه الرِّيشَ،
كَرَيَّشهُ، فهو مَرِيشٌ ومُرَيَّشٌ، وجَمَعَ المالَ والأَثاثَ،
و~ الصَّديقَ: أطْعَمَهُ، وسَقاهُ، وكَساهُ، وأصْلَحَ حالَهُ.
والرَّائشُ: السفيرُ بين الرَّاشِي والمُرْتَشِي، والسَّهْمُ ذُو الرِّيشِ.
وكَلأٌ رَيِّشٌ، كهَيِّنٍ وهَيْنٍ: . . . أكمل المادة كثيرُ الوَرَقِ.
ورَيْشانُ: حِصْنٌ من عَمَلِ أبْيَنَ، وجَبَلٌ مُطِلٌّ على المَهْجَمِ.
والرَّيَشُ، محركةً: كثْرَةُ الشَّعَرِ في الأُذُنَيْنِ والوَجْهِ.
وناقَةٌ رَياشٌ، كسَحابٍ، وجَمَلٌ ذُو راشٍ، ورجُلٌ أرْيَشُ، وأراشَ ورَوَّشَ.
ورُمْحٌ راشٌ: خَوَّارٌ، شُبِّهَ بالريشِ ضَعْفاً.
والمُرَيَّشُ، كمُعَظَّمٍ: البَعيرُ الأَزَبُّ، والقَليلُ اللَّحْمِ، والبُرْدُ المُوَشَّى، والرجُلُ الضَّعيفُ الصُّلْبِ، والهَوْدَجُ المُصْلَحُ بالقِدِّ.
وناقَةٌ مُرَيَّشَةُ اللَّحْمِ: قَليلَتُه.

جلفع (لسان العرب) [3]


الجَلَنْفَع: المسنّ، أَكثر ما توصف به الإناث.
وخطب رجلٌ امرأَةً إلى نفسها، وكانت امرأَة بَرْزةً قد انكشفَ وجهُها وراسَلَتْ، فقالت: إن سأَلت عني بني فلان أُنَبِئْتَ عني بما يسُرُّك، وبنو فلان يُنْبِئُونَك بما يَزِيدُك فيَّ رَغْبةً، وعند بني فلان مني خُبْر، فقال الرجل: وما عِلم هؤُلاء بكِ؟ فقالت: في كلٍِّ قد نُكحت، قال: يا ابنة أُمّ، أَراكِ جَلَنْفَعَةً قد خزَّمَتْها الخَزائِمُ قالت: كلا ولكني جَوّالة بالرجل عَنْتَرِيسٌ.
والجَلَنْفَع من الإِبل: الغليظُ التامُّ الشديد، والأُنثى بالهاء؛ قال: أَينَ الشِّظاظانِ وأَين المِرْبَعهْ؟ وأَين وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ على أَن الجَلَنْفَعةَ هنا قد تكون المُسِنَّةَ، وقد قيل: ناقة جَلَنْفَعٌ، بغير هاء. الأَزهري: ناقة جَلَنْفَعةٌ . . . أكمل المادة قد أَسَنَّت وفيها بقية، واستشهد بهذا الرجز.
والجلنفعةُ من النوق: الجسيمة وهي الواسعة الجوف التامة؛ وأَنشد: جَلَنْفَعة تَشُقُّ على المَطايا، إذا ما اخْتَبَّ رَقْراقُ السَّرابِ وقد اجْلَنْفَع أَي غَلُظ.
والجَلَنْفَعُ: الضَّخْمُ الواسع؛ قال: عِيدِيّة، أَمّا القَرَا فَمُضَبَّرٌ منها ، وأَما دَفُّها فَجَلَنْفَعُ وقيل: الجَلَنْفَعُ الواسع الجوْفِ التامُّ، وقيل: الجَلَنْفَع الجسيم الضخم الغليظ، إن كان سمحاً أَو غير سمح. جَلَنْفَعة كثيرة اللحم، وقيل: إِنما هو على التشبيه، وأَرى أَن كراعاً قد حكى القاف مكان الفاء في الجلنفع، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة.

مذل (لسان العرب) [4]


المَذَل: الضجَر والقَلَق، مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل، والأُنثى مَذِلة.
والمَذِل: الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ، وكذلك إِذا لم يقدر على ضبط نفسه.
ومَذِل بسِّره (* قوله «ومذل بسره إلخ» عبارة القاموس: ومذل بسره كنصر وعلم وكرم) ، بالكسر، مَذَلاً ومِذالاً، فهو مَذِل ومَذِيلٌ، ومَذَل يَمْذُل، كلاهما: قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه.
وروي في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: المِذالُ من النفاق؛ هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه، ورواه بعضهم: المِذاء، ممدود، فأَما المِذال، باللام، فإِن أَبا عبيد قال: أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي يَقْلَق، وفيه لغتان: مَذِل يَمْذَل . . . أكمل المادة مَذَلاً، ومَذَل يَمْذُل، بالضم، مَذْلاً أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته، وكذلك المَذَل، بالتحريك.
ومَذِلْت من كلامه: قَلِقْت.
وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه، فقد مَذِل؛ وقال الأسود بن يعفر: ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادِي وقال قيس بن الخَطِيم: فلا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ، إِذا ما جاوَز الاثنين، فاشِي قال أَبو منصور: فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا، وأَما المِذاء، بالمدّ، فهو مذكور في موضعه. ابن الأَعرابي: المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل.
والمِمْذَل: القَوَّاد على أَهله.
والمِمْذلُ: الذي يَقْلَق بسرِّه.
ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة: طابتْ وسمحتْ. مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ: سمحٌ. بماله ومَذِلَ: سَمَحَ، وكذلك مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه؛ قال: مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ، خَوْفَ المَنِيَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها: وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً، فهو مَذِل، ومَذُل مَذالةً، فهو مَذِيلٌ، كِلاهما: لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض.
ورجال مَذْلى: لا يطمئنون، جاؤوا به على فَعْلى لأَنه قَلَق، ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا الضرب من الجمع (* قوله «من الجمع» هكذا في الأصل) .
والمَذِيلُ: المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف؛ قال الراعي: ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا؟ أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا؟ والمَذِلُ والماذِلُ: الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه.
والمُذْلةُ: النكتة في الصخرة ونواة التمر.
ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ: خَدِرَتْ، وامْذالَّتِ امْذِلالاً.
وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ؛ وقوله: وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي، دعَوتُكِ أَشْتَفِي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها، فَتَهُونُ إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة، وإِما أَن تكون لغة.
وقال الكسائي: مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد.
ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل.
وحكى ابن بري عن سيبويه: رجل مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب (* قوله «وطب وطبيب» هكذا في الأصل) .
والامْذِلالُ: الاسترخاء والفُتور، والمَذَل مثله.
ورجل مِذْل: خفيُّ الجسم والشخص قليل اللحم، والدال لغة، وقد تقدم.
والمَذِيلُ: الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ.

جحجح (لسان العرب) [3]


الجَحْجَحُ: بَقْلَة تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَر، وكثير من العرب مَن يسميها الحِنْزابَ.
والجُحْجُحُ أَيضاً: الكَبْش؛ عن كراع.
والجَحْجَحُ: السيد السَّمْحُ؛ وقيل: الكريم، ولا توصف به المرأَة؛ وفي حديث سَيْفِ بن ذي يَزَنٍ: بِيضٌ مَغالِبَةٌ غُلْبٌ جَحاجِحةٌ (*قوله «بيض مغالبة» كذا بالأصل هنا، ومثله في النهاية.
وفي مادة غ ل ب منها: بيض مرازبة، وكل صحيح المعنى). جمع جَحْجاح، وهو السيد الكريم، والهاء فيه لتأْكيد الجمع.
وجَحْجَحَتِ المرأَة: جاءَت بجَحْجاح.
وجَحْجَح الرجلُ: ذكر جَحْجاحاً من قومه؛ قال: إِنْ سَرَّكَ العِزُّ، فَجَحْجِحْ بجُشَمْ وجمع الجَحْجَاحِ جَحاجِحُ؛ وقال الشاعر: ماذا بِبَدْرٍ، فالعَقَنْـ ـقَلِ، من مَرازِبَةٍ جَحاجِحْ؟ وإِن شئت جَحاجِحة وإِن شئت جَحاجيح، والهاء عوض من الياء . . . أكمل المادة المحذوفة لا بد منها أَو من الياء ولا يجتمعان. الأَزهري: قال أَبو عمرو: الجَحْجَحُ الفَسْلُ من الرجال؛ وأَنشد: لا تَعْلَقي بجَحْجَحٍ حَيُوسِ، ضَيِّقةٍ ذراعُه يَبُوسِ وجَحْجَح عنه: تأَخر.
وجَحْجَح عنه: كَفَّ، مقلوبٌ من جَحْجَحَ أَو لغة فيه؛ قال العجاج: حتى رأَى رأْيَهُمُ فَجَحْجَحا والجَحْجَحَةُ: النُّكُوصُ، يقال: حَملوا ثم جَحجَحُوا أَي نَكَصُوا.
وفي حديث الحسن وذكر فتنة ابن الأَشعث فقال: والله إِنها لعقوبة فما أَدري أَمُسْتأَصِلة أَم مُجَحجِحة؟ أَي كافة. يقال: جَحْجَحْتُ عليه وحَجْحَجْتُ، وهو من المقلوب.
وجَحْجَح الرجلُ: عَدَّدَ وتكلم؛ قال رؤبة:ما وَجَدَ العَدّادُ، فيما جَحْجَحا، أَعَزَّ منه نَجْدَةً، وأَسمَحا والجَحْجَحَةُ: الهلاك.

مدل (لسان العرب) [4]


المِدْلُ، بكسر الميم: الخفيُّ الشخصِ، القليلُ الجسم؛ قال أَبو عمرو: هو المَدْلُ، بفتح الميم، للخَسيس من الرجال، والمِذْل، بالدال والذال وكسر الميم فيهما.
والمِدْل: اللبن الخاثر.
ومَدَل: قَيْل من حِمْير.
وتَمَدَّل بالمِنْديل: لغة في تَنَدَّل. مذل: المَذَل: الضجَر والقَلَق، مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل، والأُنثى مَذِلة.
والمَذِل: الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ، وكذلك إِذا لم يقدر على ضبط نفسه.
ومَذِل بسِّره (* قوله «ومذل بسره إلخ» عبارة القاموس: ومذل بسره كنصر وعلم وكرم) ، بالكسر، مَذَلاً ومِذالاً، فهو مَذِل ومَذِيلٌ، ومَذَل يَمْذُل، كلاهما: قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه.
وروي في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: المِذالُ من النفاق؛ هو أَن يَقْلَق . . . أكمل المادة الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه، ورواه بعضهم: المِذاء، ممدود، فأَما المِذال، باللام، فإِن أَبا عبيد قال: أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي يَقْلَق، وفيه لغتان: مَذِل يَمْذَل مَذَلاً، ومَذَل يَمْذُل، بالضم، مَذْلاً أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته، وكذلك المَذَل، بالتحريك.
ومَذِلْت من كلامه: قَلِقْت.
وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه، فقد مَذِل؛ وقال الأسود بن يعفر: ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادِي وقال قيس بن الخَطِيم: فلا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ، إِذا ما جاوَز الاثنين، فاشِي قال أَبو منصور: فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا، وأَما المِذاء، بالمدّ، فهو مذكور في موضعه. ابن الأَعرابي: المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل.
والمِمْذَل: القَوَّاد على أَهله.
والمِمْذلُ: الذي يَقْلَق بسرِّه.
ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة: طابتْ وسمحتْ. مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ: سمحٌ. بماله ومَذِلَ: سَمَحَ، وكذلك مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه؛ قال: مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ، خَوْفَ المَنِيَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها: وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً، فهو مَذِل، ومَذُل مَذالةً، فهو مَذِيلٌ، كِلاهما: لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض.
ورجال مَذْلى: لا يطمئنون، جاؤوا به على فَعْلى لأَنه قَلَق، ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا الضرب من الجمع (* قوله «من الجمع» هكذا في الأصل) .
والمَذِيلُ: المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف؛ قال الراعي: ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا؟ أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا؟ والمَذِلُ والماذِلُ: الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه.
والمُذْلةُ: النكتة في الصخرة ونواة التمر.
ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ: خَدِرَتْ، وامْذالَّتِ امْذِلالاً.
وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ؛ وقوله: وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي، دعَوتُكِ أَشْتَفِي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها، فَتَهُونُ إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة، وإِما أَن تكون لغة.
وقال الكسائي: مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد.
ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل.
وحكى ابن بري عن سيبويه: رجل مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب (* قوله «وطب وطبيب» هكذا في الأصل) .
والامْذِلالُ: الاسترخاء والفُتور، والمَذَل مثله.
ورجل مِذْل: خفيُّ الجسم والشخص قليل اللحم، والدال لغة، وقد تقدم.
والمَذِيلُ: الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ.

حنف (العباب الزاخر) [3]


الحنف: الاعوجاج في الرجل؛ وهو أن تقبل إحدى إبهامي رجليه على الأخرى.
وقال أبن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها.
وقال الليث: الحنف: ميل في صدر القدم.
والرجل أحنف والرجل حنفاء. والأحنف بن قيس بن معاوية: أبو بحر، والأحنف لقب، واسمه صخر، من العلماء الحلماء، أسلم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يدركه، وهو معدود في أكابر التابعين، ولقب الأحنف لحنف كان به، قالت حاضنته وهي ترقصه:
واللهِ لولا حَنَفٌ بِـرِجْـلِـهِ      ما كانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ

وقال الليث: السيوف الألحنفية تنسب غليه، لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفي، قال:
مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِهـا      حَفُوْظ . . . أكمل المادة لأُ خْراها أجَيْدِفُ أحْنَفُ

وقيل: الحنف الاستقامة؛ قاله أبن عرفة، قال: وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة. والحنفاء: القوس. والحنفاء: الموسى. والحنفاء: أسم فرس حذيفة بن بدر الفزاري. والحنفاء: أسم ماءٍ لبني معاوية بن عامر بن ربيعة، قال الضحاك بن عقيل:
ألا حَبَّذا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي      به مَحْضَرٌ من أهْلِها ومُقَـامُ

وقال ابن الأعرابي: الحنفاء: شجرة. والحنفاء: الأمة المتلونة تكسل مرة وتنشط أخرى. والحنفاء: الحرباءة.
والسلحفاة.
والأطوم؛ وه سمكة في البحر كالملكة. والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه.
وقال أبو عبيد: هو عند العرب من كان على دين إبراهيم صلوات الله عليه-.
وقال الأصمعي: كل من حج فهو حنيف، وهذا قول أبن عباس -رضي الله عنهما- والحسن الصري والسدي. وحسب حنيف: أي حديث إسلامي لا قديم له، قال المعيرة بن حبناء:
وماذا غَيْرَ أنَّكَ في سِبَـالٍ      تُنَسِّجُها وذو حَسَبٍ حَنِيْفِ

والحنيف: القصير. والحنيف: الحذاء. وحنيف: وادٍ. وأبو العباس حنيف بن أحمد الدينوري: شيخ أبن درستويه. وأبو موسى عيسى بن حنيف بن بهلول الق[ال1]يرواني: عاصر الخطابي وروى عن ابن داسة. وقال الضَّحّاك والسُّدِّيُّ في قوله تعالى: (حُنَفَاءَ لشلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِيْنَ به) قالا: حجاجاً. وفي حديث النبي -صلى اله عليه وسلم-: بعثت بالحنيفية السمحة السهلة.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما:- سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الأديان أحب إليك؟ قال: الحنيفية السمحة، يعني شريعة إبراهيم صلوات الله عليه- لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق.
وقال عمر -رضي الله عنه-:
حَمِدْتُ اللهَ حِيْنَ هَدى فُؤادي      إلى الإسْلامِ والدِّيْنِ الحَنيفِ

وحنيفة: أبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وحنيفة لقبه، وأسمه أثال، ولقب حنيفة بقول جذيمة وهو الأحوى بن عوف لقي أثالا فضربه فحنفه؛ فلقب حنيفة، وضربه أثال فجذمه فلقب جذيمة، فقال جذيمة:
فإنْ تَكُ خِنصِري بنَتْ فإنّي      بها حَنَّفْتُ حامِلَتَيْ أُثَـالِ

وأما محمد أبن الحنفية -رحمه الله- فالحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس؛ من مسلمة؛ من بني حنيفة. وحنيف -مصغراً-: هو حنيف بن رئاب الأنصاري.  وسهل وعثمان أبنا حنيف -رضي الله عنهم-: لهم صحبة. وحنفه تحنيفاً: جعله أحنف، وقد مر الشاهد من شعر جذيمة. وتحنف الرجل: أي عمل الحنفية، وقيل: أختتن، وقيل: اعتزل عبادة الأصنام، قال جران العود:
وأدءرَكْنَ أعْجَازاً من اللَّيْلِ بَعْدَ ما      أقامَ الصَّلاةَ العابِد المُتَـحَـنِّـفُ


وتحنف فلان إلى الشيء: إذا مال إليه. والتركيب يدل على الميل.

بهنن (لسان العرب) [2]


البَهْنانةُ: الضحَّاكة المُتهلِّلة؛ قال الشاعر: يا رُبَّ بَهْنانةٍ مُخَبَّأَةٍ، تَفْتَرُّ عن ناصعٍ من البَرَد وقيل: البَهْنانةُ الطيِّبةُ الريح، وقيل: الطيِّبة الرائحة الحسَنة الخُلقِ السَّمْحة لزَوْجِها، وفي الصحاح: الطيِّبة النفَس والأَرَجِ، وقيل: هي الليِّنة في عملها ومَنْطقها.
وفي حديث الأَنصار: ابْهَنُوا منها آخِرَ الدهر أَي افرَحوا وطيبُوا نفْساً بصُحْبَتي، من قولهم امرأَةٌ بَهْنانةٌ أَي ضاحكة طيّبة النفَس والأَرَج؛ فأَما قول عاهان بن كعب بن عمرو بن سعد أَنشده ابن الأَعرابي: أَلا قالتْ بَهانِ، ولمْ تأَبَّقْ: نَعِمْتَ ولا يَليقُ بكَ النَّعيمُ بَنونَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ، صَفايا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ فإنه يقال بَهانِ أَراد بَهْنانةً، قال: وعندي أَنه اسم علم كحَذامِ . . . أكمل المادة وقَطامِ، وقوله: لم تَأَبَّقْ أَي لم تأْنفْ، وقيل: لم تأَبَّقْ لم تفِرّ، مأْخوذ من أَباقِ العبدِ، وهذا البيت أَورده الجوهري منسوباً لعامانَ بالميم، ولم يُنبِّه عليه ابن بري بل أَقرّه على اسمه وزاد في نسبَه، وهو عاهان بالهاء كما أَورده ابن سيده، وذكره أَيضاً في عوه وقال: هو على هذا فَعْلانُ وفاعال فيمن جعله من عَهنَ؛ وأَورده الجوهري: كبِرْتَ ولا يليق بك النعيم وصوابه نَعِمتَ كما أَورده ابن سيده وغيره.
وبُسُّ: اسمُ موضع كثير النخل. الجوهري: وبَهانِ اسمُ امرأَة مثل قَطامِ.
وفي حديث هَوازن: أَنهم خرجوا بدُرَيْد بن الصّمّة يتَبَهّنون به؛ قال ابن الأَثير: قيل إن الراوي غَلِطَ وإنما هو يَتَبَهْنَسون، والتَّبَهنُسُ كالتَّبَخْتر في المشي، وهي مِشْية الأَسد أَيضاً، وقيل: إنما هو تصحيفُ يتَيمَّنُون به، من اليُمْنِ ضِدّ الشُّؤْم.
والباهِينُ: ضرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة.
وقال مُرة: أَخبرني بعضُ أَعرابْ عُمانَ أَنَّ بهَجَر نخلة يقال لها الباهينُ، لا يزال عليها السَّنةَ كلَّها طلعٌ جديدٌ وكبائسُ مُبْسِرة وأُخَرُ مُرْطِبة ومُتْمِرة. الأَزهري عن أَبي يوسف: البَيْهَنُ النَّسْتَرَنُ من الرّياحِين، والبَهْنَوِيُّ من الإبلِ: ما بين الكِرْمانيّة والعربيّة، وهو دَخِيل في العربية.

خذم (لسان العرب) [3]


الخَذَمُ، بالتحريك: سرعة السير، وظَلِيْمٌ خَذُومٌ؛ قال الشاعر يصف ظَليماً: مِزْعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ حَذُومُ وقد خَذِمَ الفرسُ خَذَماً فهو خَذِمٌ، وفرس خَذِمٌ: سريع، نعت له لازم، لا يشتق منه فِعْلٌ.
وقد خَذَمَ يَخْذِمُ خَذَماناً، وبه سُمِّي السيفُ مِخْذَماً.
والخَذْمُ: سرعة القطع. خَذَمَةُ يَخْذِمُه خَذْماً أَي قطعه.
وفي حديث عمر: إِذا أَذَّنْتَ فاستَرْسِلْ، وإِذا أَقمت فاخْذِمْ؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه الزمخشري وقال: هو اختيار أَبي عبيد ومعناه التَّرْتيلُ كأَنه يقطع الكلام بعضه من بعض، قال: وغيره يرويه بالحاء المهملة؛ ومنه الحديث: أُتيَ عَبد الحَميد وهو أَمير على العراق بثلاثة نَفَرٍ قد قطعوا الطريق وخَذَمُوا بالسُّيوف أَي قطعوا وضربوا الناس بها في . . . أكمل المادة الطريق.
وفي حديث عبد الملك ابن عُمَيْرٍ، بمَواسيَ خَذِمَةٍ أَي قاطعة.
وفي حديث جابر: فضربا حتى جعلا يَتَخَذَّمانِ الشجرةَ أَي يقطعانها.
والتَّخْذيمُ: التقطيع؛ ومنه قول ابن مقبل: تَخَذَّمَ منأَطرافِه ما تَخَذَّما وقال حميد الأَرْقَطُ: وخَذَّمَ السَّريحَ من أَنْقابِهِ وثَوْبٌ خَذِمٌ وخَذاويمُ (* قوله «وخذاويم» هكذا في الأصل، وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو خذاريم بالراء، ولكن الذي في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس) بمنزلة رَعابِيل، وخَذَّمه فتَخَذَّمَ، وتَخَذَّمَهُ هو أَيضاً؛ قال عَدِيّ بن الرِّقاع: عامِيَّة جَرَّتِ الرِّيحُ الذُّيولَ بها، فقد تَخَذَّمها الهِجْرانُ والقِدَمُ وخَذِمَ الشيءُ: انقطع؛ قال في صفة دَلْوٍ: أَخَذِمَتْ أَم وَذِمَتْ أَمْ ما لَها؟ أَم صادَفَتْ في قَعْرِها حِبالَها؟ والمِخْذَمُ: السيق القاطع.
وسيف خَذِمٌ وخَذُومٌ ومِخْذَمٌ: قاطع.
ومِخْذَمٌ ورَسُوبٌ: اسمان لسَيْفَي الحرثِ بن أَبي شَمِرٍ، وعليه قول عَلْقَمَةَ: مظاهِرُ سِرْبالَيْ حَديدٍ، عليهما عَقِيلا سُيوفٍ: مِخْذَمٌ ورَسُوبُ والخُذُم: الآذانُ المقطَّعة.
وفي الحديث: كأَنكم بالتُّرْكِ وقد جاءتكم على بَراذِين مُخَذَّمةِ الآذان أَي مُقَطَّعَتِها.
وأُذن خَذيمةٌ: مقطوعة؛ قال الكَلْحَبة: كأَن مَسِيحَتَيْ وَرِقٍ عليها، نَمَتْ قُرْطَيْهِما أُذُنٌ خَذِيمُ قال ثعلب: شَبَّهَ صَفاءَ جلدها بفضة جعلت في الأُذن.
ويقال: خَذِمَت النعلُ خَذَماً إِذا انقطع شِسْعُها. قال أَبو عمرو: وأَخْذَمْتُها إِذا أَصلحت شِسْعَها.
والخُذامَةُ: القطعة.
والخَذْماءُ من الشاء: التي شُقَّتْ أُذنها عرضاً ولم تَبِنْ. التهذيب: الخَذْمةُ من سِمات الشاء شقُّه من عَرْض الأُذن فتترك الأُذن نائسةً.
ونعجة خَذْماءُ: قُطِعَ طَرَفُ أُذنها.
والخَذْمةُ: سِمات الإِبل مُذْ كان الإسلام.
وخَذَمه الصَّقْرُ (* قوله «وخذمه الصقر إلخ» هكذا بضبط الأصل والمحكم): ضربَه بمِخْلَبه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وبه فسر قوله: صائب الخَذمة من غير فَشَلْ قال: ويروى الجَذْمة، يعني بكل ذلك الخَطْفة والضَّرْبَة. ابن السكيت: الإِخْذامُ الإِقرار بالذُّلِّ والسكون؛ وأَنشد لرجل من بني أَسد في أَولياء دَمٍ رضوا بالدِّيَةِ فقال: شَرى الكِرْشُ عن طول النَّجِيِّ أَخاهُمُ بمالٍ، كأَن لم يَسْمعوا شِعْرَ حَذْلَمِ شَرَوْهُ بِحُمْرٍ كالرِّضام، وأَخْذموا على العار، مَنْ لم يُنْكِرِ العارَ يُخْذِمِ أَي باعوا أَخاهم بإِبل حمر وقبلوا الدية ولم يطلبوا بدمه.
والخُذُمُ: السَّكارى.
والخَذيمةُ: المرأَة السَّكْرى، والرجل خَذيم. قال الأَزهري: وقرأْت شمر سكت الرجل وأَطِمَ وأَرْطَمَ وأَخْذَم واخْرَنْبَقَ بمعنى واحد.
ورجل خَذِمٌ: سَمْحٌ طَيْبُ النفس كثير العطاء، والجمع خَذِمون، ولا يُكَسَّر.
ورجل خَذِمُ العطاء أَي سمح. بطن من مُحارب؛ أَنشد ابن الأعرابي: خِذامِيَّة آدتْ لها عَجْوَةُ القُرى، وتأْكل بالمَأْقوط حَيْساً مُجَعَّدا أَراد عجوة وادي القُرى. المُجَعَّدُ: الغليظُ، رماها بالقبيح.
وخِذامُ: اسم فرس حاتم بن حَيَّاش؛ قال: أَقْدِمْ خِذامُ إِنها الأَساوِرهْ، ولا تَهُولَنَّكَ ساقٌ نادِرَهْ وابن خِذامٍ: رجل جاهلي من الشعراء في قول امرئ القيس: عُوجا على الطَّلَلِ المُحيلِ لأَنَّنا نَبْكي الديار، كما بَكى ابنُ خِذامِ قال ابن خالويه: خِذامٌ منقول من الخِذامِ، وهو الحمار الوحشي، قال: ويقال للحَمام ابن خِذام وابن شَنَّة (* قوله «وابن شنة» هكذا بالأصل مضبوط)، ولأَننا ههنا بمعنى لَعَلَّنا؛ قال: ومثله قول الآخر: أَريني جَواداً مات هَزْلاً، لأَنَّني أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بخيلاً مُكَرَّما وفي التنزيل العزيز قوله عز وجل: وما يُشْعِركم أَنها إِذا جاءتْ لا يؤمنون.

الفَضْلُ (القاموس المحيط) [2]


الفَضْلُ: ضِدُّ النَّقْصِ
ج: فُضولٌ،
وقد فَضَلَ كنَصَرَ وعَلِمَ.
وأما فَضِلَ، كعَلِمَ،
يَفْضُلُ، كيَنْصُرُ، فَمُرَكَّبَةٌ منهما.
ورجلٌ فَضَّالٌ، كشدَّادٍ ومِنْبَرٍ ومِحرابٍ ومُعَظَّمٍ: كثيرُ الفَضْلِ.
والفَضيلَةُ: الدَّرَجَةُ الرَّفيعَةُ في الفَضْلِ،
والاسمُ: الفاضِلَةُ.
وفَضَّلَهُ تَفْضيلاً: مَزَّاهُ.
والفِضالُ، ككِتابٍ،
والتَفاضُلُ: التَّمازي.
وفاضَلَني فَفَضَلْتُه: كنتُ أفْضَلَ منه.
وتَفَضَّلَ: تَمَزَّى، أو تَطَوَّلَ،
كأَفْضَلَ عليه، أو ادَّعى الفَضْلَ على أقرانِهِ،
وأفْضَلَ عليه في الحَسَبِ،
و~ عنه: زادَ.
والفواضِلُ: الأيادي الجَسيمَةُ، أو الجَميلَةُ.
وفَواضِلُ المالِ: ما يأتيكَ من غَلَّتِه ومَرافِقِه،
ولهذا قالوا: "إذا عَزَبَ المالُ، قَلَّتْ فَواضِلُه".
. . . أكمل المادة والفَضْلَةُ: البَقِيَّةُ،
كالفَضْلِ، والفُضالَةِ، بالضم،
وقد فَضَلَ، كنَصَرَ وحَسِبَ، والثيابُ التي تُبْتَذَلُ للنَّوْمِ، والخَمْرُ،
كالفِضالِ، ككِتابٍ
ج: فَضَلاتٌ وفِضالٌ.
والفَضْلُ: جَبلٌ لهُذَيْلٍ، وابنُ عباسٍ: صحابيٌّ، واسمُ جماعةٍ محدِّثينَ.
وكزُبيرٍ: ابنُ عِياضٍ الزاهِدُ شيخُ الحَرَمِ، وابنُ عِياضٍ التابعيُّ الضعيفُ، وابنُ عِياضٍ الصَّدَفِيُّ الثِّقَةُ، وجماعةٌ.
وكسحابةٍ ويُضَمُّ: جَماعَةٌ.
وفَضالَةُ بنُ أبي فَضالَةَ، وفَضالَةُ بنُ مُفَضَّلِ بنِ فَضالَةَ: محدِّثونَ، وابنُ عُبَيْدٍ، وابنُ هِلالٍ، وابنُ هِنْدٍ، وابنُ عبدِ اللهِ: صحابيونَ، وآخَرُ غيرُ مَنْسوبٍ من مَوالي رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وكجُهَيْنَةَ: امرأةٌ.
وكثُمامةَ: ع.
وكمنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ وعُنُقٍ: الثَّوبُ تَتَفَضَّلُ فيه المرأةُ.
والتَّفَضُّلُ: التَّوَشُّحُ، وأن يُخالِفَ بين أطْرافِ ثَوْبَيْهِ على عاتِقَيْهِ،
ورجُلٌ وامرأةٌ فُضُلٌ، بضمتين: مُتَفَضِّلٌ في ثَوبٍ واحدٍ،
وإنه لَحسنُ الفِضْلَةِ، بالكسر.
وفَضَّالٌ، كشَدَّادٍ: ابنُ جُبَيْرٍ التابعيُّ.
وفَضْلانُ: اسمٌ.
والفاضِلَةُ: هي الفاصِلَةُ الكُبْرَى.
والفُضولِيُّ، بالضم: المُشْتَغِلُ بما لا يَعْنيهِ، والخَيَّاطُ.
والفُضالَى، كسُمانَى: المُتَفَضِّلونَ.
ورجُلٌ مِفْضالٌ على قَوْمِه، وهي بهاءٍ: ذو فَضْلٍ سَمْحٌ. منه الشيءَ، واسْتَفْضَلْتُ بمعنًى.
وحِلْفُ الفُضُولِ: هو أنَّ هاشِماً وزُهْرَةَ وتَيْماً دَخَلوا على عبدِ اللهِ بنِ جُدْعانَ، فَتَحالَفوا بينهم على دَفْعِ الظُّلْمِ، وأخْذِ الحَقِّ من الظالمِ، سُمِّي بذلك لأنَّهم تَحالَفوا أن لا يَتْرُكوا عند أحدٍ فَضْلاً يَظْلِمُه أحداً، إلا أخذوه له منه.

فسل (لسان العرب) [3]


الفَسْل: الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءة له ولا جلد، والجمع أَفْسُل وفُسول وفِسال وفُسْل؛ قال سيبويه: والأَكثر فيه فِعال، وأَما فُعول ففرْع داخل عليه أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن فِعالاً وفُعولاً يعتقبان على فَعْل في الأَسماء كثيراً فحملت الصفة عليه وقالوا فُسُولة، فأَثبتوا الجمع كما قالوا فُحُولة وبُعولة؛ حكاه كراع، وقالوا فُسَلاء، وهذا نادر كأَنهم توهَّموا فيه فَسِيلاً، ومثله سَمْح وسُمَحاء كأَنهم توهموا فيه سَميحاً؛ وقد فَسُل، بالضم، وفَسِيل فسالةَ وفُسولةُ وفُسولاً، فهو فَسْل من قوم فُسَلاء وأَفْسالٍ وفِسالٍ وفُسولٍ؛ قال الشاعر: إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، فزوجُك خامسٌ وأَبوك سادِي وحكى سيبويه: فُسِلَ، على صيغة ما . . . أكمل المادة لم يسم فاعله، قال: كأَنه وضع ذلك فيه، والمَفْسول كالفَسْل. أَبو عمرو: الفِسْل الرجل الأَحمق.
ويقال: أَفْسَل فلان على فلان مَتاعَه إِذا أَرْذَله، وأَفْسَل عليه دراهمَه إِذا زَيَّفَها، وهي دراهم فُسول؛ وقال الفرزدق: فلا تقبلوا مِنّي أَباعِرَ تُشْترَى بِوَكْسٍ، ولا سُوداً يصحُّ فُسُولها أَراد: ولا تقبلوا منهم دراهم سوداً.
وفي حديث حذيفة: اشتَرَى ناقة من رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما، فأَخرج لهما كيساً فأَفْسلا عليه، ثم أَخرج كيساً فأَفْسَلا عليه أَي أَرْذَلا وزيَّفا منها، وأَصلها من الفَسَل وهو الرَّديء الرَّذل من كل شيء، يقال: فَسَّله وأَفْسَلَه؛ وفي حديث الاستسقاء: سوى الحَنْظَل العامِيّ والعِلْهِزِ الفَسْل ويروى بالشين المعجمة، وسيُذكر.
والفَسِيلة: الصغيرة من النخل، والجمع فَسائل وفَسِيلٌ، والفُسْلان جمع الجمع؛ عن أَبي عبيد. الأَصمعي في صغار النخل قال: أَول ما يقلع من صغار النخل الغِرس فهو الفَسِيل والوَدِيّ، والجمع فَسائِل، وقد يقال للواحدة فَسِيلة.
وأَفْسَل الفَسِيلة: انتزعها من أُمّها واغترسها.
والفَسْل: قضبان الكَرْم للغَرْس، وهو ما أُخذ من أُمّهاته ثم غُرِس؛ حكاه أَبو حنيفة.وفُسالة الحديد: سُحالَته. ابن سيده: فُسالة الحديد ونحوِه ما تَناثر منه عند الضرب إِذا طُبِع.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه لعَن من النساء المُسَوِّفَة المُفَسِّلة؛ والمفَسِّلة من النساء: التي إِذا أَراد زوجها غِشْيانها ونَشِط لوطْئها اعـتلَّت وقالت إِنِّي حائض، فيَفْسُل الزوج عنها، وتفتِّره ولا حيض بها تردُّه بذلك عن غشْيانها وتفتِّر نشاطه، من الفُسولة وهي الفُتور في الأَمر، والمسوِّفة: التي إِذا دعاها الزوج للفراش ماطَلَتْه ولم تجبه إِلى ما يدعو إِليه.

طلق (الصّحّاح في اللغة) [2]


رجلٌ طَلْقُ الوجهِ وطَليق الوجهِ، وقد طَلُقَ بالضم طَلاقَةً.
ورجلٌ طَلْقُ اليدين أي سمحٌ، وامرأة طَلْقَةُ اليدين.
ورجلٌ طَلْقُ اللسانِ وطَليقُ اللسانِ.
ولسانٌ طَلْقٌ ذُلقٌ وطَليقٌ ذليقٌ، وطُلُقٌ ذُلُقٌ وطُلَقٌ ذُلَقٌ: أربع لغات.
ويومٌ طَلْقٌ وليلةٌ طَلْقٌ أيضاً، إذا لم يكن فيها قُرٌّ ولا شَيء يؤذي.
والطَلْقُ: ضربٌ من الأدوية.
والطَلقُ: وجع الولادة.
وقد طُلِقَتِ المرأة تُطْلَقُ طَلْقاً على ما لم يسمّ فاعله.
والطَلَقُ بالتحريك: قيدٌ من جلود.
ويقال أيضاً: عدا الفرسُ طَلَقاً أو طَلَقَيْنِ، أي شوطاً أو شوطين.
والطَلَقُ أيضاً: سيرُ الليلِ لِوِرد الغِبِّ، وهو أن يكون بين الإبل وبين الماء ليلتان.
وقد أطْلَقْتُها حتَّى طَلَقَتْ طَلْقاً وطُلوقاً.
والاسم الطَلَقَ بالتحريك.
وأطْلَقَ القوم فهم مُطْلِقونَ، إذا طَلَقَتْ لإبلهم.
وأطْلَقْتُ الأسيرَ، أي . . . أكمل المادة خلّيته.
وأطْلَقْتُ الناقة من عِقالها فَطَلَقَتْ هي، بالفتح.
وأطْلَقَ يده بخير وطَلِقَها أيضاً.
وينشد:
بالرَيْثِ ما أَرْوَيْتها لا بالعَجَلْ      أطْلِقْ يديك تَنْفَعاكَ يا رَجُـلْ

بالضم والفتح.
والطَليقُ: الأسيرُ الذي أُطْلِقَ عنه إسارُهُ وخُلِّيَ سبيله.
وبعير طلقٌ وناقة طُلُقٌ، أي غير مقيَّد.
والجمع أطْلاق.
وحُبِسَ فلان في السجن طُلُقاً، أي بغير قيد.
ويقال أيضاً: فرسٌ طُلُقُ إحدى القوائم. إذا كانت إحدى قوائمها لا تحجيلَ فيها.
والطِلْقُ بالكسر: الحلالُ. يقال: هو لك طلْقاً.
وأنت طِلْقٌ من هذا الأمر، أي خارج منه.
والانْطِلاقُ: الذَهابٌ.
وتقول: انْطُلِقَ به، على ما لم يسمّ فاعله، كما يقال انْقُطِعَ به.
وتصغير مُنْطَلِقٍ مُطَيْلِقٌ، وإن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْليقٌ.
وتصغير الانْطلاقِ نُطَيْلِقٌ.
واسْتِطلاقُ البطنِ: مشيُهُ؛ وتصغيره تُطَيْليقٌ.
وطُلِّقَ السليمُ، على ما لم يسمّ فاعله، إذا رجعت إليه نفسه وسكن وجعه بعد العِداد، فهو مُطَلَّقٌ. قال الشاعر:
كما تعتري الأهوالَ رأسَ المُطَلَّقِ      تَبيتُ الهُمومُ الطارقاتُ تُعَدنَـنـي

وقال النابغة:
تُطَلِّقُهُ طَوراً وطَوْراً تُراجـع      تناذَرَها الراقونَ من سوءِ سِمِّها

وطلَّق الرجلُ امرأته تَطْليقاً، وطَلَقَت هي بالفتح تَطْلُقُ طَلاقاً، فهي طالِقٌ وطالِقَةٌ أيضاً. قال الأخفش: لا يقال طَلُقَتْ بالضم.
ورجلٌ مِطْلاقٌ، أي كثير الطَلاقِ للنساء.
وكذلك رجلٌ طُلَقَةٌ.
وناقة طالِقٌ ونعجةٌ طالِقٌ، أي مُرْسَلَةٌ ترعى حيث شاءت.
والطالِقُ من الإبل: التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء. يقال: اسْتطلقَ الراعي ناقةً لنفسه.
وتَطَلَّقَ الظبيُ، أي مرَّ لا يلوي على شيء.
ويقال: ما تَطَلَّقَ نفسي لهذا الأمر، أي لا تنشرح؛ وهو تَفْتَعِلُ.
وتصغير الاطِّلاق طُتَيْليقٌ.

ورط (العباب الزاخر) [2]


الوَرْطَةُ: الهلاك.
ويقال للرجال إذا وقع في أمرٍ لا يقدر أن ينجو منه: قد وقع في وَرْطَةٍ، قال رؤبة:
نَحنُ جَمَعنا النّاسَ بالمِلْـطـاطِ      فأصبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ

وقال أبو عبيد: أصل الوَرْطَةِ: أرض مُطمئنة لا طريق فيها. وقال الأصمعي: الوَرْطَةُ: أُهوية متصوبة تكون في الجبل يشق على من وقع بها الخروج منها، قال طُفيل بن عوف الغنوي يصف الإبل:
تَهَاب الطَّريق السَّهْلَ تَحسبُ أنه      وُعُوْر وِراطٌ وهو بَيداءُ بَلقعُ

ؤالوَرْطَةُ: الوَحَل والردَغَةُ تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلص منها. وقال ابن عباد: الوَرْطةُ: البئر.
وقال أبو عمرو: هي الهلكة كما سبق ذكرها، وأنشد:
إن تَأت يَوماً مثلَ هذي الخُـطّـهْ      تُلاقِ من ضضرْبِ . . . أكمل المادة نُميرٍ وَرْطه

وجمع الوَرْطَةِ: وِرَاطٌ، قال المتنحل الهذلي:
وأكْسُو الحُلَّةَ الشَّوكاءَ خِـدْنـي      وبعضُ الخَيرِ في حُزَنٍ وِرَاطِ

ويروى: "وبعض القوم في حزنٍ" أي بعض الخير يخرج بعد "حُزُونَةٍ". وأوْرَطَ الرجل: ألقَاه في الوَرْطَة. وأوْرَطَ إبِله في إبلٍ أخرى أو مكان لا ترى: غضيَّبها. وأوْرَطَ الجرير في عنق البعير: إذا جعل طرفه في حلقته ثم جذبه حتى يخنق البعير، قال:
حتى تَرَاها في الجَرِيرِ المُوْرَطِ      سُرْحَ القِيَاد سَمْحَةَ التْهَـبِـط

وقال ابن الأعرابي: وَرَّطَ الإبل توررِيْطاً: أي سترها وغيبها، مثل أوْوَطَها. ووضرذَطَهُ: أوقَعضه في الوَرْطَة، مثل أورَطَه. وقال شمر: استورط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل المخرج منه. وقال ابن عباد: استَوْرَطَ فلان في حبالتي: نشب فيها. قال: واسْتُورِطَ على فلان: إذا تحير في الكلام. وتَورَّطَ في الأمر: وقَعَ فيه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
أسْوانَ قد نَقَضْت شَعُوْبُ جَدِيْلَهُ      ورَمى الزَّمان به على مُتَوَّرط


وقال شمر: تَوَرَّط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل له المخرج منه؛ مثل اسْتَوْرَطَ فيه. وَتَرَّطَتِ الغنم: وقعت في الوَرطةِ؛ أي الوَثي. والمُوَارَطَةُ: أن يُوْرطَ إبله في إبلٍ أخرى أو في والشام والعراق وواسطاً ودبقاً وهجراً وقباءً؛ مكان لا تُرى يغيبها فيه. وفي كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا خِلاَطَ ولا وِرَاطَ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب س ي ب. وقال أبو عبيدٍ: الوِرَاطُ: الخديعة والغش وهو أن يجمع بين متفرق أو يفرق بين مجتمع. قال ابن الأعرابي: هو أن يخبأها ويفرقها. والتركيب يدل على البلية والوقوع فيما لا مخلص منه.

نحس (لسان العرب) [2]


النَّحْسُ: الجهد والضُّر.
والنَّحْسُ: خلاف السَّعْدِ من النجوم وغيرها، والجمع أَنْحُسٌ ونُحوسٌ.
ويوم ناحِسٌ ونَحْسٌ ونَحِسٌ ونَحِيسٌ من أَيام نَواحِس ونَحْساتٍ ونَحِساتٍ، من جعله نعتاً ثقّله، ومن أَضاف اليوم إِلى النَّحْسِ فبالتخفيف لا غير.
ويوم نَحْسٌ وأَيام نَحْسٌ.
وقرأَ أَبو عمرو: فأَرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أَيام نَحْساتٍ؛ قال الأَزهري: هي جمع أَيام نَحْسَة ثم نَحْسات جمع الجمع، وقرئت: في أَيام نَحِساتٍ، وهي المشؤومات عليهم في الوجهين، والعرب تسمي الريح الباردة إِذا دَبِرَتْ نَحْساً، وقرئ قوله تعالى: في يومٍ نَحْسٍ، على الصفة والإضافةُ أَكثرُ وأَجودُ.
وقد نَحِسَ الشيءُ، فهو نَحِسٌ أَيضاً؛ قال الشاعر: أَبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ طَيّاً وبَهْراءَ قَوْمٌ، نَصْرُهُمْ نَحِسُ . . . أكمل المادة ومنه قيل: أَيام نَحِسات.
والنَّحْسُ: الغُبار. يقال: هاج النَّحْسُ أَي الغبار؛ وقال الشاعر: إِذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانِينَ، والتَقَتْ سَباريتُ أَغْفالٍ بها الآلُ يمضح وقيل: النَّحْسُ الرِّيح ذات الغُبار، وقيل: الرِّيح أَيّاً كانت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وفي شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ والنَّحْسُ: شدة البَرْد؛ حكاه الفارسي؛ وأَنشد لابن أَحمر: كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ، يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا وفسره الأَصمعي فقال: لِنَحْسٍ أَي وُضِعت في ريح فَبَرَدَت.
وشَفِيفُها: بَرْدها.
ومعنى يُحِيل: يَصُب؛ يقول: بردها يصب الماء في الحلق ولولا بردها لم يشرب الماء.
والنِّحاسُ والنُّحاس: الطَّبيعة والأَصل والخَلِيقَة.
ونِحاسُ الرجل ونُحاسه: سَجِيَّته وطَبيعته. يقال: فلان كريم النِّحاس والنُّحاس أَيضاً، بالضم، أَي كريم النِّجار؛ قال لبيد: يا أُيُّها السَّائلُ عن نِحاسِي قال النّحاس (* هكذا بالأصل.): وكَمْ فِينا، إِذا ما المَحْلُ أَبْدى نِحاسَ القَوْمِ، من سَمْحٍ هَضُومِ والنِّحاسُ: ضَرْبٌ من الصُّفْر والآنية شديدُ الحمرة.
والنُّحاس، بضم النون: الدُّخانُ الذي لا لهب فيه.
وفي التنزيل: يُرْسَل عليكما شُواظٌ من نار ونُحاس؛ قال الفراء: وقرئ ونِحاسٍ، قال: النُّحاسُ الدُّخان؛ قال الجعدي: يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِيـ ـطِ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيه نُحاسا قال الأَزهري: وهو قول جميع المفسرين.
وقال أَبو حنيفة: النُّحاس الدُّخان الذي يعلو وتَضْعُف حرارته ويخلص من اللهب. ابن بُزُرج: يقولون النُّحاس، بالضم، الصُّفْر نفسه، والنِّحاس، مكسور، دخانه.
وغيره يقول للدُّخان نُحاسٌ.
ونَحَّسَ الأَخْبار وتَنَحَّسَها واسْتَنْحَسَها: تَنَدَّسَها وتَجَسَّسَها، واسْتَنْحَسَ عنها: طلبها وتَتَبَّعَها بالاستخبار، يكون ذلك سرّاً وعلانية.
وفي حديث بدر: فجعل يَتَنَحَّس الأَخبار أَي يَتَتَبَّع.
وتَنَحَّس النصارى: تركوا أَكل الحيوان؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح ولا أَدري ما أَصله.

ورط (لسان العرب) [2]


الوَرْطةُ: الاسْتُ، وكل غامِضٍ ورْطةٌ.
والورطة: الهَلَكةُ، وقيل: الأَمر تقع فيه من هَلَكةٍ وغيرها؛ قال يزيد بن طُعْمة الخَطْمِيّ: قَذَفُوا سَيِّدَهم في وَرْطَةٍ، قَذْفَكَ المُقْلَةَ وَسْطَ المُعْتَرَك قال المُفضل بن سَلَمةَ في قول العرب وقع فلان في وَرْطةٍ: قال أَبو عمرو هي الهلكة؛ وأَنشد: إِنْ تَأْتِ يَوْماً مثلَ هذِي الخُطَّهُ، تُلاقِ من ضَرْب نُمَيْرٍ وَرْطَهْ وجمعه وِراطٌ؛ وقول رؤبة: نحن جمَعنا الناسَ بالمِلْطاطِ، فأَصْبحوا في وَرْطةِ الأَوْراطِ قال ابن سيده: أَراه على حذف التاء فيكون من باب زَنْد وأَزْناد وفَرْخ وأَفْراخ؛ قال أَبو عبيد: وأَصل الوَرْطة أَرض مُطمئنة لا طريق فيها.
وأَوْرَطَه ووَرَّطه توريطاً أَي أَوقعه في الورطة فتَورَّط هو . . . أكمل المادة فيها، وأَوْرَطه: أَوقعه فيما لا خَلاص له منه.
وفي حديث ابن عمر: إِنَّ من ورَطاتِ الأُمور التي لا مَخْرَجَ منها سَفْكَ الدمِ الحَرام بغير حِلٍّ.
وتورَّطَ الرجلُ واسْتَوْرَطَ: هلَك أَو نَشِبَ.
وتورَّط فلان في الأَمر واسْتَوْرَطَ فيه إِذا ارْتَبَك فيه فلم يسْهُل له المخرج منه.
والوَرْطةُ: الوحَل والردَغةُ تقَع فيها الغنم فلا تقدر على التخلُّص منها. يقال: توَرَّطَتِ الغنم إِذا وقعت في ورْطة ثم صار مثلاً لكل شدَّة وقع فيها الإِنسان.
وقال الأَصمعي: الوَرْطةُ أَهْوية مُتَصَوِّبة تكون في الجبل تشقّ على من وقع فيها؛ وقال طفيل يصف الإِبل: تَهاب طَرِيقَ السَّهْلِ تَحْسَبُ أَنه وُعُورُ وِراطٍ، وهو بَيْداء بَلْقَعُ والوِراطُ: الخَدِيعةُ في الغنم وهو أَن يُجْمَعَ بين متفرّقين أَو يفرَّق بين مجتمعين.
والوَرْطُ: أَن يُورِطَ إِبله في إِبل أُخرى أَو في مكان لا تُرى فيه فيُغَيِّبها فيه.
وقوله: لا وَرْطَ في الإِسلام، قال ثعلب: معناه لا تُغَيِّبْ غنمك في غنم غيرك.
وفي حديث وائل بن حُجْر وكتاب النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، له: لا خِلاطَ ولا وِراطَ؛ قال أَبو عبيد: الوِراطُ الخَدِيعةُ والغِشُّ، وقيل: إِن معناه كقوله لا يُجمع بين متفرق ولا يُفرّق بين مجتمع خَشْية الصدقة.
وقال ابن هانئ: الوِراطُ مأْخوذ من إِيراط الجَرِير في عُنُق البعير إِذا جعلت طرَفه في حَلْقته ثم جَذَبْتَه حتى تَخْنُق البعير؛ وأَنشد لبعض العرب: حتى تَراها في الجَريرِ المُورَطِ، سَرْحَ القِياد، سَمْحةَ التَّهَبُّطِ ابن الأَعرابي: الوِراطُ أَن تَخْبأَها وتفرِّقها. يقال: قد ورَطَها وأَوْرَطها أَي ستَرها، وقيل: الوراط أَن يُغَيّب مالَه ويَجْحَد مكانها، وقيل: الوراط أَن يجْعل الغنم في وَهْدة من الأَرض لتَخْفى على المُصَدِّق، مأْخوذ من الوَرْطةِ، وهي الهُوّةُ العَمِيقة في الأَرض ثم اسْتُعِير للناس إِذا وقَعوا في بَلِيَّة يَعْسُر المَخْرجُ منها، وقيل: الوِراط أَن يُغيِّب إِبله في إِبل غيره وغنَمه. ابن الأَعرابي: الوراطُ أَن يُورط الناسُ بعضُهم بعضاً فيقول أَحدهم: عند فلان صدقة وليس عنده، فهو الوِراط والإِيراط، قال: والشِّناقُ أَن يكون على الرجل والرجلين والثلاثة إِذا تفرّقت أَموالهم أَشناق، فيقول أَحدهم للآخر: شانِقْني في شَنَق واخْلِطْ مالي ومالَك، فإِنه إِن تفرّق وجب علينا شَنَقان، وإِن اجتمع مالنا خفّ علينا، فالشِّناقُ المشارَكة في الشَّنَق والشنَقَين.

حنف (لسان العرب) [3]


الحَنَفُ في القَدَمَينِ: إقْبالُ كل واحدة منهما على الأُخرى بإبْهامها، وكذلك هو في الحافر في اليد والرجل، وقيل: هو ميل كل واحدة من الإبهامين على صاحبتها حتى يُرى شَخْصُ أَصلِها خارجاً، وقيل: هو انقلاب القدم حتى يصير بَطنُها ظهرَها، وقيل: ميل في صدْر القَدَم، وقد حَنِفَ حَنَفاً، ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء، وبه سمي الأَحْنَفُ بن قَيْس، واسمه صخر، لِحَنَفٍ كان في رجله، ورِجلٌ حَنْفاء. الجوهري: الأَحْنَفُ هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شِقِّها الذي يَلي خِنْصِرَها. يقال: ضرَبْتُ فلاناً على رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، وقدَم حَنْفاء.
والحَنَفُ: الاعْوِجاجُ في الرِّجْل، وهو أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه على الأُخرى.
وفي الحديث: أَنه . . . أكمل المادة قال لرجل ارْفَعْ إزارَك، قال: إني أَحْنَفُ. الحَنَفُ: إقْبالُ القدَم بأَصابعها على القدم الأُخرى. الأَصمعي: الحَنَفُ أَن تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل اليمنى على أُختها من اليسرى وأَن تقبل الأُخرى إليها إقْبالاً شديداً؛ وأَنشد لدايةِ الأَحْنف وكانت تُرَقِّصُه وهو طِفْل:واللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ، ما كانَ في فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ ومن صلة ههنا. أَبو عمرو: الحَنِيفُ المائِلُ من خير إلى شرّ أَو من شرّ إلى خير؛ قال ثعلب: ومنه أُخذ الحَنَفُ، واللّه أَعلم.
وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ: مال.
والحَنِيفُ: الـمُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ إلى الحقّ، وقيل: هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ إبراهيمَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو الـمُخْلِصُ، وقيل: هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء، وقيل: كلُّ من أَسلم لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ، فهو حنيفٌ. أَبو زيد: الحَنيفُ الـمُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد: تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا طريقٌ، لا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل: قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً، قال: من كان على دين إبراهيم، فهو حنيف عند العرب، وكان عَبَدَةُ الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاء على دين إبراهيم، فلما جاء الإسلام سَمَّوُا المسلم حنيفاً، وقال الأَخفش: الحنيف المسلم، وكان في الجاهلية يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ من اختتن وحج قيل له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ المسلم؛ وقال الزجاج: نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة إبارهيم في حال حنيفيته، ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ، وإنما أُخذَ الحَنَفُ من قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ واحدة إلى أُختها بأَصابعها. الفراء: الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان.
وروى الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حُنفاء للّه غيرَ مشركين به، قال: حُجَّاجاً، وكذلك قال السدي.
ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا مال إليه.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفاً، قد قيل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنى الحنيفية في الإسلام الـمَيْلُ إليه والإقامةُ على عَقْدِه.
والحَنيف: الصحيح الـمَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه. الجوهري: الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب أَعْوَرَ.
وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، ويقال اخْتتن، ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ: ولـمَّا رأَين الصُّبْحَ، بادَرْنَ ضَوْءَه رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَما أَقامَ الصلاةَ العابِدُ الـمُتَحَنِّفُ وقول أَبي ذؤيب: أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنيـ ـف، شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا الـمُتَرَبَّع إقامةَ الـمُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب، وجُمْعُه حُنَفاء، وقد حَنَفَ وتَحَنَّفَ.
والدينُ الحنيف: الإسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإسلام.
وفي الحديث: أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ، ويوصف به فيقال: مِلَّةٌ حنيفية.
وقال ثعلب: الحنيفية الميلُ إلى الشيء. قال ابن سيده: وليس هذا بشيء. الزجاجي: الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة ويخْتَتنُ، فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ الـمُسْلِمَ، وقيل له حَنِيف لعُدوله عن الشرك؛ قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة الظلمة في الجزء الثاني: فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ وفي الحديث: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من الـمَعاصِي. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن، وقيل: أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم الميثاقَ أَلستُ بربكم، فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن أَشرك به، واختلفوا فيه.
والحُنَفاءُ: جَمْع حَنيفٍ، وهو المائل إلى الإسلام الثابتُ عليه.
وفي الحديث: بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة السَّهْلةِ.وبنو حَنيفةَ: حَيٌّ وهم قوم مُسَيْلِمة الكذَّابِ، وقيل: بنو حنيفة حيّ من رَبيعة.
وحنيفةُ: أَبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لُجَيم بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل؛ كذا ذكره الجوهري.
وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ إسْلاميُّ لا قَدِيمَ له؛ وقال ابن حَبْناء التميمي: وماذا غير أَنـَّك ذُو سِبالٍ تُمِسِّحُها، وذو حَسَبٍ حَنِيفِ؟ ابن الأَعرابي: الحَنْفاء شجرة، والحَنْفاء القَوْسُ، والحَنْفاء الموسى، والحَنْفاء السُّلَحْفاةُ، والحَنْفاء الحِرْباءَة، والحَنْفاءُ الأَمـَةُ الـمُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى.
والحَنِيفِيّةُ: ضَرْبٌ من السُّيوفِ، منسوبة إلى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل من عَمِلها، وهو من الـمَعْدُولِ الذي على غير قياس. قال الأَزهري: السيوفُ الحنيفيةُ تُنْسَبُ إلى الأَحنف بن قيس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها، قال والقياسُ الأَحْنَفِيُّ. الجوهري: والحَنْفاء اسم ماء لبني مُعاوية بن عامر ابن ربيعةَ، والحَنْفاء فرس حُجْرِ بن مُعاويةَ وهو أَيضاً فرس حُذَيْفةَ بن بدر الفَزاريّ. قال ابن بري: هي أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه من ولد العُقّالِ، والغَبْراء خالةُ داحِس وأُخته لأَبيه، واللّه أَعلم.

صمح (لسان العرب) [2]


صَمَحَتْه الشمسُ (* قوله « صمحته الشمس إلخ» بابه منع وضرب كما في القاموس.) تَصْمَحُه وتَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ عليه حَرُّها حتى كادتْ تُذِيبُ دِماغَه؛ قال أَبو زُبَيْدٍ الطائىّ: من سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ، صَمَحَتْها ظَهيرةٌ غَرَّاءُ الليث: صَمَحَه الصيف إِذا كادُ يُذيبُ دماغه من شدَّة الحر؛ وقال الطِّرِمَّاحُ يصف كانساً من البقر: يَذيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ، ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه والصَّرَّة: شدّة الحرّ.
والصَّامِحةُ: التي تُؤلم الدماغ بشدة حرها.
وشمسٌ صَمُوحٌ: حارة متغيرة؛ قال: شمسٌ صَمُوحٌ وحَرُورٌ كالَّهَبْ ويوم صَمُوحٌ وصامِحٌ: شديد الحرّ.
والصُّماحُ: العَرَقُ المنتن؛ وقيل: خُبْثُ الرائحة من العَرَقِ، والمَعْنَيان متقاربان.
والصُّماحيُّ: مأَخوذ من الصُّماحِ، وهو الصُّنان؛ وأَنشد: ساكناتُ . . . أكمل المادة العَقيقِ أَشهى، إِلى النَّفْـ ـسِ، من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمسـ ـكِ، صُماحاً، كأَنه رِيحُ مَرْقِ المَرْقُ: الحِلْد الذي لم يَسْتَحكم دِباغُه، وهو الاهاب المُنْتِنُ؛ وأَنشد الأَصمعيّ في صفة ماتح: إذا بدا منه صُماحُ الصَّمْحِ، وفاضَ عِطْفَاه بماء سَمْحِ والصُّماحُ: الكَيُّ؛ عن كراع. أَبو عمرو: الأَصْمَحُ الذي يَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ والضرب لشجاعته؛ قال العَجَّاجُ: ذوقِي، عُقَيْدُ، وَقْعَةَ السِّلاحِ، والدَّاءُ قد يُطْلَبُ بالصُّماحِ ويروى يُبْرَأُ في تفسيره. عُقَيْدُ: قبيلة من بَجيلة في بَكْرِ بنِ وائل.
وقوله بالصُّماح أَي بالكَيّ؛ يقول: آخِرُ الدواء الكَيُّ؛ قال أَبو منصور: والصُّماحُ أُخِذَ من قولهم صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بشدّة حَرِّها.
والصَّمْحاءُ والصِّمْحاءَةُ والحِرْباءَةُ: الأَرض الغليظة،وجمعها الصِّمْحاء والحِرْباء.
وصَمَحَ يَصْمَحُ: غَلَّظَ له في مسأَلة ونحوها؛ قال أَبو وجْزَة: زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح يقول: من شادَّهم شادُّوه فغلبوه.
وصَمَحْتُ فلاناً أَصْمَحه صَمْحاً إذا غَلَّظْت له في مسأَلة أَوغير ذلك، وصَمَحه بالسوط صَمْحاً: ضربه.
وحافر صَمُوحٌ أَي شديد، وقد صَمَح صُمُوحاً؛ قال أَبو النجم: لا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّمُوحا، يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحصى مَلْتُوحا وقيل: حافر صَمُوح شديد الوَقْع؛ عن كراع.
والصَّمَحْمَحُ والصَّمَحْمَحِيُّ من الرجال: الشديدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح، وكذلك الدَّمَكْمَكُ، قال: وهو في السِّنِّ ما بين الثلاثين والأَربعين؛ وقيل: هو القصير، وقيل: الغليظ القصير، وقيل: الأَصلع،وقيل: المَحلوق الرأْس؛ عن السيرافي، والأُنثى من كل ذلك بالهاء؛ قال: صَمَحْمَحةٌ لا تَشْتَكِي الدهرَ رأْسها، ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وقال ثعلب: رأْس صَمَحْمَحٌ أَي أَصْلَعُ غليظ شديد، وهوفَعَلْعَلٌ، كُرِّرَ فيه العين واللام.
وبعير صَمَحْمَحٌ: شديد قويّ؛ قال ابن جني: الحاء الأُولى من صَمَحْمَحٍ زائدة، وذلك أَنها فاصلة بين العينين، والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولاً بينهما، فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إِلا زائداً، نحو عَثَوْثَلٍ وعَقَنْقَلٍ وسُلالِمٍ وحَفَيْفَدٍ (* قوله «وحفيفد» هكذا بالأصل والذي في شرح القاموس حفدفد.)، وقد ثبت أَن العين الأُلى هي الزائدة، فثبت إِذاً أَن الميم والحاء الأَوَّلَتَيْن في صَمَحْمَحٍ هما الزائدتان، والميم والحاء الأَخيرتين هما الأَصلِيتان، فاعرف ذلك.
وصَوْمَحٌ وصَوْمَحان: موضع؛ قال: ويومٌ بالمَجَازةِ والكَلَنْدَى، ويومٌ بين ضَنْكَ وصَوْمَحانِ هذه كلها مواضع.

خالَ (القاموس المحيط) [2]


خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخَيْلَةً، ويُكْسَرانِ، وخالاً وخَيَلاناً، محرَّكةً، ومَخيلَةً ومَخالَةً وخَيْلُولَةً: ظَنَّه، وتقولُ في مُسْتَقْبَلِهِ: إِخالُ، بكسر الهَمْزَةِ، وتُفْتَحُ في لُغَيَّةٍ.
وخَيَّلَ عليه تَخْييلاً وتَخيُّلاً: وجَّهَ التُّهَمَةَ إليه،
و~ فيه الخَيْرَ: تَفَرَّسَهُ،
كتَخَيَّلَهُ.
والسَّحابَةُ المُخَيِّلَةُ والمُخَيِّلُ والمُخيلَةُ والمُخْتالَةُ: التي تَحْسبُها ماطِرَةٍ.
وأخْيَلْنا وأخَلْنا: شِمْنا سَحابَةً مُخيلَةً.
وأخْيَلَتِ السماءُ وتَخَيَّلَتْ وخَيَّلَتْ: تَهَيَّأتْ للمَطَرِ.
والخالُ: سَحابٌ لا يُخْلِفُ مَطَرُهُ، أو لا مَطَرَ فيه، والبَرْقُ، والكِبْرُ، والثوبُ الناعِمُ، وبُرْدٌ يَمنِيٌّ، وشامَةٌ في البدَنِ،
ج: خِيلانٌ، وهو أخْيَلُ ومَخيلٌ ومَخْيولٌ، وهي خَيْلاءُ، والجبَلُ الضَّخْمُ، والبَعيرُ الضَّخْمُ، واللِّواءُ يُعْقَدُ للأميرِ، والظَّلَعُ بالدابَّةِ، وقد خالَ . . . أكمل المادة يَخالُ خالاً، والثوبُ يُسْتَرُ به المَيِّتُ، والرجُلُ السَّمْحُ،
وع، والمَخيلَةُ، والفَحْلُ الأَسْوَدُ، وصاحبُ الشيءِ، والخِلافَةُ، وجَبَلٌ تِلْقاءَ الدَّثينَةِ، والمُتَكَبِّرُ المُعْجَبُ بنَفْسِه، والمَوْضِعُ الذي لا أنيسَ به، والظَّنُّ والتَّوَهُّمُ، والرجُلُ الفارغُ منْ عَلاقَةِ الحُبِّ، والعَزَبُ من الرِّجالِ، والحَسَنُ القِيامِ على المالِ، والأَكَمَةُ الصَّغيرَةُ، والمُلازِمُ للشيءِ، ولِجامُ الفَرَسِ، والرجُلُ الضَّعيفُ القَلبِ والجِسْمِ، ونَبْتٌ له نَوْرٌ م بِنَجْدٍ وليسَ بالأَوَّل، والبَريءُ منَ التُّهَمَةِ، والرجُلُ الحَسَنُ المَخِيلَة بما يُتَخَيَّلُ فيه.
وأخالَتِ الناقَةُ: إذا كانَ في ضَرْعِها لَبَنٌ،
و~ الأرضُ بالنَّباتِ: ازْدانَتْ.
والأَخْيَلُ والخُيَلاءُ والخَيْلُ والخَيْلَةُ والمَخيلَةُ: الكِبْرُ.
ورجُلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ، مَقْلوباً،
ومُختالٌ وأُخائِلٌ: مُتَكَبِّرٌ، وقد تَخَيَّلَ وتَخايَلَ.
والأَخْيَلُ: طائِرٌ مَشؤُومٌ، أو هو الصُّرَدُ، أو هو الشِّقِرَّاقُ سُمِّيَ لاخْتِلافِ لَوْنِه بِالسَّوادِ والبَياضِ،
ج: خِيلٌ، بالكَسْرِ،
وبَنو الأَخْيَلِ: من بني عُقَيْلٍ رَهْطُ لَيْلَى.
وتَخَيَّلَ الشيءُ له: تَشَبَّهَ.
وأبو الأَخْيَلِ: خالِدُ بنُ عمرٍو السُّلَفِيُّ، وإسْحاقُ بنُ أخْيَلَ الحَلَبيُّ: مُحدِّثانِ.
والخَيالُ والخَيالَةُ: ما تَشَبَّهَ لَكَ في اليَقَظَةِ والحُلْمِ مِنْ صورَةٍ،
ج: أخْيِلَةٌ، وشَخْصُ الرَّجُلِ، وطَلْعَتُهُ.
وخَيَّلَ للناقَةِ،
وأخْيَلَ: وَضَعَ لِوَلَدِها خَيالاً لِيَفْزَعَ منه الذِّئْبُ،
و~ عنِ القَوْم: كَعَّ عَنْهُمْ.
والخَيالُ: كِسَاءٌ أسْوَدُ يُنْصَبُ على عُودٍ، يُخَيَّلُ به للبَهائِمِ والطَّيْرِ، فَتَظُنُّهُ إِنْساناً، وأرْضٌ لِبَني تَغْلِبَ، ونَبْتٌ.
والخَيْلُ: جماعةُ الأَفْراسِ، لا واحِدَ له، أو واحِدُهُ: خائِلٌ، لأنه يَخْتالُ،
ج: أخْيالٌ وخُيولٌ، ويُكسَرُ، والفُرْسانُ،
ود قُرْبَ قَزْوينَ.
وزَيْدُ الخَيْرِ، كانَ يُدْعَى: زَيْدَ الخَيْلِ لِشَجاعَتِهِ، فَسَمَّاهُ صلى اللّهُ عليهِ وسلم لَمَّا وفَدَ: زَيْدَ الخَيْرِ، لأَنَّهُ بمعْناهُ، وأيْضاً أزالَ تَوَهُّمَ أنه سُمِّيَ به لِما اتَّهَمَهُ به كعْبُ بنُ زُهَيْرٍ مِنْ أخْذِ فَرَسٍ له.
وفُلانٌ لا تُسايَرُ خَيْلاهُ، أو لا تُواقَفُ، أي لا يُطاقُ نَميمةً وكَذِباً.
و"الخَيْلُ أعْلَمُ من فُرْسانِها": يُضْرَبُ لمن تَظُنُّ به ظَنّاً فَتَجِدُه على ما ظَنَنْتَ.
والخِيلُ، بالكسر: السَّذابُ، والحِلْتيتُ، ويُفْتَحُ.
وخالَ يخَالُ خَيْلاً: داوَمَ على أكْلِه.
وخِيلَةُ الأَصفَهَانيُّ، بالكسر: محدِّثٌ.
والمُخايَلَةُ: المُباراةُ.
وذو خَيْليلٍ: مالكُ بنُ زُبَيْدٍ.
وذو خَيْليلٍ: ابنُ جُرَشَ بنِ أسْلَمَ.
وبنُو المُخَيَّلِ، كمُعَظَّمٍ: في ضُبَيْعَةِ أضْجَمَ.
فَصْلُ الدّال

نحس (العباب الزاخر) [2]


ابن عبّاد: النَّحْسُ: الأمر المُظْلِم. والنَّحْسَانِ: زُحَل والمِرِّيْخ، والسُّعْدَانِ: المُشْتَري والزُهْرَة.
ويقال ثلاثُ ليالٍ اللاّتي يقال لَهُنَّ الظُّلَمُ: النُّحسُ.
ويقال: أيّامٌ نَحِيْسَةٌ، كما يقال: أيامٌ سَعِيْدَة. والنَّحْسُ: ضِدُّ السَّعْدِ، قال الله تعالى: (في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)، وقَرَأَ الحَسَن البصريّ: (في يَوْمٍ نَحِسٍ) بالتَّنْوينِ وكسر الحاء، وعنه أيضاً: يَوْمٍ نَحِسٍ ويَوْمِ نَحِسٍ؛ على الصِّفَةِ والإضافَةِ والحاء مَكْسورة.
وقَرَأَ قُرّاءُ الكوفة والشَّامِ ويَزِيْدُ: (في أيّامٍ نَحِسَاتٍ) بكسر الحاء؛ والباقونَ بسُكُونها. وقد نَحِسَ الشَّيْء -بالكسر- فهو نَحِسٌ أيضاً، قال:
أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَـهـم      طَيّاً وبَهْرَاءَ قَوْمٌ نَصْرُهُم نَحِسٌ

ومنه قيل: أيّامٌ نَحِسات. ونَحُسَ -أيضاً- بالضَّمِّ، ومنه قراءة عبد الرّحمن بن أبي بَكْرَة: "منْ نارٍ ونَحُسَ" على أنَّه فِعْلٌ . . . أكمل المادة ماضٍ، أي نَحُسَ يَوْمُهم أو حالهُم. والعَرَب تُسَمِّي الرِّيْحَ البارِدَة إذا دَبَرَتْ: نَحْساً، قال عمرو بن أحْمَرَ الباهليّ:
كأنَّ سُلافَةَ عُرِضَت لِنَحْسٍ      تُحِيْلُ شَفِيْفهـا الـزُّلالا

وقال ابن دريد: النَّحْسُ: الغُبارُ في أقطار السَّماء إذا عَكَفَ الجَدْبُ عليها.
ويقال: عامٌ ناحِسٌ ونَحِيْسٌ -زَعَموا-.
ويقال: هاجَ النَّحْسُ: أي الغُبارُ، قال:
إذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثَانِيْنَ والْتَقَتْ      سَبَارِيْتُ أغْفَالٌ بها الآلُ يَمْصَحُ

وقال ابن دريد: المَنَاحِسُ: المَشَائمُ. والنُّحَاسُ: القِطْرُ، عَرَبيٌ مَعروف. وقال ابن فارِس: النُّحاسُ: النّار، قال البَعِيْث:
دَعُوا الناسَ إنّي سَوْفَ تَنْهى مَخافَتي      شَياطِينَ يُرْمى بالنُّحاسِ رَجِيْمُهـا

وقال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ: ما سَقَطَ من شَرَارِ الصُّفْرِ أو الحَديد إذا ضُرِبَ بالمِطْرَقَةِ، قال النابغة الذُبْيَانيّ:
كأنَّ شُوَاظَهُنَّ بِـجـانِـبَـيْهِ      نُحَاسُ الصُّفْرِ تَضْربُهُ القُيُوْنُ

وقوله تعالى: (يُرْسَلُ عليكما شُوَاظٌ من نارٍ ونُحَاسٌ) قال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ -ها هُنا- الدخانُ الذي لا لَهَبَ فيه، قال النابغة الجَعْديّ رضي الله عنه:
يُضِيء كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيْ      طِ لم يَجْعَلِ اللهُ فيه نُحَاسا


والنِّحاسُ -بالكسر- لُغَةٌ فيه، وقَرَأَ مُجَاهِد: من نارٍ ونِحاسٌ -بكسر النّون ورفع السين. والنُّحاسُ والنِّحاسُ -أيضاً-: الطَّبيعَة والأصْل، قال لَبيد رضي الله عنه:
وكَم فينا إذا ما المَحْـلُ أبْـدى      نحاسَ القَوْمِ من سَمْحٍ هَضُوْمِ

وقال آخَر:
يا أيُّها السائلُ عن نحاسي     

وقال ابن الأعرابيّ: النُّحاسُ: مَبْلَغُ أصْلِ الشَّيْءِ، يقال: فُلانٌ كريم النُّحاسُ والنِّحاسُ: أي كريم النّجَار. وقال أبو عمرو: نَحَسَتْهُ الإبِلُ: عَنَّتْهُ وأشْقَتْهُ. ونَحَسَه: جَفَاه. وقال ابن دريد: قَوْلُهم: تَنَحَّسَتِ النَّصارى عَرَبيٌّ معروف، لِتَرْكِهِم أكْلَ لَحْمِ الحَيْوان.
وتَنَهَّسَ - في هذا- لَحْنُ العَوَامِّ. وقال ابن السكِّيت: تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخْبارِ: أي تَخَبَّرْتُ عنها؛ وتَتَبَّعْتُها بالاسْتِخْبَارِ، ويكون ذلك سِرّاً وعَلانِيَة. وتَنَحَّسَ الرَّجُلُ: إذا جاعَ.
ومنه قَوْلُهم: تَنَحَّسَ لِشُرْبِ الدَّواءِ: إذا تَجَوَّعَ له. واسْتَنْحَسْتُ الأخْبارَ: مِثْلُ تَنَحَّسْتُها، وكذلك اسْتَنْحَسْتُ عن الأخْبَارِ. والتركيب يدل على ضِدِّ السَّعْدِ.

ندب (لسان العرب) [2]


النَّدَبَةُ: أَثَرُ الجُرْح إِذا لم يَرْتَفِعْ عن الجلد، والجمع نَدَبٌ، وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ: كلاهما جمع الجمع؛ وقيل: النَّدَبُ واحد، والجمع أَنْدابٌ ونُدُوبٌ، ومنه قول عمر، رضي اللّه عنه: إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ، فإِنه لا بُدَّ من أَن يَنْتَدِبَ أَي يَظْهَرَ يوماً ما؛ وقال الفرزدق: ومُكَبَّلٍ، تَرَك الـحَديدُ بساقِهِ * نَدَباً من الرَّسَفانِ في الأَحجالِ وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وإِنَّ بالـحَجَر نَدَباً سِتَّـةً أَو سبعةً مِن ضربه إِياه؛ فَشَبَّه أَثر الضرب في الـحجَر بأَثر الجَرْح.
وفي حديث مُجاهد: أَنه قرأَ سِـيماهُمْ في وُجوههم من أَثر السُّجود؛ فقال: ليس بالنَّدَب، ولكنه صُفْرَةُ الوَجْهِ والخُشُوعُ؛ واستعاره بعضُ الشعراء للعِرْضِ، . . . أكمل المادة فقال: نُبِّئْتُ قافيةً قِـيلَتْ، تَناشَدَها * قومٌ سأَتْرُكُ، في أَعْراضِهِم، نَدَبا أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ، فيُغادِرُ فيها ذلك الجَرْحُ نَدَباً. ونَدِبَ جُرْحُه نَدَباً، وأَنْدَبَ: صَلُبَتْ نَدَبَتُه.
وجُرْحٌ نَديبٌ: مَنْدُوبٌ.
وجُرْحٌ نَديبٌ أَي ذو ندَبٍ؛ وقال ابن أُم حَزْنَةَ يَصِفُ طَعْنة: فإِن قَتَلَتْه، فلَم آلهُ * وإِنْ يَنْجُ منها، فَجُرْحٌ نَديبْ ونَدِبَ ظَهْرُه نَدَباً ونُدوبةً، فهو نَدِبٌ: صارت فيه نُدُوبٌ.
وأَنْدَبَ بظَهْره وفي ظَهْره: غادرَ فيه نُدوباً.
ونَدَبَ الميتَ أَي بكى عليه، وعَدَّدَ مَحاسِنَه، يَنْدُبه نَدْباً؛ والاسم النُّدْبةُ، بالضم. ابن سيده: ونَدَبَ الميت بعد موته من غير أَن يُقَيِّد ببكاء، وهو من النَّدَب للجراح، لأَنه احْتِراقٌ ولَذْعٌ من الـحُزْن.
والنَّدْبُ: أَن تَدْعُوَ النادِبةُ الميتَ بحُسْنِ الثناءِ في قولها: وافُلاناهْ !واهَناه! واسم ذلك الفعل: النُّدْبةُ، وهو من أَبواب النحو؛ كلُّ شيءٍ في نِدائه وا! فهو من باب النُّدْبة.
وفي الحديث: كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ، إِلاَّ نادِبةَ سَعْدٍ؛ هو من ذلك، وأَن تَذْكُرَ النائحةُ الميتَ بأَحسن أَوصافه وأَفعاله.
ورجل نَدْبٌ: خَفِـيفٌ في الحاجة، سريعٌ، ظَريف، نَجِـيبٌ؛ وكذلك الفرس، والجمع نُدوبٌ ونُدَباءُ، توهموا فيه فَعِـيلاً، فكسَّروه على فُعَلاء، ونظيره سَمْحٌ وسُمَحاء؛ وقد نَدُبَ نَدابةً، وفرس نَدْبٌ. الليث: النَّدْبُ الفرسُ الماضي، نقيض البَليدِ.
والنَّدْبُ: أَن يَنْدُبَ إِنسانٌ قوماً إِلى أَمر، أَو حَرْبٍ، أَو مَعُونةٍ أَي يَدْعُوهم إِليه، فَيَنْتَدِبُون له أَي يُجِـيبونَ ويُسارِعُون.
ونَدَبَ القومَ إِلى الأَمْر يَنْدُبهم نَدْباً: دعاهم وحَثَّهم.
وانْتَدَبُوا إِليه: أَسْرَعُوا؛ وانْتَدَبَ القومُ من ذوات أَنفسهم أَيضاً، دون أَن يُنْدَبُوا له. الجوهري: ندَبَه للأَمْر فانْتَدَبَ له أَي دَعاه له فأَجاب.
وفي الحديث: انْتَدَبَ اللّهُ لمن يَخْرُجُ في سبيله أَي أَجابه إِلى غُفْرانه.يقال: نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَي بَعَثْتُه ودَعَوْتُه فأَجاب.
وتقول: رَمَيْنا نَدَباً أَي رَشْقاً؛ وارْتَمَى نَدَباً أَو نَدَبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ.
ونَدَبُنا يومُ كذا أَي يومُ انْتِدابِنا للرَّمْي.
وتكلَّم فانْتَدَبَ له فلانٌ أَي عارَضَه.
والنَّدَبُ: الخَطَرُ.
وأَنْدَبَ نَفْسَه وبنفسه: خاطَر بهما؛ قال عُرْوة بنُ الوَرْد: أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولم أَقُمْ * على نَدَبٍ، يوماً، ولي نَفْسُ مُخْطِر مُعْتَمٌّ وزيدٌ: بَطْنانِ من بُطُونِ العرب، وهما جَدَّاه (1) (1 قوله «وهما جداه» مثله في الصحاح وقال الصاغاني هو غلط وذلك أن زيداً جدّه ومعتم ليس من أجداده وساق نسبهما.) .
وقال ابن الأَعرابي: السَّبَقُ، والخَطَرُ، والنَّدَبُ، والقَرَعُ، والوَجْبُ: كُلُّه الذي يُوضَعُ في النِّضال والرِّهانِ، فمن سَبَقَ أَخذه؛ يقال فيه كُلِّه: فَعَّلَ مُشَدَّداً إِذا أَخذه. أَبو عمرو: خُذْ ما اسْتَبَضَّ، واسْتَضَبَّ، وانْتَدَمَ، وانْتَدَبَ، ودَمَع، ودَمَغ، وأَوْهَفَ، وأَزْهَفَ، وتَسَنَّى، وفَصَّ وإِن كان يسيراً.
والنَّدَبُ: قبيلة.
ونَدْبةُ، بالفتح: اسم أُم خُفافِ بن نَدْبةَ السُّلَمِـيّ، وكانت سَوْداءَ حَبَشِـيَّةً.
ومَنْدُوبٌ: فرس أَبي طلحة زيد بن سَهْل، رَكِـبَه سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال فيه: إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً.
وفي الحديث: كان له فرس يقال له الـمَنْدُوبُ أَي المطلوب، وهو من النَّدَبِ، وهو الرَّهْنُ الذي يُجْعَل في السِّباقِ؛ وقيل سمي به لِنَدَبٍ كان في جِسْمه، وهي أَثَرُ الجُرْح.

أفن (لسان العرب) [1]


أَفَنَ الناقةَ والشاةَ يأْفِنُها أَفْناً: حلَبها في غير حينها، وقيل: هو استخراجُ جميع ما في ضرعها.
وأَفَنْتُ الإبلَ إذا حلَبْتَ كلَّ ما في ضرعها.
وأَفَنَ الحالبُ إذا لم يدَعْ في الضَّرْع شيئاً.
والأَفْنُ: الحَلْب خلاف التَّحْيين، وهو أَن تَحْلُبَها أَنَّى شئتَ من غير وقت معلوم؛ قال المُخبَّل: إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَك أَفْنُها، وإن حُيّنَت أَرْبى على الوَطْبِ حِينُها.
وقيل: هو أَن يحتَلِبها في كل وقت.
والتَّحْيِينُ: أَن تُحْلَب كل يوم وليلة مرة واحدة. قال أَبو منصور: ومِن هذا قيل للأحمق مأْفونٌ، كأَنه نُزِع عنه عقلُه كلُّه.
وأَفِنَت الناقةُ، بالكسر: قلَّ لبنُها، فهي أَفِنةٌ مقصورة، وقيل: الأَفْنُ أَن تُحْلَبَ الناقةُ والشاةُ في غير وقت حَلْبِها . . . أكمل المادة فيفسدها ذلك.
والأَفْنُ: النقصُ.
والمُتأَفِّنُ المُتنقِّص.
وفي حديث عليّ: إيّاكَ ومُشاوَرَةَ النساء فإن رأْيَهنّ إلى أَفْنٍ؛ الأَفْنُ: النقصُ.
ورجل أَفينٌ ومأْفونٌ أَي ناقصُ العقلِ.
وفي حديث عائشة: قالت لليهود عليكم اللعنةُ والسامُ والأََفْنُ؛ والأفْنُ: نقصُ اللبَنِ.
وأَفَنَ الفصيلُ ما في ضرع أُمِّه إذا شرِبَه كلَّه.
والمأْفونُ والمأْفوكُ جميعاً من الرجال: الذي لا زَوْرَ له ولا صَيُّورَ أَي لا رأْيَ له يُرْجَعُ إليه.
والأَفَنُ، بالتحريك: ضعفُ الرأْي، وقد أَفِنَ الرجلُ، بالكسر، وأُفِنَ، فهو مأْفونٌ وأَفينٌ.
ورجل مأْفونٌ: ضعيفُ العقلِ والرأْيِ، وقيل: هو المُتمدِّحُ بما ليس عنده، والأَول أَصح، وقد أفِنَ أَفْناً وأَفَناً.
والأفينُ: كالمأْفونِ؛ ومنه قولهم في أَمثال العرب: كثرةُ الرِّقين تُعَفِّي على أََفْنِ الأََفِين أَي تُغطِّي حُمْقَ الأَحْمَق.
وأَفَنَه الله يأْفِنُه أَفْناً، فهو مأْفونٌ.
ويقال: ما في فلان آفِنةٌ أَي خصلة تأْفِنُ عقلَه؛ قال الكميت يمدح زياد بن مَعْقِل الأَسديّ: ما حَوَّلَتْك عن اسْمِ الصِّدْقِ آفِنَةٌ من العُيوبِ، ما يبرى بالسيب (* هكذا بالأصل). يقول: ما حَوَّلَتْك عن الزيادة خَصلةٌ تنْقُصُك، وكان اسمه زِياداً. أَبو زيد: أُفِنَ الطعامُ يُؤْفَنُ أَفْناً، وهو مأْفونٌ، للذي يُعْجِبُك ولا خير فيه.
والجَوْزُ المأْفونُ: الحَشَف.
ومن أَمثال العرب: البِطْنةُ تأْفِنُ الفِطْنَة؛ يريد أَن الشِّبَعَ والامْتِلاءَ يُضْعف الفِطنةَ أَي الشَّبْعان لا يكون فَطِناً عاقلاً.
وأَخذَ الشيءَ بإِفّانِه أَي بزمانه وأَوَّله، وقد يكون فِعْلاناً.
وجاءَه على إفَّان ذلك أَي إبّانه وعلى حِينه. قال ابن بري: إفَّانٌ فِعْلانٌ، والنون زائدة، بدليل قولهم أَتيتُه على إِفّانِ ذلك وأَفَفِ ذلك. قال: والأَفينُ الفَصيل، ذكراً كان أَو أُنثى.
والأَفاني: نبتٌ، وقال ابن الأَعرابي: هو شجر بيض؛ وأَنشد: كأَنّ الأَفانى سَبيبٌ لها، إذا التَفَّ تحتَ عَناصي الوَبَرْ وقال أَبو حنيفة: الأَفانى من العُشْب وهو غبراء لها زهرة حمراء وهي طيِّبةٌ تكثر ولها كلأ يابس، وقيل: الأَفانى شيء ينبت كأَنه حَمْضةٌ يُشَبَّه بفراخ القَطا حين يُشَوِّك تبدَأُ بقلةً ثم تصير شجرة خضراء غبراء؛ قال النابغة في وصف حَمِير: توالِبُ تَرْفَعُ الأَذْنابَ عنها، شَرَى أَسْتاههنَّ من الأَفانى وزاد أَبو المكارم: أَن الصبْيان يجعلونها كالخواتم في أَيديهم، وأَنها إذا يَبِسَت وابيضَّتْ شَوَّكت، وشوْكَها الحَماطُ، وهو لا يقع في شراب إلاّ رِيحَ مَنْ شرِبه؛ وقال أَبو السَّمْح: هي من الجَنْبة شجرة صغيرة، مجتمع ورقها كالكُبَّة، غُبَيراء مَلِيسٌ ورقها، وعيدانها شِبْه الزَّغَب، لها شُوَيكٌ لا تكاد تستَبينُه، فإذا وقع على جلد الإنسان وجَدَه كأَنه حريقُ نار، وربما شَرِيَ منه الجلدُ وسال منه الدم. التهذيب: والأَفانى نبت أَصفر وأَحمر، واحدته أَفانِية. الجوهري: والأَفانى نبتٌ ما دام رَطْباً، فإذا يبس فهو الحَماطُ، واحدتها أَفانية مثل يمانيةٍ، ويقال: هو عِنَب الثعلب، ذكره الجوهري في فصل فني، وذكره اللغوي في فصل أَفن، قال ابن بري: وهو غلط.

نير (لسان العرب) [1]


النِّيرُ: القَصَبُ والخيوط إِذا اجتمعت.
والنِّيرُ: العَلَمُ، وفي الصحاح: عَلَمُ الثوب ولُحْمته أَيضاً. ابن سيده: نِيرُ الثوب علمه، والجمع أَنْيارٌ.
ونِرْتُ الثوب أَنِيرُه نَيْراً وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً. الجوهري: أَنَرْتُ الثوب وهَنَرْتُ مثل أَرَقْتُ وهَرَقْتُ؛ قال الزَّفَيانُ: ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنِيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ قال بعض الأَغفال: تَقْسِمُ اسْتِيًّا لها بِنَيْرِ، وتَضْرِبُ النَّاقُوسَ وَسْطَ الدَّبْرِ قال: ويجوز أَن يكون أَراد بِنِير فغير للضرورة. قال: وعسى أَن يكون النَّيْرُ لغةً في النِّيرِ.
ونَيَّرْتُه وأَنَرْتُه وهَنَرْتُه أُهَنِيرُه إِهْنارَةً، وهو مُهنارٌ على البدل؛ حكى الفعل والمصدر اللحياني عن الكسائي: جعلت له نِيراً.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كره النِّيرَ، . . . أكمل المادة وهو العلم في الثوب. يقال: نِرْتُ الثوب وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً.
وروي عن ابن عمر، رضي الله عنهما،أَنه قال: لولا أَن عمر نهى عن النِّير لم نَرَ بالعَلَم بأْساً ولكنه نهى عن النِّير، والاسم النِّيْرَةُ،وهي الخُيُوطَةُ والقَصَبَةُ إِذا اجتمعنا، فإِذا تفرّقنا سميت الخيوطة خيوطة والقَصَبَةُ قَصَبَةً وإِن كانت عصاً فعصاً، وعلم الثوب نِيْرٌ، والجمع أَنْيارٌ.
ونَيَّرْتُ الثوب تَنْيِيراً، والاسم النِّيرُ، ويقال لِلُحْمَةِ الثوب نِيرٌ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل نِرْنِرْ إِذا أَمرته بعمل علم للمنديل.
وثوبٌ مُنَيَّر: منسوج على نِيرَيْنِ؛ عن اللحياني.
ونِيْرُ الثوب: هُدْبُه؛ عن ابن كيسان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: فَقُمْتُ بها تَمْشي تَجُرُّ وراءَنا على أَثَرَيْنا نِيرَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ والنِّيْرَةُ أَيضاً: من أَدوات النَّسَّاج يَنْسجُ بها، وهي الخشبة المعترضة.
ويقال للرجل: ما أَنتَ بِسَتَاةٍ ولا لُحْمَةٍ ولا نِيرَةٍ، يضرب لمن لا يضر ولا ينفع؛ قال الكميث: فما تأْتوا يكن حَسَناً جَمِيلاً، وما تُسْدُوا لِمَكْرُمَةٍ تُنِيرُوا يقول: إِذا فعلتم فعلاً أَبرمتموه؛ وقول الشاعر أَنشده ابن بُزُرج: أَلم تسأَلِ الأَحْلافَ كيفَ تَبَدَّلُوا بأَمرٍ أَنارُوه، جميعاً، وأَلْحَمُوا؟ قال: يقال نائِرٌ ونارُوه ومُنِيرٌ وأَنارُوه، ويقال: لستَ في هذا الأَمر بِمُنِيرٍ ولا مُلْحمٍِ، قال: والطُّرَّةُ من الطريق تسمَّى النِّير تشبيهاً بنِيرِ الثوب، وهو العَلَمُ في الحاشية؛ وأَنشد بعضهم في صفة طريق: على ظَهْرِ ذي نِيرَيْنِ: أَمَّا جَنابُه فَوَعْثٌ، وأَما ظَهْرُهُ فَمُوَعَّسُ وجَنابُه: ما قرب منه فهو وَعْثٌ يشتد فيه المشي، وأَما ظهر الطريق الموطوء فهو متين لا يشتد على الماشي فيه المشي؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: أَلا هل تُبْلِغَنِّيها، على اللِّيَّان والضِّنَّهْ، فلاةً ذاتَ نِيرَيْنِ بِمَرْوٍ، سَمْحُها رَنَّهْ تَخالُ بها إِذا غَضيَتْ حَمَاةَ، فأَصْبَحَتْ كِنَّهْ يقال: ناقة ذات نِيرَيْنِ إِذا حملت شحماً على شحم كان قبل ذلك، وأَصل هذا من قولهم ثوب ذو نِيرَيْنِ إِذا نُسج على خيطين، وهو الذي يقال له دَيابُوذُ، وهو بالفارسية «دُوباف» ويقال له في النسج: المُتَاءَمَةُ، وهو أَن يُنار خيطان معاً ويوضع على الحَفَّةِ خيطان، وأَما ما نِير خيطاً واحداً فهو السَّحْلُ، فإِذا كان خيط أَبيض وخيط أَسود فهو المُقاناة، وإِذا نسج على نِيرَيْنِ كان أَصفق وأَبقى.
ورجل ذو نِيرَيْنِ أَي قوّته وشدّته ضِعْفُ شدّة صاحبه.
وناقة ذات نِيْرَيْنِ إِذا أَسَنَّت وفيها بقية، وربما استعمل في المرأَة.
والنِّيرُ: الخشبة التي تكون على عنق الثور بأَداتها؛ قال: دَنانِيرُنا من نِيرِ ثَوْرٍ، ولم تكنْ من الذهب المضروب عند القَسَاطِرِ ويروى من التابَل المضروب، جعل الذهب تابَلاً على التشبيه، والجمع أَنْيارٌ ونِيرانٌ؛ شآمية. التهذيب: يقال للخشبة المعترضة على عنقي الثورين المقرونين للحراثة نِيرٌ، وهو نير الفَدّان، ويقال للحرب الشديدة: ذات نِيْرَيْنِ؛ وقال الطرماح: عَدَا عن سُلَيْمَى أَنني كلَّ شارِقٍ أَهُزُّ، لِحَرْبٍ ذاتِ نِيرَيْنِ، أَلَّتي ونِيرُ الطريق: ما يتضح منه. قال ابن سيده: ونير الطريق أُخدود فيه واضح.والنائر: المُلْقي بين الناس الشرور.
والنائرة: الحقد والعداوة.
وقال الليث: النائرة الكائنة تقع بين القوم.
وقال غيره: بينهم نائرة أَي عداوة. الجوهري: والنِّيرُ جبل لبني عاضِرَةَ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَقْبَلْنَ، من نِيرٍ ومن سُوَاجِ، بالقومِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ وأَبو بُرْدَةَ بن نِيار: رجل من قُضاعة من الصحابة، واسمه هانئٌ.

هشم (لسان العرب) [1]


الهَشْمُ: كَسْرُك الشيء الأَجْوَف واليابس، وقيل: هو كسْرُ العظام والرأْس من بين سائر الجسد، وقيل: هو كسْر الوجه، وقيل: هو كسر الأَنف؛ هذه عن اللحياني، تقول: هَشَمْتُ أَنفَه إذا كسرت القَصَبة، وقيل: هو كسْر القَيْض، وقال اللحياني مرة: الهَشْم في كل شيء، هَشَمه يَهْشِمُه هَشْماً، فهو مَهْشوم وهَشيم، وهَشَّمه وقد انهَشَم وتهشَّم.
وفي حديث أُحُد: جُرِحَ وجهُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهُشِمَت البيضةُ على رأْسه؛ الهَشْم: الكسْرُ، والبَيضةُ: الخَوْذةُ.
وهَشَم الثرِيدَ؛ ومنه هاشِمُ بن عبد مَناف أَبو عبد المطلب جدّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يُسمَّى عَمْراً وهو أَول من ثرَد الثَّريدَ وهَشَمه فسُمّي هاشِماً؛ فقالت فيه . . . أكمل المادة ابنتُه (* قوله « فقالت فيه ابنته » كذا بالأصل والمحكم، وفي التهذيب ما نصه: وفيه يقول مطرود الخزاعي.) عَمرو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَومه، ورِجالُ مكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجاف وقال ابن بري: الشعر لابن الزِّبَعْري؛ وأَنشد لآخر: أَوْسَعَهُم رَفْدُ قُصَيٍّ شَحْما، ولَبَناً مَحْضاً وخُبزاً هَشْما وقول أَبي خِراش الهذلي: فلا وأَبي، لا تَأْكُلُ الطيرُ مِثْلَه، طَويل النِّجاد، غير هارٍ ولا هَشْمِ أَراد مَهْشومٍ، وقد يكون غيرَ ذي هَشْم.
والهاشِمة: شَجَّةٌ تَهشِم العَظم، وقيل: الهاشِمة من الشِّجاج التي هَشَمتِ العَظم ولم يَتبايَنْ فَراشُه، وقيل: هي التي هَشَمت العظمَ فنُقِش وأُخْرِج فَراشُه فتَباينَ فَراشُِ والريحُ تَهْشِم اليَبيسَ من الشجر: تَكْسِرُه. يقال: هَشَمَتْه.
والهَشيم: النبت اليابس المُتكسِّر، والشجرةُ البالية يأْخذها الحاطب كيف يشاء.
وفي التنزيل العزيز: فأَصبَح هَشيماً؛ وقيل: هو يابس كلِّ كَلإٍ إلاَّ يابسَ البُهْمى فإنه عَرِبٌ لا هَشيم، وقيل: هو اليابس من كل شيء.
والهَشيمةُ: الشجرة اليابسة البالية، والجمع هَشيمٌ.
وما فلانٌ إلاَّ هَشيمةُ كَرْمٍ أَي لا يَمْنع شيئاً، وهو مثَلٌ بذلك، وأَصله من الهَشيمة من الشجر يأْخذها الحاطب كيف يشاء.
ويقال للرجل الجَواد السَّمْح: ما فلانٌ إلا هَشيمةُ كَرْمٍ والهَشِيمةُ: الأرضُ التي يَبِسَ شجرُها حتى اسوَدَّ غير أَنها قائمةٌ على يُبْسها.
والهَشِيم: الذي بَقي من عامِ أَوَّل. ابن شميل: أَرض هَشيمةٌ، وهي التي يَبِس شجرُها، قائماً كان أَو مُتَهَشِّماً.
وإن الأَرض البالية تَهَشَّمُ أَي تكسَّرُ إذا وَطِئْتَ عليها نَفْسِها لا شَجرِها، وشجرُها أَيضاً إذا يَبِسَ يَتَهشَّم أَي يتكسَّر.
وكلأٌ هَيْشومٌ: هَشٌّ لَيِّنٌ.
وفي التنزيل العزيز: فكانوا كهَشِيم المُحْتَظِر؛ قال: الهَشِيم ما يَبِس من الوَرَقِ وتكسر وتحطَّم، فكانوا كالهَشِيم الذي يَجمَعُه صاحبُ الحَظِيرة أَي قد بلغ الغايةَ في اليُبس حتى بلَغ أَن يُجْمَع. أَبو قتيبة: اللحياني يقال للنبت الذي بقي من عام أَوّلَ هذا نَبْتٌ عاميٌّ وهَشِيمٌ وحَطِيمٌ، وقال في ترجمة حظر: الهَشِيم ما يَبِس من الحَظِرات فارْفَتّ وتكسَّر، المعنى أَنهم بادُوا وهلَكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطّم.
وقال العراقي: معنى قوله كهَشِيم المحتظِر الذي يَحْظُر على هَشيمه، أَراد أَنه حَظَر حِظاراً رَطباً على حِظارٍ قديمٍ قد يَبِسَ.
وتَهَشَّم الشجرُ تَهَشُّماً إذا تكسَّر من يُبْسِه.
وصارت الأَرض هشيماً أَي صار ما عليها من النبات والشجر قد يَبِس وتكسَّر.
وقال أَبو حنيفة: انهَشَمت الإبلُ فتهشَّمَت خارتْ وضعُفت.
وتَهشَّم الرجلَ: استعطفه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حُلْوَ الشَّمائل مِكْراماً خَليقَتُه، إذا تهَشَّمْته للنائل اخْتالا (* قوله «اختالا» كذا بالأصل والتهذيب والتكملة، وفي المحكم: احتالا، بالمهملة بدل المعجمة).
ورجل هَشِيمٌ: ضعيف البدن.
وتهشَّم عليه فلان إذا تعطَّف. أَبو عمرو بن العلاء: تَهشَّمْتُه للمعروف وتهضَّمْتُه إذا طلَبْتَه عنده. أَبو زيد: تهَشَّمتُ فلاناً أَي ترَضَّيْتُه؛ وأَنشد: إذا أَغْضَبْتُكمْ فتهَشَّمُوني، ولا تَسْتَعْتِبوني بالوَعيد أَي تَرَضَّوْني.
وتقول: اهْتَشَمْتُ نفسي لفلانٍ واهْتَضَمْتُها له إذا رَضِيتَ منه بودن النَّصفَة.
وهَشَمَ الرجلَ: أكْرَمه وعظَّمه.
وهَشَمَ الناقةَ هَشْماً: حلَبها؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الحَلْب بالكف كلها.
ويقال: هَشَمْتُ ما في ضَرْع الناقة واهْتَشَمْت أَي احتلبْت.

مجد (لسان العرب) [1]


المَجْدُ: المُرُوءةُ والسخاءُ.
والمَجْدُ: الكرمُ والشرفُ. ابن سيده: المجد نَيْل الشرف، وقيل: لا يكون إِلا بالآباءِ، وقيل: المَجْدُ كَرَمُ الآباء خاصة، وقيل: المَجْدُ الأَخذ من الشرف والسُّؤدَد ما يكفي؛ وقد مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً، فهو ماجد.
ومَجُد، بالضم، مَجادةً، فهو مجيد، وتَمَجَّد.
والمجدُ: كَرَمُ فِعاله.
وأَمجَدَه ومَجَّده كلاهما: عظَّمَه وأَثنى عليه.
وتماجَدَ القومُ فيما بينهم: ذكَروا مَجْدَهم.
وماجَدَه مِجاداً: عارَضه بالمجد.
وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي غَلَبْتُه بالمجد. قال ابن السكيت: الشرفُ والمجدُ يكونان بالآباء. يقال: رجل شريف ماجدٌ، له آباءٌ متقدّمون في الشرف؛ قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإِن لم يكن له آباء لهم شرف.
والتمجيدُ: أَن يُنْسب الرجل إِلى المجد.
ورجل ماجد: مِفضالٌ كثير الخير شريف، . . . أكمل المادة والمجيدُ، فعيل، منه للمبالغة؛ وقيل: هو الكريم المفضال، وقيل: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سمي مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ من فاعِل فكأَنه يَجْمع معنى الجليل والوهَّابِ والكريم.
والمجيدُ: من صفاتِ الله عز وجل.
وفي التنزيل العزيز: ذو العرش المجيدُ.
وفي اسماء الله تعالى: الماجدُ.
والمَجْد في كلام العرب: الشرف الواسع. التهذيب: الله تعالى هو المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده خلقه لعظمته.
وقوله تعالى: ذو العرش المجيدِ؛ قال الفراء: خفضه يَحيى وأَصحابه كما قال: بل هو قرآنٌ مجيدٌ، فوصف القرآن بالمَجادة.
وقيل يقرأُ: بل هو قرآنُ مجيدٍ، والقراءة قرآنٌ مجيدٌ.
ومن قرأَ: قرآنُ مجيدٍ، فالمعنى بل هو قرآنُ ربٍّ مجيدٍ. ابن الأَعرابي: قرآنٌ مجيدٌ، المجيدُ الرفيع. قال أَبو اسحق: معنى المجيد الكريم، فمن خفض المجيد فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة ذو.
وقوله تعالى: ق والقرآن المجيد؛ يريد بالمجيد الرفيعَ العالي.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ناوِلِيني المجيدَ أَي المُصْحَف؛ هو من قوله تعالى: بل هو قرآنٌ مجيدٌ.
وفي حديث قراءة الفاتحة: مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني.
وكان سعد بن عبادة يقول: اللهمَّ هَبْ لي حَمْداً ومَجْداً، لا مَجْد إِلا بِفعال ولا فِعال إِلا بمال؛ اللهم لا يُصْلِحُني ولا أَصْلُحُ إِلا عليه (* قوله «اللهم لا يصلحني ولا أصلح إلخ» كذا بالأصل). ابن شميل: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ. ماجد ومجيد إِذا كان كريماً مِعْطاءً.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَمَّا نحن بنو هاشم فأَنجادٌ أَمْجادٌ أَي شِراف كِرام، جمع مجِيد أَو ماجد كأَشهاد في شَهيد أَو شاهد.
ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، وهي مواجِدُ ومُجَّد ومُجُدٌ، وأَمْجَدَتْ: نالت من الكلإِ قريباً من الشبع وعرف ذلك في أَجسامها، ومَجَّدْتُها أَنا تمجيداً وأَمجَدَها راعيها وقد أَمجَدَ القومُ إِبلهم، وذلك في أَول الربيع.
وأَما أَبو زيد فقال: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بطونها علفاً وأَشبعها، ولا فعل لها هي في ذلك، فإِن أَرعاها في أَرض مُكْلِئَةٍ فرعت وشبِعت. قال: مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً ولا فعل لك في هذا، وأَما أَبو عبيد فروى عن أَبي عبيدة أَن أَهل العالية يقولون مَجَد الناقةَ مخففاً إِذا علفها مِلءَ بطونها، وأَهل نجد يقولون مَجَّدها تمجيداً، مشدَّداً، إِذا علفها نصف بطونها. ابن الأَعرابي: مَجَدَتِ الإِبل إِذا وقعت في مَرْعًى كثير واسع؛ وأَمجَدَها الراعي وأَمجَدْتُها أَنا.
وقال ابن شميل: إِذا شبعت الغنم مَجُدَت الإِبل تَمجُد، والمجد نَحْوٌ من نصف الشبع؛ وقال أَبو حية يصف امرأَة: ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ ولا الشراب أَي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب. الأَصمعي: أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لها ذلك.
ويقال: أَمجَدَ فلان عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره؛ وقال عديّ: فاشتراني واصطفاني نعْمةً، مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني الثَّمَنْ وفي المثل: في كل شَجَر نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار؛ اسْتَمْجَدَ استفضل أَي اسْتَكْثَرا من النار كأَنهما أَخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما، ويقال: لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ فشبها بمن يُكْثِر من العطاء طلباً للمجد.
ويقال: أَمجَدَنا فلان قِرًى إِذا آتَى ما كَفَى وفضل.
ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ: أَسماء.
ومَجْد بنت تميم بن عامرِ بنِ لُؤَيٍّ: هي أُم كلاب وكعب وعامر وكُلَيْب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وذكرها لبيد فقال يفتخر بها: سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ، وأَسْقى نُمَيْراً، والقبائلَ من هِلالِ وبَنو مَجْد: بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومجد: اسم أُمهم هذه التي فخر بها لبيد في شعره.

هرا (لسان العرب) [1]


الهِراوةُ: العَصا، وقيل: العصا الضَّخمةُ، والجمع هَراوى، بفتح الواو على القياس مثل المَطايا، كما تقدم في الإِداوةِ، وهُرِيٌّ على غير قياس، وكأَن هُرِيّاً وهِرِيّاً إِنما هو على طَرْح الزائد، وهي الأَلف في هِراوة، حتى كأَنه قال هَرْوة ثم جَمَعه على فُعول كقولهم مَأْنةٌ ومُؤُونٌ وصَخْرة وصُخور؛ قال كثير: يُنَوَّخُ ثم يُضرَبُ بالهَراوى، فلا عُرْفٌ لَدَيْه ولا نَكِيرُ وأَنشد أَبو علي الفارسي: رأَيتك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً، إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوى الدَّمامِكُ قال: ويروى الهِرِيُّ، بكسر الهاء.
وهَراه بالهِراوةِ يَهْرُوه هَرْواً وتَهَرَّاه: ضرَبه بالهِراوةِ ؛ قال عمرو بن مِلْقَط الطائي: يَكْسى ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكُها، إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيَهْ وهَرَيْتُه بالعَصا: . . . أكمل المادة لغة في هَرَوْتُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر: وإِنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْدُ الهارْ (* قوله« وان تهراه إلخ» قبله كما في التهذيب: لا يلتوي من الوبيل القسبار) وهَرا اللحمَ هَرْواً: أَنْضَجه؛ حكاه ابن دريد عن أَبي مالك وحده؛ قال: وخالفه سائر أَهل اللغة فقال هَرَأَ.
وفي حديث سَطِيح: وخَرج صاحبُ الهِراوةِ؛ أَراد به سيدَنا رسولَ الله،صلى الله عليه وسلم، لأَنه كان يُمْسِك القَضِيب بيده كثيراً، وكان يُمْشى بالعَصا بين يديه وتُغْرَزُ له فيُصَلِّي إِليها،صلى الله عليه وسلم.وفي الحديث: أَنه قال لحَنِيفةِ (* قوله «وفي الحديث انه قال لحنيفة إلخ» نص التكملة: وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم: أن حنيفة النعم أتاه فأشهده ليتيم في حجره باربعين من الإبل التي كانت تسمى المطيبة في الجاهلية فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: فأين يتيمك يا أبا حذيم؟ وكان قد حمله معه، قال: هو ذاك النائم،وكان يشبه المحتلم. فقال، صلى الله عليه وسلم: لعظمت هذه هراوة يتيم، يريد شخص اليتيم وشطاطه شبه بالهراوة .) النَّعَمِ، وقد جاء معه بيَتيمٍ يَعْرِضُه عليه، وكان قد قارَبَ الاحتِلامَ ورآه نائماً فقال: لعَظُمَت هذه هِراوةُ يَتيمٍ أَي شَخْصُه وجُثَّتُه، شبَّهه بالهِراوة، وهي العَصا، كأَنه حِينَ رآه عظيم الجُثّة اسْتَبْعَدَ أَن يقال له يتيم لأَنّ اليُتْم في الصِّغَر.
والهُرْيُ: بيت كبير ضَخْم يُجْمَع فيه طَعام السُّلْطانِ، والجمع أَهْراء؛ قال الأَزهريّ: ولا أَدرِي أَعربي هو أَم دخيل.
وهَراةُ: مَوضِعٌ، النسب إِليه هَرَوِيٌّ، قلبت الياء واواً كراهية توالي الياءَات؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَنّ لام هراة ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً، وإِذا وقفت عليها وقفت بالهاء، وإِنما قيل مُعاذ الهَرّاء لأَنه كان يَبِيع الثيابَ الهَرَوِيّة فَعُرِفَ بها ولُقِّب بها؛ قال شاعر من أَهل هَراةَ لما افتتحها عبد الله بن خازم سنة ؟؟: عاوِدْ هَراةَ، وإِنْ مَعْمُورُها خَرِبا، وأَسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا وارْجِعْ بِطَرْفِكَ نَحْوَ الخَنْدَقَيْنَ تَرَى رُزءاً جَليلاً، وأَمْراً مُفْظِعاً عَجَبا: هاماً تَزَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقةً، ومَنْزِلاً مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرِبا لا تَأْمَنَنْ حَدَثاً قَيْسٌ وقد ظَلَمَتْ، إِنْ أَحْدَثَ الدَّهْرُ في تَصْرِيفه عُقَبا مُقَتَّلُون وقَتّالونَ، قد عَلِمُوا أَنَّا كذلِك نَلْقَى الحَرْبَ والحَرَبا وهَرَّى فلان عِمامته تَهْرِيةً إذا صَفَّرها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ بَعْدَما أَراك زماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ وفي التهذيب: حاسِراً لا تَعَصَّبُ؛ معناه جعلتها هَرَوِية، وقيل: صَبَغْتَها وصفَّرتها، ولم يسمع بذلك إِلا في هذا الشعر، وكانت ساداتُ العرب تَلْبَسُ العمَائم الصُّفر، وكانت تُحمَل من هَراةَ مَصْبوغةً فقيل لمن لَبِسَ عمامة صفراء: قد هَرَّى عِمامته، يريد أَن السيد هو الذي يتَعمَّم بالعِمامة الصفراء دون غيره.
وقال ابن قتيبة: هَرَّيت العِمامة لبستها صَفْراء. ابن الأَعرابي: ثوب مُهَرًّى إِذا صبغ بالصَّبِيب، وهو ماء ورق السمسم، ومُهَرًّى أَيضاً إِذا كان مصبوغاً كلون المِشْمِش والسِّمسم. ابن الأَعرابي: هاراه إِذا طانَزَه، وراهاه إِذا حامَقَه.
والهِراوةُ: فَرس الرَّيان بن حُوَيْصٍ. قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي عند قول سيبويه عَزَبٌ وأَعْزابٌ في باب تكسير صفة الثلاثي: كان لعبد القيس فرس يقال لها هِراوةُ الأَعْزاب، يركبها العَزَبُ ويَغْزُو عليها، فإِذا تأَهَّل أَعْطَوْها عَزَباً آخر؛ ولهذا يقول لبيد: يَهْدِي أَوائِلَهُنّ كُلُّ طِمِرَّةٍ جَرْداء مِثْلِ هِراوةِ الأَعْزابِ قال ابن بري: انقضى كلام أَبي سعيد،قال: والبيت لعامر بن الطفيل لا للبيد.
وذكر ابن الأثير في هذه الترجمة قال: وفي حديث أَبي سلمة أَنه، عليه السلام، قال ذاك الهُراء شيطان وُكِّل بالنُّفوس، قيل: لم يسمع الهُراء أَنه شيطان إِلا في هذا الحديث، قال: والهُراء في اللغة السَّمْحُ الجَوادُ والهَذَيانُ، والله أَعلم.

بوب (لسان العرب) [1]


البَوْباةُ: الفَلاةُ، عن ابن جني، وهي الـمَوْماةُ.
وقال أَبو حنيفة: البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ على طريقِ مَنْ أَنْجَدَ من حاجِّ اليَمَن، والبابُ معروف، والفِعْلُ منه التَّبْوِيبُ، والجمعُ أَبْوابٌ وبِيبانٌ. فأَما قولُ القُلاخِ بن حُبابةَ، وقيل لابن مُقْبِل: هَتَّاكِ أَخْبِيةٍ، وَلاَّجِ أَبْوِبةٍ، * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا(1) (1 قوله «هتاك إلخ» ضبط بالجر في نسخة من المحكم وبالرفع في التكملة وقال فيها والقافية مضمومة والرواية: ملء الثواية فيه الجدّ واللين) فإِنما قال أَبْوِبةٍ للازدواج لمكان أَخْبِيةٍ. قال: ولو أَفرده لم يجز.
وزعم ابن الأَعرابي واللحياني أَنَّ أَبْوِبةً جمع باب من غير أَن يكون إِتباعاً، وهذا نادر، لأَن باباً فَعَلٌ، وفَعَلٌ . . . أكمل المادة لا يكسّر على أَفْعِلةٍ.
وقد كان الوزيرُ ابن الـمَغْربِي يَسْأَلُ عن هذه اللفظة على سبيلِ الامْتِحان، فيقول: هل تعرف لَفظَةً تُجْمع على أَفْعِلةٍ على غير قياس جَمْعِها المشهور طَلَباً للازدواج. يعني هذه اللفظةَ، وهي أَبْوِبةٌ. قال: وهذا في صناعةِ الشعر ضَرْبٌ من البَدِيع يسمى التَّرْصِيعَ. قال: ومـما يُسْتَحْسَنُ منه قولُ أَبي صَخْرٍ الهُذلِي في صِفَة مَحْبُوبَتِه: عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها، * كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ سُودٌ ذَوائبُها، بِيض تَرائبُها، * مَحْض ضَرائبُها، صِيغَتْ على الكَرَمِ عَبْلٌ مُقَيَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها، * بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ في عَمَمِ سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها، * يَرْوَى مُعانِقُها من بارِدٍ شَبِمِ واسْتَعار سُوَيْد بن كراع الأَبْوابَ للقوافِي فقال: أَبِيتُ بأَبْوابِ القَوافِي، كأَنَّما * أَذُودُ بها سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا والبَوَّابُ: الحاجِبُ، ولو اشْتُقَّ منه فِعْلٌ على فِعالةٍ لقيل بِوابةٌ باظهار الواو، ولا تُقْلَبُ ياءً، لأَنه ليس بمصدر مَحْضٍ، إِنما هو اسم. قال: وأَهلُ البصرة في أَسْواقِهم يُسَمُّون السَّاقِي الذي يَطُوف عليهم بالماءِ بَيَّاباً.
ورجلٌ بَوّابٌ: لازم للْباب، وحِرْفَتُه البِوابةُ.
وبابَ للسلطان يَبُوبُ: صار له بَوَّاباً.
وتَبَوَّبَ بَوَّاباً: اتخذه.
وقال بِشْرُ بن أبي خازم: فَمَنْ يَكُ سائلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ، * فإِنَّ له، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا إِنما عنى بالبَيْتِ القَبْرَ، ولما جَعَله بيتاً، وكانت البُيوتُ ذواتِ أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن يَجْعل له باباً.
وبَوَّبَ الرَّجلُ إِذا حَمَلَ على العدُوّ.
والبابُ والبابةُ، في الحُدودِ والحِساب ونحوه: الغايةُ، وحكى سيبويه: بيَّنْتُ له حِسابَه باباً باباً.
وباباتُ الكِتابِ: سطورهُ، ولم يُسمع ما بواحدٍ، وقيل: هي وجوهُه وطُرُقُه. قال تَمِيم بن مُقْبِلٍ: بَنِي عامرٍ! ما تأْمُرون بشاعِرٍ، * تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا وأَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كما يقال أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ.
ويقال هذا شيءٌ منْ بابَتِك أَي يَصْلُحُ لك. ابن الأَنباري في قولهم هذا مِن بابَتي. قال ابن السكيت وغيره: البابةُ عند العَرَب الوجْهُ، والباباتُ الوُجوه.
وأَنشد بيت تميم بن مقبل: تَخَيَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِيا قال معناه: تَخَيَّرَ هِجائي مِن وُجوه الكتاب؛ فإِذا قال: الناسُ مِن بابَتِي، فمعناه من الوجْهِ الذي أُريدُه ويَصْلُحُ لي. أَبو العميثل: البابةُ: الخَصْلةُ.
والبابِيَّةُ: الأُعْجوبةُ. قال النابغة الجعدي: فَذَرْ ذَا، ولكِنَّ بابِيَّةً * وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها وهذا البيت في التهذيب: ولكِنَّ بابِيَّةً، فاعْجَبوا، * وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها بابِيَّةٌ: عَجِيبةٌ.
وأَتانا فلان بِبابيَّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ.
وقال الليث: البابِيَّةُ هَدِيرُ الفَحْل في تَرْجِيعه (1) (1 قوله «الليث: البابية هدير الفحل إلخ» الذي في التكملة وتبعه المجد البأببة أي بثلاث باءات كما ترى هدير الفحل. قال رؤبة: إِذا المصاعيب ارتجسن قبقبا * بخبخة مراً ومراً بأببا ا هـ فقد أورده كل منهما في مادة ب ب ب لا ب و ب وسلم المجد من التصحيف.
والرجز الذي أورده الصاغاني يقضي بان المصحف غير المجد فلا تغتر بمن سوّد الصحائف.) ، تَكْرار له.
وقال رؤْبة: بَغْبَغَةَ مَرّاً ومرّاً بابِيا وقال أيضاً: يَسُوقُها أَعْيَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ، * إِذا دَعاها أَقْبَلَتْ، لا تَتَّئِبْ (2) (2 وقوله «يسوقها أعيس إلخ» أورده الصاغاني أيضاً في ب ب ب.) وهذا بابةُ هذا أَي شَرْطُه.
وبابٌ: موضع، عن ابن الأَعرابي.
وأَنشد: وإِنَّ ابنَ مُوسى بائعُ البَقْلِ بالنَّوَى، * له، بَيْن بابٍ والجَرِيبِ، حَظِيرُ والبُوَيْبُ: موضع تِلْقاء مِصْرَ إِذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَله لم يَكَدْ يُخْلِفُ. أَنشد أَبو العَلاءِ: أَلا إِنّما كان البُوَيْبُ وأَهلُه * ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي، وهذا عِقابُها والبابةُ: ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ.
والأَبوابُ: ثَغْرٌ من ثُغُور الخَزَرِ.
وبالبحرين موضع يُعرف ببابَيْنِ، وفيه يقول قائلهم: إِنَّ ابنَ بُورٍ بَيْنَ بابَيْنِ وجَمْ، * والخَيْلُ تَنْحاهُ إِلى قُطْرِ الأَجَمْ وضَبَّةُ الدُّغْمانُ في رُوسِ الأَكَمْ، * مُخْضَرَّةً أَعيُنُها مِثْلُ الرَّخَمْ

طمر (لسان العرب) [2]


طَمَرَ البئرَ طَمْراً: دفَنها.
وطَمرَ نَفْسه وطَمَرَ الشيء: خَبَأَه لا يُدْرى.
وأَطْمَرَ الفرسُ غُرْمولَه في الحِجْر: أَوْعَبَه. قال الأَزهري: سمعت عُقَيلِيّاً يقول لَفَحل ضرب ناقة: قد طَمَرَها، وإِنه لكثيرُ الطُّمُور، وكذلك الرجل إِذا وُصِفَ بكثرة الجماع يقال إِنه لكثيرُ الطُّمُور.
والمَطْمُورةُ: حفيرةٌ تحت الأَرض أَو مكانٌ تحت الأَرض قد هُيِّئَ خَفيّاً يُطْمَرُ فيها الطعامُ والمالُ أَي يُخْبأُ، وقد طَمَرتْها أَي مَلأْتها. غيره: والمطَامِيرُ حُفَرٌ تُحْفر في الأَرض تُوسّع أَسافِلُها تُخْبأُ فيها الحبوبُ.
وطَمَرَ يَطْمِر طَمْراً وطُمُوراً وطَمَرَاناً: وَثَبَ؛ قال بعضهم: هو الوُثُوب إِلى أَسفل، وقيل: الطُّمورُ شبْهُ الوثوب في السماء؛ قال أَبو كبير يمدح تأَبط شرّاً: وإِذا قَذَفْتَ له الحصاة رأَيتَه، يَنْزُو، . . . أكمل المادة لِوَقْعَتِها، طُمُورَ الأَخْيَلِ وطَمَرَ في الأَرض طُمُوراً: ذَهَبَ.
وطَمَرَ إِذا تَغيّبَ واستخفى؛ وطَمَرَ الفرسُ والأَخْيَل يَطْمِرُ في طيرَانه.
وقالوا: هو طامِرُ بنُ طامر للبعيد، وقيل: هو الذي لايُعْرفُ ولا يُعْرف أَبوه ولم يُدْرَ مَن هو.
ويقال للبرغوث: طَامِر بن طامِر؛ معرفة عند أَبي الحسن الأَخفش. الطامِرُ: البرغوث، والطوامرُ: البراغيث.
وطمَرَ إِذا عَلا، وطَمَر إِذا سَفَل.
والمَطْمُور: العالي والمَطْمُورُ: الأَسْفَلُ.وطَمَارِ وطَمَارُ: اسمٌ للمكان المرتفع؛ يقال: انْصَبَّ عليهم فلانٌ من طَمَارِ مثال قَطَامِ، وهو المكانُ العالي؛ قال سليم بن سلام الحنفي: فإِن كُنْتِ لا تَدْرِينَ ما الموتُ، فانْظُرِي إِلى هانئٍ في السُّوق وابنِ عقيلِ إِلى بَطَلٍ قد عَقَّر السيفُ وجْهَه، وآخَرَ، يَهْوِي مِنْ طَمَارِ، قَتِيلِ قال: ويُنْشدُ من طَمَارَ ومن طَمَارِ، بفتح الراء وكسرها، مُجرًى وغير مُجْرًى.
ويُروى: قد كَدَّحَ السيفُ وجهَه.
وكان عُبَيد الله بن زياد قد قَتَل مُسْلَم بنَ عقيل بن أَبي طالب وهانئ بن عروة المُرَاديّ ورمَى به من أَعلى القصر فوقَع في السُّوق، وكان مسلم بن عقيل قد نَزل عند هانئ بن عروة، وأَخْفَى أَمْرَه عن عبيدالله بن زياد، ثم وقف عبيدالله على ما أَخفاه هانئ، فأَرْسل إِلى هانئ فأَحْضره وأَرسل إِلى داره من يأْتيه بمسلم بن عقيل، فلما أَتَوْه قَاتَلَهم حتى قُتِل ثم قَتَل عبيدُ الله هانئاً لإِجارتِه له.
وفي حديث مُطَرّف: من نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ وهو يَنْوِي التوكُّل فَلْيَرْمِ نفْسه من طَمَارِ؛ هو الموضع العالي، وقيل: هو اسم جبل، أَي لا ينبغي أَن يُعَرِّضَ نفسَه للمهالك ويقول قد تَوَكّلْت.
والطُّمَّرُ والطِّمَّوْرُ: الأَصل. يقال: لأَرُدّنّه إِلى طُمَّرِه أَي إِلى أَصله.
وجاء فلان على مِطْمار أَبيه أَي جاء يُشْبهه في خَلْقِه وخُلُقِه؛ قال أَبو وَجْزة يمدح رجلاً: يَسْعَى مَساعِيَ آباءٍ سَلَفَتْ، مِنْ آلِ قير على مِطْمارِهمْ طَمَرُوا (* قوله: «من آل قير» كذا في الأصل).
وقال نافع بن أَبي نعيم: كنت أَقول لابن دَأْب إِذا حدَّث: أَقِم المِطْمَرَ أَي قَوِّم الحديثَ ونَقِّح أَلفاظَه واصْدُقْ فيه، وهو بكسر الميم الأُولى وفتح الثانية، الخَيْطُ الذي يُقَوَّم عليه البناءُ.
وقال اللحياني: وقع فلان في بنات طَمَارِ مَبنية أَي في داهية، وقيل: إِذا وقع في بَليَّة وشِدَّة.
وفي حديث الحساب يوم القيامة: فيقول العبد عندي العَظائمُ المُطَمَّراتُ؛ أَي المخبّآتُ من الذنوب والأُمورُ المُطَمِّراتُ، بالكسر: المُهْلِكاتُ، وهو من طَمَرت الشيءَ إِذا أَخْفَيْتَه، ومنه المَطْمورةُ الحَبْسُ.
وطَمِرَت يَدُه: وَرِمَت.
والطِّمِرُّ، بتشديد الراء، والطِّمْرِيرُ والطُّمْرورُ: الفرسُ الجَوادُ، وقيل: المُشَمَّر الخَلْق، وقيل: هو المستفزُّ للوَثْبِ والعَدْوِ، وقيل: هو الطويل القوائم الخفيف، وقيل: المستعدُّ للعَدْوِ، والأُنثى طِمِرَّةٌ؛ وقد يستعار للأَتان؛ قال: كأَنّ الطِّمِرّةَ ذاتَ الطِّمَا ح منها، لِضَبْرتِه، في عِقَال يقول: كأَنَّ الأَتانَ الطِّمِرّة الشديدةَ العَدْوِ إِذا ضَبَرَ هذا الفرسُ ورآها معقولةٌ حتى يُدْرِكها. قال السيرافي: الطِّمِرُّ مشتقّ من الطُّمُور، وهو الوَثْب، وإِنما يعني بذلك سرعته.
والطِّمِرَّة منَ الخيل: المُشْرفةُ؛ وقول كعب بن زهير: سَمْحَج سَمْحة القوائم حَقْبا ء من الجُونِ، طُمِّرَتْ تَطْمِيرا قال: أَي وُثِّقَ خَلْقُها وأُدْمِج كأَنها طُوِيَتْ طَيَّ الطَّوامِير.
والطُّمْرور: الذي لا يملك شيئاً، لغة في الطُّمُلولِ.
والطِّمْرُ: الثوب الخلَقُ، وخص ابن الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من غير الصُّوف، والجمع أَطْمارٌ؛ قال سيبويه: لم يجاوِزُوا به هذا البناء؛ أَنشد ثعلب: تحسَبُ أَطْمارِي عليَّ جُلَبا والطُّمْرورُ: كالطِّمْر.
وفي الحديث: رُبَّ ذِي طِمْرَين لا يُؤْبَهُ له، لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرّه؛ يقول: رُبَّ ذِي خَلَقَين أَطاعَ الله حتى لو سأَل الله تعالى أَجابه.
والمِطْمَرُ: الزِّيجُ الذي يكون مع البَنَّائين.
والمِطْمَرُ والمِطْمارُ: الخيط الذي يُقدِّر به البَنّاء البِناءَ، يقال له التَّرْقال بالفارسية.
والطُّومارُ: واحدُ المَطامِير (* قوله: «والطومار واحد المطامير» هكذا في الأَصل والمناسب أَن تقول والمطمار واحد المطامير أو يقول والطومار واحد الطوامير). ابن سيده: الطامُورُ والطُّومارُ الصحيفةُ، قيل: هو دَخِيل، قال: وأُراه عربيّاً محضاً لأَن سيبويه قد اعتدّ به في الأَبنية فقال: هو ملحق بفُسْطاط، وابن كانت الواو بعد الضمة، فإِنما كان ذلك لأَن موضع المدّ إِنما هو قُبَيل الطرَف مُجاوِراً له، كأَلِفِ عِمادٍ وياء عَمِيد وواو عَمُود، فأَما واوُ طُومار فليست للمدّ لأَنها لم تُجاوِر الطرَف، فلما تقدمت الواو فيه ولم تجاور طرفه قال: إِنه مُلْحق، فلو بَنَيْتَ على هذا من سأَلت مثلَ طُومار ودِيماسٍ لَقُلْت سُوآل وسِيآل، فإِن خَفَّفْتَ الهمزة أَلقيت حركتها على الحرف الذي قبلها، ولم تخش ذلك فقلت سُوَال وسِيَال، ولم تُجْرِهما مُجْرى واو مَقْرُوءة وياء خَطِيئة في إِبدالك الهمزة بعدهما إِلى لفظهما وإِدغامك إِيَّاهما فيهما، في نحو مَقْرُوّة وخَطِيّة، فلذلك لم يُقَلْ سُوّال ولا سِيّال أَعْنِي لتقدُّمِها وبُعْدها على الطَّرفِ ومشابهةِ حرف المد.
والطُّمْرُورُ: الشِّقْراق.
ومَطامِيرُ: فرسُ القَعْقاع ابن شَوْرٍ.

عرق (مقاييس اللغة) [1]



العين والراء والقاف أربعة أصولٍ صحيحة: أحدُها الشَّيء يتولَّد من شيء كالنَّدَى والرَّشْح وما أشبهه.
والآخَر الشَّيء ذو السِّنْخ، فسِنْخُه منقاسٌ من هذا الباب.
والثالث كَشْط شَيءٍ عن شيء، ولا يكاد يكون إلا في اللّحم.
والرَّابع اصطفافٌ وتتابعٌ في أشياء. ثم يُشتَقُّ من جميع هذه الأصول وما يقاربها.فالأوَّل العَرَق، وهو ما جرى في أصول الشَّعر من ماء الجِلْد. تقول: عرِقَ يعرَقَ عَرَقاً. قال: ولم أسمع للعَرق جمعاً، فإنْ جُمِع فقياسُه أعراق، كجَمل وأجمال.
ورجلٌ عُرَقَة: كثير العَرق.
ويقال: استعرق، *إذا تعرَّضَ للحَرِّ كي يَعرق.ومن الباب: جَرَى الفرسُ عَرَقاً أو عَرَقَين، أي طَلَقاً أو طَلَقين.
وذلك من العَرَقْ.
ويقال: عَرِّقْ فرسَك، أي أجرِهِ حتَّى يتعرَّق. قال . . . أكمل المادة الأعشى:
يُعالَى عليه الجلُّ كلَّ عَشِيّة      ويرفع نَقلاً بالضُّحَى ويُعَرَّق

ويقال: اللّبَن عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتَّى ينتهي إلى الضَّرْع. قال الشَّمّاخ:
تُضْحِ وقد ضَمِنت ضَرّاتُها عَرَقا      من طيّب الطّعم حُلْوٍ غير مجهود

ولبنٌ عَرِق، وهو أن يُجعَل في سقاء فيشدَّ بجنْبِ البعير فيصيبَه العرقُفَيفسُد.
وأمّا عَرَقُ القِرْبة في قوله: "جَشِمْتُ إليك عَرَق القِربة " فمعناه فيما زعم يونس: عطيّة القربة، وهو ماؤها، كأنَّه يقول: جَشِمت إليك حتَّى سافرتُ واحتجتُ إلى عَرَق القربة في الأسفار، وهو ماؤها.
ويقال: عَرِق لـهُ بكذا، كأنّه تَندَّى له وسَمَح. قال:
سأجعَلهُ مكانَ النُّون مِنِّي      وما أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ

يقول: لم أُعْطَهُ عطيَّةَ مودّة، لكنَّه أخذْتُه قسراً.
والنُّون: السَّيف.
وقال بعضهم: جَشِمْتُ إليك حَتَّى عرِقتُ كعرق القِرْبة، وهو سَيَلان مائها.
وقال قوم: عَرَق القِربة أنْ يقول: تكلَّفتُ لك ما لا يبلغُه أحدٌ حتى تجشَّمت ما لا يكون؛ لأنَّ القِربة لا تَعْرَق، يذهب إلى مِثْلِ قولهم: "حتَّى يشِيب الغُراب".
وكان الأصمعيُّ يقول: عَرَق القِرْبة كلمةٌ تدلُّ على الشِّدَّة، وما أدري ما أصلُهما وقال ابنُ أبي طَرَفة: يقال لَقِيتُ من فُلانٍ عَرَقَ القِرْبة، أي الشِّدّة. قال: وأنشد الأحمر:
ليست بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها      عَرَقُ السِّقاء على القَعُود اللاّغِبِ

يمدح رجلاً يسمع الكلمة الشديدة فلا يأخُذ صاحبَها بها.ومن الباب: عَرَّقْتُ في الدَّلو، وذلك إذا كان دونَ المِلء، كأنَّ هذا لقِلّته شبّه بالعَرَق.
ويقال للمُعْطي اليسير: عَرَّق. قال:
لا تملأ الدَّلْوَ وعرِّقْ فيها      أما تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسقيها

ويقال: كأسٌ مُعْرَقَة، إذا لم تكن مملوءةً، قد بقيتْ منها بقيَّة.
وخَمْرٌ مُعرَقَة، أي ممزوجة مزجاً خفيفاً، شُبِّه ذلك المزجُ اليسير بالعَرَق.
وقال في المُعْرق القليلِ المَزْج:
أخَذْتُ برأسِهِ فدَفَعْتُ عنه      بمُعْرَقَةٍ مَلامةَ مَن يلومُ

والأصل الثاني السِّنْخ المتشعِّب. من ذلك العِرْق عِرْق الشَّجَرة.
وعُروقُ كلِّ شيء: أطنابٌ تَنْشَعِب من أصوله.
وتقول العرب: "استأصَل الله عِرْقاتَهم " زعموا أنَّ التاء مفتوحة، ثمَّ اختلفوا في معناه، فقال قوم: أرادوا واحدةً وأخرجها مُخرَج سِعلاة.
وقال آخرون: بل هي تاءُ جماعة المؤنّث لكنهم خفّفوه بالفتحة ويقال: أعْرَقَتِ الشَّجَرةُ، إذا ضَرَبتْ عُروقُها فامتدَّت في الأرض.ومن هذا الباب: عَرَق الرّجُل يَعْرُق عُروقاً، إذا ذَهَب في الأرض.
وهذا تشبيهٌ، شبِّه ذهابه بامتدادِ عُروق الشَّجرةِ وذهابها في الأرض.فأمّا قولُه صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أحيا أرضاً مَيْتةً فهي له، وليسلعرقٍ ظالمٍ حَقٌّ". فهو مَثَل. قال العلماء: العُروق أربعة: عرقان ظاهران، وعرقان باطنان. فالظاهران: الغَرس والبناء، والباطنان البئر والمعْدن.
ومعنى العِرق الظَّالم أن يجيءَ الرّجُل إلى أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبلَه فيغرسَ فيها غَرساً أوْ يُحدِثَ شيئاً يستوجب به الأرض.والعِرق: نباتٌ أصفر.
ومن أمثالهم: "فلانٌ مُعْرق [له] في الكَرم"، أي لـه فيه أصلٌ وسِنْخ.
وقد عَرَّق فيه أعمامُه وأخواله تعريقاً، وأعرقوا فيه أعراقاً.
وقد أعْرقَ فيه أعراقُ العَبيد، إذا خالطه ذلك وتخلَّق بأخلاقهم.
ويقال: تدارَكَه أعراقُ خَيرٍ وأعراقُ شَرٍّ. قال الشّاعر:
جرى طَلَقاً حتَّى إذا قيل سابقٌ      تداركَه إعراقُ سَوْءٍ فَبَلّدا

والعَريق من الخَيل والنَّاس: الذي لـه عرِقٌ في الكَرم.
وفلانٌ يُعارِقُ فلاناً، أي يُفاخِره، ومعناه أن يقول: إنَّنا *أكْرم عِرقاً.
ويقال: "عِرقٌ في بنات صَعْدة" وهي الحُمُر الأهليّة.
وقول عِكراش بن ذُؤيب: "أتيته بإبلٍ كأنّها عُروق الأَرْطى" أراد أنّها حُمْر، لأنَّ عُروقَ الأرطى حُمر، وحُمْر الإِبل كرائمها. قال:
يُثير ويُبدِي عن عُروقٍ كأنّها      أعنَّةُ جَرَّازٍ تُحَطّ وتُبْشَرُ

وصف ثوراً يَحفِر كِناساً تحت أرْطَى.والأصل الثالث كشط اللَّحم عن العظم. قال الخليل: العُراق: العظم الذي قَد أُخِذَ عنه اللَّحم. قال:
* فألقِ لكلبك منه عُرَاقا *فإذا كان العظم بلحمه فهو عَرْق.
ويقال: العُراق جمع عَرق، كما يقال ظِئر وظُؤار .
ويقال في المثل: "هو ألْأََم من كلبٍ على عَرْق". قال ابن الأعرابيّ: جمع عَرْق عِرَاق.
وأنشَد:
يَبيت ضَيفِي في عِراقٍ مُلْسِ      وفي شَمُولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ

مُلْس، يعني الودكَ والشَّحم.
والنَّحْس: الرِّيح. يقال: عَرَقت العظم وأنا أعْرُقهُ، واعترقْتُه وتعرَّقتُه، إذا أكلتَ ما عليه [من] من اللحم.
ويقال: أعطِني عَرْقاً أتعرَّقهُ، أي عظماً عليه اللحم.
وفلانٌ مُعتَرَقٌ، أي مهزول، كأنَّ لَحمه قد اعتُرِق. قال:وقال:
قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملُنِي      جَرداءُ معروقَةُ اللَّحيين سُرْحوبُ

يصف الفرس بقلّة اللحم على وجهه، وذلك أكْرَمُ له. قال الكِسائيّ: فمٌ مُعْرَق: قليلُ الرِّيق.
ووجهٌ معروق: قليل اللَّحم.والأصل الرّابع: الامتداد والتَّتابع في أشياءَ يتبع بعضُها بعضاً. من ذلكالعَرَقة، والجمع عَرَقات، وذلك كلُّ شيءٍ مضفور أو مصطفٍّ.
وإذا اصطفَّت الطَيرُ في الهواء فهي عَرَقة، وكذلك الخيل. قال طُفيل:
كأنّه بعدَ ما صَدَّرْن من عَرَقٍ      سِيدٌ تَمَطّر جُنحَ اللَّيل مبلولُ

والعَرَقة: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص قَبل أن يُجعَل منها زَبيل.
وسمِّي الزَّبيل عَرَقاً لذلك.
ويقال عَرَقة أيضاً. قال أبو كبير:
نَغْدو فنَترُك في المَزَاحف مَن ثوى      ونُمِرُّ في العَرَقات مَن لم يُقتَلِ

يعني نأسِرهم فنشدُّهم في العَرَقات، وهي النُّسوع.ويقال لآثار الخَيل المصطفة عَرَقة.
والعَرَقة: طُرَّة تُنسَج ثم تخاط على شَقَّة، الشُّقة التي للبيت.
وقال ابنُ الأعرابيّ: العَرَقة: جماعةٌ من الخيل والإبل القائمة على سَطر. فأمَّا عِراق المَزادة والرَّاوية فهو الخَرْز الذي في أسفلها، والجمع عُرُق.
وذلك عندنا ممّا ذكرناه من الامتداد والتَّتابُع. قال ابن أحمر:
من ذي عِرَاق نِيطَ في جَوْزِها      فهو لطيفٌ طَيُّه مُضْطَمِرْ

وقال آخر:ومن هذا الباب: العِرَاق، وهو عند الخليل شَاطئ البحر.
وسمِّيت العِراقُعِراقاً لأنَّه على شاطئ دِجلَة والفرات عِدَاءً حتَّى يتّصل بالبحر.
والعِراق في كلام العرب: شاطئ البَحْر على طُوله.ومن هذا الباب: العِراق، وهو ما أحاط بالظُّفُر من اللَّحم. قال الدُّريدي: "سمِّيت العِراق لأنَّها استكفَّتْ أرضَ العرب "، أي صارت كالِكفاف لها.
وذُكر عن أبي عمرو بن العلاء أنّ العِراق مأخوذ من عروق الشّجر، وهي مَنابِت الشَّجر.
والعِراقان: الكوفة والبصرة.
وقال الأصمعي: العِراق كلُّ موضعِ ريفٍ. قال جرير:
نَهْوَى ثرى العِرْق إذْ لم نلقَ بعدكُمُ      كالعرق عِرقاً ولا السُّلاَّنِ سُلاَّنا

ويقال: أعرَقَ الرَّجل وأشأمَ، أي أتَى العِراقَ والشَّام. قال الممزَّق:
      وإن تُعْمِنُوا مُستحقِبِي الشَّرِّ أُعرِقِ

وأمَّا عَرْقُوَة [الدَّلو فـ ] الخشَبَة المعروضةُ عليها.

زول (لسان العرب) [1]


الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني؛ قال ذو الرمة: وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ، وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة، وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها.
وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال، وما زال يَفْعل كذا وكذا.
وحكى أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في فَعِلْتُ.
وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه . . . أكمل المادة وزُلْت عن مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة؛ كل ذلك عن اللحياني. ابن الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي تحَرَّك.
وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا. أَبو الهيثم: يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه.
والزَّوَّال: الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل؛ وأَنشد أَبو عمرو: البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال قال ابن بري: الرجز لأَبي الأَسود العجلي، قال: وهو مُغَيَّر كُلُّه (* قوله «وهو مغير كله» عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر المجذر الزوّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ) والذي أَنشده أَبو عمرو: البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير.
وفي حديث كعب بن مالك: رأَى رَجُلاً مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره. يقال: زال به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً؛ ومنه قول كَعب بن زهير: يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة وتَخْفِضها أُخرى.
والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ.
وزالَ المُلْكُ زَوَالاً، وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه.
وقال يعقوب: يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك والبلاء؛ هكذا قال، والصواب يدعو عليه؛ وقول الأَعشى: هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها، ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟ قيل: معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابي: وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع: زالَ زوالُها، على الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذلك في كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها، وغير أَبي عمرو روى هذا المثَل بالنصب بغير إِقواء، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها هي بالنهار؛ وقال أَبو بكر: زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي زالَ خَيالُها حين تَزُول، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب المَحَلِّ.
ويقال: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى الأَوقات.
ويقال: أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه. ابن السكيت: يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله، وحكي زِيلَ زَوالُه، ويقال: زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ. قال أَبو منصور: وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه بمعنى أَزال اللهُ زوالَها.
والازْدِيالُ: الإِزالة، وقال كثير: أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وقوله عز وجل: فَأَزَلَّهما الشيطانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما.
والزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها.
والزَّوَال: زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله.
وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه ثعلب، وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء.
وزالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك.
وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ: والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان زائِلةً لتَحَرَّك؛ الزائلة: كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه، ولا يستَقِرُّ في مكانه، يقع على الإِنسان وغيره، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه؛ ومن ذلك قول الشاعر: وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً، فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها، وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه، فلما شابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ وفي قصِيد كعب: في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم، ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ.
ويقال: فلان يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه.
والزوائل: الصَّيْد.
وازْدَال: رَمَى الزَّوائل.
والزوائل: النساء على التشبيه بالوَحْش؛ قال:فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً: نَهَضَتْ؛ قال النابغة: كأَنّ رَحْلي، وقد زَالَ النَّهارُ بنا يَوْمَ الحُلَيْلِ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ (* قوله «يوم الحليل إلخ» كذا بالأصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة: يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا: بذي الجليل على مستأنس وحد وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم).
وقيل: معناه ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وقيل بَرِحَ كقوله: عهدي بهم يومَ باب القريتين، وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً كما قالوا في الشمس.
وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وعَقَلَ.
وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني.
وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَيضاً.
وقالوا: لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه، وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة، وقد تقدم؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن عَبابة:ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو لَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل ويقال: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء والحركة والقَلَق.
ويقال: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه.
ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه.
وورد في حديث قتادة: أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان، وهو والزَّوَال بمعنى.
وفي حديث أَبي جهل: يَزُولُ في الناس أَي يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ، ويروى يَرْفُل.
وفي حديث معاوية: أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلاً؛ المِزْيَل، بكسر الميم وسكون الزاي: الجَدِلُ في الخصومات الذي يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة، والميم زائدة.
والمُزَاوَلة: معالجة الشيء، يقال: فلان يُزَاوِل حاجة له، قال أَبو منصور: وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً.
وزاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة: فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها، بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة.
وقال رجل لآخر عَيَّره بالجُبْن: والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال زهير:فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا، يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاولوا: تَعَالَجُوا.
وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً: حاوَلَه وطَالَبه.
وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ.
وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه: أَجاءه؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد.
والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من ظَرْفه، والجمع أَزْوالٌ.
وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة.
ووَصِيفَةٌ زَوْلَة: نافِذة في الرَّسائل.
وتَزَوَّل: تَنَاهَى ظَرْفُه.
والزَّوْل: الغُلام الظَّريف.
والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل.
والزَّوْل: الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته؛ وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل لكثير بن مُزَرِّد: لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال، مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل: الجَواد.
والزَّوْلة: المرأَة البَرْزَة، ويقال: هي الفَطِنَةُ الدَّاهِية.
وفي حديث النساء: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ، هو من ذلك، وقيل الظَّرِيفة.
والزَّوْل: الخفيف الحركات.
والزَّوْل: العَجَب.
وزَوْلٌ أَزْوَل على المبالغة؛ قال الكميت: فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيـ ـبِ، زَوْلاً لَدَيْها، هو الأَزْوَلُ ابن بري: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار.
والزَّوْل: الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز: تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ، مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها

فضل (لسان العرب) [1]


الفَضْل والفَضِيلة معروف: ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة، والجمع فُضُول؛ وروي بيت أَبي ذؤيب: وَشِيكُ الفُضُول بعيد الغُفُول روي: وَشِيك الفُضُول، مكان الفُصُول، وقد تقدم في ترجمة فصل، بالصاد المهملة.
وقد فَضَل يَفْضُل (* قوله «وقد فضل يفضل» عبارة القاموس: وقد فضل كنصر وعلم، وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما) وهو فاضِل.
ورجل فَضَّال ومُفَضَّل: كثير الفَضْل.
والفَضِيلة: الدَّرَجة الرفيعة في الفَضْل، والفاضِلة الاسم من ذلك.
والفِضَال والتَّفاضُل: التَّمازِي في الفَضْل.
وفَضَّله: مَزَّاه.
والتَّفاضُل بين القوم: أَن يكون بعضهم أَفضَل من بعض.
ورجل فاضِل: ذو فَضْل.
ورجل مَفْضول: قد فَضَله غيره.
ويقال: فَضَل فلان على غيره إِذا غلب بالفَضْل عليهم.
وقوله تعالى: وفَضَّلناهم على كثير ممن خلقنا تَفْضِيلاً، قيل: . . . أكمل المادة تأْويله أَن الله فضَّلهم بالتمييز، وقال: على كثير ممن خلقنا، ولم يقل على كل لأَن الله تعالى فَضَّل الملائكة فقال: ولا الملائكة المقرَّبون، ولكن ابن آدم مُفَضَّل على سائر الحيوان الذي لا يعقل، وقيل في التفسير: إِن فَضِيلة ابن آدم أَنه يمشي قائماً وأَن الدَّواب والإِبل والحمير وما أَشبهها تمشي منكَبَّة، وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بِفِيه.
وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلاً: غلبته بالفَضْل، وكنت أَفضَل منه.
وتَفَضَّل عليه: تَمَزَّى.
وفي التنزيل العزيز: يريد أَن يتفضَّل عليكم؛ معناه يريد أَن يكون له الفَضْل عليكم في القَدْر والمنزلة، وليس من التفضُّل الذي هو بمعنى الإِفْضال والتطوُّل. الجوهري: المتفضِّل الذي يدَّعي الفَضْل على أَقرانه؛ ومنه قوله تعالى: يريد أَن يتفضَّل عليكم.
وفَضَّلته على غيره تَفْضِيلاً إِذا حكَمْتَ له بذلك أَو صيَّرته كذلك.
وأَفْضَل عليه: زاد؛ قال ذو الإِصبع: لاه ابنُ عَمِّك، لا أَفْضَلْتَ في حَسَب عَنِّي، ولا انتَ دَيّاني فتَخْزُوني الدَّيَّان هنا: الذي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك، وأَراد فتخزُوَني فأَسكن للقافية لأَن القصيدة كلها مُرْدَفة؛ وقال أَوس بن حَجَر يصف قوساً: كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مِلْئِها، ولا عَجْسُها عن مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا والفَواضِل: الأَيادي الجميلة.
وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه.
والإِفْضال: الإِحسان.
وفي حديث ابن أَبي الزناد: إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق منها لصاحبها، وكذلك الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انتفاع ربها بدَرِّها؛ قال الشاعر: سأَبْغِيكَ مالاً بالمدينة، إِنَّني أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فواضِله والتَّفَضُّل: التَّطوُّل على غيرك.
وتفضَّلْت عليه وأَفْضَلْتُ: تطوَّلت.
ورجل مِفْضال: كثير الفَضْل والخير والمعروف.
وامرأَة مِفْضالة على قومها إِذا كانت ذات فَضْل سَمْحة. فَضَلَ فلان على فلان إِذا غلب عليه.
وفَضَلْت الرجل: غلبته؛ وأَنشد: شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان، إِلاَّ يمينَ أَبيك، نائلُها الغَزِيرُ وقوله تعالى: ويُؤْتِ كلَّ ذي فَضْل فَضْلَه؛ قال الزجاج: معناه من كان ذا فَضْل في دينه فضَّله الله في الثواب وفضَّله في المنزلة في الدُّنيا بالدِّين كما فضَّل أَصحاب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
والفَضْل والفَضْلة: البقيَّة من الشيء.
وأَفْضَل فلان من الطعام وغيره إِذا ترك منه شيئاً. ابن السكيت: فَضِل الشيءُ يَفْضَل وفَضَل يَفْضُل، قال: وقال أَبو عبيدة فَضِل منه شيء قليل، فإِذا قالوا يَفْضُل، ضموا الضاد فأَعادوها إِلى الأَصل، وليس في الكلام حرف من السالم يُشْبه هذا، قال: وزعم بعض النحويين أَنه يقال حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثم يقولون تَحْضُر. الجوهري: أَفْضَلْت منه الشيء واسْتَفْضَلْته بمعنى؛ وقوله أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة: فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه إِليه، فلم يَرْجِع بحِلْم ولا عَزْم معناه أَقلعت عن لَومه وتركتُه كأَنه كان يمسك حينئذ بفَضْلة ثوبه، فلما أَبى أَن يقبل منه أَرسل فضلة ثوبه إِليه فخلاَّه وشأْنه، وقد أَفْضَل فَضْلَة؛ قال: كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه، كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قد تَزَلَّعا وفَضَل الشيءُ يَفْضُل: مثال دخَل يدخُل، وفَضِل يَفْضَل كحذِر يحذَر، وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فَضِل، بالكسر، يَفْضُل، بالضم، وهو شاذ لا نظير له، وقال ابن سيده: هو نادر جعلها سيبويه كَمِتَّ تموت؛ قال الجوهري: قال سيبويه هذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين، قال: وكذلك نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود.
وقال اللحياني: فَضِل يَفْضَل كحَسِب يَحْسَب نادر كل ذلك بمعنى.
وقال ابن بري عند قول الجوهري: كِدْت تَكُود، قال: المعروف كِدْت تَكاد.
والفَضِيلة والفُضَالة: ما فَضَل من الشيء.
وفي الحديث: فَضْلُ الإِزار في النار؛ هو ما يجرُّه الإِنسان من إِزاره على الأَرض على معنى الخُيَلاء والكِبْر.
وفي الحديث: إِن لله ملائكةً سَيَّارة فُضْلاً أَي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق، ويروى بسكون الضاد وضمها، قال بعضهم: والسكون أَكثر وأَصوب، وهما مصدر بمعنى الفَضْلة والزيادة.
وفي الحديث: إِن اسْمَ دِرْعه، عليه السلام، كان ذات الفُضُول، وقيل: ذو الفُضُول لفَضْلة كان فيها وسَعة.
وفَواضِل المال: ما يأْتيك من مَرافقه وغَلَّته.
وفُضُول الغنائم: ما فَضَل منها حين تُقْسَم؛ وقال ابن عَثْمة: لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا، وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول وفَضَلات الماء: بقاياه.
والعرب تقول لبقيَّة الماء في المَزادة فَضْلة، ولبَقيَّة الشراب في الإِناء فَضْلة، ومنه قول علقمة بن عبدة: والفَضْلَتين.
وفي الحديث: لا يمنع فَضْل؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يسقي الرجل أَرضه ثم تبقى من الماء بقيَّة لا يحتاج إِليها فلا يجوز له أَن يبيعها ولا يمنع منها أَحداً ينتفع بها، هذا إِذا لم يكن الماء ملْكه، أَو على قول من يرى أَن الماء لا يملَك، وفي رواية أُخرى: لا يمنع فَضْل الماء ليمنع به الكَلأ؛ هو نَفْع البئر المُباحة، أَي ليس لأَحد أَن يغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحوزه في إِناء ويملكه.
والفَضْلة: الثياب التي تبتذل للنوم لأَنها فَضلت عن ثياب التصرُّف.
والتفضُّل: التوشُّح، وأَن يخالف اللابس بين أَطراف ثوبه على عاتِقِه.
وثوب فُضُل ورجل فُضُل: متفضِّل في ثوب واحد؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل، إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى، وإِلاَّ لم يُصَل وكذلك الأُنثى فُضُل؛ قال الأَعشى: ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه، إِذا تُرَدّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ وإِنها لحسَنة الفِضْلة من التفضُّل في الثوب الواحد، وفلان حسَن الفِضْلة من ذلك.
ورجل فُضُل، بالضم، مثل جنُب ومُتَفَضِّل، وامرأَة فُضُل مثل جُنُب أَيضاً، ومُتَفَضِّلة، وعليها ثوب فُضُل: وهو أَن تخالف بين طرفيه على عاتقها وتتوشَّح به؛ وأَنشد أَبيات الراعي: يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل الأَصمعي: امرأَة فُضُل في ثوب واحد. الليث: الفِضَال الثوب الواحد يتفضَّل به لرجل يلبسه في بيته: وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عنه بوَثْبَةٍ حَواريَّةٍ، قد طال هذا التَّفَضُّل وإِنه لحسَن الفِضْلة؛ عن أَبي زيد، مثل الجِلْسة والرِّكْبة؛ قال ابن بري: ومنه قول الهذلي: مَشْيَ الهَلُوكِ عليه الخَيْعَل الفُضُل الجوهري: تَفَضَّلَت المرأَة في بيتها إِذا كانت في ثوب واحد كالخَيْعَل ونحوه.
وفي حديث امرأَة أَبي حذيفة قالت: يا رسول الله إِن سالماً مولى أَبي حذيفة يراني فُضُلاً أَي متبذلة في ثياب مَهْنَتي. يقال: تفضَّلت المرأَة إِذا لبست ثياب مَِهْنَتِها أَو كانت في ثوب واحد، فهي فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً.
وفي حديث المغيرة في صِفة امرأَة فُضُل: صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ، وقيل: أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل من ذيلها.
والمِفْضَل والمِفْضَلة، بكسر الميم: الثوب الذي تتفضَّل فيه المرأَة.
والفَضْلة: اسم للخمر؛ ذكره أَبو عبيد في باب أَسماء الخمر، وقال أَبو حنيفة: الفَضْلة ما يلحق من الخَمْر بعد القِدَم؛ قال ابن سيده: وإِنما سميت فَضْلة لأَن صَمِيمها هو الذي بقي وفَضَل؛ قال أَبو ذؤيب: فما فَضْلة من أَذْرِعات هَوَتْ بها مُذكَّرَة عُنْسٌ، كَهادِية الضَّحْل والجمع فَضَلات وفِضَال؛ قال الشاعر: في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، عند الفِضَال قديمُهم لم يَدْثُرِ قال الأَزهري: والعرب تسمي الخمر فِضَالاً؛ ومنه قوله: والشَّارِبُون، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ، صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ وقوله في الحديث: شهدت في دار عبد الله بن جُدْعان حِلْفاً لو دُعِيت إِلى مثله في الإِسلام لأَجَبْت؛ يعني حِلْف الفُضُول، سمي به تشبيهاً بحلْف كان قديماً بمكة أَيّام جُرْهُم على التناصف والأَخذ للضعيف من القويِّ، والغريب من القاطِن، وسمي حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم يسمى الفَضْل: الفضل بن الحرث، والفضل بن وَدَاعة، والفضل بن فَضَالة، فقيل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما يقال سَعْد وسُعود، وكان عقَده المُطَيَّبون وهم خَمْس قبائل، وقد ذكر مستوفى في ترجمة حلف. ابن الأَعرابي: يقال للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ.
والفَضْل وفَضِيلة: اسمان.
وفُضَيْلة: اسم امرأَة؛ قال: لا تذْكُرا عندي فُضَيْلة، إِنها متى ما يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ وفُضَالة: موضع؛ قال سلمى بن المقعد الهذلي: عليكَ ذَوِي فضالة فاتَّبِعْهم، وذَرْني إِن قُرْبي غير مُخْلي

سبط (لسان العرب) [1]


السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ: نقيض الجَعْد، والجمع سِباطٌ؛ قال سيبويه: هو الأَكثر فيما كان على فَعْلٍ صِفةً، وقد سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً؛ الأَخيرة عن سيبويه.
والسَّبْطُ: الشعر الذي لا جُعُودة فيه.
وشعر سَبْطٌ وسَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غير جَعْدٍ.
ورجل سبْطُ الشعر وسَبِطُه وقد سَبِطَ شعرُه، بالكسر، يَسْبَطُ سَبَطاً.
وفي الحديث في صفة شعره: ليس بالسَّبْطِ ولا بالجَعْدِ القَطِطِ؛ السَّبْطُ من الشعر: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي كان شعره وسَطاً بينهما.
ورجل سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مثل فَخِذٍ وفَخْذ، من قوم سِباطٍ إِذا كان حَسَنَ القَدِّ والاستواء؛ قال الشاعر: فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء ورجل سَبْطٌ . . . أكمل المادة بالمَعْروف: سَهْلٌ، وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً، ولغة أَهل الحجاز: رجل سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ.
ورجل سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين؛ قال حسان: رُبَّ خالٍ لِيَ، لَوْ أَبْصَرْتَهُ، سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ شمر: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه وكثرته؛ قال القطامِيُّ: صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ به من باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ (* قوله «أعراف» كذا بالأصل، والذي في الاساس وشرح القاموس: أعناق.) أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثير.
ورجل سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ: طويل؛ قال: أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ أَي هو في خِلْقته التي خلقه اللّه تعالى فيها لم يزد طولاً.
وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ.
ويقال للرجل الطويلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع.
وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: سَبْط القَصَبِ؛ السبْطُ والسِبطُ، بسكون الباء وكسرها: الممتدُّ الذي ليس فيه تَعَقُّدٌ ولا نُتوء، والقَصَبُ يريد بها ساعِدَيه وساقَيْه.
وفي حديث المُلاعَنةِ: إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها أَي ممتدّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ.والسُّباطةُ: ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ.
وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فيها قائماً ثم توضأَ ومسَح على خُفَّيْه؛ السُّباطةُ والكُناسةُ: الموضع الذي يُرْمى فيه الترابُ والأَوْساخُ وما يُكْنَسُ من المنازل، وقيل: هي الكُناسةُ نفسها وإِضافَتُها إِلى القوم إِضافةُ تَخْصِيصٍ لا مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة، وأَما قوله قائماً فقيل: لأَنه لم يجد موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا يكون موضعُها مُسْتوياً، وقيل: لمرض منعه عن القعود، وقد جاء في بعض الروايات: لِعِلَّةٍ بمَأُبِضَيْهِ، وقيل: فعَله للتَّداوِي من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا يتَداوَوْنَ بذلك، وفيه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً في السُّباطة ولم يؤخِّرْه.
والسَّبَطُ، بالتحريك: نَبْتٌ، الواحدة سَبَطةٌ. قال أَبو عبيد: السبَطُ النَّصِيُّ ما دام رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ؛ ومنه قول ذي الرمة يصف رملاً: بَيْنَ النهارِ وبين الليْلِ مِن عَقَِدٍ، على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ وقال فيه العجّاج: أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ ابن سيده: السبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نباتِ الرمل.
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السبَطُ من الشجر وهو سَلِبٌ طُوالٌ في السماء دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل والغنم، وليس له زهرة ولا شَوك، وله ورق دِقاق على قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قال: وأَخبرني أَعرابي من عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ، وله حبّ كحبّ البِزْرِ لا يخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، والناس يستخرجونه ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً.
واحدته سبَطةٌ، وجمع السبَطِ أَسْباطٌ.
وأَرض مَسْبَطةٌ من السَّبَطِ: كثيرة السبَطِ. الليث: السبَطُ نبات كالثِّيل إِلا أَنه يطول وينبت في الرِّمال، الواحدة سبَطةٌ. قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي ما معنى السِّبْط في كلام العرب؟ قال: السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خاصّة الأَولاد والمُصاصُ منهم، وقيل: السِّبْطُ واحد الأَسْباط وهو وَلد الوَلدِ. ابن سيده: السِّبْطُ ولد الابن والابنة.
وفي الحديث: الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهما، ومعناه أَي طائفتانِ وقِطْعتان منه، وقيل: الأَسباط خاصة الأَولاد، وقيل: أَولاد الأَولاد، وقيل: أَولاد البنات، وفي الحديث أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير، فهو واقع على الأُمَّة والأُمَّةُ واقعة عليه.
ومنه حديث الضِّبابِ: إِنَّ اللّه غَضِبَ على سِبْطٍ من بني إِسرائيل فمسخهم دَوابَّ.
والسِّبْطُ من اليهود: كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إِلى أَب واحد، سمي سِبْطاً ليُفْرَق بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، وجمعه أَسْباط.
وقوله عزّ وجلّ: وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً؛ أُمماً ليس أَسباطاً بتمييز لأَن المميز إِنما يكون واحداً لكنه بدل من قوله اثنتي عشرة كأَنه قال: جعلناهم أَسْباطاً.
والأَسْباطُ من بني إِسرائيل: كالقبائل من العرب.
وقال الأَخفش في قوله اثنتي عشرة أَسباطاً، قال: أَنَّث لأَنه أَراد اثنتي عشرة فِرْقةً ثم أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يجعل العدد واقعاً على الأَسباط؛ قال أَبو العباس: هذا غلط لا يخرج العدد على غير الثاني ولكن الفِرَقُ قبل اثنتي عشرة حتى تكون اثنتي عشرة مؤنثة على ما فيها كأَنه قال: وقطَّعناهم فِرَقاً اثنتي عشرة فيصح التأْنيث لما تقدم.
وقال قطرب: واحد الأَسباط سِبْطٌ. يقال: هذا سِبْط، وهذه سبط، وهؤلاء سِبْط جمع، وهي الفِرْقة.
وقال الفراء: لو قال اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لتذكير السبط كان جائزاً، وقال ابن السكيت: السبط ذَكَرٌ ولكن النية، واللّه أَعلم، ذهبت إِلى الأُمم.
وقال الزجاج: المعنى وقطَّعناهم اثنتي عشْرةَ فِرْقة أَسباطاً، فأَسباطاً من نعت فرقة كأَنه قال: وجعلناهم أَسباطاً، فيكون أَسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة، قال: وهو الوجه.
وقال الجوهري: ليس أَسباطاً بتفسير ولكنه بدل من اثنتي عشرة لأَن التفسير لا يكون إِلا واحداً منكوراً كقولك اثني عشر درهماً، ولا يجوز دراهم، وقوله أُمماً من نعت أَسْباطٍ، وقال الزجاج: قال بعضهم السِّبْطُ القَرْنُ الذي يجيء بعد قرن، قالوا: والصحيح أَن الأَسْباط في ولد إِسحق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسمعيل، عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِمعيل قبيلةٌ، وولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحق سِبْطٌ، وإِنما سمي هؤلاء بالأَسباط وهؤلاء بالقبائل ليُفْصَلَ بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، عليهما السلام. قال: ومعنى إِمعيل في القبيلة( ) قوله «قال ومعنى إسماعيل في القبيلة إلخ» كذا في الأَصل. معنى الجماعة، يقال لكل جماعة من أَب واحد قبيلة، وأَما الأَسباط فمشتق من السبَطِ، والسبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل، ويقال: الشجرةُ لها قبائل، فكذلك الأَسْباطُ من السبَط، كأَنه جُعل إِسحقُ بمنزلة شجرة، وجعل إِسمعيل بمنزلة شجرة أُخرى، وكذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد بمنزلة الشجرة، والأَولادَ بمنزلة أَغْصانها، فتقول: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ من شجرة مباركة. فهذا، واللّه أَعلم، معنى الأَسْباط والسِّبْطِ؛ قال ابن سيده: وأَما قوله: كأَنه سِبْطٌ من الأَسْباطِ فإِنه ظن السبْطَ الرجل فغَلِط.
وسَبَّطَتِ الناقةُ وهي مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لغير تمام.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كانت تَضْرِب اليَتيم يكون في حَجْرِها حتى يُسْبِطَ أَي يَمتدّ على وجه الأَرض ساقطاً. يقال: أَسْبَطَ على الأَرض إِذا وقع عليها ممتدّاً من ضرب أَو مرَض.
وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ على وجه الأَرض وامتدّ من الضرب.
واسْبَطَرَّ أَي امتدّ، منه؛ ومنه حديث شُرَيْحٍ: فإِن هي دَرَّتْ واسْبَطَرَّت؛ يريد امتدَّتْ للإِرْضاع؛ وقال الشاعر: ولُيِّنَتْ من لَذّةِ الخِلاطِ، قد أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ يعني امرأَة أُتِيَتْ، فلما ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها على الأَرض، وقولهم: ما لي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زيد: يقال للناقة إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قد سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً.
وقال الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بولدها وسبَّغَت، بالغين المعجمة، إِذا أَلقته وقد نبَت وبَرُه قبل التَّمام.
والتَّسْبِيطُ في الناقة: كالرِّجاعِ.
وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت.
وأَسْبَط الرجلُ: وقع فلم يقدر على التحرُّك من الضعْف، وكذلك من شُرب الدَّواء أَو غيره؛ عن أَبي زيد.
وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بها؛ عن ابن جَبلة.
وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت مِن فَرَقٍ.
والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بها الطيرُ، وقيل: يرمى فيها بِسهام صِغار يُنْفَخُ فيها نَفْخاً فلا تكاد تُخْطِئ.
والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بين حائطين، وفي المحكم: بين دارين، وزاد غيره: من تحتها طريق نافذ، والجمع سَوابِيطُ وساباطاتٌ.
وقولهم في المثل: أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطٍ؛ قال الأَصمعي: هو ساباطُ كسْرى بالمدائنِ وبالعجمية بَلاس آبادْ، وبَلاس اسم رجل؛ ومنه قول الأَعشى: فأَصْبَحَ لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ * بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَرْزَق (* هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين.
وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه) يذكر النعمان بن المنذر وكان أَبْرَويز حبَسه بساباط ثم أَلقاه تحت أَرْجُل الفِيَلةِ.
وساباطُ: موضع؛ قال الأَعشى: هُنالِكَ ما أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه * بِساباطَ، حتى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ (* هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين.
وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه) وسَباطِ: من أَسماء الحمَّى، مبنيّ على الكسر؛ قال المتنخل الهذلي: أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ، * كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ وسُباط: اسم شهر بالرومية، وهو الشهر الذي بين الشتاء والربيع، وفي التهذيب: وهو في فصل الشتاء، وفيه يكون تمام اليوم الذي تَدُور كسُوره في السنين، فإِذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سمّى أَهلُ الشام تلك السنةَ عامَ الكَبِيسِ، وهم يَتَيَمَّنُونَ به إِذا وُلد فيه مولود او قَدِم قادِمٌ من سَفَرٍ.
والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نخلة تُدرك آخر القَيْظِ.
وسابِطٌ وسُبَيْطٌ: اسْمانِ.
وسابُوطٌ: دابّةٌ من دواب البحر.
ويقال: سبَط فلان على ذلك الأَمْرِ يميناً وسَمَط عليه، بالباء والميم، أَي حلَف عليه.
ونعْجة مَبْسُوطةٌ إِذا كانت مَسْمُوطةً مَحْلوقة.

خدع (لسان العرب) [1]


الخَدْعُ: إظهار خلاف ما تُخْفيه. أبو زيد: خَدَعَه يَخْدَعُه خِدْعاً، بالكسر، مثل سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً؛ قال رؤْية: وقد أُداهِي خِدْعَ مَن تَخَدَّعا وأجاز غيره خَدْعاً، بالفتح، وخَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم.
وخادَعَه مُخادَعة وخِداعاً وخَدَّعَه واخْتَدَعه: خَدَعه. قال الله عز وجل: يُخادِعون اللهَ؛ جازَ يُفاعِلُ لغير اثنين لأَن هذا المثال يقع كثيراً في اللغة للواحد نحو عاقَبْتُ اللِّصَّ وطارَقْت النعلَ. قال الفارسي: قرئَ يُخادِعون الله ويَخْدَعُون الله؛ قال: والعرب تقول خادَعْت فلاناً إذا كنت تَرُوم خَدْعه وعلى هذا يوجه قوله تعالى: يُخادِعون الله وهو خادِعُهم؛ معناه أَنهم يُقدِّرون في أَنفسهم أَنهم يَخْدَعون اللهَ، . . . أكمل المادة والله هو الخادع لهم أَي المُجازي لهم جَزاءَ خِداعِهم؛ قال شمر: روي بيت الراعي: وخادَعَ المَجْدَ أَقْوامٌ، لهم وَرَقٌ راح العِضاهُ به، والعِرْقُ مَدْخُول قال: خادَعَ ترك، ورواه أَبو عمرو: خادَع الحَمْد، وفسره أَي ترك الحمدَ أَنهم ليسوا من أَهله.
وقيل في قوله يُخادعون الله: أَي يُخادعون أَولياء الله.
وخدعته: ظَفِرْت به؛ وقيل: يخادعون في الآية بمعنى يخدعون بدلالة ما أَنشده أَبو زيد: وخادَعْت المَنِيَّةَ عنكَ سِرّاً أَلا ترى أَن المنيَّة لا يكون منها خداع؟ وكذلك قوله: وما يخادعون إلاّ أَنفسهم، يكون على لفظ فاعَل وإن لم يكن الفعل إلاّ من واحد كما كان الأوَّل كذلك، وإذا كانوا قد استجازُوا لتشاكُلِ الأَلفاظ أَن يُجْزوا على الثاني ما لا يصح في المعنى طلباً للتشاكل، فأَنْ يَلْزَم ذلك ويُحافَظَ عليه فيما يصح به المعنى أَجْدَرُ نحو قوله: أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ علينا، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِينا وفي التنزيل: فمن اعْتَدَى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم؛ والثاني قِصاص ليس بعُدْوان.
وقيل: الخَدْع والخَدِيعة المصدر، والخِدْعُ والخِداعُ الاسم، وقيل الخَدِيعَةُ الاسم.
ويقال: هو يَتخادَعُ أَي يُري ذلك من نفسه.
وتَخادَع القومُ: خدَع بعضُهم بعضاً.
وتخادع وانْخَدَعَ: أَرى أَنه قد خُدع، وخَدَعْتُه فانْخَدَع.
ويقال: رجل خَدَّاع وخَدُوعٌ وخُدَعةٌ إِذا كان خَِبّاً.
والخُدْعةُ: ما تَخْدَعُ به.
ورجل خُدْعة، بالتسكين، إِذا كان يُخْدَع كثيراً، وخُدَعة: يَخْدَع الناس كثيراً.
ورجل خَدَّاعٌ وخَدِعٌ؛ عن اللحياني، وخَيْدَعٌ وخَدُوعٌ: كثير الخِداعِ، وكذلك المرأَة بغير هاء؛ وقوله: بِجِزْعٍ من الوادي قَلِيلٍ أَنِيسُه عَفا، وتَخَطَّتْه العُيون الخَوادِعُ يعني أَنها تَخْدَع بما تسْتَرِقُه من النظر.
وفي الحديث: الحَرْبُ خَدْعةٌ وخُدْعةٌ، والفتح أَفصح، وخُدَعةٌ مثل هُمَزة. قال ثعلب: ورويت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، خَدْعة، فمن قال خَدْعة فمعناه من خُدِع فيها خَدْعةً فزَلَّت قدَمُه وعَطِبَ فليس لها إِقالة؛ قال ابن الأَثير: وهو أَفصح الروايات وأَصحها، ومن قال خُدْعةٌ أَراد هي تُخْدَعُ كما يقال رجل لُعْنةٌ يُلْعَن كثيراً، وإِذا خدَعَ القريقين صاحبه في الحرب فكأَنما خُدعت هي؛ ومن قال خُدَعة أَراد أَنها تَخْدَعُ أَهلها كما قال عمرو بن مَعْدِيكرب: الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً، تَسْعَى بِبِزَّتِها لكلِّ جَهُول ورجل مُخَدَّعٌ: خُدِع في الحَرْب مرة بعد مرة حتى حَذِقَ وصار مُجَرَّباً، والمُخَدَّعُ أَيضاً: المُجَرِّبُ للأُمور؛ قال أَبو ذؤَيب: فتَنازَلا وتواقَفَتْ خَيْلاهما، وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ابن شميل: رجل مُخَدَّع أَي مُجَرَّس صاحب دَهاء ومَكر، وقد خُدِع؛ وأَنشد: أُبايِعُ بَيْعاً من أَرِيبٍ مُخَدَّع وإِنه لذو خُدْعةٍ وذو خُدُعات أَي ذو تجريب للأُمور.
وبعير به خادِعٌ وخالِعٌ: وهو أَن يزول عصَبُه في وَظِيف رجله إِذا برَك، وبه خُوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخادِعُ أَقل من الخالع.
والخَيْدع: الذي لا يوثَق بمودَّته.
والخيْدَعُ: السَّراب لذلك، وغُولٌ خَيْدَعٌ منه، وطريق خَيْدَع وخادع: جائر مخالف للقصد لا يُفْطَن له؛ قال الطرمَّاح: خادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصادُها، تُمْسِي وُكُوناً فوقَ آرامِها وطريقٌ خَدُوع: تَبِين مرة وتَخْفَى أُخرى؛ قال الشاعر يصف الطريق: ومُسْتَكْرَه من دارِسِ الدَّعْس داثِرٍ، إِذا غَفَلَتْ عنه العُيونُ خَدُوع والخَدُوع من النوق: التي تَدِرُّ مرة وترفع لبنها مرة.
وماء خادِعٌ: لا يُهْتَدَى له.
وخَدَعْتُ الشيءَ وأَخْدَعْته: كتمته وأَخْفَيْته.
والخَدْع: إِخفاءُ الشيء، وبه سمي المِخْدَعُ، وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، وتضم ميمه وتفتح.
والمِخدع: الخِزانة.
والمُخْدَع: ما تحت الجائز الذي يوضع على العرش، والعرشُ: الحائطُ يُبْنَى بين حائطي البيت لا يبلغ به أَقْصاه، ثم يوضع الجائز من طَرف العَرْش الداخل إِلى أَقْصى البيت ويُسْقف به؛ قال سيبويه: لم يأْت مُفْعل اسماً إِلا المُخْدَع وما سواه صفة.
والمَخْدَع والمِخْدَع: لغة في المُخْدع، قال: وأَصله الضم إِلا أَنهم كسروه اسْتِثقالاً، وحكى الفتح أَبو سليمان الغَنَويّ، واختلف في الفتح والكسر القَنانيّ وأَبو شَنْبَل، ففتح أَحدُهما وكسر الآخر؛ وبيت الأَخطل: صَهْباء قد كَلِفَتْ من طُول ما حُبِستْ في مخْدَعٍ، بين جَنَّاتٍ وأَنهارِ يروى بالوجوه الثلاثة.
والخِداعُ: المَنْع.
والخِداعُ: الحِيلة.
وخدَع الضَّبُّ يخْدَع خَدْعاً وانْخَدع: اسْتَرْوَح رِيحَ الإِنسانِ فدَخل في جُحْره لئلاّ يُحْتَرَشَ، وقال أَبو العَمَيْثل: خدَع الضبُّ إِذا دخل في وِجاره مُلتوياً، وكذلك الظبيُ في كِناسه، وهو في الضبّ أَكثر. قال الفارسي: قال أَبو زيد وقالوا إِنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه، ومعنى الحَرْش أَن يَمسح الرجلُ على فم جُحْر الضب يتسمَّع الصوت فربما أَقبل وهو يرى أَن ذلك حية، وربما أَرْوَحَ ريح الإِنسان فخَدَعَ في جُحره ولم يخرج؛ وأَنشد الفارسي: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ منهمُ، بحُلْوِ الخَلا، حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِع حُلْوُ الخَلا: حُلْوُ الكلامِ.
وضب خَدِعٌ أَي مُراوِغٌ.
وفي المثل: أَخْدَعُ من ضب حَرَشْتَه، وهو من قولك: خَدَعَ مني فلان إِذا توارى ولم يَظْهَر.
وقال ابن الأَعرابي: يقال أَخْدَعُ من ضب إِذا كان لا يُقدر عليه، من الخَدْع؛ قال ومثله: جعل المَخادِعَ للخِداعِ يُعِدُّها، مما تُطِيفُ ببابِه الطُّلاَّبُ والعرب تقول: إِنه لضَبُّ كَلَدةٍ لا يُدْرَك حَفْراً ولا يُؤخَذُ مُذَنِّباً؛ الكَلَدةُ: المكانُ الصُّلْب الذي لا يَعمل فيه المِحْفار؛ يضرب للرجل الدَّاهيةِ الذي لا يُدْرك ما عنده.
وخدَع الثعلبُ إِذا أَخذ في الرَّوَغانِ.
وخدَع الشيءُ خَدْعاً: فسَد.
وخدَع الرِّيقُ خَدْعاً: نقَص، وإِذا نقَص خَثُرَ، وإِذا خثر أَنْتَنَ؛ قال سويد بن أَبي كاهل يصف ثغْر امرأَة: أَبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُه، طيِّبُ الرِّيقِ، إِذا الرِّيقُ خَدَعْ لأَنه يَغْلُظ وقت السَّحَر فيَيْبَس ويُنْتِنُ. ابن الأَعرابي: خدَعَ الريقُ أَي فسَد.
والخادِعُ: الفاسد من الطعام وغيره. قال أَبو بكر: فتأْويل قوله: يخادعون الله وهو خادِعُهم، يُفسدون ما يُظهرون من الإِيمان بما يُضمرون من الكفر كما أَفسد اللهُ نِعمَهم بأَن أَصدرهم إِلى عذاب النار. قال ابن الأَعرابي: الخَدْعُ منع الحقّ، والخَتْمُ مَنْع القلب من الإِيمان.
وخدَعَ الرجلُ: أَعطى ثم أَمسك. يقال: كان فلان يُعطي ثم خدَع أَي أَمسَك ومنَعَ.
وخدَع الزمانُ خَدْعاً: قَلَّ مطَرُه.
وفي الحديث: رَفَع رجل إِلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ما أَهَمَّه من قَحْطِ المطر فقال: قَحَط السَّحابُ وخَدَعتِ الضِّبابُ وجاعتِ الأَعْراب؛ خدَعَت أَي اسْتَترتْ وتَغَيَّبَتْ في جِحرَتها. قال الفارسي: وأَما قوله في الحديث: إِنَّ قبْل الدَّجّال سِنِينَ خَدَّاعةً، فيرون أَنّ معناه ناقصة الزكاة قليلة المطر، وقيل: قليلة الزَّكاء والرَّيْع من قولهم خدَعَ الزمانُ قلّ مطره؛ وأَنشد الفارسي: وأَصبحَ الدهْرُ ذو العلاَّتِ قد خَدَعا وهذا التفسير أَقرب إِلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله: سِنين خدَّاعة، يريد التي يَقِلُّ فيها الغيْث ويَعُمُّ بها المَحْلُ.
وقال ابن الأَثير في قوله: يكون قبل الساعة سِنُون خدَّاعة أَي تكثر فيها الأَمطار ويقل الرَّيْع، فذلك خِداعُها لأَنها تُطمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف، وقيل: الخَدَّاعة القليلة المطر من خَدَع الريقُ إِذا جَفَّ.
وقال شمر: السِّنون الخَوادِعُ القليلة الخير الفواسدُ.
ودينار خادِعٌ أَي ناقصٌ.
وخدَع خيرُ الرجل: قلّ.
وخدع الرجلُ: قلّ مالُه.
وخدَع الرجلُ خَدْعاً: تخلَّق بغير خُلُقِه.
وخُلُقٌ خادِعٌ أَي مُتلوِّن.
وخلُق فلان خادِعٌ إِذا تَخَلَّق بغير خُلُقه.
وفلان خادِعُ الرأْي إِذا كان مُتلوِّناً لا يثبُت على رأْي واحد.
وخدَع الدهْر إِذا تلوَّن.
وخدَعتِ العينُ خَدْعاً: لم تَنم.
وما خَدَعتْ بعَيْنه نَعْسةٌ تَخْدَعُ أَي ما مَرَّت بها؛ قال المُمَزّق العَبْدي: أَرِقْتُ، فلم تَخْدَعْ بعَيْنَيَّ نَعْسَةٌ، ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقُ أَي لم تدخل بعَيْنيَّ نعْسة، وأَراد ومن يلق ما لاقيت يأْرَقُ لا بدّ أَي لا بدّ له من الأَرَقِ.
وخدَعَت عينُ الرجل: غارَتْ؛ هذه عن اللحياني.
وخَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً وانخدعت: كسَدَت؛ الأَخيرة عن اللحياني.
وكلُّ كاسدٍ خادِعٌ.
وخادَعْتُه: كاسَدْتُه.
وخدَعتِ السوقُ: قامت فكأَنه ضِدّه.
ويقال: سُوقهم خادِعةٌ أَي مختلفة مُتلوِّنة. قال أَبو الدينار في حديثه: السوق خادعةٌ أَي كاسدة. قال: ويقال السوق خادعة إِذا لم يُقدر على الشيء إِلا بغَلاء. قال الفراء: بنو أَسد يقولون إِنَّ السعْر لمُخادِع، وقد خدَع إِذا ارتفع وغَلا.
والخَدْعُ: حَبْس الماشِية والدوابّ على غير مَرْعًى ولا عَلَفٍ؛ عن كراع.
ورجُل مُخدَّع: خُدِع مراراً؛ وقيل في قول الشاعر: سَمْح اليَمِين، إِذا أَرَدْتَ يَمِينَه، بسَفارةِ السُّفَراء غَيْر مُخَدَّعِ أَراد غير مَخْدُوع، وقد روى جِدّ مُخَدَّع أَي أَنه مُجَرَّب، والأَكثر في مثل هذا أَن يكون بعد صفة من لفظ المضاف إِليه كقولهم أَنت عالِمٌ جِدُّ عالم.
والأَخْدَعُ: عِرْق في موضع المِحْجَمتين وهما أَخدعان.
والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد.
وفي الحديث: أَنه احْتَجَمَ على الأَخْدَعَين والكاهِل؛ الأَخدعانِ: عرقان في جَانِبَي العُنق قد خَفِيا وبَطَنا، والأَخادِعُ الجمع؛ وقال اللحياني: هما عِرقان في الرقبة، وقيل: الأَخدعانِ الوَدَجانِ.
ورجل مَخْدُوع: قُطِع أَخْدَعُه.
ورجلٌ شديدُ الأَخْدَع أَي شديدُ موضع الأَخدع، وقيل: شديد الأَخْدعِ، وكذلك شديدُ الأَبْهَر.
وأَمّا قولهم عن الفَرس: إِنه لشَديد النَّسا فيراد بذلك النَّسا نفسُه لأَنَّ النَّسا إِذا كان قصيراً كان أَشدَّ للرِّجْل، وإِذا كان طويلاً اسْترخَت الرّجْل.
ورجل شديد الأَخْدَع: مُمتنِع أَبِيّ، ولَيِّنُ الأَخْدَعِ: بخلاف ذلك.
وخَدَعَه يَخْدَعُه خَدْعاً: قطع أَخْدَعَيْه، وهو مَخْدُوعٌ.
وخَدَعَ ثوبَه خَدْعاً وخُدْعاً: ثناه؛ هذه عن اللحياني.
والخُدْعةُ: قبيلة من تَمِيم. قال ابن الأَعرابي: الخُدَعةُ رَبيعة بن كَعْب بن زيدِ مَناةَ بن تميم؛ وأَنشد غيره في هذه القبيلة من تميم: أَذُودُ عن حَوْضِه ويَدْفَعُنِي؛ يا قَوْمِ، مَن عاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ؟ وخَدْعةُ: اسم رجل، وقيل: اسم ناقة كان نَسَب بها ذلك الرجل؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد: أَسِير بِشَكْوَتِي وأَحُلُّ وحْدِي، وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعةَ في السَّماعِ قال: وإِنما سمي الرجل خَدْعةَ بها، وذلك لإِكثاره من ذكرها وإِشادَته بها. قال ابن بري، رحمه الله: أَهمل الجوهري في هذا الفصل الخَيْدَعَ، وهو السِّنَّوْرُ.

لحم (لسان العرب) [2]


اللَّحْم واللَّحَم، مخفف ومثقل لغتان: معروف، يجوز أَن يكون اللحَمُ لغة فيه، ويجوز أَن يكون فُتح لمكان حرف الحلق؛ وقول العجاج: ولم يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم على المصدر، والجمع أَلْحُمٌ ولُحوم ولِحامٌ ولُحْمان، واللَّحْمة أَخصُّ منه، واللَّحْمة: الطائفة منه؛ وقال أَبو الغول الطُّهَوي يهجو قوماً: رَأَيْتُكمُ، بني الخَذْوَاء، لَمّا دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحامُ، توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ، وقُلْتم: لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ يقول: لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عني.
ولَحْمُ الشيء: لُبُّه حتى قالوا لحمُ الثَّمرِ للُبِّه.
وأَلْحَمَ الزرعُ: صار فيه القمحُ، كأَنّ ذلك لَحْمُه. ابن الأَعرابي: اسْتَلْحَم الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ . . . أكمل المادة أَي الْتَفَّ، وهو الطِّهْلئ، قال أَبو منصور: معناه التفَّ. الأَزهري: ابن السكيت رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين، ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما، ولحِمَ، بالكسر: اشتهى اللَّحْم.
ورجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان يبيع الشحمَ واللحم، ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ في بدنه، وإِذا أَكل كثيراً فلَحُم عليه قيل: لَحُم وشَحُم.
ورجل لحِيمٌ ولَحِمٌ: كثير لَحْم الجسد، وقد لَحُم لَحامةً ولَحِمَ؛ الأَخيرة عن اللحياني: كُثرَ لحم بدنهِ.
وقول عائشة، رضي الله عنها: فلما عَلِقْت اللحمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت.
ورجل لَحِمٌ: أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه، وقيل: هو الذي أَكل منه كثيراً فشكا منه، والفعل كالفعل.
واللَّحّامُ: الذي يبيع اللحم.
ورجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم، وكذلك مُشْحِم.
وفي قول عمر: اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر، وفي رواية: إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر. يقال: رجل لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ، فاللَّحِمُ: الذي يُكْثِر أَكلَه، والمُلْحِم: الذي يكثر عنده اللحم أَو يُطْعِمه، واللاَّحِمُ: الذي يكون عنده لحمٌ، واللّحِيمُ: الكثيرُ لحمِ الجسد. الأَصمعي: أَلْحَمْتُ القومَ، بالأَلف، أَطعمتهم اللحمَ؛ وقال مالك بن نُوَيْرة يصف ضبعاً:وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِم أَجْرِياً، وسْطَ العَرِينِ، وليسَ حَيٌّ يَمنعُ قال: جعل مأْواها لها عَرِيناً.
وقال غير الأَصمعي: لَحَمْتُ القومَ، بغير أَلف؛ قال شمر: وهو القياس.
وبيْتٌ لَحِمٌ: كثير اللحْم؛ وقال الأَصمعي في قول الراجز يصف الخيل: نُطْعِمُها اللحْمَ، إِذا عَزَّ الشَّجَرْ، والخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَرْ قال: أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمى اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ على اللبن.
وقال ابن الأَعرابي: كانوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه في أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ، وأََنكر ما قال الأَصمعي وقال: إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ.
وأَما قوله، عليه السلام: إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتِ اللحِمَ وأَهلَه، فإِنه أَراد الذي تؤْكل فيه لُحومُ الناس أَخْذاً.
وفي حديث آخر: يُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين.
وسأَل رجل سفيان الثوريّ: أَرأَيت هذا الحديث إِن الله تبارك وتعالى لَيُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين؟ أَهُم الذين يُكِثرون أَكل اللحْم؟ فقال سفيان: هم الذين يكثرون أَكلَ لحومِ الناس.
وأَما قوله ليُبْغِضُ البيتَ اللحِمَ وأَهلَه قيل: هم الذين يأْكلون لحوم الناس بالغِيبة، وقيل: هم الذين يكثرون أَكل اللحم ويُدْمِنُونه، قال: وهو أَشبَهُ.
وفلانٌ يأْكل لُحومَ الناس أَي يغتابهم؛ ومنه قوله: وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وفي الحديث: إِنَّ أَرْبَى الربا استِطالةُ الرجل في عِرْضِ أَخيه.
ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً: اشتهى اللحْم.
وبازٍ لَحِمٌ: يأْكل اللحمَأَو يشتهيه، وكذلك لاحِمٌ، والجمع لَواحِمُ، ومُلْحِمٌ: مُطْعِم للَّحم، ومُلْحَمٌ: يُطْعَم اللحمَ.
ورجل مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم للصيد مَرزوق منه.ولَحْمةُ البازي ولُحْمته: ما يُطْعَمُه مما يَصِيده، يضم ويفتح، وقيل: لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يصيده؛ أَنشد ثعلب: مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلحَمْتُ الطيرَ إِلحاماً.
وبازٍ لَحِمٌ: يأْكل اللحم لأََن أَكله لَحْمٌ؛ قال الأَعشى: تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوا رَ يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمةُ الأَسد: ما يُلْحَمُه، والفتح لغة.
ولحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً، بالفتح، وأَلحَمهم: أَطعمهم اللحمَ، فهو لاحِمٌ؛ قال الجوهري ولا تقل أَلحَمْتُ، والأَصمعي يقوله.
وأَلحَمَ الرجلُ: كثُر في بيته اللحم، وأَلحَمُوا: كثُر عندهم اللحم.
ولَحَم العَظمَ يَلحُمه ويَلحَمُه لَحْماً: نزع عنه اللحم؛ قال: وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ، يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ، مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ يَلحُمُهْ ورجل لاحِمٌ ولَحِيمٌ: ذو لحمٍ على النسب مثل تامر ولابن، ولَحَّام: بائع اللحم.
ولَحِمَت الناقة ولَحُمتْ لَحامةً ولُحوماً فيهما، فهي لَحِيمةٌ: كثر لحمُها.
ولُحْمة جلدة الرأْس وغيرها: ما بَطَن مما يلي اللحم.
وشجَّة مُتلاحِمة: أَخذت في اللحم ولم تبلُغ السِّمْحاق، ولا فعل لها. الأَزهري: شجّة متلاحمة إِذا بلغت اللحم.
ويقال: تَلاحمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت في اللحم، وتَلاحمت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ.
وقال شمر: قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التي تَُشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحُمِ بعد شَقِّها، فلا يجوز فيها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم. قال: وتَتَلاحَمُ من يومِها ومن غَدٍ. قال ابن الأَثير في حديث: الشِّجاج المتلاحِمة هي التي أَخذتْ في اللحم، قال: وقد تكون التي برأَتْ والتحَمتْ.
وامرأَة مُتلاحِمة: ضيِّقةُ مَلاقي لحم الفَرْج وهي مآزِم الفَرج.
والمُتلاحِمة من النساء: الرَّتقاء؛ قال أَبو سعيد: إِنما يقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً يمنع من الجماع، قال: ولا يصح مُتلاحِمة.
وفي حديث عمر: قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك؟ قال: إِنها كانت مُتلاحمة، قال: إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ؛ قيل: هي الضيِّقة المَلاقي، وقيل: هي التي بها رَتَقٌ.
والتحَم الجرحُ للبُرْء.
وأَلحَمه عِرْضَ فلان: سَبَعهُ إِيّاه، وهو على المثل.
ويقال: أَلحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه، وأَلحَمْتُه سَيفي.
ولُحِمَ الرجلُ، فهو لَحِيمٌ، وأُلحِمَ: قُتِل.
وفي حديث أُسامة: أَنه لَحَم رجلاً من العَدُوِّ أَي قتَله، وقيل: قَرُب منه حتى لَزِق به، من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق، وقيل: لَحَمَه أَي ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه.
واللَّحِيمُ: القَتيلُ؛ قال ساعدة بن جؤية أَورده ابن سيده: ولكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به، فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الجوهري: فقالوا: تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به، ولا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحيمُ قال ابن بري صواب إِنشاده: فقال (* قوله «فقال إلخ» كذا بالأصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه) تركناه؛ وقبله: وجاء خَلِيلاه إِليها كِلاهُما يُفِيض دُموعاً، غَرْبُهُنّ سَجُومُ واستُلحِمَ: رُوهِقَ في القتال.
واستُلحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ في القتال؛ أَنشد ابن بري للعُجَير السَّلولي: ومُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِيد المَوالي، نِيلَ ما كان يَجْمَعُ والمُلْحَم: الذي أُسِر وظَفِر به أَعداؤُه؛ قال العجاج: إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمة: الوَقْعةُ العظيمة القتل، وقيل: موضع القتال.
وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتى صاروا لحماً.
وأُلحِمَ الرجلُ إِلحاماً واستُلحِمَ اسْتِلحاماً إِذا نَشِب في الحرب فلم يَجِدْ مَخْلَصاً، وأَلحَمَه غيرُه فيها، وأَلحمَه القتالُ.
وفي حديث جعفر الطيّار، عليه السلام، يوم مُؤْتةَ: أَنه أَخذ الراية بعد قتْل زيدٍ فقاتَلَ بها حتى أَلحمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه، في صفة الغُزاة: ومنهم مَن أَلحمَه القتالُ؛ ومنه حديث سُهيل: لا يُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حين يُلْحِم بعضُهم بعضاً أَي تشتَبكُ الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضاً.
وفي الحديث: اليوم يومُ المَلْحَمة، وفي حديث آخر: ويُجْمَعون للمَلْحَمة؛ هي الحرب وموضعُ القتال، والجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدى، وقيل: هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلى فيها، وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمت.
والمَلْحَمة: القتالُ في الفتنة، ابن الأَعرابي: المَلْحَمة حيث يُقاطِعون لُحومَهم بالسيوف؛ قال ابن بري: شاهد المَلحَمة قول الشاعر: بمَلْحَمةٍ لا يَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِيفاً، ويمْشي الذئبُ فيها مع النَّسْر والمَلْحَمة: الحربُ ذات القتل الشديد.
والمَلْحمة: الوَقعة العظيمة في الفتنة.
وفي قولهم نَبيُّ المَلْحمة قولان: أَحدهما نبيُّ القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بُعِثْت بالسيف، والثاني نبيُّ الصلاح وتأْليفِ الناس كان يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة.
وقد لحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه؛ قال ذلك الأَزهري عن شمر.
ولَحِمَ بالمكان (* قوله «ولحم بالمكان» قال في التكملة بالكسر، وفي القاموس كعلم، ولم يتعرضا للمصدر، وضبط في المحكم بالتحريك) يَلْحَم لَحْماً: نَشِب بالمكان.
وأَلْحَم بالمكان: أَقامَ؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: لَزِم الأَرض، وأَنشد: إِذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيةَ الرَّدى، ولم يَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَياهُما وأَلحَم الدابةُ إِذا وقف فلم يَبرح واحتاج إِلى الضرب.
وفي الحديث: أَنه قال لرجل صُمْ يوماً في الشهر، قال: إِني أَجد قوَّةً، قال: فصُمْ يومين، قال: إِني أَجد قوَّة، قال: فصُم ثلاثة أَيام في الشهر، وأَلحَم عند الثالثة أَي وقَف عندها فلم يَزِدْه عليها، من أَلحَم بالمكان إِذا أَقام فلم يبرح.
وأَلحَم الرجلَ: غَمَّه.
ولَحَم الشيءَ يَلحُمه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحم: لأَمَه.
واللِّحامُ: ما يُلأَم به ويُلْحَم به الصَّدْعُ.
ولاحَمَ الشيءَ بالشيء: أَلْزَقَه به، والْتَحم الصَّدْعُ والْتَأَم بمعنى واحد.
والمُلْحَم: الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بالقوم ليس منهم؛ قال الشاعر:حتى إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ: الشابِكُ منه. الأَزهري: لَحْمةُ النسب، بالفتح، ولُحْمةُ الصيد ما يُصاد به، بالضم.
واللُّحْمَةُ، بالضم: القرابة.
ولحْمةُ الثوب ولُحْمتُه: ما سُدِّي بين السَّدَيَيْن، يضم ويفتح، وقد لَحَم الثوب يَلْحَمُه وأَلْحَمه. ابن الأَعرابي: لَحْمَة الثوب ولَحْمة النَّسب، بالفتح. قال الأَزهري: ولُحْمةُ الثوب الأَعْلى (* أي الأعلى من الثوب) ولَحْمتهُ، والسَّدَى الأَسفل من الثوب؛ وأَنشد ابن بري: سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ.
وفي المثل: أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان.
وفي الحديث: الوَلاءُ لُحْمةٌ كلُحْمةِ النسب، وفي رواية: كلُحْمةِ الثوب. قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضم اللّحمة وفتحها فقيل: هي في النسب بالضم، وفي الثوب بالضم والفتح، وقيل: الثوب بالفتح وحده، وقيل: النسب والثوب بالفتح، فأَما بالضم فهو ما يُصاد به الصيدُ، قال: ومعنى الحديث المُخالَطةُ في الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النسب في المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد، لما بينهما من المُداخَلة الشديدة.
وفي حديث الحجاج والمطر: صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه في بعض واتَّصل. قال أَبو سعيد: ويقال هذا الكلام لَحِيمُ هذا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه.
واستَلْحَمَ الطريقُ: اتَّسَعَ.
واسْتَلْحَم الرجلُ الطريقَ: رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه؛ قال رؤبة: ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَما وقال امرؤ القيس: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ: اتَّبَعَ.
وفي حديث أُسامة: فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ أَي تَبِعَنا يقال: استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع.
وأَلْحَم بَيْنَ بني فلان شرّاً: جناه لهم.
وأَلْحَمه بصَرَه: حَدَّدَه نحوَه ورَماه به.
وحَبْلٌ مُلاحَمٌ: شديدُ الفتل؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ والمُلْحَم: جنس من الثياب.
وأَبو اللَّحَّام: كنية أَحد فُرْسان العرب.

برك (لسان العرب) [1]


البَرَكة: النَّماء والزيادة.
والتَّبْريك: الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة. يقال: بَرَّكْتُ عليه تَبْريكاً أي قلت له بارك الله عليك.
وبارك الله الشيءَ وبارك فيه وعليه: وضع فيه البَرَكَة.
وطعام بَرِيك: كأنه مُبارك.
وقال الفراء في قوله رحمة الله وبركاته عليكم، قال: البركات السعادة؛ قال أبو منصور: وكذلك قوله في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد نال السعادة المباركة الدائمة.
وفي حديث الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم: وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد أي أَثْبِتْ له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من بَرَكَ البعير إذا . . . أكمل المادة أناخ في موضع فلزمه؛ وتطلق البَرَكَةُ أيضاً على الزيادة، والأَصلُ الأَولُ.
وفي حديث أم سليم: فحنَّكه وبَرَّك عليه أي دعا له بالبركة.
ويقال: باركَ الله لك وفيك وعليك وتَبَارك الله أي بارك الله مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إلا أن فاعلَ يتعدى وتفاعلَ لا يتعدى.
وتَبَرّكْتُ به أي تَيَمَّنْتُ به.
وقوله تعالى: أن بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولَها؛ التهذيب: النار نور الرحمن، والنور هو الله تبارك وتعالى، ومَنْ حولها موسى والملائكة.
وروي عن ابن عباس: أن برك من في النار، قال الله تعالى: ومَنْ حولها الملائكة، الفراء: إنه في حرف أُبَيٍّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولها، قال: والعرب تقول باركَكَ الله وبارَكَ فيك، قال الأَزهري: معنى بَرَكة الله عُلُوُّه على كل شيء؛ وقال أبو طالب بن عبد المطلب: بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ، كما بُو رك نَضْحُ الرُّمَّان والزيتون وقال: بارَك فيك اللهُ من ذي ألِّ وفي التنزيل العزيز: وبارَكْنا عليه.
وقوله: بارَكَ الله لنا في الموت؛ معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت؛ وقول أبي فرعون: رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون، سَرِيعة الرَّدِّ على المسكين تحسب أنَّ بُورِكاً يكفيني، إذا غَدَوتُ باسِطاً يَميني جعل بُورِك اسماً وأعربه، ونحوٌ منه قولهم: من شُبٍّ إلى دُبٍّ؛ جعله اسماً كدُرٍّ وبُرٍّ وأعربه.
وقوله تعالى يعني القرآن: إنا أنزلناه في ليلة مُباركةٍ، يعني ليلة القدر نزل فيها جُملةً إلى السماء الدنيا ثم نزل على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئاً بعد شيء.
وطعام بَرِيكٌ: مبارك فيه.
وما أبْرَكَهُ: جاء فعلُ التعجب على نية المفعول.
وتباركَ الله: تقدَّس وتنزه وتعالى وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره، أي تطَهَّرَ.
والقُدْس: الطهر.
وسئل أبو العباس عن تفسير تبارَكَ اللهُ فقال: ارتفع.
والمُتبارِكُ: المرتفع.
وقال الزجاج: تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة، كذلك يقول أهل اللغة.
وروى ابن عباس: ومعنى البَرَكة الكثرة في كل خير، وقال في موضع آخر: تَبارَكَ تعالى وتعاظم، وقال ابن الأَنباري: تبارَكَ الله أي يُتَبَرَّكُ باسمه في كل أمر.
وقال الليث في تفسير تبارَكَ الله: تمجيد وتعظيم.
وتبارَكَ بالشيء: تَفاءَل به. الزجاج في قوله تعالى: وهذا كتاب أنزلناهُ مبارك، قال: المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير وهو من نعت كتاب، ومن قال أنزلناه مباركاً جاز في غير القراءة. اللحياني: بارَكْتُ على التجارة وغيرها أي واظبت عليها، وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ به.
وبَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ، وأبرَكته أنا فبَرَكَ، وهو قليل، والأكثر أنَخْتُه فاستناخ.
وبَرَكَ: ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو صدره، وبَرَكَتِ الإبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكْتُ: قال الراعي: وإن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ، بمَحِّْنيَةٍ، أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا وأبرَكَها هو، وكذلك النعامة إذا جَثَمَتْ على صدرها.
والبَرْكُ: الإبل الكثيرة؛ ومه قول متمم بن نُوَيْرَةَ: إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورجعَّتْ حَنِيناً، فأبكى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا والجمع البُرُوك، والبَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ وتاجر، والبَرْكُ: جماعة الإبل الباركة، وقيل: هي إبل الجِواءِ كلُّها التي تروح عليها، بالغاً ما بلغَتْ وإن كانت ألوفاً؛ قال أبو ذؤيب: كأن ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ وشابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِيجُ لَبيجٌ: ضارب بنفسه؛ وقيل: البَرْك يقع على جميع ما برك من جميع الجِمال والنُّوقِ على الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع، الواحد بارِكٌ والأُنثى باركة. التهذيب: الليث البَرْكُ الإبل البُرُوك اسم لجماعتها؛ قال طرفة: وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِي بَوَاديَها، أمشي بعَضْبٍ مُجَرَّد ويقال: فلان ليس له مَبْرَكُ جَمَلٍ.
وكل شيء ثبت وأقام، فقد بَرَكَ.
وفي حديث علقمة: لا تَقْرَبْهم فإن على أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإبل؛ هو الموضع الذي تبرك فيه، أراد أنها تُعْدِي كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت في مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ.
والبِرْكة: أن يَدِرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها؛ قال الكميت: وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُو ن، لَبون جُودِكَ غير ماضِرْ ورجل مُبْتَرِكٌ: معتمِد على الشيء مُلِجٌّ؛ قال: وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ، يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ، مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ يَلْحُمُهْ ورجل بُرَكٌ: بارِكٌ على الشيء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد: بُرَكٌ على جَنْبِ الإناء مُعَوَّدٌ أكل البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ الليث: البِرْكةُ ما وَلِيَ الأَرض من جلد بطن البعير وما يليه من الصدر، واشتقاقه من مَبْرَك البعير، والبَرْكُ كَلْكل البعير وصدره الذي يعدُوك. به الشيء تحته؛ يقال: حَكَّه ودكَّه وداكه بِبَرْكه؛ وأنشد في صفه الحرب وشدتها: فأقْعَصَتُهمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ والبَرْك والبِرْكةُ: الصدر، وقيل: هو ما ولي الأرض من جلد صدر البعير إذا بَرَك، وقيل: البَرْك للإنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك، وقيل: البَرْك الواحد، والبِركة الجمع، ونظيره حَلْي وحِلْية، وقيل: البَرْكُ باطن الصدر والبِركة ظاهره؛ والبِرْكة من الفرس الصدر؛ قال الأَعشى: مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى، كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام الجوهري: البَرْكُ الصدر، فإذا أدخلت عليه الهاء كسرت وقلت بِرْكة؛ قال الجعدي: في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ، ولَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ وقال يعقوب: البَرْكُ وسط الصدر؛ قال ابن الزِّبَعْرى: حين حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها، واسْتَحَرَّ القتل في عَبْدِ الأَشَلّ وشاهد البِرْكة قول أبي دواد: جُرْشُعاً أعْظَمُه جَفْرَتُه، ناتِئُ البِرْكةِ في غير بَدَدْ وقولهم: ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك، مثل الرِّكبة والجِلْسة.
وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه.
وفي حديث علي بن الحسين: ابْتَرَكَ الناسُ في عثمان أي شتموه وتنقَّصوه.
وفي حديث علي: ألقت السحابُ بَرْكَ بَوانِيها؛ البَرْكُ الصدر، والبَوانِي أركان البِنْية.
وابْتَرَكْتُه إذا صرَعته وجعلته تحت بَرْكك.
وابْتَرَك القوم في القتال: جَثَوْا على الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً، وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ.
والبَراكاءُ: الثَّبات في الحرب والجِدّ، وأصله من البُروك؛ قال بشر بن أبي خازم: ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ بَرَاكاءُ القتال، أو الفِرار والبَراكاءُ: ساحة القتال.
ويقال في الحرب: بَراكِ براكِ أي ابْرُكوا.
والبُرَاكِيَّة: ضرب من السفن.
والبُرَكُ والبارُوك: الكابُوس وهو النِّيدِلانُ، وقال الفرّاء: بَرَّكانِيٌّ، ولا يقال بَرْنَكانيّ.
وبَرْك الشتاء: صدره؛ قال الكميت: واحْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه، وبات شيخ العِيالِ يَصْطَلِبُ قال: أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدَّة نجوم: منها الزُّبانَى والإكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة، وهو يطلع في شدة البرد، ويقال لها البُرُوك والجُثُوم، يعني العقرب، واستعار البَرْكَ للشتاء أي حل صَدر الشتاء ومعظمه في منزله، يصف شدة الزمان وجَدّبه لأن غالب الجدب إنما يكون في الشتاء.
وبارَكَ على الشيء: واظب.
وأبْرَكَ في عَدْوه: أسرع مجتهداً، والاسم البُروك؛ قال: وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا أي نجتهد في عدوها.
ويقال: ابْتَرَكَ الرجل في عرض أخيه يُقَصِّبُه إذا اجتهد في ذمه، وكذلك الابتِراك في العدو والاجتهاد فيه، ابْتَرَكَ أي أسرع في العَدْو وجدَّ؛ قال زهير: مَرّاً كِفاتاً، إذا ما الماءُ أسْهَعلَها، حتى إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ وابْتِراكُ الفرس: أن يَنْتَحِي على أحد شقيه في عَدْوه.
وابْتَرَكَ الصَّيقَلُ: مال على المِدْوَسِ في أحد شقيه.
وابتركت السحابة: اشتدّ انهلالها.
وابْتَرَكت السماء وأبركت: دام مطرها.
وابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ بالمطر.
وابْتَرَكَ في عَرْض الحَبل: تَنَقّصه. ابن الأَعرابي: الخَبِيصُ يقال له البُرُوك ليس الرُّبُوك.
وقال رجل من الأَعراب لامرأته: هل لكِ في البُرُوك؟ فأجابته: إن البُرُوك عمل الملوك؛ والاسم منه البَرِيكة، وعمله البُرُوك، وأول من عمل الخَبِيص عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وأهداها إلى أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، وأما الرَّبِيكة فالحَيْس؛ وروى إبراهيم عن ابن الأَعرابي أنه أنشد لمالك بن الريب: إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ، والمشيَ في البِرْكةِ والمَراجِلِ قال: البِرْكةُ جنس من برود اليمن، وكذلك المَرَاجل.
والبُرْكة: الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها؛ قال: لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ، أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا ليلى هنا ثلثمائة من الإبل كما سموا المائة هِنْداً، ويقال للجماعة يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ ويقال: أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ بُرُوكاً.
والتَّبْراك: البُروك؛ قال جرير: لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها من التَّبْراك، ليس من الصَّلاةِ وتِبْراك، بكسر التاء: موضع بحذاء تِعْشار؛ قال مرار بن مُنْقِذ: أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها، بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ؟ والبِرْكةُ: كالحوض، والجمع البِرَكُ؛ يقال: سميت بذلك لإقامة الماء فيها. ابن سيده: والبِرْكَةُ مستنقع الماء.
والبِرْكةُ: شبه حوض يحفر في الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، وهو البِرْكُ أيضاً؛ وأنشد: وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أي مَوْرِدِ ابن الأعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف، والزَّلَفُ وجه المرآة. قال أبو منصور: ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً، واحدتها بِرْكةٌ، قال: وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر، وأما الحِياض التي تسوّى لماء السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع، واحدها صِنْع، والبِرْكةُ: الحَلْبة من حَلَب الغداة؛ قال ابن سيده: وهي البَركَةُ، ولا أحقها، ويسمون الشاة الحَلُوبة: بِرْكةً.
والبَروك من النساء: التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ.
والبِراكُ: ضرب من السمك بحري سود المناقير.
والبُركة، بالضم: طائر من طير الماء أبيض، والجمع بُرَك وأبْراك وبُرْكان، قال: وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع.
والبُرَكُ أيضاً: الضفادع؛ وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر على وجه الأَرض: حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ من الأَباطِح، في حافاته البُرَكُ والبِرْكانُ: ضرب من دِقِّ الشجر، واحدته بِرْكانة؛ قال الراعي: حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه، يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ وقيل: هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه.
والبِرْكانُ: من دِقّ النبت وهو الحمض؛ قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره: حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه والهطلى: واحده هِطْل، وهو الذي يمشي رُوَيداً.
وواحد البِركان بِرْكانَة، وقيل: البِرْكانُ نيت ينبت قليلاً بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض، له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض؛ قال: بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها وفي رواية: وارْفَضَّتْ هَراعاً، وقيل: البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛ وأنشد بيت الراعي: حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه أبو زيد: البُورَقُ والبُورَكُ الذي يجعل في الطحين.
والبُرَيْكانِ: أخَوان من العرب، قال أبو عبيدة: أحدهما بارِكٌ والآخر بُرَيْك، فغلب بُرَيْك إما للفظه، وإما لِسنّه، وإما لخفة اللفظ.
وذو بُرْكان: موضع؛ قال بشر بن أبي خازم: تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها فَرِيد، بذي بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ وبُرَك: من أسماء ذي الحجة؛ قال: أعُلُّ على الهِنْديّ مَهْلاً وكَرَّةً، لَدَى بُرَكٍ، حتى تَدُورَ الدوائرُ وبِرْكٌ، مثال قِرْدٍ: اسم موضع بناحية اليمن؛ قال ابن بري: وبِرْكُ الغُماد موضع باليمن.
ويقال: الغِماد والغُماد، بالكسر والضم، وقيل: إن الغِمادَ بَرَهُوت الذي جاء في الحديث أن أرواح الكافرين فيه، وحكى ابن خالويه عن ابن دريد أن بِركَ الغِماد بقعة في جهنم، ويروى أن الأَنصار، رضي الله عنهم، قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا ما نقول لك مثل ما قال قوم موسى لموسى، اذهَبْ أنت وربك فقاتِلا، بل بآبائنا نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول الله ولو دعوتنا إلى بَرْكِ الغِماد؛ وأنشد ابن دريد لنفسه: وإذا تَنَكَّرَتِ البِلا ذُ، فأوْلِها كَنَفَ البعاد واجعَلْ مُقامَك، أو مَقَرْ رَكَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد كلِّ الذَّخائِرِ، غَيْرَ تَقْـ ـوى ذي الجَلال، إلى نَفاد وفي حديث الهجرة: لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك الغُماد، بفتح الباء وكسرها، وتضم الغين وتكسر، وهو اسم موضع باليمن، وقيل: هو موضع وراء مكة بخمس ليال.

طلق (لسان العرب) [2]


الطَّلْق: طَلق المخاض عند الوِلادة. ابن سيده: الطَّلْق وجَع الولادة.
وفي حديث ابن عمر: أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله: هل قَضَى حَقَّها؟ قال: ولا طَلْقَة واحدة؛ الطَّلْق: وجع الولادة، والطَّلْقَة: المرّة الواحدة، وقد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً، على ما لم يسمّ فاعله، وطَلُقت، بضم اللام. ابن الأَعرابي: طَلُقَت من الطلاق أَجود، وطَلَقَت بفتح اللام جائز، ومن الطَّلْق طُلِقَت، وكلهم يقول: امرأَة طالِق بغير هاء؛ وأَما قول الأَعشى:أَيا جارَتا بِيِني، فإِنك طالِقَة فإِن الليث قال: أَراد طالِقة غداً.
وقال غيره: قال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل، وطَلاقُ المرأَة: بينونتها عن زوجها.
وامرأَة . . . أكمل المادة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق؛ وأَنشد قول الأَعشى: أَجارَتنا بِيني، فإِنك طالقة كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي، بالفتح، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت، والضم أَكثر؛ عن ثعلب، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها.
وقال الأَخفش: لا يقال طَلُقت ، بالضم.
ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة، على مثال هُمَزة: كثير التَّطْليق للنساء.
وفي حديث الحسن: إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء، والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه.
وطَلَّق البلادَ: تركها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ، مُطَلِّقُ بُصْرَى، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قال: وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال: أَطَلّقْت امرأَتك؟ فقال: نعم والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد: فارقْتها.
وطَلّقْت القوم: تركتُهم؛ وأَنشد لابن أَحمر: غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً، إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة.
وفي حديث عثمان وزيد: الطَّلاقُ بالرجال والعِدَّة بالنساء، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء، فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ؛ وقيل: أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في حرّيته ورقِّه، وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين، وفيه بين الفقهاء خلاف: فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين، ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث، ومنهم من يقول إِذا كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين باثنتين، وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر وعشراً، وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض، تحت حرّ كانت أَو عبدٍ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين، تحت عبد كانت أَو حرّ.
وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته: أَنتِ خليَّة طالِقٌ؛ الطالِقُ من الإِبل: التي طُلِقت في المرَعى، وقيل: هي التي لا قَيْد عليها، وكذلك الخلَّية.
وطَلاقُ النساء لمعنيين: أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح، والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال.
ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صار حرّاً.
وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت: هي بالفتح، وناقة طَلْق وطُلُق: لا عِقال عليها، والجمع أَطْلاق.
وبعير طَلْق وطُلُق: بغير قَيْد. الجوهري: بعير طُلُق وناقة طُلُق، بضم الطاء واللام، أَي غير مقيَّد.
وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت.
والطالِق من الإِبل: التي قد طَلَقت في المرعى.
وقال أَبو نصر: الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال التي لا قَيْد عليها، وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر؛ وأَنشد: مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل.
ونعجة طالِق: مُخَلاْة ترعَى وحْدَها، وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا كَبْل.
وأَطْلَقَه، فهو مُطْلَق وطَلِيق: سرّحه؛ وأَنشد سيبويه: طَلِيق الله، لم يَمْنُنْ عليه أَبُو داودَ، وابنُ أَبي كَبِير والجمع طُلقَاء، والطُّلَقاء: الأُسراء العُتَقاء.
والطَّليق: الأَسير الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه.
والطَّلِيقُ: الأَسِير يُطْلَق، فَعِيلٌ بمعنى مفعول؛ قال ذو الرمة: وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر، وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم، يعني الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت.
وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته.
وفي حديث حنين: خرج ومعه الطُّلَقاء؛ هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق سبيله.
وفي الحديث: الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف، كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء.
والطُّلَقاء: الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً؛ حكاه ثعلب، فإِما أَن يكون من هذا، وإِما أَن يكون من غيره.
وناقة طالِقٌ: بلا خطام، وهي أَيضاً التي ترسل في الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في المسرح؛ قال أَبو ذؤَيب: غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق ونعجة طالِق أَيضاً: من ذلك، وقيل: هي التي يحتبس الراعي لَبَنها، وقيل: هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب.
والطَّالِق من الإِبل: التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء، يقال: اسْتَطْلق الراعي ناقة لنفسه، والطَّالِقُ: الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها؛ قال: مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ: تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً، ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عمرو: الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى. ابن الأَعرابي: الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى. الشيباني: الطالِقُ من النوق التي يتركها بِصِرارِها؛ وأَنشد للحطيئة: أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ، تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ قال: الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها، والطَّالِقُ التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها، والجمع المَطالِيق والأَطْلاق (* قوله «والجمع المطاليق والأطلاق) عبارة القاموس وشرحه: وناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب».
وقد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها؛ وقال شمر: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله:ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْـ ـهانَ، أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ قال: هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال، قال: وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها.
والطَّالِقُ والمِطْلاقُ: الناقة المتوجهة إِلى الماء، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها؛ قال ذو الرمة: قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها، إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق: الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء.
وقال ثعلب: إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو القَرَب، والثاني الطَّلَق؛ وقيل: ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الماء، عبَّر عن الزمان بالحدث، قال ابن سيده: ولا يعجبني. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً،د والاسم الطَّلَق، بفتح اللام.
وقال الأَصمعي: طَلَقَت الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً، وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان، فاليوم الأَول الطَّلَق، والثاني القَرَب، وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً، وقال: إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق، وإِن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القَرَب، وهو السَّوق الشديد؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته قيل طَلّعقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها، وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه؛ وأَنشد لرؤبة: طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ، فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم، وفي المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء، والطَّلَق: سير الليل لوِرْدِ الغِبِّ، وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان، فالليلة الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير، فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ، وفي الليلة الثانية قَوارِبُ.
والإِطْلاق في القائمة: أَن لا يكون فيها وَضَحٌ، وقوم يجعلون الإِطْلاق أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين، ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل.
وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه لا تحجيل فيها.
وفي الحديث: خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل؛ وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها؛ أَنشد أَحمد بن يحيى: أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها، لا بالعَجَلْ ويروى: أَطْلِقْ.
ويقال: طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى واحد؛ قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت، ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة.
ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما: سَمْحُهما. طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي: ضاحك مُشْرِق، وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات. قال ابن الأَعرابي: ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر، وامرأَة طَلْقهُ اليدين.
ووجه طَلِيقٌ كطَلْق، والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ.
وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه.
ووجه مُنْطَلِق: كطَلْق، وقد انْطَلَق؛ قال الأَخطل: يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً، ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ ويقال: لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر؛ وأَنشد: يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وفي الحديث: أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه؛ ومنه الحديث: أَن تَلْقاه بوجه طَلِق.
وتَطَلّقَ الشيءَ: سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه. أَبو زيد: رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن، وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً، ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد، وجمعه أَطلاق. الكسائي: رجل طُلُقٌ، وهو الذي ليس عليه شيء.
ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي، وقيل: هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات، بسكون اللام أَيضاً، وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً. أَبو عمرو: ليلة طَلْقٌ لا برد فيها؛ قال أَوس: خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ، فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ.
وقال أَبو الدقيش: وإنها لطَلْقةُ الساعة؛ وقال الراعي: فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها، والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم؛ قال الأزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة: لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ قال: والعرب تضيف الاسم إِلى نعته، قال: وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية، قال: ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها، وفي صفة ليلة القدر: ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة. يقال: يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان، وقيل: ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة، وقيل: الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد؛ قال كثيِّر:يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه نَدىً، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة، وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء.
ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق: فَصِيح، وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وفيه أَربع لغات: لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ، وطَلِيق ذَلِيق، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطُلَقٌ ذُلَقٌ؛ ومنه في حديث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق، وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه.
وقال ابن الأَعرابي: لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ، والكسائي يقولهما، وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء.
وقال أَبو حاتم: سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال: لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق؛ وقال شمر: طَلّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً.
وقال ابن الأَعرابي: يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه، قال: والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد، ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال، والطَّلَق الشَّأْوُ، وقد أَطْلَقَ رِجْلَه.
واسْتَطْلَقَه: استعجله.
واسْتَطْلَقَ بطنُه: مشى.
واسْتِطلاقُ البطن: مَشْيُه، وتصغيره تُطَيْلِيق، وأَطْلَقَه الدواء.
وفي الحديث: أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه، يريد الإِسهال.
واستطلق الظبيُ وتَطلَّق: اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء، وهو تَفَعَّلَ، والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل تَطَلَّقَ.قال: والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة.
ويقال: ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر، وهو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ، وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد، والانطِلاقُ: الذهاب.
ويقال: انْطُلِقَ به، على ما لم يسمَّ فاعله، كما يقال انقُطِع به.
وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق، وإَِن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْلِيق، وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق، لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له، فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض، كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر، أَو يكون بعده ياء كقولهم في جمع أُثْفِيّة أَثافٍ، فقِسْ على ذلك.
ويقال: عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين، ولم يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره.
ويقال: تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية، قال: والطَّلَقُ الشوط الواحد في جَرْي الخيل.
والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري؛ ومنه قوله: فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا مِ، لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل لم يُغْسَل أَي لم يعرق.
وفي الحديث: فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو طَلَقَين؛ هو، بالتحريك، الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس.
والطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من أَدَمٍ، وفي الصحاح: قيد من جلود؛ قال الراجز: عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها، والليلُ يرمي بالغَسَقْ، مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه، وشبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ، والسَّقْب خشبة من خشبات البيت، وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من أَدَمٍ.
وفي حديث حنين: ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ؛ الطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من جلود.
والطَّلَق: الحبل الشديد الفتل حتى يَقوم؛ قال رؤبة: مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وفي حديث ابن عباس: الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ؛ الطَّلَقُ ههنا: حبل مفتول شديد الفتل، أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد شُدّاً في حبل أَو قيد.
وطَلَق البطن (* قوله «وطلق البطن إلخ» عبارة الاساس: واطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق، وإبل أطلاق؛ قال ذو الرمة: تقاذفن إلخ): جُدَّتُه، والجمع أَطلاق؛ وأَنشد: تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، وقارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ، وهُنَّ حَبائِبهُ أَبو عبيدة: في البطن أَطْلاق، واحدُها طَلَقٌ، متحرك، وهو طرائق البطن.والمُطَلَّقُ: المُلَقَّح من النخل، وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا كانت طِوالاً فأَلقحها.
وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً. قال: وطَلَق أَعطى، وطَلِقَ إِذا تباعد.
والطِّلْقُ، بالكسر: الحلال؛ يقال: هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال.
وفي الحديث: الخيلُ طِلْقٌ؛ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال. يقال: أَعطيته من طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه.
وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه.
وطُلِّقَ السليمُ، على ما لم يُسمَّ فاعله: رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد العِداد، فهو مُطَلَّق؛ قال الشاعر: تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني، كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وقال النابغة: تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها، تُطَلِّقه طَورْاً، وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ: ضرب من الأَدْوية، وقيل: هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به الذين يدخلون في النار. الأَصمعي: يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ، متحرك.
وطَلْقٌ وطَلَق: اسمان.

يسر (لسان العرب) [1]


اليَسْرُ (* قوله« اليسر» بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس) : اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس، وقد يَسَرَ ييْسِرُ.
وياسَرَه: لايَنَهُ؛ أَنشد ثعلب: قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وياسَرَه أَي ساهَلَه.
وفي الحديث: إِن هذا الدّين يُسْرٌ؛ اليُسْرُ ضِدُّ العسر، أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قليل التشديد.
وفي الحديث: يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا.
وفي الحديث الآخر: من أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ أَي ساهله.
وفي الحديث: كيف تركتَ البلاد؟ فقال: تَيَسَّرَتْ أَي أَخصبت، وهو من اليُسْرِ.
وفي الحديث: لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، وقد ذكر في فصل العين.
وفي الحديث: تَياسَرُوا في الصَّداق أَي تساهلوا فيه ولا تُغالُوا.
وفي الحديث: اعْمَلُوا . . . أكمل المادة وسَدِّدوا وقاربوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ.
ومنه الحديث وقد يُسِّرَ له طَهُورٌ أَي هُيِّئَ ووُضِع.
ومنه الحديث: قد تَيَسَّرا للقتال أَي تَهَيَّآ له واسْتَعَدّا. الليث: يقال إِنه ليَسْرٌ خفيف ويَسَرٌ إِذا كان لَيِّنَ الانقياد، يوصف به الإِنسان والفرس؛ وأَنشد: إِني، على تَحَفُّظِي ونَزْرِي، أَعْسَرُ، وإِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ، ويَسْرٌ لمن أَراد يُسْرِي ويقال: إِن قوائم هذا الفرس ليَسَرَات خِفافٌ؛ يَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه، والواحدة يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ.
واليَسَرُ: السهل؛ وفي قصيد كعب: تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاهِيةٌ اليَسَراتُ: قوائم الناقة. الجوهري: اليَسَرات القوائم الخفاف.
ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حسنة نقل القوائم.
ويَسَّرَ الفَرَسَ: صَنَعه.
وفرس حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ السِّمَنِ، اسم كالتَّعْضُوضِ. أَبو الدُّقَيْش: يَسَرَ فلانٌ فرسَه، فهو مَيْسُورٌ، مصنوعٌ سَمِين؛ قال المَرَّارُ يصف فرساً: قد بلَوْناه على عِلاَّتِه، وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ والطَّعْنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: اطْعَنُوا اليَسْرَ؛ هو بفتح الياء وسكون السين الطعن حذاءَ الوجه.
وولدت المرأَة ولداً يَسَراً أَي في سهولة، كقولك سَرَحاً، وقد أَيْسَرَتْ؛ قال ابن سيده: وزعم اللحياني أَن العرب تقول في الدعاء وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر، ويَسَرَتِ الناقةُ: خرج ولدها سَرَحاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فلو أَنها كانت لِقَاحِي كثيرةً، لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ ولكنها كانت ثلاثاً مَياسِراً، وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وغنمه ولم يَعْطَبْ منها شيء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه، مُيَسِّرَ الشاءِ كثيراً عَدَدُه والعرب تقول: قد يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت وتهيأَت للولادة.
ويَسَّرَتِ الغنم: كثرت وكثر لبنها ونسلها، وهو من السهولة؛ قال أَبو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُّ: إِنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنَا غَنِيَّيْن، لا يُجْدِي علينا غِناهُما هما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ، وإِنما يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرْتْ غَنَماهما أَي ليس فيهما من السيادة إِلا كونهما قد يَسَّرَتْ غنماهما، والسُّودَدَ يوجب البذلَ والعطاء والحِراسَة والحماية وحسن التدبير والحلم، وليس غندهما من ذلك شيء. قال الجوهري: ومنه قولهم رجل مُيَسِّرٌ، بكسر السين، وهو خلاف المُجَنِّب. ابن سيده: ويَسَّرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما يقال ذلك في الغنم.
واليُسْرُ واليَسارُ والمِيسَرَةُ والمَيْسُرَةُ، كله: السُّهولة والغِنى؛ قال سيبويه: ليست المَيْسُرَةُ على الفعل ولكنها كالمَسْرُبة والمَشْرُبَة في أَنهما ليستا على الفعل.
وفي التنزيل العزيز: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ؛ قال ابن جني: قراءة مجاهد: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسُرهِ، قال: هو من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ، وقيل: هو على حذف الهاء.
والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ: السَّعَة والغنى. قال الجوهري: وقرأَ بعضهم فنظرة إِلى مَيْسُرِهِ، بالإِضافة؛ قال الأَخفش: وهو غير جائز لأَنه ليس في الكلام مَفْعُلٌ، بغير الهاء، وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ.وأَيْسَرَ الرجلُ إِيساراً ويُسْراً؛ عن كراع واللحياني: صار ذا يَسارٍ، قال: والصحيح أَن اليُسْرَ الاسم والإِيْسار المصدر.
ورجلٌ مُوسِرٌ، والجمع مَياسِيرُ؛ عن سيبويه؛ قال أَبو الحسن: وإِنما ذكرنا مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث.
واليُسْر: ضدّ العُسْرِ، وكذلك اليُسُرُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. التهذيب: واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة، ولا يقال يَسارٌ. الجوهري: اليَسار واليَسارة الغِنى. غيره: وقد أَيْسَر الرجل أَي استغنى يُوسِرُ، صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها؛ وقال: ليس تَخْفَى يَسارَتي قَدْرَ يومٍ، ولقد يُخْفي شِيمَتي إِعْسارِي ويقال: أَنْظِرْني حتى يَسارِ، وهو مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر، وهو المَيْسَرَةُ، قال الشاعر: فقلتُ امْكُثي حتى يَسارِ لَعَلَّنا نَحُجُّ معاً، قالتْ: أَعاماً وقابِلَه؟ وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي تهيأَ. ابن سيده: وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل.
ويقال: أَخذ ما تَيَسَّر وما اسْتَيْسَر، وهو ضدّ ما تَعَسَّر والْتَوَى.
وفي حديث الزكاة: ويَجْعَلُ معها شاتين إِن اسْتَيْسَرتا له أَو عشرين درهماً؛ استيسر استفعل من اليُسْرِ، أَي ما تيسر وسَهُلَ، وهذا التخيير بين الشاتَيْنِ والدراهم أَصل في نفسه وليس ببدل فجرى مجرى تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأَزمنة والأَمكنة، وإِنما هو تعويض شرعي كالغُرَّةِ في الجنين والصَّاع في المُصَرَّاةِ، والسِّرُّ فيه أَن الصدقة كانت تؤخذ في البراري وعلى المياه حيث لا يوجد سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّمٌ يرجع إِليه، فَحَسُنَ في الشرع أَن يُقَدَّر شيء يقطع النزاع والتشاجر. أَبو زيد: تَيَسَّر النهار تَيَسُّراً إِذا بَرَدَ.
ويقال: أَيْسِرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عليه في الطلب ولا تُعْسِرْهُ أَي لا تُشَدِّدْ عليه ولا تُضَيِّقْ.
وقوله تعالى: فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي؛ قيل: ما تَيَسَّر من الإِبل والبقر والشاء، وقيل: من بعير أَو بقرة أَو شاة.
ويَسَّرَه هو: سَهَّله، وحكى سيبويه: يَسَّرَه ووَسَّعَ عليه وسَهَّلَ.
والتيسير يكون في الخير والشر؛ وفي التنزيل العزيز:فَسَنُيَسِّرُه لليُسْرَى، فهذا في الخير، وفيه: فسنيسره للعُسْرَى، فهذا في الشر؛ وأَنشد سيبويه: أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ، وخَيْبَةٌ لأَوَّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ والميسورُ: ضدّ المعسور.
وقد يَسَّرَه الله لليُسرى أَي وفَّقَه لها. الفرّاء في قوله عز وجل: فسيسره لليسرى، يقول: سَنُهَيِّئُه للعَوْد إِلى العمل الصالح؛ قال: وقال فسنيسره للعسرى، قال: إِن قال قائل كيف كان نيسره للعسرى وهل في العُسْرى تيسير؟ قال: هذا كقوله تعالى: وبَشِّرِ الذين كفروا بعذاب أَليم، فالبشارَةُ في الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت في كلامين أَحدهما خير والآخر شر جاز التيسير فيهما.
والميسورُ: ما يُسِّرَ. قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة، وأَما سيبويه فقال: هو من المصادر التي جاءت على لفظ مفعول ونظيره المعسور؛ قال أَبو الحسن: هذا هو الصحيح لأَنه لا فعل له إِلا مَزِيداً، لم يقولوا يَسَرْتُه في هذا المعنى، والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به، لأَن فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ إِنما مصادرها المطردة بالزيادة مَفْعَل كالمضرب، وما زاد على هذا فعلى لفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله: أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي وإِنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإِن لم يلفظ به كالمجلود من تَجَلَّد، ولذلك يخيل سيبويه المفعول في المصدر إِذا وجده فعلاً ثلاثيّاً على غير لفظة، أَلا تراه قال في المعقول: كأَنه حبس له عقله؟ ونظيره المعسورُ وله نظائر.
واليَسَرَةُ: ما بين أَسارير الوجه والراحة. التهذيب: واليَسَرَة تكون في اليمنى واليسرى وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة كأَنها الصليب. الليث: اليَسَرَة فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أَسرارِ الراحة يُتَيَمَّنُ بها، وهي من علامات السخاء. الجوهري: اليسرة، بالتحريك، أَسرار الكف إِذا كانت غير ملتزقة، وهي تستحب، قال شمر: ويقال في فلان يَسَرٌ؛ وأَنشد: فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَرِه قال: هكذا روي عن الأَصمعي، قال: وفسره حِيَال وجهه.
واليَسْرُ من الفَتْلِ: خلاف الشَّزْر. الأَصمعي: الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن يمينك وشمالك، واليَسْرُ ما كان حِذاء وجهك؛ وقيل: الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فوق واليَسْرُ إِلى أَسفل، وهو أَن تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ؛ وروي ابن الأَعرابي:فتمتى النزع في يُسَرِه جمع يُسْرَى، ورواه أَبو عبيد: في يُسُرِه، جمع يَسارٍ.
واليَسارُ: اليَدُ اليُسْرى.
والمَيْسَرَةُ: نقيضُ الميمنةِ.
واليَسار واليِسار: نقيضُ اليمين؛ الفتح عند ابن السكيت أَفصح وعند ابن دريد الكسر، وليس في كلامهم اسم في أَوّله ياء مكسورة إِلا في اليَسار يِسار، وإِنما رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياء، والجمع يُسْرٌ؛ عن اللحياني، ويُسُرٌ؛ عن أَبي حنيفة. الجوهري: واليسار خلاف اليمين، ولا تقل (*قوله« ولا تقل إلخ» وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف، وعند ابن دريد الكسر) اليِسار بالكسر.
واليُسْرَى خلاف اليُمْنَى، والياسِرُ كاليامِن، والمَيْسَرَة كالمَيْمَنة، والياسرُ نَقِيضُ اليامن، واليَسْرَة خلافُ اليَمْنَة.
وياسَرَ بالقوم: أَخَذَ بهم يَسْرَةً، ويَسَر يَيْسِرُ: أَخذ بهم ذات اليَسار؛ عن سيبويه. الجوهري: تقول ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بهم يَساراً، وتياسَرْ يا رجلُ لغة في ياسِرْ، وبعضهم ينكره. أَبو حنيفة: يَسَرَني فلانٌ يَيْسِرُني يَسْراً جاء على يَسارِي.
ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ: يعمل بيديه جميعاً، والأُنثى عَسْراءُ يَسْراءُ، والأَيْسَرُ نقيض الأَيْمَنِ.
وفي الحديث: كان عمر، رضي الله عنه، أَعْسَرَ أَيْسَرَ؛ قال أَبو عبيد: هكذا روي في لحديث، وأَما كلام العرب فالصواب أَنه أَعْسَرُ يَسَرٌ، وهو الذي يعمل بيديه جميعاً، وهو الأَضْبَطُ. قال ابن السكيت: كان عمر، رضي الله عنه، أَعْسَرَ يَسَراً، ولا تقل أَعْسَرَ أَيْسَرَ.
وقعد فلانٌ يَسْرَةً أَي شَأْمَةً.
ويقال: ذهب فلان يَسْرَةً من هذا.
وقال الأَصمعي: اليَسَرُ الذي يساره في القوة مثل يمينه، قال: وإِذا كان أَعْسَرَ وليس بِيَسَرٍ كانت يمينه أَضعف من يساره.
وقال أَبو زيد: رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وأَعْسَرُ أَيْسَرُ، قال: أَحسبه مأْخوذاً من اليَسَرَةِ في اليد، قال: وليس لهذا أَصل؛ الليث: رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأَة عَسْراءُ يَسَرَةٌ.
والمَيْسِرُ: اللَّعِبُ بالقِداح، يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً.
واليَسَرُ: المُيَسَّرُ المُعَدُّ، وقيل: كل مُعَدٍّ يَسَرٌ.
واليَسَرُ: المجتمعون على المَيْسِرِ، والجمع أَيْسار؛ قال طرفة: وهمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ واليَسَرُ: الضَّرِيبُ.
والياسِرُ: الذي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ، والجمع أَيْسارٌ، وقد تَياسَرُوا. قال أَبو عبيد: وقد سمعتهم يضعون الياسِرَ موضع اليَسَرِ واليَسَرَ موضعَ الياسِرِ. التهذيب: وفي التنزيل العزيز: يسأَلونك عن الخمر والمَيْسِرِ؛ قال مجاهد: كل شيء فيه قمارٌ فهو من الميسر حتى لعبُ الصبيان بالجَوْزِ.
وروي عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال: الشِّطْرَنْج مَيْسِرُ العَجَمِ؛ شبه اللعب به بالميسر، وهو القداح ونحو ذلك. قال عطاء في الميسر: إِنه القِمارُ بالقِداح في كل شيء. ابن الأَعرابي: الياسِرُ له قِدْحٌ وهو اليَسَرُ واليَسُورُ؛ وأَنشد: بما قَطَّعْنَ من قُرْبى قَرِيبٍ، وما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ وقد يَسَرَ يَيْسِرُ إِذا جاء بِقِدْحِه للقِمار.
وقال ابن شميل: الياسِرُ الجَزَّار.
وقد يَسَرُوا أَي نَحَرُوا.
ويَسَرْتُ الناقة: جَزَّأْتُ لحمها.
ويَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها واقتسموا أَعضاءها؛ قال سُحَيْمُ بن وُثَيْلٍ اليربوعي: أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ يَيْسِرونَني: أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟ كان وقع عليه سِباءٌ فضَربَ عليه بالسهام، وقوله يَيْسِرونَني هو من المَيْسر أَي يُجَزِّئُونني ويقتسمونني.
وقال أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ: يقال أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها اتِّساراً، على افْتَعَلُوا، قال: وناس يقولون يأْتَسِرُونها ائْتِساراً، بالهمز، وهم مُؤْتَسِرون، كما قالوا في اتَّعَدَ.
والأَيْسارُ: واحدهم يَسَرٌ، وهم الذين يَتقامَرُون.
والياسِرونَ: الذين يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور؛ وقال في قول الأَعشى: والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ يعني الجازرَ.
والمَيْسِرُ: الجَزُورُ نفسه، سمي مَيْسِراً لأَنه يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة.
وكل شيء جَزَّأْته، فقد يَسَرْتَه.
والياسِرُ: الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لحم الجَزُور، وهذا الأَصل في الياسر، ثم يقال للضاربين بالقداح والمُتَقامِرِينَ على الجَزُور: ياسِرُون، لأَنهم جازرون إِذا كانوا سبباً لذلك. الجوهري: الياسِرُ اللاَّعِبُ بالقداحِ، وقد يَسَر يَيْسِرُ، فهو ياسِرٌ ويَسَرٌ، والجمع أَيْسارٌ؛ قال الشاعر: فأَعِنْهُمُ و يْسِرْ ما يَسَرُوا به، وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ قال: هذه رواية أَبي سعيد ولن تحذف الياء فيه ولا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ كما حذفت في يَعِد وأَخواته، لتَقَوِّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، ولهذا قالوا في لغة بني أَسد: يِيْجَلُ، وهم لا يقولون يِعْلَم لاستثقالهم الكسرة على الياء، فإِن قال: فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي الأَصل، يدل على ذلك أَن فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مبنيات على فَعَلَ.
واليَسَر والياسِرُ بمعنى؛ قال أَبو ذؤيب: وكأَنهنَّ رِبابَةٌ، وكأَنه يَسَرٌ يَفِيض على القِداحِ ويَصْدَعُ قال ابن بري عند قول الجوهري ولم تحذف الياء في بَيْعِر ويَيْنع كما حذفت في يعد لتقوّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، قال: قد وهم في ذلك لأَن الياء ليس فيها تقوية للياء، أَلا ترى أَن بعض العرب يقول في يَيْئِسُ يَئِسُ مثل يَعِدُ؟ فيحذفون الياء كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك مع الهمزة والتاء والنون لأَنه لم يجتمع فيه ياءان، وإِنما حذفت الواو من يَعِدُ لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة منهما، فأَما الياء فليست غريبة من الياء ولا من الكسرة، ثم اعترض على نفسه فقال: فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي الأَصل؛ قال الشيخ: إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الياء في يَيْعِرُ لتقوّيها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه وقال: إِن الياء ثبتت وإِن لم يكن قبلها ياء في مثل تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ، فأَجاب بأَن هذه الثلاثة بدل من الياء، والياء هي الأَصل، قال: وهذا شيء لم يذهب إِليه أَحد غيره، أَلا ترى أَنه لا يصح أَن يقال همزة المتكلم في نحو أَعِدُ بدل من ياء الغيبة في يَعِدُف وكذلك لا يقال في تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها بدل من ياء الغيبة في يَعِدُ، وكذلك التاء في قولهم هي تَعِدُ ليست بدلاً من الياء التي هي للمذكر الغائب في يَعِدُ، وكذلك نون المتكلم ومن معه في قولهم نحن نَعِدُ ليس بدلاً من الياء التي للواحد الغائب، ولو أَنه قال: إِن الأَلف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في يَيْعِر كما كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يَعِدُ لكان أَشبه من هذا القول الظاهر الفساد. أَبو عمرو: اليَسَرَةُ وسْمٌ في الفخذين، وجمعها أَيْسارٌ؛ ومنه قول ابن مُقْبِلٍ: فَظِعْتَ إِذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى، ولا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ على ذاتِ أَيْسارٍ، كأَنَّ ضُلُوعَها وأَحْناءَها العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ يعني الوَسْمَ في الفخذين، ويقال: أَراد قوائم لَيِّنَةً، وقال ابن بري في شرح البيت: الثلة الضأْن والمشبح المعرّض؛ يقال: شَبَّحْتُه إِذا عَرَّضْتَه، وقيل: يَسَراتُ البعير قوائمه؛ وقال ابن فَسْوَةَ: لها يَسَراتٌ للنَّجاءِ، كأَنها مَواقِعُ قَيْنٍ ذي عَلاةٍ ومِبْرَدِ قال: شبه قوائمها بمطارق الحدَّاد؛ وجعل لبيد الجزور مَيْسِراً فقال: واعْفُفْ عن الجاراتِ، وامْـ ـنَحْهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمِينا الجوهري: المَيْسِرُ قِمارُ العرب بالأَزلام.
وفي الحديث: إِن المسلم ما لم يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري به لِئامُ الناس كالياسِرِ الفالِجِ؛ الياسِرُ من المَيْسِر وهو القِمارُ.
واليُسْرُ في حديث الشعبي: لا بأْس أَن يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدابة، قال: اليُسْرُ، بالضم، عُودٌ يُطْلِق البولَ. قال الأَزهري: هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْرٍ، والأُسْرُ احتباس البول.
واليَسِيرُ: القليل.
ويء يسير أَي هَيِّنٌ.
ويُسُرٌ: دَحْلٌ لبني يربوع؛ قال طرفة: أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَقِرْ طاف، والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُرْ وذكر الجوهري اليُسُرَ وقال: إِنه بالدهناء، وأَنشد بيت طرفة. يقول: أَسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يَقِرْ، هو من الوَقارِ، يقال: وَقَرَ في مجلسه، أَي خَيالُها لا يزال يطوف ويَسْري ولا يَتَّدعُ.
ويَسارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ: أَسماء.
وياسِرُ مُنْعَمٍ: مَلِكٌ من ملوك حمير.
ومَياسِرُ ويَسارٌ: اسم موضع؛ قال السُّلَيْكُ: دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي، وخادِف طَعْنَةٍ بقَفا يَسارِ أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة؛ وقال كثير: إِلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ، حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها وأَما قول لبيد أَنشده ابن الأَعرابي: دَرى باليَسارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم قال ابن سيده: فإِنه لم يفسر اليسارى، قال: وأُراه موضعاً.
والمَيْسَرُ: نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غرساً وفيه قَصَفٌ؛ الجوهري وقول الفرزدق يخاطب جريراً: وإِني لأَخْشَى، إِن خَطَبْتَ إِليهمُ، عليك الذي لاقى يَسارُ الكَواعِبِ هو اسم عبد كان يتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكيره.

سما (لسان العرب) [2]


السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ والعُلُوُّ، تقول منه: سَمَوتُ وسَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت؛ عن ثعلب.
وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً، فهو سامٍ: ارْتَفَع.
وسَمَا به وأَسْماهُ: أَعلاهُ.
ويقال للحَسيب وللشريف: قد سَما.
وإذا رَفَعْتَ بَصَرك إلى الشيء قلت: سَما إليه بصري، وإذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت: سَما لِي شيءٌ.
وسَما لِي شخصُ فلان: ارْتَفَع حتى اسْتَثْبَتّه.
وسَما بصرهُ: علا.
وتقول: رَدَدْت من سامي طَرْفه إذا قَصَّرْتَ إليه نفسَه وأَزَلْت نَخْوته.
ويقال: ذَهَبَ صيتهُ في الناس وسُماهُ أي صوته في الخير لا في الشر؛ وقوله أَنشده ثعلب: إلى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه، وأَخْلاقُنا فيه سَوامٍ طَوامِحُ فسره فقال: سَوامٍ تَسْمُو إلى كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضيْاف.
وساماهُ: عالاه.
وفلان . . . أكمل المادة لا يُسامَى وقد علا مَنْ صاماهُ.
وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا.
وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وإن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَع وعلا على جُلَسائه.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: رَجُل طُوال إذا تكلم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إذا تكلمَ.
وفلان يَسْمُو إلى المَعالِي إذا تَطاوَلَ إليها.
وفي حديث عائشة الذي رُوِيَ في أَهلِ الإفْكِ: إنه لم يكن في نِساءِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمها الله تعالى، ومعنى تُسامِيها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها.
وقال أَبو عمرو: المُساماةُ المُفاخَرَةُ.
وفي الحديث: قالت زينبُ يا رسولَ الله أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التي كانت تُسامِينِي منهنّ أَي تُعاليني وتفاخِرُني، وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنِي في الحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ: أَنهم خرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أي يَتبارَوْنَ ويَتفاخَرُون، ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب: باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا، سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نَوَّرا فسره فقال: سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد كلَّما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إليه حتى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله أَنشده ثعلب: فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا فسره فقال: سامِ الحَنْجَر ارفع يدَيْك إلى حَلْقهِ.
وسماءُ كلِّ شيء: أَعلاهُ، مذكَّر.
والسَّماءُ: سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ.
والسمواتُ السبعُ سمَاءٌ، والسمواتُ السبْع: أَطباقُ الأَرَضِينَ، وتُجْمَع سَماءً وسَمَواتٍ.
وقال الزجاج: السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو.
وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ، ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها عاليةٌ، والسماءُ: كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ ومنه قيل لسَقْفِ البيت سماءٌ.
والسماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ، وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها.
والسماءةُ: أَصلُها سَماوةٌ، وإذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ.
ومنه قول الله تعالى: السماءُ مُنْفَطِرٌ به؛ ولم يقل مُنْفَطِرة. الجوهري: السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري في التذكير: فلَوْ رفَعَ السماءُ إليه قَوْماً، لَحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابِ وقال آخر: وقالَتْ سَماءُ البَيْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ، ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب (* عجز البيت مختلّ الوزن).
والجمع أَسْمِيةٌ وسُمِيٌّ وسَمواتٌ وسَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ: له ما رأَتْ عَيْنُ البَصِير، وفَوْقَه سَماءُ الإلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِيا (* قوله «سبع سمائيا» قال الصاغاني، الرواية: فوق ست سمائيا والسابعة هي التي فوق الست). قال الجوهري: جَمعَه على فَعائل كما تُجْمَعُ سَحابة على سحائب، ثم ردَّه إلى الأَصل ولم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ، ثم نصَبَ الياء الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصَرف كما تقول مررت بصحائفَ، وقد بسط ابن سيده القولَ في ذلك وقال: قال أَبو علي جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً على فعائل، حيث كان واحداً مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونحو هذه الآحادِ المؤنَّثة التي كُسِّرت على فَعائل، حيث كان واحداً مؤنثاً، والجمعُ المستعملُ فيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ، فجمْعُه على فُعول إذا كان على مِثالِ عَناقٍ في التأْنيثِ هو المستعمل، فجاء به هذا الشعر في سَمائِيَا على غير المستعمل، والآخر أَنه قال سَمائي، وكان القياس الذي غلب عليه الاستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لما اضطرَّ على القياس المتروك، فقال سَمائي على وزن سَحائبَ، فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسورٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إذ قُلِبَت فيما ليس فيه حرفُ اعتِلالٍ في هذا الجمع، وذلك قولهم مَداري وحروف الاعتلال في سَمائي أَكثر منها في مَداري، فإذا قُلِبت في مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا. . . (* بياض بأصله). الهمزة بين أَلفين وهي قريبة من الأَلف، فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما، فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا، وهذا الإبدال إنما يكون في الهمزة إذا كانت معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ، فكان جمع سَماءٍ إذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا، لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح، وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قال جوارٍ، فهذا وجهٌ آخرُ من الإخراج عن الأَصل المستعمَل والردِّ إلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ، ثم حرَّك الياءَ بالفتح في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ؛ وقوله: أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإخراج عن الأَصل المستعمل، وإنما لم يأْتِ بالجمع في وجهه، أََعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إلى الضرب الثالث من الطويل، وإنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو مَفاعِلن، لا على الثالث الذي هو فعولن.
وقوله عز وجل: ثم استوى إلى السَّماءِ؛ قال أَبو إسحق: لفظُه لفظُ الواحد ومعناهُ مَعنى الجمع، قال: والدليل على ذلك قوله: فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ، فيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ وسَماوَة، وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدي الناس.
والسماء: السَّحابُ.
والسماءُ: المطرُ، مذكَّر. يقال: ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتى أَتَيْناكُم أَي المطر، ومنهم من يُؤنِّثُه وإن كان بمَعنى المطر كما تذكَّر السماءُ وإن كانت مؤَنَّثة، كقوله تعالى: السماءُ مُنفَطِرٌ به؛ قال مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ: إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ رعَيْناه، وإن كانوا غِضابا (* وفي رواية: إذا نَزَلَ السماءُ إلخ).
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة: أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي، إذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا ويجمع على أَسمِيَة، وسُمِيٍّ على فُعُولٍ؛ قال رؤبة: تَلُفُّه الأَرْواحُ والسُّمِيُّ في دِفْءِ أَرْطاةٍ، لها حَنيُّ وهذا الرجز أَورده الجوهري: تلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ والصواب ما أَوردناه؛ وأَنشد ابن بري للطرمَّاح: ومَحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ، كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماء الذي هو المطر، كما سَمَّوا النبات ندَى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر، ويسمَّى الشحمُ ندىً لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر: فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم، أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إبِلَه فيه.
وفي الحديث: صلى بنا إثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إثْر مطرٍ، وسمِّي المطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء.
وقالوا: هاجَتْ بهم سَماء جَوْد، فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماء التي تُظِلُّ الأَرض.
والسماءُ أَيضاً: المطَرة الجديدة (* قوله «الجديدة» هكذا في الأصل، وفي القاموس: الجيدة). يقال: أَصابتهم سَماءٌ وسُمِيٌّ كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيٍّ، وقال: الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ.
والسماءُ: ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَيْل الغَنَوي: وأَحْمَر كالدِّيباجِ، أَما سَماؤُه فرَيَّا، وأَما أَرْضُه فمُحُول وسَماءُ النَّعْلِ: أَعلاها التي تقع عليها القدم.
وسَماوةُ البيتِ: سَقْفُه؛ وقال علقمة: سَماوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قال ابن بري: صواب إنشاده بكماله: سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ، وصَهْوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قال: والبيت لطفيل.
وسَماءُ البيت: رُواقُه، وهي الشُّقة التي دونَ العُليا، أُنثى وقد تذكَّر.
وسَماوَتُه: كسمائِه.
وسَماوةُ كلِّ شيءٍ: شخْصُه وطلْعتُه، والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ وسَماوٌ، وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة: وأَقسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لم يَدَعْ تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا هكذا أَنشده بتصحيح الواو.
واسْتماهُ: نظر إلى سَماوَتِه.
وسَماوَةُ الهِلالِ: شَخْصه إذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج: ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمّاً وجَفا طَيَّ الليالي زُلَفاً فزُلَفا، سَماوةَ الهلالِ حتى احقَوْقَفا والصائدُ يَسْمُو الوحشَ ويَسْتَمِيها: يَتَعَيَّن شخوصَها ويطلُبُها.
والسُّماةُ: الصَّيادُونَ، صفة غالبة مثل الرُّماةِ، وقيل: صَيَّادُو النهارِ خاصَّة؛ وأَنشد سيبويه: وجَدَّاء لا يُرْجى بها ذُو قرابةٍ لعَطْفٍ، ولا يَخْشى السُّماةَ رَبيبُها والسُّماةُ: جمعُ سامٍ.
والسَّامي: هو الذي يلبَسُ جَوْرَبَيْ شعَرٍ ويعدُو خلْف الصيدِ نصف النهارِ؛ قال الشاعر: أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ بِه بَيْتَها، فَلا تُحَاذِرُ سامِيَا (* قوله «حرمل» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل، ولعله حومل أو جومل). قال ابن سيده: والسُّماةُ الصَّيَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ، واحِدُهْم سَامٍ؛ أَنشد ثعلب: ولَيسَ بهَا ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ، قليلٌ بهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع (* قوله «قليل إلخ» تقدم في مادة هلل بلفظ يظل).
والاسْتِماءُ أَيضاً: أَن يَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَيْدِ الظِّباء، وذلك في الحَرّ.
واسْتَماهُ: اسْتَعارَ منه جَوْرَباً لذلك.
واسْمُ الجَوْرَبِ: المِسْماةُ، وهو يَلْبَسُه الصيَّادُ ليقيه حرَّ الرَّمْضاءِ إذا أَراد أَن يَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النهار.
وقد سَمَوْا واسْتَمَوْا إذا خرجوا للصَّيْدِ.
وقال ثعلب: اسْتَمانَا أَصادنَا. اسْتَمَى: تَصَيَّد؛ وأَنشد ثعلب: عَوَى ثمَّ نَادَى هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا، وُسِمْنَ على الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ، فلم يَجِدْ لَهُ بَيْنَ خَبْتٍ والهَباءَةِ أَجْمَعَا أُناساً سِوانا، فاسْتمانَا فلا تَرَى أَخا دَلَجٍ أَهْدَى بلَيْلٍ وأَسْمََعا أَي يطْلُب الصيَّادُ الظِّبَاءَ (* قوله «أي يطلب الصياد الظباء إلخ» هكذا في الأصل بعد الأبيات ويظهر أنه ليس تفسيراً لاستمانا الذي في البيت.
وعبارة القاموس مع شرحه: واستمى الصياد الظباء إذا طلبها من غير أنها عند مطلع سهيل: عن ابن الأَعرابي). في غيرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ؛ عن ابن الأَعرابي، يعني بالغِيرانِ الكُنُسَ.
وإذا خرج القومُ للصيدِ في قِفارِ الأَرضِ وصَحارِيها قلت: سَمَوْا وهُم السُّماةُ أَي الصَّيادون. أَبو عبيد: خرج فلانٌ يَسْتَمِي الوَحْشَ أَي يَطْلُبها. قال ابن بري: وغلَّط ثعلب من يقول خرج فلانٌ يَسْتَمي إذا خرج للصيد، قال: وإنما يَسْتَمِي من المِسْمَاةِ، وهو الجَوْرَب من الصُّوف يَلْبَسُه الصائد ويخرُج إلى الظباء نصْفَ النَّهار فتخرُج من أَكْنِسَتِهَا ويَلُدُّها حَتَّى تَقِفَ فيأْخذَها.
والقُرُومُ السَّوامِي: الفُحول الرافعة رؤُوسها.
وسَمَا الفحل سَماوةً: تَطاولَ على شُوَّلِهِ وسطَا، وسَماوَتُه شَخصه؛ وأَنشد: كأَنَّ على أَشْباتِهَا، حِينَ آنَسَتْ سَماوَتُهُ، قيّاً من الطَّيْرِ وُقَّعَا (* قوله «كأن على أشباتها إلخ» هو هكذا في الأصل).
وإنَّ أَمامي ما أُسامِي إذا خِفْتَ من أَمَامِكَ أَمراً مّا؛ عن ابن الأَعرابي. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ معناه لا أُطِيقُ مُسامَاتَه ولا مُطاوَلَته.
والسَّماوَةُ: ماءٌ بالبَادِية.
وأَسْمَى الرجلُ إذا أَتَى السَّماوة أَو أَخذ ناحِيَتَها، وكانت أُمُّ النعمانِ سُمِّيَتْ بها فكان اسْمُها ماءَ السَّماوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ.
وفي حديث هاجَرَ: تلْكَ أُمُّكُمْ يا بَني ماءِ السَّماء؛ قال: يريد العَرَب لأَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بماءٍ المَطَرِ ويَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ.
والسَّماوَةُ: موضِع بالبادِية ناحِيةَ العواصِمِ.قال ابن سيده: كانت أُمُّ النُّعْمانِ تُسَمَّى ماء السَّماء. قال ابن الأَعرابي: ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَني ماء السماءِ لم يكن اسمها غير ذلك.
والبَكْرَةُ من الإبل تُسْتَمَى بعد أَربع عشرةَ ليلةً أَو بعد إحدى وعشرين أَي تُخْتَبرُ أَلاقِحٌ هي أَم قال لا؛ ابن سيده: حكاه ابن الأَعرابي، وأَنكر ثعلب وقال: إنما هي تُسْتَمْنَى من المُنْية، وهي العدَّة التي تعرف بانتهائها أَلاقح هي أَم لا.
واسم الشيءِ وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ: علامَتُه. التهذيب: والإسم أَلفُه أَلفُ وصلٍ، والدليل على ذلك أَنَّك إذا صَغَّرْت الإسمَ قلت سُمَيٌّ، والعرب تقول: هذا اسمٌ موصول وهذا أُسْمٌ.
وقال الزجاج: معنى قولنا اسمٌ هو مُشْتَق من السُّموِّ وهو الرِّفْعَة، قال: والأَصل فيه سِمْوٌ مثلُ قِنْوٍ وأَقْناءِ. الجوهري: والإسمُ مُشْتَقٌّ من سَموْتُ لأَنه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ، وتقديرُه إفْعٌ، والذاهب منه الواو لأَنَّ جمعَه أَسماءٌ وتصغيره سُمَيٌّ، واخْتُلف في تقدير أَصله فقال بعضهم: فِعْلٌ، وقال بعضهم: فُعْلٌ، وأَسماءٌ يكونُ جَمْعاً لهذا الوَزْن، وهو مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع وقُفْل وأَقْفال، وهذا لا يُدْرَي صِيغتهُ إلاَّ بالسمعِ، وفيه أَربعُ لُغاتٍ: إسمٌ وأُسْمٌ، بالضم، وسِمٌ وسُمٌ؛ ويُنْشَد: واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا، آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكا وقال آخر: وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدِّمُهْ، يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُهُ، مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ سُمُه وسِمُه، بالضم والكسر جميعاً، وأَلِفُه أَلفُ وصْلٍ، وربما جَعَلَها الشاعر أَلِفَ قَطْعٍ للضرورة كقول الأَحْوص: وما أَنا بالمَخْسُوسٍ في جِذْمِ مالِكٍ، ولا مَنْ تَسَمَّى ثم يَلْتَزِمُ الإسْما قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد لرجل من كَلْب: أَرْسَلَ فيها بازِلاً يُقَرِّمُهْ، وهْوَ بها يَنْحُو طَريقاً يَعْلَمُهْ، باسْمِ الذي في كل سُورةٍ سِمُهْ وإذا نَسَبْت إلى الاسم قلت سِمَوِيّ وسُموِيّ، وإنْ شئت اسْمِيٌّ، تَرَكْته على حاله، وجَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ، وقال أَبو العباس: الاسْمُ رَسْمٌ وسِمَة تُوضَعُ على الشيء تُعرف به؛ قال ابن سيده: والاسمُ اللفظُ الموضوعُ على الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل به بعضَه من بعضٍ كقولِك مُبْتَدِئاً اسمُ هذا كذا، وإن شئتَ قلت أُسْمُ هذا كذا، وكذلك سِمُه وسُمُه. قال اللحياني: إسْمُه فلان، كلامُ العرب.
وحُكِيَ عن بني عَمْرو بن تَميمٍ: أُسْمه فلان، بالضم، وقال: الضمُّ في قُضاعة كثيرٌ، وأَما سِمٌ فعلى لغة من قال إسمٌ، بالكسر، فطرحَ الأَلف وأَلقى حَرَكَتها على السين أَيضاً؛ قال الكسائي عن بني قُضاعة: باسْمِ الذي في كلِّ سورةٍ سُمُهْ بالضم، وأُنْشِد عن غير قُضاعة سِمُهْ، بالكسر. قال أَبو إسحق: إنما جُعِلَ الإسمُ تَنْوِيهاً بالدَّلالةِ على المعنى لأَنَّ المعنى تحت الإسْمِ. التهذيب: ومن قال إنَّ إسْماً مأْخوذٌ من وَسَمْت فهو غلط، لأَنه لو كان اسمٌ من سمته لكان تصغيرُهُ وسَيْماً مثلَ تَصْغير عِدَةٍ وَصِلَةٍ وما أَشبههما، والجمع أَسْماءٌ.
وفي التنزيل: وعَلَّمَ آدمَ الأَسْماءَ كلَّها؛ قيل: معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ المخلوقات بجميع اللغات العربيةِ والفارسية والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذلك من سائرِ اللغات، فكان آدمُ، على نبيِّنا محمدٍ وعليه أَفضل الصلاة والسلام، وولدُه يتكَلَّمون بها، ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِقَ كلٌّ منهم بلغة من تلك اللغات، ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم بها، وجمع الأَسماءِ أَساميُّ وأَسامٍ؛ قال: ولنا أَسامٍ ما تَلِيقُ بغَيْرِنا، ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا وحكى اللحياني في جمعِ الإسم أَسْماواتٌ، وحكى له الكسائي عن بعضهم: سأَلتُك بأَسماواتِ الله، وحكى الفراء: أُعِيذُكَ بأَسماواتِ الله، وأَشْبَه ذلك أَن تكونَ أَسماواتٌ جمع أَسماءِ وإلا فلا وجه له.
وفي حديث شُريح: أَقتَضِي مالي مُسَمّىً أَي باسمي، وقد سَمَّيْته فلاناً وأَسْمَيته إياه، وأَسْمَيته وسَمَّيته به. الجوهري: سَمَّيت فلاناً زيداً وسَمَّيْته بزيدٍ بمعنىً، وأَسْمَيته مثلُه فتسَمَّى به؛ قال سيبويه: الأَصل الباء لأَنه كقولك عرَّفْته بهذه العلامة وأَوضحته بها؛ قال اللحياني: يقال سَمَّيته فلاناً وهو الكلام، وقال: يقال أَسْمَيته فلاناً؛ وأَنشد: واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا وحكى ثعلب: سَمَّوْته، لم يَحْكِها غيرُه.
وسئل أَبو العباس عن الاسمِ: أَهُو المُسَمَّى أَو غيرُ المُسمى؟ فقال: قال أَبو عبيدة الاسمُ هو المُسَمَّى، وقال سيبويه: الاسم غير المُسَمَّى، فقيل له: فما قولُك؟ قال: ليس فيه لي قول. قال أَبو العباس: السُّمَا، مقصور، سُمَا الرجلِ: بُعْدُ ذهابِ اسْمِه؛ وأَنشد: فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ، واعْمِدْ بمِدْحةٍ لِخَيْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حيْثُما انْتَمَى لأَْعْظَمِها قَدْراً، وأَكْرَمِها أَباً، وأَحْسَنِها، وجْهاً، وأَعْلَنِها سُمَا يعني الصِّيتَ؛ قال ويروى: لأَوْضَحِها وجْهاً، وأَكْرَمِها أَباً، وأَسْمَحِها كَفّاً، وأَبعَدِها سُمَا قال: والأَول أَصح؛ وقال آخر: أَنا الحُبابُ الذي يَكْفي سُمِي نَسَبي، إذا القَمِيصُ تَعدَّى وَسْمَه النَّسَبُ وفي الحديث: لما نزَلَتْ فسَبِّحْ باسْمِ ربِّكَ العظيم، قال: إجْعَلُوها في رُكوعِكم، قال: الإسمُ ههنا صلةٌ وزيادةٌ بدليل أَنه كان يقول في ركوعه سبحانَ رَبيَ العظيم فحُذف الاسمُ، قال: وعلى هذا قول من زَعم أَن الاسمَ هو المُسَمَّى، ومن قال إنه غيرُه لم يَجْعَلْه صِلةً.
وسَمِيُّكَ: المُسمَّى باسْمِك، تقول هو سَمِيُّ فلان إذا وافَق اسمُه اسمَه كما تقول هو كَنِيُّه.
وفي التنزيل العزيز: لم نَجْعلْ له مِن قَبْلُ سَمِيّاً؛ قال ابن عباس: لم يُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بيَحْيى، وقيل: معنى لم نَجْعلْ له من قبلُ سَمِيّاً أَي نَظِيراً ومِثلاً، وقيل: سُمِّيَ بيَحْيى لأَنه حَيِيَ بالعِلْمِ والحكْمة.
وقوله عز وجل: هل تَعْلَمُ له سَمِيّاً؛ أَي نَظِيراً يستَحِقُّ مثلَ اسمِه، ويقال مُسامِياً يُسامِيه؛ قال ابن سيده: ويقال هل تَعْلَمُ له مِثْلاً؛ وجاء أَيضاً: لم يُسَمَّ بالرَّحْمنِ إلا اللهُ، وتأْويلُه، والله أَعلم، هلْ تعلمُ سَمِيّاً يستَحِق أٍَن يقال له خالِقٌ وقادِرٌ وعالِمٌ لِما كان ويكون، فكذلك ليس إلا من صفات الله، عز وجل؛ قال: وكمْ مِنْ سَمِيٍّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ مِنَ الدَّهرِ، إلا اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ وقوله، عليه الصلاة والسلام: سَمُّوا وسَمِّتوا ودَنُّوا أَي كُلَّما أَكَلْتُم بينَ لُقْمَتين فسَمُّوا الله، عز وجل.
وقد تسَمَّى به، وتسَمَّى ببني فلان: والاهُمُ النَّسَبَ.
والسماء: فرَسُ صَخْرٍ أَخي الخنساء؛ وسُمْيٌ: اسم بلد؛ قال الهذلي: تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْيَ إذا اسْتباءَتْ، كأَنَّ عَجِيجَهُنَّ عَجِيجُ نِيبِ ويروى إذا اسسات (* قوله «اسسات» هي هكذا بهذه الصورة في الأصل): وقال ابن جني: لا أَعرفُ في الكلام س م ي غير هذه، قال: على أَنه قد يجوز أَن يكونَ من سَمَوْت ثم لَحِقه التَّغْييرُ للعَلَمِية كحيوة.
وماسَى فلانٌ إذا سَخِرَ منه، وساماه إذا فاخَرَه، والله أَعلم.

خيل (لسان العرب) [1]


خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر، فإِن ابتدأْت بها أَعْمَلْت، وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بالخيار بين الإِعمال والإِلغاء؛ قال جرير في الإِلغاء: أَبِالأَراجيز يا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني، وفي الأَراجيز، خِلْتُ، اللؤْمُ والخَوَرُ قال ابن بري: ومثله في الإِلغاء للأَعشى: وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّة، عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا وفي الحديث: ما إِخالُك سَرَقْت أَي ما أَظنك؛ وتقول في مستقبله: إِخالُ، بكسر الأَلف، وهو الأَفصح، وبنو أَسد يقولون أَخال، بالفتح، وهو القياس، والكسر . . . أكمل المادة أَكثر استعمالاً. التهذيب: تقول خِلْتُه زيداً إِخَاله وأَخَاله خيْلاناً، وقيل في المثل: من يَشْبَعْ يَخَلْ، وكلام العرب: من يَسْمَعْ يَخَلْ؛ قال أَبو عبيد: ومعناه من يسمع أَخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه، ومعناه أَن المجانبة للناس أَسلم، وقال ابن هانئ في قولهم من يسمع يَخَلْ: يقال ذلك عند تحقيق الظن، ويَخَلْ مشتق من تَخَيَّل إِلى.
وفي حديث طهفة: نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام؛ واستحال الجَهَام أَي نظر إِليه هل يَحُول أَي يتحرك.
واستخلت الرِّهَام إِذا نظرت إِليها فخِلْتَها ماطرة.
وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه وتفرَّسه.
وخَيَّل عليه: شَبَّه.
وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل.
وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل.
وفلان يَمْضي على المُخَيَّل أَي على ما خَيَّلت أَي ما شبهت يعني على غَرَر من غير يقين، وقد يأْتي خِلْتُ بمعنى عَلِمت؛ قال ابن أَحمر: ولَرُبَّ مِثْلِك قد رَشَدْتُ بغَيِّه، وإِخالُ صاحبَ غَيِّه لم يَرْشُد قال ابن حبيب: إِخالُ هنا أَعلم.
وخَيَّل عليه تخييلاً: وَجَّه التُّهمَة إِليه.
والخالُ: الغَيْم؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: باتت تَشِيم بذي هرون من حَضَنٍ خالاً يُضِيء، إِذا ما مُزْنه ركَدَا والسحابة المُخَيِّل والمُخَيِّلة والمُخِيلة: التي إِذا رأَيتها حَسِبْتها ماطرة، وفي التهذيب: المَخِيلة، بفتح الميم، السحابة، وجمعها مَخايِل، وقد يقال للسحاب الخالُ، فإِذا أَرادوا أَن السماء قد تَغَيَّمت قالوا قد أَخالَتْ، فهي مُخِيلة، بضم الميم، وإِذا أَرادوا السحابة نفسها قالوا هذه مَخِيلة، بالفتح.
وقد أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ وتَخَيَّلَتْ: تهيَّأَت للمطر فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، فإِذا وقع المطر ذهب اسم التَّخَيُّل.
وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِيلة.
وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت. التهذيب: يقال خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا أَغامتْ ولم تُمْطِر.
وكلُّ شيء كان خَلِيقاً فهو مَخِيلٌ؛ يقال: إِن فلاناً لمَخِيل للخير. ابن السكيت: خَيَّلَت السماءُ للمطر وما أَحسن مَخِيلتها وخالها أَي خَلاقَتها للمطر.
وقد أَخالتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخايَلَتْ إِذا كانت تُرْجى للمطر.
وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها إِذا رأَيتها مُخِيلة للمطر.
والسحابة المُخْتالة: كالمُخِيلة؛ قال كُثَيِّر بن مُزَرِّد: كاللامعات في الكِفاف المُخْتال والخالُ: سحاب لا يُخُلِف مَطَرُه؛ قال: مثل سحاب الخال سَحّاً مَطَرُه وقال صَخْر الغَيّ: يُرَفِّع للخال رَيْطاً كَثِيفا وقيل: الخالُ السحاب الذي إِذا رأَيته حسبته ماطراً ولا مَطَر فيه.
وقول طَهْفة: تَسْتخيل الجَهام؛ هو نستفعل من خِلْت أَي ظننت أَي نظُنُّه خَلِيقاً بالمَطَر، وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها. التهذيب: والخالُ خالُ السحابة إِذا رأَيتها ماطرة.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان إِذا رأَى في السماء اخْتِيالاً تغيَّر لونُه؛ الاخْتِيال: أَن يُخال فيها المَطَر، وفي رواية: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا رأَى مَخِيلة أَقْبَل وأَدْبَر وتغير؛ قالت عائشة: فذكرت ذلك له فقال: وما يدرينا؟ لعله كما ذكر الله: فلما رَأَوْه عارضاً مُسْتقبل أَودِيَتهم قالوا هذا عارض مُمْطِرنا، بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم. قال ابن الأَثير: المَخِيلة موضع الخَيْل وهو الظَّنُّ كالمَظِنَّة وهي السحابة الخليقة بالمطر، قال: ويجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمَخِيلة التي هي مصدر كالمَحْسِبة من الحَسْب.
والخالُ: البَرْقُ، حكاه أَبو زياد ورَدَّه عليه أَبو حنيفة.
وأَخالتِ الناقة إِذا كان في ضَرْعها لَبَن؛ قال ابن سيده: وأُراه على التشبيه بالسحابة.
والخالُ: الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حين يَبْرُق، وفي التهذيب: تشبيهاً بالخال وهو السحاب الماطر.
والخالُ والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلة والمَخِيلة، كُلُّه: الكِبْر.
وقد اخْتالَ وهو ذو خُيَلاءَ وذو خالٍ وذو مَخِيلة أَي ذو كِبْر.
وفي حديث ابن عباس: كُلْ ما شِئْت والْبَسْ ما شِئْت ما أَخطأَتك خَلَّتانِ: سَرَفٌ ومَخِيلة.
وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: البِرُّ أَبْقى لا الخال. يقال: هو ذو خالٍ أَي ذو كِبر؛ قال العجاج: والخالُ ثوبٌ من ثياب الجُهَّال، والدَّهْر فيه غَفْلة للغُفَّال قال أَبو منصور: وكأَن الليث جعل الخالَ هنا ثوباً وإِنما هو الكِبْر.
وفي التنزيل العزيز: إِن الله لا يُحِبُّ كل مُخْتالٍ فَخُور؛ فالمُخْتال: المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الذي يَأْنَف من ذوي قَرابته إِذا كانوا فقراء، ومن جِيرانه إِذا كانو كذلك، ولا يُحْسن عِشْرَتَهم ويقال: هو ذو خَيْلة أَيضاً؛ قال الراجز: يَمْشي من الخَيْلة يَوْم الوِرْد بَغْياً، كما يَمْشي وَليُّ العَهْد وفي الحديث: من جَرّ ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إِليه؛ الخُيَلاء والخِيَلاء، بالضم والكسر: الكِبْر والعُجْب، وقد اخْتال فهو مُخْتال.
وفي الحديث: من الخُيَلاء ما يُحِبُّه الله في الصَّدقة وفي الحَرْب، أَما الصدقة فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السخاء فيُعْطِيها طَيِّبةً بها نفسُه ولا يَسْتَكثر كثيراً ولا يُعْطي منها شيئاً إِلا وهو له مُسْتَقِلّ، وأَما الحرب فإِنه يتقدم فيها بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان؛ ومنه الحديث: بئس العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واخْتال هو تَفَعَّل وافْتَعَل منه.
ورَجُلٌ خالٌ أَي مُخْتال؛ ومنه قوله: إِذا تَحَرَّدَ لا خالٌ ولا بَخِل قال ابن سيده: ورجلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ، على القَلْب، ومُخْتالٌ وأُخائِلٌ ذو خُيَلاء مُعْجب بنفسه، ولا نظير له من الصفات إِلا رجل أُدابِرٌ لا يَقْبل قول أَحد ولا يَلْوي على شيء، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه يَقْطَعُها، وقد تَخَيَّل وتَخايَل، وقد خالَ الرجلُ، فهو خائل؛ قال الشاعر:فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا، وإِن كُنْتَ للخالِ فاذْهَب فَخَلْ وجمع الخائل خالةٌ مثل بائع وباعةٍ؛ قال ابن بري: ومثله سائق وساقة وحائك وحاكة، قال: وروي البيت فاذهب فخُلْ، بضم الخاء، لأَن فعله خال يخول، قال: وكان حقه أَن يُذكر في خول، وقد ذكرناه نحن هناك؛ قال ابن بري: وإِنما ذكره الجوهري هنا لقولهم الخُيَلاء، قال: وقياسه الخُوَلاء وإِنما قلبت الواو فيه ياء حملاً على الاخْتِيال كما قالوا مَشِيبٌ حيث قالوا شِيبَ فأَتبعوه مَشِيباً، قال: والشاعر رجل من عبد القيس؛ قال: وقال الجُمَيْح بن الطَّمَّاح الأَسدي في الخال بمعنى الاختيال: ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها، وفَقَدْتُ راحِيَ في الشباب وخالي التهذيب: ويقال للرجل المختال خائل، وجمعه خالة؛ ومنه قول الشاعر: أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبه، وقد بَرِئْتُ فما بالنَّفْسِ من قَلَبه (* قوله «الخلبة» قال شارح القاموس: يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة). أَراد بالخالة جمع الخائل وهو المُخْتال الشابُّ.
والأَخْيَل: الخُيَلاء؛ قال: له بعد إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل واخْتالَت الأَرضُ بالنبات: ازْدانَتْ.
ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة ومُتَخايِلة إِذا بلغ نَبْتُها المَدى وخرج زَهرُها؛ قال الشاعر: تأَزَّر فيه النَّبْت حتى تَخَيَّلَتْ رُباه، وحتى ما تُرى الشاء نُوَّما وقال ابن هَرْمَة: سَرا ثَوْبَه عنك الصِّبا المُتخايِلُ ويقال: ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة، وقد تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها أَن يُرْعى.
والخالُ: الثوب الذي تضعه على الميت تستره به، وقد خَيَّلَ عليه.
والخالُ: ضَرْبٌ من بُرود اليَمن المَوْشِيَّة.
والخالُ: الثوب الناعم؛ زاد الأَزهري: من ثياب اليمن؛ قال الشماخ: وبُرْدانِ من خالٍ وسبعون درهماً، على ذاك مقروظٌ من الجلد ماعز والخالُ: الذي يكون في الجسد. ابن سيده: والخالُ سامَة سوداء في البدن، وقيل: هي نُكْتة سوداء فيه، والجمع خِيلانٌ.
وامرأَة خَيْلاء ورجل أَخُيَل ومَخِيلٌ ومَخْيول ومَخُول مثل مَقُول من الخال أَي كثير الخِيلان، ولا فِعْلَ له.
ويقال لما لا شخص له شامَةٌ، وما له شخص فهو الخالُ، وتصغير الخالِ خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل ومَخْيول، وخُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول.
وفي صفة خاتم النبوَّة: عليه خِيلانٌ؛ هو جمع خال وهي الشامَة في الجسد.
وفي حديث المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: كثير خِيلانِ الوجه.
والأَخْيَل: طائر أَخضر وعلى جناحيه لُمْعَة تخالف لونه، سُمِّي بذلك للخِيلان، قال: ولذلك وجَّهه سيبويه على أَن أَصله الصفة ثم استعمل استعمال الأَسماء كالأَبرق ونحوه، وقيل: الأَخْيَل الشِّقِرَّاق وهو مشؤوم، تقول العرب: أَسأَم من أَخْيَل؛ قال ثعلب: وهو يقع على دَبَر البعير، يقال إِنه لا ينقُر دَبَرة بعير إِلا خزل ظَهْره، قال: وإِنما يتشاءَمون به لذلك؛ قال الفرزدق في الأَخيل: إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه، ابْنَ مُدْرِكٍ، فلُقِّيتِ من طير اليَعاقيبِ أَخْيَلا قال ابن بري: الذي في شعره من طير العراقيب أَي ما يُعَرْقِبُك (* قوله «أَي ما يعرقبك» عبارة الصاغاني في التكملة: والعراقيب ارض معروفة) يخاطب ناقته، ويروى: إِذا قَطَنٌ أَيضاً، بالرفع والنصب، والممدوح قَطَن بن مُدْرِك الكلابي، ومن رفع ابن جَعَله نعتاً لقَطَن، ومن نصبه جَعَله بدلاً من الهاء في بلغتنيه أَو بدلاً من قَطَن إِذا نصبته؛ قال ومثله: إِذا ابن موسى بلالاً بلغته برفع ابن وبلال ونصبهما، وهو ينصرف في النكرة إِذا سَمِّيْت به، ومنهم من لا يصرفه في المعرفة ولا في النكرة، ويجعله في الأَصل صفة من التَّخَيُّل، ويحتج بقول حسَّان بن ثابت: ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي، فما طائري فيها عليكِ بِأَخْيَلا وقال العجاج: إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل قال شمر: الأَخْيَل يَفِيل نصف النهار، قال الفراء: ويسمى الشاهين الأَخْيَل، وجمعه الأَخايل؛ وأَما قوله: ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ، ومَعِي شَبابٌ كلهم أَخْيَل فقد يجوز أَن يعني به هذا الطائر أَي كلهم مثل الأَخيل في خِفَّتِه وطُموره. قال ابن سيده: وقد يكون المُخْتال، قال: ولا أَعرفه في اللغة، قال: وقد يجوز أَن يكون التقدير كُلُّهم أَخْيَل أَي ذو اختيال.
والخَيال: خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إِلى ظِلِّ نفسه فيرى أَنه صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عليه ولا يجد شيئاً، وهو خاطف ظِلِّه.
والأَخْيَل أَيضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قال الراجز: أَشكو إِلى الله انْثِناءَ مِحْمَلي، وخَفَقان صُرَدِيَ وأَخْيَلي والصُّرَدان: عِرْقان تحت اللسان.
والخالُ: كالظَّلْع والغَمْز يكون بالدابة، وقد خالَ يَخال خالاً، وهو خائل؛ قال: نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً، تَشْكو الكَلال، وتشكو من أَذى الخال وفي رواية: من حَفا الخال.
والخالُ: اللِّواءُ يُعْقد للأَمير. أَبو منصور: والخالُ اللِّواء الذي يُعْقَد لولاية والٍ، قال: ولا أُراه سُمِّي خالاً إِلاَّ لأَنه كان يُعْقَد من برود الخال؛ قال الأَعشى: بأَسيافنا حتى نُوَجِّه خالها والخالُ: أَخو الأُم، ذكر في خول.
والخالُ: الجَبَل الضَّخْم والبعير الضخم، والجمع خِيلانٌ؛ قال: ولكِنَّ خِيلاناً عليها العمائم شَبَّههم بالإِبل في أَبدانهم وأَنه لا عقول لهم.
وإِنه لمَخِيلٌ للخير أَي خَلِيق له.
وأَخالَ فيه خالاً من الخير وتَخَيَّل عليه تَخَيُّلاً، كلاهما: اختاره وتفرَّس فيه الخير.
وتَخَوَّلت فيه خالاً من الخير وأَخَلْتُ فيه خالاً من الخير أَي رأَيت مَخِيلتَه.
وتَخَيَّل الشيءُ له: تَشَبَّه.
وتَخَيَّل له أَنه كذا أَي تَشَبَّه وتخايَل؛ يقال: تُخَيَّلته فَتَخَيَّل لي، كما تقول تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر، وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن، وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق.
والخَيَال والخَيَالة: ما تَشَبَّه لك في اليَقَظة والحُلُم من صورة؛ قال الشاعر: فلَسْتُ بنازِلٍ إِلاَّ أَلَمَّتْ، برَحْلي، أَو خَيالَتُها، الكَذُوب وقيل: إِنما أَنَّث على إِرادة المرأَة.
والخَيال والخَيالة: الشخص والطَّيْف.
ورأَيت خَياله وخَيالته أَي شخصه وطَلعْته من ذلك. التهذيب: الخَيال لكل شيء تراه كالظِّل، وكذلك خَيال الإِنسان في المِرآة، وخَياله في المنام صورة تِمْثاله، وربما مَرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خَيال، يقال: تَخَيَّل لي خَيالُه. الأَصمعي: الخَيال خَشَبة توضع فيلقى عليها الثوب للغنم إِذا رآها الذئب ظن أَنه إِنسان؛ وأَنشد: أَخٌ لا أَخا لي غيره، غير أَنني كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بلا فكر وراعِي الخَيال: هو الرَّأْل، وفي رواية: أَخي لا أَخا لي بَعْده؛ قال ابن بري: أَنشده ابن قتيبة بلا فَكْر، بفتح الفاء، وحكي عن أَبي حاتم أَنه قال: حدثني ابن سلام الجُمَحي عن يونس النحوي أَنه قال: يقال لي في هذا الأَمر فَكْرٌ بمعنى تَفَكُّر. الصحاح: الخَيال خَشَبة عليها ثياب سود تُنْصب للطير والبهائم فتظنه إِنساناً.
وفي حديث عثمان: كان الحِمَى سِتَّة أَميال فصار خَيال بكذا وخَيال بكذا، وفي رواية: خَيال بإِمَّرَةَ وخيَال بأَسْوَدَ العَيْن؛ قال ابن الأَثير: وهما جَبَلان؛ قال الأَصمعي: كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما داخلها حِمىً من الأَرض، وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه؛ وقول الراجز: تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ، كأَنَّها خِيلانُ راع مُحْتَظِر أَراد بالخِيلان ما يَنْصِبه الراعي عند حَظِيرة غنمه.
وخَيَّل للناقة وأَخُيَل: وَضَع لولدها خَيالاً ليَفْزَع منه الذئب فلا يَقْرَبه.
والخَيال: ما نُصِب في الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فلا تُقْرَب.
وقال الليث: كل شيء اشتبه عليك، فهو مُخيل، وقد أَخالَ؛ وأَنشد: والصِّدْقُ أَبْلَجُ لا يُخِيل سَبِيلُه، والصِّدْق يَعْرِفه ذوو الأَلْباب وقد أَخالتِ الناقةُ، فهي مُخِيلة إِذا كانت حَسَنة العَطَل في ضَرْعها لَبن.
وقوله تعالى: يُخَيَّل إِليه من سحرهم أَنها تَسْعَى؛ أَي يُشْبَّه.
وخُيِّل إِليه أَنه كذا، على ما لم يُسَمَّ فاعله: من التخييل والوَهْم.
والخَيال: كِساء أَسود يُنْصَب على عود يُخَيَّل به؛ قال ابن أَحمر:فلما تَجَلَّى ما تَجَلَّى من الدُّجى، وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخَيَّل والخَيْل: الفُرْسان، وفي المحكم: جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه؛ قال أَبو عبيدة: واحدها خائل لأَنه يَخْتال في مِشْيَتِه، قال ابن سيده: وليس هذا بمعروف.
وفي التنزيل العزيز: وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِك ورَجْلِك، أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك.
والخَيْل: الخُيول.
وفي التنزيل العزيز: والخَيْلَ والبِغال والحمير لتركبوها.
وفي الحديث: يا خَيْلَ الله ارْكَبي: قال ابن الأَثير: هذا على حذف المضاف، أَراد بافُرْسانَ خَيْلِ الله اركبي، وهذا من أَحسن المجازات وأَلطفها؛ وقول أَبي ذؤيب: فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما، وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ثَنَّاه على قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وقوله بطل اللِّقاء أَي عند اللقاء، والجمع أَخْيالٌ وخُيول؛ الأَول عن ابن الأَعرابي، والأَخير أَشهر وأَعرف.
وفلان لا تُسايَر خَيْلاه ولا تُواقَفُ خَيْلاه، ولا تُسايَر ولا تُواقَف أَي لا يطاق نَمِيمةً وكذباً.
وقالوا: الخَيْل أَعلم من فُرْسانِها؛ يُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء عنده فتجده على ما ظننت.
والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول.
والخَيال: نبت.
والخالُ: موضع؛ قال: أَتَعْرف أَطلالاً شَجوْنَك بالخال؟ قال: وقد تكون أَلفه منقلبة عن واو.
والخالُ: اسم جَبَل تِلْقاء المدينة؛ قال الشاعر: أَهاجَكَ بالخالِ الحُمُول الدَّوافع، وأَنْتَ لمَهْواها من الأَرض نازع؟ والمُخايَلة: المُباراة. يقال: خايَلْت فلاناً بارَيْته وفعلت فعلَه؛ قال الكميت: أَقول لهم، يَوم أَيْمانُهم تُخايِلُها، في الندى، الأَشْمُلُ تُخايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها؛ وقول ابن أَحمر: وقالوا: أَنَتْ أَرض به وتَخَيَّلَتْ، فأَمْسى لما في الرأْسِ والصدر شاكيا قوله تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت.
وخَيَّل فلانٌ عن القوم إِذا كَعَّ عنهم؛ قال سلمة: ومثله غَيَّف وخَيَّف. الأَحمر: افْعَلْ كذا وكذا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أَي على ما خَيَّلْت أَي على كل حال ونحو ذلك.
وقولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلْت أَي على ما شَبَّهت.
وبنو الأَخْيَل: حَيٌّ من عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَليَّة؛ وقولها: نحن الأَخايلُ ما يَزال غُلامُنا، حتى يَدِبَّ على العَصا، مذكورا فإِنما جَمَعت القَبِيل باسم الأَخْيَل بن معاوية العُقَيْلي، ويقال البَيْت لأَبيها.
والخَيال: أَرض لبني تَغْلِب؛ قال لبيد: لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ، فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟ والخِيلُ: الحِلْتِيت، يَمانِية.
وخالَ يَخِيلُ خَيْلاً إِذا دام على أَكل الخِيل، وهو السَّذَاب. قال ابن بري: والخالُ الخائِلُ، يقال هو خالُ مالٍ وخائل مال أَي حَسَن القيام عليه.
والخالُ: ظَلْع في الرِّجْل.
والخال: نُكْتَة في الجَسَد؛ قال وهذه أَبيات تجمع معاني الخال: أَتَعْرِف أَطْلالاً شَجَوْنَك بالخالِ، وعَيْشَ زمانٍ كان في العُصُر الخالي؟ الخالُ الأَوَّل: مكان، والثاني: الماضي. لَيالِيَ، رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ عليّ بعِصْيان الإِمارةِ والخال الخال: اللِّوَاء.
وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا، وللغَزِل المِرِّيحِ ذي اللَّهْوِ والخال الخال: الخُيَلاء.
وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ، وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذي الخال الخال: الشَّامَة. إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها، كما رَئِم المَيْثاءَ ذو الرَّثْيَة الخالي الخالي: العَزَب.
ويَقْتادُني منها رَخِيم دَلالِها، كما اقْتاد مُهْراً حين يأْلفه الخالي الخالي: من الخلاء. زَمانَ أُفَدَّى من مِراحٍ إِلى الصِّبا بعَمِّيَ، من فَرْط الصَّبابة، والخَال الخال: أَخو الأُم.
وقد عَلِمَتْ أَنِّي، وإِنْ مِلْتُ للصِّبا إِذا القوم كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخال الخالُ: المَنْخُوب الضعيف.
ولا أَرْتَدي إِلاَّ المُروءَةَ حُلَّةً، إِذا ضَنَّ بعضُ القوم بالعَصْبِ والخال الخالُ: نوع من البُرود.
وإِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة، تَنَكَّبتْها واشْتَمْتُ خالاً على خال الخال: السحاب. فحَالِفْ بحِلْفِي كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب، وإِلاَّ تُحالِفْنِي فخَالِ إِذاً خال من المُخالاة.
وما زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة والعُلى، كما احْتَلَفَتْ عَبْسٌ وذُبْيان بالخال الخالُ: الموضع.
وثالِثُنا في الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ لما يُرْمَ من صُمِّ العِظامِ به خالي أَي قاطع.

عدد (لسان العرب) [1]


العَدُّ: إِحْصاءُ الشيءِ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه.
والعَدَدُ في قوله تعالى: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً؛ له معنيان: يكون أَحصى كل شيء معدوداً فيكون نصبه على الحال، يقال: عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد، كما يقال: نفضت ثمر الشجر نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، ويكون معنى قوله: أَحصى كل شيء عدداً؛ أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه، والاسم العدد والعديد.
وفي حديث لقمان: ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته، وقيل: لا نعتده علينا مِنَّةً له.
وفي الحديث: أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون، فقال: إِذا تكاملت العِدَّتان؛ قيل: هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار . . . أكمل المادة أَي إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِليه قامت القيامة؛ وحكى اللحياني: عَدَّه مَعَدّاً؛ وأَنشد: لا تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ، كَزِّ القُصَيْرى، مُقْرِفِ المَعَدِّ (* قوله «لا تعدليني» بالدال المهملة، ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في المحلين وان كان الظاهر ما هنا). قوله: مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه؛ قال ابن سيده: وعندي أَن المَعَدَّ هنا الجَنْبُ لأَنه قد قال كز القصيرى، والقصيرى عُضْو، فمقابلة العضو بالعضو خير من مقابلته بالعِدَّة.
وقوله عز وجل: ومَن كان مَريضاً أَو على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام أُخَر؛ أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن السبب الذي هو الإِفطار.
وحكى اللحياني أَيضاً عن العرب: عددت الدراهم أَفراداً وَوِحاداً، وأَعْدَدْت الدراهم أَفراداً ووِحاداً، ثم قال: لا أَدري أَمن العدد أَم من العدة، فشكه في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها؛ وقول أَبي ذؤيب: رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ يُعَدُّ بها، وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها.
والعَدَدُ: مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه، والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ، وقيل: العِدّةُ مصدر كالعَدِّ، والعِدّةُ أَيضاً: الجماعة، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ تقول: رأَيت عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ، وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جماعة كتب.
والعديدُ: الكثرة، وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في العِدّة، جاؤوا به على هذا المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل، فهو من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ. ابن الأَعرابي: يقال هذا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه (قوله «وزنه وزنه وعفره وغفره ودنه» كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا) أَي مِثْلُه وقِرْنُه، والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ؛ والعَدائدُ النُّظَراءُ، واحدُهم عَديدٌ.
ويقال: ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كانوا لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد هذين الكثيرين.
وهم يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيدون عليه في العَدَد، وقيل: يَتَعَدَّدُونَ عليه يَزيدون عليه في العدد، ويَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم.
وفي التنزيل: واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ.
وفي الحديث: فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا يجدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بعضاً.
وفي حديث أَنس: إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة أَو يزيدون عليها؛ قال: وكذلك يَتَعدّدون.
والأَيام المعدودات: أَيامُ التشريق وهي ثلاثة بعد يوم النحر، وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة، عُرِّفَتْ تلك بالتقليل لأَنها ثلاثة، وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة، وإِنما قُلِّلَ بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة؛ ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ معدودة أَي قليلة. قال الزجاج: كل عدد قل أَو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ، وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير.
والعِدُّ: الكَثْرَةُ. يقال: إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ.
وفي الحديث: يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً.
وعَدَدْتُ: من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين بعد اعتقاد حذف الوسيط. يقولون: عددتك المالَ، وعددت لك المال؛ قال الفارسي: عددتك وعددت لك ولم يذكر المال.
وعادَّهُم الشيءُ: تَساهَموه بينهم فساواهم.
وهم يَتَعادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء كلها.
والعدائدُ: المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ. ابن الأَعرابي: العَدِيدَةُ الحِصَّةُ، والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد: تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلام يعني من يَعُدُّه في الميراث، ويقال: هو من عِدَّةِ المال؛ وقد فسره ابن الأَعرابي فقال: العَدائد المالُ والميراثُ.
والأَشْراكُ: الشَّرِكةُ؛ يعني ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً: سهمين سهمين، وسهماً سهماً، فيقول: تذهب هذه الأَنصباء على الدهر وتبقى الرياسة للولد.
وقول أَبي عبيد: العَدائدُ من يَعُدُّه في الميراث، خطأٌ؛ وقول أَبي دواد في صفة الفرس: وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْـ ـزَابِ، ليسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال: شبهها بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ، وإِن كان هو لم يفسرها.
وقال الأَزهري: معناه ليس لها نظائر.
وفي التهذيب: العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً في الميراث.
وفلانٌ عَدِيدُ بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم.
وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار معدوداً واعْتُدَّ به.
وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم، ويُعَدُّ منهم في الديوان.
وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم.
والعِدادُ والبِدادُ: المناهَدَة. يقال: فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي قِرْنُه، والجمع أَعْدادٌ وأَبْدادٌ.
والعَدِيدُ: الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم. قال ابن شميل: يقال أَتيت فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد.
والعرب تقول: ما يأْتينا فلان إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي ما يأْتينا في السنة إِلا مرة واحدة؛ أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل: إِذا ما قارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا لِثَالِثَةٍ، فقد ذَهَبَ الشِّتاءُ قال أَبو الهيثم: وإِنما يقارنُ القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال، وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء.
ويقال: ما أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا القمرَ، وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ، وإِلا عدادَ الثريا من القمر أَي إِلا مَرَّةً في السنة؛ وقيل: في عِدَّةِ نزول القمر الثريا، وقيل: هي ليلة في كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر؛ وفي الصحاح: وذلك أَن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة. قال ابن بري: صوابه أَن يقول: لأَن القمر يقارن الثريا في كل سنة مرة وذلك في خمسة أَيام من آذار؛ وعلى ذلك قول أُسيد بن الحلاحل: إِذا ما قارن القمر الثريا البيت؛ وقال كثير: فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى، إِنما تُسْعِفُ النوى قِرانَ الثُّرَيَّا مَرَّةً، ثمّ تَأْفُِلُ رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان: هذا الذي استدركه الشيخ على الجوهري لا يرد عليه لأَنه قال إِن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة، وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة، ويكون كل ليلة في منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة، وما تعرض الجوهري للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا.
ويقال: فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ وهي من العِدادِ أَي يأْتي أَهله في الشهر والشهرين.
ويقال: به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زماناً ثم يعاوده، وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً، وكذلك السليم والمجنون كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ.
والعِدادُ: اهتياجُ وجع اللديغ، وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم، والعِدَدُ، مقصور، منه، وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر. يقال: عادّتُه اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ.
وفي الحديث: ما زالت أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة؛ قال الشاعر: يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى، كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ وقيل: عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة أَيام، فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ، وما لم تمض قيل: هو في عِدادِه.
ومعنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم: تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ سمها؛ كما قال النابغة في حية لدغت رجلاً: تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ ويقال: به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة.
وعِدادُ الحمى: وقتها المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه؛ وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال: هو الشيءُ يأْتيك لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ، وكذلك السمّ الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ، وأَصله من العَدَدِ كما تقدم. أَبو زيد: يقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه، وجَمْعُها العِدَدُ؛ ومثله: انقضت مُدَّتُه، وجمعها المُدَدُ. ابن الأَعرابي قال: قالت امرأَة ورأَت رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً: أيَن شَبابُك وجَلَدُك؟ فقال: من طال أَمَدُه، وكَثُر ولَدُه، ورَقَّ عَدَدُه، ذهب جَلَدُه. قوله: رق عدده أَي سِنُوه التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده رقيقاً؛ وأَما قول الهُذَلِيِّ في العِدادِ: هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي؟ فمعناه: هل تعرفين وقت وفاتي؟ وقال ابن السكيت: إِذا كان لأَهل الميت يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه فهو عِدادٌ لهم.
وعِدَّةُ المرأَة: أَيام قُروئها.
وعِدَّتُها أَيضاً: أَيام إِحدادها على بعلها وإِمساكها عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها.
وقد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها، وجمعُ عِدَّتِها عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ؛ وقد انقضت عِدَّتُها.
وفي الحديث: لم تكن للمطلقة عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق.
وعِدَّةُ المرأَة المطلقة والمُتَوَفَّى زَوْجُها: هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو أَيام حملها أَو أَربعة أَشهر وعشر ليال.
وفي حديث النخعي: إِذا دخلت عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما؛ يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد في حال واحدة، كفت إِحداهما عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين، وخالفه غيره في هذا، وكمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها تنقضي بالوضع عند الأَكثر.
وفي التنزيل: فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها؛ فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنيت، وحذف الوسيط أَي تعتدون بها.وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه: إِحْضارُه؛ قال ثعلب: يقال: اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ، واسم ذلك العُدَّة. يقال: كونوا على عُدَّة، فأَما قراءةُ من قرأَ: ولو أَرادوا الخروج لأَعَدُّوا له عُدَّهُ، فعلى حذف علامة التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان.
والعُدَّةُ: ما أَعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح. يقال: أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه بمعنىً. قال الأَخفش: ومنه قوله تعالى: جمع مالاً وعَدَّدَه.
ويقال: جعله ذا عَدَدٍ.
والعُدَّةُ: ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ. يقال: أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه.
وأَعَدّه لأَمر كذا: هيَّأَه له.
والاستعداد للأَمر: التَّهَيُّؤُ له.
وأَما قوله تعالى: وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً، فإِنه إِن كان كما ذهب إِليه قوم من أَنه غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين، كما يُفَرُّ منها إِلى الإِدغام، فهو من هذا الباب، وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس منه، ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال. قال ابن دريد: والعُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه، خص به السلاح لفظاً فلا أَدري أَخصه في المعنى أَم لا.
وفي الحديث: أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي، صلى الله عليه وسلم، فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه، فلما ولى قال رجل: يا رسول الله، أَتدري ما أَقطعته؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ؛ قال: فرَجَعه منه؛ قال ابن المظفر: العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير، والجمع الأَعْدادُ، ثم قال: العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ؛ قال الأَزهري: غلط الليث في تفسير العِدِّ ولم يعرفه؛ قال الأَصمعي: الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر، وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ.
وفي الحديث: نزلوا أَعْدادَ مياه الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار؛ قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت ماء عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال: دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ، واسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ استبدلت بها: يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها إِليها الوحش وأَقامت في منازلها؛ وهذا استعارة كما قال: ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ، وَوَادِياً يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل: العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ، وقيل: العِدُّ ما نبع من الأَرض، والكَرَعُ، ما نزل من السماء، وقيل: العِدُّ الماءُ القديم الذي لا يَنْتَزِحُ؛ قال الراعي: في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها، دَيْمُومَةٍ، ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ قال ابن بري: صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء، ويروى جَدَّاءَ بدل غبراء، والجداء: التي لا ماء بها، وكذلك الديمومة.
والعِدُّ: القديمة من الرَّكايا، وهو من قولهم: حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ؛ قال ابن دريد: هو مشتق من العِدِّ الذي هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في العبارة عنه؛ وقال بعضُ المُتَحَذِّقِينَ: حَسَبٌ عِدٌّ كثير، تشبيهاً بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ؛ قال الشاعر: فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحطيئة: أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ، وإِنما أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدُّ قال أَبو عدنان: سأَلت أَبا عبيدة عن الماءِ العِدِّ، فقال لي: الماءُ العِدُّ، بلغة تميم، الكثير، قال: وهو بلغة بكر بن وائل الماءُ القليل. قال: بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ، مثلُ كاظِمَةٍ، جاهِلِيٌّ إِسلامِيٌّ لم ينزح قط، وقالت لي الكُلابِيَّةُ: الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ؛ يقال: أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ؟ وأَنشدتني: وماءٍ، لَيْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكايا ولا جَلْبِ السماءِ، قدِ اسْتَقَيْتُ وقالت: ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ، قَلَّ أَو كَثُرَ.
وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ: أَوّلُهما وأَفضلهما؛ قال العجاج: ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ: الزَّمانُ والعَهْدُ؛ قال الفرزدق يخاطب مسكيناً الدارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال: أَمِسْكِينُ، أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما جرى في ضَلالٍ دَمْعُها، فَتَحَدَّرَا أَقولُ له لمَّا أَتاني نَعِيُّهُ: به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً، كَكِسرى على عِدَّانِه، أَو كَقَيْصَرا؟ قوله: به لا بظبي، يريد: به الهَلَكَةُ، فحذف المبتدأَ. معناه: أَوقع الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره. قال: وهو من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ وهُيِّئَ.
وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه؛ عن ابن الأَعرابي.
وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه، وأَورده الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً.
وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان تَفْعَلُ ذلك أَي حينه.
ويقال: كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه وهو أَفضله وأَكثره؛ قال: واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً.
وعِدادُ القوس: صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر؛ قال صخر الغيّ: وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْـ ـراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ: بَثرٌ يكون في الوجه؛ عن ابن جني؛ وقيل: العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح. يقال: قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ؛ قال: والقَبْحُ، بالباء، الكَسْرُ. ابن الأَعرابي: العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ.
وعَدْعَدَ في المشي وغيره عَدْعَدَةً: أَسرع.
ويوم العِدادِ: يوم العطاء؛ قال عتبة بن الوعل: وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها: أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّرا قال: والعِدادُ يومُ العَطاءِ؛ والعِدادُ يومُ العَرْض؛ وأَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ: مِنَ البيضِ العَقَائِلِ، لم يُقَصِّرْ بها الآباءُ في يَوْمِ العِدادِ قال شمر: أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً.
ويقال: بالرجل عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون، وقيده الأَزهري فقال: هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة. أَبو زيد: يقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ، قال: وعَدَسْ مثلُه.
والعَدْعَدةُ: صوتُ القطا وكأَنه حكاية؛ قال طرفة:أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ، ولا أَرى بَعِيداً غَداً، ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يقول: لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت مِيَتُهُم كلها.
وأَما العِدّانُ جمع العتُودِ، فقد تقدّم في موضعه.
وفي المثل: أَنْ تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ وهو تصغير مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ، وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين الشديدتين مع ياء التصغير، يُضْرَب للرجُل الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس، فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه.
وقال ابن السكيت: تسمع بالمعيدي لا أَنْ تراهُ؛ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه.
والمَعَدَّانِ: موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ.
ومَعَدٌّ: أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ، وكان سيبويه يقول الميم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ في الكلام، وقد خولِفَ فيه.
وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم، أَو انتسب إِليهم، أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ.
وقال عمر، رضي الله عنه: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا؛ قال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل للغلام إِذا شبَّ وغلُظ: قد تَمَعْدَدَ؛ قال الراجز: رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا ويقال: تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ، وكانوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ في المعاش؛ يقول: فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم؛ وهكذا هو في حديث آخر: عليكم باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة؛ وفي الصحاح: وأَما قول معن بن أَوس: قِفَا، إِنها أَمْسَت قِفاراً ومَن بها، وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه يريد تباعد، قال ابن بري: صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ لأَن الميم أَصلية. قال: وكذا ذكر سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية لقولهم تَمَعْدَدَ. قال: ولا يحمل على تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه، وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم مَعَدَ في الأَرض إِذا أَبعد في الذهاب، وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى؛ وعليه قول الراجز: أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا، وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي أَبْعَدَا في الذهاب؛ ومعنى البيت: أَنه يقول لصاحبيه: قفا عليها لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً، واسمُ كان مضمراً فيها يعود على مَن، وقبل البيت: قِفَا نَبْكِ، في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ، تُثابَا وتُحْمَدَا

طرف (لسان العرب) [1]


الطَّرْفُ: طرْفُ العين.
والطرْفُ: إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن. ابن سيده: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقيل: حَرَّكَ شُفْره ونَظَرَ.
والطرْفُ: تحريك الجُفُون في النظر. يقال: شَخَصَ بصرُه فما يَطْرِفُ.
وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه كلاهما إذا أَصاب طرْفَه، والاسم الطُّرْفةُ.
وعين طَريفٌ: مَطْروفة. التهذيب وغيره: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة.
وقال تعالى: لا يَرْتدّ إليهم طَرْفُهُم.
والطرْفُ: إصابَتُك عَيناً بثوب أَو غيره. يقال: طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفةٌ وطَرَفَها الحزنُ بالبكاء.
وقال الأَصمعي: طُرِفَتْ عينُه فهي تُطْرَفُ طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر.
ويقال: هو بمكان لا تراه الطَّوارِفُ، يعني العيون.
وطَرَف بصَره يَطْرِفُ طرْفاً إذا أطْبَقَ . . . أكمل المادة أَحدَ جَفْنيهِ على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. يقال: أَسْرَعُ من طرْفةِ عين.
وفي حديث أُم سَلَمة: قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ؛ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عن الحَركةِ والسيْر، تعني تسكين الأَطْرافِ وهي الأَعْضاء؛ وقال القُتيبي: هي جمع طرْف العين، أَرادت غضّ البصر.
وقال الزمخشري: الطرف لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر، ولو جمع لم يسمع في جمعه أَطْرافٌ، قال: ولا أَكاد أَشُكُّ في أَنه تصحيف، والصواب غَضُّ الإطْراق أَي يَغْضُضْن من أَبْصارِهن مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إلى الأَرض.
وجاء من المال بطارِفةِ عين كما يقال بعائرةِ عين. الجوهري: وقولهم جاء فلان بطارفة عين أَي جاء بمال كثير.
والطِّرْف، بالكسر، من الخيل: الكريمُ العَتِيقُ، وقيل: هو الطويل القوائم والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ، وقيل: هو الذي ليس من نِتاجكو والجمع أَطرافٌ وطُرُوفٌ، والأَُنثى بالهاء. يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوفٍ، قال أَبو زيد: وهو نعت للذكور خاصّة.
وقال الكسائي: فرس طِرْفةٌ، بالهاء للأُنثى، وصارمةٌ وهي الشديدة.
وقال الليث: الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ الأَطرافِ يعني الآباء والأُمّهات.
ويقال: هو المُسْتَطْرِفُ ليس من نتاج صاحِبه، والأَنثى طِرْفةٌ؛ وأَنشد: وطِرفة شَدَّتْ دِخالاً مُدْمَجا والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخِرْقُ الكريم من الفِتْيان والرّجال، وجمعهما أَطْراف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر: عليهنَّ أَطرافٌ من القوْمِ لم يكن طَعامُهُمُ حَبّاً، بِزُغْمَةَ، أَسْمَرا يعني العَدَس لأَن لونه السُّمْرَةُ.
وزُغْمَةُ: موضع وهو مذكور في موضعه؛ وقال الشاعر: أَبْيَض من غَسّانَ في الأَطْرافِ الأَزهري: جعل أَبو ذؤيب الطِّرْفَ الكريم من الناس فقال: وإنَّ غلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمهَرِيِّ صريحُ (* قوله «صريح» هو بالصاد المهملة هنا، وأَنشده في مادة قرح بالقاف، وفسره هناك، والقريح والصريح واحد.) وأَطْرَفَ الرجلَ: أَعْطاه ما لم يُعْطِه أَحداً قبله.
وأَطْرفت فلاناً شيئاً أَي أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه، والاسم الطُّرفةُ؛ قال بعض اللُّصوص بعد أَن تابَ: قُلْ للُّصُوص بَني اللَّخْناء يَحْتَسِبُوا بُرَّ العِراق، ويَنْسَوْا طُرْفةَ اليَمنِ وشيء طَريفٌ: طَيِّب غريب يكون؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال خالد بن صفوان خيرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانيه، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذّه آذانُ سامعِيه.
وأَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ.
واسْتَطرَف الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً.
واسْتَطْرَفْت الشيءَ: استحدثته.
وقولهم: فعلت ذلك في مُسْتطرَفِ الأَيام أَي في مُسْتَأْنَف الأَيام.
واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفه واطَّرَفَه: اسْتفادَه.
والطَّرِيفُ والطارِفُ من المال: المُسْتَحْدثُ، وهو خِلافُ التَّالِد والتَّلِيدِ، والاسم الطُّرْفةُ، وقد طَرُفَ، بالضم، وفي المحكم: والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطارفُ المال المُسْتَفاد؛ وقول الطرماح: فِدًى لِفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ وزِمَّانَ التِّلادُ مع الطِّرافِ يجوز أَن يكون جمع طَريف كظَريفٍ وظِرافٍ، أَو جمع طارِفٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ، ويجوز أَن يكون لغة في الطَّريف، وهو أَقيس لاقترانه بالتلاد، والعرب تقول: ما له طارِفٌ ولا تالدٌ ولا طرِيفٌ ولا تليدٌ؛ فالطارفُ والطريفُ: ما اسْتَحْدَثْت من المالِ واسْتَطْرفته، والتِّلادُ والتلِيدُ ما ورِئْتَه عن الآباء قديماً.
وقد طَرُفَ طَرافةً وأَطْرَفَه: أَفاده ذلك؛ أَنشد ابن الأعرابي: تَئِطُّ وتَأْدُوها الإفال مُرِبَّةً بأَوْطانِها من مُطرَفاتِ الحَمائِل (* قوله «تئط» هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط، وسيأتي تفسيره في أدي.) مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم.
ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لا يثبت على أَمْرٍ.
وامرأَة مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها، تَطْمَحُ عَيْنُها إلى الرجال وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه.
وفي حديث زياد في خُطبته: إنَّ الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها وزينتها.
وامرأَة مَطْروفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد، وُضِع المفعول فيه موضع الفاعل؛ قال الحُطيئة: وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه، بَغَى الودَّ من مَطْرُوفةِ العينِ طامِح وفي الصحاح: من مطروفة الودّ طامح؛ قال أَبو منصور: وهذا التفسير مخالف لأَصل الكلمة.
والمطروفة من النساء: التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال أَي أَصاب طَرْفَها، فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا تَغُضُّ طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود، ولذلك سميت مطروفة؛ الجوهري: ورجل طَرْفٌ (* قوله «ورجل طرف» أورده في القاموس فيما هو بالكسر، وفي الأصل ونسخ الصحاح ككتف، قال في شرح القاموس: وهو القياس.) لا يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب؛ وأَنشد الأَصمعي: ومَطْروفةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى، مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ فَطُلَّتِ وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية: إذا نحنُ قلنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْروفةً لم تَشَدَّدِ (* قوله «مطروفة» تقدم انشاده في مادة شدد: مطروقة بالقاف تبعاً للاصل.) قال ابن الأَعرابي: المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة، فهي مطروفة، فأَراد كأَنَّ في عينيها قَذًى من اسْتِرْخائها.
وقال ابن الأعرابي: مَطْروفة منكسرة العين كأَنها طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه.
وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ، وقد طُرِفَتْ عينه، فهي مطروفة.
والطَّرْفةُ أَيضاً: نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربة وغيرها.
وفي حديث فُضَيْلٍ: كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له طرْفة؛ أَصل الطَّرْفِ: الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على الرأْس. ابن السكيت: يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء، وطَرفه عنه أَي صَرفه وردّه؛ وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة: إنك، واللّهِ، لَذُو مَلَّةٍ، يَطْرِفُك الأَدنى عن الأَبْعَدِ أَي يَصْرِفك؛ الجوهري: يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ الجَديد وتَنْسى القديم؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: يَطْرِفك الأَدنى عن الأَقْدَمِ قال: وبعده: قلتُ لها: بل أَنت مُعْتَلّةٌ في الوَصْلِ، يا هِند، لكي تَصْرِمي وفي حديث نظر الفجأَة: وقال اطْرِفْ بصرك أَي اصْرِفْه عما وقع عليه وامْتَدَّ إليه، ويروى بالقاف، وسيأْتي ذكره.
ورجل طَرِفٌ وامرأَة طَرِفةٌ إذا كانا لا يثبتان على عهد، وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ آخر غير صاحبه ويَطَّرِفَ غير ما في يده أَي يَسْتَحْدِثَ.
واطَّرَفْت الشيء أَي اشتريته حديثاً، وهو افْتَعَلْت.
وبعير مُطَّرَفٌ: قد اشترى حديثاً؛ قال ذو الرّمّة: كأَنَّني من هَوى خَرْقاء مُطَّرَفٌ، دامي الأَظلِّ بعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ أَراد أَنه من هَواها كالبعير الذي اشتُري حديثاً فلا يزال يَحِنُّ إلى أُلاَّفِه. قال ابن بري: المُطَّرف الذي اشتري من بلد آخر فهو يَنْزِعُ إلى وطنه، والسَّأْوُ: الهِمّة، ومَهْيُومٌ: به هُيامٌ.
ويقال: هائم القلب.
وطَرَفه عنا شُغل: حبسه وصَرَفه.
ورجل مَطْروف: لا يثبت على واحدة كالمَطْروفةِ من النساء؛ حكاه ابن الأعرابي: وفي الحَيِّ مَطْروفٌ يُلاحظُ ظِلّه، خَبُوطٌ لأَيْدي اللاَّمِساتِ، رَكُوضُ والطِّرْفُ من الرجال: الرَّغِيبُ العين الذي لا يرى شيئاً إلا أَحَبَّ أَن يكون له. أَبو عمرو: فلان مَطْروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا إليه.
واسْتَطْرَفَتِ الإبلُ المَرْتَع: اختارتْه، وقيل: اسْتأْنَفَتْه.
وناقة طَرِفةٌ ومِطْرافٌ: لا تَكاد تَرْعى حتى تَسْتَطْرِفَ. الأَصمعي: المِطْرافُ التي لا تَرْعى مَرْعًى حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَه. الأَصمعي: ناقة طَرِفةٌ إذا كانت تُطْرِفُ الرِّياضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ؛ وأَنشد: إذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها، أَو اسْتَأْخَرَتْ عنها الثِّقالُ القَناعِسُ ويروى: إذا أَطْرَفَتْ.
والطرَفُ: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقة، بالكسر، إذا تَطَرَّفت أَي رَعَتْ أَطرافَ المرعى ولم تَخْتَلِطْ بالنوق.
وناقة طَرِفة: لا تثبت على مرعى واحد.
وسِباعٌ طوارِفُ: سوالِبُ.
والطريفُ في النسب: الكثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر. ابن سيده: رجل طَرِفٌ وطَريف كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر ليس بذي قُعْدُدٍ، وفي الصحاح: نَقِيضُ القُعدد، وقيل: هو الكثير الآباء في الشرف، والجمع طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ؛ الأَخيران شاذان؛ وأَنشد ابن الأعرابي في الكثير الآباء في الشرَف للأَعشى:أَمِرُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ، طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ وقد طَرُفَ، بالضم، طَرافةً. قال الجوهري: وقد يُمْدَحُ به.
والإطْرافُ: كثرة الآباء.
وقال اللحياني: هو أَطْرَفُهم أَي أَبْعَدُهم من الجد الأَكبر. قال ابن بري: والطُّرْفى في النسب مأْخوذ من الطرف، وهو البُعْدُ، والقُعْدى أَقرب نسباً إلى الجد من الطُّرفى، قال: وصحَّفه ابن ولاَّد فقال: الطُّرْقى، بالقاف.
والطرَفُ، بالتحريك: الناحية من النواحي والطائفة من الشي، والجمع أَطراف.
وفي حديث عذاب القبر: كان لا يَتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لا يَتباعَدُ؛ من الطرَف: الناحية.
وقوله عز وجل: أَقِمِ الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا العَشِيِّ، وهما الظهر والعصر، وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء.
وقوله عز وجل: ومن الليل فسَبِّحْ وأَطْراف النهارِ؛ أَراد وسبح أَطراف النهار؛ قال الزجاج: أَطْرافُ النهار الظهر والعصر، وقال ابن الكلبي: أَطراف النهار ساعاته.
وقال أَبو العباس: أَراد طرفيه فجمع.
ويقال: طَرَّفَ الرجل حول العسكر وحول القوم، يقال: طرَّف فلان إذا قاتل حول العسكر لأنه يحمل على طَرَف منهم فيردُّهم إلى الجُمْهور. ابن سيده: وطرَّف حول القوم قاتَل على أَقصاهم وناحيتهم، وبه سمي الرجل مُطَرِّفاً.
وتطرَّفَ عليهم: أَغار، وقيل: المُطَرِّف الذي يأْتي أَوائل الخيل فيردُّها على آخرها، ويقال: هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس؛ وقال ساعِدةُ الهذلي: مُطَرِّف وَسْطَ أُولى الخَيْلِ مُعْتَكِر، كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم وقال المفضَّل: التطريفُ أَن يردّ الرجل عن أُخْريات أَصحابه.
ويقال: طرَّفَ عنا هذا الفارسُ؛ وقال متمم: وقد عَلِمَتْ أُولى المغِيرة أَنَّنا نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا وقال شمر: أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه. ابن سيده: وطَرَفُ كل شي مُنتهاه، والجمع كالجمع، والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: عليكم بالتَّلْبِينةِ، وكان إذا اشْتكى أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتى يأْتي على أَحد طَرَفَيْه أَي حتى يُفِيق من عِلَّتِه أَو يموت، وإنما جَعَل هذين طرفيه لأَنهما منتهى أَمر العليل في علته فهما طرَفاه أَي جانباه.
وفي حديث أَسماء بنت أَبي بكر: قالت لابنها عبداللّه: ما بي عَجَلة إلى الموت حتى آخُذَ على أحد طَرَفَيْكَ: إما أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عيني، وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك.
وتَطَرَّف الشيءُ: صار طرَفاً.
وشاةٌ مُطرَّفةٌ: بيضاء أَطرافِ الأُذنين وسائرها أَسود، أَو سَوْداؤها وسائرها أَبيض.
وفرس مُطرَّف: خالَفَ لونُ رأْسِه وذنبه سائر لَونه.
وقال أَبو عبيدة: من الخيل أَبْلَقُ مُطرَّف، وهو الذي رأْسه أَبيض، وكذلك إن كان ذنبه ورأْسه أَبيضين، فهو أَبلق مطرَّف، وقيل: تَطْريفُ الأُذنين تأْلِيلُهما، وهي دِقّة أَطْرافهما. الجوهري: المُطَرَّف من الخيل، بفتح الراء، هو الأَبيض الرأْس والذنب وسائره يخالف ذلك، قال: وكذلك إذا كان أَسود الرأْس والذنب، قال ويقال للشاة إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وسائرها أَبيض مُطرَّفة.
والطَّرَفُ: الشَّواةُ، والجمع أَطْراف.
والأَطْرافُ: الأَصابع، وفي التهذيب: اسم الأَصابع، وكلاهما من ذلك، قال: ولا تفرد الأَطْرافُ إلا بالإضافة كقولك أَشارت بَطرَفِ إصبَعِها ؛ وأَنشد الفراء:يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قال الأزهري: جعل الأَطراف بمعنى الطرَف الواحد ولذلك قال عَنَمَه.
ويقال: طَرَّفَت الجارية بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء، وهي مُطَرَّفة، وفي الحديث: أَنَّ إبراهيم الخليل، عليه السلام، جُعل في سَرَبٍ وهو طِفْل وجُعِل رِزْقه في أَطْرافه أَي كان يَمَصُّ أَصابعه فيجد فيها ما يُغَذِّيه.
وأَطرافُ العَذارَى: عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط يشبَّه بأَصابع العذارى المُخَضَّبة لطوله، وعُنقودُه نحو الذراع، وقيل: هو ضرب من عنب الطائف أَبيض طوال دقاق.
وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفه: اخْتاره؛ قال سويد بن كراع العُكلِيُّ: أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها وجُوهُ عَذارى، حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا وطرَفُ القومِ: رئيسهم، والجمعُ كالجمع.
وقوله عز وجل: أَوَلم يَرَوْا أَنَّا نأْتي الأَرضَ نَنْقُصها من أَطرافها؛ قال: معناه موتُ علمائها، وقيل: موت أَهلها ونقصُ ثمارها، وقيل: معناه أَوَلم يروا أَنَّا فتحنا على المسلمين من الأَرض ما قد تبيَّن لهم، كما قال: أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون؛ الأَزهري: أَطرافُ الأَرض نواحِيها، الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً ناحيةً، وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين، وأَما من جعل نقصها من أَطرافها موت علمائها، فهو من غير هذا، قال: والتفسير على القول الأَوَّل.
وأَطراف الرجال: أَشرافُهم، وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر؛ قال ابن أَحمر: عليهنَّ أَطرافٌ من القومِ لم يكنْ طَعامهُمُ حَبّاً، بِزغْبةَ أَغْبَرَا وقال الفرزدق: واسْأَلْ بنا وبكم، إذا ورَدَتْ مِنًى، أَطرافَ كلِّ قَبِيلةٍ مَنْ يُمْنَعُ يريد أَشْراف كل قبيلة. قال الأَزهري: الأَطراف بمعنى الأَشراف جمع الطرَفِ أَيضاً؛ ومنه قول الأَعشى: هم الطُّرُفُ البادُو العدوِّ، وأَنتُمُ بقُصْوَى ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا قال ابن الأَعرابي: الطُّرُفُ في هذا البيت بيت الأَعشى جمع طَرِيفٍ، وهو المُنْحَدِر في النسب، قال: وهو عندهم أَشرف من القُعْدُد.
وقال الأَصمعي: يقال فلان طَريفُ النسب والطَّرافة فيه بَيِّنة وذلك إذا كان كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر، وفي الحديث: فمال طَرَفٌ من المشركين على رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي قِطعة منهم وجانب؛ ومنه قوله تعالى: ليقطع طَرَفاً من الذين كفروا.
وكلُّ مختار طَرَف، والجمع أَطراف؛ قال: ولمَّا قَضَيْنا مِنْ مِنًى كلَّ حاجةٍ، ومَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هو ماسِحُ أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَينَنا، وسالتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأباطِحُ قال ابن سيده: عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها، وهو ما يتعاطاه المحبون ويتَفاوَضُه ذوو الصبابة المُتَيَّمون من التعريض والتَّلْوِيحِ والإيماء دون التصريح، وذلك أَحْلى وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ من أَن يكونَ مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وجهراً.
وطَرائفُ الحديث: مُختاره أَيضاً كأَطرافه؛ قال: أَذْكُرُ مِن جارَتي ومَجْلِسِها طَرائفاً من حديثها الحَسَنِ ومن حديثٍ يَزِيدُني مِقَةً، ما لِحَدِيثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ أَراد يَزِيدُني مِقة لها.
والطَّرَفُ: اللحمُ.
والطرَفُ: الطائفةُ من الناس. تقول: أَصَبْتُ طَرَفاً من الشيء؛ ومنه قوله تعالى: ليَقْطَعَ طرَفاً من الذين كفروا؛ أي طائفة.
وأَطرافُ الرجلِ: أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ قَرِيبٍ له مَحْرَمٍ.
والعرب تقول: لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ، ومعناه لا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف؛ قال: هكذا قاله الفراء.
ويقال: لا يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه.
وقال أَبو الهيثم: يقال للرجل ما يَدرِي فلان أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول، أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلى، فالنصف الأَسفلُ طَرَف، والأَعْلى طرَف، والخَصْرُ ما بين مُنْقَطع الضُّلُوع إلى أَطراف الوَرِكَيْنِ وذلك نصف البدن، والسّوْءةُ بينهما، كأَنه جاهل لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ نفسِه أَطولُ. ابن سيده: ما يَدْرِي أَي طرفيه أَطول يعني بذلك نسَبه من قِبَل أَبيه وأُمه، وقيل: طرَفاه لِسانُه وفَرجُه، وقيل: اسْتُه وفمُه لا يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ؛ ويُقَوِّيه قول الراجز: لو لم يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ، في صَدْرِه، مَثْلُ قَفا الكَبْشُ الأَجَمّ يقول: لولا أَنه سَلَحَ وقاء لقامَ في صَدْرِه من الطعام الذي أَكل ما هو أَغْلظُ وأَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ .
وفي حديث طاووسٍ: أَنَّ رجلاً واقَعَ الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فلقد رأْيتُه في النِّطَع وما أَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَسْرَعُ؛ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي أَصابه القَيْء والإسْهال فلم أَدرِ أَيهما أَسرع خروجاً من كثرته.
وفي حديث قَبِيصةَ ابن جابر: ما رأَيتُ أَقْطَعَ طرَفاً من عمرو بن العاص؛ يريد أَمْضَى لساناً منه.
وطرَفا الإنسان: لسانه وذَكرُه؛ ومنه قولهم: لا يُدرى أَيُّ طرفيه أَطول.
وفلان كريم الطرَفين إذا كان كريم الأَبوَيْن، يراد به نسَبُ أَبيه ونسب أُّمه؛ وأَنشد أَبو زيد لعَوْن ابن عبداللّه بن عُتْبة بن مسعود: فكيفَ بأَطرافي، إذا ما شَتَمْتَني، وما بعدَ شَتْمِ الوالِدِينَ صُلُوحُ (* قوله «فكيف بأطرافي إلخ» تقدم في صلح كتابته باطراقي بالقاف والصواب ما هنا.) جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه ومن اتصل بهما من ذويهما، وقال أَبو زيد في قوله بأَطرافي قال: أَطْرافُه أَبواه وإخوته وأَعمامه وكل قريب له محرم؛ الأَزهري: ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرَفين إذا كان خَبيثَ اللسان والفرج، وقد يكون طرَفا الدابة مُقدّمَها ومؤخّرها؛ قال حُمَيد بن ثور يصف ذئباً وسُرعته: تَرى طَرَفَيْه يَعْسِلانِ كِلاهُما، كما اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتايِعُ أَبو عبيد: ويقال فلان لا يَملِك طرَفيه، يعنون اسْته وفمه، إذا شَرِب دواءً أَو خمراً فقاء وسَكِر وسَلَحَ.
والأَسودُ ذو الطَّرَفين: حَيّة له إبرتان إحداهما في أَنفه والأُخرى في ذنبه، يقال إنه يضرب بهما فلا يُطْني الأَرض. ابن سيده: والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن ونونِها؛ هذا قول الخليل وإنما حكمه أَن يقول: التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها، أَو يقول الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان من فاعلاتن.
وتَطَرَّفَتِ الشمسُ: دَنَت للغروب؛ قال: دَنا وقَرْنُ الشمس قد تَطَرَّفا والطِّرافُ: بَيْت من أَدَم ليس له كِفاء وهو من بيوت الأَعراب؛ ومنه الحديث: كان عَمرو لمعاوية كالطِّراف المَمدود.
والطوارفُ من الخِباء: ما رَفَعْت من نواحيه لتنظر إلى خارج، وقيل: هي حِلَقٌ مركبة في الرُّفوف وفيها حِبال تُشدُّ بها إلى الأَوتاد.
والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ: واحد المَطارِفِ وهي أَرْدِية من خز مُرَبَّعة لها أَعْلام، وقيل: ثوب مربع من خزّ له أَعلام. الفراء: المِطْرَفُ من الثياب ما جعل في طَرَفَيْه عَلمانِ، والأَصل مُطرَف، بالضم، فكسروا الميم ليكون أَخف كما قالوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَي أُدير، وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَد؛ وقال الفراء: أَصله الضم لأَنه في المعنى مأْخوذ من أُطرِفَ أَي جُعل في طرَفه العَلَمان، ولكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة فكسروه.
وفي الحديث: رأَيت على أبي هريرة، رضي اللّه عنه، مِطْرَفَ خزٍّ؛ هو بكسر الميم وفتحها وضمها، الثوب الذي في طرفيه علمان، والميم زائدة. الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر قَدِمَ من سفَر: هل وراءك طَريفةُ خَبَرٍ تُطْرِفُناه؟ يعني خبراً جديداً، ومُغَرِبَّةُ خبَرٍ مثله.
والطُّرْفةُ: كل شيء استحدَثْته فأَعجبك وهو الطريفُ وما كان طَريفاً، ولقد طَرُفَ يَطْرُفُ.
والطَّريفةُ: ضَرب من الكلإِ، وقيل: هو النَّصِيُّ إذا يَبِسَ وابْيَضَّ، وقيل: الطَّريفةُ الصِّلِّيانُ وجميع أَنواعهما إذا اعْتَمَّا وتَمَّا، وقيل: الطريفة من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه المالُ فيرعاه، كائناً ما كان، وسميت طريفة لأَن المالَ يَطَّرِفُه إذا لم يجد بقلاً.
وقيل: سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتطراف المال إياها.
وأُطْرِفَتِ الأَرضُ: كثرت طريفتها.
وأَرض مطروفة: كثيرة الطريفة.
وإبل طَرِفَةٌ: تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر، ورجل طريفٌ بَيِّنُ الطَّرافة: ماضٍ هَشٌّ.
والطَّرَفُ: اسم يُجْمع الطَّرْفاء وقلما يستعمل في الكلام إلا في الشعر، والواحدة طَرَفةٌ، وقياسه قَصَبة وقصَب وقَصْباء وشجرة وشجر وشَجْراء. ابن سيده: والطرَفةُ شجرة وهي الطَّرَفُ، والطرفاء جماعةُ الطرَفةِ شجرٌ، وبها سمي طَرَفَةُ بن العَبْد، وقال سيبويه: الطرْفاء واحد وجمع، والطرفاء اسم للجمع، وقيل: واحدتها طرفاءة.
وقال ابن جني: من قال طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث، ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأْنيث، وأَما الهمزة على قوله فزائدة لغير التأْنيث قال: وأَقوى القولين فيها أَن تكون همزة مُرْتَجَلَةً غير منقلبة، لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها تنقلب عن أَلف التأْنيث لا غير نحو صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء، وقد يجوز أَن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كأَلف عِلباء وحِرْباء، قال: وهذا مما يؤكِّد عندك حالَ الهاء، أَلا ترى أَنها إذا أَلحَقت اعتَقَدت فيما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم إلى غيره؟ والطَّرْفاء أَيضاً: مَنْبِتُها، وقال أَبو حنيفة: الطرْفاء من العضاه وهُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ، وليس له خشب وإنما يُخرج عِصِيّاً سَمْحة في السماء، وقد تتحمض بها الإبل إذا لم تجد حَمْضاً غيره؛ قال: وقال أَبو عمرو الطرفاء من الحَمْض، قال وبها سمي الرجل طَرَفة.
والطَّرْفُ من مَنازِل القمر: كوكبان يَقْدُمانِ الجَبهةَ وهما عَينا الأَسد ينزلهما القمر.
وبنو طَرَفٍ: قوم من اليمن.
وطارِفٌ وطَريفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ: أَسماء.
وطُرَيْف: موضع، وكذلك الطُّرَيْفاتُ؛ قال: رَعَتْ سُميراء إلى إرْمامِها، إلى الطُّرَيْفات، إلى أَهْضامِها وكان يقال لبني عَدِيّ بن حاتم الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ، أَسماؤهم: طَريفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ.

بين (لسان العرب) [1]


البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون البَينُ الفُرْقةَ، ويكون الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وهو من الأَضداد؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر: لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح: لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى، ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر: كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً: ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل قال ابن سيده: ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً.
وفي التنزيل العزيز: لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئَ بينكم بالرفع . . . أكمل المادة والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف، يريدُ ما بينكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال: معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم، قال: ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين: أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل، أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه.
وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛ وأَنشد ثعلب:فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة: المُفارَقَة.
وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا.
وغُرابُ البَين: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة: ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ، وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق.
وتقول: ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُبِينٌ.
وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق.
وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً.
وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً.
وفي حديث الشَّعْبي قال: سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟ قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟ فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري، أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ.
وفي حديث الصديق: قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.
وحكى الفارسي عن أَبي زيد: بانَ وبانَه؛ وأَنشد: كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة إذا انفصلا.
وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.
وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ (* قوله «وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً). ذاتُ بَيْنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً.
وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه.
والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث.
ويقال: بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً؛ قال الطرماح: أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ.
وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها.
وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛ يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ.
وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو ماتوا.
وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ ما بين الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل: البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو علي الفارسي: إِنَّك لو دَعَوْتَني، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ، لقُلْتُ: لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ.
وقال بعضهم: بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها: يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله «ارنانها ذوات إلخ» كذا بالأصل.
وفي التكملة: والبيت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ.
وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين). الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قال ابن بري، رحمه الله: البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ.
والبائنةُ: البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً.
وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق؛ قال: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها، لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول: هو بَيْني وبَيْنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين، وقالوا: بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده سيبويه: فبَيْنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى: واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر: بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه، يوماً، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله: «والذي ينشد إلى وبخفضها؛ هكذا في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً). قال ابن بري: ومثلُه في جواز الرفع والخفض بعدها قولُ الآخر: كُنْ كيفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ، لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ، زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ قال ابن بري: وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد الأَرقط: بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه، إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه وقال آخر: بيْنا كذلك، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ تَسْبي وتَقْتُل، حتى يَسْأَمَ الناسُ وقال القطامي: فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر قال ابن بري: وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما، وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى؛ ومما يدل على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن هَرْمة في باب النَّسيبِ من الحَماسةِ: بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا عِ سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذكـ ـراكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِيّاً ومثله قول الأَعشى: بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْـ ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ، رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حتى عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ ومثله قول أَبي دواد: بَيْنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ را ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ وفي الحديث: بَيْنا نحن عند رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجلٌ؛ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، ويقال بَيْنا وبَيْنما، وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى جملة من فعلٍ وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر، ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى، قال: والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيراً، تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه؛ ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان: بَيْنا نَسوسُ الناسَ، والأَمرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ وأَما قوله تعالى: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وقال الفراء: معناه جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم القيامة أَي هُلْكاً، وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال. الجوهري: وبَيْن بمعنى وسْط، تقول: جلستُ بينَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفيف، وهو ظرفٌ، وإن جعلته اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بينُكم، برفع النون، كما قال أَبو خِراش الهُذلي يصف عُقاباً: فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ، فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة: روي عن أَبي الهيثم أَنه قال الكواكب البَبانيات (* وردت في مادة بين «البابانيات» تبعاً للأصل، والصواب ما هنا). هي التي لا يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وهي شامية، ومَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وهو بَيْنَ القُطب، وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى، وقال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد يقول إذا كان الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء، وإن كان اسماً مصدريّاً خفضْتَه، ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ، قال: فسأَلت أَحمد بن يحيى عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم الحقيقي؛ وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد: بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه، ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وجائز: وبهْجَتُه، قال: وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ، وكذلك المصدر. ابن سيده: وبَيْنا وبينما من حروف الابتداء، وليست الأَلف في بَيْنا بصلةٍ، وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، وبينما بَين زِيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي بَيْنَ الجيِّد والرَّديء، وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح، والهمزة المخفَّفة تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ؛ وقالوا: بَين بَين، يريدون التَّوَسُّط كما قال عَبيد بن الأَبرص: نَحْمي حَقيقَتَنا، وبعـ ـض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا وكما يقولون: همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف اللين، وهو الحرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهي بين الهمزة والأَلف مثل سأَل، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ، وإن كانت مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل لَؤُم، إلا أَنها ليس لها تمكينُ الهمزة المحققة، ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلاً لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة، فالمفتوحة نحو قولك في سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ، والمضمومة نحو قولك في لؤُم لؤُم، ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها، قال الجوهري: وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بيت عبيد بن الأَبرص: وبعض القومِ يسقط بين بينا أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به؛ قال ابن بري: قال السيرافي كأَنه قال بَينَ هؤلاء وهؤلاء، كأَنه رجلٌ يدخل بينَ فريقين في أَمرٍ من الأُمور فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه؛ قال الشيخ: ويجوز عندي أَن يريد بينَ الدخول في الحرب والتأَخر عنها، كما يقال: فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر أُخرى.
ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم أَتيته؛ وقوله: وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى بِقانِئِه، إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ أَي بائن.
والبَيانُ: ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها.
وبانَ الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فهو بَيِّنٌ، والجمع أَبْيِناءُ، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُبينٌ؛ قال الشاعر: لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها، لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن وأَهْيِناء، قال: صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ.
وأَبَنْتُه أَي أَوْضَحْتُه.
واستَبانَ الشيءُ: ظهَر.
واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه.
وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَر، وتَبيَّنْتهُ أَنا، تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى.
وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد؛ ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى مُتبيِّنات، ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها.
وفي المثل: قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وقال ابن ذَريح: وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى شُحوباً، وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم (* قوله «الأشاحم» هكذا في الأصل). قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب، ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب.
والتَّبْيينُ: الإيضاح.
والتَّبْيين أَيضاً: الوُضوحُ؛ قال النابغة: إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها.
والتِّبْيان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء.
ومنه حديث آدم وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح.
وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُبين؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ، وقيل في التفسير: إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به الأَصنام، والأَوّل أَجود.
وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة. قال ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة: تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً، كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها، ورواه عليّ بن حمزة: تُبيِّن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين.
ويقال: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة، فهو مُبينٌ، بمعناه.
ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب البَيِّن، وقيل: معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد.
ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء. قال أَبو منصور: ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين. قال أَبو منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك. قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأَكثرُ القراء قرؤُوا: ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.
ويقال: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ ومتعدّ.
وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه، وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا، والمعنيان متقاربان.
وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا، وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً.
وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُبين، قال: وهو التِّبيان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت.
وقال كراع: التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.
وبينهما بَينٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه بَيْناً.
والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح.
والبَيان: الإفصاح مع ذكاء.
والبَيِّن من الرجال: الفصيح. ابن شميل: البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج.
وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً.
ورجل بَيِّنٌ: فصيح، والجمع أَبْيِناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شمر: قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء.
وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فنادر، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابنُ عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛ قال: البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من البيانِ لسِحْراً.
وفي الحديث عن أَبي أُمامة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ، ولذلك قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ البيان، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً.
وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ، عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان.
ويقال: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: البَيْنُ الفصلُ (* قوله «البين الفصل إلخ» كذا بالأصل). بين الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ.
والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يقال: بانه يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بينهما لَبَيْناً لا غير.
وقوله في الحديث: أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه.
ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحَبيب القُشَيْري: من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله: تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها.
والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية. الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب.
والباناةُ: النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب.
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ.
والبَيْنُ: الفراق. التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها، والجمع البُيَّنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت: يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ، من الحالبَيْنِ، بأَن لا غِرارا قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها.
والبِينُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بين الأَرْضَيْن.
والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ، قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ: لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها، من أَهلِ رَيْمانَ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به، أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله «بسرو» قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير).
ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال: والتذكير أَصْوَبُ.
ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو البِينُ.
وبِينٌ: موضعٌ قريب من الحيرة.
ومُبِينٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛ قال حَنْظلةُ بن مصبح: يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ، على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ، وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب.
وبَيْنونةُ: موضع؛ قال: يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله «بألوان» في ياقوت: بأرواح).وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين. التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ.
وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَبْيَن، وقال: أَبْيَن موضع، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن. الجوهري: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَبْيَنَ.
والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ. التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس بن الخَطيم: حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي ن) على (ب و ن).

جرر (لسان العرب) [1]


الجَرُّ: الجَذْبُ، جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً، وجَرَرْتُ الحبل وغيره أَجُرُّه جَرّاً.
وانْجَرَّ الشيءُ: انْجَذَب.
واجْتَرَّ واجْدَرَّ قلبوا التاء دالاً، وذلك في بعض اللغات؛ قال: فقلتُ لِصاحِبي: لا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا ولا يقاس ذلك. لا يقال في اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ ولا في اجْتَرَحَ اجْدَرَحَ؛ واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ به؛ قال: فَقُلْتُ لها: عِيشِي جَعَارِ، وجَرِّرِي بِلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليوم ناصِرُهْ وتَجِرَّة: تَفْعِلَةٌ منه.
وجارُّ الضَّبُعِ: المصرُ الذي يَجُرُّ الضبعَ عن وجارِها من شدته، وربما سمي بذلك السيل العظيم لأَنه يَجُرُّ الضباعَ من وُجُرِها أَيضاً، وقيل: جارُّ الضبع أَشدّ ما يكون من المطر كأَنه لا يدع شيئاً إِلاَّ جَرَّهُ. ابن الأَعرابي: يقال للمطر . . . أكمل المادة الذي لا يدع شيئاً إلاَّ أَساله وجَرَّهُ: جاءَنا جارُّ الضبع، ولا يجرّ الضبعَ إِلاَّ سَيْلٌ غالبٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: جئتك في مثل مَجَرِّ الضبع؛ يريد السيل قد خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فيه؛ وأَصابتنا السماء بجارِّ الضبع. أَبو زيد: غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كثيرةً إِذا أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت؛ وأَنشد: فلما قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني أَغانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ والجارُورُ: نهر يشقه السيل فيجرُّه.
وجَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً وجَرَّت به: وهو أَن يجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فيجاوزها بأَربعة أَيام أَو ثلاثة فَيَنْضَج ويتم في الرَّحِمِ.
والجَرُّ: أَن تَجُرَّ. الناقّةُ ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو شهرين أَو أَربعين يوماً فقط.
والجَرُورُ: من الحوامل، وفي المحكم: من الإِبل التي تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى الغاية أَو تجاوزها؛ قال الشاعر: جَرَّتْ تماماً لم تُخَنِّقْ جَهْضا وجَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت على مَضْرَبِها ثم جاوزته بأَيام ولم تُنْتَجْ.
والجَرُّ: أَن تزيد الناقة على عدد شهورها.
وقال ثعلب: الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً.
وقال: يقال أَتم ما يكون الولد إِذا جَرَّتْ به أُمّه.
وقال ابن الأَعرابي: الجَرُورُ التي تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد السنة وهي أَكرم الإِبل. قال: ولا تَجُرُّ إِلاَّ مَرابيعُ الإِبل فأَما المصاييفُ فلا تَجُرُّ. قال: وإِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها وصُهْبُها ورُمْكُها ولا يَجُرُّ دُهْمُها لغلظ جلودها وضيق أَجوافها. قال: ولا يكاد شيء منها يَجُرُّ لشدّة لحومها وجُسْأَتِها، والحُمْرُ والصُّهْبُ ليست كذلك، وقيل: هي التي تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ يداه إِلى عنقه عند نِتاجِه فَيُجَرُّ بين يديها ويُسْتَلُّ فصِيلُها، فيخاف عليه أَن يموت، فَيُلُبَسُ البخرقةَ حتى تعرفها أُمُّهُ عليه، فإِذا مات أَلبسوا تلك الخرقةَ فصيلاً آخر ثم ظَأَرُوها عليه وسَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتى يَرْضَعَها ذلك الفصيلُ فتجد ريح لبنها منه فَتَرْأَمَه.
وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً، وهي جَرُورٌ إِذا زادت على أَحد عشر شهراً ولم تضع ما في بطنها، وكلما جَرَّتْ كان أَقوى لولدها، وأَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر أَوقاتها. أَبو عبيدة: وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تضعه أَحد عشر شهراً، فإِن زادت عليها شيئاً قالوا: جَرَّتْ. التهذيب: وأَما الإِبل الجارَّةُ فهي العوامل. قال الجوهري: الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء دافق بمعنى مدفوق، ويجوز أَن تكون جارَّةً في سيرها.
وجَرُّها: أَن تُبْطِئَ وتَرْتَع.
وفي الحديث: ليس في الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ، وهي العوامل، سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة، فاعلة بمعنى مفعولة، كأَرض عامرة أَي معمورة بالماء، أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة؛ قال الجوهري: وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل.
وفلانٌ يَجُرُّ الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً؛ قال ابن لجَأََ: تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها، جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها وقال: إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا، فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها، وهذا كقوله: إِذا سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا؛ وقال الآخر: أَطْلَقَها نِضْوَ بلى طلح، جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ (* قوله: «بلى طلح» كذا بالأَصل). أَراد أَنها طِوال الخراطيم.
وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ: أَدامَ المَطَرَ؛ قال حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ: جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن والجَرُروُ من الرَّكايا والآبار: البعيدةُ القَعْرِ. الأَصمعي: بِئْرٌ جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير، وإِنما قيل لها ذلك لأَن دَلْوها تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها. شمر: امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ، ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ: بعيدة القعر؛ ابن بُزُرْجٍ: ما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ، ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ، ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ.
وبعير جَرُورٌ: يُسْنى بِهِ، وجمعه جُرُرٌ.
وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه: شق لسانه لئلا يَرْضَعَ؛ قال: على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ، لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ وقيل: الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ؛ قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور: فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ، كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع: أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر جسده فكفّ عنه لذلك. ابن السكيت: أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه لئلا يَرْضَع؛ وقال عمرو بن معد يكرب: فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ، نَطَقْتُ، ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ بهم، ولكن رماحهم أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم، أَراد أَنهم لم يقاتلوا. الأَصمعي: يقال جُرَّ الفَصِيلُ فهو مَجْرُورٌ، وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ؛ وأَنشد:وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللَّسَانِ الليث: الجِرِيرُ جَبْلُ الزِّمامِ، وقيل: الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ يُخْطَمُ به البعيرُ.
وفي حديث ابن عمر: مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وتْرٍ أَصْبَحَ وعلى رأْسِهِ جَرِيرٌ سبعون ذِراعاً؛ وقال شمر: الجَرِيرُ الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ.
وفي الحديث: أَن رجلاً كان يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب صاعين من تمر فتصدّق بأَحدهما؛ يريد، أَنه كان يستقي الماء بالحبل.
وزِمامُ النَّاقَةِ أَيضاً: جَرِيرٌ؛ وقال زهير بن جناب في الجَرِيرِ فجعله حبلاً: فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْ ياحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّةْ وقال الهوازني: الجَرِيرُ من أَدَمِ مُلَيَّنٍ يثنى على أَنف البعير النَّجِيبةِ والفرسِ. ابن سَمعانَ: أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنق البعير إِذا جعلت طرفه في حَلْقَتِه وهو في عنقه ثم جذبته وهو حينئذٍ يخنق البعير؛ وأَنشد: حَتَّى تَراها في الجَرِيرِ المُورَطِ، سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ وفي الحديث: لولا أَن تغلبكم الناسُ عليها، يعني زمزم، لَنَزَعْتُ معكم حتى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي؛ هو حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام ويطلق على غيره من الحبال المضفورة.
وفي الحديث عن جابر قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم ولا مسلمةٍ ذكرٍ ولا أُنثى ينام بالليل إِلاَّ على رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ، فإِن هو استيقظ فذكر الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإِن قام وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها، وأَصْبَح نَشِيطاً قد أَصاب خيراً، وإِن هو نام لا يذكر الله أَصبح عليه عُقَدُهُ ثقيلاً؛ وفي رواية: وإِن لم يذكر الله تعالى حتى يصبح بال الشيطان في أُذنيه والجَرِيرُ: حبل مفتول من أَدَمٍ يكون في أَعناق الإِبل، والجمع أَجِرَّةٌ وَجُرَّانٌ.
وأَجَرَّةُ: ترك الجَرِيرَ على عُنُقه.
وأَجَرَّهُ جَرِيرة: خَلاَّهُ وسَوْمَهُ، وهو مَثَلٌ بذلك.
ويقال: قد أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته يصنع ما شاء. الجوهري: الجَرِيرُ حَبْلٌ يجعل للبعير بمنزلة العِذَارِ للدابة غَيْرُ الزِّمام، وبه سمي الرجل جَرِيراً.
وفي الحديث: أَن الصحابة نازعوا جَرِيرَ ابن عبدالله زِمامَه فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ والجَرِيرِ: أَي دَعُوا له زمامَه.
وفي الحديث: أَنه قال له نقادة الأَسدي: إِني رجل مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ؟ قال: في موضع الجَرِيرَ من السالفة؛ أَي في مُقَدَّم صفحة العنق؛ والمُغْفِلُ: الذي لا وسم على إِبله.
وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّهُ جَرّاً.
وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته له.
وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تابعها.
وفلان يُجَارُّ فلاناً أَي يطاوله.
والتَّجْرِيرُ: الجَرُّ، شدّد للكثرة والمبالغة.
واجْتَرَّه أَي جره.
وفي حديث عبدالله قال: طعنت مُسَيْلِمَة ومشى في الرُّمْحِ فناداني رجل أَنْ أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم، فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من يديك أَي اترك الرمح فيه. يقال: أَجْرَرْتُه الرمح إِذا طعنته به فمشى وهو يَجُرُّهُ كأَنك أَنت جعلته يَجُرُّهُ.
وزعموا أَن عمرو بن بشر بن مَرْثَدٍ حين قتله الأَسَدِيُّ قال له: أَجِرَّ لي سراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ (* قوله: «لم أستعن» فعل من استعان أَي حلق عانته). قال أَبو منصور: هو من قولهم أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرمح إِذا طعنته وتركت الرمح فيه، أَي دَع السراويل عَلَيَّ أَجُرَّه، فَأَظهر الإِدغام على لغة أَهل الحجاز وهذا أَدغم على لغة غيرهم؛ ويجوز أَن يكون لما سلبه ثيابه وأَراد أَن يأْخذ سراويله قال: أَجِرْ لي سراويلي، من الإِجَارَةِ وهو الأَمانُ، أَي أَبقه عليَّ فيكون من غير هذا الباب.
وأَجَرَّه الرُّمْحَ: طعنه به وتركه فيه: قال عنترة: وآخْرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي، وفي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ يقال: أَجَرَّه إِذا طعنه وترك الرمح فيه يَجُرُّه.
ويقال: أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه وترك الرمح فيه؛ قال الحَادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس: ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا، ونَجُرُّ في الهَيُْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي ابن السكيت: سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن، فقال: مَالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَيْها؛ قال: يعني بِجَرَّتَيْها المَجَرَ في الدهر الشديد والنَّشَرَ وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع؛ قال الأَزهري: جعل المَجَرَ لها جَرَّتَيْنِ أَي حِبَالَتَيْنِ تقع فيهما فَتَهْلِكُ.
والجارَّةُ: الطريق إِلى الماء.
والجَرُّ: الجَبْلُ الذي في وسطه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ؛ قال: وكَلَّفُوني الجَرَّ، والجَرُّ عَمَلْ والجَرَّةُ: خَشَبة (* قوله: «والجرة خشبة» بفتح الجيم وضمها، وأما التي بمعنى الخبزة الآتية، فبالفتح لا غير كما يستفاد من القاموس). نحو الذراع يجعل رأْسها كِفَّةٌ وفي وسطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بها الظِّبَاءُ، فإِذا نَشِبَ فيها الظبي ووقع فيها نَاوَصَها ساعة واضطرب فيها ومارسها لينفلت، فإِذا غلبته وأَعيته سكن واستقرّ فيها، فتلك المُسالَمَةُ.
وفي المثل: نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها؛ يُضْرَبُ ذلك للذي يخالف القوم عن رأْيهم ثم يرجع إِلى قولهم ويضطرّ إِلى الوِفَاقِ؛ وقيل: يضرب مثلاً لمن يقع في أَمر فيضطرب فيه ثم يسكن. قال: والمناوصة أَن يضطرب فإِذا أَعياه الخلاص سكن. أَبو الهيثم: من أَمثالهم: هو كالباحث عن الجَرَّةِ؛ قال: وهي عصا تربط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التراب للظبي يُصْطَاد بها فيها وَتَرٌ، فِإِذا دخلت يده في الحبالة انعقدت الأَوتار في يده، فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يده ضرب بتلك العصا يده الأُخْرَى ورجله فكسرها، فتلك العصا هي الجَرَّةُ.
والجَرَّةُ أَيضاً: الخُبْزْةُ التي في المَلَّةِ؛ أَنشد ثعلب: داوَيْتُه، لما تَشَكَّى وَوَجِعْ، بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ شبهها بالفرس لعظمها.
وجَرَّ يَجُرُّ إِذا ركب ناقة وتركها ترعى.
وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً: رعت وهي تسير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:لا تُعْجِلاَها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً، تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً أَي تُعَلِّي إِلى البادية البُرَّ وتَحْدُر إِلى الحاضرة الصُّفْرَ أَي الذهب، فإِما أَن يعني بالصُّفْر الدنانير الصفر، وإِما أَن يكون سماه بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سُمِّيَ اللاطُونُ شَبَهاً.
والجَرُّ: أَن تسير الناقة وترعى وراكبها عليها وهو الانجرار؛ وأَنشد: إِنِّي، على أَوْنِيَ وانْجِرارِي، أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي أَراد بالمنزل الثُّرَيَّا، وفي حديث ابن عمر: أَنه شهد فتح مكة ومعه فرس حرون وجمل جرور؛ قال أَبو عبيد: الجمل الجرور الذي لا ينقاد ولا يكاد يتبع صاحبه؛ وقال الأَزهري: هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون بمعنى فاعل. أَبو عبيد: الجَرُورُ من الخيل البطيء وربما كان من إِعياء وربما كان من قِطَافٍ؛ وأَنشد للعقيلي: جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ وجمعه جُرُرٌ، وأَنشد: أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ، غَادَرَتْ بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ قيل للأَصمعي: جَرَّتْهَا من الجَرِيرَةِ؟ قال: لا، ولكن من الجَرِّ في الأَرض والتأْثير فيها، كقوله: مَجَرّ جُيوشٍ غانمين وخُيَّبِ وفرس جَرُورٌ: يمنع القياد.
والمَجَرَّةُ: السَّمْنَةُ الجامِدَةُ، وكذلك الكَعْبُ.
والمَجَرَّةُ: شَرَحُ السماء، يقال هي بابها وهي كهيئة القبة.
وفي حديث ابن عباس: المَجَرَّةُ باب السماء وهي البياض المعترض في السماء والنِّسْرَان من جانبيها.
والمَجَرُّ: المَجَرَّةُ.
ومن أَمثالهم: سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر؛ يريد توسطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن ذلك وقت إِرطاب النخيل بهجر. الجوهري: المَجَرَّةُ في السماء سميت بذلك لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي عَبَاءَةً وعلى مَجَرّ بيتي سِتْراً؛ المَجَرُّ: هو الموضع المُعَتْرِضُ في البيت الذي يوضع عليه أَطراف العوارض وتسمى الجائزَة.
وَأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل أَي شققته لئلا يَرْتَضِعَ؛ وقال امرؤ القيس يصف ثوراً وكلباً: فَكَرَّ إِليه بِمِبْرَاتِهِ، كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ أَي كر الثور على الكلب بمبراته أَي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق المُجِرُّ لسان الفصيل لئلا يرتضع.
وجَرَّ يَجُرُّ إِذا جنى جناية.
والجُرُّ: الجَرِيرَةُ، والجَرِيرةُ: الذنب والجنابة يجنيها الرجل.
وقد جَرَّ على نفسه وغيره جريرةً يَجُرُّها جَرّاً أَي جنى عليهم جناية: قال: إِذا جَرَّ مَوْلانا علينا جَرِيرةً، صَبَرْنا لها، إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ وفي الحديث: قال يا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني؟ قال: بِجَريرَةِ حُلفَائك؛ الجَرِيرَةُ: الجناية والذنب، وذلك أَنه كان بين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين ثقيف مُوَادعةٌ، فلما نقضوها ولم يُنْكِرْ عليهم بنو عقيل وكانوا معهم في العهد صاروا مِثْلَهم في نقض العهد فأَخذه بِجَريرَتهم؛ وقيل: معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك جَرِيرَةُ حلفائك من ثقيف، ويدل عليه أَنه فُدِيَ بعدُ بالرجلين اللذين أَسَرَتْهُما ثقيف من المسلمين؛ ومنه حديث لَقِيطٍ: ثم بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ إِلاَّ نَفْسَهُ أَي لا يُؤْخَذَ بجَرِيَرةِ غيره من ولد أَو والد أَو عشيرة؛ وفي الحديث الآخر: لا تُجارِّ) أَخاك ولا تُشَارِّهِ؛ أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به جَرِيرَةً، وقيل: معناه لا تُماطِلْه، من الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيَهُ بحقه وتَجُرَّه من مَحَلّهِ إِلى وقت آخر؛ ويروى بتخفيف الراء، من الجَرْى والمسابقة، أَي لا تطاوله ولا تغالبه وفعلتُ ذلك مِنْ جَرِيرتَكِ ومن جَرَّاك ومن جَرَّائك أَي من أَجلك؛ أَنشد اللِّحْياني: أَمِن جَرَّا بني أَسَدٍ غَضِبْتُمْ؟ ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً لِقَوْمٍ، بَعْدَما وُطِئَ الخِيَارُ وأَنشد الأَزهري لأَبي النجم: فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها، وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها وفي الحديث: أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ أَي من أَجلها. الجوهري: وهو فَعْلَى.
ولا تقل مِجْراكَ؛ وقال: أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى، كَأَنَّي، يا سَلاَمُ، مِنَ اليَهُودِ قال: وربما قالوا مِنْ جَرَاك، غير مشدّد، ومن جَرَائِكَ، بالمدّ من المعتل.
والجِرَّةُ: جِرَّةُ البعير حين يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثم يَكُْظِمُها. الجوهري: الجِرَّةُ، بالكسر، ما يخرجه البعير للاجْتِرار.
واحْتَرَّ البعير: من الجِرَّةِ، وكل ذي كَرِشٍ يَجْتَرُّ.
وفي الحديث: أَنه خطب على ناقته وهي تَقْصَعُ بَجَرَّتها؛ الجِرَّةُ: ما يخرجه البعير من بطنه ليَمْضَغه ثم يبلعه، والقَصْعُ: شدَّةُ المضغ.
وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: فضرب ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ؛ ومنه حديث عمر: لا يَصْلُح هذا الأَمرُ إِلاَّ لمن يَحْنَقُ على جِرَّتِهِ أَي لا يَحْقِدُ على رعيته فَضَرَب الجِرَّةَ لذلك مثلاَ. ابن سيده: والجِرَّةُ ما يُفِيضُ به البعيرُ من كَرِشه فيأْكله ثانيةً.
وقد اجْتَرَّت الناقة والشاة وأَجَرَّتْ؛ عن اللحياني.
وفلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه أَي لا يَكْتُمُ سرّاً، وهو مَثَلٌ بذلك.
ولا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ والجِرَّة، وما خالفت دِرَّةُ جِرَّةً، واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَين والجِرَّةَ تعلو إِلى الرأْس.
وروي ابن الأَعرابي: أَن الحَجَّاجَ سأَل رجلاً قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال: تتابعت علينا الأَسْمِيَةُ حتى مَنَعت السِّفَارَ وتَظَالَمِت المِعَزى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة. اجْتِلابُ الدِّرَّة بالجرّة: أَن المواشي تَتَمَّلأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا تزال تَجْتَرُّ إِلى حين الحَلْبِ.
والجِرَّة: الجماعة من الناس يقيمون ويَظْعَنُون.
وعَسْكَرٌ جَرّارٌ: كثير، وقيل: هو الذي لا يسير إِلاَّ زَحْفاً لكثرته؛ قال العجاج: أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ قوله: جَرَّ الأَثَر يعني أَنه ليس بقليل تستبين فيه آثاراً وفَجْوَاتٍ. الأَصمعي: كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثقيلة السَّيرِ لا تقدر على السَّيرِ إِلاَّ رُوَيْداً من كثرتها.
والجَرَّارَةُ: عقرب صَفْرَاءُ صَفِيرةٌ على شكل التِّبْنَةِ، سميت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها، وهي من أَخبث العقارب وأَقتلها لمن تَلْدَغُه. ابن الأَعرابي: الجُرُّ جمع الجُرَّةِ، وهو المَكُّوكُ الذي يثقب أَسفله، يكون فيه البَذْرُ ويمشي به الأَكَّارُ والفَدَّان وهو يَنْهَالُ في الأَرض.
والجَرُّ: أَصْلُ الجبَل (* قوله: «والجر أصل الجبل» كذا بهذا الضبط بالأَصل المعوّل عليه. قال في القاموس: والجرّ أَصل الجبل أَو هو تصحيف للفراء، والصواب الجرّ أَصل كعلابط الجبل؛ قال شارحه: والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أَحد من أَئمة الغريب، فإِذاً لا تصحيف كما لا يخفى).
وسَفْحُهُ، والجمع جِرارٌ؛ قال الشاعر: وقَدْ قَطَعْتُ وادِياً وجَرَّا.
وفي حديث عبد الرحمن: رأَيته يوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل أَي أَسفله؛ قال ابن دريد: هو حيث علا من السَّهْلِ إِلى الغِلَظ؛ قال: كَمْ تَرى بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ، وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ، وجَرَلْ والجَرُّ: الوَهْدَةُ من الأَرض.
والجَرُّ أَيضاً: جُحْرُ الضّبُع والثعلب واليَربُوع والجُرَذِ؛ وحكى كراع فيهما جميعاً الجُرّ، بالضم، قال: والجُرُّ أَيضاً المسيل.
والجَرَّةُ: إِناء من خَزَفٍ كالفَخَّار، وجمعها جَرٌّ وجِرَارٌ.
وفي الحديث: أَنه نهى عن شرب نبيذ الجَرِّ. قال ابن دريد: المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطين، وفي رواية: عن نبيذ الجِرَارِ، وقيل: أَراد ما ينبذ في الجرار الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فيها الحَنَاتِمُ وغيرها؛ قال ابن الأَثير: أَراد النهي عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع في الشدّة والتخمير. التهذيب: الجَرُّآنية من خَزَفٍ، الواحدة جَرَّةٌ، والجمع جَرٌّ وجِرَارٌ.
والجِرَارَةُ: حرفة الجَرَّارِ.
وقولهم: هَلُمَّ جَرّاً؛ معناه على هِينَتِكَ.
وقال المنذري في قولهم: هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدّة ولا صعوبة، وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ، وهو أَن يترك الإِبل والغنم ترعى في مسيرها؛ وأَنشد: لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا، حتى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا، فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا يقال: جُرَّها على أَفواهها أَي سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ؛ وقوله:فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً.
ويقال: كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم؛ وقد جاءت في الحديث في غير موضع، ومعناها استدامة الأَمر واتصاله، وأَصله من الجَرِّ السَّحْبِ، وانتصب جَرّاً على المصدر أَو الحال.
وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ: الجن والإِنس؛ عن ابن الأَعرابي.
والجَرْجَرَةُ: الصوتُ.
والجَرْجَرَةُ: تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفحل، وهو صوت يردده البعير في حَنْجَرَته، وقد جَرْجَرَ؛ قال الأَغلب العجلي يصف فحلاً: وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الْهَبِّ، جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ، وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ وقوله أَنشده ثعلب: ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا، لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ بازِلٍ لَجَرْجَرا قال: جَرْجَرَ ضَجَّ وصاح.
وفَحْلٌ جُراجِرٌ: كثير الجَرْجَرَة، وهو بعير جَرْجارٌ، كما تقول: ثَرْثَرَ الرجلُ، فهو ثَرْثارٌ.
وفي الحديث: الذي يشرب في الإِناء الفضة والذهب إِنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم؛ أَي يَحْدُرُ فيه، فجعل الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً، وهو صوت وقوع الماء في الجوف؛ قال ابن الأَثير: قال الزمخشري: يروى برفع النار والأَكثر النصب. قال: وهذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم على الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في جوفه.
والجَرْجَرَةُ: صوت البعير عند الضَّجَرِ ولكنه جعل صوت جَرْعِ الإِنسان للماء في هذه الأَواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على استعمالها، كَجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه رفع النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار، وأَما على النصب فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله، وجَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ جَرْعاً متواتراً له صوت، فالمعنى: كأَنما يَجْرَع نار جهنم؛ ومنه حديث الحسن: يأْتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ منه ثم يُجَرْجِرُ قائماً أَي يغرف بالكوز من الحُبِّ ثم يشربه وهو قائم.
وقوله في الحديث: قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز جَراجِرَهُمْ؛ أَي حُلُوقَهم؛ سماها جَراجِرَ لجَرْجَرَة الماء. أَبو عبيد: الجَراجِرُ والجَراجِبُ العظام من الإِبل، الواحد جُرْجُورٌ.
ويقال: بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف.
والجُرْجُورُ: الكرام من الإِبل، وقيل: هي جماعتها، وقيل: هي العظام منها؛ قال الكميت: ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى مائةً، من عطائكم، جُرْجُورا وجمعها جَراجِرُ بغير ياء؛ عن كراع، والقياس يوجب ثباتها إِلى أَن يضطرّ إِلى حذفها شاعر؛ قال الأَعشى: يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ، كالْبُسْـ ـتانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ ومائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَي كاملة.
والتَّجَرْجُرُ: صب الماء في الحلق، وقيل: هو أَن يَجْرَعَه جَرْعاً متداركاً حتى يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه؛ وقد جَرْجَرَ الشرابَ في حلقه، ويقال للحلوق: الجَراجِرُ لما يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها؛ ومنه قول النابغة: لَهِامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في الجَراجِرِ قال أَبو عمرو: أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ.
ومنه قيل للعَيْرِ إِذا صَوَّتَ: هو يُجَرْجِرُ. قال الأَزهري: أَراد بقوله في الحديث يجرجر في جوفه نار جهنم أَي يَحْدُر فيه نار جهنم إِذا شرب في آنية الذهب، فجعل شرب الماء وجَرْعَه جَرْجَرَةَ لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب، وهذا كقول الله عز وجل: إِن الذين يأْكلون أَموال اليتامى ظلماً إِنما يأْكلون في بطونهم ناراً؛ فجعل أَكل مال اليتيم مثل أَكل النار لأَن ذلك يؤدّي إِلى النار. قال الزجاج: يُجَرْجِرُ في جوفه نار جهنم أَي يُردِّدُها في جوفه كما يردد الفحل هُدَيِرَه في شِقْشِقَتِه، وقيل: التَّجَرْجُرُ والجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء في الحلق.
وجَرْجَرَهُ الماء: سقاه إِياه على تلك الصورة؛ قال جرير: وقد جَرْجَرَتْهُ الماءَ، حتى كأَنَّها تُعالِجُ في أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا يعنى بالماء هنا المَنِيَّ، والهاء في جرجرته عائدة إِلى الحياء.
وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ: كثيرة الشرب؛ عن ابن الأَعرابي، وأُنشد: أَوْدَى بماء حَوْضِكَ الرَّشِيفُ، أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ وماء جُراجِرٌ: مُصَوِّت، منه.
والجُراجِرُ: الجوفُ.
والجَرْجَرُ: ما يداس به الكُدْسُ، وهو من حديد.
والجِرْجِرُ، بالكسر: الفول في كلام أَهل العراق.
وفي كتاب النبات: الجِرْجِرُ، بالكسر، والجَرْجَرُ والجِرْجيرُ والجَرْجار نبتان. قال أَبو حنيفة: الجَرْجارُ عُشْبَةٌ لها زَهْرَةٌ صفراء؛ قال النابغة ووصف خيلاً: يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها صُفْراً، مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ الليث: الجَرْجارُ نبت؛ زاد الجوهري: طيب الريح.
والجِرْجِيرُ: نبت آخر معروف، وفي الصحاح: الجِرْجِيرُ بقل. قال الأَزهري في هذه الترجمة: وأَصابهم غيث جِوَرٌّ أَي يجر كل شيء.
ويقال: غيث جِوَرُّ إِذا طال نبته وارتفع. أَبو عبيدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ ثقيل. غيره: جمل جِوَرُّ أَي ضخم، ونعجة جِوَرَّة؛ وأَنشد: فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ، كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ قال الفراء: جِوَرُّ إِن شئت جعلت الواو فيه زائدة من جَرَرْت، وإِن شئت جعلته فِعَلاًّ من الجَوْرِ، ويصير التشديد في الراء زيادة كما يقال حَمارَّةٌ. التهذيب: أَبو عبيدة: المَجَرُّ الذي تُنْتَجُه أُمه يُنْتابُ من أَسفل فلا يَجْهَدُ الرَّضاعَ، إِنما يَرِفُّ رَفّاً حتى يُوضَعَ خِلفُها في فيه.
ويقال: جوادٌ مُجَرٌّ، وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّه جَرّاً؛ ويقال في قوله: أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ أَراد بالجَرَّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق من البعير، وهو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرة. الصحاح: والجِرِّيُّ ضرب من السمك.
والجِرِّيَّةُ: الحَوْصَلَةُ؛ أَبو زيد: هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ للحوصلة.
وفي حديث ابن عباس: أَنه سئل عن أَكل الجِرِّيِّ، فقال: إِنما هو شيء حرمه اليهود؛ الجِرِّيُّ، بالكسر والتشديد: نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مَارْماهي، ويقال: الجِرِّيُّ لغة في الجِرِّيت من السمك.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه كان ينهي عن أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دُلِّ على أُم سلمة فرأَى عندها الشُّبْرُمَ وهي تريد أَن تشربه فقال: إِنه حارٌّ جارٌّ، وأَمرها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ؛ قال أَبو عبيد: وبعضهم يرويه حارٌّ يارٌّ، بالياء، وهو إِتباع؛ قال أَبو منصور: وجارٌّ بالجيم صحيح أَيضاً. الجوهري: حارٌّ جارٌّ إِتباع له؛ قال أَبو عبيد: وأَكثر كلامهم حارُّ يارُّ، بالياء.
وفي ترجمة حفز: وكانت العرب تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً: جَرَّاراً. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ؛ ذكره الأَزهري آخر ترجمة جور، وأَما قولهم لا جَرَّ بمعنى لا جَرَمَ فسنذكره في ترجمة جرم، إِن شاء الله تعالى.

أمم (لسان العرب) [1]


الأمُّ، بالفتح: القَصْد. أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛ وأَمَّمهُ وأْتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ ويَنمَّه وتَيَمَّمَهُ، الأَخيراتان على البَدل؛ قال: فلم أَنْكُلْ ولم أَجْبُنْ، ولكنْ يَمَمْتُ بها أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو ويَمَّمْتُه: قَصَدْته؛ قال رؤبة: أَزْهَر لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ، مُيَمَّم البَيْت كَرِيم السِّنْحِ (* قوله «أزهر إلخ» تقدم في مادة سنح على غير هذا الوجه).
وتَيَمَّمْتُهُ: قَصَدْته.
وفي حديث ابن عمر: مَن كانت فَتْرَتُهُ إِلى سُنَّةٍ فَلأَمٍّ ما هو أَي قَصْدِ الطريق المُسْتقيم. يقال: أَمَّه يَؤمُّه أَمّاً، وتأَمَّمَهُ وتَيَمَّمَه. قال: ويحتمل أَن يكون الأَمُّ أُقِيم مَقام المَأْمُوم أَي هو على طريق ينبغي أَن يُقْصد، وإِن كانت الرواية بضم الهمزة، فإِنه يرجع إِلى . . . أكمل المادة أَصله (* قوله «إلى أصله إلخ» هكذا في الأصل وبعض نسخ النهاية وفي بعضها إلى ما هو بمعناه باسقاط لفظ أصله). ما هو بمعناه؛ ومنه الحديث: كانوا يَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم في الصدَقة أَي يَتَعَمَّدون ويَقْصِدون، ويروى يَتَيَمَّمون، وهو بمعناه؛ ومنه حديث كعب بن مالك: وانْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي حديث كعب بن مالك: فتَيمَّمت بها التَّنُّور أَي قَصَدت.
وفي حديث كعب بن مالك: ثم يُؤمَرُ بأَمِّ الباب على أَهْلِ النار فلا يخرج منهم غَمٌّ أَبداً أَي يُقْصَد إِليه فَيُسَدُّ عليهم.
وتَيَمَّمْت الصَّعيد للصلاة، وأَصلُه التَّعَمُّد والتَّوَخِّي، من قولهم تَيَمَّمْتُك وتَأَمَّمْتُك. قال ابن السكيت: قوله: فَتَيَمَّمُوا صعِيداً طيِّباً، أَي اقْصِدوا لصَعِيد طيِّب، ثم كَثُر استعمالُهم لهذه الكلِمة حتى صار التَّيَمُّم اسماً علَماً لِمَسْح الوَجْه واليَدَيْن بالتُّراب. ابن سيده:والتَّيَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب على البَدل، وأَصْله من الأَول لأَنه يقصِد التُّراب فيَتَمَسَّحُ به. ابن السكيت: يقال أَمَمْتُه أَمًّا وتَيَمَّمته تَيَمُّماً وتَيَمَّمْتُه يَمامَةً، قال: ولا يعرف الأَصمعي أَمَّمْتُه، بالتشديد، قال: ويقال أَمَمْتُه وأَمَّمْتُه وتَأَمَّمْتُه وتَيَمَّمْتُه بمعنى واحد أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته. قال: والتَّيَمُّمُ بالصَّعِيد مأْخُوذ من هذا، وصار التيمم عند عَوامّ الناس التَّمَسُّح بالتراب، والأَصلُ فيه القَصْد والتَّوَخِّي؛ قال الأَعشى: تَيَمَّمْتُ قَيْساً وكم دُونَه، من الأَرض، من مَهْمَهٍ ذي شزَنْ وقال اللحياني: يقال أَمُّو ويَمُّوا بمعنى واحد، ثم ذكَر سائر اللغات.
ويَمَّمْتُ المَرِيضَ فَتَيَمَّم للصلاة؛ وذكر الجوهري أَكثر ذلك في ترجمة يمم بالياء.
ويَمَّمْتُه بِرُمْحي تَيْمِيماً أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته دون مَن سواه؛ قال عامر بن مالك مُلاعِب الأَسِنَّة: يَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثم قلت له: هَذِي المُرُوءةُ لا لِعْب الزَّحالِيقِ وقال ابن بري في ترجمة يَمم: واليَمامة القَصْد؛ قال المرَّار: إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عنها، تَيَمَّمَتْ يَمامَتَها، أَيَّ العِدادِ تَرُومُ وجَمَلٌ مِئمٌّ: دَلِيلٌ هادٍ، وناقة مِئَمَّةٌ كذلك، وكلُّه من القَصْد لأَن الدَّليلَ الهادي قاصدٌ.
والإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ؛ قاله اللحياني، وروي عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز: على إِمَّةٍ. قال الفراء: قرئ إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ، وهي مثل السُّنَّة، وقرئ على إِمَّةٍ، وهي الطريقة من أَمَمْت. يقال: ما أَحسن إِمَّتَهُ، قال: والإِمَّةُ أيضاً النَّعِيمُ والمُلك؛ وأَنشد لعديّ بن زيد: ثم، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْــــمَةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ قال: أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه.
والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدَّينُ. قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، أي كانوا على دينٍ واحد. قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم في معنى الآية: كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُِنْذِرون من عَصى بالنار.
وقال آخرون: كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين.
وقال آخرون: الناسُ كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ. قال أَبو منصور (* قوله «قال أبو منصور إلخ» هكذا في الأصل، ولعله قال أبو منصور: الأمة فيما فسروا إلخ): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين.
والأُمَّةُ: الطريقة والدين. يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر: وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟ وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة: حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً، وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟ والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ.
والإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشى: ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ، وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني.
والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ والشأْن.
وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه: فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ. قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛ وأَنشد:مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْـ ـلاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر: فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة، والأَمُّ: القَصْد.
وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق.
والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش. ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ.
وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً.
وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم: تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ.
والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله.
وسيدُنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُِ بسُنَّته التي مَضى عليها.
ورئيس القوم: أَمِّهم. ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة.
وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم. الأَزهري: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن، قال: وكل ذلك جائز. قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إِذا كانتا مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى، فلهذا لم يأْت في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة؛ فأَما ما حكاه أَبو زيد من قولهم دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه، وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة، وكذلك قراءة أَهل الكوفة أَئمَّة، بهمزتين، شاذ لا يقاس عليه؛ الجوهري: الإِمامُ الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة، وأَصله أَأْمِمَة، على أَفْعِلة، مثل إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ، فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها إلى ما قَبْلَها، فلما حَرَّْكوها بالكسر جعلوها ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت الهمزة ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت الهمزة ياء لأَنها في موضع كَسْر وما قبلها مفتوح فلم يَهمِزُوا لاجتماع الهمزتين، قال: ومن كان رَأْيه جمع الهمزتين همَز، قال: وتصغيرها أُوَيْمة، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً، وقال المازني أُيَيْمَة ولم يقلِب، وإِمامُ كلِّ شيء: قَيِّمُهُ والمُصْلِح له، والقرآنُ إِمامُ المُسلمين، وسَيدُنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِمام الأَئِمَّة، والخليفة إمام الرَّعِيَّةِ، وإِمامُ الجُنْد قائدهم.
وهذا أَيَمٌّ من هذا وأَوَمُّ من هذا أَي أَحسن إمامةً منه، قَلَبوها إِلى الياء مرَّة وإِلى الواو أُخرى كَراهِية التقاء الهمزتين.
وقال أَبو إِسحق: إِذا فضَّلنا رجُلاً في الإِمامةِ قلنا: هذا أَوَمُّ من هذا، وبعضهم يقول: هذا أَيَمُّ من هذا، قال: والأَصل في أَئمَّة أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا اجتمعتا أُدغمت الأُولى في الثانية وأُلقيت حركتها على الهمزة، فقيل أَئِمَّة، فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء، قال: ومن قال هذا أَيَمُّ من هذا، جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها ياء، والذي قال فلان أَوَمُّ من هذا كان عنده أَصلُها أَأَمُّ، فلم يمكنه أَن يبدل منها أَلفاً لاجتماع الساكنين فجعلها واواً مفتوحة، كما قال في جمع آدَم أَوادم، قال: وهذا هو القياس، قال: والذي جَعَلها ياء قال قد صارت الياءُ في أَيِمَّة بدلاً لازماً، وهذا مذهب الأَخفش، والأَول مذهب المازني، قال:وأَظنه أَقْيَس المذهَبين، فأَما أَئمَّة باجتماع الهمزتين فإِنما يُحْكى عن أَبي إِسحق، فإِنه كان يُجيز اجتماعَهما، قال: ولا أَقول إِنها غير جائزة، قال: والذي بَدَأْنا به هو الاختيار.
ويقال: إِمامُنا هذا حَسَن الإِمَّة أَي حَسَن القِيام بإِمامته إِذا صلَّى بنا.
وأَمَمْتُ القومَ في الصَّلاة إِمامةً.
وأْتمّ به أَي اقْتَدَى به.
والإِمامُ: المِثالُ؛ قال النابغة: أَبوه قَبْلَه، وأَبو أَبِيه، بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة على إِمامِ وإِمامُ الغُلام في المَكْتَب: ما يَتعلَّم كلَّ يوم.
وإِمامُ المِثال: ما امْتُثِلَ عليه.
والإِمامُ: الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناء فيُبْنَي عليه ويُسَوَّى عليه سافُ البناء، وهو من ذلك؛ قال: وخَلَّقْتُه، حتى إِذا تمَّ واسْتَوى كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ أَي كهذا الخَيْط المَمْدود على البِناء في الامِّلاسِ والاسْتِواء؛ يصف سَهْماً؛ يدل على ذلك قوله: قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فلم يَزِغُ، عن القَصْدِ، حتى بُصِّرَتْ بِدِمامِ وفي الصحاح: الإِمامُ خشبة البنَّاء يُسَوِّي عليها البِناء.
وإِمامُ القِبلةِ: تِلْقاؤها.
والحادي: إمامُ الإِبل، وإِن كان وراءها لأَنه الهادي لها.
والإِمامُ: الطريقُ.
وقوله عز وجل: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يعني قومَ لوط وأَصحابَ الأَيكةِ.
والإِمامُ: الصُّقْعُ من الطريق والأَرض.
وقال الفراء: وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين، يقول: في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع.
والأَمامُ: بمعنى القُدّام.
وفلان يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم.
ويقال: صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إِذا جَعَلْته اسماً، وتقول: أَخوك أَمامَك، بالنصب، لأَنه صفة؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً: فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها (* قوله «فعدت كلا الفرجين» هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها عيناً صغيرة، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعمجة ومثله في التكلمة في مادة فرج، ومثله كذلك في معلقة لبيد). يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ.
وكِلا فَرْجَيها: وهو خَلْفُها وأَمامُها. تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ. مَوْلَى مَخافَتِها أَي وَلِيُّ مَخافَتِها.
وقال أَبو بكر: معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ. يقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، ويكون الإِمامُ رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين، ويكون الكتابَ، قال الله تعالى: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قال الله تعالى: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، ويكون الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بيت النابغة: بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ معناه على مِثال؛ وقال لبيد: ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها والدليل: إِمامُ السَّفْر.
وقوله عز وجل: وجَعَلْنا للمُتَّقِين إِماماً؛ قال أَبو عبيدة: هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله: في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ.
وقل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ، وقيل: هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قد قالوا إِمامان، وإِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو العَلاء عن أَبي علي الفارسي قال: وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ كثيراً، قال: والأُمَّةُ الإِمامُ. الليث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَيْئةُ في الإِمامةِ والحالةُ؛ يقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة إِذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به، على البدَل كراهية التضعيف؛ وأَنشد يعقوب: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي، وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ.
وأُمَّةُ كل نبي: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ. الليث: كلُّ قوم نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وقيل: أُمة محمد، صلى الله عليهم وسلم، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: وكل جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة.وقال غيره: كلُّ جِنس من الحيوان غير بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة، والأُمَّةُ: الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ.
وفي التنزيل العزيز: وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجناحَيْه إلاَّ أُمَمٌ أَمثالُكم؛ ومعنى قوله إلاَّ أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً دون مَعْنىً، يُريدُ، والله أعلم، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا ذلك.
وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ.
وفي الحديث: لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم، وورد في رواية: لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها؛ يعني بها الكلاب.
والأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ وفي الحديث: إن أَطاعُوهما، يعني أبا بكر وعمر، رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم، وقيل، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه، في الدُّعاء عليه، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان، فهو أُمَّةٌ وحده.
وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن، على نبينا وعليه السلام، أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرجل الذي لا نظِير له؛ ومنه قوله عز وجل: إن إبراهيم كان أُمَّةً قانِتاً لله؛ وقال أبو عبيدة: كان أُمَّةً أي إماماً. أَبو عمرو الشَّيباني: إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة: فلان بإِمَّةٍ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأن بَقاء قُوّتِه من أَعظم النِّعْمة، وأصل هذا الباب كله من القَصْد. يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته، فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، ومعنى الإمَّة في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه، ومعنى الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس؛ قال النابغة: وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ ويروي: ذو إمَّةٍ، فمن قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن قال ذو إمَّةٍ فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه، قال: ومعنى الأُمَّةِ القامة (* وقوله «ومعنى الأمة القامة إلخ» هكذا في الأصل). سائر مقصد الجسد، وليس يخرج شيء من هذا الباب عن معنى أَمَمْت قَصَدْت.
وقال الفراء في قوله عز وجل: إن إبراهيم كان أُمَّةً؛ قال: أُمَّةً مُعلِّماً للخَير.
وجاء رجل إلى عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ، فقال: مُعَلِّمُ الخير، والأُمَّةُ المُعَلِّم.
ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: يُبْعَث يوم القيامة زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْل أُمَّةً على حِدَةٍ، وذلك أَنه كان تَبَرَّأَ من أَدْيان المشركين وآمَن بالله قبل مَبْعَث سيدِنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: أَنه يُبْعَث يوم القيامة أُمَّةً وحْدَه؛ قال: الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدينٍ كقوله تعالى: إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله، وقيل: الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخير.
والأُمَّةُ: الحِينُ. قال الفراء في قوله عز وجل: وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ، قال بعد حينٍ من الدَّهْرِ.
وقال تعالى: ولَئِنْ أَخّرْنا عنهم العَذاب إلى أُمَّةٍ معْدودةٍ.
وقال ابن القطاع: الأُمَّةُ المُلْك، والأُمة أَتْباعُ الأنبياء، والأُمّةُ الرجل الجامعُ للخير، والأُمَّةُ الأُمَمُ، والأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدينه لا يَشْرَكُه فيه أَحدٌ، والأُمَّةُ القامةُ والوجهُ؛ قال الأَعشى: وإنَّ مُعاوية الأَكْرَمِيـ نَ بيضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ أي طِوالُ القاماتِ؛ ومثله قول الشَّمَرْدَل بن شريك اليَرْبوعي: طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ قال: ويروى البيت للأَخْيَلِيَّة.
ويقال: إنه لحسَنُ الأُمَّةِ أي الشَّطاطِ.
وأُمَّةُ الوجه: سُنَّته وهي مُعظَمه ومَعْلم الحُسْن منه. أبو زيد: إنه لَحَسن أُمَّة الوجه يَعْنُون سُنَّته وصُورَته.
وإنه لَقَبيحُ أُمَّةِ الوجه.
وأُمَّة الرجل: وَجْهُه وقامَتُه.
والأُمَّة: الطاعة.
والأُمَّة: العالِم.
وأُمَّةُ الرجل: قومُه.
والأُمَّةُ: الجماعة؛ قال الأخفش: هو في اللفظ واحد وفي المعنى جَمْع، وقوله في الحديث: إنَّ يَهُودَ بَني عَوْفٍ أُمَّةٌ من المؤْمنين، يريد أَنهم بالصُّلْح الذي وقَع بينهم وبين المؤْمنين كجماعةٍ منهم كلمَتُهم وأيديهم واحدة.
وأُمَّةُ الله: خلْقه: يقال: ما رأَيت من أُمَّةِ الله أَحسنَ منه.
وأُمَّةُ الطريق وأُمُّه: مُعْظَمُه.
والأُمَمُ: القَصْد الذي هو الوسَط.
والأَمَمُ: القُرب، يقال: أَخذت ذلك من أَمَمٍ أي من قُرْب.
وداري أَمَمُ دارِه أي مُقابِلَتُها.
والأَمَمُ: اليسير. يقال: داركم أَمَمٌ، وهو أَمَمٌ منك.
وكذلك الاثنان والجمع.
وأمْرُ بَني فُلان أَمَمٌ ومُؤامٌّ أي بيّنٌ لم يجاوز القدر.
والمؤَامُّ، بتشديد الميم: المقارب، أُخِذ الأَمَم وهو القرب؛ يقال: هذا أَمْرٌ مؤَامٌّ مثل مُضارٍّ.
ويقال للشيء إذا كان مُقارِباً: هو مُؤامٌّ.
وفي حديث ابن عباس: لا يَزال أَمْرُ الناس مُؤَامّاً ما لم يَنْظروا في القَدَرِ والوِلْدان أي لا يَزال جارياً على القَصْد والاستقامة.
والمُؤَامُّ: المُقارَب، مُفاعَل من الأَمِّ، وهو القَصْد أَو من الأَمَمِ القرب، وأَصله مُؤامَم فأُدْغِم.
ومنه حديث كعب: لا تَزال الفِتْنة مُؤامّاً بها ما لم تبْدأْ من الشام؛ مُؤَامٌّ هنا: مُفاعَل، بالفتح، على المفعول لأن معناه مُقارَباً بها، والباء للتعدية، ويروى مُؤَمّاً، بغير مدٍّ.
والمُؤَامٌّ: المُقارِب والمُوافِق من الأَمَم، وقد أَمَّهُ؛ وقول الطرِمّاح: مثل ما كافَحْتَ مَحْزُوبَةً نَصَّها ذاعِرُ وَرْعٍ مُؤَامْ يجوز أَن يكون أَراد مُؤَامٌّ فحذف إحدى الميمين لالتقاء الساكنين، ويجوز أن يكون أَراد مُؤَامٌّ فأَبدل من الميم الأخيرة ياء فقال: مُؤَامي ثم وقف للقافية فحذف الياء فقال: مُؤَامْ، وقوله: نَصَّها أي نَصَبَها؛ قال ثعلب: قال أَبو نصر أَحسنُ ما تكون الظَّبْية إذا مَدَّت عُنُقَها من رَوْعٍ يَسير، ولذلك قال مؤَامْ لأَنه المُقاربُ اليَسير. قال: والأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المُقارَبة.
والأَمَمُ: الشيءُ اليسير؛ يقال: ما سأَلت إلا أَمَماً.
ويقال: ظلَمْت ظُلْماً أَمَماً؛ قال زهير: كأَنّ عَيْني، وقد سال السَّلِيلُ بهم، وَجِيرة ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ يقول: أيّ جيرةٍ كانوا لو أنهم بالقرب مِنِّي.
وهذا أمْر مُؤَامٌّ أي قَصْدٌ مُقارب؛ وأَنشد الليث: تَسْأَلُني بِرامَتَيْنِ سَلْجَما، لو أنها تَطْلُب شيئاً أَمَما أراد: لو طَلَبَت شيئاً يقْرُب مُتَناوَله لأَطْلَبْتُها، فأَما أن تَطْلُب بالبلدِ السَّباسِبِ السَّلْجَمَ فإنه غير مُتَيَسِّر ولا أَمَمٍ.
وأُمُّ الشيء: أَصله.
والأُمُّ والأُمَّة: الوالدة؛ وأَنشد ابن بري: تَقَبَّلَها من أُمَّةٍ، ولَطالما تُنُوزِعَ، في الأسْواق منها، خِمارُها وقال سيبويه . . . . (* هنا بياض بالأصل). لإمِّك؛ وقال أيضاً: إضْرِب الساقَيْنِ إمِّك هابِلُ قال فكسَرهما جميعاً كما ضم هنالك، يعني أُنْبُؤُك ومُنْحُدُر، وجعلها بعضهم لغة، والجمع أُمَّات وأُمّهات، زادوا الهاء، وقال بعضهم: الأُمَّهات فيمن يعقل، والأُمّات بغير هاء فيمن لا يعقل، فالأُمَّهاتُ للناس والأُمَّات للبهائم، وسنذكر الأُمَّهات في حرف الهاء؛ قال ابن بري: الأَصل في الأُمَّهات أن تكون للآدميين، وأُمَّات أن تكون لغير الآدَمِيِّين، قال: وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفَّاح اليَرْبوعي في الأُمَّهات لغير الآدَمِيِّين: قَوّالُ مَعْروفٍ وفَعّالُه، عَقَّار مَثْنى أُمَّهات الرِّباعْ قال: وقال ذو الرمة: سِوى ما أَصابَ الذئبُ منه وسُرْبَةٌ أطافَتْ به من أُمَّهات الجَوازِل فاستعمل الأُمَّهات للقَطا واستعملها اليَرْبوعي للنُّوق؛ وقال آخر في الأُمَّهات للقِرْدانِ: رَمى أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ من السَّفا، وأَحْصَدَ من قِرْانِه الزَّهَرُ النَّضْرُ وقال آخر يصف الإبل: وهام تَزِلُّ الشمسُ عن أُمَّهاتِه صِلاب وأَلْحٍ، في المَثاني، تُقَعْقِعُ وقال هِمْيان في الإبل أيضاً: جاءَتْ لِخِمْسٍ تَمَّ من قِلاتِها، تَقْدُمُها عَيْساً مِنُ امَّهاتِها وقال جرير في الأُمَّات للآدَمِييِّن: لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، مُقَلَّدة من الأُمَّاتِ عارا التهذيب: يَجْمَع الأُمَّ من الآدَميّاتِ أُمَّهات، ومن البَهائم أُمَّات؛ وقال: لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ، وإن مُنِّيتُ، أُمَّاتِ الرِّباعِ قال الجوهري: أَصل الأُمِّ أُمّهةٌ، ولذلك تُجْمَع على أُمَّهات.
ويقال: يا أُمَّةُ لا تَفْعَلي ويا أَبَةُ افْعَلْ، يجعلون علامة التأْنيث عوضاً من ياء الإضافة، وتَقِفُ عليها بالهاء؛ وقوله: ما أُمّك اجْتاحَتِ المَنايا، كلُّ فُؤادٍ عَلَيْك أُمُّ قال ابن سيده: عَلَّق الفؤاد بعَلى لأنه في معنى حَزينٍ، فكأَنه قال: عليك حَزينٌ.
وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صارت أُمّاً.
وقال ابن الأَعرابي في امرأَة ذكرها: كانت لها عمة تَؤُمها أي تكون لها كالأُمِّ.
وتَأَمَّها واسْتَأَمَّها وتأَمَّمها: اتَّخَذَها أُمّاً؛ قال الكميت: ومِن عَجَبٍ، بَجِيلَ، لَعَمْرُ أُمّ غَذَتْكِ، وغيرَها تَتأَمّمِينا قوله: ومن عَجَبٍ خبر مبتدإِ محذوف، تقديرهُ: ومن عَجَبٍ انْتِفاؤكم عن أُمِّكم التي أَرْضَعَتْكم واتِّخاذكم أُمّاً غيرَها. قال الليث: يقال تأَمَّم فلان أُمّاً إذا اتَّخذَها لنفسه أُمّاً، قال: وتفسير الأُمِّ في كل معانيها أُمَّة لأن تأْسيسَه من حَرْفين صحيحين والهاء فيها أصلية، ولكن العَرب حذَفت تلك الهاء إذ أَمِنُوا اللَّبْس.
ويقول بعضُهم في تَصْغير أُمٍّ أُمَيْمة، قال: والصواب أُمَيْهة، تُردُّ إلى أَصل تأْسيسِها، ومن قال أُمَيْمَة صغَّرها على لفظها، وهم الذين يقولون أُمّات؛ وأَنشد: إذِ الأُمّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوه، فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا وقال ابن كيسان: يقال أُمٌّ وهي الأصل، ومنهم من يقول أُمَّةٌ، ومنهم من يقول أُمَّهة؛ وأنشد: تَقَبَّلْتَها عن أُمَّةٍ لك، طالَما تُنوزِعَ بالأَسْواقِ عنها خِمارُها يريد: عن أُمٍّ لك فأَلحقها هاء التأْنيث؛ وقال قُصَيّ: عند تَناديهمْ بِهالٍ وَهَبِي، أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ أَبي فأَما الجمع فأَكثر العرب على أُمَّهات، ومنهم من يقول أُمَّات، وقال المبرّد: والهاء من حروف الزيادة، وهي مزيدة في الأُمَّهات، والأَصل الأَمُّ وهو القَصْد؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصواب لأن الهاء مزيدة في الأُمَّهات؛ وقال الليث: من العرب من يحذف أَلف أُمٍّ كقول عديّ بن زيد: أَيُّها العائِبُ، عِنْدِ، امَّ زَيْدٍ، أنت تَفْدي مَن أَراكَ تَعِيبُ وإنما أراد عنْدي أُمَّ زيدٍ، فلمّا حذَف الأَلف التَزقَتْ ياء عنْدي بصَدْر الميم، فالتقى ساكنان فسقطت الياء لذلك، فكأَنه قال: عندي أُمَّ زيد.
وما كنت أُمّاً ولقد أَمِمْتِ أُمُومةً؛ قال ابن سيده: الأُمَّهة كالأُمِّ، الهاء زائدة لأَنه بمعنى الأُمِّ، وقولهم أمٌّ بَيِّنة الأُمومة يُصَحِّح لنا أن الهمزة فيه فاء الفعل والميم الأُولى عَيْن الفِعْل، والميم الأُخرى لام الفعْل، فَأُمٌّ بمنزلة دُرٍّ وجُلٍّ ونحوهما مما جاء على فُعْل وعينُه ولامُه من موضع، وجعل صاحبُ العَيْنِ الهاء أَصْلاً، وهو مذكور في موضعه. الليث: إذا قالت العرب لا أُمَّ لك فإنه مَدْح عندهم؛ غيره: ويقال لا أُمَّ لك، وهو ذَمٌّ. قال أَبو عبيد: زعم بعض العلماء أن قولهم لا أُمَّ لك قد وُضعَ موضع المَدح؛ قال كعب بن سعد الغَنَويّ يَرْثي أَخاه: هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَث الصُّبْح غادِياً، وماذا يُؤدّي الليلُ حينَ يَؤوبُ؟ قال أبو الهيثم في هذا البيت: وأَيْنَ هذا مما ذهب إليه أَبو عبيد؟ وإنما معنى هذا كقولهم: وَيْحَ أُمِّه ووَيْلَ أُمِّه والوَيلُ لها، وليس للرجل في هذا من المَدْح ما ذهَب إليه، وليس يُشْبِه هذا قولهم لا أُمَّ لك لأَن قوله أُمَّ لك في مذهب ليس لك أُمٌّ حُرَّة، وهذا السَّبُّ الصَّريح، وذلك أَنّ بَني الإماء عند العرب مَذْمومون لا يلحقون بِبَني الحَرائر، ولا يقول الرجل لصاحبه لا أُمَّ لك إلاَّ في غضَبه عليه مُقَصِّراً به شاتِماً له، قال: وأَمّا إذا قال لا أَبا لَك، فلم يَترك له من الشَّتِيمَة شيئاً، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لك، يقول أنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمٌّ. قال ابن بري في تفسير يت كعب بن سعد قال: قوله هَوَتْ أُمُّه، يُسْتَعْمَل على جهة التعَجُّب كقولهم: قاتَله الله ما أَسْمَعه ما يَبْعَث الصبحُ: ما استفهام فيها معنى التعَجُّب وموضعها نَصْب بيَبْعَث، أيْ أَيُّ شيءٍ يَبعَثُ الصُّبْح من هذا الرجل؟ أَي إذا أَيْقَظه الصُّبح تصرَّف في فِعْل ما يُريده.
وغادِياً منصوب على الحال والعامل فيه يَبْعَث، ويَؤُوب: يَرجع، يريد أَن إقْبال اللَّيل سَبَب رجوعه إلى بيته كما أن إقْبال النهار سَبَب لتصرُّفه، وسنذكره أَيضاً في المعتل. الجوهري: وقولهم وَيْلِمِّهِ، ويريدون وَيْلٌ لأُمّه فحذف لكثرته في الكلام. قال ابن بري: وَيْلِمِّه، مكسورة اللام، شاهده قول المنتخل الهذلي يَرْثي ولدهَ أُثَيلة:وَيْلِمِّه رجلاَ يأْتي به غَبَناً، إذا تَجَرَّد لا خالٌ ولا بَخِلُ الغَبَنُ: الخَديعةُ في الرأْي، ومعنى التَّجَرُّد ههنا التَّشْميرُ للأَمرِ، وأَصْله أن الإنسان يَتجرَّد من ثيابه إذا حاوَل أَمْراً.
وقوله: لا خالٌ ولا بَخِل، الخالُ: الاختيال والتَّكَبُّر من قولهم رجل فيه خالٌ أي فيه خُيَلاء وكِبْرٌ، وأما قوله: وَيْلِمِّه، فهو مَدْح خرج بلفظ الذمِّ، كما يقولون: أَخْزاه الله ما أَشْعَرَه ولعَنه الله ما أَسْمَعه قال: وكأَنهم قَصَدوا بذلك غَرَضاً مَّا، وذلك أَن الشيء إذا رآه الإنسان فأَثْنى عليه خَشِيَ أَن تُصِيبه العين فيَعْدِل عن مَدْحه إلى ذمّه خوفاً عليه من الأَذيَّةِ، قال: ويحتمل أيضاً غَرَضاً آخر، وهو أن هذا الممدوح قد بلَغ غاية الفَضْل وحصل في حَدّ من يُذَمُّ ويُسَب، لأَن الفاضِل تَكْثُر حُسَّاده وعُيّابه والناقِص لا يُذَمُّ ولا يُسَب، بل يَرْفعون أنفسَهم عن سَبِّه ومُهاجاتِه، وأَصْلُ وَيْلِمِّه وَيْلُ أُمِّه، ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال وكَسَروا لامَ وَيْل إتْباعاً لكسرة الميم، ومنهم من يقول: أصله وَيلٌ لأُمِّه، فحذفت لام وَيْل وهمزة أُمّ فصار وَيْلِمِّه، ومنهم من قال: أَصله وَيْ لأُمِّه، فحذفت همزة أُمٍّ لا غير.
وفي حديث ابن عباس أنه قال لرجل: لا أُمَّ لك؛ قال: هو ذَمٌّ وسَبٌّ أي أنت لَقِيطٌ لا تُعْرف لك أُمٌّ، وقيل: قد يقَع مَدْحاً بمعنى التعَجُّب منه، قال: وفيه بُعدٌ.
والأُمُّ تكون للحيَوان الناطِق وللموات النامِي كأُمِّ النَّخْلة والشجَرة والمَوْزَة وما أَشبه ذلك؛ ومنه قول ابن الأصمعي له: أنا كالمَوْزَة التي إنما صَلاحُها بمَوْت أُمِّها.
وأُمُّ كل شيء: أَصْلُه وعِمادُه؛ قال ابن دُريَد: كل شيء انْضَمَّت إليه أَشياء، فهو أُمٌّ لها.
وأُم القوم: رئيسُهم، من ذلك؛ قال الشنْفَرى: وأُمَِّ عِيال قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ يعني تأَبط شرّاً.
وروى الرَّبيعُ عن الشافعي قال: العرب تقول للرجل يَلِي طَعام القَوْم وخِدْمَتَهم هو أُمُّهم؛ وأَنشد للشنفرى: وأُمِّ عِيال قد شَهدت تَقُوتُهُمْ، إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ (* قوله «وأم عيال قد شهدت» تقدم هذا البيت في مادة حتر على غير هذا الوجه وشرح هناك).
وأُمُّ الكِتاب: فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بها في كل صلاة، وقال الزجاج: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب، وقيل: اللَّوْحُ المحفوظ. التهذيب: أُمُّ الكتاب كلُّ آية مُحْكَمة من آيات الشَّرائع والأَحْكام والفرائض، وجاء في الحديث: أنَّ أُم الكِتاب هي فاتحة الكتاب لأنها هي المُقَدَّمة أَمامَ كلِّ سُورةٍ في جميع الصلوات وابْتُدِئ بها في المُصْحف فقدِّمت وهي (* هنا بياض في الأصل) . القرآن العظيم.
وأَما قول الله عز وجل: وإنه في أُمِّ الكتاب لَدَيْنا، فقال: هو اللَّوْح المَحْفوظ، وقال قَتادة: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكِتاب.
وعن ابن عباس: أُمُّ الكِتاب القرآن من أَوله إلى آخره. الجوهري: وقوله تعالى: هُنَّ أُمُّ الكِتاب، ولم يقل أُمَّهات لأَنه على الحِكاية كما يقول الرجل ليس لي مُعين، فتقول: نحن مُعِينك فتَحْكِيه، وكذلك قوله تعالى: واجْعَلْنا للمُتَّقين إماماً.
وأُمُّ النُّجوم: المَجَرَّة لأنها مُجْتَمَع النُّجوم.
وأُمُّ التَّنائف: المفازةُ البعيدة.
وأُمُّ الطريق: مُعْظَمها إذا كان طريقاً عظيماً وحَوْله طَرُق صِغار فالأَعْظم أُمُّ الطريق؛ الجوهري: وأُمُّ الطريق مُعظمه في قول كثير عَزّة: يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ، تَخصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالَها قال: ويقال هي الضَّبُع، والعَسْب: ماء الفَحْل، والوالِقِيّ وناصِح: فَرَسان، وعِيالُ الطريق: سِباعُها؛ يريد أَنهنّ يُلْقِين أَولادَهنّ لغير تَمامٍ من شِدّة التَّعَب.
وأُمُّ مَثْوَى الرجل: صاحِبةُ مَنْزِله الذي يَنْزله؛ قال: وأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتي الأَزهري: يقال للمرأَة التي يَأْوي إليها الرجل هي أُمُّ مَثْواهُ.
وفي حديث ثُمامَة: أَتى أُمَّ مَنْزِلِه أَي امرأَته ومن يُدَبِّر أَمْر بَيْته من النساء. التهذيب: ابن الأَعرابي الأُم امرأَة الرجل المُسِنَّة، قال: والأُمّ الوالدة من الحيوان.
وأُمُّ الحَرْب: الراية.
وأُم الرُّمْح: اللِّواء وما لُفَّ عليه من خِرْقَةٍ؛ ومنه قول الشاعر: وسَلَبْنا الرُّمْح فيه أُمُّه من يَدِ العاصِي، وما طَالَ الطِّوَلْ وأُم القِرْدانِ: النُّقْرَةُ التي في أَصْل فِرْسِن البعير.
وأُم القُرَى: مكة، شرَّفها الله تعالى، لأَنها توسطَت الأرض فيما زَعَموا، وقي لأنها قِبْلةُ جميع الناس يؤُمُّونها، وقيل: سُمِّيَت بذلك لأَنها كانت أَعظم القُرَى شأْناً، وفي التنزيل العزيز: وما كان رَبُّك مُهْلِكَ القُرَى حتى يبعثَ في أُمِّها رسولاً.
وكلُّ مدينة هي أُمُّ ما حَوْلها من القُرَى.
وأُمُّ الرأْسِ: هي الخَريطةُ التي فيها الدِّماغ، وأُمُّ الدِّماغِ الجِلدة التي تجْمع الدِّماغَ.
ويقال أَيضاً: أُم الرأْس، وأُمُّ الرأْس الدِّماغ؛ قال ابن دُرَيد: هي الجِلْدة الرقيقة التي عليها، وهي مُجْتَمعه.
وقالوا: ما أَنت وأُمُّ الباطِل أي ما أنت والباطِل؟ ولأُمٍّ أَشياءُ كثيرة تضاف إليها؛ وفي الحديث: أنه قال لزيد الخيل نِعْم فَتىً إن نَجا من أُمّ كلْبةَ، هي الحُمَّى، وفي حديث آخر: لم تَضُرّه أُمُّ الصِّبْيان، يعني الريح التي تَعْرِض لهم فَربما غُشِي عليهم منها.
وأُمُّ اللُّهَيْم: المَنِيّة، وأُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب، وأُمُّ جابرٍ الخُبْزُ، وأُمُّ صَبّار الحرَّةُ، وأُم عُبيدٍ الصحراءُ، وأُم عطية الرَّحى، وأُمُّ شملة الشمس (* قوله «وأم شملة الشمس» كذا بالأصل هنا، وتقدم في مادة شمل: أن أم شملة كنية الدنيا والخمر)، وأُمُّ الخُلْفُف الداهيةُ، وأُمُّ رُبَيقٍ الحَرْبُ، وأُم لَيْلى الخَمْر، ولَيْلى النَّشْوة، وأُمُّ دَرْزٍ الدنيْا، وأُم جرذان النخلة، وأُم رَجيه النحلة، وأُمُّ رياح الجرادة، وأُمُّ عامِرٍ المقبرة، وأُمُّ جابر السُّنْبُلة، وأُمُّ طِلْبة العُقابُ، وكذلك شَعْواء، وأُمُّ حُبابٍ الدُّنيا، وهي أُمُّ وافِرَةَ، وأُمُّ وافرة البيره (* قوله «وأم خبيص إلخ» قال شارح القاموس قبلها: ويقال للنخلة أيضاً أم خبيص ألى آخر ما هنا، لكن في القاموس: أم سويد وأم عزم بالكسر وأم طبيخة كسكينة في باب الجيم الاست)، وأُم سمحة العنز، ويقال للقِدْر: أُمُّ غياث، وأُمُّ عُقْبَة، وأُمُّ بَيْضاء، وأُمُّ رسمة، وأُمُّ العِيَالِ، وأُمُّ جِرْذان النَّخْلة، وإذا سميت رجُلاً بأُمِّ جِرْذان لم تَصْرِفه، وأُمُّ خبيص (* قوله: البيرة هكذا في الأصل.
وفي القاموس: أم وافرة الدنيا)، وأُمُّ سويد، وأُمُّ عِزْم، وأُم عقاق، وأُم طبيخة وهي أُم تسعين، وأُمُّ حِلْس كُنْية الأتان، ويقال للضَّبُع أُمُّ عامِر وأُمُّ عَمْرو. الجوهري: وأُم البَيْضِ في شِعْرِ أَبي دُواد النعَامة وهو قوله: وأَتانا يَسْعَى تَفَرُّسَ أُمِّ الـ بيضِ شََدّاً، وقد تَعالى النَّهارُ قال ابن بري: يصف رَبيئَة، قال: وصوابه تَفَرُّش، بالشين معجَمةً، والتَّفَرُّش: فَتْحُ جَناحَي الطائر أَو النَّعامة إذا عَدَتْ. التهذيب: واعلم أنَّ كل شيء يُضَمُّ إليه سائرُ ما يليه فإنَّ العربَ تسمي ذلك الشيء أُمّاً، من ذلك أُمُّ الرأْس وهو الدِّماغُ، والشجَّةُ الآمَّةُ التي تَهْجُمُ على الدِّماغ.
وأَمَّه يَؤُمُّه أَمّاً، فهو مَأْمُومٌ وأَمِيم: أصاب أُمَّ رأْسِه. الجوهري: أَمَّهُ أي شجُّهُ آمَّةً، بالمدِّ، وهي التي تَبْلُغ أُمَّ الدِّماغِ حتى يبقَى بينها وبين الدِّماغ جِلْدٌ رقيقٌ.
وفي حديث الشِّجاج: في الآمَّة ثُلُثُ الدِّيَة، وفي حديث آخر: المَأْمُومَة، وهي الشَّجَّة التي بلغت أُمَّ الرأْس، وهي الجلدة التي تجمَع الدماغ. المحكم: وشَجَّةٌ آمَّةٌ ومَأْمُومةٌ بلغت أُمَّ الرأْس، وقد يُستعار ذلك في غير الرأْس؛ قال: قَلْبي منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوى، وَحَشايَ من حَرِّ الفِرَاقِ أَمِيمُ وقوله أَنشده ثعلب: فلولا سِلاحي، عندَ ذاكَ، وغِلْمَتي لَرُحْت، وفي رَأْسِي مآيِمُ تُسْبَرُ فسره فقال: جَمَع آمَّةً على مآيِمَ وليس له واحد من لفظه، وهذا كقولهم الخيل تَجْرِي على مَسَاوِيها؛ قال ابن سيده: وعندي زيادة وهو أَنه أراد مآمَّ، ثم كَرِه التَّضْعِيف فأَبدل الميم الأَخيرة ياءً، فقال مآمِي، ثم قلب اللامَ وهي الياء المُبْدَلة إلى موضع العين فقال مآيِم، قال ابن بري في قوله في الشَّجَّة مَأْمُومَة، قال: وكذا قال أَبو العباس المبرّد بعضُ العرب يقول في الآمَّة مَأْمُومَة؛ قال: قال عليّ بن حمزة وهذا غلَطٌ إنما الآمَّةُ الشَّجَّة، والمَأْمُومَة أُمُّ الدِّماغ المَشْجُوجَة؛ وأَنشد: يَدَعْنَ أُمَّ رأْسِه مَأْمُومَهْ، وأُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَه ويقال: رجل أَمِيمٌ ومَأْمُومٌ للذي يَهْذِي من أُمِّ رأْسه.
والأُمَيْمَةُ: الحجارة التي تُشْدَخ بها الرُّؤُوس، وفي الصحاح: الأَمِيمُ حَجَرٌ يُشْدَخُ به الرأْس؛ وأَنشد الأزهري: ويَوْمَ جلَّيْنا عن الأَهاتِم بالمَنْجَنِيقاتِ وبالأَمائِم قال: ومثله قول الآخر: مُفَلَّقَة هاماتُها بالأَمائِم وأُم التَّنائف:: أَشدُّها.
وقوله تعالى: فَأُمُّه هاوِيَةٌ، وهي النارُ (* قوله «وهي النار إلخ» كذا بالأصل ولعله هي النار يهوي فيها من إلخ) . يَهْوِي مَن أُدْخِلَها أي يَهْلِك، وقيل: فَأُمُّ رأْسه هاوِيَة فيها أي ساقِطة.
وفي الحديث: اتَّقوا الخَمْر فإنها أُمُّ الخَبائث؛ وقال شمر: أُمُّ الخبائث التي تَجْمَع كلَّ خَبيث، قال: وقال الفصيح في أَعراب قيس إذا قيل أُمُّ الشَّرِّ فهي تَجْمَع كل شرٍّ على وَجْه الأرض، وإذا قيل أُمُّ الخير فهي تجمع كلَّ خَيْر. ابن شميل: الأُمُّ لكل شيء هو المَجْمَع والمَضَمُّ.
والمَأْمُومُ من الإبِل: الذي ذهَب وَبَرهُ عن ظَهْره من ضَرْب أو دَبَرٍ؛ قال الراجز: ليس بذِي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ، ولا بِخَوّارٍ ولا أَزَبِّ، ولا بمأْمُومٍ ولا أَجَبِّ ويقال للبعير العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ.
والأُمِّيّ: الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ؛ قال أَبو إسحق: معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه، وكانت الكُتَّاب في العرب من أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة، وأَخذها أَهل الحيرة عن أَهل الأَنْبار.
وفي الحديث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا نَحْسُب؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة والحِساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى.
وفي الحديث: بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو عَديمة؛ ومنه قوله: بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم.
والأُمِّيُّ: العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام؛ قال: ولا أعُودِ بعدَها كَرِيّا أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا، والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا قيل له أُمِّيٌّ لأنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام وعُجْمَة اللِّسان، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه، صلى الله عليه وسلم، تَلا عليهم كِتابَ الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله عز وجل على نَبيِّه كما أَنْزلَه، وأَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذاً لارْتابَ المُبْطِلون الذين كفروا، ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب.
والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراء وهو في معنى قُدَّام، يكون اسماً وظرفاً. قال اللحياني: وقال الكِسائي أمام مؤنثة، وإن ذُكِّرتْ جاز، قال سيبويه: وقالوا أَمامَك إذا كنت تُحَذِّره أو تُبَصِّره شيئاً، وتقول أنت أَمامَه أي قُدَّمه. ابن سيده: والأَئمَّةُ كِنانة (* قوله: والائمة كِنانة؛ هكذا في الأصل، ولعله اراد ان بني كنانة يقال لهم الأئمة)؛ عن ابن الأعرابي.
وأُمَيْمَة وأُمامةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو ذؤيب: قالتْ أُمَيْمةُ: ما لجِسْمك شاحِباً مثلي ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ ما لك يَنْفَعُ (* قوله «مثلي ابتذلت» تقدم في مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت وشرحه هناك).
وروى الأَصمعي أُمامةُ بالأَلف، فَمَن روى أُمامة على الترخيم (* قوله «فمن روى امامة على الترخيم» هكذا في الأصل، ولعله فمن روى أمامة فعلى الأصل ومن روى أميمة فعل تصغير الترخيم).
وأُمامةُ: ثَلَثُمائة من الإبِلِ؛ قال: أَأَبْثُرهُ مالي ويَحْتُِرُ رِفْدَه؟ تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامةُ من هِنْدِ أَراد بأُمامة ما تقدَّم، وأَراد بِهِنْد هُنَيْدَة وهي المائة من الإبل؛ قال ابن سيده: هكذا فسره أَبو العَلاء؛ ورواية الحَماسة: أَيُوعِدُني، والرَّمْلُ بيني وبينه؟ تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامة من هِنْدِ وأَما: من حروف الابتداء ومعناها الإخْبار.
وإمَّا في الجَزاء: مُرَكَّبة من إنْ ومَا.
وإمَّا في الشَّكِّ: عَكْسُ أو في الوضع، قال: ومن خَفِيفِه أَمْ.
وأَمْ حرف عَطف، معناه الاستفهام، ويكون بمعنى بَلْ. التهذيب: الفراء أَمْ في المعنى تكون ردّاً على الاستفهام على جِهَتَيْن: إحداهما أن تُفارِق معنى أَمْ، والأُخرى أن تَسْتَفْهِم بها على جهة النّسَق، والتي يُنْوى به الابتداء إلاَّ أَنه ابتداء متصِل بكلام، فلو ابْتَدَأْت كلاماً ليس قبله كلامٌ ثم استَفْهَمْت لم يكن إلا بالأَلف أو بهَلْ؛ من ذلك قوله عز وجل: ألم تَنْزيلُ الكِتاب لا رَيْبَ فيه مِن رَبِّ العالَمين أمْ يَقولونَ افْتَراه، فجاءت بأَمْ وليس قَبْلَها استفهام فهذه دليل على أَنها استفهام مبتدأٌ على كلام قد سبقه، قال: وأَما قوله أَمْ تُريدُون أن تَسْأَلوا رَسولَكم، فإن شئت جعَلْته استفهاماً مبتدأً قد سبقه كلامٌ، وإن شئت جعَلْته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى (* قوله «وان شئت جعلته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى» هكذا في الأصل)، ومثله قوله: أَلَيْسَ لي مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأَنهارُ تَجْري من تحتي، ثم قال: أَم أَنا خَيْرٌ، فالتفسير فيهما واحدٌ.
وقال الفراء: وربما جَعَلتِ العرب أَمْ إذا سبقها استفهام ولا يَصْلُح فيه أَمْ على جهة بَلْ فيقولون: هل لك قِبَلَنا حَقٌّ أَم أَنتَ رجل معروف بالظُّلْم، يُريدون بل أنت رجُل معروف بالظُّلْم؛ وأَنشد: فوَالله ما أَدري أَسَلْمى تَغَوَّلَتْ، أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ يُريد: بَلْ كلٌّ، قال: ويفعلون مثل ذلك بأَوْ، وهو مذكور في موضعه؛ وقال الزجاج: أَمْ إذا كانت معطوفة على لفظ الاستفهام فهي معروفة لا إشكال فيها كقولك زيد أَحسن أَمْ عَمرو، أَكذا خيرٌ أَمْ كذا، وإذا كانت لا تقَعُ عطفاً على أَلِف الاستفهام، إلا أَنها تكون غير مبتدأَة، فإنها تُؤذِن بمعنى بَلْ ومعنى أَلف الاستفهام، ثم ذكر قول الله تعالى: أَمْ تُريدُون أَن تَسأَلوا رَسُولكم، قال: المعنى بَلْ تُريدون أَن تَسأَلوا رسولَكم، قال: وكذلك قوله: ألم تَنْزيلُ الكتاب لا رَيب فيه من ربِّ العالمين أمْ يَقولون افْتَراه؛ قال: المعنى بَلْ يقولون افْتَراه، قال الليث: أَمْ حَرْف أَحسَن ما يكون في الاستفهام على أَوَّله، فيصير المعنى كأَنه استفهام بعد استفهام، قال: ويكون أمْ بمعنى بَلْ، ويكون أم بمعنى ألِف الاستفهام كقولك: أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ؟ وأنت تريد: أَعِندَك غداء حاضِرٌ وهي لغة حسنة من لغات العرب؛ قال أَبو منصور: وهذا يَجُوز إذا سبقه كلام، قال الليث: وتكون أَمْ مبتدَأَ الكلام في الخبر، وهي لغة يَمانية، يقول قائلُهم: أم نَحْن خَرَجْنا خِيارَ الناس، أَمْ نُطْعِم الطَّعام، أَمْ نَضْرِب الهامَ، وهو يُخْبِر.
وروي عن أبي حاتم قال: قال أَبو زيد أَم تكون زائدة لغةُ أَهل اليمن؛ قال وأَنشد: يا دَهْن أَمْ ما كان مَشْيي رَقَصا، بل قد تكون مِشْيَتي تَوَقُّصا أَراد يا دَهْناء فَرَخَّم، وأَمْ زائدة، أراد ما كان مَشْيي رَقَصاً أي كنت أَتَوقَّصُ وأَنا في شَبِيبتي واليومَ قد أَسْنَنْت حتى صار مَشيي رَقَصاً، والتَّوَقُّص: مُقارَبةُ الخَطْو؛ قال ومثلُه: يا ليت شعري ولا مَنْجى من الهَرَمِ، أَمْ هلْ على العَيْش بعدَ الشَّيْب مِن نَدَمِ؟ قال: وهذا مذهب أَبي زيد وغيره، يذهَب إلى أَن قوله أَمْ كان مَشْيي رَقَصاً معطوف على محذوف تقدّم، المعنى كأَنه قال: يا دَهْن أَكان مَشْيي رَقَصاً أَمْ ما كان كذلك، وقال غيره: تكون أَمْ بلغة بعض أَهل اليَمن بمعنى الأَلِف واللامِ، وفي الحديث: ليس من امْبرِّ امْصِيامُ في امْسَفَر أي ليس من البِرِّ الصِّيامُ في السفَر؛ قال أَبو منصور: والأَلفُ فيها أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب ولا تُظْهر إذا وُصِلت، ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلِف أَم التي قدَّمنا ذكْرَها؛ وأَنشد أَبو عبيد: ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني، يَرْمي ورائي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَه ألا تراه كيف وَصَل الميمَ بالواو؟ فافهمه. قال أَبو منصور: الوجه أن لا تثبت الألف في الكِتابة لأَنها مِيمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ واللام للتَّعْريف. قال محمد ابن المكرَّم: قال في أَوَّل كلامه: أَمْ بلغة اليمن بمعنى الأَلف واللام، وأَوردَ الحديث ثم قال: والأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ ولا تُظْهر ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلف أَمْ، ثم يقول: الوَجُه أَن لا تثبت الألِف في الكتابة لأَنها ميمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف واللام للتَّعْريف، والظاهر من هذا الكلام أَن الميمَ عِوَض لام التَّعْريف لا غَيْر، والأَلفُ على حالِها، فكيف تكون الميم عِوَضاً من الألف واللام؟ ولا حُجَّة بالبيت الذي أَنشده فإن أَلفَ التَّعْريف واللام في قوله والسَّلِمَة لا تظهر في ذلك، ولا في قوله وامْسَلِمَة، ولولا تشديدُ السين لَما قدر على الإتْيان بالميم في الوزْن، لأَنَّ آلةَ التَّعْريف لا يَظْهر منها شيء في قوله والسَّلِمة، فلمّا قال وامْسَلِمة احتاج أَن تظهر الميم بخلاف اللام والألف على حالتها في عَدَم الظُّهور في اللفظ خاصَّة، وبإظهاره الميم زالت إحْدى السِّينَيْن وخَفَّت الثانية وارْتَفَع التشديدُ، فإن كانت الميم عِوَضاً عن الأَلف واللام فلا تثبت الألف ولا اللام، وإن كانت عِوَضَ اللام خاصَّة فَثُبوت الألف واجبٌ. الجوهري: وأَمّا أَمْ مُخَفَّفة فهي حرَف عَطف في الاستفهام ولها مَوْضِعان: أحدهُما أنْ تَقَع مُعادِلةً لألِفِ الاستفهام بمعنى أيّ تقول أَزَيْدٌ في الدار أَمْ عَمرو والمعنى أَيُّهما فيها، والثاني أَن تكون مُنْقَطِعة مما قبلها خَبراً كان أو استفهاماً، تقول في الخَبَر: إنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ يا فتى، وذلك إذا نَظَرْت إلى شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلاً فقلت ما سبق إليك، ثم أَدْرَكك الظنُّ أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عن الأَوَّل فقلت أَمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إضْرابٌ عمَّا كان قبله، إلاَّ أَنَّ ما يَقَع بعد بَلْ يَقِين وما بَعْد أَمْ مَظْنون، قال ابن بري عند قوله فقلت أمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إِضْراب عما كان قبله: صَوابُه أَنْ يَقول بمعنى بل أَهِيَ شاءٌ، فيأْتي بأَلِف الاستفهام التي وَقَع بها الشكُّ، قال: وتَقول في الاستفهام هل زيد مُنْطَلِق أمْ عَمرو يا فَتى؟ إنما أَضْرَبْت عن سُؤالك عن انْطِلاق زيدٍ وجعَلْته عن عَمرو، فأَمْ معها ظنٌّ واستفهام وإضْراب؛ وأَنشد الأخفش للأخطل:كَذَبَتْك عَينُكَ أَمْ رأَيت بِواسِطٍ غَلَسَ الظَّلام، من الرَّبابِ، خَيالا؟ وقال في قوله تعالى: أَمْ يَقولون افْتراه؛ وهذا لم يكن أَصلهُ استفهاماً، وليس قوله أَمْ يَقولون افْتَراهُ شكّاً، ولكنَّه قال هذا لِتَقبيح صَنيعِهم، ثم قال: بل هو الحَقُّ من رَبِّك، كأَنه أَراد أَن يُنَبِّه على ما قالوه نحو قولك للرجل: الخَيرُ أَحَبُّ إليك أمِ الشرُّ؟ وأَنتَ تَعْلَم أنه يقول الخير ولكن أَردت أن تُقَبِّح عنده ما صنَع، قاله ابن بري.
ومثله قوله عز وجل: أمِ اتَّخَذ ممَّا يَخْلق بَناتٍ، وقد عَلِم النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، والمسلمون، رضي الله عنهم، أنه تعالى وتقدّس لم يَتَّخِذ وَلَداً سبحانه وإنما قال ذلك لِيُبَصِّرهم ضَلالَتَهم، قال: وتَدْخُل أَمْ على هلْ تقول أَمْ هلْ عندك عمرو؛ وقال عَلْقمة ابن عَبَدة:أَمْ هلْ كَبيرٌ بَكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه، إثْرَ الأَحبَّةِ، يَوْمَ البَيْنِ، مَشْكُومُ؟ قال ابن بري: أمْ هنا مُنْقَطِعة، واستَأْنَف السُّؤال بها فأَدْخَلها على هلْ لتَقَدُّم هلْ في البيت قبله؛ وهو: هلْ ما عَلِمْت وما اسْتودِعْت مَكْتوم ثم استأْنف السؤال بِأَمْ فقال: أَمْ هلْ كَبير؛ ومثله قول الجَحَّاف بن حكيم: أَبا مالِكٍ، هلْ لُمْتَني مُذْ حَصَضَتَنِي على القَتْل أَمْ هلْ لامَني منكَ لائِمُ؟ قال: إلاّ أَنه متى دَخَلَتْ أَمْ على هلْ بَطَل منها معنى الاستفهام، وإنما دَخَلتْ أَم على هلْ لأَنها لِخُروجٍ من كلام إلى كلام، فلهذا السَّبَب دخلتْ على هلْ فقلْت أَمْ هلْ ولم تَقُل أَهَلْ، قال: ولا تَدْخُل أَم على الأَلِف، لا تَقول أَعِنْدك زيد أَمْ أَعِنْدك عَمْرو، لأن أصل ما وُضِع للاستفهام حَرْفان: أَحدُهما الألفُ ولا تَقع إلى في أَوَّل الكلام، والثاني أمْ ولا تقع إلا في وَسَط الكلام، وهلْ إنما أُقيمُ مُقام الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يَقَع في كل مَواقِع الأَصْل.