المصادر:  


الرَّوْدُ (القاموس المحيط) [50]


الرَّوْدُ: الطَّلَبُ،
كالرِّيادِ والارْتِيادِ والذَّهابُ والمَجيءُ،
والمُراوَدَةُ والرِّوادُ والرِّيدُ، بكسرهما.
والإِرادَةُ: المَشيئَةُ.
والرَّائِدُ: يَدُ الرَّحَى، والمُرْسَلُ في طَلَبِ الكَلأَ.
ورِيادُ الإِبِلِ: اخْتِلافُها في المَرْعَى مُقْبِلَةً ومُدْبرةً،
والمَوْضِعُ: مُرادٌ ومُسْتَرادٌ.
وامْرَأةٌ رادَةٌ، بِلا هَمْزٍ،
ورُوادَةٌ، كثُمامَةٍ
ورائِدَةٌ: طَوَّافَةٌ في بيوتِ جاراتِها.
وقد رادَتْ رَوَداناً.
ورجُلٌ رادٌ: رائِدٌ، أصلُهُ: رَوَدٌ، فَعَلٌ بمعنى فاعِلٍ.
والمِرْوَدُ: المِيلُ، وحَديدَةٌ تَدورُ في اللِّجامِ، ومِحْوَرُ البَكْرَةِ من حَديدٍ.
وامْشِ على رُودٍ، بالضم، أي: مَهْلٍ،
وتَصْغيرُهُ: رُوَيْدٌ. وقد أرْوَدَ إرْواداً ومُرْوَداً ومَرْوَداً ورُوَيْداً ورُوَيْداءَ ورُوَيْدِيَةً: رَفَقَ.
ورُوَيْداً: مَهْلاً.
ورُوَيْدَكَ عَمْراً: أمْهِلْهُ، وإنَّما تَدْخُلُهُ الكافُ إذا كانَ بمعنى أفْعِلْ، ويكونُ لِوُجوهٍ . . . أكمل المادة أربعةٍ: اسْمَ فِعْلٍ:
رُوَيْدَ زَيْداً: أمْهِلْهُ،
وصِفَةً: سارُوا سَيْراً رُوَيْداً،
وحالاً: سارَ القومُ رُوَيْداً اتَّصَلَ بالمَعْرِفَةِ فصارَ حالاً لها،
ومَصْدراً: رُوَيْدَ عَمْرٍو بالإِضافَةِ، ويقالُ:
رُوَيْدَكَنِي، وبها: رُوَيْدَكِنِي، ورُوَيْدَكُمَانِي، ورُوَيْدَكُمُونِي، ورُوَيْدَكُنَّنِي. ورِيحٌ رَوْدٌ ورائِدَةٌ: لَيِّنَةُ الهُبوبِ.
وماتُريدُ: مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنْدَ.
والرِّوَنْدُ الصِّينِيُّ، كسِبَحْلٍ: دواءٌ م، والأَطِبَّاءُ يَزيدونَها ألِفاً.
وراوَنْدُ: ع بِنَواحي أصْبَهانَ.
وأحمدُ بنُ يَحْيَى الرَّاوَنْدِيُّ: من أهْلِ مَرْوِ الرُّوذِ.

رود (الصّحّاح في اللغة) [50]


 راوَدْتُه على كذا مُراوَدةً ورِواداً، أي أردتُهُ.
ورادَ الكَلأَ يَرودُهُ رَوْداً، ورِياداً، وارْتادَهُ ارتياداً، بمعنىً، أي طَلَبَهُ.
والرائِدُ: الذي يُرْسِلُ في طَلَبِ الكَلإِ. يقال: لا يكذبُ الرائدُ أهْلَه.
ورادَ الشيءُ يَرودُ: أي جاء وذَهَبَ.
والرائد: يَدُ الرَحى، وهو العودُ الذي يُقْبِضُ عليه الطاحِنُ إذا أداره.
ورِيادُ الإبل: اختلافُها في المرعى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً؛ والموضع مَرادٌ.
وكذلك مَرادُ الريح، وهو المكان الذي يُذْهَبُ فيه ويُجاءُ. أبو زيد: الرادَة من النساء غير مهموز: الطوّافة في بُيوت جاراتِها. قال: والرُؤْدَةُ والرأْدَةُ بالهمز: الشابّة الحَسَنَةُ. تقول: رادَتِ المرأةُ تَرودُ رَوَداناً، فهي رادَةٌ، إذا أكثرت الاختلافَ إلى بيوت جاراتها.
ورجُل رأَدٌ بمعنى رائد، وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعِلٍ، كالفَرَطِ بمعنى الفارِط.
ورائِدُ العين: . . . أكمل المادة عُوَّارُها، الذي يَرودُ فيها.
ويقال: رادَ وِسادُهُ، إذا لم يستقرّ.
والمِرْوَدُ: الميلُ، وحديدةٌ تدور في اللجام.
ومِحْوَرُ البَكَرَةِ إذا كان من حَديد.
وفلان يَمْشي على رُودٍ: أي على مَهَلٍ. قال الشاعر:
      كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشي على رودِ

وتصغيره رُوَيْدٌ. تقول منه: أَرْوَدَ السير إرواداً ومُرْوَداً أي رَفَق.
وقولهم: الدَهْر أَرْوَدُ ذو غِيَرٍ، أي يَعْمَلُ عَمَله في سُكون لا يُشْعَرُ به.
وتقول: رُوَيْدَكَ عَمْراً، وهو مُتَعَدٍّ إلى عَمْرٍو لأنَّه اسمٌ سُمِّيَ به الفِعْل يعمل عمل الأَفعال.
وتفسير رُوَيْدَ: مَهْلاً.
وتفسير رُوَيْدَكَ: أَمْهِلْ.
وله أربعة أوجهٍ: اسمٌ للفِعْل، وصِفةٌ، وحالٌ، ومصدر. فالاسم نحو قولك: رُوَيْدَ عَمْراً، أي أَرْوِدْ عَمْراً، بمعنى أَمْهِلْهُ.
والصِفة نحو قولك: ساروا سَيْراً رُوَيْداً. نحو قولك: سار القومُ رُوَيداً، لَمَّا اتصل بالمعرفة صار حالاً لها.
والمصدر نحو قولك: رُوَيْدَ عمرٍو، بالإضافة كقوله تعالى: "فَضَرْبَ الرِقاب".

رود (لسان العرب) [50]


الرَّوْدُ: مصدر فعل الرائد، والرائد: الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار.
وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة الصحابة، رضوان الله عليهم أَجمعين: يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس.
وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث: وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها أَي تطلب الناس إِليها، وفي حديث وفد عبد القيس: إِنَّا قوم رادَةٌ؛ وهو جمع رائد كحاكة وحائك، أَي نرود الخير والدين لأَهلنا.
وفي شعر هذيل: رادَهم رائدهم (* قوله «والريوند» في القاموس والروند كسجل، يعني . . . أكمل المادة بكسر ففتح فسكون، والاطباء يزيدونها الفاً، فيقولون راوند)، ونحو هذا كثير في لغتها، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وإِما أَن يكون فَعَلاً، إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً: فباتَ بِجَمْعٍ، ثم تمَّ إِلى مِنًى، فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً؛ وقد راد أَهله منزلاً وكلأً، وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد.
وفي حديث معقل بن يسار وأُخته: فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد، وارتاد لهم يرتاد.
ورجل رادٌ: بمعنى رائد، وهو فَعَل، بالتحريك، بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط.
ويقال: بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله. قال وجاءَ في الشعر: بعثوا رادهم أَي رائدهم؛ ومن أَمثالهم: الرائدُ لا يَكْذب أَهَله؛ يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث، وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم.
وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه.
ويقال: راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً؛ ومنه الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً، لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه.
والرائد: الذي لا منزل له.
وفي الحديث: الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه، كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه؛ ومنه حديث المولد: أُعيذُك بالواحد، من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه.
وقولهم: فلان مُسترادٌ لمثله، وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته؛ وقيل: معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها، واللام زائدة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه، وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها: سأَلها؛ قال يصف الدار: وقفت فيها رائداً أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ: رَعَتْ؛ قال أَبو ذؤيب: وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً، حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ، وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها.
والروائدُ: المختلفة من الدواب؛ وقيل: الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط. التهذيب: والروائد من الدواب التي ترتع؛ ومنه قول الشاعر: كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين: عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها.
ويقال: رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ.
والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد: الثور الوحشي سمي بالمصدر؛ قال ابن مقبل: يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ، كأَنه فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة: رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها، والموضه مَرادٌ؛ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء؛ قال جندل: والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس: ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق، وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ.
وإِن ضُمَّت الميم، فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق.
ويقال: رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن.
ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد؛ وأَنشد: تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه: (* قوله «تقول له لما رأت جمع رحله» كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس.
والذي في الأساس: لما رأت خمع رجله، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله.) أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها.
وامرأَة رادٌ ورَوادٌ، بالتخفيف غير مهموز، ورَو ود؛ الأَخيرة عن أَبي علي: طوّافة في بيوت جاراتها، وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً، فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها. الأَصمعي: الرادَة من النساء؛ غير مهموز، التي تَرودُ وتطوف، والرَّأَدة، بالهمز. السريعة الشباب، مذكور في موضعه.
ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً: جالت؛ وفي التهذيث: إِذا تحركت، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً.
وأَراد الشيءَ: شاءَه؛ قال ثعلب: الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة؛ فأَما قوله: إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ، فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام؛ ومثله قول كثير: أُريدُ لأَنسى ذِكرَها، فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى. قال ابن سيده: وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك.
وقوله عز وجل: فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه؛ أَي أَقامه الخَضِرُ.
وقال: يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان، والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين، فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة؛ ومثل هذا كثير في اللغة والشعر؛ قال الراعي: في مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها، قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر: يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء، ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة.
وأَراده على الشيء: كأَداره.
والرَّودُ والرُّؤْدُ: المُهْلَة في الشيء.
وقالوا: رُؤَيْداً أَي مَهلاً؛ قال ابن سيده: هذه حكاية أَهل اللغة، وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل.
وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث.
وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل؛ قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ: تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها، كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد. أَبو عبيد عن أَصحابه: تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق؛ وقال امرُؤ القيس: جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده جوادَ، بالنصب، لأَن صدرَه: وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا الفرس السريعة.
والمَحَثَّة: من الحث؛ يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها.
وقولهم: الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به.
والإِرواد: الإِمهال، ولذلك قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ، فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد، وهذا حكم هذا الضرب من التحقير؛ قال ابن سيده: وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ، غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد، وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود؛ وأَنشد بيت الجموح الظفري: كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُود قال: وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل أَرود.
وقالوا: رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً، وإِنما هي للخطاب ودليل ذلك قولهم: أَرَأَيتك زيداً أَبو من؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام؛ قال سيبويه: وسمعنا من العرب من يقول: والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ؛ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر؛ قال الأَزهري: فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً، وإِنما يقول أَرود زيداً؛ وأَنشد: رُويدٍ عَلِيًّا، جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا، ولكن وُدُّهم مُتَماينُ قال: رواه ابن كيسان «ولكن بعضهم مُتيامِنُ» وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن. قال: وهذا أَحب إِليّ من متماين. قال ابن سيده: ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب؛ قال: وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً. قال سيبويه: وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً، ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له، وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير؛ قال الأَزهري: ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً، ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً، قال: فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال. قال: واعلم أَن رويداً تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ، وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً، فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً، ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم، ورويد غير مضاف إِليها، وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال، وتفسير رويد مهلاً، وتفسير رويدك أَمهِلْ، لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره، وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر، وهو مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد، وله أَربعة أَوجه: اسم للفعل وصفة وحال ومصدر، فالاسم نحو قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه، والصفة نحو قولك ساروا سيراً رُويداً، والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها، والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة، كقوله تعالى: فضرب الرقاب.
وفي حديث أَنْجَشَةَ: رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق؛ وقال الأَزهري عند قوله: فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً، قال: وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى، فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى، وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره.
وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً، وهذا كقولك النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين. قال وقال الليث: إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين؛ وأَنشد: رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا، كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه قال ابن سيده، وقال بعض أَهل اللغة: وقد يكون رويداً للوعيد، كقوله: رُويدَ بني شيبانَ، بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل، وإِنما قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول، كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم، فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب؛ ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم، ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه، ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب، على هذا يتجه إِعراب البيت؛ قال: وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله. قال الأَزهري: وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن، تقول: امش رويداً، قال: وتقول العرب أَروِدْ في معنى رويداً المنصوبة. قال ابن كيسان في باب رويداً: كأَنّ رويداً من الأَضداد، تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه، وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه قالوا: رويداً زيداً أَيضاً، قال: وتَيْدَ زيداً بمعناها، قال: ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى: فضرب الرقاب.
وفي حديث علي: إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه، هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه، والميم زائدة. التهذيب: والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة، وأَراد الشيء: أَحبه وعُنِيَ به، والاسم الرِّيدُ.
وفي حديث عبد الله: إِن الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد. يقال: أَراد يريد إِرادة، والريدة الاسم من الإِرادة. قال ابن سيده: فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم: هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً، فإِنما هو على البدل، قال سيبويه: أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك، كقوله تعالى: وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين. الجوهري وغيره: والإِرادة المشيئة وأَصله الواو، كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا، إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء، وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره. قال الليث: وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع؛ ومنه قوله تعالى: تراود فتاها عن نفسه؛ فجعل الفعل لها.
وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه.
وفي حديث أَبي هريرة: حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه؛ ومنه حديث الإسراء: قال له موسى، صلى الله عليهما وسلم: قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه.
وراودْته عن الأَمر وعليه: داريته.
والرائد: العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره. قال ابن سيده: والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى.
ورائدُ الرحى: مَقْبِضُها.
والرائد: يد الرحى.
والمِرْوَدُ: الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان من حديد.
وفي حديث ماعز: كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ؛ المِرْوَدُ، بكسر الميم: الميل الذي يكتحل به، والميم زائدة.
والمِرْوَدُ أَيضاً: المَفْصِل.
والمِرْوَدُ: الوَتِدُ؛ قال: داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا، يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد.
ويقال: ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب.
ويقال: ريح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب.
وريح رائدة: مثل رادة، وكذلك رُواد؛ قال جرير: أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ، بعد ليلي، رُوادُ الليلِ، مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة.

رود (مقاييس اللغة) [50]



الراء والواو والدال معظمُ بابِه [يدلُّ] على مجيءٍ وذَهابٍ من انطلاقٍ في جهة واحدة. تقول: راودْتُه على أن يَفعل كذا، إِذا أردْتَه على فعله.
والرَّوْد: فِعلُ الرَّائد. يقال بعثْنا رائداً يرُودُ الكلأَ، أي ينظُر* ويَطْلُب.والرِّياد: اختلافُ الإبل في المرعَى مُقْبلةً ومدبرة. رادَتْ تَرُودُ رِياداً.
والمَرَاد: الموضعُ الذي ترُودُ فيه الرَّاعية.
ورادَت المرأةُ تَرودُ، إذا اختلفَتْ إلى بيوت جاراتها.
والرَّادَة: السَّهلة من الرِّياح، لأنها تَرُودُ لا تَهُبُّ بِشدّة.
ورائِدُ العَين: عُوَّارها الذي يَرُود فيها.
وقال بعضهم: الإرادة أصلها الواو، وحجته أنَّك تقول راوَدْته على كذا.
والرَّائد: العُود الذي تُدار به الرَّحَى. فأمّا قول القائل في صفة فرسٍ:فهو من أَروَدْت في السَّير إرواداً ومُرْوَداً.
ويقال مَرْوَداً أيضاً.
وذلك . . . أكمل المادة من الرِّفْق في السَّير.
ويقال "رَادَ وِسادُه"، إذا لم يستقرَّ، كأنّه يجيء ويَذهب.
ومن الباب الإرواد في الفعل: أن يكون رُوَيداً. على أنْ يفعل كذا، إذا أردْتَه على فعلِه.
ومن الباب جاريةٌ رُودٌ: شابّة.
وتكبير رويدٍ رُودٌ. قال:والمِرْود: المِيل.

الرويد (المعجم الوسيط) [0]


 تَصْغِير الإرواد على التَّرْخِيم تَقول رويدا مهلا ورويد خَالِد ورويدا خَالِدا ورويدك خَالِدا أمهله 

الحظيا (المعجم الوسيط) [0]


 الْمَشْي الرويد 

هيش (مقاييس اللغة) [0]



الهاء والياء والشين. الهَيْش: الحَلْب الرُّوَيْد. الحركة. قال: وهاشَ في القَوم يَهِيش: أفْسَدَ وعاثَ.

تيد (لسان العرب) [0]


ابن الأَعرابي: التَّيْدُ الرفق؛ يقال: تَيْدَك يا هذا أَي اتَّئِدْ.
وقال ابن كيسان: بَلْهَ ورُوَيْدَ وتَيْدَ يخفضن وينصبن، رُوَيْدَ زيداً وزيدٍ، وبَلْهَ زيداً وزيد، وتَيْدَ زيداً وزيد؛ قال: وربما زيد فيها الكاف للخطاب فيقال رُوَيْدَكَ زيداً، وتَيْدَك زيداً، فإِذا أَدخلت الكاف لم يكن إِلا النصبُ، وإِذا لم تدخل الكافَ فالخفض على الإِضافة لأَنها في تقدير المصدر، كقوله عز وجل: فضَرْبَ الرقاب.

السَّرْبَخُ (القاموس المحيط) [0]


السَّرْبَخُ، كجعفرٍ: الأرضُ الواسِعَةُ المَضِلَّةُ،
والسَّرْبَخَةُ: الخِفَّةُ، والنَّزَقُ، والمَشْيُ الرُّوَيْدُ، والمَشْيُ في الظَّهِيرَةِ.
ومَهْمَهٌ سِرْبَاخٌ، بالكسر: واسِعٌ.
ومُسَرْبَخٌ: بَعيدٌ.

الْحَوْز (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال سوق حوز رويد أَو شَدِيد وَالْملك وَمن الْأَرْضين مَا يحتازه إِنْسَان لنَفسِهِ وَيبين حُدُوده وَيُقِيم عَلَيْهِ الحواجز فَلَا يكون لأحد حق فِيهَا والطبيعة من خير أَو شَرّ 

الهَيْشُ (القاموس المحيط) [0]


الهَيْشُ: الإِفْسَادُ، والتَّحَرُّكُ، والهَيْجُ، والحَلْبُ الرُّوَيْدُ، والجَمْعُ، والإِكْثَارُ من الكلامِ.
والهَيْشةُ: الهَوْشةُ، والجَمَاعَةُ المُخْتَلِطَةُ، والفِتْنَةُ، وأُمُّ حُبَيْنٍ.
و" ليس في الهَيْشاتِ قَوَدٌ" أي: في القَتيل في الفِتْنَةِ، لا يُدْرَى قاتِلُهُ.

الحَيْزُ (القاموس المحيط) [0]


الحَيْزُ: السَّوْقُ الشديدُ، والرُّوَيْدُ، ضِدٌّ.
وتَحَيَّزَتِ الحَيَّةُ: تَلَوَّتْ.
وحَيْزِ، كجَيْرِ: زَجْرٌ للحِمارِ.
وبنو حَيَّازٍ، كشَدَّادٍ: بَطْنٌ من طَيِّئٍ.
وحِيزانُ، بالكسر: د بِدِيارِ بَكْرٍ، منه: محمدُ بنُ إسماعيلَ الفقيهُ الشاعرُ، ومحمدُ بنُ أبي طالبٍ الأَدِيبُ.

دلف (مقاييس اللغة) [0]



الدال واللام والفاء أصلٌ واحد يدلُّ على تقدُّمٍ في رِفق فالدَّليف: المشْيُ الرُّوَيد. يقال دَلَفَ دَلِيفاً؛ وهو فَوْقَ الدَّبِيب.
ودلَفَت الكتيبة في الحرب. قال أبو عُبيد: الدَّلْف: التقدُّم؛ دَلَفْناهم، أي تقدَّمناهم.
والدَّالف: السَّهم الذي يقَع دون الغَرَض ثم ينبُو عن موضِعِه.

مرق (الصّحّاح في اللغة) [0]


المَرَقُ معروف، والمَرَقَةُ أخصُّ منه.
والمَرَقُ أيضاً: آفةٌ تصيب الزرع.
ومَرَقْتُ القِدرَ مَرْقاً وأمْرَقْتُها أيضاً، إذا أكثرتَ مَرَقَها.
ومَرَقَ السهمُ من الرَمِيَّةِ مُروقاً، أي خرج من الجانب الآخر؛ ومنه سمِّيت الخوارجُ مارِقَةً، لقوله عليه السلام: "يَمْرُقونُ من الدين كما يَمْرُقُ السَهم من الرمِيَّة" وقولهم في المثل: "رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ" وأصله أنَّ امرأةً كانت تغزو فحبلتْ، فذُكِرَ لها الغزوُ فقالت: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ، أي أمهِل الغَزْوَ حتَّى يخرج الولد.
وجمع المارِقِ: مُرَّاقٌ.
والمَرْقُ، بالتسكين: الإهابُ المُنْتِنُ.
والمَرْقُ أيضاً: مصدر مَرَقت الإهابَ، أي نتفت عن الجلد المعطون صوفَه.
والمَرْقُ أيضاً: غِناءُ الإماء والسَفِلة، وهو اسمٌ.
والمُمَرِّقُ: المغنِّي.
وقد مَرَّقَ تَمْريقاً.
والمُراقَةُ بالضم: ما انْتَتَفْتَهُ من الصوف.
وربَّما قيل لما تنتفه . . . أكمل المادة من الكلأ القليل لبعيرك مُراقَةٌ.
وأمْرَقَ الجلدُ، أي حانَ له أن يُنتف.

بشأ (العباب الزاخر) [0]


بَشاءَةُ -بالفتح والمَدِّ-: مَوْضِعٌ، قال خالدُ بن زهير الهُذَلي:
رُوَيْدَ رُوَيْدَ واشْربوا ببَـشـاءةٍ      اذا الجُدْفُ راحتْ ليلةً بعذُوبِ

بَطَأ: البُطْءُ: نقيضُ السُّرعة، ويقال: لم أفْعَلْهُ بُطْءَ يا هذا وبُطْأى -مثال بُشْرى-: أي الدَّهْرَ في لُغةِ بني يَرْبُوعٌ، تقول منه: بَطُؤَ مَجيئُكَ وأبْطَأْت لإانتَ فأنت بَطيءٌ، ولا تقلْ أبْطَيتُ وقد استَبْطَأتُكَ، ويُقال: ما أبطأَ بكَ وما بَطَّأَ بك بمعنىً.
وتَبَاطَأَ الرجل في مسيره.
وبَطْآنَ ذا خروجا وبُطْآنَ ذا خُروجاً: أي بَطُؤَ ذا خروجاً، فجُعِلَتِ الفتحةُ التي على بَطُؤ في نُون بُطأن حين أدَّتْ عنه ليكون علماً لها ونُقِلَتْ ضمَّةُ الطاء إلى الباء، وإنما صحّ فيه النقلُ لأنّ معناه التَّعجب أي . . . أكمل المادة ما أبطأه. ابو زيدٍ: أبْطأَ القومُ: اذا كانت دوابهم.

امرق وانمرق (المعجم الوسيط) [0]


 الرجل بَدَت عَوْرَته والسهم مرق وَالْولد من بطن أمه خرج وَفِي الْمثل (رويد الْغَزْو ينمرق) يضْرب فِي التمكث وانتظار الْعَاقِبَة وَأَصله أَن امْرَأَة كَانَت تغزو فحبلت فَذكر لَهَا الْغَزْو فقالته وَالشعر تساقط وَفِي الحَدِيث أَن امْرَأَة قَالَت (يَا رَسُول الله إِن لي بِنْتا عروسا مَرضت فامرق شعرهَا) 

دلف (الصّحّاح في اللغة) [0]


الدَليفُ: المشيُ الرُوَيدُ. يقال دَلَفَ الشيخُ، إذا مشى وقارب الخطوَ.
ودَلَفَتِ الكتيبةُ في الحرب، أي تقدَّمتْ. يقال: دَلَفْناهُم.
والدالِفُ: السهمُ الذي يصيب ما دون الغَرَض ثم ينبو عن موضعه.
والدالِفُ أيضاً مثل الدالِحِ، وهو الذي يمشي بالحِمْل الثقيل ويقارب الخَطوَ.
والجمع دُلَّفٌ. قال:
رُجُحُ الرَوادِفِ فالقَياسِـرُ دُلَّـفُ      وعلى القياسِرِ في الخُدورِ كَواعِبٌ

هود (مقاييس اللغة) [0]



الهاء والواو والدال: أصلٌ يدلُّ على إرْوادٍ وسُكون. يقولون: [التَّهويد]: المَشْيُ الرُّوَيْد. هَوَّدَ، إذا نامَ.
وهَوَّد الشَّرابُ نَفْسَ الشاربِ، إذا خَثَرت له نَفْسُه.
والهَوَادَة: الحالُ تُرجَى معها السَّلامةُ بين القوم.والمُهَاودة: المُوادَعَة. فأمَّا اليَهود فمِن هاد يَهُودُ، إذا تاب هَوْدَاً.
وسُمُّوا به لأنَّهم تابُوا عن عبادة العجل.
وفي القرآن: إنَّا هُدْنا إلَيْكَ[ الأعراف 156]، وفي التَّوبةِ هوادةُ حالٍ وسلامةٌ.

الدَّبَى (القاموس المحيط) [0]


الدَّبَى: المَشْيُ الرُّوَيْدُ، وأصْغَرُ الجَرادِ والنَّمْلِ.
وأرضٌ مُدْبِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: كثيرَتُهُما.
ومَدْبِيَّةٌ، كَمَرْمِيَّةٍ ومَدْعُوَّةٍ: أكَلَ الدَّبَى نَبْتَها.
وأَدْبَى العَرْفَجُ: خَرَجَ منه مثلُ الدَّبَى.
ودَبَى، كَعَلَى: سُوقٌ للعَرَبِ.
وكسُمَيٍّ: ع لَيِّنٌ بالدَّهْناءِ، يَأْلَفُهُ الجَرادُ.
وجاءَ بِدَبَى دُبَيّ، وبِدَبَى دُبَيَّيْنِ: بمالٍ كَثيرٍ، وغَلِطَ الجوهرِيُّ.
وأبو دُبَيَّةَ، بالضم: شاعِرٌ.
والدُّبَّاءُ: في الباءِ، ووَهِمَ الجوهرِيُّ.
والتَّدْبِيَةُ: الصَّنْعَةُ.

غب (مقاييس اللغة) [0]



الغين والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على زمانٍ وفَترةٍ فيه. من ذلك الغِبُّ، هو أن تَرِدَ الإِبلُ يوماً وتدعَ يوماً.
والمغبَّبة: الشاة تُحلَب يوماً وتُتركُ يوماً.
وأغبَبْتُ الزِّيارة من الغِبِّ أيضاً.
ومنه أيضاً قولُهم: غبَّبَ في الأمر إذا لم يُبالِغْ فيه، كأنَّه زِيدَتْ فترة أوقعَهَا فيه.ومن الباب قولهم: "رُوَيْدَ الشِّعْرِ يَغُبّ"، وذلك أن يُتركَ إنشادُه حتَّى يأتيَ عليه وقت.
ويقولون: غَبَّ الأمرُ، إذا بلغ آخِرَه.
ولحمٌ غابٌّ، إذا لم يُؤكَلْ لوَقْتِه، بل تُرِك وقتاً وفَتْرةً.

الحُظْوَةُ (القاموس المحيط) [0]


الحُظْوَةُ، بالضم والكسر،
والحِظَةُ، كعِدَةٍ: المكانَةُ، والحَظُّ من الرِّزْقِ
ج: حِظاً وحِظاءٌ.
وحَظِيَ كلُّ واحِدٍ من الزَّوْجَيْنِ عند صاحِبِه، كرَضِيَ، واحْتَظَى، وهي حَظِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ.
و"إلاَّ حَظِيَّهْ، فلا ألِيَّهْ": في أ ل ي.
والحَظْوَةُ، ويُضَمُّ: سَهْمٌ صَغيرٌ يَلْعَبُ به الصِّبْيانُ، وكلُّ قَضيبٍ نابِتٍ في أصلِ شَجَرةٍ لم يَشْتَدَّ بعدُ
ج: حِظاءٌ وحَظَواتٌ.
و"إحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمانَ"، مُصَغَّرَةً، وهو لُقْمانُ بنُ عادٍ،
وحُظَيَّاتُه: سِهامُه، يُضْرَبُ لمن يُعْرَفُ بالشَّرارَةِ ثم جاءَتْ منه صالِحَةٌ.
وحَظَى يَحْظُو: مَشَى الحُظَيَّا، مُصَغَّرَةً، وهو مَشْيٌ رُوَيْدٌ.

دلف (لسان العرب) [0]


الدَّلِيفُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ. دَلَفَ يَدْلِفُ دَلْفاً ودَلَفاناً ودَلِيفاً ودُلوفاً إذا مشى وقارَب الخَطْو، وقال الأَصمعي: دَلَف الشيخُ فَحَصَّص، وقيل: الدَّليفُ فوق الدَّبيب كما تَدْلِفُ الكتيبةُ نحو الكتيبة في الحَرْب، وهو الرُّوَيْدُ؛ قال طرفة: لا كَبيرٌ دالفٌ من هَرَمٍ أَرْهَبُ الناسَ ولا أَكْبُو لِضُرّ ويقال: هو يَدْلِفُ ويَدْلِثُ دَليفاً ودَلِيثاً إذا قارَبَ خَطْوَه مُتقدِّماً، وقد أَدْلَفَه الكِبَرُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: هَزِئَتْ زُنَيْبَةُ أَنْ رأَتْ ثَرَمِي، وأَنِ انْحنَى لِتَقادُمٍ ظَهْرِي من بعْدِ ما عَهِدَتْ فأَدْلَفَني يَوْمٌ يَمُرُّ، ولَيْلَةٌ تَسْرِي ودَلَفَتِ الكتِيبةُ إلى الكَتيبةِ في الحرْبِ أَي تقدَّمَتْ وفي المحكم: سعتْ رُوَيْداً، يقال: دلَفْناهم.
والدَّالِفُ: السهم الذي يُصِيب . . . أكمل المادة ما دون الغَرَض ثم يَنْبُو عن موضعه.
والدَّالِفُ: الكبير الذي قد اخْتَضَعَتْه السنّ.
ودَلَفَ الحامِلُ بِحِمْلِه يَدْلِفُ دَلِيفاً: أَثْقَلَه.
والدَّالفُ مثل الدَّالِحِ: وهو الذي يمشي بالحِمْل الثقيل ويُقارِبُ الخَطْو مثل (* قوله «ويقارب الخطو مثل» كذا بالأصل.
وعبارة الصحاح: ويقارب الخطو، والجمع دلف مثل إلخ.) راكِعٍ ورُكَّعٍ؛ وقال: وعلى القياسِرِ في الخُدُورِ كَواعِبٌ، رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقياسِرْ دُلَّفُ وتَدَلّفَ إليه أَي تَمَشَّى ودنا.
والدُّلَّفُ: التي تَدْلِفُ بِحِملها أَي تَنْهَضُ به.
ودَلَفَ المالُ يَدْلِفُ دَلِيفاً: رَزَمَ من الهُزالِ.
والدِّلْفُ: الشجاعُ.
والدَّلْفُ: التقدُّمُ.
ودَلَفْنا لهم: تقدَّمْنا؛ قال أَبو زُبيد: حتى إذا اعْصَوْصَبُوا دُون الرِّكابِ معاً، دَنا تَدَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ ورواه أَبو عبيد: تَزَلُّفَ وهو أَكثر.
وفي حديث الجارودِ: دَلَفَ إلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وحَسَرَ لِثامَه أَي قرُبَ منه وأَقبل عليه، من الدَّلِيفِ المَشْيِ الرُّوَيْدِ؛ ومنه حديث رُقَيْقةَ: وليَدْلِفْ إليه من كل بَطْن رجلٌ.
وعُقابٌ دَلُوفٌ: سريعة؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:إذا السُّقاةُ اضْطَجَعُوا لِلأَذْقانْ، عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلوفُ العِقْبانْ عَقَّتْ: حامتْ، وقيل: ارْتَفَعَت كارتفاع العُقاب.
ودُلَفُ: من الأَسماء، فُعَلُ كأَنه مَصْرُوفٌ من دالِفٍ مثل زُفَرَ وعمر؛ وأَنشد ابن السكِّيت لابن الخطِيم: لَنا مَعَ آجامِنَا وحَوْزَتِنا، بَينَ ذَراها مَخارِفٌ دُلَفُ أَراد بالمَخارِفِ نَخلاتٍ يُخْتَرَفُ منها.
وأَبو دُلَفٍ بفتح اللام، قال الجوهري: أَبو دُلَفٍ، بفتح اللام، قال ابن بري: وصوابه أَبو دُلَفَ، غير مصروف لأَنه معدول عن دالِفٍ، وقال: ذكر ذلك الهروي في كتابه الذَّخائر.
والدُّلْفِينُ: سمكة بحرية، وفي الصحاح: دابّة في البحر تُنَجِّي الغريق.

الهَوْدُ (القاموس المحيط) [0]


الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، والرُّجوعُ إلى الحَقِّ، وبالتحريكِ: الأَسْنِمَةُ،
جمعُ هَوْدَةٍ،
وبالضم: اليَهودُ، واسمُ نَبِيٍّ.
ويَهودُ: يُجْمَعُ على يُهْدانٍ.
وهَوَّدَهُ: حَوَّلَهُ إلى مِلَّةِ يهودَ.
والهَوادَةُ: اللِّينُ، وما يُرْجَى به الصَّلاحُ، والرُّخْصَةُ.
والتَّهْويدُ: تجاوُبُ الجِنِّ، والتَّرْجيعُ بالصَّوْتِ في لينٍ، والتَّطْريبُ، والإِلْهاءُ، والمَشْيُ الرُّوَيْدُ، وإسْكارُ الشِّرابِ، والصَّوْتُ الضَّعيفُ اللَّيِّنُ،
كالتَّهْوادِ، والإِبْطاء في السَّيْرِ، والسُّكونُ في المَنْطِقِ،
كالتَّهَوُّدِ والتَّهْوادِ.
والمهاوَدَةُ: المُواعَدَةُ، والمُصالَحَةُ، والمُمايَلَةُ، والمُعاوَدَةُ.
وأهْوَدُ، كأحْمَدَ: يومُ الاثنينِ، وقبيلةٌ.
وتَهَوَّدَ: صارَ يهودِيًّا، وتَوَصَّلَ بِرَحِمٍ أو حُرْمَةٍ.
وهَوَّدَ تَهْويداً: أكَلَ السَّنامَ.
ويَهودَا: أخُو يوسُفَ الصِّدِّيق، عليهما السلام.

كتف (الصّحّاح في اللغة) [0]


الكَتِفُ والكتْفُ.
والجمع الأكْتافُ. يقال رجلٌ أكْتفُ بيِّن الكَتَفِ، أي عريض الكَتِفِ.
والأكْتفُ أيضاً من الخيل: الذي في أعالي غَراضيفِ كتِفِه انفراجٌ.
والكَتيفَةُ: ضبّة الباب، وهي حديدة عريضة.
ومنه قول الأعشى:
نُ ودانى صُدوعَهُ بالكَتيفِ      أو إناءُ النُضار لاحَمَهُ القَي

والكَتيفَةُ: السخيمةُ والحقدُ. قال القطامي:
وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتائفُ      أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ

والكُتفانُ: الجراد أول ما يطير منه، الواحدة كُتْفانَةٌ.
والكَتْفُ: المشيُ الرويد. كَتَفتِ الخيل وتَكَتَّفَتْ، إذا ارتفعت فروعُ أكتافِها في المشي.
والكَتْفُ أيضاً: أن يُشَدُّ حِنْوا الرَحلِ أحدُهما على الآخر.
وكَتَفتُ الرجل، إذا شددت يديه إلى خَلف بالكِتافِ، وهو حبلٌ.
والكَتَفُ بالتحريك: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ، عن ابن السكيت: يقال: . . . أكمل المادة جملٌ أكْتَفُ، وناقةٌ كَتْفاءُ.

هود (الصّحّاح في اللغة) [0]


هادَ يَهودُ هَوْداً: تابَ ورجع إلى الحقّ، فهو هائدٌ وقومٌ هودٌ. قال أبو عبيدة: التهَوُّدُ: التوبة والعمل الصالح.
ويقال أيضاً: هادَ وتَهَوَّدَ، إذا صار يهوديًّا.
والهودُ: اليهودُ.
وأرادوا باليهود اليهودِيِّينَ، ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا زنْجِيٌّ وزِنْجٌ.
والتهويدُ: المشي الرُوَيْدُ، مثل الدبيبِ.
وأصله من الهوادَةِ.
وفي الحديث: "أسرِعوا المشيَ في الجنازةِ ولا تُهَوِّدوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى".
وكذلك التهويدُ في المنطِق، هو الساكنُ. يقال: غِناءٌ مُهَوَّدٌ.
والتهويدُ أيضاً: النومُ.
وتهويدُ الشرابِ: إسكارُهُ.
والتهويدُ: أن يصيَّرَ الإنسان يهودِيًّا.
وفي الحديث: "فأبَواهُ يُهَوِّدانِه".
والهَوادةُ: الصلحُ والميلُ.
والمُهاوَدَةُ: المصالحةُ والممايلةُ.
والهَوَدَةُ، بالتحريك: السَنامُ، والجمع هَوَدٌ.
وقال الشاعر:
      كومٌ عليها هَوَدٌ أنْضادُ

وتسكّن الواو فيقال هَوْدَةٌ.

الأَوْنُ (القاموس المحيط) [0]


الأَوْنُ: الدَّعَةُ، والسَّكينَةُ، والرِّفْقُ، والمَشْيُ الرُّوَيْدُ، وقد أُنْتُ أُونُ، وأحدُ جانِبَيِ الخُرْجِ،
وع.
ورجلٌ آيِنٌ: رافِهٌ وادِعٌ.
وثلاثُ ليالٍ أوَائِنُ: روافِهُ.
وعَشْرُ ليالٍ آيِناتٌ: وادِعاتٌ.
وأوَّنَ الحِمارُ تأوِيناً: أَكَلَ وشَرِبَ حتى امْتَلأَ بَطْنُهُ كالعِدْلِ،
كتَأَوَّنَ.
والأوانُ: الحِينُ، ويُكْسَرُ
ج: آونَةٌ.
ويَصْنَعُه آوِنَةً وآيِنَةً: إذا كان يَصْنَعُه مِراراً، ويَدَعُهُ مِراراً، والسَّلاحِفُ، ولم يُسْمَعْ لَها بواحدٍ.
وذو أوَانٍ: ع بالمَدينَةِ.
والإِيوانُ، بالكسرِ: الصُّفَّةُ العَظيمَةُ كالأزَجِ
ج: إيواناتٌ وأواوينُ،
كالإِوانِ، ككِتابٍ
ج: أُونٌ، بالضم.
وإيوانُ اللجامِ: جَمْعُهُ إيواناتٌ.
وذو إيوانٍ: قَيْلٌ من رُعَيْنٍ.
وأوانَى، كسَكَارَى: ة ببَغْدَادَ، منها: يَحْيَى بنُ الحُسَيْنِ، وابنُ عبدِ الله الأوانِيَّانِ،
وة بنَواحي المَوْصِلِ.
وأَوايِنُ: د.
. . . أكمل المادة وأوْنٌ: ع.
وأوِّنْ على قَدْرِكَ: اتَّئِدْ على نحوِكَ.

حيز (لسان العرب) [0]


الحَوْزُ والحَيْزُ: السير الرُّوَيْدُ والسَّوْقُ اللَّيِّنُ.
وحازَ الإِبلَ يَحُوزها ويحِيزُها: سارَها في رِفْق.
والتَّحَيُّز: التلوّي والتقلبُ.
وتَحَيَّز الرجلُ: أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه، والواو فيهما أَعلى.
وحَيْزِ حَيْزِ: من زجر المِعْزى؛ قال: شَمْطاء جاءَتْ من بلادِ البَرِّ، قد تَرَكَتْ حَيْزِ، وقالت: حَرِّ ورواه ثعلب: حَيْهِ (* قوله« ورواه ثعلب حيه» تقدمت هذه الرواية في حرر وضبطت حيه بشد المثناة التحتية مفتوحة وهو خطأ والصواب كما هنا).
وتَحَوَّزت الحيةُ وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت. يقال: ما لك تَتَحَيَّزُ تَحَيُّزَ الحيةَ قال سيبويه: هو تَفَيْعُلٌ من حُزْت الشيءَ؛ قال القطامي: تَحَيَّزُ مني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها، كما انحازَتِ الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ يقول: تتنحى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً . . . أكمل المادة أَن أَنزل عليها ضيفاً، ويروى: تَحَوَّزُ مني.
وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحية وتَحَيُّزَها، وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم فأَبطأَ ذلك عليه.

أون (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأوْنُ: الدَعَة والسكينة والرِفق. تقول منه: أنْتُ أَيون أَوْناً.
ورجلٌ آيِنٌ، أي رافِهٌ وادعٌ.
والأوْنُ أيضاً: المَشْي الرويد. أُنْ على نفسك، أي ارْفُقْ في السير واتَّدِعْ.
وبيننا وبين مكةَ ثلاثُ ليالٍ أَوائِنَ، أي روافهَ، وعشر ليال آيناتٍ، أي وادعاتٍ.
والأَوْنُ: أحد جانبي الخُرْج. تقول: خُرْجٌ ذو أَوْنَيْنِ، وهما كالعِدْلَيْنِ.
والأَوْنُ: العِدْلُ.
ومنه قولهم: أَوَّنَ الحمارُ، إذا أكل وشرِب وامتلأَ بطنه وامتدَّت خاصرتاه فصار مثل الأوْنِ.
والأَوانُ: ألحين، والجمع آوِنَةٌ، مثل زَمانٍ وأَزْمِنَةٍ. قال أبو زُبَيد:
أعطيهم الجَهْدَ منِّي بَلْهَ ما أَسَعُ      حَمَّالُ أَثْقالِ أهـلِ الـوُدِّ آوِنَةً

والإوانُ والإيوانُ: الصُّفَّةُ العظيمة كالأزَجِ ومنه إيوانُ كسرى.
وقال:
      شَطَّتْ نَوى من أهله بالإيوان

وجمع الإوانِ أوُنٌ، وجمع الإيوانِ إيواناتٌ وأَواوينُ.

المَرْقُ (القاموس المحيط) [0]


المَرْقُ: الطَّعْنُ بالعَجَلَةِ، وإِكْثارُ مَرَقَةِ القِدْرِ،
كالإِمْراقِ، ونَتْفُ الصُّوفِ عن الجِلْدِ المَعْطونِ، وغِناءُ الإِماءِ والسَّفِلَةِ، والإِهابُ المُنْتِنُ، وبالضم: الذِئابُ المُمَعَّطَةُ، وبالكسر: الصوفُ المُنْتِنُ،
وبالتحريكِ: ة بالمَوْصِلِ، وآفَةٌ تُصيبُ الزَّرْعَ،
و~ من الطعامِ: م،
والمَرَقَةُ: أخَصُّ.
ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّةِ مُروقاً: خَرَجَ من الجانِبِ الآخَرِ.
والخَوارِجُ مارِقةٌ: لخُروجِهِم عن الدّينِ.
وكانتِ امرأةٌ تَغْزُو، فَحبِلَتْ، فذُكِرَ لها الغَزْوُ، فقالت: "رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ" أي: أمْهِلِ الغَزْوَ حتى يَخْرُجَ الوَلَدُ.
ومَرِقَتِ النَّخْلَةُ، كفرِحَ: نَفَضَتْ حَمْلَها بعدَ الكَثْرَةِ،
و~ البَيْضَةُ: فَسَدَتْ فصارتْ ماءً.
والمُرَّيْقُ، كقُبَّيْطٍ: العُصْفُرُ.
والمُتَمَرَّقُ: المَصْبوغُ به أو بالزَّعْفَرانِ، . . . أكمل المادة وبكسر الراءِ: الذي أخَذَ في السِّمَنِ من الخَيْلِ.
وكثُمامةٍ: ما انْتَتَفْتَه من الصُّوفِ، أو من الكَلأَِ القليلِ لبعيرِكَ.
وأمْرَقَ: أبْدَى عَوْرَتَهُ،
و~ الجِلْدُ: حانَ له أن يُنْتَفَ.
والامْتِراقُ: سُرْعَةُ المُروقِ.
وبئْرُ مَرْقٍ، ويُحَرَّكُ: بالمدينةِ،
والمُمَرِّقُ، كمُحَدِّثٍ: الذي يَصيرُ فَوْقَ اللَّبَنِ من الزُّبْدِ تَباريقَ كأَنها عُيونُ الجَرادِ.
والأَمْراقُ والمُروقُ: سَفا السُّنْبُلِ.
ومَرَقِيَّةُ، محرَّكةً: حِصْنٌ بالشامِ.
وأصابَهُ ذلك في مَرْقِكَ، أي: من جَرَّاكَ وفي جُرْمِكَ.

هبش (لسان العرب) [0]


الهَبْشُ: الجمْعُ والكسْبُ. يقال: هو يَهْبِشُ لِعِياله ويُهَبِّشُ هَبْشاً ويَتَهبَّشُ ويَهْتَبِشُ ويَحْرِفُ ويَحْتَرِفُ ويَخْرِشُ ويَخْتَرِشُ وهو هَبَّاشٌ؛ قال رؤبة: أَعْدُو لِهَبْشٍ المَغْنَمِ المَهْبُوشِ ابن سيده: اهْتَبَشَ وتَهَبَّشَ كسَبَ وجمَعَ واحْتالَ.
ورجل هَبَّاشٌ: مُكْتَسِب جامعٌ.
وهَبَشَ الشيءَ يَهْبِشُه هَبْشاً واهْتَبَشَه وتَهَبَّشَه: جمَعَه. قال: وأَرى أَن يعقوب حكى هَبِشَ، بالكسر، جمَع، والاسم الهُباشةُ. الجوهري: الهُباشةُ مثل الحُباشةِ وهو ما جُمِع من الناس والمال.ويقال: تَأَبَّشَ القومُ وتَهَبّشُوا إِذا تَجَيَّشُوا وتَجَمَّعوا.
والهُباشةُ: الجماعةُ.
وإِن المَجْلِسَ ليَجْمعُ هُباشاتٍ وحُباشاتٍ من الناس أَي أُناساً ليسُوا من قبيلة واحدة.
وتَهَبَّشُوا وتحَبَّشُوا إِذا اجتمعوا؛ قال رؤبة: لولا هُباشاتٌ من التَّهْبِيشِ لِصِبْيةً، كأَفْرُخِ العُشوشِ أَراد بالهُباشاتِ ما كسَبَه من المال وجَمَعَه.
والهَبْشُ: نوعٌ . . . أكمل المادة من الضَّرْب. ابن الأَعرابي: الهَبْشُ ضَرْبُ التَّلَف.
وقد هَبَشَه إِذا أَوجَعَه ضَرْباً.
والهَيْشُ: الحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال ثعلب: إِنما هو الهَبْشُ، قال: وكذلك وقع في المصنَّف غير أَن أَبا عبيد قال هو الحَلْبُ الرُّوَيدُ فوافَقَ ثعلباً في الرواية وخالفه في التفْسير.
وهُباشةُ وهابشٌ: اسمان.

الغِبُّ (القاموس المحيط) [0]


الغِبُّ، بالكسر: عاقِبَةُ الشَّيْءِ،
كالمَغَبَّةِ، بالفَتْحِ، ووِرْدُ يَوْمٍ وظِمْءُ آخَرَ،
و~ في الزِّيارَةِ: أنْ تكونَ كُلَّ أُسْبوعٍ،
و~ مِنَ الحُمَّى: ما تَأخُذُ يَوْماً وتَدَعُ يَوْماً.
وقَدْ أغَبَّتْهُ الحُمَّى، وأغَبَّتْ عليهِ، وغَبَّتْ، وبالفَتْحِ: مَصْدَرُ
غَبَّتِ الماشِيَةُ تَغِبُّ: إذا شَرِبَتْ غِبًّا،
كالغُبوبِ، وإِبِلٌ غابَّةٌ وغَوابُّ، وبالضمِّ: الضَّارِبُ مِنَ البَحْرِ حَتَّى يُمْعِنَ في البَرّ، والغامضُ مِنَ الأَرْضِ،
ج: أغْبابٌ وغُبوبٌ.
وأغَبَّ القَوْمَ: جاءَهُمْ يَوْماً وتَرَكَ يَوْماً، كَغبَّ (عَنْهُمْ)،
و~ اللَّحْمُ: أَنْتَنَ،
كغَبَّ، والتَّغْبيبُ: تَرْكُ المُبالَغَةِ، وأخْذُ الذِّئْبِ بِحَلْقِ الشَّاةِ،
و~ عَنِ القَوْمِ: الدَّفْعُ عَنْهُمْ.
والمُغِبُّ: الأَسَدُ.
والغَبْغَبُ: صَنَمٌ، واللَّحْمُ المُتَدَلِّي تَحْتَ الحَنَكِ،
كالغَبَبِ، وجُبَيْلٌ بِمِنًى.
وأبو غَبابٍ، كَسَحَابٍ: جِرَانُ العَوْدِ.
وكَغُرابٍ: ثَعْلَبَةُ بنُ الحارثِ.
. . . أكمل المادة وكَزُبَيْرٍ: ع بالمدينَةِ، وناحِيَةٌ باليَمامَةِ.
والغُبَّةُ، بالضمِّ: البُلْغَةُ مِنَ العَيْشِ، وبلا لامٍ: فَرْخُ عُقابٍ كانَ لِبَنِي يَشْكُرَ.
وكالحَبِيبَةِ: لَبَنُ الغُدْوَةِ يُحْلَبُ عليهِ مِنَ اللَّيْلِ ثم يُمْخَضُ.
وغَبَّ عِندنا: باتَ،
كأَغَب، ومنه قَوْلهُم: روَيْدَ الشِّعْرِ يَغِبَّ.
والمُغَبَّبَةُ كَمُعَظَّمَةٍ: الشَّاةُ تُحْلَبُ يَوْماً وتُتْرَكُ يَوْماً.
ومِياهٌ أغْبابٌ: بَعيدَةٌ.
والتَّغِبَّةُ: شَهادَةُ الزُّورِ.
وفُلانٌ لا يُغِبُّنا عَطاؤُهُ، أي يأتينا كُلَّ يَوْمٍ.

هيش (لسان العرب) [0]


الهَيْشةُ: الجماعةُ؛ قال الطرِمّاح: كأَن الخِيمَ هاشَ إِليه منه نِعاجُ صَرائمٍ جُمّ القُرُونِ وفي حديث ابن مسعود: إِياكم وهَيْشاتِ الليلِ وهَيْشاتِ الأَسواقِ؛ والهَيْشاتُ: نحوٌ من الهَوْشات، وهو كقولهم: رجل ذو دَغَواتٍ ودَغَياتٍ، وفي حديث آخر: ليس في الهَيْشاتِ قَوَدٌ؛ عَنى به القَتِيلَ يُقْتَل في الفِتْنة لا يُدْرى مَنْ قتَله، ويقال بالواو أَيضاً.
وهاشَ القومُ بعضهم إِلى بعض وتَهَيَّشُوا: وهو من أَدْنى القِتالِ؛ وتَهَيَّشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض تَهَيُّشاً. أَبو زيد: هذا قتِيلُ هَيْشٍ إِذا قُتِل، وقد هاشَ بعضُهم إِلى بعض، والهَيْشُ: الاختلاطُ.
وهاشَ في القوم هَيْشاً: عاثَ وأَفْسَدَ. الجوهري: الهَيْشةُ مثل الهَوْشةٍ.
وهاشَ القومُ يَهِيشُون هَيْشاً إِذا تحرّكوا وهاجُوا؛ قال الشاعر: . . . أكمل المادة هِشْتُم علينا، وكنتم تَكْتَفُون بما نُعْطِيكمُ الحَقَّ منا غيرَ مَنْقُوصِ وهاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض للقتال، والمَصْدَرُ الهَيْشُ؛ أَبو زيد: هاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض هَيْشاً إِذا وَثَبَ بعضُهم إِلى بعض للقتال.
والهَيْشُ: الحَلْبُ الرُّوَيْدُ، جاء به في باب حَلْب الغَنَم، قال ثعلب: وهو بالكفّ كلّها.
والهَيْشَةُ: أُمُّ حُبَيْنٍ؛ قال بِشْر بن المعتمر: وهَيْشَة تأْكلها سُرْفةٌ، وسِمْعُ ذِئبٍ هَمُّه الحُضْرُ وقال: أَشْكُو إِليك زَماناً قد تَعَرّقَنا، كما تَعرَّقَ رأْسَ الهَيْشةِ الذِّيبُ يعني أُمَّ حُبَين، واللَّه أَعلم.

مين (لسان العرب) [0]


المَيْنُ: الكذب؛ قال عديّ بن زيد: فقَدَّدَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ، وأَلْفَى قولَها كذباً ومَيْنا قال ابن بري: ومثل قوله كذباً ومينا قول الأَفْوه الأَوْدِيّ: وفينا للقِرَى نارٌ يُرَى عنـ ـدها للضَّيْفِ رُحْبُ وسَعَه والرُّحْبُ والسَّعة واحد؛ وكقول لبيد: فأَصْبَِح طاوِياً حَرِصاً خَمِيصاً، كنَصْلِ السيفِ حُودِثَ بالصِّقالِ وقال المُمزَّقُ العبدِيّ: وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ، طَويلاتُ الذَّوائبُ والقُرونِ والذوائب والقرون واحد.
ومثله في القرآن العزيز: عَبَس وبسَرَ، وفيه: لا تَرَى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً، وفيه: فجاجاً سُبُلاً، وفيه: غرابيبُ سُودٌ، وقوله: فلا يخافُ ظُلْماً ولا هَضْماً؛ وجمغُ المَيْنِ مُيُونٌ.
ومانَ يَمينُ مَيْناً: كذب، فهو مائن أَي كاذب.
ورجل مَيُونٌ ومَيّانٌ: كذَّاب.
ووُدُّ فلانٍ مُتَمايِنٌ، وفلانٌ . . . أكمل المادة مُتماينُ الوُدِّ إِذا كان غير صادق الخُلَّةِ؛ ومنه قول الشاعر: رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ إِلينا، ولكنْ وُدُّهم مُتَمايِنُ ويروى مُتيامِن أَي مائل إِلى اليَمن.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، في ذم الدنيا: فهي الجامِحَةُ الحَرُونُ والمائنةُ الخَؤُون.
وفي حديث بعضهم: خرَجْتُ مُرابِطاً ليلة مَحْرَسي إِلى المِيناء؛ هو الموضع الذي تُرْفَأُ فيه السفنُ أَي تُجْمع وتُرْبَطُ؛ قيل: هو مِفْعال من الوَنْيِ الفُتُورِ لأَن الريحَ يَقِلُّ فيه هُبوبها، وقد يقصر فيكون على مِفْعَل، والميم زائدة.

غبب (الصّحّاح في اللغة) [0]


الغِبّ: أن ترد الإبلُ الماء يوماً وتدعه يوما، تقول: غَبَّت الإبل تَغِبُّ غَبَّا؛ وإبلُ بني فلانٍ غابَّةٌ وغَوابُّ؛ وكذلك الغِبُّ في الحمَّى. قال الكسائي: أَغْبَبْت القومَ، وغَبَبْتُ عنهم أيضاً، إذا جئت يوماً وتركت يوما. قال: فإن أردت أنَّك دفعت عنهم قلت: غَبَّبْت عنهم.
والمَغَبَّبَة الشاة تُحلب يوماً وتترك يوما.
وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة، إذا لم يُبالغ فيها.
والغِبّ في الزيارة، قال الحسن: في كلِّ أسبوع، يقال: زر غِبَّا تزددْ حبَّا.
وغِبُّ كل شيء أيضاً: عاقبته، وقد غَبّت الأمورُ، أي صارت إلى أواخرها.
وغَبَّ اللحمُ أي أنتَنَ، وغبّ فلانٌ عندنا، أي بات، ومنه سمِّي اللحم البائت: الغابّ.
ومنه قولهم: روَيد الشعرَ يَغِبَّ.
وأغَبَّنا فلانٌ: أتانا غبَّا.
وفي . . . أكمل المادة الحديث: "أغِبُّوا في عيادة المريض واربعوا"، يقول: عُدْ يوماً ودعْ يوما، أو دَعْ يومين وعُد اليوم الثالث.
وتقول: أغَبَّت الإبل من غِبِّ الوِرد.
وأغَبَّت الحمَّى وغَبَّتْ بمعنًى.
وفلان لا يُغِبُّنا عطاؤه، أي لا يأتينا يوماً دون يوم، بل يأتينا كلَّ يوم.
والغُبُّ: الغامض من الأرض، والجمع أغْباب وغُبوب.
والغَبيبة من ألبان الغنم يُحلب غُدوةً ثم يُحلب عليه من الليل، ثم يُمخَض من الغد.
والغَبَبُ للبقر والديك: ما تدلَّى تحت حنكهما، وكذلك الغَبْغَبُ.

مرق (لسان العرب) [0]


المَرَقُ الذي يؤتدم به: معروف، واحدته مَرَقة، والمَرَقة أَخص منه.
ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها. الفراء: سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان مَرَقة مَرَقَيْن؛ يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، وكذا قال ابن الأَعرابي.
ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت فصارت ماء.
وفي حديث علي: إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً.
وقد مرقت البيضة إذا فسدت.
ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً: نتفه.
والمُراقة، بالضم: ما انتتف منهما، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ إذا دفن ليسترخي، وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة؛ وقال اللحياني: وكذلك الشيء يسقط . . . أكمل المادة من الشيء، والشيء يفنى منه فيَبْقى منه الشيءُ.
وفي الحديث: أنَّ امرأَة قالت: يا رسول الله، إن بنتاً لي عَروُساً تمرَّق شعرُها، وفي حديث آخر: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها. يقال: مَرَقَ شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره.
والمَرْقة: الصوفة أَول ما تنتف، وقيل: هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ، وقيل: هو الجلد إذا دبغ.
والمَرْقُ، بالتسكين: الإهابُ المُنْتِنُ. تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي نتفت عن الجلد المعطون صوفه.
وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف.
ويقال: أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ وقال الحرث بن خالد: ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القلـ ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسـ ك، ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ قال ابن الأَعرابي: المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله: كأَنه ريح مَرْق، ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى، وقد يجوز أَن يكون يعني به الصوف أَول ما يُنْتف، لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ. تقول العرب: أَنتَنُ من مرْقات الغنم، فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة، ويكون من المذكر المجموع بالتاء، وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي.
وأَمْرَق الشعرُ: حان له أَن يُمْرَقَ. ابن الأَعرابي: المَرْقُ الطعن بالعجلة.
والمُرْقُ: الذئاب المُمَعَّطة.
والمَرْق: الصوف المُنَفَّش. يقال: أَعطني مَرْقة أَي صوفة.
والمَرْق: الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه؛ ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً؛ والمُرَاقة والمْرَاطة: ما سقط من الشعر.
والمُراقة من النبات: ما يُشْبِعُ المال؛ وقال أَبو حنيفة: هو الكلأُ الضعيف القليل.
ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ، وهي مُمْرِقٌ: سقط حملها بعدما كبر، والاسم المَرْقُ.
ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً: خرج من الجانب الآخر.
وفي الحديث وذكر الخوارج: يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم المَرْميّ به ويخرج منه.
وفي حديث علي، عليه السلام: أُمِرْتُ بقتال المارِقينَ، يعني الخوارج، وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً، ومنه سميت الخوارج مارِقةً، وقد أَمْرَقهُ هو.
والمُرُوق: الخروج من شيء من غير مدخله.
والمارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه.
والمُرُوق: سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته، وقيل: المُروق أَن يُنْفِذ السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها.
والامْتِراق: سرعة المَرْقِ.
وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة من وَكْرِها: خرجت.
ومَرَق في الأرض مُروقاً: ذهب.
ومَرَق الطائر مَرْقاً: ذَرَقَ.
والمَرْق والمُرق؛ الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب: سَفا السنبل، والجمع أَمراق.
والتَّمْرِيقُ: الغناء، وقيل: هو رفع الصوت به؛ قال:ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل، من بين تالي شِعره ومُمَرِّق والمَرْق، بالسكون: غِنَاء الإماء والسَّفِلة، وهو اسم.
والمُمَرَّق أَيضاً من الغِناء: الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء.
ويقال للمُغَنّي نفسه المُمَرِّق، وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى.
وحكى ابن الأَعرابي: مَرَّق بالغناء؛ وأَنشد: أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ، يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ؟ فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى، يا ابن دَيْسقَ، فدَعْها، ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ قال ابن بري: قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو الزاهد، قال: هو غناء السفلة والساسة، والنَّصْبُ غناء الركبان.
وفي الحديث ذكر المُمَرِّق، هو المغنّي.
واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله.
ويقال للذي يُبْدِي عورته: امَّرَقَ يَمَّرِقُ.
وامَّرَقَ الرجلُ: بدت عورته.
وقولهم في المثل: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق، وأَصله أَن امرأَة كانت تغزو فحبِلت، فذُكِرَ لها الغزو، فقال: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد؛ قال ابن بري: وقال المفضل هي رَقَاشِ الكِنانيَّة، وجمع المَارِقِ مُرَّاق؛ قال حميد الأَرقط: ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن سَقْطَ عُمَانَ، ولصوصَ الجُفَّيْن وقال أَبو حنيفة: المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل.
ومَرَق حَبُّ العنب يَمْرُق مُرُوقاً: انتشر من ريح أَو غيره؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والمُرِّيقُ: حب العصفر، وفي التهذيب: شحم العصفر، وبعضهم يقول هي عربية محضة، وبعض يقول ليست بعربية. قال ابن سيده: المُرِّيقُ حب العصفر، قال: وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب، قال أَبو العباس: هو أَعجمي وقد غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب، فكيف يكون عجميّاً؟ وثوب مُمَرَّق: صبغ بالمُرّيق؛ وتَمَرَّق الثوب: قَبِلَ ذلك؛ وأنشد الباهلي: يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَياما قوله مُتَمرَّق: مصبوغ بالعُصْفر، وقال بالزعفران ضرورة، وكان حقه أَن يقول بالعصفر.
ورجل مِمْراق: دَخّال في الأُمور.
والمَارِقُ: العلم النافذ في كل شيء لا يتعوج فيه.
ومَرَقَا الأَنفِ: حَرْفاه. قال ثعلب: كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف، والصواب عنده مَرَقَّا الأنف.
وفي الحديث ذكر مَرَق، بفتح الميم والراء، وقد تسكن، بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة.
والمَرَق أَيضاً: آفة تصيب الزرع.
وفي الحديث: أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ؛ هو، بتشديد القاف، ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له، وميمه زائدة، وقد تقدم في الراء.

بله (لسان العرب) [0]


البَلَهُ: الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ؛ بَلِهَ، بالكسر، بَلَهاً وتَبَلَّه وهو أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ، وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ (* قوله «سيشتغل» كذا بضبط الأصل والمحكم، وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين).
ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ، وهو الذي غلب عليه سلامة الصدر وحُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ التصرف فيها، وأَقبلوا على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها، فاستحقوا أَن يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة، فأَما الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ في الحديث، وهو قوله، صلى الله عليه وسلم: أَكثرُ أَهلِ الجنة البُلْهُ، فإِنه . . . أكمل المادة عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم، وهم أَكياسٌ في أَمر الآخرة. قال الزِّبْرقانُ بن بدر: خيرُ أَولادِنا الأَبْلهُ العَقُولُ؛ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله، وهو عَقُول، وقد بَلِه، بالكسر، وتَبَلَّه. التهذيب: والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو غافلٌ عن الشرّ لا يَعْرِفه؛ ومنه: أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه.
وقال النضر: الأَبْلَه الذي هو مَيِّت الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه له.
وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله اسْتَراح البُلْهُ، قال: هم الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء، والمرأَة بَلْهاء؛ وأَنشد، ابن شميل: ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها أَراد: أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا تَفْطَن لما في ذلك عليها؛ وأَنشد غيره: من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يقول: لم تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها، فهي ناعمة عَفِيفةٌ.
والبَلْهاءُ من النساء: الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ المُغَفَّلةُ.
والتَّبَالُه: استعمالُ البَلَه.
وتَبالَه أَي أَرى من نفسه ذلك وليس به.
والأَبْلَه: الرجلُ الأَحمق الذي لا تمييز له، وامرأَة بَلْهاء.
والتَّبَلُّهُ: تطلُّبُ الضالَّة.
والتَّبَلُّه: تَعَسُّفُ الطريق على غير هداية ولا مسأَلة؛ الأَخيرة عن أَبي علي. قال الأَزهري: والعرب تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي فيها ولا يستقيم على صَوْبِها؛ وقال لبيد: عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ والرواية المعروفة: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ.
والبُلَهْنِيَةُ: الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش.
وهو في بُلَهْنِيةٍ من العيش أَي سعَةٍ، صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عند سيبويه.وعيش أَبْلَهُ: واسعٌ قليلُ الغُمومِ؛ ويقال: شابٌّ أَبْلَه لما فيه من الغَرارة، يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه الأَسبابَ. قال الأَزهري: الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ: يقال عَيْش أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً؛ ومنه قول رؤبة: إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ، بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ، بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ يريد الناعم؛ قال ابن بري: قوله خلق المُمَوَّه، يريد خَلَقَ الوجه الذي قد مُوِّه بماء الشباب، ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش، وهو نَعْمته وغَفْلَتُه؛ وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن يَعْمُر الإِياديّ: ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ لا تَفْزَعُونَ، وهذا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟ وقال ابن شميل: ناقة بَلْهاء، وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء مَكانةً ورَزانةً كأَنها حَمْقاء، ولا يقال جمل أَبْلَهُ. ابن سيده: البَلْهاء ناقةٌ؛ وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله: وقالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ وأَغْراسُها، واللهُ عني يُدافِعُ (* قوله «البلهاء أول» كذا بالمحكم بالرفع فيهما).
وفي المثل: تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقول تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها؛ قال: ومن العرب من يَجُرُّ بها يجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ، وقيل: معناه سِوَى، وقال ابن الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال: قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها على، وقال الفراء: مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما أَشبهها من حروف الخفض، وقال الليث: بَلْه بمعنى أَجَلْ؛ وأَنشد: بَلْهَ إِني أَخُنْ عهداً، ولم أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قلبِ بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه. قال ابن الأَثير: بَلْهَ من أَسماء الأَفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ، تقول: بَلْهَ زيداً، وقد توضع موضع المصدر وتضاف فتقول: بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد، وقوله: ما اطلعتم عليه يحتمل أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه على التقديرين، والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها. قال أَبو عبيد: قال الأَحمر وغيره بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه، وقال الفراء: كُفَّ ودَعْ ما اطَّلعتم عليه، وقال كعب بن مالك يصف السيوف: نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا قَدَماً، ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً هاماتُها، بَلْهَ الأَكفَّ، كأَنها لم تُخْلَقِ يقول: هي تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ الأَكف؛ قال أَبو عبيد الأَكف: ينشد بالخفض والنصب، والنصبُ على معنى دع الأَكف، وقال الأَخفش: بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زيدٍ، ويجوز نصب الأَكف على معنى دع الأَكف؛ قال ابن هَرْمة: تَمْشي القَطُوفُ، إِذا غَنَّى الحُداةُ بها، مَشْيَ النجيبةِ، بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا قال ابن بري: رواه أَبو عليّ: مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا وقال أَبو زبيد: حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً، أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ ما أَسَعُ أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد، ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به وأَقدر عليه، قال الجوهري: بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف. قال ابن بري: حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه زيداً كما تقول رُوَيْدَ زيداً، فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت بمنزلة المصدر معربةً، كقولهم: رُوَيدَ زيدٍ، قال: ولا يجوز أَن تقدّره مع الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف، والله تعالى أَعلم.

رأد (لسان العرب) [0]


غُصن رَؤودٌ: وهو أَرطب ما يكون وأَرخصه، وقد رَؤُدَ وتَرَأَّدَ وقيل: تَرَؤُّدُه تَفَيُّؤه وتذبُّله وتراؤده، كقولك تَواعُدُه: تميُّلُه وتميُّحه يميناً وشمالاً.
والرَّأْدَةُ، بالهمز، والرُّؤْدَة والرؤْدَةُ، على وزن فَعُولة: كله الشابة السريعة الشباب مع حسن غذاء وهي الرؤْدُ أَيضاً، والجمع أَرآد.
وتَرَأَّدَت الجارية تَرَؤُّداً: وهو تثنيها من النعمة.
والمرأَة الرَّؤُود: الشابة الحسنة الشباب.
وامرأَة رَادة: في معنى رُؤْد.
والجارية الممشوقة قد تَرَأَدُ في مشيها، ويقال للغصن الذي نبت من سنته أَرطب ما يكون وأَرخصه: رُؤْدٌ، والواحدة رُؤْدَةٌ، وسميت الجارية الشابة رُؤْداً تشبيهاً به. الجوهري: الرأْدُ والرُّؤْدُ من النساء الشابة الحسنة؛ قال أَبو زيد: هما مهموزان، ويقال أَيضاً: رَأْدَة ورُؤْدَةٌ.
والتَّرؤُّد: الاهتزاز من النعمة، تقول منه: . . . أكمل المادة تَرَأَدَ وارْتَأَدَ بمعنى: والرِّئْدُ: التِّرْبُ، يقال: هو رِئْدُها أَي تِرْبُها، والجمع أَرْآد؛ وقال كثير فلم يهمز: وقد دَرَّعُوها وهي ذاتُ مؤَصَّدٍ مَجُوبٍ، ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّئْدُ: فَرْخُ الشجرة، وقيل: هو ما لان في أَغصانها، والجمع رِئْدانٌ، ورِئْدُ الرجل: تِرْبُه وكذلك الأُنثى وأَكثر ما يكون في الإِناث؛ قال: قالت سُلَيمى قَوْلةً لِرِيدِها أَراد الهمزه فخفف وأَبدل طلباً للرِّدف والجمع أَرْآدٌ، والرَّأْدُ: رونق الضحى، وقيل: هو بعد انبساط الشمس وارتفاع النهار، وقد تَراءَدَ وتَرَأْدَ؛ وقيل: رَأْدُ الضحى ارتفاعه حين يعلو النهار، أَو الأَكثر: أَن يمضي من النهار خُمسه، وفَوْعَةُ النهار بعد الرَّأْدِ، وأَتيته غُدْوَةَ غير مُجْرًى ما بين صلاة الغداة إِلى طلوع الشمس وبكرةَ نحوها، وجاءَنا حَدَّ الظهيرة: وقتها، وعندها أَي عند حضورها، ونحْرُ الظهيرة: أَوَّلها، وقال الليث: الرَّأْدُ رأْدُ الضحى وهو ارتفاعها؛ يقال: تَرَجَّلَ رَأْدَ الضحى، وترَأَّدَ كذلك، والرَّأْدُ والرُّؤْدُ أَيضاً رَأْدُ اللَّحْيِ وهو أَصل اللَّحْيِ الناتئ تحت الأُذن؛ وقيل: أَصل الأَضراس في اللَّحْيِ، وقيل: الرَّأْدانِ طَرَفا اللَّحْيَينِ الدقيقان اللذان في أَعلاهما وهما المحدَّدانِ الأَحْجَنانِ المعلقان في خُرْتَينِ دون الأُذنين؛ وقيل: طرفُ كل غضن رُؤْدٌ والجمع أَرآد وأَرَائد نادر، وليس بجمع جمع إِذ لو كان ذلك لقيل أَرائيد؛ أَنشد ثعلب: ترى شؤُونَ رأْسه العَوارِدا: الخَطْمَ واللَّحيين والأَرائدا والرُّؤْدُ: التُّؤَدَةُ؛ قال: كأَنه ثَمِلٌ يمشي على رُودِ احتاج إِلى الردف فخفف همزة الرؤْد، ومن جعله تكبير رُوَيْد لم يجعل أَصله الهمز؛ ورواه أَبو عبيد: كأَنها مِثلُ من يمشي على رُود فقلب ثمل وغير بناءَه؛ قال ابن سيده: وهو خطأٌ، وترَأْدَ الرجل في قيامه تَرَؤُّداً: قام فأَخذته رِعْدَةٌ في قيامه حتى يقوم، وترأَّدت الحية: اهتزت في انسيابها؛ وأَنشد: كأَنَّ زمامها أَيمٌ شُجاع، تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُغْطَئِلَّه وتَرَأَّدَ الشيءُ: التوى فذهب وجاءَ، وقد تَرَأَّدَ إِذا تفيأَ وتثنى، وتَرَأَّدَ وتَمايحَ إِذا تميَّل يميناً وشمالاً، والرِّئْدُ: التِّرب، وربما لم يهمز وسنذكره في ريد.

جد (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والدال أصولٌ ثلاثة: الأوَّل العظمة، والثانية الحَظ، والثالث القَطْع.فالأوّل العظمة، قال الله جلّ ثناؤُه إخباراً عمّن قال: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [الجن 3].
ويقال جَدَّ الرجُل في عيني أي عَظُم. قال أنسُ بنُ مالكٍ: "كان الرجلُ إذا قرأ سورةَ البقرة وآلِ عِمرانَ جَدَّ فينا"، أي عَظُم في صُدورِنا.والثاني: الغِنَى والحظُّ، قال رسول الله صلى الله عليه* وآله وسلم في دعائه "لا يَنْفَع ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ"، يريد لا ينفَعُ ذا الغنى منك غِناه، إنّما ينفعه العملُ بطاعتك.
وفلان أجَدُّ من فلانٍ وأحَظُّ منه بمعنىً.والثالث: يقال جَدَدت الشيءَ جَدّاً، وهو مجدودٌ وجَديد، أي مقطوع. قال:
أبَى حُبِّي سُلَيْمى أَنْ يَبِيدا      وأمسَى . . . أكمل المادة حبلُها خَلَقاً جَدِيدا

وليس ببعيدٍ أنْ يكون الجدُّ في الأمرِ والمبالغةُ فيه من هذا؛ لأنّه يَصْرِمه صَرِيمةً ويَعْزِمُه عزيمة.
ومن هذا قولك: أَجِدَّكَ تفعلُ كذا، أي أجدّاً منك، أصريمةً منك، أعَزِيمةً منك. قال الأعشى:
أجِدَّكَ لم تسمَعْ وَصاةَ محمّدٍ      نبيِّ الإلهِ حين أوْصَى وأَشْهَدا

وقال:
أجِدَّكَ لم تغتمِضْ ليلةً      فتَرقُدَها مَعَ رُقَّادِها

والجُدُّ البِئر من هذا الباب، والقياس واحد، لكنها بضم الجيم. قال الأعشى فيه:
ما جعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الذي      جُنِّب صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ

والبئر تُقْطَع لها الأرضُ قَطْعاً.ومن هذا الباب الجَدْجَدُ: الأرض المستوِية. قال:
يَفِيضُ على المرء أردانُها      كفَيْضِ الأتِيِّ عَلَى الجَدْجَدِ

والجَدَدُ مثل الجَدْجدِ.
والعربُ تقول: "مَنْ سَلَكَ الجَدَدَ أمِنَ العِثار".
ويقولون: "رُوَيْدَ يَعْلُون الجَدَدَ".
ويقال أجَدَّ القومُ إذا صارُوا في الجَدَد.
والجديد: وَجْهُ الأرض. قال:والجُدَّة من هذا أيضاً، وكلُّ جُدّةٍ طريقة.
والجُدّة الخُطّة تكون على ظهْر الحِمار.ومن هذا الباب الجَدَّاءُ: الأرض التي لا ماء بها، كأنّ الماءَ جُدّ عنها، أي قطِع ومنه الجَدُود والجَدّاءُ من الضَّان، وهي التي جَفَّ لبنُها ويَبِس ضَرْعُها.ومن هذا الباب الجِداد والجَداد، وهو صِرَام النَّخل.
وجادَّةُ الطَّريق سَواؤُه، كأنّه قد قُطِع عن غيره، ولأنه أيضاً يُسْلَك ويُجَدُّ.
ومنه الجُدّة.
وجانبُ كلِّ شيء جُدّة، نحو جُدَّة المَزَادة، وذلك هو مكان القَطْع من أطرافها. فأمَّا قولُ الأعشى:
أضاءَ مِظَلَّتَه بالسِّرا      جِ واللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها

فيُقال إنها بالنَّبطيّة، وهي الخيوط التي تُعْقَد بالخيمة.
وما هذا عندي بشيءٍ،بل هي عربيّةٌ صحيحة، وهي من الجَدِّ وهو القَطع؛ وذلك أنَّها تُقطَعُ قِطَعاً على استواءٍ.وقولهم ثوبٌ جديد، وهو من هذا، كأنَّ ناسِجَه قَطَعه الآن. هذا هو الأصل، ثم سمِّي كلُّ شيءٍ لم تأْتِ عليه الأيَّام جديداً؛ ولذلك يسمَّى اللَّيلُ والنهارُ الجديدَينِ والأجَدّين؛ لأن كلَّ واحدٍ منهما إذا جاءَ فهو جديد.
والأصلُ في الجدّة ما قلناه.
وأمّا قول الطِّرِمّاح:
تَجْتَنِي ثامِرَ جُدَّادِهِ      مِن فُرادَى بَرَمٍ أو تُؤَامْ

فيقال إن الجُدّاد صِغار الشجر، وهو عندي كذا على معنى التشبيه بجُدّاد الخيمة، وهي الخيوط، وقد مضى تفسيره.

الجَرُّ (القاموس المحيط) [0]


الجَرُّ: الجَذْبُ،
كالاجْتِرارِ والاجْدِرارِ والاسْتِجْرارِ والتَّجْرِيرِ،
وع بالحِجازِ في دِيارِ أشْجَعَ،
وعينُ الجَرِّ: د بالشامِ، وجمعُ الجَرَّةِ من الخَزَفِ،
كالجِرارِ،
و~ : أصْلُ الجَبَلِ، أو هو تَصْحيفٌ للفَرَّاءِ، والصَّوابُ: الجُراصِلُ، كعُلابِطٍ: الجَبَلُ،
و~ : الوَهْدَةُ من الأرضِ،
و~ : جُحْرُ الضَّبُعِ والثَّعْلَبِ، والزَّبيلُ، وشيءٌ يُتَّخَذُ من سُلاخَةِ عُرْقوبِ البعيرِ، وتَجْعَلُ المرأةُ فيه الخَلْعَ، ثم تُعَلِّقُه من مُؤَخَّرِ عِكْمِها، فَيَتَذَبْذَبُ أبداً،
و~ : حَبْلٌ يُشَدُّ في أداةِ الفَدَّانِ، والسَّوْقُ الرُّوَيْدُ، وأن تَرْعَى الإِبِلُ وتَسير، أو أن تَرْكَبَ ناقةً وتَتْرُكَها تَرْعَى،
كالانْجِرارِ فيهما،
و~ : شَقُّ لسانِ الفَصيلِ لئلاَّ يَرْتَضِعَ،
كالإِجْرارِ، وأن تَجُرَّ الناقةُ ولَدَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ شهراً . . . أكمل المادة أو شَهْرينِ، أو أربعينَ يوماً،
وهي جَرورٌ، وأن تزيدَ الفَرَسُ على أحَدَ عَشَرَ شَهْراً ولم تَضَعْ، وأن يَجوزَ وِلادُ المرأةِ عن تسْعَةِ أشْهُرٍ.
والجِرَّةُ، بالكسر: هَيْئَةُ الجَرِّ، وما يفيضُ به البعيرُ فيأكُلُه ثانِيَةً، ويفتحُ، وقد اجْتَرَّ وأجَرَّ، واللُّقْمَةُ يَتَعَلَّلُ بها البعيرُ إلى وقْتِ عَلَفِهِ، والجَماعَةُ يُقيمونَ ويَظْعَنونَ.
وبابُ بنُ ذِي الجِرَّةِ: قاتِلُ سُهْرَكَ الفارِسِي يومَ رِيْشَهْرَ في أصحابِ عَثْمانَ.
والسَّوْمُ بنتُ جِرَّةَ: أعْرابِيَّةٌ.
والجُرَّةُ، بالضم، ويفتحُ: خُشَيْبَةٌ في رأسِها كِفَّةٌ يُصادُ بها الظِّباءُ، وقَعْبَةٌ من حَديدٍ مَثْقوبَةُ الأَسْفَلِ يُجْعَلُ فيها بَذْرُ الحِنْطَةِ حينَ يُبْذَرُ.
ويزيدُ بنُ الأَخْنَسِ بنِ جُرَّةَ: صحابِيٌّ، وبالفتح: الخُبْزَةُ، أو خاصٌّ بالتي في المَلَّةِ.
والجِرِّيُّ، بالكسر: سَمَكٌ طويلٌ أمْلَسُ، لا يأكُلُهُ اليَهودُ، وليسَ عليه فُصوصُ.
والجِرِّيَّةُ والجِرِّيئَةُ، بكسرهما: الحَوْصَلَةُ.
والجارَّةُ: الإِبِلُ تُجَرُّ بأزِمَّتها، والطريقُ إلى الماءِ.
والجَريرُ: حَبْلٌ يُجْعَلُ للبَعيرِ بمَنْزِلَةِ العِذارِ للدَّابَّةِ، والزِّمامُ.
والمَجَرُّ، كمَرَدٍّ: الجائِزُ تُوضَعُ عليه أطرافُ العَوارِضِ، وبالهاءِ: بابُ السَّماءِ، أو شَرَجُها.
ومَجَرُّ الكَبْشِ: ع بمِنًى.
والجَريرَةُ: الذَّنْبُ، والجِنايَةُ، جَرَّ على نفسِهِ وغيرِهِ جَريرةً، يَجُرُّها، بالضم والفتح، جَرّاً.
وفَعَلْتُ من جَرَّاكَ، ومن جَرَّائِكَ، ويُخَفَّفانِ،
ومن جَريرَتِكَ: من أجْلِكَ.
وحارٌّ جارٌّ: إتباعٌ.
والجَرْجارُ، كقَرْقارٍ: نَبْتٌ،
و~ من الإِبِلِ: الكثيرُ الصَّوْتِ،
كالجِرْجِرِ، وصَوْتُ الرَّعْدِ، وبهاءٍ: الرَّحَى.
والجَراجِرُ: الضَخامُ من الإِبِلِ،
واحِدُها: الجُرْجورُ، وبالضم: الصَّخَّابُ منها، والكثيرُ الشُّرْبِ، والماءُ المُصَوِّتُ.
والجَرْجَرُ: ما يُداسُ به الكُدْسُ، وهو من حَديد، والفُولُ، ويكسرُ.
والأَجَرَّانِ: الجِنُّ والإِنْسُ.
وفَرَسٌ وجَمَلٌ جَرورٌ: يَمْنَعُ القِيادَ،
وبِئْرٌ : بعيدَةٌ،
وامرأةٌ : مُقْعَدَةٌ.
والجارُورُ: نَهْرُ السَّيْلِ.
وكتيبةٌ جَرَّارَةٌ: ثَقيلةُ السَّيْرِ لكَثْرَتِها.
والجَرَّارَةُ، كجَبَّانةٍ: عُقَيْرِبٌ تَجُرُّ ذَنَبَها، وناحيةٌ بالبَطيحَةِ.
والجِرْجِرُ والجِرْجيرُ، بكسرهما: بَقْلَةٌ م.
وأجَرَّهُ رَسَنَهُ: تَرَكَه يَصْنَعُ ما شاءَ،
و~ الدَّينَ: أخَّرَه له،
و~ فلاناً أغانِيَّهُ: تابَعَها،
و~ فلاناً: طَعَنَه، وتَرَكَ الرُّمْحَ فيه يَجُرُّه.
والمُجِرُّ، كمُلِمٍّ: سيفُ عبدِ الرحمنِ بنِ سُراقَةَ بنِ مالِكِ بنِ جُعْشَمٍ.
وذو المَجَرِّ، كمَحَطٍّ: سيفُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ شِهاب.
والجَرْجَرَةُ: صَوْتٌ يُرَدِّدُهُ البعيرُ في حنْجَرَتِهِ، وصَبُّ الماءِ في الحَلْقِ،
كالتَّجَرْجُرِ.
والتَّجَرْجُرُ: أن تَجْرَعَه جَرْعا مُتَدارِكاً.
وجَرْجَرَ الشَّرابُ: صَوَّتَ.
وجَرْجَرَهُ: سَقاه على تلكَ الصِّفَةِ.
وانْجَرَّ: انْجَذَبَ.
وجارَّه: ماطَلَه، أو حاباهُ.
واسْتَجْرَرْتُ له: أمْكَنْتُهُ من نَفْسِي فانْقَدْتُ له.
والجُرْجورُ: الجماعةُ،
و~ من الإِبِلِ: الكَريمةُ.
ومِئَةٌ جُرْجورٌ: كامِلَةٌ، وأبو جَريرٍ، وجَريرٌ الأَرْقَطُ، وابنُ عبدِ اللّهِ بنِ جابِرٍ البَجَلِيُّ، وابنُ عبدِ اللّهِ الحِميرِيُّ، وابنُ أوسِ بنِ حارِثَةَ: صَحابِيُّونَ.

هدج (لسان العرب) [0]


الهَدْجُ والهَدَجانُ: مَشيٌ رُوَيْدٌ في ضَعْفٍ.
والهَدَجانُ: مِشيَةُ الشيخ ونحو ذلك.
وهَدَجَ الشيخُ في مِشْيته يَهْدِجُ هَدْجاً وهَدَجاناً وهِداجاً: قارَبَ الخَطْوَ وأَسرع من غير إِرادة؛ قال الحُطَيْئة: ويأْخُذُه الهُداجُ، إِذا هَداه ولِيدُ الحَيِّ، في يَدِه الرِّداءُ وقال الأَصمعي: الهَدَجانُ مُداركة الخَطْو، وأَنشد: هَدَجاناً لم يكن من مِشْيَتي، هَدَجانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ أَراد الهيقة فصيَّر هاءَ التأْنيث تاء في المرور عليها: مُزَوْزِياً لمَّا رآها زَوْزَتِ (* قوله «مزوزياً إلخ» هكذا هو في الأصل، وان صحت روايته هكذا ففيه خرم.)وقال ابن الأَعرابي: هَدَجَ إِذا اضطرب مَشْيُه من الكِبَر، وهو الهُداجُ.
وفي حديث عليٍّ: إِلى أن ابْتَهَج بها الصغير وهَدَج إِليها الكبير. الهَدَجان، . . . أكمل المادة بالتحريك: مِشْية الشيخ؛ ومنه الحديث: فإِذا هو شيخ يَهْدِجُ.
وقِدْرٌ هَدُوجٌ: سريعة الغَلَيان.
وهَدَج الظَّلِيمُ يَهْدِجُ هَدَجاناً واسْتَهْدَجَ، وهو مَشْيٌ وسَعْيٌ وَعَدْوٌ، كل ذلك إِذا كان في ارتعاش، فهو هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ؛ وأَنشد: والمُعْصِفاتِ لا يَزَلْنَ هُدَّجا وقال العجاج يصف الظليم: أَصَكَّ نَغْضاً لا يَني مُسْتَهْدَجا (* قوله «أَصك إلخ» ويروى أسك بالسين المهملة وصدره: واستبدلت رسومه سنفجا كما أنشده المؤلف في نغض.) ويروى: مُسْتَهدِجا، أَي عَجْلانَ.
وقال ابن الأَعرابي: مُسْتَهْدِجا أَي مستعجلاً أَي أُفْزِعَ فمرّ.
والهَدَجْدَجُ: الظليم، سمي بذلك لَهدَجانِه في مشيه؛ قال ابن أَحمر: لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَساعِرُه، قد عادَها شهراً إِلى شَهْرِ وإِنما قال جَرِب، لأَن ذلك الموضع من النعام لا ريش عليه.
وهَدَجتِ الناقةُ وتَهَدَّجت: حَنَّتْ على ولدها، وهي ناقة مِهْداجٌ، والاسم الهَدَجةُ، وكذلك الريح التي لها حنين.
وهَدَجَتِ الريحُ هَدْجاً أَي حَنَّت وصوّتت؛ وريح مِهْداج.
ويقال للريح الحَنُونِ: لها هَدَجةٌ مِهْداجٌ؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي يصف حُمُرَ الوحش: ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ، باتتْ تُباشِرُ عُرْماً غيرَ أَزواجِ حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَسَكٍ، من نَسْلِ جَوَّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ لأن الريح تَسْتَدِرُّ السحابَ وتُلْقِحُه فيُمْطِر، فالماء من نسلها.
وقال يعقوب: المِهْداجُ هنا من الهَدَجةِ، وهو حنين الناقة على ولدها.
والمَسَكُ: الأَسْوِرَةُ من الذَّبْلِ، شَبَّه بها الشَّعَر الذي في قوائم الحُمُر.
وقوله: من نسل جَوَّابة الآفاق؛ يريد الريح. يعني أَن الماء من نسل الريح لأَنها الجالبة له حين يَعْصُر السحابَ الريحُ، وهذا وصف الحمر لما أَتت في طلابِ الماء ليلاً، وأَنها أَثارت القَطا فصاحَتْ: قَطَا قَطَا، فجعلها صادقة لكونها خَبَّرَتْ باسمها كما يقال: أَصدقُ من القَطا.
وقوله: تباشر عُرْماً؛ عنى به بيضَها.
والأَعْرَمُ: الذي فيه نُقَطُ بياض ونقط سواد، وكذلك بَيْضُ القَطا.
وقوله: غير أَزواج؛ يريد أَن بيض القطا أَفراد ولا يكون أَزواجاً.
والهَدَجةُ: رَزَمةُ الناقة وحَنِينُها على ولدها.
وناقة هَدُوجٌ ومِهْداجٌ.
وتَهَدُّجُ الصوت: تَقَطُّعه في ارتعاش.
والتَّهَدُّج: تَقَطُّعُ الصوت.
وتَهَدَّجوا عليه وتَثانَوا عليه: أَظهروا أَلطافه.
وهَدَّاجٌ: اسم قائد الأَعشى.
والهَوْدَجُ: مِن مَراكب النساء مُقَبَّبٌ وغير مُقَبَّب، وفي المحكم: يُصْنَعُ من العِصِيِّ ثم يجعل فوقه الخشب فيُقَبَّبُ.
وهَدَّجتِ الناقةُ: ارتفع سَنامُها وضَخُمَ فصار عليها منه شبه الهَوْدَج.
وبنو هَدَّاجٍ: حَيٌّ.
وهَدَّاجٌ: اسم ربيعة بن صَيْدَح.
وهَدَّاج: اسم فرس ربيعة بن صَيْدَحٍ.
وهَدَّاج: اسم فرس كان لباهلة؛ وأَنشد الأَصمعي للحارثية ترثي من قُتل من قومها في يوم كان لباهلة على بني الحرث ومُرادٍ وخَثْعَم: شَقِيقٌ وحَرْمِيٌّ أَراقا دِماءَنا، وفارِسُ هَدَّاجٍ أَشابَ النَّواصِيا أَرادت بشقيق وحَرْمِيٍّ شقيقَ بنَ جَزْءِ بن رِياحٍ الباهِليِّ وحَرْمِيَّ بن ضَمْرة النَّهْشَليَّ.

نسم (لسان العرب) [0]


النَّسَمُ والنَّسَمةُ: نفَسُ الروح.
وما بها نَسَمة أَي نفَس. يقال: ما بها ذو نسَمٍ أَي ذو رُوح، والجمع نَسَمٌ.
والنَّسيمُ: ابتداءُ كلِّ ريحٍ قبل أَن تَقْوى؛ عن أَبي حنيفة.
وتنَسَّم: تنفَّس، يمانية.
والنَّسَمُ والنسيمُ: نفَس الرِّيح إِذا كان ضعيفاً، وقيل: النَّسيم من الرياح التي يجيء منها نفس ضعيف، والجمع منها أَنسامٌ؛ قال يصف الإِبل: وجَعَلَتْ تَنْضَحُ من أَنْسامِها، نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها أَنسامُها: روائح عَرَقِها؛ يقول: لها ريح طيبة.
والنَّسِيمُ: الريح الطيبة. يقال: نسَمت الريحُ نسيماً ونَسَماناً.
والنَّيْسَمُ: كالنسيم، نَسَم يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً.
وتَنسَّم النسيمَ: تَشمَّمه.
وتَنَسَّم منه علْماً: على المثل، والشين لغة عن يعقوب، وسيأْتي ذكرها، وليست إِحداهما بدلاً من أُختها لأَن لكل . . . أكمل المادة واحد منهما وجهاً، فأَما تَنَسَّمت فكأَنه من النَّسيم كقولك اسْتَرْوَحتُ خَبراً، فمعناه أَنه تَلطَّف في التِماس العلم منه شيئاً فشيئاً كهُبوب النسيم، وأَما تنَشَّمت فمن قولهم نَشَّم في الأَمر أَي بَدأَ ولم يُوغِل فيه أَي ابتدأْت بطَرَفٍ من العلم من عنده ولم أَتمكَّن فيه. التهذيب: ونَسيم الريح هُبوبها. قال ابن شميل: النسيم من الرياح الرُّويدُ، قال: وتنَسَّمتْ ريحُها بشيء من نَسيمٍ أَي هبَّت هبوباً رُويداً ذات نَسيمٍ، وهو الرُّوَيد. أَبو عبيد: النَّسيم من الرياح التي تجيء بنفَسٍ ضعيف.
والنَّسَمُ: جمع نَسَمة، وهو النَّفَس والرَّبْوُ.
وفي الحديث: تَنكَّبوا الغُبارَ فإِن منه تكون النَّسَمةُ؛ قيل: النَّسَمة ههنا الرَّبْوُ، ولا يزال صاحب هذه العلة يتنَفَّس نفساً ضعيفاً؛ قال ابن الأَثير: النَّسَمةُ في الحديث، بالتحريك، النفَس، واحد الأَنفاس، أَراد تَواترَ النفَس والرَّبوَ والنَّهيجَ، فسميت العلة نَسَمة لاستراحة صاحبِها إِلى تنفسِه، فإِن صاحب الرَّبوِ لا يزال يتنفَّس كثيراً.
ويقال: تنَسَّمت الريحُ وتنسَّمْتها أَنا؛ قال الشاعر: فإِن الصَّبا رِيحٌ إِذا ما تنَسَّمَتْ على كِبْدِ مَخْزونٍ، تجَلَّتْ هُمومُها وإِذا تنَسَّم العليلُ والمحزون هبوبَ الريح الطيِّبة وجَد لها خَفّاً وفرَحاً.
ونَسيمُ الريح: أَوَّلها حين تُقْبل بلينٍ قبل أَن تشتدّ.
وفي حديث مرفوع أَنه قال: بُعِثْت في نَسَمِ الساعة، وفي تفسيره قولان: أَحدهما بُعِثْت في ضَعْفِ هُبوبها وأَول أَشراطها وهو قول ابن الأَعرابي، قال: والنَّسَم أَولُ هبوب الريح، وقيل: هو جمع نَسَمةٍ أَي بُعِثت في ذوي أَرواح خلقهم الله تعالى في وقت اقتراب الساعة كأَنه قال في آخر النَّشْءِ من بني آدم.
وقال الجوهري: أَي حين ابتدأَت وأَقبَلت أَوائِلُها.
وتنَسَّم المكانُ بالطِّيب: أَرِجَ؛ قال سَهْم بن إِياس الهذلي: إِذا ما مَشَتْ يَوْماً بوادٍ تنَسَّمَتْ مَجالِسُها بالمَنْدَليِّ المُكَلَّلِ وما بها ذو نَسيم أَي ذو رُوح.
والنَّسَم والمَنْسَمُ من النَّسيم.
والمَنْسِم، بكسر السين: طرف خفّ البعير والنعامة والفيل والحافر، وقيل: مَنْسِما البعير ظُفْراه اللذان في يديه، وقيل: هو للناقة كالظفر للإنسان؛ قال الكسائي: هو مشتق من الفعل، يقال: نَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً. قال الأَصمعي: وقالوا مَنسِمُ النعامة كما قالوا للبعير.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: وَطِئَتْهم بالمَناسِم، جمع مَنسِم، أَي بأَخفافِها؛ قال ابن الأَثير: وقد تطلق على مَفاصل الإِنسان اتساعاً؛ ومنه الحديث: على كل مَنسِمٍ من الإِنسان صَدقةٌ أَي كل مَفْصِل.
ونَسَم به يَنسِمُ نَسْماً: ضرب؛ واستعاره بعض الشعراء للظَّبْي فقال: تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم يَتَفَلَّلا، وَحى الذِّئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمُه مُخْلي ونَسِمَ نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه.
والنَّسَمةُ: الإِنسان، والجمع نَسَمٌ ونَسَماتٌ؛ قال الأَعشى: بأَعْظَمَ منه تُقىً في الحِساب، إِذا النَّسَماتُ نَقَضْنَ الغُبارا وتَنسَّم أَي تنفَّس.
وفي الحديث: لمَّا تنَسَّموا رَوْحَ الحياة أَي وَجدوا نَسيمَها.
والتَّنَسُّم: طلبُ النسيم واسْتِنشاقه.
والنَّسَمةُ في العِتْق: المملوك، ذكراً كان أَو أُنثى. ابن خالويه: تَنسَّمْت منه وتَنشَّمْت بمعنى.
وكان في بني أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فيهم، وكان يقال له المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ ومنه قول الكميت: ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله، وفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات.
وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقى اللهُ عز وجل بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار؛ قال خالد: النَّسَمةُ النَّفْسُ والروحُ.
وكلُّ دابة في جوفها رُوح فهي نَسَمةٌ.
والنَّسَمُ: الرُّوح، وكذلك النَّسيمُ؛ قال الأَغلب: ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ، يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ قال أَبو منصور: أَراد بالنفْس ههنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسيم الروحَ، قال: ومعنى قوله، عليه السلام: مَنْ أَعْتَقَ نَسَمةً أَي من أَعتق ذا نَسَمةٍ، وقال ابن الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ ذا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ، وإِنما يريد الناس.
وفي حديث علي: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ أَي خَلَقَ ذاتَ الروح، وكثيراً ما كان يقولها إِذا اجتهد في يمينه.
وقال ابن شميل: النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة.
وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: جاء أَعرابي إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنة، قال: لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمةَ وفُكَّ الرقبةَ، قال: أَوَليسا واحداً؟ قال: لا، عِتْقُ النَّسَمةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أَن تُعينَ في ثمنها، والمِنْحة الوَكوف، وأَبقِ على ذي الرحم (* قوله «والمنحة الوكوف وأَبقِ على ذي الرحم» كذا بالأصل، ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ) الظالم، فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ، واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر، فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ.
ويقال: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها.
وقال بعضهم: النَّسَمة الخَلْقُ، يكون ذلك للصغير والكبير والدوابِّ وغيرها ولكل من كان في جوفِه رُوحٌ حتى قالوا للطير؛ وأَنشد شمر:يا زُفَرُ القَيْسِيّ ذو الأَنْف الأَشَمّْ هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ قال: النَّسَمُ ههنا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنسان من خفَّتِها وسرعتِها، قال: وهي فوق الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قال: والنَّسَمُ كالنفَس، ومنه يقال: ناسَمْتُ فلاناً أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي؛ وأَنشد: لا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ أَي ذو نفَسٍ، وناسَمه أَي شامَّه؛ قال ابن بري: وجاء في شعر الحرث بن خالد بن العاص: عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ يريد به الأَنفَ الذي يُتَنَسَّمُ به.
ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً: تغيَّر، وخص بعضهم به الدُّهن.
والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والدسَم.
والنَّسَمُ: أَثر الطريق الدارِس.
والنَّيْسَمُ: الطريق المُستقيم، لغة في النَّيْسَب.
وفي حديث عمرو بن العاص وإِسلامِه قال: لقد اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرجل لَنَبيٌّ، فأَسْلَمَ. يقال: قد استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ.
ويقال: رأَيت مَنْسِماً من الأَمر أَعْرِفُ به وَجْهَه أَي أَثراً منه وعلامة؛ قال أَوْس بن حَجَر: لَعَمْرِي لقد بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ لِمَنْ كان ذا رأْيٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ أَي بوجهِ بيانٍ، قال: والأَصل فيه مَنْسِما خُفِّ البعير، وهما كالظُّفرين في مُقدَّمه بهما يُسْتبان أَثرُ البعير الضالّ، ولكل خُفٍّ مَنْسِمان، ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ.
وقال أَبو مالك: المَنْسِمُ الطريق؛ وأَنشد للأَحْوَص: وإِن أَظْلَمَتْ يوماً على الناسِ غَسْمةٌ، أَضَاءَ بكُم، يا آل مَرْوانَ، مَنْسِمُ يعني الطريق، والغَسْمة: الظُّلْمة. ابن السكيت: النَّيْسمُ ما وجدتَ من الآثار في الطريق، وليست بِجادّة بَيّنَةٍ؛ قال الراجز: باتَتْ على نَيْسَمِ خَلٍّ جازع، وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع والمَنْسِمُ: المَذْهب والوجهُ منه. يقال: أَين مَنْسِمُك أَي أَين مذهبُك ومُتوجَّهُك.
ومن أَين مَنْسِمُك أَي من أَين وِجْهتُك.
وحكى ابن بري: أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك.
والناسِمُ: المريضُ الذي قد أَشفى على الموت. يقال: فلان يَنْسِم كنَسْم الريح الضعيف؛ وقال المرّار: يمْشِينَ رَهْواً، وبعد الجَهْدِ من نَسَمٍ، ومن حَياءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ ابن الأَعرابي: النَّسِيم العرَقُ.
والنَّسْمة العرْقة في الحمّام وغيره، ويجمع النَّسَم بمعنى الخَلْق أَناسِم.
ويقال: ما في الأَناسِم مثلُه، كأَنَّه جمع النَّسَم أَنْساماً، ثم أَناسمُ جمعُ الجمع.

هود (لسان العرب) [0]


الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ ورجع إِلى الحق، فهو هائدٌ.
وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ؛ قال أَعرابي: إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك؛ أَي تُبْنا إِليك، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم. قال ابن سيده: عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا، وقيل: معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة؛ وكذلك قوله تعالى: فتُوبوا إِلى بارِئِكم؛ وقال تعالى: إِن الذين آمنوا والذين هادوا؛ وقال زهير: سِوَى رُبَعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً، ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد قال: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شمر: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه؛ قال: قاله ابن الأَعرابي.
والتَّهَوُّدُ: التوبةُ والعمل . . . أكمل المادة الصالح.
والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ والسبب. ابن الأَعرابي: هادَ إِذا رجَع من خير إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير، وهادَ إِذا عقل.
ويَهُودُ: اسم للقبيلة؛ قال: أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ، إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب وقيل: إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً؛ قال ابن سيده: وليس هذا بقويّ.
وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على إِرادة النسب يريدون اليهوديين.
وقوله تعالى: وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي ظُفُر؛ معناه دخلوا في اليهودية.
وقال الفراء في قوله تعالى: وقالوا لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى؛ قال: يريد يَهُوداً فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية، وفي قراءة أُبيّ: إِلا من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً؛ قال: وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق، والجمع حُول وعُوط، وجمع اليهوديّ يَهُود، كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب.
والهُودُ: اليَهُود، هادُوا يَهُودُون هَوْداً.
وسميت اليهود اشتقاقاً من هادُوا أَي تابوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء الإِضافة كما قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج، وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع على قياس شعيرة وشعير، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحيّ؛ وأَنشد علي بن سليمان النحوي: فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها، صَمِّي، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمامِ قال ابن برِّيّ: البيت للأَسود بن يعفر. قال يعقوب: معنى صَمِّي اخْرسي يا داهيةُ، وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا صَمامِ؛ ومنهم من يقول: الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا أُذُن لما فعلتْ يَهُود.
وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء.
وهَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ. قال سيبويه: وفي الحديث: كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه، معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه فيه.
والتَّهْوِيدُ: أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا.
وهادَ وتَهَوَّد إِذا صار يهوديّاً.
والهَوادةُ: اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم.
وفي الحديث: لا تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه أَحداً.
والهَوادةُ: السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أُتِيَ بِشاربٍ فقال: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك هَوادةٌ.
والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ في السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ.
والتَّهْوِيدُ: المشيُ الرُّوَيْدُ مثل الدَّبيب ونحوه، وأَصله من الهَوادةِ.
والتَّهْوِيدُ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ.
وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه: إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بي، فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى.
وفي حديث ابن مسعود: إِذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ. قال: وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ وهو الساكِنُ؛ يقال: غِناءٌ مُهَوِّد؛ وقال الراعي يصف ناقة: وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحى، قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ قال: وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف، وهو من وَخَدَ يخد إِذا أَسرعَ. أَبو مالك: وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن.
وهَوَّدَ إِذا غَنَّى.
وهَوَّدَ إِذا اعتَمد على السير؛ وأَنشد: سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ذا قُحَمٍ، وليس بالتَّهْوِيدِ أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن.
والتهوِيدُ أَيضاً: النومُ.
وتَهْوِيدُ الشراب: إِسكارُه.
وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ وقال الأَخطل:ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه، وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ: الصُّلْحُ والمَيْلُ.
والتهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ.
والتهوِيدُ: هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ صوتها فيه.
والتَّهْوِيدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها؛ قال الراعي: يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به، كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ وقال ابن جَبَلَةَ: التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين.
والهَوادةُ: الرُّخْصة، وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة.
والمُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ.
والمُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ.
والمُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِي؛ عن ابن الأَعرابي.
والهَوَدَةُ، بالتحريك: أَصل السنامِ. شمر: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه، والجمع هَوَدٌ؛ وقال: كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ.
وهُودٌ: اسم النبي، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم، ينصرف، تقول: هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ، وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه، وكذلك نُوحٌ ونُونٌ، والله أَعلم.

أون (لسان العرب) [0]


الأَوْنُ: الدَّعَةُ والسكينةُ والرِّفْقُ. أُنْتُ بالشيء أَوْناً وأُنْتُ عليه، كلاهما: رَفَقْت.
وأُنْتُ في السير أَوْناً إذا اتّدَعْت ولم تَعْجَل.
وأُنْتُ أَوْناً: تَرَفّهْت وتوَدَّعْت: وبيني وبين مكة عشرُ ليالٍ آيناتٌ أَي وادعاتٌ، الياءُ قبل النون. ابن الأَعرابي: آنَ يَؤُونُ أَوْناً إذا اسْتَراحَ؛ وأَنشد: غَيَّر، يا بنتَ الحُلَيْسِ، لَوْني مَرُّ اللَّيالي، واخْتِلافُ الجَوْنِ، وسَفَرٌ كانَ قليلَ الأَوْنِ أَبو زيد: أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً، وهي الرَّفاهية والدَّعَةُ، وهو آئنٌ مثال فاعِلٍ أَي وادعٌ رافِهٌ.
ويقال: أُنْ على نفسك أَي ارْفُقْ بها في السير واتَّدِعْ، وتقول له أَيضاً إذا طاشَ: أُنْ على نفسِك أَي اتَّدِعْ.
ويقال: أَوِّنْ على قَدْرِك أَي اتَّئِدْ على نحوِك، وقد أَوَّنَ تأْويناً.
والأَوْنُ: المَشْيُ . . . أكمل المادة الرُّوَيْدُ، مبدل من الهَوْنِ. ابن السكيت: أَوِّنُوا في سَيْرِكم أَي اقْتَصِدوا، من الأَوْنِ وهو الرِّفْقُ.
وقد أَوَّنْتُ أَي اقْتَصَدْتُ.
ويقال: رِبْعٌ آئنٌ خيرٌ من عَبٍّ حَصْحاصٍ.
وتأَوَّنَ في الأَمر: تَلَبَّث.
والأَوْنُ: الإعياءُ والتَّعَبُ كالأَيْنِ.
والأَوْنُ: الجمَل.
والأَوْنانِ: الخاصِرتان والعِدْلان يُعْكَمانِ وجانِبا الخُرج.
وقال ابن الأَعرابي: الأَوْنُ العِدْل والخُرْجُ يُجْعل فيه الزادُ؛ وأَنشد: ولا أَتَحَرَّى وُدَّ مَنْ لا يَوَدُّني، ولا أَقْتَفي بالأَوْنِ دُونَ رَفِيقي.
وفسره ثعلب بأَنه الرِّفْقُ والدَّعَةُ هنا. الجوهري: الأَوْنُ أَحدُ جانِبَي الخُرج.
وهذا خُرْجٌ ذو أَوْنَين: وهما كالعِدْلَيْنِ؛ قال ابن بري: وقال ذو الرمة وهو من أَبيات المعاني: وخَيْفاء أَلْقَى الليثُ فيها ذِراعَه، فَسَرَّتْ وساءتْ كلَّ ماشٍ ومُصْرِمِ تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، كأَنْ بطنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَينِ مُتْئِمِ. خَيْفاء: يعني أَرضاً مختلفة أَلوان النباتِ قد مُطِرت بِنَوْءِ الأَسدِ، فسَرَّت مَنْ له ماشِيةٌ وساءَت مَنْ كان مُصْرِماً لا إبِلَ له، والدَّرْماءُ: الأَرْنَب، يقول: سَمِنَت حتى سَحَبَت قُصْبَها كأَنّ بَطْنَها بطنُ حُبْلى مُتْئِمٍ.
ويقال: آنَ يَؤُونُ إذا استراح.
وخُرْجٌ ذو أَوْنَينِ إذا احْتَشى جَنْباه بالمَتاعِ.
والأَوانُ: العِدْلُ.
والأَوانانِ: العِدْلانِ كالأَوْنَينِ؛ قال الراعي: تَبِيتُ، ورِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها، عَصاها اسْتُها حتى يكلَّ قَعودُها قال ابن بري: وقد قيل الأَوانُ عَمُودٌ من أََعْمِدة الخِباء. قال الراعي: وأَنشد البيت، قال الأَصمعي: أقامَ اسْتَها مُقامَ العَصا، تدفعُ البعيرَ باسْتِها ليس معها عصاً، فهي تُحرِّك اسْتَها على البعيرِ، فقولُه عصاها اسْتُها أَي تُحرِّك حِمارَها باسْتِها، وقيل: الأَوانانِ اللِّجامانِ، وقيل: إناءَانِ مَمْلُوءَانِ على الرَّحْل.
وأَوَّنَ الرجلُ وتَأَوَّنَ: أَكَلَ وَشَرِبَ حتى صارت خاصِرتاه كالأَوْنَيْنِ. ابن الأَعرابي: شرِبَ حتى أَوَّنَ وحتى عَدَّنَ وحتى كأَنَّه طِرافٌ.
وأَوَّنَ الحِمارُ إذا أَكلَ وشربَ وامْتَلأَ بطنُه وامتدَّت خاصِرتاه فصار مثل الأَوْن.
وأَوَّنَت الأَتانُ: أَقْرَبَت؛ قال رؤبة: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ سِرّاً، وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ. التهذيب: وصفَ أُتُناً وردت الماء فشَرِبت حتى امتلأَت خَواصِرُها، فصار الماءُ مثلَ الأَوْنَيْنِ إذا عُدلا على الدابة.
والتَّأَوُّنُ: امْتِلاءُ البَطْنِ، ويُريدُ جمعَ العَقوقِ، وهي الحاملُ مثل رسول ورُسُل.
والأَوْنُ: التَّكَلُّفُ للنَّفَقة.
والمَؤُونة عند أَبي عليّ مَفْعُلةٌ، وقد ذكرنا أَنها فَعُولة من مأَنْت.
والأَوانُ والإوانُ: الحِينُ، ولم يُعلَّ الإوانُ لأَنه ليس بمصدر. الليث: الأَوانُ الحينُ والزمانُ، تقول: جاء أَوانُ البَردِ؛ قال العجاج: هذا أَوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ الكسائي قال: أَبو جامع هذا إوانُ ذلك، والكلامُ الفتحُ أَوانٌ.
وقال أَبو عمرو: أَتَيتُه آئِنةً بعد آئنةٍ (* قوله «آئنة بعد آئنة» هكذا بالهمز في التكملة، وفي القاموس بالياء). بمعنى آوِنة؛ وأَما قول أَبي زيد: طَلَبُوا صُلْحَنا، ولاتَ أَوانٍ، فأَجَبْنا: أَن ليس حينَ بقاء. فإن أَبا العباس ذهب إلى أَن كسرة أَوان ليس إعراباً ولا عَلَماً للجرّ، ولا أَن التنوين الذي بعدها هو التابع لحركات الإعراب، وإنما تقديره أَنّ أَوانٍ بمنزلة إذ في أَنَّ حُكْمَه أَن يُضاف إلى الجملة نحو قولك جئت أَوانَ قام زيد، وأَوانَ الحَجّاجُ أَميرٌ أَي إذ ذاكَ كذلك، فلما حذف المضافَ إليه أَوانَ عَوّض من المضاف إليه تنويناً، والنون عنده كانت في التقدير ساكنة كسكون ذال إذْ، فلما لَقِيها التنوينُ ساكناً كُسِرت النون لالتقاء الساكنين كما كُسِرت الذالُ من إِذْ لالتقاء الساكنين، وجمع الأَوان آوِنةٌ مثل زمان وأَزْمِنة، وأَما سيبويه فقال: أَوان وأَوانات، جمعوه بالتاء حين لم يُكسَّر هذا على شُهْرةٍ آوِنةً، وقد آنَ يَئينُ؛ قال سيبويه: هو فَعَلَ يَفْعِل، يَحْمِله على الأَوان؛ والأَوْنُ الأَوان يقال: قد آنَ أَوْنُك أَي أَوانك. قال يعقوب: يقال فلانٌ يصنعُ ذلك الأَمر آوِنةً إذا كان يَصْنعه مراراً ويدَعه مراراً؛ قال أَبو زُبيد: حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ، آوِنةً، أُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ ما أَسَعُ وفي الحديث: مَرَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، برجُل يَحْتَلِب شاةً آوِنةً فقال دعْ داعِيَ اللبن؛ يعني أَنه يحْتَلِبها مرة بعد أُخرى، وداعي اللبن هو ما يتركه الحالبُ منه في الضرع ولا يَسْتَقْصيه ليجتمع اللبنُ في الضَّرع إليه، وقيل: إنّ آوِنة جمع أَوانٍ وهو الحين والزمان؛ ومنه الحديث: هذا أَوانُ قطَعَتُ أَبْهَري.
والأَوانُ: السَّلاحِفُ؛ عن كراع، قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ قال الراجز: وبَيَّتُوا الأَوانَ في الطِّيّاتِ الطِّيّات: المنازِلُ.
والإوانُ والإيوانُ: الصُّفَّةُ العظيمة، وفي المحكم: شِبْهُ أَزَجٍ غير مسْدود الوجه، وهو أَعجمي، ومنه إيوانُ كِسْرى؛ قال الشاعر: إيوان كِسْرى ذي القِرى والرَّيحان.
وجماعة الإوان أُوُنٌ مثل خِوان وخُوُن، وجماعة الإيوان أَواوِينُ وإيواناتٌ مثل دِيوان ودَواوين، لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل من إحدى الواوَين ياء؛ وأَنشد: شَطَّتْ نَوى مَنْ أَهْلُه بالإيوان.
وجماعةُ إيوانِ اللِّجامِ إيواناتٌ.
والإوانُ: من أَعْمِدة الخباء؛ قال: كلُّ شيءٍ عَمَدْتَ به شيئاً فهو إوان له؛ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً: تبيتُ ورِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها. أَي رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تعتمد عليهما.
والإوانةُ: ركيَّةٌ معروفة؛ عن الهجريّ، قال: هي بالعُرْف قرب وَشْحى والوَرْكاء والدَّخول؛ وأَنشد: فإنَّ على الإوانةِ، من عُقَيْلٍ، فتىً، كِلْتا اليَدَين له يَمينُ.

كتف (لسان العرب) [0]


الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ: عظم عريض خلف المَنْكِب، أُنثى وهي تكون للناس وغيرهم.
وفي الحديث: ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب لكم كتاباً، قال: الكتف عظم عريض يكون في أَصل كتف الحيوان من الناس والدوابّ كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: ما لي أَراكم عنها مُعْرِضين؟ واللّه لأَرْمِيَنَّها بين أَكتافكم يروى بالتاء والنون، فمعنى التاء أَنها كانت على ظهورهم وبين أَكتافهم لا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهي معهم لا تُفارِقهم، ومعنى النون أَنه يرميها في أَفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها رأَوها فلا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها.
والكَتِفُ من الإبل والخيل والبغال والحمير وغيرها: ما . . . أكمل المادة فوق العَضُد، وقيل: الكتفان أَعلى اليدين، والجمع أَكتاف؛ سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء، وحكى اللحياني في جمعه كِتَفةً.
والأَكْتف من الرجال: الذي يشتكي كتفه.
ورجل أَكتف بيّنُ الكَتَفِ أَي عريض الكَتِف، وفي المحكم: عظيم الكتف.
ورجل أَكتف: عظيم الكتف كما يقال أَرْأَسُ وأَعْنَقُ، وما كان أَكْتَفَ ولقد كَتِف كَتَفاً: عظُمت كَتِفُه.
وإني لأَعلم من أَين تؤكل الكَتِفُ؛ تضربه كل شيء علمته.
والكُتاف: وجع في الكتِف.
وقال اللحياني: بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء في ذلك الموضع.
والكَتَفُ: عَيْب يكون في الكَتِف.
والكتَف: انْفِراجٌ في أَعالي كتف الإنسان وغيره مما يلي الكاهِل، وقيل: الكَتَفُ في الخيل انفراج أَعالي الكَتِفَين من غَراضِيفها مما يلي الكاهل، وهو من العيوب التي تكون خِلْقة. أَبو عبيدة: فرس أَكتف وهو الذي في فُروع كَتِفيه انفراج في غراضيفها مما يلي الكاهل. الجوهري: الأَكْتَفُ من الخيل الذي في أَعالي غَراضِيف كتفيه انفراج.
والكَتَفُ، بالتحريك: نقصان في الكتف، وقيل: هو ظَلَع يأْخذ من وجع الكَتِفِ، كَتِفَ كَتَفاً وهو أَكْتَف.
وكَتِفَ البعير كتَفاً وهو أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها. اللحياني: بالبعير كتَفٌ شديد إذا اشتكى كَتِفه. يقال جمل أَكتَف وناقة كَتْفاء.
وكَتفه يَكْتِفه كتْفاً: أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها.
والكَتَف: مصدر الأَكْتف وهو الذي انضمت كَتِفاه على وسط كاهله خِلْقة قبيحة.
وكتَفَت الخيلُ تَكْتِف كتْفاً وكَتَّفَت وتكَتَّفَت: ارتفعت فُروع أَكتافها في المشي، وعُرِضَت على ابن أُقَيْصِرٍ أَحد بني أَسد بن خزيمة خيل فأَوْمأَ إلى بعضها وقال: تجيء هذه سابقة، فسأَلوه: ما الذي رأَيت فيها؟ فقال: رأَيتها مشت فكتَفتْ، وخبَّت فوجَفَت، وعدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة.
والكَتِفان: اسم فرس من ذلك؛ قالت بنت مالك ابن زيد ترثيه: إذا سَجَعَتْ، بالرَّقْمَتَيْنِ، حَمامةٌ، أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ وكتَفتِ المرأَة تَكتِف: مشت فحرَّكت كتفيها. قال الأَزهري: وقولهم مشت فكتَفَت أَي حركت كتِفيْها يعني الفرس.
والكِتافُ: مصدرُ المِكْتاف من الدوابّ، والمِكْتاف من الدوابّ: الذي يَعقِر السرجُ كتفَه، والاسم الكِتاف، والكَتَّافُ: الذي ينظر في الأَكتاف فيُكَهِّنُ فيها.
والكَتْف: المشي الرُّوَيْد؛ قال الأَعشى: فأَفْحَمْته حتى اسْتَكان كأَنَّه قريحُ سِلاح، يَكتِف المشي، فاترُ أَنشده ابن بري. ابن سيده: كتَف يَكْتِف كَتْفاً وكَتِيفاً مشى مَشْياً رُوَيْداً؛ قال لبيد: وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه قريح سلاح، يكتف المشي، فاتر والكُتْفان والكِتْفان: الجراد بعد الغَوْغاء، وقيل: هو كُتْفان وكِتْفان إذا بدا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً، وإن مسَسْتَه وجدت حَجْمه، واحدته كتفانة، وقيل: واحده كاتِف والأُنثى كاتفة. أَبو عبيدة: يكون الجراد بعد الغوفاء كتفاناً؛ قال أَبو منصور: سماعي من العرب في الكتفان من الجراد التي ظهرت أَجنحتها ولمّا تَطِرْ بعد، فهي تَنْقُزُ في الأَرض نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَستعين بيديه إذا مشى.
ويقال للشيء إذا كثر: مثلُ الدَّبى والكُِتفان.
والغَوْغاء من الجراد: ما قد طار ونبتت أَجنحته. الأَصمعي: إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان، وإذا احمرّ الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهي الغَوْغاء. الجوهري: الكُتفان الجراد أَوّل ما يطير منه، ويقال: هي الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم الدَّبى ثم الغوغاء ثم الكتفان؛ قال ابن بري: وقد يثقل في الشعر؛ قال صخر أَخو الخَنْساء: وحَيّ حريد قد صَبَحْتُ بِغارةٍ، كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ والكَتْفُ والكَتَفانُ: ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إلى ما وراءه.
والكَتْفُ: شدّك اليدين من خلف.
وكتَف الرجلَ يَكْتِفه كتْفاً وكتّفه: شدَّ يديه من خلفه بالكِتاف.
والكِتافُ: ما شُدَّ به؛ قالت بعض نساء الأَعراب تصف سحاباً: أَناخَ بذي بَقَرٍ بَرْكَه، كأَنَّ على عضُدَيْه كِتافا وجاء به في كِتاف أَي في وِثاق.
والكِتافُ: الحَبل الذي يُكتف به الإنسان.
وفي الحديث: الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف؛ هو الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي يَعْقِد شعره من خلفه.
والكِتافُ: وثاق في الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إلى الآخر.
والكتْف: أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما على الآخر.
وكتّف اللحم تَكْتِيفاً: قطَّعه صغاراً، وكذلك الثوب، وكتَّفه بالسيف كذلك. الجوهري: والكَتِيفةُ ضبَّة الباب وهي حديدة عريضة. ابن سيده: والكَتِيفُ والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربما كانت كأَنها صحيفة، وقيل: الكتيف الضبة؛ قال الأَعشى: بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبْـ ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ أَو كَقِدْحِ النُّضار لاَّمَه القَيـ ـن، ودانى صُدوعه بالكتيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل، حتى عادَ من بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ قوله بالكتِيف يعني كتائفَ رِقاقاً من الشَبه؛ وقيل: الكتِيفة الضبَّة، وقيل: الضبة من الحديد، وجمعها كتِيف وكُتُفٌ.
وكَتف الإناء يكْتِفُه كتْفاً وكتَّفه: لأَمَه بالكتِيف؛ قال جرير: ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه، ويَعْرِفُ كفَّيْه الإناءُ المُكَتَّفُ شمر: ويقال للسيف الصفيح كَتِيف؛ قال أَبو دُواد: فَوَدِدْتُ لو أَني لَقِيتُك خالِياً، أَمْشِي، بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ أَراد سيفاً صَفِيحاً فسماه كَتِيفاً. قال خالد بن جَنْبَة: كَتِيفةُ الرحْل واحدة الكتائف، وهي حديدة يُكْتَفُ بها الرحْل.
وقال ابن الأَعرابي: أُخذ المَكْتوف من هذا لأَنه جَمع يديه.
والكتيفة: كلْبَة الحدَّاد.
والكَتِيفةُ: السَّخِيمةُ والحِقْد والعداوة وتجمع على الكتائف؛ قال القطامي:أَخُوك الذي لا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه، وتَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكتائفُ ويروى المُحْفِظات.
وكِتافُ القَوْس: ما بين الطائف والسِّيةِ، والجمع أَكْتِفةٌ وكُتُفٌ.

غبب (لسان العرب) [0]


غِبُّ الأَمْرِ ومَغَبَّتُه: عاقبتُه وآخِرُه.
وغَبَّ الأَمرُ: صارَ إِلى آخره؛ وكذلك غَبَّتِ الأُمورُ إِذا صارتْ إِلى أَواخرها؛ وأَنشد: غِبَّ الصَّباحِ يَحمَدُ القومُ السُّرى ويقال: إِن لهذا العِطرِ مَغَبَّةً طَيِّبَةً أَي عاقبةً.
وغَبَّ: بمعنى بَعُدَ.
وغِبُّ كلِّ شيءٍ: عاقبتُه.
وجئتُه غِبَّ الأَمر أَي بَعْدَه.
والغِبُّ: وِرْدُ يوم، وظِمءُ آخرَ؛ وقيل: هو ليوم وليلتين؛ وقيل: هو أَن تَرعى يوماً، وتَرِدَ من الغَدِ.
ومن كلامهم: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الـحِمارِ وظاهرةَ الفَرس؛ فغِبُّ الحمار: أَن يَرعى يوماً ويَشرَبَ يوماً، وظاهرةُ الفرَس: أَن تَشرَبَ كلَّ يوم نصفَ النهار.
وغَبَّتِ الماشيةُ تَغبُّ غَبّاً وغُبوباً: شَرِبَت غِـبّاً؛ وأَغَبَّها صاحبُها؛ وإيلُ بني فلان غابَّةٌ وغَوابُّ. الأَصمعي: الغِبُّ إِذا شَرِبَت الإِبلُ يوماً، وغَبَّتْ يوماً؛ . . . أكمل المادة يقال: شَرِبَتْ غِـبّاً؛ وكذلك الغِبُّ من الـحُمَّى.
ويقال: بنو فلان مُغِبُّون إِذا كانت إِبلُهم تَرِدُ الغِبَّ ؛ وبعيرٌ غابٌّ ، وإِبلٌ غوابُّ إِذا كانت تَرِدُ الغِبَّ .
وغَبَّتِ الإِبلُ، بغير أَلف، تَغِبُّ غِـبّاً إِذا شَرِبَتْ غِبّاً؛ ويقال للإِبل بعد العِشر: هي تَرْعى عِشْراً وغِـبّاً وعِشْراً ورِبْعاً، ثم كذلك إِلى العِشرين.
والغِبُّ، من وِرْدِ الماءِ: فهو أَن تَشرَبَ يوماً، ويوماً لا.
وأَغَبَّتِ الإِبلُ: مِنْ غِبِّ الوِرْدِ.
والغِبُّ من الـحُمَّى: أَن تأْخذ يوماً وتَدَعَ آخرَ؛ وهو مشتق من غِبِّ الوِرْدِ، لأَنها تأْخذ يوماً، وتُرَفِّه يوماً؛ وهي حُمَّى غِبٌّ: على الصفة للـحُمَّى.
وأَغَبَّته الـحُمَّى، وأَغَبَّتْ عليه، وغَـِبَّتْ غِبّاً وغَبّاً.
ورجل مُغِبٌّ: أَغَبَّتْهُ الـحُمَّى؛ كذلك رُوي عن أَبي زيد، على لفظ الفاعل.
ويقال: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.
ويقال: ما يُغِـبُّهُم بِرِّي.
وأَغبَّتِ الـحُمَّى وغَبَّتْ: بمعنًى.
وغَبَّ الطعامُ والتمرُ يَغِبُّ غَبّاً وغِـبّاً وغُبُوباً وغُبُوبَةً، فهو غابٌّ: باتَ ليلةً فَسَدَ أَو لم يَفْسُدْ؛ وخَصَّ بعضُهم به اللحمَ.
وقيل: غَبَّ الطعامُ تغيرتْ رائحته؛ وقال جرير يهجو الأَخطل: والتَّغْلَبِـيَّةُ، حين غَبَّ غَبِـيبُها، * تَهْوي مَشافِرُها بشَرِّ مَشافِر أَراد بقوله: غَبَّ غَبِـيبُها، ما أَنْتَنَ من لُحوم مَيْتتها وخَنازيرها.
ويسمى اللحم البائتُ غابّاً وغَبِـيباً.
وغَبَّ فلانٌ عندنا غَبّاً وغِـبّاً، وأَغَبَّ: باتَ، ومنه سمي اللحمُ البائتُ: الغابَّ.
ومنه قولهم: رُوَيْدَ الشِّعرِ يُغِبَّ ولا يكونُ يُغِبُّ؛ معناه: دَعْه يمكثْ يوماً أَو يومين؛ وقال نَهْشَل بنُ جُرَيٍّ: فلما رَأَى أَنْ غَبَّ أَمْرِي وأَمْرُه، * ووَلَّتْ، بأَعجازِ الأُمورِ، صُدُورُ التهذيب: أَغَبَّ اللحمُ، وغَبَّ إِذا أَنْتَن.
وفي حديثِ الغِـيبةِ: فقاءَتْ لحماً غابّاً أَي مُنْتِناً.
وغَبَّتِ الـحُمَّى: من الغِبِّ، بغير أَلف.
وما يُغِـبُّهم لُطْفِـي أَي ما يتأَخر عنهم يوماً بل يأْتيهم كلَّ يوم؛ قال: على مُعْتَفِـيه ما تُغِبُّ فَواضلُه وفلانٌ ما يُغِـبُّنا عَطاؤُه أَي لا يأْتينا يوماً دون يوم، بل يأْتينا كلَّ يوم؛ ومنه قول الراجز: وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ أَي كلَّ ساعةٍ.
والغِبُّ: الإِتيانُ في اليومين، ويكون أَكثر. وأَغَبَّ القومَ، وَغَبَّ عنهم: جاءَ يوماً وترك يوماً.
وأَغَبَّ عَطاؤُه إِذا لم يأْتنا كلَّ يوم.
وأَغَبَّتِ الإِبلُ إِذا لم تأْتِ كلَّ يوم بلَبن.
وأَغَبَّنا فلانٌ: أَتانا غِـبّاً.
وفي الحديث: أَغِـبُّوا في عِـيادَة المريض وأَرْبِعُوا؛ يقول: عُدْ يوماً، ودَعْ يوماً، أَو دَعْ يومين، وعُدِ اليومَ الثالثَ أَي لا تَعُدْهُ في كل يوم، لِـما يجده من ثِقَل العُوَّاد. الكسائي: أَغْبَبْتُ القومَ وغَبَبْتُ عنهم، من الغِبِّ: جئْتُهم يوماً، وتركتهم يوماً، فإِذا أَردت الدَّفْعَ، قلت: غَبَّبْتُ عنهم، بالتشديد. أَبو عمرو: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً يوماً بعد أَيام؛ ومنه قوله: زُرْ غِـبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.
وقال ثعلب: غَبَّ الشيءُ في نفسه يَغِبُّ غَبّاً، وأَغَبَّني: وَقَعَ بي.
وغَبَّبَ عن القوم: دَفَع عنهم.
والغِبُّ في الزيارة، قال الحسن: في كل أُسبوع. يقال: زُرْ غِـبّاً تَزْدَدْ حُبّاً. قال ابن الأَثير: نُقِل الغِبُّ من أَوراد الإِبل إِلى الزيارة. قال: وإِن جاءَ بعد أَيام يقال: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً بعد أَيام.
وفي حديث هشام: كَتَبَ إِليه يُغَبِّب عن هَلاك المسلمين أَي لم يُخْبِرْه بكثرة من هَلَك منهم؛ مأْخوذ من الغِبِّ الوِرْدِ، فاستعاره لموضع التقصير في الإِعلام بكُنْه الأَمر.
وقيل: هو من الغُبَّةِ، وهي البُلْغَةُ من العَيْش. قال: وسأَلتُ فلاناً حاجةً، فَغَبَّبَ فيها أَي لم يبالغ.
والـمُغَبَّبةُ: الشاةُ تُحْلَبُ يوماً، وتُتْرَك يوماً.
والغُبَبُ: أَطْعمة النُّفَساءِ؛ عن ابن الأَعرابي.
والغَبِـيبَةُ، من أَلبان الغنم: مثلُ الـمُرَوَّبِ؛ وقيل: هو صَبُوحُ الغنم غُدْوةً، يُتْركُ حتى يَحْلُبوا عليه من الليل، ثم يَمْخَضُوه من الغَدِ.
ويقال للرائب من اللبن: الغَبِـيبةُ. الجوهري: الغَبِـيبةُ من أَلبان الإِبل، يُحْلَبُ غُدْوة، ثم يُحْلَبُ عليه من الليل، ثم يُمْخَضُ من الغد.
ويقال: مياهٌ أَغْبابٌ إِذا كانت بعيدة؛ قال: يقول: لا تُسْرِفُوا في أَمْرِ رِيِّكُمُ! * إِنَّ الـمِياهَ، بجَهْدِ الرَّكْبِ، أَغْبابُ هؤُلاءِ قومٌ سَفْر، ومعهم من الماءِ ما يَعْجِزُ عن رِيِّهِم، فهم يَتَواصَوْن بترك السَّرَفِ في الماءِ.
والغَبِـيبُ: المسيلُ الصغير الضَّيِّقُ من مَتْنِ الجبل، ومَتْنِ الأَرض؛ وقيل: في مُسْتَواها.
والغُبُّ: الغامِضُ من الأَرض؛ قال: كأَنـَّها، في الغُبِّ ذِي الغِـيطانِ، * ذِئابُ دَجْنٍ دائم التَّهْتانِ والجمع: أَغبابٌ وغُبوبٌ وغُبَّانٌ؛ ومن كلامهم: أَصابنا مطرٌ سال منه الـهُجَّانُ والغُبَّانُ.
والـهُجَّانُ مذكور في موضعه.
والغُبُّ: الضاربُ من البحر (1) (1 قوله «والغب الضارب من البحر» قال الصاغاني هو من الأسماء التي لا تصريف لها.) حتى يُمْعِنَ في البَرِّ.
وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة: لمْ يبالغ فيها.
وغَبَّبَ الذئبُ على الغنم إِذا شَدَّ عليها ففَرَسَ.
وغَبَّبَ الفَرَسُ: دَقَّ العُنُقَ؛ والتَّغْبِـيبُ أَن يَدَعَها وبها شيءٌ من الحياة.
وفي حديث الزهري: لا تُقْبل شهادةُ ذي تَغِـبَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، وهي تَفْعِلَة، مِن غَبَّب الذِّئبُ في الغَنم إِذا عاثَ فيها، أَو مِنْ غَبَّبَ، مبالغة في غَبَّ الشيءُ إِذا فَسَد.
والغُبَّةُ: البُلْغة من العَيْش، كالغُفَّة. أَبو عمرو: غَبْغَبَ إِذا خان في شِرائه وبَيعِه. الأَصمعي: الغَبَبُ والغَبْغَبُ الجِلْدُ الذي تحت الـحَنَك.
وقال الليث: الغَبَبُ للبقر والشاءِ ما تَدَلَّى عند النَّصيل تحت حَنَكها، والغَبْغَبُ للدِّيكِ والثور.
والغَبَبُ والغَبْغَبُ: ما تَغَضَّنَ من جلد مَنْبِتِ العُثْنُونِ الأَسْفَلِ؛ وخَصَّ بعضُهم به الدِّيَكة والشاءَ والبقر؛ واستعاره العجاج في الفَحل، فقال: بذاتِ أَثناءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبا يعني شِقْشِقة البعير.
واستعاره آخر للـحِرْباءِ؛ فقال: إِذا جَعلَ الـحِرْباءُ يَبْيَضُّ رأْسُه، * وتَخْضَرُّ من شمسِ النهار غَباغِـبُهْ الفراءُ: يقال غَبَبٌ وغَبْغَبٌ. الكسائي: عجوز غَبْغَبُها شِـبْر، وهو الغَبَبُ.
والنَّصِـيلُ: مَفْصِلُ ما بين العُنُقِ والرأْس من تحت اللِّحْيَـيْن.
والغَبْغَبُ: الـمَنْحَر بمنًى.
وقيل: الغَبْغَبُ نُصُبٌ كانَ يُذْبَحُ عليه في الجاهلية.
وقيل: كلُّ مَذْبَحٍ بمنًى غَبْغَبٌ.
وقيل: الغَبغَبُ الـمَنْحَر بمنًى، وهو جَبَل فَخَصَّصَ؛ قال الشاعر: والراقِصات إِلى مِنًى فالغَبْغَبِ وفي الحديث ذكر غَبْغَبٍ، بفتح الغينين، وسكون الباءِ الأُولى: موضع المنحر بمنى؛ وقيل: الموضع الذي كان فيه اللاتُ بالطائف. التهذيب، أَبو طالب في قولهم: رُبَّ رَمْيةٍ من غير رامٍ؛ أَوَّلُ من قاله الـحَكَمُ بنُ عَبْدِيَغُوثَ، وكان أَرْمَى أَهلِ زمانه، فآلى لَيَذْبَحَنَّ على الغَبْغَب مَهاةً، فَحَمَل قوسَه وكنانتَه، فلم يَصْنَعْ شيئاً، فقال: لأَذْبَحَنَّ نَفْسِـي! فقال له أَخوه: اذْبَحْ مكانها عَشْراً من الإِبل، ولا تَقْتُلْ نَفْسَك! فقال: لا أَظلم عاترةً، وأَتْرُكُ النافرةَ. ثم خرجَ ابنُه معه، فرمَى بقرةً فأَصابها؛ فقال أَبوه: رُبَّ رَمْيةٍ من غَير رامٍ.وغُبَّةُ، بالضم: فَرْخُ عُقابٍ كان لبني يَشْكُر، وله حديث، واللّه تعالى أَعلم.

أفف (لسان العرب) [0]


الأُفُّ: الوَسَخُ الذي حَوْلَ الظُّفُرِ، والتُّفُّ الذي فيه، وقيل: الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار. يقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشيء ثم استعمل ذلك عند كل شيء يُضْجَرُ منه ويُتَأَذَّى به.
والأَفَفُ: الضَّجَرُ، وقيل: الأُفُّ والأَفَف القِلة، والتُّفُّ منسوق على أُفّ، ومعناه كمعناه، وسنذكره في فصل التاء.
وأُفّ: كلمة تَضَجُّرٍ وفيها عشرة أَوجه: أُفَّ له وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ، وفي التنزيل العزيز: ولا تَقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما، وأُفِّي مُـمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خفيفةً من أُفّ المشددة، وقد جَمَعَ جمالُ الدِّين بن مالك هذه العشر لغات في بيت واحد، وهو قوله:فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ، إن أَرَدْتَ، وقُل: أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً . . . أكمل المادة تُصِبِ ابن جني: أَما أُفّ ونحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ في الجَرّ فَمَحْمُولٌ على أَفعال الأَمر، وكان الموضع في ذلك إنما هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد ونحو ذلك، ثم حمل عليه باب أُف ونحوها من حيث كان اسماً سمي به الفعل، وكان كل واحد من لفظ الأَمر والخبر قد يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه، فكأَنْ لا خِلافَ هنالك في لفظ ولا معنًى.
وأَفَّفَه وأَفَّفَ به: قال له أُف.
وتأَفَّفَ الرجلُ: قال أُفَّةً وليس بفعل موضوع على أَفَّ عند سيبويه، ولكنه من باب سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا قال سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه (* هنا بياض بالأصل.) . . . إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لم يُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما يفعل ذلك بسَقْياً ورَعْياً ونحوهما، ولكنه مثَّله بقوله (* هنا بياض بالأصل.) . إذ لم نجد له فعلاً من لفظه. الجوهري: يقال أُفّاً له وأُفَّةً له أَي قَذَراً له، والتنوين للتنكير، وأُفَّةً وتُفَّةً، وقد أَفَّفَ تأْفِيفاً إذا قال أُف.
ويقال: أُفّاً وتُفّاً وهو إتباعٌ له.
وحكى ابن بري عن ابن القطاعِ زيادةً على ذلك: أَفَّةً وإفَّةً. التهذيب: قال الفراء ولا تقل في أُفَّة إلا الرفع والنصب، وقال في قوله ولا تقل لهما أُفّ: قرئ أُفِّ، بالكسر بغير تنوين وأُفٍّ بالتنوين، فمن خفض ونوَّن ذهب إلى أَنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كما قالت العرب سمعت طاقٍ طاقِ لصوت الضرب، ويقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك، والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا قالوا أُفِّ على ثلاثة أَحرف، وأَكثر الأَصوات على حرفين مثل صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فذلك الذي يخفض وينون لأَنه متحرك الأَوّل، قال: ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأَدوات وأَشباهها فخفض بالنون، وشبهت أُف بقولهم مُدّ ورُدّ إذا كانت على ثلاثة أَحرف، قال: والعرب تقول جعل فلان يَتَأَفَّفُ من ريح وجدها، معناه يقول أُف أُف.
وحكي عن العرب: لا تقولَنَّ له أُفًّا ولا تُفًّا.
وقال ابن الأَنباري: من قال أُفّاً لك نصبه على مذهب الدعاء كما يقال وَيْلاً للكافرين، ومن قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما يقال وَيْلٌ للكافرين، ومن قال أُفٍّ لك خفضه على التشبيه بالأَصوات كما يقال صَهٍ ومَهٍ، ومن قال أُفِّي لك أَضافه إلى نفسه، ومن قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وبل وهل.
وقال أَبو طالب: أُيفٌّ لك وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ، وقيل أُفٌّ معناه قلة، وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل.
وقال القتيبي في قوله عز وجل: ولا تقل لهما أُفّ أَي لا تَسْتَثْقِلْ شيئاً من أَمرهما وتَضِقْ صدراً به ولا تُغْلِظْ لهما، قال: والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون أُف له، وأَصل هذا نَفْخُكَ للشيء يسقط عليكَ من تُراب أَو رَماد وللمكان تريد إماطةَ أَذًى عنه، فقِيلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ.
وقال الزجاج: معنى أُف النَّتْنُ، ومعنى الآية لا تقل لهما ما فيه أَدنى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا، بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما.
وفي الحديث: فأَلقى طرَفَ ثَوْبه على أَنْفِه وقال أُف أُف؛ قال ابن الأَثير: معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ، وقيسل: معناه الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ، وهو صوتٌ إذا صوّتَ به الإنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه، وقيل: أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن والإصْبع إذا فُتِلَ.
وأَفَّفْتُ بفلان تَأْفِيفاً إِذا قلت له أُفّ لك، وتأَفَّفَ به كأَفَّفَه.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبي بكر، رضي اللّه عنهم، أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم وبنته من مصر، فلما جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلاَّ ثم دعت عبد الرحمن فقالت: يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك، فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم، فخذهم إليك وكن لهم كما قال حُجَيَّةُ بن الـمُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ؛ وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها: لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ورجل أَفَّافٌ: كثير التَّأَفُّفِ، وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً. قال ابن دُريد: هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر.
ويقال: كان فلان أُفُوفةً، وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك، فذلك الأُفُوفةُ.
وقولهم: كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه، بكسرهما، أَي حِينه وأَوانه.
وجاء على تَئِفَّةِ ذلك، مثل تَعِفَّةِ ذلك، وهو تَفْعِلَةٌ.
وحكى ابن بري قال: في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ، قال: والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه، قال أَبو علي: الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء؛ قال أَبو عليّ: والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي قال: يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك، وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أي على إبَّانِه ووَقْته، يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً، والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم.
وفي حديث أَبي الدرداء: نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ؛ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ. قال ابن الأَثير: قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأقَف وهو الضَّجَرُ، قال: وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ الـمُقِلُّ من الأَفَفِ، وهو الشيء القليل.
واليأْفُوفُ: الخفِيفُ السريع؛ وقال: هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ: الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي.
واليأْفُوفُ: الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم: جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه.
واليأْفُوفُ: الخفيف السَّرِيعُ، وقيل: الضَّعِيفُ الأَحمقُ.
واليأْفُوفَةُ: الفراشةُ، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه قال في بعض كلامه: فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ، قال: اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ؛ وقال الشاعر: أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ، وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ: الفَرُوقةُ.
واليأْفُوفُ: العَييُّ الخَوَّار؛ قال الرَّاعي: مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ، شَمائِلُه تأْبَى الـمَوَدَّةَ، لا يُعْطِي ولا يَسَلُ قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلاً، أُخِذَ من الغَمَر، وقيل: هو الـمُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش.

مأن (لسان العرب) [0]


المَأْنُ والمَأْنةُ: الطِّفْطِفَةُ، والجمع مأْناتٌ ومُؤُونٌ أَيضاً، على فُعُول، مثل بَدْرَة وبُدُور على غير قياس؛ وأَنشد أَبو زيد: إذا ما كنتِ مُهْدِيةً، فأَهْدِي من المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ وقيل: هي شَحْمة لازقة بالصِّفاق من باطنه مُطِيفتُه كلَّه، وقيل: هي السُّرَّة وما حولها، وقيل: هي لحمة تحت السُّرَّة إلى العانة، وقيل: المأْنة من الفرس السُّرَّة وما حولها، ومن البقر الطِّفْطِفة.
والمأْنَةُ: شَحْمةُ قَصِّ الصدر، وقيل: هي باطنُ الكِرْكِرة، قال سيبويه: المأنةُ تحت الكِرْكِرة، كذا قال تحت الكِرْكِرة ولم يقل ما تحت، والجمع مَأْناتٌ ومُؤُونٌ؛ وأَنشد: يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ، وهُنَّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأَباهِرِ والمُؤُونِ ومَأَنه يَمْأَنُه مَأْناً: أَصابَ مأْنَتَه، وهو ما بين . . . أكمل المادة سُرَّته وعانته وشُرْسُوفه.
وقيل: مَأْنة الصدر لحمةٌ سمينةٌ أَسفلَ الصَّدْرِ كأَنها لحمةٌ فَضْلٌ، قال: وكذلك مَأْنةُ الطِّفْطِفة.
وجاءه أَمرٌ ما مأَنَ له أَي لم يشعر به.
وما مأَنَ مأْنَه؛ عن ابن الأَعرابي، أَي ما شعرَ به.
وأَتاني أمرٌ ما مأَنْتُ مأْنه وما مأَلْتُ مأْلَه ولا شأَنْتُ شأْنه أَي ما تهيَّأْتُ له؛ عن يعقوب، وزعم أَن اللام مبدلة من النون. قال اللحياني: أَتاني ذلك وما مأنْتُ مأنه أَي ما علِمْتُ عِلْمَه، وقال بعضهم: ما انتبهت له ولا شعرْتُ به ولا تهَيَّأتُ له ولا أَخذْتُ أُهْبته ولا احتَفلْتُ به؛ ويقال من ذلك: ولا هُؤْتُ هَوْأَهُ ولا رَبَأْتُ رَبْأَه.
ويقال: هو يَمْأَنُه أَي يَعْلمه. الفراء: أَتاني وما مأَنْتُ مأْنه أَي لم أَكترِثُ له، وقيل: من غير أَن تَهيَّأْتُ له ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه؛ وقال أَعرابي من سُلَيْم: أَي ما علمت بذلك.
والتَّمْئِنَةُ: الإعلام.
والمَئِنَّةُ: العَلامة. قال ابن بري: قال الأَزهري الميم في مئِنَّة زائدة لأَن وزنها مَفْعِلة، وأَما الميم في تَمْئِنة فأَصْل لأَنها من مأَنْتُ أَي تهيأْت، فعلى هذا تكون التَّمئنة التَّهيئة.
وقال أَبو زيد: هذا أَمر مأَنْتُ له أَي لم أَشعُرْ به. أَبو سعيد: امْأَنْ مأْنَك أَي اعمَلْ ما تُحْسِنُ.
ويقال: أَنا أَمأَنُه أَي أُحْسنه، وكذلك اشْأَنْ شأْنَك؛ وأَنشد:إذا ما عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه، ولا أَدَّعي ما لستُ أَمْأَنُه جَهْلا كفى بامرئٍ يوماً يقول بعِلْمِه، ويسكت عما ليس يََعْلَمُه، فَضْلا الأَصمعي: ما أَنْتُ في هذا الأَمر على وزن ماعَنْت أَي رَوَّأْتُ.
والمَؤُونة: القُوتُ. مأَنَ القومَ ومانهم: قام عليهم؛ وقول الهذَليَّ: رُوَيدَ عِليّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ إلينا، ولكنْ وُدُّهم مُتَمائنُ معناه قديم، وهو من قولهم: جاءني الأَمر وما مأَنْتُ فيه مأْنةً أَي ما طلبته ولا أَطلتُ التعبَ فيه، والتقاؤهما إذاً في معنى الطُّول والبُعد، وهذا معنى القِدَم، وقد روي مُتَمايِن، بغير همز، فهو حينئذ من المَيْن، وهو الكذب، ويروى مُتَيامِنٌ أَي مائل إلى اليمن. الفراء: أَتاني وما مأَنْتُ مأْنَه أَي من غير أَن تهيَّأْتُ ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه، ونحو ذلك قال أَبو منصور، وهذا يدل على أَن المؤُونة في الأَصل مهموزة، وقيل: المَؤُونة فَعُولة من مُنْتُه أَمُونُه موْناً، وهمزةُ مَؤُونة لانضمام واوها، قال: وهذا حسن.
وقال الليث: المائِنة اسمُ ما يُمَوَّنُ أَي يُتكَلَّفُ من المَؤُونة. الجوهري: المَؤونة تهمز ولا تهمز، وهي فَعُولة؛ وقال الفراء: هي مَفعُلة من الأَيْن وهو التعب والشِّدَّة.
ويقال: هو مَفعُلةٌ من الأَوْن وهو الخُرْجُ والعِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ على الإنسان؛ قال الخليل: ولو كان مَفعُلة لكان مَئِينةً مثل معِيشة، قال: وعند الأَخفش يجوز أَن تكون مَفعُلة.
ومأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إذا احتملت مَؤُونتَهم، ومن ترك الهمز قال مُنْتُهم أَمُونهم. قال ابن بري: إن جَعلْتَ المَؤُونة من مانَهم يَمُونهم لم تهمز، وإن جعلتها من مأَنْتُ همزتها؛ قال: والذي نقله الجوهري من مذهب الفراء أَن مَؤُونة من الأَيْن، وهو التعب والشِّدَّة، صحيح إلا أَنه أَسقط تمام الكلام، وتمامه والمعنى أَنه عظيم التعب في الإنفاق على من يَعُول، وقوله: ويقال هو مَفعُلة من الأَوْنِ، وهو الخُرْج والعِدْل، هو قول المازني إلا أَنه غيَّر بعضَ الكلام، فأَما الذي غيَّره فهو قوله: إن الأَوْنَ الخُرْجُ وليس هو الخُرْجَ، وإِنما قال والأَوْنانِ جانبا الخُرْجِ، وهو الصحيح، لأَن أَوْنَ الخرج جانبه وليس إِياه، وكذا ذكره الجوهري أَيضاً في فصل أَون، وقال المازني: لأَنها ثِقْل على الإِنسان يعني المؤُونة، فغيَّره الجوهري فقال: لأَنه، فذكَّر الضمير وأَعاده على الخُرْج، وأَما الذي أَسقطه فهو قوله بعده: ويقال للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ وعَظُمَ بطنُها: قد أَوَّنتْ، وإِذا أَكل الإِنسانُ وامتلأَ بطنُه وانتفخت خاصِرَتاه قيل: أَوَّنَ تأْوِيناً؛ قال رؤبة: سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ انقضى كلام المازني. قال ابن بري: وأَما قول الجوهري قال الخليل لو كان مَفْعُلة لكان مَئينةً، قال: صوابه أَن يقول لو كان مَفْعُلة من الأَيْن دون الأَوْن، لأَن قياسها من الأَيْنِ مَئينة ومن الأَوْن مَؤُونة، وعلى قياس مذهب الأَخفش أَنَّ مَفْعُلة من الأَيْنِ مَؤُونة، خلاف قول الخليل، وأَصلها على مذهب الأَخفش مأْيُنَة، فنقلت حركة الياء إِلى الهمزة فصارت مَؤويْنَة، فانقلبت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها، قال: وهذا مذهب الأَخفش.
وإِنه لَمَئِنَّة من كذا أَي خَلِيقٌ.
ومأَنْتُ فلاناً تَمْئِنَة (* قوله «ومأنت فلاناً تمئنة» كذا بضبط الأصل مأنت بالتخفيف ومثله ضبط في نسخة من الصحاح بشكل القلم، وعليه فتمئنة مصدر جارٍ على غير فعله). أَي أَعْلَمته؛ وأَنشد الأَصمعي للمَرَّار الفَقْعسيّ: فتهامَسُوا شيئاً، فقالوا عرّسُوا من غيرِ تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ أَي من غير تعريف، ولا هو في موضع التَّعْريسِ؛ قال ابن بري: الذي في شعر المَرَّار فتَناءَمُوا أَي تكلموا من النَّئِيم، وهو الصوت؛ قال: وكذا رواه ابن حبيب وفسر ابنُ حبيب التَّمْئِنة بالطُّمَأْنينة؛ يقول: عَرّسوا بغير موضع طُمَأْنينة، وقيل: يجوز أَن يكون مَفْعِلة من المَئِنَّة التي هي الموضع المَخْلَقُ للنزول أَي في غير موضع تَعْريسٍ ولا علامة تدلهم عليه.
وقال ابن الأَعرابي: تَمْئِنة تَهْيِئة ولا فِكْر ولا نظر؛ وقال ابن الأَعرابي: هو تَفْعِلة من المَؤُونة التي هي القُوتُ، وعلى ذلك استشهد بالقوت؛ وقد ذكرنا أَنه مَفْعِلة، فهو على هذا ثنائي.
والمَئنَّةُ: العلامة.
وفي حديث ابن مسعود: إِنَّ طولَ الصلاة وقِصَرَ الخُطْبة مَئِنَّة من فِقه الرجل أَي أَن ذلك مما يعرف به فِقْه الرجل. قال ابن الأَثير: وكلُّ شيء دَلَّ على شيء فهو مَئِنَّة له كالمَخْلَقة والمَجْدرة؛ قال ابن الأَثير: وحقيقتها أَنها مَفْعِلة من معنى إِنَّ التي للتحقيق والتأْكيد غير مشتقة من لفظها، لأَن الحروف لا يشتق منها، وإِنما ضُمِّنَتْ حروفَها دلالةً على أَن معناها فيها، قال: ولو قيل إِنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسماً لكان قولاً، قال: ومن أَغرب ما قيل فيها أَن الهمزة بدل من ظاء المَظِنَّة، والميم في ذلك كله زائدة. قال الأَصمعي: سأَلني شعبة عن هذا فقلت مَئِنَّة أَي علامة لذلك وخَلِيقٌ لذلك؛ قال الراجز: إِنَّ اكْتِحالاً بالنَّقِيِّ الأَبْلَجِ، ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ، مَئِنَّةٌ من الفَعالِ الأَعْوَجِ قال: وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون، قال: وحقه عندي أَن يقال مَئِينة مثال مَعِينة على فَعِيلة، لأَن الميم أَصلية، إِلا أَن يكون أَصلُ هذا الحرف من غير هذا الباب فيكون مَئِنَّة مَفْعِلة من إِنَّ المكسورة المشدَّدة، كما يقال: هو مَعْساةٌ من كذا أَي مَجْدَرة ومَظِنَّة، وهو مبني من عسى، وكان أَبو زيد يقول مَئِتَّة، بالتاء، أَي مَخْلَقة لذلك ومَجْدَرة ومَحْراة ونحو ذلك، وهو مَفْعِلة من أَتَّه يَؤُتُّه أَتّاً إِذا غلبه بالحجة، وجعل أَبو عبيد الميم فيه أَصلية، وهي ميم مَفْعِلة. قال ابن بري: المَئِنَّة، على قول الأَزهري، كان يجب أَن تذكر في فصل أَنن، وكذا قال أَبو علي في التذكرة وفسره في الرجز الذي أَنشده الجوهري: إِنَّ اكتحالاً بالنقيِّ الأَبلج قال: والنقيّ الثَّغْر، ومَئِنَّة مَخْلَقة؛ وقوله من الفَعالِ الأَعوج أَي هو حرام لا ينبغي.
والمأْنُ: الخشبة في رأْسها حديدة تثار بها الأَرض؛ عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي.

طفل (لسان العرب) [0]


الطِّفْلُ: البَنان الرَّخْص. المحكم: الطَّفْل، بالفتح، الرَّخْص الناعم، والجمع طِفالٌ وطُفول؛ قال عمرو بن قَمِيئة: إِلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقا، وكَفٍّ تُقَلِّبُ بِيضاً طِفالا وقال ابن هَرْمة: مَتى ما يَغْفُلِ الواشون، تومِئْ بأَطْرافٍ مُنَعَّمةٍ طُفول والأُنثى طَفْلة؛ قال الأَعشى: رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامل، تَرْتَبْـ ـبُ سُخاماً تَكُفُّه بخِلال وقد طَفُل طَفالةً وطُفولةً.
ويقال: جارية طَفْلةٌ إِذا كانت رَخْصةً.
والطِّفْلُ والطِّفْلة: الصغيران.
والطِّفْل: الصغير من كل شيء بَيِّن الطَّفَل والطَّفالة والطُّفولة والطُّفولية، ولا فِعْل له؛ واستعمله صخر الغَيِّ في الوَعِل فقال: بها كان طِفْلاً، ثم أَسدَسَ واستَوى، فأَصْبَح لِهْماً في لُهوم قَراهِب وقول أَبي ذؤيب: ثَلاثاً، فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ، واستَجْمَعَ الطِّفْلُ فيها . . . أكمل المادة رُشوحا عنى بالطِّفْل السَّحابَ الصِّغار أَي جَمَعتها الريح وضمَّتها، واستعار لها الرُّشوحَ حين جعلها طِفْلاً؛ وقول أَبي كبير: أَزُهَيْرُ، إِن يُصْبِحْ أَبوك مُقَصِّراً طِفْلاً يَنُوءُ، إِذا مَشى للكَلْكَل أَراد أَنه يُقَصِّر عما كان عليه ويَضْعُف من الكِبَر ويرجع إِلى حَدِّ الصِّبا والطُّفولة، والجمع أَطفال، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
وقال أَبو الهيثم: الصَّبيُّ يُدْعى طِفْلاً حين يسقط من بطن أُمه إِلى أَن يَحتلم.
وفي حديث الاستسقاء: وقد شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبيِّ عن الطِّفْل أَي شُغِلَت بنفسها عن ولدها بما هي فيه من الجَدْب؛ ومنه قوله تعالى: تَذْهَل كلُّ مُرْضِعة عما أَرْضَعَت.
وقولهم: وَقَع فلان في أَمر لا يُنادى وَلِيدُه.
وقوله عز وجل: ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً؛ قال الزجاج: طِفْلاً هنا في موضع أَطفال يَدُلُّ على ذلك ذكرُ الجماعة، وكأَنَّ معناه ثم يُخْرِج كلَّ واحد منكم طِفْلاً.
وقال تعالى: أَو الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ والعرب تقول: جارية طِفْلَةٌ وطِفْلٌ، وجاريتان طِفْلٌ، وجَوارٍ طِفْلٌ، وغُلام طِفْلٌ، وغِلْمان طِفْلٌ.
ويقال: طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلانِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاتٌ في القياس.
والطِّفْل: المولود، وولَدُ كلِّ وحْشِيَّة أَيضاً طِفْلٌ، ويكون الطِّفْل واحداً وجمعاً مثل الجُنُب.
وغُلام طَفْلٌ إِذا كان رَخْص القَدَمين واليدين.
وامرأَة طَفْلة البَنان: رَخْصَتُها في بياض، بَيِّنة الطُّفولة، وقد طَفُل طَفالةً أَيضاً؛ وبَنانٌ طَفْلٌ، وإِنما جاز أَن يوصف البَنانُ وهو جمعٌ بالطَّفْل وهو واحد، لأَن كل جمع ليس بينه وبين واحده إِلاَّ الهاء فإِنه يُوَحَّد ويُذَكَّر: ولهذا قال حميد: فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه، مَسَحْنَه بأَطراف طَفْلٍ، زان غَيْلاً مُوَشَّما أَراد بأَطراف بَنان طَفْلٍ فجعله بدلاً عنه، قال: والطِّفْل الصغير من أَولاد الناس والدواب.
وأَطْفَلَتِ المرأَةُ والظَّبْيَة والنَّعَم إِذا كان معها ولدٌ طِفْلٌ؛ وقال لبيد: فعَلا فُروعَ الأَيْهَقان، وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن ظِباؤها ونَعامُها قال ابن سيده: وأَما قول لبيد وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن، فإِنه أَراد وباضَ نَعامُها؛ ولكنه على قوله: شَرَّابُ أَلبانٍ وتَمْرٍ وأَقِط وقوله تعالى: فأَجْمِعوا أَمركم وشركاءكم؛ فسيبويه يَطْرُده والأَخفش يَقِفُه. أَبو عبيد: ناقة مُطْفِلٌ ونوق مَطافِلُ ومَطافِيلُ، بالإِشباع، معها أَولادها.
وفي الحديث: سارت قُرَيْشٌ بالعُوذ المطافِيل أَي الإِبل مع أَولادها، والعُوذ: الإِبل التي وَضَعَت أَولادها حَدِيثاً؛ ويقال: أَطْفَلَتْ، فهي مُطْفِلٌ ومُطْفِلة، يريد أَنهم جاؤوا بأَجمعهم كبارهم وصغارهم.
وفي حديث علي، عليه السلام: فأَقْبَلْتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافِل، فجمع بغير إِشباع.
والمُطْفِل: ذات الطِّفْل من الإِنسان والوحش معها طِفْلُها، وهي قريبة عهد بالنَّتاج، وكذلك الناقة، والجمع مَطافِيل ومَطافِلُ؛ قال أَبو ذؤيب: وإِنَّ حَديثاً مِنْكِ، لو تَبْذُلِينَه، جَنَى النَّحْل في أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل مَطافِيلَ أَبكارٍ حديثٍ نَتاجُها، تُشاب بماءٍ مِثْل ماء المِفاصِل وطَفَّلَتِ الناقةُ: رَشَّحَتْ طِفْلَها؛ قال الأَخطل: إِذا زَعْزَعَتَه الرِّيحُ جَرَّ ذُيولَه، كما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّل وليلة مُطْفِلٌ: تَقْتُل الأَطفال ببَرْدِها.
والطِّفْل: الحاجة.
وأَطْفالُ الحوائج: صِغارُها.
والطِّفْل: الشمسُ عند غروبها.
والطِّفْل: الليل: ويقال للنار ساعة تُقْدَح: طِفْلٌ وطِفْلة. ابن سيده: والطِّفْلُ سَقْطُ النار، والجمع أَطفال؛ وكل ذلك قد فسر به قول زهير: لأَرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ، ثم لأَدْأَبَنْ إِلى اللَّيْل، إِلاَّ أَنْ يُعَرِّجَني طِفْلُ يعني حاجة يسيرة مثل قَدْح نار أَو نزولٍ للبول وما أَشبهه، وكلُّ جُزْء من ذلك طِفْلٌ، كان عَيْنَاً أَو حَدَثاً، والجمع كالجمع، ومن هنا قالوا طِفْل الهَمِّ والحُبِّ؛ قال: يَضُمُّ إِليّ اللَّيْلُ أَطفالَ حُبِّها، كما ضَمَّ أَزْرارَ القَميص البَنائقُ والتَّطْفيلُ: السير الرُّوَيْد. يقال: طَفَّلْتُها تطفيلاً يعني الإِبل، وذلك إِذا كان معها أَولادها فَرَفَقْتَ بها في السير ليَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ؛ فأَما قول كَهْدَلٍ الراجز: با ربِّ لا تَرْدُدْ إِلينا طِفْيَلا فإِما أَن يكون طِفْيَل بناء وَضْعِيّاً كرجُل طِرْيَم وهو الطويل ويَعْنِي به طِفْلاً، وإِما أَن يكون أَراد طُفَيْلاً يُصَغِّره بذلك ويُحَقِّره، فلَمَّا لم يستقم له الوزن غَيَّر بناء التصغير وهو يريده، وهذا مذهب ابن الأَعرابي، والقياس ما بدأْنا به.
وطَفَلُ العَشيِّ: آخرُه عند غروب الشمس واصفرارها، يقال: أَتيته طَفَلاً وعِشاءً طَفَلاً، فإِما أَن يكون صفة، وإِما أَن يكون بدلاً.
وطَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفولاٍ وطَفَّلَتْ تطفيلاً: هَمَّت بالوجوب ودَنَتْ للغروب.
وتَطْفيلُ الشمس: مَيْلُها للغروب. الأَزْهري: طَفَلَتْ فهي تَطْفُل طَفْلاً.
ويقال: طَفَّلَت تَطْفيلاً إِذا وقع الطَّفَل في الهواء وعلى الأَرض وذلك بالعَشيِّ؛ وأَنشد: باكَرْتُها طَفَلَ الغَداة بِغارةٍ، والمُبْتَغُون خِطارَ ذاك قليلُ وقال لبيد: وعلى الأَرْضِ غَياباتُ الطَّفَل وقال ابن بُزُرْج: يقال أَتيته طَفَلاً أَي مُمْسِياً، وذلك بعدما تدنو الشمس للغروب، وأَتيته طَفَلاً: وذلك بعد طلوع الشمس، أُخِذ من الطِّفْل الصغير؛ وأَنشد: ولا مُتَلافِياً، والشَّمْسُ طِفْلٌ، بِبَعْض نَواشِغ الوادي حُمولا (* قوله «ولا متلافيا إلخ» لعل تخريج هذا هنا من الناسخ فان محله تقدم عند قوله والطفل الشمس عند غروبها كما صنع شارح القاموس).
وفي حديث ابن عمر: أَنه كَرِه الصلاة على الجنازة إِذا طَفَلَتِ الشمسُ للغروب أَي دنت منه، واسم تلك الساعة الطَّفَلُ.
وجارية طِفْلَةٌ إِذا كانت صغيرة، وجارية طَفْلة إِذا كانت رقيقة البَشَرة ناعمةً. الأَصمعي: الطَّفْلة الجارية الرَّخْصة الناعمة، وكذلك البَنانُ الطَّفْل.
والطِّفْلة: الحديثة السِّنِّ، والذَّكَرُ طِفْلٌ.
وطَفَّل اللَّيْلُ: دَنا وأَقْبَل بظلامه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وطَيِّبةٍ نَفْساً بتأْبين هالكٍ تَذَكَّرُ أَخْداناً، إِذا اللَّيْلُ طَفَّلا قوله طَيِّبة نَفْساً أَي أَنها لم تُعْطَ أَجراً على نَوْح هالِكٍ، إِنما تنوح لشَجْو أُخرى تبكي على ابنها أَو غيره.
وطَفَلْنا وأَطْفَلْنا: دخلنا في الطَّفَل.
والطَّفَلُ: طَفَلُ الغَداة وطفَلُ العَشيّ من لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُور إِلى أَن يَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ من الأَرض.
وقال ابن سيده: طَفَلُ الغَداة من لَدُنْ ذُرور الشمس إِلى استكمالها في الأَرض. الجوهري: والطَّفَل، بالتحريك، بعد العصر إِذا طَفَلت الشمسُ للغروب، والطَّفَل أَيضاً: مَطَرٌ؛ قال الشاعر: لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وطُفَيْلٌ: شاعر معروف؛ وطُفَيْلُ الأَعراس، وطُفَيْل العرائس: رجُلٌ من أَهل الكوفة من بني عبد الله بن غَطَفان كان يأْتي الولائم دون أَن يُدْعى إِليها، وكان يقول: وَدِدْتُ أَن الكوفة كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفى عليَّ منها شيء، ثم سُمِّي كل راشِنٍ طُفَيْلِيّاً وصَرَّفوا منه فعلاً فقالوا طَفَّل.
ورجُلٌ طِفْليلٌ: يدخل مع القوم فيأْكل طَعامَهم من غير أَن يُدْعى. ابن السكيت، وفي قولهم فلان طُفَيْليٌّ للذي يدخل الوليمة والمآدبَ ولم يُدْعَ إِليها، وقد تَطَفَّل، وهو منسوب إِلى طُفَيْل المذكور، والعرب تُسَمِّي الطُّفَيْليَّ الرَّاشِنَ والوارِش.
وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الطُّفَيْليّ والوارِش والواغِل والأَرْشم والزَّلاَّل والقَسْقاس والنتيل والدَّامِر والدَّامِق والزَّامِجُ واللَّعمَظ واللَّعْمُوظ والمَكْزَم.
والطُّفال والطَّفال: الطِّين اليابس، يَمانيةٌ.
وطَفِيلٌ، بفتح الطاء: اسم جبل، وقيل موضع؛ قال: وهَلْ أَرِدَنْ، يوماً، مِياه مَجَنَّة؟ وهَلْ يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل؟ قال ابن الأَثير: وفي شعر بلال: وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل؟ قال: قيل هما جبلان بنواحي مكة، وقيل عينانِ.
وقال الليث: التَّطْفِيل من كلام أَهل العراق، ويقال: هو يَتَطَفَّل في الأَعراس، وقال أَبو طالب قولهم الطُّفَيْليُّ: قال الأَصمعي: هو الذي يدخل على القوم من غير أَن يَدْعُوه، نأْخوذ من الطَّفَل وهو إِقبال الليل على النهار بظُلْمته.
وقال أَبو عمرو: الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها؛ وأَنشد لابن هَرْمة: وقد عَرانيَ من لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ أَراد أَنه يُظْلِمُ على القوم أَمرُه فلا يدرون مَن دَعاه ولا كيف دَخَل عليهم؛ قال: وقال أَبو عبيدة نسب إِلى طُفَيْل بن زَلاَّلٍ رجل من أَهل الكوفة.
وريحٌ طِفْلٌ إِذا كانت ليِّنة الهبوب.
وعُشْبٌ طِفْلٌ: لم يَطُلْ، وطَفْلٌ أَي ناعمٌ.

دهر (لسان العرب) [0]


الدَّهْرُ: الأَمَدُ المَمْدُودُ، وقيل: الدهر أَلف سنة. قال ابن سيده: وقد حكي فيه الدَّهَر، بفتح الهاء: فإِما أَن يكون الدَّهْرُ والدَّهَرُ لغتين كما ذهب إِليه البصريون في هذا النحو فيقتصر على ما سمع منه، وإِما أَن يكون ذلك لمكان حروف الحلق فيطرد في كل شيء كما ذهب إِليه الكوفيون؛ قال أَبو النجم: وجَبَلاَ طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرْ، أَشَمَّ لا يَسْطِيعُه النَّاسُ، الدَّهَرْ قال ابن سيده: وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ، وكذلك جمع الدَّهَرِ لأَنا لم نسمع أَدْهاراً ولا سمعنا فيه جمعاً إِلاَّ ما قدّمنا من جمع دَهْرٍ؛ فأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن الله: هو الدَّهْرُ؛ . . . أكمل المادة فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله ليس الدهر، فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله؛ الجوهري: لأَنهم كانوا يضيقون النوازل إِلى الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالى؛ وفي رواية: فإِن الدهر هو الله تعالى؛ قال الأَزهري: قال أَبو عبيد قوله فإِن الله هو الدهر مما لا ينبغي لأَحد من أَهل الإِسلام أَن يجهل وجهه وذلك أَن المُعَطِّلَةَ يحتجون به على المسلمين، قال: ورأَيت بعض من يُتهم بالزندقة والدَّهْرِيَّةِ يحتج بهذا الحديث ويقول: أَلا تراه يقول فإِن الله هو الدهر؟ قال: فقلت وهل كان أَحد يسب الله في آباد الدهر؟ وقد قال الأَعشى في الجاهلية: اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ وبالْـ ـحَمْدِ، وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا قال: وتأْويله عندي أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر وتَسُبَّه عند الحوادث والنوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فيقولون: أَصابتهم قوارع الدهر وحوادثه وأَبادهم الدهر، فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه، وقد ذكروا ذلك في أَشعارهم وأَخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز ثم كذبهم فقال: وقالوا ما هي إِلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إِلاَّ الدهر؛ قال الله عز وجل: وما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يظنون.
والدهر: الزمان الطويل ومدّة الحياة الدنيا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر، على تأْويل: لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأَشياء فإِنكم إِذا سببتم فاعلها فإِنما يقع السب على الله تعالى لأَنه الفاعل لها لا الدهر، فهذا وجه الحديث؛ قال الأَزهري: وقد فسر الشافعي هذا الحديث بنحو ما فسره أَبو عبيد فظننت أَن أَبا عبيد حكى كلامه، وقيل: معنى نهي النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذم الدهر وسبه أَي لا تسبوا فاعل هذه الأَشياء فإِنكم إِذا سببتموه وقع السب على الله عز وجل لأَنه الفعال لما يريد، فيكون تقدير الرواية الأُولى: فإِن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غير، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير الرواية الثانية: فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غير ردّاً لاعتقادهم أَن جالبها الدهر.
وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً: من الدَّهْرِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً؛ عنه. الأَزهري: قال الشافعي الحِيْنُ يقع على مُدَّةِ الدنيا، ويوم؛ قال: ونحن لا نعلم للحين غاية، وكذلك زمان ودهر وأَحقاب، ذكر هذا في كتاب الإِيمان؛ حكاه المزني في مختصره عنه.
وقال شمر: الزمان والدهر واحد؛ وأَنشد: إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بِجُمْلٍ لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإِحْسانِ فعارض شمراً خالد بن يزيد وخطَّأَه في قوله الزمان والدهر واحد وقال: الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحرّ وزمان البرد، ويكون الزمان شهرين إِلى ستة أَشهر والدهر لا ينقطع. قال الأَزهري: الدهر عند العرب يقع على بعض الدهر الأَطول ويقع على مدة الدنيا كلها. قال: وقد سمعت غير واحد من العرب يقول: أَقمنا على ماء كذا وكذا دهراً، ودارنا التي حللنا بها تحملنا دهراً، وإِذا كان هذا هكذا جاز أَن يقال الزمان والدهر واحد في معنى دون معنى. قال: والسنة عند العرب أَربعة أَزمنة: ربيع وقيظ وخريف وشتاء، ولا يجوز أَن يقال: الدهر أَربعة أَزمنة، فهما يفترقان.
وروى الأَزهري بسنده عن أَبي بكر. رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَق اللهُ السمواتِ والأَرضَ، السنةُ اثنا عشر شهراً، أَربعةٌ منها حُرُمٌ: ثلاثَةٌ منها متوالياتٌ: ذو القَعْدَةِ وذو الحجة والمحرّم، ورجب مفرد؛ قال الأَزهري: أَراد بالزمان الدهر. الجوهري: الدهر الزمان.
وقولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ أَبِيدٌ، ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً.
ورجل دُهْرِيٌّ: قديم مُسِنٌّ نسب إِلى الدهر، وهو نادر. قال سيبويه: فإِن سميت بِدَهْرٍ لم تقل إِلاَّ دَهْرِيٌّ على القياس.
ورجل دَهْرِيٌّ: مُلْحِدٌ لا يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر، وهو مولَّد. قال ابن الأَنباري: يقال في النسبة إِلى الرجل القديم دَهْرِيٌّ. قال: وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني عامر قلت دُهْرِيٌّ لا غير، بضم الدال، قال ثعلب: وهما جميعاً منسوبان إِلى الدَّهْرِ وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سُهْلِيٌّ للمنسوب إِلى الأَرض السَّهْلَةِ.
والدَّهارِيرُ: أَوّل الدَّهْرِ في الزمان الماضي، ولا واحد له؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد، وقال ابن بري: هو لِعثْيَر (* قوله: «هو لعثير إلخ» وقيل لابن عيينة المهلبي، قاله صاحب القاموس في البصائر كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل). بن لبيد العُذْرِيِّ، قال وقيل هو لِحُرَيْثِ بن جَبَلَةَ العُذْري: فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ، فَبَيْنَما العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ وبينما المَرْءُ في الأَحياءِ مُغْتَبَطٌ، إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعاصِيرُ يَبْكِي عليه غَرِيبٌ ليس يَعْرِفُهُ، وذُو قَرَابَتهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ حتى كأَنْ لم يكن إِلاَّ تَذَكُّرُهُ، والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهارِيرُ قوله: استقدر الله خيراً أَي اطلب منه أَن يقدر لك خيراً.
وقوله: فبينما العسر، العسر مبتدأٌ وخبره محذوف تقديره فبينما العسر كائن أَو حاضر. إِذ دارت مياسير أَي حدثت وحلت، والمياسير: جمع ميسور.
وقوله: كأَن لم يكن إِلاَّ تذكره، يكن تامة وإِلاَّ تذكره فاعل بها، واسم كأَن مضمر تقديره كأَنه لم يكن إِلاَّ تذكره، والهاء في تذكره عائدة على الهاء المقدّرة؛ والدهر مبتدأٌ ودهارير خبره، وأَيتما حال ظرف من الزمان والعامل فيه ما في دهارير من معنى الشدّة.
وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شديد، كقولهم: لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ.
وواحدُ الدَّهارِيرَ دَهْرٌ، على غير قياس، كما قالوا: ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ وشِبْهٌ ومَشَابهِ، فكأَنها جمع مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ، وكأَنّ دَهارِير جمعُ دُهْرُورٍ أَو دَهْرار.
والرَّمْسُ: القبر.
والأَعاصير: جمع إِعصار، وهي الريح تهب بشدّة.
ودُهُورٌ دَهارِير: مختلفة على المبالغة؛ الأَزهري: يقال ذلك في دَهْرِ الدَّهارِير. قال: ولا يفرد منه دِهْرِيرٌ؛ وفي حديث سَطِيح:فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهارِيرُ قال الأَزهري: الدَّهارير جمع الدُّهُورِ، أَراد أَن الدهر ذو حالين من بُؤْسٍ ونُعْمٍ.
وقال الزمخشري: الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد.
والدهر: النازلة.
وفي حديث موت أَبي طالب: لولا أَن قريشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ. يقال: دَهَرَ فلاناً أَمْرٌ إِذا أَصابه مكروه، ودَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه، ودَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم.
وما دَهْري بكذا وما دَهْري كذا أَي ما هَمِّي وغايتي.
وفي حديث أُم سليم: ما ذاك دَهْرُكِ. يقال: ما ذاكَ دَهْرِي وما دَهْرِي بكذا أَي هَمِّي وإِرادتي؛ قال مُتَمِّم ابن نُوَيْرَةَ: لَعَمْرِي وما دَهْرِي بِتَأْبِينِ هالِكٍ، ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعَا وما ذاك بِدَهْري أَي عادتي.
والدَّهْوَرَةُ: جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ به في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرْتُ الشيء: كذلك.
وفي حديث النجاشي: فلا دَهْوَرَة اليومَ على حِزْبِ إِبراهيم، كأَنه أَراد لا ضَيْعَةَ عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم، والواو زائدة، وهو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشيء وقَذْفِكَ إِياه في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه، وقيل: دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها. الأَزهري: دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إِذا أَدارها ثم الْتَهَمَها.
وقال مجاهد في قوله تعالى: إِذا الشمس كُوِّرَتْ، قال: دُهْوِرَتْ، وقال الربيع بن خُثَيْمٍ: رُمِيَ بها.
ويقال: طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إِذا أَلقاه.
وقال الزجاج في قوله: فكُبْكِبُوا فيها هم والغَاوونَ؛ أَي في الجحيم. قال: ومعنى كبكبوا طُرِحَ بعضهم على بعض، وقال غيره من أَهل اللغة: معناه دُهْوِرُوا.
ودَهْوَرَ: سَلَحَ.
ودَهْوَرَ كلامَه: قَحَّمَ بعضَه في إِثر بعض.
ودَهْوَرَ الحائط: دفعه فسقط.
وتَدَهْوَرَ الليلُ: أَدبر.
والدَّهْوَرِيُّ من الرجال: الصُّلْبُ الضَّرْب. الليث: رجل دَهْوَرِيُّ الصوت وهو الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قال الأَزهري: أَظن هذا خطأَ والصواب جَهْوَرِيُّ الصوت أَي رفيع الصوت.
ودَاهِرٌ: مَلِكُ الدَّيْبُلِ، قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عمر الحجاج فذكره جرير وقال: وأَرْضَ هِرَقْل قد ذَكَرْتُ وداهِراً، ويَسْعَى لكم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ وقال الفرزدق: فإِني أَنا الموتُ الذي هو نازلٌ بنفسك، فانْظُرْ كيف أَنْتَ تُحاوِلُهْ فأَجابه جرير: أَنا الدهرُ يُفْني الموتَ، والدَّهْرُ خالدٌ، فَجِئْني بمثلِ الدهرِ شيئاً تُطَاوِلُهْ قال الأَزهري: جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء الدنيا، قال: هكذا جاء في الحديث.
وفي نوادر الأَعراب: ما عندي في هذا الأَمر دَهْوَرِيَّة ولا رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عندي فيه رفق ولا مُهاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيَةٌ ولا هُوَيْدِيَةٌ ولا هَوْدَاء ولا هَيْدَاءُ بمعنى واحد.
ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ: أَسماء.
ودَهْرٌ: اسم موضع، قال لبيد بن ربيعة: وأَصْبَحَ رَاسِياً بِرُضَامِ دَهْرٍ، وسَالَ به الخمائلُ في الرِّهامِ والدَّوَاهِرُ: رَكايا معروفة؛ قال الفرزدق: إِذاً لأَتَى الدَّوَاهِرَ، عن قريبٍ، بِخِزْيٍ غيرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ

حوز (لسان العرب) [0]


الحَوْزُ السير الشديد والرُّوَيْد، وقيل: الحَوْز والحَيْزُ السوق اللين.
وحازَ الإِبلَ يَحُوزُها ويَحِيزها حَوْزاً وحَيْزاً وحَوَّزَها: ساقها سوقاً رُوَيْداً. حَوْزٌ، وصف بالمصدر، قال الأَصمعي: وهو الحوز؛ وأَنشد: وقد نَظَرْتُكُمُ إِينَاء صادِرَةٍ للوِرْدِ، طال بها حَوْزِي وتَنْساسِي ويقال: حُزْها أَي سُقْها سوقاً شديداً.
وليلة الحَوْز: أَول ليلة تُوَجَّه فيها الإِبل إِلى الماء إِذا كانت بعيدة منه، سميت بذلك لأَنه يُرْفَقُ بها تلك الليلة فَيُسار بها رُوَيْداً. الإِبلَ: ساقها إِلى الماء؛ قال: حَوَّزَها، من بُرَقِ الغَمِيمِ، أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّلِيمِ بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّمِيمِ وقول الشاعر: ولم تُحَوَّز في رِكابي العيرُ عَنى أَنه لم يشتدّ عليها في السَّوْق؛ وقال ثعلب: . . . أكمل المادة معناه لم يُحْمَل عليها.
والأَحْوَزِيّ والحُوزِي: الحَسَن السِّياقة وفيه مع ذلك بعض النِّفار؛ قال العجاج يصف ثوراً وكلاباً: يَحُوزُهُنَّ، وله حُوزِيّ، كما يَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِيّ والأَحْوَزِيُّ والحُوزِيّ: الجادْ في أَمره.
وقالت عائشة في عمر، رضي الله عنهما: كان واللهِ أَحْوَزِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه؛ قال ابن الأَثير: هو الحَسَن السِّياق للأُمور وفيه بعض النِّفار.
وكان أَبو عمرو يقول: الأَحْوَزِيّ الخفيف، ورواه بعضهم: كان الله أَحْوَذِيّاً، بالذال، وهو قريب من الأَحْوَزِيّ، وهو السائق الخفيف.
وكان أَبو عبيدة يروي رجز العجاج حُوذِيّ، بالذال، والمعنى واحد، يعني به الثورَ أَنه يَطْرد الكلابَ وله طارِدٌ من نفسه يَطْرده من نشاطه وحَدّه.
وقول العجاج: وله حُوزِيّ أَي مَذْخُور سَيْرٍ لم يَبْتذله، أَي يغلبهن بالهُوَيْنا.
والحُوزِيّ: المُتَنَزِّه في المَحِل الذي يحتمل ويَحُلُّ وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله.
وانْحازَ القومُ: تركوا مَرْكَزهم ومَعْركة قتالهم ومالوا إِلى موضع آخر.
وتَحَوَّز عنه وتَحَيَّزَ إِذا تَنَحَّى، وهي تَفَيْعَل، أَصلها تَحَيْوَز فقلبت الواو ياء لمجاورة الياء وأُدغمت فيها.
وتَحَوَّزَ له عن فراشه: تَنَحَّى.
وفي الحديث: كما تَحَوَّز له عن فِراشه. قال أَبو عبيدة: التَّحَوُّز هو التنحي، وفيه لغتان: التَّحَوّز والتَّحَيّز. قال الله عز وجل: أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة؛ فالتَّحَوّز التَّفَعُّل، والتَّحَيُّز التَّفَيْعُل، وقال القطامي يصف عجوزاً استضافها فجعلت تَرُوغ عنه فقال: تَحَوَّزُ عَنِّي خِيفَةً أَن أَضِيفَها، كما انْحازَت الأَفْعَى مَخافَة ضارِبِ يقول: تَتَنَحَّى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً أَن أَنزل عليها ضيفاً، ويروى: تَحَيَّزُ مني، وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة، نصب مُتَحَيِّزاً ومُتَحَرِّفاً على الحال أَي إِلا أَن يتحرف لأَن يقاتل أَو أَن يَنْحاز أَي ينفرد ليكون مع المُقاتِلة، قال: وأَصل مُتَحَيِّز مُتَحَيْوِز فأُدغمت الواو في الياء.
وقال الليث: يقال ما لك تَتَحَوَّز إِذا لم يستقر على الأَرض، والاسم منه التَّحَوُّز.
والحَوْزاءُ: الحَرب تَحُوز القوم، حكاها أَبو رياش في شرح أَشعار الحماسة في وقول جابر بن الثعلب: فَهَلاَّ على أَخْلاق نَعْلَيْ مُعَصِّبٍ شَغَبْتَ، وذُو الحَوْزاءِ يَحْفِزُه الوِتْر الوِتْر ههنا: الغضب.
والتَّحَوُّز: التَّلبُّث والتَّمَكُّث.
والتَّحَيُّز والتَّحَوُّز: التَّلَوّي والتقلُّب، وخص بعضهم به الحية. يقال: تَحَوَّزَت الحية وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت.
ومن كلامه: ما لك تَحَوَّزُ كما تَحَيَّزُ الحية؟ وتَحَوَّزُ تَحَيُّز الحية، وتَحَوُّزَ الحية، وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم؛ قال غيره: والتَّحَوُّس مثله، وقال سيبويه: هو تَفَيْعل من حُزْت الشيء، والحَوْز من الأَرض أَن يتخذها رجلٌ ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأَحد فيها حق معه، فذلك الحَوْز. تَحَوَّز الرجل وتَحَيَّز إِذا أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه.
والحَوْز: الجمع.
وكل من ضَمَّ شيئاً إِلى نفسه من مال أَو غير ذلك، فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَة وحازَه إِليه واحْتازَهُ إِليه؛ وقول الأَعشى يصف إِبلاً: حُوزِيَّة طُوِيَتْ على زَفَراتِها، طَيَّ القَناطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا قال: الحُوزِيَّة النُّوق التي لها خَلِفة انقطعت عن الإِبل في خَلِفَتها وفَراهتها، كما تقول: مُنْقَطِعُ القَرِينِ، وقيل: ناقة حُوزِيَّة أَي مُنْحازة عن الإِبل لا تخالطها، وقيل: بل الحُوزِيَّة التي عندها سير مذخور من سيرها مَصُون لا يُدْرك، وكذلك الرجل الحُوزِيُّ الذي له إِبْداءٌ من رأْيه وعقله مذخور.
وقال في قول العجاج: وله حُوزِيّ، أَي يغلبهن بالهُوَيْنا وعنده مذخور لم يَبْتَذِله.
وقولهم حكاه ابن الأَعرابي: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَيانِ يَحُوزُهما النهار فهناك لا يجد الحَرُّ مَزِيداً، وإِذا طلعتا يَحُوزُهما الليل فهناك لا يجد القُرّ مَزيداً، لم يفسره؛ قال ابن سيده: وهو يحتمل عندي أَن يكون يضمُّهما وأَن يكون يسوقهما.
وفي الحديث: أَن رجلاً من المشركين جَميعَ اللأْمَةِ كان يحوز المسلمين أَي يجمعهم؛ حازَه يَجُوزه إِذا قبضه ومَلَكه واسْتَبَدَّ به. قال شمر: حُزْت الشيء جَمَعْتُه أَو نَحَّيته؛ قال: والحُوزِيّ المُتَوَحِّد في قول الطرماح:يَطُفْن بِحُوزيِّ المَراتِع، لم تَرُعْ بوَادِيه من قَرْعِ القِسِيِّ، والكَنَائِن قال: الحُوزِيُّ المتوحد وهو الفحل منا، وهو من حُزْتُ الشيء إِذا جمعته أَو نَحَّيته؛ ومنه حديث معاذ، رضي الله عنه: فَتَحَوَّز كلٌّ منهم فَصَلَّى صلاة خفيفة أَي تَنَحَّى وانفرد، ويروى بالجيم، من السرعة والتسهل؛ ومنه حديث يأْجوج: فَحَوِّزْ عبادي إِلى الطُّور أَي ضُمَّهم إِليه، والرواية فَحَرِّزْ، بالراء، وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال لعائشة، رضي الله عنها، يوم الخَنْدَقِ: ما يُؤَمِّنُك أَن يكون بَلاء أَو تَحَوُّزٌ؟ وهو من قوله تعالى: أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة، أَي مُنْضمّاً إِليها.
والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّز والانْحِياز بمعنى.
وفي حديث أَبي عبيدة: وقد انْحازَ على حَلْقَة نَشِبَت في جراحة النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحُدٍ أَي أَكَبَّ عليها وجمع نفسه وضَمَّ بعضها إِلى بعض. قال عبيد بن حرٍّ (* قوله « عبيد بن حر» كذا بالأصل): كنت مع أَبي نَضْرَة من الفُسْطاط إِلى الإِسْكنْدَرِيَّة في سفينة، فلما دَفَعْنا من مَرْسانا أَمر بِسُفْرته فَقُرِّبت ودعانا إِلى الغداء، وذلك في رمضان، فقلت: ما تَغَيَّبَتْ عنا منازلُنا؛ فقال: أَترغب عن سنة النبي، صلى الله عليه وسلم؟ فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحُوزَنا؛ قال شمر في قوله ماحُوزَنا: هو موضعهم الذي أَرادوه، وأَهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدوّ الذي فيه أَساميهِم ومَكاتِبُهُم الماحُوزَ، وقال بعضهم: هو من قولك حُزْتُ الشيء إِذا أَحْرَزْتَه، قال أَبو منصور: لو كان منه لقيل مَحازنا أَو مَحُوزنا.
وحُزت الأَرض إِذا أَعلَمتها وأَحييت حدودها.
وهو يُحاوِزُه أَي يخالطه ويجامعه؛ قال: وأَحسب قوله ماحُوزَنا بِلُغَةٍ غير عربية، وكذلك الماحُوز لغة غير عربية، وكأَنه فاعُول، والميم أَصلية، مثل الفاخُور لنبت، والرَّاجُول للرَّجل.
ويقال للرجل إِذا تَحَبَّسَ في الأَمر: دعني من حَوْزك وطِلْقك.
ويقال: طَوّل علينا فلانٌ بالحَوْزِ والطِّلْق، والطِّلق: أَن يخلي وجوه الإِبل إِلى الماء ويتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئِذٍ فهي ليلة الطِّلْق؛ وأَنشد ابن السكيت: قد غَرّ زَيْداً حَوْزُه وطِلْقُه وحَوْز الدار وحَيْزها: ما انضم إِليها من المَرافِقِ والمنافع.
وكل ناحية على حِدَةٍ حَيِّز، بتشديد الياء، وأَصله من الواو.
والحَيْز: تخفيف الحَيِّز مثل هَيْن وهَيِّن وليْن وليِّن، والجمع أَحْيازٌ نادر. فأَما على القياس فَحَيائِز، بالهمز، في قول سيبويه، وحَياوِزُ، بالواو، في قول أَبي الحسن. قال الأَزهري: وكان القياس أَن يكون أَحْواز بمنزلة الميت والأَموات ولكنهم فرقوا بينهما كراهة الالتباس.
وفي الحديث: فَحَمَى حَوْزَة الإِسلام أَي حدوده ونواحيه.
وفلان مانع لحَوْزَته أَي لما في حَيّزه.
والحَوْزة، فَعْلَةٌ، منه سميت بها الناحية.
وفي الحديث: أَنه أَتى عبدَ الله بن رَواحَةَ يعوده فما تَحَوَّز له عن فراشه أَي ما تَنَحَّى؛ التَّحَوُّز: من الحَوزة، وهي الجانب كالتَّنَحِّي من الناحية. يقال: تَحَوَّز وتَحَيَّز إِلا أَن التَّحَوُّز تَفَعُّل والتَّحَيُّز تَفَيْعُل، وإِنما لم يَتَنَحَّ له عن صدر فراشه لأَن السنَّة في ترك ذلك.
والحَوْز: موضع يَحُوزه الرجل يَتَّخِذُ حواليه مُسَنَّاةً، والجمع أَحْواز، وهو يَحْمِي حَوْزته أَي ما يليه ويَحُوزه.
والحَوْزة: الناحية.
والمُحاوَزَةُ: المخالطة.
وحَوْزَةُ المُلْكِ: بَْيضَتُه.
وانْحاز عنه: انعدل.
وانحاز القومُ: تركوا مركزهم إِلى آخر. يقال للأَولياء: انحازوا عن العدوّ وحاصُوا، وللأَعداء: انهزموا ووَلَّوْا مُدْبِرين.
وتَحاوَز الفريقان في الحَرْب أَي انْحاز كلُّ فريق منهم عن الآخر.
وحاوَزَه: خالطه.
والحَوْز: الملْك.
وحَوْزة المرأَة: فَرْجها؛ وقالت امرأَة:فَظَلْتُ أَحْثي التُّرْبَ في وجهِه عَني، وأَحْمِي حَوْزَةَ الغائب قال الأَزهري: قال المنذري يقال حَمَى حَوْزاتِه؛ وأَنشد يقول: لها سَلَف يَعُودُ بِكُلِّ رَيْع، حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَر الإِفالا قال: السلَفُ الفحل. حَمَى حوزاتِه أَي لا يَدْنو فحل سواه منها؛ وأَنشد الفراء: حَمَى حَوْزاتِه فَتُركْنَ قَفْراً، وأَحْمَى ما يَلِيه من الإِجامِ أَراد بحَوْزاته نواحيه من المرعى. قال محمد بن المكرم: إِن كان للأَزهري دليل غير شعر المرأَة في قولها وأَحْمِي حَوْزَتي للغائب على أَن حَوْزة المرأَة فَرْجها سُمِعَ، واستدلالُه بهذا البيت فيه نظر لأَنها لو قالت وأَحْمي حَوْزتي للغائب صح الاستدلال، لكنها قالت وأَحمي حوزة الغائب، وهذا القول منها لا يعطي حصر المعنى في أَن الحَوْزَة فرج المرأَة لأَن كل عِضْو للإِنسان قد جعله الله تعالى في حَوْزه، وجميع أَعضاء المرأة والرجل حَوْزُه، وفرج المرأَة أَيضاً في حَوْزها ما دامت أَيِّماً لا يَحُوزُه أَحد إِلا إِذا نُكِحَتْ برضاها، فإِذا نكحت صار فَرْجها في حَوْزة زوجها، فقولا وأَحْمي حَوْزَة الغائب معناه أَن فرجها مما حازه زوجُها فملكه بعُقْدَةِ نكاحها، واستحق التمتع به دون غيره فهو إِذاً حَوْزَته بهذه الطريق لا حَوْزَتُها بالعَلَمية، وما أَشبه هذا بِوَهْم الجوهري في استدلاله ببيت عبد الله بن عمر في محبته لابنه سالم بقوله: وجِلْدَةُ بينِ العينِ والأَنْفِ سالِمُ على أَن الجلدة التي بين العين والأَنْف يقال لها سالم، وإِنما قَصَد عبدُ الله قُرْبَه منه ومحله عنده، وكذلك هذه المرأَة جَعَلَت فرجها حَوْزَة زوجها فَحَمَتْه له من غيره، لا أَن اسمه حَوْزَة، فالفرج لا يختص بهذا الاسم دون أَعضائها، وهذا الغائب بعينه لا يختص بهذا الاسم دون غيره ممن يتزوجها، إِذ لو طَلَّقها هذا الغائبُ وتزوجها غيره بعده صار هذا الفرجُ بعينه حَوْزَةً للزوج الأَخير، وارتفع عنه هذا الاسم للزوج الأَول، والله أَعلم. ابن سيده: الحَوْز النكاح.
وحازَ المرأَةَ حَوْزاً: نكحها؛ قال الشاعر: يقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِي أَي جامعها.
والحُوَّازُ: ما يَحُوزه الجُعَلُ من الدُّحْرُوج وهو الخُرْءُ الذي يُدَحْرِجُه؛ قال: سَمِينُ المَطايا يَشْرَبُ الشِّرْبَ والحِسا، قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِيجِ أَبْتَرُ والحَوْزُ: الطبيعة من خير أَو شر.
وحَوْز الرجل: طَبيعته من خير أَو شر.
وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: الإِثْمُ حَوَّازُ القلوب؛ هكذا رواه شمر، بتشديد الواو، من حازَ يَحُوز أَي يَجْمَعُ القلوبَ، والمشهور بتشديد الزاي، وقيل: حَوَّازُ القلوب أَي يَحُوز القلبَ ويغلب عليه حتى يَرْكَبَ ما لا يُحَب، قال الأَزهري: ولكن الرواية حَزَّاز القلوب أَي ما حَزَّ في القلب وحَكَّ فيه.
وأَمر مُحَوَّزٌ: محكم.
والحائِزُ: الخشبةُ التي تنصب عليها الأَجْذاع.
وبنو حُوَيْزَة: قبيلة؛ قال ابن سيده: أَظن ذلك ظنّاً.
وأَحْوَزُ وحَوّازٌ: اسمان.
وحَوْزَةُ: اسم موضع؛ قال صخر بن عمرو: قَتَلْتُ الخالِدَيْن بها وعَمْراً وبِشْراً، يومَ حَوْزَة، وابْنَ بِشْرِ

جدد (لسان العرب) [0]


الجَدُّ، أَبو الأَب وأَبو الأُم معروف، والجمع أَجدادٌ وجُدود.
والجَدَّة: أُم الأُم وأُم الأَب، وجمعها جَدّات.
والجَدُّ: والبَخْتُ والحَِظْوَةُ.
والجَدُّ: الحظ والرزق؛ يقال: فلان ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حظ؛ وفي حديث القيامة: قال، صلى الله عليه وسلم: قمت على باب الجنة فإِذا عامّة من يدخلها الفقراء، وإِذا أَصحاب الجدِّ محبوسون أَي ذوو الحظ والغنى في الدنيا؛ وفي الدعاء: لا مانع لما أَعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ أَي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في الآخرة، والجمع أَجدادٌ وأَجُدٌّ وجُدودٌ؛ عن سيبويه.
وقال الجوهري: أَي لا ينفع ذا الغنى عندك أَي . . . أكمل المادة لا ينفع ذا الغنى منك غناه (* قوله «لا ينفع ذا الغنى منك غناه» هذه العبارة ليست في الصحاح ولا حاجة لها هنا إلاّ أنها في نسخة المؤلف) ؛ وقال أَبو عبيد: في هذا الدعاءُ الجدّ، بفتح الجيم لا غير، وهو الغنى والحظ؛ قال: ومنه قيل لفلان في هذا الأَمر جَدٌّ إِذا كان مرزوقاً منه فتأَوَّل قوله: لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه، إِنما ينفعه الإِيمان والعمل الصالح بطاعتك؛ قال: وهكذا قوله: يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاَّ من أَتى الله بقلب سليم؛ وكقوله تعالى: وما أَموالكم ولا أَولادكم بالتي تقرِّبكم عندنا زلفى؛ قال عبد الله محمد بن المكرم: تفسير أَبي عبيد هذا الدعاء بقوله أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه فيه جراءة في اللفظ وتسمح في العبارة، وكان في قوله أَي لا ينفع ذا الغنى غناه كفاية في الشرح وغنية عن قوله عنك، أَو كان يقول كما قال غيره أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه؛ وأَما قوله: ذا الغنى عنك فإِن فيه تجاسراً في النطق وما أَظن أَن أَحداً في الوجود يتخيل أَن له غنى عن الله تبارك وتعالى قط، بل أَعتقد أَن فرعون والنمروذ وغيرهما ممن ادعى الإِلهية إِنما هو يتظاهر بذلك، وهو يتحقق في باطنه فقره واحتياجه إِلى خالقه الذي خلقه ودبره في حال صغر سنه وطفوليته، وحمله في بطن أُمه قبل أَن يدرك غناه أَو فقره، ولا سيما إِذا احتاج إِلى طعام أَو شراب أَو اضطرّ إِلى اخراجهما، أَو تأَلم لأَيسر شيء يصيبه من موتِ محبوب له، بل من موت عضو من أَعضائه، بل من عدم نوم أَو غلبة نعاس أَو غصة ريق أَو عضة بق، مما يطرأُ أَضعاف ذلك على المخلوقين، فتبارك الله رب العالمين؛ قال أَبو عبيد: وقد زعم بعض الناس أَنما هو ولا ينفع ذا الجِدِّ منك الجِدّ، والجدّ إِنما هو الاجتهاد في العمل؛ قال: وهذا التأْويل خلاف ما دعا إِليه المؤمنين ووصفهم به لأَنه قال في كتابه العزيز: يا أَيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً؛ فقد أَمرهم بالجدّ والعمل الصالح وحمدهم عليه، فكيف يحمدهم عليه وهو لا ينفعهم؟ وفلان صاعدُ الجَدِّ: معناه البخت والحظ في الدنيا.
ورجل جُدّ، بضم الجيم، أَي مجدود عظيم الجَدّ؛ قال سيبويه: والجمع جُدّون ولا يُكَسَّرُ وكذلك جُدٌّ وجُدِّيّ ومَجْدُودٌ وجَديدٌ.
وقد جَدَّ وهو أَجَدُّ منك أَي أَحظ؛ قال ابن سيده: فإِن كان هذا من مجدود فهو غريب لأَن التعجب في معتاد الأَمر إِنما هو من الفاعل لا من المفعول، وإِن كان من جديد وهو حينئذ في معنى مفعول فكذلك أَيضاً، وأَما إِن كان من جديد في معنى فاعل فهذا هو الذي يليق بالتعجب، أَعني أَن التعجب إِنما هو من الفاعل في الغالب كما قلنا. أَبو زيد: رجل جديد إِذا كان ذا حظ من الرزق، ورجل مَجدودٌ مثله. ابن بُزُرْج: يقال هم يَجِدُّونَ بهم ويُحْظَوْن بهم أَي يصيرون ذا حظ وغنى.
وتقول: جَدِدْتَ يا فلان أَي صرت ذا جدّ، فأَنت جَديد حظيظ ومجدود محظوظ.
وجَدَّ: حَظَّ.
وجَدِّي: حَظِّي؛ عن ابن السكيت.
وجَدِدْتُ بالأَمر جَدًّا: حظيتُ به، خيراً كان أَو شرّاً.
والجَدُّ: العَظَمَةُ.
وفي التنزيل العزيز: وإِنه تعالى جَدُّ ربنا؛ قيل: جَدُّه عظمته، وقيل: غناه، وقال مجاهد: جَدُّ ربنا جلالُ ربنا، وقال بعضهم: عظمة ربنا؛ وهما قريبان من السواء. قال ابن عباس: لو علمت الجن أَن في الإِنس جَدًّا ما قالت: تعالى جَدُّ ربنا؛ معناه: أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب في الإِنس يدعى جَدًّا، ما قالت الذي اخبر الله عنه في هذه السورة عنها؛ وفي حديث الدعاء: تبارك اسمك وتعالى جَدُّك أَي علا جلالك وعظمتك.
والجَدُّ: الحظ والسعادة والغنى: وفي حديث أَنس: أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا أَي عظم في أَعيننا وجلَّ قدره فينا وصار ذا جَدّ، وخص بعضهم بالجَدّ عظمة الله عزّ وجلّ، وقول أَنس هذا يردّ ذلك لأَنه قد أَوقعه على الرجل.
والعرب تقول: سُعِيَ بِجَدِّ فلانٍ وعُدِيَ بجدّه وأُحْضِرَ بِجدِّه وأُدْرِكَ بِجَدِّه إِذا كان جَدُّه جَيِّداً.
وجَدَّ فلان في عيني يَجِدُّ جَدًّا، بالفتح: عظم.
وجِدَّةُ النهر وجُدَّتُه: ما قرب منه من الأَرض، وقيل: جِدَّتُه وجُدَّتُه وجُدُّه وجَدُّه ضَفَّته وشاطئه؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: كنا عند جُدَّةِ النهر، بالهاء، وأَصله نبطيٌّ أَعجمي كُدٌّ فأُعربت؛ وقال أَبو عمرو: كنا عند أَمير فقال جَبَلَةُ بن مَخْرَمَةَ: كنا عند جُدِّ النهر، فقلت: جُدَّةُ النهر، فما زلت أَعرفهما فيه.
والجُدُّ والجُدَّةُ: ساحل البحر بمكة.
وجُدَّةُ: اسم موضع قريب من مكة مشتق منه.
وفي حديث ابن سيرين: كان يختار الصلاة على الجُدَّ إِن قدر عليه؛ الجُدُّ، بالضم: شاطئ النهر والجُدَّة أَيضاً وبه سمِّيت المدينة التي عند مكة جُدَّةَ.
وجُدَّةُ كل شيء: طريقته.
وجُدَّتُه: علامته؛ عن ثعلب.
والجُدَّةُ: الطريقة في السماء والجبل، وقيل: الجُدَّة الطريقة، والجمع جُدَدٌ؛ وقوله عز وجل: جُدَدٌ بيض وحمر؛ أَي طرائق تخالف لون الجبل؛ ومنه قولهم: ركب فلان جُدَّةً من الأَمر إِذا رأَى فيه رأْياً. قال الفراء: الجُدَدُ الخِطَطُ والطُّرُق، تكون في الجبال خِطَطٌ بيض وسود وحمر كالطُّرُق، واحدها جُدَّةٌ؛ وأَنشد قول امرئ القيس: كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه كنائِنُ يَجْرِي، فَوقَهُنَّ، دَلِيصُ قال: والجُدَّة الخُطَّةُ السوداء في متن الحمار.
وفي الصحاح: الجدة الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه. قال الزجاج: كل طريقة جُدَّةٌ وجادَّة. قال الأَزهري: وجادَّةُ الطريق سميت جادَّةً لأَنها خُطَّة مستقيمة مَلْحُوبَة، وجمعها الجَوادُّ. الليث: الجادُّ يخفف ويثقل، أَمَّا التخفيف فاشتقاقه من الجوادِ إِذا أَخرجه على فِعْلِه، والمشدَّد مخرجه من الطريق الجديد الواضح؛ قال أَبو منصور: قد غلط الليث في الوجهين معاً. أَما التخفيف فما علمت أَحداً من أَئمة اللغة أَجازه ولا يجوز أَن يكون فعله من الجواد بمعنى السخي، وأَما قوله إِذا شدِّد فهو من الأَرض الجَدَدِ، فهو غير صحيح، إِنما سميت المَحَجَّة المسلوكة جادَّة لأَنها ذات جُدَّةٍ وجُدودٍ، وهي طُرُقاتُها وشُرُكُها المُخَطَّطَة في الأَرض، وكذلك قال الأَصمعي؛ وقال في قول الراعي: فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ، وقد بَدا لهنَّ المَنارُ، والجوادُ اللَّوائحُ قال: أَخطأَ الراعي حين خفف الجوادَ، وهي جمع الجادَّةِ من الطرق التي بها جُدَدٌ.
والجُدَّة أَيضاً: شاطئ النهر إِذا حذفوا الهاء كسروا الجيم فقالوا جِدٌّ، ومنه الجُدَّةُ ساحل البحر بحذاء مكة.
وجُدُّ كل شيء: جانبه.
والجَدُّ والجِدُّ والجَديدُ والجَدَدُ: كله وجه الأَرض؛ وفي الحديث: ما على جديد الأَرض أَي ما على وجهها؛ وقيل: الجَدَدُ الأَرض الغليظة، وقيل: الأَرض الصُّلْبة، وقيل: المستوية.
وفي المثل: من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العثارَ؛ يريد من سلك طريق الإِجماع فكنى عنه بالجَدَدِ.
وأَجدَّ الطريقُ إِذا صار جَدَداً.
وجديدُ الأَرض: وجهها؛ قال الشاعر: حتى إِذا ما خَرَّ لم يُوَسَّدِ، إِلاَّ جَديدَ الأَرضِ، أَو ظَهْرَ اليَدِ الأَصمعي: الجَدْجَدُ الأَرض الغليظة.
وقال ابن شميل: الجَدَدُ ما استوى من الأَرض وأَصْحَرَ؛ قال: والصحراء جَدَدٌ والفضاء جَدَدٌ لا وعث فيه ولا جبل ولا أَكمة، ويكون واسعاً وقليل السعة، وهي أَجْدادُ الأَرض؛ وفي حديث ابن عمر: كان لا يبالي أَن يصلي في المكان الجَدَدِ أَي المستوي من الأَرض؛ وفي حديث أَسْرِ عُقبة بن أَبي معيط: فَوَحِلَ به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض.
ويقال: ركب فلان جُدَّةً من الأَمر أَي طريقة ورأْياً رآه.
والجَدْجَدُ: الأرض الملساء.
والجدجد: الأَرض الغليظة.
والجَدْجَدُ: الأَرض الصُّلبة، بالفتح، وفي الصحاح: الأَرض الصلبة المستوية؛ وأَنشد لابن أَحمر الباهلي: يَجْنِي بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها، صُمِّ السَّنابك، لا تَقِي بالجَدْجَدِ وأَورد الجوهري عجزه صُمُّ السنابك، بالضم؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده صمِّ، بالكسر.
والوظائف: مستدق الذراع والساق.
وأَسرها: شدة خلقها.
وقوله: لا تقي بالجدجد أَي لا تتوقاه ولا تَهَيَّبُه.
وقال أَبو عمرو: الجَدْجَدُ الفَيْفُ الأَملس؛ وأَنشد: كَفَيْضِ الأَتِيِّ على الجَدْجَدِ والجَدَدُ من الرمل: ما استرق منه وانحدر.
وأَجَدَّ القومُ: علوا جَديدَ الأَرض أَو ركبوا جَدَدَ الرمل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهن السَّهْبُ، وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ النعب: السريعة المَرِّ؛ عن ابن الأَعرابي.
والجادَّة: معظم الطريق، والجمع جَوادُّ، وفي حديث عبدالله بن سلام: وإِذا جَوادُّ منهج عن يميني، الجَوادُّ: الطُّرُقُ، واحدها جادَّة وهي سواء الطريق، وقيل: معظمه، وقيل: وسطه، وقيل: هي الطريق الأَعظم الذي يجمع الطُّرُقَ ولا بد من المرور عليه.
ويقال للأَرض المستوية التي ليس فيها رمل ولا اختلاف: جَدَدٌ. قال الأَزهري: والعرب تقول هذا طريق جَدَد إِذا كان مستوياً لا حَدَب فيه ولا وُعُوثة.
وهذا الطريق أَجَدّ الطريقين أَي أَوْطؤهما وأَشدهما استواء وأَقلهما عُدَاوءَ.
وأَجَدَّتْ لك الأَرض إِذا انقطع عنك الخَبارُ ووضَحَتْ.
وجادَّة الطريق: مسلكه وما وضح منه؛ وقال أَبو حنيفة: الجادَّة الطريق إِلى الماء، والجَدُّ، بلا هاء: البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ، مذكر؛ وقيل: هي البئر المغزرة؛ وقيل: الجَدُّ القليلة الماء.
والجُدُّ، بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلإِ؛ قال الأَعشى يفضل عامراً على علقمة: ما جُعِلَ الجَدُّ الظَّنونُ، الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَى، يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وجُدَّةُ: بلد على الساحل.
والجُدُّ: الماء القليل؛ وقيل: هو الماء يكون في طرف الفلاة؛ وقال ثعلب: هو الماء القديم؛ وبه فسر قول أَبي محمد الحذلمي: تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِ والجمع من ذلك كله أَجْدادٌ. قال أَبو عبيد: وجاء في الحديث فأَتَيْنا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ؛ قيل: الجُدجُد، بالضم: البئر الكثيرة الماء. قال أَبو عبيد: الجُدْجُد لا يُعرف إِنما المعروف الجُدُّ وهي البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ. اليزيدي: الجُدْجُدُ الكثيرة الماء؛ قال أَبو منصور: وهذا مثل الكُمْكُمَة للكُمّ والرَّفْرَف للرَّف.
ومفازة جدّاءُ: يابسة، قال: وجَدَّاءَ لا يُرْجى بها ذو قرابة لِعَطْفٍ، ولا يَخْشَى السُّماةَ رَبيبُها السُّماةُ: الصيادون.
وربيبها: وحشها أَي أَنه لا وحش بها فيخشى القانص، وقد يجوز أَن يكون بها وحش لا يخاف القانص لبعدها وإِخافتها، والتفسيران للفارسي.
وسَنَةٌ جَدَّاءُ: مَحْلَةٌ، وعامٌ أَجَدُّ.
وشاةٌ جَدَّاءُ: قليلةُ اللبن يابسة الضَّرْعِ، وكذلك الناقة والأَتان؛ وقيل: الجدَّاءُ من كل حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عن عَيبٍ، والجَدودَةُ: القليلةُ اللبنِ من غير عيب، والجمع جَدائدُ وجِدادٌ. ابن السكيت: الجَدودُ النعجة التي قلَّ لبنُها من غير بأْس، ويقال للعنز مَصُورٌ ولا يقال جَدودٌ. أَبو زيد: يُجْمَع الجَدودُ من الأُتُنِ جِداداً؛ قال الشماخ: من الحَقْبِ لاخَتْه الجِدادُ الغَوارزُ وفلاةٌ جَدَّاءُ: لا ماءَ بها. الأَصمعي: جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَصابها شيء يقطع أَخلافَها.
وناقةٌ جَدودٌ، وهي التي انقطع لبنُها. قال: والمجَدَّدة المصَرَّمة الأَطْباءِ، وأَصل الجَدِّ القطعُ. شَمِر: الجدَّاءُ الشاةُ التي انقطعت أَخلافها، وقال خالد: هي المقطوعة الضَّرْعِ، وقيل: هي اليابسة الأَخلافِ إِذا كان الصِّرار قد أَضرَّ بها؛ وفي حديث الأَضاحي: لا يضحى بِجَدَّاءَ؛ الجَدَّاءُ: لا لَبَن لها من كلِّ حَلوبةٍ لآفةٍ أَيْبَسَتْ ضَرْعَها.
وتَجَدّد الضَّرْع: ذهب لبنه. أَبو الهيثم: ثَدْيٌ أَجَدُّ إِذا يبس، وجدّ الثديُ والضرعُ وهو يَجَدُّ جَدَداً.
وناقة جَدَّاءُ: يابسة الضَّرع ومن أَمثالهم:. (* هنا بياض في نسخة المؤلف ولعله لم يعثر على صحة المثل ولم نعثر عليه فيما بأيدينا من النسخ) ولا تر. التي جُدَّ ثَدْياها أَي يبسا. الجوهري: جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَضرَّ بها الصِّرار وقطعها فهي ناقة مُجَدَّدَةُ الأَخلاف.
وتَجَدَّدَ الضرع: ذهب لبنُه.
وامرأَةٌ جَدَّاءُ: صغيرةُ الثدي.
وفي حديث علي في صفة امرأَة قال: إِنها جَدَّاءُ أَي قصيرة الثديين.
وجَدَّ الشيءَ يَجُدُّهُ جدّاً: قطعه.
والجَدَّاءُ من الغنم والإِبل: المقطوعة الأُذُن.
وفي التهذيب: والجدَّاء الشاةُ المقطوعة الأُذُن.
وجَدَدْتُ الشيءَ أَجُدُّه، بالضم، جَدّاً: قَطَعْتُه.
وحبلٌ جديدٌ: مقطوع؛ قال: أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبيدا، وأَمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا أَي مقطوعاً؛ ومنه: مِلْحَفَةٌ جديدٌ، بلا هاءٍ، لأَنها بمعنى مفعولة. ابن سيده: يقال مِلحفة جديد وجديدة حين جَدَّها الحائكُ أَي قطعها.
وثوبٌ جديد، وهو في معنى مجدودٍ، يُرادُ به حين جَدَّهُ الحائك أَي قطعه.
والجِدَّةُ: نَقِيض البِلى؛ يقال: شيءٌ جديد، والجمع أَجِدَّةٌ وجُدُدٌ وجُدَدٌ؛ وحكى اللحياني: أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً؛ أَراد وخُلْقانُهم جُدُداً فوضَع الواحدَ موضعَ الجمع، وقد يجوز أَراد: وخَلَقُهم جديداً فوضَع الجمع موضع الواحدِ، وكذلك الأُنثى.
وقد قالوا: مِلْحفَةٌ جديدةٌ، قال سيبويه: وهي قليلة.
وقال أَبو عليّ وغيرهُ: جَدَّ الثوبُ والشيءُ يجِدُّ، بالكسر، صار جديداً، وهو نقيض الخَلَقِ وعليه وُجِّهَ قولُ سيبويه: مِلْحَفة جديدة، لا على ما ذكرنا من المفعول.
وأَجَدَّ ثَوْباً واسْتَجَدَّه: لَبِسَه جديداً؛ قال: وخَرْقِ مَهارِقَ ذي لُهْلُهٍ، أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْؤُهُ (* قوله «مظؤه» هكذا في نسخة الأصل ولم نجد هذه المادة في كتب اللغة التي بأيدينا ولعلها محرفة وأصلها مظه يعني أن من تعاطى عسل المظ الذي في هذا الموضع اشتد به العطش). هو من ذلك أَي جَدَّد، وأَصل ذلك كله القطع؛ فأَما ما جاءَ منه في غير ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك كقولهم: جَدَّد الوضوءَ والعهدَ.
وكساءٌ مُجَدَّدٌ: فيه خطوط مختلفة.
ويقال: كَبِرَ فلانٌ ثم أَصاب فرْحَةً وسروراً فجدَّ جَدُّه كأَنه صار جديداً. قال: والعرب تقول مُلاَءةٌ جديدٌ، بغير هاءٍ، لأَنها بمعنى مجدودةٍ أَي مقطوعة.
وثوب جديد: جُدَّ حديثاً أَي قطع.
ويقال للرجل إِذا لبس ثوباً جديداً: أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ.
ويقال: بَلي بيتُ فلانٍ ثم أَجَدَّ بيتاً، زاد في الصحاح: من شعر؛ وقال لبيد: تَحَمَّلَ أَهْلُها، وأَجَدَّ فيها نِعاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلالِ والجِدَّةُ: مصدر الجَدِيدِ.
وأَجَدَّ ثوباً واسْتَجَدَّه.
وثيابٌ جُدُدٌ: مثل سَريرٍ وسُرُرٍ.
وتجدَّد الشيءُ: صار جديداً.
وأَجَدَّه وجَدَّده واسْتَجَدَّه أَي صَيَّرَهُ جديداً.
وفي حديث أَبي سفيان: جُدَّ ثَدْيا أُمِّك أَي قطعا من الجَدِّ القطعِ، وهو دُعاءٌ عليه. الأَصمعي: يقال جُدَّ ثديُ أُمِّهِ، وذلك إِذا دُعِيَ عليه بالقطيعة؛ وقال الهذلي: رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِ إِلينا، ولكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ قال الأَزهري: وتفسير البيت أَن عليّاً قبيلة من كنانة، كأَنه قال رُوَيْدَكَ عَلِيّاً أَي أَرْوِدْ بِهِمْ وارفق بهم، ثم قال جُدَّ ثديُ أُمِّهِمْ إِلينا أَي بيننا وبينهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقرابةٌ من قِبَلِ أُمِّهِم، وهم منقطعون إِلينا بها، وإِن كان في وِدِّهِمْ لنا مَيْنٌ أَي كَذِبٌ ومَلَق.
والأَصمعي: يقال للناقة إِنها لَمِجَدَّةٌ بالرَّحْلِ إِذا كانت جادَّة في السير. قال الأَزهري: لا أَدري أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة؛ فمن قال مِجَدَّة، فهي من جَدَّ يَجِدُّ، ومن قال مُجِدَّة، فهي من أَجَدَّت.
والأَجَدَّانِ والجديدانِ: الليلُ والنهارُ، وذلك لأَنهما لا يَبْلَيانِ أَبداً؛ ويقال: لا أَفْعَلُ ذلك ما اختلف الأَجَدَّانِ والجديدانِ أَي الليلُ والنهارُ؛ فأَما قول الهذلي: وقالت: لن تَرى أَبداً تَلِيداً بعينك، آخِرَ الدَّهْرِ الجَديدِ فإِن ابن جني قال: إِذا كان الدهر أَبداً جديداً فلا آخر له، ولكنه جاءَ على أَنه لو كان له آخر لما رأَيته فيه.
والجَديدُ: ما لا عهد لك به، ولذلك وُصِف الموت بالجَديد، هُذَلِيَّةٌ؛ قال أَبو ذؤيب: فقلتُ لِقَلْبي: يا لَكَ الخَيْرُ إِنما يُدَلِّيكَ، للْمَوْتِ الجَديدِ، حَبابُها وقال الأَخفش والمغافص الباهلي: جديدُ الموت أَوَّلُه.
وجَدَّ النخلَ يَجُدُّه جَدّاً وجِداداً وجَداداً؛ عن اللحياني: صَرَمَهُ.
وأَجَدَّ النخلُ: حان له أَن يُجَدَّ.
والجَدادُ والجِدادُ: أَوانُ الصِّرامِ.
والجَدُّ: مصدرُ جَدَّ التمرَ يَجُدُّه؛ وفي الحديث: نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن جَدادِ الليلِ؛ الجَدادُ: صِرامُ النخل، وهو قطع ثمرها؛ قال أَبو عبيد: نهى أَن تُجَدَّ النخلُ ليلاً ونَهْيُه عن ذلك لمكان المساكين لأَنهم يحضرونه في النهار فيتصدق عليهم منه لقوله عز وجل: وآتوا حقه يوم حصاده؛ وإِذا فعل ذلك ليلاً فإِنما هو فارّ من الصدقة؛ وقال الكسائي: هو الجَداد والجِداد والحَصادُ والحِصادُ والقَطافُ والقِطافُ والصَّرامُ والصِّرام، فكأَنَّ الفَعال والفِعالَ مُطَّرِدانِ في كل ما كان فيه معنى وقت الفِعْلِ، مُشبَّهانِ في معاقبتهما بالأَوانِ والإِوانِ، والمصدر من ذلك كله على الفعل، مثل الجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ.
وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لابنته عائشة، رضي الله تعالى عنهما: إِني كنت نَحَلْتُكَ جادَّ عشرين وَسْقاً من النخل وتَوَدِّين أَنكِ خَزَنْتِهِ فأَما اليوم فهو مال الوارث؛ وتأْويله أَنه كان نَحَلَها في صحته نخلاً كان يَجُدُّ منها كلَّ سنة عشرين وَسْقاً، ولم يكن أَقْبَضها ما نَحَلَها بلسانه، فلما مرض رأَى النحل وهو غيرُ مقبوض غيرَ جائز لها، فأَعْلَمَها أَنه لم يصح لها وأَن سائر الورثة شركاؤها فيها. الأَصمعي: يقال لفلان أَرض جادٌ مائة وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زرعت، وهو كلام عربي.
وفي الحديث: أَنه أَوصى بِجادٍّ مائة وَسْقٍ للأَشعريين وبِجادِّ مائةِ وَسْقٍ للشَّيْبِيِّين؛ الجادُّ: بمعنى المجدود أَي نخلاً يُجَدُّ منه ما يبلغ مائةَ وَسْقٍ.
وفي الحديث: من ربط فرساً فله جادٌّ مائةٍ وخمسين وسقاً؛ قال ابن الأَثير: كان هذا في أَوّل الإِسلام لعزة الخيل وقلتها عندهم.
وقال اللحياني: جُدادَةُ النخل وغيره ما يُسْتأْصَل.
وما عليه جِدَّةٌ أَي خِرْقَةٌ.
والجِدَّةُ: قِلادةٌ في عنق الكلب، حكاه ثعلب؛ وأَنشد: لو كنت كَلْبَ قَبِيصٍ كنتَ ذا جِدَدٍ، تكون أُرْبَتُهُ في آخر المَرَسِ وجَديدَتا السرج والرَّحْلِ: اللِّبْدُ الذي يَلْزَقُ بهما من الباطن. الجوهري: جَديدَةُ السَّرْج ما تحت الدَّفَّتين من الرِّفادة واللِّبْد المُلْزَق، وهما جديدتان؛ قال: هذا مولَّد والعرب تقول جَدْيَةُ السَّرْجِ.وفي الحديث: لا يأْخذنَّ أَحدكم متاع أَخيه لاعباً جادّاً أَي لا يأْخذْه على سبيل الهزل يريد لا يحبسه فيصير ذلك الهزلُ جِدّاً.
والجِدُّ: نقيضُ الهزلِ. جَدَّ في الأَمر يَجِدُّ ويَجُدُّ، بالكسر والضم، جِدّاً وأَجَدَّ: حقق.
وعذابٌ جِدٌّ: محقق مبالغ فيه.
وفي القنوت: ونَخْشى عذابَكَ الجِدَّ.
وجَدَّ في أَمره يَجِدُّ ويَجُدُّ جَدّاً وأَجَدَّ: حقق.
والمُجادَّة: المُحاقَّةُ.
وجادَّهُ في الأَمر أَي حاقَّهُ.
وفلانٌ محسِنٌ جِدّاً، وهو على جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر.
والجِدُّ: الاجتهادُ في الأُمور.
وفي الحديث: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا جَدَّ في السَّير جَمع بين الصَّلاتينِ أَي اهتمّ به وأَسرع فيه.
وجَدَّ به الأَمرُ وأَجَدَّ إِذا اجتهد.
وفي حديث أُحُدٍ: لئن أَشهَدَني الله مع النبي، صلى الله عليه وسلم، قتلَ المشركين ليَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَجِدُّ أَي ما أَجتهِدُ. الأَصمعي: يقال أَجَدَّ الرجل في أَمره يُجِدُّ إِذا بلغ فيه جِدَّه، وجَدَّ لغةٌ؛ ومنه يقال: فلان جادٌّ مُجِدٌّ أَي مجتهد.
وقال: أَجَدَّ بها أَمراً أَي أَجَدَّ أَمرَه بها، نصبٌ على التمييز كقولك: قررْتُ به عيناً أَي قرَّت عيني به؛ وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ جِدّاً.
وجَدَّ به الأَمرُ: اشتد؛ قال أَبو سهم: أَخالِدُ لا يَرضى عن العبدِ ربُّه، إِذا جَدَّ بالشيخ العُقوقُ المُصَمِّمُ الأَصمعي: أَجَدَّ فلان أَمره بذلك أَي أَحكَمَه؛ وأَنشد: أَجَدَّ بها أَمراً، وأَيقَنَ أَنه، لها أَو لأُخْرى، كالطَّحينِ تُرابُها قال أَبو نصر: حكي لي عنه أَنه قال أَجَدَّ بها أَمراً، معناه أَجَدَّ أَمرَه؛ قال: والأَوّل سماعي، منه.
ويقال: جدَّ فلانٌ في أَمرِه إِذا كان ذا حقيقةٍ ومَضاءٍ.
وأَجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انكمش فيه. أَبو عمرو: أَجِدَّكَ وأَجَدَّكَ معناهما ما لَكَ أَجِدّاً منك، ونصبهما على المصدر؛ قال الجوهري: معناهما واحد ولا يُتكلم به إِلا مضافاً. الأَصمعي: أَجِدَّكَ معناه أَبِجِدّ هذا منك، ونصبُهما بطرح الباءِ؛ الليث: من قال أَجِدَّكَ، بكسر الجيم، فإِنه يستحلفه بِجِدِّه وحقيقته، وإِذا فتح الجيم، استحلفه بجَدِّه وهو بخته. قال ثعلب: ما أَتاك في الشعر من قولك أَجِدَّك، فهو بالكسر، فإِذا أَتاك بالواو وجَدِّك، فهو مفتوح؛ وفي حديث قس: أَجِدَّكُما لا تَقْضيانِ كَراكُما أَي أَبِجِدِّ منكما، وهو نصب على المصدر.
وأَجِدَّك لا تفعل كذا، وأَجَدَّك، إِذا كسر الجيم استحلفه بِجِدِّه وبحقيقته، وإِذا فتحها استحلفه بِجَدِّه وببخته؛ قال سيبويه: أَجِدَّكَ مصدر كأَنه قال أَجِدّاً منك، ولكنه لا يستعمل إِلا مضافاً؛ قال: وقالوا هذا عربيٌّ جدًّا، نصبُه على المصدر لأَنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو؛ قال: وقالوا هذا العالمُ جِدُّ العالِمِ، وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، يريد بذلك التناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخلال.
وصَرَّحْت بِجِدٍّ وجِدَّانَ وجِدَّاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ؛ يضرب هذا مثلاً للأَمر إِذا بان وصَرُحَ؛ وقال اللحياني: صرّحت بِجِدَّانَ وجِدَّى أَي بِجِدٍّ. الأَزهري: ويقال صرّحت بِجِدَّاءَ غيرَ منصرف وبِجِدٍّ منصرف وبِجِدَّ غير مصروف، وبِجِدَّانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة، وأَخرج اللبن رغوته، كل هذا في الشيء إِذا وضَح بعد التباسه.
ويقال: جِدَّانَ وجِلْدانَ صحراءَ، يعني برز الأَمر إِلى الصحراء بعدما كان مكتوماً.
والجُدَّادُ: صغار الشجر، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للطرِمَّاح: تَجْتَني ثامِرَ جُدَّادِه، من فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ والجُدَّادُ: صِغارُ العضاهِ؛ وقال أَبو حنيفة: صغار الطلح، الواحدة من كل ذلك جُدَّادةٌ.
وجُدَّادُ الطلح: صغارُه.
وكلُّ شيء تَعَقَّد بعضُه في بعضٍ من الخيوط وأَغصانِ الشجر، فهو جُدَّادٌ؛ وأَنشد بيت الطرماح.
والجَدَّادُ: صاحب الحانوت الذي يبيع الخمر ويعالجها، ذكره ابن سيده، وذكره الأَزهري عن الليث؛ وقال الأَزهري: هذا حاقُّ التصحيف الذي يستحيي من مثله من ضعفت معرفته، فكيف بمن يدعي المعرفة الثاقبة؟ وصوابه بالحاءِ.
والجُدَّادُ: الخُلقانُ من الثياب، وهو معرّب كُداد بالفارسية.
والجُدَّادُ: الخيوط المعقَّدة يقال لها كُدَّادٌ بالنبطية؛ قال الأَعشى يصف حماراً: أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسرا جِ، والليلُ غامرُ جُدَّادِها الأَزهري: كانت في الخيوط أَلوان فغمرها الليل بسواده فصارت على لون واحد. الأَصمعي: الجُدَّادُ في قول المسيَّب (* قوله «الأصمعي الجدَّاد في قول المسيَّب إلخ» كذا في نسخة الأصل وهو مبتدأ بغير خبر وان جعل الخبر في قول المسيب كان سخيفاً) بن عَلس: فِعْلَ السريعةِ بادَرتْ جُدَّادَها، قَبْلَ المَساءِ، يَهُمُّ بالإِسراعِ السريعة: المرأَة التي تسرع.
وجَدودٌ: موضع بعينه، وقيل: هو موضع فيه ماء يسمى الكُلابَ، وكانت فيه وقعة مرتين، يقال للكُلابِ الأَوّلِ: يَوْمُ جَدود وهو لِتغْلِب على بكرِ بن وائل؛ قال الشاعر: أَرى إِبِلِي عافَتْ جَدودَ فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وجُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فلو أَنها كانت لِقاحِي كثيرةً، لقد نَهِلتْ من ماءِ جُدٍّ وَعلَّتِ قال: ويروى من ماء حُدٍّ، هو مذكور في موضعه.
وجَدَّاءُ: موضع؛ قال أَبو جندب الهذلي: بَغَيْتُهُمُ ما بين جَدَّاءَ والحَشَى، وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا والجُدْجُدُ: الذي يَصِرُّ بالليل، وقال العَدَبَّس: هو الصَّدَى.
والجُنْدُبُ: الجُدْجُدُ، والصَّرصَرُ: صَيَّاحُ الليل؛ قال ابن سيده: والجُدْجُدُ دُوَييَّةٌ على خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَيْداءُ قصيرة، ومنها ما يضرب إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً، وقيل: هو صرَّارُ الليلِ وهو قَفَّاز وفيه شَبه من الجراد، والجمع الجَداجِدُ؛ وقال ابن الأَعرابي: هي دُوَيبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه؛ وأَنشد: تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ غُدافٍ، وتَصطادينَ عُشّاً وجُدْجُدا وفي حديث عطاء في الجُدْجُدِ يموت في الوَضوءِ قال: لا بأْس به؛ قال: هو حيوان كالجراد يُصَوِّتُ بالليل، قيل هو الصَّرْصَرُ.
والجُدجُدُ: بَثرَة تخرُج في أَصل الحَدَقَة.
وكلُّ بَثْرَةٍ في جفنِ العين تُدْعى: الظَّبْظاب.
والجُدْجُدُ: الحرُّ؛ قال الطرمَّاح: حتى إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ نَوْرَ الربيع، ولاحَهُنَّ الجُدْجُدُ والأَجْدادُ: أَرض لبني مُرَّةَ وأَشجعَ وفزارة؛ قال عروة بن الورد: فلا وَأَلَتْ تلك النفُوسُ، ولا أَتَتْ على رَوْضَةِ الأَجْدادِ، وَهْيَ جميعُ وفي قصة حنين: كإِمرار الحديد على الطست (* قوله «على الطست» وهي مؤنثة إلخ كذا في النسخة المنسوبة إلى المؤلف وفيها سقط. قال في المواهب: وسمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحديد على الطست الجديد. قال في النهاية وصف الطست وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكر اما لأن تأنيثها إلخ)، وهي مؤنثة بالجديد، وهو مذكر إِما لأَن تأْنيثها غير حقيقي فأَوله على الإِناء والظرف، أَو لاءن فعيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأْنيث كما يوصف المذكر، نحو امرأَة قتيل وكفّ خَضيب، وكقوله عز وجل: إن رحمة الله قريب.
وفي حديث الزبير: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: احبس الماء حتى يبلغ الجَدَّ، قال: هي ههنا المُسَنَّاةُ وهو ما وقع حول المزرعة كالجدار، وقيل: هو لغة في الجدار، ويروى الجُدُر، بالضم. جمع جدار، ويروى بالذال وسيأْتي ذكره.

حمم (لسان العرب) [0]


قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ.
وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم.
وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت: وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً، نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ . . . أكمل المادة في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد: وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.
وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.
وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل: فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.
وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ: وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ، وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ: أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.
والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.
وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى: تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ، هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.
ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه.
وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
وحامَّهُ: قارَبه.
وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة.
وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد: حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد: لِتَذودَهُنَّ.
وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ، أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا.
والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال: لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث: تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه.
واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت.
وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي.
والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال: كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه.
وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.
والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره.
وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع: لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء: معظمه.
وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها.
وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير: وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.
وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير: ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد.
والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ.
وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً.
والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء.
ويقال: اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ.
والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.
وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم.
والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ إذا سُخِّنَ.
وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم.
وكل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف.
وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ. الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا: نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله: فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر: وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان جمراً تتبخر به.
والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى.
وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون.
وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام.
واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار.
والاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان.
وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.
وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.
وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.
والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال الهُذَليُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.
والحَمِيمُ: القَيْظ.
والحميم: العَرَقُ.
واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه. الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة. الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء، صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب.
وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها.
وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله.
ويقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.
والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء، والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى: فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ وقال النابغة: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء.
وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال أبو كبير الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم (* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).
وقال حسان بن ثابت: وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له، من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ، في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.
والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري: الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشديدُ السوادِ.
وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد. الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ.
والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل حُمَمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً.
ويقال أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً.
وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.
وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.
وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه.
وجارية حُمَمَةٌ: سوداء.
واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سيبويه: وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال: مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ.
وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ، عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار، قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد: والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ، والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.
والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ.
ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.
وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد.
وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً.
وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.
وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً، وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.
وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.
وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول العَجَّاج: ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت، وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
وروى الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير.
والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي، حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة: واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ (* وفي رواية أخرى: سِراعٍ) هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها: لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي، وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.
وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً.
والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها: يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ، من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ.
وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ والحَمامة: خِيار المال.
والحَمامة: سَعْدانة البعير.
والحَمامة: ساحة القصر النَّقِيَّةُ.
والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو.
والحَمامة: المرأَة الجميلة.
والحمامة: حَلْقة الباب.
والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.
والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها.
وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً.
وحَمَّةُ وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة، والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال، وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير.
وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ.
والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء.
وحِمَّانُ: حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل (* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء).
وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد، وليس بشيء.
وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.
والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير (* قوله «عند الشعير» أي عند طلبه، أفاده شارح القاموس).
وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه.
وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ.
والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ.
والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ.
وقال مرة: الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم.
وقال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.
والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: حَمْحامِ.
واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ، ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية.
واليَحاميمُ: الجبال السود.