المصادر:  


خ - د - م (جمهرة اللغة) [207]


خدمتُ الرجلَ أخدُمه خِدْمَة، فأنا خادم، والجمع خَدَم وخُدّام. والخَدَمَة: السِّوار، وهو الخِدام أيضاً. ومثل من أمثالهم: " أحمقُ من الممهورة إحدى خَدَمَتَيْها " ، وهو الخَدَم والخِدام أيضاً. والمخدمَّ: موضع الخِدام من السّاق. فرس مخدَّم، إذا كان تحجيلُه مستديراً فوق أشاعِره ولا يجوز الأرساغَ. وقد سمَّت العرب خِداماً. ورُوي بيت امرىء القيس: عُوجا على الطَّلَل المُحيل لعلّنا ... نبكي الدّيارَ كما بكى ابنُ خِدامِ ويُروى خِذام، بالذال المعجمة، وهو شاعر قديم لا يُعرف له شعر إلا ما ذُكر في هذا البيت. قال أبو بكر: هو رجل من كلب كان تبع امرأ القيس في بلاد الروم، وكانت تروي له شعراً كثيراً. وزعم ابن . . . أكمل المادة الكلبي أن أعراب كلب ينشدون: قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل ... بسِقْط اللِّوى بين الدَّخول فَحوْمَلِ لابن خِذام هذا. وخَمَدَت النّار تخمُد خموداً، إذا سكن التهابُها، فهي خامدة والمصدر الخُمود. وخَمَدَ المريضُ، إذا أُغمي عليه. وخَمَدَتِ الحُمَّى، إذا سكن فَوَرانُها. والخَمُّود، في وزن فَعُّول: موضع يدفن فيه الجمر. ودَمْخ: اسم جبل معروف. والدَّخم: لغة في الدَّحْم، وهو الدَّفْع بإزعاج دَخَمَه يدخَمه دَخْماً. والتمدُّخ: تعكُس الناقة في سيرها وتلوّيها عن الانبعاث. وفي بعض اللغات: تمدَّخت الإبلُ، إذا امتلأت شحماً.

خمد (الصّحّاح في اللغة) [56]


خَمَدَتِ النار تَخْمُدُ حُموداً: سكَنَ لهبها ولم يَطْفَأُ جَمْرُها.
وهَمَدَتْ، إذا طفئ جمرها.
وأَخْمَدْتُها أنا.
وخَمَدَتِ الحُمَّى: سكَن فَوَرانُها.
وخَمَدَ المريض: أُغميَ عليه أو مات. موضع تدفنُ فيه النارِ لتَخْمُدَ.

خمد (لسان العرب) [55]


خَمَدَت النار تَخْمُد خُموداً: سكن لهبها ولم يُطْفأْ جمرها.
وهمَدت هموداً إِذا أُطفئَ جمرها البتة، وأَخْمد فلان نارَه.
وقوم خامدون: لا تسمع لهم حساً، من ذلك، وفي التنزيل العزيز: إِن كانت إِلاَّ صيحة واحدة فإِذا هم خامدون؛ قال الزجاج: فإِذا هم ساكتون قد ماتوا وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد؛ قال لبيد: وجَدْتُ أَبي ربيعاً لليتامى وللضيفان، إِذ خَمدَ الفَئيد الفَئيد: النار أَي سكن لهبها بالليل لئلا يَضْوِيَ إِليها ضيف أَو طارق؛ وفيه: حتى جعلناهم حصيداً خامدين. على وزن التَّنُور: موضع تدفن فيه النار حتى تَخْمُد.
وخَمَدَت الحُمَّى: سكن فورانها، وخَمِدَ المريض: أُغمي عليه أَو مات.
وفي نوادر الأَعراب: تقول رأَيته . . . أكمل المادة مُخْمِداً ومُخْبِتاً ومُخْلِداً ومُخْبِطاً ومُسْبِطاً ومُهْدِياً إِذا رأَيته ساكناً لا يتحرك.
والمُخْمِد: الساكن الساكت؛ قال لبيد: مِثْل الذي بالغِيل يَقْرُو مُخْمِدا قال: مخمد ساكن قد وطن نفسه على الأَمر.

همد (مقاييس اللغة) [6]



الهاء والميم والدال: أصلٌ يدلُّ على خمودِ شيء.
وهَمَدت النار: طَفِئَتْ البَتّة.
وأرضٌ هامدة: لا نباتَ بها.
ونباتٌ هامد: يابس.
والإهماد: الإقامة بالمكان.ومما شذَّ عن هذا الباب قول من قال: إنَّ الإهماد: السُّرعة في المَشْي. قال:

ش ع ل (المصباح المنير) [5]


 الشُّعْلَةُ: من النار معروفة، و "شَعَلَتِ" النار "تَشْعَلُ" بفتحتين و "اشْتَعَلَتْ" توقدت ويتعدى بالهمزة فيقال "أَشْعَلْتُهَا" واستعمال الثلاثي متعدياً لغة ومنه قيل اشتعل فلانٌ غضبا إذا امتلأ غيظا وقوله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} فيه استعارة بديعة شبّه انتشار الشيب باشتعال النار في سرعة التهابه وفي أنه لم يبقَ بعد الاشتعال إلا الخمودُ

ح م م (المصباح المنير) [3]


 الحُمَمَةُ: وزان رطبة: ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء و "حَمَّ" الجمر "يَحَمُّ" "حَمَمًا" من باب تعب إذا اسودّ بعد خموده وتطلق "الحُمَمَةُ" على الجمر مجازا باسم ما يئول إليه و "حَمَّ" الشيء "حَمًّا" من باب ضرب: قرب ودنا، و "أَحَمَّ" بالألف لغة، ويستعمل الرباعي متعديا فيقال "أَحَمَّهُ" غيره، و "حَمَّمْتُ" وجهه "تَحْمِيمًا" إذا سودته بالفحم و "الحَمَامُ" عند العرب كلّ ذي طوق من الفواخت والقماري وساق حر والقطا والدواجن والوراشين وأشباه ذلك، الواحدة "حَمَامَةٌ" ويقع على الذكر والأنثى فيقال "حَمَامَةٌ" ذكر و "حَمَامَةٌ" أنثى، وقال الزّجّاج: إذا أردت تصحيح المذكر قلت رأيت "حَمَامًا عَلَى حَمَامَةٍ" أي ذكرا على أنثى والعامّة تخصّ "الحَمَامَ" بالدواجن وكان الكسائي يقول: "الحَمَامُ" هو البري، و "اليَمَامُ" هو الذي يألف البيوت، وقال الأصمعي: "اليَمَامُ" حمام الوحش وهو ضرب من طير الصحراء. والحمَّام: مثقل معروف والتأنيث أغلب فيقال هي "الحَمَّامُ" وجمعها "حَمَّامَاتٌ" على القياس، ويذكر فيقال . . . أكمل المادة هو "الحَمَّامُ" ، و "الحُمَّى" فعلى غير منصرفة لألف التأنيث والجمع "حُمَّيَاتٌ" ، و "أَحَمَّهُ" الله بالألف من الحمى "فَحُمَّ" هو بالبناء للمفعول وهو "مَحْمُومٌ" و "الحَمِيمُ" الماء الحارّ، و "اسْتَحَمَّ" الرجل: اغتسل بالماء الحميم ثم كثر حتى استعمل "الاسْتِحْمَامُ" في كلّ ماء و "المِحَمُّ" بكسر الميم القمقمة، و "حَامِيمُ" إن جعلته اسما للسورة أعربته إعراب ما لا ينصرف وإن أردت الحكاية بنيت على الوقف لما يأتي في "يَس" ومنهم من يجعلها اسما للسور كلها والجمع "ذَوَاتُ حَامِيمَ" و "آلُ حَامِيمَ" ومنهم من يجعلها اسما لكلّ سورة فيجمعها "حَوَامِيمَ" . 

سوس (العباب الزاخر) [2]


السُّوْسُ -بالضم-: الطبيعة، يقال: الفصاحة من سُوْسِهِ: أي من طَبْعِه. والسُّوْسُ: الأصل، يقال: فلان من سُوْسِ صِدْقٍ ومن تُوْسِ صِدْقٍ: أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:
إذا المُلِمّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوْسا     


وقال الدِّينَوَري: السُّوْس، الواحِدة سوسَة، وهو هذا السوس المعروف الذي تُغَمّى به البُيُوتُ، ويَدْخُلُ عصيره في الدواء، وفي عُروقه حلاوة شديدة، وفي فروعه مرارة، وهو من الشَّجَر، وهو بأرض العرب كثير، قال: وسَألْتُ عنه أعْرابِيّاً فقال: نحن نُسَمِّيه المَتْكَ، وهو عندنا كثير، ويجعلون ورقة في النبيذ كما يُجْعَل الدّاذِيُّ فيَشْتَدّ. والسُّوْسُ: دودٌ في الصوف والطعام، والسّاسُ: لُغَةٌ فيه، يقال: ساسَ الطعام يَسَاسُ سَوْساً -بالفتح-، وزادَ . . . أكمل المادة ابن عبّاد: سَوِسَ، وزاد يونُس في كتاب اللغات: سِيْسَ. وسُوْسُ المرأة وقُوقُها: صَدْعُ فَرْجِها. والسُّوْسُ: من كُوَر الأهواز، وفيه قبر دانيال -صلوات الله عليه-.
وقال ابن المقفَّع: أوَّلُ سورٍ وُضِعَ بعدَ الطُّوفان سورُ السُّوْسِ وتُسْتَرَ، قال: ولا يُدْرى مَنْ بَنى سُوْرَ السُّوْسِ وتُسْتَرَ.
وقال ابن الكَلْبِيِّ: بَنَاها السُّوْسُ بن سام بن نوح. والسَّوس -أيضاً-: بلد بالمغرب، وهنالك السُّوسُ الأقصى، وبين السُّوسَيْنِ مَسِيْرَةُ شَهرَيْن. والسُّوْسُ: بلدة بما وراء النهر. وسُوْسَة: بلد بالمغرب. والسُّوْسَة: فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها الحَوْفَزان بن شَرِيْك لمّا أغارَ على هجائنِه. وسُوسِيَة: كورة بالأردن. وقال ابن شميل: السُّوَاس: داءٌ يأخذ الخيل في أعناقها فَيُيَبِّسُها. ومحمد بن مُسلِم بن سُسْ -كالأمر من السياسة-: من أصحاب الحديث.
وسُسْتُ الرَّعِيَّة سِياسَة.
وفلان مُجَرِّب قد ساسَ وسيسَ عليه: أي أمَرَ وأُمِرَ عليه. وقال أبو زيد: ساسَتِ الشاةُ تَسَاسُ سَوَساً: إذا كَثُرَ قَمْلُها. والسَّوَسُ -أيضاً-: مصدر الأسْوَسِ وهو داءٌ يكون في عَجَزِ الدّابّة من الوِرك والفخذِ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ. وقال الليث: أبو ساسان: كُنْيَةُ كِسرى، قال: مَن جَعَلَه فَعْلانَ قال في تصغيرِه سُوَيسان.
وفي حديث سَطيحٍ الكاهن: بعَثَكَ مَلِك بني ساسان، لارْتِجاس الايوان، وخُمُودِ النِّيران، ورؤيا المُْبَذَان.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب و ب ذ، وهو اسمٌ أعجَميُّ.
وساسان الأكبَر: هو ابن بَهْمَنَ بن إسْفَنْديارَ المَلِك.
وأمّا أبو الأكاسِرة: فهو ساسانُ الأصغر بن بابَك ابن مُهَرْمِش بن ساسان الأكبر.
وأرْدَشِيْر بن بابَك بن ساسان الأصغر. وسَوَاسٌ -مثال سَحَابٍ-: جَبَلٌ، وقال ابن دريد: سَوَاسٌ: جَبَلٌ أو موضِع. وذاة السَّوَاسي: جَبَل لِبَني جَعْفَر.
وقال الأصمعي: ذاةُ السُّوَاسي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ في يَنُوْفَ. وقال الليث: السَّوَاسُ: شجر، الواحدة: سَوَاسَة، وهو من أفضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ يكون وارياً، وقَلَّ ما يَصْلِد، قال الطِّرِمّاح يصف الرَّماد وآثار الديار:
تَنَكَّدَ رَسْـمُـهـا إلاّ بـقـايا      عَفا عنها جَدَا هَمِعٍ هَتُـوْنِ


الأخْرَجُ: الرَّماد؛ لأنَّ فيه بياضاً وسَواداً، وأُمُّه: زَنْدَتُه، وسَلْمى: أحد جَبَلَي طَيِّئٍ، والضَّنى: النار بمنزلة الوَلَدِ. وقال الدِّيْنَوَريُّ: قال أبو زياد: من العِضَاهِ السَّوَاسُ، شبيهٌ بالمَرْخ، له سِنَفَة مِثل سِنَفَةِ المَرْخ، وله شوك ولا ورق له، وهو يُقْتَدَح بِزَنْدِه. قال: وقد وَصَفْنا ذلك في باب الزِّناد، قال: ويَطول في السماء، ويُسْتَظَلُّ تَحتَه، وقد تأكل أطراف عيدانه الدقيقة الإبل والغنم. قال: وسَمِعْتُ أعرابياً يقول: السَّوَاسِي -يُريد: السَّوَاسَ-، فسألتُه عنه فقال: المَرْخُ والسَّوَاسُ والمَنْجُ، وهؤلاء الثلاثة متشابهة، وقال المَنْجُ: اللوز الصغار المُرُّ، قال: وسَمِعتُ من غيرِه: المِزْجَ؛ وهو الذي يُسَمّى بالفارسية: البَاذامَكْ، ولا وَرَقَ له، إنَّما نباتُه قضبان حُمُر في خُضْرَة البَقْلِ سُلُبٌ عارية تُتَّخَذُ منها السِّلافلُ، وهو من نبات القِفاف والجِبال. والسّاسُ: القادِح في السِّنِّ، قال العجّاج:
تَجْلو بِعُودِ الإسْحِلِ المُقَصَّمِ      غُرُوبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ

السّاس: الذي قد أُكِلَ، وأصْلُه سائس، مثال هَارٍ وهائرٍ وصافٍ وصائفٍ. وقال العجّاج أيضاً:
صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ      ولم يُخالِط عُوْدَه ساسُ النَّخَرْ

أي: أكْلُ النَّخر. وقال أبو زيد: أسَاسَتِ الشّاة: إذا كَثُرَ قَمْلُها، مِثْلُ ساسَتْ. وأساسْوه: أي سَوَّسُوْهُ. وأساسَ الطّعام: أي ساسَ، وكذلك سَوَّسَ، قال زُرارَة بن صَعْبِ بن دَهْرٍ يُخاطِب العامِرِيَّة:
قد أطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا      نُفَايَةً مُسَوِّساً حَجْرِيّا

وسُوِّسَ الرجل أمور الناس- على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه-: إذا مُلِّكَ أمْرَهم، قال الحُطَيْئةُ يهجو أُمَّه:
لقد سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيْكِ حتى      تَرَكْتِهِم أدَقَّ من الطَّحِينِ


ويروى: "سَوَّسْتِ" بفتحتين، وقال الفرّاء: سَوَّسْتِ خطأ. وقال أبو زيد: سَوَّسَ فُلانٌ لفُلانٍ أمْراً فَرَكِبَه، كما تقول: سَوَّلَ له وزَيَّنَ له. والتركيب يدل على فساد في شيء وعلى جِبِلَّةٍ وخَلِيْقَةٍ.

سطح (لسان العرب) [2]


سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه، فهو مسْطوحٌ وسَطِيح: أَضْجَعَه وصرعه فبسطه على الأَرض.
ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قال الليث: السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل: وأَنشد: حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا والسَّطِيح: المنبسط، وقيل: المنبسط البطيء القيام من الضعف.
والسَّطِيح: الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود، فهو أَبداً منبسط.
والسَّطِيح: المستلقي على قفاه من الزمانة.
وسَطِيحٌ: هذا الكاهن الذِّئْبيُّ، من بني ذِئْب، كان يتكهن في الجاهلية، سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا؛ وقيل: سمي بذلك لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لا عظم . . . أكمل المادة فيه سوى رأْسه. روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه: وأَتت له خمسون ومائة سنة؛ قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع عشرة شُرْفةً، وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، وغاضت بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها، فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى، فورد عليه كتاب بخمود النار؛ فقال المُوبِذانُ: وأَنا رأَيت في هذه الليلة، وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل، فقال له: وأَيُّ شيء يكون هذا؟ قال: حادث من ناحية العرب. فبعث كسرى إِلى النعمان بن المنذر: أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله؛ فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بما رأَى؛ فقال: علم هذا عند خالي سَطِيح، قال: فأْتِه وسَلْه وأْتنِي بجوابه؛ فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت، فأَنشأَ يقول: أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ؟ أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ؟ يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ (* قوله «يا فاصل إلخ» في بعض الكتب، بين هذين الشطرين، شطر، وهو: «وكاشف الكربة في الوجه الغضن».)، أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ، وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ، تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ، تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ (* قوله «ترفعني وجناً إلخ» الوجه، بفتح فسكون، وبفتحتين: الأرض الغليظة الصلبة كالوجين، كأمير.
ويروى وجناً، بضم الواو وسكون الجيم، جمع وجين اهـ. نهاية.)، حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ، لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ، تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ (* قوله «بوغاء الدمن» البوغاء: التراب الناعم.
والدمن، جمع دمنة، بكسر الدال: ما تدمّن أي تجمع وتلبد، وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه الريح في بوغاء الدمن، وتشهد له الرواية الأخرى: «تلفه الريح ببوغاء الدمن» اهـ. من نهاية ابن الأثير.)، كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ (* قوله «كأَنما حثحث» أي حثّ وأسرع من حضني، تثنية حضن، بكسر الحاء: الجانب.
وثكن، بمثلثة محركاً: جبل اهـ.) قال: فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه، فقال: عبدُ المسيح، على جَمَل مُسيح، إِلى سَطيح، وقد أَوْفى على الضَّريح، بعثك مَلِكُ بني ساسان، لارتجاس الإِيوان، وخُمُود النيران، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلاً صِعاباً، تَقُود خَيْلاً عِراباً، يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة، وبُعِثَ صاحب الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة، فليس الشام لسطيح شاماً (* قوله «فليس الشام لسطيح شاما» هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس مقاماً ولا الشام إلخ اهـ.)، يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات، على عددِ الشُّرُفاتِ، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إِلى راحلته وهو يقول: شَمَّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ، فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ، تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ، وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ، فمن عَلِمُوا أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً، فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ، فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح؛ فقال كسرى: إِلى أَن يملك منا أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة في أَربع سنين، وملك الباقون إِلى زمن عثمان، رضي ا؟لله عنه؛ قال الأَزهري: وهذا الحديث فيه ذكر آية من آيات نبوّة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل مبعثه، قال: وهو حديث حسن غريب.
وانْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ على قفاه ولم يتحرك.
والسَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب: سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض.
وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ: انبسط.وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه، قال للمرأَة التي معها الصبيان: أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ.
والسَّطْحُ: ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء أَعلاه، والجمع سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ.
وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه.
ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها: شبهت بالبيوت المسطوحة.
والسُّطَّاحُ من النبت: ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حنيفة.
وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها.
وتَسطِيحُ القبر: خلاف تَسْنِيمِه.
وأَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جدًّا.
والسُّطَّاحُ، بالضم والتشديد: نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض، واحدته سُطَّاحة.
وقيل: السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة، وهي قليلة، وليست فيها منفعة؛ قال الأَزهري: والسُّطَّاحة بقلة ترعاها الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس.
وسَطَحَ الناقة: أَناخها.
والسَّطيحة: المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، وتكون صغيرة وتكون كبيرة، وهي من أَواني المياه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عليّاً وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن؛ قال: السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها.
والمِسْطَحُ: الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء؛ قال الأَزهري: والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء السماء؛ قال: وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛ ومنه قول الطِّرِمَّاح: في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ (* قوله «في جنبي مري ومسطح» كذا بالأصل.) والمِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر.
والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمَِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر: مكان مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية.
والمِسْطَحُ: حصير يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل: إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه، من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ الأَزهري: قال الفراء هو المِسْطَحُ (* قوله «هو المسطح إلخ» كذا بالأصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز.
وقال في مادة شبق: الشوبق، بالضم، خشبة الخباز، معرب.) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ.
والمِسْطَحُ: عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: كنت بين جارتين لي فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن عوف النضري: تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا، وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح.
والضَّيْطارُ: الضخم الذي لا غَناءَ عنده.
والمِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر لها في الأَرض، لكل دِعامةً شُْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.

الخمود (المعجم الوسيط) [0]


 حُفْرَة تدفن فِيهَا النَّار لتخمد