المصادر:  


حم (مقاييس اللغة) [50]



الحاء والميم فيه تفاوتٌ؛ لأنّه متشعب الأبواب جداً. فأحد أصوله اسوداد، والآخَر الحرارة، والثالث الدنوّ والحُضور، والرابع جنسٌ من الصوت، والخامس القَصْد.فأمّا السواد الفحُمَمُ الفحم. قال طرفة:
أشَجَاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُهْ      أمْ رمادٌ دارسٌ حُمَمُهْ

ومنه اليَحْموم، وهو الدُّخان.
والحِمْحِمُ: نبتٌ أسود، وكلُّ أسوَدَ حِمْحِم.ويقال حَمَّمْته إذا سَخَّمت وجهه بالسُّخام، وهو الفَحْم.ومن هذا الباب: حَمَّمَ الفرْخُ، إذا طلع رِيشُه. قال:وأمّا الحرارة فالحَميم الماء الحارّ.
والاستحمام: الاغتسال به.
ومنه الحَمّ، وهي الأَلية تُذاب، فالذي يبقى منها بعد الذَّوْب حَمٌّ، واحدته حَمَّةٌ.
ومنه الحَميم، وهو العَرَق. قال أبو ذؤيب:
فَأَبَى بدِرَّتِها إذا ما استُغْضِبَتْ      إلاَّ الحميمَ فإِنّه يَتَبَضَّعُ

ومنه الحُمَام، وهو حُمَّى الإبل.
ويقال . . . أكمل المادة أحمَّت الأرض [إذا صارت] ذات حُمَّى.
وأنشد الخليل في الحَمِّ:
ضُمَّا عليها جانِبَيْها ضَمَّا      ضَمَّ عَجوزٍ في إناء حُمَّا

وأمّا الدنُوّ والحضور فيقولون: أَحَمَّتِ الحاجةُ: حَضَرت، وأحَمَّ الأمرُ: دنا.
وأنشد:
حَيِّيا ذلك الغَزَال الأَجَمَّا      إن يكنْ ذلك الفراقُ أَحَمَّا

وأما الصوت فالحَمْحَمة حَمحمَةُ الفَرَس عند العَلْف.وأمّا القَصْد فقولهم حَمَمْتُ حَمَّهُ، أي قَصَدْت قَصْدَه. قال طرفة:
جَعَلتْهُ حَمَّ كَلْكَلِها      بالعَشِيِّ دِيمَةٌ تَثِمُهْ

ومما شذَّ عن هذه الأبواب قولهم: طلَّق الرّجُل امرأتَه وحَمَّمَها، إذا متَّعها بثَوْبٍ أو نحوه. قال:
أنتَ الذي وَهبتَ زيداً بعدما      همَمْتُ بالعَجُوز* أنْ تُحَمَّما

وأمّا قولهم احتَمَّ الرّجلُ، فالحاء مبدلةٌ من هاء، وإنّما هو من اهتَمَّ.

حمم (الصّحّاح في اللغة) [50]


الحَمُّ: ما يبقى من الأَلْية بعد الذَوب، الواحدة حَمَّةٌ.
والحَمُّ: ما أذيب منها. قال الراجز:
      يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ

وحَمَمْتُ الألْية، أي أذبتها.
والحَمَّةُ: العين الحارّة يَستشفِي بها الأعلاّء والمرضى.
وفي الحديث: "العالِمُ كالحَمَّة".
وحَمَمْتُ حَمَّكَ، أي قصدتُ قصدَك. قال الشاعر يصف بعيره:
تَلَمَّكَ لو يُجدي عَليه التَلَمُّكُ      فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ

وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحالَهُ. قال: يقال: حَمَمْتُ ارْتحالَ البعير، أي عَجَّلْتُهُ.
وحَمَمْتُ الماء، أي سخّنته أَحُمُّ، بالضم في جميع ذلك.
وحُمَّ أيضاً بمعنى قُدِّرَ.
وحُمَّ الشيء وأحِمَّ، أي قُدِّرَ، فهو محمومٌ.
وحَمِّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ بالفتح، إذا صارت حُمَمَةً.
ويقال أيضاً: حَمَّ الماءُ، أي صار حارّاً.
وأَحَمَّهُ أمرٌ، أي أغمّه.
وأَحَمَّ خروجُنا أي دنا.
وأنشد ابن . . . أكمل المادة السكِّيت للَبيدٍ:
أَنْ قد أَحَمَّ من الحُتوفِ حِمامُها      لِتَذودَهُنَّ وأيقنـتْ إن لـم تَـذُدْ

 وحُمَّ الرجلُ من الحُمَّى.
وأَحَمَّهُ الله عز وجلّ فهو مَحمومٌ، وهو من الشواذّ.
وأَحَمَّتْ الأرضُ: صارت ذاتَ حُمَّى. الماء الحارّ. مثله.
وقد اسْتَحْمَمْتُ، إذا اغتسلتَ به. هذا هو الأصلُ ثمَّ صار كلُّ اغتسالٍ استحماماً بأي ماء كان.
وأَحْمَمْتُ فلاناً، إذا غسلته بالحَميمِ. أَحِمُّوا لنا من الماء، أي أَسْخِنوا. المطر الذي يأتي في شدَّة الحرّ. العَرَقُ.
وقد اسْتَحَمَّ، أي عَرِقَ. قريبُك الذي تهتمُّ لأمره. القيظُ.
والمِحَمُّ بالكسر: القُمْقمُ الصغير يُسَخَّنُ فيه الماء وحَمَّمَ امرأتَه، أي متَّعها بشيء بعدَ الطلاق.
وحَمَّمَ الفرخُ، أي طلع ريشُه.
وحَمَّمَ رأسُه، إذا اسودَّ الحَلْق.
وحَمَمْتُ الرجل: سَخَّمْتُ وجهَه بالفحم.
والأَحَمُّ: الأسود. تقول: رجل أَحَمُّ بيّن الحَمم.
وأَحَمَّهُ الله سبحانه: جعلَه أَحَمُّ.
وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُحَّةِ. قال الأصمعي: وفي الكُمْتَةِ لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مُدَمَّى، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ.
وأشدُّ الخيل جلوداً وحوافِرَ الكُمَتُ الحُحُّ.
والحَمَمُ: الرماد والفحمُ وكلُّ ما احترق من النار، الواحدة حُمَمَةٌ.
واليَحْمومُ: الدخان.
والحَمَّاءُ، على فعلاء: سافلة الإنسان، والجمع حُمٌّ. واحدة الحمائِمِ، وهي كرائم المال. يقال: أخذ المُصَدِّقُ حَمائمَ الإبل، أي كرائمها.
ويقال ماله سَمٌّ ولا حَمٌّ غيرك، أي ما له هَمٌّ غيرك.
وقد يَضَمَّان أيضاً.
ومالي منه حَمٌّ وحُمٌّ، أي بُدٌّ.
واحْتَمَمْتُ، مثل اهْتَمَمْتُ. الأموي: حامَمْتُهُ، أي طالبته.
والحِمامُ بالكسر: قَدَر الموت.
والحُمَّةُ بالضم: السواد.
وحُمَّةُ الحَرِّ أيضاً: مُعظَمه.
وحُمَّةُ الفِراقِ أيضاً: ما قُدِّرَ وقُضي. الأصمعيّ: يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراقِ، أي قَدَرُ الفراق.
وأما حُمَةُ العقرب سَمُّهَا فهي مخفّفة الميم، والهاء عوض، وقد ذكرناه في المعتلّ.
والحمامُ عند العرب: ذوات الأطواق، من نحو الفَواخِتِ، والقَمارِيّ، وساقِ حُرٍّ، والقَطا، والوارشين وأشباه ذلك، يقع على الذكر والأنثى. الواحدة حَمامَةٌ. قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي:
دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وتَرَنُّما      وما هاج هذا الشوقَ إلاّ حَمامَةٌ

والحَمامَةُ ها هنا قُمْريَّةٌ.
وقال الأصمعيّ في قول النابغة:
إلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الـثَـمـدِ      واحْكُمْ كحكْمِ فتاةِ الحيِّ إذا نَظرتْ

هذه زرقاء اليمامة، نظرتْ إلى قطاً، ألا ترى إلى قولها:
تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ      ونِصْفَهُ قَـدِيَهْ


وقال الأمويّ: الدواجن: التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت حَمامٌ أيضاً.
وجمعُ الحَمامَةِ حَمَامٌ، وحَمَاماتٌ وحمائِمٌ، وربَّما قالوا حَمامٌ للواحد: قال الشاعر:
      حماما قَفْرَةِ وَقَعا فَطارَا

وقال جِران العَود:
حَمامَةُ أَيْكَةٍ تدعو حَماما      وذَكَّرَني الصِبا بَعْدَ التَنائي

والحَمَّامُ مشدَّداً: واحد الحَمَّاماتِ المبنيَّة.
والحُمامُ بالضم: حُمَّى الإبل.
وأرضٌ مَحَمَّةٌ: ذات حُمَّى.
والحَامَّةُ: الخاصَّة. يقال: كيف الحامَّةُ والعامّة.
وهؤلاء حامَّةُ الرجل، أي أقرباؤه.
وإبلٌ حَامَّةٌ، إذا كانت خياراً.
وآل حم: سُورَةٌ في القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه: آل حم ديباجُ القرآن. قال الفراد: إنّما هو كقولك: آلُ فلانٍ، كأنّه نَسَبَ السُوَرَ كلّها إلى حم. قال الكميت:
تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ      وجَدْنا لكم في آل حم آيةً

وقال أبو عبيدة: الحَوَاميمُ: سُوَرٌ في القرآن، على غير القياس.
وأنشد:
      وبالحَوَاميمِ التي قد سُبِّعِتْ

قال: والأَوْلى أن تُجْمَعَ بذواتِ حَم.

حمم (لسان العرب) [50]


قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ.
وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم.
وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت: وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً، نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ . . . أكمل المادة في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد: وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.
وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.
وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل: فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.
وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ: وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ، وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ: أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.
والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.
وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى: تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ، هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.
ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه.
وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
وحامَّهُ: قارَبه.
وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة.
وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد: حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد: لِتَذودَهُنَّ.
وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ، أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا. القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال: لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث: تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه.
واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت.
وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي.
والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال: كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه.
وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته. القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره.
وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع: لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء: معظمه.
وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها.
وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير: وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.
وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير: ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد. والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ.
وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً.
والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء.
ويقال: اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ. الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.
وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم. أَيضاً: المَحْضُ إذا سُخِّنَ.
وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم. ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف.
وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ. الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا: نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله: فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر: وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان جمراً تتبخر به.
والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى.
وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون.
وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام.
واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار.
والاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان.
وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.
وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.
وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده. المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال الهُذَليُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ. القَيْظ. العَرَقُ.
واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه. الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة. الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء، صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب.
وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها.
وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله.
ويقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.
والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء، والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى: فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ وقال النابغة: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء.
وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال أبو كبير الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم (* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).
وقال حسان بن ثابت: وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له، من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ، في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.
والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري: الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشديدُ السوادِ.
وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد.
والحُمَمُ: الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ.
والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل حُمَمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً.
ويقال أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً.
وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.
وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.
وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه.
وجارية حُمَمَةٌ: سوداء.
واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سيبويه: وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال: مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ.
وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ، عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار، قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد: والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ، والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.
والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ.
ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.
وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد.
وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً.
وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.
وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً، وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.
وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.
وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول العَجَّاج: ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت، وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
وروى الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير.
والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي، حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة: واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ (* وفي رواية أخرى: سِراعٍ) هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها: لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي، وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.
وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً.
والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها: يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ، من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ.
وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ والحَمامة: خِيار المال.
والحَمامة: سَعْدانة البعير.
والحَمامة: ساحة القصر النَّقِيَّةُ.
والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو.
والحَمامة: المرأَة الجميلة.
والحمامة: حَلْقة الباب.
والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.
والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها.
وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً.
وحَمَّةُ وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة، والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال، وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير.
وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ.
والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء.
وحِمَّانُ: حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل (* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء).
وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد، وليس بشيء.
وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.
والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير (* قوله «عند الشعير» أي عند طلبه، أفاده شارح القاموس).
وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه.
وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ.
والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ.
والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ.
وقال مرة: الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم.
وقال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.
والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: حَمْحامِ.
واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ، ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية.
واليَحاميمُ: الجبال السود.

ح م م (المصباح المنير) [50]


 الحُمَمَةُ: وزان رطبة: ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء و "حَمَّ" الجمر "يَحَمُّ" "حَمَمًا" من باب تعب إذا اسودّ بعد خموده وتطلق "الحُمَمَةُ" على الجمر مجازا باسم ما يئول إليه و "حَمَّ" الشيء "حَمًّا" من باب ضرب: قرب ودنا، و "أَحَمَّ" بالألف لغة، ويستعمل الرباعي متعديا فيقال "أَحَمَّهُ" غيره، و "حَمَّمْتُ" وجهه "تَحْمِيمًا" إذا سودته بالفحم و "الحَمَامُ" عند العرب كلّ ذي طوق من الفواخت والقماري وساق حر والقطا والدواجن والوراشين وأشباه ذلك، الواحدة "حَمَامَةٌ" ويقع على الذكر والأنثى فيقال "حَمَامَةٌ" ذكر و "حَمَامَةٌ" أنثى، وقال الزّجّاج: إذا أردت تصحيح المذكر قلت رأيت "حَمَامًا عَلَى حَمَامَةٍ" أي ذكرا على أنثى والعامّة تخصّ "الحَمَامَ" بالدواجن وكان الكسائي يقول: "الحَمَامُ" هو البري، و "اليَمَامُ" هو الذي يألف البيوت، وقال الأصمعي: "اليَمَامُ" حمام الوحش وهو ضرب من طير الصحراء. والحمَّام: مثقل معروف والتأنيث أغلب فيقال هي "الحَمَّامُ" وجمعها "حَمَّامَاتٌ" على القياس، ويذكر فيقال . . . أكمل المادة هو "الحَمَّامُ" ، و "الحُمَّى" فعلى غير منصرفة لألف التأنيث والجمع "حُمَّيَاتٌ" ، و "أَحَمَّهُ" الله بالألف من الحمى "فَحُمَّ" هو بالبناء للمفعول وهو "مَحْمُومٌ" و "الحَمِيمُ" الماء الحارّ، و "اسْتَحَمَّ" الرجل: اغتسل بالماء الحميم ثم كثر حتى استعمل "الاسْتِحْمَامُ" في كلّ ماء و "المِحَمُّ" بكسر الميم القمقمة، و "حَامِيمُ" إن جعلته اسما للسورة أعربته إعراب ما لا ينصرف وإن أردت الحكاية بنيت على الوقف لما يأتي في "يَس" ومنهم من يجعلها اسما للسور كلها والجمع "ذَوَاتُ حَامِيمَ" و "آلُ حَامِيمَ" ومنهم من يجعلها اسما لكلّ سورة فيجمعها "حَوَامِيمَ" . 

حُمَّ (القاموس المحيط) [50]


حُمَّ الأمْرُ، بالضم،
حَمّاً: قُضِيَ،
و~ له ذلك: قُدِّرَ.
وحَمَّ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَهُ،
و~ التَّنُّورَ: سَجَرَهُ،
و~ الشَّحْمَةَ: أذابها،
و~ الماءَ: سَخَّنَه،
كأَحَمَّه وحَمَّمَه،
و~ ارْتِحالَ البَعِيرِ: عَجَّلَهُ،
و~ اللّهُ له كذا: قَضاهُ له،
كأَحَمَّه.
وككِتابٍ: قَضاءُ المَوْتِ وقَدَرُه.
وكغُرابٍ: حُمَّى جَميعِ الدَّوابِّ، والسَّيِّدُ الشَّريفُ، ورجلٌ.
وذو الحُمَامِ بنُ مالِكٍ: حِميْرَيٌّ.
وكسَحابٍ: طائرٌ بَرّيٌّ لا يألَفُ البُيوتَ م، أو كُلُّ ذي طَوْقٍ، وتَقَعُ واحِدَتُه على الذَّكَرِ والأنْثَى،
كالحَيَّةِ
ج: حمَائِم، ولا تَقُلْ للذَّكَرِ حَمامٌ. مُجاوَرَتُها أمانٌ من الخَدَرِ، والفالِجِ، والسَّكْتَةِ، والجُمودِ، والسُّباتِ.
ولَحْمُه باهِيٌّ، يَزيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ ووَضْعُها مَشْقوقَةً، وهي حَيَّةٌ، على نَهْشَةِ العَقْربِ مُجَرَّبٌ للبُرْءِ، ودَمُها يَقْطَعُ الرُّعافَ، ومحمدُ بنُ . . . أكمل المادة يَزِيدَ الحَمَامِيُّ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ فَوارِسَ، وأبو سَعيدٍ الطُّيورِيُّ، وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، وداودُ بنُ علِيِّ بنِ رَئيسِ الرُّؤَساءِ الحَمامِيُّونَ: محدِّثونَ، وحَمامُ بنُ الجَموحِ، وآخَرُ غيْرُ مَنْسوبٍ: صَحابيانِ.
وحُمَّةُ الفِراقِ بالضم: ما قُدِّرَ وقُضِيَ
ج: كصُرَدٍ وجبالٍ.
وحامَّهُ: قارَبَهُ.
وأحَمَّ: دَنا، وحَضَرَ،
و~ الأمْرُ فلاناً: أهَمَّهُ،
كحَمَّهُ،
و~ نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البارِدِ،
و~ الأرضُ: صارَتْ ذاتَ حُمَّى.
والحَمِيمُ، كأَميرٍ: القَرِيبُ،
كالمُحِمِّ، كالمُهمِّ
ج: أحِمَّاءُ، وقد يكونُ الحَمِيمُ للجَمْعِ والمُؤَنَّثِ، والماءُ الحارُّ،
كالحَمِيمَةِ
ج: حَمائمُ،
واسْتَحَمَّ: اغْتَسَلَ به، والماءُ البارِدُ، ضِدٌّ، والقَيْظُ، والمَطَرُ يأتي بعدَ اشْتِدادِ الحَرِّ والعَرَقُ، وبهاءٍ: اللَّبَنُ المُسَخَّنُ، والكَريمَةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
واحْتَمَّ: اهْتَمَّ باللَّيْلِ، أو لم يَنَمْ من الهَمِّ،
و~ العَيْنُ: أرِقَتْ من غيرِ وَجَعٍ.
ومالَهُ حَمٌّ ولا سَمٌّ، ويُضَمَّانِ: هَمٌّ، أو لا قَليلٌ ولا كثيرٌ،
وماله عنه : بُدٌّ
والحامَّةُ: العامَّةُ، وخاصَّةُ الرجُلِ من أهْلِهِ ووَلَدِهِ، وخِيارُ الإِبِلِ.
وحَمُّ الشيء: مُعْظَمُهُ،
و~ من الظَّهيرةِ: شدَّةُ حَرِّها، والكَريمةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
والحَمَّامُ، كشَدَّادٍ: الدِيماسُ، مُذَكَّرٌ
ج: حَمَّاماتٌ،
ولا يقالُ: طابَ حَمَّامُكَ، وإنما يقالُ:
طابَتْ حِمَّتُكَ، بالكسر،
أي: حَمِيمُكَ، أي: طابَ عَرَقُكَ.
وأبو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ: مُقْرِئُ العِراقِ.
وذاتُ الحَمَّامِ: ة بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإفْرِيقِيَّةَ.
والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْنٍ فيها ماءٌ حارٌّ يَنْبَعُ، يَسْتَشْفِي بها الأعِلاَّءُ،
وواحِدَةُ الحَمِّ، لِما أذَبْتَ إِهالَتَهُ من الأُلْيَةِ والشَّحْمِ، أو ما يَبْقَى من الشَّحْمِ المُذابِ، ووادٍ باليَمامَةِ.
وحَمَّتا الثُّوَيْرِ: جَبَلانِ، وبالكسر: المَنِيَّةُ، وبالضم: لَوْنٌ بينَ الدُّهْمةِ والكُمْتَةِ ودُونَ الحُوَّةِ،
ود،
ولُغَةٌ في الحُمَةِ المُخَفَّفَةِ،
وع،
والحُمَّى،
وحُمَّ، بالضم: أصابَتْه.
وأحَمَّهُ الله تعالى، فهو مَحْمُومٌ، ط أو ط يقالُ:
حُمِمْتُ حُمَّى، والاسْمُ:
الحُمَّى، بالضم،
وأرضٌ مَحَمَّةٌ، محرَّكةً،
وبضم الميمِ وكسر الحاء: ذاتُ حُمَّى، أو كثيرَتُها،
وكُلُّ ما حُمَّ عليه فَمَحَمَّةٌ.
ومَحَمَّةُ أيضاً: ة بالصَّعيدِ، وكورَةٌ بالشَّرْقِيَّةِ،
وة بضَواحِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
والأَحَمُّ: القِدْحُ، والأَسْوَدُ من كُلِّ شيء،
كاليَحْمومِ والحِمْحِمِ، كسِمْسِمٍ وهُداهِدٍ، والأَبْيَضُ، ضِدٌّ.
وقد حَمِمْتُ، كفَرِحْتُ،
حَمَمَاً واحْمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ،
والاسْمُ: الحُمَّةُ، بالضم.
وأحَمَّهُ اللُّه تعالى.
والحَمَّاء: الاسْتُ
ج: حُمٌّ، بالضم.
واليَحْمومُ: الدُّخانُ، وطائرٌ، والجبَلُ الأَسْود، وفَرَسُ الحُسَيْنِ بنِ علِيٍّ، وفَرَسُ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ من نَسْلِ الحَرونِ، وفَرَسُ حَسَّانَ الطائِيِّ، وفَرَسُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، وجَبَلٌ بِمصْرَ، وماءٌ غَرْبِيَّ المُغِيثَةِ، وجَبَلٌ بِدِيارِ الضبابِ.
والحُمَمُ، كصُرَدٍ: الفَحْمُ، واحِدَتُهُ بهاء.
وحَمَّمَ: سَخَّمَ الوَجْهَ به،
و~ الغُلامُ: بَدَتْ لِحْيَتُهُ،
و~ الرَّأسُ: نَبَتَ شعَرُهُ بعدَما حُلِقَ،
و~ المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاقِ،
و~ الأرضُ: بدا نَباتُها أخْضَرَ إلى السَّوادِ،
و~ الفَرْخُ: نَبَتَ ريشُه.
والحَمَامَة، كَسَحابةٍ: وسَطُ الصَّدْرِ، والمرأةُ، أو الجميلةُ، وماءةٌ، وخيارُ المالِ، وسَعْدَانَةُ البَعيرِ، وساحَةُ القَصْرِ النَّقِيَّةُ، وبَكَرَةُ الدَّلْوِ، وحَلْقَةُ البابِ،
و~ من الفَرَسِ: القَصُّ، وفَرَسُ إياسِ بنِ قَبيصَةَ، وفَرَسُ قُرادِ بنِ يَزيدَ.
وحَمامَةُ الأَسْلَمِيُّ، وحبيبُ بنُ حَمَامَةَ: ذُكِرا في الصَّحابَةِ.
وحِمَّانُ، بالكسرِ: حَيٌّ من تَميمٍ.
وحَمُومَةُ: مَلِكٌ يَمَنِيٌّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عَرَفَةَ بنِ حَمَّةَ،
وأحمدُ بنُ العبَّاسِ بن حَمَّةَ: مُحَدِّثانِ.
والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْنِ عندَ الشَّعيرِ، وعَرُّ الفَرَسِ حينَ يُقَصِّرُ في الصَّهيلِ ويَسْتَعِينُ بنَفْسِهِ،
كالتَّحَمْحُمِ، ونَبيبُ الثَّوْرِ للسِّفَادِ، وبالكسرِ ويُضَمُّ: نباتٌ، أو لِسانُ الثّوْرِ
ج: حِمْحِمٌ.
والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُسْتَانِيُّ العريضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبَطِيَّ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، جَيِّدٌ للزُكامِ، مُفَتَحٌ لسُدَدِ الدِماغِ، مُقَوٍّ للقَلْبِ، وشُرْبُ مَقْلُوِّهِ يَشْفِي من الإِسْهالِ المُزْمِنِ بِدُهْنِ وَرْدٍ وماءٍ بارِدٍ.
والحُمْحُمُ، كهُدْهُدٍ وسِمْسِمٍ: طائِرٌ.
وآلُ حامِيمَ،
وذَواتُ حاميمَ: السُّوَرُ المُفَتْتَحَةُ بها، ولا تَقُلْ: حَوامِيمُ، وقد جاء في شِعْرٍ، وهو اسْمُ الله الأَعْظَمُ، أو قَسَمٌ، أو حُروفُ الرحمنِ مُقَطَّعَةً وتَمامُهُ الرون.
وحَمَّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ، بالفتحِ: صارَتْ حُمَمَةً،
و~ الماءُ: سَخُنَ.
وحامَمْتُهُ مُحامَّةً: طَالَبْتُهُ.
وأنا مُحامٌّ على هذا: ثابِتٌ.
وحَمْحَامِ، مَبْنِياً على الكسرِ، أي: لم يَبْقَ شيء.
ومحمد بنُ عبدِ اللهِ أبو المُغيثِ الحَماحِمِيُّ: مُحدِّثٌ.
وحُمَيْمَةُ، كجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقَاء.
وحِمٌّ، بالكسر: وادٍ بِديار طَيِّئٍ، وبالضمِ: جُبَيْلاَتٌ سودٌ بِديارِ بَنِي كِلابٍ.
والحمائِمُ: باليَمامَةِ.
وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَمُّويَةَ، كشَبَّويَةَ، السَّرْخَسِيُّ: راوي الصَّحيح.
وبَنو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيِّ: مَشْيَخَةٌ،
وسَمَّوا: حَمَّاً وبالضمِّ وكعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعامَةٍ وهُمَزَةٍ وكغُرابٍ وكِرْكِرَةٍ
وحُمَّى مُمالَةً مَضْمومَةً
وحُمامَى، بالضمِّ.
والحُمَيْمَاتُ: الجَمْرَة.
وأحَمَّ نَفْسَهُ: غَسلَهَا بالماء البارِدِ،
وثيابُ التَّحِمّةِ: ما يُلْبِسُ المُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ إذا مَتَّعها.
واسْتَحَمَّ: عَرِقَ.

الحميمة (المعجم الوسيط) [0]


 مؤنث الْحَمِيم وَالْمَاء الْحَار وَاللَّبن المسخن والكريمة من الْإِبِل (ج) حمائم 

الْحَمِيم (المعجم الوسيط) [0]


 الْجَمْر يتبخر بِهِ والقيظ والمطر الَّذِي يَأْتِي بعد أَن يشْتَد الْحر وَالْمَاء الْحَار وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا يذوقون فِيهَا بردا وَلَا شرابًا إِلَّا حميما وغساقا} والعرق والقريب الَّذِي توده ويودك وَالْحَمِيم بِالْحَاجةِ الكلف بهَا (ج) أحماء 

ثأر (المعجم الوسيط) [0]


 الْقَتِيل وَبِه ثأرا أَخذ بدمه وَيُقَال ثأر الثأر أدْركهُ وَالْقَاتِل أَخذه بقتْله وبفلان رضيه ثأرا وَيُقَال ثأر حميمه وبحميمه قتل قَاتله فالعدو مثؤور ومثؤور مِنْهُ وَالْحَمِيم مثؤر ومثؤر بِهِ 

الفاجعة (المعجم الوسيط) [0]


 الْمُصِيبَة المؤلمة توجع الْإِنْسَان بفقد مَا يعز عَلَيْهِ من مَال أَو حميم (ج) فواجع 

الفاقد (المعجم الوسيط) [0]


 من النِّسَاء الَّتِي مَاتَ زَوجهَا أَو وَلَدهَا أَو حميمها وَيُقَال ظَبْيَة فَاقِد أَو بقرة فَاقِد أكل السَّبع وَلَدهَا 

دثأ (مقاييس اللغة) [0]



الدال والثاء والهمزة ليس أصلاً؛ لأنَّه من باب الإبدال. يقولون مطر دَثَئِيٌّ، وهو الذي بين الحَمِيم والصَّيف.
وإنَّما الأصل دَفَئِيٌّ، وهو من الدِّفء.

الثأر (المعجم الوسيط) [0]


 الدَّم نَفسه وَقَاتل الْحَمِيم والثأر المنيم الَّذِي إِذا أَصَابَهُ الطَّالِب رَضِي بِهِ فهدأ (ج) أثآر وثأرات وتسهل الْهمزَة فَيصير ثَارَاتِ 

الشوب (المعجم الوسيط) [0]


 مَا اخْتَلَط بِغَيْرِهِ من الْأَشْيَاء وبخاصة السوائل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ إِن لَهُم عَلَيْهَا لشوبا من حميم} وَيُقَال سقَاهُ الذوب بالشوب الْعَسَل بِمَا يشاب بِهِ من مَاء أَو لبن 

السمُوم (المعجم الوسيط) [0]


 الرّيح الحارة تهب غَالِبا بِمصْر فِي شهر مايو وَتَكون غَالِبا بِالنَّهَارِ (مُؤَنّثَة) وَالْحر الشَّديد النَّافِذ فِي المسام وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَأَصْحَاب الشمَال مَا أَصْحَاب الشمَال فِي سموم وحميم} (ج) سمائم 

اللاعة (المعجم الوسيط) [0]


 مَا يجده الْإِنْسَان لوَلَده أَو حميمه من الحرقة وَشدَّة الْحبّ وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (إِنِّي لأجد لَهُ من اللاعة مَا أجد لوَلَدي) والحديدة الْفُؤَاد الشهمة والمليحة من النِّسَاء الْبَعِيدَة من الرِّيبَة المطمعة بحديثها ودلها 

فجع (لسان العرب) [0]


الفجيعة: الرَّزِيّةُ المُوجِعةُ بما يَكْرُمُ فَجَعَه يَفْجَعُه فَجْعاً، فهو مَفْجُوعٌ وفَجِيعٌ، وفَجَّعَه، وهي الفَجِيعةُ، وكذلك التفْجِيعُ.
وفَجَعَتْه المُصِيبةُ أَي أَوْجَعَتْه.
والفَواجِعُ: المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ التي تَفْجَعُ الإِنسان بما يَعِزُّ عليه من مال أَو حَمِيم، الواحدة فاجِعةٌ؛ وفي التهذيب: ودَهْرٌ فاجعٌ له حَمِيمٌ (* كذا بالأصل)؛ قال لبيد: فَجَّعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بالـ ـفارِسِ، يَوْمَ الكَريهةِ، النُّجُدِ ونزلت بفلان فاجِعةٌ.
والتَّفَجُّعُ: التَّوَجُّعُ والتَّضَوُّر للرزيّةِ.
وتَفَجَّعَتْ له أَي تَوَجَّعَت.
والفاجِعُ: الغُرابُ، صفة غالبة لأَنه يَفْجَعُ لنَعْيِه بالبين، ورجل فاجِعٌ ومُتَفَجِّعٌ: لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ.
وميّت فاجِعٌ ومُفْجِعٌ: جاء على أَفْجَع، ولم يتكلم به.

وتر (المعجم الوسيط) [0]


 فلَانا (يتره) وترا وترة قتل حميمه وأدركه بمكروه وأفزعه وَالْقَوْم جعل شفعهم وترا وَالْعدَد أفرده وَالصَّلَاة جعلهَا وترا والقوس شدّ وترها وعلق عَلَيْهَا وترها وَفُلَانًا حَقه وَمَاله نَقصه إِيَّاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلنْ يتركم أَعمالكُم} 

س ل ق (المصباح المنير) [0]


 السِّلْقُ: بالكسر نباتٌ معروفٌ، و"  السِّلْقُ "اسم للذئب، و" السِّلْقَةُ "للذئبة، و" سَلَقْتُ "الشاة" سَلْقًا "من باب قتل: نحيّت شعرها بالماء الحميم، و" سَلَقْتُ "البقل طبخته بالماء بحثاً، قال الأزهري: هكذا سمعته من العرب قال: وهكذا البيض يطبخ في قشره بالماء، و" سَلَقَهُ "بلسانه خاطبه بما يكره.

سوغ (العباب الزاخر) [0]


ساغَ الشراب يَسُوْغ سَوْغاً وسَوَاغاً: أي سهُل مَدخلُه في الحَلْق، قال الله تعالى (سائغاً للشّاربينَ)، قال:
فَسَاغَ ليَ الشَّرَابُ وكُنْتُ قِدْماً      أكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِـيمِ

قال تعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى الحميم في هذا البيت فقال: الحميم الماء البارد، قال ثعلب: فالحميم عند ابن الأعرابي من الأضداد. ويقال أيضاً: سُغْتُه أنا أسُوْغُه وسِغْتُه أسِيْغُه، يتعدى ولا يتعدى. والسِّوَاغُ بالكسر- ما أسغْتَ به غُصَّتَك، يقال: الماء سِوَاغُ الغَصص، قال الكُمَيْت:
وكانت سِواغاً أنْ جَئزْتُ بِغُصَّةٍ      يَضِيْقُ بها ذَرْعاً سِواهُمْ طَبِيبُها

يقول: كنت إن غَصِصْت بشيء أو هَمَّني شيء كانوا هم الذين يدفعونه؛ فقد أُتيت من قِبلهم. وقال ابن دريد: . . . أكمل المادة شراب أسْوَغ: أي سائغ. وقال أبو عمرو: ساغَتْ به الأرض: أي ساخَتْ. وساغَ له ما فعل: أي جاز له ذلك. ويقال: هذا سَوْغُ هذا وسَيْغُ هذا: للذي ولد بعده ولم يولد بينهما، يقال: هي أخته سَوْغُه وسَوْغَتُه أيضاً.
وقال الفرّاء: هذا سَوْغَتُه وسَوْغُه للذّكر أيضاً. وقال ابن فارس: يقال هذا سَوْغ هذا: أي على صيغته، قال يجوز أن يكون من أنه يجري مجراه ويستمر استمراره؛ ويجوز أن تكون السين؛ ويجوز أن تكون السين مُبَدلة من صاد؛ كأنه صِيْغ صِيَاغَتَه. ويقال: هم أسْوَاغُه؛ للجميع. وقال ابن عبّاد: ساغَتِ الناقة: أي شَذّت. وأسَاغَ غُصَّتَه، يقال: أسِغْ لي غُصَّتي: أي أمهلني ولا تُعْجِلْني، قال الله تعالى: (يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيْغُه). وقال اللحياني: أسْوَغَ الرجل أخاه: إذا وُلِد معه، وقال ابن عبّاد: إذا وُلِد بعده. وقال ابن بُزُرْجَ: أساغَ فلان بفلان: إذا تم به أمره وبه كان قضاء حاجته، وذلك أنه يريد به عدة رجال وعدة دراهم؛ فيبقى واحد به يتم الأمر، فإذا أصابه قيل: أسَاغَ به، وإن كان أكثر من ذلك قيل: أسَاغُوا.
وسَوَّغْتُه له تَسْوِيْغاً: أي جَوّته، وتَسْوِيْغاتُ السلاطين من هذا، وهي مُوَلَّدة. وقال ابن دريد: سَوَّغْتُ له كذا: أي أعطيته إياه. والتركيب يدل على سهولة الشيء في استمراره في الحلْق خاصة ثم يُحمل على ذلك.

القَرْمَلُ (القاموس المحيط) [0]


القَرْمَلُ، كجعفرٍ: شجرٌ ضعيفٌ بلا شَوْكٍ، ويَنْفَضِخُ إذا وُطِئَ، واحِدُهُ بهاءٍ.
ومنه "ذَليلٌ عاذَ بقَرْمَلَةٍ".
وكزِبْرِجٍ: ولَدُ البُخْتِيِّ، أو البعير ذُو السَّنامَيْنِ، وما تَشُدُّه المرأةُ في شَعَرِها.
وكجعفرٍ: فَرَسُ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ.
وكقنفذٍ وجعفرٍ: ابنُ الحُمَيْم، مَلَكَ بعدَ مرْثَدِ بنِ ذي جَدَنٍ.
والقِرْمِلُ والقِرْمِلِيَّةُ، بالكسر فيهما: الإِبِلُ الصِغارُ الكثيرةُ الأوْبارِ.
وقَرْمَلاءُ، ككَرْبلاءَ: ع.
وكزُنبورٍ: ضَرْبٌ من ثَمَرِ الغَضى.

أنا (الصّحّاح في اللغة) [0]


أَنى الشيء يأْني إنّي، أي حانَ.
وأَنى أيضاً: أدرك. قال الله تعالى: "غَيْر ناظرينَ إناهُ" أي نُضْجَه.
ويقال أيضاً: أَنى الحميمُ، أي انتهى حرُّه.
ومنه قوله تعالى: "وبَيْنَ حَميمٍ آنٍ" أي بالغٍ إناهُ في شدَّة الحرّ.
وكلُّ مدركٍ آنٍ.
وآناهُ يُؤْنِيهِ إيناءً، أي أَخَّرَهُ وحَبَسَهُ وأبطأه. قال الكميت:
عَجِلْت إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا      ومَرْضوفَةٍ لم تؤْنِ في الطبخ طاهياً

والاسم منه الأَناءُ. قال الحطيئة:
أو الشِعْرى فَطالَ بيَ الأَناءُ      وأَخَّرْتُ العَشاءَ إلى سُهَـيْلٍ

وآناء الليلِ: ساعاتُه. قال الأخفش: واحدُها إنّى قال: وقال بعضهم: واحدها إنْيٌ وإنْوٌ. يقال: مضى إنْيانِ من الليل وإنْوان وأنشدَ للهذليّ
في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ      السالِكُ الثَغْرَ مَخشياً مَـوارِدُهُ

وقال . . . أكمل المادة أبو عبيدة: واحدها إنْيٌ، والجمع آناءٌ.
وأنشد للهذليّ:
في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ      حُلْوٌ ومرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ

وتَأَنَّى في الأمر، أي تَرَفَّقَ وتَنَظَّرَ.
واسْتَأْنَى به، أي انتظرا به. يقال: اسْتؤْنيَ به حَوْلاً.
والاسم الأَناةُ. يقال تأَنَّيتُكِ حتَّى لا أَناةَ بي.
والأناةُ من النساء: التي فيها فتورٌ عند القيام وتأَنٍ. قال الشاعر:
نَؤُومُ الضُحى في مأْتمٍ أيٍّ مَأْتَمِ      رَمَتْهُ أناةٌ من ربيعةٍ عـامـرٍ

ورجلٌ آنٍ، أي كثير الأناة والْحِلم.
والإِناءُ معروف، وجمعه آنيَةٌ، وجمع الآنيَةِ الأَوَاني.

بصع (مقاييس اللغة) [0]



الباء والصاد والعين أصلٌ واحد، وهو خُروج الشّيء بشدّةٍ وضِيق. قال الخليل: البَصْع الخَرْق الضيِّق الذي لا يكاد الماءُ ينفُذُ منه، يقال بَصَعَ يَبْصَعُ بَصاعةً. قال الخليل: ويقال تَبَصَّعَ العَرَقُ من الجَسَدِ إذا نبَعَ من أُصول الشَّعَر قليلاً.قال الدُّرَيديّ: بَصَعَ العَرَقُ إذا رَشَحَ.
وذكرَ أنّ الخليل كان يُنشِد:
تأبى بِدِرَّتها إذا ما اسْتُكْرِهَتْ      إلاّ الحَمِيمَ فإنّه يتبَصَّعُ

بالصاد، يذهب إلى ما ذكرناه.
والذي عليه الناس الضّاد، وهو السَّيَلان.
وقال الدُّرَيديّ: البَصِيع العَرَق بعَيْنه.
ومما شَذَّ عن هذا الأصل [بصعٌ، أي] شيءٌ. يُحكى عن قُطْرُب: مضى بِصْعٌ من اللَّيل، أي شيء منه.

صَدَّ (القاموس المحيط) [0]


صَدَّ عنه صُدوداً: أعْرَضَ،
و~ فلاناً عن كذا صَدَّاً: مَنَعَهُ، وصَرَفَهُ،
كأَصَدَّهُ.
وصَدَّ يَصُدُّ ويَصِدُّ صَديداً: ضَجَّ.
ودارِي صَدَدَ دارِهِ، أي: قُبالَتَهُ، وقُرْبَهُ، نُصِبَ على الظَّرْفِ،
والصَّديدُ: ماءُ الجُرْحِ الرَّقيقُ، والحَميمُ أُغْلِيَ حتى خَثُرَ خَثِرَ.
والتَّصْديدُ: التَّصْفيقُ.
والتَّصَدُّدُ: التَّعَرُّضُ، وتُبْدَلُ الدالُ ياءً فيقالُ:
التَّصَدِّي والتَّصْدِيَةُ.
والصُّدَّادُ، كرُمَّانٍ: الحَيَّةُ، ودُويْبَّةٌ، أو سامُّ أبْرَصَ،
ج: صَدائِدُ، والطَّريقُ إلى الماءِ.
وككِتابٍ: ما اصطَدَّتْ به المرأةُ، وهو: السِّتْرُ،
وصَدَّاءُ، كعَدَّاءٍ: لُغَةٌ في "صَدْآءَ".
والصَّدُّ، ويُضَمُّ: الجَبَلُ، وناحِيَةُ الوادِي.
والصُّدَّانِ، بالضم: شَرْخا الفَرْقِ.
والصَّدودُ، كصَبورٍ: المِجْوَلُ، وما دَلَكْتَهُ على مِرْآةٍ فكَحَلْتَ به عَيْناً.
وصَدْصَدُ: امرأةٌ.
وصُداصِدٌ، كعُلابِطٍ: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ.
وأصَدَّ الجُرْحُ: قَيَّحَ.

ثأر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الثَأْرُ والثُؤْرَة: الذَحْلُ، يقال: ثَأَرْتُ القتيل وبالقتيل ثَأْراً وثُؤْرَةً، أي قَتَلْتُ قاتِلَهُ قال الشاعر:
بني مالك هل كنتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا      شفيتُ به نفسي وأدركت ثُـؤْرَتـي

والثائر: الذي لا بيقى على شيء حتَّى يدرك ثَأْرَهُ.
ويقال أيضاً هو ثَأْرُهُ، أي قاتل حميمه. قال جرير:
      قتلوا أباك وثَأرُهُ لم يقتل

 وقولهم: يا ثاراتُ فلان، أي يا قتلة فرن.
ويقال: ثَأَرْتُكَ بكذا، أي أدركتُ به ثأري منك.
وثَّاَرْتُ من فلان، أي أدركت منه.
والثأر المُنيمُ: الذي إذا أصابه الطالب رضيَ به فنامَ بعده. واسْتَثْأَرَ فلانٌ: استغاث ليُثأر بمقتوله. قال الشاعر:
دُعاءً: أَلا طيروا بكلِّ وأي نَهْدِ      إذا جاءهم مُسْتَثْئِرٍ كان نصـرهُ

أنَى (القاموس المحيط) [0]


أنَى الشيءُ انْياً وأناءً وإنًى، بالكسر،
وهو أنِيٌّ، كَغَنِيٍّ: حانَ، وأدْرَكَ، أو خاصٌّ بالنَّباتِ،
والاسْمُ: الأَناءُ، كَسَحابٍ، وبالكسر: م
ج: آنِيَةٌ وأوانٍ.
وأنَى الحَمِيمُ: انتهى حَرُّهُ، فهو آنٍ.
وبَلَغَ هذا أناهُ، ويُكْسَرُ: غَايَتَهُ أو نُضْجَهُ وإِدْراكَهُ.
والأَناةُ، كَقَناةٍ: الحِلْمُ، والوَقَارُ،
كالأَنَى، والمرأةُ فيها فُتُورٌ عِنْدَ القِيامِ.
ورجُلٌ آنٍ: كثيرُ الحِلْمِ.
وأنِيَ، كسَمِعَ،
وتَأنَّى واسْتَأْنَى: تَثَبَّتَ.
وأنَى أُنيَّاً، كَجَثَى جُثِيّاً، وَرَضِيَ رِضًى، فهو أنِيٌّ: تأخَّرَ، وأبْطَأَ،
كأَنَّى تَأْنِيَةً،
وآنَيْتُهُ إيناءً.
والأَنْيُ، ويُكْسَرُ،
والأَناء والإِنْوُ، بالكسر: الوَهْنُ، والساعَةُ من اللَّيْلِ، أو ساعَةٌ مَّا منه.
والإِنَى، كإلَى وعلى: كُلُّ النَّهارِ
ج: آناءٌ وأُنِيٌّ وإِنِيٌّ.
وأُنَا، كَهُنَا، أَو كَحَتَّى، أَو بكسر . . . أكمل المادة النُّونِ المُشَدَّدَةِ: بِئْرٌ بالمدينةِ لِبَنِي قُرَيْظَةَ، ووادٍ بطريقِ حاجِّ مِصر.

غسق (لسان العرب) [0]


غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً: دمعت، وقيل: انصبَّت، وقيل: أَظلمت.
والغَسَقان: الانصباب.
وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انصب من الضَّرْع.
وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً: انصبَّت وأَرَشَّتْ؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه: حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل على الجبال.
وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر؛ وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل: أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة، تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أي سائل وليس من الظلمة في شيء. أَبو زيد: غَسَقت العين تَغْسِق غَسْقاً، وهو هَمَلان العين بالعَمَش والماء.
وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عن ثعلب: انصبّ وأَظلم؛ ومنه قول ابن الرُّقَيّات: إن هذا الليل قد غَسَقا، واشْتَكَيْتُ الهَمَّ . . . أكمل المادة والأَرَقا قال: ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب؛ وغَسَقُ الليل: ظلمته، وقيل أَول ظلمته، وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ.
وأَغسَقَ المؤذِّن أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل.
وفي حديث الربيع بن خثيم: أنه قال لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل، وهو إظلامه، لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث.
وقال الفراء في قوله تعالى: إلى غَسَقِ الليل، هو أَول ظلمته، الأخفش: غَسَقُ الليل ظلمته.
وقوله تعالى: ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ؛ قيل: الغاسِقُ هذا الليل إذا دخل في كل شيء، وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه، وقيل إذا خَسَفَ. ابن قتيبة: الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم. غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم. قال ثعلب: وفي الحديث أن عائشة، رضي الله عنها، قالت: أَخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره أي من شره إذا كُسِفَ.
وروي عن أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ، قال: الثُّرَيّا؛ وقال الزجاج: يعني به الليل، وقيل لِلَّيل غاسِقٌ، والله أعلم، لأنه أَبرد من النهار.
والغاسِق: البارد. غيره: غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين. ابن شميل: غَسَقُ الليل دخول أَوَّله؛ يقال: أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط ويعتكر ويسدّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً.
وفي الحديث: فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل.
وفي حديث أبي بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح عليهما غنمه مُغْسِقاً.
وفي حديث عمر: لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار.
والغاسِقُ: الليل؛ إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ.
وروي عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول الليل.
والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة؛ وقول أبي صخر الهذلي: هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ، ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ قال السكري: الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة.
والغَسَّاق: ما يَغْسِقُ ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه.
وفي التنزيل: هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ، وقد قرأَه أَبو عمرو بالتخفيف، وقرأَه الكسائي بالتشديد، ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد الله، وخففها الناس بعد، واختار أَبو حاتم غَساق، بتخفيف السين، وقرأَ حفص وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة، ومثله في عَمَّ يتساءلون، وقرأَ الباقون وغَسَاقاً، خفيفاً في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ غَسّاق، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير.
وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا؛ الغَساق، بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم، وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغَسَاق والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم، وقيل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً ومؤخراً، والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه. الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام.
ويقال: في الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بالهمز، وفيه غَسَقٌ وغَفاً، مقصور، وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.

فقد (لسان العرب) [0]


فَقَدَ الشيءَ يَفْقِدُه فَقْداً وفِقْداناً وفقُوداً، فهو مَفْقُودٌ وفَقِيدٌ: عَدِمَه؛ وأَفْقَدَه الله إِياه.
والفاقِدُ من النساءِ: التي يموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حميمها. أَبو عبيد: امرأَة فاقِدٌ وهي الثكول؛ وأَنشد الليث: كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَناكِيدُ وقال اللحياني: هي التي تتزوج بعدما كان لها زوج فمات. قال: والعرب تقول: لا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً وتزوج مطلقة.
وظَبْيَةٌ فاقِدٌ وبقرةٌ فاقِدٌ: شبع ولدها؛ وكذلك حَمامَة فاقِدٌ؛ وأَنشد الفارسي: إِذا فاقِدٌ، خَطْباءُ، فَرْخَينِ رَجَّعَتْ، ذَكَرْتُ سُلَيْمَى في الخَلِيطِ المُبايِن قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه بتقديم خَطْباءُ على فَرْخَينِ مُقَوِّياً بذلك أَن اسم الفاعل إِذا وُصِفَ قَرُب من الاسم، وفارق . . . أكمل المادة شبَهَ الفعل.والتفقُّدُ: تَطَلُّبُ ما غاب من الشيء.
وروي عن أَبي الدرداء أَنه قال: من يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ، ومن لا يُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور يَعْجِزْ؛ فالتَّفقُّدُ: تَطَلُّب ما فَقَدْتَه، ومعنى قول أَبي الدرداء أَن من تَفَقَّدَ الخيرَ وطلبه في الناس فَقَدَه ولم يَجِدْه، وذلك أَنه رأَى الخير في النادر من الناس ولم يجده فاشياً موجوداً. غيره: أَي من يَتَفَقَّدْ أَحوالَ الناس ويَتَعَرَّفْها فإِنه لا يجد ما يُرضِيه.
وافتَقَدَ الشيءَ: طَلبه؛ قال: فلا أُخْتٌ فَتَبْكِيهِ، ولا أُمٌّ فَتَفْتَقِده وكذلك تَفَقَّدَه.
وفي التنزيل: فتَفَقَّدَ الطيرَ فقال ما ليَ لا أَرى الهُدْهُدَ؛ وكذلك الافتقادُ؛ وقيل: تَفَقَّدْتُه أَي طَلَبْتُه عند غيبته.
وتفاقَدَ القومُ أَي فَقَدَ بعضُهم بعضاً؛ وقال ابن ميادة: تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبيعونَ مُهْجَتي بِجارِيةٍ، بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا بَهْراً قيل فيه: تَبّاً، وقيل: خيبة، وقيل: تَعْساً لهم، وقيل: أَصابهم شَرٌّ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: افتقَدْتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة أَي لم أَجِدْه؛ هو افتَعَلْتُ من فَقَدْتُ الشيءَ أَفقِدُه إِذا غاب عنك.
وفي حديث الحسن: أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفاقَدُوا؛ يَدْعُو عليهم بالموت وأَن يَفْقِدَ بعضُهم بعضاً.
ويقال: أَفقدَه الله كلَّ حميمٍ. مات فلانٌ غيرَ فَقِيدٍ ولا حَمِيدٍ أَي غيرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقدانِه.
والفَقَد: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزبيب والعسل.
ويقال: إِن العسل ينبذ ثم يلقى فيه الفَقَد فيُشَدِّدُه؛ قال: وهو نبت شبه الكَشُوث.
والفَقَدُ: نباتٌ يشبه الكَشوث ينبذ في العسل فيقويه ويجيد إِسكاره؛ قال أَبو حنيفة: ثم يقال لذلك الشراب: الفَقَدُ. ابن الأَعرابي: الفَقْدَةُ: الكُشُوث.

ب - ش - و (جمهرة اللغة) [0]


البوْش: الجمع الكثير إذا كان من أخلاط الناس. ولا يقال لبني الأب إذا اجتمعوا بوْش. ويقال رجل عليه بوْش، أي عيال كثير. وتبوَّش القوم تبوشاً، وهو اختلاط بعضهم ببعض. ومن كلامهم: تركت القوم هوْشاً بَوْشاً، أي مختلطين. والشبْوَة: العقرب الصغيرة. قال الراجز: قد بَكَرَتْ شَبْوَة تَزْبَئرُّ تكسو أستَها لحماً وتَقْمَطِر وجارية شَبْوَة: جريئة كثيرة الحركة. والشَّوب: مصدر شُبْت الشيءَ أشوبه شَوْياً، إذا خلطته. قال ابن مُقبل: يا حُر إن سواد الرأس خالَطَه ... شيب القَذال اختلاطَ الصَفْوِ بالكَدرِ ويقولون: سقاه الذَّوْبَ بالشوْب فالذوْب: العسل، والشوْب: ما شُبْتَه به من ماء أو لبن. وفي التنزيل: " لَشَوْباً من حَميم " . والشَّوْب: القطعة من العجين، ويقال: . . . أكمل المادة هي الفَرزدقة، وهي الخبزة العظيمة. والوَبَش: واحد الأوباش، وهم الأخلاط من الناس السَّفِلَة. وبنو وابِش: بطن من العرب. ويقال: وَبَش إليَّ بكلام، إذا ألقاه إليَ. وقالوا: وَبشَ الشيءَ، إذا جمعه. والوَشبْ من قولهم: تمرة وَشْبَة، غليظة اللِّحاء لغة يمانية. وقال بعضهم: البَوْش طعام، وهو حِنطة وعدس وجُلُبان يجمع في جَرَّة ويجعل في التَّنّور.

ج (المعجم الوسيط) [0]


 السَّبَبِيَّة وَذَلِكَ غَالب فِي العاطفة جملَة أَو صفة فَالْأول نَحْو {فوكزه مُوسَى فَقضى عَلَيْهِ} وَينصب بعْدهَا الْفِعْل الْمُضَارع إِذا وَقع بعد نفي أَو طلب محضين نَحْو قَوْله تَعَالَى {لَا يقْضى عَلَيْهِم فيموتوا} وَالثَّانِي كَقَوْلِه تَعَالَى {ثمَّ إِنَّكُم أَيهَا الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون مِنْهَا الْبُطُون فشاربون عَلَيْهِ من الْحَمِيم} ٢ - وَتَكون فِي جملَة الشَّرْط وَذَلِكَ أَن الشَّرْط وَالْجَوَاب يكونَانِ فِي الْمُسْتَقْبل بتأثير أَدَاة الشَّرْط فَإِذا كَانَ الْجَواب دَالا على الْوَاقِع وَجَبت الْفَاء كَقَوْلِه تَعَالَى {وَإِن يمسسك بِخَير فَهُوَ على كل شَيْء قدير} وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ دَالا على الِاسْتِقْبَال من غير تَأْثِير أَدَاة الشَّرْط كَقَوْلِه تَعَالَى {وَمَا يَفْعَلُوا من خير فَلَنْ يكفروه} وَقَوله تَعَالَى {من يرْتَد مِنْكُم عَن دينه فَسَوف يَأْتِي الله . . . أكمل المادة بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} وَقَوله تَعَالَى {وَمن يفعل ذَلِك فَلَيْسَ من الله فِي شَيْء} وَقَوله تَعَالَى {إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله} ٣ - أَن تكون زَائِدَة دَالَّة على التوكيد فِي الْكَلَام كَقَوْلِه تَعَالَى {قل إِن الْمَوْت الَّذِي تفرون مِنْهُ فَإِنَّهُ ملاقيكم} وقولك كل رجل يدْخل الدَّار أَو فِي الدَّار فَلهُ دِرْهَم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وثيابك فطهر} وَنَحْو وَأَنت فرعاك الله 

أني (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والنون وما بعدهما من المعتل، لـه أصول أربعة: البُطء وما أشبهه مِن الحِلم وغيره، وساعةٌ من الزمان، وإدراك الشيء، وظَرف من الظروف. فأ[مّا ا]لأوّل فقال الخليل: الأناةُ الحِلم، والفعل منه تأنَّى وتأَيَّا.
وينشد قول الكُمَيت:
قِفْ بالدِّيارِ وُقُوفَ زَائِرْ      وتَأَنَّ إنّك غَيرُ صَاغِرْ

ويروى: "وتأَيَّ" ويقال للتمكُّث في الأمور التأنِّي .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للذي تَخَطَّى رقابَ النّاس يوم الجمعة: "رأيتك آذَيْتَ وآنَيْتَ" يعني أخّرتَ المجيءَ وأبطأْت، وقال الحطيئة:
وآنَيْتُ العِشاء إلى سُهَيلٍ      أو الشِّعْرَى فطال بيَ الأَنَاءُ

ويقال من الأنَاة رُجُلٌ أَنِيٌّ ذو أَنَاةٍ. قال:وقيل لابنة الخُسّ: هل يُلْقِحُ الثَّنِيّ. قالت: نعم وإلقاحُه أَنِيٌّ. أي . . . أكمل المادة بطيّ.ويقال: فلان خَيْرُهُ أنِيٌّ، أي بطيّ.
والأنَا، من الأناة والتُّؤَدة. قال:وقالَ:
أَنَاةً وَحِلماً وانتظاراً بهم غداً      فما أنا بالواني ولا الضّرَع الغُمْرِ

وتقول للرّجل: إنّه لذو أناةٍ، أي لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ وقورٌ. قال النابغة:
الرِّفْق يُمْنٌ والأَناةُ سَعَادَةٌ      فاستأْنِ في رفق تلاق نجاحا

واستأنيت فلاناً، أي لم أُعْجِلْه.
ويقال للمرأة الحليمة المباركة أناةٌ، والجمع أنَوَاتٌ. قال أبو عُبيد: الأَناة: المرأة التي فيها فُتورٌ عند القيام.وأما الزَّمان فالإنَى والأَنَى، ساعةٌ من ساعات الليل، والجمع آناءٌ، وكلُّ إنىً ساعةٌ.
وابنُ الأعرابيّ: يقال أُنيٌّ في الجميع. قال:
      إذ الدّلاء حَملتْهُنّ الدُّلِي

يقول: في أيِّ ساعةٍ جِئتَه وجدتَه يَضحك.وأمَّا إدراك الشيء*فالإنـى، تقول: انتظرنا إنَى اللَّحم، إي إدراكَه.
وتقول: ما أنَى لك ولم يَأْنِ لك، أي لم يَحِنْ. قال الله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحديد 16] أي لم يَحِنْ.
وآنَ يَئينُ.
واستأنَيت الطعامَ، أي انتظرتُ إدراكه. آنٍ [الرحمن 44] قد انتهى حَرُّه.
والفعل أنَى الماءُ المسخَّنُ يأْنِي.
و"عَيْنٌ آنِيَةٌ" قال عباس:
عَلانِيَةً والخيلُ يَغْشَى مُتُونَها      حَمِيمٌ وآنٍ من دَمِ الجوف ناقِعُ

قال ابنُ الأعرابيّ: يقال آن يَئين أَيْناً وأنَى لك يأني أَنْياً، أي حان.
ويقال: أَتَيْتُ فلانا آيِنَةً بعد آيِنَةٍ، أي أَحياناً بعد أحيان، ويقال تارةً بعد تَارة.
وقال الله تعالى: غَيْرَ نَاظِرِينَ إنَاهُ [الأحزاب 53].وأمَّا الظَّرف فالإناء ممدود، من الآنيةِ.
والأواني جمع جمعٍ، يُجمَعُ فِعال على أفعِلة.

فضج (لسان العرب) [0]


انْفَضَجَتِ القُرْحةُ: انْفَتَحَت.
وانْفَضَجَ بطنه: اسْتَرْخَتْ مَراقُّهُ.
وكلُّ ما عَرُضَ كالمَشْدُوخِ، فقد انْفَضَجَ؛ ابن الأَعرابي: رجل عِفْضَاجٌ ومِفْضاجٌ، وهو العظيمُ البَطْن المُسْتَرْخِيهِ.
وفي حديث عَمْرو بن العاص أَنه قال لمعاوية: لقد تَلافَيْتُ أَمْرَكَ وهو أَشدُّ انْفِضاجاً من حُقِّ الكَهْوَلِ أَي أَشدُّ اسْتِرْخاءً وضَعْفاً من بين العَنْكبوتِ.
وتَفَضَّجَ بدنه بالشحم: تشقق، وهو أَن يأْخذ مأْخذه فَتَنْشَقَّ عُرُوقُ اللَّحمِ في مداخِلِ الشحْم بين المَضابِع.
وتَفَضَّجَ عَرَقاً: سال؛ قال العجاج: بعد وأَما بدنُهُ تَفَضَّجا (* قوله «بعد واما إلخ» كذا بالأصل.) شمر: يقال قد انْفَضَجَتِ الدلْوُ، بالجيم، إِذا سال ما فيها من الماء.
وانْفَضَجَ فلان بالعَرقِ إِذا سال به؛ قال ابن مقبل: ومُنْفَضِجاتٍ بالحَمِيمِ، كأَنَّما نُضِحَتْ . . . أكمل المادة لُبُودُ سُرُوجِها بِذِنابِ قال: ويقال بالخاء أَيضاً انْفَضَخَتْ؛ يعني الدلو.
ويقال: انْفَضَجَتْ سُرَّتُه إِذا انفتحتْ.
وكل شيء تَوَسَّعَ، فقد تَفَضَّجَ؛ وقال الكميت: يَنْفَضِجُ الجُودُ من يَدَيْهِ، كما يَنْفَضِجُ الجَودُ، حِين يَنسَكِبُ وقال ابن أَحمر: أَلم تَسْمَعْ بفاضِجَةِ الدِّيارا (* قوله «قال ابن أَحمر أَلم تسمع إلخ» كذا بالإصل.) حيث انْفَضَجَ واتَّسَعَ؛ وقال ابن شميل: انْفَضَجَ الأُفُقُ إِذا تبين.
وفلان يَتَفَضَّجُ عَرَقاً إِذا عَرِقتْ أُصُولُ شعره ولم يَبْتَلَّ.

ب - ذ - ذ (جمهرة اللغة) [0]


ومن معكوسه: ذَبَّ عن الشيء يَذبُّ ذباً، إذا مَنع عنه. وفي الحديث عن عمَرَ: " إنّ النساء لَحْم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه " . والذَبُّ: الثور الوحشي، ويسمَّى ذّبَّ الرِّياد لأنه يرود، أي يجيء ويذهب ولا يثبت في موضع واحد. قال ابن مقبل: يُمَشِّي بها ذَب الرياد كأنه ... فتى فارسي في سراويلَ رامِح قال أبو بكر: وليس في كلام العرب اسم على فعاويل إلا سراويل، وهو معرّب. ويقال: ذَبَّت شفتُه إذا ذبلتْ من العطش. قال الراجز: هُمُ سَقوني عللا بعد نهَل ... مِن بعد ما ذَب اللسان وذَبَلْ وقال أبو عثمان الأشنانْداني: يقال: ذَبتْ شفتُه كما يقال ذَبَّتْ، ولم أسمعها من غيره . . . أكمل المادة فإنْ كان هذا الكلام محفوظاِّ فمنه اشتقاق ذبيان إن شاء اللهّ. قال أبو بكر: ذُبيان وذِبيان، وسُفيان وسِفيان. وذب الرجلُ عن حريمه؛ إذا منع عنه. قال الراجز - هو عَلْقَمَة بن سيّار، يومَ في قار لما لقوا الفرْسَ، وكانت العرب تزعم أن الفُرس لا يموتون، فحمل رجل من بكر بن وائل فطعن رجلاً من الفرس فصرعه وصاح بقومه: ويلكم إنهم يموتون، فقال: من ذَبَّ منكم ذب عن حريمِهِ ... أو فَر منكم فر عن حَمِيمه أنا ابن سيّار على شَكيمه ... إن الشراكَ قد من أديمه

دخل (الصّحّاح في اللغة) [0]


 دَخَلَ دُخولاً: يقال: دَخَلْتُ البيت.
والصحيح فيه أن تريد دَخَلْتُ إلى البيت وحذفت حرف الجرّ فانتصب انتصابَ المفعول به.
وادَّخَلَ على افتعل، مثل دَخَلَ.
وقد جاء في الشِعر انْدَخَلَ، وليس بالفصيح.
ويُقال: تَدَخَّلَ الشيءُ، أي دَخَلَ قليلاً قليلاً.
وقد تَداخَلَني منه شيءٌ.
والدَخْلُ: خلافُ الخَرْجِ.
والدَخْلُ: العيبُ والريبةُ.
وكذلك الدَخَلُ بالتحريك. يقال: هذا الأمرُ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ، بمعنىً.
وقوله تعالى: "وَلا تَتَّخِذوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ" أي مَكراً وخديعةً.
وهم دَخَلٌ في بني فلان، إذا انتسَبوا معهم وليسوا منهم.
والمَدْخَلُ بالفتح:الدُخولُ، وموضعُ الدُخولِ أيضاً. تقول: دَخَلْتُ مَدْخَلاً حسناً، ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ.
والمُدْخَلُ بضم الميم: الإدْخالُ.
والمفعول من أَدْخَلَهُ، تقول: أَدْخَلْتُهُ مُدْخَلَ صدقٍ.
وداخِلَةُ الإزارِ: أحد طرفيه الذي يَلي الجسدَ.
وداخِلَةُ الرجلِ أيضاً: باطنُ أمره.
وكذلك الدُخْلَةُ . . . أكمل المادة بالضم. يقال: هو عالمٌ بدُخْلَتِهِ.
ودَخيلُ الرجل ودُخْلُلُهُ: الذي يُداخِلُهُ في أموره ويختصّ به.
والدُخَّلُ: طائرٌ صغيرٌ، والجمع الدَخاليلُ.
والدُخَّلُ من الكلأ: ما دخل منه في أصول الشجر. قال الشاعر:
      تَباشيرُ أَحْوى دُخَّلٍ وحَميمِ

والدِخالُ في الوِرْدِ: أن يشرب البعير ثم يُرَدَّ من العَطَنِ إلى الحوض ويُدْخَلَ بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شَرِب منه.
ودُخِلَ فلانٌ فهو مَدْخولٌ، أي في عقله دَخَلٌ.
ونَخْلَةٌ مدَخولَةٌ، أي عَفِنَةُ الجوفِ.
والمَدْخولُ: المهزولُ.
والدَوْخَلَةُ: هذا المنسوج من الخُوص يُجْعَلُ فيه الرُطَبُ، يشدَّد ويخفَّف.

رمى (الصّحّاح في اللغة) [0]


رَمَيْتُ الشيء من يدي، أي ألقيته فارتمى.
ورَمَيْتُ بالسهم رَمْياً ورِمايَةً.
ورامَيْتُهُ مُراماةً ورِماءً، وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا.
وكانت بينهم رِمِّيَّاً ثم صاروا إلى حِجَيزى. أبو عبيدة: رَمى الله لك، أي نَصَرك وصنع لك. ابن السكيت: رَمَيْتُ عن القوس ورَمَيْتُ عليها. قال: ولا تقل رَمَيْتُ بها. قال: ويقال: خرجت أَتَرَمَّى، إذا خرجت تَرْمى في الأغراض وفي أصول الشجر.
وخرجت أَرْتَمي، إذا رَمَيْتَ القَنْصَ.
ورَمَيْتُ على الخمسين وأَرْمَيْتُ أيضاً، أي زدتُ. قال حاتم طيئ:
نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذِراعاً على العَشْرِ      وأَسْـمَـرَ خَـطِّـيَّاً كـأَنَّ كـعـوبَـهُ

وتقول: للمرأةِ أنتِ تَرْمينَ وأنتنَّ تَرْمينَ، الواحد والجماعة سواءٌ.
والرَماءُ، بالفتح والمدّ: الرِبا.
وأَرْمى فلانٌ، أي أَرْبى. قال عمر رضي الله عنه: لا تَشتروا . . . أكمل المادة الذهب بالفضة إلاّ يداً بيدٍ: ها وها، إنّيِ أخافُ عليكم الرَماءَ. قال الكسائي: هو ممدودٌ.
وتَرامى الجُرح إلى الفساد.
ويقال: طعنه فأَرْماهُ عن فرسه. أي ألقاه عن ظهر دابَّته، كما يقال أَذْراهُ.
وأَرْمَيْتُ الحجر من يدي، أي ألقيت.
ويقال: سَابَّهُ فأَرْمَى عليه، أي زاد.
والرَمِيَّةُ: الصيد. يقال: بئس الرَمِيَّةُ الأرنبُ، أي بئس الشيء مما يُرْمى الأرنبُ. أبو عمرو: المِرْماةُ مثل السِرْوَةِ، هو نصلٌ مدوَّرٌ للسهم.
وأما الذي في الحديث: لو أنَّ أحدَهم دُعيَ إلى مِرْماتَيْنِ لأجاب وهو لا يجيب إلى الصلاة، فيقال: المِرْماةُ الظِلفُ.
والرَمِيُّ: السَقيُّ، وهي السَحابة العظيمة القَطرِ الشديدة الوقعِ من سحائب الحميم والخريف، والجمع أَرْمِيَةٌ وأَسْقِيَةٌ.

الفاءُ (القاموس المحيط) [0]


الفاءُ المُفْرَدَةُ: حَرْفٌ مُهْمَلٌ، أو تَنْصِبُ، نحوُ: ما تأتينا فَتُحَدِّثنا، أو تَخْفِضُ، نحوُ:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
بِجَرِّ مثلِ، وتَرِدُ الفاءُ عاطِفَةً، وتُفيدُ التَّرْتِيبَ، وهو نَوْعانِ: مَعْنَوِيٌّ: كقامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، وذِكْرِيٌّ: وهو عَطْفُ مُفَصَّلٍ على مُجْمَلٍ: نحوُ: {فأزَلَّهما الشيطانُ عنها فأخْرَجَهُما ممَّا كانا فيه}، والتَّعْقِيبَ: وهو في كلِّ شيءٍ بِحَسَبِه: كَتَزَوَّجَ فوُلِدَ له وَلَدٌ، وبينهما مُدَّةُ الحَمْل، وبمعنى ثم، نحو{ثم خَلَقْنا النُطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنا العِظامَ لَحْماً}، وبمعنى الواو:
بين الدَّخولِ فَحَوْمَلِ، وتَجِيءُ للسَّبَبِيَّةِ: وذلك غالِبٌ في العاطِفةِ جُمْلَةً: {فَوَكَزَهُ مُوسى، فَقَضى عليه}، أو صِفَةً: {لآَكِلُونَ من شَجَرٍ من زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ منها البُطونَ، فَشارِبُونَ . . . أكمل المادة عليه من الحَميمِ}، وتكونُ رابِطَةً للجوابِ، والجوابُ جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ، نحوُ:
{وإن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ، فهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ}، و{إنْ تُعَذِّبْهُمْ، فإنَّهُمْ عِبادُكَ، وإن تَغْفِرْ لهم، فإنَّكَ أنْتَ العزيزُ الحكيمُ}، أو تكونُ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً كالاسْمِيَّةِ، وهي التي فِعْلُها جامِدٌ، نحوُ: {إنْ تَرَنِي أنا أقَلَّ مِنْكَ مالاً ووَلَداً فَعَسَى رَبِّي أنْ يُؤْتِيَنِي}، و{إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هي}، أو يكونُ فِعْلُها إنْشائِيًّا: {إن كُنْتُم تُحِبُّونَ اللّهَ، فاتَّبِعونِي}، أو يكونُ فِعْلاً ماضياً لَفْظاً ومعنًى، إمَّا حقيقةً: {إن يَسْرِقْ، فقد سَرَقَ أخٌ له من قبلُ}، أو مَجازاً: {ومَنْ جَاءَ بالسَّيِّئَة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ في النارِ} نُزِّلَ الفِعْلُ لِتَحَقُّقهِ مَنْزِلَةَ الواقِعِ، وقد تُحْذَفُ ضَرورةً، نحوُ:
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ اللّهُ يَشْكُرُها.
أي: فاللّهُ، أو لا يجوزُ مُطْلَقاً، والروايَةُ: مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ فالرَّحْمنُ يَشْكُرُهُ، أو لُغَةٌ فَصِيحَةٌ، ومنه: {إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ للوالِدَيْنِ والأقْربِينَ}، وحديثُ اللُّقَطَةِ: "فإِن جاءَ صاحِبُها، وإلاَّ اسْتَمْتِعْ بها"

هذب (لسان العرب) [0]


التَّهْذيبُ: كالتَّنْقِـيةِ. هَذَبَ الشيءَ يَهْذِبُه هَذْباً، وهَذَّبه: نَقَّاه وأَخْلصه، وقيل: أَصْلَحه.
وقال أَبو حنيفة: التَّهْذيبُ في القِدْحِ العَملُ الثاني، والتَّشْذيبُ الأَوَّل، وهو مذكور في موضعه.والـمُهَذَّبُ من الرجال: الـمُخَلَّصُ النَّقِـيُّ من العُيوب؛ ورجل مُهَذَّبٌ أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ.
وأَصلُ التهذيبِ: تَنْقِـيةُ الـحَنْظَل من شَحْمِه، ومُعالجَةُ حَبِّه، حتى تَذْهَبَ مَرَارَتُه، ويَطيبَ لآكله؛ ومنه قول أَوْسٍ: أَلم تَرَيا، إِذ جئْتُما، أَنَّ لَـحْمَها * به طَعْمُ شَرْيٍ، لم يُهَذَّبْ، وحَنْظَلِ ويقال: ما في مَوَدَّته هَذَبٌ أَي صَفاءٌ وخُلُوصٌ؛ قال الكميت: مَعْدِنُك الجَوهَرُ الـمُهَذَّبُ، ذو * الإِبْرِيزِ، بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ وهَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّى عنها اللِّيفَ.
وهَذَبَ الشيءُ يَهْذِبُ هَذْباً: سالَ؛ وقول ذي الرمة: . . . أكمل المادة دِيارٌ عَفَتْها، بَعْدَنا، كلُّ ديمةٍ * دَرُورٍ، وأُخْرى، تُهْذِبُ الماءَ، ساجِرُ قال الأَزهري: يقال أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة.
والإِهذابُ والتَّهذيبُ: الإِسراعُ في الطَّيَران، والعَدْوِ، والكلام؛ قال امرؤُ القيس: وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ وأَهْذَبَ الإِنسانُ في مَشْيِهِ، والفَرسُ في عَدْوِه، والطائرُ في طَيَرانِه: أَسْرَعَ؛ وقولُ أَبي العِـيالِ: ويَحْمِلُه حَمِـيمٌ أَرْ * يَحِـيٌّ، صادِقٌ هَذِبُ هو على النَّسَب أَي ذو هَذْبٍ؛ وقد قيل فيه: هَذَبَ وأَهْذَبَ وهَذَّبَ، كلُّ ذلك من الإِسراع.
وفي حديث سَرِيَّةِ عبداللّه بن جَحْشٍ: إِني أَخْشَى عليكم الطَّلَبَ، فَهَذِّبُوا أَي أَسْرِعوا السَّيْرَ؛ والاسمُ: الـهَيْذَبَـى: وقال ابن الأَنباري: الـهَيْذَبى أَن يَعْدُوَ في شِقّ؛ وأَنشد: مَشَى الـهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا ورواه بعضهم: مَشَى الـهِرْبِذا، وهو بمنزلة الـهَيْذَبى. وفي حديث أَبي ذر: فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فيه ويُتابعه.والـهَيْذَبى: ضَرْبٌ من مَشْيِ الخيل. الفراءُ: الـمُهْذِبُ السريعُ، وهو من أَسماءِ الشَّيْطانِ؛ ويقال له: الـمُذْهِبُ أَي الـمُحَسِّنُ للـمَعاصي.
وإِبل مَهاذيبُ: سِراعٌ؛ وقال رؤْبة: ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ، صَوادِقَ العَقْبِ، مَهاذيبَ الوَلَقْ والطائرُ يُهاذِبُ في طَيَرانِه: يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً؛ حكاه يعقوب، وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ: يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ، فهو مُهاذِبٌ، * يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ وقال أَبو خراش أَيضاً: فهَذَّبَ عَنْها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى * طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ قال السُّكَّرِيُّ: هَذَّبَ عنها فَرَّقَ.

سلت (لسان العرب) [0]


سَلَتَ المِعَى يَسْلِتُه سَلْتاً: أَخرجه بيده؛ والسُّلاتةُ: ما سُلِتَ منه.
وفي حديث أَهل النار: فيَنْفُذ الحَمِيم إِلى جوفه، فَيَسْلِتُ ما فيه أَي يَقْطَعُه ويستأْصله.
والسَّلْتُ: قَبْضُكَ على الشيء، أَصابه قَذَر ولَطْخٌ، فَتَسْلِتُه عنه سَلْتاً.
وانْسَلَتَ عنَّا: انْسَلَّ مِن غير أَن يُعْلَم به.
وذهب مني الأَمْرُ فَلْتَةً وسَلْتَةً أَي سَبَقَني وفاتَني.
وسَلَتَ أَنْفَه بالسيف؛ وفي المحكم: وسَلَتَ أَنْفَه يَسْلِتُه ويَسْلُته سَلْتاً: جَدَعَه.
والرجل أَسْلَتُ إِذا أُوعِبَ جَدْعُ أَنفه.
والأَسْلَتُ: الأَجْدَع، وبه سمِّي الرجل، وأَبو قَيْس بن الأَسْلَتِ الشاعرُ.
وفي حديث سلمان: أَن عمر قال مَن يأْخذها بما فيها؟ يعني الخلافة، فقال سلمان: مَن سَلَتَ اللهُ أَنفَه أَي جَدَعَه وقَطَعَه.
وفي حديث حذيفة وأَزْدِ عُمانَ: سَلَتَ اللهُ أَقدامَها . . . أكمل المادة أَي قَطَعَها.
وسَلَتَ يدَه بالسيف: قَطَعَها. يقال: سَلَتَ فلانٌ أَنف فلانٍ بالسيف سَلْتاً إِذا قطَعَه كُلَّه، وهو من الجُدْعانِ أَسْلَتُ.
وسَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ أَي جَلَدْتُهُ، مثلُ حَلَتُّه.
وسَلَتَ دَمَ البدنة: قَشَره بالسكين؛ عن اللحياني، هكذا حكاه؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه قَشَر جِلْدَها بالسكين حتى أَظْهَر دَمها.
وسَلَتَ شَعرَه: حَلَقه.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه لَعَنَ السَّلْتاء، والمَرْهاء؛ السَّلْتاء من النساء: التي لا تَخْتَضِبُ.
وسَلَتَتِ المرأَةُ الخِضاب عن يَدها إِذا مَسَحَتْهُ وأَلْقَتْه؛ وفي الصحاح: إِذا أَلْقَتْ عنها العُصْمَ، والعُصْمُ: بقيةُ كلّ شيء وأَثَرُه مِن القَطِرانِ والخِضابِ ونحوه.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وسُئِلَتْ عن الخِضاب، فقالت: اسْلِتيه وأَرْغِمِيه.
وفي الحديث: ثم سَلَتَ الدمَ عنها أَي أَماطَهُ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فكان يَحْمِلُه على عاتِقه، ويَسْلُتُ خَشَمَه أَي مُخاطَه عن أَنفه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في الحديث مرويّاً عن عمر،وأَنه كان يَحْمِل ابنَ أَمَته مَرْجانةَ.
وأَخرجه الهروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يَحْمِل الحُسَيْنَ على عاتقه ويَسْلِتُ خَشَمه؛ قال: ولعله حديث آخر. قال: وأَصلُ السَّلْتِ القَطْعُ.
وسَلَتَ رأْسَه أَي حَلَقه.
ورأْس مَسْلوتٌ، ومَحَلْوُتٌ، ومَحْلُوقٌ بمعنى واحد.
وسَلَتَ الحَلاَّقُ رأْسه سَلْتاً، وسَبَتَه سَبْتاً إِذا حَلَقَه.
وسَلَتُّ القَصعةَ من الثريد إِذا مَسَحْتَه.
والسُّلاتةُ: ما يُؤْخَذُ بالإِصبع من جوانب القَصْعة لتَنْظُق. يقال: سَلَتُّ القصعة أَسْلُتها سَلْتاً.
وفي الحديث: أُمِرْنا أَن نَسْلُتَ الصَّحْفَة أَي نَتَتَبَّعَ ما بقي فيها من الطعام، ونَمْسَحَها بالأَصابِع.ومَرَةٌ سَلْتاء: لا تَعَهَّدُ يَدَيها بالخِضابِ؛ وقيل: هي التي لا تَخْتَضِبُ البتَّةَ.
والسُّلْتُ، بالضم: ضرب من الشعير؛ وقيل: هو الشعير بعينه؛ وقيل: هو الشعير الحامض؛ وقال الليث: السُّلْتُ شعير لا قِشْرَ له أَجْرَدُ؛ زاد الجوهري: كأَنه الحنطة؛ يكون بالغَوْر والحجاز، يَتَبَرَّدون بسَويقه في الصَّيْف.
وفي الحديث: أَنه سئل عن بيع البَيْضاء بالسُّلْتِ؛ هو ضرب من الشعير أَبيضُ لا قشر له؛ وقيل: هو نوع من الحِنْطة؛ والأَوّل أَصح، لأَن البيضاء الحنطة.

لوع (لسان العرب) [0]


اللَّوْعةُ: وجع القلب من المرض والحب والحزن، وقيل: هي حُرْقةُ الحُزْن والهَوى والوجْد. لاعَه الحبُّ يَلوعُه لَوْعاً فَلاعَ يَلاعُ والْتاعَ فُؤادُه أَي احْترقَ من الشوقِ.
ولَوْعةُ الحُبِّ: حُرْقَتُه، ورجل لاعٌ وقوم لاعُون ولاعةٌ وامرأَة لاعةٌ كذلك. يقال: أَتانٌ لاعةُ الفُؤادِ إِلى جَحْشِها، قال الأَصمعي: أَي لائعةُ الفواد، وهي التي كأَنها وَلْهى من الفَزَعِ؛ وأَنشد الأَعشى: مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤادِ إِلى جَحْـ ـشٍ فَلاهُ عنها، فَبِئْسَ الفالي وفي حديث ابن مسعود: إِني لأَجِدُ له من اللاَّعةِ ما أَجِدُ لِولدِي؛ اللاَّعةُ واللَّوْعةُ: ما يَجِدُه الإِنسان لِولَدِه وحَميمِه من الحُرْقة وشِدّة الحبِّ.
ورجل لاعٌ ولاعٍ: حريصٌ سيِّء الخُلقِ جَزوعٌ على الجوع وغيره، وقيل: . . . أكمل المادة هو الذي يجوعُ قبل أَصحابِه، وجَمْعُ اللاَّعِ أَلْواعٌ ولاعُونَ.
وامرأَة لاعةٌ، وقد لِعْتُ لَوعاً ولاعاً ولُووعاً كَجَزِعْتُ جَزَعاً؛ حكاها سيبويه.
وقال مرة: لِعْتَ وأَنت لاِعٌ كبِعْتَ وأَنت بائِعٌ، فوزن لِعْتَ على الأَول فَعِلْتَ ووزنه على الثاني فَعَلْتَ.
ورجل هاعٌ لاعٌ: فهاعٌ جَزُوع، ولاعٌ موجَعٌ؛ هذه حكاية أَهل اللغة، والصحيح مُتَوَجِّعٌ ليعبر عن فاعِلٍ بفاعِل، وليس لاعٌ بإِتْباع لما تقدَّم من قولهم رجل لاعٌ دُونَ هاع، فلو كان إِتباعاً لم يقولوه إِلاَّ معَ هاعٍ؛ قال ابن بري: الذي حكاه سيبويه لِعْتُ أَلاعُ، فهو لاعٌ ولائِعٌ، ولاعٌ عنده أَكثر؛ وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصَين: ولا فَرِحٌ بخَيْرٍ إِنْ أَتاه، ولا جَزِعٌ من الحِدْثانِ لاع وقيل: رجل هاعٌ لاعٌ أَي جَبانٌ جَزوعٌ، وقد لاعَ يَلِيعُ؛ وحكى ابن السكيت: لِعْتُ أَلاعُ وهِعْتُ أَهاعُ، وذكر الأَزهري في ترجمة هوع هِعْتُ أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْتَ؛ وقال عدي: إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ، وقُلْ مِثْلَ ما قالوا ولا تَتَرَنَّكِ قال ابن بزرج: يقال لاعَ يَلاعُ لَيْعاً من الضَّجَرِ والجَزَعِ والحَزَنِ وهي اللَّوْعةُ. ابن الأَعرابي: لاعَ يَلاعُ لَوْعةً إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ.
ورجل هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إِذا كان جَباناً ضَعيفاً، وقد يقال: لاعَني الهمُّ والحَزَنُ فالْتَعْتُ الْتِياعاً، ويقال: لا تَلَعْ أَي لا تَضْجَرْ؛ قال الأَزهري: قوله لا تَلَعْ من لاعَ كما يقال لا تَهَبْ من هابَ.
وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ، ورجل هائِعٌ لائِعٌ، وامرأَة لاعةٌ كَلَعّةٍ: تُغازِلُك ولا تُمَكِّنُك، وقيل: مليحة تديم نظرك إِليها من جمالها، وقيل: مليحة بعيدة من الريبة، وقيل: اللاَّعة المرأَة الحديدةُ الفؤادِ الشهْمةُ. قال الأَزهري: اللوْعةُ السواد حوْلَ حلمة المرأَة، وقد أَلْعَى ثَدْيُها إِذا تَغَيَّر. ابن الأَعرابي: أَلواعُ الثَّدْيِ جمع لَوْعٍ وهو السوادُ الذي على الثدْيِ، قال الأزهري: هذا السواد يقال له لَعْوةٌ ولَوْعةٌ، وهما لغتان؛ قال زيادٌ الأَعْجَمُ: كَذَبْتَ لم تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ بِلَوْع ثَديٍ، كأَنفِ الكلبِ، دمّاعِ

بصع (لسان العرب) [0]


البَصْعُ: الخَرْق الضيِّق لا يكاد يَنفُذ منه الماء.
وبَصَعَ الماءُ يَبْصَعُ بَصاعة: رَشَحَ قليلاً.
وبَصع العَرَقُ من الجسد يَبصَع بَصاعة وتَبَصَّع: نَبَعَ من أُصول الشعر قليلاً قليلاً.
والبَصِيع: العرَق إِذا رشح؛ وروى ابن دريد بيت أبي ذؤيب: تأْبى بدِرَّتِها، إِذا ما اسْتُغْضِبَتْ، إِلا الحَميمَ، فإِنَّه يَتَبَصَّعُ بالصاد أَي يَسيل قليلاً قليلاً. قال الأَزهري: وروى الثقات هذا الحرف بالضاد المعجمة من تَبَضَّع الشيءُ أَي سال، وهكذا رواه الرُّواة في شعر أَبي ذؤَيب، وابن دريد أَخذ هذا من كتاب ابن المظفر. فمرَّ على التصحيف الذي صحفه، والظاهر ان الشيخ ابن بري ثلَّثهما في التصحيف، فإِنه ذكره في كتابه الذي صنفه على الصحاح . . . أكمل المادة في ترجمة بصع يتبصع بالصاد المهملة، ولم يذكره الجوهري في صحاحه في هذه الترجمة، وذكره ابن بري أَيضاً موافقاً للجوهري في ذكره في ترجمة بضع، بالضاد المعجمة.
والبَصْع: ما بينَ السّبَّابة والوُسْطَى.
والبَصْعُ: الجمع. قال الجوهري: سمعته من بعض النحويين ولا أَدري ما صحته.
ويقال: مَضَى بِصْع من الليل، بالكسر، أَي جَوْشٌ منه.
وأَبْصَعُ: كلمة يؤكَّد بها، وبعضهم يقوله بالضاد المعجمة وليس بالعالي؛ تقول: أَخذت حقي أَجْمَعَ أَبْصَعَ، والأُنثى جَمْعاء بَصْعاء، وجاء القوم أَجمعون أَبْصَعون، ورأَيت النِّسوة جُمَعَ بُصَعَ، وهو توكيد مُرَتَّب لا يُقدَّم على أَجمع؛ قال ابن سيده: وأَبْصَعُ نعت تابع لأَكْتَعَ وإِنما جاؤُوا بأَبْصَعَ وأَكْتَعَ وأَبْتَعَ إِتباعاً لأَجْمَع لأَنهم عدلوا عن إِعادة جميع حروف أَجمع إِلى إِعادة بعضها، وهو العين، تحَامِياً من الإِطالة بتكرير الحروف كلها. قال الأَزهري: ولا يقال أَبْصعون حتى يتقدَّمه أَكتعون، فإِن قيل: فلمَ اقتصروا على إِعادة العين وحدها دون سائر حروف الكلمة؟ قيل: لأَنها أَقوى في السجعة من الحرفين اللذين قبلها وذلك لأَنها لام الكلمة وهي قافية لأَنها آخر حروف الأَصل ، فجيء بها لأَنها مَقْطَع الأُصول ، والعمل في المُبالغة والتكرير إِنما هو على المَقطع لا على المَبدإِ ولا على المَحْشَإِ، أَلا ترى أَن العناية في الشعر إِنما هي بالقَوافي لأَنها المَقاطِعُ وفي السجع كمثل ذلك؟ وآخر السجعة والقافية عندهم أَشرف من أَوَّلها، والعِنايةُ به أَمَسُّ، ولذلك كلما تَطَرَّفَ الحرف في القافية ازدادوا عِناية به ومُحافظة على حكْمه.
وقال أَبو الهيثم: الكلمة تُوكَّد بثلاثة تَواكِيدَ؛ يقال: جاء القوم أَكتعون أَبتعون أَبصعون، بالصاد، وقال جماعة من النحويين: أَخذته أَجمعَ أَبتعَ وأَجمعَ أَبصع، بالتاء والصاد، قال البُشْتِيُّ: مررت بالقوم أَجمعين أَبْضَعِين، بالضاد، قال أَبو منصور: هذا تصحيف وروي عن أَبي الهيثم الرازي أَنه قال: العرب توكِّد الكلمة بأَربعةِ تَواكِيد فتقول: مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، كذا رواه بالصاد، وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمع.
والبُصَيعُ: مكان في البحر على قولٍ في شعر حسان ابن ثابت: بَيْنَ الخَوابي فالبُصَيْعِ فَحَوْمَلِ وسيُذكر مُسْتوفىً في ترجمة بضع.
وكذلك أَبْصَعةُ مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنبة، وقيل: هو بالضاد المعجمة.
وبئر بُضاعةَ: حكيت بالصاد المهملة، وسنذكرها.

أني (لسان العرب) [0]


أَنى الشيءُ يأْني أَنْياً وإِنىً وأَنىً (* قوله «وأنى» هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل، والذي في القاموس ضبطه بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر)، وهو أَنيٌّ. حان وأَدْرك، وخَصَّ بعضهم به النبات. الفراء: يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلَم يَئِنْ لك وأَلم يَنَلْ لكَ وأَلم يُنِلْ لك، وأَجْوَدُهُنَّ ما نزل به القرآن العزيز، يعني قوله: أَلم يَأْنِ للذين آمنوا؛ هو من أَنى يأْني وآنَ لك يَئين.
ويقال: أَنى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنالَ لك وآن لك، كل بمعنى واحد؛ قال الزجاج: ومعناها كلها حانَ لك يَحين.
وفي حديث الهجرة: هل أَنى الرحيلُ أَي حانَ وقتُه، وفي رواية: هل آنَ . . . أكمل المادة الرحيلُ أَي قرب. ابن الأَنباري: الأَنى من بلوغ الشيء منتهاه، مقصور يكتب بالياء، وقد أَنى يَأْني؛ وقال: . . . . . . . . . . بيَوْمٍ أَنى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ أَي أَدرك وبلغ.
وإِنَى الشيء: بلوغُه وإِدراكه.
وقد أَنى الشيءُ يأْني إِنىً، وقد آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ.
ويقال من الأَين: آنَ يَئِين أَيْناً.
والإِناءُ، ممدود: واحد الآنِية معروف مثل رداء وأَردية، وجمعه آنيةٌ، وجمع الآنية الأَواني، على فواعل جمع فاعلة، مثل سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ.
والإِناءُ: الذي يرتفق به، وهو مشتق من ذلك لأَنه قد بلغ أَن يُعْتَمل بما يعانَى به من طبخ أَو خَرْز أَو نجارة، والجمع آنِيَةٌ وأَوانٍ؛ الأَخيرة جمع الجمع مثل أَسقية وأَساق، والأَلف في آنِيَة مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واواً، ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسيّ والبدل موقوف.
وأَنَى الماءُ: سَخُنَ وبلغ في الحرارة.
وفي التنزيل العزيز: يطوفون بينها وبين حَميم آنٍ؛ قيل: هو الذي قد انتهى في الحرارة.
ويقال: أَنَى الحميمُ أَي انتهى حره؛ ومنه قوله عز وجل: حميم آنٍ.
وفي التنزيل العزيز: تُسْقَى من عين آنِيَة؛ أَي متناهية في شدّة الحر، وكذلك سائر الجواهر.
وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غايته.
وفي التنزيل: غير ناظرين إِناهُ؛ أَي غير منتظرين نُضْجَه وإِدراكَه وبلوغه. تقول: أَنَى يَأْني إِذا نَضِجَ.
وفي حديث الحجاب: غير ناظرين إِناه؛ الإِنَى، بكسر الهمزة والقصر: النُّضْج.
والأَناةُ والأَنَى: الحِلم والوقار.
وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت.
ورجل آنٍ على فاعل أَي كثير الأَناة والحلم.
وأَنَى أُنِيّاً فهو أَنِيٌّ: تأَخر وأَبطأَ.
وآنَى: كأَنَى.
وفي الحديث في صلاة الجمعة: قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ؛ قال الأَصمعي: آنَيْتَ أَي أَخرت المجيء وأَبطأْت، وآذَيْتَ أَي آذَيت الناس بتخطيك؛ ومنه قيل للمتمكث في الأُمور مُتَأَنٍّ. ابن الأَعرابي: تَأَنَّى إِذا رَفَق.
وآنَيْت وأَنَّيت بمعنى واحد، وفي حديث غزوة حنين: اختاروا إِحدى الطائفتين إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ بكم أَي انتظرت وتربَّصت؛ يقال: آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت واسْتَأْنَيْتُ. الليث: يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله.
ويقال: اسْتأْنِ في أَمرك أَي لا تَعْجَل؛ وأَنشد: اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها، وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ والأَناة: التُّؤَدة.
ويقال: لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا أَمْكَنَتْك.
وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه. الجوهري: آناه يُؤنِيه إِيناء أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه؛ قال الكميت: ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ.
واسْتأْنَى به أَي انتظر به؛ يقال: اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً.
ويقال: تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي، والاسم الأَناة مثل قناة؛ قال ابن بري شاهده: الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ وآنَيْتُ الشيءَ: أَخَّرته، والاسم منه الأَناء على فَعَال، بالفتح؛ قال الحطيئة: وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ، أَو الشَّعْرى، فطال بِيَ الأَناء التهذيب: قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت في أَمره ولم أَعْجَل.
ويقال: إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ؛ قال ابن مقبل: ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ، مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر (* قوله «قال ابن مقبل ثم احتملن.» أورده ياقوت في جيلان بالجيم، ونسبه لتميم بن أبي، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل). الليث: أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته؛ ومنه قوله: والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم؛ ومن هذا يقال: تَأَنَّى فلان يَتَأَنَّى، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر.
والأَنَى: من الأَناة والتُّؤَدة؛ قال العجاج فجعله الأَناء: طال الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر وهي الأَناة. قال ابن السكيت: الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء منتهاه، مقصور يكتب بالياء ويفتح فيمدّ؛ وأَنشد بيت الحطيئة: وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل ورواه أَبو سعيد: وأَنَّيْت، بتشديد النون.
ويقال: أَنَّيْتُ الطعامَ في النار إِذا أَطلت مكثه، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه. قال ابن بري: أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ أُنِيّاً، كل ذلك: أَبطأَ.
وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا رَفَقَ.
والأَنْيُ والإِنْيُ: الوَهْنُ أَو الساعة من الليل، وقيل: الساعة منه أَيَّ ساعة كانت.
وحكى الفارسي عن ثعلب: إِنْوٌ، في هذا المعنى، قال: وهو من باب أَشاوِي، وقيل: الإِنَى النهار كله، والجمع آناء وأُنِيّ؛ قال: يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّْ، وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيّْ يقول: في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك.
والإِنْيّْ: واحد آناه الليل وهي ساعاته.
وفي التنزيل العزيز: ومن آناء الليل؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج: آناء الليل ساعاته، واحدها إِنْيٌ وإِنىً، فمن قال إِنْيٌ فهو مثل نِحْيٍ وأَنحاء، ومن قال إِنىً فهو مثل مِعىً وأَمْعاء؛ قال الهذلي المتنخِّل:السالك الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه، بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ قال الأَزهري: كذا رواه ابن الأَنباري؛ وأَنشده الجوهري: حُلْو ومرّ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه، في كل إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ ونسبه أَيضاً للمنتخّل، فإِما أَن يكون هو البيت بعينه أَو آخر من قصيده أُخرى.
وقال ابن الأَنباري: واحد آناء الليل على ثلاثة أَوجه: إِنْي بسكون النون، وإِنىً بكسر الأَلف، وأَنىً بفتح الأَلف؛ وقوله: فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها يروى: إِنَى وأَنَى، وقاله الأَصمعي.
وقال الأَخفش: واحد الآناء إِنْوٌ؛ يقال: مضى إِنْيانِ من الليل وإِنْوانِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في الإِنَى: أَتَمَّتْ حملَها في نصف شهر، وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ ومَضَى إِنْوٌ من الليل أَي وقت، لغة في إنْي. قال أَبو عليّ: وهذا كقولهم جَبَوْت الخراج جِباوة، أُبدلت الواو من الياء.
وحكى الفارسي: أَتيته آيِنَةً بعد آينةٍ أَي تارة بعد تارة؛ كذا حكاه، قال ابن سيده: وأُراه بني من الإِنَى فاعلة وروى: وآيِنَةً يَخْرُجْنَ من غامر ضَحْل والمعروف آوِنَة.
وقال عروة في وصية لبنيه: يا بَنيّ إِذا رأَيتم خَلَّةً رائعة من رجل فلا تقطعوا إِناتَكم (* قوله «إناتكم» كذا ضبط بالكسر في الأصل، وبه صرح شارح القاموس).
وإِن كان الناس رَجُلَ سَوءٍ؛ أَي رجاءكم؛ وقول السلمية أَنشده يعقوب: عَن الأَمر الذي يُؤْنِيكَ عنه، وعَن أَهْلِ النَّصِيحة والوداد قال: أَرادت يُنْئِيك من النَّأْي، وهو البعد، فقدمت الهمزة قبل النون. الأَصمعي: الأَناةُ من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأَنٍّ؛ قال أَبو حيَّة النميري: رَمَتْه أَناةٌ، من رَبيعةِ عامرٍ، نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنانةُ نحوها. الليث: يقال للمرأَة المباركة الحليمة المُواتِية أَناة، والجمع أَنواتٌ. قال: وقال أَهل الكوفة إِنما هي الوَناة، من الضعف، فهمزوا الواو؛ وقال أَبو الدُّقَيْش: هي المباركة، وقيل: امرأَة أَناة أَي رَزِينة لا تَصْخَبُ ولا تُفْحِش؛ قال الشاعر: أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها، ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ في دَمِثِ الرَّمْل قال سيبويه: أَصله وَناةٌ مثل أَحَد وَوَحَد، من الوَنَى.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَمَر رجلاً أَن يزوج ابنته من جُلَيْبِيبٍ، فقال حتى أُشاورَ أُمَّها، فلما ذكره لها قالت: حَلْقَى، أَلِجُلَيْبيبٍ؟ إِنِيْه، لا لَعَمْرُ اللهِ ذكره ابن الأَثير في هذه الترجمة وقال: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء، ومعناها أَنها لفظة تستعملها العرب في الإِنكار، يقول القائل: جاء زيد، فتقول أَنت: أَزَيْدُنِيه وأَزَيْدٌ إِنِيه، كأَنك استبعدت مجيئه.
وحكى سيبويه: أَنه قيل لأَعرابي سكن البَلَدَ: أَتخرج إِذا أَخصبت البادية؟ فقال: أَنا إِنيه؟ يعني أَتقولون لي هذا القول وأَنا معروف بهذا الفعل؟ كأَنه أَنكر استفهامهم إِياه، ورويت أَيضاً بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة، ثم نون مفتوحة، وتقديرها أَلِجُلَيْبيبٍ ابْنَتي؟ فأَسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء؛ قال أَبو موسى، وهو في مسند أَحمد بن حنبل بخط أَبي الحسن بن الفُراتِ، وخطه حجة: وهو هكذا مُعْجَمٌ مُقَيَّد في مواضع، قال: ويجوز أَن لا يكون قد حذف الياء وإِنما هي ابْنَةٌ نكرة أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ، يعني أَنه لا يصلح أَن يزوج ببنت، إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة استنقاصاً له؛ قال: وقد رويت مثل هذه الرواية الثانية بزيادة أَلف ولام للتعريف أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ، ورويت أَلجليبيبٍ الأَمَةُ؟ تريد الجارية كناية عن بنتها، ورواه بعضهم أُمَيَّةُ أَو آمِنَةُ على أَنه اسم البنت.

خلف (مقاييس اللغة) [0]



الخاء واللام والفاء أصولٌ ثلاثة: أحدُها أن يجيءَ شيءٌ بعدَ شيءٍ يقومُ مقامَه، والثاني خِلاف قُدَّام، والثالث التغيُّر.فالأوّل الخَلَف.
والخَلَف: ما جاء بعدُ.
ويقولون: هو خَلَفُ صِدْقٍ من أبيه.
وخَلَف سَوْءٍ من أبيه. فإذا لم يذكُروا صِدقاً ولا سَوْءاً قالوا للجيِّد خَلَف وللرديِّ خَلْف. قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ [الأعراف 169، مريم 59].
والخِلِّيفَى: الخِلافة، وإنَّما سُميِّت خلافةً لأنَّ الثَّاني يَجيءُ بَعد الأوّلِ قائماً مقامَه.
وتقول: قعدتُ خِلافَ فُلانٍ، أي بَعْده.
والخوالفُ في قوله تعالى:رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ [التوبة 87، 93] هنَّ النِّساء، لأنَّ الرِّجال يغِيبُون في حُروبهم ومغاوراتِهِمْ وتجاراتِهم وهنّ يخلُفْنهم في البيوت والمنازل.
ولذلك يقال: الحيُّ خُلُوفٌ، إذا كان . . . أكمل المادة الرِّجال غُيَّباً والنِّساء مُقيماتٍ.
ويقولون في الدعاء: "خَلَف اللهُ عليك" أي كانَ الله تعالى الخليفة عليك لمن فَقَدْتَ مِن أبٍ أو حميم. الله لك" أي عوَّضك من الشيء الذاهب ما يكُونُ يقومُ بَعده ويخلُفه.
والخِلْفة: نبتٌ ينبت بعد الهشيم.
وخِلْفَةُ الشجرِ: ثمرٌ يخرُج بَعد الثَّمر. قال:
خِلْفَةٌ حتَّى إذا ارتَبَعَتْ      سَكَنَتْ من جِلَّق بِيَعَا

وقال زهيرٌ فيما يصحّح جميعَ ما ذكرناه:
بها العِينُ والآرامُ يَمشِينَ خِلْفَةً      وأطلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَم

يقول: إذا مرَّتْ هذه خَلفَتْها هذه.ومن الباب الخَلْف، وهو الاستِقاء، لأنَّ المستقِيَينِ يتخالفانِ، هذا بَعْدَ ذا، وذاك بعد هذا. قال في الخَلْف:
لِزُغْبٍ كأولاد القَطا راثَ خَلْفُها      على عاجِزَاتِ النَّهضِ حُمْرٍ حواصلُه

يقال: أخْلَفَ، إذا استَقَى.والأصل الآخر خَلْفٌ، وهو غير قَدّام. يقال: هذا خلفي، وهذا قدّامي.
وهذا مشهورٌ.
وقال لبيد:
فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَينِ تَحْسَِبُ أنّه      مَولَى المخافةِ خَلْفُها وأَمامُها

ومن الباب الخِلْف، الواحد من أخلاف الضَّرع.
وسمِّي بذلك لأنّه يكون خَلْفَ ما بعده.وأمّا الثالث *فقولهم خَلَف فُوه، إذا تغيَّرَ، وأخْلَفَ.
وهو قولُه صلى الله عليه وآله وسلم: "لَخُلُوفُ فم الصائم أطيَبُ عند الله من ريح المِسْك".
ومنه قول ابن أحمر:
بانَ الشَّبابُ وأخْلفَ العُمْرُ      وتنكَّرَ الإخوانُ والدَّهرُ

ومنه الخِلاف في الوَعْد.
وخَلَفَ الرَّجُلُ عن خُلق أبيه: تغيَّر.
ويقال الخليف: الثَّوب يَبلَى وسطُه فيُخرَج البالي منه ثم يُلْفَق، فيقال خَلَفْتُ الثَّوبَ أخْلُفُه.
وهذا قياسٌ في هذا وفي البابِ الأوّل.ويقال وعَدَني فأخلفْتُه، أي وجدته قد أخلفَني. قال الأعشى:
أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَهُ ليُزَوّدا      فَمَضَى وأخلَفَ من قُتَيْلَةَ موعِدا

فأمّا قولُه:فمن أنَّ هذِي تخلُف هَذِي.
وأمّا قولهم: اختلفَ النَّاسُ في كذا، والناس خلْفَةٌ أي مختلِفون، فمن الباب الأوّل؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يُنَحِّي قولَ صاحبه، ويُقيم نفسَه مُقام الذي نَحّاه.
وأمّا قولهم للناقة الحامل خَلِفَةٌ فيجوز أن يكون شاذّاً عن الأصل، ويجوز أن يُلْطَف له فيقالَ إنّها تأتي بولدٍ، والولدُ خَلَفٌ.
وهو بعيد.
وجمع الخَلِفة المخَاض، وهُنَّ الحوامل.ومن الشاذِّ عن الأصول الثلاثة: الخَلِيفُ، وهو الطّريقُ بين الجبلَين. فأمّا الخالفة من عَُمَُد البيت، فلعلَّه أن يكون في مؤخّر البيت، فهو من باب الخَلْف والقُدّام.
ولذلك يقولون: فلانٌ خالِفَةُ أهلِ بيته، إذا كان غير مقدَّمٍ فيهم.ومن باب التغيُّر والفسادِ البَعيرُ الأخلَفُ، وهو الذي يمشِي في شِقٍّ، من داءٍ يعتريه.

رمي (لسان العرب) [0]


الليث: رَمى يَرْمي رَمْياً فهو رامٍ.
وفي التنزيل العزيز: وما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ قال أَبو إسحق: ليس هذا نَفْيَ رَمْيِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل.
وروي أَنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: ناوِلْني كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَهُ كفّاً فرَمى به فلم يَبقَ منهم أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَيْنهِ، فأَعْلَمَ الله عز وجل أَن كَفّاً من تُرابٍ أَوحَصًى لا يَمْلأُ به عُيونَ ذلك الجيش الكثير بَشَرٌ، وأَنه سبحانه وتعالى توَلَّى إيصالَ ذلك إلى أَبصارهم فقال: وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ أَي لم . . . أكمل المادة يُصِبْ رَمْيُك ذلك ويبْلُغ ذلك المَبْلَغ، بل إنما الله عز وجل تولى ذلك، فهذا مَجازُ وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى، وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس أَنه قال: معناه وما رَمَيْتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ في قلوبهم إذْ رَمَيْتَ بالحَصى ولكنّ الله رَمى؛ وقال المبرد: معناه ما رميت بقوتك إذ رميت ولكن بقوة الله رميت.
ورَمى اللهُ لفلان: نَصَره وصنَع له؛ عن أَبي علي، قال: وهو معنى قوله تعالى وما رميت إذْ رميت ولكنّ الله رمى، قال: وهذا كله من الرَّمْيِ لأَنه إذا نصره رَمى عدُوَّه.
ويقال: طَعَنه فأَرْماه عن فَرسه أَي أَلقاه عن ظهر دابته كما يقال أَذْراه.
وأَرْمَيْتُ الحجَرَ من يدي أَي أَلقيت. ابن سيده: رَمى الشيءَ رَمْياً ورَمى به ورَمى عن القوْس ورَمى عليها، ولا يقال رَمى بها في هذا المعنى؛ قال الراجز: أَرْمي عليها فَرْعٌ أَجْمَعُ، وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ قال ابن بري: إنما جاز رَمَيْتُ عليها لأَنه إذا رَمى عنها جعَلَ السهمَ عليها.
ورَمى القَنَصَ رَمْىاً لا غير.
وخرجتُ أَرْتَمِي وخرج يَرْتَمي إذا خرج يَرْمي القنَصَ؛ وقال الشماخ: خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَمِي، تَقَعْقَع في الآباطِ منها وِفاضُها قال: ترْتمي أَي تَرْمي الصَّيدَ، والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ. أَبو عبيدة: ومن أَمثالهم في الأَمر يُتقدَّم فيه قَبْلَ فِعْلِه: قبل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَنائنُ.
والرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ.
والتِّرْماءُ: مثل الرِّماءِ والمُراماةِ.
وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يتَرَمَّى إذا خرج يَرْمي في الأَغْراضِ وأُصُول الشجر.
وفي حديث الكسوف: خرجتُ أَرْتَمي بأَسْهُمي، وفي رواية: أَتَرامى. يقال رَمَيْت بالسَّهْمِ رَمْىاً وارْتَمَيْت وترامَيْت تَرامِىاً ورامَيْت مُراماةً إذا رَمَيْت بالسهام عن القِسِيّ، وقيل: خرجتُ أَرْتَمِي إذا رَمَيْت القَنَصَ، وأَترَمَّى إذا خرجت تَرْمي في الأَهْدافِ ونحوِها.
وفلان مُرْتَمىً للقوم (* قوله «وفلان مرتمى للقوم إلخ» كذا بالأصل والتهذيب بهذا الضبط، والذي في القاموس والتكملة: مرتم، بكسر الميم الثانية وحذف الياء).
ومُرْتَبىً أي طليعة.
وقوله في الحديث: ليس وراءَ اللهِ مَرْمىً أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إليه الآمالُ ويوجَّه نحوهَ الرَّجاءُ.والمَرْمى: موضع الرَّمْيِ تشبيهاً بالهَدَف الذي تُرْمى إليه السهام.
وفي حديث زيد بن حارثة: أنه سُبِيَ في الجاهلية فتَرامى به الأَمرُ إلى أَن صار إلى خديجة، رضي الله عنها، فوَهَبَتْه للنبي، صلى الله عليه وسلم، فأَعْتَقَه؛ تَرامَى به الأَمرُ إلى كذا أَي صار وأَفْضى إليه، وكأَنه تَفاعَل من الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقدارُ إليه.
وتَيْسٌ رَمِيٌّ: مَرْمِيٌّ، وكذلك الأُنثى وجمعها رَمايا، إذا لم يعرفوا ذكراً من أُنثى فهي بالهاء فيهما.
وقال اللحياني: عَنْزٌ رَمِيٌّ ورَمِيَّة، والأَول أَعلى.وفي الحديث الذي جاء في الخوارج: يَمْرُقون من الدين كما يَمْرُق السهم من الرَّمِيَّة؛ الرَّمِيَّة: هي الطريدة التي يَرْميها الصائد، وهي كلُّ دابةٍ مَرْمِيَّةٍ، وأُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت اسماً لا نعتاً،يقال بالهاء للذكر والأُنثى: قال ابن الأَثير: الرَّمِيَّة الصيد الذي تَرْميه فتَقْصِدهُ ويَنْفُذُ فيه سَهْمُك، وقيل: هي كلُّ دابة مَرْمِيَّة. الجوهري: الرَّمِيَّة الصيد يُرْمى. قال سيبويه: وقالوا بئس الرَّميَّةُ الأَرْنَبُ؛ يريدون بئس الشيءُ مما يُرْمى، يذهب إلى أن الهاء في غالب الأَمر إنما تكون للإشعار بأَن الفعل لم يقع بعدُ بالمفعول، وكذلك يقولون: هذه ذبيحتك، للشاة التي لم تُذْبَح بعدُ كالضَّحية، فإذا وقع بها الفعل فيه ذبيحٌ. قالالجوهري في قولهم بئس الرَّمِيَّة الأَرنب: أَي بئس الشيءُ مما يُرْمى به الأَرنب،قال: وإنما جاءت بالهاء لأَنها صارت في عداد الأَسماء، وليس هو على رُمِيَتْ فهي مَرْمِيَّة، وعُدِلَ به إلى فعيل، وإنما هو بئسَ الشيءُ في نفسه مما يُرْمى الأَرْنَبُ.
وبينهم رَمِّيَّا أَي رَمْيٌ.
ويقال: كانت بين القومِ رِمِّيَّا ثم حَجَزَتْ بينهم حِجِّيزى، أَي كان بين القوم تَرامٍ بالحجارة ثم توسَّطَهم من حجزَ بينهم وكفَّ بعضَهم عن بعض.
والرِّمى: صوت الحجر الذي يَرْمي به الصبي.
والمِرْماةُ: سهمٌ صغير ضعيف؛ قال: وقال أَبو زياد مثلٌ للعرب إذا رأَوْا كثرةَ المَرَامي في جَفِير الرجل قالوا: ونَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرامي قيل: معناه أَن الحُرَّ يغالي بالسهام فيشتري المِعْبَلة والنِّصْل لأَنه صاحب حربٍ وصيدٍ، والعبد إنما يكون راعياً فتُقْنِعُه المَرامي لأَنها أَرخصُ أَثماناً إن اشتراها، وإن اسْتَوهَبها لم يَجُدْ له أَحد إلا بمرْماة.
والمِرْماة: سهمُ الأَهداف؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: يَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ وهو يُدْعى إليها فلا يُجيبُ، ولو دُعِيَ إلى مِرْماتَيْنِ لأَجابَ، وفي رواية: لو أَن أَحدهم دُعِيَ إلى مِرْماتَيْن لأَجابَ وهو لا يُجيب إلى الصلاة، فيقال المِرْماةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ الشاةِ. قال أَبو عبيدة: يقال إن المرماتَينِ ما بين ظِلْفَي الشاةِ، وتُكْسَر ميمُه وتُفتح. قال: وفي بعض الحديث لو أَن رجلاً دَعا الناس إلى مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه، قال: وفيها لغة أُخرى مَرْماة، وقيل: المِرْماةُ، بالكسر، السَّهمُ الصغير الذي يُتَعلَّمُ فيه الرَّمْيُ وهو أَحْقَرُ السهام وأَرْذَلُها، أَي لو دُعِي إلى أَن يُعْطى سهمين من هذه السهام لأَسْرَعَ الإجابة؛ قال الزمخشري: وهذا ليس بوجيه، ويدفعه قوله في الرواية الأُخرى لو دُعِيَ إلى مِرْماتَين أَو عَرْقٍ. قال أَبو عبيد: وهذا حرف لا أَدري ما وجهه إلا أَنه هكذا يُفَسَّر بما بين ظِلْفَي الشاةِ يريد به حقارَته قال ابن بري: قال ابن القَطاع المِرْماة ما في جَوْفِ ظِلْف الشاة من كُراعِها، وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: المِرْماةُ، بالكسر، السَّهْمُ الذي يُرْمى به، في هذا الحديث. قال ابن شميل: والمَرامي مثل المَسالِّ دقيقةٌ فيها شيءٌ من طول لا حُروفَ لها ، قال: والقِدْحُ بالحديد مِرْماةٌ، والحديدة وحدها مِرْماةٌ، قال: وهي للصيد لأَنها أَخَفّ وأَدَقُّ، قال: والمِرْماةُ قِدْح عليه رِيشٌ وفي أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإصْبع؛ قال أَبو سعيد: المِرْماتانِ، في الحديث، سهمان يَرْمي بهما الرجلُ فيُحْرِزُ سَبَقَه فيقول سابَق إلى إحْرازِ الدنيا وسَبَقِها ويَدَع سَبَق الآخرة. الجوهري: المِرماة مثل السِّرْوةِ وهو نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم. ابن سيده: المِرْماة والمَرْماة هَنَة بين ظِلْفَي الشَّاةِ.
ويقال: أَرْمى الفرسُ براكِبه إذا أَلقاه.
ويقال: أَرْمَيْت الحِمْل عن ظَهْرِ البَعِير فارْتَمى عنه إذا طاح وسَقَط إلى الأَرض؛ ومنه قوله: وسَوْقاً بالأَماعِزِ يَرْتَمِينا أَراد يَطِحْن ويَخْرِرْنَ.
ورَمَيْت بالسَّهْم رَمْىاً ورِمايَةً ورامَيْتُه مُراماةً ورِماءً وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا وكانت بينهم رِمِّىَّا ثم صاروا إلى حِجِّيزى.
ويقال للمرأَة. أَنتِ تَرْمِين وأَنْتُنَّ تَرْمِين، الواحدة والجماعة سواء.
وفي الحديث: من قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ في رِمِّيَّا تكون بينهم بالحجارة؛ الرِّمِّيَّا، بوزن الهِِجِّيرى والخِصِّيصى: من الرَّمْي، وهو مصدرٌ يُراد به المبالغة.
ويقال: تَرامَى القوم بالسهام وارْتَمَوْا إذا رَمَى بعضُهم بعضاً. الجوهري: رَمَيْت الشيءَ من يَدي أَي أَلْقَيْته فارْتَمى. ابن سيده: وأَرْمى الشيءَ من يدهِ أَلقاه.
ورَمى الله في يدِه وأَنْفِه وغير ذلك من أَعضائهِ رَمْىاً إذا دُعِي عليه؛ قال النابغة: قُعوداً لدى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها، رَمى اللهُ في تلك الأُنوفِ الكَوانِعِ والرَّمِيُّ: قِطَعٌ صغار من السحاب، زاد التهذيب: قدرُ الكَفِّ وأَعظمُ شيئاً، وقيل: هي سحابة عظيمةُ القَطرِ شديدة الوقْعِ، والجمع أَرْماءٌ وأَرْمِيَةٌ ورَمايا؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب يصف عسلاً: يَمانِيَةٍ أَجْبى لها مَظَّ مائِدٍ، وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْميَةٍ كُحْلِ ويروى: صوبُ أَسْقِية. الجوهري: الرَّميّ السّقيُّ وهي السحابة العظيمة القطرِ. الأَصمعي: الرَّمِيّ والسَّقِيُّ، على وزن فعيل، هما سحابتان عظيمتا القطر شديدتا الوقع من سحائب الحميم والخريف؛ قال الأَزهري: والقول ما قاله الأَصمعي؛ وقال مُلَيح الهُذَلي في الرَّميّ السحاب: حَنِين اليَماني هاجَه، بعْدَ سَلْوةٍ، ومِيضُ رَميٍّ، آخرَ اللَّيلِ، مُعْرِقِ وقال أَبو جندب الهذلي وجمعه أَرْمِيةً: هنالك لو دَعَوْت، أَتاكَ منْهمُ رجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَميم والحَميم: مطرُ الصيف، ويكون عظيمَ القطر شديدَ الوَقْع.
والسحابُ يَتَرامى أَي يَنْضم بعضهُ إلى بعض، وكذلك يَرْمي؛ قال المُتَنَخِّل الهذلي:أَنْشَأَ في العَيْقةِ يَرْمِي لَهُ جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ ورَمَى بالقوم من بلد إلى بلد: أَخْرَجهم منه، وقد ارْتَمَت به البلادُ وترَامَتْ به؛ قال الأَخطل: ولكن قَذاها زائرٌ لا تُحِبُّهُ، تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا يَدْرِي ابن الأَعرابي: ورَمَى الرَّجلُ إذا سافر. قال أَبو منصور: وسمعت أَعرابيّاً يقول لآخر أَيْنَ تَرْمِي؟ فقال: أُرِيدُ بلَدَ كذا وكذا؛ أَراد بقوله أَيْنَ تَرْمِي أَيَّ جهةٍ تَنْوِي. ابن الأَعرابي: ورَمَى فلان فلاناً بأَمرٍ قبيحٍ أَي قذفه؛ ومنه قول الله عز وجل: والذين يَرْمُون المُحْصَنات، والذين يَرْمُون أَزواجَهم؛ معناه القَذْف.
ورَمَى فلان يَرْمِي إذا ظَنَّ ظَنّاً غيرَ مُصيب؛ قال أَبو منصور: هو مثل قوله رَجْماً بالغيب؛ قال طُفَيْل يصف الخيل: إذا قيلَ: نَهْنِهْها وقد جَدَّ جِدُّها، تَرامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِيد المُثَقَّفِ تَرامَتْ: تَتابَعَت وازْدادَتْ. يقال: ما زال الشرُّ يَتَرامَى بينهم أَي يَتَتابَع.
وتَرامَى الجُرْحُ والحَبْنُ إلى فَسادٍ أَي تَراخَى وصار عَفِناً فاسداً.
ويقال: تَرامَى أَمرُ فلانٍ إلى الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ أَي صار إليه.
والرَّمْي: الزيادة في العُمْرِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وعَلَّمَنا الصَّبْرَ آباؤُنا، وخُطَّ لَنا الرَّمْيُ في الوافِرَهْ الوافرة: الدنيا.
وقال ثعلب: الرَّمْي أَن يُرْمَى بالقومِ إلى بَلَدٍ.
ورَمَى على الخمسين رَمْىاً وأَرْمَى: زاد.
وكلُّ ما زاد على شيء فَقَدْ أَرْمَى عليه؛ وقول أَبي ذؤيب: فَلَمَّا تَراماهُ الشَّباب وغَيُّه، وفي النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها قال السُّكّري: تَراماهُ الشَّباب أَي تَمَّ.
والرَّماء، بالمَدَّ: الرِّبا؛ قال اللحياني: هو على البَدَل.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تَبيعُوا الذهب بالفِضَّة إلاَّ يَداً بِيَدٍ هاءَ وهاء إني أَخافُ عليكم الرَّمَاء؛ قال الكسائي: هو بالفَتْح والمدّ. قال أَبو عبيد: أَراد بالرَّماء الزيادة بمعنى الرِّبَا، يقول: هو زيادة على ما يَحِلُّ. يقال: أَرْمَى على الشيءِ إرْماءً إذا زاد عليه كما يقال أَرْبى؛ ومنه قيل: أَرْمَيْت على الخَمْسين أَي زدت عليها إرْماءً، ورواه بعضهم: إني أَخاف عليكم الإرْماءَ، فجاءَ بالمصدر؛ وأَنشد لحاتم طيّء: وأَسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِ أَي قد زَادَ عليها، وأَرْمَى وأَرْبى لغتان.
وأَرْمَى فلانٌ أَي أَرْبَى.
ويقال: سابَّهُ فأَرْمَى عليه إذا زادَ، وحديث عَدِيٍّ الجُذَامِي: قال يا رسول الله كانَ لي امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَرَمَيْتُ إحْداهما فرُمِيَ في جنَازَتِها أَي ماتَتْ فقال: اعْقِلْها ولا تَرِتْهَا؛ قال ابن الأثير: يقال رُمِيَ في جنازةِ فلان إذا مات لأنَّ الجِنازَة تَصيرُ مَرْميّاً فيها، والمراد بالرَّمْيِ الحَمْلُ والوَضْعُ، والفِعلُ فاعِلهُ الذي أُسْنِدَ إليه هو الظَّرْفُ بعينه كقولك سِيرَ بِزَيْدٍ، ولذلك لم يُؤَنَّث الفعل، وقد جاء في رواية فرُمِيَتْ في جِنازَتها، بإظهار التاء.ورُمَيٌّ ورِمِّيانُ: موضعان.
وأَرْميَا: اسمُ نَبِيٍّ؛ قال ابن دريد: أَحْسبه مُعَرَّباً. قال ابن بري: ورَمَى اسم وادٍ، يصرف ولا يصرف؛ قال ابن مُقْبِل: أَحَقّاً أَتاني أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِكٍ ببَطْنِ رَمَى يُهْدِي إلَيَّ القَوافِيَا؟ (* قوله «ببطن رمى» في ياقوت: بين رمى، وقال: بِين رمى، بكسر الباء، موضع إلخ).

هزم (لسان العرب) [0]


الهَزْمُ: غَمْزك الشيء تَهْزِمُه بيَدِك فيَنْهَزِمُ في جوفه كما تَغْمِزُ القَناةَ فتَنْهَزِم، وكذلك القِربةُ تَنْهَزِم في جوفها، وهَزَمَ الشيءَ يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ: غمَزه بيده فصارت فيه وَقْرةٌ كما يُفْعل بالقِثّاء ونحوه، وكلُّ موضعٍ مُنْهزِمٍ منه هَزْمةً، والجمع هَزْمٌ وهُزومٌ.
وهُزومُ الجوفِ: مواضعُ الطعامِ والشرابِ لتَطامُنِها؛ قال: حتى إذا ما بَلَّت العُكوما، من قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزوما والهَزْمةُ: ما تَطامَن من الأَرض. الليث: الهَزْم ما اطْمَأَنَّ من الأرض.
وفي الحديث: إذا عَرَّسْتُمْ فاجتنبوا هَزْمَ الأرضِ فإنها مأوَى الهوامِّ؛ هو ما تَهزَّم منها أَي تَشَقَّقَ، قال: ويجوز أَن يكون جمعَ هَزْمةٍ، وهو المُتطامِنُ من الأَرض، والجمع هُزومٌ؛ قال: كأَنَّها بالخَبْتِ ذي الهُزومِ، وقد . . . أكمل المادة تدَلَّى قائدُ النُّجومِ، نَوَّاحةٌ تَبْكِي على حَميمِ وجاء في الحديث في زمزم: إنها هَزْمةُ جبريلَ، عليه السلام، أَي ضربَ برجلِه فانخفض المكان فنبَعَ الماءُ، وقيل: معناه أَنه هَزَمَ الأرضَ أي كسَر وجهَها عن عينِها حتى فاضت بالماء الرَّواء.
وبئرٌ هَزِيمة إذا خِسِفَت وكُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، ومن هذا أُخذ هَزِيمةُ الفَرسِ، وهو تصبُّبُ عرَفِه عند شدَّة جَرْيِه؛ قال الجعدي: فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ، وأُدْركتْ هَزِيمتُه الأُولى التي كنتُ أَطلُبُ وكلُّ نُقْرةٍ في الجسد هَزْمةٌ، والجمع كالجمع.
والهَزْمةُ: النُّقْرةُ في الصَّدْر، وفي التُّفّاحة إذا غمزْتَها بيدِك ونحو ذلك.
وفي حديث المغيرة: مََخْزونُ الهَزْمةِ، يعني الوَهْدةَ التي في أَعلى الصدر وتحت العُنُقِ أَي أَن الموضع منه حَزْنٌ خَشِنٌ، أَو يريد ثِقَلَ الصدر من الحُزْنِ والكآبةِ.
وهزَمَ البئرَ: حفَرَها.
والهَزيمةُ: الرَّكِيَّةُ، وقيل: الركيَّة التي خُسِفتْ وقُطع حجرُها ففاض ماؤها.والهَزائمُ: البِئارُ الكثيرةُ الماء، وذلك لتَطامُنِها؛ قال الطرمَّاح بن عديّ: أَنا الطِّرِمّاحُ وعَمِّي حاتمُ، وَسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ، كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزائمُ وسْمِي: من السِّمَة، وشَكِيٌّ أَي مُوجِعٌ، وتَنْكَدُ أَي يَقِلُّ ماؤها، وأَراد بالهَزائِم آباراً كثيرةَ المِياه.
وهُزومُ الليل: صُدوعه للصُّبْحِ؛ وأَنشد للفرزدق: وسَوْداء من ليل التِّمامِ اعْتَسَفْتُها إلى أَن تَجَلَّى، عن بياضٍ، هُزومُها ابن الأعرابي: هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهدةُ والقَلْدة والهَرتمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمة؛ قال الليث: الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بِحِيال الوتَرةِ.
وهَزمَه هَزْماً: ضربه فدخل ما بين وَرِكَيْه وخرجت سُرَّتُه.
والهَزْمةُ والهَزَمُ والاهْتِزام والتهزُّم: الصوت.
واهْتِزامُ الفرَس: صوتُ جَرْيِه؛ قال امرؤ القيس: على الذَّبل جَيّاشٌ، كأَنَّ اهْتِزامَه، إذا جاشَ فيه حِمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ وهَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً وتَهَزَّمَت: صوَّتَت؛ عن أَبي حنيفة.
وهَزِيمُ الرعدِ: صوتُه، تَهَّزَم الرعدُ تَهزُّماً.
والهَزِيمُ والمُتَهَزِّمُ: الرعدُ الذي له صوتٌ شبيهٌ بالتكسُّرِ.
وتَهزَّمَت السحابةُ بالماء واهتَزَمت: تشقَّقَت مع صوت عنه؛ قال: كانت إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَا، قامت إلى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ أَي تَهْتَزِم بالحلَب لكثرته؛ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على جاء فلانٌٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِع، وفسره فقال: جاءت حالبَ الظَّلْماءِ تَِهْتَزمُ أَي جاءت إليه مُسْرِعةً. الأَصمعي: السحابُ المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وهو الذي لِرَعْدِه صوتٌ، يقال منه: سمعت هَزْمةَ الرَّعْدِ، قال الأَصمعي: كأَنه صوت فيه تشقُّقٌ.
والهَزيمُ من الخَيْلِ: الشديدُ الصوتِ؛ قال النَّجاشيّ: ونَجَّى ابن حَرْب سابحٌ ذو عُلالةٍ، أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّماحُ دَواني وقال ابن أُمِّ الحكم: أَجَشّ هَزيم جَرْيُه ذو عُلالةٍ، وذلك خيرٌ في العَناجِيج صالحُ وفرسٌ هَزِمُ الصوتِ: يُشَبَّه صوتُه بصوت الرعد.
وفرسٌ هَزيمٌ: يتشقَّق بالجَرْيِ: والهَزِيمُ: صوتُ جَرْيِ الفرس.
وقِدْرٌ هَزِمةٌ: شديدةُ الغَلَيانِ يُسْمَع لها صوتٌ، وقيل لابنة الخُسِّ: ما أَطْيبُ شيء؟ قالت: لحمُ جزورٍ سَنِمَة، في غداة شَبِمَه، بِشِفارٍ خَذِمه، في قُدُورٍ هَزِمه.
وفي حديث ابن عمر: في قِدْرٍ هَزِمة، من الهَزيم وهو صوتُ الرعد، يريد صوتَ غَلَيانِها.
وقوس هَزومٌ: بَيِّنة الهَزَمِ مُرِنّة؛ قال عمرو ذو الكَلْب:وفي اليمينِ شَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ وتَهَزَّمت العَصا وانهَزَمَت: تشقَّقت مع صوتٍ، وكذلك القوسُ؛ قال: ارْمِ على قَوْسك ما لم تَنهزم، رَمْيَ المَضاءِ وجوادِ بنِ عُتُمْ وقَصبٌ متَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ أَي قد كُسِّرَ وشُقِّق.
وتَهَزَّمت القِرْبةُ: يَبِست وتكسَّرت فصوّتت.
والهُزومُ: الكُسورُ في القِربة وغيرها، واحدها هَزْم وهَزْمةٌ.
والهَزِيمةُ في القتال: الكَسْرُ والفَلُّ، هَزَمَه يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ، وهُزِمَ القومُ في الحرب، والاسم الهَزِيمة والهِزِّيَمى، وهَزَمْتُ الجيشَ هَزْماً وهَزِيمةً فانْهَزَمُوا؛ وقول قَيْس بن عَيْزارةَ الهُذلي:وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّريعِ، فكلُّها حَدْباءُ باديةُ الضُّلوعِ حَرودُ إنما عنى بهَزْمِه يَبِيسَه المتكسِّرَ، فإما أَن يكون ذلك واحداً، وإما أَن يكون جميعاً.
وهَزمُ الضَّريعِ: ما تكسّر منه.
والهَزْم: ما تكسّرَ من الضريع وغيره.
والتَّهزُّمُ: التكسُّرُ.
وتَهَزَّم السّقاء إذا يَبِس فتكسّر يقال: سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ إذا كان بعضُه قد ثُنِيَ على بعض مع جَفافٍ. الأَصمعي: الاهْتِزام من شَيْئَينِ، يقال للقِرْبة إذا يَبِسَت وتكسّرت: تهزَّمت، ومنه الهَزِيمة في القتال، إنما هو كسرٌ، والاهْتِزامُ من الصوت، يقال: سمعت هَزِيمَ الرعد.
وغَيْثٌ هَزِيمٌ: لا يَسْتَمْسِك كأنه مُنْهَزِمٌ عن سحابة؛ قال: هَزِيمٌ كأَنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ به، تَحامَيْنَ أَنهاراً فَهُنَّ ضَوارِح والهَزِمُ من الغيث: كالهَزيم؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تأْوِي إلى دِفْءِ أَرْطاةٍ، إذا عَطَفَتْ أَلْقَتْ بَوانِيَها عن غَيِّثٍ هَزِمِ قوله: عن غَيِّث هَزِم، يعني غزارتَها وكثرة حلَبها.
وغيثٌ هَزِم: مُتهزِّم مُتَبعِّق لا يستَمْسك كأَنه متهزِّم عن مائه، وكذلك هَزيمُ السحاب؛ وقال يزيد بن مُفرّغ: سَقا هَزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرى مَنازِلَها من مَسْرُقانَ وسُرَّقا (* قوله «من مسرقان وسرقا» هكذا في الأصل والمحكم، وفي التكملة ما نصه: والانشاد مداخل، والرواية: من مسرقان فشرقا، ثم قال: فشرقا أي أخذ جانب الشرق).
وهَزَم له حقَّه: كهَضَمه، وهو من الكسر.
وأَصابتهم هازِمة من هَوازِم الدَّهر أعي داهية كاسر.
وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: فهَزَموهم بإذن الله؛ معناه كسَروهم ورَدُّوهم.
وأَصل الهَزْم كَسْر الشيء وثَنْيُ بعضه على بعض.
وهُزِمْتُ عليك: عُطِفت؛ قال أَبو بدر السُّلَمي: هُزِمْتُ عليكِ اليومَ، يا ابنةَ مالكٍ، فجُودِي علينا بالنَّوالِ وأَنْعِمي قال أَبو عمرو: وهو حرف غريب صحيح.
والهَزائم: العَجائف من الدوابّ، واحدتها هَزيمة.
وقال غيره: هي الهِزَمُ أَيضاً، واحدتها هِزْمة. ابن السكيت: الهَزيمُ السحاب المُتشقِّق بالمطر، والهَزْمُ سحابٌ رقيق يَعترِض وليس فيه ماء.
واهْتزَم الشاةَ: ذبحها؛ قال أَبّاقٌ الدُّبَيري: إني لأخْشَى، وَيْحَكمْ، أَن تُحْرَموا فاهْتزِموا من قبلِ أَنْ تَنَدَّموا (* قوله «فاعتزموا من قبل إلخ» في التهذيب والتكملة: فاهتزموها قبل).
واهْتزَمتُ الشاةَ: ذبحتُها. أَبو عمرو: من أَمثال العرب في انتِهاز الفُرَص: اهْتزِموا ذبيحتَكم ما دام بها طِرْقٌ؛ يقول: إذْبَحوها ما دامت سَمينةً قبل هُزالِها.
والاهْتِزامُ: المُبادرة إلى الأمر والإسراع.
وجاء فلان يَهْتزِمُ أَي يُسرِع كأَنه يُبادِر شيئاً. ابن الأَعرابي: هَزَمه أَي قَتَله، وأَنْقَزَه مثله.
والهَزَم: المَسانُّ من المِعْزى، واحدتها هَزَمةٌ؛ عن الشيباني.
والمِهْزام: عُود يُجْعل في رأْسه نارٌ تَلعَب به صبيان الأَعراب، وهو لُعبة لهم؛ قال جرير يهجو البَعيث ويُعَرِّض بأُمه: كانت مُجَرِّئة تَروزُ بكَفِّها كَمَرَ العبيد، وتَلْعبُ المِهْزاما أَي تلعب بالمهزام، فحذف الجارَّ وأَوصلَ الفعلَ، وقد يجوز أَن تَجْعل المِهزامَ اسماً لِلُّعبة، فيكون المِهْزام هنا مصدراً لِتَلعب، كما حكي من قولهم: قعَد القُرْفصاء. الأَزهري: المِهزام لعبة لهم يَلعبونها، يُغَطّى رأْسُ أَحدِهم ثم يُلطَم، وفي رواية: ثم تُضْرب استُه، ويقال له: مَنْ لَطَمك؟ قال ابن الأَثير: وهي العميضا (* قوله «العميضا» هكذا في الأصل)؛ وقال ابن الفرج: المِهْزام عصاً قصيرة، وهي المِرْزام؛ وأَنشد: فشامَ فيها مثلَ مِهْزامِ العَصا أَو الغَضى (* قوله «أو الغضى» عبارة التكملة: العصا أو الغضى على الشك)، ويروى: مثل مِهرْزام.
وفي الحديث: أول جُمُعةٍ جُمِّعتْ في الإسلام بالمدينة في هَزْم بني بَياضة؛ قال ابن الأَثير: هو موضع بالمدينة.
وبنو الهُزَم: بَطن.
والهَيزَم: لغة في الهَيْصَم، وهو الصُّلب الشديد.
وهَيزَمٌ ومِهْزَمٌ ومُهَزَّم ومِهْزام وهَزَّام، كلها: أَسماء.

وغر (لسان العرب) [0]


الوَغْرَةُ: شدَّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ.
والوَغْرُ: احتراق الغيظ، ومنه قيل: في صدره عليَّ وَغْرٌ، بالتسكين، أَي ضِغْنٌ وعداوة وتَوَقُّدٌ من الغيظ، والمصدر بالتحريك.
ويقال: وَغِرَ صدرُه عليه يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَر يَغِرُ إِذا امتلأَ غيظاً وحقداً، وقيل: هو أَن يحترق من شدة الغيظ.
ويقال: ذهب وَغَرُ صدره ووَغَم صدره أَي ذهب ما فيه من الغِلِّ والعداوة، ولقيته في وَغْرَةِ الهاجرة: وهو حين تتوسط الشمس السماء.
وقوله في حديث الإِفك: فأَتينا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرة أَي في وقت الهاجرة وقت توسط الشمس السماء. يقال: وَغَرَتِ الهاجرة وَغْراً أَي رَمِضَتْ واشتدّ حرها، ويقال: نزلنا في وَغْرَةِ القَيْظِ على ماء كذا.
وأَوغَرَ الرجلُ: دخل في ذلك الوقت، . . . أكمل المادة كما يقال: أَظهر إِذا دخل في وقت الظهر.
ويروى في الحديث: فأَتينا الجيشَ مُغَوِّرِينَ.
وأَوغَرَ القومُ: دخلوا في الوَغْرَةِ.
والوَغْرُ والوَغَرُ: الحِقْدُ والذَّحْلُ، وأَصله من ذلك، وقد وَغِرَ صدره يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَرَ يَغِرُ وَغْراً فيهما، قال: ويَوْغَرُ أَكثر، وأَوْغَرَه وهو واغِرُ الصدر عليّ.
وفي الحديث: الهَدِيَّةُ تُذْهِبُ وَغَرَ الصدر؛ هو بالتحريك الغِلُّ والحرارة، وأَصله من الوَغْرَة وشدة الحرّ؛ ومنه حديث مازن، رضي الله عنه: ما في القلوب عليكُمْ، فاعْلَموا، وَغَرُ وفي حديث المغيرة: واغِرَةُ الضمير، وقيل: الوَغَرُ تَجَرُّع الغيظ والحقد.
والتَّوْغِيرُ: الإِغراء بالحقد؛ وأَنشد سيبويه للفرزدق: دَسَّتْ رَسُولاً بأَنَّ القومَ، إن قَدَروا عليكَ، يَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوغِيرِ وأَوغَرْتُ صدرَه على فلان أَي أَحْمَيْتُه من الغيظ.
والوَغِيرُ: لحم يُشْوَى على الرَّمْضاءِ.
والوَغِيرُ: اللبن تُرْمى فيه الحجارَةُ المُحْماةُ ثم يُشْرَبُ؛ والمستوغِرُ بن ربيعةَ الشاعرُ المعروف منه، سمي بذلك لقوله يصف فرساً عرقت: يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها، نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللبنِ الوَغِيرِ والرَّبَلات: جمع رَبْلَةٍ ورَبَلَة، وهي باطن الفخذ.
والرَّضْف: حجارة تحمى وتطرح في اللبن ليَجْمُد، وقيل: الوغِيرُ اللبن يُغْلى ويُطْبَخُ. الجوهري: الوَغِيرَةُ اللبن يُسَخَّنُ بالحجارة المحماة، وكذلك الوغير. ابن سيده: والوَغِيرَةُ اللبن وحده مَحْضاً يسخن حتى يَنْضَجَ، وربما جعل فيه السمن، وقد أَوغَرَه، وكذلك التوغِيرُ؛ قال الشاعر: فَسائِلْ مُراداً عن ثلاثةِ فِتْيَةٍ، وعن أُثْر ما أَبْقى الصَّرِيحُ المُوَغَّرُ والإِيغارُ: أَن تُسخن الحجارة وتُحْرِقَها ثم تلقيها في الماء لتسخنه.
وقد أَوغَرَ الماءَ إِيغاراً إِذا أَحرقه حتى غلى؛ ومنه المثل: كَرِهَتِ الخنازِيرُ الحَمِيمَ المُوغَرَ، وذلك لأَن قوماً من النصارى كانوا يَسْمُطون الخنزير حيًّا ثم يَشْوُونه؛ قال الشاعر: ولقد رأَيتُ مكانَهم فكرِهْتُهمْ، كَكَراهَةِ الخِنزيرِ للإِيغار وَوَغْرُ الجيشِ: صوتهم وجَلَبَتُهُمْ؛ قال ابن مقبل: في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرابِ به، كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادينا المَرْتُ: القَفْر الذي لا نبات له.
وعساقيل السراب: قِطَعُه، واحدها عُسْقُول؛ شبه أَصوات القطا فيه بأَصوات رجال حادين، والأَلف في آخره للإِطلاق؛ وقال الراجز: كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ ليلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ الوَغْرُ: الصوت.
ووَغَرُهُمْ: كَوَغْرِهم؛ ولم يحك ابن الأَعرابي في وَغْرِ الجيش إِلا الإِسكانَ فقط، وصرح بأَن الفتح لا يجوز.
والإِيغارُ: المستعمل في باب الخراج، قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً. غيره: يقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي استوفاه، وفي التهذيب: وَغَرَ.
ويقال: الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يجعلها له من غير خراج. قال: وقد يسمى ضمانُ الخراج إِيغاراً، وهي لفظة مولَّدة، وقيل: الإِيغار أَن يُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه في بلد ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بلد آخر فيكون ساقطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بيت المال، وقيل: سمي الإِيغارَ لأَنه يُوغِرُ صدور الذين يزاد عليهم خَراجٌ لا يلزمهم.
وأَوْغرْتُ صدرَه أَي أَوقدته من الغيظ وأَحميته. أَبو سعيد: أَوغَرْتُ فلاناً إِلى كذا أَي أَلجأْته؛ وأَنشد: وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ، قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ أَي أَلجأَتك إِلى الصبا. قال: واشتقاقه من إِيغار الخراج وهو أَن يؤدي الرجل خراجه إِلى السلطان الأَكبر فراراً من العمال. يقال: أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك. قال ابن سيده: وهو بالواو لوجود أَوْغَرَ وعدم أَيْغَر، والله تعالى أَعلم.

طفف (العباب الزاخر) [0]


الطَّفِيْفُ: القليل. وقال ابن دريد: شيء طَفِيْفٌ: غير تام. وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه -بالفتح والكسر-: ما ملأ أصباره.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشاً بذياً.
وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى،ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع . . . أكمل المادة الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن. والطَّفَافُ -بالفتح-: سَوَادُ الليل، قال:
عقبان دجن بادرت طَفافا      صيدا وقد عاينت الأسدفا

وإناء طَفّانُ: إذا بلغ الكيل طِفافَه. والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ: ما فوق المكيال.
وقال ابن دريد: الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره. والطَّفُّ: موضع بناحية الكوفة.
وقال ابن دريد: الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق.
وقال الأصمعي: إنما سمي طَفّاً لأنه دنا من الريف؛ من قولهم : أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ: أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي:
ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ      أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّـتِ

وقال أيضاً:
تبيت سُكارى من أمية نوَّمـاً      وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها

وقال غيره: طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها: إذا شددت قوائمها كلها. وطَفَّ الشيء من الشيء: إذا دنا منه. وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي: إذا رفعته. وقال ابن عبّاد: طافَّةُ البستان: ما حواليه، والجمع: طَوَافُّ. والطَّافَّةُ: ما بين الجبال والقيعان. وقال غيره: الطَّفُّ: الشاطئ. وقال الليث: طَفُّ الفرات: شاطئ الفرات. وطَفُّ الشيء: جانبه. والطَّفْطَفَةُ: الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ-بالكسر-عن أبي زيد.
وقيل: كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ.
وقال ابن دريد: الطَّفْطَفَةُ: اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال:
معـاود قـتـل الـهـاديات شِــواؤه      من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ

وقال أب ذؤيب الهذلي:
قلـيل لَـحْـمُـهُ إلا بـقـايا      طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ


ويروى: ممحوصٍ. والطَّفْطَافُ: أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام:
أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ      لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ

أي: أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول. وطَفْطافُ البحر: شاطئه، كالطَّفِّ. ومر يَطفُّ: أي يسرع.
وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات.  ويقال: خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ: أي خذ ما ارتفع لك أمكن. وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه: أي أشرف عليه. وأطْفَفْتُ الكيل: أبلغت المكيل طِفافَه. وقال ابن عبّاد: أطَفَّتِ الناقة: ألقت ولدها لغير تمام. وأطَفَّ للأمر: طَبِنَ له. وأطَفَّ عليه بحجر: تناوله به. وقال أبو زبد: أطَفَّ عليه: أي اشتمل عليه فذهب به. وأطَفَّ له: إذا أراد ختله، قال:
أطَفَّ لها شَئن البنان جُنَادفَ     

والتَّطْفِيْفُ: نقص المكيال، قال الله تعالى: (ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن). وقال ابن عباد: طَفَّفَ الطائر: بسط جناحيه. طَفَّفَ به الفرس: وثب به.
وقال ابن عمر-رضي الله عنهما-: سبق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخيل؛ فقال: كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ. أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم:
إذا ما تلقته الجراثيم لـم يخـم      وطَفَّفَها وثباً إذا الجري أعقبا

وفي حديث حذيفة -رضي الله عنه-: أنه استسقى دهقاناً فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح. ويقال: خذ ما اسْتَطَفَّ لك: أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة:
قد عُرِّيَتْ زمناً حتى اسْتَطَفَّ لها      كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُـوْمُ

والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله.

بلد (لسان العرب) [0]


البَلْدَةُ والبَلَدُ: كل موضع أَو قطعة مستحيزة، عامرة كانت أَو غير عامرة. الأَزهري: البلد كل موضع مستحيز من الأَرض، عامر أَو غير عامر، خال أَو مسكون، فهو بلد والطائفة منها بَلْدَةٌ.
وفي الحديث: أَعوذ بك من ساكن البَلَدِ؛ البلد من الأَرض: ما كان مأْوى الحيوان وإِن لم يكن فيه بناء، وأَراد بساكنه الجنّ لأَنهم سكان الأَرض، والجمع بلاد وبُلْدانٌ؛ والبُلدانٌ: اسم يقع على الُكوَر. قال بعضهم: البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق والشام.
والبَلدةُ: الجزءُ المخصصُ منه كالبصرة ودمَشق.
والبلدُ: مكةُ تفخيماً لها كالنجم للثريا، والعودُ للمَنْدَل.
والبَلَدُ والبَلْدةُ: الترابُ.
والبلَدُ: ما لم يُحفَر من الأَرض ولم يوقد فيه؛ قال الراعي: ومُوقِد النارِ قد بادتْ . . . أكمل المادة حمامتُه، ما إِن تَبَيَّنُه في جُدَّةِ البَلَد وبيضةُ البلَدِ: الذي لا نظير له في المدح والذم.
وبَيْضَةُ البلد: التُّومَةُ تتركها النعامةُ في الأُدْحِيِّ أَو القَيِّ من الأَرض؛ ويقال لها: البَلَدِيَّةُ وذاتُ البلدِ.
وفي المثل: أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ أُدْحِيُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ أُدْحِيُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بيضة النعام التي تتركها.
والبَلْدَةُ: الأَرضُ، يقال: هذه بَلدتُنا كما يقال بَحْرَتُنا.
والبَلَدُ: المقبرة، وقيل: هو نفس القبر؛ قال عديّ بن زيد: مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ، أَصبحوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ والجمع كالجمع.
والبَلَدُ: الدارُ، يمَانيةٌ. قال سيبويه: هذه الدارُ نعمت البلدُ، فأَنَّثَ حيث كان الدار؛ كما قال الشاعر أَنشده سيبويه: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ؟ الدَّجْنُ يَوْماً والسحابُ المَهْمُورْ، لكلِّ ريحٍ فيه ذَيلٌ مَسْفُورْ وبَلدُ الشيءِ: عُنْصُرهُ؛ عن ثعلب.
وبَلَدَ بالمكانِ: أَقام، يَبْلُدُ بُلُوداً اتخذه بَلَداً ولزمه.
وأَبْلَدَهُ إِياه: أَلزمه. أَبو زيد: بَلَدْتُ بالمكان أَبْلُدُ بُلوداً وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبُوداً: أَقمت به.
وفي الحديث: فهي لهم تالِدَةٌ بالِدَةٌ بالِدَةٌ؛ يعني الخلافة لأَولاده؛ يقال للشيء الدائم الذي لا يزول: تالِدٌ بالِدٌ، فالتالِدُ القديمُ، والبالِدُ إِتباعٌ له؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يصف حوضاً: ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بِمَهْلَكَةٍ، جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ، عِلْيانِ قال: المُبْلِدُ الحوضُ القديمُ ههنا؛ قال: وأَراد مُلْبِد فَقَلَبَ، وهو اللاصق بالأَرض.
ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، لرجلين جاءَا يسأَلانه: أَلْبِدَا بالأَرض حتى تفهما.
وقال غيره: حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فتداعى، وقد أَبْلَدَ إِبْلاَداً؛ وقال الفرزدقُ يصف إِبلاً سقاها في حوض داثر: قَطَعْتُ لأُلْخِيِهنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ، يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبُهْ أَراد: بذي الدلو المحيل الماء الذي قد تغير في الدلو.
والمُبالَدَةُ: المبالَطَةُ بالسيوف والعِصِيِّ إِذا تجالدوا بها.
وبَلِدوا وبَلَّدوا: لَزِموا الأَرضَ يقاتلون عليها؛ ويقال: اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض.
وبَلَّدَ تَبْليداً: ضرب بنفسه الأَرض.
وأَبْلَدَ: لَصِق بالأَرض.
والبَلْدَةُ: بَلْدةُ النحر، وهي ثُغرةُ النحر وما حولها، وقيل: وسطها، وقيل: هي الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس وهي ستة؛ وقيل: هو رحى الزَّوْرِ، وقيل: هو الصدر من الخُفِّ والحافر، قال ذو الرمة: أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ، قليلٍ بها الأَصواتُ إِلاَّ بُغامُها يقول: بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الأَرض، وأَراد بالبَلْدَةِ الأُولى ما يقع على الأَرض من صدرها، وبالثانية الفلاة التي أَناخ ناقَته فيها، وقوله إِلا بغامها صفة للأَصوات على حدّ قوله تعالى: لو كان فيهما آلهةٌ إِلا اللَّهُ؛ أَي غير الله.
والبُغامُ: صوتُ الناقة، وأَصله للظبي فاستعاره للناقة. الصحاح: والبَلْدَةُ الصدرُ؛ يقال: فلانٌ واسعُ البلدة أَي واسع الصدر؛ وأَنشد بيتَ ذي الرمة.
وبَلْدَةُ الفَرَسِ: مُنْقَطَعُ الفَهْدَتين من أَسافِلِهما إِلى عَضُده؛ قال النابغةُ الجعدي: في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، وله بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ، وهو مذكور في موضعه.
وهي بلدةُ بيني وبينك: يعني الفراق.
ولقيته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ، وهي القَفْرُ التي لا أَحدَ بها؛ وإِعراب إِصْمِتَ مذكور في موضعه.
والأَبْلَدُ من الرجال: الذي ليس بمقرون.
والبَلْدةُ والبُلدةُ: ما بين الحاجبين.
والبُلْدةُ: فوق الفُلْجَةِ، وقيل: قَدْرُ البُلْجَةِ، وقيل: البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ ما بين الحاجبين؛ وقيل: البَلدةُ والبُلدةُ أَن يكون الحاجبان غير مقرونين.
ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي أَبْلَجُ وهو الذي ليس بمقرون، وقد بَلِدَ بَلَداً.
وحكى الفارسي: تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج.
وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ: نَوَّرَتْ.
والبَلْدةُ: راحةُ الكف.
والبَلْدةُ: من منازل القمر بين النعائم وسَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ، وقيل: لا نَجومَ فيها البتةَ؛ التهذيبُ: البَلْدَةُ في السماء موضعٌ لا نجوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ، يكون عَلَماً وهو آخر البروج، سميت بَلدةً، وهي من بُرْج القَوْس؛ الصحاحُ: البَلدةُ من منازل القمر، وهي ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ في أَقصر يوم في السنة.
والبَلَدُ: الأَثر، والجمعُ أَبلادٌ؛ قال القطامي: ليست تُجَرَّحُ، فُرَّاراً، ظُهورهُمُ، وفي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ وقال ابن الرقاع: عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها، مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها اعتادها: أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى لِدُروسها حتى عرفها.
وشمل: عمّ؛ ومما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه في صفة أَعلى قَرْنِ ولَدِ الظبية: تُزْجِي أَغَنَّ، كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ، أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها وبَلِدَ جِلْدُه: صارت فيه أَبْلادٌ. أَبو عبيد: البَلَدُ الأَثَرُ بالجسد، وجمعه أَبْلادُ.
والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ: ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ والمَضاءِ في الأُمور.
ورجلٌ بليدٌ إِذا لم يكن ذكيّاً، وقد بَلُدَ، بالضم، فهو بليد.
وتَبَلَّدَ: تكلف البَلادَةَ؛ وقول أَبي زُبيد: مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ الـ ـقَوْمِ، حتى تَراه كالمَبْلودِ قال: المَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه، وهو البَليدُ، يقال للرجل يُصاب في حَمِيمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبتُه الحياءَ حتى تراه كالذاهب العقل.
والتَّبَلُّدُ: نقيضُ التَّجَلد، بَلُدَ بَلادَةً فهو بليد، وهو استكانة وخضوع؛ قال الشاعر: أَلا لا تَلُمْهُ اليومَ أَنْ يَتَبَلَّدا، فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا وتَبَلَّدَ أَي تردّد متحيراً.
وأَبْلَدَ وَتَبَلَّدَ: لحقته حَيْرَةٌ.
والمَبْلُودُ: المتحيرُ لا فِعلَ له؛ وقال الشيباني: هو المعتوه؛ قال الأَصمعي: هو المُنْقَطَعُ به، وكل هذا راجع إِلى الحَيْرَة، وأَنشد بيت أَبي زبيد «حتى تراه كالمبلود» والمُتَبَلِّدُ: الذي يَتَرَدَّدُ متحيراً؛ وأَنشد للبيد: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ، سَبْعاً تُواماً، كامِلاً أَيَّامُها وقيل للمتحير: مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأَرض لا يهتدي فيها، وهي البَلْدَةُ.
وكل بلد واسع: بَلْدَةٌ، قال الأَعشى يذكر الفلاة: وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ، للجِنِّ، بِالليلِ في حافاتِها، شُعَلُ وبَلَّدَ الرجلُ إِذا لم يتجه لشيء.
وبَلَّدَ إِذا نَكَّسَ في العمل وضَعُف حتى في الجَرْيِ؛ قال الشاعر: جَرَى طَلَقاً حتى إِذا قُلْتُ سابِقٌ، تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا والتَّبَلُّدُ: التصفيقُ.
والتَّبَلُّدُ: التلهف؛ قال عديّ بن زيد: سأَكْسِبُ مالاً، أَو تَقُومَ نَوائِحٌ عليَّ بِلَيْلٍ، مُبْدِياتِ التَّبَلُّدِ وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ يُلَهِّفُ نفسه.
والمُتَبَلِّد: الساقط إِلى الأَرض؛ قال الراعي: ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها عَقِيرٌ، ولِلْبَاكي بها المُتَبلِّدِ وكله من البَلادة.
والبَليدُ من الإِبل: الذي لا ينشّطه تحريك.
وأَبْلَدَ الرجلُ: صارت دوابه بليدةً؛ وقيل: أَبْلَدَ الرجلُ: صارت دوابه بليدةً، وقيل: أَبْلَدَ إِذا كانت دابته بَليدَةً.
وفرس بَليدٌ إِذا تأَخر عن الخيل السوابق، وقد بَلُدَ بَلادَةً.
وبَلَّدَ السحابُ: لم يمطر.
وبَلَّدَ الإِنسانُ: لم يَجُدْ.
وبَلَّدَ الفَرَسُ: لم يَسْبِق.
ورجلٌ أَبْلَدُ: غليظ الخَلْقِ.
ويقال للجبال إِذا تقاصرت في رأْي العين لظلمة الليل: قد بَلَّدَتْ؛ ومنه قول الشاعر: إِذا لم يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كالأَكَمْ والبَلَنْدَى: العَريضُ.
والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى: الكثير لحم الجنبين.
والمُبْلَنْدى من الجمال الصلب الشديد: وبَلْدٌ: اسمُ موضع؛ قال الراعي يصف صقراً: إِذا ما انْجَلَتْ عنه غَدَاةُ صُبَابَةٍ، رأَى، وهو في بَلْدٍ، خَرانِقَ مُنْشِدِ (* قوله «غداة صبابة» كذا في نسخة المؤلف برفع غداة مضافة إلى صبابة، بضم الصاد المهملة.
وكذا هو في شرح القاموس بالصاد مهملة من غير ضبط، وقد خطر بالبال أنه غداة ضبابة بنصب غداة بالغين المعجمة على الظرفية ورفع ضبابة بالضاد المعجمة فاعل انجلت).
وفي الحديث ذكرُ بُلَيْدٍ؛ هو بضم الباء وفتح اللام، قرية لآل عليّ بواد قريب من يَنْبُع. بند: البَنْدُ: العَلمُ الكبير معروف، فارسي معرّب؛ قال الشاعر: وأَسيافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ وفي حديث أَشراط الساعةِ: أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً؛ البَنْدُ: العَلمُ الكبير، وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ.
والبَنْدُ: كل عَلَم من الأَعلام.
وفي المحكم: من أَعلام الروم يكون للقائد، يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر.
وقال الهجيميّ: البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل: جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر: سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ.
والبَنْدُ: الذي يُسكِر من الماء؛ قال أَبو صخر: وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ، ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ، بالٍ ثُمَامُها يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت. الليث: البَنْدُ حِيَلٌ مستعملة؛ يقال: فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل.
والبَنْدُ: بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ.

عبط (العباب الزاخر) [0]


عبطتُ النّاقة أعْبطها- بالكسر- عْبطاً: اذا ذَبحتْها وليستْ بها علةّ.
وفي حديثِ عبد الملكِ بن عمرٍ: معْبوطةٍ نفسها، وقد كتبِ الحديثُ بتمامهِ في ترْكيب ع ش ر. وقال ابن الأعرابيّ: العبطّ: الغيبةُ.
والعَبطْ: حفرْ أرٍضْ لم تحفرَْ قبلُ، يقال: عبطَ الحمارُ الترابَ بحوَافرهِ: إذا أثارهَ، قال المرارُ بن منقذٍ العدويّ يصفُ حماراً:
ظلّ في أعْلـى يفـاَعٍ جـاذلاً      يعْبِطُ الأرْضَ اعْتباطَ المحتفرْ

ويروى: يقسمُ الأمرَ كقسمِ المؤتمرِ وعبط الثوبَ يعبطهَ عْبطاً ومعبْطاً: أي شقهّ، وأنَ الأصمعيّ:
وعبْطهِ عرْضي أوَانَ معْبطهِ     

فهو معبوطَ وعبيطّ، وجمعُ العبيطِ: عبطّ، قال ابو ذُؤيب الهذَلي:
فَتخاَلساَ نفسْيهما بـنـوَافـذٍ      كنوافذِ العبطِ التي لا ترُقعُ

يعْني: كشقُ الجبوْبِ وأطرافِ . . . أكمل المادة الأكْمام والّّيول، لأنها لا ترُقعُ بعْدَ العْبط، وروى الأصمعي: "كنوافذِ العطبُ". وعبطتِ الريحُ وجه الأرض: اذا قشرتهْ. وعبطنا عرقَ الفرسَ: أي أجرْيتاه حتّى عرقَ قال النّابغةُ الجعْدي -رضي الله عنه- يخاطبُ سوارَ بن أوْفى القشيرْيّ:
مزَحْت وأطرافُ الكلاليبِ تلتقي      وقد عبطَ الماءَ الحميمَ فأسْهلاَ

والعبطُ: الكذبُ الصراحُ من غير عذرٍ. وما تَفلانّ عبطةَ: أي صحيحاً شاباّ، قال أميةُ بن أبى الصلْت:
يوْشكُ من فرّ من مـنـتـهِ      في بعض غرّاتهِ يوافقهـاُ


والعبيطُ: الذي نحرُ من غير علةٍ، والجمعُ: عباطّ، قال المتنخلُ الهذّلي:
أبيتْ على معاريَ فاخراتٍ      بهنّ ملّوبّ كدمِ العبـاطِ

ويرْوى: "معاصمَ". وعبطتهُ الدّاهيةُ: أي نالتهْ، وزادَ الليثُ: من غيرِ اسْتحقاقٍ لذلك، قال حميدّ الأرْقطُ:
بمنزْلٍ عفٍ ولم يخـالـطِ      مدَ نساتِ الرّيبِ العوابطِ

والعَوْبطُ -مثال جوهرٍ-: الدّاهيةِ. والرجلٌ يعْبط بنفسهِ في الحربَ عبْطاً: إذا ألقاها فيها غيرُ مكرهٍ.والعبيْطُ من الدّماء: الخالصُ الطرّيّ، وكذلكَ اللحْمُ العَبيْطُ: أي الطريُّ.وعبطتْ الضّرْعَ: أي أدْميتهَ، ومنه حديثُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: أنّ سوادةَ بن الربيع التميميّ -رضي الله عنه- قال: أتيتهُ بأميّ فأمر لها بشياهِ غنَمٍ وقال: مرُيْ بنْيكِ أنْ يقلموا أظفارهم أنْ يعْبطوا ضرُوْعَ الغنم ومري بنيكِ أنء يحسنوا غذاء رباعهم. قوله: أن يوْجعوا: أي مخافةَ أنْيوجعوا، والرباعُ: جمعُ ريعٍ، وأرادَ بإحسانِ غذائها: أنْ لا يستقصَ حلبَ أماتها إبقاءً عليها لئلاّ يخرجُ الدمُ من ضروعهاِ.
وهو كحديثهِ الآخر: دعْ داعي اللبنَ. واعْتبطتُ النّاقةَ: ذبحتهاْ من غيرْ علةٍ؛ مثلُ عبطتها، وأصلهُ الشقّ، قال رؤبة:
عليّ أنمارّ من اعْتباطـي      كالحيةِ المْجتاب بالأرْقاطِ

واعْتبط: جرح، قال رؤبة أيضاً:
أني امْروّ بمضرَ اعْتباطي      عَراعرَ الأقوامِ واخْتباطي

وكتبَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بين قريشْ والأنّصار كتاباً، وفي الكتاب: إنهم أمةّ واحدةَ دون النّاسِ، المهاَجرونَ من قريشٍ على رباعتهمِ يتعاقلونَ بينهم معاَقلهم الأوْلى ويفكونَ عانيهم بالمعروفِ والقسْطِ بين المؤمنين، وإنَ المؤمنين لا يتركون مفرجاً منهم أنّ يعينوهُ بالمعروفِ في فداءٍ أو عقلْ، وانَّ المؤمنين المتقينَ أيديهم على من بغى عليهم أو ابتغى دسيعةَ ظلمٍ، وإن سلم المؤمنين واحدّ؛ لا يسالمُ مؤمنّ دون مؤمنٍ في قتالٍ في سبيلِ الله إلاّ على سواءٍ وعدلٍ بينهم، وإنه لا يجيرُ مشركّ مالاً لقريشٍ ولا يعينها على مؤمن، وإنه من اعتبطَ مؤمناً قتلاً فإنهّ قودّ إلاّ أن يرض ولي المقتول بالفعل، وإنّ اليهودَ يتفقونْ مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإنّ يهودَ بني عوفٍْ أنفسهم وأموالهم أمةّ من المؤمنين؛ لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم إلاّ من ظلم أو أثمَ فإنه لا يوتغُ إلاّ نفسه وأهلْ بيته، وإن يهود الأوْسِ وموالهم وأنفسهم مع البرّ المحسنْ من أهل هذه الصحيفة، فإن البرّ دون الثم، فلا يكسبُ كاسبّ إلاّ على نفسهِ، وإنّ الله على أصدقِ ما في هذه الصيفة وأبرهُ،لا يحولُ التائب دونَ ظلم ظالمٍ ولا إثم أثمٍ، وإنه من خرجَ آمن ومن قعد آمن إلاّ من ظلم وأثمِ، وإن أولاهم بهذه الصحيفة البرّ المحسنُ. اسْتعارَ الاعْتباط وهو الذبوحُ بغير علة للقيلِ بغير جنايةٍ.
والاعتباط -أيضاً-: حفر الأرض التي لم تحفر قبل؛ كالعبط، وقد مر الشاهد عليه من شعر المرار في أول هذا التركيب. واعتبط علي الكذب: أي اختلقه. والتركيب يدل على شدة تصيب من غير استحقاقٍ.

عبط (لسان العرب) [0]


عَبَطَ الذَّبِيحةَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها اعْتِباطاً: نَحَرَها من غير داء ولا كسر وهي سَمينة فَتِيَّةٌ، وهو العَبْطُ، وناقة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ ولحمها عَبِيط، وكذلك الشاة والبقرة، وعمّ الأَزهريّ فقال: يقال للدابة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ، والجمع عُبُطٌ وعِباطٌ؛ أَنشد سيبويه: أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ، بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ وقال ابن بزرج: العَبِيطُ من كلّ اللحم وذلك ما كان سَلِيماً من الآفات إِلا الكسر، قال: ولا يقال للحم الدَّوِي المدخُولِ من آفةٍ عَبِيطٌ.
وفي الحديث: فَقاءتْ لَحماً عَبِيطاً؛ قال ابن الأَثير: العَبِيطُ الطَّرِيُّ غير النَّضِيج.
ومنه حديث عمر: فَدَعا بِلحْم عَبيط أَي طريّ غير نَضيج؛ قال ابن الأَثير: والذي جاءَ في غريب الخطَّابي على . . . أكمل المادة اختلاف نسخه: فدعا بلحم غَلِيظ، بالغين والظاء المعجمتين، يريد لحماً خَشِناً عاسِياً لا يَنْقادُ في المَضْغِ، قال: وكأَنه أَشْبه.
وفي الحديث: مُرِي بَنِيكَ لا يَعْبِطُوا ضُروعَ الغنم أَي لا يُشَدِّدوا الحلَب فيَعْقرُوها ويُدْمُوها بالعصر، من العَبِيط وهو الدم الطريّ، أَو لا يَسْتَقْصُوا حلبها حتى يخرجُ الدمُ بعد اللبن، والمراد أَن لا يَعْبِطوها فحَذف أَن وأَعملها مُضمرة، وهو قليل، ويجوز أَن تكون لا ناهية بعد أَمر فحذف النون للنهي.
ومات عَبْطةً أَي شابّاً، وقيل: شابّاً صحيحاً؛ قال أُمية بن أَبي الصلْت: مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً؛ لِلْمَوت كأْسٌ، والمرء ذائقُها وفي حديث عبد الملك بن عمير: مَعْبُوطة نفْسُها أَي مذبوحة وهي شابّةٌ صحيحة.
وأَعْبَطَه الموتُ واعْتَبَطَه على المثَل.
ولحم عَبِيطٌ بيِّن العُبْطةِ: طريّ، وكذلك الدمُ والزعفران؛ قال الأَزهري: ويقال لحم عَبِيطٌ ومَعْبُوطٌ إِذا كان طريّاً لم يُنَيِّبْ فيه سبع ولم تُصِبه عِلة؛ قال لبيد: ولا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ، إِذا كان القُتارُ كما يُسْتَرْوَحُ القُطُر قال الليث: ويقال زَعْفران عَبِيط يُشبَّه بالدم العَبِيط.
وفي الحديث: من اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلاً فإِنه قَوَدٌ، أَي قَتَله بلا جِناية كانت منه ولا جريرة تُوجِب قتله، فإِنَّ القاتل يُقاد به ويقتل.
وكلُّ من مات بغير علة، فقد اعْتُبِطَ.
وفي الحديث: مَن قَتَلَ مؤمناً فاعتبَط بقتْلِه لم يَقبل اللّهُ منه صَرْفاً ولا عدْلاً؛ هكذا جاء الحديثُ في سُنَن أَبي داود، ثم قال في آخر الحديث: قال خالد بن دهْقان، وهو راوي الحديث: سأَلت يحيى بن يحيى الغَسّاني عن قوله اعتبَط بقتله، قال: الذين يُقاتَلون في الفِتْنة فيرى أَنه على هُدى لا يستغفر اللّه منه؛ قال ابن الأَثير: وهذا التفسير يدل على أَنه من الغِبْطةِ، بالغين المعجمة، وهي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال لأَن القاتِل يَفْرَح بِقَتْل خصمه، فإِذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، وقال الخطابي في معالم السنَن وشَرَح هذا الحديث فقال: اعْتَبَطَ قَتْلَه أَي قَتَله ظُلْماً لا عن قصاص.
وعَبَطَ فلان بنَفْسِه في الحرب وعَبَطَها عَبْطاً: أَلقاها فيها غير مُكْرهٍ.
وعَبَطَ الأَرضَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها: حَفَر منها مَوْضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك؛ قال مَرَّارُ ابن مُنْقِذ العدويّ: ظَلَّ في أَعْلى يَفاعٍ جاذِلاً، يَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ وأَمّا بيتُ حُميدِ بن ثَوْر: إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً من التُّرابِ، كَبَتْ فيها الأَعاصِيرُ فإِنه يريد التراب الذي أَثارتْهُ، كان ذلك في موضع لم يكن فيه قبل.
والعَبْطُ: الرّيبةُ.
والعَبْطُ: الشَّقُّ.
وعَبط الشيءَ والثوبَ يعبِطُه عَبْطاً: شَقَّه صَحِيحاً، فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، والجمع عُبُطٌ؛ قال أَبو ذؤيب: فتَخالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ، كنوافِذِ العُبُط التي لا تُرْقَعُ يعني كشقّ الجُيوب وأَطراف الأَكْمام والذُّيول لأَنها لا تُرْقَع بعد العَبْطِ.
وثوب عَبِيطٌ أَي مَشْقوقٌ؛ قال المنذري: أَنشدني أَبو طالب النحوي في كتاب المعاني للفراء: كنوافذ العُطُبِ، ثم قال: ويروى كنوافذِ العُبُطِ، قال: والعُطُبُ القُطْن والنوافِذُ الجُيوب، يعني جُيوبَ الأَقْمِصَة وأَخْراتَها لا تُرْقَعُ، شبَّهَ سَعةَ الجِراحاتِ بها، قال: ومن رواها العُبُط أَراد بها جمعَ عَبيطٍ، وهو الذي يُنْحَرُ لغير علة، فإِذا كان كذلك كان خُروجُ الدم أَشَدَّ.
وعَبَطَ الشيءُ نَفْسُه يَعْبِطُ: انشقَّ؛ قال القطامي: وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيدي كُلُوماً، تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا وعَبَطَ النباتُ الأَرضَ: شَقَّها.
والعابِطُ: الكذّابُ.
والعَبْطُ: الكَذبُ الصُّراح من غير عُذر.
وعَبَطَ عليَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطاً واعْتَبَطَه: افْتَعلَه، واعْتَبَطَ عِرْضَه: شتَمَه وتَنَقَّصَه.
وعَبَطَتْه الدَّواهي: نالَتْه من غير اسْتِحقاق؛ قال حميد وسماه الأَزهري الأُرَيْقِطَ: بِمَنْزلٍ عَفٍّ، ولم يُخالِطِ مُدَنّساتِ الرِّيَبِ العَوابِطِ والعَوْبَطُ: الدّاهِيةُ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: فَقَدَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، رجلاً كان يُجالِسُه فقالوا: اعْتُبِطَ، فقال: قُوموا بنا نَعُوده؛ قال ابن الأَثير: كانوا يُسمون الوَعْكَ اعْتِباطاً. يقال: عَبَطَتْه الدّواهي إِذا نالَتْه.
والعَوْبَطُ: لُجَّةُ البحر، مقلوب عن العَوْطَبِ.
ويقال عَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوافِره إِذا أَثارَه، والترابُ عَبيطٌ.
وعَبَطَتِ الرِّيحُ وجهَ الأَرضِ إِذا قَشَرَتْه.
وعَبَطْنا عَرَقَ الفرَسِ أَي أَجْرَيْناه حتى عَرِقَ؛ قال الجَعدِيّ: وقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلا

صوب (لسان العرب) [0]


الصَّوْبُ: نُزولُ الـمَطَر. صَابَ الـمَطَرُ صَوْباً، وانْصابَ: كلاهما انْصَبَّ.
ومَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ، وقوله تعالى: أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ؛ قال أَبو إِسحق: الصَّيِّبُ هنا المطر، وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين، كـأَنّ المعنى: أَو كأَصْحابِ صَيِّبٍ؛ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لهم مثلاً فيما ينالُهم فيه من الخَوْفِ والشدائد، وجَعَلَ ما يَسْتَضِـيئُون به من البرق مثلاً لما يستضيئُون به من الإِسلام، وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل. قال: والدليل على ذلك قوله تعالى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم.
وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، فقد صابَ يَصُوبُ؛ وأَنشد: كأَنـَّهمُ صابتْ عليهم سَحابَةٌ، * صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ(1) . . . أكمل المادة (1 عجز هذا البيت غامض.) وقال الليث: الصَّوْبُ المطر.
وصابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا، وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ: جادَتْها.
وصابَ الماءَ وصوَّبه: صبَّه وأَراقَه؛ أَنشد ثعلب في صفة ساقيتين: وحَبَشِـيَّـينِ، إِذا تَحَلَّبا، * قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، وصَوَّبا والتَّصَوُّبُ: حَدَبٌ في حُدُورٍ، والتَّصَوُّبُ: الانحدار.
والتَّصْويبُ: خلاف التَّصْعِـيدِ.
وصَوَّبَ رأْسَه: خَفَضَه. التهذيب: صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه؛ وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ في الصلاة.
وفي الحديث: من قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه في النار؛ سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانيّ عن هذا الحديث، فقال: هو مُخْتَصَر، ومعناه: مَنْ قَطَعَ سِدْرةً في فلاة، يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبيل، بغير حق يكون له فيها، صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَي نكَّسَه؛ ومنه الحديث: وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها.
والإِصابةُ: خلافُ الإِصْعادِ، وقد أَصابَ الرجلُ؛ قال كُثَيِّر عَزَّةَ: ويَصْدُرُ شتَّى من مُصِـيبٍ ومُصْعِدٍ، * إِذا ما خَلَتْ، مِـمَّنْ يَحِلُّ، المنازِلُ والصَّـيِّبُ: السحابُ ذو الصَّوْبِ.
وصابَ أَي نَزَلَ؛ قال الشاعر: فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكن لـمَـْلأَكٍ، * تَنَزَّلَ، من جَوِّ السماءِ، يَصوبُ قال ابن بري: البيتُ لرجلٍ من عبدِالقيس يمدَحُ النُّعْمانَ؛ وقيل: هو لأَبي وجزَة يمدح عبدَاللّه بن الزُّبير؛ وقيل: هو لعَلْقَمَة بن عَبْدَة. قال ابن بري: وفي هذا البيتِ شاهدٌ على أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه وخُفِّفَت بنقل حركتِها على ما قبلَها، بدليل قولهم مَلائكة، فأُعيدت الهمزة في الجمع، وبقول الشاعر: ولكن لـمَـْلأَك، فأَعاد الهمزة، والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة، وهي الرسالة، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً، وإِنما أَخروها بعد اللام ليكون طريقاً إِلى حذفها، لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها، جاز حذفها وإِلقاء حركتها على ما قبلها.
والصَّوْبُ مثل الصَّيِّبِ، وتقول: صابَهُ الـمَطَرُ أَي مُطِرَ.
وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً؛ أَي مُنْهَمِراً متدفقاً.
وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ؛ قال امرؤُ القيس: فَصَوَّبْتُه، كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ، * على الأَمْعَزِ الضاحي، إِذا سِـيطَ أَحْضَرا والصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ.
وصَوَّبه: قال له أَصَبْتَ.
وأَصابَ: جاءَ بالصواب.
وأَصابَ: أَراد الصوابَ؛ وأَصابَ في قوله، وأَصابَ القِرْطاسَ، وأَصابَ في القِرْطاس.
وفي حديث أَبي وائل: كان يُسْـأَلُ عن التفسير، فيقول: أَصابَ اللّهُ الذي أَرادَ، يعني أَرادَ اللّهُ الذي أَرادَ؛ وأَصله من الصواب، وهو ضدُّ الخطإِ. يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه؛ وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم يُخْطِـئْ؛ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ. قال الأَصمعي: يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب؛ معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده، فأَخْطَـأَ مُرادَه، ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ.
وقولهم: دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي؛ قال أَوسُ بن غَلْفاء: أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ، * تَقَطَّع، بابنِ غَلْفاءَ، الحِـبالُ: دَعِـيني إِنما خَطَئي وصَوْبي * عليَّ، وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ وإِنَّ ما: كذا منفصلة. قوله: مالُ، بالرفع، أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنما هو مالٌ.
واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه: رآه صَواباً.
وقال ثعلب: اسْتَصَبْتُه قياسٌ.
والعرب تقول: اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك.
وأَصابه بكذا: فَجَعَه به.
وأَصابهم الدهرُ بنفوسهم وأَموالهم. جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم. ابن الأَعرابي: ما كنتُ مُصاباً ولقد أُصِبْتُ.
وإِذا قال الرجلُ لآخر: أَنتَ مُصابٌ، قال: أَنتَ أَصْوَبُ مِني؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَصابَتْهُ مُصِـيبةٌ فهو مُصابٌ.
والصَّابةُ والـمُصِـيبةُ: ما أَصابَك من الدهر، وكذلك الـمُصابةُ والـمَصُوبة، بضم الصاد، والتاء للداهية أَو للمبالغة، والجمع مَصاوِبُ ومَصائِبُ، الأَخيرة على غير قياس، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِـيلة التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أَصل. التهذيب: قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِـيبة، بالهمز، وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ، وإِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ. قال: وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة، كما قالوا وسادة وإِسادة؛ قال: وزعم الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً من الواو، لأَنها أُعِلَّتْ في مُصِـيبة. قال الزجّاج: وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال في مَقَام مَقَائِم، وفي مَعُونة مَعائِن.
وقال أَحمدُ بن يحيـى: مُصِـيبَة كانت في الأَصل مُصْوِبة.
ومثله: أَقيموا الصلاة، أَصله أَقْوِمُوا، فأَلْقَوْا حركةَ الواو على القاف فانكسرت، وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف.
وقال الفراء: يُجْمَعُ الفُواق أَفْيِـقَةً، والأَصل أَفْوِقةٌ.
وقال ابن بُزُرْجَ: تركتُ الناسَ على مَصاباتِهم أَي على طَبقاتِهم ومَنازِلهم.
وفي الحديث: من يُرِدِ اللّهُ به خيراً يُصِبْ منه، أَي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، وهو الأَمر المكروه ينزل بالإِنسان. يقال أَصابَ الإِنسانُ من المال وغيره أَي أَخَذَ وتَنَاول؛ وفي الحديث: يُصِـيبونَ ما أَصابَ الناسُ أَي يَنالون ما نالوا.
وفي الحديث: أَنه كان يُصِـيبُ من رأْس بعض نسائه وهو صائم؛ أَراد التقبيلَ .
والـمُصابُ: الإِصابةُ؛ قال الحرثُ بن خالد المخزومي: أَسُلَيْمَ ! إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلاً * أَهْدَى السَّلامَ، تحيَّـةً، ظُلْمُ أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ، * إِذْ جاءَكُمْ، فَلْـيَنْفَعِ السِّلْمُ قال ابن بري: هذا البيت ليس للعَرْجِـيِّ، كما ظنه الحريري، فقال في دُرَّة الغواص: هو للعَرْجِـيِّ.
وصوابه: أَظُلَيْم؛ وظُلَيم: ترخيم ظُلَيْمة، وظُلَيْمة: تصغير ظَلُوم تصغير الترخيم.
ويروى: أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم.
وظُلَيْمُ: هي أُمُّ عمْران، زوجةُ عبدِاللّه بنُ مُطِـيعٍ، وكان الحرثُ يَنْسِبُ بها، ولما مات زوجها تزوجها.
ورجلاً: منصوبٌ بمُصابٍ، يعني: إِنَّ إِصابَتَكم رجلاً؛ وظُلْم: خبر إِنَّ.
وأَجمعت العرب على همز الـمَصائِب، وأَصله الواو، كأَنهم شبهوا الأَصليّ بالزائد.
وقولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ: صَابَتْ بقُرٍّ أَي صارت الشِّدَّة في قَرارِها.
وأَصابَ الشيءَ: وَجَدَه.
وأَصابه أَيضاً: أَراده.
وبه فُسِّر قولُه تعالى: تَجْري بأَمْره رُخاءً حيثُ أَصابَ؛ قال: أَراد حيث أَراد؛ قال الشاعر: وغَيَّرها ما غَيَّر الناسَ قَبْلَها، * فناءَتْ، وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِـيبُها أَراد: تُريدها؛ ولا يجوز أَن يكون أَصَابَ، من الصَّواب الذي هو ضدّ الخطإِ، لأَنه لا يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً في حال واحد.
وصَابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِـيَّةِ يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد ولم يَجُزْ؛ وقيل: صَابَ جاءَ من عَلُ، وأَصابَ: من الإِصابةِ، وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً، لغة في أَصابه.
وإِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ.
والعرب تقول للسائر في فَلاة يَقْطَعُ بالـحَدْسِ، إِذا زاغَ عن القَصْدِ: أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك.
وفلان مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لم يَزِغْ عن قَصْدِه يميناً وشمالاً في مَسِـيره.
وفي المثل: مع الخَوَاطِـئِ سهمٌ صائبٌ؛ وقول أَبي ذؤَيب: إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها، * كعَنْزِ الفَلاةِ، مُسْتَدِرٌّ صِـيابُها أَرادَ جمعَ صَائِبٍ، كصاحِب وصِحابٍ، وأَعَلَّ العينَ في الجمع كما أَعَلَّها في الواحد، كصائم وصِـيامٍ وقائم وقِـيامٍ، هذا إِن كان صِـيابٌ من الواو ومن الصَّوابِ في الرمي، وإِن كان من صَابَ السَّهمُ الـهَدَفَ يَصِـيبُه، فالياء فيه أَصل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي، * وصَبْرِي إِذا ما النَّفْسُ صِـيبَ حَمِـيمُها فسره فقال: صِـيبَ كقولكَ قُصِدَ؛ قال: ويكون على لغة من قال: صَاب السَّهْمُ. قال: ولا أَدْري كيف هذا، لأَن صاب السهمُ غير متعدٍّ. قال: وعندي أَن صِـيبَ ههنا من قولهم: صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ، فكأَنَّ المنيةَ كانت صابَتِ الـحَمِيمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها.
وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ: صائبٌ؛ قال ابن جني: لم نعلم في اللغة صفة على فعيل مما صحت فاؤُه ولامه، وعينه واو، إِلاَّ قولهم طَوِيلٌ وقَوِيم وصَوِيب؛ قال: فأَما العَوِيصُ فصفة غالبة تَجْرِي مَجْرى الاسم.
وهو في صُوَّابةِ قومه أَي في لُبابهم.
وصُوَّابةُ القوم: جَماعتُهم، وهو مذكور في الياءِ لأَنها يائية وواوية.
ورجلٌ مُصابٌ، وفي عَقْل فلان صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنون؛ وفي التهذيب: كأَنه مجنون.
ويقال للمجنون: مُصابٌ.
والـمُصابُ: قَصَب السُّكَّر. التهذيب، الأَصمعي: الصَّابُ والسُّلَعُ ضربان، من الشجر، مُرَّان.
والصَّابُ عُصارة شجر مُرٍّ؛ وقيل: هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهيئة اللَّبَن، وربما نَزَت منه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فتقع في العين كأَنها شِهابُ نارٍ، وربما أَضْعَفَ البصر؛ قال أَبو ذُؤَيب الـهُذَلي: إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً، * كأَنَّ عَيْنِـيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ(1) (1 قوله «مشتجراً» مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان.) ويروى: نام الخَلِـيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً والـمُشْتَجِرُ: الذي يضع يده تحت حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه.
وقيل: الصَّابُ شجر مُرٌّ، واحدته صابَةٌ.
وقيل: هو عُصارة الصَّبِرِ. قال ابن جني: عَيْنُ الصَّابِ واوٌ، قياساً واشتقاقاً، أَما القياس فلأَنها عين والأَكثر أَن تكون واواً، وأَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب العين حَلَبها، وهو أَيضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ.
وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إِذا انْحَدر. ابن الأَعرابي: الـمِصْوَبُ الـمِغْرَفَةُ؛ وقول الهذلي: صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ، * حتَّى كأَن عليهم جابِـياً لُبَدَا صابُوا بهم: وَقَعوا بهم.
والجابي: الجَراد.
واللُّبَدُ: الكثير.
والصُّوبةُ: الجماعة من الطعام.
والصُّوبةُ: الكُدْسةُ من الـحِنْطة والتمر وغيرهما.
وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ، عن كراع. قال ابن السكيت: أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ، وهو موضع التمر.
والصُّوبةُ: الكُثْبة من تُراب أَو غيره.
وحكى اللحياني عن أَبي الدينار الأَعرابي: دخلت على فلان فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بين يديه أَي كُدْسٌ مجتمع مَهِـيلةٌ؛ ومَن رواه: فإِذا الدينار، ذهب بالدينار إِلى معنى الجنس، لأَن الدينار الواحد لا يكون صُوبةً.
والصَّوْبُ: لَقَبُ رجل من العرب، وهو أَبو قبيلة منهم.
وبَنُو الصَّوْبِ: قوم من بَكْر بن وائل.
وصَوْبةُ: فرس العباسِ بن مِرْداس.
وصَوْبة أَيضاً: فرس لبني سَدُوسٍ.

ثأر (لسان العرب) [0]


الثَّأْر والثُّؤْرَةُ: الذَّحْلُ. ابن سيده: الثَّأْرُ الطَّلَبُ بالدَّمِ، وقيل: الدم نفسه، والجمع أَثْآرٌ وآثارٌ، على القلب؛ حكاه يعقوب.
وقيل: الثَّأْرُ قاتلُ حَمِيمكَ، والاسم الثُّؤْرَةُ. الأَصمعي: أَدرك فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إِذا أَدرك من يطلب ثَأْرَهُ.
والتُّؤُرة: كالثُّؤرة؛ هذه عن اللحياني.
ويقال: ثَأَرْتُ القتيلَ وبالقتيل ثَأْراً وثُؤْرَةً، فأَنا ثائرٌ، أَي قَتَلْتُ قاتلَه؛ قال الشاعر: شَفَيْتُ به نفْسِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي، بَني مالِكٍ، هل كُنْتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا؟ والثَّائِرُ: الذي لا يبقى على شيء حتى يُدْرِك ثَأَرَهُ.
وأَثْأَرَ الرجلُ واثَّأَرَ: أَدرك ثَأْرَهُ.
وثَأْرَ بِهِ وثَأْرَهْ: طلب دمه.
ويقال: تَأَرْتُك بكذا أَي أَدركت به ثَأْري منك.
ويقال: ثَأَرْتُ فلاناً واثَّأَرْتُ به إِذا طلبت قاتله.
والثائر: الطالب.
والثائر: المطلوب، ويجمع الأَثْآرَ؛ والثُّؤْرَةُ المصدر.
وثَأَرْتُ . . . أكمل المادة القوم ثَأْراً إذا طلبت بثأْرِهِم. ابن السكيت: ثَأَرْتُ فلاناً وثَأَرْتُ بفلان إِذا قَتَلْتَ قاتله.
وثَأْرُكَ: الرجل الذي أَصاب حميمك؛ وقال الشاعر: قَتَلْتُ به ثَأْري وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي (* يظهر أن هذه رواية ثانية البيت الذي مرّ ذكره قبل هذا الكلام).
وقال الشاعر: طَعَنْتُ ابنَ عَبْدُ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ، لهَا نَفَذٌ، لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها وقال آخر: حَلَفْتُ، فَلَمْ تَأْثَمْ يمِيني: لأَثْأَرَنْ عَدِيّاً ونُعْمانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَما قال ابن سيده: هؤلاء قوم من بني يربوع قتلهم بنو شيبان يوم مليحة فحلف أَن يطلب بثأْرهم.
ويقال: هو ثَأْرُهُ أَي قاتل حميمه؛ قال جرير: وامْدَحْ سَراةَ بَني فُقَيْمٍ، إِنَّهُمْ قَتَلُوا أَباكَ، وثَأْرُهُ لم يُقْتَلِ قال ابن بري: هو يخاطب بهذا الشعر الفرزدق، وذلك أَن ركباً من فقيم خرجوا يريدون البصرة وفيهم امرأَة من بني يربوع بن حنظلة معها صبي من رجل من بني فقيم، فمرّوا بخابية من ماء السماء وعليها أَمة تحفظها، فأَشرعوا فيها إِبلهم فنهتهم الأَمة فضربوها واستقوا في أَسقيتهم، فجاءت الأَمة أَهلها فأَخبرتهم، فركب الفرزدق فرساً له وأَخذ رمحاً فأَدرك القوم فشق أَسقيتهم، فلما قدمت المرأَة البصرة أَراد قومها أَن يثأَروا لها فأَمرتهم أَن لا يفعلوا، وكان لها ولد يقال له ذكوان بن عمرو بن مرة بن فقيم، فلما شبّ راضَ الإِبل بالبصرة فخرج يوم عيد فركب ناقة له فقال له ابن عم له: ما أَحسن هيئتك يا ذكوان لو كنت أَدركت ما صُنع بأُمّك. فاستنجد ذكوان ابن عم له فخرج حتى أَتيا غالباً أَبتا الفرزدق بالحَزْنِ متنكرين يطلبان له غِرَّةً، فلم يقدرا على ذلك حتى تحمَّل غالب إِلى كاظمة، فعرض له ذكوان وابن عمه فقالا: هل من بعير يباع؟ فقال: نعم، وكان معه بعير عليه معاليق كثيرة فعرضه عليهما فقالا: حط لنا حتى ننظر إِليه، ففعل غالب ذلك وتخلف معه الفرزدق وأَعوان له، فلما حط عن البعير نظرا إِليه وقالا له: لا يعجبنا، فتخلف الفرزدق ومن معه على البعير يحملون عليه ولحق ذكوان وابن عمه غالباً، وهو عديل أُم الفرزدق، على بعير في محمل فعقر البعير فخر غالب وامرأَته ثم شدّا على بعير جِعْثِنَ أُخت الفرزدق فعقراه ثم هربا، فذكروا أَن غالباً لم يزل وجِعاً من تلك السَّقْطَةِ حتى مات بكاظمة.
والمثْؤُور به: المقتولُ.
وتقول: يا ثاراتِ فلان أَي يا قتلة فلان.
وفي الحديث: يا ثاراتِ عثمان أَي يا أَهل ثاراته، ويا أَيها الطالبون بدمه، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه؛ وقال حسان: لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ: اللهُ أَكْبَرُ، يا ثاراتِ عُثْمانا الجوهري: يقال يا ثارات فلان أَي يا قتلته، فعلى الأَوّل يكون قد نادى طالبي الثأْر ليعينوه على استيفائه وأَخذه، والثاني يكون قد نادى القتلة تعريفاً لهم وتقريعاً وتفظيعاً للأَمر عليهم حتى يجمع لهم عند أَخذ الثَّأْرِ بين القتل وبين تعريف الجُرْمِ؛ وتسميتُه وقَرْعُ أَسماعهم به ليَصْدَعَ قلوبهم فيكون أَنْكَأَ فيهم وأَشفى للناس.
ويقال: اثَّأَرَ فلان من فلان إِذا أَدرك ثَأْرَه، وكذلك إِذا قتل قاتل وليِّه؛ وقال لبيد: والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمَّةً خَلَقاً، بَعْدَ الْمَماتِ، فإِنّي كُنْتُ أَثَّئِرُ أَي كنت أَنحرها للضيفان، فقد أَدركت منها ثَأْري في حياتي مجازاة لتَقَضُّمِها عظامي النَّخِرَةَ بعد مماتي، وذلك أَن الإِبل إِذا لم تجد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَى وعِظامَ الإِبل تُخْمِضُ بها.
وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورَى: لا تغمدوا سيوفكم عن أَعدائكم فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ؛ الثَّأْرُ ههنا: العدو لأَنه موضع الثأْر، أَراد انكم تمكنون عدوّكم من أَخذ وَتْرِهِ عندكم. يقال: وَتَرْتُه إِذا أَصبته بِوَترٍ، وأَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَهُ وَتْرَهُ ومكنته منه.
واثَّأَر: كان الأَصل فيه اثْتَأَرَ فأُدغمت في الثاء وشدّدت، وهو افتعال (* قوله: «وهو افتعال إِلخ» أَي مصدر اثتأَر افتعال من ثأَر) من ثأَرَ.
والثَّأْرُ المُنِيمُ: الذي يكون كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّكَ.
وقال الجوهري: الثَّأْرُ المُنِيمُ الذي إِذا أَصابه الطالبُ رضي به فنام بعده؛ وقال أَبو زيد: اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إِذا استغاث لِيَثْأَرَ بمقتوله: إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره دعاءً: أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وأَىَ نَهْدِ قال أَبو منصور: كأَنه يستغيث بمن يُنْجِدُه على ثَأْرِه.
وفي حديث محمد بن سلمة يوم خيبر: أَنا له يا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ أَي طالب الثَّأْر، وهو طلب الدم.
والتُّؤْرُورُ: الجلْوازُ، وقد تقدّم في حرف التاء أَنه التؤرور بالتاء؛ عن الفارسي.

شوب (لسان العرب) [0]


الشَّوْبُ: الخَلْطُ. شابَ الشيءَ شَوْباً: خَلَطَه.
وشُبْتُه أَشُوبُه: خَلَطْتُه، فهو مَشُوبٌ. واشْتابَ، هو، وانْشابَ: اخْتَلَط؛ قال أَبو زبيد الطائي: جادَتْ، مَنَاصِـبَه، شَفَّانُ غادِيةٍ، * بسُكَّرٍ، ورَحِـيقٍ شيبَ، فاشْتابا ويروى: فانْشابا، وهو أَذْهَبُ في بابِ الـمُطاوَعَة.
والشَّوْبُ والشِّيابُ: الخَلْطُ؛ قال أَبو ذُؤَيْب: وأَطْيِبْ براحِ الشامِ، جاءَتْ سَبيئَـةً، * مُعَتَّقَةً، صِرْفاً، وتِلكَ شِـيابُها والرواية المعروفة: فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً، وهذه * مُعَتَّقَةٌ، صَهْباءُ، وهْيَ شِـيابُها (1) (1 قوله «وهذه معتقة إلخ» هكذا في الأصل وفي بعض نسخ المحكم: وهاده معتقة إلخ بالنصب مفعولاً لهاده.) قال: هكذا أَنشده أَبو حنيفة، وقد خلَّط في الرواية.
وقوله تعالى: ثم إِنَّ لهم . . . أكمل المادة عليها لَشَوْباً من حَمِـيمٍ؛ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً؛ يقال للـمُخَلِّطِ في القولِ أَو العَمَلِ: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ. أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعي عن الـمَشاوِبِ، وهي الغُلُفُ، فقال: يقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ، على مُفاعَل، لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ، وصُفْرةٍ، وخُضْرَةٍ؛ قال أَبو حاتم: يجوزُ أَنْ يُجْمَع الـمُشاوَبُ على مَشاوِبَ.
والـمُشاوَبُ، بضم الميم وفتحِ الواوِ: غِلافُ القارورة لأَنَّ فيه أَلواناً مختلفةً.
والشِّيابُ: اسمُ ما يُمْزَجُ.
وسَقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ؛ الذَّوْبُ: العَسَلُ؛ والشَّوْبُ: ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ.
وحكى ابنُ الأَعرابي: ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ؛ فالشَّوْبُ العَسَل، والرَّوْبُ اللَّبنُ الرَّائِبُ؛ وقيل: الشَّوْبُ العَسَلُ، والرَّوْبُ اللَّبَنُ، من غيرِ أَن يُحَدَّا؛ وقيل: لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ.
ويقال: سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب، فالشَّوْبُ اللبنُ، والذَّوْبُ العَسَل، قاله ابن دريد. الفراء: شابَ إِذا خانَ، وباشَ إِذا خَلَطَ. الأَصمعي، في باب إِصابةِ الرجلِ في مَنْطِقِه مَرَّة، وإِخطائِه أُخْرى: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ. أَبو سعيد: يقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل: قد شابَ عنه ورابَ، إِذا كَسِلَ. قال: والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فيه، فمعنى قولهم: هو يشُوبُ ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فيها، ومَرَّة يَكْسَلُ فلا يُدافِـعُ البَتَّة. قال غيرُه: يَشُوبُ من شَوْبِ اللَّبنِ، وهو خَلْطُه بالماءِ ومَذْقُه؛ ويَرُوبُ أَرادَ أَن يقول يُرَوِّب أَي يَجْعلُه رائِـباً خاثِراً، لا شَوْبَ فيه، فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الكلام، كما قالوا: هو يَـأْتيه الغَدايا والعَشايا، والغَدايا ليس بِجمْعٍ للغَداة، فجاءَ بها على وَزْنِ العَشايا. أَبو سعيد: العرب تقول: رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم شيئاً من دِفاعٍ. قال: وليس قولُهم هو يَشُوبُ ويَرُوبُ من اللَّبنِ، ولكن معناه رجلٌ يَرُوبُ أَحياناً، فلا يتَحَرَّك ولا يَنْبَعِث، وأَحياناً يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عن نفسِه، غيرَ مُبالغٍ فيه. ابن الأَعرابي: شابَ إِذا كَذَب، وشابَ: خَدَع في بَيْعٍ أَو شِراءٍ. ابن الأَعرابي: شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ؛ ومنه الخَبرُ: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِـيطَ في بَيعٍ أَو شِراءٍ.
وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ، والرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ، لخَلْطِه بالماءِ.
ويقال للـمُخَلِّط في كلامه: هو يَشُوبُ ويرُوبُ.
وقيل: معنى لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَنـَّكَ برِيءٌ من هذه السِّلْعَة.
ورُوِي عنه (1) (1 قوله «وروي عنه» أي عن ابن الأَعرابي في عبارة التهذيب.) أَنه قال: معنى قولهم: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ في السِّلْعَةِ تَبِـيعُها أَي إِنـَّكَ بَريءٌ من عَيْبِها.
وفي الحديث: يَشْهَدُ بَيْعَكُم الـحَلْفُ واللَّغْوُ، فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ؛ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لـمَا يَجْرِي بَينهُم من الكَذِب والرِّبا، والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ في القولِ، لتكُونَ كَفَّارةً لذلك؛ وقولُ سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي: سَيَكْفِـيكَ، صَرْبَ القَوْمِ، لَـحْمٌ مُعَرَّصٌ، * وماءُ قُدُورٍ، في القِصاعِ، مَشِـيبُ إِنما بناهُ على شِـيب الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوطر بالتَّوابِلِ والصِّباغِ.
والصَّرْبُ: اللبنُ الحامِضُ.
ومُعَرَّصٌ: مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ، ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ؛ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بعدُ، وهو الـمُلَهْوَجُ.
وفي المثل: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ، يُضْرب مَثَلاً لـمَنْ يَخْلِطُ في القولِ والعَمَلِ.
وفي فلان شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ، وفي فلان ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ ظاهِرةٌ.
واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّـينَ الشَّوْبَ في الحركاتِ، فقال: أَمـَّا الفَتْحَة الـمَشُوبَة بالكسرةِ، فالفَتْحة التي قبل الإِمالةِ، نحو فَتْحة عَين عَابِدٍ وعَارِفٍ؛ قال: وذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هي أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة، فتُمِـيلَ الأَلِفَ نحوَ الياء، لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ، فكما أَنَّ الحركَةَ ليست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ، كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضَةً، وهذا هو القياسُ، لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة، فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة، فكذلك الأَلِفُ اللاَّحقة لَـها.
والشَّوْبُ: القِطْعَة من العَجِـينِ.
وباتَتِ الـمَرْأَةُ بلَيْلَةِ شَيْباءَ؛ قيل: إِنَّ الياءَ فيها مُعاقِـبَة، وإِنما هو من الواوِ،لأَنَّ ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ.
والشَّائِـبَة: واحِدةُ الشَّوائِبِ، وهيَ الأَقْذَارُ والأَدْناسُ.
وشَيْبانُ: قَبيلَة؛ قيل ياؤُه بدَلٌ من الوَاوِ، لقَولِهِم الشَّوابِنَة.
وشَابَةُ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ، وسنذكره في الياءِ، لأَنَّ هذه الأَلف تكون منقَلِـبة عن ياءٍ وعن واوٍ، لأَنّ في الكلامِ ش و ب، وفيه ش ي ب، ولو جُهِل انْقِلابُ هذه الأَلِف لَـحُمِلَتْ على الواوِ، لأَنَّ الأَلِف ههنا عَين، وانْقلابُ الأَلِفِ إِذا كانت عَيْناً عن الواوِ أَكثر من انقلابِها عن الياءِ؛ قال: وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ، * حَنْظَل شَابَةَ، يَجْني هَبِـيدا

الحَوْرُ (القاموس المحيط) [0]


الحَوْرُ: الرُّجُوعُ،
كالمَحَار والمَحَارَةِ والحُؤُورِ، والنُّقْصانُ، وما تحتَ الكَوْرِ من العِمامةِ، والتَّحَيُّرُ، والقَعْرُ، والعُمْقُ.
وهو بَعيدُ الحَوْرِ، أي: عاقِلٌ، وبالضم: الهلاكُ، والنَّقْصُ، وجَمْعُ أحْوَرَ وحَوْراءَ، وبالتحريكِ: أن يَشْتَدَّ بياضُ بياضِ العَيْنِ وسَوادُ سَوادِها، وتَسْتَديرَ حَدَقَتُها، وتَرِقَّ جُفونُها، ويَبْيَضَّ ما حَوالَيْها، أو شدَّةُ بياضِها وسوادِها، في بَياضِ الجَسَدِ، أو اسْوِدادُ العَيْنِ كُلِّها مِثْلَ الظِّباءِ، ولا يكونُ في بني آدمَ، بل يُسْتَعَارُ لها.
وقد حَوِرَ كفَرِحَ واحْوَرَّ، وجُلودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بها السِّلالُ
ج: حُورانٌ، ومنه الكَبْشُ الحَوَرِيُّ، وخَشَبَةٌ يقالُ لها البيضاءُ، والكَوْكَبُ الثالثُ من بناتِ نَعْشٍ الصُّغْرَى، وشُرِحَ في ق و د، والأَديمُ المَصْبوغُ بحُمْرَةٍ،
وخُفٌّ مُحَوَّرٌ: بِطانَتُهُ منه، والبَقَرُ
ج: . . . أكمل المادة أحْوارٌ، ونَبْتٌ، وشيءٌ يُتَّخَذُ من الرَّصاصِ المُحْرَقِ تَطْلِي به المرأةُ وجْهَها.
والأَحْوَرُ: كَوْكَبٌ، أو هو المُشْتَرِي، والعَقْلُ،
وع باليَمَنِ.
والأَحْوَرِيُّ: الأَبْيَضُ الناعِمُ.
والحَوَارِياتُ: نِساءُ الأَمْصارِ.
والحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ، أو ناصِرُ الأَنْبِياءِ، والقَصَّارُ، والحَمِيمُ. الحاءِ وشدِّ الواوِ وفتحِ الراءِ: الدَّقِيقُ الأَبْيَضُ، وهو لُبابُ الدَّقيقِ، وكلُّ ما حُوِّرَ، أي: بُيِّضَ من طَعامٍ.
وحَوَّارُونَ، بفتح الحاءِ مُشَدَّدَةَ الواوِ: د.
والحَوْراءُ: الكَيَّةُ المُدَوَّرَةُ،
وع قُرْبَ المدينةِ، وهو مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْرَ، وماءٌ لِبَنِي نَبْهانَ،
وأبو الحَوْراءِ: رَاوِي حديثِ القُنُوتِ فَرْدٌ.
والمَحارَةُ: المَكانُ الذي يَحُورُ، أو يُحارُ فيه، وجَوْفُ الأُذُنِ، ومَرْجِعُ الكَتِفِ، والصَّدَفَةُ، ونحوُها من العَظْمِ، وشِبْهُ الهَوْدَجِ، وما بينَ النَّسْرِ إلى السُّنْبُكِ، والخُطُّ، والناحِيَةُ.
والاحْوِرارُ: الابْيِضاضُ.
وأحمدُ بنُ أبي الحَوارَى، كسَكارَى، وكسُمَّانَى أبو القَاسِمِ الحُوَّارَى الزاهِدانِ: م.
والحُوارُ، بالضم وقد يُكْسَرُ: ولدُ الناقةِ ساعَةَ تَضَعُهُ، أو إلى أن يُفْصَلَ عن أُمِّهِ
ج: أحْوِرَةٌ وحِيرانٌ وحُورانٌ.
والمُحاوَرَةُ والمَحْوَرَةُ والمَحُورَةُ: الجوابُ،
كالحَوِيرِ والحَوارِ، ويُكْسَرُ،
والحِيرَةِ والحُوَيْرَةِ، ومُراجَعَةُ النُّطْقِ.
وتَحاوَرُوا: تَراجَعُوا الكلامَ بينهمْ.
والمِحْوَرُ، كمِنْبَرٍ: الحَديدةُ التي تَجْمَعُ بينَ الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وخَشَبَةٌ تَجْمَعُ المَحالَةَ، وهَنَةٌ يَدُورُ فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طَرَفِ المِنْطَقَةِ وغيرِها، والمِكْواةُ، وخَشَبَةٌ يُبْسَطُ بها العَجِينُ.
وحَوَّرَ الخُبْزَةَ: هَيَّأها وأدارَها لِيَضَعَها في المَلَّةِ،
و~ عيْنَ البَعيرِ: أدارَ حَوْلَها مِيْسَماً.
والحَوِيرُ: العداوةُ، والمُضارَّةُ.
وما أصبْتُ حَوْراً وحَوَرْوَراً: شيئاً.
وحَوْرِيْتُ: ع.
والحائِرُ: المَهْزُولُ، والوَدَكُ،
وع فيه مَشْهَدُ الحُسيْنِ، ومنه: نَصْرُ اللهِ بنُ محمدٍ، وعبدُ الحَميدِ بنُ فَخَّارٍ الحائِرِيَّانِ.
والحائِرَةُ: الشاةُ والمرأةُ لا تَشِبَّان أبَداً.
وما هو إلا حائِرَةٌ من الحَوائِرِ، أي: لا خيرَ فيه.
وما يَحُورُ وما يَبُورُ: ما يَنْمُو وما يَزْكُو.
وحَوْرَةُ: ة بينَ الرَّقَّةِ وبالِسَ، منها صالحٌ الحَوْرِيُّ، ووادٍ بالقَبَلِيَّةِ.
وحَوْرِيُّ: ة من دُجَيْلٍ، منها: الحسنُ بنُ مُسْلِمٍ، وسُلَيْمُ بنُ عيسى الزاهدانِ.
وحَوْرانُ: كُورةٌ بِدِمَشْقَ، وماءٌ بنجدٍ،
وع ببادِيَةِ السَّماوَةِ.
والحَوْرانُ: جِلْدُ الفِيلِ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ شَماسَةَ بنِ ذِئبِ بنِ أحْوَرَ: تَابعيٌّ.
و"حُوْرٌ في مَحارَةٍ"، بالضم والفتح: نُقْصانٌ في نقصانٍ، مَثَلٌ لمنْ هو في إدبارٍ، أو لمنْ لا يَصْلُحُ، أو لمنْ كان صالحاً فَفَسَدَ.
وحُورُ بنُ خارِجَةَ بالضم: من طَيِّئٍ.
وطَحَنَتْ فما أحارَتْ شيئاً، أي: ما رَدَّتْ شيئاً من الدَّقيقِ، والاسمُ منه: الحُورُ أيضاً.
وقَلِقَتْ مَحاوِرُهُ: اضْطَرَبَ أمْرُهُ.
وعَقْرَبُ الحِيْرانِ: عَقْرَبُ الشِّتاءِ، لأَنَّها تَضُرُّ بالحُوارِ.
والحَوَرْوَرَةُ: المرأةُ البَيْضاءُ.
وأحارَتِ الناقةُ: صارت ذاتَ حُوَارٍ.
وما أحارَ جواباً: ما رَدَّ.
وحَوَّرَهُ تَحْوِيراً: رَجَعَهُ،
و~ اللّهُ فلاناً: خَيَّبَهُ.
واحْوَرَّ احْوِراراً: ابْيَضَّ،
و~ عَيْنُهُ: صارت حَوْراءَ.
والجَفْنَةُ المُحْوَرَّةُ: المُبْيَضَّةُ بالسَّنامِ.
واسْتحارَهُ: اسْتَنْطَقَهُ.
وقاعُ المُسْتَحِيرَةِ: د.
والتَّحاوُرُ: التَّجاوُبُ.
وإنه في حُورٍ وبُورٍ، بضمهما: في غيرِ صَنْعَةٍ ولا إتاوَةٍ، أو في ضلالٍ.
وحُرْتُ الثَّوْبَ: غَسَلْتُهُ وبَيَّضْتُهُ.
حارَ يحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراً وحَيرَاناً وتَحَيَّرَ واسْتَحارَ: نَظَرَ إلى الشيءِ، فَغُشِيَ عليه، ولم يَهْتَدِ لسبِيلِهِ، فهو حَيْرانُ وحائِرٌ، وهي حَيْراءُ، وهم حَيارَى، ويضمُّ،
و~ الماءُ: تَرَدَّدَ.
والحائِرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، وحَوْضٌ يُسَيَّبُ إليه مَسِيلُ ماءِ الأَمْطارِ، والمَكانُ المُطْمَئِنُّ، والبُسْتانُ،
كالحَيْرِ
ج: حُورانٌ وحِيرانٌ، والوَدَكُ، وكَرْبلاءُ،
كالحَيْراءِ، وع بها.
ولا آتيهِ حَيْرِيَّ الدهْرِ، مشدَّدَةَ الآخِرِ وتكسرُ الحاءُ،
وحَيْرِيْ دَهْرٍ، ساكنةَ الآخِرِ وتُنْصَبُ مخففةً،
وحارِيَّ دَهْرٍ،
وحِيَرَ دَهرٍ، كعِنَبٍ، أي: مُدَّةَ الدَّهرِ.
وحَيْرَما، أي: رُبَّما.
وتَحَيَّرَ الماءُ: دارَ واجْتَمَعَ،
و~ المكانُ بالماءِ: امْتَلأَ،
و~ الشَّبابُ: تَمَّ آخِذاً من الجَسَدِ كُلَّ مَأْخَذٍ،
كاسْتَحارَ فيهما،
و~ السَّحابُ: لم يَتَّجِهْ جِهَةً،
و~ الجَفْنَةُ: امتلأتْ دَسَماً وطَعاماً.
والحَيِّرُ، ككَيِّسٍ: الغَيْمُ.
وكعِنَبٍ وبالتحريكِ: الكثيرُ من المالِ والأَهْلِ.
والحِيرَةُ، بالكسر: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ، منها محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حَفْصٍ،
ود قُرْبَ الكوفَةِ، والنِّسْبَةُ:
حِيرِيٌّ وحارِيٌّ، منها كعْبُ بنُ عَدِيٍّ،
وة بفارِسَ، ود قُرْبَ عانَةَ، منها محمدُ بنُ مُكارِمٍ،
والحِيْرَتانِ: الحِيرَةُ والكوفَةُ.
والمُسْتَحِيرَةُ: د، والجَفْنَةُ الوَدِكةُ، وبلا هاءٍ: الطريقُ الذي يَأْخُذُ في عُرْضِ مَفازَةٍ ولا يُدْرَى أيْنَ مَنْفَذُهُ، وسَحابٌ ثَقيلٌ مُتَرَدِّدٌ.
والحِيارانِ: ع.
وحَيِّرَةُ، ككَيِّسَةٍ: د بجَبَلِ نِطاعٍ.
والحَيْرُ: شِبْهُ الحَظيرَةِ أو الحِمَى، وقَصْرٌ كان بِسُرَّ مَنْ رأى.
وأصْبَحَتِ الأرضُ حيْرَةً، أي: مُخْضَرَّةً مُبْقِلَةً.
وحِيارُ بني القَعْقاعِ، بالكسر: صُقْعٌ بِبَرِّيَّةِ قِنَّسْرِينَ.
والحارَةُ: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ منازِلُهُمْ.
والحُوَيْرَةُ: حارَةٌ بِدِمَشْقَ، منها إبراهيمُ بنُ مَسْعودٍ الحُوَيْرِيُّ المحدِّثُ.
وإنَّهُ في حِيْرَ بِيْرَ، وحِيْرٍ بِيْرٍ: كحُورٍ بُورٍ.
فَصْلُ الخَاء

خرف (لسان العرب) [0]


الخَرَفُ، بالتحريك: فَسادُ العَقْلِ من الكِبَرِ.
وقد خَرِفَ الرجُل، بالكسر، يَخْرَفُ خَرَفاً، فهو خَرِفٌ: فَسَدَ عَقْلُه من الكِبَرِ، والأُنثى خَرِفةٌ، وأَخْرَفَه الهَرَمُ؛ قال أَبو النَّجْم العِجْليّ: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زِيادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، وتَكْتُبانِ في الطَّريقِ لام الِف (* قوله «وتكتبان» رواه في الصحاح بدون واو من التكتيب.) نَقَلَ حركةَ الهمزة من الأَلف على الميم الساكنة من لام فانفتحت، ومثله قولهم في العدد: ثلاثةَ اربعة.
والخَريفُ: أَحَدُ فُصُولِ السنةِ، وهي ثلاثة أَشْهر من آخر القَيْظِ وأَوَّل الشتاء، وسمي خَريفاً لأَنه تُخْرَفُ فيه الثِّمار أَي تُجْتَنى.
والخَريفُ: أَوَّلُ ما يَبدأُ من المطر في إقْبالِ الشتاء.
وقال أَبو حنيفة: ليس الخريفُ في . . . أكمل المادة الأَصل باسم الفصل، وإنما هو اسم مطر القيظ، ثم سمي الزمن به، والنَّسَبُ إليه خَرْفيٌّ وخَرَفيٌّ، بالتحريك، كلاهما على غير قياس.
وأَخْرَفَ القومُ: دخلوا في الخريف، وإذا مُطِرَ القومُ في الخريف قيل: قد خُرِفُوا، ومَطَرُ الخريف خَرْفيٌّ.
وخُرِفَتِ الأَرضُ خَرْفاً: أَصابها مطرُ الخريف، فهي مَخْروفةٌ، وكذلك خُرِفَ الناسُ. الأَصمعي: أَرضٌ مخْروفةٌ أَصابها خَريفُ المطر، ومَرْبُوعةٌ أَصابها الربيعُ وهو المطر، ومَصِيفةٌ أَصابها الصيفُ.
والخَريفُ: المطر في الخريف؛ وخُرِفَتِ البهائم: أَصابها الخريفُ أَو أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه؛ قال الطِّرمَّاح: مِثْلَ ما كافَحْتَ مَخْرُوفةً نَصَّها ذاعِرُ رَوْعٍ مُؤام يعني الظبْيةَ التي أَصابها الخَريفُ. الأَصمعي: أَوّل ماء المطر في إقْبالِ الشتاء اسمه الخرِيفُ، وهو الذي يأْتي عند صِرامِ النخْل، ثم الذي يَلِيه الوَسْميّ وهو أَوَّلُ الرَّبيعِ، وهذا عند دخول الشتاء، ثم يليه الرَّبيع ثم الصيفُ ثم الحَمِيمُ، لأَن العرب تجعل السنة ستة أَزْمِنة. أَبو زيد الغَنَوِيُّ: الخَريفُ ما بين طُلُوعِ الشِّعْرى إلى غُرُوبِ العَرْقُوَتَيْنِ، والغَوْرُ ورُكْبةُ والحِجازُ، كله يُمْطَرُ بالخريف، ونَجْدٌ لا تُمْطَرُ في الخَريف، أَبو زيد: أَوّلُ المطر الوسْمِيّ ثم الشَّتْوِيُّ ثم الدَّفَئِيُّ ثم الصيفُ ثم الحَمِيمُ ثم الخَريفُ، ولذلك جُعِلت السنةُ ستةَ أَزْمِنةٍ.
وأَخْرَفوا: أَقامُوا بالمكان خَرِيفَهم.
والـمَخْرَفُ: موضع إقامَتِهم ذلك الزَّمَنَ كأَنه على طَرْحِ الزائد؛ قال قَيْسُ بن ذُرَيْح: فَغَيْقةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ، بها من لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إذا رأَيت قوماً خَرَفُوا في حائطِهم أَي أَقامُوا فيه وقْتَ اخْتِرافِ الثِّمارِ، وهو الخريف، كقولك صافُوا وشَتَوْا إذا أَقاموا في الصيْف والشتاء، وأَما أَخْرَفَ وأَصافَ وأَشْتَى فمعناه أَنه دخل في هذه الأَوقات.
وفي حديث الجارود: قلت يا رسول اللّه ذَوْدٌ نأْتي عليهنّ في خُرُف فَنَسْتَمْتِعُ من ظُهورِهنَّ وقد عَلِمْتَ ما يَكْفِينا من الظَّهْر، قال: ضالَّةُ المؤْمِن حَرَقُ النارِ؛ قيل: معنى قوله في خُرُف أَي في وقت خُروجهنَّ إلى الخريف.
وعامَلَه مُخارَفةً وخِرافاً من الخَريفِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، كالـمُشاهَرَةِ من الشهر.
واسْتَأْجَره مُخارَفةً وخِرافاً؛ عنه أَيضاً.
وفي الحديث: فُقَراءُ أُمتي يدخلون الجنة قبل أَغنيائهم بأَربعين خريفاً؛ قال ابن الأَثير: وهو الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيْف والشتار، ويريد به أَربعين سنة لأَن الخريف لا يكون في السنة إلا مرَّة واحدة، فإذا انقضى أَربعون خريفاً فقد مضت أَربعون سنة؛ ومنه الحديث: إن أَهل النار يَدْعون مالكاً أَربعين خريفاً؛ وفي حديث سَلَمَة بن الأَكوع ورجزه: لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ، ولا تُمَيْراتٌ ولا رَغِيفُ، لكِنْ غَذاها لَبَنُ الخَريفِ (* في هذا الشطر إقواء.) قال الأَزهري: اللبن يكون في الخَريفِ أَدْسَمَ.
وقال الهروي: الرّواية اللبنُ الخَريفُ، قال: فيُشْبِه أَنه أَجْرى اللبن مُجْرى الثِّمار التي تُخْتَرَفُ على الاستعارة، يريد الطَّريَّ الحَديثَ العَهْدِ بالحَلَبِ.
والخَريفُ: الساقِيةُ.
والخريفُ: الرُّطَبُ الـمَجْنيّ.
والخَريف: السنةُ والعامُ.
وفي الحديث: ما بين مَنْكِبَي الخازِنِ من خَزَنة جهنم خَريفٌ؛ أَراد مسافةً تُقْطَعُ من الخريف إلى الخريف وهو السنة.
والـمُخْرِفُ: الناقة التي تُنْتَجُ في الخريف.
وقيل: هي التي نُتِجَتْ في مثل الوقت الذي حَمَلَتْ فيه من قابل، والأَوّل أَصحّ لأَن الاشْتِقاق يَمُدُّه، وكذلك الشاة؛ قال الكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشميّ: تَلْقى الأَمانَ، على حِياضِ مُحمدٍ، ثَوْلاءُ مُخْرِفةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذِي تَخافُ، ولا لذلِك جُرْأَةٌ، تُهْدى الرَّعِيّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ وقد أَخْرَفَتِ الشاةُ: وَلَدَتْ في الخَريف، فهي مُخْرِفٌ.
وقال شمر: لا أَعرف أَخرفت بهذا المعنى إلا من الخريف، تَحْمِلُ الناقةُ فيه وتَضَعُ فيه.
وخَرَفَ النخلَ يَخْرُفُه خَرْفاً وخَرافاً وخِرافاً واخْتَرَفَه: صَرَمَه واجْتَناه.
والخَرُوفَةُ: النخلة يُخْرَفُ ثمَرُها أَي يُصْرَمُ، فَعُولةٌ بمعنى مَفْعولة.
والخرائفُ: النخل اللاَّئي تُخْرَصُ.
وخَرَفْتُ فلاناً أَخرفُه إذا لَقَطْتَ له الثَّمرَ. أَبو عمرو: اخْرُفْ لنا ثمَرَ النخلِ، وخَرَفْتُ الثِّمار أَخْرُفُها، بالضم، أَي اجْتَنَيْتُها، الثمر مَخْرُوفٌ وخَريف.
والمِخْرَف: النخلة نَفْسُها، والاخْتِرافُ: لَقْطُ النخل، بُسْراً كان أَو رُطَباً؛ عن أَبي حنيفة.
وأَخْرَفَ النخلُ: حانَ خِرافُه.
والخارِفُ: الحافِظُ في النخلِ، والجمع خُرّافٌ.
وأَرسلوا خُرَّافَهم أَي نُظَّارَهم.
وخَرَفَ الرجلُ يَخْرُفُ: أَخَذَ من طُرَفِ الفَواكِهِ، والاسم الخُرْفةُ. يقال: التمْرُ خُرْفة الصائم.
وفي الحديث: إن الشجَرَ أَبْعَدُ من الخارِف، وهو الذي يَخْرُفُ الثَّمَر أَي يَجْتَنِيه.
والخُرْفةُ، بالضم: ما يُجْتَنى من الفَواكِه.
وفي حديث أَبي عَمْرةَ: النخلة خُرْفةُ الصائم أَي ثَمَرتُه التي يأْكلها، ونَسَبَها إلى الصائم لأَنه يُسْتَحَبُّ الإفْطارُ عليه.
وأَخْرَفَه نَخلةً: جعلَها له خُرْفةً يَخْتَرِفُها.
والخَرُوفةُ: النخلةُ.
والخَريفةُ: النخلة التي تُعْزَلُ للخُرْفةِ.
والخُرافةُ: ما خُرِفَ من النخل.
والـمَخْرَفُ: القِطْعة الصغيرة من النخل سِتّ أَو سبْعٌ يشتريها الرجل للخُرْفةِ، وقيل هي جماعة النخل ما بَلَغَتْ. التهذيب: روى ثوْبانُ عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: عائدُ الـمَريضِ في مَخْرَفَةِ الجنة حتى يَرْجِعَ. قال شمر: الـمَخْرَفةُ سِكّةٌ بين صَفَّيْن من نخل يَخْتَرِفُ من أَيِّهِما شاء أَي يجتني، وجمعها الـمَخارِفُ. قال ابن الأَثير: الـمَخارِفُ جمع مَخْرَفٍ، بالفتح، وهو الحائطُ من النخل أَي أَنّ العائدَ فيما يَحُوزُه من الثواب كأَنـَّه على نخل الجنة يَخْتَرِفُ ثِمارَها.والمِخْرَفُ، بالكسر: ما يُجْتَنى فيه الثِّمارُ، وهي الـمَخارِفُ، وإنما سمِّي مِخْرَفاً لأَنه يُخْتَرَفُ فيه أَي يُجْتَنَى. ابن سيده: المِخْرَفُ زَبيلٌ صغير يُخْتَرَفُ فيه من أَطايِبِ الرُّطَب.
وفي الحديث: أَنه أَخذ مِخْرَفاً فأَتَى عِذْقاً؛ المِخْرَفُ، بالكسر: ما يجتنى فيه الثمر، والـمَخْرَفُ: جَنَى النخلِ.
وقال ابن قُتيبة فيما ردَّ على أَبي عبيد: لا يكون الـمَخْرفُ جَنى النخل، وإنما الـمَخْرُوفُ جنَى النخل، قال: ومعنى الحديث عائدُ المريض في بساتين (* قوله «في بساتين إلخ» هذا يناسب رواية النهاية عائد المريض على مخارف الجنة بصيغة الجمع لا الرواية هنا في مخرفة الجنة بالافراد.) الجنة؛ قال ابن الأَنباري: بل هو الـمُخْطئُ لأَن الـمَخْرَفَ يقع على النخل وعلى الـمَخْرُوفِ من النخل كما يقع المشْرَب على الشُرْبِ والموضعِ والـمَشْرُوبِ، وكذلك الـمَطْعَمُ يقع على الطعام المأْكول، والـمَرْكَبُ يقعُ على المركوب، فإذا جاز ذلك جاز أَن تقع الـمَخارِفُ على الرطب الـمَخْرُوف، قال: ولا يجهل هذا إلا قليل التفتيش لكلام العرب؛ قال نُصَيْبٌ: وقد عادَ عَذْبُ الماءِ بَحْراً، فزادَني إلى ظَمَئي أَنْ أَبْحَرَ الـمَشْرَبُ العَذْبُ وقال آخر: وأُعْرِضُ عن مَطاعِمَ قَدْ أَراها تُعَرَّضُ لي، وفي البَطْنِ انْطواء قال: وقوله عائد المريض على بساتين الجنة لأَن على لا تكون بمعنى في، لا يجوز أَن يقال الكِيسُ على كُمِّي يريد في كُمِّي، والصِّفاتُ لا تُحْمَلُ على أَخواتها إلا بأَثر، وما روى لُغَوِيّ قطُّ أَنهم يَضَعُون على موضع في.
وفي حديث آخر: على خُرْفةِ الجنة؛ والخُرفة، بالضم: ما يُخْتَرَفُ من النخل حين يُدْرِكُ ثمره.
ولما نزلت: مَن ذا الذي يُقْرِضُ اللّه قرضاً حسناً، الآية؛ قال أَبو طلحة: إنَّ لي مَخْرَفاً وإني قد جعلته صَدَقَةً أَي بُسْتاناً من نخل.
والمخرف، بالفتح: يقع على النخل والرطب.
وفي حديث أَبي قَتَادة: فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً أَي حائطاً يُخْرَفُ منه الرطب.
ويقال للنخلة التي يأْخذها الرجل للخُرْفَة يَلقُطُ ما عليها من الرُّطَب: الخَرُوفَةُ.
وقد اشْتَمَلَ فلان خَرائفَه إذا لَقَطَ ما عليها من الرطب إلا قلِيلاً، وقيل: معنى الحديث عائد المريض على طريق الجنة أَي يؤدِّيه ذلك إلى طرقها؛ وقال أَبو كبير الهذلي يصف رجلاً ضربه ضربة: ولقد تُحِينُ الخِرْقَ يَرْكُدُ عِلْجُه، فَوْقَ الإِكامِ، إدامَةَ الـمُسْتَرْعِفِ فأجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَريغٍ مَخْرَفِ فَريغ: طريق واسع.
وروي أَيضاً عن عليّ، عليه السلام، قال: سمعت النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يقول: مَن عادَ مَريضاً إيماناً باللّه ورسوله وتصديقاً لكِتابه كان ما كان قاعِداً في خِرافِ الجنةِ، وفي رواية أُخرى: عائدُ المريضِ في خِرافة الجنة أَي في اجْتِناء ثمرها من خَرَفْت النخلةَ أَخْرُفُها، وفي رواية أُخرى: عائد المريض له خَرِيفٌ في الجنة أَي مَخْرُوفٌ من ثمرها، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ.
والـمَخْرَفةُ: البستان.
والـمَخْرَفُ والـمَخْرَفَةُ: الطريق الواضحُ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: تركتكم على مَخْرَفةِ (* قوله «تركتكم على مخرفة» الذي في النهاية: تركتم على مثل مخرفة.) النَّعَمِ أَي على مِثْلِ طريقِها التي تُمَهِّدُها بأَخْفافِها. ثعلب: الـمَخارِفُ الطُّرُقُ ولم يعين أَية الطُّرُق هي.
والخُرافةُ: الحديثُ الـمُسْتَمْلَحُ من الكذِبِ.
وقالوا: حديث خُرافةَ، ذكر ابن الكلبي في قولهم حديثُ خُرافة أَنَّ خُرافةَ من بني عُذْرَةَ أَو من جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مـما رأى يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على أَلْسُنِ الناس.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: وخُرافَةُ حَقٌّ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: قال لها حَدِّثِيني، قالت: ما أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرافةَ، والراء فيه مخففة، ولا تدخله الأَلف واللام لأَنه معرفة إلا أَن يريد به الخُرافاتِ الموضوعةَ من حديث الليل، أَجْرَوْه على كل ما يُكَذِّبُونَه من الأَحاديث، وعلى كل ما يُسْتَمْلَحُ ويُتَعَجَّبُ منه.
والخَرُوفُ: ولد الحَمَلِ، وقيل: هو دونَ الجَذَعِ من الضأْنِ خاصّة، والجمع أَخْرفةٌ وخِرفان، والأَنثى خَرُوفَةٌ، واشْتِقاقُه أَنه يَخْرُفُ من ههنا وههنا أَي يَرْتَعُ.
وفي حديث المسيح: إنما أَبْعَثُكُم كالكِباشِ تَلْتَقِطون خِرْفان بني إسرائيل؛ أَراد بالكِباش الكِبارَ العُلَماء، وبالخِرْفان الصِّغارَ الجُهّالَ.
والخَرُوفُ من الخيل ما نُتِجَ في الخَريفِ.
وقال خالد بن جَبَلَة: ما رَعى الخَريفَ، وقيل: الخَرُوفُ ولَدُ الفرس إذا بلغ ستة أَشْهر أَو سبعة؛ حكاه الأَصمعي في كتاب الفَرس؛ وأَنشد لرجل من بني الحرث: ومُسْتَنّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُو فِ، قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ دَفُوعِ الأَصابعِ، ضَرْحَ الشَّمُو سِ نَجْلاء، مُؤيسة العُوَّدِ أَرادَ مع المِرْودِ.
وقوله ومُسْتَنَّةٍ يعني طَعْنة فار دَمُها باسْتِنانٍ.
والاسْتِنانُ والسَّنُّ: الـمَرُّ على وجهه، يريد أَن دَمَها مرَّ على وجهه كما يمضي الـمُهْرُ الأَرِنُ؛ قال الجوهري: ولم يعرفه أَبو الغوث؛ وقوله دَفُوع الأَصابع أَي إذا وضَعْتَ أَصابعكَ على الدَّم دَفَعها الدم كضَرْحِ الشَّمُوسِ برِجْلِه؛ يقول: يَئِسَ العُوّادُ من صَلاحِ هذه الطَّعْنة، والمِرْوَدُ: حديدة تُوتَدُ في الأَرض يُشَدُّ فيها حبلُ الدابةِ؛ فأَما قول امرئ القيس: جَوادَ الـمَحَثّةِ والمَرْوَدِ (* قوله «جواد إلخ» صدره كما في رود من الصحاح: وأعددت للحرب وثابة) والـمَرْوِد أَيضاً، فإنه يريد جَواداً في حالتَيْها إذا اسْتَحْثَثْتَها وإذا رفَقْتَ بها.
والـمُرْوَدُ: مُفْعَلٌ من الرَّوْدِ وهو الرِّفْقُ، والـمَرْوَدُ مَفْعَلٌ منه، وجمعه خُرُفٌ؛ قال: كأَنـَّها خُرُفٌ وافٍ سَنابِكُها، فَطأْطَأَتْ بُؤَراً في صَهْوَةٍ جَدَدِ ابن السكيت: إذا نُتِجَت الفرَسُ يقال لولدها مُهْر وخَروف، فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول.
والخَرْفى مَقْصُورٌ: الجُلْبانُ والخُلَّرُ؛ قال أَبو حنيفة: هو فارسي.
وبنو خارِفٍ: بَطْنان.
وخارِفٌ ويامٌ: قَبيلَتان من اليمن، واللّه أَعلم.

سعر (لسان العرب) [0]


السِّعْرُ: الذي يَقُومُ عليه الثَّمَنُ، وجمعه أَسْعَارٌ وقد أَسْعَرُوا وسَعَّرُوا بمعنى واحد: اتفقوا على سِعْرٍ.
وفي الحديث: أَنه قيل للنبي، صلى الله عليه وسلم: سَعِّرْ لنا، فقال: إِن الله هو المُسَعِّرُ؛ أَي أَنه هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراض لأَحد عليه، ولذلك لا يجوز التسعير.
والتَّسْعِيرُ: تقدير السِّعْرِ.
وسَعَرَ النار والحرب يَسْعَرُهما سَعْراً وأَسْعَرَهُما وسَعَّرَهُما: أَوقدهما وهَيَّجَهُما.
واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ: استوقدت.
ونار سَعِيرٌ: مَسْعُورَةٌ، بغير هاء؛ عن اللحياني.
وقرئ: وإِذا الجحيم سُعِّرَتْ، وسُعِرَتْ أَيضاً، والتشديد للمبالغة.
وقوله تعالى: وكفى بجهنم سعيراً؛ قال الأَخفش: هو مثل دَهِينٍ وصَريعٍ لأَنك تقول سُعِرَتْ فهي مَسْعُورَةٌ؛ ومنه قوله تعالى: فسُحْقاً لأَصحاب السعير؛ أَي بُعْداً لأَصحاب النار.ويقال للرجل إِذا ضربته . . . أكمل المادة السَّمُوم فاسْتَعَرَ جَوْفُه: به سُعارٌ.
وسُعارُ العَطَشِ: التهابُه.
والسَّعِيرُ والسَّاعُورَةُ: النار، وقيل: لهبها.
والسُّعارُ والسُّعْرُ: حرها.
والمِسْشَرُ والمِسْعارُ: ما سُعِرَتْ به.
ويقال لما تحرك به النار من حديد أَو خشب: مِسْعَرٌ ومِسْعَارٌ، ويجمعان على مَسَاعِيرَ ومساعر.
ومِسْعَرُ الحرب: مُوقِدُها. يقال: رجل مِسْعَرُ حَرْبٍ إِذا كان يُؤَرِّثُها أَي تحمى به الحرب.
وفي حديث أَبي بَصِير: وَيْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ لو كان له أَصحاب؛ يصفه بالمبالغة في الحرب والنَّجْدَةِ.
ومنه حديث خَيْفان: وأَما هذا الحَيُّ مِن هَمْدَانَ فَأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعِيرُ غَيْرُ عُزْلٍ.
والسَّاعُور: كهيئة التَّنُّور يحفر في الأَرض ويختبز فيه.
ورَمْيٌ سَعْرٌ: يُلْهِبُ المَوْتَ، وقيل: يُلْقِي قطعة من اللحم إِذا ضربه.
وسَعَرْناهُمْ بالنَّبْلِ: أَحرقناهم وأَمضضناهم.
ويقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْيٌ سَعْرٌ مأْخوذ من سَعَرْتُ النارَ والحربَ إِذا هَيَّجْتَهُما.
وفي حديث علي، رضي الله عنه، يحث أَصحابه: اضْرِبُوا هَبْراً وارْموا سَعْراً أَي رَمْياً سريعاً، شبهه باستعار النار.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وَحْشٌ فإِذا خرج من البيت أَسْعَرَنا قَفْزاً أَي أَلْهَبَنَا وآذانا.
والسُّعارُ: حر النار.
وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً: قطعه.
وسَعَرْتُ اليومَ في حاجتي سَعْرَةً أَي طُفْتُ. ابن السكيت: وسَعَرَتِ الناقةُ إِذا أَسرعت في سيرها، فهي سَعُورٌ.
وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: فرس مِسْعَرٌ ومُساعِرٌ، وهو الذي يُطيح قوائمه متفرقةً ولا صَبْرَ لَهُ، وقيل: وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم.
والسَّعَرَانُ: شدة العَدْو، والجَمَزَانُ: من الجَمْزِ، والفَلَتانُ: النَّشِيطُ.
وسَعَرَ القوم شَرّاً وأَسْعَرَهم وسَعَّرَهم: عَمَّهُمْ به، على المثل، وقال الجوهري: لا يقال أَسعرهم.
وفي حديث السقيفة: ولا ينام الناسُ من سُعَارِه أَي من شره.
وفي حديث عمر: أَنه أَراد أَن يدخل الشام وهو يَسْتَعِرُ طاعوناً؛ اسْتَعارَ اسْتِعارَ النار لشدة الطاعون يريد كثرته وشدَّة تأْثيره، وكذلك يقال في كل أَمر شديد، وطاعوناً منصوب على التمييز، كقوله تعالى: واشتعل الرأْس شيباً.
واسْتَعَرَ اللصوصُ: اشْتَعَلُوا.
والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ: لون يضرب إِلى السواد فُوَيْقَ الأُدْمَةِ؛ ورجل أَسْعَرُ وامرأَة سَعْرَاءُ؛ قال العجاج: أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعا يقال: سَعِرَ فلانٌ يَسْعَرُ سَعَراً، فهو أَسْعَرُ، وسُعِرَ الرجلُ سُعَاراً، فهو مَسْعُورٌ: ضربته السَّمُوم.
والسُّعَارُ: شدّة الجوع.
وسُعار الجوع: لهيبه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لشاعر يهجو رجلاً: تُسَمِّنُها بِأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها، وَمَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ وصفه بتغزير حلائبه وكَسْعِهِ ضُرُوعَها بالماء البارد ليرتدّ لبنها ليبقى لها طِرْقُها في حال جوع ابن عمه الأَقرب منه؛ والأَحم: الأَدنى الأَقرب، والحميم: القريب القرابة.
ويقال: سُعِرَ الرجلُ، فهو مسعور إِذا اشْتَدَّ جوعه وعطشه.
والسعْرُ: شهوة مع جوع.
والسُّعْرُ والسُّعُرُ: الجنون، وبه فسر الفارسي قوله تعالى: إِن المجرمين في ضلال وسُعُرٍ، قال: لأَنهم إِذا كانوا في النار لم يكونوا في ضلال لأَنه قد كشف لهم، وإِنما وصف حالهم في الدنيا؛ يذهب إِلى أَن السُّعُرَ هنا ليس جمع سعير الذي هو النار.
وناقة مسعورة: كأَن بها جنوناً من سرعتها، كما قيل لها هَوْجَاءُ.
وفي التنزيل حكايةً عن قوم صالح: أَبَشَراً منَّا واحداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لفي ضلال وسُعُرٍ؛ معناه إِنا إِذاً لفي ضلال وجنون، وقال الفراء: هو العَنَاءُ والعذاب، وقال ابن عرفة: أَي في أَمر يُسْعِرُنا أَي يُلْهِبُنَا؛ قال الأَزهري: ويجوز أَن يكون معناه إِنا إِن اتبعناه وأَطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب مما يلزمنا؛ قال: وإِلى هذا مال الفراء؛ وقول الشاعر: وسَامَى بها عُنُقٌ مِسْعَرُ قال الأَصمعي: المِسْعَرُ الشديد. أَبو عمرو: المِسْعَرُ الطويل.
ومَسَاعِرُ البعير: آباطله وأَرفاغه حيث يَسْتَعِرُ فيه الجَرَبُ؛ ومنه قول ذي الرمة: قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ والواحدُ مَسْعَرٌ.
واسْتَعَرَ فيه الجَرَبُ: ظهر منه بمساعره.
ومَسْعَرُ البعير: مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه.
والسِّعْرَارَةُ والسّعْرُورَةُ: شعاع الشمس الداخلُ من كَوَّةِ البيت، وهو أَيضاً الصُّبْحُ، قال الأَزهري: هو ما تردّد في الضوء الساقط في البيت من الشمس، وهو الهباء المنبث. ابن الأَعرابي: السُّعَيْرَةُ تصغير السِّعْرَةِ، وهي السعالُ الحادُّ.
ويقال هذا سَعْرَةُ الأَمر وسَرْحَتُه وفَوْعَتُه: لأَوَّلِهِ وحِدَّتِهِ. أَبو يوسف: اسْتَعَرَ الناسُ في كل وجه واسْتَنْجَوا إِذا أَكلوا الرُّطب وأَصابوه؛ والسَّعِيرُ في قول رُشَيْدِ ابن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ: حلفتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، وأَنصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ قال ابن الكلبي: هو اسم صنم كان لعنزة خاصة، وقيل: عَوض صنم لبكر بن وائل والمائرات: هي دماء الذبائح حول الأَصنام.
وسِعْرٌ وسُعَيْرٌ ومِسْعَرٌ وسَعْرَانُ: أَسماء، ومِسْعَرُ بن كِدَامٍ المحدّث: جعله أَصحاب الحديث مَسعر، بالفتح، للتفاؤل؛ والأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ: سمي بذلك لقوله: فلا تَدْعُني الأَقْوَامُ من آلِ مالِكٍ، إِذا أَنا أَسْعَرْ عليهم وأُثْقِب واليَسْتَعُورُ الذي في شِعْرِ عُرْوَةَ: موضع، ويقال شَجَرٌ.

سلب (لسان العرب) [0]


سَلَبَه الشيءَ يَسْلُبُه سَلْباً وسَلَباً، واسْتَلَبَه إِياه.
وسَلَبُوتٌ، فَعَلوتٌ: مِنه.
وقال اللحياني: رجل سَلَبوتٌ، وامرأَةٌ سَلَبوتٌ كالرجل؛ وكذلك رجلٌ سَـلاَّبةٌ، بالهاءِ، والأُنثى سَـلاَّبة أَيضاً.
والاسْتِلابُ: الاختِلاس.
والسَّلَب: ما يُسْلَبُ؛ وفي التهذيب: ما يُسْلَبُ به، والجمع أَسلابٌ.
وكل شيءٍ على الإِنسانِ من اللباسِ فهو سَلَبٌ، والفعل سَلَبْتُه أَسْلُبُه سَلْباً إِذا أَخَذْتَ سَلَبَه، وسُلِبَ الرجلُ ثيابه؛ قال رؤْبة: يراع سير كاليراع للأَسلاب(1) (1 قوله «يراع سير إلخ» هو هكذا في الأصل.) اليَراعُ: القَصَب.
والأَسْلابُ: التي قد قُشِرَتْ، وواحدُ الأَسْلابِ سَلَبٌ.
وفي الحديث: مَن قَتَل قَتيلاً، فله سَلَبُه.
وقد تكرر ذكر السَّلَب، وهو ما يأْخُذُه أَحدُ القِرْنَيْن في الحربِ من قِرْنِه، مما يكونُ عليه ومعه من ثِـيابٍ وسلاحٍ ودابَّةٍ، . . . أكمل المادة وهو فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ أَي مَسْلُوب.
والسَّلَبُ، بالتحريك: الـمَسْلُوب، وكذلك السَّلِـيبُ.
ورجلٌ سَلِـيبٌ : مُسْتَلَب العقل، والجمع سَلْبـى. وناقة سالِبٌ وسَلُوبٌ: ماتَ وَلَدُها، أَو أَلْقَتْهُ لغير تَمامٍ؛ وكذلك المرأَة، والجمع سُلُبٌ وسَلائبُ، وربما قالوا :امرأَة سُلُب؛ قال الراجز: ما بالُ أَصْحابِكَ يُنْذِرُونَكا؟ أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً، يَرْمُونَكا؟ وهذا كقولهم: ناقةٌ عُلُطٌ بلا خِطامٍ، وفَرس فُرُطٌ متَقَدِّمة.
وقد عَمِلَ أَبو عبيد في هذا باباً، فأَكْثَرَ فيه من فُعُلٍ، بغير هاءٍ للـمُؤَنَّث.
والسَّلُوب، من النُّوق: التي أَلْقَتْ ولدها لغير تَمامٍ.
والسَّلُوب، من النُّوق: التي تَرْمي وَلَدها.
وأَسْلَبت النَّاقَةُ فهي مُسْلِبٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها من غيرِ أَن يَتِـمَّ، والجمع السَّلائِبُ؛ وقيل أَسْلَبَت: سُلِبَتْ وَلَدَها بِمَوتٍ أَو غير ذلك.
وظَبيةٌ سَلُوبٌ وسالِبٌ: سُلِـبَتْ وَلَدَها؛ قال صخر الغيِّ: فَصادَتْ غَزالاً جاثماً، بَصُرَتْ بِهِ * لدى سَلَماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ، سالِبِ وشَجَرةٌ سَلِـيبٌ: سُلِـبَتْ وَرَقَها وأَغصانَها.
وفي حديث صِلَةَ: خَرَجْتُ إِلى جَشَرٍ لَنا، والنخلُ سُلُبٌ أَي لا حَمْلَ عليها، وهو جمعُ سَلِـيبٍ. الأَزهري: شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها؛ وقال ذو الرمة: أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ قال شمر: هَيْشَرٌ سُلُبٌ، لا قِشْرَ عليه.
ويقال: اسْلُبْ هذه القصبة أَي قَشِّرْها.
وسَلَبَ القَصَبَةَ والشَّجَرَة: قشرها.
وفي حديث صفة مكة، شرَّفها اللّه تعالى: وأَسْلَب ثُمامُها أَي أَخْرَجَ خُوصَه.
وسَلَبُ الذَّبيحَةِ: إِهابُها، وأَكراعُها، وبطْنُهَا.
وفَرَسٌ سَلْبُ القَوائم(1) (1 قوله «سلب القوائم» هو بسكون اللام في القاموس، وفي المحكم بفتحها.): خَفيفُها في النَّقل؛ وقيل: فَرَسٌ سَلِب القَوائم أَي طَويلُها؛ قال الأَزهري: وهذا صحيحٌ.
والسَّلْبُ: السيرُ الخفيفُ السريعُ؛ قال رؤْبة: قَدْ قَدَحَتْ، مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا، * قارُورَةُ العينِ، فصارت وَقْبَا وانْسَلَبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت في سيرها حتى كأَنها تَخْرُج من جِلْدِها.
وثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بِالقَرْنِ، ورجُلٌ سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطَّعْنِ: خَفيفُهما.
ورُمْحٌ سَلِبٌ: طَويلٌ؛ وكذلك الرجلُ، والجمعُ سُلُب؛ قال: ومَنْ رَبَطَ الجِحاشَ، فإِنَّ فِـينا * قَـناً سُلُباً، وأَفْراساً حِسانا وقال ابن الأَعرابي: السُّلْبَةُ الجُرْدَةُ، يقال: ما أَحْسَنَ سُلْبَتَها وجُرْدَتَها.
والسَّلِبُ، بكسر اللام: الطويل؛ قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة: كأَنَّ أَعناقَها كُرّاتُ سائِفَةٍ، * طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ ويروى سُلُب، بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُب: لا حَمْلَ عليه.
وشَجَرٌ سُلُبٌ: لا وَرَق عليه، وهو جمع سَلِـيبٍ، فعيلٌ بمعنى مفعول.
والسِّلابُ والسُّلُب: ثِـيابٌ سودٌ تَلْبَسُها النساءُ في المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَبة.
وسَلَّبَتِ المرأَةُ، وهي مُسَلِّبٌ إِذا كانت مُحِدًّا، تَلْبَس الثِّيابَ السُّودَ للـحِدادِ.
وتَسَلَّبت: لَبِسَتِ السِّلابَ، وهي ثِـيابُ الـمأْتَمِ السُّودُ؛ قال لبيد: يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ، * في السُّلُبِ السودِ، وفي الأَمساحِ وفي الحديث عن أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس: أَنها قالت لـمَّا أُصيبَ جعفرٌ: أَمَرَني رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: تَسَلَّبـي ثلاثاً، ثم اصْنَعِـي بعدُ ما شِئْتِ؛ تَسَلَّبـي أَي الْبَسِـي ثِـيابَ الـحِدادِ السُّودَ، وهي السِّلاب.
وتَسَلَّبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْهُ، وهو ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّي به الـمُحِدُّ رَأْسَها.
وفي حديث أُمِّ سلمة: أَنها بَكَتْ على حَمْزَةَ ثلاثة أَيامٍ، وتَسَلَّبَتْ.
وقال اللحياني: الـمُسَلِّب، والسَّلِـيبُ، والسَّلُوبُ: التي يموتُ زَوجُها أَو حَمِـيمُها، فتَسَلَّبُ عليه.
وتَسَلَّبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ.
وقيل: الإِحدادُ على الزَّوْجِ، والتَّسَلُّبُ قد يكون على غيرِ زَوجٍ. أَبو زيدٍ: يقال للرجل ما لي أَراكَ مُسْلَباً؟ وذلك إِذا لم يَـأْلَفْ أَحداً، ولا يَسْكُن إِليه أَحد، وإِنما شبِّه بالوَحْش؛ ويقال: إِنه لوَحْشِـيٌّ مُسْلَبٌ أَي لا يأْلفُ، ولا تَسْكُنُ نفسُه.
والسلبة: خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْمِ البعيرِ دونَ الخِطامِ.
والسلبة: عَقَبَةٌ تُشَدُّ على السهم.
والسِّلْبُ: خَشَبَةٌ تُجْمَع إِلى أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها في ثَقْبِ اللُّؤَمةِ. قال أَبو حنيفة: السِّلْبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفَدَّانِ؛ وأَنشد: يا لَيْتَ شعْري، هلْ أَتى الحسانا، أَنـَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانـــــــــــــا؟ السِّلْبَ، واللُّؤْمةَ، والعيانـــــــــــــــا ويقال للسَّطْر من النخيل: أُسْلوبٌ.
وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ، فهو أُسلوبٌ. قال: والأُسْلوبُ الطريق، والوجهُ، والـمَذْهَبُ؛ يقال: أَنتم في أُسْلُوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِـيبَ.
والأُسْلُوبُ: الطريقُ تأْخذ فيه.
والأُسْلوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِـيبَ من القول أَي أَفانِـينَ منه؛ وإِنَّ أَنْفَه لفي أُسْلُوبٍ إِذا كان مُتكبِّراً؛ قال: أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، في أُسْلُوبِ، * وشَعَرُ الأَسْتاهِ بالجَبوبِ يقول: يتكبَّرون وهم أَخِسَّاء، كما يقال: أَنْفٌ في السماءِ واسْتٌ في الماءِ.
والجَبوبُ: وجهُ الأَرضِ، ويروى: أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، في أُسْلُوبِ أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ. والسَّلَبُ: ضَرْبٌ من الشجر ينبُتُ مُتَناسقاً، ويَطولُ فيُؤخَذُ ويُمَلُّ، ثم يُشَقَّقُ، فتخرجُ منه مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ، واحدتُه سَلَبةٌ، وهو منْ أَجودِ ما يُتخذ منه الحبال.
وقيل: السَّلَبُ لِـيفُ الـمُقْلِ، وهو يُؤْتى به من مكة. الليث: السَّلَبُ ليفُ الـمُقْل، وهو أَبيض؛ قال الأَزهري: غَلِطَ الليث فيه؛ وقال أَبو حنيفة: السَّلَبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذي يُسْتَصْبَحُ به في خِلْقَتِه، إِلاَّ أَنه أَعظمُ وأَطولُ، يُتَّخَذ منه الحبالُ على كلّ ضَرب.
والسَّلَبُ: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن، تعمل منه الحبالُ، وهو أَجفَى من ليفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ.
وفي حديث ابن عمر: أن سعيد بن جبير دخل عليه، وهو مُتوسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَم، حَشْوُها لِـيفٌ أَو سَلَبٌ، بالتحريك. قال أَبو عبيد: سأَلتُ عن السَّلَبِ، فقيل: ليس بلِـيفِ الـمُقْلِ، ولكنه شجر معروفٌ باليمن، تُعْمَلُ منه الحبالُ، وهو أَجفى من لِـيفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ؛ وقيل هو ليفُ الـمُقْل؛ وقيل: هو خُوصُ الثُّمام.
وبالـمَدينة سُوقٌ يقال له: سوقُ السَّلاَّبِـين؛ قال مُرَّة بن مَحْكان التَّميمي: فنَشْنَشَ الجِلدَ عَنْها، وهْيَ بارِكةٌ، * كما تُنَشْنِشُ كفَّا فاتِلٍ سَلَبا تُنَشْنِشُ: تحرِّكُ. قال شمر: والسَّلَب قِشْرٌ من قُشورِ الشَّجَر، تُعْمَلُ منهُ السِّلالُ، يقال لسُوقِهِ سُوقُ السَّلاَّبِـينَ، وهي بمكَّة معروفَةٌ.
ورواه الأَصْمعي: فَاتِل، بالفاءِ؛ وابن الأَعرابي: قَاتِل، بالقافِ. قال ثعلب: والصحيح ما رواه الأَصمعي، ومنه قَولُهم أَسْلَبَ الثُّمامُ. قال: ومن رواه بالفاءِ، فإِنه يريدُ السَّلَب الذي تُعْمَلُ منه الـحِبال لا غير؛ ومن رواه بالقاف، فإِنه يريد سَلَبَ القَتِـيل؛ شَبَّه نَزْع الجازِرِ جِلْدَها عنها بأَخْذِ القاتِل سَلَبَ الـمَقْتُول، وإِنما قال: بارِكَة، ولم يَقُلْ: مُضْطَجِعَة، كما يُسْلَخُ الـحَيوانُ مُضْطَجِعاً، لأَن العرب إِذا نَحَرَتْ جَزُوراً، تركُوها باركة على حالها، ويُرْدِفُها الرجالُ من جانِـبَيْها، خوفاً أَن تَضْطَجِعَ حين تموت؛ كلُّ ذلك حرصاً على أَن يَسْلُخوا سَنامَها وهي باركة، فيأْتي رجلٌ من جانِبٍ، وآخَرُ من الجانب الآخر؛ وكذلك يفعلون في الكَتِفَين والفَخِذَين، ولهذا كان سَلْخُها باركةً خيراً عندهم من سَلْخِها مضطجعةً.
والأُسْلُوبةُ: لُعْبَةٌ للأَعراب، أَو فَعْلَةٌ يفعلونها بينهم، حكاها اللحياني، وقال: بينهم أُسْلُوبة.

صدد (لسان العرب) [0]


الصَّدّ: الإِعْراضُ والصُّدُوف. صَدِّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدّاً وصُدُوداً: أَعرض.
ورجل صادٌّ من قوم صُدَّا،، وامرأَة صادَّةٌ من نِسوة صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً؛ قال القطامي: أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلَةٌ، وقد أَراهُنَّ عنهم غَيحرَ صُدَّادَ (*قوله «وقد أراهن عنهم» المشهور: عنى).
ويقال: صدّه عن الأَمر يَصُدُّه صَدّاً منعه وصرفه عنه. قال الله عز وجل: وصذَّها ما كانت تعبد من دون الله؛ يقال عن الايمان، العادةُ التي كانت عليها لأَنها نشأَت ولم تعرف إِلا قوماً يعبدون الشمس، فصَدَّتها العادةُ، وهي عادتها، بقوله: إِنها كانت من قوم كافرين؛ المعنى صَدَّها كونُها من قوم كافرين عن الإِيمان.
وفي الحديث: فلا يَصُدَّنَّكم ذلك.
وصعدَّه عنه وأَصَدَّه: صرفه.
وفي التنزيل: . . . أكمل المادة فصدَّهم عن السبيل؛ وقال امرؤ القيس: أَصَدَّ نِشاصَ ذي القَرْنعيْنِ، حتى تَوَلَّى عارِضُ المَلكِ الهُمام وصَدَّدَه: كأَصَدَّه؛ وأَنشد الفراء لذي الرمة: أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّيْفِ عنهمُ، صُدُود السَّواقي عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ وهذا البيت أَنشده الجوهري وغيره على هذا النص؛ قال ابن بري: وصاب إِنشاده: صُدُودَ السَّواقي عن رو وسِ المخارِم والسَّواقي: مَجاري الماء.
والمَخْرِم: مُنْقَطَعُ أَنِف الجبل. يقول: صَدُّوت الناسَ عنهم بالسيفِ كما صُدَّتْ هذه الأَنهارُ عن المَخارِم فلم تستطع أَن ترتفع إِليها.
وحكى اللحياني: لا صَدَّ عن ذلك؛ قال: والتأْويل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذاك.
وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً: اسْتَغْرَب ضَحِكاً.
ولما ضخربَ ابنُ مريم مثلاً إِذا قومكَ منه يَصِدُّون؛ وقرئ: ويَصُدُّون، فَيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّون كما قدَّمنا، ويَصُدُّون يُعْرِضون، والله أَعلم. الأَزهري: تقول صَدَّ يَصِدُّ ويَصُدُّ مثل شدَّ يَشِدُّ ويَشُدُّ، والاختيار يصهدون، بالكسر، وهي قراءة ابن عباس،.
وفسره يَضِجُّون ويَعِجُّون.
وقال الليث: إِذا قومك منه يَصِدُّون، أَي يضحكون؛ قال الأَزهري: وعلى قول ابن عباس في تفسيره العمل. قال أَبو منصور: يقال ثَدَدْتُ فلاناً عن أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ يَصخدُّ، يستوي فيه لفظ الواقع واللازم، فإِذا كان المعنى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوجه الجيد صَدَّ يَصِدَّ مثل ضَجَّ يَضِجُّ، ومنه قوله عز وجل: وما كان صلاتُهم عند البيت إِلا مُكاءً وتَصْدِيةً، فالمُكاءُ الصَّفِير والتَّصْدية التصفيق، وقيل للتَّصّفِيق تَصْديَةٌ لأَن اليدين تتصافقان فيقابل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخرى، وصدُّ هذه صَدَّ الأُخرى وهما وَجْهاها.
والصَّدُّ: الهِجْرانُ؛ ومنه فَيَصدُّ هذا ويَصُدُّ هذا أَي يُعرِض بوجهه عنه. ابن سيده: التصدية التَّصفيقُ والصَّوتُ على تحويل التضعيف. قال: ونظيره قَصَّيْتُ أَظفاري في حروف كثيرة. قال: وقد عمل فيه سيبويه باباً، وقد ذكر منه يعقوبُ وأَبو عبيد أَحرفاً. الأَزهري: يقال صَدَّى يُصَدِّي تَصْدُيَةً إِذا صَفَّق، وأَصله صَدَّدِ يُصَدِّد فكثرت الدالات فقلبت إِحداهن ياء، كما قالوا قصيت أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري. قال: قال ذلك أَبو عبيد وابن السكيت وغيرهما.
وصَدِيدُ الجُرْحِ: ماؤُه الرقيقُ المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة.
وفي الحديث: يُسْقَى من صَدِيدِ أَهلِ النارِ؛ وهو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد؛ ومنه حديث الصدِّيق في الكفن: إِنما هو للمُهْلِ والصَّدِيدِ؛ ابن سيده: الصديد القَيْح الذي كأَنه ماء وفيه شُكْلةٌ.
وقد أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صار فيه المِدَّة.
والصَّدِيدُ في القرآن: ما يَسِيلُ من جلود أَهل النار، وقيل: هو الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حتى خَثُرَ.
وصديد الفِضَّةِ: ذؤابَتُها، على التشبيه، وبذلك سُمِّي المُهْلَةُ.
وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: ويُسْقَى من ماءٍ صَدِيدٍ: يَتَجَرَّعُه؛ قال: الصديد ما يسيل الدمُ المختلط بالقيح في الجُرْح.
وفي نوادر الأَعراب: الصِّدادُ ما اضْطَرَبَ (* قوله «ما اضطرب إلخ» صوابه ما اصطدمت به المرأة وهو إلخ كتبه السيد مرتضى بهامش الأصل المعول عليه وهو نص القاموس).
وهو السِّتْرُ. ابنُ بُزُرخ: الصَّدُودُ ما دَلَكْتَه على مِرْآةٍ ثم كَحَلْتَ به عيناً.والصَّدُّ والصُّدُّ: الجبل؛ قالت ليلى الأَخيلية: أَنابِغَ، لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوّلا، وكنتَ صُنَيّاً بين صَدَّين، مَجْهَلا والجمع أَصْداد وصُدُود، والسين فيه لغة.
والصَّدُّ: المرتفع من السحاب تراه كالجبل، والسين فيه أَعلى.
وصُدَّا الجبل: ناحيتاه في مَشْعَبِه.
والصَّدَّان: ناحيتا الشِّعْب أَو الجبل أَو الوادي، الواحد صَدٌّ، وهما الصَّدَفان أَيضاً؛ وقال حميد: تَقَلْقَلَ قِدْحٌ، بين صَدَّين، أَشْخَصَتْ له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا يُريدُها قال: ويقال للجبل صَّدُّ وسَدٌّ. قال أَبو عمرو: يقال لكل جبل صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ. قال أَبو عمرو: الصُّدَّان الجبلان، وأَنشد بيت ليلى الأَخيلية.
وقال: الصُّنَيُّ شِعْبٌ صغير يَسِيل فيه الماء، والصَّدُّ الجانب.
والصَّدَدُ: الناحية.
والصَّدَدُ: ما اسْتَقْبَلك.
وهذا صَدَدَ هذا وبصَدَدِه وعلى صَدَده أَي قُبَالَتَه.
والصَّدَدُ: القُرْب.
والصَّدَدُ: القَصْد. قال ابن سيده: قال سيبويه هو صَدَدُك ومعناه القصْدُ. قال: وهي من الحروف التي عَزَلَها ليفسر معانيها لأَنها غرائب.
ويقال: صَدَّ السبيلُ (* قوله «صد السبيل إلخ» عبارة الأساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره) إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غيرها؛ قال الشاعر:إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا، صَدَدْنَ عن خَيْشُومِها وصَدَّا وقول أَبي الهَيْثم: فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بنا، إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ قال: صَدَدٌ قَصْدٌ.
وصَدَدُ الطريق: ما استقبلك منه.
وأَما قول الله عز وجل: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنت له تَصَدّى؛ فمعناه تتعرّض له وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه. يقال: تَصَدّى فلان لفلان يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض له، والأَصل فيه أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد. يقال: تَصَدَّيت له أَي أَقْبَلْتُ عليه؛ وقال الشاعر: لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فيهم مَيَلْ إِلى البُيوتِ، وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ قال الأَزهري: وأَصله من الصَّدَد وهو ما اسْتَقبلكَ وصار قُبالَتَكَ.
وقال الزجاج: معنى قوله عز وجل: فأَنتَ له تَصَدّى؛ أَي أَنت تُقْبِلُ عليه، جعله من الصَّدَدِ وهو القُبالَةُ.
وقال الليث: يقال هذه الدارُ على صَدَدِ هذه أَي قُبالَتَها.
وداري صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها، نَصْب على الظرف. قال أَبو عبيد: قال ابن السكيت: الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ. قال الأَزهري: فجائز أَن يكون معنى قوله تعالى: فأَنت له تصدّى؛ أَي تَتَقَرَّب إِليه على هذا التأْويل.
والصُّدّاد، بالضم والتشديد: دُوَيْبَّةٌ وهي من جنس الجُرْذانِ؛ قال أَبو زيد: هو في كلام قيس سامُّ أَبْرَصَ. ابن سيده: الصُّدَّادُ سامُّ أَبْرَصَ، وقيل: الوَزَغ؛ أَنشد يعقوب: مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ ثم فسره بالوزغ، والجمع منهما الصَّدائدُ، على غير قياس؛ وأَنشد الأَزهري: إِذا ما رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها خَفِيٌّ، كَصُدَّادِ الجَديرَةِ، أَطْلَسُ والصَّدّى، مقصورٌ: تِينٌ أَبيضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أَريدَ تزبيبهُ فُلْطِح، فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ، وهو صادق الحلاوة؛ هذا قول أَبي حنيفة.
وصَدّاءُ: اسم بئر، وقيل: اسم رَكِيَّة عذبة الماء، وروى بعضهم هذا المَثَل: ماءٌ ولا كَصَدَّاء؛ أَنشد أَبو عبيد: وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالذي يُحاوِلُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا وقيل لأَبي عليّ النحوي: هو فَعْلاءُ من المضاعف، فقال: نعم؛ وأَنشد لضرار بن عُتْبَةَ العبشمي: كأَنِّيَ، مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ، هائمٌ، يُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلاً وذادَةً، إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا وبعضهم يقول: صَدْآءُ، بالهمز، مثل صَدْعاءَ؛ قال الجوهري: سأَلت عنه رجلاً في البادية فلم يهمزه.
والصُّدَّادُ: (* هو كرمان وكتاب كما في القاموس.): الطريق إِلى الماء.

وسم (لسان العرب) [0]


الوَسْمُ: أَثرُ الكَيّ، والجمع وُسومٌ؛ أَنشد ثعلب: ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّريمُ وصِلِّيانٍ كِبالِ الرُّومِ، تَرْشَحُ إِلاَّ موضِعَ الوُسومِ يقول: تشرح أَبدانُها كلها إِلا (* كذا بياض بالأصل).
وقد وسَمَه وَسْماً وسِمةً إِذا أَثَّر فيه بسِمةٍ وكيٍّ، والهاء عوض عن الواو.
وفي الحديث: أَنه كان يَسِمُ إِبلَ الصدقةِ أَي يُعلِّم عليها بالكيّ.
واتَّسَمَ الرجلُ إِذا جعل لنفسه سِمةً يُعْرَف بها، وأَصلُ الياء واوٌ.
والسِّمةُ والوِسامُ: ما وُسِم به البعيرُ من ضُروبِ الصُّوَر.
والمِيسَمُ: المِكْواة أَو الشيءُ الذي يُوسَم به الدوابّ، والجمع مَواسِمُ ومَياسِمُ، الأَخيرة مُعاقبة؛ قال الجوهري: أَصل الياء واو، فإِن شئت قلت في جمعه مَياسِمُ على اللفظ، وإِن شئت مَواسِم على الأَصل. قال . . . أكمل المادة ابن بري: المِيسَمُ اسم للآلة التي يُوسَم بها، واسْمٌ لأَثَرِ الوَسْمِ أَيضاً كقول الشاعر: ولو غيرُ أَخْوالي أرادُوا نَقِيصَتي، جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِين مِيسَما فليس يريد جعلت لهم حَديدةً وإِنما يريد جعلت أَثَر وَسْمٍ.
وفي الحديث: وفي يده المِيسمُ؛ هي الحديدة التي يُكْوَى بها، وأَصلُه مِوْسَمٌ، فقُلبت الواوُ ياءً لكسرة الميم. الليث: الوَسْمُ أَثرُ كيّةٍ، تقول مَوْسومٌ أَي قد وُسِم بِسِمةٍ يُعرفُ بها، إِمّا كيّةٌ، وإِمّا قطعٌ في أُذنٍ قَرْمةٌ تكون علامةً له.
وفي التنزيل العزيز: سَنَسِمُه على الخُرْطومِ.
وإِن فلاناً لدوابِّه مِيسمٌ، ومِيسَمُها أَثرُ الجَمالِ والعِتْقِ، وإِنها كَوَسِيمةُ قَسيمةٌ. شمر: دِرْعٌ مَوْسومةٌ وهي المُزَيَّنة بالشِّبَةِ في أَسفلِها.
وقوله في الحديث: على كلِّ مِيسمٍ من الإِنسان صَدقةٌ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية فإِن كان محفوظاً فالمرادُ به أَن على كلّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع الله صدقةً، قال: هكذا فُسِّرَ.
وفي الحديث: بئْسَ، لَعَمْرُ الله، عَمَلُ الشيخ المُتَوَسِّم والشابِّ المُتَلَوِّمِ؛ المُتَوَسِّم: المُتَحَلِّي بِسمَةِ الشيوخ، وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير.
وقد تَوَسَّمْت فيه الخير أَي تفرَّسْت.
والوَسْمِيُّ: مطرُ أَوَّلِ الربيع، وهو بعدَ الخريف لأَنه يَسِمُ الأَرض بالنبات فيُصَيِّر فيها أَثراً في أَوَّل السنة.
وأَرضٌ مَوْسومةٌ: أَصابها الوَسْمِيُّ، وهو مطرٌ يكون بعد الخَرَفيّ في البَرْدِ، ثم يَتْبَعه الوَلْيُ في صَميم الشّتاء، ثم يَتْبَعه الرِّبْعيّ. الأَصمعي: أَوَّلُ ما يَبْدُو المطرُ في إِقْبالِ الربيع ثم الصَّيْفِ ثم الحميمِ. ابن الأَعرابي: نُجومُ الوسميّ أَوَّلُها فروعُ الدَّلْو المؤخَّر، ثم الحوتُ ثم الشَّرَطانِ ثم البُطَيْن ثم النَّجْم، وهو آخِرُ الصَّرْفة يَسْقُط في آخر الشتاء. الجوهري: الوَسْمِيُّ مطرُ الربيع الأَوَّلُ لأَنه يَسِمُ الأَرض بالنبات، نُسب إِلى الوسْم.
وتوَسَّمَ الرجلُ: طلبَ كلأ الوَسْمِيّ؛ وأَنشد: وأَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم، غُدْوةً، على وِجْهَةٍ من ظاعِنٍ مُتَوسِّم ابن سيده: وقد وُسِمَت الأَرض؛ وقول أَبي صخر الهُذَليّ: يَتْلُونَ مُرْتَجِزاً له نَجْمٌ جَوْنٌ تحيَّر بَرْقُه، يَسْمِي أَراد يَسِمُ الأَرضَ بالنبات فقَلَب.
وحكى ثعلب: أَسَمْتُه بمعنى وَسَمْتُه، فهمزتُه على هذا بدلٌ من واوٍ.
وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي لا تُجاوِزَنَّ قَدْرَك.
وصدَقَني وَسْمَ قِدْحِه: كصَدَقَني سِنَّ بَكْرِه.ومَوْسِمُ الحجّ والسُّوقِ: مُجْتَمعُهما؛ قال اللحياني: ذُو مَجاز مَوْسِمٌ، وإِنما سُمّيت هذه كلُّها مَواسِمَ لاجتماع الناس والأَسْواق فيها (* قوله «والأسواق فيها» كذا بالأصل).
ووَسَّموا: شَهِدوا المَوْسِمَ. الليث: مَوْسِمُ الحجّ سُمِّيَ مَوْسِماً لأَنه مَعْلَم يُجْتَمع إِلليه، وكذلك كانت مَواسِمُ أَسْواقِ العرب في الجاهلية. قال ابن السكيت: كل مَجْمَع من الناس كثير هو موْسِمٌ.
ومنه مَوْسِمُ مِنىً.
ويقال: وسَّمْنا مَوْسمَنا أَي شَهِدْناه، وكذلك عرَّفْنا أي شهدنا عَرَفَة.
وعَيَّدَ القومُ إذا شَهِدُوا عِيدَهم؛ وقول الشاعر: حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَواسِمُ يريد أَهل المَواسِم، ويقال أَراد الإبلَ المَوْسومة.
ووسَّمَ الناسُ تَوْسِيماً: شَهِدُوا المَوْسِمَ كما يقال في العيدِ عَيَّدوا.
وفي الحديث: أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنينَ يَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَواسِم؛ هي جمع مَوْسِم وهو الوقتُ الذي يجتمع فيه الحاجُّ كلَّ سَنةٍ، كأَنَّه وُسِمَ بذلك الوَسْم، وهو مَفْعِلٌ منه اسمٌ للزمان لأَنه مَعْلَمٌ لهم.
وتوَسَّم فيه الشيءَ: تَخَيَّلَه. يقال: توَسَّمْتُ في فلان خيراً أي رأَيت فيه أَثراً منه.
وتوَسَّمْتُ فيه الخير أي تَفَرَّسْتُ، مأْخذه من الوَسْمِ أي عرَفْت فيه سِمَتَه وعلامتَه.
والوَسْمةُ، أهل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفُها، كلاهم شجرٌ له ورقٌ يُخْتَضَبُ به، وقيل: هو العِظْلِمُ. الليث: الوَسْمُ والوَسْمةُ شجرةٌ ورقها خِضابٌ؛ قال أَبو منصور: كلام العرب الوَسِمةُ، بكسر السين، قاله الفراء وغيره من النحويين. الجوهري: الوَسِمةُ، بكسر السين، العِظْلِمُ يُخْتَضَب به، وتسكينها لغة، قال: ولا تقل وُسْمةٌ، بضم الواو، وإذا أَمرْت منه قلت: توَسَّم.
وفي حديث الحسن والحسين، عليهما السلام: أَنهما كنا يَخْضِبان بالوَسْمة؛ قيل: هي نبتٌ، وقيل: شجرٌ باليمن يُخْتَضَبُ بوَرقه الشعرُ أَسودُ.
والمِيسَمُ والوَسامةُ: أَثر الحُسْنِ؛ وقال ابن كُلْثوم: خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا ابن الأَعرابي: الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ.
وفي الحديث: تُنْكَح المرأَة لمِيسَمها أَي لحُسْنها من الوَسامةِ، وقد وَسُم فهو وَسِيم، والمرأَةُ وَسِيمةٌ؛ قال: وحكمها في البناء حكم مِيساعٍ، فهي مِفْعَلٌ من الوَسامةِ.
والمِيسمُ: الجمالُ. يقال: امرأَة ذات مِيسَمٍ إذا كان عليها أثرُ الجمال.
وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الوجه والسِّيما.
وقومٌ وِسامٌ ونسوةٌ وِسامٌ أَيضاً: مثل ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ.
ووَسُمَ الرجلُ، بالضم، وَسامةً ووَساماً، بحذف الهاء، مثل جمُل جَمالاً، فهو وَسِيمٌ؛ قال الكميت يمدح الحُسين بن علي، عليهما السلام: وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِيـ ـتُ إليه القُعودَ بعد القيام يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ، عليه عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسام والوِسامُ معطوفٌ على السَّرْوِ.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: وَسيمٌ قَسِيمٌ؛ الوَسامةُ: الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ، والأُنثئ وَسيمةٌ؛ قال:لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ على هَنواتٍ كاذبٍ مَن يقولها أراد (* بياض بالأصل بقد خمس كلمات) . . . . .
وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه بالحُسن.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لِحَفْصة لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك أوْسَمَ مِنْكِ أي أَحْسَنَ، يَعني عائشة، والضَّرَّةُ تسمى جارة.
وأَسماءُ: اسمُ امرأَةٍ مستقٌّ من الوَسامةِ، وهمزته مبدلة من واوٍ؛ قال ابن سيده: وإنما قالوا ذلك أَن سيبويه ذكر أَسماء في الترخيم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء، فقال أَبو العباس: لم يكن يجب أَن يذكر هذا الاسم مع سكْران من حيثُ كان وزْنه أَفْعالاً لأَنه جمعُ اسمٍ، قال: وإنما مُنِع الصَّرْف في العلم المذكر من حيثُ غلَبت عليه تسمية المؤنث له فلحِق عنهد بباب سُعادَ وزَيْنَب، فقوَّى أَبو بكر قول سيبويه إنه في الأصل وَسْماء، ثم قلبت واوه همزة، وإن كانت مفتوحة، حَمْلاً على باب أحدٍ وأَناةٍ، وإنما شَجُع أبو بكر على ارتكاب هذا القول لأَن سيبويه شرع له ذلك، وذلك أَنه لما رآه قد جعله فَعْلاء وعدم تركيب «ي س م» تَطَلَّب لذلك وَجْهاً، فذهب إلى البلد، وقياسُ قولِ سيبويه أن لا ينصرفَ، وأَسماءُ نكرةٌ لا معرفة لأنه عنده فَعْلاء، وأما على غير مذهب سيبويه فإنها تَنصرفُ نكرةً ومعرفةً لأنها أَفعال كأَثمار، ومذهبُ سيبويه وأَبي بكر فيها أَشبَهُ بمعنى أَسماء النساء، وذلك لأَنها عندهما من الوَسامةِ، وهي الحُسْنُ، فهذا أَشبَهُ في تسميةِ النساء من معنى كونها جمعَ اسمٍ، قال: وينبغي لسيبويه أن يعتقِدَ مَذهبَ أبي بكر، إذا ليس معنى هذا التركيب على ظاهره، وإن كان سيبويه يتأَوّل عَيْنَ سيّد على أَنها ياء، وإن عُدم هذا التركيب لأَنه «س ي د» فكذلك يتوهم أسماء من «أ س م» وإن عدم هذا التركيب إلا ههنا.
والوسْمُ: الورَعُ، والشين لغة؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثقة.

غسل (لسان العرب) [0]


غَسَلَ الشيء يَغْسِلُه غَسْلاً وغُسْلاً، وقيل: الغَسْلُ المصدر من غَسَلْت، والغُسْل، بالضم، الاسم من الاغتسال، يقال: غُسْل وغُسُل؛ قال الكميت يصف حمار وحش: تحت الأَلاءة في نوعين من غُسُلٍ، باتا عليه بِتَسْحالٍ وتَقْطارِ يقول: يسيل عليه ما على الشجرة من الماء ومرة من المطر.
والغُسْل: تمام غَسل الجسد كله، وشيء مَغْسول وغَسِيل، والجمع غَسْلى وغُسَلاء، كما قالوا قَتْلى وقُتَلاء، والأُنثى بغير هاء، والجمع غَسالى. الجوهري: مِلْحَفة غَسِيل، وربما قالوا غَسِيلة، يذهب بها إِلى مذهب النعوت نحو النَّطِيحة؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول يذهب بها مذهب الأَسماء مثل النَّطِيحة والذَّبِيحة والعَصِيدة.
وقال اللحياني: ميت غَسِيل في أَموات غَسْلى وغُسَلاء وميتة . . . أكمل المادة غَسيل وغَسِيلة. الجوهري: والمَغْسِل والمَغْسَل، بكسر السين وفتحها، مغسِل الموتى. المحكم: مَغْسِلُ الموتى ومَغْسَلُهم موضع غَسْلهم، والجمع المَغاسل، وقد اغْتَسَلَ بالماء.
والغَسُول: الماء الذي يُغْتَسل به، وكذلك المُغتَسَل.
وفي التنزيل العزيز: هذا مُغْتَسَل باردٌ وشراب؛ والمُغْتَسل: الموضع الذي يُغْتَسل فيه، وتصغيره مُغَيْسِل، والجمع المَغاسِلُ والمَغاسيل.
وفي الحديث: وضعت له غُسْلَه من الجنابة. قال ابن الأَثير: الغُسْلُ، بالضم، الماء القليل الذي يُغْتَسل به كالأُكْل لما يؤكل، وهو الاسم أَيضاً من غَسَلْته.
والغَسْل، بالفتح: المصدر، وبالكسر: ما يُغْسل به من خِطْميّ وغيره.
والغِسل والغِسْلة: ما يُغْسَل به الرأْس من خطميّ وطين وأُشْنان ونحوه، ويقال غَسُّول؛ وأَنشد شمر: فالرَّحْبَتانِ، فأَكنافُ الجَنابِ إِلى أَرضٍ يكون بها الغَسُّول والرَّتَمُ وقال: تَرْعى الرَّوائِمُ أَحْرارَ البقول، ولا تَرْعى، كَرَعْيكمُ، طَلْحاً وغَسُّولا أَراد بالغَسُّول الأُشنان وما أَشبهه من الحمض، ورواه غيره: لا مثل رعيكمُ مِلْحاً وغَسُّولا وأَنشد ابن الأَعرابي لعبد الرحمن بن دارة في الغِسْل: فيا لَيْلَ، إِن الغِسْلَ ما دُمْتِ أَيِّماً عليّ حَرامٌ، لا يَمَسُّنيَ الغِسْلُ أَي لا أُجامع غيرها فأَحتاج إِلى الغِسل طمعاً في تزوّجها.
والغِسْلة أَيضاً: ما تجعله المرأَة في شعرها عند الامتشاط.
والغِسْلة: الطيب؛ يقال: غِسْلةٌ مُطَرّاة، ولا تقل غَسْلة، وقيل: هو آسٌ يُطَرَّى بأَفاوِيهَ من الطيب يُمْتَشط به.
واغْتَسَل بالطِّيب: كقولك تضَمَّخ؛ عن اللحياني.
والغَسُول: كل شيء غَسَلْت به رأْساً أَو ثوباً أَو نحوه.
والمَغْسِل: ما غُسِل فيه الشيء.
وغُسالة الثوب: ما خرج منه بالغَسْل.
وغُسالةُ كل شيء: ماؤُه الذي يُغْسَل به.
والغُسالة: ما غَسَلْت به الشيء.
والغِسْلِينُ: ما يُغْسَلُ من الثوب ونحوه كالغُسالة.
والغِسْلِينُ في القرآن العزيز: ما يَسِيل من جلود أَهل النار كالقيح وغيره كأَنه يُغْسل عنهم؛ التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي، وقيل: الغِسْلِينُ ما انْغَسل من لحوم أَهل النار ودمائهم، زيد فيه الياء والنون كما زيد في عِفِرِّين؛ قال ابن بري: عند ابن قتيبة أَن عِفِرِّين مثل قِنَّسْرِين، والأَصمعي يرى أَن عِفِرِّين معرب بالحركات فيقول عفرينٌ بمنزلة سِنينٍ.
وفي التنزيل العزيز: إِلاَّ مِنْ غِسْلينٍ لا يأْكله إِلاَّ الخاطئون؛ قال الليث: غِسْلِينٌ شديد الحر، قال مجاهد: طعام من طعام أَهل النار، وقال الكلبي: هو ما أَنْضَجَت النار من لحومهم وسَقَط أَكَلوه، وقال الضحاك: الغِسْلِينُ والضَّرِيعُ شجر في النار، وكل جُرْح غَسَلْتَه فخرج منه شيء فهو غِسْلِينٌ، فِعْلِينٌ من الغَسْل من الجرح والدبَر؛ وقال الفراء: إِنه ما يَسِيل من صديد أَهل النار؛ وقال الزجاج: اشتقاقه مما يَنْغَسِل من أَبدانهم.
وفي حديث علي وفاطمة، عليهما السلام: شَرابُه الحميمُ والغِسْلِينُ، قال: هو ما يُغْسَل من لحوم أَهل النار وصَدِيدهم.
وغَسِيلُ الملائكة: حنظلة بن أَبي عامر الأَنصاري، ويقال له: حنظلة بن الراهب، استشهد يوم أُحُد وغسَّلَتْه الملائكة؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رأَيت الملائكة يُغَسِّلونه وآخرين يَسْتُرونه، فسُمِّي غَسِيل الملائكة، وأَولاده يُنْسَبون إِليه: الغَسيلِيِّين، وذلك أَنه كان أَلمَّ بأَهله فأَعجلَه النَّدْبُ عن الاغتِسال، فلما استُشْهِد رأَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، الملائكةَ يُغَسِّلونه، فأَخبر به أَهله فذَكَرَتْ أَنه كان أَلمَّ بها.
وغَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَي إِثْمَك يعني طهَّرك منه، وهو على المثل.
وفي حديث الدعاء: واغْسِلْني بماء الثلج والبرد أَي طَهِّرْني من الذنوب، وذِكْرُ هذه الأَشياء مبالغة في التطهير.
وغَسَلَ الرجلُ المرأَة يَغْسِلُها غَسْلاً: أَكثر نكاحها، وقيل: هو نكاحُه إِيّاها أَكْثَرَ أَو أَقَلَّ، والعين المهملة فيه لغة.
ورجل غُسَلٌ: كثير الضِّراب لامرأَته؛ قال الهذلي: وَقْع الوَبِيل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسَل وبَكَّرَ وابتكر فيها ونِعْمَت؛ قال القتيبي: أَكثر الناس يذهبون إِلى أَن معنى غَسَّل أَي جامع أَهله قبل خروجه للصلاة لأَن ذلك يجمع غضَّ الطَّرْف في الطريق، لأَنه لا يُؤْمَن عليه أَن يرى في طريقه ما يَشْغل قلْبَه؛ قال: ويذهب آخرون إِلى أَن معنى قوله غَسَّلَ توضأَ للصلاة فغَسَلَ جوارح الوضوء، وثُقِّل لأَنه أَراد غَسْلاً بعد غَسْل، لأَنه إِذا أَسبغ الوضوء غسَلَ كل عضو ثلاث مرات، ثم اغتسل بعد ذلك غُسْلَ الجمعة؛ قال الأَزهري: ورواه بعضهم مخففاً مِنْ غَسَل، بالتخفيف، وكأَنه الصواب من قولك غَسَلَ الرجلُ امرأَته وغَسَّلَها إِذا جامعها؛ ومثله: فحل غُسَلةٌ إِذا أَكثر طَرْقَها وهي لا تَحْمِل؛ قال ابن الأَثير: يقال غَسل الرجلُ امرأَته، بالتشديد والتخفيف، إِذا جامعها، وقيل: أَراد غَسَّل غيرَه واغْتَسَل هو لأَنه إِذا جامع زوجته أَحْوَجَها إِلى الغُسْل.
وفي الحديث: مَنْ غَسل الميِّتَ فلْيَغْتَسِلْ؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي لا أَعلم أَحداً من الفقهاء يوجب الاغتسال من غُسْل الميت ولا الوضوء من حَمْلِه، ويشبه أَن يكون الأَمر فيه على الاستحباب. قال ابن الأَثير: الغُسْل من غسْل الميت مسنون، وبه يقول الفقهاء؛ قال الشافعي، رضي الله عنه: وأُحِبُّ الغُسْل من غسْلِ الميِّت، ولو صح الحديث قلت به.
وفي الحديث أَنه قال فيما يحكي عن ربه: وأُنْزِلُ عليك كتاباً لا يَغْسِلُه الماء تقرؤُه نائماً ويَقْظانَ؛ أَراد أَنه لا يُمْحَى أَبداً بل هو محفوظ في صدور الذين أُوتوا العلم، لا يأْتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكانت الكتب المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً وإِنما يعتمد في حفظها على الصحف، بخلاف القرآن العزيز فإِن حُفَّاظَه أَضعاف مضاعفة لصُحُفِه، وقوله تقرؤُه نائماً ويقظان أَي تجمعه حفظاً في حالتي النوم واليقظة، وقيل: أَراد تقرؤُه في يسر وسهولة.
وغَسَل الفحلُ الناقةَ يَغْسِلُها غَسْلاً: أَكثر ضِرابها.
وفحل غِسْلٌ وغُسَلٌ وغَسِيل وغُسَلة، مثال هُمَزة، ومِغْسَلٌ: يكثر الضراب ولا يلقح، وكذلك الرجل.
ويقال للفرس إِذا عَرِق: قد غُسِلَ وقد اغْتَسَلَ؛ وأَنشد: ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَل وقال آخر: وكلُّ طَمُوحٍ في العِنانِ كأَنها، إِذا اغْتَسَلَتْ بالماء، فَتْخاءُ كاسِرُ وقال الفرزدق: لا تَذْكُروا حُلَلَ المُلوك فإِنكم، بَعْدَ الزُّبَيْر، كحائضٍ لم تُغْسَل أَي تغتَسِل.
وفي حديث العين: العَيْنُ حَقٌّ فإِذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا أَي إِذا طلب مَن أَصابته (* قوله «أي إذا طلب من أصابته» هكذا في الأصل بدون ذكر جواب إذا.
وعبارة النهاية: أي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه. كان من عادتهم أن الانسان إذا أصابته عين من أحد جاء إلى العائن بقدح إلى آخر ما هنا) العينُ من أَحد جاء إِلى العائن بقدَح فيه ماء، فيُدْخل كفه فيه فيتمضمض، ثم يمجُّه في القدح ثم يغسل وجهه فيه، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى، ثم يدخلْ يدَه اليسرى فيصبّ على مرفقه الأَيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأَيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة الإِزارِ، ولا يوضَع القدحُ على الأَرض، ثم يُصَبُّ ذلك الماء المستعمَل على رأْس المصاب بالعين من خلفِه صبَّة واحدة فيبرأُ بإِذن الله تعالى.
وغسَلَه بالسَّوط غَسْلاً: ضرَبه فأَوجعه.
والمَغاسلُ: مواضع معروفة، وقيل: هي أَوْدِية قِبَل اليمامة؛ قال لبيد: فقد نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهلُك حِيرةً، مَحَلَّ الملوكِ نُقْدة فالمَغاسِلا وذاتُ غِسْل: موضع دون أَرض بني نُمَير؛ قال الراعي: أَنَخْنَ جِمالَهنَّ بذات غِسْلٍ سَراةُ اليوم يَمْهَدْن الكُدونا ابن بري: والغاسول جبل بالشام؛ قال الفرزدق: تَظَلُّ إِلى الغاسول تَرعى، حَزينَةً، ثَنايا بِراقٍ ناقتِي بالحَمالِق وغاسلٌ وغَسْوِيل: ضرب من الشجر؛ قال الربيع ابن زياد: تَرْعَى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقول بها، لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا والغَسْوِيل وغَسْوِيل: نبت ينبت في السباخ، وعلى وزنه سَمْوِيل، وهو طائر.

قطر (لسان العرب) [0]


قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة، وتَقاطَرَ؛ أَنشد ابن جني: كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ، من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ وأَنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم، وأَراد من أَيام الربيع؛ وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وقد قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الماء، بالتحريك، وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً.
والقَطْرُْ: المَطَرُ.
والقِطارُ: جمع قَطْرٍ وهو المطر.
والقَطْرُ: ما قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، والجمع قِطار.
وسحابٌ قَطُورٌ ومِقْطار: كثير القَطْرِ؛ حكاهما الفارسي عن ثعلب.
وأَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر.
واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه.
وأَقْطَرَ الشيءُ: حان أَن يَقْطُرَ.
وغيث قُطارٌ: عظيم القَطْر.
وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة يَقْطُر قَطْراً: . . . أكمل المادة خرج.
وقُطَارةُ الشيء: ما قَطَرَ منه؛ وخص اللحياني به قُطارةَ الحَبِّ، قال: القُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ ونحوه.
وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وفي الإِناء قُطارَة من ماء أَي قليلٌ؛ عن اللحياني.
والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ ونحوهما يُطْبَخ فيُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنيفة: زعم بعض من ينظر في كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصير ثمر الصَّنَوْبَر، وأَن الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، وأَن شجرته به سميت صَنَوْبراً؛ وسمع قول الشماخ في وصف ناقته وقد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال: كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا فظن أَن ثمره يعصر، وفي التنزيل العزيز: سَرابيلُهم من قَطِرانٍ؛ قيل، وا أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه يُبالِغُ في اشْتِعالِ النار في الجلود، وقرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه.
والقَطِرانُ: اسم رجل سمي به لقوله: أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى، وفي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ وبعير مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله: مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبيد: بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ وقَطَرْتُ البعير: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قال امرؤ القيس: أَتَقْتُلني، وقد شَغَفْتُ فؤادَها، كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالي؟ قوله: شغفت فؤادها أَي بلغ حبي منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ شِغافَ الناقة المهنوءة؛ يقول: كيف تقتلني وقد بلغ من حبها لي ما ذكرته، إِذ لو أَقدمت على قتله لفسد ما بينه وبينها، وكان ذلك داعياً إِلى الفرقة والقطيعة منها.
والقِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، وقيل: ضرب منه؛ ومنه قوله تعالى: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ، بالكسر، والقِطْرِيَّة: ضرب من البُرود.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ.
وفي حديث عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُهُ خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد: كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري أَين هو. قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ البحرين. قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان (* قوله« على سيف وعمان» كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال ابو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال: وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير: لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛ قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً: الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ، والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.
والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار.
وقومُك أَقْطارَ البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب.
وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السموات والأَرض؛ أَقطارُها: نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ. قال ابن مسعود: لا يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره.
وأَقطارُ الفَرَس: ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما أَشْرَفَ من أَعاليه.
وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه.
والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ.
وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه، فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ: التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ مُجَدَّلاً يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ، كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه.
والقُطُلُ: المقطوعُ.
وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه.
والعُقار: الخَمْر التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه.
والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.
والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض.
والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل. الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد: قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنا وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ.
والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم.
وفي الحديث: أَن رجلاً رمى امرأَةً يوم الطائف فما أَخطأَ أَن قَطَّرَها.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قد جمع حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإنتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله أَعلم.
وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر به: أَلقاه على تلك الهيئة.
وتَقَطَّرَ هو: رَمى بنَفْسه من عُلْوٍ.
وتَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ.
والبعيرُ القاطِرُ: الذي لا يزال يَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ من القُطارِ وهو سَمُّه الذي يَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِيَّةُ الحية.
وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الجبل، بَنى فُعالاً منه وليست بنسبة على القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قال تأَبَّطَ شرّاً: أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه، بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ وتَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ له. قال: والتَقَطُّر لغة في التَّقَتُّر وهو التَّهَيُّؤُ للقتال.
والقُطْرُ والقُطُرُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به؛ وقد قَطَّر ثوبَه وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال امرؤ القيس: كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ، ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ يُعَلُّ بها بَرْد أَنْيابِها، إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ شَبَّهَ ماءَ فيها في طيبه عند السَّحَر بالمُدم وهي الخمر، وصَوْب الغَمام: الذي يُمْزَجُ به الخمر، وريح الخُزامى: وهو خِيْرِيُّ البَرِّ.
ونَشْر القُطُر: وهو رائحة العود، والطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند السَّحَر.
والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ الأَصْغَر: في كلِّ يومٍ لها مِقْطَرَةٌ، فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ أَي ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ قيل: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وهو الذي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثم يَهِيجُ، يعني النبات.
وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ؛ قال سيبويه: ولا يستعمل إِلا مزيداً.
وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ: ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَتَرْجُو الحَياةَ يا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ، وقد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً، تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟ وناقة مِقْطار على النسب، وهي الخَلِفةُ.
وقد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ.
والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلى بعض على نَسَقٍ واحد.
وتَقْطِيرُ الإِبل: من القِطارِ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثير:هو بفتحتين أَن يَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلاً من متاع أَو حَبٍّ ونحوهما ويأْخُذَ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المُقاطَرة؛ وقيل: هو أَن يأْتي الرجل إِلى آخر فيقول له: بعني ما لك في هذا البيت من التمر جُزافاً بلا كيل ولا وزن، فيبيعه، وكأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً.
وقال أَبو معاذ: القَطَرُ هو البيع نفسه؛ ومنه حديث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به قِطارةُ جمال؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ واحداً خَلفَ واحد.
وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ.
وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ معناه أَن القوم إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها للبيع قِطاراً قِطاراً.
والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم: وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه، وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه والجمع قُطُرٌ وقُطُراتٌ.
وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالاً، وهو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: وجاءت الإِبل قطاراً أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يقال أَكْرَيْتُهُ مُقاطَرَةً إِذاأَكراه ذاهباً وجائياً، وأَكريته وضعة وتوضعة (* قوله« وضعة وتوضعة» كذا بالأصل.) إِذا أَكراه دَفْعةً.
ويقال: اقْطَرَّتِ الناقة اقْطِراراً، فهي مُقْطَرَّةٌ، وذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها وشَمَختْ برأْسها. قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعت العرب تقول في هذا المعنى: اقْمَطَرَّت، فهي مُقْمَطِرَّة، وكأَن الميم زائدة فيها.
والقُطَيْرة: تصغير القُطْرَة وهو الشيء التافه الخسيس.
والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وهي خشبة فيها خروق، كل خرق على قدرِ سَعَةِ الساق، يُدْخَلُ فيها أَرجل المحبوسين، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسين فيها على قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلى بعض، أَرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم.
وقَطَرَ في الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع.
وذهب ثوبي وبعيري فما أَدري من قَطَره ومن قَطَرَ به أَي أَخذه، لا يستعمل إِلا في الجَحْدِ.
ويقال: تَقَطَّرَ عني أَي تَخَلَّفَ عني، وأَنشد:إِنِّي على ما كانَ من تَقَطُّري عنكَ، وما بي عنكَ من تأَسُّري ولمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس.
وقَطُوراءُ، مدودٌ: نبات، وهي سَوادِيَّة.
والقَطْراء، ممدود: موضع؛ عن الفارسي.
وقَطَرٌ: موضع بالبحرين؛ قال عَبْدَةُ بن الطبيب: تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ، وخافوا عُمانَ وخافوا قَطَرْ والقَطَّارُ: ماء معروف.
وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زعم بعضهم أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَريّ النِّعالِ.

ذبب (لسان العرب) [0]


الذَّبُّ: الدَّفْعُ والـمَنْعُ.
والذَّبُّ: الطَّرْدُ.
وذَبَّ عنه يَذُبُّ ذَبّاً: دَفَعَ ومنع، وذَبَبْت عنه.
وفُلانٌ يَذُبُّ عن حَرِيمِه ذَبّاً أَي يَدْفَعُ عنهم؛ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إِنما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ، إِلا ما ذُبَّ عنه؛ قال: مَنْ ذَبَّ منكم، ذَبَّ عَنْ حَمِـيمِهِ، * أَو فَرَّ منكم، فَرَّ عَنْ حَريمِهِ وذَبَّبَ: أَكْثَرَ الذَّبَّ.
ويقال: طِعانٌ غيرُ تَذْبِـيبٍ إِذا بُولِغَ فيه.
ورجلٌ مِذَبٌّ وذَبَّابٌ: دَفَّاعٌ عن الحرِيمِ.
وذَبْذَبَ الرَّجلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ والأَهْلَ أَي حَماهم.
والذَّبِّـيُّ: الجِلْوازُ.
وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّاً: اختَلَفَ ولم يَسْتَقِمْ في مكانٍ واحدٍ.
وبعيرٌ ذَبٌّ: لا يَتَقارُّ في مَوْضِع؛ قال: فكأَننا فيهم جِمالٌ ذَبَّةٌ، * أُدْمٌ، طَلاهُنَّ الكُحَيْل وَقار فقوله ذَبَّةٌ، . . . أكمل المادة بالهاءِ، يَدل على أَنه لم يُسَمَّ بالـمَصْدر إِذ لو كان مَصْدَراً لقال جِمالٌ ذَبٌّ، كقولك رِجالٌ عَدْلٌ.
والذَّبُّ: الثَّوْرُ الوَحْشِـيُّ، ويقال له أَيضاً: ذَبُّ الرِّيادِ، غير مهموزٍ، وسُمِّيَ بذلك لأَنه يَخْتَلِف ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحدٍ؛ وقيل: لأَنه يَرُودُ فيذهَبُ ويَجِـيءُ؛ قال ابن مقبل: يُـمشّي بها ذَبُّ الرِّياد، كأَنه * فَـتىً فارِسِـيٌّ، في سَراويلَ، رامِحُ وقال النابغة: كأَنما الرَّحْلُ منها فَوْق ذِي جُدَدٍ، * ذَبِّ الرِّيادِ، إِلى الأَشْباح نَظَّارِ وقال أَبو سعيد: إِنما قيل له ذَبُّ الرِّياد لأَن رِيَادَه أَتانُه التي تَرُودُ معه، وإِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّيادَ رَعْيه نَفْسَه للكَلإِ.
وقال غيره: قيل له ذَبُّ الرِّيادِ لأَنه لا يَثْبُتُ في رَعْيِـه في مكانٍ واحدٍ، ولا يُوطِن مَرْعًى واحداً.
وسَمَّى مُزاحِمٌ العُقَيْليّ الثَّوْرَ الوَحْشِـيَّ الأَذبَّ؛ قال: بِلاداً، بها تَلْقَى الأَذَبَّ، كأَنه، * بها، سابِريٌّ لاحَ، منه، البَنائِقُ أَراد: تَلْقَى الذَّبَّ، فقال الأَذَبَّ لحاجته.
وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ: يذهَبُ ويَجيءُ، هذه عن كُراع. أَبو عمرو: رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيادِ إِذا كان زَوَّاراً للنساءِ؛ وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه: ما للْكَواعبِ، يا عَيْسَاءُ، قد جَعَلَتْ * تَزْوَرُّ عنّي، وتُثْنَى، دُونيَ، الـحُجَرُ؟ قد كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ، * ذَبَّ الرِّيادِ، إِذا ما خُولِسَ النَّظَرُ وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً وذَبَباً وذُبوباً، وذَبِبَتْ: يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ من شدَّةِ العطش، أَو لغيرِه.
وشَفَةٌ ذَبَّانةٌ: ذابِلة، وذَبَّ لسانُه كذلك؛ قال: هُمُ سَقَوْني عَلَلاً بعدَ نَهَلْ، * مِن بعدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ وقال أَبو خَيْرَة يصف عَيْراً: وشَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ، فَهْوَ به * لوْحانُ، مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ، ومِن عَضَبِ أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ: اليابِسَ.
وذَبَّ جِسمُه: ذَبَلَ وهَزُلَ.
وذَبَّ النَّبْتُ: ذَوَى.
وذَبَّ الغَدِيرُ، يَذِبُّ: جَفَّ، في آخرِ الجَزْءِ، عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد: مَدارِينُ، إِن جاعُوا، وأَذْعَرُ مَن مَشَى، * إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها يروى: وأَدْعَرُ مَنْ مَشى.
وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ لَوْنُه.
وذَبَّ: جَفَّ.
وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبابةٌ أَي بَقِـية عَطَشٍ.
وذُبابةُ الدَّيْنِ: بقِـيتُه.
وقيل: ذُب ابَةُ كل شيءٍ بقِـيتُه.
والذُّبابةُ: البقِـية من الدَّيْن ونحوِه؛ قال الراجز: أَو يَقْضِـيَ اللّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ أَبو زيد: الذُّبابة بقِـيَّةُ الشيء؛ وأَنشد الأَصمعي لذي الرُّمة: لَـحِقْنا، فراجَعْنا الـحُمولَ، وإِنما * يُتَلِّي، ذُباباتِ الوداعِ، الـمُراجِعُ يقول: إِنما يُدْرِكُ بقايا الـحَوائج من راجَع فيها.
والذُّبابة أَيضاً: البقِـية من مِـياه الأَنهارِ.
وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم يَبْقَ منه إِلا بقِـية، وقال: وانْجابَ النهارُ، فَذَبَّـبا والذُّبابُ: الطَّاعون.
والذُّبابُ: الجُنونُ.
وقد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ؛ وأَنشد شمر: وفي النَّصْرِيِّ، أَحْياناً، سَماحٌ، * وفي النَّصْريِّ، أَحْياناً، ذُبابُ أَي جُنونٌ.
والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ، يَسْقُط في الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، ولا تَقُلْ ذِبَّانة.
والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل ولا يقال ذبابة في شيءٍ من ذلك، إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عن الأَحْمَرِ ذبابة؛ هكذا وقع في كتاب الـمُصَنَّف، رواية أَبي عليّ؛ وأَما في رواية عليِّ بنِ حمزة، فَحَكى عن الكسائي: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ وحُكِـيَ عن الأَحمر أَيضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط على الدَّوابِّ، وأَثْـبت الهاءَ فيهما، والصَّواب ذُبابٌ، هو واحدٌ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف في خَلايا العَسَل وحِمايـتِها، إِنْ أَدَّى ما كان يُـؤَدِّيه إِلى رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، من عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ له، فإِنما هو ذُبابُ غَيْثٍ، يأْكُلُه مَنْ شاءَ. قال ابن الأَثير: يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ، وأَضافَه على الغَيْثِ إِلى معنى أَنه يكونُ مَعَ الـمَطَر حيثُ كان، ولأَنه يَعِـيشُ بأَكْلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ؛ ومعنى حِماية الوادي له: أَنَّ النَّحْلَ إِنما يَرْعَى أَنْوارَ النَّباتِ وما رَخُصَ منها ونَعُمَ، فإِذا حُمِـيَتْ مَراعِـيها، أَقامت فيها ورَعَتْ وعَسَّلَتْ، فكَـثُرَتْ منافعُ أَصحابِها؛ وإِذا لم تُحْمَ مَراعِـيها، احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ في طَلَبِ الـمَرْعَى، فيكونَ رَعْيُها أَقَلَّ؛ وقيل: معناه أَنْ يُحْمَى لهم الوادي الذي يُعَسِّلُ فيه، فلا يُتْرَكَ أَحدٌ يَعْرِضُ للعَسَل، لأَن سبيلَ العسَل الـمُباحِ سبيلُ الـمِـياهِ والـمَعادِنِ والصُّيودِ، وإِنما يَمْلِكُه من سَبَقَ إِليه، فإِذا حَماه ومَنَع الناسَ منه، وانْفَرَدَ به وَجَبَ عليه إِخْراجُ العُشْرِ منه، عند مَن أَوجب فيه الزَّكاة.التهذيب: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بغير هاءٍ. قال: ولا يُقال ذُبَابة.
وفي التنزيل العزيز: وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ شيئاً؛ فسَّروه للواحد، والجمع أَذِبَّةٌ في القِلَّة، مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ؛ قال النابغة: ضَرَّابة بالـمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سيبويه، ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنى العدد، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف، يعني أَنَّ فُعالاً لا يكَسَّر في أَدنى العدد على فِعْلانٍ، ولو كان مـمَّا يَدْفَعُ به البناءُ إِلى التَّضعيف، لم يُكسَّر على ذلك البناءِ، كما أَنَّ فِعَالاً ونحوه، لـمَّا كان تكسيره على فُعُل يُفْضِـي به إِلى التَّضْعِـيف، كسروه على أَفعلة؛ وقد حكى سيبويه، مع ذلك، عن العرب: ذُبٌّ، في جمع ذُبابٍ، فهو مع هذا الإِدغامِ على اللُّغَة التَّمِـيمِـيَّة، كما يَرْجِعون إِليها، فيما كان ثانِـيه واواً، نحو خُونٍ ونُورٍ.
وفي الحديث: عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون يَوْماً، والذُّبابُ في النار؛ قيل: كَوْنُه في النار ليس لعذاب له، وإِنما لِـيُعَذَّبَ به أَهل النار بوقوعه عليهم، والعرب تَكْنُو الأَبْخَر: أَبا ذُبابٍ، وبعضهم يَكْنيه: أَبا ذِبَّانٍ، وقد غَلَبَ ذلك على عبدالملك بن مَرْوانَ لِفَسادٍ كان في فَمِه؛ قال الشاعر: لَعَلِّـيَ، إِنْ مالَتْ بِـيَ الرِّيحُ مَيلةً * على ابنِ أَبي الذِّبّانِ، أَن يَتَنَدّما يعني هشامَ بنَ عبدالملك.
وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّـبه: نَحَّاه.
ورجل مَخْشيُّ الذُّبابِ أَي الجَهْلِ.
وأَصابَ فُلاناً من فلانٍ ذُبابٌ لادِغٌ أَي شَرٌّ.
وأَرض مَذَبَّةٌ: كثيرةُ الذُّبابِ.
وقال الفرَّاءُ: أَرضٌ مَذْبوبة، كما يقال مَوْحُوشةٌ من الوَحْشِ.
وبَعيرٌ مَذْبُوبٌ: أَصابه الذُّبابُ، وأَذَبُّ كذلك، قاله أَبو عبيد في كتاب أَمراضِ الإِبل؛ وقيل: الأَذَبُّ والـمَذْبوبُ جميعاً: الذي إِذا وَقَع في الرِّيفِ، والريفُ لا يكونُ إِلاَّ في المصادرِ، اسْتَوْبَـأَهُ، فمات مكانَه؛ قال زياد الأَعْجمُ في ابنِ حَبْنَاء: كأَنـَّكَ، مِن جِمالِ بني تَـمِـيمٍ، * أَذَبُّ، أَصابَ مِن رِيفٍ ذُبابا يقول: كأَنـَّك جَمَلٌ نزلَ ريفاً، فأَصابَهُ الذُّبابُ، فالْـتَوَتْ عُنُقُه، فمات.
والـمِذَبَّةُ: هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ، يُذَبُّ بها الذُّبابُ؛ وفي الحديث: أَنّ النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، رأَى رَجُلاً طويلَ الشَّعَر، فقال: ذُبابٌ؛ الذُّبابُ الشُّـؤْم أَي هذا شُؤْمٌ.
ورجل ذُبابيٌّ: مأْخوذٌ من الذُّبابِ، وهو الشُّؤْمُ.
وقيل: الذُّبابُ الشَّرُّ الدَّائِم، يقال: أَصابكَ ذُبابٌ من هذا الأَمْرِ.
وفي حديث المغيرة: شَرُّها ذُبابٌ.
وذُبابُ العَينِ: إِنْسانُها، على التَّشبِـيهِ بالذُّباب.
والذُّبابُ: نُكْـتَةٌ سوداءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ، والجمع كالجمع.
وذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ: حَدُّها؛ قال المثَقّب العبدي: وتَسْـمَعُ، للذُّبابِ، إِذا تَغَنَّى، * كَتَغْريدِ الـحَمَامِ على الغُصُونِ وذبابُ السَّيْفِ: حَدُّ طَرَفِه الذي بين شَفْرَتَيْهِ؛ وما حَوْلَه من حَدَّيْهِ: ظُبَتَاه؛ والعَيْرُ: النَّاتـئُ في وَسَطِه، من باطنٍ وظاهرٍ؛ وله غِرَارانِ، لكلِّ واحدٍ منهما، ما بينَ العَيْرِ وبين إِحدى الظُّبَتَين من ظاهِر السَّيفِ وما قُبالَةَ ذلك من باطنٍ، وكلُّ واحدٍ من الغِرارَينِ من باطنِ السَّيف وظاهره؛ وقيل: ذُبابُ السَّيفِ طَرَفُه الـمُتَطَرِّفُ الذي يُضْرَبُ به، وقيل حَدُّه.
وفي الحديث: رأَيتُ ذُبابَ سَيْفي كُسِرَ، فأَوَّلْـتُه أَنه يصابُ رجلٌ من أَهل بيتي، فقُتِل حَمْزَةُ.
والذُّبابُ من أُذُنِ الانسانِ والفَرَس: ما حَدَّ من طَرَفِها. أَبو عبيد: في أُذُنَي الفرسِ ذُباباهُما، وهما ما حُدَّ من أَطرافِ الأُذُنَيْن.
وذُبابُ الـحِنَّاء: بادِرةُ نَوْرِه.
وجاءَنا راكبٌ مُذَبِّبٌ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ؛ قال عنترة: يُذَبِّبُ وَرْدٌ على إِثرِهِ، * وأَدْرَكُه وَقْعُ مِرْدىً خَشِبْ إِمّا أَنْ يكونَ على النَّسَب، وإِمّا أَنْ يكون أَراد خَشِـيباً، فحذف للضرورة.
وذَبَّـبْنا لَيْـلَتَنَا أَي أَتْعَبْنا في السَّير.
ولا يَنالونَ الماءَ إِلاَّ بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ أَي مُسْرِع؛ قال ذو الرُّمة: مُذَبِّـبَة، أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي * وتَهْجِـيري، إِذا اليَعْفُورُ قالا اليَعْفُورُ: الظَّبيُ.
وقال: من القَيْلُولة أَي سَكَنَ في كِنَاسِه مِن شِدَّةِ الـحَرِّ.
وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ: طَويلٌ يُسارُ فيه إِلى الماءِ من بُعْدٍ، فيُعَجَّل بالسَّيرِ.
وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لا فُتُورَ فيه.
وذَبَّبَ: أَسْرَع في السَّيرِ؛ وقوله: مَسِـيرَة شَهْرٍ للبَعِـيرِ الـمُذَبْذِبِ أَرادَ الـمُذَبِّبَ.
وأَذَبُّ البعيرِ: نابُهُ؛ قال الراجز: كأَنَّ صَوْتَ نابِهِ الأَذَبِّ صَرِيفُ خُطَّافٍ، بِقَعْوٍ قَبِّ والذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشيءِ المُعَلَّقِ في الهواءِ .
والذَّبْذَبَة والذَّباذِبُ: أَشياءُ تُعَلَّقُ بالهودَجِ أَو رأْسِ البعيرِ للزينةِ، والواحد ذُبْذُبٌ.
والذَّبْذَبُ: اللِّسانُ، وقيلَ الذَّكَر.
وفي الحديث: مَنْ وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِه، فقد وُقـيَ. فَذَبْذَبُه: فَرْجُه، وقَبْقَبُه: بَطْنُه.
وفي رواية: مَن وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِه دَخَلَ الجنَّةَ؛ يعني الذَّكَر سُمِّيَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَي حَرَكَتِه.
والذَّباذِبُ: المذاكِيرُ.
والذَّباذِبُ: ذكر الرجلِ، لأَنـَّه يَتَذَبْذَبُ أَي يَترَدَّد؛ وقيل الذَّباذِب: الخُصَى، واحِدتُها ذَبْذَبَةٌ.
ورجلٌ مُذَبْذِبٌ ومُتَذَبْذِبٌ: مُترَدِّدٌ بين أَمْرَين أَو بين رجُلَين، ولا تَـثْبُتُ صُحْبَتُه لواحِدٍ منهما.
وفي التنزيل العزيز في صفة المنافقين: مُذَبْذَبِـين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء. المعنى: مُطَرَّدين مدَفَّعين عن هؤُلاء وعن هؤُلاء.
وفي الحديث: تَزَوَّجْ، وإِلاَّ فأَنتَ من الـمُذَبذِبِـينَ أَي الـمَطْرُودين عن المؤْمنين لأَنـَّكَ لم تَقْتَدِ بِهِم، وعن الرُّهْبانِ لأَنـَك تَركتَ طَرِيقَتَهُمْ؛ وأَصلُه من الذَّبِّ، وهو الطَّرْدُ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكونَ من الحركة والاضْطِرابِ.
والتَّذَبْذُبُ: التَّحرُّكُ.
والذَّبْذَبةُ: نَوْسُ الشيءِ الـمُعَلَّقِ في الهواءِ.
وتَذَبْذَبَ الشيءُ: ناسَ واضْطَرَبَ ، وذَبْذَبَهُ هو؛ أَنشد ثعلب: وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِـيفُ، * ظَلَّ ،لأَعْلَى رأْسِهِ، رَجِـيفُ وفي الحديث: فكأَني أَنْظُرُ إِلى يَدَيْه تَذَبْذَبانِ أَي تَتَحَرَّكانِ وتَضْطَرِبان، يريد كُـمَّيْهِ.
وفي حديث جابر: كان عليَّ بُرْدَة لها ذباذِبُ أَي أَهْدابٌ وأَطْرافٌ، واحدُها ذِبْذِبٌ، بالكسرِ، سُمِّـيَتْ بذلك لأَنـَّها تَتَحَرَّك على لابسِها إِذا مَشى؛ وقول أَبي ذؤَيب: ومِثْل السَّدُوسِـيَّـيْن، سادَا وذَبْذَبا * رِجال الـحِجازِ، مِنْ مَسُودٍ وَسائدِ قيل: ذَبْذَبا عَلَّقَا . يقول تقطع دونهما رجالُ الحجازِ .
وفي الطَّعام ذُبَيْباءُ ، ممدودٌ ،حكاه أَبو حنيفة في باب الطَّعام الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه ، ولم يفسِّره ؛ وقد قيل : إِنها الذُّنَيْناءُ، وستُذْكر في موضِعِها .
وفي الحديث : أَنه صَلَبَ رجُلاً على ذُبابٍ ، هو جبلٌ بالمدينة.

حرد (لسان العرب) [0]


الحَرْدُ: الجِد والقصد. حَرَدَ يَحْرِد، بالكسر، حَرْداً: قصد.
وفي التنزيل: وغدوا على حرد قادرين؛ والحَرْدُ: المنع، وقد فسرت الآية على هذا، وحَرَّد الشيءَ: منعه؛ قال: كأَن فِداءها، إِذا حَرَّدوُه أَطافوا حولَه. سلَكٌ يتيم ويروى: جَرَّدوه أَي نقوه من التبن. ابن الأَعرابي: الحَرْدُ: القصد، والحَرْدُ: المنع، والحَرْدُ الغيظ والغضب، قال: ويجوز أَن يكون هذا كله معنى قوله: وغدوا على حرد قادرين؛ قال: وروي في بعض التفسير أَن قريتهم كان اسمها حَرْدَ؛ وقال الفراء: وغدوا على حرد، يريد على حَدٍّ وقُدْرة في أَنفسهم.
وتقول للرجل: قد أَقبلتُ قِبَلَكَ وقصدت قصدك وحَرَدْتُ حَرْدَكَ؛ قال وأَنشدت: وجاء سيْل كان من أَمر آللهْ، يَحْرِدُ حَرْدَ . . . أكمل المادة الجَنَّةِ المُغِلَّهْ يريد: يقصد قصدها. قال وقال غيره: وغدوا على حرد قادرين، قال: منعوا وهم قادرون أَي واجدون، نصب قادرين على الحال.
وقال الأَزهري في كتاب الليث: وغدوا على حرد، قال: على جدّ من أَمرهم، قال: وهكذا وجدته مقيداً والصواب على حَدٍّ أَي على منع؛ قال: هكذا قاله الفراء.
ورجل حَرْدانُ: متنحٍّ معتزل، وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ وحَريدٌ من قوم حُرَداءَ.
وامرأَة حَريدَةٌ، ولم يقولوا حَرْدَى.
وحيّ حَريد: منفرد معتزل من جماعة القبيلة ولا يخالطهم في ارتحاله وحلوله، إِما من عزتهم وإِما من ذلتهم وقلتهم.
وقالوا: كل قليل في كثير: حَريدٌ؛ قال جرير: نَبني على سَنَنِ العَدُوِّ بيوتنا، لا نستجير، ولا نَحُلُّ حَريدٍا يعني إِنَّا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة لما نحن عليه من القوة والكثرة.
وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، الصحاح: حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً أَي تنحى وتحوّل عن قومه ونزل منفرداً لم يخالطهم؛ قال الأَعشى يصف رجلاً شديد الغيرة على امرأَته، فهو يبعد بها إِذا تزل الحيُّ قريباً من ناحيته: إِذا نزل الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ حَرِيدَ المَحَلِّ، غَويّاً غَيُورا والجَحِيش: المتنحي عن الناس أَيضاً.
وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً إِذا ترك قومه وتحوّل عنهم.
وفي حديث صعصعة: فرفع لي بيت حَريدٌ أَي منتبذ متنح عن الناس، من قولهم: تحرّد الجمل إِذا تنحى عن الإِبل فلم يبرك، وهو حريد فريد.
وكَوْكَبٌ حريدٌ: طلع منفرداً، وفي الصحاح: معتزل عن الكواكب، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر؛ قال ذو الرمة: يعتسفان الليلَ ذا السُّدودِ، أَمّاً بكل كوكب حَرِيدِ ورجل حَريد: فَريد وحيدٌ.
والمُنحَرِد: المنفرد، في لغة هذيل؛ قال أَبو ذؤيب: كأَنه كوكب في الجوّ منحرد ورواه أَبو عمرو بالجيم وفسره منفرد، وقال: هو سهيل؛ ومنه التحريد في الشعر ولذلك عُدَّ عيباً لأَنه بُعْدٌ وخلاف للنظير، وحَمرِدَ عليه حَرْداً: كلاهما غضب؛ قال ابن سيده: فأَما سيبويه فقال حَرِدَ حَرْداً.
ورجل حَرِدٌ وحارد: غضبان. الأَزهري: الحِرْدُ جَزْمٌ، والحَرَدُ لغتان. يقال: حَرِدَ الرجل، فهو حَرِدٌ إِذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهَمَّ به، فهو حارد؛ وأَنشد: أُسودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، تَساقَيْن سُمّاً، كلُّهُنَّ حَوارِدُ قال أَبو العباس، وقال أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عبيدة: الذي سمعنا من العرب الفصحاء في الغضب حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً، بتحريك الراء؛ قال أَبو العباس: وسأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال: صحيحة، إِلا أَن المفضَّل أَخبر أَن من العرب من يقول حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، والتسكين أَكثر والأُخرى فصيحة؛ قال: وقلما يلحن الناس في اللغة. الجوهري: الحَرَدُ الغضب؛ وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعي: هو مخفف؛ وأَنشد للأَعرج المغني: إِذا جياد الخيل جاءت تَرْدِي، مملوءةً من غَضَبٍ وحَرْدِ وقال الآخر: يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قال ابن السكيت: وقد يحرك فيقال منه حَرِدَ، بالكسر، فهو حارد وحَرْدَانُ؛ ومنه قيل: أَسد حارد وليوث حوارد؛ قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بسكون الراء، إِذا غضب. قال: وكذلك ذكره الأَصمعي وابن دريد وعلي بن حمزة؛ قال: وشاهده قول الأَشهب بن رميلة: أُسُودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انقطعت أَلبانها أَو قلَّت؛ أَنشد ثعلب: سَيَرْوِي عقيلاً رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ، تَمَطَّتْ به، مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ مصلوبة: موسومة.
وناقة مُحارِدٌ ومُحارِدَة: بَيِّنَةُ الحِرادِ؛ واستعاره بعضهم للنساء فقال: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها؛ وحارَدْنَ إِلاَّ مَا شَرِبْنَ الحَمائما يقول: انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن يشربن الحميم وهو الماء يُسَخِّنَّه فيشربنه، وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً على غير مأْكول عَقَر أَجوافهن.
وناقة مُحارِدٌ، بغير هاء: شديدة الحِراد؛ وقال الكميت: وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكن، لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ، مُعْقِبُ النكد: التي ماتت أَولادها.
والجلاد: الغلاظ الجلود، القصار الشعور، الشداد الفصوص، وهي أَقوى وأَصبر وأَقل لبناً من الخُورِ، والخُورُ أَغزر وأَضعف.
والحارد: القليلة اللَّبن من النُّوق.
والحَرُودُ من النوق: القليلة الدرِّ.
وحاردت السنة: قلّ ماؤها ومطرها، وقد استعير في الآنية إِذا نَفِدَ شرابها؛ قال: ولنا باطيةٌ مملوءةٌ، جَونَةٌ يتعها بِرْزِينُها فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ، فُتّ عن حاجِبِ أُخرى طهينُها البرزي: إِناء يتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ يشرب به.
والحَرَدُ: داء في القوائم إِذا مشى البعيرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثيراً؛ وقيل: هو داء يأْخذ الإِبل من العِقالِ في اليدين دون الرجلين. بعير أَحْرَدُ وقد حَرِدَ حَرَداً، بالتحريك لا غير؛ وبعير أَحْرَدُ: يخبط بيديه إِذا مِشى خلفه؛ وقيل: الحَرَدُ أَن ييبس عَصَبُ احدى اليدين من العِقال وهو فصيل، فإِذا مَشى ضرب بهما صدرَه؛ وقيل: الأَحْرَدُ الذي إِذا مشى رفع قوائمه رفعاً شديداً ووضعها مكانها من شدة قَطافَتِه، يكون في الدواب وغيرها، والحَرَدُ مصدره. الأَزهري: الحَرَدُ في البعير حادث ليس بخلقة.
وقال ابن شميل: الحَرَدُ أَن تنقطع عَصَبَةُ ذراع البعير فَتَسترخي يده فلا يزال يخفق بها أَبداً، وإِنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إِذا مشى البعير كأَنها تَمُدُّ مَدّاً من شدة ارتفاعها من الأَرض ورخاوتها، والحَرَدُ ابنما يكون في اليد، والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ؛ قال: وتلقيقه شدّة رفعه يده كأَنما يَمُدّ مدّاً كما يَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خشبته التي يدُق بها، فذلك التلقيف. يقال: جمل أَحْرَدُ وناقة حَرْداءُ؛ وأَنشد: إِذا ما دُعيتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ، كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيَةٌ حُرْدُ الجوهري: بعير أَحرد وناقة حرداء، وذلك أَن يسترخي عصب إِحدى يديه من عِقال أَو يكون خلقة حتى كأَنه ينفضها إِذا مشى؛ قال الأَعشى: وأَذْرَتْ برجليها النَّفيَّ، وراجَعَتْ يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْردِ ورجل أَحرد إِذا ثقلت عليه الدرع فلم يستطع الانبساطَ في المشي، وقد حَرِدَ حَرَداً؛ وأَنشد الأَزهري: إِذا ما مشى في درعه غيرَ أَحْرَدِ والمُحَرَّدُ من كل شيء: المُعَوَّجُ.
وتَحْرِيد الشيء: تعويجه كهيئة الطاق.
وحَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فصارت له حروف لاعوجاجه.
وحَرَّدَ حبله: أَدرج فَتْلَه فجاء مستديراً، حكاه أَبو حنيفة.
وقال مرة: حبل حَرِدٌ من الحَرَدِ غير مُستوي القُوَى. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للحبل إِذا اشتدت غارةُ قُواه حتى تتعقد وتتراكب: جاء بحبل فيه حُرُودٌ، وقد حرّد حبله.
والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حياصة الحظيرة التي تُشَدُّ على حائط القصب عَرْضاً؛ قال ابن دريد: هي نبطية وقد حَرَّده تحريداً، والجمع الحَراديُّ. الأَزهري: حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوى إِلى كوخ. ابن الأَعرابي: يقال لخشب السقف الرَّوافِدُ، ويقال لما يلقى عليها من أَطيان القصب حَرادِيُّ.
وغُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ: فيها حراديّ القصب عَرْضاً.
وبيت مُحَزّد: مسنَّم، وهو الذي يقال له بالفارسية كُوخ، والحُرْدِيُّ من القصب، نَبَطِيٌّ معرَّب، ولا يقال الهُرْدِيُّ.
وحَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً، فهو حَرِدٌ إِذا كان بعضُ قُواه أَطولَ من بعض.
والمُحَرَّدُ من الأَوتار: الحَصَدُ الذي يظهر بعض قواه على بعض وهو المُعَجَّرُ.
والحِرْدُ: قطعة من السَّنام؛ قال الأَزهري: لم أَسمع بهذا لغير الليث وهو خطأٌ إِنما الحِرْدُ المعى. حكى الزهري: أَن بَريداً من بعض الملوك جاء يسأَله عن رجل معه ما مع المرأَة كيف يُوَرَّثُ؟ قال: من حيث يخرج الماء الدافق؛ فقال في ذلك قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَعيا القضاةَ قضاؤها، تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ مِثلَ الجاهل عَجَّلْتَ قبل حنيذها بِشِوائها، وقطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فاصل المحرَدُ: المُقَطَّعُ. يقال: حردت من سَنام البعير حَرْداً إِذا قطعت منه قطعة؛ أَراد أَنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأْن في الجواب، فشبهه برجل نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كَبِد الذبيحة ولحمها، ولم يحبسه على الحنيذ والشواء؛ وتعجيل القرى عندهم محمود وصاحبه ممدوح.
والحِرْدُ، بالكسر: مَبْعَرُ البعير والناقة، والجمع حُرود.
وأَحرادُ الإِبل: أَمعاؤها، وخليق أَن يكون واحدها حِرْداً لواحد الحُرود التي هي مباعرها لأَن المباعر والأَمعاء متقاربة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها، إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ تنبض: تضطرب. متغناة: متغنية وهذا كقولهم الناصاة في الناصية، والقاراة في القارية. الأَصمعي: الحُرود مباعر الإِبل، واحدها حِرْدٌ وحِرْدَة، بكسر الحاء. قال شمر وقال ابن الأَعرابي: الحُرود الأَمعاء؛ قال وأَقرأَنا لابن الرِّقَاع: بُنِيَتْ على كَرِشٍ، كأَنَّ حُرودَها مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ، أُمِرَّ قُواها ورجل حُرْدِيٌّ: واسع الأَمعاء.
وقال يونس: سمعت أَعرابيّاً يسأَل يقول: مَن يتصدّق على المسكين الحَرِد؟ أَي المحتاج.
وتحرّد الأَديمُ: أَلقى ما عليه من الشعر.
وقَطاً حُرْدٌ: سِراعٌ؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ والقطا الحُرْدُ القصارُ الأَرجل وهي موصوفة بذلك؛ قال: ومن هذا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليدين أَي فيهما انقباض عن العطاء؛ قال: ومن هذا قول من قال في قوله تعالى: وغدوا على حَرْدٍ قادرين، أَي على منع وبخل.
والحَريد: السمك المُقَدَّد؛ عن كراع.
وأَحراد، بفتح الهمزة وسكون الحاء ودال مهملة: بئر قديمة بمكة لها ذكر في الحديث. أَبو عبيدة: حرداء، على فعلاء ممدودة، بنو نهشل بن الحرث لقب لقبوا به: ومنه قول الفرزدق: لَعَمْرُ أَبيك الخيْرِ، ما زَعْمُ نَهْشَل وأَحْرادها، أَن قد مُنُوا بِعَسِير (* قوله «لعمر أبيك إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس: لعمر أبيك الخير ما زعم نهشل * عليّ ولا حردانها بكبير وقد علمت يوم القبيبات نهشل * وأحرادها أن قد منوا بعسير) فجمعهم على الأَحراد كما ترى.

نوأ (لسان العرب) [0]


ناءَ بِحِمْلِه يَنُوءُ نَوْءاً وتَنْوَاءً: نَهَضَ بجَهْد ومَشَقَّةٍ.
وقيل: أُثْقِلَ فسقَطَ، فهو من الأَضداد.
وكذلك نُؤْتُ به.
ويقال: ناءَ بالحِمْل إِذا نَهَضَ به مُثْقَلاً.
وناءَ به الحِملُ إِذا أَثْقَلَه.
والمرأَة تَنُوءُ بها عَجِيزَتُها أَي تُثْقِلُها، وهي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِها أَي تَنْهَضُ بها مُثْقلةً.
وناءَ به الحِمْلُ وأَناءَه مثل أَناعَه: أَثْقَلَه وأَمالَه، كما يقال ذهَبَ به وأَذْهَبَه، بمعنى.
وقوله تعالى: ما إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أُولي القُوَّةٍ. قال: نُوْءُها بالعُصْبةِ أَنْ تُثْقِلَهم.
والمعنى إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أَي تُمِيلُهم مِن ثِقَلِها، فإِذا أَدخلت الباءَ قلت تَنُوءُ بهم، كما قال اللّه تعالى: آتُوني أُفْرِغْ عَليْه قِطْراً.
والمعنى ائْتُوني بقِطْرٍ أُفْرِغْ عليه، فإِذا حذفت الباءَ زدْتَ على الفعل في أَوله. قال . . . أكمل المادة الفرّاءُ: وقد قال رجل من أَهل العربية: ما إِنَّ العُصْبةَ لَتَنُوءُ بِمفاتِحِه، فَحُوِّلَ الفِعْلُ إِلى الـمَفاتِحِ، كما قال الراجز: إِنَّ سِراجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ، تَحْلى بهِ العَيْنُ، إِذا ما تَجْهَرُهْ وهو الذي يَحْلى بالعين، فإِن كان سُمِعَ آتوا بهذا، فهو وَجْه، وإِلاَّ فإِن الرجُلَ جَهِلَ المعنى. قال الأَزهري: وأَنشدني بعض العرب: حَتَّى إِذا ما التَأَمَتْ مَواصِلُهْ، * وناءَ، في شِقِّ الشِّمالِ، كاهِلُهْ يعني الرَّامي لـما أَخَذَ القَوْسَ ونَزَعَ مالَ عَلَيْها. قال: ونرى أَنَّ قول العرب ما ساءَكَ وناءَكَ: من ذلك، إِلاَّ أَنه أَلقَى الأَلفَ لأَنه مُتْبَعٌ لِساءَكَ، كما قالت العرب: أَكَلْتُ طَعاماً فهَنَأَني ومَرَأَني، معناه إِذا أُفْرِدَ أَمْرَأَني فحذف منه الأَلِف لـما أُتْبِعَ ما ليس فيه الأَلِف، ومعناه: ما ساءَكَ وأَناءَكَ.
وكذلك: إِنِّي لآتِيهِ بالغَدايا والعَشايا، والغَداةُ لا تُجمع على غَدايا.
وقال الفرَّاءُ: لَتُنِيءُ بالعُصْبةِ: تُثْقِلُها، وقال: إِنِّي، وَجَدِّك، لا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ * حانَ القَضاءُ، وما رَقَّتْ له كَبِدِي إِلاَّ عَصا أَرْزَنٍ، طارَتْ بُرايَتُها، * تَنُوءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ.
وقالوا: له عندي ما سَاءَه وَناءَه أَي أَثْقَلَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. قال بعضهم: أَراد ساءَه وناءَه وإِنما قال ناءَه، وهو لا يَتَعدَّى، لأَجل ساءَه، فهم إِذا أَفردوا قالوا أَناءَه، لأَنهم إِنما قالوا ناءَه، وهو لا يتعدَّى لمكان سَاءَه ليَزْدَوِجَ الكلام.
والنَّوْءُ: النجم إِذا مال للمَغِيب، والجمع أَنْواءٌ ونُوآنٌ، حكاه ابن جني، مثل عَبْد وعُبْدانٍ وبَطْنٍ وبُطْنانٍ. قال حسان بن ثابت، رضي اللّه عنه: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنـَّا بِها، * إِذا قَحَطَ الغَيْثُ، نُوآنُها وقد ناءَ نَوْءاً واسْتَناءَ واسْتَنْأَى، الأَخيرة على القَلْب. قال: يَجُرُّ ويَسْتَنْئِي نَشاصاً، كأَنَّه * بِغَيْقةَ، لَـمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ، جالِبُ قال أَبو حنيفة: اسْتَنْأَوُا الوَسْمِيَّ: نَظَرُوا إِليه، وأَصله من النَّوْءِ، فقدَّم الهمزةَ.
وقول ابن أَحمر: الفاضِلُ، العادِلُ، الهادِي نَقِيبَتُه، * والـمُسْتَناءُ، إِذا ما يَقْحَطُ الـمَطَرُ الـمُسْتَنَاءُ: الذي يُطْلَبُ نَوْءُه. قال أَبو منصور: معناه الذي يُطْلَبُ رِفْدُه.
وقيل: معنى النَّوْءِ سُقوطُ نجم من الـمَنازِل في المغرب مع الفجر وطُلوعُ رَقِيبه، وهو نجم آخر يُقابِلُه، من ساعته في المشرق، في كل ليلة إِلى ثلاثة عشر يوماً.
وهكذا كلُّ نجم منها إِلى انقضاءِ السنة، ما خلا الجَبْهةَ، فإِن لها أَربعة عشر يوماً، فتنقضِي جميعُها مع انقضاءِ السنة. قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنَّه إِذا سقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وذلك الطُّلوع هو النَّوْءُ.
وبعضُهم يجعل النَّوْءَ السقوط، كأَنه من الأَضداد. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع في النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلا في هذا الموضع، وكانت العرب تُضِيفُ الأَمْطار والرِّياح والحرَّ والبرد إِلى الساقط منها.
وقال الأَصمعي: إِلى الطالع منها في سلطانه، فتقول مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، وقال أَبو حنيفة: نَوْءُ النجم: هو أَوَّل سقوط يُدْرِكُه بالغَداة، إِذا هَمَّت الكواكِبُ بالـمُصُوحِ، وذلك في بياض الفجر الـمُسْتَطِير. التهذيب: ناءَ النجمُ يَنْوءُ نَوْءاً إِذا سقَطَ.
وفي الحديث: ثلاثٌ من أَمْرِ الجاهِليَّةِ: الطَّعْنُ في الأَنْسَابِ والنِّياحةُ والأَنْواءُ. قال أَبو عبيد: الأَنواءُ ثمانية وعشرون نجماً معروفة الـمَطالِع في أزْمِنةِ السنة كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاثَ عَشْرة ليلة نجمٌ في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلُع آخَرُ يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاءُ هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاءِ السنة، ثم يرجع الأَمر إِلى النجم الأَوّل مع استئناف السنة المقبلة.
وكانت العرب في الجاهلية إِذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد من أَن يكون عند ذلك مطر أَو رياح، فيَنْسُبون كلَّ غيث يكون عند ذلك إِلى ذلك النجم، فيقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ الثُرَيَّا والدَّبَرانِ والسِّماكِ.
والأَنْوَاءُ واحدها نَوْءٌ. قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنه إِذا سَقَط الساقِط منها بالمغرب ناءَ الطالع بالمشرق يَنُوءُ نَوْءاً أَي نَهَضَ وطَلَعَ، وذلك النُّهُوض هو النَّوْءُ، فسمي النجم به، وذلك كل ناهض بِثِقَلٍ وإِبْطَاءٍ، فإنه يَنُوءُ عند نُهوضِه، وقد يكون النَّوْءُ السقوط. قال: ولم أسمع أَنَّ النَّوْءَ السقوط إِلا في هذا الموضع. قال ذو الرمة: تَنُوءُ بِأُخْراها، فَلأْياً قِيامُها؛ * وتَمْشِي الهُوَيْنَى عن قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ معناه: أَنَّ أُخْراها، وهي عَجيزَتُها، تُنِيئُها إِلى الأَرضِ لِضخَمِها وكَثْرة لحمها في أَرْدافِها. قال: وهذا تحويل للفعل أَيضاً.
وقيل: أَراد بالنَّوْءِ الغروبَ، وهو من الأَضْداد. قال شمر: هذه الثمانية وعشرون، التي أَراد أَبو عبيد، هي منازل القمر، وهي معروفة عند العرب وغيرهم من الفُرْس والروم والهند لم يختلفوا في أَنها ثمانية وعشرون، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها.
ومنه قوله تعالى: والقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازِلَ. قال شمر: وقد رأَيتها بالهندية والرومية والفارسية مترجمة. قال: وهي بالعربية فيما أَخبرني به ابن الأَعرابي: الشَّرَطانِ، والبَطِينُ، والنَّجْمُ، والدَّبَرانُ، والهَقْعَةُ، والهَنْعَةُ، والذِّراع، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ، والجَبْهةُ، والخَراتانِ، والصَّرْفَةُ، والعَوَّاءُ، والسِّماكُ، والغَفْرُ، والزُّبانَى، والإِكْليلُ، والقَلْبُ، والشَّوْلةُ، والنَّعائمُ، والبَلْدَةُ، وسَعْدُ الذَّابِحِ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ، وفَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ، وفَرْغُ الدَّلْوِ الـمُؤَخَّرُ، والحُوتُ. قال: ولا تَسْتَنِيءُ العَرَبُ بها كُلِّها إِنما تذكر بالأَنْواءِ بَعْضَها، وهي معروفة في أَشعارهم وكلامهم.
وكان ابن الأَعرابي يقول: لا يكون نَوْءٌ حتى يكون معه مَطَر، وإِلا فلا نَوْءَ.قال أَبو منصور: أَول المطر: الوَسْمِيُّ، وأَنْواؤُه العَرْقُوتانِ الـمُؤَخَّرتانِ. قال أَبو منصور: هما الفَرْغُ الـمُؤَخَّر ثم الشَّرَطُ ثم الثُّرَيَّا ثم الشَّتَوِيُّ، وأَنْواؤُه الجَوْزاءُ، ثمَّ الذِّراعانِ، ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهةُ، وهي آخِر الشَّتَوِيِّ، وأَوَّلُ الدَّفَئِيّ والصَّيْفِي، ثم الصَّيْفِيُّ، وأَنْواؤُه السِّماكانِ الأَوَّل الأَعْزَلُ، والآخرُ الرَّقيبُ، وما بين السِّماكَيْنِ صَيف، وهو نحو من أَربعين يوماً، ثمَّ الحَمِيمُ، وهو نحو من عشرين ليلة عند طُلُوعِ الدَّبَرانِ، وهو بين الصيفِ والخَرِيفِ، وليس له نَوْءٌ، ثمَّ الخَرِيفِيُّ وأَنْواؤُه النَّسْرانِ، ثمَّ الأَخْضَرُ، ثم عَرْقُوتا الدَّلْوِ الأُولَيانِ. قال أَبو منصور: وهما الفَرْغُ الـمُقَدَّمُ. قال: وكلُّ مطَر من الوَسْمِيِّ إِلى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ.
وقال الزجاج في بعض أَمالِيهِ وذَكر قَوْلَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم: مَنْ قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَر باللّهِ، ومن قال سَقانا اللّهُ فقد آمَنَ باللهِ وكَفَر بالنَّجْمِ. قال: ومعنى مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، أَي مُطِرْنا بطُلوع نجم وسُقُوط آخَر. قال: والنَّوْءُ على الحقيقة سُقُوط نجم في الـمَغْرِب وطُلوعُ آخَرَ في المشرق، فالساقِطةُ في المغرب هي الأَنْواءُ، والطالِعةُ في المشرق هي البَوارِحُ. قال، وقال بعضهم: النَّوْءُ ارْتِفاعُ نَجْمٍ من المشرق وسقوط نظيره في المغرب، وهو نظير القول الأَوَّل، فإِذا قال القائل مُطِرْنا بِنَوْءِ الثرَيَّا، فإِنما تأْويله أَنـَّه ارتفع النجم من المشرق، وسقط نظيره في المغرب، أَي مُطِرْنا بما ناءَ به هذا النَّجمُ. قال: وإِنما غَلَّظَ النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، فيها لأَنَّ العرب كانت تزعم أَن ذلك المطر الذي جاءَ بسقوطِ نَجْمٍ هو فعل النجم، وكانت تَنْسُبُ المطر إِليه، ولا يجعلونه سُقْيا من اللّه، وإِن وافَقَ سقُوطَ ذلك النجم المطرُ يجعلون النجمَ هو الفاعل، لأَن في الحديث دَلِيلَ هذا، وهو قوله: مَن قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَرَ باللّهِ. قال أَبو إِسحق: وأَما من قال مُطِرْنا بُنَوْءِ كذا وكذا ولم يُرِدْ ذلك المعنى ومرادُه أَنـَّا مُطِرْنا في هذا الوقت، ولم يَقْصِدْ إِلى فِعْل النجم، فذلك، واللّه أَعلم، جائز، كما جاءَ عن عُمَر، رضي اللّه عنه، أَنـَّه اسْتَسْقَى بالـمُصَلَّى ثم نادَى العباسَ: كم بَقِيَ مِن نَوْءِ الثُرَيَّا؟ فقال: إِنَّ العُلماءَ بها يزعمون أَنها تَعْتَرِضُ في الأُفُقِ سَبْعاً بعد وقُوعِها، فواللّهِ ما مَضَتْ تلك السَّبْعُ حتى غِيثَ الناسُ، فإِنما أَراد عمر، رضي اللّه تعالى عنه، كم بَقِيَ من الوقت الذي جرت به العادة أَنـَّه إِذا تَمَّ أَتَى اللّهُ بالمطر. قال ابن الأَثير: أَمـَّا مَنْ جَعلَ الـمَطَر مِنْ فِعْلِ اللّهِ تعالى، وأَراد بقوله مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا أَي في وَقْت كذا، وهو هذا النَّوْءُ الفلاني، فإِن ذلك جائز أَي إِن اللّهَ تعالى قد أَجْرَى العادة أَن يأْتِيَ الـمَطَرُ في هذه الأَوقات. قال: ورَوى عَليٌّ، رضي اللّه عنه، عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنـَّه قال في قوله تعالى: وتَجْعَلُون رِزْقَكم أَنـَّكم تُكَذِّبُونَ؛ قال: يقولون مُطِرْنا بنوءِ كذا وكذا. قال أَبو منصور: معناه: وتَجْعَلُون شُكْرَ رِزْقِكم، الذي رَزَقَكُمُوه اللّهُ، التَّكْذِيبَ أَنـَّه من عندِ الرَّزَّاقِ، وتجعلون الرِّزْقَ من عندِ غيرِ اللّهِ، وذلك كفر؛ فأَمـَّا مَنْ جَعَلَ الرِّزْقَ مِن عِندِ اللّهِ، عز وجل، وجَعَل النجمَ وقْتاً وقَّتَه للغَيْثِ، ولم يَجعلْه الـمُغِيثَ الرَّزَّاقَ، رَجَوْتُ أَن لا يكون مُكَذِّباً، واللّه أَعلم. قال: وهو معنى ما قاله أَبو إِسحق وغيره من ذوي التمييز. قال أَبو زيد: هذه الأَنْواءُ في غَيْبوبة هذه النجوم. قال أَبو منصور: وأَصل النَّوْءِ: الـمَيْلُ في شِقٍّ.
وقيل لِمَنْ نَهَضَ بِحِمْلِهِ: ناءَ به، لأَنـَّه إِذا نَهَضَ به، وهو ثَقِيلٌ، أَناءَ الناهِضَ أَي أَماله.
وكذلك النَّجْمُ، إِذا سَقَطَ، مائلٌ نحوَ مَغِيبه الذي يَغِيبُ فيه، وفي بعض نسخ الإِصلاح: ما بِالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلان، أَي أَعْلَمُ بأَنْواءِ النُّجوم منه، ولا فعل له.
وهذا أَحد ما جاءَ من هذا الضرب من غير أَن يكون له فِعْلٌ، وإِنما هو من باب أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكِ البَعِيرَيْنِ. قال أَبو عبيد: سئل ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، عن رجل جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِه بِيَدِها، فقالت له: أَنت طالق ثلاثاً، فقال ابن عَبَّاس: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها أَلاّ طَلَّقَتْ نَفْسها ثلاثاً. قال أَبو عبيد: النَّوْءُ هو النَّجْم الذي يكون به المطر، فَمن هَمَز الحرف أَرادَ الدُّعاءَ عليها أَي أَخْطَأَها الـمَطَرُ، ومن قال خطَّ اللّهُ نَوْءَها جَعَلَه من الخَطِيطَةِ. قال أَبو سعيد: معنى النَّوْءِ النُّهوضُ لا نَوْءُ المطر، والنَّوْءُ نُهُوضُ الرَّجل إِلى كلِّ شيءٍ يَطْلُبه، أَراد: خَطَّأَ اللّهُ مَنْهَضَها ونَوْءَها إِلى كلِّ ما تَنْوِيه، كما تقول: لا سَدَّدَ اللّهُ فلاناً لـما يَطْلُب، وهي امرأَة قال لها زَوْجُها: طَلِّقي نَفْسَكِ، فقالت له: طَلَّقْتُكَ، فلم يَرَ ذلك شيئاً، ولو عَقَلَتْ لَقالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِي.
وروى ابن الأَثير هذا الحديثَ عن عُثمانَ، وقال فيه: إِنَّ اللّهَ خَطَّأَ نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها.
وقال في شرحه: قيل هو دُعاءٌ عليها، كما يقال: لا سَقاه اللّه الغَيْثَ، وأَراد بالنَّوْءِ الذي يَجِيءُ فيه الـمَطَر.
وقال الحربي: هذا لا يُشْبِهُ الدُّعاءَ إِنما هو خبر، والذي يُشْبِهُ أَن يكون دُعاءً حَدِيثُ ابن عَبَّاسٍ، رضي اللّه عنهما: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها، والمعنى فيهما لو طَلَّقَتْ نَفْسَها لوقع الطَّلاق، فحيث طَلَّقَتْ زوجَها لم يَقَعِ الطَّلاقُ، وكانت كمن يُخْطِئُه النَّوْءُ، فلا يُمْطَر.
وناوَأْتُ الرَّجُلَ مُناوَأَةً ونِوَاءً: فاخَرْتُه وعادَيْتُه. يقال: إِذا ناوَأْتَ الرجلَ فاصْبِرْ، وربما لم يُهمز وأَصله الهمز، لأَنـَّه من ناءَ إِلَيْكَ ونُؤْتَ إِليه أَي نَهَضَ إِليكَ وَنهَضْتَ إِليه. قال الشاعر: إِذا أَنْتَ ناوَأْتَ الرِّجالَ، فَلَمْ تَنُؤْ * بِقَرْنَيْنِ، غَرَّتْكَ القُرونُ الكَوامِلُ ولا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطاحِ، الذي به * تَنُوءُ، وقَرْنٌ كُلَّما نُؤْتَ مائِلُ والنَّوْءُ والـمُناوَأَةُ: الـمُعاداةُ.
وفي الحديث في الخيل: ورجُلٌ رَبَطَها فَخْراً ورِياءً ونِوَاءً لأَهل الإِسلام، أَي مُعاداةً لهم.
وفي الحديث: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمـّتي ظاهرينَ على مَن ناوَأَهم؛ أَي ناهَضَهم وعاداهم.

شكل (لسان العرب) [0]


الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛ وأَنشد أَبو عبيد: فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما، فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ ومُشَاكَلَة.
وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع.
والشَّكْل: المِثْل، تقول: هذا . . . أكمل المادة على شَكْل هذا أَي على مِثَاله.
وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه في حالاته.
ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ بهذا أَي أَشْبَه.
والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.
والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة.
وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه وناحيته وطريقته.
وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على ناحيته وجهته وخَلِيقته.
وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.
والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب.
وهذا طَرِيقٌ ذو شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ.
وشَكْلُ الشيء: صورتُه المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.
وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه.
وأَشْكَل الأَمْرُ: الْتَبَس.
وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ.
وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه أَمْرُها.
والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد.
والأَشكل من الإِبل والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء: بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة: يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج وقول الشاعر: فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة.
وقال شَمِر: الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض.
وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر المشتَبه مُشْكِلٌ.
وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر (* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد.
والأَشْكَل عند العرب: اللونان المختلطان.
ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده: والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال: كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة، والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ.
ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ العين.
وفي حديث علي (* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد: ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها، كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها (* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب). عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد: ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ، سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه.
وقوله في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ.
وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.
وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ (* قوله «المحكم شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو تَثَنِّي جُلودها (* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.
وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم: شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه.
ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من غير سماع.
وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.
والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ بالشَّكَال.
وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ.
والشِّكَال في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.
والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين اليد والرجل.
وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب، أَشْكُلُ شَكْلاً.
والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.
والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه.
ويقال: شَكَلْت الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة.
والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة: سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي، هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ وشَكَّلَتِ المرأَةُ (* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها.
والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد، والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل: هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي إِحدى يديه.
وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض.
وقال أَبو عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول. ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ.
وحُكي عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر.
وورد في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين العِذَار والأُذُن من البياض.
وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل: وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى، لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ الفَخِذ في الساق.
والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن.
والشَّاكِلةُ: الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة.
وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته.
والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ الشَّاكِلة.
ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي بَيِّنَة الشَّكَل.
والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.
والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.
والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً، فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ الدَّلّ.
والشَّكْل: المِثْل.
والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في هذا وهذا في هذا.
والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال: امرأَة ذات شِكْل.
وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.
والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين: نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا وسُرْعَتَها: مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي للعجاج: يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل قال ابن بري: الذي في شعره: مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر: أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات أَصفر وأَحمر.
وشَكْلةُ: اسم امرأَة.
وبَنُو شَكَل: بطن من العرب.
والشَّوْكَل: الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء: الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ العَوْسَجَة.

بضع (لسان العرب) [0]


بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً: قطعه، والبَضْعةُ: القِطعة منه؛ تقول: أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة مجتمعة، هذه بالفتح، ومثلها الهَبْرة، وأَخواتها بالكسر، مثل القِطْعةِ والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وغير ذلك مما لا يُحصى.
وفلان بَضْعة من فلان: يُذْهَب به إِلى الشبَه؛ وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعة منِّي، من ذلك، وقد تكسر، أَي إِنها جُزء مني كما أَن القِطْعة من اللحم، والجمع بَضْع مثل تَمْرة وتَمْر؛ قال زهير: أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها، فلاقَتْ بَياناً عند آخِرِ مَعْهَدِ (* في ديوان زهير: خلواتها بدل غفلاتها.) دَماً عند شِلْوٍ تَحْجَلُ الطيرُ حَوْلَه، وبَضْعَ لِحامٍ في إِهابٍ مُقَدَّدِ وبَضْعة وبَضْعات . . . أكمل المادة مثل تمْرة وتمْرات، وبعضهم يقول: بَضْعة وبِضَعٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ، وأَنكره عليّ بن حمزة على أَبي عبيد وقال: المسموع بَضْعٌ لا غير؛ وأَنشد: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى، وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ، وبَضْعٌ وبَضِيع، وهو نادر، ونظيره الرَّهِينُ جمع الرَّهْن.
والبَضِيعُ أَيضاً: اللحم.
ويقال: دابّة كثيرة البَضِيعِ، والبَضِيعُ: ما انْمازَ من لحم الفخذ، الواحد بَضِيعة.
ويقال: رجل خاظِي البَضِيعِ؛ قال الشاعر: خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا قال ابن بري: وبقال ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ، قال: ويقال في البضِيعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب وكَلِيب؛ قال الحادِرةُ: ومُناخ غير تبيئة* عَرَّسْتُه، (* قوله «تبيئة» كذا بالأصل هنا، وسيأتي في دسع تاءية ولعله نبيئة بالنون أوله أَي أَرض غير مرتفعة) قَمِنِ مِنَ الحِدْثانِ، نابي المَضْجَعِ عَرَّسْتُه، ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ، عُروقه لم تَدْسَعِ أَي عُروقُ ساعِده غيرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما يكون للشيوخ.
وإِن فلاناً لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم وسِمَن؛ وقوله: ولا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه يَرابِيعُ، فوقَ المَنْكِبَيْن، جُثُومُ يجوز أَن يكون جمع بَضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويجوز أَن يكون اللحم.
وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه: شَقَّه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه ضرب رجلاً أَقْسَمَ على أُم سَلمة ثلاثين سوطاً كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي تَشقُّ الجلد وتقطع وتَحْدر الدَّم، وقيل: تَحْدُر تُوَرِّم.
والبَضَعةُ: السِّياطُ، وقيل: السُّيوف، واحدها باضِع؛ قال الراجز: وللسِّياطِ بَضَعَهْ قال الأَصمعي: يقال سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشيء بضَعَه أَي قطَع منه بَضْعة، وقيل: يَبْضَعُ كلَّ شيء يقطَعُه؛ وقال: مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ وقول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً: ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة يعني قَوساً بضَعها أَي قطعَها.
والباضِعُ في الإِبل: مثل الدَّلاَّل في الدُّور (* أَي انها تحمل بضائع القوم وتجلبها.) والباضِعةُ من الشِّجاج: التي تَقْطع الجلد وتَشُقُّ اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد وتُدْمِي إِلا أَنه لا يسيل الدم، فإِن سال فهي الدَّامِيةُ، وبعد الباضِعة المُتلاحِمةُ، وقد ذكرت الباضعة في الحديث.
وبَضَعْتُ الجُرْحَ: شَقَقْتُه.
والمِبْضَعُ: المِشْرَطُ، وهو ما يُبْضَعُ به العِرْق والأَدِيم.
وبَضَعَ من الماء وبه يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً: رَوِيَ وامْتلأ: وأَبْضَعني الماءُ: أَرْواني.
وفي المثل: حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَعُ؟ وربما قالوا: سأَلني فلان عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه، وإِذا شرب حتى يَرْوى، قال: بضَعْت أَبْضَع.
وماء باضِعٌ وبَضِيع: نَمِير.
وأَبْضَعه بالكلام وبَضَعَه به: بَيَّن له ما يُنازِعُه حتى يَشْتَفِيَ، كائناً ما كان.
وبَضع هو يَبْضَعُ بُضُوعاً: فَهِمَ.
وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ: بيّنَه فتبيَّن.
وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشيء فلم يأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن يأْمره بشيء أَيضاً، تقول منه: بضعت من فلان؛ قال الجوهري: وربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه، وهو على التشبيه.
والبُضْعُ: النّكاح؛ عن ابن السكيت.
والمُباضَعةُ: المُجامَعةُ، وهي البِضاعُ.
وفي المثل: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع.
ويقال: ملَك فلان بُضْع فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغِشْيان؛ وابْتَضَعَ فلان وبضع إِذا تزوّج.
والمُباضعة: المُباشرة؛ ومنه الحديث: وبُضْعهُ أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته.
وورد في حديث أَبي ذر، رضي الله عنه: وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ، وهو منه أَيضاً.
وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها مُباضعة وبِضاعاً: جامَعَها، والاسم البُضْع وجمعه بُضوع؛ قال عمرو بن معديكرب: وفي كَعْبٍ وإِخْوتِها، كِلابٍ، سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ سَوامي الطرف أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ.
وقوله: غاليةُ البضوع؛ كنى بذلك عن المُهور اللواتي يُوصَل بها إِليهن؛ وقال آخر: عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ نوائحَه، وأَرْخَصَتِ البُضُوعا والبُضْعُ: مَهْرُ المرأَة.
والبُضْع: الطلاق.
والبُضْع: مِلْك الوَلِيّ للمرأَة، قال الأَزهري: واختلف الناس في البُضع فقال قوم: هو الفَرج، وقال قوم: هو الجِماع، وقد قيل: هو عَقْد النكاح.
وفي الحديث: عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ على زوجك أَو مُفارَقَته.
وفي الحديث عن أَبي أُمامةَ: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَمر بلالاً فنادَى في الناس يوم صَبَّحَ خَيْبَر: أَلا مَن أَصاب حُبْلى فلا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد في السمع والبصَر أَي الجماع؛ قال الأَزهري: هذا مثل قوله لا يَسقِي ماؤه زرعَ غيره، قال: ومنه قول عائشةَ في الحديث: وله حَصَّنَنِي ربّي من كل بُضْع؛ تَعْني النّبي، صلى الله عليه وسلم، من كل بُضع: من كل نكاح، وكان تزوّجها بِكْراً من بين نسائه.
وأَبْضَعَت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت.
وفي الحديث: تُسْتأْمَرُ النساء في إِبْضاعِهن أَي في إِنكاحهنَّ؛ قال ابن الأَثير: الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلية، وهو اسْتِفْعال من البُضع الجماع، وذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم يقول لأَمَته أَو امرأَته: أَرسلي إِلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويعتزلها فلا يمَسُّها حتى يتبينَ حملها من ذلك الرجل، وإِنما يفعل ذلك رَغْبة في نَجابة الولد.
ومنه الحديث: أَن عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم، مرّ بامرأَة فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها.
وفي حديث خَدِيجةَ، رضي الله عنها: لما تزوجها النبي، صلى الله عليها وسلم، دخل عليها عمرو بن أُسيد، فلما رآه قال: هذا البُضع لا يُقرَعُ أَنفه؛ يريد هذا الكُفْءُ الذي لا يُرَدّ نِكاحه ولا يُرْغَب عنه، وأَصل ذلك في الإِبل أَنَّ الفَحل الهَجين إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غيرها ليَرْتَدّ عنها ويتركها.
والبِضاعةُ: القِطْعة من المال، وقيل: اليسير منه.
والبضاعة: ما حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه.
والبِضاعةُ: طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها للتجارة.
وأَبْضعه البِضاعَة: أَعطاه إِيّاها.وابْتَضَع منه: أَخذ، والاسم البِضاعُ كالقِراض.
وأَبْضَع الشيء واسْتَبْضعه: جعله بِضاعَتَه، وفي المثل: كمُسْتَبْضِع التمر إِلى هَجَرَ، وذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر؛ قال خارجة بن ضِرارٍ: فإِنَّكَ، واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا، كمَسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه في معنى حامل.
وفي التنزيل: وجئنا ببِضاعةٍ مُزْجاةٍ؛ البِضاعة: السِّلْعةُ، وأَصلها القِطْعة من المال الذي يُتَّجَر فيه، وأصلها من البَضْع وهو القَطْع، وقيل: البِضاعة جُزء من أَجزاء المال، وتقول: هو شَرِيكي وبَضِيعي، وهم شُركائي وبُضعائي، وتقول: أبْضَعْت بِضاعة للبيع، كائنة ما كانت.
وفي الحديث: المدِينةُ كالكِير تَنْفِي خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها؛ ذكره الزمخشري وقال: هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً إِذا دفعتها إِليه؛ يعني أَنّ المدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها، والمشهور تَنْصع، بالنون والصاد، وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة، من النَّضْخ والنَّضْح وهو رش الماء.
والبَضْع والبِضْعُ، بالفتح والكسر: ما بين الثلاث إِلى العشر، وبالهاء من الثلاثة إِلى العشرة يضاف إِلى ما تضاف إِليه الآحاد لأَنه قِطْعة من العدد كقوله تعالى: في بِضْعِ سنين، وتُبنى مع العشرة كما تُبنى سائر الآحاد وذلك من ثلاثة إِلى تسعة فيقال: بِضْعةَ عَشرَ رجُلاً وبضْع عشْرةَ جارية؛ قال ابن سيده: ولم نسمع بضعة عشر ولا بضع عشرة ولا يمتنع ذلك، وقيل: البضع من الثلاث إِلى التسع، وقيل من أَربع إِلى تسع، وفي التنزيل: فلَبث في السجْنِ بِضْع سنين؛ قال الفراء: البِضْع ما بين الثلاثة إِلى ما دون العشرة؛ وقال شمر: البضع لا يكون أَقل من ثلاثة ولا أَكثر من عشرة، وقال أَبو زيد: أَقمت عنده بِضْع سنين، وقال بعضهم: بَضْع سنين، وقال أَبو عبيدة: البِضع ما لم يبلغ العِقْد ولا نصفه؛ يريد ما بين الواحد إِلى أَربعة.
ويقال: البضع سبعة، وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول: بضع وعشرون.
وقال أَبو زيد: يقال له بضع وعشرون رجلاً وله بضع وعشرون امرأَة. قال ابن بري: وحكي عن الفراء في قوله بضع سنين أَن البضع لا يُذْكر إِلا مع العشر والعشرين إِلى التسعين ولا يقال فيما بعد ذلك؛ يعني أَنه يقال مائة ونَيِّف؛ وأَنشد أَبو تَمّام في باب الهِجاء من الحَماسة لبعض العرب:أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه: لا بارك الله في بِضْعٍ وسِتِّينِ، من السِّنين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ، ولا حَياءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ وقد جاء في الحديث: بِضْعاً وثلاثين ملَكاً.
وفي الحديث: صلاةُ الجماعةِ تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع وعشرين دَرجةً.
ومرَّ بِضْعٌ من الليل أَي وقت؛ عن اللحيانب.
والباضعةُ: قِطعة من الغنم انقطعت عنها، تقول فِرْقٌ بَواضِعُ.
وتَبَضَّع الشيءُ: سالَ، يقال: جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي تَسِيل عرقاً؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب: تأْبَى بِدِرَّتِها، إِذا اسْتُغْضِبَت، إِلاَّ الحَمِيمَ، فإِنه يَتَبَضَّعُ (* راجع هذا البيت وشرحه في أول هذه المادة) يَتبضَّع: يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً، وكان أَبو ذؤيب لا يُجِيد في وصْفِ الخيل، وظنّ أَنَّ هذا مما توصف به؛ قال ابن بري: يقول تأْبَى هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْي عَفْواً فأَكرهْته على الزيادة حملته عزّة النفْس على ترك العَدْو، يقول: هذه تأْبى بدرَّتها عند إِكْراهها ولا تأْبى العَرَق، ووقع في نسخة ابن القطّاع: إِذا ما استُضْغِبت، وفسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ ليُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد، والضُّغابُ صوت الأَرْنب.
والبَضِيعُ: العَرَقُ، والبَضيعُ: البحر، والبَضِيعُ: الجَزِيرةُ في البحر، وقد غلب على بعضها؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ الهذلي: سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً، يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ (* قوله «يجنب» هو بصيغة المبني للمفعول وتقدم ضبطه في مادة سأد بفتح الياء.) ساد مقلوب من الإِسْآدِ وهو سَيْرُ الليل. تجَرَّمَ في البَضِيعِ أَي أَقام في الجزيرة، وقيل: تجرَّم أَي قَطعَ ثماني ليال لا يَبْرَح مكانَه، ويقال للذي يُصْبح حيث أَمْسى ولم يبرح مكانه سادٍ، وأَصله من السُّدَى وهو المُهْمَلُ وهذا الصحيح.
والعَيْقةُ: ساحل البحر، يَلْوِي بَعيقات أَي يذهب بما في ساحل البحر.
ويُجْنَبُ أَي تَصِيبه الجَنُوب؛ وقال القتيبي في قول أَبي خِراش الهذلي: فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنها، فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ، خَمِيلُ قال: البَضِيعُ جزيرة من جزائر البحر، يقول: لما همَّت بالمَغِيب رأَينَ شُعاعَها مثل الخَمِيلِ وهو القَطِيفة.
والبُضَيعُ مصغَّر: مكان في البحر؛ وهو في شعر حسّان بن ثابت في قوله: أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ بَيْنَ الخَوابي، فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ قال الأَثرم: وقيل هو البُصَيْعُ، بالصاد غير المعجمة، قال الأَزهري: وقد رأَيته وهو جبل قصير أَسود على تلّ بأَرض البلسةِ فيما بين سيل وذات الصَّنَمين بالشام من كُورة دِمَشْق، وقيل: هو اسم موضع ولم يُعَيَّنْ.
والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ: مواضِعُ.
وبئر بُضاعة التي في الحديث، تكسر وتضم، وفي الحديث: أَنه سئل عن بئر بُضاعة قال: هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأَجاز بعضهم كسرها وحكي بالصاد المهملة.
وفي الحديث ذكر أَبْضَعة، وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، وقيل: هو بالصاد المهملة.
وقال البشتي: مررت بالقوم أَجمعين أَبضعين، بالضاد، قال الأَزهري: وهذا تصحيف واضح، قال أَبو الهيثم الرازي: العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة توَاكِيدَ فتقول: مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، بالصاد، وكذلك روي عن ابن الأَعرابي قال: وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمْع.

صدر (لسان العرب) [0]


الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، حتى إِنهم ليقولون: صَدْر النهار والليل، وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول الأَعشى: وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه، كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ قال ابن سيده: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، وإِن شئت قلت إِن صَدْر القَناة قَناة؛ وعليه قوله: مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم والصَّدْر: واحد الصُّدُور، وهو مذكر، وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، وهو كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث، وصَدْر القناة: أَعلاها.
وصَدْر الأَمر: أَوّله.
وصَدْر . . . أكمل المادة كل شيء: أَوّله.
وكلُّ ما واجهك: صَدْرٌ، وصدر الإِنسان منه مذكَّر؛ عن اللحياني، وجمعه صُدُور ولا يكسَّر على غير ذلك.
وقوله عز وجل: ولكن تَعْمَى القُلوب التي في الصُّدُور؛ والقلب لا يكون إِلاَّ في الصَّدْر إِنما جرى هذا على التوكيد، كما قال عز وجل: يقولون بأَفواههم؛ والقول لا يكون إِلاَّ بالفَمِ لكنه أَكَّد بذلك، وعلى هذا قراءة من قرأَ: إِن أَخي له تِسْعٌ وتسعون نَعْجَةً أُنثى.
والصُّدُرة: الصَّدْر، وقيل: ما أَشرف من أَعلاه.
والصَّدْر: الطائفة من الشيء. التهذيب: والصُّدْرة من الإِنسان ما أَشرف من أَعلى صدْره؛ ومنه الصُّدْرة التي تُلبَس؛ قال الأَزهري: ومن هذا قول امرأَة طائيَّة كانت تحت امرئ القيس، فَفَرِ كَتْهُ وقالت: إِني ما عَلِمْتُكَ إِلاَّ ثَقِيل الصُّدْرة سريع الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة.
والأَصْدَر: الذي أَشرفت صَدْرته.
والمَصْدُور: الذي يشتكي صدره؛ وفي حديث ابن عبد العزيز: قال لعبيدالله بن عبدالله بن عتبة: حتى متَى تقولُ هذا الشعر؟ فقال: لا بُدَّ للمَصْدُور من أَن يَسْعُلا المَصْدُور: الذي يشتكي صَدْره، صُدِرَ فهو مصدور؛ يريد: أَن من أُصيب صَدْره لا بدّ له أَن يَسْعُل، يعني أَنه يَحْدُث للإِنسان حال يتمثَّل فيه بالشعر ويطيِّب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه.
وفي حديث الزهري: قيل له إِن عبيد الله يقول الشِّعْر، قال: ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا يَنْفُِثَ أَي لا يَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يخرجان من الفَمِ.
وفي حديث عطاء: قيل له رجل مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَحَدَثٌ هُوَ؟ قال: لا، يعني يَبزُق قَيْحاً.
وبَنَات الصدر: خَلَل عِظامه.
وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْراً: شكا صَدْرَه؛ وأَنشد: كأَنما هُوَ في أَحشاء مَصْدُورِ وصَدَرَ فلان فلاناً يَصْدُرُه صَدْراً: أَصاب صَدْرَه.
ورجل أَصْدَرُ: عظيم الصَّدْرِ، ومُصَدَّر: قويّ الصَّدْر شديده؛ وكذلك الأَسَد والذئب.
وفي حديث عبد الملك: أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر؛ هو العظيم الصَّدْر.
وفَرس مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه.
والمُصَدَّرُ من الخيل والغنم: الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ، وقيل: هو من النِّعاج السَّوداء الصدر وسائرُها أَبيضُ؛ ونعجة مُصَدَّرَة.
ورجل بعيد الصَّدْر: لا يُعطَف، وهو على المثَل.والتَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس.
وصَدَّر كتابه: جعل له صَدْراً؛ وصَدَّره في المجلس فتصدَّر.
وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر، كلاهما: تقدَّم الخيلَ بِصَدره.
وقال ابن الأَعرابي: المُصَدَّرُ من الخيل السابق، ولم يذكر الصَّدْرَ؛ ويقال: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جاء قد سبق وبرز بِصَدْرِه وجاء مُصَدَّراً؛ وقال طفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً: كأَنه بَعْدَما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ الليل، مَبْلُولُ كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ. بعدما صَدَّرْنَ: يعني خَيْلاَ سَبَقْنَ بصُدُورِهِنَّ.
والعَرَق: الصفُّ من الخيل؛ وقال دكين: مُصَدَّرٌ لا وَسَطٌ ولا بَالي (* قوله: «مصدر إِلخ» كذا بالأَصل).
وقال أَبو سعيد في قوله: بعدما صَدَّرْنَ من عرق أَي هَرَقْنَ صَدْراً ومن العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ ور وي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: رواه بعدما صُدِّرْنَ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعدما عَرِقَ؛ قال: والأَول أَجود؛ وقول الفرزدق يخاطب جريراً:وحَسِبتَ خيْلَ بني كليب مَصْدَراً، فَغَرِقْتَ حين وَقَعْتَ في القَمْقَامِ يقول: اغْتَرَرْتَ بخيْل قومك وظننت أَنهم يخلِّصونك من بحر فلم يفعلوا.
ومن كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يقال: صُودِرَ فلانٌ العامل على مالٍ يؤدِّيه أَي فُورِقَ على مالٍ ضَمِنَه.
والصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قال الأَزهري: وكانت المرأَة الثَّكْلَى إِذا فقدت حميمها فأَحَدّتْ عليه لبست صِدَاراً من صُوف؛ وقال الراعي يصف فلاة: كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فيها عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عنها الصَّدارَا ابن الأَعرابي: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، وهي الصِّدار والأُصْدَة.
والعرَب تقول للقميص الصغير والدِّرْع القصيرة: الصُّدْرَةُ، وقال الأَصمعي: يقال لِمَا يَلي الصَّدْر من الدِّرْعِ صِدارٌ. الجوهري: الصِّدارُ. بكسر الصاد، قميص صغير يَلي الجسد.
وفي المثل: كلُّ ذات صِدارٍ خالَةٌ أَي من حَقِّ الرجل أَن يَغارَ على كل امرأَة كما يَغارُ على حُرَمِهِ.
وفي حديث الخَنْساء: دخلتْ على عائشة وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر؛ الصِّدار: القميص القصير كما وَصَفناه أَوَّلاً.
وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها ما بين أَصابعها إِلي الحِمارَة.
وصَدْرُ النعل: ما قُدَّام الخُرْت منها.
وصَدْرُ السَّهْم: ما جاوز وسَطَه إِلى مُسْتَدَقِّهِ، وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به، وسُمي بذلك لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي، وقيل: صَدْرُ السهم ما فوق نصفه إِلى المَرَاش.
وسهم مُصَدَّر: غليظ الصَّدْر، وصَدْرُ الرمح: مثله.
ويومٌ كصَدْرِ الرمح: ضيِّق شديد. قال ثعلب: هذا يوم تُخَصُّ به الحرْب؛ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي: ويوم كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه بِلَيْلي فَلَهَّانِي، وما كُنْتُ لاهِيَا وصُدُورُ الوادي: أَعاليه ومَقادمُه، وكذلك صَدَائرُهُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد. أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ بَكَيْتَ، ولم يَعْذِرْكَ في الجهلِ عاذِرف؟ تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى على فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ واحدها صَادِرَة وصَدِيرَة. (* قوله: «واحدها صادرة وصديرة» هكذا في الأَصل وعبارة القاموس جمع صدارة وصديرة).
والصَّدْرُْ في العَروضِ: حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون فاعِلاتُنْ؛ قال ابن سيده: هذا قول الخليل، وإِنما حكمه أَن يقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون فاعِلاتُنْ.
والتَّصْدِيرُ؛ حزام الرَّحْل والهَوْدَجِ. قال سيبويه: فأَما قولهم التَّزْدِيرُ فعلى المُضارعة وليست بلُغَة؛ وقد صَدَّرَ عن البعير.
والتَّصْدِيرُ: الحِزام، وهو في صَدْرِ البعير، والحَقَبُ عند الثِّيل.
والليث: التَّصْدِيرُ حبل يُصَدَّرُ به البعير إِذا جرَّ حِمْله إِلى خلْف، والحبلُ اسمه التَّصْدِيرُ، والفعل التَّصْدِيرُ. قال الأَصمعي: وفي الرحل حِزامَةٌ يقال له التَّصْدِيرُ، قال: والوَضِينُ والبِطان لِلْقَتَبِ، وأَكثر ما يقال الحِزام للسَّرج.
وقال الليث: يقال صَدِّرْ عن بَعِيرك، وذلك إِذا خَمُصَ بطنُه واضطرب تَصْدِيُرهُ فيُشدُّ حبل من التَّصْدِيرِ إِلى ما وراء الكِرْكِرَة، فيثبت التَّصْدِير في موضعه، وذلك الحبل يقال له السِّنافُ. قال الأَزهري: الذي قاله الليث أَنَّ التَّصدْيِر حبل يُصَدَّر به البعير إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، والذي أَراده يسمَّى السِّناف، والتَّصْديرُ: الحزام نفسُه.
والصِّدارُ: سِمَةٌ على صدر البعير.والمُصَدَّرُ: أَول القداح الغُفْل التي ليست لها فُروضٌ ولا أَنْصباء، إِنما تثقَّل بها القداح كراهِيَة التُّهَمَة؛ هذا قول اللحياني.
والصَّدَرُ، بالتحريك: الاسم، من قولك صَدَرْت عن الماء وعن البِلاد.
وفي المثل: تَرَكْته على مِثْل ليلَة الصَّدَرِ؛ يعني حين صَدَرَ الناس من حَجِّهِم.
وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع، والموضع مَصْدَر ومنه مَصادِر الأَفعال.
وصادَرَه على كذا.
والصَّدَرُ: نقِيض الوِرْد. صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدَراً؛ الأَخيرة مضارِعة؛ قال:ودَعْ ذا الهَوَى قبل القِلى؛ تَرْكُ ذي الهَوَى، مَتِينِ القُوَى، خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا وقد أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ، والأَوَّل أَعلى.
وفي التنزيل العزيز: حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ؛ قال ابن سيده: فإِمَّا أَن يكون هذا على نِيَّةِ التعدَّي كأَنه قال حتى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثم حذف المفعول، وإِمَّا أَن يكون يَصدرُ ههنا غير متعدٍّ لفظاً ولا معنى لأَنهم قالوا صَدَرْتُ عن الماء فلما يُعَدُّوه.
وفي الحديث: يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحداً ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى؛ الصَّدَرُ، بالتحريك: رُجوع المسافر من مَقصِده والشَّارِبةِ من الوِرْدِ. يقال: صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُوراً وصَدَراً؛ يعني أَنه يُخْسَفُ بهم جميعهم فَيْهلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم، ثم يَصْدُرون بعد الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة على قدْر أَعمالهم ونِيَّاتِهم، ففريقٌ في الجنة وفريق في السعير.
وفي الحديث: لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَر؛ يعني بمكة بعد أَن يقضي نُسُكَه.
وفي الحديث: كانت له رَكْوة تسمَّى الصادِرَ؛ سمِّيت به لأَنه يُصْدَرُ عنها بالرِّيّ؛ ومنه: فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فلم نحتج إِلى المُقام بها للماء.
وما له صادِرٌ ولا وارِدٌ أَي ما له شيء.
وقال اللحياني: ما لَهُ شيء ولا قوْم.
وطريق صادِرٌ: معناه أَنه يَصْدُر بِأَهْله عن الماء.
ووارِدٌ: يَرِدُهُ بِهم؛ قال لبيد يذكر ناقَتَيْن: ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قد مَثَلْ أَراد في طريق يُورد فيه ويُصْدَر عن الماء فيه.
والوَهْمُ: الضَّخْمُ، وقيل: الصَّدَرُ عن كل شيء الرُّجُوع. الليث: الصَّدَرُ الانصراف عن الوِرْد وعن كل أَمر. يقال: صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم.
ويقال للذي يَبْتَدِئُ أَمْراً ثم لا يُتِمُّه: فُلان يُورِد ولا يُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قيل: أَوْرَدَ وأَصْدَرَ. قال أَبو عبيد: صَدَرْتُ عن البِلاد وعن الماء صَدَراً، وهو الاسم، فإِذا أَردت المصدر جزمت الدال؛ وأَنشد لابن مقبل: وليلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها صَدْرَ المطِيَّة حتء تعرف السَّدَفا قال ابن سيده: وهذا منه عِيٌّ واختلاط، وقد وَضَعَ منه بهذه المقالة في خطبة كتابِه المحكَم فقال: وهل أَوحَشُ من هذه العبارة أَو أَفحشُ من هذه الإِشارة؟ الجوهري: الصَّدْرُ، بالتسكين، المصدر، وقوله صَدْرَ المطِيَّة مصدر من قولك صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. قال ابن بري: الذي رواه أَبو عمرو الشيباني السَّدَف، قال: وهو الصحيح، وغيره يرويه السُّدَف جمع سُدْفَة، قال: والمشهور في شعر ابن مقبل ما رواه أَبو عمرو، والله أَعلم.
والصَّدَر: اليوم الرابع من أَيام النحر لأَن الناس يَصْدُرون فيه عن مكة إِلى أَماكنهم.
وتركته على مِثْل ليلة الصَّدَر أَي لا شيء له.
والصَّدَر: اسم لجمع صادر؛ قال أَبو ذؤيب: بِأَطْيَبَ منها، إِذا مال النُّجُو مُ أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ والأَصْدَرَانِ: عِرْقان يضربان تحت الصُّدْغَيْنِ، لا يفرد لهما واحد.
وجاء يضرِب أَصْدَرَيْه إِذا جاء فارِغاً، يعنى عِطْفَيْهِ، ويُرْوَى أَسْدَرَيْهِ، بالسين، وروى أَبو حاتم: جاء فلان يضرب أَصْدَرِيْهِ وأَزْدَرَيهِ أَي جاء فارغاً، قال: ولم يدر ما أَصله؛ قال أَبو حاتم: قال بعضهم أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ ولم يعرِف شيئاً منهنَّ.
وفي حديث الحسَن: يضرب أَصْدَرَيْه أَي منكِبيه، ويروى بالزاي والسين.
وقوله تعالى: يَصْدُرَ الرِّعاء؛ أَي يرجعوا من سَقْيِهم، ومن قرأَ يُصْدِرَ أَراد يردّون. مواشِيَهُمْ.
وقوله عز وجل: يومئذٍ يَصْدُرُ الناس أَشتاتاً؛ أَي يرجعون. يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي رَجَعُوا عنه، وصَدَرُوا إِلى المكان صاروا إِليه؛ قال: قال ذلك ابن عرفة.
والوارِدُ: الجائِي، والصَّادِرُ: المنصرف. التهذيب: قال الليث: المَصْدَرُ أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال، وتفسيره أَن المصادر كانت أَول الكلام، كقولك الذّهاب والسَّمْع والحِفْظ، وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها، فيقال: ذهب ذهاباً وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً وحَفِظ حِفْظاً؛ قال ابن كيسان: أَعلم أَن المصدر المنصوب بالفعل الذي اشتُقَّ منه مفعولٌ وهو توكيد للفعل، وذلك نحو قمت قِياماً وضربته ضَرْباً إِنما كررته (* قوله: «إِنما كررته إِلى قوله وصادر موضع» هكذا في الأَصل).
وفي قمتُ دليلٌ لتوكيد خبرك على أَحد وجهين: أَحدهما أَنك خِفْت أَن يكون من تُخاطِبه لم يَفهم عنك أَوَّلَ كلامك، غير أَنه علم أَنك قلت فعلت فعلاً، فقلتَ فعلتُ فِعلاً لتردِّد اللفظ الذي بدأْت به مكرَّراً عليه ليكون أَثبت عنده من سماعه مرَّة واحدة، والوجه الآخر أَن تكون أَردت أَن تؤكد خَبَرَكَ عند مَنْ تخاطبه بأَنك لم تقل قمتُ وأَنت تريد غير ذلك، فردَّدته لتوكيد أَنك قلتَه على حقيقته، قال: فإِذا وصفته بصفة لو عرَّفتْه دنا من المفعول به لأَن فعلته نوعاً من أَنواع مختلفة خصصته بالتعريف، كقولك قلت قولاً حسناً وقمت القيام الذي وَعَدْتك.
وصادِرٌ: موضع؛ وكذلك بُرْقَةُ صادر؛ قال النابغة: لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِينَ لَقِيتُه يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ وصادِرَة: اسم سِدْرَة معروفة: ومُصْدِرٌ: من أَسماء جُمادَى الأُولى؛ قال ابن سيده: أُراها عادِيَّة.

صدق (لسان العرب) [0]


الصِّدْق: نقيض الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً.
وصَدَّقه: قَبِل قولَه.
وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قال الأَعشى: فصدَقْتُها وكَذَبْتُها، والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ ويقال: صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً، وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم.
ومن أَمثالهم: الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد.
ورجل صَدُوقٌ: أبلغ من الصادق.
وفي المثل: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وأَصله أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري: إنه جمل، فقال المشتري: بل هو بَكْرٌ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه: هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت، وقيل: يسكن بها البَكارة خاصَّة، فقال المشتري: صدقَني سِنَّ بَكْرِه.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: . . . أكمل المادة صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه.؛ وهو مثل يضرب للصادق في خبره.
والمُصَدِّقُ: الذي يُصَدِّقُك في حديثك.
وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً، تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني، وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام.
وقوله تعالى: لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم؛ تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم، وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون.
ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بالمصدر، وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ، يريدون المبالغة والإشارة.
والصِّدِّيقُ، مثال الفِسَّيق: الدائمُ التَّصْدِيقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل؛ ذكره الجوهري، ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان.
والصِّدِّيقُ: المُصَدِّقُ.
وفي التنزيل: وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق.
وقوله تعالى: والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به. روي عن علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه، أنه قال: الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، والذي صَدَّقَ به أَبو بكر، رضي الله عنه، وقيل: جبرئيل ومحمد، عليهما الصلاة والسلام، وقيل: الذي جاء بالصدق محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، وصَدَّقَ به المؤمنون. الليث: كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو صِدِّيقٌ، وهو قول الله عز وجل: والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم.
والصِّدِّيقُ: المبالغ في الصِّدْق.
وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من أين جئت قال فلم يَصْدُقْ.
ورجلٌ صَدْقٌ: نقيض رجل سَوْءٌ، وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ؛ حكاه سيبويه.
ويقال: رجُلُ صِدْقٍ، مضاف بكسر الصاد، ومعناه نِعم الرجل هو، وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك، فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ، وهي صَدْقةٌ، وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات؛ وأَنشد: مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أي نافذات الحدق؛ وقال رؤبة يصف فرساً: والمراي الصدق يبلي الصدقا (* قوله «المراي الصدق إلخ» هكذا في الأصل، وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس: والمري إلخ).
وقال الفراء في قوله تعالى: ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه؛ قرئ بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه، ومن قرأَ: ولقد صَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّه؛ فمعناه أَنه حقق ظنه حين قال: ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم، لأنه قال ذلك ظانّاً فحققه في الضالين. أَبو الهيثم: صَدَقَني فلانٌ أي قال لي الصِّدْقَ، وكَذَبَني أي قال لي الكذب.
ومن كلام العرب: صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا؛ المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا.
والصَّداقةُ والمُصادَقةُ: المُخالّة.
وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء: أَمْحَضه له.
وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَلْتُه، والاسم الصَّداقة.
وتصادَقا في الحديث وفي المودّة، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ.
والصَّدِيقُ: المُصادِقُ لك، والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ؛ قال عمارة بن طارق: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ وقال جرير: وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل: فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم؛ ألا تراه عطفه على الجمع؟ وقال رؤبة: دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها والأُنثى صديق أَيضاً؛ قال جميل: كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَاها، وأنتِ صَديق وقال كُثَيّر فيه: لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً، وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ وقال آخر: فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني فِراقَكَ، لم أَبْخَلْ، وأنتِ صَدِيقُ وقال آخر في جمع المذكر: لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى بِكُم مِثْلُ ما بي، إِنّكم لَصَدِيقُ وقيل صَدِيقةٌ؛ وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب: ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم دِينٌ، وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا؟ ويقال: فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة المدح كقول حباب بن المنذر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ؛ قال جرير: نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وقال يزيد بن الحكم في مثله: ويَهْجُرْنَ أََقْواماً، وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ: الثَّبْتُ اللقاء، والجمع صُدْق، وقد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً؛ قال حسان بن ثابت: صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ، وصَدْقُ ذلك أَوفقُ ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ، بالضم: مثل فرس وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون.
وصَدَقُوهم القِتالَ: أَقدموا عليهم، عادَلُوا بها ضِدَّها حين قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا ليست لها مكذوبة؛ فأَما قوله: يَزِيد زادَ الله في حياته، حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة.
وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت،ت.
وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما يُصَدِّقُه.
ورجل ذو مَصْدَقٍ، بالفتح، أَي صادقُ الحَمْلِة، يقال ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ، وصادِقُ الجَرْي: كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك؛ قال خفاف ابن ندبة: إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَرى، وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول: إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية؛ وقول أَبي ذؤيب: نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ لُيوثٌ، غداةَ البَأْس، بيضٌ مَصادِقُ يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه، ويجوز أَن يكون على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف، وكذلك الفرس، وقد يقال ذلك في الرأْي.
والمَصْدَق أَيضاً: الجِدُّ، وبه فسر بعضهم قول دريد: وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً، وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ ويروى ذَرِّيّ.
والمَصْدَق: الصلابة؛ عن ثعلب.
ومِصْداق الأَمر: حقيقتُه.والصَّدْق، بالفتح: الصلب من الرماح وغيرها.
ورمح صَدْقٌ: مستوٍ، وكذلك سيف صَدْق؛ قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي: صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه، ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ قال ابن سيده: وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط؛ وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب: وفي الحِلْم إِدْهانٌ، وفي العَفُو دُرْسةٌ، وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ، فاصْدُقِ قال: الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة؛ يقول: إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه، وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك؛ روى ابن بري عن ابن درستويه قال: ليس الصِّدق من الصلابة في شيء، ولكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة: في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَد قال: وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة، والرمح يوصف بالطول واللين والصلابة ونحو ذلك. قال الخليل: الصَّدْقُ الكامل من كل شيء. يقال: رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة؛ قال ابن درستويه؛ وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه، والمعنى أَنه يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة، قال: ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق، قال: وذلك لا يقال.
وصَدَقاتُ الأَنعامِ: أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب.
والصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به على للفقراء .
والصَّدَقة: ما أَعطيته في ذات الله للفقراء.
والمُتَصَدِّق: الذي يعطي الصِّدَقَةَ.
والصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به على مسكين، وقد تَصَدَّق عليه، وفي التنزيل: وتَصَدَّقْ علينا، وقيل: معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى: وجِئْنا بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا، فقال: مزجاة فيها اغماض ولم يتم صلاحُها، وتَصَدَّقْ علينا قال: فَضِّل ما بين الجيّد والرديء.
وصَدَّق عليه: كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل.
والمُصَدِّق: القابل للصَّدقة، ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق، والعامة تقوله، إِنما المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة.
وقوله تعالى: إِن المُصَّدِّقِين والمُصَّدَّقات، بتشديد الصاد، أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً فأُدغمت في مثلها؛ قال ابن بري: وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى سأَل؛ وأَنشد: ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم، لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وفي الحديث لما قرأ: ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ، قال: تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن ثوبه أَي ليتصدق، لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي ليُنْجِزْ.
والمُصَدِّقُ: الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم. يقال: لا تشترى الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها، والمعطي مُتَصَدِّق والسائل مُتَصَدِّق هما سواء؛ قال الأَزهري: وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه؛ قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما.
والمُتصَدِّق: المعطي؛ قال الله تعالى: وتَصَدَّقْ علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين، ويقال للذي يقبض الصَّدَقات ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق، بتخفيف الصاد، وكذلك الذي ينسب المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق، بالتخفيف قال الله تعالى: أَئِنَّك لمن المُصَدِّقِين، الصاد خفيفة والدال شديدة، وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك؛ وأَما المُصَّدِّق، بتشديد الصاد والدال، فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء في الصاد فشددت. قال الله تعالى: إِنَّ المُصَّدِّقِينَ والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات.
وفي حديث الزكاة: لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ؛ رواه أَبو عبيد بفتح الدال والتشديد، يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله، وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال، وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أَربابها، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم، فهو مُصَدِّقٌ؛ وقال أَبو موسى: الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال، وهو صاحب المال، وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد، والاستثناءُ من التَّيْسِ خاصة، فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم، وهذا إِنما يتجه إِذا كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز، وقد نهي عن أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ؛ قال ابن الأَثير: والذي شرحه الخطابي في المعالم أَن المُصَدِّق، بتخفيف الصاد، العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده.
والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ، بالضم وتسكين الدال، والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ: مهر المرأَة، وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ، والكثير صُدُقٌ، وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب.
وقد أَصْدَق المرأَةَ حين تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً، وقيل: أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً. أَبو إِسحق في قوله تعالى: وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً؛ الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ، ومن قال صُدْقة قال صُدْقاتِهنَّ، قال: ولا يقرأُ من هذه اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ؛ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة؛ وفي رواية: لا تُغالُوا في صُدُق النساء، جمع صَداقٍ.
وفي الحديث: وليس عند أَبَوَيْنا ما يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ.
والصَّيْدَقُ، على مثال صَيْرف: النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من نبات نعش الكبرى؛ عن كراع، وقال شمر: الصَّيْدقُ الأَمِينُ؛ وأَنشد قول أُمية: فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ، ما قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وقال أَبو عمرو: الصَّيْدَقُ القطب، وقيل المَلِك، وقال يعقوب: هي الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق.

حوا (لسان العرب) [0]


الحُوَّةُ: سواد إِلى الخُضْرة، وقيل: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد، وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مشدّد، واحْوَوى فهو أَحْوَى، والنسب إِليه أَحْوِيٌّ؛ قال ابن سيده: قال سيبويه إِنما ثبتت الواو في احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حيث كانتا وسطاً، كما أَنَّ التضعيف وسطاً أَقوى نحو اقْتَتل فيكون على الأَصل، وإِذا كان مثل هذا طرفاً اعتلّ، وتقول في تصغير يَحْيَى يُحَيٌّّ، وكل اسم اجتمعت فيه ثلاث ياءَات أَولهن ياء التصغير فإِنك تحذف منهن واحدة، فإِن لم يكن أَولهن ياء التصغير أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تقول في تصغير حَيَّة حُيَيَّة، وفي تصغير أَيُّوب أُيَيِّيبٌ بأَربع ياءَات، واحْتَملَت ذلك لأَنها في وسط الاسم ولو كانت طرفاً لم . . . أكمل المادة يجمع بينهن، قال ابن سيده: ومن قال احْواوَيْت فالمصدر احْوِيَّاءٌ لأَن الياء تقلبها كما قَلَبت واوَ أيَّام، ومن قال احْوَوَيْت فالمصدر احْوِوَاء لأَنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احْوِيَّاء، ومن قال قِتَّال قال حِوَّاء، وقالوا حَوَيْت فصَحَّت الواو بسكون الياء بعدها. الجوهري: الحُوَّة لون يخالطه الكُمْتَة مثل صَدَإ الحديد، والحُوَّة سُمْرة الشفة. يقال: رجل أَحْوَى وامرأَة حَوَّاءُ وقد حَوِيَتْ. ابن سيده: شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إلى السواد، وكثر في كلامهم حتى سَمَّوْا كل أَسود أَحْوَى؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطي حُكْمَه بها القَيْنُ، من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ يعني بالحَوَّاءِ بكَرَة صنعت من عود أََحْوَى أَي أَسود، ورَكَدَتْ: دارت، ويكون وقفت، والقين: الصانع. التهذيب: والحُوَّةُ في الشِّفاهِ شَبيه باللَّعَسِ واللَّمَى؛ قال ذو الرمة: لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، وفي اللِّثاتِ وفي أَنيابِها شَنَبُ وفي حديث أَبي عمرو النخعي: ولَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى أَي أَسود ليس بشديد السواد.
واحْواوَتِ الأَرض: اخْضَرَّت. قال ابن جني: وتقديره افْعالَت كاحْمارَتْ، والكوفيون يُصَحِّحون ويُدغمون ولا يُعِلُّون فيقولون احْوَاوَّت الأَرض واحْوَوَّت؛ قال ابن سيده: والدليل على فساد مذهبهم قول العرب احْوَوَى على مثال ارْعَوَى ولم يقولوا احْوَوَّ.
وجَمِيمٌ أَحْوَى: يضرب إلى السواد من شدة خُضْرته، وهو أَنعم ما يكون من النبات. قال ابن الأَعرابي: هو مما يبالغون به. الفراء في قوله تعالى: والذي أَخْرج المَرْععى فجعله غُثاءً أَحْوى، قال: إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاءٌ، والأَحْوَى الذي قد اسودَّ من القِدَمِ والعِتْقِ، وقد يكون معناه أَيضاً أخرج المَرْعَى أَحْوى أَي أَخضر فجعله غُثاءً بعد خُضْرته فيكون مؤخراً معناه التقديم.
والأَحْوَى: الأَسود من الخُضْرة، كما قال: مُدْهامَّتانِ. النضر: الأَحْوى من الخيل هو الأَحْمر السَّرَاة.
وفي الحديث: خَيْرُ الخَيْلِ الحُوُّ؛ جمع أَحْوَى وهو الكُمَيت الذي يعلوه سواد.
والحُوَّة: الكُمْتة. أَبو عبيدة: الأَحْوَى هو أَصْفَى من الأَحَمِّ، وهما يَتَدانَيانِ حتى يكون الأَحْوَى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عليه أَنه أَحَمُّ.
ويقال: احْواوَى يَحْواوي احْوِيواءً. الجوهري: احْوَوى الفرس يَحْوَوِي احْوِوَاءً، قال: وبعض العرب يقول حَوِيَ يَحْوَى حُوَّة؛ حكاه عن الأَصمعي في كتاب الفرس. قال ابن بري في بعض النسخ: احْوَوَّى، بالتشديد، وهو غلط، قال: وقد أَجمعوا على أَنه لم يجئ في كلامهم فِعْل في آخره ثلاثة أَحرف من جنس واحد إلا حرف واحد وهو ابْيَضَضَّ؛ وأَنشدوا: فالْزَمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي أَبو خيرة: الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يقال لها نَمْلُ سليمان.
والأَحْوى: فرس قُتَيْبَة بنِ ضِرار.
والحُوَّاء: نَبْتٌ يشبه لون الذِّئبِ، واحدته حُوَّاءَةٌ.
وقال أَبو حنيفة: الحُوَّاءَةُ بقلة لازقة بالأَرض، وهي سُهْلِيَّة ويسمو من وسطها قضيب عليه ورق أَدق من ورق الأَصل، وفي رأْسه بُرْعُومة طويلة فيها بزرها.
والحُوَّاءة: الرجل اللازم بيته، شبّه بهذه النبتة. ابن شميل: هما حُوَّاءانِ أَحدهما حُوَّاء الذَّعاليق وهو حُوَّاءُ البَقَر وهو من أَحْرار البقول، والآخر حُوَّاء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرِّمْثِ خَشِناً؛ وقال: كما تَبَسَّم للحُوَّاءةِ الجَمَل وذلك لأَنه لا يقدر على قَلْعها حتى يَكْشِرَ عن أَنيابه للزوقها بالأَرض. الجوهري: وبعير أَحْوَى إذا خالط خُضْرتَه سوادٌ وصفرة. قال: وتصغير أَحْوَى أُحَيْوٍ في لغة من قال أُسَيْود، واختلفوا في لغة من أَدغم فقال عيسى بن عمر أُحَيِّيٌ فصَرَف، وقال سيبويه: هذا خطأٌ، ولو جاز هذا لصرف أَصَمُّ لأَنه أَخف من أَحْوى ولقالوا أُصَيْمٌ فصرفوا، وقال أَبو عمرو بن العلاء فيه أحَيْوٍ؛ قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عَطَاءٍ عُطَيٌّ، وقيل: أُحَيٌّ وهو القياس والصواب.
وحُوّة الوادي: جانبه.
وحَوَّاءُ: زوج آدم، عليهما السلام، والحَوَّاء: اسم فرس علقمة بن شهاب.
وحُوْ: زجر للمعز، وقد حَوْحَى بها.
والحَوُّ والحَيُّ: الحق.
واللَّوُّ واللَّيُّ: الباطل.
ولا يعرف الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَي لا يعرف الكلام البَيِّن من الخَفِيِّ، وقيل: لا يعرف الحق من الباطل. أَبو عمرو: الحَوّة الكلمة من الحق.
والحُوَّة: موضع ببلاد كلب؛ قال ابن الرقاع: أَوْ ظَبْية من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ مَذانِباً، فَجَرَتْ نَبْتآً وحُجْرَانا قال ابن بري: الذي في شعر ابن الرقاع فُجِرَتْ، والحُجْران جمع حاجر مثل حائِر وحُوران، وهو مثل الغدير يمسك الماء.
والحُوَّاء، مثل المُكَّاء: نبت يشبه لون الذئب، الواحِدة حُوّاءَةٌ؛ قال ابن بري شاهده قوله الشاعر:وكأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ وحُوَيُّ خَبْتٍ: طائر؛ وأَنشد: حُوَيَّ خَبْتٍ أَينَ بِتَّ اللَّيلَهْ؟ بِتُّ قَرِيباً أَحْتَذِي نُعَيْلَهْ وقال آخر: كأنَّك في الرجال حُوَيُّ خَبْتٍ يُزَقّي في حُوَيّاتٍ بِقَاعِ وحَوَى الشيءَ يحوِيه حَيّاً وحَوَايَةً واحْتَواه واحْتَوى عليه: جمَعَه وأَحرزه.
واحْتَوَى على الشيء: أَلْمَأَ عليه.
وفي الحديث: أَن امرأَة قالت إنَّ ابْنِي هذا كان بَطْني لَهُ حِواءً؛ الحِوَاءُ: اسم المكان الذي يَحْوِي الشيء أَي يجمعه ويضمه.
وفي الحديث: أَن رجلاً قال يا رسول الله هل عَلَيَّ في مالي شيءٌ إذا أَدّيْت زَكاتَه؟ قال: فأَينَ ما تَحَاوتْ عليكَ الفُضُول؟ هي تفاعَلَت من حَوَيْت الشيء إذا جمعته؛ يقول: لا تَدَ ع المُواساة من فضل مالك، والفُضُول جمع فَضْل المالِ عن الحوائج.، ويروى: تَحَاوَأتْ، بالهمز، وهو شاذ مثل لَبَّأتُ بالحَجِّ.
والحَيَّة: من الهوامّ معروفة، تكون للذكر والأُنثى بلفظ واحد، وسنذكرها في ترجمة حَيَا، وهو رأْي الفارسي؛ قال ابن سيده: وذكرتها هنا لأَن أَبا حاتم ذهب إلى أَنها من حَوَى قال لتَحَويِّها في لِوَائِها.
ورجل حَوَّاءٌ وحاوٍ: يجمع الحَيَّات، قال: وهذا يعضد قول أَبي حاتم أَيضاً.
وحَوى الحَيَّةِ: انطواؤها؛ وأَنشد ابن بري لأبَي عنقاء الفزاري: طَوَى نفْسَه طَيَّ الحَرير، كأَنه حَوَى حَيَّةٍ في رَبْوَةٍ، فهْو هاجِعُ وأَرضٌ مَحْواة: كثيرة الحَيَّاتِ. قال الأَزهري: اجتمعوا على ذلك.
والحَوِيَّةُ: كساء يُحَوَّى حَوْلَ سنامِ البعير ثم يركب. الجوهري: الحَوِيّة كساء مَحْشُوٌّ حول سنام البعير وهي السَّويَّة. قال عمير بن وهب الجُمَحِي يم بدر وحُنَينٍ لما نظر إلى أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وحَزَرَهُم وأَخْبر عنهم: رأَيت الحَوايا عليها المَنايا نَواضِحُ يثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ.
والحَوِيَّةُ لا تكون إلا للجِمال، والسَّوِيَّة قد تكون لغيرها، وهي الحَوايا. ابن الأَعرابي: العرب تَقول المَنايا على الحَوايا أَي قد تأْتي المنيةُ الشجاعَ وهو على سَرْجه.
وفي حديث صَفيَّة: كانت تُحْوِّي وراءَه بعباءة أَو كساء؛ التَّحْوِيةُ: أَن تُدير كساءً حولَ سَنام البعير ثم تَرْكَبَه، والاسم الحَوِيّةُ.
والحَوِيّةُ: مَرْكَبٌ يُهَيَّأ للمرأَة لتركبه، وحَوَّى حَوِيَّة عَمِلَها.
والحَوِيَّةُ: اسْتدارة كل شيء.
وتَحَوَّى الشيءُ: استدارَ. الأَزهري: الحَوِيُّ استدارة كل شيء كَحَوِيِّ الحَيَّة وكَحَوِيِّ بعض النجوم إذا رأَيتها على نَسَقٍ واحدٍ مُستديرة. ابن الأَعرابي: الحَوِيُّ المالك بعد استحقاق، والحَوِيُّ العَلِيلُ، والدَّوِيُّ الأَحمق، مشددات كلها. الأَزهري: والحَوِيُّ أَيضاً الحوض الصغير يُسَوِّيه الرجلُ لبعيره يسقيه فيه، وهو المَرْكُوُّ (* قوله «وهو المركوّ» هكذا في التهذيب والتكملة، وفي القاموس وغيره ان المركوّ الحوض الكبير). يقال: قد احتَوَيْتُ حَوِّياً.
والحَوايا: التي تكون في القِيعانِ فهي حفائر مُلْتوية يَمْلَؤها ماءُ السماء فيقى فيها دهراً طويلاً، لأَن طين أَسفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، واحدتها حَوِيَّة، وتسميها العرب الأَمْعاء تشبيهاً بحَوايا البطن يَسْتَنْقِعُ فيها الماء.
وقال أَبو عمرو: الحَوايا المَساطِحُ، وهو أَن يَعْمِدوا إلى الصَّفا فيحوون له تراباً وحجارة تَحْبِسُ عليهم الماءَ، واحدتها حَوِيَّة. قال ابن بري: الحَوايا آبار تحفر ببلاد كَلْب في أَرض صُلْبة يُحْبس فيها ماء السيول يشربونه طُولَ سنتهم؛ عن ابن خالويه. قال ابن سيده: والحَوِيَّة صفاة يُحاط عليها بالحجارة أَو التراب فيجتمع فيها الماء.
والحَوِيَّة والحاوِيَةُ والحاوِيَاء: ما تَحَوَّى من الأَمعاء، وهي بَناتُ اللَّبَن، وقيل: هي الدُّوَّارة منها، والجمع حَوايا، تكون فَعَائل إن كانت جمع حَويَّة، وفَواعل إن كانت جمع حاوِيَةٍ أَو حاوِياءَ. الفراء في قوله تعالى: أَو الحَوايا أَو ما اخْتَلَط بعَظْم؛ هي المَباعِرُ وبناتُ اللبن. ابن الأَعرابي: الحَوِيَّة والحاوِيَةُ واحد، وهي الدُّوَّارة التي في بطن الشاة. ابن السكيت: الحاوِياتُ بَنات اللبن، يقال حاوِيَةٌ وحاوِياتٌ وحاوِيَاء، ممدود. أَبو الهيثم: حاوِيَةٌ وحَوايا مثل زاوية وزَوايا، ومنهم من يقول حَوِيَّة وحَوايا مثل الحَوِيَّة التي توضع على ظهر البعير ويركب فوقها، ومنهم من يقول لواحدتها حاوِياءُ، وجمعها حَوايا؛ قال جرير: تَضْغُو الخَنانِيصُ، والغُولُ التي أَكَلَتْ في حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعار الجوهري: حَوِيَّة البطن وحاوِية البَطْنِ وحاوِياءُ البطن كله بمعنى؛ قال جرير: كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِه نقِيقُ الأَفاعي، أَو نقِيقُ العَقارِبِ وأَنشد ابن بري لعليّ، كرم الله وجهه: أضْرِبُهم ولا أَرى مُعاويَهْ الجاحِظَ العَينِ، العَظيمَ الحاوِيَهْ وقال آخر: ومِلْحُ الوَشِيقَةِ في الحاويَهْ يعني اللبن.
وجمع الحَويَّةِ حَوايا وهي الأَمعاء، وجمع الحاوِياءِ حَوَاوٍ على فَوَاعِلَ، وكذلك جمع الحاوِية؛ قال ابن بري: حَوَاوٍ لا يجوز عند سيبويه لأَنه يجب قلب الواو التي بعد أَلف الجمع همزة، لكون الأَلف قد اكتنفها واوان، وعلى هذا قالوا في جمع شاوِيَة شَوَايا ولم يقولوا شَوَاوٍ، والصحيح أَن يقال في جمع حاوِية وحاوِياءَ حَوَايا، ويكون وزنها فَواعِلَ، ومن قال في الواحدة حَوِيَّة فوزن حَوَايا فَعائِل كصَفِيّة وصَفايا، والله أَعلم. الليث: الحِواءُ أَخْبِيَةٌ يُدَانَى بعضُها من بعض، تقول: هم أَهل حِوَاءٍ واحد، والعرب تقول المُجتمَعِ بيوت الحَيِّ مُحْتَوًى ومَحْوًى وحِوَاء، والجمع أَحْوِيَةٌ ومَحاوٍ؛ وقال: ودَهْماء تستَوْفي الجَزُورَ كأَنَّها، بأَفْنِيَةِ المَحوَى، حِصانٌ مُقَيَّد ابن سيده: والحِوَاءُ والمُحَوَّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت، والجمع الأَحوية، وهي من الوَبَر.
وفي حديث قَيْلَة: فوَأَلْنا إلى حِوَاءٍ ضَخْمٍ، الحِوَاءُ: بيوت مجتمعة من الناس على ماءٍ، ووَأَلْنا أَي لَجَأْنا؛ ومنه الحديث الآخر: ويُطلَبُ في الحِواء العظيمِ الكاتِبُ فما يُوجَدُ.
والتَّحْوِيَة: الانْقِباض؛ قال ابن سيده: هذه عبارة اللحياني، قال: وقيل للكلبة ما تَصْنَعِينَ معَ الليلةِ المَطِيرَة؟ فقالت: أُحَوِّي نفسي وأَجْعَلُ نفَسي عِندَ اسْتي. قال: وعندي أَنَّ التَّحَوِّيَ الانقباضُ، والتَّحْوِيَةُ القَبْض.
والحَوِيَّةُ: طائر صغير؛ عن كراع.
وتَحَوَّى أَي تَجَمَّع واستدارَ. يقال: تَحَوَّت الحَيَّة.
والحَواةُ: الصوتُ كالخَوَاةِ، والخاء أَعلى.
وحُوَيٌّ: اسمٌ؛ أَنشد ثعلب لبعض اللصوص: تقولُ، وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها: أَتَفْعَلُ هذا يا حُوَيُّ على عَمْدِ؟ وفي حديث أنَس: شفاعتي لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتي حتى حَكَمٍ وحاءٍ؛ هما حيان من اليمن من وراء رمْل يَبْرينَ؛ قال أَبو موسى: يجوز أن يكون حا من الحُوَّة، وقد حُذِفت لامُه، ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوي، ويجوز أَن يكون مقصوراً لا ممدوداً. قال ابن سيده: والحاءُ حرف هجاء، قال: وحكى صاحب العين حَيَّيْتُ حاءً، فإذا كان هذا فهو من باب عييت، قال: وهذا عندي من صاحب العين صنعة لا عربية، قال: وإنما قضيت على الألف أنها واو لأَن هذه الحروف وإن كانت صوتاً في موضوعاتها فقد لَحِقَتْ مَلْحَقَ الأَسماء وصارت كمالٍ، وإبدال الأَلف من الواو عيناً أَكثر من إبدالها من الياء، قال: هذا مذهب سيويه، وإذا كانت العين واواً كانت الهمزة ياء لأَن باب لوَيْتُ أَكثر من باب قُوَّة، أَعني أَنه أَن تكون الكلمة من حروف مختلفة أَوْلى من أَن تكون من حروف مثفقه، لأَن باب ضَرَب أَكثر من باب رَدَدْتُ، قال: ولم أَقض أَنها همزة لأَن حا وهمزةً على النسق معدوم.
وحكى ثعلب عن معاذٍ الهَرَّاء أَنه سمع العرب تقول: هذه قصيدة حاوِيَّة أَي على الحاء، ومنهم من يقول حائيّة، فهذا يقوّي أن الألف الأَخيرة همزة وَضْعَّية، وقد قدَّمنا عدم حا وهمزةٍ على نَسَقٍ.
وحم، قال ثعلب: معناه لا يُنْصَرون، قال: والمعنى يا مَنْصور اقْصِدْ بهذا لهم أو يا الله. قال سيبويه: حم لا ينصرف، جعلته اسماً للسورة أَو أَضَفْتَ إليه، لأَنهم أَنزلوه بمنزلة اسم أَعجمي نحو هابيل وقابيل؛ وأنشد:وجَدْنا لكم، في آلِ حميمَ، آيةً تأوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم أَحدهما إلى صاحبه، إذ لو جعلهما كذلك لمدّ حا، فقال حاءْ ميم ليصيرَ كحَضْرَمَوْتَ.
وحَيْوَةُ: اسم رجل، قال ابن سيده: وإنما ذكرتها ههنا لأَنه ليس في الكلام ح ي و، وإنما هي عندي مقلوبة من ح و ي، إما مصدر حَوَيْتُ حَيَّةً مقلوب، وإما مقلوب عن الحَيَّة التي هي الهامّة فيمن جعل الحَيّة من ح و ي، وإنما صحت الواو لنقلها إلى العلمية، وسَهَّل لهم ذلك القلبُ، إذ لو أَعَلُّوا بعد القلب والقلبُ علة لَتَوالَى إعلالان، وقد تكون فَيْعلة من حَوَى يَحْوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الأَخيرة فبقي حية، ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوة.

حور (لسان العرب) [0]


الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً: رجع عنه وإِليه؛ وقول العجاج: في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد: في بئر لا حُؤُورٍ، فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها؛ قال الأَزهري: ولا صلة في قوله؛ قال الفرّاء: لا قائمة في هذا البيت صحيحة، أَراد في بئر ماء لا يُحِيرُ عليه شيئاً. الجوهري: حارَ يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع.
وفي الحديث: من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حارَ عليه؛ أَي رجع إِليه ما نسب إِليه؛ ومنه حديث عائشة: فَغَسلْتها ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه؛ ومنه حديث بعض السلف: لو عَيَّرْتُ رجلاً . . . أكمل المادة بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه.
وكل شيء تغير من حال إِلى حال، فقد حارَ يَحُور حَوْراً؛ قال لبيد: وما المَرْءُ إِلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ، يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها، وأَحارَها صاحِبُها؛ قال جرير: ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها وأَنشد الأَزهري: وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها أَبو عمرو: الحَوْرُ التَّحَيُّرُ، والحَوْرُ: الرجوع. يقال: حارَ بعدما كارَ.
والحَوْرُ: النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال.
وفي الحديث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ معناه من النقصان بعد الزيادة، وقيل: معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها، وأَصله من نقض العمامة بعد لفها، مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه يقرب من بعض، وكذلك الحُورُ، بالضم.
وفي رواية: بعد الكَوْن؛ قال أَبو عبيد: سئل عاصم عن هذا فقال: أَلم تسمع إِلى قولهم: حارَ بعدما كان؟ يقول إِنه كان على حالة جميلة فحار عن ذلك أَي رجع؛ قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من الرُّجُوعِ والخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ، معناه بعد أَن كنا في الكَوْرِ أَي في الجماعة؛ يقال كارَ عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها، وحارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها.
وفي المثل: حَوْرٌ في مَحَارَةٍ؛ معناه نقصان في نقصان ورجوع في رجوع، يضرب للرجل إِذا كان أَمره يُدْبِرُ.
والمَحارُ: المرجع؛ قال الشاعر: نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ، والنَّا سُ كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم، وكان بنو صُبْح أَغاروا على إِبله فاستغاث بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم، فقال يمدحه: لولا الإِلهُ ولولا مَجْدُ طالِبِها، لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا، والذَّمُّ يَبْقَى، وزادُ القَوْمِ في حُورِ اللَّهْوَجَة: أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل أَن ينضج وابتلعوه؛ وقوله: والذم يبقى وزاد القوم في حور يريد: الأَكْلُ يذهب والذم يبقى. ابن الأَعرابي: فلان حَوْرٌ في مَحارَةٍ؛ قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، يضرب مثلاً للشيء الذي لا يصلح أَو كان صالحاً ففسد.
والمَحارة: المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه.
والباطل في حُورٍ أَي في نقص ورجوع.
وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا إِجادة. ابن هانئ: يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء: ما يَحُور فلان وما يَبُورُ، وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ، بفتح الأَول، وذهب في الحُورِ والبُورِ أَي في النقصان والفساد.
ورجل حائر بائر، وقد حارَ وبارَ، والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع.
والحَوْرُ: ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها؛ وكلَّمته فما رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بضم الحاء، بوزن مَشُورَة أَي جواباً.
وأَحارَ عليه جوابه: ردَّه.
وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة، والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.
والمُحاوَرَة: المجاوبة.
والتَّحاوُرُ: التجاوب؛ وتقول: كلَّمته فما أَحار إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً.
واستحاره أَي استنطقه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك؛ يقال: كلَّمته فما رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً؛ وقيل: أَراد به الخيبة والإِخْفَاقَ.
وأَصل الحَوْرِ: الرجوع إِلى النقص؛ ومنه حديث عُبادة: يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان محمد، صلى الله عليه وسلم، فأَعاده وأَبْدَأَه لا يَحُورُ فيكم إِلا كما يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.
وفي حديث سَطِيحٍ: فلم يُحِرْ جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ.
وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام.
والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره.
والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛ وأَنشد: لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له، كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ وما جاءتني عنه مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر.
وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ؛ وقوله: وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ على النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ ويروى: حَوِيرَه، إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ.
واسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، من الحِوَارِ الذي هو الرجوع؛ عن ابن الأَعرابي. أَبو عمرو: الأَحْوَرُ العقل، وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي ما يعيش بعقل يرجع إِليه؛ قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر: وما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها لجارَتِها: ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا أَراد: من الأَشياء.
وحكى ثعلب: اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت فيه.
والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها؛ وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ؛ قال الكميت: ودامتْ قُدُورُك، للسَّاعِيَيْـ ن في المَحْلِ، غَرْغَرَةً واحْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ، وبالاحورار بياضَ الإِهالة والشحم؛ وقيل: الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر، وليس في بني آدم حَوَرٌ، وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء والبقر.
وقال كراع: الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس؛ وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر.
وقال الأَصمعي: لا أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ.
وامرأَة حَوْراءُ: بينة الحَوَرِ.
وعَيْنٌ حَوْراءٌ، والجمع حُورٌ، ويقال: احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً؛ فأَما قوله: عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير فعلى الإِتباع لعِينٍ؛ والحَوْراءُ: البيضاء، لا يقصد بذلك حَوَر عينها.
والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن؛ قال: فقلتُ: إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ، إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ يعني النساء؛ وقال أَبو جِلْدَةَ: فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا، ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها رِماحُ النَّصَارَى، والسُّيُوفُ الجوارِحُ جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي بلادها.
والحَوارِيَّاتُ من النساء: النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن، ومن هذا قيل لصاحب الحُوَّارَى: مُحَوَّرٌ؛ وقول العجاج: بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ يعني الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ.
وفي حديث صفة الجنة: إِن في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ.
والتَّحْوِيرُ: التببيض.
والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ لتبييضهم لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حَوارِيّاً.
وقال بعضهم: الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ وقال الزجاج: الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء، عليهم السلام، وصفوتهم. قال: والدليل على ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من أُمَّتِي؛ أَي خاصتي من أَصحابي وناصري. قال: وأَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله في الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب. قال: وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ يَحُورُ، وهو الرجوع.
والتَّحْوِيرُ: الترجيع، قال: فهذا تأْويله، والله أَعلم. ابن سيده: وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ، وخص بعضهم به أَنصار الأَنبياء، عليهم السلام، وقوله أَنشده ابن دريد: بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ، ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ، يعني الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ، وعنى بابنه عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير.
وقيل لأَصحاب عيسى، عليه السلام: الحواريون للبياض، لأَنهم كانوا قَصَّارين.
والحَوارِيُّ: البَيَّاضُ، وهذا أَصل قوله، صلى الله عليه وسلم، في الزبير: حَوارِيَّ من أُمَّتي، وهذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره، وأَصله من التحوير التبييض، وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي يُحَوِّرُونَها، وهو التبييض؛ ومنه الخُبْزُ الحُوَّارَى؛ ومنه قولهم: امرأَة حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه السلام، نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك.
والحَوارِيُّونَ: الأَنصار وهم خاصة أَصحابه.
وروى شمر أَنه قال: الحَوارِيُّ الناصح وأَصله الشيء الخالص، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ.
والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم؛ وقول الكميت: ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً، عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ.
والمرضوفة: القدر التي أُنضجت بالرَّضْفِ، وهي الحجارة المحماة بالنار.
ولم تؤْن أَي لم تحبس.
والاحْوِرَارُ: الابْيِضاضُ.
وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قال أَبو المهوش الأَسدي: يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ، فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟ يعني المُبْيَضَّةَ. قال ابن بري: وورد ترخيم وَرْدَة، وهي امرأَته، وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك: الأَزهري في الخماسي: الحَوَرْوَرَةُ البيضاء. قال: هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض حروفها.
والحَوَرُ: خشبة يقال لها البَيْضاءُ.
والحُوَّارَى: الدقيق الأَبيض، وهو لباب الدقيق وأَجوده وأَخلصه. الجوهري: الحُوَّارَى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة، ما حُوِّرَ من الطعام أَي بُيّصَ.
وهذا دقيق حُوَّارَى، وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ.
وعجين مُحَوَّر، وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا.
والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم من أَهل القرى؛ قال عُتَيْبَةُ بن مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ: تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ خَرِيعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ والحَوُْر: البَقَرُ لبياضها، وجمعه أَحْوارٌ؛ أَنشد ثعلب: للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل، إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ والحَوَرُ: الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ، وقيل: السُّلْفَةُ، وقيل: الحَوَرُ الأَديم المصبوغ بحمرة.
وقال أَبو حنيفة: هي الجلود الحُمْرُ التي ليست بِقَرَظِيَّةٍ، والجمع أَحْوَارٌ؛ وقد حَوَّرَهُ.
وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ؛ وقال الشاعر: فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ، كأَنَّما قُدَّ في أَثْوابِه الحَوَرُ الجوهري: الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛ قال العجاج يصف مخالف البازي: بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لهم من الصدقة الثِّلْبُ والنَّابُ والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ؛ قال ابن الأَثير: منسوب إِلى الحَوَرَِ، وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن، وقيل: هو ما دبغ من الجلود بغير القَرَظِ، وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب.
والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رديئة عند يعقوب: ولد الناقة من حين يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل، وقيل: هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة، والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما. قال سيبويه: وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ، قال: وقد قالوا حُورَانٌ، وله نظير، سمعت العرب تقول رُقاقٌ ورِقاقٌ، والأُنثى بالهاء؛ عن ابن الأَعرابي.
وفي التهذيب: الحُوَارُ الفصيل أَوَّلَ ما ينتج.
وقال بعض العرب: اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً؛ وقوله:أَلا تَخافُونَ يوماً، قَدْ أَظَلَّكُمُ فيه حُوَارٌ، بِأَيْدِي الناسِ، مَجْرُورُ؟ فسره ابن الأَعرابي فقال: هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة ثمود على ثمود.
والمِحْوَرُ: الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وهي أَيضاً الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ. قال الزجاج: قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه، وقيل: إِنما قيل له مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض.
ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره: قد قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ وقوله أَنشده ثعلب: يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي، وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي؟ يقول: اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور.
والحديدة التي تدور عليها البكرة يقال لها: مِحْورٌ. الجوهري: المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه البكرة وربما كان من حديد.
والمِحْوَرُ: الهَنَةُ والحديدة التي يدور فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طرف المِنْطَقَةِ وغيرها.
والمِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ.
والمِحْوَرُ: الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز تَحْوِيراً. قال الأَزهري: سمي مِحْوَراً لدورانه على العجين تشبيهاً بمحور البكرة واستدارته.
وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في المَلَّةِ.
وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة: حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها، والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ، سميت بذلك لأَن موضعها يبيضُّ؛ ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ.
وحَوَّرَ عين البعير: أَدار حولها مِيسَماً.
وفي الحديث: أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتقه حَوْراءَ؛ وفي رواية: وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بحديدة؛ الحَوْراءُ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، وهي من حارَ يَحُورُ إِذا رجع.
وحَوَّرَه: كواه كَيَّةً فأَدارها.
وفي الحديث: أَنه لما أُخْبِرَ بقتل أَبي جهل قال: إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ؛ يعني أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها.
وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ؛ عن كراع.
وبعض العرب يسمي النجم الذي يقال له المُشْتَري: الأَحْوَرَ.
والحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، وقيل: هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق بالنعش.
والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ.
والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو نحوها من العظم، والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ؛ قال السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ: كأَنَّ قَوَائِمَ النِّخَّامِ، لَمَّا تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً، مَحارُ أَي كأَنها صدف تمرّ على كل شيء؛ وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في باب محر، وسنذكرها أَيضاً هناك.
والمَحارَةُ: مرجع الكتف.
ومَحَارَةُ الحَنَكِ: فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار.
والمَحارَةُ: باطن الحنك.
والمَحارَةُ: مَنْسِمُ البعير؛ كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. التهذيب: المَحارَةُ النقصان، والمَحارَةُ: الرجوع، والمَحارَةُ: الصَّدَفة.والحَوْرَةُ: النُّقْصانُ.
والحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ.
والحُورُ: الاسم من قولك: طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما رَدَّتْ شيئاً من الدقيق؛ والحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قال الراجز: في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال أَبو عبيدة: أَي في بئر حُورٍ، ولا زَيادَةٌ.
وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ: هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ.
والحائر: الراجع من حال كان عليها إِلى حال دونها، والبائر: الهالك؛ ويقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه ورَجَعَهُ إِلى النقص.
والحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ عن كراع ولم يُحَلِّه.
وحَوْرانُ، بالفتح: موضع بالشام.
وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً.
وحَوَّارُونَ: مدينة بالشام؛ قال الراعي: ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ، تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وحَوْرِيتُ: موضع؛ قال ابن جني: دخلت على أَبي عَلِيٍّ فحين رآني قال: أَين أَنت؟ أَنا أَطلبك، قلت: وما هو؟ قال: ما تقول في حَوْرِيتٍ؟ فخضنا فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب، وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال: ليس من لغة ابني نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك؛ قال: وأَقرب ما ينسب إِليه أَن يكون فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موجود.

أخا (لسان العرب) [0]


الأَخُ من النسَب: معروف، وقد يكون الصديقَ والصاحِبَ، والأَخا، مقصور، والأَخْوُ لغتان فيهِ حكاهما ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لخُليجٍ الأَعْيَويّ: قد قلتُ يوماً، والرِّكابُ كأَنها قَوارِبُ طَيْرٍ حان منها وُرُودُها لأَخْوَيْنِ كانا خيرَ أَخْوَيْن شِيمةً، وأَسرَعه في حاجة لي أُريدُها حمَل أَسْرَعه على معنى خَيْرَ أَخْوَين وأَسرَعه كقوله: شَرّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها وهذا نادرٌ.
وأَما كراع فقال: أَخْو، بسكون الخاء، وتثنيته أَخَوان، بفتح الخاء؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا. قال ابن بري عند قوله تقول في التثنية أَخَوان. قال: ويَجيء في الشعر أَخْوان، وأَنشد بيت خُلَيْج أَيضاً: لأَخْوَيْن كانا خيرَ أَخْوَين. التهذيب: الأَخُ الواحد، والاثنان أَخَوان، والجمع إِخْوان . . . أكمل المادة وإِخْوة. الجوهري: الأَخُ أَصله أَخَوٌ، بالتحريك، لأَنه جُمِع على آخاءٍ مثل آباء، والذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَخَوان، وبعض العرب يقول أَخانِ، على النقْص، ويجمع أَيضاً على إِخْوان مثل خَرَب وخِرْبان، وعلى إِخْوةٍ وأُخْوةٍ؛ عن الفراء.
وقد يُتَّسَع فيه فيُراد به الاثنان كقوله تعالى: فإِن كان له إِخْوةٌ؛ وهذا كقولك إِنَّا فعلنا ونحن فعلنا وأَنتُما اثنان. قال ابن سيده: وحكى سيبويه لا أَخا، فاعْلَمْ، لكَ، فقوله فاعْلم اعتراض بين المضاف والمضاف إِليه، كذا الظاهر، وأَجاز أَبو علي أَن يكون لك خبراً ويكون أَخا مقصوراً تامّاً غير مضاف كقولك لا عَصا لك، والجمع من كل ذلك أَخُونَ وآخاءٌ وإِخْوانٌ وأُخْوان وإِخْوة وأُخوة، بالضم؛ هذا قول أَهل اللغة، فأَما سيبويه فالأُخْوة، بالضم، عنده اسم للجمع وليس بِجَمْع، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة، ويدل على أَن أَخاً فَعَلَ مفتوحة العين جمعهم إِيَّاها على أَفْعال نحو آخاء؛ حكاه سيبويه عن يونس؛ وأَنشد أَبو علي: وَجَدْتُم بَنيكُم دُونَنا، إِذْ نُسِبْتُمُ، وأَيٌّ بَني الآخاء تَنْبُو مَناسِبُهْ؟ وحكى اللحياني في جمعه أُخُوَّة، قال: وعندي أَنه أُخُوّ على مثال فُعُول، ثم لحقت الهاء لتأْنيث الجمع كالبُعُولةِ والفُحُولةِ.
ولا يقال أَخو وأَبو إِلاّ مُضافاً، تقول: هذا أَخُوك وأَبُوك ومررت بأَخِيك وأَبيك ورأَيت أَخاكَ وأَباكَ، وكذلك حَموك وهَنُوك وفُوك وذو مال، فهذه الستة الأَسماء لا تكون موحَّدة إِلاَّ مضافة، وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف لأَن الواو فيها وإِن كانت من نفْس الكلمة ففيها دليل على الرفع، وفي الياء دليل على الخفض، وفي الأَلف دليل على النصْب؛ قال ابن بري عند قوله لا تكون موحَّدة إِلاّ مضافة وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف، قال: ويجوز أَن لا تضاف وتُعْرب بالحرَكات نحو هذا أَبٌ وأَخٌ وحَمٌ وفَمٌ ما خلا قولهم ذو مالٍ فإِنه لا يكون إِلاَّ مضافاً، وأَما قوله عز وجل: فإِن كان له إِخْوةٌ فَلأُمِّه السُّدُسُ، فإِنَّ الجمع ههنا موضوع موضِع الاثنين لأَن الاثنين يُوجِبان لها السدُس.
والنسبةُ إِلى الأَخِ أَخَوِيّ، وكذلك إِلى الأُخت لأَنك تقول أَخوات، وكان يونس يقول أُخْتِيّ، وليس بقياس.
وقوله عز وجلّ: وإِخْوانُهُم يَمُدُّونَهم في الغَيِّ؛ يعني بإِخوانهم الشياطين لأَن الكفار إِخوانُ الشياطين.
وقوله: فإِخْوانكم في الدين أَي قد دَرَأَ عنهم إِيمانُهم وتوبتُِم إِثْمَ كُفْرهم ونَكْثِهم العُهودَ.
وقوله عز وجل: وإِلى عادٍ أَخاهم هُوداً؛ ونحوه قال الزجاج، قيل في الأَنبياء أَخوهم وإِن كانوا كَفَرة، لأَنه إِنما يعني أَنه قد أَتاهم بشَر مثلهم من وَلَد أَبيهم آدم، عليه السلام، وهو أَحَجُّ، وجائز أَن يكون أَخاهم لأَنه من قومهم فيكون أَفْهَم لهم بأَنْ يأْخذوه عن رجُل منهم.
وقولهم: فلان أَخُو كُرْبةٍ وأَخُو لَزْبةٍ وما أَشبه ذلك أَي صاحبها.
وقولهم: إِخْوان العَزاء وإِخْوان العَمل وما أَشبه ذلك إِنما يريدون أَصحابه ومُلازِمِيه، وقد يجوز أَن يَعْنوا به أَنهم إِخْوانه أَي إِخْوَتُه الذين وُلِدُوا معه، وإِن لم يُولَد العَزاء ولا العمَل ولا غير ذلك من الأَغْراض، غير أَنَّا لم نسمعهم يقولون إِخْوة العَزاء ولا إِخْوة العمَل ولا غيرهما، إِنما هو إِخْوان، ولو قالوه لجَاز، وكل ذلك على المثَل؛ قال لبيد:إِنَّما يَنْجَحُ إِخْوان العَمَلْ يعني من دَأَبَ وتحرَّك ولم يُقِمْ؛ قال الراعي: على الشَّوْقِ إِخْوان العَزاء هَيُوجُ أَي الذين يَصْبِرُون فلا يَجْزَعون ولا يَخْشعون والذين هم أَشِقَّاء العمَل والعَزاء.
وقالوا: الرُّمْح أَخوك وربما خانَك.
وأَكثرُ ما يستعمل الإِخْوانُ في الأَصْدِقاء والإِخْوةُ في الوِلادة، وقد جمع بالواو والنون، قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة المُرِّيّ: وكان بَنُو فَزارةَ شَرَّ قوم، وكُنْتُ لهم كَشَرِّ بَني الأَخِينا قال ابن بري: وصوابه: وكانَ بَنُو فَزارة شرَّ عَمّ قال: ومثله قول العبَّاس بن مِرْداس السلميّ: فقُلْنا: أَسْلموا، إِنَّا أَخُوكُمْ، فقد سَلِمَتْ من الإِحَنِ الصُّدورُ التهذيب: هُمُ الإِخْوةُ إِذا كانوا لأَبٍ، وهم الإِخوان إِذا لم يكونوا لأَب. قال أَبو حاتم: قال أَهلُ البَصْرة أَجمعون الإِخْوة في النسَب، والإخْوان في الصداقة. تقول: قال رجل من إِخواني وأَصْدِقائي، فإِذا كان أَخاه في النسَب قالوا إِخْوَتي، قال: وهذا غلَط، يقال للأَصْدِقاء وغير الأَصْدِقاء إِخْوة وإِخْوان. قال الله عز وجل: إِنَّما المُؤْمنون إِخْوةٌ، ولم يعنِ النسب، وقال: أَو بُيُوتِ إِخْوانِكم، وهذا في النسَب، وقال: فإِخْوانُكم في الدين ومواليكمْ.
والأُخْتُ: أُنثى الأَخِ، صِيغةٌ على غير بناء المذكر، والتاء بدل من الواو، وزنها فَعَلَة فنقلوها إِلى فُعْل وأَلحَقَتْها التاءُ المُبْدَلة من لامِها بوزن فُعْل، فقالوا أُخْت، وليست التاء فيها بعلامة تأْنيث كما ظنَّ مَنْ لاخِبْرَة له بهذا الشأْن، وذلك لسكون ما قبلها؛ هذا مذهب سيبويه، وهو الصحيح، وقد نصَّ عليه في باب ما لا ينصرف فقال: لو سمَّيت بها رجلاً لصَرَفْتها مَعْرِفة، ولو كانت للتأْنيث لما انصرف الاسم، على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب فقال هي علامة تأْنيث، وإِنما ذلك تجوُّز منه في اللفظ لأَنه أَرْسَله غُفْلاً، وقد قيَّده في باب ما لا ينصرف، والأخْذُ بقوله المعلّل أَقْوى من الأَخْذ بقوله الغُفْل المُرْسَل، ووجه تجوُّزه أَنه لمَّا كانت التاء لا تبدَل من الواو فيها إِلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنيث، وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فُعْل وأَصلها فَعَل، وإِبدال الواو فيها لازم لأَنَّ هذا عمل اختص به المؤنث، والجمع أَخَوات. الليث: تاء الأُخْت أَصلُها هاء التأْنيث. قال الخليل: تأْنيث الأَخِ أُخْت، وتاؤها هاء، وأُخْتان وأَخَوات، قال: والأَخُ كان تأْسِيس أَصل بنائه على فَعَل بثلاث متحرِّكات، وكذلك الأَب، فاستثقلوا ذلك وأَلْقَوُا الواو، وفيها ثلاثة أَشياء: حَرْف وصَرْف وصَوْت، فربَّما أَلْقَوُا الواو والياء بصرفها فأَبْقَوْا منها الصوْت فاعتَمد الصوْت على حركة ما قبله، فإِن كانت الحركة فتحة صار الصوت منها أَلفاً لَيِّنة، وإِن كانت ضمَّة صار معها واواً ليِّنَة، وإِن كانت كسرة صار معها ياء لَيِّنة، فاعتَمد صوْتُ واوِ الأَخِ على فتحة الخاء فصار معها أَلِفاً لَيِّنة أَخا وكذلك أَبا، فأَما الأَلف الليِّنة في موضع الفتح كقولك أَخا وكذلك أَبا كأَلف رَبا وغَزا ونحو ذلك، وكذلك أَبا، ثم أَلْقَوا الأَلف استخفافاً لكثرة استعمالهم وبقيت الخاء على حركتها فجَرَتْ على وُجوه النحو لقِصَر الاسم، فإِذا لم يُضِيفُوه قَوَّوْهُ بالتنوين، وإِذا أَضافوا لم يَحْسُن التنوين في الإِضافة فَقَوَّوْهُ بالمدِّ فقالوا أَخو وأَخي وأَخا، تقول أَخُوك أَخُو صِدْقٍ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ، فإِذا ثَنَّوْا قالوا أَخَوان وأَبَوان لأَن الاسم متحرِّك الحَشْو، فلم تَصِرْ حركتُه خَلَفاً من الواو الساقِط كما صارت حركةُ الدالِ من اليَدِ وحركة الميم من الدَّمِ فقالوا دَمان ويَدان؛ وقد جاء في الشعر دَمَيان كقول الشاعر: فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا، جَرى الدَّمَيان بالخَبَر اليَقِينِ وإِنما قال الدَّمَيان على الدَّمَا كقولك دَمِيَ وَجْهُ فلان أَشَدَّ الدَّما فحرَّك الحَشْو، وكذلك قالوا أَخَوان.
وقال الليث: الأُخْت كان حدُّها أَخَةً، فصار الإِعراب على الهاء والخاء في موضع رفْع، ولكنها انفتحت بِحال هاء التأْنيث فاعتَمدتْ عليه لأَنها لا تعتمد إِلا على حَرْف متحرِّك بالفتحة وأُسكنت الخاء فحوِّل صَرْفُها على الأَلف، وصارتِ الهاء تاء كأَنها من أَصل الكلمة ووقعَ الإِعرابُ على التاء وأُلزمت الضمةُ التي كانت في الخاء الأَلفَ، وكذلك نحوُ ذلك، فافْهَمْ.
وقال بعضهم: الأَخُ كان في الأَصل أَخْوٌ، فحذفت الواوُ لأَنَّها وقعَتْ طَرَفاً وحرِّكت الخاءُ، وكذلك الأَبُ كان في الأَصل أَبْوٌ، وأمَّا الأُخْتُ فهي في الأَصل أَخْوة، فحذِفت الواو كما حُذِفَتْ من الأَخِ، وجُعِلتِ الهاءُ تاءً فنُقلَتْ ضمَّة الواو المحذوفة إِلى الأَلف فقيل أُخْت، والواوُ أُختُ الضمَّة.
وقال بعضُ النحويِّين: سُمِّي الأَخُ أَخاً لأَنَّ قَصْده قَصْد أَخيه، وأَصله من وَخَى أَي قَصَد فقلبت الواو همزة. قال المبرّد: الأَبُ والأَخُ ذَهَبَ منهما الواوُ، تقول في التثنية أَبَوانِ وأَخوانِ، ولم يسَكِّنوا أَوائلهما لئلاَّ تدخُل أَلفُ الوَصْل وهي همزة على الهمزة التي في أَوائلهما كما فعلوا في الابْنِ والاسْمِ اللَّذَيْنِ بُنِيا على سكون أَوائلهما فَدَخَلَتْهما أَلفُ الوَصْل. الجوهري: وأُخْت بَيِّنة الأُخُوَّة، وإِنما قالوا أُخْت، بالضم، ليدلّ على أَن الذاهِبَ منه واوٌ، وصحَّ ذلك فيها دون الأَخِ لأَجل التاء التي ثَبَتَتْ في الوَصْل والوَقف كالاسْم الثلاثيّ.
وقالوا: رَماه الله بلَيْلةٍ لا أُختَ لها، وهي ليلة يَموت.
وآخَى الرجلَ مُؤَاخاةً وإِخاءً ووخاءً.
والعامَّة تقول وَاخاهُ، قال ابن بري: حكى أَبو عبيد في الغَرِيب المصنَّف ورواه عن الزَّيْدِيِّين آخَيْتَ وواخَيتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ وواكَلْتَ، ووجه ذلك من جِهة القِياس هو حَمْل الماضي على المُسْتقبل إِذ كانوا يقولون يُواخِي، بقلب الهمزة واواً على التخفيف، وقيل: إِنَّ وَاخاهُ لغة ضعيفة، وقيل: هي بدل. قال ابن سيده: وأَرَى الوِخاءَ عليها والاسم الأُخُوَّة، تقول: بيني وبينه أُخوَّة وإِخاءٌ، وتقول: آخَيْتُه على مثال فاعَلْته، قال: ولغة طيِّء واخَيْته.
وتقول: هذا رجل من آخائي بوزن أَفْعالي أَي من إِخواني.
وما كنتَ أَخاً ولقد تأَخَّيْت وآخَيْت وأَخَوْت تَأْخُو أُخُوَّة وتآخَيا، على تفاعَلا، وتأَخَّيْت أَخاً أَي اتَّخَذْت أَخاً.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، آخَى بين المُهاجرين والأَنصار أَي أَلَّف بينهم بأُخُوَّةِ الإِسلامِ والإِيمانِ. الليث: الإِخاءُ المُؤَاخاةُ والتأَخِّي، والأُخُوَّة قَرابة الأَخِ، والتأَخِّي اتّخاذُ الإِخْوان.
وفي صفة أَبي بكر: لو كنتُ مُتَّخِذاً خليلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خليلاً، ولكن خُوَّة الإِسلام؛ قال ابن الأَثير: كذا جاءَ في رواية، وهِي لغة في الأُخُوَّة.
وأَخَوْت عشرةً أَي كنت لهم أَخاً.
وتأَخَّى الرجلَ: اتَّخذه أَخاً أَو دعاه أَخاً.
ولا أَخا لَك بفلان أَي ليس لك بأَخٍ؛ قال النَّابغة: وأَبْلغْ بني ذُبيان أَنْ لا أَخا لَهُمْ بعبْسٍ، إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأَظْلَما وقوله: أَلا بَكَّرَ النَّاعِي بأَوْسِ بن خالدٍ، أَخِي الشَّتْوَةِ الغَرَّاء والزَّمَن المَحْلِ وقول الآخر: أَلا هَلَك ابنُ قُرَّان الحَمِيدُ، أَبو عمرو أَخُو الجُلَّى يَزِيدُ قال ابن سيده: قد يجوز أَن يعنيا بالأَخ هنا الذي يَكْفِيهما ويُعِينُ عليهما فيَعودُ إِلى معنى الصُّحْبة، وقد يكون أَنهما يَفْعَلان فيهما الفِعْل الحسَن فَيُكْسِبانه الثناء والحَمْد فكأَنه لذلك أَخٌ لهما؛ وقوله:والخَمْرُ ليستْ من أَخيك ولـ ـكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ فَسَّره ابن الأَعرابي فقال: معناه أنَّها ليستْ بمحابيَتِك فتكفَّ عنك بَأْسَها، ولكنَّها تَنْمِي في رأْسِك، قال: وعندي أَن أَخيك ههنا جمع أَخ لأَنَّ التَّبعِيض يقتضي ذلك، قال: وقد يجوز أن يكون الأَخُ ههنا واحداً يُعْنى به الجمعُ كما يَقَعُ الصديقُ على الواحد والجمع. قال تعالى: ولا يسأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرونَهم؛ وقال: دَعْها فما النَّحْوِيّ من صَدِيقِها ويقال: تركتهُ بأَخِي الخيَر أي تركتهُ بِشَرٍّ.
وحكى اللحياني عن أَبي الدِّينار وأَبي زِىاد: القومُ بأَخِي الشَّرِّ أي بِشَرٍّ.
وتأَخَّيْت الشيء: مثل تحَرَّيْتُه. الأَصمعي في قوله: لا أُكَلِّمُه إلا أَخا السِّرار أي مثل السِّرار.
ويقال: لَقِي فلان أَخا الموت أَي مثل الموت؛ وأَنشد:لقَدْ عَلِقَتْ كَفِّي عَسِيباً بِكَزَّةٍ صَلا آرِزٍ لاقَى أَخا الموتِ جاذِبُهْ وقال امرؤ القيس: عَشِيَّة جاوَزْنا حَماةَ، وسَيْرُنا أَخُو الجَهْدِ لا يُلْوِي على مَن تَعذَّرا أي سَيرنُا جاهِدٌ.
والأَرْزُ: الضِّيقُ والاكْتِناز. يقال: دخَلْت المسجد فكان مأْرَزاً أَي غاصّاً بأَهْلِه؛ هذا كله من ذوات الألف، ومن ذوات الياء الأَخِيَة والأَخِيَّةُ، والآخِيَّة، بالمدّ والتشديد، واحدة الأَواخي: عُودٌ يُعَرَّض في الحائط ويُدْفَن طَرَفاه فيه ويصير وسَطه كالعُروة تُشدُّ إليه الدابَّة؛ وقال ابن السكيت: هو أن يُدْفَن طَرَفا قِطْعَة من الحَبْل في الأَرض وفيه عُصَيَّة أو حُجَيْر ويظهر منه مثل عُرْوَةٍ تُشدُّ إليه الدابة، وقيل: هو حَبْل يُدْفن في الأَرض ويَبْرُزُ طَرَفه فيشَدُّ به. قال أَبو منصور: سمعت بعضَ العرب يقول للحبْل الذي يُدْفَن في الأَرض مَثْنِيّاً ويَبْرُز طَرفاه الآخران شبه حلقة وتشدّ به الدابة آخِيَةٌ.
وقال أَعرابي لآخر: أَخِّ لي آخِيَّة أَربُط إليها مُهْرِي؛ وإنما تُؤَخَّى الآخِيَّةُ في سُهولةِ الأَرَضِين لأنها أَرْفق بالخَيل من الأَوتاد الناشزة عن الأَرض، وهي أَثبت في الأرض السَّهْلة من الوَتِد.
ويقال للأَخِيَّة: الإدْرَوْنُ، والجمع الأَدارِين.
وفي الحديث عن أَبي سعيد الخُدْرِي: مَثَلُ المؤمن والإيمان كمثَل الفَرس في آخِيَّتِه يحول ثم يرجع إلى آخِيَّته، وإن المؤمن يَسْهو ثم يرجع إلى الإيمان؛ ومعنى الحديث أَنه يبعُد عن رَبِّه بالذُّنوب، وأَصلُ إيمانه ثابت، والجمع أَخايَا وأَواخِيُّ مشدّداً؛ والأَخايَا على غير قياس مثل خَطِيّة وخَطايا وعِلَّتُها كعلَّتِها. قال أبو عبيد: الأَخِيَّة العُرْوة تُشَدُّ بها الدابة مَثْنِيَّةً في الأرض.
وفي الحديث: لا تَجْعَلوا ظهورَكم كأخايا الدوابِّ، يعني في الصلاة، أي لا تُقَوِّسُوها في الصلاة حتى تصير كهذه العُرى.
ولفُلان عند الأمير آخِيَّةٌ ثابتة، والفعل أخَّيْت آخِيَّة تأْخِيةً. قال: وتأَخَّيْتُ أنا اشتقاقُه من آخِيَّة العُود، وهي في تقدير الفعل فاعُولة، قال: ويقال آخِيَةٌ، بالتخفيف، ويقال: آخى فلان في فُلان آخِيَة فكَفَرَها إذا اصْطَنَعه وأَسدى إليه؛ وقال الكُمَيْت: سَتَلْقَوْن ما آخِيّكُمْ في عَدُوِّكُم عليكم، إذا ما الحَرْبُ ثارَ عَكُوبُها ما: صِلَةٌ، ويجوز أن تكون ما بمعنى أيّ كأَنه قال سَتَلْقَوْن أيُّ شيء آخِيُّكم في عَدوِّكم.
وقد أَخَّيْتُ للدابَّة تَأْخِيَة وتَأَخَّيْتُ الآخِيَّةَ.
والأَخِيَّة لا غير: الطُّنُب.
والأَخِيَّة أَيضاً: الحُرْمة والذِّمَّة، تقول: لفلان أَواخِيُّ وأَسْبابٌ تُرْعى.
وفي حديث عُمر: أَنه قال للعباس أَنت أَخِيَّةُ آباءِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أَراد بالأَخِيَّةِ البَقِيَّةَ؛ يقال: له عندي أَخِيَّة أيب ماتَّةٌ قَوِيَّةٌ ووَسِيلةٌ قَريبة، كأنه أراد: أَنت الذي يُسْتَنَدُ إليه من أَصْل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويُتَمَسَّك به.
وقوله في حديث ابن عُمر: يتأَخَّى مُناخَ رسول الله أي يَتَحَرَّى ويَقْصِد، ويقال فيه بالواو أيضاً، وهو الأَكثر.
وفي حديث السجود: الرجل يُؤخِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ؛ أَخَّى الرجلُ إذا جلس على قَدَمه اليُسرى ونَصَبَ اليُمْنى؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض كتب الغريب في حرف الهمزة، قال: والرواية المعروفة إنما هو الرجل يُخَوِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ.
والتَّخْويةُ: أَن يُجافي بطنَه عن الأَرض ويَرْفَعَها.

وتر (لسان العرب) [0]


الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ.
وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ. قال اللحياني: أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ الوَتْرَ، وأَهل نجد يكسرون الواو، وهي صلاة الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل الحجاز، ويقرؤُون: والشَّفْعِ والوتْر، والكسر لتميم، وأَهل نجد يقرؤُون: والشفع والوَتْرِ، وأَوْتَرَ: صَلَّى الوتر.
وقال اللحياني: أَوتر في الصلاة فعدّاه بفي.
وقرأَ حمزة والكسائي: والوتِر، بالكسر.
وقرأَ عاصم ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر: والوَتر، بالفتح، وهما لغتان معروفتان.
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال: الوتر آدم، عليه السلام، والشَّفْع شُفِعَ بزوجته، وقيل: الشع يوم النحر والوتر يوم عرفة، وقيل: الأَعداد كلها شفع ووتر، كثرت أَو قلت، وقيل: الوتر الله الواحد . . . أكمل المادة والشفع جميع الخلق خلقوا أَزواجاً، وهو قول عطاء؛ كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم. ابن سيده: وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل شفعهم وتراً.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً، معناه استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو سبعة، ولا تستنج بالشفع، وكذلك يُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّى؛ وأَوْتَر صلاته.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن الله وِتْرٌ يحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يا أَهل القرآن.
وقد قال: الوتر ركعة واحدة.
والوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح، وقوله: أَوتروا، أَمر بصلاة الوتر، وهو أَن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة ويضيفها إِلى ما قبلها من الركعات.
والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ: الظلم في الذَّحْل، وقيل: عو الذَّحْلُ عامةً. قال اللحياني: أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ، وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ، وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً.
وكلُّ من أَدركته بمكروه، فقد وَتَرْتَه.
والمَوْتُورُ: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه؛ تقول منه: وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً.
وفي حديث محمد بن مسلمة: أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر، والموتور المفعول. ابن السكيت: قال يونس أَهل العالية يقولون: الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ، قال: وتميم تقول وِتر، بالكسر، في العدد والذحل سواد. الجوهري: الوتر، بالكسر، الفرد، والوتر، بالفتح: الذَّحْلُ، هذه لغة أَهل العالية، فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم، وأَما تميم فبالكسر فيهما.
وفي حديث عبد الرحمن في الشورى: لا تَغْمِدُوا السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم. قال الأَزهري: هو من الوَتْرِ؛ يقال: وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك، قال: والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر؛ المعنى لا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم.
ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عن الفراء.
ووَترَهُ حَقَّه وماله: نَقَصَه إِياه.
وفي التنزيل العزيز: ولن يَتِرَكُمْ أَعمالكم.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله وماله؛ أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً؛ يقال: وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً، وقيل: هو من الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وماله؛ ويروى بنصب الأَهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً لوُتِرَ وأَضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً إِلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم يضمر وأَقام الأَهل مقام ما لم يسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون، فمن ردَّ النقص إِلى الرجل نصبهما، ومن ردّه إِلى الأَهل والمال رفعهما وذهب إِلى قوله: ولم يَتِرَكُمْ أَعمالَكم، يقول: لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شيئاً.
وقال الجوهري: أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم، كما تقول: دخلت البيت، وأَنت تريد في البيت، وتقول: قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه، وأَحد القولين قريب من الآخر.
وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك.
وفي الحديث: من جلس مجلساً لم يَذْكُرِ الله فيه كان عليه تِرَةً أَي نقصاً، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً، ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان وخبرها، وقيل: أَراد بالتِّرَةِ ههنا التَّبِعَةَ. الفراء: يقال وَتَرْتُ الرجل إِذا قتلت له قتيلاً وأَخذت له مالاً، ويقال: وَتَرَه في الذَّحْلِ يَتِرُه وَتْراً، والفعل من الوِتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ، ومن الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ، بالأَلف.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: قَلِّدوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ؛ هي جمع وِتر، بالكسر، وهي الجناية؛ قال ابن شميل: معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتارَ والذُّحُولَ التي وُتِرْتُمْ عليها في الجاهلية. قال: ومنه حديث عَلِيٍّ يصف أَبا بكر: فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا.
وفي الحديث: إِنها لَخَيْلٌ لو كانوا يضربونها على الأَوْتارِ. قال أَبو عبيد في تفسير وقوله: ولا تُقلدوها الأَوتار، قال: غير هذا الوجه أَشبه عندي بالصواب، قال: سمعت محمد بن الحسن يقول: معنى الأَوتار ههنا أَوتار القِسِيِّ، وكانوا يقلدونها أَوتار القِسِيِّ فتختنق، فقال: لا تقلدوها.
وروي: عن جابر: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخيل. قال أَبو عبيد: وبلغني أَن مالك بن أَنس قال: كانوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ لئلا تصيبها العين فأَمرهم بقطعها يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من أَمر الله شيئاً؛ قال: وهذا شبيه بما كره من التمائم؛ ومنه الحديث: من عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً، كانوا يزعمون أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.
والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وقيل: هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ.
وقال اللحياني: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً؛ وقال حميد بن ثور: قَرِينَةُ سَبْعٍ، وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً، ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة.
وقال مرة: المُتَواتِرُ الشيء يكون هُنَيْهَةً ثم يجيء الآخر، فإِذا تتابعت فليست مُتَواتِرَةً، وإِنما هي مُتَدارِكة ومتتابعة على ما تقدّم. ابن الأَعرابي: تَرى يَتْري إِذا تَراخى في العمل فعمل شيئاً بعد شيء. الأَصمعي: واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وبين الخبرين هُنَيْهَةٌ.
وقال غيره: المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ، وأَصل هذا كله من الوَتِرْ، وهو الفَرْدُ، وهو أَني جعلت كل واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً.
والمُتَواتِرُ: كل قافية فيها حرف متحرّك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَلْ؛ وإِياه عنى أَبو الأَسود بقوله: وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها، كَسَرْدِ الصَّنَاعِ، ليس فيها تواتُرُ أَي ليس فيها توقف ولا فتور.
وأَوْتَرَ بين أَخباره وكُتُبه وواتَرَها مُواتَرَةً ووِتاراً: تابَعَ وبين كل كتابين فَتْرَةٌ قليلة.
والخَبَرُ المُتَواتِرُ: أَن يحدِّثه واحد عن واحد، وكذلك خبر الواحد مثل المُتواتِرِ.
والمُواتَرَةُ: المتابعة، ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأَشياء إِلا إِذا وقعت بينها فترة، وإِلا فهي مُدارَكَة ومُواصَلة.
ومُواتَرَةُ الصوم: أَن يصوم يوماً ويفطر يوماً أَو يومين، ويأْتي به وِتْراً؛ قال: ولا يراد به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ، وكذلك واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَي جاءت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع.
وناقة مُواتِرَةٌ: تضع إِحدى ركبتيها أَوّلاً في البُرُوكِ ثم تضع الأُخرى ولا تضعهما معاً فتشق على الراكب. الأَصمعي: المُواتِرَةُ من النوق هي التي لا ترفع يداً حتى تستمكن من الأُخرى، وإِذا بركت وضعت إِحدى يديها، فإِذا اطمأَنت وضعت الأُخرى فإِذا اطمأَنت وضعتهما جميعاً ثم تضع وركيها قليلاً قليلاً؛ والتي لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق على راكبها عند البروك.
وفي كتاب هشام إِلى عامله: أَن أَصِبْ لي ناقة مُواتِرَةً؛ هي التي تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك ولا تَزُجُّ نفسها زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها، وكان بهشام فَتْقٌ.
وفي حديث الدعاء: أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة.
وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين، التاء مبدلة من الواو؛ قال ابن سيده: وليس هذا البدل قياساً إِنما هو في أَشياء معلومة، أَلا ترى أَنك لا تقول في وَزِير يَزِيرٌ؟ إِنما تَقِيسُ على إِبدال التاء من الواو في افْتَعَل وما تصرف منها، إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء وتدغم في تاء افتعل التي بعدها، وذلك نحو اتَّزَنَ؛ وقوه تعالى: ثم أَرسلنا رسلنا تَتْرى؛ من تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بين كل رسولين فَتْرَةً، ومن العرب من ينوّنها فيجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة أَرْطى ومِعْزى، ومنهم من لا يصرف، يجعل أَلفها للتأْنيث بمنزلة أَلف سَكْرى وغَضْبى؛ الأَزهري: قرأَ أَبو عمرو وابن كثير: تَتْرًى منوّنة ووقفا بالأَلف، وقرأَ سائر القراء: تَتْرى غير منوّنة؛ قال الفراء: وأَكثر العرب على ترك تنوين تترى لأَنها بمنزلة تَقْوى، ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلها أَلفاً كأَلف الإِعراب؛ قال أَبو العباس: من قرأَ تَتْرى فهو مثل شَكَوْتُ شَكْوى، غير منوّنة لأَن فِعْلى وفَعْلى لا ينوّن، ونحو ذلك قال الزجاج؛ قال: ومن قرأَها بالتنوين فمعناه وَتْراً، فأَبدل التاء من الواو، كما قالوا تَوْلَج من وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كما قال العجاج: فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُورِي أَرادَ وَيْقُورِي، وهو فَيْعُول من الوَقار، ومن قرأَ تَتْرى فهو أَلف التأْنيث، قال: وتَتْرى من المواترة. قال محمد بن سلام: سأَلت يونس عن قوله تعالى: ثم أَرسلنا رسلنا تترى، قال: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً.
وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة؛ وكذلك الأَنبياء: بين كل نبيين دهر طويل. الجوهري: تَتْرى فيها لغتن: تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى، فمن ترك صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث، وهو أَجود، وأَصلها وَتْرى من الوِتْرِ وهو الفرد، وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد، ومن نونها جعلها ملحقة.
وقال أَبو هريرة: لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً.
وفي حديث أَبي هريرة: لا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رمضان أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يوماً ويُفْطِرَ يوماً ولا يلزمه التتابع فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً.
والوتيرة: الطريقة، قال ثعلب: هي من التَّواتُرِ أَي التتابع، وما زال على وَتِيرةٍ واحدة أَي على صفة.
وفي حديث العباس بن عبد المطلب قال: كان عمر بن الخطاب لي جاراً فكان يصوم النهار ويقوم الليل، فلما وَلِيَ قلت: لأَنظرنّ اليوم إِلى عمله، فلم يزل على وَتِيرَةٍ واحدة حتى مات أَي على طريقة واحدة مطردة يدوم عليها. قال أَبو عبيدة:الوَتِيرَةُ المداومة على الشيء، وهو مأْخوذ من التَّواتُرِ والتتابُع.
والوَتِيرَةُ في غير هذا: الفَتْرَةُ عن الشيء والعمل؛ قال زهير يصف بقرة في سيرها: نَجَأٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتِيرَةٌ ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ يعني القَرْنَ.
ويقال: ما في عمله وَتِيرَةٌ، وسَيْرٌ ليست فيه وَتِيرَةٌ أَي فتور.
والوَتِيرَةُ: الفَتْرَةُ في الأَمر والغَمِيزَةُ والتواني.
والوَتِيرَةُ: الحَبْسُ والإِبطاء.
ووَتَرَهُ الفخِذِ: عَصَبَةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفنِ.
والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ في الأَنف: صِلَةُ ما بين المنخرين، وقيل: الوَتَرَةُ حرف المنخر، وقيل: الوَتِيرَةُ الحاجز بين المنخرين من مقدّم الأَنف دون الغُرْضُوف.
ويقال للحاجز الذي بين المنخرين: غرضوف، والمنخران: خرقا الأَنف، ووَتَرَةُ الأَنف: حِجابُ ما بين المنخرين، وكذلك الوَتِيرَة.
وفي حديث زيد: في الوَتَرَةِ ثلث الدية؛ هي وَتَرَةُ الأَنف الحاجزة بين المنخرين. اللحياني: الوَترَةُ ما بين الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ.
وقال الأَصمعي: خِتارُ كل شيء وَتَرُه. ابن سيده: والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ في أَعلى الأُذن يأْخُذُ من أَعلى الصِّماخ.
وقال أَبو زيد: الوتيرة غريضيف في جوف الأُذن يأْخذ من أَعلى الصماخ قبل الفَرْع.
والوَتَرَةُ من الفَرَسِ: ما بين الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ.
والوَتَرَتان: هَنَتانِ كأَنهما حلقتان في أُذني الفرس، وقيل: الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه.
والوَتَرَة من الذَّكر: العِرْقُ الذي في باطن الحَشَفَة، وقال اللحياني: هو الذي بين الذكر والأُنثيين.
والوترتان: عصبتان بين المأْبضين وبين رؤوس العُرقوبين.
والوَتَرَةُ أَيضاً: العَصَبَةُ التي تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس. الجوهري: والوَتَرَةُ العرق الذي في باطن الكَمَرَة، وهو جُلَيْدَةٌ.
ووَتَرَةُ كل شيء: حِتارُه، وهو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر والمُنْخُلِ والدُّبُر وما أَشبهه.
والوَتَرَةُ: عَقَبَة المَتْنِ، وجمعها وَتَرٌ.
ووَتَرَةُ اليد ووَتِيرَتُها: ما بين الأَصابع، وقال اللحياني: ما بين كل إِصبعين وَتَرَةٌ، فلم يخص اليد دون الرجل.
والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَة بين السبابة والإِبهام.
والوَتَرَةُ: عصبة تحت اللسان.
والوتِيرَةُ: حَلْقَةٌ يتعلم عليها الطعن، وقيل: هي حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ على طَرَفِ قَناةٍ يتعلم عليها الرمي تكون من وَتَرٍ ومن خيط؛ فأَما قول أُم سلمة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم: حامي الحقيقةِ ماجِدٌ، يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ قال ابن الأَعرابي: فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ، وهو غلط منه، إِنما الوتيرة هنا الذَّحْلُ أَو الظلم في الذحلِ.
وقال اللحياني: الوَتِيرة التي يتعلم الطعن عليها، ولم يخص الحَلْقَةَ.
والوَتِيرة: قطعة تستكن وتَغْلُظ وتنقاد من الأَرض؛ قال: لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بوجهها مَنازِلَ ما بين الوَتائِرِ والنَّقْعِ وربما شبهت القبور بها؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف ضَبُعاً نبشت قبراً: فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ يديها عند جانبها، تَهِيلُ ذَاحَتْ: يعني ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتيل.
وقال الجوهري: ذاحت مَشَتْ؛ قال ابن بري: ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سريعاً؛ قال: والوَتائِرُ جمع وَتِيرَةٍ الطريقة من الأَرض؛ قال: وهذا تفسير الأَصمعي؛ وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ: الوتائر ههنا ما بين أَصابع الضبع، يريد أَنها فَرَّجَتْ بين أَصابعها، ومعنى بَدَّتْ يديها أَي فرّقت بين أَصابع يديها فحذف المضاف.
وتَهِيل: تَحْثُو الترابَ. الأَصمعي: الوَتِيرَةُ من الأَرض، ولم يَحُدَّها. الجوهري: الوَتِيرَةُ من الأَرض الطريقة.
والوَتِيرَةُ: الأَرض البيضاء. قال أَبو حنيفة: الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ، واحدته وَتِيرَةٌ.
والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ البيضاء.
والوتِيرَةُ: الغُرّة الصغيرة. ابن سيده: الوَتِيرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة، فإِذا طالت فهي الشَّادِخَة. قال أَبو منصور: شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة بالحلقة التي يتعلم عليها الطعن يقال لها الوتيرة. الجوهري: الوتيرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ يتعلم فيها الطعن، وهي الدَّرِيئَةُ أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً: تُبارِي قُرْحَةً مثل الْـ ـوَتِيرَةِ لم تكن مَغْدَا المَغْدُ: النَّتْفُ، أَي مَمْغُودَةً، وضع المصدر موضع الصفة؛ يقول: هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيضَّ.
والوتر، بالتحريك: واحد أَوتار القوس. ابن سيده: الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس ومُعَلَّقُها، والجمع أَوتارٌ.
وأَوْتَرَ القوسَ: جعل لها وَتَراً.
وَوتَرَها وَوتَّرها: شدَّ تَرَها.
وقال اللحياني: وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها.
وفي المثل: إِنْباضٌ بغير تَوْتِير. ابن سيده: ومن أَمثالهم: لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل التَّوتِيرِ؛ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه. قال: وقال بعضهم وَتَرَها، خفيفة، عَلَّق عليها وترها.
والوَتَرَةُ: مجرى السهم من القوس العربية عنها يزل السهم إِذا أَراد الرامي أَن يرمي.
وتَوَتَّرَ عَصَبُه: اشتدّ فصار مثل الوَتَر.
وتَوَتَّرَتْ عروقه: كذلك. كلُّ وَتَرَة في هذا الباب، فجمعها وتَرٌ؛ وقول ساعدة بن جؤية: فِيمَ نِساءُ الحَيِّ من وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ؟ قيل: هجا امرأَة نسبها إِلى الوتائر، وهي مساكن الذين هجا، وقيل: وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ.
والوَتِيرُ: موضع؛ قال أُسامة الهذلي: ولم يَدَعُوا، بين عَرْضِ الوَتِير وبين المناقِب، إِلا الذِّئابا

سلل (لسان العرب) [0]


السَّلُّ: انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ.
والسَّلُّ: سَلُّك الشعرَ من العجين ونحوه.
والانْسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو زِحامٍ. سيبويه: انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن افْتَقَرَ كضَعُف؛ وقول الفرزدق: غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل، وهكذا رواه ابن الأَعرابي، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من السَّلِّ.
وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول.
وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً.
وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بن قيس بن خالد الكناني: هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ، وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ وانْسَلَّ وتَسَلَّل: انْطَلَق في . . . أكمل المادة استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ من بينهم أَي خرج.
وفي المثل: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه.
وفي حديث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ وتدريج.
وفي حديث حَسَّان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من العجين.
وفي حديث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي.
وفي الحديث الآخر: مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس.
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره، والشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، وقيل السَّيْف.
والسُّلالةُ: ما انْسَلَّ من الشيء.
ويقال: سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ.
وانْسَلَّ فلان من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو.
وفي التنزيل العزيز: يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً؛ قال الفراء: يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا بذا؛ وقال الليث: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ.
والسَّلِيلةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله.
ويقال: سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من ضَريبته، وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً، طول كل واحدة نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله.
وسُلالةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه، والنُّطْفة سُلالة الإِنسان؛ ومنه قول الشماخ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ، على مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ وقال حسان بن ثابت: فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً، سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين وفي التنزيل العزيز: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين؛ قال الفراء: السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة؛ وقال أَبو الهيثم: السُّلالة ما سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ.
والسَّليل: الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة.
والسَّلِيلُ: الولد حين يخرج من بطن أُمه، وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة: إِنه الماء يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ؛ وقال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة السُّلالة؛ وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله: على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ قال: والدليل على أَنه الماء قوله تعالى: وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من طين، يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: من ماء مَهِين؛ فقوله عز وجل: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة؛ أَراد بالإِنسان وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، وقوله من طين أَراد أَن تلك السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل، وقال قتادة: اسْتُلَّ آدم من طين فسُمّي سُلالة، قال: وإِلى هذا ذهب الفراء؛ وقال الزجَّاج: من سُلالة من طين، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم عليه السلام . . . . (* كذا بياض بالأصل) والسُّلالة والسَّليل: الولد، والأُنثى سَليلة. أَبو عمرو: السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه؛ وقالت هند بنت النُّعمان: وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ، سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل قال ابن بري: وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل، بالنون، وهو الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل. ابن شميل: يقال للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ.
والسَّلِيل والسليلة: المُهْر والمُهْرة، وقيل: السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً، فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ثعلب: أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ، وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً.
والسَّلِيل: دِماغ الفرس؛ وأَنشد الليث: كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة، فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ (* قوله «قمحدة» هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت في غير هذا الموضع، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في القمحدوة).
والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى.
وسَلائِلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه.
وسَلِيلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه.
وسَلِيل اللحم: خَصِيله، وهي السَّلائل.
وقال الأَصمعي: السَّلِيل طرائق اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب.
وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام، وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة، وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة، ويقال سَلْسَلة.
ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد، يقال ذلك في السَّيل والناس: قاله شمر.
والسَّلِيلُ: لحم المَتْنِ؛ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا: وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وقال أَبو منصور: أَراد به نفسه، أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ مُتَسَلْسِلٌ؛ ورواه غيره: وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا الصَّحْراء، والشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب به.والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض.
وسَلِيلة المَتْن: ما استطال من لحمه.
والسَّلِيل: النُّخاع؛ قال الأَعشى: ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو سِ، لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا وقيل: السَّليل لحمة المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مستطيلة في الأَنف.
والسَّلِيل: مَجْرَى الماء في الوادي، وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء.
وفي الحديث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل الجَنَّة، وهو صافي شرابها، قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص، وفي رواية: اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد، وقيل: السَّهْل في الحَلْق، ويروى: سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها؛ وقيل الخالص الصافي من القَذَى والكدَر، فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، ويروى سَلْسال وسَلْسَبيل.
والسَّلِيل: وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وجمعه سُلاَّنٌ؛ عن كراع، وهو السَّالُّ والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً. التهذيب في هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ وما حَوْلَه مُشْرِف، وجمعه سَوالُّ، يجتمع إِليه الماء. الجوهري: والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي. الأَصمعي: السُّلاّن واحدها سالٌّ وهو المَسِيل الضيّق في الوادي، وقال غيره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وهي رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، يقال إِنها ما تَطَأُ طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابي: يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ، وغالٌّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهير: كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ ويروى: وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ قال ابن بري: قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً، يقول انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، وقوله ما هم، ما زائدة، وهُمْ مبتدأ، وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ؛ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم، فتكون ما استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، والجملة صفة لجِيرة، وجِيرة خبر مبتدإِ محذوف.
والسَّالُّ: موضع فيه شجر.
والسَّلِيل والسُّلاّن: الأَودية.
وفي حديث زياد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ منه.
والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الداء، وفي التهذيب: داء يَهْزِل ويُضْني ويَقْتُل؛ قال ابن أَحمر: أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ، كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني، فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ ما بِيا ومثله قول ابن أَحمر: بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها، وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق وفي الحديث: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ؛ يريد أَن من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر، فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ، وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فهو مَسْلول، شاذ على غير قياس؛ قال سيبويه: كأَنه وُضع فيه السُّلُّ؛ قال محمد بن المكرم: رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ: قال قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً: إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي، أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ بي قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه للتعريف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ، عليه السلام: فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من اليأْسِ وهو السُّلُّ؛ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني وقال الزبير بن بكار: الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي السُّلُّ يأْساً، ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ النبي، عليه الصلاة والسلام، أَنشد بيت قصي: أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي (* قوله «والياس» هكذا بالأصل بالواو.
ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن). قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الذي لا يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ؛ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ.
والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ.
وقد أَسَلَّ يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق، ويقال: في بَني فلان سَلَّةٌ، ويقال للسارق السَّلاَّل.
ويقال: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة.
وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ.
وفي الكتاب الذي كَتَبه سَيِّدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة: وأَن لا إِغلالَ ولا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛ قال الجوهري: وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً.
وسَلَّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل، وهي السَّلَّة.
وأَسَلَّ إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه.
ويقال: الإِسْلال الغارَةُ الظاهرة، وقيل: سَلُّ السيوف.
ويقال: في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا يَسْرِقون.
والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكيت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق، والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق. ابن سيده: الإِسلال الرَّشوة والسرقة.والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، والجمع سَلٌّ وسِلالٌ. التهذيب: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور: رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قال: وسَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَب السَّلَّة عربية، وقال أَبو الحسن: سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق، وأَن يكون من باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ وسَفِين.
ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، وكذلك الشاة.
وسَلَّتْ تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحياني. ابن الأَعرابي: السَّلَّة السُّلُّ وهو المرض؛ وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة: كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب قال ابن بري: في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، وصوابه عنده السُّلال، ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء، وذكره سيبويه أَيضاً في كتابه.
والسَّلَّة: استلالُ السيوف عند القتال.
والسَّلَّة: الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، وقيل: هي الهَرِمة التي لم يَبْقَ لها سِنٌّ.
والسَّلَّة: ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة يَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو؛ قال المَرَّار:أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه، وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بين الخيل مُحْضِراً، وقيل: سَلَّته دَفْعته في سِباقه.
وفرس شديد السَّلَّة: وهي دَفْعته في سِباقه.
ويقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل.
والمِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام، وفي المحكم: مِخْيَطٌ ضَخْم.
والسُّلاَّءة: شَوْكة النخلة، والجمع سُلاَّءٌ؛ قال علقمة يصف ناقة أَو فرساً: سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها ذو فَيْئة، من نَوى قُرَّان، مَعْجومُ والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة.
والسَّلَّة: العَيْب في الحَوْض أَو الخابية، وقيل: هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض؛ وأَنشد: أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر والسَّلَّة: شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء.
وسَلُولُ: فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن؛ الجوهري: وسَلُولُ قبيلة من هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن، وسَلُول: اسم أُمهم نُسِبوا إِليها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر.
وسُلاَّن: موضع؛ قال الشاعر: لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟ وسِلَّى: اسم موضع بالأَهواز كثير التمر؛ قال: كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى نَعامٌ، فاق في بَلَدٍ قِفارِ قال ابن بري: وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب: بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ كِرامٍ، وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ، وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن بَشِير بن الماحُوز (* قوله «الماحوز» هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة، وفي عدة مواضع من ياقوت بالعكس) المازني؛ قال ابن بري: وسِلَّى أَيضاً اسم الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس، وقيل شُمَيس بن طَرود بن قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال الشاعر: وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً، ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قال ابن بري: حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم، وفيهم يقول الشاعر: وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً، إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول (* هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام: وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ) يريد عامرَ بن صَعْصَعة، وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: وفي قُضاعة سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة، قال: وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي مريم السَّلُولي، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ ورأَيت في حاشية: وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق.

شرب (لسان العرب) [0]


الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً. ابن سيده: شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً؛ ومنه قوله تعالى: فشارِبون عليه من الـحَميمِ فشارِبون شُرْبَ الـهِـيمِ؛ بالوجوه الثلاثة. قال سعيد بن يحيـى الأُموي: سمعت أَبا جريج يقرأُ: فشارِبون شَرْبَ الـهِـيمِ؛ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد، فقال: وليست كذلك، إِنما هي: شُرْب الـهِـيمِ؛ قال الفراء: وسائر القراء يرفعون الشين.
وفي حديث أَيـّامِ التَّشْريق: إِنها أَيامُ أَكل وشُربٍ؛ يُروى بالضم والفتح، وهما بمعنى؛ والفتح أَقل اللغتين، وبها قرأَ أَبو عمرو: شَرْب الـهِـيمِ؛ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها، وقال أَبو عبيدة: الشَّرْبُ، بالفتح، مصدر، وبالخفض والرفع، اسمان من شَرِبْتُ.
والتَّشْرابُ: الشُّرْبُ؛ فأَما قول . . . أكمل المادة أَبي ذؤيب: شَرِبنَ بماءِ البحرِ، ثم تَرَفَّعَتْ، * مَتى حَبَشِـيَّاتٍ، لَـهُنَّ نئِـيجُ(1) (1 قوله «متى حبشيات» هو كذلك في غير نسخة من المحكم.) فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر، ثم تَصَعَّدْنَ، فأَمْطَرْن ورَوَّيْنَ؛ والباء في قوله بماء البحر زائدة، إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر؛ قال ابن جني: هذا هو الظاهر من الحالِ، والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ؛ قال: وقال بعضهم شَرِبنَ مِن ماء البحر، فأَوْقَع الباء مَوْقِـعَ من؛ قال: وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى رَوِينَ، وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ، عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ، ومثله كثير؛ منه ما مَضَى، ومنه ما سيأْتي، فلا تَسْتَوْحِش منه.
والاسم: الشِّرْبةُ، عن اللحياني؛ وقيل: الشَّرْبُ المصدر، والشِّرْبُ الاسم.
والشِّرْبُ: الماء، والجمع أَشرابٌ.
والشَّرْبةُ من الماءِ: ما يُشْرَبُ مَرَّةً.
والشَّرْبةُ أَيضاً: المرةُ الواحدة من الشُّرْبِ.
والشِّرْبُ: الـحَظُّ من الماءِ، بالكسر.
وفي المثل: آخِرُها أَقَلُّها شِرْباً؛ وأَصلُهُ في سَقْيِ الإِبل، لأَنَّ آخِرَها يرد، وقد نُزِفَ الحوْضُ؛ وقيل: الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ. قال أَبو زيد: الشِّرْبُ الـمَوْرِد، وجمعه أَشْرابٌ. قال: والـمَشْرَبُ الماء نَفسُه.
والشَّرابُ: ما شُرِب من أَيِّ نوْعٍ كان، وعلى أَيّ حال كان.
وقال أَبو حنيفة: الشَّرابُ، والشَّرُوبُ، والشَّرِيبُ واحد، يَرْفَع ذلك إِلى أَبي زيد.
ورَجلٌ شارِبٌ، وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ: مُولَع بالشَّرابِ، كخِمِّيرٍ. التهذيب: الشَّرِيبُ الـمُولَع بالشَّراب؛ والشَّرَّابُ: الكثيرُ الشُّرْبِ؛ ورجل شَروبٌ: شديدُ الشُّرْب.
وفي الحديث: مَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدنيا، لم يَشْرَبها في الآخرة؛ قال ابن الأَثير: هذا من باب التَّعْلِـيقِ في البيان؛ أَراد: أَنه لم يَدْخُلِ الجنَّةَ، لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ، فإِذا لم يَشْرَبْها في الآخرة، لم يَكن قد دَخَلَ الجنةَ.والشَّرْبُ والشُّرُوبُ: القَوم يَشْرَبُون، ويجْتَمعون على الشَّراب؛ قال ابن سيده: فأَما الشَّرْبُ، فاسم لجمع شارِب، كرَكْبٍ ورَجْلٍ؛ وقيل: هو جمع.
وأَما الشُّروب، عندي، فجمع شاربٍ، كشاهدٍ وشُهودٍ، وجعله ابن الأَعرابي جمع شَرْبٍ؛ قال: وهو خطأٌ؛ قال: وهذا مـمَّا يَضِـيقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو؛ قال الأَعشى: هو الواهِبُ الـمُسْمِعاتِ الشُّرُو * بَ، بَين الـحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ وقوله أَنشده ثعلب: يَحْسَبُ أَطْمَاري عَليَّ جُلُبا، * مِثلَ الـمَنادِيلِ، تُعاطَى الأَشرُبا(1) (1 قوله «جلبا» كذا ضبط بضمتين في نسخة من المحكم.) يكون جمع شَرْبٍ، كقول الأَعشى: لها أَرَجٌ، في البَيْتِ، عالٍ، كأَنما * أَلمَّ بهِ، مِن تَجْرِ دارِينَ، أَرْكُبُ فأَرْكُبٌ: جمع رَكْبٍ، ويكون جمع شَارِبٍ وراكِبٍ، وكلاهما نادر، لأَنَّ سيبويه لم يذكر أَن فاعلاً قد يُكَسَّر على أَفْعُلٍ.
وفي حديث علي وحمزة، رضي اللّه عنهما: وهو في هذا البيت في شَرْبٍ من الأَنصار؛ الشَّرْبُ، بفتح الشين وسكون الراء: الجماعة يَشْرَبُونَ الخمْر.التهذيب، ابن السكيت: الشِّرْبُ: الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ.
والشِّرْبُ: النَّصِـيبُ من الماء.
والشَّرِيبةُ من الغنم: التي تُصْدِرُها إِذا رَوِيَتْ، فتَتْبَعُها الغَنمُ، هذه في الصحاح؛ وفي بعض النسخ حاشيةٌ: الصواب السَّريبةُ، بالسين المهملة.
وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً. شَرِبَ معه، وهو شَرِيبـي؛ قال: رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ، * شِرابُه كالـحَزِّ بالـمَواسي والشَّرِيبُ: صاحِـبُكَ الذي يُشارِبُكَ، ويُورِدُ إِبلَه معَكَ، وهو شَرِيبُك؛ قال الراجز: إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، فخلِّه، حتى يَبُكَّ بَكَّهْ وبه فسر ابن الأَعرابي قوله: رُبَّ شَرِيب لك ذي حُساس قال: الشَّرِيبُ هنا الذي يُسْقَى مَعَك.
والـحُساسُ: الشُّؤْم والقَتْلُ؛ يقول: انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ، قَتْلٌ لك ولإِبلِك. قال: وأَما نحن ففَسَّرْنا الـحُساسَ هنا، بأَنه الأَذَى والسَّوْرةُ في الشَّراب، وهو شَرِيبٌ، فَعِـيلٌ بمعنى مُفاعِل، مثل نَديم وأَكِـيل.
وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ، وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ، وأَشْرَبْنَا نحن: رَوِيَتْ إِبلُنا، وأَشْرَبْنا: عَطِشْنا، أَو عَطِشَت إِبلُنا؛ وقوله: اسْقِنِـي، فإِنَّـنِـي مُشْرِب رواه ابن الأَعرابي، وفسره بأَنَّ معناه عطشان، يعني نفسه، أَو إِبله. قال ويروى: فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ. التهذيب: الـمُشْرِبُ العَطْشان. يقال: اسْقِنِي، فإِنِّي مُشْرِب.
والـمُشْرِبُ: الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً. قال: وهذا قول ابن الأَعرابي. قال وقال غيره: رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله.
ورجل مُشرِبٌ: حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ. قال: وهذا عنده من الأَضداد.
والـمَشْرَبُ: الماء الذي يُشْرَبُ.
والـمَشْرَبةُ: كالـمَشْرَعةِ؛ وفي الحديث: مَلْعُونٌ ملعونٌ مَن أَحاطَ على مَشْرَبةٍ؛ الـمَشْرَبة، بفتح الراءِ من غير ضم: الموضع الذي يُشْرَبُ منه كالـمَشْرَعةِ؛ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه، ومنعَ غيره منه.
والـمَشْرَبُ: الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً، ويكون مصدراً؛ وأَنشد: ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي، كأَنه * خَصِـيٌّ، أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي من غير وجه الشُّرْب؛ والـمَشْرَبُ: شَرِيعةُ النَّهر؛ والـمَشْرَبُ: الـمَشْروبُ نفسُه.
والشَّرابُ: اسم لما يُشْرَبُ.
وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ، فإِنه يقال فيه: يُشْرَبُ.
والشَّرُوبُ: ما شُرِبَ.
والماء الشَّرُوب والشَّريبُ: الذي بَيْنَ العَذْبِ والـمِلْح؛ وقيل: الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ، وقد يَشْرَبُه الناس، على ما فيه.
والشَّرِيبُ: دونه في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند ضرورة، وقد تَشْرَبُه البهائم؛ وقيل: الشَّرِيبُ العَذْبُ؛ وقيل: الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ.
والمأْجُ: الـمِلْحُ؛ قال ابن هرمة: فإِنَّكَ، بالقَرِيحةِ، عامَ تُمْهى، * شَروبُ الماء، ثم تَعُودُ مَـأْجا قال: هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَرِيحة، والصواب كالقَرِيحةِ. التهذيب أَبو زيد: الماء الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ، وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه.
والشَّرُوبُ: دُونهُ في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند الضَّرُورة.
وقال الليث: ماء شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة، ولم يمتنع من الشُّرْب؛ وماء شَرُوبٌ وماء طَعِـيمٌ بمعنى واحد.
وفي حديث الشورى: جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ؛ الشَّرُوبُ من الماءِ: الذي لا يُشْرَب إِلاّ عند الضرورة، يستوي فيه المذكر والمؤَنث، ولهذا وصف به الجُرْعةَ؛ ضرب الحديث مثلاً لرجلين: أَحدهما أَدْوَنُ وأَنفعُ، والآخر أَرفعُ وأَضرُّ.
وماءٌ مُشْرِبٌ: كَشَروبٍ.
ويقال في صِفَةِ بَعِيرٍ: نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا؛ يقول: يكتفي إِلى منزله الذي يريدُ بشَرْبةٍ واحدة، لا يَحْتاجُ إِلى أُخرى.
وتقول: شَرَّبَ مالي وأَكَّـلَه أَي أَطْعَمه الناسَ وسَقاهُم به؛ وظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كيف شاءَ.
ورجل أُكَلةٌ وشُرَبةٌ، مثال هُمَزةٍ: كثير الأَكل والشُّرب، عن ابن السكيت.
ورجلٌ شَرُوبٌ: شديدُ الشُّرْبِ، وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ.
ويومٌ ذو شَرَبةٍ: شديدُ الـحَرِّ، يُشْرَبُ فيه الماءُ أَكثر مما يُشْرَب على هذا الآخر.
وقال اللحياني: لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَي عَطَشٌ. التهذيب: جاءَت الإِبل وبها شَرَبةٌ أَي عطَش، وقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إِذا كان كثير الشُّرب.
وطَعامٌ مَشْرَبةٌ: يُشْرَبُ عليه الماء كثيراً، كما قالوا: شَرابٌ مَسْفَهةٌ.
وطَعامٌ ذو شَرَبة إِذا كان لا يُرْوَى فيه من الماءِ.
والـمِشْرَبةُ، بالكسر: إِناءٌ يُشْرَبُ فيه.
والشَّارِبةُ: القوم الذين مسكنهم على ضَفَّة النهر، وهم الذين لهم ماء ذلك النهر.
والشَّرَبةُ: عَطَشُ المالِ بعدَ الـجَزءِ، لأَنَّ ذلك يَدْعُوها إِلى الشُّرْب.
والشَّرَبةُ، بالتحريك: كالـحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ والشجرة، ويُمْلأُ ماء، فيكون رَيَّها، فَتَتَرَوَّى منه، والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ؛ قال زهير: يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ، ماؤها طَحِلٌ، * على الجُذوعِ، يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا وأَنشد ابن الأَعرابي: مِثْلُ النَّخِـيلِ يُرَوِّي، فَرْعَها، الشَّرَبُ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ، فادْلُكْ رأْسَك حتى تُنَقِّيَه. الشَّرَبة، بفتح الراءِ: حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها، يُمْلأُ ماء لِتَشْرَبه؛ ومنه حديث جابر، رضي اللّه عنه: أَتانا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فَعَدَلَ إِلى الرَّبِـيع، فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ؛ الرَّبِـيعُ: النهرُ.
وفي حديث لَقِـيطٍ: ثم أَشْرَفْتُ عليها، وهي شَرْبةٌ واحدة؛ قال القتيبـي: إِن كان بالسكون، فإِنه أَرادأَن الماء قد كثر، فمن حيث أَردت أَن تشرب شربت، ويروى بالياءِ تحتها نقطتان، وهو مذكور في موضعه.
والشَّرَبةُ: كُرْدُ الدَّبْرَةِ، وهي الـمِسْقاةُ، والجمع من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ.
وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ: جَعَلَ لها شَرَباتٍ؛ وأَنشد أَبو حنيفة في صفة نخل: مِنَ الغُلْبِ، مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ * لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُها وكلُّ ذلك من الشُّرْب.
والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الـحَلْقِ؛ وقيل: الشَّوارِبُ عُروقٌ في الـحَلْقِ تَشْرَبُ الماء؛ وقيل: هي عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالـحُلْقوم، وأَسْفَلُها بالرِّئةِ؛ ويقال: بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِـين، ولها قَصَبٌ منه يَخْرُج الصَّوْت؛ وقيل: الشَّوارِبُ مَجاري الماء في العُنُقِ؛ وقيل: شَوارِبُ الفَرَسِ ناحِـيةُ أَوْداجِه، حيث يُوَدِّجُ البَيْطارُ، واحِدُها، في التقدير، شارِبٌ؛ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ، مِن هذا، أَي شَديدُ النَّهِـيقِ. الأَصمعي، في قول أَبي ذؤَيب: صَخِبُ الشَّوارِب، لا يَزالُ كأَنـَّه * عَبْدٌ، لآلِ أَبي رَبِـيعةَ، مُسْبَعُ قال: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الـحَلْقِ، وإِنما يريد كَثرةَ نُهاقِه؛ وقال ابن دريد: هي عُرُوقُ باطِن الـحَلْقِ.
والشَّوارِبُ: عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالـحُلْقُومِ؛ يقال: فيها يَقَعُ الشَّرَقُ؛ ويقال: بل هي عُرُوق تأْخذ الماء، ومنها يَخْرُج الرِّيقُ. ابن الأَعرابي: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في العين؛ قال أَبو منصور: أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ في العين التي تَفُور في الأَرض، لا مَجارِيَ ماءِ عين الرأْس.
والـمَشْرَبةُ: أَرضٌ لَـيِّـنةٌ لا يَزالُ فيها نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيّانُ.
والـمَشْرَبةُ والـمَشْرُبَةُ، بالفتح والضم: الغُرْفةُ؛ سيبويه: وهي الـمَشْرَبةُ، جعلوه اسماً كالغُرْفةِ؛ وقيل: هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفةِ.
والـمَشارِبُ: العَلاليُّ، وهو في شعر الأَعشى.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان في مَشْرَبةٍ له أَي كان في غُرْفةٍ؛ قال: وجمعها مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ.
والشارِبانِ: ما سالَ على الفَم من الشَّعر؛ وقيل: إِنما هو الشَّارِبُ، والتثنية خطأٌ.
والشَّارِبان: ما طالَ مِن ناحِـيةِ السَّبَلةِ، وبعضهم يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها شارِباً واحداً، وليس بصواب، والجمع شَوارِبُ. قال اللحياني: وقالوا إِنه لَعَظِـيمُ الشَّواربِ. قال: وهو من الواحد الذي فُرِّقَ، فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً، ثم جُمِع على هذا.
وقد طَرَّ شارِبُ الغُلامِ، وهما شارِبانِ. التهذيب: الشارِبانِ ما طالَ من ناحِـيةِ السَّبَلةِ، وبذلك سُمِّي شارِبا السيفِ؛ وشارِبا السيفِ: ما اكْـتَنَفَ الشَّفْرةَ، وهو من ذلك. ابن شميل: الشارِبانِ في السيفِ، أَسْفَلَ القائِم، أَنْفانِ طَويلانِ: أَحدُهما من هذا الجانب، والآخَرُ من هذا الجانِب.
والغاشِـيةُ: ما تحتَ الشَّارِبَين؛ والشارِبُ والغاشِيةُ: يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ.
وأَشْرَبَ اللَّونَ: أَشْبَعَه؛ وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر، فقد أُشْرِبَه.
وقد اشْرابَّ: على مِثالِ اشْهابَّ.
والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثوبِ، والثوبُ يَتَشَـرَّبُه أَي يَتَنَشَّفُه.
والإِشْرابُ: لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ؛ يقال: أُشْرِبَ الأَبيضُ حُمْرةً أَي عَلاه ذلك؛ وفيه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ.
ورجُل مُشْرَبٌ حُمْرةً، وإِنه لَـمَسْقِـيُّ الدَّم مثله، وفيه شُرْبةٌ من الـحُمْرةِ إِذا كان مُشْرَباً حُمْرَةً وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً. الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً. ابن سيده:. . الإِشْرابُ: خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ. كأَنَّ أَحد اللَّوْنَينِ سُقِـيَ اللونَ الآخَرَ؛ يقال: بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً، وإِذا شُدّد كان للتكثير والمبالغة.
ويقال أَيضاً: عنده شُرْبةٌ من ماءٍ أَي مِقدارُ الرِّيِّ؛ ومثله الـحُسْوةُ، والغُرْفةُ، واللُّقْمةُ.
وأُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَي خالَطَ قَلْبَه.
وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّـةَ هذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ.
وفي التنزيل العزيز: وأُشْرِبُوا في قُلوبِهِم العِجْلَ؛ أَي حُبَّ العِجْلِ، فحذَف المضافَ، وأَقامَ المضافَ إِليه مُقامَه؛ ولا يجوز أَن يكون العِجْلُ هو الـمُشْرَبَ، لأَنَّ العِجْل لا يَشْرَبُه القَلْبُ؛ وقد أُشْرِبَ في قَلْبِه حُبّه أَي خالَطَه.
وقال الزجاج: وأُشْرِبُوا في قُلوبِهم العِجْلَ بكُفْرِهم؛ قال: معناه سُقُو حُبَّ العِجْلِ، فحذف حُبَّ، وأُقِـيمَ العِجْلُ مُقامَه؛ كما قال الشاعر: وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ * خَلالَـتُه، كأَبي مَرْحَبِ؟ أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ.
والثَّوْب يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ: يَتَنَشَّفُه.
وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه: سَرَى.
واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً: اشْتَدَّت حُمْرَتُها؛ وذلك إِذا كانت من الشِّرْبانِ؛ حكاه أَبو حنيفة. قال بعض النحويين: من الـمُشْرَبةِ حُروف يخرج معها عند الوُقوفِ عليها نحو النفخ، إِلاَّ أَنها لم تُضْغَطْ ضَغْطَ الـمَحْقُورَةِ، وهي الزاي والظاءُ والذال والضاد. قال سيبويه: وبعضُ العرب أَشَدُّ تصويباً من بعض.وأُشْرِبَ الزَّرْعُ: جَرى فيه الدَّقيقُ؛ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ، عَدَّاه أَبو حنيفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة.
ويقال للزرع إِذا خرج قَصَبُه: قد شَرِبَ الزرعُ في القَصَبِ، وشَرَّبَ قَصَبُ الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فيه. ابن الأَعرابي: الشُّرْبُبُ الغَمْلى من النبات.
وفي حديث أُحد: انَّ المشركين نزلوا على زَرْعِ أَهلِ المدينةِ، وخَلَّوا فيه ظَهْرهم، وقد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ؛ وفي رواية: شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ، وهو كناية عن اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع، وقُرْبِ إِدْراكِه. يقال: شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إِذا صارَ الماءُ فيه؛ وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إِذا صارَ فيه طُعْمٌ؛ والشُّرْبُ فيه مستعارٌ، كأَنَّ الدَّقِـيقَ كان ماءً، فَشَرِبَه.
وفي خديث الإِفك: لقد سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم، أَي سُقِـيَتْهُ كما يُسْقَى العَطْشانُ الماء؛ يقال: شَرِبْتُ الماءَ وأُشْرِبْتُه إِذا سُقِـيتَه.
وأُشْرِبَ قَلْبُه كذا، أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّراب، أَو اخْتَلَطَ به، كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ. أَبو عبيد: وشَرَّبَ القِرْبةَ، بالشين المعجمة، إِذا كانت جديدة، فجعل فيها طيباً وماء، لِـيَطِـيبَ طَعْمُها؛ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها: ذَوارِفُ عَيْنَيْها، منَ الـحَفْلِ، بالضُّحَى، * سُجُومٌ، كتَنْضاحِ الشِّنانِ الـمُشَرَّب هذا قول أَبي عبيد وتفسيره، وقوله: كتَنْضاحِ الشِّنانِ الـمُشَرَّبِ؛ إِنما هو بالسين المهملة؛ قال: ورواية أَبي عبيد خطأ.
وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ: نَشِفَه.
وضَبَّةٌ شَرُوبٌ: تَشْتَهِـي الفحل، قال: وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ.
وشَرِبَ بالرجل، وأَشْرَبَ به: كَذَبَ عليه؛ وتقول: أَشْرَبْتَني ما لم أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أَفْعَلْ.
والشَّرْبةُ: النَّخْلة التي تَنبُتُ من النَّوى، والجمع الشَّرَبَّاتُ، والشَّرائِبُ، والشَّرابِـيبُ(1) (1 قوله «والجمع الشربَّات والشرائب والشرابيب» هذه الجموع الثلاثة إِنما هي لشربة كجربة أَي بالفتح وشدّ الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن سيده وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد اللسان.). وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الـحَبْلَ: وَضَعَه في عُنُقها؛ قال: يا آلَ وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جعلت الـحِـبالَ في أَعْناقِها؛ وأَنشد ثعلب: وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ، حتى أَنَخْتُها * بِقُرْح، وقد أَلقَيْنَ كُلَّ جَنِـينِ وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَريناً؛ ويقول أَحدهم لناقته: لأُشْرِبَنَّكِ الـحِـبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بها.
والشَّارِبُ: الضَّعْفُ، في جميع الحيوان؛ يقال: في بعيرِك شارِبُ خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ؛ ونِعْم البعيرُ هذا لولا أَن فيه شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ. قال: وشَرِبَ إِذا رَوِيَ، وشَرِبَ إِذا عَطِشَ، وشَرِبَ إِذا ضَعُفَ بَعيرُه.
ويقال: ما زالَ فلان على شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي على أَمرٍ واحد. أَبو عمرو: الشَّرْبُ الفهم.
وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ؛ ويقال للبليد: احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَي ابْرُك ثم افْهَمْ.
وحَلَبَ إِذا بَرَكَ.
وشَرِيبٌ، وشُرَيْبٌ، والشُّرَّيْبُ، بالضم، والشُّرْبُوبُ، والشُّرْبُبُ: كلها مواضع.
والشُّرْبُبُ في شعر لبيد، بالهاءِ؛ قال: هل تَعْرِفُ الدَّار بسَفْحِ الشُّرْبُبَه؟ والشُّرْبُبُ: اسم وادٍ بعَيْنِه.
والشَّرَبَّةُ: أَرض لَـيِّـنَة تُنْبِتُ العُشْبَ، وليس بها شجر؛ قال زهير: وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ، فاللِّوَى، * نُعَقِّر أُمّاتِ الرِّباع، ونَيْسِرُ وشَرَبَّةُ، بتشديد الباءِ بغير تعريف: موضع؛ قال ساعدة بن جؤَية: بِشَرَبَّةٍ دَمِث الكَثِـيبِ، بدُورِه * أَرْطًى، يَعُوذُ به، إِذا ما يُرْطَبُ يُرْطَبُ: يُبَلُّ؛ وقال دَمِث الكَثِـيب، لأَنَّ الشُّرَبَّةَ موضع أَو مكان؛ ليس في الكلام فَعَلَّةٌ إِلاَّ هذا، عن كراع، وقد جاءَ له ثان، وهو قولهم: جَرَبَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.
واشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وقيل: هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ والاسم: الشُّرَأْبِـيبةُ، بضم الشين، من اشْرَأَبَّ.
وقالت عائشة، رضي اللّه عنها: اشْرَأَبَّ النِّفاقُ، وارْتَدَّت العربُ؛ قال أَبو عبيد: اشْرَأَبَّ ارتفعَ وعلا؛ وكلُّ رافِعٍ رأْسَه: مُشْرَئِبٌّ.
وفي حديث: يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ: يا أَهلَ الجنةِ، ويا أَهلَ النار، فيَشْرَئِبُّون لصوته؛ أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم ليَنْظُروا إِليه؛ وكلُّ رافع رأْسه مشرئبٌّ؛ وأَنشد لذي الرمة يصف الظَّبْيةَ، ورَفْعَها رأْسَها: ذَكَرْتُكِ، إِذْ مَرَّتْ بِنا أُمُّ شادِنٍ، * أَمامَ الـمَطايا، تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ قال: اشْرأَبَّ مأْخوذ من الـمَشْرَبة، وهي الغُرْفةُ.

ضرر (لسان العرب) [0]


في أَسماء الله تعالى: النَّافِعُ الضَّارُّ، وهو الذي ينفع من يشاء من خلقه ويضرّه حيث هو خالق الأَشياء كلِّها: خيرِها وشرّها ونفعها وضرّها. الضَّرُّ والضُّرُّ لغتان: ضد النفع.
والضَّرُّ المصدر، والضُّرّ الاسم، وقيل: هما لغتان كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جمعت بين الضَّرّ والنفع فتحت الضاد، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً، كقولك: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هكذا تستعمله العرب. أَبو الدُّقَيْش: الضَّرّ ضد النفع، والضُّر، بالضم، الهزالُ وسوء الحال.
وقوله عز وجل: وإِذا مسّ الإِنسانَ الضُّرُّ دعانا لِجَنْبه؛ وقال: كأَن لم يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مسَّه؛ فكل ما كان من سوء حال وفقر أَو شدّة في بدن فهو ضُرّ، وما كان . . . أكمل المادة ضدّاً للنفع فهو ضَرّ؛ وقوله: لا يَضُرّكم كيدُهم؛ من الضَّرَر، وهو ضد النفع.
والمَضَرّة: خلاف المَنْفعة.
وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بمعنى؛ والاسم الضَّرَر.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ في الإسلام؛ قال: ولكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر: فمعنى قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه، وهو ضد النفع، وقوله: ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد منهما صاحبه، فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد، ومعنى قوله: ولا ضِرَار أَي لا يُدْخِلُ الضرر على الذي ضَرَّهُ ولكن يعفو عنه، كقوله عز وجل: ادْفَعْ بالتي هي أَحسن فإِذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه ولِيٌّ حَمِيمٌ؛ قال ابن الأَثير: قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه فَيَنْقُصه شيئاً من حقه، والضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ، أَي لا يجازيه على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عليه؛ والضَّرَر فعل الواحد، والضِّرَارُ فعل الاثنين، والضَّرَر ابتداء الفعل، والضِّرَار الجزاء عليه؛ وقيل: الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك وتنتفع أَنت به، والضِّرار أَن تَضُره من غير أَن تنتفع، وقيل: هما بمعنى وتكرارهما للتأْكيد.
وقوله تعالى: غير مُضَارّ؛ مَنع من الضِّرَار في الوصية؛ وروي عن أَبي هريرة: من ضَارَّ في وَصِيَّةٍ أَلقاه الله تعالى في وَادٍ من جهنم أَو نار؛ والضِّرار في الوصية راجع إِلى الميراث؛ ومنه الحديث: إِنّ الرجلَ يعمَلُ والمرأَة بطاعة الله ستين سنةً ثم يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران في الوصية فتجبُ لهما النار؛ المُضارَّةُ في الوصية: أَن لا تُمْضى أَو يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لغير أَهلها ونحو ذلك مما يخالف السُّنّة. الأَزهري: وقوله عز وجل: ولا يُضَارَّ كاتب ولا شهيد، له وجهان: أَحدهما لا يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يكتب وهو مشغول، والآخر أَن معناه لا يُضَارِرِ الكاتبُ أَي لا يَكْتُبْ إِلا بالحق ولا يشهدِ الشّاهد إِلا بالحق، ويستوي اللفظان في الإِدغام؛ وكذلك قوله: لا تُضَارَّ والدةٌ بولدها؛ يجوز أَن يكون لا تُضَارَرْ على تُفاعَل، وهو أَن يَنْزِع الزوجُ ولدها منها فيدفعه إِلى مُرْضعة أُخرى، ويجوز أَن يكون قوله لا تُضَارَّ معناه لا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه.
والضَّرَّاءُ: السَّنَة.
والضَّارُوراءُ: القحط والشدة.
والضَّرُّ: سوء الحال، وجمعه أَضُرٌّ؛ قال عديّ بن زيد العبّادي: وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْـ شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي وكذلك الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة؛ الأَخيرة مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي؛ وقوله أَنشده ثعلب: مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها، على الضَّرّ، رَاعي الضأْنِ لو يَتَقَوَّفُ إِنما كنى به عن سوء حاله في الجهل وقلة التمييز؛ يقول: كرمُه وجوده يَبِينُ لمن لا يفهم الخير فكيف بمن يفهم؟ والضَّرَّاءُ: نقيض السَّرَّاء.
وفي الحديث: ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، وابتلينا بالسَّرَّاء فلم نَصْبِرْ؛ قال ابن الأَثير: الضَّرَّاءُ الحالة التي تَضُرُّ، وهي نقيض السَّرَّاء، وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما، يريد أَنا اخْتُبِرْنا بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه، فلما جاءتنا السَّرَّاءُ وهي الدنيا والسَّعَة والراحة بَطِرْنا ولم نصبر.
وقوله تعالى: وأَخذناهم بالبأْساءِ والضَّرَّاءِ؛ قيل: الضَّرَّاءُ النقص في الأَموال والأَنفس، وكذلك الضَّرَّة والضَّرَارَة، والضَّرَرُ: النقصان يدخل في الشيء، يقال: دخل عليه ضَرَرٌ في ماله.
وسئل أَبو الهيثم عن قول الأَعشى: ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربيع فقال: الضَّرَّةُ شدة الحال، فَعْلَة من الضَّرّ، قال: والضُّرّ أَيضاً هو حال الضَّرِيرِ، وهو الزَّمِنُ.
والضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابن الأَعرابي: الضَّرَّة الأَذاة، وقوله عز وجل: غير أُولي الضَّرَر؛ أَي غير أُولي الزَّمانة.
وقال ابن عرفة: أَي غير من به عِلَّة تَضُرّه وتقطعه عن الجهاد، وهي الضَّرَارَة أَيضاً، يقال ذلك في البصر وغيره، يقول: لا يَسْتَوي القاعدون والمجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يساوون المجاهدين؛ الجوهري: والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشدة، وهما اسمان مؤنثان من غير تذكير، قال الفراء: لو جُمِعَا على أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنى النِّعْمة على أَنْعُم لجاز.
ورجل ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة: ذاهب البصر، والجمع أَضِرَّاءُ. يقال: رجل ضَرِيرُ البصرِ؛ وإِذا أَضَرَّ به المرضُ يقال: رجل ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة.
وفي حديث البراء: فجاء ابن أُمّ مكتوم يشكو ضَرَارَتَه؛ الضَّرَارَة ههنا العَمَى، والرجل ضَرِيرٌ، وهي من الضَّرّ سوء الحال.
والضَّرِيرُ: المريض المهزول، والجمع كالجمع، والأُنثى ضَرِيرَة.
وكل شيء خالطه ضُرٌّ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ.
والضَّرائِرُ: المَحاويج.
والاضطِرَارُ: الاحتياج إِلى الشيء، وقد اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ، والاسم الضَّرَّة؛ قال دريد بن الصمة: وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً، وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ أَي تَلأْلُؤَ عَضْب، ويروى: ذَرِّيَّ عضب يعني فِرِنْدَ السيف لأَنه يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ.
والضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ.
والضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورةٌ ولا ضَرَّة ولا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ.
ورجل ذو ضارُورةٍ وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ، وقد اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه؛ قال الشاعر: أَثِيبي أَخا صارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى عليه، وقَلَّتْ في الصَّدِيق أَواصِرُهْ الليث: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تقول: حَمَلَتْني الضّرُورَةُ على كذا وكذا.
وقد اضْطُرّ فلان إِلى كذا وكذا، بِناؤُه افْتَعَلَ، فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم يَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ.
وقوله عز وجل: فمن اضطُرّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي فمن أُلْجِئَ إِلى أَكْل الميْتةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمْرُ بالجوع، وأَصله من الضّرَرِ، وهو الضِّيقُ.
وقال ابن بزرج: هي الضارُورةُ والضارُوراءُ ممدود.
وفي حديث عليّ، عليه السلام، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنَّه نهى عن بيع المُضْطَرّ؛ قال ابن الأَثير: هذا يكون من وجهين: أَحدُهما أَنْ يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طَرِيقِ الإِكْراهِ عليه، قال: وهذا بيعٌ فاسدٌ لا يَنْعَقِدُ، والثاني أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البليعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ ما في يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُروةِ، وهذا سبيلُه في حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لا يُبايَعَ على هذا الوجْهِ، ولكن يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها، فإِنْ عُقِدَ البَيْع مع الضرورةِ على هذا الوجْه صحَّ ولم يُفْسَخْ مع كراهةِ أَهلِ العلْم له، ومعنى البَيْعِ ههنا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو قَبُولُ البَيْعِ.
والمُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ؛ ومنه حديث ابن عمر: لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَيْئاً؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ على المُكْرَهِ على البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه على المُحْتاج.
وفي حديث سَمُرَةَ: يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق؛ الضارروةُ لغةٌ في الضّرُورةِ، أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ من المَيْتة أَنْ يأْكُلَ منها ما يسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، وليس له اين يَجْمعَ بينهما.
والضَّرَرُ: الضِّيقُ.
ومكانٌ ذو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ.
ومكانٌ ضَرَرٌ: ضَيِّقٌ؛ ومنه قول ابن مُقْبِل: ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر وقول الأَخطل: لكلّ قَرارةٍَ منها وفَجٍّ أَضاةٌ، ماؤها ضَرَرٌ يَمُور قال ابن الأَعرابي: ماؤها ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ في ضِيقٍ، وأَرادَ أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ به، وإِن اتَّسَعَتْ.
والمُضِرُّ: الدَّاني من الشيْءِ؛ قال الأَخْطل: ظَلَّتْ ظِياءٌ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً، حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرار وفي حديث معاذ: أَنَّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ يَده فكَسَرَهُ؛ قوله: أَضَرَّ به أَي دنا منه دُنُوّاً شديداً فآذاه.
وأَضَرَّ بي فلانٌ أَي دَنا منّي دُنُوّاً شديداً وأَضَرَّ بالطريقِ: دنَا منه ولم يُخالِطْه؛ قال عبدالله بن عَنْمة (* قوله: «ابن عنمة» ضبط في الأصل بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك). الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ قَيْسٍ: لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ ما أَجَنَّتْ غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ؟ (* قوله: «غداة» في ياقوت بحيث). يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ يَقُولُ هذا على جهة التعجُّبِ، أَي وَيْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ ماذا أَجَنَّت من بِسْطام أَي بحيث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من السَّبِيلِ.
وأَبو الصهباء: كُنْيَةُ بسْطام.
وأَضَرَّ السيْلُ من الحائط: دَنَا منه.
وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ.
وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى الأَرْضِ: دَنَا، وكلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً، فقد أَضَرَّ.
وفي الحديث: لا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له؛ هذه الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ والتَّرْغِيبُ.والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْهِ، وقال غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه.
والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قال أَوس بن حَجَر: وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ، يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ.
وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ على الشرِّ ومُقَاساةٍ له.
والضَّرِيرُخ من النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ على كلّ شيء؛ قال: باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ، شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ وقال: أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ، ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عليه ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد: وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ؛ قال الأَصمعي في قول الشاعر: بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها قال: ضريرُها شدَّتُها؛ حكاه الباهِليُّ عنه؛ وقول مليح الهذلي: وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حين يَنوبني، بُعَيدَ الكَرَى منه، ضَرِيرٌ مُحافِلُ أَراد مُلازِم شَدِيد.
وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه؛ قال أَبو خراش: والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها، لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَهِ.
وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وكان لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه: إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ من سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار الفراء: سمعت أَبَا ثَروانَ يقول: ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما يَزِيدُكَ؛ قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ صَبْراً، وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ. ابن الأَعرابي: ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً، واحِدٌ.
وقال ابن السكيت في أَبواب النفي: يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية، ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لا يَزِيدُك.
والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ. يقال: ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها.
وإِنه لذُو ضَرِيرٍ على امرأَته أَي غَيْرة؛ قال الراجز يصف حماراً: حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه وضارّه مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قال نابغةُ بنِي جَعْدة: وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ، متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا وروُي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: أَنَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ؟ فقال: أَتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ في غيرِ سَحابٍ؟ قالوا: لا، قال: فإِنَّكم لا تُضارُّون في رُؤْيتِه تباركَ وتعالى؛ قال أَبو منصور: رُوِي هذا الحرفُ بالتشديد من الضُّرّ، أَي لا يَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً، وروي تُضارُونَ، بالتخفيف، من الضَّيْرِ.
ومعناهما واحدٌ؛ ضارَهُ ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً، والمعنى لا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً في رُؤْيَتِهِ أَي لا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه.
والضرَرُ: الضِّيقُ، وقيل: لا تُضارُّون في رُؤْيته أَي لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيُكَذِّبُه. يقال: ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته، قال الجوهري: وبعضُهم يقول لا تَضارّون، بفتح التاء، أَي لا تَضامُّون، ويروى لا تَضامُّون في رُؤْيته أَي لا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ له: أَرِنِيهِ، كما يَفْعَلُون عند، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، ولكن يَنْفَردُ كلٌّ منهم برُؤْيته؛ ويروى: لا تُضامُون، بالتخفيف، ومعناه لا يَنالُكْم ضَيْمٌ في رؤيته أَي تَرَوْنَه حتى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يَضِيم بعضُكم بعْضاً. قال الأَزهري: ومعاني هذه الأَلفاظِ، وإِن اخْتلفت، مُتَقارِبةٌ، وكلُّ ما رُوِي فيه فهو صحيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً، وهو من صحاح أَخْبارِ سيّدِنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وغُرَرِها ولا يُنْكِرُها إِلاَّ مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى؛ وقال أَبو بكر: مَنْ رواه: هل تَضارُّون في رؤيته، مَعْناه هل تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون، وهو تَتَفاعلُونَ من الضَّرارِ، قال: وتفْسيرُ لا تُضارُّون لا يقعُ بِكُم في رؤيته ضُرٌّ، وتُضارُون، بالتخفيف، من الضَّيْرِ، وهو الضُّرُّ، وتُضامُون لا يَلْحَقُكم في رؤيته ضَيْمٌ؛ وقال ابنُ الأَثير: رُوِيَ الحديثُ بالتخفيف والتَّشْديد، فالتشْديدُ بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحّةِ النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره، يقال: ضارَّةُ يُضارُّه مِثْل ضَرَّه يَضُرُّه، وقيل: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عند النَّظرِ إِليه، وأَما التخْفيفُ فهو من الضَّيرِ لُغَة في الضرِّ، والمَعْنَى فيه كالأَوّل، قال ابن سيده: وأَما مَنْ رواه لا تُضارُون في رؤيته على صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضايقَةِ، أَي لا تَضامُّون تَضامّاً يَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضايَقُون.
وضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها.
والضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ، كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، وهو من ذلك، وهُنَّ الضرائِرُ، نادِرٌ؛ قال أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً: لَهُنَّ نَشُيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها وهي الضِّرُّ.
وتزوَّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ امْرَأَتينِ، ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ.
وحَكى كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّكُنَّ لَها، فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لا واحدَ له.
والإِضْرارُ: التزْويجُ على ضَرَّةٍ؛ وفي الصحاح: أَنْ يتزوّجَ الرجلُ على ضَرَّةِ؛ ومنه قيل: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ.
والضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ على ضَرَّةٍ. يقال: نكَحْتُ فُلانة على ضُرٍّ أَي على امرأَةٍ كانت قبْلَها.
وحكى أَبو عبدالله الطُّوَالُ: تَزَوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضمِّ.
وامرأَةٌ مُضِرٌّ أَيضاً: لها ضرائر، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، ويقال: امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كان لها ضَرَّةٌ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ، وجمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ.
والضَّرَّتانِ: امرأَتانِ للرجل، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ كلَّ زاحدةٍ منهما تُضارُّ صاحِبتَها، وكُرِهَ في الإِسْلامِ أَن يقالَ لها ضَرَّة، وقيل: جارةٌ؛ كذلك جاء في الحديث. الأَصمعي: الإِضْرارُ التزْوِيجُ على ضَرَّةٍ؛ يقال منه: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ، بغير هاء. ابن بُزُرج: تزوج فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ.
ويقال: هو في ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لفي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خير وفي طَثْرَةِ خيرٍ وصَفْوَةٍ من العَيْشِ.
وقوله في حديث عَمْرو بن مُرَّةَ: عند اعْتِكارِ الضرائرِ؛ هي الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا يَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ.
والضَّرَّتانِ: الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها، وهُما الشَّحْمتان، وفي المحكم: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَيْها.
وضَرَّةُ الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، وقيل: أَصْلُها، وقيل: هي باطنُ الكَفِّ حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ في الكَفِّ.
والضَّرَّةُ: ما وَقَع عليه الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ.
وضَرَّةُ الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يذكّر ويؤنث. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي مَلأَى من اللَّبَنِ.
والضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الذي لا يَخْلُو من اللَّبَن أَو لا يكادُ يَخْلُو منه، وقيل: هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ، ولا يسمى بذلك إِلاَّ أَن يكونَ فيه لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ اللَبنُ قيل له: خَيْفٌ، وقيل: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قال طرفة يصف نعجة: من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها، وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد؛ الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ.
والضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْيِ، والجمعُ من ذلك كُلِّه ضرائرُ، وهو جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثعلب: وصار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ.
والضرَّةُ: المالُ يَعْتَمِدُ عليه الرجلُ وهو لغيره من أقارِبه، وعليه ضَرَّتانِ من ضأْنٍ ومعَزٍ.
والضرَّةُ: القِطْعَةُ من المال والإِبلِ والغنمِ، وقيل: هو الكثيرُ من الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ.
ورجلٌ مُضِرٌّ: له ضَرَّةٌ من مالٍ. الجوهري: المُضِرّ الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المال؛ قال الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابن عمِّه رضوان: تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَيْفِه، أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ؟ بِحَسْبك في القَوم أَنْ يَعْلَمُوا بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ وقد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون بأَنَّكَ، للضَّيْفِ، جُوعٌ وقُرْ وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار، فلا أَنَتَ حُلْوٌ، ولا أَنت مُرْ والمَسِيخ: الذي لا طَعْمَ له.
والضَّرّة: المالُ الكثيرُ.
والضَّرّتانِ: حَجَر الرّحى، وفي المحكم: الرحَيانِ.
والضَّرِير: النفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ؛ قال العجاج: حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ ويقال: ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كانت شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ اللُّغُوبِ، وقيل: الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ: مُضِرَّةٌ بالإِبل في شِدَّةِ سَيْرِها؛ وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بن عائذٍ الهذلي:تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير، وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا وأَضَرَّ يَعْدُو: أَسْرَعَ، وقيل: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هذه حكاية أَبي عبيد؛ قال الطوسي: وقد غَلِظَ، إِنما هو أَصَرَّ.
والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد: إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الخُضْرِ، أَغْلَظُ شيءٍ جانباً بِقُطْرِ وضُرٌّ: ماءٌ معروف؛ قال أَبو خراش: نُسابِقُِم على رَصَفٍ وضُرٍّ، كدَابِغةٍ، وقد نَغِلَ الأَدِيمُ وضِرارٌ: اسمُ رجلٍ.
ويقال: أَضَرَّ الفرسُ على فأْسِ اللَّجامَ إِذا أَزَمَ عليه مثل أَضَزَّ، بالزاي.
وأَضَرَّ فلانٌ على السَّيرِ الشديدِ أَي صَبَرَ.
وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيء إِذا كان ذا صبْر عليه ومُقاساة له؛ قال جرير: طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى، نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا من كلِّ جُرْشُعَة أَي من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ في الهواجر لها عليها جُرْأَةٌ وصبرٌ، والضمير في طَرَقَتُْ يعُودُ على امرأَة تقدّم ذكرُها، أَي طَرقَتَهْم وهُمْ مسافرون، أَراد طرقت أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بذلك خيالَها في النَّومِ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولةُ، وقوله: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التنائف بأَذْرُعِها في السير كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ.
والزُّورُ: جمع زَوْراءَ.
والتَّنائِفُ: جمع تَنُوفَةٍ، وهي الأَرْضُ القَفْرُ، وهي التي لا يُسارُ فيها على قَصْدٍ بل يأْخذون فيها يَمْنَةً ويَسْرَةً.

قوم (لسان العرب) [0]


القيامُ: نقيض الجلوس، قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة وقامةً، والقَوْمةُ المرة الواحدة. قال ابن الأَعرابي: قال عبد لرجل أَراد أن يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً، وإذا شبِعت أَحببت نَوْماً، أي أَبغضت قياماً من موضعي؛ قال: قد صُمْتُ رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامتي، وقُمْتُ لَيْلي، فتقَبَّل قامَتي أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ وقال بعضهم: إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً، وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة، وأَراد من خوف النار التي أَعددت؛ وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال: قد قمت ليلي، فتقبَّل قَوْمَتي، وصمت يومي، فتقبَّل صَوْمَتي ورجل . . . أكمل المادة قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ.
وقَوْمٌ: قيل هو اسم للجمع، وقيل: جمع. التهذيب: ونساء قُيَّمٌ وقائمات أَعرف.
والقامةُ: جمع قائم؛ عن كراع. قال ابن بري رحمه الله: قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو؛ ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم:قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه: ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه، فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه؛ وكقول النابغة الذبياني: نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا؛ وكقول حسان بن ثابت: علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ، كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ (* قوله «علاما» ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ). معناه علام يعزم على شتمي؛ وكقول الآخر: لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى: وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه؛ أي لما عزم.
وقوله تعالى: إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض؛ أي عزَموا فقالوا، قال: وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح؛ ومنه قوله تعالى: الرجال قوّامون على النساء، وقوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائماً؛ أي ملازماً محافظاً.
ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات. يقال للماشي: قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه: وإذا أَظلم عليهم قاموا؛ قال أهل اللغة والتفسير: قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له؛ ومنه الحديث: المؤمن وَقَّافٌ متَأَنٍّ، وعلى ذلك قول الأَعشى: كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ، لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ، إذْ نادَيْتَهم، وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها: يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه، يَعَضُّ على إبْهامِه، وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر؛ قال: ومنه قول مزاحم: أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ، منَ الحَيِّ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً، ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال: فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية. قال: ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير.
وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح؛ ومنه قولهم: أقام بالمكان هو بمعنى الثبات.
ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً، وإذا جَمد أيضاً؛ قال: وعليه فسر بيت أبي الطيب: وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ، سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً.
وقامَت السُّوق إذا نفَقت، ونامت إذا كسدت.
وسُوق قائِمة: نافِقة.
وسُوق نائِمة: كاسِدة.
وقاوَمْتُه قِواماً: قُمْت معه، صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم.
والقَوْمةُ: ما بين الركعتين من القِيام. قال أَبو الدُّقَيْش: أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ، والمغرب ثلاث قَوْمات، وكذلك قال في الصلاة.
والمقام: موضع القدمين؛ قال: هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ، غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ويروى: بِراحِ.
والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تُقيم فيه.
والمُقامة، بالضم: الإقامة.
والمَقامة، بالفتح: المجلس والجماعة من الناس، قال: وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة، وقد يكون بمعنى موضع القِيام، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح، وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم، لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا.
وقوله تعالى: لا مقَامَ لكم، أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم، بالضم، أي لا إقامة لكم.
وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً؛ أَي موضعاً؛ وقول لبيد: عَفَتِ الدِّيارُ: مَحلُّها فَمُقامُها بِمنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإقامة.
وقوله عزَّ وجل: كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم؛ قيل: المَقامُ الكريم هو المِنْبَر، وقيل: المنزلة الحسَنة.
وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ؛ قال لبيد: قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي، لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه.
وقولهم: ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها، وكأنَّ هذا جعل اسماً، وإن كان فِعْلاً، لكونه من عادتها كما قال: إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ.
وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً؛ الأخيرة عن كراع: لَبِثَ. قال ابن سيده: وعندي أن قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ. التهذيب: أَقَمْتُ إقامةً، فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى: وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ. الجوهري: وأَقامَ بالمكان إقامةً، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً، وأَقامَه من موضعه.
وأقامَ الشيء: أَدامَه، من قوله تعالى: ويُقِيمون الصلاةَ، وقوله تعالى: وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح؛ هذا قول الزجاج.
والاسْتِقامةُ: الاعْتدالُ، يقال: اسْتَقامَ له الأمر.
وقوله تعالى: فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ.
وقامَ الشيءُ واسْتقامَ: اعْتدَل واستوى.
وقوله تعالى: إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه، صلى الله عليه وسلم.
وقال الأَسود بن مالك: ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً، وقال قتادة: استقاموا على طاعة الله؛ قال كعب بن زهير: فَهُمْ صَرفُوكم، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى، بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ قال: القِيَمُ الاسْتِقامةُ.
وفي الحديث: قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ؛ فسر على وجهين: قيل هو الاسْتقامة على الطاعة، وقيل هو ترك الشِّرك. أَبو زيد: أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام، قال: والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه.
واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه.
وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة؛ قال الراجز: وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ: العَدْل؛ قال تعالى: وكان بين ذلك قَواماً؛ وقوله تعالى: إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ؛ قال الزجاج: معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله، وشهادةُ أن لا إله إلا الله، والإيمانُ برُسُله، والعمل بطاعته.
وقَوَّمَه هو؛ واستعمل أبو إسحق ذلك في الشِّعر فقال: استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ.
وقَوّمَََ دَرْأَه: أَزال عِوَجَه؛ عن اللحياني، وكذلك أَقامَه؛ قال: أَقِيمُوا، بَني النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم، وإلا تُقِيموا، صاغِرِينَ، الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا، وأَما قوله: وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا، وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف، والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول. أَبو الهيثم: القامةُ جماعة الناس.
والقامةُ أيضاً: قامةُ الرجل.
وقامةُ الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه: شَطاطُه؛ قال العجاج: أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ، فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد؛ حكان اللحياني عن الكسائي.
ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ: حَسَنُ القامة، وجمعهما قِوامٌ.
وقَوام الرجل: قامته وحُسْنُ طُوله، والقُومِيَّةُ مثله؛ وأنشد ابن بري رجز العجاج: أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ، صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوامُ: حُسْنُ الطُّول. يقال: هو حسن القامةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ. الجوهري: وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر، قال: وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ.
والقُومِيَّةُ: القَوام أَو القامةُ. الأَصمعي: فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بمعنى واحد؛ وأَنشد: فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ ويقال: فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره.
وتقول: هذا الأَمر لا قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له.
والقُومُ: القصدُ؛ قال رؤبة: واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها.
وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض.
وقِوامُ الأمر، بالكسر: نِظامُه وعِماده. أَبو عبيدة: هو قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى: ولا تُؤتوا السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً.
وقال الزجاج: قرئت جعل الله لكم قِياماً وقِيَماً.
ويقال: هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم به؛ قال لبيد: أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها؟ قال: وقد يفتح، ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بها قِياماً، ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا، والمعنى جعلها الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم؛ وقال الفراء: التي جعل الله لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً، وقرأَ نافع المدني قيَماً، قال: والمعنى واحد.
ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح، وهو عند الصيارفة ناقص حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً، والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ.
وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقامها: قَدَّرها.
وفي حديث عبد الله بن عباس: إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به، وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه؛ قال أَبو عبيد: قوله إذا استقمت يعني قوَّمت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته، وهما بمعنى، قال: ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً بثلاثين درهماً، ثم يقول: بعه فما زاد عليها فلك، فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأْخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز؛ قال أَبو عبيد: وهذا عند من يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة، وهي عندنا معلومة جائزة، لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي عليه، قال: وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة، فيقول: أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي، فهذا الذي كره. قال إسحق: قلت لأَحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد، الحديث، قال: لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه باطلاً، قال إسحق: كما قال قلت فما المستقيم؟ قال: الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا، فما ازْدَدْتَ فهو لك، قلت: فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأْس، قال إسحق كما قال.
والقِيمةُ: واحدة القِيَم، وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء.
والقيمة: ثمن الشيء بالتَّقْوِيم. تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم، وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه.
ويقال: كم قامت ناقتُك أي كم بلغت.
وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار، وكم قامَتْ أَمَتُك أي بلغت.
والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي قوَّمته.
وفي الحديث: قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو المُقَوِّم، أي لو سَعَّرْت لنا، وهو من قيمة الشيء، أي حَدَّدْت لنا قيمتها.
ويقال: قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر.
وقامت الدابة: وَقَفَت.
وفي الحديث: حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده، ويقال لذلك الوقوف المشاهد: قام قائم الظهيرة، والقائمُ قائمُ الظهيرة.
ويقال: قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل. ابن سيده: وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ، وهو من القيام.
وعَيْنٌ قائمة: ذهب بصرها وحدَقَتها صحيحة سالمة.
والقائم بالدِّين: المُسْتَمْسِك به الثابت عليه.
وفي الحديث: إنَّ حكيم بن حِزام قال: بايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا أخِرَّ إلا قائماً؛ قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً أي على الحق؛ قال أبو عبيد: معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام والتمسُّك به.
وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه.
وقال تعالى: ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ؛ إنما هو من المُواظبة على الدين والقيام به؛ الفراء: القائم المتمسك بدينه، ثم ذكر هذا الحديث.
وقال الفراء: أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها.
وقوله عز وجل: لا يُؤَدِّه إليك إلا ما دُمت عليه قائماً؛ أي مُواظِباً مُلازِماً، ومنه قيل في الكلام للخليفة: هو القائِمُ بالأمر، وكذلك فلان قائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به. قال ابن بري: والقائِمُ على الشيء الثابت عليه، وعليه قوله تعالى: من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ؛ أي مواظِبة على الدين ثابتة. يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به؛ ومنه الحديث: اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم، فإنْ لم يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم، أي دُوموا لهم في الطاعة واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام. يقال: قامَ واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ؛ قال الخطابي: الخَوارِج ومن يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم على العدل في السِّيرة، وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام، ودليله في حديث آخر: سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ منهم القلوب، قالوا: يا رسول الله، أَفلا تُقاتلهم؟ قال: لا ما أَقاموا الصلاة، وحديثه الآخر: الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها؛ ومنه الحديث: لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي دام وثبت، والحديث الآخر: لو تَرَكَتْه ما زال قائماً، والحديث الآخر: ما زال يُقِيمُ لها أُدْمَها.
وقائِمُ السيف: مَقْبِضُه، وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة.
وقَوائِم الخِوان ونحوها: ما قامت عليه. الجوهري: قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه.
والقائمةُ: واحدة قوائم الدَّوابّ.
وقوائم الدابة: أربَعُها، وقد يستعار ذلك في الإنسان؛ وقول الفرزدق يصف السيوف: إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها، وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ أَراد سُلَّت.
والقوائم: مقَابِض السيوف.
والقُوام: داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه. ابن السكيت: ما فَعل قُوام كان يَعتري هذه الدابة، بالضم، إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث. الكسائي: القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه؛ وقَوَّمت الغنم: أَصابها ذلك فقامت.
وقامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم.
وفلان لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه، وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً قيل: ما قام به. الليث: القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر يوضع عليه عود البَكْرة، والجمع القِيم، وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو قامة؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح، والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر، وروي عن أبي زيد أنه قال: النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة، وهي البَكْرة من النعامة. ابن سيده: والقامةُ البكرة يُستقَى عليها، وقيل: البكرة وما عليها بأَداتِها، وقيل: هي جُملة أَعْوادها؛ قال الشاعر: لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ، وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ، نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ، وقامٌ؛ قال الطِّرِمّاح: ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ وقال الراجز: يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه، يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ، واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وقال ابن بري في قول الشاعر: لَمّا رأَيت أَنها لا قامه قال: قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع وباعةٍ، كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه، قال: ومثله فيما ذهب إليه الأَصمعي: وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ، حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أي رَبِيعة قائمون بأَمري؛ قال: وقال عديّ بن زيد: وإنِّي لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قاماتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث؛ ومما يشهد بصحة قول ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله: نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه والدِّعامة إنما تكون للبكرة، فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة ولا زعزعةَ لها؛ قال ابن بري: وشاهد القامة للبكرة قول الراجز:إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ، تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر: قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى، كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ والمِقْوَم: الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث.
وقوله في الحديث: إنه أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم، يريد قائمتي الرَّحْل اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره.
وقَيِّمُ الأمر: مُقِيمهُ.
وأمرٌ قَيِّمٌ: مُسْتقِيم.
وفي الحديث: أتاني مَلَك فقال: أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن.
وفي الحديث: ذلك الدين القَيِّمُ أي المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق.
وقوله تعالى: فيها كُتب قيِّمة؛ أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان؛ عن الزجاج.
وقوله تعالى: وذلك دِين القَيِّمة؛ أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق، ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة؛ قال الجوهري: إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنيفية.
والقَيِّمُ: السيّد وسائسُ الأَمر.
وقَيِّمُ القَوْم: الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم.
وفي الحديث: ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امرأة.
وقَيِّمُ المرأَةِ: زوجها في بعض اللغات.
وقال أَبو الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب. يروى أَن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما فقالت إحداهما: أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها، ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ: مَنْ قَيِّماهُما؟ قَيِّماهما: بَعْلاهُما، ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ.
وفي الحديث: حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد؛ قَيِّمُ المرأَةِ: زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه.
وقام بأَمر كذا.
وقام الرجلُ على المرأَة: مانَها.
وإنه لَقَوّام علهيا: مائنٌ لها.
وفي التنزيل العزيز: الرجالُ قَوَّامون على النساء؛ وليس يراد ههنا، والله أَعلم، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود، إنما هو من قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، والله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن، وكذلك قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه، لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه، فيصير هذا كقوله: وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا؛ وقال هذا، أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة، فحذف ذلك للدلالة عليه، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً؛ ومنه قول طرفة: إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه، وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ، يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله: فإن مت قبلك، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها، إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده، وهذا واضح.
وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً؛ فإقامةً على العوض، وإقاماً بغير عوض.
وفي التنزيل: وإقامَ الصلاة.
ومن كلام العرب: ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه، فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو، ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة.
وقالوا: قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام. قال ثعلب: قال ابن ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام، وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة. قال ابن سيده: وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب.
والمِلَّة القَيِّمة: المُعتدلة، والأُمّة القَيِّمة كذلك.
وفي التنزيل: وذلك دين القَيّمة؛ أي الأُمَّة القيمة.
وقال أَبو العباس والمبرد: ههنا مضمرٍ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛ وقال الفراء: هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه؛ قال الأَزهري: والقول ما قالا، وقيل: أباء في القَيِّمة للمبالغة، ودين قَيِّمٌ كذلك.
وفي التنزيل العزيز: ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم.
وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً. قال أَبو إسحق: القَيِّمُ هو المُسْتَقيم، والقِيَمُ: مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله: لا يبغون عنها حِوَلاً؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، وقامَ كان في الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فصار قام فاعتل قِيَم، وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل؛ وقال الزجاج: قِيَماً مصدر كالصغر والكبر، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ.
ويقال: رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير: فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى بأَسْيافهم، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ (* قوله «ضربوكم حين جرتم» تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل: صرفوكم حين جزتم، ولعله مروي بهما).
وقال حسان: وأَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِيـ ـكِ، أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قال: إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة.
والله تعالى القَيُّوم والقَيَّامُ. ابن الأَعرابي: القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد.
وقال الزجاج: القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم. قال الله تعالى: وما من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها.
وقال الفراء: صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول، وصورة القَيَّام الفَيْعال، وهما جميعاً مدح، قال: وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ، يقولون الصَّيَّاغ.
وقال الفراء في القَيِّم: هو من الفعل فَعِيل، أَصله قَوِيم، وكذلك سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم، وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها، فلما فعلوا ذلك صارت سَيْد على فَعْل، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف؛ وقال سيبويه: قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها، فصارتا ياء مشدّدة، وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن. قال الفراء: ليس في أَبنية العرب فَيْعِل، والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً، فلما إجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة.
وقال مجاهد: القَيُّوم القائم على كل شيء، وقال قتادة: القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم وأَرزاقهم.
وقال الكلبي: القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له.
وقال أَبو عبيدة: القيوم القائم على الأشياء. الجوهري: وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام، وهو لغة، والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم ومستودعهم.
وفي حديث الدعاء: ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض، وفي رواية: قَيِّم، وفي أُخرى: قَيُّوم، وهي من أبنية المبالغة، ومعناها القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله، وأَصلها من الواو قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ، بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول.
والقَيُّومُ: من أَسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به.
والقِوامُ من العيش (* قوله «والقوام من العيش» ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقوام، بالكسر، ما يقيم الإنسان من القوت، وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب القاموس: القوام كسحاب ما يعايش به، وبالكسر، نظام الأمر وعماده): ما يُقيمك.
وفي حديث المسألة: أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش أَي ما يقوم بحاجته الضرورية.
وقِوامُ العيش: عماده الذي يقوم به.
وقِوامُ الجِسم: تمامه.
وقِوام كل شيء: ما استقام به؛ قال العجاج: رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها هامِد ومنها قائم. الجوهري: وقَوَّمت الشيء، فهو قَويم أي مستقيم، وقولهم ما أَقوَمه شاذ، قال ابن بري: يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة، وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم، كما قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير. قال: ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله.
وفي الحديث: مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره. قال ابن الأَثير: قاوَمَه فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن يقضِيها.وفي الحديث: تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها، قال: فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم.
وفي حديث عمر: في العين القائمة ثُلُث الدية؛ هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها.
وفي حديث أَبي الدرداء: رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه.
وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ كلاماً.
والقَوْمُ: الجماعة من الرجال والنساء جميعاً، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويُقوِّي ذلك قوله تعالى: لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن؛ أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء؛ وكذلك قول زهير: وما أَدرِي، وسوفَ إخالُ أَدري، أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟ وقَوْمُ كل رجل: شِيعته وعشيرته.
وروي عن أَبي العباس: النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء.
وفي الحديث: إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء؛ قال ابن الأَثير: القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به، وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها. الجوهري: القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه، قال: وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤَنث، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: وكذَّبَ به قومك، فذكَّر، وقال تعالى: كذَّبتْ قومُ نوح، فأَنَّث؛ قال: فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير، وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له، وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأُنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت، وتريد الجماعة إذا أَنثت. ابن سيده: وقوله تعالى: كذَّبت قوم نوح المرسلين، إِنما أَنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده، لأَن من كذب رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها، لأَن كل رسول يأْمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل، وحكى ثعلب: أَن العرب تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا، على اللفظ وعلى المعنى.
وقال مرة: المخاطب واحد، والمعنى الجمع، والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم؛ كلاهما على الحذف؛ قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب: فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا فُؤادَكَ، لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ ويروى: الأقايِمُ، وعنى بالقلب العقل؛ وأَنشد ابن بري لخُزَز بن لَوْذان:مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ يٍ، حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ وقوله تعالى: فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين؛ قال الزجاج: قيل عنى بالقوم هنا الأَنبياء، عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في وقت مَبْعثهم؛ وقيل: عنى به من آمن من أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَتباعه، وقيل: يُعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل: قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة، وجاء: إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضاً: يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم. قال ابن بري: ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌمن الملائكة؛ قال أُمية: وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ، مَلائِكُ ذُلُِّلوا، وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقامة: المجلس.
ومَقامات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري: فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ: مَقامة؛ ومنه قول لبيد: ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ الحَصِير: المَلِك ههنا، والجمع مَقامات؛ أَنشد ابن بري لزهير: وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ، وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقاماتُ الناسِ: مَجالِسهم أيضاً.
والمَقامة والمَقام: الموضع الذي تَقُوم فيه.
والمَقامةُ: السّادةُ.
وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك. أَبو زيد في نوادره: قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقامَت بي عيناي.
ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وفي التهذيب: القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم.
وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع، قيل: أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة، وقيل: هو تعريب قِيَمْثَا (* قوله «تعريب قيمثا» كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما.
ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط)، وهو بالسريانية بهذا المعنى. ابن سيده: ويوم القِيامة يوم الجمعة؛ ومنه قول كعب: أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة؟ ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة، ولم يَجِدْه أَبو عبيد، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ، بغير هاء، أَي وَقْت غيرُ محدود.

ربع (لسان العرب) [0]


الأَربعة والأَربعون من العدد: معروف.
والأَربعة في عدد المذكر والأَربع في عدد المؤنث، والأَربعون نعد الثلاثين، ولا يجوز في أَربعينَ أَربعينُ كما جاز في فِلَسْطِينَ وبابه لأَن مذهب الجمع في أَربعين وعشرين وبابه أَقْوَى وأَغلب منه في فِلَسْطين وبابها؛ فأَما قول سُحَيْم بن وَثِيل الرِّياحيّ: وماذا يَدَّري الشُّعراء مِنِّي، وقد جاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ ؟ (* وفي رواية أخرى: وماذا تبتغي الشعراء مني إلخ.) فليست النون فيه حرف إِعراب ولا الكسرة فيها علامة جرِّ الاسم، وإِنما هي حركة لالتقاء الساكنين إِذا التقيا ولم تفتح كما تفتح نون الجمع لأَن الشاعر اضطُرَّ إِلى ذلك لئلا تختلف حركة حرف الرويّ في سائر . . . أكمل المادة الأَبيات؛ أَلا ترى أَن فيها: أَخُو خَمْسِينَ مُجتمِعٌ أَشُدِّي، ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ ورُباعُ: معدول من أَربعة.
وقوله تعالى: مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ أَراد أَربعاً فعدَله ولذلك ترك صرْفه. ابن جني: قرأَ الأَعمش مَثْنَى وثُلَثَ ورُبَعَ، على مثال عُمر، أَراد ورُباع فحذف الأَلف.
ورَبَعَ القومَ يَرْبَعُهم رَبْعاً: صار رابِعَهم وجعلهم أَربعة أَو أَربعين.
وأَربَعُوا: صاروا أَربعة أَو أَربعين.
وفي حديث عمرو بن عَبْسةَ: لقد رأَيْتُني وإِنِّي لرُبُعُ الإِسلام أَي رابِعُ أَهل الإِسلام تقدَّمني ثلاثةٌ وكنت رابعهم.
وورد في الحديث: كنت رابِعَ أَربعة أَي واحداً من أَربعة.
وفي حديث الشعبي في السَّقْط: إِذا نُكِس في الخلق الرابع أَي إِذا صار مُضْغة في الرَّحِم لأَن الله عز وجل قال: فإِنا خلقناكم من تُراب ثم من نطفة ثم من علَقة ثم من مُضْغة.
وفي بعض الحديث: فجاءت عيناه بأَربعة أَي بدُموع جرَتْ من نواحي عينيه الأَربع.
والرِّبْعُ في الحُمَّى: إِتيانُها في اليوم الرابع، وذلك أَن يُحَمَّ يوماً ويُتْرَك يومين لا يُحَمّ ويُحَمّ في اليوم الرابع، وهي حُمَّى رِبْعٍ، وقد رُبِع الرجل فهو مَرْبوع ومُرْبَع، وأُرْبِعَ؛ قال أُسامةُ بن حبيب الهذلي: مِن المُرْبَعِينَ ومن آزِلٍ، إِذا جَنَّه الليلُ كالناحِطِ وأَرْبَعَت عليه الحُمَّى: لغة في رُبِعَ، فهو مُرْبَع.
وأَربَعَت الحُمّى زيداً وأَرْبَعَت عليه: أَخذَته رِبعاً، وأَغَبَّتْه: أَخذته غِبًّا، ورجل مُرْبِعٌ ومُغِبٌّ، بكسر الباء. قال الأَزهري: فقيل له لم قلت أَرْبَعَتِ الحُمَّى زيداً ثم قلت من المُرْبِعين فجعلته مرة مفعولاً ومرة فاعلاً؟ فقال: يقال أَرْبَعَ الرجل أَيضاً. قال الأَزهري: كلام العرب أَربعت عليه الحمى والرجل مُرْبَع، بفتح الباء، وقال ابن الأَعرابي: أَرْبَعَتْه الحمى ولا يقال رَبَعَتْه.
وفي الصحاح: تقول رَبَعَتْ عليه الحُمّى.
وفي الحديث: أَغِبُّوا في عيادة المريض وأَرْبِعُوا إِلا أَن يكون مغلوباً؛ قوله أَرْبِعُوا أَي دَعُوه يومين بعد العيادة وأْتوه اليوم الرابع، وأَصله من الرِّبْع في أَورادِ الإِبل.
والرِّبْعُ: الظِّمْء من أَظْماء الإِبل، وهو أَن تُحْبَس الإِبلُ عن الماء أَربعاً ثم تَرِدَ الخامس، وقيل: هو أَن ترد الماءَ يوماً وتَدَعَه يومين ثم تَرِدَ اليوم الرابع، وقيل: هو لثلاث ليال وأَربعة أَيام.
ورَبَعَت الإِبلُ: وَرَدتْ رِبعاً، وإِبلٌ رَوابِعُ؛ واستعاره العَجَّاج لوِرْد القطا فقال: وبَلْدةٍ تُمْسِي قَطاها نُسَّسا رَوابِعاً، وقَدْرَ رِبْعٍ خُمَّسا وأَرْبَعَ الإِبلَ: أَوردها رِبْعاً.
وأَرْبعَ الرجلُ: جاءت إِبلُه رَوابعَ وخَوامِس، وكذلك إِلى العَشْر.
والرَّبْعُ: مصدر رَبَعَ الوَترَ ونحوه يَرْبَعه رَبْعاً، جعله مفتولاً من أَربع قُوًى، والقوة الطاقةُ، ويقال: وَتَرٌ مَرْبوعٌ؛ ومنه قول لبيد: رابِطُ الجأْشِ على فَرْجِهِمُ، أَعْطِفُ الجَوْنَ بمرْبوعٍ مِتَلِّ أَي بعنان شديد من أَربع قُوًى.
ويقال: أَراد رُمْحاً مَرْبوعاً لا قصيراً ولا طويلاً، والباء بمعنى مع أَي ومعيَ رُمْح.
ورمح مربوع: طوله أَرْبَعُ أَذْرُعٍ.
وربَّع الشيءَ: صيره أَربعةَ أَجزاء وصيره على شكل ذي أَربع وهو التربيع. أَبو عمرو: الرُّومِيُّ شِراعُ السفينة الفارغة، والمُرْبِعُ شِراعُ المَلأَى، والمُتَلَمِّظةُ مَقْعدُ الاشْتِيام وهو رَئيسُ الرُّكابِ.
والتربيعُ في الزرع: السَّقْية التي بعد التثليث.
وناقة رَبوعٌ: تَحْلُبُ أَربعة أَقداح؛ عن ابن الأَعرابي.
ورجل مُرَبَّعُ الحاجبين: كثير شعرهما كأَنَّ له أَربعة حَواجبَ؛ قال الراعي: مُرَبَّع أَعلى حاجبِ العينِ، أُمُّه شَقيقةُ عَبْدٍ، من قَطينٍ، مُوَلَّدِ والرُّبْع والرُّبْع والرَّبيعُ: جزء من أَربعة يَطَّرد ذلك في هذه الكسور عند بعضهم، والجمع أَرباعٌ ورُبوعٌ.
وفي حديث طلحة: أَنه لما رُبِعَ يوم أُحُد وشَلَّت يدُه قال له: باءَ طلحةُ بالجنةِ؛ رُبِعَ أَي أُصِيبَت أَرباعُ رأْسه وهي نواحيه، وقيل: أَصابه حُمّى الرِّبْع، وقيل: أُصِيبَ جَبينُه؛ وأَما قول الفَرزدق: أَظُنُّك مَفْجوعاً بِرُبْعِ مُنافِقٍ، تَلَبَّس أَثوابَ الخِيانةِ والغَدْرِ فإِنه أَراد أَنَّ يمينه تُقْطَع فيَذْهَب رُبْع أَطرافِه الأَربعة.
ورَبَعَهم يَرْبَعُهم رَبْعاً: أَخذ رُبْع أَموالهم مثل عَشَرْتُهم أَعْشُرُهم.
ورَبَعهم: أَخذ رُبع الغنيمة.
والمِرْباع: ما يأْخذه الرئيس وهو ربع الغنيمة؛ قال: لكَ المِرْباعُ منها والصَّفايا، وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضول الصَّفايا: ما يَصْطَفِيه الرئيس، والنَّشِيطةُ: ما أَصاب من الغنيمة قبل أَن يصير إِلى مُجتَمع الحيّ، والفُضول: ما عُجِزَ أَن يُقْسَم لقلته وخُصَّ به.
وفي حديث القيامة: أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ أَي تأْخذ رُبع الغنيمة أَو تأْخذ المِرْباع؛ معناه أَلم أَجْعَلْك رئيساً مُطاعاً؟ قال قطرب: المِرْباع الرُّبع والمِعْشار العُشر ولم يسمع في غيرهما؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لعديّ بن حاتم قبل إِسلامه: إِنك لتأْكلُ المِرْباع وهو لا يَحِلُّ لك في دينك؛ كانوا في الجاهلية إِذا غَزا بعضهم بعضاً وغَنِموا أَخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصاً دون أَصحابه، وذلك الربع يسمى المِرْباع؛ ومنه شعر وفد تَمِيم: نحن الرُّؤُوس وفينا يُقْسم الرُّبُعُ وقال ابن سكيت في قول لبيد يصف الغيث: كأَنَّ فيه، لمَّا ارْتَفَقْتُ له، رَيْطاً ومِرْباعَ غانمٍ لَجَبا قال: ذكر السَّحاب، والارْتِفاقُ: الاتِّكاءُ على المِرْفَقِ؛ يقول: اتَّكأْت على مِرْفَقي أَشِيمُه ولا أَنام، شبَّه تبَوُّجَ البرق فيه بالرَّيْط الأَبيض، والرَّيْطةُ: مُلاءة ليست بمُلَفَّقة، وأَراد بمرباع غانمٍ صوْتَ رعده، شبهه بمرباع صاحب الجيش إِذا عُزل له ربع النَّهْب من الإِبل فتحانَّت عند المُوالاة، فشبه صوت الرعد فيه بِحَنِينها؛ ورَبعَ الجَيْشَ يَرْبَعُهم رَبْعاً ورَباعةً: أَخذ ذلك منهم.
ورَبَع الحَجرَ يَرْبَعُه رَبْعاً وارتبعه: شالَه ورفعه، وقيل: حمله، وقيل: الرَّبْعُ أَن يُشال الحجر باليد يُفْعَلُ ذلك لتُعْرَفَ به شدَّة الرجل. قال الأَزهري: يقال ذلك في الحجر خاصّة.
والمَرْبُوعُ والرَّبيعة: الحجر المَرْفُوع، وقيل: الذي يُشال.
وفي الحديث: مرَّ بقوم يَرْبَعُون حَجراً أَو يَرْتَبِعُون، فقال: عُمّالُ الله أَقْوَى من هؤُلاء؛ الرَّبْعُ: إِشالةُ الحجر ورَفْعُه لإِظْهار القوَّةِ.
والمِرْبَعةُ: خُشَيْبة قصيرة يُرْفَع بها العِدْل يأْخذ رجلان بطَرَفَيْها فيَحْمِلان الحِمْل ويَضَعانه على ظهر البعير؛ وقال الأَزهري: هي عصا تحمل بها الأَثقال حتى توضَع على ظهر الدوابّ، وقيل: كل شيء رُفع به شيء مِرْبَعة، وقد رابَعَه. تقول منه: رَبَعْت الحِمْل إِذا أَدخَلتها تحته وأَخذت أَنت بطَرَفِها وصاحِبُك بطرَفِها الآخر ثم رَفَعْتَه على البعير؛ ومنه قول الشاعر: أَينَ الشِّظاظانِ وأَينَ المِرْبَعهْ؟ وأَينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ فإِن لم تكن المِرْبَعةُ فالمُرابَعةُ، وهي أَن تأْخذ بيد الرجل ويأْخذ بيدك تحت الحِمْل حتى تَرفعاه على البعير؛ تقول: رابَعْت الرَّجل إِذا رَفَعْتَ معه العِدْلَ بالعصا على ظهر البعير؛ قال الراجز: يا لَيْتَ أُمَّ العَمْر كانتْ صاحِبي، مَكانَ مَنْ أَنْشا على الرَّكائبِ ورابَعَتْني تحتَ لَيْلٍ ضارِبِ، بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ ورَبَع بالمكان يَرْبَعُ رَبْعاً: اطمأَنَّ.
والرَّبْع: المنزل والدار بعينها، والوَطَنُ متى كان وبأَيِّ مكان كان، وهو مشتق من ذلك، وجمعه أَرْبُعٌ ورِباعٌ ورُبُوعٌ وأَرْباعٌ.
وفي حديث أُسامة: قال له، عليه السلام: وهل تَرَك لنا عَقِيلٌ من رَبْعٍ؟ وفي رواية: من رِباعٍ؛ الرَّبْعُ: المَنْزِلُ ودارُ الإِقامة.
ورَبْعُ القوم: مَحَلَّتُهم.
وفي حديث عائشة: أرادت بيع رِباعِها أَي مَنازِلها.
وفي الحديث: الشُّفْعَةُ في كل رَبْعةٍ أَو حائط أَو أَرض؛ الرَّبْعةُ: أَخصُّ من الرَّبع، والرَّبْعُ المَحَلَّة. يقال: ما أَوسع رَبْعَ بني فلان والرَّبّاعُ: الرجل الكثير شراءِ الرِّباع، وهي المنازِل.
ورَبَعَ بالمكان رَبْعاً: أَقام.
والرَّبْعُ: جَماعةُ الناسِ. قال شمر: والرُّبُوع أَهل المَنازل أَيضاً؛ قال الشَّمّاخ:تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُني المَنايا، وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوعِ أَي في قَوْم بعد قوم؛ وقال الأَصمعي: يريد في رَبْعٍ من أَهلي أَي في مَسْكَنهم، بعد رَبْع.
وقال أَبو مالك: الرَّبْعُ مثل السَّكن وهما أَهل البيتِ؛ وأَنشد: فإِنْ يَكُ ربْعٌ من رِجالٍ، أَصابَهمْ، من الله والحَتْمِ المُطِلِّ، شَعُوبُ وقال شمر: الرَّبْعُ يكون المنزلَ وأَهل المنزل، قال ابن بري: والرَّبْعُ أَيضاً العَدَدُ الكثير؛ قال الأَحوص: وفِعْلُكَ مرضِيٌّ، وفِعْلُكَ جَحْفَلّ، ولا عَيْبَ في فِعْلٍ ولا في مُرَكَّبِ (* قوله «وفعلك إلخ» كذا بالأصل ولا شاهد فيه ولعله وربعك جحفل.) قال: وأَما قول الراعي: فَعُجْنا على رَبْعٍ برَبْعٍ، تَعُودُه، من الصَّيْفِ، جَشّاء الحَنِينِ تُؤَرِّجُ قال: الرَّبْع الثاني طَرَف الجَبل.
والمَرْبُوع من الشعر: الذي ذهَب جزآن من ثمانية أَجزاء من المَديد والبَسِيط؛ والمَثْلُوث: الذي ذهب جزآن من ستة أَجزاء.
والرَّبِيعُ: جزء من أَجزاء السنة فمن العرب من يجعله الفصل الذي يدرك فيه الثمار وهو الخريق ثم فصل الشتاء بعده ثم فصل الصيف، وهو الوقت الذي يَدْعُوه العامة الرّبيعَ، ثم فصل القَيْظ بعده، وهو الذي يدعوه العامةُ الصيف، ومنهم من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وهو الخريف، الربيعَ الأَول ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء وتأْتي فبه الكَمْأَة والنَّوْرُ الربيعَ الثاني، وكلهم مُجْمِعون على أَنّ الخريف هو الربيع؛ قال أَبو حنيفة: يسمى قِسما الشتاء ربيعين: الأَوَّل منهما ربيع الماء والأَمطار، والثاني ربيع النبات لأَن فيه ينتهي النبات مُنْتهاه، قال: والشتاء كله ربيع عند العرب من أَجل النَّدى، قال: والمطر عندهم ربيع متى جاء، والجمع أَرْبِعةٌ ورِباعٌ.
وشَهْرا رَبِيعٍ سميا بذلك لأَنهما حُدّا في هذا الزمن فلَزِمَهما في غيره وهما شهرانِ بعد صفَر، ولا يقال فيهما إِلا شهرُ ربيع الأَوّل وشهرُ ربيع الآخر.
والربيعُ عند العرب رَبيعانِ: رَبيعُ الشهور وربيع الأَزمنة، فربيع الشهور شهران بعد صفر، وأَما ربيع الأَزمنة فربيعان: الربيعُ الأَول وهو الفصل الذي تأْتي فيه الكمأَة والنَّوْر وهو ربيع الكَلإ، والثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، ومنهم من يسميه الرّبيع الأَوّل؛ وكان أَبو الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أَزمنة: شهران منها الربيع الأَوّل، وشهران صَيْف، وشهران قَيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء؛ وأَنشد لسعد بن مالك بن ضُبَيْعةَ: إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ، أَفْلَحَ مَن كانتْ له رِبْعِيُّونْ فجعل الصيف بعد الربيع الأَول.
وحكى الأَزهري عن أَبي يحيى بن كناسة في صفة أَزمنة السنة وفُصولها وكان علاَّمة بها: أَن السنة أَربعةُ أَزمنة: الربيع الأَول وهو عند العامّة الخريف، ثم الشتاء ثم الصيف، وهو الربيع الآخر، ثم القيظ؛ وهذا كله قول العرب في البادية، قال: والربيع الأَوّل الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول، قال: ويدخل الشتاء لثلاثة أَيام من كانُون الأَوّل، ويدخل الصيف الذي هو الربيع عند الفرس لخمسة أَيام تخلو من أَذار، ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس لأَربعة أَيام تخلو من حَزِيران، قال أَبو يحيى: وربيع أَهل العِراق موافق لربيع الفرس، وهو الذي يكون بعد الشتاء، وهو زمان الوَرْد وهو أَعدل الأَزمنة، وفيه تُقْطع العروق ويُشرب الدّواء؛ قال: وأَهل العراق يُمطَرون في الشتاء كله ويُخْصِبون في الربيع الذي يتلو الشتاء، فأَما أَهل اليمن فإِنهم يُمْطَرون في القيظ ويُخْصِبون في الخريف الذي تسميه العرب الربيع الأَول. قال الأَزهري: وسمعت العرب يقولون لأَوّل مطر يقع بالأَرض أَيام الخريف ربيع، ويقولون إِذا وقع ربيع بالأَرض: بَعَثْنا الرُّوّاد وانْتَجَعْنا مساقِط الغَيْثِ؛ وسمعتهم يقولون للنخيل إِذا خُرِفت وصُرِمَت: قد تَربَّعَت النَّخِيلُ، قال: وإِنما سمي فصل الخريف خريفاً لأَن الثمار تُخْتَرَف فيه، وسمته العرب ربيعاً لوقوع أَوّل المطر فيه. قال الأَزهري: العرب تَذْكُر الشهور كلها مجردة إِلا شَهْرَيْ رَبِيع وشهر رمضان. قال ابن بري: ويقال يومٌ قائظٌ وصافٍ وشاتٍ، ولا يقال يومٌ رابِعٌ لأَنهم لم يَبْنُوا منه فِعْلاً على حدّ قاظَ يومُنا وشتا فيقولوا رَبَعَ يومُنا لأَنه لا معنى فيه لحَرّ ولا بَرْد كما في قاظَ وشتا.
وفي حديث الدعاء: اللهم اجْعلِ القرآنَ رَبِيعَ قَلْبي؛ جعله ربيعاً له لأَن الإِنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأَزمان ويَمِيل إِليه، وجمعُ الربيع أَرْبِعاء وأَرْبِعة مثل نَصِيب وأَنْصِباء وأَنْصِبة، قال يعقوب: ويجمع رَبِيع الكلإِ على أَربعة، ورَبِيعُ الجَداولِ أَرْبِعاء.
والرَّبِيع: الجَدْوَلُ.
وفي حديث المُزارَعةِ: ويَشْتَرِط ما سقَى الرَّبيعُ والأَرْبِعاء؛ قال: الربيعُ النَّهرُ الصغير، قال: وهو السَّعِيدُ أَيضاً.
وفي الحديث: فعدَلَ إِلى الرَّبِيعِ فَتَطَهَّر.
وفي الحديث: بما يَنْبُت على ربِيعِ السَّاقي، هذا من إِضافة المَوْصُوف إِلى الصفة أَي النهر الذي يَسْقِي الزَّرْع؛ وأَنشد الأَصمعي قول الشاعر: فُوهُ رَبيعٌ وكَفُّه قَدَحٌ، وبَطْنُه، حين يَتَّكِي، شَرَبَهْ يَسَّاقَطُ الناسُ حَوْلَهُ مَرَضاً، وهْو صَحِيحٌ، ما إِنْ به قَلَبَهْ أَراد بقوله فوه ربيع أَي نهر لكثرة شُرْبه، والجمع أَرْبِعاء؛ ومنه الحديث: أَنهم كانوا يُكْرُون الأَرض بما يَنْبُت على الأَرْبِعاء أَي كانوا يُكرون الأَرض بشيء معلوم، ويشترطون بعد ذلك على مُكْتريها ما يَنْبُت على الأَنهار والسواقي.
وفي حديث سَهْل بن سعد، رضي الله عنه: كانت لنا عجوز تأْخذ من أُصُول سِلْقٍ كنا نَغْرِسُه على أَرْبِعائنا.
ورَبِيعٌ رابِعٌ: مُخْصِبٌ على المبالغة، وربما سمي الكَلأُ والغَيْثُ رَبِيعاً.
والرّبيعُ أَيضاً: المطر الذي يكون في الربيع، وقيل: يكون بعد الوَسْمِيِّ وبعده الصيف ثم الحَمِيمُ. ما تَعْتَلِفُه الدوابُّ من الخُضَر، والجمع من كل ذلك أَرْبعةٌ.
والرِّبعة، بالكسر: اجْتِماعُ الماشية في الرَّبِيع، يقال: بلد مَيِّتٌ أَنيثٌ طَيِّبُ الرِّبْعةِ مَريء العُود.
ورَبَع الرَّبُِعُ يَرْبَع رُبُوعاً: دخَل.
وأَرْبَع القومُ: دخلوا في الرَّبِيع، وقيل: أَرْبعوا صاروا إِلى الرِّيف والماء.
وتَرَبَّع القومُ الموضِع وبه وارْتَبَعوه: أَقاموا فيه زمَن الربيع.
وفي حديث ابن عبد العزيز: أَنه جَمَّع في مُتَرَبَّعٍ له؛ المَرْبَع والمُرْتَبَعُ والمُتَرَبَّعُ: الموضع الذي يُنْزَلُ فيه أَيّام الربيع، وهذا على مذهب من يَرى إِقامة الجمعة في غير الأَمصار، وقيل: تَرَبَّعوا وارْتَبَعوا أَصابوا ربيعاً، وقيل: أَصابوه فأَقاموا فيه.
وتربَّعت الإِبل بمكان كذا وكذا أَي أَقامت به؛ قال الأَزهري: وأَنشدني أَعرابي: تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِيِّ الغُيَّمِ، في بَلَدٍ عافي الرِّياضِ مُبْهِمِ عافي الرِّياضِ أَي رِياضُهُ عافِيةٌ وافِيةٌ لم تُرْعَ. مُبْهِم: كثير البُهْمى.
والمَرْبَع: المَوضع الذي يقام فيه زمن الرَّبِيع خاصّة، وتقول: هذه مَرابعُنا ومَصايِفُنا أَي حيث نَرْتَبِع ونَصِيفُ، والنسبة إِلى الرّبيع رِبعيٌّ، بكسر الراء، وكذلك رِبْعِيُّ ابن خِراش.
وقيل: أَرْبَعُوا أَي أَقاموا في المَرْبَع عن الارْتِياد والنُّجْعة؛ ومنه قولهم: غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع؛ المُرْتِعُ الذي يُنْبِت ما تَرْتَعُ فيه الإِبل.
وفي حديث الاسْتِسْقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً، فالمَرِيع: المُخْصِب الناجِعُ في المال، والمُرْبِع: العامُّ المُغْني عن الارْتِياد والنُّجعة لِعمومه، فالناس يَرْبَعُون حيث كانوا أَي يُقِيمون للخِصْب العامّ ولا يَحتاجُون إِلى الانتقال في طَلَب الكلإِ، وقيل: يكون من أَرْبَعَ الغَيْثُ إِذا أَنبت الرّبِيعَ؛ وقول الشاعر: يَداكَ يَدٌ رَبيعُ النَّاسِ فيها وفي الأُخْرَى الشُّهورُ من الحَرام أَراد أَنَّ خِصْب الناسِ في إِحدى يديه لأَنه يُنْعِش الناسَ بسَيْبِه، وفي يده الأُخرى الأَمْنُ والحَيْطة ورَعْيُ الذِّمام.
وارْتَبَعَ الفرَسُ والبعيرُ وترَبَّع: أَكل الربيع.
والمُرْتَبِعُ من الدّوابّ: الذي رَعى الربيع فسَمِن ونَشِط.
ورُبِعَ القومُ رَبْعاً: أَصابهم مطر الرَّبيع؛ ومنه قول أَبي وجزة: حتى إِذا ما إِيالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً، وقد رَبَعْن الشَّوَى من ماطِرٍ ماجِ فإِنّ معنى رَبَعْن أَمْطَرْن من قولك رُبِعْنا أَي أَصابَنا مطر الربيع، وأَراد بقوله من ماطر أَي عَرَق مأْجٍ ملْحٍ؛ يقول: أَمْطَرْن قَوائمَهن من عَرَقِهن.
ورُبِعَت الأَرضُ، فهي مَرْبُوعة إِذا أَصابها مطر الربيع.
ومُرْبِعةٌ ومِرْباعٌ: كثيرة الرَّبِيع؛ قال ذو الرمة: بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ بِأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ وأَرْبَع لإِبله بمكان كذا وكذا: رعاها في الربيع؛ وقول الشاعر: أَرْبَعُ عند الوُرُودِ في سُدُمٍ، أَنْقَعُ من غُلَّتي وأُجْزِئُها قيل: معناه أَلَغُ في ماءٍ سُدُمٍ وأَلهَجُ فيه.
ويقال: ترَبَّعْنا الحَزْن والصَّمّانَ أَي رَعَينا بُقولها في الشِّتاء.وعامَله مُرابَعة ورِباعاً: من الرَّبيع؛ الأَخيرة عن اللحياني.
واستأْجره مُرابعةً ورِباعاً؛ عنه أَيضاً، كما يقال مُصايَفة ومشاهَرة.
وقولهم: ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ، فالرُبَع: الفَصيل الذي يُنْتَج في الربيع وهو أَوّل النِّتاج، سمي رُبَعاً لأَنه إِذا مشى ارتَبَع ورَبَع أَي وسَّع خطْوه وعَدا، والجمع رِباع وأَرْباع مثل رُطَب ورِطاب وأَرْطاب؛ قال الراجز: وعُلْبة نازَعْتها رِباعي، وعُلْبة عند مَقِيل الرّاعِي والأُنثى رُبَعةٌ، والجمع رُبَعات، فإِذا نُتِج في آخر النِّتاج فهو هُبَع، والأُنثى هُبَعة، وإِذا نسب إِليه فهو رُبَعِيٌّ.
وفي الحديث: مري بَنِيك أَن يُحْسِنوا غذاء رِباعهم؛ الرِّباع، بكسر الراء: جمع رُبَع وهو ما وُلد من الإِبل في الربيع، وقيل: ما ولد في أَوّل النِّتاج؛ وإِحْسان غِذائها أَن لا يُستَقْصى حلَب أُمهاتها إِبقاء عليها؛ ومنه حديث عبد الملك بن عمير: كأَنه أَخْفاف الرِّباع.
وفي حديث عمر: سأَله رجل من الصَّدقة فأَعْطاه رُبَعة يَتْبَعُها ظِئراها؛ هو تأْنيث الرُّبَع؛ وفي حديث سليْمَان بن عبد الملك: إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ، أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِيُّونْ الرِّبْعي: الذي ولد في الربيع على غير قياس، وهو مثل للعرب قديم.
وقيل للقمَر: ما أَنت ابنُ أَربع، فقال: عَتَمة رُبَعْ لا جائع ولا مُرْضَع؛ وقال الشاعر في جمع رِباع: سَوْفَ تَكْفِي من حُبِّهِنَّ فتاةٌ تَرْبُقُ البَهْمَ، أَو تَخُلُّ الرِّباعا يعني جمع رُبَع أَي تَخُلّ أَلسِنةَ الفِصال تَشُقُّها وتجعل فيها عوداً لئلا تَرْضَع، ورواه ابن الأَعرابي: أَو تحُلّ الرِّباعا أَي تحل الرَّبيع معنا حيث حَلَلْنا، يعني أَنها مُتَبَدِّية، والرواية الأُولى أَولى لأَنه أَشبه بقوله تربق البَهْم أَي تَشُدُّ البَهم عن أُمّهاتها لئلا تَرْضَع ولئلا تُفَرَّقَ، فكأَنّ هذه الفَتاة تَخْدم البَهْم والفِصال، وأَرْباعٌ ورِباع شاذّ لأَن سيبويه قال: إِنّ حُكْم فُعَل أَن يُكَسَّر على فِعْلان في غالب الأَمر، والأُنثى رُبَعة.
وناقة مُرْبِعٌ: ذات رُبَع، ومِرْباعٌ: عادتُها أَن تُنْتَج الرِّباع، وفرَّق الجوهري فقال: ناقة مُرْبِع تُنْتَج في الربيع، فإِن كان ذلك عادتها فهي مِرْباع.
وقال الأَصمعي: المِرْباع من النوق التي تلد في أَوّل النِّتاج.
والمِرْباعُ: التي ولدها معها وهو رُبَع.
وفي حديث هشام في وصف ناقة: إِنها لمِرْباعٌ مِسْياعٌ؛ قال: هي من النوق التي تلد في أَول النتاج، وقيل: هي التي تُبَكِّر في الحَمْل، ويروى بالياء، وسيأْتي ذكره.
ورِبْعِيّة القوم: ميرَتُهم في أَول الشتاء، وقيل: الرِّبْعِية ميرة الرَّبيع وهي أَوَّل المِيَر ثم الصَّيْفِيَّةُ ثم الدَّفَئية ثم الرَّمَضِيَّة، وكل ذلك مذكور في مواضعه.
والرِّبْعية أَيضاً: العير الممْتارة في الربيع، وقيل: أَوّلَ السنة، وإِنما يذهبون بأَوّل السنة إِلى الربيع، والجمع رَباعيّ.
والرِّبْعِيَّة: الغَزوة في الرَّبيع؛ قال النابغة: وكانَتْ لهم رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونَها، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السّماء القَنابِل (* في ديوان النابغة: القبائل بدل القنابل.) يعني أَنه كانت لهم غزوة يَغْزُونها في الربيع.
وأَرْبَعَ الرجلُ، فهو مُرْبِعٌ: ولد له في شبابه، على المثل بالربيع، وولده رِبْعِيّون؛ وأَورد:إِنَّ بَنِيَّ غِلْمةٌ صَيْفِيُّونْ، أَفْلَحَ مَن كانت له رِبْعِيُّونْ (* سابقاً كانت: صبية بدل غلمة.) وفصيل رِبْعِيٌّ: نُتِجَ في الربيع نسب على غير قياس.
ورِبْعِيّة النِّتاج والقَيْظ: أَوَّله.
ورِبْعيّ كل شيء: أَوَّله. رِبْعيّ النتاج ورِبْعيّ الشباب: أَوَّله؛ أَنشد ثعلب: جَزِعْت فلم تَجْزَعْ من الشَّيْبِ مَجْزَعا، وقد فاتَ رِبْعيُّ الشبابِ فَوَدَّعا وكذلك رِبْعِيّ المَجْد والطعْنِ؛ وأَنشد ثعلب أَيضاً: عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعان، فإِنه أَشَقُّ على ذي الرَّثْيةِ المُتَصَعِّبِ (* قوله «المتصعب» أَورده المؤلف في مادة ضعف المتضعف.) رِبْعِيُّ الطِّعان: أَوَّله وأَحَدُّهُ.
وسَقْب رِبْعي وسِقاب رِبْعية: وُلِدت في أَوَّل النِّتاج؛ قال الأَعشى: ولكِنَّها كانت نَوًى أَجْنَبيَّةً، تَواليَ رِبْعيِّ السِّقابِ فأَصْحَبا قال الأَزهري: هكذا سمعت العرب تُنْشِده وفسروا لي تَوالي رِبْعِي السقاب أَنه من المُوالاة، وهو تمييز شيء من شيء. يقال: والَيْنا الفُصْلان عن أُمهاتها فتَوالَتْ أَي فَصَلْناها عنها عند تَمام الحَوْل، ويَشْتَدّ عليها المُوالاة ويَكْثُر حَنِينها في إِثْر أُمهاتها ويُتَّخَذ لها خَنْدق تُحْبَس فيه، وتُسَرَّح الأُمهات في وَجْه من مراتِعها فإِذا تَباعَدت عن أَولادها سُرِّحت الأَولاد في جِهة غير جهة الأُمهات فترعى وحدها فتستمرّ على ذلك، وتُصْحب بعد أَيام؛ أَخبر الأَعشى أَنّ نَوَى صاحِبته اشْتدَّت عليه فَحنّ إِليها حَنِين رِبْعيِّ السِّقاب إِذا وُوليَ عن أُمه، وأَخبر أَنَّ هذا الفصيل (* قوله «ان هذا الفصيل إلخ» كذا بالأصل ولعله أنه كالفصيل.) يستمر على المُوالاة ولم يُصْحِب إِصْحاب السَّقْب. قال الأَزهري: وإِنما فسرت هذا البيت لأَن الرواة لما أَشكل عليهم معناه تخَبَّطُوا في اسْتِخْراجه وخَلَّطوا، ولم يَعْرِفوا منه ما يَعْرِفه مَن شاهَد القوم في باديتهم، والعرب تقول: لو ذهبْت تريد ولاء ضَبَّةَ من تَميم لتعَذَّر عليك مُوالاتُهم منهم لاختلاط أَنسابهم؛ قال الشاعر: وكُنَّا خُلَيْطَى في الجِمالِ، فَأَصْبَحَتْ جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك تُوالى أَي تُمَيَّز منها.
والسِّبْطُ الرِّبْعِي: نَخْلة تُدْرك آخر القيظ؛ قال أَبو حنيفة: سمي رِبعِيّاً لأَن آخر القيظ وقت الوَسْمِيّ.
وناقة رِبْعِية: مُتَقَدِّمة النِّتاج، والعرب تقول: صَرَفانةٌ رِبْعِيّة تُصْرَم بالصيف وتؤكل بالشَّتِيّة؛ رِبعِية: مُتقدِّمة.
وارْتَبَعتِ الناقةُ وأَرْبَعَتْ وهي مُرْبِعٌ: اسْتَغْلَقَت رَحِمُها فلم تَقبل الماء.
ورجل مَرْبوع ومُرْتَبَع ومُرْتَبِع ورَبْعٌ ورَبْعة ورَبَعة أَي مَرْبُوعُ الخَلْق لا بالطويل ولا بالقصير، وُصِف المذَكَّر بهذا الاسم المؤَنّث كما وصف المذكر بخَمْسة ونحوها حين قالوا: رجال خمسة، والمؤنث رَبْعة وربَعة كالمذكر، وأَصله له، وجَمْعُهما جميعاً رَبَعات، حركوا الثاني وإِن كان صفة لأَن أَصل رَبْعة اسمٌ مؤنث وقع على المذكر والمؤنثِ فوصف به، وقد يقال رَبْعات، بسكون الباء، فيجمع على ما يجمع هذا الضرب من الصفة؛ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي. قال الفراء: إِنما حُرِّكَ رَبَعات لأَنه جاء نعتاً للمذكر والمؤَنث فكأَنه اسم نُعت به. قال الأَزهري: خُولِفَ به طريق ضَخْمة وضَخْمات لاستواء نُعِت الرجل والمرأَة في قوله رجل رَبْعة وامرأَة ربعة فصار كالاسم، والأَصل في باب فَعْلة من الأَسماء مثل تَمْرة وجَفْنة أَن يجمع على فَعَلات مثل تَمَرات وجَفَنات، وما كان من النعوت على فَعْلة مثل شاة لَجْبة وامرأَة عَبْلة أَن يجمع على فَعْلات بسكون العين وإِنما جمع رَبْعة على رَبَعات وهو نعت لأَنه أَشبه الأَسماء لاستواء لفظ المذكر والمؤنث في واحده؛ قال: وقال الفراء من العرب من يقول امرأَة رَبْعة ونسوة رَبْعات، وكذلك رجل رَبْعة ورجال رَبْعون فيجعله كسائر النعوت.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَطول من المَرْبوع وأَقْصَر من المُشَذَّب؛ فالمشذَّب: الطويل البائن، والمَرْبوعُ: الذي ليس بطويل ولا قصير، فالمعنى أَنه لم يكن مُفرط الطول ولكن كان بين الرَّبْعة والمُشَذَّب.
والمَرابيعُ من الخيل: المُجْتَمِعةُ الخَلْق.
والرَّبْعة، بالتسكين: الجُونة جُونة العَطَّار.
وفي حديث هِرَقْل: ثم دعا بشيء كالرَّبْعة العظيمة؛ الرَّبْعة: إِناء مُربَّع كالجُونة.
والربَعَة: المسافة بين قوائم الأَثافي والخِوان.
وحملْت رَبْعَه أَي نَعْشَه.والربيعُ: الجَدْوَلُ.
والرَّبيعُ: الحَظُّ من الماء ما كان، وقيل: هو الحَظّ منه رُبْع يوم أَو ليلة؛ وليس بالقَوِيّ.
والربيع: الساقية الصغيرة تجري إِلى النخل، حجازية، والجمع أَرْبِعاء ورُبْعان.
وتركناهم على رَباعاتِهم (* قوله «رباعاتهم إلخ» ليست هذه اللغة في القاموس وعبارته: هم على رباعتهم ويكسر ورباعهم وربعاتهم محركة وربعاتهم ككتف وربعتهم كعنبة.) ورِباعَتِهم، بكسر الراء، ورَبَعاتهم ورَبِعاتِهم، بفتح الباء وكسرها، أَي حالةٍ حسَنةٍ من اسْتقامتهم وأَمْرِهم الأَوَّل، لا يكون في غير حسن الحال، وقيل: رِباعَتُهم شَأْنُهم، وقال ثعلب: رَبَعاتُهم ورَبِعاتُهم مَنازِلُهم.
وفي كتابه للمهاجرين والأَنصار: إِنهم أُمَّة واحدة على رِباعتهم أَي على استقامتهم؛ يريد أَنهم على أَمرهم الذي كانوا عليه.
ورِباعةُ الرجل: شأْنه وحالهُ التي هو رابِعٌ عليها أَي ثابت مُقيمٌ. الفراء: الناس على سَكَناتهم ونَزلاتهم ورَباعتهم ورَبَعاتهم يعني على استقامتهم.
ووقع في كتاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليهود على رِبْعَتهم؛ هكذا وجد في سِيَر ابن إِسحقَ وعلى ذلك فسره ابن هشام.
وفي حديث المُغيرة: أَن فلاناً قد ارْتَبَعَ أَمْرَ القوم أَي ينتظر أَن يُؤَمَّر عليهم؛ ومنه المُسْتَرْبِعُ المُطيقُ للشيء.
وهو على رباعة قومه أَي هو سَيِّدهم.
ويقال: ما في بني فلان من يَضْبِطُ رِباعَته غير فلان أَي أَمْرَه وشأْنه الذي هو عليه.
وفي التهذيب: ما في بني فلان أَحد تُغْني رِباعَتُه؛ قال الأَخطل: ما في مَعَدٍّ فَتًى تُغْنِي رِباعَتُه، إِذا يَهُمُّ بأَمْرٍ صالِحٍ فَعَلا والرِّباعةُ أَيضاً: نحو من الحَمالة.
والرَّباعةُ والرِّباعة: القبيلة.
والرَّباعِيةُ مثل الثمانية: إِحدى الأَسنان الأَربع التي تلي الثَّنايا بين الثَّنِيّة والنّاب تكون للإِنسان وغيره، والجمع رَباعِياتٌ؛ قال الأَصمعي: للإِنسان من فوق ثَنِيّتان ورَباعِيتان بعدهما، ونابانِ وضاحِكان وستةُ أَرْحاء من كل جانب وناجِذان، وكذلك من أَسفل. قال أَبو زيد: يقال لكل خُفّ وظِلْف ثَنِيّتان من أَسفل فقط، وأَما الحافرُ والسِّباع كلُّها فلها أَربع ثَنايا، وللحافر بعد الثنايا أَربعُ رَباعِيات وأَربعة قَوارِحَ وأَربعة أَنْياب وثمانية أَضراس.
وأَرْبَعَ الفرسُ والبعير: أَلقى رَباعِيته، وقيل: طلعت رَباعِيتُه.
وفي الحديث: لم أَجد إِلا جملاً خِياراً رَباعِياً، يقال للذكر من الإِبل إِذا طلَعت رَباعِيتُه: رَباعٌ ورَباعٍ، وللأُنثى رَباعِيةٌ، بالتخفيف، وذلك إِذا دخلا في السنة السابعة.وفرس رَباعٍ مثل ثَمان وكذلك الحمار والبعير، والجمع رُبَع، بفتح الباء؛ عن ابن الأَعرابي، ورُبْع، بسكون الباء؛ عن ثعلب، وأَرباع ورِباع، والأُنثى رَباعية؛ كل ذلك للذي يُلقِي رَباعيته، فإِذا نصبت أَتممت فقلت: ركبت بِرْذَوْناً رَباعياً؛ قال العجاج يصف حماراً وحْشيّاً: رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبَا والجمع رُبُعٌ مثل قَذال وقُذُل، ورِبْعان مثل غَزال وغِزْلان؛ يقال ذلك للغنم في السنة الرابعة، وللبقر والحافر في السنة الخامسة، وللخُفّ في السنة السابعة، أَرْبَعَ يُرْبِع إِرْباعاً، وهو فرس رَباع وهي فرس رَباعِية.
وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: الخيل تُثْنِي وتُرْبِع وتُقْرِح، والإِبل تُثْنِي وتُرْبِع وتُسْدِسُ وتَبْزُلُ، والغنم تُثْنِي وتُرْبِع وتُسدس وتَصْلَغُ، قال: ويقال للفرس إِذا استتم سنتين جَذَع، فإِذا استتم الثالثة فهو ثَنيّ، وذلك عند إِلقائه رَواضِعَه، فإِذا استتم الرابعة فهو رَباع، قال: وإِذا سقطت رَواضِعه ونبت مكانها سِنّ فنبات تلك السنّ هو الإِثْناء، ثم تَسْقُط التي تليها عند إِرباعه فهي رَباعِيته، فيَنْبُت مكانه سن فهو رَباع، وجمعه رُبُعٌ وأَكثر الكلام رُبُعٌ وأَرْباع. فإِذا حان قُرُوحه سقط الذي يلي رَباعيته، فينبت مكانه قارِحُه وهو نابُه، وليس بعد القروح سقُوط سِنّ ولا نبات سنّ؛ قال: وقال غيره إِذا طعَن البعيرُ في السنة الخامسة فهو جذَع، فإِذا طعن في السنة السادسة فهو ثَنِيّ، فإِذا طعن في السنة السابعة فهو رَباع، والأُنثى رَباعِية، فإِذا طعن في الثامنة فهو سَدَسٌ وسَدِيس، فإِذا طعن في التاسعة فهو بازِل، وقال ابن الأَعرابي: تُجْذِع العَناق لسنة، وتُثْنِي لتمام سنتين، وهي رَباعِية لتمام ثلاث سنين، وسَدَسٌ لتمام أَربع سنين، وصالِغٌ لتمام خمس سنين.
وقال أَبو فقعس الأَسدي: ولد البقرة أَوّل سنة تبيع ثم جذَع ثم ثَنِيّ ثم رَباع ثم سَدَس ثم صالغٌ، وهو أَقصى أَسنانه.
والرَّبيعة: الرَّوْضة.
والرَّبيعة: المَزادَة.
والرَّبيعة: العَتِيدة.
وحَرْب رَباعِية: شديدة فَتِيَّة، وذلك لأَن الإِرْباع أَول شدّة البعير والفرس، فهي كالفرس الرَّباعي والجمل الرَّباعي وليست كالبازل الذي هو في إِدبار ولا كالثَنيِّ فتكون ضعيفة؛ وأَنشد: لأُصْبِحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِيةً. فاقْعُدْ لها، ودَعَنْ عنكَ الأَظانِينا قوله فاقْعُد لها أَي هيِّء لها أَقْرانَها. يقال: قعد بنو فلان لبني فلان إِذا أَطاقوهم وجاؤوهم بأَعْدادهم، وكذلك قَعد فلان بفلان، ولم يفسر الأَظانين، وجملٌ رباعٍ: كرباعٌ (* في القاموس: جملٌ رباعٍ ورباعٌ.) وكذلك الفرس؛ حكاه كراع قال: ولا نظير له إِلاَّ ثمانٍ وشَناحٍ في ثمانٌ وشناحٌ؛ والشناحُ: الطويل.
والرَّبِيعةُ: بيضة السّلاح الحديد.
وأَرْبَعَت الإِبل بالوِرْد: أَسْرَعت الكرّ إِليه فوردت بلا وقت، وحكاه أَبو عبيد بالغين المعجمة، وهو تصحيف.
والمُرْبِعُ: الذي يُورِد كلَّ وقت من ذلك.
وأَرْبَع بالمرأَة: كرّ إِلى مُجامَعتها من غير فَتْرة، وذكر الأَزهري في ترجمة عذَم قال: والمرأَة تَعْذَم الرجلَ إِذا أَرْبَع لها بالكلام أَي تَشْتُمه إِذا سأَلها المَكْروه، وهو الإِرْباعُ.
والأَرْبِعاء والأَرْبَعاء والأَرْبُعاء: اليوم الرابع من الأُسْبوع لأَن أَوّل الأَيام عندهم الأَحد بدليل هذه التسمية ثم الاثنان ثم الثلاثاء ثم الأَربعاء، ولكنهم اختصوه بهذا البناء كما اختصوا الدَّبَرانَ والسِّماك لِما ذهبوا إِليه من الفَرْق. قال الأَزهري: من قال أَربعاء حمله على أَسْعِداء. قال الجوهري: وحكي عن بعض بني أَسَد فتح الباء في الأَربعاء، والتثنية أَرْبعاوان والجمع أَربعاوات، حُمِل على قياس قَصْباء وما أَشبهها. قال اللحياني: كان أَبو زياد يقول مضى الأَربعاء بما فيه فيُفْرده ويذكّره، وكان أَبو الجرّاح يقول مضت الأَربعاء بما فيهن فيؤنث ويجمع يخرجه مخرج العدد، وحكي عن ثعلب في جمعه أَرابيع؛ قال ابن سيده: ولست من هذا على ثقة.
وحكي أَيضاً عنه عن ابن الأَعرابي: لا تَك أَرْبعاوِيّاً أَي ممن يصوم الأَربعاء وحده.
وحكى ثعلب: بنى بَيْته على الأَرْبُعاء وعلى الأَرْبُعاوَى، ولم يأعت على هذا المثال غيره، إِذا بناه على أَربعة أَعْمِدة.
والأَرْبُعاء والأَرْبُعاوَى: عمود من أَعْمِدة الخِباء.
وبيت أَرْبُعاوَى: على طريقة واحدة وعلى طريقتين وثلاث وأَربع. أَبو زيد: يقال بيت أُرْبُعاواء على أُفْعُلاواء، وهو البيت على طريقتين، قال: والبيوت على طريقتين وثلاث وأَربع وطريقة واحدة، فما كان على طريقة واحدة فهو خباء، وما زاد على طريقة فهو بيت، والطريقةُ: العَمَدُ الواحد، وكلُّ عمود طريقةٌ، وما كان بين عمودين فهو مَتْنٌ.
ومَشت الأَرْنَبُ الأُرْبَعا، بضم الهمزة وفتح الباء والقصر: وهي ضرب من المَشْي.
وتَرَبَّع في جلوسه وجلس الأُرْبَعا على لفظ ما تقدم (* قوله «على لفظ ما تقدم» الذي حكاه المجد ضم الهمزة والباء مع المد.): وهي ضرب من الجِلَس، يعني جمع جِلْسة.
وحكى كراع: جلَس الأُربُعَاوى أَي متربعاً، قال: ولا نظير له. أَبو زيد: اسْتَرْبَع الرَّملُ إِذا تراكم فارتفع؛ وأَنشد: مُسْتَرْبِع من عَجاجِ الصَّيْف مَنْخُول واستربَعَ البعيرُ للسير إِذا قَوِي عليه.
وارْتَبَعَ البَعيرُ يَرْتَبِعُ ارْتباعاً: أَسرع ومَرَّ يضرب بقوائمه كلها؛ قال العجاج: كأَنَّ تَحْتي أَخْدرِيًّا أَحْقَبا، رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا، عَرْدَ التّراقي حَشْوَراً مُعَرْقَبا (* قوله «معرقبا» نقله المؤلف في مادة عرد معقربا.) والاسم الرَّبَعةُ وهي أَشدّ عَدْو الإِبل؛ وأَنشد الأَصمعي، قال ابن بري: هو لأَبي دواد الرُّؤَاسي: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه أُمُّ الفَوارِس بالدِّئْداء والرَّبَعهْ وهذا البيت يضرب مثلاً في شدَّة الأَمر؛ يقول: ركِبَت هذه المرأَة التي لها بنون فوارِسُ بعيراً من عُرْض الإِبل لا من خيارها وهي أَرْبَعُهن لَقاحاً أَي أَسْرَعُهنّ؛ عن ثعلب.
ورَبَع عليه وعنه يَرْبَعُ رَبْعاً: كَفَّ.
وربَعَ يَرْبَعُ إِذا وقَفَ وتَحَبَّس.
وفي حديث شُرَيْح: حَدِّثِ امرأَةً حَدِيثين، فإِن أَبت فارْبَعْ؛ قيل فيه: بمعنى قِفْ واقْتَصِر، يقول: حَدّثها حديثين فإِن أَبت فأَمْسِك ولا تُتْعِب نفسك، ومن قطع الهمزة قال: فأَرْبَعْ، قال ابن الأَثير: هذا مثل يضرب للبليد الذي لا يفهم ما يقال له أَي كرِّر القول عليها أَرْبَع مرات وارْبَعْ على نفسك رَبْعاً أَي كُفَّ وارْفُق، وارْبَع عليك وارْبَع على ظَلْعك كذلك معناه: انتظر؛ قال الأَحوص: ما ضَرَّ جِيرانَنا إِذ انْتَجَعوا، لو أَنهم قَبْلَ بَيْنِهم رَبَعُوا؟ وفي حديث سُبَيْعةَ الأَسْلَمِية: لما تَعَلَّت من نِفاسها تَشَوَّفَت للخُطَّاب، فقيل لها: لا يَحِلّ لكِ، فسأَلت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال لها: ارْبَعي على نَفْسك؛ قيل له تأْويلان: أَحدهما أَن يكون بمعنى التَّوقُّف والانتظار فيكون قد أَمرها أَن تَكُفّ عن التزوج وأَن تَنْتَظِر تَمام عدَّة الوَفاة على مذهب من يقول إِن عدتها أَبْعدُ الأَجَلَيْن، وهو من رَبَعَ يَرْبَع إِذا وقف وانتظر، والثاني أَن يكون من رَبَع الرجل إِذا أَخْصَب، وأَرْبَعَ إِذا دخل في الرَّبيع، أَي نَفِّسي عن نفسك وأَخْرِجيها من بُؤْس العِدَّة وسُوء الحال، وهذا على مذهب من يرى أَنَّ عدتها أَدْنى الأَجلين، ولهذا قال عمر، رضي الله عنه: إِذا ولدت وزوجها على سَرِيره يعني لم يُدْفَن جاز لها أَن تَتزوَّج.
ومنه الحديث: فإِنه لا يَرْبَع على ظَلْعِك من لا يَحْزُنُه أَمْرُك أَي لا يَحْتَبِس عليك ويَصْبِر إِلا من يَهُمُّه أَمرُك.
وفي حديث حَلِيمة السَّعْدية: اربَعِي علينا أَي ارْفُقِي واقتصري.
وفي حديث صِلةَ بن أَشْيَم قلت لها: أَي نَفْسِ جُعِل رزْقُكِ كَفافاً فارْبَعي، فَرَبعت ولم تَكَد، أَي اقْتصِري على هذا وارْضَيْ به.
ورَبَعَ عليه رَبْعاً: عطَفَ، وقيل: رَفَق.
واسْتَرْبَع الشيءَ: أَطاقه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لَعَمْري، لقد ناطَتْ هَوازِنُ أَمْرَها بمُسْتَرْبِعِينَ الحَرْبَ شُمِّ المَناخِرِ أَي بمُطِيقين الحرب.
ورجل مُسْتَرْبِع بعمله أَي مُسْتَتِلٌّ به قَوِيٌّ عليه؛ قال أَبو وجزةَ: لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه، مُسْتَرْبِعٌ بسُرى المَوْماةِ هَيّاج اللاعي: الذي يُفْزِعه أَدنى شيء.
ويُفْرِطُه: يَمْلَؤُه رَوعاً حتى يذهب به؛ وأَما قول صخر: كريم الثَّنا مُسْتَرْبِع كُلَّ حاسِد فمعناه أَنه يحتمل حسَده ويَقْدِر؛ قال الأَزهري: هذا كله من رَبْع الحجر وإِشالَته.
وتَرَبَّعَت الناقةُ سَناماً طويلاً أَي حملته؛ قال: وأَما قول الجعدي: وحائل بازِل ترَبَّعت، الصْـ ـصَيفَ، طَويلَ العِفاء، كالأُطُم فإِنه نصب الصيف لأَنه جعله ظرفاً أَي تربعت في الصيف سَناماً طويل العِفاء أَي حملته، فكأَنه قال: تربَّعت سَناماً طويلاً كثير الشحم.
والرُّبُوعُ: الأَحْياء.
والرَّوْبَع والرَّوْبعةُ: داء يأْخذ الفصال. يقال: أَخَذه رَوْبَعٌ ورَوْبَعةٌ أَي سُقوط من مرض أَو غيره؛ قال جرير: كانت قُفَيْرةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً تَبْكي إِذا أَخَذَ الفَصيلَ الرَّوْبَعُ قال ابن بري: وقول رؤبة: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا، على اسْتِه، رَوْبعةً أَو رَوْبَعا قال: ذكره ابن دريد والجوهري بالزاي، وصوابه بالراء روبعة أَو روبعا؛ قال: وكذلك هو شعر رؤْبة وفسر بأَنه القصِير الحقير، وقيل: القصير العُرْقوبِ، وقيل: الناقص الخَلْقِ، وأَصله في ولد الناقة إِذا خرج ناقص الخلق؛ قاله ابن السكيت وأَنشد الرجز بالراء، وقيل: الرَّوْبع والرَّوبعة الضعيف.واليَرْبُوع: دابة، والأُنثى بالهاء.
وأَرض مَرْبَعةٌ: ذاتُ يَرابِيعَ. الأَزهري: واليَرْبُوعُ دُوَيْبَّة فوق الجُرَذِ، الذكر والأُنثى فيه سواء.
ويَرابيعُ المَتْن: لحمه على التشبيه باليَرابيع؛ قاله كراع، واحدها يَرْبوع في التقدير، والياء زائدة لأَنهم ليس في كلامهم فَعْلول، وقال الأَزهري: لم أَسمع لها بواحد. أَحمد بن يحيى: إِن جعلت واو يربوع أَصلية أَجْريت الاسم المسمى به، وإِن جعلتها غير أَصلية لم تُجْرِه وأَلحقته بأَحمد، وكذلك واو يَكْسُوم.
واليرابيع: دوابٌّ كالأَوْزاغ تكون في الرأْس؛ قال رؤبة: فقَأْن بالصَّقْع يَرابيعَ الصادْ أَراد الصَّيدَ فأَعلَّ على القياس المتروك.
وفي حديث صَيْد المحرم: وفي اليَرْبوع جَفْرة؛ قيل: اليَرْبوع نوع من الفأْر؛ قال ابن الأَثير: والياء والواو زائدتان.
ويَرْبُوع: أَبو حَيّ من تَميم، وهو يربوع بن حنظلة ابن مالك بن عمرو بن تميم.
ويربوع أَيضاً: أَبو بَطن من مُرَّةَ، وهو يربوع بن غَيْظ بن مرَّة بن عَوْف بن سعد بن ذُبيان، منهم الحرث بن ظالم اليربوعي المُرِّي.
والرَّبْعةُ: حَيّ من الأَزْد؛ وأَما قولُ ذِي الرُّمَّة: إِذا ذابَتِ الشمْسُ، اتَّقَى صَقَراتِها بأَفْنانِ مَرْبُوع الصَّرِيمةِ مُعْبِل فإِنما عنى به شجراً أَصابه مطر الربيع أَي جعله شجراً مَرْبُوعاً فجعله خَلَفاً منه.
والمَرابِيعُ: الأَمطار التي تجيءُ في أَوَّل الربيع؛ قال لبيد يصف الديار: رُزِقَتْ مَرايَِيعَ النُّجومِ، وصابها وَدْقُ الرَّواعِد: جَوْدُها فرِهامُها وعنى بالنجوم الأَنْواء. قال الأَزهري: قال ابن الأَعرابي مَرابِيعُ النجوم التي يكون بها المطر في أَوَّل الأَنْواء.
والأَرْبَعاء: موضع (* قوله « والأربعاء موضع» حكي فيه أيضاً ضم أوله وثالثه، انظر معجم ياقوت.) ورَبِيعةُ: اسم.
والرَّبائع: بُطون من تميم؛ قال الجوهري: وفي تَميم رَبِيعتانِ: الكبرى وهو رَبِيعة بن مالك بن زَيْد مَناةَ بن تميم وهو ربيعة الجُوع، والوسطى وهو رَبيعة بن حنظلة بن مالك.
ورَبِيعةُ: أَبو حَيّ من هَوازِن، وهو ربيعة بن عامر بن صَعْصَعةَ وهم بنو مَجْدٍ، ومجدٌ اسم أُمهم نُسِبوا إِليها.
وفي عُقَيْل رَبيعتان: رَبِيعة بن عُقَيل وهو أَبو الخُلَعاء، وربيعة بن عامر بن عُقيل وهو أَبو الأَبْرص وقُحافةَ وعَرْعرةَ وقُرّةَ وهما ينسبان للرَّبيعتين.
ورَبِيعةُ الفرَس: أَبو قَبِيلة رجل من طيّء وأَضافوه كما تضاف الأَجناس، وهو رَبِيعة بن نِزار بن مَعدّ بن عَدْنان، وإِنما سمي ربيعة الفَرَس لأَنه أُعطي من مال أَبيه الخيل وأُعطي أَخوه الذهَب فسمي مُضَر الحَمْراء، والنسبة إِليهم ربَعي، بالتحريك.
ومِرْبَع: اسم رجل؛ قال جرير: زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَن سَيَقْتُل مِرْبعاً، أَبْشِرْ بِطُول سَلامةٍ يا مِرْبَع وسمت العرب رَبِيعاً ورُبَيْعاً ومِرْبَعاً ومِرْباعاً؛ وقول أَبي ذؤيب: صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ، كأَنه عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ أَراد آل ربيعة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم لأَنهم كثيرو الأَموال والعبيد وأَكثر مكة لهم.
وفي الحديث ذكر مِرْبع، بكسر الميم: هو مالُ مِرْبَعٍ بالمدينة في بني حارِثةَ، فأَمّا بالفتح فهو جبل قرب مكة.
والهُدْهُد يُكنَّى أَبا الرَّبِيع.
والرَّبائعُ: مَواضِعُ؛ قال: جَبَلٌ يَزِيدُ على الجِبال إِذا بَدا، بَيْنَ الرَّبائعِ والجُثومِ مُقِيمُ والتِّرْباعُ أَيضاً: اسم موضع؛ قال: لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالرَّضمِ، فَمَدافِعِ التِّرْباعِ فالرَّجمِ (* قوله «الرضم والرجم» ضبطا في الأصل بفتح فسكون، وبمراجعة ياقوت تعلم أن الرجم بالتحريك وهما موضعان.) ورِبْع: اسم رجل من هُذَيْل.