المصادر:  


حرج (الصّحّاح في اللغة) [50]


مَكانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ، أي ضيِّقٌ كثير الشجَر لا تصل إليه الراعية.
وقد حَرِجَ صدرُه يَحْرَجُ حَرَجاً. الإثمُ: والحَرَجُ أيضاً: الناقة الضامرة. خشَبٌ يُشَدُّ بعضُهُ إلى بعض يُحمل فيه الموتى، عن الأصمعي: قال: وهو قول امرئ القيس:
على حضرَجش كالقَرِّ تَخْفِقُ أكفاني      فإّا تَرَيْنـي فـي رِحـالةِ سـابـحٍ

وربَّما وَضِعَ فوق نَعش النِساء. الجماعة من الإبل. مُجْتَمَعُ شجرِ؛ والجمع حَرَجٌ وحَرَجاتٌ. أيضاً على حِراجٍ. أي آثَمَهُ.
والتحريج: التضييق. وتَحرَّجَ، أي تأثَّم. إليه، أي ألجأه. بالكسر الوَدَْعَةُ، والجمع أَحراجٌ.
ومنه كلب مُحَرَّجٌ، أي مُقَلَّدٌ. أيضاً: لغة في الحَرَجِ، . . . أكمل المادة وهو الإثم حكاه يونس. نَصيب الكلب من الصَيد. العينُ بالكسر، أي حارت قال ذو الرمة:
وتَحْرَجُ العينُ فيها حين تَنْتَقِبُ      تَزداد للعين إبهاجاً إذا سَفَرَت

وحَرِجَ
عليَّ ظُلمُكَ حَرَجاً، أي حَرُمَ. والحُرْجُجُ والحُرْجوجُ: الناقة الطويلة على وجه الأرض.
والجمع الحَراجيجُ. قال أبو زيد: الحُرْجوجُ: الضامر.

حرج (مقاييس اللغة) [50]



الحاء والراء والجيم أصلٌ واحد، وهو معظم الباب وإليه مرجع فروعه، وذلك تجمُّع الشيء وضِيقُه. فمنه الحَرَج جمع حَرَجة، وهي مجتمع شجرٍ.
ويقال في الجمع حَرَجات. قال:
أَيا حَرَجاتِ الحيِّ حِينَ تحمَّلوا      بذي سَلَمٍ لا جادكُنَّ ربيعُ

ويقال حِراجٌ أيضاً. قال:ومن ذلك الحرَجَ الإثم، والحَرَج الضِّيق. قال الله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ أنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً [الأنعام 125].
ويقال حَرِجَتِ العينُ تَحرَج، أي تحارُ.
وتقول: حَرِجَ عَلَيَّ ظُلمك، أي حرُم.
ويقال أحْرَجَها بتطليقةٍ، أي حرّمَها.
ويقولون: أكسَعَها بالمُحْرِجات، يريدون بثلاث تطليقات. السَّرير الذي تُحمَل عليه الموتى.
والمِحَفَّةُ حَرَجٌ. قال:
فإمّا . . . أكمل المادة تَرَيْنِي في رِحالةِ جابرٍ      على حَرَجٍ كالقَرّ تَخْفِق أكفاني

وناقة حَرَجٌ وحُرْجُوجٌ: ضامرة، وذلك تداخُلُ عظامِها ولحمِها.
ومنه الحَرِجُ الرّجل الذي لا يكاد يبرحُ القتال.ومما شذّ عن هذا الباب قولهم إنّ الْحِرْجَ الوَدَعة، والجمع أحراج.
ويقال هو نَصيب الكلْب من لحم الصَّيْد. قال جحدر:
وتقدُّمي للَّيْثِ أرْسُفُ مُوثَقاً      حتى أُكابِرَه على الأحْراجِ

ويقال الحِرْج الحِبالُ تُنْصَب. قال:

حرج (لسان العرب) [50]


الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ.
والحارجُ: الآثم؛ قال ابن سيده: أُراه على النسب، لأَنه لا فعل له. والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عن الإِثم.
وقولهم: رجل مُتَحَرِّجٌ، كقولهم: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عن نفسه.
ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة عن نفسه؛ قال الأَزهري: وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها؛ وقال: قال ذلك أَحمد بن يحيى. أَي آثمه. تأَثَّم.
والتحريج: التضييق؛ وفي الحديث: حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ. قال ابن الأَثير: الحَرَجُ في الأَصل الضيق، ويمقع على الإِثم والحرام؛ وقيل: الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ؛ فمعناه أَي لا . . . أكمل المادة بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم، وإِن استحال أَن يكون في هذه الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول، وأَن النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ وغير ذلك، لا أَن تَتَحَدَّثَ عنهم بالكذب.
ويشهد لهذا التأْويل ما جاء في بعض رواياته فإِن فيهم العجائب؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما سمعته، حقّاً كان أَو باطلاً، لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ، بخلاف الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة رواته؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله، عليه السلام، في أَوّل الحديث: بَلِّغُوا عَنِّي؛ على الوجوب، ثم أَتبعه بقوله: وحدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم. قال: ومن أَحاديث الحرج قوله، عليه السلام، في قتل الحيات: فَلْيُحَرِّجْ عليها؛ هو أَن يقول لها: أَنت في حَرَجٍ أَي في ضيق، إِن عُدْتِ إِلينا فلا تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل. قال: ومنها حديث اليتامى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم؛ أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم. فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به، مِن الحَرَج، الإِثم والضيق؛ ومنه الحديث: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: اليتيم والمرأَة أَي أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما؛ وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة: كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يوقعهم في الحَرَج. قال ابن الأَثير: وورد الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها راجعة إِلى هذا المعنى.
ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد: لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ والحَرَجُ: الضِّيق. صدره يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاق فلم ينشرح لخير، فهو حَرِجٌ وحَرَجٌ، فمن قال حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قال حَرَجٌ أَفرد، لأَنه مصدر.وقوله تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛ قال الفراء: قرأَها ابن عباس (* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل.) وعمر، رضي الله عنهما، حَرَجاً، وقرأَها الناس حَرِجاً؛ قال: والحَرَجُ فيما فسر ابن عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إِليه الراعيةُ؛ قال: وكذلك صدر الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ؛ قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ.
وقال الزجاج: الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ، ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا. قال: ومَن قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره، ومن قال حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلاً؛ وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الجوهري: ومكان حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مكان ضيق كثير الشجر. الذي لا يكاد يَبْرَح القتالَ؛ قال: مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ: الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه العُذْرُ في الانهزام. الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر، وهذا ضيق أَيضاً. إِليه: لَجَأَ عن ضِيقٍ. إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق عليه. فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه، وأَحْرَجْتُ فلاناً: صيرته إِلى الحَرَجِ، وهو الضيق، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ، وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بمعنىً واحدٍ؛ ويقال: أَحْرَجَني إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ. الكلبَ والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه. الغُبارُ، فهو حَرِجٌ: ثار في موضع ضَيِّقٍ، فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ؛ قال: وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها، يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ قال الأَزهري: قال الليث: يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه؛ وقال لبيد: حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قال: ومَا أَبْهَمَتْ، فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قال ذو الرمة: تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ، وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنْتَقِبُ وقيل: معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر. الأَزهري: الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه فَرَقاً وغيظاً. عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر، فحرم عليه لضيق وقته. الصلاةُ على المرأَة حَرَجاً: حرمت، وهو من الضيق لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق. عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم.
ويقال: أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها؛ ويقال: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات؟ يريد بثلاث تطليقات. الأَزهري: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام؛ وقرأَ الناس: وحَرْثٌ حِجْرٌ. الجوهري: والحِرْجُ لغةٌ في الحَرَجِ، وهو الإِثم؛ قال: حكاه يونس. الغَيْضَةُ لضيقها؛ وقيل: الشجر الملتف، وهي أَيضاً الشجرة تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ، وهي ما رَعَى من المال.
والجمع من كل ذلك: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قال الشاعر: أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا، بذِي سَلَمٍ، لا جَادَكُنَّ ربِيعُ وحِرَاجٌ؛ قال رؤبة: عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ، شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ وهي المَحاريجُ.
وقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسَّدْرِ؛ وقيل: هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر؛ وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر؛ قال أَبو زيد: سمِّيت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها.
وقال الجوهري: الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شجر. قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الحِراجُ غِياضٌ من شجر السلَم ملتفةٌ، لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها؛ قال العجاج: عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ، يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وفي حديث حنين: حتى تركوه في حَرَجَةٍ؛ الحَرَجَة، بالفتح والتحريك: مجتمع شجر ملتف كالغيضة.
وفي حديث معاذ بن عمرو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في مثل الحَرَجَةِ. الآخر: إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ وعِضَاه.
وحِراجُ الظلماء: ما كَثُفَ والتفَّ؛ قال ابن ميادة: أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟ خص الغرابَ لحدّة البصر، يقول: فإِذا لم يبصر فيها الغرابُ مع حدّة بصره فما ظنك بغيره؟ والحَرَجَةُ: الجماعة من الإِبل، قال ابن سيده: والحَرَجَةُ مائة من الإِبل.
وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق؛ وقيل: معظمه، وقد حكيت بجيمين. سرير يحمل عليه المريض أَو الميت؛ وقيل: هو خشب يُشدُّ بعضه إِلى بعض؛ قال امرؤُ القيس: فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ على حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني ابن بري: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه، وأَراد بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها.
وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها.
وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وكان معه في بلاد الروم، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ يحمل فيه؛ والقَرُّ: مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج. قال: كذا ذكره أَبو عبيد، وقال غيره: هو الهودج. الجوهري: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى، وربما وضع فوق نعش النساء. قال الأَزهري: وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت، وهو سريره. قال الأَزهري: وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة: يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هذا يصف نعامة يتبعها رِئالُها، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته. قال ابن سيده: والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء والرجال ليس له رأْس. والحِرْجُ: الشَّحَصُ. من الإِبل: التي لا تُركب ولا يضربها الفحل ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ؛ قال لبيد: حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ قال الأَزهري: هذا قول الليث، وهو مدخول. والحُرْجُوجُ: الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض؛ وقيل: الشديدة، وقيل: هي الضامرة، وجمعها حَراجِيجُ.
وأَجاز بعضهم: ناقة حُرْجُجٌ، بمعنى الحُرْجُوجِ، وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضم.
وفي الحديث: قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ، جميع حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وهي الناقة الطويلة؛ وقيل الضامرة، وقيل: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة القلب؛ قال: أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ، بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ: الريح الباردة الشديدة؛ قال ذو الرمة: أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها، مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى بعض من الحَرَدِ؛ قال الشاعر: ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ لأَبْطالِ الكُمَاةِ، به أُوَامُ والحِرْجُ، بكسر الحاء: القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تطمع فيها. قال الأَزهري: الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده، والجمع أَحْرَاجٌ؛ قال جَحْدرٌ يصف الأَسد: وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ، حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ وقال الطرماح: يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْ جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره؛ شبَّه الكلاب في سرعتها بالزنابير، وهي الثَّوْلُ.
وقال الأَصمعي: أَحْرِجْ لِكلبكَ من صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ.
وقال المفضل: الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب للسبع؛ قال الشاعر: وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وقول الهذلي: أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟ إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يكون البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك.
والمضفر: المقتول كالضفيرة. قلادة الكلب، والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قال: بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ حْرَاجَ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري: ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد في ترجمة عضرس: مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها، إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ (* قوله «إِذا أَيه» كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح القاموس بعيونه.) مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ.
وحُصٌّ: قد انْحَصَّ شَعَرُها، وقال الأَصمعي في قوله: طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ قال: مُحَرَّجَةٌ: في أَعناقها حِرْجٌ، وهو الوَدَعُ.
والوَدَعُ: خرز يعلق في أَعناقها. الأَزهري: والحِرْجُ القلادة لكل حيوان. قال: والحِرْجُ: الثياب التي تُبسط على حبل لِتَجَفَّ، وجمعها حِراجٌ في جميعها. جماعة الغنم، عن كراع، وجمعه أَحْرَاجٌ. موضعٌ معروف.

ح ر ج (المصباح المنير) [50]


 حَرِجَ: صدره "حَرَجًا" من باب تعب: ضاق و "حَرِجَ" الرجل أثم وصدر "حَرِجٌ" ضيق ورجل "حَرِجٌ" آثم و "تَحَرَّجَ" الإنسان "تَحَرُّجًا" هذا مما ورد لفظه مخالفا لمعناه والمراد فعل فعلا جانب به "الحَرَجَ" كما يقال تحنث إذا فعل ما يخرج به عن الحنث، قال ابن الأعرابي: للعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظها قالوا "تَحَرَّجَ" و "تَحَنَّثَ" و "تَأَثَّمَ" و "تَهَجَّدَ" إذا ترك الهُجُودَ، ومن هذا الباب ما ورد بلفظ الدعاء ولا يراد به الدعاء بل الحثّ والتحريض كقوله: "تربت يداك" ، وعقرى حلقى، وما أشبه ذلك. 

الحَرَجُ (القاموس المحيط) [50]


الحَرَجُ، محركةً: المَكَانُ الضَّيِّقُ الكثيرُ الشَّجَرِ،
كالحَرِجِ، ككَتِفٍ، والإِثْمُ،
كالحِرْجِ، بالكسرِ، والنَّاقَةُ الضَّامِرَةُ، والطَّويلَةُ على وجْهِ الأَرْضِ، وخَشَبٌ يُحْمَلُ فيه المَوْتى،
وجَمْعُ الحَرَجَةِ: لِمُجْتَمِعِ الشَّجَرِ، ولِلْجَماعَةِ مِنَ الإِبِلِ، والحُرْمَةُ، وفِعْلُهُ: حَرِجَ،
و~ مِنَ الإِبِلِ: التي لا تُرْكَبُ، ولا يَضْرِبُها الفَحْلُ لِيكُونَ أسْمَنَ لها،
وبالضمّ: ع، وبالكسر: الحِبالُ تُنْصَبُ لِلسَّبُعِ، والثِّيابُ تُبْسَطُ على حَبْلٍ لِتَجِفَّ،
ج: كجبالٍ، والوَدَعَةُ،
وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ: مُقَلَّدٌ به، ونَصيبُ الكَلْبِ مِنَ الصَّيْدِ.
والحِرْجانِ: رَجُلانِ، اسمُ أحدِهِما حِرجٌ، وهو من بني عَمْرِو بنِ الحارِث، ولم يُذْكَرِ اسمُ الآخَرِ.
وكَكَتِفٍ: الذي لا يَكادُ يَبْرَحُ مِنَ القِتالِ.
وأحْرَجْتُ الصَّلاة: حَرَّمْتُها،
. . . أكمل المادة و~ فُلاناً: آثَمْتُهُ،
و~ إليه: أَلْجَأْتُهُ.
وحَرِجَتِ العَيْنُ، كفَرِحَ: حارت،
و~ الصَّلاةُ: حَرُمَتْ.
ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شَديدَةُ القُرِّ.
وحارِجٌ: ع.
وحِراجُ الظَّلْماءِ، بالكسر: ما كَثُفَ منها.
والحُرْجُوجُ: النَّاقَةُ السَّمِينَةُ الطَّويلَةُ على وَجْهِ الأرضِ، أو الشَّديدَةُ، أو الضَّامِرَةُ الوَقَّادَةُ القَلْبِ، والرِّيحُ البارِدَةُ الشَّديدَةُ.
والتَّحْرِيجُ: التَّضْييقُ.
وكسمينٍ: جَدٌّ لِسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبِ بنِ هِلالٍ.
والحُرْجَةُ، بالضمِّ: الدَّلُو الصَّغيرَةُ.

حرج (المعجم الوسيط) [50]


 أنيابه حرجا حك بَعْضهَا بِبَعْض من الحنق والغيظ حرج:  الصَّدْر حرجا ضَاقَ وَالْعين حارت وَإِلَيْهِ لَجأ عَن ضيق وَالشَّيْء هابه فَهُوَ حرج 

حرج (المعجم الوسيط) [50]


 الشَّيْء حرمه وَفِي الحَدِيث (اللَّهُمَّ إِنِّي أحرج حق الضعيفين الْيَتِيم وَالْمَرْأَة) وَعَلِيهِ ضيق وَفِي الْأَمر اسْتمرّ فِي الْإِصْرَار عَلَيْهِ وَالْحَيَوَان وضع فِي عُنُقه الْحَرج 

الْحَرج (المعجم الوسيط) [0]


 غيضة الشّجر الملتفة لَا يقدر أحد أَن ينفذ فِيهَا وَمن النوق الضامرة والمكتنزة الجسيمة والشديد الضّيق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} وَالْإِثْم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَيْسَ على الْأَعْمَى حرج} وَيُقَال (حدث عَنهُ وَلَا حرج) وَلَا بَأْس عَلَيْك الْحَرج:  الَّذِي يهاب الْإِقْدَام على الْأَمر الْحَرج:  حبالة الصَّائِد والودعة وقلادة الْحَيَوَان وَجَمَاعَة الْغنم (ج) حراج وأحراج وحرجة 

الحرجة (المعجم الوسيط) [0]


 غيضة الشّجر الملتفة لَا يقدر أحد أَن ينفذ فِيهَا والشجرة بَين الْأَشْجَار لَا تصل إِلَيْهَا الآكلة (ج) حرج وحراج 

تحرج (المعجم الوسيط) [0]


 تجنب الْحَرج أَو فعل مَا يُخرجهُ من الْحَرج وَيُقَال تحرج أَن يفعل كَذَا وتحرج مِنْهُ تجنبه مَعَ احْتِمَال مشقة وضيق 

حنث (مقاييس اللغة) [0]



الحاءُ والنون والثاء أصلٌ واحد، وهو الإثْم والحَرَج. يقال حَنِثَ فلانٌ في كذا، أي أثِمَ.
ومن ذلك قولهم: بلغ الغلام الحِنْثَ، أي بلغ مبلغاً جَرى عليه القلمُ بالطّاعة والمعصية، وأُثبتت عليه ذنوبُه.
ومن ذلك الحِنْثفي اليمين، وهو الخُلْف فيه. فهذا وجه الإثم.
وأمّا قولهم فلان يتحنّث من كذا، فمعناه يتأثّم.
والفرق بين أَثِمَ وتَأَثّم، أن التأثُّم التنحِّي عن الإثم، كما يقال حَرج وتحرّج؛ فحَرِجَ وقع في الحَرَج، وتَحَرَّج تنحّى عن الحَرج. في كلماتٍ معلومةٍ قياسُها واحد.ومن ذلك التحنّث وهو التعبُّد.
ومنه الحديث: "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتِي غار حراء فيتحنَّث فيه . . . أكمل المادة الليالي ذوَاتِ العدد".

المأزق (المعجم الوسيط) [0]


 الْمضيق الْحَرج (ج) مآزق 

تزند (المعجم الوسيط) [0]


 ضَاقَ وَفِي الْأَمر تضيق وحرج صَدره يُقَال سَأَلته مَسْأَلَة فتزند 

أحرج (المعجم الوسيط) [0]


 فِي يَمِينه حنث وَفُلَانًا أوقعه فِي الْحَرج أَي الْإِثْم وَالشَّيْء على فلَان حرمه وَفُلَانًا إِلَى كَذَا أَلْجَأَهُ إِلَيْهِ 

الغبيراء (المعجم الوسيط) [0]


 شراب مُسكر يتَّخذ من الذّرة وجنس نَبَات شجيري من الفصيلة الوردية فِيهِ أَنْوَاع حرجية وَأُخْرَى تزلع للتزيين أَو لثمارها 

أثم (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والثاء والميم تدلُّ على أصلٍ واحد، وهو البطء والتأخُّر. يقال ناقة آثِمةٌ أي متأخِّرة. قال الأعشى:والإثم مشتقٌّ من ذلك، لأنَّ ذا الإثمِ بطيءٌ عن الخير متأخّر عنه. قال الخليل: أثِمَ فلانٌ وقع في الإثم، فإذا تَحَرَّج وكَفّ قيل تأثّم كما يقال، حَرِجَ وقع في الحَرج، وتحرّج تباعد عن الحَرَج. أبو زيد: رجل أثيمٌ أثُومٌ.
وذكر ناسٌ عن الأخفش- ولا أعلم كيف صحّتُه- أنّ الإثم الخمر، وعلى ذلك فسّرقولـه تعالى: قُلْ إنّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثْمَ [الأعراف 33].
وأنشد:
شَرِبْتُ الإثْمَ حتّى ضَلَّ عَقْلِي      كذاك الإثْمُ تفْعَلُ بالعُقولِ

فإنْ كان هذا . . . أكمل المادة صحيحاً فهو القياس لأنّها تُوقِع صاحبها في الإثم.

الْإِيَاس (المعجم الوسيط) [0]


 السل وفترة حرجة فِي حَيَاة الْإِنْسَان تكون فِي النِّسَاء فِي العقد الْخَامِس وَعند الرِّجَال بعد ذَلِك سَببهَا نقص إِفْرَاز المبيضين أَو الخصيتين (مج) 

أ ث م (المصباح المنير) [0]


 أَثِمَ:"  أَثَمًا "من باب تعب و" الإِثْم "بالكسر اسم منه فهو" آثِمٌ "وفي المبالغة" أَثّامٌ "و" أَثيِمٌ "و" أُثُومٌ "ويعدّى بالحركة فيقال" أَثَمْتُهُ "" أَثْمًا "من بابي ضرب وقتل إذا جعلته" آثِمًا "و" آثَمْتُهُ "بالمد أوقعته في الذنب و" أَثَّمْتُه "" تَأْثِيمًا" قلت له"أَثِمْتَ" كما يقال صدَّقْتُه وكذّبُتُه إذا قلت له صدَقْتَ أو كذبت و "الأَثَامُ" مثل سلام هو الإثم وجزاؤه و "تَأَثّم" كفّ عن الإثم كما يقال حرج إذا وقع في الحرج وتحرج إذا تحفظ منه 

السرو (المعجم الوسيط) [0]


 جنس شجر حرجي للتزيين من فصيلة الصنوبريات الْوَاحِدَة سروة وَمَا ارْتَفع من الْوَادي وَانْحَدَرَ عَن غلظ الْجَبَل و (فِي الموسيقى) فَتْحة غير مستديرة فِي سطح الصندوق المصوت (من القانون) 

الزيزفون (المعجم الوسيط) [0]


 النَّاقة السريعة الْخَفِيفَة وَشَجر حرجي أَبيض الْخشب طريه لَهُ زهر أَبيض لَا يعْقد ثمرا يتَّخذ من زهره شراب معرق وَفِي الْمثل (هُوَ كالزيزفون يزهر وَلَا يُثمر) يعد وَلَا ينجز 

أثن (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والثاء والنون ليس بأصلٍ، وإنما جاءت فيه كلمةٌ من الإبدال، يقولون الأُثُن لغة في الوُثُن.
ويقولون الأُثْنَة حَرَجة الطَّلْح.
وقد شَرَطْنا في أوّلِ كتابنا هذا ألاّ نقيس إلاّ الكلامَ الصحيح.

الْبَأْس (المعجم الوسيط) [0]


 الشدَّة فِي الْحَرْب وَالْحَرب وَالْعَذَاب الشَّديد وَالْخَوْف يُقَال لَا بَأْس عَلَيْهِ وَيُقَال لَا بَأْس بِهِ لَا مَانع وَلَا بَأْس فِيهِ لَا حرج (ج) أبؤس وَمِنْه الْمثل (عَسى الغوير أبؤسا) يضْرب لكل شَيْء يخَاف مِنْهُ الشَّرّ 

الميس (المعجم الوسيط) [0]


شجر عِظَام حرجي للتزيين من الفصيلة البوقيصية لَهُ ثَمَر أسود صَغِير حُلْو تَأْكُله الطير وَفِي لحائه وجذوره مَادَّة صفراء صبغية وخشبه قوي يصلح لمصنوعات النجارة والخشبة الطَّوِيلَة فِي المحراث الَّتِي بَين الثورين وَهِي الْمَعْرُوفَة الْيَوْم بالقصبة 

رمط (لسان العرب) [0]


رَمَطَ الرجلَ يَرْمِطُه رَمْطاً: عابَه وطَعن عليه.
والرَّمْطُ: مَجْمَعُ العُرْفُطِ ونحوه من الشجر، وقيل: هو من شجر العِضاه كالغيْضةِ؛ قال الأَزهري: هذا تصحيف، سمعت العرب تقول للحَرْجةِ الملْتفَّة من السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سدر ورَهْطٌ من عُشَرٍ بالهاء لا غير، قال: ومن رواه بالميم فقد صحّف.

السَّبِيل (المعجم الوسيط) [0]


 الطَّرِيق وَمَا وضح مِنْهُ (يذكر وَيُؤَنث) وَالسَّبَب والوصلة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَقُول يَا لَيْتَني اتَّخذت مَعَ الرَّسُول سَبِيلا} وَالْحِيلَة (ج) سبل وأسبلة وسبيل الله الْجِهَاد وَالْحج وَطلب الْعلم وكل مَا أَمر الله بِهِ من الْخَيْر واستعماله فِي الْجِهَاد أَكثر والحرج يُقَال لَيْسَ عَليّ فِي كَذَا سَبِيل وَالْحجّة يُقَال لَيْسَ لَك عَليّ سَبِيل وَابْن السَّبِيل الْمُسَافِر الْمُنْقَطع بِهِ وَهُوَ يُرِيد الرُّجُوع إِلَى بَلَده وَلَا يجد مَا يتبلغ بِهِ 

سنح (المعجم الوسيط) [0]


 سنوحا عرض يُقَال سنح لي رَأْي فِي كَذَا والطائر أَو الظبي وَغَيرهمَا مر من مياسرك إِلَى ميامنك فولاك ميامنه وَالْعرب يتيمنون بِهِ فَهُوَ سانح (ج) سوانح وسنح وَهُوَ سنيح (ج) سنح وَهِي سانحة (ج) سوانح وَالشَّيْء سهل وتيسر والخاطر بِكَذَا جاد وسمح وَفُلَان بِكَذَا عرض وَلم يُصَرح وَبِه أَو عَلَيْهِ أحْرجهُ أَو أَصَابَهُ بشر وَالشَّيْء سنحا استقبله بِيَدِهِ وَفُلَانًا عَن كَذَا رده وَصَرفه 

مخا (لسان العرب) [0]


التهذيب عن ابن بزرج في نوادره: تَمَخَّيْتُ إِليه أَي اعتذرت، ويقال: امَّخَيتُ إِليه؛ وأَنشد الأَصمعي: قالت ولم تَقْصِدْ لَهُ ولم تَخِهْ، ولم تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِهْ مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ، أَشْهَبَ مثْلَ النَّسْرِ بَيْنَ أَفْرُخِهْ قال ابن بري: صواب إِنشاده: ما بالُ شَيْخِي آضَ مِن تَشَيُّخِهْ، أَزْعَرَ مِثْلَ النَّسْرِ عِنْدَ مَسْلَخِهْ وقال الأَصمعي: امَّخَى من ذلك الأَمر امِّخاءً إِذا حَرِجَ منه تَأَثُّماً، والأَصل انْمَخى. الجوهري: تَمَخَّيتُ من الشيءِ وامَّخَيْتُ منه إِذا تبرّأَت منه وتَحَرّجت.

فرض (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء فروضا اتَّسع وَالشَّيْء وَفِيه فرضا حز فِيهِ حزا يُقَال فرض الْعود وَفرض فِيهِ فَهُوَ فارض وَالْعود مَفْرُوض وَالْأَمر أوجبه يُقَال فَرْضه عَلَيْهِ كتبه عَلَيْهِ وَله خصّه بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَا كَانَ على النَّبِي من حرج فِيمَا فرض الله لَهُ} وَيُقَال فرض لَهُ فِي الْعَطاء قدر لَهُ نَصِيبا وَالْقَاضِي فَرِيضَة قدرهَا وأوجبها فرض:  الْحَيَوَان فراضة كبر وأسن فَهُوَ فارض وَهِي فارض وفارضة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ إِنَّه يَقُول إِنَّهَا بقرة لَا فارض وَلَا بكر عوان بَين ذَلِك} 

رمط (العباب الزاخر) [0]


ابن دريدٍ: الرمط: مصدرُ رمطتُ الرجلَ أرْمطه -بالكسر- رمطاً: إذا عبته أو طغت فيه. وقال الليث: الرمط: مجمع العرفط ونحوه من شجر العضاه كالغيضةِ، وقال الأزْهري: هو تصحيف؛ قال: والذي سمعه من العربَ يقال للحرجةِ الملتفة من السدرْ: عيص سدرٍ ورهط سدرٍ بالهاء- قال: وأخبرني الإبادي عن شمرٍ عن ابن الأعرابي قال: يقال: فرش من عرفطٍ وأيكةَ من أثلٍ ورهط من عشرٍ وجفجفّ من رمثٍ، وهو بالهاء لا غير، ومن رواه بالميم فقد صحف. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وتبع الليث على التصحيف ابن عبادٍ والعزيزيّ.

ض ي ق (المصباح المنير) [0]


 ضَاقَ: الشيء "ضَيْقًا" من باب سار والاسم "الضِّيقُ" بالكسر وهو خلاف اتسع فهو "ضَيِّقٌ" ، و "ضَاقَ" صدره حرج فهو "ضَيِّقٌ" أيضا إذا أريد به الثبوت فإذا ذهب به مذهب الزمان قيل "ضَائِقٌ" ، وفي التنزيل: {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} ، و "ضَيَّقْتُ" عليه "تَضْييقًا" و "ضَيَّقْتُ" المكان "فَضَاقَ" ، و "ضَاقَ" الرجل بمعنى بخل، و "ضَاقَ" بالأمر ذرعا: شقّ عليه والأصل ضاق ذرعه أي طاقته وقوته فأسند الفعل إلى الشخص، ونصب الذرع على التمييز وقولهم: "ضَاقَ" المال عن الديون مجاز، وكأنه مأخوذ من هذا؛ لأنه لا يتسع حتى يساويها، و "أَضَاقَ" الرجل بالألف ذهب ماله. 

الْمَوْصُول (المعجم الوسيط) [0]


 من الدَّوَابّ الَّذِي لم ينز على أمه غير أَبِيه ودابة على شكل الدبر سَوْدَاء وحمراء تلسع النَّاس و (الْمَوْصُول الاسمي) (عِنْد النُّحَاة) مَا يحْتَاج إِلَى صلَة وعائد وَأَلْفَاظه الْخَاصَّة الَّذِي وَالَّتِي واللذان واللتان واللذين واللتين وَالَّذين واللاتي واللائي وَأَلْفَاظه الْمُشْتَركَة من وَمَا وَال وَذُو الطائية وَذَا وَأي وَذَا بعد مَا أَو من الاستفهاميتين و (الْمَوْصُول الْحرفِي) كل حرف أول مَعَ صلته بمصدر وَهُوَ سِتَّة حُرُوف أَن وَأَن وَمَا وكي وَلَو وَالَّذِي نَحْو {وَأَن تَصُومُوا خير لكم} و {أَو لم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا} و {بِمَا نسوا يَوْم الْحساب} و {لكَي لَا يكون على الْمُؤمنِينَ حرج} و {يود أحدهم لَو يعمر} و {وخضتم كَالَّذي خَاضُوا} (الْوَاصِلَة الزَّانِيَة 

كوذ (لسان العرب) [0]


الكاذة: ما حول الحياء من ظاهر الفخذين، وقيل: هو لحم مؤخر الفخذين، وقيل: هو من الفخذين موضع الكي من جاعرة الحمار يكون ذلك من الإِنسان وغيره، والجمع كَاذَاتٌ وكاذٌ.
وشَمْلة مُكَوَّذة: تبلغ الكاذة إِذا اشتمل بها. قال أَعرابي: أَتمنى حُلة رَبُوضاً وصيصة سَلُوكاً وشمْلَةً مُكَوَّذة؛ يعني شملة تبلغ الكاذَتين إِذا اتَّزَرَ.
ويقال للإِزار الذي لا يبلغ إِلاَّ الكاذة: مُكَوّذ؛ وقد كَوَّذ تكويذاً.
والكاذي: شجر طيب الريح يطيب الدهن ونباته ببلادعُمَان، وهو نخلة (* قوله «وهو نخلة» أي الكاذي مثل النخلة في كل شيء من صفتها إلا أن الكاذي أقصر منها كما في ابن البيطار.) في كل شيء من حليتها؛ كل ذلك . . . أكمل المادة عن أَبي حنيفة، وأَلفه واو.
وفي الحديث: أَنه ادّهن بالكاذي؛ قيل: هو شجر طيب الريح يطيب به الدهن. التهذيب: الكاذتان من فخذي الحمار في أَعلاهما وهما موضع الكيِّ من جاعِرَتي الحمار لحمتان هناك مكتنزتان بين الفخذ والورك. الأَصمعي: الكاذتان لحمتا الفخذ من باطنهما، والواحدة كاذة.
وقال أَبو الهيثم: الرَّبَلَة لحم باطن الفخذ، والكاذة لحم ظاهر الفخذ؛ والكاذ لحم باطن الفخذ؛ وأَنشد:فاسْتَكْمَشَتْ وانْتَهَزْنَ الكاذتين معا قال: هما أَسفل من الجاعرتين؛ قال: وهذا القول هو الصواب. الجوهري: الكاذتان ما نتأَ من اللحم في أَعالي الفخذ؛ قال الكميت يصف ثوراً وكلاباً:فَلما دنت للكاذتين، وأَحْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللقاء حُلابِسا أَحرجت، بالحاء، من الحَرَج؛ يقول: لما دنت الكلاب من الثور أَلجأَته إِلى الرجوع للطعن، والضمير في دنت يعود على الكلاب، والهاء في قوله أَحرجت به ضمير الثور؛ أَحرجت من الحرج أَي أَحرجته الكلاب إِلى أَن رجع فطعن فيها.
والحلابس: الشجاع، وكذلك الحلبس.

ق ر ص (المصباح المنير) [0]


 القُرْصُ: معروف والجمع أقراص مثل قفل وأقفال، و "قِرَصَةٌ" مثل عنبة، و "قَرَّصْتُ" العجين بالتثقيل: قطعته "قُرْصًا قُرْصًا" ، و "قَرَصْتُ" الشيء "قَرْصًا" من باب قتل: لويت عليه بأصبعين، وقال الزمخشري: "قَرَصَهُ" بظفريه: أخذ جلده بهما، وفي الحديث: "حتيه ثم اقْرُصِيِه" "فَالقَرْصُ" الأخذ بأطراف الأصابع، وقال الجوهري: "القَرْصُ" : الغسل بأطراف الأصابع وقيل هو القلع بالظفر ونحوه، وقوله: "ثم اغسليه بالماء" أمر بغسله ثانيا بعد الغسل بأطراف الأصابع مبالغة في الإنقاء، ويقرب من ذلك الاستنجاء بالماء بعد الحجارة لكنه لا يجب هنا دفعا للحرج لتكرره في كل يوم وليلة، و "قَرَصَهُ" بلسانه "قَرْصًا" آذاه وناله من جهته، و "قارِصَةٌ" أي كلمة مؤلمة. 

ق ر ص (المصباح المنير) [0]


 القُرْصُ: معروف والجمع أقراص مثل قفل وأقفال، و "قِرَصَةٌ" مثل عنبة، و "قَرَّصْتُ" العجين بالتثقيل: قطعته "قُرْصًا قُرْصًا" ، و "قَرَصْتُ" الشيء "قَرْصًا" من باب قتل: لويت عليه بأصبعين، وقال الزمخشري: "قَرَصَهُ" بظفريه: أخذ جلده بهما، وفي الحديث: "حتيه ثم اقْرُصِيِه" "فَالقَرْصُ" الأخذ بأطراف الأصابع، وقال الجوهري: "القَرْصُ" : الغسل بأطراف الأصابع وقيل هو القلع بالظفر ونحوه، وقوله: "ثم اغسليه بالماء" أمر بغسله ثانيا بعد الغسل بأطراف الأصابع مبالغة في الإنقاء، ويقرب من ذلك الاستنجاء بالماء بعد الحجارة لكنه لا يجب هنا دفعا للحرج لتكرره في كل يوم وليلة، و "قَرَصَهُ" بلسانه "قَرْصًا" آذاه وناله من جهته، و "قارِصَةٌ" أي كلمة مؤلمة. 

بطن (مقاييس اللغة) [0]



الباء والطاء والنون أصلٌ واحدٌ لا يكاد يُخْلِف، وهو إنْسِيُّ الشيءِ والمقُبْلِ مِنه. فالبطن خِلافُ الظهر. تقول بَطَنْتُ الرّجلَ إذا ضربْتَ بَطنَه. قال بعضهم:وباطِنُ الأمْرِ دَُِخْلَته، خلافُ ظاهِرِه.
والله تعالى هو الباطنُ؛ لأنه بَطَن الأشياءَ خُبْراً. تقول: بطَنْتُ هذا الأمْرَ، إذا عرفْتَ باطنَه.
والبَطِين: الرّجُل العظيم البَطْن.
والمَبْطُون العَليل البَطْن.
والمِبْطان: الكثيرُ الأكْل.
والمُبْطِن الخَميصُ البَطْن.
والبُطْنانُ بُطْنانُ القُذَذ.
والبَطنُ من العرب دونَ القَبيلة.
والبُطَيْنُ نجْمٌ، يقال إنه بطْنُ الحَمَل.والبِطان بِطان الرَّحْل، وهو حِزامهُ، وذلك أنه يلي البَطنَ.ومن هذا الباب قولُهم لِدُخَلاء الرّجُل الذين يَبْطُنُون أمْرَه: هم بِطانَتُه. قال الله تعالى: لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ [آل عمران 118].
ويقال تبطَّنْتُ الكَلأَ، إذا جَوَّلْتَ فيه. قال:
قَدْ . . . أكمل المادة تَبَطَّنْتُ وتَحْتي جَسْرَةٌ      حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ

نعش (لسان العرب) [0]


نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً وأَنْعَشَه: رَفَعَه.
وانْتَعَشَ: ارتفع.
والانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس.
والنَّعْشُ: سَريرُ الميت منه، سمي بذلك لارتفاعه، فإِذا لم يكن عليه ميّت فهو سرير؛ وقال ابن الأَثير: إِذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير.
والنَّعْشُ: شَبِيهٌ بالمِحَفَّة كان يُحْمَل عليها المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قال النابغة: أَلم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه على فِتْيةٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ سائرا؟ ونَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه، يُرَدُّ لنا مَلْكاً، وللأَرض عامِرا وهذا يدل على أَنه ليس بميت، وقيل: هذا هو الأَصل ثم كثر في كلامهم حتى سُمِّي سريرُ الميت نَعْشاً.
وميت مَنْعُوشٌ: محمول على النَعْش؛ قال الشاعر: أَمَحْمُولٌ على النَّعْشِ الهُمام؟ وسئل أَبو العباس أَحمد . . . أكمل المادة بن يحيى عن قول عنترة: يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، وكأَنه حَرَجٌ على نَعْشٍ لهنَّ مُخَيِّم فحَكى عن ابن الأَعرابي أَنه قال: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لا عَقل له.
وقال أَبو العباس: إِنما وصف الرِّئالَ أَنها تتبع النعامةَ فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، وكأَن قُلَّةَ رأْسها ميتٌ على سرير، قال: والرواية مخيِّم، بكسر الياء؛ ورواه الباهِليّ: وكأَنه زَوْجٌ على نعش لهن مخيَّم بفتح الياء؛ قال: وهذه نعام يُتَّبَعْن.
والمُخَيَّمُ: الذي جُعِل بمنزلة الخَيْمة.
والزَّوْجُ: النَّمطُ.
وقُلَّةُ رأْسه: أَعْلاهُ. يَتْبَعْن: يعني الرِّئالَ؛ قال الأَزهري: ومن رواه حَرَجٌ على نعش، فالحَرَجُ المَشْبَك الذي يُطْبَق على المرأَة إِذا وُضِعت على سرير المَوْتى وتسميه الناس النَّعْش، وإِنما النَّعْش السريرُ نفسُه، سمي حَرَجاً لأَنه مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج. قال: ويقولون النَّعْش الميت والنَّعْش السرير.
وبَناتُ نعش: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة منها نَعْش لأَنها مُربّعة، وثلاثةٌ بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الكوكب مذكر فَيُذكِّرونه على تذكيره، وإِذا قالوا ثلاث أشو أَربع ذهبوا إِلى البنات، وكذلك بَناتُ نَعْشٍ الصُّغْرى، واتفق سيبويه والفراء على ترك صرْف نعْش للمعرفة والتأْنيث، وقيل: شبهت بحَمَلة النَّعْشِ في تَرْبيعها؛ وجاء في الشعر بَنُو نَعَش، أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْديّ: وصَهْباء لا يَخْفى القَذى وهي دُونَه، تُصَفِّقُ في رَاوُوقِها ثم تُقْطَبُ تمَزَّزْتُها، والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ، إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا الصَّهْباءُ: الخَمْرُ.
وقوله لا يَخْفى القَذى وهي دونه أَي لا تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فيها لكونها صافية فالقَذى يُرى فيها إِذا وقع.
وقوله: وهي دونه يريد أَن القَذى إِذا حصل في أَسفل الإِناء رآه الرائي في الموضع الذي فَوْقَه الخمرُ والخمرُ أَقْربُ إِلى الرائي من القذى، يريد أَنها يُرى ما وراءها.
وتُصَفَّق: تُدارُ من إِناء إِلى إِناء.
وقوله: تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قليلاً قليلاً.
وتُقْطَب: تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهري: وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، وأَنشد البيت، ووجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوى وبناتُ عُرْس، والواحدُ منها ابنُ عُرْس وابن مِقْرَض (* قوله «والواحد منها ابن عرس وابن مقرض» هكذا في الأصل بدون ذكر ابن آوى وبدون تقدم بنات مقرض.)، يؤنثون جمْعَ ما خلا الآدميّين؛ وأَما قول الشاعر: تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَيـ ن، تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبينا فإِنه يريد بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ أَبْرَصَّ الأَبارِصَ، فإِن قلت: فكيف كَسَّر فَعْلاَ على فَواعِلَ وليس من بابه؟ قيل: جاز ذلك من حيث كان نَعْشٌ في الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً، والمَصْدرُ إِذا كان فَعْلاَ فقد يُكسَّر على ما يكسَّر عليه فاعِل، وذلك لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حيث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما موقبعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَي قُمْ قياماً، وكقوله سبحانه: قل أَرأَيْتُم إِن أَصبَحَ ماؤكم غَوْراً.
ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً: تَدارَكَه من هَلَكةٍ.
ونَعَشَه اللَّهُ وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قال رؤبة: أَنْعَشَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ ويقال: أَقْعَثَني وقد انْتَعَشَ هو.
وقال ابن السكيت: نَعَشَه اللَّهُ أَي رَفَعَه، ولا يقال أَنْعَشه وهو من كلام العامَّة، وفي الصحاح: لا يقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة: لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه داغٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه.
ونَعَّشْتُ له: قلت: له نَعَشَك اللَّهُ؛ قال رؤبة: وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا له، وعالَيْنا بتَنْعِيشِ لَعَا وقال شمر: النَّعْشُ البقاءُ والارتفاع. يقال: نَعَشَه اللَّه أَي رَفَعَه اللَّهُ وجَبَره. قال: والنَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع على السرير.
والنَّعْشُ: الرفْعُ.
ونَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو رَفَعْته بعد عَثْرة. قال: والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم يَنْعَشُونه أَي يذكُرونه ويَرْفَعون ذِكْرَه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّهُ؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ ومنه قولهم: تَعِسَ فلا انْتَعَش، وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَي لا ارْتَفَع وهو دُعاء عليه.
وقالت عائشة في صِفَة أَبيها، رضي اللَّه عنهما: فانْتاشَ الدِّينَ بنَعْشِه إِيّاه أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه من مَصْرَعِه، ويروى: فانْتاشَ الدِّينَ فَنَعَشَه، بالفاء على أَنه فِعْل وفي حديث جابر: فانْطَلَقْنا به نَنْعَشُه أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه.
ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت مائلةً فأَقَمْتها.
والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم ويُخْصِبهم؛ قال النابغة: وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه، وسَيفٌ، أَْعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ

خرج (الصّحّاح في اللغة) [0]


خَرَجَ خروجاً ومَخْرَجاً.
وقد يكون المَخْرَجُ موضع الخروج. يقال: خرج مخرجاً حسناً، وهذا مَخْرَجُهُ.
وأما المُخْرَجُ فقد يكون مصدرَ قولك أَخْرَجَهُ، والمفعولَ به، واسمَ المكان والوقتِ؛ تقول: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدق، وهذا مُخْرَجُهُ؛ والاستخراج، كالاستنباط. والخَراجُ: الإتاوة، ويجمع على أَخْراجٍ، وأخاريجَ، وأخْرِجَةٍ.
والخَرْجُ: السَحاب أوَّل ما ينشأ. يقال خَرَجَ له خَرْجٌ حسَن.
والخَرْجُ: خِلاف الدَخْل.
وخَرَّجَهُ في الأدَب فتخرَّج، وهو خِرِّيجُ فلان على فِعِّيل بالتشديد، بمعنى مفعول.
وناقةٌ مُخْتَرَجَةٌ، إذا خَرَجَتْ على خِلْقَةِ الجمَل.
والخُرْجُ من الأوعية معروف، وهو عربيٌّ والجمع خِرَجَةٌ.
والخُراجُ: ما يخرُج في البدن من القُروح.
ورجل خُرَجَةٌ وُلجة، أي كثير الخروج والوُلوجِ.
والخارجيُّ: الذي يَسُودُ بنفسه من غير أن يكونَ له قديم.
والخَرَجُ، بالتحريك: لونان سوادٌ . . . أكمل المادة وبياض. يقال: كبشٌ أَخْرَجُ، وظَليمٌ أخرجُ بَيِّنُ الخَرَج.
وتقول: اخرجَّت النعامةُ اخرجاجاُ واخراجَّتْ اخْريجاجاً، أي صارت خَرْجاءَ.
والخرجاء من الشاء: التي ابيضَّت رجلاها مع الخاصرتين.
وتَخريجُ الراعية المرتعَ: أن تأكل بعضَه وتترك بعضاً.
وأرض مُخَرَّجَةٌ، أي نَبْتُها في مكان دونَ مكان.
وعامٌ فيه تَخريجٌ، أي خِصب وجَدْبٌ.
والخَريجُ: لُعبةٌ لهم، يقال فيها خَراجِ خِراجِ، مثل قَطامِ.
والمُخارجَةُ: المناهَدة بالأصابع.
والتَخاريجُ: التناهد.

حنث (لسان العرب) [0]


الحِنْثُ: الخُلْفُ في اليمين. حَنِثَ في يمينه حِنْثاً وحَنَثاً: لم يَبَرَّ فيها، وأَحْنَثه هو. تقول: أَحْنَثْتُ الرجلَ في يمينه فَحَنِثَ إِذا لم يَبَرَّ فيها.
وفي الحديث: اليمين حِنْثٌ أَو مَنْدَمَة؛ الحِنْثُ في اليمين: نَقْضُها والنَّكْثُ فيها، وهو من الحِنْثِ: الاثم؛ يقول: إِما أَنْ يَنْدَمَ على ما حَلَفَ عليه، أَو يَحْنَثَ فتلزمَه الكفارةُ.
وحَنِثَ في يمينه أَي أَثِمَ.
وقال خالد بن جَنْبةَ: الحِنْثُ أَن يقول الإِنسانُ غير الحق؛ وقال ابن شميل: على فلانٍ يَمينٌ قد حَنِثَ فيها، وعليه أَحْناثٌ كثيرة؛ وقال: فإِنما اليمينُ حِنْثٌ أَو نَدَم.
والحِنْثُ: حِنْثُ اليمين إِذا لم تَبَرَّ.
والمَحانِثُ: مواقع الحِنْث.
والحِنْث: الذَّنْبُ العَظيم والإِثْمُ؛ وفي التنزيل العزيز: وكانوا يُصِرُّونَ على . . . أكمل المادة الحِنْثِ العظيم؛ يُصِرُّونَ أَي يدُومُون؛ وقيل: هو الشِّرْكُ، وقد فُسِّرت به هذه الآية أَيضاً؛ قال:من يَتَشاءَمْ بالهُدَى، فالحِنْثُ شَرٌّ أَي الشِّرْك شرّ.
وتَحَنَّثَ: تَعَبَّد واعْتَزَل الأَصنامَ، مثل تَحَنَّف.
وبَلَغ الغلامُ الحِنْثَ أَي الإِدْراك والبلوغ؛ وقيل إِذا بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى عليه القَلَم بالطاعة والمعصِية؛ وفي الحديث: من ماتَ له ثلاثةٌ من الولد، لم يَبْلُغوا الحِنْثَ، دخل من أَيِّ أَبواب الجنة شاءَ؛ أَي لم يَبْلُغوا مبلغ الرجال، ويجري عليهم القَلَم فيُكْتَبُ عليهم الحِنْثُ والطاعةُ: يقال: بَلَغَ الغلامُ الحِنثَ أَي المعصِيةَ والطاعةَ.
والحِنْثُ: الاثْمُ؛ وقيل: الحِنْثُ الحُلُم.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان، قبل أَن يُوحَى إِليه، يأْتي حِراءً، وهو جبلٌ بمكة فيه غار، وكان يَتَحَنَّثُ فيه الليالي أَي يَتعَبَّد.
وفي رواية عائشة، رضي الله عنها: كان يَخْلُو بغارِ حِرَاءٍ، فيَتَحَنَّثُ فيه؛ وهو التَّعَبُّدُ الليالي ذواتِ العَدد؛ قال ابن سيده: وهذا عندي على السَّلْب، كأَنه ينفي بذلك الحِنْثَ الذي هو الاثم، عن نفسه، كقوله تعالى: ومن الليل فتَهَجَّدْ به ناقلةً لك، أَي انْفِ الهُجودَ عن عَيْنك؛ ونظيرُه: تَأَثَّم وتَحَوَّب أَي نفى الاثمَ والحُوبَ؛ وقد يجوز أَن تكون ثاء يَتَحَنَّثُ بدلاً من فاء يَتَحَنَّف.
وفلان يَتَحَنَّثُ من كذا أَي يَتَأَثَّم منه؛ ابن الأَعرابي: قوله يَتَحَنَّثُ أَي يَفْعَلُ فِعْلاً يَخْرُج به من الحِنْث، وهو الاثم والحَرَجُ؛ ويقال: هو يَتَحَنَّثُ أَي يَتَعَبَّدُ لله؛ قال: وللعرب أَفعال تُخالِفُ معانيها أَلفاظَها، يقال: فلان يَتَنَجَّس إِذا فعل فعلاً يَخْرُج به من النجاسة، كما يقال: فلان يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّج إِذا فعل فِعْلاً يَخْرُجُ به من الإثم والحَرَج. عن حَكِيم بن حِزامٍ أَنه قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَرأَيْتَ أُمُوراً كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بها في الجاهلية من صلَةِ رحِمٍ وصَدَقةٍ، هل لي فيها من أَجْر؟ فقال له، صلى الله عليه وسلم: أَسْلمْتَ على ما سَلَفَ لك من خَيْر؛ أَي أَتَقَرَّب إِلى الله بأَفعال في الجاهلية؛ يريد بقوله: كنتُ أَتَحَنَّثُ أَي أَتَعَبَّدُ وأُلقي بها الحِنْثَ أَي الإثم عن نفسي.
ويقال للشيء الذي يَخْتَلِفُ الناسُ فيه فيحتمل وجهين: مُحْلِفٌ، ومُحْنِثٌ.
والحِنْثُ: الرجوعُ في اليمين.
والحِنْثُ: المَيْلُ من باطل إِلى حقٍّ، ومن حقّ إِلى باطل. يقال: قد حَنِثْتُ أَي مِلْتُ إِلى هَواكَ عَليَّ، وقد حَنِثْتُ معَ الحق على هواك؛ وفي حديث عائشة: ولا أَتَحَنَّثُ إِلى نَذْرِي أَي لا أَكْتَسِبُ الحِنْثَ، وهو الذنب، وهذا بعكس الأَول؛ وفي الحديث: يَكْثُر فيهم أَولادُ الحِنْثِ أَي أَولادُ الزنا، من الحِنْث المعصية، ويروى بالخاءِ المعجمة والباء الموحدة.

كفن (لسان العرب) [0]


الكَفَنُ: معروف. ابن الأَعرابي: الكَفْنُ التغطية. قال أَبو منصور: ومنه سمي كَفَنُ الميت لأَنه يستره. ابن سيده: الكَفَنُ لباس الميت معروف، والجمع أَكفان، كَفَنه َكْفِنُه كَفْناً وكَفَّنه تَكْفِيناً.
ويقال: ميت مَكْفونٌ ومُكَفَّنٌ؛ وقول امرئِ القيس: على حَرَجٍ كالقَرِّ يَحْمِلُ أَكفاني أَراد بأَكْفانه ثيابه التي تُواريه، وورد ذكر الكَفَن في الحديث كثيراً، وذكر بعضهم في قوله: إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخاه فلْيُحْسِن كَفْنَه، أَنه بسكون الفاء على المصدر أَي تكفينه، قال: وهو الأَعم لأَنه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله، قال: والمعروف فيه الفتح.
وفي الحديث: فأَهدى لنا شاةً وكَفَنَها أَي ما يُغَطِّيها من الرُّغْفان.
ويقال: كَفَنْتُ الخُبزةَ في المَلَّة إِذا وارَيْتَها بها.
والكَفْنُ: . . . أكمل المادة غزْل الصُّوف.
وكَفَن الرجلُ الصوفَ: غَزَله. الليث: كَفَن الرجلُ يَكْفِنُ أَي غزل الصوف.
والكَفْنةُ: شجرة من دِقِّ الشجر صغيرة جَعْْدة، إِذا يَبستْ صَلُبتْ عِيدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عن القَنا، وقيل: هي عُشْبة منتشرة النَبْتة على الأَرض تَنبُتُ بالقِيعان وبأَرض نجدٍ، وقال أَبو حنيفة: الكَفْنة من نبات القُفّ، لم يَزِدْ على ذلك شيئاً وكَفَنَ يَكْفِنُ: اخْتلى الكَفْنة؛ قال ابن سيده: وأَما قوله: يَظَلُّ في الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُها، ويَكْفِن الدهرَ إِلاَّ رَيْث يَهْتَبِد فقد قيل: معناه يَخْتَلي من الكَفْنة لمَراضع الشاء؛ قاله أَبو الدُّقَيْش، وقيل: معناه يغزل الصوف؛ رواه الليث؛ وروى عمرو عن أَبيه هذا البيت:فَظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ، يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ قال: يُكَفِّتُ يَجْمع ويحْرص إِلا ساعة يَقْعُدُ يَطَّبِخُ الهَبيدَ، والراجلة: كَبْش الراعي يحْملُ عليه متاعه، وقال له الكَرَّاز.
وطعام كَفْنٌ: لا مِلْح فيه.
وقوم مُكْفِنُون: لا مِلح عندهم؛ عن الهَجَريّ. قال: ومنه قول علي بن أَبي طالب، عليه السلام، في كتابه إِلى عامله مَصْقَلة بن هُبَيرة: ما كان عليك أَن لو صُمْتَ لله أَياماً، وتصدَّقْتَ بطائفة من طعامك مُحْتَسِباً، وأَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً، فإِن تلك سيرةُ الأَنبياء وآدابُ الصالحين.
والكَفْنة: شجر.

مخط (العباب الزاخر) [0]


مَخَطَ يمخَطُه مَخْطاً: أي نزعهَ ومده. ومَخَطَ السهمُ: أي مَرَقَ. ومخط سيفهَ: أي سَله. وبردٌ مَخطٌ ووخطٌ: أي قصيرٌ. والمخْطُ: الرمادُ وما ألقي من جِعالِ القدر. ومَخَطَ به الجملُ: أسرعَ به.
وسيرٌ مخطٌ ووخطٌ: أي شديدٌ سريعٌ. ومخطَ الفحلُ الناقةَ: ألح عليها في الضراب. ويقال: هذه الناقةُ إنما مخطها بنوُ فلانٍ: أي نتجت عندهم، وأصلُ ذلك أن الحوارَ إذا فارق الناقةَ مسحَ الناتجُ غرسه وما على أنفه من السابياء؛ فذلك المخطُ؛ ثم قيل للناتجِ: ماخِطٌ، وقال ذو الرمةِ:
فآنمِ القتودَ على عَيرانةٍ أجـدٍ      مَهريةٍ مخَطتها غرسها العيد


ويروى: "عَيرانةٍ حرجٍ. ابن الأعرابي: المخْطُ: شبهُ الولدِ بأبيه. والمخَاطُ: ما سيلُ من الأنفِ، وقد مَخَطَه من أنفهِ: أي رمى . . . أكمل المادة به. ومُخَاطُ الشيطانِ: الذي يتراءى في عين الشمس للناظرِ في الهواءِ عند الهاجرة. وقال أبو عبيدةَ: المخاطةُ: تثمرُ ثمراَ حلواً لِزجاً يؤكلُ تسمية الفرسُ: السبستانَ.
والسبِستَانُ: هو أطباء الكلبةِ، شبهتِ المخاطةُ بأطباءِ الكلبةِ، وهي بالفارسية: سَك بستان، وسك -بالفارسية-: الكلبُ، وبستان: الطبيُ.
وبعضُ أهلِ اليمنِ يسميه: المخيَطَ- مثالُ سكيتٍ وزُميلٍ وجميزٍ وقُبيطٍ-. وقال الليثُ: رجلٌ مَخِطٌ: سيدٌ كريمٌ، وانشد لرؤبة:
وإن أدواءَ الرجال المخطِ      مكَانها من شامِتٍ وغُبطِ

هكذا أنشده: "المخطِ" بالميم والخاء المعجمة، وأنما الرواية: "النحطِ" بالنون والحاء المهملةِ لا غيرُ، وهم الذين ينحِطون أي يزفرون من الحسد. وأمخطتُ السهمَ: أنفذتهُ. وقال ابن عبادٍ: التمخيطُ: أن يمسحَ من أنفِ السخلةِ والفصيلِ ما عليه. وامتخَطَ: أي استنثرَ. وامتخطَ سيفهَ: أي اخترطهَ.
وربما قالوا: امتخط ما في يدهِ: أي نَزَعهَ واختلسهَ. وتَمخطَ: أي أستنثرَ؛ مثلُ امتخطَ. وأما قولهُ:
قد رابنا من شيخنا تَمخطُه      أصبح قد زايلهُ تخبطه

فإن تمخطه: اضطربهُ في مشيهِ يسقطُ مرةً ويتحاملُ أخرى. والتركيبُ يدلُ على بروزِ الشيءِ من كنه.

عضرس (لسان العرب) [0]


العِضْرِسُ: شجر الخِطْميّ.
والعَِضْرَسُ: نبات فيه رَخاوة تَسودّ منه جَحافل الدواب إِذا أَكلته؛ قال ابن مقبل: والعَيْرُ يَنفُخُ في المَكْنانِ، قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُه، والعَِضْرَسِ التُّجَرِ وقيل: العَِضْرَسُ شجرة لها زهرة حمراء؛ قال امرؤ القيس: فصَبَّحَهُ عند الشُّرُوق، غُدَيَّة، كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُيونَها، من الدَّمِّ والإِيادِ، نُوَّارُ عَِضرَسِ وقال أَبو حنيفة: العَِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلى الخُضرة يحتمل النَّدى احتمالاً شديداً، ونَوْرُه قانئُ الحمرة، ولون العَِضْرَس إِلى السواد؛ قال ابن مقبل يصف العَير: على إِثْرِ شَحَّاجٍ لطيف مَصيرُه، يُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه قال وقال ابن أَحمر: يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها، كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ . . . أكمل المادة أَشِرْ وقال أَبو عمرو: العَضْرَس من الذكور أَشد البَقل كله رطوبة.
والعَضْرَسُ: البَرَدُ، وهو حَب الغمام؛ واستشهد الجوهري في هذا بقول الشاعر يصف كلاب الصيد: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُيونَها، إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّيد، عَضْرَسُ قال: ويروى مُغَرَّثَةً حُصّاً، هكذا في الصحاح؛ قال ابن بري: البيت للبَعِيث وصوابه: محرَّجة حصٌّ، وفي شعره: إِذا أَيَّهَ القَنَّاص، قال: والعَضْرَسُ ههنا نباتٍ له لون أَحمر تشبَّه به عيون الكلاب لأَنها حُمْر؛ قال: وليس هو هنا حَبَّ الغمام كما ذكَر إِنما ذلك في بيت غير هذا وهو: فَباتَتْ عليه ليلة رُجَّبِيَّة، تُحَيِّيي بقَطر كالجُمان وعَضْرَسِ وقيل بيت البَعِيث: فصبَّحَهُ عند الشُّرُوقِ، غُدَيَّةً، كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ وأَطْلَسُ والهاء في صبّحه تعود على حمار وحش. مُقلَّدة بالأَحراج، جمع حِرْجٍ للْوَدَعَة.
وحُصُّ: قد انْحَصَّ شعرها، وأَيَّهَ القَانِصِّ بالكلْب: زَجَرَه؛ ومثله قول امرئ القيس، وقد ذكر آنفاً.
وفي المثل:أَبْرد من عَضْرَس، وكذلك العُضارس، بالضم؛ قال الشاعر: تضحَك عن ذِي أُشُرِ عُضارِسِ والجمع عَضارِس مثل جُوالِق وجَوالق، وقيل: العَضْرَس الجَلِيد. قال ابن سيده: والعَضْرَس والعُضارِس الماء البارد العذب؛ وقوله: تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس أَراد عن ثَغْر عذب، وهو الغُضارِس؛ بالغين المعجمة، وسنذكره.
والعَضْرَس: حمار الوحش.

قرمد (لسان العرب) [0]


القَرْمَد: كل ما طلي به؛ زاد الأَزهري: للزينة كالجَِصِّ والزعفرانِ.
وثوب مُقَرْمَدٌ بالزعفرانِ والطيب أَي مَطْلِيٌّ؛ قال النابغة يصف هَناً: رابي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَد وذكر البُشتي أَن عبد الملك بن مروان قال لشيخ من غَطَفان: صف لي النساء، فقال: خُذْها مَلِيسَةَ القَدَمَيْنِ مُقَرْمَدَةَ الرُّفْغَيْنِ؛ قال البشتي: المُقَرْمَدَةَ المجتمع قَصَبها؛ قال أَبو منصور: وهذا باطل معنى المقرمدة الرفغين الضَّيِّقَتُهما وذلك لالتِفافِ فَخِذَيْها واكْتِنازِ بادَّيْها؛ وقيل في قول النابغة: رابي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ إِنه الضيِّقُ؛ وقيل: المطليُّ كما يطلى الحوض بالقرمد.
ورُفْغا المرأَة: أُصول فَخِذَيْها.
والقَرْمَدُ: الآجُرُّ، وقيل: القَرْمَدُ والقِرْمِيدُ حجارة لها خُروقٌ يوقد عليها حتى إِذا نَضِجَتْ بُنِيَ بها؛ قال ابن دريد: . . . أكمل المادة هو رومي تكلمت به العرب قديماً.
وقد قُرمِدَ البِناءُ. قال العدبس الكناني: القَرْمَدُ حجارة لها نَخاريبُ، وهي خروق يوقد عليها حتى إِذا نَضِجت قُرْمِدَتْ بها الحِياض والبِرَك أَي طليت، وأَنشد بيت النابغة «بالعبير مقرمد» قال: وقال بعضهم المُقَرْمَدُ المطلي بالزعفران، وقيل: المُقَرْمَدُ المُضَيَّق، وقيل: المقرمد المُشَرَّف.
وحوض مُقَرْمَد إِذا كان ضيقاً، وأَنشد بيت النابغة أَيضاً وقال: أَي ضُيَّقَ بالمِسْك.
وبناء مُقَرْمَدٌ: مبني بالآجُرِّ أَو الحجارة؛ وقال الأَصمعي في قوله: يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَعِلُ قال: القراميد في كلام أَهل الشام آجُرُّ الحمامات، وقيل: هي بالرومية قِرْمِيدي. ابن الأَعرابي: يقال لِطَوابيقِ الدارِ القَرامِيدُ، واحدها قِرْمِيدٌ.
والقَرْمَدُ: الصخُورُ؛ ابن السكيت في قول الطرماح: حَرَجاً كَمِجْدَلِ هاجِرِيٍّ، لَزَّه تَذْوابُ طَبْخِ أَطِيمَةٍ لا تَخْمُدُ قُدِرَتْ على مِثْلٍ، فَهُنَّ تَوائِمٌ شَتَّى، يُلائِمُ بَيْنَهُنَّ القَرْمَدُ قال: القَرْمَدُ خَزَفٌ يُطْبَخُ. الطويلة.
والأَطِيمَةُ: الأَتُّون وأَراد تَذْوابَ طَبْخِ الآجُرِّ.
والقِرْمِيدُ: الأُرْوِيَّةُ.والقُرْمُودُ: ذكر الوُعُول. الأَزهري: القرامِيدُ والقراهِيدُ أَولادُ الوُعُول، واحدها قُرْمُودٌ؛ وأَنشد لابن الأَحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاءِ ذي عَلَق يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقِلُ والقِرْمِيدُ: الآجُرُّ، والجمع القَرامِيدُ.
والقُرْمودُ: ضَرْب من ثمر العِضاه. التهذيب: وقُرْمُوطٌ وقُرْمُودٌ ثَمرُ الغَضا.
وقَرْمَدَ الكِتابَ: لغة في قَرْمَطَه.

مخط (لسان العرب) [0]


مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه.
ويقال: مَخَطَ في القوس.
ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً. نَفَذ وأَمْخَطَه هو.
ويقال: رماه بسهم فأَمْخَطَه من الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه.
ومَخَطَ السهمُ أَي مَرَق.
وأَمْخَطْتُ السهمَ: أَنفذْته، وربما قالوا: امْتَخَط ما في يده نزعَه واخْتَلَسه.
والمَخْطُ: السَّيَلانُ والخُروجُ.
وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ: يأْخذ رِجل الناقة ويضرب بها الأَرض فيَغْسِلُها ضِراباً، وهو من ذلك لأَنه بكثرة ضِرابه يستخرج ما في رَحِم الناقة من ماء وغيره.
والمُخاط: ما يسيل من الأَنف.
والمُخاطُ من الأَنف كاللُّعابِ من الفم، والجمع أُمْخِطةٌ لا غير.
ومَخَطْتُ الصبيَّ مَخْطاً ومخطَه يَمْخُطُه مَخْطاً وقد مَخَطَه من أَنفه أَي رَمَى به.
وامْتَخَطَ هو وتَمَخَّطَ امْتِخاطاً أَي اسْتَنْثر.
ومَخَطه بيده: ضَربه.
والماخِط: الذي ينْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقيقة . . . أكمل المادة عن وجه الحُوار.
ويقال: هذه ناقة إِنما مَخَطها بنو فلان أَي نُتِجَتْ عندهم، وأَصل ذلك أَن الحُوار إِذا فارق الناقة مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه وما على أَنفه من السّابِياء، فذلك المَخْط، ثم قيل للنّاتج ماخِطٌ؛ وقال ذو الرِمّةِ: وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانةٍ حَرَجٍ مَهْريّةٍ، مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ (* قوله «وانم» هو بالواو في الأَصل والأَساس، وأَنشده شارح القاموس بالفاء جواب إِذا في البيت قبله.) العِيدُ: قوم من بني عُقَيْل يُنسَب إِليهم النَّجائبُ. ابن الأَعرابي: المَخْطُ شبه الولد بأَبيه، تقول العرب: كأَنما مَخَطه مَخْطاً.
ويقال للسهام التي تتَراءَى في عين الشمس للناظر في الهواء عند الهاجِرة: مُخاطُ الشيطانِ، ويقال له لُعابُ الشمس ورِيقُ الشمس، كل ذلك سُمِعَ عن العرب.
ومَخَط في الأَرض مَخْطاً إِذا مضى فيها سريعاً.
ويقال: بُرْد مَخْطٌ ووَخْطٌ قصِير، وسَيْر مَخْط ووخط: سريع شَديد؛ وقال: قَدْ رابَنا من سَيْرنا تَمَخُّطه، أَصْبَحَ قد زايَلَه تَخَمُّطه (* قوله «من سيرنا» وقوله «تخمطه» كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس عن الصاغاني من شيخنا: وتخبطه بالباء.) قيل: تَمَخُّطه اضْطِرابُه في مِشْيته يسقط مَرة ويتحامل أُخرى.
والمَخْطُ: اسْتِلالُ السَّيفِ.
وامْتَخَطَ سيفَه: سَلَّه من غِمْده.
وامْتَخَط رُمْحَه من مَرْكزه: انتزعه.
وامْتَخَطَ الشيءَ: اخْتَطَفَه.
والمَخِطُ: السيِّد الكريم، والجمع مَخِطون؛ وقول رؤْبة: وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ مَكانُها من شُمَّتٍ وغُبَّطِ كسَّره على توهم فاعل؛ قال أَبو منصور ورأَيت في شعر رؤْبة: وإِنَّ أَدْواءَ الرجال النُّخَّطِ بالنون. قال: ولا أَعرف المخَّط في تفسيره.
والمُخاطةُ: شجرة تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً يؤْكل.

الظِلُّ (القاموس المحيط) [0]


الظِلُّ، بالكسر: نَقِيضُ الضِّحِّ، أو هو الفَيْءُ، أو هو بالغَداةِ، والفَيْءُ بالعَشِيِّ
ج: ظِلالٌ وظُلولٌ وأظْلالٌ، والجَنَّةُ.
ومنه {ولا الظِلُّ ولا الحَرُورُ}، والخَيالُ من الجِنِّ وغيرِهِ يُرَى، وفَرَسُ مَسْلَمَةَ بنِ عبدِ المَلِكِ، والعِزُّ والمَنَعَةُ، والزِّئْبِرُ، والليلُ أو جُنْحُهُ،
و~ من كلِّ شيءٍ: شَخْصُه، أو كِنُّه،
و~ من الشَّبابِ: أوَّلهُ،
و~ من القَيْظِ: شِدَّتُه،
و~ من السحابِ: ما وارَى الشمسَ منه، أو سَوادهُ،
و~ من النهارِ: لَوْنُه إذا غَلَبَتْه الشمسُ.
وهو في ظِلِّهِ: في كَنَفِهِ.
و"اتْرُكهُ تَرْكَ الظَّبْيِ ظِلَّهُ" يُضْرَبُ للرجُلِ النَّفورِ، لأن الظَّبْيَ إذا نَفَرَ من شيءٍ، لا يعودُ . . . أكمل المادة إليه أبداً.
وتَرْكَ بسكونِ الراءِ لا بفتحه، كما وَهِمَ الجوهريُّ.
ومكانٌ ظَلِيلٌ: ذو ظِلٍّ، أو دائِمُه.
وظِلُّ ظَليلٌ: منه، أو مُبالَغَةٌ.
وأظَلَّ يَوْمُنا: صارَ ذا ظِلٍّ.
واسْتَظَلَّ بالظِلِّ: مالَ إليه، وقَعَدَ فيه،
و~ من الشيءِ
و~ به: تَظَلَّلَ.
و~ الكَرْمُ: الْتَفَّتْ نَواميهِ،
و~ العُيونُ: غارتْ،
و~ الدَّمُ: كان في الجَوْفِ.
وأظَلَّنِي الشيءُ: غَشِيَني، والاسم: الظِلُّ، أو دَنا مِنِّي حتى ألْقَى عليَّ ظِلَّهُ،
وظَلَّ نَهارَهُ يَفْعَلُ كذا
و~ ليلَهُ، سُمِع في الشِعْرِ، يَظَلُّ، بالفتح، ظَلاًّ وظُلولاً وظَلِلْتُ، بالكسر،
وظَلْتُ، كَلَسْتُ،
وظِلْتُ، كَمِلْتُ، وأصْلُهُ: ظَلِلْتُ.
والظَّلَّةُ: الإِقامَةُ، والصِحَّةُ، وبالضم: الغاشِيَةُ، والبُرْطُلَّةُ، وأوّلُ سحابةٍ تُظِلُّ، وما أظلَّكَ من شجرٍ.
و{عَذابُ يومِ الظُّلَّةِ}: قالوا: غَيْم تحتَهُ سَمومٌ،
أو سحابةٌ أظَلَّتْهُم فاجْتَمَعوا تحتَها مُسْتَجيرينَ بها مما نالَهم من الحَرِّ، فأطْبَقَتْ عليهمْ.
ويقالُ: دامتْ ظِلالَةُ الظِلِّ، بالكسر، وظُلَّتُه، بالضم: أي: ما يُسْتَظَلُّ به.
والظُّلَّةُ أيضاً: شيءٌ كالصُّفَّةِ يُسْتَتَرُ به من الحَرِّ والبَرْدِ
ج: ظُلَلٌ وظِلالٌ.
وبالكسر: الظِلالُ.
والمَظَلَّةُ، بالكسر والفتح: الكبيرُ من الأَخْبِيَةِ.
والأَظَلُّ: بَطْنُ الإِصْبَعِ،
و~ من الإِبِلِ: باطِنُ المَنْسِمِ
ج: ظُلٍّ، بالضم، شاذٌّ.
وأظْهَرَ العَجَّاجُ التَّضْعيفَ في قولِه:
تَشْكو الوَجَى من أظْلَلٍ وأظْلَلِ
ضرورةً.
والظَّليلَة: مُسْتَنْقَع الماءِ في أسْفَلِ مَسيل الوادي، والرَّوْضَةُ الكثيرةُ الحَرَجاتِ
ج: ظلائِلُ.
ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طائرٌ، وهُما مُلاعِبا ظِلِّهِما، وملاعِباتُ ظِلِّهِنَّ. فإذا نَكَّرْتَهُ، أخرَجْتَ الظِلِّ على العِدَّةِ، فَقُلْتَ: هُنَّ مُلاعِباتٌ أظْلالَهُنَّ.
والظَّلالَةُ، كسَحابَةٍ: الشَّخْصُ، وبالكسرِ: السَّحابَةُ تَراها وَحْدَها وتَرَى ظِلَّها على الأرضِ.
وكسَحابٍ: ما أظلَّكَ.
وظَليلاءُ: ع.
وأبو ظِلالٍ، ككِتابٍ: هلالُ بنُ أبي مالِكٍ، تابِعيٌّ.
والظِلالُ: ظِلالُ الجَنَّةِ،
و~ من البَحْرِ: أمْواجُهُ.
والظَّلَلُ، مُحركةً: الماءُ تَحْتَ الشَّجَرِ لا تُصيبُهُ الشَّمْسُ.
وظَلَّلَ بالسَّوْطِ: أشار تَخْويفاً.
والظُّلْظُلُ، بالضم: السُّفُنُ.
وظَلاَّلٌ، كشَدَّادٍ: ع.
فَصْلُ العَيْن

غدن (لسان العرب) [0]


الغَدَنُ: سَعَةُ العيش والنَّعْمةُ، وفي المحكم: الاسْتِرْخاء والفتور؛ وقال القُلاخُ (* قوله «وقال القلاخ» كذا في الصحاح، قال الصاغاني في التكملة وقال الجوهري: قال القلاخ ولم تضع إلخ.
وللقلاخ بن حزن أرجوزة على هذه القافية ولم أجد ما ذكره الجوهري فيها اهـ.
وفي التهذيب قال عمر بن لجأٍ: ولم تضع إلخ) : ولم تُضِعْ أَولادَها من البَطَنْ، ولم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ على غَدَنْ. أَي على فَتْرَةٍ واسترخاء؛ قال ابن بري والذي أَنشده الأَصمعي فيما حكاه عنه ابن جني: أَحْمَرُ لم يُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ، ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ.
والغَدَنُ: النَّعْمة واللِّينُ.
وإن في بني فلان لغَدَناً أَي نَعْمةً ولِيناً، وكذلك الغُدُنَّة.
وإنهم لفي . . . أكمل المادة عَيْشٍ غُدْنَةٍ وغُدُنَّةٍ أَي رَغْدٍ؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وأَشك في الأُولى.
وفلان في غُدُنَّةٍ من عيشه أَي في نَعْمَةٍ ورَفاهيَة.
والغُدَانيُّ والمُغْدَوْدِنُ: الشابُّ الناعم.
وشجر مُغْدَوْدِنٌ: ناعم مُتَثَنٍّ؛ قال الراجز: أَرْضٌ بها التِّينُ مع الرُّمّانِ، وعِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ.
واغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إذا اخْضَرَّ حتى يَضْرِبَ إلى السوادِ من شِدَّةِ رِيِّه. مُغْدَوْدِنةٌ: وذلك إذا كانت في الرِّمالِ حبال يَنْبُتُ فيها سَبَطٌ وثُمَامٌ وصَبْغاءُ وثُدّاءُ، ويكون وسَطَ ذلك أَرْطَى وعَلْقى، ويكون أُخَرُ منها بُلْقاً تراهنَّ بيضاً، وفيها مع ذلك حمرة ولا تُنْبِتُ من العِيدانِ شيئاً، فيقال لذلك الحَبْلِ الأَشْعَرُ من جَرَّى نباتِه. شمر: المُغْدَوْدِنةُ الأَرض الكثيرة الكلأِ المُلتَفَّةُ؛ يقال: كلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَي مُلتَفٌّ؛ قال العجاج: مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال. غُدَانيُّ الضّال أَي كثير رَيّانُ مُسْترْخٍ؛ قال رؤبة: ودَغْيَةٌ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ.
وهو المسترخي المتساقط، وهو عيب في الرجل.
وأَرض مُغْدَوْدِنةٌ إذا كانت مُعْشبةً.
وشابٌّ غَدَوْدَنٌ: ناعم؛ عن السيرافي.
والشَّبابُ الغُدَانيُّ: الغَضُّ؛ قال رؤبة: لما رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ، بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ، بَعْدَ غُدَانيُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ. غُدَانيُّ الشباب: نَعْمَتُه.
وشعر غَدَوْدَنٌ ومُغْدَوْدِنٌ: كثير ملتف طويل.
واغْدَوْدَنَ الشعر: طال وتم؛ قال حسان بن ثابت: وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً، إذا ما تَنُوءُ به آدَها. أَبو عبيد: المُغْدَوْدِنُ الشعر الطويل.
وقال أَبو زيد: شعر مُغْدَوْدِنٌ شديد السواد ناعم. قال ابن دريد: وأَحسبُ أَن الغُدُنَّة لحمة غليظة في اللَّهازم.
والغِدَانُ: القضيب الذي تُعَلَّقُ عليه الثياب، يمانية.
وبنو غُدْنٍ وبنو غُدَانة: قبيلتان.
وغُدانة: حيٌّ من يَرْبوع؛ قال الأَخطل: واذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنَّمةً، من الحَبَلَّقِ، تُبْنَى حولَها الصِّيَرُ. قال ابن بري: عِدَّاناً جمع عَتُودٍ أَي مثل عِدَّان، قال: وإن شئت نصبته على الذم، والحَبَلَّقُ: غَنمٌ لِطاف الأَجسام لا تَكْبَرُ.

هلع (لسان العرب) [0]


الهَلَعُ: الحِرْصُ، وقيل: الجَزَعُ وقِلّةُ الصبرِ، وقيل: هو أَسْوأُ الجَزَعِ وأَفْحَشُه، هَلِعَ يَهْلَعُ هَلَعاً وهُلوعاً، فهو هَلِعٌ وهَلُوعٌ؛ ومنه قول هشام بن عبد الملك لِشَبَّةَ بن عَقَّالٍ حين أَراد أَن يقبِّل يده: مَهْلاً يا شبَّةُ فإِن العرب لا تفعل هذا إِلا هُلُوعاً وإِن العَجَم لم تفعله إِلا خُضوعاً.
والهِلاعُ والهُلاعُ: كالهُلُوعِ.
ورجلٌ هَلِعٌ وهالِعٌ وهَلُوعٌ وهِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: جَزُوعٌ حرِيصٌ.
والهَلَعُ: الحُزْنُ، تميميَّة.
والهَلِعُ: الحَزِينُ.
وشُحٌّ هالِعٌ: مُحْزِنٌ.
وفي التنزيل: إِنّ الإِنسان خُلِقَ هَلُوعاً؛ قال معمر والحسن: هو الشَّرِهُ، وقال الفراء: الهَلُوعُ الضَّجُورُ، وصفته كما قال تعالى: إِذا مَسَّه الشر جَزُوعاً وإِذا مسه الخيرُ مَنُوعاً، فهذه صفته.
والهَلُوعُ: الذي يَفْزَعُ ويَجْزَعُ من الشرّ. قال ابن بري: . . . أكمل المادة قال أَبو العباس المبرد: رجلٌ هَلُوعٌ إِذا كان لا يصبر على خير ولا شرّ حتى يفعل في كل واحد منهما غير الحق، وأَورد الآية وقال بعدها: قال الشاعر: ولي قَلْبٌ سَقِيمٌ ليس يَصْخُو، ونَفْسٌ ما تُفِيقُ من الهُلاعِ وفي الحديث: من شَرِّ ما أُعْطِيَ المَرءُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ أَي يَجْزَعُ فيه العبدُ ويَحْزَنُ كما يقال: يومٌ عاصِفٌ ولَيْلٌ نائِمٌ، ويحتمل أَيضاً أَن يقول هالِعٌ للازدواج مع خالِع، والخالِعُ: الذي كأَنه يَخْلَعُ فُؤادَه لشِدَّتِه.
وهَلِعَ هَلَعاً: جاعَ.
والهَلَعُ والهُلاعُ والهَلَعانُ: الجُبْنُ عند اللِّقاءِ.
وحكى يعقوب: رجل هُلَعةٌ مثل هُمَزةٍ إِذا كان يَهْلَعُ ويَجْزَعُ ويَسْتَجِيعُ سَرِيعاً.
وفي ترجمة هَرع قال أَبو عمرو: الهَيْرَعُ والهَيْلَعُ الضعيف. ابن الأَعرابي: الهَوْلَعُ الجَزِعُ.
وذئبٌ هَلَعٌ بُلَعٌ؛ الهُلَعُ من الحِرْصِ أَي الحَرِيصُ على الشيء، والبُلَعُ من الابْتِلاعِ.
ورجل هَمَلَّعٌ وهَوَلَّعٌ: وهو من السرْعةِ.
وناقة هِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: سَرِيعةٌ شَهْمةُ الفُؤادِ تخافُ السَّوْط.
وفي حديث هشام: إِنها لَمِسْياعٌ هِلْواعٌ، هي التي فيها خفَّة وحِدَّةٌ، وقيل: سَرِيعةٌ شديدةٌ مِذْعانٌ؛ أَنشد ثعلب للطرمّاح: قد تَبَطَّنْتُ بِهِلْواعةٍ، غُبْر أَسْفرٍ كَتُومِ البُغام وقيل: هي التي تَضْجَرُ فَتُسْرِعُ في السير، وقد هَلْوَعَتْ هَلْوَعةٍ أَي أَسْرَعَتْ ومَضَتْ وجَدَّت.والهَوالِعُ من النّعامِ، والهالِعُ: النعامُ السَّرِيعُ في مُضِيِّهِ.
ونَعَامةٌ هالِعٌ وهالِعةٌ: نافرةٌ، وقيل: حَدِيدةٌ في مُضِيِّها؛ وأَنشد الباهِليّ للمُسَيَّب بن عَلَسٍ يصف ناقة شبهها بالنعامة: صَكَّاء ذِعْلِبة إِذا اسْتَدْبَرْتَها حَرَج إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْواع وناقة هِلْواعٌ: فيها نَزَقٌ وخِفَّةٌ، وقيل: هي النَّفُورُ.
وقال الباهلي: قوله صَكَّاءُ شبهها بالنعامة ثم وصف النعامةَ بالصَّكَكِ، وليس الصَّكَّاءُ من وصْفِ الناقةِ.
وهَلْوَعْتُ: مَضَيْتُ نافِراً، وقيل: مَضَيْتُ فأَسْرَعْتُ.
والهُلائِعُ: اللَّئيمُ.
و ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ أَي ما لَه شيء قليل، وقيل: ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ أَي ما له جَدْيٌ ولا عَناقٌ. قال اللحياني: الهِلَّع الجدي، والهِلَّعة العناق، فَفَصَّلَها.

فتل (لسان العرب) [0]


الفَتْل: لَيُّ الشيء كَلَيِّك الحبل وكفَتْل الفَتِيلة. يقال: انْفَتَل فلان عن صَلاته أَي انصرف، ولَفَت فلاناً عن رأْيه وفَتَله أَي صرَفه ولَوَاه، وفَتَله عن وجهه فانْفَتل أَي صرفه فانصرف، وهو قلب لَفَت.
وفَتَل وجهه عن القوم: صرَفه كلَفته.
وفَتَلْت الحبل وغيره وفَتَل الشيء يَفْتِله فَتْلاً، فهو مفْتول وفَتِيل، وفَتَله: لَواه؛ أَنشد أَبو حنيفة:لونُها أَحمر صافٍ، وهي كالمسك الفَتِيل قال أَبو حنيفة: ويروى كالمسك الفَتِيت، قال: وهو كالفَتِيل؛ قال أَبو الحسن: وهذا يدل على أَنه شعر غير معروف إِذ لو كان معروفاً لما اختلف في قافيته، فتفهَّمه جدّاً.
وقد انْفَتل وتَفَتَّل.
والفَتِيل: حبل دقيق من خَزَم أَو لِيف أَو عِرْق أَو قِدٍّ يشدُّ . . . أكمل المادة على العنان، وهي الحلقة التي عند ملتقَى الدُّجْزَيْن، وهو مذكور في موضعه.
والفَتِيل والفَتِيلة: ما فتلْته بين أَصابعك، وقيل: الفَتِيل ما يخرج من بين الإِصبعين إِذا فتلْتهما.
والفَتِيل: السَّحَاة في شَقِّ النَّواة.
وما أَغنى عنه فَتِيلاً ولا فَتْلة ولا فَتَلة؛ الإِسكان عن ثعلب، والفتح عن ابن الأَعرابي، أَي ما أَغنى عنه مقدار تلك السَّحَاة التي في شَق النواة.
وفي التنزيل العزيز: ولا يُظلَمون فَتِيلاً؛ قال ابن السكيت: القِطْمير القشرة الرقيقة على النواة، والفَتِيل ما كان في شَق النواة، وبه سميت فَتِيلة، وقيل: هو ما يفتَل بين الإِصبعين من الوسخ، والنَّقير النُّكْتة في ظهر النَّواة؛ قال أَبو منصور: وهذه الأَشياء تضرَب كلّها أَمثالاً للشيء التافِه الحقير القليل أَي لا يُظْلمون قدرَها.
والفتِيلة: الذُّبَالة.
وذُبَال مفتَّل: شدد للكثرة.
وما زال فلان يَفْتِل من فلان في الذِّرْوة والغارِب أَي يَدُور من وراءِ خديعته.
وفي حديث الزبير وعائشة: فلم يزل يَفْتِل في الذِّرْوة والغارب، وهو مثل في المُخادَعة.
وورد في حديث حُيَي بن أَخْطب أَيضاً: لم يزل يَقتِل في الذِّرْوة والغارِب؛ والفَتْلة: وِعاء حَبِّ السَّلَم والسَّمُر خاصة، وهو الذي يشبه قُرون الباقِلاَّ، وذلك أَول ما يطلع، وقد أَفْتَلت السَّلَمة والسَّمُرة.
وفي حديث عثمان: أَلسْت ترعَى مَعْوَتَها وفَتْلَتَها؟ الفَتْلة: واحدة الفَتْل، وهو ما يكون مَفْتولاً من ورق الشجر كورَق الطَّرْقاء والأَثْل ونحوهما، وقيل: الفَتْلة حمل السمرُ والعُرْفُط، وقيل: نَوْر العِضاه إِذا تَعقّد، وقد أَفْتَلت إِفْتالاً إِذا أَخرجت الفَتْلة.
والفَتْلَة: شدّة عصَب الذراع.
والفَتَل أَيضاً: اندِماج في مِرْفق الناقة وبُيُون عن الجنب، وهو في الوَظيف والفِرْسِن عيب، ومرفق أَفْتَل بيِّن الفتل. الجوهري: الفَتَل، بالتحريك، ما بين المِرْفقين عن جنبي البعير، وقوم فُتْل الأَيدي؛ قال طرفة: لَها مِرْفَقان أَفْتَلان، كأَنما أُمِرَّا بسَلْمَى دالِجٍ متَشدِّد وفي الصحاح: كأَنما تمرّ بسَلْمَى (* هذه الرواية هي كذلك رواية ديوان طرفة) وناقة فَتْلاء: ثقيلة.
وناقة فَتْلاء إِذا كان في ذراعها فَتَل وبُيُون عن الجنب؛ قال لبيد: حَرَجٌ من مِرْفقيْها كالفَتَل وفَتِلَت الناقة فَتَلاً إِذا امَّلَس جلد إِبْطها فلم يكن فيه عَرَك ولا حازّ ولا خالِعٌ وهذا إِذا استرخى جلد إِبْطها وتَبَخْبَخَ.
والفَتْلة: نَوْرُ السَّمُرة.
وقال أَبو حنيفة: الفَتَل ما ليس بورق إِلا أَنه يقوم مقام الورق، وقيل: الفَتَل ما لم ينبسط من النبات ولكن تَفَتَّل فكان كالهَدَب، وذلك كهَدَب الطَّرْفاء والأَثْل والأَرْطى. ابن الأَعرابي: الفَتَّال البُلْبُل، ويقال لِصياحه الفَتْل، فهو مصدر.

قوع (لسان العرب) [0]


قاعَ الفحلُ الناقةَ وعلى الناقة يَقُوعُها قَوْعاً وقِياعاً واقْتاعَها وتَقَوَّعَها: ضرَبَها، وهو قَلْبُ قَعا.
واقْتاعَ الفحلُ إِذا هاجَ؛ وقوله أَنشده ثعلب: يَقْتاعُها كلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمِ، كالحَبَشِيِّ يَرْتَقِي في السُّلَّمِ فسره فقال: يقتاعُها يقَعُ عليها، وقال: هذه ناقة طويلة وقد طال فُصْلانُها فركبوها.
وتَقَوَّعَ الحِرْباءُ الشجرةَ إِذا عَلاها كما يَتَقَوّعُ الفحلُ الناقةُ.
والقَوَّاعُ: الذِّئبُ الصَّيّاحُ.
والقَيّاعُ: الخِنْزِيرُ الجَبانُ.
والقاعُ والقاعةُ والقِيعُ: أَرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنة مستوية حُرّةٌ لا حُزُونةَ فيها ولا ارْتِفاعَ ولا انْهِباطَ، تَنْفَرِجُ عنها الجبالُ والآكامُ، ولا حَصَى فيها ولا حجارةَ ولا تُنْبِتُ الشجر، وما حَوالَيْها أَرْفَعُ منها وهو مَصَبُّ المِياهِ، وقيل: هو مَنْقَعُ الماء في حُرِّ الطين، وقيل: هو ما استوى . . . أكمل المادة من الأَرض وصَلُبَ ولم يكن فيه نبات، والجمع أَقواعٌ وأَقْوُعٌ وقِيعانٌ، صرت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وقِيعةٌ ولا نظير له إِلاَّ جارٌ وجِيرةٌ، وذهب أَبو عبيد إِلى أَن القِيعةَ تكون للواحد، وقال غيره: القيعة من القاع وهو أَيضاً من الواو.
وفي التنزيل: كسَرابٍ بِقِيعةٍ؛ الفراء: القِيعةُ جمع القاعِ، قال: والقاعُ ما انبسط من الأَرض وفيه يكون السَّرابُ نصف النهار. قال أَبو الهيثم: القاعُ الأَرض الحُرَّةُ الطينِ التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها، وهي مستوية ليس فيها تَطامُنٌ ولا ارْتِفاعٌ، وإِذا خالطها الرمل لم تكن قاعاً لأَنها تشرب الماء فلا تُمْسِكُه، ويُصَغِّرُ قُوَيْعةً من أَنَّث، ومن ذكَّر قال قُوَيْعٌ، ودلت هذه الواو أَنَ أَلفها مرجعها إِلى الواو. قال الأَصمعي: يقال قاعٌ وقِيعانٌ وهي طين حُرّ ينبت السِّدْرَ؛ وقال ذو الرمة في جمع أَقْواعٍ: ووَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمالِيلِ، بَعْدَما ذَوى بَقْلُها، أَحْرارُها وذُكورُها وفي الحديث أَنه قال لأُصَيْلٍ: كيف ترَكْتَ مكة؟ قال: ترَكْتُها قد ابْيَضَّ قاعُها؛ القاعُ: المكانُ المستوي الواسعُ في وَطاءَةٍ من الأَرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته، أَراد أَنَّ ماء المطر عسَله فابيضَّ أَو كثر عليه فبقي كالغَدِير الواحد.
وفي الحديث: إِنما هي قِيعانٌ أَمْسَكَتِ الماءَ. قال الأَزهري: وقد رأَيت قِيعانَ الصّمّانِ وأَقمتُ بها شَتْوَتَيْنِ، الواحد منها قاعٌ وهي أَرض صُلْبةُ القِفافِ حُرَّةُ طينِ القِيعانِ، تُمْسِكُ الماء وتُنْبِتُ العُشْبَ، ورُبَّ قاعٍ منها يكون مِيلاً في مِيلٍ وأَقل من ذلك وأَكثر، وحَوالَيِ القِيعانِ سُلْقانٌ وآكامٌ في رُؤوس القِفافِ غليظةٌ تَنْصَبُّ مِياهُها في القِيعانِ، ومن قِيعانِها ما يُنْبِتُ الضالَ فتُرَى حَرجاتٍ، ومنها ما لا ينبت وهي أَرض مَرِيَّةٌ، إِذا أَعْشَبَتْ رَبَّعَتِ العرب أَجمع.
والقَوْعُ: مِسْطَحُ التمر أَو البُرِّ، عَبْدِيَّةٌ، والجمع أَقْواعٌ؛ قال ابن بري: وكذلك البَيْدَرُ والأَندَرُ والجَرينُ.
والقاعةُ: موضعُ مُنْتَهى السانِيةِ من مَجْذَبِ الدلو.
وقاعةُ الدارِ: ساحَتُها مثل القاحةِ، وجمعها قَوَعاتٌ؛ قال وَعْلةُ الجَرْمي: وهَلْ تَرَكْت نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً، في قاعةِ الدارِ، يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟ وكذلك باحَتُها وصَرْحَتُها.
والقُواعُ: الذكر من الأَرانِب.
وقال ابن الأَعرابي: القُواعةُ الأَرنب الأُنثى.

نجس (لسان العرب) [0]


النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ: القَذِرُ من الناس ومن كل شيء قَذِرْتَه.
ونَجِسَ الشيءَ، بالكسر، يَنْجَسُ نَجَساً، فهو نَجِسٌ ونَجَسٌ، ورجل نَجِسٌ ونَجَسٌ، والجمع أَنْجاسٌ، وقيل: النَّجَسُ يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ وقوم نَجَسٌ. قال اللَّه تعالى: إِنما المشركون نَجَسٌ؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعوا وأَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ، وقال الفرّاء: نَجَسٌ لا يجمع ولا يؤنث.
وقال أَبو الهيثم في قوله: إِنما المشركون نَجَسٌ؛ أَي أَنْجاسٌ أَخباث.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، كان إِذا دخل الخلاء قال: اللهم إِني أَعوذ بك من النَّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث. قال أَبو عبيد: زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس . . . أكمل المادة ولم يذكروا الرجس فتحوا النون والجيم، وإِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا النون، فهم إِذا قالوه مع الرجس أَتبعوه إِياه وقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كسروا لِمَكان رجس وثَنَّوا وجمعوا كما قالوا: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ، فإِذا أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا، وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بمعنى؛ قال ابن سيده: وكذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ الذي بعده، فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ، وأَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على كل حال؛ هذا على مذهب الفرّاء؛ وهي النَّجاسة، وقد أَنْجَسه.
وفي الحديث عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال: هو أَنْجَسَها وهو أَحق بها والنَّجِسُ: الدَّنِس.
وداء نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ: لا يبرأُ منه، وقد يوصف به صاحب الداء.
والّنَجْس: اتخاذ عُوذَةٍ للصبي، وقد نَجَّس له ونَجَّسَه: عَوّذَه؛ قال:وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ، ومُنَجِّسٍ، وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدَّد (* هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة: وحازيةٍ ملبوسةٍ، ومنجَّسِ، وطارقةِ في طرقِها لم تُشدّدِ.) يصف أَهل الجاهلية أَنهم كانوا بين متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس ومتَنَجِّم حتى جاء النبي، صلى اللَّه عليه وسلم.
والنَّجاس: التعويذ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: كأَنه الاسم من ذلك ابن الأَعرابي: من المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة.
ويقال للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قال ثعلب: قلت له: المُعَوَّذ لِمَ قيل له منَجَّس وهو مأْخوذ من النجاسة؟ فقال: إِن للعرب أَفعالاً تخالف معانيها أَلفاظها، يقال: فلان يتنجس إِذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة كما قيل يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلاً يخرج به من الإِثْمِ والحَرَج والحِنْث. الجوهري: والتَّنْجِيسُ شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين؛ ومنه قول الشاعر: وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس (* قوله «وعلق إلخ» صدره كما في شرح القاموس : وكان لدي كاهنان وحارث) الليث: المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق.
ويقال للمُعَوِّذ: منَجِّس، وكان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ ومن يخاف عليه عيون الجن الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض ويقولون: الجن لا تقربها. ابن الأَعرابي: النُّجُسُ المعَوَّذون، والجُنُس المياه الجامدة.
والمَنْجَسُ: جليدة توضع على حز الوَتَر.

قرر (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَرارُ: المستقِرُّ من الأرض.
والقَرارِيُّ: الخيَّاط. قال الأعشى: يَشُقُّ الأمورَ ويَجْتابها=كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَدَنْ الأصمعيّ: القَرارُ والقَرارَةُ: النَقَدُ، وهو ضربٌ من الغنم قصار الأرجل قباحُ الوجوه.
والقَرارَةُ: القاع المستدير. قال أبو عبيد: القَرُّ مركبٌ للرجال بين الرَحْلِ والسرجِ.
وقال غيره: القَرُّ: الهودجُ.
وقال امرؤ القيس:
على حَرَجٍ كالقَرِّ تخفِقُ أكْفاني      فإمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جـابـرٍ

والقَرُّ: الفَرُّوجةُ. قال ابن أحمر:
      كالقَرِّ بين قوادِمٍ زُعْرِ

ويومُ القَرِّ: اليوم الذي بعد يوم النَحر، لأنَّ الناس يَقَرُّونَ في منازلهم.
والقَرَّتانِ: الغداة والعشيّ. قال لبيد:
يعدو عليها القَرَّتَيْنِ غُلامُ      وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ

الجَوارِنُ: الدروع.
ويومٌ قَرٌّ وليلةٌ قَرَّةٌ، أي باردة.
والقُرُّ بالضم: البرد.
والقُرُّ أيضاً: القَرارُ.
ومنه قولهم عند . . . أكمل المادة شِدَّةٍ تصيبهن: صابتْ بِقُرٍّ، أي صارت الشدة في قرارها.
وربَّما قالوا: وقعت بِقُرٍّ. قال عديُّ بن زيد:
كما تَرْجو أصاغِرَها عَتيبُ      تُرَجِّيها وقد وَقَعَتْ بِـقُـرٍّ

والقَرارَةُ: ما يصبُّ في القِدر من الماء بعد الطبخ لئلا تحترق.
وأمَّا ما يلتزق بأسفل القِدر فهي القُرورَةُ بضم القاف والراء، عن أبي عبيدة.
وكان الفراء يفتح الراء.
والقِرَّةُ بالكسر: البَرْدُ. يقال: أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ.
وربَّما قالوا: أجد حِرَّةً على قِرَّةٍ.
ويقال أيضاً: ذهبتْ قِرَّتُها، أي الوقت الذي يأتي فيه المرض، والهاء للعلَّة.
والقِرِّيَّةُ: الحوصلةُ، مثل الجِرِّيَّةِ.
والقارورَةُ: واحدة القواريرِ من الزجاج.
والقارورُ: الماء البارد يُغتسل به.
وقَرَرْتُ القِدرَ أَقُرُّها قَرًّا، إذا صببت فيها القُرارَةُ لئلا تحترق.
وقَرَرْتُ على رأسه دَلواً من ماءٍ بتردٍ، أي صببتُ.
وقَرَّ الحديثَ في أذنه يَقُرُّهُ، كأنَّه صبَّه فيها.
وقَرَّ يومنا من القَرِّ.
ويومٌ قارٌّ وقَرٌّ، وليلةٌ قارَّةٌ وقرَّةٌ.
والقَرارُ في المكان: الاستقرار فيه. تقول منه: قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أقَرُّ قَراراً، وقَرَرْتُ أيضاً بالفتح أقِرُّ قَراراً وقُروراً.
وقَرَرْتُ به عيناً وقَرِرْتُ به عيناً قُرَّةً وقُروراً فيهما.
ورجلٌ قريرُ العين، وقد قرَّت عينه تَقِرُّ وتَقَرُّ: نقيض سخُنتْ.
وأقَرَّ الله عينَه، أي أعطاه حتَّى تَقَرَّ فلا تطمح إلى من هو فوقه.
ويقال: حتَّى تبرد ولا تسخن. فللسرور دمعةٌ باردة، وللحزن دمعة حارَّةٌ.
وقارَّه مُقارَّةً، أي قَرَّ معه وسكن.
وفي الحديث: "قارُّوا الصلاةَ"، وهو من القَرارِ لا من الوقار.
وأقَرَّ بالحق: اعترف به.
وقَرَّرَهُ بالحقّ غيره حتَّى أقَرَّ.
وأقَرَّهُ في مكانه فاستقرَّ.
وأقْرَرْتُ هذا الأمر تَفْرارَةً وتَقِرَّةً.
وأقَرَّتِ الناقةُ، إذا ثبت حملها.
وأقَرَّهُ الله من القُرِّ، فهو مقرورٌ على غير قياس، كأنَّه بني على قُرٍّ.
وتقريرُ الإنسان بالشيء: حمله على الإقرارِ به.
وتقريرُ الشيء: جعله في قَرارِهِ.
وقَرَّرْتُ عنده الخبرَ حتَّى اسْتَقَرَّ.
وفلانٌ ما يَتَقارُّ في مكانه، أي ما يستقرُّ.

نجس (العباب الزاخر) [0]


النَّجَسُ والنَّجِسُ والنَّجُسُ والنَّجْسُ والنِّجْسُ: ضدُّ الطاهِر، والنَّجاسَة: ضِد الطَّهارة، قال الله تعالى: (إنَّما المُشْرِكونَ نَجَسٌ)، وقُرِئَ (نَجْس) بِسكون الجيم مع فَتْحَة النون، وقرأَ الضَّحّاك: (نَجِسٌ) مثال كَتِفٍ، وقرأ الحَسَن بن عِمران ونُبَيْح وأبو واقِد والجَرّاح وابنُ قُطَيْب: (نِجْسٌ) مثال رِجْسٍ. وقال الفرّاء: إذا قالُوهُ مَعَ الرِّجْسِ أتْبَعوهُ إياه وقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلّم- إذا دَخَلَ الخَلاءَ قال: اللهُمَّ إنّي أعوذُ بكَ من الرِجْسِ النِجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشَّيْطان الرَّجيم. وقد نَجِسَ يَنْجَسُ -مثال سَمِعَ يَسْمَعُ- ونَجُسَ يَنْجُسُ -مثال كَرُمَ يَكْرُمُ-. وقال ابن الأعرابيّ: النُّجُسُ -بضمَّتَين-: المُعَقِّدُوْن. وداءٌ ناجِسٌ ونَجِيْسٌ: إذا كانَ لا يُبْرَأُ مِنه، قال:
وداءٌ بِهِ أعيا الأطِبَّة . . . أكمل المادة ناجِسُ     

وقال ساعِدَة بن جُؤيَّة الهُذَليّ:
والشَّيْبُ داءٌ نَجِيْسٌ لا شِفـاءَ لـهُ      للمَرْءِ كانَ صَحِيحاً صائبَ القُحَمِ


وإذا قُلْتَ: رَجُلٌ نَجِسٌ -بكسر الجيم- ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ، وإذا قُلْتَ: نَجَسٌ -بفَتحِها- لم تُثَنِّ ولم تَجْمَع وقُلْتَ: رَجُلٌ نَجَسٌ ورَجُلانِ نَجَسٌ ورِجالٌ نَجَسٌ وامرأةٌ نَجَسٌ ونِساءٌ نَجَسٌ. ويقال: أنْجَسَه ونَجَّسَه تَنْجِيْساً.
ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنَجِّسُه شَيْءٌ إلاّ ما غَيَّرَ طَعْمَه أو لَوْنَه أو رِيْحَه. والتَّنْجِيْسُ: شَيْءٌ كانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُه على الذي يُخَافُ عليهِ وَلُوْعُ الجِنِّ به؛ وهوَ القَذَرُ؛ نحوَ خِرْقَةِ الحائضِ وعِظامِ المَوْتى، وهذا من أفعال العَرَبِ، قال المُمَزَّقُ النُّكْرِيّ واسمُه شأسُ بن نَهار بن أسْوَدَ بن حَرِيْد بن حَيِيِّ بن عَوْف بن سُوْدِ بن عُذْرَة بن مُنَبِّه بن نُكْرَة بن لُكَيْز بن أفْصى بن عبد القيس:
ولو أنَّ عِنْدي حازِيَيْنِ وراعِباً      وعَلَّقَ أنْجاساً عَلَيَّ المُنَجِّسُ

وقال العجّاج:
ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأِحْمَسا      ولا أخا عَقْدٍ ولا مُنَجِّسا

وقال آخَرُ:
ولو كُنْتُ في غُمْدانَ أو في عَطالَةٍ      وعَلَّقَ أنْجاسـاً عَـلَـيَّ يَهُـوْدُ

وقال الأزهريّ -ومن خَطِّه نَقَلْتُ-: قال حَسّان:
وحازِيَةٍ مَلْبُوْبَةٍ ومُـنـجِّـسٍ      وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تَشَدَّدِ

ولم أجِد البَيْتَ في شِعْرِ حَسّان بن ثابِت -رضي الله عنه-، فَلْيُطْلَب في شِعْر غَيرِه مِمَّن اسمُه حسّان. وقال ابن الأعرابيّ: ومِنْ العادات التَّمِيميَّة والجُلْبَة والمُنَجَّسَة.
وقال ثعلَب: قلتُ لابنِ الأعرابيّ: لِمَ قِيْلَ لِلمُعَوَّذِ مُنَجِّسٌ وهو مأخوذ مِنْ النَّجاسَة؟ فقال: للعَرَبِ أفْعالٌ تُخالِفُ معانِيها ألفاظَها، يُقال: فُلان يَتَتَجَّسُ إذا فَعَلَ فِعْلاً تَحَرَّجَ به من النَّجَاسَة، كما يقال: يَتَاثَّمُ ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ ويَتَحَوَّبُ إذا فَعَلَ فِعلاً يَخْرُجُ بِه من الإثم والحَرَجِ والحِنْثِ والحُوْبِ. ويقال: تَنَجَّسُ الثّوب: إذا أصابَتْهُ نَجاسَةٌ. والتركيب يدل على خِلافِ الطَّهارَة.

وغل (لسان العرب) [0]


الوَغْلُ من الرجال: النَّذْل والضعيف الساقط المقصِّر في الأَشياء، والجمع أَوْغال؛ وأَنشد: وحاجِبٍ كَرْدَسَه في الحَبْلِ مِنَّا غُلامٌ كان غيرَ وَغْلِ، حتى افتدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ والوَغْل والوَغِل: المدَّعي نسَباً ليس منه، والجمع أَوْغالٌ.
والوَغْلُ والوَغِلُ: السَّيِّءُ الغِذاء، وحكى سيبويه وَغِل على المضارعة.
والوَغْل والواغِلُ؛ الأُولى عن كراع: الذي يدخُل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أَن يَدْعُوه إِليه أَو يُنْفِق معهم مثل ما أَنفَقُوا؛ قال الشاعر: فمَتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو هُ، وتُعْطَفْ عليه كأْسُ الساقي ويروى: وتَعْطِفْ عليه كفُّ الساقي؛ وقال امرؤ القيس: فاليومَ أُسقَى غيرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْماً من الله، ولا واغِلِ وقيل: الواغِلُ الداخِل على القوم في . . . أكمل المادة شَرابهم، وقيل: هو الداخِل عليهم في طعامهم، وقال يعقوب: الواغِلُ في الشراب كالوارِش في الطعام؛ وقد وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلاً إِذا دخل على القوم في شَرابهم فشَرِب معهم من غير أَن يُدْعى إِليه، واسم ذلك الشراب الوَغْلُ؛ قال عمرو بن قَمِيئة:إِن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَب الـ ـوَغْلَ، ولا يَسلَمُ مِنِّي البَعير وشُربٌ واغِلٌ على النسَب؛ قال الجعدي: فشَرِبْنا غير شُرْبٍ واغِلٍ، وعَلَلْنا عَلَلاً بعد نَهَلْ وفي حديث عليّ، عليه السلام: المتَعَلّق بها كالواغِل المُدَفَّع؛ الواغِلُ الذي يَهْجُم على الشُّرَّاب ليشرب معهم وليس منهم فلا يَزال مُدَفَّعاً بينهم.
وفي حديث المقداد: فلمّا أَن وَغَلَتْ في بَطني أَي دَخَلتْ.
ووَغَلَ في الشيء وُغولاً: دخل فيه وتوارى به، وقد خُصَّ ذلك بالشجَر فقيل: وَغَل الرجل يَغِل وُغولاً ووَغْلاً أَي دخل في الشجر وتَوارى فيه.
ووَغَل: ذهَب وأَبعَد؛ قال الراعي: قالت سُلَيمى: أَتَنْوي اليومَ أَمْ تَغِلُ؟ وقد يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ وكذلك أَوْغَل في البلاد ونحوها.
وتوَغَّل في الأَرض: ذهَب فأَبعَد فيها، وكذلك أَوْغَل في العِلْم.
وفي الحديث: إِن هذا الدين مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرِفقٍ؛ يُريد سِرْ فيه برِفق وابلُغِ الغاية القُصْوى منه بالرِّفق، لا على سبيل التهافُتِ والخُرْق، ولا تحمِل على نفسك وتكلِّفها ما لا تُطيقه فتَعجِزَ وتَترُك الدين والعَمل.
وفي حديث عِكْرمة: مَن لم يغتسِل يوم الجمعة فَلْيَسْتَوْغِل أَي فَليغْسِل مَغابِنَه ومَعاطِفَ جسده، وهو اسْتِفْعال من الوُغُول الدُّخول، وكلُّ داخِل فهو واغِل؛ وكلُّ داخِل في شيء دُخولَ مستعجِلٍ فقد أَوْغَل فيه. قال أَبو زيد: غَلَّ في البلاد وأَوغَل بمعنى واحد إِذا ذهب فيها. أَوْغَل القومُ وتَوَغَّلوا إِذا أَمْعَنوا في السّير.
والوُغول: الدخول في الشيء.
والإِيغالُ: السَّير السريعُ، وقيل: الشديد والإِمْعانُ في السير؛ قال الأَعشى: مَرِحَتْ حُرَّة، كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ، تَفْرِي الهَجِير بالإِرْقال تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب، وخداً، بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغال وأَوْغَل القوم إِذا أَمْعَنوا في سَيرِهم داخِلين بين ظَهْراني الجِبال أَو في أَرض العدُوِّ، وكذلك توغَّلوا وتغَلْغَلوا، وأَما الوُغول فإِنه الدُّخول في الشيء وإِن لم يُبعَد فيه، وأَوْغَلَتْه الحاجةُ؛ قال المتنخل الهذلي: حتى يَجِيء وجُنْحُ الليل يُوغِلُه، والشَّوْكُ في وَضحِ الرِّجْلين مَركوزُ وما لكَ عن ذلك وَغْلٌ أَي بُدٌّ، وقيل أَي مَلجَأٌ، والمعروف وَعْلٌ، وقد تقدم، وزعم يعقوب أَن غَيْنه بدَل من عين وَعْل، وزعم الأَصمعي أَن الواغِل الذي هو الداخِلُ على القوم في شَرابهم ولم يُدْعَ إِنما اشتقَّ من هذا أَي ليس له مكان يلجَأُ إِليه؛ قال ابن سيده: فإِن كان هذا فخَليقٌ أَن لا يكون بدَلاً لأَنَّ المُبْدل لا يبلغ من القوة أَن يصرَّف هذا التصريف.
والوَغْلُ: الشجر الملتفُّ؛ أَنشد أَبو حنيفة: فلمَّا رأَى أَنْ ليس دون سَوادِها ضَراءٌ، ولا وَغْلٌ من الحَرَجات واسْتَوْغَل الرجلُ: غَسَل مَغابِنَه وبَواطِن أَعضائه، والله أَعلم.

ملع (لسان العرب) [0]


المَلْعُ: الذَّهابُ في الأَرض، وقيل الطلَبُ، وقيل السُّرْعةُ والخِفَّةُ، وقيل شدة السير، وقيل العَدْوُ الشديد، وقيل فوق المشي دون الخَبَبِ، وقيل هو السير السريع الخفيف، مَلَعَ يَمْلَعُ مَلْعاً ومَلَعاناً.
وفي الحديث: كنتُ أَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ؛ المَلْع: السيْرُ الخفِيفُ السرِيعُ دون الخَبَبِ، والوَضْعُ فوقه. أَبو عبيد: المَلْعُ سرعة سير الناقة، وقد مَلَعَتْ وانْمَلَعَتْ؛ وأَنشد أَبو عمرو: فُتْلُ المَرافِقِ تَحْدُوها فَتَنْمَلِعُ وجمل مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ: سرِيعٌ، والأُنثى مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ، ومِيلاعٌ نادر فيمن جعله فِيعالاً، وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء. الأَزهري: ويقال ناقة مَيْلَعٌ مَيْلَقٌ سريعةٌ. قال: ولا يقال جمل مَيْلَعٌ.
والمَيْلَعُ: الناقةُ الخفيفة السريعة، وما أَسْرَع مَلْعَها في الأَرض وهو سُرْعَةُ عَنَقِها؛ . . . أكمل المادة وأَنشد: جاءَتْ به مَيْلَعةٌ طِمِرَّهْ وأَنشد الفراء: وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيلَعٍ، كما أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قال: المَيْلَعُ المُضْطَرِبُ ههنا وههنا.
والمَيْلَعُ: الخفيفُ.
والقادِسُ: السفينةُ.
والأَرْدَمُ: المَلاَّحُ.
وعُقابُ مَلاعٍ مضافٌ، وعقابٌ مَلاعٌ (* قوله« وعقاب ملاع» يستفاد من مجموع كلامي القاموس وياقوت أن في ملاع ثلاثة أوجه: البناء على الكسر كقطام، والاعراب مصروفاً كسحاب، والمتع من الصرف وهو أقلها.) ومِلاعٌ ومَلُوعٌ: خفيفة الضْرب والاخْتِطافِ؛ قال امْرؤُ القيس: كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه عُقابُ مَلاعٍ، لا عُقابُ القَواعِلِ معناه أَنَّ العُقاب كلَّما علت في الجبل كان أَسْرَعَ لانْقِضاضها، يقول: فهذه عُقابُ مَلاعٍ أَي تَهوِي من عُلْوٍ، وليست بعقاب القَواعِلِ، وهي الجبالُ القِصارُ، وقيل: اشتقاقه من المَلْعِ الذي هو العَدْوُ الشديد، وقال ابن الأَعرابي: عُقاب ملاعٍ تَصِيدُ الجِرْذانَ وحَشَراتِ الأَرض.
والمَلِيعُ: الأَرضُ الواسعةُ، وقيل: التي لا نبات فيها؛ قال أَوس بن حجر: ولا مَحالةَ من قَبْرٍ بمَحْنِيةٍ أَو في مَلِيعٍ، كَظَهْرِ التُّرْس، وضَّاحِ وكذلك المَلاعُ والمَيْلَعُ.
وقال ابن الأَعرابي: هي الفَلاةُ الواسعةُ يحتاج فيها إِلى المَلْعِ الي المَلْعِ الذي هو السُّرْعةُ، وليس هذا بقويّ.
والمَلِيعُ: الفسيح الواسعُ من الأَرض البعيد المستَوِي، وإِنما سمي مَلِيعاً لمَلْعِ الإِبلِ فيه وهو ذهابها.
والمَلِيعُ: الفَضاءُ الواسعُ؛ وقول عمرو بن معديكَرِبَ: فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنا مَلِيعُ يجوز أَن يكون المَلِيعُ ههنا الفلاة، وأَن يكون مَلِيعٌ موضعاً بعينه.
والمَيْلَعُ: الطريق الذي له سَنَدانِ مَدَّ البصرِ. قال ابن شميل: المَلِيعُ كهيئةِ السِّكَّةِ ذاهبٌ في الأَرض ضَيِّقٌ قَعْرُه أَقل من قامةٍ، ثم لا يلبث أَن ينقطع ثم يَضْمَحِلَّ، إِنما يكون فيما استوى من الأَرض في الصَّحارى ومُتُونِ الأَرض، يَقُودُ المَلِيعُ الغَلْوَتَينِ أَو أَقلّ، والجماعة مُلُعٌ.
ومَيْلَعٌ: اسم كلبة؛ قال رْبة: والشَّدُّ يُدْني لاحِقاً وهِبْلَعا، وصاحِبَ الحِرْجِ، ويُدْني مَيْلَعا ومَلِيعٌ: هَضْبةٌ بعينها؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ: رأَيتُ، ودُونَها هَضْباتُ سَلْمَى، حُمُولَ الحَيِّ عالِيةً مَلِيعا قال: مَلِيعٌ مَدَى البَصَرِ أَرضٌ مستويةٌ.
ومَلاعِ: موضع.
والمَلِيعُ والمَلاعُ: المَفازَةُ التي لا نبات بها.
ومن أَمثالها قولهم: أَوْدَتْ به عُقابُ مَلاعٍ؛ قال بعضهم: ملاعٌ مضاف، ويقال: مَلاعٌ من نعت العُقابِ أُضِيفَتْ إِلى نَعْتِها، قال أَبو عبيد: يقال ذلك في الواحد والجمع وهو شبيه بقولهم: طارت به العَنْقاءُ، وحَلَّقَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ؛ قال أَبو الهيثم: عُقابُ مَلاعٍ وهو العُقَيِّبُ الذي يصيد الجِرْذانَ يقال له بالفارسية مُوشْ خَوارْ؛ قال: ومن أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ يَداً من عُقَيِّبِ مَلاعَ يا فتى، منصوب، قال: وهو عُقابٌ تأْخُذُ العصافيرَ والجِرْذان ولا تأْخذ أَكبر منها.
والمَيْلَع: السريعُ؛ قال الحسين بن مُطَيْر الأَسدي يصف فرساً: مَيْلَعُ التقْريبِ يَعبُوبٌ، إِذا بادَرَ الجَوْنةَ، واحْمَرَّ الأُفُقْ ابن الأَعرابي: يقال مَلَعَ الفَصِيلُ إُمَّه ومَلق أُمه إِذا رَضَعَها.

نحل (لسان العرب) [0]


النَّحْل: ذُباب العسل، واحدته نَحْلة.
وفي حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهَى عن قَتْل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد؛ وروي عن إِبراهيم الحربي أَنه قال: إِنما نهى عن قتلهنَّ لأَنهنَّ لا يؤْذِين الناسَ، وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس، ليس هي مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره، قيل له: فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل؟ قال: النَّمْلة لا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذر، قيل له: إِذا عضَّت الذرة تُقتَل؟ قال: إِذا آذَتْك فاقتلها.
والنَّحْل: دَبْر العسل، الواحدة نحلة.
وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل: وأَوحَى ربُّك إِلى النَّحْل؛ جائز أَن يكون سمي نَحْلاً لأَن الله . . . أكمل المادة عز وجل نَحَل الناسَ العسلَ الذي يخرج من بطونها.
وقال غيره من أَهل العربية: النَّحْل يذكَّر ويؤنث وقد أَنثها الله عز وجل فقال: أَنِ اتَّخِذِي من الجِبال بيوتاً؛ ومن ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لفظه مذكر، ومن أَنثه فلأَنه جمع نَحْلة.
وفي حديث ابن عمر: مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة؛ المشهور في الرواية بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء المهملة، يريد نَحْلة العسل، ووجه المشابهة بينهما حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه في الليل وتنزُّهه عن الأَقذار وطيبُ أَكله وأَنه لا يأْكل من كسب غيره ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره؛ وإِنّ للنَّحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها: الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ والماء والنارُ، وكذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله: ظلمةُ الغفلة وغيمُ الشكّ وريحُ الفتنة ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى. الجوهري: النَّحْل والنحْلة الدَّبْر، يقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْسُوب.
والنَّحْل: الناحِلُ؛ وقال ذو الرمة: يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها (* انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة).
ونَحِل جسمُه ونَحَل يَنْحَل ويَنْحُل نُحولاً، فهو ناحِل: ذهَب من مرض أَو سفَر، والفتح أَفصح؛ وقول أَبي ذؤَيب: وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافها، حتى استَدقَّ نُحولُها إِنما أَراد ناحِلها، فوضع المصدر موضع الاسم، وقد يكون جمع ناحِل كأَنه جعل كل طائفة من العظم ناحِلاً، ثم جمعه على فُعُول كشاهِد وشُهود، ورجل نَحِيل من قوم نَحْلَى وناحِل، والأُنثى ناحِلة، ونساءٌ نَواحِل ورجال نُحَّل.
وفي حديث أُم معبَد: لم تَعِبْه نحْلَة أَي دِقَّة وهُزال.
والنُّحْل الاسم؛ قال القتيبي: لم أَسمع بالنُّحْل في غير هذا الموضع إِلا في العَطِيَّة.
والنُّحُول: الهُزال، وأَنْحَله الهمُّ، وجملٌ ناحِل: مهزول دَقِيقٌ.
وجمل ناحِل: رقيق.
والنواحِلُ: السيوف التي رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال.
وسيف ناحل: رقيق، على المَثل؛ وقول ذي الرمة: أَلم تَعْلَمِي، يا مَيُّ، أَنَّا وبيننا مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها هو جمع ناحِل، جعل كل جزءٍ منها ناحِلاً؛ قال ابن سيده: وهو عندي اسم للجمع لأَن فاعِلاً ليس مما يكسَّر على فَعْل، قال: ولم أَسمع به إِلا في هذا البيت. الأَزهري: السيف الناحِل الذي فيه فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بعد أُخرى حتى يَرِقَّ ويذهب أَثَرُ فُلُوله، وذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عليه بالمَداوِس والصَّقْل حتى تَذهب فُلوله؛ ومنه قول الأَعشى: مَضارِبُها، من طُول ما ضَرَبوا بها، ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين، نَواحِلُ وقمرٌ ناحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس.
ونَحْلةُ: فرس سُبَيْع بن الخَطِيم.
والنُّحْل، بالضم: إِعْطاؤُك الإِنسانَ شيئاً بلا اسْتِعاضةٍ، وعمَّ به بعضهم جميعَ أَنواع العَطاء، وقيل: هو الشيء المُعْطى، وقد أَنْحَله مالاً ونَحَله إِياه، وأَبى بعضُهم هذه الأَخيرة.
ونُحْل المرأَةِ: مَهْرُها، والاسم النِّحْلة، تقول: أَعطيتها مهرَها نِحْلة، بالكسر، إِذا لم تُرِد منها عِوَضاً.
وفي التنزيل العزيز: وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلةً.
وقال أَبو إِسحق: قد قيل فيه غيرُ هذا القول، قال بعضهم: فَرِيضةً، وقال بعضهم: دِيانةً، كما تقول فلان يَنْتَحِل كذا وكذا أَي يَدِينُ به، وقيل: نِحْلةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً، وقيل: أَراد هِبةً، وقال بعضهم: هي نِحْلة من الله لهنَّ أَن جعل على الرجل الصَّداق ولم يجعل على المرأَة شيئاً من الغُرْم، فتلك نِحْلة من الله للنِّساء.
ونَحَلْت الرجلَ والمرأَةَ إِذا وهبت له نِحْلة ونُحْلاً، ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ.
وفي التهذيب: والصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلية كانوا لا يُعطون النساء من مُهورِهنَّ شيئاً، فقال الله تعالى: وآتوا النساء صَدُقاتِهنَّ نحلة، هبة من الله للنساء فريضة لهنَّ على الأَزواج، كان أَهل الجاهلية إِذا زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلاً يسمَّى الحُلْوان، وكانوا يسمون ذلك الشيء الذي يأْخذه النافِجَة، كانوا يقولون بارك الله لك في النافِجَة فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم. الجوهري: النُّحْل، بالضم، مصدر قولك نَحَلْته من العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلاً، بالضم.
والنِّحْلة، بالكسر: العطيَّة.
والنُّحْلى: العطية، على فُعْلى.
ونَحَلْتُ المرأَة مهرَها عن طِيب نفس من غير مطالبة أَنْحَلُها، ويقال من غير أَن يأْخذ عوضاً، يقال: أَعطاها مهرَها نِحْلةً، بالكسر؛ وقال أَبو عمرو: هي التسمية أَن يقول نَحَلْتُها كذا وكذا ويَحُدّ الصداق ويُبَيِّنه.
وفي الحديث: ما نَحَلَ والدٌ ولداً من نُحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ؛ النُّحْلُ: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق.
وفي حديث أَبي هريرة: إِذا بلغ بنو أَبي العاص ثلاثين كان مالُ الله نُحْلاً؛ أَراد يصير الفيء عطاء من غير استحقاق على الإِيثار والتخصيص. المحكم: وأَنْحَلَ ولدَه مالاً ونَحَله خصَّه بشيء منه، والنُّحْل والنُّحْلانُ اسم ذلك الشيء المعطى.
والنِّحْلةُ: الدَّعْوَى.
وانْتَحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ. أَو قالَ فلانٍ إِذا ادّعاه أَنه قائلُه.
وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وهو لغيره.
وفي الخبر: أَنَّ عُرْوَة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة بن مسعود دَخلا على عمر بن عبد العزيز، وهو يومئذ أَمير المدينة، فجرى بينهم الحديث حتى قال عُرْوَة في شيء جرى من ذِكْر عائشة وابن الزبير: سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ أَحداً حُبِّي عبدَ الله بنَ الزبير، لا أَعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا أَبَوَيَّ، فقال له عمر: إِنكم لتَنْتَحِلون عائشة لابن الزبير انْتِحال مَنْ لا يَرَى لأَحد معه فيها نصيباً فاستعاره لها؛ وقال ابن هَرْمة: ولم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فيها، ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ ونَحَله القولَ يَنْحَله نَحْلاً: نَسَبه إِليه.
ونَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلاً، بالفتح: إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه عليه.
وفلان يَنْتَحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا إِذا انتسب إِليه.
ويقال: نُحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره؛ وقال الأَعشى في الانتحال: فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا فِيَ، بَعدَ المَشِيب، كفَى ذاك عارا وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه، كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا أَراد انتِحالي القوافيَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافي على سقوط الياء فحذفها، كما قال الله عز وجل: وجِفانٍ كالجوابِ، وتَنَحَّلَه مثلُه؛ قال الفرزدق: إِذا ما قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً، تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى في قولهم انْتَحَلَ فلانٌ كذا وكذا: معناه قد أَلزَمَه نفْسه وجعله كالمِلْك له، وهي الهبة (* قوله «كالملك له وهي الهبة» كذا في الأصل.
وعبارة المحكم: كالملك له، أخذ من النحلة وهي الهبة وبها يظهر مرجع الضمير) والعطية يُعْطاها الإِنسانُ.
وفي حديث قتادة بن النعمان: كان بُشَيرُ بن أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ ويهجو به أَصحابَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ويَنْحَلُه بعضَ العرب أَي يَنْسُبه إِليهم من النِّحْلة وهي النِّسْبة بالباطِل.
ويقال: ما نِحْلَتُكَ أَي ما دِينُكَ؟ الأَزهري: الليث يقال نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو يَنْحَله يُسابُّه؛ قال طرفة: فَدَعْ ذا، وانْحَل النُّعمانَ قَوْلاً كنَحْت الفأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور قال الأَزهري: نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ، وهو تصحيف لنَجَل فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِيبة.
ويروى الحديث: من نَجَل الناسَ نَجَلوه أَي مَنْ عابَ الناس عابوه ومن سبَّهم سبُّوه، وهو مثل ما روي عن أَبي الدرداء: إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك، وإِن تَرَكْتَهم لم يَتْركوك؛ قوله: إِن قارضتهم مأْخوذ من قول النبي، صلى الله عليه وسلم: رفَع اللهُ الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذي حَرِج، وقد فسر في موضعه.

قرض (لسان العرب) [0]


القَرْضُ: القَطْعُ. قَرَضه يَقْرِضُه، بالكسر، قَرْضاً وقرَّضَه: قطَعه.
والمِقْراضانِ: الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد، هذا قول أَهل اللغة، وحكى سيبويه مِقْراضٌ فأَفْرد.
والقُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، ومنه قُراضةُ الذَّهب.
والمِقْراضُ: واحد المَقارِيض؛ وأَنشد ابن بري لعدي بن زيد: كلّ صَعْلٍ، كأَنَّما شَقَّ فِيه سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ وقال ابن مَيّادةَ: قد جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً، إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب (* قوله «مغفلات» كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء.) وقال أَبو الشِّيصِ: وجَناحِ مَقْصُوصٍ، تَحَيَّفَ رِيشَه رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه. قال ابن بري: ومثله المِفْراصُ، بالفاء والصاد، . . . أكمل المادة للحاذِي؛ قال الأَعشى: لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا وابنُ مِقْرَضٍ: دُوَيْبّة تقتل الحمام يقال لها بالفارسية دَلَّهْ؛ التهذيب: وابنُ مِقْرَض ذو القوائم الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام. ابن سيده: ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها.والقُراضةُ: فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو ثوب أَو غيرهما، وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ.
والقَرْضُ والقِرْضُ: ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه، وجمعه قرُوضٌ، وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه؛ قال أُمية ابن أَبي الصلت: كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا وقال تعالى: وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً.
ويقال: أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه.
وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم، فهو من القُروضِ. الجوهري: والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بالكسر، لغة فيه؛ حكاها الكسائي.
وقال ثعلب: القَرْضُ المصدر، والقِرْضُ الاسم؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني، وقد أَقْرَضَه وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً.
واسْتَقْرَضْتُ من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَني.
وأَقْرَضْتُ منه أَي أَخذت منه القَرْض.
وقَرَضْته قَرْضاً وقارَضْتُه أَي جازَيتُه.
وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى: مَنْذا الذي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حسَناً، قال: معنى القَرْضِ البَلاء الحسَنُ، تقول العرب: لك عندي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِّء، وأَصل القَرْضِ ما يُعطيه الرجل أَو يفعله ليُجازَى عليه، واللّه عزّ وجلّ لا يَسْتَقْرِضُ من عَوَزٍ ولكنه يَبْلُو عباده، فالقَرْضُ كما وصفنا؛ قال لبيد: وإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه، إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ معناه إِذا أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عليه. قال: والقرض في قوله تعالى: منذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً، اسم ولو كان مصدراً لكان إِقْراضاً، ولكن قَرْضاً ههنا اسم لكل ما يُلْتَمَسُ عليه الجزاء. فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازيته، وأَصل القَرْضِ في اللغة القَطْعُ، والمِقْراضُ من هذا أُخِذ.
وأَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً يُجازِي عليها.
وقال الأَخفش في قوله تعالى: يُقْرِضُ، أَي يَفْعَلُ فِعْلاً حسناً في اتباع أَمر اللّه وطاعته.
والعَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَيه خَيْراً: قد أَحْسَنْتَ قَرْضِي، وقد أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسناً.
وفي الحديث: أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليوم فَقْرِكَ؛ يقول: إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل فلا تُجازِه ولكن اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لك قَرْضاً في ذمته لتأْخذه منه يوم حاجتك إِليْهِ.
والمُقارَضةُ: تكون في العَمَلِ السَّيِّء والقَوْلِ السَّيِّء يَقْصِدُ الإنسان به صاحِبَه.
وفي حديث أَبي الدرداء: وإِن قارَضْتَ الناسَ قارَضُوك، وإِن تركْتَهم لم يَتْرُكوك؛ ذهَب به إِلى القول فيهم والطَّعْنِ عليهم وهذا من القَطْعِ، يقول: إِن فَعَلْتَ بهم سُوءاً فعلوا بك مثله، وإِن تركتهم لم تَسْلَمْ منهم ولم يَدَعُوك، وإِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ ونِلْتَ منهم ونالُوا منك، وهو فاعَلْت من القَرْضِ.
وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه حضَرَه الأَعْرابُ وهم يَسْأَلونه عن أَشياء: أَعَلَيْنا حَرَجٌ في كذا؟ فقال: عبادَ اللّهِ رَفَع اللّهُ عَنّا الحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً، وفي رواية: من اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ؛ أَراد بقوله اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً أَي قطَعَه بالغِيبة والطّعْنِ عليه ونالَ منه، وأَصله من القَرْض القطع، وهو افْتِعالٌ منه. التهذيب: القِراضُ في كلام أَهل الحجاز المُضارَبةُ، ومنه حديث الزهري: لا تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه الحَرامُ، يعني القِراضَ؛ قال الزمخشري: أَصلها من القَرْضِ في الأَرض وهو قَطْعُها بالسيرِ فيها، وكذلك هي المُضارَبةُ أَيضاً من الضَّرْب في الأَرض.
وفي حديث أَبي موسى وابني عمر، رضي اللّه عنهم: اجعله قِراضاً؛ القِراضُ: المضاربة في لغة أَهل الحجاز.
وأَقْرَضَه المالَ وغيره: أَعْطاه إِيّاهُ قَرْضاً؛ قال: فَيا لَيْتَني أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتي، وأَقْرَضَني صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ وهم يَتقارضُون الثناء بينهم.
ويقال للرجلين: هما يَتقارَضانِ الثناءَ في الخير والشر أَي يَتَجازَيانِ؛ قال الشاعر: يتَقارَضُون، إِذا التَقَوْا في مَوْطِنٍ، نَظَراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ أَراد نَظَر بعضِهم إِلى بعض بالبَغْضاء والعَداوَةِ؛ قال الكميت: يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِيـ ـلُ من التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ أََبو زيد: قَرَّظَ فلانٌ فلاناً، وهما يَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا مَدَحَ كلُّ واحد منهما صاحَبه، ومثله يتَقارَضان، بالضاد، وقد قرَّضَه إِذا مَدَحَه أَو ذَمَّه، فالتَّقارُظُ في المَدْحِ والخير خاصّةً، والتَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه، وهما يتقارضان الخير والشر؛ قال الشاعر:إِنَّ الغَنِيَّ أَخُو الغَنِيِّ، وإِنما يَتقارَضانِ، ولا أَخاً للمُقْتِرِ وقال ابن خالويه: يقال يتَقارَظانِ الخير والشرَّ، بالظاء أَيضاً.
والقِرْنانِ يتقارضان النظر إِذا نظر كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه شَزْراً.
والمُقارَضةُ: المُضاربةُ.
وقد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً أَي دَفَعْتَ إِليه مالاَ ليتجر فيه، ويكون الرِّبْحُ بينكما على ما تَشْتَرِطانِ والوَضِيعةُ على المال.
واسْتَقْرَضْتُه الشيءَ فأَقْرَضَنِيه: قَضانِيه.
وجاء: وقد قرَضَ رِباطَه وذلك في شِدَّةِ العَطَشِ والجُوعِ.
وفي التهذيب: أَبو زيد جاء فلان وقد قَرَض رِباطَه إِذا جاء مجْهُوداً قد أَشْرَفَ على الموت.
وقرَض رِباطه: مات.
وقرَض فلان أَي مات.
وقرَضَ فلان الرِّباطَ إِذا مات.
وقَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلى شيء.
وانْقَرَضَ القومُ: دَرَجُوا ولم يَبْقَ منهم أَحد.
والقَرِيضُ: ما يَرُدُّه البعير من جِرَّتِه، وكذلك المَقْرُوضُ، وبعضهم يَحْمِلُ قولَ عَبيدٍ: حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيضِ على هذا. ابن سيده: قرَض البعيرُ جِرَّتَه يَقْرِضُها وهي قَرِيضٌ: مَضَغَها أَو ردَّها.
وقال كراع: إِنما هي الفَرِيضُ، بالفاء.
ومن أَمثال العرب: حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض؛ قال بعضهم: الجريض الغُصّةُ والقَرِيضُ الجِرَّة لأَنه إِذا غُصَّ لم يَقْدِرْ على قَرْضِ جِرَّتِه.
والقَرِيضُ: الشِّعْر وهو الاسم كالقَصِيدِ، والتقْرِيضُ صِناعتُه، وقيل في قول عبيد بن الأَبرص حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض: الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْرُ، وهذا المثل لعَبيد بن الأَبرص قاله للمُنْذِر حين أَراد قتله فقال له: أَنشدني من قولك، فقال عند ذلك: حال الجريض دون القريض؛ قال أَبو عبيد: القَرْضُ في أَشياء: فمنها القَطْعُ، ومنها قَرْضُ الفأْر لأَنه قَطْعٌ، وكذلك السيْرُ في البِلادِ إِذا قطعتها؛ ومنه قوله: إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف ومنه قوله عزّ وجلّ: وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ.
والقَرْضُ: قَرْضُ الشعْر، ومنه سمي القَرِيضُ.
والقَرْضُ: أَن يَقْرِضَ الرجُلُ المالَ. الجوهري: القَرْضُ قولُ الشعْر خاصّةً. يقال: قَرَضْتُ الشعْرَ أَقْرِضُه إِذا قلته، والشعر قرِيضٌ؛ قال ابن بري: وقد فرق الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ بين الرَّجز والقَرِيضِ بقوله: أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا؟ كِلَيْهِما أَجِدُ مُسْتَرِيضا وفي حديث الحسن: قيل له: أَكان أَصْحابُ رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، يَمْزَحُون؟ قال: نعم ويَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه.
والقَرِيضُ: الشِّعْرُ.
وقرَضَ في سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً: عدَل يَمْنةً ويَسْرَةً؛ ومنه قوله عزّ وجلّ: وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ؛ قال أَبو عبيدة: أَي تُخَلِّفُهم شِمالاً وتُجاوِزُهم وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عن شِمالها.
ويقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا وكذا؟ فيقول المسؤول: قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ ليلاً.
وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه قرْضاً: عدَل عنه وتَنَكَّبَه؛ قال ذو الرمة: إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ شِمالاً، وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ ومُشْرِفٌ والفَوارِسُ: موضعان؛ يقول: نظرت إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بين هذين الموضعين. قال الفراء: العرب تقول قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلاً ودُبُراً أَي كنت بحِذائِه من كلِّ ناحية، وقرَضْت مثل حَذَوْت سواء.
ويقال: أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه وأَوَّله. التهذيب عن الليث: التَّقْرِيضُ في كل شيء كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل؛ وأَنشد: إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التَّفْرِيضُ، بالفاء، من الفَرْض وهو الحَزُّ، وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فيها حُزوزاً، وهذا البيتُ رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ، وهو في شِعْر الشمَّاخِ.
وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال: من أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء، ويقال لذكرها المُقَرَّضُ والحُوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ.

بلغ (العباب الزاخر) [0]


بلغْتُ المكان بلوغاً: وصلْت إليه، وكذلك إذا شارفْت عليه، قال الله تعالى: (فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ) أي قاربنه. وقوله تعالى: (إنَّ الله بالِغٌ أمْرَهْ) أي يبْلغ ما يريد. وقوله تعالى: (أيمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ) أي مُؤكَّدة. وبلغ الغلام: أدرك.  وبلغ في الجودة مَبلغاً. وثناء أبلغ: أي مُبالغ فيه، قال رؤبة يمدح المُسبِّح بن الحَوَارِي بن وزياد بن عمرو العَتَكي:
بَلْ قُلْ لِعَبْدِ الله بَلِّغْ وابْلُغِ      مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنَاءِ الأبْلَغِ

وشيء بالغ، أي جيد.
وقال الشافعي رحمه الله- في كتاب النَّكاح: جارية بالغ؛ بغير هاء وهو فصيح حُجة في اللغة.
وقال الأزهري: سمعت فُصحاء العرب يقولون: جارية بالغ وامرأة عاشق ولحية ناصل، ولو قيل بالغة لم يكن خطأ، لأنه . . . أكمل المادة الأصل. ويقال: بُلِغَ فلان على ما لم يُسمَّ فاعله- أي جُهِد، وأنشد أبو عُبيد:
إنَّ الضَّبَابَ خَضَعَتْ رِقابُها      للسَّيْفِ لمّا بُلِغَتْ أحِسَابُها

أي: مجهودها، وأحسابها: شُجَاعتها وقوتها ومناقِبها. وقال ابن عبّاد: التَّبْلغة: الحبل الذي يوصل به الرِّشاء إلى الكَرَب، والجمْع: التَّبالغ. وقال الفَرّاء: أحمق بَلْغ وبَلْغَة وبِلْغٌ بالفتح والكسر-: أي هو مع حماقته يبلغ ما يريد، ويقال: بِلْغٌ مِلْغٌ. قال: ويقال: اللهم سِمْع لا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغٌ وسِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً، ومعناه: نسمع به ولا يتم.
وقال الكسائي: هذا إذا سمع الرجل خبراً لا يُعجبه. ويقال: أمر الله يلْغٌ: أي بالغ، قال الحارث بن حِلّزَةَ اليشكري:
فَهَداهُمْ بالأسْوَدَيْنِ وأمْـرُ      اللهِ بَلْغٌ يَشْقى به الأشقياءُ

والبَلاغة: الفَصَاحة، وقد بلُغ الرجل بالضم-: أي صار بَلِيْغاً أي فصيحاً يُبَلّغ بِفصاحته ما في قلبه نهاية مُراده وضميره. والبَلاغُ: الكِفاية، قال:
بِكِسْرَةٍ جَـيَّدَةِ الـمـضـاغِ      بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ


والبَلاَغُ: الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ.
وقوله تعالى: (هذا بَلاَغٌ للناس): أي هذا القرآن ذو بَلاغٍ للناس: أي ذو بيان كاف.
وقوله تعالى: (فَهَلْ على الرُّسُلِ إلا البَلاغُ المُبيْن) أي الإبلاغ.
وقوله تعالى: (لم يَلْبَثُوا إلا ساعةً من نَهارٍ بَلاغٌ) أي ذلك بَلاغٌ. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: كل رافِعة رَفَعت علينا من البَلاغ فقد حَرَّمْتها أن تُعْضَد أو تُخَبَط إلا لعصفور قَتَب أو مَسَد مخالة أو عصا حديدة. يعني المدينة على ساكِنيها السلام-، أراد: من المُبالغين في التبليغ، يروى بفتح الباء وكسرها فإن كان بالفتح فله وَجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من الكتاب والسنة، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذين بلَّغُونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيتُ عطاءً. والبلاغات: كالوشايات. والبُلْغَة: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش. والبالِغَاء: الأكارع في لُغة أهل المدينة على ساكِنيها السلام-، قال أبو عُبيد: أصلها بالفارسية: بايْها. وخطيب بِلَغ مثال عِنبٍ-: أي بَلِيْغ، كقولهم: أمر بِرَح أي مُبَرِّح، ولحم زيم ومكان سِوىً ودينفِيم. والبِلَغِيْن في قول عائشة لعلي رضي الله عنهما- حين ظَفِر بها: بلغت منا البِلَغِيْن: أي الدّاهية. أرادت أن الحرب قد جَهَدتْها وبَلَغَتْ منها كل مبلغ.
وفي إعرابها طريقان: أحدهما أن يُجرى الأعراب على النون ويُقَرَّ ما قبلها ياء، والثاني أن تُفتح النون أبداً ويُعْرب ما قبلها فيُقال: هذه البِلَغون ولقيت البِلَغِيْنَ وأعوْذ بالله من البِلَغِيْنَ. والإبْلاَغُ والتَّبْلِيْغُ: افيصال، قال أبو زُبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنا النّائينَ إذْ شَحَطُوا      أنَّ الفُؤادَ إليهـمْ شَـيِّقٌ وَلِـعُ

وقوله تعالى: (يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ من رَبِّكَ) وقوله صلى الله عليه وسلم- بلَّغوا عنِّي ولو آية وحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج. وبَلَّغَ بكذا: أي اكتفى به، قال:
تَبَلَّغْ بأخْـلاقِ الـثِّـيَابِ جَـدِيْدَهـا      وبالقَضمِ حتّى يُدْرِكَ الخضْمَ بالقَضْمِ

وقال عُبيد الله بن عُتبة بن مسعود، ويورى لقيس بن ذريح، والقطعة التي منها هذانِ البيتان موجودة في أسعارهما:
تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَـرَابٌ      ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ


ويروى: "صَدَعْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ". أي تكلّف البلوغ حتى بلغ. وتبلّغت به العلة: أي اشتدت. وبالَغ فلان في أمري: أي لم يُقصر. والتركيب يدل على الوصول إلى الشيء.

فرص (لسان العرب) [0]


الفُرْصةُ: النُّهْزَةُ والنَّوْبةُ، والسين لغة، وقد فَرَصَها فَرْصاً وافْتَرَصَها وتَفَرَّصها: أَصابَها، وقد افْتَرَصْتُ وانتَهَزْتُ.
وأَفْرَصَتْكَ الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْكَ.
وأَفْرَصَتْني الفُرْصةُ أَي أَمكَنَتْني، وافْتَرَصْتُها: اغتَنَمْتُها. ابن الأَعرابي: الفَرْصاءُ من النُّوقِ التي تقوم ناحيةً فإِذا خلا الحوضُ جاءَت فشربت؛ قال الأَزهري: أُخِذَت من الفُرْصة وهي النُّهْزَة. يقال: وجد فلان فُرْصةً أَي نهزة.
وجاءت فُرْصَتُكَ من البئر أَي نَوْبَتُك.
وانتَهَزَ فلانٌ الفُرْصةَ أَي اغتَنَمَها وفازَ بها.
والفُرْصةُ والفِرْصةُ والفَرِيصة؛ الأَخيرة عن يعقوب: النوبة تكون بين القوم يتناوَبُونها على الماء. قال يعقوب: هي النوبة تكون بين القوم يَتَناوبونها على الماء في أَظمائهم مثل الخِمْس والرِّبْع والسِّدْس وما زاد من ذلك، والسين لغة؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: يقال: إِذا . . . أكمل المادة جاءت فُرْصَتُكَ من البئر فأَدْل، وفُرْصَتُه: ساعتُه التي يُسْتَقَى فيها.
ويقال: بنو فلان يَتَفَارَصُون بئرهم أَي يَتناوَبُونها. الأُموي: هي الفُرْصة والرُّفْصة للنوبة تكون بين القوم يَتناوَبونها على الماء. الجوهري: الفُرْصة الشِّرْبُ والنوبة.
والفَرِيصُ: الذي يُفارِصُك في الشِّرْب والنوبة.
وفُرْصةُ الفرس: سَجِيَّتُهُ وسَبْقُه وقوّته؛ قال: يَكسُو الضّوَى كل وَقَاحٍ منْكبِ، أَسْمَرَ في صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ، باقٍ على فُرْصَتِه مُدَرَّبِ وافْتُرِصَتِ الوَرَقةُ: أُرْعِدَت.
والفَرِيصةُ: لحمة عند نُغْضِ الكتف في وسط الجنب عند مَنْبِض القَلْب، وهما فَرِيصَتان تَرْتَعِدان عند الفزع.
وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إِني لأَكْرَه أَن أَرَى الرجلَ ثائراً فَرِيصُ رَقَبَتِه قائماً على مُرَيَّتِه (* قوله «مريته» تصغير المرأة استضعاف لها واستصغار ليري أن الباطش بها في ضعفها مذموم لئيم. أ. هـ. من هامش النهاية.) يَضْرِبُها؛ قال أَبو عبيد: الفَرِيصةُ المُضْغةُ القليلة تكون في الجنب تُرْعَد من الدابة إِذا فَزِعَت، وجمعها فَرِيصٌ بغير أَلف، وقال أَيضاً: هي اللحمة التي بين الجَنْب والكتف التي لا تزال تُرْعَد من الدابة، وقيل: جمعها فَرِيصٌ وفَرائِصُ، قال الأَزهري: وأَحْسَبُ الذي في الحديث غيرَ هذا وإِنما أَراد عَصَبَ الرقبة وعُروقَها لأَنها هي التي تَثُور عند الغضب، وقيل: أَراد شعَرَ الفَرِيصة، كما يقال: فلان ثائرُ الرأْس أَي ثائرُ شعر الرأْس، فاستعارَها للرقبة وإِن لم يكن لها فَرائصُ لأَن الغَضب يُثِيرُ عُروقَها.
والفَرِيصةُ: اللحمُ الذي بين الكتف والصدر؛ ومنه الحديث: فجيءَ بهما تُرْعَدُ فرائِصُهما أي تَرْجُفُ.
والفَرِيصةُ: المُضْغَةُ التي بين الثدي ومَرْجِع الكتف من الرجل والدابة، وقيل: الفَرِيصة أَصلُ مرجع المرفقين.
وفَرَصَه يَفْرِصُه فَرْصاً: أَصابَ فَرِيصَته، وفُرِصَ فَرَصاً وفُرِصَ فَرْصاً: شكا فَرِيصَتَه. التهذيب: وفُرُوصُ الرقبة وفَرِيسُها عروقها. الجوهري: وفَرِيصُ العنُقِ أَوداجُها، الواحدة فَرِيصة؛ عن أَبي عبيد؛ تقول منه: فَرَصْته أَي أَصبت فَرِيصَته، قال: وهو مقتلٌ. غيره: وفَرِيصُ الرقبة في الحدَبِ عروقُها.
والفَرْصةُ: الريح التي يكون منها الحدَبُ، والسين فيه لغة.
وفي حديث قيلة: أَن جُوَيرِية لها كانت قد أَخَذَتْها الفَرْصةُ. قال أَبو عبيد: العامة تقول لها الفَرْسةُ، بالسين، والمسموع من العرب بالصاد، وهي ريحُ الحدَبة.
والفَرْسُ، بالسين: الكسرُ.
والفَرْصُ: الشّقُّ.
والفَرْصُ: القطعُ.
وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً: قطَعَه.
والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الحديدةُ العريضةُ التي يقطع بها، وقيل: التي يُقعطَع بها الفضةُ؛ قال الأَعشى: وأَدْفَعُ عن أَعراضِكم، وأُعِيرُكمْ لِساناً، كمِفْراصِ الخَفاجيِّ، مِلْحَبا وفي الحديث: رفَعَ اللّهُ الحَرَجَ إِلا مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِماً ظُلْماً. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ بالفاء والصاد المهملة من الفَرْصِ القَطْع أَو من الفُرْصَةِ النُّهْزَة، يقال: افْتَرَصَها انتَهَزَها؛ أَراد إِلا مَنْ تمكَّنَ من عِرْضِ مسْلمٍ ظُلْماً بالغِيبَة والوَقِيعة.
ويقال: افْرِصْ نَعْلَكَ أَي اخْرِقْ في أُذُنِها للشِّرَاك. الليث: الفَرْصُ شَقُّ الجلد بحديدة عريضة الطَّرَف تَفْرِصُه بها فَرْصاً كما يَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَي النعل عند عقبهما بالمِفْرَص ليجعل فيهما الشِّراك؛ وأَنشد: جَوادٌ حِينَ يَفْرِصُه الفَرِيصُ يعني حين يشُقُّ جلده العرَقُ.
وتَفْرِيصُ أَسْفل نَعْلِ القِرابِ: تَنْقِيشُه بطرف الحديد. يقال: فَرَّصْت النعلَ أَي خرَقْت أُذنيها للشراك.
والفرْصةُ والفَرْصة والفُرْصَة؛ الأَخيرتان عن كراع: القطعةُ من الصوف أَو القطن، وقيل: هي قطعة قطن أَو خرقة تَتَمسَّح بها المرأَة من الحيض.
وفي الحديث: أَنه قال للأَنصارية يصف لها الاغتسال من المحيض: خُذِي فِرْصةً مُمَسَّكةً فتطهَّري بها أَي تتبَّعي بها أَثر الدم، وقال كراع: هي الفَرْصة، بالفتح، الأَصمعي: الفِرْصةُ القطعة من الصوف أَو القطن أَو غيره أُخِذَ من فَرَصْت الشيءَ أَي قطعته، وفي رواية: خُذِي فِرْصةً من مِسْك، والفِرْصة القطعة من المسك؛ عن الفارسي حكاه في البَصْرِيّات له؛ قال ابن الأَثير: الفِرْصة، بكسر الفاء، قطعة من صوف أَو قطن أَو خرقة. يقال: فَرَصت الشيء إِذا قطعته، والمُمَسّكَة: المُطَيّبَة بالمسك يُتْبَعُ بها أَثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف. قال: وقوله من مِسْك، ظاهره أَن الفِرْصة منه، وعليه المذهب وقولُ الفقهاء.
وحكى أَبو داود في رواية عن بعضهم: قَرْصةً، بالقاف، أَي شيئاً يسيراً مثل القَرْصة بطرف الأُصبعين.
وحكى بعضهم عن ابن قتيبة قَرْضةً، بالقاف والضاد المعجمة، أَي قطعة من القَرْض القطع.
والفَرِيصةُ: أُمّ سُوَيد.
وفِرَاصٌ: أَبو قبيلة. ابن بري: الفِراصُ هو الأَحمر؛ قال أَبو النجم.
ولا بِذَاكَ الأَحْمرِ الفِرَاصِ

رهط (لسان العرب) [0]


رَهْطُ الرجلِ: قومُه وقبيلته. يقال: هم رَهْطه دِنْية.
والرَّهْطُ: عدد يجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض يقول من سبعة إِلى عشرة، وما دون السبعة إِلى الثلاثة نَفَرٌ، وقيل: الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا يكون فيهم امرأَة. قال اللّه تعالى: وكان في المدينة تِسْعةُ رَهْط، فجمع ولا واحد له من لفظه مثل ذَوْدٍ، ولذلك إذا نُسِبَ إِليه نسب على لفظه فقيل: رَهْطِيّ، وجمع الرَّهْط أَرْهُطٌ وأَرْهاطٌ وأَراهِطُ. قال ابن سيده: والسابقُ إِليَّ من أَوّل وهلة أَن أَراهِطَ جمع أُرْهُطٍ لضِيقه عن أَن يكون جمع رَهْطٍ، ولكن سيبويه جعله جمع رَهْطٍ، قال: وهي أَحد الحروف التي جاء بِناء جمعها . . . أكمل المادة على غير ما يكون في مثله، ولم تكسر هي على بنائها في الواحد، قال: وإِنما حَمَل سيبويه على ذلك علمه بعزة جمع الجمع لأَن الجموع إِنما هي للآحاد، وأَما جمْعُ الجمع ففَرْعٌ داخِل على فرع، ولذلك حمل الفارسيّ قوله تعالى: فرُهُنٌ مقبوضة، فيمن قرأَ به، على باب سَحْلٍ وسُحُلٍ وإِن قَلَّ، ولم يحمله على أَنه جمع رهان الذي هو تكسير رَهْنٍ لعزّة هذا في كلامهم.
وقال الليث: يجمع الرَّهْطُ من الرِّجالِ أَرْهُطاً، والعددُ أَرْهِطةٌ ثم أَراهِط؛ قال الشاعر: يا بُؤْس لِلْحَرْبِ التي وَضَعَت أَراهِطَ، فاسْترَاحوا وشاهد الأَرْهُطِ قول رؤبة: هُوَ الدََّّلِيلُ نَفَراً في أَرْهُطه وقال آخر: وفاضِحٍ مُفْتَضِحٍ في أَرْهُطِهْ وقد يكون الرَّهْطُ من العشرة، الليث: تخفيف الرهط أَحسن من تثقيله.
وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال: المَعْشَرُ والرهط والنَّفَرُ والقوم، هؤُلاء معناهم الجَمع ولا واحد لهم من لفظهم، وهو للرجال دون النساء؛ قال: والعَشيرةُ أَيضاً الرِّجالُ، وقال ابن السكيت: العِتْرةُ هو الرَّهْطُ. قال أَبو منصور: وإِذا قيل بنو فلان رَهْط فلان فهو ذو قَرابَتِه الأَدْنَوْنَ، والفَصِيلةُ أَقرب من ذلك.
ويقال: نحن ذَوُو ارْتِهاطٍ أَي ذَوُو رَهْطٍ من أَصحابنا؛ وفي حديث ابن عمر: فأَيْقَظَنا ونحنُ ارْتِهاطٌ أَي فِرَقٌ مُرْتَهِطُون، وهو مصدر أَقامَه مُقامَ الفِعل كقول الخنساء: فإِنما هِيَ إِقْبالٌ وإِدْبار أَي مُقْبِلةٌ ومُدْبِرةٌ أَو على معنى ذَوِي ارْتِهاطٍ، وأَصل الكلمة من الرَّهْطِ، وهم عَشِيرة الرجل وأَهلُه، وقيل: الرهطُ من الرجال ما دون العشرة، وقيل: إِلى الأَربعين ولا يكون فيهم امرأَة.
والرَّهْطُ: جلْد، قَدْرُ ما بين الرُّكبة والسُّرّة، تَلْبَسه الحائضُ، وكانوا في الجاهلية يطوفون عُراة والنساء في أَرْهاط. قال ابن سيده: والرَّهْطُ جلد طائفيّ يُشَقِّقُ تَلْبَسهُ الصبيان والنساء الحُيَّضُ؛ قال أَبو المُثَلَّم الهُذَلي: مَتى ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو كِ، أَجعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ ابن الأَعرابي: الرَّهْطُ جِلد يُقَدُّ سُيوراً عِرَضُ السير أَربع أَصابِعَ أَو شبر تلبسه الجارية الصغيرة قبل أَن تُدرك، وتلبَسه أَيضاً وهي حائض، قال: وهي نَجْدِية، والجمع رِهاطٌ؛ قال الهذلي: بِضَرْبٍ في الجَماجِمِ ذي فُرُوغ، وطَعْنٍ مِثْلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ وقيل: الرِّهاطُ واحد وهو أَدِيم يُقْطع كقَدْرِ ما بين الحُجْزةِ إِلى الرُّكْبةِ ثم يُشَقَّقُ كأَمْثالِ الشُّرُكِ تلبَسُه الجارية بنتُ السبْعة، والجمع أَرْهِطةٌ.
ويقال: هو ثوب تلبسه غِلْمان الأَعْراب أَطْباقٌ بعضُها فوق بَعْضٍ أَمْثالُ المَراوِيحِ؛ وأَنشد بيت الهذلي: مثلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ وقال ابن الأَعرابي: الرَّهْط مِئْزَرُ الحائض يجعلُ جُلوداً مشقَّقة إِلا موضع الفَلْهَم.
وقال أَبو طالب النحوي: الرَّهْطُ يكون من جُلود ومن صوف، والحَوْفُ لا يكون إِلا من جُلود.
والتَّرْهيطُ: عِظَمُ اللَّقْم وشِدَّةُ الأَكل والدَّهْورةِ؛ وأَنشد: يا أَيُّها الآكِلُ ذُو التَّرْهِيطِ والرُّهَطةُ والرُّهَطاء والرّاهِطاء، كلُّه: من جِحَرَةِ اليَرْبُوعِ وهي أَول حَفِيرة يَحْتَفِرُها، زاد الأَزهريُّ: بين القاصِعاء والنّافِقاء يَخْبأُ فيه أَولاده. أَبو الهيثم: الرّاهِطاء التراب الذي يجعله اليربوع على فَمِ القاصعاء وما وراء ذلك، وإِنما يُغَطِّي جُحْرَه حتى لا يبقى إِلا على قَدْرِ ما يدخل الضَّوْء منه، قال: وأَصله من الرَّهْط وهو جلد يُقطع سُيوراً يصير بعضها فوق بعض ثم يلبس للحائض تَتَوَقَّى وتَأْتَزِرُ به. قال: وفي الرَّهْط فُرَجٌ، كذلك في القاصعاء مع الرّاهطاء فُرجة يصل بها إِليه الضوء. قال: والرَّهْطُ أَيضاً عِظَمُ اللَّقْمِ، سميت راهِطاء لأَنها في داخل فَمِ الجُحْر كما أَن اللُّقْمةَ في داخل الفم. الجوهري: والراهِطاء مثل الدّامَّاء، وهي أَحد جِحَرةِ اليَربوع التي يُخرج منها الترابَ ويجمعه، وكذلك الرُّهَطةُ مثال الهُمَزةِ.
والرَّهْطَى: طائر يأْكل التِّينَ عند خُروجه من ورقه صغيراً ويأْكل زَمَعَ عَناقِيدِ العنب ويكون ببعض سَرواتِ الطائِف، وهو الذي يسمى عَيْرَ السَّراةِ، والجمع رَهاطَى.
ورَهْطٌ: موضعٌ؛ قال أَبو قِلابةَ الهذلي: يا دارُ أَعْرِفُها وحْشاً مَنازِلُها، بَيْنَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِ ورُهاطٌ: موضع بالحجاز وهو على ثلاث لَيالٍ من مكة؛ قال أَبو ذؤَيب: هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاطَ، واعْتَصَبْنَ كما يَسْقي الجُذُوعَ، خِلالَ الدارِ، نَضّاحُ ومَرْجُ راهِطٍ: موضع بالشام كانت به وَقْعةٌ. التهذيب: ورُهاط موضع في بلاد هذيل.
وذُو مَراهِطَ: اسم موضع آخر؛ قال الراجز يصف إِبلاً: كم خَلَّفَتْ بلَيْلِها من حائِطِ، ودَغْدَغَتْ أَخْفافُها من غائطِ، مُنْذُ قَطَعْنا بَطْنَ ذي مَراهطِ، يَقُودُها كلُّ سَنامٍ عائطِ، لم يَدْمَ دَفّاها من الضَّواغِطِ قال: ووادي رُهاطٍ في بلاد هذيل. الأَزهري في ترجمة رمط قال: الرَّمْطُ مُجْتَمَعُ العُرْفُطِ ونحوه من الشجر كالغَيْضةِ، قال: وهذا تصحيف، سمعت العرب تقول للحَرْجةِ المُلْتَفَّةِ من السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سِدْر.
وقال ابن الأَعرابي: يقال فَرْشٌ من عُرْفُطٍ، وأَيْكَةٌ من أَثْلٍ، ورَهْطٌ من عُشَرٍ، وجَفْجَفٌ من رِمْثٍ، قال: وهو بالهاء لا غير، ومن رواه بالميم فقد صحّف.

حجب (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والجيم والباء أصل واحد، وهو المنع. يقال حجبته عن كذا، أي منَعتُه.
وحِجابُ الجَوْف: ما يَحْجُبُ بين الفُؤاد وسائر الجَوْف.
والحاجبان العظمان فوق العينين بالشّعَْر واللّحم. *وهذا على التشبيه، كأنهما تحجبان شيئاً يصل إلى العينين.
وكذلك حاجبُ الشّمس، إنما هو مشبَّهٌ بحاجب الإنسان.
وكذلك الحَجَبة: رأس الوَرِك، تشبيهٌ أيضاً لإشرافِهِ.وقد مضى فيما تقدم من هذا الكتاب أنّ الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً، [و] موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت.فمن المنحوت من هذا الباب الحُرْقُوف: الدابة المهزول، فهذا من حرف وحقف. أمّا الحَرْف فالضَّامر مِن كلِّ شيء، وقد مرَّ تفسيره.
وأما حقف فمنه المُحْقَوْقِف، وهو المنحنِي، وذلك أنَّه إذا هُزِلَ احدَوْدَب، كما . . . أكمل المادة يقال في الناقة إذا كانت تلك حالها حَدْباءُ حِدْبار.ومنه الحُلْقُوم وليس ذلك منحوتاً ولكنّه مما زيدت فيه الميم، والأصْل الحلْق، وقد مرَّ.
والحَلْقَمة: قطع الحُلْقُوم.ومنه المُحَلْقِنُ من البُسْر، وذلك أنْ يبلُغ الإرطاب ثلُثَيْه.
وهذا ممّا زِيدت فيه النون، وإنما هو من الحَلْق، كأنّ الإرْطاب إذا بلغ ذلك الموضعَ منه فقد بَلَغَ إلى حَلْقِه.
ويقال له الحُلْقَان، الواحدة حُلْقَانة.ومنه حَرْزَقْتُ الرّجلَ: حبستُه، وهذا منحوتٌ من حَزَقَ وحَرَزَ، من قولهم أحرزت الشيء فهو حريز.
والحَزْقُ فيه ضربٌ من التشديد، كما يقال حَزَقْتُ الوَتَرَ وغيرَه. قال الأعشى:ومنه الحبجر، وهو الوتر الغليظ، ويقال في غير الوتر أيضاً، والحاء فيه زائدة، وإنما الأصل الباء والجيم والراء.
وكلُّ شديد عظيمٍ بَجْرٌ وبُجْر.
وقد مَرَّ.ومنه الحِسْكل: الصِّغار مِن كلِّ شيء.
وهذا ممّا زِيدت فيه الكاف، وإنما الأصل الحِسْل. يقال لولد الضبِّ حسْل.ومنه الحَقَلَّد، وهو البخيل الشديد، واللام فيه زائدة.
وهو من أحقد القومُ، إذا لم يصِيبوا من المَعْدِن شيئاً.
ويقال الحَقَلّدُ الآثِم. فإن كان كذا فاللام أيضاً زائدة، وفيه قياسٌ من الحِقْد، والله أعلم.ومنه الحَذْلَقة، وأظنُّها ليست عربيةً أصلية، وإنما هي مولَّدة واللام فيها زائدة.
وإنما أصله الحِذْق.
والحَذْلقة: ادّعاء الإنسان أكثَرَ مما عنده، يريد إظهار حِذْق بالشيء.ومن ذلك احرَنْجَمَت الإبل، إذا ارتدَّ بعضُها على بعض.
واحرنجم القومُ، إذا اجتمعوا.
وهذه فيها نون وميم، وإنما الأصل الحَرَجُ، وهو الشجر المجتمع الملتف، وقد مرّ اشتقاقُهُ وقياسُه.ومن ذلك رجل مُحَصْرَمٌ: قليلُ الخَيْر.
والأصل أنّ الميم زائدة، وإنما هو من الحَصُور والحَصِر.ومن هذا الباب الحِصْرِم.
ومنه الحِثْرِمَة وهي الدائرة التي تحت الأنف وَسَطَ الشفةِ العُلْيا.
وهذه منحوتةٌ من حَثَم وثرم. فحثم من الجمع؛ وثَرَم من أن ينثرم الشيء.ومن ذلك الحِنْزَقْرَة، وهو القَصير.
وهذا من الحزق والحَقْر، مع زيادة النون. فالحَقْر من الحَقارة والصِّغر، والحزق كأن خَلْقَه حُزِق بعضُه إلى بعض.ومن ذلك الحَلْبَس، وهو الشُّجاع.
وهذا منحوتٌ من حَلَسَ وحَبَسَ. فالحِلْس: اللازم للشيء لا يفارقه، والحَبْس معروف، فكأنه حَبَس نَفْسه على قِرْنه وحَلِسَ به لا يفارقُه.
ومثله: الحُلابِس. قال الكميت:
فلما دنَتْ للكاذَتَيْنِ وأحْرَجَت      به حَلْبَساً عند اللِّقاء حُلابِسا

ومن ذلك تَحَتْرَشَ القومُ: حَشَدُوا، والتاء فيه زائدة، وإنما الأصل الحرش والتحريش، وقد مرَّ.
وفيه أيضاً أن يكون من حَتَر، وأصله حَتَار الخَيمة وما أطاف بها من أذيالها، فكذلك *هؤلاء تجمَّعُوا وأطافَ بعضُهم ببعض، فقد صارت الكلمة إذاً من باب النحت.ومن ذلك الحَوْأَبُ: الوادي الواسع العَُرض، والحاء فيه زائدة، وإنّماالأصل الوأْب، والوأْبُ الواسع المقعَّر من كلِّ شيء.ومن ذلك الحُمَارِس، وهو الرّجُل الشّديد.
وهذه منحوتةٌ من كلمتين، من حَمَس ومَرَس. فالمَرِسُ المتمرِّس بالشيء، والحمَِسُ الشديد.
وقد مضى شرْحُه.ومن ذلك المُحدْرَج، وهو المفتول حتَّى يتداخَلَ بعضُه في بعض فَيَمْلاَسَّ وهي منحوتةٌ من كلمتين، من حدر ودرج. فحدر فَتَل، ودَرَج من أدرجت.ومن ذلك حَضْرَمَ في كلامه حَضْرَمَةً، فقد قيل كذا بالضّاد. فإنْ كانت صحيحةً فالميم زائدة، كأنه تَشَبَّهَ بالحاضرة الذين لا يُقيمونَ إعرابَ الكلام.
والحَضْرَمة: مخالفة الإعراب واللَّحنُ.ومن ذلك المُحَمْلَج، وهو الحَبْلُ الشَّديد الفَتْل.
وهذا عندِي من حمج، فاللام زائدة. فحمج جنسٌ من التّشديد، نحو حَمّج الرّجلُ عينَيه إذا حَدَّق وأحَدَّ النّظَر.
وقد مضى ذكره.
وعلى هذا يحمل الحِمْلاج، وهو مِنْفاخُ الصَّائغ.
والحملاج: قَرْنُ الثَّور. قال رؤبة في المحَمْلَج:وهذا ما أمكَنَ استخراجُ قياسِه من هذا الباب. أمّا الذي هو عندنا موضوعٌ وضعاً فقد يجوز أن يكون لـه قياسٌ خَفِيَ علينا موضعُه.
والله أعلم بذلك.فمن ذلك الحَِنْدِيرَة، والحُنْدُورة: الحَدَقة، والحَِنْدِيرة أجود؛ كذا قال أبو عبيد.والحَرْقَفَةُ: عَظْم الْحَجَبَة، وهو رأس الورِك.ومنه الحِمْلاق وهو ما غطّتْه الجفونُ من بياض المُقْلة.
ويقال حَمْلَق، إذَا فَتَح عينَه ونَظَر نَظَراً شديداً.والحُرْقُوص دويْبَّة.
والحَبَلَّقُ: جماعة الغنَم.
والحَبَرْكَى: الطويل الظَّهر القصير الرِّجْلين. الطويل. الرِّيح الباردة.
والحَشْرَجَة: تردُّد صوت النَّفَس.
والحَشْرَجَة: حُفَيْرة تُحفَر كالحِسْيِ.
والحَشْرَجُ: كوزٌ صغير.
وحَرْشَفُ السِّلاحِ: ما زُيِّن به.و الحَفَلَّج: الرَّجُل الأفْحَج.
والحيفس: القصير.
وكذلك الحَفَيْسَأ.والحَزَوَّر: الغلام اليافع.
والحَزْوَرَةُ: تلٌّ صغير.والحَنَاتِم: سحائب سُودٌ.
وكلُّ أسودَ حَنْتمٌ.
وكذلك الخُضْرُ عِند العرب سُودٌ، ومنها سمّيت الجِرَار حَناتِمَ، وكانت الجِرارُ في الجاهليَّة خُضْراً، فسمَّتْها العربُ حَنَاتم.وحَبَوْكَر: الدَّاهية.ويقال احْبَنْطَى، إذا انتفَخَ كالمُتَغضِّب.
وهذه الكلمة قد مرَّ قياسُها في الحَبَط.ويقال مالِي من هذا الأمر حُنْتَالٌ، أي بُدٌّ.والحُنْظَب: الذَّكر من الجَرَاد.
والحُرْبُث: نبتٌ.
وحَضاجِرُ: الضَّبع.
والْحَزَنْبَلُ والحَبْرَكَل: القصير.والأصل في هذه الأبواب أنَّ كلَّ ما لم يصحَّ وجهُه من الاشتقاق الذي نذكره فمنظورٌ فيه، إلاّ [ما] رواه الأكابر الثقات.
والله أعلم.

أثم (لسان العرب) [0]


الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له.
وفي التنزيل العزيز: والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ.
وقوله عز وجل: فإِن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً؛ أَي ما أُثِم فيه. قال الفارسي: سماه بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، وقد أَثِم يأْثَم؛ قال: لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها.
وفي حديث سعيد بن زيد: ولو شَهِدْتُ على العاشر لم إِيثَم؛ هي لغة لبعض العرب في آثَم، وذلك أَنهم يكسرون حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في إِأْثَم انقلبت الهمزة الأَصلية ياء.
وتأَثَّم الرجل: تابَ من الإِثْم واستغفر منه، وهو . . . أكمل المادة على السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما.
وفي حديث مُعاذ: فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يقال: تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم، كما يقال تَحَرَّج إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج؛ ومنه حديث الحسن: ما عَلِمْنا أَحداً منهم تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً، وقوله تعالى: فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما؛ قال ثعلب: كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا، فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وهو أَن يُهْلِك الرجلُ ويذهِب مالَه، وجمع الإِثْم آثامٌ، لا يكسَّر على غير ذلك.
وأَثِم فلان، بالكسر، يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم، فهو آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً.
وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه ويأْثِمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً، فهو مَأْثُومٌ. ابن سيده: أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وقال الفراء: أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه، وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود؛ قال ابن بري: وليس بنُصيب الأَسود المَرواني ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي: وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ؟ ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها: لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب المرواني، وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مولى بني الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة، يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي، ويروى بكسر الثاء وضمها، وقال في الحاشية المذكورة: قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت، يرويه النَّفَرْ، بفتح الفاء وسكون الراء، قال: وليس كذلك، وقيل: هذا البيت من القصيد التي فيها: أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه، وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله، ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الجَفْر وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّفْر؟ وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً، وما بالمَطايا من كَلال ومن فَتْرِ والأَثامُ: الإِثْم.
وفي التنزيل العزيز: يَلْقَ أَثاماً، أَراد مُجازاة الأَثام يعني العقوبة.
والأَثامُ والإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة عن ثعلب.
وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل: يَلْفُ أَثاماً، قال: عُقوبةً؛ وأَنشد قول بشر: وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم، بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ قال أَبو إسحق: تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ.
وقال أَبو عمرو الشيباني: لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك، فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ وقول شافع الليثي في ذلك: جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى عَقُوقاً، والعُقوقُ له أَثامُ أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وهي قطيعة الرَّحِم.
وقال الليث: الأَثامُ في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ، وقيل في قوله تعالى، يَلقَ أَثاماً، قيل: هو وادٍ في جهنم؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ الأَثام.
وفي الحديث: مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام؛ الأَثامُ، بالفتح: الإِثمُ. يقال: أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً، وقيل: هو جَزاء الإِثمِ، وشِبْذِعُه لسانه.
وآثَمه، بالمدّ: أَوقعه في الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛ وقال العجاج: بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ وأَثَّمه، بالتشديد: قال له أَثِمْت.
وتأَثَّم: تحَرَّجَ من الإِثمِ وكَفَّ عنه، وهو على السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً؛ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً، إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين، وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء.
وقوله عز وجل: إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم؛ قال الفراء: الأَثِيمُ الفاجر، وقال الزجاج: عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ؛ التهذيب: الأَثِيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم. يقال: آثَمَهُ اللهُ يُؤْثمه، على أَفْعَله، أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً.
وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ طَعام الأَثِيم، وهو فَعِيل من الإِثم.
والمَأْثَم: الأَثامُ، وجمعه المَآثِم.
وفي الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللّهم إِني أَعوذ بك من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع الاسم.
وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر أَثِمَ، قال ابن سيده: ولم أَسمع به، قال: ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت: فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها، وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ والإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر: شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي، كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم، قال: وقال رجل في مجلس أَبي العباس: نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا، وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، ويقال: هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال: هو إِناء كان يشرَب فيه المِلك. قال أَبو بكر: وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه ثبت صحيح.
وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً: أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى: جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا يقال: ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قال ابن بري: قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال: وحقها أَن تكون مشدّدة، قال: ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت، قال: والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ.

ضمر (لسان العرب) [0]


الضُّمْرُ والضُّمُر، مثلُ العُّسْر والعُسُر: الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ، وقال المرّار الحَنْظليّ: قد بَلَوْناه على عِلاَّتِه، وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ ذُو مِراحٍ، فإِذا وقَّرْتَه، فذَلُولٌ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ التَّيْسورُ: السِّمَنُ وذو مِراح أَي ذو نَشاطٍ.
وذَلولٌ: ليس بصَعْب.
ويَسَر: سَهْلٌ؛ وقد ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ؛ قال ابن سيده: ضَمَرَ، بالفتح، يَضْمُر ضُموراً وضَمُر، بالضم، واضْطَمَر؛ قال أَبو ذؤيب: بَعِيد الغَزَاة، فما إِن يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا وفي الحديث: إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذلك يُضْمِرُ ما في نفسه؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه، من الضُّمور، وهو الهُزال والضعف.
وجمل ضامِرٌ وناقة ضامِرٌ، بغير هاء أَيضاً، ذَهبوا إِلى النَّسَب، وضامِرةٌ.
والضَّمْرُ من الرجال: الضامرُ . . . أكمل المادة البَطْنِ، وفي التهذيب: المُهَضَّمُ البطن اللطيفُ الجِسْم، والأُنثى ضَمْرَةٌ.
وفرس ضَمْرٌ: دقيق الحِجاجَينِ؛ عن كراع. قال ابن سيده: وهو عندي على التشبيه بما تقدم.
وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وقد انْضَمَرَ إِذا ذهب ماؤُه.
والضَّمِيرُ: العِنبُ الذابلُ.
وضَمَّرْتُ الخيلَ: عَلْفتها القُوتَ بعد السِّمَنِ.
والمِضْمارُ: الموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيلُ، وتَضْميرُها: أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها. قال أَبو منصور: ويكون المِضْمارُ وقتاً للأَيام التي تُضَمِّر فيها الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ، وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تحتها، فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها ويُحْمل عليها غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها ولا يَعْنُفونَ بها، فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ عليها البُهْرُ الشديد عند حُضْرها ولم يقطعها الشَّدُّ؛ قال: فذلك التَّضْميرُ الذي شاهدتُ العرب تَفْعله، يُسمّون ذلك مِضْماراً وتَضْمِيراً. الجوهري: وقد أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هو، قال: وتَضْمِيرُ الفرس أَيضاً أَن تَعْلِفَه حتى يَسْمَن ثم تردّه إِلى القُوت، وذلك في أَربعين يوماً، وهذه المدّة تسمى المِضْمَارَ، وفي الحديث: من صامَ يوماً في سبيل الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعين خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ؛ المُضَمِّرُ: الذي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ.
وتَضْمِيرُ الخيلِ: هو أَن يُظاهِرَ عليها بالعَلفِ حتى تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلاَّ قُوتاً.
والمُجيدُ: صاحبُ الجِيادِ؛ والمعنى أَن الله يُباعِدُه من النار مسافةَ سبعين سنة تَقْطعُها الخيل المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً.
ومِضْمارُ الفرس: غايتُه في السِّباق.
وفي حديث حذيفة: أَنه خطب فقال: اليَومَ المِضْمارُ وغداً السِّباقُ، والسابقُ من سَبَقَ إِلى الجنّة؛ قال شمر: أَراد أَن اليوم العملُ في الدنيا للاسْتِباق إِلى الجنة كالفرس يُضَمَّرُ قبل أَن يُسابَقَ عليه؛ ويروي هذا الكلام لعليّ، كرم الله وجهه.
ولُؤُلؤٌ مُضْطَمِرٌ: مُنْضَمّ؛ وأَنشد الأَزهري بيت الراعي: تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا، فاسْتنارَتْ، تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فيه اضْطِمارُ واللؤلؤ المُضْطَمِرُ: الذي في وسطه بعضُ الانضمام.
وتَضَمّرَ وجهُه: انضمت جِلْدتُه من الهزال.
والضَّمِيرُ: السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ، والجمع الضمَّائرُ. الليث: الضمير الشيء الذي تُضْمِره في قلبك، تقول: أَضْمَرْت صَرْفَ الحرف إِذا كان متحركاً فأَسْكَنْته، وأَضْمَرْتُ في نفسي شيئاً، والاسم الضَّمِيرُ، والجمع الضمائر.
والمُضْمَرُ: الموضعُ والمَفْعولُ؛ وقال الأَحْوص بن محمد الأَنصاري: سيَبْقَى لها، في مُضْمَرِ القَلْب والحَشا، سَرِيرَةُ وُدٍ، يوم تُبْلى السَّرائِرُ وكلُّ خَلِيطٍ لا مَحالَةَ أَنه، إِلى فُرقةٍ، يوماً من الدَّهْرِ، صائرُ ومَنُْ يَحْذَرِ الأَمرَ الذي هو واقعٌ، يُصِبْهُ، وإِن لم يَهْوَه ما يُحاذِرُ وأَضْمَرْتُ الشيء: أَخْفَيته.
وهَوًى مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً على حذف الزيادة: مَخْفِيٌّ؛ قال طُريحٌ: به دَخِيلُ هَوًى ضَمْرٍ، إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى له جاشَ في الأَحشاءِ والتَهبا وأَضْمَرَتْه الأَرضُ: غَيَّبَتْه إِما بموت وإِما بسَفَرٍ؛ قال الأَعشى:أُرانا، إِذا أَضْمَرَتْك البِلا دُ، نُجْفى، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ.
والإِضْمارُ: سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن في الكامل حتى يصير مُتْفاعلن، وهذا بناءٌ غير مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، وهو مُسْتَفْعِلن، كقول عنترة: إِني امْرُؤٌ من خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً شَطْرِي، وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ فكلُّ جزء من هذا البيت مُسْتَفْعلن وأَصْلُه في الدائرة مُتَفاعلن، وكذلك تسكينُ العين من فَعِلاتُنْ فيه أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل في التقطيع إِلى مفعولن؛ وبيته قول الأَخطل: ولقد أَبِيتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ، فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُوم وإِنما قيل له مُضْمَرٌ لأَن حركته كالمُضْمَر، إِن شئت جئت بها، وإِن شئت سَكَّنْته، كما أَن أَكثر المُضْمَر في العربية إِن شئت جئت به، وإِن شئت لم تأْتِ به.
والضِّمارُ من المال: الذي لا يُرْجَى رُجوعُه والضَّمَارُُ من العِدَات: ما كان عن تسْوِيف. الجوهري: الضِّمَارُ ما لا يُرْجى من الدَّين والوَعْد وكلِّ ما لا تَكون منه على ثِقةٍ؛ قال الراعي: وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ طُرُوقاً، ثم عَجَّلْن ابْتِكارا حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ منه عَطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا والضِّمَارُ من الدَّينِ: ما كان بلا أَجَل معلوم. الفراء: ذَهَبُوا بمالي ضِماراً مثل قِمَاراً، قال: وهو النَّسِيئةُ أَيضاً.
والضِّمارُ: خِلافُ العِيَانِ؛ قال الشاعر يذمّ رجلاً: وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ يقول: الحاضرُ من عَطِيّتِه كالغائب الذي لا يُرْتجى؛ ومنه قول عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، في كتابه إِلى ميمون بن مِهْرانَ في أَموال المظالم التي كانت في بيت المال أَن يَرُدّها ولا يَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كان مالاً ضِماراً لا يُرجى؛ وفي التهذيب والنهاية: أَن يَرُدَّها على أَرْبابها ويأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالاً ضِماراً؛ قال أَبو عبيد: المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذي لا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فليس بِضمارٍ من أَضْمَرْت الشيء إِذا غَيَّبْتَه، فِعَالٌ بمعنى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ، قال: ومثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ، وإِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد لأَن أَربابَه ما كانوا يَرْجون رَدَّه عليهم، فلم يُوجِبْ عليهم زكاةَ السِّنِينَ الماضية وهو في بيت المال. الأَصمعي: الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ من ذوائب الرأْس، وجمعها ضَمائرُ.
والتَّضْمِيرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها.
وضُمَيرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بالشام.
وضَمْرٌ: رمْلة بعَيْنِها؛ أَنشد ابن دريد: من حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هابا ودَجا والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ: من دِقِّ الشجر، وقيل: هو من الحَمْض؛ قال أَبو منصور: ليس الضُّمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى؛ ومنه قول عُمر بن لَجَإٍ: بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ، من هَدَبِ الضَّمْرانِ لم يُحَزَّمِ وقال أَبو حنيفة: الضَّمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلاَّ أَنه أَصغر وله خَشَب قليل يُحْتَطَبُ؛ قال الشاعر: نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ، ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِّ والضِّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ (* قوله: «والضيمران والضومران» ميمهما تضم وتفتح كما في المصباح). ضرب من الشجر؛ قال أَبو حنيفة: الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرانُ والضَّيْمُرانُ من رَيحانِ البر، وقال بعضُ الرُّواة: هو الشَّاهِسْفَرَمْ، وقيل: هو مثلُ الحَوْكِ سواء، وقيل: هو طيِّب الريح؛ قال الشاعر: أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ، وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ وضُمْرانُ وضَمْرانُ: من أَسماء الكلاب؛ وقال الأَصمعي فيما روى ابن السكيت أَنه قال في قول النابغة: فهابَ ضَمْرانُ منهُ حيث يُوزِعُهُ (* قوله «فهاب ضمران إلخ» عجزه: «طعن المعارك عند المجحر النجد» طعن فاعل يوزعه.
والمحجر، بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس.
والنجد، بضم الجيم وكسرها كما نبه عليخه أيضاً ). قال: ورواه أَبو عبيد ضُمْرانُ، وهو اسم كلب في الروايتين معاً.
وقال الجوهري: وضُمْرانُ، بالضم، الذي في شعر النابغة اسمن كلبة.
وبنو ضَمْرَةَ: من كنانة رَهْطُ عمرو بن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ.

روض (لسان العرب) [0]


الرَّوْضةُ: الأَرض ذات الخُضْرةِ.
والرَّوْضةُ: البُسْتانُ الحَسَنُ؛ عن ثعلب.
والرَّوْضةُ: الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه، ولا يقال في موضع الشجر روضة، وقيل: الروضة عُشْب وماء ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها أَو إِلى جنبها.
وقال أَبو زيد الكِلابيّ: الروضة القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ.
والرَّوْضةُ أَيضاً: من البَقْل والعُشْب، وقيل: الروضةُ قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ، سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع.
وقوله، صلّى اللّه عليه وسلّم: بَيْن قَبْرِي أَو بَيْتي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة؛ الشك من ثعلب فسره هو وقال: معناه أَنه من أَقام بهذا الموضع فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة، . . . أكمل المادة يُرَغِّب في ذلك، والجمع من ذلك كله رَوْضاتٌ ورِياضٌ ورَوْضٌ ورِيضانٌ، صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها، هذا قول أَهل اللغة؛ قال ابن سيده وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة، لأَن لفظ روض، وإِن كان جمعاً، قد طابق وزنَ ثَوْر، وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد، وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء.
وأَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ: أُلبِسَها النباتُ.
وأَراضَها اللّه: جَعَلَها رِياضاً.
وروَّضها السيْلُ: جعلها رَوضة.
وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ: تنبت نباتاً جيّداً أَو اسْتَوَى بَقْلُها.
والمُسْتَرْوِضُ من النبات: الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله.
ورَوَّضْتُ القَراحَ: جَعَلْتُها رَوْضةً. قال يعقوب: قد أَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ إِذا كَثُرَتْ رِياضُه.
وأَراضَ الوادي واسْتراضَ أَي استْتَنْقَعَ فيه الماء، وكذلك أَراضَ الحوْضُ؛ ومنه قولهم: شربوا حتى أَراضُوا أَي رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ.
وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً. قال ابن بري: يقال أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً؛ قال ابن مقبل: لَياليَ بعضُهم جِيرانُ بَعْضٍ بِغَوْلٍ، فهو مَوْليٌّ مُرِيضُ قال يعقوب: الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ الذي قد تَبَطَّحَ الماءُ على وجهه؛ وأَنشد: خَضْراء فيها وَذَماتٌ بِيضٌ، إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ يعني بالخضراء دلْواً.
والوَذَماتُ: السُّيُور.
وَرَوْضَةُ الحَوْض: قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء؛ قال: ورَوْضةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوَتي قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو في نوادره وذكر أَنه لِهِمْيانَ السعديّ: ورَوْضةٍ في الحَوْضِ قد سَقَيْتُها نِضْوِي، وأَرْضٍ قد أَبَتْ طَوَيْتُها وأَراضَ الحَوْضُ: غَطَّى أَسْفَلَه الماءُ، واسْتَراضَ: تَبَطَّحَ فيه الماءُ على وجْهه، واستراضَ الوادِي: اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ. قال: وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها، قال أَبو منصور: ويقال أَراضَ المكانُ إِراضةً إِذا اسْتَراضَ الماءُ فيه أَيضاً.
وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: أَنّ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وصاحِبَيْهِ لمَّا نزلُوا عليها وحَلَبُوا شاتَها الحائِلَ شَرِبُوا من لبنها وسَقَوْها، ثم حلبوا في الإِناء حتى امْتَلأَ، ثم شربوا حتى أَراضوا؛ قال أَبو عبيد: معنى أَراضُوا أَي صَبُّوا اللبن على اللبن، قال: ثم أَراضوا وأَرَضُّوا من المُرِضَّةِ وهي الرَّثِيئةُ، قال: ولا أَعلم في هذا الحديث حرفاً أَغرب منه؛ وقال غيره: أَراضُوا شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ مأْخوذ من الرَّوْضةِ، وهو الموضع الذي يَسْتَنْقِعُ فيه الماء، أَرادت أَنهم شربوا حتى رَوُوا فَنَقَعُوا بالرَّيّ، من أَراضَ الوادي واسْتَراضَ إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ، وأَراضَ الحوْضُ كذلك، ويقال لذلك الماء: رَوْضةٌ.
وفي حديث أُمّ معبد أَيضاً: فَدَعا بإِناء يُرِيضُ الرَّهْطَ أَي يُرْوِيهم بعضَ الرِّيّ، من أَراضَ الحوضُ إِذا صُبَّ فيه من الماء ما يوارِي أَرضه، وجاءنا بِإِناءٍ يُريضُ كذا وكذا رجلاً، قال: والرواية المشهورة بالباء، وقد تقدّم.
والرَّوْضُ: نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء.
وأَراضَهم: أَرْواهُم بعضَ الرّيّ.
ويقال: في المَزادةِ روضةٌ من الماء كقولك فيها شَوْلٌ من الماء. أَبو عمرو: أَراضَ الحوضُ، فهو مُرِيضٌ.
وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه، وقال: هي الرَّوْضةُ والرِّيضةُ والأَرِيضةُ والإِراضةُ والمُسْتَرِيضةُ.
وقال أََبو منصور: فإِذا كان البلَد سَهْلاً لا يُمْسِكُ الماء وأَسفَلَ السُّهولةِ صَلابةٌ تُمْسِكُ الماء فهو مَراضٌ، وجمعها مَرائِضُ ومَراضاتٌ، فإِذا احتاجوا إِلى مِياهِ المَرائِض حفَروا فيها جِفاراً فشَرِبوا واستَقَوْا من أَحسائِها إِذا وجدوا ماءها عَذْباً.
وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ.
وأَمرٌ رَيِّضٌ إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه. قال أَبو منصور: رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول، فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ فهي السُّلْقانُ، واحدها سَلَقٌ، وإِذا كانت في الوَطاءاتِ فهي رياضٌ، ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ، وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي قِيعانٌ، واحدها قاعٌ.
وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي، فهو رَوْضةٌ.
وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه.
وفي حديث طلحة: فَتَراوضْنا حتى اصطَرَفَ مِنِّي وأَخَذ الذهَب أَي تَجاذَبْنا في البيع والشِّراءِ وهو ما يجري بين المتبايعين من الزيادة والنقصان كأَنَّ كلَّ واحد منهما يَرُوضُ صاحِبَه من رِياضةِ الدّابَّة، وقيل: هو المُواصَفةُ بالسلعة ليست عندك، ويسمى بيع المُواصفة، وقيل: هو أَن يَصِفَها ويَمْدَحَها عنده.
وفي حديث ابن المسيب: أَنه كره المُراوَضةَ، وبعضُ الفقهاء يجيزه إِذا وافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفةَ.
وقال شمر: المُراوَضةُ أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعةِ ليست عندك.
والرَّيِّضُ من الدوابِّ: الذي لم يَقْبلِ الرِّياضةَ ولم يَمْهَر المِشْيةَ ولم يَذِلَّ لراكِبه. ابن سيده: والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل ضدُّ الذَّلُولِ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء؛ قال الراعي: فكأَنَّ رَيِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها، كانتْ مُعاوَدةً الرِّكابِ ذَلُولا قال: وهو عندي على وجه التَّفاؤُل لأَنها إِنما تسمى بذلك قبل أَن تَمْهَرَ الرِّياضةَ.
وراضَ الدابَّة يَرُوضُها رَوْضاً ورِياضةً: وطَّأَها وذلَّلَها أَو عَلَّمها السيْر؛ قال امْرؤ القيس: ورُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبةً أَيَّ إِذلالِ دل بقوله أَيَّ إِذْلالِ أَنَّ معنى قوله رُضْتُ ذَلَّلْتُ لأَنه أَقام الإِذْلالُ مُقامَ الرِّياضة.
ورُضْتُ المُهْرَ أَرُوضُه رياضاً ورياضةً، فهو مَرُوضٌ، وناقةٌ مَرُوضةٌ، وقد ارْتاضَتْ، وكذلك روَّضْتُه شُدّدَ للمبالغة؛ وناقةٌ رَيِّضٌ: أَوّل ما رِيضَتْ وهي صَعْبةٌ بعد، وكذلك العَرُوضُ والعَسِيرُ والقَضِيبُ من الإِبل كلِّه، والأُنثى والذكرُ فيه سواء، وكذلك غلام رَيِّضٌ، وأَصله رَيْوِضٌ فقلبت الواو ياءً وأُدغمت؛ قال ابن سيده: وأَما قوله: على حِين ما بي من رِياضٍ لصَعْبةٍ، وبَرَّحَ بي أَنقاضُهُنَّ الرَّجائِعُ فقد يكون مصدر رُضْتُ كقمت قِياماً، وقد يجوز أَن يكون أَراد رياضة فحذف الهاء كقول أَبي ذؤَيب: أَلا لَيْتَ شِعْري، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادي على الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ؟ أَراد عِيادَتي فحذف الهاء، وقد يكون عِيادي هنا مصدر عُدْتُ كقولك قمت قياماً إِلا أَنَّ الأَعْرَفَ رِياضةٌ وعِيادةٌ؛ ورجل رائِضٌ من قوم راضةٍ ورُوّضٍ ورُوّاضٍ.
واسْتَراضَ المكانُ: فَسُحَ واتَّسَعَ.
وافْعَلْه ما دام النَفسُ مُسْتَرِيضاً مُتَّسِعاً طيباً؛ واستعمله حميد الأَرقط في الشعر والرجز فقال:أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا؟ كِلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا أَي واسعاً ممكناً، ونسب الجوهري هذا الرجز للأَغْلب العِجْلِيّ، قال ابن بري: نسبه أَبو حنيفة للأَرقط وزعم أَن بعض الملوك أَمره أَن يقول فقال هذا الرجز.

معن (لسان العرب) [0]


مَعَنَ الفرسُ ونحوه يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ، كلاهما: تباعد عادياً.
وفي الحديث: أَمْعَنْتُمْ في كذا أَي بالغتم.
وأَمْعَنُوا في بلد العدوّ وفي الطلب أَي جدُّوا وأَبعدوا.
وأَمْعَنَ الرجلُ: هرب وتباعد؛ قال عنترة: ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه، لا مُمْعِنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِم والماعُونُ: الطاعة. يقال: ضرَبَ الناقة حتى أَعطت ماعونها وانقادت.
والمَعْنُ: الإِقرار بالحق، قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَير: أَنْشُدُكَ الله في وصية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعَّنَ عليه وقال: أَمْرُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الرأْس والعين، تَمَعَّنَ أَي تصاغر وتذلل انقياداً، من قولهم أَمْعَنَ بحقي إذا أَذعن واعترف؛ وقال الزمخشري: هو من . . . أكمل المادة المَعانِ المكان؛ يقال: موضع كذا مَعَان من فلان أَي نزل عن دَسْتِه وتمكن على بساطه تواضعاً.
ويروى: تَمَعَّكَ عليه أَي تقلب وتَمَرَّغ.
وحكى الأَخفش عن أَعرابي فصيح: لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعاً تعطيك الماعونَ أَي تنقاد لك وتطيعك.
وأَمْعَنَ بحقي: ذهب.
وأَمْعَنَ لي به: أَقَرَّ بعد جَحْد.
والمَعْن: الجحود والكفر للنعم.
والمَعْنُ: الذل.
والمَعْنُ: الشيء السهل الهين.
والمَعْنُ: السهل اليسير؛ قال النِّمِرُ بن توْلَب: ولا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فيه، فإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنِ أَي غير يسير ولا سهل.
وقال ابن الأَعرابي: غير حَزْمٍ ولا كَيْسٍ، من قوله أَمْعَن لي بحقي أَي أَقرّ به وانقاد، وليس بقوي.
وفي التنزيل العزيز: ويمنعون الماعُونَ؛ روي عن علي، رضوان الله عليه، أَنه قال: الماعون الزكاة.
وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: الماعون هو الماء بعينه؛ قال: وأَنشدني فيه: يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزكاة فهو فاعولٌ من المَعْنِ، وهو الشيء القليل فسميت الزكاة ماعُوناً بالشيء القليل لأَنه يؤخذ من المال ربع عشره، وهو قليل من كثير.
والمَعْنُ والماعون: المعروف كله لتيسره وسهولته لدَيْنا بافتراض الله تعالى إياه علينا. قال ابن سيده: والماعونُ الطاعة والزكاة، وعليه العمل، وهو من السهولة والقلة لأنها جزء من كل؛ قال الراعي:قوْمٌ على التَّنْزيِلِ لَمَّا يَمْنَعُوا ماعونَهم، ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا (* قوله «على التنزيل» كذا بالأصل، والذي في المحكم والتهذيب: على الإسلام، وفي التهذيب وحده ويبدلوا التنزيلا ويبدلوا تبديلا).
والماعون: أَسقاط البيت كالدَّلوِ والفأْس والقِدْرِ والقَصْعة، وهو منه أَيضاً لأَنه لا يكْرِثُ معطيه ولا يُعَنِّي كاسبَه.
وقال ثعلب: الماعون ما يستعار من قَدُومٍ وسُفْرةٍ وشَفْرةٍ.
وفي الحديث: وحُسْنُ مُواساتهم بالماعون؛ قال: هو اسم جامع لمنافع البيت كالقِدْرِ والفأْس وغيرهما مما جرت العادة بعارِيته؛ قال الأَعشى: بأَجْوَدَ منه بماعُونِه، إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ ومن الناس من يقول: الماعون أَصله مَعُونة، والأَلف عوض من الهاء.
والماعون: المَطَرُ لأَنه يأْتي من رحمة الله عَفْواً بغير علاج كما تُعالجُ الأَبآرُ ونحوها من فُرَض المَشارب؛ وأَنشد أَيضاً: أَقُولُ لصاحبي ببِراقِ نَجْدٍ: تبَصَّرْ، هَلْ تَرَى بَرْقاً أَراهُ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ مَجّاً، إذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتراهُ وزَهرٌ مَمْعُونٌ: ممطور أُخذ من ذلك. ابن الأَعرابي: رَوْضٌ ممعون بالماء الجاري، وقال عَدِيُّ بن زيد العَبّادي: وذي تَنَاوِيرَ ممْعُونٍ، له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا وقول الحَذْلَمِيّ: يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال: الماعون ما يَمْنَعْنَهُ منه وهو يطلبه منهن فكأَنه ضد.
والماعون في الجاهلية: المنفعة والعطية، وفي الإسلام: الطاعة والزكاة والصدقة الواجبة، وكله من السهولة والتَّيَسُّر.
وقال أَبو حنيفة: المَعْنُ والماعُونُ كل ما انتفعت به؛ قال ابن سيده: وأُراه ما انْتُفِع به مما يأْتي عَفْواً.
وقوله تعالى: وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ قال الفراء: ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة، ومَعِينٍ: الماءُ الظاهر الجاري، قال: ولك أَن تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون، ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون، يكون أَصله المَعْنَ.
والماعُونُ: الفاعولُ؛ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ، أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ (* قوله «واهية البيت» هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه: دونها الهبوب بدل لهوب).
والمَعْنُ والمَعِينُ: الماء السائل، وقيل: الجاري على وجه الأَرض، وقيل: الماء العذب الغزير، وكل ذلك من السُّهولة.
والمَعْنُ: الماء الظاهر، والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ، ومياهٌ مُعْنانٌ.
وماء مَعِينٌ أَي جارٍ؛ ويقال: هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته.
وكَلأٌ مَمْعون: جرى فيه الماءُ.
والمُعُناتُ والمُعْنانُ: المَسايل والجوانب، من السُّهولة أَيضاً.
والمُعْنانُ: مَجاري الماء في الوادي.
ومَعَنَ الوادي: كثر فيه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه.
ومَعُنَ الماءُ مَعَنَ يَمْعَنُ مُعوناً وأَمْعَنَ: سَهُلَ وسال، وقيل: جرى، وأَمْعَنَه هو.
ومَعِنَ الموضعُ والنبتُ: رَوِيَ من الماء؛ قال تميم بن مُقْبل: يَمُجُّ بَرَاعِيمَ من عَضْرَسٍ، تَرَاوَحَه القَطْرُ حتى مَعِنْ أَبو زيد: أَمْعَنَتِ الأَرضُ ومُعِنَتْ إذا رَوِيَتْ، وقد مَعَنها المطرُ إذا تتابع عليها فأَرواها.
وفي هذا الأَمر مَعْنةٌ أَي إصلاح ومَرَمَّةٌ.
ومعَنَها يَمْعَنُها مَعْناً: نكحها.
والمَعْنُ: الأَديمُ: والمَعْنُ: الجلد الأَحمر يجعل على الأَسْفاط؛ قال ابن مقبل: بلا حِبٍ كمَقَدِّ المََعْنِ وَعَّسَه أَيدي المَراسِلِ في رَوْحاته خُنُفَا ويقال للذي لا مال له: ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ أَي قليل ولا كثير؛ وقال اللحياني: معناه ما له شيء ولا قوم.
وقال ابن بري: قال القالي السَّعْنُ الكثير، والمَعْنُ القليل، قال: وبذلك فسر ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ. قال الليث: المَعْنُ المعروف، والسَّعْنُ الوَدَكُ. قال الأَزهري: والمَعْنُ القليل، والمَعْنُ الكثير، والمَعْنُ القصير، والمَعْنُ الطويل.
والمَعْنِيُّ: القليل المال، والمَعْنِيُّ: الكثير المال.
وأَمْعَنَ الرجلُ إذا كثر ماله، وأَمْعَنَ إذا قلَّ ماله.
وحكى ابن بري عن ابن دريد: ماء مَعْنٌ ومَعِينٌ، وقد مَعُنَ، فهذا يدل على أَن الميم أَصل ووزنه فَعيل، وعند الفراء وزنه مفْعول في الأَصل كمَنِيع.
وحكى الهَرَوِيُّ في فصل عين عن ثعلب أَنه قال: عانَ الماءُ يَعِينُ إذا جرى ظاهراً؛ وأَنشد للأَخطل: حَبَسوا المَطِيَّ على قَدِيمٍ عَهْدُه طامٍ يَعِينُ، وغائِرٌ مَسْدُومُ والمَعَانُ: المَباءَةُ والمَنزل.
ومَعانُ القوم: منزلهم. يقال: الكوفة مَعانٌ منَّا أَي منزل منا. قال الأَزهري: الميم من مَعانٍ ميم مَفْعَلٍ.ومَعانٌ: موضع بالشام.
ومَعِينٌ: اسم مدينة باليمن. قال ابن سيده: ومَعِينٌ موضع؛ قال عمرو بن مَعْديكرب: دعانا من بَراقِشَ أَو مَعينٍ، فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيعُ وقد يكون مَعِين هنا مفعولاً من عِنْتُهُ.
وبنو مَعْنٍ: بطن.
ومَعْنٌ: فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَةَ.
ورجل مَعْنٌ في حاجته، وقولهم: حَدِّثْ عن مَعْنٍ ولا حَرَجَ؛ هو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطَر بن شَرِيكِ بن عمرو الشيباني، وهو عم يزيدَ بن مِزْيَد بن زائدة الشيباني، وكان مَعْنٌ أَجود العرب. قال ابن بري: قال الجوهري هو مَعْنُ بن زائدة بن مَطَرِ بن شَرِيك، قال: وصوابه مَعْنُ بن زائدة ابن عبد الله بن زائدة بن مَطر بن شريكٍ، ونسخة الصحاح التي نقَلْتُ منها كانت كما ذكره ابن بري من الصواب، فإما أَن تكون النسخة التي نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالي، وإما أَن يكون الشيخ ابن بري نقل من نسخة سقط منها جَدّان.
وفي الحديث ذكر بئر مَعُونةَ، بفتح الميم وضم العين، في أَرض بني سُليمٍ فيما بين مكة والمدينة، وأَما بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة.

نوط (لسان العرب) [0]


ناطَ الشيءَ يَنُوطُه نَوْطاً: عَلَّقه.
والنَّوْطُ: ما عُلِّق، سمي بالمصدر، قال سيبويه وقالوا: هو منِّي مَناط الثُّرَيَّا أَي في البُعْد، وقيل: أَي بتلك المنزلة فحذف الجارّ وأَوْصل كذهبت الشام ودخلت البيتَ.
وانتاط به تعَلَّق.
والنَّوْطُ: ما بين العَجُز والمَتْن.
وكلُّ ما عُلِّقَ من شيء، فهو نَوْط.
والأَنواطُ: المَعالِيقُ.
وفي المثل (* قوله «وفي المثل إلخ» هو عبارة الصحاح، وفي مجمع الامثال للميداني: يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.): عاطٍ بغير أَنْواطٍ أَي يتَناوَلُ وليس هناك شيء مُعَلَّق، وهذا نحو قولهم: كالحادِي وليس له بعير، وتجَشَّأَ لُقْمانُ من غير شبَعٍ.
والأَنْواطُ: ما نُوِّطَ على البعير إِذا أُوقِرَ.
والتَّنْواطُ: ما يُعَلَّق من الهَوْدَج يُزَيَّنُ به.
ويقال: نِيطَ عليه الشيء . . . أكمل المادة عُلِّقَ عليه؛ قال رقاع بن قَيْس الأَسدي: بِلاد بِها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي، وأَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِي تُرابُها وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه أُتِيَ بمال كثير فقال: إِني لأَحْسَبكم قد أَهْلَكْتُم الناسَ، فقالوا: واللّه ما أَخَذْناه إِلاَّ عَفْواً بلا سَوْطٍ ولا نوط أَي بلا ضَرْب ولا تَعْلِيقٍ؛ ومنه حديث علي، كرَّم اللّه وجهه: المُتَعَلِّقُ بها كالنَّوْط المُذَبْذَبِ؛ أَراد ما يُناطُ بِرَحْل الرَّاكب من قَعْب أَو غيره فهو أَبداً يتحرَّك.
ونيط به الشيء أَيضاً: وُصِلَ به.
وفي الحديث: أُرِيَ الليلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بكر نِيطَ برسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَي عُلِّقَ. يقال: نُطْتُ هذا الأَمرَ به أَنُوطُه، وقد نِيطَ به، فهو مَنُوط.
وفي حديث الحجّاج: قال لِحَفَّار البئر: أَخَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ؟ فقال: لا واحدَ منهما ولكن نَيِّطاً بين الأَمرين أَي وسَطاً بين القليل والكثير، كأَنه مُعَلَّق بينهما؛ قال القتيبي: هكذا روي بالياء مشدَّدة، وهي من ناطَه يَنُوطُه نَوْطاً، فإِن كانت الرواية بالباء الموحدة فيقال للرّكية إِذا استُخْرج ماؤُها واسْتُنْبِط هي نَبَطٌ، بالتحريك.
ونِياطٌ كل شيء: مُعَلَّقُه كنِياطِ القوْسِ والقِرْبة. تقول: نُطْتُ القربةَ بنِياطِها نَوْطاً.
ونِياطُ القوس: مُعَلَّقُها.
والنِّياط: الفُؤَاد.
والنِّياطُ: عِرْق علق به القلب من الوتين، فإِذا قُطع مات صاحبُه، وهو النَّيْطُ أَيضاً؛ ومنه قولهم: رماه اللّه بالنيْطِ أَي بالموت.
ويقال للأَرنب: مُقَطَِّعَةُ النِّياطِ كما قالوا مُقَطَّعة الأَسْحار.
ونِياطُ القلب: عِرْق غليظ نِيط به القلبُ إِلى الوتين، والجمع أَنوِطةٌ ونُوط، وقيل: هما نِياطانِ: فالأَعلى نِياطُ الفؤاد، والأَسفل الفرجُ، وقال الأَزهري في جمعه: أَنوِطةٌ، قال: فإِذا لم ترد العدد جاز أَن يقال للجمع نُوط لأَن الياء التي في النِّياطِ واو في الأَصل.
والنِّياط والنائط: عرق مستبْطِن الصُّلْب تحت المتن، وقيل: عرق في الصلب ممتدّ يُعالَج المَصْفور بقَطْعه، قال العجاج: فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، قَضْبَ الطَّبِيبِ، نائطَ المَصْفُورِ (* قوله «فبج إلخ» أَورده المؤلف في مادة نعر وقال: بج شق أَي طعن الثور الكلب فشق جلده، وتقدم في مادة ع ن د فبج كل بالخاء المعجمة ورفع كل والصواب ما هنا.) القَضْبُ: القَطْع.
والمَصْفُور: الذي في بطنه الماء الأَصفر.
ونِياطُ المَفازةِ: بُعد طريقها كأَنها نِيطت بمفازة أُخرى لا تكاد تنقطع، وإِنما قيل لبُعد الفلاة نياط لأَنها منوطة بفلاة أُخرى تتصل بها؛ قال العجاج: وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ، مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِي وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إِذا انْتاطتِ المَغازِي أَي إِذا بَعُدت وهو من نِياطِ المَفازة وهو بعدها، ويقال: انْتاطَت المغازي أَي بَعُدت من النَّوط، وانْتَطَتْ جائز على القلب؛ قال رؤبة: وبَلْدةٍ نِياطُها نَطِيّ أَراد نَيِّطٌ فقلب كما قالوا في جمع قَوْس قِسِيّ وانْتاطَ أَي بعُد، فهو نَيِّطٌ. ابن الأَعرابي: وانْتاطَتِ الدارُ بعُدَت، قال: ومنه قول مُعاوية في حديثه لبعض خُدّامه: عليك بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه على مودّة واحدة وإِن قَدُمَ العهدُ وانْتاطَتِ الدار، وإِياك وكل مُسْتَحْدَثٍ فإِنه يأْكل مع كل قوم ويجري مع كل ريح؛ وأَنشد ثعلب: ولكنَّ أَلفاً قد تجَهَّز غادِياً، بحَوْرانَ، مُنْتاط المَحَلِّ غَرِيبُ والنَّيِّطُ من الآبار: التي يجري ماؤُها معلَّقاً يَنْحَدِرُ من أَجْوالِها إِلى مَجَمِّها. ابن الأَعرابي: بئر نَيِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَى الماء من جانب منها فسال إِلى قعرها ولم تَعِنْ من قعرها بشيء؛ وأَنشد: لا تَسْتَقِي دِلاؤها من نَيِّطِ، ولا بَعِيدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ وقال الشاعر: لا تتّقي دِلاؤها بالنَّيِّط (* قوله «تتقي» كذا بالأصل ولعله تستقي.) وانْتاطَ الشيءَ: اقْتَضَبَه برأْيه من غير مُشاوَرة.
والنَّوْطُ: الجُلّةُ الصغيرة فيها التمر ونحوه، والجمع أَنْواطٌ ونِياطٌ. قال أَبو منصور: وسمعت البَحْرانِيين يسمون الجِلالَ الصغار التي تعلَّق بعُراها من أَقتاب الحَمُولةِ نِياطاً، واحدها نَوْط.
وفي الحديث: إِنَّ وفد عبد القَيْس قَدِمُوا على رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأَهْدَوْا له نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَر أَي أَهدوا له جُلّة صغيرة من تمر التَّعْضُوض، وهو من أَسْرَى تُمْرانِ هَجر، أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِيم عَذْب الطعم حُلو.
وفي حديث وفد عبد القيس: أَطْعِمْنا من بقيَّةِ القَوْس الذي في نَوْطِك. الأَصمعي: ومن أَمثالهم في الشدّة على البخيل: إِن ضَجَّ فزِدْه وِقْراً، وإِن أَعْيا فزِدْه نَوطاً، وإِن جَرْجَرَ فزِدْه ثقلاً؛ قال أَبو عبيدة: النوط العِلاوة بين الفَوْدَيْنِ.
ويقال للدَّعِيِّ يَنْتَمِي إِلى قوم: مَنُوطٌ مُذَبْذَب؛ سمي مذبذباً لأَنه لا يدرى إِلى من يَنتَمِي فالريح تُذَبْذِبُه يميناً وشمالاً.
ورجل منوط بالقوم: ليس من مُصاصِهم؛ قال حسان: وأَنْتَ دَعِيٌّ نِيطَ في آل هاشِمٍ، كما نِيطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرد ونيط به الشيء: وُصل به.
والنَّوْطةُ: الحوْصَلةُ؛ قال النابغة في وصف قطاة: حَذَّاء مُدبِرةً، سَكّاء مُقْبِلةً، للماء في النَّحْر منها نَوْطة عَجَبُ قال ابن سيده: ولا أَرى هذا إِلا على التشبيه. حذّاء: خفيفة الذنب. سَكّاء: لا أُذن لها، شبه حوصلةَ القطاةِ بنوطة البعير وهي سِلْعة تكون في نَحْرِه.
والنوْطةُ: ورم في الصدر، وقيل: ورَم في نَحر البعير وأَرْفاغه وقد نِيط له؛ قال ابن أَحمر: ولا عِلْمَ لي ما نَوْطةٌ مُسْتكِنَّةٌ، ولا أَيُّ مَن فارقت أَسْقي سِقائيا والنوْطةُ: الحِقْدُ.
ويقال للبعير إِذا وَرِمَ نحرُه وأَرفاغُه: نِيطت له نوْطة، وبعير مَنُوط وقد نِيطَ له وبه نَوْطة إِذا كان في حَلقه ورَم.
ويقال: نيط البعير إِذا أَصابه ذلك.
وفي الحديث: بعير له قد نيط. يقال: نِيط الجمل، فهو منوط إِذا أَصابه النوْطُ، وهي غُدَّة تُصيبه فتقتله.
والنوْطة: ما يَنْصَبُّ من الرِّحاب من البلد الظاهر الذي به الغَضَا.
والنوْطةُ: الأَرض يكثر بها الطَّلْح، وليست بواحدة، وربما كانت فيه نِياطٌ تجتمع جماعات منه ينقطع أَعلاها وأَسفلها. ابن شميل: والنوْطةُ ليست بوادٍ ضخْمٍ ولا بتَلْعةٍ هي بينهما.
والنوْطةُ: المَكان في وسطه شجر، وقيل: مكان فيه طَرْفاء خاصّة. ابن الأَعرابي: النوْطةُ المكان فيه شجر في وسطه، وطرَفاه لا شجر فيهما، وهو مرتفع عن السيل.
والنوْطة: الموضع المرتفع عن الماء؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال أَعرابي: أَصابنا مطَر جَوْدٌ وإِنَّا لَبِنَوْطةٍ فجاء بجارّ الضبُع أَي بسَيْل يجُرّ الضبُع من كثرته.
والتَّنَوُّطُ والتُّنَوِّطُ: طائر نحو القارِية سواداً تركَّب عُشها بين عُودين أَو على عود واحد فتُطيل عشها فلا يصل الرجل إِلى بيضها حتى يُدخل يده إِلى المنكب، وقال أَبو علي في البصريّات: هو طائر يُعلِّق قشوراً من قشور الشجر ويُعشِّش في أَطرافها ليحفظَه من الحيات والناس والذرّ؛ قال: تُقَطِّعُ أَعناقَ التَنَوُّطِ بالضُّحَى، وتَفْرِسُ في الظَّلْماء أَفْعَى الأَجارِعِ وصف هذه الإِبل بطول الأَعناق وأَنها تصل إِلى ذلك، واحدها تَنَوُّطةٌ وتُنَوِّطة. قال الأَصمعي: إِنما سمي تنوّطاً لأَنه يُدلِّي خُيوطاً من شجرة ثم يُفرخ فيها.
وذاتُ أَنواطٍ: شجرة كانت تُعبد في الجاهلية، وفي الحديث: اجعل لنا ذات أَنْواطٍ، قال ابن الأَثير: هي اسم سَمُرةٍ بعينها كانت للمشركين يَنُوطون بها سِلاحَهم أَي يعلِّقونه بها ويَعْكُفون حولَها، فسأَلوه أَن يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك.
وأَنواط جمع نَوْط، وهو مصدر سمي به المَنُوط. الجوهري: وذات أَنواط اسم شجرة بعينها.
وفي الحديث: أَنه أَبصر في بعض أَسفاره شجرة دَفْواء تسمّى ذاتَ أَنواط.
ويقال: نوْطةٌ من طَلْح كما يقال عِيصٌ من سِدْر وأَيكةٌ من أَثل وفَرْس من عُرْفُط ووَهْطٌ من عُشَرٍ وغالٌّ من سَلَم وسَلِيلٌ من سَمُر وقَصِيمةٌ من غضاً ومن رِمْث وصَرِيمةٌ من غَضاً ومن سَلَم وحَرَجةٌ من شجر.
وقال الخليل: المدّات الثلاث مَنُوطات بالهمز، ولذلك قال بعض العرب في الوقوف: افْعَلِئ افْعَلأ افْعَلُؤ، فهمزوا الأَلف والياء والواو حين وقفوا.

ضغط (العباب الزاخر) [0]


رجل ضفيط بين الضفاطة: أي ضعيف الرأي والعقل، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي.
تعادت بالجنان على المزجى      ويخفي بالبدء الضـفـيط

يخفي: يظهرُ، والبدء: الداهية، وقد ضفط -بالضم-، وبلغ عمر -رضى الله عنه- أن رجلا استأذن فقال: إني لا أراه ضفيطاً، لأنه كان ينكر قول من قال: إذا قعد إليك رجل فلا تقم حتى تستأذنه. وقال الليثُ: الضفيط: العذيوط الذي يبدي إذا جامع أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهد نكاحاً فقال: أين ضفاطتكم، أراد الدف لأنه لعب ولهو فهو راجع إلى ملا يحققُ فيه صاحبه. وفي حديث عمر -رضى الله عنه-: أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال: اللهم إني أعوذ بك . . . أكمل المادة من الضفاطة، أتسأل ربك إلا يرزقك أهلا ومالا. ذهبَ إلى قوله تعالى: (إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة) وكره التعوذ منها. وفي حديث ابن عباس -رضى الله عنهما-: لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء، فقيل له: أتقولُ هذا وأنت عامل لفلان، فقال: إن في ضفطات وهذه إحدى ضفطاتي الضفطة للمرة كالحمقة، والجمع الضفط ضفطى؛ كصريعه وصرعى.
وفي الحديث عمر رضى الله عنه-: أن صاحب محمد صلى الله عليه وسلم-: تذاكروا الوتر، فقال أبو بكر برضى الله عنه-: أما أنا فأبدوا الوتر، وقال عمر -رضى الله عنه-: لكني أوتر حين ينام الضفى: همُ الحمقى والنوكى. والضفيط -أيضا- من فحول الإبل: السريس. والضفيط: السخي:وهو من الاضداد. والضَّفَّاطة -بالتشديد-: شبيهة بالدجاجة؛ وهي الرفقة العظيمة. والضفاط: الذي يكري الإبل من قرية إلى قرية أخرى.
وقال ابن الأعرابي: الضفاط: الجمال وروي: أن ضفاطة -ويروي: ضفاطتين- قدموا المدينة. وقيل: الضفاطةُ: رذال الناس، وكذلك الضفاط، قال بن القطيب:
ليست به شمائل الضفاط     

وقال ابن شميل: الضفاطة: الأنباط كانوا يقدمون المدينة بالدرمك والزيت وقال ابن المبارك: الضفاط: الجالب من الأصل والمقاط: الحاملُ من قريةُ إلى قرية. وقيل: الضفاط: الذي يكري من منزل إلى منزل أو من ماء إلى ماء، قال: وما كنت ضفاطاً ولكن راكباً. وذاةُ أنواطٍ: اسم شجرة كلان يُنَاطُ بها السلاح وتعبد من دون الله، ومنه الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ابْصَرَ في بعض أسفاره شجرة دَفْوَاءَ ذاةَ أنوَاطٍ. الدَّفْوَاءُ: العظيمة الطويلة الفروع والأغصان الجَثَلةُ الظليلةُ. سُمي المَنُوطُ بالنَّوِط وهو مصدر؛ ثم جمع- ومنه قولهم لِمزد الراكب الذي يَنُوطه: نَوطٌ والنَّوُطُ والنَّوْطَةُ: جُلة صغيرة فيها ثمر تعلق من البعير، وفي الحديث أنه أهْدي إلى النبي -صلى الله عليه ويلم- نَوْطُ من تَعْضوض هجر أهداه "له" وفد عبد القيس. "والنَّوْطُ": العلاوة بين "العدْلَيِنِ".
وأصله الجُلَّةُ. إذا تلكأ في السير بصر.
والإلحاح على البعير، وأنشد ابن دريد:
فَعَلَّق النَّوْطَ أبا مَحْـبُـوبِ      إنَّ الغّضّا ليس بذي تَذنُوبِ

وقال أبو عمر: النّوْطَةُ: البئر بين الجبلين. والنَّوْطَةُ: الحَوصَلةُ، قال النابغة الذبياني يصف القَطَاةَ:
حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَـكّـاءُ مُـقْـبـلَةً      للماءِ في النَّحْرِ منها نَوْطَةُ عَجَبُ

والنَّوْطَةُ -أيضاً-: وَرَمٌ في نَحْرِ البعير وأرفاغه، وقال ابن دريد: النَّوْطَةُ: غُدَّةٌ تصيب البعير في بطنه فلا أن تقتله، يقال: نِيْطَ البعير: إذا أصابه ذلك. والنَّوْطَةُ -أيضاً- الحِقْدُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي:
وما عِلْمُنا ما نَوْطَةٌ مُسْتَـكِـنَّة      ولا أيُّ ما قارَفتُ أسقى سِقائيا

يقول: وما ادري أي ذنوبي فعل بي هذا.
ويروى: "ولا أي من قارَفْتُ".
وقوله: أسقى سِقائيا: أي أوعى جوفي هذا الدّاء الذي أجده. والنَّوءطُ: ما بين العجز والمتن. والأنْوَاطُ: ما عُلق على البعير إذا أوقِرَ.
وكل عُلق من شيءٍ فهو نَوْطُ. ويقال: نَوْطَةٌ من صلح، كما يقال: عِيصٌ من سِدرٍ وايكةٌ من أثلٍ وفرشٌ من عُرفُطٍ ووهط من عُشر وغال من سلم وسليل من سَمرٍ وقصيمة من غَضَاً ومن رمث وصريمة من غضا ومن سلم وحرجة من شجر. وقال ابن الأعرابي: النَّوْطُ: المكان فيه شجر في وسطه وطرفاه لا شجر فيهما؛ وهو مرتفع في السيل، يقال: أصابنا مطر وإنا لَبِنَوطةٍ.
وقال ابن شُميل: النَّوْطَةُ ليست بواد ضخم ولا بتلعة؛ هي بين ذلك. والتَّنْوَاطُ: ما يتلعق من الهودج يزين به.
ويقال: فلان منَّي مَنَاطَ الثُريا: أي في البعد.
وهذا الشيء مَنُوْطٌ بفلان. وقال الخليل: المَدّاتُ الثلاث مَنُوْطاتُ بالهمز، قال: ولذلك قابل بعضهم في افْعَلي وافْعَلا وافْعَلوا في الوقوف: افْعَلِىء وافْعَلا وافْعَلُوا، ولذلك يهمزون "لا" إذا وقفوا فيقولون: لا. ويقال: رجل مَنُطُ بالقوم: أي ليس منهم، وقيل: دَعِيُّ، قال حسان بن ثابت يهجو أبا سفيان -رضي الله عنهما-:
وكْنت دَعِيّاً نشيْطَ فـي آلِ هـاشـمٍ      كما نِيْطَ خَلْفَ الرّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ

والنَّيَاطُ: ما يعلق به الشيء، يقال: نُطْتُ القربة بِنياطها: أي علقتها من محمل ونحوه. ونِيَاطُ المفازة: بعد طريقها فكأنها نِيْطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع، قال العجاج:
وبَـلْـدَةٍ بَـعِـيْدِة الـنَّـيَاطِ      مجْهولةٍ تَغتال خَطْوَ الخاطي

والنَّيَاطُ: كوكبان بينهما قلب العقرب. والنَّيَاط: عرق عُلق به القلب من الوترين فإذا قُطع مات صاحبه.
ويقال للأرنب: المُقطعة النَّيِاط والمقطعة الأسحار والمقطعة السحور على التفاؤل؛ أي نِيَاطُها يقطع على هذا الاسم. في ال. من يكسر الطاء؛ أي سرعتها وشدة عَدوها كأنها تُقطع نِياطَها، وقيل: تُقطع نِيَاطَ الكلاب من شدة عدوها. وكذلك النَّيْطُ، قال أبو سعيد: القياس: النَّوْطُ، لأنه من ناطَ يَنُوطُ، غير أن الياء تعاقب الواو في حروف كثيرة، ويجوز أن يقال أصله نَيطُّ؛ فخفف؛ كميت وهين ولين في ميتٍ وهين ولينٍ. ويقال: رُمي في نَيْطِه وطعن في جنازته: إذا مات، ومنه حديث عليّ -رضي الله عنه- أنه قال: لودَّ معاوية أنه ما بقى من بني هاشم نافخ ضرمةٍ الا طُعن في نَيْطِه. ويقال: رماه الله بالنَّيِط: أي بالموت. ونِيَاطُ القوس: مُعلقها. والنّاءطُ: عرق في الصلب ممتد بعالج المصفور بقطعه، قال العجاج يصف ثوراً طعن الكلاب:
وبَجَّ كلَّ عِانـدٍ نَـعُـورِ      أجْوَفَ ذي فَوّارَةٍ ثَوورِ

قَضْبَ الطبيب نائطَ المَصْفُوِر ؤالنّائطَةُ: الحَوصَلةُ. وقال ابن عباد النَّيَّطَةُ: "البعير يرسله مع ناسٍ يمتارون" ليحمل له عليه. وقال ابن الأعرابي: بئر نَيُطٌ -على فعيل-: إذا حفرت فأتي الماء من جانب منها فسال الى قعرها ولم تعن من قعرها بشيءٍ، وأنشد:
لا تَسْتَقي دِلاؤها من نَيّطِ      ولا بَعِيدٍ قَعرُها مُخْرَوط

وقال أبو الهيثم: النَّيَّطُ: العين في البئر قبل أن تصل إلى القعر، ومنه حديث الحجاج: أنه أمر رجلاً له عضيدة أن يحفر بالشجي بئراً فحفرها؛ فقال: يا عُضيدة أأخسفت أم أوشلت ويروى: أمْ أعلمت- فقال: لا واحد منهما ولكن نَيَّطاً بين المائين، قال: وما يبلغ ماؤها؟ قال: وردت عَلَيَّ رفقة فيها خمسة وعشرون بعيراً؛ فرويت الإبل ومن عليها، فقال الحجاج: الإبل حفرتها إن الإبل ضُمزٌ خُنُس ما جشمت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وسبب ذلك أن رفقةً ماتت من العطش بالشجي. فقال الحجاج: أني أظنهم قد دعوا الله حين بلغهم الجهد؛ فاحفروا في مكانهم الذي ماتوا فيه لعل الله يسقي الناس، فقال رجل من جلسائه: قد قال الشاعر:
تَرَاءَتْ له بَيْنَ الَّـلـوى وعُـنَـيْزَةٍ      وبَيْنَ الشَّجِي مّماِ أحالَ على الوادي

ما تَراءت له إلا وهو على ماءٍ، فأمر الحجاج رجلاً له عُضيدة أن يحفر في الشَّجي بئراً؛ فحفرها؛ فلما أنْيَطَ حمل معه قربتين من مائها إلى الحجاج بواسطٍ، فلما طلع قال له: يا عضيدة لقد تخطيت بها ماء عذاباً أأخسفت. الحديث. وقال بعضهم: إن كان الحرف على ما روي "فهو من" ناطَه يَنُوْطُه: إذا "عَلَّقَه؛ أراد": أن الماء وَ"سَط بين المائين": كأنه معلق بينهما.
وإن كانت الرواية لكن نَبَطاً بالباء الموحدة- "فإنَّه" يقال "للرَّكِيَّة" إذا استخرج ماؤها. والتَّنضوُّطُ والتُّنَويطُ: طائر، قال الأصمعي، سمي بذلك لأنه يُدلي خيوطها من شجرةٍ ثم يفرخ فيها، الواحدة: تَنَوُّطَةٌ وتُنَوَّطَةٌ. وقال "حَمْزَةُ" في قولهم: أصنع من تَنَوطٍ: هو طائر يركب عشه تركيباً بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدهن ضيق الفم واسع الداخل فيودعه بيضه فلا يوصل إليه حتى تدخل اليد فيه إلى المعصم. وقال أبو عمرو: أناطَتِ الإبل: أصابها وَرَمٌ في نحورها؛ مثل نِيْطَتْ.
وقال ابن عباد: نَوَّطْت القربة تَنْوِيْطاً: إذا أثقلتها لتدهنها. وانْتَاطَ المكان: بَعُدَ. وقال أبو عمرو: انْتَاطَ من قولهم: أني أريد أن أسْتَنِطَكَ ناقتي: إذا دفعها إليه ليمتار له "عليها، فيقول" الرجل: أنا أنْتَاطُها لك. والتركيب يدل على تعليق شيءٍ بشيء إذا علقته به، وقد شَذَّ عن هذا التركيب قولهم: بئر نَيُّطٌ.

شقق (لسان العرب) [0]


الشَّقُّ: مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ: الصَّدْع البائن، وقيل: غير البائن، وقيل: هو الصدع عامة.
وفي التهذيب: الشَّقُّ الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة؛ شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ وشقَّقَه فتَشَقَّقَ؛ قال: ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ يَثْرُدانٍ، أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما (* قوله «ألا يا خبز إلخ» في هذين البيتين عيب الاصراف.
وقوله: وبرقاً تقدم في مادة ث ر د وبرق).
والشَّقُّ: الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر، وجمعه شُقوق.
وقال اللحياني: الشَّقُّ المصدر، والشَّقُّ الاسم؛ قال ابن سيده: لا أَعرفها عن غيره.
والشِّقُّ: اسم لما نظرت إليه، والجمع الشُّقوق.
ويقال: بيد فلان . . . أكمل المادة ورجله شُقوق، ولا يقال شُقاق، إنما الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى أوْظِفَتِها.
وشُقَّ الحافرُ والرسغ: أَصابَهُ شُقاقٌ.
وكل شَقٍّ في جلد عن داء شُقاق، جاؤوا به على عامّة أَبنية الأدواء.
وفي حديث قرة بن خالد: أصابنا شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرٍّ فقال: عليكم بالشَّحْمِ؛ هو تَشَقُّقُ الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق.
والشَّقُّ: واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر. الأزهري: والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من بَرْدٍ أَو غيره في اليدين والوجه.
وقال الأصمعي: الشُّقاق في اليد والرجل من بدن الإنس والحيوان.
وشَقَقْت الشيء فانْشَقَّ.
وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً: وذلك في أَول ما تَنْفَطِر عنه الأرض.
وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً: في أَوّل ما يظهر.
وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً: طلع، وهو لغة في شَقا إذا فطر نابُه.
وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا: شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ إليه طرْفُه وهو الذي حضره الموت، ولا يقال شَقَّ بَصَرَه.
وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه أي انفتح، وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار.
والشَّقُّ: الصبح.
وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع.
وفي الحديث: فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة؛ يقال: شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه.
وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ، وشَقِيقة البَرْق: عَقِيقته.
ورأَيت شقِيقةَ البَرْق وعَقِيقته: وهو ما استطار منه في الأُفق وانتشر.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سئل عن سحائب مَرَّت وعن بَرْقِها فقال: أَخَفْواً أم وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً؟ فقالوا: بل يَشُقُّ شَقّاً، فقال: جاءكم الحَيا؛ قال أَبو عبيد: معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذي تراه يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض، ويَشقّ معطوف على الفعل الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم يشق.
وشَقائِقُ النعمان: نَبْتٌ، واحدتها شَقيقةٌ، سميت بذلك لحمرتها على التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق، وقيل: واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك. غيره: ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق النُّعمان، قال: وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر نزل على شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فاستحسنها وأَمر أَن تُحْمَى، فقيل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم للشَّقِر، وقيل: النُّعْمان اسم الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها بحمرة الدم، وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق عليها.
وفي حديث أبي رافع: إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق؛ هو هذا الزهر الأحمر المعروف، ويقال له الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال. قال الأَزهري: والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة؛ قال الهذلي: فقلت لها: ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِيثِ الرُّبى، جادَت عليها الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها؛ قال عبد الله بن الدُّمَيْنة: ولَمْح بعَيْنَيْها، كأَنَّ ومِيضَه وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وقالوا: المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي الخُوصِة أي نحن متساوون فيه، وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً انْشَقّت بنصفين، وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين، فكل واحد منهما شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه، ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه؛ قال أَبو زبيد الطائي وقد صغره: يا ابنَ أُمّي، ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي، أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ: ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة.
والشَّواقُّ من الطَّلْع: ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ.
وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ طلعت شَواقُّه.
والشِّقَّةُ: الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو غيره.
ويقال للإنسان عند الغضب: احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض وشِقَّةٌ في السماء.
وفي حديث قيس بن سعد: ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه؛ هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في الشين ثم قال: ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة، ورواه بعض المتأَخرين بالسين المهملة، وهو مذكور في موضعه.
ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض؛ هو مبالغة في الغضب والغيظ. يقال: قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه؛ به حتى انْشَقَّ، ومنه قوله عز وجل: تكادُ تَميّزُ من الغيظِ.
وشَقَّقْتُ الحطبَ وغيره فتَشَقَّقَ.
والشِّقُّ والشِّقَّة، بالكسر: نصف الشيء إذا شُقَّ، الأخيرة عن أبي حنيفة. يقال: أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ، والعرب تقول: خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ.
ويقال: المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة، وهما متقاربان، فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا. قال: ولم نسمع غيره.
والشِّق: الناحية من الجبل.
والشِّقُّ: الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً.
وحكى ابن الأَعرابي: لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه والجبال لهذا.
وفي حديث أُم زرع: وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقِّ؛ قال أَبو عبيد: هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر، فالكسر من المَشَقّةِ؛ ويقال: هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد؛ ومنه قوله تعالى: لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ، وأَصله من الشِّقِّ نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه، وأما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ كالشَّقِّ في الجبل، ومن الأول: اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ تمرة؛ يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً.
والمُشاقَّةُ والشّقاق: غلبة العداوةِ والخلاف، شاقَّهُ مُشاقَّةَ وشِقاقاً: خالَفَه.
وقال الزجاج في قوله تعالى: إن الظالمين لفي شِقاقٍ بَعِيد؛ الشِّقاقُ: العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين، سمي ذلك شِقاقاً لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ صاحبه.وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً.
وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة، وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو منه.
وأما قولهم: شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين، فمعناه أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم، وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع.
وقال الليث: الخارجيُّ يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً. قال أَبو منصور: جعل شَقَّهم العصا والمُشاقَّةَ واحداً، وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً. قال الليث: انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت؛ قال قيس بن ذريح: وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا بِبَيْنٍ، كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ.
وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ، والاسم الشِّقُّ، بالكسر. قال الأَزهري: ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة؛ المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة وهي الشدة.
والشِّقُّ: الشقيقُ الأَخُ. ابن سيده: شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه، وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ. يقال: هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي، وفيه: النساءُ شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من آدم.
وشَقِيقُ الرجل: أَخوه لأُمّه وأَبيه.
وفي الحديث: أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا.
والشَّقِيقةُ: داء يأْخذ في نصف الرأْس والوجه، وفي التهذيب: صُداع يأْخذ في نصف الرأْس والوجه؛ وفي الحديث: احْتَجَم وهو مُحْرِمٌ من شَقِيقةٍ؛ هو نوع من صُداعٍ يَعْرِض في مُقَدَّمِ الرأْس وإلى أَحد جانبيه.
والشِّقُّ والمَشَقَّةُ: الجهد والعناء، ومنه قوله عز وجل: إلا بِشِقّ الأَنْفُس؛ وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأَنفس، وكأنه اسم وكأَن الشَّقَّ فعل، وقرأ أَبو جعفر وجماعة: إلا بشَقّ الأَنفُس، بالفتح؛ قال ابن جني: وهما بمعنى؛ وأَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ وزعم أَنه في نوادر أَبي زيد: والخَيْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقْـ قَ، وقد تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ قال: ويجوز أَن يذهب في قوله إلى أَن الجهد يَنْقُص من قوة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته، فيكون الكسر على أَنه كالنصف.
والشِّقُّ: المَشَقَّة؛ قال ابن بري؛ شاهد الكسر قول النمر بن تولب: وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له، أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ وقول العجاج: أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا مَسْحولٌ: يعني بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي. ابن سيده: وحكى أَبو زيد فيه الشَّقّ، بالفتح، شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً.
والشُّقَّةُ، بالضم: معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة، والجمع شِقاقٌ وشُقَقٌ.
وفي حديث عثمان: أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ؛ الشُّقّة: جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وقيل: هي نصب ثوب.
والشُّقَّة والشِّقّةُ: السفر البعيد، يقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر. الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة. قال الله تعالى: ولكن بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ.
وفي حديث وفد عبد القيس: إنَّا نَأْتِيكَ من شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة.
والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطويل.
وفي حديث زُهَير: على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة.
والأشْقُّ: الطويلُ من الرجال والخيل، والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قال جابر أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي: ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا شُرَحْبِيلَ، إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَة أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ ويروى: عن سَرْج؛ يقول: حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا فقتلناه. أَبو عبيد: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ؛ وأَنشد: وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن، حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن واشْتِقاقُ الشيء: بُنْيانُه من المُرتَجَل.
واشِْتِقاقُ الكلام: الأَخذُ فيه يميناً وشمالاً.
واشْتِقاقُ الحرف من الحرف: أَخْذُه منه.
ويقال: شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج.
وفي حديث البيعة: تَشْقِيقُ الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج.
واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا: تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالاً مع ترك القصد وهو الاشتِقاق.
والشَّقَقةُ: الأعْداءُ.
واشْتَقَّ الفرسُ في عَدْوِه: ذهب يميناً وشمالاً.
وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه: كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد: وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ الأَزهري: فرس أَشَقُّ له معنيان، فالأصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل، قال: وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله طولاً.
وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين الرجلين.
والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل: الواسعة الأَرْفاغِ، قال: وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها: يا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها.
والشّقِيقةُ: قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات؛ قال الأزهري: هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ، قال: وسمعته يقول في صفة الدَّهْناء وشقائِقها: وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ وعَرْضُ كل حبلٍ مِيلٌ، وكذلك عرضُ كلِّ شيء شَقِيقةٌ، وأما قدرها في الطول فما بين يَبْرين إلى يَنْسوعةِ القُفّ، فهو قدر خمسين ميلاً.
والشَّقِيقةُ: الفرجة بين الحبلين من حبال الرمل تنبت العشب؛ قال أَبو حنيفة: الشَّقِيقة لين من غِلَظ الأرض يطول ما طال الحبل، وقيل: الشَّقِيقةُ فُرْجة في الرمال تنبت العشب، والجمع الشَّقائِقُ؛ قال شَمْعَلة بن الأَخضر: ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ يَنُو شَيْبانَ آجالاً قِصارا وقال ذو الرمة: جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق والحَسَنانِ: نَقَوانِ من رمل بني سعد؛ قال أَبو حنيفة: وقال لي أَعرابي هو ما بين الأَمِيلَينِ يعني بالأَمِيل الحبلَ.
وفي حديث ابن عمرو: في الأرض الخامسة حيَّاتٌ كالخَطائِط بين الشَّقائِق؛ هي قِطَعٌ غلاظ بين حبال الرمل، واحدتُها شَقِيقةٌ، وقيل: هي الرمال نفسها.
والشَّقِيقةُ والشَّقُوقةُ: طائرٌ.
والأَشَقُّ: اسم بلد؛ قال الأَخطل: في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ، كأَنَّما يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي والشِّقْشِقةُ: لَهاةُ البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل، وقيل: هو شيء كالرِّئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج، والجمع الشَّقاشِقُ، ومنه سُمّي الخطباء شَقاشِقَ، شَبَّهوا المِكْثار بالبعير الكثير الهَدْرِ.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: أن كثيراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشيطان، فجعل للشيطان شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إليه لِما يدخل فيها من الكذب؛ قال أَبو منصور: شبّه الذي يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَسْرُده سَرْداً لا يبالي ما قال من صِدْقٍ أو كذب بالشيطان وإسْخاطه ربّه، والعرب تقول للخطيب الجَهِرِ الصوت الماهر بالكلام: هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق؛ ومنه قول ابن مقبل يذكر قوماً بالخَطابة: هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ قال الأزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ، وحكاه شمر عنهم أَيضاً.
وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً: هدَر، والعصفورُ يُشَقْشِقُ في صوته، وإذا قالوا للخطيب ذو شِقْشَِقةٍ قإنما يشبّه بالفحل؛ قال ابن بري: ومنه قول الأعشى: واقْنَ فإني فَطِنٌ عالمٌ، أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ وقال النضر: الشِّقْشِقةُ جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح فتنتفخ فيهدر فيها. قال ابن الأَثير: الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التي يخرجها الجمل من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شِدْقِه، ولا تكون إلا للجمل العربي، قال: كذا قال الهروي، وفيه نظر؛ شبه الفصيحَ المِنْطِيقَ بالفحل الهادر ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إلى الشيطان لِمَا يدخل فيه من الكذب والباطل وكونِه لا يُبالي بما قال، وأَخرجه الهروي عن علي، وهو في كتاب أَبي عبيدة وغيره عن عمر، ورضي الله عنهم أجَمعين.
وفي حديث علي، رضوان الله عليه، في خطبة له: تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ؛ ويروى له في شعر: لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيْـ ـيِ، أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ وفي حديث قُسٍّ: فإذا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ؛ قيل: إنه بمعنى يُشَقِّقُ، ولو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه يَهْدِر وهو بينها.
وفلان شِقْشِقة قومه أَي شريفُهم وفَصِيحُهم؛ قال ذو الرمة: كأَن أَباهم نَهْشَلٌ، أو كأَنَّه بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَبْسِ بنِ عاصمِ وأَهلُ العراق يقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ: شَقَّاق، وليس من كلام العرب ولا يعرفونه.
وشِقٌّ: اسم كاهن من كُهَّان العرب.
وشَقِيقٌ أَيضاً: اسم.
والشَّقِيقةُ: اسم جدة النعمان بن المنذر؛ قال ابن الكلبي: وهي بنت أبي ربيعة بن ذُهْل بن شيبان؛ قال النابغة الذبياني يهجو النعمان: حَدِّثوني، بني الشَّقِيقةِ، ما يمـ ـنع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزولا؟

أبل (لسان العرب) [0]


الإِبِلُ والإِبْلُ، الأَخيرة عن كراع، معروف لا واحد له من لفظه، قال الجوهري: وهي مؤَنثة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم، وإِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك، قال: وربما قالوا للإِبِل إِبْل، يسكِّنون الباء للتخفيف.
وحكى سيبويه إِبِلان قال: لأَن إِبِلاً اسم لم يُكَسَّر عليه وإِنما يريدون قطيعين؛ قال أَبو الحسن: إنما ذهب سيبويه إِلى الإِيناس بتثنية الأَسْماء الدالة على الجمع فهو يوجهها إِلى لفظ الآحاد، ولذلك قال إِنما يريدون قطيعين، وقوله لم يُكَسَّر عليه لم يضمر في يُكَسَّر، والعرب تقول: إِنه ليروح على فلان إِبِلان . . . أكمل المادة إِذا راحت إِبل مع راعٍ وإِبل مع راعٍ آخر، وأَقل ما يقع عليه اسم الإِبل الصِّرْمَةُ، وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إِلى الثلاثين، ثم الهَجْمةُ أَوَّلها الأربعون إِلى ما زادت، ثم هُنَيْدَةٌ مائة من الإِبل؛ التهذيب: ويجمع الإِبل آبالٌ.
وتأَبَّل إِبِلاً: اتخذها. قال أَبو زيد: سمعتُ رَدَّاداً رجلاً من بني كلاب يقول تأَبَّل فلان إِبلاً وتَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلاً وغنماً واقتناها.
وأَبَّل الرجلُ، بتشديد الباء، وأَبَل: كثرت إِبلُه (* قوله «كثرت إبله» زاد في القاموس بهذا المعنى آبل الرجل إيبالاً بوزن أفعل إفعالاً) ؛ وقال طُفيل في تشديد الباء: فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدَما أَسافَ، ولولا سَعيُنا لم يُؤَبِّل قال ابن بري: قال الفراء وابن فارس في المجمل: إِن أَبَّل في البيت بمعنى كثرت إِبلُه، قال: وهذا هو الصحيح، وأَساف هنا: قَلَّ ماله، وقوله استرخى به الخطب أَي حَسُنَت حاله.
وأُبِّلت الإِبل أَي اقتُنِيت، فهي مأْبولة، والنسبة إلى الإِبل إِبَليٌّ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسرات.
ورجل آبِلٌ وأَبِل وإِبَليٌّ وإِبِليٌّ: ذو إِبل، وأَبَّال: يرعى الإِبل.
وأَبِلَ يأْبَل أَبالة مثل شَكِس شَكاسة وأَبِلَ أَبَلاً، فهو آبل وأَبِل: حَذَق مصلحة الإِبل والشاء، وزاد ابن بري ذلك إِيضاحاً فقال: حكى القالي عن ابن السكيت أَنه قال رجل آبل بمد الهمزة على مثال فاعل إِذا كان حاذقاً برِعْية الإِبل ومصلحتها، قال: وحكى في فعله أَبِل أَبَلاً، بكسر الباء في الفعل الماضي وفتحها في المستقبل؛ قال: وحكى أَبو نصر أَبَل يأْبُل أَبالةً، قال: وأَما سيبويه فذكر الإِبالة في فِعالة مما كان فيه معنى الوِلاية مثل الإِمارة والنِّكاية، قال: ومثلُ ذلك الإِيالةُ والعِياسةُ، فعلى قول سيبويه تكون الإِبالة مكسورة لأَنها ولاية مثل الإِمارة، وأَما من فتحها فتكون مصدراً على الأَصل، قال: ومن قال أَبَلَ بفتح الباء فاسم الفاعل منه آبل بالمد، ومن قاله أَبِلَ بالكسر قال في الفاعل أَبِلٌ بالقصر؛ قال: وشاهد آبل بالمد على فاعل قول ابن الرِّفاع: فَنَأَتْ، وانْتَوى بها عن هَواها شَظِفُ العَيْشِ، آبِلٌ سَيّارُ وشاهد أَبِلٍ بالقصر على فَعِلٍ قولُ الراعي: صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ، فات العَزِيبَ بها تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ وأَنشد للكميت أَيضاً: تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومن أَيْنَ شُرْبُه، يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل وحكى سيبوبه: هذا من آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بها، قال: ولا فعل له.
وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ مهْنَتَها، وقيل: لا يثبت عليها راكباً، وفي التهذيب: لا يثبت على الإِبل ولا يقيم عليها.
وروى الأَصمعي عن معتمر بن سليمان قال: رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب كبير يمشي فقلت له: احمله فقال: لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها؛ قال أَبو منصور: وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا يقيم عليها فيما يُصْلِحُها.
ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان حاذقاً بالقيام عليها، قال الراجز: إِن لها لَرَاعِياً جَريّا، أَبْلاً بما يَنْفَعُها، قَوِيّا لم يَرْعَ مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا، حتى عَلا سَنامَها عُلِيّا قال ابن هاجك: أَنشدني أَبو عبيدة للراعي: يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِيداً، وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا الفراء: إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ إِذا كان قائماً عليها.
ويقال: رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ بوزن عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه (* قوله من آله يؤوله إذا ساسه: هكذا في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً) ، قال: ولا أَعرف آبل بوزن عابل.
وتأْبيل الإِبل: صَنْعَتُها وتسمينُها، حكاه أَبو حنيفة عن أَبي زياد الكلابي.
وفي الحديث: الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلةً، يعني أَن المَرْضِيّ المُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّة وُجوده كالنِّجيب من الإِبل القويّ على الأَحمال والأَسفار الذي لا يوجد في كثير من الإِبل؛ قال الأَزهري: الذي عندي فيه أَن الله تعالى ذمَّ الدنيا وحذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها وضرب لهم فيها الأَمثال ليعتبروا ويحذروا، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يُحَذِّرهم ما حذرهم الله ويزهدهم فيها، فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فيها وتنافسوا عليها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال: تجدون الناس بعدي كإِبل مائة ليس فيها راحلة أَي أَن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإِبل، والراحلة هي البعير القوي على الأَسفار والأَحمال، النجيب التام الخَلْق الحسن المَنْظَر، قال: ويقع على الذكر والأُنثى والهاء فيه للمبالغة.
وأَبَلَت الإِبلُ والوحشُ تأْبِلُ وتأْبُلُ أَبْلاً وأُبولاً وأَبِلَتْ وتأَبّلتْ: جَزَأَتْ عن الماء بالرُّطْب؛ ومنه قول لبيد: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ، أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ (* قوله «وإذا حركت، البيت» أورده الجوهري بلفظ: وإذا حركت رجلي أرقلت بي تعدو عدو جون فد أبل) الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو عمرو: أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها، يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ يصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً؛ أَوابِلُ: جَزَأَتْ بالرُّطْب، وحُوشٌ: مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها.
وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء.
وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته وتأَبَّل: اجتَزأَ عنها، وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْيانِها وتأَبَّل.
وفي الحديث عن وهب: أَبَلَ آدمُ، عليه السلام، على ابنه المقتول كذا وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها، ويروى: لما قتل ابن آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده وتَوَحَّشَ عنها.
وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً: أَقامت؛ قال أَبو ذؤيب: بها أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما، فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها (* قوله «كلاهما» كذا بأصله، والذي في الصحاح بلفظ: كليهما.) استعاره هنا للظبية، وقيل: أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء.
وإِبل أَوابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة: كثيرة، وقيل: هي التي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً، وقيل: هي المتخذة للقِنْية، وفي حديث ضَوالِّ الإِبل: أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد، قال: إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ، فإِذا كانت للقِنْية قيل إِبل مُؤَبَّلة؛ أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يُتَعَرَّض إِليها؛ وأَما قول الحطيئة: عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ فإِنه ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر ويؤنث؛ أَنشد سيبوبه: أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وقد يكون أَنه أَراد الواحد، ولكن الجمع أَولى لقوله فالشَّوِيّ، والشَّوِيُّ اسم للجمع.
وإِبل أَوابِلُ: قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء.
والإِبِلُ الأُبَّلُ: المهملة؛ قال ذو الرُّمّة: وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهري: وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة، فإِن كانت لِلقِنْية فهي إِبل مُؤَبَّلة. الأَصمعي: قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها: أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف خُلِقت، بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم، ومن قرأَها بالتثقيل قال الإِبِلُ: السحابُ التي تحمل الماء للمطر.
وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل.
وأَبَلَت الإِبلُ: هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ اليابس بعد عام.
وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً: كَثُرَت.
وأَبَلَت تأْبِلُ: تأَبَّدَت.
وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً: غَلَب وامتنع؛ عن كراع، والمعروف أَبَّل. ابن الأَعرابي: الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير. ابن سيده: والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل والإِبل؛ قال: أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ ومُهْمَل وقيل: الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة، واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل، وذهب أَبو عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ. قال الجوهري: وقال بعضهم إِبِّيل، قال: ولم أَجد العرب تعرف له واحداً.
وفي التنزيل العزيز: وأَرسل عليهم طيراً أَبابيل، وقيل إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة، وقيل: إِبَّوْل وأَبابيل مثل عِجَّوْل وعَجاجيل، قال: ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على فِعِّيل لواحد أَبابيل، وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة. التهذيب أَيضاً: ولو قيل واحد الأَبابيل إيبالة كان صواباً كما قالوا دينار ودنانير، وقال الزجاج في قوله طير أَبابيل: جماعات من ههنا وجماعات من ههنا، وقيل: طير أَبابيل يتبع بعضها بعضاً إِبِّيلاً إِبِّيلاً أَي قَطيعاً خَلْفَ قطيع؛ قال الأَخفش: يقال جاءت إِبلك أَبابيل أَي فِرَقاً، وطير أَبابيل، قال: وهذا يجيء في معنى التكثير وهو من الجمع الذي لا واحد له؛ وفي نوادر الأَعراب: جاء فلان في أُبُلَّتِه وإِبالته أَي في قبيلته.
وأَبَّل الرجلَ: كأَبَّنه؛ عن ابن جني؛ اللحياني: أَبَّنْت الميت تأْبيناً وأَبَّلْته تأْبيلاً إذا أَثنيت عليه بعد وفاته.
والأَبِيلُ: العصا: والأَبِيل والأَبِيلةُ والإِبالة: الحُزْمةُ من الحَشيش والحطب. التهذيب: والإِيبالة الحزمة من الحطب.
ومَثَلٌ يضرب: ضِغْثٌ على إِيبالةٍ أَي زيادة على وِقْر. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول: ضِغْثٌ على إِبَّالة، غير ممدود ليس فيها ياء، وكذلك أَورده الجوهري أَيضاً أَي بلية على أُخرى كانت قبلها؛ قال الجوهري: ولا تقل إِيبالة لأَن الاسم إِذا كان على فِعَّالة، بالهاء، لا يبدل من أَحد حر في تضعيفه ياء مثل صِنَّارة ودِنَّامة، وإَنما يبدل إِذا كان بلا هاء مثل دينار وقيراط؛ وبعضهم يقول إِبَالة مخففاً، وينشد لأَسماء بن خارجة: ليَ، كُلَّ يومٍ من، ذُؤَالَة ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبَاله فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَيْسُ، من الهَبالَه والأَبِيلُ: رئيس النصارى، وقيل: هو الراهب، وقيل الراهب الرئيس، وقيل صاحب الناقوس، وهم الأَبيلون؛ قال ابن عبد الجن (* قوله «ابن عبد الجن» كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: عمرو ابن عبد الحق) : أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها، على قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر، عَنْدَما وما قَدَّسَ الرُّهْبانُ، في كلِّ هَيْكَلٍ، أَبِيلَ الأَبِيلِينَ، المَسِيحَ بْنَ مَرْيَما لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما قوله أَبيل الأَبيلين: أَضافه إِليهم على التسنيع لقدره، والتعظيم لخطره؛ ويروى: أَبِيلَ الأَبيليين عيسى بْنَ مريما على النسب، وكانوا يسمون عيسى، عليه السلام، أَبِيلَ الأَبيليين، وقيل: هو الشيخ، والجمع آبال؛ وهذه الأَبيات أَوردها الجوهري وقال فيها: على قنة العزى وبالنسر عَندما قال ابن بري: الأَلف واللام في النسر زائدتان لأَنه اسم علم. قال الله عز وجل: ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً؛ قال: ومثله قوله الشاعر: ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبر قال: وما، في قوله وما قدّس، مصدريةٌ أَي وتسبيح الرهبان أَبيلَ الأَبيليين.
والأَيْبُليُّ: الراهب، فإِما أَن يكون أَعجميّاً، وإِما أَن يكون قد غيرته ياء الإضافة، وإما أَن يكون من بابِ انْقَحْلٍ، وقد قال سيبوبه: ليس في الكلام فَيْعِل؛ وأَنشد الفارسي بيت الأَعشى: وما أَيْبُليٌ على هَيْكَلٍ بَناهُ، وصَلَّب فيه وَصارا ومنه الحديث: كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يسمى أَبِيلَ الأَبِيلِين؛ الأَبيل بوزن الأَمير: الراهب، سمي به لتأَبله عن النساء وترك غشْيانهن، والفعل منه أَبَلَ يأْبُلُ أَبَالة إِذا تَنَسَّك وتَرَهَّب. أَبو الهيثم: الأَيْبُليُّ والأَيْبُلُ صاحبُ الناقوس الذي يُنَقّسُ النصارى بناقوسه يدعوهم به إلى الصلاة؛ وأَنشد: وما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِيلُها وقيل: هو راهب النصارى؛ قال عدي بن زيد: إِنَّني والله، فاسْمَعْ حَلِفِي بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ وكانوا يعظمون الأَبيل فيحلفون به كما يحلفون بالله.
والأَبَلة، بالتحريك. الوَخامة والثِّقلُ من الطعام.
والأَبَلَةُ: العاهةُ.
وفي الحديث: لا تَبعِ الثمرة حتى تَأْمَنَ عليها الأَبلة؛ قال ابن الأَثير: الأُبْلةُ بوزن العُهْدة العاهة والآفة، رأَيت نسخة من نسخ النهاية وفيها حاشية قال: قول أَبي موسى الأُبلة بوزن العهدة وهم، وصوابه الأَبَلة، بفتح الهمزة والباء، كما جاء في أَحاديث أُخر.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: كلُّ مال أَديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ أَي ذهبت مضرّته وشره، ويروى وبَلَته؛ قال: الأَبَلةُ، بفتح الهمزة والباء، الثِّقَل والطَّلِبة، وقيل هو من الوبال، فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته في الرواية الثانية واواً، وإِن كان من الثاني فقد قلبت واوه في الرواية الأُولى همزة كقولهم أَحَدٌ وأَصله وَحَدٌ، وفي رواية أُخرى: كل مال زكي فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه أَي ثقله ووَخامته. أَبو مالك: إِن ذلك الأَمر ما عليك فيه أَبَلَةٌ ولا أَبْهٌ أَي لا عيب عليك فيه.
ويقال: إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلته أَي من تَبِعته ومذمته. ابن بزرج: ما لي إِليك أَبِلة أَي حاجة، بوزن عَبِلة، بكسر الباء.
وقوله في حديث الاستسقاء: فأَلَّفَ الله بين السحاب فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وابِلاً، وهو المطر الكثير القطر، والهمزة فيه بدل من الواو مثل أََكد ووكد، وقد جاء في بعض الروايات: فأَلف الله بين السحاب فَوَبَلَتْنا، جاء به على الأَصل.
والإِبْلة: العداوة؛ عن كراع. ابن بري: والأَبَلَةُ الحِقْد؛ قال الطِّرِمَّاح: وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد من أَبَلاتها، فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً على حِقْد قال: وقال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها.
والأُبُلَّةُ، بالضم والتشديد: تمر يُرَضُّ بين حجرين ويحلب عله لبن، وقيل: هي الفِدْرة من التمر؛ قال: فَيأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا، ويَأْبى الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ، إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم يُنْفِضِ قال ابن بري: والأُبُلَّة الأَخضر من حَمْل الأَراك، فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ.
ويقال: الآبِلة على فاعلة.
والأُبُلَّة: مكان بالبصرة، وهي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام، البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري، قيل: هو اسمٌ نَبَطِيّ. الجوهري: الأُبُلَّة مدينة إِلى جنب البصرة.
وأُبْلى: موضع ورد في الحديث، قال ابن الأَثير: وهو بوزن حبلى موضع بأَرض بني سُليم بين مكة والمدينة بعث إِليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوماً؛ وأَنشد ابن بري قال: قال زُنَيم بن حَرَجة في دريد: فَسائِلْ بَني دُهْمانَ: أَيُّ سَحابةٍ عَلاهُم بأُبْلى ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ؟ قال ابن سيده: وأَنشده أَبو بكر محمد بن السويّ السرّاج: سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ دونَه، وأَعلامُ أُبْلى كلُّها فالأَصالقُ ويروى: وأَعْلام أُبْل.
وقال أَبو حنيفة: رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مشهورة، وأَنشد: دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه برِحلَة أُبْلِيٍّ، وإِن كان نائياً وفي الحديث ذكر آبِل، وهو بالمد وكسر الباء، موضع له ذكر في جيش أُسامة يقال له آبل الزَّيْتِ.
وأُبَيْلى: اسم امرأَة؛ قال رؤبة: قالت أُبَيْلى لي: ولم أَسُبَّه، ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه

ظلل (لسان العرب) [0]


ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ، لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض الشعر ظَلَّ لَيْلَه، وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا، بالكسر، ظُلُولاً إِذا عَمِلْته بالنهار دون الليل؛ ومنه قوله تعالى: فَظَلْتم تَفَكَّهون، وهو من شَواذِّ التخفيف. الليث: يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً، ولا تقول العرب ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل، قال: ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران، فإِن أَهل الحجاز يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر الظُّلُول، والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ؛ قال تعالى: ظَلْتَ عليه . . . أكمل المادة عاكفاً، وقرئ ظِلْتَ، فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها، ومن قرأَ ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّل كسرة اللام على الظاء، ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت، قال: وهذا قول حُذَّاق النحويين؛ قال ابن سيده: قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت، وهذا النَّحْوُ شاذٌّ، قال: والأَصل فيه عربي كثير، قال: وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ وأَما ما أَنشده أَبو زيد لرجل من بني عقيل: أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً على طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قال ابن جني: قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم.
وظِلُّ النهارِ: لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ.
والظِّلُّ: نقيض الضَّحِّ، وبعضهم يجعل الظِّلَّ الفَيْء؛ قال رؤبة: كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ وفَيْء، وقيل: الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس، والفيء ما فاء بعد.
وقالوا: ظِلُّ الجَنَّة، ولا يقال فَيْؤها، لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء، إِنما هي أَبداً ظِلٌّ، ولذلك قال عز وجل: أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها؛ أَراد وظِلُّها دائم أَيضاً؛ وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ؛ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ، فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة الجعدي:فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم، وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال وقال كثير: لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها، وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها ويروى: لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها والظِّلَّة: الظِّلال.
والظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ وقال العباس بن عبد المطلب: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها.
والظِّلال: ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه.
وظِلُّ الليلِ: سَوادُه، يقال: أَتانا في ظِلِّ الليل؛ قال ذو الرُّمَّة: قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه، في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع، فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ.
والظُّلَّةُ أَيضاً (* قوله «والظلة أيضاً إلخ» هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي، وهي قوله: والظلة، بالضم، كهيئة الصفة، الى أن قال: والظلة أيضاً الى آخر ما هنا): أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبي زيد.
وقوله تعالى: يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين؛ قال أَبو الهيثم: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال: والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ، فما فاءت منه الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال، ثم يُدْعى فيئاً بعد الزوال إِلى الليل؛ وأَنشد: فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق قال: وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وقال غيره: يقال أَظَلَّ يومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ.
والعرب تقول: ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر، ولا أَدْفأَ من شَجَر، ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ؛ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه.
وظِلُّ الليل: جُنْحُه، وقيل: هو الليل نفسه، ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها.
وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها، واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرى بها.
وفي الحديث: إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها.
وفي قول العباس: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً في صُلْب آدم حيث كان في الجنة، وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى الأَرض، فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى.
وقوله عز وجل: ولله يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ والآصال؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وجاء في التفسير: أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله، وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير.
وفي حديث ابن عباس: الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله؛ قالوا: معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ.
ويقال للمَيِّت: قد ضَحَا ظِلُّه.
وقوله عز وجل: ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ؛ قال ثعلب: قيل الظِّلُّ هنا الجنة، والحَرور النار، قال: وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعينه، والحَرُور الحَرُّ بعينه.
واسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ.
واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مال إِليه وقَعَد فيه.
ومكان ظَلِيلٌ: ذو ظِلٍّ، وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه.
وقولهم: ظِلٌّ ظَلِيل يكون من هذا، وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر.
وفي التنزيل العزيز: ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً؛ وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل: هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيـ ـلِ، والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابن سيده: المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل، فوضع المصدر موضع الاسم.
وقوله عز وجل: وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ؛ قيل: سَخَّر اللهُ لهم السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المَنَّ والسَّلْوى، والاسم الظَّلالة. أَبو زيد: يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في أَوَّل ما جاء الشتاء.
وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة الحَرِّ؛ وأَنشد الأَصمعي: غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه، في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه (* قوله «غلسته إلخ» كذا في الأصل والاساس، وفي التكملة: تقدم العجز على الصدر).
وقولهم: مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة الذِّئب.
وظِلُّ الشيءِ: كِنُّه.
وظِلُّ السحاب: ما وَارَى الشمسَ منه، وظِلُّه سَوادُه.
والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب.
وكُلُّ شيء أَظَلَّك فهو ظُلَّة.
ويقال: ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل.
وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ.
وظِلُّ كلِّ شيء: شَخْصُه لمكان سواده.
وأَظَلَّني الشيءُ: غَشِيَني، والاسم منه الظِّلُّ؛ وبه فسر ثعلب قوله تعالى: إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب، قال: معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا.
والظُّلَّة: الغاشيةُ، والظُّلَّة: البُرْطُلَّة.
وفي التهذيب: والمِظَلَّة البُرْطُلَّة، قال: والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ، وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس.
والظُّلَّة: الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد، وهي كالصُّفَّة.
والظُّلَّة: الصَّيْحة.
والظُّلَّة، بالضم: كهيئة الصُّفَّة، وقرئ: في ظُلَلٍ على الأَرائك مُتَّكئون، وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة؛ والجمع ظُلَلٌ وظِلال.
والظُّلَّة: ما سَتَرك من فوق، وقيل في عذاب يوم (* قوله «وقيل في عذاب يوم إلخ» كذا في الأصل) الظُّلَّة، قيل: يوم الصُّفَّة، وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ عليهم وهَلَكوا تحتها.
وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة، وكذلك كل ما أَظَلَّك. الجوهري: عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ؛ وقوله عز وجل: لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم، وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ وأَطباق، فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا إِلى القَعْر.
وفي الحديث: أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل؛ قل: هي كُلُّ ما أَظَلَّك، واحدتها ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛ قال الكميت: فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها، إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل؟ وظِلالُ البحر: أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها، ومنه عذاب يوم الظُّلَّة، وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم.
وفي الحديث: رأَيت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ منها السَّمْنُ والعسلُ، ومنه: البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان؛ وقوله: وَيْحَكَ، يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ، وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ؟ قيل: يَعْني بُيوتَ السَّجْن.
والمِظَلَّة والمَظَلَّة: بيوت الأَخبية، وقيل: المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب، وهي كبيرة ذات رُواقٍ، وربما كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً، وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها. قال ابن الأَعرابي: وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت.
وقال ثعلب: المِظَلَّة من الشعر خاصة. ابن الأَعرابي: الخَيْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب، وأَما المَظَلَّة فمن ثياب؛ رواه بفتح الميم.
وقال أَبو زيد: من بيوت الأَعراب المَظَلَّة، وهي أَعظم ما يكون من بيوت الشعر، ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة، ثم الخِباء وهو أَصغر بيوت الشَّعَر.
والمِظَلَّة، بالكسر: البيت الكبير من الشَّعَر؛ قال: أَلْجَأَني اللَّيْلُ، وَرِيحٌ بَلَّه إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه، وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه وعَرْشٌ مُظَلَّل: من الظِّلِّ.
وقال أَبو مالك: المِظَلَّة والخباء يكون صغيراً وكبيراً؛ قال: ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم.
ومَظَلَّة ومِظَلَّة: دَوْحة (* قوله «ومظلة دوحة» كذا في الأصل والتهذيب).
ومن أَمثال العرب: عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها، وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم؛ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي: ولَيْلٍ، كأَنَّ أَفانِينَه صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام، فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء؛ ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده سيبويه لعِمْران بن حِطَّان: قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً، لا يُرَوَّعُني فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه.
وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ.
واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه.
وفي التنزيل العزيز: وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ.
والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ؛ يقال: أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه من قُرْبه.
وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك.
وأَظَلَّك فلان: دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه، ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ.
وفي الحديث: أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال: أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه.
وفي حديث كعب ابن مالك: فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي.
وفي الحديث: الجنَّةُ تحت ظِلالِ السيوف؛ هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه.
والظِّلُّ: الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان، وقيل: هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال، وما كان بعده فهو الفيء.
وفي الحديث: سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته.
وفي الحديث الآخر: السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس، قال: وقد يُكْنى بالظِّلِّ عن الكَنَف والناحية.
وأَظَلَّك الشيء: دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه من قربه.
والظِّلُّ: الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى، وفي التهذيب: شِبْه الخيال من الجِنِّ، ويقال: لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك.
ومُلاعِب ظِلَّه: طائرٌ سمي بذلك.
وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ ظِلِّهن، كل هذ في لغة، فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ وقول عنترة: ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه، حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل أَراد: وأَظَلُّ عليه.
وقولهم في المثل: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّه؛ معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله. الأَزهري: وفي أَمثال العرب: تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه؛ يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من شيء لا يعود إِليه أَبداً، وذلك إِذا نَفَر، والأَصل في ذلك أَن الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه، فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه، ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود إِليه. الأَزهري: ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه، وذلك إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه.
ويقال: أَتيته حين يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه من شدة الحر.
ويقال: انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ؛ قال الراجز: قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها، وذابَت الشَّمْس على قِلالها وقال آخر في مثله: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا والظِّلُّ: العِزُّ والمَنَعة.
ويقال: فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه وكَنَفه.
وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه.
واسْتَظَلَّ الكَرْمُ: التَفَّتْ نَوامِيه.
وأَظَلُّ الإِنسان: بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ، وهو من الإِبل باطن المَنْسِم؛ هكذا عَبَّروا عنه ببطون؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع؛ وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير: دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ، وليس في لحم البعير مُضْغة أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه.
وقال أَبو عبيد في باب سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه: قال أَبو عبيدة إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إِن يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي؛ يقول: إِنه في مثل حالك؛ قال لبيد: بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ قال: والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان.
ويقال للدم الذي في الجوف مُسْتَظِلُّ أَيضاً؛ ومنه قوله: مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ ويقال: اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت؛ قال ذو الرمة: على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ، شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها ومنه قول الراجز: كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر قال بعضهم: أَراد الوَقاحة، وقيل: إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه. غيره: الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير؛ قال العَجَّاج: تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل، مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِنْ ضَنِنُوا والجمع الظُّلُّ، عاملوا الوصف (* قوله «عاملوا الوصف» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: عاملوه معاملة الوصف) أَو جمعوه جمعاً شاذّاً؛ قال ابن سيده: وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة.
وقولهم في المثل: لَكِنْ على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل؛ قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم.
والظَّلِيلة: مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي.
والظَّلِيلة: الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات، وفي التهذيب: الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ قليلٍ في مَسِيل ونحوه، والجمع الظَّلائل، وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها؛ قال رؤبة: غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا (* قوله «غادرهن السيل» صدره كما في التكملة: بخصرات تنقع الغلائلا). ابن الأَعرابي: الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة.
والظِّلُّ: اسم فَرَس مَسْلمة بن عبد المَلِك.
وظَلِيلاء: موضع، والله أَعلم.

قرر (لسان العرب) [0]


القُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: القُرُّ في الشتاء والبرد في الشتاء والصيف، يقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ.
والقِرَّةُ: ما أَصاب الإِنسانَ وغيره من القُرِّ.
والقِرَّةُ أَيضاً: البرد. يقال: أَشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ، وربما قالوا: أَجِدُ حِرَّةً على قِرَّةٍ، ويقال أَيضاً: ذهبت قِرَّتُها أَي الوقتُ الذي يأْتي فيه المرض، والهاء للعلة، ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ، وجعلوا الحارّ الشديدَ من قولهم اسْتَنحَرَّ القتلُ أَي اشتدّ، وقالوا: أَسْخَنَ اللهُ عينه والقَرُّ: اليوم البارد.
وكلُّ باردٍ: قَرُّ. ابن السكيت: القَرُورُ الماء البارد يغسل به. يقال: قد اقْتَرَرْتُ به وهو البَرُودُ، وقرَّ يومنا، من القُرّ.
وقُرَّ . . . أكمل المادة الرجلُ: أَصابه القُرُّ.
وأَقَرَّه اللهُ: من القُرِّ، فهو مَقْرُورٌ على غير قياس كأَنه بني على قُرٍّ، ولا يقال قَرَّه.
وأَقَرَّ القومُ: دخلوا في القُرِّ.
ويوم مقرورٌ وقَرٌّ وقارٌّ: بارد.
وليلة قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي باردة؛ وقد قَرَّتْ تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا.
وليلة ذاتُ قَرَّةٍ أَي ليلة ذات برد؛ وأَصابنا قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وطعام قارٌّ.
وروي عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدري: بلغني أَنك تُفْتي، وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها؛ قال شمر: معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّى خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها من تولى هَيِّنَتها، جعل الحرّ كناية عن الشر، والشدّةَ والبردَ كناية عن الخير والهَيْنِ.
والقارُّ: فاعل من القُرِّ البرد؛ ومنه قول الحسن بن علي في جَلْدِ الوليد بن عُقْبة: وَلِّ حارَّها من تولَّى قارَّها، وامتنعَ من جَلْدِه. ابن الأَعرابي: يوم قَرٌّ ولا أَقول قارٌّ ولا أَقول يوم حَرٌّ.
وقال: تَحَرَّقت الأَرضُ واليوم قَرٌّ.
وقيل لرجل: ما نَثَرَ أَسنانَك؟ فقال: أَكلُ الحارّ وشُرْبُ القارِّ.
وفي حديث أُم زَرْعٍ: لا حَرٌّ ولا قُرٌّ؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو حر ولا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر والبرد الكناية عن الأَذى، فالحرّ عن قليله والبرد عن كثيره؛ ومنه حديث حُذَيفة في غزوة الخَنْدَق: فلما أَخبرتُه خَبَرَ القوم وقَرَرْتُ قَرِرْتُ، أَي لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ البرد.
وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر:لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ قُرِّيٍّ؛ قال ابن الأَثير: سئل شمر عن هذا فقال: لا أَعرفه إِلا أَن يكون من القُرِّ البرد.
وقال اللحياني: قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لغة قليلة.والقُرارة: ما بقي في القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها.
وقَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا تحترق.
والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كلّه: اسم ذلك الماء.
وكلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ محترق أَو سمن أَو غيره: قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بضم القاف والراء، وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بها. يقال: قد اقْتَرَّتِ القِدْرُ وقد قَرَرْتُها إِذا طبخت فيها حتى يَلْصَقَ بأَسفلها، وأَقْرَرْتها إِذا نزعت ما فيها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبي زيد.
والقَرُّ: صبُّ الماء دَفْعَة واحدة.
وتَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ بولها على أَرجلها.
وتَقَرَّرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها.
والاقْتِرار: أَي تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عليها الشحمُ فتبول في رجليها من خُثُورة بولها.
ويقال: تَقَرَّرت الإِبل في أَسْؤُقها، وقَرّت تَقِرُّ: نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حتى إِذا قَرَّتْ ولمّا تَقْرِرِ، وجَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ ويروى أَجِنَّةً.
وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ.
وآجنة: متغيرة، ومن رواه أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، على التشبيه بأَجنَّة الحوامل.
وقَرَّرت الناقةُ ببولها تَقْريراً إِذا رمت به قُرَّةً بعد قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بعد دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز: يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ، في مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ قرراً بعد قرر أَي حُسْوَة بعد حُسْوَة ونَشْقَةً بعد نَشْقة. ابن الأَعرابي: إِذا لَقِحَت الناقة فهي مُقِرٌّ وقارِحٌ، وقيل: إِن الاقْترارَ السِّمنُ، تقول: اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية: به أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كلاهما، فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقترارُها نسؤها: بَدْءُ سمنها، وذلك إِنما يكون في أَوّل الربيع إِذا أَكلت الرُّطْبَ، واقترارُها: نهاية سمنها، وذلك إِنما يكون إِذا أَكلت اليبيس وبُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ عليها الشحم.
وقَرَّ الكلامَ والحديث في أُذنه يَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه وصَبَّه فيها، وقيل هو إِذا سارَّه. ابن الأَعرابي: القَرُّ تَرْدِيدُك الكلام في أُذن الأَبكم حتى يفهمه. شمر: قَرَرْتُ الكلامَ في أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، وهو أَن تضع فاك على أُذنه فتجهر بكلامك كما يُفعل بالأَصم، والأَمر: قُرَّ.
ويقال: أَقْرَرْتُ الكلامَ لفلان إِقراراً أَي بينته حتى عرفه.
وفي حديث استراق السمع: يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي بها إِلى الكاهن فَيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها، وفي رواية: فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَرُّ: ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه.
وقَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، ويروى: كقَزِّ الزجاجة، بالزاي، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: تنزل الملائكة في العَنانِ وهي السحابُ فيتحدثون ما علموا به مما لم ينزل من الأَمر، فيأْتي الشيطان فيستمع فيسمع الكلمة فيأْتي بها إِلى الكاهن فيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها مائة كِذْبةٍ.
والقَرُّ: الفَرُّوج.
واقْتَرَّ بالماء البارد: اغتسل.
والقَرُورُ: الماء البارد يُغْتَسل به.
واقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغتسلت به.
وقَرَّ عليه الماءَ يَقُرُّه: صبه.
والقَرُّ: مصدر قَرَّ عليه دَلْوَ ماء يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ على رأْسه دلواً من ماء بارد أَي صببته.
والقُرّ، بالضم: القَرار في المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بالفتح، أَقِرُّ قراراً وقُروراً، وقَرَّ بالمكان يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قال ابن سيده: أَعني أَن فَعَلَ يَفْعِلُ ههنا أَكثر من فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شاذة؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ واقْتَرَّه فيه وعليه وقَرَّره وأَقَرَّه في مكانه فاستقرَّ.
وفلان ما يَتَقارُّ في مكانه أَي ما يستقرّ.
وفي حديث أَبي موسى: أُقِرَّت الصلاة بالبر والزكاة؟، وروي: قَرَّتْ أَي اسْتَقَرَّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أَن الصلاة مقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأَنها مقرونة بالزكاة في القرآن مذكورة معها.
وفي حديث أَبي ذر: فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لم أَلْبَثْ، وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء في الراء.
وفي حديث نائل مولى عثمان: قلنا لرَباح ابن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ أَي أَهل الحَضَر المستقرِّين في منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذين لا يزالون متنقلين. الليث: أَقْرَرْتُ الشيء في مَقَرِّه ليَقِرّ.
وفلان قارٌّ: ساكنٌ، وما يَتَقَارُّ في مكانه.
وقوله تعالى: ولكم في الأَرض مُسْتَقَرّ؛ أَي قَرار وثبوت.
وقوله تعالى: لكل نَبَإِ مُسْتَقَرّ؛ أَي لكل ما أُنبأْتكم عن الله عز وجل غاية ونهاية ترونه في الدنيا والآخرة.
والشمسُ تجري لمُسْتَقَرٍّ لها؛ أَي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاًّ وقيل لأَجَلٍ قُدِّر لها.
وقوله تعالى: وقَرْنَ وقِرْنَ، هو كقولك ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ على أَقْرَرْنَ كظَلْنَ على أَظْلَلْنَ وقِرنَ على أَقْرَرنَ كظِلْنَ على أَظْلَلنَ.
وقال الفراء: قِرْنَ في بيوتكنَّ؛ هو من الوَقار.
وقرأَ عاصم وأَهل المدينة: وقَرْن في بيوتكن؛ قال ولا يكون ذلك من الوَقار ولكن يُرَى أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَرْنَ في بيوتكن، فحذف الراء الأُولى وحُوّلت فتحتها في القاف، كما قالوا: هل أَحَسْتَ صاحِبَك، وكما يقال فَظِلْتم، يريد فَظَلِلْتُمْ؛ قال: ومن العرب من يقول: واقْرِرْنَ في بيوتكن، فإِن قال قائل: وقِرْن، يريد واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلى القاف، كان وجهاً؛ قال: ولم نجد ذلك في الوجهين مستعملاً في كلام العرب إِلا في فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما في الأَمر والنهي والمستقبل فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام في النسوة ساكنة في فَعَلْن ويَفْعَلن فجاز ذلك؛ قال: وقد قال أَعرابي من بني نُمَيْر: يَنْحِطْنَ من الجبل، يريد ينْحَطِطْنَ، فهذا يُقَوِّي ذلك.
وقال أَبو الهيثم: وقِرْنَ في بيوتكن، عندي من القَرارِ، وكذلك من قرأَ: وقَرْنَ، فهو من القَرارِ، وقال: قَرَرْتُ بالمكان أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ.
وقارّه مُقارَّةً أَي قَرّ معه وسَكَنَ.
وفي حديث ابن مسعود: قارُّوا الصلاةَ،هو من القَرارِ لا من الوَقارِ، ومعناه السكون، أَي اسكنوا فيها ولا تتحرّكوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ، من القَرارِ.
وتَقْرِيرُ الإِنسان بالشيء: جعلُه في قَراره؛ وقَرَّرْتُ عنده الخبر حتى اسْتَقَرَّ.والقَرُور من النساء: التي تَقَِرّ لما يُصْنَعُ بها لا تَرُدّ المُقَبِّلَ والمُراوِِدَ؛ عن اللحياني، كأَنها تَقِرُّ وتسكن ولا تَنْفِرُ من الرِّيبَة.
والقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وقيل: المستوي الأَملس الذي لا شيء فيه.والقَرارة والقَرارُ: ما قَرَّ فيه الماء.
والقَرارُ والقَرارةُ من الأَرض: المطمئن المستقرّ، وقيل: هو القاعُ المستدير، وقال أَبو حنيفة: القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه، قال: وهي من مكارم الأَرض إِذا كانت سُهولةٌ.
وفي حديث ابن عباس وذكر علّياً فقال: عِلْمِي إِلى علمه كالقَرارة في المُثْعَنْجَرِ؛ القَرارةُ المطمئن من الأَرض وما يستقرّ فيه ماء المطر، وجمعها القَرارُ.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: ولحقت طائفةٌ بقَرارِ الأَودية.
وفي حديث الزكاة: بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوي.
وفي حديث عمر: كنت زَميلَه في غَزْوة قَرقَرةِِ الكُدْرِ؛ هي غزوة معروفة، والكُدْرُ: ماء لبني سليم: والقَرْقَرُ: الأَرض المستوية، وقيل: إِن أَصل الكُدْرِ طير غُبْرٌ سمي الموضعُ أَو الماء بها؛ وقول أَبي ذؤيب: بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ قال الأَصمعي: القَرارُ ههنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سيده: وإِنما حمل الأَصمعي على هذا قولُه قِيعان ليضيف الجمع إِلى الجمع، أَلا ترى أَن قراراً ههنا لو كان واحداً فيكون من باب سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مفرداً إِلى جمعف وهذا فيه ضرب من التناكر والتنافر. ابن شميل: بُطونُ الأَرض قَرارُها لأَن الماء يستقرّ فيها.
ويقال: القَرار مُسْتَقَرُّ الماء في الروضة. ابن الأَعرابي: المَقَرَّةُ الحوض الكبير يجمع فيه الماء، والقَرارة القاعُ المستدير، والقَرْقَرة الأَرض الملساء ليست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت غلب عليها اسم التذكير فقالوا قَرْقَرٌ؛ وقال عبيد: تُرْخِي مَرابِعَها في قَرْقَرٍ ضاحِي قال: والقَرَِقُ مثل القَرْقَرِ سواء.
وقال ابن أَحمر: القَرْقَرة وسطُ القاع ووسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فيه ولا دَفَّ ولا حجارة، إِنما هي طين ليست بجبل ولا قُفٍّ، وعَرْضُها نحو من عشرة أَذراع أَو أَقل، وكذلك طولها؛ وقوله عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ هو المكان المطمئن الذي يستقرّ فيه الماء.
ويقال للروضة المنخفضة: القَرارة.
وصار الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه: تَناهَى وثبت.
وقولهم عند شدّة تصيبهم: صابتْ بقُرٍّ أَي صارت الشدّةُ إِلى قَرارها، وربما قالوا: وَقَعَت بقُرٍّ، وقال ثعلب: معناه وقعت في الموضع الذي ينبغي. أَبو عبيد في باب الشدّة: صابتْ بقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال: وإِنما هو مَثَل. الأَصمعي: وقع الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛ وأَنشد:لعَمْرُكَ، ما قَلْبي على أَهله بحُرّ، ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فيأْتيَني بقُرّْ أَي بمُسْتَقَرّه؛ وقال عَدِيُّ بنُ زيد: تُرَجِّيها، وقد وقَعَتْ بقُرٍّ، كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ ويقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك ما كان مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ: كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه، من قُرَّةِ العَْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ أَي كأَنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ فهما مسروران به؛ قال المنذريّ: فعُرِضَ هذا القولُ على ثعلب فقال هذا الكلام أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بالنظر إِلى ما يحب.
ويقال للرجل: قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ. قال ابن سيده: وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هذه أَعلى عن ثعلب، أَعني فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقال: هي مصدر، وقُرُوراً، وهي ضدُّ سَخِنتْ، قال: ولذلك اختار بعضهم أَن يكون قَرَّت فَعِلَت ليجيء بها على بناء ضدّها، قال: واختلفوا في اشتقاق ذلك فقال بعضهم: معناه بَرَدَتْ وانقطع بكاؤها واستحرارُها بالدمع فإِن للسرور دَمْعَةً باردةً وللحزن دمعة حارة، وقيل: هو من القَرارِ، أَي رأَت ما كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ ونامت.
وأَقَرَّ اللهُ عينَه وبعينه، وقيل: أَعطاه حتى تَقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلى من هو فوقه، ويقال: حتى تَبْرُدَ ولا تَسْخَنَ، وقال بعضهم: قَرَّت عينُه مأْخوذ من القَرُور، وهو الدمع البارد يخرج مع الفرح، وقيل: هو من القَرارِ، وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة.
وأَقَرَّ الله عينه: مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، وقيل: أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول واختاره، وقال أَبو طالب: أَقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد: أَقَرَّ به مواليك العُيونا أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا.
وقوله تعالى: فكلي واشربي وقَرِّي عَيناً؛ قال الفراء: جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال: وإِنما نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير.
وعين قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: ما قَرَّت به.
والقُرَّةُ: كل شيء قَرَّت به عينك، والقُرَّةُ: مصدر قَرَّت العين قُرَّةً.
وفي التنزيل العزيز: فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ؛ وقرأَ أَبو هريرة: من قُرَّاتِ أَعْيُن، ورواه عن النبي،صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الاستسقاء: لو رآك لقَرَّتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال: وحقيقته أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة، وقيل: أَقَرَّ الله عينك أَي بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حتى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ إِلى غيره؛ ورجل قَرِيرُ العين وقَرِرْتُ به عيناً فأَنا أَقَرُّ وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ في الموضع مثلها.
ويومُ القَرِّ: اليوم الذي يلي عيد النحر لأَن الناس يَقِرُّونَ في منازلهم، وقيل: لأَنهم يَقِرُّون بمنًى؛ عن كراع، أَي يسكنون ويقيمون.
وفي الحديث: أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم القَرِّ؛ قال أَبو عبيد: أَراد بيوم القَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنًى فسمي يومَ القَرِّ؛ ومنه حديث عثمان: أَقِرُّوا الأَنفس حتى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا الذبائح حتى تُفارقها أَرواحها ولا تُعْجِلُوا سَلْخها وتقطيعها.
وفي حديث البُراق: أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ وأَقَرَّ أَي سكن وانقاد.
ومَقَرُّ الرحم: آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل منه.
وقوله تعالى: فمستقرٌّ ومستودع؛ أَي فلكم في الأَرحام مستقر ولكم في الأَصلاب مستودع، وقرئ: فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ أَي مستقرّ في الرحم، وقيل: مستقرّ في الدنيا موجود، ومستودعَ في الأَصلاب لم يخلق بَعْدُ؛ وقال الليث: المستقر ما ولد من الخلق وظهر على الأَرض، والمستودَع ما في الأَرحام، وقيل: مستقرّها في الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفى في حرف العين، إِن شاءَ الله تعالى، وقيل: مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومستودَع في الثَّرَى.
والقارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة وتكني عنها بها.والقارُورُ: ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل: لا يكون إِلا من الزجاج خاصة.
وقوله تعالى: قَوارِيرَ قواريرَ من فضة؛ قال بعض أَهل العلم: معناه أَوانيَ زُجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير. قال ابن سيده: وهذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف في قوارير الأَخيرة فإِنه زاد الأَلف لتَعْدِلَ رؤوس الآي.
والقارورة: حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة: قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا ابن الأَعرابي: القَوارِيرُ شجر يشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ والموائد.
وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال لأَنْجَشةَ وهو يَحْدُو بالنساء: رِفْقاً بالقَوارير؛ أَراد،صلى الله عليه وسلم، بالقوارير النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمَنْ أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل، وقيل: أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت في المشي واشتدت فأَزعجت الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء يضعفن عن شدة الحركة.
وواحدةُ القوارير: قارورةٌ، سميت بها لاستقرار الشراب فيها.
وفي حديث عليّ: ما أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عملي إِلا هذه القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ الدِّهْقانُ؛ هي تصغير قارورة.
وروي عن الحُطَيْئة أَنه نزل بقوم من العرب في أَهله فسمع شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فقال: أَغْنُوا أَغانيَّ شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزنا.
وسمع سليمانُ ابن عبد الملك غِناءَ راكب ليلاً، وهو في مِضْرَبٍ له، فبعث إِليه من يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى وقال: ما تسمع أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قال: وما شَبَّهْتُه إِلا بالفحل يُرْسَلُ في الإِبل يُهَدِّرُ فيهن فيَضْبَعُهنّ.
والاقْترارُ: تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُّطْبِ، وذلك إِذا هاجت الأَرض ويَبِستْ مُتونُها.
والاقترارُ: استقرارُ ماء الفحل في رحم الناقة؛ قال أَبو ذؤيب: فقد مار فيها نسؤها واقترارها قال ابن سيده: ولا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن يكون مصدراً وإِلا فهو غريب ظريف، وإِنما عبر بذلك عنه أَبو عبيد ولم يكن له بمثل هذا علم، والصحيح أَن الاقترار تَتَبُّعُها في بطون الأَوْدِية النباتَ الذي لم تصبه الشمس.
والاقترارُ: الشِّبَعُ.
وأَقَرَّت الناقةُ: ثبت حملها.
واقْتَرَّ ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ. أَبو زيد: اقترارُ ماء الفحل في الرحم أَن تبولَ في رجليها، وذلك من خُثورة البول بما جرى في لحمها. تقول: قد اقْتَرَّت، وقد اقْتَرَّ المالُ إثذا شَبِعَ. يقال ذلك في الناس وغيرهم.
وناقة مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته في رحمها ولم تُلْقِه.
والإِقرارُ: الإِذعانُ للحق والاعترافُ به. أَقَرَّ بالحق أَي اعترف به.
وقد قَرَّرَه عليه وقَرَّره بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ.
والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ وقال امرؤ القيس: فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني وقيل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء.
والقَرارُ: الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَسْرَعْت في قَرارِ، كأَنما ضِرارِي أَرَدْتِ يا جَعارِ وخصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ.
وقال الأَصمعي: القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ، وهو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه. الأَصمعي: القَرار النَّقَدُ من الشاء وهي صغارٌ، وأَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ وأَنشد لعلقمة بن عبدة: والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ به، على نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ أَي يقل عند ذا ويكثر عند ذا.
والقُرَرُ: الحَسا، واحدتها قُرَّة؛ حكاها أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري أَيَّ الحَسا عنى أَحَسَا الماء أَم غيره من الشراب.
وطَوَى الثَّوْبَ على قَرِّه: كقولك على غَرّه أَي على كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثوب.
والمَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ،وبه قبر غالب أَبي الفرزدق وقبر امرأَة جرير؛ قال الراعي: فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وهنّ خُوصٌ، على رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا وقيل: المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ.
وقال خالدُ بن جَبَلَة: زعم النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جبل لبني تميم.
وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً: قَطَعتْ صوتَها وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين.
والقِرِّيَّة: الحَوْصلة مثل الجِرِّيَّة.
والقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قال ابن أَحمر: كالقَرِّ بين قَوادِمٍ زُعْرِ قال ابن بري: هذا العَجُزُ مُغَيَّر، قال: وصواب إِنشاد البيت على ما روته الرواة في شعره: حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ فَيَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً، ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ قال هذا يصف ظليماً.
وبنو غزوان: حيّ من الجن، يريد أَن جُؤْجُؤَ هذا الظليم أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ: القليلة الشعر.
ودَفَّاه: جناحاه، والهاء في له ضمير البيض، أَي يجعل جناجيه حرساً لبيضه ويضمه إِلى نحره، وهو معنى قوله يلجئه إِلى النحر.
وقُرَّى وقُرَّانُ: موضعان.
والقَرْقَرة: الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ.
والقَرْقَرة: الهدير، والجمع القَراقِرُ.
والقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دعاء الشاء والحمير؛ قال شِظَاظٌ: رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد القَرْقَره أَي سبيتها فحوّلتها إِلى ما لم تعرفه.
وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة: هَدَر، وذلك إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، والاسم القَرْقارُ. يقال: بعير قَرْقارُ الهَدِير صافي الصوت في هَديرِه؛ قال حُمَيدٌ: جاءت بها الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها سُدًى، بين قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما وقولهم: قَرْقارِ، بُنِيَ على الكسر وهو معدول، قال: ولم يسمع العدل من الرباعي إِلا في عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِيُّ: حتى إِذا كان على مَطارِ يُمناه، واليُسْرى على الثَّرْثارِ قالت له ريحُ الصَّبا: قَرْقارِ، واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ يريد: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السحاب بذلك.
ومَطارِ والثَّرْثارُ: موضعان؛ يقول: حتى إِذا صار يُمْنى السحاب على مَطارِ ويُسْراه على الثَّرْثارِ قالت له ريح الصَّبا: صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت الرعد، وهو قَرْقَرَته، والمعنى ضربته ريح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها قالت له وإِن كانت لا تقول.
وقوله: واختلط المعروف بالإِنكار أَي اختلط ما عرف من الدار بما أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم يعرف منها المكان المعروف من غيره.
والقَرْقَرة: نوع من الضحك، وجعلوا حكاية صوت الريح قَرْقاراً.
وفي الحديث: لا بأْس بالتبسم ما لم يُقَرْقِرْ؛ القَرْقَرة: الضحك لعالي.
والقَرْقَرة: لقب سعد الذي كان يضحك منه النعمان بن المنذر.
والقَرْقَرة: من أَصوات الحمام، وقد قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قال ابن جني: القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جعله رُباعيّاً، والقَرْقارَة: إِناء، سيت بذلك لقَرْقَرَتها.
وقَرْقَرَ الشرابُ في حلقه: صَوَّت.
وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قال شمر: القَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، والقَرْقَرة نحو القَهْقهة، والقَرْقَرة قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، والقَرْقَر قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، وهو القَرْقَرِيرُ.
ورجل قُرارِيٌّ: جَهيرُ الصوت؛ وأَنشد: قد كان هَدَّاراً قُراقِرِيَّا والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ: الحَسَنُ الصوت؛ قال: فيها عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر ومنه: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جيد الصوت من القَرْقَرة؛ قال الراجز: أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا، من بعدِ ما كان قُراقِرِيّا، فمن يُنادي بعدَك المَطِيّاف والقُراقِرُ: فرس عامر بن قيس؛ قال: وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا والقَرارِيُّ: الحَضَريّ الذي لا يَنْتَجِعُ يكون من أَهل الأَمصار، وقيل: إِن كل صانع عند العرب قَرارِيّ.
والقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قال الأَعشى: يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ قال: يريد الخَيَّاطَ؛ وقد جعله الراعي قَصَّاباً فقال: ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه، كما سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا ابن الأَعرابي: يقال للخياط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وهو البَيطَرُ والشَّاصِرُ.
والقُرْقُورُ: ضرب من السفن، وقيل: هي السفينة العظيمة أَو الطويلة، والقُرْقُورُ من أَطول السفن، وجمعه قَراقير؛ ومنه قول النابغة: قَراقِيرُ النَّبيطِ على التِّلالِ وفي حديث صاحب الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه في قُرْقُورٍ؛ قال: هو السفينة العظيمة.
وفي الحديث: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب شهداءُ البحر في قَراقيرَ من دُرّ.
وفي حديث موسى، عليه السلام: رَكِبُوا القَراقِيرَ حتى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسى.
وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ: مواضع كلها بأَعيانها معروفة.
وقُرَّانُ: قرية باليمامة ذات نخل وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قال علقمة:سُلاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها ذُو فِيئَةٍ، من نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ ابن سيده: قُراقِرُ وقَرْقَرى، على فَعْلَلى، موضعان، وقيل: قُراقِرُ، على فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعينه، ومنه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال الشاعر:وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ، مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ قال ابن بري: البيت للأَعشى، وصواب إِنشاده: هُمُ ضربوا؛ وقبله: فِدًى لبني دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي، وراكبُها يومَ اللقاء، وقَلَّتِ قال: هذا يذكِّر فعل بني ذهل يوم ذي قار وجعل النصر لهم خاصة دون بني بكر بن وائل.
والهامُرْزُ: رجل من العجم، وهو قائد من قُوَّاد كِسْرى.
وقُراقِرُ: خلف البصرة ودون الكوفة قريب من ذي قار، والضمير في قلت يعود على الفدية أَي قَلَّ لهم أَن أَفديهم بنفسي وناقتي.
وفي الحديث ذكر قُراقِرَ، بضم القاف الأُولى، وهي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد، وهي بفتح القاف، موضع من أَعراض المدينة لآل الحسن بن عليّ، عليهما السلام.
والقَرْقَرُ: الظهر.
وفي الحديث: ركب أَتاناً عليها قَرْصَف لم يبق منه إِلا قَرْقَرُها أَي ظهرها.
والقَرْقَرَةُ: جلدة الوجه.
وفي الحديث: فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ منه سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وجهه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروي. قَرقَرَةُ وجهه أَي جلدته.
والقَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، وقيل: إِنما هي رَقْرَقَةُ وجهه، وهو ما تَرَقْرَقَ من محاسنه.
ويروى: فَرْوَةُ وجهه، بالفاء؛ وقال الزمخشري: أَراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل للصحراء البارزة: قَرْقَرٌ.
والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ: أَرض مطمئنة لينة.والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قال لبيد: وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ، يَعْدُو عليها، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ الجَوارِنُ: الدروع. ابن السكيت: فلان يأْتي فلاناً القَرَّتين أَي يأْتيه بالغداة والعَشِيّ.
وأَيوب بن القِرِّيَّةِ: أَحدُ الفصحاء.
والقُرَّةُ: الضِّفْدَعَة وقُرَّانُ: اسم رجل.
وقُرَّانُ في شعر أَبي ذؤيب: اسم وادٍ. ابن الأَعرابي: القُرَيْرَةُ تصغير القُرَّة، وهي ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة الغنائم فتنحر وتُصْلَح ويأْكلها الناس يقال لها قُرَّة العين. يقال ابن الكلبي: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وذلك أَن أَهل اليمن كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًى وَضَع كلُّ رجل على رأْسه قُبْضَةَ دقيق فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق ويجعلون ذلك الدقيق صدقة فكان ناس من أَسد وقيس يأْخذون ذلك الشعر بدقيقة فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛ وأَنشد لمعاوية بن أَبي معاوية الجَرْمي: أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ، مع الشَّعْرِ، في قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ إِذا قُرَّةٌ جاءت يقولُ: أُصِبْ بها سِوى القَمْلِ، إِني من هَوازِنَ ضارِعُ التهذيب: الليث: العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما قالوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، ورجل رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وفلان دَخيلُ فلان ودُخْلُله، والياء في رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛ وأَنشد يصف إِبلاً وشُرْبَها: كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قال: قِرِرْ فأَظهر حرفي التضعيف، فإِذا صَرَّفوا ذلك في الفعل قالوا: قَرْقَرَ فيظهرون حرف المضاعف لظهور الراءين في قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ يَصِرُّ صَرِيراً، وإِذا خفف الراء وأَظهر الحرفين جميعاً تحوّل الصوت من المد إِلى الترجيع فضوعف، لأَن الترجيع يُضاعَفُ كله في تصريف الفعل إِذا رجع الصائت، قالوا: صَرْصَر وصَلْصَل، على توهم المدّ في حال، والترجيع في حال. التهذيب: واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق المصدر.
ويقال للسفينة: القُرْقُور والصُّرْصُور.