المصادر:  


زيل (لسان العرب) [50]


زِلْتُ الشيءَ من مكانه أَزِيلُه زَيْلاً: لغة في أَزَلْته؛ قاله الجوهري، قال ابن بري: صوابه زِلْتُه زَيْلاً أَي أَزَلْته.
وزِلْتُه زَيْلاً أَي مِزْتُه. ابن سيده وغيره: زَالَ الشيءَ زَيْلاً وأَزَاله إِزَالةً وإِزَالاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وزَيَّلَه فتَزَيَّل، كل ذلك: فَرَّقَه فتفَرَّق.
وفي التنزيل العزيز: فزَيَّلْنا بَيْنَهم؛ وهو فَعَّلْت لأَنك تقول في مصدره تَزْيِيلاً، قال: ولو كان فَيْعَلْت لقلت زَيَّلَةً.
وقال مُرَّة: أَزَلْت الضأْنَ من المَعَز والبِيضَ من السُّود إِزَالاً وإِزَالَةً، وكذلك زِلْتُها أَزِيلُها زَيْلاً أَي مَيَّزْت. قال الأَزهري: أَمَّا زَالَ يَزِيلُ فإِن الفراء قال في قوله تعالى: فزَيَّلْنا بينهم، قال: ليست من زُلْت وإِنما هي من زِلْتُ الشيءَ فأَنا أَزِيلُه . . . أكمل المادة إِذا فَرَّقْتَ ذا من ذا وأَبَنْتَ ذا من ذا، وقال فزَيَّلْنا لكثرة الفعل، ولو قَلَّ لقلت زِلْ ذا من ذا كقولك مِزْ ذا من ذا، قال: وقرأَ بعضهم فزَايَلْنا بينهم، وهو مثل قولك لا تُصَعِّر ولا تُصَاعِرْ وعاقَدَ وعَقَّد.
وقال تعالى: لو تَزَيَّلوا لعَذَّبنا الذين كفروا؛ يقول لو تَمَيَّزوا؛ وأَنشد أَبو الهيثم للكميت: أَرادوا أَن تُزايِلَ خَالقاتٌ أَدِيمَهُمُ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا والزِّيالُ: الفِراق.
والتَّزَايُل: التباين.
وقال القتيبي في تفسير قوله: فَزَيَّلْنا أَي فَرّقنا وهو مِنْ زَالَ يَزُولُ وأَزَلْته أَنا؛ قال أَبو منصور: وهذا غلط من القتيبي ولم يميز بين زال يَزُول وزَالَ يَزِيل كما فَعَل الفراء، وكان القتيبي ذا بيان عَذْب وقد نَحِسَ حَظُّهُ من النحو ومعرفة مقاييسه. الجوهري: يقال زِلْ ضَأْنَك من مِعْزاك، وزِلْتُه منه فلم يَنْزَلْ، ومِزْتُه فلم يَنْمَزْ. القومُ تَزَيُّلاً وتَزْييلاً: تَفَرَّقوا؛ الأَخيرة حجازية رواها اللحياني، قال: وربيعة تقول تَزَايَل القومُ تَزَايُلاً؛ وأَنشد للمتلمس: أَحارِثُ إِنَّا لو تُساطُ دماؤنا، تَزَيَّلْن حتى ما يَمَسّ دَمٌ دَما قال: وينشد تَزَيَلْنَ. التَّبايُن؛ قال أَبو ذؤيب: إِلى ظُعُنٍ كالدَّوْم فيها تَزايُلٌ، وهِزَّة أَحمالٍ لَهُنَّ وَشِيجُ وزايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيالاً: بارحه.
والمُزايَلَة: المُفارَقة، ومنه يقال: زايَلَه مُزَايَلَة وزِيالاً إِذا فارقه.
والمُتَزايِلَةُ من النساء: التي تُزايِلُك بوجهها تَسْتره عنك، وهو من ذلك.
وانْزال عنه: زايَلَه وفارَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وانْزالَ عن ذائِدها ونَصْرِه أَي زايَلَ الذائدَ وأَنصارَه.
والزَّيَل، بالتحريك: تَباعُدُ ما بين الفَخِذين كالفَحَج.
ورَجُل أَزْيَل الفَخِذين: مُنْفَرِجُهما مُتباعِدُهما، وهو من ذلك لأَن المُتباعِد مُفارِق.
وفي حديث علي، كَرَّم الله وجهه: أَنه ذكر المَهْدِيَّ وأَنه يكون من ولد الحُسَين أَجْلى الجَبين أَقْنى الأَنف أَزْيَل الفخِذين أَفْلَج الثَّنايا بفخذه الأَيمن شامةٌ؛ أَراد أَنه مُتَزايِل الفَخِذين وهو الزَّيَل والتَّزَيُّل، والفعل منه زَيِلَ يَزْيَل.
وأَزْيَلُ الفَخِذين أَي مُنْفَرِجُهما. التهذيب: يقال ما زالَ يفعل كذا وكذا ولا يَزال يفعل كذا وكذا كقولك ما انْفَكَّ وما بَرِح وما زِلْت أَفعل ذاك، وفي المضارع لا يَزال، قال: وقَلَّما يُتَكَلَّم به إِلا بحرف النفي، قال ابن كيسان: ليس يُراد بما زالَ ولا يَزال الفعلُ من زال يَزُول إِذا انصرف من حال إِلى حال وزالَ من مكانه، ولكنه يراد بهما مُلازَمةُ الشيء والحالُ الدائمة.
وفي الحديث: خالِطوا الناسَ وزايِلُوهم أَي فارِقوهم في الأَفعال التي لا تُرْضي اللهَ ورَسُولَه.
وما زِلْتُ أَفعله أَي ما بَرِحْت، وما زِلْت به، حتى فَعَل ذلك، زِيالاً.
وما زِلْت وزَيْداً حتى فَعَل أَي بزيد؛ حكاه سيبويه، وحكى بعضهم زِلْت أَفْعَل بمعنى ما زِلْت.
وقال اللحياني: زِلْت الشيءَ فلم يَنْزَلْ، لا يُتَكَلَّمُ به إِلا على هاتين الصيغتين، يعني أَنهم لا يقولون زَيَّلْته فلم يَتَزَيَّل، كما أَنهم لا يقولون أَيضاً مَيِّزْتُه فلم يَتَمَيَّز، إِنما يقولون مِزْته فلم يَنْمَزْ. الجوهري: زِلْت الشيءَ أَزِيلُه زَيْلاً أَي مِزْته وفَرَّقْتُه.
ويقال: أَزالَ اللهُ زَوالَه إِذا دُعي عليه بالهلاك، معناه أَي أَذهب اللهُ حركته وتَصَرُّفَه كما يقال أَسْكَتَ الله نامَّتَه.
وزال زَوالُه أَي ذَهَبَتْ حركته، ويقال: زِيلَ زَوِيُله؛ قال ذو الرمة يصف بيضة النعامة: وبَيْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، إِذا ما رأَتنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَي زِيلَ قَلْبُها من الفَزَع. قال ابن بري: ويحتمل أَن يكون زِيلَ في البيت مبنيّاً للمفعول من زالَه اللهُ.
والزَّوِيلُ بمعنى الزَّوال، قال: ويحتمل أَن يكون زِيل لغة في زالَ كما يقال في كادَ كِيدَ؛ قال الهذلي: وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي، وكِيدَ خِراشٌ، يَوْمَ ذلك، يَيْتَم قال: ويدل على صحة ذلك أَنه يروى زِيلَ مِنَّا زَوالُها وزالَ مِنَّا زَوِيلُها، قال: فهذا يدل على أَنَّ زِيلَ بمعنى زالَ المبني للفاعل دون المبني للمفعول.

الثبة (المعجم الوسيط) [0]


 الْجَمَاعَة وَالْجَمَاعَة من الفرسان خَاصَّة (ج) ثبون وثبات وَفِي التزيل الْعَزِيز {فانفروا ثبات أَو انفروا جَمِيعًا} 

خَضفَ (القاموس المحيط) [0]


خَضفَ يَخْضِفُ خَضْفاً وخُضافاً: ضَرِطَ،
و~ الطعَّامَ: أكَلَهُ.
وفارِسُ خَصافِ: وَهَمٌ للجَوْهَرِيِّ، والصَّوابُ: بالصادِ.
والخَيْضَفُ، كهَيْكَلٍ وصَبورٍ: الضَّروطُ.
والخَضَفُ، مُحَرَّكَةً: صِغارُ البِطيخِ، أو كِبارُهُ.
والأخْضَفُ: الحَيَّةُ.
والمُخْضِفَةُ: الخَمْرُ لأنَّها تُزيلُ العَقْلَ فَيَضْرَطُ شارِبُها.

ميز (مقاييس اللغة) [0]



الميم والياء والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تزيُّلِ شيءٍ من شيء وتَزيِيله.
وميَّزته تمييزاً ومِزْتُه مَيْزاً.
وامتازُوا: تميَّزَ بعضهم من بعض.
ويكاد يَتمَيَّز غيظاً، أي يتقَطَّع.
وانمازَ الشَّيء: انفصَلَ عن الشيء. قال يصف حيّة:
قَرَى السُّمَّ حتَّى انمازَ فروةُ رأسِهِ      عن العَظْمِ صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُ

مصل (مقاييس اللغة) [0]



الميم والصاد واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على تحلُّب شيءٍ وقَطْره. منه المَصْل: ماء الأقِط.
وشاةٌ مُمْصِل، وذلك إذا تَزَيَّلَ لبنُها في العُلبة قبل أن يُحقن: وهي مِمصالٌ أيضاً.
ومَصَل الجرحُ: سال منه شيءٌ يسير.
ويستعار فيقال أعطاه عطاءً ماصِلاً: قليلاً.
والمُمْصِل: المرأة تُلقِي ولدَها وهو مُضْغة. يقال: أمصلَتْ.
وأمصَلَ الرّاعي الغَنَم: حلَبها فاستوعَبَ ما فيها.
وأمْصَلَ بِضاعَتَه: أهلكَها وصَرَفها فيما لا خيرَ فيه. أنشد ابن السّكِّيت:والمُصَالة: قُطارة الحُبِّ.

كبو (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والباء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على سُقوطٍ وتزيُّل. يقال: كبا لوجهه يَكبُو، وهو كابٍ، إذا سَقَط. قال:
فكَبَا كما يكبُو فنِيقٌ تَارِزٌ      بالخَبْتِ إلاّ أنَّه هو أبْرَعُ

ويقال: كبا الزّندُ يكبُو، إذا لم يُخرِجْ نارَه.
ويقال: كَبَوْتُ الكُوزَ وغيرَه، إذا صبَبْتَ ما فيه.
والتُّراب الكابي: الذي لا يستقرُّ على وَجْه الأرض.ويقال: هو كابِي الرَّماد، أي عظيمُه، ينهال.
ومن الباب الكِبا: الكُنَاسة؛ والجمع الأكباء.ومما شذَّ من هذا الأصل الكِبَاء ممدود، وهو ضربٌ من العُود. يقال كَبُّوا ثيابَكم، أي بَخِّروها. قال:

لَيْت (المعجم الوسيط) [0]


 حرف تمن يتَعَلَّق بالمستحيل غَالِبا كَقَوْلِه (أَلا لَيْت الشَّبَاب يعود يَوْمًا ... فَأخْبرهُ بِمَا فعل المشيب) وبالممكن قَلِيلا نَحْو لَيْت الْمُسَافِر حَاضر وَهِي تنصب الِاسْم وترفع الْخَبَر وتقترن بليت (مَا) الحرفية فَلَا تزيلها عَن الِاخْتِصَاص بالأسماء فَلَا يُقَال ليتما قَامَ زيد وَيجوز حِينَئِذٍ إعمالها لبَقَاء الِاخْتِصَاص وإهمالها حملا على أخواتها وَقد تنزل منزلَة وجدت فَيُقَال لَيْت زيدا شاخصا وَإِذا اتَّصَلت بليت يَاء الْمُتَكَلّم قبل فِيهَا لَيْتَني وليتي والأخير نَادِر 

شت (مقاييس اللغة) [0]



الشين والتاء أصلٌ يدلُّ على تفرُّق وتزيُّل، من ذلك تشتيت الشيء المتفرّق، تقول: شَتّ شَعْبُهم شَتَاتاً وشَتّاً، أي تفرَّقَ جَمْعُهم. قال الطرِمّاح:
شَتَّ شَعْبُ الحيِّ بعد التِئامْ      وشَجَاكَ الرّبعُ رَبعُ المُقامْ

ويقال: جاء القوم أشتاتاً.
وثَغْر شَتِيتٌ: مفلَّجٌ حَسَن.
وهو من هذا، كأنَّه يقال إنَّ الأسنانَ ليست بمتراكِبة.
وشتّانَ ما هما، يقولون إنّه الأفصح، وينشدون:
وشَتّانَ ما يومِي على كُورِها      ويومُ حَيَّانَ أخِي جابرِ

و* رّبما قالوا: شَتَّانَ ما بينهما، والأوّل أفصح.

ز - ك - و (جمهرة اللغة) [0]


الزَّكْو: مصدر زكا يزكو زَكْواً وزُكُوُّا وزَكاءً، والزَّكاء والنَّماء والأتاء: ما يخرجه الله تعالى من الثمر. والكُوز: معروف، عربيّ، اشتقاقه من كُزْتُ الشيءَ أكوزه كَوْزاً، إذا جمعتَه، وبنو كَوْز: بطن من العرب، وهم في بني أسد الذين يقول لهم النابغة: رَهطُ ابنِ كُوز مُحْقِبي أدراعِهم ... فيهم ورهطُ ربيعةَ بنِ حُذارِ وكُوز أيضاً في بني ضَبّة: كُوز بن كعب بن بَجالة بن ذهل بن بكر بن سعد بن ضبّة، منهم المسيَّب بن زُهير. وقد سمّت العرب مَكْوَزَة وكُوَيزاً. والوَكز: الضرب بالكفّ وهي مجموعة، وكذلك فُسِّر في التْزيل، والله أعلم. ويقال: وَكَزَه يكِزه وَكْزاً. ويقال: وكّز يوكّز توكيزاً، إذا عدا مسرعاً من فزع، زعموا، . . . أكمل المادة وليس بثَبْت.

خضف (لسان العرب) [0]


خَضَف بها يَخْضِفُ خَضْفاً وخَضَفاً وخُضافاً وغَضَف بها إذا ضَرطَ؛ وأَنشد: إنّا وَجَدْنا خَلَفاً، بِئْسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أَغْلَقَ عَنّا بابَه، ثم حَلَفْ لايُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ وفي بعض النسخ: إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ بئسَ الخَلَفْ وامرأَة خَضُوفٌ أَي رَدُومٌ؛ قال خُلَيْدٌ اليَشْكُريّ: فَتِلْك لا تُشْبِهُ أُخْرى صِلْقِما، أَعْني خَضُوفاً بالفِناء دِلْقِما والخَيْضَفُ: الضَّرُوطُ من الرجال والنساء. قال ابن بري: الخيضَفُ فَيْعَلٌ من الخَضْف وهو الرُّدامُ؛ قال جرير: فأَنـْتُمْ بَنُو الخَوَّارِ يُعْرَفُ ضَرْبُكُمْ، وأُمـّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُ ويقال للأَمةِ: يا خَضافِ؛ وللـمَسْبُوبِ: يا ابنَ خَضافِ مَبْنِيّةً كَحَذام؛ وقال رجل لجعفر بن عبد الرحمن بن . . . أكمل المادة مِخْنَفٍ وكانت الخَوارِجُ قَتَلَتْه: تَرَكْتَ أَصْحابَنا تَدْمى نُحُورُهُمُ، وجئتَ تَسْعى إلينا خَضْفةَ الجَملِ أَراد: يا خَضْفةَ الجمل.
والخَضَفُ: البِطِّيخُ.
وقال أَبو حنيفة: يكون قَعْسَرِيّاً رَطْباً ما دام صغيراً ثم خَضَفاً أَكبرَ من ذلك ثم قُحّاً ثم يكون بِطِّيخاً؛ وقول الشاعر: نازَعْتُهُمْ أُمَّ لَيْلى، وهْي مُخْضِفةٌ، لها حُمَيّا بها يُسْتَأْصَلُ العَرَبُ أُمّ لَيلى: هي الخَمر، والـمُخْضِفة: الخاثِرةُ، والعَرَبُ: وجَعُ الـمَعِدةِ. الأَزهري: أَظنها سميت مُخضفة لأَنها تزيل العقل فيَضْرطُ شارِبُها وهو لا يَعْقِلُ.

خضف (العباب الزاخر) [0]


الأصمعي: خضف بها: أي ردم، وأنشد:
أغْلَقَ عَنّا بابَـهُ ثُـمَّ حَـلَـفْ      لا يُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ


ويرورى: "بِئْسَ الخَلَفْ"، وروى أبو الهيثم: "إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ من الخَلَفْ". وقال أبن دريد: خضف البعير وغيره يخضف خضفاً وخضافاً: إذا ضرط، وقال للأمة: يا خضاف، وهي معدولة. قال: وفارس خضاف -مثال حذام-: أحد فرسان العرب المشهورين، وله حديث، وخضاف: أسم فرسه. هكذا ذكر في هذا التركيب، ولم يذكرها في الصاد المهملة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالصاد المهملة كما ذكرت ذلك في موضعه وذكرت الحديث.
والخضوف والخيضف: الضروط. وقال أبن فارس: الخضف -بالتحريك-: صغار البطيخ؛ وقيل: كباره.
وقال الليث البطيخ أول ما يخرج . . . أكمل المادة يكون قعسراً صغيراً؛ ثم يكون خضفاً أكبر من ذلك؛ ثم يكون قحاً، والحدج يجمعه، ثم يكون بطيخاص أو طبيخاً -لغتان-. وقال أبن عباد: الأخضف: الحية. وقال العزيزي: خضف وفضخ: أي أكل. وقوله:
نازَعْتُهم أُمَّ وهي مُخْضِفـضةٌ      لها حُمَيّا بها يُسْتَأصَلُ العَرَبُ

أم ليلى: هي الخمر، والمخضفة: الخاثرة، والعرب: وجع المعدة قال الأزهري سميت مخضفة لأنها تزيل العقل فيضرط شاربها وهو لا يعقل.

ثبر (لسان العرب) [0]


ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً، كلاهما: حَبَسَهُ؛ قال: بنَعْمانَ لم يُخْلَقْ ضعيفاً مُثَبَّراً وثَبَرَهُ على الأَمريَثْبُرُه: صرفه.
والمُثَابَرَةُ على الأَمر: المواظبة عليه.
وفي الحديث: مَنْ ثابَرَ على ثَنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ؛ المثابَرةُ: الحِرْصُ على الفعل والقول وملازمتهما.
وثابَرَ على الشيء: واظب. أَبو زيد: ثَبَرْتُ فلاناً عن الشيء أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عنه.
وفي حديث أَبي موسى: أَتَدْرِي ما ثَبَرَ الناس؟ أَي ما الذي صدّهم ومنعهم من طاعة الله، وقيل: ما أَبطأَ بهم عنها.
والتَّبْرُ: الحَبْسُ.
وقوله تعالى: وإِنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً؛ قال الفرّاء: أَي مغلوباً ممنوعاً من الخير؛ ابن الأَعرابي: المثبور الملعون المطرود المعذب.
وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُه، بالضم، ثَبْراً أَي حبسه؛ والعرب تقول: ما ثَبَرَك . . . أكمل المادة عن هذا أَي ما منعك منه وما صرفك عنه؟ وقال مجاهد: مَثْبُوراً أَي هالكاً.
وقال قتادة في قوله: هُنالِكَ ثُبوراً؛ قال: ويلاً وهلاكاً.
ومَثَلُ العَرَبِ: إِلى أُمِّهِ يَأْوِي مَن ثُبِرَ أَي من أُهْلِكَ.
والتُّبُورُ: الهلاك والخسران والويل؛ قال الكميت: ورَأَتْ قُضاعَةُ، في الأَيا مِنِ، رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ أَي مخسور وخاسر، يعني في انتسابها إِلى اليمن.
وفي حديث الدعاء: أَعوذ بك من دَعْوَة الثُّبُورِ؛ هو الهلاك، وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً.
وثَبَرَهُ الله: أَهلكه إِهلاكاً لا ينتعش، فمن هنالك يدعو أَهل النار: واثُبُوراه فيقال لهم: لا تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً وادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً. قال الفرّاء: الثُّبُور مصدر ولذلك قال ثُبُوراً كَثىيراً لأَن المصادر لا تجمع، أَلا ترى أَنك تقول قعدت قعوداً طويلاً وضربته ضرباً كثيراً؟ قال: وكأَنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل: وَانَدامتَاهْ وقال الزجاج في قوله: دعوا هنالك ثبوراً؛ بمعنى هلاكاً، ونصبه على المصدر كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً، ثم قال لهم: لا تدعوا اليوم ثبوراً، مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ واحد.
وثَبَرَ البحرُ: جَزَرَ.
وتَثَابَرَتِ الرجالُ في الحرب: تواثبت.
والمَثْبِرُ، مثال المجلس: الموضعُ الذي تلد فيه المرأَةُ وتضع الناقةُ، من الأَرض، وليس له فعل، قال ابن سيده: أُرى أَنما هو من باب المخْدَع.
وفي الحديث: أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص في مثبرها؛ وقال نُصَير: مَثْبِرُ الناقة أَيضاً حيث تُعَضَّى وتُنْحَرُ؛ قال أَبو منصور: وهذا صحيح ومن العرب مسموع، وربما قيل لمجلس الرجل: مَثْبِرٌ.
وفي حديث حكيم بن حزام: أَنَّ أُمه ولدته في الكعبة وأَنه حمل في نِطَعٍ وأُخذ ما تحت مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم؛ المَثْبِرُ: مَسْقَطُ الولد؛ قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يقال في الإِبل.
وثَبِرَتِ القَرْحَةُ: انفتحت.
وفي حديث معاوية: أَن أَبا بُرْدَةَ قال: دخلت عليه حين أَصابته قَرْحَةٌ، فقال: هَلُمَّ يا ابن أَخي فانظر، قال: فنظرت فإِذا هي قد ثَبِرَتْ ، فقلت: ليس عليك بأْس يا أَمير المؤْمنين؛ ثَبِرَتْ أَي انفتحت.
والثَّبْرَةُ: تراب شبيه بالنُّورة يكون بين ظهري الأَرض فإِذا بلغ عِرْقُ النخلة إِليه وقف. يقال: لقيتْ عروقُ النخلة ثَبْرَةً فَرَدَّتها؛ وقوله أَنشده ابن دريد: أَيُّ فَتًى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ إِنما أَراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن.
والثِّبْرَةُ: أَرضٌ رِخْوَةٌ ذات حجارة بيض، وقال أَبو حنيفة: هي حجارة بيض تقوَّم ويبنى بها، ولم يقل إِنها أَرض ذات حجارة.
والثَّبْرَةُ: الأَرض السهلة؛ يقال: بالغت النخلة إِلى ثَبْرَةٍ من الأَرض.
والثَّبْرَةُ: الحفرة في الأَرض.
والثَّبْرَةُ: النقرة تكون في الجبل تمسك الماء يصفو فيها كالصِّهْرِيجِ، إِذا دخلها الماء خرج فيها عن غُثائه وصفا؛ قال أَبو ذؤيب: فَثَجَّ بها ثَبَراتِ الرَّصا فِ، حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ (* قوله: «حتى تزيل رنق الكدر» كذا بالأَصل وفي شرح القاموس حتى تفرق رنق المدر). أَراد بالقبرات نِقَاراً يجتمع فيها الماء من السماءِ فيصفو فيها. التهذيب: والثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ في الشيء والهَزْمَةُ؛ ومنه قيل للنقرة في الجبل يكون فيها الماء: ثَبْرَةٌ.
ويقال: هو على صِيرِ أَمْرٍ وثِبَارِ أَمر بمعنى واحد. (* قوله: «بمعنى واحد» أَي على إِشراف من قضائه كما في القاموس).
وثَبَّرَةُ: موضع، وقول أَبي ذؤيب: فَأَعْشَيْتُه، من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَهُ، بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ قيل: هو منسوب إِلى أَرض أَو حيّ، وروي التابرية، بالتاء.
وثَبِيرٌ: جبل بمكة.
ويقال: أَشْرِقْ ثَبير كيما نُغِير، وهي أَربعةُ أَثْبِرَةٍ: ثَبِيرُ غَيناء، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ، وثَبِيرُ حِراء.
وفي الحديث ذكر ثبير؛ قال ابن الأَثير: وهو الجبل المعروف عند مكة، وهو أَيضاً اسم ماء في ديار مزينة أَقطعه النبي، صلى الله عليه وسلم، شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ.
ويَثْبِرَةُ: اسم أَرض؛ قال الراعي: أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها، عَنْ ماء يَثْبِرَةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصدُ

أدد (لسان العرب) [0]


الإِدُّ والإِدَّةُ: العَجبُ والأَمر الفظيع العظيم والداهية، وكذلك الآدّ مثل الفاعل، وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ؛ وأَمر إِدٌّ وصف به؛ هذه عن اللحياني.
وفي التزيل العزيز: لقد جئتم شيئاً إِدّاً؛ قراءة القراء إِدّاً، بكَسر الأَلف، إِلا ما روي عن أَبي عمر وأَنه قرأَ: أَدّاً. قال: ومن العرب من يقول لَقد جئت بشيء آدّ مثل مادّ، قال: وهو في الوجوه كلها بشيء عظيم؛ وأَنشد ابن دريد: يا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا، رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا، فنِلتُ منه رَشْفَاً وبَرْدا والإِدّ: الداهية تئدّ وتؤدّ أَدّاً. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني حكى تأَدُّ، فإِما أَن يكون بني ماضيه على فعل، وإِما أَن يكون . . . أكمل المادة من باب أَبى يأْبى.
وأَدّه الأَمر يؤُدّه ويئدّه إِذا دهاه. الليث: يقال أَدّت فلاناً داهية تؤده أَدّاً، بالفتح؛ قال رؤبة: والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا والإِدّ، بكسر الهمزة: الشدَّة.
وفي حديث عليّ، رضى الله تعالى عنه، قال: رأَيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في المنام فقلت: ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأَوَدِ؛ الإِدد، بكسر الهمزة: الدواهي العظام، واحدتها إِدّة، بالكسر والتشديد، والأَوَدُ: العوج.
والأَدُّ: الغلبةُ والقوّةُ؛ قال: نَضَوْنَ عنّي شدّةً وأَدّا، من بعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا وأَدّت الناقة: والإِبل تؤدّ أَدّاً: رجَّعت الحنين في أَجوافها.
وأَدُّ الناقة: حنينها ومدّها لصوتها؛ عن كراع.
وأَدّ البعيرُ يؤدّ أَدّاً: هَدَرَ.
وأَدّ الشيءَ والحبل يؤدّه أَدّاً: مدّه.
وأَدّ في الأَرض يؤدّ أَدّاً: ذهب.
وأَدَدُ الطريق: دَررُه.
والأَدُّ: صوتَ الوطء؛ قال الشاعر:يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ، أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ والأَديد: الجبلة.
وشديدٌ أَديدٌ: إِتباع له.
وأُدُد وأُدَد: أَبو عدنان وهو أُدّ بن طابخة (* قوله «وهو أدّ بن طابخة إلى قوله بمنزلة عمر» كذا في نسخة المؤلف وعبارة القاموس وشرحه وأدد كعمر مصروفا وأدد، بضمتين، لغة فيه عن سيبويه أبو قبيلة من حمير وهو أدد، بن زيد بن كلان بن سبأ بن حمير وأدّ، بالضم، ابن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى.) بن الياس ابن مضر؛ قال الشاعر: أُدُّ بن طابِخةٍ أَبونا، فانسبُوا يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ، تُنْفَروا قال ابن دريد: أَحسب أَنّ الهمزة في أُدّ واو لأَنه من الودّ أَي الحب، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا اقتت وأَرخ الكتاب.
وأُدَد: أَبو قبيلة من اليمن وهو أُدَدُ بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير؛ والعرب تقول أُدَداً، جعلوه بمنزلة ثُقَب ولم يجعلوه بمنزلة عمر؛ الأَزهري: وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُد .

سلك (لسان العرب) [0]


السُّلُوك: مصدر سَلَكَ طريقاً؛ وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وفيه وأَسْلكه إياه وفيه وعليه؛ قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذَلِيُّ: حتى إذا أَسْلَكُوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ، كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا وقال ساعِدَة بنُ العَجْلان: وهمْ مَنَعُوا الطريق وأَسْلَكوهُمْ على شَمَّاءَ، مَهْواها بَعيدُ والسَّلْكُ، بالفتح: مصدر سَلَكْتُ الشيء في الشيء فانْسَِلَك أَي أَدخلته فيه فدخل؛ ومنه قول زهير: تَعَلَّماها، لَعَمْرُ الله، ذا قَسَما، وافْصِدْ بِذَرْعِكَ، وانظرُ أَين تَنْسَلِكُ وقال عديُّ بن زيد: وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ، وهمْ سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ وفي التنزيل العزيز: كذلك سَلَكْناه في قلوب المجرمين، وفيه لغة أخرى: أَسْلَكْتُهُ فيه.
والله يُسْلِكُ الكفَّارَ . . . أكمل المادة في جهنم أي يدخلهم فيها، وأنشد بيت عبد مناف بن رِبْعٍ، وقد تقدّم.
وفي التزيل العزيز: أَلم تر أَن الله أَنزل من السماء ماءً فسَلَكَه يَنابِيعَ في الأرض، أي أَدخله ينابيع في الأرض. يقال: سَلَكْتُ الخَيْطَ في المِخْيَطِ أَي أَدخلته فيه. أَبو عبيد عن أصحابه: سلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمعنى واحد. ابن الأَعرابي: سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري، قال: ويجوز أَسْلَكْتُه غيري.
وسَلَكَ يَدَه في الجَيْب والسِّقاء ونحوهما يَسْلُكها وأسْلَكَها: أَدخلها فيهما.
والسَّلْكَةُ: الخَيْطُ الذي يُخاط به الثوبُ، وجمعه سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ؛ كلاهما جمع الجمع.
والمَسْلَكُ: الطريق.
والسَّلْكُ: إِدخالُ شيء تَسْلُكه فيه كما تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وجهه على سَجيحته؛ وأَنشد قول امرئ القيس: نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً، كَرَّكَ ّلأمَيْنِ على نابِلِ وروي: كرَّ كلامَيْنِ، قال: وصَفَه بسرعة الطعن وشبهه بمن يدفع الريشة إلى النَّبَّال في السرعة، وإنما يحتاج إليه في السرعة والخفة لأن الغِراء إذا بَرَدَ لم يَلْزَقْ فيستعمل حارًّاً.
والسُّلْكى: الطعنةُ المستقيمة تلقاءَ وجهه، والمَخْلوجَةُ التي في جانب.
وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال: ذهب من كان يُحْسِنُ هذا الكلام، يعني سُلْكى ومَخْلُوجَةً. ابن السكيت: يقال الرأيُ مَخْلُوجةٌ وليس بسُلْكى أَي ليس بمستقيم.
وأَمْرُهُمْ سُلْكى: على طريقة واحدة؛ وقولُ قيس بن عَيْزارَةَ: غَداةَ تَنادَوْا، ثم قامُوا فأَجْمَعُوا بقَتْلِيَ سُلْكى، ليس فيها تنَازُعُ أَراد عزيمة قوية لا تنازع فيها.
ورجل مُسَلَّكٌ: نحيف وكذلك الفرس.
والسُّلَكُ: فرخُ القَطا، وقيل فَرْخُ الحَجَلِ، وجمعهِ سِلْكانٌ، لا يكسر على غير ذلك مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ، الأَخيرة قليلة؛ قال الشاعر: تَظَلُّ به الكُدْرُسِلْكانُها والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ: اسمان.
وسُليْكٌ: اسم رجل، وهو سُلَيْكٌ السَّعْدِيّ وهو من العَدَّائين، كان يقال لهُ سلَيْك المقانِبِ، واسم أمه سُلَكَةُ؛ وقال قرّان الأَسدي: لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ، على الهَوْلِ، أَمْضى من سُلَيْك المَقانِبِ

جحر (لسان العرب) [0]


الجُحْرُ: لكل شيء يُحْتَفَرُ في الأَرض إِذا لم يكن من عظام الخلق. قال ابن سيده: الجُحْرُ كل شيء تَحْتَفِرُه الهَوامُّ والسباع لأَنفسها، والجمع أَجْحارٌ وجِحَرَةٌ؛ وقوله: مُقَبِّضاً نَفْسِي في طُمَيْرِي، تَجَمُّعَ القُنْفُذِ في الجُحَيْرِ فإِنه يجوز أَن يعني به شوكه ليقابل قوله مقبضاً نفسي في طميري، وقد يجوز أَن يعني جُجْره الذي يدخل فيه، وهو المَجْحَرُ.
ومَجاحِرُ القوم: مَكامِنُهُمْ.
وأَجْحَرَهُ فانْجَحرَ: أَدخله الجُحْرَ فدخَله.
وأَجْحَرْتُه أَي أَلجأْته إِلى أَن دخلَ جُحْرَهُ.
وجَحَرَ الضَّبُّ: (* قوله: «وجحر الضب إلخ» من باب منع كما في القاموس). دخل جُحْرَهُ.
وأَجْحَرَهُ إِلى كذا: أَلجأَه.
والمُجْحَرُ: المضطرُّ المُلْجَأُ؛ وأَنشد: يَحمِي المُجْحَرِينا ويقال: جَحَرَ عنَّا خَيْرُكَ أَي تَخَلَّفَ فلم يُصِبنا.
واجْتَحَرَ . . . أكمل المادة لنفسه جُحْراً أَي اتخذه. قال الأَزهري: ويجوز في الشعر جَحَرَتِ الهَناةُ في جِحَرَتها.
والجُحْرانُ: الجُحْرُ، ونظيره: جئت في عُقْبِ الشَّهْرِ وفي عُقْبانِه.
وفي الحديث: إِذا حاضت المرأَة حرم الجُحْران؛ مروي عن عائشة، رضي الله عنها، رواه بعض الناس بكسر النون على التثنية يريد الفرج والدبر.
وقال بعض أَهل العلم: إِنما هو الجُحْرانُ، بضم النون، اسم القُبُل خاصة؛ قال ابن الأَثير: هو اسم للفرج، بزيادة الأَلف والنون، تمييزاً له عن غيره من الجِحَرَةِ، وقيل: المعنى أَن أَحدهما حرام قبل الحيض، فإِذا حاضت حرماً جميعاً.
والجَواحِرُ: المتخلفات من الوحش وغيرها؛ قال امرؤ القيس: فَأَلْحَقَنا بالْهَادِياتِ، ودُونَهُ جَواحِرُها، في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ وقيل: الجاحر من الدواب وغيرها المتخلف الذي لم يلحق.
والجَحْرَةُ، بالفتح: السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر؛ قال زهير بن أَبي سلمى: إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ، ونالَ كِرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ الجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشديدة لأَنها تَجْحَرُ الناسَ في البيوت.
والشهباء: البيضاء لكثرة الثلج وعدم النبات.
وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم وأَهلكت أَموالهم.
ونال كرامَ المال يعني كرائم الإِبل، يريد أَنها تنحر وتؤكل لأَنهم لا يجدون لبناً يغنيهم عن أَكلها.
والجَحَرَةُ: السَّنة (* قوله: «والجحرة السنة إلخ» بالتحريك، وبسكون الحاء كما في القاموس). التي تَجْحَرُ الناسَ في البيوت، سميت جَحَرَةً لذلك. الأَزهري: وأَجْحَرَتْ نُجُومُ الشتاء إِذا لم تمطر؛ قال الراجز: إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ، واشْتَدَّ في غيرِ ثَرًى أُرُومُهُ وجَحَرَ الربيعُ إِذا لم يصبك مطره.
وجَحَرَتْ عينه: غَارت.
وفي الحديث في صفة الدَّجال: ليست عينه بِناتئَةٍ ولا جَحْراءَ؛ أَي غائرة مُنْجَحِرَة في نُقْرَتها؛ وقال الأَزهري: هي بالخاء المعجمة، وأَنكر الحاء، وسنذكرها في موضعها.
وبَعِير جُحارِيَةٌ: مجتمع الخَلْقِ.
والجَحْرَمَةُ: الضِّيقُ وسُوءُ الخُلق، والميم زائدة.
وجَحَرَ فلانٌ: تأَخر.
والجَواحِرُ: الدَّواخل في الجِحَرَةِ والمَكامِنِ، وجَحَرَتِ الشمسُ لِلْغُيوب، وجَحَرَتِ الشمس إِذا ارتفعت فأَزِيَ الظلُّ.

ب - ق - ن (جمهرة اللغة) [0]


والقُنَابَة: أطُم من آطام المدينة. والمِقْنَب، ما بين الثلاثين إلى الأربعين من الخيل، والجمع مقانب. وفي حديث عمر رضي اللهّ عنه: " يكون في مِقْنَب من مقانبكم " . وتقنَّب القوم، إذا صاروا مِقْنَباً. وسلَيْك المَقانب: فارس من فرسان العرب. قال الشاعر: لَزُوّارُ ليلى منكم آلَ بُرْثنٍ ... على الهول أمضى من سُليك المَقانبِ وقنَّب الزرعُ تقنيباً، إذا أعصفَ ليُثمر. وتسمّى العَصيفة القُنّابة. والعَصيفة: الورق المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبُل. والقنَّب والقُنَّب عربيان معروفان، وهي الحبال التي تسمَّى الأبَق. ونَقَّب الرجلُ في البلاد، إذا جاسها. ونقيب القوم: عَريفهم، والجمع نُقَباء. وكذا فسِّر في التزيل: " اثني عشر نقيباً " . وفلان . . . أكمل المادة ميمون النّقيبة، إذا كان مباركاً. والنّقْبة: اللون، يقال: جاء فلان حسنَ النّقْبة، أي اللون. ونُقْبة كل شيء: لونه. قال ذو الرّمَّة: كلّ من المنظر الأعلى له شَبَه ... هذا وهذان قَدُّ الجسم والنقَبِ والنُّقْبة قميص قصير تلبَسه الجواري، والجمع نُقَب. وقال بعض أهل اللغة: النّقبَة: خِرقة يُجعل أعلاها كالسراويل وأسفلها كالإزار، يلبسها الصِّبيان. قال الراجز: بيضاءُ مثلُ القُلْبِ في نُقْبةٍ وإتبِ والنُّقْبة: ابتداء الجَرَب، والجمع نقَب. قال الشاعر: ما إن رأيتُ ولا سمعت به ... كاليوم طالي أيْنُقِ جُرْبِ متبذِّلاً تبدو محاسنه ... يَضَع الهِناءَ مواضعَ النُّقْبِ والمِنْقَب: كل ما نُقِب به. ومَنْقَب الفرس: حيث ينقُبه البَيطار. قال الشاعر: كأنّ مَقَطَّ شَراسيفِه ... إلى طَرَف القنْب فالمَنْقَبِ وفي الحديث: " لا شُفْعَةَ في بئر ولا فحل ولا مَنْقَبة " . فسَّروا المَنْقَبة الحائط. والمَنْقَبة، بفتح الميم: الحديدة التي ينقُب بها البَيطار. وقال أبو بكر: جاءت شاذّة عن نظائرها، وكان القياس مِنقبة، بكسر الميم. قال زهير: أمينٍ شَظاه لم يخرَّق صِفاقُه ... بمَنْقَبة ولم تُقَطَّعْ أباجلُهْ قال أبو بكر: ولا يُروى إلا بفتح الميم. والمَنْقَبة ضد المَثْلَبة، والجمع مناقب، وهي ما فيه وفي آبائه من الخِصال الجميلة. والنَّقاب: نِقاب المرأة إذا رفعت المِقْنَعة على أنفها حتى يُوَصوِص عينيها. والنَّقاب: الطريق في الغِلَظ أو في القُفّ. قال الشاعر: وتراهنَّ شُزَّباً كالسَّعالي ... يتطلَّعن من ثغور النِّقابِ والمنقوبات: كلاب كان إذا اشتدّ الزمان بالعرب نقبوا ألسنتها لئلا يُسمع نُباحُها. وأنشد يصف إبلاً: تَجاوَبْن إذْ بُرِّكن والليل غاسقٌ ... تَعاوِيَ منقوباتِ حَيَّيْ محاربِ هذه إبل قد أعيت فهي ترغو رُغاء ضعيفاً. وُيقال: رجل نِقاب، إذا كان مصيب الظن. قال الشاعر: نَجيحٌ مَليحٌ أخو ماِقط ... نِقابٌ يُحدَّث بالغائبِ وفَرْخان في نِقاب، أي في بطن واحد. والناقبة: داء يصيب الإنسان من طول الضَّجْعة. ونَقبَ خُفُّ البعير يَنقب إذا حفيَ حتى يَقرح خُفّه. وأنقب القوم إذا نقبت إبلهم.

ن ع م (المصباح المنير) [0]


 النَّعَمُ: المال الراعي وهو جمع لا واحد له من لفظه، وأكثر ما يقع على الإبل، قال أبو عبيد: "النَّعَمُ" الجمال فقط ويؤنث ويذكر وجمعه "نُعْمَانٌ" مثل حمل وحملان، و "أَنْعَامٌ" أيضا وقيل "النَّعَمُ" الإبل خاصة، و "الأنْعَامُ" : ذوات الخف والظلف وهي الإبل والبقر والغنم، وقيل: تطلق الأنعام على هذه الثلاثة فإذا انفردت الإبل فهي "نَعَمٌ" ، وإن انفردت البقر والغنم لم تسمَّ "نَعَمًا" ، و "أَنْعَمْتُ" عليه بالعتق وغيره والاسم "النِّعْمَةُ" ، و "المُنْعِمُ" : مولى النِّعمَةِ ومولى العتاقة أيضا، و "النُّعْمَى" وزان حبلى، والنَّعماء وزان الحمراء مثل النِّعْمَةِ وجمع "النِّعْمَةِ" "نِعَمٌ" مثل سدرة وسدر، و "أَنْعُمٌ" أيضا مثل أفلس، وجمع "النَّعْمَاءِ" "أَنْعُمٌ" مثل البأساء يجمع على أبؤس، و "النَّعْمَةُ" بالفتح اسم من التّنعُّم والتَّمتّع وهو "النَّعِيمُ" ، و "نَعِمَ" عيشه يَنْعَمُ من باب تعب اتسع ولان، و "أَنْعَمَ" الله بك عينا، و "نَعَّمَهُ" الله "تَنْعِيمًا" جعله ذا رفاهية وبلفظ المصدر . . . أكمل المادة وهو "التَّنْعِيمُ" سمي موضع قريب من مكة وهو أقرب أطراف الحل إلى مكة، ويقال بينه وبين مكة أربعة أميال ويعرف بمساجد عائشة، و "نَعُمَ" الشيء بالضم "نُعُومَةً" :؛ لأن ملمسه فهو ناعم، و "نَعَّمْتُهُ" "تَنْعِيمًا" وقولهم في الجواب "نَعَمْ" معناها "التَّصْدِيقُ" إن وقعت بعد الماضي نحو هل قام زيد، و "الوَعْدُ" إن وقعت بعد المستقبل نحو هل تقوم قال سيبويه "نَعَمْ" عدة وتصديق قال ابن بابشاذ: يريد أنها عدة في الاستفهام وتصديق للإخبار ولا يريد اجتماع الأمرين فيها في كلّ حال قال النِّيليُّ وهي تبقي الكلام على ما هو عليه من إيجاب أو نفي؛ لأنها وضعت لتصديق ما تقدَّم من غير أن ترفع النَّفي وتبطله فإذا قال القائل ما جاء زيد ولم يكن قد جاء وقلت في جوابه "نَعَمْ" كان التقدير: نعم ما جاء، فصدقت الكلام على نفيه ولم تبطل النفي كما تبطله "بَلَى" وإن كان قد جاء قلت في الجواب "بَلَى" والمعنى قد جاء "فَنَعَمْ" تبقي النفي على حاله ولا تبطله، وفي التنزيل: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} ، ولو قالوا "نَعَمْ" كان كفرًا؛ إذ معناه نعم لست بربنا؛ لأنها لا تزيل النفي بخلاف "بَلَى" فإنها للإيجاب بعد النفي، و "أَنْعَمْتُ" له بالألف: قلت له "نَعَمْ" ، و "النَّعَامَةُ" تقع على الذكر والأنثى والجمع "نَعَامٌ" ، و "نِعْمَ" الرجل زيد بكسر النون مبالغة في المدح، والمعنى لو فُصِّلَ الرجال رجلًا رجلًا فَضَلَهُم زيد وقولهم "فَبِهَا ونِعْمَتْ" أي ونعمت الخصلة السنة والتاء فيها كهي في قامت هند قال ابن السكيت والتاء ثابتة في الوقف. و "نَعْمَانُ الأرَاكِ" بفتح النون وادٍ بين مكة والطائف ويخرج إلى عرفات، وقال الأزهري: "نَعْمَانُ" اسم جبل بين مكة والطائف وهو وجُّ الطائف، و "النُّعْمَانُ" بالضم اسم من أسماء الدم. 

صر (مقاييس اللغة) [0]



الصاد والراء أصولٌ: الأول قولهم صَرَّ الدَّرَاهمَ يصُرُّها صَرّاً.
وتلك الخِرقة صُرَّة.
والذي تعرفه العربُ الصِّرَار، وهي خِرقةٌ تُشدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فَصِيلُها. يقال صَرَّها صَرَّا.
ومن الباب: الإِصرار: العَزْم على الشيء.وإنما جعلْناه من قياسِه لأن العَزْم على الشيء والإجماعَ عليه واحد وكذلك الإصرار: الثَبَات على الشيء.ومن الباب: هذه يمين صِرِّي أي جدّ، إنا ثابتٌ عليها مُجمِع.ومن الباب :الصَّرَّة، يقال للجماعة صَرَّةٌ. قال امرؤُ القَيس:
فأَلحَقَنَا بالهادياتِ ودونه      جَوَاحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

ومن الباب: حافرٌ مصرورٌ، أي منقبضٌ.
ومنه الصُّرْصُور، وهو القَطيع الضَّخْم من الإبل.وأَمَّا الثاني، وهو من السُّمُو والارتفاع، فقولهم: صَرَّ الحمارُ أُذُنَه، إِذا أقامها.
وأَصَرَّ إذا لم . . . أكمل المادة تذكر الأُذُن، وإن ذكرتَ الأُذُن قلتَ أَصَرَّ بأذنه.
وأظنُّه نادراً.
والأصل في هذا الصِّرَار، وهي أماكنُ مرتفعةٌ لا يكَادُ الماء يعلوها. فأما صِرَارٌ فهو اسمُ علَمٍ، وهو جَبَلٌ. قال:
إنَّ الفرزدقَ لن يُزايل لؤمَه      حتى يَزُولَ عن الطريقِ صِرَارُ

وأمَّا الثالث: فالبرد والحَرُّ، وهو الصِّرُّ. يقال أصاب النَّبتَ صِرٌّ، إذا أصابَه بردٌ يُضرُّ به.
والصِّرُّ: صِرُّ الرّيح الباردة.
وربما جعلوا في هذا الموضع الحَرَّ. قال قوم: الصَّارَّةُ شدة الحرِّ حرِّ الشمس. يقال قطع الحِمار صارَّتَه. إِذا شرِب شُرْباًكَسَرَ عطشَه.
والصَّارَّة: العَطَش، وجمعها صَوَارُّ.
والصَّرِيرة: العطش، والجمع صرائر. قال:وذكر أبو عبيدٍ: الصَّارّة العطش، والجمع صرائر.
وهو غلط، والوجه ما ذكرنا.وأما الرَّابع، فالصَّوت. من ذلك الصَّرَّة: شِدَّة الصِّياح. صَرَّ الجُنْدَب صرِيراً، وصَرْصَرَ الأَخْطَبُ صَرصرة.
والصَّرَارِيُّ: الملاَّح، ويمكن أن يكون لرفعِه صوتَه.ومما شذَّ عن هذه الأصول كلمتان، ولعلَّ لهما قياساً قد خَفِيَ علينا مكانُه فالأولى: الصّارَّة، وهي الحاجةُ. يقال لي قِبَلَ فلانٍ صَارَّةٌ، وجمعها صَوَارُّ، أي حاجة.
والكلمةُ الأخرى الصَّرورة، وهو الذي لم يحجُجْ، والذي لم يتزوَّج.
ويقال الصَّرُورة: الذي يَدَعُ النكاح متبتِّلاً.
وجاء في الحديث: "لا صَرْورة في الإسلام".قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دُريد: "الأصل في الصَّرورة أنَّ الرجلَ في الجاهلية كانَ إذا أحدَثَ حدَثاً فلجأ إلى الكعبة لم يُهَجْ، فكان إِذا لقِيَه وليُّ الدَّمِ بالحرَم قيل له: هو صرورة فلا تَهِجْه. فكثُر ذلك في كلامهم حتَّى جعلوا المتعبِّد الذي يجتنِب النِّساء وطِيبَ الطعام صَرورةً، وصروريَّاً.
وذلك عَنَى النابغةُ بقوله:
      عَبَدَ الإِلـه صرورةٍ متعبِّدِ

أي مُنْقَبضٍ عن النِّساء والطِّيب. فلما جاء الله تعالى بالإسلام وأوجَبَ إِقامةَ الحدود بمكَّة وغيرِها سُمِّي الذي لم يحجَّ صَرورةً وصَرُوريّاً، خلافاً لأمر الجاهلية. كأنَّهم جَعلُوا أنَّ تَرْكَه الحجَّ في الإِسلام، كترك المتأَلِّهِ إِتيانَ النِّساء والتّنعّمَ في الجاهليَّة".وهذا الذي ذكرناه في معنى الصَّرورة يحتمل أنَّه من الصِّرار، وهو الخِرقة التي تُشَدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فصيلها.
والله أعلم بالصَّواب.

أود (لسان العرب) [0]


آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً: بلغ منه المجهود والمشقة؛ وفي التزيل العزيز: ولا يؤُوده حفظهما؛ قال أَهل التفسير وأَهل اللغة معاً: معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه مِن آده يؤُوده أَوْداً؛ وأَنشد:إِذا ما تَنُوءُ به آدَهَا وأَنشد ابن السكيت: إِلى ماجدٍ لا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه، ولا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ قال: لا يتآداه لا يثقله أَراد يتأَوَّد فقلبه.
وفي صفة عائشة أَباها، رضي الله عنهما، قالت: وأَقام أَوَدَهُ يثقافِه؛ الأَوَدُ: العوج، والثقاف: هو تقويم المعوج.
وفي حديث نادبة عمر، رضي الله عنه: واعُمَراه أَقام الأَوَدَ، وشفى العَمَدَ.
والمآوِد والموائد: الدواهي وهو من القلوب.
ورماه بإِحدى المآود أَي الدواهي؛ عن ابن الأَعرابي.
وحكي . . . أكمل المادة أَيضاً: رماه بإِحدى الموائد في هذا المعنى كأَنه مقلوب عن المآود. أَبو عبيد: المَوْئدُ، بوزن معبد، الأمر العظيم؛ وقال طرفة: أَلَسْتَ ترى أَنْ قد أَتَيْت بمَوْئدٍ (* في معلقة طرفة: بُمؤيدِ).
وجمعه غيره على مآوِدَ جعله من آده يو وده أَوْداً إِذا أَثقله.
والتأَوّد: التثني.
وأَوِدَ الشيءُ، بالكسر، يأْوَدُ أَوَداً، فهو آودٌ: اعوجَّ، وخص إبو حنيفة به القِدْحَ.
وتأَوّد الشيءُ: تعوّج.
وأُدْتُ العود وغيره أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد: كلاهما عجته وعطفته.
وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تثنى؛ قال الشاعر: تأَوّد عُسْلُجٌ على شطّ جعفرٍ وآد العودَ يؤوده أَوداً إِذا حماه.
وقد انآد العودُ ينآد انئياداً، فهو مُنآد إِذا انثنى واعوجَّ.
والانْئِياد: الانحناء؛ قال العجاج: من أَن تَبَدّلتُ بآدي آدا، لم يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا أَي قد انْآد فجعل الماضي حالاً بإِضمار قد، كقوله تعالى: أَو جاؤكم حصرت صدورهم.
ويقال: آد النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رجع في العشيّ؛ وأَنشد:ثم ينوشُ، إِذا آدَ النهارُ له، على الترقُّبِ، مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ وآد العشيُّ إِذا مال.
وآد الشيءُ أَوْداً: رجع؛ قال ساعدة بن العجلان يصف أَنه لقي رجلاً من خصومه ففرّ منه واستتر، نهارَه الى قريب من آخره ثم أَسرع في الفرار: أَقمتَ بها نهارَ الصيْفِ، حتى رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ منه، وثوبُك في عَباقِيَةٍ هرِيدُ أَي ترجع وتميل إِلى ناحية المشرق وشواحط: موضع.
وعباقية: شجرة.
وهريد: مشقوق؛ وقال المرقش: والعَدْوُ بين المجلسَينِ، إِذا آدَ العشيُّ، وتَنادى العَمّ وقال آخر يمدح امرأَة مالت عليها الميرة بالتمر: خُذامِيَّةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَى، فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا وآد عليه: عطف.
وآده: بمعنى حناه وعطفه، وأَصلهما واحد. الليث في التؤدة بمعنى التأَني قال: يقال اتَّئِد وتوَأّد، فاتَّئِد على افتعل وتَوَأَّد على تفعَّل، قال: والأَصل فيهما الوأْد إِلاَّ أَن يكون مقلوباً من الأَود، وهو الإِثقال، فيقال آدني يؤُودني أَي أَثقلني وآدني الحمل أَوْداً أَي أَثقلني، وأَنا مَؤُود مثل مقول.
ويقال: ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ.
ويقال: تأَوَّدتِ المرأَة في قيامها إِذا تثنت لتثاقلها، ثم قالوا: تَوَأُّد واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وتمهل. قال الأَزهري: والمقلوبات في كلام العرب كثيرة ونحن ننتهي إِلى ما ثبت لنا عنهم، ولا نحدث في كلامهم ما لم ينطقوا به، ولا نقيس على كلمة نادرة جاءت مقلوبة.
وأَوْدُ: قبيلة، غير مصروف، زاد الأَزهري: من اليمن.
وأُود، بالضم: موضع بالبادية، وقيل: رملة معروفة؛ قال الراعي: فأَصْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ، وأَصبحتْ فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرائِقُه وأَود، بالفتح: اسم رجل؛ قال الأَفوه الأَودي: مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ، وأَبونا من بني أَوْدٍ خيار

قصف (العباب الزاخر) [0]


القصفُ: الكسر، يقال: قَصَفَتِ الريح السفينة.
وريح قاصِفٌ: شديدة.
وقوله تعالى: (فَيُرْسِلَ عليكم قاصِفاً من الرِّيْح) أي رِيحا تقصِفُ الأشياء أي تكسرها كما تُقْصَفُ العيدان وغيرها.
وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: ولا قَصَفُوا له قناة.
و"قد" كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ب ذ ع ر. وقال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما:- الرياح ثمان: أربع رحمة وأربع عذاب، فأما الرحمة فالنّاشِرات والذاريات والمرسلات والمُبشِّرات، وأما العذاب فالعاصف والقاصف -وهما في البحر- والصَّرصر والعقيمُ -وهما في البر-.
وفي حديث علي -رضي الله عنه-: كنت كالجبل لا تُحرِّكه العواصف ولا تُزيله القواصِفُ، وقد ذُكِر الحديث بتمامه في تركيب ع ب ب.
وقال ابن دريد: في . . . أكمل المادة دُعائهم: بعث الله عليه الرِّيح العاصف والرعد القاصف. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنا والنبيُّون فرّاطٌ لِقاصِفْينَ. القاصِفُونَ: الذين يزدحمون كأن بعضهم يقِصف بعضا لِفرْط الزحام بداراً إليها، ويقول: تتقدَّم الأمم إلى الجنة وهم على أثرهم، وقال ابن الأنباري: أي أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثير متدافعين مزدحمين. وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شيَّبَك؟ قالا: هود وذواتُها قصفن عليَّ الأمم. يقول: ذُكِرَ فيهن هَلاك الأمم فاجتمع ذلك. ورعد قاصِف: شديد الصوت، يُقال: قَصَفَ الرعد وغيره قصِفاً. والقَصِيْفُ -أيضاً- هَشِيْم الشجر. والقَصِيفُ: صَرِيفُ الفحل. وقَصِفَ العود -بالكسر- يَقْصَفُ قَصَفاُ-بالتحريك- فهو قَصِفٌ: أي خَوَّارٌ. وقَصِفَ النَّبت يقصف قصفا فهو قَصِفٌ: إذا طال حتى انحنى من طوله، قال لبيد رضي الله عنه:
حتّى تَزّيَّنَتِ الجِوَاءُ بفـاخِـرٍ      قَصِفٍ كألْوانِ الرِّحالِ عَمِيْمِ

وقال الليث: قَصِفَ الرمح: إذا انشقَّ عرضاً، وأنشد:
سَيْفي جَرِيءٌّ وفَرْعي غيرُ مُؤتَشَبٍ      وأسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوْزٍ على قَصَفِ

وقَصِفَ نابُه: إذا انكسر نِصْفُه. والأقْصَفُ: الذي انكسَرت ثَنِيَّتُه. قال: والأقْصَفُ: الشيء يَنْقَصِفُ نِصْفَيْنِ؛ فهو قَصِيْفٌ وقَصِفٌ. وقَصِفَتِ القناة قَصَفاً: إذا انكسرت ولم تَبِنْ. وقال ابن الأعرابي: رجل قَصِفُ البطن: وهو الذي إذا جاع فَتَر واسترخى ولم يتحمل الجوع. ورجل قَصِفٌ -أيضاً-: سريع الإنكسار عن النجدة. والقَصَفُ والقَصَفَةُ -بالتَّحريك فيهما-: هَدِيْرُ البعير وهو شدة رُغائه.وقال ابن الأعرابي: القُصُوفُ: الإقامة في الأكل والشرب. والقَصْفَةُ -بالسكون-: قطعة من رمل تَنْقَصِفُ من معظمه، والجمع: قَصْفٌ وقُصْفَانٌ -مثال تمرة وتمر وتُمران-.
وقال ابن دريد: هي القِضَفَةُ -مثال عِنَبَة وبالضاد المُعْجَمَةِ-، وهو الصواب، ونذكرها -إن شاء الله تعالى- عَقِيب هذا التركيب. والقَصْفَةُ -أيضاً-: مَرْقاةُ الدرجة مثل القَصْمَةِ. وقَصْفَةُ القوم -أيضاً-: تدافعه وتراحمهم. وقال ابن دريد: فأما القَصْفُ من اللهو فلا أحسبه عربيا صحيحا. قال: وقد سمت العرب قِصَافاً بالكسر-. وبنو قِصَافٍ: بطن منهم. وقال النَّضرُ: تسمى المرأة الضخمة: القِصَافَ. والقِصَافُ -أيضاً-: فرس كان لبني قُشيرٍ، وفيه يقول زياد بن الأشهب:
أتاني بالقِصَافِ فقال خُذْهُ      عَلانِيَةً فقد بَرِحَ الخَفَاءُ

وانكر أبو الندى هذه الرواية وقال: الرِّواية: "أتاني بالفُطَيْرِ" وقال: البيتُ للرُّقاد.
والقَوْصَفُ: القَطِيْفَةُ.
ومنه الحديث: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صَعْدَةٍ يتبعها حُذَاقيٌّ عليها قَوصَفٌ لم يبق منها إلاّ قرقرُها. الصَّعْدَةُ: الأتانُ، والحُذَاقيُّ: الجَحْشُ، والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ. وقال ابن عبّاد: القَصَفَةُ: دِقَّةُ الأرطى، وقد أقْصَفَ الأرْطى. والتَّقَصُّفُ: التَّكَسُّرُ. والتَّقَصُّفُ: اللهو واللعب على الطعام والشراب. والتَّقَصُّفُ: الاجتماع.
ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها- وذكرت أباها -رضي الله عنه- قالت في حديث طويل: ثم بدا لأبي بكر -رضي الله عنه- فابتنى مسجدا بفاء داره؛ وكان يصلي فيه فَيَتَقَصَّفُ عليه نِساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه. وفي حديث سلمان -رضي الله عنه-: قال يهودي: أن بني قَيْلَةَ يَتَقاصَفُوْنَ على رجل بقُباءيزعم أنه نبي. أي من شدة ازدحامهم يكسر بعضهم بعضاً. وأبو تُقاصِفَ -بضم التاء-: رجل من خُناعَة ظلم قيس بن العجوة الهُذلي، فدعا عليه ابن العجوة فاستُجيبت دعوته، وقد ذُكرت القصة بتمامها في تركيب ع و د. والانْقِصَافُ: الاندفاع، يقال: انْقَصَفُوا عنه: إذا تركوه ومرُّوا.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفس محمد بيده لما يُهِمُّني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي. أي اندفاعهم، يعني أن استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من إن أبلغ أنا منزلة الشافعين المُشفعين، لأن قبول شفاعته كرامة له وإنعام عليه، فوصولهم إلى مُبتغاهم آثر لديه من نيل هذه الكرامة لفَرْطِ شفقته على أمته. رزقنا الله شفاعته، وأتم له كرامته. والتركيب يدل على الكسر.

دلك (لسان العرب) [0]


دَلَكْتُ الشيءَ بيدي أَدْلُكه دَلْكاً، قال ابن سيده: دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه؛ قال: أَبِيتُ أَسْري، وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس: فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله، ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً، فحذف النون كما حذفها من الأَول؛ وقد يجوز أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى: لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها، ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه.
والمَدْلُوك: المصقول.
ودَلَكْتُ الثوب . . . أكمل المادة إذا مُصْتَه لتغسله.
ودَلَكهُ الدهرُ: حَنَّكه وعلَّمه. ابن الأعرابي: الدُّلُك عقلاء الرجال، وهم الحُنُك.
ورجل دَلِيك حَنِيك: قد مارس الأُمور وعَرَفها.
وبعير مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها، وقد دَلَكَتْه الأسفارُ؛ قال الراجز: على عَلاواكِ على مَدْلُوكِ، على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء: تَخَلَّق به.
والدَّلُوك: ما تُدُلِّك به من طيب وغيره.
وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند الإغتسال.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه كتب إلى خالد بن الوليد: إنه بلغني أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم، آل المُغيرة، ذَرْوَ النارِ؛ الدَّلُوك، بالفتح: اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء المطيبة، كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به، والفَطُور لما يفطر عليه.
والدُّلاكةُ: ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية.
وفرس مَدْلُوك الحَجَبة: ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية؛ ومنه قول ابن الأَعرابي يصف فرساً: المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ.
ويقال: فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستوياً.
والدَّلِيكُ: طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد؛ قال الجوهري: وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت.
والدَّلِيكُ: التراب الذي تَسْفِيه الرياح.
ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً: غربت، وقيل اصفرَّت ومالت للغروب.
وفي التزيل العزيز: أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل.
وقد دَلَكَتْ: زالت عن كَبِدِ السماء؛ قال: ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ، دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ: قال الفراء: جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ، قال: ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب الشمس؛ قال الشاعر: هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ، ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني الشمس. قال أَبومنصور: وقد روينا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها.
وروى ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال: دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها.
وقال الزجاج: دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر، وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً. يقال: قد دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته.
وبَراحِ، مثل قطامِ: اسم للشمس.
وروي عن نافع عن ابن عمر قال: دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار.
وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ بِراحِ: استريح منها. قال الأَزهري: والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس، والمعنى، والله أَعلم، أَقِم الصلاة يا محمد أَي أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر، وصلاتا غَسَقِ الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات، والخامسة قوله: وقرآنَ الفَجْر، المعنى وأَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه، صلى الله عليه وسلم، وعلى أَمته؛ وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات، فإن قيل: ما معنى الدُّلوك في كلام العرب؟ قيل: الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة، وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين زائلة.
وفي نوادر الأعراب: دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ، كل هذا ارتفاعها.
وقال الفراء في قوله بِراحِ: جمع راحة وهي الكف، يقول يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس بعد؛ قال ابن بري: ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة: مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ، ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر الدُّلوك في الحديث، وأصله المَيْل.
والدَّلِيكُ: ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر وينضج فيحلو فيؤكل، وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ، قال: وسمعت أعرابيّاً من أَهل اليمن يقول: للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ كأَنه رُطَب يَتَهادى.
والدَّلِيكُ: نبات، واحدته دَلِيكة.
ودُلِكَت الأرض: أكلت.
ورجل مَدْلوك: أُلِحَّ عليه في المسألة؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي.
ودَلَك الرجلَ حقه: مَطَله.
ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله.
وسئل الحسن البصري: أَيُدالِكُ الرجل امرأَته؟ فقال: نعم إذا كان مُلْفَجاً؛ قال أَبو عبيد: قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر.
وكل مماطِل، فهو مُدالِك.
وقال الفراء: المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو مُدْلِك، وهم يفسرونه المَطُول؛ وأَنشد: فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني، ودالِكْني، فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم: المُدالكة المصابرة.
وقال بعضهم: المُدالكة الإلحاح في التقاضي، وكذلك المُعارَكة.
والدُّلَكةُ: دوَيْبَّة، قال ابن دريد: ولا أَحقها.
ودَلُوك: موضع.

دكك (لسان العرب) [0]


الدَّكُّ: هدم الجبل والحائط ونحوهما، دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً. الليث: الدَّكّ كسر الحائط والجبل.
وجبل دُكٌّ: ذليل، وجمعه دِكَكَةٌ مثل جُحْر وجِحرَة.
وقد تَدَكْدَكَتِ الجبالُ أَي صارت دَكَّاوَات، وهي رواب من طين، واحدتها دَكَّاء.
وقوله سبحانه وتعالى: وحُمِلت الأَرض والجبالُ فدُكَّتَا دَكَّةً واحدة؛ قال الفراء: دَكُّها زلزلتها، ولم يقل فدكِكْنَ لأنه جعل الجبال كالواحدة، ولو قال فدُكَّتْ دَكَّةً لكان صواباً. قال ابن الإعرابي: دَكَّ هَدَم ودُكَّ هُدِمَ.
والدِّكَكُ: القيرانُ المُنْهالة.
والدِّكَكُ: الهِضاب المفسَّخة.
والدَّكُّ: شبيه بالتل.
والدَّكَّاءُ: الرَّابية من الطين ليست بالغليظة، والجمع دَكَّاوَاتٌ، أَجروه مجرى الأسماء لغلبته كقولهم ليس في الخَضْرَاواتِ صدقة.
وأَكَمة دَكَّاء إذا اتسع أَعلاها، والجمع كالجمع نادر لأن هذا صفة.
والدَّكَّاواتُ: تلال خلقة، لا . . . أكمل المادة يفرد لها واحد؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة، قال: وعندي أَن واحدتها دَكَّاءِ كما تقدم. قال الأصمعي: الدَّكَّاوَاتُ من الأَرض الواحدة دَكَّاء وهي رَوَابٍ من طين ليست بالغِلاظ، قال: وفي الأَرض الدِّكَكَةُ، والواحد دُكّ، وهي رََوابٍ مشرفة من طين فيها شيء من غلظ، ويُجْمَع الدَّكَّاءُ من الأَرض دَكَّاوات ودُكّاً، مثل حَمْراوات وحُمْر.
والدُّكُكُ: النوق المنفضِخة الأَسْنِمَةِ.
وبعير أَدَكُّ: لا سنام له، وناقة دَكَّاءِ كذلك، والجمع دُكّ ودَكَّاوات مثل حُمْر حُمْراوات قال ابن بري: حَمْراء لا يجمعع بالألف والتاء فيقال حَمْراوات كما لا يجمع مذكره بالواو والنون فيقال أَحْمَرُون، وأَما دَكَّاءِ فليس لها مذكر ولذلك جاز أَن يقال دَكَّاوَات، وقيل: ناقة دَكَّاءُ للتي افترش سنامها في جنبيها ولم يُشْرِف، والاسم الدَّكَكُ، وقد اندك.
وفرس مَدْكُوك: لا إشْرَاف لِحَجَبَتِه.
وفرس أَدَكُّ إذا كان مُتدانياً عريض الظهر.
وكتب أبو موسى إلى عمر: إنَّا وجدنا بالعِراق خيلاً عِرَاضاً دُكَّا فما يرى أَمير المؤمنين من أَسهامها أَي عِراض الظهور قصارها.
وخيل دُكٌّ وفرس أَدَكّ إذا كان عريض الظهر قصيراً؛ حكاه أَبو عبيدة عن الكسائي، قال: وهي البَرَاذين.
والدَّكَّةُ: بناء يسطح أَعلاه.
وانْدَكَّ الرمل: تلبد، والدُّكَّانُ من البناء مشتق من ذلك. الليث: اختلفوا في الدُّكَّان فقال بعضهم هو فَعْلان من الدَّكّ، وقال بعضهم هو فُعّال من الدَّكَن، وقال الجوهري: الدَّكَّة والدُّكَّانُ الذي يقعد عليه؛ قال المُثَقّب العبدي: فأَبقَى باطِلِي، والجِدُّ منها، كدُكَّآنِ الدَّرَابِنَةِ المَطِين قال: وقوم يجعلون النون أَصلية، والدَّرَابِنَة: البَوَّابُون، واحدهم دَرْبانٌ.
والدَّكُّ والدَّكَّةُ: ما استوى من الرمل وسهل، وجمعها دِكاكٌ.
ومكان دَكٌّ مسْتَوٍ.
وفي التزيل العزيز: حتى إِذا جاء وعد ربي جعله دَكّاً؛ قال الأَخفش في قوله دَكّاً بالتنوين قال: كأَنه قال دَكَّهُ دَكّاً مصدر مؤَكد، قال: ويجوز جعله أَرضاً ذا دَكٍّ كقوله تعالى: واسأَلِ القريةَ، قال: ومن قرأَها دَكَّاءَ ممدوداً أَراد جَعَله مثل دَكَّاءَ وحذف مثل؛ قال أَبو العباس: ولا حاجة به إلى مثل وإِنما المعنى جعل الجبل أَرضاً دَكَّاء واحداً (* قوله واحداً: هكذا في الأصل)، قال: وناقة دَكَّاءُ إذا ذهب سنَامها. قال الأَزهري: وأَفادني ابن اليزيدي عن أَبي زيد جعله دَكَّاً، قال المفسرون ساخ في الأرض فهو يذهب حتى الآن، ومن قرأَ دَكَّاءَ على التأَنيث فلتأْنيث الأَرض جَعَله أَرضاً دَكَّاء. الأَخفش: أَرض دَكٌّ والجمع دُكُوك. قال الله تعالى: جعله دَكَّا، قال: ويحتمل أَن يكون مصدراً لأنه حين قال جعَلَه كأَنه قال دَكَّه فقال دَكَّهُ فقال دَكّاً، أَو أَراد جَعله ذا دَكٍّ فحذف، وقد قُرئ بالمد، أي جعله أرضاً دَكَّاء محذف لأَن الجبل مذكر.
ودَكَّ الأَرضَ دَكّاً: سَوّى صَعُودَها وهَبُوطها، وقد انْدَكَّ المكان.
ودَكَّ الترابَ يَدُكُّه دَكّاً: كبسه وسَوّاه.
وقال أَبو حنيفة عن أَبي زيد: إِذا كبس السطح بالتراب قيل دَكّ التراب عليه دَكّاً.
ودَكَّ التراب على الميت يَدُكُّه دَكّاً: هاله.
ودَكَكْتُ التراب على الميت أَدُكُّه إِذا هِلْته عليه.
ودَكْدَكْتُ الرَّكِيَّ أَي دفنته بالتراب.
ودَكَّ الرَّكِيّة دَكّاً: دفنها وطَمَّها.
والدَّك: الدقّ، وقد دَكَكْتُ الشيء أَدُكُّه دَكّاً إذا ضربته وكسرته حتى سوّيته بالأَرض؛ ومنه قوله عز وجل: فَدُكَّتا دَكَّةً واحدة.
والدِّكْدِكُ والدَّكْدَكُ والدَّكْدَاكُ من الرمل. ما تَكَبَّس واستوى، وقيل: هوبطن من الأَرض مستو، وقال أَبو حنيفة: هو رمل ذو تراب يتلبد. الأَصمعي: الدَّكْدَاكُ من الرمل ما الْتَبَد بعضه على بعض بالأَرض ولم يرتفع كثيراً.
وفي الحديث: أَنه سأَل جرير بن عبد الله عن منزله فقال: سَهْلٌ ودَكْدَاكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ أَي أَن أَرضهم ليست ذات خُزُونة؛ قال لبيد: وغيث بدَكْدَاكٍ، يَزِينُ وِهَادَهُ نباتٌ كوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّب والجمع الدَّكادِك والدَّكادِيك؛ وفي حديث عمرو بن مرة: إليك أَجُوبُ القُورَ بعد الدَّكادِكِ وقال الراجز: يا دار سَلْمَى بدَكادِيكِ البُرَقْ سَقْياً فقد هَيَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ والدَّكْدَك والدِّكْدَكُ والدِّكْدَاكُ: أَرض فيها غلظ.
وأَرض مَدْكوكة إذا كثر بها الناس ورُِعاة المال حتى يفسدها ذلك وتكثر فيها آثار المال وأَبواله، وهم يكرهون ذلك إلا أَن يجمعهم أَثر سحابة فلا يجدون منه بدّاً.
وقال أَبو حنيفة: أَرض مَدْكوكة لا أَسناد لها تُنْبتُ الرِّمْث.
ودُكَّ الرجل، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهو مَدْكوك إذا دَكَّتْه الحُمَّى وأَصابه مرض.
ودَكَّتْه الحمى دكّاً: أضعفته.
وأَمة مِدَكَّةٌ: قوية على العمل.
ورجل مِدَكٌّ، بكسر الميم: شديد الوطء على الأَرض. الأَصمعي: صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كله إذا دفعته.
ويوم دَكِيك: تامّ، وكذلك الشهر والحول. يقال: أَقمت عنده حولاً دَكيكاً أَي تامّاً. ابن السكيت: عامٌ دَكِيكٌ كقولك حول كَرِيتٌ أَي تامٌّ؛ قال: أَقمت بجُرْجَانَ حولاً دَكِيكا وحَنْظل مُدَكّكٌ: يؤكل بتمر أَو غيره.
ودَكَّكه: خلطه. يقال: دَكَّكُوا لنا.
وتَدَاكَّ عليه القوم إذا ازدحموا عليه.
وفي حديث عليّ: ثم تَدَاكَكْتم عليَّ تَدَاكُكَ الإبل الهِيم على حياضها أَي ازدحمتم، وأَصل الدَّكّ الكسر.
وفي حديث أَبي هريرة: أَنا أَعلم الناس بشفاعة محمد يوم القيامة، قال فتَدَاكَّ الناس عليه. أَبو عمرو: دَكَّ الرجل جاريته إذا جهدها بإلقائه ثقله عليها إذا أَراد جماعها؛ وأَنشد الإبادي: فقَدْتُكَ من بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّني بصدرك، لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي؟

نصل (لسان العرب) [0]


التهذيب: النَّصْلُ نصلُ السهم ونَصْلُ السيفِ والسِّكِّينِ والرمحِ، ونَصْلُ البُهْمَى من النبات ونحوه إِذا خرجت نصالُها. المحكم: النَّصْلُ حديدةُ السهم والرمحِ، وهو حديدة السيف ما لم يكن لها مَقْبَِض؛ حكاها ابن جني قال: فإِذا كان لها مَقْبَِض فهو سيف؛ ولذلك أَضاف الشاعر النَّصْل إِلى السيف فقال: قد عَلِمتْ جارية عُطْبول أَنِّي، بنَصْل السيف، خَنْشَلِيل ونَصْل السيف: حديده.
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد النصْل كل حديدة من حدائد السِّهام، والجمع أَنصُل ونُصُول ونِصال.
والنَّصْلانِ: النَّصْل والزُّجُّ؛ قال أَعشى باهلة: عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فارَقَنا، كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْن ينكَسِر وقد سمِّي الزُّجُّ وحدَه نَصْلاً. ابن شميل: النَّصْل السهم العريضُ الطويلُ . . . أكمل المادة يكون قريباً من فِتْر والمِشْقَصُ على النصف من النَّصْل، قال: والسهم نفس النَّصْل، فلو التقطْتَ نَصْلاً لقلْتُ ما هذا السهم معك؟ ولو التقطتَ قِدْحاً لم أَقل ما هذا السهم معك.
وأَنْصَل السهمَ ونَصَّله: جعل فيه النَّصْلَ، وقيل: أَنْصَله أَزال عنه النَّصْل، ونَصَّله ركَّب فيه النَّصْل، ونَصَل السهمُ فيه ثبت فلم يخرج، ونَصَلْته أَنا ونَصَل خرج، فهو من الأَضداد، وأَنْصَلَه هو.
وكل ما أَخرجته فقد أَنْصَلته. ابن الأَعرابي: أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْته جعلت له نَصْلاً، وأَنْصَلْته نزعت نَصْلَه.
وفي حديث أَبي سفيان: فَامَّرَطَ قُذَذُ السهم وانْتَصَل أَي سقط نَصْلُه.
ويقال: أَنْصَلْت السهمَ فانْتَصَل أَي خرج نَصْلُه.
وفي حديث أَبي موسى: وإِن كان لِرُمْحِك سِنان فأَنْصِلْه أَي انزعْه.
ويقال: سهم ناصِل إِذا خرج منه نَصْلُه، ومنه قولهم: ما بَلِلْتُ من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظفِرت منه بسهم انكسر فُوقُه وسقط نَصْلُه.
وسهم ناصِل: ذو نَصْل، جاء بمعنيين مُتضادَّين. الجوهري: ونَصَل السهمُ إِذا خرج منه النَّصْل؛ ومنه قولهم: رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي ذؤيب: فَحُطَّ عليها والضُّلوعُ كأَنها، من الخَوْفِ، أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ وقال رَزِين بن لُعْط: أَلا هل أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَننا رَدَدْنا بني كَعْب بأَفْوَقَ ناصِلِ؟ وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ومَنْ رَمَى بكم فقد رَمَى بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي بِسَهم منكسر الفُوق لا نَصْل فيه.
ويقال أَيضاً (* قوله «ويقال أيضاً إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: ويقال نصل السهم إذا خرج منه النصل، ونصل أيضاً إِذا ثبت نصله اهـ. ففي الأصل سقط). نَصَل السهم إِذا ثبت نصله في الشيء فلم يخرج، وهو من الأَضداد.
ونَصَّلْت السهمَ تَنْصيلاً: نزعت نَصْلَه، وهو كقولهم قَرَّدْت البعيرَ وقَذَّيْت العينَ إِذا نزعت منها القُراد والقَذَى، وكذلك إِذا ركَّبت عليه النَّصْل فهو من الأَضداد، وكان يقال لِرَجَب: مُنْصِل الأَلَّةِ ومُنْصِل الإِلال ومُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كانوا يَنزِعون فيه أَسِنَّة الرِّماح؛ وفي الحديث: كانوا يسمون رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة أَي مخرِج الأَسِنَّة من أَماكنها، كانوا إِذا دخل رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح ونِصالَ السِّهام إِبطالاً للقتال فيه وقطعاً لأَسباب الفِتَن لحُرْمته، فلما كان سبباً لذلك سمِّي به. المحكم: مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ، سمي بذلك لأَنهم كانوا ينزِعون الأَسِنَّة فيه أَعْظاماً له ولا يَغْزُون ولا يُغِيرُ بعضهم على بعض؛ قال الأَعشى: تَدارَكَه في مُنْصِل الأَلِّ بعدما مضَى غير دَأْداءٍ، وقد كادَ يَذْهَبُ أَي تَداركه في آخر ساعة من ساعاته. الكسائي: أَنْصَلْت السهمَ، بالأَلف، جعلت فيه نَصْلاً، ولم يذكر الوجه الآخر أَن الإِنْصال بمعنى النَّزْع والإِخراج، قال: وهو صحيح، ولذلك قيل لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة.
وقال ابن الأَعرابي: النَّصْل القَهَوْباة بلا زِجاجٍ، والقَهَوْبات السِّهامُ الصغارُ. (* ورد في مادة قهب أن القَهَوبات جمع.
وأنّ القَهُوبات السهام الصغار واحدها قَهُوبة (راجع مادة قهب).
ونَصَل فيه السهم: ثبت فلم يخرج، وقيل: نَصَلَ خرج، وقال شمر: لا أَعرف نَصَل بمعنى ثَبت، قال: ونَصَل عندي خرج.
ونَصْلُ الغَزْلِ: ما يخرج من المِغْزَلِ.
ويقال للغزْل إِذا أُخْرج من المِغْزَل: نَصَل.
ونَصَل من بين الجبال نُصولاً: خرج وظهر.
ونَصَلَ فلان من الجبل إِلى موضع كذا وكذا علينا أَي خرج.
ونَصَل الطريقُ من موضع كذا: خرج.
وفي الحديث: مرت سحابة فقال تَنَصَّلَت هذه تَنْصُرُ بَني كعب أَي أَقبلت، من قولهم نَصل علينا إِذا خرج من طريق أَو ظهر من حجاب، ويروى: تَنْصَلِتُ أَي تقصِد للمطر.
ونَصَل الحافرُ نُصولاً إِذا خرج من موضعه فسقط كما يَنْصُلُ الخِضابُ.
ونَصَلتِ اللحيةُ تَنْصُل نُصولاً، ولحيةٌ ناصِل، بغير هاء، وتَنَصَّلت: خرجت من الخِضاب؛ وقوله: كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ مُشاشَ المُرَوَّى، ثم لَمَّا تَنَصَّلِ معناه لم تَخرج فيَصْحو شارِبُها، ويروى: ثم لمّا تَزَيَّل. الشَّعَرُ يَنْصُل: زال عنه الخِضاب.
ونَصَلتِ اللسعةُ والحُمَةُ تَنْصُل: خرج سَمُّها وزال أَثَرُها؛ وقوله: ضَوْرِيةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ناصِلة الحِقْوَينِ من إِزارِها إِنما عنى أَن حِقْوَيْها يَنْصُلان من إِزارِها، لتسلُّطها وتَبَرُّجِها وقلَّة تثقُّفها في ملابسها لأَشَرِها وشَرَهِها.
ومِعْوَلٌ نَصْل: نَصَل عنه نِصابُه أَي خرج، وهو مما وصِف بالمصدر؛ قال ذو الرمة: شَرِيح كحُمَّاض الثَّماني عَلَتْ به، على راجِفِ اللَّحْيَين، كالمِعْوَل النَّصْل وتَنَصَّل فلان من ذنبه أَي تبرَّأَ.
والتَّنَصُّل: شبه التبرُّؤ من جناية أَو ذنب.
وتنصَّل إِليه من الجناية: خرج وتبرَّأَ.
وفي الحديث: من تنصَّل إِليه أَخوه فلم يقبَل أَي انتفى من ذنبه واعتذر إِليه.
وتنصَّل الشيءَ: أَخرجه.
وتنصَّله: تَخَيَّره.
وتنصَّلوه: أَخذوا كل شيء معه.
وتنصَّلْت الشيء واسْتَنْصَلْته إِذا استخرجته؛ ومنه قول أَبي زبيد: قَرْم تنصَّله من حاصِنٍ عُمَرُ والنَّصْل: ما أَبْرَزتِ البُهْمَى ونَدَرتْ به من أَكِمَّتها، والجمع أَنْصُل ونِصال.
والأُنْصولةُ: نَوْرُ نَصْل البُهْمَى، وقيل: هو ما يُوبِسُه الحرُّ من البُهْمَى فيشتد على الأَكَلَة؛ قال: كأَنه واضِحُ الأَقْراب في لُقُحٍ أَسْمَى بهنَّ، وعَزَّتْه الأَناصِيلُ أَي عزَّت عليه.
واسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جعله أَناصِيل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا، بَرَّحَتْ به عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع ويروى المَرابع؛ عِراقيَّة الأَقْياظ أَي تطلُب الماء في القَيْظ، قال غيره: هي منسوبة إِلى العِراق الذي هو شاطئ الماء، وقوله: نَجْدُ المَراتِع أَراد جمع نَجْديٍّ فحذف ياء النسب في الجمع، كما قالوا زَنْجِيّ وزَنْج.
ويقال: اسْتَنْصَلَتِ الريحُ اليَبِيسَ إِذا اقتلَعَتْه من أَصله.
وبُرٌّ نَصِيلٌ: نَقِيٌّ من الغَلَثِ.
والنَّصِيل: حجر طويل قدْرُ ذِراع يُدقُّ به. ابن شميل: النَّصِيل حجر طويل رقيقٌ كهيئة الصفيحة المحدَّدة، وجمعه النُّصُل، وهو البِرْطِيلُ، ويشبه به رأْس البعير وخُرْطومه إِذا رَجَف في سيره؛ قال رؤبة يصف فحلاً: عَرِيض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ، ليس بلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ وقال الأَصمعي: النَّصِيل ما سَفَل من عَيْنَيْه إِلى خَطْمه، شبَّه بالحجر الطويل؛ وقال أَبو خراش في النَّصِيل فجعله الحجَر: ولا أَمْغَرُ السَّاقَيْن بات كأَنه، على مُحْزَئِلاَّت الإِكام، نَصِيلُ وفي حديث الخُدْرِيّ: فقام النَّحَّامُ العَدَويّ يومئذ وقد أَقام على صُلْبه نَصِيلاً؛ النَّصِيلُ: حَجر طويل مُدَمْلَك قدر شبر أَو ذراع، وجمعه نُصُل.
وفي حديث خَوَّاتٍ: فأَصاب ساقَه نَصِيل حجَرٍ.
والنَّصِيل: الحنَك على التشبيه بذلك.
والنَّصِيل: مَفْصِل ما بين العنق والرأْس تحت اللَّحْيين، زاد الليث: من باطن من تحت اللَّحْيين.
والنَّصِيل: الخَطْمُ.
ونَصِيلُ الرأْس ونَصْله: أَعلاه.
والنَّصْلُ: الرأْس بجميع ما فيه.
والنَّصْلُ: طول الرأْس في الإِبل والخيل ولا يكون ذلك للإِنسان؛ وقال الأَصمعي في قوله: بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا (* قوله «بناصلات إلخ» صدره وهو لرؤبة كما في التكملة: والصهب تمطو الحلق المعكوسا) قال: الواحد نَصِيل وهو ما تحت العين إِلى الخَطْم فيقول تَحْسَبها فؤُوساً.
وقال ابن الأَعرابي: النَّصِيل حيث تَصِل الجِباه.
والمُنْصُل، بضم الميم والصاد، والمُنْصَل: السيف اسم له. قال ابن سيده: لا نعرف في الكلام اسماً على مُفْعُل ومُفْعَل إِلا هذا، وقولهم مُنْخُل ومُنْخَل.
والنَّصِيل: اسم موضع؛ قال الأَفوه: تُبَكِّيها الأَرامِلُ بالمآلي، بِداراتِ الصَّفائِح والنَّصِيلِ

صرر (لسان العرب) [0]


الصِّرُّ، بالكسر، والصِّرَّةُ: شدَّة البَرْدِ، وقيل: هو البَرْد عامَّة؛ حكِيَتِ الأَخيرة عن ثعلب.
وقال الليث: الصِّرُّ البرد الذي يضرب النَّبات ويحسِّنه.
وفي الحديث: أَنه نهى عما قتله الصِّرُّ من الجراد أَي البَرْد.
ورِيحٌ وصَرْصَرٌ: شديدة البَرْدِ، وقيل: شديدة الصَّوْت. الزجاج في قوله تعالى: بِريحٍ صَرْصَرٍ؛ قال: الصِّرُّ والصِّرَّة شدة البرد، قال: وصَرْصَرٌ متكرر فيها الراء، كما يقال: قَلْقَلْتُ الشيء وأَقْلَلْتُه إِذا رفعته من مكانه، وليس فيه دليل تكرير، وكذلك صَرْصَرَ وصَرَّ وصَلْصَلَ وصَلَّ، إِذا سمعت صوْت الصَّرِيرِ غير مُكَرَّرٍ قلت: صَرَّ وصَلَّ، فإِذا أَردت أَن الصوت تَكَرَّر قلت: قد صَلْصَلَ وصَرْصَرَ. قال الأَزهري: وقوله: بِريح صَرْصر؛ أَي شديد البَرْد جدّاً.
وقال ابن . . . أكمل المادة السكيت: ريح صَرْصَرٌ فيه قولان: يقال أَصلها صَرَّرٌ من الصِّرّ، وهو البَرْد، فأَبدلوا مكان الراءِ الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ وكَبْكَبُوا، وأَصله تجفَّف وكَبَّبُوا؛ ويقال هو من صَرير الباب ومن الصَّرَّة، وهي الضَّجَّة، قال عز وجل: فَأَقْبَلَتِ امرأَتُه في صَرَّةٍ؛ قال المفسرون: في ضَجَّة وصَيْحَة؛ وقال امرؤ القيس: جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ فقيل: في صَرَّة في جماعة لم تتفرَّق، يعني في تفسير البيت.
وقال ابن الأَنباري في قوله تعالى: كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ، قال: فيها ثلاثة أَقوال: أَحدها فيها صِرٌّ أَي بَرْد، والثاني فيها تَصْوِيت وحَرَكة، وروي عن ابن عباس قول آخر فيها صِرٌّ، قال: فيها نار.
وصُرَّ النباتُ: أَصابه الصِّرُّ.
وصَرَّ يَصِرُّ صَرّاً وصَرِيراً وصَرْصَرَ: صوَّت وصاح اشدَّ الصياح.
وقوله تعالى: فأَقبلتِ امرأَتُه في صَرَّة فصَكَّتْ وَجْهَها؛ قال الزجاج: الصَّرَّة أَشدُّ الصياح تكون في الطائر والإِنسان وغيرهما؛ قال جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة: قَالُوا: نَصِيبكَ من أَجْرٍ، فقلت لهم: من لِلْعَرِينِ إِذا فارَقْتُ أَشْبالي؟ فارَقْتَني حِينَ كَفَّ الدهرُ من بَصَرِي، وحين صِرْتُ كعَظْم الرِّمَّة البالي ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ، بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي وجاء في صَرَّةٍ، وجاء يَصْطَرُّ. قال ثعلب: قيل لامرأَة: أَيُّ النساء أَبغض إِليك؟ فقالت: التي إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ.
وصَرَّ صِمَاخُهُ صَرِيراً: صَوَّت من العَطَش.
وصَرَصَرَ الطائرُ: صَوَّت؛ وخصَّ بعضهم به البازِيَ والصَّقْر.
وفي حديث جعفر ابن محمد: اطَّلَعَ عليَّ ابن الحسين وأَنا أَنْتِفُ صَرّاً؛ هو عُصْفُور أَو طائر في قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن، سمِّي بصوْته. يقال: صَرَّ العُصْفُور يَصِرُّ إِذا صاح.
وصَرَّ الجُنْدُب يَصِرُّ صَرِيراً وصَرَّ الباب يَصِرُّ.
وكل صوت شِبْهُ ذلك، فهو صَرِيرٌ إِذا امتدَّ، فإِذا كان فيه تخفيف وترجِيع في إِعادَة ضُوعِف، كقولك صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً، كأَنهم قَدَّرُوا في صوْت الجُنْدُب المَدّ، وفي صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِيع فَحكَوْه على ذلك، وكذلك الصَّقْر والبازي؛ وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة: بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي ابن السكِّيت: صَرَّ المَحْمِلُ يَصِرُّ صَرِيراً ، والصَّقرُ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً؛ وصرَّت أُذُنِي صَريراً إذا سمعت لها دَوِيّاً.
وصَرَّ القلمُ والباب يَصِرُّ صَرِيراً أَي صوَّت.
وفي الحديث: أَنه كان يخطُب إِلى حِذْعٍ ثم اتَّخَذ المِنْبَرَ فاضْطَرَّت السَّارِية؛ أَي صوَّتت وحنَّت، وهو افْتَعَلَتْ من الصَّرِير، فقُلِبت التَّاء طاءً لأَجل الصاد.ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ: له صوْت وصَرِيرٌ إِذا نُقِرَ، وكذلك الدِّينار، وخصَّ بعضهم به الجَحْدَ ولم يستعمله فيما سواه. ابن الأَعرابي: ما لفلان صِرُّ أَي ما عنده درْهم ولا دينار، يقال ذلك في النَّفْي خاصة.
وقال خالد بن جَنبَة: يقال للدِّرْهم صَرِّيٌّ، وما ترك صَرِّياً إِلاَّ قَبَضه، ولم يثنِّه ولم يجمعه.
والصَّرِّةُ: الضَّجَّة والصَّيْحَةُ.
والصَّرُّ: الصِّياح والجَلَبة.
والصَّرَّة: الجماعة.
والصَّرَّة: الشِّدة من الكْرب والحرْب وغيرهما؛ وقد فسر قول امرئ القيس: فأَلْحَقَنَا بالهَادِياتِ، ودُونَهُ جَواحِرُها، في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ فُسِّرَ بالجماعة وبالشدَّة من الكرْب، وقيل في تفسيره: يحتمل الوجوه الثلاثة المتقدِّمة قبله.
وصَرَّة القَيْظِ: شدَّته وشدَّةُ حَرِّه.
والصَّرَّة: العَطْفة.
والصَّارَّة: العَطَشُ، وجمعه صَرَائِرُ نادر؛ قال ذو الرمة: فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها، وقد نَشَحْنَ، فلا ريٌّ ولا هِيمُ ابن الأَعرابي: صَرِّ يَصِرُّ إِذا عَطِشَ وصَرَّ يَصُرُّ إِذا جَمَعَ.
ويقال: قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شرب الماء فذهَب عَطَشه، وجمعُها صَرائِر، (* قوله: «وجمعها صرائر» عبارة الصحاح: قال أَبو عمرو وجمعها صرائر إلخ وبه يتضح قوله بعد: وعيب ذلك على أَبي عمرو).
وأَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً: «لم تَقْصَعْ صَرائِرَها» قال: وعِيب ذلك على أَبي عمرو، وقيل: إِنما الصَّرائرُ جمع صَرِيرة، قال: وأَما الصَّارَّةُ فجمعها صَوارّ.
والصِّرار: الخيط الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على أَطراف الناقة وتُذَيَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلاَّ يُؤَثِّرَ الصِّرارُ فيها. الجوهري: وصَرَرْتُ الناقة شددت عليها الصِّرار، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْف لِئلاَّ يرضعَها ولدها.
وفي الحديث: لا يَحِلُّ لرجل يُؤمن بالله واليوم الآخر أَن يَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بغير إِذْنِ صاحبها فإِنه خاتَمُ أَهْلِها. قال ابن الأَثير: من عادة العرب أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا أَرسلوها إِلى المَرْعَى سارِحَة، ويسمُّون ذلك الرِّباطَ صِراراً، فإِذا راحَتْ عَشِيّاً حُلَّت تلك الأَصِرَّة وحُلِبَتْ، فهي مَصْرُورة ومُصَرَّرة؛ ومنه حديث مالك بن نُوَيْرَةَ حين جَمَعَ بَنُو يَرْبُوَع صَدَقاتهم ليُوَجِّهوا بها إِلى أَبي بكر، رضي الله عنه، فمنعَهم من ذلك وقال: وقُلْتُ: خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ مُصَرَّرَة أَخلافها لم تُحَرَّدِ سأَجْعَلُ نفسي دُونَ ما تَحْذَرُونه، وأَرْهَنُكُمْ يَوْماً بما قُلْتُهُ يَدِي قال: وعلى هذا المعنى تأَوَّلُوا قولَ الشافعي فيما ذَهب إِليه من أَمْرِ المُصَرَّاة.
وصَرَّ الناقة يَصُرُّها صَرّاً وصَرَّ بها: شدَّ ضَرْعَها.
والصِّرارُ: ما يُشدُّ به، والجمع أَصِرَّة؛ قال: إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى أَصِرَّتُها، ولا كَريمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً، في الرأْس منها وفي الأَصْلاد تَمْلِيحُ ورواية سيبويه في ذلك: ورَدْ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة، ولا كريمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح والصَّرَّةُ: الشاة المُضَرَّاة.
والمُصَرَّاة: المُحَفَّلَة على تحويل التضعيف.
وناقةٌ مُصِرَّةٌ: لا تَدِرُّ؛ قال أُسامة الهذلي: أَقرَّتْ على حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة، ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُِولُها والصُّرَّة: شَرَجْ الدَّراهم والدنانير، وقد صَرَّها صَرّاً. غيره: الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة.
وصَرَرْت الصُّرَّة: شددتها.
وفي الحديث: أَنه قال لجبريل، عليه السلام: تأْتِيني وأَنت صارٌّ بين عَيْنَيْك؛ أَي مُقَبِّض جامعٌ بينهما كما يفعل الحَزِين.
وأَصل الصَّرِّ: الجمع والشدُّ.
وفي حديث عمران بن حصين: تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ، كأَنه من صَرَرْته إِذا شَدَدْته؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في بعض الطرق، والمعروف تنضرج أَي تنشقُّ.
وفي الحديث: أَنه قال لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه: أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام، أَي ما تُجَمِّعانِه في صُدُوركما.
وكلُّ شيء جمعته، فقد، صَرَرْته؛ ومنه قيل للأَسير: مَصْرُور لأَن يَدَيْه جُمِعتَا إِلى عُنقه؛ ولمَّا بعث عبدالله بن عامر إِلى ابن عمر بأَسيرِ قد جُمعت يداه إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قال: أَمَّا وهو مَصْرُورٌ فَلا.
وصَرَّ الفرسُ والحمار بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بها: سَوَّاها ونَصَبها لِلاستماع. ابن السكيت: يقال صَرَّ الفرس أُذنيه ضَمَّها إِلى رأْسه، فإِذا لم يُوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس، بالأَلف، وذلك إِذا جمع أُذنيه وعزم على الشَّدِّ؛ وفي حديث سَطِيح: أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي نَصَبها وسوَّاها؛ وجاءت الخيلُ مُصِرَّة آذانها إِذا جَدَّت في السير. ابن شميل: أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن يخلُص سنبله، فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قيل: قد أَسْبَل؛ وقال قي موضع آخر: يكون الزرع صَرَراً حين يَلْتَوي الورَق ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل، وإِن لم يخرُج فيه القَمْح.
والصَّرَر: السُّنْبُل بعدما يُقَصِّب وقبل أَن يظهر؛ وقال أَبو حنيفة: هو السُّنْبُل ما لم يخرج فيه القمح، واحدته صَرَرَة، وقد أَصَرَّ.
وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع بعض الإِسراع، ورواه أَبو عبيد أَضَرَّ، بالضاد، وزعم الطوسي أَنه تصحيف.
وأَصَرَّ على الأَمر: عَزَم.
وهو مني صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي عَزِيمة وجِدُّ.
وقال أَبو زيد: إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة؛ وأَنشد أَبو مالك: قد عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ، أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي أَي حَقِيقة.
وقال أَبو السَّمَّال الأَسَدِي حين ضلَّت ناقته: اللهم إِن لم تردَّها عَلَيَّ فلم أُصَلِّ لك صلاةً، فوجَدَها عن قريب فقال: عَلِمَ الله أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عليه.
وقال ابن السكيت: إِنها عَزِيمة مَحْتُومة، قال: وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء إِذا أَقمتَ ودُمْت عليه؛ ومنه قوله تعالى: ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم يَعْلَمُون.
وقال أَبو الهيثم: أَصِرَّى أَي اعْزِمِي، كأَنه يُخاطِب نفسَه، من قولك: أَصَرَّ على فعله يُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم على أَن يمضي فيه ولا يرجِع.
وفي الصحاح: قال أَبو سَمَّال الأَسَدِي وقد ضَلَّت ناقتُه: أَيْمُنُكَ لَئِنْ لم تَرُدَّها عَلَيَّ لا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه وقد تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ فأَحذها وقال: عَلِمَ رَبِّي أَنَّها مِنِّي صِرَّي.
وقد يقال: كانت هذه الفَعْلَة مِنِّي أَصِرِّي أَي عَزِيمة، ثم جعلت الياء أَلفاً، كما قالوا: بأَبي أَنت، وبأَبا أَنت؛ وكذلك صِرِّي وصِرِّي على أَن يُحذف الأَلفُ من إِصِرِّي لا على أَنها لغة صَرَرْتُ على الشيء وأَصْرَرْتُ.
وقال الفراء: الأَصل في قولهم كانت مِنِّي صِرِّي وأَصِرِّي أَي أَمر، فلما أَرادوا أَن يُغَيِّرُوه عن مذهب الفعل حَوَّلُوا ياءه أَلفاً فقالوا: صِرَّى وأَصِرَّى، كما قالوا: نُهِيَ عن قِيَلٍَ وقَالٍَ، وقال: أُخْرِجَتا من نِيَّةِ الفعل إِلى الأَسماء. قال: وسمعت العرب تقول أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ، ويخفض فيقال: من شُبٍّ إِلى دُبٍّ؛ ومعناه فَعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إِلى أَنْ دَبَّ كبيراً وأَصَرَّ على الذنب لم يُقْلِعْ عنه.
وفي الحديث: ما أَصَرَّ من استغفر. أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه، وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب، يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه.
وفي الحديث: ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما فعلوه وهعم يعلمون.
وصخرة صَرَّاء: مَلْساء.
ورجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة: لم يَحُجَّ قَطُّ، وهو المعروف في الكلام، وأَصله من الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ، وقد قالوا في الكلام في هذا المعنى: صَرُويٌّ وصَارُورِيُّ، فإِذا قلت ذلك ثَنَّيت وجمعت وأَنَّثْت؛ وقال ابن الأَعرابي: كل ذلك من أَوله إِلى آخره مثنَّى مجموع، كانت فيه ياء النسب أَو لم تكن، وقيل: رجل صَارُورَة وصارُورٌ لم يَحُجَّ، وقيل: لم يتزوَّج، الواحد والجمع في ذلك سواء، وكذلك المؤنث.
والصَّرُورة في شعر النَّابِغة: الذي لم يأْت النساء كأَنه أَصَرَّ على تركهنَّ.
وفي الحديث: لا صَرُورَة في الإسلام.
وقال اللحياني: رجل صَرُورَة لا يقال إِلا بالهاء؛ قال ابن جني: رجل صَرُورَة وامرأَة صرورة، ليست الهاء لتأْنيث الموصوف بما هي فيه قد لحقت لإِعْلام السامع أَن هذا الموصوف بما هي فيه وإنما بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأْنيث الصفة أَمارَةً لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة. قال الفراء عن بعض العرب: قال رأَيت أَقواماً صَرَاراً، بالفتح، واحدُهم صَرَارَة، وقال بعضهم: قوم صَوَارِيرُ جمع صَارُورَة، وقال ومن قال صَرُورِيُّ وصَارُورِيٌّ ثنَّى وجمع وأَنَّث، وفسَّر أَبو عبيد قوله، صلى الله عليه وسلم: لا صَرُوْرَة في الإِسلام؛ بأَنه التَّبَتُّل وتَرْكَ النكاح، فجعله اسماً للحَدَثِ؛ يقول: ليس ينبغي لأَحد أَن يقول لا أَتزوج، يقول: هذا ليس من أَخلاق المسلمين وهذا فعل الرُّهبْان؛ وهو معروف في كلام العرب؛ ومنه قول النابغة: لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ، عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ يعني الراهب الذي قد ترك النساء.
وقال ابن الأَثير في تفسير هذا الحديث: وقيل أَراد من قَتَل في الحرم قُتِلَ، ولا يقبَل منه أَن يقول: إِني صَرُورَة ما حَجَجْت ولا عرفت حُرْمة الحَرَم. قال: وكان الرجل في الجاهلية إِذا أَحدث حَدَثاً ولَجَأَ إِلى الكعبة لم يُهَجْ، فكان إِذا لِقيَه وليُّ الدَّمِ في الحَرَمِ قيل له: هو صَرُورةٌ ولا تَهِجْه.
وحافرٌ مَصْرُورٌ ومُصْطَرٌّ: ضَيِّق مُتَقَبِّض.
والأَرَحُّ: العَرِيضُ، وكلاهما عيب؛ وأَنشد: لا رَحَحٌ فيه ولا اصْطِرارُ وقال أَبو عبيد: اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إِذا كان فاحِشَ الضِّيقِ؛ وأَنشد لأَبي النجم العجلي: بِكلِّ وَأْبِ للحَصَى رَضَّاحِ، لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ أَي بكل حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لقوَّته ليس بضَيِّق وهو المُصْطَرُّ، ولا بِفِرْشاحٍ وهو الواسع الزائد على المعروف.
والصَّارَّةُ: الحاجةُ. قال أَبو عبيد: لَنا قِبَلَه صارَّةٌ، وجمعها صَوارُّ، وهي الحاجة.
وشرب حتى ملأَ مصارَّه أَي أَمْعاءَه؛ حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي ولم يفسره بأَكثر من ذلك.
والصَّرارةُ: نهر يأْخذ من الفُراتِ.
والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ؛ قال القطامي: في ذي جُلُولٍ يِقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه، إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي كَبَّرَ، والجمع صرارِيُّونَ ولا يُكَسَّرُ؛ قال العجاج: جَذْبَ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ ويقال للمَلاَّح: الصَّارِي مثل القاضِي، وسنذكره في المعتلّ. قال ابن بري: كان حَقُّ صرارِيّ أَن يذكر في فصل صَري المعتلّ اللام لأَن الواحد عندهم صارٍ، وجمعه صُرّاء وجمع صُرّاءٍ صَرارِيُّ؛ قال: وقد ذكر الجوهري في فصل صري أَنّ الصارِيّ المَلاَّحُ، وجمعه صُرّاءٌ. قال ابن دريد: ويقال للملاح صارٍ، والجمع صُرّاء، وكان أَبو علي يقول: صُرّاءٌ واحد مثل حُسَّانٍ للحَسَنِ، وجمعه صَرارِيُّ؛ واحتج بقول الفرزدق: أَشارِبُ خَمْرةٍ، وخَدينُ زِيرٍ، وصُرّاءٌ، لفَسْوَتِه بُخَار؟ قال: ولا حجة لأَبي عليّ في هذا البيت لأَن الصَّرَارِيّ الذي هو عنده جمع بدليل قول المسيب بن عَلَس يصف غائصاً أَصاب درة، وهو: وتَرَى الصَّرارِي يَسْجُدُونَ لها، ويَضُمُّها بَيَدَيْهِ للنَّحْرِ وقد استعمله الفرزدق للواحد فقال: تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمْواجُ تَضْرِبُه، لَوْ يَسْتَطِيعُ إِلى بَرِّيّةٍ عَبَرا وكذلك قول خلف بن جميل الطهوي: تَرَى الصَّرارِيَّ في غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ تَعْلُوه طَوْراً، ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا قال: ولهذا السبب جعل الجوهري الصَّرارِيَّ واحداً لما رآه في أَشعاره العرب يخبر عنه كما يخبر عن الواحد الذي هو الصَّارِي، فظن أَن الياء فيه للنسبة كلأَنه منسوب إِلى صَرارٍ مثل حَواريّ منسوب إِلى حوارٍ، وحَوارِيُّ الرجل: خاصَّتُه، وهو واحد لا جَمْعٌ، ويدلك على أَنَّ الجوهري لَحَظَ هذا المعنى كونُه جعله في فصل صرر، فلو لم تكن الياء للنسب عنده لم يدخله في هذا الفصل، قال: وصواب إِنشاد بيت العجاج: جَذْبُ برفع الباء لأَنه فاعل لفعل في بيت قبله، وهو لأْياً يُثانِيهِ، عَنِ الحُؤُورِ، جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ اللأْيُ: البُطْءُ، أَي بَعْدَ بُطْءٍ أَي يَثْني هذا القُرْقُورَ عن الحُؤُور جَذْبُ المَلاَّحينَ بالكُرُورِ، والكُرورُ جمع كَرٍّ، وهو حبْلُ السَّفِينة الذي يكون في الشَّراعِ قال: وقال ابن حمزة: واحدها كُرّ بضم الكاف لا غير.
والصَّرُّ: الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فَتُصَرُّ أَي تُشَدّ وتْسْمَع بالمِسْمَعِ، وهي عروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى؛ وأَنشد في ذلك:إِنْ كانتِ آمَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها، إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّها والصَّرَّةُ: تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَراهة.
والصِّرارُ: الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لا يعلوها الماء.
وصِرارٌ: اسم جبل؛ وقال جرير: إِنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايِلُ لُؤْمَه، حتى يَزُولَ عَنِ الطَّرِيقِ صِرارُ وفي الحديث: حتى أَتينا صِراراً؛ قال ابن الأَثير: هي بئر قديمة على ثلاثة أَميال من المدينة من طريق العِراقِ، وقيل: موضع.
ويقال: صارَّه على الشيء أَكرهه.
والصَّرَّةُ، بفتح الصاد: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ هذه عن اللحياني.
وصَرَّرَتِ الناقةُ: تقدَّمتْ؛ عن أَبي ليلى؛ قال ذو الرمة: إِذا ما تأَرَّتنا المَراسِيلُ، صَرَّرَتْ أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَيْنُقَ الرَّكْبِ (* قوله: «تأرتنا المراسيلُ» هكذا في الأصل).
وصِرِّينُ: موضع؛ قال الأَخطل: إِلى هاجِسٍ مِنْ آل ظَمْياءَ، والتي أَتى دُونها بابٌ بِصِرِّين مُقْفَلُ والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُور مثل الجُرْجور: وهي العِظام من الإِبل.
والصُّرْصُورُ: البُخْتِيُّ من الإِبل أَو ولده، والسين لغة. ابن الأَعرابي: الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِيب من الإِبل.
ويقال للسَّفِينة: القُرْقور والصُّرْصور.
والصَّرْصَرانِيَّة من الإِبل: التي بين البَخاتيِّ والعِراب، وقيل: هي الفَوالِجُ.
والصَّرْصَرانُ: إِبِل نَبَطِيَّة يقال لها الصَّرْصَرانِيَّات. الجوهري: الصَّرْصَرانِيُّ واحدُ الصَّرْصَرانِيَّات، وهي الإِل بين البَخاتيّ والعِراب.
والصَّرْصَرانُ والصَّرْصَرانيُّ: ضرب من سَمَك البحر أَمْلَس الجِلْد ضَخْم؛ وأَنشد: مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ والصَّرْصَرُ: دُوَيْبَّة تحت الأَرض تَصِرُّ أَيام الربيع.
وصَرَّار الليل: الجُدْجُدُ، وهو أَكبرُ من الجنْدُب، وبعض العرب يُسَمِّيه الصَّدَى.
وصَرْصَر: اسم نهر بالعراق.
والصَّراصِرَةُ: نَبَطُ الشام. التهذيب في النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة وحَبْكَرتُه حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصرتُه وكَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه ورَدَدْت أَطراف ما انتَشَرَ منه، وكذلك كَبْكَبْتُه.

حفف (لسان العرب) [0]


حَفَّ القومُ بالشيء وحَوالَيْه يَحُفُّونَ حَفّاً وحَفُّوه وحَفَّفوه: أَحْدَقُوا به وأَطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا، وفي التهذيب: حَفَّ القوم بسيدهم.
وفي التنزيل: وترى الملائكة حافّين من حول العرش؛ قال الزجاج: جاء في التفسير معنى حافِّين مُحدِقِين؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بمَيْتِ خَمِيلةٍ، يُحَفِّفُها جَوْنٌ بِجُؤْجِئِه صَعْلُ وقوله: إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، يَزِينُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ الـمُحَّفَّفُ: الضَّرْعُ المـمْتَلئُ الذي له جوانب كأَنَّ جوانبه حَفَّفَتْه أَي حَفَّتْ به، ورواه ابن الأَعرابي مُجَفَّفٌ، يريد ضَرْعاً كأَنه جُفٌّ، وهو الوَطْبُ الخَلَقُ.
وحَفَّه بالشي يَحُفُّه كما يُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثياب، وكذلك التَّحْفِيفُ.
وفي حديث أَهْلِ الذكر: فَيَحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم أَي يطوفون بهم ويدُورُون حَوْلَهم.
وفي حديث آخر: إلاَّ . . . أكمل المادة حَفَّتهم الملائكةُ.
وفي الحديث: ظَلَّلَ اللّه مكانَ البيتِ غَمامةً فكانت حِفافَ البيتِ أَي مُحْدِقةً به.
والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يُحَفُّ بثوب ثم تركب فيه المرأَة، وقيل: المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلاَّ أَنَّ الهودج يُقَبَّبُ والمِحَفَّةُ لا تُقَبَّبُ؛ قال ابن دريد: سميت بها لأَن الخَشب يَحُفُّ بالقاعد فيها أَي يُحِيطُ به من جميع جوانبه، وقيل: المِحَفَّة مَركب من مراكب النساء.
والحَفَفُ: الجمعُ، وقيل: قِلَّة المأْكولِ وكثرة الأَكَلَةِ، وقال ثعلب: هو أَن تكون العِيالُ مثلَ الزَّادِ، وقال ابن دريد: هو الضِّيقُ في المعاش، وقالت امرأَة: خرج زوجي ويَتِمَ وَلَدي فما أَصابهم حَفَفٌ ولا ضَفَفُّ، قال: فالحَفَفُ الضِّيق، والضَّفَف أَن يَقِلَّ الطعامُ ويَكْثُرَ آكلوه، وقيل هو مِقدار العيال، وقال اللحياني: الحفف الكَفافُ من الـمَعيشةِ.
وأَصابهم حَفَفٌ من العيش أَي شدَّة، وما رُؤِيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ أَي أَثرُ عَوَزٍ. قال الأَصمعي: الحفَف عَيْشُ سُوء وقِلَّة مال، وأُولئك قوم مَحْفُوفُون.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، لم يشْبَعْ من طعام إلا على حفَف؛ الحفَف: الضيق وقلة المعيشة، أَي لم يشبع إلاّ والحالُ عنده خلافُ الرِّخاء والخِصْبِ.
وطعام حَفَف: قليل.
ومعيشة حَفَفٌ: ضَنْكٌ.
وفي حديث عمر قال له وفد العراق: إنَّ أَمير المؤمنين بلغ سِنّاً وهو حافُّ الـمَطعَم أَي يابِسُه وقَحِلُه؛ ومنه حديثه الآخر أَنه سأَل رجلاً فقال: كيف وجدت أَبا عُبيْدَة؟ فقال: رأَيت حُفُوفاً أَي ضِيقَ عيش؛ ومنه الحديث: أَبْلِغْ معاويةَ أَنَّ عبد اللّهِ بن جعفر حَفَّفَ (* قوله «حفّف» بهامش النهاية: حفف، مبالغة في حف أي جهد وقل ماله من حفت الارض ونحوه.) وجُهِدَ أَي قلَّ ماله. الأَصمعي: أَصابهم من العَيْشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقَشَفٌ، كل هذا من شدَّة العَيْشِ. ابن الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلَّة والحَفَفُ الحاجةُ، ويقال: الضفَف والحفَف واحد؛ وأَنشد: هَدِيّة كانَتْ كَفافاً حَفَفا، لا تَبْلُغُ الجار ومن تَلَطَّفا قال أَبو العباس: الضفَفُ أَن تكون الأَكَلَةُ أَكثرَ من مِقدار المالِ، والحفَفُ أَن تكون الأَكَلة بمقدار المال. قال: وكان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، إذا أَكلَ كان من يأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأَكول وكفافِه، قال: ومعنى قوله ومن تَلَطَّفا أَي من بَرَّنا لم يكن عندنا ما نَبَرُّه: وما عند فلان إلا حَفَفٌ من الـمَتاعِ، وهو القوتُ القليل.
وحَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شديداً إذا كانوا مَحاوِيجَ.
وعنده حَفَّة من مَتاعٍ أَو مالٍ أَي قُوتٌ قليل ليس فيه فضل عن أَهله.
وكان الطعام حِفافَ ما أَكلوا أَي قَدْرَه.
ووُلِدَ له على حفَفٍ أَي على حاجة إليه؛ هذه عن ابن الأَعرابي. الفراء: يقال ما يَحُفُّهم إلى ذلك إلا الحاجةُ يريد ما يدْعوهم وما يُحْوِجُهم.
والاحْتِفافُ: أَكلُ جميع ما في القِدْر، والاشتِفافُ: شربُ جميع ما في الإناء.
والخُفُوفُ: اليُبْسُ من غير دَسَمٍ؛ قال رؤبة: قالَتْ سُلَيْمى أَن رأَتْ حُفُوفي، مع اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ قال الأَصمعي: حَفَّ رأْسُهُ يَحِفُّ حُفُوفاً وأَحْفَفْته أَنا.
وسَوِيقٌ حافٌّ: يابِسٌ غير ملتوت، وقيل: هو ما لم يُلَتَّ بسمْن ولا زيت.
وحَفَّتْ أَرضُنا تَحِفُّ حُفُوفاً: يَبِسَ بَقْلُها.
وحفَّ بطن الرجل: لم يأْكل دسَماً ولا لحماً فيبس.
ويقال: حَفَّتِ الثَّريدة إذا يبِسَ أَعْلاها فَتَشَقَّقَتْ.
وفرس قَفِرٌ حافٌّ: لا يَسْمَنُ على الضبعة.
وحَفَّ رأْسَه وشارِبه يَحُفُّ حَفّاً أَي أَحْفاه. قال ابن سيده: وحَفَّ اللِّحية يَحُفُّها حَفّاً: أَخذ منها، وحَفَّه يَحُفُّه حَفّاً: قَشَره، والمرأَة تَحُفُّ وَجْهها حَفّاً وحِفافاً: تزيل عنه الشعر بالـمُوسَى وتَقْشِرُهُ، مشتق من ذلك.
واحْتَفَّتِ المرأَةُ وأَحَفّتْ وهي تحْتَفُّ: تأْمر من يَحُفّ شعر وجهها نَتْفاً بخيطين، وهو من القَشْر، واسم ذلك الشعر الحُفافةُ، وقيل: الحُفافةُ ما سَقَط من الشعَر الـمَحْفُوفِ وغيره.
وحَفَّتِ اللحيةُ تَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَتْ.
وحَفّ رأْسُ الإنسان وغيره يَحِفّ حُفوفاً: شَعِثَ وبَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن؛ قال الكميت يصف وَتِداً: وأَشْعَثَ في الدَّارِ ذي لِمَّةٍ يُطِيلُ الحُفُوفَ، ولا يَقْمَلُ يعني وتداً حفّه صاحبُه تَرَك تَعَهُّدَه.
والحِفافان: ناحِيتا الرأْسِ والإناء وغيرهما، وقيل: هما جانباه، والجمع أَحِفَّةٌ.
وحِفافا الجبلِ: جانباه.
وحفافا كل شيء: جانباه؛ وقال طرفة يصف ناحيتي عسيب ذنب الناقة: كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ، تَكَنَّفا حِفافَيْهِ، شُكّا في العَسِيبِ بِمسْرَدِ وإناء حَفَّان: بلغ الماء وغيرُه حِفافَيْهِ.
والأحِفّةُ أَيضاً: ما بقي حول الصَّلَعةِ من الشعر، الواحد حِفافٌ. الأَصمعي: يقال بقي من شعره حِفافٌ، وذلك إذا صَلِعَ فبقيت طُرَّة من شعَره حول رأْسه، قال: وجمع الحِفافِ أَحِفّة؛ قال ذو الرمة يصفُ الجِفانَ التي تُطعم فيها الضِّيفانُ:لَهُنَّ، إذا أَصْبَحْنَ، منهم أَحِفَّةٌ، وحينَ يَرَوْنَ الليلَ أَقْبَلَ جائيا أَراد بقوله لهن أَي للجِفانِ، أَحِفّة أَي قوم استداروا بها يأْكلون من الثريد الذي لُبِّقَ فيها واللُّحْمانِ التي كُلِّلَتْ بها، أَي قوم استداروا حولها؛ والجِفان تقدّم ذكرها في بيت قبله وهو: فما مَرْتَعُ الجِيرانِ إلا جِفانُكُمْ، تَبارَوْن أَنتم والرِّياحُ تَبارِيا وفي حديث عمر: كان أَصلَعَ له حِفافٌ؛ هو أَن يَنْكَشِف الشعر عن وسط رأْسه ويَبْقى ما حولَه.
والحَفَّافُ: اللحم الذي في أَسفَل الحنك إلى اللَّهاة. الأَزهري: يقال يَبِس حَفَّافُه وهو اللحم اللين أَسفل اللَّهاة.والحَافَّانِ من اللسان: عِرْقان أَخْضَران يَكْتَنِفانه من باطن، وقيل: حافُّ اللسانِ طَرَفُه.
ورجل حافُّ العين بَيِّنُ الحُفُوفِ أَي شديد الإصابة بها؛ عن اللحياني، معناه أَنه يصيب الناس بالعين.
وحَفُّ الحائكِ خَشَبته العريضة يُنَسِّقُ بها اللُّحْمةَ بين السَّدَى.
والحَفُّ، بغير هاء: المِنْسَجُ. الجوهري: الحَفّةُ المِنْوالُ وهو الخشَبة التي يَلُفُّ عليها الحائِكُ الثوبَ.
والحَفّةُ: القَصَباتُ الثلاث، وقيل: الحِفّةُ، بالكسر، وقيل: هي التي يَضرب بها الحائكُ كالسيف، والحَفُّ: القَصبة التي تجيء وتذهب. قال الأَزهري: كذا هو عند الأَعراب، وجمعها حُفُوفٌ، ويقال: ما أَنت بحَفّةٍ ولا نِيرةٍ؛ الحفة: ما تقدَّم، والنّيرة: الخَشَبةُ الـمُعْتَرِضةُ، يُضْرب هذا لمن لا يَنْفَع ولا يَضُرّ، معناه ما يَصْلُحُ لشيء.
والحَفيفُ: صوت الشيء تسْمَعُه كالرَّنَّةِ أَو طيَرانِ الطائر أَو الرَّمْيةِ أَو التهاب النار ونحو ذلك، حَفَّ يَحِفُّ حَفِيفاً.
وحَفْحَفَ وحَفَّ الجُعَلُ يَحِفُّ: طار، والحَفِيفُ صوت جناحَيْه، والأُنثى من الأَساود تَحِفُّ حَفِيفاً، وهو صوت جلدها إذا دَلَكَتْ بعضَه ببعض.
وحَفِيفُ الرِّيح: صوتها في كل ما مرَّت به؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَبْلِغْ أَبا قَيْسٍ حَفِيفَ الأَثْأَبَهْ فسره فقال: إنه ضعيف العقل كأَنه حَفيفُ أَثْأَبةٍ تحركها الريح، وقيل: معناه أُوعِدُه وأُحَرِّكه كما تحرِّك الريحُ هذه الشجرة؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بشيء.
وحَفَّ الفرسُ يَحِفّ حفيفاً وأَحْفَفْتُه أَنا إذا حملته على أَن يكون له حَفِيفٌ، وهو دَويّ جَرْيه، وكذلك حَفِيفُ جناح الطائر.
والحَفِيفُ: صوت أَخفاف الإبل إذا اشتد؛ قال: يقول، والعِيسُ لها حَفِيفُ: أَكلُّ مَنْ ساقَ بكُم عَنِيفُ؟ الأَصمعي: حَفَّ الغيْثُ إذا اشتَدَّت غَيْثَتُه حتى تسمع له حَفيفاً.
ويقال: أَجْرى الفرسَ حتى أَحَفَّه إذا حَمَلَه على الحُضْر الشديد حتى يكون له حَفِيفٌ.
وحَفَّ سمعُه: ذهب كله فلم يبق منه شيء.
وحَفَّانُ النعام: رِيشُه.
والحَفّانُ: وَلَدُ النعام؛ وأَنشد لأُسامةَ الهُذَليّ: وإلا النَّعامَ وحَفّانَه، وطُغْيا مع اللَّهِقِ النَّاشِطِ الطُّغْيا: الصغير من بقر الوحش، وأَحمد بن يحيى يقول: الطَّغيا، بالفتح؛ قال ابن بري: واستعاره أَبو النجم لصغار الإبل في قوله: والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ فشبهها لما رَوِيت من الماء بالحَنظل في بَريقه ونَضارته، وقيل: الحَفّانُ صِغارُ النعامِ والإبل.
والحَفَّانُ من الإبل أَيضاً: ما دون الحِقاق، وقيل: أَصل الحَفّان صغار النعام ثم استعمل في صغار كل جنس، والواحدة من كل ذلك حَفّانةٌ، الذكر والأُنثى فيه سواء؛ وأَنشد: وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيّ، كما زَفَّ النَّعام، إلى حَفّانِه، الرُّوحُ والحَفّانُ: الخَدَمُ.
وفلان حَفٌّ بنفسِه أَي مَعْنيٌّ.
والحَفَّةُ: الكرامةُ التامّةُ.
وهو يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَمِيرُنا.
وفي المثل: من حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِدْ، يقول: مَن مَدَحَنا فلا يَغْلُوَنَّ في ذلك ولكنْ لِيَتَكَلَّمْ بالحقّ منه.
وقال الجوهري: أَي مَن خَدَمَنا أَو تَعَطَّفَ علينا وحاطَنا. الأَصمعي: هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي يَقُومُ ويَقْعُدُ ويَنْصَحُ ويُشْفِقُ، قال: ومعنى يَحِفُّ تَسْمَع له حَفِيفاً.
ويقال: شجر يَرِفُّ إذا كان له اهْتِزازٌ من النَّضارةِ.
ويقال: ما لِفلان حافٌّ ولا رافٌّ، وذهَب من كان يَحُفُّه ويَرُفُّه.
وحُفُّ العين: شَفْرُها.
وجاء على حَفِّ ذلك وحَفَفِه وحِفافِه أَي حِينِه وإبّانِه.
وهو على حَفَفِ أَمْرٍ أَي ناحيةٍ منه وشَرَفٍ.
واحْتَفَّتِ الإبلُ الكَلأَ: أَكلتْه أَو نالَتْ منه، والحَفّةُ: ما احْتَفَّتْ منه.
وحِفافُ الرمل: مُنْقَطَعُه، وجمعه أَحِفَّةٌ.

قطر (لسان العرب) [0]


قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة، وتَقاطَرَ؛ أَنشد ابن جني: كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ، من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ وأَنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم، وأَراد من أَيام الربيع؛ وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وقد قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الماء، بالتحريك، وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً.
والقَطْرُْ: المَطَرُ.
والقِطارُ: جمع قَطْرٍ وهو المطر.
والقَطْرُ: ما قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، والجمع قِطار.
وسحابٌ قَطُورٌ ومِقْطار: كثير القَطْرِ؛ حكاهما الفارسي عن ثعلب.
وأَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر.
واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه.
وأَقْطَرَ الشيءُ: حان أَن يَقْطُرَ.
وغيث قُطارٌ: عظيم القَطْر.
وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة يَقْطُر قَطْراً: . . . أكمل المادة خرج.
وقُطَارةُ الشيء: ما قَطَرَ منه؛ وخص اللحياني به قُطارةَ الحَبِّ، قال: القُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ ونحوه.
وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وفي الإِناء قُطارَة من ماء أَي قليلٌ؛ عن اللحياني.
والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ ونحوهما يُطْبَخ فيُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنيفة: زعم بعض من ينظر في كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصير ثمر الصَّنَوْبَر، وأَن الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، وأَن شجرته به سميت صَنَوْبراً؛ وسمع قول الشماخ في وصف ناقته وقد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال: كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا فظن أَن ثمره يعصر، وفي التنزيل العزيز: سَرابيلُهم من قَطِرانٍ؛ قيل، وا أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه يُبالِغُ في اشْتِعالِ النار في الجلود، وقرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه.
والقَطِرانُ: اسم رجل سمي به لقوله: أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى، وفي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ وبعير مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله: مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبيد: بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ وقَطَرْتُ البعير: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قال امرؤ القيس: أَتَقْتُلني، وقد شَغَفْتُ فؤادَها، كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالي؟ قوله: شغفت فؤادها أَي بلغ حبي منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ شِغافَ الناقة المهنوءة؛ يقول: كيف تقتلني وقد بلغ من حبها لي ما ذكرته، إِذ لو أَقدمت على قتله لفسد ما بينه وبينها، وكان ذلك داعياً إِلى الفرقة والقطيعة منها.
والقِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، وقيل: ضرب منه؛ ومنه قوله تعالى: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ، بالكسر، والقِطْرِيَّة: ضرب من البُرود.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ.
وفي حديث عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُهُ خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد: كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري أَين هو. قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ البحرين. قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان (* قوله« على سيف وعمان» كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال ابو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال: وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير: لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛ قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً: الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ، والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.
والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار.
وقومُك أَقْطارَ البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب.
وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السموات والأَرض؛ أَقطارُها: نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ. قال ابن مسعود: لا يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره.
وأَقطارُ الفَرَس: ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما أَشْرَفَ من أَعاليه.
وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه.
والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ.
وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه، فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ: التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ مُجَدَّلاً يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ، كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه.
والقُطُلُ: المقطوعُ.
وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه.
والعُقار: الخَمْر التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه.
والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.
والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض.
والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل. الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد: قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنا وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ.
والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم.
وفي الحديث: أَن رجلاً رمى امرأَةً يوم الطائف فما أَخطأَ أَن قَطَّرَها.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قد جمع حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإنتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله أَعلم.
وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر به: أَلقاه على تلك الهيئة.
وتَقَطَّرَ هو: رَمى بنَفْسه من عُلْوٍ.
وتَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ.
والبعيرُ القاطِرُ: الذي لا يزال يَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ من القُطارِ وهو سَمُّه الذي يَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِيَّةُ الحية.
وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الجبل، بَنى فُعالاً منه وليست بنسبة على القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قال تأَبَّطَ شرّاً: أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه، بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ وتَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ له. قال: والتَقَطُّر لغة في التَّقَتُّر وهو التَّهَيُّؤُ للقتال.
والقُطْرُ والقُطُرُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به؛ وقد قَطَّر ثوبَه وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال امرؤ القيس: كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ، ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ يُعَلُّ بها بَرْد أَنْيابِها، إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ شَبَّهَ ماءَ فيها في طيبه عند السَّحَر بالمُدم وهي الخمر، وصَوْب الغَمام: الذي يُمْزَجُ به الخمر، وريح الخُزامى: وهو خِيْرِيُّ البَرِّ.
ونَشْر القُطُر: وهو رائحة العود، والطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند السَّحَر.
والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ الأَصْغَر: في كلِّ يومٍ لها مِقْطَرَةٌ، فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ أَي ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ قيل: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وهو الذي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثم يَهِيجُ، يعني النبات.
وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ؛ قال سيبويه: ولا يستعمل إِلا مزيداً.
وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ: ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَتَرْجُو الحَياةَ يا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ، وقد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً، تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟ وناقة مِقْطار على النسب، وهي الخَلِفةُ.
وقد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ.
والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلى بعض على نَسَقٍ واحد.
وتَقْطِيرُ الإِبل: من القِطارِ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثير:هو بفتحتين أَن يَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلاً من متاع أَو حَبٍّ ونحوهما ويأْخُذَ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المُقاطَرة؛ وقيل: هو أَن يأْتي الرجل إِلى آخر فيقول له: بعني ما لك في هذا البيت من التمر جُزافاً بلا كيل ولا وزن، فيبيعه، وكأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً.
وقال أَبو معاذ: القَطَرُ هو البيع نفسه؛ ومنه حديث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به قِطارةُ جمال؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ واحداً خَلفَ واحد.
وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ.
وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ معناه أَن القوم إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها للبيع قِطاراً قِطاراً.
والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم: وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه، وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه والجمع قُطُرٌ وقُطُراتٌ.
وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالاً، وهو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: وجاءت الإِبل قطاراً أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يقال أَكْرَيْتُهُ مُقاطَرَةً إِذاأَكراه ذاهباً وجائياً، وأَكريته وضعة وتوضعة (* قوله« وضعة وتوضعة» كذا بالأصل.) إِذا أَكراه دَفْعةً.
ويقال: اقْطَرَّتِ الناقة اقْطِراراً، فهي مُقْطَرَّةٌ، وذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها وشَمَختْ برأْسها. قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعت العرب تقول في هذا المعنى: اقْمَطَرَّت، فهي مُقْمَطِرَّة، وكأَن الميم زائدة فيها.
والقُطَيْرة: تصغير القُطْرَة وهو الشيء التافه الخسيس.
والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وهي خشبة فيها خروق، كل خرق على قدرِ سَعَةِ الساق، يُدْخَلُ فيها أَرجل المحبوسين، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسين فيها على قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلى بعض، أَرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم.
وقَطَرَ في الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع.
وذهب ثوبي وبعيري فما أَدري من قَطَره ومن قَطَرَ به أَي أَخذه، لا يستعمل إِلا في الجَحْدِ.
ويقال: تَقَطَّرَ عني أَي تَخَلَّفَ عني، وأَنشد:إِنِّي على ما كانَ من تَقَطُّري عنكَ، وما بي عنكَ من تأَسُّري ولمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس.
وقَطُوراءُ، مدودٌ: نبات، وهي سَوادِيَّة.
والقَطْراء، ممدود: موضع؛ عن الفارسي.
وقَطَرٌ: موضع بالبحرين؛ قال عَبْدَةُ بن الطبيب: تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ، وخافوا عُمانَ وخافوا قَطَرْ والقَطَّارُ: ماء معروف.
وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زعم بعضهم أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَريّ النِّعالِ.

لحن (لسان العرب) [0]


اللَّحْن: من الأَصوات المصوغة الموضوعة، وجمعه أَلْحانٌ ولُحون.
ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان، وفي الحديث: اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب.
وهو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء.
واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك، لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً ولُحوناً؛ الأَخيرة عن أَبي زيد قال: فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لم يَلْحَنِ ورجل لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَة: يُخْطِئ، وفي المحكم: كثير اللَّحْن.
ولَحَّنه: نسبه إِلى اللَّحْن.
واللُّحَنَةُ: الذي يُلحَّنُ.
والتَّلْحِينُ: التَّخْطِئة.
ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً: تكلم بلغته.
ولَحَنَ له يَلْحَنُ لَحْناً: قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم؛ ومنه قولهم: لَحِنَ الرجلُ: فهو لَحِنٌ . . . أكمل المادة إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره.
ولَحِنَه هو عني، بالكسر، يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه؛ وقول الطرماح: وأَدَّتْ إِليَّ القوْلِ عنهُنَّ زَوْلةٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَي تَكلَّمُ بمعنى كلام لا يُفْطنُ له ويَخْفى على الناس غيري.
وأَلْحَنَ في كلامه أَي أَخطأَ.
وأَلْحَنه القولَ: أَفهمه إيِاه، فلَحِنَه لَحْناً: فهِمَه.
ولَحَنه عن لَحْناً؛ عن كراع: فهِمَه؛ قال ابن سيده: وهي قليلة، والأَول أَعرف.
ورجل لَحِنٌ: عارفٌ بعواقب الكلام ظريفٌ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنكم تَخْتصِمُون إِليَّ ولعلَّ بعضَكم أَن يكونَ أَلْحَنَ بحجَّته من بعض أَي أَفْطنَ لها وأَجْدَل، فمن قَضَيْتُ له بشيء من حق أَخيه فإِنما أَقطعُ له قِطْعةً من النار؛ قال ابن الأَثير: اللَّحْنُ الميل عن جهة الاستقامة؛ يقال: لَحَنَ فلانٌ في كلامه إِذا مال عن صحيح المَنْطِق، وأَراد أَن بعضكم يكون أَعرفَ بالحجة وأَفْطَنَ لها من غيره.
واللَّحَنُ، بفتح الحاء: الفِطْنة. قال ابن الأَعراب: اللَّحْنُ، بالسكون، الفِطْنة والخطأُ سواء؛ قال: وعامّة أَهل اللغة في هذا على خلافه، قالوا: الفِطْنة، بالفتح، والخطأ، بالسكون. قال ابن الأَعرابي: واللَّحَنُ أَيضاً، بالتحريك، اللغة.
وقد روي أَن القرآن نزَل بلَحَنِ قريش أَي بلغتهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: تعلَّمُوا الفرائضَ والسُّنَّةَ واللَّحَن، بالتحريك، أَي اللغة؛ قال الزمخشري: تعلموا الغَريبَ واللَّحَنَ لأَن في ذلك عِلْم غَرِيب القرآن ومَعانيه ومعاني الحديث والسنَّة، ومن لم يعْرِفْه لم يعرف أَكثرَ كتاب الله ومعانيه ولم يعرف أَكثر السُّنن.
وقال أَبو عبيد في قول عمر، رضي الله عنه: تعلَّمُوا اللَّحْنَ أَي الخطأَ في الكلام لتحترزوا منه.
وفي حديث معاويه: أَنه سأَل عن أَبي زيادٍ فقيل إِنه ظريف على أَنه يَلْحَنُ، فقال: أَوَليْسَ ذلك أَظرف له؟ قال القُتَيْبيُّ: ذهب معاويةُ إِلى اللَّحَن الذي هو الفِطنة، محرَّك الحاء.
وقال غيره. إِنما أَراد اللَّحْنَ ضد الإِعراب، وهو يُسْتَمْلَحُ في الكلام إِذا قَلَّ، ويُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ والتشَدُّقُ.
ولَحِنَ لَحَناً: فَطِنَ لحجته وانتبه لها.
ولاحَنَ الناس: فاطَنَهم؛ وقوله مالك بن أَسماء بن خارجةَ الفَزاريّ: وحديثٍ أَلَذُّه هو مما يَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنا مَنْطِقٌ رائِعٌ، وتَلْحَنُ أَحْيا ناً، وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْنا يريد أَنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره، وتُعَرِّضُ في حديثها فتزيلُه عن جهته من فِطنتِها كما قال عز وجل: ولَتَعْرِفنَّهُمْ في لَحن القول، أَي في فَحْْواهُ ومعناه؛ وقال القَتَّال الكلابيُّ: ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيْما تَفْهمُوا، ولَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً ليس بالمُرْتابِ وكأَنَّ اللَّحْنَ في العربية راجعٌ إِلى هذا لأَنه من العُدول عن الصواب.
وقال عمر بن عبد العزيز: عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ لا يعرفُ جَوامعَ الكَلِم، أَي فاطَنَهم وفاطَنُوه وجادَلَهم؛ ومنه قيل: رجل لَحِنٌ إِذا كان فَطِناً؛ قال لبيد: مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّه قَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِ وأَما قول عمر، رضي الله عنه: تعلموا اللَّحْنَ والفرائضَ، فهو بتسكين الحاء وهو الخطأُ في الكلام.
وفي حديث أَبي العالية قال: كنتُ أَطُوفُ مع ابن عباسٍ وهو يُعلِّمني لَحْنَ الكلامِ؛ قال أَبو عبيد: وإِنما سماه لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره اللَّحْنَ. قال شمر: قال أَبو عدنان سأَلت الكِلابيينَ عن قول عمر تعلموا اللحن في القرآن كما تَعَلَّمُونه فقالوا: كُتِبَ هذا عن قوم لس لهم لَغْوٌ كلَغْوِنا، قلت: ما اللَّغْوُ؟ فقال: الفاسد من الكلام، وقال الكلابيُّون: اللَّحْنُ اللغةُ، فالمعنى في قول عمر تعلموا اللّحْنَ فيه يقول تعلموا كيف لغة العرب فيه الذين نزل القرآنُ بلغتهم؛ قال أَبو عدنان: وأَنشدتْني الكَلْبيَّة: وقوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قومِنا وشَكلٌ، وبيتِ اللهِ، لسنا نُشاكِلُهْ قال: وقال عُبيد بن أَيوب: وللهِ دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ، وأَنني شُجاعٌ، إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ أَتَتني بلحْنٍ بعد لَحْنٍ، وأَوقدَتْ حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ ورجل لاحِنٌ لا غير إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته، ولا يقال لَحّانٌ. الليث: قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قد أَخذ في ناحية عن الصواب أَي عَدَل عن الصواب إِليها؛ وأَنشد قول مالك بن أَسماء: مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْيا ناً، وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْناً قال: تأْويله وخير الحديث من مثل هذه الجارية ما كان لا يعرفه كلُّ أَحد، إِنما يُعرفُ أَمرها في أَنحاء قولها، وقيل: معنى قوله وتلحن أَحياناً أَنها تخطئ في الإِعراب، وذلك أَنه يُسْتملَحُ من الجواري، ذلك إِذا كان خفيفاً، ويُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب.
وعُرِف ذلك في لَحْن كلامه أَي فيما يميل إِليه. الأَزهري: اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِليه بلسانك أَي تميلُ إِليه بقولك، ومنه قوله عز وجل: ولَتَعْرِفَنَّهُم في لَحْنِ القول؛ أَي نَحْوِ القول، دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل وفِعْلَه يَدُلاَّنِ على نيته وما في ضميره، وقيل: في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه.
ولَحَن إِليه يَلْحَنُ لَحْناً أَي نَواه ومال إِليه. قال ابن بري وغيره: للَّحْنِ ستة مَعان: الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى، فاللَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه لَحَنَ في كلامه، بفتح الحاء، يَلْحَنُ لَحْناً، فهو لَحَّانٌ ولَحّانة، وقد فسر به بيتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاري كما تقدم، واللَّحْنُ الذي هو اللغة كقول عمر، رضي الله عنه: تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ، يريد اللغة؛ وجاء في رواية تعلموا اللَّحْنَ في القرآن كما تتعلمونه، يريد تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها؛ وقال الأَزهري: معناه تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفُوا معانيه كقوله تعالى: ولتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القول؛ أَي معناه وفَحْواه، فقول عمر، رضي الله عنه: تعلموا اللَّحْن، يريد اللغة؛ وكقوله أَيضاً: أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِه أَي من لُغَتِه وكان يَقْرأُ التابُوه؛ ومنه قول أَبي مَيْسَرَة في قوله تعالى: فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ، قال: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ اليمن أَي بلغة اليمن؛ ومنه قول أَبي مَهْديٍّ: ليس هذا من لَحْني ولا لَحْنِ قومي؛ واللَّحْنُ الذي هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ شاهدُه قول يزيد ابن النعمان: لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى يَمِيلُ بها، وتَرْكَبُه بلَحْنٍ، إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا فلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى تَذَكّرُها، ولا طَيْرٌ أَرَنَّا وقال آخر: وهاتِفَينِ بشَجْوٍ، بعدما سجَعَتْ وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ باتا على غُصْنِ بانٍ في ذُرَى فَننٍ، يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ ويقال: فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا يعرف كيف يُغَنيه.
وقد لَحَّنَ في قراءته إِذا طَرَّب بها.
واللَّحْنُ الذي هو الفِطْنة يقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته وفَطِنته، فَلَحَنَ هو عني لَحْناً أَي فَهمَ وفَطِنَ، وقد حُمِلَ عليه قول مالك بن أَسماء: وخير الحديث ما كان لحناً، وقد تقدم؛ قاله ابن الأَعرابي وجعله مُضارعَ لَحِنَ، بالكسر، ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: لعَلَّ بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَفْطَنَ لها وأَحسَنَ تصَرُّفاً.
واللَّحْنُ الذي هو التَّعْريض والإِيماء؛ قال القتَّالُ الكلابي: ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيما تَفْهَموا، ووَحَيْتُ وَحْياً ليس بالمُرْتابِ ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم، وقد بعث قوماً ليُخْبِرُوه خبَرَ قريش: الْحَنُوا لي لَحْناً، وهو ما روي أَنه بعث رجلين إِلى بعض الثُّغُور عَيْناً فقال لهما: إِذا انصرفتما فالْحَنا لي لَحْناً أَي أَشيرا إِليَّ ولا تُفْصِحا وعَرِّضا بما رأَيتما، أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة، فأَحَبَّ أَن لا يقفَ عليه المسلمون.
ويقال: جعَلَ كذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ ولم يُُصَرِّح؛ ومنه أَيضاً قول مالك بن أَسماء وقد تقدم شاهداً على أَن اللَّحْنَ الفِطنة، والفعل منه لَحَنْتُ له لَحْناً، على ما ذكره الجوهر عن أَبي زيد؛ والبيت الذي لمالك:مَنطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحيا ناً، وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا ومعنى صائب: قاصد الصواب وإِن لم يُصِبْ، وتَلْحَن أَحياناً أَي تُصيب وتَفْطُنُ، وقيل: تريدُ حديثَها عن جهته، وقيل: تُعَرِّض في حديثها، والمعنى فيه متقاربٌ، قال: وكأَنَّ اللَّحْن في العربية راجع إِلى هذا لأَنه العُدول عن الصواب؛ قال عثمان ابن جني: مَنْطِقٌ صائب أَي تارة تورد القول صائباً مُسَدَّداً وأُخرى تتَحَرَّفُ فيه وتَلْحَنُ أَي تَعْدِلُه عن الجهة الواضحة متعمدة بذلك تلَعُّباً بالقول، وهو من قوله ولعل بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَنْهَضَ بها وأَحسَنَ تصَرُّفاً، قال: فصار تفسير اللَّحْنِ في البيت على ثلاثة أَوجه: الفِطنة والفهم، وهو قول أَبي زيد وابن الأَعرابي وإِن اختلفا في اللفظ، والتعريضُ، وهو قول ابن دريد والجوهري، والخطأُ في الإِعراب على قول من قال تزيله عن جهته وتعدله عن الجهة الواضحة، لأَن اللحن الذي هو الخطأُ في الإِعراب هو العدول عن الصواب، واللَّحْن الذي هو المعنى والفَحْوَى كقوله تعالى: ولَتَعْرِفنَّهُم في لَحْنِ القول؛ أَي في فَحْواه ومعناه.
وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه قال: العُنوان واللَّحْنُ واحد، وهو العلامة تشير بها إِلى الإِنسان ليَفْطُنَ بها إِلى غيره، تقول: لَحَنَ لي فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ؛ وأَنشد: وتَعْرِفُ في عُنوانِها بعضَ لَحْنِها، وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهيا قال: ويقال للرجل الذي يُعَرِّضُ ولا يُصَرِّحُ قد جعل كذا وكذا لَحْناً لحاجته وعُنواناً.
وفي الحديث: وكان القاسم رجلاً لُحْنَةً، يروى بسكون الحاء وفتحها، وهو الكثير اللَّحْنِ، وقيل: هو بالفتح الذي يُلَحِّنُ الناس أَي يُخَطِّئُهم، والمعروف في هذا البناء أَنه الذي يَكْثُر منه الفعل كالهُمَزة واللُّمَزة والطُّلَعة والخُدَعة ونحو ذلك.
وقِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم يكن صافيَ الصوت عند الإِفاضة، وكذلك قوس لاحنة إِذا أُنْبِضَتْ.
وسهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفير إِذا لم يكن حَنَّاناً عند الإِدامةِ على الإِصبع، والمُعْرِبُ من جميع ذلك على ضِدِّه.
ومَلاحِنُ العُودِ: ضُروبُ دَسْتاناته. يقال: هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد، وهو الوجه الذي يَضْرِبُ به.
وفي الحديث: اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب وأَصواتها، وإِياكم ولُحُونَ أَهل العِشْق؛ اللَّحنُ: التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشِّعْرِ والغِناءِ، قال: ويشبه أَن يكون أَراد هذا الذي يفعله قُرَّاء الزمان من اللُّحون التي يقرؤون بها النظائر في المحافل، فإِن اليهود والنصارى يقرؤون كتُبَهم نحْواً من ذلك.

نجا (لسان العرب) [0]


النَّجاءُ: الخَلاص من الشيء، نَجا يَنْجُو نَجْواً ونَجاءً، ممدود، ونَجاةً، مقصور، ونَجَّى واسْتنجى كنَجا؛ قال الراعي: فإِلاَّ تَنَلْني منْ يَزيدَ كَرامةٌ، أُنَجِّ وأُصْبحْ من قُرى الشام خالِيا وقال أَبو زُبيد الطائي: أَمِ اللَّيْثُ فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكُمْ؟فَهذا، ورَبِّ الرَّاقِصاتِ، المُزَعْفَرُ ونَجَوْت من كذا.
والصِّدْقُ مَنْجاةٌ.
وأَنْجَيْتُ غيري ونجَّيْته، وقرئَ بهما قوله تعالى: فاليوم نُنَجِّيك ببَدَنِكَ؛ المعنى نُنَجِّيك لا بفِعْل بل نُهْلِكُكَ، فأَضْمَر قوله لا بفِعْل؛ قال ابن بري: قوله لا بفعل يريد أَنه إِذا نجا الإِنسان ببدنه على الماء بلا فعل فإِنه هالك، لأَنه لم يَفعل طَفْوَه على الماء، وإِنما يطفُو على الماءِ حيّاً بفعله إِذا كان حاذقاً بالعَوْم، ونَجَّاهُ الله . . . أكمل المادة وأَنْجاه.
وفي التنزيل العزيز: وكذلك نُنْجِي المؤمنين، وأَما قراءَة من قرأَ: وكذلك نُجِّي المؤْمِنين، فليس على إِقامة المصدر موضع الفاعل ونصب المفعول الصريح، لأَنه على حذف أَحد نوني تُنْجِي، كما حذف ما بعد حرف المضارعة في قول الله عز وجل: تذَكَّرُون، أَي تَتَذَكَّرون، ويشهد بذلك أَيضاً سكون لام نُجِّي، ولو كان ماضياً لانفتحت اللام إِلا في الضرورة؛ وعليه قول المُثَقَّب: لِمَنْ ظُعُنٌ تَطالَعُ مِن صُنَيْبٍ؟ فما خَرَجتْ مِن الوادي لِحِينِ (* قوله«صنيب» هو هكذا في الأصل والمحكم مضبوطاً) أَي تتَطالَع، فحذف الثانية على ما مضى، ونجَوْت به ونَجَوْتُه؛ وقول الهذلي: نَجا عامِرٌ والنَّفْسُ مِنه بشِدْقِه، ولم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا أَراد: إِلاَّ بجَفْنِ سَيفٍ، فحذف وأَوْصل. أَبو العباس في قوله تعالى: إِنّا مُنَجُّوكَ وأَهْلَك؛ أَي نُخَلِّصُك من العذاب وأَهْلَك.
واستَنْجى منه حاجته: تخَلَّصها؛ عن ابن الأَعرابي.
وانتَجى مَتاعَه: تَخلَّصه وسَلبَه؛ عن ثعلب.
ومعنى نجَوْت الشيء في اللغة: خَلَّصته وأَلْقَيْته.
والنَّجْوةُ والنَّجاةُ: ما ارتفَع من الأَرض فلم يَعْلُه السَّيلُ فظننته نَجاءَك، والجمع نِجاءٌ.
وقوله تعالى: فاليوم نُنَجِّيك ببَدَنِك؛ أَي نجعلك فوق نَجْوةٍ من الأَرض فنُظْهِرك أَو نُلْقِيك عليها لتُعْرَفَ، لأَنه قال ببدنك ولم يقل برُوحِك؛ قال الزجاج: معناه نُلْقِيكَ عُرياناً لتكون لمن خَلْفَك عِبْرَةً. أَبو زيد: والنَّجْوةُ المَكان المُرْتَفِع الذي تَظُنُّ أَنه نجاؤك. ابن شميل: يقال للوادِي نَجْوة وللجبل نَجْوةٌ، فأَما نَجْوة الوادي فسَنداه جميعاً مُستَقِيماً ومُسْتَلْقِياً، كلُّ سَنَدٍ نَجْوةٌ، وكذلك هو من الأَكَمةِ، وكلُّ سَنَدٍ مُشْرِفٍ لا يعلوه السيل فهو نَجْوة لأَنه لا يكون فيه سَيْل أَبداً، ونَجْوةُ الجبَل مَنْبِتُ البَقْل.
والنَّجاةُ: هي النَّجْوة من الأَرض لا يَعلوها السيل؛ قال الشاعر: فأَصُونُ عِرْضِي أَنْ يُنالَ بنَجْوةٍ، إِنَّ البَرِيَّ مِن الهَناةِ سَعِيدُ وقال زُهَير بن أَبي سُلْمى: أَلم تَرَيا النُّعمانَ كان بنَجْوةٍ، مِنَ الشَّرِّ، لو أَنَّ امْرَأً كان ناجِيا؟ ويقال: نَجَّى فلان أَرضَه تَنْجِيةً إِذا كبَسها مخافة الغَرَقِ. ابن الأَعرابي: أَنْجى عَرِقَ، وأَنْجى إِذا شَلَّح، يقال للِّصِّ مُشَلِّح لأَنه يُعَرِّي الإِنسانَ من ثيابه.
وأَنْجى: كشَفَ الجُلَّ عن ظهر فرسه. أَبو حنيفة: المَنْجى المَوْضع الذي لا يَبْلُغه السيلُ.
والنَّجاء: السُّرْعةُ في السير، وقد نَجا نَجاء، ممدود، وهو يَنْجُو في السُّرْعة نَجاء، وهو ناجٍ: سَريعٌ.
ونَجَوْتُ نَجاء أَي أَسرَعْتُ وسَبَقْتُ.
وقالوا: النَّجاء النَّجاء والنَّجا النَّجا، فمدّوا وقَضَرُوا؛ قال الشاعر: إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا وقالوا: النَّجاكَ فأَدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب، ولا موضع لها من الإِعراب لأَن الأَلف واللام مُعاقِبة للإِضافة، فثبت أَنها ككاف ذلك وأَرَيْتُك زيداً أَبو من هو.
وفي الحديث: وأَنا النَّذِيرُ العُرْيان فالنَّجاء النَّجاء أَي انْجُوا بأَنفسكم، وهو مصدر منصوب بفعل مضمر أَي انْجُوا النَّجاء.
والنَّجاءُ: السُّرعة.
وفي الحديث: إِنما يأْخذ الذِّئْبُ القاصِيةَ والشاذَّة الناجِيةَ أَي السريعة؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي عن الحربي بالجيم.
وفي الحديث: أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ أَي مُسْرِعاتٍ.
وناقة ناجِيةٌ ونَجاة: سريعة، وقيل: تَقطع الأَرض بسيرها، ولا يُوصف بذلك البعير. الجوهري: الناجِيةُ والنَّجاة الناقة السريعة تنجو بمن ركبها؛ قال: والبَعير ناجٍ؛ وقال: أَيّ قَلُوصِ راكِبٍ تَراها ناجِيةً وناجِياً أَباها وقول الأَعشى: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخْداً بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغالِ أَي بقوائمَ سِراعٍ.
واسْتَنْجَى أَي أَسْرَعَ.
وفي الحديث: إِذا سافَرْتُمْ في الجَدْب فاسْتَنْجُوا؛ معناه أَسْرِعُوا السيرَ وانْجُوا.
ويقال للقوم إِذا انهزموا: قد اسْتَنْجَوْا؛ ومنه قول لقمان بن عاد: أَوَّلُنا إِذا نَجَوْنا وآخِرُنا إِذا اسْتَنْجَيْنا أَي هو حامِيَتُنا إِذا انْهَزَمْنا يَدفع عنَّا.
والنَّجْوُ: السَّحاب الذي قد هَراقَ ماءه ثم مَضَى، وقيل: هو السحاب أَوَّل ما يَنشأُ، والجمع نِجاء ونُجُوٌّ؛ قال جميل: أَليسَ مِنَ الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبي، وإِيضاعي الهُمُومَ مع النُّجُوِّ فأَحْزَنُ أَنْ تَكُونَ على صَدِيقٍ، وأَفْرَحُ أَن تكون على عَدُوِّ يقول: نحن نَنْتَجِعُ الغَيْثَ، فإِذا كانت على صدِيقٍ حَزِنْت لأَني لا أُصيب ثَمَّ بُثَيْنَة، دعا لها بالسُّقْيا.
وأَنْجَتِ السحابةُ: وَلَّتْ.
وحكي عن أَبي عبيد: أَين أَنْجَتْكَ السماء أَي أَينَ أَمطَرَتْكَ.
وأُنْجِيناها بمكان كذا وكذا أَي أُمْطِرْناها.
ونَجْوُ السبُع: جَعْره.
والنَّجُوُ: ما يخرج من البطن من ريح وغائط، وقد نَجا الإِنسانُ والكلبُ نَجْواً.
والاسْتِنْجاء: الاغتسال بالماء من النَّجْوِ والتَّمَسُّحُ بالحجارة منه؛ وقال كراع: هو قطع الأَذَى بأَيِّهما كان.
واسْتَنْجَيْتُ بالماءِ والحجارة أَي تَطَهَّرْت بها. الكسائي: جلَست على الغائط فما أَنْجَيْتُ. الزجاج: يقال ما أَنْجَى فلان شيئاً، وما نَجا منذ أَيام أَي لم يأْتِ الغائطَ.
والاسْتِنجاء: التَّنَظُّف بمدَر أَو ماء.
واسْتَنجَى أَي مسح موضع النَّجْو أَو غَسَله.
ويقال: أَنْجَى أَي أَحدَث.
وشرب دَواء فما أَنْجاه أَي ما أَقامه. الأَصمعي: أَنْجَى فلان إِذا جلس على الغائط يَتَغَوَّط.
ويقال: أَنْجَى الغائطُ نَفْسُه يَنجُو، وفي الصحاح: نَجا الغائطُ نَفْسُه.
وقال بعض العرب: أَقلُّ الطعامِ نَجْواً اللَّحم.
والنَّجْوُ: العَذِرة نَفْسُه.
واسْتَنْجَيتُ النخلةَ إِذا أَلقَطْتَها؛ وفي الصحاح: إِذا لقطتَ رُطبَها.
وفي حديث ابن سلام: وإِني لَفِي عَذْقٍ أُنْجِي منه رُطَباً أَي أَلتَقِطُ، وفي رواية: أَسْتَنجِي منه بمعناه.
وأَنْجَيْت قَضِيباً من الشجرة فَقَطَعْتُه، واسْتَنْجَيْت الشجرةَ: قَطَعْتُها من أَصلها.
ونَجا غُصونَ الشجرة نَجْواً واسْتَنجاها: قَطَعها. قال شمر: وأُرى الاسْتِنْجاءَ في الوُضوء من هذا لِقَطْعِه العَذِرةَ بالماءِ؛ وأَنْجَيت غيري.
واسْتَنجَيت الشجر: قطعته من أُصوله.
وأَنْجَيْتُ قضيباً من الشجر أَي قطعت.
وشجرة جَيِّدة النَّجا أَي العود.
والنَّجا: العصا، وكله من القطع.
وقال أَبو حنيفة: النَّجا الغُصونُ، واحدته نَجاةٌ.
وفُلان في أَرضِ نَجاةٍ: يَسْتَنجِي من شجرها العِصِيَّ والقِسِيَّ.
وأَنْجِني غُصناً من هذه الشجرة أَي اقْطَعْ لي منها غُصْناً.
والنَّجا: عِيدانُ الهَوْدَج.
ونَجَوْتُ الوَتَر واسْتَنجَيتُه إِذا خَلَّصته.
واسْتَنجَى الجازِرُ وتَرَ المَتْنِ: قَطَعه؛ قال عبد الرحمن بن حسان: فَتَبازَتْ فَتَبازَخْتُ لهَا، جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْ ويروى: جِلْسةَ الأَعْسَرِ. الجوهري: اسْتَنجَى الوَتَر أَي مدّ القوس، وأَنشد بيت عبد الرحمن بن حسان، قال: وأَصله الذي يَتَّخذ أَوْتارَ القِسِيّ لأَنه يُخرج ما في المَصارِين من النَّجْو.
وفي حديث بئر بُضاعةَ: تُلقَى فيها المَحايِضُ وما يُنْجِي الناسُ أَي يُلقُونه من العذرة؛ قال ابن الأَثير: يقال منه أَنْجَى يُنْجِي إِذا أَلقَى نَجْوه، ونَجا وأَنْجَى إِذا قَضَى حاجته منه.
والاسْتِنجاءُ: اسْتِخْراج النَّجْو من البطن، وقيل: هو إِزالته عن بدنه بالغَسْل والمَسْح، وقيل: هو من نَجَوْت الشجرة وأَنْجَيتها إِذا قطعتها، كأَنه قَطَعَ الأَذَى عن نفسه، وقيل: هو من النَّجوة، وهو ما ارْتَفع من الأَرض كأَنه يَطلُبها ليجلس تحتها.
ومنه حديث عمرو بن العاص: قيل له في مرضه كيفَ تجِدُك؟ قال: أَجِدُ نَجْوِي أَكثرَ مِن رُزْئى أَي ما يخرج مني أَكثَرَ مما يدخل.
والنَّجا، مقصور: من قولك نَجَوْتُ جِلدَ البعير عنه وأَنْجَيتُه إِذا سَلَخْتَه.
ونَجا جِلدَ البعير والناقةِ نَجْواً ونَجاً وأَنْجاه: كشَطَه عنه.
والنَّجْوُ والنَّجا: اسم المَنْجُوّ؛ قال يخاطب ضَيْفَينِ طَرَقاه: فقُلْتُ: انْجُوَا عنها نَجا الجِلدِ، إِنَّه سَيُرْضِيكما مِنها سَنامٌ وغارِبُهْ قال الفراء: أَضافَ النَّجا إِلى الجِلد لأَن العرب تُضيف الشيء إِلى نفسه إِذا اختلف اللفظان، كقوله تعالى: حَقُّ اليَقِينِ ولدارُ الآخرةِ.
والجِلدُ نَجاً، مقصور أَيضاً؛ قال ابن بري: ومثله ليزيد بن الحكم: تُفاوضُ مَنْ أَطْوِي طَوَى الكَشْحِ دُونه، ومِنْ دُونِ مَنْ صافَيْتُه أَنتَ مُنْطَوِي قال: ويُقَوِّي قول الفراء بعد البيت قولهم عِرْقُ النَّسا وحَبْل الوَرِيد وثابت قُطْنةَ وسعِيد كُرْزٍ.
وقال علي بن حمزة: يقال نَجَوْت جِلدَ البعير، ولا يقال سَلَخته، وكذلك قال أَبو زيد؛ قال: ولا يقال سَلَخته إِلا في عُنُقه خاصة دون سائر جسده، وقال ابن السكيت في آخر كتابه إِصلاح المنطق: جَلَّدَ جَزُوره ولا يقال سَلَخه. الزجاجي: النَّجا ما سُلخ عن الشاة أَو البعير، والنَّجا أَيضاً ما أُلقي عن الرَّجل من اللباس. التهذيب: يقال نَجَوْت الجِلد إِذا أَلقَيْته عن البعير وغيره، وقيل: أَصل هذا كله من النَّجْوة، وهو ما ارْتَفع من الأَرض، وقيل: إِن الاستِنْجاء من الحَدث مأْخوذ من هذا لأَنه إِذا أَراد قضاء الحاجة استتر بنَجْوةٍ من الأَرض؛ قال عبيد: فَمَنْ بِنَجْوَتِه كمَنْ بِعَقْوته، والمُستَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بقِرواحِ ابن الأَعرابي: بَيْني وبين فلان نَجاوةٌ من الأَرض أَي سَعة. الفراء: نَجَوْتُ الدَّواءَ شَربته، وقال: إِنما كنت أَسمع من الدواء ما أَنْجَيْته، ونَجَوْتُ الجِلد وأَنْجَيْتُه. ابن الأَعرابي: أَنْجاني الدَّواءُ أَقْعدَني.
ونَجا فلان يَنْجُو إِذا أَحْدَث ذَنْباً أَو غير ذلك.
ونَجاهُ نَجْواً ونَجْوى: سارَّه.
والنَّجْوى والنَّجِيُّ: السِّرُّ.
والنَّجْوُ: السِّرُّ بين اثنين، يقال: نَجَوْتُه نَجْواً أَي سارَرْته، وكذلك ناجَيْتُه، والاسم النَّجْوى؛ وقال: فبِتُّ أَنْجُو بها نَفْساً تُكَلِّفُني ما لا يَهُمُّ به الجَثَّامةُ الوَرَعُ وفي التنزيل العزيز: وإِذ هُم نَجْوَى؛ فجعلهم هم النَّجْوى، وإِنما النَّجْوى فِعلهم، كما تقول قوم رِضاً، وإِنما رِضاً فِعْلهم.
والنَّجِيُّ، على فَعِيل: الذي تُسارُّه، والجمع الأَنْجِيَة. قال الأَخفش: وقد يكون النَّجِيُّ جَماعة مثل الصدِيق، قال الله تعالى: خَلَصُوا نَجِيّاً. قال الفراء: وقد يكون النَّجِيُّ والنَّجْوى اسماً ومصدراً.
وفي حديث الدُّعاء: اللهم بمُحمد نبيِّك وبمُوسى نَجِيَّك؛ هو المُناجِي المُخاطِب للإِنسان والمحدِّث له، وقد تنَاجَيا مُناجاة وانْتِجاء.
وفي الحديث: لا يَتناجى اثنان دون الثالث، وفي رواية: لا يَنْتَجِي اثنان دون صاحبهما أَي لا يَتَسارَران مُنْفَردَيْن عنه لأَن ذلك يَسوءُه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: دعاهُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يومَ الطائف فانْتَجاه فقال الناسُ: لقد طالَ نَجْواهُ فقال: ما انْتَجَيْتُه ولكنَّ اللهَ انْتَجاه أَي أَمَرَني أَن أُناجِيه.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: قيل له ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في النَّجْوى؟ يُريد مناجاةَ الله تعالى للعبد يوم القيامة.
وفي حديث الشعبي: إِذا عَظُمت الحَلْقة فهي بِذاء ونِجاء أَي مُناجاة، يعني يكثر فيها ذلك.
والنَّجْوى والنَّجِيُّ: المُتسارُّون.
وفي التنزيل العزيز: وإِذ هم نَجْوى؛ قال: هذا في معنى المصدر، وإِذْ هم ذوو نَجْوى، والنَّجْوى اسم للمصدر.
وقوله تعالى: ما يكون من نَجْوى ثلاثة؛ يكون على الصفة والإِضافة.
وناجى الرجلَ مُناجاةً ونِجاءً: سارَّه.
وانْتَجى القومُ وتَناجَوْا: تَسارُّوا؛ وأَنشد ابن بري:قالت جَواري الحَيِّ لَمَّا جِينا، وهنَّ يَلْعَبْنَ ويَنْتَجِينا: ما لِمَطايا القَوْمِ قد وَجِينا؟والنَّجِيُّ: المُتناجون.
وفلان نجِيُّ فلان أَي يناجيه دون من سواه.
وفي التزيل العزيز: فلما استَيْأَسُوا منه خَلَصُوا نَجِيّاً؛ أَي اعتزلوا مُتَناجين، والجمع أَنْجِيةٌ؛ قال: وما نَطَقُوا بأَنْجِيةِ الخُصومِ وقال سُحَيْم بن وَثِيل اليَرْبُوعِي: إِني إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ، واضْطرب القَوْمُ اضْطرابَ الأَرْشِيَهْ، هُناكِ أَوْصِيني ولا تُوصي بِيَهْ قال ابن بري: حكى القاضي الجرجاني عن الأَصمعي وغيره أَنه يصف قوماً أَتعبهم السير والسفر، فرقدوا على رِكابهم واضطربوا عليها وشُدَّ بعضهم على ناقته حِذارَ سقوطه من عليها، وقيل: إِنما ضربه مثلاً لنزول الأَمر المهمّ، وبخط علي بن حمزة: هُناكِ، بكسر الكاف، وبخطه أَيضاً: أَوْصِيني ولا تُوصِي، بإِثبات الياء، لأَنه يخاطب مؤنثاً؛ وروي عن أَبي العباس أَنه يرويه: واخْتَلَفَ القومُ اخْتلافَ الأَرْشِيَهْ قال: وهو الأَشهر في الرواية؛ وروي أَيضاً: والتَبَسَ القومُ التِباسَ الأرشيه ورواه الزجاج: واختلف القول؛ وأَنشد ابن بري لسحيم أَيضاً: قالتْ نِساؤُهم، والقومُ أَنْجيةٌ يُعْدَى عليها، كما يُعْدى على النّعَمِ قال أَبو إِسحق: نجِيُّ لفظ واحد في معنى جميع، وكذلك قوله تعالى: وإِذ هم نَجْوَى؛ ويجوز: قومٌ نَجِيٌّ وقومٌ أَنْجِيةٌ وقومٌ نَجْوى.
وانْتَجاه إِذا اختصَّه بمُناجاته.
ونَجَوْتُ الرجل أَنْجُوه إِذا ناجَيْتَه.
وفي التنزيل العزيز: لا خَيْرَ في كثير من نَجْواهم؛ قال أَبو إِسحق: معنى النَّجْوى في الكلام ما يَنْفَرِد به الجماعة والاثنان، سِرّاً كان أَو ظاهراً؛ وقوله أَنشده ثعلب: يَخْرُجْنَ منْ نَجِيِّه للشاطي فسره فقال: نجِيُّه هنا صوته، وإِنما يصف حادياً سَوَّاقاً مُصَوِّتاً.
ونَجاه: نكَهه.
ونجوْت فلاناً إِذا استَنْكَهْته؛ قال: نَجَوْتُ مُجالِداً، فوَجَدْتُ منه كريح الكلب ماتَ حَديثَ عَهْدِ فقُلْتُ له: مَتى استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابَني في جَوْفِ مَهْدي وروى الفراء أَن الكسائي أَنشده: أَقولُ لِصاحِبَيَّ وقد بَدا لي مَعالمُ مِنْهُما، وهُما نَجِيَّا أَراد نَجِيَّانِ فحذف النون؛ قال الفراء: أَي هما بموضع نَجْوَى، فنصب نَجِيّاً على مذهب الصفة.
وأَنْجَت النخلة فأَجْنَتْ؛ حكاه أَبو حنيفة.
واستَنْجى الناسُ في كل وجه: أَصابُوا الرُّطب، وقيل: أَكلوا الرطب. قال: وقال غير الأَصمعي كل اجْتِناءٍ استِنْجاءٌ، يقال: نَجوْتُك إِياه؛ وأَنشد: ولقَدْ نَجَوْتُك أَكْمُؤاً وعَساقِلاً، ولقد نَهَيْتُك عن بَناتِ الأَوْبَرِ والرواية المعروفة جَنيْتُك، وهو مذكور في موضعه.
والنُّجَواءُ: التَّمَطِّي مثل المُطَواء؛ وقال شبيب بن البرْصاء: وهَمٌّ تأْخُذُ النجَواء مِنه، يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ قال ابن بري: صوابه النُّحَواء، بحاء غير معجمة، وهي الرِّعْدة، قال: وكذلك ذكره ابن السكيت عن أَبي عمرو بن العلاء وابن ولاَّد وأَبو عمرو الشيباني وغيره، والمُلالُ: حرارة الحمَّى التي ليست بصالبٍ، وقال المُهَلَّبي: يروى يُعَكُّ بصالِبٍ.
وناجِيةُ: اسم.
وبنو ناجيةَ: قبيلة؛ حكاها سيبويه. الجوهري: بنو ناجيةَ قوم من العرب، والنسبة إِليهم ناجِيٌّ، حذف منه الهاء والياء، والله أَعلم.

فرق (لسان العرب) [0]


الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل: فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ.
وفي حديث الزكاة: لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة، وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء.
وفي الحديث: البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا (* . . . أكمل المادة قوله «ما لم يفترقا» كذا في الأصل، وعبارة النهاية: ما لم يتفرقا، وفي رواية: ما لم يفترقا)؛ اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل: هو بالأَبدان، وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد، وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما: إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه: أَنه كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة، فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار، وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع.
والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول: إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة.
وفي حديث ابن عمر: كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما.
وفي الحديث: من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل.
وقوله تعالى: وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه.
والفِرْقُ: القِسْم، والجمع أَفْراق. ابن جني: وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء، شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق.
والفِرْقُ: الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى: فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم. التهذيب: جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى: وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره.
وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق.
وفي التنزيل: فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛ قال اللحياني: وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا، بكسر الراء.
وفَرَّقَ بينهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني.
وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني. الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق، قال: وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام، قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا.
والفُرْقة: مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهري: الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ.
وفي حديث ابن مسعود: صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة.
وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة.
وتَفَارق القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً.
وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً: بايَنَها.
والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق.
والفِرْقةُ: طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه.
وفي الحديث: أَفارِيق العرب، وهو جمع أَفْراقٍَ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري: الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير: أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ، ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟ قال: وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق.
والفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: وقال أَعرابي لصبيان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء.
والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قال: أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟ فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قال سيبويه: قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق.
وفي التنزيل: عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر: أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا، أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا قال ابن الأَعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بري: والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ، وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما.
والفَرْقُ: تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان.
والفَرْقُ: الفصل بين الشيئين. فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: وقوله تعالى: فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب: هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام.
وقوله تعالى: وقرآناً فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق، ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ. التهذيب: قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس.
وقال الليث: معناه أَحكمناه كقوله تعالى: فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى أَحكمناه وفصلناه.
وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة.
وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه.
والفَرْقُ: موضع المَفْرِق من الرأْس.
وفَرْقُ الرأْس: ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال أَبو ذؤيب: ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه.
وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛ أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ.
ويقال للماشطة: تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً.
والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك مَفْرَق الطريق.
وفَرَقَ له عن الشيء: بيَّنه له ؛ عن ابن جني.
ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك.
وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان.
والفَرَقُ في النبات: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن (* الضمير يعود إِلى الأرض الفَرِقة.) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً.
وقال أَبو حنيفة: نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض.
ورجل أَفْرقُ: للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق (* بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق)، وكذلك اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز: يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ، تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ الليث: الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة.
والفرقاءُ من الشاءِ: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأَفْرقُ: المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ.
وتَيْس أَفْرَقُ: بعيد ما بين القَرْنَيْن.
وبعير أَفْرَقُ: بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ.
وديك أَفْرَقُ: ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما.
والأفْرَقُ من الرجال: الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره، وقيل: هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال: ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يعقوب: من القِرْقِ البطاء، وقال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذه الرواية.
وفي التهذيب: الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة.
وفرس أَفْرَقُ: له خصية واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً.
والمَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ، وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ.
والفُرْقانُ: القرآن.
وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان.
والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران؛ وقال الراجز: ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام.
ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل، ويقال أَيضاً: فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع: والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ، ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ وفي الحديث: محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه.
والفُرْقان: الحُجّة.
والفُرْقان: النصر.
وفي التنزيل: وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛ أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، صلى الله عليه وسلم، فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.
والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين.
ورجل فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل.
والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛ وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز: أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ، فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً: إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ، ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا، مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه.
وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد: حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ، هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل: هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق، وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ، ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق، من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو الرمة: أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق.
وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً: له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ، يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى: أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع.
وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.
وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق.
وناقة مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن الأَعرابي: أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها. قال الليث: والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قال الأَزهري: وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ.
وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم: برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما.
وقال اللحياني: كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك. قال أَعرابي لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال: الرُّحَضاءُ؛ يقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق.
وفي الحديث: عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون.
والفِرْقُ، بالكسر: القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل: هو ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي: ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت: وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ: القطعة من الغنم.
ويقال: هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ: زجر للسباع والذِّئاب، والناعق: الراعي.
والفَريقُ: كالفِرْقِ.
والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم: الضالة.
وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها وأَضاعها.
والفَريقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر: وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف، أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث: ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ: القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل: هي الغنم الضالة.
وفي حديث أَبي ذر: سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم.
وقال ابن بري في بيت كثيِّر: والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله: تُوالي الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سيده: والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة.
والفَرَقُ، بالتحريك: الخوف.
وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً.
وفَرِقَ عليه: فزع وأَشفق؛ هذه عن اللحياني.
ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة.
وفي المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛ والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد: ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر: بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً، وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وقال مُوَيلك المَرْموم: إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة، بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ قال: ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور: رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً، وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وفي حديث بدء الوحي: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع. يقال: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر: أَباللهِ تُفَرِّقُني؟ أَي تخوِّفني.
وحكى اللحياني: فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛ قال ابن سيده: وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت.
وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي.
وتقول: فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ.
وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب:: سَلَحَ؛ أَنشد اللحياني: أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي، فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا قال: ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم.
والمُفْرِقُ: الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد، والأَول أَصح؛ قال رؤْبة: حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق والفَريقةُ: أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل: هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير: ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بري: صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب المُرِّيّ.
وفي الحديث: أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء.
والفَرُوقة: شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي: فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ، يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين.
وأَفرقوا إِبلهم: تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها.
والفَرْقُ: الكتَّان؛ قال: وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ: مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل: هو أَربعة أَرباع، وقيل: هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير: يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم، فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد: تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان قال: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع، وقالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال أَبو منصور: والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ. ابن الأَثير: الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل: الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر: من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث: في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل.
وفي حديث طَهْفة: بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن (* قوله «يكال به اللبن» الذي في النهاية: البرّ).
والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زيد: وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان، وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان، تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك: الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما.
والفُرقان: قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛ قال أَبو حاتم في قول الراجز: ترفد بعد الصف في الفرقان قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن. ابن الأَعرابي: الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة.
ويقال: وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه.
وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا.
ويقال: فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح.
والفَرِيقُ: النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والفَرُوق: موضع؛ قال عنترة: ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق: موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم: لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ، ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وفي حديث عثمان: قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب؟ هو جمع أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى.
وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر.
وفي حديث ابن عباس: فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال بعضهم: الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله.
ومَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم.
ومَفْرُوق: اسم جبل؛ قال رؤبة: ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص: هَضْبة بين البصرة والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله: فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ، فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإفْريقيَةُ: اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال: أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ؟ كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ ومُفَرِّقُ الغنم: هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت.
وفي الحديث في صفته، عليه السلام: أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل.
وفي الحديث: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان.