المصادر:  


الشاري (المعجم الوسيط) [55]


 المُشْتَرِي وَالْبَائِع وَمن يَبِيع نَفسه فِي طَاعَة الله (ج) شراة والشراة فرقة من الْخَوَارِج 

أرش (لسان العرب) [52]


أَرَّش بينهم: حَمَل بعضَهم على بعض وحَرَّش.
والتَّأْرِيش: التَّحْرِيشُ؛ قال رؤبة: أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً: أَفسدت.
وتَأْرِيش الحرْب والنار: تَأْرِيثُهما.
والأَرْش من الجراحات: ما ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دِيَةُ الجراحات، وقد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات، وهو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع، وأُرُوش الجنايات والجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص، وسُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع. يقال: أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم؛ وقول رؤبة: أَصْبِحْ، فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ يقول: إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه.
والمَأْرُوش: المَخْدوش؛ وقال ابن الأَعرابي: يقول . . . أكمل المادة انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة، يقول: لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً. قال: والأَرْش الدِّيَةُ. شمر عن أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه: الأَرْشُ الرشْوَة، ولم يعرفاه في أَرْش الجراحات، وقال غيرهما: الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة ونحوِها.
وقال ابن شميل: ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها.
وقد ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص.
وقال أَبو منصور: أَصل الأَرْش الخَدْش، ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها: أَرْش، وأَهل الحجاز يسمونه النَّذْر، وكذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها، وأَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حين وطئها وهي بكر فاقْتَضَّها، فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر: عُقْر.
وقال القتيبي: يقال لما يدفع بين السلامة والعيب في السِّلْعة أَرْش، لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو عيب وقع بينه وبين البائع أَرْش أَي خصومة واختلاف، من قولك أَرَّشْت بين الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر وأَوقعت بينهما الشَّرَّ، فسمي ما نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش.

شري (لسان العرب) [52]


شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ واشْتَراهُ: باعَه. قال الله تعالى: ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، وقال تعالى: وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ؛ أَي باعوه.
وقوله عز وجل: أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى؛ قال أَبو إسحق: ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه، والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ. الجوهري في قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضلالةَ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحذفت، فاجتمع ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها ساكن؛ قال ابن بري: الصحيح في تعليله . . . أكمل المادة أَن الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين، قال: ويجمَع الشِّرى على أَشْرِبةٍ، وهو شاذّ، لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة. قال ابن بري: ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه.
وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل: شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ الشِّراءِ. أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قال الله عز وجل: ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا. الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن مُفَرِّع: شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا وقال أَيضاً: وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني، من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله: واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.
وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها. أَبو سعيد: يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد: وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبـ صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟ وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من الغنم أَي مِثْلَها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في الصدقة: فلا يأْخذ إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ إبلهِ.
وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْواها.
وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال: له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ.
وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي. يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ.
وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي فرَساً خِياراً فائقاً.
وشَرَى المالِ وشَراتُه: خيارهُ.
والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد.
وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد شَرىً، مقصور.
وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قال القطامي: لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.
وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ.
ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إذا كثُر اضطرابهُ.
وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ.
وشَرِيَ البرق، بالكسر، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وقيل: اسْتَطارَ وتَفَرَّق في وجه الغَيْمِ؛ قال: أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ، يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا وكذلك اسْتَشْرَى؛ ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه: شَرِيَ بَشْرَى شَرىً.
واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه.
والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يقال: هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه.
وفي حديث عائشة في صفة أَبيها، رضي الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به، وقيل: هو مِنْ شَريَ البرقُ واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ.
ويقال: شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت وتابَعَت الهَمَلان.
وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرجل شَرىً واسْتَشرَى: غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر: باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ شَرِبَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ، ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لا يَتماسك.
والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا، وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل: ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد وثَمَنُها الجنة، وقوله تعالى: إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ؛ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو خارجيٌّ: رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ التهذيب: الشُّراةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا أنهم باعُوا أَنفسهم لله، وقيل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة، والواحد شارٍ، ويقال منه: تَشَرَّى الرجلُ.
وفي حديث ابن عمر: أنه جمع بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم عن طاعةِ الإمامِ؛ قال: وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها.
وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها؛ قال الشاعر: فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى والشِّرَى: يكون بيعاً واشْتِراءً.
والشارِي: المُشْتَرِي. البائِعُ. ابن الأَعرابي: الشراء، ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا، قال: أَهلُ نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قال: وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان فَتَكَلَّمْت عنهم.
وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَيْتُ الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه.
وروي بيت الأَعشى: شَراة الهِجانِ.
وقال الليث: شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ، قال أَبو تراب: سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ.
وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ، علي فعيل. ابن سيده: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي يَلِجُّ.
وشاراهُ مُشاراةً: لاجَّهُ.
وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي؛ المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، وقيل: لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ، فقلب إحدى الراءَيْن ياءً؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه الحديث الآخر: لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ، وقال ثعلب في قوله لا يُشارِي: لا يَستَشْري من الشَّرِّ، ولا يُمارِي: لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال: وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي، قال: لا يُشارِي من الشَّرِّ، قال: ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ ليست له فيه منفعة، ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ وقوله أَنشده ثعلب: إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه، إلى النارِ، يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ ابن سيده: لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله.
ويقال: لَحاه الله وشَراهُ.
وقال اللحياني: شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ وأَرْغَمَه.
والشَّرى: شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم، وقيل: هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد.
وقد شَرِيَ شَرىً، فهو شَرٍ على فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قال: والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد.
وتَشَرّى القومُ: تَفَرَّقوا.
واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ: عظُمت وتفاقَمَتْ.
وفي الحديث: حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم (* قوله «حتى شري أمرهما أي عظم إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه، والحديث الآخر حتى شري أمرهما وحديث أم زرع إلخ).
وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه.
وفَعَلَ به ما شراهُ أَي ساءَه.
وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قال ذو الرمة: يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ والشَّرى: الناحية، وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر، وقد يُمَدُّ، والقَصر أَعْلى، والجمع أَشْراءٌ.
وأَشْراه ناحيةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال: أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا، يومَ الفِراقِ، إلى أَحْبابِنا صورُ وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري، مِنْ حيثُ ما سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ (* قوله حوثما: لغة في حيثما). يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو.
والشَّرى: الطريقُ، مقصورٌ، والجمع كالجمع.
والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه، واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة: في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل؛ قال الأعلم الهذلي: على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّـ واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ وفي حديث أَنس في قوله تعالى: كشجرة خَبيثة، قال: هو الشَّرْيان؛ قال الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ.
وفي حديث لَقيط: أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرواية شَرْبة، بالباء الموحدة.
وقال أَبوحنيفة: يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ.
وقال أَبو حنيفة: الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ.
وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.
والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بفتح الشين وكسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحدته شِرْيانةٌ.
وقال أَبو حنيفة: نَبات الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وله أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ من الشِّرْيانِ، قال: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ كَبْداءُ، وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ وقال الآخر: سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها صِحابي، وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما المبرد: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها، فما كان منها في قُلَّة جبَلٍ فهو النَّبْعُ، وما كان في سَفْحِهِ فهو الشِّرْيان، وما كان في الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ.
والشِّرْياناتُ: عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره.
والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بالفتح والكسر: واحد الشَّرايين، وهي العُروقُ النَّابضَة ومَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابي: الشِّريان الشَّقُّ، وهو الثَّتُّ، وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة.
وأَشْرى حوضَه: مَلأَه وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها، وقيل: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها، ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا والشَّرى: موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ، يقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا أُسودُ الشَّرى؛ قال بعضهم: شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ، وقيل: هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ، وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قال الشاعر: أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ.
والشَّرى: طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ.
والشَّراةُ: موضِع.
وشِرْيانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذي الكلب: بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً، ببَطْنِ شِرْيانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ وشَراءٌ، وشَراءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب: تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ، فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ (* قوله «أطلال جمرة» هو بالجيم في المحكم).
وفي الحديث ذكر الشَّراةِ؛ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ، وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق، كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيده: وشَراوَةُ موضعٌ قريب من تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قال كثير عزة: تَرامى بِنا منها، بحَزْنِ شَراوَةٍ مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ وشَرَوْرى: اسم جبل في البادية، وهو فَعَوْعَل، وفي المحكم: شَرَوْرى جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبيد، وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه لم ينوّنه أَحد من العرب، ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه من الصرف.

شارَ (القاموس المحيط) [50]


شارَ العَسَلَ شَوْراً وشِيَاراً وشِيارَةً ومَشاراً ومَشارَةً: اسْتَخْرَجَه من الوَقْبَةِ،
كأَشَارَهُ واشْتارَه واسْتَشارَهُ والمَشارُ: الخَلِيَّةُ.
والشَّوْرُ: العَسَلُ المَشُورُ.
والمِشوارُ: ما شارَهُ به، والمَخْبَرُ، والمَنْظَرُ،
كالشُّورَةِ، بالضم، وما أبْقَتِ الدابةُ من عَلَفِها، مُعَرَّبُ نِشْخَوار، والمَكانُ يُعْرَضُ فيه الدَّوابُّ، ومنه: إِيَّاكَ والخُطَبَ، فإِنَّها مِشْوارٌ كثيرُ العِثارِ، ووَتَرُ المِنْدَفِ، وبِهاءٍ: موضِعُ العَسَلِ،
كالشُّورَةِ، بالضم.
ومَاذِيٌّ مُشَارٌ: أُعِينَ على جَنْيِهِ.
والشَّورَةُ والشَّارَةُ والشَّوْرُ والشِّيَارُ والشَّوَارُ: الحُسْنُ، والجَمالُ، والهَيْئَةُ، واللِّباسُ، والسِّمَنُ، والزِّينَةُ،
واسْتَشارَتِ الإِبِلُ،
وأخذَتْ مِشْوارَها ومَشارَتَها: سَمِنَتْ وحَسُنَتْ.
والخَيْلُ شِيارٌ: سِمانٌ حِسانٌ.
وَشَارَها شَوْراً وشِوَاراً وشَوَّرَها وأشَارَهَا: راضَها، أو رَكِبَها عند العَرْضِ على مُشْتَرِيها، أو بَلاهَا يَنْظُرُ ما عندَها، أو قَلَّبَها، وكذا . . . أكمل المادة الأَمَةُ.
واسْتَشارَ الفَحْلُ الناقَةَ: كَرَفَهَا فَنَظَر أَلاقِحٌ هي أم لاَ،
و~ فلانٌ: لَبِسَ لِباساً حَسَناً،
و~ أمْرُهُ: تَبَيَّنَ.
والمُسْتَشِيرُ: من يَعْرفُ الحائلَ من غيرِها.
والشُّوارُ، مُثَلَّثَةً: مَتاعُ البَيْتِ، وذَكَرُ الرَّجُلِ وخُصْياهُ واسْتُهُ.
وشَوَّرَ به: فَعَلَ بهِ فِعْلاً يُسْتَحْيَا منه فَتَشَوَّرَ،
و~ إليه: أوْمَأَ،
كأشارَ، ويكونُ بالكَفِّ والعَيْنِ والحاجِبِ.
وأشارَ عليه بكذا: أمَرَهُ، وهي: الشُّوْرَى.
والمَشُورَةَ: مَفعُلَةٌ لا مَفْعولَةٌ.
واسْتَشارَهُ: طَلَبَ منه المَشُورَةَ.
وأشارَ النار،
و~ بها وأشْوَرَ بها وشَوَّرَ: رَفَعَها.
والمَشَارَةُ: الدَّبْرَةُ في المَزْرَعَةِ
ج: مَشاوِرُ ومَشائِرُ.
وشَوْرُ بنُ شَوْرِ بنِ شَوْرِ بنِ شَوْرٍ: اسْمُه دِيْوَاشْتِي جَدٌّ لعبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ ميكالَ، مَمْدوحِ ابنِ دُرَيْدٍ في "مَقْصورَتِه"، وأرْبَعَتُهُم مُلُوكٌ.
والقَعْقَاعُ بنُ شَوْرٍ: تابعيٌّ.
والشَّوْرانُ: العُصْفُرُ، وثَوْبٌ مُشَوَّرٌ، وجَبَلٌ قُربَ عَقيقِ المدينةِ، فيه مِياهُ سَمَاءٍ كثيرةٌ.
وحَرَّةُ شَوْرانَ: من حِرارِ الحجازِ.
والشَّوْرَى، كسَكْرَى: نَبْتٌ بَحْرِيٌّ.
وشَيِّرُكَ: مُشاوِرُكَ ووَزِيرُكَ
ج: شُوَرَاءُ.
وقَصِيدةٌ شَيِّرَةٌ: حَسناءُ.
والشُّوْرَةُ، بالضم: الناقةُ السمينةُ، وقد شارَتْ، وبالفتح: الخَجْلَةُ.
والمُشِيرَةُ: الإِصْبَعُ السَّبَّابَةُ.
وأشِرْنِي عَسَلاً: أعنّي على جَنْيِه.
وشِيْرَوَانُ، بالكسر: ة بِبُخارا.
وبَنُو شاوِرٍ: بَطْنٌ من هَمْدانَ.
وشيءٌ مَشُورٌ: مُزَيَّنٌ.
والشَّيْرُ، مُمالَةً: لَقَبُ محمدٍ جَدِّ الشريفِ النَّسَّابةِ العُمَرِي، أعْجَمِيَّةٌ، أي: الأَسَدُ.
وريحٌ شَوارٌ، كسحاب: رُخَاءٌ.

س و م (المصباح المنير) [8]


 سَامَتِ: الماشية "سَوْمًا" من باب قال رعت بنفسها ويتعدى بالهمزة فيقال "أَسَامَهَا" راعيها قال ابن خالويه ولم يستعمل اسم مفعول من الرباعي بل جعل نسيًا منسيًّا ويقال "أَسَامَهَا" فهي "سَائِمَةٌ" والجمع "سَوَائِمُ" ، و "سَامَ" البائع السلعة "سَوْمًا" من باب قال أيضا: عرضها للبيع، و "سَامَهَا" المشتري و "اسْتَامَهَا" طلب بيعها، ومنه: "لا يَسُومُ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ" أي لا يشترِ ويجوز حمله على البائع أيضا وصورته أن يعرض رجل على المشتري سلعته بثمن فيقول آخر: عندي مثلها بأقل من هذا الثمن فيكون النهي عامًّا في البائع والمشتري وقد تزاد الباء في المفعول فيقال: "سُمْتُ" به، و "التَّسَاوُمُ" بين اثنين أن يعرض البائع السلعة بثمن ويطلبها صاحبه بثمن دون الأول، و "سَاوَمْتُهُ" "سِوَامًا" و "تَسَاوَمْنَا" ، و "اسْتَامَ" على السلعة أي "اسْتَامَ" على "سَوْمِي" و "سُمْتُهُ" ذلا "سَوْمًا" أوليته وأهنته. والخيل "المُسَوَّمَةُ" قال الأزهري: المرسلة وعليها ركبانها، قال في . . . أكمل المادة الصحاح: "الْمُسَوَّمَةُ" المرعية، و "المُسَوَّمَةُ" المعلمة، ومنهم من يقول: "سَامَ" المشتري بها وذلك إذا ذكر الثمن فإن ذكر البائع الثمن قلت سامني البائع بها. 

بيع (لسان العرب) [7]


البيعُ: ضدّ الشراء، والبَيْع: الشراء أَيضاً، وهو من الأَضْداد.
وبِعْتُ الشيء: شَرَيْتُه، أَبيعُه بَيْعاً ومَبيعاً، وهو شاذ وقياسه مَباعاً.
والابْتِياعُ: الاشْتراء.
وفي الحديث: لا يخْطُبِ الرجلُ على خِطْبة أَخِيه ولا يَبِعْ على بَيْعِ أَخِيه؛ قال أَبو عبيد: كان أَبو عبيدة وأَبو زيد وغيرهما من أَهل العلم يقولون إِنما النهي في قوله لا يبع على بيع أَخيه إِنما هو لا يشتر على شراء أَخيه، فإِنما وقع النهي على المشتري لا على البائع لأَن العرب تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته؛ قال أَبو عبيد: وليس للحديث عندي وجه غير هذا لأَن البائع لا يكاد يدخل على البائع، وإِنما المعروف أَن يُعطى الرجلُ بسلعته . . . أكمل المادة شيئاً فيجيء مشتر آخر فيزيد عليه، وقيل في قوله ولا يبع على بيع أَخيه: هو أَن يشتري الرجل من الرجل سلعة ولما يتفرّقا عن مقامهما فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يَعْرِضَ رجل آخرُ سِلْعةً أُخرى على المشتري تشبه السلعة التي اشترى ويبيعها منه، لأَنه لعل أَن يردَّ السلعة التي اشترى أَولاً لأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جعل للمُتبايعين الخيارَ ما لم يَتفرَّقا، فيكون البائعُ الأَخير قد أَفسد على البائع الأَول بَيْعَه، ثم لعل البائع يختار نقض البيع فيفسد على البائع والمتبايع بيعه، قال: ولا أَنهى رجلاً قبل أَن يَتبايَع المتبايعان وإِن كانا تساوَما، ولا بَعد أَن يتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه، عن أَن يبيع أَي المتبايعين شاء لأَن ذلك ليس ببيع على بيع أَخيه فيُنْهى عنه؛ قال: وهذا يوافق حديث: المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإِذا باع رجل رجلاً على بيع أَخيه في هذه الحال فقد عصى اللهَ إِذا كان عالماً بالحديث فيه، والبيعُ لازم لا يفسد. قال الأَزهري: البائعُ والمشتري سواء في الإِثم إِذا باع على بيع أَخيه أَو اشترى على شراء أَخيه لأَن كل واحد منهما يلزمه اسم البائع،مشترياً كان أَو بائعاً، وكلٌّ منهي عن ذلك؛ قال الشافعي: هما متساويان قبل عقد الشراء، فإِذا عقدا البيع فهما متبايعان ولا يسمَّيان بَيِّعَيْنِ ولا متبايعين وهما في السَّوْمِ قبل العقد؛ قال الأَزهري: وقد تأَول بعض من يحتج لأَبي حنيفة وذَوِيه وقولهِم لا خيار للمتبايعين بعد العقد بأَنهما يسميان متبايعين وهما متساومان قبل عقدهما البيع؛ واحتج في ذلك بقول الشماخ في رجل باع قوساً: فوافَى بها بعضَ المَواسِم، فانْبَرَى لَها بَيِّع، يُغْلِي لها السَّوْمَ، رائزُ قال: فسماه بَيِّعاً وهو سائم، قال الأَزهري: وهذا وهَمٌ وتَمْوِيه، ويردّ ما تأَوَّله هذا المحتج شيئان: أَحدهما أَن الشماخ قال هذا الشعر بعدما انعقد البيع بينهما وتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه فسماه بَيِّعاً بعد ذلك، ولو لم يكونا أَتَمّا البيع لم يسمه بَيِّعاً، وأَراد بالبيّع الذي اشترى وهذا لا يكون حجة لمن يجعل المتساومين بيعين ولما ينعقد بينهما البيع، والمعنى الثاني أَنه يرد تأْويله ما في سياق خبر ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: البَيِّعانِ بالخيار ما لم يَتفرَّقا إِلاَّ أَن يُخَيِّرَ أَحدُهما صاحبَه، فإِذا قال له: اختر، فقد وجَب البيعُ وإِن لم يتفرَّقا، أَلا تراه جعل البيع ينعقد بأَحد شيئين: أَحدهما أَن يتفرقا عن مكانهما الذي تبايعا فيه، والآخر أَن يُخَيِّرَ أَحدهما صاحبه؟ ولا معنى للتخيير إِلا بعد انعقاد البيع؛ قال ابن الأَثير في قوله لا يبع أَحدكم على بيع أَخيه: فيه قولان: أَحدهما إِذا كان المتعاقدان في مجلس العقد وطلب طالبٌ السلعةَ بأَكثر من الثمن ليُرغب البائع في فسخ العقد فهو محرم لأَنه إِضرار بالغير، ولكنه منعقد لأَن نفْسَ البيع غير مقصود بالنهي فإِنه لا خلل فيه، الثاني أَن يرغب المشتري في الفسخ بعَرْض سلعة أَجودَ منها بمثل ثمنها أَو مثلها بدون ذلك الثمن فإِنه مثل الأَول في النهي، وسواء كانا قد تعاقدا على المبيع أَو تساوما وقاربا الانعقاد ولم يبق إَلاَّ العقد، فعلى الأَول يكون البيع بمعنى الشراء، تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته وهو اختيار أَبي عبيد، وعلى الثاني يكون البيع على ظاهره؛ وقال الفرزدق: إِنَّ الشَّبابَ لَرابِحٌ مَن باعَه، والشيْبُ ليس لبائِعيه تِجارُ يعني من اشتراه.
والشيء مَبيع ومَبْيُوع مثل مَخيط ومَخْيُوط على النقص والإِتمام، قال الخليل: الذي حذف من مَبِيع واو مفعول لأَنها زائدة وهي أَولى بالحذف، وقال الأَخفش: المحذوفة عين الفعل لأَنهم لما سَكَّنوا الياء أَلْقَوا حركتها على الحرف الذي قبلها فانضمت، ثم أَبدلوا من الضمة كسرة للياء التي بعدها، ثم حذفت الياء وانقلبت الواو ياء كما انقلبت واو مِيزان للكسرة؛ قال المازني: كلا القولين حسن وقول الأَخفش أَقيس. قال الأَزهري: قال أَبو عبيد البيع من حروف الأَضداد في كلام العرب. يقال باع فلان إِذا اشترى وباع من غيره؛ وأَنشد قول طرفة: ويأْتِيك بالأنباء مَن لم تَبِعْ له نَباتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ أَراد من لم تشتر له زاداً.
والبِياعةُ: السِّلْعةُ، والابْتِياعُ: الاشتراء.
وتقول: بِيعَ الشيء، على ما لم يسمّ فاعله، إِن شئت كسرت الباء، وإِن شئت ضممتها، ومنهم من يقلب الياء واواً فيقول بُوع الشيء، وكذلك القول في كِيلَ وقِيلَ وأَشباهها، وقد باعَه الشيءَ وباعَه منه بَيْعاً فيهما؛ قال: إِذا الثُّرَيّا طَلَعَتْ عِشاء، فَبِعْ لراعِي غَنَمٍ كِساء وابْتاعَ الشيءَ: اشتراه، وأَباعه. عَرَّضه للبيع؛ قال الهَمْداني: فَرَضِيتُ آلاء الكُمَيْتِ، فَمَنْ يُبِعْ فَرَساً، فليْسَ جَوادُنا بمُباعِ أَي بمُعَرَّض للبيع، وآلاؤُه: خِصالُه الجَمِيلة، ويروي أَفلاء الكميت.
وبايَعَه مُبايعة وبِياعاً: عارَضَه بالبيع؛ قال جُنادةُ ابن عامر: فإِنْ أَكُ نائِياً عنه، فإِنِّي سُرِرْتُ بأَنَّه غُبِنَ البِياعا وقال قيس بن ذَريح: كمغْبُونٍ يَعَضُّ على يَدَيْهِ، تَبَيَّنَ غَبْنُه بعدَ البِياع واسْتَبَعْتُه الشيء أَي سأَلْتُه أَن يبِيعَه مني.
ويقال: إِنه لحسَنُ البِيعة من البيع مثل الجِلْسة والرِّكْبة.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه كان يَغْدُو فلا يمر بسَقَّاطٍ ولا صاحِب بِيعةٍ إِلاَّ سلم عليه؛ البِيعةُ، بالكسر، من البيع: الحالة كالرِّكبة والقِعْدة.
والبَيِّعان:البائع والمشتري، وجمعه باعةٌ عند كراع، ونظيره عَيِّلٌ وعالةٌ وسيّد وسادةٌ، قال ابن سيده: وعندي أَن ذلك كله إِنما هو جمع فاعل، فأَمّا فيْعِل فجمعه بالواو والنون، وكلُّ من البائع والمشتري بائع وبَيِّع.
وروى بعضهم هذا الحديث: المُتبايِعانِ بالخِيار ما لم يَتفَرَّقا.والبَيْعُ: اسم المَبِيع؛ قال صَخْر الغَيّ: فأَقْبَلَ منه طِوالُ الذُّرى، كأَنَّ عليهِنَّ بَيْعاً جَزِيفا يصف سحاباً، والجمع بُيُوع.
والبِياعاتُ: الأَشياء التي يُتَبايَعُ بها في التجارة.
ورجل بَيُوعٌ: جَيِّدُ البيع، وبَيَّاع: كثِيره، وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ، والجمع بَيِّعون ولا يكسَّر، والأُنثى بَيِّعة والجمع بَيِّعاتٌ ولا يكسر؛ حكاه سيبويه، قال المفضَّل الضبيُّ: يقال باع فلان على بيع فلان، وهو مثل قديم تضربه العرب للرجل يُخاصم صاحبه وهو يُرِيغُ أَن يُغالبه، فإِذا ظَفِر بما حاوَلَه قيل: باعَ فلان على بَيْع فلان، ومثله: شَقَّ فلان غُبار فلان.
وقال غيره: يقال باع فلان على بيعك أَي قام مَقامك في المنزلة والرِّفْعة؛ ويقال: ما باع على بيعك أَحد أَي لم يُساوِك أَحد؛ وتزوج يزيد بن معاوية، رضي الله عنه، أُم مِسْكِين بنت عمرو على أُم هاشم (* قوله «على أم هاشم» عبارة شارح القاموس: على أم خالد بنت أبي هاشم، ثم قال في الشعر: ما لك أُم خالد.) فقال لها: ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تُبَكِّينْ؟ مِن قَدَرٍ حَلَّ بكم تَضِجِّينْ؟ باعَتْ على بَيْعِك أُمُ مِسْكِينْ، مَيْمُونةً من نِسْوةٍ ميامِينْ وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعَتَيْن في بَيْعةٍ، وهو أَن يقول: بِعْتُك هذا الثوب نَقْداً بعشرة، ونَسِيئة بخمسة عشر، فلا يجوز لأَنه لا يَدْرِي أَيُّهما الثمن الذي يَختارُه ليَقَع عليه العَقْد، ومن صُوَره أَن تقول: بِعْتُك هذا بعشرين على أَن تَبِيعَني ثوبك بعشرة فلا يصح للشرط الذي فيه ولأَنه يَسْقُط بسُقوطه بعضُ الثمن فيصير الباقي مجهولاً، وقد نُهِي عن بيع وشرْط وبيع وسَلَف، وهما هذانِ الوجهان.
وأَما ما ورد في حديث المُزارعة: نَهى عن بَيْع الأَرض، قال ابن الأَثير أَي كرائها.
وفي حديث آخر: لا تَبِيعُوها أَي لا تَكْرُوها.
والبَيْعةُ: الصَّفْقةُ على إِيجاب البيْع وعلى المُبايعةِ والطاعةِ.
والبَيْعةُ: المُبايعةُ والطاعةُ.
وقد تبايَعُوا على الأَمر: كقولك أَصفقوا عليه، وبايَعه عليه مُبايَعة: عاهَده.
وبايَعْتُه من البيْع والبَيْعةِ جميعاً، والتَّبايُع مثله.
وفي الحديث أَنه قال: أَلا تُبايِعُوني على الإِسلام؟ هو عبارة عن المُعاقَدةِ والمُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ ما عنده من صاحبه وأَعطاه خالصة نَفْسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره، وقد تكرّر ذكرها في الحديث.
والبِيعةُ: بالكسر: كَنِيسةُ النصارى، وقيل: كنيسة اليهود، والجمع بِيَعٌ، وهو قوله تعالى: وبِيَعٌ وصلواتٌ ومساجدُ؛ قال الأَزهري: فإِن قال قائل فلم جعل الله هَدْمَها من الفَساد وجعلها كالمساجد وقد جاء الكتاب العزيز بنسخ شَرِيعة النصارى واليهود؟ فالجواب في ذلك أَن البِيَعَ والصَّوامعَ كانت مُتعبَّدات لهم إِذ كانوا مستقيمين على ما أُمِرُوا به غير مبدِّلين ولا مُغيِّرين، فأَخبر الله، جل ثناؤه، أَن لولا دَفْعُه الناسَ عن الفساد ببعض الناس لَهُدِّمَتْ مُتعبَّداتُ كلِّ فريق من أَهل دينه وطاعتِه في كل زمان، فبدأَ بذكر البِيَعِ على المساجد لأَن صلوات من تقدَّم من أَنبياء بني إِسرائيل وأُممهم كانت فيها قبل نزول الفُرقان وقبْل تبديل مَن بدَّل، وأُحْدِثت المساجد وسميت بهذا الاسم بعدهم فبدأَ جل ثناؤه بذكر الأَقْدَم وأَخَّر ذكر الأَحدث لهذا المعنى.
ونُبايِعُ، بغير همز: موضع؛ قال أَبو ذؤيب: وكأَنَّها بالجِزْع جِزعِ نُبايعٍ، وأُولاتِ ذي العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قال ابن جني: هو فِعْلٌ منقول وزْنه نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونحوه إِلا أَنه سمي به مجرداً من ضميره، فلذلك أُعرب ولم يُحْكَ، ولو كان فيه ضميره لم يقع في هذا الموضع لأَنه كان يلزم حكايتُه إِن كان جملة كذَرَّى حبّاً وتأبَّطَ شَرًّا، فكان ذلك يكسر وزن البيت لأَنه كان يلزمه منه حذفُ ساكن الوتد فتصير متفاعلن إِلى متفاعِلُ، وهذا لا يُجِيزه أَحد، فإِن قلت: فهلا نوَّنته كما تُنوِّن في الشعر الفعل نحو قوله: مِنْ طَلَلٍ كالأَتْحمِيّ أَنْهَجَنْ وقوله: دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُون تُقْضَيَنْ فكان ذلك يَفِي بوزن البيت لمجيء نون متفاعلن؟ قيل: هذا التنوين إِنما يلحق الفعل في الشعر إِذا كان الفعل قافية، فأَما إِذا لم يكن قافية فإِن أَحداً لا يجيز تنوينه، ولو كان نبايع مهموزاً لكانت نونه وهمزته أَصليتين فكان كعُذافِر، وذلك أَن النون وقعت موقع أَصل يحكم عليها بالأَصلية، والهمزة حَشْو فيجب أَن تكون أَصلاً، فإِن قلت: فلعلها كهمزة حُطائطٍ وجُرائض؟ قيل: ذلك شاذ فلا يَحْسُنُ الحَمْل عليه وصَرْفُ نُبايعٍ، وهو منقول مع ما فيه من التعريف والمِثال، ضرورةٌ، والله أَعلم.

الزبون (المعجم الوسيط) [5]


 المُشْتَرِي من تَاجر (مو) 

تصافق (المعجم الوسيط) [5]


 البَائِع وَالْمُشْتَرِي أنجزا البيع 

سمسر (المعجم الوسيط) [5]


 فلَان توَسط بَين البَائِع وَالْمُشْتَرِي بِجعْل 

تقابض (المعجم الوسيط) [5]


 الْمُتَبَايعَانِ قبض البَائِع الثّمن وَالْمُشْتَرِي السّلْعَة 

الْحِيَل (المعجم الوسيط) [5]


 الَّذِي تحال عَلَيْهِ الْحِوَالَة وَالَّذِي تحول لَهُ وهما الحيلان كَمَا يُقَال البيعان للْبَائِع وَالْمُشْتَرِي 

السمسار (المعجم الوسيط) [5]


 الْوَسِيط بَين البَائِع وَالْمُشْتَرِي لتسهيل الصَّفْقَة وسمسار الأَرْض الْعَالم بهَا (ج) سماسرة (فَارسي مُعرب) 

تساوما (المعجم الوسيط) [5]


 السّلْعَة وفيهَا تفاوضا فِي بيعهَا فَعرض البَائِع ثمنا وَعرض المُشْتَرِي ثمنا دون الأول 

برجس (الصّحّاح في اللغة) [5]


ناقةٌ بِرْجيسٌ، أي غزيرةٌ.
والبِرْجيسُ أيضاً: نجمٌ. قال الفراء: هو المشتري. والبُرْجاسُ غَرَضٌ في الهواء يُرْمى به.
وأظنُّه مُوَلَّداً.

المُبَرْطِشُ (القاموس المحيط) [5]


المُبَرْطِشُ: الدَّلاَّلُ، أو الساعي بينَ البائِعِ والمُشْتَرِي وكان عُمَرُ رضي الله تعالى عنه، في الجاهِلِيَّةِ مُبَرْطِشاً، أو هو بالسين المهملةِ.

فلح (المعجم الوسيط) [6]


 فلاحا ظفر بِمَا يُرِيد وبالقوم فلاحة زين البيع وَالشِّرَاء للْبَائِع وَالْمُشْتَرِي وَالْبيع زَاد فِي ثمن السّلْعَة ليخدع المُشْتَرِي وَالشَّيْء فلحا شقَّه يُقَال فلح الأَرْض للزِّرَاعَة فلح:  فلحا انشقت شفته وَيُقَال فلحت شفته فَهُوَ أَفْلح وَهِي فلحاء (ج) فلح وَقد يُقَال رجل فلحاء كَانَ عنترة الْعَبْسِي يلقب الفلحاء قَالَ (وعنترة الفلحاء جَاءَ ملأما ... ) 

استامت (المعجم الوسيط) [5]


 الْمَاشِيَة سامت وَالْبَائِع بالسلعة وَعَلَيْهَا غالى وَالْمُشْتَرِي من البَائِع بسلعته عرض عَلَيْهِ ثمنهَا وَفُلَانًا السّلْعَة وَعَلَيْهَا سَأَلَهُ سومها 

عُطَارِد (المعجم الوسيط) [5]


 نجم من السيارات التِّسْعَة وَهُوَ أقربها إِلَى الشَّمْس وَابْن (المُشْتَرِي) كَبِير الْآلهَة فِي الأساطير وَرب الفصاحة وَالتِّجَارَة (ينون وَلَا ينون) 

واصفته (المعجم الوسيط) [5]


 الشَّيْء بِعته إِيَّاه بِصفتِهِ وَلَيْسَ حَاضرا وَمِنْه بيع المواصفة وَهُوَ أَن يَبِيع مَا لَيْسَ عِنْده ثمَّ يبتاعه فيدفعه إِلَى المُشْتَرِي 

السِّمْسارُ (القاموس المحيط) [5]


السِّمْسارُ، بالكسر: المُتَوَسِّطُ بين البائِعِ والمُشْتَرِي
ج: سَماسِرَةٌ، ومالِكُ الشيءِ، وقَيِّمهُ، والسَّفيرُ بين المُحبِّينَ.
وسِمْسارُ الأرضِ: العالِمُ بها، وهي: بهاءٍ، والمَصْدَرُ: السَّمْسَرةُ.

البخس (المعجم الوسيط) [5]


 النَّقْص يُقَال ثمن بخس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وشروه بِثمن بخس} وَالْمَبِيع الخسيس الَّذِي غبن فِيهِ المُشْتَرِي وَمن الزروع مَا يسْقِيه الْمَطَر وَلَا يسقى (ج) بخوس 

القرنفل (المعجم الوسيط) [5]


 جنس أزهار مَشْهُورَة تسمى المُشْتَرِي وَهِي من الفصيلة القرنفلية وَتطلق أَيْضا على جنبة من الفصيلة الآسية تزرع فِي الْبِلَاد الحارة لاستعمال أزهارها المجففة تابلا 

الخنس (المعجم الوسيط) [4]


 الْكَوَاكِب السيارة دون الثَّابِتَة والدراري الْخَمْسَة زحل وَالْمُشْتَرِي والمريخ والزهرة وَعُطَارِد وَالْكَوَاكِب كلهَا والليالي الخنس ثَلَاث فِي آخر الشَّهْر لَا يظْهر فِيهَا الْقَمَر 

البِرْجِيسُ (القاموس المحيط) [4]


البِرْجِيسُ، بالكسر: نَجْمٌ، أو هو المُشْتَرِي، والناقَةُ الغَزِيرَةُ.
والبُرْجاسُ، بالضم: غَرَضٌ في الهواء على رَأْسِ رُمْحٍ أو نحوه، مُوَلَّدٌ، وحَجَرٌ يُرْمَى به في البِئْرِ ليَفْتَحَ عُيُونَهَا، ويُطَيِّبَ ماءها، وشِبْهُ الأمَرَةِ يُنْصَبُ من الحِجَارة.

نقص (الصّحّاح في اللغة) [4]


نَقَصَ الشيء نَقْصاً ونُقْصاناً، ونَقَصْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى.
وانْتَقَصَ الشيءُ، أي نَقَصَ.
وانْتَقَصْتُهُ أنا.
وانْتَقَصَ المشتري الثمنَ، أي استحَطَّ.
والمَنْقَصَةُ: النَقْصُ.
والنَقيصَة: العيبُ، وفلان يَتَنَقَّصُ فلاناً، أي يقع فيه ويثْلُبُهُ.

اعتقب (المعجم الوسيط) [4]


 الْقَوْم عَلَيْهِ تعاونوا وَمن كَذَا ندامة وجد فِي عاقبته ندامة وَالرجل حَبسه وَالْبَائِع السّلْعَة حَبسهَا عَن المُشْتَرِي حَتَّى يقبض الثّمن وَفُلَانًا خَلفه وَالْقَوْم الشَّيْء تداولوه وتناوبوه وَفُلَانًا خيرا أَو شرا بِمَا فعل كافأه بِهِ 

دلّس (المعجم الوسيط) [4]


 البَائِع كتم عيب السّلْعَة عَن المُشْتَرِي يُقَال دلّس فلَان لفُلَان فِي البيع وَفِي كل شَيْء ودلس عَلَيْهِ كَذَا والمحدث فِي الْإِسْنَاد روى عَمَّن عاصره مَا لم يسمع مِنْهُ موهما سَمَاعه أَو سمى شَيْخه بِمَا لَا يعرف بِهِ وَالْإِبِل اتبعت الأدلاس 

عرب (المعجم الوسيط) [4]


 المُشْتَرِي أعْطى العربون وَعَن صَاحبه تكلم عَنهُ وَاحْتج وَيُقَال عرب عَنهُ لِسَانه أبان وأفصح وَالْكَلَام أوضحه وَفُلَانًا علمه الْعَرَبيَّة وَالِاسْم الأعجمي أعربه ومنطقه هذبه من اللّحن وَفُلَانًا قبح كَلَامه ورد عَلَيْهِ وَيُقَال عرب عَلَيْهِ قبح عَلَيْهِ كَلَامه 

بيع (الصّحّاح في اللغة) [5]


بِعْتُ الشيءَ: شَرَيْتُهُ، أَبيعُهُ بَيْعاً ومبيعاً، وهو شاذٌ وقياسه مَباعاً.
وبعْتُهُ أيضاً: اشتريته، وهو من الأضداد. قال الفرزدق:
والشَيْبُ ليس لِبائِعهِ تِجارُ يعني من اشتراه.      إنَّ الـشَـبـابَ لَـرابِـحٌ مَـنْ بـاعَـهُ

وفي الحديث: "لا يَخْطُب الرجلُ على خِطْبَةِ أخيه، ولا يَبِعْ على بَيْعِ أخيه"، يعني لا يشتري على شراء أخيه، فإنَّما وقع النهيُ على المشتري لا على البائِعْ.
والشيءُ مَبيعٌ ومَبْيوعٌ.
ويقال للبائع والمشتري: البَيِّعانِ.
وأَبَعْتُ الشيءَ: عَرَضْتُهُ.
والابْتياعٌ: الاشتراءُ. تقول: بِيعَ الشيءُ، على ما لم يسمَّ فاعله، إن شئت كسرت الباء وإن شئتَ ضممتها.
وبايَعْتُهُ من البَيْعِ والبَيْعَةِ جميعاً.
والتَبايُعُ مثله.
واسْتَبَعْتُهُ الشيءَ، أي سألته أن يَبيعَهُ مني.
والبَيعَةُ بالكسر للنصارى.
ويقال أيضاً: إنه لَحَسَنُ البيعَةِ من . . . أكمل المادة البَيْعِ.

برجس (لسان العرب) [5]


البِرْجِسُ والبِرْجِيسُ: نجم قيل هو المُشتري. قيل: المِرِّيخُ، والأَعرف البِرْجِيسُ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، سئل عن الكواكب الخُنَّسِ، فقال: هي البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهْرَامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ؛ البِرْجيسُ: المُشْتَرِي، وبَهْرام: المِرِّيخ.
والبُرْجاسُ: غَرَض في الهواء يرمى به؛ قال الجوهري: وأَظنه مولِّداً. شمر: البُرْجاسُ شبه الأَمارَةِ تنصب من الحجارة. غيره: المِرْجاسُ حجر يرمى به في البئر ليطيب ماؤُها وتفتح عيونها؛ وأَنشد: إِذا رَأَوْا كَريهَةً يَرْمُونَ بي، رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي قال: ووجدت هذا في أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس في قعر الطَّوي، والشعر لسعد بن المنتحر (* قوله «لسعد بن المنتحر» كذا بالأصل بالحاء المهملة وفي شرح القاموس . . . أكمل المادة بالحاء المعجمة.) البارقي، رواه المُؤَرِّجُ، وناقة بِرْجِيسٌ أَي غزيرة.

هُرْمُز (المعجم الوسيط) [4]


 الرجل تكلم كلَاما يخفيه من صَاحبه ولؤم وَالنَّار طفئت وَالرجل اللُّقْمَة لَاكَهَا فِي فَمه لَا يسيغها وَهُوَ يديرها هُرْمُز:  كلمة فارسية من مَعَانِيهَا (عِنْد الْفرس) الْإِلَه وكوكب المُشْتَرِي وَأحد مُلُوك الْفرس هُرْمُز (٢٧٢ م) وَقد أطلق الْعَرَب الهرمز والهارموز والهرمزان على الْكَبِير من مُلُوك الْعَجم 

برجس (العباب الزاخر) [4]


ناقةٌ بِرجِيس: أي غزيرة. والبِرجِيسُ -أيضاً-: نَجمٌ، قال الفَرّاء: هو المشتري؛ حكاه عن ابنِ الكَلبيِّ، قال رؤبّةُ:
كافَحَ بَعْدَ النَّثرَةِ البِرْجِيْسا     

والبُرجَاس -بالضم-: غَرَضٌ في الهواء على رأس رمح أو خشبة طويلة وكأنَّه موَلَّد. وقال ابن بزرج: البِرجاس: شِبهُ الأمَرَةِ تُنصَب من الحجارة.

دلس (الصّحّاح في اللغة) [4]


التَدْليسُ في البيع: كِتمانُ عَيب السِلعة عن المشتري. كالمخادعة. يقال: فلان لا يُدالِسكَ، أي لا يخادعك ولا يُخفي عليك الشيء فكأنَّه يأتيك به في الظلام.
والدَلَسُ بالتحريك: الظُلْمة.
والدَلَسُ: النبات الذي يورِق في آخر الصيف.
ويقال: إن الأَدْلاسَ من الرِبَبِ، وهو ضَرْبٌ من النبت.
وقد تَدَلَّسَ، إذا وقع بالأدْلاسِ.
والدَوْلَسيُّ الذي في الأثَرِ: الذَريعةُ إلى الزِنى.

د ل س (المصباح المنير) [4]


 دَلَّسَ: البائع "تَدْلِيسًا" كتم عيب السلعة من المشتري وأخفاه، قاله الخطابي وجماعة: ويقال أيضا "دَلَسَ" "دَلْسًا" من باب ضرب والتشديد أشهر في الاستعمال، قال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول: ليس لي في الأمر "وَلْسٌ وَلا دَلْسٌ" أي لا خيانة ولا خديعة، و "الدُّلْسَةُ" بالضم الخديعة أيضا وقال ابن فارس وأصله من "الدَّلَسِ" وهو الظلمة. 

جوح (لسان العرب) [5]


الجَوْحُ: الاستئصال، من الاجْتِياح. جاحَتهم السَّنة جَوحاً وجِياحة وأَجاحَتهم واجتاحَتْهم: استأْصلت أَموالهم، وهي تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحة، وهي سَنَة جائحة: جَدْبة؛ وجُحْتُ الشيءَ أَجُوحه.
وفي الحديث: إِن أَبي يريد أَن يَجْتاحَ مالي أَي يستأْصله ويأْتي عليه أَخذاً وإِنفاقاً؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي: يشبه أَن يكون ما ذكره من اجْتِياح والده مالَه، أَن مقدار ما يَحْتاجُ إِليه في النفقة شيء كثير لا يَسَعُه مالُه، إِلا أَن يَجتاحَ أَصلَه، فلم يُرَخِّصْ له في ترك النفقة عليه، وقال له: أَنتَ ومالُك لأَبيك، على معنى أَنه إِذا احتاج إِلى مالك أَخذ منه قَدْرَ الحاجة، وإِذا لم يكن لك مال وكان لك كسب لزمك . . . أكمل المادة أَن تكتسب وتنفق عليه؛ فأَما أَن يكون أَراد به إِباحة ماله له حتى يَجْتاحَه، ويأْتي عليه إِسرافاً وتبذيراً فلا أَعلم أَحداً ذهب إِليه؛ وفي الحديث: أَعاذَكُم اللهُ من جَوْحِ الدهر.
واجْتاحَ العَدُوُّ مالَه: أَتى عليه.
والجَوْحةُ والجائحة: الشدّة والنازلة العظيمة التي تَجتاح المالَ من سَنَةٍ أَو فتنة.
وكل ما استأْصله: فقد جاحَه واجْتاحَه.
وجاحَ اللهُ ماله وأَجاحَه، بمعنىً، أَي أَهلكه بالجائحة. الأَزهري عن أَبي عبيد: الجائحة المصيبة تحلّ بالرجل في ماله فتَجْتاحُه كُلَّه؛ قال ابن شمل: أَصابتهم جائحة أَي سَنَة شديدة اجتاحت أَموالهم، فلم تَدَعْ لهم وَِجاحاً، والوَِجاحُ: بقية الشيء من مال أو غيره. ابن الأَعرابي: جاحَ يَجوحُ جَوْحاً إِذا هَلَكَ مالُ أَقربائه.
وجاحَ يَجُوح إِذا عَدَل عن المَحَجَّة إِلى غيرها؛ ونزلت بفلان جائِحة من الجَوائِح.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن بيع السِّنين ووَضَعَ الجَوائِح؛ وفي رواية: أَنه أَمر بوضع الجَوائح؛ ومنه قول الشاعر: ليْسَتْ بِسَنْهاءٍ ولا رُجَّبِيَّةٍ، ولكن عَرايا في السِّنين الجَوائح وروى الأَزهري عن الشافعي، قال: جِماعُ الجَوائح كلُّ ما أَذهب الثمرَ أَو بعضَها من أَمر سَماوِيٍّ بغير جناية آدمي، قال: وإِذا اشترى الرجل ثمر نخل بعدما يحلُّ بيعه فأُصيب الثمر بعدما قبضه المشتري لزمه الثمن كله، ولم يكن على البائع وضع ما أَصابه من الجائحة عنه؛ قال: واحتمل أَمره بوضع الجوائح أَن يكون خضّاً على الخير لا حتماً، كما أَمر بالصلح على النصف؛ ومثله أَمره بالصدقة تطوعاً فإِذا خَلَّى البائعُ بين المشتري وبين الثمر فأَصابته جائحة، لم يحكم على البائع بأَن يضع عنه من ثمنه شيئاً؛ وقال ابن الأَثير: هذا أَمر ندب واستحباب عند عامة الفقهاء، لا أَمر وجوب؛ وقال أَحمد وجماعة من أَصحاب الحديث: هو لازم يوضع بقدر ما هلك؛ وقال مالك: يوضع في الثلث فصاعداً أَي إِذا كانت الجائحة في دون الثلث، فهو من مال المشتري، وإِن كان أَكثر فمن مال البائع؛ قال أَبو منصور: والجائحة تكون بالبَرَدِ يقع من السماء إِذا عَظُم حَجْمُه فكثر ضرره، وتكون بالبَرَد المُحْرِق أَو الحرّ المُفْرِط حتى يبطل الثمن؛ قال شمر: وقال إِسحق: الجائحة إِنما هي آفة تجتاح الثمر سماويةٌ، ولا تكون إِلا في الثمار فيخفف الثلث على الذين اشْتَرَوْه؛ قال: وأَصل الجائحة السَّنة الشديدة تجتاح الأموال، ثم يقال: اجتاح العَدُوُّ مالَ فلان إِذا أَتى عليه. أَبو عمرو: الجَوْحُ الهلاك. الأَزهري في ترجمة جحا: الجائح الجراد، عن ابن الأَعرابي.وجَوْحانُ: اسم.
ومَجاحٌ: موضع؛ أَنشد ثعلب: لعن اللهُ بَطْنَ قُفٍّ مَسِيلاً، ومَجاحاً، فلا أُحِبُّ مَجاحا قال: وإِنما قضينا على مجاح أَن أَلفه واو، لأَن العين، واواً، أَكثر منها ياء، وقد يكون مَحاج فَعالاً فيكون من غير هذا الباب فنذكره في موضعه.

ص ف ق (المصباح المنير) [4]


 صَفَقْتُهُ: على رأسه "صَفْقًا" من باب ضرب: ضربته باليد، و "صَفَقْتُ" له بالبيعة "صَفْقًا" أيضا ضربت بيدي على يده وكانت العرب إذا وجب البيع ضرب أحدهما يده على يد صاحبه ثم استعملت "الصَّفْقَةُ" في العقد فقيل: بارك الله لك في "صَفْقَةِ" يمينك، قال الأزهري: وتكون "الصَّفْقَةُ" للبائع والمشتري، و "صَفَقْتُ" الباب صفقا أيضا: أغلقته وفتحته فتكون من الأضداد، و "صَفُقَ" الثوب بالضم "صَفَاقَةً" فهو "صَفِيقٌ" خلاف سخيف و "صَفَّقَ" بيديه بالتثقيل. 

الْعَارِضَة (المعجم الوسيط) [4]


 صفحة الخد والثنية من الْأَسْنَان والخشبة الْعليا الَّتِي يَدُور فِيهَا الْبَاب وَيُقَال هُوَ قوي الْعَارِضَة ذُو جلد وصرامة وقدرة على الْكَلَام وَذُو بديهة ورأي جيد (ج) عوارض والعوارض (فِي الميكانيكا) سطوح من مَادَّة لَا تتأثر بالحرارة تعترض دون سير غازات الاحتراق (مج) وَيُقَال إجَازَة عارضة يمنحها الموظف لعَارض طَرَأَ لَهُ و (عارضة الأزياء) فتاة حسناء ترتدي نماذج الأزياء الجديدة لتعرضها على أعين المشترين فِي حفل (مج) 

هدع (لسان العرب) [3]


الهَوْدَعُ: النعامُ.
وهِدَعْ هِدَعْ، بكسر الهاء وفتح الدال وتسكين العين: كلمة يسكَّن بها صِغارُ الإِبل عند النِّفارِ، ولا يقال ذلك لِجِلَّتِها ولا مَسانِّها، وزعموا أَن رجلاً أَتى السوق ببَكْرٍ له يبيعه، فساوَمَه رجل فقال: بِكَمِ البكْرُ؟ فقال: إِنه جمل، فقال: هو بكر؛ فبينما هو يُمارِيه إِذْ نَفَرَ البكر، فقال صاحبه: هِدَعْ هِدَعْ ليَسْكُنَ نِفارُه، فقال المشتري: صدَقَني سِنَّ بَكْرِه، وإِنما يقال هِدَعْ للبكر ليَسْكُنَ.
وهَداعِ: من زَجْرِ العُنُوقِ كدَهاعِ.

الكَبْلُ (القاموس المحيط) [3]


الكَبْلُ: القَيْدُ، ويُكْسَرَ، أو أعْظَمُه
ج: كُبولٌ، وما ثُنِيَ من الجِلْدِ عندَ شَفَةِ الدَّلْوِ، أَو شَفَتُها نَفْسُها، والكثيرُ الصوفِ من الفِراءِ.
كَبَلَهُ يَكْبِلُهُ وكَبَّلَهُ: حَبَسَه في سِجْنٍ أو غيرِه،
و~ غَريمَهُ الدَّيْنَ: أخَّرَهُ عنه.
والمُكابَلَةُ: تأخيرُ الدَّيْنِ، وأن تُباعَ الدارُ إلى جَنْبِ دارٍ وأنتَ تُريدُها، فَتُؤَخِّرَ ذلك حتى يَسْتَوْجِبَها المُشتَرِي ثم تأخُذَها بالشُّفْعَةِ، وقد كُرِهَ ذلك.
والكابولُ: حِبالَةُ الصائِدِ،
وة بين طَبَريَّةَ وعَكَّاءَ.
وكابُلُ، كآمُلُ: من ثُغورِ طَخارِسْتانَ.
والكابِلِيُّ: القصيرُ.
وفَرْوٌ كَبَلٌ، محرَّكةً: قصيرٌ.
والكَبولاءُ: العَصيدَةُ.

ع ي ن (المصباح المنير) [4]


 العَيْنُ: تقع بالاشتراك على أشياء مختلفة؛ فمنها الباصرة، و "عَيْنُ" الماء، و "عَيْنُ" الشمس، و "العَيْنُ" الجارية، و "العَيْنُ" الطليعة، و "عَيْنُ" الشيء نفسه، ومنه يقال: أخذت مالي "بِعَيْنِهِ" والمعنى أخذت "عَيْنَ" مالي، و "العَيْنُ" ما ضرب من الدنانير وقد يقال لغير المضروب "عَيْنٌ" أيضا قال في التهذيب: و "العَيْنُ" النقد يقال: اشتريت بالدين أو "بِالعَيْنِ" وتجمع "العَيْنُ" لغير المضروب على "عُيُونٍ" ، و "أَعْيُنٍ" قال ابن السكيت: وربما قالت العرب في جمعها "أَعْيَانٌ" وهو قليل، ولا تجمع إذا كانت بمعنى المضروب إلا على "أَعْيَانٍ" يقال: هي دراهمك "بِأَعْيَانِهَا" وهم إخوتك "بِأَعْيَانِهِمْ" ، وتجمع الباصرة على "أَعْيُنٍ" ، و "أَعْيَانٍ" ، و "عُيُونٍ" ، و "عَايَنْتُهُ" "مُعَايَنَةً" ، و "عِيَانًا" . و "العِينَةُ" بالكسر: السلف، و "اعْتَانَ" الرجل: اشترى الشيء بالشيء نسيئة، وبعته "عَيْنًا بِعَيْنٍ" أي حاضرا بحاضر، و "عَايَنْتُهُ" كتاب العين "مُعَايَنَةً" ، و "عِيَانًا" ، و "عَيَّنَ" التاجر "تَعْيينًا" والاسم "العِينَةُ" بالكسر، وفسرها الفقهاء بأن يبيع الرجل متاعه إلى أجل ثم يشتريه في المجلس بثمن حال؛ ليسلم به من الربا وقيل لهذا البيع "عِينَةٌ" لأن مشتري . . . أكمل المادة السلعة إلى أجل يأخذ بدلها "عَيْنًا" أي نقدا حاضرا وذلك حرام إذا اشترط المشتري على البائع أن يشتريها منه بثمن معلوم فإن لم يكن بينهما شرط، فأجازها الشافعي؛ لوقوع العقد سالما من المفسدات ومنعها بعض المتقدمين، وكان يقول: هي أخت للربا فلو باعها المشتري من غير بائعها في المجلس فهي "عِينَةٌ" أيضا لكنها جائزة باتفاق، و "عَيْنُ" المتاع خياره، و "أَعْيَانُ" الناس أشرافهم، ومنه قيل للأخوة من الأبوين "أَعْيَانٌ" وامرأة "عَيْنَاءُ" حسنة العينين واسعتهما، والجمع "عِينٌ" بالكسر ويقال للكلمة الحسناء "عَيْنَاءُ" على التشبيه، و "عَيَّنْتُ" المال لزيد جعلته "عَيْنًا" مخصوصة به، قال الجوهري: تعيين الشيء تخصيصه من الجملة، و "عَيَّنْتُ" النية في الصوم إذا نويت صوما معينا فهي "مُعَيَّنَةٌ" اسم مفعول يقال "نِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ مُبَيَّنَةٌ" ويجوز أن يسند الفعل إلى النية مجازا فيقال "مُعَيِّنَةٌ" بالكسر اسم فاعل. 

الدَّلَسُ (القاموس المحيط) [3]


الدَّلَسُ، بالتحريكِ: الظُّلْمَةُ،
كالدُّلْسَةِ، بالضم، واخْتِلاَطُ الظَّلاَمِ، والنَّبْتُ يُورِقُ آخِرَ الصَّيْفِ، أو بَقايَا النَّبْتِ
ج: أدْلاَسٌ.
وأدْلَسْنا: وقَعْنَا فيها،
و~ الأرضُ: اخْضَرَّتْ بها.
ومالي دَلْسٌ: خَديعَةٌ.
والتَّدْلِيسُ: كِتْمَانُ عيبِ السِّلْعَةِ عن المُشْتَرِي،
ومنه التَّدْلِيسُ في الإِسنادِ: وهو أن يُحَدِّثَ عن الشيخِ الأكبرِ، ولَعَلَّهُ ما رآهُ، وإنما سَمِعَهُ ممن هو دونَهُ، أو ممن سَمِعَهُ منه ونحو ذلك.
وفَعَلَهُ جماعةٌ من الثِّقاتِ.
والتَّدَلُّسُ: التَّكَتُّمُ، وأخْذُ الطَّعَامِ قليلاً قليلاً، ولَحْسُ المالِ الشيءَ القليلَ في المَرْتَعِ.
وادْلاسَّتِ الأرضُ: أصابَ المالُ منها.
ولا يُدَالِسُ ولا يُوَالِسُ: لا يَظْلِمُ ولا يَخُونُ.

عين (المعجم الوسيط) [3]


 الرجل أَخذ أَو أعْطى بالعينة أَي السّلف والتاجر بَاعَ سلْعَته بِثمن إِلَى أجل ثمَّ اشْتَرَاهَا من المُشْتَرِي فِي الْمجْلس نَفسه بِأَقَلّ من ذَلِك الثّمن نَقْدا ليسلم من الرِّبَا وَالشَّجر نضر وَنور والقربة صب فِيهَا المَاء ليخرج من مخارزها فتنسد آثَار الخرز وَهِي جَدِيدَة وَالثَّوْب وشاه بترابيع صغَار تشبه عُيُون الْبَقر واللؤلؤة ثقبها وَالْحَرب بَينهم أدارها وَالشَّيْء خصصه من الْجُمْلَة وَالْمَال لفُلَان جعله عينا مَخْصُوصَة بِهِ وَفُلَانًا أخبرهُ بعيوبه فِي وَجهه وَيُقَال عين عَلَيْهِ إِذا أخبر السُّلْطَان بعيوبه شَاهدا أَو غَائِبا وَيُقَال أتيت فلَانا فَمَا عين لي بِشَيْء وَمَا عينني شَيْئا أَي مَا أَعْطَانِي شَيْئا وَفُلَانًا فِي وظيفته قَلّدهُ . . . أكمل المادة إِيَّاهَا (مو) 

سَام (المعجم الوسيط) [3]


 سوما وسواما ذهب على وَجهه حَيْثُ شَاءَ وَذهب فِي ابْتِغَاء الشَّيْء والماشية رعت حَيْثُ شَاءَت ودامت على الْكلأ وَالطير على الشَّيْء حام وَالْإِبِل وَالرِّيح وَغَيرهَا مرت واستمرت فِي سرعَة أَو فِي سُكُون وَالشَّيْء لزمَه وَلم يبرح عَنهُ وَالْإِبِل وَنَحْوهَا فِي المرعى خَلاهَا ترعى وَالْإِنْسَان وَنَحْوه ذلا أَو خسفا أَو هوانا أولاه إِيَّاه وأراده عَلَيْهِ وَفُلَانًا الْأَمر كلفه إِيَّاه وألزمه بِهِ وَالْبَائِع السّلْعَة وَبهَا سوما وسواما عرضهَا للْبيع وَذكر ثمنهَا وَالْمُشْتَرِي السّلْعَة وَبهَا طلب ابتياعها وَفِي الحَدِيث (لَا يسوم أحدكُم على سوم أَخِيه) وَيُقَال سمت فلَانا سلعتي قلت لَهُ أتأخذها بِكَذَا وَتقول سمتك بعيرك سيمة حَسَنَة إِذا قومته وأغليت ثمنه والماشية . . . أكمل المادة على الْحَوْض وَنَحْوه عرضهَا عَلَيْهِ 

الْكَوْكَب (المعجم الوسيط) [3]


 بريق الْحَدِيد أَو الْحَصَى وتوقده وَالرجل بسلاحه والغلام الْمُرَاهق وَيُقَال غُلَام كَوْكَب حسن الْوَجْه ومعظم الشَّيْء مثل كَوْكَب العشب وكوكب المَاء وكوكب الْجَيْش وَبَيَاض الْعين والمسمار وَالسيف والطلق من الأودية والجبل وَمن الرَّوْضَة نورها وَمن الْبِئْر عينهَا الَّتِي يَنْبع مِنْهَا المَاء وقطرات من الجليد تقع بِاللَّيْلِ على الْحَشِيش فَتَصِير مثل الْكَوَاكِب وَيُقَال ذَهَبُوا تَحت كل كَوْكَب تفَرقُوا (ج) كواكب وَيُقَال يَوْم ذُو كواكب ذُو شَدَائِد كَأَنَّهُ أظلم حَتَّى رئيت فِيهِ كواكب السَّمَاء و (الْكَوْكَب) (فِي علم الْفلك) جرم سماوي يَدُور حول الشَّمْس ويستضيء بضوئها وَأشهر الْكَوَاكِب مرتبَة على حسب قربهَا من الشَّمْس عُطَارِد الزهرة الأَرْض المريخ المُشْتَرِي زحل يورانس نبتون بلوتون 

سمسر (لسان العرب) [3]


السِّمْسارُ: الذي يبيع البُرَّ للناس. الليث: السِّمْسَار فارسية معرَّبة، والجمع السَّمَاسِرَةُ.
وفي الحديث؛ أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، سماهم التُّجَّار بعدما كانوا يعرفون بالسماسرة، والمصدر السَّمْسَرَةُ، وهو أَن يتوكل الرجل من الحاضرة للبادية فيبيع لهم ما يَجْلبونه، وقيل في تفسير قوله: ولا يبيع حاضِرٌ لِبادٍ، أَراد أَنه لا يكون له سِمسَاراً، والاسم السَّمْسَرَةُ؛ وقال: قد وكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمْسَرَهْ وفي حديث قيس بن أَبي عُرْوَةَ: كنا قوماً نسمى السَّمَاسِرَةَ بالمدينة في عهد رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فسمانا النبي، صلى الله عليه وسلم، التُّجَّارَ؛ هو جمعُ سِمْسارٍ، وقيل: السِّمْسَارُ القَيِّمُ بالأَمر الحافظ له؛ قال الأَعشى: فَأَصْبَحْتُ لا أَسْتَطِيعُ . . . أكمل المادة الكَلامَ، سِوَى أَنْ أُراجِعَ سِمْسَارَها وهو في البيع اسم للذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطاً لإِمضاء البيع. قال: والسَّمْسَرَةُ البيع والشراء.

باعَه (القاموس المحيط) [3]


باعَه، يَبِيعهُ بَيعْاً ومَبيعاً، والقِياسُ مَباعاً: إذا باعَه، وإذا اشْتَراه، ضِدٌّ، وهو مَبيعٌ ومَبْيوعٌ.
وباعَه من السُّلْطانِ: إذا سَعَى به إليه، وهو بائِعٌ،
ج: باعَةٌ.
والبِياعَةُ، بالكسر: السِّلْعَةُ،
ج: بِياعاتٌ.
وكسَيِّدٍ: البائعُ، والمُشْتَري، والمُساوِمُ،
ج: بِيعَاءُ، كعِنباءَ وأبْيِعاءُ.
وابنُ البَيِّعِ: الحاكمُ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ النَّيْسابوري.
وباعَ على بَيْعِه: قامَ مَقامَهُ في المَنْزِلَةِ والرِّفْعَةِ، وظَفِرَ به.
وامرأةٌ بائعٌ: نافِقَةٌ لِجمَالِها.
وبيعَ الشيءُ، وقد تُضَمُّ باؤُه، فيقالُ: بُوعَ.
والبِيعَةُ، بالكسر: مُتَعَبَّدُ النَّصارَى،
ج: كعِنَبٍ،
و=: هيئةُ البَيْعِ، كالجِلْسَةِ.
وأبَعْتُه: عَرَضْتُه للبيعِ.
وابْتاعَهُ: اشتَراهُ.
. . . أكمل المادة والتبايُعُ: المُبايَعَةُ.
واسْتَباعَهُ: سألَهُ أنَ يبيعَهُ منه.
وانباعَ: نَفَقَ.
وعليُّ بنُ محمدٍ البَيَّاعِيُّ المحدّثُ، مُشَدَّداً، وكذا عليُّ بن الحُسَينِ البَيَّاعِيُّ حَدَّثَ ب "شَرْحِ السُّنَّةِ" عن محمدٍ الزاهِدِيِّ سَماعاً عن لَفْظِ مُحْيِي السُّنَّةِ.
فَصْلُ التَّاء

بهرم (لسان العرب) [3]


بَهْرَمَةُ النَّوْر: زَهْرُه؛ عن أَبي حنيفة.
والبَهْرَمَةُ: عِبادةُ أَهلِ الهند. قال الأَصمعي: الرَّنْفُ بََهْرامَج البرِّ.
والبَهْرَم والبَهْرَمان: العُصْفُر، وقيل: ضرْب من العصفر؛ وأَنشد ابن بري لشاعر يصف ناقة: كَوْماء مِعْطير كلَوْنِ البَهْرَمِ ويقال للعُصْفر: البَهْرَم والفَعْوُ.
وبَهْرَمَ لِحْيَته: حَنَّأَها تحْنِئة مُشْبَعَةً؛ قال الراجز: أَصْبَحَ بالحِنَّاء قد تَبَهْرَما يعني رأسه أَي شاخَ فَخَضَب.
وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: أَنه غَطَّى وجهَه بقَطيفَة حَمراء أُرْجُوانٍ وهو مُحْرم؛ قال: الأُرْجُوان هو الشديد الحُمْرة، ولا يقال لغير الحُمْرة أُرْجُوانٌ.
والبَهرَمان دونه بشيء في الحُمْرة، والمُفَدَّمُ المُشْبَع حُمرة، والمُضَرَّجُ دون المُشْبَع، ثم المُوَرَّدُ بعده.
وفي حديث عُروة: أَنه كَرِه المُفَدَّم للمُحْرِم ولم يَرَ بالمُضَرَّج المُبَهْرَم بأْساً، والمُبَهْرَم: المُعَصفر.
وبَهْرام: . . . أكمل المادة اسم المِرِّيخ؛ وإيَّاه عَنَى القائل: أَما تَرَى النَّجْم قد تَوَلَّى، وهَمَّ بَهْرام بالأُفُولِ؟ وقال حبيب بن أَوس: له كِبْرِياءُ المُشْتَرِي وسُعُودُهُ، وسَوْرَة بَهْرام وظَرْفُ عُطارِدِ

الْقَمَر (المعجم الوسيط) [3]


 جرم سماوي صَغِير يَدُور حول كَوْكَب أكبر مِنْهُ وَيكون تَابعا لَهُ وَمِنْه الْقَمَر التَّابِع للْأَرْض والأقمار الَّتِي تَدور حول كواكب المريخ وزحل وَالْمُشْتَرِي وَالْقَمَر الصناعي جسم يُطلق فِي الفضاء ليدور حول الأَرْض وَيحصل على السرعة الكافية للدوران باستخدام الصاروخ ذِي المراحل وَيحمل أجهزة تقوم برصد المعلومات وَجَمعهَا وإرسالها إِلَى المراكز العلمية على الأَرْض فِي أثْنَاء دورانه فِي الفضاء الجوي كَمَا يستخدم فِي الاتصالات الإذاعية المرئية والصوتية وَفِي الأرصاد الفلكية وَغير ذَلِك وَأول قمر أطلقهُ الْإِنْسَان فِي ٤ أكتوبر سنة ١٩٥٧ (ج) أقمار و (قمر الدّين) حلوى تتَّخذ من المشمش المجفف يَجْعَل على شكل رقاق (مج) واسترعى مَاله الْقَمَر إِذا تَركه هملا لَيْلًا بِلَا رَاع والقمران . . . أكمل المادة الشَّمْس وَالْقَمَر والشهور القمرية الَّتِي تؤقت بدورة الْقَمَر حول الأَرْض وَالسّنة القمرية اثْنَا عشر شهرا قمريا وأولها الْمحرم وَآخِرهَا ذُو الْحجَّة الْقَمَر:  المضيء أَو ذُو الْقَمَر يُقَال ليل قمر وَلَيْلَة قمرة 

ع هـ د (المصباح المنير) [2]


 العَهْدُ: الوصية يقال "عَهِدَ" إليه "يَعْهَدُ" من باب تعب إذا أوصاه، و "عَهِدْتُ" إليه بالأمر قدمته وفي التنزيل: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ} ، و "العَهْدُ" الأمان والموثق والذمة، ومنه قيل للحربي يدخل بالأمان ذو عهد ومعاهد أيضا بالبناء للفاعل والمفعول؛ لأن الفعل من اثنين فكلّ واحد يفعل بصاحبه مثل ما يفعله صاحبه به، فكلّ واحد في المعنى فاعل ومفعول وهذا كما يقال مُكَاتِب ومُكَاتَب ومُضَارِب ومُضَارَب وما أشبه ذلك، و "المُعَاهَدَةُ" المعاقدة والمحالفة، و "عَهِدْتُهُ" بمال عرفته به والأمر كما "عَهِدْتَ" أي كما عرفت، وهو قريب "العَهْدِ" بكذا أي قريب العلم والحال، و "عَهِدْتُهُ" بمكان كذا لقيته، و "عَهْدِي" به قريب أي لقائي، و "تَعَهَّدْتُ" الشيء ترددت إليه وأصلحته وحقيقته تجديد العهد به، و "تَعَهَّدْتُهُ" حفظته، قال ابن فارس: ولا يقال "تَعَاهَدْتُهُ" لأن التفاعل لا يكون . . . أكمل المادة إلا من اثنين، وقال الفارابي: "تَعَهَّدْتُهُ" أفصح من "تَعَاهَدْتُهُ" وفي الأمر "عُهْدَةٌ" أي مرجع للإصلاح فإنه لم يحكم بعد فصاحبه يرجع إليه لإحكامه، وقولهم "عُهْدَتُهُ" عليه من ذلك؛ لأن المشتري يرجع على البائع بما يدركه وتسمى وثيقة المتبايعين "عُهْدَةٌ" ؛ لأنه يرجع إليها عند الالتباس. 

شرى (الصّحّاح في اللغة) [2]


الشِراءُ يمدّ ويقصر. يقال منه: شرَيْتُ الشيء أَشْرِيهِ شِراءً، إذا بعته وإذا اشتريته أيضاً وهو من الأضداد، قال الله تعالى: "ومِن الناس مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتغاءَ مَرضاةِ الله" أي يبيعها.
وقال تعالى: "وشَرَوْهُ بثمنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعدودة" أي باعوه.
ويجمع الشِرا على أَشْرِيَةٍ، وهو شاذٌّ لأن فِعَلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ.
والشَرْيُ بالتسكين: الحنظل.
ويقال: لفلانٍ طعمان: أَرْيٌ وشَرْيٌ.
والشَرْيُ أيضاً: شجر الحنظَل. الواحدة شَرْيَةٌ.
والشَرْيَة: النخلة تنبُت من النواة.
والشَرْيُ أيضاً: رُذالُ المال، مثل شَواهُ.
وشَرِيَ البرقُ يَشْرَى شَرىً، إذا كثُر لمعانه.
وقال:
يموت فُواقاً ويَشْرى فُواقـا      أَصاحِ تَرى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ

ومنه قولهم: شَرِيَ زمامُ الناقة، إذا كثُر اضطرابه.
وشَرِيَ الفرسُ أيضاً في سيره واسْتَشْرَى، أي لَجَّ . . . أكمل المادة في سَنَنِهِ، فهو فرسٌ شَرِيٌّ وشَرِيَ الرجل واسْتَشْرى، إذا لَجّ في الأمر وشري جلده أيضاً من الشرى وهي خراج صغار لها لذع شديد والرجل شر.
وشَرِيَ فلانٌ غضَباً، إذا استطار غضباً.
وأَشْراءُ الحرم: نواحيه، الواحد شَرّى مقصور. قال الشاعر:
بِشرى الفُراتِ وبعد يوم الجَوسَقِ      لُعِنَ الكواعبُ بعد يومِ وصَلْنَنـي

أبو عمرو: أَشْرَيْتُ الحوض وأَشْرَيْتُ الجَفْنَةَ، إذا ملأتهما.
والشَرْيانُ والشِرْيانُ: شجرٌ يتَّخذ منه القسي.
والشَِرْيانُ: واحد الشَرايِيِن، وهي العروق النابضة، ومنبِتها من القلب.
وشَرْوى الشيء: مِثلُه. نجمٌ.

خَنَسَ (القاموس المحيط) [2]


خَنَسَ عنه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ خَنْساً وخُنُوساً: تأخَّر،
كانْخَنَسَ،
و~ زَيْداً: أخَّرَهُ،
كأخْنَسَهُ،
و~ الإِبهامَ: قَبَضَها،
و~ بِفُلانٍ: غابَ به،
كتَخَنَّسَ به.
والخَنَّاسُ: الشيطانُ.
والخُنَّسُ، كرُكَّعٍ: الكَواكِبُ كُلُّها، أو السَّيَّارَةُ أو النُّجُومُ الخَمسةُ: زُحَلُ، والمُشْتَرِي، والمِرِّيخُ، والزُّهَرَةُ، وعُطارِدُ.
وخُنُوسُها: أنَّها تَغيبُ، كما يَخْنِسُ الشيطانُ إذا ذُكِرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ.
والخَنَسُ، محركةً: تأخُّرُ الأنْفِ عن الوَجْهِ، مع ارْتِفاعٍ قَليلٍ في الأرْنَبَةِ، وهو أخْنَسُ، وهي خَنْساءُ.
والأَخْنَسُ: القُرادُ، والأَسَدُ،
كالخِنَّوسِ، كسِنَّوْرٍ، وابنُ غِياثِ بنِ عِصْمَةَ، وابنُ العباسِ بنِ خُنَيْسٍ، وابنُ نَعْجَةَ بنِ عَدِيٍّ: شُعراءُ، وابنُ شِهابِ بنِ شَريقٍ، وابنُ جَنَّابٍ السُّلَمِيُّ: صحابيَّانِ.
وأبو عامِرِ بنُ أبي الأَخْنَسِ: شاعِرٌ.
وخَنْساءُ بنتُ خِذامٍ، وبنتُ . . . أكمل المادة عَمْرِو بنِ الشَّريدِ: صحابيَّتانِ، وبنتُ عَمْرٍو، أُخْتُ صَخْرٍ: شاعرةٌ، ويقالُ لها: خُناسٌ أيضاً.
والخنساءُ: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ، صِفَةٌ لها، وفرسُ عُمَيْرَةَ بنِ طارِقٍ اليَرْبُوعِيّ.
وكغُرابٍ: ع باليمن، وجَدُّ المُنْذِرِ بنِ سَرْحٍ، وابْناهُ: يَزيدُ ومَعْقِلٌ.
وعبدُ الله بنُ النُّعْمَانِ بنِ بَلذَمَةَ بنِ خُناسٍ، وأُمُّ خُناسٍ: لهم صُحْبَةٌ.
وهَمَّامُ ابنُ خُناسٍ: تابعيٌّ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ خالِدٍ، وابنُ أبي السائِبِ، وابنُ حُذافَةَ، وأبو خُنَيْسٍ الغِفارِيُّ: صحابيُّونَ.
والخُنُسُ، بضمتينِ: الظِّباءُ، ومَوْضِعُها أيضاً، والبَقَرُ.
وانْخَنَسَ: تأخَّر، وتَخَلَّفَ.
وتَخَنَّسَ بهم: تَغَيَّبَ.

د ر ك (المصباح المنير) [2]


 أَدْرَكْتُهُ: إذا طلبته فلحقته وأدرك الغلام: بلغ الحلم، و "أَدْرَكَتِ" الثمار نضجت، و "أَدْرَكَ" الشيء بلغ وقته، و "أَدْرَكَ" الثمن المشتري لزمه وهو لحوق معنوي، و "الدَّرَكُ" بفتحتين وسكون الراء لغة اسم من أدركت الشيء ومنه ضمان الدرك و "المُدْرَكُ" بضم الميم يكون مصدرا واسم زمان ومكان تقول "أَدْرَكْتُهُ" "مُدْرَكًا" أي إدراكا وهذا "مُدْرَكُهُ" أي موضع إدراكه وزمن إدراكه، و "مَدَارِكُ" الشرع مواضع طلب الأحكام وهي حيث يستدل بالنصوص والاجتهاد من مدارك الشرع والفقهاء يقولون في الواحد "مَدْرَكٌ" بفتح الميم وليس لتخريجه وجه، وقد نصّ الأئمة على طرد الباب فيقال مفعل بضمّ الميم من أفعل واستثنيت كلمات مسموعة خرجت عن القياس قالوا "المَأْوَى" من آويت ولم يسمع فيه الضم، وقالوا: المصْبَح والممْسَى لموضع الإصباح والإمساء ولوقته، و "المَخْدَعُ" من أخدعت الشيء وأجزأت . . . أكمل المادة عنك مُجْزأ فلان بالضمّ في هذه على القياس وبالفتح شذوذا ولم يذكروا المدرك فيما خرج عن القياس فالوجه الأخذ بالأصول القياسية حتى يصحّ سماع، وقد قالوا الخارج عن القياس لا يقاس عليه؛ لأنه غير مؤصل في بابه، و "تَدَارَكَ" القوم: لحق آخرُهم أولَهم، و "اسْتَدْرَكْتُ" ما فات و "تَدَارَكْتُهُ" وأصل التدارك اللحوق يقال "أَدْرَكْتُ" جماعة من العلماء إذا لحقتهم، و "دَارَكُ" قيل قرية من قرى أصبهان قاله النووي رحمه الله 

فسا (لسان العرب) [2]


الفَسْو: معروف، والجمع الفُساء. (* قوله « والجمع الفساء » كذا ضبط في الأصل ولعله بكسر الفاء كدلو ودلاء.) وفَسا فَسْوة واحدة وفَسا يَفْسو فَسْواً وفُساء، والاسم الفُساء، بالمد؛ وأَنشد ابن بري: إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخَلاًّ، يأْتُوا يَسُلُّون الفُساءَ سَلاًّ ورجل فَسَّاء وفَسُوٌّ: كثير الفَسْو. قال ثعلب: قيل لامرأة أَيُّ الرجال أَبغض إليك؟ قالت: العَثِنُ (* قوله « العثن » كذا في الأصل مضبوطاً ولعله العبنّ أو العتن كفرح أو غير ذلك) النَّزَّاء القصير الفَسّاء الذي يَضْحَك في بيت جاره وإذا أَوى بيته وَجَم؛ الشديد الحَمْل (* قوله: «الشديد الحمل»؛ هكذا في الأصل) قال أَبو ذُبيان ابن . . . أكمل المادة الرَّعْبل: أَبغض الشيوخ إ َّ الأَقْلح الأَمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ.
ويقال للخُنْفساء: الفَسَّاءَة، لنَتْنها.
وفي المثل: ما أَقرَبَ مَحْساه من مَفْساه.
وفي المثل: أَفحش من فاسِيةٍ، وهي الخنفساء تَفْسو فتُنْتِنُ القوم بخُبث رِيحها، وهي الفاسِياء أَيضاً.
والعرب تقول: أَفْسى من الظَّرِبان، وهي دابة يجيء إلى حُجر الضب فتضع قَبَّ استها عند فَم الجُحر فلا تزال تَفُسُو حتى تَسْتَخْرِجه، وتصغير الفَسْوة فُسَيَّة.
ويقال: أَفْسى من نِمس وهي دُويْبَّة كثيرة الفُساء. ابن الأعرابي: قال نُفَيع بن مُجاشع لبلال بن جرير يُسابُّه يا ابن زَرَّة وكانت أُمه أَمة وهبها له الحجاج ، وقال: وما تَعِيب منها ؟ كانت بنت مَلِك وحِباء مَلِك حبَا بها ملكاً قال: أَما على ذلك لقد كانت فَسَّاءً أَدَمُّها وجهها وأَعظمها رَكَبُها قال: ذلك أعْطِيةُ الله، قال: والفَسَّاء والبَزْخاء واحد ، قال: والانْبِزاخُ انبزاخ ما بين وركيها وخروج أَسفل بطنها وسرتها؛ وقال أَبو عبيد في قول الراجز : بِكْراً عَواساءَ تَفاسى مُقْرِبا قال: تَفاسى تُخرج استَها، وتَبازى ترفع أَليَتَيْها.
وحكي عن الأصمعي أنه قال: تَفاسأَ الرجل تَفَاسُؤاً، بالهمزة، إذا أَخرج ظهره، وأَنشد هذا البيت فلم يهمزه.
وتَفاست الخنفساء إذا أَخرجت استها كذلك.
وتفاسى الرجل: أَخرج عجيزته.
والفَسْوُ والفُساة: حي من عبد القيس. التهذيب: وعبد القيس يقال لهم الفُساة يعرفون بهذا. غيره: الفَسْوُ نَبْزُ حيّ من العرب جاء منهم رجل ببُردَيْ حِبَرة إلى سوق عُكاظ فقال: من يشتري منا الفَسْوَ بهذين البُردين؟ فقام شيخ من مَهْوٍ فارْتَدى بأَحدهما وأْتَزر بالآخر، وهو مشتري الفسو ببردي حِبرة، وضرب به المثل فقيل أَخْيَبُ صَفْقةً من شيخ مهو، واسم هذا الشيخ عبد الله بن بَيْذَرة؛ وأَنشد ابن بري: يا مَنْ رَأَى كصَفْقَةِ ابن بَيْذَرهْ مِن صَفْقةٍ خاسِرةٍ مُخَسِّرهْ، المُشْتَري الفَسْوَ ببُردَي حِبَرَه وفَسَواتُ الضِّباع: ضَرْب من الكَمْأَة. قال أَبو حنيفة: هي القَعْبَلُ من الكمأَة، وقد ذكر في موضعه. قال ابن خالويه: فَسْوةُ الضبع شجرة تحمل مثل الخَشْخاش لا يُتحصل منه شيء.
وفي حديث شريح: سئل عن الرجل يُطلِّق المرأَة ثم يَرْتَجِعها فيَكْتُمها رَجْعتها حتَى تَنقضيَ عِدَّتُها، وقال: ليس له إلا فَسوة الضبع أَي لا طائل له في ادّعاء الرجعة بعد انقِضاء العدَّة، وإنما خص الضبع لحُمْقها وخُبْثها، وقيل: هي شجرة تحمل الخشخاش ليس في ثمرها كبير طائل؛ وقال صاحب المنهاج في الطب: هي القَعْبل وهو نبات كريه الرائحة له رأس يُطبخ ويؤكل باللبن ، وإذا يبس خرج منه مثل الوَرْس.
ورجل فَسَوِيٌّ: منسوب إلى فَسا، بلد بفارس.
ورجل فَساسارِيٌّ على غير قياس.

هزر (لسان العرب) [2]


الهَزْرُ والبَزْرُ: شدة الضرب بالخشب، هَزَرَهُ هَزْراً كما يقال هَطَرَة وهَبَجَهُ. ابن سيده: هَزَرَه يَهْزِرُهُ هَزْراً بالعصا ضربه بها على جنبه وظهره ضرباً شديداً. الجوهري: هَزَرَه بالعصا هَزَرات أَي ضربه.
وفي حديث وَفْدِ عبد القيس: إِذا شرب قام إِلى ابن عمه فَهَزَر ساقَه؛ الهَزْرُ: الضرب الشديد بالخشب وغيره، وهو مَهْزُورٌ وهَزِيرٌ.
والهَزْرُ: الغَمْزُ الشديد، هَزَرَهُ يَهْزِرُه هَزْراً فيهما.
ورجل مِهْزَر، بكسر الميم، وذو هَزَراتٍ وذو كَسَراتٍ: يُغْبَنُ في كل شيءٍ؛ قال: إِلاَّ تَدَعْ هَزَراتٍ لستَ تاركها، تُخْلَعْ ثِيابُكَ، لا ضأْنٌ ولا إِبلُ يقول: لا يبقى له ضَأْن ولا إِبل. الفرّاء: في فلان هَزَراتٌ وكَسَراتٌ ودَغَوات ودَغَيات، كله الكسل.
والهُزَيْرَة: تصغير الهَزْرَةِ، وهي . . . أكمل المادة الكسل التام.
والهَزْرُ في البيع: التَّقَحُّمُ فيه والإِغلاء.
وقد هَزَرْتُ له في بيعه هَزْراً أَي أَغلبت له.
والهازِرُ: المُشْتَري المُقَحِّمُ في البيع.
ورجل هِزْرٌ: مغبون أَحمق يطمع به.
والهَزْرَةُ والهَزَرَةُ: الأَرض الرقيقة.
والهُزَرُ: قبيلة من اليمن يُبِّتُوا فَقُتِلُوا.
والهُزَرُ: موضع؛ قال أَبو ذؤَيب: لقالَ الأَباعدُ والشَّامِتُو ن: كانوا كَليْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ يعني تلك القبيلة أَو ذلك الموضع.
وقال بعضهم: الهُزَرُ ثَمُودُ حيث أُهلكوا فيقال: كما باد أَهلُ الهُزَرِ؛ وقال الأَصمعي: هي وقعة كانت لهم منكرة.
ومَهْزُورٌ: واد بالحجاز.
وفي الحديث: أَنه قضى في سيل مَهْزُورٍ أَن يُحْبَسَ حتى يبلغ الماء الكعبين. قال ابن الأَثير: مَهْزُورٌ وادي بني قُرَيْظَة بالحجاز، قال: فأَما بتقديم الراء على الزاي فموضع سوق المدينة تصدق به رسول الله، صلي الله عليه وسلم، على المسلمين.
وهَيْزَرٌ: اسم.
والهَزَوَّرُ: الضعيف، زعموا.

[برأ] (مقاييس اللغة) [2]



فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فُروع الباب: أحدهما الخَلْق، يقال بَرَأَ الله الخلقَ يَبْرَؤُهم بَرْءَاً.
والبارئ الله جَلَّ ثناؤه. قال الله تعالى: فَتُوبُوا إلى بَارِئِكُمْ [البقرة 54]، وقال أميّة:والأصل الآخَر: التباعُد مِن الشيء ومُزايَلَتُه، من ذلك البُرْءُ وهو السَّلامة من السُّقم، يقال بَرِئْت وبرَأْتُ. قال اللحيانيّ: يقول أهل الحجاز: بَرَأت من المرض أبرُؤُ بُرُوءَاً.
وأهل العالِيَة يقولون: [بَرَأْتُ أَبْرَأ] بَرْءاً.
ومن ذلك قولهم برئْتُ إليك من حقّكَ.
وأهلُ الحجاز يقولون: أنا بَرَاءٌ منك، وغيرهم يقول أنا بريءٌ منك. قال الله تعالى في لغة أهل الحجاز: إنَّني بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ[الزخرف 26] وفي غير موضعٍ من القرآن إنّي بَريءٌ، فمن قال أنا . . . أكمل المادة بَرَاءٌ لم يُثَنِّ ولم يؤنث، ويقولون: نحن البَرَاءُ والخَلاَء من هذا.
ومَنْ قال بريء قال بريئان وبريئون، وبُرَآء على وزن بُرَعاء، وبُراء بلا إجراءنحو بُراع، وبِراءٌ مثل بِراعٍ.
ومن ذلك البَراءة من العَيبِ والمكروه، ولا يقال منه إلا بَرِئَ يَبْرَأُ.
وبارَأْت الرّجُلَ، أي برئْتُ إليه وبَرِئَ إليَّ.
وبارَأَتِ المرأةُ صاحِبَها على المفارقة، وكذلكبارأْتُ شرِيكي وأبرأْتُ من الدَّين والضَّمان.
ويقال إنّ البَراءَ آخِرُ ليلةٍ من الشّهْر، سُمّي بذلك لتبرُّؤ القمر من الشهر. قال:قال ابنُ الأعرابي: اليوم البَراءُ السَّعْدُ، أي إنه بريءٌ مما يُكْرَه. قال الخليل: الاستبراء أنْ يشترِيَ الرّجُلُ جاريةً فلا يَطَأَها حتى تحيض.
وهذا من الباب لأنها قد بُرّئَتْ من الرِّيبة التي تمنَع المشتريَ من مُبَاشَرَتِها.
وبُرْأَةُ الصّائدِ ناموسُه وهي قُتْرَتُه والجمع بُرَأٌ؛ وهو من الباب، لأنه قد زايَلَ إليها كل أحد. قال:

شَراهُ (القاموس المحيط) [2]


شَراهُ يَشْرِيه: مَلَكَه بالبَيْعِ، وباعَهُ،
كاشْتَرَى فيهما، ضِدٌّ،
و~ اللَّحْمَ والثَّوْبَ والأقِطَ: شَرَّرَها،
و~ فُلاناً: سَخِرَ به، أو أرْغَمَهُ،
و~ بنَفْسِه عن القَوْمِ: تَقَدَّمَ بَيْنَ أيْدِيهِمْ فقاتَلَ عنهم، أو إلى السُّلْطانِ فَتَكَلَّمَ عنهم،
و~ اللّهُ فُلاناً: أصابَه بِعِلَّةِ الشَّرَى، لبُثُورٍ صِغارٍ حُمْرٍ حَكَّاكَةٍ مُكْرِبَةٍ، تَحْدُثُ دَفْعَةً غالِباً، وتَشْتَدُّ لَيْلاً لبُخارٍ حارٍّ يَثورُ في البَدَنِ دَفْعَةً.
وكلُّ مَنْ تَرَكَ شيئاً، وتَمَسَّكَ بغيرِهِ، فقَدِ اشْتَراهُ، ومنه: {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بالهُدَى}.
وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعَهُ.
والشَّرْوَى، كجَدْوَى: المِثْلُ.
وشَرِيَ الشَّرُّ بينهم، كرَضِيَ، شَرًى: اسْتَطَارَ،
و~ البَرْقُ: لَمَعَ،
كَأَشْرَى،
و~ زَيْدٌ: غَضِبَ، ولَجَّ،
كاسْتَشْرَى،
ومنه: الشُّراةُ، للخَوارجِ، لا مِنْ شَرَيْنَا أنْفُسَنا في الطَاعَةِ، . . . أكمل المادة وَوَهِمَ الجوهرِيُّ،
و~ جِلْدُهُ: خَرَجَ عليه الشَّرَى، فهو شَرٍ،
و~ الفَرَسُ في سَيْرِهِ: بالَغَ، فهو شَرِيٌّ.
والشَّرْيُ: الحَنْظَلُ، أو شَجَرُهُ، والنَّخْلُ ينْبُتُ من النَّواةِ.
والشَّرَى، كعَلَى، وَوَهِمَ الجوهرِيُّ: رُذَالُ المالِ، وخِيارُهُ،
كالشَّراةِ، ضِدٌّ، والجَبَلُ، والطَّرِيقُ، وطَريقٌ في سَلْمَى كثيرَةُ الأسْدِ، وجَبَلٌ بنَجْدٍ لِطَيِّئٍ، وجُبَيْلٌ بِتِهامَةَ كثيرُ السِّباعِ، ووادٍ بين كَبْكَب ونَعْمانَ(على لَيْلَةٍ من عَرَفَةَ)، والناحِيَةُ، وتُمَدُّ
ج: أشْراءٌ.
وذُو الشَّرَى: صَنَمٌ لدَوْسٍ.
وأشْراهُ: مَلأَهُ، وأمالَهُ،
و~ الجَمَلُ: تَفَلَّقَتْ عَقيقَتُهُ،
و~ بينهم: أغْرَى.
والشَّرْيانُ، ويُكْسَرُ: شَجَرٌ للقِسِيِّ،
وواحِدُ الشَّرايِينِ، للعُروقِ النابِضَةِ.
والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الطَّرِيقَةُ، والطَّبيعَةُ،
و~ من النِّساءِ: اللاتِي يَلِدْنَ الإِناثَ.
والمُشْتَرِي: طائِرٌ، ونَجْمٌ م.
وهو يُشارِيهِ: يُجادِلُهُ، أصْلُهُ: يُشارِرُهُ، فَقُلِبَتِ الراءُ.
واشْرَوْرَى: اضْطَرَبَ.
والشَّراءُ، كسَماءٍ: جَبَلٌ.
وكقَطامِ: ع.
والشَّرَوانِ، محرَّكةً: جَبَلانِ.
والشَّراةُ: ع بين دِمَشْقَ والمدينةِ، منه: علِيُّ بنُ مُسلِمٍ، وأحمدُ ابنُ محمودٍ الشَّرَوِيَّانِ المُحَدِّثانِ.
وشَرْيانُ: وادٍ.
وتَشَرَّى: تَفَرَّقَ.
واسْتَشْرَتِ الأمورُ: تَفَاقَمَتْ، وعَظُمَتْ.
والشَّرْوُ: العَسَلُ، ويُكْسَرُ.

دلس (العباب الزاخر) [2]


الدُّلْسَة -بالضم- والدَّلَسُ -بالتحريك-: الظُّلمَة، يقال: أتانا دَلَسَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظَّلامِ ومَلثَ الظَّلامِ: أي عِندَ اختِلاطِه. والدَّلَسُ -أيضاً-: النَّبات الذي يورِق في آخر الصيف. والأدْلاس: من الرِّبَب وهي ضَرب من النَّبْتِ.
وقال الفَرّاء: الأدْلاس: بَقايا البقل والنَّبت، واحِدُها دَلَسٌ، وأنشد:
بَدَّلْنَنا من قَهْوَسٍ قِنْعـاسـا      ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأدلاسا

ويقال: ما لي في هذا الأمر ولْسٌ ولا دَلْسٌ: أي ما لي فيه خيانة ولا خَديعَة. والدَّوْلَسِي: الأمر الذي فيه تَدْليس، ومنه قول سعيد بن المُسَيَّب: رَحِمَ الله عمر؛ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتَّخذها الناس دَوْلَسِيّاً. أي ذريعةً وعِلَّةً مُدَلّسَةً للزنى، والمُراد مُتْعَة النِّكاح، كان الرجل يُشارِط المرأة بأجَلٍ مَعلوم علي شيء يُمَتِّعُها به . . . أكمل المادة يَسْتَحِلُّ بِهِ فَرْجَها ثُمَّ يُفارِقُها من غير تَزَّوُّجٍ ولا طلاق، وانَّما كان أُحِلَّ ذلك للمسلمين بمَكَّةَ ثلاثة أيّام حِيْنَ حجُّوا مع النبي -صلى الله عليه وسلَّم- ثُمَّ حُرِّمَ. فالمعنى: لو لم يَنْهَ عنها لكان أصحاب الرِّيَبِ يَتَّخِذونَها سَبَباً وسُلَّمَاً إلى الزِنا مُدَلِّسِيْنَ به على الناس. وأدْلَسْنا: أي وَقَعْنا بالنَّبات الذي يورِقُ في آخِر الصَّيف. وأدْلَسَتِ الأرضُ: إذا اخْضَرَّتْ بالدَّلَسِ. والتَّدْليس في البَيْعِ: كِتمان عَيب السِلُعَة عن المُشْتَري، يقال: دَلَّسَ لي سِلْعَةً سَوْء.
ودَلَّسَ في البَيْع وفي كلِّ شيء: إذا لم يُبَيُّن عَيْبَه. قال الأزهري: ومن هذا أُخِذَ التَّدْليس في الإسناد: وهو أن يُحَدِّثَ به عن الشيخ الأكبر ولعلَّه قد رآه، وإنَّما سَمِعَه مِمَّن دُوْنَه مِمَّن سَمِعَه منه.
وفَعَلَ ذلك جماعة من الثِّقات، حتى قال بعضهم:
دَلَّسَ للنَاس أحاديثَه      واللهُ لا يَقْبَل تَدْلِيْسا

ويقال: دَلَّسَه فَتَدَلَّسَ، وتَدَلُّسُه ألاّ يُشْعَرَ به. وتَدَلَّسْتُ الطَّعام: إذا أخذتُ منه قليلاً قليلا. وقال ابن عبّاد: يقال تَدَلَّسَ المالُ دَلَساً: وهو لَحْسُ الشيء القليل في المَرْتَعِ. وادْلاسَّتِ الأرض: وذلك أن يصيب المالُ منها. وفلان لا يُدالِس ولا يُوالِس: أي لا يَظْلِم ولا يخون ولا يُؤارِب. والتركيب يدلُّ على سَتْرٍ وظُلْمَة.

حور (مقاييس اللغة) [2]



الحاء والواو والراء ثلاثة أصول: أحدها لون، والآخَر الرُّجوع، والثالث أن يدور الشيء دَوْراً.فأما الأول فالحَوَر: شدّةُ بياض العينِ في شدّةِ سوادِها. قال أبو عمرو:الحَوَر أن تسودَّ العين كُلُّها مثلََُ الظباء والبقر.
وليس في بني آدمَ حَوَرٌ. قال وإنما قيل للنساء حُورُ العُيون، لأنهن شُبِّهن بالظِّباء والبقر قال الأصمعيّ: ما أدري ما الحَوَر في العين.
ويقال حوّرت الثيابَ، أي بيّضْتُها، ويقال لأصحاب عيسى عليه السلامُ الحواريُّون؛ لأنهم كانوا يحوِّرون الثِّياب، أي يبيّضونها. هذا هو الأصل، ثم قيل لكلِّ ناصر حَوَاريٌّ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "الزُّبير ابنُ عمَّتي وحَوارِيَّ من أمّتي".
والحَوَاريّات: النِّساء البيض. قال:
فقُلْ للحَوَاريّاتِ يبكين غيرَنا      ولا . . . أكمل المادة يَبْكِنا إلا الكلابُ النوابحُ

والحُوَّارَى من الطَّعام: ما حُوِّر، أي بُيِّض.
واحورَّ الشيءُ: ابيضّ، احوراراً. قال:
يا وَرْدَُ إني سأموتُ مَرَّهْ      فمَنْ حَليفُ الْجَفْنَةِ المُحوَرَّهْ

أي المبيَّضَة بالسَّنَام.
وبعضُ العرب يسمِّي النَّجم الذي يقال لـه المشترِي "الأحورَ".ويمكن أن يحمل على هذا الأصل الحَوَرُ، وهو ما دُبِغ من الجلود بغير القَرَظ ويكون ليِّنا، ولعل ثَمَّ أيضاً لوناً. قال العجّاج:
بِحجِنَاتٍ يتثقَّبْنَ البُهَرْ      كأنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ

يقول: هذا البازي يمزّق أوساطَ الطير، كأنه يَمْزِق بها حَوَراً، أي يُسرع في تمزيقها.وأمّا الرجوع، فيقال حارَ، إذا رجَع. قال الله تعالى: إنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ. بَلَى [الانشقاق 14- 15].
والعرب تقول: "الباطلُ في حُورٍ" أيْ رَجْعٍ ونَقْصٍ، وكلُّ نقص ورجوع حُورٌ. قال:والحَوْر: مصدر حار حَوْراً رَجَع.
ويقال: " [نعوذ بالله] من الحَوْر بعد الكَوْر".
وهو النُّقصان بعد الزيادة.ويقال: "حارَ بعد ما كارَ".
وتقول: كلَّمتُه فما رجَعَ إليّ حَوَاراً وحِوَاراً ومَحُورَةً وحَوِيراً.والأصل الثالث المِحْور: الخشبةُ التي تدور فيها المَحَالة.
ويقال حَوّرْتُ الخُبْزَةَ تحويراً، إذا هيّأتها وأدَرْتَها لتضعَها في المَلَّة.ومما شذَّ عن الباب حُِوار الناقة، وهو ولدُها.

ب ي ع (المصباح المنير) [2]


 بَاعَهُ: "يَبِيعُهُ" "بَيْعًا" و "مَبِيعًا" فهو "بَائِعٌ وبَيِّعٌ" و "أَبَاعَهُ" بالألف لغة قاله ابن القطاع، و "البَيْعُ" من الأضداد مثل الشراء ويطلق على كلّ واحد من المتعاقدين أنه "بَائِعٌ" ولكن إذا أطلق "البَائِعُ" فالمتبادر إلى الذهن باذل السلعة ويطلق "البَيْعُ" على المبيع فيقال "بَيْعٌ جَيِّدٌ" ويجمع على "بُيُوعٍ" و "بِعْتُ" زيدا الدار يتعدى إلى مفعولين وكثر الاقتصار على الثاني؛ لأنه المقصود بالإسناد ولهذا تتم به الفائدة نحو بعت الدار ويجوز الاقتصار على الأول عند عدم اللبس نحو بعت الأمير؛ لأن الأمير لا يكون مملوكا يباع وقد تدخل من على المفعول الأول على وجه التوكيد فيقال: بعت من زيد الدار كما يقال: كتمته الحديث، وكتمت منه الحديث، وسرقت زيدا المال وسرقت منه المال، وربما دخلت اللام مكان مِنْ يقال: بعتك الشيء وبعته لك . . . أكمل المادة فاللام زائدة زيادتها في قوله تعالى: {وَإِذْ بَوّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ} والأصل بوأنا إبراهيم و "ابْتَاعَ" زيد الدار بمعنى اشتراها و "ابْتَاعَهَا" لغيره اشتراها له "بَاعَ" عليه القاضي أي من غير رضاه وفي الحديث: "لا يخْطُبِ الرجل على خطبة أخيه ولا يبع على بيع أخيه" أي لا يشترِ؛ لأن النهي في هذا الحديث إنما هو على المشتري لا على البائع بدليل رواية البخاري: "لا يبتاع الرجل على بيع أخيه" ويؤيده: "يحرم سوم الرجل على سوم أخيه" و "المُبْتَاعُ" "مَبِيعٌ" على النقص و "مَبْيُوعٌ" على التمام مثل مخيط ومخيوط والأصل في البيع مبادلة مال بمال لقولهم: "بَيْعٌ" رابح و "بَيْعٌ" خاسر، وذلك حقيقة في وصف الأعيان لكنه أطلق على العقد مجازا؛ لأنه سبب التمليك والتملك وقولهم: صحّ البيع أو بطل ونحوه أي صيغة البيع لكن لَمَّا حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وهو مذكر أسند الفعل إليه بلفظ التذكير و "البَيْعَةُ" الصفقة على إيجاب البيع وجمعها "بَيْعَاتٌ" بالسكون وتحرك في لغة هذيل كما تقدم في بيضة وبيضات وتطلق أيضا على المبايعة والطاعة ومنه "أَيْمَانُ البَيْعَةِ" وهي التي رتبها الحجاج مشتملة على أمور مغلظة من طلاق وعتق وصوم ونحو ذلك و "البِيعَةُ" بالكسر للنصارى والجمع "بِيَعٌ" مثل سدرة وسدر. 

دلس (لسان العرب) [2]


الدَّلَسُ، بالتحريك: الظُّلْمَة.
وفلان لا يُدالِسُ ولا يُوالِسُ أَي لا يُخادِعُ ولا يَغْدُِرُ.
والمُدالَسَة: المُخادَعَة.
وفلان لا يُدالِسُك ولا يخادِعُك ولا يُخْفِي عليك الشيء فكأَنه يأْتيك به في الظلام.
وقد دَالَسَ مُدالَسَةٍ ودِلاساً ودَلَّسَ في البيع وفي كل شيء إِذا لم يبين عيبه، وهو من الظُّلمة.
والتَّدْلِيسُ في البيع: كِتْمانُ عيب السِّلْعَة عن المشتري؛ قال الأَزهري: ومن هذا أُخذ التدليس في الإِسناد وهو أَن يحدِّث المحدِّثُ عن الشيخ الأَكبر وقد كان رآه إِلا أَنه سَمِعَ ما أَسنده إِليه من غيره من دونه، وقد فعل ذلك جماعة من الثقات.
والدُّلْسَةُ: الظُّلْمة.
وسمعت أَعرابيّاً يقول لامرئٍ قُرِفَ بسوء فيه: ما لي فيه وَلْسٌ ولا دَلْسٌ أَي . . . أكمل المادة ما لي فيه خيانة ولا خديعة.
ويقال: دَلَّسَ لي سِلْعَةَ سَوْءٍ.
وانْدَلَسَ الشيُ إِذا خَفِيَ.
ودَلَّسْتُه فَتَدَلَّسَ وتَدَلَّسْتُه أَي لا تشعر به.
والدَّوْلَسِيُّ: الذَّرِيعِةُ المُدَلَّسَةُ؛ ومنه حديث ابن المسيَّب: رحم اللَّه عُمَرَ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتخذها الناسُ دَوْلَسِيّاً أَي ذريعةً إِلى الزنا مُدَلّسةً؛ والواو فيه زائدة.
والتَدْليسُ: إِخفاء العيب.
والأَدْلاسُ: بقايا النَّبْتِ والبقلِ، واحدها دَلَسٌ، وقد أَدْلَسَتِ الأَرضُ؛ وأَنشد: بَدَّلْتَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأَدْلاسا ويقال: إِن الأَدْلاسَ من الرِّبَبِ، وهو ضرب من النبت، وقد تَدلّسَ إِذا وقع بالأَدلاسِ. ابن سيده: وأَدْلاسُ الأَرضِ بقايا عُشْبِها.
ودَلَّسَتِ الإِبلُ: اتَّبَعَت الأَدْلاسَ.
وأَدْلَسَ النَّصِيُّ: ظهر واخضرّ.
وأَدْلَسَتِ الأَرضُ: أَصاب المالُ منها شيئاً.
والدَّلَسُ: أَرض أَنبتت بعدما أُكِلَتْ؛ وقال: لو كان بالوادي يُصِبْنَ دَلَسا، من الأَفاني والنَّصِيِّ أَمْلَسا، وباقِلاً يَخْرُطْنَه قد أَوْرَسا والدَّلَسُ: النبات الذي يُورِقُ في آخر الصيف.
وأَنْدُلُسُ: جزيرة (* قوله «وأندلس جزيرة إلخ» ضبطها شارح القاموس بضم الهمزة والدال واللام وياقوت بفتح الهمزة وضم الدال وفتحها وضم اللام ليس إلا.) معروفة، وزنها أَنْفُعُلُ، وإِن كان هذا مما لا نذير له، وذلك أَن النون لا محالة زائدة لأَنه ليس في ذوات الخمسة شيء على فَعْلُلُلٍ فتكون النون فيه أَصلاً لوقوعها مع العين، وإِذا ثبت أَن النون زائدة فقد بَرَدَ في أَنْدلس ثلاثة أَحرف أُصول، وهي الدال واللام والسين، وفي أَوّل الكلام همزة، ومتى وقع ذلك حكمت بكون الهمزة زائدة، ولا تكون النون أَصلاً والهمزة زائدة لأَن ذوات الأَربعة لا تلحقها الزائد من أَوائلها إِلا في الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مدحرج وبابه، فقد وجب إِذاً أَن الهمزة والنون زائدتان وأَن الكلمة بها على وزن أَنفعل، وإِن كان هذا مثالاً لا نظير له.

ح - ر - و (جمهرة اللغة) [2]


والدَّقيق الحُوّارى من هذا اشتقاقه لبياضه ونقائه. وبعض العرب يسمّي النجم الذي يقال له المشتري: الأحْوَر. وحوَّرتُ عينَ البعير، إذا أدرت حولها مِيسَماً. وحوَّرتُ الخبزةَ، إذا دوّرتها، والخشبة التي يحوَّر بها تسمَّى المِحْوَر. والمِحْوَر: الخشبة التي تدور فيها المَحالة. والرَّوَح من قولهم: رجل أَروَحُ وأمرأة رَوْحاءُ، وهو دون الفَحَج وزعموا أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، كان أرْوَح. والرّوْح: اسم من قولهم: مكان رَيِّح، أي طيّب الرَّوْح. وقد سمَّت العرب رَوْحاً ورَواحاً ورَواحةً. وراحَ الرجل يروح رَواحاً من رّواح العشيّ. وأراح ماشيته، إذا روَّحها إلى المرعى. والرَّوحاء: موضع. وبنو رَواحة: بطن من العرب. فأمّا الرُّوحانيّون من الملائكة فلا . . . أكمل المادة أدري إلى ما نُسبوا، والله أعلم. وأما الروح في القرآن فلا ينبغي لأحد أن يُقْدمَ على تفسيره لأنه قال عزّ وجلّ: " ويسألونك عن الروح قل الرُّوح من أمر ربي " . وذكروا أنّ بعض أهل العلم سُئل عن ذلك فقال: أبهِموا ما أبهم اللهّ. ورُوح الإنسان مختلَف فيه، فقال قوم: هي نفسه التي يقوم بها جسمُه، وقال آخرون: الروح خِلاف النفس. وقد قرىء: " فرُوحٌ ورَيحان " و " رَوْح ورَيحانٌ " . وقال قوم: الرَّوح: الراحة، والرَّيحان: الرِّزق، والله أعلم. وأما قوله عزّ وجلّ: " نزل به الرُّوح الأمين " ، قالوا: جِبريل عليه السَّلام. والرّواح: الراحة أيضاً. وقالت امرأة من بني تميم وقد عُرضت على النار يومَ بُطاح يومَ أحرقهم خالد بن الوليد: يا موتُ عِمْ صَباحا إذ لم أَجدْ رَواحا كافَحْتُه كِفاحا ثم ألقت نفسها في النار. والرّيح: معروفة، وأصل هذه الياء واو لأنك تجمعها أرواحاً فتردّها إلى الأصل، فإذا قّالوا رِياح قلبوا الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وأراحَ الرجل إبلَه يُريحها أراحةً، وأصله الواو كأنه كان أرْوَحَ إبله فقلبوا الواو ألفاً. وأرحتُّ فلاناً من كذا وكذا إراحةً. وراحة الإنسان: معروفة، والجمع راحٌ. والوَحَرَة: دُوَيبَّة شبيهة بالوَزَغَة تقع في الطعام فتُفسده، وربّما قيل: طعام وَحِرٌ، إذا وقعت فيه الوَحَرَة. ووَحِر صدر الرجل يَوْحَر وَحَراً، وهو الغِشّ والغِلّ، واللّه أعلم. وفي حديث النبي صلّى الّله عليه وسلَّم: " صومُ شهر الصَّبْر وثلاثة أيّام من كل شهر تُذْهبُ وَحَرَ الصدر " .

نقص (لسان العرب) [2]


النَّقْصُ: الخُسْران في الحظِّ، والنقصانُ يكون مصدراً ويكون قدر الشيء الذاهب من المنقوص. نَقَصَ الشيءُ يَنْقُصُ نَقْصاً ونُقْصاناً ونَقِيصةً ونَقَصَه هو، يتعدى ولا يتعدى؛ وأَنْقَصَه لغة؛ وانْتَقَصَه وتَنَقَّصَه: أَخذ منه قليلاً قليلاً على حد ما يجيءُ عليه هذا الضرب من الأَبنية بالأَغلب.
وانْتَقَصَ الشيءُ: نَقَصَ، وانْتَقَصْتُه أَنا، لازمٌ وواقعٌ، وقد انْتَقَصَه حقَّه. أَبو عبيد في باب فَعَلَ الشيءُ وفَعَلْتُ أَنا: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه أَنا، قال: وهكذا قال الليث، وقال: استوى فيه فَعَلَ اللازمُ والمُجاوز.
واسْتَنْقَصَ المُشتري الثمنَ أَي اسْتَحَطَّ، وتقول: نُقْصانُه كذا وكذا هذا قدْرُ الذاهب؛ قال ابن دريد: سمعت خزاعيّاً يقول للطيِّب إِذا كانت له رائحة طيِّبة: إِنه . . . أكمل المادة لَنَقِيصٌ؛ وروى قول امرئ القيس: كلَوْن السَّيالِ وهو عذب نَقِيص أَي طيِّب الريح. اللحياني في باب الإِتباع: طَيِّبٌ نَقِيص.
وفي الحديث: شَهْرا عِيدٍ لا يَنْقُصان، يعني في الحكم، وإِن نَقَصا في العدد أَي أَنه لا يَعْرِِضُ في قلوبكم شكٌّ إِذا صُمتم تسعة وعشرين، أَو إِن وقَعَ في يوم الحجّ خطأٌ لم يكن في نُسُكِكم نَقْصٌ.
وفي الحديث: عشر من الفِطْرة وانْتقاص الماء، قال أَبو عبيد: معناه انْتِقاصُ البول بالماء إِذا غُسِل به يعني المذاكير، وقيل: هو الانتضاح بالماء، ويروى انْتِفاص، بالفاء، وقد تقدم.
وفي الحديث: انْتِفاص الماء الاستنجاء، قيل: هو الانتضاح بالماء. قال أَُّبو عبيد: انْتقاصُ الماء غَسْلُ الذكَر بالماء، وذلك أَنه إِذا غسل الذكر ارتد البول ولم ينزل، وإِن لم يغسل نزل منه الشيء حتى يُسْتَبْرأَ.
والنَّقْصُ في الوافر من العَروض: حذْفُ سابعِه بعد إِسكان خامسه، نَقَصَه يَنْقُصُه نَقْصاً وانْتَقَصَه.
وتَنَقَّصَ الرجلَ وانْتَقَصَه واسْتَنْقَصَه: نسب إِليه النُّقْصَانَ، والاسم النَّقِيصةُ؛ قال: فلو غَيرُ أَخوالي أَرادوا نَقِيصَتي، جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِينِ مِيسَما وفلان يَنْتَقِصُ فلاناً أَي يقع فيه ويَثْلِبُه.
والنَّقْصُ: ضعْفُ العقل.
ونَقُصَ الشيءُ نَقاصَةً، فهو نَقِيصٌ: عَذُبَ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:حَصَانٌ رِيقُها عَذْبٌ نَقِيص والمَنْقَصَةُ: النَّقْصُ.
والنَّقِيصةُ: العيب.
والنقيصةُ: الوَقِيعةُ في الناس، والفِعْل الانْتِقاصُ، وكذلك انْتِقاصُ الحقّ؛ وأَنشد: وذا الرِّحْمِ لا تَنْتَقِصْ حقَّه، فإِنَّ القَطِيعَة في نَقْصِ وفي حديث بيع الرُّطَب بالتمر قال: أَيَنْقُص الرُّطَب إِذا يَبِس؟ قالوا: نعم، لفظُه استفهام ومعناه تنبيهٌ وتقرير لِكُنْهِ الحُكْم وعلَّته ليكون معتبراً في نظائره، وإِلا فلا يجوز أَن يخفى مثل هذا على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، كقوله تعالى: أَلَيْسَ اللّهُ بكافٍ عَبْدَه؛ وقول جرير: أَلَسْتُم خيرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا

نفش (لسان العرب) [2]


النَفَشُ: الصُّوفُ.
والنَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حتى يَنْتَفِشَ بعضه عن بعض، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ مثلُه.
وفي الحديث: أَنه نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلاَّ ما عَمِلَت بيدَيْها نحو الخَبْزِ والغَزْل والنَفْشِ؛ هو نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عن كَسْبِ الإِماء لأَنه كانت عليهن ضَرائِبُ فلم يَأْمَن أَن يكونَ منهنّ الفُجورُ، ولذلك جاء في رواية: حتى يُعْلم من أَيْنَ هُو.
ونَفَشَ الصوفَ وغيره يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حتى يتجوَّف، وقد انْتَفَش.
وأَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة على الوجه.
وفي حديث ابن عباس: وإِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَين أَي واسعً مَنْخِرَي الأَنفِ وهو من التفريق.
وتَنَفَّشَ الضِّبْعانُ والطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ . . . أكمل المادة كذلك.
وكلُّ شيء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ ومُنْتَفِشٌ.
وانْتَفَشَت الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَتى على غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فقال: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها أَي فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ في عين المشتري. المتاعُ المُتفرّق. ابن السكيت: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر الإِبلُ بالليل فتَرْعَى، وقد أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها في الليل فتَرْعَى، بِلا راعٍ.
وهي إِبل نُفّاشٌ.
ويقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إِذا تفرّقت فرَعَتْ بالليل من غير عِلْم راعيها، والاسمُ النفَشُ، ولا يكون النَّفَشُ إِلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً.
ويقال: باتت غنمُه نَفَشاً، وهو أَن تَفَرّقَ في المرعى من غير علم صاحبها.
وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو: الحَبّةُ في الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعير يَبِيتُ نافِشاً أَي راعياً بالليل.
ويقال: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش وتَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت ليلاً بلا راعٍ، وهَمَلَتْ إِذا رعت نهاراً.
ونَفَشَت الإِبلَ والغنم تَنْفُش وتَنْفِش نَفَشاً ونُفُوشاً: انتشرت ليلاً فرعت، ولا يكون ذلك بالنهار، وخص بعضهم به دخولَ الغنم في الزرع.
وفي التنزيل: إِذْ نَفَشَت فيه غنَمُ القومِ؛ وإبل نَفَشٌ ونُفِّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ.
وأَنْفَشَها راعِيها: أَرْسَلَها لَيْلاً ترعى ونامَ عنها، وأَنْفشْتها أَنا إِذا تركتها ترعى بلا راع؛ قال: اجْرِشْ لها يا ابنَ أَبي كِباشٍ (* قوله «اجرش» كذا في الأصل بهمزة الوصل وبشين آخره وهي رواية ابن السكيت، قال في الصحاح: والرواة على خلافه، يعني أَجرس بهمزة القطع وسين آخره.)، فما لها اللَّيْلةَ من إِنْفاشِ، إِلا السُّرَى وسائقٍ نَجّاشِ قال أَبو منصور: إِلاَّ بمعنى غير السُّرى كقوله عز وجل: لو كان فيهما آلهة إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا؛ أَراد لو كان فيهما آلهة غير اللَّه لفسدتا، فسبحان اللَّه وقد يكون النَفْش في جميع الدواب وأَكثرُ ما يكون في الغنم، فأَما ما يخص الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، وروى المنذري عن أَبي طالب أَنه قال قولهم: إِن لم يكن شَحْمٌ فنَفَشٌ، قال: قال ابن الأَعرابي: معناه إِن لم يكن فِعْلٌ فرِياءٌ.

حور (الصّحّاح في اللغة) [2]


حارَ يَحورُ حَوْراً وحُؤُوراً: رجع. يقال: حارَ بعد ما كارَ.
ونعوذُ بالله من الحَوْر بعد الكَوْرِ أي من النُقصانِ بعد الزيادة.
وكذلك الحورُ بالضم.
وفي المثل: حورٌ في مَحارةٍ، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا كان أمره يُدْبِرُ. قال الشاعر:
والذمُّ يَبقى وزادُ القـوم فـي حـورِ      واستَعْجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا

والحور أيضاً: الاسم من قولك: طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق.
والحورُ أيضاً: الهلَكة.
وفلان حائِرٌ بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد.
والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم.
ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع تحنيك البيطار.
والمَحارةُ: مرجِع الكتف.
والمَحَارُ: المرجع.
وقال الشاعر:
ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ للقُبورِ      نحن بنو عامرِ بنِ . . . أكمل المادة ذُبيانَ وال

والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي:
      كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ

والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ.
ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احْوِراراً.
واحْوَرَّ الشيء: ابيضَّ.
وتَحْويرُ الثياب: تبيضها.
وقول العجاج:
      بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ

يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات سواد الحدَقِ.
وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم كانوا قَصَّارِينَ.
ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي من أُمَّتي".
وقيل للنساء الحَوارِيَّاتُ لبياضهن.
وقال اليشكريّ:
ولا تَبْكِنا إلاَّ الكلابُ النَوابحُ      فَقل للحَوارِيَّاِ يَبكِين غيرَنـا

والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل.
والأَحْوَرِيُّ: الأبيض الناعم.
والحُوَّاري، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ.
وهذا دقيقٌ حُوَّاري.
وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ، أي بيَّضته فابيضَّ.
والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز:
      فمَنْ حليفُ الجفنةِ المُحْروَرَّهْ


وقول الكميت:
      عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حينَ غَرْغَر

يريد بياض زَبَد القدر.
ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حَجِّرْ حولَها بِكَيٍّ.
وحَوَّر الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها ليضَعها في المَلَّة.
والمِحْوَرُ: عود الخبّاز.
والمِحْوَرُ: العود الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد.
والحُِوَارُ: ولدُ الناقة.
ولا يزال حُراراً حتَّى يُفصَل، فإذا فُصِل عن أمِّه فهو فَصيلٌ.
وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً.
والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ.
والتَحاوُرُ: التجاوُب.
ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً.
واستَحَارَهُ، أي استنطَقَه.

وصف (العباب الزاخر) [2]


وَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً، والهاء عِوضٌ من الواو.
وقوله تعالى: (سَيَجْزيهم وصْفَهم) أي جَزاء وَصفهم الذي هو كَذب.
وقوله تعالى: ( واللهُ المُسْتَعانُ على ما تَصِفُوْنَ) أي تكذبون. وفي حديث عمر رضي الله عنه-: لا تُلْبِسوا نِساءكم الكَتّان أو القَبَاطيَّ فإنه إلاّ يشِفَّ فإنّه صِف. أي يصِفها الثوب الرقيق كما يصِف الرجل سِلعته. والصِّفة: كالعلم والجهل والسَّواد والبياض.
وأمّا النحويون فليس يريدون بالضفة هذا، لأن الصفة عندهم هي النعت؛ والنّعت هو اسم الفاعل أو المَفْعُوْل نحو ضارب ومَضروب أو ما يرجِع إليهما من طريق المعنى نحو مِثل وشِبه وما يجري مَجرى ذلك، تقول: رأيت أخاك الظّريف، فالأخ هو الموصوف والظَّرِيف هو الصفة، فلها قالوا: . . . أكمل المادة لا يجوز أن يُضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يُضاف إلى نفسه، لأن الصّفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ. وقول الشَّمّاخ يصف ناقة:
إذا ما ادْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاها      لها الإدْلاجَ لَيْلَة لا هُجُوْعِ

يريد: أجادَتِ السير، وقيل: معناه إذا أدْلَجَت سارت الليل كُلَّه فذلك وصفُها يديها. وقال ابن دريد: رجل وصّاف: عارِف بالوصف. قال: والوصّاف: رجل من سادات العرب، سُمي الوصّاف لحديث له.
وقال غيره: اسمه مالك ب عامر، ومن ولده عُبيد الله بن الوليد الوصّافي. وقال ابن عبّاد: وصَف المُهْر: إذا توجَّه لشيء من حُسن السِّيرة.
والوَصِيف: الخادِم؛ غُلاما كان أو جارية.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر رضي الله عنه-: كيف تصْنَع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف. قال شَمْر: يقول: يكثُر الموت حتى يصير موضِع قبرِ بعبد من كثرة الموت، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة. يقال: وَصُف الغلام بالضم-: إذا بلغ الخدمة؛ وصافةً، والجمْع: الوُصفاء.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم- أنه بعث سرية فنهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء.
وقال ثعلب: ربما قالوا للجارية وصيفة، والجمْع: الوصَائف.
والإيصَافُ: الوَصَافة، يقال: جارية بيِّنَة الإيصافِ كما يقال بيِّنة الوَصَافة. وتواصفوا الشيء: من الوَصْف. واتَّصف الشيء: أي صار موصوفاً، قال طرَفةُ بن العبد:
إنّي كَفانيَ من أمْرٍ هَمَمْتُ بِـهِ      جارٌ كَجارِ الحُذَاقيِّ الذي اتَّصَفا

أي صار موصوفاً بحسن الجوار. واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي: إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن بيع المواصَفَة. قال القُتَبيُّ: هو أن يبِيع ما ليس عنده ثم يَبتَاعه فَيدفَعه إلى المُشتري، قيل له ذلك لأنه باعَه بالصّفة من غير نَظرٍ ولا حيازة مِلْك. والتركيب يدل على تحلية الشيء.

البُكْرَةُ (القاموس المحيط) [2]


البُكْرَةُ، بالضم: الغُدْوَةُ،
كالبَكَرَةِ، محرَّكةً، واسْمُها: الإِبْكارُ، وبالفتح: خَشَبَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ في وَسَطِها مَحَزٌّ يُسْتَقَى عليها، أو المَحَالَةُ السريعةُ، ويُحَرَّكُ،
ج: بَكَرٌ وبَكَراتٌ، والجَماعَةُ، والفَتِيَّةُ من الإِبِلِ،
ج: بِكارٌ.
وبَكَرَ عليه، وإليه، وفيه بُكوراً،
وبَكَّرَ وابْتَكَرَ وأبْكَرَ، وباكَرَهُ: أتاهُ بُكْرَةً، وكُلُّ مَنْ بادَرَ إلى شيءٍ:
فقد أبْكَرَ إليه في أيّ وقتٍ كان.
وبَكُرٌ وبَكِرٌ: قَوِيٌّ على البُكورِ.
وبَكَّرَهُ على أصحابِهِ تَبْكيراً،
وأبْكَرَهُ: جَعَلَهُ يُبَكِّرُ عليهم.
وبَكَّرَ وأبْكَرَ وتَبَكَّرَ: تَقَدَّمَ.
وكفَرِحَ: عَجِلَ.
والباكُورُ: المَطَرُ في أولِ الوَسْمِيِّ،
كالمُبْكِرِ والبَكورِ، والمُعَجَّلُ الإِدْراكِ من كُلِّ شيءٍ، وبِهاءٍ: الأنْثَى، والثَّمَرَةُ، والنَّخْلُ التي تُدْرِكُ أوَّلاً،
كالبَكيرَةِ والمِبْكارِ والبَكورِ، جَمْعُه: بُكُرٌ.
وأرضٌ مِبْكارٌ: سريعةُ الإِنْباتِ.
والبِكْرُ، . . . أكمل المادة بالكسر: العَذْراءُ،
ج: أبْكارٌ، والمَصْدَرُ:
البَكارَةُ، بالفتح، والمرأةُ، والناقةُ إذا ولَدَتَا بَطْناً واحداً، وأوَّلُ كُلِّ شيءٍ، وكُلُّ فَعْلَةٍ لم يَتَقَدَّمْها مِثْلُها، وبَقَرَةٌ لم تَحْمِلْ، أو الفَتِيَّةُ، والسحابَةُ الغزيرةُ، وأوَّلُ ولَدِ الأَبَوَيْنِ، والكَرْمُ حَمَلَ أوَّلَ مَرَّةٍ.
والضَّرْبَةُ البِكْرُ: القاطِعَةُ القاتِلَةُ.
وبالضم، وبالفتح: وَلَدُ الناقَةِ، أو الفَتِيُّ منها، أو الثَّنِيُّ إلى أنْ يُجْذِعَ، أو ابنُ المَخاضِ إلى أن يُثْنِيَ، أو ابنُ اللَّبونِ، أو الذي لم يَبْزُلْ،
ج: أبْكُرٌ وبُكْرانٌ وبِكارَةٌ، بالفتح والكسر.
والبَكَراتُ: الحَلَقُ في حِلْيَةِ السَّيْفِ، وجِبالٌ شُمَّخٌ عند ماءٍ لِبَنِي ذُؤَيْبٍ يقالُ له: البَكْرَةُ، وقاراتٌ سُودٌ بِرَحْرَحانَ، أو بطريقِ مَكَّةَ.
والبَكْرَتانِ: هَضْبَتانِ لِبَنِي جَعْفَرٍ، وفيهما ماءٌ يقالُ له: البَكْرَةُ أيضاً.
وككَتَّانٍ: ة قُرْبَ شِيرازَ، واسْمٌ.
وكعُنُقٍ: حِصْنٌ باليمَنِ.
وكزُبَيْرٍ: اسْمٌ.
وأبو بَكْرَةَ: نُفَيْعُ بنُ الحارِثِ، أو مَسْروحٍ الصَّحابِيُّ، تَدَلَّى يومُ الطَّائِفِ من الحِصْنِ بِبَكْرَةٍ، فَكَنَاهُ صلى الله عليه سلم: أبا بَكْرَةَ.
والنِّسْبَةُ إلى أبي بَكْرٍ، وإلى بَنِي بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاةَ، وإلى بَكْرِ بنِ وائلٍ:
بَكْرِيٌّ، وإلى بَنِي أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ: بكْرَاوِيٌّ.
وبَكْرٌ: ع ببِلادِ طَيِّئٍ.
والبَكْرانُ: ع بناحيةِ ضَرِيَّةَ،
وة.
و"صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ" بِرَفْعِ سِنٍّ ونَصْبِهِ، أي: خَبَّرَنِي بما في نَفْسِه، وما انْطَوَتْ عليه ضُلوعُه، وأصْلُه: أنَّ رجُلاً ساوَمَ في بَكْرٍ، فقال: ما سِنُّهُ؟ فقال: بازِلٌ، ثم نَفَرَ البَكْرُ، فقال صاحِبُه له: هِدَعْ هِدَعْ، وهذه لفظَةٌ يُسَكَّنُ بها الصِّغارُ، فلما سَمِعَهُ المُشْتَرِي قال: "صَدَقَنِي سِنُّ بَكْرِهِ"، ونَصْبُه على مَعْنَى: عَرَّفَنِي، أو إرادَةِ خَبَرِ سِنِّ، أو في سِنِّ، فَحُذِفَ المُضافُ أو الجارُّ، ورَفْعُه على أنَّه جَعَلَ الصِّدْقَ للسِنِّ تَوَسُّعاً.
وبَكَّرَ تَبْكيراً: أتَى الصَّلاةَ لأِوَّلِ وقْتِها.
وابْتَكَرَ: أدْرَكَ أوَّلَ الخُطْبَةِ، وأكَلَ باكورَةَ الفاكِهَةِ،
و~ المرأةُ: ولَدَتْ ذَكَراً في الأَوَّلِ.
وأبْكَرَ: ورَدَتْ إبلُهُ بُكْرَةً.
وبَكْرونُ: اسمٌ.

العَقْبُ (القاموس المحيط) [2]


العَقْبُ: الجَرْيُ بَعْدَ الجَرْيِ، والوَلَدُ، وولَدُ الوَلَدِ.
كالعَقِبِ، ككَتِفٍ، وبالضم وبضمَّتين: العاقِبَةُ.
وككَتِفٍ: مُؤَخَّرُ القَدَمِ، وبالتَّحْريكِ: العَصَبُ تُعْمَلُ منه الأَوْتارُ.
وعَقَبَ القَوْسَ: لَوَى شيئاً منها عليها.
والعاقِبَةُ: الوَلَدُ، وآخِرُ كُلِّ شيءٍ.
والعاقِبُ: الذي يَخْلُفُ السَّيِّدَ، والذي يَخْلُفُ مَنْ كان قَبْلَهُ في الخَيْرِ، كالعَقُوبِ.
وعَقَبَهُ: ضَرَبَ عَقِبَهُ، وخَلَفَهُ،
كأَعْقَبَهُ، وبَغاهُ بِشَرٍّ.
والعُقْبَةُ، بالضم: النَّوْبَةُ، والبَدَلُ، واللَّيْلُ والنَّهارُ، لأَنَّهُما يَتَعَاقَبَانِ،
و~ من الطائرِ: مسافَةُ ما بينُ ارْتِفاعِهِ وانْحِطاطِهِ، وشيءٌ من المَرَقِ يَرُدُّهُ مُسْتَعيرُ القِدْرِ إذا رَدَّهَا،
و~ منَ الجَمالِ: أثرُهُ وهَيْئَتُه.
ويُكْسَرُ، وبالتَّحْريكِ: مَرْقىً صَعْبٌ من الجِبالِ،
ج: عِقابٌ.
ويَعْقوبُ: اسْمُه: إِسْرَائِيلُ، وُلِدَ مع عِيصُو في بطْنٍ واحدٍ، وكان مُتَعَلِّقاً بِعَقِبِه.
واليَعْقوبُ: . . . أكمل المادة الحَجَلُ.
ويَعْقوبُ بنُ سَعيدٍ، وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمدِ بنِ عَلِيٍّ، ومحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمد بنِ يَعْقوبَ، ومحمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ سَعِيدٍ اليَعْقُوبِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
وإِبِلٌ مُعاقِبَةٌ: تَرْعَى مَرَّةً في حَمْضٍ ومَرَّةً في خُلَّةٍ، وأمَّا التي تَشْرَبُ الماءَ ثم تَعُودُ إلى المَعْطِنِ ثم إلى الماءِ فهي: العَواقِبُ.
وأعْقَبَ زَيْدٌ عَمْراً: رَكِبا بالنَّوْبَةِ.
وعاقَبَهُ وعَقَّبَهُ تَعْقيباً: جاءَ بِعَقِبِهِ.
والمُعَقِّباتُ: ملائكةُ اللَّيْلِ والنهارِ، والتَّسْبِيحاتُ يَخْلُفُ بعضُها بعضاً، واللَّواتي يَقُمْنَ عندَ أعْجازِ الإِبِلِ، المُعْتَرِكاتِ على الحَوْضِ، فإِذا انْصَرَفَتْ ناقَةٌ دَخَلَتْ مكانَها أُخْرَى.
والتَّعْقيبُ: اصْفِرارُ ثَمَرَةِ العَرْفَجِ، وأن تَغْزُوَ ثم تُثَنِّيَ مِنْ سَنَتِكَ، والتَّرَدُّدُ في طَلَبِ المَجْدِ، والجُلُوسُ بعدَ الصَّلاةِ لِدُعاءٍ، والصَّلاةُ بعدَ التَّراويحِ، والمُكْثُ، والالتِفاتُ.
والعُقْبَى: جزاءُ الأَمْرِ.
وأعْقَبَه: جازاهُ،
و~ الرَّجُلُ: ماتَ وخَلَّفَ عَقِباً،
و~ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ: رَدَّها وفيها العُقْبَةُ.
وتَعَقَّبَهُ: أخَذَهُ بذَنْبٍ كان منه،
و~ عنِ الخَبَرِ: شَكَّ فيه، وعاد للسُّؤالِ عنه.
واعْتَقَبَ السِّلْعَةَ: حَبَسَها عَنِ المُشْتَرِي حتى يَقْبِضَ الثَّمَنَ.
والعُقابُ، بالضمِّ: طائِرٌ م،
ج: أعْقُبٌ وعِقْبانٌ، وحَجَرٌ ناتِئٌ في جَوْفِ البِئْرِ يَخْرِقُ الدَّلْوَ، وصَخْرَةٌ ناتِئَةٌ في عُرْضِ جَبَلٍ كَمِرْقاةٍ، وشِبْهُ لَوْزَةٍ تَخْرُجُ في إحْدَى قَوائِمِ الدَّابةِ، وخَيْطٌ صَغيرٌ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ القُرْطِ، ومَسِيلُ الماءِ إلى الحَوْضِ، والحَجَرُ يَقُومُ عليه السَّاقِي، وأفْراسٌ لهم، ورايةٌ للنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، والرَّابِيَةُ، وكُلُّ مُرْتَفِعٍ لم يَطُلْ جِدّاً، وكَلْبَةٌ، وامْرأَةٌ.
وكَزُبَيْرٍ: صَحَابِيُّ.
وكالقُبَّيْطِ: طائِرٌ،
وع.
وكالمِنْبَرِ: الخِمَارُ للمَرْأةِ، والقُرْطُ، والسَّائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ، والذي تَرَشَّحَ لِلخلافَةِ بَعْدَ الإِمامِ.
وكمُعَظَّمٍ: مَنْ يَخْرُجُ مِنْ حَانَةِ الخَمَّارِ إذا دَخَلَها مَنْ هو أَعْظَمُ منه.
والمِعْقابُ: البَيْتُ يُجْعَلُ فيه الزَّبيبُ.
واسْتَعْقَبَهُ وتَعَقَّبَهُ: طَلَبَ عَوْرَتَهُ أو عَثْرَتَهُ.
وعَقِبٌ، كَكَتِفٍ،
وكَفْرُ تِعْقابٍ، بالكسرِ: ع.
ويَعْقوبَا: ة بِبَغْدادَ.
واليَعْقوبِيُّونَ: جَمَاعَةٌ مُحَدِّثونَ.
وثَنِيَّةُ العُقابِ: بِدِمَشْقَ.
ونِيقُ العُقابِ: بالجُحْفَةِ.
وتِعْقابٌ، بالكسرِ: رَجُلٌ.
والعَقْبَةُ، ويُكْسَرُ: ضَرْبٌ مِنْ ثيابِ الهَوْدَجِ مَوْشِيُّ.
وعُقابٌ عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاةٌ: ذاتُ مَخالِبَ حِدادٍ.
وأبو عُقابٍ، كغُرابٍ: تابِعِيٌّ.
وابنُ عُقابَ: الشَّاعِرُ جَعْفَرُ بنُ عبدِ اللهِ، وعُقابُ: أُمُّهُ.
والمُعْقِبُ: نَجْمٌ
يَعْقُبُ نَجْماً، أي: يَطْلُعُ بَعْدَهُ.
وعبدُ المَلِكِ بنُ عَقَّابٍ، كَكَتَّانٍ: مُحدِّثٌ.

بكر (مقاييس اللغة) [1]



الباء والكاف والراء أصلٌ واحدٌ يرجع إليه فرعان هما منه. فالأوّل أوّلُ الشيء وبَدْؤُه.
والثاني مشتقٌّ منه، والثالث تشبيه. فالأول البُكرة وهي الغَداة، والجمع البُكَر.
والتبكير والبُكور والابتكار المُضِيُّ في ذلك الوقت.
والإبكار: البُكْرَة، كما أنّ الإصباح اسمُ الصُّبح.
وباكَرْتُ الشيء إذا بكَرْتَ عليه.قال أبو زيد: أبكرتُ الوِرْدَ إبكاراً، وأبكرتُ الغَدَاءَ، وبكَرْتُ على الحاجة وأبكَرْتُ غيري، بَكَرْتُ وأبكرْتُ.
ويقال رجلٌ بَُِكْرٌ صاحب بُكورٍ. كما يقال حَذُِر. قال الخليل: غيثٌ باكُورٌ وهو المبكّر في أول الوَسمِيّ، وهو أيضاً السّاري في أول اللّيْل وأول النهار. قال:
جَرَّتِ الرِّيحُ بها عُثْنُونَها      وتَهادَتْها مَدَاليجُ بُكُرْ

يقال: سحابةٌ مِدْلاجٌ بَكُورٌ.
ويقال بكّرَتِ الأمطارُ تبكيراً وبَكَرَتْ بُكُوراً، إذا تقدَّمَت.الفرّاء: أبْكَرَ السّحاب . . . أكمل المادة وبَكَر، وبَكَّرَ، وبكَرَتِ الشجرة وأبكرَت وبكّرَت تبكِّرُ تبكيراً وبَكَرَتْ بُكُوراً، وهي بَكورٌ، إذا عَجَّلَتْ بالإثمار واليَنْع، وإذا كانت عادتُها ذاك فهي مِبْكار، وجمع بَكُور بُكُر، قال الهُذَليّ:
ذلكَ ما دِينُكَ إذْ جُنِّبَتْ      في الصُّبْحِ مِثْلَ البُكُرِ المُبْتِلِ

والتَّمَرَةُ باكورةٌ، ويقال هي البَكيرةُ والبَكائِرُ.
ويقال أرضٌ مِبْكَارٌ، إذا كانت تنْبِتُ في أوّل نبات الأرض. قال الأخطل:فهذا الأصلُ الأوّل، وما بعده مشتقٌّ منه. فمنه البَكْر من الإبل، ما لم يَبْزُلْ بَعْدُ.
وذلك لأنَّه في فَتَاءِ سِنِّهِ وأوّلِ عُمْرِه، فهذا المعنى الذي يجمَعُ بينه وبين الذي قبلهَ، فإذا بَزَلَ فهو جَمَلٌ.
والبَكْرَةُ الأنثى، فإذا بَزَلَتْ فهي ناقة.قال أبو عبيدة: وجمعه بِكَار، وأدنى العدد ثلاثة أَبْكُر.
ومنه المثل: "صدَقَنِي سِنُّ بَكْرِه" وأَصلُه أنَّ رجلاً ساوَمَ آخر بِبَكْرٍ أراد شِرَاءَه وسأل البائع عن سِنِّه، فأخْبَرَه بغير الصِّدق فقال: بَكْرٌ -وكان هَرِماً- فَفَرَّهُ المشتري، فقال: "صدَقَني سِنُّ بَكْرِهِ".قال التميميّ: يسمَّى البَعير بَكْراً من لَدُنْ يُرْكَب إلى أن يُرْبِع، والأنثى بَكرَةٌ.
والقَعُود البَكْر. قال: ويقول العَرَب: "أرْوَى مِنْ بَكْرِ هَبَنّقَةَ" وهو الذي كانيُحَمّقُ؛ وكان بَكْرُه يَصْدُر عن الماء مع الصّادِرِ وقد رَوِيَ، ثم يَرِدُ مع الوَارِدِ قبل أنْ يصل إلى الكلأ.قال الخليل: والبِكْرُ من النّساء التي لم تُمْسَسْ* قَطُّ. قال أبو عبيدٍ: إذا وَلَدَتِ المرأَةُ واحداً فهي بِكْرٌ أيضاً. قال الخليل: يسمَّى بِكْراً أو غُلاماً أو جارية.
ويقال أشدُّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَين. قال: وبقرةٌ بِكْرٌ فَتِيّةٌ لم تَحْمِلْ.
والبِكْرُ من كلِّ أَمرٍ أَولُه.
ويقول: ما هذا الأمْرُ بِبَكيرٍ ولا ثَنِيٍّ، على معنى ما هو بأوّلٍ ولا ثانٍ. قال:
وقوفٌ لَدَى الأبوابِ طُلاَّبُ حَاجَةٍ      عَواناً من الحاجاتِ أو حاجةً بكرا

والبِكْرُ: الكَرْم الذي حَمَلَ أوّل مرّة. قال الأعشى:
تَنَخَّلَها مِنْ بِكار القطاف      أُزَيْرِقُ آمِنُ إكْسادِها

قال الخليل: عَسَلٌ أبْكارٌ تُعَسِّلُه أبكار النَّحْل، أي أفْتاؤُها، ويقال بل الأَبكارُ من الجَواري يَلِينَهُ. فهذا الأَصلُ الثاني، وليس بالبعيد من قياس الأوّل.وأما الثالث فالبَكَْرَةُ التي يُسْتَقَى عليها.
ولو قال قائل إنها أُعِيرَتْ اسمَ البَكْرَة من النُّوق كان مذهباً، والبَكرة معروفة. قال امرؤُ القيس:
كأنَّ هادِيَها إذْ قَامَ مُلْجِمُها      قَعْوٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ

وَثَمَّ حَلَقات في حِلْية السّيف تسمّى بَكَراتٍ.
وكلُّ ذلك أصلهُ واحد.

نحس (العباب الزاخر) [1]


ابن عبّاد: النَّحْسُ: الأمر المُظْلِم. والنَّحْسَانِ: زُحَل والمِرِّيْخ، والسُّعْدَانِ: المُشْتَري والزُهْرَة.
ويقال ثلاثُ ليالٍ اللاّتي يقال لَهُنَّ الظُّلَمُ: النُّحسُ.
ويقال: أيّامٌ نَحِيْسَةٌ، كما يقال: أيامٌ سَعِيْدَة. والنَّحْسُ: ضِدُّ السَّعْدِ، قال الله تعالى: (في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)، وقَرَأَ الحَسَن البصريّ: (في يَوْمٍ نَحِسٍ) بالتَّنْوينِ وكسر الحاء، وعنه أيضاً: يَوْمٍ نَحِسٍ ويَوْمِ نَحِسٍ؛ على الصِّفَةِ والإضافَةِ والحاء مَكْسورة.
وقَرَأَ قُرّاءُ الكوفة والشَّامِ ويَزِيْدُ: (في أيّامٍ نَحِسَاتٍ) بكسر الحاء؛ والباقونَ بسُكُونها. وقد نَحِسَ الشَّيْء -بالكسر- فهو نَحِسٌ أيضاً، قال:
أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَـهـم      طَيّاً وبَهْرَاءَ قَوْمٌ نَصْرُهُم نَحِسٌ

ومنه قيل: أيّامٌ نَحِسات. ونَحُسَ -أيضاً- بالضَّمِّ، ومنه قراءة عبد الرّحمن بن أبي بَكْرَة: "منْ نارٍ ونَحُسَ" على أنَّه . . . أكمل المادة فِعْلٌ ماضٍ، أي نَحُسَ يَوْمُهم أو حالهُم. والعَرَب تُسَمِّي الرِّيْحَ البارِدَة إذا دَبَرَتْ: نَحْساً، قال عمرو بن أحْمَرَ الباهليّ:
كأنَّ سُلافَةَ عُرِضَت لِنَحْسٍ      تُحِيْلُ شَفِيْفهـا الـزُّلالا

وقال ابن دريد: النَّحْسُ: الغُبارُ في أقطار السَّماء إذا عَكَفَ الجَدْبُ عليها.
ويقال: عامٌ ناحِسٌ ونَحِيْسٌ -زَعَموا-.
ويقال: هاجَ النَّحْسُ: أي الغُبارُ، قال:
إذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثَانِيْنَ والْتَقَتْ      سَبَارِيْتُ أغْفَالٌ بها الآلُ يَمْصَحُ

وقال ابن دريد: المَنَاحِسُ: المَشَائمُ. والنُّحَاسُ: القِطْرُ، عَرَبيٌ مَعروف. وقال ابن فارِس: النُّحاسُ: النّار، قال البَعِيْث:
دَعُوا الناسَ إنّي سَوْفَ تَنْهى مَخافَتي      شَياطِينَ يُرْمى بالنُّحاسِ رَجِيْمُهـا

وقال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ: ما سَقَطَ من شَرَارِ الصُّفْرِ أو الحَديد إذا ضُرِبَ بالمِطْرَقَةِ، قال النابغة الذُبْيَانيّ:
كأنَّ شُوَاظَهُنَّ بِـجـانِـبَـيْهِ      نُحَاسُ الصُّفْرِ تَضْربُهُ القُيُوْنُ

وقوله تعالى: (يُرْسَلُ عليكما شُوَاظٌ من نارٍ ونُحَاسٌ) قال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ -ها هُنا- الدخانُ الذي لا لَهَبَ فيه، قال النابغة الجَعْديّ رضي الله عنه:
يُضِيء كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيْ      طِ لم يَجْعَلِ اللهُ فيه نُحَاسا


والنِّحاسُ -بالكسر- لُغَةٌ فيه، وقَرَأَ مُجَاهِد: من نارٍ ونِحاسٌ -بكسر النّون ورفع السين. والنُّحاسُ والنِّحاسُ -أيضاً-: الطَّبيعَة والأصْل، قال لَبيد رضي الله عنه:
وكَم فينا إذا ما المَحْـلُ أبْـدى      نحاسَ القَوْمِ من سَمْحٍ هَضُوْمِ

وقال آخَر:
يا أيُّها السائلُ عن نحاسي     

وقال ابن الأعرابيّ: النُّحاسُ: مَبْلَغُ أصْلِ الشَّيْءِ، يقال: فُلانٌ كريم النُّحاسُ والنِّحاسُ: أي كريم النّجَار. وقال أبو عمرو: نَحَسَتْهُ الإبِلُ: عَنَّتْهُ وأشْقَتْهُ. ونَحَسَه: جَفَاه. وقال ابن دريد: قَوْلُهم: تَنَحَّسَتِ النَّصارى عَرَبيٌّ معروف، لِتَرْكِهِم أكْلَ لَحْمِ الحَيْوان.
وتَنَهَّسَ - في هذا- لَحْنُ العَوَامِّ. وقال ابن السكِّيت: تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخْبارِ: أي تَخَبَّرْتُ عنها؛ وتَتَبَّعْتُها بالاسْتِخْبَارِ، ويكون ذلك سِرّاً وعَلانِيَة. وتَنَحَّسَ الرَّجُلُ: إذا جاعَ.
ومنه قَوْلُهم: تَنَحَّسَ لِشُرْبِ الدَّواءِ: إذا تَجَوَّعَ له. واسْتَنْحَسْتُ الأخْبارَ: مِثْلُ تَنَحَّسْتُها، وكذلك اسْتَنْحَسْتُ عن الأخْبَارِ. والتركيب يدل على ضِدِّ السَّعْدِ.

وصف (لسان العرب) [1]


وصَف الشيءَ له وعليه وصْفاً وصِفةً: حَلاَّه، والهاء عوض من الواو، وقيل: الوصْف المصدر والصِّفةُ الحِلْية، الليث: الوصف وصفك الشيء بحِلْيته ونَعْته.
وتواصَفُوا الشيءَ من الوصف.
وقوله عز وجل: وربُّنا الرحمن المُستعان على ما تصفون؛ أَراد ما تصفونه من الكذب.
واستوْصَفَه الشيءَ: سأَله أَن يَصفه له.
واتَّصَف الشيءُ: أَمكن وصْفُه؛ قال سحيم: وما دُمْيةٌ من دُمى مَيْسَنا نَ، مُعْجِبةً نَظَراً واتِّصافا (* قوله «دمية من دمى» أَنشده في مادة ميس: قرية من قرى، وأراد الشاعر ميسان فاضطر فزاد النون كما نبه عليه المؤلف هناك.) اتَّصف من الوصف.
واتصف الشيء أَي صار مُتواصِفاً؛ قال طرَفة بن العبد: إنّي كَفانيَ من أَمْرٍ هَمَمْتُ به جارٌ، . . . أكمل المادة كجار الحُذاقيِّ الذي اتَّصَفا أَي صار موصوفاً بحُسْن الجِوار.
ووصَف المُهْرُ: توجَّه لحُسْنِ السير كأَنه وصَف الشيء.
ويقال للمهر إذا توجّه لشيء من حُسن السير: قد وصَفَ معناه أَنه قد وصفَ المشي. يقال: مَهُر حين وصَف.
ووصَفَ المُهرُ إذا جاد مشْيُه؛ قال الشمّاخ: إذا ما أَدْلَجَتْ، وصَفَتْ يداها لها الإدْلاجَ، لَيلةَ لا هُجوع يريد أَجادت السير.
وقال الأَصمعي: أَي تَصِف لها إدلاجَ الليلة التي لا تَهْجَعُ فيها؛ قال القُطامي: وقِيدَ إلى الظَّعِينةِ أَرْحَبيٌّ، جُلالٌ هَيْكَلٌ يَصِفُ القِطارا أَي يَصِفُ سِيرةَ القِطار.
وبَيْعُ المُواصفةِ: أَن يبيع الشيء من غير رُؤية.
وفي حديث الحسن أَنه كره المُواصفة في البيع؛ قال أَحمد بن حنبل: إذا باع شيئاً عنده على الصفة لزمه البيع؛ وقال إسحق كما قال؛ قال الأَزهري: هذا بيع على الصفة المضمونة بلا أَجل يُميَّز له، وهو قول الشافعي، وأَهلُ مكة لا يجيزون السَّلَم إذا لم يكن إلى أَجل معلوم.
وقال ابن الأَثير: بيع المواصفة هو أَن يبيع ما ليس عنده ثم يَبتاعَه فيدفَعَه إلى المشتري، قيل له ذلك لأَنه باع بالصفة من غير نَظر ولا حِيازَة مِلك.
وقوله في حديث عمر، رضي اللّه عنه: إن لا يَشِفّ فإنه يَصِفُ أَي يصفها، يريد الثوب الرقيق إن لم يبن منه الجَسد فإنه لرقَّته يصف البدن فيظهر منه حَجْم الأَعضاء، فشبّه ذلك بالصفة كما يصف الرجل سِلْعَته.
وغلام وَصِيف: شابّ، والأُنثى وصِيفة.
وفي حديث أُم أَيمن: أَنها كانت وصيفة لعبد المطلب أَي أَمة، وقد أَوصَفَ ووَصُف وَصافة. ابن الأَعرابي: أَوْصَفَ الوصِيفُ إذا تمَّ قَدُّه، وأَوصَفتِ الجارية، ووَصِيفٌ ووُصَفاء ووَصِيفة ووَصائفُ.
وأَما أَبو عبيد فقال: وَصِيفٌ بيّن الوَصافةِ، وأَما ثعلب فقال: بيِّن الإيصافِ، وأَدْخلاه في المصادر التي لا أَفعال لها.
وفي حديث أَبي ذرّ، ورضي اللّه عنه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال له: كيف أَنت وموتٌ يُصِيب الناسَ حتى يكون البيتُ بالوَصِيف؟ الوَصِيف: العبد، والأَمة وصِيفةٌ؛ قال شمر: معناه أَن الموت يكثر حتى يصير موضعُ قبر يُشترى بعبد من كثرة الموت، مثل المُوتان الذي وقع بالبصرة وغيرها.
وبيت الرجل: قبره، وقبر الميت: بيته.
والوصيف: الخادم، غلاماً كان أَو جارية.
ويقال وصُف الغلامُ إذا بلغ الخِدمة، فهو وصِيف بيّن الوَصافة، والجمع وُصَفاء.
وقال ثعلب: وربما قالوا للجارية وصيفة بيّنة الوَصافة والإيصاف، والجمع الوصائف.
واسْتوْصَفْت الطبيبَ لدائي إذا سأَلته أَن يصف لك ما تَتعالج به.
والصِّفة: كالعِلْم والسواد. قال: وأَما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا لأن الصفة عندهم هي النعت، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضارب، والمفعول نحو مضروب وما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه، وما يجري مجرى ذلك، يقولون: رأَيت أَخاك الظَّريفَ، فالأَخ هو الموصوف، والظريف هو الصفة، فلهذا قالوا لا يجوز أَن يضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أَن يضاف إلى نفسه لأَن الصفة هي الموصوف عندهم، أَلا ترى أَن الظريف هو الأَخ؟

غول (لسان العرب) [1]


غاله الشيءُ غَوْلاً واغْتاله: أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر.
والغُول: المنيّة.
واغْتاله: قَتَله غِيلة، والأَصل الواو. الأَصمعي وغيره: قَتل فلان فلاناً غِيلة أَي في اغْتيال وخُفْية، وقيل: هو أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إِلى مكان قد استخفى له فيه مَن يقتله؛ قال ذلك أَبو عبيد.
وقال ابن السكيت: يقال غاله يَغُوله إِذا اغْتاله، وكل ما أَهلك الإِنسان فهو غُول، وقالوا: الغضب غُول الحلم أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله ويذهب به.
ويقال: أَيَّةُ غُول أَغْوَل من الغضب.
وغالتْ فلاناً غُول أَي هَلَكَةٌ، وقيل: لم يُدْر أَين صَقَع. ابن الأَعرابي: وغال الشيءُ زيداً إِذا ذهب به يَغُوله.
والغُول: كل شيء ذهب بالعقل. الليث: غاله الموت أَي . . . أكمل المادة أَهلكه؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو زيد: غَنِينَا وأَغْنانا غنانا، وغالَنا مآكل، عَمَّا عندكم، ومَشاربُ يقال: غالنا حَبَسنا. يقال: ما غالك عنا أَي ما حبَسك عنا. الأَزهري: أَبو عبيد الدواهي وهي الدَّغاوِل، والغُول الداهية.
وأَتَى غُوْلاً غائلة أَي أَمراً منكَراً داهياً.
والغَوائل: الدواهي.
وغائِلة الحوض: ما انخرق منه وانثقب فذهب بالماء؛ قال الفرزدق: يا قيسُ، إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ، بِرِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير وتَغَوَّل الأَمرُ: تناكر وتَشابه.
والغُول، بالضم: السِّعْلاة، والجمع أَغْوال وغِيلان.
والتَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يقال: تَغَوَّلت المرأَة إِذا تلوّنت؛ قال ذو الرمة: إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلت بها الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعام السَّوارِحُ وتَغَوَّلت الغُول: تخيلت وتلوّنت؛ قال جرير: فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير ماضِيٍ، ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ (* قوله «غير ماضيٍ» هكذا في الأصل وفي ديوان جرير: فيوماً بجارين الهوى غير ماصِباً، وربما كان في الروايتين تحريف). قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ويروى: فيوماً يُجارِيني الهَوى، ويروى: يوافِيني الهوى دون ماضي.
وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول.
وتَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل، وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق ولا تصلّوا عليها فإِنها مأْوى الحيات والسباع أَي ادفعوا شرّها بذكر الله، وهذا يدل على أَنه لم يرد بنفيها عدمَها، وفي الحديث: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا غُولَ؛ كانت العرب تقول إِن الغِيلان في الفَلَوات تَراءَى للناس، فتَغَوَّلُ تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً فتضلهم عن الطريق وتُهلكهم، وقال: هي من مَردة الجن والشياطين، وذكرها في أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، ما قالوا؛ قال الأَزهري: والعرب تسمي الحيّات أَغْوالاً؛ قال ابن الأَثير: قوله لا غُولَ ولا صَفَر، قال: الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والجن، كانت العرب تزعم أَن الغُول في الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تغوّلاً أَي تتلوَّن تلوّناً في صُوَر شتَّى وتَغُولهم أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبطله؛ وقيل: قوله لا غُولَ ليس نفياً لعين الغُول ووُجوده، وإِنما فيه إِبطال زعم العرب في تلوّنه بالصُّوَر المختلفة واغْتياله، فيكون المعنيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل أَحداً، ويشهد له الحديث الآخر: لا غُولَ ولكن السَّعالي؛ السَّعالي: سحرة الجن، أَي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل.
وفي حديث أَبي أَيوب: كان لي تمرٌ في سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجيء فتأْخذ.
والغُول: الحيَّة، والجمع أَغْوال؛ قال امرؤ القيس: ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال قال أَبو حاتم: يريد أَن يكبر بذلك ويعظُم؛ ومنه قوله تعالى: كأَنه رؤوس الشياطين؛ وقريش لم تَرَ رأْس شيطان قط، إِنما أَراد تعظيم ذلك في صدورهم، وقيل: أَراد امرؤ القيس بالأَغْوال الشياطين، وقيل: أَراد الحيّات، والذي هو أَصح في تفسير قوله لا غُول ما قال عمر، رضي الله عنه: إِن أَحداً لا يستطيع أَن يتحوّل عن صورته التي خلق عليها، ولكن لهم سحرَة كسحرتكم، فإِذا أَنتم رأَيتم ذلك فأَذِّنوا؛ أَراد أَنها تخيّل وذلك سحر منها. ابن شميل: الغُول شيطان يأْكل الناس.
وقال غيره: كل ما اغْتالك من جنّ أَو شيطان أَو سُبع فهو غُول، وفي الصحاح: كل ما اغْتال الإِنسان فأَهلكه فهو غُول.
وذكرت الغِيلان عند عمر، رضي الله عنه، فقال: إِذا رآها أَحدكن فليؤذِّن فإِنه لا يتحوّل عن خلقه الذي خلق له.
ويقال: غالَتْه غُول إِذا وقع في مهلكه.
والغَوْل: بُعْد المَفازة لأَنه يَغْتال من يمرّ به؛ وقال:به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَه، بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِ المِيلَهُ: أَرض تُوَلّه الإِنسان أَي تحيِّره، وقيل: لأَنها تَغْتال سير القوم.
وقال اللحياني: غَوْل الأَرض أَن يسير فيها فلا تنقطع.
وأَرض غَيِلة: بعيدة الغَوْل، عنه أَيضاً.
وفلاة تَغَوَّل أَي ليست بيِّنة الطرق فهي تُضَلِّل أَهلَها، وتَغَوُّلها اشتِباهُها وتلوُّنها.
والغَوْل: بُعْد الأَرض، وأَغْوالها أَطرافُها، وإِنما سمي غَوْلاً لأَنها تَغُول السَّابِلَة أَي تقذِف بهم وتُسقطهم وتبعِدهم. ابن شميل: يقال ما أَبعد غَوْل هذه الأَرض أَي ما أَبعد ذَرْعها، وإِنها لبعيدة الغَوْل.
وقد تَغَوَّلت الأَرض بفلان أَي أَهلكته وضلّلته.
وقد غالَتْهم تلك الأَرض إِذا هلكوا فيها؛ قال ذو الرمة: ورُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ، تَغُول مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا وهذه أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لا يَسْتَبين فيها المشي من بُعْدها وسعتها؛ قال العجاج: وبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ، مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي ابن خالويه: أَرض ذات غَوْل بعيدة وإِن كانت في مَرْأَى العين قريبة.
وامرأَة ذات غَوْل أَي طويلة تَغُول الثياب فتقصُر عنها.
والغَوْل: ما انهبط من الأَرض؛ وبه فسر قول لبيد: عَفَتِ الديارُ مَحَلّها، فمُقامُها، بِمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها وقيل: إِن غَوْلها ورِجامها في هذا البيت موضعان.
والغَوْل: التُّراب الكثير؛ ومنه قول لبيد يصف ثوراً يَحْفِر رملاً في أَصل أَرْطاةٍ: ويَبْري عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً، يَرى دُونَها غَوْلاً، من الرَّمْلِ، غائِلا ويقال للصَّقْر وغيره: لا يغتاله الشبع؛ قال زهير يصف صَقْراً: من مَرْقَبٍ في ذُرى خَلقاء راسِيةٍ، حُجْن المَخالِبِ لا يَغْتاله الشِّبَعُ أَي لا يذهب بقُوّته الشبع، أَراد صقراً حُجْناً مخالبُه ثم أَدخل عليه الأَلف واللام.
والغَوْل: الصُّداع، وقيل السُّكر، وبه فسر قوله تعالى: لا فيها غَوْل ولا هم عنها يُنْزَفون؛ أَي ليس فيها غائلة الصُّداع لأَنه تعالى قال في موضع آخر: لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزِفون.
وقال أَبو عبيدة: الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم؛ وأَنشد: وما زالت الخمر تَغْتالُنا، وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَي توصِّل إِلينا شرًّا وتُعْدمنا عقولَنا. التهذيب: معنى الغَوْل يقول ليس فيها غيلة، وغائلة وغَوْل سواء.
وقال محمد بن سلام: لا تَغُول عقولهم ولا يسكَرون.
وقال أَبو الهيثم: غالَتِ الخمر فلاناً إِذا شربها فذهبت بعقله أَو بصحة بدنه، وسميت الغُول التي تَغُول في الفَلوات غُولاً بما توصِّله من الشرِّ إِلى الناس، ويقال: سميت غُولاً لتلوُّنها، والله أَعلم.
وقوله في حديث عهدة المَماليك: لا داء ولا خِبْثَةَ ولا غائِلة؛ الغائلة فيه أَن يكون مسروقاً، فإِذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه أَي أَتلفه وأَهلكه. يقال: غاله يَغُوله واغْتاله أَي أَذهبه وأَهلكه، ويروى بالراء، وهو مذكور في موضعه.
وفي حديث بن ذي يَزَن: ويَبْغُون له الغَوائل أَي المهالك، جمع غائلة.
والغَوْل: المشقَّة.
والغَوْل: الخيانة.
ويروى حديث عهدة المماليك: ولا تَغْيِيب؛ قال ابن شميل: يكتب الرجل العُهود فيقول أَبيعُك على أَنه ليس لك تَغْيِيب ولا داء ولا غائلة ولا خِبْثة؛ قال: والتَّغْيِيب أَن لا يَبِيعه ضالَّة ولا لُقَطة ولا مُزَعْزَعاً، قال: وباعني مُغَيَّباً من المال أَي ما زال يَخْبَؤُه ويغيِّبه حتى رَماني به أَي باعَنِيه؛ قال: والخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة، والغائلة المغيَّبة أَو المسروقة، وقال غيره: الداء العَيْب الباطن الذي لم يُطْلِع البائعُ المشتري عليه، والخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لا يحل ملكه لأَمانٍ سبق له أَو حرِّية وجبت له، والغائلة أَن يكون مسروقاً، فإِذا استُحِق غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه؛ قال محمد بن المكرم: قوله الخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيب الأَصل كأَنه حرّ الأَصل فيه تسمُّح في اللفظ، وهو إِذا كان حرّ الأَصل كان طيِّب الأَصل، وكان له في الكلام متَّسع لو عدَل عن هذا.
والمُغاوَلة: المُبادرة في الشيء.
والمُغاوَلة: المُبادَأَة؛ قال جرير يذكر رجلاً أَغارت عليه الخيل: عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ، كأَنها طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا قال ابن بري: البيت للأَخطل لا لجرير.
ويقال: كنت أُغاوِل حاجة لي أَي أُبادِرُها.
وفي حديث عَمّار: أَنه أَوْجَز في الصلاة وقال إِني كنت أُغاوِلُ حاجةً لي.
وقال أَبو عمرو: المُغاوَلة المُبادَرة في السير وغيره، قال: وأَصل هذا من الغَوْل، بالفتح، وهو البعد. يقال: هوَّن الله عليك غَوْل هذا الطريق.
والغَوْل أَيضاً من الشيء يَغُولك: يذهب بك.
وفي حديث الإِفْك: بعدما نزلوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين في السَّير.
وفي حديث قيس بن عاصم: كنت أُغاوِلُهم في الجاهلية أَي أُبادِرهم بالغارة والشرّ، من غاله إِذا أَهلكه، ويروى بالراء وقد تقدم.
وفي حديث طهفة: بأَرض غائِلة النَّطاة أَي تَغُول ساكنها ببعدها؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ يصف حماراً وأُتُناً: إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْـ ـنَ أَرضاً، ويَغْتالُها باغْتِيال قال السكري: يَغْتال جريَها بِجَريٍ من عنده.
والمِغْوَل: حديدة تجعل في السوط فيكون لها غِلافاً، وقيل: هو سيف دقيق له قَفاً يكون غمده كالسَّوْط؛ ومنه قول أَبي كبير: أَخرجت منها سِلْعَة مهزولة، عَجْفاء يَبْرُق نابُها كالمِغْوَل أَبو عبيد: المِغْول سوط في جوفه سيف، وقال غيره: سمي مِغْوَلاً لأَن صاحبه يَغْتال به عدوَّه أَي يهلكه من حيث لا يحتسبه، وجمعه مَغاوِل.
وفي حديث أُم سليم: رآها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبيدها مِغْوَل فقال: ما هذا؟ قالت: أَبْعَج به بطون الكفَّار؛ المِغوَل، بالكسر: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه، وقيل: هو حديدة دقيقة لها حدٌّ ماضٍ وقَفاً، وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشدُّه الفاتِك على وسَطه ليَغْتال به الناس.
وفي حديث خَوَّات: انتزعت مِغْولاً فوَجَأْت به كبده.
وفي حديث الفيل حين أَتى مكة: فضربوه بالمِغْوَل على رأْسه.
والمِغْوَل: كالمِشْمَل إِلا أَنه أَطول منه وأَدقّ.
وقال أَبو حنيفة: المِغْوَل نَصْل طويل قليل العَرْض غليظ المَتْن، فوصف العرض الذي هو كمِّية بالقلة التي لا يوصف بها إِلا الكيفية.
والغَوْل: جماعة الطَّلْح لا يشاركه شيء.
والغُولُ: ساحرة الجن، والجمع غِيلان.
وقال أَبو الوفاء الأَعرابيُّ: الغُول الذكَر من الجن، فسئل عن الأُنثى فقال: هي السِّعْلاة.
والغَوْلان، بالفتح: ضرب من الحَمْض. قال أَبو حنيفة: الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شبيه بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ منه وهو مرعى؛ قال ذو الرمة: حَنِينُ اللِّقاح الخُور حرَّق ناره بغَوْلان حَوْضَى، فوق أَكْبادها العِشْر والغُولُ وغُوَيْلٌ والغَوْلان، كلها: مواضع.
ومِغْوَل: اسم رجل.

كنس (لسان العرب) [1]


الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض. كَنَسَ الموضع يَكْنُسُه، بالضم، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عنه.
والمِكْنَسَة: ما كُنِس به، والجمع مَكانِس.
والكُناسَة: ما كُنِسَ. قال اللحياني: كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض.
والكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ.
وفَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.
والمَكْنِسُ (* قوله «والمكنس» هكذا في الأصل مضبوطاً بكسر النون، وهومقتضى قوله بعد البيت وكنست الظباء والبقر تكنس بالكسر، ولكن مقتضى قوله قبل البيت وهو من ذلك لأنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين.): مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فيه من الحرِّ، وهو . . . أكمل المادة الكِناسُ، والجمع أَكْنِسَة وكُنْسٌ، وهو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتى تصل إِلى الثَّرَى، وكُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ وجُزُرات؛ قال: إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ، تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلاَّ (* قوله «سلبته الطلا» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: سلبته الظلا.) وكَنَسَتِ الظِّباء والبقر تَكْنِسُ، بالكسر، وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ: دخلت في الكِناس؛ قال لبيد: شاقَتُكَ ظُعْنُ الحَيِّ يوم تَحَمَّلُوا، فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْن.
والكَانِسُ: الظبي يدخل في كِناسِهِ، وهو موضع في الشجر يَكْتَنُّ فيه ويستتر؛ وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وإِلا نَعاماً بها خِلْفَةً، وإِلاَّ ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا وكذلك البقر؛ أَنشد ثعلب: دارٌ لليلى خَلَقٌ لَبِيسُ، ليس بها من أَهلِها أَنِيسُ إِلا اليَعافِيرُ وإِلاَّ العِيسُ، وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ وكَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت في مَجاريها ثم انصرفت راجعة.
وفي التنزيل: فلا أُقْسِمُ بالخُنْسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال الزجاج: الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية، وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها، وقيل: الكُنَّسُ الظِّباء.
والبقر تَكْنِس أَي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قال: والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة.
وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هي النجوم الخمسة تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار، وهو الكِناسُ، والنجوم الخمسة: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وقال الليث: هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه ويستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وقيل: هي الخُنَّسُ السَّيَّارة.
وفي الحديث: أَنه كان يقرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّسِ؛ الجَوارِي الكواكب، والكُنَّسُ جمع كانِس، وهي التي تغيب، من كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب واستتر في كِناسِه، وهو الموضع الذي يَأْوِي إِليه.
وفي حديث زياد: ثم أَطْرَقُوا وَراءكم في مَكانِسِ الرِّيَبِ؛ المَكانِسُ: جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس، والمعنى اسْتَترُوا في موضع الرِّيبَة.
وفي حديث كعب: أَول من لَبسَ القَباءَ سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثَّياب كَنَسَتْ الشياطين استهزاء. يقال: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ ويروى: كنَّصت، بالصاد. يقال: كنَّصَ في وجه فلان إِذا استهزأَ به.
ويقال: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وهي المَلْساء الجَرْداء من الشعَر. قال أَبو منصور: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرايا لِمَلاسَتِها.
وكَنِيسَةُ اليهود وجمعها كَنائِس، وهي معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الجوهري: والكنِيسَة للنصارى.
ورَمْلُ الكِناس: رمل في بلاد عبد اللَّه بن كلاب، ويقال له أَيضاً الكِناس؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها، عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ (* قوله «رميم» هو اسم امرأة كما في شرح القاموس.) قال: أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل.
والكُناسَةُ: اسم موضع بالكوفة.
والكُناسَة والكانِسيَّة: موضعان؛ أَنشد سيبويه: دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ، بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا

كبل (لسان العرب) [1]


الكَبْل: قَيْد ضخم. ابن سيده: الكَبْل والكِبْل القَيْد من أَيّ شيء كان، وقيل: هو أَعظم ما يكون من الأَقْياد، وجمعهما كُبُول. يقال: كَبَلْت الأَسير وكَبَّلْته إِذا قيَّدته، فهو مَكْبُول ومُكَبَّل.
وقال أَبو عمرو: هو القَيْد والكَبْل والنِّكْل والوَلْمُ والقُرْزُل والمَكْبُول: المحبوس.
وفي الحديث: ضَحِكْت من قوم يؤْتى بهم إِلى الجنة في كَبْل الحديد.
وفي حديث أَبي مرثَد: ففُكَّت عنه أَكْبُله؛ هي جمع قِلَّة للكَبْل القَيْدِ؛ وفي قصيد كعب بن زهير: مُتَيَّم إِثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ أَي مقيَّد.
وكَبَله يَكْبِله كَبْلاً وكَبَّلَه وكَبَله كبْلاً: (* قوله «وكَبَله كَبْلاً» تكرار لما سبق الكلام عليه) حَبسه في سجن أَو غيره، وأَصله من الكَبْل؛ قال: (* . . . أكمل المادة قوله «من الكبل قال» هكذا في الأصل ولعله من الكبل القيد قال إلخ نظير ما يأتي بعده). إِذا كنتَ في دارٍ يُهِينُكَ أَهلُها، ولم تَكُ مَكْبُولاً بها، فتحوَّل وفي حديث عثمان: إِذا وقعت السُّهْمان فلا مُكابَلة؛ قال أَبو عبيد: تكون المُكابَلة بمعنيين: تكون من الحَبْس، يقول إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فلا يُحْبَس أَحد عن حقِّه، وأَصله من الكَبْل القَيْد، قال الأَصمعي: والوجهُ الآخر أَن تكون المُكابَلة مقلوبة من المُباكَلة أَو المُلابكة وهي الاختلاط؛ وقال أَبو عبيدة: هو من المكَبْل ومعناه الحبس عن حقه، ولم يذكر الوجه الآخر؛ قال أَبو عبيد: وهذا عندي هو الصواب، والتفسير الآخر غلط لأَنه لو كان من بَكَلْت أَو لَبَكْت لقال مُباكَلة أَو مُلابَكةً، وإِنما الحديث مُكابلَة؛ وقال اللحياني في المُكابَلة؛ قال بعضهم هي التأْخير. يقال: كَبَلْتُك دَيْنَك أَخَّرته عنك، وفي الصحاح: يقول إِذا حُدَّت الدار، وفي النهاية: إِذا حُدَّت الحُدود فلا يحبَس أَحد عن حقه كأَنه كان لا يرى الشُّفْعة للجار؛ قال ابن الأَثير: هو من الكَبْل القيد، قال: وهذا على مذهب من لا يرى الشفعة إِلاَّ للخَلِيط؛ المحكم: قال أَبو عبيد قيل هي مقلوبة من لَبَك الشيء وبَكَله إِذا خلَطه، وهذا لا يسوغ لأَن المُكابَلة مصدر، والمقلوب لا مصدر له عند سيبويه.
والمُكابلَة أَيضاً: تأْخير الدَّيْن.
وكَبَله الدينَ كَبْلاً: أَخَّره عنه.
والمُكابلَة: التأْخير والحبس، يقال: كَبَلْتُك دَيْنَك.
وقال اللحياني: المُكابلَة أَن تُباع الدار إِلى جنب دارك وأَنت تريدها ومحتاج إِلى شرائها، فتؤخر ذلك حتى يستوجبها المشتري ثم تأْخذها بالشُّفْعة وهي مكروهة، وهذا عند من يَرى شُفعة الجِوار.
وفي الحديث: لا مُكابلة إِذا حُدَّت الحُدود ولا شُفْعة؛ قال الطِّرِمَّاح: متى يَعِدْ يُنْجِزْ، ولا يَكْتَبِلْ منه العطايا طولُ إِعْتامِها إِعْتامُها: الإِبطاء بها، لا يَكْتَبِل: لا يحتبس.
وفَرْوٌ كَبْلٌ: كثير الصوف ثقيل. الجوهري: فَرْوٌ كَبَل، بالتحريك، أَي قصير.
وفي حديث ابن عبد العزيز: أَنه كان يلبَس الفَرْوَ وَالكَبْل؛ قال ابن الأَثير: الكَبْل فَرْوٌ كبير.
والكَبْل: ما ثُنيَ من الجلد عند شَفةِ الدلو فخُرِز، وقيل: شَفَتُها، وزعم يعقوب أَن اللام بدل من النون في كَبْن.
والكابُول: حِبالة الصائد، يمانية.
وكابُلُ: موضع، وهو عجمي؛ قال النابغة: قُعوداً له غَسَّانُ يَرْجُون أَوْبَهُ، وتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعْجَمِين وكابُلُ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب: تُطاعُ بِنا الأَعداءُ، ودُّوا لَوَ آنَّنا تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ وكابُل فكابُل أَعجمي ووزنه فاعُل، وقد استعمله الفرزدق كثيراً في شعره؛ وقال غوبة بن سلمى: (* قوله «وقال غوبة بن سلمى» كذا بالأصل، والذي في ياقوت: وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ: وددت إلخ).وَدِدْتُ مَخافَةَ الحجَّاجِ أَني بِكابُلَ في اسْتِ شيطانٍ رَجيمِ مُقِيماً في مَضارِطِهِ أُغَنِّي: أَلا حَيِّ المَنازِلَ بالغَمِيمِ وقال حنظلة الخير بن أَبي رُهْم، ويقال حسَّان بن حنظلة: نَزَلْت له عن الضُّبَيْبِ، وقد بَدَتْ مُسَوَّمَةٌ من خَيْلِ تُرْكٍ وكابُلِ وذو الكَبْلَينِ: فحل كان في الجاهلية كان ضَبَّاراً في قَيْده.

صدق (لسان العرب) [2]


الصِّدْق: نقيض الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً.
وصَدَّقه: قَبِل قولَه.
وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قال الأَعشى: فصدَقْتُها وكَذَبْتُها، والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ ويقال: صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً، وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم.
ومن أَمثالهم: الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد.
ورجل صَدُوقٌ: أبلغ من الصادق.
وفي المثل: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وأَصله أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري: إنه جمل، فقال المشتري: بل هو بَكْرٌ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه: هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت، وقيل: يسكن بها البَكارة خاصَّة، فقال المشتري: صدقَني سِنَّ بَكْرِه.
وفي حديث علي، رضي . . . أكمل المادة الله عنه: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه.؛ وهو مثل يضرب للصادق في خبره.
والمُصَدِّقُ: الذي يُصَدِّقُك في حديثك.
وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً، تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني، وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام.
وقوله تعالى: لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم؛ تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم، وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون.
ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بالمصدر، وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ، يريدون المبالغة والإشارة.
والصِّدِّيقُ، مثال الفِسَّيق: الدائمُ التَّصْدِيقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل؛ ذكره الجوهري، ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان.
والصِّدِّيقُ: المُصَدِّقُ.
وفي التنزيل: وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق.
وقوله تعالى: والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به. روي عن علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه، أنه قال: الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، والذي صَدَّقَ به أَبو بكر، رضي الله عنه، وقيل: جبرئيل ومحمد، عليهما الصلاة والسلام، وقيل: الذي جاء بالصدق محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، وصَدَّقَ به المؤمنون. الليث: كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو صِدِّيقٌ، وهو قول الله عز وجل: والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم.
والصِّدِّيقُ: المبالغ في الصِّدْق.
وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من أين جئت قال فلم يَصْدُقْ.
ورجلٌ صَدْقٌ: نقيض رجل سَوْءٌ، وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ؛ حكاه سيبويه.
ويقال: رجُلُ صِدْقٍ، مضاف بكسر الصاد، ومعناه نِعم الرجل هو، وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك، فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ، وهي صَدْقةٌ، وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات؛ وأَنشد: مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أي نافذات الحدق؛ وقال رؤبة يصف فرساً: والمراي الصدق يبلي الصدقا (* قوله «المراي الصدق إلخ» هكذا في الأصل، وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس: والمري إلخ).
وقال الفراء في قوله تعالى: ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه؛ قرئ بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه، ومن قرأَ: ولقد صَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّه؛ فمعناه أَنه حقق ظنه حين قال: ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم، لأنه قال ذلك ظانّاً فحققه في الضالين. أَبو الهيثم: صَدَقَني فلانٌ أي قال لي الصِّدْقَ، وكَذَبَني أي قال لي الكذب.
ومن كلام العرب: صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا؛ المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا.
والصَّداقةُ والمُصادَقةُ: المُخالّة.
وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء: أَمْحَضه له.
وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَلْتُه، والاسم الصَّداقة.
وتصادَقا في الحديث وفي المودّة، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ.
والصَّدِيقُ: المُصادِقُ لك، والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ؛ قال عمارة بن طارق: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ وقال جرير: وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل: فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم؛ ألا تراه عطفه على الجمع؟ وقال رؤبة: دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها والأُنثى صديق أَيضاً؛ قال جميل: كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَاها، وأنتِ صَديق وقال كُثَيّر فيه: لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً، وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ وقال آخر: فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني فِراقَكَ، لم أَبْخَلْ، وأنتِ صَدِيقُ وقال آخر في جمع المذكر: لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى بِكُم مِثْلُ ما بي، إِنّكم لَصَدِيقُ وقيل صَدِيقةٌ؛ وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب: ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم دِينٌ، وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا؟ ويقال: فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة المدح كقول حباب بن المنذر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ؛ قال جرير: نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وقال يزيد بن الحكم في مثله: ويَهْجُرْنَ أََقْواماً، وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ: الثَّبْتُ اللقاء، والجمع صُدْق، وقد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً؛ قال حسان بن ثابت: صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ، وصَدْقُ ذلك أَوفقُ ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ، بالضم: مثل فرس وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون.
وصَدَقُوهم القِتالَ: أَقدموا عليهم، عادَلُوا بها ضِدَّها حين قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا ليست لها مكذوبة؛ فأَما قوله: يَزِيد زادَ الله في حياته، حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة.
وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت،ت.
وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما يُصَدِّقُه.
ورجل ذو مَصْدَقٍ، بالفتح، أَي صادقُ الحَمْلِة، يقال ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ، وصادِقُ الجَرْي: كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك؛ قال خفاف ابن ندبة: إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَرى، وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول: إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية؛ وقول أَبي ذؤيب: نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ لُيوثٌ، غداةَ البَأْس، بيضٌ مَصادِقُ يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه، ويجوز أَن يكون على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف، وكذلك الفرس، وقد يقال ذلك في الرأْي.
والمَصْدَق أَيضاً: الجِدُّ، وبه فسر بعضهم قول دريد: وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً، وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ ويروى ذَرِّيّ.
والمَصْدَق: الصلابة؛ عن ثعلب.
ومِصْداق الأَمر: حقيقتُه.والصَّدْق، بالفتح: الصلب من الرماح وغيرها.
ورمح صَدْقٌ: مستوٍ، وكذلك سيف صَدْق؛ قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي: صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه، ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ قال ابن سيده: وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط؛ وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب: وفي الحِلْم إِدْهانٌ، وفي العَفُو دُرْسةٌ، وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ، فاصْدُقِ قال: الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة؛ يقول: إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه، وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك؛ روى ابن بري عن ابن درستويه قال: ليس الصِّدق من الصلابة في شيء، ولكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة: في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَد قال: وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة، والرمح يوصف بالطول واللين والصلابة ونحو ذلك. قال الخليل: الصَّدْقُ الكامل من كل شيء. يقال: رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة؛ قال ابن درستويه؛ وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه، والمعنى أَنه يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة، قال: ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق، قال: وذلك لا يقال.
وصَدَقاتُ الأَنعامِ: أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب.
والصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به على للفقراء .
والصَّدَقة: ما أَعطيته في ذات الله للفقراء.
والمُتَصَدِّق: الذي يعطي الصِّدَقَةَ.
والصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به على مسكين، وقد تَصَدَّق عليه، وفي التنزيل: وتَصَدَّقْ علينا، وقيل: معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى: وجِئْنا بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا، فقال: مزجاة فيها اغماض ولم يتم صلاحُها، وتَصَدَّقْ علينا قال: فَضِّل ما بين الجيّد والرديء.
وصَدَّق عليه: كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل.
والمُصَدِّق: القابل للصَّدقة، ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق، والعامة تقوله، إِنما المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة.
وقوله تعالى: إِن المُصَّدِّقِين والمُصَّدَّقات، بتشديد الصاد، أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً فأُدغمت في مثلها؛ قال ابن بري: وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى سأَل؛ وأَنشد: ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم، لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وفي الحديث لما قرأ: ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ، قال: تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن ثوبه أَي ليتصدق، لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي ليُنْجِزْ.
والمُصَدِّقُ: الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم. يقال: لا تشترى الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها، والمعطي مُتَصَدِّق والسائل مُتَصَدِّق هما سواء؛ قال الأَزهري: وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه؛ قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما.
والمُتصَدِّق: المعطي؛ قال الله تعالى: وتَصَدَّقْ علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين، ويقال للذي يقبض الصَّدَقات ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق، بتخفيف الصاد، وكذلك الذي ينسب المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق، بالتخفيف قال الله تعالى: أَئِنَّك لمن المُصَدِّقِين، الصاد خفيفة والدال شديدة، وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك؛ وأَما المُصَّدِّق، بتشديد الصاد والدال، فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء في الصاد فشددت. قال الله تعالى: إِنَّ المُصَّدِّقِينَ والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات.
وفي حديث الزكاة: لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ؛ رواه أَبو عبيد بفتح الدال والتشديد، يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله، وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال، وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أَربابها، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم، فهو مُصَدِّقٌ؛ وقال أَبو موسى: الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال، وهو صاحب المال، وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد، والاستثناءُ من التَّيْسِ خاصة، فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم، وهذا إِنما يتجه إِذا كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز، وقد نهي عن أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ؛ قال ابن الأَثير: والذي شرحه الخطابي في المعالم أَن المُصَدِّق، بتخفيف الصاد، العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده.
والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ، بالضم وتسكين الدال، والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ: مهر المرأَة، وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ، والكثير صُدُقٌ، وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب.
وقد أَصْدَق المرأَةَ حين تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً، وقيل: أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً. أَبو إِسحق في قوله تعالى: وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً؛ الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ، ومن قال صُدْقة قال صُدْقاتِهنَّ، قال: ولا يقرأُ من هذه اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ؛ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة؛ وفي رواية: لا تُغالُوا في صُدُق النساء، جمع صَداقٍ.
وفي الحديث: وليس عند أَبَوَيْنا ما يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ.
والصَّيْدَقُ، على مثال صَيْرف: النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من نبات نعش الكبرى؛ عن كراع، وقال شمر: الصَّيْدقُ الأَمِينُ؛ وأَنشد قول أُمية: فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ، ما قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وقال أَبو عمرو: الصَّيْدَقُ القطب، وقيل المَلِك، وقال يعقوب: هي الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق.

سلخ (لسان العرب) [1]


السَّلْخُ: كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ. سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه.
والسَّلْخُ: ما سُلِخَ عنه.
وفي حديث سليمان، عليه السلام، والهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء.
وشاة سَلِيخٌ: كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها، فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر.
والمَسْلوخ: الشاة سُلِخَ عنها الجلد.
والمَسْلوخة: اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا بُطونٍ ولا جُزارة.
والمِسْلاخُ: الجِلْد.
والسَّلِيخة: قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها؛ عن أَبي حنيفة.
وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر، فقد انْسَلَخَ.
ومِسْلاخ الحية وسَلْخَتها: جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها؛ وقد سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً، وكذلك . . . أكمل المادة كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ ونحوه.
وفي حديث عائشة: ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها.
والسِّلْخُ، بالكسر: الجِلْد.
والسالخُ: الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً: فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ، شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ، به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابن بُزُرْج: ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة.
وأَسْوَدُ سالخٌ: غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام، ولا يقال للأُنثى سالخة، ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة، وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد، وقد حكى ابن دريد تثنيتها، والأَول أَعرف، وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ، الأَخيرة نادرة.
وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ.
وسَلَخَت المرأَة عنها دِرْعَها: نزعته؛ قال الفرزدق: إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها، وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ والسالخُ: جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ، وكذلك الظليم إِذا أَصاب ريشَه داءٌ.
واسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع.
وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت؛ وأَنشد: إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا وانْسَلَخَ النهار من الليل: خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه لأَن النهار مُكَوَّر على الليل، فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد غَشِيَ الناسَ؛ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه.
وفي التنزيل: وآية لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون.
وسَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً: خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه؛ وسَلَخَ هو وانسَلخ.
وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه. التهذيب: يقال سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه. قال: وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه؛ ومنه قوله: إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه، كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي وقال لبيد: حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً، جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها قال: وجمادى ستة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة.
وسَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره؛ وانسلَخَ الشهرُ من سَنته والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل.
والنبات إِذا سَلَخ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه، فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره؛ ابن سيده: سَلَخَ النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ.
وسَلِيخ العَرْفَج: ما ضَخُمَ من يَبِيسه.
وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج: ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس.
والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية: ما بقي منهما إِلا سَلِيخة.
وسَلِيخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قبل أَن يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر، فهو مَنْشُوشٌ؛ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب.
والسَّلِيخة: شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ.
والأَسْلخُ: الأَصْلَعُ، وهو بالجيم أَكثر.
والمِسْلاخُ: النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر.
وفي حديث ما يَشْتَرِطُه المشتري على البائع: إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار؛ المِسْلاخ: الذي ينتثر بُسْرُه.
وسَلِيخٌ مَلِيخٌ: لا طعم له؛ وفيه سَلاخَة ومَلاخة إِذا كان كذلك؛ عن ثعلب.

عقب (الصّحّاح في اللغة) [1]


عاقبة كلّ شيءٍ: آخره.
وقولهم: ليست لفلانٍ عاقبةٌ، أي ولد.
وفي الحديث: "السيِّد والعاقب" فالعاقب: مَن يخلف السيدَ بعده.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا العاقب" يعني آخر الأنبياء، وكلُّ من خَلَفَ بعد شيء فهو عاقِبُه.
والعَقِب، بكسر القاف: مؤخَّر القدم، وهي مؤنّثة.
وعقب الرجلِ أيضا: وَلَده وولد ولده.
وفيها لغتان عَقِبٌ وعَقْب بالتسكين.
وهي أيضاً مؤنَّثة عن الأخفش: وعَقَبَ فلانٌ مكانَ أبيه عاقبةً، أي خَلَفَه.
وعقَبْتَ الرجلَ في أهله، إذا بغيتَه بشرٍّ وخَلَفته.
وعقَبْتُه أيضاً، إذا ضربتَ عَقِبه.
والعقْب، بالتسكين: الجري يجيء بعد الجري الأول. تقول: لهذا الفرس عَقْبٌ حسن.
والعُقْب والعُقُب: العاقبة.
ومنه قوله تعالى: "هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقُباً" وتقول أيضاً: جئت في عُقْب شهر رمضان، وفي . . . أكمل المادة عُقْبانِهِ، إذا جئتَ بعد أن يمضيَ كلُّه، وجئتُ في عَقِبه بكسر القاف، إذا جئتَ وقد بقيت منه بقيّة.
والعُقْبَةُ: النَوبة، تقول: تمَّت عُقبتُك، وهما يتعاقبان كالليل والنهار.
وتقول أيضاً: أخذت من أسيري عُقْبَةً، إذا أخذت منه بدلاً.
وعاقبت الرجلَ في الراحلة، إذا ركبت أنت مرَّةً وركب هو مرّة.
وعُقْبَةُ الطائر: مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه.
والمِعْقاب: المرأة التي من عادتها أن تلد ذكراً بعد أنثى.
والعُقْبة أيضاً: شيءٌ من المرق يردُّه مستعير القدر إذا ردَّها.
وقولهم: عليه عِقْبه السَرْوِ والجمال، أي أثر ذلك وهيئته.
ويقال أيضاً: ما يفعلُ ذلك إلا عِقْبة القمر، إذا كان يفعله في كل شهرٍ مرّةً.
والعَقَب بالتحريك: العَصَب الذي تُعمل منه الأوتار، الواحدة عَقَبة، تقول منه: عَقَبْت السهمَ والقَدَحَ عَقْباً، إذا لويت شيئاً منه عليه. قال الشاعر:
به عَلمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ      وأسْمَر من قداح النَبْع فَـرعٍ

وربَّما شدُّوا به القرط لئلا يزيغ.
والعَقَبة: واحدة عِقاب الجبال.
واليَعْقوب: ذكر الحَجَل. قال الشاعر:
      عالٍ يقَصِّر دونه اليَعْقوبُ

والجمع اليَعاقيب.
وإبل مُعاقبة: ترعى مرَّةً في حَمْض ومرة في خلَّة، وأمَّا التي تشرب الماء ثم تعود إلى المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهي العَواقِب.
وأعْقَبْت الرجلَ، إذا ركبتَ عُقْبَةً وركب هو عُقْبَةً، مثل المعاقبة. العِقاب: العقوبة؛ وقد عاقبته بذنبه.
وقوله تعالى: "فَعاقَبتم"، أي فَغَنِمتم.
وعاقبَه أي جاء بعَقِبه فهو مُعاقِبٌ وعقيبٌ أيضاً.
والتعقيب مثله.
والمُعَقِّبات: ملائكة الليل والنهار؛ لأنهم يتعاقبون، وإنما أنِّث لكثرة ذلك منهم، نحو نَسَّابة وعَلاَّمة.
والمعقِّبات: اللواتي يقمن عند أعجاز الإبل المعترِكات على الحوض، فإذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى؛ وهي الناظرات العُقَب.
وعَقَّب العَرْفُج، إذا اصفرّت ثمرته وحان يُبسُه.
والتعقيب أيضاً: أن يغزو الرجل ثم يُثَنِّي من سنته. قال طفيلٌ الغَنَويّ يصف الخيل:
مَغاويرُ فيها للأمير مُعَقَّـب      طِوالُ الهوادي والمتونُ صليبةٌ

وعَقَّب في الأمر، إذا تردَّد طلبه مجِدًّا.
وتقول: ولَّى فلانٌ مدبِراً ولم يُعَقِّب، أي لم يَعطِف ولم ينتظر.
والتعقيب في الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها لدعاءٍ أو مسألة.
وفي الحديث: "من عَقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة".
وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها تعقيبٌ، أي استثناء.
وأعقبه بطاعته، أي جازاه.
والعُقبى: جزاء الأمر.
وأعقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلَّفَ عَقِباً، أي ولَداً، وأعقبهُ الطائفُ، إذا كان الجنونُ يعاوده في أوقات. قال امرؤ القيس يصف فرساً:  
به عُرَّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ      ويخْضِدُ في الآرِيِّ حتَّى كأنه

والمُعْقِب: نجمٌ يعقب نجماً، أي يطلع بعده.
ويقال: أكل أكلةً أعقبته سقماً، أي أورثته.
وذهب فلانٌ فأعقبه ابنُه، إذا خَلفه، وهو مثل عَقَبه.
وأعقبَ مستعيرُ القدرِ، أي ردَّها وفيها العُقْبة.
وقد تَعَقَّبْتُ الرجلَ، إذا أخذته بذنبٍ كان منه.
وتَعَقَّبْت عن الخبر، إذا شككتَ فيه وعُدت للسؤال عنه. قال طفيل:
      ولم يكُ عما خَبَّروا مُتَعَقَّب

وتَعَقَّب فلانٌ رأيه، أي وجد عاقبتَه إلى خير.
واعْتَقَبَ البائع السِلعة، أي حبسها عن المشتري حتَّى يقبض الثمن.
وفي الحديث: "المتعقِب ضامن"، يعني إذا تفلت عنده.
واعْتَقَبْت الرجلَ: حبسته.
وتقول: فعلت كذا فاعتقبتُ منه ندامةً، أي وجدت في عاقبته ندامة.
والعُقاب: طائر، وجمع القلَّة أعْقُب؛ لأنَّها مؤنثة، والكثير عِقْبان.
وعُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاة على القلب، أي ذات مخالبَ حِداد. قال الطرماح:
وخَرطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحُ      عُقاب عَقَنْباة كأنَّ وظـيفَـهـا

والعُقاب: عُقاب الراية.
والعُقاب: حجرٌ ناتئ في جوف بئرٍ، يخرِق الدِّلاء؛ وصخرةٌ ناتئةٌ في عُرض جبل شِبه مِرقاة.

صكك (لسان العرب) [1]


الصَّكُّ: الضرب الشديد بالشيء العريض، وقيل: هو الضرب عامة بأيّ شيء كان، صَكَّه يَصُكُّه صَكّاً. الأصمعي: صَكَمْته ولكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولكَكْتُه، كأنه إذا دفعته.
وصَكَّه أَي ضربه؛ قال مُدْرِك بن حِصْن: يا كَرَواناً صُكَّ فاكْيَأَنَّا، فشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنَّا ومنه قوله تعالى: فَصكّتْ وجهها.
وفي حديث ابن الأَكوع: فأَصُكّ سهماً في رجْله أَي أضربه بسهم؛ ومنه الحديث: فاصْطَكُّوا بالسيوف أَي تضاربوا بها، وهو افْتَعلوا من الصَّكِّ، قلبت التاء طاء لأجل الصاد، وفيه ذكر الصَّكيكِ، وهو الضعيف، فعيل بمعنى مفعول، من الصَّكِّ الضرب أي يُضْرب كثيراً لاستضعافه.
وبعير مَصْكوك ومُصَكَّكٌ: مضروب باللحم (* قوله «مضروب باللحم» قال شارح القاموس: كأن اللحم صك . . . أكمل المادة فيه صكاً أي شك).
واصْطَكَّ الجِرْمانِ: صَكَّ أَحدهُما الآخر.
والصَّكَكُ: اضطراب الرُّكبتين والعُرقوبين من الإنسان وغيره، والنعت رجل أَصَكُّ، صَكَّ يَصَكُّ صَكَكاً فهو أَصَكُّ ومِصَكّ، وقد صَكِكْتَ يا رجل. أَبو عمرو: كل ما جاء على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو صَمَّتِ المرأة وأَشباهه، إلا أَحرفاً جاءت نوادر في إظهار التضعيف: وهو لَحِحَتْ عينه إذا التصقت، وقد مَشِشَت الدابة وصَكِكتْ، وقد ضَبِبَ البلدُ إذا كثر ضِبابُه، وأَلِلَ السِّقاء إذا تغيرت ريحه، وقد قَطِطَ شعره. ابن الأعرابي: في قدميه قَبَلٌ ثم حَنَفٌ ثم فَحَجٌ، وفي ركبتيه صَكَكٌ وفي فخذيه فَجًى.
والمِصَكُّ: القويُّ الشديد من الناس والإبل والحمير؛ وأَنشد يعقوب: ترى المِصَكَّ يَطْرُد العَواشِيا جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيا ورجل مِصَكّ: قوي شديد.
وفي الحديث: على جمل مِصَكّ، بكسر الميم وتشديد الكاف؛ هو القوي الجسيم الشديد الخَلْق، وقيل: هو من الصَّكِّ احتكاكِ العُرقوبين.
والأصَكُّ: كالمِصَكّ؛ قال الفرزدق: قَبَحَ الإلهُ خُصاكُما، إذ أَنتما رِدْفانِ، فوق أَصَكَّ كاليَعْفورِ قال سيبويه: والأُنثى مِصَكَّة، وهو عزيز عنده لأن مِفْعَلاً مِفْعَالاً قلما تدخل الهاء في مؤنثه.
والصَّكَّةُ: شدَّة الهاجرة. يقال: لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى، وهو أَشد الهاجرة حرّاً، قال بعضهم: عُمَيٌّ اسم رجل من العماليق أَغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم، فجرى به المثل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: صَكَّ بها عين الظهيرة غائراً عُمَيٌّ، ولم يَنْعَلْنَ إلاّ ظِلالَها ويقال: هو تصغير أَعمى مرخماً.
وفي الحديث: كان يُسْتظل بظل جَفْنة عبد الله بن جُدْعانَ صَكَّةَ عُمَيٍّ، يريد في الهاجرة، والأصل فيها أَن عميّاً مصغَّراً مرخم كأنه تصغير أعمى، وقيل إن عميّاً اسم رجل من عَدَوانَ كان يُفيض بالحج عند الهاجرة وشدة الحر، وقيل: إنه أَغار على قومه في حرّ الظهيرة فضرب به المثل فيمن يخرج في شدة الحر، يقال: لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ، وهذه الجَفْنة كانت لابن جدعان في الجاهلية يُطعم فيها الناس وكان يأكل منها القائم والراكب لعظمها، وكان له منادٍ ينادي: هَلُمَّ إلى الفالوذِ، وربما حضر طعامَه سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.وظَليم أَصَكُّ: لتقارب ركبتيه يُصيب بعضُها بعضاً إذا عدا؛ قال الشاعر: إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ، مثْلُ النَّعامِ، والنَّعامُ صُكُّ الجوهري: ظَليم أَصَكُّ لأنه أَرَحُّ طويل الرجلين ربما أَصاب لتَقاربِ ركبتيه بعضُها بعضاً إذا مشى.
وفي الحديث: مَرَّ بجَدْيٍ أَصَكَّ ميِّتٍ؛ الصَّكَكُ: أَن تضرب إحدى الركبتين الأُخرى عند العدْو فتؤثر فيها أثراً، كأَنه لما رآه ميتاً قد تقلَّصت ركبتاه وصفه بذلك، أَو كأَنَّ شعر ركبتيه قد ذهب من الاصْطكاك وانْجَرَدَ فعرَّفه به، ويروى بالسين؛ ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج: قاتلك الله، أُخَيْفِشَ العينين أَصَكٌّ وصُكُوكٌ وصِكَاك؛ قال أَبو منصور: والصك الذي يُكتبُ للعُهدة، معرَّب أَصله حَكَّ، ويُجمَعُ صِكَاكاً وصُكوكاً، وكانت الأرزاق تسمى صِكاكاً لأنها كانت تُخْرَجُ مكتوبة؛ ومنه الحديث في النهي عن شراء الصِّكاك والقُطُوط، وفي حديث أَبي هريرة: قال لمَرْوانَ أَحْلَلْتَ بيع الصِّكاك؛ هي جمع صَكٍّ وهو الكتاب، وذلك أَن الأُمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأَعْطياتهم كتباً فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها مُعَجَّلاً، ويُعطُون المشتري الصَّكَّ ليمضي ويقبضه، فنُهوا عن ذلك لأنه بيع ما لم يُقْبَض.
وصَكَّ البابَ صَكّاً: أَغلقه، وصَكَكْتُه: أَطبقته.
والمِصَكُّ: المغلاق.
والصَّكِيكُ: الضعيف؛ عن ابن الأنباري، حكاه الهرويّ في الغريبين. أَبو عمرو: كان عبد الصمد بن عليّ قُعْدُداً وكانت فيه خَصْلة لم تكن في هاشميّ: كانت أَسنانه وأَضراسه كلها ملتصقة؛ قال: وهذا يسمى أَصَكَّ، قال الأَزهري: ويقال له الأَلَصُّ أَيضاً.

خبث (لسان العرب) [2]


الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ من الرِّزْق والولدِ والناسِ؛ وقوله: أَرْسِلْ إِلى زَرْع الخَبِيِّ الوالِجِ قال ابن سيده: إِنما أَراد إِلى زَرْع الخَبِيثِ، فأَبدل الثاء ياء، ثم أَدعم، والجمعُ: خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة، عن كراع؛ قال: وليس في الكلام فَعيل يجمع على فَعَلَة غيره؛ قال: وعندي أَنهم توهموا فيه فاعلاً، ولذلك كَسَّروه على فَعَلة.
وحَكى أَبو زيد في جمعه: خُبُوثٌ، وهو نادر أَيضاً، والأُنثى: خَبِيثةٌ.
وفي التنزيل العزيز: ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائِثَ.
وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، فهو خَبيثٌ أَي خَبٌّ رَدِيءٌ. الليث: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خَباثَةً وخُبْثاً، فهو خَبيثٌ، وبه خُبْثٌ وخَباثَةٌ؛ وأَخْبَثَ، فهو مُخْبِثٌ إِذا صار ذا خُبْثٍ وشَرٍّ.
والمُخْبِثُ: الذي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ.
وأَجاز بعضُهم أَن . . . أكمل المادة يقال للذي يَنْسُبُ الناسَ إِلى الخُبْثِ: مُخْبِثٌ؛ قال الكُمَيْتُ: فطائفةٌ قد أَكْفَرُوني بِحُبِّكُمْ، وطائِفَةُ قالوا: مُسِيءٌ ومُذْنِبُ أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر.
وفي حديث أُنس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا أَراد الخَلاءَ، قال: أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم فلْيَقُلْ: اللهم إِني أَعوذ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ قال أَبو منصور: أَراد بقوله مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها.
والحُشُوشُ: مواضعُ الغائط.
وقال أَبو بكر: الخُبْثُ الكُفْرُ؛ والخَبائِثُ: الشياطين.
وفي حديث آخر: اللهم إِني أَعوذ بك من الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ؛ قال أَبو عبيد: الخَبِيثُ ذو الخُبْثِ في نَفْسه؛ قال: والمُخْبِثُ الذي أَصحابُه وأَعوانه خُبَثاء، وهو مثل قولهم: فلانٌ ضَعِيف مُضْعِفٌ، وقَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقويُّ في بدنه، والمُقْوِي الذي تكون دابتُه قَويَّةً؛ يريد: هو الذي يعلمهم الخُبْثَ، ويُوقعهم فيه.
وفي حديث قَتْلَى بَدْرٍ: فأُلْقُوا في قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، أَي فاسدٍ مُفْسِدٍ لما يَقَع فيه؛ قال: وأَما قوله في الحديث: من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ، وبالخَبائِثِ الشياطين؛ قال أَبو عبيد: وأُخْبِرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه كان يَرْويه من الخُبُث، بضم الباء، وهو جمعُ الخَبيث، وهو الشيطان الذَّكر، ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جمعاً للخَبيثة مِن الشياطين. قال أَبو منصور: وهذا عندي أَشْبَهُ بالصواب. ابن الأَثير في تفسير الحديث: الخُبُثُ، بضم الباء: جمع الخَبِيثِ، والخَبائثُ: جمع الخَبيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم؛ وقيل: هو الخُبْثُ، بسكون الباء، وهو خلافُ طَيِّبِ الفِعْل من فُجُور وغيره، والخَبائِثُ، يُريد بها الأَفعالَ المذمومة والخِصالَ الرَّديئةَ.
وأَخْبَثَ الرجلُ أَي اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء، فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، ومَخْبَثانٌ؛ يقال: يا مَخْبَثانُ وقوله عز وجل: الخَبيثاتُ للخَبيثينَ، والخَبيثُونَ للخَبيثاتِ؛ قال الزجَّاج: معناه الكلماتُ الخَبيثاتُ للخَبيثينَ من الرجالِ والنساءِ؛ والرجالُ الخبيثونَ للكلماتِ الخَبيثاتِ؛ أَي لا يَتَكَلَّم بالخَبيثاتِ إِلاَّ الخَبيثُ من الرجالِ والنساء؛ وقيل: المعنى الكلماتُ الخبيثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبيثِ من الرجالِ والنساء، فأَما الطاهرونَ والطاهراتُ، فلا يَلْصَقُ بهم السَّبُّ؛ وقيل: الخبيثاتُ من النساءِ للخَبيثين من الرجالِ، وكذلك الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ.
وقد خَبُثَ خُبْثاً وخَباثَةً وخَبَاثِيَةً: صار خَبِيثاً. أَخْبَثَ: صار ذا خُبْثٍ.
وأَخْبَثَ: إِذا كان أَصحابه وأَهلُه خُبَثاء، ولهذا قالوا: خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، والاسم: الخِبِّيثى.
وتَخابَثَ: أَظْهَر الخُبْثَ؛ وأَخْبَثَه غيره: عَلَّمه الخُبْثَ وأَفْسَده.
ويقال في النداء: يا خُبَثُ كما يقال يا لُكَعُ تُريدُ: يا خَبِيثُ.
وسَبْيٌ خِبْثَةٌ: خَبِيثٌ، وهو سَبْيُ من كان له عهدٌ من أَهل الكفر، لا يجوز سَبْيُه، ولا مِلْكُ عبدٍ ولا أَمةٍ منه.
وفي الحديث: أَنه كَتَب للعَدَّاء بن خالد أَنه اشترى منه عبداً أَو أَمة، لا دَاءَ ولا خِبْثةَ ولا غائلةَ. أَراد بالخِبْثة: الحرام، كما عَبَّرَ عن الحلال بالطَّيِّب، والخِبْثَةُ نوعٌ من أَنواع الخَبيثِ؛ أَراد أَنه عبدٌ رقيقٌ، لا أَنه من قوم لا يَحِلُّ سَبْيُهم كمن أُعْطِيَ عَهْداً وأَماناً، وهو حُرٌ في الأَصل.
وفي حديث الحجاج أَنه قال لأَنس: يا خِبْثة؛ يُريد: يا خَبِيثُ ويقال الأَخلاق الخَبيثة: يا خِبْثَةُ.
ويُكتَبُ في عُهْدةِ الرقيق: لا داءَ، ولا خِبْثَةَ، ولا غائِلَةَ؛ فالداءُ: ما دُلِّسَ فيه من عَيْبٍ يَخْفى أَو علةٍ باطِنةٍ لا تُرَى، والخِبْثَةُ: أَن لا يكون طِيَبَةً، لأَِنه سُبِيَ من قوم لا يَحِلُّ اسْترقاقُهم، لعهدٍ تَقَدَّم لهم، أَو حُرِّيَّة في الأَصل ثَبَتَتْ لهم، والغائلةُ: أَن يَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ له، فيجب على بائعه ردُّ الثمَن إِلى المشتري. من أَهْلك شيئاً قد غالَه واغـتاله، فكأَن استحقاقَ المالكِ إِياه، صار سبباً لهلاك الثمَن الذي أَدَّاه المشتري إِلى البائع.ومَخْبَثَان: اسم معرفة، والأُنْثَى: مَخْبَثَانةٌ.
وفي حديث سعيد: كَذَبَ مَخْبَثَانٌ، هو الخَبيثُ؛ ويقال للرجل والمرأَة جميعاً، وكأَنه يدلُّ على المبالغة؛ وقال بعضهم: لا يُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلاَّ في النداء خاصة.
ويقال للذكر: يا خُبَثُ وللأُنْثَى: يا خَباثِ مثل يا لَكَاعِ، بني على الكسر، وهذا مُطَّرِدٌ عند سيبويه.
وروي عن الحسن أَنه قال يُخاطِبُ الدنيا: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ مَضَِضْنا، فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا يعني الدنيا.
وخَباثِ بوزن قَطامِ: مَعْدُولٌ من الخُبْثِ، وحرف النداء محذوف، أَي يا خَباثِ.
والمَضُّ: مثلُ المَصّ؛ يريد: إِنَّا جَرَّبْناكِ وخَبَرْناكِ، فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً.
والأَخابِثُ: جمعُ الأَخْبَثِ؛ يقال: هم أَخابِثُ الناس.
ويقال للرجل والمرأَة: يا مَخْبَثانُ، بغير هاءٍ للأُنْثَى.
والخِبِّيثُ: الخَبِيثُ، والجمع خِبِّيثُونَ.
والخابِثُ: الرَّديُّ من كل شيء فاسدٍ. يقال: هو خَبِيثُ الطَّعْم، وخَبِيثُ اللَّوْنِ، وخَبِيثُ الفِعْل.
والحَرامُ البَحْتُ يسمى: خَبِيثاً، مثل الزنا، والمال الحرام، والدم، وما أَشْبهها مما حَرَّمه الله تعالى، يقال في الشيء الكريه الطَعْمِ والرائحة: خَبيثٌ، مثل الثُّوم والبَصَلِ والكَرّاثِ؛ ولذلك قال سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من أَكل من هذه الشجرة الخَبيثة، فلا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا.
وقال الله تعالى في نعت النبيّ، صلى الله عليه وسلم: يُحِلُّ لهم الطَّيِّبات ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائثَ؛ فالطَّيِّباتُ: ما كانت العربُ تَسْتَطِيبُه من المآكل في الجاهلية، مما لم ينزل فيه تحريم، مثل الأَزْواج الثمانية، ولُحوم الوحْش من الظِّباء وغيرها، ومثل الجراد والوَبْر والأَرْنبِ واليَرْبُوع والضَّبِّ؛ والخَبائثُ: ما كانت تَسْتَقْذِرُه ولا تأْكله، مثل الأَفاعي والعَقاربِ والبَِرَصةِ والخَنافِسِ والوُرْلانِ والفَأْر، فأَحَلَّ الله، تعالى وتقدّس، ما كانوا يَسْتَطِيبون أَكلَه، وحَرَّم ما كانوا يَسْتَخْبثونه، إِلاّ ما نَصَّ على تحريمه في الكتاب، من مثل الميتة والجم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله به عند الذبْحِ، أَو بَيَّنَ تَحْريمه على لسان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مِثْلُ نَهْيِه عن لُحُوم الحُمُر الأَهلية، وأَكْلِ كلِّ ذي نابٍ من السِّباع، وكلّ ذي مِخْلبٍ من الطَّير.
ودَلَّت الأَلف واللام اللتان دخلتا للتعريف في الطَّيِّبات والخَبائث، على أَن المراد بها أَشياءُ معهودةٌ عند المخاطَبين بها، وهذا قول محمد بن ادريس الشافعي، رضي الله عنه.
وقولُه عز وجل: ومثلُ كَلِمةٍ خَبيثةٍ كشجرةٍ خَبيثةٍ؛ قيل: إِنها الحَنْظَلُ؛ وقيل: إنها الكَشُوثُ. ابن الأَعرابي: أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من الكلام، فهو الشَّتْم، وإن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، وإِن كان من الطعام، فهو الحرام، وإِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ؛ ومنه قيل لما يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحديد: الخَبَث؛ ومنه الحديث: إِن الحُمَّى تَنْفِي الذُّنوب، كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث.
وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة، بفتح الخاء والباء: ما نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا، وهو لا خَيْرَ فيه، ويُكْنى به عن ذي البَطْنِ.
وفي الحديث: نَهَى عن كلِّ دواءٍ خَبيث؛ قال ابن الأَثير: هو من جهتين: إِحداهما النجاسة، وهو الحرام كالخمر والأَرواث والأَبوال، كلها نجسة خبيثة، وتناوُلها حرام، إِلاَّ ما خصته السُّنَّة من أَبوال الإِبل، عند بعضهم، ورَوْثِ ما يؤكل لحمه عند آخرين؛ والجهةُ الأُخْرى من طَريق الطَّعْم والمَذاق؛ قال: ولا ينكر أَن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على الطباع، وكراهية النفوس لها؛ ومنه الحديث: من أَكل من هذه الشجرة الخبيثة لا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا؛ يُريد الثُّوم والبصل والكَرّاثَ، وخُبْثُها من جهة كراهة طعمها ورائحتها، لأَنها طاهرة، وليس أَكلها من الأَعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد، وإِنما أَمَرَهم بالاعتزال عقوبةً ونكالاً، لأَنه كان يتأَذى بريحها وفي الحديث: مَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وثمنُ الكلب خبيثٌ، وكَسْبُ الحجَّامِ خبيثٌ. قال الخطابي: قد يَجْمَع الكلامُ بين القَرائن في اللفظ ويُفْرَقُ بينها في المعنى، ويُعْرَفُ ذلك من الأَغراض والمقاصد؛ فأَما مَهْرُ البَغِيِّ وثمنُ الكلب، فيريد بالخَبيث فيهما الحرامَ، لأَن الكلب نَجِسٌ، والزنا حرام، وبَذْلُ العِوَضِ عليه وأَخذُه حرامٌ؛ وأَما كسبُ الحجَّام، فيريد بالخَبيث فيه الكراهيةَ، لأَن الحجامة مباحة، وقد يكون الكلامُ في الفصل الواحد، بعضُه على الوجوب، وبعضُه على النَّدْبِ، وبعضُه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويُفْرَقُ بينهما بدلائل الأُصول، واعتبار معانيها.
والأَخْبَثانِ: الرجيع والبول، وهما أَيضاً السَّهَرُ والضَّجَرُ، ويقال: نَزَل به الأَخْبَثانِ أَي البَخَر والسَّهَرُ.
وفي الحديث: لا يُصَلِّي الرجلُ، وهو يُدافعُ الأَخْبَثَيْنِ؛ عَنى بهما الغائط والبولَ. الفراء: الأَخْبَثانِ القَيءُ والسُّلاح؛ وفي الصحاح: البولُ والغائط.
وفي الحديث: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِل خَبَثاً. الخَبَثُ، بفتحتين: النَّجَسُ.
وفي حديث هِرَقْلَ: فأَصْبحَ يوماً وهو خَبِيثُ النَّفْسِ أَي ثَقِيلُها كرِيهُ الحال؛ ومنه الحديث: لا يَقُولَنَّ أَحَدُكم: خَبُثَتْ نَفْسي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ.
وطعام مَخْبَثَةٌ: تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ؛ وقيل: هو الذي من غير حلّه؛ وقولُ عَنْترة: نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمةٍ، والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم أَي مَفْسدة.
والخِبْثة: الزِّنْية؛ وهو ابن خِبْثة، لابن الزِّنْية، يقال: وُلِدَ فلانٌ لخِبْثةٍ أَي وُلِدَ لغير رِشْدةٍ.
وفي الحديث؛ إِذا كَثُر الخُبْثُ كان كذا وكذا؛ أَراد الفِسْقَ والفُجور؛ ومنه حديث سعدِ بن عُبادة: أَنه أُتِيَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ، وُجِدَ مع أَمَةٍ يَخْبُثُ بها أَي يَزْني.

ثمن (لسان العرب) [1]


الثُّمُن والثُّمْن من الأَجزاء: معروف، يطِّرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور، وهي الأَثمان. أَبو عبيد: الثُّمُنُ والثَّمينُ واحدٌ، وهو جزء من الثمانية؛ وأَنشد أَبو الجراح ليزيد بن الطَّثَرِيَّة فقال: وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حين أَوْخَشُوا، فما صارَ لي في القَسْمِ إلا ثَمينُها. أَوْخَشُوا: رَدُّوا سِهامَهم في الرَّبابةِ مرة بعد مرة.
وثَمَنَهم يَثْمُنُهم، بالضم، ثَمْناً: أَخذ ثمْنَ أَموالهم.
والثَّمانيةُ من العدد: معروف أَيضاً، قال: ثَمانٍ عن لفظ يَمانٍ، وليس بنَسبٍ، وقد جاء في الشعر غير مصروف؛ حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب؛ وأَنشد لابن مَيَّادة: يَخْدُو ثمانيَ مُولَعاً بِلِقاحها، حتى هَمَمْنَ بزَيْغةِ الإرْتاج. قال ابن سيده: ولم يَصْرِفْ ثَمانيَ لشبَهِها بجَوارِيَ لَفْظاً . . . أكمل المادة لا معنى؛ أَلا ترى أَن أَبا عثمان قال في قول الراجز: ولاعبِ بالعشيّ بينَها، كفِعْل الهِرّ يَحْتَرِشُ العَظايا فأَبْعَدَه الإله ولا يُؤتَّى، ولا يُشْفَى من المَرضِ الشَّفايا (* قوله «ولاعب إلخ» البيتين هكذا في الأصل الذي بأيدينا والأول ناقص). إنه شبَّه أَلفَ النَّصْبِ في العظَايا والشِّفايا بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وصَلاية، يريد أَنه صحَّح الياء وإن كانت طَرَفاً، لأَنه شبَّه الأَلف التي تحدُث عن فتحة النصب بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وعَباية، فكما أَنَّ الهاء فيها صحَّحت الياءَ قبلها، فكذلك أَلفُ النصب الذي في العَظايا والشِّفايا صحَّحت الياء قبلها، قال: هذا قول ابن جني، قال: وقال أَبو عليّ الفارسي أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ؛ قال ابن جني: فقلت له: فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ للنسب؟ فقال: لأَنها ليست بجمع مكسر كصحارٍ، قلت له: نعم ولو لم تكن للنسب للزمتها الهاءُ البتَّة نحو عَتاهية وكراهِية وسَباهية، فقال: نعم هو كذلك، وحكى ثعلب ثمانٌ في حدّ الرفع؛ قال: لها ثَنايا أَرْبَعٌ حِسانُ، وأَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ.
وقد أَنكروا ذلك وقالوا: هذا خطأ. الجوهري: ثمانيةُ رجالٍ وثماني نِسْوة، وهو في الأَصل منسوب إلى الثُّمُن لأَنه الجزء الذي صيَّر السبعةَ ثمانيةً، فهو ثُمُنها، ثم فتحوا أَوله لأَنهم يغيِّرون في النسب كما قالوا دُهْريٌّ وسُهْليٌّ، وحذفوا منه إحدى ياءَي النسب، وعَوَّضوا منها الأَلِفَ كما فعلوا في المنسوب إلى اليمن، فثَبَتتْ ياؤُه عند الإضافة، كما ثبتت ياءُ القاضي، فتقول ثماني نِسْوةٍ وثماني مائة، كما تقول قاضي عبد الله، وتسقُط مع التنوين عند الرفع والجر، وتثبُت عند النصب لأَنه ليس بجمع، فيَجري مَجْرى جَوارٍ وسَوارٍ في ترك الصرف، وما جاء في الشعر غيرَ مصروفٍ فهو على توهّم أَنه جمع؛ قال ابن بري يعني بذلك قولَ ابن مَيّادة: يَحْدو ثمانِيَ مُولَعاً بلِقاحِها. قال: وقولهم الثوبُ سَبْعٌ في ثمانٍ، كان حقُّه أَن يقال ثمانية لأَن الطُّول يُذْرَع بالذراع وهي مؤنثة، والعَرْضُ يُشْبَر بالشِّبر وهو مذكَّر، وإنما أَنثه لمَّا لم يأْت بذكر الأَشبار، وهذا كقولهم: صُمْنا من الشهر خَمْساً، وإنما يريد بالصَّوْم الأَيام دون الليالي، ولو ذكَر الأَيام لم يَجِدْ بُدّاً من التذكير، وإن صغَّرت الثمانيةَ فأَنت بالخيار، إن شئت حذَفْت الأَلِف وهو أَحسَن فقلت ثُمَيْنِية، وإن شئت حذفت الياء فقلت ثُمَيِّنة، قُلِبت الأَلف ياء وأُدغمت فيها ياء التصغير، ولك أَن تعوّض فيهما.
وثَمَنَهم يَثْمِنُهم، بالكسر، ثَمْناً: كان لهم ثامِناً. التهذيب: هُنَّ ثمانِيَ عَشْرة امرأَة، ومررت بثمانيَ عشرة امرأَة: قال أَبو منصور: وقول الأَعشى: ولقد شَرِبْتُ ثَمانياً وثمانيا، وثمانِ عَشْرةَ واثنَتَين وأَرْبَعا. قال: ووجْه الكلام بثمانِ عشْرة، بكسر النون، لتدل الكسرةُ على الياء وتَرْكِ فتحة الياء على لغة من يقول رأَيت القاضي، كما قال الشاعر: كأَنَّ أَيديهنّ بالقاع القَرِق.
وقال الجوهري: إنما حذف الياء في قوله وثمانِ عشْرة على لغة من يقول طِوالُ الأَيْدِ، كما قال مُضرِّس بن رِبْعيٍّ الأَسَديّ: فَطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ، دَوامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السِّريحا. قال شمر: ثَمَّنْت الشيء إذا جمعته، فهو مُثَمَّن.
وكساء ذو ثمانٍ: عُمِل من ثمانِ جِزّات؛ قال الشاعر في معناه: سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمانٍ، خَصيفٌ تُبْرِمِين له جُفالا.
وأَثَمَنَ القومُ: صاروا ثمانية.
وشيء مُثَمَّنٌ: جعل له ثمانية أَركان.
والمُثَمَّن من العَروض: ما بُنِيَ على ثمانية أَجزاء.
والثِّمْنُ: الليلة الثامنة من أَظماء الإبل.
وأَثمَنَ الرجلُ إذا ورَدت إبلُه ثِمْناً، وهو ظِمءٌ من أَظمائها.
والثمانونَ من العدد: معروفٌ، وهو من الأَسماء التي قد يوصف بها؛ أَنشد سيبويه قول الأَعشى: لئن كنتُ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً، ورُقِّيت أَسْبابَ السماءِ بسُلَّم.
وصف بالثمانين وإن كان اسماً لأَنه في معنى طويل. الجوهري: وقولهم هو أَحمقُ من صاحب ضأْنٍ ثمانين، وذلك أَن أَعرابيّاً بَشَّرَ كِسْرى ببُشْرى سُرَّ بها، فقال: اسْأَلني ما شئتَ، فقال: أَسأَلُك ضأْناً ثمانين؛ قال ابن بري: الذي رواه أَبو عبيدة أَحمقُ من طالب شأْن ثمانين، وفسره بما ذكره الجوهري، قال: والذي رواه ابن حبيب أَحمقُ من راعي ضأْنٍ ثمانين، وفسره بأَنَّ الضأْنَ تَنْفِرُ من كل شيء فيَحتاج كلَّ وقت إلى جمعها، قال: وخالف الجاحظُ الروايتين قال: وإنما هو أَشْقى من راعي ضأْن ثمانين، وذكر في تفسيره لأَن الإبل تتَعشَّى وتربِضُ حَجْرةً تجْتَرُّ، وأَن الضأْن يحتاج راعيها إلى حِفْظها ومنعها من الانتشار ومن السِّباع الطالبة لها، لأَنها لا تَبرُك كبُروكِ الإبل فيستريح راعيها، ولهذا يتحكَّمُ صاحب الإبل على راعيها ما لا يتحكَّم صاحبُ الضأْن على راعيها، لأَن شَرْطَ صاحب الإبل على الراعي أَن عليك أَن تَلوطَ حَوْضَها وترُدَّ نادَّها، ثم يَدُك مبسوطةٌ في الرِّسْل ما لم تَنْهَكْ حَلَباً أَو تَضُرَّ بنَسْلٍ، فيقول: قد الْتزَمْتُ شرْطك على أَن لا تذكر أُمّي بخير ولا شرٍّ، ولك حَذْفي بالعصا عند غضَبِك، أَصَبْت أَم أَخْطَأْت، ولي مَقعدي من النار وموضع يَدِي من الحارّ والقارّ، وأَما ابن خالويه فقال في قولهم أَحمقُ من طالب ضأْنٍ ثمانين: إنه رجل قضى للنبي، صلى الله عليه وسلم، حاجَته فقال: ائتِني المدينةَ، فجاءه فقال: أَيُّما أَحبُّ إليك: ثمانون من الضأْنِ أَم أَسأَل الله أَن يجعلك معي في الجنة؟ فقال: بل ثمانون من الضأْن، فقال: أَعطوه إياها، ثم قال: إن صاحبةَ موسى كانت أَعقلَ منك، وذلك أَن عجوزاً دلَّتْه على عظام يوسف، عليه السلام، فقال لها موسى، عليه السلام: أَيُّما أَحبُّ إليكِ أَن أَسأَل الله أَن تكوني معي في الجنة أَم مائةٌ من الغنم؟ فقالت: بل الجنة.
والثَّماني: موضعٌ به هضَبات؛ قال ابن سيده: أُراها ثمانيةً؛ قال رؤبة: أَو أَخْدَرِيّاً بالثماني سُوقُها وثَمينةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤيّة: بأَصْدَقَ بأْساً من خليلِ ثَمينةٍ وأَمْضَى، إذا ما أَفْلَط القائمَ اليدُ.
والثَّمَنُ: ما تستحقّ به الشيءَ.
والثَّمَنُ: ثمنُ البيعِ، وثمَنُ كلّ شيء قيمتُه.
وشيء ثَمينٌ أَي مرتفعُ الثَّمَن. قال الفراء في قوله عز وجل: ولا تَشْتَروا بآياتي ثَمَناً قليلاً؛ قال: كل ما كان في القرآن من هذا الذي قد نُصِب فيه الثَّمَنُ وأُدخلت الباء في المَبِيع أَو المُشْتَرَى فإن ذلك أَكثر ما يأْتي في الشَّيئين لا يكونان ثَمَناً معلوماً مثل الدنانير والدراهم، فمن ذلك اشتريت ثوباً بكساء، أَيهما شئت تجعله ثمناً لصاحبه لأَنه ليس من الأَثمان، وما كان ليس من الأَثمان مثل الرَّقِيق والدُّور وجميعِ العروض فهو على هذا، فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثَّمَن، كما قال في سورة يوسف: وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دراهِم، لأَن الدراهم ثمن أَبداً، والباء إنما تدخل في الأَثْمانِ، وكذلك قوله: اشْتَرَوْا بآياتي ثمناً قليلاً، واشترَوا الحياةَ الدنيا بالآخرة والعذاب بالمغفرة؛ فأَدْخِل الباءَ في أَيِّ هذين شئت حتى تصير إلى الدراهم والدنانير فإنك تُدْخِل الباء فيهن مع العروض، فإذا اشتريت أَحدَ هذين، يعني الدنانيرَ والدراهم، بصاحبه أَدخلت الباء في أَيّهما شئت، لأَن كل واحد منهما في هذا الموضع مَبِيعٌ وثَمَنٌ، فإذا أَحْبَبْت أَن تعرف فَرْقَ ما بين العُروض والدراهم، فإنك تعلم أَنَّ مَنِ اشترى عبداً بأَلف دينار أَو أَلِفِ درهم معلومة ثم وجد به عيباً فردّه لم يكن على المشتري أَن يأْخذ أَلْفَه بعينها، ولكن أَلْفاً، ولو اشترى عبداً بجارية ثم وجد به عيباً لم يرجع بجارية أُخرى مثلها، وذلك دليل على أَن العُروض ليست بأَثمان.
وفي حديث بناء المسجد: ثامِنُوني بحائِطِكُم أَي قَرِّرُوا مَعي ثَمَنَه وبِيعُونِيهِ بالثَّمَنِ. يقال: ثامَنْتُ الرجلَ في المَبيع أُثامِنُه إذا قاوَلْتَه في ثَمَنِه وساوَمْتَه على بَيْعِه واْشتِرائِه.
وقولُه تعالى: واشْتَرَوا به ثمناً قليلاً؛ قيل معناه قبلوا على ذلك الرُّشى وقامت لهم رِياسةٌ، والجمع أَثْمانٌ وأَثْمُنٌ، لا يُتَجاوَزُ به أَدْنى العدد؛ قال زهيرفي ذلك: مَنْ لا يُذابُ له شَحْمُ السَّدِيفِ إذا زارَ الشِّتاءُ، وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ.
ومن روى أَثْمَن البُدُنِ، بالفتح، أَراد أَكثَرها ثَمَناً وأَنَّث على المعنى، ومن رواه بالضم، فهو جمع ثَمَن مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ، ويروى: شحمُ النَّصيبِ؛ يريد نصيبه من اللحم لأَنه لا يَدَّخِرُ له منه نَصيباً، وإنما يُطْعِمُه، وقد أَثْمَنَ له سلعته وأَثْمَنَهُ. قال الكسائي: وأَثْمَنْتُ الرجلَ متاعَه وأَثْمَنْتُ له بمعنى واحدٍ.
والمِثْمَنَة: المِخْلاةُ؛ حكاها اللحياني عن ابن سنبل العُقَيْلي.
والثَّماني: نَبْتٌ؛ لم يَحْكِه غيرُ أَبي عبيد. الجوهري: ثمانية اسم موضع (* قوله «ثمانية اسم موضع» في التكملة: هي تصحيف، والصواب ثمينة على فعيلة مثال دثينة).

خرج (لسان العرب) [1]


الخُروج: نقيض الدخول. خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً، فهو خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ، وقد أَخْرَجَهُ وخَرَجَ به. الجوهري: قد يكون المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ. يقال: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، وهذا مَخْرَجُه.
وأَما المُخْرَجُ فقد يكون مصدرَ قولك أَخْرَجَه، والمفعولَ به واسمَ المكان والوقت، تقول: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ، وهذا مُخْرَجُه، لأَن الفعل إِذا جاوز الثلاثة فالميم منه مضمومة، مثل دَحْرَجَ، وهذا مُدَحْرَجُنا، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ ببنات الأَربعة.
والاستخراجُ: كالاستنباط.
وفي حديث بَدْرٍ: فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ من قِرْبةٍ أَي أَخْرَجَها، وهو افْتَعَلَ منه.
والمُخارَجَةُ: المُناهَدَةُ بالأَصابع.
والتَّخارُجُ: التَّناهُدُ؛ فأَما قول الحسين بن مُطَيْرٍ: ما أَنْسَ، لا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ، في يوم عيدٍ، ويومُ العيدِ مَخْرُوجُ فإِنه أَراد مخروجٌ فيه، فحذف؛ . . . أكمل المادة كما قال في هذه القصيدة: والعينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ أَراد معروج به.
وقوله عز وجل: ذلك يَوْمُ الخُروجِ؛ أَي يوم يخرج الناس من الأَجداث.
وقال أَبو عبيدة: يومُ الخُروجِ من أَسماء يوم القيامة؛ واستشهدَ بقول العجاج: أَلَيسَ يَوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجا، أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا؟ أَبو إِسحق في قوله تعالى: يوم الخروج أَي يوم يبعثون فيخرجون من الأَرض.
ومثله قوله تعالى: خُشَّعاً أَبصارُهُمُ يَخْرُجون من الأَجْداثِ.
وفي حديث سُوَيْدِ بن عَفَلَةَ: دخل عليَّ عليٌّ، رضي الله عنه، في يوم الخُرُوج، فإِذا بين يديه فاتُورٌ عليه خُبْزُ السَّمْراء وصحفةٌ فيها خَطِيفَةٌ. يَوْم الخُروجِ؛ يريد يوم العيد، ويقال له يوم الزينة ويوم المشرق.
وخُبْزُ السَّمْراءِ: الخُشْكارُ، كما قيل لِلُّبابِ الحُوَّارَى لبياضه.واخْتَرَجَهُ واسْتَخْرجَهُ: طلب إِليه أَن منه أَن يَخْرُجَ.
وناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ إِذا خرجت على خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِيِّ.
وفي حديث قصة: أَن الناقة التي أَرسلها الله، عز وجل،آيةً لقوم صالح، عليه السلام، وهم ثمود، كانت مُخْتَرَجة، قال: ومعنى المختَرَجة أَنها جُبلت على خلقة الجمل، وهي أَكبر منه وأَعظم.
واسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ: أُصْلِحَتْ للزراعة أَو الغِراسَةِ، وهو من ذلك عن أَبي حنيفة.
وخارجُ كلِّ شيءٍ: ظاهرُه. قال سيبويه: لا يُستعمل ظرفاً إِلا بالحرف لأَنه مخصوص كاليد والرجل؛ وقول الفرزدق: عَلى حِلْفَةٍ لا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً، ولا خارِجاً مِن فِيِّ زُورُ كلامِ أَراد: ولا يخرج خروجاً، فوضع الصفة موضع المصدر لأَنه حمله على عاهدت.
والخُروجُ: خُروجُ الأَديب والسائق ونحوهما يُخَرَّجُ فيَخْرُجُ.
وخَرَجَتْ خَوارجُ فلان إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ وتَوَجَّه لإِبرام الأُمورِ وإِحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بعد صباه.
والخارِجِيُّ: الذي يَخْرُجُ ويَشْرُفُ بنفسه من غير أَن يكون له قديم؛ قال كثير: أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجيٍّ، وليس قَديمُ مَجْدِكَ بانْتِحال والخارِجِيَّةُ: خَيْل لا عِرْقَ لها في الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ، وهي مع ذلك جِيادٌ؛ قال طفيل: وعارَضْتُها رَهْواً على مُتَتَابِعٍ، شَديدِ القُصَيْرى، خارِجِيٍّ مُجَنَّبِ وقيل: الخارِجِيُّ كل ما فاق جنسه ونظائره. قال أَبو عبيدة: من صفات الخيل الخَرُوجُ، بفتح الخاء، وكذلك الأُنثى، بغير هاءٍ، والجمع الخُرُجُ، وهو الذي يَطول عُنُقُهُ فَيَغْتالُ بطولها كلَّ عِنانٍ جُعِلَ في لجامه؛ وأَنشد: كلّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلى، وخَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ الأَزهري: وأَما قول زهير يصف خيلاً: وخَرَّجَها صَوارِخَ كلِّ يَوْمٍ، فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِينُ فمعناه: أَن منها ما به طِرْقٌ، ومنها ما لا طِرْقَ به؛ وقال ابن الأَعرابي: معنى خَرَّجَها أَدَّبها كما يُخَرِّجُ المعلم تلميذه.
وفلانٌ خَرِيجُ مالٍ وخِرِّيجُه، بالتشديد، مثل عِنِّينٍ، بمعنى مفعول إِذا دَرَّبَهُ وعَلَّمَهُ.
وقد خَرَّجَهُ في الأَدبِ فَتَخَرَّجَ.
والخَرْجُ والخُرُوجُ: أَوَّلُ ما يَنْشَأُ من السحاب. يقال: خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ؛ وقيل: خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ وانْبِساطُه؛ قال أَبو ذؤَيب: إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ له الصَّبا، فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدها وخُرُوجُ الأَخفش: يقال للماء الذي يخرج من السَّحاب: خَرْجٌ وخُرُوجٌ. الأَصمعي: يقال أَوَّل ما يَنْشَأُ السحابُ، فهو نَشْءٌ. التهذيب: خَرَجَت السماء خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بعد إِغامَتِها؛ وقال هِمْيان يصف الإِبل وورودها:فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهارِجَا؛ تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا يريد مُصْحِياً؛ والسحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كما تُخْرِجُ الظَّلْمَ.
والخَرُوجُ من الإِبل: المِعْناقُ المتقدمة.
والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بالبدن من ذاته، والجمع أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غيره: والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يخرج بداية أَو غيرها من الحيوان. الصحاح: والخُرَاجُ ما يَخْرُجُ في البدن من القُرُوح.
والخَوَارِجُ: الحَرُورِيَّةُ؛ والخَارِجِيَّةُ: طائفة منهم لزمهم هذا الاسمُ لخروجهم عن الناس. التهذيب: والخَوَارِجُ قومٌ من أَهل الأَهواء لهم مَقالَةٌ على حِدَةٍ.
وفي حديث ابن عباس أَنه قال: يَتَخَارَجُ الشَّريكانِ وأَهلُ الميراث؛ قال أَبو عبيد: يقول إِذا كان المتاع بين ورثة لم يقتسموه أَو بين شركاء، وهو في يد بعضهم دون بعض، فلا بأْس أَن يتبايعوه، وإِن لم يعرف كل واحد نصيبه بعينه ولم يقبضه؛ قال: ولو أَراد رجل أَجنبي أَن يشتري نصيب بعضهم لم يجز حتى يقبضه البائع قبل ذلك؛ قال أَبو منصور: وقد جاءَ هذا عن ابن عباس مفسَّراً على غير ما ذكر أَبو عبيد.
وحدَّث الزهري بسنده عن ابن عباس، قال: لا بأْس أَن يَتَخَارَج القومُ في الشركة تكون بينهم فيأْخذ هذا عشرة دنانير نقداً، ويأْخذ هذا عشرة دنانير دَيْناً.
والتَّخارُجُ: تَفاعُلٌ من الخُروج، كأَنه يَخْرُجُ كلُّ واحد من شركته عن ملكه إِلى صاحبه بالبيع؛ قال: ورواه الثوري بسنده على ابن عباس في شريكين: لا بأْس أَن يتخارجا؛ يعني العَيْنَ والدَّيْنَ؛ وقال عبد الرحمن بن مهدي: التخارج أَن يأْخذ بعضهم الدار وبعضهم الأَرض؛ قال شمر: قلت لأَحمد: سئل سفيان عن أَخوين ورثا صكّاً من أَبيهما، فذهبا إِلى الذي عليه الحق فتقاضياه؛ فقال: عندي طعام، فاشتريا مني طعاماً بما لكما عليَّ، فقال أَحد الأَخوين: أَنا آخذ نصيبي طعاماً؛ وقال الآخر: لا آخذ إِلاّ دراهم، فأَخذ أَحدهما منه عشرة أَقفرة بخمسين درهماً بنصيبه؛ قال: جائز، ويتقاضاه الآخر، فإِن تَوَى ما على الغريم، رجع الأَخ على أَخيه بنصف الدراهم التي أَخذ، ولا يرجع بالطعام. قال أَحمد: لا يرجع عليه بشيء إِذا كان قد رضي به، والله أَعلم.وتَخَارَجَ السَّفْرُ: أَخْرَجُوا نفقاتهم.
والخَرْجُ والخَرَاجُ، واحدٌ: وهو شيء يُخْرِجُه القومُ في السَّنَةِ مِن مالهم بقَدَرٍ معلوم.
وقال الزجاج: الخَرْجُ المصدر، والخَرَاجُ: اسمٌ لما يُخْرَجُ.
والخَرَاجُ: غَلَّةُ العبد والأَمة.
والخَرْجُ والخَراج: الإِتاوَةُ تُؤْخذ من أَموال الناس؛ الأَزهري: والخَرْجُ أَن يؤَدي إِليك العبدُ خَرَاجَه أَي غلته، والرَّعِيَّةُ تُؤَدِّي الخَرْجَ إِلى الوُلاةِ.
وروي في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الخَرَاجُ بالضمان؛ قال أَبو عبيد وغيره من أَهل العلم: معنى الخراج في هذا الحديث غلة العبد يشتريه الرجلُ فيستغلُّه زماناً، ثم يَعْثُرُ منه على عَيْبٍ دَلَّسَهُ البائعُ ولم يُطْلِعْهُ عليه، فله رَدُّ العبد على البائع والرجوعُ عليه بجميع الثمن، والغَّلةُ التي استغلها المشتري من العبد طَيِّبَةٌ له لأَنه كان في ضمانه، ولو هلك هلك من ماله.
وفسر ابن الأَثير قوله: الخراج بالضمان؛ قال: يريد بالخراج ما يحصل من غلة العين المبتاعة، عبداً كان أَو أَمة أَو ملكاً، وذلك أَن يشتريه فيستغله زماناً، ثم يعثر فيه على عيب قديم، فله رد العين المبيعة وأَخذ الثمن، ويكون للمشتري ما استغله لأَن المبيع لو كان تلفَ في يده لكان من ضمانه، ولم يكن له على البائع شيء؛ وباء بالضمان متعلقة بمحذوف تقديره الخراج مستحق بالضمان أَي بسببه، وهذا معنى قول شريح لرجلين احتكما إِليه في مثل هذا، فقال للمشتري: رُدَّ الداءَ بدائه ولك الغلةُ بالضمان. معناه: رُدَّ ذا العيب بعيبه، وما حصل في يدك من غلته فهو لك.
ويقال: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتفقا على ضريبة يَرُدُّها العبدُ على سيده كلَّ شهر ويكون مُخَلًّى بينه وبين عمله، فيقال: عبدٌ مُخَارَجٌ.
ويُجْمَعُ الخَراجُ، الإِتَاوَةُ، على أَخْراجٍ وأَخَارِيجَ وأَخْرِجَةٍ.
وفي التنزيل: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ. قال الزجاج: الخَرَاجُ الفَيْءُ، والخَرْجُ الضَّريبَةُ والجزية؛ وقرئ: أَم تسأَلهم خَرَاجاً.
وقال الفراء. معناه: أَمْ تسأَلهم أَجراً على ما جئت به، فأَجر ربك وثوابه خيرٌ.
وأَما الخَرَاجُ الذي وظفه عمرُ بن الخطاب، رضي الله عنه، على السواد وأَرضِ الفَيْء فإِن معناه الغلة أَيضاً، لأَنه أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ ودفعها إِلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة يؤدونها كل سنة، ولذلك سمي خَراجاً، ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي افتتحت صُلْحاً ووظف ما صولحوا عليه على أَراضيهم: خراجية لأَن تلك الوظيفة أَشبهت الخراج الذي أُلزم به الفلاَّحون، وهو الغلة، لأَن جملة معنى الخراج الغلة؛ وقيل للجزية التي ضربت على رقاب أَهل الذِّمَّة: خراج لأَنه كالغلة الواجبة عليهم. ابن الأَعرابي: الخَرْجُ على الرؤوس، والخَرَاجُ على الأَرضين.
وفي حديث أَبي موسى: مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها، طَيِّبٌ خَرَاجُها أَي طَعْمُ ثمرها، تشبيهاً بالخَرَاجِ الذي يقع على الأَرضين وغيرها.
والخُرْجُ: من الأَوعية، معروفٌ، عربيٌّ، وهو هذا الوعاء، وهو جُوالِقٌ ذو أَوْنَيْنِ، والجمع أَخْراجٌ وخِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ وجِحَرَة.
وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَي نَبْتُها في مكانٍ دون مكانٍ.
وتَخْريجُ الراعية المَرْتَعَ: أَن تأْكل بعضَه وتترك بعضه.
وخَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَى: أَبقت بعضه وأَكلت بعضه.
والخَرَجُ، بالتحريك: لَوْنانِ سوادٌ وبياض؛ نعامة خَرْجَاءُ، وظَلِيمٌ أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ.
واخْرَجَّتِ النعامةُ اخْرِجاجاً، واخْرَاجَّتْ اخْرِيجاجاً أَي صارت خَرْجاءَ. أَبو عمرو: الأَخْرَجُ من نَعْتِ الظَّلِيم في لونه؛ قال الليث: هو الذي لون سواده أَكثر من بياضه كلون الرماد. التهذيب: أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تزوج بِخِلاسِيَّةٍ.
وأَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ، وهي النعام؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ والأُنثى خَرْجاءُ، واستعاره العجاج للثوب فقال: إِنَّا، مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا، ولَبِسَتْ، للْمَوتِ، ثَوباً أَخْرَجا أَي لبست الحروب ثوباً فيه بياض وحمرة من لطخ الدم أَي شُهِّرَتْ وعُرِفَتْ كشهرة الأَبلق؛ وهذا الرجز في الصحاح: ولبست للموت جُلاًّ أَخرجها وفسره فقال: لبست الحروب جُلاًّ فيه بياض وحمرة.
وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ أَي خِصْبٌ وجَدْبٌ.
وعامٌ أَخْرَجُ: فيه جَدْبٌ وخِصْبٌ؛ وكذلك أَرض خَرْجَاءُ وفيها تَخرِيجٌ.
وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المواضع ولم يُنْبِتْ بَعْضٌ.
وأَخْرَجَ: مَرَّ به عامٌ نصفُه خِصبٌ ونصفه جَدْبٌ؛ قال شمر: يقال مررت على أَرض مُخَرَّجة وفيها على ذلك أَرْتاعٌ.
والأَرتاع: أَماكن أَصابها مطر فأَنبتت البقل، وأَماكن لم يصبها مطر، فتلك المُخَرَّجةُ.
وقال بعضهم: تخريج الأَرض أَن يكون نبتها في مكان دون مكان، فترى بياض الأَرض في خضرة النبات. الليث: يقال خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه تخْريجاً إِذا كتبه فترك فيه مواضع لم يكتبها؛ والكتابٌ إِذا كُتب فترك منه مواضع لم تكتب، فهو مُخَرَّجٌ.
وخَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جعله ضروباً يخالف بعضه بعضاً.
والخَرْجاءُ: قرية في طريق مكة، سمِّيَت بذلك لأَن في أَرضها سواداً وبياضاً إِلى الحمرة.
والأَخْرَجَةُ: مرحلة معروفة، لونها ذلك.
والنجوم تُخَرِّجُ اللَّوْنَ (* قوله «والنجوم تخرج اللون إلخ» كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس والنجوم تخرج لون الليل فيتلون إلخ بدليل الشاهد المذكور.) فَتَلَوَّن بِلَوْنَيْنِ من سواده وبياضها؛ قال: إِذا اللَّيْلُ غَشَّاها، وخَرَّج لَوْنَهُ نُجُومٌ، كأَمْثالِ المصابيحِ، تَخْفِقُ وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كذلك.
وقارَةٌ خَرْجَاءُ: ذاتُ لَوْنَيْنِ.
ونَعْجَةٌ خَرْجاءٌ: وهي السوداء البيضاءُ إِحدى الرجلين أَو كلتيهما والخاصرتين، وسائرُهما أَسودُ. التهذيب: وشاةٌ خَرْجاءُ بيضاء المُؤَخَّرِ، نصفها أَبيض والنصف الآخر لا يضرك ما كان لونه.
ويقال: الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ في بياض، والسوادُ الغالبُ.
والأَخْرَجُ من المِعْزَى: الذي نصفه أَبيض ونصفه أَسود. الجوهري: الخَرْجاءُ من الشاء التي ابيضت رجلاها مع الخاصرتين؛ عن أَبي زيد.
والأَخْرَجُ: جَبَلٌ معروف للونه، غلب ذلك عليه، واسمه الأَحْوَلُ.
وفرسٌ أَخْرَجُ: أَبيض البطن والجنبين إِلى منتهى الظهر ولم يصعد إِليه، ولَوْنُ سائره ما كان.
والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ، لِلَوْنِهِ.
والأَخْرَجانِ: جبلان معروفان، وأَخْرَجَةُ: بئر احتفرت في أَصل أَحدهما؛ التهذيب: وللعرب بئر احتفرت في أَصل جبلٍ أَخْرَجَ يسمونها أَخْرَجَةَ، وبئر أُخرى احتفرت في أَصل جبل أَسْوَدَ يسمونها أَسْوَدَةَ، اشتقوا لهما اسمين من نعت الجبلين. الفراءُ: أَخْرَجَةُ اسم ماءٍ وكذلك أَسْوَدَةُ؛ سميتا بجبلين، يقال لأَحدهما أَسْوَدُ وللآخر أَخْرَجُ.
ويقال: اخْترَجُوه، بمعنى استخرجُوه.
وخَرَاجِ والخَرَاجُ وخَرِيجٌ والتَّخْريجُ، كلُّه: لُعْبةٌ لفتيان العرب.
وقال أَبو حنيفة: الخَرِيجُ لعبة تسمى خَرَاجِ، يقال فيها: خَراجِ خَرَاجِ مثل قَطامِ؛ وقول أَبي ذؤَيب الهذلي: أَرِقْتُ له ذَاتَ العِشَاءِ، كأَنَّهُ مَخَارِيقُ، يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ والهاء في له تعود على برق ذكره قبل البيت، شبهه بالمخاريق وهي جمع مِخْرَاقٍ، وهو المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به.
وقوله: ذاتَ العِشاءِ أَراد به الساعة التي فيها العِشاء، أَراد صوت اللاعبين؛ شبه الرعد به؛ قال أَبو علي: لا يقال خَرِيجٌ، وإِنما المعروف خَراجِ، غير أَن أَبا ذؤيب احتاج إِلى إِقامة القافية فأَبدل الياءَ مكان الأَلف. التهذيب: الخَرَاجُ والخَرِيجُ مُخَارجة: لعبة لفتيان الأَعراب.؛ قال الفراء: خَرَاجِ اسم لعبة لهم معروفة، وهو أَن يمسك أَحدهم شيئاً بيده، ويقول لسائرهم: أَخْرِجُوا ما في يدي؛ قال ابن السكيت: لعب الصبيان خَرَاجِ، بكسر الجيم، بمنزلة دَرَاكِ وقَطَامِ.
والخَرْجُ: وادٍ لا مَنفذ فيه، ودارَةُ الخَرْجِ هنالك.
وبَنُو الخَارِجِيَّةِ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إِلى أُمّهم، والنسبة إِليهم خارِجِيٌّ؛ قال ابن دريد: وأَحسبها من بني عمرو بن تميم.
وخارُوجٌ: ضرب من النَّخل. قال الخليل بن أَحمد: الخُرُوجُ الأَلف التي بعد الصلة في القافية، كقول لبيد: عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها فالقافية هي الميم، والهاء بعد الميم هي الصلة، لأَنها اتصلت بالقافية، والأَلف التي بعد الهاء هي الخُرُوجُ؛ قال الأَخفَش: تلزم القافية بعد الروي الخروج، ولا يكون إِلا بحرف اللين، وسبب ذلك أَن هاء الإِضمار لا تخلو من ضم أَو كسر أَو فتح نحو: ضربه، ومررت به، ولقيتها، والحركات إِذا أُشبعت لم يلحقها أَبداً إِلا حروف اللين، وليست الهاء حرف لين فيجوز أَن تتبع حركة هاء الضمير؛ هذا أَحد قولي ابن جني، جعل الخروج هو الوصل، ثم جعل الخروج غير الوصل، فقال: الفرق بين الخروج والوصل أَن الخروج أَشد بروزاً عن حرف الروي واكتنافاً من الوصل لأَنه بعده، ولذلك سمي خروجاً لأَنه برز وخرج عن حرف الروي، وكلما تراخى الحرف في القافية وجب له أَن يتمكن في السكون واللين، لأَنه مقطع للوقف والاستراحة وفناء الصوت وحسور النفس، وليست الهاء في لين الأَلف والياء والواو، لأَنهن مستطيلات ممتدات.
والإِخْرِيجُ: نَبْتٌ.
وخَرَاجِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ بن الأَشْيَمِ الأَسدي.
والخَرْجُ: اسم موضع باليمامة.
والخَرْجُ: خِلافُ الدَّخْلِ.
ورجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مثال هُمَزة أَي كثير الخروج والولوج. زيد بن كثوة: يقال فلانٌ خَرَّاجٌ وَلاّجٌ؛ يقال ذلك عند تأْكيد الظَّرْفِ والاحتيال.
وقيل: خَرّاجٌ وَلاّجٌ إِذا لم يسرع في أَمر لا يسهل له الخروج منه إِذا أَراد ذلك.
وقولهم: أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ، هي امرأَة من بَجِيلَةَ، ولدت كثيراً في قبائلَ من العرب، كانوا يقولون لها: خِطْبٌ فتقول: نِكْحٌ وخارجةُ ابنها، ولا يُعْلَمُ ممن هو؛ ويقال: هو خارجة بن بكر بن يَشْكُرَ بن عَدْوانَ بن عمرو بن قيس عَيْلانَ.
وخَرْجاءُ: اسمُ رَكِيَّة بعينها.
وخَرْجٌ: اسم موضع بعينه.

حصي (لسان العرب) [1]


الحَصَى: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصاة. ابن سيده: الحَصَاة من الحجارة معروفة، وجمعها حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وقول أَبي ذؤَيب يصف طَعْنَةً: مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عن طَرِيقِها، يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعيبِ انْثِرَارُها يقول: هي شديدة السَّيَلان حتى إنه لو كان هنالك حَصىً لدفعته.
وحَصَيْتُه بالحَصَى أَحْصِيه أَي رميته.
وحَصَيْتُه ضربته بالحَصَى. ابن شميل: الحَصَى ما حَذَفْتَ به حَذْفاً، وهو ما كان مثلَ بعر الغنم.
وقال أَبو أَسلم: العظيمُ مثلُ بَعَرِ البعير من الحَصَى، قال: وقال أَبو زيد حَصَاةٌ وحُصِيّ وحِصِيّ مثل قَناة وقُنِيّ وقِنِيّ ونَواة ونُوِيّ ودَواة ودُوِيّ، قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وقال غيره تقول حَصَاة وحَصىً بفتح أَوله، وكذلك . . . أكمل المادة قَناةٌ وقَنىً ونَواةٌ ونَوىً مثل ثَمَرة وثَمَر؛ قال: وقال غيره تقول نَهَرٌ حَصَوِيٌّ أَي كثير الحَصَى، وأَرض مَحْصَاة وحَصِيَةٌ كثيرة الحَصَى، وقد حَصِيَتْ تَحْصَى.
وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعِ الحَصَاة، قال: هو أَن يقول المشتري أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصاةَ إليك فقد وَجَب البيعُ، وقيل: هو أَن يقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ عليه حَصاتُك إذا رميت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، والكُلُّ فاسد لأَنه من بيوع الجاهلية، وكلها غَرَرٌ لما فيها من الجَهالة.والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وهو أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حتى يصير كالحَصاة، وقد حُصِيَ الرجلُ فهو مَحْصِيٌّ.
وحَصاةُ القَسْمِ: الحِجارةُ التي يَتَصافَنُون عليها الماء.
والحَصَى: العددُ الكثير، تشبيهاً بالحَصَى من الحجارة في الكثرة؛ قال الأَعشى يُفَضِّلُ عامراً على عَلْقمة:ولَسْتَ بالأَكثرِ منهم حصىً، وإنما العِزَّةُ للْكَاثِرِ وأَنشد ابن بري: وقد عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَيِّدٌ، وأَنك منْ دارٍ شَديدٍ حَصاتُها وقولهم: نحن أَكثر منهم حَصىً أَي عَدَداً.
والحَصْوُ: المَنْع؛ قال بَشِيرٌ الفَرِيرِيُّ: أَلا تَخافُ اللهَ إذ حَصَوْتَنِي حَقِّي بلا ذَنْبٍ، وإذْ عَنَّيْتَنِي؟ ابن الأَعرابي: الحَصْوُ هو المَغَسُ في البَطْن.
والحَصَاةُ: العَقُْل والرَّزانَةُ. يقال: هو ثابت الحَصاةِ إذا كان عاقلاً.
وفلان ذو حَصاةٍ وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوي: وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظَّنِّ، أَنَّه إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم يَكُنْ له حَصَاةٌ، على عَوْراتِهِ، لَدَلِىلُ ونسبه الأَزهري إلى طَرَفة، يقول: إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجُزه عن بَسْطِه فيما لا يُحَبُّ دلَّ اللسان على عيبه بما يَلْفِظ به من عُورِ الكلام.
وما له حَصَاة ولا أَصَاة أَي رأْي يُرْجَع إليه.
وقال الأَصمعي في معناه: هو إذا كان حازماً كَتُوماً على نفسه يحفَظ سرَّه، قال: والحَصَاة العَقْل، وهي فَعَلة من أَحْصَيْت.
وفلان حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ إذا كان شديد العقل.
وفلان ذو حَصىً أَي ذو عدَدٍ، بغير هاءٍ؛ قال: وهو من الإحْصاء لا من حَصَى الحجارة.
وحَصاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه.
وفي الحديث: وهل يَكُبُّ الناسَ على مَناخِرِهِم في جَهَنَّم إلاَّ حَصَا أَلْسِنَتِهِمْ؟ قال الأَزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، وقد ذكر في موضعه، وأَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ. قال ابن الأَثير: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ وهي ذَرابَتُه.
والحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. الجوهري: حَصاةُ المِسْك قطعة صُلْبة توجد في فأْرة المِسْك. قال الليث: يقال لكل قطعة من المِسْك حَصاة.وفي أَسماء الله تعالى: المُحْصِي؛ هو الذي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه فلا يَفُوته دَقيق منها ولا جَليل.
والإحْصاءُ: العَدُّ والحِفْظ.
وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ به.
وفي التنزيل: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عدداً؛ الأَزهري: أي أَحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كلِّ شيء.
وأَحْصَيْت الشيءَ: عَدَدته؛ قال ساعدة بن جؤية: فَوَرَّك لَيْثاً أَخْلَصَ القَيْنُ أَثْرَه، حاشِكةً يُحْصِي الشِّمالَ نَذيرُها قيل: يُحْصِي في الشِّمال يؤثِّر فيها. الأَزهري: وقال الفراءُ في قوله: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه فتاب عليكم، قال: علم أَن لَنْ تَحفَظوا مواقيت الليل، وقال غيره: علم أَن لَنْ تُحْصوه أَي لن تُطيقوه. قال الأَزهري: وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إنَّ لله تعالى تسعة وتسعين اسماً من أَحصاها دخَل الجنةَ، فمعناه عندي، والله أَعلم، من أَحصاها علْماً وإيماناً بها ويقيناً بأَنها صفات الله عزَّ وجل، ولم يُرِد الإحْصاءَ الذي هو العَدُّ. قال: والحصاةُ العَدُّ اسم من الإحصاء؛ قال أَبو زُبَيْد: يَبْلُغُ الجُهْد ذا الحَصاة من القَوْ مِ، ومنْ يُلْفَ واهِناً فهَو مُودِ وقال ابن الأَثير في قوله من أَحصاها دخل الجنة: قيل من أَحصاها من حَفِظَها عن ظَهْرِ قلبه، وقيل: من استخرجها من كتاب الله تعالى وأَحاديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يعدّها لهم إلاَّ ما جاء في رواية عن أَبي هريرة وتكلموا فيها، وقيل: أَراد من أَطاقَ العمل بمقتضاها مثلُ من يعلَمُ أنه سميع بصير فيَكُفُّ سَمْعَه ولسَانَه عمَّا لا يجوزُ له، وكذلك في باقي الأَسماء، وقيل: أَراد من أَخْطَرَ بِباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظِّماً لمسمَّاها، ومقدساً معتبراً بمعانيها ومتدبراً راغباً فيها وراهباً، قال: وبالجملة ففي كل اسم يُجْريه على لسانه يُخْطِر بباله الوصف الدالَّ عليه.
وفي الحديث: لا أُحْصِي ثَناءً عليك أي لا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بها عليك ولا أَبْلغُ الواجِب منه.
وفي الحديث: أَكُلَّ القرآن أَحْصَيْتَ أَي حَفِظْت.
وقوله للمرأَة: أَحْصِيها أَي احْفَظِيها.
وفي الحديث: اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا واعْلَموا أَنَّ خيرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ أَي اسْتَقِيموا في كلّ شيء حتى لا تَمِيلوا ولن تُطِيقوا الاسْتقامة من قوله تعالى: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه؛ أَي لن تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه.

عوم (لسان العرب) [1]


العامُ: الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة، والجمع أَعْوامٌ، لا يكسَّرُ على غير ذلك، وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة. قال ابن سيده: وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه، وكذلك أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل، ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ، وقيل: أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ، يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة، فواحدها على هذا عائمٌ؛ قال العجاج: من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الجوهري: وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم، وإنما هو توكيد، قال ابن . . . أكمل المادة بري: صواب إنشاد هذا الشعر: ومَرّ أََعوام؛ وقبله: كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وبعده: تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ: كأعْوَم؛ عن اللحياني.
وقالوا: ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها؛ قال أَبو محمد الحَذْلمي: قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ، أَو سَديسِ عامِها ابن السكيت: يقال لقيته عاماً أَوّلَ، ولا تقل عام الأَوّل.
وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً: استأْجره للعامِ؛ عن اللحياني.
وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام.
وقال اللحياني: المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل. قال اللحياني: والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين، قال: ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري. الأَزهري عن أَبي عبيد قال: أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً، كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً، والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة.
وفي الحديث: نهى عن بيع النخل مُعاومةً، وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك.
ويقال: عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى، وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ، وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا.
ورَسَمٌ عامِيٌّ: أَتى عليه عام؛ قال: مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع. قال الأَزهري: قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ، ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر. ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام، وقال في موضع آخر: هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ، وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة. قال الجوهري: وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام، كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ.
وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً: كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر.
وعاوَمتِ النخلةُ: حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر.
وحكى الأَزهري عن النضر: عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً.
وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام. قال الأَزهري: وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام؛ قال أَبو وجزة السعدي: تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً؛ وقول العُجير السَّلولي: رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ، ومَنْ يَكُن فَتىً عامَ عامَ الماءِ، فَهْوَ كَبِيرُ فسره ثعلب فقال: العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت، ويومَ يومَ تقوم.
والعَوْمُ: السِّباحة، يقال: العَوْمُ لا يُنْسى.
وفي الحديث: عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم، هو السِّباحة.
وعامَ في الماء عَوْماً: سَبَح.
ورجل عَوَّام: ماهر بالسِّباحة؛ وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً؛ قال الراجز: وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قال ابن سيده: وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل.
وفرَس عَوَّامٌ: جَواد كما قيل سابح.
وسَفِينٌ عُوَّمٌ: عائمة؛ قال: إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ: صاحِبْ، قَوِّمِ بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ (* قوله: صاحبْ قوم: هكذا في الأَصل، ولعلها صاحِ مرخم صاحب).
وعامَتِ النجومْ عَوْماً: جرَتْ، وأَصل ذلك في الماء.
والعُومةُ، بالضم: دُوَيبّة تَسبَح في الماء كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ، والجمع عُوَمٌ؛ قال الراجز يصف ناقة: قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه، فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه، حَتى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه والعَوّام، بالتشديد: الفرس السابح في جَرْيه. قال الليث: يسمى الفرس السابح عَوّاماً يعوم في جريه ويَسْبَح.
وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو: العامَةُ المِعْبَر الصغير يكون في الأَنهار، وجمعه عاماتٌ. قال ابن سيده: والعامَةُ هَنَةٌ تتخذ من أَغصان الشجر ونحوه، يَعْبَر عليها النهر، وهي تموج فوق الماء، والجمع عامٌ وعُومٌ. الجوهري: العامَةُ الطَّوْف الذي يُرْكَب في الماء.
والعامَةُ والعُوَّام: هامةُ الراكب إذا بدا لك رأْسه في الصحراء وهو يسير، وقيل: لا يسمى رأْسه عامَةً حتى يكون عليه عِمامة.
ونبْتٌ عامِيٌّ أَي يابس أَتى عليه عام؛ وفي حديث الاستسقاء: سِوَى الحَنْظَلِ العامِيِّ والعِلهِزِ الفَسْلِ وهو منسوب إلى العام لأَنه يتخذ في عام الجَدْب كما قالوا للجدب السَّنَة.
والعامَةُ: كَوْرُ العمامة؛ وقال: وعامةٍ عَوَّمَها في الهامه والتَّعْوِيمُ: وضع الحَصَد قُبْضةً قُبضة، فإذا اجتمع فهي عامةٌ، والجمع عامٌ.
والعُومَةُ: ضرب من الحيَّات بعُمان؛ قال أُمية: المُسْبِح الخُشْبَ فوقَ الماء سَخَّرَها، في اليَمِّ جِرْيَتُها كأَنَّها عُوَمُ والعَوَّامُ، بالتشديد: رجلٌ.
وعُوَامٌ. موضع.
وعائم: صَنَم كان لهم.

خنس (العباب الزاخر) [1]


خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً. والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ): خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ): إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها.
ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من . . . أكمل المادة النّار فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده:
وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِـرُّمـا      وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين. وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء.
والخَنَسُ -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة.
وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. والأخْنَس: القُرَاد. والأخْنَس: الأسد. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ:
أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ      وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة. وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد. والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها:
كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها      أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَـمُ

والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه:
خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَـم يَرِم      عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها


وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن. وخَناس في قوله:
أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم      وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. وقال ضِرار بن الخطّاب:
ألَّمَت خُناسُ وإلمامُهـا      أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء. ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة. وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. وخُنَيْسٌ -مُصغّراً- في الأعلام واسع. والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد:
تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها      جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَـحُ

وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضاً-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة. والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد. وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. وأخْنَسْتُه -أيضاً-: أي خَلَّفتُه.
وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:
إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَـتْ      ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي:
فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عـاسِـمٌ      من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا


ويُروى "إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.

الحَوْرُ (القاموس المحيط) [1]


الحَوْرُ: الرُّجُوعُ،
كالمَحَار والمَحَارَةِ والحُؤُورِ، والنُّقْصانُ، وما تحتَ الكَوْرِ من العِمامةِ، والتَّحَيُّرُ، والقَعْرُ، والعُمْقُ.
وهو بَعيدُ الحَوْرِ، أي: عاقِلٌ، وبالضم: الهلاكُ، والنَّقْصُ، وجَمْعُ أحْوَرَ وحَوْراءَ، وبالتحريكِ: أن يَشْتَدَّ بياضُ بياضِ العَيْنِ وسَوادُ سَوادِها، وتَسْتَديرَ حَدَقَتُها، وتَرِقَّ جُفونُها، ويَبْيَضَّ ما حَوالَيْها، أو شدَّةُ بياضِها وسوادِها، في بَياضِ الجَسَدِ، أو اسْوِدادُ العَيْنِ كُلِّها مِثْلَ الظِّباءِ، ولا يكونُ في بني آدمَ، بل يُسْتَعَارُ لها.
وقد حَوِرَ كفَرِحَ واحْوَرَّ، وجُلودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بها السِّلالُ
ج: حُورانٌ، ومنه الكَبْشُ الحَوَرِيُّ، وخَشَبَةٌ يقالُ لها البيضاءُ، والكَوْكَبُ الثالثُ من بناتِ نَعْشٍ الصُّغْرَى، وشُرِحَ في ق و د، والأَديمُ المَصْبوغُ بحُمْرَةٍ،
وخُفٌّ مُحَوَّرٌ: بِطانَتُهُ منه، والبَقَرُ
ج: . . . أكمل المادة أحْوارٌ، ونَبْتٌ، وشيءٌ يُتَّخَذُ من الرَّصاصِ المُحْرَقِ تَطْلِي به المرأةُ وجْهَها.
والأَحْوَرُ: كَوْكَبٌ، أو هو المُشْتَرِي، والعَقْلُ،
وع باليَمَنِ.
والأَحْوَرِيُّ: الأَبْيَضُ الناعِمُ.
والحَوَارِياتُ: نِساءُ الأَمْصارِ.
والحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ، أو ناصِرُ الأَنْبِياءِ، والقَصَّارُ، والحَمِيمُ.
وبضم الحاءِ وشدِّ الواوِ وفتحِ الراءِ: الدَّقِيقُ الأَبْيَضُ، وهو لُبابُ الدَّقيقِ، وكلُّ ما حُوِّرَ، أي: بُيِّضَ من طَعامٍ.
وحَوَّارُونَ، بفتح الحاءِ مُشَدَّدَةَ الواوِ: د.
والحَوْراءُ: الكَيَّةُ المُدَوَّرَةُ،
وع قُرْبَ المدينةِ، وهو مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْرَ، وماءٌ لِبَنِي نَبْهانَ،
وأبو الحَوْراءِ: رَاوِي حديثِ القُنُوتِ فَرْدٌ.
والمَحارَةُ: المَكانُ الذي يَحُورُ، أو يُحارُ فيه، وجَوْفُ الأُذُنِ، ومَرْجِعُ الكَتِفِ، والصَّدَفَةُ، ونحوُها من العَظْمِ، وشِبْهُ الهَوْدَجِ، وما بينَ النَّسْرِ إلى السُّنْبُكِ، والخُطُّ، والناحِيَةُ.
والاحْوِرارُ: الابْيِضاضُ.
وأحمدُ بنُ أبي الحَوارَى، كسَكارَى، وكسُمَّانَى أبو القَاسِمِ الحُوَّارَى الزاهِدانِ: م.
والحُوارُ، بالضم وقد يُكْسَرُ: ولدُ الناقةِ ساعَةَ تَضَعُهُ، أو إلى أن يُفْصَلَ عن أُمِّهِ
ج: أحْوِرَةٌ وحِيرانٌ وحُورانٌ.
والمُحاوَرَةُ والمَحْوَرَةُ والمَحُورَةُ: الجوابُ،
كالحَوِيرِ والحَوارِ، ويُكْسَرُ،
والحِيرَةِ والحُوَيْرَةِ، ومُراجَعَةُ النُّطْقِ.
وتَحاوَرُوا: تَراجَعُوا الكلامَ بينهمْ.
والمِحْوَرُ، كمِنْبَرٍ: الحَديدةُ التي تَجْمَعُ بينَ الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وخَشَبَةٌ تَجْمَعُ المَحالَةَ، وهَنَةٌ يَدُورُ فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طَرَفِ المِنْطَقَةِ وغيرِها، والمِكْواةُ، وخَشَبَةٌ يُبْسَطُ بها العَجِينُ.
وحَوَّرَ الخُبْزَةَ: هَيَّأها وأدارَها لِيَضَعَها في المَلَّةِ،
و~ عيْنَ البَعيرِ: أدارَ حَوْلَها مِيْسَماً.
والحَوِيرُ: العداوةُ، والمُضارَّةُ.
وما أصبْتُ حَوْراً وحَوَرْوَراً: شيئاً.
وحَوْرِيْتُ: ع.
والحائِرُ: المَهْزُولُ، والوَدَكُ،
وع فيه مَشْهَدُ الحُسيْنِ، ومنه: نَصْرُ اللهِ بنُ محمدٍ، وعبدُ الحَميدِ بنُ فَخَّارٍ الحائِرِيَّانِ.
والحائِرَةُ: الشاةُ والمرأةُ لا تَشِبَّان أبَداً.
وما هو إلا حائِرَةٌ من الحَوائِرِ، أي: لا خيرَ فيه.
وما يَحُورُ وما يَبُورُ: ما يَنْمُو وما يَزْكُو.
وحَوْرَةُ: ة بينَ الرَّقَّةِ وبالِسَ، منها صالحٌ الحَوْرِيُّ، ووادٍ بالقَبَلِيَّةِ.
وحَوْرِيُّ: ة من دُجَيْلٍ، منها: الحسنُ بنُ مُسْلِمٍ، وسُلَيْمُ بنُ عيسى الزاهدانِ.
وحَوْرانُ: كُورةٌ بِدِمَشْقَ، وماءٌ بنجدٍ،
وع ببادِيَةِ السَّماوَةِ.
والحَوْرانُ: جِلْدُ الفِيلِ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ شَماسَةَ بنِ ذِئبِ بنِ أحْوَرَ: تَابعيٌّ.
و"حُوْرٌ في مَحارَةٍ"، بالضم والفتح: نُقْصانٌ في نقصانٍ، مَثَلٌ لمنْ هو في إدبارٍ، أو لمنْ لا يَصْلُحُ، أو لمنْ كان صالحاً فَفَسَدَ.
وحُورُ بنُ خارِجَةَ بالضم: من طَيِّئٍ.
وطَحَنَتْ فما أحارَتْ شيئاً، أي: ما رَدَّتْ شيئاً من الدَّقيقِ، والاسمُ منه: الحُورُ أيضاً.
وقَلِقَتْ مَحاوِرُهُ: اضْطَرَبَ أمْرُهُ.
وعَقْرَبُ الحِيْرانِ: عَقْرَبُ الشِّتاءِ، لأَنَّها تَضُرُّ بالحُوارِ.
والحَوَرْوَرَةُ: المرأةُ البَيْضاءُ.
وأحارَتِ الناقةُ: صارت ذاتَ حُوَارٍ.
وما أحارَ جواباً: ما رَدَّ.
وحَوَّرَهُ تَحْوِيراً: رَجَعَهُ،
و~ اللّهُ فلاناً: خَيَّبَهُ.
واحْوَرَّ احْوِراراً: ابْيَضَّ،
و~ عَيْنُهُ: صارت حَوْراءَ.
والجَفْنَةُ المُحْوَرَّةُ: المُبْيَضَّةُ بالسَّنامِ.
واسْتحارَهُ: اسْتَنْطَقَهُ.
وقاعُ المُسْتَحِيرَةِ: د.
والتَّحاوُرُ: التَّجاوُبُ.
وإنه في حُورٍ وبُورٍ، بضمهما: في غيرِ صَنْعَةٍ ولا إتاوَةٍ، أو في ضلالٍ.
وحُرْتُ الثَّوْبَ: غَسَلْتُهُ وبَيَّضْتُهُ.
حارَ يحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراً وحَيرَاناً وتَحَيَّرَ واسْتَحارَ: نَظَرَ إلى الشيءِ، فَغُشِيَ عليه، ولم يَهْتَدِ لسبِيلِهِ، فهو حَيْرانُ وحائِرٌ، وهي حَيْراءُ، وهم حَيارَى، ويضمُّ،
و~ الماءُ: تَرَدَّدَ.
والحائِرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، وحَوْضٌ يُسَيَّبُ إليه مَسِيلُ ماءِ الأَمْطارِ، والمَكانُ المُطْمَئِنُّ، والبُسْتانُ،
كالحَيْرِ
ج: حُورانٌ وحِيرانٌ، والوَدَكُ، وكَرْبلاءُ،
كالحَيْراءِ، وع بها.
ولا آتيهِ حَيْرِيَّ الدهْرِ، مشدَّدَةَ الآخِرِ وتكسرُ الحاءُ،
وحَيْرِيْ دَهْرٍ، ساكنةَ الآخِرِ وتُنْصَبُ مخففةً،
وحارِيَّ دَهْرٍ،
وحِيَرَ دَهرٍ، كعِنَبٍ، أي: مُدَّةَ الدَّهرِ.
وحَيْرَما، أي: رُبَّما.
وتَحَيَّرَ الماءُ: دارَ واجْتَمَعَ،
و~ المكانُ بالماءِ: امْتَلأَ،
و~ الشَّبابُ: تَمَّ آخِذاً من الجَسَدِ كُلَّ مَأْخَذٍ،
كاسْتَحارَ فيهما،
و~ السَّحابُ: لم يَتَّجِهْ جِهَةً،
و~ الجَفْنَةُ: امتلأتْ دَسَماً وطَعاماً.
والحَيِّرُ، ككَيِّسٍ: الغَيْمُ.
وكعِنَبٍ وبالتحريكِ: الكثيرُ من المالِ والأَهْلِ.
والحِيرَةُ، بالكسر: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ، منها محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حَفْصٍ،
ود قُرْبَ الكوفَةِ، والنِّسْبَةُ:
حِيرِيٌّ وحارِيٌّ، منها كعْبُ بنُ عَدِيٍّ،
وة بفارِسَ، ود قُرْبَ عانَةَ، منها محمدُ بنُ مُكارِمٍ،
والحِيْرَتانِ: الحِيرَةُ والكوفَةُ.
والمُسْتَحِيرَةُ: د، والجَفْنَةُ الوَدِكةُ، وبلا هاءٍ: الطريقُ الذي يَأْخُذُ في عُرْضِ مَفازَةٍ ولا يُدْرَى أيْنَ مَنْفَذُهُ، وسَحابٌ ثَقيلٌ مُتَرَدِّدٌ.
والحِيارانِ: ع.
وحَيِّرَةُ، ككَيِّسَةٍ: د بجَبَلِ نِطاعٍ.
والحَيْرُ: شِبْهُ الحَظيرَةِ أو الحِمَى، وقَصْرٌ كان بِسُرَّ مَنْ رأى.
وأصْبَحَتِ الأرضُ حيْرَةً، أي: مُخْضَرَّةً مُبْقِلَةً.
وحِيارُ بني القَعْقاعِ، بالكسر: صُقْعٌ بِبَرِّيَّةِ قِنَّسْرِينَ.
والحارَةُ: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ منازِلُهُمْ.
والحُوَيْرَةُ: حارَةٌ بِدِمَشْقَ، منها إبراهيمُ بنُ مَسْعودٍ الحُوَيْرِيُّ المحدِّثُ.
وإنَّهُ في حِيْرَ بِيْرَ، وحِيْرٍ بِيْرٍ: كحُورٍ بُورٍ.
فَصْلُ الخَاء

سوم (لسان العرب) [2]


السَّوْمُ: عَرْضُ السِّلْعَةِ على البيع. الجوهري: السَّوْمُ في المبايعة يقال منه ساوَمْتُهُ سُواماً، واسْتامَ عليَّ، وتساوَمْنا، المحكم وغيره: سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بها سَوْماً وساوَمْت واسْتَمْتُ بها وعليها غاليت، واسْتَمْتُه إِياها وعليها غالَيْتُ، واسْتَمْتُهُ إِياها سأَلته سَوْمَها، وسامَنيها ذَكَرَ لي سَوْمَها.
وإِنه لغالي السِّيمَةِ والسُّومَةِ إِذا كان يُغْلي السَّوْمَ.
ويقال: سُمْتُ فلاناً سِلعتي سَوْماً إِذا قلتَ أَتأْخُذُها بكذا من الثمن؟ ومثل ذلك سُمْتُ بسِلْعتي سَوْماً.
ويقال: اسْتَمْتُ عليه بسِلْعتي استِياماً إِذا كنتَ أَنت تذكر ثمنها.
ويقال: اسْتامَ مني بسِلْعتي اسْتِياماً إِذا كان هو العارض عليك الثَّمَن.
وسامني الرجلُ بسِلْعته سَوْماً: وذلك حين يذكر لك هو ثمنها، والاسم من جميع ذلك السُّومَةُ والسِّيمَةُ.
وفي الحديث: نهى . . . أكمل المادة أَن يَسومَ الرجلُ على سَومِ أَخيه؛ المُساوَمَةُ: المجاذبة بين البائع والمشتري على السِّلْعةِ وفصلُ ثمنها، والمنهي عنه أَن يَتَساوَمَ المتبايعانِ في السِّلْعَةِ ويتقارَبَ الانعِقادُ فيجيء رجل آخر يريد أَن يشتري تلك السِّلْعَةَ ويخرجها من يد المشتري الأَوَّل بزيادة على ما اسْتَقَرَّ الأَمرُ عليه بين المُتساوِمَيْنِ ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة لما فيه من الإِفساد، ومباح في أَوَّل العَرْضِ والمُساوَمَةِ.
وفي الحديث أَيضاً: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن السَّوْم قبل طلوع الشمس؛ قال أَبو إِسحق: السَّوْمُ أَن يُساوِمَ بسِلْعَتِه، ونهى عن ذلك في ذلك الوقت لأَنه وقت يذكر الله فيه فلا يشتغل بغيره، قال: ويجوز أَن يكون السَّوْمُ من رَعْي الإِبل، لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قبل شروق الشمس عليه وهو نَدٍ أَصابها منه داء قتلها، وذلك معروف عند أَهل المال من العرب.
وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حسنة، وإِنه لغالي السِّيمةِ.
وسامَ أَي مَرَّ؛ وقال صخر الهذلي: أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ، إِذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما وسَوْمُ الرياح: مَرُّها، وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً: استمرّت؛ وقول ذي الرُّمَّةِ: ومُسْتامة تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ، تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ يعني أَرضاً تَسُومُ فيها الإِبل، من السَّوْم الذي هو الرَّعْي لا من السَّوْم الذي هو البيع، وتُباعُ: تَمُدُّ فيها الإِبل باعَها، وتَمْسَحُ: من المسح الذي هو القطع، من قول الله عز وجل: فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ. الأَصمعي: السَّوْمُ سرعة المَرِّ؛ يقال: سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً؛ وأَنشد بيت الراعي: مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة بالسَّوْمِ، ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ ومنه قول عبد الله ذي النِّجادَيْنِ يخاطب ناقةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي، تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ وقال غيره: السَّوْمُ سرعة المَرِّ مع قصد الصَّوْب في السير.
والسَّوَامُ والسائمةُ بمعنى: وهو المال الراعي.
وسامَتِ الراعيةُ والماشيةُ والغنم تَسُومُ سَوْماً: رعت حيث شاءت، فهي سائِمَةٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب: ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ غَرْبَةُ العَيْنِ، جِهادُ المَسامْ (* قوله «جهاد المسام» البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد، لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك في نسخة من المحكم) وفسره فقال: المَسامُ الذي تَسومُهُ أَي تلزمه ولا تَبْرَحُ منه.
والسَّوامُ والسائمةُ: الإِبل الراعية.
وأَسامَها هو: أَرعاها، وسَوَّمَها، أَسَمْتُها أَنا: أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ؛ قال الله تعالى: فيه تُسِيمون.
والسَّوَامُ: كل ما رعى من المال في الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ يرعى حيث شاء.
والسَّائِمُ: الذاهب على وجهه حيث شاء. يقال: سامَتِ السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعًّيْتَها. ثعلب: أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّيْتَها ترعى.
وقال الأَصمعي: السَّوامُ والسائمة كل إِبل تُرْسَلُ ترعى ولا تُعْلَفُ في الأصل، وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ.
وفي الحديث: في سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ.
وفي الحديث أَيضاً: السائمة جُبَارٌ، يعني أَن الدابة المُرْسَلَة في مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كانت جنايتُها هَدَراً.
وسامه الأَمرَ سَوْماً: كَلَّفَه إِياه، وقال الزجاج: أَولاه إِياه، وأَكثر ما يستعمل في العذاب والشر والظلم.
وفي التنزيل: يَسُومونكم سُوءَ العذاب؛ وقال أَبو إِسحق: يسومونكم يُولُونَكم؛ التهذيب: والسَّوْم من قوله تعالى يسومونكم سوء العذاب؛ قال الليث: السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً، وقال شمر: سامُوهم أَرادوهم به، وقيل: عَرَضُوا عليهم، والعرب تقول: عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ؛ قال الكسائي: وهو بمعنى قول العامة عَرْضٌ سابِريٌّ؛ قال شمر: يُضْرَبُ هذا مثلاً لمن يَعْرِضُ عليك ما أَنت عنه غَنيّ، كالرجل يعلم أَنك نزلت دار رجل ضيفاً فَيَعْرِضُ عليك القِرى.
وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عليه.
ويقال: سُمْتُه حاجةً أَي كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها، من قوله تعالى: يَسُومُونكم سُوءَ العذاب؛ أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب.
وفي حديث فاطمة: أَنها أَتت النبي، صلى الله عليه وسلم، بِبُرْمةٍ فيها سَخِينَةٌ فأَكل وما سامني غَيْرَهُ، وما أَكل قَطُّ إِلاَّ سامني غَيْرَهُ؛ هو من السَّوْمِ التكليف، وقيل: معناه عَرَضَ عَليَّ، من السَّوْمِ وهو طلب الشراء.
وفي حديث علي، عليه السلام: مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَهُ الله الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ.
والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ: العلامة.
وسَوَّمَ الفرسَ: جعل عليه السِّيمة.
وقوله عز وجل: حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند ربك للمُسْرفين؛ قال الزجاج: روي عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة، وقال غيره: مُسَوَّمة بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أَنها مما عَذَّبَ اللهُ بها؛ الجوهري: مُسَوَّمة أَي عليها أَمثال الخواتيم. الجوهري: السُّومة، بالضم، العلامة تجعل على الشاة وفي الحرب أَيضاً، تقول منه: تَسَوَّمَ. قال أَبو بكر: قولهم عليه سِيما حَسَنَةٌ معناه علامة، وهي مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ، قال: والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين، كما قالوا ما أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه، فصار سِوْمى وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
وفي التنزيل العزيز: والخيلِ المُسَوَّمَةِ. قال أَبو زيد: الخيل المُسَوَّمة المُرْسَلة وعليها ركبانها، وهو من قولك: سَوَّمْتُ فلاناً إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وما يريد، وقيل: الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة.
وقال ابن الأَعرابي: السِّيَمُ العلاماتُ على صُوف الغنم.
وقال تعالى: من الملائكة مُسَوَّمين؛ قرئَ بفتح الواو، أَراد مُعَلَّمين.
والخَيْلُ المُسَوَّمة: المَرْعِيَّة، والمُسَوَّمَةُ: المُعَلَّمةُ.
وقوله تعالى: مُسَوّمين، قال الأَخفش: يكون مُعَلَّمين ويكون مُرْسَلِينَ من قولك سَوَّم فيها الخيلَ أَي أَرسلها؛ ومنه السائمة، وإِنما جاء بالياء والنون لأَن الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكْبانُها.
وفي الحديث: إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِينَ أَي مُعَلَّمِينَ.
وفي الحديث: قال يوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ أَي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضاً.
وفي حديث الخوارج: سِيماهُمُ التحليق أَي علامتهم، والأَصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمدّ وتقصر، الليث: سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم عليه بحريرة أَو بشيء يعرف به، قال: والسِّيما ياؤها في الأَصل واو، وهي العلامة يعرف بها الخير والشر. قال الله تعالى: تَعْرفُهم بسيماهم؛ قال: وفيه لغة أُخرى السِّيماء بالمد؛ قال الراجز: غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً، له سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ (* قوله سيماء؛ هكذا في الأصل، والوزن مختل، ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية). تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً. الجوهري: السيما مقصور من الواو، قال تعالى: سِيماهُم في وجوههم؛ قال: وقد يجيء السِّيما والسِّيميَا ممدودين؛ وأَنشد لأُسَيْدِ ابن عَنْقاء الفَزارِيِّ يمدح عُمَيْلَةَ حين قاسمه مالَه:غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ يافعاً، له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ على البَصَرْ كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ، وفي جِيدِه الشِّعْرَى، وفي وجهه القَمَر له سِيمياء لا تشق على البصر أَي يَفْرَح به من ينظر إِليه. قال ابن بري: وحكى عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قال: لا يَرْوي بيتَ ابن عنقاء الفزاري: غلام رماه الله بالحسن يافعاً إِلا أَعمى البصيرة لأَن الحُسْنَ مَوْلود، وإِنما هو: رماه الله بالخير يافعاً قال: حكاه أَبو رِياشٍ عن أَبي زيد. الأَصمعي: السِّيماءُ، ممدودة، السِّيمِياءُ؛ أَنشد شمر في باب السِّيما مقصورةً للجَعْدِي: ولهُمْ سِيما، إِذا تُبْصِرُهُمْ، بَيَّنَتْ رِيبةَ من كانَ سَأَلْ والسَّامةُ: الحَفْرُ الذي على الرَّكِيَّة، والجمع سِيَمٌ، وقد أَسامَها، والسَّامَةُ: عِرْقٌ في الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ من المُشْرِقِ إِلى المغرب لم يُخْلِف أَن يكون فيه مَعْدِنُ فضَّة، والجمع سامٌ، وقيل: السَّامُ عُروق الذهب والفضة في الحَجر، وقيل: السَّامُ عُروق الذهب والفضة، واحدته سامَةٌ، وبه سمي سامَةُ بن لُؤَيِّ بن غالب؛ قال قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ: لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً فَوْقَ بَيْضِنا، تَدَحْرَجَ عن ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ أَي على ذي سامه، وعن فيه بمعنى على، والهاء في سامه ترجع إِلى البيض، يعني البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي البيض الذي له سامٌ؛ قال ثعلب: معناه أَنهم تَراصُّوا في الحرب حتى لو وقع حَنْظَلٌ على رؤوسهم على امِّلاسه واسْتِواءِ أَجزائه لم ينزل إِلى الأَرض، قال: وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي وغيره: السامُ الذهب والفضة؛ قال النابغة الذُّبْيانيُّ: كأَنَّ فاها، إِذا تُوَسَّنُ، من طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ في السَّامِ والزبيب أَقا حِيُّ كَثِيبٍ، يَنْدَى من الرِّهَمِ قال: فهذا لا يكون إِلا فضة لأَنه إِنما شبه أَسنان الثغر بها في بياضها، والأَعْرَفُ من كل ذلك أَن السَّامَ الذهبُ دون الفضة. أَبو سعيد: يقال للفضة بالفارسية سِيمٌ وبالعربية سامٌ.
والسامُ: المَوْتُ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: في الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ من كل داء إِلا السَّامَ، قيل: وما السَّامُ؟ قال: المَوْتُ .
وفي الحديث: كانت اليهود إِذا سَلَّموا على النبي، صلى الله عليه وسلم، قالوا السَّامُ عليكم، ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عليكم، فكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَرُدُّ عليهم فيقول: وعليكم أَي وعليكم مثلُ ما دَعَوْتم.
وفي حديث عائشة: أَنها سمعت اليهود تقول للنبي، صلى الله عليه وسلم: السَّامُ عليك يا أَبا القاسم، فقالت: عليكم السامُ والذامُ واللعنةُ، ولهذا قال، عليه السلام: إِذا سلم عليكم أَهل الكتاب فقولوا وعليكم، يعني الذي يقولون لكم رُدُّوه عليهم؛ قال الخطابي: عامة المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هذا الحديث يقولون وعليكم، بإِثبات واو العطف، قال: وكان ابن عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب لأَنه إِذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة، وإِذا أَثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه لأن الواو تجمع بين الشيئين، والله أَعلم.
وفي الحديث: لكل داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ يعني الموت.
والسَّامُ: شجر تعمل منه أَدْقالُ السُّفُنِ؛ هذه عن كراع؛ وأَنشد شمر قول العجاج: ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ صَعْلٌ من السَّامِ ورُبَّانيُّ أَجْرَدُ يقول الدَّقَلُ لا قِشْر عليه، والصَّعْلُ الدقيق الرأْس، يعني رأْس الدَّقَل، والسَّام شجر يقول الدَّقَلُ منه، ورُبَّانيٌّ: رأْس المَلاَّحين.
وسامَ إِذا رَعى، وسامَ إِذا طَلَبَ، وسامَ إِذا باع، وسامَ إِذا عَذَّبَ. النَّضْرُ: سامَ يَسُوم إِذا مَرَّ.
وسامَتِ الناقةُ إِذا مضت، وخلى لها سَومْها أَي وَجْهها.
وقال شجاع: يقال سارَ القومُ وساموا بمعنىً واحد.ابن الأَعرابي: السَّامَةُ الساقةُ، والسَّامَةُ المَوْتَةُ، والسَّامَةُ السَّبِيكةُ من الذَّهب، والسَّامةُ السَّبِيكة من الفضة، وأَما قولهم لا سِيمَّا فإِن تفسيره في موضعه لأَن ما فيها صلة.
وسامَتِ الطيرُ على الشيء تَسُومُ سَوْماً: حامت، وقيل: كل حَومٍ سَوْمٌ.
وخلَّيْتُه وسَوْمَه أَي وما يريد.
وسَوَّمَه: خَلاَّه وسَوْمَه أَي وما يريد.
ومن أَمثالهم: عَبْدٌ وسُوِّمَ أَي وخُلِّيَ وما يريد.
وسَوَّمه في مالي: حَكَّمَه.
وسَوَّمْتُ الرجلَ تَسْوِيماً إِذا حَكَّمْتَه في مالك.
وسَوَّمْتُ على القوم إِذا أَغَرْتَ عليهم فعِثْتَ فيهم.
وسَوَّمْتُ فلاناً في مالي إِذا حَكَّمْتَه في مالك.
والسَّوْمُ: العَرْضُ؛ عن كراع.
والسُّوامُ: طائر.
وسامٌ: من بني آدم، قال ابن سيده: وقضينا على أَلفه بالواو لأَنِها عين. الجوهري: سامٌ أَحد بني نوح، عليه السلام، وهو أَبو العرب.
وسَيُومُ: جبل (* قوله «وسيوم جبل إلخ» كذا بالأصل، والذي قي القاموس والتكملة: يسوم، بتقديم الياء على السين، ومثلهما في ياقوت). يقولون، والله أَعلم: مَنْ حَطَّها من رأْسِ سَيُومَ؟ يريدون شاة مسروقة من هذاالجبل.

عهد (لسان العرب) [1]


قال الله تعالى: وأَوفوا بالعهد إِن العهدَ كان مسؤولاً؛ قال الزجاج: قال بعضهم: ما أَدري ما العهد، وقال غيره: العَهْدُ كل ما عُوهِدَ اللَّهُ عليه، وكلُّ ما بين العبادِ من المواثِيقِ، فهو عَهْدٌ.
وأَمْرُ اليتيم من العهدِ، وكذلك كلُّ ما أَمَرَ الله به في هذه الآيات ونَهى عنه.
وفي حديث الدُّعاءِ: وأَنا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما استَطَعْتُ أَي أَنا مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإِقرار بوَحْدانيَّتِك لا أَزول عنه، واستثنى بقوله ما استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ في أَمره أَي إِن كان قد جرى القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ يوماً ما فإِني أُخْلِدُ عند ذلك إِلى التَّنَصُّلِ والاعتذار، لعدم . . . أكمل المادة الاستطاعة في دفع ما قضيته علي؛ وقيل: معناه إِني مُتَمَسِّكٌ بما عَهِدْتَه إِليّ من أَمرك ونهيك ومُبْلي العُذْرِ في الوفاءِ به قَدْرَ الوُسْع والطاقة، وإِن كنت لا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الواجب فيه.
والعَهْدُ: الوصية، كقول سعد حين خاصم عبد بن زمعة في ابن أَمَتِهِ فقال: ابن أَخي عَهِدَ إِليّ فيه أَي أَوصى؛ ومنه الحديث: تمَسَّكوا بعهد ابن أُمِّ عَبْدٍ أَي ما يوصيكم به ويأْمرُكم، ويدل عليه حديثه الآخر: رضِيتُ لأُمَّتي ما رضيَ لها ابنُ أُمِّ عَبْدٍ لمعرفته بشفقته عليهم ونصيحته لهم، وابنُ أُم عَبْدٍ: هو عبدالله بن مسعود.
ويقال: عهِد إِلي في كذا أَي أَوصاني؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه: عَهِدَ إِليّ النبيُّ الأُمّيُّ أَي أَوْصَى؛ ومنه قوله عز وجل: أَلم أَعْهَدْ إِليكم يا بني آدم؛ يعني الوصيةَ والأَمر.
والعَهْدُ: التقدُّم إِلى المرءِ في الشيءِ.
والعهد: الذي يُكتب للولاة وهو مشتق منه، والجمع عُهودٌ، وقد عَهِدَ إِليه عَهْداً.
والعَهْدُ: المَوْثِقُ واليمين يحلف بها الرجل، والجمع كالجمع. تقول: عليّ عهْدُ الله وميثاقُه، وأَخذتُ عليه عهدَ الله وميثاقَه؛ وتقول: عَلَيَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كذا؛ ومنه قول الله تعالى: وأَوفوا بعهد الله إِذا عاهدتم؛ وقيل: وليُّ العهد لأَنه وليَ الميثاقَ الذي يؤْخذ على من بايع الخليفة.
والعهد أَيضاً: الوفاء.
وفي التنزيل: وما وجدنا لأَكثرِهم من عَهْدٍ؛ أَي من وفاء؛ قال أَبو الهيثم: العهْدُ جمع العُهْدَةِ وهو الميثاق واليمين التي تستوثقُ بها ممن يعاهدُك، وإِنما سمي اليهود والنصارى أَهلَ العهدِ: للذمة التي أُعْطُوها والعُهْدَةِ المُشْتَرَطَةِ عليهم ولهم.
والعَهْدُ والعُهْدَةُ واحد؛ تقول: بَرِئْتُ إِليك من عُهْدَةِ هذا العبدِ أَي مما يدركُك فيه من عَيْب كان معهوداً فيه عندي.
وقال شمر: العَهْد الأَمانُ، وكذلك الذمة؛ تقول: أَنا أُعْهِدُك من هذا الأَمر أَي أُؤْمِّنُك منه أَو أَنا كَفيلُك، وكذلك لو اشترى غلاماً فقال: أَنا أُعْهِدُك من إِباقه، فمعناه أَنا أُؤَمِّنُك منه وأُبَرِّئُكَ من إِباقه؛ ومنه اشتقاق العُهْدَة؛ ويقال: عُهْدَتُه على فلان أَي ما أُدْرِك فيه من دَرَكٍ فإِصلاحه عليه.
وقولهم: لا عُهْدَة أَي لا رَجْعَة.
وفي حديث عقبة بن عامر: عُهْدَةُ الرقيقِ ثلاثة أَيامٍ؛ هو أَن يَشْتَرِي الرقيقَ ولا يَشْترِطَ البائعُ البَراءَةَ من العيب، فما أَصاب المشترى من عيب في الأَيام الثلاثة فهو من مال البائع ويردّ إِن شاء بلا بينة، فإِن وجد به عيباً بعد الثلاثة فلا يرد إِلا ببينة.
وعَهِيدُك: المُعاهِدُ لك يُعاهِدُك وتُعاهِدُه وقد عاهده؛ قال: فَلَلتُّرْكُ أَوفى من نِزارٍ بعَهْدِها، فلا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يَوْماً عَهِيدُها والعُهْدةُ: كتاب الحِلْفِ والشراءِ.
واستَعْهَدَ من صاحبه: اشترط عليه وكتب عليه عُهْدة، وهو من باب العَهد والعُهدة لأَن الشرط عَهْدٌ في الحقيقة؛ قال جرير يهجو الفرزدق حين تزوّج بنت زِيقٍ: وما استَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذي خُتُونَةٍ من الناسِ إِلاَّ مِنْكَ، أَو مِنْ مُحارِبِ والجمعُ عُهَدٌ.
وفيه عُهْدَةٌ لم تُحْكَمْ أَي عيب.
وفي الأَمر عُهْدَةٌ إِذا لم يُحْكَمْ بعد.
وفي عَقْلِه عُهْدَةٌ أَي ضعف.
وفي خَطِّه عُهدة إِذا لم يُقِم حُروفَه.
والعَهْدُ: الحِفاظُ ورعايةُ الحُرْمَة.
وفي الحديث أَن عجوزاً دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأَل بها وأَحفى وقال: إِنها كانت تأْتينا أَيام خديجة وإِن حُسن العهد من الإِيمان.
وفي حديث أُم سلمة: قالت لعائشة: وتَرَكَتْ عُهَّيْدَى (قوله «وتركت عهيدى» كذا بالأصل والذي في النهاية وتركت عهيداه) العُهَّيْدَى، بالتشديد والقصر، فُعَّيْلى من العَهْدِ كالجُهَّيْدَى من الجَهْدِ، والعُجَّيْلى من العَجَلة.
والعَهْدُ: الأَمانُ.
وفي التنزيل: لا يَنَالُ عَهْدِي الظالمين، وفيه: فأَتِمُّوا إِليهم عَهْدَهُم إِلى مدَّتِهم.
وعاهَدَ الذِّمِّيَّ: أَعطاهُ عَهْداً، وقيل: مُعَاهَدَتُه مُبايَعَتُه لك على إِعطائه الجزية والكفِّ عنه.
والمُعَاهَدُ: الذِّمِّيُّ.
وأَهلُ العهدِ: أَهل الذمّة، فإِذا أَسلموا سقط عنهم اسم العهد.
وتقول: عاهدْتُ اللَّهَ أَن لا أَفعل كذا وكذا؛ ومنه الذمي المعاهَدُ الذي فُورِقَ فَأُومِرَ على شروط استُوثِقَ منه بها، وأُوِمن عليها، فإِن لم يفِ بها حلّ سَفْكُ دمِه.
وفي الحديث: إِنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإِيمانِ أَي رعاية المَوَدَّة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يُقْتَلُ مُؤمنٌ بكافِرٍ، ولا ذو عهْد في عَهْدِه؛ معناه لا يُقتل مؤمن بكافر، تمّ الكلام، ثم قال: ولا يُقْتَلُ أَيضاً ذو عهد أَي ذو ذِمَّة وأَمان ما دام على عهده الذي عُوهِدَ عليه، فنهى، صلى الله عليه وسلم، عن قتل المؤْمن بالكافر، وعن قتل الذمي المعاهد الثابت على عهده.
وفي النهاية: لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده أَي ولا ذو ذمة في ذمته، ولا مشرك أُعْطِيَ أَماناً فدخل دار الإِسلام، فلا يقتل حتى يعودَ إِلى مَأْمَنِه. قال ابن الأَثير: ولهذا الحديث تأْويلان بمقتضى مذهبي الشافعي وأَبي حنيفة: أَما الشافعي فقال لا يقتل المسلم بالكافر مطلقاً معاهداً كان أَو غير معاهد حربيّاً كان أَو ذميّاً مشركاً أَو كتابياً، فأَجرى اللفظ على ظاهره ولم يضمر له شيئاً فكأَنه نَهَى عن قتل المسلم بالكافر وعن قتل المعاهد، وفائدة ذكره بعد قوله لا يقتل مسلم بكافر لئلا يَتَوهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنه قد نَفَى عنه القَوَدَ بقَتْله الكافرَ، فيَظُّنَّ أَنَّ المعاهَدَ لو قَتَلَ كان حكمه كذلك فقال: ولا يقتل ذُو عَهْدٍ في عهدِه، ويكون الكلام معطوفاً على ما قبله منتظماً في سلكه من غير تقدير شيء محذوف؛ وأَما أَبو حنيفة فإِنه خَصَّصَ الكافرَ في الحديث بالحرْبيِّ دون الذِّمِّي، وهو بخلاف الإِطلاق، لأَن من مذهبه أَن المسلم يقتل بالذمي فاحتاج أَن يضمر في الكلام شيئاً مقدراً ويجعلَ فيه تقديماً وتأْخيراً فيكون التقدير: لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر أَي لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر، فإِن الكافرَ قد يكون معاهداً وغير معاهد.
وفي الحديث: مَن قَتَلَ مُعَاهَِداً لم يَقْبَلِ اللَّهُ منه صَرْفاً ولا عَدلاً؛ يجوز أَن يكون بكسر الهاء وفتحها على الفاعل والمفعول، وهو في الحديث بالفتح أَشهر وأَكثر.
والمعاهدُ: مَن كان بينك وبينه عهد، وأَكثر ما يطلق في الحديث على أَهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إِذا صُولحوا على ترك الحرب مدَّة ما؛ ومنه الحديث: لا يحل لكم كذا وكذا ولا لُقَطَةُ مُعَاهد أَي لا يجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُه الموجودة من ماله لأَنه معصوم المال، يجري حكمه مجرى حكم الذمي.
والعهد: الالتقاء.
وعَهِدَ الشيءَ عَهْداً: عرَفه؛ ومن العَهْدِ أَن تَعْهَدَ الرجلَ على حال أَو في مكان، يقال: عَهْدِي به في موضع كذا وفي حال كذا، وعَهِدْتُه بمكان كذا أَي لَقِيتُه وعَهْدِي به قريب؛ وقول أَبي خراش الهذلي: ولم أَنْسَ أَياماً لَنا ولَيالِياً بِحَلْيَةَ، إِذْ نَلْقَى بها ما نُحاوِلُ فَلَيْسَ كعَهْدِ الدارِ، يا أُمَّ مالِكٍ، ولكِنْ أَحاطَتْ بالرِّقابِ السَّلاسِلُ أَي ليس الأَمر كما عَهِدْتِ ولكن جاء الإِسلامُ فهدم ذلك، وأَراد بالسلاسل الإِسلامَ وأَنه أَحاط برقابنا فلا نسْتَطِيعُ أَن نَعْمَلَ شيئاً مكروهاً.
وفي حديث أُم زرع: ولا يَسْأَلُ عمَّا عَهِدَ أَي عما كان يَعْرِفُه في البيت من طعام وشراب ونحوهما لسخائه وسعة نفسه.
والتَّعَهُّدُ: التَّحَفُّظُ بالشيء وتجديدُ العَهْدِ به، وفلان يَتَعَهَّدُه صَرْعٌ.
والعِهْدانُ: العَهْدُ.
والعَهْدُ: ما عَهِدْتَه فَثافَنْتَه. يقال: عَهْدِي بفلان وهو شابٌّ أَي أَدركتُه فرأَيتُه كذلك؛ وكذلك المَعْهَدُ.
والمَعْهَدُ: الموضعُ كنتَ عَهِدْتَه أَو عَهِدْت هَوىً لك أَو كنتَ تَعْهَدُ به شيئاً، والجمعُ المَعَاهِدُ.
والمُعاهَدَةُ والاعْتِهادُ والتعاهُدُ والتَّعَهُّدُ واحد، وهو إِحداثُ العَهْدِ بما عَهِدْتَه.
ويقال للمحافظ على العَهْدِ: مُتَعَهِّدٌ؛ ومنه قول أَبي عطاء السنديّ وكان فصيحاً يرثي ابن هُبَيرَة: وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِناءِ فَرُبَّما أَقامَ به، بَعْدَ الوُفُودِ، وُفُودُ فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ على مُتعَهِّدٍ، بَلى كلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ بعِيدُ أَراد: محافظ على عَهْدِكَ بِذِكْرِه إِياي (* قوله «بذكره اياي» كذا بالأَصل ولعله بذكره إياه).
ويقال: متى عَهْدُكَ بفلان أَي متى رُؤْيَتُك إِياه.
وعَهْدُه: رؤيتُه.
والعَهْدُ: المَنْزِلُ الذي لا يزال القوم إِذا انْتَأَوْا عنه رجعوا إِليه، وكذلك المَعْهَدُ.
والمعهودُ: الذي عُهِدَ وعُرِفَ.
والعَهْدُ: المنزل المعهودُ به الشيء، سمي بالمصدر؛ قال ذو الرمة: هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُه وتعَهَّدَ الشيء وتَعَاهَدَه واعْتَهَدَه: تَفَقَّدَهُ وأَحْدَثَ العَهْدَ به؛ قال الطرماح: ويُضِيعُ الذي قدَ آوجبه الله عَلَيْه، وليس يَعْتَهِدُهْ وتَعَهَّدْتُ ضَيْعَتي وكل شيء، وهو أَفصح من قولك تَعاهَدْتُه لأَن التعاهدَ إِنما يكون بين اثنين.
وفي التهذيب: ولا يقال تعاهَدتُه، قال: وأَجازهما الفراء.
ورجل عَهِدٌ، بالكسر: يتَعاهَدُ الأُمورَ ويحب الولاياتِ والعُهودَ؛ قال الكميت يمدح قُتَيْبَة بن مسلم الباهليّ ويذكر فتوحه: نامَ المُهَلَّبُ عنها في إِمارتِه، حتى مَضَتْ سَنَةٌ، لم يَقْضِها العَهِدُ وكان المهلب يحب العهود؛ وأَنشد أَبو زيد: فَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينَةً، كما اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحَوَّفُ، المُحَوَّفُ: الذي قد نَبَتَتْ حافتاه واستدارَ به النباتُ.
والعِهادُ: مواقِعُ الوَسْمِيّ من الأَرض.
وقال الخليل: فِعْلٌ له مَعْهُودٌ ومشهودٌ ومَوْعودٌ؛ قال: مَشْهود يقول هو الساعةَ، والمعهودُ ما كان أَمْسِ، والموعودُ ما يكون غداً.
والعَهْدُ، بفتح العين: أَوَّل مَطَرٍ والوَليُّ الذي يَلِيه من الأَمطار أَي يتصل به.
وفي المحكم: العَهْدُ أَوَّل المطر الوَسْمِيِّ؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع العِهادُ.
والعَهْدُ: المطرُ الأَوَّل.
والعَهْدُ والعَهْدَةُ والعِهْدَةُ: مطرٌ بعد مطرٍ يُدْرِك آخِرُهُ بَلَلَ أَوّله؛ وقيل: هو كل مطرٍ بعد مطر، وقيل: هو المَطْرَةُ التي تكون أَوّلاً لما يأْتي بعْدها، وجمعها عِهادُ وعُهودٌ؛ قال: أَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فيها سِجالَها، عِهاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قال أَبو حنيفة: إِذا أَصاب الأَرضَ مطر بعد مطر، وندى الأَوّل باق، فذلك العَهْدُ لأَن الأَوّل عُهِدَ بالثاني. قال: وقال بعضهم العِهادُ: الحديثةُ من الأَمطارِ؛ قال: وأَحسبه ذهب فيه إِلى قول الساجع في وصف الغيث: أَصابَتْنا دِيمَةٌ بعد دِيمَةٍ على عِهادٍ غيرِ قَدِيمةٍ؛ وقال ثعلب: على عهاد قديمة تشبع منها النابُ قبل الفَطِيمَةِ؛ وقوله: تشبعُ منها الناب قبل الفطيمة؛ فسره ثعلب فقال: معناه هذا النبت قد علا وطال فلا تدركه الصغيرة لطوله، وبقي منه أَسافله فنالته الصغيرة.
وقال ابن الأَعرابي: العِهادُ ضعيفُ مطرِ الوَسْمِيِّ ورِكاكُه.
وعُهِدَتِ الرَّوْضَةُ: سَقَتْها العَِهْدَةُ، فهي معهودةٌ.
وأَرض معهودةٌ إِذا عَمَّها المطر.
والأَرض المُعَهَّدَةُ تَعْهِيداً: التي تصيبها النُّفْضَةُ من المطر، والنُّفْضَةُ المَطْرَةُ تُصِيبُ القِطْعة من الأَرض وتخطئ القطعة. يقال: أَرض مُنَفَّضَةٌ تَنْفيضاً؛ قال أَبو زبيد:أَصْلَبيٌّ تَسْمُو العُيونُ إِليه، مُسْتَنيرٌ، كالبَدْرِ عامَ العُهودِ ومطرُ العُهودِ أَحسن ما يكونُ لِقِلَّةِ غُبارِ الآفاقِ؛ قيل: عامُ العُهودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار.
ومن أَمثالهم في كراهة المعايب: المَلَسَى لا عُهْدَةَ له؛ المعنى ذُو المَلَسَى لا عهدة له.
والمَلَسَى: ذهابٌ في خِفْيَةٍ، وهو نَعْتٌ لِفَعْلَتِه، والمَلَسى مؤنثة، قال: معناه أَنه خرج من الأَمر سالماً فانقضى عنه لا له ولا عليه؛ وقيل: المَلَسى أَن يَبيعَ الرجلُ سِلْعَةً يكون قد سرَقَها فَيَمَّلِس ويَغِيب بعد قبض الثمن، وإِن استُحِقَّتْ في يَدَيِ المشتري لم يتهيأْ له أَن يبيعَ البائعُ بضمان عُهْدَتِها لأَنه امَّلَسَ هارباً، وعُهْدَتُها أَن يَبيعَها وبها عيب أَو فيها استحقاق لمالكها. تقول: أَبيعُك المَلَسى لا عُهْدَة أَي تنملسُ وتَنْفَلتُ فلا ترجع إِليّ.
ويقال في المثل: متى عهدكَ بأَسفلِ فيكَ؟ وذلك إِذا سأَلته عن أَمر قديم لا عهد له به؛ ومِثْلُه: عَهْدُك بالفالياتِ قديمٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً للأَمر الذي قد فات ولا يُطْمَعُ فيه؛ ومثله: هيهات طار غُرابُها بِجَرادَتِك؛ وأَنشد: وعَهْدي بِعَهْدِ الفالياتِ قَديمُ وأَنشد أَبو الهيثم: وإِني لأَطْوي السِّرَّ في مُضْمَرِ الحَشا، كُمونَ الثَّرَى في عَهْدَةٍ ما يَريمُها أَراد بالعَهْدَةِ مَقْنُوءَةً لا تَطْلُعُ عليها الشمسُ فلا يريمها الثرى.
والعَهْدُ: الزمانُ.
وقريةٌ عَهِيدَةٌ أَي قديمة أَتى عليها عَهْدٌ طويلٌ.
وبنو عُهادَةَ: بُطَيْنٌ من العرب.

صفق (لسان العرب) [1]


الصَّفْق: الضرب الذي يسمع له صوت، وكذلك التَّصْفِيقُ.
ويقال: صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء.
وفي الحديث: التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء؛ المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه.
وصفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً: ضربه، وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها.
وصفَقه بالسيف إِذا ضربه؛ قال الراجز: كأَنها بَصْرِية صوافق واصْطَفَقَ القومُ: اضطربوا.
وتصافَقُوا: تبايعوا.
وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً: ضرب بيده على يده، وذلك عند وجوب البيع، والاسم منها الصَّفْقُ والصِّفِقَّى؛ حكاه سيبويه اسْماً؛ قال السيرافي: يجوز أَن يكون من صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى، وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير؛ قال سيبويه: هذا باب ما . . . أكمل المادة يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد وتَبْنيه بناء آخر، كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها، قال: وليس هو مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت على فَعَّلت، وتَصافَقَ القومُ عند البَيعة.
ويقال: رَبِحَت صَفْقَتُك، للشِّراء، وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ.
وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده.
وفي حديث ابن مسعود: صَفْقَتانِ في صَفْقةٍ رِباً؛ أَراد بَيْعتانِ في بيعة، وهو مثل حديث بيعتين في بيعة وهو مذكور في موضعه، وهو على وجهين: أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري بِعْتُك عبدي هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم، والوجه الثاني أَن يقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا درهماً، وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي.
ويقال: إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه؛ وققد اشتريت اليوم صَفْقةً صالحة.
والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري. حديث أَبي هريرة: أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ.
وفي الحديث: إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ؛ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله، لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان، وهي المرَّة من التَّصْفِيق باليدين.
ومنه حديث ابن عمر: أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه.
والتَّصْفِيقُ باليد: التصويت بها.
وفي الحديث: أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير؛ كأَنه أَراد معنى قوله تعالى: وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً؛ كانوا يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين في القراءة والصلاة، ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب.
وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه؛ قال النمر بن تولب يصف جزّاراً: حتى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ، وأَصْفَقَتْ يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو عمرو: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى، نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ. يقال: هو يُسَرِّي العَرَقَ عن نفسه؛ وقال أَبو كبير الهذلي: أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة، فيها المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح. يقال: أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ لي؛ يقول: إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً، وأَراد بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار، أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ.
وصَفَق الطائرُ بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق: ضرب بهما.
وانْصَفَقَ الثوبُ: ضربَتْه الريح فَنَاسَ . الليث: يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ؛ وأَنشد: وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَرِيعٍ، لدَى الجَوْرِ، إِرْغانُها والصَّفْقةُ: الاجتماعُ عى الشيء.
وأَصْفَقُوا على الأَمر: اجتمعوا عليه، وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك؛ قال زهير: رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا علينا، وقالوا: إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَي اجتمعت إِليه، وروي فانْصَفَقَتْ له.
وفي حديث جابر: فنَزَعْنا في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فيه الماء؛ هكذا جاء في رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه.
وأَصْفَقُوا له: حَشَدُوا.
وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ.
وانْصَفَقوا عليه يميناً وشمالاً: أَقبلوا.
وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيّة: أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى عليه، وقَلَّتْ في الصَّديقِ أَواصِرُهْ ويقال: اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك؛ وقال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق، حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق وانصَفَقُوا: رجعوا.
ويقال: صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها.
والصَّفْقُ والصَّفَقُ: الجانبُ والناحية؛ قال: لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب.
وصَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه وناحِيَتُه؛ قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني: وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها.
وصافَقَت الناقةُ: نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى، فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب.
وتَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب؛ قال القطامي: وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ، وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض.
وتَصَفَّقَ فلان للأَمر أَي تعرض له؛ قال رؤبة: لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا، وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا، هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر: تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد.
والمُصَافِقُ من الإِبل: الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة، وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت؛ قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها: وحامِلة حَياًًّ، ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ: ناحيتاه.
وصفقا الفرس: خدّاه.
وصَفْقُ الجبل: وجهه في أَعلاه.
وهو فوق الحضيض.
وصَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فهو مُصَفَّقٌ.
وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه: حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو؛ قال حسان: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ، بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقال الأَعشى: وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ، إِذا صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء: صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته.
والتَّصْفِيقُ: تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي؛ وأَنشد:إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب.
وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالاً وردَّدَتْه. يقال: صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه.
وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه؛ قال ابن مقبل: وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ، بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قال ابن بري: وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال، وهو غلط لأَن القصيدة مخفوضة الروي.
وفي حديث أَبي هريرة: إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ، وهو افْتَعَل من الصَّفْق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم.
وصِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار من الدابة؛ قال زهير: أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه، ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ والجمع صُفُقٌ، لا يُكسَّر على غير ذلك؛ قال زهير: حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً، تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وبعض يقول: جلد البطن كله صِفاقٌ. ابن شميل: الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ، ومَراقُّ البطن: صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن، قال: ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم.
وقال الأَصمعي: الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ، فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك مُمْسِكَ البطن، وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ.
وقال أَبو عمرو: الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ؛ وقال بشر: مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها، على ذي عانةٍ، وافي الصِّفاقِ وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ.
وقال الأَصمعي في كتاب الفرس: الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر؛ وأَنشد للجعدي:لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب يقول: ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق.
وفي حديث عمر: أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فقضى بنصف ثلث الدية؛ الصِّفاقُ: جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم.
والصَّفَقُ: الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء الصَّفْقُ والصَّفَقُ.
والصَّفَقُ، بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ؛ قال ابن بري: شاهده قول أَبي محمد الفقعسي: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ ا لمُسَرَّى، نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى: المُسْتَسِرُّ في البدن.
ويقال: وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ، وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر؛ وصَفَّق القربة: فعل بها ذلك.
وقال أَبو حنيفة: الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه.
وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها: ملأَها؛ عن اللحياني.
وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه، كلاهما: أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه؛ قال عدي بن زيد: متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه، يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور: وهما بمعنى الفتح.
وقال النضر: سَفَقْت الباب وصَفَقْته، قال: وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته؛ وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً، قال: والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته، قال: وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله.
وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح.
وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته، وقال غيره: هي الإِجافةُ دون الإغْلاق. الأَصمعي: صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً، ولم يذكر أَصْفَقْته.
ومِصْراعا الباب: صَفْقاه.
والصَّفْقُ: الرَّدُّ والصَّرْفُ، وقد صَفَقْته فانْصَفَقَ.وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم: لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة؛ هم الخَولُ بلغة اليمن. يقال: صَفَقَهم من بلد إِلى بلد أَي أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً.
وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم.
والتَّصْفيق: أَن يكون نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته؛ ومنه قوله: وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وفي النوادر: والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال، والصُّفُقُ الجمع.
والخَريقُ من الوادي: شاطئُه، والجمع خُرُقٌ.
وناقة خَرِيقٌ: غزيرة.
وثوب صَفِيق: مَتِين بيّن الصَّفاقة، وقد صَفُقَ صَقاقةً: كثُف نسجه، وأَصْفَقَه الحائك.
وثوب صَفِيق وسَفِيق: جيّدُ النسج.
والصَّفِيقُ: الجَلْدُ.
والصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة، وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ.
وصافَقَ بين قميصين: لَبِس أَحدَهما فوق الآخر.
والدِّيكُ الصَّفّاقُ: الذي يضرب بجناحيه إِذا صوّت.
وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً: صرَفها.
وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً: ذهب.
وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال: خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً؛ قال الأَصمعي: الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم، والأَفّاق الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق؛ قال أَبو منصور: روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن الأَصمعي، قال: والذي أَراه في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه، إِنَّما الصَّفّاق الكثير الأَسفار والتصرّف في التجارات، والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من السَّواء، وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب، وقيل: الأَفّاقُ من أُفُقِ الأَرض أَي ناحيتها.
وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا.
وصَفَقَ القومُ في البلاد إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي محمد الحَذلِمِيّ: إِنّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ، وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ، رِعْيةَ مَوْلىً ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل: أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه مَرْعىً.
وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً: حلبها في اليوم مرّة؛ قال: أَوْدَى بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابن الأَعرابي: وقالوا: عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به، رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه؛ والأِصْفاق: أَن يحلُبَها مرّة واحدة في اليوم والليلة.
وفي الصحاح: أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة.
والصافِقةُ: الداهيةُ؛ قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي: قِفِي تُخْبِرينا، أَو تَعُلِّي تَحِيّةً لنا، أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق والصَّفائِقُ: صَوارِفُ الخطوب وحوادثها، الواحدة صَفيقة؛ وقال كثيِّر: وأَنْتِ المُنَى، يا أُمَّ عَمْروا، لو انَّنا نَنالُك، أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وهي الصَّوافِقُ أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب: أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم، إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ.
واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً؛ قال ابن الطَّثَرِيّة: ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه دَمُ الزِّقِّ عنّا، واصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت ليزيد بن الطَّثريّة، وصوابه لِشُبْرُمة بن الطفيل.

المُشْتَرِي (المعجم الوسيط) [0]


 أكبر الْكَوَاكِب السيارة وَهُوَ فِي الأساطير كَبِير الْآلهَة 

المواصفة (المعجم الوسيط) [0]


 صفة الشَّيْء الْمَطْلُوب شِرَاؤُهُ أَو عمله وَبيع المواصفة أَن يَبِيعهُ الشَّيْء بِصفتِهِ وَلَيْسَ عِنْده ثمَّ يحصله ويدفعه للْمُشْتَرِي 

الشُّفْعَة (المعجم الوسيط) [0]


 رَكعَتَا الضُّحَى الشُّفْعَة:  حق الْجَار فِي تملك الْعقار جبرا على مُشْتَرِيه بِشُرُوطِهِ الَّتِي رسمها الْفُقَهَاء وَالْملك الْمَشْفُوع وَالشُّفْعَة وَالْعين يُقَال أَصَابَته شُفْعَة عين 

ب - ت - ت (جمهرة اللغة) [0]


مَن كان ذا بت فهذا بَتّي ... مُقَيظ مُصَيّف مُشَتّي تَخِذْته من نَعَجاتٍ ست ... سُودٍ سمانٍ من بنات الدشْتِ ويُروى: من نعجات شَتِّ، أي متفرقة. ويقال: حلف على يمين بَتَّةً بَتْلَةً، أي قطعها، والمعنى في اللفظين واحد. ومنه قولهم: طلق امرأتَه ثلاثاً بتُّا. وكل منقطِع مُنْبَت. ومن معكوسه: تَبَّتْ يداه تباً وتَباباً، أي خَسِرت. وكأنّ التَّبابَ الاسمُ والتَبَّ المصدرُ. قال الراجز: أخْسِر بها من صفقةٍ لم تُسْتَقَلْ ... تَبَّتْ يدا صافِقِها ماذا فَعَلْ هذا مَثَل؛ قيل ذلك في مُشتري الفَسْو، وإنما اشتراه رجل من عبد القيس يقال له بيدرة، من إياد. وفيه يقول الراجز: يا بَيدَرَهْ يا بيدره يا بيدرَهْ ... يا مشتري . . . أكمل المادة الفَسْوِ ببُرْدَي حِبَرَهْ شَلَّت يدا صافِقِها ما أخْسَرَهْ وحبل بَت، إذا كان طاقاً واحداً.

الضَّمَان (المعجم الوسيط) [0]


 الْكفَالَة والالتزام و (ضَمَان الدَّرك) هُوَ رد الثّمن للْمُشْتَرِي عِنْد اسْتِحْقَاق الْمَبِيع بِأَن يَقُول تكفلت بِمَا يدركك فِي هَذَا الْمَبِيع و (ضَمَان الرَّهْن) مَا يكون مَضْمُونا بِالْأَقَلِّ و (ضَمَان الْغَضَب) مَا يكون مَضْمُونا بِالْقيمَةِ و (ضَمَان الْمَبِيع) مَا يكون مَضْمُونا بِالثّمن قل أَو كثر و (الضَّمَان الاجتماعي) قيام الدولة بمعونة المحتاجين (محدثة) 

ص ك ك (المصباح المنير) [0]


 الصَّكُّ: الكتاب الذي يكتب في المعاملات والأقارير وجمعه "صُكُوكٌ" و "أَصُكُّ" و "صِكَاكٌ" مثل بحر وبحور وأبحر وبحار، و "صَكَّ" الرجل للمشتري "صَكًّا" من باب قتل إذا كتب "الصَّكَّ" ويقال هو معرب وكانت الأرزاق تكتب "صِكَاكًا" فتخرج مكتوبة فتباع فنهي عن شراء "الصِّكَاكِ" ، و "صَكَّهُ" "صَكًّا" إذا ضرب قفاه ووجهه بيده مبسوطة، و "صَكَّ" الباب أطبقه و "الصَّكَكُ" أن تصطك الركبتان وهو مصدر من باب تعب فالذكر "أَصَكُّ" والأنثى "صَكَّاءُ" . 

ز ب ن (المصباح المنير) [0]


 زَبَنَتِ: الناقة حالبها "زَبْنًا" من باب ضرب: دفعته برجلها فهي "زَبُونٌ" بالفتح فعول بمعنى فاعل مثل ضروب بمعنى ضارب، وحرب "زَبُونٌ" بالفتح أيضا؛ لأنها تدفع الأبطال عن الإقدام خوف الموت، و "زَبَنْتُ" الشيء "زَبْنًا" إذا دفعته فأنا "زَبُونٌ" أيضا وقيل للمشتري "زَبُونٌ" ؛ لأنه يدفع غيره عن أخذ المبيع وهي كلمة مولدة ليست من كلام أهل البادية، ومنه "الزَّبَانِيَةُ" ؛ لأنهم يدفعون أهل النار إليها، و "زُبَانَى" العقرب قرنها، و "الْمُزَابَنَةُ" بيع الثمر في رءوس النخل بتمر كيلاً. 

تبب (لسان العرب) [0]


التَّبُّ: الخَسارُ.
والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ.
وتَبّاً له، على الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه، كما تقول سَقْياً لفلان، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إِلى ما قبله.
وتَبّاً تَبيباً، على الـمُبالَغَةِ.
وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه: قال له تَبّاً، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره. تقول تَبّاً لفلان، ونصبه على المصدر باضمار فعل، أَي أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً وهَلاكاً.
وتَبَّتْ يَداهُ تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا. قال ابن دريد: وكأَنَّ التَّبَّ الـمَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ.
وتَبَّتْ يَداهُ: خَسِرتا.
وفي التنزيل العزيز: تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا.
وقال الراجز: أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لم تُسْتَقَلْ، تَبَّتْ يدا صافِقِها، ماذا فَعَلْ وهذا مَثَلٌ قِيل في مُشْتَري الفَسْوِ.
والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ.
وفي . . . أكمل المادة حديث أَبي لَهَبٍ: تَبّاً لكَ سائرَ اليَوْمِ، أَلِهذا جَمَعْتَنا. التَّبُّ: الهَلاكُ.
وتَتَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم.
والتَّتْبِيبُ: النَّقْصُ والخَسارُ.
وفي التنزيل العزيز: وما زادُوهم غير تَتْبِيبٍ؛ قال أَهل التفسير: ما زادُوهم غير تَخْسِير.
ومنه قوله تعالى: وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا في تَبابٍ؛ أَي ما كَيْدُه إِلا في خُسْرانٍ.وتَبَّ إِذا قَطَعَ.
والتابُّ: الكبير من الرجال، والأُنثى تابَّةٌ.
والتَّابُّ: الضعِيفُ، والجمْع أَتْبابٌ، هذلية نادرة.
واسْتَتَبَّ الأَمرُ: تَهَيَّأً واسْتَوَى.
واسْتَتَبَّ أَمْرُ فلان إِذا اطَّرَد واسْتَقامَ وتَبَيَّنَ، وأَصل هذا من الطَّرِيق الـمُسْتَتِبِّ، وهو الذي خَدَّ فيه السَّيَّارةُ خُدُوداً وشَرَكاً، فوَضَح واسْتَبانَ لمن يَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ من كثرة الوطءِ، وقُشِرَ وَجْهُه، فصار مَلْحُوباً بَيِّناً من جَماعةِ ما حَوالَيْهِ من الأَرض، فَشُبِّهَ الأَمرُ الواضِحُ البَيِّنُ الـمُسْتَقِيمُ به.
وأَنشد المازِنيُّ في الـمَعَاني: ومَطِيَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه * يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ، دامي الأَظْلَلِ أَوْدَى السُّرَى بِقِتالِه ومِراحِه، * شَهْراً، نَواحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَه، * ضاحِي الـمَوارِدِ، كالحَصِيرِ الـمُرْمَلِ نَصَبَ نَواحِيَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً. أَراد: في نواحي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ. شَبَّه ما في هذا الطَّرِيقِ الـمُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ والطُّرُقاتِ بآثار السِّنِّ، وهو الحَديدُ الذي يُحْرَثُ به الأَرضُ.
وقال آخر في مثله: أَنْضَيْتُها من ضُحاها، أَو عَشِيَّتِها، * في مُسْتَتِبٍّ، يَشُقُّ البِيدَ والأُكُما أَي في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ، أَي شُقُوق مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ.
وفي حديث الدعاءِ: حتى اسْتَتَبَّ له ما حاوَلَ في أَعْدائِكَ أَي اسْتقامَ واسْتَمَرَّ.
والتَّبِّيُّ والتِّبِّيُّ: ضَرْبٌ من التمر، وهو بالبحرين كالشّهْرِيزِ بالبَصْرة. قال أَبو حنيفة: وهو الغالبُ على تمرهم، يعني أَهلَ البَحْرَيْنِ.
وفي التهذيب: رَدِيءٌ يَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ. قال الشاعر: وأَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه، * إِذا حُشِيَ التَّبِّيَّ، زِقّاً مُقَيَّرا وحِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إِذا دَبِرَ.
وجَمَلٌ تابٌّ: كذلك.
ومن أَمثالهم: مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاهُ تَبّاً. يقول: لم يَكُنْ له مِلْكٌ فلما مَلَكَ هانَ عليه ما مَلَكَ.
وتَبْتَبَ إِذا شاخَ.

خَرَجَ (القاموس المحيط) [0]


خَرَجَ خُروجاً ومَخْرَجاً،
والمَخْرَجُ أيضاً: مَوْضِعُهُ، وبالضمِّ: مَصْدَرُ أَخْرَجَهُ، واسمُ المفعُول، واسْمُ المكانِ، لأِنَّ الفِعْلَ إذا جاوزَ الثَّلاثَةَ فالمِيمُ مِنْهُ مَضْمُومٌ، تَقولُ: هذا مُدَحْرَجُنا.
والخَرْجُ: الإِتاوَةُ،
كالخَراجِ، ويُضَمَّانِ،
ج: أخراجٌ وأخاريجُ وأخرِجَةٌ، والسَّحابُ أوَّلَ ما يَنْشَأ، وخِلافُ الدَّخْلِ،
وع باليمامَةِ، وبالضمِّ: الوِعاءُ المَعْرُوفُ،
ج: كجِحَرَةٍ، ووادٍ، وبالتَّحْرِيكِ: لَوْنَانِ مِنْ بياضٍ وسَوادٍ، كَبْشٌ أو ظَلِيمٌ أخرجُ، وقد اخْرَجَّ واخْراجَّ.
وأرضٌ مُخَرَّجَةٌ، كمُنَقَّشَةٍ: نَبْتُها في مَكانٍ دُونَ مَكانٍ.
وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ: خِصْبٌ وجَدْبٌ.
والخَريجُ، كقَتيلٍ: لُعْبَةٌ يقالُ لها: خَرَاجِ خَراجِ، كقَطامِ.
وكالغُرابِ: القُرُوحُ.
ورجُلٌ خُرَجَةٌ، كهُمَزَةٍ: كَثيرُ الخُروجِ والوُلُوجِ.
والخَارِجِي: مَنْ يَسُودُ بِنَفْسِهِ من غير أن يكونَ لَهُ قَديمٌ.
وبَنُو الخارِجِيَّةِ: . . . أكمل المادة مَعْرُوفَةٌ، والنِّسْبَةُ: خارِجِيُّ.
وأمُّ خارِجَةَ: امرأةٌ من بَجيلَةَ، ولَدَتْ كثيراً مِنَ القَبَائِلِ، كانَ يُقالُ لها: خِطْبٌ، فتقولُ: نِكْحٌ، وخارِجَةُ ابْنُها، ولا يُعلَمُ مِمَّنْ هو، أو هُوَ ابنُ بَكْرِ بنِ يَشْكُرَ بنِ عَدْوَانَ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ.
وتَخْريجُ الرَّاعِيَةِ المَرْعى: أن تأكُلَ بَعْضاً وتَتْرُكَ بعضاً.
والخَرُوجُ: فَرَسٌ يَطُولُ عُنُقُهُ فَيَغْتَالُ بِعُنُقِهِ كُلَّ عِنانٍ جُعِلَ في لِجامِهِ، وناقَةٌ تَبْرُكُ ناحِيَةً من الإِبِلِ،
ج خُرُجٌ وبالضَّمِ: إسْمُ يومِ القِيامَةِ والألف التي بعدَ الصِّلَةِ في الشِّعْرِ.
وخَرَجَتْ خَوَارِجُهُ: ظَهَرَتْ نَجابَتُهُ وَتَوجَّهَ لإِبْرامِ الأُمُورِ.
وأَخْرَجَ: أَدَّى خَراجَهُ، واصْطَادَ الخُرْجَ من النَّعامِ، وتَزَوَّجَ بِخِلاسيَّةٍ، ومرَّ به عامٌ ذُو تَخْريجٍ،
و~ الراعِيَةُ: أكَلَتْ بعضَ المَرْتَعِ وتركَتْ بعضه.
والاسْتِخْرَاجُ والاخْتِرَاجُ: الاسْتِنْبَاطُ.
وخَرَّجَهُ في الأَدَبِ فَتَخَرَّجَ، وهو خِرِّيجٌ، كعِنِّينٍ، بمعْنى مفعولٍ.
وناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ: خَرَجَتْ على خِلْقَةِ الجَمَلِ.
والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ.
والأَخْرَجَانِ: جَبَلاَنِ م.
وأخْرَجَةُ: بِئْرٌ في أصْلِ جَبَلٍ.
وخَراجِ، كقَطامِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ بنِ الأَشيمِ.
وخَرَّجَ اللَّوْحَ تَخْرِيجاً: كتب بعضاً وتَرَكَ بعضاً،
و~ العَمَلَ: جَعَلَهُ ضُرُوباً وألواناً.
والمخارَجَةُ: أن يُخْرِجَ هذا من أصابِعِه ما شاءَ، والآخَرُ مثل ذلك.
والتَّخارجُ: أن يأخُذَ بعضُ الشركاءِ الدارَ، وبعضُهُم الأرضَ.
ورجُلٌ خَرَّاجٌ ولاَّجٌ: كثيرُ الظَّرْفِ والاحْتِيَالِ.
والخارُوجُ: نَخْلٌ م.
وخَرَجَةُ، محرَّكةً: ماءٌ.
وعُمَرُ بنُ أحمدَ بنِ خُرْجَةَ، بالضم: مُحَدِّثٌ.
والخَرْجاءُ: مَنْزِلٌ بين مَكَّةَ والبَصْرَةِ، به حِجارَةٌ بِيضٌ وسُودٌ.
وخَوارِجُ المالِ: الفَرَسُ الأُنْثَى، والأَمَةُ، والأَتانُ.
والخَوَارِجُ من أَهْلِ الأَهْوَاءِ: لهم مقَالَةٌ على حِدَةٍ، سُمُّوا به لخروجِهِمْ على الناس، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الخَرَاجُ بالضَّمانِ"، أي: غَلَّةُ العَبْدِ لِلْمُشْتَرِي بسبَبِ أنه في ضمانِهِ، وذلك بأن يَشْتَرِي عبداً ويَسْتَغِلَّهُ زماناً، ثم يَعْثُرَ منه على عَيْبٍ دَلَّسَهُ البائِعُ، فَلَهُ رَدُّهُ والرُّجوعُ بالثَّمَنِ، وأما الغَلَّةُ التي اسْتَغَلَّها فهي له طَيِّبَةٌ، لأنه كان في ضمانِهِ، ولو هَلَكَ هَلَكَ من مالِهِ.
وخَرْجانُ، ويُضَمّ: مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ.

مقط (العباب الزاخر) [0]


الفراءُ: الماقطُ من البعيرِ: مثلُ الرازمِ، وقد مَقَطَ يَمُطُ مُقُوطاً: أي هُزل هُزالاً شديداً. والماقِطُ: الحازي الذي يتكهن ويطرقُ بالحصى. وتقول العرب: فلانٌ ساقطٌ ابن ماقطِ ابن لاقطِ. فالساقطُ عبد الماقِط: والماقِطُ عبدُ اللاقِطِ؛ والاقِطُ عبدٌ مشتريٍ. والماقِطُ -أيضاً-: الشديدُ.
والمَقْطُ: الشدةُ. وقيل في قولِ أبي جُندبٍ الهذلي:
لو أنه ذو عِـزةٍ ومـقـطِ      لمنعَ الجيرانَ بعض الهمطِ


إن المقطَ: الضربُ، يقالِ: مقطه بالسوط، وقيل: الشدة.  وقال ابن دريدٍ: رجلٌ ماقِطٌ ومَقاطٌ: وهو الذي يكري من منزلٍ إلى منزلٍ. ومَقَطَتُ الحبلَ أمقطه مقطاً: إذا شددت فتله، وبه سمي المِقاطُ وهو الحبلُ الشديدُ الفتلِ، وقيل: هو حبلٌ صغيرٌ يكادُ يقومُ من شدةِ إغارته.
وفي حديثِ عُم ر-رضي اللّه عنه-: . . . أكمل المادة أنه قدمَ مكةَ فسأل من يعلمُ موضوعَ المقامَ؛ وكان السيلُ احتملهَ من مكانهِ، فقال المطلبُ بن أبي وداعةَ السهمي -رضي اللّه عنه-: أنا يا أمير المؤمنين قد كنتُ قدرتهُ وذرعتهُ بِمِقاطٍ عندي.
وقال رؤبة:
جذبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي      مثلينِ في كرينِ من مِقَاطِ

وقال أبو داودٍ جاريةُ بن الحجاج الايادي:
مُدْمَجٍ كالمِقَاطِ يَختالُ نِسـعـاً      زَهِماتِ الأكفالِ قُب البُطونِ

وجمعُ المِقاطِ: مُقُطٌ -مثالُ كِتابٍ وكُتُبٍ-، قال الراعي:
كأنها مُقُطٌ ظـلـتْ عـلـى قـيمٍ      من ثُكْدَ واغتَمَستْ في مائهِ الكدرِ

وقال ابن دريدٍ: مِقَاطُ الفرس: مقودُه، ومِقاطُ الدلوِ: رشاؤها. قال؛ ويقال: رب ماقطٍ قد شَهِدهُ فلانٌ: أي معركةَ، والجمعُ: المَقاطُ. وقال الليثُ -أيضاً- في هذا التركيب: الماقِطُ: أضيقُ المواضع. في الحربِ وأشدها. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب؛ إيرادهما إياه في هذا التركيب سَهْو؛ "إذ هذا التركيبُ مختصٌ بما كانت ميمه أصليةً، وما ذكراه هو الماقِطُ بالهمز -كمجلس-، وقد مر في أ ق ط، والميمُ ليست بأصليةٍ". ومَقَطَه بالأيمانِ: إذا حفله بها. وقال ابنُ عبادٍ: مقَطَه الشيء: أي جرمه. وقال الليث: المقطُ: ضربك بالكرةِ على الأرض ثم تأخذها، وقال الشماخُ:
مقطُ الكُرينَ على مـكـنـوسةٍ زَلَـفٍ      في ظهر حنانةِ الـنـيرينِ مِـعـزالِ


وقال المُسيبُ بن علي يصفُ ناقته:
مرحت يداها بالنجاءٍ كأنمـا      تكروُ بكفي ماقِطٍ في صاعِ

ويروى: "لاعبٍ في قاعِ" و"في صاعِ". ومَقَقْتُ صاحبي أمقُطُه مَقْطاً: إذا غِظْتَه وبلغتَ إليه في الغيظ؛ عن أبي زيدٍ. ومَقَطَتُ عُنُقه بالعصا: إذا ضربته بها حتى ينكسرَ عظمُ العُنُقِ والجلدُ صحيحٌ. وقال الليثُ: المقطُ: الضربُ بالحبيلِ الصغيرِ المُغارِ. وقال ابن عبادٍ: المَقِطُ -مثالُ كتفٍ-: الذي يُولدُ لستةِ أشهرٍ أو لسبعةِ أشهرٍ. قال: والمقطُ -بالضم-: خيطٌ يصطادُ به الطيورُ، وجمعهُ: الأمقاطُ. ومقطْتَه تمقيطاً: صرعتهُ. وقال غيره: امتقطَ فلانٌ عينينِ مثل جمرتينِ: أي استخرجهما.

عبقر (لسان العرب) [0]


عَبْقَر: موضع بالبادية كثير الجن. يقال في المثل: كأَنهم جِنُّ عَبْقَر؛ فأَما قول مَرَّار بن مُنْقِذٍ العَدَوي: هل عَرَفْتَ الدارَ أَم أَنكرتَهَا بَيْنَ تِبْراكٍ فَشَمَّيْ عَبَقُرْ؟ وفي الصحاح: فَشَسَّيْ عَبَقُرْ، فإِن أَبا عثمان ذهب إِلى أَنه أَراد عَبْقَر فغير الصيغة؛ ويقال: أَراد عبَيْقُر فحذف الياء، وهو واسع جدّاً؛ قال الأَزهري: كأَنه توهم تثقيل الراء وذلك أَنه احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن، فلو ترك القاف على حالها مفتوحة لتحول البناء إِلى لفظ لم يجئ مثله، وهو عَبَقَر، لم يجئ على بنائه ممدود ولا مُثَقَّل، فلما ضم القاف توهم به بناء قَرَبوسٍ ونحوه والشاعر يجوز له أَن يَقْصُِر قربوس . . . أكمل المادة في اضطرار الشعر فيقول قَرَبُس، وأَحسن ما يكون هذا البناء إِذا ذهب حرف المدّ منه أَن يثقل آخره لأَن التثقيل كالمد؛ قال الجوهري: إِنه لما احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن وتَوَهَّمَ تشديد الراء ضم القاف لئلا يخرج إِلى بناء لم يجئ مثله فأَلحقه ببناءٍ جاء في المَثَل، وهو قولهم هو أَبْردُ من عَبَقُرٍّ، ويقال: حَبَقُرٍّ كأَنهما كلمتان جُعِلَتا واحدة لأَن أَبا عمرو بن العلاء يرويه أَبرد من عَبِّ قُرٍ؛ قال: والعَبُّ اسم للبَرَد الذي ينزل من المُزْن، وهو حَبُّ الغَمام، فالعين مبدلة من الحاء.
والقُرُّ: البَردُ؛ وأَنشد: كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍ باردٌ، أَو ريحُ مسك مَسَّه تَنْضاحُ رِكْ ويروى: كأَنَّ فاها عَبْقَرِيٌّ بارد والرِّكُّ: المطر الضعيف، وتَنْضاحُهُ: ترشُّشه. الأَزهري: يقال إِنه لأَبْرَدُ من عَبَقُرٍّ وأَبرد من حَبَقُرٍّ وأَبرد من عَضْرَسٍ؛ قال: المبرد والحَبَقُرُّ والعَبَقُرُّ والعَضْرَسُ البَرَدُ. الأَزهري: قال عَبَقُرٌّ والعَبَقُرُّ البَرَد. الجوهري: العَبْقَرُ موضع تزعم العرب أَنه من أَرض الجن؛ قال لبيد: ومَنْ فادَ من إِخوانِهِم وبَنِيهِمُ، كُهُول وشُبَّان كجنَّةِ عَبْقَرِ مَضَوْاً سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ بَهيّاً من السُّلاَّفِ، ليس بِجَيْدَر أَي قصير؛ ومنها: أَقي العِرضَ بالمال التِّلادِ، وأَشْتَري به الحمدَ، إِن الطالبَ الحمد مُشْتَري وكم مُشْتَرٍ من ماله حُسْنَ صِيته لآِبائِهِ في كلّ مَبْدًى ومَحْضَرِ ثم نسبوا إِليه كل شيء تعجبوا من حِذْقِهِ أَو جَوْدة صنعته وقوته فقالوا: عَبْقَرَِيٌّ، وهو واحد وجمع، والأُنثى عَبْقَرِيَّةٌ؛ يقال: ثياب عبقرية. قال ابن بري: قول الجوهري العَبْقرُ موضع صوابه أَن يقول عَبْقَرٌ بغير أَلف ولام لأَنه اسم علم لموضع؛ كما قال امرؤ القيس: كأَنّ صَليلَ المَرْوِ، حين تشدُّهُ، صَليلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بعَبْقَرا وكذلك قول ذي الرمة: حتى كأَنَّ رِياض القُفِّ أَلْبَسَها، من وشْيِ عَبْقَر، تَجْليلٌ وتَنْجِيدُ قال ابن الأَثير: عَبْقَر قرية تسكنها الجن فيما زعموا، فكلَّما رأَوا شَيئاً فائقاً غريباً مما يصعب عملُه ويَدِقُّ أَو شيئاً عظيماً في نفسه نسبوه إِليها فقالوا: عَبْقَرِيٌّ، اتُّسِعَ فيه حتى سمي به السيّد والكبير.
وفي الحديث: أَنه كان يسجد على عَبْقَرِيٍّ؛ وهي هذه البُسُط التي فيها الأَصْباغ والنُّقوش، حتى قالوا ظُلْمٌ عبقريّ، وهذا عبقريٌّ قوم للرجل القوي، ثم خاطبهم الله تعالى بما تعارَفوه: فقال عَبْقَريّ حِسانٍ؛ وقرأَه بعضهم: عَباقِريّ، وقال: أَراد جمع عبقريّ، وهذا خطأٌ لأَن المنسوب لا يجمع على نسبته ولا سيما الرباعي، لا يُجْمَع الخَثْعَمِيُّ بالخَثاعِمِيّ ولا المُهَلَّبِيُّ بالمَهالِبِيّ، ولا يجوز ذلك إِلاَّ أَن يكون نُسِب إِلى اسم على بناء الجماعة بعد تمام الاسم نحو شيء تنسبه إِلى حَضاجِر فتقول حضاجِرِيّ، فينسب كذلك إِلى عباقِر فيقال عباقِرِيّ، والسراويلُ ونحو ذلك كذلك؛ قال الأَزهري: وهذا قول حُذَّاق النحويين الخليل وسيبويه والكسائي؛ قال الأَزهري: وقال شمر قرئ عباقَريّ، بنصب القاف، وكأَنه منسوب إِلى عباقِر. قال الفراء: العَبْقَرِيّ الطنافِس الثخانُ، واحدتها عَبقريّة، والعَبْقَرِيّ الديباج؛ ومنه حديث عمر: أَنه كان يسجد على عَبْقَرِيّ. قيل: هو الديباج، وقيل: البسُط المَوْشِيّة، وقيل: الطنافس الثخان، وقال قتادة: هي الزَّرابيّ، وقال سعيد بن جبير: هي عِتاقُ الزرابي، وقد قالوا عَباقِر ماء لبني فزارة؛ وأَنشد لابن عَنمة: أَهْلي بِنَجْدٍ ورحْلي في بيوتكمُ، على عباقِرَ من غَوْريّة العلَم قال ابن سيده: والعَبْقَرِيّ والعَباقري ضرب من البسط، الواحدة عَبْقَرِيّة. قال: وعَبْقَر قرية باليمن تُوَشَّى فيها الثياب والبسط، فثيابها أَجود الثياب فصارت مثلاً لكل منسوب إِلى شيء رفيع، فكلما بالغوا في نعت شيء مُتَناهٍ نسبوه إِليه، وقيل: إِنما يُنْسَب إِلى عَبْقَر الذي هو موضع الجن، وقال أَبو عبيد: ما وجدنا أَحداً يدري أَين هذه البلاد ولا متى كانت.
ويقال: ظُلْمٌ عَبْقَرِيّ ومالٌ عَبْقَرِيّ ورجل عَبْقَرِيّ كامل.
وفي الحديث: أَنه قصَّ رُؤيا رآها وذكر عمرَ فيها فقال: فلم أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه؛ قال الأَصمعي: سأَلت أَبا عمرو بن العلاء عن العَبْقَرِيّ، فقال: يقال هذا عَبْقَرِيُّ قومٍ، كقولك هذا سيدُ قوم وكبيرهم وشديدهم وقويُّهم ونحو ذلك. قال أَبو عبيد: وإِنما أَصل هذا فيما يقال أَنه نسب إِلى عَبْقَر، وهي أَرض يسكنها الجنُّ، فصارت مثلاً لكل منسوب إِلى شيء رفيع؛ وقال زهير: بِخَيْلٍ عليها جِنَّةٌ عَبْقَريةٌ، جَديرون يوماً أَن يَنالوا فيَسْتَعْلُوا وقال: أَصل العَبْقَرِيّ صفةٌ لكل ما بولغ في وصفه، وأَصله أَن عَبْقَرَ بلد يُوشَّى فيه البسُط وغيرُها، فنُسب كل شيء جيّد إِلى عَبْقَر.
وعَبْقَريُّ القومِ: سيدُهم، وقيل: العَبْقَريّ الذي ليس فوقه شيء، والعَبْقَريّ: الشديد، والعَبْقَرِيُّ: السيد من الرجال، وهو الفاخر من الحيوان والجوهر. قال ابن سيده: وأَما عَبَقُرٌ فقيل أَصله عَبَيْقُرٌ، وقيل: عَبَقُور فحذفت الواو، وقال: وهو ذلك الموضع نفسه.
والعَبْقَرُ والعَبْقَرةُ من النساء: المرأَة التارّة الجميلة؛ قال: تَبَدَّلَ حِصْنٌ بأَزواجه عِشاراً، وعَبقرةً عَبْقَرا أَراد عَبْقَرَةً عَبْقَرَةً فأَبدل من الهاء أَلفاً للوصل، وعَبْقَر: من أَسماء النساء.
وفي حديث عصام: عينُ الظَّبْية العَبْقَرةِ؛ يقال: جارية عَبْقَرةٌ أَي ناصِعَةُ اللون، ويجوز أَن تكون واحدةَ العَبْقَرِ، وهو النرْجِسُ تشبّه به العين.
والعَبْقَرِيّ: البساطُ المُنَقّش.
والعَبْقَرةُ: تَلأْلُؤُ السراب.
وعَبْقَرَ السرابُ: تَلأْلأَ.
والعَبَوْقَرة: اسم موضع؛ قال الهجري: هو جبل في طريق المدينة من السَّيالة قبل مَللٍ بميلين؛ قال كثير عزة: أَهاجَك بالعَبَوْقَرةِ الدِّبارُ؟ نَعَمْ منّا مَنازِلُها قِفارُ والعَبْقَرِيّ: الكذب البحت. كَذِبٌ عَبْقَرِيٌّ وسُمَاقٌ أَي خالص لا يَشوبُه صِدْق. قال الليث: والعَبْقَرُ أَول ما ينبت من أُصول القصب ونحوه، وهو غضٌّ رَخْصٌ قبل أَن يظهر من الأَرض، الواحدة عَبْقَرة؛ قال العجاج:كَعَبْقَراتِ الحائرِ المَسْحور قال: وأَولادُ الدهاقِين يقال لهم عَبْقر، شبَّههمِ لتَرارتِهم ونَعْمتِهم بالعَبْقَر؛ هكذا رأَيت في نسخ التهذيب، وفي الصحاح: عُنْقُرُ القَصَب أَصْلُه، بزيادة النون، وهذا يحتاج إِلى نظر، والله أَعلم بالصواب.

ب - ح - ر (جمهرة اللغة) [0]


وأبرَحُ ما أدام الله قومي ... بحمد اللّه منتطِقاً مُجيدا وللعرب كلمتان عند الرمي، إذا أصاب قالوا: مَرْحَى، وإذا أخطأ قالوا: بَرْحَى، في وزن فَعْلَى. والحَبْر: العالِم. والحُبور: السرور. وكذلك الحَبْرة. ومن أمثالهم: " كلُّ حبرةٍ تعقِبها عبرة " . وأحبرني الأمر إحباراً، إذا سرك. وبُرْدُ حِبَرَةٍ، وبُرْد حِبَرَة من هذا، وهو الحَبِير أيضاً. قال الشاعر: ولقد غزاها تَبّع ... فكسا بَنيتَها الحَبِيرْ البَنِيَّة: الكعبة. وقال آخر في الحِبَرة: يا بيذرهْ يا بيذرهْ يا بيذرهْ ... يا مشتري الفَسْوِ ببرْدَيْ حِبَرَهْ شَلَّت يمينُ صافِقٍ ما أخْسَرَهْ ويقال: حَبِرَتْ أسنانُه، إذا اصفرَّت صُفرةً غليظةً. قال أبو الزحْف الكُليبيّ: تضحك عن أبيضَ لم يثَلَّم ... صافٍ من الحَبْر لذيذِ المَبْسَم وقال . . . أكمل المادة يونس: من هذا اشتقاق الحِبْر الذي يكتب به، وأنشد: ولستُ بسَعدي على فيه حَبْرَة ... ولستُ بعَبدي حَقيبتُه التَّمْرُ ويقال: ذهب حَبْرُ الرجل وسَبْرُه، وقالوا حِبْرُه وسِبْرُه، وهو أعلى، إذا تغيَّرت هيئتُه وذهب جمالُه. وفي الحديث: " يخرج من النار رجلٌ قد ذهب حِبْره وسِبْره " ، أي بهاؤه وحُسنه. وقالوا: حَبْرُه وسَبْرُه. وحِبِرّ: موضع. قال عَبيد: فعردة فقفا حِبِر ... ليس به من أهله عَريبُ وحَبار كل شيء: أثره. قال الراجز: ولم يقلّبْ أرضَها بَيْطارُ ... ولا لحَبْلَيْه بها حَبارُ واليَحْبُور: ضرب من الطير، والجمع يَحابر. وبه سمِّي يَحابر أبو مراد، حي من اليمن. والحُبارى: معروفة، وستراها في بابها إن شاء الله. والحَرْب: معروفة، واشتقاقها من الحَرَب، وهو الهلاك. ورجل حَرِيب ومَحروب، إذا حرِبَ مالَه. والحَرْبة: الألَّة، والجمع حِراب. ورجل مِحْرَب ومِحْراب، إذا كان صاحبَ حرب. ومِحْراب البيت: صدره وأكرم موضع فيه. وبه سُمّي مِحْراب المسجد. والمِحراب أيضاً: الغرفة، من قولهم " مَحاريب غُمْدان " ، يريدون الغُرَف. وأنشدَنا أبو حاتم عن الأصمعي لوضاح اليَمَن: رُبَّةَ مِحراب إذا جِئتُها ... لم أدن حتى أرتقي سُلما وحَرّبت الرجلَ، إذا أغضبته، وكذلك الأسد فهو محرب. وحَرَّبت السِّنان، إذا حَددته. والحارث الحرّاب: ملك من ملوك كِندة. قال الشاعر: والحارثُ الحَرّابُ حلّ بعاقِلٍ ... جَدَثاً أقامَ به ولم يتحوَّل وقد سمّت العرب محارِباً وحَرّاباً وحَرْباً. وحَرْبة: موضع، غير مصروف. والحِرْباء: دويبَّة. وحارِب: موضع بالشام. وحَريبة الرجل: مالُه إذا حَرِبَه، يقال: أخذت حريبتَه، أي مالَه. والرِّبح: ضد الخُسْران؛ وهو من قولهم: رَبِحَ فلان في تجارته يربَح رِبْحاً ورَباحاً. والمَتْجَر الرّابح والربيح: الذي يُربح فيه. والربّاح: ولد القرد، والجمع رَبابِيح. والربَح، زعموا: الشَّحم. وأنشدوا لخُفاف بن نَدْبَة: قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبُحّ ... يعيش بفَضلهنَّ الحَيُ سُمْرِ البُحّ: القِداح. ويُروى: يجيء بفضلهن المسّ. والمسّ: المَسْح؛ يَمَسُّه: يمسحه. ورَبَاح: اسم عربي صحيح. قال الشاعر: تفرَّقتِ القبائلُ عنِ رَبَاحِ ... تَفرق بيضةٍ عن ذي جناح والمكان الرحْب: الواسع، وكذلك الرَّحيب. والرَّحبة، بتسكين الحاء وفتحها: الفَجوة الواسعة بين دُور وغيرها. وقولهم: بالرُّحب والسَّعة، هما شيء واحد، ولكنه لما اختلف اللفظ حَسُنَ التكرير. فأما قولهم للرجل: مَرحباً وسهلاً، أي لقيت سَعةً وسهولةً. وبنو رَحْبة: بطن من حِمير. وقد سمَت العرب مَرْحَباً، وهو مَفْعَل من ذلك. وبنو أرْحَب: بطن من همدان. والرُّحابة: أطُم بالمدينة. والإبل الأرْحَبيَّة منسوبة إلى أرْحَبَ، رجل من هَمْدان معروف. والرًّحَيْباوان: الواحدة رُحَيباء، وهو من الفَرَس أعلى الكَشْحَين. ويقال لها: الرُّحْبَيان، الواحدة - أحسبه - رُحْبَى، مقصور. وكذلك من الإنس، وهي أواخر الأضلاع. وأنشد: شَكَكْتُ به مَجامع رحْبَيَيْه ... كأنَّ رداءه سهم طميل الطَّميل: قطعة كساء يُشَدُّ بها الغَرْض.

صوت (لسان العرب) [0]


الصَّوتُ: الجَرْسُ، معروف، مذكر؛ فأَما قول رُوَيْشِدِ بن كَثيرٍ الطائي: يا أَيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، سائلْ بَني أَسَدٍ: ما هذه الصَّوْتُ؟ فإِنَّما أَنثه، لأَنه أَراد به الضَّوضاءَ والجَلَبة، على معنى الصَّيْحةِ، أَو الاستغاثة؛ قال ابن سيده: وهذا قبيح من الضرورة، أَعني تأْنيث المذكر، لأَنه خروجٌ عن أَصلٍ إِلى فَرْعٍ، وإِنما المُسْتَجاز من ذلك رَدُّ التأْنيث إِلى التذكير، لأَن التذكير هو الأَصْلُ، بدلالة أَن الشيء مذكر، وهو يقع على المذكر والمؤنث، فعُلم بهذا عُمومُ التذكير، وأَنه هو الأَصل الذي لا يُنْكَر؛ ونظير هذا في الشذوذ قوله، وهو من أَبيات الكتاب:إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، كفَى الأَيتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيم قال: . . . أكمل المادة وهذا أَسهل من تأْنيثِ الصوتِ، لأَن بعضَ السنين: سنة، وهي مؤَنثة، وهي من لفظ السنين، وليس الصوتُ بعضَ الاستغاثة، ولا مِن لفظها، والجمعُ أَصْواتٌ.
وقد صاتَ يَصُوتَ ويَصاتُ صَوتاً، وأَصاتَ، وصَوَّتَ به: كلُّه نادَى.
ويقال: صَوَّتَ يُصَوِّتُ تصْويتاً، فهو مُصَوِّتٌ، وذلك إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فدعاه.
ويقال: صاتَ يَصُوتُ صَوتاً، فهو صائت، معناه صائح. ابن السكين: الصوتُ صوتُ الإِنسان وغيره.
والصائتُ: الصائح. ابن بُزُرْجَ: أَصاتَ الرجلُ بالرجل إِذا شَهَّره بأَمر لا يَشْتَهيه.
وانْصاتَ الزمانُ به انْصِياتاً إِذا اشْتَهر.
وفي الحديث: فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوتُ والدُّفُّ؛ يريد إِعلانَ النكاح.
وذَهابَ الصَّوتِ، والذِّكرَ به في الناس؛ يقال: له صَوتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ.والدُّفُّ: الذي يُطََّبَلُ به، ويُفتح ويضم.
وفي الحديث: أَنهم كانوا يكرهون الصَّوتَ عند القتال؛ هو أَن يُناديَ بعضُهم بعضاً، أَو يفعل أَحدُهم فِعْلاً له أَثر، فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بنفسه على طريق الفَخْر والعُجْب.
وفي الحديث: كان العباس رجلاً صَيِّتاً أَي شديدَ الصوت، عاليه؛ يقال: هو طيِّتٌ وصائِتٌ، كمَيِّتٍ ومائِتٍ، وأَصله الواو، وبناؤُه فَيْعِلٌ، فقلب وأُدغم؛ ورجل صَيِّتٌّ وصاتٌ؛ وحمارٌ صاتٌ: شديدُ الصَّوتِ. قال ابن سيده: يجوز أَن يكون صاتٌ فاعلاً ذَهَبَتْ عينه، وأَن يكون فَعِلاً مكسور العين؛ قال النَّظَّارُ الفَقْعَسِيّ: كأَنَّني فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ جَأْبٍ، إِذا عَشَّرَ، صاتِ الإِرْنانْ قال الجوهري: وهذا مَثَلٌ، كقولهم رجلٌ مالٌ: كثيرُ المال، ورجلٌ نالٌ: كثير النَّوال، وكبشٌ صافٌ، ويوم طانٌ، وبئر ماهةٌ، ورجل هاعٌ لاعٌ، ورجل خَافٌ، قال: وأَصل هذه الأَوصافِ كلِّها فَعِل، بكسر العين.
والعرب تقول: أَسمعُ صَوتاً وأَرى فَوتاً أَي أَسْمَعُ صَوتاً ولا أَرى فِعلاً.
ومثله إِذا كنتَ تَسمعُ بالشيء ثم لا تَرى تَحْقِيقاً؛ يقال: ذِكْرٌ ولا حِساسَ، ينصب على التبرئة، ومنهم من يقول: لا حِساسٌ، ومنهم من يقول: لا حِساسٍ، ومنهم من يقول: ذِكْرٌ ولا حَسِيسَ، فينصب بغير نون، ويرفع بنون.
ومن أَمثالهم في هذا المعنى: لا خيرَ في رَزَمَة لا دِرَّة معها أَي لا خير في قول ولا فِعْلَ معه.
وكلُّ ضَرْبٍ من الغِناء صوتٌ، والجمع الأَصْوات.
وقوله عز وجل: واسْتَفْزِزْ من اسْتَطَعْتَ منهم بصَوتِك؛ قيل: بأَصوات الغِناء والمَزامير.
وأَصاتَ القَوسَ: جَعَلَها تُصَوِّتُ.
والصِّيتُ: الذِّكْرُ؛ يقال: ذَهَب صِيتُه في الناس أَي ذِكْرُه.
والصِّيتُ والصَّاتُ: الذِّكْرُ الحَسَنُ. الجوهري: الصِّيتُ الذِّكْر الجميلُ الذي يَنْتَشِرُ في الناس، دون القبيح. يقال: ذهب صِيتُه في الناس، وأَصله من الواو، وإِنما انقلبت ياء لانكسار ما قبلها، كما قالوا: رِيحٌ من الرُّوحِ، كأَنهم بَنَوه على فِعْلٍ، بكسر الفاء، للفرق بين الصَّوتِ المسموع، وبين الذِّكْر المعلوم، وربما قالوا: انْتَشَرَ صَوتُه في الناس، بمعنى الصِّيتِ. قال ابن سيده: والصَّوْتُ لغةٌ في الصِّيتِ.
وفي الحديث: ما من عبدٍ إِلاّ له صِيتٌ في السماء أَي ذِكْرٌ وشُهْرة وعِرفان؛ قال: ويكون في الخير والشر.
والصِّيتَةُ، بالهاء: مثلُ الصِّيتِ؛ قال لبيد: وكم مُشْتَرٍ من مالهِ حُسنَ صِيتةٍ لآبائِهِ، في كلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ وانْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ.
وقولُهم: دُعيَ فانْصاتَ أَي أَجابَ وأَقْبل، وهو انْفَعلَ مِن الصَّوْت.
والمُنْصاتُ: القَويم القامة.
وقد انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بعد انْحنَاءٍ، كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ؛ قال سلمة بن الخُرْشُبِ الأَنْبارِيُّ: ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها وتِسْعِينَ حَوْلاً، ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا وعادَ سوادُ الرأْسِ بعد ابْيضاضِه، وراجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ الذي فاتَا وراجَعَ أَيْداً، بعد ضَعفٍ وقُوَّةٍ، ولكنه، من بعدِ ذا كلِه، ماتَا