المصادر:  


طفل (لسان العرب) [242]


الطِّفْلُ: البَنان الرَّخْص. المحكم: الطَّفْل، بالفتح، الرَّخْص الناعم، والجمع طِفالٌ وطُفول؛ قال عمرو بن قَمِيئة: إِلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقا، وكَفٍّ تُقَلِّبُ بِيضاً طِفالا وقال ابن هَرْمة: مَتى ما يَغْفُلِ الواشون، تومِئْ بأَطْرافٍ مُنَعَّمةٍ طُفول والأُنثى طَفْلة؛ قال الأَعشى: رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامل، تَرْتَبْـ ـبُ سُخاماً تَكُفُّه بخِلال وقد طَفُل طَفالةً وطُفولةً.
ويقال: جارية طَفْلةٌ إِذا كانت رَخْصةً. والطِّفْلة: الصغيران. الصغير من كل شيء بَيِّن الطَّفَل والطَّفالة والطُّفولة والطُّفولية، ولا فِعْل له؛ واستعمله صخر الغَيِّ في الوَعِل فقال: بها كان طِفْلاً، ثم أَسدَسَ واستَوى، فأَصْبَح لِهْماً في لُهوم قَراهِب وقول أَبي ذؤيب: ثَلاثاً، فلما . . . أكمل المادة اسْتُحِيلَ الجَها مُ، واستَجْمَعَ الطِّفْلُ فيها رُشوحا عنى بالطِّفْل السَّحابَ الصِّغار أَي جَمَعتها الريح وضمَّتها، واستعار لها الرُّشوحَ حين جعلها طِفْلاً؛ وقول أَبي كبير: أَزُهَيْرُ، إِن يُصْبِحْ أَبوك مُقَصِّراً طِفْلاً يَنُوءُ، إِذا مَشى للكَلْكَل أَراد أَنه يُقَصِّر عما كان عليه ويَضْعُف من الكِبَر ويرجع إِلى حَدِّ الصِّبا والطُّفولة، والجمع أَطفال، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
وقال أَبو الهيثم: الصَّبيُّ يُدْعى طِفْلاً حين يسقط من بطن أُمه إِلى أَن يَحتلم.
وفي حديث الاستسقاء: وقد شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبيِّ عن الطِّفْل أَي شُغِلَت بنفسها عن ولدها بما هي فيه من الجَدْب؛ ومنه قوله تعالى: تَذْهَل كلُّ مُرْضِعة عما أَرْضَعَت.
وقولهم: وَقَع فلان في أَمر لا يُنادى وَلِيدُه.
وقوله عز وجل: ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً؛ قال الزجاج: طِفْلاً هنا في موضع أَطفال يَدُلُّ على ذلك ذكرُ الجماعة، وكأَنَّ معناه ثم يُخْرِج كلَّ واحد منكم طِفْلاً.
وقال تعالى: أَو الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ والعرب تقول: جارية طِفْلَةٌ وطِفْلٌ، وجاريتان طِفْلٌ، وجَوارٍ طِفْلٌ، وغُلام طِفْلٌ، وغِلْمان طِفْلٌ.
ويقال: طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلانِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاتٌ في القياس. المولود، وولَدُ كلِّ وحْشِيَّة أَيضاً طِفْلٌ، ويكون الطِّفْل واحداً وجمعاً مثل الجُنُب.
وغُلام طَفْلٌ إِذا كان رَخْص القَدَمين واليدين.
وامرأَة طَفْلة البَنان: رَخْصَتُها في بياض، بَيِّنة الطُّفولة، وقد طَفُل طَفالةً أَيضاً؛ وبَنانٌ طَفْلٌ، وإِنما جاز أَن يوصف البَنانُ وهو جمعٌ بالطَّفْل وهو واحد، لأَن كل جمع ليس بينه وبين واحده إِلاَّ الهاء فإِنه يُوَحَّد ويُذَكَّر: ولهذا قال حميد: فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه، مَسَحْنَه بأَطراف طَفْلٍ، زان غَيْلاً مُوَشَّما أَراد بأَطراف بَنان طَفْلٍ فجعله بدلاً عنه، قال: والطِّفْل الصغير من أَولاد الناس والدواب.
وأَطْفَلَتِ المرأَةُ والظَّبْيَة والنَّعَم إِذا كان معها ولدٌ طِفْلٌ؛ وقال لبيد: فعَلا فُروعَ الأَيْهَقان، وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن ظِباؤها ونَعامُها قال ابن سيده: وأَما قول لبيد وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن، فإِنه أَراد وباضَ نَعامُها؛ ولكنه على قوله: شَرَّابُ أَلبانٍ وتَمْرٍ وأَقِط وقوله تعالى: فأَجْمِعوا أَمركم وشركاءكم؛ فسيبويه يَطْرُده والأَخفش يَقِفُه. أَبو عبيد: ناقة مُطْفِلٌ ونوق مَطافِلُ ومَطافِيلُ، بالإِشباع، معها أَولادها.
وفي الحديث: سارت قُرَيْشٌ بالعُوذ المطافِيل أَي الإِبل مع أَولادها، والعُوذ: الإِبل التي وَضَعَت أَولادها حَدِيثاً؛ ويقال: أَطْفَلَتْ، فهي مُطْفِلٌ ومُطْفِلة، يريد أَنهم جاؤوا بأَجمعهم كبارهم وصغارهم.
وفي حديث علي، عليه السلام: فأَقْبَلْتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافِل، فجمع بغير إِشباع.
والمُطْفِل: ذات الطِّفْل من الإِنسان والوحش معها طِفْلُها، وهي قريبة عهد بالنَّتاج، وكذلك الناقة، والجمع مَطافِيل ومَطافِلُ؛ قال أَبو ذؤيب: وإِنَّ حَديثاً مِنْكِ، لو تَبْذُلِينَه، جَنَى النَّحْل في أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل مَطافِيلَ أَبكارٍ حديثٍ نَتاجُها، تُشاب بماءٍ مِثْل ماء المِفاصِل وطَفَّلَتِ الناقةُ: رَشَّحَتْ طِفْلَها؛ قال الأَخطل: إِذا زَعْزَعَتَه الرِّيحُ جَرَّ ذُيولَه، كما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّل وليلة مُطْفِلٌ: تَقْتُل الأَطفال ببَرْدِها. الحاجة.
وأَطْفالُ الحوائج: صِغارُها. الشمسُ عند غروبها. الليل: ويقال للنار ساعة تُقْدَح: طِفْلٌ وطِفْلة. ابن سيده: والطِّفْلُ سَقْطُ النار، والجمع أَطفال؛ وكل ذلك قد فسر به قول زهير: لأَرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ، ثم لأَدْأَبَنْ إِلى اللَّيْل، إِلاَّ أَنْ يُعَرِّجَني طِفْلُ يعني حاجة يسيرة مثل قَدْح نار أَو نزولٍ للبول وما أَشبهه، وكلُّ جُزْء من ذلك طِفْلٌ، كان عَيْنَاً أَو حَدَثاً، والجمع كالجمع، ومن هنا قالوا طِفْل الهَمِّ والحُبِّ؛ قال: يَضُمُّ إِليّ اللَّيْلُ أَطفالَ حُبِّها، كما ضَمَّ أَزْرارَ القَميص البَنائقُ والتَّطْفيلُ: السير الرُّوَيْد. يقال: طَفَّلْتُها تطفيلاً يعني الإِبل، وذلك إِذا كان معها أَولادها فَرَفَقْتَ بها في السير ليَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ؛ فأَما قول كَهْدَلٍ الراجز: با ربِّ لا تَرْدُدْ إِلينا طِفْيَلا فإِما أَن يكون طِفْيَل بناء وَضْعِيّاً كرجُل طِرْيَم وهو الطويل ويَعْنِي به طِفْلاً، وإِما أَن يكون أَراد طُفَيْلاً يُصَغِّره بذلك ويُحَقِّره، فلَمَّا لم يستقم له الوزن غَيَّر بناء التصغير وهو يريده، وهذا مذهب ابن الأَعرابي، والقياس ما بدأْنا به.
وطَفَلُ العَشيِّ: آخرُه عند غروب الشمس واصفرارها، يقال: أَتيته طَفَلاً وعِشاءً طَفَلاً، فإِما أَن يكون صفة، وإِما أَن يكون بدلاً.
وطَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفولاٍ وطَفَّلَتْ تطفيلاً: هَمَّت بالوجوب ودَنَتْ للغروب.
وتَطْفيلُ الشمس: مَيْلُها للغروب. الأَزْهري: طَفَلَتْ فهي تَطْفُل طَفْلاً.
ويقال: طَفَّلَت تَطْفيلاً إِذا وقع الطَّفَل في الهواء وعلى الأَرض وذلك بالعَشيِّ؛ وأَنشد: باكَرْتُها طَفَلَ الغَداة بِغارةٍ، والمُبْتَغُون خِطارَ ذاك قليلُ وقال لبيد: وعلى الأَرْضِ غَياباتُ الطَّفَل وقال ابن بُزُرْج: يقال أَتيته طَفَلاً أَي مُمْسِياً، وذلك بعدما تدنو الشمس للغروب، وأَتيته طَفَلاً: وذلك بعد طلوع الشمس، أُخِذ من الطِّفْل الصغير؛ وأَنشد: ولا مُتَلافِياً، والشَّمْسُ طِفْلٌ، بِبَعْض نَواشِغ الوادي حُمولا (* قوله «ولا متلافيا إلخ» لعل تخريج هذا هنا من الناسخ فان محله تقدم عند قوله والطفل الشمس عند غروبها كما صنع شارح القاموس).
وفي حديث ابن عمر: أَنه كَرِه الصلاة على الجنازة إِذا طَفَلَتِ الشمسُ للغروب أَي دنت منه، واسم تلك الساعة الطَّفَلُ. طِفْلَةٌ إِذا كانت صغيرة، وجارية طَفْلة إِذا كانت رقيقة البَشَرة ناعمةً. الأَصمعي: الطَّفْلة الجارية الرَّخْصة الناعمة، وكذلك البَنانُ الطَّفْل. الحديثة السِّنِّ، والذَّكَرُ طِفْلٌ.
وطَفَّل اللَّيْلُ: دَنا وأَقْبَل بظلامه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وطَيِّبةٍ نَفْساً بتأْبين هالكٍ تَذَكَّرُ أَخْداناً، إِذا اللَّيْلُ طَفَّلا قوله طَيِّبة نَفْساً أَي أَنها لم تُعْطَ أَجراً على نَوْح هالِكٍ، إِنما تنوح لشَجْو أُخرى تبكي على ابنها أَو غيره.
وطَفَلْنا وأَطْفَلْنا: دخلنا في الطَّفَل. طَفَلُ الغَداة وطفَلُ العَشيّ من لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُور إِلى أَن يَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ من الأَرض.
وقال ابن سيده: طَفَلُ الغَداة من لَدُنْ ذُرور الشمس إِلى استكمالها في الأَرض. الجوهري: والطَّفَل، بالتحريك، بعد العصر إِذا طَفَلت الشمسُ للغروب، والطَّفَل أَيضاً: مَطَرٌ؛ قال الشاعر: لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وطُفَيْلٌ: شاعر معروف؛ وطُفَيْلُ الأَعراس، وطُفَيْل العرائس: رجُلٌ من أَهل الكوفة من بني عبد الله بن غَطَفان كان يأْتي الولائم دون أَن يُدْعى إِليها، وكان يقول: وَدِدْتُ أَن الكوفة كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفى عليَّ منها شيء، ثم سُمِّي كل راشِنٍ طُفَيْلِيّاً وصَرَّفوا منه فعلاً فقالوا طَفَّل.
ورجُلٌ طِفْليلٌ: يدخل مع القوم فيأْكل طَعامَهم من غير أَن يُدْعى. ابن السكيت، وفي قولهم فلان طُفَيْليٌّ للذي يدخل الوليمة والمآدبَ ولم يُدْعَ إِليها، وقد تَطَفَّل، وهو منسوب إِلى طُفَيْل المذكور، والعرب تُسَمِّي الطُّفَيْليَّ الرَّاشِنَ والوارِش.
وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الطُّفَيْليّ والوارِش والواغِل والأَرْشم والزَّلاَّل والقَسْقاس والنتيل والدَّامِر والدَّامِق والزَّامِجُ واللَّعمَظ واللَّعْمُوظ والمَكْزَم.
والطُّفال والطَّفال: الطِّين اليابس، يَمانيةٌ.
وطَفِيلٌ، بفتح الطاء: اسم جبل، وقيل موضع؛ قال: وهَلْ أَرِدَنْ، يوماً، مِياه مَجَنَّة؟ وهَلْ يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل؟ قال ابن الأَثير: وفي شعر بلال: وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل؟ قال: قيل هما جبلان بنواحي مكة، وقيل عينانِ.
وقال الليث: التَّطْفِيل من كلام أَهل العراق، ويقال: هو يَتَطَفَّل في الأَعراس، وقال أَبو طالب قولهم الطُّفَيْليُّ: قال الأَصمعي: هو الذي يدخل على القوم من غير أَن يَدْعُوه، نأْخوذ من الطَّفَل وهو إِقبال الليل على النهار بظُلْمته.
وقال أَبو عمرو: الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها؛ وأَنشد لابن هَرْمة: وقد عَرانيَ من لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ أَراد أَنه يُظْلِمُ على القوم أَمرُه فلا يدرون مَن دَعاه ولا كيف دَخَل عليهم؛ قال: وقال أَبو عبيدة نسب إِلى طُفَيْل بن زَلاَّلٍ رجل من أَهل الكوفة.
وريحٌ طِفْلٌ إِذا كانت ليِّنة الهبوب.
وعُشْبٌ طِفْلٌ: لم يَطُلْ، وطَفْلٌ أَي ناعمٌ.

الطَّفْلُ (القاموس المحيط) [217]


الطَّفْلُ: الرَّخْصُ الناعِمُ من كلِّ شيءٍ
ج: طِفالٌ وطُفولٌ، وهي بهاءٍ.
طَفُلَ، كَكَرُمَ، طَفَالَّةً وطُفُولَةً.
والطِّفْلُ، بالكسر: الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ، أو المَوْلودُ، ووَلَدُ كلِّ وحْشِيَّةٍ أيضاً، بَيِّنُ الطَّفَلِ والطَّفالَةِ والطُّفولَةِ والطُّفولِيَّةِ
ج: أطْفالٌ، والحاجَةُ، والليلُ، والشمسُ قُرْبَ الغُروبِ، وسَقْطُ النارِ، وكلُّ جُزْءٍ من كلِّ شيء، عَيْناً كان أو حَدَثاً.
والمُطْفِلُ، كمُحْسِنٍ: ذاتُ الطِّفْلِ من الإِنْسِ والوَحْشِ.
ج: مَطافِيلُ ومَطَافِلُ.
وليلَةٌ مُطْفِلٌ: تَقْتُلُ الأَطْفالَ بَرْداً.
وطَفَّلَ الكلامَ تَطْفيلاً: تَدَبَّرَهُ،
و~ الليلُ: دَنَا،
و~ الناقةُ: رَشَّحَتْ طِفْلَها،
و~ الشمسُ: دَنَتْ للغُروبِ،
كطَفَلَتْ فيهما،
. . . أكمل المادة و~ الإِبِلَ: رَفَقَ بها في السَّيرِ حتى تَلْحَقَها أطفالُها.
وطَفَلُ العَشِيِّ، محرَّكاً: آخرُهُ عندَ الغُروبِ،
و~ من الغَداةِ: من لدُنْ ذُرورِ الشمسِ إلى اسْتِكْنانِها في الأرضِ.
والطَّفَلُ: الظُّلْمَةُ نفسُها.
وطَفَلَ: دَخَلَ في الطَّفَلِ،
كأَطْفَلَ،
و~ الشمسُ: طَلَعَتْ، واحْمَرَّتْ عندَ الغُروبِ،
كأَطْفَلَتْ، ضِدٌّ.
وطَفِلَ النَّبْتُ، كفرحَ،
وطُفِّلَ، بالضم، تَطْفيلاً: أصابَهُ التُّرابُ.
وكأمير: الماءُ الكَدرُ يَبْقَى في الحوض، واحدَتُهُ بهاءٍ، وجَبَلٌ بمكةَ، وكزُبَيْرٍ: شاعِرٌ، وابنُ زَلاَّلٍ الكوفِيُّ، الذي يُدْعَى طُفَيْلَ الأَعْراسِ أو العَرَائِسِ.
وكانَ يأتي الوَلائِمَ بِلا دَعْوَةٍ.
ومنه: الطُّفَيْلِيُّ والطِّفْليلُ، بالكسر، وقد طَفَّلَ وتَطَفَّلَ.
وكحِذْيَمٍ: الطِّفْلُ، واسمٌ.
وكغُرابٍ وسَحابٍ: الطينُ اليابسُ.
والمَطَافِلُ: ع.

طفل (الصّحّاح في اللغة) [215]


الطِفْلُ: المولودُ.
وولدُ كلِّ وحشيَّةٍ أيضاً طِفْلٌ، والجمع أَطْفالٌ.
وقد يكون الطِفْلُ واحداً وجمعاً، مثل الجُنُبِ. قال تعالى: "أو الطِفْلِ الذين لَمْ يَظْهَروا". يقال منه: أَطْفَلَتِ المرأةُ.
والمُطْفِلُ: الظبيةُ معها طِفْلُها وهي قريبة عهدٍ بالنَتاج، وكذلك الناقة.
والجمع مَطافِل ومَطافيلُ. قال أبو ذؤيب:
تُشابُ بماءٍ مثلِ ماء المفَاصِـلِ      مَطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نَتـاجُـهـا


والطَفْلُ بالفتح: الناعمُ. يقال: جاريةٌ طَفْلَةٌ، أي ناعمةٌ.
وبنانٌ طَفْلٌ.
وتَطْفيلُ الشمس: ميلُها للغروب.
وقد طَفَّلَ الليل، إذا أقبل ظلامُه. بالتحريك: بعد العصر، إذا طَفَّلَتِ الشمس للغروب، يقال: أتيته طَفَلاً. أيضاً: مَطَرٌ.
وقال:
      لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُرَيَّا

وطَفَّلْتُ الإبل تَطْفيلاً، وذلك إذا كانَ معها أولادها فرفَقْتُ بها في . . . أكمل المادة السير حتَّى تلحقَها الأطفال.
وقولهم: طُفَيْلِيٌّ، للذي يدخل وليمةً ولم يُدْعَ إليها، وقد تَطَفَّلَ.

ط ف ل (المصباح المنير) [212]


 الطِّفْلُ: الولد الصغير من الإنسان والدواب قال ابن الأنباري: ويكون "الطِّفْلُ" بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والجمع قال تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ، ويجوز المطابقة في التثنية والجمع والتأنيث فيقال "طِفْلَةٌ" و "أَطْفَالٌ" و "طِفْلاتٌ" و "أَطْفَلَتْ" كلّ أنثى إذا ولدت فهي "مُطْفِلٌ" قال بعضهم: ويبقى هذا الاسم للولد حتى يميز ثم لا يقال له بعد ذلك "طِفْلٌ" بل صبي، و "حَزَوَّرٌ" و "يَافِعٌ" و "مُرَاهِقٌ" و "بَالِغٌ" وفي التهذيب يقال له طفل إلى أن يحتلم، و "الطُّفَيْلِيُّ" هو الذي يدخل الوليمة من غير أن يدعى إليها قال ابن السكيت والأزهري: هو نسبة إلى "طُفَيْلٍ" من ولد عبد الله بن غطفان من أهل الكوفة وكان يدخل وليمة العرس من غير أن يدعى إليها فنسب إليه كلّ من يفعل ذلك ويقال "التَّطَفُّلُ" من كلام . . . أكمل المادة أهل العراق وكلام العرب لمن يدخل من غير أن يدعى في الطعام "الوَارِشُ" وفي الشراب "الوَاغِلُ" . 

ط - ف - ل (جمهرة اللغة) [213]


الطِّفْل: المولود؛ طِفْل بيّن الطفولة. قال الأصمعي: لا أعرف للطُّفولة وقتاً؛ صبيّ طِفْل، وجارية طِفْلَة بيِّنة الطّفولة. فأما الجارية الطَّفْلَة فالناعمة الخَلْق، والمصدر الطُّفولة، وقال قوم: الطَّفالة، وليس بثَبْت. وطَفيل: موضع. قال الشاعر: وهل أرِدَنْ يوماً مياهَ مَجَنّةٍ ... وهل تَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ وقد سمّت العرب طُفَيْلاً. وذكر ابن الكلبي وأبو عبيدة أن طُفَيْلاً المنسوب إليه الطُّفَيْليّون رجل من أهل الكفوة من غَطَفان كان يقال له طُفيل العرائس. والطَّفَل: اختلاط أول الليل بباقي النهار. قال الشاعر: فتَدَلَّيْتُ عليها قافلاً ... وعلى الأرض غَياياتُ الطَّفَلْ وطَفَلُ الظلام: أوّله. وطَفّلَ الليل تطفيلاً، إذا أقبل ظلامُه. وطَفَلَتِ الشمسُ، إذا همّت بالغروب. . . . أكمل المادة والمَطافيل من الظِّباء: التي معها أولادُها وهي قريبة عهد بالنَّتاج. والعُوذ المطافيل من الإبل: الحديثات العهد بالنَّتاج التي معها أولادها أيضاً. قال الشاعر: الواهبُ المائةَ الهِجانَ وعَبْدَها ... عُوذاً تزجّي خَلْفَها أطفالَها والطَّفال: الطين اليابس، لغة يمانية، الذي يسمّيه أهل نجد: الكُلام. واللَّطَف معروف؛ لَطُفَ يلطُف لُطْفاً ولَطَفاً فهو لطيف. وتلاطفَ القومُ باللَّطَف تلاطفاً، إذا تواصلوا. والفِلاط: المفاجأة؛ افتُلط الرجل، إذا فوجئ في الأمر؛ لغة هُذليّة. وذهب دمُ الرجل طَلَفاً مثل هَدَراً، بالطاء والظاء، والظاء أكثر.

طفل (مقاييس اللغة) [61]



الطاء والفاء واللام أصل صحيحٌ* مطّرد، ثم يقاس عليه، والأصل المولود الصغير؛ يقال هو طِفْلٌ، والأنثى طِفلة.
والمُطْفِل: الظَّبْية معها طِفْلُها.
وهي قريبة عهدٍ بالنِّتاج.
ويقال طَفَّلْنا إبلَنا تطفيلاً، إذا كان معها أولادُها فرفَقْنا بها في السَّير. فهذا هو الأصل.
ومما اشتُقَّ منه قولهم للمرأة الناعمة: طَفْلة، كَأنَّها مشبَّهة في رُطوبتها ونَعمتها بالطِّفلة، ثم فرق بينهما بفتح هذه وكسر الأولى.
ومن الباب أو قريب منه: طِفْل الظَّلام، وهو أوَّلُه، وإِنَّما سمِّيَ طِفلاً لقلَّته ودقته؛ وذلك قبل مجيء مُعظَم الليل. قال لبيد:
فتدلَّيْتُ عليه قافلاً      وعلى الأرضِ غَياياتِ الطَّفَلْ

ويقال: طَفَلَ اللَّيل: أقبل ظلامُهُ.
وأمَّا قول القائل:

الطِّفْل (المعجم الوسيط) [12]


 الرُّخص الناعم الرَّقِيق وَهِي طفلة وَيُقَال امْرَأَة طفلة الأنامل ناعمتها وطين أصفر يتجمد على هَيْئَة رقائق بتأثير ضغط مَا فَوْقه من صخور وتصبغ بِهِ الثِّيَاب (مو) (ج) طفول وطفال الطِّفْل:  الْمَوْلُود مَا دَامَ نَاعِمًا رخصا وَالْولد حَتَّى الْبلُوغ وَهُوَ للمفرد الْمُذكر (ج) أَطْفَال وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا بلغ الْأَطْفَال مِنْكُم الْحلم فليستأذنوا} وَقد يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَالْجمع فَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ نخرجكم طفْلا} وَفِيه {أَو الطِّفْل الَّذين لم يظهروا على عورات النِّسَاء} وكل جُزْء من شَيْء حَدثا كَانَ أَو معنى قَالَ (يضم إِلَيّ اللَّيْل أَطْفَال حبها ... كَمَا ضم أزار الْقَمِيص البنائق) وَمن العشب وَنَحْوه الْقصير وَمن النَّار الْجَمْرَة والشرارة يُقَال تطايرت أَطْفَال النَّار وَيُقَال هُوَ يسْعَى لي فِي أَطْفَال . . . أكمل المادة الْحَوَائِج صغارها وأتيته وَاللَّيْل طِفْل فِي أَوله الطِّفْل:  الطفالة وإقبال اللَّيْل على النَّهَار بظلمته والظلمة نَفسهَا وَالْوَقْت قبيل غرُوب الشَّمْس أَو بعد الْعَصْر إِذا طفلت الشَّمْس للغروب وطفل الْعشي آخِره عِنْد غرُوب الشَّمْس واصفرارها و - الْوَقْت بعيد طُلُوع الشَّمْس وطفل الْغَدَاة بعيد طُلُوع الشَّمْس 

طفلت (المعجم الوسيط) [7]


 النَّاقة وَنَحْوهَا طفْلا ربت طفلها وَالشَّمْس طفْلا وطفولا مَالَتْ للغروب واحمرت عِنْده وَدنت للطلوع أَو صَارَت فِي الطِّفْل وَفُلَان دخل وَصَارَ فِي الطِّفْل 

التَّخَلُّف (المعجم الوسيط) [5]


 (فِي علم النَّفس) بطء فِي النمو الْعقلِيّ للطفل حِين يقل الذكاء عَن حد السوَاء دون أَن يُوصف الطِّفْل بِأَنَّهُ ضَعِيف (مج) 

ببة (المعجم الوسيط) [5]


 حِكَايَة صَوت الطِّفْل 

دَعْبَعْ (القاموس المحيط) [5]


دَعْبَعْ: حِكايَةُ لَفْظِ الطِّفْلِ الرَّضيع.

حصب (المعجم الوسيط) [5]


 الطِّفْل حَصْبًا أَصَابَته الحصبة فَهُوَ محصوب 

الْمُرضعَة (المعجم الوسيط) [5]


 آلَة يرضع مِنْهَا الطِّفْل (محدثة) (ج) مراضع 

المعوز (المعجم الوسيط) [5]


 الثَّوْب الْبَالِي وخرقة يلف بهَا الطِّفْل (ج) معاوز 

حصب (المعجم الوسيط) [5]


 الْحَاج نَام بالمحصب سَاعَة من اللَّيْل وَالْمَكَان حصبه حصب:  الطِّفْل حصب 

المطفل (المعجم الوسيط) [5]


 ذَات الطِّفْل من الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان وَلَيْلَة مطفل تقتل الْأَطْفَال من شدَّة بردهَا 

الْحَضَانَة (المعجم الوسيط) [5]


 الْولَايَة على الطِّفْل لتربيته وتدبير شئونه ودور الْحَضَانَة مدارس ينشأ فِيهَا صغَار الْأَطْفَال (محدثة) 

المعمودية (المعجم الوسيط) [5]


 (عِنْد النَّصَارَى) أَن يغمس القس الطِّفْل فِي مَاء يَتْلُو عَلَيْهِ بعض فقر من الْإِنْجِيل وَهُوَ آيَة التنصير عِنْدهم 

تأتأ (المعجم الوسيط) [5]


 تأتأة وتأتاء كرر التَّاء إِذا تكلم لعيب فِي نطقه وتبختر شجاعة أَو كبرا والطفل مَشى 

راضعه (المعجم الوسيط) [5]


 مراضعة ورضاعا رضع مَعَه وَدفعه إِلَى مرضع لترضعه والطفل رضع أمه وَفِي بَطنهَا جَنِين 

التَّأْتَأَةُ (القاموس المحيط) [5]


التَّأْتَأَةُ: حكايَةُ الصَّوْتِ، وتَرَدُّدُ التَّأْتاءِ في التَّاءِ، ودُعاءُ التَّيْسِ لِلسِّفَادِ كالتَّأْتَاءِ، وهي أيضاً مَشْيُ الطِفْلِ، والتَّبَخْتُرُ في الحَرْبِ.

أفخ (الصّحّاح في اللغة) [5]


اليَأْفوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل، وهو يَفْعولٌ، والجمع اليآفيخُ وأَفَخْتُهُ: ضربت يَأْفوخَهُ.
ويافوخُ الليل: مُعْظَمُهُ.

الزغلول (المعجم الوسيط) [5]


 الْخَفِيف الرّوح والطفل وَمِنْه فرخ الْحمام (ج) زغاليل وَضرب من البلح بِمصْر أَحْمَر حُلْو ضخم (محدثة) 

ثغثغ (المعجم الوسيط) [5]


 الطِّفْل فِي الشَّيْء عضه قبل أَن تنْبت أَسْنَانه والمتكلم كَلَامه وَفِي كَلَامه لم يفصح لسوء النُّطْق أَو لفساد نظام القَوْل فَهُوَ ثغثاغ 

الْحميل (المعجم الوسيط) [5]


 الطِّفْل المنبوذ يحملهُ قوم فيربونه والمسبي يحمل من بلد إِلَى بلد والغريب والدعي وَمَا حمله السَّيْل من الغثاء والطين 

هس (المعجم الوسيط) [5]


 زجر للغنم وَأمر بِالسُّكُوتِ (مو) هس:  فلَان هسا حدث نَفسه وَالشَّيْء دقه وكسره وَالْكَلَام هسيسا أخفاه والطفل زَجره لِيَسْكُت 

الأسمنت (المعجم الوسيط) [4]


 مسحوق يتكون من محروق الْحجر الجيري والطفل يُضَاف لناتجهما نِسْبَة صَغِيرَة من الجبس وَيسْتَعْمل فِي الْبناء وَمِنْه أَنْوَاع أُخْرَى تسْتَعْمل فِي أغراض شَتَّى (مج) 

السخاب (المعجم الوسيط) [4]


 القلادة تتَّخذ من قرنفل وسك ومحلب لَيْسَ فِيهَا من اللُّؤْلُؤ والجوهر شَيْء وَيُقَال وجدته مارث السخاب أَي وجدته مثل الطِّفْل لَا علم لَهُ (ج) سخب 

ذ - غ - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [4]


الغِذاء، ممدود، وهو كل ما اغتذاه الإنسان وغيرُه، وغذوتُ الطفلَ أغذوه غَذْواً. وغَذّى العِرقُ يغذّي، إذا لم يَرْقَأ دمُه. وغَذّى الرجلُ ببوله يغذّي، إذا خَدَّ به في الأرض.

أحمت (المعجم الوسيط) [4]


 الأَرْض انتشرت فِيهَا الْحمى وَالشَّيْء دنا وَحضر وَالْمَاء وَنَحْوه سخنه والطفل وَنَحْوه غسل جِسْمه بِالْمَاءِ الْحَار وَالله فلَانا أَصَابَهُ بالحمى وَالْأَمر فلَانا أهمه وَالله كَذَا قَضَاهُ وَقدره 

عمد (المعجم الوسيط) [4]


 الْخَيْمَة نصبها بالعماد وَالْقَوْم فلَانا جَعَلُوهُ عميدا عَلَيْهِم أَو عُمْدَة لَهُم (محدثة) والسيل سد مجْرَاه بِتُرَاب وَنَحْوه ليجتمع فِي مَوضِع والشوق فلَانا هده والطفل (عِنْد المسيحيين) غسله بِمَاء المعمودية فَهُوَ معمد 

تأبط (المعجم الوسيط) [4]


 الشَّيْء وَضعه تَحت إبطه وَالثَّوْب أدخلهُ من تَحت إبطه الْأَيْمن فَأَلْقَاهُ على مَنْكِبه الْأَيْسَر وَالْمَرْأَة الطِّفْل حضنته وتولت تَرْبِيَته وتأبط شرا لقب ثَابت بن جَابر عداء عَرَبِيّ جاهلي وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ تأبطي 

ارتحل (المعجم الوسيط) [4]


 رَحل وَالْبَعِير جعل عَلَيْهِ الرحل وَركبهُ والطفل أَبَاهُ علا ظَهره وَفِي الحَدِيث (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجد فَرَكبهُ الْحسن فَأَبْطَأَ فِي سُجُوده فَلَمَّا فرغ سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ إِن ابْني ارتحلني فَكرِهت أَن أعجله) 

غي (مقاييس اللغة) [4]



الغين والياء المشدّدة أو المضاعفة أصلٌ صحيح يدلُّ على إظلالِ الشَّيء لغيره .
وفي الحديث: "تجيء البقرةُ وآلُ عمران يومَ القيامة كأنَّهما غمامتانِ –أو غيايَتان".
والجمع غَيايات. قال لبيد:
فتَدلَّيتُ عليه قافلاً      وعلى الأرض غياياتُ الطَّفَلْ

أفخ (لسان العرب) [5]


اليأْفوخ: حيث التقى عظم مقدَّم الرأْس وعظم مؤخره، وهو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل؛ وقيل: هو حيث يكون لَيِّناً من الصبي، قبل أَن يتلاقى العظمان السَّمَّاعةُ والرَّمَّاعةُ والنَّمَغَةَ؛ وقيل: هو ما بين الهامة والجبهة. قال الليث: من همز اليأْفُوخ فهو على تقدير يَفْعُول.
ورجل مأْفوخ إذا شُجَّ في يأْفوخه، ومن لم يهمز فهو على تقدير فاعُول من اليَفْخ، والهمز أَصوب وأَحسن، وجمع اليأْفوخ يآفِيخُ.
وفي حديث العقيقة: ويوضع على يافوخ الصبي؛ هو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل، ويجمع على يآفيخ، والياء زائدة.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وأَنتم لَهامِيمُ العرب ويآفيخُ الشرف؛ استعار للشرف رؤُوساً وجعلهم . . . أكمل المادة وسطها وأَعلاها.
وأَفَخَه يأْفِخُه (* قوله «وأفخه يأفخه» كذا بضبط الأصل من باب ضرب ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب كتب) أَفْخاً: ضرب يأْفوخه. أَبو عبيد: أَفَخْتُه وأَذَنْتُه أَصبت يأْفُوخَه وأُذنه.
ويأْفوخ الليل: معظمه.

عنم (الصّحّاح في اللغة) [4]


العَنَمُ: شجرٌ ليُّن الأغصان، يشبَّه به بنانُ الجواري.
وقال أبو عبيدة: هو أطراف الخرّوب الشامي.
وقال:
لَهاةَ الطفلِ بالعَنمِ المَسوكِ      فلم أسمعْ بمُرْضِعَةٍ أمالتْ

وينشد قول النابغة:
عَنَمٌ على أغصانه لم يُعْقَدِ      بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ كأن بَنانَهُ

فهذا يدلُّ على أنه نبتٌ لا دودٌ.
وبنانٌ مُعَنمٌ، أي مخضوبٌ.

زغل (الصّحّاح في اللغة) [3]


الزُغْلَةُ بالضم: الدُفعة من البول وغيره. تقول: أَزْغَلَتِ الناقةُ ببولها، أي رمَتْ به وقَطَّعَتْهُ زُغْلَةً زُغْلَةً.
وأَزْغَلَتِ الطعنةُ بالدم، مثل أَوْزَغَتْ.
وأَزْغَلَ الطائر فرخَه، إذا زقَّه. قال ابن أحمر وذكر القَطاةَ وفَرْخَها، وأنَّها سَقَتْه مما شربت:
لم تَظْلِمُ الجيدَ ولم تَشْفَتِرُّ      فأَزْغَلَتْ في حَلْقِهِ زُغْلَةً

ويقال: أَزْغِلْ لي زُغْلَةً من سقائك، أي صُبَّ لي شيئاً من لبنٍ.
والزُغْلولُ: الخفيفُ وهو الطِفْل أيضاً.

غيا (الصّحّاح في اللغة) [3]


الغَيايَةُ: ضوء شعاع الشمس، وليس هو نفس الشعاع. قال لبيد:
      وعلى الأرض غَياياتُ الطَفَلْ

وغَيايَةُ البئر: قعرها، مثل الغَيابة. أبو عمرو: الغَيايَةُ: كلُّ شيء أظلَّ الإنسانَ فوق رأسه مثل السحابة والغُبرة والظُلمة ونحو ذلك.
وغايا القوم فوق رأسِ فلانٍ بالسيف، كأنهم أظلوه به.
والغايَةُ: مَدى الشيء، والجمع غايٌ.
والغايَة: الراية. يقال: غَيَّيتُ غايَةٌ وأغيَيْتُ، إذا نصبتها.
ويقال: فلانٌ لِغَيَّةٍ، وهو نقيض قولك: لِرَشْدَةٍ.
حرف الفاء

زَغَلَهُ (القاموس المحيط) [3]


زَغَلَهُ، كَمَنَعَهُ: صَبَّهُ دُفَعاً، ومَجَّهُ،
و~ الأُمَّ: رَضَعَهَا،
و~ الناقَةُ ببَوْلِها: رَمَتْ،
كأَزْغَلَتْ.
والزُّغْلَةُ، بالضمِّ: ما تَمُجُّه مِن فيكَ من الشَّرابِ، والاسْتُ، والدُّفْعَةُ من البَوْلِ وغيرِهِ.
وأزْغِلْ لي زُغْلَةً من إِنَائِكَ: صُبَّ لي شيئاً.
ومحمدُ بنُ الحسينِ بن محمدِ بن الحُسينِ البَنْجَدِيهِيُّ الزاغولِيُّ: مُصَنِّفُ كِتابِ "قَيْدِ الأَوابد" في أربعِ مئةِ مُجَلَّدٍ، يَشْتَمِلُ على التفْسِيرِ والحديثِ والفِقْهِ واللغةِ.
وأزْغَلَ الطائِرُ فَرْخَهُ: زَقَّهُ،
و~ الطَّعْنَةُ بالدمِ: أوزَغَتْ.
وكصبورٍ: اللَّهِجُ بالرَّضاعِ من الإِبِلِ والغَنَمِ.
وكسُرْسورٍ: الخفيفُ، واسمٌ، والطِفْلُ. وزُغَيْلٌ التَّمَّارُ، كزُبيرٍ: شيخٌ لابنِ شاهينَ.

ش - ل - ه (جمهرة اللغة) [3]


الشَّهَل والشُّهْلَة: أقل من الزَّرَق في الحَدَقَة، وهو أحسن منه؛ رجل أشْهَلُ وامرأة شَهْلاءُ. وبنو عبد الأشْهَل: حيّ من الأنصار. وقال ابن الكلبي: والأشْهَل: صنم؛ ولم يذكره في كتاب الأصنام، وأحسبه وهماً. وامرأة كَهْلَة شَهْلَة، لا يكادون يفرّقون بينهما، ولا يقال ذلك في الرجل، لا يقال: كَهْل شَهْل. وما قضيتُ من هذا الأمر شَهْلائي، أي حاجتي. وأنشد أبو عُبيد عن أبي الخطّاب الأخفش للراجز: لم أقضِ حتى ارتحلتْ شَهْلائي من العَروب الطَّفْلَة الغَيْداءِ والمشاهَلة: مراجعة الكلام؛ شاهلتُه مشاهلةً. قال الراجز: قد كان فيما بيننا مشاهَلَهْ ثم تولّت وهي تمشي البادَلَهْ والبأدلة: مِشية تحرّك فيها بَآدلها، أي لحم صدرها، وهي مِشية القِصار من النساء. وأيام . . . أكمل المادة العجوز تسمّى شَهْلَة.

دلو (الصّحّاح في اللغة) [3]


الدَلْوُ: واحدة الدِلاءِ التي يستقى بها وكذلك الدَلا بالفتح، الواحدة دَلاةٌ.
وجمع الدَلْوِ في أقل العدد أَدْلٍ.
والدَلْوُ: برجٌ من بروج السماء.
والدَلْوُ: سمةٌ للإبل.
وقولهم: جاء فلان بالدَلْوِ، أي بالداهية.
والدالِيَةُ: المَنْجَنُونُ تديرها البقر، والناعورة يديرها الماء.
ودَلَوْتُ الدَلْوَ: نزعتها.
وأَدْلَيْتُها: أرسلتها في البئر لتمتلئ.
ودَلَوْتُ الناقة دَلْواً: سِرْتُها سيراً رويداً.
وادْلَوْلى، أي أسرع.
ودَلَوْتُ الرجل ودَاليْتُهُ، إذا رفَقْت به وداريتَه.
ودَلاَّهُ بغُرورٍ، أي أوقعه فيما أراد من تغريره، وهو من إدلاء الدَلْوِ.
ودَلَوتُ بفلان إليك، أي استشفعت به إليك.
وتَدَلَّى من الشجرة.
وقوله تعالى: "ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى" أي تدلل. قال لبيد:
وعلى الأرض غَياياتُ الطَفَلْ      فَتَدَلَّـيْتُ عـلـيهـا قـافِـلاً

وأَدْلى بحجته، أي احتجَّ بها.
وهو يُدْلي برحِمِه، أي يمتُّ بها.
وأَدْلى بماله إلى . . . أكمل المادة الحاكم دَفَعَه إليه.
ومنه قوله تعالى: "وتُدْلوا بها إلى الحُكّام" يعني الرشوة.

رَضِعَ (القاموس المحيط) [2]


رَضِعَ أُمَّه، كسَمِع وضَرَب، رَضْعًا، ويُحَرَّكُ، ورَضاعاً ورَضاعةً، ويُكْسَرانِ، ورَضِعاً، ككتفٍ، فهو راضِعٌ،
ج: كرُكَّعٍ، ورَضِعٌ ككتِفٍ،
ج: كعُنُقٍ: امْتَصَّ ثَدْيَها.
والرَّضوعةُ: الشاةُ تُرْضِعُ.
والرَّاضِعَتَانِ: ثَنيَّتا الصبيِّ،
ج: رَواضِعُ.
ورَضُعَ، ككَرُمَ ومنَع، رَضاعةً، فهو راضِعٌ ورَضيعٌ، ورَضَّاعٌ، كشَدَّادٍ من رُضَّعٍ، كرُكَّعٍ وكُفَّارٍ: لَؤُمَ، والاسْمُ: الرَّضَعُ محرَّكةً، وككتِفٍ،
أو الراضعُ: اللئيم الذي رضَعَ اللُّؤْمَ من ثَدْيِ أمِّه، والراعي لا يُمْسِكُ معه مِحْلَباً، فإذا سُئِلَ اللَّبَنَ اعْتَلَّ بذلك، ومَن يأكلُ الخُلالَةَ من بينِ أسنانِهِ لئلاَّ يَفُوتَه شيءٌ،
ومَنْ يَرْضَعُ الناسَ، أي: يَسْألُهُم.
وقَوْلُهُم لَئِيمٌ راضِعٌ: أصْلُهُ أنّ رَجُلاً كان يَرْضَعُ إبِلَهُ، . . . أكمل المادة لئلاَّ يُسْمَعَ صوتُ حَلْبِهِ فَيُطْلَبَ منه.
والرَّضاعةُ، كسحابةٍ: الدَّبُورُ، أو ريحٌ بينَها وبين الجَنوبِ.
والرِّضْعُ، بالكسر: شجرٌ تَرْعاهُ الإِبِلُ.
ورَضِيعُكَ: أخوكَ من الرَّضاعةِ.
والرَّضَعُ، محرَّكةً: صِغارُ النحلِ، كالرَّصَعِ.
وأرْضَعَتِ المرأةُ فهي مُرْضِعٌ: لها وَلَدٌ تُرْضِعُهُ، فإن وصَفْتَها بإرْضاعِ الولَدِ قُلْتَ: مرْضِعَةٌ.
وراضَعَ ابْنَه: دَفَعَهُ إلى الظِّئْرِ.
وارْتَضَعَتِ العَنْزُ: شَرِبَتْ لَبَنَ نَفْسِها.
واسْتَرْضَعَ: طَلَبَ مُرْضِعَةً.
والمُراضَعَةُ: أنْ يَرْضَعَ الطِّفْلُ أمَّهُ وفي بَطْنِها ولَدٌ،
وأنْ يَرْضَعَ معه آخرُ، كالرِّضاعِ.

حبطأ (لسان العرب) [2]


هذه ترجمة ذكرها الجوهري في هذا المكان وقال فيها: رجل حَبَنْطَأ، بهمزة غير مـمدودة، وحَبَنْطاةٌ وحَبنْطىً أَيضاً، بلا همزٍ: قصير سمين ضخم البطن، وكذلك الـمُحْبَنْطِئُ، يهمز ولا يهمز، ويقال: هو الـمُمْتَلِئُ غَيْظاً.
واحْبَنْطأَ الرَّجل: انْتَفَخَ جَوفُه؛ قال أَبو محمد بن بري: صواب هذا أَن يذكر في ترجمة حبط لأَنّ الهمزة زائدة ليست أَصلية؛ ولهذا قيل: حَبِطَ بَطْنُه إِذا انتفَخَ.
وكذلك الـمُحْبَنْطِئُِ هو الـمُنْتَفِخُ جَوْفُه؛ قال المازني: سمعت أَبا زيد يقول: احْبَنْطأْتُ، بالهمز: أَي امْتَلأَ بَطْنِي، واحْبَنْطَيْتُ، بغير همز أَي فَسَدَ بَطْنِي؛ قال المبرد: والذي نعرفه، وعليه جملة الرُّواة: حَبِطَ بَطْنُ الرَّجل إِذا انْتَفَخَ وحَبِجَ، واحْبَنْطَأَ . . . أكمل المادة إِذا انْتَفَخَ بَطْنُه لطعام أَو غيره؛ ويقال احْبَنْطَأَ الرَّجل إِذا امتنع، وكان أَبو عبيدة يجيز فيه ترك الهمز، وأَنشد: إِنِّي، إِذا اسْتُنْشِدْتُ، لا أَحْبَنْطِي، * ولا أُحبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي الليث: الحَبَنْطَأُ، بالهمز: العَظِيمُ البَطْنِ الـمُنْتَفِخ؛ وقد احْبَنْطَأْتُ واحْبَنْطَيْتُ، لغتان؛ وفي الحديث: يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً على بابِ الجنةِ؛ قال: قال أَبو عبيدة: هو الـمُتَغَضِّبُ الـمُسْتَبْطِئُ للشيء؛ وقال: الـمُحْبَنْطِئُ: العَظِيمُ البَطْنِ الـمُنْتَفِخُ؛ قال الكسائي: يهمز ولا يهمز؛ وقيل في الطِّفْل: مُحْبَنْطِئٌ أَي مُمْتَنعٌ(1) (1 قوله «أي ممتنع» زاد في النهاية امتناع طلبة لا امتناع اباء.)

رشح (لسان العرب) [2]


الرَّشْحُ: نَدَى العَرَقِ على الجَسَدِ. يقال: رَشَحَ فلانٌ عَرَقاً؛ قال الفراء: يقال أَرْشَحَ عَرَقاً وتَرَشَّحَ عَرَقاً، بمعنى واحد.
وقد رَشَحَ يَرْشَحُ رَشْحاً ورَشَحاناً: نَدِيَ بالعَرَق.
والرَّشِيحُ: العَرَق.
والرَّشْحُ: العَرَقُ نفسه؛ قال ابن مُقْبِل: يَخْدِي بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِع وفي حديث القيامة: حتى يبلغ الرَّشْحُ آذانَهم؛ الرَّشْحُ: العَرَق لأَنه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً كما يَرْشَحُ الإِناءُ المُتَخَلْخِلُ الأَجزاء.
والمِرْشَحُ والمِرْشَحَة: البطانة التي تحت لِبْدِ السَّرْج، سمِّيت بذلك لأَنها تُنَشِّفُ الرَّشْح؛ يعني العَرَق؛ وقيل: هي ما تحت المِيثَرَة.وبئر رَشُوحٌ: قليلة الماء، ورَشَحَ النِّحْيُ بما فيه كذلك.
ورَشَّحَتِ الأُمُّ ولدها باللبن القليل إِذا جعلته في فيه شيئاً بعد شيء حتى يقوى على المَصِّ، وهو الرَّشِيحُ.
ورَشَحَتِ الناقةُ . . . أكمل المادة وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَتْهُ: وهو أَن تحك أَصل ذنبه وتدفعه برأْسها وتُقَدِّمه وتَقِفَ عليه حتى يلحقها وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتتبعه، وهي راشِحٌ ومُرْشِحٌ ومُرَشِّحٌ، كل ذلك على النَّسَبِ.
وتَرَشَّحَ هو إِذا قَوِيَ على المشي مع أُمه.
وأَرْشَحَتِ الناقةُ والمرأَة، وهي مُرْشِحٌ إِذا خالطها ولدها ومشى معها وسعى خلفها ولم يُعَنِّها؛ وقيل: إِذا قَوِيَ ولد الناقة، فهي مُرْشِحٌ وولدها راشِحٌ، وقد رَشَح رُشُوحاً؛ قال أَبو ذؤَيب، واستعاره لصغار السحاب: ثلاثاً، فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ، واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فيه رُشوحا والجمع رُشَّحٌ؛ قال: فلما انْتَهى نِيُّ المَرابيعِ، أَزْمَعَتْ جُفُوفاً، وأَولادُ المَصاييفِ رُشَّحُ وكل ما دَبَّ على الأَرض من خَشاشها: راشِحٌ. قال الأَصمعي: إِذا وضعت الناقة ولدها، فهو شَليل، فإِذا قَوِيَ ومَشَى، فهو راشح وأُمه مُرْشِحٌ، فإِذا ارتفع عن الرَّاشِح، فهو خالٌ.
والتَّرَشُّحُ والتَّرْشِيحُ: لَحْسُ الأُمِّ ما على طِفْلها من النُّدُوَّةِ حين تَلِدُه؛ قال: أُمُّ الظِّبا تُرَشِّحُ الأَطفالا والتَّرْشِيحُ أَيضاً: التربية والتهيئة للشيء.
ورُشِّحَ للأَمر: رُبِّيَ له وأُهِّل؛ ويقال: فلان يُرَشَّح للخلافة إِذا جُعِل وليّ العهد.
وفي حديث خالد بن الوليد: أَنه رَشَّحَ وَلده لولاية العهد أَي أَهَّله لها.
وفلان يُرَشَّحُ للوزارة أَي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لها.
ورَشَّحَ الغيثُ النباتَ: رَبَّاه؛ قال كثير: يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً، ويُزينُه نَدًى، ولَيالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ والاسْتِرْشاحُ كذلك؛ قال ذو الرمة: يُقَلِّبُ أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَها، بمُسْتَرْشَحِ البُهْمى، من الصَّخْرِ، صَرْدَحُ أَي بحيث رَشَّحَتِ الأَرضُ البُهْمَة؛ يعني رَبَّتها وبَلَغت بها.
وفي حديث ظَبْيانَ: يأْكلون حَصيدَها ويُرَشِّحُون خَضِيدَها؛ الخضيد: المقطوع من شجر الثمر.
وتَرْشِيحُهم له: قيامُهم عليه وإِصلاحهم له إِلى أَن تعود ثمرته تَطْلُع كما يُفْعل بشجر الأَعناب والنخيل.
والرَّشِيحُ: ما على وجه الأَرض من النبات.
ويقال: بنو فلان يَسْتَرْشِحُونَ البقلَ أَي ينتظرون أَن يطول فَيَرعَوْه.
ويَسْتَرْشِحُونَ البُهْمَى: يُرَبُّونه ليَكْبُرَ، وذلك الموضع مُسْتَرْشَح؛ وتقول: لم يَرْشَحْ له بشيء إِذا لم يُعْطِه شيئاً.
والرَّاشِحُ والرَّواشِحُ: جبال تَنْدى فربما اجتمع في أُصولها ماء قليل، فإِن كثر سمي وَشَلاً، وإِن رأَيته كالعَرَق يجري خِلالَ الحجارة سُمّي راشِحاً.

قلل (الصّحّاح في اللغة) [2]


شيءٌ قَليلٌ وجمعه قُلُلٌ، مثل سَريرٍ وسُرُرٍ.
وقومٌ قَليلونَ وقليلٌ أيضاً. قال تعالى: "واذْكُروا إذ كُنْتُم قَليلاً فَكَثَّرَكُمْ".
وقد قلَّ الشيء يَقِلُّ قِلَّةً: وأقلَّهُ غَيْرُهُ وقلَّلهُ في عينِه، أي أراهُ إيَّاهُ قليلاً.
وأقَلَّ: افْتَقر.
وأقلَّ الجَرَّة: أطاق حَمْلَها.
والقُلُّ: القِلَّةُ.
والذُلُّ: الذِلَّةِ. يقال الحمد لله على القُلِّ والكُثْرِ، وما له قُلٌّ ولا كثرٌ.
وفي الحديث: "الرِبا وإن كَثُرَ فهو إلى قُلٍّ".
وأنشد الأصمعي:
وقد كان لو لا القُلُّ طَلاَّعَ أنجُد      قد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دون هَمِّهِ

ويقال: هو قُلُّ بن قلٍّ، إذا كان لا يُعرَف هو ولا أبوهُ.
والقُلَّةُ: أعلى الجبل.
وقُلَّةُ كلِّ شيء: أعْلاهُ.
ورأس الإنسان قُلّةٌ، وأنشد سيبويه:
      عجائِبُ تُبْدي الشَيْبَ في قُلَّةِ الطِفْلِ

والجمع قُللٌ.
ومنه . . . أكمل المادة قول ذي الرمّة يذكر فِراخَ النعامة ويُشبِّهُ رُءوسَها بالبنادق:
مثل الدَحاريج لم يَنبُتْ لها زَغَبُ      أشْداقُها كصُدوعِ النَبْعِ في قُلَـلٍ

والقُلَّةُ: إناءٌ العَرب، كالجرَّة الكبيرة، وقد تُجْمَع على قلَلٍ.
وقال:
وشرِبْنا الحَلالَ من قُلَلِهْ      وظَلَلْنا بِنعْمَةٍ واتَّكَـأنـا

وقِلالُ هجرَ شَبيهَةٌ بالحِباب.
والقِلُّ بالكسر: شِبهُ الرِعْدَة، يقال: أخذه قِلٌّ من الغَضَب.
واستقلَّهُ: عدَّهُ قليلاً.
واستقلّت السماء: ارتفعت.
واستقلَّ القومُ مَضَوا وارتحلوا.
والقُلالُ بالضم: القليلُ.

ققق (لسان العرب) [2]


القَقَّةُ: حدث الصبيّ، وقال بعضهم: إنما هو قِقَةٌ، بكسر القاف الأولى وفتح الثانية وتخفيفها؛ ابن سيده: القاف مضاعفة، في حديث ابن عمر أنه قيل له: ألا تُبايعُ أمير المؤمنين؟ يعني عبد الله بن الزبير، فقال: والله ما شبَّهت بيعتكم إلا بقَقَّة، أتعرف ما قَقَّة الصبي؟ يحْدِثُ ثم يضع يده في حدثه فتقول له أمه: قَقَّة. قال الأزهري: لم يجيء ثلاثة أحرف من جنس واحد، فاؤها وعينها ولامها حرف واحد، إلا قولهم قعد الصبيُّ على قَقَقِهِ وصَصَصِه أي حدثه؛ قال ابن سيده: قعد الصبي على قَعَقِه؛ حكاها الهروي في الغريبين وهو من الشذوذ والضعف بحيث تراه. التهذيب: في الحديث . . . أكمل المادة أن فلاناً وضع يده في قَقَّة؛ قال شمر: قال الهوازي القَقَّةُ مَشْيُ الصبيّ وهو حدَثه، قال: وإذا أحدث الصبي قالت أمه: قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دعه، فرفع ونوّن وقال وقع فلان في قَقَّة إذا وقع في رأي سوء. ابن الأعرابي: القَقَقَةُ الغربان الأهلية. الخطابي: قَقَّة شيء يردده الطفل على لسانه قبل أن يتدَرَّب بالكلام، فكأن ابن عمر أراد تلك بيعة تولاها الأحداث ومن لا يعتبر به؛ وقال الزمخشري: وهو صوت يصوَّت به الصبي أو يصوَّت له به إذا فَزِع من شيء أو فُزِّع إذا وقع في قذر، وقيل: القَقَّة العِقْيُ الذي يخرج من بطن الصبي حين يولد، وإياه عنى ابن عمر حين قيل له: هلا بايعت أخاك عبد الله بن الزبير؟ فقال: إن أخي وضع يده في قَقَّة أي لا أنْزِع يدي من جماعة وأضعها في فرقة.

هنف (لسان العرب) [2]


الإهْنافُ: ضَحِكٌ فيه فُتُور كَضَحِك المستهزئ، وكذلك المُهانَفة والتَهانُف؛ قال الكميت: مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَينِ بَيْضاءُ كاعِبُ، تُهانِفُ للجُهَّالِ مِنَّا، وتَلْعَبُ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: إذا هُنَّ فَصَّلْن الحَدِيثَ لأَهْلِه، حَدِيث الرَّنا، فَصَّلْنَه بالتَّهانُف وقال آخر: وهُنَّ في تَهانُفٍ وفي قَهٍ ابن سيده: الهُنُوف والهِنافُ ضَحِك فوق التَّبَسم، وخص بعضهم به ضحك النساء.
وتهانَفَ به: تَضاحَك؛ قال الفرزدق: من اللُّفِّ أَفْخاذاً تَهانَفُ للصِّبا، إذا أَقْبَلَتْ كانت لَطِيفاً هَضِيمُها وقيل: تَهانَفَ به تَضاحَكَ وتعَجَّب؛ عن ثعلب، وقيل: هو الضحِكُ الخَفِيُّ. الليث: الهنافُ مُهانَفةُ الجَوارِي بالضحك وهو التبسم؛ وأَنشد:تَغُضُّ الجُفونَ على رِسْلِها بحُسْنِ الهِنافِ، وخَونِ النَّظَرْ والمُهانَفَةُ: المُلاعَبة أَيضاً. قيل: أَقبل . . . أكمل المادة فلان مُهْنِفاً أَي مُسْرعاً لينال ما عندي؛ قال: وفي نسخة من كتاب الكامل للمبرد: التَّهانُف الضحك بالسُّخْرية.
والمُهانَفة: المُلاعبة.
وأَهْنَف الصبيُّ إهنافاً: مثل الإجْهاش، وهو التهيّؤ للبكاء.
والتهنُّف: البكاء؛ وأَنشد لعَنْتَرة بن الأَخْرس: تَكُفُّ وتَسْتَبْقِي حَيَاءً وهَيْبَةً لنا، ثُم يَعْلُو صَوْتُها بالتهنُّفِ وأَهنَف الصبيُّ وتَهانفَ: تَهيّأَ للبكاء كأَجْهَشَ، وقد يكون التَّهانُف بكاء غير الطفل؛ أَنشد ثعلب والشعر لأَعرابي (* قوله «لاعرابي» في معجم ياقوت: قال الراعي تهانفت إلخ.) : تَهانَفْتَ واستبكاكَ رسْمُ المَنازِلِ بسُوقةِ أَهْوى ، أَو بِقارةِ حائلِ فهذا ههنا إنما هو للرجال دون الأَطفال لأَنَّ الأَطفال لا تبكي على المنازل والأطْلال ؛ وقد يكون قوله تهانفت: تشبَّهت بالأَطفال في بكائك كقول الكميت: أَشَيخاً، كالوَلِيدِ برَسْم دارٍ، تُسائلُ ماأَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَصمّ أَي صَمَّ.

دعثر (لسان العرب) [2]


الدَّعْثَرُ: الأَحمق.
ودُعْثُورُ كل شيء: حُفْرَتُه.
والدُّعْثُورُ: الحوض الذي لم يُتَنَوَّقْ في صَنْعَتِه ولم يُوَسَّعْ، وقيل: هو المَهدَّمُ؛ قال: أَكُلَّ يَوْمٍ لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ؟ إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ يقول: أَكلَّ يوم تكسرين حوضك حتى يُصْلَحَ؟ والدعاثير: ما تهدّم من الحياض.
والجَوَابي والمَرَاكِي إِذا تكسر منها شيء، فهو دُعْثُور.
وقال أَبو عدنان: الدُّعْثُورُ يُحْفَرُ حفراً ولا يبنى إِنما يحفره صاحب الأَوّل يومَ وِرْدِه.
والدَّعْثَرَةُ: الهَدْمُ.
والمُدَعْثَرُ: المهدوم.
والدُّعْثُورُ: الحوض المُثَلَّمُ؛ وقال الشاعر: أَجَلْ جَيْرِ إِن كانت أُبيحَتْ دَعاثِرُهْ وكذلك المنزل؛ قال العجاج: مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَتْ دَعاثِرَا أَراد دعاثيرا فحذف للضرورة.
وقد دَعْثَرَ الحوضَ وغيره: هَدَمَهُ.
وفي الحديث: لا تقتلوا أَولادكم سرّاً، إِنه لَيُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُهُ؛ أَي يَصْرَعُهُ ويُهْلِكُه . . . أكمل المادة يعني إِذا صار رجلاً؛ قال: والمراد النهي عن الغِيلَةِ، وهو أَن يجامع الرجل المرأَة وهي مرضع فربما حملت، واسم ذلك اللبن الغَيْلُ، بالفتح، فإِذا حملت فسد لبنها؛ يريد أَن من سوء أَثره في بدن الطفل وإِفساد مزاجه وإِرخاء قواه أَن ذلك لا يزال ماثلاً فيه إِلى أَن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإِذا أَراد منازلة قِرْنٍ في الحرب وهن عنه وانكسر، وسبب وَهْنِهِ وانكساره الغَيْلُ.
وأَرض مُدَعْثَرَةٌ: موطوءَة.
ومكان دِعْثارٌ: قد سَوَّسَهُ الضَّبُّ وحَفَرَهُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: إِذا مُسْلَحِبٌّ، فَوْقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ، يُجِدُّ بِدعْثارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها قال: الضَّب يَحْفِرُ من سَرَبه كل يوم فيغطي نبيثة الأَمس، يفعل ذلك أَبداً.
وجَمَلٌ دِعَثْرٌ: شديد يُدَعْثِرُ كل شيء أَي يكسره؛ قال العجاج: قد أَقْرَضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا، ما أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا حتى أَعَدَّتْ بازِلاً دِعَثْرَا، أَفْضَلَ من سَبْعِينَ كانت خُضَرَا وكان قد اقترض من ابنته حَزْمَةَ سبعين درهماً للمُصَدِّقِ فأَعطته ثم تقاضته فقضاها بكراً.

زغل (لسان العرب) [2]


زَغَل الشيءَ زَغْلاً وأَزْغَلَهُ: صَبَّهُ دُفَعاً ومَجَّهُ.
ويقال: أَزْغِل لي زُغْلةً من سِقائك أَي صُبَّ لي شيئاً من لبن.
وزَغَلَت المَزادةُ من عَزْلائها: صَبَّتْ.
والزُّغْلة، بالضم: الدُّفْعة من البول وغيره.
وأَزْغَلَتِ الناقةُ ببولها: رَمَت به وقَطَّعَتْهُ زُغْلة زُغْلة.
والزُّغْلة: ما تَمُجُّه من فيك من الشراب. قال أَبو منصور: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر: اسْقِني زُغْلة من اللبن؛ يريد قَدْرَ ما يَمْلأُ فمه.
وأَزْغَلَتِ الطَّعْنَةُ بالدم: مثل أَوْزَغَتْ؛ وأَنشد ابن بري لصخر بن عمرو بن الشريد: ولقد دَفَعتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعَنَةً نَجْلاء، تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَر الليث: زَغَلَت المرأَةُ من عَزْلاء المَزادة ماء. قال أَبو منصور: سماعي من العرب أَزْغَلَ من عَزْلاء المَزادة الماءَ إِذا دَفَقَه.
وأَزْغَل . . . أكمل المادة الطائرُ فَرْخَه إِذا زَقَّهُ.
وأَزْغَلَتِ القَطاةُ فَرْخَها: زَقَّتْه؛ قال ابن أَحمر وذكر القَطاة وفَرْخَها وأَنها سَقَتْه مما شربت: فأَزْغَلَتْ في حَلْقِه زُغْلَةً، لم تُخْطئ الجِيدَ، ولم تَشْفَتِر استعار الجِيدَ للقطاة.
وزَغَلَتِ البَهْمةُ أُمَّها تَزْغَلها زَغْلاً: قَهَرتها فَرَضِعَتْها. الأَحمر: أَزْغَلَت المرأَةُ ولدها، فهي مُزْغِلٌ إِذا أَرْضَعَتْه؛ وقال شمر: أَرْغَلَت بمعناه. الرياشي: يقال رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وزَغَلَها رَغْلاً وزَغْلاً إِذا رَضِعها.
والزَّغُول: اللَّهِج بالرَّضاع من الإِبل والغنم.
والزُّغْلة: الاسْت؛ عن الهَجَري. قال: ومن سَبِّهم: يا زُغْلة الثَّوْر والزُّغْلُول: الخفيفُ من الرجال، وحكاه كراع بالعين والغين جميعاً.
والزُّغْلول: الطِّفْل أَيضاً، وجمعه زَغالِيل، ويقال للصِّبيان الزَّغالِيل، واحدهم زُغْلول؛ قال ابن خالويه: الزُّغْلُول الخفيفُ الروح، واليتيمُ والخفيفُ الجسم له الزُّحْلُول.
وزَغَلٌ وزُغَلٌ وزُغَيْل وزُغْلُول: أَسماء.

أيي (مقاييس اللغة) [2]



الهمزة والياء والياء أصلٌ واحد، وهو النَّظَر. يقال تأيَّا يتأيَّا تَأَيِّياً، أي تمكَّث. قال:
قِفْ بالدِّيار وقوفَ زائرْ      وتأَيَّ إنّك غيرُ صاغرْ

قال لبيد:
وتأَيَّيْتُ عليه قَافِلاً      وعلى الأرض غَيَايَاتُ الطَّفَلْ

أي انصرفتُ على تُؤَدة. ابن الأعرابيّ: تأيّيْت [الأمرَ]: انتظرت إمكانَه. قال عديّ:
تَأَيَّيْتُ منهن المصير فلم أزَلْ      أُكَفْكِفُ عنِّي واتِناً ومُنَازِعا

ويقال: ليست هذه بدار تَئِيّة، أي مُقام.وأصلٌ آخر، وهو التعمُّد، يقال تآيَيْتُ، على تفاعلت، وأصله تعمَّدت آيَتَه وشخصَه. قال:وقالوا: الآية العلامة، وهذه آيةٌ مَأَيَاةٌ، كقولك عَلامَة مَعْلَمَة.
وقد أيَّيْت. قال:
ألا أبلغ لَدَيْكَ بني تميم      بآيةِ ما تُحِبُّونَ الطَّعاما

قالوا: وأصل آية أَأْيَة بوزن أعْية، مهموز همزتين، فخفّفت الأخيرة فامتدّت. . . . أكمل المادة قال سيبويه: موضع العين من الآية واو؛ لأنّ ما كان* موضع العين [منه] واواً، واللام ياءً، أكثرُ ممّا موضِع العينِ واللامِ منه ياءان، مثل شوَيتُ، هو أكثر في الكلام حَيِيتُ. قال الأصمعيّ: آيةُ الرَّجُل شخْصُه. قال الخليل:خَرَجَ القوم بآيتهم أي بجماعتهم. قال بُرْج بن مُسْهِر:
خَرَجْنا من النَّقْبَينِ لا حَيَّ مِثْلنا      بآيَتِنا نُزْجِي المَطِيَّ المَطَافِلاَ

ومنه آية القرآن، لأنَّها جماعةُ حروفٍ، والجمعُ آيٌ، وإياة الشمس ضوءُها، وهو من ذاك، لأنّه كالعلامة لها. قال:
سَقَتْه إياة الشَّمسِ إلاّ لِثَاتِهِ      أَسِفَّ ولم يُكْدَمْ عليه بإثمِدِ

جوع (لسان العرب) [2]


الجُوع: اسم للمَخْمَصةِ، وهو نَقِيضُ الشِّبَع، والفعل جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً، فهو جائعٌ وجَوْعانُ، والمرأَة جَوْعَى، والجمع جَوْعَى وجِياعٌ وجُوَّعٌ وجُيَّعٌ؛ قال: بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُيَّع شَبَّهُوا باب جُيّع بباب عِصِيٍّ فقلبه بعضُهم، وقد أَجاعه وجَوَّعَه؛ قال: كان الجُنَيْد، وهو فينا الزُّمَّلِقْ، مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابيَّ الخُلُقْ وقال: أَجاع اللهُ من أَشْبَعْتُموه وأَشْبَعَ من بِجَوْرِكم أُجِيعَا والمَجاعةُ والمَجُوعة والمَجْوعةُ، بتسكين الجيم: عامُ الجُوعِ.
وفي حديث الرَّضَاع: إِنما الرَّضاعةُ من المَجاعة؛ المَجاعةُ مَفْعلةٌ من الجُوع أَي أَن الذي يَحْرُم من الرَّضاع إِنما هو الذي يَرْضَعُ من جُوعِه، وهو الطفل، يعني أَن الكبير إِذا رَضَعَ امرأَة لا يَحْرُم عليها بذلك . . . أكمل المادة الرضاع لأَنه لم يَرْضَعْها من الجوع، وقالوا: إِن للعِلْم إِضاعةً وهُجْنةً وآفةً ونكَداً واستِجاعةً؛ إِضاعتُه: وضْعُك إِياه في غير أَهله، واستِجاعتُه: أَن لا تَشْبَع منه، ونكَدُه: الكذِبُ فيه، وآفتُه: النِّسيانُ، وهُجْنتُه: إِضاعتُه.
والعرب تقول: جُعْتُ إِلى لِقائك وعَطِشْتُ إِلى لِقائك؛ قال ابن سيده: وجاعَ إِلى لقائه اشتهاه كعطِشَ على المثل.
وفي الدعاء: جُوعاً له ونُوعاً ولا يُقَدّم الآخِر قبل الأَوّل لأَنه تأْكيدٌ له؛ قال سيبويه: وهو من المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره.
وجائعٌ نائعٌ: إِتْباع مثله.
وفلان جائعُ القِدْرِ إِذا لم تكن قِدْرُه ملأَى.
وامرأَة جائعة الوِشاح إِذا كانت ضامِرةَ البطن.
والجَوْعةُ: إِقفار الحَيّ.
والجَوْعة: المرَّةُ الواحدة من الجَوْع؛ وأَجاعه وجَوَّعه.
وفي المثل: أَجِعْ كَلْبَك يَتْبَعْك.
وتَجوّعَ أَي تَعمَّد الجُوع.
ويقال: تَوحَّشْ للدّواء وتجوّعْ للدواء أَي لا تَسْتَوْفِ الطعام.
ورجلٌ مُسْتَجِيع: لا تراه أَبداً إِلاَّ تَرى أَنه جائع؛ قال أَبو سعيد: المُسْتجِيعُ الذي يأْكل كل ساعة الشيء بعد الشيء.
وربيعةُ الجوعِ: أَبُو حَيّ من تَمِيم، وهو رَبيعةُ ابن مالك بن زيد مناة بن تميم.

الهَمُّ (القاموس المحيط) [2]


الهَمُّ: الحَزَنُ
ج: هُمومٌ،
وما هَمَّ به في نفسه.
وهَمَّه الأَمْرُ هَمّاً ومَهَمَّةً: حَزَنَه،
كأَهَمَّه فاهْتَمَّ،
و~ السُّقْمُ جِسْمَه: أذابَهُ، وأذْهَبَ لَحْمَه،
و~ الشَّحْمَ: أذابه فانْهَمَّ،
و~ اللَّبَنَ: حَلَبَه،
و~ الغُزْرُ الناقَةَ: جَهَدَها،
و~ خَشاشُ الأرضِ تَهِمُّ: دَبَّتْ،
ومنه الهامَّةُ: للدابَّةِ
ج: هَوامُّ.
وتَهَمَّمَ الشيءَ: طَلَبَه.
ولا هَمامِ، كقَطامِ، أي: لا أَهُمُّ.
والهامومُ: ما أُذيبَ من السَّنامِ.
والهُمامُ، كغُرابٍ: ما ذابَ منه،
و~ من الثَّلْجِ: ما سالَ من مائِهِ، والمَلِكُ العظيمُ الهِمَّةِ، والسَّيِّد الشُّجاعُ السَّخِيُّ، خاصٌّ بالرجالِ،
كالهَمْهامِ
ج: ككِتابٍ، والأَسَدُ، وفَرَسٌ لبَني زَبَّانَ بنِ كَعْبٍ.
والهِمَّةُ، بالكسر ويُفْتَحُ: ما هُمَّ به من أمْرٍ ليُفْعَلَ، والهَوَى.
وهذا رجلٌ . . . أكمل المادة هَمُّكَ من رجُلٍ وهِمَّتُكَ من رجُلٍ: حَسْبُكَ.
والهِمُّ والهِمَّةُ، بكسرهما: الشَّيْخُ الفاني، وقد أهَمَّ
ج: أهمامٌ، وهي هِمَّةٌ
ج: هِمَّاتٌ وهَمائِمُ، والمصْدَرُ: الهُمومَةُ والهَمامة، وقد انْهَمَّ وأهَمَّ.
والهَميمُ: المَطَرُ الضَّعيفُ،
كالتَّهْميمِ، واللَّبَنُ حُقِنَ في السِقاءِ ثم شُرِبَ ولم يُمْخَضْ.
وسَحابَةٌ هَمومٌ: صَبوب للمَطَرِ.
وتَهَمَّمَه: طَلَبَه، وتَحَسَّسَه،
و~ رأسَه: فَلاهُ.
والهَمومُ: الناقَةُ الحَسَنَةُ المَشْيِ، والبِئْرُ الكثيرةُ الماءِ، والقَصَبُ إذا هَزَّتْه الريحُ.
والهَمْهَمَةُ: الكلامُ الخَفِيُّ، وتَنْويمُ المرأةِ الطِفْلَ بصَوْتِها، وتَرَدُّدُ الزَّئيرِ في الصَّدرِ من الهَمِّ، ونحوُ أصْواتِ البَقَرِ والفِيَلَةِ وشِبْهِها، وكُلُّ صَوْتٍ معه بَحَحٌ، واسمُ رجلٍ.
والهِمْهيمُ، بالكسر: الأَسَدُ،
كالهَمْهامِ والهُمْهومِ، بالضم، والحِمارُ المُرَدِّدُ نَهيقَهُ في صَدْرِهِ.
والهَماهِمُ: الهُمومُ.
والهَمَّامُ، كشَدَّادٍ: النَّمامُ، وابنُ الحَارِثِ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ مالِكٍ: صَحابيُّونَ، واليومُ الثالثُ من البَردِ.
والهَمَّامِيَّةُ: د بواسطَ لهَمَّامِ الدَّوْلَة منصورِ بنِ دُبَيْسٍ.
والهَمْهامَةُ والهُمْهُومَةُ: العَكَرَةُ العظيمَةُ.
وجاءَ زَيْدٌ هَمامِ، كقَطامِ، أي: يُهَمْهِمُ.
واسْتَهَمَّ: عُنِيَ بأمْر قَوْمِهِ.
وإذا قيلَ: أبَقيَ شيءٌ، قُلْتَ: هَمْهامِ، مَبْنِيَّةً، أي: لم يَبْقَ شيءٌ.

ج - ن - ن (جمهرة اللغة) [2]


جنَّ الرَّجلُ جُنونَاً. وجُنّ النبتُ، إذا غَلُظ واكتهل، والجِنُّ: خلاف الإنس. وجِن الشباب: حدّته ونشاطه. ويقال: فلان في جِنّ شبابه، أي في أوله. وقال حسان: إنَّ شرْخَ الشبابِ والشَعَرَ الأسْ ... وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونا وجِنُّ الليل: اختلاط ظلامه. قال الشاعر - هو المتنخل: حتى يجيءَ وجنُّ الليل يُوغِلُهُ ... والشوكُ في وَضَح الرجلين مركوزُ ويقال: جُنون الليل، وجَنانُ الليل. قال الشاعر - دريد بن الصمَّة الجُشَميّ: فلولا جُنونُ الليل أدرك رَكْضُنا ... بذي الرِّمث والأرْطى عِياضَ بنَ ناشبِ ويقال: جنَّه الليل وأجنه وجنَّ عليه، إذا سَتَرَه وغطّاه، في معنى واحد. وكل شيء استتر عنك فقد جنّ عنك. ويقال: جَنان الرجل، وبه سُمّيت . . . أكمل المادة الجِن. وكان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. والجِنُ والجِنَّة واحد. والجنَّة: ما واراك من السلاح. والجَنة: الأرض ذات الشجر والنخل. ولا تسمَى جَنَّةً حتّى يُجنها الشجرُ، أي يسترها، هكذا قال أبو عبيدة. وسمِّي التًّرْسً مِجَنًّا لستره صاحبَه. وسمَي القبرُ جَنَناً من هذا. والطفل ما دام في بطن أمه فهو جَنين. والجَنين: المدفون. قال الشاعر في جَنين القبر - هو عمرو ابن كلثوم التغلبي: ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَقاها ... لها من تسعةٍ إلاّ جَنينا أي مدفوناً؛ أي قد ماتوا كلُّهم. قال: ومنه كلام ابن الحنفيّة " رحِمكُ الله مِن مُجَنٍّ في جَنَنٍ ومدْرَج في كَفَنٍ " ؛ يقوله للحسن رحمة الله عليه. وجَنان الناس: معظمهم. قال الشاعر: جَنانُ المسلمين أوَدُّ مَسُّا ... وإنْ جاوَرتُ أسْلَمَ أو غِفارا وربما سمِّيت الروح جَناناً لأن الجسم يُجِنُها؛ هكذا قال بعضهم. ومن معكوسه: نَجَ الجُرْحُ يَنج نَجُّا، إذا رشحَ منه القيحُ أو غسَق به. وزعموا أن غَسّاق من هذا اشتُق. يقال: غسَق الليلُ يغسِق، وغسَق الجرحُ يغسَق. قال الشاعر: فَإن تَكُ قُرْحَة خَبُثت ونجَّت ... فإن الله يَشفي مَن يشاءُ

عنم (لسان العرب) [2]


العَنَمُ: شجر لَيِّنُ الأَغصانُ لَطِيفُها يُشَبَّهُ به البَنان كأَنه بَنان العَذارى، واحدتها عَنَمةٌ، وهو مما يستاك به، وقيل: العَنَمُ أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانها حُمْرُ اللون، وقيل: هو ضرب من الشجر له نَوْرٌ أَحمر تشبَّه به الأصابع المخضوبة؛ قال النابغة: بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأَنَّ بَنانَهُ عَنَمٌ على أَغصانه لم يَعْقِدِ قال الجوهري: هذا يدل على أَنه نَبْتٌ لا دُودٌ.
وبَنَان مُعَنَّمٌ أَي مخضوب. قال ابن بري: وقيل العَنَم ثمر العَوْسَج، يكون أََحمر ثم يسودّ إذا نَضِجَ وعَقَد، ولهذا قال النابغة: لم يَعْقِدْ؛ يريد لم يُدْرِك بعد.
وقال أَبو عمرو: العَنَم الزُّعْرُور؛ وقد ورد في حديث خزيمة: . . . أكمل المادة وأَخلَفَ الخُزَامَى وأَيْنَعَتِ العَنَمَةُ؛ وقيل: هو أَطراف الخَرُّوب الشامي؛ قال: فَلَمْ أَسْمَعْ بِمُرْضِعَةٍ أَمالَتْ لَهاةَ الطِّفْلِ بالعَنَمِ المَسُوكِ قال ابن الأَعرابي: العَنَم شجرة حجازية، لها ثمرة حمْراء يُشَبَّه بها البَنان المخضوب.
والعَنَم أَيضاً: شَوْك الطَّلْح.
وقال أَبو حنيفة: العَتَمُ شجرة صغيرة تنبت في جوف السَّمُرة لها ثمر أَحمر.
وعن الأَعْراب القُدُم: العَنَمُ شجرة صغيرة خضراء لها زَهْر شديد الحمرة.
وقال مرَّة: العَنَمُ الخيوط التي يتعلق بها الكَرْم في تَعارِيشه، والواحدة من كل ذلك عَنَمةٌ.
وبَنانٌ مُعْنَمٌ: مشبَّه بالعَنَم؛ قال رؤبة: وَهْيَ تُرِيكَ مِعْضَداً ومِعْصَما عَبْلاً، وأَطرافَ بَنانٍ مُعْنَما وَضَعَ الجمعَ موضع الواحد، أَراد: وطَرَف بَنان مُعْنَمَا.
وبَنَانٌ مُعَنَّم: مخضوب؛ حكاه ابن جني؛ وقال رؤبة: يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمُه والعَنَمُ والعَنَمةُ: ضرب من الوَزَغ، وقيل: العَنَم كالعَظَايَةِ إلا أَنها أَشد بياضاً منها وأحسن. قال الأَزهري: الذي قيل في تفسير العَنَم إنه الوَزَغُ وشوك الطَّلْح غير صحيح، ونَسَبَ ذلك إلى الليث وأَنه هو الذي فسر ذلك على هذه الصورة.
وقال ابن الأَعرابي في موضِع: العَنَمُ يشبه العُنَّاب، الواحدة عَنَمَة، قال: والعَنَم الشَّجَر الحُمْر.
وقال أَبو عمرو: أَعْنَم إذا رعى العَنَم، وهو شجر يحمل ثمراً أَحمر مثل العُنَّاب.
والعَنْمَةُ: الشَّقَّة في شفة الإنسان.
والعَنْمِيُّ: الحَسَنُ الوجه المُشْرَبُ حُمْرَةً.
وقال ابن دريد في كتاب النوادر: العَنَمُ واحدتها عَنَمَة، وهي أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانه، أَحمر اللون يتفرق أَعالي نوره بأَربَعِ فرق كأَنه فَنَنٌ من أَراكة، يخرجن في الشتاء والقيظ.
وعَيْنَمٌ: موضع.
والعَيْنُوم: الضِّفْدَعُ الذكر.

رضع (لسان العرب) [3]


رَضَع الصبيُّ وغيره يَرْضِع مثال ضرب يضْرِب، لغة نجدية، ورَضِعَ مثال سَمِع يَرْضَع رَضْعاً ورَضَعاً ورَضِعاً ورَضاعاً ورِضاعاً ورَضاعةً ورِضاعة، فهو راضِعٌ، والجمع رُضَّع، وجمع السلامة في الأَخيرة أَكثر على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا البناء من الصفة؛ قال الأَصمعي: أَخبرني عيسى بن عمر أَنه سمع العرب تنشد هذا البيت لابن همام السَّلُولي على هذه اللغة (*قوله «على هذه اللغة» يعني النجدية كما يفيده الصحاح.): وذَمُّوا لنا الدُّنيا، وهم يَرْضِعُونها أَفاوِيقَ حتّى ما يَدِرُّ لَها ثُعْلُ وارتَضَع: كَرضِع؛ قال ابن أَحمر: إِني رَأَيْتُ بَني سَهْمٍ وعِزَّهُمُ، كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيها فَتَرْتَضِعُ يريد تَرْضَع نفسها؛ يصِفهم باللُّؤْم والعنز تَفعل . . . أكمل المادة ذلك. تقول منه: ارتضعتِ العنزُ أَي شربتْ لبن نفْسها.
وفي التنزيل: والوالِداتُ يُرْضِعْن أَولادهن حولين كاملين؛ اللفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأَمر كما تقول: حسبُك درهم، ولفظه الخبر ومعناه معنى الأَمر كما تقول: اكْتفِ بدرهم، وكذلك معنى الآية: لتُرْضِع الوالداتُ.
وقوله: ولا جُناح عليكم أَن تسترضِعُوا أَولادكم، أَي تطلبوا مُرْضِعة لأَولادكم.
وفي الحديث حين ذكر الإِمارة فقال: نِعمت المُرْضِعة وبِئست الفاطِمةُ، ضرب المُرْضعة مثلاً للإِمارة وما تُوَصِّله إِلى صاحبها من الأَجْلاب يعني المنافع، والفاطمةَ مثلاً للموت الذي يَهْدِم عليه لَذَّاتِه ويقطع مَنافِعها، قال ابن بري: وتقول استرْضَعْتُ المرأَةَ ولدي أَي طلبت منها أَن تُرْضِعه؛ قال الله تعالى: أَن تسترضِعُوا أَولادكم، والمفعول الثاني محذوف أَن تَسْتَرْضِعُوا أَولادَكم مَراضِعَ، والمحذوف على الحقيقة المفعول الأَول لأَن المرضعة هي الفاعلة بالولد، ومنه: فلان المُسْتَرْضِعُ في بني تميم، وحكى الحوفي في البرهان في أَحد القولين أَنه متعد إِلى مفعولين، والقول الآخر أَن يكون على حذف اللام أَي لأَولادكم.
وفي حديث سويد بن غَفَلَةَ: فإِذا في عَهْد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لا يأْخذ من راضِعِ لبنٍ، أَراد بالراضع ذاتَ الدَّرِّ واللبنِ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره ذات راضع، فأَمّا من غير حذف فالراضع الصغير الذي هو بعدُ يَرْتَضِع، ونَهْيُه عن أَخذها لأَنها خِيار المال، ومن زائدة كما تقول لا تأْكل من الحرام، وقيل: هو أَن يكون عند الرجل الشاة الواحدة أَو اللِّقْحة قد اتخذها للدَّرِّ فلا يؤْخذ منها شيء.
وتقول: هذا أَخي من الرَّضاعة، بالفتح، وهذا رَضِيعي كما تقول هذا أَكِيلي ورَسِيلي.
وفي الحديث: أَنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: انظرن ما إِخوانكن فإِنما الرضاعة من المَجاعَةِ؛ الرضاعة، بالفتح والكسر: الاسم من الإِرْضاع، فأَمّا من الرَّضاعة اللُّؤْم، فالفتح لا غير؛ وتفسير الحديث أَن الرَّضاع الذي يحرِّم النكاح إِنما هو في الصِّغَر عند جُوع الطِّفْل، فأَما في حال الكِبَر فلا يريد أَنّ رَضاع الكبير لا يُحرِّم. قال الأَزهري: الرَّضاع الذي يحرِّم رَضاعُ الصبي لأَنه يُشْبعه ويَغْذُوه ويُسكن جَوْعَتَه، فأَما الكبير فرَضاعه لا يُحَرِّمُ لأَنه لا ينفعه من جُوع ولا يُغنيه من طعام ولا يَغْذوه اللبنُ كما يَغذُو الصغير الذي حياته به. قال الأَزهري: وقرأْت بخط شمر رُبّ غُلام يُراضَع، قال: والمُراضَعةُ أَن يَرضع الطفل أُمه وفي بطنها ولد. قال: ويقال لذلك الولد الذي في بطنها مُراضَع ويجيء نَحِيلاً ضاوياً سَيِّء الغِذاء.
وراضَع فلان ابنه أَي دَفَعه إِلى الظِّئر؛ قال رؤبة: إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا، ولم تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعا أَي ولدته مَكْشُوف الأَمر ليس عليه غِطاء، وأَرضعته أُمه.
والرَّضِيعُ: المُرْضَع.
وراضَعه مُراضَعة ورِضاعاً: رَضَع معه.
والرَّضِيعُ: المُراضِع، والجمع رُضَعاء.
وامرأَة مُرْضِع: ذاتُ رَضِيع أَو لبنِ رَضاعٍ؛ قال امرؤ القيس: فَمِثْلِكِ حُبْلَى، قد طَرَقْتُ، ومُرْضِعٍ، فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُغْيِلِ والجمع مَراضِيع على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو.
وقال ثعلب: المُرْضِعة التي تُرْضِع، وإِن لم يكن لها ولد أَو كان لها ولد.
والمُرْضِع: التي ليس معها ولد وقد يكون معها ولد.
وقال مرة: إِذا أَدخل الهاء أَراد الفعل وجعله نعتاً، وإِذا لم يدخل الهاء أَراد الاسم؛ واستعار أَبو ذؤَيب المَراضيع للنحل فقال: تَظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ، مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّضَعُ: صِغارُ النحل، واحدتها رَضَعة.
وفي التنزيل: يوم تَرَوْنها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعةٍ عما أَرْضَعَت؛ اختلف النحويون في دخول الهاء في المُرْضِعة فقال الفراء: المُرْضِعة والمُرْضِعُ التي معها صبيٌّ تُرْضِعه، قال: ولو قيل في الأُم مُرْضِع لأَن الرَّضاع لا يكون إِلا من الإِناث كما قالوا امرأَة حائض وطامث كان وجهاً، قال: ولو قيل في التي معها صبي مُرضعة كان صواباً؛ وقال الأَخفش: أَدخل الهاء في المُرْضِعة لأَنه أَراد، والله أَعلم، الفِعْل ولو أَراد الصفة لقال مرضع؛ وقال أَبو زيد: المرضعة التي تُرْضِع وثَدْيُها في ولدها، وعليه قوله: تذهل كلّ مرضعة، قال: وكلُّ مرضعة كلُّ أُم. قال: والمرضع التي دنا لها أَن تُرْضِع ولم تُرْضِع بعد.
والمُرْضِع: التي معها الصبي الرضيع.
وقال الخليل: امرأَة مُرْضِعٌ ذات رَضِيع كما يقال امرأَة مُطْفِلٌ ذات طِفْل، بلا هاء، لأَنك تصفها بفعل منها واقع أَو لازم، فإِذا وصفتها بفعل هي تفعله قلت مُفْعِلة كقوله تعالى: تذهل كل مرضعة عما أَرضعت، وصفها بالفعل فأَدخل الهاء في نَعْتِها، ولو وصفها بأَن معها رضيعاً قال: كل مُرْضِع. قال ابن بري: أَما مرضِع فهو على النسب أَي ذات رَضِيع كما تقول ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أَي ذات شادِن؛ وعليه قول امرئ القيس: فمثْلِكِ حُبْلى، قد طَرَقْتُ، ومُرْضِعٍ فهذا على النسب وليس جارياً على الفعل كما تقول: رجل دَارِعٌ وتارِسٌ، معه دِرْع وتُرْسٌ، ولا يقال منه دَرِعٌ ولا تَرِسٌ، فلذلك يقدر في مرضع أَنه ليس بجار على الفعل وإِن كان قد استعمل منه الفعل، وقد يجيءُ مُرْضِع على معنى ذات إِرضاع أَي لها لبن وإِن لم يكن لها رَضِيع، وجمع المُرْضِع مَراضِعُ؛ قال سبحانه: وحرَّمْنا عليه المَراضِعَ من قَبْلُ؛ وقال الهذلي: ويأْوي إِلى نِسْوةٍ عُطُلٍ، وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي والرَّضُوعةُ: التي تُرْضِع ولدها، وخصّ أَبو عبيد به الشاة.
ورضُعَ الرجل يَرْضُع رَضاعة، فهو رَضِيعٌ راضع أَي لئيم، والجمع الرّاضِعون.
ولئيمٌ راضع: يَرْضع الإِبل والغنم من ضروعها بغير إِناء من لؤْمه إِذا نزل به ضيف، لئلا يسمع صوت الشُّخْب فيطلب اللبن، وقيل: هو الذي رَضَع اللُّؤْم من ثَدْي أُمه، يريد أَنه وُلد في اللؤْم، وقيل: هو الذي يأْكل خُلالته شَرَهاً من لؤْمه حتى لا يفوته شيء. ابن الأَعرابي: الراضع والرَّضيع الخَسيس من الأَعراب الذي إِذا نزل به الضيف رَضَع بفيه شاته لئلا يسمعه الضيف، يقال منه: رَضُع يَرْضُع رَضاعةً، وقيل ذلك لكل لئيم إِذا أَرادوا توكيد لؤْمه والمبالغة في ذمِّه كأَنه كالشيء يُطْبَع عليه، والاسم الرَّضَع والرضِعُ، وقيل: الراضع الذي يَرْضَع الشاة أَو الناقة قبل أَن يَحْلُبَها من جَشَعِه، وقيل: الراضع الذي لا يُمْسِك معه مِحْلَباً، فإِذا سُئل اللبنَ اعتلَّ بأَنه لا مِحْلب له، وإِذا أَراد الشرب رضع حَلوبته.
وفي حديث أَبي مَيْسَرةَ، رضي الله عنه: لو رأَيت رجلاً يَرْضَع فَسَخِرت منه خَشِيت أَن أَكون مثله، أَي يَرْضَع الغنم من ضُروعها ولا يَحْلُب اللبن في الإِناء لِلُؤْمه أَي لو عَيَّرْتُه بهذا لخشيت أَن أُبْتَلَى به.
وفي حديث ثَقِيف: أَسْلَمها الرُّضّاع وتركوا المِصاع؛ قال ابن الأَثير: الرُّضّاع جمع راضع وهو اللئيم، سمي به لأَنه للؤْمه يَرْضَع إِبله أَو غنَمه لئلا يُسْمع صوتُ حَلبه، وقيل: لأَنه يَرْضَع الناسَ أَي يسأَلهم.
والمِصاعُ: المُضاربة بالسيف؛ ومنه حديث سلَمة، رضي الله عنه: خُذْها، وأَنا ابنُ الأَكْوع، واليَومُ يَوْمُ الرُّضَّع جمع راضع كشاهد وشُهَّد، أَي خذ الرَّمْيةَ مني واليومُ يومُ هَلاك اللِّئام؛ ومنه رجز يروى لفاطمة، رضي الله عنها: ما بيَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعه والفعل منه رَضُع، بالضم، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: رَضيع أَيْهُقانٍ، قال ابن الأَثير: فَعِيل بمعنى مفعول، يعني أَن النعام في ذلك المكان تَرْتَع هذا النبت وتَمَصُّه بمنزلة اللبن لشدة نعومته وكثرة مائه، ويروى بالصاد المهملة وقد تقدم.
والراضِعتان: الثَّنِيَّتان المتقدمتان اللتان يُشرب عليهما اللبن، وقيل: الرَّواضِعُ ما نبت من أَسنان الصبي ثم سقط في عهد الرضاع، يقال منه: سقطت رواضعه، وقيل: الرواضع ست من أَعلى الفم وست من أَسفله.
والراضعةُ: كلُّ سِنٍّ تُثْغَر.
والرَّضُوعةُ من الغنم: التي تُرضِع؛ وقول جرير: ويَرْضَعُ مَن لاقَى، وإِن يَرَ مُقْعَداً يَقُود بأَعْمَى، فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ (* رواية ديوان جرير: وإِن يلقَ مقعداً.) فسره ابن الأَعرابي أَن معناه يَسْتَعْطِيه ويطلبُ منه أَي لو رأَى هذا لَسَأَلَهُ، وهذا لا يكون لأَن المُقعد لا يقدر أَن يقوم فيَقودَ الأَعمى.والرَّضَعُ: سِفاد الطائر؛ عن كراع، والمعروف بالصاد المهملة.

سحم (لسان العرب) [2]


السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ: السواد، وقال الليث: السّحْمَةُ سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ، وكل أَسود أَسْحَمُ.
وفي حديث الملاعنة: إِن جاءت به أَسْحَمَ أَحْتَمَ؛ هو الأَسود.
وفي حديث أَبي ذرّ: وعنده امرأَة سَحْماء أَي سوداء، وقد سمي بها النساء، ومنه شَرِيكُ بن سَحْماء صاحب اللعان؛ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كان كذلك، وهو مما تبالِغُ به العرب في صفة النَّصِيّ، كما يقولون صِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى صَمْعاء، فيبالغون بهما، والسَّحْماء: الاست للونها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم تَتَفَلَّلا، وحَا الذِّئْبِ عن طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلي ثم فسرهما فقال: السَّحْماوان هما القَرْنانِ، وأَنث على معنى الصِّيصِيَتَيْنِ كأَنه يقول بصِيصِيَتَينِ سَحْماوَيْنِ، ووحا الذئب: صوته؛ والطَّفْلُ: الظبي . . . أكمل المادة الرَّخْصُ، والمَناسِم للإِبلِ فاستعاره للظبي، ومُخْلٍ: أَصاب خَلاءً، والإِسْحِمانُ: الشديد الأُدْمَةِ (* قوله «والإسحمان الشديد الأدمة» كذا هو مضبوط في المحكم بالكسر في الهمزة والحاء، وضبطه شارح القاموس في المستدركات بضمهما).
والسَّحَمَةُ: كَلأ يشبه السَّخْبَرَة أَبيض ينبت في البِراقِ والإِكامِ بنجد، وليست بعُشبٍ ولا شجر، وهي أَقرب إِلى الطَّريفة والصِّلِّيانِ، والجمع سَحَمٌ؛ قال: وصِلِّيانٍ وحَلِيٍّ وسَحَمْ وقال أَبو حنيفة: السَّحَمُ ينبت نبت النَّصيِّ والصِّلِّيان والعَنْكَثِ إِلا أَنه يطول فوقها في السماء، وربما كان طولُ السَّحَمَةِ طولَ الرجل وأَضخم، والسَّحَمَةُ أَغلَظها أَصلاً؛ قال: أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي، وجاوِزِي ذا السَّحَمِ المَجْلُوحِ وقال طَرَفة: خَيُرُ ما تَرْعَونَ من شَجَرٍ يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ ابن السكيت: السَّحَمُ والصُّفار نبتان؛ وأَنشد للنابغة: إِن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا، ما كان من سَحَمٍ بها وصُفارِ والسَّحْماءِ مثله.
وبنو سَحْمَةَ: حيّ.
والأُسْحُمانُ: ضرب من الشجر؛ قال: ولا يَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ تُلْقَى الدَّواهِي حوله، ويَسْلَمُ وإِسْحِمان والإِسْحِمان: جبل بعينه، بكسر الهمزة والحاء؛ حكاه سيبويه، وزعم أَبو العباس أَنه الأُسْحُمان، بالضم؛ قال ابن سيده: وهذا خطأ إِنما الأُسْحُمانُ ضرب من الشجر، وقيل: الإِسْحِمانُ الأَسود (* قوله «وقيل الاسحمان الأسود إلخ» هكذا في المحكم مضبوطاً)، وهذا خطأٌ لأَن الأَسود إِنما هو الأَسْحَمُ؛ الجوهري: الأَسْحَمُ في قول زهير: نَجاءٌ مُجِدّ، لَيْس فيه وَتِيرَةٌ، وتَذْبِيبُها عنه بأَسْحَمَ مِذْوَدِ بقَرْنٍ أَسْود؛ وفي قول النابغة: عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مع الصَّبَا، بأَسْحَمَ دانٍ، مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ (* قوله «صوب الجنوب» الذي في التكملة ريح الجنوب، وقوله «بأسحم» هكذا هو في الجوهري وفي ديوان زُهير وقال الصاغاني: صوابه وأسحم، بالواو، ورفع أسحم عطفاً على ريح). هو السحاب، وقيل: السحاب الأَسود.
ويقال للسحابة السوداء سَحْماء؛ والأَسْحَمُ في قول الأَعشى: رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ، تَحالَفَا بأَسْحَمَ داجٍ: عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ يقال: الدَّمُ تُغْمَسُ فيه اليد عند التحالف، ويقال: بالرَّحِمِ، ويقال: بسواد حَلَمَة الثَّدْيِ، ويقال: بِزِقِّ الخمر، ويقال: هو الليل.
وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: قال له رجل احْمِلْني وسُحَيْماً؛ هو تصغير أَسْحَمَ وأَرادَ به الزِّقَّ لأَنه أَسود، وأَوهمه أَنه اسم رجل. ابن الأَعرابي: أَسْحَمَتِ السماء وأَثْجَمَتْ صَبَّتْ ماءها. ابن الأَعرابي: السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ من الحديد، وجمعها سَحَمٌ؛ وأَنشد لطَرَفَة في صفة الخيل: مُنْعَلات بالسَّحَمْ قال: والسُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد.
وسُحامٌ: موضع.
وسُحَيمٌ وسُحامٌ: من أَسماء الكلاب؛ قال لبيد: فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ، فضُرِّجَتْ بِدَمٍ، وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها سخم: السَّخَمُ: مصدر (* قوله «السخم مصدر» هكذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك، وفي نسخة المحكم بالفتح) السَّخِيمَةِ، والسَّخِيمةُ الحِقْدُ والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ في النفس؛ وفي الحديث: اللهمّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ قلبي، وفي حديث آخر: نعوذ بك من السَّخِيمَةِ؛ ومنه حديث الأَحْنَفِ: تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ، وهي جمع سَخِيمةٍ.
وفي حديث: من سَلَّ سَخِيمَتَهُ على طريق من طُرُق المسلمين لعنه الله، يعني الغائط والنَّجْوَ.
ورجل مُسَخَّم: ذو سَخِيمَة، وقد سَخَّمَ بصدره.
والسُّخْمَةُ: الغضب، وقد تَسَخَّمَ عليه.
والسُّخامُ من الشَّعَرِ والريش والقطن والخَزِّ ونحو ذلك: الليّن الحَسَن؛ قال يصف الثَّلْجَ: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ قال ابن بري: الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَويّ، وصوابه يصف سَراباً لأَن قبله: والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ شبه الآل بالقطن لبياضه، والأَنجل: الواسع، ويقال: هو من السواد، وقيل: هو من ريش الطائر ما كان لَيِّناً تحت الريش الأَعلى؛ واحدته سُخامَةٌ، بالهاء.
ويقال: هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَيِّنَ المَسِّ مثل الخَزِّ.
وريش سُخامٌ أَي ليّن المس رقيق، وقطن سُخامٌ، وليس هو من السواد؛ وقول بشر بن أَبي خازم: رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِيرِ، مُقَصَّبُ السخامُ: كل شيء ليِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما، وأَراد به شعرها.
وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ: لينة سَلِسةٌ؛ قال الأَعشى: فبِتُّ كأَني شارِبٌ، بعد هَجْعَةٍ، سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما قال الأَصمعي: لا أَدري إِلى أَيّ شيء نُسِبَتْ؛ وقال أَحمد بن يحيى: هو من المنسوب إِلى نفسه.
وحكى ابن الأَعرابي: شرابٌ سُخامٌ وطعام سُخامٌ ليّن مُسْتَرْسل، وقيل: السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ، والسُّخامِيّ من الخمر الذي يضرب إِلى السواد، والأَول أَعلى؛ قال ابن بري: قال علي بن حمزة لا يقال للخمر إِلاَّ سُخامِيَّة؛ قال عَوْفُ بن الخَرِعِ: كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً، تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا وقال أَبو عمرو: السَّخِيمُ الماء الذي ليس بحارٍّ ولا بارد؛ وأَنشد لحمل بن حارث المُحارِبيّ: إِن سَخِيمَ الماء لن يَضِيرا، فاعلم، ولا الحازِر، إِلاَّ البُورا والسُّخْمَةُ: السواد.
والأَسْخَمُ: الأَسود.
وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي.
والسُّخامُ، بالضم: سواد القِدْر.
وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده.
والسُّخامُ: الفَحْمُ.
والسَّخَم: السواد.
وروى الأَصمعي عن مُعْتَمِرٍ قال: لقيت حِمْيَرِيّاً آخر فقلت ما معك؟ قال: سُخامٌ؛ قال: والسُّخامُ الفحم، ومنه قيل: سَخَّمَ اللهُ وجهه أَي سوّده.
وروي عن عمر، رضي الله عنه، في شاهد الزُّور: يُسَخَّم وجهه أَي يسوَّد. ابن الأَعرابي: سَخَّمْتُ الماء وأَوْغَرْتُه إِذا سخنته.

ولد (لسان العرب) [2]


الوَلِيدُ: الصبي حين يُولَدُ، وقال بعضهم: تدعى الصبية أَيضاً وليداً، وقال بعضهم: بل هو للذكر دون الأُنثى، وقال ابن شميل: يقال غلامٌ مَوْلُودٌ وجارية مَوْلودةٌ أَي حين ولدته أُمُّه، والولد اسم يجمع الواحد والكثير والذكر والأُنثى. ابن سيده: ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً وإِلادةً على البدل، فهي والِدةٌ على الفعل، ووالِدٌ على النسب؛ حكاه ثعلب في المرأَة.
وكل حامل تَلِدُ، ويقال لأُم الرجل: هذه والدة.
وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ: حان وِلادُها.
والوالدُ: الأَب.
والوالدةُ: الأُم، وهما الولدان؛ والوَلدُ يكون واحداً وجمعاً. ابن سيده: الوَلَدُ والوُلْدُ، بالضم: ما وُلِدَ أَيًّا كان، وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأُنثى، وقد جمعوا فقالوا أَولادٌ ووِلْدةٌ وإِلْدةٌ، . . . أكمل المادة وقد يجوز أَن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ، فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المثال لاعتِقاب المِثالين على الكلمة.
والوِلْد، بالكسر: كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْل.
والوَلَد أَيضاً: الرَّهْطُ على التشبيه بولد الظهر.
ووَلَدُ الرجل: ولده في معْنًى.
ووَلَدُه: رهطه في معنى.
وتَوالَدُوا أَي كثروا، ووَلَد بعضهم بعضاً.
ويقال في تفسير قوله تعالى: مالُه وولَدُه إِلا خَساراً؛ أَي رهْطُه.
ويقال: وُلْدُه، والوِلْدَةُ جمع الأَولاد (* قوله «والولدة جمع الأولاد» عبارة القاموس الولد، محركة، وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم) ؛ قال رؤْبة: سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قال الفراء: قال إِبراهيم: مالُه ووُلْدُه، وهو اختيار أَبي عمرو، وكذلك قرأَ ابن كثير وحمزة، وروى خارجة عن نافع ووُلْدُه أَيضاً، وقرأَ ابن إِسحق مالُه وَوِلْدُه، وقال هما لغتان: وُلْد ووِلْد.
وقال الزجاج: الوَلَدُ والوُلْدُ واحد، مثل العَرَب والعُرْب، والعَجَم والعُجْم ونحو ذلك؛ قال الفراء وأَنشد: ولقد رَأَيْتُ مَعاشِراً قد ثَمَّرُوا مالاً ووُلْدا قال: ومن أَمثال العرب، وفي الصحاح: من أَمثال بني أَسَد: وُلْدُكَ مَنْ دَمَّى (* قوله «ولدك من دمى إلخ» هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط نسخ الصحاح، قال قال شيخنا: والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى؛ أَي من نفست به، وصير عقبيك ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك). عَقِبَيْكَ؛ وأَنشد: فَلَيْتَ فلاناً كان في بَطْنِ أُمِّه، ولَيْتَ فلاناً وُلْدَ حِمارِ فهذا واحد. قال: وقَيْس تجعل الوُلدْ جمعاً والوَلَد واحداً. ابن السكيت: يقال في الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ. قال: ويكون الوُلْدُ واحداً وجمعاً. قال: وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد وأُسْد، ويقال: ما أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هو أَيْ الناسِ هو.
والوَليدُ: المولود حين يُولَدُ، والجمع وِلْدانٌ والاسم الوِلادةُ والوُليدِيَّْةُ؛ عن ابن الأَعرابي. قال ثعلب: الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه بناه على لفظ الوَلِيد، وهي من المصادر التي لا أَفعالَ لها، والأُنثى وليدة، والجمعِ ولْدانٌ وولائِدُ.
وفي الحديث: واقِيةً كَواقِيَةِ الوليد؛ هو الطِّفْل فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ؛ وقيل: أَراد بالوليد موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: أَلم نُرَبِّك فينا وَلِيداً؛ أَي كما وَقَيْتَ موسى شرّ فرعون وهو في حِجْرِه فقني شرّ قومي وأَنا بين أَظهرهم.
وفي الحديث: الوليدُ في الجنة؛ أَي الذي مات وهو طفل أَو سقْطٌ.
وفي الحديث: لا تقتلوا وليداً يعني في الغَزْو. قال: وقد تطلق الوليدةُ على الجارية والأَمة، وإِن كانت كبيرة.
وفي الحديث: تَصَدَّقَتْ أُمِّي عليّ بِوَليدة يعني جارية.
ومَوْلِدُ الرجل: وقتُ وِلادِه.
ومَوْلِدُه: الموضع الذي يُولَدُ فيه.
وولَدته الأُم تَلِدُه مَوْلِداً.
ومِيلادُ الرجل: اسم الوقت الذي وُلِدَ فيه.
وفي حديث الاستعاذة: ومن شرِّ والِدٍ وما وَلَد؛ يعني إِبليس والشياطين، هكذا فسر.
وقولهم في المثل: هم في أَمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه؛ قال ابن سيده: نُرَى أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتى كانت الأُمُّ تنسى ولِيدَها فلا تناديه ولا تذْكُره مما هم فيه، ثم صار مثلاً لكل شِدّة، وقيل: هو أَمر عظيم لا ينادى فيه الصِّغار بل الجِلَّةُ، وقد يقال في موضع الكثرة والسَّعة أَي متى أَهوى الوليد بيده إِلى شيء لم يُزْجَرْ عنه لكثرة الشيء عندهم؛ وقال ابن السكيت في قول مُزَرِّدٍ الثعلبي: تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ إِلى اللَّهِ مِنِّي، لا يُنادَى ولِيدُها قال: هذا مثل ضربه معناه أَي لا أَرْجِعُ ولا أُكَلَّمُ فيها كما لا يُكَلَّمُ الولِيدُ في الشيء الذي يُضْرَبُ له فيه المَثلُ.
وقال الأَصمعي وأَبو عبيدة في قولهم: هو أَمرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه، قال أَحدهما: أَي هو أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لا يُنادَى فيه الوَليدُ ولكن تنادى فيه الجِلَّةُ، وقال آخر: أَصله من الغادة أَي تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِيَه وتَضُمَّه ولكنها تَهْرُبُ عنه، ويقال: أَصله من جري الخيل لأَن الفرس إِذا كان جواداً أَعْطَى من غير أَن يُصاحَ به لاستزادته، كما قال النابغة الجعدي يصف فرساً: وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه، وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا أَمامَ هَوِيٍّ لا يُنادَى وَلِيدُه، وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا ثم قيل ذلك لكل أَمر عظيم ولكل شيء كثير.
وقوله: أَمامَ يريد قُدّام، والهَوِيُّ: شدة السرعة. ابن السكيت: ويقال جاؤوا بطَعامٍ لا يُنادَى وليدُه، وفي الأَرض عشبٌ لا يُنادى وليدُه أَي إِن كان الوليد في ماشية لم يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها في عُشْب، فلا يقال له: اصرفها إِلى موضع كذا لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة، وإِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا يبالي كيف أَفسَدَ فيه، ولا متى أَكَل، ولا متى أَكَل، ولا متى شرِب، وفي أَيِّ نواحيهِ أَهْوَى.
ورجل فيه وُلُودِيَّةٌ؛ والولوديَّة: الجفاء وقلة الرّفْق والعلم بالأُمور، وهي الأُمّية.
وفعل ذلك في وَلِيدِيَّتِه أَي في الحالة التي كان فيها وليداً.
وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ: بَيِّنةُ الوِلادِ، ووالدٌ، والجمع وُلْدٌ.
وقد وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هي، وهي مُولِدٌ، من غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ.
ويقال: ولَّد الرجل غَنَمه توليداً كما يقال: نَتَّجَ إِبله.
وفي حديث لَقِيطٍ: ما وَلَّدْتَ يا راعي؟ يقال: وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حين يبين الولد منها.
وأَصحاب الحديث يقولون: ما ولَدَت؟ يعنون الشاة؛ والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي؛ ومنه حديث الأَبْرصِ والأَقْرَعِ: فأَنتج هذا ووَلَّد هذا. الليث: شاة والِدٌ وهي الحامل وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ.
وفي الحديث: فأَعطَى شاة والداً أَي عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ.
وأَما الوِلادَةُ، فهي وضع الوالِدة ولَدها.
والمُوَلِّدَة: القابلةُ؛ وفي حديث مُسافِعٍ: حدثتني امرأَة من بني سُلَيْم قالت: أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كنت لهم قابلةً؛ وتَوَلَّدَ الشيء من الشيء.
واللِّدةُ: التِّرْبُ، والجمع لِداتٌ ولِدُون؛ قال الفرزدق: رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ، وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ الجوهري: وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله لأَنه من الولادة، وهما لِدان. ابن سيده: والولِيدةُ والمُوَلَّدَةُ الجارية المولودةُ بين العرب؛ غيره: وعربية مُولَّدَةٌ، ورجل مُوَلَّدٌ إِذا كان عربيّاً غير محض. ابن شميل: المُوَلَّدة التي وُلِدَتْ بأَرض وليس بها إِلا أَبوها أَو أُمها.
والتَّلِيدَةُ: التي أَبوها وأَهلُ بيتِها وجميع من هو بسبيل منها بأَرْض وهي بأَرْض أُخرى. قال: والقِنّ من العبيد التَّلِيدُ الذي وُلِدَ عندك.
وجارية مُوَلَّدةٌ: تولد بين العرب وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذونها غذاء الوَلَد ويُعلّمُونها من الأَدب مثل ما يُعَلِّمون أَولادَهم؛ وكذلك المُوَلَّد من العبيد؛ وإِن سمي المُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى.
وفي حديث شريح: أَن رجلاً اشترى جارية وشرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِيدةً؛ المولدة: التي ولدت بين العرب ونشأَت مع أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم.
والتليد: التي ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأَت ببلاد العرب.
والتَّليدةُ من الجواري: هي التي تُولَدُ في ملك قوم وعندهم أَبواها.
والوَلِيدةُ: المولودة بين العرب، وغلام وَلِيدٌ كذلك.
والوليد: الصبي والعبد.
والوليد: الغلام حين يُسْتَوصَف قبل أَن يَحْتَلِمَ، الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ؛ وجارية وَلِيدةٌ.
وجاءنا بِبيِّنة مُوَلَّدة: ليست بمحققة.
وجاءنا بكتاب مُوَلَّد أَي مُفْتَعَل.
والمُوَلَّد: المُحْدَثُ من كل شيء ومنه المُوَلَّدُونَ من الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم.
والوَليدةُ: الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ؛ والوَلِيدِيَّة، والجمع الولائِدُ.
ويقال للأَمَة: وليدة، وإِن كانت مُسِنَّة. قال أَبو الهيثم: الوَلِيدُ الشابُّ، والولائِدُ الشوابُّ من الجواري، والوَلِيدُ الخادم الشاب يسمى ولِيداً من حين يولد إِلى أَن يبلغ. قال الله تعالى: أَلم نُرَبِّك فينا وليداً. قال: والخادم إِذا كان شابّاً وَصيفٌ.
والوَصِيفةُ: وليدة؛ وأَمْلَحُ الخَدمِ والوُصَفاءُ والوَصائِفُ.
وخادِمُ أَهلِ الجنة: وَلِيدٌ أَبداً لا يتغير عن سنه.
وحكى أَبو عمرو عن ثعلب قال: ومما حرفته النصارى أَن في الإِنجيل يقول الله تعالى مخاطباً لعيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك، فقال النَّصارَى: أَنْتَ بُنَِيِّي وانا وَلَدْتْك، وخَفَّفوه وجعلوا له ولداً، سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً. الأُمويُّ: إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضها بعد بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، ممدود، ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً؛ وقول الشاعر: إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا: أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ؟ قال ابن الأَعرابي في قوله: وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم يأْتون البهائم. قال أَبو منصور: والعرب تقول: نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها وهو يلي ذلك منها، فهي مَنتُوجَةٌ، والناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة إِذا ولدت، ويقال في الشاءِ: وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها، ويقال لذوات الأَظْلاف والشَّاءِ والبقر: وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة، مضمومة الواو مكسورة اللام مشددة.
ويقال أَيضاً: وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ.
ومد: الوَمَدُ: نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح، وقيل: هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح. قال الكسائي: إِذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ.
وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان: أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ؛ الوَمَدةُ: نَدًى من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح. الليث: الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً. قال أَبو منصور: وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً. قال: والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا، فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء، وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته. قال: وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ، فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ.
وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأَكثر ما يقال في الليل، وقد وَمِدَت الليلةُ، بالكسر، تَوْمَدُ وَمَداً.
ويقال: ليلة ومِدٌ بغير هاء؛ ومنه قول الراعي يصف امرأَة: كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها، إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ، بالتحريك: شدّة حر الليل.
ووَمِدَ عليه وَمَداً: غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ.

حضن (لسان العرب) [2]


الحِضْنُ: ما دون الإِبْط إلى الكَشح، وقيل: هو الصدر والعَضُدان وما بينهما، والجمع أَحْضانٌ؛ ومنه الاحْتِضانُ، وهو احتمالُك الشيءَ وجعلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله في أَحد شِقَّيْها.
وفي الحديث: أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلاً له في حِضْنه.
والحِضْنُ: الجَنْبُ، وهما حِضْنانِ.
وفي حديث أُسيدِ بن حُضَير: أَنه قال لعامر بن الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ حِضْنَيْك.
والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ قال الأَعشى: عَرِيضة بُوصٍ، إِذا أَدْبَرَتْ، هَضِيم الحَشا، شَخْتة المُحْتَـضَنْ البُوصُ: العَجُزُ.
وحِضْنُ الضبُع: وِجارُه؛ قال الكميت: كما خَامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ، لَدَى الحَبْلِ، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها. قال ابن بري: حِضْنُها الموضعُ الذي تُصاد فيه، ولَدى الحَبْل . . . أكمل المادة أَي عند الحَبْل الذي تصادُ به، ويروى: لِذِي الحَبْلِ أَي لصاحب الحَبْل، ويروى عالَ، بعين غير معجمة، لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إذا ماتَتْ أَطْعَمَ الذِّئْبُ جِراءَها، ومَنْ روى غالَ، بالغين المعجمة، فمعناه أَكَلَ جراءَها.
وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَِضانةً (* قوله «وحضانة» هو بفتح الحاء وكسرها كما في المصباح).: جعله في حِضْنِه وحِضْنا المَفازه: شِقَّاها، والفلاة ناحيتاها؛ قال: أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلاًّ وغْما.
وحِضْنا الليل: جانباه (* قوله «وحضنا الليل جانباه» زاد في المحكم: والجمع حضون؛ قال: وأزمعت رحلة ماضي الهموم أطعن من ظلمات حضونا.
وحضن الجبل إلخ).
وحِضْنُ الجبل: ما يُطيف به، وحِضْنُه وحُضْنُه أَيضاً: أَصْلُه. الأَزهري: حِضْنا الجبل ناحيتاه.
وحضْنا الرجل: جَنْباه.
وحِضْنا الشيء: جانباه.
ونواحي كل شيء أَحْضانُه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ؛ يريد بجَنْبَتَي العَسْكَر؛ وفي حديث سَطِيح: كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ.
وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وعلى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً وحِضاناً وحُضوناً: رَجَنَ عليه للتَّفْرِيخِ؛ قال الجوهري: حَضَنَ الطائرُ بَيْضَه إذا ضَمَّه إلى نفسه تحت جناحيه، وكذلك المرأَة إذا حَضَنَتْ ولدها.
وحمامةٌ حاضِنٌ، بغير هاء، واسم المكان المِحْضَن (* قوله «واسم المكان المحضن» ضبط في الأصل والمحكم كمنبر، وقال في القاموس: واسم المكان كمقعد ومنزل).
والمِحْضَنةُ: المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من الطين.
والحَضانةُ: مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة.
والمَحاضنُ: المواضعُ التي تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحدُ مِحْضَن.
وحضَنَ الصبيَّ يَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه.
والحاضِنُ والحاضِنةُ: المُوَكَّلانِ بالصبيِّ يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه.
وفي حديث عروة بن الزبير: عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي مُرَبِّينَ وكافِلينَ، وحُضّانٌ: جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ الطِّفْلَ إلى حِضْنِه، وبه سميت الحاضنةُ، وهي التي تُرَبِّي الطفلَ. بالفتح: فِعلُها.
ونخلةٌ حاضِنةٌ: خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها؛ حكى ذلك أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحبيب القشيري: من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها عنها، وحاضِنة لها مِيقار.
وقال كراع: الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة. الليث: احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية.
وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في الخلافة: فقالوا لأَبي بكر، رضي الله عنه، أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا. يقال: حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ.
وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه، بالضم، أَي حَبَسْتُه عنها، واحتَضَنته عن كذا مثله، والاسم الحَضْنُ. قال ابن سيده: وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه خَزَلَه دونه ومنَعَه منه؛ ومنه حديث عمر أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بني ساعدة للبَيْعة قال: فإذا إخواننا من الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عنه؛ هكذا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بن عبد العزيز عن أَبي عُبيد، بفتح الياء، وهذا خلاف ما رواه الليث، لأَن الليث جعل هذا الكلام للأَنصار، وجاء به أَبو عُبيد لعُمَر، وهو الصحيح وعليه الروايات التي دار الحديثُ عليها. الكسائي: حضَنْتُ فلاناً عما يُرِيد أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إذا منَعْتَه عما يريد. قال الأَزهري: قال الليث يقال أَحْضَنَني مِنْ هذا الأَمر أَي أَخرَجني منه، والصواب حضَنَني.
وفي حديث ابن مسعود حين أَوْصَى فقال: ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن ذلك، يعني امرأَتَه، أَي لا تُحْجَبُ عن النظرِ في وصِيَّتِه وإنْفاذِها، وقيل: معنى لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها.
وفي الحديث: أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابنتي، فقال: لا تَحْضُنْها وشاوِرْها.
وحَضَنَ عنّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً: كَفَّها وصَرَفها؛ وقال اللحياني: حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عن جيرانِه ومعارِفه إلى غيرهم، وحكي: ما حُضِنَت عنه المروءةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَت.
وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إحْضاناً وأَحضَنَه: أَزْرَى به.
وأَحْضَنْتُ الرجلَ: أَبْذَيتُ به.
والحِضانُ: أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ الأُخرى جدّاً، فهي حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان، بالكسر.
والحَضُون من الإبلِ والغنم والنساء: الشَّطُورُ، وهي التي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها أَكبرُ من الآخر، وقد حَضُنَت حِضاناً.
والحَضونُ من الإبلِ والمِعْزَى: التي قد ذهب أَحدُ طُبْيَيها، والاسمُ الحِضانُ؛ هذا قول أَبي عبيد، استعمل الطُّبْيَ مكان الخِلْف.
والحِضانُ: أَن تكونَ إحدى الخُصْيَتَينِ أَعظَمَ من الأُخرى، ورجلٌ حَضونٌ إذا كان كذلك.
والحَضون من الفروجِ: الذي أَحدُ شُفْرَيه أَعظم من الآخر.
وأَخذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه أَي قَسْراً.
والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ: ضرْبٌ شديدُ السوادِ، وضربٌ شديدُ الحُمْرة. قال الليث: كأَنها نُسِبَت إلى حَضَن، وهو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف؛ ومنه حديث عِمْرانَ بن حُصَينٍ: لأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِيّاً في أَعنُزٍ حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَني أَجَلي، أَحَبُّ إليَّ من أَن أَرميَ في أَحدِ الصَّفَّينِ بسهم، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ.
والحَضَنُ: العاجُ، في بعض اللغات. الأَزهري: الحضَنُ نابُ الفِيل؛ وينشد في ذلك: تبَسَّمَت عن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً، وأَبرَزَتْ عن هِيجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ.
ويقال للأَثافيِّ: سُفْعٌ حواضِنُ أَي جَواثِم؛ وقال النابغة: وسُفْعٌ على ما بينَهُنَّ حَواضِن يعني الأَثافيَّ والرَّمادَ.
وحَضَنٌ: اسمُ جبل في أَعالي نجد.
وفي المثل السائر: أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هذا الجَبَلَ فقد دَخل في ناحية نجدٍ.
وحَضَنٌ: قبيلةٌ؛ أَنشد سيبويه: فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ، وما حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا (* قوله «فما جمعت» في المحكم: بما جمعت.
وقوله: والجيادا، لعله نُصب على جعله إياه مفعولاً معه).
وحَضَنٌ: اسم رجل؛ قال: يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون قال ابن بري: وحُضَينٌ هو الحُضَينُ بن المُنذِرِ أَحد بني عمرو بن شَيبان بن ذُهْلٍ؛ وقال أَبو اليقظان: هو حُضَيْنُ بن المنذر بن الحرث بن وَعلَة بن المُجالِدِ بن يَثْرَبيّ بن رَيّان بن الحرث بن مالك بن شَيبانَ بن ذُهل أَحد بني رَقَاشِ، وكان شاعراً؛ وهو القائل لابنه غَيّاظ: وسُمِّيتَ غَيّاظاً، ولَستَ بغائِظٍ عَدُوّاً، ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي يَرَى منكَ من غَيْظٍ، عليكَ كَظِيظُ.
وكانت معه رايةُ عليّ بن أَبي طالبٍ، رضوان الله تعالى عليه، يوم صِفِّينَ دفعها إليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة؛ وفيه يقول: لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها، إذ قِيلَ: قَدِّمْها حُضَينُ، تَقَدَّما؟ ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها حِياضَ المَنايا، تَقطُر الموتَ والدَّما.

غيا (لسان العرب) [1]


الغايةُ: مَدَى الشيء.
والغايَةُ أَقْصى الشيء. الليْثُ : الغايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ، وهو من تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ، وتَصْغيرُها غُيَيَّة، تقول: غَيَّيْت غاية.
وفي الحديث : أَنه سابَق بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غايةَ المُضَرَّةِ كذا؛ هو من غاية كلِّ شيءٍ مَداهُ ومُنْتَهاه.
وغاية كلِّ شيءٍ: مُنْتهاهُ، وجمعها غاياتٌ وغايٌ مثلُ ساعَةٍ وساعٍ. قال أَبو إسحق: الغاياتُ في العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلاًّ، لأنَّ الغاياتِ إذا كانت فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِيلُنْ أَو فَعُولُن فقد لَزِمَها أَنْ لا تُحْذَف أَسْبابُها، لأَنَّ آخِرَ البَيتِ لا يكونُ إلا ساكناً فلا يجوزُ أَن يُحَذَف الساكنُ ويكونَ آخِرُ البيتِ مُتَحَرِّكاً، وذلك لأن آخر البيت لا يكون إلاَّ ساكناً، فمن الغايات . . . أكمل المادة المَقٌطُوعُ والمَقصورُ والمَكْشوف والمَقْطُوف، وهذه كلها أشياء لا تكون في حَشْوِ البيتِ، وسُمِّي غايَةً لأَنه نهاية البيت. قال ابن الأنباري: قول الناس هذا الشيءُ غايةٌ، معناه هذا الشيءُ علامةٌ في جِنْسِه لا نظيرَ له أَخذاً من غايةِ الحَرْب، وهي الرايَة، ومن ذلك غايَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ يَرْفَعُها.
ويقال: معنى قولهم هذا الشيءُ غايةٌ أَي هو مُنْتَهَى هذا الجِنْسِ، أُخِذَ من غاية السَّبْقِ، قَصَبَة تُنْصَب في الموضع الذي تَكُونُ المُسابَقَةُ إليه ليَأْخُذها السابِقُ.
والغاية: الرابة. يقال: غَيَّيْت غايَةً.
وفي الحَديث: أَنَّ النبيّ، صلى الله عليه وسلم ، قال في الكوائنِ قبلَ الساعَةِ منها هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكُم وبين بني الأَصْفرِ فيَغْدِرُون بِكُمْ وتَسِيرُون إليهم في ثمانينَ غايةً يحت كلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً؛ الغايَةُ والرَّاية سواءٌ، ورواه بعضهم: في ثمانين غابَة، بالباء؛ قال أَبو عبيد: من رواه غايَةً بالياء فإنه يريد الرايَة؛ وأَنشد بيت لبيد: قَدْ بِتُّ سامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ وافَيْت، وإذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها قال: ويقال إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ له رايَة يَرْفَعُها ليُعْرَف أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ؛ ويقال: بَلْ أَرادَ بقوله غايَةَ تاجِرٍ أَنها غايَة متاعِه في الجَودَةِ؛ قال: ومن رَواه غابَة، بالباء، يريد الأَجَمَة، شَبَّه كثْرَة الرِّماح في العسكر بها ؛ قال أَبو عبيد: وبعضهم روى الحديث في ثمانين غَيايَةً، وليس ذلك بمحْفوظ ولا موضِعَ للغَياية ههنا. أَبو زيد: غَيَّيْت للقَوم تَغْيِيًّا ورََيَّيْت لهم تَرْيِياًّ جَعَلْت لهم غايةً وراية.
وغايةُ الخَمَّارِ: رايتُه.
وغَيّاها: عَمِلَها، وأَغْياها: نَصبَها.
والغاية: القَصَبة التي يُصادُ بها العَصافيرُ.
والغَيايَة: السحابة المُنْفَرِدَة، وقيل: الواقِفة؛ عن ابن الأَعرابي.
والغيَايَةُ: ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشيِّ، وقيل: هو ضَوْءُ شُعاعِ الشَّمْسِ وليس هو نَفْسَ الشُّعاعِ؛ قال لبيد: فتَدَلَّيْت عليه قافِلاً ، وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ وكلُّ ما أَظَلَّك غَيايَةٌ.
وفي الحديث: تَجِيءُ الَقَرة وآلُ عِمْران يومَ القيامَة كأَنَّهما غَمامَتان أَو غَيايَتان؛ الأَصمعي: الغَيايَة كل شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فوق رَأَسِهِ مثلُ السّحابة والغَبَرة والظِّلِّ ونحوِه؛ ومنه حديث هِلالِ رمضان: فإن حالَتْ دونه غَيايَةٌ أَي سَحابَةٌ أَو قَتَرة. أَبو زيد: نَزلَ الرجُلُ في غَيابَةٍ، بالباء أَي في هَبْطةٍ مِنَ الأَرض.
والغَيايَة، بالياء: ظِلُّ السَّحابة، وقال بعضهم: غَياءَةٌ.
وفي حديث أُمّ زرع: زَوْجي غَياياءُ طَباقاءُ؛ كذا جاء في رواية أَي كأَنه في غَيايَةٍ أَبداً وظُلْمة لا يَهْتَدِي إلى مَسْلَكٍ ينفذ فيه، ويجوز أَن تكون قد وصَفَتْه بثِقَلِ الرُّوحِ، وأَنه كالظِّلِّ المُتكاثِفِ المُظِلمِ الذي لا إشْراقَ فيه.
وغايا القَوْمُ فَوْقَ رأْسِ فلانٍ بالسَّيّْفِ: كأَنهم أَظَلُّوه به.
وكلُّ شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فَوْق رَأْسِه مثل السَّحابة والغَبَرة والظلمة ونحوِه فهو غَيايَة. ابن الأعرابي : الغَيايَة تكونُ من الطَّيرِ الذي يُغَيِّي على رَأْسِك أَي يُرَفْرِفُ.
ويقال: أَغْيا غعليه السَّحاب بمعنى غايا إذا أَظَلّ عليه؛ وأَنشد: أَرَبَّتْ به الأَرْواحُ بَعْدَ أَنيسِه، وذُوْ حَوْمَل أَغْيا علَيْه وأَظْلَما وتَغايَتِ الطَّيْرُ على الشيء: حامَتْ.
وغَيَّتْ: رَفْرَفَتْ.
والغايةُ: الطَّيْرُ المُرَفْرِفُ، وهو منه.
وتَغايَوْا عليه حتى قَتَلُوه أَي جاؤوا من هُنا وهُنا.
ويقال: اجْتَمَعُوا عليه وتَغايَوْا عليه فقَتلُوه، وإن اشْتُقَّ من الغاوِي قيل تَغاوَوْا.
وغياية البئر: قَعْرُها مثل الغَيابَة.
وذكر الجوهري في ترجمة غَيَا: ويقال فلان لِغَيَّةٍ، وهو نَقِيض قولك لِرَشْدَةٍ؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر: أَلا رُبَّ مَنْ يَغْتابُني وكأَنَّني أَبوه الذي يُدْعَى إليه ويُنْسَبُ على رَشْدَةٍ من أَمْرِهِ أَو لِغَيَّةِ، فيَغْلِبُها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ قال ابن خالويه: يُروى رَشْدة وغَيَّة، بفتح أَوّلهما وكسره، والله أَعلم.

فلك (لسان العرب) [1]


الفَلَك: مَدارُ النجوم، والجمع أَفْلاك.
والفَلَكُ: واحد أَفْلاك النجوم، قال: ويجوز أَن يجمع على فُعْل مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ، وخَشَب وخُشْب.
وفَلَكُ كل شيء: مُسْتداره ومُعْظمه.
وفَلَكُ البحر: مَوْجُه المسْتَدير المترَدّد.
وفي حديث عبد الله بن مسعود: أَن رجلاً أَتى رجلاً وهو جالس عنده فقال: إني تَرَكْتُ فَرَسَك كأنه يدورفي فَلَكٍ، قال أَبو عبيد: قوله في فَلَكٍ فيه قولان: فأَما الذي تعرفه العامّة فإنه شبهه بفَلَكِ السماء الذي تدور عليه النجوم وهو الذي يقال له القُطْب شُبِّه بقُطْب الرَّحى، قال: وقال بعض العرب الفَلَكُ هو الموج إذا ماج في البحر فاضطرب وجاء وذهب فشبَّه الفرس في اضطرابه بذلك، وإنما كانت عَيْناً أَصابته، قال: . . . أكمل المادة وهو الصحيح.
والفَلَكُ: موج البحر.
والفَلَكُ: جاء في الحديث أَنه دَورَانُ السماء، وهو اسم للدوَران خاصةً، والمنجمون يقولون سبعة أَطْواقٍ دون السماء قد رُكِّبَت فيها النجوم السبعة، في كل طَوْقٍ منها نجم، وبعضها أَرفع من بعض يَدُور فيها بإذن الله تعالى. الفراء: الفَلَكُ استدارة السماء. الزجاج في قوله: كلٌّ في فَلَك يَسْبحون؛ لكل واحد وترتفع عما حولها، الواحدة فَلَكةٌ، بفتح اللام؛ قال الراعي: إذا خِفْنَ هَوْل بُطونِ البِلاد، تَضَمَّنها فَلَكٌ مُزْهِرُ يقول: إذا خافت الأدغالَ وبُطونَ الأَرض ظهرتِ الفَلَكُ.
والفَلْكةُ، بسكون اللام: المستدير من الأَرض في غلظ أَو سهولة، وهي كالرَّحى.
والفَلََكُ: اسم للجمع؛ قال سيبويه: وليس بجمع، والجمع فلاكٌ كصحفة وصِحاف.
والفَلَكُ من الرمال: أَجْوِية غلاظ مستديرة كالكَذَّانِ يحتفرها الظباءُ. ابن الأَعرابي: الأَفْلَكُ الذي يدور حول الفَلَك، وهو التَّل من الرمل حوله فضاء. ابن شميل: الفَلْكَةُ أَصاغِر الآكام، وإنما فَلَّكها اجتماعُ رأسها كأَنه فَلْكَةُ مِغْزَل لا يُنْبت شيئاً.
والفَلْكَة: طويلة قدر رُمْحين أَو رمح ونصف؛ وأَنشد: يَظَلاَّنِ، النهارَ، برأسِ قُفٍّ كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذي فَلَكٍ رَفيعِ الجوهري: والفَلْكة قطعة من الأَرض تستدير وترتفع على ما حولها؛ قال الشاعر: خِوانُهم فَلْكَةٌ لَمِغْزَلهم، يحَارُ فيه، لحُسْنِه، البَصَرُ والجمع فَلْكٌ؛ قال الكميت: فلا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها بناظِرةٍ، ولا فَلْكَ الأَميلِ قال ابن بري: وفي غريب المصنف فَلَكةٌ وفَلَك، بالتحريك، وفي كتاب سيبويه: فَلْكَة وفَلَكٌ مثل حَلْقة وحَلَقٍ ونَشْفَة ونَشَفٍ، ومنه قيل: فَلَّكَ ثديُ الجارية تَفْليكاً، وتَفَلَّك: استدار.
والفَلْكة من البعير: مَوْصِل ما بين الفَقْرتين.
وفَلْكة اللسان: الهَنَةُ الناتئة على رأس أَصل اللسان.
وفَلْكةُ الزَّوْر: جانِبُه وما استدارمنه.
وفَلْكة المِغْزَلِ: معروفة سميت لاستدارتها، وكلُّ مستدير فَلْكة، والجمع من ذلك كله فِلَكٌ إلا الفَلْكَة من الأَرض.
وفَلَّك الفصيلَ: عمل له من الهُلْبِ مثل فَلْكَة المغزل، ثم شق لسانه فجعلها فيه لئلا يَرْضَع؛ قال ابن مُقبل فيه:رُبَيِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الرّعاءُ، ولم يَقْصُرْ بحَومَلَ، أَدْنى شُرْبه ورَعُ أَي كَفٌّ. التهذيب: أَبو عمرو والتَّفْلِيك أَن يجعل الراعي من الهُلْب مثلَ فَلْكة المِغْزل ثم يثقب لسان الفصيل فيجعله فيه لئلا يرضع أُمه. الليث: فَلَّكْتُ الجَدْيَ، وهو قَضِيب يُدارعلى لسانه لئلا يرضع؛ قال الأَزهري: والصواب في التَّفْليك ما قال أَبوعمرو.
والثُّدِيُّ الفَوالك: دون النَّواهِد.
وفَلَكَ ثديُها وفَلَّكَ وأَفْلَكَ: وهو دون النهود؛ الأَخيرة عن ثعلب.
وفَلَّكَتِ الجارية تَفْلِيكاً، وهي مُفَلِّكٌ، وفَلَّكَتْ، وهي فالك إذا تَفَلَّكَ ثديُها أَي صار كالفَلْكة؛ وأَنشد: جاريةٌ شَبَّتْ شباباً هَبْرَكا، لم يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكا، مُسْتَفْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكا والفُلْكُ: بالضم: السفينة، تذكر وتؤنث وتقع على الواحد والاثنين والجمع، فإن شئت جعلته من باب جُنُبٍ،وإن شئت من بابِ دلاصٍ وهِجانٍ، وهذا الوجه الأَخير هو مذهب سيبويه، أَعني أَن تكون ضمة الفاء من الواحد بمنزلة ضمة باء بُرْد وخاء خُرْج، وضمة الفاء في الجمع بمنزل ضمة حاءُ حُمْر وصاد صُفْر جمع أَحمر وأَصفر، قال الله في التوحيد والتذكير: في الفُلْك المشحون، فذكَّر الفُلْك وجاء به مُوَحّداً، ويجوز أَن يؤنث واحده كقول الله تعالى: جاءتها ريح عاصف، فقال: جاءتها فأنث، وقال: وترى الفُلْك فيه مواخر، فجمع، وقال تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر، فأَنث ويحتمل أَن يكون واحداً وجمعاً، وقال تعالى: حتى إذا كنتم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بهم، فجع وأَنث فكأَنه يُذْهب بها إذا كانت واحدة إلى المَرْكَب فيذكر وإلى السفينة فيؤنث؛ وقال الجوهري: وكان سيبويه يقول الفُلْكُ التي هي جمع تكسير للفُلْك التي هي واحد؛ وقال ابن بري: هنا صوابه الفُلْكُ الذي هو واحد. قال الجوهري: وليس هو مثل الجُِنُبِ الذي هو واحد وجمع والطِّفْلِ وما أَشبههما من الأَسماء لأَن فُعْلاً وفَعَلاً يشتركان في الشيء الواحد مثل العُرْب والعَرَب والعُجْم والعَجَم والرُّهْب والرَّهَب، ثم جاز أَن يجمع فَعَل على فُعْل مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ، ولم يمتنع أَن يجمع فُعْل على فُعْلٍ؛ قال ابن بري: إذا جعلت الفلك واحداً فهو مذكر لا غير، وإن جعلته جمعاً فهو مؤنث لا غير، وقد قيل: إن الفلك يؤنث وإن كان واحداً؛ قال الله تعالى: قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين.
وفَلَّكَ الرجلُ في الأَمر وأَفْلَك: لَجَّ.
ورجل فَلِكٌ: جافي المَفاصِل، وهو أَيضاً العظيم الأَلْيتين؛ قال رؤبة: ولا شَظٍ فَدْمٍ ولا عَبْدٍ فَلِكْ، يَرْبِضُ في الرَّوْثِ كبِرْذَوْنٍ رَمَكْ قال أَبو عمرو: الفَلِكُ العبد الذي له أَلية على خلقة الفَلْكَة، وأَلْياتُ الزِّنْج مُدوَّرة.
والإفْلِيكانِ: لَحْمتانِ تكتنفان اللَّهاةَ. ابن الأَعرابي: الفَيْلَكُون الشُّوْبَقُ؛ قال أَبو منصور: وهو مُعَرَّب عندي.
والفَيْلَكُونُ: البَرْدِيّ.

طِفْل (المعجم الوسيط) [0]


 النَّبَات طفْلا أَصَابَهُ التُّرَاب فأفسده وَلم يطلّ والعشب لم يطلّ فَهُوَ طِفْل طِفْل:  طفولة وطفالة نعم ورق وَصَارَ طفْلا 

ثَرِعَ (القاموس المحيط) [0]


ثَرِعَ، كفرحَ: طَفَّلَ على قَوْمِهِ.

ثرع (لسان العرب) [0]


ابن الأَعرابي: ثَرِعَ الرجلُ إِذا طَفَّلَ على قَوْم.

أطفلت (المعجم الوسيط) [0]


 الْأُنْثَى جَاءَت بطفل وَالشَّمْس طفلت وَفُلَان وَغَيره طِفْل 

هدن (المعجم الوسيط) [0]


 فلَانا سكنه وثبطه وَالصَّبِيّ هدنه وَيُقَال هدنت الْمَرْأَة طفلها 

ذرب (المعجم الوسيط) [0]


 السَّيْف وَنَحْوه ذربه وأنقعه فِي السم ثمَّ شحذه وَيُقَال ذربت فلَانا اهتجته وَالْمَرْأَة طفلها حَملته حَتَّى يقْضِي حَاجته 

المنظور (المعجم الوسيط) [0]


 يُقَال سيد مَنْظُور يُرْجَى فَضله وَشَيْء مَنْظُور ترمقه الْأَبْصَار اشتهاء ورغبة وطفل مَنْظُور معِين مصاب بِالْعينِ 

ج - ر - ر (جمهرة اللغة) [0]


الرَّجَج: الاضطراب. والجَرَج: القلق. قال الراجز: إني لأهوَى طِفلةً فيها غُنُجْ خَلخالها في ساقها غيرُ جَرِجْ والجَرَج: الأرض ذات حجارة في غلظ؛ أرض جَرِجَة، إذا كانت كذلك. وبه سُمّي الرجل جُرَيْجاً.

هذخر (لسان العرب) [0]


الأَزهري: أُهملت الهاء مع الخاء في الرباعي فلم أَجد فيه شيئاً غير حرف واحد وهو التَّهَذْخُرُ؛ أَنشد بعض اللغويين: لكلِّ مَوْلًى طَيْلَسانٌ أَخْضَرُ، وكامَخٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ، وطِفْلَةٌ في بَيْتِهِ تهْذَخَرُ أَي تَبَخْتَرُ، ويقال: تقوم له بأَمر بيته.

وَله (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان (يَله) وَلها اشْتَدَّ حزنه حَتَّى ذهب عقله وتحير من شدَّة الوجد وَمِنْه خَافَ وَالأُم إِلَى طفلها حنت إِلَيْهِ وَالصَّبِيّ إِلَى أمه فزع إِلَيْهَا فَهُوَ واله وولهان وَهِي والهة وولهى وَله:  (يَله ويوله) وَلها وولهانا وَله 

حسم (المعجم الوسيط) [0]


 فلَان حسما دأب على الْعَمَل وَالشَّيْء قطعه وَيُقَال حسم الدَّاء أزاله بالدواء والعرق قطعه وكواه لِئَلَّا يسيل دَمه وحسم عَنهُ الْأَمر أبعده ليستريح مِنْهُ وحسم على فلَان غَرَضه مَنعه من الْوُصُول إِلَيْهِ وحسمت الْأُم طفلها منعته الرَّضَاع 

جبع (لسان العرب) [0]


الجُبَّاع: سَهْم صغير يَلْعَب به الصبيان يجعلون على رأْسه تَمرة لئلا يَعْقِر؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: ولا أَحقُّها وإِنما هو الجُمّاحُ والجُمّاعُ، وامرأَة جُبّاعٌ وجُبَّاعةٌ: قصيرة شبهوها بالسهم القصير؛ قال ابن مقبل: وطَفْلة غَيْر جُبّاعٍ ولا نَصَفٍ، من دَلِّ أَمْثالِها بادٍ ومَكْتُومُ أَي غير قصيرة؛ كذا رواه الأَصمعي غير جُبَّاع، والأَعرف غير جُبّاء.

عرقل (لسان العرب) [0]


عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذا جار عن القَصْد.
والعَرْقَلَةُ: التَّعْويج.
وعَرْقَلَ عليه كلامَه: عَوَّجَه.
وعَرْقَلَ فلان على فلان وحَوَّقَ: معناه قد عَوََّّجَ عليه الكلامَ والفِعْلَ وأَدار عليه كلاماً ليس بمستقيم؛ قال: وحَوَّقَ مأْخوذ من حُوقِ الكَمَرة وهو ما دار حَوْل الكَمَرة. قال: ومن العَرْقَلَة سُمِّي عَرْقَل بن الخَطِيم رجل معروف وهو منه.
والعِرْقِيلُ: صُفْرَة البَيْض؛ وأَنشد: طَفْلَةٌ تُحْسَبُ المَجَاسِدُ منها زَعْفَراناً يُدافُ، أَو عِرْقِيلا وقيل: الغِرْقِيل بياض البَيْض، بالغين.
والعَرْقَلَى: مِشْيَة تَبخْتُرٍ.
ورَجُلٌ عِرْقالٌ: لا يستقيم على رُشْدِه.
والعَرَاقِيل: الدَّوَاهي.
وعَرَاقِيلُ الأُمُورِ وعراقِيبُها: صِعابُها.

الفرط (المعجم الوسيط) [0]


 تجَاوز الْحَد يُقَال من فرط شغفه بِهِ أَو كرهه لَهُ وَالْأَمر تجووز فِيهِ الْحَد (ج) أفرط وأفراط الفرط:  سفح الْجَبَل (ج) أفراط وَيُقَال أفراط الصَّباح لأوّل تباشيره الفرط:  الفارط (للْوَاحِد وَالْجمع) يُقَال رجل فرط وَقوم فرط وَالْمَاء الْمُتَقَدّم لغيره من الأمواه وَمَا يتَقَدَّم الْإِنْسَان من أجر وَعمل وَيُقَال فِي الدُّعَاء للطفل الْمَيِّت (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لنا فرطا) أجرا يتقدمنا حَتَّى نرد عَلَيْهِ وَالْأَمر الَّذِي يفرط فِيهِ صَاحبه يضيعه بتقصيره والعجلة الفرط:  من الْأُمُور المجاوز فِيهِ حَده والمتروك المضيع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَاتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا} 

هزق (لسان العرب) [0]


هَزِقَ في الضحك هَزَقاً وأَهْزَق فلان في الضحك وزَهْزَقَ وأَنْزَقَ وكَرْكَرَ: أكثر منه.
ورجل هَزِقَ ومِهْزاق: ضَحّاك خفيف غير رَزِين.
وامرأَة هَزقة بيِّنة الهَزَقِ ومِهْزاق: ضحَّاكة؛ وأَنشد ابن بري للأعشى:حُرَّة طَفْلَة الأَنامِلِ كالدُّمْـ يِة لا عَابس، ولا مِهْزاق وحكى ابن خالويه: رجل مِهْزاق طَيّاش.
والهَزَقُ: النشاط، وقد هَزِقَ يَهْزَق هَزَقاً؛ قال رؤبة: وشَجَّ ظَهْرَ الأرضِ رقَّاص الهَزَقْ وحمار هَزِق ومِهْزَاق: كثير الاسْتِنَان.
والهَزَق: النَّزَقُ والخفة.
والهَزَق: شدة صوت الرعد؛ قال كثيِّر يصف سحاباً: إذا حَرَّكَتْهُ الريحُ أَرْزَمَ جانبُ بلا هَزَقٍ منه، وأَوْمَضَ جانبُ

التِرْياقُ (القاموس المحيط) [0]


التِرْياقُ، بالكسر: دَواءٌ مُرَكَّبٌ، اخْتَرَعَهُ ماغَنيسُ، وتَمَّمَهُ أنْدَروماخِسُ القَديمُ، بزِيادَةِ لُحومِ الأفاعِي فيه، وبها كَمَلَ الغَرَضُ، وهو مُسَمِّيهِ بهذا لأَنه نافِعٌ من لَدْغِ الهَوامِّ السَّبُعِيَّةِ، وهي باليونانيَّةِ: تِرْياءٌ، نافِعٌ من الأدْوِيَةِ المَشْروبَةِ السُّمِّيَّةِ، وهي باليونانيَّةِ: قاآ، مَمْدودَةً، ثم خُفِّفَ وعُرِّبَ، وهو طِفْلٌ إلى سِتَّةِ أشْهُرٍ، ثم مُتَرَعْرِعٌ إلى عَشْرِ سنينَ في البِلادِ الحارَّةِ، وعشرينَ في غيرِها، ثم يَقِفُ عَشْراً فيها وعِشْرينَ في غيرِها، ثم يَموتُ ويَصيرُ كبَعْضِ المَعاجينِ،
و=: ة بهراةَ، وفَرَسٌ للخَزْرَجِ، والخَمْرُ،
كالتِرْياقَةِ.
والتَّرْقُوَةُ، ولا تُضَمُّ تاؤُه: العُظَيْمُ بين ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ،
ج: التَّراقِي، والتَّرايقُ، فَعْلُوَةٌ لقولهم:
تَرْقَيْتُه تَرْقاةً، أي: أصَبْتُ . . . أكمل المادة تَرْقُوَتَهُ.

ف ر ط (المصباح المنير) [0]


 الفَرَطُ: بفتحتين: المتقدم في طلب الماء يهيء الدلاء والأرشاء يقال "فَرَطَ" القوم "فُرُوطا" من باب قعد إذا تقدم لذلك يستوي فيه الواحد والجمع يقال رجل "فَرَطٌ" وقوم "فرطٌ" ومنه يقال للطفل الميت: "اللهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطًا" أي أجرا متقدما، ويقال أيضا رجل "فَارِطٌ" وقوم "فُرّاطٌ" مثل كَافر وكُفَّار، و "افْتَرَطَ" فلان "فَرَطاَ" إذا مات له أولاد صغار، و "فَرَطَ" منه كلام "يَفْرُطُ" من باب قتل: سبق وتقدم، وتكلم "فِرَاطًا" بالكسر: سقط منه بوادر، و "فَرّطَ" في الأمر "تَفْرِيطًا" : قصر فيه وضيعه، و "أفْرَطَ" "إفْرَاطًا" : أسرف وجاوز الحدّ. 

ف ر ط (المصباح المنير) [0]


 الفَرَطُ: بفتحتين: المتقدم في طلب الماء يهيء الدلاء والأرشاء يقال "فَرَطَ" القوم "فُرُوطا" من باب قعد إذا تقدم لذلك يستوي فيه الواحد والجمع يقال رجل "فَرَطٌ" وقوم "فرطٌ" ومنه يقال للطفل الميت: "اللهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطًا" أي أجرا متقدما، ويقال أيضا رجل "فَارِطٌ" وقوم "فُرّاطٌ" مثل كَافر وكُفَّار، و "افْتَرَطَ" فلان "فَرَطاَ" إذا مات له أولاد صغار، و "فَرَطَ" منه كلام "يَفْرُطُ" من باب قتل: سبق وتقدم، وتكلم "فِرَاطًا" بالكسر: سقط منه بوادر، و "فَرّطَ" في الأمر "تَفْرِيطًا" : قصر فيه وضيعه، و "أفْرَطَ" "إفْرَاطًا" : أسرف وجاوز الحدّ. 

س - ع - ق (جمهرة اللغة) [0]


السّقْع والصّقْع، بالسين والصاد، وهو ضربُك الشيءَ بالشيء، ولا يكون إلا الشيء الصّلب بمثله؛ سقعتُه سَقْعاً وصقعته صَقْعاً، والصاد أعلى. والعَقْس فعل ممات، ومنه اشتقاق عَوْقَس، وهو ضرب من النبت؛ قال ذلك أبو الخطّاب، وليس بثَبْت. والعِسْق: العُرْجون، لغة صحيحة، جاء بها الخليل. والقَعَس، رجل أقْعَسُ وامرأة قَعْساءُ، وهو دخول العُنق في الصدر. وتقاعس الرجلُ تقاعساً واقعنسس اقعنساساً. قال الراجز: بئسَ مَقامُ الشيخ أمْرِسْ أمْرِسْ إما على قَعْوٍ وإما اقعَنْسِسْ قوله أمْرِسْ أمْرِسْ، أي رُدّ حبلَ الدّلو الى موضعه إذا زال الحبلُ عن المَحالة، وهي البكرة الكبيرة؛ والقَعْو: الحديدة التي تدور عليها المَحالة. فأما قولهم عزّة قَعْساءُ فهي الثابتة التي لا تزول. . . . أكمل المادة قال الراجز: وعِزّةٌ قَعْساءُ لن تُناصا وقُعَيْس: اسم، وهو الذي يُضرب به المثل فيقال: " أهونُ من قُعَيْس على عمّته " ؛ قال ابن الكلبي: هو من بني حِمّان ثم من بني سعد بن زيد مَناة جاءت به عمّته وهو طفل الى تاجر من بني سعد بن زيد بن مَناة جاءت به عمّته وهو طفل الى تاجر فرهنته عنده فبقي في يد التاجر الى أن كبر فضُرب به المثل. وبنو مُقاعِس: بطن من بني سعد؛ قال ابن الكلبي: سُمّي مُقاعِساً لأنه تقاعس عن حِلْف كان بين قومه، واسمه الحارث؛ وقال أبو عبيدة: وإنما سُمّي مُقاعِساً يومَ الكُلاب لأنهم لما التقوا هم وبنو الحارث بن كعب تنادى أولئك: يا لَلحارث، وتنادى هؤلاء: يا لَلحارث، فاشتبه الشِّعاران فقالوا: يا لَمُقاعِس. وقُعَيْسيس: اسم. وقَعْسان: موضع. والقَعْس: التراب المُنتن؛ ذكر ذلك أبو زيد وأبو مالك.

حثرم (لسان العرب) [0]


الحِثْرِمَةُ، بالكسر: الدائرة التي تحت الأَنف. الجوهري: الحِثْرِمَةُ الدائرة في وسَط الشفة العليا، وقيل هي الأَرْنبة، كلاهما بكسر الحاء والراء، ورواه ابن دريد بفتحهما، وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة مع الكسر في الخاء والراء، قال الجوهري: إِذا طالت الحِثْرِمةُ قليلاً قيل رجل أَبْظَرُ؛ وقال: كأَنَّما حِثْرِمَةُ ابْنِ غابِنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوسى خاتِنِ قال ابن بري: وحكى ابن دريد حِثْرِبَة، بالباء.
وقال أَبو حاتم السِّجْزيّ: الخِثْرِمَةُ بالخاء لهذه الدائرة. ابن الأَعرابي: الحِثْرِمةُ بالخاء؛ الأَزهري: هما لغتان، بالحاء والخاء، في هذه الكلمة.
ورجل حُثارِمٌ: غليظ الشفة، والاسم الحَثْرَمَةُ.

جعد (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والعين والدال أصلٌ واحد، وهو تقبُّض في الشيء. يقال شعر جَعْدٌ، وهو خِلاف السَّبْط. قال الخليل: جَعُدَ يَجْعُد جُعُودةً، وجَعَّده صاحبُه تجعيداً.
وأنشد:
قد تيَّمَتْنِي طفلةٌ أُملودُ      بفاحمٍ زَيّنَهُ التَّجعيدُ

ومما يُحمَل على هذا الباب قولهم نبات جَعْدٌ، ورجلٌ جَعْدُ الأصابع، كناية عن البُخْل. فأمّا قول ذي الرمة:فإنّه يريد الزَّبَد الذي يتراكم على خَطْم البَعير بعضُه فوقَ بعض.
وهو صحيحٌ من التّشبيه. فأمّا قولهم للذئب "أبو جَعْدَة" فقيل كُنِّي بذلك لبُخْله وهذا أقرَبُ من قولهم إنّ الجَعْدة الرّخلة وبها كُنّي الذئب.
والجَعْدة نبات، ولعلَّه نبَتَ جَعْداً.

ذَرِبَ (القاموس المحيط) [0]


ذَرِبَ، كَفَرِحَ، ذَرَباً وذَرَابَةً، فهو ذَرِبٌ: حَدَّ.
وكمَنَعَ: أحَدَّ، كَذَرَّبَ.
وقَوْمٌ ذُرْبٌ، بالضم: أحِدَّاءُ.
والذِّرْبَةُ، بالكسرِ: السَّلِيْطَةُ اللِّسانِ، وهو ذِرْبٌ، والغُدَّةُ،
ج: كَقِرَبٍ.
وكَتُرَابٍ: السَّمُّ.
وسَيْفٌ مُذَرَّبٌ، كَمُعَظَّمٍ: مَسْمُومٌ.
والذَّرِبُ، كَكَتِفٍ: إزْميلُ الإِسْكَافِ، وبالكسرِ: شَيْءٌ يكونُ في عُنُقِ الإِنْسانِ أو الدَّابَّةِ مِثْلَ الحَصاةِ،
كالذِّرْبَةِ، أو داءٌ يكونُ في الكَبِدِ، وبالضم: جَمْعُ ذَرِبٍ، كَكَتِفٍ، لِلحَدِيدِ اللِّسانِ، ومُحَرَّكَةً: فَسادُ اللِّسانِ وبَذَاؤُه،
ج: أذْرابٌ، وفَسادُ الجُرْحِ واتِّساعُهُ، أو سَيَلانُ صَدِيدِهِ، وفَسادُ المَعِدَةِ،
كالذَّرَابَةِ والذُّرُوبَةِ، بالضم، وصَلاحُها، ضِدُّ، والمَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ، والصَّدَأُ، والفُحْشُ.
ورماهُ بالذَّرَبَيْنِ: بالشَّرِّ والخِلافِ.
والتَّذْريبُ: حَمْلُ المَرْأةِ طِفْلَها حتى يَقْضِيَ حاجَتَه.
وتَذْرَبُ، كَتَمْنَعُ: ع.
والمِذْرَبُ، كَمِنْبَرٍ: اللِّسانُ.
والذَّرَبى، كَجَمَزى،
والذَّرَبِيَّا: . . . أكمل المادة العَيْبُ.
والذَّرَبَّى، مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً: الدَّاهِيَةُ،
كالذَّرَبِيَّا.
والذِّرْيَبُ، كَطِرْيَمٍ: الزَّهْرُ الأَصْفَرُ.
ط و الأَذْرَبِيُّ: نِسْبَةٌ إلى أذْرَبيجانَ ط.

لبس (الصّحّاح في اللغة) [0]


اللُبْسُ بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُ.
واللَّبْسُ بالفتح: مصدر قولك لَبَسْتُ عليه الأمر ألْبِسُ، أي خلطت، من قوله تعالى: "ولَلَبَسْنا عليهم ما يَلْبِسونَ".
واللَّبْسُ أيضاً: اختلاط الظلام.
وفي الحديث: "في الأمر لُبْسَةٌ" بالضم، أي شبهةٌ ليس بواضح.
واللِباسُ: ما يُلْبَسُ.
وكذلك المَلْبَسُ.
واللِبْسُ بالكسر مثله.
ولِبْسُ الكعبةِ والهودجِ: ما عليهما من لِباسٍ. قال حميد بن ثور:
بأطرافِ طِفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما      فلمَّا كَشَفْنَ اللِبْسَ عنه مَسَحْنَـهُ

ولِباسُ الرجل: امرأته.
وزوجُها: لِباسُها. قال الله تعالى: "هُنَّ لِباسٌ وأنتم لِباسٌ لَهُنَّ". قال الجعديّ:
تثَنَّتْ عليه فكانت لِباسـا      إذا ما الضَجيعُ ثَنى جيدَها

 ولِباسُ التقوى: الحياءُ، هكذا جاء في التفسير، ويقال الغليظُ الخشنُ القصيرُ.
واللبوسُ: ما يُلْبَسُ.
وأنشد ابن السكيت:
. . . أكمل المادة       إمَّا نَعيمَها وإمَّا بوسَها


وقوله تعالى: "وعَلَّمناهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ"، يعني الدروع.
وتَلَبَّسَ بالأمر وبالثوب.
ولابَسْتُ الأمر: خالطته.
ولابَسْتُ فلاناً: عرَفْت باطنه.
وما في فلان مَلْبَسٌ، أي مُسْتَمْتَعٌ.
والْتَبَسَ عليه الأمر، أي اختلط واشتبَهَ.
والتَلبيسُ كالتدليسِ والتخليطِ، شدِّد للمبالغة.
ورجلٌ لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبِّسٌ.

نشغ (العباب الزاخر) [0]


النَّشْغُ: الشَّهِيْقُ حتى يكاد يبلغ به الغَشْيَ، وإنما يفعل ذلك الإنسان تشوقا لأبي صاحبه وأسفاً عليه، ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-فَنَشَغَ، قال رؤبة:
عرفت أني ناشِغٌ في النُّشِّـغِ      إليك أرجو من نداك الأسْنَغِ

وقال الأصمعي: النَّشَغَاتُ عند الموت فَوْقات خفيات جدا، وفي حديث آخر: لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى يَنْشَغَ أو يَتَنَشَّغَ، وفي حديث آخر: فإذا هو يَنْشَغُ: أي يمتص بفيه. وقال أبو تراب: نَشَغْتُ الصبي وجوراً ونَشَعْتُه: إذا أوجرته، وهو النَّشُوْغُ والنَّشُوْعُ، وقد نُشِغَ الصبي ونُشِعَ: إذا أُوجز، قال ذو الرمة:
إذا مرئية ولـدت غـلامـاً      فألام مرضعٍ نُشِغَ المحارا
. . . أكمل المادة

والمِنْشَغَةُ والمِنْشَعَةُ: المُسْعُطُ، قال:
سأنْشَغَهَ حتى يلين شَرِيْسُهُ      بمنْشَغَةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ

وربما قالوا: نَشَغْتُه الكلام نَشْغاً ونَشَعتُه نَشْعاً -وهو على التشبيه- أي لقنته وعلمته. وقال الرفاء: النَّوَاشِغُ: مجاري الماء في الوادي، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي:
ولا متدارك والشمس طفـلٌ      ببعض نَواشِغِ الوادي حمولا

وقال ابن فارس: هي أعالي الوادي، الواحد: ناشِغَةٌ. وقال أبو عمرو: نُشِغَ به ونُشِغَ به: أي اولع به فهو مَنْشُوْعٌ به. وقال ابن عباد: النَّشْغُ: أن تشرب الماء بيدك. وقول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي:
شأس الهبوط زناء الحاميين متى      يَنْشَغْ بواردة يحدث لها فَـزَعُ

يَنْشَغْ بواردةٍ: أي يصر فيه الناس فيتضايق الطريق بالواردة كما يُنْشَغُ بالشيء إذا غص به، ويروى: "يَبْشَعْ" بالياء الموحدة والعين المهملة، والمعنيان متقاربان. وقال ابن عباد: النُّشْغَةُ -بالضم-: الرمق. وقال غيره: النّاشِغُ: الذي يحيا بعد الجهد. والأنْشُوْغَةُ: الاستيج. ونَشَغَ الماء في الأرض: سأل. وقال ابن الأعرابي: نَشَغَه بالرمح: إذا طعنه به. قال: وانْشَغَ الرجل: إذا تنحى. قال: وانْتَشَغَ البعير: ضرب بخفه موضع لدغ الذباب، وأنشد للأخطل:  
تنقلت الديار بها فحلـت      بحزة حيث يَنْتَشِغُ البعير

هكذا رواه الأزهري عن ابن الأعرابي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالسين المهملة في اللغة وفي الشعر، وقد ذكرته في موضعه. والتركيب يدل على غرز شيء بشيء.

قلف (العباب الزاخر) [0]


رجل أقْلَفُ بيِّن القلف: وهو الذي لم يُخْتَنْ.
وفي حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: الأقْلَفُ لا تُؤكل ذبيحتُه.هذا على التَّنزيه لا على التحريم. والقُلْفَةُ -بالضم:- العُزْلة، قال:
كأنَّها حِثْـرِمَةُ ابْـنِ غـابِـنِ      قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوْسى خاتِنَ

وقَلَفَها الخاتن قَلْفاً: قطعها.
وتَزعم العرب أن الغلام إذا ولد في القَمراء فَسحت قُلْفَتُه كالمختون، قال امرؤ القيس لقَيْصر لما دخل معه الحمام:
إنّي حَلَفْتُ يَمِيْناً غـيرَ كـاذِبَةٍ      لأنْتَ أقْلَفُ إلاّ ما جَنى القَمَرُ

ويروى: "أغْلَفُ".
وأنهم يقولون: إذا كان الصبي أجلعَ خَتَنَه القمر، والأجلَعُ: الذي لا تتوارى قُلْفَتُه. وعيش أقْلَفُ: رغَد. وقال ابن دريد: سيف أقْلَفُ: الذي في طرف ظُبَتِهِ تحزيز. وقال غيره: سنَة قَلْفَاءٌ: مَخْصِبةٌ. والقَلَفةُ -بالتحريك-: من . . . أكمل المادة الأقْلَفِ كالقطعة من الأقْطَعِ. وقال الَرّاءُ في نوادِرِه: القَلَفَةٌ: القُلْفَةُ. وقال غيره: القَلَفَتانِ: طَرَفا الشَّارِبين. والقِلْفُ -بالكسر-: الموضع الخشن. والقِلْفُ -أيضاً-: الدَّوْخَلَّةُ. والقِلْفُ: قشر شجر الكُنْدُر الذي يُدخن به. وقال الدِّينوريّ: ذكر الأعراب أن القِلْفة خضراء لها ثمرة صغيرة، وهي كالقُلقُلان، والمال حَرِيص عليها. وقَلَفْتُ الشجرة: أي نَحَّيْتُ عنها لحاءها. وقَلَفْتُ الدّنّ: فَضَضْتُ عنه طِيْنَه.
وقَلَفْتُ السفينة: إذا خَرَزْتَ ألواحها بالليف وجعلت في خللها القار، والاسم القِلافَة. وفي حديث سعيد بن المسيب: إنه كان يَشرب العصير ما لم يَقلِفْ: أي ما لم يُزْبِدْ. وقال أبو مالك: القِلَّفُ -مثال قِنَّبٍ-: الغِرينم والتِّقْنُ إذا يَبِسَ. والقَلِيْفُ: جُلَّة التمر. وقال ابن عبّاد: صخرة قِلْيَفةٌ وناقة قِلْيَفٌ -بوزن حِميَر-: وهي الضَّخمةُ. وقال النّضر: القَلْفُ: الجِلال المملوءة، وكل جُلّة منها: قَلْفَةٌ، وهي المَقْلُوْفَةُ، وثلاث مَقْلُوْفات، وكل جُلَّة مَقْلُوْمَةٌ، وهي الجلال البحرانيَّة. وقال ابن عبّاد: قَلَّفْتُ الجَزُور تَقْلِيفا: عضَّيْتُها. وقال غيره: قَلَّفْتُ السفينة: مثل قَلَفْتُها. والتَّقْلِيْفُ: من كلام أهل حضر موت، وهو تَمر يُنزع نواه ويُكنز في قِرب وظروف من الخوص. واقْتَلَفْتُ من فلان أربع قَلَفَاتٍ وأربع مَقْلُوْفاتٍ: وهو أن تأتي الجُلَّةَ عند الرجل فتأخذها بقوله منه ولا تَكِيلها. والاقْتِلافُ -أيضاً-: اقْتِلاعُ الظفر من أصله، وأنشد الليث:
يَقْتَلِفُ الأظْفارَ عن بَنانِهِ     

وقال العُزَيزيُّ: انْقَلَفَتْ سُرَّته: إذا تعجّزت، وأنشد:
شُدُّوا علي سُرّتي لا تَنْقَلِفْ     

والتَّركيب يدل على كشط شيء عن شيء.

بقق (لسان العرب) [0]


البَقُّ: البَعُوض، واحدته بَقَّة.
وأَنشد ابن بري لعبد الرحمن بن الحَكَم، وقيل لزُفَر بن الحرث: أَلا إنَّما قَيْسُ بن عَيْلانَ بَقّةٌ، إذا وَجَدَتْ رِيحَ العصيرِ تَغَنَّتِ وقيل: هي عِظامُ البعُوض؛ قال جرير: أَغَرّ من البُلْقِ العِتاقِ يَشُقُّه أَذى البَقِّ، إلا ما احْتَوَى بالقَوائِم وقال رؤبة: يَمْصَعْنَ بالأَذْناب من لَوحٍ وبَقّْ وأَنشد ابن بري لبعض الأَعراب يهجو قوماً قصَّروا في ضِيافتِه: يا حاضِرِي الماءِ، لا مَعْروفَ عندكمُ، لكن أَذاكمْ علينا رائحٌ غادِي بِتْنا عُذُوباً، وبات البَقُّ يَـلْسَبُنا، نَشْوِي القَراحَ كأَن لا حَيَّ بالوادِي إنِّي لَمِثْلُكُمُ في مِثلِ فِعْلِكُمُ، إنْ جِئْتُكمْ، أبَداً، إلاّ مَعِي زادي ومعنى نَشْوِي القراح أَي نسخِّن الماءَ . . . أكمل المادة البارد بالنار لأَن البارد مُضِرّ على الجُوع، ويقال: البقُّ الدَّارِجُ في حِيطان البيوت، وقيل: هي دُوَيْبَة مثل القملة حمراء منتنة الريح تكون في السُّرُر والجُدُر، وهي التي يقال لها بنات الحصير إذا قتلتها شمَمت لها رائحة اللَّوْز المُرّ؛ قال:إلى بَلَدٍ لا بَقَّ فيه ولا أذًى، ولا نبَطِيَّاتٍ يُفَجِّرْنَ جَعْفَرا وبَقَّ المكانُ وأبقَّ: كثر بقُّه.
وأَرضٌ مُبِقَّةٌ: كثيرة البقّ.
وبَقَّ النَّبْتُ بُقوقاً، وذلك حين يَطلُع.
وأَبقَّ الوادي إِذا أَخرج نباته؛ قال الراعي: رَعَتْ من خُفافٍ حين بَقَّ عِيابَه، وحَلَّ الرَّوايا كلُّ أسْحَمَ ماطِرِ وقال بعضهم: بقَّ عِيابَه أي نشرها.
وبقَّ الرجلُ يَبِقُّ ويَبُقُّ بَقّاً وبَقَقاً وبَقِيقاً وأبَقَّ وبَقْبَقَ: كثُرَ كلامُه.
وبقَّ علينا كلامَه: أَكثره، وبقَّ كلاماً وبقَّ به.
ورجل مِبَقٌّ وبَقاقٌ وبَقْباقٌ: كثير الكلام، أَخطأ أَو أَصاب، وقيل: كثير الكلام مُخلِّط.
ويقال: بَقْبَقَ علينا الكلام أي فرَّقه.
وبقَّت المرأَة وأبقَّت: كثُر ولدُها. قال سيبويه: بقَّت ولداً وبقَّت كلاماً كقولك نثَرتْ ولداً ونثَرتْ كلاماً.
وامرأَة مُبَقَّةٌ: مِفْعَلةٌ من ذلك؛ قال: إنَّ لنا لَكَنَّهْ مِبَقَّةً مِفَنَّهْ، مِنْتِيجةً مِعَنَّهْ، سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ كالذئب وَسْطَ القُنَّهْ، إلاَّ تَرَهْ تَظُنَّهْ (* قوله «كالذئب وسط القنة» هو في الأصل هنا وشرح القاموس بالقاف، وقدمه المؤلف في مادة سمع بالعين، والعنة؛ بالضم، الحظيرة من الخشب كما في القاموس).
وأَبقَّ ولدُ فلان إبْقاقاً إذا كثروا.
ورجل بَقاقٌ وبَقاقةٌ أَي كثير الكلام، والهاء للمبالغة، وكذلك بَقْباق وبقْباقةٌ وفَقْفاق وفَقْفاقةٌ وذَقْذاقٌ وذَقْذاقةٌ وثَرْثارٌ وثَرْثارةٌ وبَرْبارٌ وبَرْبارةٌ، كل ذلك الكثير الكلام.
ورجل بَقْباقٌ: هَذِرٌ؛ قال: وقد أَقُودُ بالدَّوَى المُزَمَّلِ، أَخْرَسَ في السَّفْرِ بَقاقَ المَنْزِلِ وكذلك البَقْباقُ؛ يقول: إِذا سافر فلا بَيان له، وإِذا أَقام بالمنزل كثُر كلامه، والدَّوَى: الرجل الأَحمق، والمُزَمَّل: المُدَثَّر، والمفعول محذوف تقديره أَقود البعير بالدَّوى، وأَخرسَ حال من الدَّوى، وكذلك بقاق، يصفه بكثرة كلامه في بيته وعِيِّه في المجالس.
وبقَّت السماءُ بَقّاً وأبقَّت: كثر مطرها وتتابع وجاءَت بمطر شديد.
وبقَّ يَبُقُّ بَقّاً: أوسع من العطيَّة.
وبَقَّ لنا العَطاءَ: أَوسَعه؛ قال: وبَسطَ الخيْرَ لنا وبَقَّه، فالخلقُ طُرّاً يأْكلون رِزقَه وبقَّ فلان مالَه أي فرَّقه؛ قال الراجز: أَم كتَم الفَضْلَ الذي قد بقَّه، في المسلِمين، جِلَّه ودِقَّه والبَقُّ: الواسعُ العريض: قال الأَخطل: تَجِدْ أثَراً بَقّاً وعِزّاً خُنابِسا وبقَّ الشيءَ يبُقُّه: أَخرج ما فيه؛ وأَنشد بيت الراعي: رعت بخفاف حين بقَّ عيابه، وحلَّ الروايا كل أَسحمَ هاطِلِ والبَقاقُ: أَسقاط ما في البيت من المَتاع. قال صاحب العين: بلغنا أنَّ عالماً من علماءِ بني إسرائيل وضع للناس سبعين كتاباً من الأَحكام وصُنوف العلم، فأَوحى الله إلى نبي من أَنبيائهم أن قل لفلان إنك قد ملأْت الأَرض بَقاقاً، وإِن الله لم يَقبل من بَقاقِك شيئاً؛ قال الأَزهري: البَقاق كثرة الكلام، ومعنى الحديث أَن الله تعالى لم يقبل مما أَكثرت شيئاً.
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، قال لأَبي ذر، رضي الله عنه: ما لي أَراك لَقّاً بقّاً؟ كيف بك إِذا أَخرجوك من المدينة؟ يقال: رجل لَقاقٌ بقَاقٌ أَي كثير الكلام، ويروى لَقاً بَقاً، بوزن عَصا، وهو تبع للقا المَرْمِيّ المَطْرُوح.
ويقال للكثير الكلام: بَقْباقٌ. ابن الأَعرابي: البَقَقةُ الثَّرْثارُون.
وبَقَّ الخبرَ بَقّاً: نَشَره وأرسله.
والبَقْبَقةُ: حكاية صوت كما يُبَقْبِق الكوزُ في الماء. يقال: بَقْبَقَ الكوزُ بالماءِ أَي صوَّت.
وبَقْبَقَتِ القِدر: غَلَت.
وبَقَّةُ: موضع بالعراق قريب من الحِيرة كان به جَذِيمة الأَبرش قيل إِنه على شاطئ الفُرات؛ قال عَديّ بن زيد: دَعا بالبَقَّةِ الأُمراءَ يَوْماً جَذِيمةُ، يَسْتَشِير النَّاصِحِينا ومنه المثل: خلَّفْتَ الرأْيَ ببقَّةَ، وهذا قول قَصِير بن سَعْد اللَّخْمِيّ لجَذِيمة الأَبْرشِ حين أَشار عليه أَن لا يَسِير إلى الزَّبَّاء، فلما نَدِم على سيره قال قصير ذلك.
وبَقًة: اسم امرأة؛ وأنشد الأَحمر: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أفْضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومِي أَراد بقوله احلقي وقومي في الشدَّة.
ورقَّصَت امرأَة طِفْلها فقالت: حُزُّقُّةٌ حُزُّقَّه تَرَقَّ عيْنَ بَقَّه؛ قيل: بقَّة اسم حِصْن، أَرادت اصعَد عينَ بقَّة أَي اعلُها، وقيل: إِنها شبَّهت طِفْلَها بالبَقَّة لصِغر جُثَّته؛ وقوله: أَلم تَسْمَعا بالبَقَّتَيْنِ المُنادِيا أَراد بقَّةَ الحِصْن ومكاناً آخر معها كما قال: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَيْنْ

جرج (لسان العرب) [0]


الجَرِجُ: الجائل القَلِقُ.
وقد جَرِجَ جَرَجاً: قَلِقَ واضطرب؛ قال: جاءَتْكَ تَهْوِي، جَرِجاً وضِينُها وجَرِجَ الخَاتَمُ في يدي يَجْرَجُ جَرَجاً إِذا قلق واضطربَ من سَعَته وجال.
وفي مناقب الأَنصار: وقتلت سَرَواتهم وجَرِجُوا؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم بجيمين من الجَرَجِ، وهو الاضطراب والقَلَقُ، قال: والمشهور من الرواية: وجُرِحُوا، مِن الجِراحِ.
وسِكِّينٌ جَرِجُ النِّصابِ: قَلِقُهُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: إِني لأَهْوَى طَفْلَةً فيها غَنَجْ، خَلْخَالُها في ساقها غَيرُ جَرِجْ وجَرِجَ الرَّجلُ إِذا مشى في الجَرَجَةِ، وهي المَحَجَّةُ وجادَّةُ الطريق؛ قال الأَزهري: وهما لغتان. ابن سيده: جَرَجَةُ الطريق وَسَطُه ومعظمه.
والجَرَجُ: الأَرضُ ذات الحجارة.
والجَرَجُ: الأَرض الغليظة؛ وأَرضٌ جَرِجَةٌ.
وركبَ فلانٌ الجادَّة والجَرَجَةَ والمَحَجَّة: كُلُّهُ وَسَطُ الطريق. . . . أكمل المادة الأَصمعي: خَرَجَةُ الطريق، بالخاء، وقال أَبو زيد: جَرَجَةُ؛ قال الرياشي: والصواب ما قال الأَصمعي.
وجَرَجَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ: أَكلته.
والجُرْجُ: وعاء من أَوعية النساء؛ وفي التهذيب: الجُرْجَةُ والجَرَجَةُ ضرب من الثياب.
والجُرْجَةُ: خريطةٌ من أَدَمٍ كالخُرْجِ، وهي واسعة الأَسفل ضيقة الرأْس يجعل فيها الزاد؛ قال أَوس بن حجر يصف قوساً حسنة، دفع من يسومها ثلاثَة أَبرادٍ وأَدْكَنَ أَي زقّاً مملوءاً عسلاً: ثلاثةُ أَبرادٍ جيادٍ، وجُرْجَةٌ، وأَدْكَنُ، مِنْ أَرْيِ الدَّبورِ، مُعَسَّلُ وبالخاء تصحيف، والجمعُ جُرْجٌ مثل بُسْرَةٍ وبُسْرٍ؛ ومنه جُرَيج: مصغر اسم رجل.
والجُرْجَةُ، بالضم: وعاء مثل الخُرْجِ.
وابن جُريج: رجلٌ. قال ابن بري في قوله الجَرَجَةُ، بتحريك الراء: جادَّةُ الطريق؛ قد اختلف في هذا الحرف، فقال قوم: هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة ذكره أَبو سهل ووافقه ابن السكيت وزعم أَن الأَصمعي وغيره صحفوه فقالوا: هو جَرَجَة، بجيمين، وقال ابن خالويه وثعلب: هو جَرَجَة، بجيمين؛ قال أَبو عمرو الزاهد: هذا هو الصحيح؛ وزعم أَن من: يقول هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة، فقد صحفه؛ وقال أَبو بكر بن الجراح: سأَلت أَبا الطيب عنها، فقال: حكى لي بعض العلماء عن أَبي زيد أَنه قال: هي الجَرَجَةُ، بجيمين، فلقيت أَعرابيّاً فسأَلته عنها فقال: هي الجَرَجَةُ، بجيمين، قال: وهو عندي من جَرِجَ الخاتَمُ في إِصبعي؛ وعند الأَصمعي أَنه من الطريق الأَخْرَجِ أَي الواضح، فهذا ما بينهم من الخلاف، والأَكثر عندهم أَنه بالخاء، وكان الوزير ابن المغربي يسأَل عن هذه الكلمة على سبيل الامتحان ويقول: ما الصواب من القولين؟ ولا يفسره.

عطر (لسان العرب) [0]


العِطْرُ: اسم جامع للطِّيب، والجمع عُطورٌ.
والعطّار: بائعُه، وحِرْفَتُه العِطَارةُ.
ورجل عاطرٌ وعَطِرٌ ومِعْطِير ومِعْطارٌ وامرأَة عَطِرةٌ ومِعْطيرٌ ومُعَطَّرة: يتعهّدان أَنفُسهما بالطيب ويُكْثِران منه، فإِذا كان ذلك من عادتِها، فهي مِعْطار ومِعْطارة؛ قال: عُلِّقَ خَوْداً طَفْلةً مِعْطارَهْ، إِياكِ أَعْني، فاسْمَعِي يا جارهْ قال اللحياني: ما كان على مِفْعال فإِنّ كلام العرب والمجتمعَ عليه بغير هاء، في المذكر والمؤَنث، إِلا أَحْرُفاً جاءت نوادِرَ قيلَ فيها بالهاء، وسيأْتي ذكرها، وقيل: رَجلٌ عَطِرٌ وامرأَة عَطِرة إِذا كانا طَيّبَيْنِ رِيحَ الجِرْم، وإِن لم يَتَعَطَّرا.
وقال ابن الأَعرابي: رجل عاطِرٌ، وجمعه عُطُرٌ، وهو المُحِبُّ للطِّيب.
وعَطِرت المرأَة، بالكسر، تَعْطَرُ عَطَراً: تَطيّبتْ.
وامرأَة عَطِرة مَطِرةٌ بَضّة مَضّة، قال: والمَطِرة . . . أكمل المادة الكثيرة السِّواك. أَبو عمرو: تَعَطَّرت المرأَةُ وتأَطَّرت إِذا أَقامت في بيت أَبَوَيْها ولم تتزوج.
وفي الحديث: أَنه كان يكره تَعَطُّرَ النساء وتشبُّهَهُنَّ بالرجال؛ أَراد العِطْرَ الذي تَظْهَرُ ريحُه كما يظهر عِطْرُ الرجال، وقيل: أَراد تَعَطُّلَ النساء، باللام، وهي التي لا حَلْيَ عليها ولا خِضابَ، واللام والراء يتعاقبان.
وفي حديث أَبي موسى: المرأَةُ إِذا اسْتَعْطَرت ومَرَّت على القوم ليَجِدُوا رِيحَها أَي استعملت العِطْرَ وهو الطيب؛ ومنه حديث كعب بن الأَشرف: وعندي أَعْطَرُ العربِ أَي أَطْيَبُها عِطْراً. قال أَبو عبيدة: يقال بَطْني أَعْطِري (* قوله: «بطني أعطري» هكذا في الأصل، والذي في الأمثال: عطري، بفتح العين وتشديد الطاء.
وفي شرح القاموس وقال أَبو عبيدة يقال: بطني عطري؛ هكذا في سائر النسخ، والذي في أمهات اللغة: أعطري وسائري فذري).
وسائرِي فذَرِي؛ يقال ذلك لمن يُعْطِيك ما لا تحتاج إِليه،كأَنه في التمثُّل رجل جائع أَتى قوماً فطيّبوه.
وناقة عَطِرةٌ ومِعْطارةٌ وعَطّارةٌ إذا كانت نافِقةً في السوق تَبِيعُ نفسَها لحُسْنها. أَبو حنيفة: المُعْطِرات من الإِبل التي كأَنَّ على أَوبارِها صِبْغاً من حُسْنها، وأَصله من العطْرِ؛قال المرّار بن منقذ:هِجاناً وحُمْراً مُعْطِراتٍ كأَنها حَصى مَغْرةٍ ، أَلْوانُها كالمَجاسِد وناقةٌ مِعْطارٌ ومُعْطِرٌ: شديدة؛ ابن الأَعرابي: ومِعْطِيرٌ: حمراء طيّبة العَرَق؛ أَنشد أَبو حنيفة: كَوْماء مِعْطِير كَلَوْنِ البَهْرَمِ قال الأَزهري: وقرأْت في كتاب المعاني للباهلي: أَبكي على عَنْزَيْنِ لا أَنْساهُما، كأَنَّ ظِلَّ حَجَرٍ صُغْراهما، وصالغٌ مُعْطِرةٌ كُبْراهُما قال: مُعْطِرة حمراء. قال عمرو: مأْخوذ من العِطْر، وجَعَلَ الأُخْرى ظِلَّ حَجَرٍ لأَنها سَوْداء، وناقة عَطِرة ومِعْطارٌ ومُعْطِرة وعِرْمِسٌ أَي كريمة؛ وأَما قول العجاج يصف الحمار والأُتن: يَتْبَعْنَ جأْباً كمُدُقِّ المِعْطِير فإِنه يريد العطّار.
وعُطَيْرٌ وعُطْرانُ: اسمان.

عفف (لسان العرب) [0]


العِفّة: الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ. عَفَّ عن المَحارِم والأُطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة، فهو عَفِيفٌ وعَفٌّ، أَي كَفَّ وتعفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعفَّه اللّه.
وفي التنزيل: ولْيَسْتَعْفِف الذين لا يَجِدون نكاحاً؛ فسَّره ثعلب فقال: ليَضْبِطْ نفسه بمثل الصوم فإنه وِجاء.
وفي الحديث: من يَسْتَعْفِف يُعِفّه اللّه؛ الاسْتِعْفاف: طلَبُ العَفافِ وهو الكَفُّ عن الحرام والسؤال من الناس، أَي من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه اللّه إياها، وقيل: الاستعفاف الصبْر والنَّزاهة عن الشيء؛ ومنه الحديث: اللهم إني أَسأَلك العِفّة والغِنى، والحديث الآخر: فإنهم ما علمت أَعِفّةٌ صُبُر؛ جمع عَفِيف.
ورجل عَفٌّ وعَفِيف، والأُنثى بالهاء، وجمع العَفِيف أَعِفّة وأَعِفّاء، ولم يُكَسِّروا العَفَّ، وقيل: العَفِيفة . . . أكمل المادة من النساء السيدة الخَيْرةُ.
وامرأَة عَفِيفة: عَفّة الفَرج، ونسوة عَفائف، ورجل عَفِيف وعَفٌّ عن المسأَلة والحَرْصِ، والجمع كالجمع؛ قال ووصف قوماً: أَعِفّة الفَقْرِ أَي إذا افتقروا لم يغْشَوُا المسأَلة القبيحة.
وقد عَفَّ يعِفّ عِفَّة واستعَفَّ أَي عَفَّ.
وفي التنزيل: ومن كان غنيّاً فليَستعْفِفْ؛ وكذلك تعَفَّفَ، وتعَفَّفَ أَي تكلَّف العِفَّة.
وعَفَّ واعْتَفَّ: من العِفَّة؛ قال عمرو بن الأَهتم: إنَّا بَنُو مِنْقَرٍ قومٌ ذَوُو حَسَبٍ، فِينا سَراةُ بَني سَعْدٍ وناديها جُرْثُومةٌ أُنُفٌ، يَعْتَفُّ مُقْتِرُها. عن الخَبِيثِ، ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها وعَفيفٌ: اسم رجل منه.
والعُفّةُ والعُفافةُ: بقيَّة الرَّمَثِ في الضَّرْع، وقيل: العُفافةُ الرَّمَث يَرْضَعُه الفَصِيلُ.
وتعَفَّف الرجل: شرب العُفافة، وقيل: العُفافة بقية اللبن في الضرع بعدما يُمتَكُّ أَكثره، قال: وهي العُفّة أَيضاً.
وفي الحديث حديث المغيرة: لا تُحَرِّمُ العُفّةُ؛ هي بقية اللبن في الضَّرْع بعد أَن يُحْلَب أَكثر ما فيه، وكذلك العُفافة، فاستعارها للمرأَة، وهم يقولون العَيْفة؛ قال الأَعشى يصف ظبية وغزالها: وتَعادى عنه النهارَ، فما تَعْـ ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ نصب النهار على الظرف، وتَعادى أَي تَباعدُ؛ قال ابن بري: وهذا البيت كذا ورد في الصحاح وهو في شعر الأَعشى: ما تعادى عنه النهار، ولا تعـ ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ أَي ما تَجاوزُه ولا تُفارِقُه، وتَعْجُوه تَغْذُوه، والفُواق اجتماع الدّرّة؛ قال: ومثله للنّمر بن تَوْلَب: بأَغَنَّ طِفْلٍ لا يُصاحِبُ غيره، فله عُفافةُ دَرِّها وغِزارُها وقيل: العُفافة القليل من اللبن في الضرْع قبل نزول الدِّرّة.
ويقال: تَعافَّ ناقتكَ يا هذا أَي احْلُبْها بعد الحلبة الأُولى.
وجاء فلان على عِفّانِ ذلك، بكسر العين، أَي وقْتِه وأَوانه، لغة في إفَّانه، وقيل: العُفافة أَن تُترك الناقةُ على الفصيل بعد أَن يَنْقُص ما في ضرعها فيجتمع له اللبن فُواقاً خفيفاً؛ قال الفراء: العفافة أَن تأْخذ الشيء بعد الشيء فأَنت تَعْتَفُّه.
والعَفْعَفُ: ثمر الطلح، وقيل: ثمر العِضاه كلها.
ويقال للعجوز: عُفّة وعُثّة.
والعُفّة: سمكة جَرْداء بيضاء صغيرة إذا طُبِخت فهي كالأَرُزّ في طعمها.

شقح (لسان العرب) [0]


الشَّقْحةُ والشُّقْحة: البُسْرَة المتغيرة إِلى الحُمْرة؛ وفي الحديث: كان على حيَيِّ بن أَخْطَبَ حُلَّةٌ شُقَحِيَّة أَي حمراء. الأَصمعي: إِذا تغيرت البُسْرة إِلى الحُمْرة، قيل: هذه شُقْحة.
وقد أَشْقَحَ النخلُ، قال: وهو في لغة أَهل الحجاز الزَّهْوُ.
وأَشْقَحَ النخل: أَزْهَى.
وأَشْقَحَ البُسْرُ وشَقَّح: لَوَّنَ واحْمَرَّ واصْفَرَّ، وقيل: إِذا اصفرّ واحمرّ، فقد أَشْقَح؛ وقيل: هو أَن يَحْلُوَ.
وشَقَّحَ النخلُ: حَسُنَ بأَحماله، وكذلك التَّشْقِيح، ونُهي عن بيعه قبل أَن يُشَقِّح؛ وفي حديث البيع: نهى عن بيع الثمر حتى يُشَقِّحَ؛ هو أَن يَحْمَرّ أَو يَصْفَرّ. يقال:أَشْقَحت البُسْرَة وشَقَّحَتْ إِشْقاحاً وتَشْقِيحاً؛ أَبو حاتم: يقال للأَحْمَر الأَشْقَر: إِنه لأَشْقَحُ؛ وقد يستعمل التَّشْقِيحُ في غير النخل؛ قال ابن أَحمر: . . . أكمل المادة كَبانِيةٍ، أَوتادُ أَطْناب بَيْتِها أَراكٌ، إِذا صاقتْ به المَرْدُ شَقَّحا فجعل التَّشْقِيحَ في الأَراك إِذا تلوَّن ثمره.
والشَّقِيح: النَّاقِهُ من المرض، ولذلك قيل: فلان قبيحٌ شَقِيحٌ.
والشَّقْحُ: رَفْعُ الكلب رجله ليبول.
والشَّقْحة: ظَبْيَة الكلْبةِ (* قوله «والشقحة ظبية الكلبة» كذا بالأصل، بالظاء المعجمة المفتوحة، وهي فرج الكلبة، كما في الصحاح في فصل الظاء المعجمة من المعتل.
وقال المجد: هنا الشقحة حياء الكلبة، وبالضم: طيبتها اهـ. قال الشارح: وقيل مسلك القضيب من ظبيتها اهـ.
والطاء مهملة متناً وشرحاً لكنها في نسخ الطبع مضبوطة بالشكل بضمة.)، وقيل: مَسْلَكُ القَضيب من ظَبْيَتِها؛ قال الفراء: يقال لِحَياءِ الكَلْبَةِ ظَبْيَةٌ وشَقْحةٌ، ولذوات الحافر وَظْبَة.
والشُّقَّاحُ: اسْتُ الكلب.
وأَشْقاحُ الكلاب أَدبارُها، وقيل: أَشْداقُها.
ويقال: شاقَحْتُ فلاناً وشاقَيْتُه وباذَيْتُه إِذا لاسَنْتَه بالأَذِيَّة.
والشَّقْحُ: الكَسْرُ.
وشَقَح الشيءَ: كَسَرَه شَقْحاً.
وشَقَحَ الجَوْزة شَقْحاً: استخرج ما فيها.
ولأَشْقَحْنَّه شَقْح الجَوْزة بالجَنْدَلِ أَي لأَكْسِرَنه، وقيل: لأَسْتَخْرجَنَّ جميع ما عنده.
والعرب تقول: قُبْحاً له وشَقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً كلاهما إِتباع، وقيل: هما واحد.
وقَبيح شَقيح. قال الأَزهري: ولا تكاد العرب تقول الشُّقْح من القُبْح؛ وقَبُحَ الرجلُ وشَقُحَ قَباحةً وشَقاحةً.
وقد أَومأَ سيبويه إِلى أَن شَقِيحاً ليس بإِتباع، فقال: وقالوا شَقِيحٌ ودميم، وجاء بالقَباحة والشَّقاحة. قال أَبو زيد: شَقَحَ اللهُ فلاناً وقَبَحَه، فهو مَشْقُوحٌ، مثل قَبَحه الله، فهو مَقْبُوحٌ.
والشَّقْحُ: البُعْدُ.
والشَّقْحُ: الشُّحُّ. يوفي حديث عَمَّار: سمع رجلاً يَسُبُّ عائشة، فقال له بعدما لكَزَه لَكَزاتٍ: أَأَنت تَسُبُّ حَبِيبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً المَشْقُوحُ المكسور أَو المُبْعَدُ؛ وفي حديثه الآخر: قال لأُم سَلَمة: دَعِي هذه المَقْبوحة المَشْقوحة؛ يعني بنتها زينبَ، وأَخذها من حَجْرها وكانت طِفْلةً.
والشُّقَّاحُ: نَبتُ الكَبَر.

شدخ (لسان العرب) [0]


الشَّدْخُ: الكسرُ في كل شيء رَطْب؛ وقيل: هو التَّهْشِيم يعني به كَسْرَ اليابس وكلِّ أَجوفَ؛ شَدَخَه بَشْدَخُه شَدْخاً فانْشَدَخ وتَشَدَّخ. الليث: الشَّدْخ كسرك الشيءَ الأَجْوَفَ كالرأْس ونحوه؛ شَدَخَ رأْسَه فانْشَدَخَ وشُدِّختِ الرُؤُوس، شُدِّدَ للكثرة.
وفي الحديث: فَشَدَخُوه بالحجارة؛ الشَّدْخُ: كسر الشيء الأَجْوَفِ وكذلك كل شيء رَخْصٍ كالعَرْفَجِ وما أَشبهه.
والمُشَدَّخُ: بُسْرٌ يُغْمَز حتى يَنْشَدِخ. ابن سيده: وعَجَلَةٌ شَدْخَةٌ رَطْبَة رَخْصَةٌ، أَعني بالعَجَلَة ضرباً من النبات.
وطِفْلٌ شَدَخٌ: رَخْصٌ.
وغلام شادِخٌ: شابٌّ. الجوهري: المُشَدَّخُ البُسْر يُغْمَز حتى يَنْشَدخ ثم يُيَبَّسُ في الشتاء؛ قال أَبو منصور: المُشَدَّخ من البُسْرِ ما افْتُضِخ، والفَضْخ والشَّدْخ واحد؛ وقول جرير: ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّله يعني ركب فِعْلَة مشهورة قبيحة . . . أكمل المادة من قِبَلِ أَبيه؛ وقال ابن بري: الشعر للعَيِّفِ العَبْدِيِّ يهجو به الحرث بن أَبي شمر الغساني. ابن الأَعرابي: يقال للغلام جَفْر ثم يافِعٌ ثم شَدَخ ثم مُطَبَّخ ثم كَوْكَبٌ.
وروي في حديث ابن عمر أَنه قال في السِّقْطِ: إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بيتك؛ الشَّدَخ، بالتحريك: الذي يسقط من جوف أُمه رَطْباً رَخصاً لم يَشْتَدَّ.
وشَدَخَتِ الغُرّة تَشْدَخُ شَدْخاً وشُدُوخاً: انتشرت وسالت سُفْلاً فملأَت الجبهة ولم تبلغ العينين؛ وقيل: غَشِيَتِ الوجهَ من أَصل الناصية إِلى الأَنف؛ قال: غُرَّتُنا بالمَجْدِ شادِخَةٌ للناظرين، كأَنها البَدْرُ وفرس أَشْدَخُ، والأُنثى شَدْخاء: ذو شادِخَةٍ. قال أَبو عبيدة يقال لغُرَّة الفرس إِذا كانت مستديرة: وَتِيرة، فإِذا سالت وطالت، فهي شادِخَة، وقد شَدَخَتْ شُدُوخاً: اتسعت في الوجه؛ وأَنشد أَبو عبيد: سَقْياً لكم يا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَيْن، شادِخَة الغُرَّة نَجْلاء العَيْن وقال الراجز: شَدَخَتْ غُرَّة السَّوابقِ فيهم، في وُجوهٍ إِلى الكِمامِ الجِعَادِ والشُِّدَّاخُ: أَحد حُكَّام كنانة، وهو لقب له واسمه يَعْمَرُ بنُ عَوْف؛ قال الأَزهري: كان يَعْمَرُ الشُِّدَّاخُ أَحد حكام العرب في الجاهلية، سمي شُدَّاخاً لأَنه حكم بين خُزاعة وقُصَيّ حين حَكَّموه فيما تنازعوا فيه من أَمر الكعبة، وكثر القتلُ فَشَدَخَ دِماء خزاعة تحت قدمه وأَبطلها وقضى بالبيت لِقُصَيّ؛ وخُرِّجَ شُِدَّاخٌ نعتاً مخرج رجل طُوَّال وماء طِيَّاب.
ومن العرب من يقول: يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ.
وأَمْرٌ شادِخٌ أَي مائل عن القصد؛ وقد شَدَخَ يَشْدَخُ شَدْخاً، فهو شادخ؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا الحرف ولا أَحقه؛ ثم قال: صححه قول أَبي النجم: مُقْتَدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِها، بأَمْرِه الشادِخِ عن أُمُورِها أَي يَعْدِلُ عن سَنَنها ويَمِيل؛ وقال الراجز: شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِها قال أَبو عبيدة: أَي تَعْدِلُ عن طريقها.
وبنو الشَّدَّاخِ: بطنٌ.
والأَشْداخُ: وادٍ من أَودية تِهامَةَ؛ قال حسان بن ثابت: أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التَّكَلُّما، بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما

فرط (الصّحّاح في اللغة) [0]


فَرَطَ في الأمر يَفْرُطُ فَرْطاً، أي قصَّر فيه وضيَّعه حتَّى فات.
وكذلك التَفْريطُ.
وفَرَطَ عليه، أي عَجِلَ وعَدا.
ومنه قوله تعالى: "إنَّا نخافُ أن يَفْرُطَ عَلَيْنا أو أنْ يَطْغى".
وفَرَطَ إليه منِّي قولٌ، أي سبق.
وفَرَطْتُ القوم أفْرُطُهُمْ فَرْطاً، أي سبقتهم إلى الماء، فأنا فارِطٌ، والجمع فرَّاطٌ. قال القُطاميٌّ:
كما تَعَجَّـلَ فُـرَّاطٌ لِـوُرَّادِ      فاسْتَعْجلونا وكانوا من صحابَتِنا

وفُرَّاطُ القطا: متقدِّماتها إلى الوادي والماء.
وأفْرَطَهُ، أي أعجله.وأفْرَطَتِ السحابةُ بالوَسْمِيِّ، أي عجَّلت به.
وأفْرَطَتِ المرأةُ أولاداً: قدَّمتهم.
وأفْرَطْتُ المرادةَ: ملأتها. يقال: غديرٌ مُفْرَطٌ، أي ملآن. قال الكسائي: يقال ما أفْرَطْتُ من القوم أحداً، أي ما تركت. قال: ومنه قوله تعالى: "وأنَّهم مُفْرَطونَ"، أي متروكون في النار منسِيُّونَ.
وأفْرَطَ في الأمر، أي . . . أكمل المادة جاوز فيه الحدّ.
والاسمُ منه الفَرْطُ بالتسكين. يقال: إيَّاك والفَرْطَ في الأمر.
وقولهم: لقيته في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أي الحينَ بعد الحين.
وأتيته فَرْطَ يومٍ أو يومين. قال لبيد:
تُعارُ فتأتي رَبَّها فَرْطَ أشهرِ      هل النفس إلا مُتْعَةٌ مستعارةٌ

وقال أبو عبيد: لا يكون الفَرْطُ في أكثر من خمسةَ عشر ليلةً.
والفُرْطَةُ بالضم: اسمٌ للخروج والتقدُّم.
والفَرْطَةُ بالفتح: المرَّة الواحدة منه.
والفَرَطُ بالتحريك: الذي يتقدَّم الواردة فيهيِّء لهم الأرسان والدِلاءَ، ويَمْدُرُ الحياضَ ويستقي لهم. يقال: رجلٌ فَرَطٌ وقومٌ فَرَطٌ أيضاً.
وفي الحديث: "أنا فَرَطُكُمْ على الحوض".
ومنه قيل للطفل الميِّت: "اللهم اجعله لنا فَرَطاً" أي أجراً يتقدَّمنا حتَّى نَرِدَ عليه.
والفارِطانِ: كوكبان متباينان أمام سريرِ بناتِ نَعْش.
وفارَطْتُ القوم مُفارَطَةً وفِراطاً، أي سابقتهم.
وهم يَتَفارَطون.
وتكلَّم فلانٌ فِراطاً، أي سبقتْ منه كلمةٌ.
والماءُ الفِراطُ: الذي يكون لمن سبق إليه من الأحياء.
وأمرٌ فُرُطٌ، أي مُجاوزٌ فيه الحدّ. زمنه قوله تعالى: "وكان أمره فُرُطاً".
والفُرُطُ أيضاً: واحد الأفْراطِ، وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالجبال. يقال: البومُ تنوحُ على الأفْراطِ.
وأمرٌ فُرُطٌ أيضاً، أي متروكٌ.
وأفْراطُ الصبحِ: أوَّل تباشيره.
والفُرُطُ: الفرسُ السريعةُ التي تَتَفَرَّطُ الخيلَ، أي تتقدَّمها. قال لبيد:
فُرُطٌ وِشاحي إذ غدوتُ لِجامُها      ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِلُ شِكَّتي

وفَرَطْتُهُ: تركته وتقدَّمته.
وقول ساعدة ابن جؤية:
      معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ

أي لا يتركه ولا يفارقه. قال الخليل: فَرَّطَ الله عنه ما يكره، أي نحَّاهُ.
وقلَّما يستعمل إلا في الشعر. قال مرقِّش:
أو يسبقُ الإسراعُ خيراً مُقْبِلا      فلعلَّ بُطْأَكمـا يفـرِّطُ شـيئاً


وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إحسانه وبِرُّهُ، أي لا ينقرض ولا يخاف فَوْتُهُ.
ويقال: افْتَرَطَ فلانٌ، إذا مات له ولدٌ صغير قبل أن يبلغ الحُلُمَ.

قلف (لسان العرب) [0]


القُلْفَة، بالضم: الغُرلة؛ أَنشد أَبو الغوث: كأَنَّما حثْرِمةُ بنِ غابِنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ، تَحتَ مُوسى خاتنِ ابن سيده: القُلْفة والقَلَفة جلدة الذكر التي أُلبِسَتها الحشَفة، وهي التي انقطع من ذكر الصبي.
ورجل أَقلَف بيِّن القلَف: لم يُختَن.
والقلَف: مصدر الأَقْلَف، وقد قَلِف قَلَفاً.
والقَلْفُ، بالجزم: قطع القُلفة واقتلاع الظُّفر من أَصلها؛ وأَنشد: يَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عن بَنانِه الجوهري: وقَلَفها الخاتن قلْفاً قطَعها، قال: وتزعم العرب أَن الغلام إذا ولد في القمْراء فَسحَت قُلفَته فصار كالمختون؛ قال امرؤ القيس وقد كان دخل مع قيصر الحمّام فرآه أَقلف: إني حَلَفْتُ يَميناً غيرَ كاذبة: لأَنت أَقْلَفُ، إلا ما جَنَى القَمَرُ إذا طَعَنْت به، مالَتْ عِمامَتُه، كما . . . أكمل المادة تجَمَّع تحتَ الفَلْكةِ الوَبَرُ والقَلَفَةُ، بالتحريك، من الأَقلف كالقَطَعَةِ من الأَقطع، وقلَفَ الشجرة: نزَع عنها لِحاءها؛ قال ابن بري: شاهده قول الفرزدق: قلَفْت الحَصَى عنه الذي فوقَ ظَهْره بأَحْلامِ جُهَّالٍ، إذا ما تَغَضَّفُوا وقلَف الدَّنَّ يَقْلِفُه قَلفْاً، فهو مَقْلوف وقَليف: نزع عنه الطين. ابن بري: القَليف دَنُّ الخمر الذي قُشر عنه طينه؛ وأَنشد: ولا يُرى في بيته القَليفُ وقلَفَ الشرابُ: أَزْبد.
وسُمِع أَحمد بن صالح يقول في حديث يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب: إنه كان يشرب العصير ما لم يَقْلِفْ، قال: ما لم يُزْبِدْ. قال الأَزهري: أَحمد بن صالح صاحب لغة إمام في العربية.
والقِلْفُ والقُلافة: القِشْر.
والقِلْف: قِشر الرُّمان.
وقلَف الشيءَ قلْفاً: كقَلَبه قلْباً؛ عن كراع.
والقُلْفتانِ: طرَفا الشاربين مما يلي الصِّماغين.
وشفة قلِفة: فيها غِلَظ.
وسيف أَقْلَفُ: له حدّ واحد وقد حُزِّزَ طَرف ظُبَتِه.
وعام أَقْلف: مُخْصب كثير الخير.
وعيش أَقلف: ناعم رَغَد.
وقلَفَ السفينة: خرز أَلواحها بالليف وجعل في خَلَلِها القارَ.
والقَلِيفُ:جِلال التمر، واحدتها قَليفة؛ عن أَبي حنيفة، وقال كراع: القَليف الجُلَّةُ العظيمة. النضر: القِلْف الجِلال المملوءة تمراً، كلُّ جلة منها قِلْفة، وهي المَقْلوفة أَيضاً.
وثلاث مَقْلوفات: كل جُلَّة مَقْلوفة، وهي الجلال البحرانية.
واقْتَلَفْت من فلان أَربع قِلْفات وأَربع مَقْلوفات: وهو أَن تأْتي الجُلَّةَ عند الرجل فتأْخذها بقولها منه ولا تَكِيلها؛ وأَنشد ابن بري: لا يأْكلُ البَقْلَ ولا يَرِيفُ، ولا يُرَى في بيتِه القليفُ ابن بري: والقَلِيف التمر البحري يتَقَلّف عنه قشره، قال: والقَليف ما يُقْلَف من الخبز أَي يقشر. قال: والقليف أَيضاً يابس الفاكهة.
والقَلِيف: الذكر الذي قطعت قُلْفته.
والقِلْفة، بالكسر: ضرب من النبات أَخضر له ثمرة صغيرة والمال حريص عليها، يعني بالمال الإبل.
والقِلَّف: لغة في القِنَّفِ. قال أَبو مالك: القِلَّف والقِنَّف واحد وهو الغِرْيَنُ واليَفَنُ إذا يبس، ويقال له غِرْيَنٌ إذا كان رَطْباً ونحو ذلك؛ قال الفراء: ومثله حِمَّص وقِنَّب.
ورجل خِنَّبٌ: طويل؛ قال ابن بري: القِلَّف يابس طين الغِرْيَن.

نشغ (لسان العرب) [0]


النَّشُوغُ: الوَجُورُ والسَّعُوطُ، وهو بالعين المهملة أَيضاً، وهو أَعلى، وقد نُشِغَ الصبيُّ نُشُوغاً؛ قال ذو الرمة: إذا مَرْئِيَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً ، فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا وروي نُشِعَ، بالعين المهملة، وهو إيجارُك الصبي الدَّواءَ، وقد تَقَدّم نَشغَه ونَشَعه إِذا أَوْجَره. ابن الأَعرابي: نُشِعَ الصبي ونشِغَ، بالعين والغين، إذا أُوجِرَ في الأَنف. الليث: نَشَغْتُ الصبيَّ وَجُوراً فانْتَشَغَه جُرْعةً بعد جُرْعةٍ.
وفي الحديث: فإِذا هو يَنْشَغُ أَي يَمَصُّ بِفِيه.
والمِنْشَغةُ: المُسْعُطُ أَو الصَّدَفةُ يُسْعَطُ بها؛ قال الشاعر: سَأَنْشَغُه حتى يَلِينَ شَرِيسُه، بِِمِنْشغةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ والنَّشَغُ: التَّلْقِينُ، وربما قالوا نَشَغْته الكلام نَشْغاً أَي لقَّنْتُه وعَلَّمته، وهو على التشبيه.
ويقال نَشَغْتُه الكلامَ ونَسَغْتُه الكلامَ، بالشين . . . أكمل المادة والسين؛ ونَشَغَه يَنْشَغُه نَشْغاً وأَنْشَغَه فَنَشَغَ وتَنَشَّغَ وانْتَشَغَ وناشَغَ؛ قال: أَهْوى وقد ناشَغَ شِرْباً واغِلا والنَّشْغُ: الشَّهِيقُ حتى يَكاد يَبْلُغُ به الغَشْيَ.
وفي حديث أُمِّ إسماعيل: فإِذا الصبي يَنْشَغُ للموت، وقيل: معناه يَمْتَصُّ بِفيه من نَشَغْتُ الصبيّ دَواء فانْتَشَغَه.
ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً: شَهِقَ حتى كاد يُغْشى عليه وإِنما ذلك من شَوْقِه.
وفي حديث أَبي هريرة: أَنه ذكرَ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَنَشَغَ نَشْغَةً أَي شَهِقَ وغُشِيَ عليه؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك الإنسان شَوْقاً إلى صاحبه أَو إِلى شيء فائتٍ وأَسَفاً عليه وحُبًّا للِقائه. قال: وهذا نَشْغٌ، بالغين، لا اختلاف فيه؛ قال رؤبة يمدحُ رجلاً ويذكر شَوْقَه إليه: عَرَفْتُ أَني ناشِغٌ في النُّشَّغِ ، إِلَيْكَ أَرْجُو من نَداكَ الأُسْبَغِ والنَّشْغةُ: تَنَفُّسةُ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء ، يقال منه:نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً.
والنَّشْغُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وقد نَشَفَه، والعينُ المهملة أَعْلى، ونُشِغَ به نَشْغاً: أُولِعَ، والعين المهملة لغة. أَبو عمرو: نُشِغَ به ونُشِعَ به وشُغِفَ به أَي أُولِعَ به.
وإنه لنَشُوغٌ بأَكل اللحم ومَنْشُوغٌ به أَي مُولَعٌ.
والنَّاشِغانِ: الواهِنَتانِ وهما ضِلَعانِ من كل جانب ضِلَعٌ. الفراء: النَّواشِغُ مَجاري الماء في الوادي؛ وأَنشد للمرَّار بن سَعِيد: ولا مُتلاقِياً ، والشمسُ طِفْلٌ ، ببَعْضِ نَواشِغِ الوادي حُمولا والناشِغةُ: مَجْرى الماء إلى الوادي، وخَصَّ ابن الأَعرابي بها الشُّعْبةَ المَسِيلةَ أَو الشَعْبَ المَسِيلَ. قال أَبو حنيفة: النَّواشِغُ أَضْخَمُ من الشِّحاحِ، والنَّشَغاتُ فُواقاتٌ خَفِيِّاتٌ جِدّاً عند الموت، واحدتها نَشْغةٌ، وقد نَشَغَ وتَنَشَّغَ.
وفي الحديث: لا تَعْجَلُوا بِتَغْطيةِ وجْهِ الميت حتى يَنْشَغَ أَو يَتَنَشَّغَ؛ حكاه الهَرَويُّ في الغريبين. ابن الأَعرابي: أَنْشَغَ الرجل تَنَحَّى.
ونَشَغَه بالرُّمْحِ: طَعَنَه؛ قال الأَخطل: تنَقَّلَتِ الدِّيارُ بها فَحلَّتْ بِحَزَّةَ ، حَيْثُ يَنْتَشِغُ البَعِيرُ وانْتِشاغُ البَعير: أَن يَضْرِبَ بخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ؛ قال أَبو زبيد: شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِيَيْنِ ، متى تَنْشَغْ بِوارِدةٍ، يَحْدُثْ لها فَزَعُ يصف طريقاً تَنْشَغُ بِوارِدةٍ أَي يصير فيه الناس فَتَتضايقُ الطَّريقُ بالوارِدةِ، كما يَنْشَغُ بالشيء إذا غَصَّ به.
وفي حديث النجاشيّ: هل تَنَشَّغَ فيكم الوَلَدُ؟ أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ؛ هكذا جاء في رواية، والمشهور تَفَشَّغَ بالفاء، والله أَعلم.

عم (مقاييس اللغة) [0]



العين والميم أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على الطُّول والكَثرة والعُلُوّ. قال الخليل: العميم: الطَّويل من النَّبات. يقال نخلةٌ عميمة، والجمع عُمٌّ.
ويقولون: استوى النَّبات على عَُمَُمه، أي على تمامه.
ويقال: جارية عميمة، أي: طويلةٌ.
وجسم عَمَمٌ. قال ابن شأس:
      فإنِّي أحبُّ الجَوْنَ ذا المَنكِبِ العَمَم

قال ابن الأعرابيّ: رجل عَمَمٌ وامرأة عَمَم، ويقال عُشْبٌ عميم، وقد اعْتمّ. قال الهذليّ :
يرتدن ساهِرَةً كأنَّ عميمَها      وجميمَها أسدافُ ليلٍ مُظلمِ

وقال بعضهم: يقال للنَّخلة الطويلة عَمَّة، وجمعها عَمٌّ.
واحتجَّ بقول لبيد:
سُحُقٌ يمتِّعُها الصَّفَا وَسرِيُّهُ      عَمٌّ نواعمُ بينهن كرومُ

قال أبو عمرو: العميم من النخل فوق الجَبَّار. قال:
فَعُمٌّ لعُمِّكُمُ نافعٌ      وطِفْلٌ لِطفلكم يُوهَلُ

أي صغارُها لصغاركم، . . . أكمل المادة وكبارُها لكباركم.
وقال أبو دُواد :
مَيَّالةٌ رُودٌ خَدَّلَجةٌ      كعَميمة البَرديِّ في الرَّفْضِ

العميمة: الطَّويلة.
والرَّفض: الماء القليل.ومن الباب: العمامة، معروفة، وجمعها عِمامات وعمائم.
ويقال تعمَّمت بالعِمامة واعتممت، وعمَّمني غيري.
وهو حسن العِمَّة، أي الاعتمام. قال:
تنجو إذا جَعلَتْ تَدْمَى أخِشَّتُها      واعتمّ بالزَّبَدِ الجعدِ الخراطيمُ

ويقال عُمِّمَ الرجُل: سُوِّد؛ وذلك أنّ تِيجان القوم العمائم، كما يقال في العجم تُوِّجَ يقال في العرب عُمِّمَ. قال العجاج:أي سُوِّد فأُلبس عمامةَ التَّسويد.
ويقال شاة مُعمَّمة، إذا كانت سوداء الرَّأس. قال أبو عبيد: فرس مُعَمَّمٌ، للذي انحدَرَ بياضُ ناصيته إلى منْبِتها وما حولها من الرأْس.
وغُرَّةٌ معمَّمة، إذا كانت كذلك.
وقال: التعميم في البَلَق: أن يكون البياضُ في الهامة ولا يكون في العُنق. يقال أبلقُ مُعَمَّمٌ.فأمّا الجماعة التي ذكرناها في أصل الباب، فقال الخليلُ وغيره: العمائم: الجماعات واحدها عَمٌّ. قال أبو عمرو: العمايم بالياء: الجماعات. يقال قوم عمايم .قال: ولا أعرف لها واحداً. قال العجاج:قال ابن الأعرابيّ: العَمّ: الجماعة من النّاس.
وأنشد:
يُريح إليه العمُّ حاجةَ واحدٍ      فأُبْنا بحاجاتٍ وليس بذي مال

يريد الحجر الأسودوقال آخر .
والعَدْوَ بين المجلسَينِ إذا      آدَ العَشِيُّ وتنادى العَمّْ

ومن الجمع قولهم: عَمَّنا هذا الأمر يُعُمّنا* عموماً، إذا أصاب القَوم أجمعين. قال: والعامَّة ضدّ الخاصّة.
ومن الباب قولهم: إنّ فيه لعُمِّيَّةً، أي كِبْراً.
وإذا كان كذا فهو من العلوّ.فأمّا النَّضْر فقال: يقال فلانٌ ذو عُمِّيّة، أي إنَّه يعمُّ بنصره أصحابَه لا يخُصّ. قال:
فذادَها وهو مخضرٌّ نواجذُه      كما يذود أخُو العُمِّيَّة النَّجِدُ

قال الأصمعيّ: هو [من ] عميمِهم وصميمهم، وهو الخالص الذي ليس بمُؤتَشَب.
ومن الباب على معنى التشبيه: عمّم اللّبنُ: أرغَى.
ولا يكون ذلك إلاّ إذا كان صريحاً ساعةَ يُحلَب. قال لَبيد:
      وتُوفَى جفانُ الضَّيف مَحْضاً مُعَمَّما

ومما ليس له قياس إلاّ على التمحُّل عَمَّان: اسم بلد. قال أبو وجزة:
حَنَّت بأبواب عَمَّانَ القطاةُ وقد      قضى به صحبها الحاجاتِ والوطرا

القطاة: ناقته.

ح - ر - ش (جمهرة اللغة) [0]


استُعمل من وجوهها: الحَرْش، وهو أن يعمد الرجل إلى جُحْر الضَّبّ فيضربه بيده فيُرى الضَّبُّ أنه حيّة فيخرج إليه مذنِّباً، أي بذنَبه، فربّما قبض عليه فامتلخه، أي انتزعه، وربما استروِح فخَدَع فلا يُقدَر عليه. ومن أمثالهم: أنت أخدعُ من ضبّ حَرَشْتَه " . يقال: حَرشْتُ الضَّبَّ واحترشته بمعنى. وحَرَشْتُ البعيرَ بالعصا أو بالمِحْجَن، إذا حككته بطرفها ليمشي. وبه سُمِّي الرجل حِراشاً. والمِحْراش: المِحْجَن الذي يُحرش به البعير. ومثل من أمثالهم: هذا أجَلُّ من الحَرْش، وأصل ذلك أن العرب كانت تقول: قال الضبّ لابنه: يا بنيّ احْذَرِ الحَرْشَ، فسمع يوماً وَقْعَ مِحفار على فم الجُحْر فقال: يا أبتِ أهذا الحرش؟ . . . أكمل المادة قال: يا بنيّ، هذا أَجَلُّ من الحَرْش. ويقال: حرَّشتُ بين القوم وأرَّشتُ بينهم، إذا نقلت كلام بعضهم إلى بعض. والحَرْشاء: حَبّة نبتٍ شبيهةٌ بالخردل. قال الراجز: وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ خردلُهْ وأقبل النملُ قِطاراً يَنْقُلُهْ والحَريش: دُوَيْبَّة أكبر من الدودة على قدر الإصبع لها قوائم كثيرة. قال أبو حاتم: هي التي يسمّيها الناس: دخّال الأُذُن. والحَرْش: مجامعة المرأة وهي مستلقية. وقد سمَّت العرب حَريشاً ومحرِّشاً وحِراشاً. والحَشْر: معروف حشرتهم أحشُرهم حَشْراً، إذا جمعتهم. والمَحْشَر: مجتمَعهم في الموضع الذي يُحشرون فيه. وسهم حَشْر: خفيف. وأُذن حَشْرَة: مؤلَّلة، أي دقيقة. ويقال حَشَرَتهم السنةُ، إذا أصابهم الضُّرُّ حتى يهبطوا الأمصار. قال الراجز: ولا نَجا مِن حَشْرِها المحشوشِ وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ وحَشَرات الأرض: دوابّها الصغار، واحدتها حَشَرَة، مثل اليرابيع والضِّباب والقنافذ وما دون ذلك. ودابّة حَشْوَرَة، إذا كان مُلَزَّزَ الخَلْق شديدَه. ويقال للعظيم البطن من الرجال: حَشْوَر. ورَشَحَ الماءُ والعَرَقُ يرشَح رَشْحاً ورَشَحاناً، إذا خرج من الإنسان أو السِّقاء أو القِرْبة وكلِّ جلدٍ راشحٍ بالعَرَق. والمِرْشَحَة: لِبْد أسماطٍ يُطرح من تحت السَّرج ليقيَه من رَشْح العرق. ورشَّحتُ مالي، إذا أحسنت القيام عليه. ورشّحت المولود، إذا أحسنت غذاءه وتربيته. قال الشاعر: وطِفْلٍ تُرَشِّحُهُ أُمُّهُ ... متى تُدْعَ تتركْه قد أُفْرِدا وكل ما دبَّ على الأرض من خَشاشها فهو راشح. وفي كلام بعض أهل التوحيد: فما في الأرض مَدَبُّ راشحة ولا مُسْتَنُّ سابحة. ورشَّح الندى النبتَ، إذا رَباه. وأرشحتِ الناقةُ ولدَها، إذا دنا من الفِطام وأرادت فطامه، فهي مُرْشِح وولدها راشح. قال الشاعر: كأن فيه عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً ... من آخر الصيف قد همَّت بإرشاحِ والشَّحْر أحسبها كلمة يمانية، يقال: شَحَرَ فاهُ، إذا فتحه، في معنى شحا. والشِّحْر: موضع باليمن معروف. وشِحْر عُمان: موضع باليمن، يقال شَحْر وشِحْر بفتح الشين وكسرها، والكسر أفصح. والشَّحير: ضرب من الشَجر، وليس بثَبْت. والشَّرح من قولهم: شرحتُ لك الأمر أشرَحه شَرْحاً، إذا أوضحته وكشفته. والشَّريحة من اللحم: القطعة المرقَّقة، والجمع شرائح. وبنو شَرْح: بطن من العرب. وشَرَحَ الله صدرَه فانشرح، إذا اتّسع لقبول الخير. وكل قطعة من اللحم فهي شَرحة وشَريحة. وربما سُمَّي فَرْج المرأة شُريحاً، كناية. وقد سمَّت العرب شُريحاً.

طلس (العباب الزاخر) [0]


الطَّلْسُ: المَحْوُ، وقد طَلَسْتُ الكِتابَ أطْلِسُه -بالكسر- طَلْساً.
وفي حديث النبي- صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه أمَرَ بِطَلْسِ الصُّوَرِ التي في الكعبة، وقال عَليٌّ- رضي الله عنه-: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقال: لا تَدَع قبراً مُشْرِفاً إلاّ سَوَّيتَه، ولا تِمثالاً إلاّ طَلَسْتَه.
وفي حديث آخر إنَّ قول لا إله إلا الله يَطْلِسُ ما قبلَهُ من الذنوب. ويقال للصفيحة المَمْحُوَّة: طِلْسٌ وطِرْسٌ -بالكسر-. والوَسِخ من الثياب: طِلْسٌ أيضاً، والجمع أطلاس، وفي حديث عمر -رضي الله عنه- أنَّ عامِلَه فلاناً وَفَدَ عليه أشْعَثَ مُغْبَراً عليه أطلاس، وقال رؤبة يصف الديار:
كأنَّـــــــــــــــهُـــــــــــــــــنَّ      دارِساتٍ أطْلاسْمن صُحُفٍ أو بالِياتِ أطْراسْ

والطِّلْسُ: جلد فخذ البعير إذا . . . أكمل المادة تساقَطَ شعره. والطَّلاّسة -بالفتح والتشديد-: الخِرقَة التي يُمْسَح بها اللوح المكتوب ويُمحى بها. وقال ابن الأعرابي: الطَّلْسُ -بالفتح-: الطَّيْلَسان الأسوَد. والطِّلْس -بالكسر-: الذئب الأمعَط.د والأطلَس: الثوب الخَلَقُ.
والطَّلْساء: الخِرْقَة الوَسِخَة، قال ذو الرمّضة يصف النار:
فلمّا بَدَتْ كَفَّنْتُها وهـي طِـفْـلَةٌ      بِطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً ولا شِبْرا

ورجل أطلس الثياب، قال ذو الرُّمة يصف صائِداً:
مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطمارِ ليس له      إلاّ الضِّرَاءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ

وذِئْبٌ أطْلَس: وهو الذي في لونه غُبرَة إلى السواد، وكُلُّ ما كانَ على لونِهِ فهو أطلَس، قال:
يَلْقى الأمانَ على حِياضِ محمدٍ      ثَوْلاءُ مُخْرَفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَـسُ

ورجل أطْلَس: إذا رُمِيَ بقبيح، فالَهُ شَمِر، وأنشد لأوس بن حجر:
ولَسْتُ بأطلَسِ الثَّوْبَينِ يُصْبي      حَلِيْلَتَهُ إذا هَجَعَ الـنِّـيَامُ

حَلِيْلَتُه: جارَتُه التي تُحَالّه في الحِلَّةِ. قال: والأطلس: الأسْوَد؛ كالحَبَشِيِّ ونَحْوِه، قال لبيد رضي الله عنه:
فأجابني منه بطِـرْسٍ نـاطِـقٍ      وبكُلِّ أطْلَسَ جَوْبُهُ في المَنْكِبِ


وأطْلَسُ: اسمُ كَلْبٍ، قال البَعيث واسمه خِداش بن بشر:
فَصَبَّحَهُ عنـد الـشـروق غُـدَيَّةً      كِلابُ ابنِ عَمّارٍ عِطافٌ وأطْلَسُ

ويقال للأسوَد الوَسِخ: أطْلَسُ، وفي الحديث: ورِجالاً طُلْساً.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ ل س. وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أنَّه قَطَعَ يَدَ مُوَلَّدٍ أطْلَسَ سَرَقَ. قال ابن شُمَيْل: الأطلس: السّارِق؛ شُبِّهَ بالذئب. وقال ابن عبّاد: طُلِسَ به في السِجن: أي رُمِيَ به فيه. وطَلَسَ بَصَرُهُ: ذَهَبَ.
ورجل طِلَّيْسٌ -مثال سكِّيت-: أي أعمى مَطموس العين. وطَلَسْتُ بالشيء على وَجْهِه: أي جئت به.
وانا أطْلِسُ به كما سَمِعْتُه. وطَلَسَ بها: أي حَبَقَ. والطَّيْلَسَان -بفتح اللام-: واحِد الطَّيَالِسَة، والهاء في الجمع للعُجْمَة، لأنَّه فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قال الأصمعي: أصلُه تالشَانْ.
ويقال في الشَّتْم: يا ابنَ الطَّيْلَسان، يُراد أنَّكَ أعْجَمِيٌّ.
والعامَّة تقول: الطَّيْلِسَان -بكسر اللام-، فلو رَخَّمْتَ هذا في النداء لم يَجُز، لأنَّه ليس في الكلام فَيْعِلٌ- بكسر العين- إلاّ مُعْتَلاً، مِثْلُ سَيِّدٍ ومَيِّتٍ.
وقال الليث: الطَّيْلَسَان يُفْتًح ويُكْسَر، ولم أرَ فَيْعَلان مكسوراً غَيْرَه، وأكثر ما يَجِيءُ مفتوحاً؛ فَيْعَلاَنَ، أو مضموماً نحو الخيزران والحَيْسَمان، ولكن لما كانت الكَسرة والضمّة أُخْتَيْن اشْتَرَكَتا في مواضِعَ كثيرة دَخَلَتِ الضمّة مدخَل الكَسْرَة.
وقال ابن دريد: الطَّيْلَسان معروف؛ بفتح اللّام وكسرها، والفتح أعلى، والجَمْع: طَيَالِسُ.
وأنشد ابن فارِس في المقاييس:
وليلٍ فيهِ يُحْسَبُ كُـلُّ نَـجْـمٍ      بَدا لَكَ من خَصَاصَةِ طَيْلَسَانِ

وقال غيره: الطَّيْلَس: الطَّيْلَسان، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ:
فَرَفَعْتُ رَأسي للخَيَالِ فما أرى      غيرَ المَطِيِّ وظُلْمَةٍ كالطَّيْلَسِ


وطَيْلَسَانُ: إقليم واسِع كثير البلدان من نواحي الدَّيْلَمِ أو الخَزَرِ. وقال ابن عبّاد: انْطَلَسَ أثَرُ الدّابَّةِ: أي خَفِيَ. والتركيب يدل على مَلاسَةٍ.

خمص (لسان العرب) [0]


الخَمْصانُ والخُمْصانُ: الجائعُ الضامرُ البطنِ، والأُنثى خَمْصانةٌ وخُمْصانةٌ، وجَمْعُها خِمَاصٌ، ولم يجمعوه بالواو والنون، وإِن دخلَت الهاءُ في مؤنثه، حملاً له على فَعْلان الذي أُثناه فَعْلى لأَنه مثله في العِدّة والحركة والسكون؛ وحكى ابن الأَعرابي: امرأَة خَمْصى وأَنشد للأَصم عبد اللّه بن رِبْعِيٍّ الدُّبَيْري: ما لِلّذي تُصْبي عجوزٌ لا صَبا، سَريعةُ السُّخْطِ بَطِيئةُ الرِّضا مُبِينةُ الخُسْرانِ حينَ تُجْتَلى، كأَن فاها مِيلغٌ فيه خُصى، لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَمْصى الحَشا، عَزِيزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحى مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عن المَها والخَمَصُ: خَماصةُ البطن، وهو دِقّةُ خِلْقتِه.
ورجل خُمْصان وخَمِيصُ الحَشا أَي ضامر البطن.
وقد خَمِصَ بطنُه يَخْمَصُ وخَمُصَ وخَمِصَ خَمْصاً وخَمَصاً وخَماصة.
والخَميص: كالخُمْصانِ، . . . أكمل المادة والأُنثى خَميصة.
وامرأَة خَمِيصةُ البطن: خُمْصانةٌ، وهُنّ خُمْصاناتٌ.
وفي حديث جابر: رأَيت بالنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ خَمْصاً شديداً.
ومنه الحديث: كالطير تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي تَغْدو بُكْرةً وهي جِيَاعٌ وتروح عِشاءً وهي مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ؛ ومنه الحديث الآخر: خِمَاصُ البُطونِ خِفاف الظهور أَي أَنهم أَعِفَّةٌ عن أَموال الناس، فهم ضامرو البطون من أَكلها خِفافُ الظهورِ من ثِقلِ وِزْرِها.
والمِخْماصُ: كالخَمِيص؛ قال أُمية بن أَبي عائذ: أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ، تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ والخَمْصُ والخَمَصُ والمَخْمَصَة: الجوع، وهو خَلاء البطن من الطعام جوعاً.
والمَخْمَصة: المَجاعةُ، وهي مصدرٌ مثل المَغْضَبَةِ والمَعْتَبةِ، وقد خَمَصه الجوعُ خَمْصاً ومَخْمَصةً.
والخَمْصةُ: الجَوْعة. يُقال: ليس البِطْنةُ خيراً من خَمْصةٍ تتبعها.
وفلان خَمِيصُ البطنِ عن أَموال الناس أَي عَفِيفٌ عنها. ابن بري: والمَخامِيصُ خُمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ.
والأَخْمَصُ: باطنُ القَدَم وما رَقَّ من أَسْفلها وتجافى عن الأَرض، وقيل: الأَخْمَصُ خَصْرُ القدم. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قول عليّ، كرم اللّه وجهه، في الحديث كان رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، خُمْصانَ الأَخْمَصَين، فقال: إِذا كان خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لم يرتفِع جدّاً ولم يستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فهو أَحسنُ ما يكون، فإِذا استوى أَو ارتفع جدّاً فهو ذمّ، فيكون المعنى أَن أَخْمَصَه مُعْتدل الخَمَصِ. الأَزهري: الأَخْمَصُ من القدم الموضع الذي لا يَلْصَقُ بالأَرض منها عند الوطءِ.
والخُمْصانُ: المبالِغُ منه، أَي أَن ذلك الموضع من أَسْفلِ قدَمِه شديدُ التجافي عن الأَرض. الصحاح: الأَخْمَصُ ما دخل من باطن القدم فلم يُصِب الأَرض.
والتَّخامُصُ: التجافي عن الشيء؛ قال الشماخ: تَخامَصُ عن بَرْدِ الوِشاحِ، إِذا مَشَتْ، تَخامُصَ جافي الخيلِ في الأَمْعَزِ الوَجِي وتقول للرجل: تَخامَصْ للرجُلِ عن حَقِّه وتَجافَ له عن حَقِّه أَي أَعْطِه.
وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عند وقت السحَر؛ قال الفرزدق: فما زِلْتُ حتى صعَّدَتْني حِبالُها إِليها، ولَيْلي قد تَخامَصَ آخرُهْ والخَمْصةُ: بَطْنٌ من الأَرض صغيرٌ لَيّنُ المَوْطِئِ. أَبو زيد: والخَمَصُ الجُرْحُ.
وخَمَصَ الجُرْحُ يَخْمُصُ خُموصاً وانْخَمَصَ، بالخاء والحاء: ذهب ورَمُه كحَمَصَ وانْحَمَصَ؛ حكاه يعقوب وعدّه في البدل؛ قال ابن جني: لا تكون الخاء فيه بدلاً من الحاء ولا الحاء بدلاً من الخاء، أَلا ترى أَن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرُّفَ صاحبِه فليست لأَحدهما مَزِيَّةٌ من التصرُّف؟ والعموم في الاستعمال يكون بها أَصلاً ليست لصاحبه.
والخَمِيصةُ: بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم من المِرْعِزَّى والصُّوفِ ونحوه.
والخَمِيصةُ: كساء أَسْودُ مُرَبَّع له عَلَمانِ فإِن لم يكن مُعْلماً فليس بخميصة؛ قال الأَعشى: إِذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَمِيصةً عليها، وجِرْيالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصَا أَراد شعرها الأَسود، شَبَّهه بالخَمِيصة والخَمِيصةُ سَوْداء، وشبّه لونَ بَشَرَتِها بالذهب.
والنَّضِيرُ: الذهب.
والدُّلامِصُ: البَرّاق.
وفي الحديث: جئتُ إِليه وعليه خَمِيصة، تكرر ذكرها في الحديث، وهي ثوبُ خَزٍّ أَو صُوفٍ مُعلَم، وقيل: لا تسمى خَمِيصة إِلا أَن تكون سَوْداءَ مُعْلَمة، وكانت من لباس الناس قديماً، وجمعها الخَمائِصُ، وقيل: الخمائص ثيابٌ من خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ وحُمْر ولها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيضاً.
وخُماصة: اسم موضع( ) بهامش الأصل هنا ما نصه: حاشية لي من غير الاصول، وفي الحديث: صلّى بنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، العصر بالمخمص، هو بميم مضمومة وخاء معجمة ثم ميم مفتوحتين، وهو موضع معروف. .

خشف (العباب الزاخر) [0]


شمر: الخشفة والخشفة: الصوت والحركة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يا بلال: ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك. يقال: خشف الإنسان يخشف -بالكسر- خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد فتسمع له خشفة، قال القطامي:
إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السَّـمَـاءَ بِـشَـتْـوَةٍ      على حِيْنَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ

إنما نصب "حين" لأنه جعل "على" فصلاً في الكلام وأضافه إلى جملة؛ فتركت الجملة على إعرابها، كما أنشد سيبويه لشاعر من همدان:
على حِيْنَ ألهى النّاسَ جُلُّ أمُوْرِهِمْ      فضنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ

ولأنه أضيف إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل؛ . . . أكمل المادة فلم يوفر حظه من الإعراب. وخشفت رأسه بالحجر: أي فضخته. والخشاف: الخفاش؛ على القلب، وهو أفصح من الخفاش، ويقال: هو الخطاف. وطلق بن خشاف: من التابعين. وخشاف: غير منسوب، حدث عن أمه. وخشاف -بالتخفيف-: موضع، قال الأعشى:
ظَبْيَةٌ من ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَـافٍ      أُمُّ طفْلٍ بالجَوِّ غَيْرش رَبِيْبِ

وخشف يخشف -بالضم- خشوفاً: ذهب في الأرض. ورجل مخشف -بكسر الميم-: جريء على السرى.
وقال الليث: دليل مخشف: يخشف باليل، وأنشد:
تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْبِ لا تَصْطَلي بها      فانَّ لها من القَبِيْليْنِ مِخْشَـفـا

ومصدره الخشفان: وهو الجولان بالليل. وقال أبو عمرز: الخشف من أقبل: التي تسير بالليل، الواحدة: خاشف وخاشفة وخشوف وأنشد:
باتَ يُبَاري وَرِشاتٍ كالقَـطـا      عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرى

والخشاف -بالفتح ولتشديد- والخاشف والمخشف: من صفات الأسد. قال أبو سهل الهروي: أما الخشاف فهو الأسد الذي يقشر كل شيء يجده، وهو فعال من الخشف وهو القشر، قال:
أغْضَفُ خَشّافٌ شَتِيْمٌ أزْهَرُ     

وأما الخاشف: فهو الأسد الذي يسرع عند افتراس الفريسة، والجمع: خواشف، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
ومَشْرَبِ ثَغْرٍ للرِّجالِ كأنَّهمْ      بِعَيْقاِتِهِ هَدْءً سِبَاعٌ خَوَاشِفُ

يقال: مر يخشف: أي يسرع، وقال أبن حبيب: "خواشف": سراع لمرهم صوت، وقال غيره: خواشف: أي تسير بالليل. وأما المخشف: فهو الجريء الذي يركب الليل. وأم خشاف: الداهية. وزمل بن عمروبن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد كبير بن عذرة العذري -رضي الله عنه-: وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكتب له كتاباً، وعقد له لواء. وفاطمة بنت خشاف: من التابعيات. وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع قيل: هو أجرب أخشف.
وقال الليث: الأخشف: الذي عمه الجرب فهو يمشي مشية الشنج، قال: وخشف يخشف خشفاً: إذا يبس جلده عليه من العر والجرب وفوق الجرب جلدة يابسة، قال الفرزدق:
كِلانـا بـه عَـرُّ يُخَـافُ قِـرَافُــهُ      على النّاسِ مَطْليُّ المَسَاعِرش أخْشَفُ

وقال أبن دريد: يسمي بعض أهل اليمن الخزف الخشف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه. والخشف: الذباب الأخضر، والجمع: أخشاف. والخشف: الذل، مثل الخسف -بالسين المهملة-. وخشف به وخفش به: إذا رمى به. ورجل خشوف: يخشف في الأمور: أي يدخل فيها، والذي لا يهاب بالليل كالمخشف. وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الرض، وأما الأخاسف -بالسين المهملة- فهي الأرض اللينة؛ وقد مرت في موضعها، يقال: وقع في أخاشف من الأرض. والخشف -بالتحريك- والخشيف: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرخو، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفاً، وأنشد الليث:
جَمُّ السَّحَابِ مِدْفَقُ غرُوْفُ     


ويقال: إن الخشيف يبيس الزعفران. وسيف خشيف: أي ماض. والمخشف -بالفتح-: اليخدان؛ عن الليث، ومعناه: موضع الجمد.  وقال أبن دريد: الخشف -بالكسر-: ولد الظبي، والأنثى: خشفة.
وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي: طلى؛ ثم خشف.
وظبية مخشف: لها خشف. وانخشف في الشيء: أي دخل فيه. ومخاشفة السهم: أن تصيب فتسمع له خشفة. وخاشف فلان في ذمته: إذا سارع إلى إخفارها.
وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر؛ فآمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية رضي الله عنه-: قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية -رضي الله عنه-: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها، فلما قدم زياد صلبه على باب داره. أي سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان في الشر، وخاشف الإبل ليلته: إذا سارها، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال قد أخفر ذمته؛ يعني أن قتله كان الرأي. والتركيب يدل على الغموض والتستر وعلى الهشم والكسر.

طبخ (لسان العرب) [0]


الطَّبْخُ: إنضاج اللحم وغيره اشتواء واقتداراً. طبخَ القِدْرَ واللحمَ يطبُخُهُ ويَطبخُه طَبخاً واطَّبخه؛ الأَخيرة عن سيبويه، فانطبخ واطَّبَخ أَي اتخذ طبيخاً، افتعل، ويكون الاطّباخ اشتواء واقتداراً. يقال: هذه خبزة جيدة الطبخ، وآجُرَّة جيدة الطبخ.
وطابِخَةُ: لقب عامر بن الياس بن مضر، لقبه بذلك أَبوه حين طبخ الضَّب، وذلك أَن باه بعثه في بغاء شيء فوجد أَرنباً (* هكذا بالأصل) فطبخها وتشاغل بها عنه فسمي طابخة.
وتميمُ بنُ مرّ ومزينة وضبة بنو أَدّ بن طابخة بن خِندِف، وكأَنه إِنما أَثبت الهاء في طابخة للمبالغة.
والمطبخ: الموضع الذي يطبخ فيه؛ وفي التهذيب: المَطَبخ بيت الطَّباخ، والمِطبخ، بكسر الميم؛ قال سيبويه: ليس على الفعل . . . أكمل المادة مكاناً ولا مصدراً ولكنه اسم كالمربد.
والمِطْبخ آلة الطبخ.
والطَّبَّاخ: معالج الطبخ وحرفته الطِّباخة؛ وقد يكون الطبخ في القرص والحنطة.
ويقال: أَتقدروُنَ أَم تشوُون؟ وهذا مُطَّبَخ القوم ومُشْتواهم.
ويقال: اطَّبِخُوا لنا قُرصاً.
وفي حديث جابر: فاطَّبخنا هو افتعلنا من الطبخ فقلبت التاء لأَجل الطاء قبلها.
والاطّباخ: مخصوص بمن يطبخ لنفسه، والطبخ عام لنفسه ولغيره.
والطِّبْخُ: اللحمُ المطبوخ.
والطبيخ: كالقدير، وقيل: القدير ما كان بِفِحىً وتوابِلَ، والطبيخ: ما لم يفَحَّ.
واطَّبَخنا: اتخذنا طبيخاً؛ وهذا مُطَّبَخ القوم وهذا مُشْتواهم.
والطُّباخَة: الفُوارَة، وهو ما فار من رغوة القِدر إِذا طبخ فيها.
وطبُاخَة كل شيء: عصارته المأْخوذة منه بعد طَبْخِه كعصارة البَقَّمِ ونحوه. التهذيب: الطُّباخَة ما تحتاج إِليه مما يُطبَخ نحو البَقَّمِ تأَخذ طُباخَتَه للصبغ وتطرح سائره؛ وقول الشاعر: والله لولا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ، حيث لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبَّخ الملائكة الموكلين بالعذاب يعني عذاب الكفار، والطُّبَّخ جمع طابخ.
والطبيخ: ضرب من الأَشربة؛ ابن سيده: والطبيخ ضرب من المُنَصَّف.
وطَبَخ الحَرُّ الثمر: اءنضجه؛ ومنه قول أَبي حَثْمة قي صفة التمر: تُحفةُ الصائم وتَعِلَّةُ الصبيِّ ونُزُلُ مريمَ، عليها السلام، وتُطبَخُ ولا تُعَنِّي صاحبهَا.
وطبائخ الحر: سمائمها في الهواجر، واحدتها طبيخة؛ قال الطرماح: ومستأْنس بالقَفرِ، باتت تلُفُّه طبائخُ حرٍّ، وقعُهُنَّ سَفُوعُ والطابخة: الهاجرة.
والصابخُ: الحمَّى الصالِبُ.
والطّبَاخُ: القوَّة.
ورجل ليس به طباخ أَي ليس به قوّة ولا سِمن، ووجد بخط الأَزهري طُباخ، بضم الطاء، ووجد بخط الإِيادي طَباخ، بفتح الطاء؛ قال حسان بن ثابت: المالُ يَغْشَى رجالاً لا طَباخَ بهم، كالسَّيل يَغْشَى أُصولَ الدِّندِن البالي ومعناه: لا عقل لهم.
والدِّنْدِنُ: ما بلي وعفِنَ من أُصول الشجر، الواحدة دِنْدِنَة، و قد جاء هذا البيت في شعر لِحَيَّةَ بن خلف الطائي يخاطب امرأَة من بني شمحَى بن جرم يقال لها أَْسماءُ، وكانت تقول ما لِحَيَّة مال فقال مجاوباً لها: تقول أَسماء لما جئت خاطبها: يا حيُّ ما أَرَبي إِلاَّ لذي مالِ أَسماءُ لا تفعليها، رُبّ ذي إِبل يغشى الفَواحش، لا عَفّ ولا نال الفقر يزري بأَقوام ذوي حسب، وقد يسوّد، غيرَ السيد، المالُ (* في هذا البيت إقواء) والمال يغشى أُناساً، لا طَبَاخ لهم، كالسيل يغشى أُصول الدِّندِن البالي أَصون عرضي بمالي لا أُدنسه، لا بارك الله بعد العرض في المال أَحتال للمال، إِن أَودى، فأَكسبه ولست للعرض، إن أودى، بمخنال قوله نال من النوال وأَصله نَوِلَ مثل قولهم كبش صافٍ وأَصله صَوِفٌ؛ وفي حديث ابن المسيب: ووقعت الثالثة فلم ترتفع، وفي الناس طباخ: أَصل الطباخ القوّة والسمن ثم استعمل في غيره، فقيل: لا طباخ له أَي لا عقل له ولا خير عنده؛ أَراد أَنها لم تبق في الناس من الصحابة أَحداً؛ وعليه يبنى حديث الأَطبخ الذي ضرب أُمّه عند من رواه بالخاء.
وفي الحديث: إِذا أَراد الله بعبد سوءاً جعل ماله في الطبيخين؛ قيل: هما الجص والآجرّ، فعيل بمعنى مفعول.
وامرأَة طباخية مثل علانية: شابة ممتلئة مكتنزة اللحم؛ قال الأَعشى: عبْهَرةُ الخَلْقِ طَباخِيَّةٌ، تَزينه بالخُلُق الطاهر (* قوله «طباخية» في خط المؤلف بتشديد الياء وان كان ما قبله يقتضي التخفيف، وفي القاموس ككراهية وغرابية، بتشديد الياء ففيه التخفيف والتشديد).ويروى لُباخِيَّة.
وقيل: امرأَة طباخية عاقلة مليحة، وفي كلامه طُباخ إِذا كان محكماً.
والمُطَبَّخُ: الشابُّ الممتلئ؛ ابن الأَعرابي: يقال للصبي إِذا ولد: رضيع وطفل ثم فطيم ثم دارِجٌ ثم جَفْر ثم يافع ثم شَدَخ ثم مطبخ ثم كوكب.وطبَّخ: ترعرع وعقل. ابن سيده: والمُطبِّخ، بكسر الباء مشدّدة: من أَولاد الضأْن أَملأُ ما يكون؛ وقيل: هو الذي كاد يلحق بأَبيه وأَوّله حِسْل ثم غَيْداق ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضَرِم ثم ضبّ.
وقد طَبَّخَ الحِسلُ تطبيخاً: كبر.
ورجل طبْخَةُ: أَحمق، والمعروف طيخة.
والأَطبخ: المستحكم الحمق كالطبخة بيِّن الطبَخ.
وفي الحديث: كان في الحي رجل له زوجة وأُم ضعيفة فشكت زوجتُه إِليه أُمه فقام الأَطبخ إِلى أُمه فأَلقاها في الوادي؛ حكاه الهروي في الغريبين.
والطِّبِّيخُ بلغة أَهل الحجاز: البطيخ، وقيده أَبو بكر بفتح الطاء.