المصادر:  


فوه (الصّحّاح في اللغة) [50]


الأفْواهُ: ما يُعالَجُ به الطيبُ، كما أنَّ التوابل ما تُعالَجُ به الأطعمة. يقال فوهٌ وأفْواهٌ، ثم أفاويُه.
والفوهُ أصلُ قولنا فَمٌ، لأنَّ الجمع أفْواهٌ إلا أنهم استثقلوا اجتماع الهاءين في قولك: هذا فوهُهُ بالإضافة، فحذفوا منها الهاء فقالوا: هذا فوهُ وفو زيدٍ، ورأيت فا زيدٍ، ومررت بفي زيدٍ، وإذا أضفتَه إلى نفسك قلت: هذا فِيَّ، يستوي فيه حال الرفع والنصب والخفض، لأنَّ الواو تُقْلَبُ ياءً فتُدْغَم.
وقولهم: كَلَّمْتُهُ فاهُ إلى فِيِّ، أي مُشافِهاً، ونُصب فوهُ على الحال.
وإذا أفردوا لم تحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوّضوا من الهاء ميماً فقالوا هذا فَمٌ وفَمانِ وفَمَوانِ، ولو كانت الميم عِوَضاً من الواو . . . أكمل المادة لما اجْتَمَعَتا. أبو زيد: فاها لِفيكَ، ومعناه الخيبةُ لك.
والفَوَهُ بالتحريك: سعةُ الفَمِ.
ورجلٌ أفْوَهُ وامرأةٌ فَوْهاءُ، بَيِّنا الفَوَهِ.
وقد فَوِهَ يَفْوَهُ.
ويقال: الفَوَهُ خروجُ الثنايا العُلى وطولها. الأزقّة والأنهار واحدتها فُوَّهَةٌ.
ويقال: اقْعُدْ على فُوَّهَةِ الطريق، والجمع أفْواهٌ على غير قياس.
ويقال أيضاً: إن رَدَّ الفُوَّهَةِ لشديدٌ، أي القالَة، وهو من فُهْتُ بالكلام.
ومَحالَةٌ فَوْهاءُ، إذا كانت أسناتها التي يجري الرَشاءُ بينها طِوالاً.
وفوَّهَهُ الله: جعله أفْوَهَ.
وفاهَ بالكلام يَفوهُ: لفَظَ به. يقال: ما فُهْتُ بكلمة وما تَفَوَّهْتُ، بمعنًى، أي ما فتحت فمي بها.
والمُفَوَّهُ: المِنْطيقُ.
واسْتَفاهَ الرجلُ فهو مُسْتَفيهُ، إذا اشتدَّ أكله بعد ضَعْفٍ وقلة.
والفَيِّهُ: الأكول، وأصله فَيْوَهٌ فأُدغم، وهو المنطيق أيضاً، والمرأةُ فَيهَّةٌ.

الفاهُ (القاموس المحيط) [50]


الفاهُ والفُوهُ، بالضم،
والفِيهُ، بالكسر،
والفُوهَةُ والفَمُ: سواءٌ
ج: أفْواهٌ، وأفْمامٌ ولا واحِدَ لَها، لأَنَّ فَماً أصْلُهُ فَوَهٌ، حُذِفَتِ الهاءُ، كما حُذِفَتْ من سَنَةٍ، وبَقِيَتِ الواوُ طَرَفاً مُتَحَرِّكةً، فَوجَبَ إِبْدالُها ألفاً لانْفِتاحِ ما قَبْلَها، فَبَقِيَ فاً، ولا يكونُ الاسْم على حَرْفَيْنِ أحَدُهما التنوينُ، فأُبْدِلَ مَكانَها حَرْفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لَها وهو الميمُ، لأنهما شَفَهِيَّتان.
وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ، يُضارِعُ امْتِدادَ الواوِ، في تَثْنِيَتِه فَمَان وفَمَوان وفَمَيَانِ، والأَخِيرانِ نادِرانِ.
والفَوَهُ، محركةً: سَعَةُ الفَمِ، أو أن تَخْرُجَ الأَسْنانُ من الشَّفَتَيْنِ مع طُولِها، وهو أفْوَهُ، وهي فَوْهاءُ.
وفَوَّهَهُ اللُّه.
والأَفْوَهُ الأَزْدِيُّ: شاعِرٌ.
وبِئْرٌ فَوْهاءُ: واسِعَةُ الفَمِ.
وفاهَ به: نَطَقَ،
كتَفَوَّهَ.
ومُفَوَّهٌ، . . . أكمل المادة كمُعَظَّمٍ،
وفَيِّهُ، كَكَيِّسٍ: مِنْطِيقٌ، أو نَهِمٌ شَديدُ الأَكْلِ.
واسْتَفاهَ اسْتِفاهَةً واسْتِفاهاً: اشْتَدَّ أكْلُهُ أو شُرْبُهُ بعد قِلَّةٍ، أو سَكَنَ عَطَشُهُ بالشُّرْبِ.
والأَفْواهُ: التَّوابِلُ، ونَوافِحُ الطِّيبِ، وألْوانُ النَّوْرِ وضُرُوبُهُ، وأصْنافُ الشيءِ وأنْواعُهُ، الواحِدُ: فُوهٌ، كسُوقٍ
جج: أفاوِيهُ وفاهاهُ.
وفاوَهَهُ: ناطَقَهُ، وفاخَرَهُ.
والفُوَّهَةُ، كقُبَّرَةٍ: القالَةُ، أو تَقْطيعُ المُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً بالغِيبَةِ، واللَّبَنُ فيه طَعْمُ الحَلاوَةِ،
و~ من السكَّةِ والطَّريقِ والوادِي: فَمُهُ،
كَفُوهَتِهِ، بالضم، وأوَّلُ الشيءِ
ج: فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ.
وتَفاوَهُوا: تَكَلَّمُوا.
ومَحالَةٌ فَوْهاءُ،
وطَعْنَةٌ فَوْهاءُ.
ودَخَلوا في أفْواهِ البَلَدِ، وخَرَجُوا من أرْجُلِها: وهي أوائِلُهُ وأواخِرُهُ.
ولا فُضَّ فُوهُ، أي: ثَغْرُهُ.
وماتَ لِفِيهِ، أي: لِوَجْهِهِ.
ولو وجَدْتُ إليه فا كَرِشٍ، أي: أدْنَى طَريقٍ.
وفاهَا لِفِيكَ، أي: جَعَلَ الله فَمَ الدَّاهِيَةِ لِفَمِكَ.
وسَقَى إِبِلَهُ على أفْواهِها، أي: تَرَكَها تَرْعَى وتَسِيرُ.
وشَرابٌ مُفَوَّهٌ: مُطَيَّبٌ.
ومِنْطِيقٌ مُفَوَّهٌ ومَنْطِقٌ مُفَوَّهٌ.
ورجُلٌ فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ: أكُولٌ.
والفُوَّهُ، كسُكَّرٍ: عُرُوقٌ رِقاقٌ طِوالٌ حُمْرٌ، يُصْبَغُ بها، نافعٌ لِلكَبِدِ، والطِّحال، والنَّسَا، ووَجَعِ الوَرِكِ، والخاصِرَةِ، مُدِرٌّ جِدّاً، ويُعْجَنُ بِخَلٍّ فَيُطْلَى به البَرَصُ، فإِنه يَبْرَأُ.
وثَوْبٌ مُفوَّهٌ ومُفَوًّى: صُبغَ به.
وتَفَوَّهَ المَكانَ: دَخَلَ في فُوَّهَتِهِ.

فوه (لسان العرب) [50]


الليث: الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ. قال أَبو منصور: ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ، وامرأَة فَيِّهةٌ.
ورجل أَفْوَهُ: عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان.
ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها. ابن سيده: الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ سواءٌ، والجمعُ أَفواهٌ. عزَّ وجل: ذلك قولُهم بأَفْواهِهم؛ وكلُّ قولٍ إنما هو بالفم، إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ، إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه، لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ، وأَما كونه . . . أكمل المادة جمع فِيهٍ فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً؛ وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ، وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ، فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً، وكما حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ، وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً، ولا يكون الاسم على حرفين أَحدُهما التنوينُ، فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها، وهو الميمُ لأَنهما شَفَهِيَّتان، وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ. قال أَبو الهيثم: العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها، فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ، والياءَ من يَدٍ ودَمٍ، والحاءَ من حِرٍ، والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ، فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة، فاستثقلوا وقوفاً عليها فحذفوها، فبقي الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين، حرفٌ يُبْتَدأُ به فيُحرَّك، وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن، وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان في مَسْكَنٍ، والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها، وأَما ما حكي من قولهم أَفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ، إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ، ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ، وأَما ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال عيْنِها؛ وأَما قول الراجز: يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ، حتى يَعودَ المُلْك في أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه، وفتحِها؛ قال ابن سيده: القول في تشديد الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة، أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه؟ من ذلك قولُ الله تعالى: يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم؛ وقال الشاعر: فلا لَغْوٌ ولا تأْثِيمَ فيها، وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ وقالوا: رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ؛ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ الفمِ، ولم نسْمَعْهم قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت، ولا رجل أَفَمّ، ولا شيئاً من هذا النحو لم نذكره، فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة بالفاء والواو والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال، إنما هو عارضٌ لَحِقَ الكلمة، فإن قال قائل: فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد في فَمٍّ عارض ليس من نفس الكلمة، فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف وجهُ دخولهِ إياها؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف فقالوا فَمّ، كما يقولون هذا خالِدّ وهو يَجْعَلّ، ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً، كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم: ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقولهم أَيضاً: ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ، كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ، مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يريد: العَيْهَلَ والكَلْكَلَ. قال ابن جني: فهذا حكم تشديد الميم عندي، وهو أَقوى من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ، قال: فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول الفرزدق:هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما، على النّابِحِ العاوِي، أَشدَّ رِجام وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع بينهما؟ فالجواب: أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر وأَبي إسحق أَنهما ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه، لأَن الكلمة مَجْهورة منقوصة، وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ، وهوأَن تكون الواوُ في فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه، وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها لامانِ هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى، فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ، أَلا ترى أَنهما في قول سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ؟ وتَجِدُهما في قول من قال ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين، وإذا ثبت بما قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها، لأَن السكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على الحركةِ الزائدة. فإن قلت: فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ، لأَن أَفْعالاً إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ؟ فالجواب: أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه أَيضاً أَفْعال، وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ، وحَوْض وأَحْواض، وطَوْق وأَطْواق، ففَوْهٌ لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ. قال الجوهري: والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ، إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا فُوهُه بالإضافة، فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ، وإذا أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا فِيَّ، يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ، لأَن الواوَ تُقُلَبُ ياءً فتُذْغَم، وهذا إنما يقال في الإضافة، وربما قالوا ذلك في غير الإضافة، وهو قليل؛ قال العجاج: خالَطَ، مِنْ سَلْمَى، خياشِيمَ وفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها، يقول: كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وفاها فكَفَّ عن المضاف إليه؛ قال ابن سيده: وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء: يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما قال الفراء: أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ والأَنْفَ، فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ، وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على أَنه مفعول معَه كأَنه قال مع الفم؛ قال ابن جني: وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر كأَنه قال وأُحِبُّ الفمَ، ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ بمنزلة عَصاً، وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم.
وقالوا: فُوك وفُو زيدٍ، في حدِّ الإضافة وذلك في حد الرفع، وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ النصب والجر، لأَن التنوين قد أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة، وصارت كأَنها من تمامه؛ وأَما قول العجاج: خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفا فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون، فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ، قال سيبويه: وقالوا كلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ، وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما بعده، ولو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ، لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه، وأَنك كلَّمْتَه ولا أَحَدَ بينك وبينَه، وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه. قال الجوهري: وقولهم كلَّمتُه فاه إلى فِيَّ أَي مُشافِهاً، ونصْبُ فاهٍ على الحال، وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ التنوين فحذفوها وعوَّضوا من الهاءِ ميماً، قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان، قال: ولو كان الميمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا، قال ابن بري: الميمُ في فَمٍ بدلٌ من الواو، وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري، قال: وقد جاء في الشعر فَماً مقصور مثل عصاً، قال: وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ؛ وأَنشد: يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما، والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما وفي حديث ابن مسعود: أَقْرَأَنِيها رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً، وهو نصبٌ على الحال بتقدير المشتق، ويقال فيه: كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع، والجملة في موضع الحال، قال: ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول: فاهَا لِفِيك؛ تريد فا الداهية، وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ؛ قال سيبويه: فاهَا لِفِيك، غير منون، إنما يريد فا الداهيةِ، وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ، قال: ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ الداهيةَ قوله: وداهِية مِنْ دَواهي المَنو نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل للداهية فماً، وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله، وقيل: معناه الخَيْبة لَكَ.
وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ، كما يقال بفيك الحجرُ، وبفيك الأَثْلبُ؛ وقال رجل من بَلْهُجَيْم: فقلتُ له: فاهَا بفِيكَ، فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ حاذِرهُ يعني يَقْرِيك من القِرَى، وأَورده الجوهري: فإنه قلوصُ امرئ؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده فإنها، والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ، ويقال الهُجَيْميّ.
وحكي عن شمر قال: سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك، منوَّناً، أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ، قال: وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ، غير مُنوَّن، دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله فَمَك. قال: وقال سيبويه فاهَا لفِيكَ، غيرُ منوَّن، إنما يريد فا الداهيةِ وصار الضميرُ بدلاً من اللفظ بالفعل، وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل، وصار بدلاً من اللفظ بقوله دَهاكَ الله، وقال آخر: لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً، لَطالَما سَعَى للَّتي لا فا لها، غير آئِبِ أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية؛ وقال الآخر: ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ: فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ ويقال للرجل الصغير الفمِ: فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى، يُلَقَّب به الرجل.
ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ: فُو فَرَسٍ حَمِرٍ.
ويقال: لو وَجَدتُ إليه فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً. ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي في تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ، فأَما فَمانِ فعلى اللفظ، وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر؛ قال: وأَما سيبويه فقال في قول الفرزدق:هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إنه على الضرورة.
والفَوَهُ، بالتحريك: سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه.
والفَوَهُ أَيضاً: خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها، فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً، فهو أَفْوَهُ، والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ، وكذلك هو في الخَيْل.
ورجل أَفْوَهُ: واسعُ الفمِ؛ قال الراجز يصف الأَسد: أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهَِ وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء: واسعة الفم في رأْسها طُولٌ.
والفَوَهُ في بعض الصفات: خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها. قال ابن بري: طول الثنايا العليا يقال له الرَّوَقُ، فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها.
ومَحالةٌ فَوْهاء: طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها.
ويقال لمحالة السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها: إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ؛ قال الراجز: كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وبئر فَوْهاء: واسَعةُ الفمِ.
وطَعْنةٌ فَوْهاءُ: واسعةٌ.
وفاهَ بالكلام يَفُوهُ: نَطَقَ ولَفَظَ به؛ وأَنشد لأُمَيَّةَ: وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيمُ قال ابن سيده: وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة. أَبو زيد: فاهَ الرجل يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً.
وقالوا: هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به، والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ. ابن بري: وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ.
ورجل مُفَوَّهٌ: قادرٌ على المَنْطِق والكلام، وكذلك فَيِّهٌ.
ورجلٌ فَيِّهٌ: جَيِّدُ الكلامِ.
وفَوهَه اللهُ: جعَلَه أَفْوََِهَ.
وفاهَ بالكلام يَفُوه: لَفَظَ به.
ويقال: ما فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة.
والمُفَوَّهُ: المِنْطِيقُ.
ورجل مُفَوَّهُ بها.
وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان.
وفاهاهُ إذا ناطَقَه وفاخَرَه، وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه.
والفَيِّهُ أَيضاً: الجيِّدُ الأَكلِ.
وقيل: الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم، فَيْعِل، والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل.
والفَيِّهُ: المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً. ابن الأَعرابي: رجل فَيِّهٌ ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه.
وفي حديث الأَحْنَفِ: خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً، كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ.
ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً. الجوهري: الفَيِّهُ الأَكولُ، والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم، وهو المِنْطيقُ أَيضاً، والمرأَةُ فَيِّهةٌ.
واستَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو مُسْتَفِيهٌ: اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة، وقيل: اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه؛ عن ابن الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا؛ قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن: ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ اسْتَفاها: اشتَدَّ أَكْلِهما، والتَّصَبُّبُ: اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ، والتَّحلُّم مثلُه، والقَدْعُ: أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه، يقال: قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً.
وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو مُسْتَفِيهٌ، وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ.
والمُفَوَّهُ: النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع.
ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ الأَكلِ.
وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ.
وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أَيضاً، وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً في الأَكل، وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ.
ويقال: ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإ، يريدون أَكْلَه، وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك، ومن هذا قولهم: أَفْواهُها مَجاسُّها؛ المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها، والعرب تقول: سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها، إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها، وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ، وهذا كما يقال: سَقَى إبلَه قَبَلاً.
ويقال أَيضاً: جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير؛ قاله الأَصمعي؛ وأَنشد: أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ، جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ (* قوله «على أفواهها والسجح» هكذا في الأصل والتهذيب هنا، وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح). بُلَيّ: تصغير بِلُوٍ، وهو البعير الذي بَلاه السفر، وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ الطِّوال.
ومن دُعائِهم: كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه؛ ومنه قول الهذلي: أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله، مَنْ يَغْوِ سادِراً يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ: فَمُه، والجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ.
وفُوهةُ الطريقِ: كفُوَّهَتِه؛ عن ابن الأَعرابي.
والزَمْ فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَهوفَمَه.
ويقال: قَعَد على فُوَّهةِ الطريق وفُوَّهةِ النهر، ولا تقل فَم النهر ولا فُوهة، بالتخفيف، والجمع أَفْواه على غير قياس؛ وأَنشد ابن بري: يا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ (* قوله «للأفاق الفليق» هو هكذا بالأصل). ابن الأَعرابي: الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ، وهي السِّقاية. الكسائي: أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ، بتشديد الواو مثل حُمَّرة، ولا يقال فَم. الليث: الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ الوادي.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج فما تفَوَّهَ البَقيعَ قال: السلامُ عليكم؛ يريد لما دَخَل فمَ البَقِيعِ، فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه.
ويقال لأَوَّل الزُّقاقِ والنهر: فُوَّهَتُه، بضم الفاء وتشديد الواو.
ويقال: طَلع علينا فُوَّهةُ إبِلك أَي أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق. المكان: أَوائُله، وأَرْجُلُه أَواخِرُه؛ قال ذو الرمة: ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقول: لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي: وقولهم: إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ، وهو من فُهْتُ بالكلام.
ويقال: هو يخاف فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام.
ويقال: هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَي قالتَهم.
والفُوهةُ والفُوَّهةُ: تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة.
ويقال: مَنْ ذا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ.
والفُوَّهةُ: الفمُ. أَبو المَكَارم: ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما صادَفْت شيئاً حسناً. الطيب: نَوافِحُه، واحدُها فوه. الجوهري: الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة. يقال: فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق، ثم أفاويهُ وقال أَبو حنيفة: الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه؛ قال ذو الرمة: تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ، وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ وقال مرَّة: الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين، قال: وقد تكون الأَفْواه من البقول؛ قال جميل: بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ، ومن كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ والأَفْواهُ: الأَصْنافُ والأَنواعُ.
والفُوَّهةُ: عروقٌ يُصْبَغ بها، وفي التهذيب: الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها. قال الأَزهري: لا أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنى.
والفُوَّهةُ: اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ الحلاوةِ، وقد يقال بالقاف، وهو الصحيح.
والأَفْوه الأَوْدِيُّ: مِنْ شُعَرائهم، والله تعالى أَعلم.

فوه (مقاييس اللغة) [50]



الفاء والواو والهاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تفتُّحٍ في شيء. من ذلك الفَوَه: سَعة الفم. رجلٌ أفْوَه وامرأةٌ فوهاء.
ويقولون أهلُ العربية : إنَّ أصلَ الفم فَوَهٌ، ولذلك قالوا: رجلٌ أفْوَه.
وفاهَ الرّجلُ بالكلام يَفُوهُ به، إذا لفَظَ به.
والمُفَوَّه: القادر على الكلام.
وزعم ناسٌ أن الفَوَه أيضاً: خُروج الثَّنايا العُلْيا وطُولُها.ومن الباب الفُوَّهَة: فم النَّهْر، وإنما بنَوه هذا البناء فرقاً بين الذي للنّهر والذي للإنسان.
والفُوه: واحد أفواه الطِّيب، مثل سُوق وأسواق.
والقياس واحد، كأنَّه لما فاحت رائحتُه فاه بها، أي نطق.

أوف (لسان العرب) [50]


الآفةُ: العاهةُ، وفي المحكم: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أَصاب من شيء.
ويقال: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ.
وطعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، وفي غير المحكم: طعام مَأْوُوفٌ.
وإيفَ الطعامُ، فهو مَئِيفٌ: مثلُ مَعِيفٍ، قال: وعِيهَ فهو مَعُوهٌ ومَعِيهٌ. الجوهري: وقد إيف الزرعُ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أَي أَصابته آفة فهو مؤوف مثل مَعُوفٍ.
وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفوا: دخلت عليهم آفة.
وقال الليث: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بينها وبين الفاء ساكن يُبَيِّنُه اللفظ لا الخط.
وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وآفةً وأُوُوفاً كقولك عُوُوفاً: صارت فيها آفةٌ، واللّه أَعلم.

أوف (العباب الزاخر) [50]


الآفة: عرض مفسد لما أصاب من شيء، وقيل: العاهة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وىفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى. ويقال: إيف الزرع -على ما لم يسم فاعله-: أي أصابته ىفة؛ فهو مؤوف -مثال معوف-. وقال أبن بزرج: إيف الطعام فهو مئيف -مثال معيف-، قال: وعية فهو معيه ومعوه ومههوه. وقال الأزهري -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ومن خط الأزهري نقلت-: قال الليث إذا دخلت الآفة على قوم قيل: قد غفوا؛ ويقال في لغة: . . . أكمل المادة قد إيفوا، قال قلت: قول الليث "إفوا" الألف ممالة؛ بينها وبين الفاء ساكن يبينه اللفظ لا الخط، انتهى قول الأزهري.
والذي في كتاب الليث: ويقال في لغة: قد أففوا -بفاءين محققتين والأولى منهما مشددة-، في عدة نسخ من كتابه، وفي نسخ في الأولى: قد أوفوا -بالواو بين الهمزة والفاء-. والجمع: آفات.

الآفَةُ (القاموس المحيط) [0]


الآفَةُ: العاهَةُ، أو عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أصابَه.
وإيفَ الزَّرْعُ، كقيلَ: أصابَتْهُ، فهو مَؤُوفٌ ومَئيفٌ،
و~ القومُ أُوفُوا وإيفُوا وأُفُوا وإِفُوا، والهمزةُ مُمالَةٌ بينَها وبين الفاءِ: دَخَلَتِ الآفةُ عليهم،
ج: آفاتٌ.
فَصْلُ البَاء

شَحا (القاموس المحيط) [0]


شَحا: فَتَحَ فاهُ،
كأَشْحَى، وانْفَتَحَ.
والشَّحْوَةُ: الخَطْوَةُ.
وتَشَحَّى عليه: بَسَطَ لِسانَه فيه.
وخَيْلٌ شَواحي: فاتِحاتٌ أفْواهَها. والشَّحا: الواسِعُ من كلِّ شيءٍ، وماءٌ.
والشَّحْواءُ: البِئْرُ الواسعةُ.

ققز (لسان العرب) [0]


القَافُوزَةُ: كالقازُوزَة هي أَعلى منها، أَعجمية معرّبة. قال أَبو عبيد في كتاب ما خالفت فيه العامة لغات العرب: هي قاقُوزَةٌ وقازُوزَة للتي تسمى قاقُزَّةً. قال ابن السكيت: أَما القاقُزَّة فمولَّدة؛ وأَنشد للأُقَيْشِر الأُسَدِيِّ واسمه المُغِيرَةُ بنُ الأَسود: أَفْنى تِلادي وما جَمَّعْتُ من نَشَبٍ قَرْعُ القَوافِيزِ أَفواه الأَبارِيقِ كأَنَّهُنَّ، وأَيْدي الشَّرْبِ مُعْمَلَةٌ، إِذا تَلأْلأْنَ في أَيدي الغَرانِيقِ، بناتُ ماءٍ تُرى، بِيضٌ جآجِئُها، حُمْرٌ مناقِرُها، صُفْرُ الحَمالِيقِ التِّلادُ: المال القديم الموروث.
والنَّشَبُ: الضِّياع والبساتين التي لا يقدر الإِنسان أَن يرحل بها.
والقواقيز: جمع قاقُوزَة، وهي أَوانٍ يشرب بها الخمر.
والغرانيق: شُبَّان الرجال، واحدهم غُرْنُوقٌ. قال: ويقال غِرْنَوْقٌ وغِرْناقٌ وغُرانِقٌ.
وبنات ماء: طير من . . . أكمل المادة طير الماء طوال الأَعناق.
والجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، ومن رفع أَفواه الأَباريق جعلها فاعلة بالقَرْع، وتكون القوافيز في موضع مفعول تقديره أَن قرعت القواقيزَ أَفواه، ومن نصب الأَفواه كانت القواقيز فاعلة في المعنى، تقديره أَن قرعت القواقيزُ أَفواه، والمعنى واحد لأَن الأَباريق تقرع القواقيز والقواقيز تقرع الأَباريق، فكل منهما قارع مقروع، والقاقُزَّة لغة؛ قال النابغة الجَعْديُّ:كأَنِّي إِنما نادَمْتُ كِسْرى، فلي قاقُزَّة وله اثنَتانِ وقيل: لا تقل قاقُزَّة، وقال يعقوب: القاقُزَّة مولَّدة، وقال أَبو حنيفة: القاقُزَّة الطَّاسُ. الليث: القاقُزَّة مَشْرَبَةٌ دون القَرْقارَة، وهي معرّبة. قال الليث: وليس في كلام العرب، مما يفصل، أَلف بين حرفين مثلين مما يرجع إِلى بناء قَقْز، وأَما بابِلُ فهو اسم بلدة، وهو اسم خاص لا يجري مجرى اسم العوام.
والقاقُزَّانُ: ثَغْرٌ بقَزْوِينَ تَهُبُّ في ناحيته ريح شديدة؛ قال الطرماح: بفَجِّ الريح فَجّ القاقُزان

شحا (الصّحّاح في اللغة) [0]


شَحا فاه يَشْحوهُ ويَشْحاهُ شَحْواً، أي فتح فاه.
وفرسٌ بعيد الشَحْوَةِ، أي بعيد الخطوة.
وجاءت الخيل شَواحيَ، أي فاتحاتٍ أفواهها. فوهُ يَشْحُو، أي انفتح، يتعدَّى ولا يتعدى.

اللاَّذَنُ (القاموس المحيط) [0]


اللاَّذَنُ: رطوبَةٌ تَتَعَلَّقُ بشَعَرِ المِعْزَى ولِحاها، إذا رَعَتْ نَباتاً يُعْرَفُ بِقَلْسُوسَ أَو قَسْتُوسَ، وما عَلِقَ بشَعَرِها، جَيِّدٌ مُسَخِّنٌ مُلَيِّنٌ مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ وأفْواهِ العُروقِ، مُدِرٌّ نَافِعٌ للنَّزَلاتِ، والسُّعالِ، وَوَجَعِ الأذُنِ، وما عَلِقَ بأَظْلافِها رَدِيءٌ.

وذح (الصّحّاح في اللغة) [0]


الوَذَحُ: ما يتعلَّق في أذناب الشاءِ وأرفاغِها من أبعارها وأبوالها، فيجفُّ عليها، الواحدة وَذَحَةٌ؛ والجمع وُذْحٌ. قال جرير:
وُذْحٌ كثيرٌ وفي أكتافها الوَضَرُ      والتَغْلَبِيَّةُ في أفواهِ عَوْرَتِـهـا

تقول منه: وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذحُ وتَيذحُ وذَحاء.

اللَّكْثُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّكْثُ: الضَّرْبُ.
ولكَثْتُهُ: جَهَدْتُهُ، وحَمَلْتُ عليه.
واللَّكَثُ، بالتحريك: داءٌ للإِبِلِ شِبْهُ البَثْرِ في أفْواهِها،
كاللُّكاثِ، كغُرابٍ. لكِثَ، كفَرِحَ.
واللُّكاثُ، كغُرابٍ: حَجَرٌ بَرَّاقٌ في الجِصِّ.
واللُّكاثِيُّ: الشديدُ البَياض.
وكرُمَّانٍ: صُنَّاعُ الجِصِّ.
ولَكِثَ الوَسَخُ به، كفَرِحَ: لَصِقَ.
وناقةٌ لَكِثَةٌ: سَمينَةٌ.

شحو/ي (مقاييس اللغة) [0]



الشين والحاء والحرف المعتلّ يدلُّ على أصلٍ، وهو فَتْحُ الشَّيء. فالشَّحْوَة: ما بينَ الرِّجلين إِذَا خَطَا الإنسان.
ويقال للفَرَسِ الواسع الخَطْو: وهو بعيدُ الشَّحْوة.
وشَحَا الرَّجلُ فاه.
وشَحا الفمُ نفسُه.
ويصلح في مصدرهِ الشَّحْيُ والشَّحْو.
ويقال شَحَى اللِّجامُ فمَ الفرسِ شَحْياً.
ويقال جاءت الخيل شواحِيَ، أي فاتحاتٍ أفواهَها. قال:

قند (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَنْدُ: عسل قصب السكر. يقال: سويق مَقْنودٌ ومُقَنَّدٌ.
والقِنْديدُ: الخمر. قال الأصمعي: هو مثل الإسْفَنْطِ، وهو عصير يطبخ ويجعل فيه أفواهٌ من الطيب، وليس بخمر. الكسائي: رجلٌ قِنْدَأْوَةٌ، على فِعْلأوَةٍ، أي خفيف.
وقال الفراء: هي من النوق الجريئة.
وقال أبو مالك: ناقةٌ قِنْدَأوَةٌ وجملٌ قِنْدَأوٌ، أي سريعٌ.
وقَدومٌ قِنْدَأْوَةٌ، أي حادَّة.

عمص (لسان العرب) [0]


العَمْصُ: ضرْبٌ من الطعام.
وعَمَصَه: صنَعَه، وهي كلمة على أَفواه العامة وليست بَدَوِيّةً يُرِيدُون بها الخامِيزَ، وبعض يقول عامِيص. قال الأَزهري: عَمَصْت العامِصَ والآمِصَ، وهو الخاميز، والخاميز: أَن يُشَرَّح اللحمُ رقيقاً ويؤكلَ غير مطبوخ ولا مَشْويّ؛ يَفْعَلُه السكارى. قال الأَزهري: العامِصُ مُعرّب، وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: العَمِصُ المُولَعُ بأَكل العامِصِ، وهو الهُلامُ.

اللَّجْنُ (القاموس المحيط) [0]


اللَّجْنُ: اللَّحْسُ، وخَبْطُ الوَرَقِ، وخَلْطُه بدَقِيقٍ أَو شَعيرٍ،
كالتَّلْجينِ، ومحرَّكةً: الخَبَطُ المَلْجُونُ.
وكالكَتِفٍ: الوَسَخُ.
وتَلَجَّنَ: تَلَزَّجَ،
و~ رأسَهُ: غَسَلَهُ فلم يُنْقِهِ.
وَلَجَّنَ البعيرُ لِجاناً ولُجوناً: حَرَنَ،
و~ في المَشْيِ: ثَقُلَ.
وناقَةٌ وجَمَلٌ لَجُونٌ.
واللُّجَيْنُ: الفِضَّةُ.
وكأَميرٍ: زَبَدُ أفْواهِ الإِبِلِ.
واللَّجْنَةُ: الجماعَةُ يَجْتَمِعونَ في الأمْرِ ويَرْضَوْنَهُ.
ولَجِنَ به، كفَرِحَ: عَلِقَ.

شكع (الصّحّاح في اللغة) [0]


الشُكاعى: نبتٌ يُتَداوى به. قال الأخفش: هو بالفارسية: جَرْخَهْ.
وأنشد لعمرو بن أحمر الباهلي:
وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا      شَرِبْتُ الشُكاعى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً

قال سيبويه: هو واحدٌ وجمعٌ.
وقال غيره: الواحدة منها شُكاعاةٌ.
والشَكَعُ بالتحريك: الوجعُ والغضبُ أيضاً.
وقد شَكِع بالكسر. يقال: بات شَكِعاً، وَجِعاً لا ينام.
وأَشْكَعَهُ، أي أغضبه، ويقال أَمَّلَهُ وأضجره.

الفَدْمُ (القاموس المحيط) [0]


الفَدْمُ: العَيِيُّ عن الكلامِ في ثِقلٍ ورَخاوَةٍ وقِلَّةِ فَهْمٍ، والغَلِيظُ الأحْمَقُ الجافي
ج: فِدامٌ، وهي: بهاءٍ، فَدُمَ، كَكَرُمَ، فَدامَةً وفُدومةً، والأحْمَرُ المُشْبَعُ حُمْرَةً، أو ما حُمْرَتُه غيرُ شَديدةٍ.
وككِتابٍ وسَحابٍ وشَدَّادٍ وتَنُّورٍ: شيءٌ تَشُدُّهُ العَجَمُ والمَجوسُ على أفْواهِها عندَ السَّقْيِ، والمِصْفاةُ.
وإِبْريقٌ مُفَدَّمٌ، كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ: عليه مصفاةٌ، وفَدَّمْتُه تَفْديماً.
وفَدَمَ فاهُ،
و~ عليه بالفِدامِ يَفْدِمُ،
وفَدَّمَ: وضَعَهُ عليه.
وككِتابٍ: العِمامَةُ.

قلر (لسان العرب) [0]


القِلاَّرُ والقِلاَّرِيّ: ضرب من التين أَضخم من الطُّبَّار والجُمَّيْزِ؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي قال: هو تين أَبيض متوسط ويابسه أَصفر كأَنه يُدْهَنُ بالدِّهان لصفائه، وإِذا كثر لَزِمَ بعضُه بعضاً كالتمر، وقال: نَكْنِزُ منه في الحِبابِ ثم نَصُبُّ عليه رْبَّ العنب العَقِيد، وكلما تشربه فنقص زدناه حتى يَرْوَى ثم نُطَيِّنُ أَفواهها فيمكث ما بيننا السنة والسنتين فيَلْزَمُ بعضُه بعضاً ويتلبد حتى يُقْتَلَعَ بالصَّياصِي، والله تعالى أَعلم.

النِّكْثُ (القاموس المحيط) [0]


النِّكْثُ، بالكسر: أن تُنْقَضَ أخْلاقُ الأَكْسِيَةِ لِتُغْزَلَ ثانِيةً، ووالدُ بَشير الشاعِرِ.
ونكَثَ العَهْدَ، والحَبْلَ، يَنْكُثُه ويَنْكِثُهُ: نَقَضَهُ فانْتَكَثَ،
و~ السِّواكُ: تَشَعَّثَ رأسُهُ.
والنَّكيثَةُ: النَّفْسُ، والخُلْفُ، وأقْصى المَجْهودِ، وخُطَّةٌ صَعْبَةٌ يَنْكُثُ فيها القومُ، والطَّبيعَةُ، والقُوَّةُ.
وحَبْلٌ انْكاثٌ: مَنْكوثٌ.
وكغُرابٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ في أفْواهِ الإِبِلِ، وبهاءٍ: ما حَصَلَ في الفَمِ من تَشْعيثِ السِّواكِ، وما انْتَكَثَ من طَرَفِ حبلٍ.
والمُنْتَكِثُ: المَهْزولُ.
وتناكَثوا عُهودَهُمْ: تناقَضوها.
وانْتَكَثَ من حاجة إلى أُخْرى: انْصَرَفَ.
فَصْلُ الواو

جنـز (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والنون والزاء كلمةٌ واحدة. قال ابن دُريد: جَنَزْتُ الشَّيءَ أجْنِزُه جَنْزاً، إذا ستَرتَه، ومنه اشتقاق الجَنَازة. فأمَّا الخليل فمذهبُه غيرُ هذا، قال: الجَنازة الميّت، [و] الشيءُ الذي ثقُل على القوم واغتَمُّوا به هو أيضاً جَنَازة.
وقال:
وما كنت أخْشَى أن أكون جَنَازَةً      عليكِ ومَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثَانِ

قال: وأمّا الجِنَازة فهو خَشَبُ الشَّرْجَع. قال: ويقول العرب: رُمِي بجنازَتِه فمات. قال: وقد جَرَى في أفواه النّاس الجَنَازَة، بفتح الجيم، والنَّحارِير يُنكرونه.

ترع (الصّحّاح في اللغة) [0]


حوضٌ تَرَعٌ بالتحريك، وكوزٌ تَرَعٌ، أي ممتلئٌ.
وقد تَرِعَ الإناء بالكسر، يَتْرَعٌ تَرَعاً، أي امتلأ.
وأَتْرَعْتُهُ أنا، وجَفْنَةٌ مُتْرَعَةٌ.
وتَتَرَّعَ إليه بالشرِّ، أي تسرَّع.
وهو رجلٌ تَرِعٌ، أي سريعٌ إلى الشرِّ والغضب.
وسيلٌ تَرَّاعٌ، يملأ الواديَ.
والتَرَّاعُ: البوابُ.
والتُرْعَةُ بالضم: البابُ.
وفي الحديث: "إنَّ مِنبري هذا على تُرْعَةٍ من تُرَعِ الجنة".
ويقال: التُرْعَةُ: الروضةُ، ويقال الدرجةُ.
والتُرْعَةُ أيضاً: أفواهُ الجداول.
وسيرٌ أَتْرَعُ، أي شديدٌ.
ومنه قول الشاعر:
      فافْتَرِشَ الأرضَ بَسَيْرٍ أَتْرَعا

القَنْدُ (القاموس المحيط) [0]


القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْديدُ: عَسَلُ قَصَبِ السُّكَّرِ إذا جُمِّدَ، مُعَرَّبٌ.
وسَويقٌ مُقَنَّدٌ ومَقْنودٌ ومُقَنْدًى.
والقِنْديدُ: الوَرْسُ، والخَمْرُ، أو عصيرٌ يُجْعَلُ فيه أفْواهٌ ثم يُفْتَقُ، والعَنْبَرُ، والكافورُ، والمِسْكُ، وطيبٌ يُعْمَل بالزَّعْفَرانِ، وحالُ الرَّجُلِ حَسَنَةً أو قبيحةً، كالقِنْدِدِ.
والقِنْدَأْوُ: في الهمْزِ.
وسَمَرْقَنْدُ: في الراء.
وقَنادٌ، كسَحابٍ: ع شرقِيَّ واسِطَ.
ومحمدُ بنُ سعيدِ بنِ قَنْدٍ: مُحَدِّثٌ.
وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: تَمْرٌ.
وأبو القُنْدَيْنِ، بالضم، الأَصْمَعِيُّ: كُنِيَ به لعِظَمِ
قُنْدَيْهِ، أي: خُصْيَيْهِ.
وجاءَ بالأَمْرِ على قَناديدِهِ، أي: وجْهِهِ.

سعف (الصّحّاح في اللغة) [0]


السَعْفَةُ بالتسكين: قروحٌ تَخرج برأس الصبي، تقول منه: سُعِف الغلامُ؛ فهو مَسعوفٌ.
والسَعَفَةُ بالتحريك: غصنُ النخلِ، والجمع سَعَفٌ.
والسَعَفُ أيضاً: التَسَعُّثُ حول الأظفار.
وقد سَعِفَتْ يَدُهُ بالكسر، مثل سَئِفَتْ. قال ابن السكيت: السَعَفُ داءٌ يأخذ في أفواه الإبل كالجرَب يتمعّط منه خرطومها وشعر عينها. يقال ناقةٌ سعفاءُ وبعيرٌ أَسْعَفُ، وقد سُعِفَ.
ومثله في الغنم الغَرَبُ.
والأَسْعَفُ من الخيل: الأضيَبُ الناصيَة، فإذا ابيضّتْ كلها فهو الأصْبَغُ.
وأَسْعَفْتُ الرجلَ بحاجته، إذا قضَيتَها له.
والمُساعَفةُ: المواتاةُ والمساعدةُ.

فمم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الفَمُ أصله فَوْهٌ، نقصتْ منه الهاء فلم تحتمل الواو الإعراب لسكونها، فعوِّضَ عنها الميم. فإذا صغَّرت أو جمعت رددته إلى أصله وقلت فُوَيْهٌ وأفْواهٌ، ولا يقال أفْماءٌ. فإذا نسبت إليه قلت فَميٌّ وإن شئت قلت فَمَوِيٌّ، تجمع بين العوض وبين الحرف الذي عوِّض منه، كما قالوا في التثنية فَمَوانِ.
وفيه لغاتٌ: يقال هذا فَمٌ، ورأيت فماً ومررتُ بفمٍ بفتح الفاء على كل حالٍ.
ومنهم من يضم الفاء على كلِّ حالٍ.
ومنهم من يكسر الفاء على كلِّ حالٍ.
ومنهم من يعربه من مكانين يقول رأيت فَماً، وهذا فُمٌ، ومررت بِفِمٍ.

هزلج (لسان العرب) [0]


الهَزَلَّجُ: الظَّلِيم السريع؛ وقد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً، وقيل: كلُّ سُرْعة هَزْلَجة.
والهِزْلاجُ: السريع.
وذئب هِزْلاجٌ: سريع خفيف؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي: يَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ للطَّيرِ، واللَّغاوِسِ الهَزالجِ التهذيب: وأَنشَدَ الأَصمعي لهِمْيان: تُخْرِجُ من أَفواهها هَزالِجا قال: والهَزَالِجُ السِّراعُ من الذئاب؛ ومنه قوله: للطيرِ واللغاوسِ الهزالج وقول الحسين بن مُطَيْر: هُدْلُ المَشافِرِ، أَيْديها مُوَثَّقَةٌ، دُفْقٌ، وأَرجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ فسره ابن الأَعرابي فقال: سريعة خفيفة.
وقال كراع: الهِذْلاجُ السريعُ، مشتق من الهَزَجِ، واللام زائدة، وهذا قول لا يُلتفت إِليه.

ضَبَحَ (القاموس المحيط) [0]


ضَبَحَ الخَيْلُ، كمَنَعَ، ضَبْحاً وضُباحاً: أسْمَعَتْ من أفْواهِها صَوْتاً ليس بِصَهيلٍ ولاحَمْحَمَةٍ، أو عَدَتْ دونَ التَّقْريبِ،
و~ النارُ الشيءَ: غَيَّرَتْهُ، ولم تُبالِغْ فانْضَبَحَ.
والضِّبْحُ، بالكسر: الرَّمادُ.
وكغُرابٍ: صَوْتُ الثَّعْلَبِ،
وع، ومُحَدِّثٌ.
والمَضْبوحَةُ: حِجارَةُ القَدَّاحَةِ.
والضَّبيحُ: أفْراسٌ للرَّيْبِ بنِ شَريقٍ، وللشُّوَيْعِرِ محمدِ ابنِ حُمْرانَ، وللحازوقِ الحَنَفِيِّ الخارِجِيِّ، وللأَسْعَرِ الجُعْفِيِّ، ولداودَ بنِ مُتَمِّم.
وكزُبَيْرٍ: فَرَسانِ للْحُصَيْنِ ابنِ حُمامٍ، ولِخَوَّات بنِ جُبَيْرٍ.
وضَبْحٌ، بالفتح: المَوْضِعُ الذي يَدْفَعُ منه أوائِلُ الناسِ من عَرَفاتٍ.
وكشَدَّادٍ: ابنُ إسْماعِيلَ الكوفِيُّ، (وابنُ) محمدِ بنِ عَلِيٍّ: مُحَدِّثانِ.
والضَّبْحاءُ: القوسُ وقد عَمِلَتْ فيها النارُ.
والمُضابَحَةُ: المُقابَحَةُ والمُكافَحَةُ.

لكث (لسان العرب) [0]


اللَّكَثُ: الوسَخُ من اللبن يجمُدُ على حرف الإِناءِ، فتأْخذه بيدك.
ولكَثَه لكْثاً ولِكاثاً: ضربه بيده أَو رجله؛ قال كثير عزة: مُدِلٌّ يَعَضُّ، إِذا نالهُنَّ مِراراً، ويُدْنِينَ فاهُ لِكاثا وقال ابن الأَعرابي: اللَّكْثُ واللِّكاث الضرب، ولم يخض يداً ولا رجلاً؛ وقال كراع: اللُّكاث الضرب، بالضم، واللُّكاثَةُ أَيضا: داءٌ يأْخذ الغنم في أَشداقها وشفاهها، وهو مثل القُرح، وذلك في أَول ما تكدِمُ النبتَ، وهو قصير، صغير الفرع. اللحياني: اللُّكاث والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبل، وهو شبه البَثْر يأخذها في أَفواهها. ثعلب عن سلمة عن الفراء: اللُّكاثيُّ الرجل الشديد البياض، مأْخوذ من اللُّكاث، وهو الحجر البَرَّاقُ الأَملس، ويكون في الجِصِّ. عمرو عن . . . أكمل المادة أَبيه: اللُّكَّاثُ الجصَّاصُون، والصُّنَّاع منهم لا التجار.

ترع (مقاييس اللغة) [0]



التاء والراء والعين أصلٌ مطّردٌ قياسُه، وهو تفتُّح الشَّيءِ. فالتُّرْعة البابُ، والتَّرَّاع البَوّابُ. قال:
يُخيِّرُني تَرَّاعُه بين حَلْقَةٍ      أَزُومٍ إذا عَضَّتْ وكِبْلٍ مُضَبَّبِ

يُخيِّرُني تَرَّاعُه بين حَلْقَةٍوقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ مِنبري هذا تُرْعَةٌ من تُرَع الجنة".
والتَّرَع: الإسراع إلى الشرّ.
ورجلٌ تَرِعٌ.
وهو من ذاك، لأنّ فيه تفتُّحاً إلى ما لا ينبغي.
ولا يكاد يُقالُ هذا في الخير.ومن هذا الباب أترعْتُ الإناءَ مَلأتُه.
وجَفْنَةٌ مُتْرَعة. قال:والتَّرَع: الامتلاء.
وقد تَرِعَ الإناءُ.
وكان بعضُ أهل اللغة يقول: لا أقول تَرِع، ولكن أُتْرِع.
وهذا من الباب، لأنه إذا أُتْرِع بادَرَ إلى السَّيَلان.والتُّرْعة والجمعُ تُرَع: أفواه الجداول.
ويقال سَيْرٌ أَتْرَعُ. قال:والقياس كلّه واحد.

الشَّنَبُ (القاموس المحيط) [0]


الشَّنَبُ: مُحَرَّكَةً: ماءٌ، ورِقَّةٌ، وبَرْدٌ، وعُذُوبَةٌ في الأَسْنانِ، أو نُقَطٌ بيضٌ فيها، أو حِدَّةُ الأَنْيابِ كالغَرْبِ تَراها كالمِنْشَارِ.
شَنِبَ، كَفَرِحَ، فهو شانِبٌ وشَنيبٌ وأشْنَبُ، وهي شَنْبَاءُ، وشَمْباءُ عن سِيبَويْهِ.
والشَّنْباءُ من الرُّمَّانِ: الإمْليسِيَّةُ ليس لها حَبُّ، إنَّما هي ماءٌ في قِشْرٍ.
وشَنِبَ يَوْمُنا، كَفَرِحَ: بَرُدَ، فهو شَنِبٌ وشانِبٌ، والاسْمُ:
الشُّنْبَةُ، بالضم.
والمَشانِبُ: الأَفْواهُ الطَّيِّبَةُ: وشَنْبَوَيْهِ، كَعَمْرَوَيْهِ: حَدَّثَ عن حَجَّاجِ بنِ أرْطاةَ، ومحمدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ يوسُفَ بنِ شَنْبَوَيْهِ الأَصْبَهانِيُّ، وأبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ شَنْبُويَةَ، وعلِيُّ بنُ قاسِمِ بنِ إبراهيم بنِ شَنْبُويَةَ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ نَصْرِ بنِ شَنْبُويةَ صاحِبُ تِلْكَ الأَرْبعينَ، وبالضم: أبو عبدِ الرحمنِ بنِ . . . أكمل المادة شُنْبُويَةَ: مُحَدِّثُونَ.

الهَيْبَةُ (القاموس المحيط) [0]


الهَيْبَةُ: المَخافَةُ، والتَّقِيَّةُ، كالمَهابَةِ.
وهابَهُ يَهابُهُ هَيْباً ومَهابَةً: خافَهُ،
كاهْتابَهُ، وهو هائِبٌ وهَيوبٌ وهَيَّابٌ وهَيِّبٌ وهَيْبانٌ وهَيِّبانٌ، بكسر المُشَدَّدَة وفَتْحِها،
وهَيَّابَةٌ: يَخافُ الناسَ،
ومَهُوبٌ ومَهِيبٌ وهَيوبٌ وهَيبانٌ: يَخافُهُ الناسُ.
وتَهَيَّبَنِي وتَهَيَّبْتُهُ: خِفْتُه.
والهَيَّبانُ، مُشَدَّدَةً: الكثيرُ، والجَبانُ، والتَّيْسُ، والخَفيفُ، والرَّاعي، والتُّرابُ، وزَبَدُ أفواهِ الإِبِلِ، وصَحابِيُّ أسْلَمِيُّ، وقد يُخَفَّفُ، وقد يقالُ: هَيَّفانُ بالفاءِ.
والمَهِيبُ والمَهوبُ والمُتَهَيَّبُ: الأَسَدُ.
والهابُ: الحَيَّةُ، وزَجْرُ الإِبِلِ عندَ السَّوْقِ بِهابْ هابْ.
وقد أهابَ بها: زَجَرَهَا،
و~ بالخَيْلِ: دَعَاها،
أو زَجَرَهَا بِهابْ أو بِهَبْ وهَبِي، أي: أقْبِلِي وأقْدِمِي.
ومكانٌ مَهابٌ ومَهُوبٌ: يُهابُ فيه، بُني على قَوْلِهِمْ: هُوبَ الرجُلُ، حيث نَقَلُوا من الياءِ إلى الواو فيهما.
وهَيَّبْتُهُ . . . أكمل المادة إليه: جَعَلْتُهُ مَهِيباً عندَهُ.
فَصْلُ اليَاء

خرم (الصّحّاح في اللغة) [0]


 الخَرْمُ: أنفُ الجبل.
والخَرْمُ مصدر قولك: خَرَمْتُ الخَرَزً أَخْرِمُهُ بالكسر، إذا أَثْأَيْتَهُ.
وما خَرَمْتُ منه شيئاً، أي ما نَقَصْت وما قطعت.
وما حَرَمَ الدليلُ عن الطريق، أي ما عَدَلَ.
ورجلٌ أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ، وهو الذي قُطِعَتْ وَتَرَةُ أنفه أو طرفُ أنفه، لا يبلغُ الجَدْع.
والأخرَمُ أيضاً: المثقوب الأُذْنِ.
وقد انْخَرم ثَقْبه، أي انشقَّ. فإذا لم ينشقَّ فهو أَخْرَمُ، وذلك الموضع منه الخَرَمَةُ.
وأَخْرَمُ الكَتِفِ: طَرَفُ عَيْرِه.
والمَخْرِمُ، بكسر الراء: منقطَع أنفِ الجبل؛ والجمع المَخارِمُ، وهي أفواه الفِجاج.
وعينٌ ذات مَخارِمَ، أي ذات مخارج.
واخْتَرمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُمْ، أي اقتطعهم واستأصلهم.
وتَخَرَّمَ زَبَدُ فلانٍ، أي سكنَ غضبُه.
وتخرَّمَ، أي دانَ بِدينِ الخَرَّمِيَّةِ، وهم أصحابُ التناسخ والإباحة.
والخُرْمانُ بالضم: الكذِبُ. يقال: جاء فلانٌ بالخُرْمانِ.
والخَوْرَمُ: . . . أكمل المادة صخرة فيها خروقٌ.
والخَوْرَمَةُ: أرنبة الإنسان.

الهَيْفُ (القاموس المحيط) [0]


الهَيْفُ: شِدَّةُ العَطَشِ، وريحٌ حارَّةٌ تأتي من نحوِ اليَمنِ، نَكْباءُ بين الجَنوبِ والدَّبُورِ، تُيَبِّسُ النَّباتَ، وتُعَطِّشُ الحَيَوانَ، وتُنَشِّفُ المياهَ، وفي المَثَلِ "ذَهَبَتْ هَيْفٌ لأَِدْيانِها"، ألِعَاداتِها، لأِنها تُجَفِّفُ كُلَّ شيءٍ، يُضْرَبُ عند تَفَرُّقِ كلِّ إِنْسانٍ لِشَأنِهِ، أو لِمَنْ لَزِمَ عادَتَهُ.
وهَيْفٌ: وادٍ باليمنِ.
وتَهَيَّفَ منه: كتَشَتَّى من الشِّتاءِ.
والهافَةُ: الناقةُ تَعْطَشُ سَريعاً،
كالْمِهيافِ.
والهَيَفُ، مُحرَّكةً: ضُمْرُ البَطْنِ، ورقَّةُ الخاصِرَةِ، هَيِفَ، كفرِحَ وخافَ، هَيْفاً وهَيَفاً.
وامرأةٌ وفَرَسٌ هَيْفاءُ من هِيفٍ.
وهافَ العبْدُ يَهافُ: أبَقَ،
و~ الإِبِلُ هُيافاً، بالكسر والضم: اسْتَقْبَلَتْ هُبوبَ الهَيْفِ بِوُجوهِها، فاتِحَةً أفْواهَها من شِدَّةِ العَطَشِ، وهي هائِفَةٌ.
والمِهْيافُ من . . . أكمل المادة الإِبِلِ: المِعْناقُ،
و~ منَّا: السَّريعُ العَطَشِ، أو الشَّديدُهُ،
كالهائِفِ والهَيُوفِ والهَيْفانِ.
ورَجُلٌ هَيْفانُ ومُهْيافٌ، كمُشْتاقٍ: عَطْشانُ.
وأهافوا: عَطِشَتْ إِبِلُهُم.
فَصْلُ اليَاء

رشف (لسان العرب) [0]


رَشَفَ الماءَ والرِّيقَ ونحوهما يَرْشُفُه ويَرْشِفه رَشْفاً ورَشَفاً ورَشِيفاً؛ أَنشد ثعلب: قابَلَه ما جاء في سِلامِها بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتِهامِها وحكى ابن بري: رَشِفَه يَرْشَفُه رَشَفاً ورَشَفاناً، والرّشْفُ: المَصُّ.
وتَرَشّفَه وارْتَشَفَه: مصَّه.
والرَّشِيفُ: تَناوُلُ الماء بالشَّفَتَيْنِ، وقيل: الرَّشْفُ والرَّشِيفُ فَوْق المَصِّ؛ قال الشاعر:سَقَيْنَ البَشامَ المِسْكَ ثم رَشَفْنَه، رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ وقيل: هو تَقَصِّي ما في الإناء واشْتِفافُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يَرْتَشِفُ البَوْلَ ارْتِشافَ المَعْذُورْ فَسَّره بجميع ذلك.
وفي المثل: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي إذا تَرَشَّفْتَ الماء قليلاً قليلاً كان أَسْكَنَ للعَطَشِ.
والرَّشَفُ والرَّشْفُ: بَقِيّةُ الماء في الحَوْضِ، وهو وجه الماء الذي ارْتَشَفَتْه الإبلُ.
والرَّشفُ: ماء قليل يبقى في الحوض تَرْشُِفُه الإبلُ بأَفْواهها. . . . أكمل المادة قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول: الجَرْعُ أَرْوَى والرَّشِيفُ أَشْرَبُ؛ قال: وذلك أَن الإبل إذا صادَفَتِ الحَوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ ماءَه جَرْعاً يَمْلأُ أَفْواهَها وذلك أَسْرَعُ لِرِيِّها، وإذا سُقِيَتْ على أَفْواهِها قبل مَلء الحَوْضِ تَرَشّفَتِ الماء بمَشافِرِها قليلاً قليلاً، ولا تكاد تَرْوَى منه، والسُّقاةُ إذا فَرَطُوا النَّعَم وسَقَوْا في الحَوْضِ تَقَدَّموا غلى الرُّعْيانِ بأَن لا يُورِدُوا النَّعَمَ ما لم يَطْفَحِ الحوضُ، لأَنها لا تكاد تَرْوَى إذا سُقِيَتْ قليلاً، وهو معنى قولهم الرَّشِيفُ أَشْرَبُ.
وناقة رَشُوفٌ تشرب الماء فَتَرتَشِفُه؛ قال القطامي: رَشُوفٌ ورَاء الخُورِ لم تَنْدَرئْ بها صَباً وشَمالٌ، حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ وأَرْشَفَ الرجلُ ورشَفَ إذا مَصَّ رِيقَ جاريته. أَبو عمرو: رَشَفْتُ ورشِفْتُ قَبّلْت ومَصِصْتُ، فمن قال رَشَفْتُ قال أَرْشُفُ، ومن قال رَشِفتُ قال أَرْشَفُ.
والرَّشُوفُ: المرأَة الطَّيِّبَةُ الفَمِ. ابن سيده: امرأَة رَشُوفٌ طيبة الفم، وقيل: قَلِيلَةُ البِلّةِ.
وقالوا في المثل: لَحَسُنَ ما أَرْضَعْتِ إن لم تُرْشِفي أَي تُذْهبي اللَّبنَ، ويقال ذلك للرجل أَيضاً إذا بدأَ أَن يُحْسِنَ فخِيفَ عليه أَن يُسِيءَ. ابن الأَعرابي: الرّشُوفُ من النساء اليابسةُ المَكانِ، والرّصُوفُ الضَّيِّقَةُ المكان.

السَّعَفُ (القاموس المحيط) [0]


السَّعَفُ، مُحرَّكةً: جَريدُ النَّخْلِ، أو وَرَقُهُ، وأكثْرُ ما يُقالُ إذا يَبِسَتْ، وإذا كانَتْ رَطْبَةً: فَشَطْبَةٌ،
و~ : التَّشَعُّثُ حَوْلَ الأظْفارِ، وجَهَازُ العَرُوسِ،
ج: سُعوفٌ، وداءٌ في أفْواهِ الإِبِلِ كالجَرَبِ، يَتَمَعَّطُ منه خُرْطومُها، ناقَةٌ سَعْفاءُ، وبَعيرٌ أسْعَفُ، وقد سُعِفَتْ بالضمِّ، وفي الجِمالِ قَليلَةٌ، وإنَّما هي في النُّوقِ.
والأسْعَفُ من الخَيْلِ: الأبْيَضُ الناصِيَةِ.
والسُّعوفُ: الأقْداحُ الكِبارُ، وأمْتِعَةُ البَيْتِ، وطَبائِعُ الناسِ من الكَرَمِ وغَيْرِهِ،
وكُلُّ شيءٍ جادَ وبَلَغَ من مَمْلوكٍ أو عِلْقٍ أو دارٍ مَلَكْتَها فهو: سَعَفٌ، مُحرَّكةً، وبالتَّسْكينِ: السِلْعَةُ، والرَّجُلُ النَّذْلُ، وبِهاءٍ: قُروحٌ تَخْرُجُ على رَأسِ الصَّبِيِّ ووَجْهِهِ، سُعِفَ، كعُنِيَ، وهو مَسْعوفٌ، وبلا لامٍ: . . . أكمل المادة والِدُ أيُّوبَ العِجْلِيِّ الشاعِرِ.
وسَعَفَ بِحاجَتِهِ، كَمَنَعَ،
وأسْعَفَ: قَضاها لَهُ.
وأسْعَفَ: دَنا،
و~ لَهُ الصَّيْدُ: أمْكَنَهُ،
و~ بأَهْلِهِ: ألَمَّ.
والتَّسْعيفُ: تَخْليطُ المِسْكِ ونَحْوِهِ بأفاوِيهِ الطِّيبِ.
وساعَفَهُ: ساعَدَهُ، أوْ وَاتاهُ في مُصافاةٍ ومُعَاوَنَةٍ.
ومَكانٌ مُساعِفٌ: قَريبٌ.

خَتَمَهُ (القاموس المحيط) [0]


خَتَمَهُ يَخْتِمُهُ خَتْمَاً وخِتاماً، طَبَعَهُ،
و~ على قَلْبهِ: جَعَلَهُ لا يَفْهَمُ شيئاً، ولا يَخْرُجُ منه شيء،
و~ الشيءَ خَتْماً: بَلَغَ آخِرَهُ،
و~ الزَّرْعَ،
و~ عليه: سَقاهُ أول سَقْيَةٍ.
وككِتابٍ: الطينُ يُخْتَمُ به على الشيء،
والخاتَمُ: ما يوضَعُ على الطينَةِ،
وحَلْيٌ للإِصْبَعِ كالخاتِمِ والخاتامِ والخَيْتَامِ (والخِيتامِ) والخَتَمِ، محرَّكةً،
والخاتِيامِ
ج: خَواتِمُ وخواتِيمُ،
وقد تَخَتَّمَ به،
و~ من كلِّ شيء: عاقِبتُهُ، وآخرَتُهُ،
كخاتِمَتِهِ، وآخِرُ القَوْمِ،
كالخاتِمِ،
و~ من القَفا: نُقْرَتُهُ، وأقَلُّ وضَحِ القَوائِمِ،
وهو مُخَتَّمٌ، كمُعَظَّمٍ،
و~ من الفرس الأُنْثَى: الخِلْفَةُ الدُّنْيا من طُبْيَيْها.
وتَخَتَّم عنه: تَغافَلَ، وَسَكَتَ،
و~ بأمْرِه: كَتَمَه، وتَعَمَّم،
والاسمُ: التَّخْتِمَةُ.
وكمِنْبَرٍ: الجَوْزَةُ تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ ويُنْقَدَ بها، فارِسِيَّتُهُ، . . . أكمل المادة تير،
والخَتْمُ: العَسَلُ، وأفْواهُ خَلايا النَّحْلِ، وأن تَجْمَعَ النَّحْلُ شيئاً من الشَّمَعِ رقيقاً أرَقَّ من شَمَعِ القُرْصِ، فَتَطْلِيَهُ به.
والمَخْتُومُ: الصاعُ.
والخُتُمُ، بضمتين: فُصوصُ مَفاصِلِ الخَيْلِ، الواحِدُ: ككِتابٍ وعالَمٍ.

لد (مقاييس اللغة) [0]



اللام والدال أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ على خِصامٍ، والآخَر يدلُّ على ناحيةٍ وجانب.فالأول اللَّدَد، وهو شِدّة الخُصومة. يقال رجلٌ ألَدُّ وقَوم لُدٌّ. قال الله تعالى: وَتُنْذرَ بِهِ قَوْماً لُدَّاً [مريم 97].
واللَّديدان: جانِبا العُنُق وصَفحتاه.
ولَدِيدا الوادي: جانِباه، ولذلك يقال: تَلدَّد، إذا التفتَ يميناً وشِمالاً متحيِّراً.
واللَّدُود: ما سُقِيَ الإنسانُ في أحد شِقّي وجهِه من دواء.
وقد لُدَّ، والتدَدْتُ أنا. قال ابنُ أحمر:
شرِبتُ الشُّكاعى والتَددْتُ ألِدَّة      وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المَكاوِيا

ومن الباب قولهم: ما أجِدُ دون هذا الأمرِ مُحْتدّاً ولا مُلتدّاً، أي لا أجِدُ عنه مَعْدِلاً.
وإذا عَدَل عنه فقد صار في جانبٍ منه.
ومن الباب: ما زِلتُ أُلاَدُّ عنك، أي أدافِع، . . . أكمل المادة كأنَّه يَعْدِل بالشَّرِّ عنه.ومما شذَّ عن هذا الباب: اللَّدُّ: الجُوَالِق، كذا قالوا، وأنشدوا:ويمكن أن يقال هذا أيضاً لأنَّه يكون على جنب المحمول عليه إذا كانا عِدْلَين.

جحفل (لسان العرب) [0]


الجَحْفَل: الجيش الكثير، ولا يكون ذلك حتى يكون فيه خَيْل؛ وأَنشد الليث: وأَرْعَنَ مَجْرٍ عليه الأَدا ةُ، ذي تُدْرَإِ لَجِبٍ جَحْفَلِ والجَحْفَل: السَّيِّد الكريم.
ورجل جَحْفَل: سيد عظيم القَدْر؛ قال أَوس بن حجر: بَني أُمِّ ذي المال الكثير يَرَوْنَه، وإِن كان عبداً، سَيِّدَ القَوْم جَحْفَلا وتَجَحْفَل القومُ: تَجَمَّعوا، وهو من ذلك.
وجَحافل الخَيْل: أَفْواهُها. الدّابة: ما تَنَاوَلُ به العَلَفَ، وقيل: الجَحْفَلة من الخَيْل والحُمُر والبغالِ والحافر بمنزلة الشفة من الإِنسان والمِشْفَر للبعير؛ واستعاره بعضهم لذوات الخُفِّ؛ قال: جاب لها لُقْمانُ في قِلاتِها ماءً نَقُوعاً لَصَدى هاماتِها، تَلْهَمُه لَهْماً بجَحْفَلاتها وأَنشد ابن بري لراجز يصف إِبلاً: تَسْمَعُ للماء كصَوْتِ المَسْحَلِ، . . . أكمل المادة بَينَ وَرِيدَيْها، وبَينَ الجَحْفَلِ ابن الأَعرابي: الجَحْفَل العريضُ الجنبين.
وجَحْفَله أَي صَرَع ورماه، وربما قالوا جَعْفَله.
والجَحَنْفَل، بزيادة النون: الغليظ، وهو أَيضاً الغليظ الشفتين، ونونه مُلْحِقة له ببناء سَفَرْجَلٍ.

الجَسُّ (القاموس المحيط) [0]


الجَسُّ: المَسُّ باليَدِ،
كالاجْتِسَاسِ، ومَوْضِعُهُ:
المَجَسَّةُ، وتَفَحُّصُ الأخْبَارِ،
كالتَّجَسُّسِ، ومنه: الجاسُوسُ والجَسِيسُ، لِصَاحِبِ سِرِّ الشَّرِّ.
والجَوَاسُّ: الحَواسُّ.
وفي المَثَلِ: "أحْنَاكُها، أو يقالُ: أفواهُهَا مَجَاسُّها"، لأنَّ الإِبِلَ إذا أَحْسَنَتِ الأكْلَ اكْتَفَى الناظِرُ بذلك في مَعْرِفَةِ سِمَنِها من أن يَجُسَّهَا ويَضْبِثَهَا، يُضْرَبُ في شَواهِدِ الأشْيَاء الظاهِرَةِ المُعْرِبَةِ عن بَواطِنِها.
وفلانٌ ضَيِّقُ المَجَسَّةِ: غيرُ رَحِيبِ الصَّدْرِ.
وجَسَّهُ بعينِهِ: أحَدَّ النَّظَرَ إليه ليَسْتَثْبِتَ.
والجَسَّاسَةُ: دابَّةٌ تكونُ في الجزائِرِ، تَجُسُّ الأخْبَارَ، فَتَأْتِي بها الدَّجَّالَ.
والجَسَّاسُ، ككَتَّانٍ: الأسَدُ المُؤَثِّرُ في الفَرِيسَةِ بِبَرَاثِنِهِ، وابنُ قُطَيْبٍ: راجِزٌ، وابنُ مُرَّةَ: قاتِلُ كُلَيْبِ بنِ وائِلٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ جَسَّاس: من أتْباعِ التابِعِينَ.
وككِتَابٍ: ابنُ نُشْبَةَ بنِ رُبَيْعٍ.
وجِسْ، بالكسر: . . . أكمل المادة زَجْرٌ للبَعِير.
{ولا تَجَسَّسُوا}، أي: خُذُوا ما ظَهَرَ، ودعُوا ما سَتَرَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، أو لا تَفْحَصُوا عن بَواطِنَ الأمُورِ، أو لا تَبْحَثُوا عن العَوْرَاتِ.
واجْتَسَّتِ الإِبِلُ الكَلأَ: رَعَتْهُ بِمَجَاسِّها.

لدد (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأصمعيّ: اللديدانِ: جانبا الوادي. قال: ومنه أخِذ اللَدودُ، وهو ما يُصبُّ من الأدوية في أحد شِقَّي الفم. قال ابن السكيت: يقال في المثل: "جرى منه مجرى اللَدودِ".
وجمعه أَلِدَّةٌ.
وقد لُدَّ الرجل فهو ملدودٌ، وألْدَدْتُهُ أنا، والْتَدَّ هو. قال ابن أحمر:
وأقْبَلْتُ أفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا      شرِبت الشكاعى والتَدَدْتُ ألِدَّةً

واللديدُ مثل اللدودِ.
واللديدانِ: صفحتا العنق، وجمعه أَلِدَّةٌ.
ومنه اشتقاقُ قولهم: فلانٌ يتلَدَّدُ، أي يلتفت يميناً وشمالاً.
ورجلٌ أَلَدُّ بيِّن اللَدَدِ، وهو الشديد الخصومة؛ وقومٌ لُدٌّ.
واللَدُّ بالفتح: الجُوالق.
وقال الراجز:
      كأنَّ لدَّيْهِ على صَفْح جَبَلْ

ولَدَّهُ يَلُدُّهُ: خَصَمَهُ، فهو لادٌّ ولَدودٌ. قال الراجز:
      ألَدُّ أقْرانَ الخُصوم اللَدِّ

يقال: ما زلت ألادُّ عنك، أي . . . أكمل المادة أدفع.
ورجلٌ يَلَنْدَدٌ وأَلَنْدَدٌ، أي خَصِمٌ، مثل الأَلَدِ.
وتصغير ألَنْدَدٍ أُلَيْدٌ، لأنَّ أصله أَلَدُّ.
وقولهم: ما لي منه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ، أي بُدٌّ.

قتت (لسان العرب) [0]


القَتُّ: الكَذِبُ المُهَيَّأُ، والنميمة. قَتَّ يَقُتُّ قَتًّا، وقَتَّ بينهم قَتًّا: نَمَّ.
وفي الحديث: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ، هو النَّمَّام.
والقِتِّيتَى، مثالُ الهِجِّيرَى: تَتَبُّعُ النَّمائم، وهي النميمة.
ورجل قَتُوتٌ، وقَتَّاتٌ، وقِتِّيتى: نَمَّام، يَقُتُّ الأَحاديثَ قَتًّا أَي يَنِمُّها نَمّاً؛ وقيل: هو الذي يَسْتَمِعُ أَحاديثَ الناس مِن حيثُ لا يعلمون، نَمَّها أَو لم يَنُمَّها.
وقال خالد بن جَنْبة: القَتَّاتُ الذي يَتَسَمَّعُ أَحاديثَ الناس، فيُخْبر أَعداءهم؛ وقيل: هو الذي يكون مع القوم يَتَحَدَّثون فَيَنِمُّ عليهم؛ وقيل: هو الذي يَتَسَمَّع على القوم، وهم لا يعلمون فيَنِمُّ عليهم.
وامرأَة قَتَّاتةٌ، وقَتُوتٌ: نَمُومٌ.
والقَسَّاسُ: الذي يَسْأَلُ عن الأَخْبار، ثم يَنِمُّها.
وقولٌ مَقْتُوتٌ: مكذوبٌ؛ قال رؤبة: قُلْتُ، وقَوْلي عِنْدهُمْ مَقْتُوتُ أَي كَذِبٌ؛ وقيل: . . . أكمل المادة مقْتُوتٌ مَوْشِيٌّ به، مَنْقُولٌ؛ وقيل: معناه أَنَّ أَمْري عندهم زَرِيٌّ، كالنَّميمة والكَذِب. أَبو زيد: يقال هو حَسَنُ القَدِّ، وحَسَنُ القَتِّ، بمعنى واحد؛ وأَنشد: كأَنَّ ثَدْيَيْها، إِذا ما ابْرَنْتى، حُقَّانِ من عاجٍ، أُجِيدا قَتَّا قوله: إِذا ما ابْرَنْتَى أَي انْتَصَبَ، جَعَلَه فعلاً للثَّدْيِ.
وقَتَّ أَثَرَهُ يَقُتُّه قَتًّا: قَصَّه.
وتَقَتَّتَ الحديثَ: تَتَبَّعه، وتَسَمَّعَه، وقيل: إِن القَتَّ، الذي هو النميمةُ، مُشْتَقٌّ منه.
وقَتَّ الشَّيءَ يَقُتُّهُ قَتًّا: هَيَّأَه.
وقَتَّه: جَمَعَه قليلاً قليلاً.
وقَتَّه: قَلَّلَه.
واقْتَتَّهُ: اسْتَأْصَلَه؛ قال ذو الرمة: سِوَى أَنْ تَرى سَوداءَ من غيرِ خِلْقةٍ تَخاطأَها،واقْتَتَّ جاراتِها النَّغَلْ والقَتُّ: الفِصْفِصَةُ، وخَصَّ بعضُهم به اليابسةَ منها، وهو جمع عند سيبويه، واحدتُه قَتَّةٌ؛ قال الأَعشى: ونَأْمُرُ للمَحْمُومِ، كلَّ عَشِيَّةٍ، بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كان يَسسْنَقُ وفي التهذيب: القَتُّ الفِسْفِسةَ، بالسين.
والقَتُّ يَكون رطباً ويكون يابساً، الواحدة: قَتَّةٌ، مثال تَمْرة وتَمْر.
وفي حديث ابن سلام: فإِن أَهْدى إِليك حِمْلَ تِبْنٍ، أَو حِملَ قَتٍّ، فإِنه رباً. القَتُّ: الفِصْفِصةُ، وهي الرَّطْبةُ من عَلَف الدَّواب.
ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ: مُطَيَّبٌ مطبوخ بالرياحين، وقال ثعلب: مَخْلُوطٌ بغيره من الأَدهان المُطَيَّبة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه ادَّهَنَ بزَيْتٍ غيرِ مُقَتَّتٍ، وهو مُحْرِمٌ. قوله غير مُقَتَّت أَي غَيْر مُطَيَّبٍ؛ وقيل: المُقَتَّتُ الذي فيه الرَّياحين، يُطْبَخُ بها الزَّيْتُ بَحْتاً، لا يُخالِطُه طِيبٌ؛ وقيل: هو الذي تُطْبَخُ فيه الرياحينُ حتى تَطِيبَ ريحُه، ويُتَعالَجُ به للرِّياح.
والمُقَتَّتُ من الزيت: الذي أُغْلِيَ بالنار ومعه أَفواهُ الطِّيبِ.
ومُقَتَّتُ المدينة لا يُوفي به شيءٌ أَي لا يَغلُو بشيء.
والتَّقتِيتُ: جمعُ الأَفاويه كُلِّها في القِدْر وطَبْخُها؛ ولا يقال قُتِّتَ، إِلاّ الزَّيتُ، على هذه الصفة؛ وقال: يُنَشُّ بالنار كما يُنَشُّ الشَّحمُ والزُّبْدُ، قال: والأَفْواه من الطِّيبِ كثيرةٌ.
وقَتَّةُ: اسمُ أُمِّ سُلَيْمان بن قَتَّةَ: نُسِبَ إِلى أُمه.

خبر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ.
وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ.
والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ.
وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً.
والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر.
وكذلك التَخَبُّرُ.
والمَخْبَرُ: خلاف المنظر.
وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضاً بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة.
والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخباري، مثل الصَحارى والصَحاري، والخَْراواتُ. يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ.
وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ.
والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ.
ويقال أيضاً: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر? أي من أينَ علمت.
والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشيء.
والخبيرُ: العالم.
والخَبيرُ: الأَكَّار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض.
وهو الخِبْرُ أيضاً بالكسر.
والخَبيرُ: النبات.
والخَبير: الوبَر. قال أبو النَجْم:
      حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها

وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد . . . أكمل المادة أفواه الإبل.
وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك. تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْراً بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه. يقال: صدّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ.
والخُبْرَةُ بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد. يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاةً فذبحوها واقتسموا لحمها.

الخُصومَةُ (القاموس المحيط) [0]


الخُصومَةُ: الجَدَلُ.
خاصَمَهُ مُخاصَمَةً وخُصومَةً، فَخَصَمَهُ يَخصِمُهُ: غَلَبَهُ، وهو شاذٌّ، لأنَّ فاعَلتُهُ ففعَلتُهُ يُرَدُّ يَفعَلُ منه إلى الضم، إن لم تكن عَينُهُ حَرفُ حَلقٍ، فإنَّهُ بالفَتحِ، كفاخَرَهُ ففخَرَهُ يَفخَرُهُ، وأما المُعتَلُّ، كوَجَدتُ وبِعتُ، فيُرَدُّ إلى الكسرِ، إلا ذَواتُ الواوِ فإنَّها تَرَدُّ إلى الضَّمِ، كراضَيتُهُ فَرَضوتُهُ أرْضوهُ، وخاوَفَني فَخِفْتُهُ أخوفُهُ.
وليسَ في كلِّ شيءٍ يُقالُ: نازَعتُهُ، لأنَّهم استَغنَوا عنهُ بِغَلَبتُهُ.
واخْتَصَموا: تَخاصَموا.
والخَصمُ: المُخاصِمُ
ج: خُصومٌ، وقد يكون للإثْنَينِ والجَمعِ والمؤنَّثِ.
والخَصيمُ: المُخاصِمُ
ج: خُصَماء وخُصمانٌ.
ورَجُلٌ خَصِمٌ، كفَرِحَ: مُجادِلٌ
ج: خَصِمونَ.
ومن قَرَأ {وهُم يَخَصِّمون} أرادَ يَخْتَصِمونَ، فَقَلَبَ التاء صاداً، فأدغَمَ ونَقَلَ حَرَكَتَهُ إلى الخاءِ.
ومنهم من لا ينقُلُ، ويَكسِرُ الخاءَ لاجتِماعِ السَّاكنينِ.
وأبو عمروٍ . . . أكمل المادة يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الخاءَ اختلاساً، وأما الجَمْعُ بين السَّاكِنين فيه، فَلَحْنٌ.
والخَصمُ، بالضم: الجانبُ والزاويةُ، والنَّاحيةُ، وطَرَفُ الراوِيَةِ الذي بِحِيالِ العَزلاءِ في مُؤخِرِها
ج: أخْصامٌ وخُصومٌ.
وأخْصامُ العَينِ: ماضُمَّتْ عليهِ الأشْفارُ.
والأخْصومُ: الأخْسومُ.
والخَصْمَةُ، بالفَتْحِ: من حُروزِ الرِّجالِ، تُلبَسُ عِنْدَ المُنازَعَةِأو الدُّخولِ على السُّلطانِ، والسَّيفُ يَختَصِمُ، بالضادِ، وغَلِطَ الجَوهَرِيُّ.
والخُصومُ: الأصولُ، وأفواه الأودِيَةِ.

فحح (لسان العرب) [0]


فَحِيحُ الأَفْعَى: صوتُها من فيها، والكَشِيشُ: صوتها من جلدها. الأَصمعي: تَفُحُّ وتَفِحُّ وتَحُفُّ، والحَفِيفُ من جلدها والفَحِيح من فيها.
وفَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُّ وتَفُّحُّ فَحّاً وفَحِيحاً، وهو صوتها من فيها شبيه بالنَّفْخِ في نَضْنَضةٍ؛ وقيل: هو تَحَكُّكُّ جلدها بعضِه ببعض، وعم بعضهم به جميع الحيات؛ قال: يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي، أَو أَن تَرَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي وخص به بعضهم أُنثى الأَساود.
وكل ما كان من المضاعف لازماً فالمستقبل منه يجيءُ على يَفْعِل، بالكسر، إِلاَّ سبعة أَحرف جاءت بالضم والكسر، وهي: تَعُِلُّ وتَشُِحُّ وتَجُِدُّ في الأَمر وتَصُدُّ أَي تَضِجُّ وتَجُِمُّ من الجمام والأَفْعَى تَفُِحُّ والفرس تَشُِبُّ، وما كان متعدياً فمستقبله يجيءُ . . . أكمل المادة بالضم إِلاَّ خمسة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي: تَشُِدُّه وتَعُِلُّه ويَبُِثُّ الشيءَ ويَنُِمُّ الحديث ورَمَّ الشيء يَرُِمُّه.
والفُحُحُ: الأَفاعِي، وفَحِيحُ الحيات بعد الأَفْعَى (* قوله «بعد الأَفعى» كذا بالأصل.) من أَصوات أَفواهها. الرجل في نومه يَفُحُّ فَحِيحاً وفَحْفَحَ: نَفَخَ؛ قال ابن دريد: هو على التشبيه بِفَحِيح الأَفْعَى.
والفَحْفَحَةُ: تَرَدُّد الصوت في الحَلْق شبيه بالبُحَّة.
والفَحْفاحُ: الأَبَحُّ؛ زاد الأَزهري: من الرجال.
والفَحْفَحَة: الكلامُ؛ عن كراع.
ورجل فَحْفاحٌ: مُتكلم، وقيل: هو الكثير الكلام. ابن الأَعرابي: فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة وأَخلصها.
وحَفْحَفَ إِذا ضاقت معيشته.
والفَحْفاحُ: اسم نهر في الجنة.

وذح (لسان العرب) [0]


الوَذَحُ: ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ والبول؛ وقال ثعلب: هو ما يتعلق من القَذَر بأَلية الكبش، الواحدة منه وَذَحة وقد وَذِحَتْ وَذَحاً، والجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ؛ قال جرير: والتَّغْلَبِيَّةُ في أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثيرٌ، وفي أَكتافِها الوَضَرُ ويقال منه: وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً. الأَزهري، أَبو عمرو: ما أَغنى عنه وَدَحةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً؛ وقال في ترجمة وذح: ما أَغنى عني وَتَحَةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى شيئاً. أَبو عبيدة: الوَذَحُ ما يتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فيَجِفّ عليه؛ وقال الأَعشى: فَتَرى الأَعْداءَ حَوْلي شُزَّراً، خاضِعِي الأَعْناقِ، أَمْثالَ الوَذَحْ وقال النضر: . . . أكمل المادة الوَذَحُ احتراقٌ وانْسِحاجٌ يكون في باطن الفَخِذَين؛ قال: ويقال له المَدَحُ أَيضاً.
وعبدٌ أَوْذَحُ إِذا كان لئيماً؛ وقال بعض الرُّجَّاز يَهْجو أَبا وَجْزَة: مَوْلى بني سَعْدٍ هَجِيناً أَوذَحا، يَسُوقُ بَكْرَيْنِ وناباً كُِحْكُِحا قال أَبو منصور: كأَنه مأْخوذ من الوَذَح.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَما والله ليُسَلَّطَنَّ عليكم غلامُ ثَقِيف الذَّيَّالُ المَيَّالُ، إِيهٍ أَبا وَذَحةَ الوَذَحة، بالتحريك: الخُنْفُساء من الوَذَحِ وهو ما يتعلق بأَلية الشاة من البعر فيجف، وبعضهم يقوله بالخاء.
وفي حديث الحجاج: أَنه رأَى خُنْفُساءَة فقال قاتلَ اللهُ أَقواماً يزعمون أَن هذه من خلق الله، فقيل: مِمَّ هي؟ قال: من وَذَحِ إِبليس.

برن (لسان العرب) [0]


البَرْنيُّ: ضرْبٌ من التمر أَصْفَرُ مُدَوّر، وهو أَجود التمر، واحدتُه بَرْنِيّةٌ؛ قال أَبو حنيفة: أَصله فارسي، قال: إنما هو بارِنيّ، فالبار الحَمْلُ، ونِيّ تعظيمُ ومبالغة؛ وقول الراجز: خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ، المُطْعِمانِ اللحْمَ بالعَشِجِّ.
وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ، يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ فإنه أَراد: أَبو عليّ وبالعشيّ والبرنّي والصِّيصِيّ، فأَبدل من الياء المشددة جيماً. التهذيب: البَرْنِيُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب بصُفْرة كثير اللِّحاء عَذْب الحَلاوة. يقال: نخلةٌ بَرْنِيَّة ونخلٌ بَرْنِيٌّ؛ قال الراجز: بَرْنِيّ عَيْدانٍ قَليل قشْرُهْ ابن الأَعرابي: البَرْنِيُّ الدِّيَكةُ، وقيل: البَرَانيُّ، بلغة أَهل العراق، الدِّيَكةُ الصِّغارُ حين تُدْرِك، واحدتُها بَرْنِيّة.
والبَرْنِيَّةُ: شبْهُ فخّارةٍ ضخمةٍ خَضْراء، وربما كانت من القَواريرِ الثِّخانِ . . . أكمل المادة الواسعةِ الأَفْواه. غيره: والبَرْنيَّة إناءٌ من خَزَفٍ.
ويَبْرينُ: موضع، يقال: رملُ يَبْرينَ؛ قال ابن بري: حقُّ يَبْرينَ أَنْ يُذْكَر في فصل بَرَى من باب المعتل لأنّ يبرينَ مثل يَرْمينَ، قال: والدليل على صحة ذلك قولهم يَبْرونَ في الرفع ويبرين في النصب والجر، وهذا قاطعٌ بزيادة النون؛ قال: ولا يجوز أَن يكون يَبْرين فَعْلْينَ، لأَنه لم يأْتِ له نظيرٌ، وإنما في الكلام فِعْلينٌ مثلُ غِسْلينٍ، قال: وهذا مذهب أَبي العباس، أَعني أَن يَبْرين مثلُ يَرْمين، قال: وهو الصحيح.

عَمِي (القاموس المحيط) [0]


عَمِي، كَرَضِيَ، عَمًى: ذهبَ بَصَرُهُ كُلُّهُ،
كاعْمايَ يَعْمايُ اعْمِياءً، وقد تُشَدَّدُ الياءُ، وتَعَمَّى،
فهو أعْمَى وعَمٍ، مِْ عُمْيٍ وعُمْيانٍ وعُماةٍ، كأَنَّهُ جَمْعُ عامٍ، وهي عَمْياءُ وعَمِيَةٌ وعَمْيَةٌ.
وعَمَّاهُ تَعْمِيَةً: صَيَّرَهُ أعْمَى،
و~ معنى البيْتِ: أَخْفاهُ.
والعَمَى أيضاً: ذهابُ بَصَرِ القَلْبِ، والفِعْلُ والصِّفَةُ مِثْلُه في غيرِ افْعالَّ.
وتقولُ: ما أعْماهُ، في هذه دون الأولى.
وتَعامَى: أظْهَرَهُ.
والعَماءَةُ والعَمايَةُ والعَمِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ ويضمُّ: الغوايَةُ، واللَّجَاجُ.
والعُمِّيَّةُ، بالكسر والضم مُشَدَّدتي الميم والياءِ: الكِبْرُ، أو الضَّلالُ.
وقُتلَ عِمِّيًّا، كرِمِّيًّا: لم يُدْرَ مَنْ قَتَلَهُ.
والأعْماءُ: الجُهَّالُ، جمع أعْمَى، وأغْفالُ الأرضِ التي لا عِمارَةَ بها،
كالمَعامِيِ، والطِوالُ من الناس.
وأعْماءٌ عامِيَةٌ: مُبالَغَةٌ.
ولَقِيتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ . . . أكمل المادة كسُمَيٍّ،
وعُمْيٍ في الشِعْر،
وأعْمَى، أي: في أشَدِّ الهاجِرَةِ حَرًّا.
أو عُمَيٌّ: اسمٌ لِلحَرِّ، أو رجلٌ كان يُفْتِي في الحَجِّ، فجاءَ في ركْبٍ، فَنَزَلُوا مَنْزِلاً في يومٍ حارٍّ، فقال: من جاءَتْ عليه هذه الساعةُ من غَدٍ وهو حَرامٌ، بَقِيَ حَراماً إلى قابِلٍ. فَوَثَبُوا حتى وافَوُا البَيْتَ من مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ جادِّينَ، أو اسمُ رجلٍ أغارَ على قَوْمٍ ظُهْراً، فاجْتاحَهُمْ.
والعَمَاءُ: السَّحابُ المُرْتَفِعُ، أو الكَثِيفُ، أو المُمْطِرُ، أو الرَّقِيقُ، أو الأسْوَدُ، أو الأبْيَضُ، أو هو الذي هَرَقَ ماءَهُ.
وعَمَى يَعْمِي: سَالَ،
و~ المَوْجُ: رَمَى بالقَذَى،
و~ البَعِيرُ بِلُغامِهِ: هَدَرَ فَرَمَى به على هامتِهِ، أو أيًّا كان.
واعْتَمَاهُ: اخْتارَهُ،
والاسم: العِمْيَةُ، وقَصَدَهُ.
والأعْمَيانِ: السَّيْلُ، والحَريقُ، أو واللَّيْلُ، أو والجَمَلُ الهائجُ.
وتَرَكْناهُمْ عُمَّى، كرُبَّى: إذا أشْرَفوا على الموتِ.
وعَمايَةُ: جبلٌ، وثَنَّاهُ الشاعِرُ،
فقال عَمَايَتَيْنِ.
وعَما واللّهِ: كأَمَا واللّهِ.
وأعْماهُ: وجَدَه أعْمَى.
والعَمَى: القامَةُ، والطُّولُ، والغُبارُ.
والعامِيَةُ: البَكَّاءَةُ.
والمُعْتَمِي: الأسَدُ.

قند (لسان العرب) [0]


القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْدِيدُ كله: عُصارة قصَب السُّكَّر إِذا جَمُدَ؛ ومنه يتخذ الفانيذُ.
وسويق مَقْنُودٌ ومُقَنَّدٌ: معمول بالقِنْدِيدِ، قال ابن مقبل: أَشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَناتٍ ونِسْوَةٍ بِكِرْمانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدا (* قوله «يعتفن» في الاساس يسقين.) والقَنْدُ: عسَل قصَب السُّكَّرِ.
والقِنْدِدُ: حال الرجل، حَسَنة كانت أَو قبيحة.
والقِنْدِيدُ: الوَرْسُ الجَيَّدُ.
والقِنْدِيدُ: الخمر. قال الأَصمعي: هو مثل الإِسْفَِنْطِ؛ وأَنشد: كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وذكره الأَزهري في الرباعي؛ وقيل: القِنْدِيدُ عصير عنب يطبخ ويجعل فيه أَفواهٌ من الطيب ثم يُفْتَقُ، عن ابن جني، ويقال إِنه ليس بخمرٍ. أَبو عمرو: هي القِنْدِيدُ والطَّابَةُ والطَّلَّةُ والكَسِيسُ والفَقْدُ وأُمُّ زَنْبَق وأُمُّ لَيْلَى والزَّرْقاءُ للخمر. ابن الأَعرابي: . . . أكمل المادة القنادِيدُ الخُمُورُ، والقناديدُ الحالات، الواحد منها قِنْدِيد.
والقِنْدِيدُ أَيضاً: العَنْبَرُ؛ عن كراع؛ وبه فسر قول الأَعشى: بِبابِلَ لم تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ، تُخالِطُ قِنْديداً ومِسْكاً مُخَتَّما وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة.
وأَبو القُنْدَينِ: كُنْية الأَصمعي؛ قالوا: كني بذلك لعظم خُصْيَيْه؛ قال ابن سيده: لم يحك لنا فيه أَكثر من ذلك والقضية تُؤْذن أَن القُنْد الخُصْية الكبيرة.
وناقة قِنْدَأْوَةٌ وجمل قِنْدَأْوٌ أَي سرِيعٌ. أَبو عبيدة: سمعت الكسائي يقول: رجل قِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوَةٌ وهو الخفيف؛ وقال الفراء: هي من النُّوق الجَرِيئةُ. شمر: قِنْدَاوة يهمز ولا يهمز. أَبو الهيثم: قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، وكذلك سِنْداوَةٌ وعِنْداوَةٌ. الليث: القِنْدَأْوُ: السيءُ الخُلُق والغذاء؛ وأَنشد: فجاءَ به يُسَوِّقُه، ورُحْنا به في البَهْم قِنْدَأْواً بَطِينا وقَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ أَي حادّة.
وغيره يقول: فندأْوة، بالفاء. أَبو سعيد: فَأْسٌ فِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَةٌ أَي حديدة، وقال أَبو مالك: قدوم قِندأْوة حادّة.

كعم (لسان العرب) [0]


الكِعامُ: شيء يُجعل على فم البعير. كَعَمَ البعير يَكْعَمُه كَعْماً، فهو مَكْعوم وكَعيم: شدَّ فاه، وقيل: شدَّ فاه في هِياجه لئلا يَعَضَّ أَو يأْكل.
والكِعامُ: ما كَعَمَه به، والجمع كُعُمٌ.
وفي الحديث: دخل إخوةُ يوسف، عليهم السلام، مصر وقد كَعَمُوا أَفواهَ إبلهم.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: فهم بين خائفٍ مَقْمُوع وساكت مَكْعوم؛ قال ابن بري: وقد يجعل على فم الكلب لئلا ينبح؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: مَرَرْنا عليه وهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَه؛ دَعِ الكَلبَ يَنبَحْ، إنما الكلبُ نابحُ وقال آخر: وتَكْعَمُ كلبَ الحيِّ مَِن خَشْيةِ القِرى، ونارُكَ كالعَذْراء مِن دونها سِتْرُ وكَعَمه الخوفُ: أمسك فاه، على المثَل؛ قال ذو الرمة: . . . أكمل المادة بَيْنَ الرَّجا والرجا مِن جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماءُ، خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ وهذا على المثل؛ يقول: قد سَدّ الخوف فمَه فمنعه من الكلام.
والمُكاعَمةُ: التقْبيل.
وكَعَمَ المرأَةَ يَكْعَمُها كَعْماً وكُعُوماً: قَبَّلها، وكذلك كاعَمها.
وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى عن المِكاعَمة والمُكامَعةِ؛ والمُكاعَمة: هو أن يَلْثِمَ الرجلُ صاحَبَه ويَضَع فمَه على فَمِه كالتقبيل، أُخِذَ من كَعْمِ البعير فجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، لَثْمه إياه بمنزلة الكِعام، والمُكاعَمة مُفاعلة منه.والكِعْمُ: وِعاء تُوعى فيه السلاح وغيرها، والجمع كِعام.
والمُكاعَمه: مُضاجعةُ الرجل صاحبه في الثوب، وهو منه، وقد نهي عنه.
وكَعَمْت الوعاء: سددت رأْسه.
وكُعُوم الطريق: أَفواهُه؛ وأَنشد: ألا نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ حِلْساً، بظَهْرِ الغَيْبِ، سُدَّ به الكُعُومُ قال: باتَ هذا الشاعرُ حِلْساً لما يحفظ ويرعى كأَنه حِلْس قد سُدَّ به كُعُوم الطريق وهي أَفواهه. اسم.

شنب (لسان العرب) [0]


الشَّنَبُ: ماءٌ ورِقَّةٌ يَجْرِي على الثَّغْرِ؛ وقيل: رِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذوبةٌ في الأَسنان؛ وقيل: <ص:507> الشَّنَبُ نُقَطٌ بيضٌ في الأَسنانِ؛ وقيل: هو حِدَّةُ الأَنياب كالغَرْبِ، تَراها كالـمِئْشار. شَنِبَ شَنَباً، فهو شانِبٌ وشَنيبٌ وأَشْنَبُ؛ والأُنْثَى شَنْباءُ، بَيِّنَةُ الشَّنَبِ.
وحكى سيبويه: شَمْباءُ وشُمْبٌ، على بدلِ النون ميماً، لِـما يُتَوَقَّعُ من مَجيءِ الباءِ من بعدِها. قال الجرمي: سمعت الأَصمعي يقولُ الشَّنَبُ بَرْدُ الفَمِ والأَسنانِ، فقلتُ: إِنَّ أَصحابَنا يقولون هو حِدَّتُها حين تَطْلُع؛ فيُرادُ بذلك حَداثَتُها وطَراءَتُها، لأَنـَّها إِذا أَتَتْ عليها السِّنون، احْتَكَّتْ، فقال: ما هو إِلاّ بَرْدُها؛ وقول ذي الرمة: لَـمْياءُ، في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، * وفي اللِّثاتِ، وفي أَنْيابِها، شَنَبُ يُؤَيِّدُ . . . أكمل المادة قولَ الأَصمَعي، لأَنَّ اللِّثَة لا تكونُ فيها حِدَّةٌ. قال أَبو العباس: اخْتَلَفوا في الشَّنَب، فقالت طائفةٌ: هو تَحزيزُ أَطرافِ الأَسنانِ؛ وقيل: هو صفاؤُها ونَقاؤُها؛ وقيل: هو تَفْلِـيجُها؛ وقيل: هو طِـيبُ نَكْهَتِها.
وقال الأَصمعي: الشَّنَبُ البَرْدُ والعُذوبةُ في الفَمِ.
وقال ابن شميل: الشَّنَبُ في الأَسنانِ أَن تَراها مُسْتَشْرِبة شيئاً من سَوادٍ، كما تَرى الشَّيءَ من السَّوادِ في البَرَدِ؛ وقال بعضهم يصف الأَسنانَ: مُنَصَّبُها حَمْشٌ، أَحَمُّ، يَزينُه * عَوارِضُ، فيها شُنْبةٌ وغُروبُ والغَرْبُ: ماءُ الأَسْنانِ.
والظَّلْم: بياضها، كأَنه يعلوه سواد.
والـمَشانِبُ: الأَفْواهُ الطيِّبةُ. ابن الأَعرابي: الـمِشْنَبُ الغلامُ الـحَدَث، الـمُحَدَّدُ الأَسْنانِ، الـمُؤَشَّرُها فَتاءً وحداثَـةً.
وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: ضَلِـيع الفَمِ أَشْنَب. الشَّنَبُ: البَياضُ والبَريقُ، والتَّحْديدُ في الأَسْنانِ.
ورُمَّانةٌ شَنْباءُ: إِمْلِـيسِـيَّةٌ وليس فيها حَبٌّ، إِنما هي ماءٌ في قِشْرٍ، على خِلْقةِ الـحَبِّ من غَيْرِ عَجم. قال الأَصمعي: سَـأَلت رؤْبَة عن الشَّنَب، فأَخَذ حَبَّةَ رُمَّانٍ، وأَوْمَـأَ إِلى بَصِـيصِها.
وشَنِبَ يومُنا، فهو شَنِبٌ وشانِبٌ: بَرَدَ.

بذم (لسان العرب) [0]


البُذْمُ: الرأْيُ الجَيِّدُ.
والبُذْمُ: احتمالُك لِما حُمِّلْت.
والبُذْمُ: النَّفْس.
والبُذْمُ: القوَّة والطاقةُ؛ قال الشاعر: أَنُوءُ بِرِجْلٍ بها بُذْمُها، وأَعْيَتْ بها أُخْتُها الآخِرَه أو الغابِرَه.
ورجلٌ ذو بُذْمٍ أي كَثافَةٍ وجلَدَ، وكذلك الثَّوْبُ.
وثوبٌ ذو بُذْمٍ أي كثير الغَزْل.
ورجل ذو بُذْمٍ أي سَمِينٌ، ويقال: ذو رَأْيٍ وحَزْمٍ، وقال الأُموي: ذو نَفَس، وقال الكِسائي: ذو احْتِمال لِما حُمِّل. قال ابن بري: قال الأَصمعي إذا لم يكن للرجل رَأْيٌ قيل: ما له بُذْمٌ.
والبَذْمُ: مَصْدَرُ البَذِيمِ، وهو العاقِلُ الغَضَبَِ مِن الرِّجال أي أَنه يعلم ما يأْتيه عند الغضَب؛ كذا حكاه أَهل اللغة، وقيل: يَعْلم ما يَغْضَب له؛ قال الشاعر: كَرِيمُ عُروقِ النَّبْعَتَينِ مُطَهَّرٌ، ويَغْضَبُ ممَّا منه ذو . . . أكمل المادة البَذْمِ يَغْضَبُ الليث: رجلٌ بُذْمٌ وبَذِيمٌ إذا غَضِب ممَّا يجب أَن يُغْضَب منه.
وقال الفراء: البَذِيمةُ الذي لا يَغْضَب في غير موضع الغضَب؛ قال ابن بري: وقول المرّار: يا أُمَّ عِمْران وأُخْتَ عَتْمِ، قد طالَ ما عِشْتُ بغير بُذْمِ (* قوله «يا أم عمران إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: واخت عثم، بالثاء). أَي بغير مُروءةٍ، وقد بَذُمَ بَذامةً. ابن الأَعرابي: والبَذيمُ من الأَفْواه المُتَغَيِّر الرائحة؛ وأَنشد: شَمِمْتها بشارِبٍ بَذِيمِ قد خَمَّ، أو قد هَمَّ بالخُمُومِ وقال غيره: أَبْذَمَتِ الناقةُ وأَبْلَمَتْ إذا وَرِمَ حيَاؤُها من شدّةِ الضَّبَعَة، وإنما يكون ذلك في بَكَرات الإبل؛ قال الراجز: إذا سَمَا فوق جَمُوحٍ مِكْتامْ من غَمْطِه الأَثْناءَ ذات الإبْذامْ يَصِف فَحْل إبِل أَراد أَنه يَحْتَقِر الأَثْناءَ ذواتِ البَلمَة، فيَعْلُو الناقةَ التي لا تَشُول بذَنَبها، وهي لاقِح، كأَنها تكتُم لَقاحَها.

النَّمْلُ (القاموس المحيط) [0]


النَّمْلُ م، واحدَتُهُ: نَمْلَةٌ، وقد تُضَمُّ الميمُ
ج: نِمالٌ.
وأرضٌ نَمِلَةٌ، كزَنِخَةٍ: كثيرَتُها.
وطَعامٌ مَنْمولٌ: أصابَهُ النَّمْلُ.
والنَّمْلَةُ، مُثَلَّثَةً، وكسفينةٍ: النميمةُ.
وهو نَمِلٌ ونامِلٌ ومُنْمِلٌ، كمُحْسِنٍ، ومِنْبَرٍ وشدَّادٍ: نَمَّامٌ،
وقد نَمَلَ، كنَصَرَ وعَلِمَ،
وأنْمَلَ.
وفيه نَمْلَةٌ: كَذِبٌ.
وامرأةٌ مُنَمَّلَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ وسَكْرَى: لا تَسْتَقِرُّ في مَكان،
وكذا فَرَسٌ نَمِلٌ، ككَتف.
ورَجُلٌ نَمِلٌ: خَفيفُ الأصابع لا يَرى شَيْئاً إلاَّ عَمِلَهُ، أو حاذِقٌ.
وتَنَمَّلوا: تَحَرَّكوا، ودَخَلَ بعضُهُم في بَعْضٍ.
ونَمِلَتْ يَدُهُ، كَفَرِحَ: خدِرَتْ،
و~ في الشَّجَرِ: صَعِدَ كَنَمَلَ كَنَصَرَ.
والمُنَمَّلُ، كمُعَظَّمٍ: المَرْفُوُّ، والمَكْتوبُ، أو المُتَقارِبُ الخَطِّ،
. . . أكمل المادة كالمُنْمَلِ، كمُكْرَمٍ،
والنَّمْلَةُ: شَقٌّ في حافِرِ الدابَّةِ، وقُروحٌ في الجَنْبِ،
كالنَّمْلِ، وبَثْرَةٌ تَخْرُجُ في الجَسَدِ بالْتِهابٍ واحْتِراقٍ، ويَرِمُ مَكانُها يَسيراً، ويَدِبُّ إلى مَوْضِعٍ آخَرَ،
كالنَّمْلَةِ، وسَبَبُها صَفْراءُ حادَّةٌ، تَخْرُجُ من أفْواهِ العُروقِ الدِقاقِ، ولا تَحْتَبِسُ فيما هو داخِلٌ من ظاهر الجِلْدِ، لِشِدَّةِ لَطافَتِها وحِدَّتِها.
وأبو نَمْلَةَ عَمَّارُ بنُ مُعاذٍ الأنْصارِيُّ: صَحابِيٌّ.
والنُّمْلَةُ، بالضمِّ: بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ.
ونَمَلَى، كجَمَزَى: ماءٌ قُرْبَ المَدينَةِ.
والنَّمَلانُ: الإِشْرافُ على الشَّيْءِ.
والمُنْمولُ: اللِسانُ.
والنامِلَةُ: السابِلَةُ.
وككتِفٍ: صَبِيُّ تُجْعَلُ في يَدِهِ نَمْلَةٌ إذا وُلِدَ، يقولونَ: يَخْرُجُ كَيِّسا ذَكِيّاً.
وسَمَّوْا نَمْلَةَ ونُمَيْلاً ونُمَيْلةَ مُصَغَّرَيْنِ.
ونُمَيْلَةُ غَيْرُ مَنْسوبٍ، وابنُ عَبْدِ الله بن فُقَيْمٍ: صَحابِيَّانِ، وإِسْمَاعيلُ بنُ نُمَيْلٍ، ومحمدُ بنُ عَبدِ الله بنِ نُمَيْلٍ الخَلاَّلانِ: مُحَدِّثانِ.
ورَجُلٌ مُؤَنْمِلُ الأصابِعِ: غَليظُ أطْرافِها في قِصَرٍ.
والمُنامَلَةُ: مِشْيَةُ المُقَيَّدِ.
والأنْمَلَةُ، بتثليثِ الميمِ والهمْزَةِ، تِسْعُ لُغاتٍ: التي فيها الظُّفُرَ
ج: أنامِلُ وأنْمُلاتٌ.

فغر (لسان العرب) [0]


فَغَر فاه يَفْغَرُه ويَفْغُره؛ الأَخيرة عن أبي زيد، فَغْراً وفُغُوراً: فتحه وشحَاه؛ وهو واسعُ فَغْرِ الفَمِ؛ قال حُمَيْدُ بن ثور يصف حمامة: عَجِبْتُ لها أَنَّى يَكُونُ غِناؤُها فَصيحاً ، ولم تَفْغَرْ بمَنْطقها فَمَا؟ يعني بالمَنْطِق بكاءها.
وفَغَرَ الفَمُ نفْسُه وانْفَغَر: انفتح، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى.
وفي حديث الرؤيا: فيَفْغَرُ فاه فيُلْقِمه حَجَراً أَي بفتحه.
وفي حديث أَنس، رضي الله عنه: أَخَذَ تمراتٍ فَلاكَهُنَّ ثم فَغَر فَا الصبيِّ وتركها فيه.
وفي حديث عصا موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: فإِذا هي حية عظيمة فاغِرَةٌ فاها.
وفي حديث النابغة الجَعْدِيّ: كُلَّما سقطت له سِنٌّ فَغَرَتْ له سِنٌّ؛ قوله فغرت أَي طلعت، من قولك فَغَر فاه إذا . . . أكمل المادة فتحه، كأَنها تَتَفَطَّرُ وتَتَفَتَّح كما يَنْفَطِرُ ويَنْفَتِحُ النبات؛ قال الأَزهري: صوابه ثَغَرَتْ، بالثاء، إلا أَن تكون الفاء مبدلة من الثاء.
وفَغْرُ الفَم: مَشَقُّه.
وأَفْغَرَ النجمُ، وذلك في الشتاء، لأَن الثُّرَيَّا إِذا كَبَّدَ السماءَ مَنْ نَظَر إليه فَغَر فاه أَي فتحه.
وفي التهذيب: فَغَرَ النجمُ، وهو الثُّرَيَّا إذا حَلَّقَ فصار على قِمَّةِ رأْسِك، فمن نظر إليه فَغَر فاه.
والفَغْرُ: الوَرْدُ إذا فَتَّحَ. قال الليث: الفَغْرُ الوردُ إذا فَغَمَ وفَقَّحَ. قال الأَزهري: إخاله أَراد الفَغْوَ، بالواو، فصحَّفه وجعله راء.
وانْفَغَر النَّوْرُ: تَفَتَّح.
والمَفْغَرَةُ: الأَرض الواسعة، وربما سميت الفَجْوَةُ في الجبل إِذا كانت دون الكَهْف مَفْغَرةً، وكلُّه من السَّعَة.
والفُغَرُ: أَفواه الأَوْدِية، الواحدة فُغرَةٌ؛ قال عَدِيّ بن زيد: كالبيضِ في الرَّوْضِ المُنَوِّرِ قد أَفْضَى إِليه، إِلى الكَثِيبِ، فُغَرْ والفَغَّار: لقب رجل من فرسان العرب سمي بهذا البيت: فَغَرْتُ لَدَى النعمانِ لما لقيته، كما فَغَرتْ للحَيْض شَمْطاءُ عارِكُ والفَاغِرةُ: ضرب من الطِّيب، وقيل: إِنه أُصول النَّيْلُوفَرِ الهندي.
والفاغِرُ: دُوَيْبَّة أَبرق الأَنفِ يَلْكَعُ الناسَ، صفة غالبة كالغارِب، ودُوَيْبَّة لا تزال فاغِرةً فاها يقال لها الفاغر.
وفِغْرَى: اسم موضع؛ قال كُثَيّر عَزَّة: وأَتْبَعْتُها عَيْنَيَّ، حتى رأَيتُها أَلَمَّتْ بفِغْرَى والقِنَان تَزُورُها

جنز (لسان العرب) [0]


جَنَزَ الشيءَ يَجْنِزُه جَنْزاً: ستره.
وذكروا أَن النَّوَار لما احْتُضِرَت أَوْصَت أَن يصلي عليها الحسن، فقيل له في ذلك، فقال: إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُوني.
والجِنَازَة والجَنَازة: الميت؛ قال ابن دريد: زعم قوم أَن اشتقاقه من ذلك، قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحته، وقد قيل: هو نَبَطِيّ.
والجِنازة: واحدة الجَنائز، والعامة تقول الجَنازة، بالفتح، والمعنى الميّت على السرير، فإِذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونَعْش.
وفي الحديث: أَن رجلاً كان له امرأَتان فَرُمِيَتْ إِحداهما في جنازتها أَي ماتت. تقول العرب إِذا أَخْبَرَتْ عن موت إِنسان: رُمِيَ في جِنازته لأَن الجِنازَة تصير مَرْمِيًّا فيها، والمراد بالرمي الحَمْل والوَضْع.
والجِنازة، بالكسر: الميت بِسَرِيرِه، وقيل: بالكسر . . . أكمل المادة السّرِير، بالفتح الميت.
ورُمِيَ في جَنَازته أَي مات، وطُعِن في جِنازته أَي مات. ابن سيده: الجَنَازَة، بالفتح، الميت، والجِنازة، بالكسر: السرير الذي يُحْمل عليه الميت؛ قال الفارسي: لا يسمى جِنَازة حتى يكون عليه ميت، وإِلا فهو سرير أَو نعش؛ وأَنشد الشماخ:إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فيها تَرَنَّمَتْ تَرَنُّمَ ثَكْلى أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ واستعار بعض مُجَّان العرب الجِنَازة لِزِقِّ الخمر فقال وهو عمرو بن قعاس: وكنتُ إِذا أَرى زِقًّا مَرِيضاً يُناحُ على جِنازَته، بَكَيْتُ وإِذا ثقل على القوم أَمر أَو اغْتَمُّوا به، فهو جِنَازة عليهم؛ قال: وما كنتُ أَخْشى أَن أَكُونَ جِنازَةً عليك، ومَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثان؟ الليث: الجِنازة الإِنسان الميت والشيء الذي قد ثَقُل على قوم فاغْتَمُّوا به. قال الليث: وقد جرى في أَفواه الناس جَنازة، بالفتح، والنَّحارير ينكرونه، ويقولون: جُنِزَ الرجلُ، فهو مَجْنوز إِذا جمع. الأَصمعي: الجِنَازة، بالكسر، هو الميت نفسه والعوام يقولون إِنه السرير. تقول العرب: تركته جِنَازة أَي ميتاً. النضر: الجِنَازة هو الرجل أَو السرير مع الرجل.
وقال عبد الله بن الحسن: سميت الجِنَازة لأَن الثياب تُجْمع والرجلُ على السرير، قال: وجُنِزوا أَي جُمِعوا. ابن شميل: ضُرِب الرجُل حتى تُرِك جِنازةً؛ قال الكميت يذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، حيّاً وميتاً: كانَ مَيْتاً جِنازَةً خير مَيْتٍ غَيَّبَتْه حَفائِرُ الأَقْوام

فأم (لسان العرب) [0]


الفِئامُ: وِطاء يكون للمَشاجر، وقيل: هو الهَوْدَج الذي قد وُسِّع أسفله بشيء زيد فيه؛ وقيل: هو عِكْم مثل الجُوالِق صغير الفم يُغَطَّى به مَرْكب المرأَة، يجعل واحد من هذا الجانب وآخر من هذا الجانب؛ قال لبيد: وأَرْيَدُ فارِسُ الهَيْجا، إذا ما تَقَعَّرتِ المَشاجِرُ بالفِئام (* قوله «وأربد إلخ» تقدم في مادة شجر محرفاً وما هنا هو الصواب».) والجمع فُؤُوم.
وفي التهذيب: الجمع فُؤُمٌ على وزن فُعُم مثل خِمار وخُمُر.
وفَأّمَ الهَوْدجَ وأَفْأَمَه: وسَّعَ أسفَلَه؛ قال زهير: على كُلِّ قَيْنيٍّ قَشِيبٍ مُفَأّم ويروى: ومُفْأَم.
وهودج مُفَأّم، على مُفَعَّل: وُطِّئ بالفئِام.
والتفئيم: توسيع الدًلو. يقال: أَفْأَمْتُ الدلو وأَفْعَمْتُه إذا ملأْته.
ومزادةٌ مُفَأّمة إذا وُسّعت بجلد . . . أكمل المادة ثالث بين الجلدين كالراوية والشَّعِيب، وكذلك الدلو المُفَأّمَةُ. الجوهري: أفْأمت الرحلَ والقتب إذا وسَّعته وزدت فيه، وفأّمه تفئيماً مثله، ورَحْل مُفْأم ومُفَأّم؛ وأنشد بيت زهير أيضاً: ظَهَرْنَ من السُّوبانِ، ثم جَزَعْنَه على كل قَينيٍّ قشيب ومُفْأَم وقال رؤبة: عَبْلا تَرى في خَلْقه تفئيما ضِخَماً وسَعة. أبو عمرو: فَأَمْتُ وصَأَمْتُ إذا رَوِيتَ من الماء.
وقال أَبو عمرو: التَّفاؤمُ أن تملأ الماشية أفواهها من العُشب. ابن الأعرابي: فَأَم البعيرُ إذا ملأ فاه من العشب؛ وأنشد: ظَلَّتْ برَمْلِ عالجٍ تَسَنَّمُهْ، في صِلِّيانٍ ونَصِيٍّ تَفْأَمُهْ وقال أبو تراب: سمعت أبا السَّمَيْدع يقول فَأَمت في الشراب وصَأَمت إذا كرعت فيه نَفَساً؛ قال أبو منصور: كأَنه من أَفْأَمْت الإناء إذا أَفْعَمْته وملأته.
والأفْآم: فُروغُ الدلو الأربعة التي بين أطراف العَراقي؛ حكاها ثعلب؛ وأنشد في صفه دلو: كأنَّ، تَحتَ الكَيْلِ مِنْ أَفآمها، شَقْراءَ خَيْلٍ شُدَّ مِن حِزامها وبعير مُفأَم ومُفَأّم: سمين واسع الجوف.
ويقال للبعير إذا امتلأ شحماً: قد فُئِم حاركه، وهو مُفْأَم.
والفِئام: الجماعة من الناس؛ قال: كأنَّ مَجامِعَ الرَّبَلاتِ منها فِئامٌ يَنْهَضُون إلى فِئام وفي التهذيب: فئام مجلبون إلى فئام قال الجوهري: لا واحد له من لفظه. يقال: عند فلان فِئام من الناس، والعامة تقول فِيام، بلا همز، وهي الجماعة.
وفي الحديث: يكون الرجل على الفِئام من الناس؛ هو مهموز الجماعة الكثيرة.
وفي ترجمة فعم: سقاء مُفْعَم ومُفْأَم أي مملوء.

لغم (لسان العرب) [0]


لَغِمَ لَغَماً ولَغْماً: وهو استِخْبارُه عن الشيء لا يستيقنه وإِخبارُه عنه غير مستيقن أَيضاً.
ولَغَمْتُ أَلغَمُ لَغْماً إِذا أَخبَرْت صاحبك بشيء لا تستيقنه.
وَلَغَم لَغْماً: كنَغَم نَغْماً.
وقال ابن الأَعرابي: قلت لأَعرابي مَتى المَسِير؟ فقال: تَلَغَّموا بيومِ السبْت، يعني ذكَروه، واشتقاقه من أَنهم حرَّكوا مَلاغِمَهم به.
واللَّغِيمُ: السِّرّ.واللُّغامُ والمَرْغُ: اللُّعاب للإِنسان.
ولُغام البعير: زَبَدُه.
واللُّغامُ: زَبَدُ أَفواهِ الإِبل، والرُّوالُ للفرس. ابن سيده: واللُّغام من البعير بمنزلة البُزاقِ أَو اللُّعاب من الإِنسان.
ولَغَم البعيرُ يَلْغَم لُغامه لَغْماً إِذا رمى به.
وفي حديث ابن عُمر: وأَنا تحت ناقة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يُصِيبُني لُغامُها؛ لُغامُ الدابة: لُعابُها وزبدُها الذي يخرج من فيها معه، وقيل: هو . . . أكمل المادة الزَّبَدُ وحده، سمي بالمَلاغِم، وهي ما حَوْلَ الفَم مما يَبْلُغه اللسان ويَصِل إِليه؛ ومنه الحديث: يَستعمِل مَلاغِمَهُ؛ هو جمع مُلْغَم؛ ومنه حديث عمرو بن خارجة: وناقة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تَقْصَع بِجِرّتها ويَسِيل لُغامُها بين كَتِفَيَّ.
والمَلْغَمُ: الفمُ والأَنْف وما حولهما.
وقال الكلابي: المَلاغِمُ من كل شيء الفم والأَنف والأَشْداق، وذلك أَنها تُلَغَّم بالطيب، ومن الإِبل بالزَّبَدِ واللُّغامِ.
والمَلْغَمُ والمَلاغِم: ما حول الفم الذي يبلغه اللسان، ويشبه أَن يكون مَفْعَلاً من لُغامِ البعير، سمي بذلك لأَنه موضع اللُّغامِ. الأَصمعي: مَلاغِمُ المرأَة ما حول فمها. الكسائي: لَغَمْت أَلْغَم لَغْماً.
ويقال: لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها إِذا قبَّلْت مَلْغَمها؛ وقال: خَشَّمَ منها مَلْغَمُ المَلْغومِ بشَمَّةٍ من شارِفٍ مَزْكومِ قدْ خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمومِ، ليسَ بمَعْشوقٍ ولا مَرْؤُومِ خَشَّم منها أَي نتُن منها مَلْغُومُها بشَمَّة شارف.
وتلَغَّمْت بالطِّيب إِذا جعلته في المَلاغِم؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة: تَزْدَج بالجادِيّ أَو تَلَغَّمُهْ (* قوله «تزدج إلخ» هكذا في الأصل).
وقد تلَغَّمَت المرأَةُ بالزعفران والطِّيب؛ وأَنشد: مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع ولُغِمَ فلانٌ بالطِّيب، فهو مَلْغوم إِذا جعل الطِّيب على مَلاغِمه.
والمَلْغَم: طرف أَنفه.
وتلَغَّمَت المرأَة بالطيب تلَغُّماً: وضَعَتْه على مَلاغمها.
وكلُّ جوهر ذوّاب كالذهب ونحوه خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ، وقد أُلْغِمَ فالْتَغَمَ.
والغنَمُ تتَلَغَّم بالعُشْب وبالشِّرْب تَبُلُّ مَشافِرَها.
واللَّغَم: الإِرْجافُ الحادُّ.

هيف (لسان العرب) [0]


هافَ ورَقُ الشجر يَهِيف: سقط.
والهَيْفُ والهُوف: ريح حارَّة تأْتي من قِبَل اليمن، وهي النَّكْباء التي تجري بين الجَنُوب والدَّبُور من تحت مَجْرَى سُهَيْل يَهيف منها ورق الشجر. ابن الأَعرابي: نَكْباء الصَّبا والجَنوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ مِيباسٌ للبقل، وهي التي تجيء بين الرِّيحين، وقال الأَصمعي: الهَيْف الجنوب إِذا هَبَّت بحرّ، وقيل: الهيف ريح باردة تجيء من قبل مَهَبِّ الجنوب، قال: وهذا لا يوافق الاشتقاق؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث إن الهيْف ريح باردة لم يقله أَحد، والهيف لا تكون إلا حارّة. ابن سيده: وقيل الهيف كل ريح ذاتِ سَمُوم تُعَطِّش المال وتُيَبِّس الرّطْب؛ قال ذو الرمة: وصَوَّحَ البَقْلَ نأْآجُ تَجِيء . . . أكمل المادة به هَيْفٌ يَمانِيةٌ، في مَرِّها نَكَبُ وفي المثل: ذَهَبَتْ هَيف لأَديانها أَي لعاداتها لأَنها تُجَفِّف كل شيء وتُيَبِّسه وتَهَيَّفَ الرجل من الهَيْف كما يقال تَشتَّى من الشِّتاء.
والهُوف من قول أُم تأَبَّط شرّاً: تَلُفُّه هُوف، إنما بنته على فُعْل لِما قبله من قولها: ليس بعُلْفُوف، وما بعده من قولها: حَشِيّ من صوف، وقيل: هي لغة في الهَيْف.
وهافَ واسْتهافَ: أَصابته الهَيْفُ فَعَطِش؛ أَنشد ثعلب: تَقَدَّمْتهنّ على مِرْجَمٍ يلُوكُ اللِّجامَ، إذا ما اسْتَهافا ورجل هَيُوف ومِهْيافٌ وهافٌ؛ الأَخيرة عن اللحياني: لا يصبر على العطش.
ويقال للعطشان: إنه لهافٌ، والأُنثى هائفة.
وناقة مِهْيافٌ وهافةٌ وإبل هافة، كذلك: تعطَش سريعاً.
واهْتافَ أَي عَطِش. قال الأَصمعي: رجل هَيْفان.
والمِهْياف: السريع العطَشِ، وقد هافَ يَهاف هِيافاً، وهافت الإبل تَهافُ هِيافاً وهُيافاً إذا اشتدَّت الهيْفُ من الجَنوب واستقبلَتْها بوجوهها فاتحةً أَفواهَها من شدة العطش.
وأَهافَ الرجلُ: عَطِشت إبله؛ قال: فقد أَهافُوا، زعموا، وأَنْزَعُوا الأَصمعي: الهافة الناقة السريعة العطش، وهو من ذوات الياء، وهي الهِيْاف والمِهْيامُ.
والهِيفُ: جمع أَهْيَف وهَيْفاء، وهو الضامر البطن. الأَزهري في ترجمة فوه: فاهاهُ إذا فاخَره وناطَقَه، وهافاه إذا مايَله إلى هَواه.
والهَيَفُ، بالتحريك: رقَّة الخصر وضُمور البطن، هَيِفَ هَيَفاً وهافَ هَيْفاً، فهو أَهيف، ولغة تميم: هاف يَهافُ هَيْفاً، وامرأَة هَيْفاء وقوم هِيف.
وفرس هَيْفاء: ضامرة.
وهَيْفاء: فرس طارق بن حَصَبةَ.

دغم (لسان العرب) [0]


دَغَمَ الغيثُ الأَرض يَدْغَمُها وأَدْغَمَها إذا غشيها وقهرها.
والدَّغْمُ: كَسْرُ الأَنف إلى باطنه هَشْماً. دَغَمَ أَنفه دَغْماً: كسره إلى باطنه هشماً.
والدُّغْمَةُ والدَّغَمُ من أَلوان الخيل: أن يضرب وجْهُه وجَحافِلُهُ إلى السواد مخالفاً للون سائر جسده، ويكون وجهه مما يلي جَحافله أشدّ سواداً من سائر جسده، وقد ادْغَامَّ، وفرس أَدْغَمُ، والأُنثى دَغْماءُ بَيِّنة الدَّغَمِ، وهو الذي يسميه الأَعاجم دِيزَجْ.
والدَّغْماءُ من النِّعاج: التي اسودت نُخْرتُها، وهي الأَرْنَبَةُ، وحَكَمَتُها وهي الذَّقَنُ.
وفي الحديث: أنه ضَحَّى بكبش أَدْغَمَ؛ هو الذي يكون فيه أدنى سواد وخصوصاً في أَرْنَبَته وتحت حَنَكِه؛ وقالوا في المَثَل: الذِّئْبُ أَدْغَمُ، لأن الذئب وَلَغَ أو لم يَلَغْ فالدُّغْمَةُ لازمة له، لأَن . . . أكمل المادة الذِّئاب دُغْمٌ، فربما اتُّهِمَ بالوُلوغِ وهو جائع، يضرب هذا مثلاً لمن يُغْبَطُ بما لم يَنَلْه.
والأَدْغَمُ: الأَسود الأنف، وجمعه الدُّغْمانُ؛ قال أعرابي: وضَبَّة الدُّغْمانِ، في رُوسِ الأَكَمْ، مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُها مثلُ الرَّخَمْ والدُّغْمانُ، بالضم: الأسود، وقيل: الأسود مع عِظَمٍ.
ورجل راغِمٌ داغِمٌ: إتباع، وقد أَرْغَمَهُ الله وأَدْغَمَهُ؛ وقيل: أَرْغَمَهُ الله أسخطه، وأَدْغَمَه سَوَّدَ وجهَه.
وفي الدعاء: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، كلُّ ذلك إتباع. يقال: فعلت ذلك على رَغْمِه ودَغْمِه وشَغْمِه، ويقال: شِنَّغْمِه. قال أَبو منصور: ويقال وسِنَّغْمه، بالسين المهملة.
وفي النوادر: الدُّغامُ والشُّوالُ (* قوله «والشوال» كذا هو بالأصل وشرح القاموس، وفي نسخة من التهذيب: الشواك) وجع يأْخذ في الحلَق.
ودَغِمَهُم الحَرُّ والبَرْدُ يَدْغَمُهُمْ دَغْماً ودَغَمَهُمْ دَغَماناً: غَشِيَهُمْ، زاد الجوهري: وأَدْغَمَهُمْ أي غشيهم.
وأَدْغَمَهُ الشيءُ: ساءه وأَرْغَمَهُ.
والإدْغامُ: إدخال حرف في حرف. يقال: أَدْغَمْت الحرف وادَّغَمْته، على افْتَعَلْتُه.
والإدْغامُ: إدخال اللجام في أَفواه الدَّوابِّ.
وأَدْغَمَ الفرسَ اللجامَ: أَدخله في فيه، وأَدْغَمَ اللِّجامَ في فمه كذلك؛ قال ساعِدَةُ بن جُؤَيْةَ: بمُقْرَباتٍ بأَيْدِيهِمْ أَعِنَّتُها خُوصٍ، إذا فَزِعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجُمِ قال الأزهري: وإدغامُ الحرف في الحرف مأْخوذ من هذا؛ قال بعضهم: ومنه اشتقاق الإدْغامِ في الحروف، وقيل: بل اشتقاقُ هذا من إدْغامِ الحُروفِ، وكلاهما ليس بعَتيق، إِنما هو كلام نَحْوِيّ. نَخْويّ.
وأَدْغَمَ الرجلُ: بادر القومَ مَخافَة أَن يسبقوه فأَكل الطعامَ بغير مَضْغٍ.
ودَغَمَ الإناء دَغْماً: غطاه.
ودُغْمان ودُغَيْمٌ: اسمان.

شكع (لسان العرب) [0]


شَكِعَ يَشْكَعُ شَكَعاً، فهو شاكِعٌ وشَكِعٌ وشَكُوعٌ: كَثُرَ أَنِينُه وضَجَرُه من المرض والوجَعِ يُقْلِقُه، وقيل: الشَّكِعُ الشديدُ الجَزَعِ الضُّجُورُ، والشَّكَعُ، بالتحريك: الوجَعُ والغضَبُ.
ويقال لكل مُتَاَذٍّ من شيء: شَكِعٌ وشاكِعٌ.
وباتَ شَكِعاً أَي وَجِعاً لا ينام.
وشَكِعَ، فهو شَكِعٌ: طال غضَبُه، وقيل: غَضِبَ.
وأَشْكَعَه: أَغْضَبَه، ويقال: أَمَلَّه وأَضْجَرَه. الأَحمر: أَشْكَعَنِي وأَحْمَشَني وأَدْرأَني وأَحْفَظَنِي كلُّ ذلك أَغْضَبَنِي.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لَمّا دَنا من الشام ولقِيَه الناسُ جعَلوا يَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذلك وقال لأَسْلَم: إِنهم لن يَرَوْا على صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ الله عليهم. الشَّكَعُ، بالتحريك: شدّة الضَّجر، وقيل أَغْضَبَه (* قوله «شدة الضجر وقيل أغضبه كذا بالأصل والذي في النهاية بعد قوله . . . أكمل المادة شدة الضجر: يقال شكع وأَشكعه غيره وقيل معناه أغضبه.).
وفي الحديث: أَنه دخل على عبد الرحمن ابن سهيل وهو يَجُودُ بنفسِه فإِذا هو شَكِعُ البِزَّةِ أَي ضَجِرُ الهيئة والحالةِ.
وشَكِعَ شَكَعاً: غَرِضَ.
وشَكِعَ شَكَعاً: مالَ، ويقال للبخِيل اللئيم: شَكِعٌ.
والشُّكاعَى: نَبْتٌ؛ قال الأَزهري: رأَيته بالبادية وهو من أَحْرار البُقُولِ.
والشُّكاعَى: شجرة صغيرة ذاتُ شَوْك قيل هو مِثْلُ الحُلاوَى لا يكاد يُفْرَقُ بينهما، وزَهْرَتُهاحَمْراءُ ومَنْبَتُها مثل مَنْبَتِ الحُلاوَى، ولهما جميعاً (* قوله «ولهما جميعاً إلخ كذا بالأصل.) يابستين ورطبتين، وهما كثيرتا الشوكن وشَوْكُهما أَلْطَفُ من شوْك الخُلّةِ، ولهما ورق صغير مثل ورق السَّذابِ يقع على الواحد والجمع، وربما سَلِمَ جمعها، وقد يقال شَكاعَى، بالفتح؛ قال ابن سيده: ولم أَجد ذلك معروفاً، وقال أَبو حنيفة: الشُّكاعَى من دِقّ النبات وهي دَقِيقةُ العيدان صغيرة خضراءُ والناس يَتَداوَوْنَ بها؛ قال عمرو بن أَحمر الباهلي يذكر تَداوِيَه بها، وقد شُفِيَ بَطْنُه: شَرِبْتُ الشُّكاعَى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً، وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا قال: واسمها بالفارسية جرحه، الأَخفش: شُكاعاةٌ، فإِذا صح ذلك فأَلفها لغير التأْنيث، قال سيبويه: هو واحد وجمع، وقال غيره: الواحدة منها شُكاعةٌ، والشُّكاعة: شَوْكةٌ تملأ فم البعير لا ورق لها إِنما هي شَوْكٌ وعِيدانٌ دِقاق أَطرافها أَيضاً شوك، وجمعها شُكاعٌ، وما أَدرِي أَين شَكَعَ أَي ذهَب، والسين أَعلى.

زيت (لسان العرب) [0]


ابن سيده: الزَّيتُ معروف، عُصارة الزَّيْتون.
والزَّيْتُون: شجر معروف، والزَّيْتُ: دُهْنه، واحدته زَيْتُونة، هذا في قول من جعله فَعْلوتاً؛ قال ابن جني: هو مثالٌ فائتٌ، ومن العَجب أَن يفوت الكتابَ، وهو في القرآن العزيز، وعلى أَفواه الناس، قال الله، عز وجل: والتينِ والزيتونِ؛ قال ابن عباس: هو تِينُكم هذا، وزَيْتُونكم هذا. قال الفراء: يقال إِنهما مسجدان بالشأْم؛ وقيل: الذي كلم الله تعالى عنده موسى، عليه السلام؛ وقيل: الزيتون جبال الشأْم.
ويقال للشجرة نفسها: زيتونة، ولثَمرتها: زيتونة، والجمع: الزَّيْتون، وللدهن الذي يستخرج منه: زيت.
ويقال للذي يبيع الزيت: زَيَّاتٌ، وللذي يَعْتَصِره: زَيَّات.
وقال أَبو حنيفة: الزيتون من العِضاءِ. قال الأَصمعي: حدثني عبد . . . أكمل المادة الملك بن صالح بن علي، قال: تَبْقَى الزيتونةُ ثلاثةَ آلافِ سنة. قال: وكلُّ زَيْتُونةٍ بفلَسْطِينَ من غَرْس أُمَم قبل الرُّوم، يقال لهم اليُونانِيُّون.
وزِتُّ الثَّريدَ والطعامَ أَزِيتُه زَيْتاً، فهو مَزِيتٌ، على النَّقْصِ، ومَزْيُوتٌ، على التَّمام: عَمِلْتُه بالزَّيت؛ قال الفرزدق في النُّقصان يهجو ذا الأَهْدام: ولم أَرَ سَوَّاقِينَ غُبْراً، كَساقةٍ يَسُوقونَ أَعْدالاً، يُدِلُّ بَعِيرُها جاؤُوا بِعِيرٍ، لم تَكُنْ يَمَنِيَّةً، ولا حِنْطة الشأْمِ المَزِيتِ خَميرُها هكذا أَنشده أَبو عليّ؛ والرواية: أَتَتْهم بِعِيرٍ لم تكنْ هَجَرِيَّةً لأَنه لما أَراد أَن يَنْفِي عن عِيرِ جعفرٍ أَن تَجْلِبَ إِليهم تمراً أَو حِنْطة، إِنما ساقتْ إِليهم السلاحَ والرجالَ فقتلوهم؛ أَلا تراه يقول قبل هذا: ولم يأْتِ عِيرٌ قبلَها بالذي أَتتْ به جَعْفَراً، يومَ الهُضَيْباتِ، عِيرُها أَتَتْهم بعَمْرو، والدُّهَيْمِ، وتِسْعةٍ وعِشْرينَ أَعْدالاً، تَمِيلُ أُيُورُها؟ أَي لم تكن هذه الأَعْدالُ التي حَمَلَتْها العِيرُ من ثيابِ اليَمن، ولا من حنطة الشام.
ومعنى يُدِلّ: يَذْهَبُ سَنامُه لثِقَلِ حِمْلِه. اللحياني: زِتُّ الخُبْزَ والفَتُوتَ لتَتُّه بزَيْتٍ.
وزِتُّ رأْسي ورأْسَ فلانٍ: دَهَنْتُه بالزيت.
وازَّتُّ به: ادَّهَنْتُ.
وزِتُّ القَومَ: حعلتُ أَديمهم الزَّيتَ.
وزَيَّتُّهم إِذا زَوَّدْتَهم الزيتَ.
وزاتَ القومَ يَزيتُهم زَيْتاً: أَطعمهم الزيتَ؛ هذه رواية عن اللحياني.
وأَزاتُوا: كثُر عندهم الزيتُ، عنه أَيضاً، قال: وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطعمتهم، أَو وهبت لهم، قُلْتَه: فَعَلْتهم، وإِذا أَردتَ أَنَّ ذلك قد كثُر عندهم، قلتَ: قد أَفْعَلُوا.
وازْداتَ فلانٌ إِذا ادَّهَنَ بالزَّيْتِ، وهو مُزْداتٌ؛ وتصغيره بتمامه: مُزَيْتِيتٌ.
وجاؤوا يَسْتَزِيتون أَي يَسْتَوْهِبُون الزيتَ.

جسس (لسان العرب) [0]


الجَسُّ: اللَّمْسُ باليد.
والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ. ابن سيده: جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه.
والمَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه.
وجَسَّ الشخصَ بعينه: أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه؛ قال: وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم: إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم، ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا اختفوه: أَظهروه.
والجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، ومنه التَجَسُّسُ.
وجَسَّ الخَبَرَ وتَجَسَّسه: بحث عنه وفحَصَ. قال اللحياني: تَجَسَّسْتُ فلاناً ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، ومن الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا من يوسف وأَخيه.
والمَجَسُّ والمَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك.
وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد.
وفي الحديث: لا تَجَسَّسُوا؛ التَّجَسُّسُ، بالجيم: التفتيش عن . . . أكمل المادة بواطن الأُمور، وأَكثر ما يقال في الشر.
والجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، والناموسُ: صاحب سرِّ الخير، وقيل: التَّجَسُّسُ، بالجيم، أَن يطلبه لغيره، وبالحاء، أَن يطلبه لنفسه، وقنيل بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء الاستماع، وقيل: معناهما واحد في تطلب معرفة الأَخبار.
والعرب تقول: فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر.
ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيقٌ.
وجَسَّ إِذا اختبر.
والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب.
والجاسُوسُ: العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها، وقيل: الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس الأَخبار.
والجَسَّاسَةُ: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها الدجالَ، زعموا.
وفي حديث تميم الداري: أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر، وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال.
وجَواسُّ الإِنسان: معروفة، وهي خمس: اليدان والعينان والفم والشم والسمع، والواحدة جاسَّة، ويقال بالحاء؛ قال الخليل: الجَواسُّ الحَواسُّ.
وفي المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها. قال ابن سيده: والجَواسُّ عند الأَوائل الحَواسُّ.
وجَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ: قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟ وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ وكذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأعرابي: أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه، خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: وجِسْ: زَجْرٌ للإِبل.

ترع (لسان العرب) [0]


تَرِعَ الشيءُ، بالكسر، تَرَعاً وهو تَرِعٌ وتَرَعٌ: امتَلأَ.
وحَوْضٌ تَرَعٌ، بالتحريك، ومُتْرَعٌ أَي مَمْلوء.
وكُوزٌ تَرَعٌ أَي مُمْتَلِئ، وجَفْنة مُتْرَعة، وأَتْرَعه هو؛ قال العجاج: وافْتَرَشَ الأَرضَ بسَيْلٍ أَتْرَعا وهذا البيت أَورده الجوهري: بسَيْر أَتْرَعا؛ قال ابن بري: هو لرؤبة، قال: والذي في شعره بسَيْل باللام؛ وبعده: يَمْلأُ أَجْوافَ البِلادِ المَهْيَعا قال: وأَتْرعَ فعل ماض. قال: ووصف بني تَمِيم وأَنهم افترشوا الأَرض بعدد كالسيل كثرة؛ ومنه سَيْلٌ أَتْرَعُ وسَيْلٌ تَرّاع أَي يملأُ الوادي، وقيل: لا يقال تَرِعَ الإِناءُ ولكن أُتْرِعَ. الليث: التَّرَعُ امْتِلاءُ الشيء، وقد أَتْرَعْت الإِناءَ ولم أَسمع تَرِعَ الإِناءُ، وسَحاب تَرِعٌ: كثير المطر؛ قال أَبو وجزة: كأَنّما طَرَقَتْ ليْلى . . . أكمل المادة مُعَهَّدةً من الرِّياضِ، ولاها عارِضٌ تَرِعُ وتَرِعَ الرجلُ تَرَعاً، فهو تَرِعٌ: اقتحم الأُمور مَرَحاً ونشاطاً.
ورجل تَرِعٌ: فيه عَجَلة، وقيل: هو المُستعِدُّ للشرّ والغَضبِ السريعُ إِليهما؛ قال ابن أَحمر: الخَزْرَجِيُّ الهِجانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ ضَيْقُ المَجَمِّ، ولا جافٍ، ولا تَفِلُ وقد تَرِعَ تَرَعاً.
والتَّرِعُ: السفيهُ السريعُ إِلى الشرِّ.
والتَّرِعةُ من النساء: الفاحِشة الخفيفة.
وتَتَرَّع إِلى الشيء: تَسَرَّعَ.
وتَتَرَّعَ إِلينا بالشرِّ: تَسَرَّعَ.
والمُتَتَرِّع: الشِّرِّيرُ المُسارِعُ إِلى ما لا ينبغي له؛ قال الشاعر: الباغي الحَرْب يَسْعَى نحْوَها تَرِعاً، حتى إِذا ذاقَ منها حامِياً بَرَدا الكسائي: هو تَرِعٌ عَتِلٌ.
وقد تَرِعَ تَرَعاً وعَتِلَ عَتَلاً إِذا كان سريعاً إِلى الشرِّ.
وروى الأَزهري عن الكلابيِّين: فلان ذو مَتْرَعةٍ إِذا كان لا يَغْضَب ولا يعجل، قال: وهذا ضدّ التَّرِع.
وفي حديث ابن المُنْتَفِق: فأَخَذتُ بِخِطام راحلةِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، فما تَرَعَني؛ التَّرَعُ: الإِسراعُ إِلى الشيء، أَي ما أَسرَعَ إِليّ في النهْي، وقيل: تَرَعَه عن وجهه ثَناه وصرَفَه.
والترْعةُ: الدرجة، وقيل: الرُّوْضة على المكان المرتفع خاصّة، فإِذا كانت في المَكان المُطمئنّ فهي روضة، وقيل: التُّرْعة المَتْن المرتفع من الأَرض؛ قال ثعلب: هو مأْخوذ من الإِناء المُتْرَع، قال: ولا يعجبني.
وقال أَبو زياد الكلابي: أَحسنُ ما تكون الروْضةُ على المكان فيه غِلَظٌ وارْتفاع؛ وأَنشد قول الأَعشى: ما رَوْضةٌ من رِياض الحَزْنِ مُعْشِبةٌ خَضْراء، جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ فأَما قول ابن مقبل: هاجُوا الرحيلَ، وقالوا: إِنّ مَشْرَبَكم ماء الزَّنانيرِ من ماويَّةَ التُّرَعُ فهو جمع التُّرْعةِ من الأَرض، وهو على بدل من قوله ماء الزنانير كأَنه قال غُدْران ماء الزنانير، وهي موضع.
ورواه ابن الأَعرابي: التُّرَعِ، وزعم أَنه أَراد المَمْلُوءة فهو على هذا صفة لماويّة، وهذا القول ليس بقويّ لأَنا لم نسمعهم قالوا آنية تُرَع.
والتُّرْعةُ: البابُ.
وحديث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إنّ مِنْبري هذا على تُرْعةٍ من تُرَعِ الجنة، قيل فيه: التُّرْعة البابُ، كأَنه قال مِنبري على باب من أَبواب الجنة، قال ذلك سهَل بن سعد الساعدي وهو الذي رَوى الحديث؛ قال أَبو عبيد: وهو الوجه، وقيل: الترعة المِرْقاةُ من المِنبر، قال القُتيبي: معناه أَن الصلاةَ والذكر في هذا الموضع يُؤدّيان إِلى الجنة فكأَنه قِطْعة منها، وكذلك قوله في الحديث الآخر: ارْتَعُوا في رِياض الجنة أَي مَجالِسِ الذكر، وحديث ابن مسعود: مَن أَراد أَن يَرْتَعَ في رياض الجنة فليقرأْ أَلَ حم، وهذا المعنى من الاستعارة في الحديث كثير، كقوله عائدُ المَريض في مَخارِف الجنة، والجنةُ تحت بارقةِ السيوف، وتحت أَقدام الأُمهات أَي أَن هذه الأَشياء تؤدّي إِلى الجنة، وقيل: التُّرعة في الحديث الدَّرجةُ، وقيل: الروضة.
وفي الحديث أَيضاً: إِن قَدَمَيَّ على تُرْعةٍ من تُرَعِ الحوض، ولم يفسره، أَبو عبيد. أَبو عمرو: التُّرْعةُ مَقام الشاربةِ من الحوض.
وقال الأَزهري: تُرْعةُ الحوض مَفْتح الماء إِليه، ومنه يقال: أَتْرَعْت الحوضَ إِتْراعاً إِذا ملأْته، وأَتْرَعْت الإِناء، فهو مُتْرَع.
والتَّرّاعُ: البَوّاب؛ عن ثعلب؛ قال هُدْبةُ (* قوله «قال هدبة» أي يصف السجن كما في الاساس) بن الخَشْرَم: يُخَيِّرُني تَرّاعُه بين حَلْقةٍ أَزُومٍ، إِذا عَضَّتْ، وكَبْلٍ مُضَبَّبِ قال ابن بري: والذي في شعره يخيرين حَدّاده.
وروى الأَزهري عن حماد بن سَلَمة أَنه قال: قرأْت في مصحف أُبيّ بن كعب: وتَرَّعَتِ الأَبوابَ، قال: هو في معنى غَلَّقت الأَبواب.
والتُّرْعة: فَمُ الجَدْولِ يَنْفَجِر من النهر، والجمع كالجمع.
وفي الصحاح: والتُّرْعةُ أَفواه الجَداولِ، قال ابن بري: صوابه والتُّرَعُ جمع تُرْعة أَفواه الجداول.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال وهو على المنبر: إِنّ قَدَمَيَّ على تُرْعة من تُرَع الجنة، وقال: إِنَّ عبداً من عِبادِ الله خَيَّره رَبُّه بين أَن يَعِيش في الدنيا ما شاء وبين أَن يأْكل في الدنيا ما شاء وبين لقائه فاختار العبدُ لقاء ربه، قال: فبكى أَبو بكر، رضي الله عنه، حين قالها وقال: بل نُفَدِّيك يا رسول الله بآبائنا. قال أَبو القاسم الزجاجي: والرواية متصلة من غير وجه أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال هذا في مرضه الذي مات فيه، نَعَى نفْسَه، صلى الله عليه وسلم، إِلى أَصحابه.
والتُّرْعة: مَسِيل الماء إِلى الروضة، والجمع من كل ذلك تُرَعٌ.
والتُّرْعة: شجرة صغيرة تنبت مع البقل وتَيْبَس معه هي أَحب الشجر إِلى الحَمِير.
وسَيْر أَتْرَعُ: شَدِيد، والتِّرياعُ، بكسر التاء وإسكان الراء: موضع.

لجن (لسان العرب) [0]


لَجَنَ الورَقَ يَلْجُنُه لَجْناً، فهو مَلْجُونٌ ولَجِينٌ: خبَطه وخلَطه بدقيق أَو شعير.وكلُّ ما حِيسَ في الماء فقد لُجِنَ.
وتَلجَّنَ الشيءُ: تَلزَّجَ.
وتلجَّنَ رأْسُه: اتَّسَخَ، وهو منه.
وتلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مدقوقاً؛ وأَنشد الشمّاخ: وماءٍ قد ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَى، عليه الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجينِ وهو ورقُ الخِطْمِيِّ إِذا أُوخِفَ. أَبوعبيدة: لَجَّنْتُ الخِطْمِيّ ونحوه تَلْجيناً وأَوخَفْتُه إِذا ضربته بيدك ليَثْخُنَ، وقيل:تلجَّنَ الشيءُ إِذا غُسِلَ فلم يَنتَقِ من وسَخه.
وشيء لَجِنٌ: وسِخ؛ قال ابن مقبل: يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِيةً على سَعابيب ماء الضّالةِ اللَّجِنِ الليث: اللَّجينُ ورقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثم يُخْلطُ بدقيق أَو شعير فيُعْلفُ للإبل، وكل ورق أَو نحوه فهومَلْجُون لجِينٌ حتى آسُ الغِسْلَةِ. . . . أكمل المادة الجوهري: واللَّجِينُ الخَبَطُ، وهو ما سقط من الورق عند الخَبْطِ، وأَنشد بيت الشمّاخ.
وتَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ ودقوه وخلطوه بالنوى للإِبل.
وفي حديث جرير: إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً؛ اللَّجينُ، بفتح اللام وكسر الجيم: الخَبَطُ، وذلك أَن ورق الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ حتى يسقُط ويَجِفَّ ثم يُدَقُّ (* قوله «حتى يسقط ويجف ثم يدق إلخ» كذا بالأصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لا يصح فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطباً اه. أي فالصواب حذف يجف). حتى يتَلجَّن أَي يتلزج ويصيركالخِطْمِي.
وكل شيء تلزج فقد تَلجَّنَ، وهو فعيل بمعنى مفعول.
وناقة لَجُون: حَرُون؛ قال أَوس: ولقد أَرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرَةٍ عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غير لَجُونِ قال ابن سيده: اللِّجانُ في الإِبل كالحِرَانِ في الخيل.وقد لَجَنَ لِجاناً ولُجوناً وهي ناقة لَجُونٌ، وناقة لَجُون أَيضاً: ثقيلة المشي، وفي الصحاح: ثقيلة في السير، وجمَلٌ لَجُونٌ كذلك.قال بعضهم: لا يقال وجمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِناثُ، وقيل: اللِّجانُ واللُّجُون في جميع الدواب كالحِرَانِ في ذوات الحافر منها. غيره: الحِرانُ في الحافر خاصةً، والخِلاء في الإِبل، وقد لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً ولِجاناً.
واللُّجَيْنُ: الفضة، لا مكبرله جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَيّا والكُمَيْتِ؛ قال ابن جني: ينبغي أَن يكون إِنما أَلزموا التحقير هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام في تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخليص.
وفي حديث العِرْباض: بِعْتُ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بَكْراً فأَتيته أَتقاضاه ثمَنَه فقال: لا أَقضيكها إََِلا لُجَيْنِيَّةً؛ قال ابن الأَثير: الضمير في أَقضيكها إِلى الدراهم، واللُّجَيْنِيَّة منسوبة إِلى اللُّجَينِ، وهو الفضة.
واللَّجِينُ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ قال أَبو وجزة: كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها، إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا شبَّه لُغامها بلَجِين الخَطْمِيّ، وأَراد بالناصعات الغر أَنيابها.

شحا (لسان العرب) [0]


شَحا فاهُ يَشْحوه ويَشْحاه شَحْواً: فتَحه.
وشَحا فُوهُ يَشْحُو: انفَتَحَ، يَتعدَّى ولا يتَعدَّى. ابن الأَعرابي: شَحا فاهُ وشَحا فُوهُ وأَشْحى فاهُ وشَحَّى فُوه، ولا يقال أَشْحى فُوهُ.
ويقال: شَحا فاهُ يَشْحاهُ شَحْياً فتَحه، وهو بالواو أَعرف.
واللجامُ يَشْحى فمَ الفرس شَحْياً؛ وأَنشد: كأَن فاها، واللِّجامُ شاحِيهْ، جَنْبا غَبِيطٍ سَلِسٍ نَواحِيهْ وجاءت الخيلُ شَواحِيَ وشاحِياتٍ: فاتَحاتٍ أَفواهَها. الرجلُ يَشْحُو شَحْواً: باعَد ما بينَ خُطاهُ.
والشَّحْوةُ: الخَطْوةُ.
ويقال للفرس إذا كان واسِعَ الذَّرْعِ: إنه لرَغِيب الشَّحْوةِ.
وفي حديث علي، عليه السلام، ذكرَ فِتْنةً فقال لعمّارٍ: واللهِ لتَشْحُوَن فيها شَحْواً لا يُدْرِكُك الرجلُ السريعُ؛ الشَّحْوُ: سَعَةُ الخَطْوِ، يريد بذلك تَسْعى فيها وتتَقَدَّم؛ ومنه حديث كعب يصف . . . أكمل المادة فتنة قال: ويَكونُ فيها فَتىً من قُرَيْشٍ يَشْحُو فيها شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فيها ويتَوسَّعُ.
ويقال: ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو؛ ومنه: أَنه كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، فرس يقال لها الشَّحَاءُ كذا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ بالواسِعِ الخَطْوَة.
وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوةِ كثيرُ الأَخْذِ من الأَرض وفرسٌ بعيدُ الشَّحْوةِ أََي بعِيدُ الخَطْو.
وجاءَنا شاحِياً أَي في غير حاجة، وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوة.
وبيْرُ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها أَي الفَمِ.
وتَشَحَّى الرجلُ في السَّوْمِ: اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عن الحقِّ. أَبو سعيد: تَشَحَّى فلان على فلان إذا بَسَط لسانَهُ فيه، وأَصله التَّوَسُّع في كلِّ شيءٍ.
وشَحاةُ: ماءٌ، وكذلك شَحا؛ قال: ساقي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ وقد قيل: إنما هو وَشْحى، فاحتاج الشاعر فغَيَّره. الأَزهري: الفراء شَحا ماءَةٌ لبعض العرب، يُكْتَب بالياء وإن شئتَ بالأَلف، لأَنه يقال شَحَوْت وشحَيْت ولا تُجْرِيها، تقول هذه شَحى، فاعلم. قال ابن الأَعرابي: سَجا، بالسين والجيم، اسم بئرٍ، قال: وماءَةٌ أُخرى يقال لها وَشْحى، بفتح الواو وتسكين الشين؛ قال الراجز: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا وقال ابن بري: شَحى اسم بئرٍ؛ وأَنشد: ساقي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ قال: وهذا قول الفراء، قال: وقال ابن جني سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ مَشْحُوٍّ، قال ابن بري: وأَما ابن الأَعرابي فقال: هي سَجا بالسين والجيم، قال: وهو الصحيح، وقول الفراء غلط.
وأَشْحى: اسم موضع؛ قال معن بن أَوس: قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحى، ومَدْفَعُه أَكْنافُ أَشْحى، ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ (* قوله «قعرية إلخ» هكذا في الأصل والمحكم).

خنث (لسان العرب) [0]


الخُنْثَى: الذي لا يَخْلُصُ لِذَكَرٍ ولا أُنثى، وجعله كُراعٌ وَصْفاً، فقال: رجلٌ خُنْثَى: له ما للذَّكر والأُنثى.
والخُنْثَى: الذي له ما للرجال والنساء جميعاً، ولجمع: خَنَاثى، مثلُ الحَبالى، وخِناثٌ؛ قال:لَعَمْرُكَ، ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ بنِسْوانٍ يَلِدْنَ، ولا رِجالِ والانْخِناثُ: التَثَنِّي والتَّكَسُّر.
وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً، فهو خَنِثٌ، وتَخَنَّثَ، وانْخَنَثَ: تَثَنَّى وتَكَسَّرَ، والأُنثى خَنِثَةٌ.
وخَنَّثْتُ الشيءَ فتَخَنَّثَ أَي عَطَّفْتُه فتَعَطُّفَ؛ والمُخَنَّثُ من ذلك للِينهِ وتَكَسُّره، وهو الانْخِناثُ؛ والاسم الخُنْثُ؛ قال جرير: أَتُوْعِدُني، وأَنتَ مُجاشِعيٌّ، أَرَى في خُنْثِ لِحْيَتِك اضْطِرابا؟ وتَخَنَّثَ في كلامه.
ويقال للمُخَنَّثِ: خُناثَةُ، وخُنَيْثةُ.
وتَخَنَّثَ الرّجُلُ إِذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ؛ وقيل: المُخَنَّثُ الذي يَفْعَلُ فِعْلَ الخَناثى، وامرأَة خُنُثٌ ومِخْناثٌ.
ويقال للذَّكر: يا خُنَثُ وللأُنثى: . . . أكمل المادة يا خَنَاثِ مثل لُكَعَ ولَكَاعِ.
وانْخَنَثَتِ القِرْبةُ: تَثَنَّتْ؛ وخَنَثَها يَخْنِثُها خَنْثاً فانْخَنَثَتْ، وخَنَّثَها، واخْتَنَثَها: ثَنى فاها إِلى خارج فشَرِبَ منه، وإن كَسَرْتَه إِلى داخل، فقد قَبَعْتَه.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن اخْتِناثِ الأَسْقِيةٍ؛ وتأْويلُ الحديث: أَنَّ الشُّرْب من أَفواهها ربما يُنَتِّنُها، فإِنّ إِدامةَ الشُّرْبِ هكذا، مما يُغَيِّر رِيحَها؛ وقيل: إنه لا يُؤْمَنُ أَن يكون فيها حية أَو شيءٌ من الحَشرات، وقيل: لئلا يَتَرَشَّشَ الماءُ على الشارب، لِسَعَة فَم السِّقاء. قال ابن الأَثير: وقد جاء في حديث آخر اباحتهُ؛ قال: ويحتمل أَن يكون النهيُ خاصّاً بالسقاء الكبير دون الإِداوة. الليث: خَنَثْتُ السِّقاء والجُوالِقَ إِذا عَطَفْتَه.
وفي حديث عائشة: أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، ووفاتَه قالت: فانْخَنَثَ في حِجْري، فما شَعَرْتُ حتى قُبِضَ، أَي فانْثَنى وانكسر لاسترخاء أَعضائه، صلى الله عليه وسلم، عند الموت.
وانْخَنَثَتْ عُنُقُه: مالَتْ، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنى فاه فأَخْرَجَ أَدَمَتَه، وهي الداخلة، والبَشَرَةُ وما يَلي الشعرَ: الخارجةُ.
وروي عن ابن عمر: أَنه كان يَشْرَبُ من الإِداوةِ، ولا يَخْتَنِثُها، ويُسَمِّيها نَفْعَةَ؛ سماها بالمَرَّة من النَّفْع، ولم يصرفها للعلمية والتأْنيث؛ وقيل: خَنَثَ فَمَ السِّقاءِ إِذا قَلَبَ فَمه، داخلاً كان أَو خارجاً.
وكلُّ قَلْبٍ يقال له: خَنْثٌ.
وأَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي، ومنه سميت المرأَة: خُنْثَى. تقول: إِنها لَيِّنة تَتَثَنَّى.ويقال: أَلْقَى الليلُ أَخْناثَهُ على الأَرض أَي أَثْناءَ ظَلامه؛ وكَوَى الثَّوْبَ على أَخْناثهِ وخِناثهِ أَي على مَطاوِيهِ وكُسُوره، الواحد: خِنْثٌ.
وأَخْناثُ الدَّلْو فُرُوغُها، الواحدُ خِنْثٌ؛ والخِنْثُ: باطِنُ الشِّدْق عند الأَضراس، من فوقُ وأَسفلُ.
وتَخَنَّثَ الرجلُ وغيره: سَقَطَ من الضَّعْفِ.
وخُنْثُ: اسم امرأَة، لا يُجْرَى.
والخَنِثُ، بكسر النون: المُسْتَرْخي المُتَثَنِّي.
وفي المثل: أَخْنَثُ من دَلالٍ.

حذا (لسان العرب) [0]


حَذَا النعلَ حَذْواً وحِذَاءً: قدَّرها وقَطَعها.
وفي التهذيب: قطعها على مِثالٍ.
ورجل حَذَّاءٌ: جَيّد الحَذْوِ. يقال: هو جَيّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ.
وفي المثل: مَنْ يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ.
وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ بالقُذَّةِ: قَدَّرْتُهُما عليهما.
وفي المثل: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ.
وحَذَا الجِلْدَ يَحْذُوه إِذا قوّره، وإِذا قلت حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ فهُو أَن يَجْرَحَه جَرْحاً.
وحَذَى أُذنه يَحْذِيها إِذا قَطَعَ منها شيئاً.
وفي الحديث: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ؛ الحَذْو: التقدير والقطع، أَي تعملون مثل أَعمالهم كما تُقْطَع إِحدى النعلين على قدر الأُخرى.
والحِذَاءُ: النعل.
واحْتَذَى: انْتَعَل؛ قال الشاعر: يا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، وشُرُكاً منَ اسْتِهَا لا تَنْقَطِعْ، كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي . . . أكمل المادة الوَقِعْ وفي حديث ابن جريج: قلت لابن عمر رأَيتُك تَحْتَذِي السِّبْتَ أَي تَجْعَلُه نَعْلَك. احْتَذى يَحْتَذِي إِذا انْتَعل؛ ومنه حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه، يصف جعفر بن أَبي طالب، رضي الله عنهما: خَيْرُ من احْتَذَى النِّعالَ.
والحِذَاء: ما يَطَأُ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافِرِه يُشَبَّه بذلك.
وحَذانِي فلان نَعْلاً وأَحْذاني: أَعطانيها، وكره بعضهم أَحْذاني. الأَزهري: وحَذَا له نَعْلاً وحَذَاه نَعْلاً إِذا حَمَله على نَعْل. الأَصمعي: حَذاني فلان نَعْلاً، ولا يقال أَحْذاني؛ وأَنشد للهذلي: حَذاني، بعدَما خذِمَتْ نِعالي، دُبَيَّةُ، إِنَّه نِعْمَ الخَلِيلُ بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ، مِن الثِّيرانِ عَقْدُهُما جَمِيلُ الجوهري: وتقول اسْتَحْذَيْته فأَحْذاني.
ورجل حاذٍ: عليه حِذاءٌ.
وقوله، صلى الله عليه وسلم، في ضالة الإِبِل: مَعَها حِذاؤُها وسِقاؤُها؛ عَنَى بالحِذاء أَخْفافَها، وبالسِّقاء يريد أَنها تَقْوى على ورود المياه؛ قال ابن الأَثير: الحِذَاء، بالمدّ، النَّعْل؛ أَراد أَنها تَقْوَى على المشي وقطع الأَرض وعلى قصد المياه وورودها ورَعْيِ الشجر والامتناع عن السباع المفترسة، شبهها بمن كان معه حِذَاء وسِقاء في سفره، قال: وهكذا ما كان في معنى الإِبل من الخيل والبقر والحمير.
وفي حديث جِهَازِ فاطمة، رضي الله عنها: أَحَدُ فِراشَيْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ الحَذَّائِين؛ الحُذْوَةُ والحُذَاوَةُ: ما يسقط (* قوله «الحذوة والحذاوة ما يسقط إلخ» كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأصل ونسختين صحيحتين من نهاية ابن الأثير). من الجُلُودِ حين تُبْشَرُ وتُقْطَعُ مما يُرْمَى به ويَبْقَى.
والحَذَّاؤُونَ: جمع حَذَّاءٍ، وهو صانعُ النِّعالِ.
والمِحْذَى: ا لشَّفْرَةُ التي يُحْذَى بها.
وفي حديث نَوْفٍ: إِنَّ الهُدْهُدَ ذهب إِلى خازن البحر فاستعار منه الحِذْيَةَ فجاء بها فأَلْقاها على الزُجاجة فَفَلَقَها؛ قال ابن الأَثير: قيل هي الأَلْماسُ (* قوله «الألماس» هو هكذا بأل في الأصل والنهاية، وفي القاموس: ولا تقل الألماس، وانظر ما تقدَّم في مادة م و س). الذي يَحْذِي الحجارةَ أَي يَقْطَعُها ويَثْقب الجوهر.
ودابة حَسَن الحِذاءِ أَي حَسَنُ القَدّ.
وحَذَا حَذْوَه: فَعَل فعله، وهو منه. التهذيب: يقال فلان يَحْتَذِي على مثال فُلان إِذا اقْتَدَى به في أَمره.
ويقال حاذَيْتُ موضعاً إِذا صرْتَ بحِذائه.
وحاذَى الشيءَ: وازاه.
وحَذَوْتُه: قَعَدْتُ بحِذائِه. شمر: يقال أَتَيْتُ على أَرض قد حُذِيَ بَقْلُها على أَفواه غنمها، فإِذا حُذِيَ على أَفواهها فقد شبعت منه ما شاءت، وهو أَن يكون حَذْوَ أَفواهها لا يُجاوزها.
وفي حديث ابن عباس: ذاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ؛ الحَذْوُ والحِذاءُ: الإِزاءُ والمُقابِل أَي أَنها مُحاذِيَتُها، وذاتُ عِرْق مِيقاتُ أَهل العراق، وقَرَنٌ ميقاتُ أَهل نجد، ومسافتهما من الحرم سواء.
والحِذاءُ: الإِزاءُ. الجوهري: وحِذاءُ الشيء إِزاؤُه. ابن سيده: والحَذْوُ من أَجزاءِ القافية حركةُ الحرف الذي قبل الرِّدْفِ، يجوز ضمته مع كسرته ولا يجوز مع الفتح غيرُه نحو ضمة قُول مع كسرة قِيل، وفتحة قَوْل مع فتحة قَيْل، ولا يجوز بَيْعٌ مع بِيع؛ قال ابن جني: إِذا كانت الدلالة قد قامت على أَن أَصل الرِّدْفِ إِنما هو الأَلف ثم حملت الواو والياء فيه عليهما، وكانت الأَلف أَعني المدّة التي يردف بها لا تكون إِلا تابعة للفتحة وصِلَةً لها ومُحْتَذاةً على جنسها، لزم من ذلك أَن تسمى الحركة قبل الرِّدْف حَذْواً أَي سبيلُ حرف الرَّويِّ أَن يَحْتَذِيَ الحركةَ قبله فتأْتي الأَلف بعد الفتحة والياء بعد الكسرة والواو بعد الضمة؛ قال ابن جني: ففي هذه السمة من الخليل، رحمه الله، دلالة على أَن الرِّدْفَ بالواو والياء المفتوح ما قبلها لا تَمَكُّنَ له كَتَمكُّن ما تَبِعَ من الرَّوِيّ حركةَ ما قبله. يقال: هو حِذاءَكَ وحِذْوَتَكَ وحِذَتَكَ ومُحاذَاكَ، وداري حَذْوةَ دارك وحَذْوَتُها وحَذَتُها (* قوله «وحذتها» برفع التاء ونصبها كما في القاموس).
وحَذْوَها وحَذْوُها أَي إِزاءها؛ قال: ما تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حَذْوَ مَنْكِبِه في حَوْمةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَرُ ويقال: اجلسْ حِذَةَ فلانٍ أَي بِحِذائِه. الجوهري: حَذَوْتُه قعدتُ بحذائه.
وجاء الرجلان حِذْيَتَيْنِ أَي كل واحد منهما إِلى جنب صاحبه.
وقال في موضع آخر: وجاء الرجلانِ حِذَتَيْن أَي جميعاً، كل واحد منهما بجنب صاحبه.
وحاذَى المكانَ: صار بحِذائِه، وفلانٌ بحِذَاءِ فلان.
ويقال: حُذ بحِذاء هذه الشجرة أَي صِرْ بحِذَائها؛ قال الكُمَيْت: مَذانِبُ لا تَسْتَنْبِتُ العُودَ في الثَّرَى، ولا يَتَحَاذَى الحائِمُونَ فِصالَها يريد بالمَذانِب مَذانبَ الفِتَنِ أَي هذه المَذانِبُ لا تُنْبتُ كمَذَانِبِ الرياض ولا يَقْتسمُ السَّفْرُ فيها الماءَ، ولكنها مَذانِبُ شَرٍّ وفِتْنةٍ.
ويقال: تَحاذَى القومُ الماءَ فيما بينهم إِذا اقْتَسموه مثل التَّصافُنِ.
والحِذْوَةُ من اللحم: كالحِذْية.
وقال: الحِذْيةُ من اللحم ما قُطع طولاً، وقيل: هي القطعة الصغيرة. الأَصمعي: أَعطيته حِذْيَةً من لحم وحُذَّةً وفِلْذَةً كلُّ هذا إِذا قطع طولاً.
وفي حديث الإِسراء: يَعْمدونَ إِلى عُرْضِ جَنْبِ أَحدِهم فيَحْذونَ منه الحُذْوَةَ من اللحم أَي يقطعون منه القِطْعة.
وفي حديث مس الذكر: إِنما هو حِذْيةٌ مِنْكَ أَي قِطْعةٌ؛ قيل: هي بالكسر ما قُطع من اللحْمِ طولاً.
ومنه الحديثُ: إِنما فاطمة حِذْيةٌ مني يَقْبضني ما يقبضها.
وحَذاهُ حَذْواً: أَعطاه.
والحِذْوة والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: العطيَّة، والكلمة يائية بدليل الحِذْيَةِ، وواوية بدليل الحِذْوَة.
وفي التهذيب: أَحْذاهُ يُحْذِيه إِحْذاءً وحِذْيَةً وحذْياً، مقصورة، وحِذْوَةً إِذا أَعطاه.
وأَحْذَيْتُه من الغنيمة أُحْذِيه: أَعطيته منها، والاسم الحَذِيَّة والحِذْوَةُ والحُذْيا.
وأَحْذَى الرجلَ: أَعطاه مما أَصاب، والاسم الحِذْيَةُ.
والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: وهي القِسْمة من الغنيمة. قال ابن بري: والحُذَيَّا مثل الثُّرَيَّا ما أَعطى الرجلُ لصاحبه من غنيمة أَو جائزة.
ومنه المَثلُ: بينَ الحُذَيَّا وبين الخُلْسةِ، قال ابن سيده: وأَخَذَه بين الحُذَيَّا والخُلْسة أَي بين الهِبةِ والاسْتِلابِ؛ قال ابن بري وشاهد الحِذْوةِ بمعنى الحُذَيَّا قول أَبي ذؤيب: وقائلةٍ: ما كانَ حِذْوَةَ بَعْلِها، غَداتَئِذٍ، من شَاءِ قَرْدٍ وكاهِلِ قَرْدٌ وكاهل: قبيلتان من هُذَيْل، وهذا البيت أورده ابن سيده على ما صوَّرته. قال ابن جني: لام الحِذْيةِ واو لقول أَبي ذؤيب، وأَنشد البيت.
وحُذْيايَ من هذا الشيء أَي أَعطني.
والحُذَيَّا: هَديَّةُ البِشارة.
ويقال: أَحْذانِي من الحُذْيا أَي أَعطاني مما أَصاب شيئاً.
وأَحْذاهُ حُذْيا أَي وهَبَها له.
وفي الحديث: مَثَلُ الجَلِيسِ الصالح مَثَلُ الدَّاريِّ، إِن لم يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من رِيحه أَي إِن لم يعطك.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: فيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحْذَيْنَ من الغنيمة أَي يُعْطَيْنَ.
وفي حديث الهَزْهازِ: ما أَصَبْتَ من عُمَر؟ قلتُ: الحُذْيا. اللحياني: أَحْذَيْتُ الرجلَ طعنةً أَي طَعنتُه. ابن سيده: وحَذَى اللبنُ اللسانَ والخَلُّ فاه يَحْذيه حَذْياً قَرَصه، وكذلك النبيذُ ونحوه، وهذا شراب يَحْذِي اللسان.
وقال في موضع آخر: وحَذَا الشرابُ اللسانَ يَحْذوه حَذْواً قَرَصه، لغة في حَذاه يَحْذِيه؛ حكاها أَبو حنيفة، قال: والمعروف حَذَى يَحْذِي.
وحَذَى الإِهابَ حَذْياً: أَكثر فيه من التَخْرِيق.
وحَذَا يده بالسكين حَذْياً: قطعها، وفي التهذيب: فهو يَحْذِيها إِذا حَزَّها، وحَذَيْتُ يَدَه بالسكين.
وحَذَتِ الشفرة النعلَ: قطعتها.
وحَذَاه بلسانه: قطعه على المَثَل.
ورجل مِحْذَاءٌ: يَحْذِي الناسَ.
وحَذِيَت الشاةُ تَحْذَى حَذىً، مقصور: فهو أَن يَنْقَطِعَ سَلاها في بَطْنها فتَشْتَكي. ابنُ الفَرَج: حَذَوْتُ التُّراب في وجوههم وحَثَوْتُ بمعنى واحد.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَبَدَّ يَده إِلى الأَرض عند انكشاف المسلمين، يومَ حُنَيْن، فأَخذ منها قَبْضَةً من تُرابٍ فَحَذا بها في وجوه المشركين فما زال حَدُّهم كَلِيلاً أَي حَثَى؛ قال ابن الأَثير: أَي حَثَى على الإِبدال أَو هما لغتان.
والحَذِيَّةُ: اسم هَضْبة؛ قال أَبو قِلابةَ: يَئِسْتُ من الحَذِيَّةِ أُمَّ عَمْروٍ، غَداةَ إِذ انْتَحَوْنِي بالجنَابِ

فمم (لسان العرب) [0]


فُمَّ: لغة في ثُمَّ، وقيل: فاء فمّ بدل من ثاء ثمّ. يقال: رأَيت عَمراً فُمَّ زيداً وثم زيداً بمعنى واحد. التهذيب: الفراء قبَّلها في فُمّها وثُمِّها. الفراء: يقال هذا فَمٌ، مفتوح الفاء مخفف الميم، وكذلك في النصب والخفض رأَيت فَماً ومررتُ بفَمٍ، ومنهم من يقول هذا فُمٌ ومررت بفُمٍ ورأَيت فُماً، فيضم الفاء في كل حال كما يفتحها في كل حال؛ وأما بتشديد الميم فإنه يجوز في الشعر كما قال محمد بن ذؤيب العُماني الفُقَيْمي:يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِن فُمِّه، حتَّى يَعُودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّه قال: ولو قال من فَمِّه، بفتح الفاء، لجاز؛ وأما فُو وفي وفا فإنما . . . أكمل المادة يقال في الإضافة إلا أن العجاج قال: خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا قال: وربما قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل. قال الليث: أما فو وفا وفي فإن أَصل بنائها الفَوْه، حذفت الهاء من آخرها وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترّت الواو صروف النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء، وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة، فأما إذا لم تُضَف فإن الميم تجعل عماداً للفاء لأن الياء والواو والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون اسم بحرف مغلق، فعمدت الفاء بالميم، إلا أن الشاعر قد يضطر إلى إفراد ذلك بلا ميم فيجوز له في القافية كقولك: خالط من سلمى خياشيم وفا الجوهري: الفم أَصله فَوْه نقصت منه الهاء فلم تحتمل الواو الإعراب لسكونها فعوض منها الميم، فإذا صغَّرت أو جمَعْت رددته إلى أَصله وقلت فُوَيْه وأَفْواه، ولا تقل أَفماء، فإذا نسبت إليه قلت فَمِيٌّ، وإن شئت فَمَوِيٌّ يجمع بين العوض وبين الحرف الذي عوّض منه، كما قالوا في التثنية فَمَوانِ، قال: وإنما أَجازوا ذلك لأن هناك حرفاً آخر محذوفاً وهو الهاء، كأَنهم جعلوا الميم في هذه الحال عوضاً عنها لا عن الواو؛ وأنشد الأخفش للفرزدق: هُما نَفَثا في فيَّ مِن فَمَوَيْهما، على النابِحِ العاوي، أَشَدَّ رِجامِ قوله أَشد رجام أي أَشدَّ نَفْث، قال: وحق هذا أن يكون جماعة لأن كل شيئين من شيئين جماعة في كلام العرب، كقوله تعالى: فقد صغَتْ قلُوبكما؛ إلا أنه يجيء في الشعر ما لا يجيء في الكلام، قال: وفيه لغات: يقال هذا فَمٌ ورأَيت فَماً ومررت بِفَمٍ، بفتح الفاء على كل حال، ومنهم من يضم الفاء على كل حال، ومنهم من يكسر الفاء على كل حال، ومنهم من يعربه في مكانين، يقول: رأَيت فَماً وهذا فُمٌ ومررت بِفِمٍ. قال الفراء: فُمَّ وثُمَّ من حروف النسق. التهذيب: الفراء أَلقَيْتُ على الأَديم دَبْغةً، والدَّبْغة أن تُلقي عليه فَماً من دباغ خفيفة أي فَماً من دِباغ أي نَفْساً، ودَبَغْتُه نَفْساً ويجمع أَنْفُساً كأَنْفُس الناس وهي المرة.

القَرْحُ (القاموس المحيط) [0]


القَرْحُ، ويُضم: عَضُّ السِّلاحِ ونحوِه مما يَخْرُجُ بالبَدَنِ، أو بالفتح: الآثارُ، وبالضم: الأَلَمُ.
وكمَنَعَ: جَرَحَ.
وكسَمِعَ: خَرَجَتْ به القُروحُ.
والقَريحُ: الجريحُ.
والمَقْروحُ: من به قُروحٌ.
والقَرْحُ: البَثْرُ إذا تَرامَى إلى فَسادٍ، وجَرَبٌ شديدٌ يُهْلِكُ الفُصْلانَ.
وأقْرَحوا: أصابَ إِبِلَهم ذلك، وأقْرَحَه اللّهُ.
والقُرْحَةُ، بالضم في وجْهِ الفَرَسِ: دونَ الغُرَّةِ.
ورَوْضَةٌ قَرْحاءُ: فيها نَوَّارَةٌ بَيْضاءُ.
والقُرْحانُ، بالضم: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ،
الواحِدُ: أقْرَحُ أو قُرْحانَةٌ،
و~ من الإِبِلِ: ما لم يَجْرَبْ قَطُّ،
و~ من الصِّبْيَةِ: من لم يُجَدَّرْ، الواحِدُ والجميعُ سواءٌ، وفي حديثِ عُمَرَ، رضِيَ الله عنه:
"قُرْحانونَ": لُغَيَّةٌ،
وأنْتَ قُرْحانٌ من الأَمْرِ وقُراحِيٌّ: خارِجٌ، ومن لم يَشْهَدِ الحَرْبَ،
كالقُراحِيِّ، ومن مَسَّه القُروحُ، . . . أكمل المادة ضِدٌّ، ويُؤَنَّثُ.
وقَرَحَه بالحَقِّ: اسْتَقْبَلَهُ به.
وقارَحَه: واجَهَه.
والقارِحُ من ذي الحافِرِ: بِمَنْزِلَةِ البازِلِ من الإِبِلِ،
ج: قوارِحُ وقُرَّحٌ، ومَقاريحُ شاذٌّ، وهي قارِحٌ وقارِحَةٌ.
قَرَحَ الفَرَسُ، كمَنَعَ وخَجِلَ، قُروحاً وقَرَحاً، وأقْرَحَ.
وقارِحُه: سِنُّه الذي صار به قارِحاً،
أو قُرُوْحُه: انْتِهاءُ سِنِّه، أو وقُوعُ السِّنِّ التي تَلي الرَّباعِيَةَ.
والقَراحُ، كسَحابٍ: الماءُ لا يُخالِطُه ثُفْلٌ من سَويقٍ وغيرِه، والخالِصُ،
كالقَريحِ، والأرضُ لا ماءَ بها ولا شجَر،
ج: أقْرِحَةٌ، أو المُخَلَّصَةُ للزَّرْعِ والغَرْسِ،
كالقِرْواح والقِرْياحِ والقِرْحِياءِ، بكَسْرِهِنَّ، وأربَعُ مَحالَّ بِبَغْدادَ.
والقِرْواحُ، بالكسر: الناقةُ الطويلةُ القَوائِمِ، والنَّخْلَةُ الطويلةُ المَلْساءُ،
ج: قَراويحُ، والجَمَلُ يَعافُ الشُّرْبَ مع الكِبارِ، فإذا جاءَ الصِّغارُ شَرِبَ مَعَها، والبارِزُ الذي لا يَسْتُرُهُ من السَّماءِ شيءٌ.
والقُراحِيُّ، بالضم: مَنْ لَزِمَ القَرْيَةَ لا يَخْرُجُ إلى البادِيَة.
والقارِحُ: الأَسَدُ،
كالقَرْحانِ، والقَوْسُ البائِنَةُ عن وَتَرِها، والناقةُ اسْتَبَانَ حَمْلُها، وقد قَرَحَتْ قُروحاً.
والقَريحةُ: أوَّلُ ماءٍ يُسْتَنْبَطُ من البِئْرِ،
كالقُرْحِ، وأوَّلُ كُلِّ شيءٍ،
و~ منك: طَبْعُكَ.
والقُرْحُ، بالضم: أوَّلُ الشيءِ، وثلاثُ ليالٍ من الشَّهْرِ.
والاقتِراحُ: ارتجالُ الكَلاَم، واستنباطُ الشَّيْءِ من غيرِ سَماع، والاجْتِباءُ، والاخْتيارُ، وابْتِداعُ الشيءِ، والتَّحَكُّمُ، وركُوبُ البَعيرِ قبلَ أن يُرْكَبَ.
والقَريحُ: السَّحابَةُ أوَّلَ ما تَنْشَأُ، والخالِصُ، وابنُ المُنَخَّلِ في نَسَبِ سامةَ بنِ لُؤيٍّ،
و~ من السَّحابَةِ: ماؤُها.
وذُو القُروحِ: امْرُؤُ القَيْسِ، لأِنَّ قَيْصَرَ ألْبَسَه قميصاً مَسْموماً، فَتَقَرَّحَ جَسَدُهُ، فمات.
وذُو القَرْحِ: كَعْبُ بنُ خَفاجَةَ.
والقَرْحاءُ: فَرَسانِ.
وكغُرابٍ: سِيفُ القَطيفِ، وة.
والقُرَيْحاءُ، كبُتَيْراءَ: هَنَةٌ تكونُ في بَطْنِ الفَرَسِ كرَأْسِ الرَّجُلِ،
و~ من البَعيرِ: لَقَّاطةُ الحَصى.
وقُرْحَةُ الرَّبيعِ أو الشِّتاءِ، بالضم: أوَّلُه.
وطريقٌ مَقْروحٌ: أُثِّرَ فيه فصارَ مَلْحوباً.
والمُقَرِّحَةُ: أوَّلُ الإِرْطابِ،
و~ من الإِبِلِ: ما بها قُروحٌ في أفْواهِها فَتَهَدَّلَتْ لذلكَ مَشافِرُها.
وقَرَحَ بِئْراً، كمَنَعَ،
واقْتَرَحَها: حَفَرَ في مَوْضِعٍ لا يوجَدُ فيه الماءُ.
وأقْرُحُ، بضم الراءِ: ع.
وقِرْحِياءُ: ع.
وذُو القَرْحى: بوادي القُرَى.
والقُراحِيَتان، بالضم: الخاصِرَتانِ.
وتَقَرَّحَ له: تَهَيَّأَ.

الخَبَرُ (القاموس المحيط) [0]


الخَبَرُ، محركةً: النَّبَأ
ج: أخبارٌ
جج: أخابِيرُ.
ورجُلٌ خابِرٌ وخَبيرٌ وخَبِرٌ، ككَتِفٍ وجُحْرٍ: عالمٌ به.
وأخْبَرَهُ خُبورَهُ: أنبأهُ ما عِندَهُ.
والخِبْرُ والخِبْرَةُ، بكسرهما ويضمانِ،
والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ: العِلْمُ بالشيءِ،
كالاخْتِبارِ والتَّخَبُّرِ.
وقد خَبُرَ، كَكَرُمَ.
والخَبْرُ: المَزادَةُ العظيمَةُ،
كالخَبْراءِ، والناقَةُ الغَزيرَةُ اللَّبَنِ، ويكسرُ فيهما
ج: خُبُورٌ،
وة بِشيرازَ، منها الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ صاحبُ المُسْنَدِ،
وة باليَمنِ، والزَّرْعُ، ومَنْقَعُ الماءِ في الجَبَلِ، والسِّدْرُ،
كالخَبِرِ، ككَتِفٍ.
والخَبْراءُ: القاعُ تُنْبِتُهُ،
كالخَبِرَةِ
ج: الخَبارَى والخَبارِي والخَبْرَاوَاتُ والخَبَارُ، ومَنْقَعُ الماءِ في أُصُولِهِ.
والخَبَارُ، كسَحابٍ: ما لاَنَ من الأرضِ واسْتَرْخَى، والجَراثيمُ، وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، و"من تَجَنَّبَ الخَبَارَ، أمن العِثارَ": مَثَلٌ.
وخَبِرَتِ الأرضُ، كفَرِحَ: كثُرَ خَبارُها.
وفَيْفَاءُ أو فَيْفُ . . . أكمل المادة الخَبَارِ: ع بِنَواحِي عَقيقِ المدينةِ.
والمُخابَرَةُ: أن يَزْرَعَ على النِّصْفِ ونحوِهِ،
كالخِبْرِ، بالكسر، والمُؤَاكَرَةُ.
والخَبِيرُ: الأَكَّارُ، والعالِمُ بالله تعالى، والوَبَرُ، والنَّباتُ والعُشْبُ، وزَبَدُ أفْواهِ الإِبِلِ، ونُسالَةُ الشَّعَرِ، وجَدُّ والِدِ أحمدَ بنِ عمرانَ المحدِّثِ، وبالهاءِ: الطَّائِفَةُ منه، والشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْنَ جَماعَةٍ فَتُذْبَحُ،
كالخُبْرَة، بالضم،
وتَخَبَّرُوا: فَعَلُوا ذلك، والصُّوفُ الجَيِّدُ من أولِ الجَزِّ.
والمَخْبَرَةُ: المَخْرَأَةُ، ونَقيضُ المَرْآةِ.
والخُبْرَةُ، بالضم: الثَّريدَةُ الضَّخْمَةُ، والنَّصيبُ تَأْخُذُهُ من لَحْمٍ أو سَمَكٍ، وما تَشْتَرِيهِ لأَهْلِكَ،
كالخُبْرِ، والطَّعامُ، واللَّحْمُ، وما قُدِّمَ من شيءٍ، وطَعامٌ يَحْمِلُهُ المُسافِرُ في سُفْرَتِهِ، وقَصْعَةٌ فيها خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أربَعَةٍ أو خَمْسَةٍ.
والخابُورُ: نَبْتٌ، ونَهْرٌ بينَ رأسِ عَيْنٍ والفُراتِ، وآخَرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ، ووادٍ.
وخابُوراءُ: ع.
وخَيْبَرُ: حِصْنٌ م قُرْبَ المدينةِ.
وأحمدُ بنُ عبدِ القاهِرِ، ومحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الخَيْبَرِيَّانِ: كأَنَّهُما وُلِدَا به.
وعليُّ بنُ محمدِ بنِ خَيْبَرَ: محدِّثٌ.
والخَيْبَرى: الحَيَّةُ السَّوْداءُ.
وخَبَرَهُ خُبْراً، بالضم، وخِبْرَةً، بالكسر: بَلاهُ،
كاخْتَبَرَهُ،
و~ الطَّعامَ: دَسَّمَهُ.
وخابَرانُ: ناحيةٌ بينَ سَرَخْسَ وأبِيوَرْدَ، وع.
واسْتَخْبَرَهُ: سأَلَهُ الخَبَرَ،
كتَخَبَّرَهُ.
وخَبَّرَهُ تَخْبيراً: أخْبَرَهُ.
وخَبْرِينُ، كقَزْوينَ: ة بِبُسْتَ.
والمَخْبُورُ: الطَّيِّبُ الإِدامِ.
وكصَبُورٍ: الأَسَدُ.
وكنَبِقَةٍ: ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ.
وخَبْرَاءُ العِذْقِ: ع بالصَّمَّانِ.
والخَبائِرَةُ: من ولَدِ ذِي جَبَلَةَ بنِ سَوادٍ أبو بَطْنٍ من الكُلاعِ، منهم: أبو علِيٍّ الخَبائِرِيُّ، وسُلَيْمُ بنُ عامِرٍ الخَبائِرِيُّ: تابِعِيٌّ، وعبدُ اللهِ بنُ عبدِ الجَبَّارِ الخَبائِرِيُّ.
ولأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ: لأَعْلَمَنَّ عِلْمَكَ.
و"وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلَه"، أي: وجَدْتُهُمْ مَقُولاً فيهم هذا، أي: ما من أحَدٍ إلا وهو مَسْخوطُ الفِعْلِ عندَ الخِبْرَةِ.
وأخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ: وجدْتُهُا غَزِيرَةً.
ومحمدُ بنُ علِيٍّ الخابِرِيُّ: محدِّثٌ.

كثث (لسان العرب) [0]


كَثَّ الشيءُ (* قوله «كث الشيء إلخ» من باب ضرب كما ضبط في المحكم ومن باب تعب لغة صرح بهما في المصباح.
ومقتضى القاموس أَنه بضم عين المضارع، وسكت عليه الشارح لكنه مخالف لما صرح به غيره.) كَثاثةً: أَي كَثُفَ.
وكَثَّتِ اللحيةُ تَكَثُّ كَثَثاً، وكَثاثَةً، وكُثُوثةً، ولحية كَثَّة وكَثَّاء: كَثُرت أُصولُها، وكَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعُدَتْ، فلم تَنْبَسِطْ، والجمع: كِثاثٌ.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان كَثَّ اللحية؛ أَراد كَثرةَ أُصولها وشعرها، وأَنها ليست بدقيقة، ولا طويلة، وفيها كَثافة.
واسْتَعْمَلَ ثعلبةُ بنُ عُبَيْد العَدَويُّ الكَثَّ في النخل، فقال: شَتَتْ كَثَّةُ الأَوْبار، لا القُرَّ تَتَّقِي، ولا الذِّئْبَ تَخْشَى، وهي بالبَلَدِ المَقْصِي عَنى . . . أكمل المادة بالأَوْبار ليفَها، وإِنما حمله على ذلك، أَنه شبهها بالإِبل.
ورجلٌ كَثٌّ، والجمع: كِثاثٌ.
وأَكَثَّ كَكَثَّ.
وقد تكون الكَثاثةُ في غير اللحية من منابت الشعر، إِلا أَن أَكثر استعمالهم إِياه في اللحية.
وامرأَة كَثَّاءٌ وكَثَّةٌ إِذا كان شَعَرُها كَثّاً.
وقال ابن دريد: لحية كَثَّة كثيرةُ النَّباتِ، قال: وكذلك الجُمَّة، والجمع: كِثاثٌ؛ وأَنشد عن عبد الرحمن عن عمه: بحَيْثُ ناصَى اللِّمَم الكِثاثا، مَوْرُ الكَثيبِ، فَجرى وحاثَا يعني باللِّمم الكِثاثِ: النباتَ.
وأَراد بحَاثَ: حَثَا، فَقَلَبَ.
وقومٌ كُثٌّ، بالضم: مثل قولك رجل صُدُقُ اللقاء، وقوم صُدُقٌ. الليث: الكَثُّ والأَكَثُّ: نَعْتُ كَثِيثِ اللِّحْية، ومصدَرُه: الكُثُوثَةُ. أَبو خيرة: رجلٌ أَكثُّ، ولحيةٌ كَثَّاءُ بَيِّنَة الكَثَثِ، والفعل: كَثَّ يَكَثُّ كُثوثة.
والكَثْكَثُ، والكِثْكِثُ، مثلُ الأَثلَبِ والإِثلِبِ: دُقاقُ التراب، وفُتاتُ الحجارة؛ وقيل: التُّرابُ مع الحجر؛ وقيل: التُّراب عامَّة.
والكَثْكَثُ: الحجارة.
وقالوا: بفيه الكَثْكَثُ والكِثكِثُ، كقولك: بفيه الترابُ والحجَرُ.
وحكى اللحياني: الكَثْكَثَ له والكِثْكِثَ، قال: فنصب، كأَنه دعاء، يعني أَنهم نصبوه نَصْبَ المصادر المَدْعُوِّ بها، شبَّهوه بالمصدر، وإِن كان اسماً. أَبو خَيرة: من أَسماء التراب الكَثْكَثُ، وهو التراب نفسُه، والواحدة بالهاء.
ويقال: الكَثَاكِثُ. الليث: الحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كلاهما: الحجارة؛ قال رؤبة: مَلأْتُ أَفْواهَ الكِلابِ اللُّهَّثِ، من جَنْدَلِ القُفِّ، وتُرْبِ الكِثْكِثِ وفي الحديث: أَنه مَرَّ بعبد الله بن أُبَيٍّ، فقال: يَذْهَبُ محمدٌ إِلى مَن أَخْرَجَه من بلاده، فأَما مَن لم يُخْرِجْه، وكان قُدُومُه كَثَّ مُنْخُرِه، فلا يغشاه. قال ابن الأَثير: أَي كان قُدومُه على رَغْمِ أَنفه، يعني نفسَه، وكأَنَّ أَصله من الكِثْكِثِ التراب.
وفي حديث حُنين: قال أَبو سفيان عند الجَوْلة التي كانت من المسلمين: غَلَبَتْ والله هوازنُ، فقال له صَفْوانُ بن أُميَّة: بفيك الكِثْكِثُ، هو بالكسر والفتح، دُقاقُ الحَصَة والترابُ؛ ومنه الحديث الآخر: وللعاهِرِ الكِثْكِثُ. قال ابن الأَثير: قال الخطَّابيُّ: قد مَرَّ بمسامعي ولم يَثبُتْ عندي.
والكَثَاثاء: الأَرضُ الكثيرة التراب. التهذيب، ابن شميل: الزِّرِّيعُ والكاثُّ واحدٌ، وهو ما يَنْبُتُ مما يَتَناثَرٌ من الحَصِيد، فيَنْبُتُ عاماً قابلاً.
وقال الأَزهري: لا أَعرف الكاثَّ.

نكث (لسان العرب) [0]


النَّكْثُ: نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرها. نَكَثَه يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ، وتَناكَثَ القومُ عُهودَهم: نقضوها، وهو على المثل.
وفي حديث علي، كرّم الله وجهه: أُمِرْت بقتال الناكِثِينَ والقاسِطِين والمارِقِين؛ النَّكْثُ: نَقْضُ العهد؛ وأَراد بهم أَهل وقعة الجمل، لأَنهم كانوا بايعوه ثم نقضوا بيعته، وقاتلوه؛ وأَراد بالقاسطين أَهل الشأْم، وبالمارقين الخوارج.
وحَبْلٌ نِكْثٌ ونَكِيث وأَنْكاثٌ: مَنْكُوث.
والنِّكْث، بالكسر: أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبية والأَكْسِية البالية، فَتُغْزَلَ ثانيةً، والاسم من ذلك كله النَّكيثَةُ.
ونَكَث العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ أَي نقضه فانتقض.
وفي التنزيل العزيز: ولا تكونوا كالتي نَقَضَتْ غَزْلها من بعد قُوَّةٍ أَنْكاثاً؛ واحد الأَنْكاث: نِكْثٌ، وهو الغَزْلُ من الصوف أَو الشعر، تُبْرَمُ وتُنْسَجُ، فإِذا خَلَقَتِ . . . أكمل المادة النسيجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً، ونُكِثَتْ خيوطُها المبرومة، وخُلِطت بالصوف الجديد ونَشِبَتْ به، ثم ضُربت بالمطارق وغزلت ثانية واستعملت، والذي ينكُثها يقال له: نَكَّاثٌ؛ ومن هذا نَكْثُ العهد، وهو نَقْضه بعد إِحْكامه، كما تُنْكَث خيوطُ الصوف المغزول بعد إِبْرامه. ابن السكيت: النَّكْثُ المصدر.
وفي حديث عمر: أَنه كان يأْخذ النِّكْثَ والنَّوى من الطريق، فإِن مَرَّ بدار قوم، رمى بهما فيها وقال: انتفعوا بهذا النِّكثَ؛ النِّكْث، بالكسر: الخيط الخَلَقُ من صوف أَو شعر أَو وَبرٍ، سمي به لأَنه يُنْقَضُ، ثم يُعاد فَتْلُه.
والنَّكِيثَة: الأَمر الجليل.
والنَّكِيثَة: خُطَّةٌ صَعْبة يَنْكُثُ فيها القوم؛ قال طرفة: وقرّبتُ بالقُرْبَى، وجَدِّك أَنه متى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ، أَشْهَدِ يقول: متى ينزل بالحيِّ أَمر شديد يبلغ النكيثة، وهي النفس، ويَجْهَدها، فإِني أَشهده. قال ابن بري: وذكر الوزير المغربي أَنَّ النكيثة في بيت طرفة هي النفس؛ وقال أَبو نخيلة: إِذا ذَكَرْنا، فالأُمورُ تُذْكَرُ، واستوعبَ، النَّكائِثَ، التَّفَكُّرُ، قُلْنا: أَميرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ يقول: استوعبَ الفِكرُ أَنْفُسَنا كلها وجَهَدَ بها.
والنَّكِيثَةُ: النَّفسُ. قال أَبو منصور: وسميت النفس نَكِيثَةً، لأَن تكاليف ما هي مضطرة إِليه تَنْكُثُ قُوَاها، والكِبَرُ يفنيها، فهي منكوثة القُوَى بالنَّصَبِ والفناء، وأُدخلت الهاء في النكيثة لأَنها اسم. الجوهري: فلانٌ شديدُ النكيثة أَي النفس.
وبُلِغت نَكِثَتُه أَي جُهْدُه. يقال: بُلِغَت نَكِيثَةُ البعير إِذا جَهِدَ قوَّتَه.
ونكائث الإِبل: قُوَاها؛ قال الراعي يصف ناقة: تُمْسِي، إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نَكائثَها، خَرْقاءَ، يعتادُها الطُّوفانُ والزُّوُدُ وبلغ فلانٌ نَكِيثَةَ بعيرِه أَي أَقْصَى مجهوده في السير.
وقال فلانٌ قولاً لا نَكِيثَةَ فيه أَي لا خُلْفَ.
وطلب فلانٌ حاجة ثم انْتَكَثَ الأُخرى أَي انصرف إِليها.
ويقال: بعيرٌ مُنْتَكِثٌ إِذا كان سميناً فَهُزِلَ؛ قال الشاعر: ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رأَسَه، وقد كَفَرَ اللَّيْلُ الخَرُوقُ المَوَامِيَا ونَكَثَ السِّواكَ وَغَيْرَهُ يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ: شَعَّثَهُ، وكذلك نَكَثَ السَّافَ عن أُصولِ الأَظفار.
والنُّكَاثَةُ: ما انْتَكَثَ من الشيء.
والنُّكَاثُ: أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ نُكْفَتَيْه، وهما عظمان ناتِئان عند شحمتي أُذنيه، وهو النُّكَافُ. اللحياني: اللُّكاثُ والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبلَ، وهو شبه البَثْرِ يأْخذها في أَفواهها. اسمٌ.
وبَشِيرُ بنُ النِّكْثِ: شاعر معروف، حكاه سيبويه، وأَنشد له: وَلَّتْ ودَعْواها شَديدٌ صَخَبُهْ

نهش (لسان العرب) [0]


نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشيء بفَمِه ليَعَضَّه فيؤثر فيه ولا يَجْرحه، وكذلك نَهْشُ الحيّةِ، والفِعلُ كالفعل. الليث: النَّهْشُ دون النَّهْسِ، وهو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ من بعيد كنَهْش الحية، والنَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْفُه. قال أَبو العباس: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ بالأَسْنان والأَضْراس.
ونَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي: نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ وقال أَبو عمرو في قول أَبي ذؤيب: يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قال: والنَّهْشُ قريب من النَّهْس؛ وقال رؤبة:كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ، مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ قال: المَنْهُوشُ الهَزيلُ.
ويقال: إِنه لمَنْهُوشُ الفخذين، وقد نُهِشَ نَهْشاً.
وسُئِل ابنُ الأَعرابي عن قول عليّ، عليه السلام: كان النبيُّ، . . . أكمل المادة صلى اللَّه عليه وسلم، مَنْهوشَ القَدَمَين فقال كان مُعَرَّقَ القدمين.
ورجل مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مهزول.
وفي الحديث: وانْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي هُزِلَت.
والنَّهْشُ: النَّهْسُ، وهو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛ قال الكميت: وغادَرْنا، على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو، قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقِينا يروى بالشين والسين جميعاً.
ونَهْشُ السبعٍ: تَناوُله الطائفةَ من الدابّة.
ونهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بلسانه.
والمَنْهوشُ من الرجال: القليلُ اللحم وإِن سَمِنَ، وقيل: هو القليلُ اللحم الخفيفُ، وكذلك النَّهْشُ والنَّهِشُ والنَّهِيشُ والنَّهْشُ: قلةُ لحم الفخذين.
وفلان نَهْشُ اليدين أَي خفيفُ اليدين في المَرِّ، قليلُ اللحم عليهما.
ودابة نَهْشُ اليدين أَي خفيف، كأَنه أَخذ من نَهْشِ الحية؛ قال الراعي يصف ذئباً: مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فيه شُكْلَةٌ، نَهْشَ اليدين، تَخالُه مَشْكولا وقوله تَخاله مَشْكولا أَي لا يستقيم في عَدْوِه كأَنه قد شُكِل بِشِكالٍ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاد هذا البيت: نهشَ اليدين، بنصب الشين، لأَنه في صفة ذئب وهو منصوب بما قبله: وقْع الرَّبيعِ وقد تَقارَبَ خَطْوُه، ورَأَى بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا وعَقْوَتُه: ساحتُه.
والأَزَلُّ: الذئب الأَرْسحُ، والأَرْسَحُ: ضدُّ الأَسْته.
والنَّسُولُ: من النَّسَلانِ وهو ضرب من العَدْوِ؛ وقال أَبو ذؤيب: يَعْدُو به نَهِش المُشَاشِ كأَنه صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لا يَظْلع ابن الأَعرابي: قد نَهَشَه الدهرُ فاحتاج. ابن شميل: نُهِشَت عضدُه أَي دَقَّتْ.
والمَنْهُوشُ من الأَحْراج: القليلُ اللحم.
وفي الحديث: من اكتَسَبَ مالاً من نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ من هنا وهنا؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسر نَهَشَ؛ قال ابن سيده: ولكنه عندي أَخَذَ.
وقال ثعلب: كأَنه أَخَذَه من أَفواه الحيّات وهو أَن يكتِسِبَه من غير حِلِّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، بالنون، وهي المَظالمُ من قوله نهَشَه إِذا جهَدَه، فهو مَنْهوش، ويجوز أَن يكون من الهَوْشِ الخَلْطِ، قال: ويُقْضي بزيادة النون ويكون نظيرَ قولهم تَباذِيرَ وتخارِيبَ من التَبْذِير والخَرابِ.
والمُنْتَهِشةُ من النساء: التي تخْمِشُ وجهَها عند المصيبة، والنَّهْشُ: له أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها.
وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، لعَنَ المُنْتَهِشةَ والحالِقةَ؛ ومن هذا قيل: نهَشَتْه الكِلابُ.

نتق (لسان العرب) [0]


النَّتْقُ: الزعزعة والهز والجَذْب والنَّفْض.
ونَتَقَ الشيءَ يَنْتِقُه ويَنْتُقُه، بالضم، نَتْقاً: جذبه واقتلعه.
وفي التنزيل: وإذ نَتعقْنا الجبل فوقهم؛ أي زَعْزَعْناه ورفعناه، وجاء في الخبر: أَنه اقْتُلع من مكانه؛ وقال الشاعر: قد جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا، ونَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا، فلم يَرَ الناسُ لنا مُعادِلا وقال الفراء في ذلك: رفع الجبل على عسكرهم فرسخاً في فرسخ، ونَتَقْنا: رفعنا.
وفرس ناتِقٌ إذا كان ينفض راكبه.
ونَتَقت الدابة راكبها وبراكبها تَنْتِقُ وتَنْتُقُ نَتْقاً ونُتُوقاً إذا نَزَّتْه وأَتعبته حتى يأْخذه لذلك رَبْو؛ قال العجاج: يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ من التَّزَعُّلِ، مَيْسُ عُمانَ ورِحالَ الإسْحِلِ ونَتَقْتُ الغَرْبَ من البئر أَي جذبته بمرة.
ونَتَقَ السِّقاءَ والجِراب وغيرهما من الأوعية نَتْقاً إذا نفضه . . . أكمل المادة ليقتلع منه زبدته، وقيل: نفضه حتى يستخرج ما فيه، وقد انْتَتَقَ هو وأَنْتَقَ: فَتَقَ جرابه ليصلحه من السوس.
وفي الحديث في صفة مكة والكعبة: أقلُّ نَتائق الدنيا مَدرَاً؛ النَّتائِقُ: جمع نَتِيقةٍ فَعِيلة بمعنى مفعولة من النَّتْق، وهو أن يقلع الشيء فيرفعه من مكانه ليرمي به، هذا هو الأصل وأراد بها ههنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها.
ونَتَقْتُ الشيء إذا حركته حتى يُسْفَكَ ما فيه، قال: وكان نَتْق الجبل أَنه قُطِع منه شيء على قدر عسكر موسى فأَظَلَّ عليهم، قال لهم موسى: إما أَن تقبلوا التوراة، وإما أن يسقط عليكم. ابن الأَعرابي: يقال نَتقَ جِرابَه إذا صب ما فيه.
والناتِقُ: الرافع.
والناتق: الفاتِقُ.
وقالت أَعرابية لأُخرى: انتُقي جِرابك فإنه قد سوَّس.
والناتِقُ: الباسط. يقال: انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالة حتى يَجِفّ. ابن الأعرابي: أَنتَقَ إذا شال حجر الأَشِدَّاءِ، وأَنْتَقَ عمل مِظلَّةً من الشمس، وأَنتَقَ إذا بنى داره نِتاق دارٍ أَي حِيالها.
وناتِقٌ: شهر رمضان؛ عن الوزير.
وأَنتَقَ: صامَ ناتِقاً، وهو شهر رمضان. ابن سيده: وناتِق من أَسماء رمضان؛ قال: وفي ناتِقٍ أَجْلَتْ، لدى حَوْمَةِ الوغى، ووَلَّت على الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما والبعير إذا تزعزع حِملُه، وفي التهذيب: بحمله، نتَقَ عُرى حِباله وذلك إذا جذبها فاسترخت عُقَدها وعُراها فانْتَتَقَتْ؛ وأَنشد: يَنْتُقن أَقْتادَ النُّسُوع الأُطَّطِ وسَمِن حتى نَتَق نُتوقاً: وذلك أَن يمتلئ جلده شحماً ولحماً.
ونَتَقَت الماشية تَنْتُق: سمنت عن البقل؛ حكاه أَبو حنيفة.
ونَتَقَت المرأة والناقة تَنْتُقُ نُتوقاً وهي ناتِق ومِنْتاق: كثر ولدها.
وفي الحديث: عليكم بالأَبكار من النساء فإنهن أَطيب أَفواهاً وأَنْتَقُ أَرْحاماً وأَرْضى باليسير؛ معناه أَنهن أَكثر أَولاداً.
والناتِقُ والمِنْتاق: الكثيرة الأولاد.
ويقال للمرأَة ناتِقٌ لأنها ترمي بالأولاد رمياً.
والنَّتْقُ: الرمي والنفْض.
والنَّتْق أَيضاً: الرفع؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: البيت المعمور نِتاقُ الكعبة من فوقها أَي هو مُظِلّ عليها في السماء؛ وقول النابغة: لم يُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذاءِ، وأُمهم طَفَحَتْ عليك بناتِقٍ مذكارِ يعني بالناتِق الرَّحِمَ، وذَكَّر على معنى الفرج أَو العضو.
وناقة ناتِق إذا أَسرعت الحمل، وزَنْد ناتقٍ أَي وارٍ.
والناتِقُ من الماشية: البطين، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.

خرطم (لسان العرب) [0]


الخُرْطومُ: الأَنف، وقيل: مُقَدَّمُ الأَنف، وقيل: ما ضَمَّ الرجل عليه الحَنَكَيْنِ. أَبو زيد: الخُرْطومُ والخَطْمُ الأَنف.
وقوله تعالى: سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ؛ فَسَّرهُ ثعلب فقال: يعني على الوجه؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه الأَنف واستعاره للإنسان لأَن في المُمْكن أَن يُقَبِّحَهُ يوم القيامة فيجعله كخُرْطومِ السَّبع، وقيل: معناه سنجعل له في الآخرة العَلَم الذي به يُعْرَفُ أَهلُ النار من اسوداد وجوههم؛ وقال الفراء: الخُرْطومُ وإِن خُصَّ بالسِّمَةِ فإِنه في مَذْهَبِ الوجهِ، لأَن بعضَ الوجه يُؤَدِّي عن بعضٍ؛ وقال أَبو العباس: هو من السِّباع الخَطْمُ والخُرْطومُ، ومن الخنزير الفِنْطِيسَةُ، ومن ذي الجَناح المنْقارُ، ومن ذوات الخُفِّ المِشْفَرُ، ومن الناس الشَّفَةُ، ومن . . . أكمل المادة الحافر الجَحافلُ.
والخُرْطُوم للفِيل وهو أَنفه، ويقوم له مقام يده ومَقام عُنُقِهِ؛ قال: والخُروقُ التي فيه لا تَنْفُذُ وإِنما هو وِعاءٌ إِذا ملأَه الفيلُ من طعام أَو ماء أَوْلَجَهُ في فِيه، لأَنه قصير العُنُق لا ينال ماء ولا مَرْعىً، قال: وإِنما صار ولدُ البُخْتِيِّ من البُخْتِيَّةِ جَزُورَ لحمٍ لقصر عُنقه، ولعجزه عن تناول الماء والمَرْعى، قال: وللبَعُوضة خُرْطومٌ وهي شبيهةٌ بالفيل، وحكى ابن بري عن ابن خالَوَيْهِ: فلان خُرْطُمانيٌّ عليه خُفّ قُرْطُمانيٌّ؛ خُرطُمانيٌّ: كبير الأَنف، والقُرْطُمانيُّ: الخف له مِنْقارٌ.
وفي حديث أَبي هريرة وذكر أَصحاب الدَّجَّالِ قال: خِفافُهُمْ مُخَرْطَمةٌ أَي ذات خَراطيِمَ وأُنوفٍ، يعني أَن صُدورها ورؤوسها مُحَدَّدَةٌ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّه: من عِظَمِ الرأْسِ ومن خُرْطُمِّه قال ابن سيده: قد يكون الخُرْطُمُّ لغةً في الخُرْطومِ، قال: ويجوز أَن يكون أَراد الخُرْطُمَ فشَدَّدَه للضرورة وحَذَفَ الواو لذلك أَيضاً.
والخَراطِيم للسباع بمنزلة المناقيرِ للطير.
وخَرْطَمَهُ: ضرب خُرْطومَهُ.
وخَرْطَمَهُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ.
واخْرَنْطَمَ الرجلُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ وسكت على غضبه، وقيل: رَفَعَ أَنفَهُ واستكبر.
والمُخْرَنْطِمُ: الغضبان المتكبر مع رفع رأْسه؛ وقال جَنْدَل يصف فُحولاً: وهُنَّ يَعْمِينَ من المَلامِجِ بقَرَدٍ مُخْرَنْطمِ المَتَاوِجِ، على عُيونٍ لجإِ المَلاحِجِ (* قوله «لجأ» هكذا بالأصل بدون ضبط). مَلامِجُها: أَفواهها، والقَرَدُ: اللُّغامُ الجَعْدُ، والمَتاوِجُ تَتَتَوَّجُ بالعِمامة أَي صار الزَّبَدُ لها تاجاً، والمَلاحِجُ: مَداخِلُ العين، لجأٌ: قد غابت.
وذو الخُرْطومِ: سيف بعينه؛ عن أَبي عليّ، وأَنشد: تَظَلُّ لذي الخُرْطُومِ فيهِنَّ سَوْرَةٌ، إِذا لم يُدافِعْ بعضَها الضَّيْفُ عن بَعْضِ ومن أَسماء الخمر الخُرْطومُ؛ قال العجاج: فغَمَّها حَوْلَيْنِ ثم استَوْدَفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفا والخُرْطومُ: الخمر السريعةُ الإِسكارِ، وقيل: هو أَول ما يجري من العِنَبِ قبل أَن يُداسَ؛ أَنشد أَبو حنيفة: وفِتْيَة غير أَنْذالٍ دَلَفْتُ لَهُمْ بذي رِقاعٍ، من الخُرطُومِ، نَشَّاجِ (* قوله «أنشد أبو حنيفة وفتية إلخ» كذا بالأصل، وعبارة المحكم: أنشد أبو حنيفة: وكأن ريقتها إذا نبهتها * بعد الرقاد تعل بالخرطوم وقال الراعي وفتية إلخ). يعني بذي الرِّقاعِ الزِّقَّ. ابن الأَعرابي: الخُرْطُومُ السُّلافُ الذي سال من غير عَصْرٍ.
وخَراطِيمُ القوم: ساداتهم ومُقَدَّموهُمْ في الأُمور.
والخُراطِمُ من النساء: التي دخلت في السن.
والخُرْطُومان: جُشَمُ بن الخَزْرَجِ، وعوف بن الخَزْرَجِ.

جسس (العباب الزاخر) [0]


جَسَّه بِيَدِه: أي مَسَّه. والمَجَسَّة -بالفتح-: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. وفي المَثَل: أفواهها مَجَاسُّها. لأن الإبل إذا أحسَنَتِ الأكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سِمَنِها من أن يَجُسَّها ويَضْبِثَها.
ويُروى أحناكُها مجاسُّها، قال أبو زيد: إذا طَلَبَت كلأً جَسَّت برؤوسها وأحناكها، فإن وَجَدتَ مَرْتَعاً رمت برؤوسها فَرَتَعَت وإلاّ مَرّت، فالمَجاسُّ -على هذا- المواضع التي تجسًّ بها هي. يَضْرَبُ في الرواية الأولى في شواهد الأشياء الظاهرة التي تعرب عن بواطنها. والعرب تقول: فلان ضيَّق المَجَسَّة: إذا لم يكن واسع السَّرب ولم يكن رَحيب الصدر.
ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيْقٌ. وقال ابن عبّاد: الجَسُّ: جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيان حيث يخرج من الأرض على غير أرُومة. وجسَسْتُ الأخبار أجُسُّها جَسّاً: . . . أكمل المادة أي تَفَحَّصْتَ عنها.
ومنه الجاسوس: وهو صاحب سِرِّ الشرِّ، والحاسوس والناموس: صاحب سرِّ الخير. وحُكِيَ عن الخليل: الجَواسُّ: الحَواسُّ.
وقال ابن دريد: وقد يكون الجَسُّ بالعينِ أيضاً-، يُقال جَسَّ الشَّخصُ بعينِه: إذا أحَدَّ النظر إليه ليَسْتَثْبِتَ، وانشد:
فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوه بأعيُنِـهـم      ثم اخْتَفَوهُ وقَرْنُ الشَّمْسِ قد زالا


قال: اختَفَوه: أظْهَروه، يقال خَفَيتُ الشيءَ: إذا أظهرتَه؛ واختفى -افتَعَل-: من ذلك. انتهى ما قاله ابن دريد. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكِتاب: الصَّوابَ "حَسُّوْه" بالحاء المهملة، يقال: حَسَّه وأحَسَّه، والبَيتان لعُبَيد بن أيوب العنبري، والرِّواية في البيت الثاني:
فاهْزَوْزَعُوا ثمَّ حَسُّوهُ بأعيُنِهم      ثمَّ اخْـــتَـــتَـــوْهُ

بتاءين. اهْزَوْزَعُوا: أي تحرَّكوا وتنَبَّهوا حتى رأوه، واختَتَوه: أي أخذوه. والجَسيس: الجاسوس. وقال الليث: الجَسّاسّة: دابَّة تكون في جزائر البَحَر تَجُسُّ الأخبار فتأتي بها الدَّجّال. والجسّاس: الأسد الذي يؤثِّر في الفريسة ببراثِنِه فكأنَّه قد جَسَّها، ومنه قول مالك بن خالد الخُناعي؛ ويُروى لأبي ذؤيب الهُذَلي -أيضاً-؛ في صفةِ الأسد:
صعب البديهة مَشبوب أظافِره      مُواثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ جَسّاس

ويُروى: نِبراس.
وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري: جَسّاس: يَجُسُّ الأرض أي يَطَؤها. وجَسّاس بن قُطَيب أبو المقدام: راجِز. وجَسّاس بن مُرَّة بن ذهل بن شيبان: قاتل كُلَيب وائل. وعبد الرحمن بن جسّاس المِصري: من أتباع التابعين. وجِسَاس -بالكسر وتخفيف السين-: هو جِساس بن نُشْبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تَيم الله بن عبد مناة بن أُدٍّ. وقال ابن دريد جِسَّ -بالكسر-: زَجرُ للبعير لا يتصرّف له فِعْل. وقوله تعالى: (ولا تَجَسَّسُوا) قال مجاهد: أي خُذوا ما ظَهَرَ ودَعُوا ما سَتَرَ الله عزَّ وجل.
والتجسُّس: التَّفَحُّص عن بواطِن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر.
وقيل: التجسُّس: البحث عن العورات. واجْتَسَّت الإبل الكَلأَ: رَعَتْه بمَجَاسِّها. واجتَسَّ الشيء: أي جسَّه بيدِه. والتركيب يدل على تَعَرُّف الشيء بِمَسٍ لطيف.

سعف (العباب الزاخر) [0]


السَّعَفُ: ورق جريد النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبُلُ والجِلاَلُ والمَرَاوح وما أشبهها.
وقال الليث: أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت السَّعَفَةُ رطبة فهي شَطْبَةٌ، ويقال: سَعَفَةٌ وسَعَفٌ وسَعَفَاتٌ.
وفي حديث عمار بن ياسر -رضي الله عنهما-: لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَاتِ هَجَرَ علمت أنا على الحق، وقال سعيد بن جبير: نخل الجنة كربها ذهب وسعفها كسوة أهل الجنة. قال:
أني على العهد لستُ أنـقُـضُـهُ      ما اخضر في رأس نخلةٍ سَعَفُ

وقال الأزهري: يقال للجريد نفسه سَعَفٌ أيضاً، والصحيح: أن الجريد الأغصان؛ والورق السَّعَفُ؛ والشوك السُّلاّءُ.
وبالورق شبه أمرؤ القيس ناصية الفرس فقال:
وأركب في الروع خَيْفانَةً      كَسَا وَجهها . . . أكمل المادة سَعَفٌ منتشرْ

وهذا يدل على أن السعف الورق. والسَّعَفُ -أيضاُ-: التشقُّقُ حول الأظفار والشُّقَاقُ، وقد سَعِفَتْ يده -بالكسر- وسَئفَتْ. قال ابن عباد: السُّعَافُ: شُقَاقٌ في أصل الظُّفُرِ. والسَّعَفُ -أيضاً- داء يأخذ في أفواه الإبل كالجرب تتمعط منه خراطيمها وشَعَر عيونها.
وقال ابن الأعرابي: لا يُقال السَّعَفُ في الجِمالِ وإنما تختص به النُّوْقُ، وكذلك قال أبو زيد، وجوز ذلك بعضهم في الجِمالِ وهو قليل.
ومثل السَّعَفِ: في الغنم الغرب. والأسْعَفُ من الخيل: الأبيضُ الناصية، فإذا ابيضت الناصية كلها فهو الأصْبَغُ. وقال: ابن الأعرابي: السُّعُوْفُ: جهاز العروس، الواحد: سَعَفٌ -بالتحريك-. قال: والسُّعُوْفُ: الأقداح الكبار. قال: وكل شيء جاد وبلغ من مملوك أو عِلْقٍ أو دارٍ ملكتها: فهو سَعَفٌ. وقال بعضهم: السُّعُوْفُ: أمتعة البيت كالتَّوْر والدَّلوِ والحبل ونحوها. ويقال للغلام: هذا سَعْفُ سوءٍ. وقال ابن عبّاد: السَّعْفُ: السلعةُ، يقال: بئس السَّعْفُ هذا أي بئست السلعة وبئس الخليط. والسُّعُوْفُ: طبائع الناس من الكرم وغيره. وقال أبو الهيثم: السَّعْفُ: الرجل النذل. وقال أبو عمرو: يقال للضرائب سُعُوْفٌ، قال: ولم أسمع لها بواحدٍ.  وقال الليث: السَّعْفَةُ: قروح تخرج على رأس الصبي وفي وجهه، يقال: صبي مَسْعُوْفٌ. قال أبو ليلى: يقال سُعِفَ الصبي: إذا ظهر ذلك به وأيوب بن سَعْفَةَ العجلي الشاعر. وقال أبن عبّاد: سَعَفْتُ الرجل بحلجته وأسْعَفُته بها: إذا قضيتها له. وأسْعَفَ الرجل بأهله: أي ألم بهم. وأسْعَفَ لك الصيد: أمكنك. وأسْعَفَتْ داره: دنت، وكل شيء دنا فقد أسعف، قال الراعي:
فكائنْ ترى من مُسْعِفٍ بِمَنِيَّةٍ      يُجنَّبُها أو معصم ليس ناجيا

ويروى: "مُجْحِفٍ"، وهما بمعنى. وقال ابن شُميل: التَّسْعِيْفُ في المسكِ: أن يروح بأفاويه الطِّيْبِ ويخلط بالأدهان الطيبة، يقال: سَعِّفْ لي دُهْني. وقال الليث: المُسَاعَفَةُ: المساعدة والمُواتاة على الأمر في حُسْنِ مصافاةٍ ومعاونةٍ، وأنشد:
إذ الناس ُناسٌ والزمان بغـرةٍ      وإذ أُمُّ عمار صديق مُسَاعِفُ

وقال غيره: مكان مُسَاعِفٌ ومنزل مُسَاعِفٌ: أي قريب. والتركيب يدل على يبس شيء وتَشَعُّثِه وعلى مواتاة شيء.

غطي (لسان العرب) [0]


غَطَى الشَّبابُ غَطْياً وغُطِيّاً: امْتَلأَ. يقال للرجُلِ إِذا امْتَلأَ شَباباً: غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً؛ قال رجل من قيس: يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ مَعاً، وأَخْطَأَتْه عُيونُ الجِنِّ والحَسَدُ وهذا البيت في الصحاح: وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ قال ابن سيده: وكذلك أَنشده أَبو عبيد؛ ابن بري: قال ابن الأَنباري أَكثرُ الناسِ يروي هذا البيت: وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ وإِنما هو: وأَخْطأَتْه عيونُ الجنِّ والحَسَدُ وبعده: ساجِي العُيونِ غَضِيض الطَّرْفِ تَحْسِبُه يوماً، إِذا ما مَشى، في لِينِه أَوَدُ اللحياني: غَطاهُ الشبابُ يَغْطِيه غَطْياً وغُطِيّاً وغَطَّاه كلاهما أَلْبَسَه، وغَطَاه الليلُ وغَطَّاه: أَلْبَسَه ظُلْمَته؛ عنه أَيضاً.
وغَطَتِ الشَجرة وأَغْطتْ: طالَتْ أَغْصانُها وانْبَسَطَت على . . . أكمل المادة الأَرض فأَلْبَسَت ما حولها؛ وقوله أَنشده ابن قتيبة: ومِن تَعاجِيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ، يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ إِنما عَنى به الداليَةَ، وذلك لسُمُوِّها وبُسُوقها وانتِشارِها وإِلْباسِها. المفضل: يقال للكَرْمةِ الكثيرةِ النَّوامي غاطِيةٌ.
والنَّوامي: الأَغْصانُ، واحِدَتُها نامِيةٌ.
وغَطَى الشيءَ يَغْطِيه غَطْياً وغَطَّى عليه وأَغْطاه وغَطَّاه: سَتَره وعَلاه؛ قال: أَنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ، فمَنْ يَكُنْ قِناعُه مَغْطِيّاً فإِني مُجْتَلى وفي التهذيب: فإني لَمُجْتَلى.
وفلانٌ مَغْطِيُّ القِناعِ إِذا كان خامِلَ الذِّكْرِ؛ وقال حسان: رُبَّ حِلْمٍ أَضاعه عَدَمُ الما ل، وجَهْلٍ غَطَّى عليه النَّعِيمُ قال أَبو عبد الله بنُ الأَعرابي: حُكِيَ أَنَّ حسانَ بنَ ثابت صاحَ قبلَ النُّبوّة فقال: يا بَني قَيْلةَ، يا بَني قَيْلة قال: فجاءه الأَنصارُ يْهْرَ عُونَ إِليه قالوا: ما دَهاكَ؟ قال لهم: قلتُ الساعةَ بيتاً خَشِيتُ أَن أَموتَ فيَدّعِيَه غيري قالوا: هاتِه، فأَنشَدهم هذا البيت:رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَه عَدَمُ المالِ والغِطاءُ: ما غُطِّيَ به.
وفي الحديث: أَنه نَهَى أَن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ في الصلاةِ. ابن الأَثير: من عادة العرب التَّلَثُّم بالعَمائمِ على الأَفْواه فنُهوا عن ذلك في الصلاة، فإِنْ عَرَضَ له التَّثاؤب جاز له أَن يُغَطِّيه بثَوْبه أَو يده لحديث ورد فيه.
وقالوا: اللهمَّ أَغْطِ على قَلْبه أَي غَشِّ قلْبَه.
وفعَلَ به ما غطاه أَي ما ساءَه.
وماءٌ غاطٍ: كثيرٌ، وقد غَطى يَغْطِي؛ قال الشاعر: يَمُرُّ كمُزْبِدِ الأَعْرافِ غاطِ ابن سيده: وغَطا الشيءَ غَطْواً وغَطَّاه تَغْطِيةً وأَغْطاه واراهُ وسَتَرَه. قال: وهذه الكلمة واويَّة وبائيَّة، والجمع الأَغْطِيَة، وقد تَغَطَّى.
والغِطاءُ: ما تَغَطَّى به أَو غَطَّى به غيرَه.
والغِطايةُ: ما تغَطَّتْ به المرأَةُ من حشْو الثياب تحت ثيابها كالغِلالة ونحوها، قُلبَت الواو فيها ياء طَلَبَ الخفَّة مع قربِ الكسرة.
وغَطا الليلُ يَغْطُو ويَغْطِي غُطْواً وغَطُوّاً إِذا غَسا وأَظْلَم، وقيل: ارْتَفَع وغَشَّى كلَّ شيءٍ وأَلبسه، وغَطا الماء.
وكل شيءٍ ارْتَفَع وطالَ على شيءٍ فقدْ غَطا عليه؛ قال ساعدة بن جُؤيَّة: كذَوائِب الحَفاءِ الرَّطِيبِ غَطا به عَبْلٌ، ومَدَّ بجانبيه الطُّحْلُبُ غَطا به: ارْتَفَع.
وليلٌ غاطٍ: مظْلِمٌ؛ قال العجاج: حتى تَلا أَعْجازَ لَيْلٍ غاطِ ويقال: غَطا عليهم البَلاءُ.
وأَغْطَى الكَرْمُ: جَرى الماءُ فيه وزادَ، وكلُّ ذلك مذكورٌ في الواو والياء،

وضأ (لسان العرب) [0]


الوَضُوءُ، بالفتح: الماء الذي يُتَوَضَّأُ به، كالفَطُور والسَّحُور لما يُفْطَرُ عليه ويُتَسَحَّرُ به.
والوَضُوءُ أَيضاً: المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاةِ، مثل الوَلُوعِ والقَبُولِ.
وقيل: الوُضُوءُ، بالضم، المصدر.
وحُكيَ عن أَبي عمرو بن العَلاء: القَبُولُ، بالفتح، مصدر لم أَسْمَعْ غيره.
وذكر الأَخفش في قوله تعالى: وَقُودُها النَّاسُ والحِجارةُ، فقال: الوَقُودُ، بالفتح: الحَطَبُ، والوُقُود، بالضم: الاتّقادُ، وهو الفعلُ. قال: ومثل ذلك الوَضُوءُ، وهو الماء، والوُضُوءُ، وهو الفعلُ. ثم قال: وزعموا أَنهما لغتان بمعنى واحد، يقال: الوَقُودُ والوُقُودُ، يجوز أَن يُعْنَى بهما الحَطَبُ، ويجوز أَن يُعنى بهما الفعلُ.
وقال غيره: القَبُولُ والوَلُوع، مفتوحانِ، وهما مصدران شاذَّانِ، وما سواهما من المصادر فمبني على الضم. التهذيب: الوَضُوءُ: الماء، والطَّهُور . . . أكمل المادة مثله. قال: ولا يقال فيهما بضم الواو والطاء، لا يقال الوُضُوءُ ولا الطُّهُور. قال الأَصمعي، قلت لأَبي عمرو: ما الوَضُوءُ؟ فقال: الماءُ الذي يُتَوَضَأُ به. قلت: فما الوُضُوءُ، بالضم؟ قال: لا أَعرفه.
وقال ابن جبلة: سمعت أَبا عبيد يقول: لا يجوز الوُضُوءُ إِنما هو الوَضُوءُ. وقال ثعلب: الوُضُوءُ: مصدر، والوَضُوءُ: ما يُتَوَضَّأُ به، والسُّحُورُ: مصدر، والسَّحُورُ: ما يُتَسَحَّر به.
وتَوَضَّأْتُ وُضُوءاً حَسَناً.
وقد تَوَضَّأَ بالماءِ، وَوَضَّأَ غَيْره. تقول: تَوَضَّأْتُ للصلاة، ولا تقل تَوَضَّيْتُ، وبعضهم يقوله. قال أَبو حاتم: تَوَضَّأْتُ وُضُوءاً وتَطَهَّرْت طُهوراً. الليث: المِيضأَةُ مِطْهَرةٌ، وهي التي يُتَوَضَّأُ منها أَو فيها.
ويقال: تَوَضَّأْتُ أَتَوَضَّأُ تَوَضُّؤاً ووُضُوءاً، وأَصل الكلمة من الوضاءة، وهي الحُسْنُ. قال ابن الأَثير: وُضُوءُ الصلاةِ معروف، قال: وقد يراد به غَسْلُ بَعْضِ الأَعْضاء.
والمِيضَأَةُ: الـموضع الذي يُتَوَضَّأُ فيه، عن اللحياني.
وفي الحديث: تَوَضَّؤُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النارُ. أَراد به غَسْلَ الأَيدِي والأَفْواهِ من الزُّهُومة، وقيل: أَراد به وُضُوءَ الصلاةِ، وذهبَ إليه قوم من الفقهاءِ.
وقيل: معناه نَظِّفُوا أَبْدانَكم من الزُّهومة، وكان جماعة من الأَعراب لا يَغْسِلُونها، ويقولون فَقْدُها أَشدُّ مِنْ رِيحها.
وعن قتادة: مَنْ غَسَلَ يدَه فقد تَوَضَّأَ.
وعن الحسن: الوُضُوءُ قبل الطعام يَنْفِي الفَقْرَ، والوُضُوءُ بعدَ الطعامِ يَنْفِي اللَّمَمَ. يعني بالوُضُوءِ التَّوَضُّؤَ.
والوَضَاءة: مصدرُ الوَضِيءِ، وهو الحَسَنُ النَّظِيفُ.
والوَضاءة: الحُسْنُ والنَّظافةُ.
وقد وَضُؤَ يَوْضُؤُ وَضَاءة، بالفتح والمدّ: صار وَضِيئاً، فهو وَضِيءٌ من قَوْم أَوْضِياءَ، وَوِضَاءٍ ووُضَّاءٍ. قال أَبو صَدَقة الدُّبَيْرِيُّ: والمرْءُ يُلْحِقُه، بِفِتْيانِ النَّدَى، * خُلُقُ الكَريم، ولَيْسَ بالوُضَّاءِ(1) (1 قوله «وليس بالوضاء» ظاهره أنه جمع واستشهد به في الصحاح على قوله ورجل وضاء بالضم أَي وضيء فمفاده أنه مفرد.) والجمع: وُضَّاؤُون.
وحكى ابن جني: وَضاضِئ، جاؤوا بالهمزة في الجمع لما كانت غير منقلبة بل موجودةً في وَضُؤْتُ.
وفي حديث عائشة: لَقَلَّما كانتِ امرأَةٌ وَضِيئةٌ عند رجل يُحِبُّها. الوَضَاءة: الحُسْنُ والبَهْجةُ. يقال وَضُؤَتْ، فهي وَضِيئةٌ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، لِحَفْصةَ: لا يُغُرّكِ أَن كانَتْ جارَتُكِ هي أَوْضَأَ مِنْكِ أَي أَحْسَنَ.
وحكى اللحياني: إِنه لوَضِيءٌ، في فِعْلِ الحالِ، وما هو بواضِئٍ، في الـمُسْتَقْبَلِ.
وقول النابغة: فَهُنَّ إِضاءٌ صافِياتُ الغَلائِلِ يجوز أَن يكون أَراد وِضَاءٌ أَي حِسانٌ نِقَاءٌ، فأَبدل الهمزة من الواو المكسورة، وهو مذكور في موضعه.
وواضَأْتُه فَوَضَأْتُه أَضَؤُه إِذا فاخَرْتَه بالوَضَاءة فَغَلَبْتَه.

النَّقْعُ (القاموس المحيط) [0]


النَّقْعُ، كالمَنْعِ: رَفْعُ الصَّوْتِ، وشَقُّ الجَيْبِ، والقَتْلُ، ونَحْرُ النَّقيعَةِ،
كالإِنْقاعِ والانْتقاعِ، وصوْتُ النَّعامَةِ، وأَن تَجْمَعَ الرِّيقَ في فَمِكَ، والماءُ المُسْتَنْقِعُ،
ج: أنْقُعٌ.
و" إِنَّهُ لَشَرَّابٌ بأنْقُعٍ" : يُضْرَبُ لِمَنْ جَرَّبَ الأَمُورَ، أو للداهِي المُنْكَرِ، لأَنَّ الدَّليلَ إذا عَرَفَ الفَلَواتِ حَذَقَ سُلوكَ الطُّرُقِ إلى الأَنْقُعِ، والغُبارُ،
ج: نِقاعٌ ونُقُوعٌ،
وع قُرْبَ مَكَّةَ، والأَرْضُ الحُرَّةُ الطينِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ،
ج: كجِبالٍ وأجْبُلٍ، والقاعُ،
كالنَّقْعاءِ فيهما،
ج: كجِبالٍ.
و"الرَّشْفُ أنْقَعُ، أي: أقْطَعُ للعَطَشِ: يُضْرَبُ في تَرْكِ العَجَلَةِ.
وسَمٌّ ناقِعٌ: بالغٌ ثابِتٌ.
ودَمٌ ناقِعٌ: طَرِيٌّ.
وماءٌ ناقِعٌ ونَقِيعٌ: ناجِعٌ.
. . . أكمل المادة ونُقاعَةُ كُلِّ شيءٍ، بالضمِّ: الماءُ الذي يُنْقَعُ فيه.
وما نَقَعْتُ بخَبَرِهِ نُقُوعاً: لَم أُصَدِّقْهُ.
والنَّقْعاءُ: ع خَلْفَ المَدينَةِ،
وة لِبَنِي مالِكِ بنِ عَمْرٍو، وسَمَّى كُثَيِّرٌ مَرْجَ راهِطٍ نَقْعاءَ في قوله:
أبوكَ تَلاقَى يوْمَ نَقْعاءِ راهِطٍ
وكشَدادٍ: المُتَكَثِّرُ بما ليسَ عندَهُ من الفَضَائِلِ.
وكصَبُورٍ: صِبْغٌ فيه من أفْواهِ الطِيبِ، ومن المياهِ: العذْبُ البارِدُ، أو الشَّروبُ،
كالنَّقيعِ، فيهما، وما يُنْقَعُ في الماءِ من الدَّواءِ والنَّبيذِ، وذلك الإِناءُ مِنْقَعٌ ومِنْقَعَةٌ، بكسرهما.
ومِنْقَعُ البُرَمِ أيضاً: وِعاءُ القِدْرِ.
وكمُكْرَمٍ: الدَّنُّ، وفَضْلَةٌ في البِرَامِ، وتَوْرٌ صغيرٌ من حِجارَةٍ، أو النِّكْثُ تَغْزِلُهُ المرأةُ ثانِيَةً وتَجْعَلُهُ في البِرامِ، لأنه لا شيءَ لها غيرُها.
وكمُكْرَمٍ، وشَدُّ قافِهِ غَلَطٌ: صَحابِيٌّ تَميمِيٌّ غيرُ مَنْسوبٍ، أو هو ابنُ الحُصَيْنِ ابنِ يَزِيدَ، والمُنْقَعُ بنُ مالِكٍ: ماتَ في حَياتِهِ، صلى الله عليه وسلم، وتَرَحَّمَ عليه.
وكمِكْنَسَةٍ ومَرْحَلَةٍ، وهذه عن كُراعٍ، ومُنْخُلٍ بضَمَّتَيْنِ: بُرْمَةٌ صَغِيرَةٌ يُطْرَحُ فيها اللبَنُ والتَّمْرُ ويُطْعَمُه الصَّبيُّ.
وكمَجْمَعٍ: البَحْرُ، والمَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ،
كالمَنْقَعَةِ، والرِيُّ من الماءِ.
ورجُلٌ نَقُوعُ أُذُنٍ: يُؤْمِنُ بكلِّ شيءٍ.
والنَّقِيعُ: البئْرُ الكَثيرَةُ الماءِ،
ج: أنْقِعَةٌ، وشَرابٌ من زَبيبٍ، أو كلُّ ما يُنْقَعُ تَمْراً أو زَبيباً أو غيرَهُما،
و~ : المَحْضُ من اللَّبَنِ يُبَرَّدُ،
كالمُنْقَعِ، كمُكْرَمٍ، فيهما،
و~ : الحَوْضُ يُنْقَعُ فيه التَّمْرُ، والصُّراخُ،
وع بِجَنَباتِ الطائِفِ،
وع بِبلادِ مُزَيْنَةَ على لَيْلَتَيْنِ من المدينةِ، وهو نَقيعُ الخَضِماتِ الذي حَماهُ عُمَرُ أو مُتَغايِرانِ،
والرجُلُ : أُمُّهُ من غيرِ قَوْمِه.
وكسَفِينَةٍ: طَعامُ القادِمِ من سَفَرِه، وكلُّ جَزُورٍ جُزِرَتْ للضِيافَةِ،
ومنه: الناسُ نَقائعُ المَوْتِ، أي: يَجْزُرُهُم جَزْرَ الجَزَّارِ النَّقِيعَةَ، وطَعامُ الرَّجُلِ لَيْلَةَ يُمْلِكُ،
وع بين بِلادِ بَني سَليطٍ وضَبَّةَ.
والأُنْقُوعَةُ: وَقْبَةُ الثَّريدِ يكونُ فيها الوَدَكُ، وكلُّ مَكانٍ سالَ إليه الماءُ من مَثْعَبٍ ونحوِهِ.
وعَدْلٌ مَنْقَعٌ، كمقْعَدٍ، أي: مَقْنَعٌ.
وأبو المَنْقَعَةِ الأَنْمارِيُّ: بَكْرُ بنُ الحَارِثِ، صَحابِيٌّ.
وسَمٌّ مُنْقَعٌ، كمُكْرَمٍ: مُرَبًّى.
ونَقَعَ الموتُ، كمَنَعَ: كثُرَ،
و~ فلاناً بالشَّتْمِ: شَتَمَهُ قَبيحاً،
و~ بالخَبَرِ والشَّرابِ: اشْتَفَى منه،
و~ الدَّواءَ في الماءِ: أقَرَّه فيه،
و~ الصارِخُ بصوتِه: تابَعَه،
كأَنْقَعَ، فيهما،
و~ الصوتُ: ارْتَفَعَ،
كاسْتَنْقَعَ.
وأنْقعَه الماءُ: أرْواهُ،
و~ الماءُ: اصْفَرَّ وتَغَيَّرَ،
كاسْتَنْقَعَ،
و~ له شَرّاً: خَبَأهُ،
و~ فلانا: ضَرَبَ أنْفَه بإصبعِه،
و~ المَيِّتَ: دَفَنَه،
و~ البيتَ: زَخْرَفَه، أو جَعَلَ أعْلاهُ أسْفَلَهُ،
و~ الجاريةَ: افْتَرَعَها.
وانْتُقِعَ لَوْنُه مَجْهولاً: تَغَيَّرَ.
واسْتَنْقَعَ في الغَدير: نَزَلَ واغْتَسَلَ، كأَنه ثَبَتَ فيه ليَتَبَرَّدَ،
والموضِعُ: مُسْتَنْقَعٌ،
و~ الماءُ في الغَديرِ: اجْتَمَعَ،
و~ رُوحُه: خَرَجَتْ، أو اجْتَمَعَتْ في فيه كما يَسْتَنْقِعُ الماءُ في مكانٍ.
واسْتُنْقِعَ لَوْنُه، مَجْهولاً: تَغَيَّرَ،
و~ الشيءُ في الماءِ: أُنْقِعَ.
والمُسْتَنْقِعُ من الضُّرُوعِ: الذي يَخْلُو إذا حُلِبَتْ، ويَمْتَلِئُ إذا حُفِّلَتْ.

فدم (لسان العرب) [0]


الفَدْم من الناس: العَيِيُّ عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، وهو أيضاً الغليظ السمين الأحمق الجافي، والثاء لغة فيه، وحكى يعقوب أن الثاءَ بدل من الفاء، والجمع فِدام، والأُنثى فَدْمَة وثَدْمة، وقد فَدُمَ فَدامة وفُدومة؛ قال الليث: والجمع فُدْم (* قوله والجمع فدم» كذا ضبط بالأصل.
ووقع في نسخة التهذيب مضبوطاً بشكل القلم أيضاً ككتب).
والمُفْدَم من الثياب: المُشْبَع حمرة، وقيل: هو الذي ليست حُمرته شديدة.
وأَحْمر فَدْم: مشبع. قال شمر: والمُفَدَّمة من الثياب المُشْبَعة حمرة؛ قال أبو خراش الهذلي: ولا بَطَلاً إذا الكُماةُ تَزَيَّنُوا، لَدَى غَمَراتِ المَوْتِ، بالحالِكِ الفَدْمِ يقول: كأنَّما تزينوا في الحرب بالدّم الحالك.
والفَدْم: الثقيلُ من . . . أكمل المادة الدم، والمُفَدَّم مأْخوذ منه.
وثوب فَدْم إذا أُشبع صَبْغُه.
وثوب فَدْم، ساكنة الدال، إذا كان مصبوغاً بحمرة مشبعاً.
وصِبْغ مُفْدَم أي خاثِر مُشْبَع. قال ابن بري: والفَدم الدم؛ قال الشاعر: أَقولُ لكامِلٍ في الحَرْب لَمَّا جَرى بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ وفي الحديث: أنه نهى عن الثوب المُفْدَم؛ هو المشبع حمرة كأنه الذي لا يُقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ؛ ومنه حديث علي: نهاني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن أَقرأَ وأنا راكع أو أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم.
وفي حديث عروة: أنه كره المُفْدَم للمُحرم ولم يرَ بالمُضَرَّج بأْساً؛ المُضَرَّج: دون المُفْدَم، وبعده المُوَرَّد.
وفي حديث أبي ذرّ: أن الله ضَرَبَ النصارى بِذلّ مُفْدَم أي شديد مشبع، فاستعاره من الذوات للمعاني.
والفَدْم: الدم؛ ومنه قيل للثقيل: فَدْم تشبيهاً به.
والفِدامُ: شيء تشدُّه العجم على أفواهها عند السَّقْي، الواحدة فِدامَة، وأما الفِدام فإنه مِصْفاة الكوز والإبريق ونحوه، وسُقاةُ الأَعاجم المجوس إذا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم، فالساقي مُفَدَّم، والإبريق الذي يُسقى منه الشِّرْب مُفَدَّم.
والفَدَّام: شيء تمسح به الأعاجم عند السقي، واحدته فَدَّامة؛ قال العجاج: كأَنَّ ذا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّفَ مِن أَعْنابه ما قَطَّفا يريد صاحب فَدَّامة، تقول منه: فَدَّمْت الآنية تَفدِيماً.
والمُفَدَّمات: الأَباريق والدنان.
والفِدامُ والثِّدامُ: المِصْفاة.
والفِدام: ما يوضع في فم الإبريق، والفَدَّم بالفتح والتشديد مثله، قال: وكذلك الخرقة التي يَشدّ بها المجوسي فمه.
وإبريق مُفْدَم ومَفدُوم ومُفَدَّم: عليه فِدام، الثاء عند يعقوب بدل من الفاء.
والفَدامُ: لغة في الفِدام.
وفَدَّم الإبريقَ: وضع على فمه الفِدَام؛ قال عنترة: بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ، قُرِنَتْ بأَزْهَر في الشِّمال مُفَدَّمِ وقال أبو الهِندي: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها رِقابُ بَناتِ الماء أفْزَعَها الرَّعْدُ عدَّى مُفَدَّمة إلى مفعولين لأن المعنى ملبسة أو مكسوّة.
وفَدَم فاه وعلى فيه بالفِدام يَفْدِم فَدْماً وفَدَّم: وضعه عليه وغطَّاه؛ ومنه رجل فَدْمٌ أي عَييّ ثقيل بَيِّن الفَدامة والفُدومة.
وفي الحديث: إنكم مَدْعُوُّون يوم القيامة مُفَدَّمة أفواهُكُم بالفِدام؛ هو ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشَّراب الذي فيه أي أنهم يُمنعون الكلام بأَفواههم حتى تتكلم جوارحهم وجلودهم، فشبه ذلك بالفدام، وقيل: كان سُقاة الأَعاجم إذا سَقَوْا فَدَّموا أفواههم أي غَطَّْوها، وفي التهذيب: حتى تكلم أفخاذهم. قال أبو عبيد: وبعضهم يقول الفَدَّام، قال: ووجه الكلام الجيد الفِدام.
وفي الحديث أيضاً: يُحشر الناس يوم القيامة عليهم الفِدام؛ والفِدام هنا يكون واحداً وجمعاً، فإذا كان واحداً كان اسماً دالاً على الجنس، وإذا كان جمعاً كان كَكِرام وظِراف.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: الحلم فِدام السفيه أي الحلم عنه يُغَطِّي فاه ويُسْكته عن سفهه.
والفِدام: الغِمامة.
وفَدَّم البعيرَ: شدَّد على فيه الفِدامة.

عيب (لسان العرب) [0]


ابن سيده: العَابُ والعَيْبُ والعَيْبَةُ: الوَصْمة. قال سيبويه: أَمالوا العابَ تشبيهاً له بأَلف رَمَى، لأَنها منقلبة عن ياء؛ وهو نادر؛ والجمع: أَعْيابٌ وعُـيُوبٌ؛ الأَول عن ثعلب؛ وأَنشد: كَيْما أَعُدَّكُمُ لأَبْعَدَ منكُمُ، * ولقد يُجاءُ إِلى ذوي الأَعْيابِ ورواه ابن الأَعرابي: إِلى ذوي الأَلباب.
والـمَعابُ والـمَعِـيبُ: العَيْبُ؛ وقول أَبي زُبَيْدٍ الطَّائيّ: إِذا اللَّثى رَقَـأَتْ بعدَ الكَرى وذَوَتْ، * وأَحْدَثَ الرِّيقُ بالأَفْواه عَيَّابا يجوز فيه أَن يكون العَيَّابُ اسماً للعَيْبِ، كالقَذَّافِ والجَبَّانِ؛ ويجوز أَن يُريدَ عَيْبَ عَيَّابٍ، فحَذَفَ المضاف، وأَقام المضاف إِليه مُقامه.
وعابَ الشيءُ والحائِطُ عَيْباً: صار ذا عَيْبٍ.
وعِـبْتُه أَنا، وعابه عَيْباً وعاباً، وعَيَّبه وتَعَيَّبه: نَسَبه إِلى . . . أكمل المادة العَيب، وجعله ذا عَيْبٍ؛ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ قال الأَعشى: وليس مُجِـيراً، إِنْ أَتى الـحَيَّ خائفٌ؛ * ولا قائِلاً، إِلاَّ هُوَ الـمُتَعَيَّبا أَي ولا قائلاً القولَ الـمَعِـيبَ إِلاَّ هو؛ وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى: فأَرَدْتُ أَن أَعِـيبَها؛ أَي أَجْعَلَها ذاتَ عَيْب، يعني السفينةَ؛ قال: والـمُجاوِزُ واللازم فيه واحد.
ورجل عَيَّابٌ وعَيَّابة وعُيَبة: كثير العَيْبِ للناس؛ قال: اسْكُتْ ! ولا تَنْطِقْ، فأَنْتَ خَيّابْ، * كُلُّك ذو عَيْبٍ، وأَنتَ عَيَّابْ وأَنشد ثعلب: قال الجَواري: ما ذَهَبْتَ مَذْهَبا، * وعِـبْنَني ولم أَكُنْ مُعَيَّبا وقال: وصاحِبٍ لي، حَسَنِ الدُّعابه، * ليس بذي عَيْبٍ، ولا عَيَّابَه والـمَعايبُ: العُيوبُ.
وشيءٌ مَعِـيبٌ ومَعْيُوبٌ، على الأَصل.
وتقول: ما فيه مَعابة ومَعابٌ أَي عَيْبٌ.
ويقال: موضعُ عَيْبٍ؛ قال الشاعر: أَنا الرَّجُلُ الذي قد عِـبْتُموه، * وما فيهِ لعَيَّابٍ مَعابُ لأَن الـمَفْعَلَ، من ذواتِ الثلاثة نحو كالَ يَكِـيلُ، إِن أُريد به الاسم، مكسور، والمصدرُ مفتوحٌ، ولو فتحتَهما أَو كسرتَهما في الاسم والمصدر جميعاً، لجازَ، لأَن العرب تقول: الـمَسارُ والـمَسِيرُ، والـمَعاشُ والـمَعِـيشُ، والـمَعابُ والـمَعِـيبُ.
وعابَ الماءُ: ثَقَبَ الشَّطَّ، فخرج مُجاوزَه.
والعَيْبة: وِعاءٌ من أَدَم، يكون فيها المتاع، والجمع عِـيابٌ وعِـيَبٌ، فأَما عِـيابٌ فعلى القياس، وأَما عِـيَبٌ فكأَنه إِنما جاءَ على جمع عِـيبة، وذلك لأَنه مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للكسرة؛ وكذلك كلُّ ما جاءَ من فعله مما عينه ياء على فِعَلٍ.
والعَيْبَةُ أَيضاً: زَبِـيل من أَدَم يُنْقَلُ فيه الزرعُ المحصودُ إِلى الجَرين، في لغة هَمْدان.
والعَيْبَةُ: ما يجعل فيه الثياب.
وفي الحديث، أَنه أَمْلى في كتابِ الصُّلْح بينه وبين كفار أَهل مكة بالـحُدَيْبية: لا إِغْلالَ ولا إِسلالَ، وبيننا وبينهم عَيْبةٌ مَكفوفةٌ. قال الأَزهري: فسر أَبو عبيد الإِغْلالَ والإِسلالَ، وأَعرضَ عن تفسير العَيْبة المكفُوفةِ.
ورُوِيَ عن ابن الأَعرابي أَنه قال: معناه أَن بيننا وبينهم في هذا الصلح صَدْراً مَعْقُوداً على الوفاءِ بما في الكتاب، نَقِـيّاً من الغِلِّ والغَدْرِ والخِداعِ.
والـمَكْفُوفةُ: الـمُشرَجَةُ الـمَعْقُودة.
والعربُ تَكني عن الصُّدُور والقُلُوب التي تَحْتوي على الضمائر الـمُخْفاةِ: بالعِـيابِ.
وذلك أَن الرجلَ إِنما يَضَعُ في عَيْبَته حُرَّ مَتاعِه، وصَوْنَ ثيابه، ويَكتُم في صَدْرِه أَخَصَّ أَسراره التي لا يُحِبُّ شُيوعَها، فسُمِّيت الصدور والقلوبُ عِـياباً، تشبيهاً بعِـيابِ الثياب؛ ومنه قول الشاعر: وكادَتْ عِـيابُ الوُدِّ منَّا ومِنكُمُ، * وإِن قيلَ أَبناءُ العُمومَة، تَصْفَرُ أَرادَ بعِـيابِ الوُدِّ: صُدُورَهم. قال الأَزهري وقرأْتُ بخَطِّ شَمِر: وإِنَّ بيننا وبينهم عَيْبَةً مَكْفُوفةً. قال: وقال بعضهم أَراد به: الشَّرُّ بيننا مَكْفُوف، كما تُكَفُّ العَيْبةُ إِذا أُشرِجَتْ؛ وقيل: أَراد أَن بينهم مُوادَعَةً ومُكافَّة عن الحرب، تَجْريانِ مُجْرى الـمَوَدَّة التي تكون بين الـمُتَصافِـينَ الذين يَثِقُ بعضُهم ببعض.
وعَيْبةُ الرجل: موضعُ سِرِّه، على الـمَثل.
وفي الحديث: الأَنصارُ كَرِشي وعَيْبَتي أَي خاصَّتي وموضعُ سِرِّي؛ والجمع عِـيَبٌ مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وعِـيابٌ وعَيْباتٌ.
والعِـيابُ: الـمِنْدَفُ. قال الأَزهري: لم أَسمعه لغير الليث.
وفي حديث عائشة، في إِيلاءِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، على نسائه، قالت لعمر، رضي اللّه عنهما، لـمَّا لامَها: ما لي ولكَ، يا ابنَ الخَطَّاب، عليك بعَيْبَتِكَ أَي اشْتَغِلْ بأَهْلِكَ ودَعْني.
والعائبُ: الخاثر من اللبن؛ وقد عاب السِّقاءُ.

ضبح (لسان العرب) [0]


ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحرق شيئاً من أَعاليه، وكذلك اللحم وغيره؛ الأَزهري: وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ.
وضَبَحَ القِدْحَ بالنار: لَوَّحَه.
وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ: مُلَوَّح؛ قال: وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر: قِدْحٌ، وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي.
والمَضْبوحةُ: حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة؛ قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها: يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ، والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والصِّيَقُ: الغُبار.
وجنونه: تطايره.
والمَضْبُوحُ: حجر الحَرَّة لسواده.
والضِّبْحُ: الرَّمادُ، وهو من ذلك؛ الأَزهري: أَصله من ضَبَحته النار.
وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ: لَوَّحته وغيَّرته؛ وفي التهذيب: وغَيَّرَتْ لونَه؛ . . . أكمل المادة قال: عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني، وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ والانْضِباحُ: تغير اللون؛ وقيل: ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ فيه؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ: فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا، خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ بماءٍ سَحابةٍ، خَضِلاً نَضُوحا والمُلَهْوَجُ من الشواء: الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه.
واللَّهَبانُ: اتِّقادُ النار واشْتِعالُها.
وانْضَبَحَ لونُه: تغير إلى السواد قليلاً.
وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت؛ أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس: حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ، تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قال الأَزهري: قال الليث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة: سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ وفي حديث ابن الزبير: قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ؛ قال: والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ ومنه قول العَجَّاج: من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام وفي حديث ابن مسعود: لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه، وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب؛ ويروى صيحة، بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها؛ وفي شعر أَبي طالب: فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جمع ضابح. يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس.
وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً: نَبَحَ.
والضُّباحُ: الصَّهيل.
وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة؛ وقيل: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون؛ قال عنترة: والخيلُ تَعْلَمُ، حين تَضْـ ـبَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا (* قوله «والخيل تعلم» كذا بالأصل والصحاح.
وأَنشده صاحب الكشاف؛ والخيل تكدح.) وقيل: هو سير، وقيل: هو عَدْوٌ دون التقريب؛ وفي التنزيل: والعادياتِ ضَبْحاً؛ كان ابن عباس يقول: هي الخيل تَضْبَحُ، وكان، رضوان الله عليه، يقول: هي الإِبل؛ يذهب إِلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس كان عليه المِقْداد.
والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم؛ قال ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما: ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس؛ وقال بعض أَهل اللغة: من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً؛ يقال: ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير؛ وقال أَبو إِسحق: ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت؛ وقال أَبو عبيدة: ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت، وهو السير؛ وقال في كتاب الخيل: هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً؛ يقال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ؛ وأَنشد: إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة: تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ، وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ، تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ معنى ضَبَحَ: صاح وخاصم عن مُعْطيه، وهذا كما يقال: فلان يَنْبَحُ دونك، ذهب إِلى الاستعارة؛ وقيل: الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس؛ وقيل: الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو؛ وقيل: هو الحَمْحَمة؛ وقيل: هو كالبَحَحِ؛ وقيل: الضَّبْحُ في السير كالضَّبْعِ.
وضُبَيْح ومَضْبوحٌ: اسمان.

سعف (لسان العرب) [0]


السَّعْفُ: أَغصانُ النخلة، وأَكثر ما يقال إذا يبست، وإذا كانت رَطْبة، فهي الشَّطْبةُ؛ قال: إني على العَهْدِ، لستُ أَنْقُضُه، ما اخْضَرَّ في رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ واحدته سَعَفَةٌ، وقيل: السَّعَفةُ النخلةُ نفسُها؛ وشبه امرؤالقيس ناصِيةَ الفرس بِسَعَفِ النخل فقال: وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً، كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن السعفَ الورَقُ. قال: والسعَفُ ورَقُ جَرِيدِ النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبْلانُ والجلالُ والمَرَاوِحُ وما أَشبهها، ويجوز السعفُ (* قوله ويجوز السعف إلخ» ظاهره جواز التسكين فيهما لكن الذي في القاموس والصحاح والنهاية الاقتصار على التحريك.) والواحدة سَعفةٌ، ويقال للجريد نَفسِه سَعَفٌ أَيضاً.
وقال الأَزهري: الأَغصانُ هي الجَرِيدُ، . . . أكمل المادة وورقها السعَفُ، وشوْكُه السُّلاء، والجمع سَعَفٌ وسعَفاتٌ؛ ومنه حديث عمار: لو ضَربُونا حتى يَبْلُغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَرَ، وإنما خَصَّ هجر للمُباعَدة في المسافة ولأَنها موصوفة بكثرة الخيل.
وفي حديث ابن جبير في صفة الجنة: ونخِيلُها كَرَبُها ذَهَبٌ وسَعَفُها كُسْوةُ أَهْلِ الجنةِ.
والسَّعْفةُ والسَّعَفةُ: قُرُوحٌ في رأْس الصبي، وقيل: هي قُروح تخرج بالرأْس ولم يَخُصّ به رأْس صبي ولا غيره؛ وقال كراع: هو داء يخرج بالرأْس ولم يعَيِّنه، وقد سُعِفَ، فهو مسْعُوفٌ.
وقال أَبو حاتم: السعفة يقال لها داء الثَّعْلَب تُورِثُ القَرَع.
والثَّعالِبُ يُصِيبها هذا الداء فلذلك نسب إليها.
وفي الحديث: أَنه رأَى جارية في بيت أُمّ سَلَمَةَ بها سَعْفة، بسكون العين؛ قيل: هي القُروح التي تخرج في رأْس الصبي؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الحربي بتقديم العين على الفاء والمحفوظ بالعكس.
والسَّعَف: داء في أفواه الإبل كالجَرَب يتَمَعَّطُ منه أَنف البعير وخُرْطومُه وشعر عينيه؛ بعير أَسْعَفُ وناقة سَعْفاء، وخَصَّ أَبو عبيد به الإناثَ، وقد سَعِفَ سَعَفاً، ومثله في الغنم الغَرَبُ.
وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: من شياتِ النَّواصي فرس أَسْعَفُ؛ والأَسْعَفُ من الخيل: الأَشْيَبُ الناصيةِ، وناصِيةٌ سَعْفاء، وذلك ما دام فيها لون مُخالِف للبياض، فإذا ابيضَّتْ كلُّها، فهو الأَصْبَغُ، وهي صَبْغاء.
والسَّعْفاء من نواصِي الخيل: التي فيها بياض، على أَيّةِ حالاتِها كانت، والاسم السَّعَفُ؛ وبه فسّر بعضهم البيت المُقَدَّم: كسا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ والسَّعَفُ والسُّعافُ: شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ وتَشَعُّثٌ، وقد سَعِفَتْ يدُه سَعَفاً وسَئِفَتْ.
والإسْعافُ: قضاء الحاجة وقد أَسعَفَه بها.
ومكان مُساعِفٌ ومنزل مُساعِفٌ أَي قريب.
وفي الحديث: فاطمةُ بَضْعةٌ مني يُسْعِفُني ما أَسْعَفَها، من الإسْعافِ الذي هو القُرْبُ والإعانةُ وقضاء الحاجة، أَي يَنالُني ما نالها ويُلِمُّ بي ما أَلمَّ بها.
والإسْعافُ والمُساعَفةُ: المُساعَدةُ والمُواتاةُ والقُرْبُ في حُسْنِ مُصافاةٍ ومُعاونةٍ؛ قال: وإنَّ شِفاءَ النَّفْسِ، لو تُسْعِفُ النَّوَى، أُولاتُ الثنايا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ أَي لو تُقَرِّبُ وتُواتي؛ قال أَوس بن حجر: ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُساعِفُ وقال: إذِ الناس ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ، وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ وأَسْعَفَه على الأَمْرِ: أَعانَه.
وأَسْعَفَ بالرجل: دَنا منه.
وأَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إذا دَنَتْ.
وكل شيء دَنا، فقد أَسْعَفَ؛ ومنه قول الراعي: وكائنْ تَرى منْ مُسْعِفٍ بمَنِيّةٍ والسُّعُوفُ: الطبِيعةُ، ولا واحد له. قال ابن الأعرابي: السُّعُوفُ طبائعُ الناسِ من الكَرَمِ وغيره، ويقال للضَّرائب سُعوفٌ، قال: ولم يُسْمَعْ لها بواحد من لفظها.
وسُعُوفُ البيتِ: فُرُشُه وأَمْتِعَتُه، الواحد سَعَفٌ، بالتحريك.
والسُّعوف: جِهازُ العَرُوسِ.
وإنه لَسَعَفُ سَوْء أَي مَتاعُ سَوْء أو عبد سوء، وقيل: كلُّ شيء جادَ وبَلَغَ من عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك ملكته، فهو سَعَفٌ.
وسَعْفةُ: اسم رجل.
والتَّسْعِيفُ بالمِسْكِ: أَن يُرَوَّحَ بأَفاويه الطِّيبِ ويُخْلَطَ بالأَدْهانِ الطَّيِّبةِ. يقال: سَعِّفْ لي دُهْني. قال ابن بري: والسَّعَفُ ضرب من الذُّبابِ؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ: حتى أَتَيْت مُرِيّاً، وهو مُنْكَرِسٌ كاللَّيْثِ، يَضْرِبُه في الغابةِ السَّعَفُ

قبل (الصّحّاح في اللغة) [0]


قبلُ: نقيض بعدُ.
والقُبْلُ والقُبُلُ: نقيض الدبْرِ والدُبُرِ.
ووقع السهم بقُبُلِ الهدف وبدُبُرِهِ.
وقُدَّ قميصه من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ، بالتثقيل، أي من مقدمه ومن مؤخره.
ويقال انْزِلْ بقُبُلِ هذا الجبل، أي بسفحه.
وكان ذلك في قُبْلِ الشتاء وفي قُبْلِ الصيف، أي في أوَّله.
وقولهم إذنْ أقْبِلَ قُبْلَكَ، أي أقْصِد قصدَكَ وأتوجَّه نحوك.
والقُبْلَةُ من التَقْبيلِ معروفةٌ.
والقِبلةُ: التي يُصَلَّى نحوها.
ويقال أيضاً: ما له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يهتد لجهة أمره.
وما لكلامه قِبْلَةٌ، أي جهةٌ.
ومن أين قِبْلَتُكَ، أي من أين جهتك.
ويقال: فلانٌ جلس قُبالَتَهُ بالضم، أي تجاهَهُ، وهو اسمٌ يكون ظرفاً.
وقِبالُ النعلِ بالكسر: الزمامُ الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها. يقال: قابلتُ النعلَ وأقْبَلْتُها، إذا جعلت . . . أكمل المادة لها قِبالَيْنِ.
وأخذت الأمر بقَوابِلِهِ. أي بأوائله وحِدْثانه.
والقابِلَةُ: الليلةُ المقبلةُ.
وقد قَبَلَ وأقْبَلَ بمعنًى، يقال: عامٌ قابِلٌ أي مُقْبِلٌ.
وقبَّح الله منه ما قَبَلَ وما دَبَرَ.
وبعضهم لا يقول منه فَعَلَ.
وتَقَبَّلتُ الشيء وقَبِلتُهُ قَبولاً بفتح القاف، وهو مصدر شاذّ.
ويقال أيضاً: على فلانٍ قَبولٌ، إذا قَبِلَتْهُ النفس.
والقَبولُ أيضاً: الصَبَا، وهي ريحٌ تقابِل الدَبورَ.
وقال:
      فإن الريحَ طيِّبةٌ قَبولُ

وقد قَبَلَتِ الريحُ بالفتح تَقْبُلُ قُبولاً بالضم، والاسمُ من هذا مفتوحٌ، والمصدرُ مضمومٌ.
والقَبَلُ بالتحريك: نَشْزٌ من الأرض يستقبلك. يقال: رأيت بذلك القَبَلِ شخصاً.
والقَبَلَ أيضاً: فحَجٌ، وهو أن يتدانى صدر القدمين ويتباعد عَقِباهما.
ويقال أيضاً: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئي من قَبْلَ ذلك.
والقَبَلُ في العين: إقبالُ السوادِ على الأنف، وقد قَبِلَتْ عينه، وأقْبَلْتُها أنا.
ورجلٌ أقْبَلُ بيِّن القَبَلِ، وهو الذي كأنَّه ينظر إلى طرف أنفه. قالت الخنساء:
تُباري بالخدود شَبا العَوالي      ولما أن رأيتَ الخيلَ قُبْـلاً

وشاةٌ قَبْلاءُ بيِّنة القَبَلِ، وهي التي أقْبَلَ قرناها على وجهها.
والقَبَلُ أيضاً: أن تشرب الإبل الماء وهو يُصَبُّ على رءوسها ولم يكن لها قَبْلَ ذلك شيءٌ.
وتكلَّم فلانٌ قَبَلاً فأجادَ، وهو أن يتكلَّم ولم يستعدّ له. الأصمعيّ: رَجَزْتُهُ قَبَلاً، إذا أنشدته رَجَزاً لم تكن أعددته.
والقَبَلُ أيضاً: جمع قَبَلَةٍ، وهي الفُلْكَةُ، وهي أيضاً ضربٌ من الخَرَزِ يوخَّذ بها.
وتقول الساحرةُ: يا قَبَلَةُ أقْبَليهِ.
وربَّما عُلِّقت في عنق الدابَّةِ تُدفعُ بها العين.
ورأيته قَبَلاً وقُبُلاً بالضم، أي مُقابَلَةً وعِياناً.
ورأيته قِبَلاً بكسر القاف. قال تعالى: "أوَ يأتِيَهُمُ العذابُ قِبَلاً"، أي عِياناً.
ولي قِبَلَ فلانٍ حَقٌّ، أي عنده.
ولا أكلِّمك إلى عشرٍ من ذي قِبل، أي فيما اسْتَأنِفُ.
وما لي به قِبَلٌ، أي طاقةٌ.
والقابِلَةُ من النساء معروفةٌ. يقال: قَبِلَتِ القابلةُ المرأةَ تَقْبَلُها قِبالَةً، إذا قَبِلَتِ الوَلَدَ، أي تلقَّته عند الولادة، وكذلك قَبِلَ الرجلُ الدلوَ من المُسْتقي قَبولاً، فهو قابِلٌ.
والقَبيلُ والقَبولُ: القابِلَةُ. قال الأعشى:
      كَصَرْخَةِ حُبْلى أسلمتها قَبيلُها

ويروى قَبولها أي يئست منها.
والقَبيلُ: الكفيل والعريفُ.
وقد قَبَلَ به يَقْبُلُ ويَقْبِلُ قَبالَةً.
ونحن في قَبالَتِهِ، أي في عِرافَتِهِ.
والقَبيلُ: الجماعةُ تكون من الثلاثةِ فصاعداً من قومٍ شتَّى، مثل الروم والزنج والعرب.
والجمع قُبُلٌ.
وقوله تعالى: " وحَشَرْنا عليهم كلَّ شيءٍ قُبُلاً". قال الأخفش: أي قَبيلاً.
وقال الحسن: عِياناً.
والقبيلَةُ: واحد قبائِلِ الرأسِ، وهي القطعُ المَشْعوبُ بعضها إلى بعض، تصلُ بها الشُؤونُ.
وبها سمِّيت قبائِلُ العربِ.
والواحدةُ قَبيلةٌ، وهم بنو أبٍ واحدٍ.
والقَبيلُ: ما أقْبَلَتْ به المرأة من غَزْلِها حين تَفْتِلُهُ.
ومنه قيل: ما يعرِفُ قَبيلاً من دَبيرٍ.
وأقْبَلَ: نقيض أدْبَرَ. يقال: أقْبَلَ مُقْبَلاً.
وأقْبَلَ عليه بوجهه.
وأقْبَلْتُ النعلَ، مثل قابَلْتُها، أي جعلت لها قبالاً، وأقْبَلْتُهُ الشيءَ، أي جعلته يلي قُبالَتُهُ. يقال: أقْبَلْنا الرِماحَ نحو القومِ، وأقْبَلْتُ الإبلَ أفواهَ الوادي.
والمُقابَلَةُ: المواجهةُ.
والتقابُلُ مثله.
ورجلٌ مُقابَلٌ، أي كريم النسب من قِبَلِ أبويه.
وقد قوبِل.
وقال:
فأنا المُقابلُ من ذَوي الأعْمامِ      إن كنتَ في بكرٍ تَمُتُّ خُؤولَةً

واقْتَبَلَ أمرُهُ، أي اسْتأنفهُ.
ورجلٌ مُقْتَبَلُ الشبابِ، إذا لم يَبِنْ فيه أثَرُ كِبَرٍ.
واقْتَبَلَ الخُطبَةَ، أي ارتجلها.
والاستقبال: ضد الاستدبار.
ومُقابَلَةُ الكتابِ: معارَضَتُهُ.
وشاةٌ مُقابَلَةٌ: قُطِعَتْ من أُذُنها قطعةٌ لم تَبِنْ وتُركتْ معَلَّقَةً من قُدُمٍ. فإن كانت من أُخُرٍ فهي مُدابَرَةٌ.

خرم (لسان العرب) [0]


الخَرْمُ: مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُها، بالكسر، خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها وما خَرَمْتُ منه شيئاً أَي ما نقصت وما قطعت.
والتَّخَرُّمُ والانْخِرامُ: التشقق.
وانْخَرَمَ ثَقْبُه أَي انشق، فإِذا لم ينشق فهو أَخْزَمُ، والأُنثى خَزْماءُ، وذلك الموضع منه الخَرَمَةُ: الليث: خَرِمَ أَنفُه يَخْرَمُ خَرَماً، وهو قطع في الوَتَرَةِ وفي الناشِرتَيْنِ أَو في طرف الأَرْنَبة لا يبلغ الجَدْعَ، والنعت أَخْرَمُ وخَرْماءُ، وإِن أَصاب نحو ذلك في الشفة أَو في أَعلى قُوف الأُذن فهو خَرْمٌ.
وفي حديث زيد بن ثابت: في الخَرَماتِ الثلاثِ من الأَنف الدِّيَة في كل واحدة منها ثلثها؛ قال ابن الأَثير:الخَرَماتُ جمع خَرَمَةٍ، وهي بمنزلة الاسم من نعت الأَخْرَمِ، فكأَنه أَراد . . . أكمل المادة بالخَرَمات المَخْرُومات، وهي الحُجُبُ الثلاثة: في الأَنف اثنان خارجان عن اليمين واليسار، والثالث الوَتَرَةُ، يعني أَن الدِّيَة تتعلق بهذه الحجب الثلاثة.
وخَرِمَ الرجل خَرَماً فهو مَخْروم وهو أَخْرَمُ: تَخَرَّمَتْ وَتَرَةُ أَنفه وقطعت وهي مابين مَنْخِرَيْه، وقد خَرَمه يَخْرِمه خَرْماً.
والخَرَمةُ: موضع الخَرْمِ من الأَنف، وقيل: الذي قطع طرف أَنفه لا يبلغ الجَدْعَ.
والخَوْرَمةُ: أَرنبة الإنسان.
ورجل أَخْرَمُ الأُذن كأَخربها: مثقوبها.
والخَرماءُ من الآذان: المُتَخَرِّمةُ.
وعنز خَرْماءُ: شُقَّت أُذنها عرضاً.
والأَخْرَمُ: المثقوب الأُذن، والذي قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طرفه شيئاً لا يبلغ الجَدْعَ، وقد انْخَرَمَ ثَقْبُه.
وفي الحديث: رأَيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يخطب الناس على ناقة خَرْماء؛ أَصل الخَرْمِ الثقب والشق.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أَن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ، يعني المقطوعة الأُذن، قال ابن الأَثير: أَراد المقطوعة الأُذن تسمية للشيء بأَصله، أَو لأَن المُخَرَّمةَ من أَبنية المبالغة كأَن فيها خُرُوماً وشُقوقاً كثيرة. قال شمر: والخَرْمُ يكون في الأُذن والأنف جميعاً، وهو في الأَنف أَن يُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجل وأَرْنَبَتِه بعد أَن يُقْطَعَ أَعلاها حتى ينفذ إِلى جوف الأَنف. يقال رجل أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ.
والأَخْرَمُ: الغدير، وجمعه خُرْمٌ لأَن بعضها يَنْخَرِمُ إِلى بعض؛ قال الشاعر: يُرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطات، صَوافٍ لم تُكَدِّرْها الدِّلاءُ والأَخْرَمُ من الشِّعْرِ: ما كان في صدره وَتِدٌ مجموعُ الحركتينِ فَخُرِمَ أَحدهما وطُرِحَ كقوله: إِنَّ امْرأً قد عاش عِشرِينَ حِجَّةً، إِلى مِثلها يَرْجو الخُلودَ، لجاهِلُ (* قوله «عشرين حجة» كذا بالأصل، والذي في التهذيب والتكملة: تسعين؛ وقوله إلى مثلها، الذي في التكملة: إلى مائة، وقد صحح عليه). كان تمامه: وإِنَّ امرأً؛ قال الزجاج: من عِلَلِ الطَّويل الخَرْمُ وهو حذف فاء فَعُولُنْ وهو يسمى الثَّلْمَ، قال: وخَرْمُ فَعولُنْ بيته أَثْلَمُ، وخَرْمُ مَفاعِيلن بيته أَعْضَبُ، ويسمى مُتَخَرِّماً ليُفْصَلَ بين اسم مُنْخَرم مَفاعِيلن وبين مُنْخَرِمِ أَخْرَم؛ قال ابن سيده: الخَرْمُ في العَروض ذهاب الفاء من فَعولن فيبقى عولُنْ، فينقل في التقطيع إِلى فَعْلُنْ، قال: ولا يكون الخَرْمُ إِلا في أَول الجزء في البيت، وجمعه أَبو إِسحق على خُرُوم، قال: فلا أَدري أَجَعَله اسماً ثم جمعه على ذلك أَم هو تسمُّح منه.
وإِذا أَصاب الرامي بسهمه القِرْطاسَ ولم يَثْقُبْه فقد خَرَمَهُ.
ويقال: أَصاب خَوْرَمَته أَي أَنفه.
والخَرْمُ: أَنف الجبل.
والأَخْرمانِ: عظمانِ مُنْخَرِمانِ في طرف الحَنَك الأَعلى.
وأَخْرَما الكتفين: رؤوسهما من قِبَلِ العضدين مما يلي الوابِلة، وقيل: هما طرفا أَسفل الكتفين اللذان اكتنفا كُعْبُرة الكتف، فالكُعْبُرَةُ بين الأَخْرَمَين، وقيل: الأَخْرَمُ مُنْقَطَعُ العَيْرِ حيث يَنْجَدِعُ وهو طرفه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يذكر فرساً يُدْعى قُرْزُلاً: تالله لولا قُرْزُلٌ، إِذْ نَجا، لكان مَثْوَى خَدِّكَ الأَخْرَما أَي لقُتِلْتَ فسقط رأْسُكَ عن أَخْرَمِ كتفك.
وأَخْرَمُ الكتف: طرف عَيْره. التهذيب: أَخْرَمُ الكتف مَحَزٌّ في طرف عَيْرِها مما يلي الصَّدَفة، والجمع الأَخارِمُ.
وخُرْمُ الأَكَمَةِ ومَخْرِمُها: مُنْقَطَعُها.ومَخْرِمُ الجبل والسَّيْل: أَنفه.
والخَرْمُ: ما خَرَمَ سَيْلٌ أَو طريقٌ في قُفّ أَو رأْس جبل، واسم ذلك الموضع إِذا اتسع مَخْرِمٌ كمَخْرِم العَقَبةِ ومَخْرِم المَسِيلِ.
والمَخْرِمُ، بكسر الراء: مُنْقَطَعُ أَنف الجبل، والجمع المَخارِمُ، وهي أَفواه الفِجاجِ.
والمَخارِمُ: الطُّرُق في الغلظ؛ عن السُّكَّريّ، وقيل: الطُّرُقُ في الجبالِ وأَفواه الفِجاجِ؛ قال أَبو ذؤيب: به رُجُماتٌ بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ نُهُوجٌ، كَلَبَّات الهَجائِنِ، فِيحُ وفي حديث الهجرة: مَرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِيِّ فحملهما على جَمَلٍ وبعث معهما دَليلاً وقال: اسْلُكْ بهما حيثُ تَعْلَمُ من مَخارِمِ الطُّرُق، وهو جمع مَخْرِم، بكسر الراء، وهو الطريق في الجبل أَو الرمل، وقيل: هو مُنْقَطَعُ أَنف الجبل؛ وقول أَبي كبير: وإِذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رأَيْتَهُ يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ أَراد في مَخارِمِها فهو على هذا ظَرْفٌ كقولهم ذهبتُ الشأْمَ وعَسَلَ الطريقَ الثَّعْلَبُ، وقيل: يَهْوِي هنا في معنى يَقْطَعُ، فإِذا كان هذا فَمَخارِمَها مفعول صحيح.
وما خَرَمَ الدليلُ عن الطَّريقِ أَي ما عدل.
ومَخارِمُ الليل: أَوائلُه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مَخارِمُ الليل لَهُنَّ بَهْرَجُ، حِين ينامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ قال: ويروى مَحارِمُ الليل أَي ما يَحْرُمُ سُلوكه على الجَبانِ الهِدانِ، وهو مذكور في موضعه.
ويَمِينٌ ذات مَخارِمَ أَي ذاتُ مَخارِجَ.
ويقال: لا خَيرَ في يَمِينٍ لا مَخارِمَ لها أَي لا مَخارِجَ، مأْخوذ من المَخْرِمِ وهو الثَّنِيَّةُ بين الجبلين.
وقال أَبو زيد: هذه يَمينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ، وهي اليمين التي تَجْعَلُ لصاحبها مَخْرَجاً.
والخَوْرَمةُ: أَرْنَبةُ الإِنسانِ. ابن سيده: الخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ الأَنف، وقيل: هي ما بين المَنْخِرَيْنِ.
والخَوْرَمُ: صُخور لها خُرُوقٌ، واحدتها خَوْرَمَةٌ.
والخَوْرَمُ: صخرة فيها خُروق.
والخَرْمُ: أَنف الجبل، وجمعه خُرُومٌ، ومنه اشتقاق المَخْرِم.
وضَرْعٌ فيه تَخريمٌ وتَشْريمٌ إِذا وقع فيه حُزُوزٌ.
واخْتُرِمَ فلانٌ عَنَّا: مات وذهب.
واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ من بين أَصحابه: أَخَذَتْهُ من بينهم.
واخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُم أَي اقتطعهم واستأْصلهم.
ويقال: خَرَمَتْهُ الخَوارِمُ إِذا مات، كما يقال شَعَبَتْهُ شَعُوبٌ.
وفي الحديث: يريد أَن يَنْخَرِمَ ذلك القَرْنُ؛ القَرْنُ: أَهلُ كلِّ زمانٍ، وانْخِرامُهُ: ذهابُهُ وانقضاؤه.
وفي حديث ابن الحنفية: كِدْتُ أَن أَكون السوادَ المُخْتَرَمَ، من اخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمهم استأْصلهم.
والخَرْماءُ: رابِيةٌ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ، وهو الأَخرمُ أَيضاً.
وأَكَمَةٌ خَرْماءُ: لها جانب لا يمكن منه الصُّعودُ.
وريح خارِمٌ: باردة؛ كذا حكاه أَبو عبيد بالراء، ورواه كراع خازِمٌ، بالزاي، قال: كأَنها تَخْزِِمُ الأَطْراف أَي تنظمها، وسيأْتي ذكره.
والخُرَّمُ: نباتُ الشَّجرِ؛ عن كراع.
وعيش خُرَّمٌ: ناعِمٌ، وقيل: هو فارسي معرب؛ قال أَبو نُخَيْلة في صفة الإِبل: قاظَتْ من الخُرْمِ بقَيْظٍ خُرَّمِ أَراد بقَيْظٍ ناعم كثير الخَيْرِ؛ ومنه يقال: كان عَيْشُنا بها خُرَّماً؛ قاله ابن الأَعرابي.
والخُرْمُ وكاظِمَة (* قوله «والخرم وكاظمة إلخ» كذا بالأصل ومثله في التكملة، والذي في ياقوت: والخرم في كاظمة إلخ): جُبَيْلاتٌ وأُنوفُ جبالٍ؛ وأَما قول جرير: إِنَّ الكَنِيسة كانَ هَدْمُ بنائها نَصْراً، وكان هَزيمةً للأَخْرَمِ فإِنَّ الأَخْرَمَ اسمُ مَلك من مُلوك الرُّوم.
والخَريمُ: الماجِنُ.
والخارِمُ: التارِكُ.
والخارِمُ: المُفْسِدُ.
والخارِمُ: الرِّيحُ الباردةُ.
وفي حديث سَعْدٍ: لما شكاه أَهل الكوفة إِلى عُمَرَ في صلاته قال ما خَرَمتُ من صلاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئاً أَي ما تركْتُ؛ ومنه الحديث: لم أَخْرِمْ منه حَرْفاً أَي لم أَدَعْ.
والخُرّامُ: الأَحداث المُتَخَرِّمونَ في المعاصي.
وجاء يَتَخَرَّمُ زَنْدُه أَي يَرْكبُنا بالظلم والحُمْق؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال ابن قنان لرجل وهو يَتَوَعَّدُهُ: والله لئن انْتَحَيْتُ عليك فإِني أَراك يَتَخَرَّمُ زَنْدُك، وذلك أَن الزَّنْدَ إِذا تَخَرَّمَ لم يُورِ القادِحُ به ناراً، وإِنما أَراد أَنه لا خَيْرَ فيه كما أَنه لا خير في الزَّنْدِ المُتَخَرِّم.
وتَخَرَّمَ زَنْدُ فلان أَي سكن غضبُه.
وتَخَرَّمَ أَي دانَ بدينِ الخُرَّمِيَّة، وهم أَصحاب التَّناسُخِ والإِباحةِ. أَبو خيرة: الخَرْوَمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرِّيحِ تنبُتُ في العَطَنِ (* قوله «تنبت في العطن» هكذا في الأصل ويؤيده ما في مادة ش ق ذ من الأصل والمحكم من التعبير بالإعطان وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو تنبت في القطن ولكن الذي في التهذيب والتكملة هنا مثل ما في القاموس)، وأَنشد: إِلى بيت شِقْذانٍ، كأَنَّ سِبالَهُ ولِحْيَتَهُ في خَرْوَمانٍ منوِّرِ وفي الحديث ذِكْرُ خُرَيْمٍ، هو مصغر ثَنِيَّةٌ بين المدينة والرَّوْحاء، كان عليها طريق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُنْصَرَفَهُ من بَدْرٍ.ومَخْرَمَةُ، بالفتح، ومُخَرَّمٌ وخُرَيْمٌ: أَسماء.
وخُرْمانُ وأُم خُرْمانَ (* قوله «وأم خرمان» بضم فسكون كما في ياقوت والتكملة): موضعان.
والخَرْماءُ: عَيْنٌ بالصَّفْراء كانت لِحَكيم بن نَضْلَةَ الغِفارِيِّ ثم اشْتُرِيَتْ من وَلَدِهِ.
والخَرْماءُ: فَرَسٌ لِبَني أَبي رَبيعةَ.
والخُرَّمانُ: نبْتٌ.
والخُرْمانُ، بالضم: الكذِبْ؛ يقال: جاء فلان بالخُرْمانِ أَي بالكذب. ابن السكيت: يقال ما نَبَسْتُ فيه بخَرْماءَ، يعني به الكذب.

عنج (لسان العرب) [0]


عَنَجَ الشيءَ يَعْنِجُه: جَذَبه.
وكلُّ شيء تَجْذِبه إِليك، فقد عَنَجْتَه.
وعَنَجَ رأْسَ البعير يَعْنِجُهُ ويَعْنُجُه عَنْجاً: جذبه بِخِطامه حتى رفعه وهو راكب عليه.
والعَنْجُ: أَن يَجْذِبَ راكبُ البعير خِطامه قِبَلَ رأْسه حتى ربما لَزِمَ ذِفْرَاه بقادِمَة الرَّحْلِ.
وفي الحديث: أَن رجلاً سار معه على جمل فجعل يتقدّم القوم، ثم يَعْنِجُه حتى يصير في أُخْرَياتِ القوم أَي يَجْذِبُ زِمامَه ليقف، من عَنَجَه يَعْنِجُه إِذا عَطَفه، ومنه الحديث أَيضاً: وعَثَِرَت ناقته فَعَنَجَها بالزِّمام.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه أَي عطفه مَلاَّحُه.
وأَعْنَجَتْ: كَفَّتْ؛ قال مليح الهذلي: وأَبْصَرْتُهم، حتى إِذا ما تَقاذَفَتْ صُهابيَّةٌ تُبْطِي مِراراً وتُعْنِجُ والعِناج: ما عُنِجَ به.
وعَنَجَ البعيرَ . . . أكمل المادة والناقةَ يَعْنِجُها عَنْجاً: عطفَها.
والعَنْجُ، الرياضة؛ وفي المثل: عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنْجَ؛ يضرب مَثلاً لمن أَخذ في تعلُّم شيء بعدما كَبِرَ؛ وقيل: معناه أَي يُرَاضُ فيردُّ على رجليه، وقولهم: شيخٌ على عَنَجٍ أَي شيخ هَرِم على جمل ثقيل.
وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً إِذا ربطت خطامه في ذراعه وقصرْته، وإِنما يفعل ذلك بالبَكْرِ الصغير إِذا رِيضَ، وهو مأْخوذ من عِناجِ الدَّلْوِ.
وعَنَجَةُ الهَوْدج: عِضادَته عند بابه يُشدُّ بها الباب.
والعَنَجُ، بلغة هُذَيْلٍ: الرجُل، وقيل هو بالغين معجمةً؛ قال الأَزهري: ولم أَسمعه بالعين من أَحد يرجع إِلى علمه ولا أَدري ما صحته.
والعَنَجُ: جماعة الناس.
والعِنَاجُ: خَيْط أَو سَيْر يُشدّ في أَسفل الدلو ثم يُشَدُّ في عُرْوتها أَو عَرْقُوَتِها، قال: وربما شد في إِحدى آذانها.
وقيل: عِنَاجُ الدلو عُرْوَة في أَسفل الغَرْب من باطن تشدُّ بوثاق إِلى أَعلى الكَرَبِ، فإِذا انقطع الحبل أَمسك العِنَاجُ الدلو أَن يقع في البئر، وكل ذلك إِذا كانت الدلو خفيفة، وهو إِذا كان في دَلْوٍ ثقيلة حبل أَو بطانٌ يشد تحتها، ثم يشد إِلى العَرَاقي فيكون عوناً للْوَذَمِ فإِذا انقطعت الأَوْذام أَمسكها العِنَاجُ؛ قال الحطيئة يمدح قوماً عقدوا لجارهم عهداً فَوَفَوْا به ولم يخْفِرُوه: قَوْمٌ، إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم، شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا فَوْقَه الكَرَبا وهذه أَمثال ضربها لإِيفائهم بالعَهْد، والجمع أَعْنِجَة وعُنُجٌ؛ وقد عَنَج الدلوَ يَعْنُجُها عَنْجاً: عَمِلَ لها ذلك، ويقال: إِني لأَرَى لأَمرك عِناجاً أَي مِلاكاً، مأْخوذ مِن عِناج الدلو؛ وأَنشد الليث: وبعضُ القولِ ليس له عِناجٌ، كسَيلِ الماء ليس له إِتاءُ وقولٌ لا عِناجَ له إِذا أُرسل على غير رويَّة.
وفي الحديث: ان الذين وافَوا الخَنْدَق من المشركين كانوا ثلاثة عساكر، وعِناجُ الأَمر إِلى أَبي سفيان أَي أَنه كان صاحبهم ومُدَبِّرَ أَمْرهم والقائمِ بشُؤونهم، كما يحمل ثِقَل الدَّلْوِ عناجُها.
ورجل مِعْنَجٌ: يعترض في الأُمور.
والعُنْجُوجُ: الرائِع من الخيل، وقيل: الجَوَاد، والجمع عَناجيجُ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِنْ مَضَى الحَوْلُ، ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ، تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِر فإِنه يُروى بِعَناج وبعَناجِي؛ فمن رواه بِعَناجٍ فإِنه أَراد بِعَناجِجَ أَي بِعَناجِيجَ، فحذف الياء للضرورة، فقال: بِعَناججَ ثم حَوَّل الجيم الأَخيرة ياء فصار على وزن جَوَارٍ، فَنُوِّنَ لنقصان البناء، وهو من محوَّل التضعيف؛ ومن رواه عَنَاجِي جعله بمنزلة قوله: ولِضَفادِي جَمَّةٍ نَقانِقُ أَراد عَنَاجِجَ كما أَراد ضفادِعَ.
وقوله: تَهْتدِي أَحْوَى؛ يجوم أَن يريد بأَحْوَى، فحذف وأَوْصَلَ، ويجوز أَن يريد بِعَناجيجَ حُوٍّ طِمِرَّة تَهْتدي فوضع الواحد موضع الجمع، وقد استعملوا العَناجيجَ في الإِبل، أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا هَجْمَةٌ صُهْبٌ عَناجيجُ زاحَمَتْ فَتًى، عند جُرْدٍ طاحَ بين الطَّوَائح، تُسَوِّدُ من أَربابها غيرَ سَيِّدٍ، وتُصْلِحُ من أَحسابِهِم غيرَ صالح أَي يُغلَبُ ويُقهَرُ لأَنه ليس له مِثلُها يفتخر بها ويجُودُ بها؛ قال الليث: ويكون العُنْجُوجُ من النجائب أَيضاً.
وفي الحديث: قيل: يا رسول الله فالإِبِلُ؟ قال: تلك عَناجِيجُ الشياطين أَي مَطاياها، واحدها عُنْجُوجٌ، وهو النجيب من الإِبل؛ وقيل: هو الطويل العنُق من الإِبل والخيل، وهو من العَنْجِ العَطْفِ، وهو مَثَل ضربه لها؛ يريد أَنها يُسْرِعُ إِليها الذُّعْرُ والنِّفار.
وأَعْنَجَ الرجل إِذا اشتكى عِناجَه؛ والعِناج: وجع الصُّلْبِ والمَفاصِل.
والعُنْجَجُ: الضَّيْمَران من الرَّياحين؛ قال الأَزهري: ولم أَسمعه لغير الليث؛ وقيل: هو الشاهِسْفَرَمُ.
والعَنَجْنَجُ: العظيم؛ وأَنشد أَبو عمرو لهميان السعدي: عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدَحُ وأَما الذي ورد في حديث ابن مسعود: فلما وضعت رِجْلي على مُذَمَّرِ أَبي جهل قال: اعلُ عَنِّجْ، فإِنه أَراد: اعْلُ عَنِّي، فأَبدل الياء جيماً.

صدف (لسان العرب) [0]


الصُّدُوفُ: المَيْلُ عن الشيء.
وأَصْدَفَني عنه كذا وكذا أَي أَمالَني. ابن سيده: صَدَفَ عنه يَصْدِفُ صَدْفاً وصُدُوفاً: عَدَلَ.
وأَصْدَفَه عنه: عَدَل به، وصَدَفَ عني أَي أَعْرَضَ.
وقوله عز وجل: سَنَجْزِي الذين يَصْدِفون عن آياتنا سُوء العذاب بما كانوا يَصْدِفُونَ، أَي يُعْرِضون. أَبو عبيد: صَدَفَ ونكَبَ إذا عَدلَ؛ وقيل في قول الأَعشى: ولقد ساءها البياض فَلَطَّتْ بِحِجابٍ، من بَيْنِنا، مَصْدُوفِ أَي بمعنى مَسْتُور.
ويقال: امرأَة صَدُوفٌ للتي تَعْرِضُ وجهها عليك ثم تَصْدِفُ. ابن سيده: والصَّدُوفُ من النساء التي تَصْدِفُ عن زَوجها؛ عن اللحياني، وقيل: التي لا تشتهي القبل، وقيل: الصَّدُوفُ البَخْراء؛ عن اللحياني أَيضاً.
والصَّدَفُ: عَوَجٌ في اليدين، وقيل: مَيَلٌ في الحافر إلى الجانب . . . أكمل المادة الوحْشِيِّ، وقيل: هو أَن يَمِيل خُفُّ البعير من اليد أَو الرجل إلى الجانب الوحشي، وقيل: الصَّدَفُ مَيل في القدم؛ قال الأَصمعي: لا أَدري أَعن يمين أَو شمال، وقيل: هو إقْبالُ إحدى الرُّكْبَتين على الأُخرى، وقيل: هو في الخيل خاصّة إقْبالُ إحداهما على الأُخرى، وقد صَدِفَ صَدَفاً، فإن مالَ إلى الجانب الإنسيّ، فهو القَفَدُ، وقد قَفِدَ قَفَداً، وقيل: الصَّدَفُ تَداني العُجايَتَين وتباعُدُ الحافرين في التِواءٍ من الرُّسْغَينِ، وهو من عيوب الخيل التي تكون خِلْقةً، وقد صَدِفَ صَدَفاً، وهو أَصْدَفُ. الجوهري: فرس أَصْدَفُ بَيِّنُ الصَّدَفِ إذا كان مُتَدانيَ الفَخْذين مُتَباعِد الحافرين في التواء من الرسغين. الأَصمعي: الصدفُ كل شيء مرتفع عظيم كالهدَف والحائط والجبل.
والصدَفُ والصدَفَةُ: الجانِبُ والناحِيةُ.
والصَّدَفُ والصُّدُفُ: مُنْقَطَعُ الجبل المرتفِع. ابن سيده: والصدَفُ جانب الجبل، وقيل الصدَفُ ما بين الجبلين، والصُّدُفُ لغة فيه؛ عن كراع.
وقال ابن دريد: الصُّدُفانِ، بضم الدال، ناحِيتا الشِّعْب أَو الوادي كالصَّدَّيْنِ.
ويقال لجانبي الجبل إذا تَحاذيا: صُدُفانِ وصَدَفانِ لتَصادُفِهما أَي تَلاقِيهما وتَحاذي هذا الجانِبِ الجانِبَ الذي يُلاقيه، وما بينهما فَجٌّ أَو شِعْب أَو وادٍ، ومن هذا يقال: صادَفْت فلاناً أَي لاقَيْتُه ووجَدْتُه.
والصَّدَفانِ والصُّدُفانِ: جبلان مُتلاقِيانِ بيننا وبين يأْجوجَ ومأْجوجَ.
وفي التنزيل العزيز: حتى إذا ساوَى بين الصَّدَفَيْنِ؛ قرئ الصَّدَفَيْنِ والصُّدُفَيْنِ والصُّدَفَيْنِ (* قوله «قرئ الصدفين إلخ» بقيت رابعة الصدفين كعضدين كما في القاموس.).
وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان إذا مرَّ بصَدَفٍ أَو هَدَفٍ مائل أَسْرَع المشي؛ ابن الأَثير: هو بفتحتين وضمتين؛ قال أَبو عبيد: الصَّدَفُ والهدَفُ واحد، وهو كلُّ بناء مرتفع عظيم؛ قال الأَزهري: وهو مثل صدَفِ الجبل شَبَّهه به وهو ما قابلك من جانبه.
وفي حديث مُطَرِّفٍ: من نامَ تحتَ صَدفٍ مائلٍ يَنْوِي التوكُّلَ فَليَرْمِ نَفْسَه من طَمارِ؛ وهو يَنْوِي التَّوكلَ يعني أَنَّ الاحْتِرازَ من المَهالِك واجب وإلقاء الرجل بيده إليها والتَّعَرُّضُ لها جَهْلٌ وخَطأٌ.
والصَّوادِفُ: الإبل التي تأْتي على الحَوْض فتَقِف عند أَعْجازها تنتظر انْصِرافَ الشارِبةِ لتَدخل؛ ومنه قول الراجز: النَّاظِراتُ العُقَبَ الصَّوادِفُ (* قوله «الناظرات إلخ» صدره كما في شرح القاموس: لا ريَّ حتى تنهل الروادف) وقول مليح الهُذَلي: فلما اسْتَوَتْ أَحْمالُها، وتصَدَّفَتْ بِشُمِّ المَراقي بارِداتِ المَداخِلِ قال السكري: تَصَدَّفَتْ تَعَرَّضَتْ.
والصَّدَفُ: المَحارُ، واحدته صَدَفَةٌ. الليث: الصَّدَفُ غِشاء خَلْقٍ في البحر تضمّه صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عن لحم فيه روح يسمى المَحارَةَ، وفي مثله يكون اللؤلؤ. الجوهري: وصَدَفُ الدرَّةِ غِشاؤها، الواحدة صدَفَةٌ.
وفي حديث ابن عباس: إذا مَطَرَتِ السماء فَتَحتِ الأَصْدافُ أَفْواهَها؛ الأَصْدافُ: جمع الصَّدَفِ، وهو غِلافُ اللُّؤلؤِ وهو من حيوان البحر.
والصَّدفةُ: مَحارةُ الأُذن.
والصَّدَفتانِ: النُّقْرَتانِ اللتانِ فيهما مَغْرِزُ رأْسَيِ الفَخِذَين وفيهما عَصَبةٌ إلى رأْسهما.
والمُصادَفةُ: المُوافَقَةُ.
والصُّدَفُ: سبع من السِّباعِ، وقيل طائر.
والصَّدِفُ: قبيلة من عَرب اليمن؛ قال: يومٌ لهَمْدانَ ويَوْمٌ للصَّدِفْ ابن سيده: والصَّدَفيُّ ضرب من الإبل، قال: أُراه نسب إليهم؛ قال طرفة: لدى صَدَفيٍّ كالحَنِيّةِ بارِك وقال ابن بري: الصَّدِفُ بَطْن من كِنْدة والنسب إليه صَدَفيّ؛ قال الراجز: يوم لهمْدان ويوم للصَّدِفْ، ولِتَمِيمٍ مِثْلُه أَو تَعْترِفْ قال: وقال طرفة: يَرُدُّ عليَّ الرِّيحُ ثوبي قاعداً، لدى صدفيّ كالحنِيَّةِ بازِلِ وصَيْدفا وتَصْدَفُ: موضعان؛ قال السُّلَيْكُ بن السُّلَكةِ: إذا أَسْهَلَتْ خَبَّتْ، وإن أَحْزَنتْ مَشَتْ، ويُغْشَى بها بين البُطونِ وتَصْدَفِ قال ابن سيده: وإنما قضيت بزيادة التاء فيه لأَنه ليس في الكلام مثل جعفر.

عشش (لسان العرب) [0]


عُشُّ الطائرِ: الذي يَجْمع من حُطامِ العيدان وغيرها فيَبيض فيه، يكون في الجبَلِ وغيرِه، وقيل: هو في أَفْنان الشجر، فإِذا كان في جبَلٍ أَو جِدار ونحوِهما فهو وَكْر ووَكْنٌ، وإِذا كان في الأَرض فهو أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ؛ وموضعُ كذا مُعَشّشٌ الطيورِ، وجمعه أَعْشاشٌ وعِشاشٌ وعُشوشٌ وعِشَشةٌ؛ قال رؤبة في العُشوش: لولا حُباشاتُ من التَّحْبِيش لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش والعَشْعَش: العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض.
واعتَشَّ الطائرُ: اتّخذ عُشًّا؛ قال يصف ناقة: يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ، لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال: البائض وهو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض، فهو في معنى الوالد.
وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً: كاعْتَشَّ.
وفي التهذيب: . . . أكمل المادة العُشُّ للغراب وغيره على الشجر إِذا كَثُف وضخُم.
وفي المثل في خطبة الحجاج: ليس هذا بعُشِّكِ فادْرُجِي؛ أَراد بعُشِّ الطائر، يُضرب مثلاً لمن يرفع نفسَه فوق قدْرِه ولمن يَتعَرَّض إِلى شيء ليس منه، وللمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ منه: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجِّني والعِلَلَ في ذَوِيك.
وفي حديث أُمّ زرع: ولا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فنخبأَ منه في هذه الزاوية وفي هذه الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى، وقيل: أَرادت لا تملأ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُْشُّ طائر، ويروى بالغين المعجمة.
والعَشّةُ من الشجر: الدقيقةُ القُضْبان، وقيل: هي المفْترِقةُ الأَغصان التي لا تُواري ما وراءها.
والعَشّةُ أَيضاً من النخل: الصغيرةُ الرأْسِ القليلة السعف، والجمع عِشاشٌ.
وقد عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها ودقّ أَسفلُها، ويقال لها العَشَّة، وقيل: شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِِيمةُ المَنْبِت؛ قال جرير: فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش بعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي وقيل لرجل: ما فعل نخل بني فلان؟ فقال: عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ أَسفلُه، والاسم العَشَشُ.
والعَشّةُ: الأَرض القليلة الشجر، وقيل: الأَرض الغليظة.
وأَعْشَشْنا: وقعْنا في أَرض عَشَّة، وقيل: أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر في جَلْدٍ عَزازٍ وليس بجبلٍ ولا رملٍ وهي ليّنة في ذلك.
ورجل عَشٌّ: دقيقُ عظام اليد والرِّجْلِ، وقيل: هو دقيقُ عظام الذراعين والساقين، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قال: لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ، ولا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ وقيل: العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم، وكذلك الرجلُ.
وأَطْلَق بعضهم العَشَّةَ من النساء فقال: هي القليلةُ اللحم.
وامرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ الخَلْق، ورجل عَشٌّ: مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا، لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا بَشَاشَتي وعَمَلاً ففَشَّا، وقد أَراها وشَواها الحُمْشا ومِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا، كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة والعُشُوشةٍ، وفرس عَشُّ القوائم: دقيقٌ.
وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر ونَحَل، وأَعَشّهُ اللَّه.
والعَشُّ: الجمع والكسب.
وعَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قال رؤبة: حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ وسقى سَجْلاً عَشّاً أَي قليلاً نزراً؛ وأَنشد: يسقينَ لا عَشّاً ولا مُصَرّدا وعَشّشَ الخبرُ: يبِسَ وتكَرَّجَ، فهو مُعَشِّشٌ.
وأَعَشَّه عن حاجته: أَعْجَله.
وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بهم: أَعْجَلَهم عن أَمرهم، وكذلك إِذا نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله، وكذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق يصف القطاة: وصادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها طَرُوقاً، وباقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف ولو تُرِكَتْ نامتْ، ولكنْ أَعَشّها أَذًى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ ويروى: كالحِنّي، بكسر الحاء.
ويقال: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت منزلاً قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك.
وجاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين.
وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فانعشّ. أَبو زيد: جاء بالمال من عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي من حيث شاء.
وعَشّه بالقضيب عشًّا إِذا ضربه ضربات. قال الخليل: المَعَشّ المَطْلب، وقال غيره المَعَسّ، بالسين المهملة.
وحكى ابن الأَعرابي: الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ ميرةً ليست بالكثيرة.
وأَعْشاش: موضع بالبادية، وقيل في ديار بني تميم؛ قال الفرزدق:عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وما كُنْتَ تَعْزِفُ، وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ ويروى: وما كِدْتَ تعزف؛ أَراد عزفت عن أَعشاش، فأَبدل الباء مكان عن، ويروى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ؛ يقول. عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَي صرفت نفسَك.
والإِعشاشُ: الكِبَرُ (* قوله «الكبر» هو بهذا الضبط في الأَصل.) .

أري (لسان العرب) [0]


الأَصمعي: أَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً إذا احترقت ولَصِقَ بها الشيء، وأَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً، وهو ما يَلْصَق بها من الطعام.
وقد أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً: لَزِقَ بأَسفلها شيء من الاحتراق مثل شاطَتْ؛ وفي المحكم: لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السوداء، وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماء.
والأَرْيُ: ما لَزِقَ بأَسفلها وبقِي فيه من ذلك؛ المصدرُ والاسم فيه سواءٌ.
وأَرْيُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق. ابن الأَعرابي: قُرارَة القِدر وكُدادتُها وأَرْيُها.
والأَرْيُ: العَسَلُ؛ قال لبيد: بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ، وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ تَأْري: تُعَسِّل، . . . أكمل المادة قال: هكذا رواه عليّ بن حمزة وروى غيره تَأْوي.
وقد أَرَتِ النَّحْلُ تَأْري أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ: عَمِلَت العَسَل؛ قال الطرماح في صفة دَبْر العسل: إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ، بَنَتْ به شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَري وتُتِيعُ (* قوله «إذا ما تأرت» كذا في الأصل بالراء، وفي التكملة بالواو). شَريجَيْن: ضربين يعني من الشَّهْدِ والعسل.
وتأْتري: تُعَسِّلُ، وتُتِيعُ أَي تقيء العسلَ.
والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه، وقيل: الأَرْيُ ما تجمعه من العسل في أَجوافِها ثم تَلْفِظه، وقيل: الأَرْيُ عَمَلُ النحل، وهو أَيضاً ما التَزَقَ من العسل في جوانب العَسَّالة، وقيل: عَسَلُها حين تَرْمي به من أَفواهها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر إنما هو مستعار من ذلك، يعني ما جَمَعَتْ في أَجوافها من الغيظ كما تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ في أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه.
ويقال للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَرهُ بالإناء: قد أَرِيَ، وهو الأَرْيُ مثل الرَّمْي.والتَّأَرِّي: جَمْع الرجل لِبَنِيه الطَّعامَ.
وأَرَتِ الريحُ الماءَ: صَبَّته شيئاً بعد شيء.
وأَرْيُ السماءِ ما أَرَتْه الريح تَأْرِيه أَرْياً فصَبَّته شيئاً بعد شيء، وقيل: أَرْيُ الريح عَمَلُها وسَوْقُها السحابَ؛ قال زهير: يَشِمْنَ بُرُوقَها، ويَرُشُّ أَرْيَ الـْ جَنُوب، على حَواجِبها، العَماءُ قال الليث: أَرادَ ما وقع من النَّدى والطَّلِّ على الشجر والعُشْب فلم يَزَلْ يَلْزَقُ بعضهُ ببعض ويَكْثُرُ، قال أَبو منصور: وأَرْيُ الجَنوبِ ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت.
وأَرْيُ السحاب: دِرَّتُه، قال أَبو حنيفة: أَصل الأَرْيِ العَمَل.
وأَرْيُ النَّدى: ما وقع منه على الشجر والعُشْب فالتزَق وكَثُر.
والأَرْيُ: لُطاخةُ ما تأْكله.
وتَأَرَّى عنه: تَخَلَّف.
وتَأَرَّى بالمكان وأْتَرى: احْتَبَس.
وأَرَتِ الدابَّةُ مَرْبَطَها ومَعْلَفَها أرْياً: لَزِمَتْه.
والآرِيُّ والآري: الأَخِيَّةُ.
وأَرَّيْتُ لها: عَمِلْتُ لها آريّاً. قال ابن السكيت في قولهم للمَعْلَف آرِيٌّ قال: هذا مما يضعه الناس في غير موضعه، وإنما الآرِيُّ مَحْبِس الدابة، وهي الأَواري والأَواخِي، واحدتها آخِيِّةٌ، وآرِيٌّ إنما هو من الفعل فاعُولٌ.
وتَأَرَّى بالمكان إذا تَحَبَّس؛ ومنه قول أَعشى باهِلة: لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه، ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفهِ الصَّفَر (* قوله «لا يتأرى البيت» قال الصاغاني: هكذا وقع في أكثر كتب اللغة وأخذ بعضهم عن بعض، والرواية: لا يتأرى لما في القدر يرقبه ولا يزال أمام القوم يقتفر لا يغمز الساق من أين ولا نصب ولا يعض على شرسوفه الصفر).
وقال آخر: لا يَتَأَرَّوْنَ في المَضِيق، وإنْ نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا، نَزَلوا يقول: لا يَجْمَعون الطعام في الضِّيقة؛ وقال العجاج: واعْتَادَ أَرباضاً لها آرِيُّ من مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليُّ قال: اعْتادَها أَتاها ورَجَع إليها، والأَرْباضُ: جمع رَبَضٍ وهو المأْوى، وقوله له آرِيٌّ أَي لها آخِيَّةٌ من مَكانِس البقر لا تزول، ولها أَصل ثابت في سكون الوحش بها، يعني الكِناس. قال: وقد تسمى الآخِيَّة أَيضاً آرِيّاً، وهو حبل تُشَدُّ به الدابة في مَحْبِسها؛ وأَنشد ابن السكيت للمُثَقِّب العبدي يصف فرساً: داوَيْتُه بالمحْض، حتَّى شَتا يَجْتَذِبُ الآرِيَّ بالمِرْوَد أي مع المِرْوَدِ، وأَرادَ بآرِيِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تحت الأَرض المُثْبتةَ فيها تُشَدُّ الدابةُ من عُرْوتَها البارزة فلا تَقْلَعُها لثباتها في الأَرض؛ قال الجوهري: وهو في التقدير فاعُولٌ، والجمع الأَوارِي، يخفف ويشدّد. تقول منه: أَرَّيْتُ للدابة تَأْريَةً، والدابة تَأْري إلى الدابَّة إذا انضمت إليها وأَلِفَتْ معها مَعْلَفاً واحداً، وآرَيْتُها أَنا؛ وقول لبيد يصف ناقته: تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها شُعْبَة السَّاقِ، إذا الظِّلُّ عَقَل قال الليث: لم يُوأَرْ بها أَي لم يُذْعَرْ، ويروى لم يُورأْ بها أَي لم يُشْعَرْ بها، قال: وهو مقلوب من أَرَيْتُه أَي أَعلمته، قال: ووزنه الآن لم يُلْفَعْ، ويروى لم يُورَا، على تخفيف الهمزة، ويروى لم يُؤرَ بها، بوزن لم يُعْرَ، من الأَرْي أي لم يَلْصَق بصدره الفَزَعُ، ومنه قيل: إن في صَدْرِكَ عَليَّ لأَرْياً أَي لَطْخاً من حِقْد، وقد أَرى عليَّ صَدْرُه. قال ابن بري: وروى السيرافي لم يُؤْرَ من أُوار الشمس، وأَصله لم يُوأَرْ، ومعناه لم يُذْعَرْ أَي لم يُصِبْه حَرُّ الذُّعْر.
وقالوا: أَرِيَ الصَّدْرُ أَرْياً، وهو ما يثبت في الصدر من الضِّغْن.
وأَرِيَ صدرُه، بالكسر، أَي وَغِر. قال ابن سيده: أَرَى صَدْرُه عليَّ أَرْياً وأَرِيَ اغتاظ؛ وقول الراعي: لهَا بَدَنٌ عاسٍ ونارٌ كَرِيمةٌ بمُعْتَلَجِ الآرِيِّ، بَيْنَ الصَّرائم قيل في تفسيره: الآرِيُّ ما كان بين السَّهْل والحَزْن، وقيل: مُعْتَلَج الآَرِيّ اسمُ أَرض.
وتأَرَّى: تَحَزّن (* قوله «وتأرّى تحزن» هكذا في الأصل ولم نجده في كتب اللغة التي بأَيدينا).
وأَرَّى الشيءَ: أَثبته ومَكَّنه.
وفي الحديث: اللهم أرِّ ما بَيْنَهم أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه، يدعو للرجل وامرأَته.
وروى أَبو عبيدة: أَن رجلاً شكا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، امرأَته فقال اللهم أَرِّ بَيْنَهما؛ قال أَبو عبيد: يعني أَثبت بينهما؛ وأَنشد لأَعشى باهلة: لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه البيت. يقول: لا يَتَلَبَّث ولا يَتَحَبَّس.
وروى بعضهم هذا الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا بهذا الدعاء لعليّ وفاطمة، عليهما السلام، وروى ابن الأَثير أَنه دعا لامرأَة كانت تَفْرَك زَوْجها فقال: اللهم أَرِّ بينهما، أَي أَلِّف وأَثبت الوُدَّ بينهما، من قولهم الدابة تَأْرِي للدابة إذا انضمَّت إليها وأَلِفَت معها مَعْلَفاً واحداً، وآرَيْتُها أَنا، ورواه ابن الأَنباري: اللهم أَرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه أَي احبس كل واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره، من قولهم تَأَرَّيْت بالمكان إذا احْتَبَسْت فيه، وبه سمِّيت الآخِيَّة آرِيّاً لأَنها تمنع الدوابّ عن الانفلات، وسمي المَعْلَف آرِيّاً مجازاً، قال: والصواب في هذه الرواية أَن يقال اللهم أَرِّ كل واحد منهما على صاحبه، فإن صحت الرواية بحذف على فيكون كقولهم تَعَلَّقْتُ بفلان وتَعَلَّقتُ فلاناً؛ ومنه حديث أَبي بكر: أَنه دفع إليه سيفاً ليقتل به رجلاً فاسْتَثْبَتَه فقال: أَرِّ أَي مَكِّن وثَبِّتْ يدي من السيف، وروي: أَرِ مخففة، من الرؤْية كأَنه يقول أَرِني بمعنى أَعْطِني. الجوهري: تَأَرَّيْت بالمكان أَقمت به؛ وأَنشد ببيت أَعشى باهلة أَيضاً: لا يَتأَرَّى لِمَا في القِدْر يَرْقُبُه وقال في تفسيره: أَي لا يَتَحَبَّس على إدراك القِدْر ليأْكل. قال أَبو زيد: يَتَأَرَّى يَتَحَرَّى؛ وأَنشد ابن بري للحُطيئة: ولا تَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبه، ولا يَقُومُ بأَعْلى الفجر يَنْتَطِق قال: وأَرَّيْت أَيضاً وإلى مَتى أَنت مُؤَرٍّ به.
وأَرَّيْته: اسْتَرْشَدَني فغَشَشْته.
وأَرَّى النارَ: عَظَّمَها ورَفَعَها.
وقال أَبو حنيفة: أَرَّاها جَعَل لها إرَةً، قال: وهذا لا يصح إلا أَن يكون مقلوباً من وَأَرْتُ، إمَّا مستعمَلة، وإما متوهَّهمة. أَبو زيد: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً ونَمَّيتها تَنْمِيَةً وذكَّيْتها تَذْكِيَةً إذا رَفَعْتها. يقال: أَرِّ نارَك.
والإرَةُ: موضع النار، وأَصله إرْيٌ، والهاء عوض من الياء، والجمع إرُونَ مثل عِزُون؛ قال ابن بري: شاهده لكعب أَو لزهير: يُثِرْنَ التُّرابَ على وَجْهِه، كلَوْنَ الدَّواجِن فَوْقَ الإرِينا قال: وقد تجمع الإرَةُ إرات، قال: والإرةُ عند الجوهري محذوفةُ اللام بدليل جمعها على إرِين وكَوْنِ الفعل محذوف اللام. يقال: أَرِّ لِنارِك أَي اجْعَل لها إرَةً، قال: وقد تأْتي الإرَةُ مثل عِدَة محذوفة الواو، تقول: وَأَرْتُ إرَةً.
وآذاني أَرْيُ القِدْرِ والنَّارِ أَي حَرُّهُما؛ وأَنشد ثعلب: إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر أَي حَرَّ العَداوَة.
والإرةُ أَيضاً: شَحْم السَّنامِ؛ قال الراجز: وَعْدٌ كَشَحْمِ الإرَةِ المُسَرْهَد الجوهري: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً أَي ذَكّيتها؛ قال ابن بري: هو تصحيف وإنما هو أَرَّثْتها، واسم ما تلقيه علي الأُرْثَة.
وأَرِّ نارَك وأَرِّ لنارك أَي اجْعَل لها إرَةً، وهي حُفْرة تكون في وسط النار يكون فيها معظم الجَمْر.
وحكي عن بعضهم أَنه قال: أَرِّ نارَك افتح وسطها ليتسع الموضع للجمر، واسم الشيء الذي تلقيه عليها من بَعَر أَو حَطَب الذُّكْىة. قال أَبو منصور: أَحسب أَبا زيد جَعَل أَرَّيْت النار مِنْ وَرَّيْتَها، فقلب الواو همزة، كما قالوا أكَّدْت اليمين ووَكَّدْتها وأَرَّثْت النار ووَرَّثْتها.
وقالوا من الإرَة وهي الحفرة التي توقد فيها النار: إرَةٌ بَيّنة الإرْوَة، وقد أَرَوْتها آرُوها، ومِنْ آرِيِّ الدابة أَرَّيْت تَأْرِيَةً. قال: والآرِيُّ ما حُفِر له وأُدْخِل في الأَرض، وهي الآرِيَّة والرَّكاسَة.
وفي حديث بلال: قال لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَمعَكم شيءٌ من الإرَة أَي القدِيد؛ وقيل: هو أَن يُغْلَى اللحمُ بالخل ويحمل في الأَسفار.
وفي حديث بريدةَ: أَنه أَهْدى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، إرَةً أَي لحماً مطبوخاً في كرش.
وفي الحديث: ذُبِحَت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شاةٌ ثم صُنِعَتْ في الإرَة؛ الإرَةُ: حفرة توقد فيها النار، وقيل:هي الحفرة التي حولها الأَثافيُّ. يقال: وَأَرْتُ إرَةَ، وقيل: الإرَةُ النارُ نَفْسُها، وأَصل الإرَة إرْيٌ، بوزن عِلْم، والهاء عوض من الياء.
وفي حديث زيد بن حارثة: ذبحنا شاة وصنعناها في الإرَة حتى إذا نَضِجت جعلناها في سُفْرَتنا.
وأَرَّيْت عن الشيء: مثل وَرَّيْت عنه.وبئر ذي أَرْوانَ: اسم بئر، بفتح الهمزة.
وفي حديث عبد الرحمن النَّخَعي: لو كان رأْيُ الناس مثْلَ رَأْيك ما أُدِّيَ الأَرْيانُ. قال ابن الأَثير: هو الخَراجُ والإتاوة، وهو اسم واحد كالشيطان. قال الخطابي: الأَشبه بكلام العرب أَن يكون بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة، وهو الزيادة عن الحق، يقال فيه أُرْبان وعُرْبان، قال: فإن كانت الياء معجمة باثنتين فهو من التَّأْرِيَة لأَنه شيء قُرِّرَ على الناس وأُلْزِموه.

فرخ (لسان العرب) [0]


الفَرْخ: ولد الطائر، هذا الأَصل، وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها، والجمع القليل أَفرُخ وأَفراخه وأَفرِخَةٌ نادرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ، كأَنَّها أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ والكثير فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ؛ قال: مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا دَرادِقاً، وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا يقول: إِن هؤلاء وإِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشيوخ.
والأُنثى فرخة.
وأَفْرَخَت البيضة والطائرة وفرّخت، وهي مُفْرِخٌ ومُفْرِّخٌ: طار لها فَرْخ.
وأَفرخ البيضُ: خرج فرخه.
وأَفرخ الطائر: صار ذا فرخ؛ وفرَّخ كذلك.
واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ: اتخذوها للفراخ.
وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان، رضي الله عنه، فنهاهم وقال: إِن تفعلوه فَبَيْضاً . . . أكمل المادة فَلْيُفْرِخَنَّه؛ أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير؛ كما قال بعضهم: أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت، ولو تُركت طارت إِليها فراخُها قال ابن الأَثير: ونصب بيضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه، كما تقول زيداً أَضرب ضربت (* قوله «أضرب ضربت» كذا في نسخة المؤلف). أَي ضربت زيداً، فحذف الأَول وإِلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير، لأَن الفاء الثانية لا بدَّ لها من معطوف عليه، ولا تكون لجواب الشرط لكون الأُولى كذلك.
ويقال أَفرخت البيضة إِذا خلت من الفرخ وأَفَرختها أُمّها.
وفي حديث عمر: يا أَهل الشام، تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ أَي اتخذهم مقرّاً ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأَفراخه.
وفَرْخُ الرأْسِ: الدماغُ على التشبيه كما قيل له العصفور؛ قال: ونحن كشَفْنا عن مُعاويةَ التي هي الأُمُّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق وقول الفرزدق: ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فيه، لعامِرٍ، مُصَمَّمَةً، تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ يعني به الدماغ.
والفَرْخُ: مقدَّمُ دماغ الفرس.
والفَرْخُ: الزرع إِذا تهيأَ للانشقاق بعدما يطلُع؛ وقيل: هو إِذا صارت له أَغصان؛ وقد فرّخ وأَفرخ تفريخاً. الليث: الزرع ما دام في البَذر فهو الحب، فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ؛ فإذا طلع رأْسه فهو الحَقْل.
وفي الحديث: أَنه نهى عن بيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطعام؛ قال: الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته وانعقد حبه وهو مِثلُ نهيه عن المُخاضَرة والمُحاقَلة.
وأَفرخَ الأَمر وفرّخ: استبانت عاقبته بعد اشتباه.
وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سرهم؛ يقال ذلك للذي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خبره لأَن إفراخَ البيض أَن يخرج فرخه.
وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ: ذهب الفَزَع؛ يقال: لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي ليخرج عنك فَزَعُك كما يخرج الفرخ عن البيضة؛ وأَفْرِخْ رَوْعَك يا فلان أَي سَكِّنْ جأْشَك. الأَزهري، أَبو عبيد: من أَمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم: أَفْرِخْ رَوْعَك؛ يقول: لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فإن الأَمر ليس على ما تحاذر.
وفي الحديث: كتب معاوية إلى ابن زياد: أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد وليناك الكوفة؛ وكان يخاف أَن يوليها غيره.
وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها؛ وأَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ من إِفراخ البيض إِذا انقاض عن الفرخ فخرج منها؛ قال وقلبه ذو الرمة لمعرفته في المعنى فقال: جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال: والرَّوْعُ في الفؤاد كالفرخ في البيضة؛ وأَنشد: فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً من الخَوْفِ: أَفرِخْ، أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه وقال أَبو عبيد: أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دعي له أَن يسكن رَوْعُه ويذهب.
وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وكذلك الشيخ الضعيف. الأَزهري: ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ، قد فرَّخَ تَفْريخاً؛ وأَنشد: وما رأَينا من معشر يَنْتَخوا من شَنا إِلا فَرَّخُوا (* قوله «وما رأينا من معشر إلخ» كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف). أبو منصور: معنى فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم؛ وقيل: معناه ذلوا. الهوازني: إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لزق بها يفرخ فرخاً.
وفَرِخَ الرجل إِذا زال فزعه واطمأَن.
والفَرِخُ: المدغدغ من الرجال.
والفَرْخَة: السنان العريض.
والفُرَيْخُ على لفظ التصغير: قَيْنٌ كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفُرَيْخِيَّة؛ ومنه قول الشاعر: ومَقْذوذَيْنِ من بَرْيِ الفُرَيْخِ وقولهم: فلان فُرَيخ قريش، إِنما هو على وجه المدح كقول الحُباب بن المنذر «أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ» والعرب تقول: فلان فُريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه، وصغر على وجه المبالغة في كرامته.
وفَرّوخ: من ولد إِبراهيم، عليه السلام.
وفي حديث أَبي هريرة: يا بني فَرّوخ؛ قال الليث: بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهيم، عليه السلام، ولد بعد إِسحاق وإسماعيل وكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد؛ وأَما قول الشاعر: فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ، ولو كانت خَنانيصاً صغاراً فإنه جعله أَعجميّاً فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف.

مجج (لسان العرب) [0]


مَجَّ الشرابَ والشيءَ مِن فيه يَمُجُّه مَجّاً ومَجَّ به: رَماه؛ قال رَبيعةُ بن الجَحْدَرِ الهُذَليّ: وطَعْنةِ خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّةٍ يَمُجُّ بها عِرْقٌ، من الجَوْفِ، قالِسُ أَراد يَمُجُّ بدَمِها؛ وخصَّ بعضهم به الماءَ؛ قال الشاعر: ويَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ، وهو بَلاؤُه، وإِنْ ما سَقَوْه الماءَ، مَجَّ وغَرْغَرا هذا يصف رجلاً به الكَلَبُ، والكَلِبُ إِذا نظر إِلى الماء تَخَيَّل له فيه ما يَكْرَهُه فلم يشربه.
ومَجَّ بريقه يَمُجُّه إِذا لفَظَه.
وانْمَجَّتْ نقطة من القلم: تَرَشَّشَتْ.
وشيخ ماجٌّ: يَمُجُّ رِيقَه ولا يستطيعُ حَبْسَه من كُثْره.
وما بقي في الإِناء إِلاَّ مَجَّةٌ أَي قَدْرُ ما يُمَجُّ.
والمُجاجُ: ما مَجَّه من فيه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه . . . أكمل المادة وسلم، أَخذ من الدَّلْوِ حُسْوةَ ماء، فمجَّها في بئر ففاضَت بالماء الرَّواءِ. شمر: مَجَّ الماءَ من الفمِ صَبَّه من فمه قريباً أَو بعيداً، وقد مَجَّه؛ وكذلك إِذا مَجَّ لُعابَه، وقيل: لا يكون مَجّاً حتى يُباعِدَ به.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال في المَضْمضةِ للصائم: لا يَمُجُّه ولكن يشرَبُه، فإِنَّ أَوَّلَه خَيْرُه؛ أَراد المَضْمَضة عند الإِفطار أَي لا يُلقيه من فيه فيذهب خُلُوفُه، ومنه حديث أَنس: فمَجَّه في فيه؛ وفي حديث محمود بن الربيع: عَقَلْتُ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَجَّةً مَجَّها في بئر لنا.
والأَرضُ إِذا كانت رَيَّا من الندى، فهي تمجُّ الماء مَجّاً.
وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: الأذُنُ مَجَّاجةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ؛ معناه أَن للنفس شَهْوَةً في استماعِ العلم والأُذنُ لا تَعِي ما تَسْمَعُ، ولكنها تلقيه نسياناً، كما يُمَجُّ الشيءُ من الفم.
والمُجاجةُ: الريق الذي تمجه من فيك.
ومُجاجةُ الشيءِ: عُصارَتُه.
ومُجاجُ الجَرادِ: لُعابُه.
ومُجاجُ فمِ الجارية: رِيقُها.
ومُجاجُ العنب: ما سالَ من عصيره.
ويقال لما سالَ من أَفواهِ الدَّبَى: مُجاجٌ؛ قال الشاعر: وماء قَديم عَهْدُه، وكأَنَّه مُجاجُ الدَّبَى، لاقَتْ بهاجِرةٍ دَبَى (* قوله «وماء قديم إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً.
وقوله: «وفي رواية إلخ» كذا فيه أَيضاً.) وفي رواية: لاقت به جِرة دَبَى.
ومُجاجُ النحلِ: عَسَلُها، وقد مَجَّتْه تَمُجُّه؛ قال: ولا ما تَمُجُّ النَّحْلُ من مُتَمَنِّعٍ، فقد ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفا لِيا وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يأْكُلُ القِثَّاءَ بالمُجاجِ أَي بالعَسَلِ، لأَن النحل تمُجُّه. الرياشي: المَجاجُ العُرْجُونُ؛ وأَنشد: بِقابِلٍ لَفَّتْ على المَجاجِ قال: القابِلُ الفَسِيلُ؛ قال: هكذا قُرئَتْ، بفتح الميم، قال: ولا أَدري أَهو صحيح أَم لا؟ ويقال للمطر: مُجاجُ المُزْنِ، وللعَسلِ: مُجاجُ النَّحْلِ، ابن سيده: ومُجاجُ المُزْنِ مَطَرُه.
والماجُّ من الناسِ والإِبل: الذي لا يستطيعُ أَن يُمْسِكَ رِيقَه من الكِبَر.
والماجُّ: الأَحمقُ الذي يَسيلُ لُعابُه؛ يقال: أَحمق ماجٌّ للذي يسيل لعابه؛ وقيل: هو الأَحمق مع هَرَمٍ، وجمع الماجِّ من الإِبلِ مَجَجةٌ، وجمع الماجِّ من الناس ماجُّونَ، كلاهما عن ابن الأَعرابي، والأُنثى منهما بالهاء.
والماجُّ: البعير الذي قد أَسَنَّ وسالَ لُعابه.
والماجُّ: الناقة التي تَكْبَرُ حتى تَمُجَّ الماءَ من حَلْقِها. أَبو عمرو: المَجَجُ بُلوغُ العِنَبِ.
وفي الحديث: لا تَبِعِ العِنَبَ حتى يَظْهَرَ مَجَجُه أَي بُلوغُه. مَجَّجَ العِنَبُ يُمَجِّجُ (* قوله «مجج العنب يمجج» هذا الضبط وجد بنسخة من النهاية يظن بها الصحة، ومقتضى ضبط القاموس المجج، بفتحتين، أن يكون فعله من باب تعب. قوله «والمجاج حب» ضبط في الأصل مجاج، بضم الميم.) إِذا طابَ وصار حُلْواً.
وفي حديث الخُدْرِيِّ: لا يَصْلُحُ السلَفُ في العنب والزيتون وأَشباهِ ذلك حتى يُمَجِّجَ؛ ومنه حديث الدَّجال: يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم يُكَحِّبُ ثم يُمَجِّجُ.
والمَجَجُ: اسْترخاءُ الشِّدْقينِ نحو ما يَعْرضُ للشيخ إِذا هَرِمَ.
وفي الحديث: أَنه رأَى في الكعبةِ صورةَ إِبراهيم، فقال: مُروا المُجَّاجَ يُمَجْمِجُون عليه؛ المُجّاجُ جمع ماجٍّ، وهو الرجلُ الهَرِمُ الذي يَمُجُّ رِيقَه ولا يستطيع حَبْسَه.
والمَجْمَجَةُ: تَغْييرُ الكِتابِ وإِفْسادُه عما كُتِبَ.
وفي بعض الكتب: مروا المَجّاجَ، بفتح الميم، أَي مُروا الكاتب يُسَوِّدُه، سمِّي به لأَنَّ قلمه يَمُجُّ المِدادَ.
والمَجُّ والمُجاجُ: حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا أَنه أَشدّ استدارةً منه. قال الأَزهري: هذه الحبة التي يقال لها الماشُ، والعرب تسميه الخُلَّر والزِّنَّ. أَبو حنيفة: المَجَّةُ حَمْضَةٌ تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غير أَنها أَلطف وأَصغر.
والمُجُّ: سيف من سُيوفِ العرب، ذكره ابن الكلبي.
والمُجُّ: فَرْخُ الحَمامِ كالبُجِّ؛ قال ابن دريد: زعموا ذلك ولا أَعرف صحته.
وأَمَجَّ الفَرَسُ: جَرى جَرْياً شديداً؛ قال: كأَنَّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجا، فَوْقَ الجُلاذِيِّ إِذا ما أَمْجَجا أَراد: أَمَجَّ، فأَظهر التضعيف للضرورة. الأَصمعي: إِذا بَدأَ الفَرَسُ يَعدو قبل أَن يَضْطَرِمَ جَرْيُه، قيل: أَمَجَّ إِمْجاجاً. ابن الأَعرابي: المُجُجُ السُّكارى، والمُجُجُ: النَّحْل.
وأَمَجَّ الرجلُ إِذا ذهبَ في البِلادِ.
وأَمَجَّ إِلى بلدِ كذا: انْطَلَقَ.
ومَجْمَجَ الكِتابَ: خَلَّطَه وأَفسَدَه. الليث: المَجْمَجَةُ تَخْليطُ الكِتابِ وإِفْسادُه بالقلم.
ومَجْمَجْتُ الكِتابَ إِذا ثَبَّجْتَه ولم تُبَيِّنِ الحروفَ.
ومَجْمَجَ الرجلُ في خَبرِه: لم يبينه.
ولَحْمٌ مُمَجْمَجٌ: كثير.
وكَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ: رَجْراجٌ (* قوله «وكفل متمجمع: رجراج إلخ» كذا بالأصل.
وعبارة القاموس: وكفل ممجمج كمسلسل مرتج وقد تمجمج.) إِذا كان يَرْتَجُّ من النَّعْمةِ؛ وأَنشد: وكَفَلٍ رَيَّانَ قد تَمَجْمَجا ويقال للرجل إِذا كان مُسْتَرْخِياً رَهِلاً: مَجْماجٌ؛ قال أَبو وجْزَةَ: طالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيرَ مَجْماجِ ورجلٌ مَجْماجٌ كَبَجْباجٍ: كثيرُ اللحم غليظه.
وقال شجاع السُّلَمِيُّ: مَجْمَجَ بي وبَجْبَجَ إِذا ذهَبَ بك في الكلام مَذهَباً على غير الاستِقامة وردّكَ من حال إِلى حال. ابن الأَعرابي: مَجَّ وبَجَّ، بمعنى واحد.

لدد (لسان العرب) [0]


اللَّديدانِ: جانبا الوادي.
واللَّديدانِ: صَفْحتا العُنُق دون الأُذنين، وقيل: مَضْيَعَتاه وعَرْشاه؛ قال رؤْبة: على لَديدَيْ مُصْمَئِلٍّ صَلْخاد ولَديدا الذَّكَر: ناحِيتاهُ.
ولَديدا الوادي: جانباه، كل واحد منهما لَديدٌ؛ أَنشد ابن دريد: يَرْعُوْنَ مُنْخَرقَ اللَّديدِ كأَنهم، في العزِّ، أُسْرَةُ صاحِبٍ وشِهابِ وقيل: هما جانبا كلِّ شيء، والجمع أَلِدَّةٌ. أَبو عمرو: اللَّديدُ ظاهر الرقبة؛ وأَنشد: كلُّ حُسام مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ، يَقْضِبُ عند الهَزِّ والتَّحْريدِ، سالِفَةَ الهامةِ واللَّديدِ وتَلَدَّدَ: تَلَفَّتَ يميناً وشمالاً وتحير مُتَبَلِّداً.
وفي الحديث حين صُدَّ عن البيت: أَمَرْتُ الناس فإِذا هم يَتَلَدَّدُون أَي يَتَلَبَّثُون.
والمُتَلَدَّدُ: العُنق، منه؛ قال الشاعر يذكر ناقة: بَعِيدة بين العَجْبِ والمُتَلَدَّدِ أَي أَنها بعيدة ما بين الذنَب والعُنُق.
وقولهم: ما لي . . . أكمل المادة عنه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ.
واللَّدُودُ: ما يُصَبُّ بالمُسْعُط من السقْي والدَّواء في أَحد شِقّي الفم فَيَمُرُّ على اللَّديد.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ ما تَداوَيْتُمْ به اللَّدودُ والحِجامةُ والمَشِيُّ. قال الأَصمعي: اللَّدود ما سُقِيَ الإِنسان في أَحدِ شقَّيِ الفم، ولديدا الفم: جانباه، وإِنما أُخذ اللَّدُودُ من لديدَيِ الوادي وهما جانباه؛ ومنه قيل للرجل: هو يَتَلَدَّدُ إِذا تَلَفَّت يميناً وشمالاً.
ولَدَدْتُ الرجل أَلُدُّهُ لَدّاً إِذا سقيتَه كذلك.
وفي حديث عثمان: فَتَلَدَّدْت تَلَدُّد المضطرّ؛ التلَدُّدُ: التلفت يميناً وشمالاً تحيراً، مأْخوذ من لَديدَيِ العنق وهما صفحتاه. الفراء: اللَّدُّ أَنْ يؤخَذَ بلسان الصبي فَيُمَدَّ إِلى أَحد شِقَّيْه، ويُوجَر في الآخر الدواءُ في الصدَف بين اللسان وبين الشِّدْق.
وفي الحديث: أَنه لُدَّ في مرضه، فلما أَفاق قال: لا يبقى في البيت أَحدٌ إِلا لُدَّ؛ فَعَل ذلك عقوبة لهم لأَنهم لَدُّوه بغير إِذنه.
وفي المثل: جرى منه مَجْرى اللَّدُود، وجمعه أَلِدَّة.
وقد لدّ الرجلُ، فهو مَلْدُودٌ، وأَلْدَدْتُه أَنا والتَدَّ هو؛ قال ابن أَحمر: شَرِبْتُ الشُّكاعى، والتَدَدْتُ أَلِدَّةً، وأَقْبَلْتُ أَفواهَ العُرُوق المَكاوِيا والوَجُور في وسَط الفم.
وقد لَدَّه به يَلُدُّه لَدّاً ولُدوداً، بضم اللام؛ عن كراع، ولَدّه إِياه؛ قال: لَدَدْتُهُمُ النَّصِيحةَ كلَّ لَدٍّ، فَمَجُّوا النُّصْحَ، ثم ثَنَوا فَقاؤوا استعمله في الاعراض وإِنما هو في الأَجسام كالدواء والماء.
واللَّدودُ: وجع يأْخذ في الفم والحلق فيجعل عليه دواء ويوضع على الجبهة من دمه. ابن الأَعرابي: لَدَّد به ونَدَّدَ به إِذا سَمَّع به.
ولَدَّه عن الأَمر لَدّاً: حبَسَه، هُذَلِيَّةٌ.
ورجل شَديد لَديدٌ.
والأَلَدُّ: الخَصِمُ الجَدِلُ الشَّحِيحُ الذي لا يَزيغُ إِلى الحق، وجمعه لُدّ ولِدادٌ؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لأُم سلمة: فأَنا منهم بين أَلْسِنَةٍ لِدادٍ، وقلوب شِداد، وسُيوف حِداد.
والأَلَنْدَدُ واليَلَنْدَد: كالأَلَدِّ أَي الشديد الخصومة؛ قال الطرِمَّاح يصف الحرباء: يُضْحِي على سُوقِ الجُذُولِ كَأَنه خَصْمٌ، أَبَرَّ على الخُصُومِ، يَلَنْدَدُ قال ابن جني: همزة أَلَنْدَد وياء يلَنْدد كلتاهما للإِلحاق؛ فإِن قلت: فإِذا كان الزائد إِذا وقع أَولاً لم يكن للإِلحاق فكيف أَلحقوا الهمزة والياء في أَلَنْدد ويلَنْدد، والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف؟ قيل: إِنهم لا يلحقون بالزائد من أَول الكلمة إِلا أَن يكون معه زائد آخر، فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلندد ويلندد لما انضم إِلى الهمزة والياء من النون.
وتصغير أَلندد أُلَيْد لأَن أَصله أَلد فزادوا فيه النون ليلحقوه ببناء سفرجل فلما ذهبت النون عاد إِلى أَصله.
ولَدَدْتَ لَدَداً: صِرْت أَلَدَّ.
ولَدَدْتُه أَلُدُّه لَدّاً: خصَمْتُه.
وفي التنزيل العزيز: وهو أَلَدُّ الخِصام؛ قال أَبو إِسحق: معنى الخَصِم الأَلَدِّ في اللغة الشديدُ الخصومة الجَدِل، واشتقاقه مِن لَديدَيِ العنق وهما صفحتاه، وتأْويله أَن خَصْمَه أَيّ وجه أَخَذ من وجوه الخصومة غلبه في ذلك. يقال: رجل أَلَدُّ بَيِّنُ اللَّدَد شديد الخصومة؛ وامرأَة لَدَّاء وقوم لُدٌّ.
وقد لَدَدْتَ يا هذا تَلُدُّ لَدَداً.
ولَدَدْتُ فلاناً أَلُدُّه إِذا جادلته فغلبته.
وأَلَدَّه يَلُدُّه: خصمه، فهو لادٌّ ولَدُود؛ قال الراجز: أَلُدُّ أَقرانَ الخُصُوم اللُّدِّ ويقال: ما زلت أُلادُّ عنك أَي أُدافِع.
وفي الحديث: إِنَّ أَبْغَضَ الرجالِ إِلى الله الأَلَدُّ الخَصِمُ؛ أَي الشديد الخصومة.
واللَّدَد: الخُصومة الشديدة؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: رأَيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في النوم فقلت: يا رسول الله، ماذا لقِيتُ بعدك من الأَوَدِ واللَّدَد؟ وقوله تعالى: وتنذر به قوماً لُدّاً؛ قيل: معناه خُصَماءُ عُوج عن الحق، وقيل: صُمٌّ عنه. قال مهدي بن ميمون: قلت للحسن قوله: وتنذر به قوماً لُدّاً؛ قال: صُمّاً.
واللَّدُّ، بالفتح: الجُوالِقُ؛ قال الراجز: كأَن لَدَّيْهِ على صَفْحِ جَبَل واللديد: الرَّوْضة (* قوله «واللديد الروضة» كذا بالأصل وفي القاموس وبهاء الروضة.) الخضراء الزَّهْراءُ.
ولُدٌّ: موضع؛ وفي الحديث في ذكر الدجال: يقتله المسيح بباب لُدّ؛ لُدٌّ: موضع بالشام، وقيل بِفِلَسْطين؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فَبِتُّ كأَنَّني أُسْقَى شَمُولاً، تَكُرُّ غَرِيبَةً مِن خَمْرِ لُدٍّ ويقال له أَيضاً اللُّدُّ؛ قال جميل: تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَى اللُّدِّ دُونَه، وهَضْبٌ لِتَيْما، والهِضابُ وُعُورُ التهذيب: ولُدُّ اسم رَمْلة، بضم اللام، بالشام.
واللَّدِيدُ: موضع؛ قال لبيد: تَكُرُّ أَخادِيدُ اللَّدِيدِ عَليْهِمُ، وتُوفَى جِفانُ الصيفِ مَحْضاً مُعَمِّما ومِلَدٌّ: اسم رجل.

هيب (لسان العرب) [0]


الـهَيْبةُ: الـمَهابةُ، وهي الإِجلالُ والـمَخافة. ابن سيده: الـهَيْبةُ التَّقِـيَّةُ من كل شيءٍ. هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً، والأَمْرُ منه هَبْ، بفتح الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، سقطت الأَلف لاجتماع الساكنين، وإِذا أَخبرت عن نفسِك قلتَ: هِـبْتُ، وأَصله هَيِـبْتُ، بكسر الياءِ، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلَت كسرتها إِلى ما قبلها، فَقِسْ عليه؛ وهذا الشيء مَهْيَبةٌ لكَ.
وهَيَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته مَهيباً عنده.
ورجل هائِبٌ، وهَيُوبٌ، وهَيَّابٌ، وهَيَّابة، وهَيُّوبة، وهَيِّبٌ، وهَيَّبانٌ، وهَيِّبانٌ؛ قال ثعلب: الـهَيَّبانُ الذي يُهابُ، فإِذا كان ذلك كان الـهَيَّبانُ في معنى المفعول، وكذلك الـهَيُوب قد يكون الهائِبَ، وقد يكون الـمَهِـيبَ. الصحاح: رجل مَهِـيبٌ أَي يهابُه الناسُ، وكذلك رجل مَهُوبٌ، . . . أكمل المادة ومكانٌ مَهُوب، بُنيَ على قولهم: هُوبَ الرجلُ، لـمَّا نُقِلَ من الياءِ إِلى الواو، فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه؛ أَنشد الكسائي لـحُمَيْدِ بن ثَور: ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ، دونَهُم * فَـلاً، لا تَخَطَّاه الرِّفاقُ، مَهُوبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده: وتأْوي بالتاءِ، لأَنه يصف قَطاةً؛ وقبله: فجاءَتْ، ومَسْقاها الذي وَرَدَتْ به، * إِلى الزَّوْر، مَشْدودُ الوَثاقِ، كَتِـيبُ والكَتِـيبُ: من الكَتْبِ، وهو الخَرْزُ؛ والمشهور في شعره: تَعِـيثُ به زُغْباً مساكينَ دونَهم ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ؛ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الـهُذَليُّ: أَلا يا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ، * أَرَّقَ من نازحٍ، ذي دَلالْ، أَجازَ إِلينا، على بُعْدِهِ، * مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ قال ابن بري: والبيت الأَول من أَبياتِ كتاب سيبويه، أَتى به شاهداً على فتح اللام الأُولى، وكسر الثانية، فرقاً بين الـمُسْتغاث به والمستغاث من أَجله.
والطَّيفُ: ما يُطِـيفُ بالإِنسان في المنام من خَيال محبوبته.
والنازحُ: البعيد.
وأَرَّقَ: مَنَعَ النَّومَ.
وأَجازَ: قَطَع، والفاعل المضمر فيه يعود على الخَيال.
ومَهابٌ: موضعُ هَيْبة.
ومَهالٌ: موضع هَوْلٍ.
والـمَهاوِي: جمعُ مَهْـوًى ومَهْواةٍ، لما بين الجبلين ونحوهما.
والخَرْقُ: الفَلاةُ الواسعة.
والـهَيَّبانُ: الجَبانُ.
والـهَيُوبُ: الجَبانُ الذي يَهابُ الناسَ.
ورجل هَيُوبٌ: جَبانٌ يَهابُ من كلِّ شيءٍ.
وفي حديث عُبَيدِ بن عُمَيْرٍ: الإِيمانُ هَيُوبٌ أَي يُهابُ أَهْلُه، فَعُولٌ بمعنى مفعول، فالناس يَهابونَ أَهلَ الإِيمان لأَنهم يَهابونَ اللّهَ ويَخافونَه؛ وقيل: هو فَعُول بمعنى فاعل أَي إِن المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِـيَ فيَتَّقِـيها؛ قال الأَزهري: فيه وجهان: أَحدهما أَن المؤمن يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِـيه، والآخر: المؤمنُ هَيُوبٌ أَي مَهْيُوبٌ، لأَنه يَهابُ اللّهَ تعالى، فيَهابُه الناسُ، حتى يُوَقِّرُوه؛ ومنه قول الشاعر: لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ أَي لم يُعَظِّمْها. يقال: هَبِ الناسَ يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ. يقال: هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا خافَه، وإِذا وَقَّرَه، وإِذا عظَّمَهُ.
واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ؛ قال: ومَرْقَبٍ، تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ، * أَشْرَفْتُه مُسْفِراً، والشَّمْسُ مُهْتابَهْ ويقال: تَهَيَّبَني الشيءُ بمعنى تَهَيَّبْتُه أَنا. قال ابن سيده: تَهَيَّبْتُ الشيءَ وتَهَيَّبَني: خِفْتُه وخَوَّفَني؛ قال ابن مُقْبِـل: وما تَهَيَّبُني الـمَوْماةُ، أَرْكَبُها، * إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر قال ثعلب: أَي لا أَتَهَيَّبُها أَنا، فنَقَلَ الفِعلَ إِليها.
وقال الجَرْمِـيُّ: لا تَهَيَّبُني الـمَوْماةُ أَي لا تَمْـلأُني مَهابةً.
والـهَيَّبانُ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ.
والـهَيَّبانُ: الترابُ؛ وأَنشد: أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ؟ * نحْنُ إِذاً، في الـهَيَّبانِ، نَبْحَثُ والـهَيَّبانُ: الرَّاعي؛ عن السيرافي.
والـهَيَّبانُ: الكثيرُ مِن كل شيءٍ.
والـهَيَّبانُ: الـمُنْتَفِشُ الخَفيفُ؛ قال ذو الرمة: تَمُجُّ اللُّغامَ الـهَيَّبانَ، كأَنهُ * جَنَى عُشَرٍ، تَنْفيه أَشداقُها الـهُدْلُ وقيل: الـهَيَّبانُ، هنا، الخفيف النَّحِزُ.
وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل، فقال: قال ذو الرمة يصف إِبلاً وإِزْبادها مشافِرَها. قال: وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صغيرة، فتَنْشَقُّ عن مِثْلِ القَزّ، فَشَبَّه لُغامَها به، والبَوادي يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ به النارَ.
وهابْ هابْ: مِن زَجْرِ الإِبل.
وأَهابَ بالإِبل: دَعاها.
وأَهابَ بصاحِـبه: دَعاهُ، وأَصله في الإِبل.
وفي حديث الدُّعاءِ: وقَوَّيْتَني على ما أَهَبْتَ بي إِليه من طاعتِكَ. يقال: أَهَبْتُ بالرجل إِذا دَعَوْتَه إِليك؛ ومنه حديث ابن الزبير في بناءِ الكعبة.
وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه.
وأَهابَ الراعي بغَنَمِه أَي صاح بها لِتَقِفَ أَو لتَرْجِـعَ.
وأَهاب بالبعير؛ وقال طَرَفةُ بن العبد: تَرِيعُ إِلى صَوْتِ الـمُهِـيبِ، وتَتَّقي، * بذِي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ تَرِيعُ: تَرْجِـعُ وتَعُودُ.
وتتَّقِـي بِذي خُصَل: أَراد بذَنَبٍ ذي خُصَل.
ورَوْعات: فَزَعات.
والأَكلَفُ: الفَحْلُ الذي يَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ.
والـمُلْبِدُ: الذي يَخطِرُ بذَنَبِه، فيَتَلَبَّد البولُ على وَرِكَيْه.
وهابِ: زَجْرٌ للخَيْل.
وهَبِـي: مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي، وهَلاً أَي قَرِّبي؛ قال الكميت: نُعَلِّمها هَبِـي وهَـلاً وأَرْحِبْ والهابُ: زَجْرُ الإِبل عند السَّوْق؛ يقال: هابِ هابِ، وقد أَهابَ بها الرجلُ؛ قال الأَعشى: ويَكْثُرُ فيها هَبِـي، واضْرَحِـي، * ومَرْسُونُ خَيْلٍ، وأَعطالُها وأَما الإِهابةُ فالصوت بالإِبل ودُعاؤها، قال ذلك الأَصمعي وغيره؛ ومنه قول ابن أَحمر: إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً، فتَحْسَبُه * إِهابةَ القَسْرِ، لَيْلاً، حين تَنْتَشِرُ وقَسْرٌ: اسمُ راعي إِبل ابن أَحمر قائلِ هذا الشعر. قال الأَزهري: وسمعتُ عُقَيْلِـيّاً يقول لأَمَةٍ كانت تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ، فَجَفَلَتْ في يوم عاصفٍ، فقال لها: أَلا وأَهِـيبي بها، تَرِعْ إِليكِ؛ فجعَل دُعاءَ الخيل إِهابةً أَيضاً. قال: وأَما هابِ، فلم أَسْمَعْه إِلا في الخيل دون الإِبل؛ وأَنشد بعضهم: والزَّجْرُ هابِ وَهَـلاً تَرَهَّبُهْ

قرف (العباب الزاخر) [0]


كُلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ -بالكسر-، ومنه قِرْفُ الرُّمَانة.
وقِرْفُ الخبز: الذي تَقَشَّر منه ويبقى في التَّنُّور. وقِرْفُ الأرض: ما يُقْتَلَعُ منها من البُقُوْلِ والعُرُوْقِ.
ومنه حديثُ عُمر -رضي الله عنه- أنّ رجلا من أهل البادية جاءه فقال: متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: إذا وَجَدْتَ قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها، قال: فإني أجِدُ قِرْفَ الأرض وأجِدُ حَشَراتها، قال: كَفاك كفاك. والقِرْفَةُ: من الأوْدِيَةِ، ويُقال لها: قِرْفَةُ القَرَنْفُلِ.
وقال ابن دريد ضَرْبٌ من افواهِ الطِّيْبِ. والقِرْفَةُ: المُخَاطُ اليابس في باطن الأنف.
وفي حديث ابن الزُّبير -رضي الله عنهما- أنه قال: ما على أحَدِكم إذا أتى المسجد أن يُخْرِجَ قِرْفَةَ أنفه. وفلان قِرْفَتي: أي هو الذي أتَّهِمُه.
وبنو فلانٍ قِرْفَتي: أي الذين . . . أكمل المادة عندهم أظُنُّ طَلِبَتي.
ويُقال: سَلْ بني فلان عن ناقَتِك فإنَّهم قِرْفَةٌ: أي تَجِدُ خَبرها عندهم. وفي المَثَلِ: أعَزُّ -ويُرْوى: أمْنَعُ- من أمِّ قِرْفَةَ. قال الأصمعيُّ: هي امرأةٌ فَزَارِيَّةٌ كانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقُ في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجُلا كُلُّهم لها مَحْرَمٌ. وأبو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ.
وقيل: بَيْهِس -ويُقال: قِرْفَةُ بن مالك بن سَهْمٍ: من التّابعين. وحبيبُ بن قِرْفَةَ العَوْذيُّ عَوَذُ بن غالب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ: شاعر. والقَرْفُ -بالفتح-: وِعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ وهي قُشور الرُّمان ويُجعل فيه الخلْعُ وهو لحم يُطبخ بتوابل فيُفْرغُ فيه، قال مُعَقِّر بن أوس بن حشمارٍ البارقيُّ:
وذُبْيَانِـيَّةٍ أوْصَـتْ بَـنِـيْهـا      بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ

وقال الأصمعيُّ: قَرَفَ عليهم: بَغى عليهم. وقَرَفْتُ القَرْحَةَ أقْرِفُها قَرْفاً: إذا قَشَرْتَها، وذلك إذا يَبِسَتْ، وتَقَرَّفتْ: أي تَقَشَّرَتْ. وقَرَفْتُ الرجل: أي عِبْتُه.
ويُقال: هو يُقْرَفُ بكذا: أي يُرمى به ويُتّهم. وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغة: وهو موضع القَرْفِ أي القشر، ويروى: مثل مَقْلَعِ الصمغة، لأن الصمغة، لأن الصمغة إذا قُلعت لم يبق لها أثر.
ومثله قولهم: تركته على مثل ليلة الصدر، لن الناس ينفرون من منى فلا يبقى منهم به أحد. وفلان يَقْرِفُ لعياله: أي يكسب. وفلان أحمر قَرْفٌ: أي شديد الحمرة.
وفي الحديث: أراك أحمر قَرْفاً.
وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ش ن خ ف.
ويُقال -أيضاً-: أحمر كالقَرْفِ؛ عن اللِّحيانيِّ، وأنشد:
أحْمَرُ كالقَرْفِ وأحْوى أدْعَجُ     

وقال أبو عمرو: القُرُوْفُ: الادمُ الحُمْرُ، والأقْرَفُ: الأحمر. وقال أبو سعيد: يُقال إنه لَقَرَفُ أن يفعل ذاك: مثل قَمَنٍ وخَلِيْقٍ.
وقال الأزْهَريُّ: ومنه الحديث: هو قَرَفٌ أن يُبَارك له فيه. والقَرَفُ -أيضاً-: مُدَاناةُ المرض، يُقال: أخشى عليك القَرَفَ: وقد قَرِفَ -بالكسر-.
وروي أن أبا عُمير فروة بن مُسيك بن الحارث بنسلمة المُرادي -رضي الله عنه- قال للنبي-صلى الله عليه وسلم-: إن أرضا عندنا وهي أرض رَيعنا وميرتنا وإنها وبئة، فقال: دعها فإن من القَرَفِ التلف. ويقال: هو قَرَفٌ من ثوبي وبعيري: للذي تتهمه. وقال ابن عَبّاد: القَرَفُ في المرض: النُّكْسُ. قال: والقَرَفُ: داء يأخذ البعير فيقتله؛ ويكون من شم بول الروى كالأبى. وأرض قَرَفٌ: أي مَحَمَّة. والقَرَافَةُ -بالفتح-: بطن من المعافر.  والقَرَافَةُ -أيضاً: مقبرة أهل مصر، وبها قبر الإمام الشافعي -رحمه الله-. وقَرَافُ: قرية في جزيرة من جزائر بحر اليمن بحذاء الجار أهلها تجار. ورجل قُرَفَةٌ -مثال تُؤدَةٍ-: إذا كان مُكْتَسسباً. وقال ابن عَبّاد: رجل مَقْرُوفٌ: إذا كان مخروطا ضامرا لطيفا. ويقال: ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ما دنت منه.
وما أقْرَفْتُ لذاك: أي ما دانيته ولا خالطت أهله.
وقال أبو عمرو: أقْرَفَ له: أي داناه. والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنَةَ من الفرس وغيره: الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم. وقال الليث: أقْرَفَ فلان فلانا: وذلك إذا وقع فيه وذكره بسوء.
وقول ذي الرمة:
تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْـرِفَةٍ      مَلْسَاءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

يقول: هي كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهُجْنة. ويقال: أقْرَفْتَ بي وأظننت بي وأتهمت بي: أي عرضتني للقِرْفَةِ والظنة والتهمة. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ آل فلان فلانا: وهو أن يأتيهم وهم مرضة فيصيبه ذلك فاقْتَرَفَ هو من مرضهم. واقْتَرَفَ: اكتسب.
وقوله تعالى: (ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) أي يكتسب. وقوله تعالى: (ولْيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْاَرِفُونَ) أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال: اقْتَرَفَ ذنبا: أي أتاه وفعله. وبعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشتُري حديثاً. والمُقَارفَةُ: المُقَارَبَةُ، وكل شيء قاربته فقد قارَفْتَه.
وما قارَفْتُ سوء: أي ما دانيته.
وعن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: شهدت دفن ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله جالس على القبر؛ فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من احد لم يُقارِفِ الليلة؟ فقال أبو طليحة -رضي الله عنه-: أنا، قال: فإنزل في قبرها، قال ابن المبارك: قال فُلَيح: أراه يعني الذنب. وقال ابن فارس: قاَفَ امرأته: جامعها، لأن كل واحد منهما ليباس صاحبه. وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: أي تَقَشَّرت، قال عنترة بن شداد:
عُلالَتُنا في كلِّ يَوْمِ كَـرِيْهَةٍ      بأسْيافِنا والقُلارْحُ لم يَتَقَرَّفِ

والتركيب يدل على مخالطة الشيء والالتباس به وادِّراعه.

هول (لسان العرب) [0]


الهَوْلُ: المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه كَهَوْل الليل وهَوْل البحر، والجمع أَهْوال وهُؤُول، والهُؤُول جمع هَوْل؛ وأَنشد أَبو زيد: رَحَلْنا من بلاد بني تميم إِليك، ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يهمزون الواو لانضمامها.
والهِيلَة: الهَوْلُ.
وهالَنِي الأَمرُ يَهُولُني هَوْلاً: أَفزَعَني؛ وقوله: وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ، ولا تُهالَهْ فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف قبلها، واختاروا الفتحة لأَنها من جنس الأَلف التي قبلها، فلما تحرَّكت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الأَلف لالتقائهما؛ قال ابن سيده: فأَما قول الآخر: إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها، ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابن جني قال: هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا . . . أكمل المادة ولا رواية تثبُت به، وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في القياس، وذلك لأَن التأْكيد من مواضع الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف والاختصار، فإِذا كان السماعُ والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غيره مما كثر استعماله وصحَّ قياسه.
وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول، وكَرِهَها بعضهم، وقد جاء في الشعر الفصيح.
والتَّهْوِيل: التفريع؛ الأَزهري: أَمر هائل ولا يقال مَهُول إِلا أَن الشاعر قد قال: ومَهُولٍ، منَ المَناهِل، وَحْشٍ ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل، والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ أَخرجوه على فاعِل مثل دارِع لذي الدِّرْع، وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على مَفْعول، كقولك مَجْنون فيه ذاك، ومَدْيون عليه ذاك.
ومكان مَهِيل أَي مَخُوف؛ قال رؤبة: مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ (* قوله «قال رؤبة إلخ» نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال: هذا تصحيف وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة، والمهبل المنقطع بين أرضين).
وكذلك مكان مَهالٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ أَجازَ إِلينا، على بُعْده، مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ ويقال: اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله، ويقال يَسْتَهْوِله، والجيِّد يَسْتَهِيله.
وهُلْته فاهْتال: أَفزعته ففزع، وقد هَوَّل عليه.
والتَّهْوِيل والتَّهاوِيلُ: ما هُوِّلَ به؛ قال: على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ التهذيب: التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل، وهو ما هالك من شيء، وهَوَّل القومُ على الرجل.
وفي حديث أَبي سفيان: أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال؛ هي جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد.
وفي حديث أَبي ذرٍّ: لا أَهُولَنَّك أَي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني.
وفي حديث الوحْيِ: فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت، كقُلْتُ من القَوْل.
وهَوَّل الأَمرَ: شنَّعه.
والهُولةُ من النساء: التي تَهُول الناظرَ من حسنها؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ، هُولةٌ للناظرين، كدُرَّة الغَوَّاصِ ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب. أَبو عمرو: يقال ما هو إِلاَّ هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر.
والهُولةُ: ما يفزَّع به الصبي، وكل ما هالك يسمَّى هُولةً؛ قال الكميت: كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون، لَدى الحالِفِينَ، وما هَوَّلُوا وهَوَّل على الرجل: حَمل.
وناقة خِولُ الجَنان: حديدةٌ.
وتَهَوَّل للناقة تَهَوُّلاً: تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي تُرْأَم عليه، وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه بالذئب، قال: وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها فتَشَبَّهت لها بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه.
والتَّهاوِيل: زينة التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي والسلاح والثياب والحَلْي، واحدها تَهْويل.
والتَّهاوِيل: الأَلوان المختلفة من الأَصْفر والأَحْمر.
وهَوَّلت المرأَة: تزينت بزينة اللِّباس والحَلْيِ؛ قال: وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا والتَّهاويل: ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر والأَخضر والأَصفر؛ ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر وأَحمر وأَبيض وأَخضر: قد علاها تَهْوِيلُها؛ وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما أَخرجه الزرعُ من الأَلوان؛ وفي المحكم: يصِف نباتاً: وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ جَنْبَتَهُ، لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي ومثله لعدي: حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَّهاوِيل، شَكْل العِهْن في التُّوَمِ وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل: ولقد رآه نَزْلةً أُخرى؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رأَيت لجبريل، عليه الصلاة والسلام، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض؛ ويقال لما يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل، واحدها تَهْوال، وأَصلها ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره.
والتَّهْوِيلُ: شيء كان يفعل في الجاهليَّة، كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا فيها مِلْحاً.
والمُهَوِّل: المحلِّف، وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ، فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها (* قوله: يحلِّف عندها أي الخصم) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا يشعُر يُهَوِّلون بها عليه، واسم تلك النار الهُولَةُ، بالضم؛ التهذيب: كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً فيَتَفَقَّع، يُهَوِّلون بها، وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً؛ قال أَوس بن حجر يصف حمار وحش: إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه، كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها؛ وقال ابن أَحمر يصف خمراً وشاربها: تَمَشَّى في مَفاصِلِه، وتَغْشى سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا ورجل هَوَلْوَلٌ: خفيف؛ حكاه ابن الأَعرابي، وهو فَعَلْعَل؛ وأَنشد: هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ والمعروف حَوَلْوَل.
والهَالُ: فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ.
والهَالةُ: دارةُ القمر، وهَالةُ: الشمْسُ معرفة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ، سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول ويروى أُمَّه، يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ، ومُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ، وسَباهِي الفُؤاد: مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح، وهو مدكور في موضعه.
وهَالةُ: اسم امرأَة عبد المطلب.
وهَالٌ: من زجر الخيل.

رسس (لسان العرب) [0]


رَسَّ بينهم يَرُسُّ رَسّاً: أَصلح، ورَسَسْتُ كذلك.
وفي حديث ابن الأَكوع: إِن المشركين راسُّونا للصلح وابتدأُونا في ذلك؛ هو من رَسَسْتُ بينهم أَرُسُّ رَسّاً أَي أَصلحت، وقيل: معناه فاتَحُونا، من قولهم: بلغني رَسُّ من خَبَر أَي أَوَّله، ويروى: واسَونا، بالواو، أَي اتفقوامعنا عليه.
والواو فيه بدل من همزة الأُسْوةِ. الصحاح: الرَّسُّ الإِصلاح بين الناس والإِفسادُ أَيضاً، وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأَضداد.
والرَّسُّ: ابتداء الشيء.
ورَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها واحدٌ: بَدْؤُها وأَوّل مَسَّها، وذلك إِذا تَمَطَّى المحمومُ من أَجلها وفَتَرَ جسمهُ وتَخَتَّرَ. الأَصمعي: أَوّل ما يجد الإِنسانُ مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر فذاك الرَّسُّ والرَّسِيسُ أَيضاً. قال الفراء: أَخذته الحمى بِرَسٍّ إِذا . . . أكمل المادة ثبت في عظامه. التهذيب: والرَّسُّ في قوافي الشعر صرف الحرف الذي بعد أَلف التأْسيس نحو حركة عين فاعل في القافية كيفما تحرّكت حركتها جازت وكانت رَسّاً للأَلف؛ قال ابن سيده: الرَّسُّ فتحة الحرف الذي قبل حرف التأْسيس، نحو قول امرئ القيس: فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراته، ولكن حديثاً، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ ففتحة الواو هي الرس ولا يكون إِلا فتحة وهي لازمة، قال: هذا كله قول الأَخفش، وقد دفع أَبو عمرو الجرمي اعتبار حال الرس وقال: لم يكن ينبغي أَن يذكر لأَنه لا يمكن أَن يكون قبل الأَلف إِلا فتحة فمتى جاءت الأَلف لم يكن من الفتحة بدّ؛ قال ابن جني: والقول على صحة اعتبار هذه الفتحة وتسميتها إِن أَلف التأْسيس لما كانت معتبرة مسماة، وكانت الفتحة داعية إِليها ومقتضية لها ومفارقة لسائر الفتحات التي لا أَلف بعدها نحو قول وبيع وكعب وذرب وجمل وحبل ونحو ذلك، خصت باسم لما ذكرنا ولأَنها على كل حال لازمة في جميع القصيدة، قال: ولا نعرف لازماً في القافية إِلا وهو مذكور مسمى، بل إِذا جاز أَن نسمي في القافية ما ليس لازماً أَعني الدخيل فما هو لازم لا محالة أَجْدَر وأَحْجى بوجوب التسمية له؛ قال ابن جني: وقج نبه أَبو الحسن على هذا المعنى الذي ذكرته من أَنها لما كانت متقدمة للأَلف بعدها وأَول لوازم للقافية ومبتدأها سماها الرَّسَّ، وذلك لأَن الرسَّ والرَّسِيسَ أَوّلُ الحُمَّى الذي يؤذن بها ويدل على ورودها. ابن الأَعرابي: الرَّسَّة الساريةُ المُحكمَة. قال أَبو مالك: رَسِيسُ الحمى أَصلها؛ قال ذو الرمة: إِذا غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينَ، لم أَجِدْ رَسِيسَ الهَوَى من ذكرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ أَي أَثبتَه.
والرَّسِيسُ: الشيء الثابت الذي قد لزم مكانه؛ وأَنشد: رَسِيس الهَوَى من طُول ما يَتَذَكَّرُ ورسَّ الهوى في قلبه والسَّقَمُ في جسمه رَسّاً ورَسيساً وأَرَسَّ: دخل وثبت.
ورسُّ الحُبِّ ورَسِيسُه: بقيته وأَثره.
ورَسَّ الحديثَ في نفسه يَرُسُّه رَسّاً: حَدَّثها به.
وبلغني رَسٌّ من خبر وذَرْءٌ من خَبَر أَي طرف منه أَو شيء منه. أَبو زيد. أَتانا رَسٌّ من خبر ورَسِيسٌ من خبر وهو الخبر الذي لم يصح.
وهم يَتَراسُّون الخبر ويَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه؛ ومنه قول الحجاج للنعمان بن زُرْعة: أَمن أَهل الرَّسِّ والرَِّهْمَسَةِ أَنت؟ قال: أَهلُ الرَّسِّ هم الذين يبتدئون الكذب ويوقعونه في أَفواه الناس.
وقال الزمخشري: هو من رَسَّ بين القوم أَي أَفسد؛ وأَنشد أَبو عمرو لابن مُقْبل يذكر الريح ولِينَ هُبوبها: كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بها شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ، بل هي أَطيَبُ قال: أَراد أَنها لينة الهُبوب رُخاء.
ورَسَّ له الخَبَر: ذكره له؛ قال أَبو طالب: هما أَشْركا في المَجْدِ مَن لا أَبا لَهُ من الناسِ، إِلا أَن يُرَسَّ له ذِكْرُ أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خفيّاً. المازني: الرَّسُّ العلامة، أَرْسَسْتُ الشيء: جعلت له علامة.
وقال أَبو عمرو: الرَسِيسُ العاقل الفَطِنُ.
ورسّ الشيءَ: نَسِيَه لتَقادُم عهده؛ قال: يا خَيْرَ من زانَ سُروجَ المَيْسِ، قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ، إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ والرّسُّ: البئر القديمة أَو المَعْدِنُ، والجمع رِساس؛ قال النابغة الجَعْدِي: تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّساسا ورَسَسْتُ رَسّاً أَي حفرت بئراً.
والرَّسُّ: بئر لثمود، وفي الصحاح: بئر كانت لبَقِيَّة من ثمود.
وقوله عز وجل: وأَصحاب الرسِّ؛ قال الزجاج: يروى أَن الرسَّ ديار لطائفة من ثمود، قال: ويروى أَن الرس قرية باليمامة يقال لها فَلْج، ويروى أَنهم كذبوا نبيهم ورَسُّوه في بئر أَي دَسُّوه فيها حتى مات، ويروى أَن الرَّسَّ بئر، وكلُّ بئر عند العرب رَسٌّ؛ ومنه قول النابغة: تنابلة يحفرون الرساسا ورُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ.
والرسُّ والرّسِيسُ: واديان بنَجْدٍ أَو موضعان، وقيل: هما ماءَان في بلاد العرب معروفان؛ الصحاح: والرّسُّ اسم وادٍ في قول زهير: بَكَرْن بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ، فهُنَّ ووَادي الرَّسِّ كاليَدِ في الفَمِ قال ابن بري: ويروى لوادي الرس، باللام، والمعنى فيه أَنهن لا يُجاوزن هذا الوادي ولا يُخْطِئنه كما لا تجاوز اليدُ الفَمَ ولا تُخْطِئُه؛ وأَما قول زهير: لمن طَللٌ كالوَحْيِ عَفُّ مَنازِلُه، عَفا الرَّسُّ منها فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه؟ فهو اسم ماء.
وعاقل: اسم جبل.
والرَّسْرَسَة: الرَّصْرصَة، وهي تثبيت البعير ركبتيه في الأَرض ليَنْهَضَ.
ورَسَّسَ البعيرُ: تمكن للنُّهوض ويقال: رُسِّسَتْ ورُصِّصَتْ أَي أُثبتت.
ويروى عن النخعي أَنه قال: إِني لأَسمع الحديث فأُحدِّث به الخادِمَ أَرُسُّه في نفسي. قال الأَصمعي: الرَّسُّ ابتداء الشيء؛ ومنه رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها حين تبدأُ، فأَراد إِبراهيم بقوله أَرُسُّه في نفسي أَي أُثبِته، وقيل أَي أَبتدئ بذكر الحديث ودَرْسِه في نفسي وأُحَدِّث به خادمي أَسْتَذكِرُ بذلك الحديثَ.
وفلان يَرُسُّ الحديثَ في نفسه أَي يُحَدِّث به نفسه.
ورَسَّ فلانٌ خبر القوم إِذا لقيهم وتعرّف أُمورهم. قال أَبو عبيدة: إِنك لَتَرُسُّ أَمراً ما يلتئم أَي تثبت أَمراً ما يلتئم، وقيل: كنت أَرُسُّه في نفسي أَي أُعاود ذكره وأُرَدِّدُه، ولم يرد ابتداءه.
والرَّسُّ: البئر المطوية بالحجارة.

ريش (لسان العرب) [0]


الرِّيشُ: كِسْوةُ الطائر، والجمع أَرياش ورِياشٌ؛ قال أَبو كبير الهذلي: فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها، خَشْفَ الجَنُوب بيابِسٍ من إِسْحِلِ وقرئ: ورِياشاً ولِباسُ التَّقْوى؛ وسمى أَبو ذؤيب كسوةَ النحل ريشاً فقال: تظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها واحدته رِيشة.
وطائرٌ راشٌ: نَبَتَ رِيشُه.
وراشَ السهمَ رَيْشاً وارْتاشَه: ركّب عليه الرِّيشَ؛ قال لبيد يصف السهم: ولئن كَبِرْتُ لقد عَمَرْتُ كأَنني غُصْنٌ، تُقَيِّئه الرِّياحُ، رَطِيبُ وكذاك حقًّا، مَن يُعَمِّرْ يُبْلِه كَرُّ الزمانِ عليه، والتقْلِيبُ حتى يَعُودَ من البلاء كأَنه، في الكفّ، أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ، لا الريشُ يَنْفعه، ولا التعْقِيبُ وقال ابن بري: البيت لنافع . . . أكمل المادة بن لقيط الأَسدي يصف الهَرَمَ والشَّيْبَ، قال: ويقال سَهم مُرُطٌ إِذا لم يكن عليه قُذَذٌ، والقِذاذ: ريشُ السهم، الواحدة قُذّة، والتعقيبُ: أَن يُشدَّ عليه العَقَبُ وهي الأَوتار، والأَفْوَقُ: السهم المكسور الفوقِ، والفيوق: موضع الوَتَرِ من السهم، والناصلُ: الذي لا نَصْل فيه، والمعصوب: الذي عُصِب بِعصابة بعد انكساره؛ وأَنشد سيبويه لابن ميَّادة: وارْتَشْنَ، حين أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا، نَبْلاً بلا رِيشٍ ولا بِقِداح وفي حديث عمر قال لجرير بن عبد اللَّه وقد جاء من الكوفة: أَخْبِرني عن الناس، فقال: هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ أَي ذو الريش إِشارة إِلى كماله واستقامته.
وفي حديث أَبي جُحَيفة: أَبْرِي النَّبْلَ وأَرِيشُها أَي أَعْمَلُ لها رِيشاً، يقال منه: رِشْتُ السهم أَرِيشُه.
وفلان لا يَرِيشُ ولا يَبْرِي أَي لا يضر ولا ينفع. أَبو زيد: يقال لا تَرِشْ عليّ يا فلانُ أَي لا تَعْترض لي في كلامي فتَقْطَعه عليّ.
والرَّيْشُ، بالفتح: مصدرُ راش سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عليه الرِّيشَ.
ورِشْتُ السهمَ: أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ؛ ومنه قولهم: ما لَه أَقذُّ ولا مَرِيشٌّ أَي ليس له شيء.
والرائِشُ: الذي يُسْدِي بين الراشي والمُرْتَشي.
والراشي: الذي يتردّد بينهما في المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي من مال الراشي.
وفي الحديث: لَعَنَ اللَّه الراشِيَ والمُرْتَشِيَ والرائش؛ والرائشُ: الذي يسعى بين الراشي والمُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما.
وبُرْدٌ مُرَيّشٌ؛ عن اللحيَاني: خطوطُ وشْيِهِ على أَشكال الرِّيش. نصيرٌ: الرِّيَشُ الزبَب، وناقة رَياشٌ، والزبَب: كثرةُ الشعر في الأُذنين ويَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ؛ وأَنشد: أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَياشِ، أَخْطَأَها في الرَّعْلةِ الغَواشِ، ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ والريشُ: شعرُ الأُذن خاصّة.
ورجل أَرْيَشُ وراشٌ: كثير شعر الأُذُن.
وراشَه اللَّهُ يَرِيشُه رَيْشاً: نَعشَه.
وتَرَيَّش الرجلُ وارْتاشَ: أَصابَ خيراً فرُئيَ عليه أَثَرُ ذلك.
وارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه.
ورِشْتُ فلاناً إِذا قوَّيْته وأَعَنْته على معاشه وأَصْلَحْت حالَه؛ قال الشاعر عمير (* قوله «قال الشاعر عمير إلخ» هكذا في الأَصل، وعبارة شارح القاموس: قال سويد الأَنصاري.) بن حبَّاب: فرِشْني بخيرٍ، طالَما قد بَرَيْتَني، وخَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ ولا يَبْري والرِّيشُ والرِّياشُ: الخِصْبُ والمعاشُ والمالُ والأَثاثُ واللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ.
وفي التنزيل العزيز: ورِيشاً ولِباسُ التَّقْوى، وقد قرئ: رِياشاً، على أَن ابن جني قال: رِياشٌ قد يكون جمعَ ريش كلِهْبٍ ولِهابٍ؛ وقال محمد بن سَلامٍ: سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ يقول: الرِّيشُ الزِّينةُ والرِّياشُ كلُّ اللباس، قال: فسأَلت يونسَ فقال: لم يقل شيئاً، هما سواءٌ، وسأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال؛ قال أَبو الفضل: أَراه يعني كما قال أَبو المنذر قال: وقال الحَرَّاني سمعت ابن السكيت قال: الريشُ جمعُ ريشة.
وفي حديث عليّ: أَنه اشترى قَميصاً بثلاثة دَراهم وقال: الحمدُ للِّه الذي هذا من رِياشه؛ الرِّيشُ والرِّياشُ: ما ظهَر من اللباس.
وفي حديثه الآخَر: أَنه كان يُفْضِلُ على امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ من رِياشِه أَي مما يستفيده، وهذا من الرِّياشِ الخِصْبِ والمعاشِ والمال المستفاد.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما: يَفُكّ عانِيَها ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يَكْسُوه ويُعِينُه، وأَصله من الرِّيشِ كأَنّ الفقِيرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ به كالمَقْصوصِ من الجَناحِ. يقال: راشَه يَرِيشُه إِذا أَحْسَنَ إِليه.
وكلُّ من أَوْلَيْتَه خيراً، فقد رِشْتَه؛ ومنه الحديث: أَن رجلاً راشَه اللَّه مالاً أَي أَعطاه؛ ومنه حديث أَبي بكر والنسّابة: الرائشون، وليس يُعرف رائِشٌ، والقائلون: هلُمَّ للأَضيافِ ورجل أَرْيشُ وراشٌ: ذو مال وكسوة.
والرِّياشُ: القِشْرُ وكلُّ ذلك من الرِّيشِ. ابن الأَعرابي: راشَ صدِيقَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا أَطعَمه وسقاه وكساه.
وراشَ يَرِيشُ رَيشاً إِذا جَمَع الرِّيشَ وهو المال والأَثاث. القتيبي: الرِّيشُ والرِّياشُ واحدٌ، وهما ما ظهر من اللباس.
ورِيشُ الطائرِ: ما سَتَرَه اللَّه به.
وقال ابن السكيت: قالت بنو كلاب الرِّياشُ هو الأَثاث من المتاع ما كان من لِباسٍ أَو حشْوٍ من فراش أَو دِثارٍ، والرِّيشُ المتاعُ والأَموالُ.
وقد يكون في النبات دون المال.
وإِنه لحسَنُ الرِّيش أَي الثيابِ.
ويقال: فلان رَيِّشٌ ورَيْشٌ وله رِيشٌ وذلك إِذا كَبُر ورَفَّ، وكذلك راشَ الطائرُ إِذا كان عليه زَغَبة من زِفٍّ، وتلك الزَّغَبة يقال لها النُّسال. الفراء: شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه، وراشَ إِذا استَغْنى.
ورُمْحٌ راشٌ ورائِشٌ: خَوّارٌ ضعيفٌ. بالرِّيشِ لخفّته.
وجَمَل راشُ الظَّهر ضعيفٌ.وناقةٌ رائِشةٌ: ضعيفةٌ.
ورجل راشٌ: ضعيف، وأَعطاه مائة بريشها؛ وقيل: كانت الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جعليوا في أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِيشاً، وقيل: رِيشَ النعامةِ لِيُعلم أَنها من حِبَاء المَلِك، وقيل: معناه برِحالِها وكسوتها وذلك لأَن الرحال لها كالرِّيشِ؛ وقول ذي الرمة: أَلا تَرى أَظْعانَ ميَّ كأَنها ذُرى أَثْأَبٍ، راشَ الغُصونَ شَكِيرُها؟ قيل في تفسيرها: راشَ كَسَا، وقيل: طالَ؛ الأَخيرة عن أَبي عمرو، والأَوّل أَعْرَفُ.
وذاتُ الرِّيش: ضرْبٌ من الحَمْضِ يُشْبِه القَيْصومَ وورقُها وورْدُها يَنْبُتان خِيطاناً من أَصلٍ واحد، وهي كثيرةُ الماءِ جدًّا تَسِيل من أَفواه الإِبِل سيْلاَ، والناسُ يأْكلونها؛ حكاها أَبو حنيفة.
والرائِشُ الحِمْيَريُّ: ملِكٌ كان غزا قوماً فغنِم غنائم كثيرةً وراشَ أَهلَ بيتِه. الجوهري: والحرث الرائِشُ من ملوك اليمن.

ربح (لسان العرب) [0]


الرِّبْح والرَّبَحُ (* قوله «الربح إلخ» ربح ربحاً وربحاً كعلم علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره.) والرَّباحُ: النَّماء في التَّجْر. ابن الأَعرابي: الرِّبْحُ والرَّبَحُ مثل البِدْلِ والبَدَلِ، وقال الجوهري: مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، هو اسم ما رَبِحَه.
ورَبِحَ في تجارته يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ؛ والعرب تقول للرجل إِذا دخل في التجارة: بالرَّباح والسَّماح. الأَزهري: رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته، وهذا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان يُرْبَحُ فيه؛ والعرب تقول: رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فيها.
وتجارة رابحةٌ: يُرْبَحُ فيها.وقوله تعالى: فما رَبِحَت تجارَتُهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه ما رَبِحُوا في تجارتهم، لأَن التجارة لا تَرْبَحُ، إِنما يُرْبَحُ فيها ويوضع فيها، . . . أكمل المادة والعرب تقول: قد خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك؛ يريدون بذلك الاختصار وسَعَة الكلام؛ قال الأَزهري: جعل الفعل للتجارة، وهي لا تَرْبَحُ وإِنما يُربح فيها، وهو كقولهم: ليل نائم وساهر أَي يُنام فيه ويُسْهَر؛ قال جرير: ونِمْتُ وما ليلُ المَطِيِّ بنائِم وقوله: فما رَبِحَتْ تجارتُهم؛ أَي ما رَبِحوا في تجارتهم، وإِذا ربحوا فيها فقد رَبحَتْ، ومثله: فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ، وإِنما يُعْزَمُ على الأَمْرِ ولا يَعْزِمُ الأَمْرُ، وقوله: والنهارَ مُبْصِراً أَي يُبْصَر فيه، ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح للذي يُرْبَحُ فيه.
وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مال رابِحٌ أَي ذو رِبْح كقولك لابِنٌ وتامِرٌ، قال: ويروى بالياء.
وأَرْبَحْته على سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً، وقد أَرْبحَه بمتاعه، وأَعطاه مالاً مُرابَحة أَي على الربح بينهما، وبعتُ الشيءَ مُرابَحَةً.
ويقال: بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة على كل عشرة دراهم درهمٌ، وكذلك اشتريته مُرابَحة، ولا بدّ من تسمية الرِّبْح.
وفي الحديث: أَنه نهى عن ربْح ما لم يُضْمَن؛ ابن الأَثير: هو أَن يبيع سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها بِربْح، ولا يصح البيع ولا يحل الرِّبْح لأَنها في ضمان البائع الأَوَّل وليست من ضمان الثاني، فَرِبْحُها وخَسارتُها للأوَّل.
والرَّبَحُ: ما اشْتُرِيَ من الإِبل للتجارة.
والرَّبَحُ: الفصالُ، واحدها رابِحٌ.
والرَّبَحُ: الفَصِيلُ، وجمعه رِباحٌ مثل جَمَل وجِمال.
والرَّبَحُ: الشَّحْم؛ قال خُفَافُ بن نُدْبَة: قَرَوْا أَضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ، يَعِيشُ بفضلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ البُحُّ: قِداحُ المَيْسر؛ يعني قداحاً بُحّاً من رزانتها.
والرَّبَحُ هنا يكون الشَّحْمَ ويكون الفِصالَ، وقيل: هي ما يَرْبَحون من المَيْسِر؛ الأَزهري: يقول أَعْوَزَهم الكِبارُ فتقامروا على الفِصال.
ويقال:أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضيفانه الرَّبَحَ، وهي الفُصْلان الصغار، يقال: رابح ورَبَحٌ مثل حارس وحَرَسٍ؛ قال: ومن رواه رُبَحاً، فهو ولد الناقة؛ وأَنشد: قد هَدِلَتْ أَفواه ذي الرُّبُوحِ وقال ابن بري في ترجمة بحح في شرح بيت خُفافِ بن نُدْبَة، قال ثعلب: الرَّبَحُ ههنا جمع رابح كخادم خَدَم، وهي الفصال.
والرُّبَحُ: من أَولاد الغنم، وهو أَيضاً طائر يشبه الزَّاغ؛ قال الأَعشى: فترى القومَ نَشاوَى كلَّهم، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ وقيل: الرَّبَحُ، بفتح أَوله، طائر يشبه الزَّاغَ؛ عن كراع.والرُّبَحُ والرُّبَّاحُ، بالضم والتشديد جميعاً: القِرْد الذكر، قاله أَبو عبيد في باب فُعَّال؛ قال بشر بن المعتمر: وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها، والسهلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ الإِلْقة ههنا القِرْدَة.
ورُبَّاحها: ولدها.
وتُرغِثُ: تُرْضِع.
والسهل: الغراب.
والنوفل: البحر.
والنضر: الذهب؛ وقبله: تبارك الله وسبحانه، مَنْ بيديه النَّفْعُ والضَّرُّ مَنْ خَلْقُه في رزقه كلُّهم: الذِّيخُ والتَّيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوِّ إِذا ما عَلا فيه، ومَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ، وجأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيَّةُ الصَّمَّاءُ في جُحْرِها، والتَّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ الذيخ: ذكر الضباع.
والتَّيتل: المُسِنُّ من الوُعُول.
والغُفْر: ولد الأُرْوِيَّة، وهي الأُنثى من الوعول أَيضاً.
والأَعْصَم: الذي في يديه بياض.
والجَأْبَةُ: بقرة الوحش، وإِذا قلت: جَأْبَةُ المِدْرَى، فهي الظبية.
والتَّتْفُل: ولد الثعلب.
ورأَيت في حواشي نسخة من حواشي ابن بري بخط سيدنا الإِمام العلامة الراوية الحافظ رَضِيِّ الدين الشاطبي، وفقه الله، وإِليه انتهى علم اللغة في عصره نقلاً ودراية وتصريفاً؛ قال أَول القصيدة:الناسُ دَأْباً في طِلابِ الثَّرَى، فكلُّهمْ من شأْنِه الخَتْرُ كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ، لها عُواءٌ، ولها زَفْرُ تَراهُمُ فَوْضَى، وأَيْدِي سَبَا، كلٌّ له، في نَفْسِهِ، سِحْرُ تبارك الله وسبحانه . . .
وقال: بِشْرُ بن المُعْتَمِر النَّضْرِيٌّ أَبو سهل كان أَبرص، وهو أَحد رؤساء المتَكلمين، وكان راوية ناسباً له الأَشعار في الاحتجاج للدين وفي غير ذلك، ويقال إِن له قصيدة في ثلثمائة ورقة احتج فيها، وقصيدة في الغول؛ قال: وذكر الجاحظ أَنه لم ير أَحداً أَقوى على المُخَمَّس المزدوج منه؛ وهو القائل: إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقو ل وما أَقولُ، فأَنتَ عالِمْ أَو كنتَ تَجْهَلُ ذا وذا ك، فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ وقال: هذا من معجم الشعراء للمَرْزُبانيِّ. الأَزهري: قال الليث: رُبَّاحٌ اسم للقرد، قال: وضرب من التمر يقال له زُبُّ رُبَّاحٍ؛ وأَنشد شمر للبَعِيث: شَآمِيَةٌ زُرْقُ العُيون، كأَنها رَبابِيحُ تَنْزُو، أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال ابن الأَعرابي: الرُّبَّاحُ القِرْدُ، وهو الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ، وقيل: هو ولد القرد، وقيل: الجَدْيُ، وقيل: الرُّبَّاحُ الفصيل، والحاشيةُ الصغير الضَّاوِيّ؛ وأَنشد: حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي، كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَني قال أَبو الهيثم: كيف يكون فصيلاً صغيراً، وقد جعله ثَنِيّاً، والثنيّ ابن خمس سنين؟ وأشنشد شمر لِخِداش بن زهير: ومَسَبُّكم سُفْيانَ ثم تُرِكْتُم، تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ والرَّبَاحُ: دُوَيبَّة مثل السِّنَّوْر؛ هكذا في الأَصل الذي نقلت منه.
وقال ابن بري في الحواشي: قال الجوهري: الرَّبَاحُ أَيضاً دُوَيبَّة كالسنور يجلب منه الكافور، وقال: هكذا وقع في أَصلي، قال: وكذا هو في أَصل الجوهري بخطه، قال: وهو وَهَمٌ، لأَن الكافور لا يجلب من دابة، وإِنما هو صمغ شجر بالهند.
ورَباحٌ: موضع هناك ينسب إِليه الكافور، فيقال كافور رَباحِيٌّ، وأَما الدُّوَيْبَّةُ التي تشبه السنور التي ذكر أَنها تجلب للكافور فاسمها الزَّبادة، والذي يجلب منها من الطيب ليس بكافور، وإِنما يسمى باسم الدابة، فيقال له الزَّبادة؛ قال ابن دريد: والزبادة التي يجلب منها الطيب أَحسبها عربية، قال: ووقع في بعض النسخ: والرَّباح دويبَّة، قال: والرَّباحُ أَيضاً بلد يجلب منه الكافور؛ قال ابن بري: وهذا من زيادة ابن القطاع وإصلاحه، وخط الجوهري بخلافه.
وزُبُّ الرُّبَّاح: ضرب من التمر.
والرَّبَاحُ: بلد يجلب منه الكافور.
ورَبَاحٌ: اسم؛ ورَبَاح في قول الشاعر: هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ اسم ساقٍ.
والمُرَبِّحُ: فرسُ الحرث بن دُلَفٍ.
والرُّبَحُ: الفصيل كأَنه لغة في الرُّبَع، وأَنشد بيت الأَعشى: مثلما مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ قيل: إِنه أَراد الرُّبَعَ، فَأَبدل الحاء من العين.
والرَّبَحُ: ما يَرْبَحون من المَيْسِر.

ختم (لسان العرب) [0]


خَتَمَه يَخْتِمُه خَتْماً وخِتاماً؛ الأَخيرة عن اللحياني: طَبَعَه، فهو مَختوم ومُخَتَّمٌ، شُدِّد للمبالغة، والخاتِمُ الفاعِلُ، والخَتْم على القَلْب: أَن لا يَفهَم شيئاً ولا يَخرُج منه شيء كأَنه طبع.
وفي التنزيل العزيز: خَتَم اللهُ على قلوبهم؛ هو كقوله: طَبَعَ الله على قلوبهم، فلا تَعْقِلُ ولا تَعِي شيئاً؛ قال أَبو إِسحق: معنى خَتَمَ وطَبَعَ في اللغة واحدٌ، وهو التغطية على الشيء والاستِيثاقُ من أَن لا يَدخله شيء كما قال جلّ وعلا: أَم على قلوب أَقفالُها؛ وفيه: كلا بلْ رَانَ على قلوبهم؛ معناه غَلَبَ وغَطَّى على قلوبهم ما كانوا يكسبون، وقوله عز وجلّ: فإِن يشإِ الله يَخْتِمْ على قلبك؛ قال قتادة: المعنى . . . أكمل المادة إِن يشإِ الله يُنْسِكَ ما آتاكَ، وقال الزجاج: معناه إِن يشإِ الله يَرْبِطْ على قلبك بالصبر على أَذاهم وعلى قولهم أَفْتَرَى على الله كَذِباً.
والخاتَمُ: ما يُوضَع على الطيِّنة، وهو اسم مثل العالَمِ.
والخِتامُ: الطِّينُ الذي يُخْتَم به على الكتاب؛ وقول الأَعشى: وصَهْباء طاف يَهُودِيُّها، وأَبْرَزَها وعليها خَتَمْ أَي عليها طينة مختومة، مِثلُ نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ وقَبَضٍ بمعنى مَقبوضٍ.
والخَتْمُ: المنع.
والخَتْم أَيضاً: حفْظُ ما في الكتاب بتَعْلِيم الطِّينَة.
وفي الحديث: آمين خاتَمُ رب العالمين على عباده المؤمنين؛ قيل: معناه طَابَعُه، وعلامتُه التي تدفَعُ عنهم الأَعراضَ والعاهات، لأَن خاتَمَ الكتاب يَصُونهُ ويمنَعُ الناظرين عما في باطنه، وتفتح تاؤه وتُكْسَرُ، لُغَتان.
والخَتَمُ والخاتِمُ والخاتَمُ والخاتامُ والخَيْتامُ: من الحَلْي كأَنه أَوّل وَهْلة خُتِمَ به، فدخل بذلك في باب الطابَع ثم كثر استعماله لذلك وإِن أُعِدَّ الخاتَمُ لغير الطَّبْع؛ وأَنشد ابن بري في الخَيْتام: يا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرَبِ المُنْشَقّ، أَخَذْتِ خَيْتامي بغير حقّ ويروى: خاتامِي؛ قال: وقال آخر: أَتُوعِدُنا بِخَيْتام الأَمِير قال: وشاهد الخاتام ما أَنشده الفراء لبعض بني عقيل: لئِن كان ما حُدِّثْته اليومَ صادقاً، أَصُمْ في نهارِ القَيْظ للشمس باديا وأَرْكبْ حِماراً بين سَرْجٍ وفَرْوة، وأُعْرِ من الخاتامِ صُغْرَى شِمالِيَا والجمع خَواتِم وخَواتِيم.
وقال سيبويه: الذين قالوا خَواتِيم إِنما جعلوه تكسير فاعالٍ، وإِن لم يكن في كلامهم، وهذا دليل على أَن سيبويه لم يعرف خاتاماً، وقد تَخَتَّم به: لَبِسَهُ؛ ونَهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، عن التختُّم بالذهب.
وفي الحديث: التَّخَتُّم بالياقوت يَنْفي الفقر؛ يُريد أَنه إِذا ذهَبَ مالُه باع خاتَمَه فوجدَ فيه غِنىً؛ قال ابن الأَثير: والأَشبه، إِن صح الحديث، أَن يكون لخاصَّة فيه.
وفي الحديث: أَنه نهى عن لُبْس الخاتَم إِلاَّ لذي سلطان أَي إِذا لَبسه لغير حاجة وكان للزِّينة المَحْضَةِ، فكره له ذلك ورخَّصها للسلطان لحاجته إِليها في خَتْم الكُتُب.
وفي الحديث: أَنه جاءه رجل عليه خاتَمُ شَبَهٍ فقال: ما لي أَجدُ مِنك رَيحَ الأَصنام؟ لأَنها كانت تُتّخذُ من الشَّبَه، وقال في خاتَم الحديد: ما لي أَرى عليكَ حِلْيَةَ أَهلِ النار؟ لأَنه كان من زِيِّ الكفار الذين هم أَصحاب النار.
ويقال: فلان خَتَمَ عليك بابَهُ أَعرَض عنك.
وخَتَم فلان لكَ بابَه إِذا آثرك على غيرك.
وخَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه إِلى آخره. ابن سيده. خَتَم الشيء يَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه، وخَتَمَ الله له بخَير.
وخماتِمُ كل شيء وخاتِمَته: عاقبته وآخِرُه.
واخْتَتَمْتُ الشيء: نَقيض افتَتَحْتُه.
وخاتِمَةُ السورة: آخرُها؛ وقوله أَنشده الزجاج: إِن الخليفَة، إِن الله سَرْبَلَه سِرْبالَ مُلْك، به تُرْجى الخَواتِيمُ إِنما جَمَع خاتِماً على خواتيم اضطراراً.
وخِتامُ كل مَشروب: آخرُه.
وفي التنزيل العزيز: خِتامُه مسك، أَي آخرُه لأَن آخر ما يَجدونه رائحة المسك، وقال عَلْقَمَةُ: أَي خِلْطُه مِسك، أَلم ترَ إِلى المرأَة تقول للطِّيب خِلْطُه مِسكٌ خِلْطُه كذا؟ وقال مجاهد: معناه مِزاجُه مسك، قال: وهو قريب من قول عَلْقَمَة؛ وقال ابن مسعود: عاقِبتُه طَعْم المِسك، وقال الفراء: قرأَ عليّ، عليه السلام، خاتِمُه مِسك؛ وقال: أَما رأَيتَ المرأَةَ تقول للعطَّار اجعل لي خاتِمَه مِسكاً، تريد آخرَه؟ قال الفراء: والخاتِمُ والخِتام متقاربان في المعنى، إِلاَّ أَن الخاتِمَ الاسمُ، والخِتام المصدر؛ قال الفرزدق: فبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعاتٍ، وبِتُّ أَفُضُّ أَغلاقَ الخِتامِ وقال: ومثلُ الخاتِم والخِتام قولك للرجل: هو كريم الطَّابِع والطِّباع، قال: وتفسيره أَن أَحدهم إِذا شرب وَجَدَ آخر كأْسِه ريحَ المِسك.
وخِتامُ الوادي: أَقصاه.
وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم: آخرُهم؛ عن اللحياني؛ ومحمد، صلى الله عليه وسلم، خاتِمُ الأَنبياء، عليه وعليهم الصلاة والسلام. التهذيب: والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم.
وفي التنزيل العزيز: ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين؛ أَي آخرهم، قال: وقد قرئ وخاتَمَ؛ وقول العَجَّاج: مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ إِنما حمله على القراءة المشهورة فكسر، ومن أَسمائه العاقب أَيضاً ومعناه آخر الأَنبياء.
وأَعطاني خَتْمي أَي حَسْبي، قال دُرَيْدُ بن الصِّمّة:وإِني دَعَوْتُ الله، لما كَفَرْتَني، دُعاءً فأَعطاني على ماقِطٍ خَتْمِي وهو من ذلك لأَن حَسْبَ الرجل آخرُ طلبه.
وخَتَم زَرْعَهُ يَخْتِمُه خَتْماً وخَتَم عليه: سقاه أَولَ سَقْيَةٍ، وهو الخَتْم، والخِتام اسم له لأَنه إِذا سقي خُتِم بالرَّجاء، وقد خَتَمُوا على زُروعِهم أَي سَقَوْها وهي كِرابٌ بَعْدٌ؛ قال الطائفي: الخِتام أَن تُثار الأَرض بالبَذْر حتى يَصير البَذْر تحتَها ثم يَسقونها، يقولون خَتَمُوا عليه؛ قال أَبو منصور: وأَصل الخَتْم التغطية، وخَتْم البذر تغطيتُه، ولذلك قيل للزَّرَّاع كافر لأَنه يُغطّي البذر بالتراب.
والخَتْم: أَفواه خَلايا النَّحْل.
والخَتْم: أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شيئاً رقيقاً أَرقّ من شَمَع القُرْص فَتَطْلَيَه به، والخاتَمُ أَقلُّ وضَحِ القوائم.
وفرس مُخَتَّم: بأَشاعِرِه بَياضٌ خفيٌّ كاللُّمَع دون التخديم.
وخاتَمُ الفَرَسِ الأُنثى: الحلْقَة الدُّنْيا من ظَبْيَتها (* قوله «الحلقة الدنيا من ظبيتها» هكذا هو بالأصل، وهو نص المحكم، وفي نسخة القاموس تحريف له فليتنبه له). ابن الأَعرابي: الخُتُمُ فُصُوص مَفاصِل الخَيل، واحدها خِتام وخَتام.
وتَختَّم عن الشيء: تَغافَل وسَكَتَ.
والمِخْتَم: الجَوْزَةُ التي تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ فَيُنْقَدَ بها، تُسمّى التِّير بالفرسية.
وجاء مُتَخَتِّماً أَي مُتَعمِّماً وما أَحسن تَخَتُّمَهُ؛ عن الزجاجي، والله أَعلم.