المصادر:  


بلغ (العباب الزاخر) [50]


بلغْتُ المكان بلوغاً: وصلْت إليه، وكذلك إذا شارفْت عليه، قال الله تعالى: (فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ) أي قاربنه. وقوله تعالى: (إنَّ الله بالِغٌ أمْرَهْ) أي يبْلغ ما يريد. وقوله تعالى: (أيمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ) أي مُؤكَّدة. وبلغ الغلام: أدرك.  وبلغ في الجودة مَبلغاً. وثناء أبلغ: أي مُبالغ فيه، قال رؤبة يمدح المُسبِّح بن الحَوَارِي بن وزياد بن عمرو العَتَكي:
بَلْ قُلْ لِعَبْدِ الله بَلِّغْ وابْلُغِ      مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنَاءِ الأبْلَغِ

وشيء بالغ، أي جيد.
وقال الشافعي رحمه الله- في كتاب النَّكاح: جارية بالغ؛ بغير هاء وهو فصيح حُجة في اللغة.
وقال الأزهري: سمعت فُصحاء العرب يقولون: جارية بالغ وامرأة . . . أكمل المادة عاشق ولحية ناصل، ولو قيل بالغة لم يكن خطأ، لأنه الأصل. ويقال: بُلِغَ فلان على ما لم يُسمَّ فاعله- أي جُهِد، وأنشد أبو عُبيد:
إنَّ الضَّبَابَ خَضَعَتْ رِقابُها      للسَّيْفِ لمّا بُلِغَتْ أحِسَابُها

أي: مجهودها، وأحسابها: شُجَاعتها وقوتها ومناقِبها. وقال ابن عبّاد: التَّبْلغة: الحبل الذي يوصل به الرِّشاء إلى الكَرَب، والجمْع: التَّبالغ. وقال الفَرّاء: أحمق بَلْغ وبَلْغَة وبِلْغٌ بالفتح والكسر-: أي هو مع حماقته يبلغ ما يريد، ويقال: بِلْغٌ مِلْغٌ. قال: ويقال: اللهم سِمْع لا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغٌ وسِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً، ومعناه: نسمع به ولا يتم.
وقال الكسائي: هذا إذا سمع الرجل خبراً لا يُعجبه. ويقال: أمر الله يلْغٌ: أي بالغ، قال الحارث بن حِلّزَةَ اليشكري:
فَهَداهُمْ بالأسْوَدَيْنِ وأمْـرُ      اللهِ بَلْغٌ يَشْقى به الأشقياءُ

والبَلاغة: الفَصَاحة، وقد بلُغ الرجل بالضم-: أي صار بَلِيْغاً أي فصيحاً يُبَلّغ بِفصاحته ما في قلبه نهاية مُراده وضميره. والبَلاغُ: الكِفاية، قال:
بِكِسْرَةٍ جَـيَّدَةِ الـمـضـاغِ      بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ


والبَلاَغُ: الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ.
وقوله تعالى: (هذا بَلاَغٌ للناس): أي هذا القرآن ذو بَلاغٍ للناس: أي ذو بيان كاف.
وقوله تعالى: (فَهَلْ على الرُّسُلِ إلا البَلاغُ المُبيْن) أي الإبلاغ.
وقوله تعالى: (لم يَلْبَثُوا إلا ساعةً من نَهارٍ بَلاغٌ) أي ذلك بَلاغٌ. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: كل رافِعة رَفَعت علينا من البَلاغ فقد حَرَّمْتها أن تُعْضَد أو تُخَبَط إلا لعصفور قَتَب أو مَسَد مخالة أو عصا حديدة. يعني المدينة على ساكِنيها السلام-، أراد: من المُبالغين في التبليغ، يروى بفتح الباء وكسرها فإن كان بالفتح فله وَجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من الكتاب والسنة، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذين بلَّغُونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيتُ عطاءً. والبلاغات: كالوشايات. والبُلْغَة ما يُتَبَلَّغُ به من العيش. والبالِغَاء: الأكارع في لُغة أهل المدينة على ساكِنيها السلام-، قال أبو عُبيد: أصلها بالفارسية: بايْها. وخطيب بِلَغ مثال عِنبٍ-: أي بَلِيْغ، كقولهم: أمر بِرَح أي مُبَرِّح، ولحم زيم ومكان سِوىً ودينفِيم. والبِلَغِيْن في قول عائشة لعلي رضي الله عنهما- حين ظَفِر بها: بلغت منا البِلَغِيْن: أي الدّاهية. أرادت أن الحرب قد جَهَدتْها وبَلَغَتْ منها كل مبلغ. إعرابها طريقان: أحدهما أن يُجرى الأعراب على النون ويُقَرَّ ما قبلها ياء، والثاني أن تُفتح النون أبداً ويُعْرب ما قبلها فيُقال: هذه البِلَغون ولقيت البِلَغِيْنَ وأعوْذ بالله من البِلَغِيْنَ. والإبْلاَغُ والتَّبْلِيْغُ: افيصال، قال أبو زُبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنا النّائينَ إذْ شَحَطُوا      أنَّ الفُؤادَ إليهـمْ شَـيِّقٌ وَلِـعُ

وقوله تعالى: (يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ من رَبِّكَ) وقوله صلى الله عليه وسلم- بلَّغوا عنِّي ولو آية وحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج. وبَلَّغَ بكذا: أي اكتفى به، قال:
تَبَلَّغْ بأخْـلاقِ الـثِّـيَابِ جَـدِيْدَهـا      وبالقَضمِ حتّى يُدْرِكَ الخضْمَ بالقَضْمِ

وقال عُبيد الله بن عُتبة بن مسعود، ويورى لقيس بن ذريح، والقطعة التي منها هذانِ البيتان موجودة في أسعارهما:
تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَـرَابٌ      ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ


ويروى: "صَدَعْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ". أي تكلّف البلوغ حتى بلغ. وتبلّغت به العلة: أي اشتدت. وبالَغ فلان في أمري: أي لم يُقصر. والتركيب يدل على الوصول إلى الشيء.

بَلَغَ (القاموس المحيط) [50]


بَلَغَ المكانَ بُلوغاً: وَصَلَ إليه، أو شارَفَ عليه،
و~ الغُلامُ: أدْرَكَ.
وثَناءٌ أبْلَغُ: مُبالَغٌ فيه.
وشيءٌ بالِغٌ: جَيِّدٌ، وقد بَلَغَ مَبْلَغاً. وجارِيَةٌ بالِغٌ وبالِغَةٌ: مُدْرِكَةٌ.
وبُلِغَ الرجُلُ، كعُنِيَ: جُهِدَ.
والتَّبْلِغَةُ: حَبْلٌ يُوصَلُ به الرِشاءُ إلى الكَرَبِ،
ج: تَبالِغُ.
وأحْمَقُ بَلْغٌ، ويُكسَرُ،
وبَلْغَةٌ، أي: مَعَ حَماقَتِهِ يَبْلُغُ ما يُريدُ، أو نهايَةٌ في الحُمقِ.
واللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ، وسَمْعاً لا بَلْغاً، ويُكْسرانِ، أي: نَسْمَعُ به ولا يَتمُّ، أو يقولهُ مَن سَمِعَ خَبَرَاً لا يُعْجِبُه.
وأمْرُ اللّهِ بَلْغٌ، . . . أكمل المادة أي: بالغٌ نافذٌ، يَبْلُغُ أينَ أُريدَ به،
وجَيْشٌ بَلْغٌ: كذلك.
ورجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ، بكسرهما: خَبيثٌ.
والبَلْغُ، ويكسرُ، وكعِنَبٍ وسَكارَى وحُبارَى: البَليغُ الفَصيحُ، يَبْلُغُ بِعِبارَتِهِ كُنْهَ ضَميره، بَلُغَ ككَرُمَ.
والبَلاغُ، كسَحابٍ: الكِفايَةُ،
والاسمُ من الإِبْلاغِ والتبليغِ، وهما: الإِيصالُ.
وفي الحديثِ: "كلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ علينا مِن البَلاغِ"، أي: ما بَلَغَ من القرآنِ والسُّنَنِ، أو المَعْنَى من ذَوِي البَلاغِ، أي: التَّبْليغِ، أقامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ، ويُرْوَى بالكسر، أي: من المُبالِغِينَ في التَّبْليغِ،
من بالَغَ مُبالَغَةً وبِلاغاً: إذا اجْتَهَدَ ولم يُقَصِّر.
والبَالِغاءُ: الأَكارِعُ، مُعَرَّبُ "بايْهَا".
والبَلاغاتُ: الوِشاياتُ.
والبُلْغَةُ، بالضم: ما يُتَبَلَّغُ به مِنَ العَيْشِ.
والبِلَغِينُ، في قولِ عائشةَ، رضي اللّهُ تعالى عنها، لِعَلِيٍّ، رضي الله تعالى عنه: بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغِينَ، ويضم أوّلُهُ: الداهِيَةُ، أرَادَتْ: بَلَغْتَ مِنَّا كلَّ مَبْلَغٍ، وقد يُجْرَى إعرابُهُ على النونِ، والياءُ يُقَرُّ بِحَالِهِ، أو تُفْتَحُ النونُ ويُعْرَبُ ما قَبْلَهُ.
وبَلَّغَ الفارِسُ تَبْليغاً: مَدَّ يَدَهُ بِعِنانِ فَرَسِهِ لِيَزيدَ في جَرْيِهِ.
وتَبَلَّغَ بكذا: اكتَفَى به،
و~ المَنزِلَ: تَكَلَّفَ إليه البُلوغَ حتى بَلَغَ،
و~ به العلَّةُ: اشْتَدَّتْ.
وبالَغَ في أمري: لم يُقَصِّرْ.

غل (مقاييس اللغة) [50]



الغين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تخلل شيءٍ، وثباتِ شيء،كالشيء يُغْرَزُ. من ذلك قول العرب: غَلَلْتُ الشَّيء في الشّيء، إذا أثبتَّه فيه، كأنه غَرزْتَه. قال:
وعينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرَةٌ      إلى حاجبٍ غُلّ فيه الشُّفُر

والغُلّة والغَليل: العَطَش.
وقيل ذلك لأنَّه كالشَّيء ينْغلُّ في الجَوف بحرارة. يقال بَعيرٌ غَلاَّنُ، أي ظَمْآن.
والغَلَل: الماء الجاري بين الشَّجر.ومنه الغُلول في الغُنم ، وهو أن يخفَى الشَّيء فلا يردَّ إلى القَسْم، كأنَّ صاحبَه قد غَلّه بين ثيابِه.ومن الباب الغِلُّ، وهو الضِّغْن ينْغَلُّ في الصَّدر.فأمَّا قول النبي عليه السلام "لا إغْلالَ ولا إسلال" فالإغلال: الخيانة، والقياس فيه واضحٌ. قال النَّمِر :
جزى الله عنا جمرة ابنةَ . . . أكمل المادة نوفلٍ      جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ

وأمّا الحديث: "ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُؤْمن" فمَنْ قال "لا يُغِلّ" فهو من الإغلال، وهو الخيانة.
ومن قال "لا يَغِلّ" فهو من الغِلّ والضِّغن.ومن الباب الغُلاَّنُ: الأوديةُ الغامضة، واحدها غَالٌّ، وذلك أنَّ سالكَها يَنْغَلُّ فيها.
والغِلالَة: شِعارٌ يُلبَس تحت الثُّوب، وبطانةٌ تُلبَس تحت الدِّرع.ومن الباب الغُلّة، وهو الفِدامُ يكونُ على رأس الإبريق، والجمع غُلَل. قال لَبيد:
لها غُلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ      بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاولا

والغَلغلة: سُرعة السَّير.
ورسالةٌ مُغَلغَلة: محمولةٌ من بلدٍ إلى بلد.
وهو القياس، لأنّها تتخلّل البلاد وتنغلُّ فيها. قال:
أبلِغْ أبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً      وفي العتابِ حياة بين أقوامِ

ومن الباب الغَليل: النَّوَى يُغَلّ في القَتّ يُخلَطُ به ، تُعلَفُه الإبل. قال:
سُلاّءةٌ كعصا النَّهدِيِّ غُلَّ لها      [ذو فيئةٍ] من نَوَى قُرَّانَ معجومُ

بلغ (لسان العرب) [50]


بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى، وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ: قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى: مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ. بالشيء: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه. حديث الاسْتِسْقاء: واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين؛ البَلاغُ: ما يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب.
والبَلاغُ: ما بَلَغَكَ. الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز: تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ وتقول: له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي . . . أكمل المادة كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ الرِّساةَ.
والبَلاغُ: الإِبْلاغُ.
وفي التنزيل: إِلاَّ بَلاغاً من الله ورسالاتِه، أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ به.
والإِبلاغُ: الإِيصالُ، وكذلك التبْلِيغُ، والاسم منه البَلاغُ، وبَلَّغْتُ الرِّسالَ. التهذيب: يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام التبْلِيغِ.
وفي الحديث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا (* قوله« رفعت عنا» كذا بالأصل، والذي في القاموس: علينا، قال شارحة:وكذا في العباب.) من البلاغ فَلْيُبَلِّغْ عَنّا، يروى بفتح الباء وكسرها، وقيل: أَراد من المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى واحد، وإِن كانت الرواية من البلاغ بفتح الباء فله وجهان: أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن، والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ، فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الكسر فقال الهرويّ: أُراه من المُبالِغين في التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر، والمعنى في الحديث: كلُّ جماعةٍ أَو نفس تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ.
وأَما قوله عز وجل: هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ به. الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه. الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ، وكذلك بَلَغَتِ الجاريةُ. التهذيب: بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا، وهما بالِغانِ.
وقال الشافعي في كتاب النكاح: جارية بالِغٌ، بغير هاء، هكذا روى الأَزهريّ عن عبد الملك عن الربيع عنه، قال الأَزهري: والشافعي فَصِيحٌ حجة في اللغة، قال: وسمعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ، وهكذا قولهم امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ، قال: ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن خطأً لأَنه الأَصل. المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا شارَفْتَ عليه؛ ومنه قوله تعالى: فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ، أَي قارَبْنَه. النبْتُ: انتهَى.
وتَبالَغ الدِّباغُ في الجلد: انتهى فيه؛ عن أَبي حنيفة. النخلةُ وغيرُها من الشجر: حان إدْراكُ ثمرها؛ عنه أَيضاً.
وشيءٌ بالغ أَي جيِّدٌ، وقد بلَغَ في الجَوْدةِ مَبْلغاً. أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بالفتح، أَي بالِغٌ من وقوله تعالى: إِن الله بالغ أَمره.
وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ: نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به؛ قال الحرث بن حِلِّزةَ: فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ الْـ ـلَهِ بَلْغٌ بَشْقَى به الأَشْقِياءُ وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلك.
ويقال: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٍ، وقد ينصب كل ذلك فيقال: سَمعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً، وذلك إِذا سمعت أَمراً منكراً أَي يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ. تقول للخبر يبلغ واحدَهم ولا يحققونه: سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَي نسمعه ولا يَبْلُغنا. بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه (* قوله« من حماقته» عبارة القاموس: مع حماقته.) يبلغ ما يريده، وقيل: بالغ في الحُمْقِ، وأَتْبَعُوا فقالوا: بِلْغٌ مِلْغٌ.
وقوله تعالى: أَمْ لكم أَيمان علينا بالغةٌ؛ قال ثعلب: معناه مُوجَبَةٌ أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِيَ بها، وقال مرة: أَي قد انتهت إِلى غايتها، وقيل: يمينٌ بالغة أَي مؤكَّدةٌ.
والمُبالَغةُ: أَن تَبْلُغَ في الأَمر جُهْدَك.
ويقال: بُلِغَ فلان أَي جُهِدَ؛ قال الراجز: إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها للسيفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها أَي مَجْهودُها (* قوله« أي مجهودها» كذا بالأصل، ولعله جهدت ليطابق بلغت،) وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها.
وأَمرٌ بالغ: جيد.
والبَلاغةُ: الفَصاحةُ. والبِلْغُ: البَلِيغُ من الرجال.
ورجل بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه، والجمعُ بُلَغاءُ، وقد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً.
وقولٌ بَلِيغٌ: بالِغٌ وقد بَلُغَ. كالوِشاياتِ. البَلاغةُ؛ عن السيرافي، ومثَّل به سيبويه. أَيضاً: النّمَّام؛ عن كراع. الذي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ بعض. به مرضُه: اشتَّدّ. به البِلَغِينَ بكسر الباء وفتح اللام وتخفيفها؛ عن ابن الأَعرابي، إِذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وأَذاهُ. والبِلَغِينُ. الدّاهيةُ: وفي الحديث: أَن عائشة قالت لأَمير المؤمنين عليّ، عليه السلام، حين أُخِذَتْ يومَ الجملِ: قد بَلَغْتَ مِنّا البُِلَغِينَ؛ معناه أَنَّ الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ، يروى بكسر الباء وضمها مع فتح اللام، وهو مَثَلٌ، معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ. أَبو عبيد في قولها قد بَلَغْتَ منا البُِلَغِينَ: إنه مثل قولهم لَقِيتَ منا البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ، وكل هذا من الدَّواهِي، قال ابن الأَثير: والأَصل فيه كأَنه قيل: خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ، وأَمْرٌ بُرَحٌ وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح، ثم جمعا على السلامة إِيذاناً بأَنَّ الخطوب في شدّة نِكايَتِها بمنزلة العُقلاء الذين لهم قَصْد وتعمُّد.
وبالَغَ فلان في أَمْرِي إذا يُقَصِّر فيه. ما يُتَبَلَّغُ به من العيش، زاد الأَزهري: ولا فَضْلَ فيه.وتَبَلَّغ بكذا أَي اكتفَى به. الشيْبُ في رأْسه: ظهر أَوّلَ ما يظهر، وقد ذكرت في العين المهملة أَيضاً، قال: وزعم البصريون أَن ابن الأَعرابي صحّف في نوادِرِه فقال مكان بَلّعَ بَلَّغَ الشيبُ، فلما قيل له إِنه تصحيف قال: بَلَّعَ وبَلَّغَ. قال أَبو بكر الصُّوليُّ: وقرئ يوماً على أَبي العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا ، فقال: الذي أَكتب بَلَّغ، كذا قال بالغين معجمة.
والبالِغاءُ: الأَكارِعُ في لغة أَهل المدينة، وهي بالفارسية بايْها. سَيْر يُدْرج على السِّيَة حيث انتهى طرَفُ الوَتَر ثلاث مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة اسماً كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر، فتفهَّمه.

أبلغه (المعجم الوسيط) [0]


 الشَّيْء وَإِلَيْهِ أوصله إِلَيْهِ 

المَلْأَكُ (القاموس المحيط) [0]


المَلْأَكُ والمَلْأَكَةُ: الرِّسالَةُ.
وألِكْنِي إلى فُلانٍ: أبْلِغْهُ عَنِّي، أصْلُهُ: ألْئِكْنِي، حُذِفَتِ الهَمْزَةُ، وأُلْقِيَتْ حَرَكَتُها على ما قَبْلَها.
والمَلْأَكُ: المَلَكُ، لأنه يُبَلِّغُ عن اللهِ تعالى، وَزْنُه: مَفْعَلٌ، والعينُ مَحذوفَةٌ أُلْزِمَتِ التَّخْفيفَ إلاَّ شاذّاً.

سَغَمَ (القاموس المحيط) [0]


سَغَمَ جارِيَتَهُ، كَمَنَعَ: جامَعَها، أو هو أن لا يُحِبَّ أنْ يُنْزِلَ فَيُدْخِلَ ثم يُخْرِجَ.
وككتِفٍ: السَّيِّئُ الغِذاء.
والمُسَغَّمُ، كمُعَظَّمٍ: الحَسَنُ الغِذاء، والغُلامُ المُمْتَلِئُ البَدَنِ نَعْمَةً،
وقد أُسْغِمَ وسُغِّمَ، بضَمِّهِما.
ورَغْماً له دَغْماً سَغْماً: تَوْكِيدانِ لِرَغْماً، بلا واوٍ.
وأسْغَمَهُ: أبلَغَ إلى قَلْبِهِ الأَذَى.
والتَّسْغِيمُ: التَّجْريعُ.

حزب (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والزاء والباء أصلٌ واحد، وهو تجمُّع الشيء. فمن ذلك الحِزب الجماعة من النّاس. قال الله تعالى: كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم 32].
والطائفة من كلِّ شيءٍ حِزْبٌ. يقال قرأَ حِزْبَهُ من القرآن.
والحِزْباء: الأرض الغليظة.
والحَزَابِيَةُ: الحِمار المجموع الخَلْق.ومن هذا الباب الحيزبُون: العجوز، وزادوا فيه الياء والواو والنون، كما يفعلونه في مثل هذا، ليكون أبلغ في الوصف الذي يريدونه.

فـتح (مقاييس اللغة) [0]



الفاء والتاء والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلافِ الإغلاق.يقال: فتحت البابَ* وغيرَه فتحاً. ثمَّ يحمل على هذا سائرُ ما في هذا البناء. فالفَتْح والفُِتاحة: الحُكْم.
والله تعالى الفاتح، أي الحاكم. قال الشَّاعر في الفُِتاحة:
ألاَ أَبْلِغْ بني عوفٍ رسولاً      بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ

والفَتح: الماء يَخرُج من عينٍ أو غيرها.
والفَتْح. النَّصر والإظفار.
واستفتحت: استَنْصَرت.
وفي الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يَستفتحُبصَعاليك المهاجرين والأنصار.
وفَواتحُ القُرآنِ: أوائل السُّوَر.
وبابٌ فُتُحٌ، أي واسع مفتوح.

سَبَغَ (القاموس المحيط) [0]


سَبَغَ الشيءُ سُبُوغاً: طالَ إلى الأَرْضِ،
و~ النِعْمَةُ: اتَّسَعَتْ،
و~ لِبَلَدِه: مالَ إليه ووَصَلَهُ.
وناقَةٌ سابِغَةٌ الضُّلُوعِ، وعَجِيزَةٌ، وألْيَةٌ، وعِمَّةٌ، ومَطْرَةٌ.
ودِرْعٌ سابِغَةٌ: تامَّةٌ طَويلَةٌ.
ولِثَةٌ سابِغَةٌ: قَبِيحَةٌ.
وفَحْلٌ سابِغٌ: طَويلُ الجُرْدانِ.
وبَيْضَةٌ لها سابِغٌ، أي: لها تَسابُغٌ،
وتَسْبِغُها وتَسْبِغَتُها، ويُفْتَحُ ثالِثُهُما: ما تُوصَلُ به البَيْضَةُ من حَلَقِ الدِرْعِ فَتَسْتُرُ العُنُقَ.
والسَّبْغَةُ: السَّعَةُ، والرَّفاهِيَةُ.
ورجُلٌ سُبُغٌ، كعُنُقٍ: عليه دِرْعٌ سابِغَةٌ.
وأسْبَغَ اللَّهُ النِعْمَةَ: أتَمَّها،
و~ الوُضُوءَ: أبْلَغَهُ مَواضِعَهُ، ووَفَّى كُلَّ عُضْوٍ حَقَّهُ.
وسَبَّغَتِ الحامِلُ تَسْبيغاً: ألْقَتْ ولَدَها وقد أشْعَرَ.

البِظْماجُ (القاموس المحيط) [0]


البِظْماجُ، بالكسرِ والظَّاءِ المُعْجَمَةِ، من الثِّيابِ: ما كانَ أحَدُ طَرَفَيْهِ مُخْمَلاً، أو وسَطُهُ مُخْمَلٌ وطَرَفاهُ مُنَيَّرانِ.
بَعَجَهُ، كمَنَعَه: شَقَّهُ،
كبَعَّجَهُ، فهو مَبْعُوجٌ وبَعيجٌ.
وبَعَجَهُ الحُبُّ: أوْقَعَهُ في الحُزْنِ، وأَبْلَغَ إليهِ الوَجْدَ.
ورَجُلٌ بَعِجَ، ككَتِفٍ: كأَنَّه مَبْعُوجُ البَطْنِ مِنْ ضَعْفِ مَشْيِهِ.
وانْبَعَجَ: انْشَقَّ،
و~ السَّحابُ: انْفَرَجَ مِنَ الوَدْقِ، كتَبَعَّجَ، والباعِجَةُ: مُتَّسَعُ الوادِي.
وباعِجَةُ القِرْدانِ: ع م.
وامرأةٌ بَعيجٌ: بَعَجَتْ بَطْنَها لِزَوْجِها، ونَثَرَتْ.
وبَعَجَ بَطْنَهُ لكَ: بالَغَ في نُصْحِكَ.
وبَعْجَةُ بنُ زَيْدٍ: صحابِيٌّ، وابنُ عبدِ اللَّهِ تابِعيٌّ.
وبُعْجَةُ بنُ قَيْسٍ، بالضم: وَلِيَ صَدَقاتِ كَلْبٍ للمَنْصُورِ.
وبنُو بُعْجَةَ: قبيلَةٌ م.

أزر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأَزْرَ: القُوَّة.
وقوله تعالى: "اُشْدُدْ به أَزْري"، أي ظهري، ومَوضعَ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ.
وآزَرْتُ فلاناً، أي عاونْته.
والإزارُ معروفٌ، يذكّر ويؤنث، والإزارَةُ مثله.
وقال الأعشى:
فُلُ في البَقيرِ وفي الإزارَةْ      كَتَـمَـيُّلِ الـنَـشـوانِ يَرْ

وجمع القِلَّة آزِرَةٌ والكثير أُزُرٌ.
وقول الشاعر:
فِدىً لك من أخي ثِقَةٍ إزاري      ألا أَبْلِغْ أَبا حَفْـصٍ رسـولاً

قال أبو عُمَر الجرمي: يريد بالإزارِ هاهنا المرأة.
والمِئْزَرُ: الإزارُ.
ويقال: أَزَّرْتُهُ تأْزيراً فتأَزَّرَ.
وأتَزَرَ إزْرةً حسنة.
وتَأزَّر النَبت: التفَّ واشتدّ. قال الشاعر:
رُباهُ وحتَّى ما تَرى الشاَّءَ نوَّما      تأَزَّرَ فيه النَبْتُ حتَّى تَخايَلَـتْ

الأَحَدُ (القاموس المحيط) [0]


الأَحَدُ: بمعنَى الواحِدِ، ويَوْمٌ من الأَيَّامِ،
ج: آحادٌ وأُحْدانٌ، أو ليس له جَمْعٌ،
أوِ الأحَدُ: لا يُوْصَفُ به إلاَّ الله سُبْحانَهُ وتعالى لِخُلوصِ هذا الاسْمِ الشَّريفِ له تعالى.
ويقالُ لِلأَمْرِ المُتَفاقِم: إحدى الإِحَدِ.
وفُلانٌ أحدُ الأَحَدِينَ، ووَاحِدُ الأَحَدِينَ.
وواحِدُ الآحادِ، وإحْدَى الإِحَدِ، أي: لا مِثْلَ له، وهو أبْلَغُ المَدْحِ.
وأتى بإحْدى الإِحَدِ، أي: بالأَمْرِ المُنْكَرِ العظيمِ.
وأحِدَ، كسَمِعَ: عَهِدَ.
وأُحُدٌ، بضمَّتَيْنِ: جبلٌ بالمدينة، ومحركةً: ع، أو هو مُشَدَّدُ الدالِ، فَيُذْكَرُ في: ح د د.
واسْتَأَحَدَ (واتَّحَدَ): انْفَرَدَ.
وجاؤوا أُحادَ أُحادَ، مَمْنوعَيْنِ لِلعَدْلِ، أي: واحِداً واحِداً.
وما اسْتَأحَدَ به: لم يَشْعُرْ.
وأحَّدَ العَشَرَة تَأحيداً، أي: صَيَّرها أَحَدَ عَشَرَ،
. . . أكمل المادة و~ الاثْنَيْنِ، أي: واحدَةً.
ويقالُ: ليس للواحِدِ تَثْنِيَةٌ، ولا لِلاثْنَيْنِ واحِدٌ من جِنْسِهِ.

جهد (الصّحّاح في اللغة) [0]


الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقةُ.
وقرئ: "والذين لا يَجِدون إلا جَهْدَهُمْ" و"جُهْدَهُمْ". قال الفراء: الجُهْدُ بالضم الطاقةُ.
والجَهْدُ بالفتح من قولك: اجْهَدْ جَهْدَكَ في هذا الأمر، أي ابلُغ غايتك.
ولا يقال اجْهَدْ جُهْدَكَ.
والجَهْدُ: المشقَّةُ. يقال: جَهَدَ دابته وأَجْهَدَها، إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها.
وجَهَدَ الرجل في كذا، أي جَدَّ فيه وبالغ.
وجَهَدْتُ اللبنَ فهو مَجْهودٌ، أي أخرجت زُبده كله.
وجَهَدْتُ الطعامَ: اشتهيته.
والجاهدُ: الشَهْوانُ.
وجُهِدَ الطعامُ وأُجْهِدَ، أي اشْتُهِيَ.
وجَهَدْتُ الطعامَ، إذا أكثرتَ من أكله.
ومرعَى جهيدٌ: جَهَدَهُ المال.
وجُهِدَ الرجل فهو مَجْهودٌ، من المشقةِ، يقال أصابهم قُحوطٌ من المطر فجُهِدوا جَهْداً شديداً.
وجَهِدَ عيشهم بالكسر، أي نَكِدَ واشتدَّ.
والجَهادُ بالفتح: الأرضُ الصُلبةُ.
وجاهَدَ في سبيل الله مجاهدةً وجهاداً.
والاجتهادُ والتَجاهُدُ: بذل الوُسعِ . . . أكمل المادة والمجهودِ.

نحس (الصّحّاح في اللغة) [0]


النَحْسُ: ضد السعد، وقرئ قوله تعالى: "في يومٍ نَحْسٍ" على الصفة، والإضافةُ أكثر وأجودُ.
وقد نَحِسَ الشيءُ بالكسر فهو نَحِسٌ أيضاً. قال الشاعر:
طَيًّا وبَهْراءَ قومٌ نَصْرُهُمْ نَحِسُ      أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَهُـم

ومنه قيل: أيامٌ نَحِساتٌ.
والنُخاسُ معروفٌ.
والنُحاسُ أيضاً: دخانٌ لا لَهَبَ فيه. قال نابغة بني جَعدَة:
طِ لم يَجْعَلِ الله فيه نحاسـا      يُضيءُ كضَوءِ سِراجِ السَلي

 والنِحاسُ بالكسر: الطبيعةُ والأصلُ. يقال: فلانٌ كريمُ النِحاسِ والنُحاسِ أيضاً بالضم، أي كريمُ النُجارِ. قال أبو زيد: يقال تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبارِ، إذا تَخَبَّرْتَ عنها وتتبَّعتَها بالاستخبار، ويكون ذلك سرًّا وعَلانيةً.
وكذلك اسْتَنْحَسْتُ الأخبار وعن الأخبار.

اللِّسانُ (القاموس المحيط) [0]


اللِّسانُ: المِقْوَلُ، ويُؤَنَّثُ
ج: ألْسِنَةٌ وألْسُنٌ ولُسْنٌ، واللُّغَةُ، والرِّسالَةُ، والمُتَكَلِّمُ عن القَوْمِ، ط وأرضٌ بظَهْرِ الكُوفَةِ، وشاعِرٌ فارِسٌ مِنْقَرِيٌّ ط،
و~ من المِيزانِ: عَذَبَتُه.
ولِسانُ الحَمَلِ: نباتٌ، أصْلُهُ يُمْضَغُ لوَجَعِ السِّنِّ، ووَرَقُه قابِضٌ مُجَفِّفٌ نافعٌ ضِمادُهُ للقُروحِ الخَبِيثةِ، ولِداءِ الفِيلِ، والنارِ الفارِسِيَّةِ، والنَّمْلَةِ، والشَّرَى، وقَطْعِ سَيَلانِ الدَّم، وعَضَّةِ الكَلْبِ، وحَرْقِ النارِ، والخَنازِيرِ، وَوَرَمِ اللَّوْزَتَيْنِ، وغيرِ ذلك.
ولِسانُ الثَّوْرِ: نَباتٌ مُفَرِّحٌ جدّاً، مُلَيِّنٌ، يُخْرِجُ المِرَّةَ الصَّفْراءَ، نافِعٌ للخَفَقَانِ.
ولِسانُ العَصافيرِ: ثَمَرُ شَجَرِ الدَّرْدارِ، باهِيٌّ جِدًّا، نافِعٌ من وجَعِ الخاصِرَةِ، والخَفَقَانِ، مُفَتِّتٌ للحَصَى.
ولِسانُ الكَلْبِ: نَباتٌ له بِزْرٌ دَقِيقٌ أصْهَبُ، وله أصْلٌ أبْيَضُ ذُو شُعَبٍ مُتَشَبِّكَةٍ، يُدْمِلُ القُروحَ، ويَنْفَعُ الطِّحالَ.
. . . أكمل المادة ولِسانُ السَّبُعِ: نَباتٌ، شُرْبُ ماءِ مَطْبُوخِهِ نافِعٌ للحَصاةِ.
وألْسَنَهُ قَوْلَه: أبْلَغَه. واللِّسْنُ، بالكسر: الكلامُ، واللُّغَةُ،
واللِّسانُ، ومحرَّكاً: الفَصاحَةُ، لَسِنَ، كفَرِحَ، فهو لَسِنٌ وألْسَنُ.
ولَسَنَهُ: أَخَذَهُ بِلِسانِهِ،
وغَلَبَهُ في المُلاسَنَةِ لِلمُناطَقَةِ،
و~ النَّعْلَ: خَرَطَ صَدْرَها، ودَقَّقَ أعْلاها،
و~ الجارِيَةَ: تَنَاولَ لِسانَهَا تَرَشُّفاً،
و~ العَقْرَبُ: لَدَغَتْ.
واللَّسِنُ، ككَتِفٍ ومُعَظَّمٍ: ما جُعِلَ طَرَفُهُ كطَرَفِ اللِّسانِ.
والمَلْسُونُ: الكَذَّابُ.
وألْسَنَهُ فَصيلاً: أعارَهُ إيَّاهُ ليُلْقِيَهُ على ناقَتِهِ، فَتَدُرَّ عليه، فَيَحْلُبَها، كأَنَّه أعارَهُ لِسانَ فَصِيلِه.
وتَلَسَّنَ الفَصيلَ: فَعَلَ به ذلك.
واللُّسَّانُ، كزُنَّارٍ: عُشْبَةٌ.
ولَسْنُونَةُ: ع.
وكمِنْبَرٍ: الحَجَرُ يُجْعَلُ على بابِ البَيْتِ الذي يُبْنَى للضَّبُعِ.
والإِلْسانُ: الإِبْلاغُ للرِّسالةِ.
ألْسِنِّي فُلاناً،
وألْسِنْ لي فُلاناً كذا وكذا، أي: أبْلِغْ لي.
والمُتَلَسِّنَةُ من الإِبِلِ: الخَلِيَّةُ.
وظَهْرُ الكُوفَةِ كانَ يقالُ له: اللِّسانُ.
والمُلَسَّنَةُ من النِّعالِ، كمُعَظَّمٍ: ما فيها طُولٌ ولَطافَةٌ كهَيْئَةِ اللِّسانِ،
وكذلك امْرَأَةٌ مُلَسَّنَةُ القَدَمَيْنِ.
وفُلانٌ يَنْطِقُ بلِسانِ الله، أي: بِحُجَّتِهِ وكلامِهِ.
وهْوَ لِسانُ القَوْمِ: المُتَكَلِّمُ عنهم.
ولسانُ النارِ: شُعْلَتُها، وقد تَلَسَّنَ الجَمْرُ.

ألك (لسان العرب) [0]


في ترجمة علج: يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل، وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج. الليث: الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة، سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب: الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ، والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ. ابن سيده: أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه.
والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم؛ قال لبيد: وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ قال الشاعر: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً، عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ قال ابن بري: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛ . . . أكمل المادة وقال فيها: يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ، إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قال: وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وقوله: أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ: أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب. قال ابن سيده: ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه؛ فأَما قول عديّ بن زيد: أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً: أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار فإِن سيبويه قال: ليس في الكلام مَفْعُل، وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال: مَأْلُك جمع مَأْلُكة، وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة، والذي روي عن ابن عباس أَقيس (* قوله «والذي روي عن ابن عباس أقيس» هكذا في الأصل)؛ قال ابن بري: ومثله مَكْرُم ومَعُون، قال الشاعر: ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم وقال جميل: بُثَيْنَ الْزَمي لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه، على كثرةِ الوَاشينَ، أَيّ مَعُون قال: ونظير البيت المتقدم قول الشاعر: أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً، أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ: من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول ويقال: أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك، وهي الرسالة، وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً، والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها، فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة، وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة، إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم: ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي ولا أَتَهَيَّبُها، وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل، وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل؛ وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة: أَلِكْني إِليها بالسلام، فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها، وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ؛ قال عمرو بن شَأْسٍ: أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً، بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه، وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة؛ والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس: أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ الـ ـإِله، فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه، وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام؛ وعليه قول الشاعر: أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً، سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه: أَلِكْني إِلى قومي، وإِن كنتُ نائياً، فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وهي الرسالة.
وقال كراع: المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي.
وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك. ابن الأَنباري: يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني، وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني، والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة؛ وأَنشد: أَلِكْني إِليها بخير الرسو لِ، أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ قال: ومن بنى على الأَلوك قال: أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً؛ وأَنشد: أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا قال أَبو منصور: أَلِكْني أَلِكْ لي، وقال ابن الأَنباري: أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه؛ وقا ل أَبو عبيد في قوله: أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك، والمَلَكُ مشتق منه، وأَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك؛ وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر:فلسْتَ لإِنْسيٍّ،.
ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب، ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة، وقد قالوا المَلائك. ابن السكيت: هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب.
والملائكة: جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان، وأَصله مَلأَك كما ترى.
ويقال: جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته.

ألك (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة واللام والكاف أصلٌ واحد، وهو تَحمُّلُ الرِّسالة. قال الخليل: الأَلُوكُ الرسالة، وهي المألُكَةُ على مَفْعَُلَة. قال النابغة:
ألِكْني يا عُييْنَُ إليك قولاً      ستحمِلُه الرُّواة إليكَ عَنِّي

قال: وإنما سمِّيت الرسالة أَلُوكاً لأنها تؤلَكُ في الفم، مشتقٌّ من قول العرب: الفرس يَألَكُ باللّجام ويعلُكه، إذا مضغ الحديدة. قال: ويجوز للشاعر تذكير المَأْلَكَة. قال عديّ:
أبْلِغِ النُّعمان عنّي مألُكاً      أنَّه قد طال حَبْسي وانتظاري

وقول العرب: "أَلِكْني إلى فلانٍ"، المعنى تَحَمَّلْ رسالتي إليه. قال:
ألِكْني إليها عَمْرَك اللهَ يا فَتَى      بآيةِ ما جاءت إلينا تهادِيا

قال أبو زيد: أَلَكْته أُلِيكُهُ إلاكةً، إذا أرسلته. قال يونس بن حبيب: استلأك فلانٌ لِفلان أي . . . أكمل المادة ذهب برسالته، والقياس استألك.

الجَهْدُ (القاموس المحيط) [0]


الجَهْدُ: الطاقَةُ، ويضمُّ، والمَشَقَّةُ.
واجْهَدْ جَهْدَكَ: ابْلُغْ غايَتَكَ.
وجَهَدَ، كمَنَعَ: جَدَّ،
كاجْتَهَدَ،
و~ دابَّتَه: بَلَغَ جَهْدَها،
كأَجْهَدَها،
و~ بِزَيْدٍ: امْتَحَنَه،
و~ المَرَضُ فلاناً: هَزَلَه،
و~ اللَّبَنَ: أخْرَجَ زُبْدَهُ كُلَّه،
و~ الطَّعامَ: اشْتهاهُ،
كأَجْهَدَه، وأكْثَرَ من أكْلِهِ.
وجَهِدَ عَيْشُه، كفَرِحَ: نَكِدَ، واشْتَدَّ.
وجَهْدُ البلاءِ: الحالةُ التي يُخْتارُ عليها الموْتُ، أو كثْرَةُ العِيالِ، والفَقْرُ.
وجَهْدٌ جاهِدٌ: مُبالَغَةٌ.
وكسَحابٍ: الأرضُ الصُّلْبَةُ لا نَباتَ بها، وثَمَر الأَرَاكِ، وبالكسر: القِتالُ مع العَدُوِّ،
كالمُجاهَدَةِ.
وأجْهَدَ الشَّيْبُ: كثُرَ، وأسْرَعَ،
و~ الأرضُ: بَرَزَتْ،
و~ الحَقُّ: ظَهَرَ، ووضَحَ،
و~ في الأَمْرِ: احْتاطَ،
و~ الشيءُ: اخْتَلَطَ،
و~ مالَهُ: أفْناه وفَرَّقَه،
و~ العَدُوُّ: جَدَّ في العَداوَةِ،
و~ لي . . . أكمل المادة القومُ: أشْرَفوا،
و~ لك الأَمْرُ: أمْكَنَكَ.
وجُهاداكَ أن تَفْعَلَ: قُصاراكَ.
وبنو جُهادَةَ: بطْنٌ منهم.
والجُهَيْدَى، مُخَفَّفَةً: الجَهْدُ.
ومرْعًى جَهيدٌ: جَهَده المالُ: وقولُه تعالى:
{جَهْدَ أَيْمانِهمْ}، أي: بالَغُوا في اليمينِ، واجْتَهَدوا.
والتَّجاهُدُ: بَذْلُ الوُسْعِ،
كالاجْتهادِ.

قيأ (لسان العرب) [0]


القَيْءُ، مهموز، ومنه الاسْتِقاءُ وهو التكَلُّفُ لذلك، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ وأَكثر.
وفي الحديث: لو يَعْلَمُ الشَّارِبُ قائماً ماذا عليه لاسْتَقاءَ ما شرب. قاءَ يَقيءُ قَيْئاً، واسْتَقاءَ، وتَقَيَّأَ: تَكَلَّفَ القَيْءَ.
وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلم، اسْتَقَاءَ عامِداً، فأَفْطَرَ. هو اسْتَفْعَلَ من القَيْءِ، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ منه، لأَنَّ في الاسْتِقاءة تكلُّفاً أَكثر منه، وهو استِخراجُ ما في الجَوْفِ عامداً.وقَيَّأَه الدَّواءُ، والاسم القُيَاءُ.
وفي الحديث: الراجِعُ في هِبَتِه كالراجِعِ في قَيْئِه.
وفي الحديث: مَنْ ذَرَعَه القَيْءُ، وهو صائم، فلا شيءَ عليه، ومَنْ تَقَيَّأَ فعليه الإِعادةُ، أَي تَكَلَّفَه وتعَمَّدَه.
وقَيَّأْتُ الرجُلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يَتَقَيَّأُ منه.
وقاءَ فلان ما أَكل يَقِيئُه قَيْئاً إِذا . . . أكمل المادة أَلقاه، فهو قاءٍ.
ويقال: به قُيَاءٌ، بالضم والمد، إِذا جَعل يُكثِر القَيْءَ.
والقَيُوءُ، بالفتح على فَعُول: ما قَيَّأَكَ.
وفي الصحاح: الدواءُ الذي يُشرب للقَيْءِ.
ورجل قَيُوءٌ: كثير القَيْءِ.
وحكى ابن الأَعرابي: رجل قَيُوٌّ، وقال: على مثال عَدُوٍّ، فإِن كان إِنما مثَّله بِعدُوٍّ في اللفظ، فهو وجِيهٌ، وإِن كان ذَهَب به إِلى أَنه مُعتلّ، فهو خَطَأٌ، لأَنَّا لم نعلم قَيَيْتُ ولا قَيَوْتُ، وقد نفى سيبويه مثل قَيَوْتُ، وقال: ليس في الكلام مثل حَيَوْتُ، فإِذاً ما حكاه ابن الأَعرابي من قولهم قَيُوٌّ، إِنما هو مخفف من رجل قَيُوءٍ كَمَقْرُوٍّ من مَقْرُوءٍ. قال: وإِنما حكينا هذا عن ابن الأَعرابي لِيُحْتَرَسَ منه، ولئلا يَتَوَهَّمَ أَحد أَن قَيُوّاً من الواو أَو الياء، لا سيما وقد نظَّره بعدُوٍّ وهَدُوٍّ ونحوهما من بنات الواو والياء. وقاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ: أَخرجَتْها وأَظْهَرَتْها.
وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي اللّه عنهما: وَبَعَجَ الأَرضَ فَقَاءَتْ أُكْلَها، أَي أَظهرت نَباتَها وخَزائنَها.
والأَرض تَقيءُ النَّدَى، وكلاهما على المثل.
وفي الحديث: تَقِيءُ الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها، أَي تُخْرِجُ كُنُوزَها وتَطْرَحُها على ظهرها.
وثوب يَقِيءُ الصَّبْغَ إِذا كان مُشْبَعاً.
وتَقَيَّأَتِ المرأَةُ: تَعَرَّضَتْ لبَعْلِها وأَلْقَتْ نَفْسَها عليه. الليث: تَقَيَّأَتِ المَرأَةُ لزوجها، وتَقَيُّؤُها: تَكَسُّرها له وإِلقاؤُها نفسَها عليه وتَعَرُّضُها له. قال الشاعر: تَقَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ * لِعابِسٍ، جافي الدَّلالِ، مُقْشَعِرّ قال الأَزهري: تَقَيَّأَتْ، بالقاف، بهذا المعنى عندي: تصحيف، والصواب تَفَيَّأَتْ،بالفاءِ، وتَفَيُّؤُها: تَثنِّيها وتَكَسُّرها عليه، من الفَيْءِ، وهو الرُّجوع.

هجرس (لسان العرب) [0]


الهِجْرِسُ، بالكسر: ولد الثعلب، وعَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب: واستعاره الحطيئة للفرزدق فقال: أَبْلِغ بَني عَبْسٍ، فإِنَّ نِجارَهُمْ لُؤْمٌ، وإِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ وروي عن المفضل أَنه قال: الهقالِس والهَجارِسُ الثعالب، وأَنشد: وتَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها، كُدْرٌ بَواكِرُ، والهَجارِس تَنْحَبُ وقيل: الهَجارِسُ جميع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب وفوق اليَرْبوع؛ قال الشاعر: بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ، غَدَّا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ الليث: الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب، قال: وقد يوصف به اللئيم؛ وأَنشد: وهِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ وقال: رَمَتْني الأَيام عن هَجارِسِها أَي شدائدها.
وفي الحديث: أَن عُيَيْنَة بن حصن مدَّ رجليه بين يدي سيدنا رسول اللَّه، صلى . . . أكمل المادة اللَّه عليه وسلم، فقال له فلان: يا عَيْنَ الهِجْرِسِ، أَتَمُدُّ رجليك بين يدي رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؟ الهِجْرِس: ولد الثعلب.
والهِجْرِس أَيضاً: القِرْد. أَبو مالك: أَهل الحجاز يقولون الهِجْرِس القرْد، وبنو تميم يجعلونه الثعلب.
والهِجْرسُ: اسم:

شكم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الشُكْمُ بالضم: الجزاء، فإذا كان العطاء ابتداءً فهو الشُكْدُ بالدال. تقول منه: شَكَمْتُهُ، أي جَزَيته.
وفي الحديث أنَّه عليه الصلاة والسلام احْتَجَمَ ثم قال: "اشْكُموهُ" أي أعطوه أجره. قال الشاعر:
جَزْلَ العطاءِ وعاجِلَ الشُكْمِ      أَبْلِغْ قَتـادَةَ غـيرَ سَـائِلِـهِ

وشَكيمُ القِدْرِ: عُراها.
والشَكيمُ والشَكيمَةُ في اللجام: الحديدة المعترِضةُ في فَم الفرس، التي فيها الفأس.
والجمع شَكائِمُ. قال أبو داود:
مُسْتَجافٌ يضلُّ فيه الشَكيمُ      فهي شوهاءُ كالجُوالِقِ فُها

وفلان شديد الشَكيمَةِ، إذا كان شديد النَفْس أَنِفاً أبيَّاً.
وفلان ذو شَكيمَةٍ، إذا كان لا ينقاد. قال عَمرو بن شَأسٍ الأسديُّ يخاطب امرأتَه في ابنه عِرار:
تَعافينَها منه فما أَمْلِكُ الشِيَمْ      وإنَّ عِرَاراً إنْ يكن ذا . . . أكمل المادة شَكيمَةٍ

وشَكَمْتُ الواليَ، إذا رشوتَه، كأنّك سددتَ فمه بالشكيمَةِ.
وقال قومٌ: شَكَمَه شَكْماً وشَكيماً: عضّه. قال جرير:
      أصاب ابنَ حمراءِ العِجانِ شَكيمُها

مَضَّهُ (القاموس المحيط) [0]


مَضَّهُ الشيءُ مَضّاً ومضيضاً: بلغَ من قَلْبِهِ الحُزْنُ به،
كأمَضَّهُ،
و~ الخَلُّ فاهُ: أحْرَقَهُ،
و~ الكُحْلُ العيْنَ يَمُضُّها، بالضم والفتح: آلَمَها،
كأَمَضَّها،
وكُحْلٌ مَضٌّ: مُمِضٌّ،
و~ العَنْزُ مَضِيضاً: شَرِبَتْ، وعَصَرَتْ مَرَمَّتيْها.
ومَضِضَ، كفرِحَ: أَلِمَ.
وأمَضَّهُ جِلْدُهُ فَدَلَكَهُ: أحَكَّهُ.
وامرأةٌ مَضَّةٌ: لا تَحْتَمِلُ ما يسوؤها.
والمَضَضُ، محرَّكةً: اللَّبَنُ الحامِضُ، ووجَعُ المُصِيبَةِ، مَضِضْتَ، بالكسر، تَمَضُّ مَضضاً ومَضيضاً ومَضاضةً.
والمَضُّ: المَصُّ، أو أبْلَغُ منه، وبالكسر: أن يقولَ بشفَتِهِ شِبْهَ لا وهو مُطْمِعٌ، يقال:
مِضٌّ، مَكْسُورَةً مُثَلَّثَةَ الآخِرِ مَبْنِيَّةً،
ومِضٌّ، مُنَوَّنَةً: كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى لا، وفي المثلِ: . . . أكمل المادة "إنَّ في مِضٌٍّ لَمَطْمَعاً".
والمَضُّ، بالفتح: حَجَرٌ في البِئْرِ العادِيَّةِ، يُتْبَعُ ذلك حتى يُدْرَكَ فيه الماء، ورُبَّما كان لها مَضَّانِ.
والمَضَّةُ من الألبانِ: الحامِضَةُ.
ورجُلٌ مَضُّ الضَّرْبِ: مُوجِعهُ.
والمُضاضُ، بالضم: الخالِصُ، وابنُ عَمْرٍو الجُرْهُمِيُّ، وشجرٌ، والماء لا يُطاقُ مُلوحةً.
ومَضَّضَ تَمْضيضاً: شرِبَهُ.
والمِضْماضُ، بالكسر: الحُرْقَةُ، والخفيفُ السَّريعُ من الرِّجالِ، وتحريكُ الماءِ في الفَمِ، ويفتحُ.
وتَماضُّوا: تَلاحَوْا.
والمَضْمَضَةُ: تحريكُ الماء في الفَمِ، وغَسْلُ الإِناء وغيرِهِ.
وتَمَضْمَضَ للوضُوء: مَضْمَضَ،
و~ الكَلْبُ في أثَرِهِ: هَرَّ.

الطَّفيفُ (القاموس المحيط) [0]


الطَّفيفُ: القليلُ، والغَيْرُ التامِّ.
وطَفُّ المَكُّوكِ والإِناءِ،
وطَفَفُه، محرَّكةً،
وطَفافُه، ويُكْسَرُ: ما مَلأَ أصْبارَهُ، أو ما بَقِيَ فيه بعدَ مَسْحِ رأسِه، أو هو جِمامُهُ أو مِلْؤُهُ.
أو طُفافُ الإِناءِ وطُفافَتُهُ، بضَمِّهِما: أعْلاهُ.
وكسَحاب وكتابٍ: سَوادُ الليلِ.
واناءٌ طَفَّانُ: بَلَغَ الكَيْلُ طُفافَهُ.
والطُّفافَةُ، بالضم،
والطَّفَفَةُ، محركةً: ما فوق المِكْيالِ، أو الأُولى ما قَصُرَ عن مِلْءِ الإِناءِ.
والطَّفُّ: ع قُرْبَ الكوفَةِ، وما أشْرَفَ من أرْضِ العَرَبِ على رِيفِ العِراقِ، والجانِبُ، والشاطِئُ،
كالطَّفْطافِ.
وطَفَّهُ بِرِجْلِهِ أو بِيَدهِ: رَفَعَهُ،
و~ الشيءُ منه: دَنا،
و~ الناقَةَ: شَدَّ قَوائِمهَا.
و"خُذْ ما . . . أكمل المادة طَفَّ لك واسْتَطَفَّ": ما ارْتَفَعَ لك وأمْكَنَ، ودَنا مِنْكَ.
والطافَّةُ: ما بَيْنَ الجِبالِ والقيعانِ،
و~ من البُسْتانِ: ما حَوالَيْهِ.
والطَّفْطَفَةُ، ويُكْسَرُ: الخاصِرَةُ، أو أطْرافُ الجَنْبِ المُتَّصِلَةُ بالأَضْلاعِ، أو كُلُّ لَحْمٍ مُضْطَرِبٍ، أو الرَّخْصُ من مَراقِّ البَطْنِ،
ج: طَفاطِفُ.
والطَّفْطافُ: أطْرافُ الشَّجَرِ.
وفَرَسٌ طَفَّافٌ، كشَدَّادٍ،
وطَفٌّ وخَفٌّ ودَفٌّ: بمعنىً.
وأطَفَّ عليه: أشْرَفَ،
و~ الكيلَ: أبْلَغَهُ طَفافَهُ،
و~ الناقَةُ: ولَدتْ لِغَيْرِ تَمامٍ،
و~ للْأَمْرِ: طَبَنَ له،
و~ عليه بحَجَرٍ: تَنَاولَهُ به،
و~ له: أراد خَتْلَهُ،
و~ عليه: اشْتَمَل.
وطَفَّفَ: نَقَصَ المِكْيالَ،
و~ الطائِرُ: بَسَطَ جَناحَيْهِ،
و~ به الفَرَسُ: وثَبَ به.
وطَفْطَفَ: اسْتَرْخَى في يَدِ خَصْمِهِ.

القُرْآنُ (القاموس المحيط) [0]


القُرْآنُ: التَّنْزيلُ.
قَرَأهُ،
و~ به، كَنَصَرَهُ ومَنَعَهُ، قَرْءاً وقراءَةً وقُرْآناً، فهو قارِئٌ من قَرَأَةٍ وقُرّاءٍ وقارِئينَ: تَلاَهُ، كاقْترَأَهُ، وأَقْرَأْتُهُ أنا.
وصَحيفَةٌ مَقْرُوَّةٌ ومَقْرُوَّةٌ ومَقْرِيَّةٌ.
وقَارَأهُ مُقارَأةً وقِرَاءٌ: دارَسَهُ.
والقَرَّاءُ، كَكَتَّانٍ: الحَسَنُ القراءَةِ،
ج: قَرَّاؤُونَ، لا يُكَسَّرُ.
وكَرُمَّانٍ: النَّاسِكُ المُتَعَبِّدُ،
كالقارِئِ والمُتَقَرِئِ، ج: قُرَّاؤُونَ وقَوارِئُ.
وتَقَرَّأَ: تَفَقَّهَ،
وقَرَأَ عليه السلام: أبلَغَهُ،
كَأَقْرَأَهُ، أو لا يُقالُ: أقْرَأهُ إلاَّ إذا كان السلام مَكْتوباً.
والقَرْءُ، ويُضَمُّ: الحَيْضُ، والطُّهْرُ، ضدُّ، والوقْتُ، والقَافيَةُ،
ج: أقْراءٌ وقُروءٌ وأقْرُؤٌ، أو جَمْعُ الطُّهْرِ: قُروءٌ، وجَمْعُ الحَيْضِ: أقْراءٌ.
وأقْرَأَتْ: حاضَتْ، وطَهُرَتْ،
و~ النَّاقَةُ: اسْتَقَرَّ الماءُ في رَحِمِها،
و~ الرِّياحُ: هَبَّتْ لوقتها،
و=: رجع، ودنا، وأخَّرَ، واسْتَأْخَرَ، وغابَ، وانْصَرَفَ، وتَنَسَّكَ،
. . . أكمل المادة كَتَقَرَّأَ.
وقَرَأتِ النَّاقَةُ: حَمَلَتْ،
و~ الشَّيْءَ: جَمَعَهُ وضَمَّهُ،
و~ الحامِلُ: ولَدَتْ.
والمُقَرَّأةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: التي يُنْتَظَرُ بها انْقِضاءُ أقْرائِها.
وقد قُرَّئَتْ: حُبِسَتْ لذلك.
وأَقْراءُ الشِّعْرِ: أنْواعُه وأنْحاؤُهُ.
ومُقْرَأ، كَمُكْرَمٍ:
د باليَمَنِ به مَعْدِنُ العَقِيقِ، منه: المُقْرَئِيُّونَ من المُحَدِّثينَ وغيرهم، ويَفْتَحُ ابن الكلبي الميمَ.
والقِرْأَةُ، بالكسر: الوباءُ.
واسْتَقْرَأَ الجَمَلُ الناقَةَ: تارَكَها ليَنْظُرَ أَلقِحَتْ أم لا.

الخَشِنُ (القاموس المحيط) [0]


الخَشِنُ، ككَتِفٍ،
والأخْشَنُ: الأخْرَشُ من كلِّ شيءٍ
ج: ككِتابٍ، وهيَ خَشِنَةٌ وخَشْناءُ.
وخَشُنَ، ككَرُم، خَشْناً ومَخْشَنَةً وخُشونَةً وخُشْنَةً،
(بضَمِّهما، وتَخَشَّنَ): ضِدُّ لانَ.
واخْشَوْشَنَ وتَخَشَّنَ: اشْتَدَّتْ خُشونَتُه، أوْ لَبِسَ الخَشِنَ، أو تَكَلَّمَ به، أو عاشَ عَيْشاً خَشِناً.
واخْشَوْشَنَ: أبْلَغُ في الكُلِّ.
وخاشَنَهُ: ضِدُّ لايَنَهُ.
وهو خَشِنُ الجانِبِ
وأخْشَنهُ
وذُو خُشْنَةٍ وخُشونةٍ، بضَمِّهِما: صَعْبٌ لا يُطاقُ.
واسْتَخْشَنَهُ: وجَدَهُ خَشِناً.
وخَشَّنَ صَدْرَهُ تَخْشيناً: أوغَرَهُ.
والخَشْناءُ: بَقْلَةٌ خَضْراءُ خَشْناءُ في المَسِّ، لَيِّنَةٌ في الفَمِ، لَزِجٌ كالرِجْلَةِ، والناقَةُ العَجْفاءُ، وبنتُ وَبْرَةَ أُخْتُ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
وكمُعَظَّمَةٍ: الناقَةُ الذَّميمَةُ الطِّرْقِ.
ورَجُلٌ أخْشَنُ: ذَمِيمُ الحالِ.
وأخْشَنُ: تابِعيٌّ سَدُوسِيٌّ، وجَدٌّ لِأدْهَمَ بنِ مُحْرِزٍ الشاعِرِ الفارِسِيِّ التابِعِيِّ.
. . . أكمل المادة وجابِرُ بنُ خُشَينٍ، كزُبَيْرٍ: في نَسَبِ فَزارَةَ.
وخُشَيْنُ بنُ النَّمِرِ: في قُضاعَةَ رَهْطِ أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، ومنهم: بِشْرُ بنُ حَيَّانَ التابِعِيُّ، ومحمدُ بنُ عبدِ السلامِ، ومُصْعَبُ بنُ محمدِ بنِ مَسْعودٍ، وأبوهُ الشارِحُ للكِتابِ،
والحَسَنُ بنُ يَحْيَى، ومَسْلَمَةُ بنُ عليٍّ الشامِيَّانِ الخُشَنِيُّونَ.
وكَتيبَةٌ خَشْناءُ: كثيرَةُ السِلاحِ.
وأبو الخَشْناءِ: عَبَّادُ بنُ حُسَيْبٍ.
وأبو خُشَيْنَةَ، كَجُهَيْنَةَ، الزِيادِيُّ، وحاجِبُ بنُ عُمَرَ: مُحَدِّثانِ، وسَمَّوا: مُخاشِناً وخَشِناً، ككَتِفٍ وشَدَّادٍ، ويُكْسَرُ.

شعا (لسان العرب) [0]


أَشْعى القومُ الغارةَ إشْعاءً: أَشْعَلُوها.
وغارةٌ شَعْواءُ: فاشِيةٌ متفرّقة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ماوِيَّ يا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواءَ كاللَّذْعة بالمِيسَمِ وقال ابن قيس الرقيات: كيف نومي على الفراش، ولما تَشْمَلِ الشامَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشَّيخَ عن بَنِيهِ، وتُبْدي، عن خِدامِ، العَقِيلةُ العَذْراءُ العقيلة: فاعلة لتُبْدي، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين للضرورة (* يريد حذف التنوين من خدام).
وشعِيَت الغارةُ تشْعى شَعاً إذا انتَشَرت، فهي شَعْواءُ، كما يقال عَشِيَتِ المرأَة تَعْشى عَشاً فهي عَشْواء.
والشاعي: البعيدُ.
والشَّعْوُ: انتِفاشُ الشَّعَر.
والشُّعى: خُصَلُ الشَعَر المُشْعانِّ.
والشَّعْوانة: الجُمَّة من الشَّعَر المُشعانِّ.
وشجرة شَعْواءُ: مُنْتَشِرة الأَغصانِ.
وأَشْعى به: اهْتَمَّ؛ قال أَبو خراش: أَبْلِغْ علِيّاً، أَذَلَّ الله سَعْيَهُمُ أن البُكَيْرَ الذي أَشْعَوْا به . . . أكمل المادة هَمَلُ قال ابن جني: هو من قولِهم غارةٌ شَعْواءُ، ورُوِي: أَسْعَوْا به، بالسين غير معجمة، وقد تقدم. الأَصمعي: جاءت الخيلُ شَواعِيَ وشَوائِعَ أَي متفرقةً؛ وأَنشد للأَجْدع بن مالك: وكأَن صَرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ، فهنَّ شَواعي أَراد: شَوائِعَ، فقلَبه؛ الشَّزَن: الناحية والجانبُ المرتفع؛ قال ابن بري: صوابه وكأَن صَرْعاها، قال: والمشهورُ في شِعْرِه عَقْراها، يصف خيلاً عُقِرت وصُرِعَت، يقول: عَقْرى هذه الخَيْلِ يقع بعضُها على جنْبه وبَعْضُها على ظَهْره كما يقعُ كعبُ المُقامر مَرَّة على ظهْره ومرَّة على جنْبهِ، فهي ككِعاب المُقامِر بَعْضُها على ظهْرٍ وبعضُها على جنْبٍ وبعضُها على حرْفٍ.
والشَّعْواءُ: اسمُ ناقة العَجَّاج؛ قال: لم تَرْهَبِ الشَّعْواءُ أَن تُناصا

تبع (الصّحّاح في اللغة) [0]


تَبِعْتُ القومَ تَبَعاً وتَباعَةً بالفتح، إذا مشَيت خلفهم، أو مَرُّوا بك فمضيتَ معهم؛ وكذلك اتَّبَعْتَهُم.
وأَتْبَعْتُ القومَ، إذا كانوا قد سبقوك فلحِقتَهم.
وأَتْبَعْتُ أيضاً غيري. يقال أَتْبَعْتُهُ الشيءَ فَتَبِعَهُ. قال الأخفش: تَبِعْتُهُ وأَتْبَعْتُهُ بمعنىً.
ومنه قوله تعالى: "إلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ" ومنه الإتْباعُ في الكلام، مثل حَسَنٍ بَسَنٍ، وقَبيح شَقيح.
والتَبَعُ يكون واحداً وجماعةً، قال الله تعالى: "إنَّا كُنَّا لكم تَبَعاً"؛ ويجمع على أَتْباعٍ.
وتابَعَهُ على كذا مُتابَعَةً وَتِباعاً.
والتِباعُ: الوَلاءُ. قال أبو زيد: يقال تابَعَ الرجلُ عمَله، أي أَتقَنَه وأحكمه.
وفي حديث أبي واقدٍ الليثي: تابَعْنا الأعمالَ فلم نجد شيئاً أبلغ في طلب الآخرة من الزُهد في الدنيا، أي أحكمناها وعرفناها.
وتَتَبَّعْتُ الشيءَ تَتَبُّعاً، . . . أكمل المادة أي تطلَّبته مُتَتَبِّعاً له وكذلك تَبَّعه تَتْبيعاً.
وقول القطاميّ:
وليس بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبـاعـا      وخيرُ الأمرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه

وضع الاتِّباعَ موضعَ التَتَبُّعِ مجازاً.
والتِباعَةُ مثل التَبِعَةِ. قال الشاعر:
سوءَ العواقبِ والتِباعَهْ      لم يَحْذَروا مِنْ رَبِّهِـمْ


 
لأنَّهم كانوا قد اتخذوا إلهاً من حَيْسٍ، فعبدوه زماناً ثم أصابتهم مجاعةٌ فأكلوه.
والتَبيعُ: الذي لك عليه مالٌ؛ يقال أُتْبِعَ فلانٌ بفلانٍ، أي أُحيلَ له عليه.
والتَبيعُ: التابِعُ.
وقوله تعالى: "ثُمَّ لا تَجِدوا لكم علينا به تَبيعاً"، قال الفراء: أي ثائراً ولا طالباً؛ وهو معنى تابِعٍ.
والتَبيعُ: ولدُ البقرةِ في أوَّل سنة، والأنثى تَبيعَةٌ؛ والجمع تِباعٌ وتَبائِعُ.
وقولهم: معه تابِعَةٌ، أي من الجنّ.
والتَبابِعةُ: ملوكُ اليمن، الواحدُ تُبَّعٌ.
والتُبَّعُ أيضاً: الظلُّ.

نَهاهُ (القاموس المحيط) [0]


نَهاهُ يَنْهاهُ نَهْياً: ضِدُّ أمَرَهُ، فانْتَهَى وتَنَاهَى، وهو نَهُوٌّ عن المُنْكَرِ أَمُورٌ بالمَعْرُوفِ.
والنُّهْيَةُ، بالضم: الاسمُ منه وغايَةُ الشيءِ، وآخِرُهُ،
كالنِّهايةِ والنِّهاءِ، مكسورتَيْنِ.
وانْتَهَى الشيءُ،
وتَنَاهَى ونَهَّى تَنْهِيَةً: بَلَغَ نِهايَتَه.
وإليك أنْهَى المَثَلُ ونَهَّى وانْتَهَى ونُهِيَ وأُنْهِيَ، مضمومتينِ، ونَهَى، كَسَعَى، قليلةٌ.
والنِّهايَةُ: طَرَفُ العِرانِ في أنْفِ البعيرِ، والخَشَبَةُ يُحْمَلُ فيها الأحْمالُ.
والنَّهْيُ، بالكسر والفتح: الغَدِيرُ، أو شِبْهُهُ
ج: أنْهٍ وأنْهاءٌ ونُهِيٌّ ونِهاءٌ، ككِساءٍ.
والتَّنْهاءُ والتَّنْهِيَةُ: حيثُ يَنْتَهي الماءُ من الوادي.
وأنْهَى: أتَى نَهْياً،
و~ الشيءَ: أبْلَغَهُ. وناقةٌ نِهْيَةٌ، بالكسر وكَغَنِيَّةٍ: بَلَغَتْ غايَةَ السِمَنِ.
والنُّهْيَةُ، بالضم: الفُرْضَةُ في رأسِ الوتِدِ، والعَقْلُ،
كالنُّهَى،
وهو يَكُونُ جَمْعَ نُهْيَةٍ أيضاً.
. . . أكمل المادة ورَجُلٌ مَنْهاةٌ: عاقِلٌ.
ونَهُوَ، كَكَرُمَ،
فهو نَهِيٌّ من أنْهِياءَ،
ونَهٍ من نَهِينَ،
ونِهٍ، بالكسر، على الإِتْباعِ، أي: مُتَنَاهِي العَقْلِ.
ونَهْيُكَ من رَجُلٍ،
وناهيكَ منه،
ونَهاكَ منه، بِمَعْنَى: حَسْبُ.
والنِهاءُ، ككِساءٍ: أصْغَرُ مَحَابِسِ المَطَرِ،
و~ من النَّهارِ والماءِ: ارْتِفاعُهُما، والزُّجاجُ، ويُقْصَرُ، أوِ القَوارِيرُ، جَمْعُ نِهاءَةٍ، وحَجَرٌ أبْيَضُ أَرْخَى من الرُّخامِ، ودَواءٌ بالبادِيَةِ، وضَرْبٌ من الخَرَزِ.
ونَهاةُ: فَرَسٌ.
وكسُمَيَّةَ: أُمُّ وَلَدِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، وأُمُّ وَلَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رضي اللّه تعالى عنه.
وطَلَبَ حاجَةً حتى نَهِيَ عنها،
أَو أنْهَى، أي: تَرَكَها، ظَفِرَ بها أوْ لم يَظْفَرْ.
ونِهْيَا، بالكسرِ وبالتَّحْرِيكِ: ماءٌ.
ونُهَاءُ مِئَةٍ، بالضم: زُهاؤُها.
ودَيْرُ نِهْيَا، بالكسرِ: بِمِصْرَ.
ونُهًى، كهُدًى: ة بالبَحْرَيْنِ.
والتِنْهاةُ، بالكسرِ: ما يُرَدُّ به وَجْهُ السَّيْلِ من تُرابٍ ونَحْوِهِ.
فَصْلُ الواو

أيي (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والياء والياء أصلٌ واحد، وهو النَّظَر. يقال تأيَّا يتأيَّا تَأَيِّياً، أي تمكَّث. قال:
قِفْ بالدِّيار وقوفَ زائرْ      وتأَيَّ إنّك غيرُ صاغرْ

قال لبيد:
وتأَيَّيْتُ عليه قَافِلاً      وعلى الأرض غَيَايَاتُ الطَّفَلْ

أي انصرفتُ على تُؤَدة. ابن الأعرابيّ: تأيّيْت [الأمرَ]: انتظرت إمكانَه. قال عديّ:
تَأَيَّيْتُ منهن المصير فلم أزَلْ      أُكَفْكِفُ عنِّي واتِناً ومُنَازِعا

ويقال: ليست هذه بدار تَئِيّة، أي مُقام.وأصلٌ آخر، وهو التعمُّد، يقال تآيَيْتُ، على تفاعلت، وأصله تعمَّدت آيَتَه وشخصَه. قال:وقالوا: الآية العلامة، وهذه آيةٌ مَأَيَاةٌ، كقولك عَلامَة مَعْلَمَة.
وقد أيَّيْت. قال:
ألا أبلغ لَدَيْكَ بني تميم      بآيةِ ما تُحِبُّونَ الطَّعاما

قالوا: وأصل آية أَأْيَة بوزن أعْية، مهموز همزتين، فخفّفت الأخيرة فامتدّت. . . . أكمل المادة قال سيبويه: موضع العين من الآية واو؛ لأنّ ما كان* موضع العين [منه] واواً، واللام ياءً، أكثرُ ممّا موضِع العينِ واللامِ منه ياءان، مثل شوَيتُ، هو أكثر في الكلام حَيِيتُ. قال الأصمعيّ: آيةُ الرَّجُل شخْصُه. قال الخليل:خَرَجَ القوم بآيتهم أي بجماعتهم. قال بُرْج بن مُسْهِر:
خَرَجْنا من النَّقْبَينِ لا حَيَّ مِثْلنا      بآيَتِنا نُزْجِي المَطِيَّ المَطَافِلاَ

ومنه آية القرآن، لأنَّها جماعةُ حروفٍ، والجمعُ آيٌ، وإياة الشمس ضوءُها، وهو من ذاك، لأنّه كالعلامة لها. قال:
سَقَتْه إياة الشَّمسِ إلاّ لِثَاتِهِ      أَسِفَّ ولم يُكْدَمْ عليه بإثمِدِ

لسن (لسان العرب) [0]


اللِّسانُ: جارحة الكلام، وقد يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ؛ قال أَعشى باهلة: إِنِّي أَتَتْني لسانٌ لا أُسَرُّ بها من عَلْوَ، لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ قال ابن بري: اللِّسان هنا الرِّسالة والمقالة؛ ومثله: أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ، أَحاديثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ قال: وقد يُذَكَّر على معنى الكلام: قال الحطيئة: نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّي، فلَيْتَ بأَنه في جَوْفِ عَكْمِ وشاهد أَلْسِنَةٍ الجمع فيمن ذَكَّرَ قوله تعالى: واختِلافُ أَلسِنَتِكم وأَلوانكم؛ وشاهدُ أَلْسُنٍ الجمع فيمن أَنث قول العجاج: أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فينا مَلْحَجا ابن سيده: واللِّسانُ المِقْوَلُ، يذكر ويؤنث، والجمع أَلْسِنة فيمن ذكر مثل حِمار وأَحْمرة، وأَلْسُن فيمن أَنث . . . أكمل المادة مثل ذراع وأَذْرُع، لأَن ذلك قياس ما جاء على فِعالٍ من المذكر والمؤنث، وإِن أَردت باللسان اللغة أَنثت. يقال: فلان يتكلم بلِسانِ قومه. قال اللحياني: اللسان في الكلام يذكر ويؤنث. يقال: إِن لسانَ الناس عليك لَحَسنة وحَسَنٌ أَي ثناؤُهم. قال ابن سيده: هذا نص قوله واللسان الثناء.
وقوله عز وجل: واجْعَلْ لي لسانَ صِدْقٍ في الآخرين؛ معناه اجعل لي ثَناءً حَسناً باقياً إِلى آخر الدهر؛ وقال كثير: نَمَتْ لأَبي بكرٍ لسانٌ تتابعتْ، بعارفةٍ منه، فخَضَّتْ وعَمَّتِ وقال قَسَاس الكِنْدِيُّ: أَلا أَبْلغْ لَدَيْكَ أَبا هُنَيٍّ، أَلا تَنْهَى لسانَك عن رَداها فأَنثها.
ويقولون: إِن شَفَةَ الناس عليك لَحسَنة.
وقوله عز وجل: وما أَرسلنا من رسول إِلا بلسانِ قومه؛ أَي بلغة قومه؛ ومنه قول الشاعر: أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ وقد تقدَّم، ذهب بها إِلى الكلمة فأَنثها؛ وقال أَعشى باهلة: إِنِّي أَتاني لسانٌ لا أُسَرُّ به ذهب إِلى الخبر فذكره. ابن سيده: واللسان اللغة، مؤنثة لا غير.
واللِّسْنُ، بكسر اللام: اللُّغة.
واللِّسانُ: الرسالة.
وحكى أَبو عمرو: لكل قوم لِسْنٌ أَي لُغَة يتكلمون بها.
ويقال: رجل لَسِنٌ بَيِّنُ اللَّسَن إِذا كان ذا بيان وفصاحة.
والإِلْسان: إِبلاغ الرسالة.
وأَلْسَنَه ما يقول أَي أَبلغه. عنه: بَلَّغ. أَلْسِنِّي فلاناً وأَلْسِنْ لي فلاناً كذا وكذا أَي أَبْلغْ لي، وكذلك أَلِكْني إِلى فلان أَي أَلِكْ لي؛ وقال عديُّ بن زيد: بل أَلسِنوا لي سَراةَ العَمّ أَنكمُ لسْتُمْ من المُلْكِ، والأَبدال أَغْمار أَي أَبْلِغوا لي وعني.
واللِّسْنُ: الكلام واللُّغة.
ولاسَنه: ناطَقه.
ولَسَنه يَلْسُنه لَسْناً: كان أَجودَ لساناً منه.
ولَسَنه لَسْناً: أَخذه بلسانه؛ قال طرفة: وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها، إِنني لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ ولَسَنه أَيضاً: كلمه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، وذكَر امرأَةً فقال: إِن دخلت عليك (* قوله «ان دخلت عليك إلخ» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: إن دخلت عليها لسنتك، وفي هامشها: وان غبت عنها لم تأمنها) . لَسَنتْكَ أَي أَخذَتكَ بلسانها، يصفها بالسَّلاطة وكثرة الكلام والبَذَاءِ.
واللَّسَنُ، بالتحريك: الفصاحة.
وقد لَسِنَ، بالكسر، فهو لَسِنٌ وأَلسَنُ، وقوم لُسْنٌ.
واللَّسنُ: جَوْدَة اللسان وسَلاطَتُه، لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ.
وقوله عز وجل: وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربيّاً؛ أَي مُصَدِّقٌ للتوراة، وعربيّاً منصوب على الحال، المعنى مُصَدِّقٌ عربيّاً، وذكَرَ لساناً توكيداً كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً، ويجوز أَن يكون لساناً مفعولاً بمصدق، المعنى مصدّق النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي مصدق ذا لسان عربي.
واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ: ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان.
ولَسَّنَ النعلَ: خَرَط صدرَها ودَقَّقها من أَعلاها.
ونعل مُلسَّنة إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كطرف اللسان. غيره: والمُلسَّنُ من النِّعال الذي فيه طُول ولَطافة على هيئة اللسان؛ قال كثير: لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي يَطَوْنَها، بأَقدامِهم، في الحَضرَميِّ المِلسَّنِ وكذلك امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمين.
وفي الحديث: إِن نعله كانت مُلسَّنة أَي كانت دقيقة على شكل اللسان، وقيل: هي التي جُعلَ لها لسانٌ، ولسانُها الهَنَةُ الناتئة في مُقَدَّمها.
ولسانُ القوم: المتكلم عنهم.
وقوله في الحديث: لصاحب الحقِّ اليَدُ واللسانُ؛ اليَدُ: اللُّزوم، واللسانُ: التَّقاضي.
ولسانُ الميزان: عَذَبَتُه؛ أَنشد ثعلب: ولقد رأَيتُ لسانَ أَعْدلِ حاكمٍ يُقْضَى الصَّوابُ به، ولا يتَكَلَّمُ يعني بأَعدلِ حاكم الميزان.
ولسانُ النار: ما يتشَكلُ منها على شكل اللسان.
وأَلسَنه فَصيلاً: أَعاره إِياه ليُلْقيه على ناقته فتَدِرَّ عليه، فإِذا دَرَّتْ حلبها فكأَنه أَعاره لسانَ فَصيله؛ وتَلسَّنَ الفَصيلَ: فعَلَ به ذلك؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد ابن أَحمر يصف بَكْراً صغيراً أَعطاه بعضهم في حَمالة فلم يَرْضَه: تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً عليه رِماثاً، تحتَ مِقْلاةٍ نَيُوبِ (* قوله «ربعاً» كذا في الأصل والمحكم، والذي في التكملة: عاماً، قال: والرماث جمع رمثة بالضم وهي البقية تبقى في الضرع من اللبن). قال ابن سيده: قال يعقوب هذا معنى غريب قلَّ من يعرفه. ابن الأَعرابي: الخَلِيَّةُ من الإِبل يقال لها المُتلسِّنة، قال: والخَلِيَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فيُنْحَرَ ولدُها عَمْداً ليدوم لبنها وتُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غيرها، فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عنها واحْتَلبوها، وربما خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَربعاً على حُوارٍ واحد، وهو التَّلسُّن.
ويقال: لَسَنتُ اللّيفَ إِذا مَشَنتَه ثم جعلته فتائلَ مُهَيَّأَةً للفَتْل، ويسمى ذلك التَّلسِينَ. ابن سيده: والمَلْْسُونُ الكذاب؛ قال الأَزهري: لا أَعرفه.
وتَلسَّنَ عليه: كذَبَ.
ورجل مَلسون: حُلْوُ اللسانِ بعيدُ الفِعال.
ولسانُ الحمَل ولسانُ الثَّوْر: نبات، سمي بذلك تشبيهاً باللسان.
واللُّسَّانُ: عُشْبة من الجَنْبةِ، لها ورق متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه المساحي كخُشونة لسانِ الثور، يَسْمُو من وسطها قضيبٌ كالذراع طُولاً في رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ، وهي دواء من أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ الناس وأَلسِنة الإِبل، والمِلْسَنُ: حجرٌ يجعلونه في أَعلى بابِ بيتٍ، يَبْنونه من حجارة ويجعلون لُحْمَةَ السَّبُع في مُؤخَّره، فإِذا دخل السبع فتناول اللُّحمة سقط الحجر على الباب فسَدَّه.

شغا (لسان العرب) [0]


الشَّغا: اخْتِلافُ الأَسْنانِ، وقيل: اختلاف نِبْتَة الأَسْنان بالطُّول والقِصَر والدُّخُول والخُروج.
وشَغَتْ سِنُّه شُغُوّاً وشَغِيَتْ شَغىً ورجلٌ أَشْغى وامرأَة شَغواءُ وشغْياءُ مُعاقَبَةٌ، حجازيَّة، والجمع شُغْوٌ.
والسِّنُّ الشّاغِيَةُ: هي الزائِدَةُ على الأَسنان، وهي المُخالفة لنِبْتَة غيرها من الأَسْنان، وقد شَغِيَ يَشْغى شَغاً، مقصورٌ. قال ابن بري: الشَّغا اختِلاف نِبْتَة الأَسْنانِ وليسَ الزِّيادَة كما ذكرَه الجوهري.
وفي حديث عُمَر: أَنَّ رجلاً من تميم شَكا إليه الحاجة فَمارَهُ فقال: بعدَ حَوْلٍ لأُلِمَّنَّ بعُمَر، وكان شاغِيَ السِّنِّ فقال: ما أُرى عُمَر إلاَّ سيَعرفُني، فعالَجَها حتى قلعَها؛ الشَّاغِيةُ من الأَسنان: التي تخالِفُ نِبْتَتُها نِبْتَة أَخَواتِها، وقيل: هو خروج الثَّنيَّتَيْن، وقيل: هو الذي تقع أَسنانُه العُليا تحتَ . . . أكمل المادة رؤوس السُّفْلى، قال ابن الأَثير: والأَوَّل أَصحّ، ويروى: شاغِنَ، بالنون،وهو تصحيف.
وفي حديث عثمان: جِيء إليه بعامِر ابن قيْسٍ (* قوله «بعامر بن قيس» في بعض نسخ التهذيب: بعامر بن عبد قيس). فرأَى شيخاً أَشْغى؛ ومنه حديث كعب: تكونُ فتْنَةٌ ينهَضُ فيها رجلٌ من قريش أَشْغى، وفي رواية: له سِنٌّ شاغِيةٌ.
والشَّغْواءُ: العُقابُ، قيل لها ذلك لفَضْلٍ في منقارها الأَعلى على الأَسفل، وقيل: سُمِّيت بذلك لتَعَقُّفٍ في مِنْقارها؛ قال الشاعر: شَغْواءُ تُوطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيق وقال أَبو كاهل اليشكُري يشبّه ناقَتَه بالعُقاب: كأَنَّ رِجْلي على شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءَ، قد بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافِيها سميت بذلك لانعطاف منقارها الأَعلى.
والتَّشْغِيَةُ: تَقطِيرُ البَوْل، والاسمُ الشَّغى. الأَزهري: الشَّغْية أَن يقْطُر البَوْلُ قليلاً قليلاً.
وفي حديث عمر: أَنَّه ضرَبَ امرأَةً حتى أَشاغَتْ ببَوْلها، هكذا يروى وإنما هو أَشْغَتْ.
والإشْغاءُ: أَن يقْطُر البَوْلُ قليلاً قليلاً.
وأَشْغَى فلانٌ رأْيَه إذا فرَّقَه؛ وقال: أَبْلِغْ عَلِيّاً، أَطال اللهُ ذُلَّهُمُ أَنَّ البُكَيْرَ الذي أَشْغَوْا به هَمَلُ وبُكَيْرٌ: اسم رجل قَتلُوه، هَمَلٌ: غير صحيح.

بخع (لسان العرب) [0]


بخَعَ نفْسَه يَبْخَعُها بَخْعاً وبُخوعاً: قتلَها غيْظاً أَو غَمّاً.
وفي التنزيل: فلعلَّك باخعٌ نفْسَك على آثارِهم؛ قال الفرّاء: أَي مُخْرِجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك؛ وقال ذو الرمة: أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَه بشيءٍ نَحَتْه عن يدَيْكَ المَقادِرُ قال الأَخفش: يقال بَخَعْتُ لك نفْسي ونُصْحِي أَي جَهَدْتها أَبْخَعُ بُخوعاً.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت عمر، رضي الله عنه، فقالت: بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلَّهم واستخرَج ما فيها من الكُنوز وأَموال المُلوك.
وبَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ أَبْخَعُها إِذا نَهَكْتُهَا وتابَعْت حِراثَتها ولم تُجِمَّها عاماً.
وبخَع الوَجْدُ نفسَه إِذا نَهَكَها.
وبخَعَ له بحقّه يَبْخَعُ بُخوعاً وبَخاعةً: أَقرَّ به وخضَع له، وكذلك بَخِعَ، . . . أكمل المادة بالكسر، بُخوعاً وبَخاعةً، وبَخَعَ لي بالطاعة بُخوعاً كذلك.
وبَخَعْت له: تذَلَّلْت وأَطَعت وأَقرَرْت.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فأَصبَحْتُ بجَنبتَي الناسِ ومَن لم يكن يَبْخَعُ لنا بطاعة.
وفي حديث عُقْبة بن عامر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفئدةً وأَبْخَعُ طاعةً أَي أَنْصَحُ وأَبْلَغُ في الطاعةِ من غيرهم كأَنهم بالَغُوا في بَخْعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْلالِها بالطاعةِ. قال ابن الأَثير: قال الزمخشري هو من بَخَع الذَّبِيحةَ إِذا بالَغ في ذَبْحِها وهو أَن يَقْطَع عظْم رقبتها ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع، بالباء، وهو العِرْق الذي في الصُّلْب؛ والنخْعُ، بالنون، دون ذلك وهو أَن يبلُغ بالذبح النُّخاع، وهو الخيْط الأَبيض الذي يَجري في الرَّقبة، هذا أَصله ثم كثُر حتى استعمل في كل مبالغة؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره في الكشاف وفي كتاب الفائق في غريب الحديث ولم أَجده لغيره، قال: وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أَجد البِخاع، بالباء، مذكوراً في شيء منها.
وبَخَعْت الرَّكيّة بَخْعاً إِذا حَفرْتها حتى ظَهر ماؤها.

صرم (مقاييس اللغة) [0]



الصاد والراء والميم أصلٌ واحدٌ صحيحٌ مطَّرد، وهو القَطْع. من ذلك صُرْم الهِجران.
والصَّريمة: العزيمة على الشيء، وهو قَطْعُ كلِّ عُلْقَةٍ دونَه.
والصُّرام: آخر اللَّبَن بعد التغزير، إِذا احتاجَ الرّجل إليه حلبَه ضرورةً. قال بشر:
ألاَ أَبْلِغْ بني سعدٍ * رسولاً      ومولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ

وهذا مَثَلٌ، كأنَّه يقول: قد بُلِغَ من الشر آخِرُهُ، وآخر الشيء عند انقطاعه.
ويقال: أكل فلانٌ الصَّيْرَم، وهي الوَجْبَة؛ لأنَّه إِذا أكلها قطع سائر يومه.
ويقال صَرَمْتُهُ صَرْماً، بالفتح وهو المصدر، والصُّرْم الاسم. فأمَّا الصَّريم فيقال إنّهُ اسمُ الصُّبْح واسم اللّيل.
وكيف كان فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَصْرِمُ صاحبَهُ ويَنصرِم عنه. قال الله . . . أكمل المادة تعالى: فأَصْبَحَتْ كالصَّرِيم [القلم 20]. يقول: احترقت فاسوادَّت كاللَّيلِ. فهذا فيمن قاله إنَّه اللّيل.
وأمَّا الصُّبح فقال بشر:
فباتَ يقول أَصبِحْ ليلُ حَتَّى      تَجَلَّى عن صَريمتِهِ الظَّلامُ

والصَّريم: الرَّمل ينقطع عن الجدَدِ والأرض الصُّلْبة.
والصِّرام: وقت صَرْم الأعذاق.
وقد أَصْرَمَ النَّخْلُ: حان صِرامُهُ.
والصِّرْمة: القطيع من الإِبل نحوٌ من الثَّلاثين.
والصِّرَم: القِطَع من السَّحاب، واحدتها صِرْمة. قال النابغة:
      تُزْجِي من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما

والصِّرْم: طائفةٌ من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء، فهم أهل صرم.
والرَّجُل الصَّارم: الماضي في الأمور كالسَّيف الصَّارم.
وناقة مصرَّمة، أي يُصَرَّم طبْيُها فيفْسُدُ الإحليل فييْبس، فذلك أقوى لها؛ لأنَّ اللبن لا يَخرج.
ويقال إنَّ التَّصريم يكون بكَيِّ خِلفَينِ.
والصَّرماء: الأرض لا ماء بها.
ويقال إنَّ الصَّريمة الأرض المحصودُ زرعُها. فأمّا قوله:
ومَوْماةٍ يَحَارُ الطَّرْفُ فيها      إِذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ

فإنَّ الأصرمَينِ الذِّئب والغراب، سُمِّيا بذلك لقطعهما الأنيس.

صرم (الصّحّاح في اللغة) [0]


صَرَمْتُ الشيء صَرْماً، إذا قطعتَه.
وصَرَمْتُ الرجلَ صَرْماً، إذا قطعت كلامه.
والاسم الصُرْمُ.
وصَرَمَ النخلَ، أي جَدَّهُ.
وأَصْرَمَ النخلُ، أي حان له أن يُصْرَمَ.
واصْطِرامُ النخل: اجترامه.
والانْصِرامُ: الانقطاعُ.
والتَصارُمُ: التقاطع.
والتَصَرُّمُ: التقطع.
وتَصَرَّمَ، أي تجلّد.
وتَصْريمُ الحبال: تقطيعها، شدِّد للكثرة.
وناقةٌ مُصَرَّمَةٌ، وهو أن يقطع طُبْياها ليَيْبَس الإحليل ولا يخرج اللبن، ليكونَ أقوى لها.
وأَصْرَمَ الرجلُ: افتقر.
والصَرْمُ الجلدُ، فارسيّ معرّب.
والصِرْمُ بالكسر: أبياتٌ من الناس مجتمعةٌ، والجمع أصْرامٌ وأَصارمُ.
والصِرْمَةُ: القطعة من الإبل نحو الثلاثين.
والصِرْمَةُ: القطعة من السَحاب، والجمع صِرَمٌ. قال النابغة:
      تزْجي مع الليلِ من صُرَّادِها صِرَما

والأصْرَمانِ: الذئبُ والغرابُ، قال ابن السكِّيت: لأنَّهما انْصَرَما من الناس، أي انقطعا.
والصَرْماءُ: المفازةُ التي لا ماءَ فيه.
والصَرامُ والصِرامُ: جَدادُ النخل.
والصُرامُ، بالضم: آخر اللبنِ . . . أكمل المادة بعد التغزيرِ إذا احتاج إليه الرجلُ حلبَة ضرورةً. قال بشر:
ومَوْلاهمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ      ألا أَبْلِغْ بَني سَعْدٍ رَسُـولاً

يقول: بلغ العُذر آخرَه؛ وهو مَثَلٌ. هذا قولُ أبي عبيدة.
وقال الأصمعيّ الصُرامُ: اسمٌ من أسماء الحربِ، والداهيةِ.
والمِصْرَمَ: مِنجل المَغازليّ.
والصارِمُ: السيف القاطع.
ورجلٌ صارِمٌ، أي جَلْدٌ شجاعٌ.
وقد صَرُمَ بالضم صَرامَةً.
والصَريمُ: الليل المظلم. قال النابغة:  
      كالليل يَخْلِطُ أَصْراماً بأَصْرامِ

والصَريمُ: الصبحُ، وهو من الأضداد. قال بِشْر:
      تَجَلَّى عن صَريمَتِهِ الظَلاَمُ

والصَريمُ: المجدود المقطوع. قال تعالى: "فأصبحتْ كالصَريم"، أي احترقتْ واسودّتْ.
والصَريمةُ: العزيمةُ على الشيء.
والصَريمَةُ: ما انصَرم من معظم الرمل. يقال: أَفْعى صَرِيمَةٍ.
وصَريمَةٌ من غَضىً ومن سَلَمٍ، أي جماعة منه.
والصَريمَةُ: الأرض المحصود زرعُها.
والصَيْرَمُ: الوَجْبة. يقال: فلانٌ يأكل الصَيْرَمَ.

من (الصّحّاح في اللغة) [0]


مَنْ اسمٌ لمن يصلُح أن يخاطب، وهو مبهَم غير متمكّن، وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة، كقوله تعالى: "ومِنَ الشياطينِ مَنْ يَغوصونَ له".
ولها أربعة مواضع: الاستفهام، نحو مَنْ عندك.
والخبر، نحو رأين مَنْ عندك.
والجزاء، نحو مَنْ يُكرِمُني أُكرِمه.
وتكون نكرةً موصوفةً، نحو مررت بمَنْ مُحْسِنٍ، أي بإنسانٍ مُحْسِنٍ.
وإذا جعلت مَنْ اسماً متمكِّناً شدَّدته لأنَّه على حرفين. كقول الراجز:
      حتَّى أنَخْناها إلى مَنٍّ ومَنْ

أي أبركناها إلى رجلٍ وأيِّ رجل يريد بذلك تعظيم شأنه.
و"مِنْ" بالكسر: حرفٌ خافضٌ، وهو لابتداء الغاية: كقولك: خرجت مِنْ بغدادَ إلى الكوفة.
وقد تكون للتبعيض كقولك: هذا الدرهم مِنْ الدراهم.
وقد تكون للبيان والتفسير، كقولك: لله درّك . . . أكمل المادة مِنْ رجلٍ! فتكون مِنْ مفسِّرةً للاسم المكنَّى في قولك درّك وترجمةً عنه.
وقوله تعالى: "ويُنَزِّلُ مِنَ السماءِ مِنْ جِبالٍ فيها مِنْ بَرَدٍ"، فالأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، والثالثة للتفسير والبيان.
وقد تدخل مِنْ توكيداً لغواً كقولك: ما جاءني مِنْ أحدٍ، وويحَهُ مِنْ رجلٍ، أكَّدتهما بمِنْ.
وقوله تعالى: "فاجتنبوا الرِجْسَ مِنَ الأوثان"، أي فاجتنبوا الرِجْسَ الذي هو الأوثان.
وكذلك ثوبٌ مِنْ خَزٍّ.
وقال الأخفش في قوله تعالى: "وتَرى الملائكةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْش" وقوله تعالى: "ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ": إنَّما أدخل مِنْ توكيداً، كما تقول رأيت زيداً نفسه.
وتقول العرب: ما رأيته مِنْ سنةٍ، أي منذ سنة. قال تعالى: "لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ على التَّقوى مِنْ أوَّلِ يومٍ".
وقال زهير:
أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومِنْ دَهْرِ      لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ الحِـجْـرِ

وقد تكون بمعنى على، كقوله تعالى: "ونَصَرْناهُ مِنَ القوم"، أي على القوم.
وقولهم في القَسَمِ: مِنْ ربّي ما فعلتُ، فمِنْ حرف جرّ وضعت موضع الباء ههنا، لأنَّ حروف الجر ينوب بعضُها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى.
ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين، كما قال:
غير الذي قد يقال مِلْكَذَبِ      أبلغْ أبا دَخْتَنوسَ مَـأْلُـكَةً

لأك (لسان العرب) [0]


المَلأَكُ والمَلأَكَةُ: الرسالة.
وأَلِكْني إلى فلان: أَبْلِغْه عني، أَصله أَلْئِكْني فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على ما قبلها، وحكى اللحياني آلَكْتُه إليه في الرسالة أُلِيكه إلاكَةً، وهذا إنما هو على إبدال الهمزة إبدالاً صحيحاً؛ ومن روى بيت زهير: إلى الظَّهيرةِ أَمْرٌ بينهم لِيَكُ فإنه أَراد لِئَكٌ، وهي الرسائل؛ فسره بذلك ثعلب ولم يهمز لأَنه حجازي.
والمَلأَكُ: المَلَكُ لأَنه يبلغ الرسالة عن الله عز وجل، فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على الساكن قبلها، والجمع ملائكة جمعوه مُتَمَّماً وزادوا الهاء للتأنيث، وقوله عز وجل: والمَلَكُ على أَرجائها؛ إنما عَنى به الجنس، وفي المحكم لابن سيده ترجمة أَلك مقدَّمة على ترجمة لأَك، وقال . . . أكمل المادة في كتابه ما نصه: إنما قدَّمت باب مألَكة على باب مَلأكة لأَن مأْلكة أَصل وملأَكة فرع مقلوب عنها، ألا ترى أَن سيبويه قدَّم مألكة على ملأَكة فقال: وقالوا مَألَكة ومَلأكة؟ فلم يكن سيبويه على ما هو به من التقدُّم والفضل ليبدأ بالفرع على الأَصل، هذا مع قولهم الأَلوكُ، قال: فلذلك قدَّمناه، وإلاّ فقد كان الحكم أَن نقدِّم مَلأَكة على مَألكة لتقدُّم اللام في هذه الرتبة على الهمزة، وهذا هو ترتيبه في كتابه؛ قال وأَما قول رُوَيْشِدٍ: فأَبْلِغْ مَالَكاً أَنَّا خَطَبْنا، فإنا لم نُلايِمْ بَعْدُ أَهلا قال: فإنه ظن مَلَك الموت من م ل ك فصاغ مالَكاً من ذلك، وهو غلط منه؛ وقد غلط بذلك في غير موضع من شعره كقوله: غَدا مالَكٌ يَبْغِي نسائي، كأنما نِسائي لسَهْمَيْ مالَكٍ غَرَضانِ وقوله: فيا رَبِّ فاتْرُكْ لي جُهَيْنَةَ أَعْصُراً، فمالَكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني وذلك أَنه رآهم يقولون مَلَكٌ، بغير همزة، وهم يريدون مَلأَك فتوهم أَن الميم أَصل وأَن مثال مَلَك فَعَلٌ كفَلَكٍ وسَمَكٍ، وإنما مثالهِ مَلأَكٌمَفْعَلٌ، والعين محذوفة أُلزمت التخفيف إلا في الشاذ؛ وهو قوله: فلسْتَ لإنْسِيٍّ، ولكن لمَلأَكٍ تََنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوبُ ومثل غلط رُوَيْشد كثير في شعر الأَعراب الجُفاة.
واسْتَلأَكَ له: ذهب برسالته، عن أَبي علي.
وفي ترجمة ملك أَشياء كثيرة تتعلق بهذا الحرف فليتأَمل هناك.

رأل (لسان العرب) [0]


الرَّأْل: ولد النَّعام، وخص بعضهم به الحَوْلِيَّ منها؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه على رالِ أَراد على رَأْل، فإِما أَن يكون خفف تخفيفاً قياسيّاً، وإِما أَن يكون أَبدل إِبدالاً صحيحاً على قول أَبي الحسن لأَن ذلك أَمكن للقافية، إِذ المخفف تخفيفاً قياسيّاً في حكم المحقق، والجمع أَرْؤُلٌ ورِئْلانٌ ورِئالٌ ورِئالةٌ؛ قال طفيل: أَذُودُهمُ عنكمْ، وأَنتمْ رِئالةٌ شِلالاً، كما ذِيدَ النِّهالُ الخَوامِسُ قال ابن سيده: وأُرى الهاء لحقت الرِّئال لتأْنيث الجماعة كما لحقت في الفِحالةِ، والأُنثى رَأْلة؛ أَنشد ثعلب: أَبْلِغِ الحرثَ عني أَنَّني شَرُّ شَيْخٍ، في إِيادٍ ومُضَرْ رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، تأْكُلُ الفَثَّ وخَمّانَ الشجَرْ ونَعامة . . . أكمل المادة مُرْئِلةٌ: ذات رَأْلٍ؛ وقولُ بعض الأَغْفال يصف امرأَة رَاودَتْه: قامَتْ إِلى جَنْبِي تَمَسُّ أَيْرِي، فَزَفَّ رَأْلي، واسْتُطِيرت طَيْري إِنما أَراد أَن فيه وحشية كالرَّأْل من الفَزَع، وهذا مثل قولهم شالَت نَعامَتُهم أَي فَزِعوا فَهَربوا.
واسترأَلت الرِّئْلانُ: كَبِرَتْ (* قوله «كبرت» الذي في القاموس: كبرت أسنانها، وضبطت الباء بضمها، وقال الشارح: ليس في الباب لفظة أسنانها) واسْتَرْأَلَ النباتُ إِذا طال، شبّه بعُنُق الرَّأْل.
ومَرَّ فلان مُرَائلاً إِذا أَسرع.
والرُّؤالُ، مهموز: الزيادة في أَسنان الدابة.
والرُّؤَال والرّاؤُول: لُعاب الدَّوابِّ؛ عن ابن السكيت، ورواه أَبو عبيد بغير همز، وصرح بذلك، وقيل: الرُّؤَالُ زَبَدُ الفرس خاصة.
والمِرْوَلُ: الرَّجل الكثير الرُّؤَال، وهو اللُّعاب. أَبو زيد: الرُّؤَال والرُّؤَام اللُّعاب.
وابن رَأْلانَ: رجل من سِنْبِس طَيِّءٍ، وهو من الباب الذي يكون فيه الشيء غالباً عليه اسمٌ، يكون لكلِّ مَن كان من أُمَّتِه أَو كان في صفته؛ قال سيبويه: وكابن الصَّعِق قولهم ابن رَأْلان وابن كُراع، ليس كلُّ من كان ابناً لرَأْلانَ وابناً لكُراعٍ غلب عليه الاسم، والنسَبُ إِليه رَأْلانِيٌّ، كما قالوا في ابن كراع كُراعِيٌّ.
وذاتُ الرِّئال وجَوُّ رِئال: موضعان؛ قال الأَعشى: تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فذا قا رٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ وقال الراعي: وأَمْسَتْ بوادي الرَّقْمَتَينِ، وأَصبحَتْ بجوِّ رِئالٍ، حيثُ بَيِّنَ فالقُهْ الجوهري: وذاتُ الرِّئالِ رَوْضَةٌ.
والرِّئال: كواكِبُ.

قنس (لسان العرب) [0]


القَنْسُ والقِنْس: الأَصل؛ قال العجاج: وحاصِنٍ من حاصنات مُلْسِ، من الأَذَى ومِن قِرافِ الوَقْسِ، في قَنْسِ مَجْدٍ فات كل قَنْسِ وروي: فَوْق كلِّ قَنْسِ.
وحاصِن: بمعنى حَصان، أَي هي من نساء عفِيفات مُلْسٍ من العيب أَي ليس فيهنَّ عيب.
والقِراف: المُداناة.
والوقْس هنا: الفجور؛ قال ابن سيده: وهذا أَحد ما صحفه أَو عبيد فقال القَبْس، بالباء.
ويقال؛ إِنه لكريم القِنَسْ. الليث: القَنْس تُسميه الفُرْس الراسَن.
وجيءَ به من قِنْسِك أَي من حيث كان.
وقَوْنَسُ الفَرَس: ما بين أُذُنَيْه، وقيل: عظم ناتئ بين أُذنيه، وقيل: مقدّم رأْسه؛ قال الشاعر: اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها، ضَرْبَك بالسَّوْط قَوْنَس الفَرس أَراد: اضْرِبَنْ فحذف النون؛ قال ابن بري: البيت . . . أكمل المادة لطرفة.
ويقال: إِنه مصنوعٌ عليه وأَراد اضْرِبَنْ، بنون التأْكيد الخفيفة، فحذفها للضرورة؛ وهذا من الشاذ لأَن نون التأْكيد الخفيفة لا تحذف إِلا إِذا لقيها ساكن كقول الآخر: لا تُهينَ الفقير عَلَّك أَنْ تَخْضَع يوماً، والدهرُ قد رَفَعهْ أَراد: لا تُهينَنْ، وحذفُها ههنا قياس ليس فيه شذوذ؛ وفي شعر العباس بن مرداس من ذلك: واضْرِبَ مِنَّا بالسيوف القَوانِسا وقَوْنَسُ المرأَة: مقدَّم رأْسها.
وقَوْنَسُ البَيْضة من السلاح: مقدَّمها، وقيل أَعلاها؛ قال حُسَيل ابن سُحَيح الضَّبي (* قوله «ابن سحيح» كذا بالأصل.): وأَرْهَبْت أُولى القومِ حتى تَنَهْنَهُوا، كما ذُدْت يومَ الوِرْدِ هِيماً خَوامسا بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبُه، وذي رَوْنَقٍ عَضْبِ يَقُدُّ القَوانسا أَرْهَبت: خَوَّفت.
وأُولى القوم: جماعتهم المتقدِّمة، وتَنَهْنَهوا: ازْدَجَرُوا ورجعوا.
وقوله: كما ذُدْت يوم الوِرد أَي رَدَدْناهم عن قِتالنا أَشدَّ الرد كما تُذادُ الإِبل الخَوامِس عن الماء لأَنها تتَقَحَّم على الماء لشدة عطشها فتضْرَب، يريد بذلك غرائب الإِبل.
والهِيمُ: العِطاش، الواحد أَهْيَم وهَيْماء.
والعَضْب: القاطع.
والقَوْنَس: أَعلى البيضة من الحديد. الأَصمعي: القَوْنَس مقدّم البيضة، قال: وإِنما قالوا قَونَس الفَرَس لمقدّم رأْسه. النضر: القَوْنَس في البيضة سُنْبُكُها الذي فوق جُمْجُمَتها، وهي الحديدة الطويلة في أَعلاها، والجمجمة ظهر البيضة، والبيضة التي لا جمجمة لها يقال لها المُوَأَّمَة. ابن الأَعرابي: القَنَسُ الطُّلَعاء، وهي القيءُ القليل؛ فأَما قول الأَفوه (* قوله «فأَما قول الأفوه إلخ» هكذا في الأَصل وسقط منه جواب أَما.): أَبْلِغْ بَني أَوْدٍ، فقد أَحسَنوا أَمْسِ بِضَرْبِ الهامِ، تحت القْنُوسْ

صون (لسان العرب) [0]


الصَّوْنُ: أَن تَقِيَ شيئاً أَو ثوباً، وصانَ الشيءَ صَوْناً وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه؛ قال أُمية ابن أَبي عائذ الهذلي: أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ رِداؤُكَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه، فوضع المصدر موضع الصفة.
ويقال: صُنْتُ الشيءَ أَصُونه، ولا تقل أَصَنْتُه، فهو مَصُون، ولا تقل مُصانٌ.
وقال الشافعي، رضي الله عنه: بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا.
وجعلتُ الثَّوْبَ في صُوَانه وصِوَانه، بالضم والكسر، وصِيَانه أَيضاً: وهو وعاؤه الذي يُصان فيه. ابن الأَعرابي: الصَّوْنَةُ العَتِيدَة.
وثوب مَصُونٌ، على النقص، ومَصْـوُون، على التمام؛ الأَخيرة نادرة، وهي تميمية، وصَوْنٌ وَصْفٌ بالمصدر.
والصِّوَانُ والصُّوانُ: ما صُنْتَ به الشيء.
والصِّينَةُ: الصَّوْنُ، يقال: هذه ثياب الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ.
وصَانَ . . . أكمل المادة عِرْضَه صِيَانة وصَوْناً، على المَثل؛ قال أَوْس بن حَجَر: فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً، إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وقد تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرة عن ابن جني، والحُرُّ يَصُونُ عِرْضَه كما يَصُونُ الإِنسان ثوبه.
وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه صَوْناً: ذَخَرَ منه ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إليه؛ قال لبيد: يُراوِحُ بين صَوْنٍ وابْتذالِ أَي يَصُونُ جَرْيه مرة فيُبْقِي منه، ويَبْتَذِلُه مرة فيَجْتهدُ فيه.
وصَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً؛ قال النابغة: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً، يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ وقال الجوهري في هذا البيت: لم يعرفه الأَصمعي، وقال غيره: يُبْقِين بعضَ المَشْيِ، وقال: يَتَوَجيْنَ من حَفاً.
وذكر ابن بري: صانَ الفَرَسُ يَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفيفاً، فمعنى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ من التعب.
وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً: صَفَّ بين رجليه، وقيل: قام على طرف حافره؛ قال النابغة: وما حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل، يَصُونُ الوَرْدُ فيها والكُمَيْتُ أَبو عبيد: الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحَفَا أَو الوَجَى، وأَما الصائم فهو القائم على قوائمه الأَربع من غير حَفاً.
والصَّوَّانُ، بالتشديد: حجارة يُقْدَحُ بها، وقيل: هي حجارة سُود ليست بصلبة، واحدتها صَوَّانة. الأَزهري: الصَّوَّان حجارة صُلْبة إذا مسته النار فَقَّع تَفْقِيعاً وتشقق، وربما كان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار، ولا يصلح للنُّورَةِ ولا للرِّضافِ؛ قال النابغة: بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها، فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ.

ددا (لسان العرب) [0]


الجوهري: الدَّدُ اللهْوُ واللعِبُ.
وفي الحديث: ما أَنا مِنْ دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي، قال: وفيه ثلاث لغات: هذا دَدٌ، ودَداً مثل قَفاً، ودَدَنٌ؛ قال طرفة: كأَنَّ حُدوجَ المالِكِيّة، غُدْوَةً، خَلايَا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ ويقال: هو موضع؛ قال ابن بري: صواب هذا الحرف أن يُذْكر في فصل دَدَنَ أَو في فصل دَدَا من المعتل، لأَنه يائي محذوف اللام، وترجم عليه الجوهري في حرف الدال في ترجمة دد.
والحُدُوج: جمع حِدْجٍ وهي مراكب النساء، والمالِكِيّة: منسوبة إلى مالك بن سعد بن ضُبَيْعَة، والسَّفِينُ: جمع سَفِينة، والنَّواصِفُ: جمع ناصِفة الرَّحَبة الواسِعة تكون في الوادي؛ قال ابن الأَثير: الدَّدُ اللهْو واللَّعِبُ، وهي محذوفة . . . أكمل المادة اللام، وقد اسْتُعْمِلَتْ مُتَمَّمة دَدىً كنَدىً وعَصاً، ودَدٌ مثلَ دم، ودَدَنٌ كبَدَنٍ؛ قال: فلا يَخْلُو المحذوف أَن يكون يَاءً كقولهم يَدٌ في يَدْيٍ، أَو نوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ، ومعنى تنكيرِ الدِّدِ في الأَوَّلِ الشِّياع والاستغراق وأَن لا يبقى شيءٌ منه إلا هو مُنَزَّه عنه أَي ما أنا في شيء من اللهْوِ واللَّعِب، وتعريفه في الجملة الثانية لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال ولا ذلك النوع، وإنما لم يقل ولا هو مِنِّي لأَن الصريح آكد وأَبلغ، وقيل: اللام في الدد لاستغراق جنس اللعب أَي ولا جنس اللعب مني، سواء كان الذي قلته أو غيرهَ من أَنواع اللعب واللهو، واختار الزمخشري الأَول، قال: وليس يحسن أَن يكون لتعريف الجنس ويخرج عن التئامه، والكلام جملتان، وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره ما أنا من أَهل دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي. ابن الأَعرابي: يقال هذا دَدٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدَانٌ ودَدَنٌ ودَيْدَبُونٌ لِلَّهْوِ. ابن السكيت: ما أََنَا مِنْ دَداً ولا الدَّدَا مِنِّيَهْ، ما أَنَا من الباطِلِ ولا الباطِلُ منِّي.
وقال الليث: دَدٌ حكاية الاسْتِنانِ للطَّرَبِ وضَرْبُ الأَصابِعِ في ذلك، وإن لم تُضْرَب بعدَ الجري في بِطالَةٍ فهو دَدٌ ؛ قال الطرماح: واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُمْ لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ آلُ الضُّحَى نَاشِطاً منْ دَاعِباتِ دَدِ أَراد بالنَّاشِطِ شَوْقاً نازِعاً. قال الليث: وأَنشده بعضهم: من دَاعِبٍ دَدِدِ؛ قال: لمَّا جعله نعتاً للدّاعِبِ كسَعَه بدال ثالثة لأَن النعت لا يتمكن حتى يتمَّ ثلاثة أَحْرُفٍ فما فوق ذلك، فصار دَدِدِ نَعْتاً لِلدَّاعِب اللاعِبِِ، قال: فإذا أَرادوا اشتقاق الفعل منه لم يَنْفَك لكثرة الدالات، فيفصلون بين حرفي الصدر بهمزة فيقولون دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وإنما اختاروا الهمزة لأنها أَقوى الحروف، ونحو ذلك كذلك. أَبو عمرو: الدَّادِي المُولَع باللهْو الذي لا يَكاد يَبْرَحُه.

نحس (لسان العرب) [0]


النَّحْسُ: الجهد والضُّر.
والنَّحْسُ: خلاف السَّعْدِ من النجوم وغيرها، والجمع أَنْحُسٌ ونُحوسٌ.
ويوم ناحِسٌ ونَحْسٌ ونَحِسٌ ونَحِيسٌ من أَيام نَواحِس ونَحْساتٍ ونَحِساتٍ، من جعله نعتاً ثقّله، ومن أَضاف اليوم إِلى النَّحْسِ فبالتخفيف لا غير.
ويوم نَحْسٌ وأَيام نَحْسٌ.
وقرأَ أَبو عمرو: فأَرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أَيام نَحْساتٍ؛ قال الأَزهري: هي جمع أَيام نَحْسَة ثم نَحْسات جمع الجمع، وقرئت: في أَيام نَحِساتٍ، وهي المشؤومات عليهم في الوجهين، والعرب تسمي الريح الباردة إِذا دَبِرَتْ نَحْساً، وقرئ قوله تعالى: في يومٍ نَحْسٍ، على الصفة والإضافةُ أَكثرُ وأَجودُ.
وقد نَحِسَ الشيءُ، فهو نَحِسٌ أَيضاً؛ قال الشاعر: أَبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ طَيّاً وبَهْراءَ قَوْمٌ، نَصْرُهُمْ . . . أكمل المادة نَحِسُ ومنه قيل: أَيام نَحِسات.
والنَّحْسُ: الغُبار. يقال: هاج النَّحْسُ أَي الغبار؛ وقال الشاعر: إِذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانِينَ، والتَقَتْ سَباريتُ أَغْفالٍ بها الآلُ يمضح وقيل: النَّحْسُ الرِّيح ذات الغُبار، وقيل: الرِّيح أَيّاً كانت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وفي شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ والنَّحْسُ: شدة البَرْد؛ حكاه الفارسي؛ وأَنشد لابن أَحمر: كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ، يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا وفسره الأَصمعي فقال: لِنَحْسٍ أَي وُضِعت في ريح فَبَرَدَت.
وشَفِيفُها: بَرْدها.
ومعنى يُحِيل: يَصُب؛ يقول: بردها يصب الماء في الحلق ولولا بردها لم يشرب الماء.
والنِّحاسُ والنُّحاس: الطَّبيعة والأَصل والخَلِيقَة.
ونِحاسُ الرجل ونُحاسه: سَجِيَّته وطَبيعته. يقال: فلان كريم النِّحاس والنُّحاس أَيضاً، بالضم، أَي كريم النِّجار؛ قال لبيد: يا أُيُّها السَّائلُ عن نِحاسِي قال النّحاس (* هكذا بالأصل.): وكَمْ فِينا، إِذا ما المَحْلُ أَبْدى نِحاسَ القَوْمِ، من سَمْحٍ هَضُومِ والنِّحاسُ: ضَرْبٌ من الصُّفْر والآنية شديدُ الحمرة.
والنُّحاس، بضم النون: الدُّخانُ الذي لا لهب فيه.
وفي التنزيل: يُرْسَل عليكما شُواظٌ من نار ونُحاس؛ قال الفراء: وقرئ ونِحاسٍ، قال: النُّحاسُ الدُّخان؛ قال الجعدي: يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِيـ ـطِ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيه نُحاسا قال الأَزهري: وهو قول جميع المفسرين.
وقال أَبو حنيفة: النُّحاس الدُّخان الذي يعلو وتَضْعُف حرارته ويخلص من اللهب. ابن بُزُرج: يقولون النُّحاس، بالضم، الصُّفْر نفسه، والنِّحاس، مكسور، دخانه.
وغيره يقول للدُّخان نُحاسٌ.
ونَحَّسَ الأَخْبار وتَنَحَّسَها واسْتَنْحَسَها: تَنَدَّسَها وتَجَسَّسَها، واسْتَنْحَسَ عنها: طلبها وتَتَبَّعَها بالاستخبار، يكون ذلك سرّاً وعلانية.
وفي حديث بدر: فجعل يَتَنَحَّس الأَخبار أَي يَتَتَبَّع.
وتَنَحَّس النصارى: تركوا أَكل الحيوان؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح ولا أَدري ما أَصله.

قصر (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَصْرُ: واحد القُصورِ.
وقَصْرُ الظلام: اختلاطه، وكذلك المَقْصَرَة.
والجمع المَقاصرُ.
وقد قصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً، إذا أمسيتَ.
ويقال: أتيته قصْراً، أي عَشِيًّا.
وقولهم: قَصْرُكَ أن تفعل ذاك، وقُصاراك أن تفعل ذاك بالضم، وقَصاراكَ أن تفعل ذاك بالفتح، أي غايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه. قال الشاعر:
والعَوارِيُّ قُصارى أن تُرَدّْ      إنما أنـفـسـنـا عـارية

ورضي فلان بِمَقْصِرٍ مما كان يحاول، بكسر الصاد، أي بدون ما كان يطلب.
ويقال: هو ابن عمه قُصْرَةً بالضم، ومقْصورَةً أيضاً، أي دِنْياً.
والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِلْعُ التي تلي الشاكِلةَ، وهي الواهنةُ في أسفل الأضلاع.
والقُصَيْرى أيضاً: أفْعى.
والقَوْصَرَّةُ بالتشديد: هي الذي يُكنَز فيه التمر من البواريِّ.
وقد يخفَّفُ.
والقَصَرَةُ بالتحريك: أصل العنق، والجمع قصَرٌ.
والقُصارَةُ بالضم: ما بقي . . . أكمل المادة في السُنبل من الحبّ بعد ما يُداس، وكذلك القِصْريُّ وهو منسوبٌ.
والقَصَرُ أيضاً: داءٌ يأخذ في القَصَرَةِ، يقال: قَصِرَ البعيرُ بالكسر يَقْصَرُ قَصَراً. قال ابن السكيت: هو داءٌ يُصيبه في عنقه فيلتوي، فيُكْوى في مفاصل عنقه فربَّما برأ.
وقَصِرَ الرجلُ أيضاً، إذا اشتكى ذلك.
وقَصَرْتُ الشيءَ بالفتح أقْصُرُهُ قَصْراً: حبسته، ومنه مَقْصورةُ الجامع.
وقَصَرْنا، من قَصْرِ العَشِيِّ، أي أمسينا.
وقَصَرْتُ السِتْر: أرخيته.
وقَصَرْتُ عن الشيء قُصوراً: عَجَزت عنه ولم أبلغه. يقال: قَصَرَ السهمُ عن الهدف.
وقَصُرَ الشيءُ بالضم يَقْصُرُ قِصَراً: خلافُ طالَ.
وقَصَرْتُ من الصلاة بالفتح أقْصُرُ قَصْراً.
وقَصَرْتُ الشيءَ على كذا، إذا لم تجاوز به إلى غيره. يقال: قَصَرْتُ اللِقْحَةَ على فرسي، إذا جعلتَ دَرَّها له.
وامرأة قاصِرَةُ الطرفِ: لا تمدُّه إلى غير بعلها.
وماءٌ قاصِرٌ، أي بارد.
وقَصَرْتُ الثوبَ أقْصُرُهُ قَصْراً: دَقَقْتُهُ؛ ومنه سمِّي القَصَّارُ.
وقَصَّرْتُ الثوبَ تَقْصيراً، مثلُه.
والتَقْصيرُ من الصلاة، ومن الشَعْرِ، مثل القَصْرِ.
والتَقْصير في الأمر: التواني فيه.
والقَصيرُ: خلاف الطويل، والجمع قِصارٌ.
والأقاصِرُ: جمع أقْصَرَ، مثل أصْغَرَ وأصاغِرَ.
وأنشد الأخفش:
      وأصْلالُ الرجالِ أقاصِرُه

وفرسٌ قصيرٌ، أي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أن تَرودَ لنفاستها.
وامرأةٌ قَصيرَةٌ وقَصورةٌ، أي مَقصورةٌ في البيت لا تُتْرَكُ ن تخرج. قال كثيِّر:
قِصارَ الخُطى شَرُّ النساءِ البَحاتِرُ      عَنيتُ قَصيراتِ الحِجالِ ولـم أُرِدْ


والاقتِصارُ على الشيء: الاكتفاء به.
وأقْصَرْتُ عنه: كففت ونزعت مع القدرة عليه، فإن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا ألفٍ.
وأقْصَرْنا، أي دخلنا في قَصْرِ العَشِيِّ، كما تقول: أمسينا من المساء.
وأقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قَصَرْتُ.
وأقْصَرَتِ المرأةُ: ولدت أولاداً قِصاراً.
وأقصَرَتِ النعجةُ والمَعزُ، فهي مُقْصِرٌ، إذا أسَنَّتا حتَّى تَقْصُرَ أسنانُهما.
واسْتَقْصَرَهُ، أي عدَّه مُقَصِّراً، وكذلك إذا عده قَصيراً.
والتِقْصارُ والتِقْصارَةُ، بكسر التاء: قلادةٌ شبيهةٌ بالمخْنَقَةِ، والجمع التَقاصيرُ.

جلز (لسان العرب) [0]


الجَلْز: الطيّ والليّ. جَلَزْتُه أَجْلِزُه جَلْزاً.
وكلّ عقد عقدته حتى يَستدير، فقد جَلَزْتَه.
والجَلْزُ والجِلازُ: العَقَب المشدود في طرف السوط. الأَصْبَحيّ: والجَلْز شدّة عَصْب العَقَب.
وكلُّ شيء يلوى على شيء، فَفِعْله الجَلْز، واسمه الجِلاز.
وجلائِزُ القوس: عَقَب تلوى عليها في مواضع، وكل واحدة منها جِلازَة، والجِلاز أَعم، أَلا ترى أَن العِصابة اسم التي للرأْس خاصةً وكلُّ شيء يعصب به شيء، فهو العِصابُ، وإِذا كان الرجل مَعْصوب الخَلْق واللحم قلت: إِنه لَمَجْلُوز اللحمِ، ومنه اشتق: ناقة جَلْسٌ، السين بدل من الزاي، وهي الوثيقة الخَلْق.
وجَلَزَ السكينَ والسوط يَجْلِزُه جَلْزاً: حَزَم مَقْبِضه وشدَّه بِعِلْباءِ البعير؛ وكذلك التَّجْلِيز، واسم ذلك العِلْباء: الجِلاز، بالكسر.
والجلائز: عَقَبات تلوى على . . . أكمل المادة كل موضع من القوس، واحدها جِلاز وجِلازَة؛ قال الشماخ: مُدِلّ بِزُرْقٍ، لا يُداوَى رَمِيُّها، وصَفْراءَ من نَبْعٍ، عليها الجَلائِزُ ولا تكون الجَلائز إِلا من غير عيب.
وجَلَز رأْسه بِرِدائِه جَلْزاً: عَصَبه؛ قال النابغة: يَحُثّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِه أَراد: جالزاً رأْسه بردائه.
وجَلْزُ السِّنان: الحلقة المستديرة في أَسفله، وقيل: جَلْزه أَعلاه، وقيل: مُعْظمه.
ويقال لأَغْلَظ السنان: جَلْز، والجَلْز والجَلِيز والتَّجْلِيز: الذهاب في الأَرض والإِسراع؛ قال: ثم مَضى في إِثْرِها وجَلَّزا وقد جَلَّز فذهب.
وقَرْضٌ مَجْلُوز: يُجْزى به مرة ولا يجزى به أُخرى، وهو من الذهاب؛ قال المتنخل الهذلي: هل أَجْزِيَنَّكما يوماً بقَرْضِكما؟ والقَرْض بالقَرْضِ مَجْزيٌّ ومَجْلُوز والجِلَّوْزُ: البندق؛ عربي حكاه سيبويه: التهذيب في ترجمة شكر: والجِلَّوْز نبت له حب إِلى الطُّول ما هو ويؤكل مُخُّه شِبْه الفستق.
والجِلَّوْز: الضخم الشجاع.
وقال النضر: جَلَزَ شيئاً إِلى شيء أَي ضَمَّه إِليه؛ وأَنشد: قَضَيْت حُوَيْجَةً وجَلَزْتُ أُخْرى، كما جَلَزَ الفُشاغُ على الغُصُونِ وقد سَمَّتْ جالِزاً ومِجْلَزاً وكَنَّت بأَبي مِجْلَز، وكان أَبو عبيدة يقول أَبو مَجْلِزِ، بفتح الميم وكسر اللام؛ ابن السكيت: هو أَبو مِجْلز، قال: والعامة تقول مَجْلِز وهو مشتق من جَلْز السوط وهو مَقْبِضه عند قَبِيعته.
وتقول: هذا أَبو مِجْلَز قد جاء، بكسر الميم، وهو مشتق أَيضاً من جَلْز السنان وهو أَغلظه.
وفي الحديث: قال له رجل: إِني أُحب أَن أَتَجَمَّل بِجِلازِ سَوْطي؛ الجِلاز: السير الذي يشد في طرف السوط؛ قال الخطابي: رواه يحيى بن معين جِلان، بالنون، وهو غلط.
والجِلْواز: الثُّؤْرُور، وقيل: هو الشُّرَطِيّ، وجَلْوَزَتُه: خِفَّته بين يدي العامل في ذهابه ومجيئه، والجمع الجَلاوِزَة.
وجَمَلٌ جَلَنْزى: غليظ شديد. الفراء: الجِلْئِزُ من النساء القصيرة؛ وأَنشد أَبو ثروان: فوق الطَّوِيلة والقصيرة شَبْرُها، لا جِلْئِزٌ كُنُدٌ ولا قَيْدُود قال: هي الفِنْئِلُ أَيضاً، ويقال في نزع القوس إِذا أَغْرَق فيه حتى بَلَغ النَّصْل؛ قال عدي: أَبْلِغْ أَبا قابُوس، إِذ جَلَّزَ الـ ـنَّزْعَ، ولم يؤخذ لِخَطِّي يَسَرْ

شكم (لسان العرب) [0]


الشُّكْمُ، بالضم: العَطاء، وقيل: الجزاء؛ قال ابن سيده: وأُرى الشُّكْمى لغةً، قال: ولا أَحُقُّها، شكَمَه يَشْكُمه شَكْماً وأَشْكَمه؛ الأَخيرة عن ثعلب.
وفي الحديث: أَن أَبا طَيْبة حَجَم رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: اشْكُمُوه أَي أَعْطُوه أَجْرَهُ؛ قال الشاعر: أَبْلِغْ قَتادَةَ، غَيْرَ سائِلِه جَزْلَ العَطاءِ وعاجِلَ الشُّكْمِ قال في تفسير الحديث: الشُّكْمُ، بالضم، الجَزاءُ، والشُّكْدُ العَطاء بلا جَزاءٍ، قال: وقيل: هو مثله وأَصله من شَكِيمةِ اللجامِ كأَنها تُمْسِكُ فاه عن القول، قال: ومنه حديث عبد الله بن رَباح: أَنه قال للراهب إِني صائم، فقال: أَلا أَشْكُمُكَ على صومك شُكْمةً؟ تُوضع يوم القيامة مائدةٌ وأَول من يأْكل منها . . . أكمل المادة الصائمون؛ أَي أَلا أُبَشِّرُكَ بما تُعْطى على صَوْمِك.
وفي ترجمة شكب: الشُّكْبُ لغةٌ في الشُّكْمِ، وهو الجزاء، وقيل: العطاء، قال أَبو عبيد: سمعت الأُمَوِيَّ يقول: الشُّكْمُ الجزاء، والشَّكْمُ المصدر، وقال الكسائي: الشُّكْمُ العِوَضُ، وقال الأَصمعي: الشُّكْمُ والشُّكْدُ العطية. الليث: الشُّكْمُ النُّعْمى. يقال: فَعَلَ فلانٌ أَمراً فَشَكَمْتُه أَي أَثَبْتُه: قال الجوهري: الشُّكْمُ بالضم، الجزاء، فإِذا كان العطاء ابتداء فهو الشُّكْدُ، بالدال، تقول منه شَكَمْتُه أَي جزيته.
والشَّكِيمة من اللِّجام: الحديدة المُعْتَرضة في الفم. الجوهري: الشكِيمُ والشَّكِيمةُ في اللجام الحديدةُ المُعْتَرِضة في فم الفرس التي فيها الفأْس؛ قال أَبو دُواد: فهي فَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ والجمع شَكائِمُ وشَكِيمٌ وشُكُمٌ؛ الأَخيرة على طرح الزائد أَو على أَنه جمع شكيم الذي هو جمع شَكِيمة، فيكون جمع جمع.
وشَكَمَه يَشْكُمُه شَكْماً: وضع الشَّكِيمة في فيه.
وشَكَمْتُ الوالي إِذا رَشَوتَه كأَنك سَدَدْتَ فَمَه بالشَّكِيمة؛ وقال قوم: شَكَمه شَكْماً وشَكِيماً عَضَّه؛ قال جرير: فأَبْقُوا عليكم، واتَّقُوا نابَ حَيَّةٍ أَصاب ابْنَ حَمْراءِ العِجانِ شَكِيمُها قال: وأَما فأْس اللجام فالحديدة القائمة في الشكيمة.
ويقال: فلان شديدُ الشَّكيمة إِذا كان ذا عارضة وَجِدٍّ. ابن الأَعرابي: الشَّكِيمَةُ قُوَّةُ القلب. ابن السكيت: إِنه لشديدُ الشَّكِيمةِ إِذا كان شديدَ النَّفْسِ أَنِفاً أَبِيّاً.
وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: فما بَرِحَتْ شَكِيمَتُه في ذات الله أَي شِدَّةُ نَفْسِه، هو من ذلك، وأَصله من شكيمة اللجام فإِن قُوَّتَها تدل على قوة الفرس.
والشكِيمَةُ: الأَنَفَةُ والانتصار من الظُّلْم، وهو ذو شَكِيمةٍ أَي عارِضةٍ وجِدٍّ، وقيل: هو أَن يكون صارماً حازماً، وفلان ذو شكِيمة إِذا كان لا يَنْقاد؛ قال عَمْرُو بن شاسٍ الأَسَدِيُّ يُخاطِب امرأَته في ابْنِه عِرار: وإِنَّ عِراراً إِنْ يكن ذا شَكِيمةٍ تَعافِينََها منه، فما أَمْلِكُ الشِّيَمْ وقوله: أَنا ابنُ سَيَّارٍ على شَكِيمِه، إِن الشِّراكَ قُدَّ من أَدِيِمِه قال: يجوز أَن يكون جمع شَكِيمةٍ كما ذكر في شَكِيمةِ اللجام، ويجوز أَن يكون لغة في الشَّكِيمة، فيكون من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ، ويجوز أَن يكون أَراد على شكيمته فحذف الهاء للضرورة؛ وقول أبي صخر الهذلي: جَهْم المُحَيَّا عَبُوس باسِل شَرِس، وَرْد قُساقِسة، رِئْبالَة شَكِم قال السُّكَّرِيُّ: شَكِمٌ غَضُوبٌ.
وشَكِيمُ القِدْرِ: عُراها؛ قال الراعي: وكانَتْ جَدِيراً أَن يُقَسَّمَ لَحْمها، إِذا ظَلَّ بينَ المَنْزِلَينِ شَكِيمُها وشُكامَةُ وشُكَيْمٌ: اسمان.
ومِشْكَمٌ، بالكسر: اسم رجل.

خبأ (لسان العرب) [0]


خَبَأَ الشيءَ يَخْبَؤُه خَبْأً: سَتَرَه، ومنه الخابِيةُ وهي الحُبُّ، أَصلها الهمزة، من خَبَأْتُ، إِلاَّ أَن العرب تركت همزه؛ قال أَبو منصور: تركت العرب الهمز في أَخْبَيْتُ وخَبَّيْتُ وفي الخابيةِ لأَنها كثرت في كلامهم، فاستثقلوا الهمز فيها.
واخْتَبأَتْ: اسْتَتَرتْ.
وجارية مُخْبَأَةٌ أَي مُسْتَتِرة؛ وقال الليث: امرأَة مُخَبَّأَةُ، وهي الـمُعْصِرُ قبل ان تَتَزَوَّج، وقيل: الـمُخَبَّأَةُ من الجَواري هي الـمُخَدَّرة التي لا بُروزَ لها؛ في حديث أَبي أُمامةَ: لم أَرَ كاليَوْمِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. الـمُخَبَّأَة: الجاريةُ التي في خِدْرها لَم تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِيانتها أَبلغ مـمن قد تَزَوَّجَتْ.
وامرأة خُبَأَةٌ مثل هُمَزة: تلزم بيتَها وتسْتَتِرُ.
والخُبَأَةُ: المرأَةُ تَطَّلِعُ ثم تَخْتَبِئُ؛ وقول الزِّبْرقان بن بدرٍ: . . . أكمل المادة إنّ أَبْغَض كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ: يعني التي تَطَّلِعُ ثم تَخْبأُ رأْسها؛ ويروى: الطُّلَعةُ القُبَعةُ؛ وهي التي تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدْخِله، وقيل: تَخْبَؤُه؛ والعرب تقول: خُبَأَةٌ خيرٌ من يَفَعةِ سَوْءٍ، أَي بنت تلزم البيت ، تَخْبَؤُ نَفسها فيه، خير من غلام سَوْءٍ لا خير فيه.
والخَبْءُ: ما خُبِئَ، سُمِّيَ بالمصدر، وكذلك الخَبِيءُ، على فَعِيل؛ وفي التنزيل: الذي يُخْرِج الخَبْءَ في السموات والأَرضِ؛ الخَبْءُ الذي في السموات هو المطَر، والخَبْءُ الذي في الأَرض هو النَّبات، قال: والصحيح، واللّه أَعلم: أَنَّ الخَبْءَ كلُّ ما غاب، فيكون المعنى يعلم الغيبَ في السموات والأَرض، كما قال تعالى: ويَعلَم ما تُخْفُون وما تُعْلِنون.
وفي حديث ابن صَيَّادٍ: خَبَأْتُ لك خَبْأً؛ الخَبْءُ: كُلُّ شيء غائِبٍ مستور، يقال: خَبَأْتُ الشيءَ خَبْأً إِذا أَخفَيْته، والخَبْءُ والخَبِيءُ والخَبِيئةُ: الشيءُ الـمَخْبُؤءُ.
وفي حديث عائشةَ تَصِفُ عُمَرَ: ولَفَظَت خَبِيئَها أَي ما كان مَخْبُوءاً فيها من النبات، تعني الأَرض، وفَعِيلٌ بمعنى مفعول.
والخَبْءُ: ما خَبَأْتَ من ذَخيرة ليومٍ ما. قال الفرَّاء: الخَبْءُ، مهموز، هو الغَيْب غَيْبُ السموات والأَرض، والخُبْأَةُ والخَبِيئةُ، جميعاً: ما خُبِئَ.
وفي الحديث: اطْلُبوا الرِّزقَ في خَبايا الأَرض، قيل معناه: الحَرْثُ وإِثارةُ الأَرضِ للزراعة، وأَصله من الخَبْء الذي قال اللّه عزَّ وجلَّ: يُخْرِجُ الخَبْءَ.
وواحد الخَبايا: خَبِيئةٌ، مثل خَطِيئة وخَطايا، وأَراد بالخَبايا: الزَّرعَ لأَنه إِذا أَلقَى البذر في الأَرض، فقد خَبأَه فيها. قال عروة بن الزبير: ازْرَعْ، فان العرب كانت تتمثل بهذا البيت: تَتَبَّعْ خَبايا الأَرضِ، وادْعُ مَلِيكَها، * لَعَلَّكَ يَوْماً أَن تُجابَ وتُرْزَقا ويجوز أَن يكون ما خَبأَه اللّه في مَعادن الأَرض.
وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه، قال: اخْتَبَأْتُ عند اللّه خِصالاً: إنِّي لَرابِعُ الإِسلام وكذا وكذا، أَي ادَّخَرْتها وجَعَلْتُها عنده لي.
والخِباءُ، مَدَّته همزة: وهو سِمَةٌ توضع في موضع خفي من الناقة النَّجِيبة، وانما هي لُذَيْعةٌ بالنار، والجمع أَخبِئَةٌ، مهموز.
وقد خَبِئَت النارُ وأَخْبَأَها الـمُخْبِئُ إِذا أَخْمَدَها.
والخِباء: من الأَبنية، والجمع كالجمع؛ قال ابن دريد: أَصله من خَبَأْت.
وقد تَخَبَّأْت خِباءً، ولم يقل أَحد إِنَّ خِباء أَصله الهمز الا هو، بل قد صُرِّح بخلاف ذلك.
والخَبِيءُ: ما عُمِّيَ من شيء ثم حُوجِيَ به.
وقد اخْتَبَأَه.وخَبِيئَةُ: اسم امرأَة؛ قال ابن الأَعرابي: هي خَبِيئةُ بنت رِياح بن يَرْبوع بن ثَعْلَبَةَ.

أكل (الصّحّاح في اللغة) [0]


أَكَلْتُ الطعام أَكْلاً ومَأْكلاً.
والأَكْلَةُ: المرّة الواحدة حتّى تشبع والأُكْلَةُ بالضم اللُّقمة. تقوم: أَكَلْتُ أُكْلَةً واحدة، أي لقمةً، وهي القُرْصَةُ أيضاً.
وهذا الشيء أُكْلَةٌ لك، أي طُعْمَةٌ لك. والأُكلُ أيضاً: ما أُكِلَ.
ويقال أيضاً فلان ذو أُكْلٍ، إذا كان ذا حظٍّ من الدنيا ورزقٍ واسعٍ. قال اللحيانيّ: الأُكْلَةُ والإكْلَةُ، بالضم والكسر: الغيبَةُ، يقال: إنه لذو أُكْلَةٍ وإِكْلَةٍ، إذا كان يغتاب الناسَ؛ كأنّه من قوله تعالى: "أَيُحِبُّ أحدُكم أن يَأْكُلَ لَحمَ أخيهِ مَيْتاً".
والإكْلَةُ أيضاً بالكسر: الحِكَّةُ. يقال: إنِّي لأجدُ في جسدي إكْلَةً من الأُكالِ.
والإكْلَةُ أيضاً: الحال التي يُؤْكَلُ عليها، يقال: إنّه لَحَسَنُ الإكْلَةِ.
والأُكْلُ: ثمر النَخل والشجر.
وكلُّ ما يُؤْكَلُ فهو أُكْلٌ، ومنه قوله تعالى: "أُكُلُها . . . أكمل المادة دائمٌ".
ويقال للميت: انقطع أُكْلُهُ.
وثوبٌ ذو أُكْلٍ أيضاً، إذا كان كثير الغَزْل صفيقاً.
وقرطاسٌ ذو أُكْلٍ.
ويقال أيضاً: رجلٌ ذو أُكْلٍ، إذا كان ذا عقلٍ ورأيٍ.
وقولهم: هم أَكَلَةُ رأسٍ، أي هم قليلٌ يشبعُهم رأسٌ واحد، وهو جمع آكِلٍ.
ويقال: أَكَّلَتْني ما لم آكُلْ، بالتشديد، وآكَلْتني أيضاً، أي ادّعيتَه عليَّ.
وآكَلْتُكَ فلاناً، إذا أمكنتَه منه.
ولما أنشد الممزِّقُ العبديُّ النعمانَ قولَه:
وإلا فأدْرِكني ولَمَّـا أُمَـزَّقِ      فإن كنتُ مأكولاً فكن خير آكِلٍ

قال له النعمان: لا آكُلُكَ ولا أُوِكلُكَ غيري.
والإيكالُ بين الناس: السعيُ بينهم بالنمائم.
وآكَلْتُهُ إيكالاً: أطعمته.
وآكَلْتُهُ مُؤَاكَلَةً، أي أَكلْتُ معه، فصار أَفْعَلْتُ وفاعَلْتُ على صورة واحدة.
ولا تقل واكَلْتُهُ بالواو.
ويقال: أَكَلَتِ النارُ الحطبَ، وآكَلْتُها أنا، أي أطعمتها إياه.
وأكَلَ النخلُ والزرعُ وكلُّ شيء، إذا أَطْعَمَ.
والآكالُ: سادةُ الأحياء الذين يأخذون المِرباع وغَيره.
والمأْكَلُ: الكسبُ.
والمَأْكَلَةُ والمَأْكُلَةُ: الموضع الذي منه يؤكل. يقال: اتَّخذت فلاناً مَأْكَلَةً ومَأْكُلَةً.
والمِئْكَلةُ: الصحاف الذي يَستخِفّ الحيُّ أن يطبُخوا فيها اللحمَ والعصيدة.
ويقال: ما ذقت أَكالاً بالفتح، أي طعاماً.
والأُكالُ بالضم: الحِكَّةُ، عن الأصمعي.
والأكولَةُ: الشاةتُ التي تُعْزَلُ للأكل وتُسَمَّنُ.
ويُكْرَهُ للمصدِّق أخذُها.
وأمَّا الأَكيلَةُ فهي المَأكولَةُ. يقال: هي أكيلَةُ السَبُعَ.
وإنّما دخلته الهاء وإن كان بمعنى مفعولةٍ لغلبة الاسم عليه.
والأَكيلُ: الذي يؤاكلك.
والأَكيلُ أيضاً: الآكِلُ. قال الشاعر: لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أبي خُبَيْبٍ=بطيءُ النُضْجِ مَحْشومُ الأَكيلِ وأَكِلَتِ الناقةُ أَكالاً، فهي أَكِلَةٌ وبها أُكالٌ بالضم، إذا أشعَرَ ولدُها في بطنها فحكَّها ذلك وتأذَّتْ.
ويقال أيضاً: أَكِلَتْ أسنانُه من الكِبَرِ، إذا احتكّت فذهبتْ.
وفي أسنانه أَكَلٌ بالتحريك، أي إنّها مُؤْتَكِلَةٌ.
وقد ائْتَكَلَتْ أسنانُه وتَأَكَّلَتْ.
ويقال أيضاً: فلان يأْتَكِلُ من الغضب، أي يحترق ويتوهَّجْ قال الأعشى:
أبا ثُبَيْتٍ أما تَنْفَكُّ تَأْتكِـلُ      أَبْلِغْ يَزيدَ بني شَيْبانَ مأْلُكةً

وفلان يَسْتَأْكِلُ الضعفاء، أي يأخذُ أموالهم.
وقولهم: ظَلَّ مالي يُؤَكّلُ ويُشَرَّبُ، أي يرعَى كيف شاء.
ويقال أيضاً: فلانٌ أَكَّلَ مالي وشرّبه، أي أطعمَه الناسَ.
وتَأَكَّلَ السيفُ، أي توهَّج من الحِدَّة. قال أوس بن حَجَر:
تَلأْلُؤُ برقٍ في حَبيّ تَأَكَّلا      وأَبْيَضَ هِنْدِيَّا كأنَّ غِرارَهُ

السَّرَعُ (القاموس المحيط) [0]


السَّرَعُ، محركةً، وكعِنَبٍ،
والسُّرعةُ، بالضم: نَقيضُ البُطْءِ، سَرُعَ، كَكَرُمَ سُرْعَةً، بالضم، وسِرَعاً، كعِنَبٍ.
والله، عز وجل، سريعُ الحسابِ، أي: حِسابُه واقِعٌ لا مَحالَةَ، أو لا يَشْغَلُه حِسابٌ عن حِسابٍ، ولا شيءٌ عن شيءٍ، أو تُسْرِعُ أفْعالُه فلا يُبْطِئْ شيءٌ منها عما أراد جَلَّ وعَزَّ، لأنه بغيرِ مُباشَرَةٍ ولا عِلاجٍ، فهو سبحانه يُحاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعْثِهِم وجَمْعِهِم في لَحْظَةٍ، بِلا عَدٍّ ولا عَقْدٍ، {وهو أسْرَعُ الحاسبينَ}، وكأَميرٍ: ابنُ عِمْرانَ الشاعرُ، والمُسْرِعُ،
ج: سُرْعَانٌ، بالضم، والقَضيبُ يَسْقُطُ من البَشامِ،
ج: سِرْعانٌ، بالكسر.
وأبو سَريعٍ: العَرْفَجُ، أو النارُ التي فيه.
وكسفينةٍ: عَيْنٌ.
وحِجْرٌ سُراعةٌ، كثُمامةٍ: سَريعةٌ.
. . . أكمل المادة والسَّرَعَ السَّرَعَ، أي الوَحى الوَحى.
وسُرْعانَ ذا خُروجاً، مثلثةَ السينِ، أي: سَرُعَ ذا خُروجاً، نُقِلَتْ فَتْحَةُ العينِ إلى النونِ فَبُنِيَ عليه،
وسَرْعَانَ: يُسْتَعْمَلُ خَبَراً مَحْضاً، وخَبَراً فيه معنَى التَّعَجُّبِ،
ومنه: لَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا، أي: ما أسْرَعَ،
وأما "سَرْعانَ ذا إهالَةً" فأصْلُه: أن رَجُلاً كانت له نَعْجَةٌ عَجْفاءُ، ورُغامُها يَسيلُ من مَنْخِرَيْها لهُزالِها، فقيل له: ما هذا؟ فقال: ودكُها، فقال السائلُ ذلك، وَنَصَبَ إهالَةً على الحالِ، أي: سَرُعَ هذا الرُّغامُ حالَ كونِهِ إهالَةً، أو تَمييزٌ على تقديرِ نَقْلِ الفِعْلِ، كقولِهم: تَصَبَّبَ زيدٌ عَرَقاً، والتقديرُ: سَرْعانَ إهالَةُ هذه، يُضْرَبُ لمن يُخْبِرُ بِكَيْنونةِ الشيءِ قبلَ وقْتِهِ.
وَسَرَعانُ الناسِ، محركةً: أوائِلُهُم المُسْتَبِقونَ إلى الأمرِ، ويُسَكَّنُ،
و~ من الخَيْلِ: أوائِلُها، وقد يُسَكَّنُ، ووَتَرُ القَوْسِ.
وسَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ: شِبهُ الخُصَلِ تُخَلَّصُ من اللحمِ ثم تُفْتَلُ أوْتاراً للقِسِيِّ العَرَبيَّةِ، الواحدةُ: بهاءٍ،
والسَّرَعانُ: الوَتَرُ القَويُّ، أو العَقَبُ الذي يَجمَعُ أطْرافَ الريشِ، أو خُصَلٌ في عُنُقِ الفرسِ أو في عَقَبِه، أو الوَتَرُ المأْخوذُ من لَحْمِ المَتْنِ، وما سِواهُ ساكِنُ الراءِ.
والسَّرْعُ، ويكسرُ: قَضيبُ الكَرْمِ الغَضُّ لِسَنَتِه، أو كلُّ قَضيبٍ رَطْبٍ،
كالسَّرَعْرَعِ، والسَّرَعْرَعُ أيضاً: الطويلُ، والشابُّ الناعِمُ اللَّدْنُ، وكمِنبرٍ: السريعُ إلى خيرٍ أو شَرٍّ.
وكمِحْرابٍ: أبْلَغُ منه، وفي الحديثِ: "مَساريعُ في الحربِ".
والسَّرْوَعَةُ: كالزَّرْوَحَةِ زِنَةً ومعنىً، ومنه: "فأخذ بِهِم بينَ سَرْوَعَتَيْنِ"
وة بمَرِّ الظَّهْرانِ، وَجَبَلٌ بِتهامَةَ.
وأبو سَرْوَعَةَ، (ولا يكسرُ)، وقد تُضَمُّ الراءُ: عقْبَةُ بنُ الحارثِ الصحابيُّ.
وسُراوِعُ: ع.
والأساريعُ: شُكُرٌ تخرجُ في أصْلِ الحَبَلَةِ، ورُبَّما أُكِلَتْ حامِضَةً رَطْبَةً، وظَلْمُ الأسْنانِ، وماؤُها، وخُطوطٌ وطَرائِقُ في القَوْسِ، ودودٌ بيضٌ حُمْرُ الرؤوسِ تكونُ في الرملِ وفي وادٍ يُعْرَفُ بظَبْيٍ، الواحدُ: أُسْروعٌ ويُسْروعٌ، بضَمِّهما، والأصلُ: يَسْرُوعٌ، بالفتح، وضُمَّ إتْباعاً للراءِ.
وأُسْروعُ الظَّبْيِ: عَصَبَةٌ تَسْتَبْطِنُ رِجْلَهُ ويَدَهُ.
وأَسْرَعَ في السَّيْرِ: كسَرُعَ، وهو في الأصْلِ مُتَعَدٍّ، كأنه ساقَ نفسَه بِعَجَلَةٍ، أو أسْرَعَ المَشْيَ، غيرَ أَنه لَمَّا كانَ مَعْروفاً عندَ المُخاطبينَ، اسْتُغْنِيَ عن إظهارِه، ومنه الحديثُ: "فَلْيُسْرِعِ المَشْيَ".
وأسْرَعوا: إذا كانت دَوابُّهُم سِراعاً،
والمُسارَعَةُ: المُبادَرَةُ،
كالتَّسارُعِ.
وتَسَرَّعَ إلى الشَّرِّ: عَجَّلَ.
والسَّريعُ، كأَميرٍ: القَضيبُ يَسْقُطُ من شَجَرِ البَشامِ.
ج: سُرْعانٌ، بالكسر والضم.

سيب (لسان العرب) [0]


السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ.
وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ.
وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛ قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد: فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1) (1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري: السُّـيُوبُ . . . أكمل المادة جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.
وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه.
والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.
والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.
والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.
وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً.
وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب: أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟ وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ.
وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه.
وفي الحديث: أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى.
وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.
وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه.
وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ.
وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ.
والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له.
والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه.
والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً.
وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ.
وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ.
وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو مَذْكور في موضعه.
وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه.
وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ.
وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله.
وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر.
وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه.
وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى.
وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.
وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ.
ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ.
والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ: أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد: أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ: سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.
والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.
وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى.
والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.
والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.

وطأ (العباب الزاخر) [0]


وَطئْتُ الشيءَ برِجلي وَطْأً. ووَطِيءَ الرجلُ امرأتَه يَطَأُ فيهما، سَقَطَتِ الواوُ من "يَطَأُ" سَقوطَها من "يَسَعُ" لِتَعَدِّيهما، لأنَّ فِعلَ يفعلُ ممّا اعتَلَّ فاؤُه لا يكونُ إلاّ لازِماً، فلمّا جاءا من بينِ أخَتِهما مُتَعدِّييْن خُولِفَ بهما نَظائرُهُما. والوَطَأَةُ -بالتحريك- والواطئةُ: السّابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لِوَطْئِهم الطَّريقَ، وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم-: احتاطوا لأهلِ الأموال في النّائبَةِ والواطِئَةِ وما يجبُ في الثَّمَرِ من حَقٍّ. والوَطْأَةُ: مَوْضِعُ القَدَمِ، وهي -أيضاً-: كالضَّغْطَة، وفي دُعاء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على قُرَيش: اللهمَّ أنجِ الوَليدَ بن الوليد وسَلَمَةَ بن هِشامٍ وعَيّاشَ بن أبي ربيعةَ والمُستَضعَفينَ بمكَّةَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعَلها عليهم سِنينَ كَسِني . . . أكمل المادة يُوسُف.
وفي حديثه الآخَر: انَّه -صلى الله عليه وسلَّم- خَرَجَ ذاتَ يومٍ وهو مُحتَضِنٌ أحَدَ ابنَيْ ابنَتِه وهو يقولُ: والله إنَّكم لَتُجَبِّنونَ وتُبَخِّلونَ وتُجَهِّلونَ وإنّكم لَمِن رَيْحانِ الله، وانَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بِوَجٍّ: أي آخِرَ أخْذَةٍ ووَقْعَةٍ.
والمَوْطَأُ -بفتح الطاء-: موضع وَطْءِ القدم، وقال الليث: هو المَوطِيءُ؛ قال: وكل شيءٍ يكون الفِعلُ منه على فَعِلَ يَفعَلُ مثل سَمِعَ يَسمَعُ فانَّ المَفعَلَ منه مَفتوح العين الاّ ما كان من بناتِ الواو على بِناء وَطِيءَ يَطَأُ، ومنه حديثُ طَهْفَةَ ابن ابي زُهَيرٍ النَّهدِي رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَت وُفودُ العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم-: قام إليه طَهْطَفَةُ بن أبى زُهَير النَّهديُّ رضي الله عنه- فقال: أتَيناكَ يا رسولَ الله من غَوْرَيْ تهامَةَ بأكْوارِ المَيس تَرتَمي بنا العِيسُ نَستَحْلِبُ الصَّبيرَ ونَسْتَخْلِبُ الخَبير ونَستعضِدُ البَريرَ ونَستَخيلُ الرِّهامَ ونَستَحيلُ أو نَستَجيلُ- الجَهامَ من ارضٍ غائلَةِ النِّطاءِ غلَيظةِ المَوْطَأ قد نَشِفَ المُدْهُنُ ويَبِسَ الجِعْثِن وسَقط الأُمْلوجُ ومات العُسلوجُ وهَلَكَ الهَديُّ ومات الوَدِيُّ، بَرِئْنا يا رسول الله من الوَثَنِ والعَنَنِ وما يُحدِثُ الزَّمَنُ؛ لنا دعوة السَّلام وشريعةُ الاسلام ما طَمَا البحرُ وقام تِعارُ، ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ إغْفالٌ ما تَبِضٌ بِبِلالٍ ووَقيرٌ كَثيرُ الرَّسَلِ قليلُ الرِّسلِ أصابَتْها سُنَيَّةٌ حمراءُ مُؤزِلَةٌ ليس لها عَلَلٌ ولا نَهَلٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ بارِك لهم في مَحْضِها ومَخضِها ومَذْقِها وابعَث راعيَها في الدَّثرِ بِيانِع الثَّمَر وافجُر له الثَّمَدَ وبارك له في المال والوَلَد، مَن أقامَ الصلاةَ كان مُسلِماً ومَن آتى الزكاةَ كان مُحسِناً ومَن شَهِدَ أنْ لا اِلهَ إلاّ الله كان مُخلِصاً، لكم يا بَني نَهْدٍ ودائعُ الشِّرْكِ ووَضائهُ المِلكِ لا تُلَطِطْ في الزَّكاة ولا تُلحِد في الحياة ولا تَتَثاقَل عن الصلاة، وكَتَبَ مَعَه كِتاباً الى بَني نَهْدٍ: بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم: من مُحمَّدٍ رسولِِ الله إلى بني نَهْدِ بن زيدٍ، السَّلامُ على من آمَنَ باللهِ ورَسولِهِ، لكم يا بين نَهْدٍ في الوَظيفةِ الفَريضَةُ ولكم العارِضُ والفَريشُ وذو العِنانِ الرَّكوبُ والفَلُوُّ الضَّبيسُ لا يُمنَعُ سَرحُكُم ولا يُعضَدُ طَلحُكُم ولا يُحبَسُ دَرُّكُم ما لم تُضمِروا الاِماقَ وتأكُلُوا الرِّباقَ، من أقَرَّ بما في هذا الكِتاب فَلَهُ من رَسولِ الله الوَفاءُ بالعَهدِ والذِّمَّةُ ومن أبى فعليه الرِّبوَةُ. ووَطُؤَ الموضِعُ يَوْطُؤُ وَطاءَةً: أي صار وَطيئاً، وكذلك الطِّئَةُ والطَّأَةُ مثالُ الطِّعَةِ والطَّعَةِ في المصدر، فالهاء عِوَضٌ من الواو؛ كما قال الكُمَيتُ:
أغْشى المَكارِهَ أحياناً ويَحمِلُنـي      منه على طَأَةٍ والدَّهرُ ذو نُوَبِ

أي: على حالٍ لَيِّنَةٍ، ويُروى: "على طِئَةٍ". والوَطيئَةُ -على فَعيلَةٍ-: الغِرارَةُ، وقال بعضُ بَني عُذرَةَ: أتَينا النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- بتَبُوكَ فأخرَجَ إلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطيئَةِ. والوَطيئَةُ -أيضاً-: ضَرْبٌ من الطَّعام. وقوله تعالى: (لم تَعلَمُوهُم أن تَطَأُوهُم) أي تَناوَلوهُم بمكرُوهٍ. وبنو فلانٍ يَطَؤُهُم الطَّريقُ: أي ينزِلونَ قريباً منه، والمعنى: يَطَؤُهُم أهلُ الطَّريق. والواطِئَةُ: سُقاطَةُ التمر؛ لأنَّها تُوطَأُ، فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعولَة. وأوْطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه، يُقال: منأوْطَأَكَ عَشْوَةً.
وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلّم-: أَنَّ رِعاءَ الاِبِلِ ورِعاءَ الغنم تَفاخَروا عندَه فأوْطَأَهُم رِعاءُ الإبل غَلَبَةً؛ فقالوا: وما أنتم يا رِعاءَ النَّقَدِ هل تَخُبُّونَ أو تَصيدونَ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: بُعِثَ موسى وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثَ داوودُ وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثْتُ وانا راعي غَنَمِ أهلي بأجيادَ. فَغَلَّبَهم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-. فَأَوْطَأُونَ قَهراً وغَلَبَةً عليهم. والاِيطاءُ في الشِّعر: اِعادةُ القافيَة. وائْتَطَأَ الشيءُ -على افْتَعَلَ-: أي استَقامَ وبَلَغَ نِهايَتَه. وبنو قَيسٍ يقولون: لم يَأْتَطِيءْ السِّعرُ بعدُ: أي لم يَستَقِم.
ولم يَأْتَطِيءْ الجِدتدُ بَعدُ: أي لم يَحِنْ، يُقال: وَطَّأْتُه فاتَّطَأَ: أي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ، وفي الحديث: أَنَّ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- صلى برسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- العِشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ وائتَطَأَ العِشاءُ. ووَطَّأْتُ الشيءَ تَوْطِئَةً: جَعَلْتُه وطِيئاً، ولا تَقُل: وَطَّيْتُ. ورَجلٌ مُوَطَّأُ الأكْناف: إذا كان سَهلاً دَمِثاً كَريماً يَنزِلُ به الأضيافُ، ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم-: ألاَ أُخْبِرُكُم بأَحبِّكُم إلَيَّ وأقرَبِكُم مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامة: أحاسِنُكُم أخْلاقاً الموطِئونَ أكْنافاً الذين يَأْلَفُونَ ويُؤلَفونَ.
وقال المُبَرِّد: المُوَطَّأُ الأكْنافِ: الذي يَتمكن في ناحيته صاحِبُها غيرَ مُؤْذىً ولا نابٍ به مَوْضِعُه. ورَجُلٌ مَوَطَّأُ العَقِبِ: أي سلطانٌ يُتَّبَعُ وتُوْطَأُ عَقِبُه، ومنه حديث عَمّار ابن ياسِر -رضي الله عنهما- حين وشَى به رَجُلٌ إلى عُمَر -رضي الله عنه- فقال عَمّارُ: اللهُمَّ إِنْ كان كَذَبَ عَلَيَّ فاجعَلْهُ مُوَطَّأَ العَقِبِ. كأنَّهُ دعا عليه بأنْ يكونَ رَأساً أو ذا مالٍ فيتّبِعُه الناس. أبو زيد: واَطأْتُه على الأمرِ: إذا وافَقْتَه، وفلانٌ يُواطِيءُ اسمُه اسمي، وقال الأخْفَشُ في قول الله تعالى: (لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ الله): أي لِيُوافِقُوا ويُماثِلوا. وقوله تعالى: (هي أشَدُّ وطَاءً) بالمَدِّ، وهي قراءةُ غيرِ أبي عمرو وابن عامِر: أي مُواطَأَةً وهي المُواتَاة: أي مُواتَاةُ السَّمْع والبَصَر ايّاه، وذلك أَنَّ اللِّسانَ يُواطيءُ العملَ والسَّمْعَ يُواطِيءُ فيها القلبَ، وقَرَأَ أبو عمرو وابنُ عامر: (أشَدُّ وطْأً) بسُكون الطاء: أي قياماً أي هي أبلَغُ في القيام وأوْطَأُ للقائم، وقيل: أبْلَغُ في الثَّواب، ويجوزُ أنْ يكونَ معناه: أغْلَظُ على الإنسان من القِيام بالنَّهار؛ لأنَّ الليلَ جُعِلَ سَكَناً. والمُواطَأَةُ في الشِّعْر: مثلُ الإيطاء. وتَوَطَّأْتُه بقَدَمي: مثلُ وَطِئْتُه. وتَواطَأُوا عليه: أي تَوافَقُوا. والتركيبُ يدلُّ على تَمْهيد شيءٍ وتَسهِيله.

وغل (لسان العرب) [0]


الوَغْلُ من الرجال: النَّذْل والضعيف الساقط المقصِّر في الأَشياء، والجمع أَوْغال؛ وأَنشد: وحاجِبٍ كَرْدَسَه في الحَبْلِ مِنَّا غُلامٌ كان غيرَ وَغْلِ، حتى افتدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ والوَغْل والوَغِل: المدَّعي نسَباً ليس منه، والجمع أَوْغالٌ.
والوَغْلُ والوَغِلُ: السَّيِّءُ الغِذاء، وحكى سيبويه وَغِل على المضارعة.
والوَغْل والواغِلُ؛ الأُولى عن كراع: الذي يدخُل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أَن يَدْعُوه إِليه أَو يُنْفِق معهم مثل ما أَنفَقُوا؛ قال الشاعر: فمَتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو هُ، وتُعْطَفْ عليه كأْسُ الساقي ويروى: وتَعْطِفْ عليه كفُّ الساقي؛ وقال امرؤ القيس: فاليومَ أُسقَى غيرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْماً من الله، ولا واغِلِ وقيل: الواغِلُ الداخِل على القوم في . . . أكمل المادة شَرابهم، وقيل: هو الداخِل عليهم في طعامهم، وقال يعقوب: الواغِلُ في الشراب كالوارِش في الطعام؛ وقد وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلاً إِذا دخل على القوم في شَرابهم فشَرِب معهم من غير أَن يُدْعى إِليه، واسم ذلك الشراب الوَغْلُ؛ قال عمرو بن قَمِيئة:إِن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَب الـ ـوَغْلَ، ولا يَسلَمُ مِنِّي البَعير وشُربٌ واغِلٌ على النسَب؛ قال الجعدي: فشَرِبْنا غير شُرْبٍ واغِلٍ، وعَلَلْنا عَلَلاً بعد نَهَلْ وفي حديث عليّ، عليه السلام: المتَعَلّق بها كالواغِل المُدَفَّع؛ الواغِلُ الذي يَهْجُم على الشُّرَّاب ليشرب معهم وليس منهم فلا يَزال مُدَفَّعاً بينهم.
وفي حديث المقداد: فلمّا أَن وَغَلَتْ في بَطني أَي دَخَلتْ.
ووَغَلَ في الشيء وُغولاً: دخل فيه وتوارى به، وقد خُصَّ ذلك بالشجَر فقيل: وَغَل الرجل يَغِل وُغولاً ووَغْلاً أَي دخل في الشجر وتَوارى فيه.
ووَغَل: ذهَب وأَبعَد؛ قال الراعي: قالت سُلَيمى: أَتَنْوي اليومَ أَمْ تَغِلُ؟ وقد يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ وكذلك أَوْغَل في البلاد ونحوها.
وتوَغَّل في الأَرض: ذهَب فأَبعَد فيها، وكذلك أَوْغَل في العِلْم.
وفي الحديث: إِن هذا الدين مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرِفقٍ؛ يُريد سِرْ فيه برِفق وابلُغِ الغاية القُصْوى منه بالرِّفق، لا على سبيل التهافُتِ والخُرْق، ولا تحمِل على نفسك وتكلِّفها ما لا تُطيقه فتَعجِزَ وتَترُك الدين والعَمل.
وفي حديث عِكْرمة: مَن لم يغتسِل يوم الجمعة فَلْيَسْتَوْغِل أَي فَليغْسِل مَغابِنَه ومَعاطِفَ جسده، وهو اسْتِفْعال من الوُغُول الدُّخول، وكلُّ داخِل فهو واغِل؛ وكلُّ داخِل في شيء دُخولَ مستعجِلٍ فقد أَوْغَل فيه. قال أَبو زيد: غَلَّ في البلاد وأَوغَل بمعنى واحد إِذا ذهب فيها. أَوْغَل القومُ وتَوَغَّلوا إِذا أَمْعَنوا في السّير.
والوُغول: الدخول في الشيء.
والإِيغالُ: السَّير السريعُ، وقيل: الشديد والإِمْعانُ في السير؛ قال الأَعشى: مَرِحَتْ حُرَّة، كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ، تَفْرِي الهَجِير بالإِرْقال تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب، وخداً، بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغال وأَوْغَل القوم إِذا أَمْعَنوا في سَيرِهم داخِلين بين ظَهْراني الجِبال أَو في أَرض العدُوِّ، وكذلك توغَّلوا وتغَلْغَلوا، وأَما الوُغول فإِنه الدُّخول في الشيء وإِن لم يُبعَد فيه، وأَوْغَلَتْه الحاجةُ؛ قال المتنخل الهذلي: حتى يَجِيء وجُنْحُ الليل يُوغِلُه، والشَّوْكُ في وَضحِ الرِّجْلين مَركوزُ وما لكَ عن ذلك وَغْلٌ أَي بُدٌّ، وقيل أَي مَلجَأٌ، والمعروف وَعْلٌ، وقد تقدم، وزعم يعقوب أَن غَيْنه بدَل من عين وَعْل، وزعم الأَصمعي أَن الواغِل الذي هو الداخِلُ على القوم في شَرابهم ولم يُدْعَ إِنما اشتقَّ من هذا أَي ليس له مكان يلجَأُ إِليه؛ قال ابن سيده: فإِن كان هذا فخَليقٌ أَن لا يكون بدَلاً لأَنَّ المُبْدل لا يبلغ من القوة أَن يصرَّف هذا التصريف.
والوَغْلُ: الشجر الملتفُّ؛ أَنشد أَبو حنيفة: فلمَّا رأَى أَنْ ليس دون سَوادِها ضَراءٌ، ولا وَغْلٌ من الحَرَجات واسْتَوْغَل الرجلُ: غَسَل مَغابِنَه وبَواطِن أَعضائه، والله أَعلم.

خلل (الصّحّاح في اللغة) [0]


 الخَلُّ معروفٌ.
والخَلُّ: طريق في الرمل، يذكر ويؤنث. يقال حَيَّةُ خَلٍّ، كما يقال أفعى صَرِيمَةٍ.
والخَلُّ: الرجلُ النحيفُ المُخْتَلُّ الجسم.
والخَلُّ: الثَوبُ البالي. قال أبو عبيد: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ، أي لا خيرَ فيه ولا شرَّ.
والخَلَّةُ: الخَصْلَةُ.
والخَلَّةُ: الحاجةُ والفقرُ.
والخَلَّةُ: ابْنُ مُخاضٍ.
ويقال للميت: اللهم اسْدُدْ خَلَّتَهُ، أي الثُمْلَةَ التي ترك.
والخَلَّةُ: الخمْرُ الحامضةُ.
والخُلَّةُ بالضم: ما حَلا من النبت. يقال: الخُلَّةُ خُبز الإبل والحَمْضُ فاكهتها، ويقال لحمها.
وإذا نسبت إليها قلتَ بعيرٌ خُلِّيٌّ وإبلٌ خُلِّيَّةٌ. قال: وأرضٌ مُخِلَّةٌ: كثيرة الخَلّةِ ليس بها حَمْضٌ.
والخُلَّةُ: الخليل، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث.
وقد جمع على خِلالٍ، مثل قُلَّةٍ وقِلالٍ.
والخِلَّةُ بالكسر: واحدة خِلَلِ السيوف، وهي بطائنُ كانت تُغَشَّى بها أجفانُ السيوف . . . أكمل المادة منقوشةٌ بالذهب وغيره.
وهي أيضاً سيورٌ تُلْبَسُ ظهورَ سِيَتي القوس.
والخِلَّةُ أيضاً: ما يبقى بين الأسنان.
والخِلُّ: الوُدُّ والصديقُ.
والخَلَلُ بالتحريك: الفُرجةُ بين الشيئين؛ والجمع الخِلالُ.
والخَلَلُ أيضاً: فسادٌ في الأمر.
والخِلالُ: العود الذي يُتَخَلَّلُ به، وما يُخَلُّ به الثوبُ أيضاً؛ والجمع الأَخِلَّةُ.
والخِلالُ أيضاً: المُخَالَّةُ والمصَادَقةُ، ومنه قول امرئ القيس:
      ولستُ بمَقْليِّ الخِلالِ ولا قالي

والخَلالُ، بالفتح: البلحُ.
والخَليلُ: الصديقُ، والأنثى خَليلةٌ.
والخَليلُ: الفقيرُ المُخْتَلُّ الحالِ. قال زُهير:
يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ      وإنْ أتاه خَليلٌ يوم مَسْـغَـبَةٍ

والخُلالَةُ بالضم: ما يقع من التَخَلُّلِ. يقال: فلان يأكلُ خُلالَتَهُ وخَلَلَهُ وخُلَلَهُ، أي ما يخرجه من بين أسنانه إذا تَخَلَّلَ.
وهو مَثَلٌ.
والخُلالَةُ والخَلالَةُ والخِلالَةُ: الصداقةُ والمودّةُ وقال:
خِلالَتُهُ كأبـي مَـرْحَـبِ      وكيف تُواصِلُ من أَصْبَحَتْ

وأبو مرحب: كُنيةُ الظلِّ، ويقال هو كنيةُ عُرقوبٍ الذي قيل فيه: مواعيدُ عرقوبٍ. قال الكسائي: خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلولاً، أي قلّ ونَحُف.
وذكر اللِحيانيّ في نوادره: عَمَّ فلان في دعائه وخَلَّ وخَلَّلَ، أي خصَّ.
ومنه قول الشاعر:
      أَبْلِغْ كِلاباً وخَلِّلْ في سَراتِهِمْ

وخَلَلْتُ لسان الفصيل أَخُلُّهُ، إذا شققتَه لئلاّ يرتضع ولا يقدِر على المصّ.
وفصيلٌ مَخْلولٌ، أي مهزولٌ.
وفي الحديث: "أن مُصَدِّقاً أتاه بفصيلٍ مَخْلولٍ".
ويقال: أصله أنَّهم كانوا يخُلَّونَ الفصيل لئلاّ يرتضع فيُهْزَلُ لذلك.
والخَلُّ: خَلَّك الكساءَ على نفسك بالخِلالِ.
وقال:
وأنتَ تخلُّهُ بالخَلأِّ خَلاَّ      سأَلتُكَ إذْ خِباؤُكَ فوق تَلٍّ

وخَلَّ الرجلُ: افتقرَ وذهب مالُه.
وكذلك أُخِلُّ به. يقال: ما أَخَلَّكَ إلى هذا، أي ما أحوجَكَ.
وأَخْلَلْتُ الإبل، أي رعيتها في الخُلَّةِ.
وأَخَلَّتِ النخلةُ، إذا أساءت الحملَ، حكاه أبو عبيد.
وأنا أظنُّه من الخَلالِ، كما يقال أبلحَ النخلُ وأرطبَ.
وأَخَلَّ الرجل بمركزه، أي تَرَكه.
واخْتَلَّ إلى الشيء، أي احتاجَ إليه.
ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: عليكمْ بالعِلم فإنّ أحدكم لا يَدري متى يُخْتَلُّ إليه أي متى يَحتاج الناس إلى ما عنده.
واخْتَلَّ جسمُه، أي هُزِلَ.
واخْتَلَّهُ بسهمٍ، أي انتظمه.
وتَخَلَّلَ بالخِلالِ بعد الأكل.
وتَخَلَّلَ الشيء، أي نفَذ.
وتَخَلَّلَ المطر، إذا خصَّ ولم يكن عامّاً.
وتَخَلَّلْتُ القومَ، إذا دخلتَ بين خَلَلِهِمْ وخِلالِهِمْ.
والتَخْليلُ: اتخاذ الخَلِّ، وتَخْليلُ اللحيةِ والأصابِع في الوضوء.
وفإذا فعل ذلك قال: تَخَلَّلْتُ.
والخَلُّ: عِرْقٌ في العنق.

نحس (العباب الزاخر) [0]


ابن عبّاد: النَّحْسُ: الأمر المُظْلِم. والنَّحْسَانِ: زُحَل والمِرِّيْخ، والسُّعْدَانِ: المُشْتَري والزُهْرَة.
ويقال ثلاثُ ليالٍ اللاّتي يقال لَهُنَّ الظُّلَمُ: النُّحسُ.
ويقال: أيّامٌ نَحِيْسَةٌ، كما يقال: أيامٌ سَعِيْدَة. والنَّحْسُ: ضِدُّ السَّعْدِ، قال الله تعالى: (في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)، وقَرَأَ الحَسَن البصريّ: (في يَوْمٍ نَحِسٍ) بالتَّنْوينِ وكسر الحاء، وعنه أيضاً: يَوْمٍ نَحِسٍ ويَوْمِ نَحِسٍ؛ على الصِّفَةِ والإضافَةِ والحاء مَكْسورة.
وقَرَأَ قُرّاءُ الكوفة والشَّامِ ويَزِيْدُ: (في أيّامٍ نَحِسَاتٍ) بكسر الحاء؛ والباقونَ بسُكُونها. وقد نَحِسَ الشَّيْء -بالكسر- فهو نَحِسٌ أيضاً، قال:
أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَـهـم      طَيّاً وبَهْرَاءَ قَوْمٌ نَصْرُهُم نَحِسٌ

ومنه قيل: أيّامٌ نَحِسات. ونَحُسَ -أيضاً- بالضَّمِّ، ومنه قراءة عبد الرّحمن بن أبي بَكْرَة: "منْ نارٍ ونَحُسَ" على أنَّه . . . أكمل المادة فِعْلٌ ماضٍ، أي نَحُسَ يَوْمُهم أو حالهُم. والعَرَب تُسَمِّي الرِّيْحَ البارِدَة إذا دَبَرَتْ: نَحْساً، قال عمرو بن أحْمَرَ الباهليّ:
كأنَّ سُلافَةَ عُرِضَت لِنَحْسٍ      تُحِيْلُ شَفِيْفهـا الـزُّلالا

وقال ابن دريد: النَّحْسُ: الغُبارُ في أقطار السَّماء إذا عَكَفَ الجَدْبُ عليها.
ويقال: عامٌ ناحِسٌ ونَحِيْسٌ -زَعَموا-.
ويقال: هاجَ النَّحْسُ: أي الغُبارُ، قال:
إذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثَانِيْنَ والْتَقَتْ      سَبَارِيْتُ أغْفَالٌ بها الآلُ يَمْصَحُ

وقال ابن دريد: المَنَاحِسُ: المَشَائمُ. والنُّحَاسُ: القِطْرُ، عَرَبيٌ مَعروف. وقال ابن فارِس: النُّحاسُ: النّار، قال البَعِيْث:
دَعُوا الناسَ إنّي سَوْفَ تَنْهى مَخافَتي      شَياطِينَ يُرْمى بالنُّحاسِ رَجِيْمُهـا

وقال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ: ما سَقَطَ من شَرَارِ الصُّفْرِ أو الحَديد إذا ضُرِبَ بالمِطْرَقَةِ، قال النابغة الذُبْيَانيّ:
كأنَّ شُوَاظَهُنَّ بِـجـانِـبَـيْهِ      نُحَاسُ الصُّفْرِ تَضْربُهُ القُيُوْنُ

وقوله تعالى: (يُرْسَلُ عليكما شُوَاظٌ من نارٍ ونُحَاسٌ) قال أبو عُبَيْدَة: النُّحاسُ -ها هُنا- الدخانُ الذي لا لَهَبَ فيه، قال النابغة الجَعْديّ رضي الله عنه:
يُضِيء كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيْ      طِ لم يَجْعَلِ اللهُ فيه نُحَاسا


والنِّحاسُ -بالكسر- لُغَةٌ فيه، وقَرَأَ مُجَاهِد: من نارٍ ونِحاسٌ -بكسر النّون ورفع السين. والنُّحاسُ والنِّحاسُ -أيضاً-: الطَّبيعَة والأصْل، قال لَبيد رضي الله عنه:
وكَم فينا إذا ما المَحْـلُ أبْـدى      نحاسَ القَوْمِ من سَمْحٍ هَضُوْمِ

وقال آخَر:
يا أيُّها السائلُ عن نحاسي     

وقال ابن الأعرابيّ: النُّحاسُ: مَبْلَغُ أصْلِ الشَّيْءِ، يقال: فُلانٌ كريم النُّحاسُ والنِّحاسُ: أي كريم النّجَار. وقال أبو عمرو: نَحَسَتْهُ الإبِلُ: عَنَّتْهُ وأشْقَتْهُ. ونَحَسَه: جَفَاه. وقال ابن دريد: قَوْلُهم: تَنَحَّسَتِ النَّصارى عَرَبيٌّ معروف، لِتَرْكِهِم أكْلَ لَحْمِ الحَيْوان.
وتَنَهَّسَ - في هذا- لَحْنُ العَوَامِّ. وقال ابن السكِّيت: تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخْبارِ: أي تَخَبَّرْتُ عنها؛ وتَتَبَّعْتُها بالاسْتِخْبَارِ، ويكون ذلك سِرّاً وعَلانِيَة. وتَنَحَّسَ الرَّجُلُ: إذا جاعَ.
ومنه قَوْلُهم: تَنَحَّسَ لِشُرْبِ الدَّواءِ: إذا تَجَوَّعَ له. واسْتَنْحَسْتُ الأخْبارَ: مِثْلُ تَنَحَّسْتُها، وكذلك اسْتَنْحَسْتُ عن الأخْبَارِ. والتركيب يدل على ضِدِّ السَّعْدِ.

قرن (الصّحّاح في اللغة) [0]


القَرْنُ للثَور وغيره.
والقَرْنُ: الخُصلةُ من الشَعر.
ويقال: للمرأة قَرنانِ، أي ضفيرتان.
والقَرْنُ: جُبَيلٌ صغير منفرد.
والقَرنُ: حَلْبَةٌ من عَرَقٍ، والجمع القُرونُ.
وأنشد الأصمعي:
تُسَنُّ على سنابكها القُرونُ      تُضَمَّرُ بالأصائِلِ كـلِّ يومٍ

يقال: حلبنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنَيْنِ، أي عرّقناه.
والقَرْنُ: ثمانون سنة، ويقال ثلاثون سنة.
والقَرْنُ: مِثلك في السِنّ. تقول: هو على قَرْني، أي على سنّي.
والقَرْنُ من الناس: أهل زمانٍ واحدٍ. قال:
وخُلِّفْتَ في قَرْنِ فأنت غريبُ      إذا ذهب القَرْنُ الذي أنت فيهم

والقَرْنُ أيضاً: العَفَلَةُ الصغيرة.
والقَرْنُ: قَرْنُ الهودج. قال حاجبٌ المازنيّ:
وزَيَّنَّ الأشـلَّةَ بـالـسُـدولِ      كَسَوْنَ الفارسـيَّةَ كـلَّ قَـرْنٍ


والقَرْنُ: جانب الرأس، ويقال: منه سمّي ذو القَرْنَيْنِ لأنَّه دعا قومه إلى الله تعالى فضربوه على . . . أكمل المادة قَرْنَيْهِ.
والقَرْنانِ: منارتان تُبنَيان على رأس البئر ويوضع فوقهما خشبةٌ فتعلَّق البكرة فيها.
وقَرْنُ الشمس: أعلاها.
وأوَل ما يبدو منها في الطُلوع.
والقَرَنُ بالتحريك: الجَعْبة.
والقَرَنُ أيضاً: السيف والنَبل.
ورجلٌ قارِنٌ: معه سيفٌ ونَبْلٌ.
والقَرَنُ: حبلٌ يقرَن به البعيران. قال جرير:
أنّي لدى الباب كالمشدود في القَرَنِ      أبْلِغْ أبا مِسْمَعٍ إن كـنـتَ لاقـيَهُ

والأقْرانُ: الحبال، عن ابن السكيت.
والقَرَنُ: البعير المقرونُ بآخرَ.
والقَرَنُ: مصدر قولك رجلٌ أقْرَنُ بيِّن القَرَنِ، وهو المَقْرونُ الحاجبين.
والقِرْنُ بالكسر: كفؤك في الشجاعة.
والقُرْنَةُ بالضم: الطرف الشاخص من كلِّ شيء. يقال: قُرْنَةُ الجبلِ، وقُرْنَةُ النَصْلِ، وقُرْنَةُ الرحمِ، لإحدى شعبتيها.
وقَرَنَ بين الحجِّ والعمرة قِراناً، بالكسر.
وقَرَنْتُ البعيرين أقْرُنُهُما قَرْناً، إذا جمعتَهما في حَبلٍ واحدٍ، وذلك الحبل يسمى القِرانُ.
وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ، إذا وقعت حوافر رجليه مواقع حوافر يديه، يَقْرُنُ بالضم في جميع ذلك.
وقَرَنْتُ الشيء بالشيء: وصلتُه به.
وقُرِّنت الأسارى في الحبال، شُدِّد للكثرة. قال الله تعالى: "مُقَرَّنينَ في الأصْفادِ".
واقْتَرَنَ الشيء بغيره.
وقارَنْتُهُ قِراناً: صاحَبْتُهُ؛ ومنه قِرانُ الكواكب.
والقِرانُ: الجمع بين الحج والعمرة.
والقِرانُ: أن تَقْرُنَ بين تمرتين تأكلهما. الأصمعي: القِرانُ: النَبْل المستوية من عمل رجلٍ واحد. قال: ويقال للقوم إذا تناضلوا: اذكروا القِرانَ، أي والوا بين سهمين سهمين.
وأقْرَنَ الرجلُ، إذا رفعَ رأس رمحه لئلاَّ يصيب من قُدّامَهُ.
وأقْرَنَ الدُمَّل: حان أن يتفقّأ.
وأقْرَنَ الدم في العرق واسْتَقْرَنَ، أي كثُر وتَبَيَّغَ.
وأقْرَنَ له، أي أطاقه وقوِيَ عليه. قال الله تعالى: "وما كُنَّا له مُقْرنين"، أي مطيقين.
والمُقْرِنُ أيضاً: الذي قد غلبته ضَيعته، تكون له إبلٌ وغنمٌ ولا مُعين له عليها، أو يكون يسقي إبله ولا ذائد له يذودها.
والقَرينُ: المصاحِبُ.
وقَرينَةُ الرجل: امرأتُهُ.
وقولهم: إذا جاذبته قرينتُه بَهَرها، أي إذا قُرِنَتْ به الشديدةُ أطاقَها وغلبَها.
ودُورٌ قَرائِنُ، إذا كان يستقبل بعضُها بعضاً.
ويقال: أسْمَحَتْ قَرينُهُ وقَرونُهُ، وقَرونَتُهُ وقَرينَتُهُ، أي ذلّتْ نفسه وتابَعْته على الأمر.
والقَرونُ: الناقة التي تجمع بين مِحلَبَين.
والقَرونُ من الدوابّ: الذي يعرق سريعاً.
والقَرونُ: الذي تقع حوافرُ رجليه مواقع حوافر يديه.
وكذلك الناقة التي تَقْرُنُ ركبتيها إذا بركت.
والقَرونُ: التي يُجمع خِلفاها القادِمان والآخِران فيتدانيان.
والقَرونُ: الذي يجمع بين تمرتين في الأكل. يقال: أبَرَماً قَروناً.
والقارونُ: الوَجُّ.
وسقاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقْرَنًى مقصورٌ: دبغ بالقَرْنُوَةِ قال ابن السكيت: هي عُشبةٌ تَنبُت في ألوية الرمل ودَكادِكه تَنبتُ صُعُداً، ورقها أُغَيْبِرُ يشبه ورقَ الحَنْدَقوق.

ذبح (لسان العرب) [0]


الذَّبْحُ: قَطْعُ الحُلْقُوم من باطنٍ عند النَّصِيل، وهو موضع الذَّبْحِ من الحَلْق.
والذَّبْحُ: مصدر ذَبَحْتُ الشاة؛ يقال: ذَبَحه يَذْبَحُه ذَبْحاً، فهو مَذْبوح وذَبِيح من قوم ذَبْحَى وذَباحَى، وكذلك التيس والكبش من كِباشٍ ذَبْحَى وذَباحَى.
والذَّبِيحة: الشاة المذبوحة.
وشاة ذَبِيحة، وذَبِيحٌ من نِعاج ذَبْحَى وذَباحَى وذَبائح، وكذلك الناقة، وإِنما جاءَت ذبيحة بالهاء لغلبة الاسم عليها؛ قال الأَزهري: الذبيحة اسم لما يذبح من الحيوان، وأُنث لأَنه ذهب به مذهب الأَسماء لا مذهب النعت، فإِن قلت: شاة ذَبيحٌ أَو كبش ذبيح أَو نعجة ذبيح لم تدخل فيه الهاء لأَن فَعِيلاً إِذا كان نعتاً في معنى مفعول يذكَّر، يقال: امرأَة قتيل وكفٌّ خضيب؛ وقال الأَزهري: . . . أكمل المادة الذبيح المذبوح، والأُنثى ذبيحة وإِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها.
وفي حديث القضاء: من وَليَ قاضياً (* قوله «من ولي قاضياً إلخ» كذا بالأصل والنهاية.) فكأَنما ذُبِحَ بغير سكين؛ معناه التحذير من طلب القضاء والحِرصِ عليه أَي من تَصَدَّى للقضاء وتولاه فقد تَعَرَّضَ للذبح فليحذره؛ والذبح ههنا مجاز عن الهلاك فإِنه من أَسْرَعِ أَسبابِه، وقوله: بغير سكين، يحتمل وجهين: أَحدهما أَن الذبح في العُرْف إِنما يكون بالسكين، فعدل عنه ليعلم أَن الذي أَراد به ما يُخافُ عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه، والثاني أَن الذَّبْحَ الذي يقع به راحة الذبيحة وخلاصها من الأَلم إِنما يكون بالسكين، فإِذا ذُبِحَ بغير السكين كان ذبحه تعذيباً له، فضرب به المثل ليكون أَبلغَ في الحَذَرِ وأَشَدَّ في التَّوَقِّي منه.
وذَبَّحَه: كذَبَحَه، وقيل: إِنما ذلك للدلالة على الكثرة؛ وفي التنزيل: يُذَبِّحُون أَبناءَكم؛ وقد قرئ: يَذْبَحُون أَبناءَكم؛ قال أَبو إِسحق: القراءة المجتمع عليها بالتشديد، والتخفيف شاذ، والقراءة المجتمع عليها بالتشديد أَبلغ لأَن يُذَبِّحُون للتكثير، ويَذْبَحُون يَصْلُح أَن يكون للقليل والكثير، ومعنى التكثير أَبلغ. اسم ما ذُبِحَ؛ وفي التنزيل: وفديناه بِذِبْح عظيم؛ يعني كبش إِبراهيم، عليه السلام. الأَزهري: معناه أَي بكبش يُذْبَحُ، وهو الكبش الذي فُدِيَ به إِسمعيلُ بن خليل الله، صلى الله عليهما وسلم. الأَزهري: الذِّبْحُ ما أُعِدَّ للذَّبْح، وهو بمنزلة الذَّبِيح والمذبوح.
والذِّبْحُ: المذبوح، هو بمنزلة الطِّحْن بمعنى المطحون، والقِطْفِ بمعنى المَقْطُوف؛ وفي حديث الضحية: فدعا بِذِبْحٍ فذَبَحَه؛ الذبح، بالكسر: ما يُذْبَحُ من الأَضاحِيّ وغيرها من الحيوان، وبالفتح الفعل منه.
واذَّبَحَ القومُ: اتخذوا ذبيحة، كقولك اطَّبَخُوا إِذا اتخذوا طبيخاً.
وفي حديث أُمِّ زَرْع: فأَعطاني من كل ذابحة زَوْجاً؛ هكذا في رواية أَي أَعطاني من كل ما يجوز ذَبْحُه من الإِبل والبقر والغنم وغيرها، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، والرواية المشهورة بالراء والياء من الرواح.
وذَبائحُ الجنّ: أَن يشتري الرجل الدار أَو يستخرج ماء العين وما أَشبهه فيذبح لها ذبيحة للطِّيَرَة؛ وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن ذبائح الجن؛ كانوا إِذا اشْتَرَوْا داراً أَو استخرجوا عيناً أَو بَنَوْا بُنياناً ذبحوا ذبيحة، مخافة أَن تصيبهم الجن فأُضيفت الذبائح إِليهم لذلك؛ معنى الحديث أَنهم يتطيرون إِلى هذا الفعل، مخافة أَنهم إِن لم يذبحوا أَو يطعموا أَن يصيبهم فيها شيء من الجن يؤذيهم، فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا ونهى عنه.
وفي الحديث: كلُّ شيء في البحر مَذْبوحُ أَي ذَكِيّ لا يحتاج إِلى الذبح.وفي حديث أَبي الدرداء: ذَبْحُ الخَمْرِ المِلْحُ والشمسُ والنِّينانُ؛ النِّينان: جمع نون، وهي السمكة؛ قال ابن الأَثير: هذه صفة مُرِّيٍّ يعمل في الشام، يؤْخذ الخَمْرُ فيجعل فيه الملح والسمك ويوضع في الشمس، فتتغير الخمر إِلى طعم المُرِّيِّ، فتستحيل عن هيئتها كما تستحيل إِل الخَلِّيَّة؛ يقول: كما أَن الميتة حرام والمذبوحة حلال فكذلك هذه الأَشياء ذَبَحَتِ الخَمْرَ فحلّت، واستعار الذَّبْحَ للإِحْلال.
والذَّبْحُ في الأَصل: الشَّقُّ.
والمِذْبَحُ: السكين؛ الأَزهري: المِذْبَحُ: ما يُذْبَحُ به الذبيحة من شَفْرَة وغيرها.
والمَذْبَحُ: موضع الذَّبْحِ من الحُلْقوم.
والذَّابحُ: شعر ينبت بين النَّصِيل والمَذْبَح.
والذُّباحُ والذِّبَحَةُ والذُّبَحَةُ: وَجَع الحَلْق كأَنه يَذْبَحُ، ولم يعرف الذَّبْحَة بالتسكين (* قوله «ولم يعرف الذبحة بالتسكين» أي مع فتح الذال.
واما بضمها وكسرها مع سكون الباء وكسرها وفتحها فمسموعة كالذباح بوزن غراب وكتاب كما في القاموس.) الذي عليه العامة. الأَزهري: الذَّبَحَة، بفتح الباء، داء يأْخذ في الحَلقِ وربما قتل؛ يقال أَخذته الذُّبَحة والذِّبَحة. الأَصمعي: الذُّبْحةُ، بتسكين الباء: وجع في الحلق؛ وأَما الذُّبَحُ، فهو نبت أَحمر.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كَوى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَة في حَلْقِه من الذُِّبْحة؛ وقال: لا أَدَعُ في نفسي حَرَجاً من أَسْعَدَ؛ وكان أَبو زيد يقول: الذِّبَحَةُ والذُّبَحة لهذا الداء، ولم يعرفه باسكان الباء؛ ويقال: كان ذلك مثل الذِّبْحة على النَّحْر؛ مثل يضرب للذي تِخالُه صديقاً فإِذا هو عدوّ ظاهر العداوة؛ وقال ابن شميل: الذِّبْحَة قَرْحة تخرج في حلق الإِنسان مثل الذِّئْبَةِ التي تأْخذ الحمار؛ وفي الحديث: أَنه عاد البَرَاءَ بن مَعْرُور وأَخذته الذُّبَحة فأَمر مَن لَعَطَه بالنار؛ الذُّبَحة: وجع يأْخذ في الحلق من الدَّمِ، وقيل: هي قَرْحَة تظهر فيه فينسدّ معها وينقطع النفَس فَتَقْتُل.والذَّبَاح: القتل أَيّاً كان.
والذِّبْحُ: القتيل.
والذَّبْحُ: الشَّق.
وكل ما شُقَّ، فقد ذُبِح؛ قال منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ: يا حَبَّذا جاريةٌ من عَكِّ تُعَقِّدُ المِرْطَ على مِدَكِّ، شِبْه كثِيبِ الرَّمْلِ غَيْرَ رَكِّ، كأَنَّ بين فَكِّها والفَكِّ، فَأْرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ في سُكِّ أَي فُتِقَتْ، وقوله: غير رَكَّ، لأَنه خالٍ من الكثيب.
وربما قالوا: ذَبَحْتُ الدَّنَّ أَي بَزَلْتُه؛ وأَما قول أَبي ذؤيب في صفة خمر: إِذا فُضَّتْ خَواتِمُها وبُجَّتْ، يقال لها: دَمُ الوَدَجِ الذَّبيح فإِنه أَراد المذبوح عنه أَي المشقوق من أَجله، هذا قول الفارسي؛ وقول أَبي ذؤيب أَيضاً: وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعبيرِ كأَنه دماءُ ظِباءٍ، بالنُّحورِ، ذَبِيحُ ذبيح: وصف للدماء،وفيه شيئان: أَحدهما وصف الدم بأَنه ذبيح، وإِنما الذبيح صاحب الدم لا الدم، والآخر أَنه وصف الجماعة بالواحد؛ فأَما وصفه الدم بالذبيح فإِنه على حذف المضاف أَي كأَنه دماء ظِباء بالنُّحور ذبيح ظباؤُه، ثم حذف المضاف وهو الظباء فارتفع الضمير الذي كان مجروراً لوقوعه موقع المرفوع المحذوف لما استتر في ذبيح، وأَما وصفه الدماء وهي جماعة بالواحد فِلأَن فعيلاً يوصف به المذكر والمؤَنث والواحد وما فوقه على صورة واحدة؛ قال رؤبة: دَعْها فما النَّحْوِيُّ من صَديقِها وقال تعالى: إِنَّ رحمة الله قريب من المحسنين.
والذَّبِيحُ: الذي يَصْلُح أَن يذبح للنُّسُك؛ قال ابن أَحمر: تُهْدَى إِليه ذِراعُ البَكْرِ تَكْرِمَةً، إِمَّا ذَبِيحاً، وإِمَّا كانَ حُلاَّما ويروى حلاَّنا.
والحُلاَّنُ: الجَدْيُ الذي يؤخذ من بطن أُمه حيّاً فيذبح، ويقال: هو الصغير من أَولاد المعز؛ ابن بري: عَرَّضَ ابنُ أَحمر في هذا البيت برجل كان يَشْتِمه ويعيبه يقال له سفيان، وقد ذكره في أَوّل المقطوع فقال: نُبِّئْتُ سُفْيانَ يَلْحانا ويَشْتِمنا، واللهُ يَدْفَعُ عنَّا شَرَّ سُفْيانا وتذابحَ القومُ أَي ذبَحَ بعضُهم بعضاً. يقال: التَّمادُح التَّذابُحُ.
والمَذْبَحُ: شَقٌّ في الأَرض مِقْدارُ الشِّبْر ونحوه. يقال: غادَرَ السَّيْلُ في الأَرض أَخاديدَ ومَذابحَ.
والذَّبائِحُ: شقوق في أُصول أَصابع الرِّجْل مما يلي الصدر، واسم ذلك الداء الذُّباحُ، وقيل: الذُّبَّاح، بالضم والتشديد.
والذُّباحُ: تَحََزُّز وتَشَقُّق بين أَصابع الصبيان من التراب؛ ومنه قولهم: ما دونه شوكة ولا ذُباح، الأَزهري عن ابن بُزُرْج: الذُّبَّاحُ حَزٌّ في باطن أَصابع الرِّجْل عَرْضاً، وذلك أَنه ذَبَحَ الأَصابع وقطعها عَرْضاً، وجمعه ذَبابيحُ؛ وأَنشد: حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ، به ذَبابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ وكان أَبو الهيثم يقول: ذُباحٌ، بالتخفيف، وينكر التشديد؛ قال الأَزهري: والتشديد في كلام العرب أَكثر، وذهب أَبو الهيثم إِلى أَنه من الأَدواء التي جاءت على فُعَال.
والمَذَابِحُ: من المسايل، واحدها مَذْبَح، وهو مَسِيل يسيل في سَنَدٍ أَو على قَرارِ الأَرض، إِنما هو جريُ السيل بعضه على أَثر بعض، وعَرْضُ المَذْبَحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ، وقد تكون المَذابح خِلْقَةً في الأَرض المستوية لها كهيئة النهر يسيل فيه ماؤُها فذلك المَذْبَحُ، والمَذَابِحُ تكون في جميع الأَرض في الأَودية وغير الأَودية وفيما تواطأَ من الأَرض؛ والمَذْبَحُ من الأَنهار: ضَرْبٌ كأَنه شَقٌّ أَو انشق.
والمَذَابِحُ: المحاريبُ سميت بذلك للقَرابين.
والمَذْبَحُ: المِحْرَابُ والمَقْصُورة ونحوهما؛ ومنه الحديث: لما كان زَمَنُ المُهَلَّب أُتِيَ مَرْوانُ برجل ارْتَدَّ عن الإِسلام وكَعْبٌ شاهد، فقال كَعْبٌ: أَدْخِلوه المَذْبَحَ وضعوا التوراة وحَلِّفوه بالله؛ حكاه الهَرَوِيُّ في الغَريبَيْنِ؛ وقيل: المَذابحُ المقاصير، ويقال: هي المحاريب ونحوها.
ومَذَابحُ النصارى: بيُوتُ كُتُبهم، وهو المَذْبَح لبيت كتبهم.
ويقال: ذَبَحْتُ فَأْرَة المِسْكِ إِذا فتقتها وأَخرجت ما فيها من المسك؛ وأَنشد شعر منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِيِّ: فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أَي فُتِقَتْ في الطيب الذي يقال له سُكُّ المِسْك.
وتُسمَّى المقاصيرُ في الكنائس: مَذابِحَ ومَذْبَحاً لأَنهم كانوا يذبحون فيها القُرْبانَ؛ ويقال: ذَبَحَتْ فلاناً لِحْيَتُه إِذا سالت تحت ذَقَنه وبدا مُقَدَّمُ حَنكه، فهو مذبوح بها؛ قال الراعي: من كلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِه، بادِي الأَداةِ على مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ يصف قَيِّمَ الماء مَنَعَه الوِرْدَ.
ويقال: ذَبَحَتْه العَبْرَةُ أَي خَنَقَتْه.
والمَذْبَحُ: ما بين أَصل الفُوق وبين الرِّيش.
والذُّبَحُ: نباتٌ (* قوله «والذبح نبات إلخ» كصرد وعنب، وقوله: والذبح الجزر إلخ كصرف فقط كما في القاموس.) له أَصل يُقْشَرُ عنه قِشرٌ أَسودُ فيخرج أَبيض، كأَنه خَرَزَة بيضاءُ حُلْو طيب يؤكل، واحدته ذُبَحَةٌ وذِبَحَةٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن الفراء؛ وقال أَبو حنيفة أَيضاً: قال أَبو عمرو الذِّبَحة شجرة تنبت على ساق نَبتاً كالكُرَّاث، ثم يكون لها زَهْرة صفراء، وأَصلها مثلُ الجَزَرة، وهي حُلْوة ولونها أَحمر.
والذُّبَحُ: الجَزَر البَرِّيُّ وله لون أَحمر؛ قال الأَعشى في صفة خمر: وشَمولٍ تَحْسِبُ العَيْنُ، إِذا صَفَقَتْ في دَنِّها، نَوْرَ الذُّبَحْ ويروى: بُرْدَتها لون الذُّبَحْ.
وبردتها: لونها وأَعلامها، وقيل: هو نبات يأْكله النعام. ثعلب: الذُّبَحَة والذُّبَحُ هو الذي يُشبه الكَمأَةَ؛ قال: ويقال له الذِّبْحَة والذِّبَحُ، والضم أَكثر، وهو ضَربٌ من الكمأَة بيض؛ ابن الأَثير: وفي شعر كعب بن مُرَّة: إِني لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه يوماً، وإِن طال الزمانُ، ذُباحا قال: هكذا جاء في رواية.
والذُّباحُ: القتل، وهو أَيضاً نبت يَقْتُل آكله، والمشهور في الرواية رياحا.
والذُّبَحُ والذُّباحُ: نبات من السَّمِّ؛ وأَنشد: ولَرُبَّ مَطْعَمَةٍ تكونُ ذُباحا (* قوله «ولرب مطعمة إلخ» صدره كما في الأَساس «واليأس مما فات يعقب راحة» والشعر للنابغة.) وقال رؤبة: يَسْقِيهمُ، من خِلَلِ الصِّفاحِ، كأْساً من الذِّيفان والذُّباحِ وقال الأَعشى: ولكنْ ماءُ عَلْقَمَةٍ بسَلْعٍ، يُخاضُ عليه من عَلَقِ الذُّباحِ وقال آخر: إِنما قولُكَ سَمٌّ وذُبَحْ ويقال: أَصابه موت زُؤام وذُواف وذُباحٌ؛ وأَنشد لبيد: كأْساً من الذِّيفانِ والذُّباحِ وقال: الذُّباحُ الذُّبَحُ؛ يقال: أَخذهم بنو فلان بالذُّباحِ أَي ذَبَحُوهم.
والذُّبَحُ أَيضاً: نَوْرٌ أَحمر.
وحَيَّا الله هذه الذُّبَحة أَي هذه الطلعة.
وسَعْدٌ الذَّابِحُ: منزل من منازل القمر، أَحد السعود، وهما كوكبان نَيِّرَان بينهما مقدارُ ذِراعٍ في نَحْر واحد، منهما نَجْمٌ صَغير قريبٌ منه كأَنه يذبحه، فسمي لذلك ذابحاً؛ والعرب تقول: إِذا طلع الذابح انْحَجَر النابح.
وأَصلُ الذَّبْح: الشَّق؛ ومنه قوله: كأَنَّ عَينَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ أَي مشقوق معصور.
وذَبَّح الرجلُ: طأْطأَ رأْسه للركوع كَدبَّحَ، حكاه الهروي في الغريبين، والمعروف الدال.
وفي الحديث: أَنه نهى عن التذبيح في الصلاة، هكذا جاء في روايةٍ، والمشهور بالدال المهملة؛ وحكى الأَزهري عن الليث، قال: جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى عن أَن يُذَبِّحَ الرجلُ في صلاته كما يُذَبِّحُ الحمارُ، قال: وقوله أَن يُذَبِّحَ، هو أَن يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أَخفض من ظهره؛ قال الأَزهري: صحَّف الليث الحرف، والصحيح في الحديث: أَن يدبِّح الرجل في الصلاة، بالدال غير معجمة كما رواه أَصحاب أَبي عبيد عنه في غريب الحديث، والذال خطأٌ لا شك فيه.
والذَّابح: مِيسَمٌ على الحَلْق في عُرْض العُنُق.
ويقال للسِّمَةِ: ذابحٌ.

نشف (لسان العرب) [0]


نَشِفَ الماءُ: يَبس، ونَشِفَتْه الأَرضُ نَشْفاً، والاسم النَّشَف.
ونَشَف الماءَ يَنْشِفُه نَشْفاً ونَشِفَه: أَخذه من غدير أَو غيره بخرقة أَو غيرها. ابن السكيت: النشْفُ مصدر نَشِفَ الحوضُ الماء ينشَفُه نَشْفاً.
ونَشِفَ الثوبُ العَرَقَ، بالكسر، يَنْشَفه نشفاً: شربه، وتَنَشَّفه كذلك.
وفي حديث طَلْق: أَنه، عليه السلام، قال لنا اكْسِروا بِيعتَكم وانْضَحُوا مكانها واتَّخِذوه مسجداً، قلنا: البلد بعيد والماء يَنْشَفُ؛ قال ابن الأَثير: أَصل النشْف دخول الماء في الأَرض والثوب؛ يقال: نَشِفت الأَرضُ الماء تنْشَفه نَشْفاً شربته.
والنُّشافةُ: ما نَشِف من الماء.
وأَرض نَشِفة بيِّنة النَّشَف، بالتحريك، إذا كانت تنْشَف الماءَ، وقيل ينْشَف ماؤها. ابن السكيت في باب فَعِلَ وهو الفصيح الذي لا يتكلم بغيره: . . . أكمل المادة ومن العرب من يفتح نَشَف الحوضَ من الماء يَنْشُفه ونَفَدَ الشيءُ يَنْفُدُ لا غير. ابن بزرج: قالوا نَشِفت جَرَّتُك الماءَ ونَشَفت تنْشَف وتنْشُف.
والنُّشْفةُ: الشيء القليل يَبْقى في الإناء مثل الجُرْعة؛ هذه عن أَبي حنيفة.
وانتشَف الوسَخَ: أَذْهبه مَسْحاً ونحوه.
والنَّشْفةُ والنِّشْفةُ: الحجر الذي يُتَدَلَّك به، سمي بذلك لانْتِشافه الوسخ في الحمّامات، والجمع نِشَفٌ ونِشافٌ، فأما النَّشَفُ فاسم الجمع وليس بجمع لأَن فَعْلَة وفِعْلة ليس مما يكسَّر على فَعَلَ، ونظيره فلْكةٌ وفلَك وحَلْقة وحَلَق؛ كله عن سيبويه. الليث: النَّشَف دُخول الماء في الأَرض، والنَّشَفُ حجارة على قدْر الأَفْهار ونحوها سود كأَنها محترقة تسمى نَشْفةً ونَشَفاً، وهو الذي يُنَقَّى به الوسخ في الحمَّامات، سميت نَشْفة لتَنَشُّفِها الماء، وقيل: سميت نَشفة لانْتِشافِها الوسَخَ عن مواضعه. الأَصمعي: النَّشْف، بالتسكين، والنشَف، بالتحريك، حجارة الحَرَّة وهي سود كأَنها محترقة، الواحدة نَشْفة؛ قال ابن بري: ونظيره حَلْقة وحَلَق وفَلْكة وفلَك وحَمْأَة وحَمَأٌ وبكْرة وبَكَر لبَكْرة التي في لغة من أَسكن بكْرة ولزْبة ولَزَبَ؛ وقال أَبو عمرو: النَّشْفة الحجارة التي تُدلَك بها الأَقدام؛ قال الشاعر: طُوبى لمن كانت له هِرْشَفَّهْ ونَشْفَةٌ يملأ منها كَفَّهْ وقال الأُمويُّ: النِّشْفة، بكسر النون.
وفي حديث عمار: أَتَى النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فرأَى به صُفرة فقال اغسلها، فذهبْتُ فأَخذْت نَشَفَةً لنا فدَلَكْت بها على تلك الصُّفرة حتى ذهبت؛ قال: النَّشفة، بالتحريك وقد تسكن، واحدة النَّشَف وهي حجارة سود كأَنها أُحْرقت بالنار وإذا تركت على رأْس الماء طفَت ولم تغُص فيه، وهي التي يُحَكُّ بها الوسخ عن اليد والرجل، ومنه حديث حذيفة: أَظلَّتكم الفِتن ترمي بالنَّشَف ثم التي تليها ترمي بالرَّضْف، يعني أَنَّ الأُّولى من الفِتَن لا تؤثِّر في أَديان الناس لخِفَّتِها، والتي بعدها كهيئة حجارة قد أُحميت بالنار فكانت رضْفاً، فهي أَبلغ في أَديانهم وأَثْلَم لأَبدانهم.
والنَّشْفة: الصُّوفة التي يُنَشَّف بها الماء من الأَرض. الصحاح: والنَّشَّافة التي يُنَشَّف بها الماء: وفي الحديث: كان لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، نَشَّافةٌ يُنشِّفُ بها غُسالة وجهه يعني مِنْدِيلاً يَمْسَحُ به وضُوءه.
وفي حديث أَبي أَيوب: فقمت أَنا وأُم أَيوب بقَطِيفة ما لنا غيرُها نُنَشِّفُ بها الماء.
والنُّشافة: الرَّغْوة، وهي الحُفالة. ابن سيده: النُّشْفة والنُّشافة الرَّغْوة التي تعلو اللبن لبن الإبل والغنم إذا حُلب وهو الزَّبَد، وقال اللحياني: هو رَغْوة اللبن، ولم يَخُصَّ وقت الحلب.
وانتشف النُّشافة: أَخذها.
وأَنشفَه: أَعطاه النُّشافة.
ويقال للصبي: أَنْشِفْني أَي أعطني النُّشافة أَشربها.
ونَشَّفَت الإبل أَي صارت لأَلبانها نُشافة.
ويقال: انتشَف إذا شرب النشافة. حكى يعقوب: أَمست إبلكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي أَي لها نُشافة ورَغْوة من التنشيف والترغية. النضر: نَشَّفت الناقة تنشيفاً، وهي ناقة مُنَشِّف، وهو أَن تراها مرّة حافلاً ومرة ليس في ضرعها لبن، وإنما تفعل ذلك حين يدنو نِتاجها.
والنُّشافة والنُّشْفة: ما أَخذت بمغْرفة من القدْر وهو حارّ فتحسَّيْتَه.
والنَّشْفُ: اللَّون؛ ويروى بيت أَبي كبير: وبَياضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسرارُه مِثْلُ الوَذِيلةِ، أَو كنَشْفِ الأَنْضُرِ وانتُشِفَ لونه: انتُقع؛ حكاه يعقوب، قال: والسين لغة.

قرص (لسان العرب) [0]


القَرْص بالأُصبعين، وقيل: القَرْص التَّجْمِيشُ والغَمْز بالأُصبع حتى تُؤْلمه، قرَصَه يَقْرُصه، بالضم، قَرْصاً.
وقَرْصُ البراغيثِ: لَسْعُها.
ويقال مثلاً: قَرَصَه بلسانه.
والقارِصةُ: الكلمةُ المؤْذية؛ قال الفرزدق: قوارِصُ تَأْتِيني وتَحْتَقِرونَها، وقد يَمْلأُ القَطْرُ الإِناءَ فَيُفْعَم وقال الليث: القَرْصُ باللسان والأُصبع. يقال: لا يزال تَقْرُصُني منه قارِصةٌ أَي كلمة مؤذية. قال: والقَرْص بالأَصابع قَبْضٌ على الجلد بأُصبعين حتى يُؤلَم.
وفي حديث عليّ: أَنه قَضى في القارِصة والقامِصَة والواقِصَة بالدِّيَة أَثلاثاً؛ هن ثلاثُ جوارٍ كُنّ يلْعَبْن فتراكَبْنَ، فقَرَصَت السُّفْلى الوُسْطى فقَمَصَت، فسَقَطت العُلْيا فوَقَصَت عُنُقَها، فجعلَ ثلثي الدية على الثِّنْثَيْن وأَسْقَطَ ثُلُثَ العُلْيا لأَنها أَعانَت على نفسِها؛ جعل الزمخشري هذا الحديث مرفوعاً وهو من كلام علي. . . . أكمل المادة القارِصةُ: اسمُ فاعلة من القَرْص بالأَصابع.
وشراب قارِصٌ: يَحْذي اللسانَ، قَرَصَ يَقْرُص قَرْصاً.
والقارِصُ: الحامِض من أَلْبان الإِبل خاصة.
والقُمارِصُ: كالقارِص مثاله فُماعِلٌ، هذا فيمن جعل الميم زائدة وقد جعلها بعضهم أَصلاً وهو مذكور في موضعه، وقيل: القارصُ اللبن الذي يَحْذي اللسان فأَطلق ولم يخصص الإِبل.
وفي المثل: عَدا القارصُ فحَزَر أَي جاوَزَ الحدَّ إِلى أَن حَمِضَ يعني تفاقَم الأَمْرُ واشتدَّ.
وقال الأَصمعي وحده: إِذا حذى اللبنُ اللسانَ فهو قارِصٌ؛ وأَنشد الأَزهري لبعض العرب: يا رُبّ شاةٍ شاصِ في رَبْرَبٍ خِماصِ، يأْكلْن من قُرَّاصِ وحَمَصِيصٍ آصِ، كفِلَق الرَّصاصِ، يَنْظُرن من خَصاصِ بأَعْيُنٍ شَواصِ، يَنْطَحْنَ بالصَّياصي، عارَضَها قَنَّاصُ (* في هذا الشطر اقواء.) بأَكْلُبٍ مِلاصِ آصِ: متصل مثل واص. شاص: مُنْتصبٍ.
والمَقارِصُ: الأَوْعية التي يُقَرَّصُ فيها اللبن، الواحدة مِقْرَصة؛ قال القتّال الكلابي: وأَنتم أُناسٌ تُعْجِبُونَ بِرأْيكمْ، إِذا جَعَلَتْ ما في المَقارِص تَهْدِرُ وفي حديث ابن عمير: لَقارِصٌ قُمارِصٌ يقطرُ منه البول؛ القُمارص: الشديد القَرْص، بزيادة الميم؛ أَراد اللبنَ الذي يَقْرُص اللسان من حُموضتِه، والقُمارِص تأْكيدٌ له، والميم زائدة؛ ومنه رجز ابن الأَكوع: لكن غَذاها اللبنُ الخَرِيفُ المَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ قال الخطابي: القُمارِصُ إِتباع وإِشباع؛ أَراد لبناً شديدَ الحموضة يُقْطِر بَوْلَ شارِبِه لشدة حموضته.
والمُقَرَّصُ: المُقَطَّع المأْخوذ بين شيئين، وقد قَرَصَه وقَرّصَه.
وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلَته عن دم الحيضُ يُصِيبُ الثوب، فقال: قَرِّصِيه بالماء أَي قَطِّعِيه به، ويروى: اقْرُصِيه بماء أَي اغسليه بأَطراف أَصابعك، وفي حديث آخر: حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيه بماء وسدر؛ القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطراف الأَصابع والأَظفارِ مع صب الماء عليه حتى يذهب أَثره، والتقْرِيصُ مثله. قال: قَرَصْتُه وقَرّصْتُه وهو أَبلغ في غَسْل الدم من غسله بجميع اليد.
والقُرْص: من الخبز وما أَشبهه.
ويقال للمرأَة: قَرِّصي العجين أَي سويه قِرَصة.
وقَرَّصَ العجين: قطعه ليبسطه قُرْصَةً قُرْصَة، والتشديد للتكثير.
وقد يقولون للصغيرة جدّاً: قُرْصة واحدة، قال: والتذكير أَكثر، قال: وكلما أَخذت شيئاً بين شيئين أَو قطعته، فقد قَرَّصْته، والقُرْصةُ والقُرْصُ: القطعة منه، والجمع أَقْراصٌ وقِرَصةٌ وقِراصٌ.
وقَرَصَت المرأَة العَجينَ تَقْرصُهُ قَرْصاً وقَرّصَته تَقْريصاً أَي قَطّعَتْه قُرْصَة قُرْصة.
وفي الحديث: فأُتِيَ بثلاثَة قِرَصَة مِنْ شَعِير؛ القِرصَةُ، بوزن العِنَبة: جمع قُرْصٍ وهو الرغيف كجُحْر وجِحَرة.
وقُرْصُ الشمس: عَيْنُها وتسمى عينُ الشمس قُرْصةً عند غيبوبتها.
والقُرص: عين الشمس على التشبيه، وقد تسمى به عامةُ الشمس.
وأَحمرُ قُرّاصٌ أَي أَحمر غليظ؛ عن كراع.
والقُرّاصُ: نبت ينبت في السُّهولة والقِيعان والأَوْدية والجَدَدِ وزهرهُ أَصفرُ وهو حارٌّ حامض، يَقْرُص إِذا أُكِل منه شيء، واحدتُه قُرّاصةٌ.
وقال أَبو حنيفة: القُرّاص ينبت نباتَ الجِرْجِير يطُول ويَسْمُو، وله زهر أَصفر تَجْرُسُه النَّخْلُ، وله حرارة كحرارة الجِرْجِير وحبٌّ صغار أَحمر والسوامُّ تحبُّه، وقد قيل: إِن القُرّاصَ البابونَج وهو نَور الأُقْحُوان إِذا يَبِس، واحدتُها قُرّاصة.
والمَقارِصُ: أَرضون تُنْبِتُ القُرّاصَ.
وحَلْيٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصّعٌ بالجوهر.
والقَرِِيصٌ: ضرب من الأُدْم.
وقُرْصٌ: موضع؛ قال عبيد بن الأَبرص: ثم عُجْناهُنّ خُوصاً كالقطا الـ ـقارِبات الماء من أَيْنِ الكَلال نحوَ قُرْصٍ، ثم جالت جَوْلَة الـ ـخيلِ قُبّاً، عن يَمينٍ وشِمَال أَضاف الأَيْنَ إِلى الكَلال وإِن تقارب معناهما، لأَنه أَراد بالأَيْنِ الفُتور وبالكَلال الإِعْياءَ.

حفف (لسان العرب) [0]


حَفَّ القومُ بالشيء وحَوالَيْه يَحُفُّونَ حَفّاً وحَفُّوه وحَفَّفوه: أَحْدَقُوا به وأَطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا، وفي التهذيب: حَفَّ القوم بسيدهم.
وفي التنزيل: وترى الملائكة حافّين من حول العرش؛ قال الزجاج: جاء في التفسير معنى حافِّين مُحدِقِين؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بمَيْتِ خَمِيلةٍ، يُحَفِّفُها جَوْنٌ بِجُؤْجِئِه صَعْلُ وقوله: إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، يَزِينُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ الـمُحَّفَّفُ: الضَّرْعُ المـمْتَلئُ الذي له جوانب كأَنَّ جوانبه حَفَّفَتْه أَي حَفَّتْ به، ورواه ابن الأَعرابي مُجَفَّفٌ، يريد ضَرْعاً كأَنه جُفٌّ، وهو الوَطْبُ الخَلَقُ.
وحَفَّه بالشي يَحُفُّه كما يُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثياب، وكذلك التَّحْفِيفُ.
وفي حديث أَهْلِ الذكر: فَيَحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم أَي يطوفون بهم ويدُورُون حَوْلَهم.
وفي حديث آخر: إلاَّ . . . أكمل المادة حَفَّتهم الملائكةُ.
وفي الحديث: ظَلَّلَ اللّه مكانَ البيتِ غَمامةً فكانت حِفافَ البيتِ أَي مُحْدِقةً به.
والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يُحَفُّ بثوب ثم تركب فيه المرأَة، وقيل: المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلاَّ أَنَّ الهودج يُقَبَّبُ والمِحَفَّةُ لا تُقَبَّبُ؛ قال ابن دريد: سميت بها لأَن الخَشب يَحُفُّ بالقاعد فيها أَي يُحِيطُ به من جميع جوانبه، وقيل: المِحَفَّة مَركب من مراكب النساء.
والحَفَفُ: الجمعُ، وقيل: قِلَّة المأْكولِ وكثرة الأَكَلَةِ، وقال ثعلب: هو أَن تكون العِيالُ مثلَ الزَّادِ، وقال ابن دريد: هو الضِّيقُ في المعاش، وقالت امرأَة: خرج زوجي ويَتِمَ وَلَدي فما أَصابهم حَفَفٌ ولا ضَفَفُّ، قال: فالحَفَفُ الضِّيق، والضَّفَف أَن يَقِلَّ الطعامُ ويَكْثُرَ آكلوه، وقيل هو مِقدار العيال، وقال اللحياني: الحفف الكَفافُ من الـمَعيشةِ.
وأَصابهم حَفَفٌ من العيش أَي شدَّة، وما رُؤِيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ أَي أَثرُ عَوَزٍ. قال الأَصمعي: الحفَف عَيْشُ سُوء وقِلَّة مال، وأُولئك قوم مَحْفُوفُون.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، لم يشْبَعْ من طعام إلا على حفَف؛ الحفَف: الضيق وقلة المعيشة، أَي لم يشبع إلاّ والحالُ عنده خلافُ الرِّخاء والخِصْبِ.
وطعام حَفَف: قليل.
ومعيشة حَفَفٌ: ضَنْكٌ.
وفي حديث عمر قال له وفد العراق: إنَّ أَمير المؤمنين بلغ سِنّاً وهو حافُّ الـمَطعَم أَي يابِسُه وقَحِلُه؛ ومنه حديثه الآخر أَنه سأَل رجلاً فقال: كيف وجدت أَبا عُبيْدَة؟ فقال: رأَيت حُفُوفاً أَي ضِيقَ عيش؛ ومنه الحديث: أَبْلِغْ معاويةَ أَنَّ عبد اللّهِ بن جعفر حَفَّفَ (* قوله «حفّف» بهامش النهاية: حفف، مبالغة في حف أي جهد وقل ماله من حفت الارض ونحوه.) وجُهِدَ أَي قلَّ ماله. الأَصمعي: أَصابهم من العَيْشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقَشَفٌ، كل هذا من شدَّة العَيْشِ. ابن الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلَّة والحَفَفُ الحاجةُ، ويقال: الضفَف والحفَف واحد؛ وأَنشد: هَدِيّة كانَتْ كَفافاً حَفَفا، لا تَبْلُغُ الجار ومن تَلَطَّفا قال أَبو العباس: الضفَفُ أَن تكون الأَكَلَةُ أَكثرَ من مِقدار المالِ، والحفَفُ أَن تكون الأَكَلة بمقدار المال. قال: وكان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، إذا أَكلَ كان من يأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأَكول وكفافِه، قال: ومعنى قوله ومن تَلَطَّفا أَي من بَرَّنا لم يكن عندنا ما نَبَرُّه: وما عند فلان إلا حَفَفٌ من الـمَتاعِ، وهو القوتُ القليل.
وحَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شديداً إذا كانوا مَحاوِيجَ.
وعنده حَفَّة من مَتاعٍ أَو مالٍ أَي قُوتٌ قليل ليس فيه فضل عن أَهله.
وكان الطعام حِفافَ ما أَكلوا أَي قَدْرَه.
ووُلِدَ له على حفَفٍ أَي على حاجة إليه؛ هذه عن ابن الأَعرابي. الفراء: يقال ما يَحُفُّهم إلى ذلك إلا الحاجةُ يريد ما يدْعوهم وما يُحْوِجُهم.
والاحْتِفافُ: أَكلُ جميع ما في القِدْر، والاشتِفافُ: شربُ جميع ما في الإناء.
والخُفُوفُ: اليُبْسُ من غير دَسَمٍ؛ قال رؤبة: قالَتْ سُلَيْمى أَن رأَتْ حُفُوفي، مع اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ قال الأَصمعي: حَفَّ رأْسُهُ يَحِفُّ حُفُوفاً وأَحْفَفْته أَنا.
وسَوِيقٌ حافٌّ: يابِسٌ غير ملتوت، وقيل: هو ما لم يُلَتَّ بسمْن ولا زيت.
وحَفَّتْ أَرضُنا تَحِفُّ حُفُوفاً: يَبِسَ بَقْلُها.
وحفَّ بطن الرجل: لم يأْكل دسَماً ولا لحماً فيبس.
ويقال: حَفَّتِ الثَّريدة إذا يبِسَ أَعْلاها فَتَشَقَّقَتْ.
وفرس قَفِرٌ حافٌّ: لا يَسْمَنُ على الضبعة.
وحَفَّ رأْسَه وشارِبه يَحُفُّ حَفّاً أَي أَحْفاه. قال ابن سيده: وحَفَّ اللِّحية يَحُفُّها حَفّاً: أَخذ منها، وحَفَّه يَحُفُّه حَفّاً: قَشَره، والمرأَة تَحُفُّ وَجْهها حَفّاً وحِفافاً: تزيل عنه الشعر بالـمُوسَى وتَقْشِرُهُ، مشتق من ذلك.
واحْتَفَّتِ المرأَةُ وأَحَفّتْ وهي تحْتَفُّ: تأْمر من يَحُفّ شعر وجهها نَتْفاً بخيطين، وهو من القَشْر، واسم ذلك الشعر الحُفافةُ، وقيل: الحُفافةُ ما سَقَط من الشعَر الـمَحْفُوفِ وغيره.
وحَفَّتِ اللحيةُ تَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَتْ.
وحَفّ رأْسُ الإنسان وغيره يَحِفّ حُفوفاً: شَعِثَ وبَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن؛ قال الكميت يصف وَتِداً: وأَشْعَثَ في الدَّارِ ذي لِمَّةٍ يُطِيلُ الحُفُوفَ، ولا يَقْمَلُ يعني وتداً حفّه صاحبُه تَرَك تَعَهُّدَه.
والحِفافان: ناحِيتا الرأْسِ والإناء وغيرهما، وقيل: هما جانباه، والجمع أَحِفَّةٌ.
وحِفافا الجبلِ: جانباه.
وحفافا كل شيء: جانباه؛ وقال طرفة يصف ناحيتي عسيب ذنب الناقة: كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ، تَكَنَّفا حِفافَيْهِ، شُكّا في العَسِيبِ بِمسْرَدِ وإناء حَفَّان: بلغ الماء وغيرُه حِفافَيْهِ.
والأحِفّةُ أَيضاً: ما بقي حول الصَّلَعةِ من الشعر، الواحد حِفافٌ. الأَصمعي: يقال بقي من شعره حِفافٌ، وذلك إذا صَلِعَ فبقيت طُرَّة من شعَره حول رأْسه، قال: وجمع الحِفافِ أَحِفّة؛ قال ذو الرمة يصفُ الجِفانَ التي تُطعم فيها الضِّيفانُ:لَهُنَّ، إذا أَصْبَحْنَ، منهم أَحِفَّةٌ، وحينَ يَرَوْنَ الليلَ أَقْبَلَ جائيا أَراد بقوله لهن أَي للجِفانِ، أَحِفّة أَي قوم استداروا بها يأْكلون من الثريد الذي لُبِّقَ فيها واللُّحْمانِ التي كُلِّلَتْ بها، أَي قوم استداروا حولها؛ والجِفان تقدّم ذكرها في بيت قبله وهو: فما مَرْتَعُ الجِيرانِ إلا جِفانُكُمْ، تَبارَوْن أَنتم والرِّياحُ تَبارِيا وفي حديث عمر: كان أَصلَعَ له حِفافٌ؛ هو أَن يَنْكَشِف الشعر عن وسط رأْسه ويَبْقى ما حولَه.
والحَفَّافُ: اللحم الذي في أَسفَل الحنك إلى اللَّهاة. الأَزهري: يقال يَبِس حَفَّافُه وهو اللحم اللين أَسفل اللَّهاة.والحَافَّانِ من اللسان: عِرْقان أَخْضَران يَكْتَنِفانه من باطن، وقيل: حافُّ اللسانِ طَرَفُه.
ورجل حافُّ العين بَيِّنُ الحُفُوفِ أَي شديد الإصابة بها؛ عن اللحياني، معناه أَنه يصيب الناس بالعين.
وحَفُّ الحائكِ خَشَبته العريضة يُنَسِّقُ بها اللُّحْمةَ بين السَّدَى.
والحَفُّ، بغير هاء: المِنْسَجُ. الجوهري: الحَفّةُ المِنْوالُ وهو الخشَبة التي يَلُفُّ عليها الحائِكُ الثوبَ.
والحَفّةُ: القَصَباتُ الثلاث، وقيل: الحِفّةُ، بالكسر، وقيل: هي التي يَضرب بها الحائكُ كالسيف، والحَفُّ: القَصبة التي تجيء وتذهب. قال الأَزهري: كذا هو عند الأَعراب، وجمعها حُفُوفٌ، ويقال: ما أَنت بحَفّةٍ ولا نِيرةٍ؛ الحفة: ما تقدَّم، والنّيرة: الخَشَبةُ الـمُعْتَرِضةُ، يُضْرب هذا لمن لا يَنْفَع ولا يَضُرّ، معناه ما يَصْلُحُ لشيء.
والحَفيفُ: صوت الشيء تسْمَعُه كالرَّنَّةِ أَو طيَرانِ الطائر أَو الرَّمْيةِ أَو التهاب النار ونحو ذلك، حَفَّ يَحِفُّ حَفِيفاً.
وحَفْحَفَ وحَفَّ الجُعَلُ يَحِفُّ: طار، والحَفِيفُ صوت جناحَيْه، والأُنثى من الأَساود تَحِفُّ حَفِيفاً، وهو صوت جلدها إذا دَلَكَتْ بعضَه ببعض.
وحَفِيفُ الرِّيح: صوتها في كل ما مرَّت به؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَبْلِغْ أَبا قَيْسٍ حَفِيفَ الأَثْأَبَهْ فسره فقال: إنه ضعيف العقل كأَنه حَفيفُ أَثْأَبةٍ تحركها الريح، وقيل: معناه أُوعِدُه وأُحَرِّكه كما تحرِّك الريحُ هذه الشجرة؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بشيء.
وحَفَّ الفرسُ يَحِفّ حفيفاً وأَحْفَفْتُه أَنا إذا حملته على أَن يكون له حَفِيفٌ، وهو دَويّ جَرْيه، وكذلك حَفِيفُ جناح الطائر.
والحَفِيفُ: صوت أَخفاف الإبل إذا اشتد؛ قال: يقول، والعِيسُ لها حَفِيفُ: أَكلُّ مَنْ ساقَ بكُم عَنِيفُ؟ الأَصمعي: حَفَّ الغيْثُ إذا اشتَدَّت غَيْثَتُه حتى تسمع له حَفيفاً.
ويقال: أَجْرى الفرسَ حتى أَحَفَّه إذا حَمَلَه على الحُضْر الشديد حتى يكون له حَفِيفٌ.
وحَفَّ سمعُه: ذهب كله فلم يبق منه شيء.
وحَفَّانُ النعام: رِيشُه.
والحَفّانُ: وَلَدُ النعام؛ وأَنشد لأُسامةَ الهُذَليّ: وإلا النَّعامَ وحَفّانَه، وطُغْيا مع اللَّهِقِ النَّاشِطِ الطُّغْيا: الصغير من بقر الوحش، وأَحمد بن يحيى يقول: الطَّغيا، بالفتح؛ قال ابن بري: واستعاره أَبو النجم لصغار الإبل في قوله: والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ فشبهها لما رَوِيت من الماء بالحَنظل في بَريقه ونَضارته، وقيل: الحَفّانُ صِغارُ النعامِ والإبل.
والحَفَّانُ من الإبل أَيضاً: ما دون الحِقاق، وقيل: أَصل الحَفّان صغار النعام ثم استعمل في صغار كل جنس، والواحدة من كل ذلك حَفّانةٌ، الذكر والأُنثى فيه سواء؛ وأَنشد: وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيّ، كما زَفَّ النَّعام، إلى حَفّانِه، الرُّوحُ والحَفّانُ: الخَدَمُ.
وفلان حَفٌّ بنفسِه أَي مَعْنيٌّ.
والحَفَّةُ: الكرامةُ التامّةُ.
وهو يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَمِيرُنا.
وفي المثل: من حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِدْ، يقول: مَن مَدَحَنا فلا يَغْلُوَنَّ في ذلك ولكنْ لِيَتَكَلَّمْ بالحقّ منه.
وقال الجوهري: أَي مَن خَدَمَنا أَو تَعَطَّفَ علينا وحاطَنا. الأَصمعي: هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي يَقُومُ ويَقْعُدُ ويَنْصَحُ ويُشْفِقُ، قال: ومعنى يَحِفُّ تَسْمَع له حَفِيفاً.
ويقال: شجر يَرِفُّ إذا كان له اهْتِزازٌ من النَّضارةِ.
ويقال: ما لِفلان حافٌّ ولا رافٌّ، وذهَب من كان يَحُفُّه ويَرُفُّه.
وحُفُّ العين: شَفْرُها.
وجاء على حَفِّ ذلك وحَفَفِه وحِفافِه أَي حِينِه وإبّانِه.
وهو على حَفَفِ أَمْرٍ أَي ناحيةٍ منه وشَرَفٍ.
واحْتَفَّتِ الإبلُ الكَلأَ: أَكلتْه أَو نالَتْ منه، والحَفّةُ: ما احْتَفَّتْ منه.
وحِفافُ الرمل: مُنْقَطَعُه، وجمعه أَحِفَّةٌ.

وطأ (لسان العرب) [0]


وَطِئَ الشيءَ يَطَؤُهُ وَطْأً: داسَه. قال سيبويه: أَمـّا وَطِئَ يَطَأُ فمثل وَرِمَ يَرِمُ ولكنهم فتحوا يَفْعَلُ، وأَصله الكسر، كما قالوا قرَأَ يَقْرَأُ.
وقرأَ بعضُهم: طَهْ ما أَنْزَلْنا عليكَ القُرآن لِتَشْقَى، بتسكين الهاء.
وقالوا أَراد: طَإِ الأَرضَ بِقَدَمَيْكَ جميعاً لأَنَّ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، كان يَرْفَعُ إِحدى رِجْلَيْه في صَلاتِه. قال ابن جني: فالهاء على هذا بدل من همزة طَأْ.
وتَوَطَّأَهُ ووَطَّأَهُ كَوَطِئَه. قال: ولا تقل تَوَطَّيْتُه. أَنشد أَبو حنيفة: يَأْكُلُ مِنْ خَضْبٍ سَيالٍ وسَلَمْ، * وجِلَّةٍ لَـمَّا تُوَطِّئْها قَدَمْ أَي تَطَأْها.
وأَوْطَأَه غيرَه، وأَوْطَأَه فَرَسَه: حَمَلَه عليه وَطِئَه.
وأَوْطَأْتُ فلاناً دابَّتي حتى وَطِئَتْه.
وفي الحديث: أَنّ رِعاءَ الإِبل ورِعاءَ . . . أكمل المادة الغنم تَفاخَرُوا عنده فأَوْطَأَهم رِعاءَ الإِبل غَلَبَةً أَي غَلَبُوهُم وقَهَرُوهم بالحُجّة.
وأَصله: أَنَّ مَنْ صارَعْتَه، أَو قاتَلْتَه، فَصَرَعْتَه، أَو أَثْبَتَّه، فقد وَطِئْتَه، وأَوْطَأْتَه غَيْرَك.
والمعنى أَنه جعلهم يُوطَؤُونَ قَهْراً وغَلَبَةً.
وفي حديث علي، رضي اللّه عنه، لَـمَّا خرج مُهاجِراً بعد النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم: فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُ مآخِذَ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فأَطَأُ ذِكْرَه حتى انتَهْيتُ إِلى العَرْجِ. أَراد: اني كنتُ أُغَطِّي خَبَره من أَوَّل خُروجِي إِلى أَن بَلَغْتُ العَرْجَ، وهو موضع بين مكة والمدينة، فَكَنَى عن التَّغْطِيةِ والايهام بالوَطْءِ، الذي هو أَبلغ في الإِخْفاءِ والسَّتْر.
وقد اسْتَوْطَأَ الـمَرْكَبَ أَي وجَده وَطِيئاً.
والوَطْءُ بالقَدَمِ والقَوائمِ. يقال: وَطَّأْتُه بقَدَمِي إِذا أَرَدْتَ به الكَثْرَة.
وبَنُو فلان يَطَؤُهم الطريقُ أَي أَهلُ الطَريقِ، حكاه سيبويه. قال ابن جني: فيه مِن السَّعةِ إِخْبارُكَ عمّا لا يَصِحُّ وطْؤُه بما يَصِحُّ وطْؤُه، فنقول قِياساً على هذا: أَخَذْنا على الطريقِ الواطِئِ لبني فلان، ومَررْنا بقوم مَوْطُوئِين بالطَّريقِ، ويا طَريقُ طَأْ بنا بني فلان أَي أَدِّنا اليهم. قال: ووجه التشبيه إِخْبارُكَ عن الطَّريق بما تُخْبِرُ بِهِ عن سالكيه، فَشَبَّهْتَه بهم إذْ كان الـمُؤَدِّيَ له، فَكأَنَّه هُمْ، وأَمـَّا التوكيدُ فِلأَنَّك إِذا أَخْبَرْتَ عنه بوَطْئِه إِيَّاهم كان أَبلَغَ مِن وَطْءِ سالِكِيه لهم.
وذلك أَنّ الطَّريقَ مُقِيمٌ مُلازِمٌ، وأَفعالُه مُقِيمةٌ معه وثابِتةٌ بِثَباتِه، وليس كذلك أَهلُ الطريق لأَنهم قد يَحْضُرُون فيه وقد يَغِيبُون عنه، فأَفعالُهم أَيضاً حاضِرةٌ وقْتاً وغائبةٌ آخَرَ، فأَيْنَ هذا مـما أَفْعالُه ثابِتةٌ مستمرة.
ولـمَّا كان هذا كلاماً الغرضُ فيه المدحُ والثَّنَاءُ اخْتارُوا له أَقْوى اللَّفْظَيْنِ لأَنه يُفِيد أَقْوَى الـمَعْنَيَيْن. الليث: الـمَوْطِئُ: الموضع، وكلُّ شيءٍ يكون الفِعْلُ منه على فَعِلَ يَفْعَلُ فالمَفْعَلُ منه مفتوح العين، إِلا ما كان من بنات الواو على بناءِ وَطِئَ يَطَأُ وَطْأً؛ وإِنما ذَهَبَتِ الواو مِن يَطَأُ، فلم تَثْبُتْ، كما تَثْبُتُ في وَجِل يَوْجَلُ، لأَن وَطِئَ يَطَأُ بُني على تَوَهُّم فَعِلَ يَفْعِلُ مثل وَرِمَ يَرِمُ؛ غير أَنَّ الحرفَ الذي يكون في موضع اللام من يَفْعَلُ في هذا الحدِّ، إِذا كان من حروف الحَلْقِ الستة، فإِن أَكثر ذلك عند العرب مفتوح، ومنه ما يُقَرُّ على أَصل تأْسيسه مثل وَرِمَ يَرِمُ.
وأَمـَّا وَسِعَ يَسَعُ ففُتحت لتلك العلة.
والواطِئةُ الذين في الحديث: هم السابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لوَطْئِهم الطريقَ. التهذيب: والوَطَأَةُ: هم أَبْنَاءُ السَّبِيلِ مِنَ الناس، سُمُّوا وطَأَةً لأَنهم يَطَؤُون الأَرض.
وفي الحديث: أَنه قال للخُرَّاصِ احْتَاطوا لأَهْل الأَمْوالِ في النائِبة والواطِئةِ. الواطِئةُ: المارَّةُ والسَّابِلةُ. يقول: اسْتَظْهِرُوا لهم في الخَرْصِ لِما يَنُوبُهمْ ويَنْزِلُ بهم من الضِّيفان.
وقيل: الواطِئَةُ سُقاطةُ التمر تقع فتُوطَأُ بالأَقْدام، فهي فاعِلةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ.
وقيل: هي من الوَطايا جمع وَطِيئةِ؛ وهي تَجْري مَجْرَى العَرِيَّة؛ سُمِّيت بذلك لأَنَّ صاحِبَها وطَّأَها لأَهله أَي ذَلَّلَها ومَهَّدها، فهي لا تدخل في الخَرْص.
ومنه حديث القَدَرِ: وآثارٍ مَوْطُوءة أَي مَسْلُوكٍ عَلَيْها بما سَبَقَ به القَدَرُ من خَيْر أَو شرٍّ.
وأَوطَأَه العَشْوةَ وعَشْوةً: أَرْكَبَه على غير هُدًى. يقال: مَنْ أَوطأَكَ عَشْوةً.
وأَوطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه.
ووَطِئْنا العَدُوَّ بالخَيل: دُسْناهم.
وَوَطِئْنا العَدُوَّ وطْأَةً شَديدةً.
والوَطْأَةُ: موضع القَدَم، وهي أَيضاً كالضَّغْطةِ.
والوَطْأَةُ: الأَخْذَة الشَّديدةُ.
وفي الحديث: اللهم اشْدُدْ وطْأَتَكَ على مُضَرَ أَي خُذْهم أَخْذاً شَديداً، وذلك حين كَذَّبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه سلم، فَدَعا علَيهم، فأَخَذَهم اللّهُ بالسِّنِين.
ومنه قول الشاعر: ووَطِئْتَنا وَطْأً، على حَنَقٍ، * وَطْءَ الـمُقَيَّدِ نابِتَ الهَرْمِ وكان حمّادُ بنُ سَلَمة يروي هذا الحديث: اللهم اشْدُدْ وَطْدَتَكَ على مُضَر.
والوَطْدُ: الإِثْباتُ والغَمْزُ في الأَرض.
ووَطِئْتُهم وَطْأً ثَقِيلاً.
ويقال: ثَبَّتَ اللّهُ وَطْأَتَه.
وفي الحديث: زَعَمَتِ المرأَةُ الصالِحةُ، خَوْلةُ بنْتُ حَكِيمٍ، أَنَّ رسولَ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، خَرَجَ، وهو مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، وهو يقول: إِنَّكُمْ لتُبَخِّلُون وتُجَبِّنُونَ، وإِنكم لَمِنْ رَيْحانِ اللّه، وإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وطِئَها اللّهُ بِوَجٍّ، أَي تَحْمِلُون على البُخْلِ والجُبْنِ والجَهْلِ، يعني الأَوْلاد، فإِنَّ الأَب يَبْخَل بانْفاق مالِه ليُخَلِّفَه لهم، ويَجْبُنُ عن القِتال ليَعِيشَ لهم فيُرَبِّيَهُمْ، ويَجْهَلُ لأَجْلِهم فيُلاعِبُهمْ.
ورَيْحانُ اللّهِ: رِزْقُه وعَطاؤُه.
ووَجٌّ: من الطائِف.
والوَطْءُ، في الأَصْلِ: الدَّوْ سُ بالقَدَمِ، فسَمَّى به الغَزْوَ والقَتْلَ، لأَن مَن يَطَأُ على الشيءِ بِرجله، فقَدِ اسْتَقْصى في هَلاكه وإِهانَتِه.
والمعنى أَنَّ آخِرَ أَخْذةٍ ووقْعة أَوْقَعَها اللّهُ بالكُفَّار كانت بِوَجٍّ، وكانت غَزْوةُ الطائِف آخِرَ غَزَواتِ سيدنا رَسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فإِنه لم يَغْزُ بعدَها إلا غَزْوةَ تَبُوكَ، ولم يَكن فيها قِتالٌ. قال ابن الأَثير: ووجهُ تَعَلُّقِ هذا القول بما قَبْلَه مِن ذِكر الأَولاد أَنه إِشارةٌ إِلى تَقْلِيل ما بقي من عُمُره، صلى اللّه عليه وسلم، فكنى عنه بذلك.
ووَطِئَ المرأَةَ يَطَؤُها: نَكَحَها.
ووَطَّأَ الشيءَ: هَيَّأَه. الجوهريُّ: وطِئْتُ الشيءَ بِرجْلي وَطْأً، ووَطِئَ الرجُلُ امْرَأَتَه يَطَأُ: فيهما سقَطَتِ الواوُ من يَطَأُ كما سَقَطَتْ من يَسَعُ لتَعَدِّيهما، لأَن فَعِلَ يَفْعَلُ، مـما اعتلَّ فاؤُه، لا يكون إِلا لازماً، فلما جاءا من بين أَخَواتِهما مُتَعَدِّيَيْنِ خُولِفَ بهما نَظائرُهما.
وقد تَوَطَّأْتُه بِرجلي، ولا تقل تَوَطَّيْتُه.
وفي الحديث: إِنَّ جِبْرِيلَ صلَّى بِيَ العِشاءَ حينَ غَابَ الشَّفَقُ واتَّطَأَ العِشاءُ، وهو افْتَعَلَ من وَطَّأْتُه. يقال: وطَّأْتُ الشيءَ فاتَّطَأَ أَي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ. أَراد أَن الظَّلام كَمَلَ. وواطَأَ بعضُه بَعْضاً أَي وافَقَ. قال وفي الفائق: حين غابَ الشَّفَقُ وأْتَطَى العِشاءُ. قال: وهو من قَوْلِ بَني قَيْسٍ لم يَأْتَطِ الجِدَادُ، ومعناه لم يأْتِ حِينُه.
وقد ائْتَطَى يأْتَطي كَأْتَلى يَأْتَلي، بمعنى الـمُوافَقةِ والـمُساعَفةِ. قال: وفيه وَجْهٌ آخَر أَنه افْتَعَلَ مِنَ الأَطِيطِ، لأَنّ العَتَمَةَ وَقْتُ حَلْبِ الإِبل، وهي حينئذ تَئِطُّ أي تَحِنُّ إِلى أَوْلادِها، فجعَل الفِعْلَ للعِشاءِ، وهو لها اتِّساعاً.
ووَطَأَ الفَرَسَ وَطْأً ووَطَّأَهُ: دَمَّثه.
ووَطَّأَ الشيءَ: سَهَّلَه.
ولا تقل وَطَّيْتُ.
وتقول: وطَّأْتُ لك الأَمْرَ إِذا هَيَّأْتَه.
ووَطَّأْتُ لك الفِراشَ ووَطَّأْتُ لك الـمَجْلِس تَوْطِئةً.
والوطيءُ من كلِّ شيءٍ: ما سَهُلَ ولان، حتى إِنهم يَقولون رَجُلٌ وَطِيءٌ ودابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنة الوَطاءة.
وفي الحديث: أَلا أُخْبِرُكم بأَحَبِّكم إِلَيَّ وأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامةِ أَحاسِنُكم أَخْلاقاً الـمُوَطَّؤُونَ أَكْنافاً الذينَ يَأْلَفُون ويُؤْلَفون. قال ابن الأَثير: هذا مَثَلٌ وحَقيقَتُه من التَّوْطِئةِ، وهي التَّمهيِدُ والتَّذليلُ.
وفِراشٌ وطِيءٌ: لا يُؤْذي جَنْبَ النائِم.
والأَكْنافُ: الجَوانِبُ. أَراد الذين جوانِبُهم وَطِيئةٌ يَتَمَكَّن فيها مَن يُصاحِبُهم ولا يَتَأَذَّى.وفي حديث النِّساءِ: ولَكُم عَلَيهِنَّ أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أَحَداً تَكْرَهونه؛ أَي لا يَأْذَنَّ ِلأَحدٍ من الرِّجال الأَجانِب أَن يَدْخُلَ عليهنَّ، فَيَتَحَدَّث اليهنَّ.
وكان ذلك من عادةِ العرب لا يَعُدُّونه رِيبَةً، ولا يَرَوْن به بأْساً، فلـمَّا نزلت آيةُ الحِجاب نُهُوا عن ذلك.
وشيءٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الوَطاءة والطِّئَةِ والطَّأَةِ مثل الطِّعَةِ والطَّعَةِ، فالهاءُ عوض من الواو فيهما.
وكذلك دابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنةُ الوَطاءة والطَّأَةِ، بوزن الطَّعَةِ أَيضاً. قال الكميت: أَغْشَى الـمَكارِهَ، أَحْياناً، ويَحْمِلُنِي * منه على طَأَةٍ، والدَّهْرُ ذُو نُوَبِ أَي على حالٍ لَيِّنةٍ.
ويروى على طِئَةٍ، وهما بمعنىً.
والوَطِيءُ: السَّهْلُ من الناسِ والدَّوابِّ والأماكِنِ.
وقد وَطُؤَ الموضعُ، بالضم، يَوْطُؤُ وطَاءة وَوُطُوءة وطِئةً: صار وَطِيئاً.
ووَطَّأْتُه أَنا تَوطِئةً، ولا تقل وَطَّيْته، والاسم الطَّأَة، مهموز مقصور. قال: وأَمـَّا أَهل اللغة، فقالوا وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَّأَة والطِّئَةِ.وقال ابن الأَعرابي: دابَّةٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَّأَةِ، بالفتح، ونَعُوذُ باللّه من طِئةِ الذليل، ولم يفسره.
وقال اللحياني: معناه مِنْ أَن يَطَأَني ويَحْقِرَني، وقال اللحياني: وَطُؤَتِ الدابَّةُ وَطْأً، على مثال فَعْلٍ، ووَطَاءة وطِئةً حسَنةً.
ورجل وَطِيءُ الخُلُقِ، على المثل، ورجل مُوَطَّأُ الأَكْنافِ إِذا كان سَهْلاً دَمِثاً كَريماً يَنْزِلُ به الأَضيافُ فيَقْرِيهم. ابن الأَعرابي: الوَطِيئةُ: الحَيْسةُ، والوَطَاءُ والوِطَاءُ: ما انْخَفَضَ من الأَرض بين النّشازِ والإِشْرافِ، والمِيطَاءُ كذلك. قال غَيْلانُ الرَّبَعي يصف حَلْبَةً: أَمْسَوْا، فَقادُوهُنَّ نحوَ المِيطَاءْ، * بِمائَتَيْنِ بِغلاءِ الغَلاَّءْ وقد وَطَّأَها اللّهُ.
ويقال: هذه أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ لا رِباءَ فيها ولا وِطَاءَ أَي لا صُعُودَ فيها ولا انْخفاضَ. وواطَأَه على الأَمر مُواطأَةً: وافَقَه.
وتَواطَأْنا عليه وتَوطَّأْنا: تَوافَقْنا.
وفلان يُواطِئُ اسمُه اسْمِي.
وتَواطَؤُوا عليه: تَوافَقُوا.
وقوله تعالى: ليُواطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ؛ هو من وَاطَأْتُ.
ومثلها قوله تعالى: إِنّ ناشِئةَ الليلِ هِيَ أَشَدُّ وِطَاءً، بالمدّ: مُواطأَةً. قال: وهي الـمُواتاةُ أَي مُواتاةُ السمعِ والبصرِ ايَّاه.
وقُرئَ أَشَدُّ وَطْأً أَي قِياماً. التهذيب: قرأَ أَبو عمرو وابن عامرٍ وِطَاءً، بكسر الواو وفتح الطاء والمدّ والهمز، من الـمُواطأَةِ والـمُوافقةِ.
وقرأَ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي: وَطْأً، بفتح الواو ساكنة الطاء مقصورة مهموزة، وقال الفرَّاءُ: معنى هي أشدُّ وَطْأً، يقول: هي أَثْبَتُ قِياماً. قال وقال بعضهم: أَشَدُّ وَطْأً أَي أَشَدُّ على المُصَلِّي من صلاةِ النهار، لأَنَّ الليلَ للنوم، فقال هي، وإِن كانت أَشَدَّ وَطْأً، فهي أَقْوَمُ قِيلاً.
وقرأَ بعضُهم: هي أَشَدُّ وِطَاءً، على فِعالٍ، يريد أَشَدُّ عِلاجاً ومُواطَأَةً.
واختار أَبو حاتم: أَشَدُّ وِطاءً، بكسر الواو والمدّ.
وحكى المنذري: أَنَّ أَبا الهيثم اختار هذه القراءة وقال: معناه أَنَّ سَمْعَه يُواطِئُ قَلْبَه وبَصَرَه، ولِسانُه يُواطِئُ قَلْبَه وِطاءً. يقال واطَأَني فلان على الأَمرِ إِذا وافَقَكَ عليه لا يشتغل القلبُ بغير ما اشْتَغَلَ به السمع، هذا واطَأَ ذاكَ وذاكَ واطَأَ هذا؛ يريد: قِيامَ الليلِ والقراءة فيه.
وقال الزجاج: هي أَشدُّ وِطاءً لقلة السمع.
ومنْ قَرأً وَطْأً فمعناه هي أَبْلغُ في القِيام وأَبْيَنُ في القول.
وفي حديثِ ليلةِ القَدْرِ: أَرَى رُؤْياكم قد تَواطَتْ في العَشْرِ الأَواخِر. قال ابن الأَثير: هكذا روي بترك الهمز، وهو من الـمُواطأَةِ، وحقيقتُه كأَنّ كُلاً منهما وَطِئَ ما وَطِئَه الآخَرُ.
وتَوَطَّأْتُهُ بقَدَمِي مثل وَطِئْتُه.
وهذا مَوْطِئُ قَدَمِك.
وفي حديث عبداللّه، رضي اللّه عنه: لا نَتَوَضَّأُ من مَوْطَإٍ أَي ما يُوطَأُ من الأَذَى في الطريق، أَراد لا نُعِيدُ الوُضوءَ منه، لا أَنهم كانوا لا يَغْسِلُونه.
والوِطاءُ: خلافُ الغِطاء.
والوَطِيئَةُ: تَمْرٌ يُخْرَجُ نَواه ويُعْجَنُ بلَبَنٍ.
والوَطِيئَةُ: الأَقِطُ بالسُّكَّرِ.
وفي الصحاح: الوَطِيئَةُ: ضَرْب من الطَّعام. التهذيب: والوَطِيئةُ: طعام للعرب يُتَّخَذُ من التمر.
وقال شمر قال أَبو أَسْلَمَ: الوَطِيئةُ: التمر، وهو أَن يُجْعَلَ في بُرْمةٍ ويُصَبَّ عليه الماءُ والسَّمْنُ، إِن كان، ولا يُخْلَطُ به أَقِطٌ، ثم يُشْرَبُ كما تُشْرَبُ الحَسِيَّةُ.
وقال ابن شميل: الوَطِيئةُ مثل الحَيْسِ: تَمرٌ وأَقِطٌ يُعْجنانِ بالسمن. المفضل: الوَطِيءُ والوَطيئةُ: وَطِئَ الشيءَ يَطَؤُهُ وَطْأً: داسَه. قال سيبويه: أَمـّا وَطِئَ. . العَصِيدةُ الناعِمةُ، فإِذا ثَخُنَتْ، فهي النَّفِيتةُ، فإِذا زادت قليلاً، فهي النَّفِيثةُ بالثاءِ(1) (1 قوله «النفيثة بالثاء» كذا في النسخ وشرح القاموس بلا ضبط.) ، فإِذا زادت، فهي اللَّفِيتةُ، فإِذا تَعَلَّكَتْ، فهي العَصِيدةُ.
وفي حديث عبداللّه بن بُسْرٍ، رضي اللّه عنه: أَتَيْناهُ بوَطِيئةٍ، هي طَعامٌ يُتَّخَذُ مِن التَّمْرِ كالحَيْسِ.
ويروى بالباءِ الموحدة، وقيل هو تصحيف.
والوَطِيئة، على فَعِيلةٍ: شيءٌ كالغِرارة. غيره: الوَطِيئةُ: الغِرارةُ يكون فيها القَدِيدُ والكَعْكُ وغيرُه.
وفي الحديث: فأَخْرَجَ إِلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطِيئةٍ؛ أَي ثلاثَ قُرَصٍ من غِرارةٍ.
وفي حديث عَمَّار أَنّ رجلاً وَشَى به إِلى عُمَرَ، فقال: اللهم إِن كان كَذَبَ، فاجعلْهُ مُوَطَّأَ العَقِب أَي كثير الأَتْباعِ، دَعا عليه بأَن يكون سُلطاناً، ومُقَدَّماً، أَو ذَا مالٍ، فيَتْبَعُه الناسُ ويمشون وَراءَه.ووَاطأَ الشاعرُ في الشِّعر وأَوْطَأَ فيه وأَوطَأَه إِذا اتَّفقت له قافِيتانِ على كلمة واحدة معناهما واحد، فإِن اتَّفَق اللفظُ واخْتَلف المَعنى، فليس بإِيطاءٍ.
وقيل: واطَأَ في الشِّعْر وأَوْطَأَ فيه وأَوْطَأَه إِذا لم يُخالِفْ بين القافِيتين لفظاً ولا معنى، فإِن كان الاتفاقُ باللفظ والاختلافُ بالمعنى، فليس بِإِيطاءٍ.
وقال الأَخفش: الإِيطَاءُ رَدُّ كلمة قد قَفَّيْتَ بها مرة نحو قافيةٍ على رجُلِ وأُخرى على رجُلِ في قصيدة، فهذا عَيْبٌ عند العرب لا يختلفون فيه، وقد يقولونه مع ذلك. قال النابغة: أوْ أَضَعَ البيتَ في سَوْداءَ مُظْلِمةٍ، * تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْري بها السَّارِي ثم قال: لا يَخْفِضُ الرِّزَّ عن أَرْضٍ أَلمَّ بها، * ولا يَضِلُّ على مِصْباحِه السَّارِي قال ابن جني: ووجْهُ اسْتِقْباحِ العرب الإِيطَاءَ أَنه دالٌّ عندهم على قِلّة مادّة الشاعر ونزَارة ما عنده، حتى يُضْطَرّ إِلى إِعادةِ القافيةِ الواحدة في القصيدة بلفظها ومعناها، فيَجْري هذا عندهم، لِما ذكرناه، مَجْرَى العِيِّ والحَصَرِ.
وأَصله: أَن يَطَأَ الإِنسان في طَريقه على أَثَرِ وَطْءٍ قبله، فيُعِيد الوَطْءَ على ذلِك الموضع، وكذلك إِعادةُ القافيةِ هِيَ مِن هذا.
وقد أَوطَأَ ووَطَّأَ وأَطَّأَ فأَطَّأَ، على بدل الهمزة من الواو كَوناةٍ وأَناةٍ وآطَأَ، على إِبدال الأَلف من الواو كَياجَلُ في يَوْجَلُ، وغيرُ ذلك لا نظر فيه. قال أَبو عمرو بن العلاء: الإِيطاءُ ليس بعَيْبٍ في الشِّعر عند العرب، وهو إِعادة القافيةِ مَرَّتين. قال الليث: أُخِذ من الـمُواطَأَةِ وهي الـمُوافَقةُ على شيءٍ واحد.
وروي عن ابن سَلام الجُمَحِيِّ أَنه قال: إِذا كثُر الإِيطاءُ في قصيدة مَرَّاتِ، فهوعَيْبٌ عندهم. أَبو زيد: إِيتَطَأَ الشَّهْرُ، وذلك قبل النِّصف بيوم وبعده بيوم، بوزن إِيتَطَعَ.

مجد (لسان العرب) [0]


المَجْدُ: المُرُوءةُ والسخاءُ.
والمَجْدُ: الكرمُ والشرفُ. ابن سيده: المجد نَيْل الشرف، وقيل: لا يكون إِلا بالآباءِ، وقيل: المَجْدُ كَرَمُ الآباء خاصة، وقيل: المَجْدُ الأَخذ من الشرف والسُّؤدَد ما يكفي؛ وقد مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً، فهو ماجد.
ومَجُد، بالضم، مَجادةً، فهو مجيد، وتَمَجَّد.
والمجدُ: كَرَمُ فِعاله.
وأَمجَدَه ومَجَّده كلاهما: عظَّمَه وأَثنى عليه.
وتماجَدَ القومُ فيما بينهم: ذكَروا مَجْدَهم.
وماجَدَه مِجاداً: عارَضه بالمجد.
وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي غَلَبْتُه بالمجد. قال ابن السكيت: الشرفُ والمجدُ يكونان بالآباء. يقال: رجل شريف ماجدٌ، له آباءٌ متقدّمون في الشرف؛ قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإِن لم يكن له آباء لهم شرف.
والتمجيدُ: أَن يُنْسب الرجل إِلى المجد.
ورجل ماجد: مِفضالٌ كثير الخير شريف، . . . أكمل المادة والمجيدُ، فعيل، منه للمبالغة؛ وقيل: هو الكريم المفضال، وقيل: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سمي مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ من فاعِل فكأَنه يَجْمع معنى الجليل والوهَّابِ والكريم.
والمجيدُ: من صفاتِ الله عز وجل.
وفي التنزيل العزيز: ذو العرش المجيدُ.
وفي اسماء الله تعالى: الماجدُ.
والمَجْد في كلام العرب: الشرف الواسع. التهذيب: الله تعالى هو المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده خلقه لعظمته.
وقوله تعالى: ذو العرش المجيدِ؛ قال الفراء: خفضه يَحيى وأَصحابه كما قال: بل هو قرآنٌ مجيدٌ، فوصف القرآن بالمَجادة.
وقيل يقرأُ: بل هو قرآنُ مجيدٍ، والقراءة قرآنٌ مجيدٌ.
ومن قرأَ: قرآنُ مجيدٍ، فالمعنى بل هو قرآنُ ربٍّ مجيدٍ. ابن الأَعرابي: قرآنٌ مجيدٌ، المجيدُ الرفيع. قال أَبو اسحق: معنى المجيد الكريم، فمن خفض المجيد فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة ذو.
وقوله تعالى: ق والقرآن المجيد؛ يريد بالمجيد الرفيعَ العالي.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ناوِلِيني المجيدَ أَي المُصْحَف؛ هو من قوله تعالى: بل هو قرآنٌ مجيدٌ.
وفي حديث قراءة الفاتحة: مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني.
وكان سعد بن عبادة يقول: اللهمَّ هَبْ لي حَمْداً ومَجْداً، لا مَجْد إِلا بِفعال ولا فِعال إِلا بمال؛ اللهم لا يُصْلِحُني ولا أَصْلُحُ إِلا عليه (* قوله «اللهم لا يصلحني ولا أصلح إلخ» كذا بالأصل). ابن شميل: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ.
ورجل ماجد ومجيد إِذا كان كريماً مِعْطاءً.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَمَّا نحن بنو هاشم فأَنجادٌ أَمْجادٌ أَي شِراف كِرام، جمع مجِيد أَو ماجد كأَشهاد في شَهيد أَو شاهد.
ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، وهي مواجِدُ ومُجَّد ومُجُدٌ، وأَمْجَدَتْ: نالت من الكلإِ قريباً من الشبع وعرف ذلك في أَجسامها، ومَجَّدْتُها أَنا تمجيداً وأَمجَدَها راعيها وقد أَمجَدَ القومُ إِبلهم، وذلك في أَول الربيع.
وأَما أَبو زيد فقال: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بطونها علفاً وأَشبعها، ولا فعل لها هي في ذلك، فإِن أَرعاها في أَرض مُكْلِئَةٍ فرعت وشبِعت. قال: مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً ولا فعل لك في هذا، وأَما أَبو عبيد فروى عن أَبي عبيدة أَن أَهل العالية يقولون مَجَد الناقةَ مخففاً إِذا علفها مِلءَ بطونها، وأَهل نجد يقولون مَجَّدها تمجيداً، مشدَّداً، إِذا علفها نصف بطونها. ابن الأَعرابي: مَجَدَتِ الإِبل إِذا وقعت في مَرْعًى كثير واسع؛ وأَمجَدَها الراعي وأَمجَدْتُها أَنا.
وقال ابن شميل: إِذا شبعت الغنم مَجُدَت الإِبل تَمجُد، والمجد نَحْوٌ من نصف الشبع؛ وقال أَبو حية يصف امرأَة: ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ ولا الشراب أَي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب. الأَصمعي: أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لها ذلك.
ويقال: أَمجَدَ فلان عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره؛ وقال عديّ: فاشتراني واصطفاني نعْمةً، مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني الثَّمَنْ وفي المثل: في كل شَجَر نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار؛ اسْتَمْجَدَ استفضل أَي اسْتَكْثَرا من النار كأَنهما أَخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما، ويقال: لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ فشبها بمن يُكْثِر من العطاء طلباً للمجد.
ويقال: أَمجَدَنا فلان قِرًى إِذا آتَى ما كَفَى وفضل.
ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ: أَسماء.
ومَجْد بنت تميم بن عامرِ بنِ لُؤَيٍّ: هي أُم كلاب وكعب وعامر وكُلَيْب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وذكرها لبيد فقال يفتخر بها: سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ، وأَسْقى نُمَيْراً، والقبائلَ من هِلالِ وبَنو مَجْد: بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومجد: اسم أُمهم هذه التي فخر بها لبيد في شعره.

ستر (لسان العرب) [0]


سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً: أَخفاه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ والستَر، بالفتح: مصدر سَتَرْت الشيء أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته فاسْتَتَر هو.
وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى.
وجاريةٌ مُسَتَّرَةٌ أَي مُخَدَّرَةٌ.
وفي الحديث: إِن اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ (* قوله: «ستير يحب» كذا بالأَصل مضبوطاً.
وفي شروح الجامع الصغير ستير، بالكسر والتشديد). السَّتْرَ؛ سَتِيرٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل أَي من شأْنه وإِرادته حب الستر والصَّوْن.
وقوله تعالى: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤْمنون بالآخرة حجاباً مستوراً؛ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مفعولاً في معنى فاعل، كقوله تعالى: إِنه كان وعْدُه مَأْتِيّاً؛ أَي آتِياً؛ قال أَهل اللغة: مستوراً ههنا بمعنى ساتر، وتأْويلُ الحِجاب . . . أكمل المادة المُطيعُ؛ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذلك فيهما أَنهما رَأْساً آيَتَيْن لأَن بعض آي سُورَةِ سبحان إِنما «وُرا وايرا» وكذلك أَكثر آيات «كهيعص» إِنما هي ياء مشدّدة.
وقال ثعلب: معنى مَسْتُوراً مانِعاً، وجاء على لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد، وقيل: حجاباً مستوراً أَي حجاباً على حجاب، والأَوَّل مَسْتور بالثاني، يراد بذلك كثافة الحجاب لأَنه جَعَلَ على قلوبهم أَكِنَّة وفي آذانهم وقراً.
ورجل مَسْتُور وسَتِير أَي عَفِيفٌ والجارية سَتِيرَة؛ قال الكميت: ولَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِيـ ـرَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتائِر وسَتَّرَه كسَتَرَه؛ وأَنشد اللحياني: لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ، وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاجُ (* قوله: «أجاج» مثلثة الهمزة أَي ستر. انظر و ج ح من اللسان).
وقد انْسَتَر واستَتَر وتَسَتَّر؛ الأَوَّل عن ابن الأَعرابي.
والسِّتْرُ معروف: ما سُتِرَ به، والجمع أَسْتار وسُتُور وسُتُر.
وامرأَةٌ سَتِيرَة: ذاتُ سِتارَة.
والسُّتْرَة: ما اسْتَتَرْتَ به من شيء كائناً ما كان، وهو أَيضاً السِّتارُ والسِّتارَة، والجمع السَّتائرُ.
والسَّتَرَةُ والمِسْتَرُ والسِّتارَةُ والإِسْتارُ: كالسِّتر، وقالوا أُسْوارٌ لِلسِّوار، وقالوا إِشْرارَةٌ لِما يُشْرَرُ عليه الأَقِطُ، وجَمْعُها الأَشارير.
وفي الحديث: أَيُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بابه على امرأَةٍ وأَرْخَى دُونَها إِستارَةً فَقَدْ تمء صَداقُها؛ الإِسْتارَةُ: من السِّتْر، وهي كالإِعْظامَة في العِظامَة؛ قيل: لم تستعمل إِلاَّ في هذا الحديث، وقيل: لم تسمع إِلاَّ فيه. قال: ولو روي أَسْتَارَه جمع سِتْر لكان حَسَناً. ابن الأَعرابي: يقال فلان بيني وبينه سُتْرَةٌ ووَدَجٌ وصاحِنٌ إِذا كان سفيراً بينك وبينه.
والسِّتْرُ: العَقْل، وهو من السِّتارَة والسّتْرِ.
وقد سُتِرَ سَتْراً، فهو سَتِيرٌ وسَتِيرَة، فأَما سَتِيرَةٌ فلا تجمع إِلاَّ جمع سلامة على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو، ويقال: ما لفلان سِتْر ولا حِجْر، فالسِّتْر الحياء والحِجْرُ العَقْل.
وقال الفراء في قوله عز وجل: هل في ذلك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ؛ لِذِي عَقْل؛ قال: وكله يرجع إِلى أَمر واحد من العقل. قال: والعرب تقول إِنه لَذُو حِجْر إِذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها كأَنه أُخذَ من قولك حَجَرْتُ على الرجل.
والسِّتَرُ: التُّرْس، قال كثير بن مزرد: بين يديهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ والإِسْتارُ، بكسر الهمزة، من العدد: الأَربعة؛ قال جرير: إِنَّ الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأُمَّه وأَبا البَعِيثِ لشَرُّ ما إِسْتار أَي شر أَربعة، وما صلة؛ ويروى: وأَبا الفرزْدَق شَرُّ ما إِسْتار وقال الأَخطل: لَعَمْرُكَ إِنِّنِي وابْنَيْ جُعَيْلٍ وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِيمُ وقال الكميت: أَبلِغْ يَزِيدَ وإِسماعيلَ مأْلُكَةً، ومُنْذِراً وأَباهُ شَرَّ إِسْتارِ وقال الأَعشى: تُوُفِّي لِيَوْمٍ وفي لَيْلَةٍ ثَمانِينَ يُحْسَبُ إِستارُها قال: الإِستار رابِعُ أَربعة.
ورابع القومِ: إِسْتَارُهُم. قال أَبو سعيد: سمعت العرب تقول للأَربعة إِسْتار لأَنه بالفارسية جهار فأَعْربوه وقالوا إِستار؛ قال الأَزهري: وهذا الوزن الذي يقال له الإِستارُ معرّب أَيضاً أَصله جهار فأُعرب فقيل إِسْتار، ويُجْمع أَساتير.
وقال أَبو حاتم: يقال ثلاثة أَساتر، والواحد إِسْتار.
ويقال لكل أَربعة إِستارٌ. يقال: أَكلت إِستاراً من خبز أَي أَربعة أَرغفة. الجوهري: والإِسْتَارُ أَيضاً وزن أَربعة مثاقيل ونصف، والجمع الأَساتير.
وأَسْتارُ الكعبة، مفتوحة الهمزة.
والسِّتارُ: موضع.
وهما ستاران، ويقال لهما أَيضاً السِّتاران. قال الأَزهري: السِّتاران في ديار بني سَعْد واديان يقال لهما السَّوْدة يقال لأَحدهما: السِّتارُ الأَغْبَرُ، وللآخر: السِّتارُ الجابِرِيّ، وفيهما عيون فَوَّارَة تسقي نخيلاً كثيرة زينة، منها عَيْنُ حَنيذٍ وعينُ فِرْياض وعين بَثاءٍ وعين حُلوة وعين ثَرْمداءَ، وهي من الأَحْساء على ثلاث ليال؛ والسّتار الذي في شعر امرئ القيس: على السِّتارِ فَيَذْبُل هما جبلان.
وسِتارَةُ: أَرض؛ قال: سَلاني عن سِتارَةَ، إِنَّ عِنْدِي بِها عِلْماً، فَمَنْ يَبْغِي القِراضَا يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحال كِراماً، حَيْثُما حَبَسُوا مخاضَا

وفي (لسان العرب) [0]


الوفاءُ: ضد الغَدْر، يقال: وَفَى بعهده وأَوْفَى بمعنى؛ قال ابن بري: وقد جمعهما طُفَيْل الغَنَوِيُّ في بيت واحد في قوله: أَمَّا ابن طَوْقٍ فقد أَوْفَى بِذِمَّتِه كما وَفَى بِقلاصِ النَّجْمِ حادِيها وَفَى يَفِي وَفاءً فهو وافٍ. ابن سيده: وفَى بالعهد وَفاءً؛ فأَما قول الهذلي: إذ قَدَّمُوا مِائةً واسْتَأْخَرَتْ مِائةً وَفْياً، وزادُوا على كِلْتَيْهِما عَدَدا فقد يكون مصدر وَفَى مسموعاً وقد يجوز أَن يكون قياساً غير مسموع، فإن أَبا علي قد حكى أَن للشاعر أَن يأْتي لكلّ فَعَلَ بِفَعْلٍ وإن لم يُسمع، وكذلك أَوْفَى. الكسائي وأَبو عبيدة: وَفَيْتُ بالعهد وأَوْفَيْتُ به سواء، قال شمر: يقال وَفَى وأَوْفَى، فمن قال . . . أكمل المادة وفَى فإنه يقول تَمَّ كقولك وفَى لنا فلانٌ أَي تَمَّ لنا قَوْلُه ولم يَغْدِر.
ووَفَى هذا الطعامُ قفيزاً؛ قال الحطيئة: وفَى كَيْلَ لا نِيبٍ ولا بَكَرات أَي تَمَّ، قال: ومن قال أَوْفَى فمعناه أَوْفاني حقَّه أَي أَتَمَّه ولم يَنْقُصْ منه شيئاً، وكذلك أَوْفَى الكيلَ أَي أَتمه ولم ينقص منه شيئاً. قال أَبو الهيثم فيما ردّ على شمر: الذي قال شمر في وَفَى وأَوْفَى باطل لا معنى له، إنما يقال أَوْفَيْتُ بالعهد ووَفَيْتُ بالعهد.
وكلُّ شيء في كتاب الله تعالى من هذا فهو بالأَلف، قال الله تعالى: أَوْفُوا بالعُقود، وأَوْفُوا بعهدي؛ يقال: وفَى الكيلُ ووَفَى الشيءُ أَي تَمَّ، وأَوْفَيْتُه أَنا أَتمَمْته، قال الله تعالى: وأَوفُوا الكيلَ؛ وفي الحديث: فممرت بقوم تُقْرَضُ شِفاهُهم كُلَّما قُرِضَتْ وفَتْ أَي تَمَّتْ وطالَتْ؛ وفي الحديث: أَلَسْتَ تُنْتِجُها وافيةً أَعينُها وآذانُها.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنكم وَفَيْتُم سبعين أُمَّةً أَنتم خَيْرُها وأَكْرَمُها على الله أَي تَمَّت العِدَّة سبعين أُمة بكم.
ووفَى الشيء وُفِيًّا على فُعولٍ أَي تَمَّ وكثر.
والوَفِيُّ: الوافِي. قال: وأَما قولهم وفَى لي فلان بما ضَمِن لي فهذا من باب أَوْفَيْتُ له بكذا وكذا ووَفَّيتُ له بكذا ؛ قال الأَعشى: وقَبْلَكَ ما أَوْفَى الرُّقادُ بِجارةٍ والوَفِيُّ: الذي يُعطِي الحقَّ ويأْخذ الحقَّ.
وفي حديث زيد بن أَرْقَمَ: وَفَتْ أُذُنُكَ وصدّق الله حديثَك، كأَنه جعل أُذُنَه في السَّماع كالضامِنةِ بتصديق ما حَكَتْ، فلما نزل القرآن في تحقيق ذلك الخبر صارت الأُذن كأَنها وافية بضمانها خارجة من التهمة فيما أَدَّته إلى اللسان، وفي رواية: أَوفى الله بأُذنه أَي أَظهر صِدْقَه في إِخباره عما سمعت أُذنه، يقال: وفَى بالشيء وأَوْفَى ووفَّى بمعنى واحد.
ورجل وفيٌّ ومِيفاءٌ: ذو وَفاء، وقد وفَى بنَذْرِه وأَوفاه وأَوْفَى به؛ وفي التنزيل العزيز: يُوفُون بالنَّذر، وحكى أَبو زيد: وفَّى نذره وأَوْفاه أَي أَبْلَغه، وفي التنزيل العزيز: وإبراهيمَ الذي وَفَّى؛ قال الفراء: أَي بَلَّغَ، يريد بَلَّغَ أَنْ ليست تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَي لا تحمل الوازِرةُ ذنب غيرها؛ وقال الزجاج: وفَّى إبراهيمُ ما أُمِرَ به وما امْتُحِنَ به من ذبح ولده فعزَم على ذلك حتى فَداه الله بذِبْح عظيم، وامْتُحِنَ بالصبر على عذاب قومه وأُمِر بالاخْتِتان، فقيل: وفَّى، وهي أَبلغ من وَفَى لأَن الذي امْتُحِنَ به من أَعظم المِحَن.
وقال أبو بكر في قولهم الزَمِ الوَفاء: معنى الوفاء في اللغة الخُلق الشريف العالي الرَّفِيعُ من قولهم: وفَى الشعرَ فهو وافٍ إذا زادَ؛ ووَفَيْت له بالعهد أَفِي؛ ووافَيْتُ أُوافِي، وقولهم: ارْضَ من الوفاء باللّفاء أَي بدون الحق؛ وأَنشد: ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ والمُوافاةُ: أَن تُوافيَ إنساناً في المِيعاد، وتَوافَينا في الميعاد ووافَيْتُه فيه، وتوَفَّى المُدَّة: بلَغَها واسْتَكْمَلها، وهو من ذلك.
وأَوْفَيْتُ المكان: أَتيته؛ قال أَبو ذؤَيب: أُنادِي إذا أُفِي من الأَرضِ مَرْبَأً لأَني سَمِيعٌ ، لَوْ أُجابُ، يَصيِرُ أُفِي: أُشْرِفُ وآتي؛ وقوله انادي أي كلما أَشرفت على مَرْبَإٍ من الأَرض نادَيتُ يا دارُ أَين أَهْلَكِ، وكذلك أَوْفَيْتُ عليه وأَوْفَيْت فيه.
وأَوْفَيْتُ على شَرَفٍ من الأَرض إذا أَشْرَفْت عليه، فأَنا مُوفٍ، وأَوْفَى على الشيء أَي أَشْرَفَ؛ وفي حديث كعب بن مالك: أَوْفَى على سَلْعٍ أَي أَشْرَفَ واطَّلَعَ.
ووافَى فلان: أَتَى.
وتوافَى القومُ: تتامُّوا .
ووافَيْتُ فلاناً بمكان كذا.
ووَفَى الشيءُ: كثُرَ؛ ووَفَى رِيشُ الجَناحِ فهو وافٍ، وكلُّ شيء بلَغ تمامَ الكمال فقد وَفَى وتمَّ، وكذلك دِرْهمٌ وافٍ يعني به أَنه يزن مِثقالاً، وكَيْلٌ وافٍ.
ووَفَى الدِّرْهَمُ المِثقالَ: عادَلَه، والوافِي: درهمٌ وأَربعةُ دَوانِيقَ؛ قال شمر: بلغني عن ابن عيينة أَنه قال الوافِي درهمٌ ودانِقانِ، وقال غيره: هو الذي وَفَى مِثقالاً، وقيل: درهمٌ وافٍ وفَى بزِنتِه لا زيادة فيه ولا نقص، وكلُّ ما تمَّ من كلام وغيره فقد وفَى، وأَوْفَيْتُه أَنا؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعِي: أَوْفَيْتُ الزَّرْعَ وفَوْقَ الإِيفاء وعدَّاه إلى مفعولين، وهذا كما تقول: أَعطيت الزرع ومنحته، وقد تقدم الفرق بين التمام والوفاء.
والوافِي من الشِّعْر: ما اسْتَوفَى في الاستعمال عِدَّة أَجزائه في دائرته، وقيل: هو كل جزء يمكن أَن يدخله الزِّحاف فسَلِمَ منه.
والوَفاء: الطُّول؛ يقال في الدُعاءِ: مات فلان وأَنت بوَفاء أَي بطول عُمُر، تدْعُو له بذلك؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَوْفَى الرجلَ حقَّه ووَفَّاه إِياه بمعنى: أَكْمَلَه له وأَعطاه وافياً.
وفي التنزيل العزيز: ووَجدَ اللهَ عندَه فوفَّاه حسابَه.
وتَوَفَّاه هو منه واسْتَوْفاه: لم يَدَعْ منه شيئاً.
ويقال أَوْفَيْته حَقَّه ووَفَّيته أَجْره.
ووفَّى الكيلَ وأَوفاه: أَتَمَّه.
وأَوْفَى على الشيء وفيه: أَشْرَفَ.
وإنه لمِيفاء على الأَشْرافِ أَي لا يزالُ يُوفِي عليها، وكذلك الحِمار.
وعَيرٌ مِيفاء على الإِكام إذا كان من عادته أَن يُوفيَ عليها؛ وقال حميد الأَرقط يصف الحمار:عَيْرانَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ، حَدَّ الرَّبِيعِ، أَرِنٍ أَرُونِ لا خَطِلِ الرَّجْعِ ولا قَرُونِ، لاحِقِ بَطْنٍ بِقَراً سَمِينِ ويروى: أَحْقَبَ مِيفاءٍ، والوَفْيُ من الأَرض: الشَّرَفُ يُوفَى عليه؛ قال كثير: وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى، لِنُكْبِ الرِّياحِ.
وَفْيُها وحَفِيرُها والمِيفَى والمِيفاةُ، مقصوران، كذلك. التهذيب: والميفاةُ الموضع الذي يُوفِي فَوقه البازِي لإِيناس الطير أَو غيره، قال رؤْبة: ميفاء رؤوس فوره (* قوله «قال رؤبة إلخ» كذا بالأصل.) والمِيفَى: طَبَق التَّنُّور. قال رجل من العرب لطباخه: خَلِّبْ مِيفاكَ حتى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قال: خَلِّبْ أَي طَبِّقْ، والرَّوْدَقُ: الشِّواء.
وقال أَبو الخطاب: البيت الذي يطبخ فيه الآجُرُّ يقال له المِيفَى؛ روي ذلك عن ابن شميل.
وأَوْفَى على الخمسين: زادَ، وكان الأَصمعي يُنكره ثم عَرَفه.
والوَفاةُ: المَنِيَّةُ.
والوفاةُ: الموت.
وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه، وفي الصحاح: إذا قَبَضَ رُوحَه، وقال غيره: تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه في الدنيا.
وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته كله.
وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم؛ وأَنشد أَبو عبيدة لمنظور الوَبْرِي: إنَّ بني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ، ولا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ في العددْ أَي لا تجعلهم قريش تَمام عددهم ولا تَسْتَوفي بهم عدَدَهم؛ ومن ذلك قوله عز وجل: الله يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها؛ أَي يَسْتَوفي مُدَد آجالهم في الدنيا، وقيل: يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يوم القيامة، وأَمّا تَوَفِّي النائم فهو اسْتِيفاء وقْت عَقْله وتمييزه إِلى أَن نامَ.
وقال الزجاج في قوله: قل يَتَوَفَّاكم مَلَكُ الموت، قال: هو من تَوْفِية العدد، تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعين فلا ينقُص واحد منكم، كما تقول: قد اسْتَوْفَيْتُ من فلان وتَوَفَّيت منه ما لي عليه؛ تأْويله أَن لم يَبْقَ عليه شيء.
وقوله عز وجل: حتى إذا جاءتهم رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهم؛ قال الزجاج: فيه، والله أَعلم، وجهان: يكون حتى إذا جاءتهم ملائكةُ الموت يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عند المُعايَنة فيعترفون عند موتهم أَنهم كانوا كافرين، لأَنهم قالوا لهم أَين ما كنتم تدعُون من دون الله؟ قالوا: ضَلُّوا عنا أَي بطلوا وذهبوا، ويجوز أَن يكون، والله أَعلم، حتى إذا جاءتهم ملائكة العذابِ يتوفونهم، فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على ضربين: أَحدهما يَتَوَفَّوْنَهم عذاباً وهذا كما تقول: قد قَتَلْتُ فلاناً بالعذاب وإن لم يمت، ودليل هذا القول قوله تعالى: ويأْتِيه الموتُ من كلِّ مَكانٍ وما هو بمَيِّت؛ قال: ويجوز أَن يكون يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم، وهو أَضعف الوجهين، والله أعلم، وقد وافاه حِمامُه؛ وقوله أَنشده ابن جني: ليتَ القِيامةَ ، يَوْمَ تُوفي مُصْعَبٌ، قامتْ على مُضَرٍ وحُقَّ قِيامُها أَرادَ: وُوفيَ، فأَبدل الواو تاء كقولهم تالله وتَوْلجٌ وتَوْراةٌ، فيمن جعلها فَوْعَلة. التهذيب: وأَما المُوافاة التي يكتبها كُتَّابُ دَواوين الخَراج في حِساباتِهم فهي مأْخوذة من قولك أَوْفَيْتُه حَقَّه ووَفَّيْتُه حَقَّه ووافَيْته حَقَّه،كل ذلك بمعنى: أَتْمَمْتُ له حَقَّه، قال: وقد جاء فاعَلْتُ بمعنى أَفْعلْت وفَعَّلت في حروف بمعنى واحد. يقال: جاريةٌ مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ، وضاعَفْتُ الشيء وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه بمعنى، وتَعاهَدْتُ الشيء وتعَهَّدْته وباعَدْته وبَعَّدته وأَبْعَدْتُه، وقارَبْتُ الصبي وقَرَّبْتُه، وهو يُعاطِيني الشيء ويُعطِيني؛ قال بشر بن أبي خازم: كأَن الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فيها، لحُسنِ دَلالِها، رَشأٌ مُوافي قال الباهلي: مُوافي مثلُ مفاجي؛ وأَنشد: وكأَنما وافاكَ، يومَ لقِيتَها من وَحْش وَجّرةَ، عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ وقيل: موافي قد وافى جِسْمُه جِسمَ أُمه أَي صار مثلها.
والوَفاء: موضع؛ قال ابن حِلِّزةَ: فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا قُ قَنانٍ فَعاذِبٌ فالوَفاء وأَوْفى: اسم رجل.

سعا (لسان العرب) [0]


ابن سيده: مَضَى سَعْوٌ من الليل وسِعْوٌ وسِعْواءُ وسُعْواءُ، ممدود، وسَعْوةٌ وسِعْوةٌ أَي قطعة. قال ابن بزرج: السِّعْواءُ مُذكَّر، وقال بعضهم: السِّعْواءُ فوقَ الساعَة من الليلِ، وكذلك السِّعْواءُ من النهار.
ويقال: كُنَّا عندَه سِعْواتٍ من الليل (* قوله «سعوات من الليل إلخ» هكذا في نسخ اللسان التي بأَيدينا، وفي بعض الأصول سعواوات).
والنهارِ. ابن الأَعرابي: السِّعْوة الساعة من الليلِ، والأَسْعاءُ ساعاتُ الليل، والسَّعْو الشَّمَع في بعض اللغات، والسَّعْوة الشَّمعة.
ويقال للمرأَة البَذِيَّة الجالِعةَ: سِعْوَةٌ وعِلْقَةٌ وسِلْقَةٌ.
والسَّعْيُ: عدْوٌ دون الشَّدِّ، سَعَى يَسْعَى سَعْياً.وفي الحديث: إذا أَتيتم الصَّلاةَ فلا تَأْتُوها وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ولكن ائْتُوها وعَلَيكُمُ السَّكِينَة، فما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأَتِمُّوا؛ فالسَّعْيُ . . . أكمل المادة هنا العَدْوُ. سَعَى إذا عَدَا، وسَعَى إذا مَشَى، وسَعَى إذا عَمِلَ، وسَعَى إذا قَصَد، وإذا كان بمعنى المُضِيِّ عُدِّيَ بإلى، وإذا كان بمعنى العَمَل عُدِّي باللام.
والسَّعيُ: القَصْدُ، وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى: فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله؛ وليسَ من السَّعْي الذي هو العَدْوُ، وقرأَ ابن مسعود: فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللهِ، وقال: لو كانَتْ من السَّعْي لَسَعَيْتُ حتّى يَسْقُط رِدَائِي. قال الزجاج: السَّعْيُ والذَّهابُ بمعنى واحدٍ لأَنّك تقولُ للرجل هو يَسْعَى في الأَرض، وليس هذا باشْتِدادٍ.
وقال الزجاج: أَصلُ السَّعْيِ في كلام العرب التصرُّف فيكل عَمَلٍ؛ ومنه قوله تعالى: وأَنْ ليس للإنسانِ إلاَّ ما سَعَى؛ معناه إلاَّ مَا عَمِلَ.
ومعنى قوله: فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله، فاقْصِدُوا.
والسَّعْيُ: الكَسْبُ، وكلُّ عملٍ من خير أَو شرٍّ سَعْي، والفعلُ كالفِعْلِ.
وفي التنزيل: لِتُجْزَى كلُّ نَفْسٍ بما تَسْعَى.
وسَعَى لهم وعليهم: عَمِلَ لهم وكَسَبَ.
وأَسْعَى غيرهَ: جَعَلَه يَسْعَى؛ وقد روي بيتُ أَبي خِراش: أَبْلِغْ عَلِيّاً، أَطالَ اللهُ ذُلَّهُمُ أَنَّ البُكَيْرَ الذي أَسْعَوْا به هَمَلُ أَسْعَوْا وأَشْعَوْا.
وقوله تعالى: فلما بَلَغَ معَه السَّعْيَ؛ أَي أَدْرَك مَعَه العَمَل، وقال الفراء: أَطاقَ أَنْ يُعِينَه على عَمَله، قال: وكان إسمعيلُ يومئذٍ ابن ثلاث عشْرةَ سنةً؛ قال الزجاج: يقال إنه قد بَلَغ في ذلك الوقتِ ثلاث عشرة سنةً ولم يُسَمِّه.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، في ذَمّ الدنيا: من ساعاها فاتَتْهُ أَي سابَقَها، وهي مُفاعَلَة من السَّعُيِ كأَنها تَسْعَى ذاهِبةً عنه وهو يَسْعَى مُجِدّاً في طَلَبِها فكلُّ منهما يطلُبُ الغَلَبة في السَّعْي.
والسَّعاةُ: التَّصَرُّفُ، ونَظير السَّعاةِ في الكلامِ النَّجاة من نجَا ينجو، والفَلاةُ من فَلاهُ يَفْلُوه إذا قَطَعَه عن الرضاع، وعَصاهُ يَعْصُوه عَصاةً، والغَراةُ من قولك غَرِيتُ به أَي أُولِعْتُ به غَراةً، وفَعَلْت ذلك رَجاةَ كذا وكذا، وتَرَكْت الأَمرَ خَشاةَ الإثْمِ، وأَغْرَيْتُه إغْراءً وغَراةً، وأَذِيَ أَذىً وأَذَاةً، وغديت غدوة (* قوله «وغديت غدوة إلخ» هكذا في الأصل).
وغَداةً؛ حكى الأَزهري ذلك كلَّه عن خالد بن يزيد.
والسَّعْيُ يكون في الصلاحِ ويكون في الفساد؛ قال الله عز وجل: إنما جزاءُ الذين يُحارِبون اللهَ ورسولَه ويَسْعَوْنَ في الأَرض فَساداً؛ نصبَ قوله فساداً لأَنه مفعولٌ له أَراد يَسْعَوْن في الأَرضِ للفساد، وكانت العرب تُسَمِّي أَصحابَ الحَمالاتِ لِحَقْنِ الدِّماءِ وإطْفاءِ النَّائِرةِ سُعاةً لسَعْيِهِم في صَلاحِ ذاتِ البَيْنِ؛ ومنه قول زهير: سَعَى ساعِيَا غَيظِ بنِ مُرَّةَ، بعدما تَبَزَّلَ ما بَيْنَ العَشيرَةِ بالدَّمِ أَي سَعَيَا في الصلحِ وجمعِ ما تَحَمَّلا من دِياتِ القَتْلى، والعرب تُسَمِّي مآثر أَهلِ الشَّرَف والفضل مَساعِيَ، واحدتُها مَسْعاةٌ لسَعْيِهِم فيها كأَنها مَكاسِبُهُم وأَعمالُهم التي أَعْنَوْا فيها أَنفسَهم، والسَّعاةُ اسمٌ من ذلك.
ومن أَمثال العرب: شَغَلَتْ سَعاتي جَدْوايَ؛ قال أَبو عُبَيْد: يُضْرَب هذا مثلاً للرجل تكونُ شِيمَتُه الكَرَم غير أَنه مُعْدِمٌ، يقول: شَغَلَتْني أُمُوري عن الناسِ والإفْضالِ عليهم.
والمَسْعاةُ: المَكْرُمَة والمَعْلاةُ في أَنْواعِ المَجْدِ والجُودِ. سَاعاهُ فسَعاهُ يَسْعِيهِ أي كان أَسْعَى منه.
ومن أَمثالهم في هذا: بالساعِدِ تَبْطِشُ اليَدُ.
وقال الأَزهري: كأَنه أَرادَ بالسَّعاةِ الكَسْبَ على نفسهِ والتَّصَرُّفَ في معاشهِ؛ ومنه قولُهم: المَرْءُ يَسْعى لِغارَيْه أَي يَكْسِبُ لبَطْنِهِ وفَرْجِهِ.
ويقال لِعامِل الصَّدَقاتِ ساعٍ، وجَمْعُه سُعاةٌ.
وسَعى المُصَدِّقُ يَسْعَى سِعايةً إذا عَمِلَ على الصَّدقاتِ وأَخذها من أَغْنِيائِها وردّها في فُقَرائِها.
وسَعَى سِعايةً أَيضاً: مَشى لأَخْذِ الصدقة فقَبَضَها من المُصَدِّق.
والسُّعاةُ: وُلاةُ الصدقة؛ قال عمرو بن العَدَّاء الكَلْبي: سَعَى عِقالاً فلَمْ يَتْرُكْ لنا سَبَداً، فكَيْفَ لَوْ قد سَعَى عَمْروٌ عِقالَينِ؟ وفي حديث وائل بن حُجْر: إنَّ وائِلاً يُسْتَسْعَى ويَتَرَفَّلُ على الأَقْوالِ أَي يُسْتَعْمَلُ على الصدقات ويَتَولَّى اسْتِخْراجَها من أَرْبابها، وبه سُمِّيَ عامِلُ الزكاةِ الساعِيَ.
ومنه قولهُ: ولَتُدْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها أَي تُتْرَكُ زكاتُها فلا يكون لها ساعٍ.وسَعَى عليها: كعَمِل عليها.
والساعي: الذي يقومُ بأَمرِ أَصحابهِ عند السُّلْطانِ، والجمعُ السُّعاةُ. قال: ويقال إنه ليَقوم أَهلَه أَي يقومُ بأَمرِهِم.
ويقال: فلان يَسْعَى على عِياله أَي يَتَصَرَّف لهم، كما قال الشاعرْ: أَسْعَى عَلى جُلِّ بَنِي مالِكٍ، كُلُّ امْرِئٍ في شَأْنهِ سَاعِي وسَعَى به سِعايَةً إلى الوَالي: وَشَى.
وفي حديث ابن عباس أَنَّه قال: السَّاعِي لغَيْرِ رِشْدَةٍ؛ أَراد بالسَّاعِي الذي يَسْعَى بصاحبه إلى سُلطانهِ فيَمْحَلُ به ليُؤْذِيَه أَي أَنَّه ليسَ ثابتَ النَّسَبِ من أَبيه الذي يَنْتَمِي إليه ولا هُوَ وَلَدُ حَلالٍ.
وفي حديث كعب: السَّاعِي مُثَلِّثٌ؛ تأْويلُه أَنه يُهْلِك ثلاثةَ نَفَرٍ بسِعايتهِ: أَحَدُهم المَسْعِيُّ به، والثاني السُّلْطانُ الذي سَعَى بصاحبهِ إليه حتى أَهْلَكَه، والثالث هو السَّاعِي نفسهُ، سُمِّيَ مُثَلِّثاً لإهْلاكهِ ثلاثَةَ نَفَرٍ، ومما يُحَقّق ذلك الخبرُ الثابت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ، فالقَتَّاتُ والساعِي والماحِلُ واحدٌ.
واسْتَسْعَى العبْدَ: كَلَّفَه من العَمَل ما يُؤَدِّي به عن نَفْسهِ إذا أُعْتِقَ بَعضهُ لِيعْتِقَ به ما بَقِيَ، والسِّعايَةُ ما كُلِّفَ من ذلِك.
وسَعَى المُكاتَبُ في عِتْقِ رَقَبَتهِ سِعايَةً واسْتَسْعَيْت العَبْدَ في قِيمَته.
وفي حديث العِتْقِ: إذا أُعْتِقَ بعضُ العَبْدِ فإن لم يَكُنْ له مالٌ اسْتُسْعِيَ غيرَ مَشْقُوقٍ عليه؛ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إذا عَتَقَ بَعْضهُ ورَقَّ بعضهُ هو أَنْ يَسْعَى في فَكاكِ ما بَقي من رِقِّه فيَعْمَلَ ويكسِبَ ويَصْرِفَ ثَمَنه إلى مولاه، فسُمِّي تصرُّفه في كَسْبه سِعايِةً، وغيرَ مَشْقوق عليه أَي لا يكلِّفهُ فوق طاقَتهِ؛ وقيل: معناه اسْتُسْعِيَ العبدُ لسَيّده أَي يَسْتَخْدِمُه مالِكُ باقِيه بقَدْرِ ما فيه من الرِّقِّ ولا يُحَمِّلُه ما لا يَقْدِرُ عليه.
وقال الخطَّابي: قوله اسْتُسْعِيَ غيرَ مَشْقُوقٍ عليه لا يُثْبِتُه أَكثر أَهل النَّقْل مُسْنَداً عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أَنه من قول قتادة.
وسَعَتِ الأََمَة: بَغَتْ.
وسَاعَى الأَمَةَ: طَلَبَها لِلْبِغَاء، وعَمّ ثعلبٌ به الأَمة والحرّة؛ وأَنشد للأَعشى: ومِثْلِكِ خَوْدٍ بادِنٍ قد طَلَبْتُها، وساعَيْتُ مَعْصِيّاً إليها وُشاتُها قال أَبو الهيثم: المُساعاةُ مُساعاةُ الأَمَة إذا ساعى بها مالِكُها فضَرَب عليها ضَريبَةً تُؤَدِّيها بالزِّنا، وقيل: لا تكون المُساعاةُ إلاَّ في الإماء، وخُصِّصْنَ بالمُساعاةِ دونَ الحرائِر لأَنُهنَّ كنَّ يَسْعَيْنَ على مَواليهِنَّ فيَكْسِبْنَ لهم بضَرائِب كانت عليهِنَّ.
ونقول: زَنى الرجلُ وعَهَرَ، فهذا قد يكون بالحُرَّةِ والأَمَة، ولا تكون المُساعاةُ إلا في الإماءِ خاصَّة.
وفي الحديث: إماءٌ ساعَيْنَ في الجاهِليَّةِ؛ وأُتِيَ عُمَرُ برجل ساعى أَمَةً.
وفي الحديث: لا مُساعاةَ في الإسْلامِ، ومن ساعى في الجاهِلِيَّةِ فقد لَحِقَ بِعَصَبَتهِ؛ المُساعاةُ: الزِّنا. يقال: ساعَت الأَمَةُ إذا فَجَرَت، وساعاها فلان إذا فَجَرَ بها، وهو مُفاعَلَةٌ من السَّعْيِ، كأَنَّ كلّ واحد منهما يَسْعى لصاحِبه في حصول غَرَضهِ، فأَبْطَلَ الإسلامُ، شرَّفه الله، ذلِك ولم يُلْحِقِ النَّسبَ بها، وعَفا عَمَّا كان منها في الجاهلية ممن أُلحِقَ بها.
وفي حديث عمرَ: أَنه أُتِيَ في نساءٍ أَو إماءٍ ساعَيْنَ في الجاهِلِيَّة فأَمَرَ بأَوْلادِهِنَّ أن يُقَوَّموا على آبائهم ولا يُسْتَرَقُّوا؛ معنى التقويم أَن تكون قيمَتُهم على الزانينَ لمِوالي الإماء ويكونوا أَحراراً لاحِقي الأَنْسابِ بآبائِهِم الزُّناةِ؛ وكانَ عُمَرُ، رضي الله عنه، يُلْحِقُ أَولادَ الجاهِليَّة بمن ادَّعاهُمْ في الإسْلامِ على شَرْطِ التَّقويم، وإذا كان الوَطْءُ والدَّعْوى جميعاً في الإسلام فدَعْواهُ باطِلَة والوَلَد مملوكٌ لأَنه عاهِرٌ؛ قال ابن الأَثير: وأَهلُ العلم من الأَئِمَّة على خلاف ذلك ولهذا أَنكروا بأَجمَعِهم على مُعاوية في استلحاقه زياداً، وكان الوَطْءُ في الجاهِلية والدَّعْوى في الإسلام. قال أَبو عبيد: أَخبرني الأَصمعي أَنه سَمِعَ ابن عَوْنٍ يَذكُر هذا الحديث فقال: إن المُساعاةَ لا تكونُ في الحَرائِرِ إنما تكون في الإماء؛ قال الأَزهري: من هُنا أُخِذ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إذا عَتَقَ بعضه ورَقَّ بَعْضُه، وذلك أَنه يَسْعى في فَكاكِ ما رَقَّ من رَقَبَتهِ فيعمَلُ فيه ويَتَصَرَّف في كسْبهِ حتى يَعْتِق، ويسمى تصرفه في كَسبه سعايَةً لأَنه يَعْمل فيه؛ ومنه يقال: اسْتُسُعِيَ العَبْدُ في رَقَبَتهِ وسُوعِيَ في غَلَّتهِ، فالمُسْتَسْعى الذي يُعْتِقُه مالكُه عند مَوْتهِ وليسَ له مالٌ غيرهُ فيَعْتِقُ ثُلُثُه ويُسْتَسْعى في ثُلُثَيْ رقبته، والمُساعاة: أن يُساعِيَه في حياتهِ في ضريبَتهِ.
وساعي اليَهود والنَّصارى: هو رئيسُهُم الذي يَصْدرون عن رَأْيِهِ ولا يَقْضونَ أَمْراً دونَه، وهو الذي ذكَرَه حُذَيْفَةُ في الأَمانَةِ فقال: إن كان يَهودِيّاً أو نَصْرانِيّاً لَيَرُدّنَّهُ عَلَيَّ ساعيهِ، وقيل: أَراد بالسَّاعي الوالِيَ عليه من المُسْلِمينَ وهو العامِل، يقول يُنْصِفُني منه.
وكلّ من وليَ أَمر قوم فهو ساعٍ عليهم، وأَكثر ما يُقال في وُلاةِ الصَّدَقة. يقال سَعى علَيها أَي عَمِلَ عَليها.
وسَعْيَا، مقصور: اسم مَوْضع؛ أَنشد ابن بري لأُخْتِ عمروٍ ذي الكَلْب ترثيه من قصيدة أولها: كُلُّ امْرئٍ بطوال العَيْشِ مَكْذوبُ، وكلُّ مَنْ غالَبَ الأَيّامَ مَغْلوبُ أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَنّي مُغَلْغَلَةً، والقَوْمُ من دونِهِم سَعْيَا ومَرْكُوبُ قال ابن جني: سَعْيَا من الشَّاذِّ عندي عن قياسِ نظائره وقياسه سَعْوى، وذلك أَن فَعْلى إذا كانت اسماً مما لامُه ياءٌ فإنَّ ياءَهُ تُقلَب واواً للفرق بين الاسم والصفة، وذلك نحو الشَّرْوَى والبَقْوى والتَّقْوى، فسَعْيَا إذاً شاذَّةٌ في خُروجِها عن الأَصل كما شَذَّت القُصْوى وحُزْوى.
وقولهم: خُذِ الحُلْوى وأَعْطِهِ المُرّى، على أَنه قد يجوز أَن يكون سَعْيَا فَعْلَلاً من سَعَيْت إلاَّ أَنَّه لم يَصْرِفه لأَنه علَّقه على المَوْضِع عَلَماً مؤنَّثاً.
وسَعْيَا: لغةٌ في شَعْيَا.
وهو اسمُ نَبِيٍّ من أَنبِياء بَني إسرائيل.

ددن (لسان العرب) [0]


الدَّدانُ من السيوف: نحو الكَهامِ.
وقال ثعلب: هو الذي يُقْطَع به الشجر، وهذا عند غيره إنما هو المِعْضَد.
وسيف كَهَامٌ ودَدَانٌ بمعنى واحد: لا يَمْضِي؛ وأَنشد ابن بري لطُفَيْل: لو كنتَ سَيْفاً كان أَثْرُك جُعْرةً، وكنتَ دَدَاناً لا يُغَيِّرك الصَّقلُ.
والدَّدَانُ: الرجُل الذي لا غَنَاءَ عنده، ونسب ابن برّيّ هذا القول للفراء قال: لم يَجِئ ما عينه وفاؤُه من موضع واحد من غير فصل إلاَّ دَدَن وددان، قال: وذكر غيره البَبْر، وقيل: البَبْر أَعجميّ، وقيل: عربي وافق الأَعجمي، وقد جاء مع الفصل نحو كَوْكَب وسَوْسَن ودَيْدَن وسَيْسَبان، والدَّدَن والدَّدُ محذوف من الدَّدَن، والدَّدا محوَّل عن الدَّدَن، والدَّيْدَن كله (* قوله «والديدان . . . أكمل المادة كله إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً، وفي القاموس: الديدان، محركة). اللَّهْو واللعب، اعْتَقَبت النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً كما اعتقبت الهاء والواو في سنة لاماً وكما اعتقبت في عِضاه؛ قال ابن الأَعرابي: هو اللهو.
والدَّيْدَبُون، وهو ددٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدانٌ ودَدَنٌ كلها لغاتٌ صحيحة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: ما أَنا من ددٍ ولا الدَّدُ منِّي، وفي رواية: ما أَنا من دَداً ولا دَداً منِّي؛ قال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الدَّدُ اللهو واللعب، وهي محذوفة اللام، وقد استعملت مُتَمَّمَة على ضربين: دَداً كنَدىً، ودَدَن كبَدَن، قال: ولا يخلو المحذوف من أَن يكون ياءَ كقولهم يد في يَدْيٍ، أَو نوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ، ومعنى تنكير الدَّدَ في الأُولى الشِّياعُ والاستغراقُ، وأَن لا يبقى شيءٌ منه إِلاّ وهو منزَّه عنه أَي ما أَنا في شيءٍ من اللهو واللعب، وتعريفُه في الجملة الثانية لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال: ولا ذلك النوعُ منِّي، وإنما لم يقُل ولا هو منِّي لأَنَّ الصريح آكَدُ وأَبلغ، وقيل: اللام في الدَّدِ لاستغراق جنس اللعب أَي ولا جنس اللعب مني، سواءً كان الذي قلته أَو غيرَه من أَنواع اللهوِ واللعب، قال: واختار الزمخشري الأَول وقال: ليس يَحْسُن أَن يكون لتعريف الجنس ويخرج عن التئامه، والكلام جملتان، وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره: ما أَنا من أَهلِ دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي، وقال الأَحمر: فيه ثلاث لغات، يقال للهو ددٌ مثل يد، ودَداً مثل قفاً وعصاً، ودَدَنٌ مثل حَزَن؛ وأَنشد لعديّ: أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، إنَّ هَمِّي في سَماعٍ وأَذَنْ.
وقال الأَعشى: أَتَرْحَلُ من لَيْلَى، ولَمَّا تَزوّدِ، وكنتَ كَمَنْ قَضى اللُّبانةَ من دَدِ.
ورأَيت بخط الشَّيخ رضي الدين الشَّاطبي اللغوي، رحمه الله، في بعض الأُصول: دَدّ، بتشديد الدال، قال: وهو نادر ذكره أَبو عمر المطرّزي؛ قال أَبو محمد بن السيد: ولا أَعلم أَحداً حكاه غيره، قال أَبو علي: ونظيرَ دَدَنٍ ودَداً ودَدٍ في استعمال اللام تارة نوناً، وتارة حرف علة، وتارة محذوفة لدُنْ ولَداً ولَدُ، كلُّ ذلك يقال؛ وقال الأَزهري في ترجمة دعب: قال الطرمَّاح: واستَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ. لمَّا احزأَلَّ بِهِمْ، مع الضُّحَى، ناشِطٌ من داعِبات دَدِ (* قوله« مع الضحى ناشط» كذا بالأصل، وفي القاموس في مادَّة ددد: آل الضحى ناشط قال: يعني اللَّواتي يَمْزَحْن ويَلْعَبْن ويُدأْدِدْن بأَصابعهنَّ والدَّدُ: هو الضرْب بالأصابع في اللعب، ومنهم من يروي هذا البيتَ: من داعِبٍ دَدِدِ يجعله نعتاً للداعب ويَكْسَعُه بدال أُخرى لِيَتِمّ النعت، لأنَّ النَّعت لا يتمكن حتى يصير ثلاثة أَحرف، فإِذا اشْتقوا منه فعلاً أَدخلوا بين الأُوليين همزة لئلا تتوالى الدالات فتثقل فيقولون: دأْدَدَ يُدَأْدِدُ دأْددة؛ قال: وعلى قياسه قول رؤبة: يَعُدّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا، بَعْبَعَة مَرّاً، ومَرّاٍ بَأْبَبَا (* قوله« يعد» كذا بالأَصل مضبوطاً، والذي في شرح القاموس في مادة زغدب ونسبه للعجاج: يمد زأراً) وإنما حكى خرساً شبه ببب فلم يستقم في التصريف إلأَ كذلك (* قوله: وإنما حكى إلخ هكذا في الأصل، والكلام غامض ولعل فيه سقطاً) وقال آخر يصف فحلاً: يَسوقُها أَعْيَسُ هدَّارٌ بببْ، إذا دَعاها أَقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ.
والدَّيْدنُ: الدأْب والعادة، وهي الدَّيْدانُ؛ عن ابن جني؛ قال الراجز: ولا يَزال عندَهُمْ خَفَّانُهُ، دَيْدانُهُمْ ذاك، وذا دَيْدانُهُ.
والدَّيْدَبُون: اللهو؛ قال ابن أَحمر: خَلُّوا طَريقَ الدَّيْدَبُونِ، فَقَدْ فات الصِّبا، وتَفاوَتَ البُجْر.
وفي النهاية: وفي الحديث خَرَجْت ليلة أَطُوف فإِذا أَنا بامرأَة تقول كذا وكذا، ثم عُدْتُ فوجدتُها ودَيْدانُها أَن تقولَ ذلك؛ الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين: العادة، تقول: ما زال ذلك دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه وسَدَمه وهِجِّيرَه وهِجِّيراه واهْجِيراه ودُرابَتَه، قال: وهذا غريب؛ قال ابن بري: ودد اسم رجل؛ قال: ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهْ.

جوف (العباب الزاخر) [0]


الجوف: المطمأن من الأرض. وجوف الإنسان: بطنه، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: استحيوا من الله حق الحياء، ثم قال: الاستحياء من الله ألا تنسوا المقابر والبلى وألا تنسوا الجوف وما وعى وألا تنسوا الرأس وما احتوى.
والمعنى: الحث على الحلال من الرزق واستعمال هذه الجوارح فيما رضي الله استعمالها فيه. وقولهم: أخلى من جوف: هو أسم وادٍ في ارض عادٍ فيه ماء وشجر، حماه رجل يقال له حمار، وكان له بنون، فماتوا، فكفر كفراً عظيماً وقتل كل من مربه من المسلمين، فأقبلت نار من أسفل الجوف فأحرقته ومن فيه، وغاض ماؤه، فضربت العرب به المثل فقالوا: أكفر من حمار، ووادٍ . . . أكمل المادة كجوف الحمار؛ وكجوف العير، وأخرب من جوف حمار. والجوف -أيضاً-: موضع بناحية عمان. ودرب الجوف: موضع بالبصرة غليه ينسب أبو الشعثاء جابر بن زيد. وأهل الغور يسمون فساطيط عمالهم: الأجواف. والأجوفان: البطن والفرج. وشيء أجوف بين الجوف -بالتحريك-: أي واسع. والأجوف في اصطلاح التصريفيين: المعتل العين؛ أي حرف العلة ف جوفه أي وسطه؛ نحو قال وباع. والأجوف: من صفات الأسد العظيم الجوف، قال: أجوف جاف جاهل مصدر. ودلو جوفاء: واسعة. وشجرة جوفاء: ذات جوف. وقناة جوفاء: أي فارغة. والجوفاء: ماء لمعاوية وعوف أبني عامر بن ربيعة. وقال أبو عبيدة في تفسير قول غسان بن ذهيل:
وقد كانَ في بَقْعَاءَ رِيُّ لِشَائكُـم      وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْري غَدِيرْهُا

هذه مياه وأماكن لبني سليط حوالي اليمامة. والجائفة: الطعنة التي تبلغ الجوف.
وفي حديث حذيفة -رضي الله عنه-: لقد تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن متوافرون؛ وما منا أحد لو فتش إلا فتش عن جائة أو منقلة إلا عمر وأبن عمر -رضي الله عنهما-. وجيان عارض اليمامة: عدة مواضع؛ يقال جائف كذا وجائف كذا. قال أبو عبيد: وقد تكون التي تخالط الجوف، والتي تنفذ أيضاً.
وجفته بها؛ حكاه عن الكسائي. وتلعة جائفة: قعيرة، وتلاع جوائف. وجوائف النفس: ما تقعر من الجوف في مقار الروح، قال الفرزدق:
ألَمْ يَكْفِني مَرْوانُ لَمّـا أتَـيْتُـهُ      زِياداً ورَدَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوَائفِ

ويروى: "نفاراً ورد النفس بين الشَّرَاسِفِ". وقال أبو عبيدة: المجوف: الرحل العظيم الجوف، قال الأعشى يصف ناقته:
هي الصّاحِبُ الأدْنَى وبَيْني وبَيْنَها      مَجُوْفٌ عِلاَفِيُّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ

يقول: هي الصاحب الذي يصحبني. والجواف والجوفي -بالضم فيهما-: ضرب من السمك، وأنشد أبو الغوث:
باتُوا يَسُلُّونَ الفُسَـاءَ سَـلا      سَلَّ النَّبِيْطِ القَصَبَ المُبْتَلاّ


ورواية أبن دريد:
وجُوْفِيَاً مُحَسَّفاً قد صَلاّ     

وقال المؤرخ: الجوفان: أير الحمار، وكانت بنو فزارة تعير أكل الجوفان، قال سالم بن دارة:
أطْعَمْتُمُ الضيف جُوْفاناً مُخَاتـلةً      فلا سَقَاكُمْ إلهي الخالقُ الباري

وإنما خففه للضرورة. وشيء جوفي -أيضاً-: أي واسع الجوف، وهو من تغييرات النسب كالسهلي والدهري، قال العجاج يصف كناس ثور:
فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ      كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ

وقد أجفته الطعنة: مثل جفته بها. وأجفت الباب: أي رددته، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: خمروا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح واكتفوا صبيانكم فان للشياطين انتشاراً وخطفة. وشيء مجوف: فيه تجويف؛ أي شيء أجوف. والمجوف من الدواب: الذي يصعد البلق حتى يبلغ البطن؛ عن الأصمعي، ونشد لطفيل الغنوي:
شَمِيْطُ الذُّنابى جُوِّفَتْ وهي جَوْنَةٌ      بِنُقْبَةِ بِنُقْبَةِ دِيْباجٍ وريطٍ مُقَطَّعِ

والمجوف -أيضاً-: الذي لا قلب له، قال حسان بن ثابت -رضي الله عنه- يهجو أبا سفيان المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب -رضي الله عنه-:
ألا أبْلِغْ أبا سُفْيَانَ عَـنّـي      فأنْتَ مُجَوَّفُ نَخِبٌ هَوَاءُ

واجتافه: دخل جوفة، قال لبيد -رضي الله عنه- يصف مهاة:
تَجْتافُ أصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّـذاً      بِعُجُوْبِ أنْقَاءٍ يَمِيْلُ هَيَامُها

وقال العجاج يصف كناس ثور:
فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ      كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ

وكذلك تجوفه. وتجوفت الخوصة العرفج: وذلك قبل أن تخرج وهي في جوفه. واستجاف الشيء واستجوف: أي اتسع، قال ابو دوادٍ جارية بن الحجاج الأيادي يصف فرساً:
وهي شَوْهاءُ كالجُوَالِقِ فُوْها      مُسْتَجَافٌ يَظَلُّ فيه الشَّكِيْمُ

واستجفت المكان: وجدته أجوف. والتركيب يدل على جو الشيء.

قصف (العباب الزاخر) [0]


القصفُ: الكسر، يقال: قَصَفَتِ الريح السفينة.
وريح قاصِفٌ: شديدة.
وقوله تعالى: (فَيُرْسِلَ عليكم قاصِفاً من الرِّيْح) أي رِيحا تقصِفُ الأشياء أي تكسرها كما تُقْصَفُ العيدان وغيرها.
وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: ولا قَصَفُوا له قناة.
و"قد" كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ب ذ ع ر. وقال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما:- الرياح ثمان: أربع رحمة وأربع عذاب، فأما الرحمة فالنّاشِرات والذاريات والمرسلات والمُبشِّرات، وأما العذاب فالعاصف والقاصف -وهما في البحر- والصَّرصر والعقيمُ -وهما في البر-.
وفي حديث علي -رضي الله عنه-: كنت كالجبل لا تُحرِّكه العواصف ولا تُزيله القواصِفُ، وقد ذُكِر الحديث بتمامه في تركيب ع ب ب.
وقال ابن دريد: في دُعائهم: . . . أكمل المادة بعث الله عليه الرِّيح العاصف والرعد القاصف. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنا والنبيُّون فرّاطٌ لِقاصِفْينَ. القاصِفُونَ: الذين يزدحمون كأن بعضهم يقِصف بعضا لِفرْط الزحام بداراً إليها، ويقول: تتقدَّم الأمم إلى الجنة وهم على أثرهم، وقال ابن الأنباري: أي أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثير متدافعين مزدحمين. وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شيَّبَك؟ قالا: هود وذواتُها قصفن عليَّ الأمم. يقول: ذُكِرَ فيهن هَلاك الأمم فاجتمع ذلك. ورعد قاصِف: شديد الصوت، يُقال: قَصَفَ الرعد وغيره قصِفاً. والقَصِيْفُ -أيضاً- هَشِيْم الشجر. والقَصِيفُ: صَرِيفُ الفحل. وقَصِفَ العود -بالكسر- يَقْصَفُ قَصَفاُ-بالتحريك- فهو قَصِفٌ: أي خَوَّارٌ. وقَصِفَ النَّبت يقصف قصفا فهو قَصِفٌ: إذا طال حتى انحنى من طوله، قال لبيد رضي الله عنه:
حتّى تَزّيَّنَتِ الجِوَاءُ بفـاخِـرٍ      قَصِفٍ كألْوانِ الرِّحالِ عَمِيْمِ

وقال الليث: قَصِفَ الرمح: إذا انشقَّ عرضاً، وأنشد:
سَيْفي جَرِيءٌّ وفَرْعي غيرُ مُؤتَشَبٍ      وأسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوْزٍ على قَصَفِ

وقَصِفَ نابُه: إذا انكسر نِصْفُه. والأقْصَفُ: الذي انكسَرت ثَنِيَّتُه. قال: والأقْصَفُ: الشيء يَنْقَصِفُ نِصْفَيْنِ؛ فهو قَصِيْفٌ وقَصِفٌ. وقَصِفَتِ القناة قَصَفاً: إذا انكسرت ولم تَبِنْ. وقال ابن الأعرابي: رجل قَصِفُ البطن: وهو الذي إذا جاع فَتَر واسترخى ولم يتحمل الجوع. ورجل قَصِفٌ -أيضاً-: سريع الإنكسار عن النجدة. والقَصَفُ والقَصَفَةُ -بالتَّحريك فيهما-: هَدِيْرُ البعير وهو شدة رُغائه.وقال ابن الأعرابي: القُصُوفُ: الإقامة في الأكل والشرب. والقَصْفَةُ -بالسكون-: قطعة من رمل تَنْقَصِفُ من معظمه، والجمع: قَصْفٌ وقُصْفَانٌ -مثال تمرة وتمر وتُمران-.
وقال ابن دريد: هي القِضَفَةُ -مثال عِنَبَة وبالضاد المُعْجَمَةِ-، وهو الصواب، ونذكرها -إن شاء الله تعالى- عَقِيب هذا التركيب. والقَصْفَةُ -أيضاً-: مَرْقاةُ الدرجة مثل القَصْمَةِ. وقَصْفَةُ القوم -أيضاً-: تدافعه وتراحمهم. وقال ابن دريد: فأما القَصْفُ من اللهو فلا أحسبه عربيا صحيحا. قال: وقد سمت العرب قِصَافاً بالكسر-. وبنو قِصَافٍ: بطن منهم. وقال النَّضرُ: تسمى المرأة الضخمة: القِصَافَ. والقِصَافُ -أيضاً-: فرس كان لبني قُشيرٍ، وفيه يقول زياد بن الأشهب:
أتاني بالقِصَافِ فقال خُذْهُ      عَلانِيَةً فقد بَرِحَ الخَفَاءُ

وانكر أبو الندى هذه الرواية وقال: الرِّواية: "أتاني بالفُطَيْرِ" وقال: البيتُ للرُّقاد.
والقَوْصَفُ: القَطِيْفَةُ.
ومنه الحديث: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صَعْدَةٍ يتبعها حُذَاقيٌّ عليها قَوصَفٌ لم يبق منها إلاّ قرقرُها. الصَّعْدَةُ: الأتانُ، والحُذَاقيُّ: الجَحْشُ، والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ. وقال ابن عبّاد: القَصَفَةُ: دِقَّةُ الأرطى، وقد أقْصَفَ الأرْطى. والتَّقَصُّفُ: التَّكَسُّرُ. والتَّقَصُّفُ: اللهو واللعب على الطعام والشراب. والتَّقَصُّفُ: الاجتماع.
ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها- وذكرت أباها -رضي الله عنه- قالت في حديث طويل: ثم بدا لأبي بكر -رضي الله عنه- فابتنى مسجدا بفاء داره؛ وكان يصلي فيه فَيَتَقَصَّفُ عليه نِساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه. وفي حديث سلمان -رضي الله عنه-: قال يهودي: أن بني قَيْلَةَ يَتَقاصَفُوْنَ على رجل بقُباءيزعم أنه نبي. أي من شدة ازدحامهم يكسر بعضهم بعضاً. وأبو تُقاصِفَ -بضم التاء-: رجل من خُناعَة ظلم قيس بن العجوة الهُذلي، فدعا عليه ابن العجوة فاستُجيبت دعوته، وقد ذُكرت القصة بتمامها في تركيب ع و د. والانْقِصَافُ: الاندفاع، يقال: انْقَصَفُوا عنه: إذا تركوه ومرُّوا.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفس محمد بيده لما يُهِمُّني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي. أي اندفاعهم، يعني أن استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من إن أبلغ أنا منزلة الشافعين المُشفعين، لأن قبول شفاعته كرامة له وإنعام عليه، فوصولهم إلى مُبتغاهم آثر لديه من نيل هذه الكرامة لفَرْطِ شفقته على أمته. رزقنا الله شفاعته، وأتم له كرامته. والتركيب يدل على الكسر.

حصي (لسان العرب) [0]


الحَصَى: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصاة. ابن سيده: الحَصَاة من الحجارة معروفة، وجمعها حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وقول أَبي ذؤَيب يصف طَعْنَةً: مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عن طَرِيقِها، يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعيبِ انْثِرَارُها يقول: هي شديدة السَّيَلان حتى إنه لو كان هنالك حَصىً لدفعته.
وحَصَيْتُه بالحَصَى أَحْصِيه أَي رميته.
وحَصَيْتُه ضربته بالحَصَى. ابن شميل: الحَصَى ما حَذَفْتَ به حَذْفاً، وهو ما كان مثلَ بعر الغنم.
وقال أَبو أَسلم: العظيمُ مثلُ بَعَرِ البعير من الحَصَى، قال: وقال أَبو زيد حَصَاةٌ وحُصِيّ وحِصِيّ مثل قَناة وقُنِيّ وقِنِيّ ونَواة ونُوِيّ ودَواة ودُوِيّ، قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وقال غيره تقول حَصَاة وحَصىً بفتح أَوله، وكذلك . . . أكمل المادة قَناةٌ وقَنىً ونَواةٌ ونَوىً مثل ثَمَرة وثَمَر؛ قال: وقال غيره تقول نَهَرٌ حَصَوِيٌّ أَي كثير الحَصَى، وأَرض مَحْصَاة وحَصِيَةٌ كثيرة الحَصَى، وقد حَصِيَتْ تَحْصَى.
وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعِ الحَصَاة، قال: هو أَن يقول المشتري أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصاةَ إليك فقد وَجَب البيعُ، وقيل: هو أَن يقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ عليه حَصاتُك إذا رميت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، والكُلُّ فاسد لأَنه من بيوع الجاهلية، وكلها غَرَرٌ لما فيها من الجَهالة.والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وهو أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حتى يصير كالحَصاة، وقد حُصِيَ الرجلُ فهو مَحْصِيٌّ.
وحَصاةُ القَسْمِ: الحِجارةُ التي يَتَصافَنُون عليها الماء.
والحَصَى: العددُ الكثير، تشبيهاً بالحَصَى من الحجارة في الكثرة؛ قال الأَعشى يُفَضِّلُ عامراً على عَلْقمة:ولَسْتَ بالأَكثرِ منهم حصىً، وإنما العِزَّةُ للْكَاثِرِ وأَنشد ابن بري: وقد عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَيِّدٌ، وأَنك منْ دارٍ شَديدٍ حَصاتُها وقولهم: نحن أَكثر منهم حَصىً أَي عَدَداً.
والحَصْوُ: المَنْع؛ قال بَشِيرٌ الفَرِيرِيُّ: أَلا تَخافُ اللهَ إذ حَصَوْتَنِي حَقِّي بلا ذَنْبٍ، وإذْ عَنَّيْتَنِي؟ ابن الأَعرابي: الحَصْوُ هو المَغَسُ في البَطْن.
والحَصَاةُ: العَقُْل والرَّزانَةُ. يقال: هو ثابت الحَصاةِ إذا كان عاقلاً.
وفلان ذو حَصاةٍ وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوي: وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظَّنِّ، أَنَّه إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم يَكُنْ له حَصَاةٌ، على عَوْراتِهِ، لَدَلِىلُ ونسبه الأَزهري إلى طَرَفة، يقول: إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجُزه عن بَسْطِه فيما لا يُحَبُّ دلَّ اللسان على عيبه بما يَلْفِظ به من عُورِ الكلام.
وما له حَصَاة ولا أَصَاة أَي رأْي يُرْجَع إليه.
وقال الأَصمعي في معناه: هو إذا كان حازماً كَتُوماً على نفسه يحفَظ سرَّه، قال: والحَصَاة العَقْل، وهي فَعَلة من أَحْصَيْت.
وفلان حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ إذا كان شديد العقل.
وفلان ذو حَصىً أَي ذو عدَدٍ، بغير هاءٍ؛ قال: وهو من الإحْصاء لا من حَصَى الحجارة.
وحَصاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه.
وفي الحديث: وهل يَكُبُّ الناسَ على مَناخِرِهِم في جَهَنَّم إلاَّ حَصَا أَلْسِنَتِهِمْ؟ قال الأَزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، وقد ذكر في موضعه، وأَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ. قال ابن الأَثير: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ وهي ذَرابَتُه.
والحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. الجوهري: حَصاةُ المِسْك قطعة صُلْبة توجد في فأْرة المِسْك. قال الليث: يقال لكل قطعة من المِسْك حَصاة.وفي أَسماء الله تعالى: المُحْصِي؛ هو الذي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه فلا يَفُوته دَقيق منها ولا جَليل.
والإحْصاءُ: العَدُّ والحِفْظ.
وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ به.
وفي التنزيل: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عدداً؛ الأَزهري: أي أَحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كلِّ شيء.
وأَحْصَيْت الشيءَ: عَدَدته؛ قال ساعدة بن جؤية: فَوَرَّك لَيْثاً أَخْلَصَ القَيْنُ أَثْرَه، حاشِكةً يُحْصِي الشِّمالَ نَذيرُها قيل: يُحْصِي في الشِّمال يؤثِّر فيها. الأَزهري: وقال الفراءُ في قوله: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه فتاب عليكم، قال: علم أَن لَنْ تَحفَظوا مواقيت الليل، وقال غيره: علم أَن لَنْ تُحْصوه أَي لن تُطيقوه. قال الأَزهري: وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إنَّ لله تعالى تسعة وتسعين اسماً من أَحصاها دخَل الجنةَ، فمعناه عندي، والله أَعلم، من أَحصاها علْماً وإيماناً بها ويقيناً بأَنها صفات الله عزَّ وجل، ولم يُرِد الإحْصاءَ الذي هو العَدُّ. قال: والحصاةُ العَدُّ اسم من الإحصاء؛ قال أَبو زُبَيْد: يَبْلُغُ الجُهْد ذا الحَصاة من القَوْ مِ، ومنْ يُلْفَ واهِناً فهَو مُودِ وقال ابن الأَثير في قوله من أَحصاها دخل الجنة: قيل من أَحصاها من حَفِظَها عن ظَهْرِ قلبه، وقيل: من استخرجها من كتاب الله تعالى وأَحاديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يعدّها لهم إلاَّ ما جاء في رواية عن أَبي هريرة وتكلموا فيها، وقيل: أَراد من أَطاقَ العمل بمقتضاها مثلُ من يعلَمُ أنه سميع بصير فيَكُفُّ سَمْعَه ولسَانَه عمَّا لا يجوزُ له، وكذلك في باقي الأَسماء، وقيل: أَراد من أَخْطَرَ بِباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظِّماً لمسمَّاها، ومقدساً معتبراً بمعانيها ومتدبراً راغباً فيها وراهباً، قال: وبالجملة ففي كل اسم يُجْريه على لسانه يُخْطِر بباله الوصف الدالَّ عليه.
وفي الحديث: لا أُحْصِي ثَناءً عليك أي لا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بها عليك ولا أَبْلغُ الواجِب منه.
وفي الحديث: أَكُلَّ القرآن أَحْصَيْتَ أَي حَفِظْت.
وقوله للمرأَة: أَحْصِيها أَي احْفَظِيها.
وفي الحديث: اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا واعْلَموا أَنَّ خيرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ أَي اسْتَقِيموا في كلّ شيء حتى لا تَمِيلوا ولن تُطِيقوا الاسْتقامة من قوله تعالى: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه؛ أَي لن تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه.

عدس (لسان العرب) [0]


العَدْسُ، بسكون الدال: شدة الوطء على الأَرض والكَدْح أَيضاً.
وعَدَس الرجلُ يَعْدِسُ عَدْساً وعَدَساناً وعُدُوساً وعَدَسَ وحَدَسَ يَحْدِسُ: ذهب في الأَرض؛ يقال: عَدَسَتْ به المَنِيَّةُ؛ قال الكميت: أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ، ولم أَزَلْ أَخا اللَّيلِ مَعْدُوساً إِليَّ وعادِسا أَي يسار إِليَّ بالليل.
ورجل عَدُوسُ الليل: قوي على السُّرَى، وكذلك الأُنثى بغير هاء، يكون في الناس والإِبل؛ وقول جرير: لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوى، عَدُوسُ السُّرى، لا يَقْبَلُ الكَرْمُ جِيدُها يعني به ضَيُعاً.
وثالثة الشوى: يعني أَنها عرجاء فكأَنها على ثلاث قوائم، كأَنه قال: مَثْلُوثَة الشوى، ومن رواه ثالِبَة الشوى أَراد أَنها تأْكل شوى القَتْلى من الثلب، وهو العيب، وهو أَيضاً في معنى . . . أكمل المادة مثلوبة.
والعَدَسُ: من الحُبوب، واحدته عَدَسَة، ويقال له العَلَسُ والعَدَسُ والبُلُسُ.والعَدَسَةُ: بَثْرَةٌ قاتلة تخرج كالطاعون وقلما يسلم منها، وقد عُدِسَ.
وفي حديث أَبي رافع: أَن أَبا لَهَبٍ رماه اللَّه بالعَدَسَةٍ؛ هي بثرة تشبه العَدَسَة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالباً.
وعَدَسْ وحَدَسْ: زجر للبغال، والعامَّة تقول: عَدَّ؛ قال بَيْهَس بنُ صُرَيمٍ الجَرْمِيُّ: أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتي: عَدَسْ بَعْدَما طالَ السِّفارُ وكَلَّتِ؟ وأَعربه الشاعر للضرورة فقال وهو بِشْرُ بنُ سفيان الرَّاسِيُّ: فاللَّهُ بَيْني وبَيْنَ كلِّ أَخٍ يَقولُ: أَجْذِمْ، وقائِلٍ: عَدَسا أجذم: زجر للفرس، وعَدَس: اسم من أَسماء البغال؛ قال: إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على عَدَسْ، على التي بَيْنَ الحِمارِ والفَرَسْ، فلا أُبالي مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ وقيل: سمت العرب البغل عَدَساً بالزَّجْرِ وسَببهِ لا أَنه اسم له، وأَصلُ عَدَسْ في الزَّجْرِ فلما كثر في كلامهم وفهم أَنه زجر له سمي به، كما قيل للحمار: سَأْسَأْ، وهو زجر له فسمي به؛ وكما قال الآخر: ولو تَرى إِذ جُبَّتي مِنْ طاقِ، ولِمَّتي مِثلُ جَناحِ غاقِ، تَخْفِقُ عندَ المَشْيِ والسِّباقِ وقيل: عَدَسْ أَو حَدَسْ رجل كان يَعْنُف على البغالِ في أَيام سليمان، عليه السلام، وكانت إِذا قيل لها حَدَسْ أَو عَدَس انزعجت، وهذا ما لا يعرف في اللغة.
وروى الأَزهري عن ابن أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قال: وكان البغل إِذا سمع باسم حَدَسْ طار فَرَقاً فَلَهِجَ الناس بذلك، والمعروف عند الناس عَدَسْ؛ قال: وقال يَزيدُ بنُ مُفَزِّغٍ فجعل البغلة نفسها عَدَساً فقال: عَدَسْ، ما لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارَةٌ، نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلينَ طَلِيقُ فإِنْ تَطْرُقي بابَ الأَمِيرِ، فإِنَّني لِكُلِّ كريمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ سَأَشْكُرُ ما أُولِيتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ، ومِثْلي بِشُكْرِ المُنْعِمِينَ خَلِيقُ وعَبَّادٌ هذا: هو عباد بن زياد بن أَبي سفيان، وكان معاوية قد ولاه سِجِسْتانَ واستصحب يزيد بنَ مُفَرَّغٍ معه، وكره عبيد اللَّه أَخو عَبَّادٍ استصحابه ليزيد خوفاً من هجائه، فقال لابن مفرَّغ: أَنا أَخاف أَن يشتغلَ عنك عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لا تَعْجَل على عَبَّادٍ حتى يكتب إِليَّ، وكان عبادٌ طويل اللحية عريضها، فركب يوماً وابن مفرّغ في مَوْكِبِه فهَبَّتِ الريح فنَفَشَتْ لحيته، فقال يزيد بن مفزع: أَلا لَيْتَ اللِّحى كانتْ حَشِيشاً، فتَعْلِفَها خيولَ المُسْلِمِينا وهجاه بأَنواع من الهجاء، فأَخذه عبيد اللَّه بن زياد فقيده، وكان يجلده كل يوم ويعذبه بأَنواع العذاب ويسقيه الدواء المُسْهِل ويحمله على بعير ويَقْرُنُ به خِنْزيرَة، فإِذا انسهل وسال على الخنزيرة صاءَتْ وآذته، فلما طال عليه البلاء كتب إِلى معاوية أَبياتاً يستعطفه بها ويذكر ما حلّ به، وكان عبيد اللَّه أَرسل به إِلى عباد بسجستان وبالقصيدة التي هجاه بها، فبعث خَمْخَامَ مولاه على الزَّنْدِ وقال: انطلق إِلى سجستان وأَطلق ابن مفرغ ولا تستأْمر عباداً، فأَتى إِلى سجستان وسأَل عن ابن مفرّغ فأَخبروه بمكانه فوجده مقيداً، فأَحضر قَيْناً فكَّ قيوده وأَدخله الحمام وأَلبسه ثياباً فاخرة وأَركبه بغلة، فلما ركبها قال أَبياتاً من جملتها: عدس ما لعباد. فلما قدم على معاوية قال له: صنع بي ما لم يصنع بأَحدٍ من غير حدث أَحدثته، فقال معاوية: وأَيّ حَدَث أَعظم من حدث أَحدثته في قولك: أَلا أَبْلِغْ مُعاويةَ بنَ حَرْبٍ مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُلُ اليَماني أَتَغْضَبُ أَن يُقال: أَبُوكَ عَفٌّ، وتَرْضى أَنْ يقالَ: أَبُوكَ زاني؟ قأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك من زِيادٍ كَرَحْمِ الفِيلِ من ولَدِ الأَتانِ وأَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِياداً، وصَخْرٌ من سُمَيَّةَ غيرُ داني فحلف ابن مفرّغ له أَنه لم يقله وإِنما قاله عبد الرحمن ابن الحكم أَخو مروان فاتخذه ذريعة إِلى هجاء زياد، فغضب معاوية على عبد الرحمن بن الحكم وقطع عنه عطاءه.
ومن أَسماء العرب: عُدُسٌ وحُدُسٌ وعُدَسٌ.
وعُدُسٌ: قبيلة، ففي تميم بصم الدال، وفي سائر العرب بفتحها.
وعَدَّاسٌ وعُدَيسٌ: اسمان. قال الجوهري: وعُدَسٌ مثل قُثَمٍ اسم رجل، وهو زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ، قال ابن بري: صوابه عُدُسٌ، بضم الدال. روى ابن الأَنباري عن شيوخه قال: كل ما في العرب عُدَسٌ فإِنه بفتح الدال، إِلا عُدُسَ ابن زيد فإِنه بضمها، وهو عُدُسُ بن زيد بن عبد اللَّه ابن دارِمٍ؛ قال ابن بري: وكذلك ينبغي في زُرارة بن عُدَسٍ بالضم لأَنه من ولد زيد أَيضاً. قال: وكل ما في العرب سَدُوس، بفتح السين، إِلاَّ سُدُوسَ ابن أَصْمَعَ في طَيِّءٍ فإِنه بضمها.

قصف (لسان العرب) [0]


القَصْف: الكسر، وفي التهذيب: كسر القَناة ونحوها نِصفين. قَصَفَ الشيءَ يَقْصِفه قصْفاً: كسره.
وفي حديث عائشة تَصِف أَباها، رضي اللّه عنهما: ولا قصَفُوا له قَناة أَي كسروا.
وقد قَصِف قصَفاً، فهو قَصِفٌ وقصِيفٌ وأَقْصَفُ.
وانقَصَف وتَقَصَّفَ: انكسر، وقيل: قَصِفَ انكسر ولم يَبِن.
وانقَصَف: بان؛ قال الشاعر: وأَسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوزٍ على قَصَفِ (* قوله «وأسمر إلخ» صدره كما في شرح القاموس: سيفي جريء وفرعي غير مؤتشب) وقَصَفتِ الرِّيحُ السفينة.
والأَقْصَفُ: لغة في الأَقْصَم، وهو الذي انكسرت ثَنِيّته من النصف.
وقصِفت ثنِيّتُه قَصَفاً، وهي قَصْفاء: انكسرت عَرْضاً؛ قال الأَزهري: الذي نعرفه في الذي انكسرت ثنيته من النصف الأَقصم.
والقَصْفُ: مصدر قصَفْتُ العُود أَقْصِفُه قَصْفاً إذا كسرته.
وقَصِفَ العودُ . . . أكمل المادة يَقْصَف قَصَفاً، وهو أَقْصَفُ وقَصِفٌ إذا كان خَوّاراً ضَعِيفاً، وكذلك الرجل رجل قَصِف سريع الانكسار عن النَّجْدةِ؛ قال ابن بري: شاهده قول قَيس بن رِفاعة: أُولو أَناةٍ وأَحْلامٍ إذا غَضِبُوا، لا قَصِفُونَ ولا سُودٌ رَعابيبُ ويقال للقوم إذا خَلَوْا عن شيء فَترةً وخِذلاناً: انْقصَفوا عنه.
ورجل قصِفُ البَطن عن الجوع: ضَعِيف عن احتماله؛ عن ابن الأعرابي.
وريح قاصِف وقاصِفة: شديدة تُكَسِّر ما مرَّت به من الشجر وغيره.
وروي عن عبيد اللّه بن عمرو: الرِّياحُ ثمان: أَربعٌ عذاب وأَربع رحمة، فأَما الرَّحمة فالناشِراتُ والذَّارِياتُ والمُرْسَلاتُ والمُبَشِّرات، وأَما العذاب فالعاصِفُ والقاصِفُ وهما في البحر، والصَّرْصَر والعَقيمُ وهما في البرِّ.
وقوله تعالى: أَو يُرسِلَ عليكم قاصفاً من الرِّيح؛ أَي ريحاً تَقْصِف الأَشياء تَكْسِرُها كما تُقْصَف العِيدان وغيرها.
وثوب قَصِيف: لا عَرْض له.
والقَصْفُ والقَصَفة: هدير البعير وهو شدّة رُغائه. قَصَف البعيرُ يَقْصِفُ قَصْفاً وقُصوفاً وقَصيفاً: صَرَفَ أَنيابه وهَدر في الشٍّقْشِقة.
ورَعْدٌ قاصِفٌ: شديد الصوت. قال أَبو حنيفة: إذا بلَغ الرَّعد الغاية في الشدَّة فهو القاصف، وقد قصَف يقصِف قصْفاً وقَصيفاً.
وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وضَرْبه البحر: فانتَهى إليه وله قَصِيف مَخافة أَن يَضْرِبه بعَصاه، أَي صوت هائل يُشبه صوت الرَّعْد؛ ومنه قولهم: رَعْد قاصِف أَي شديد مُهْلك لصوته.
والقَصْف: اللَّهْو واللَّعِب، ويقال: إنها مُولَّدة.
والقَصْفُ: الجَلَبة والإعْلان باللهو.
وقَصَفَ علينا بالطَّعام يَقْصِف قَصْفاً: تابَعَ. ابن الأَعرابي: القُصُوف الإقامة في الأَكل والشرب.
والقَصْفة: دَفْعة الخيل عند اللِّقاء.
والقَصْفةُ: دَفْعة الناس وقَضَّتُهم وزَحْمتهم، وقد انْقَصَفوا، وربما قالوه في الماء.
وقَصْفة القوم: تَدافُعُهم وازدحامهم.
وفي الحديث يرويه نابغة بني جَعدةَ عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَنا والنبيون فُرَّاطٌّ لقاصِفينَ، وذلك على باب الجنة؛ قال ابن الأَثير: هم الذين يزدحمون حتى يَقْصِف بعضهم بعضاً، من القَصْف الكسرِ والدَّفْعِ الشديد، لفَرْط الزِّحام؛ يريد أَنهم يتقدَّمون الأُممَ إلى الجنة وهم على إثرهم بِداراً مُتدافعين ومُزْدَحِمين.
وقال غيره: الانْقِصافُ الانْدِفاع. يقال: انْقَصَفوا عنه إذا تركوه ومرُّوا؛ معنى الحديث أَن النبيين يتقدمون أُممهم في الجنة والأُمم على أَثرهم يبادرون دخولها فيَقْصِفُ بعضُهم بعضاً أَي يَزْحَمُ بعضُهم بعضاً بِداراً إليها.
وقال ابن الأَنباري: معناه أَنا والنبيون متقدمون في الشفاعة كثيرين متدافعين مُزْدَحِمين.
ويقال: سمعت قَصْفة الناسِ أَي دَفْعَتهم وزَحْمتَهم؛ قال العجاج: كقَصْفةِ الناسِ من المُحْرَنْجِمِ وروي في حديث عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم: لما يَهُمُّني من انْقِصافهم على باب الجنة أَهَمُّ عندي من تمام شفاعَتي؛ قال ابن الأَثير: أَي أَنّ اسْتِسْعادَهم بدخول الجنة وأَن يَتِمَّ لهم ذلك أَهمُّ عندي من أَن أَبلغ أَنا منزلة الشافعين المُشَفَّعين، لأَن قبول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلى مبتغاهم آثَرُ عنده من نَيل هذه الكرامة لفَرْط شفَقته، صلى اللّه عليه وسلم، على أُمته.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: كان يصلي ويَقرأُ القرآن فتَتَقَصَّفُ عليه نساء المشركين وأَبناؤهم أَي يَزْدَحِمون.
وفي حديث اليهوديّ: لما قَدِمَ المدينة قال: تركت بني قَيْلة يَتَقاصَفون على رجل يزعم أَنه نبي.
وفي الحديث: شَيَّبَتْني هُود وأَخواتُها قَصَّفْن عليَّ الأُمم أَي ذُكر لي فيها هلاك الأُمم وقُصّ عليَّ فيها أَخبارهم حتى تقاصَف بعضُها على بعض، كأَنَّها ازدحمت بِتتابُعها.
ورجل صَلِفٌ قَصِفٌ:كأَنه يُدافع بالشرّ.
وانْقَصفُوا عليه: تتابَعُوا.
والقَصْفةُ: رِقَّةٌ تخرج في الأَرْطى، وجمعها قَصْفٌ، وقد أَقْصَفَ، وقيل: القَصْفة قِطعة من رمل تَتَقَصَّف من مِعْظَمِه؛ حكاه ابن دريد، والجمع قَصْف وقُصْفانٌ مثل تَمْرة وتَمْر وتُمْران، والقَصْفة: مِرْقاة الدرجة مثل القَصْمة، وتسمى المرأَة الضَّخْمة القِصاف.
وفي الحديث: خرج النبي، صلى اللّه عليه وسلم، على صَعْدةٍ يتبعها حُذاقيٌّ عليها قوْصَفٌ لم يَبق منه إلا قَرْقَرُها؛ قال: والصَّعْدة الأَتانُ، الحُذاقيُّ الجَحْش، والقَوصَفُ القَطِيفة، والقَرْقر ظهرها.
والقَصِيف: هَشيم الشجر.
والتَّقَصُّف: التكسُّر.
ويقال: قَصِف النبْتُ يَقْصَفُ قَصَفاً، فهو قَصِفٌ إذا طال حتى انحنى من طُوله؛ قال لبيد: حتى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ قَصِفٍ، كأَلوان الرِّجال، عَميم أَي نَبْتٍ فاخِر.
والبَرْدِيُّ إذا طال يقال له القَصِيفُ.
وبنو قِصافٍ: بطن.

أرز (لسان العرب) [0]


أَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً: تَقَبَّضَ وتَجَمَّعَ وثَبَتَ، فهو آرِزٌ وأَرُوزٌ، ورجل أَرُوزٌ: ثابت مجتمع. الجوهري: أَرَزَ فلان يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً إِذا تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخْلِه، فهو أَرُوزٌ.
وسئل حاجة فأَرَزَ أَي تَقَبَّضَ واجتمع؛ قال رؤبة: فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ يعني أَنه لا ينبسط للمعروف ولكنه ينضم بعضه إِلى بعض، وقد أَضافه إِلى المصدر كما يقال عُمَرُ العَدْلِ وعُمَرُ الدَّهاءِ، لما كان العدل والدهاء أَغلب أَحواله.
وروي عن أَبي الأَسود الدؤلي أَنه قال: إِن فلاناً إِذا سئل أَرَزَ وإِذا دُعِيَ اهْتَزَّ؛ يقول: إِذا سئل المعروفَ تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخله ولم ينبسط له، وإِذا دعي إِلى طعام أَسرع إِليه.
ويقال للبخيل: أَزُوزٌ، ورجل أَرُوزُ . . . أكمل المادة البخل أَي شديد البخل.
وذكر ابن سيده قول أَبي الأسود أَنه قال: إِن اللئيم إِذا سئل أَرَزَ وإِن الكريم إِذا سئل اهتز.
واستشير أَبو الأَسود في رجل يُعَرَّف أَو يُوَلَّى فقال: عَرّفُوه فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ إِن أُعْطِيَ انْتَهزَ وإِن سئل أَرَزَ.
وأَرَزَتِ الحيةُ تأْرِزُ: ثبتت في مكانها، وأَرَزَتْ أَيضاً: لاذت بجحرها ورجعت إِليه.
وفي الحديث: إِن الإِسلام ليأْرِزُ إِلى المدينة كما تأْرِزُ الحية إِلى جُحْرِها؛ قال الأَصمعي: يأْرِزُ أَي ينضم إِليها ويجتمع بعضه إِلى بعض فيها.
ومنه كلام عليّ، عليه السلام: حتى يأْرِزَ الأَمْرُ إِلى غيركم.
والمَأْرِزُ: المَلْجَأُ.
وقال زيد بن كُثْوَةَ: أَرَزَ الرجلُ إِلى مَنَعَتِه أَي رحل إِليها.
وقال الضرير: الأَرْزُ أَيضاً أَن تدخل الحية جحرها على ذنبها فآخر ما يبقى منها رأْسها فيدخل بعد، قال: وكذلك الإِسلام خرج من المدينة فهو يَنْكُصُ إِليها حتى يكون آخره نكوصاً كما كان أَوّله خروجاً، وإِنما تأْرِزُ الحية على هذه الصفة إِذا كانت خائفة، وإِذا كانت آمنة فهي تبدأُ برأْسها فتدخله وهذا هو الانجحار.
وأَرَزَ المُعْيِي: وَقَفَ.
والآرِزُ من الإِبل: القوي الشديد.
وفَقارٌ آرِزٌ: متداخل.
ويقال للناقة القوية آرِزَةٌ أَيضاً؛ قال زهير يصف ناقة: بآرِزَةِ الفَقارَة لم يَخُنْها قِطافٌ في الرِّكابِ، ولا خِلاءُ قال: الآرِزَةُ الشديد المجتَمعُ بعضها إِلى بعض؛ قال أَبو منصور: أَراد مُدْمَجَةُ الفَقارِ متداخلته وذلك أَقوى لها.
ويقال للقوس: إِنها لذات أَرْزٍ، وأَرْزُها صَلابَتُها، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرْزاً، قال: والرميُ من القوس الصُّلبة أَبلغ في الجَرْحِ، ومنه قيل: ناقة آرِزَةُ الفَقار أَي شيديدة.
وليلة آرِزَةٌ: باردة، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرِيزاً؛ قال في الأرَز: ظَمآن في ريحٍ وفي مَطِيرِ، وأَرْزِ قُرٍّ ليس بالقَرِيرِ ويوم أَرِيزٌ: شديد البرد؛ عن ثعلب، ورواه ابن الأَعرابي أَزِيزٌ، بزايين، وقد تقدم.
والأَرِيزُ: الصَّقِيعُ؛ وقوله: وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ يعني الباردة.
والظلل هنا: بيوت السجن.
وسئل أَعرابي عن ثوبين له فقال: إِن وجدتُ الأَرِيزَ لبستُهما، والأَرِيزُ والحَلِيتُ: شِبْهُ الثلج يقع بالأَرض.
وفي نوادر الأَعراب: رأَيت أَرِيزَتَه وأَرائِزَهُ تَرْعُدُ، وأَرِيزَةُ الرجل نَفَسُه.
وأَرِيزَةُ القوم: عَمِيدُهم.
والأُرْزُ والأُرُزُ والأُرُزُّ كله ضربٌ من البُرِّ.الجوهري: الأُرْزُ حبٌّ، وفيه ست لغات: أَرُزٌّ وأُرُزٌّ، تتبع الضمةُ الضمةَ، وأُرْزٌ وأُرُزٌ مثل رُسْلٍ ورُسُلٍ، ورُزٌّ ورُنْزٌ، وهي لعبد القيس. أَبو عمرو: الأَرَزُ، بالتحريك، شجر الأَرْزَنِ، وقال أَبو عبيدة: الأَزْرَةُ، بالتسكين، شجر الصَّنَوْبَرِ، والجمع أَرْزٌ.
والأَرْزُ: العَرْعَرُ، وقيل: هو شجر بالشام يقال لثمرة الصَّنَوْبَرُ؛ قال: لها رَبَذاتٌ بالنَّجاءِ كأَنها دَعائِمُ أَرْزٍ، بينهنَّ فُرُوعُ وقال أَبو حنيفة: أَخبرني الخَبِرُ أَن الأَرْزَ ذَكَرُ الصنوبر وأَنه لا يحمل شيئاً ولكن يستخرج من أَعجازه وعروقه الزِّفْتُ ويستصبحُ بخشبه كما يستصبح بالشمع وليس من نبات أَرض العرب، واحدته أَرْزَةٌ. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الكافر مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأَرض حتى يكون انْجِعافُها مرةً واحدة. قال أَبو عمرو: هي الأَرَزَةُ، بفتح الراء، من الشجر الأَرْزَنِ، ونحوَ ذلك قال أَبو عبيدة: قال أَبو عبيد.
والقول عندي غير ما قالا إِنما هي الأَرْزَةُ، بسكون الراء، وهي شجرة معروفة بالشام تسمى عندنا الصنوبر من أَجل ثمره، قال: وقد رأَيت هذا الشجر يسمى أَرْزَةً، ويسمى بالعراق الصنوبر، وإِنما الصنوبر ثمر الأَرْزِ فسمي الشجر صنوبراً من أَجل ثمره؛ أَراد النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الكافر غيرُ مَرْزُوءٍ في نفسه وماله وأَهله وولده حتى يموت، فشبه موته بانجعاف هذه الشجرة من أَصلها حتى يلقى الله بذنوبه حامَّةً؛ وقال بعضهم: هي آرِزَةٌ بوزن فاعلة، وأَنكرها أَبو عبيد: وشجرة آرِزَةٌ أَي ثابتة في الأَرض، وقد أَرَزَتْ تأْرِزُ.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: جعل الجبالَ للأَرضِ عِماداً وأَرَزَ فيها أَوتاداً أَي أَثبتها، إِن كانت الزاي مخففة فهي من أَزَرَت الشجرةُ تأْرِزُ إِذا ثبتت في الأَرض، وإِن كانت مشددة فهو من أَرَزَّت الجَرادَةُ ورَزَّتْ إِذا أَدخلت ذنبها في الأَرض لتلقي فيها بيضها.
ورَزَزْتُ الشيءَ في الأَرض رَزّاً أَثبته فيها، قال: وحينئذٍ تكون الهمزة زائدة والكلمة من حروف الراء.
والأُرْزَةُ والأَرَزَةُ، جميعاً: الأَرْزَةُ، وقيل: إِن الأَرْزَةَ إِنما سميت بذلك لثباتها.
وفي حديث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ: ولم ينظر في أَرْزِ الكلام أَي في حَصْرِه وجمعِه والتروّي فيه.

هيت (لسان العرب) [0]


هَيْتَ: تَعَجُّبٌ؛ تقول العرب: هَيْتَ للحِلْم وهَيْتَ لك وهِيتَ لكَ أَي أَقْبِلْ.
وقال الله، عز وجل، حكاية عن زَلِيخا أَنها قالت، لما راوَدَت يوسفَ،عليه السلام، عن نَفْسه: وقالت هِيتَ لكَ أَي هَلُمَّ وقد قيل: هَيْتُ لَكَ، وهَيْتِ، بضم التاء وكسرها؛ قال الزجاج: وأَكثرها هَيْتَ لك، بفتح الهاء والتاء؛ قال: ورُوِيَتْ عن عليّ، عليه السلام: هِيتُ لكَ، قال: ورُوِيَتْ عن ابن عباس، رضي الله عنهما: هِئْتُ لَكَ، بالهمز وكسر الهاء، من الهَيئة، كأَنها قالت: تَهَيَّأْتُ لك قال: فأَما الفتح من هَيْتَ فلأَنها بمنزلة الأَصوات، ليس لها فِعْل يَتَصَرَّفُ منها، وفتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واخْتِير الفتح لأَني قبلها ياء، كما . . . أكمل المادة فَعَلُوا في أَيْنَ، ومَن كسر التاء فلأَن أَصل التقاء الساكنين حركة الكسر، ومَن قال هَيْتُ، ضمَّها لأَنها في معنى الغايات، كأَنها قالت: دُعائي لكَ؛ فلما حذفت الإِضافة، وتضمنت هَيْتُ معناها، بنيت على الضم كما بنيت حيث؛ وقراءةُ عليّ، عليه السلام: هِيتُ لك، بمنزلة هَيْتُ لك، والحجة فيهما واحدة. الفراء في هَيْتَ لك: يقال إِنها لغة، لأَهل حَوْرانَ، سَقَطَتْ إِلى مكة فتكلموا بها، قال: وأَهلُ المدينة يقرؤُون هِيتَ لكَ، يكسرون الهاء ولا يهمزون؛ قال: وذُكِرَ عن عليّ وابن عباس، رضي الله عنهما، أَنهما قرآ: هِئْتُ لك، يراد به في المعنى: تَهَيَّأْتُ لك، وأَنشد الفراء في القراءة الأُولى لشاعر في أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب،عليه السلام: أَبْلِغْ أَميرَ المُؤمِنِيـ ـنَ، أَخا العراقِ إِذا أَتَيْتا: إِنَّ العِراقَ وأَهْلَهُ سِلْمٌ إِليكَ، فهَيْتَ، هَيْتا ومعناه: هَلُمَّ، هَلُمَّ وهَلُمَّ وتَعالَ، يستوي فيه الواحدُ والجمع والمؤَنث والمذكر إِلاّ أَن العدد فيما بعده، تقول: هَيْتَ لكما، وهَيْتَ لكنَّ. قال ابن بري: وُجِدَ الشعرُ بخط الجوهري إِن العراق، بكسر إِنَّ، ويروى بفتحها؛ ويروى: عُنُقٌ إِليك، بمعنى مائلون إِليك؛ قال: وذكر ابن جني أَن هَيْتَ في البيت بمعنى أَسْرِعْ، قال: وفيه أَربع لغات: هَيْتَ، بفتح الهاء والتاء، وهِيتَ، بكسر الهاء وفتح التاء، وهَيْتُ بفتح الهاء َ وضم التاء، وهِيتُ بكسر الهاء وضم التاء. الفراء في المصادر: مَن قرأَ هَيْتَ لكَ: هَلُمَّ لكَ، قال: ولا مصدر لِهَيْتَ، ولا يُصَرَّفُ. الأَخفش: هَيْتَ لكَ، مفتوحة، معناها: هَلُمَّ لكَ؛ قال: وكَسَرَ بعضُهم التاء، وهي لغة، فقال: هَيْتِ لك، ورفع بعضٌ التاء، فقال: هَيْتُ لك، وكسر بعضهم الهاء وفتح التاء، فقال: هِيتَ لك، كلُّ ذلك بمعنى واحد.
وروى الأَزهري عن أَبي زيد، قال: هَيْتَ لكَ، بالعِبرانية هَيْتالَجْ أَي تعالَ؛ أَعربه القرآن.
وهَيَّتَ بالرجل، وهَوَّتَ به: صَوَّتَ به وصاح، ودعاه، فقال له: هَيْتَ هَيْتَ؛ قال: قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا، لو كان مَعْنِيّاً بها لَهَيَّتَا وقال آخر: تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ، وأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ، يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ وفي الحديث أَنه لما نزل قوله تعالى: وأَنْذِرْ عشيرتَكَ الأَقرَبينَ؛ باتَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُفَخِّذُ عَشيرتَه، فقال المشركون: لقد باتَ يُهَوِّتُ أَي يُنادي عَشيرتَه.
والتَهْييتُ: الصوتُ بالناس، وهو فيما قال أَبو زيد: أَن يقول يا هَياه.
ويقال: هَيَّتَ بالقوم تَهْييتاً، وهَوَّتَ بهم تَهْويتاً إِذا ناداهم؛ وهَيَّتَ النذيرُ، والأَصلُ فيه حكايةُ الصوت، كأَنهم حَكَوْا في هَوَّتَ: هَوْتَ هَوْتَ، وفي هَيَّتَ: هَيْتَ هَيْتَ. يقال: هَوَّتَ بهم، وهَيَّتَ بهم إِذا ناداهم، والأَصل فيه حكاية الصوت؛ وقيل هو أَن يقول: ياهْ ياهْ، وهو نداءُ الراعي لصاحبه من بعيد.
ويَهْيَهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لها: ياهْ ياهْ.
والعربُ تقول للكلب إِذا أَغْرَوْه بالصيد: هَيْتاهْ هَيْتاهْ؛ قال الراجز يذكر الذئب: جاءَ يُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ، وقُلْتُ: هَيْتاهُ، فَتاه كَلْبي ابن الأَعرابي: يقال للمَهْواة هَوْتة وهُوَّة وهُوتَةٌ؛ وجمع الهُوتةِ: هُوتٌ.
ويقال: هاتِ يا رجل، بكسر التاء، أَي أَعطني، وللإثنين: هاتِيا، مثل آلآتِيا، وللجمع: هاتُوا،وللمرأَة: هاتي، بالياء، وللمرأَتين: هاتِيا، وللنساء: هاتِينَ، مثل عاطِينَ.
وتقول: هات لا هاتَيْتَ، وهاتِ إِن كانت بك مُهاتاةٌ، وما أُهاتِيك كما تقول: ما أُعاطِيكَ، ولا يقال منه: هاتَيْتُ، ولا يُنْهى بها. قال الخليل: أَصل هاتِ مِن آتَى يُؤَاتِي، فقلبت الأَلف هاء.
والهِيتُ: الهُوةُ القَعِرةُ من الأَرض.
وهِيتُ، بالكسر: بلد على شاطئ الفُرات، أَصلها من الهُوَّة؛ قال: طِرْ بجنَاحَيْكَ، فقد دُهِيتا، حَرَّانَ حَرَّانَ، فهِيتاً هِيتا وقيل: معناه اذْهَبْ في الأَرض. قال أَبو علي: ياء هِيتَ، التي هي أَرضٌ، واوٌ، وقد ذكرت. التهذيب: هِيتٌ موضع على شاطئ الفُرات؛ قال رؤْبة:والحُوتُ في هِيتَ، رَداها هِيتُ قال الأَزهري: وإِنما قال رؤبة: وصاحبُ الحُوتِ، وأَينَ الحُوتُ؟ في ظُلُماتٍ، تَحْتَهُنَّ هِيتُ ابن الأَعرابي: هِيتُ أَي هُوَّة من الأَرض، قال: ويقال لها الهُوتَةُ؛ وقال بعض الناس: سميت هِيتَ لأَنها في هُوَّة من الأَرض، انقلبت الواو إِلى الياء، لكسرة الهاء؛ والذي جاء في الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نفى مُخَنَّثَيْن: أَحدهما هِيتٌ والآخر ماتِعٌ، إِنما هو هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحاب الحديث. قال الأَزهري: رواه الشافعي وغيره هِيتٌ؛ قال: وأَظُنُّه صواباً.

شحح (لسان العرب) [0]


الشُّحُّ والشَّحُّ: البُخْلُ، والضم أَعلى؛ وقيل: هو البخل مع حِرْصٍ؛ وفي الحديث: إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل، وهو أَبلغ في المنع من البخل؛ وقيل: البخل في أَفراد الأُمور وآحادها، والشح عام؛ وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف؛ وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ، بالكسر، ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح؛ قال سيبويه: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ، وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ، ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه.
وقوله تعالى: سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة؛ الأَزهري: نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في . . . أكمل المادة الأَمر، ويَعُوقُونَ عند القتال، ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين؛ والخيرُ: المالُ ههنا.
ونفس شَحَّة: شَحِيحة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لسانُك مَعْسُولٌ، ونَفْسُك شَحَّةُ، وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرسَلَتْ يَمينُك شيئاً، أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه: شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه؛ ويقال: هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه، لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته، والنعت شَحِيح، والعدد أَشِحَّةٌ.
وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ، كذلك، وهو منه؛ وماء شَحَاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، منه أَيضاً؛ أَنشد ثعلب: لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً، وماءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ: لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار؛ قال ابن هَرْمَة: وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين، وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء، ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه، واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه.
وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ، على المثل.
وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به.
وأَرضٌ شَحاحٌ: تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها؛ وقال أَبو حنيفة: الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته، وهو من الأَول.
وأَرضٌ شَحاحٌ: لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير (* قوله «لا تسيل إلا من مطر كثير» لا منافاة بينه وبين ما قبله، فهو من الأضداد كما في القاموس.).
وأَرضٌ شَحْشَحٌ، كذلك.
والشُّحُّ: حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به، وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ، فهذا معناه كقوله تعالى: ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ وقوله: وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ؛ قال الأَزهري في قوله: ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له، فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه؛ وفي الحديث: بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة؛ وفي الحديث: أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر؛ وفي حديث ابن عمر: أَن رجلاً قال له: إِني شَحِيح، فقال: إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ؛ في حديث ابن مسعود: قال له رجل: ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه، قال: ذاك البخلُ، والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه.
وفي حديث ابن مسعود أَنه قال: الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام.
وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ، بكسر الشين، قال: وكذلك كل فَعِيل من النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل، مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف، وقال بعض العرب: تقول شَحَّ يَشِحُّ، وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ، ومثله ضَنَّ يَضَنُّ، فهو ضنين، والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ، واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ.
والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الممسك البخيل؛ قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ: فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَي ما بخل بهديره؛ وبعده: يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا أَي يميل على الخَدَّين، فحذف.
والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه.
والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى؛ قال الطِّرِمَّاحُ: كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابةٍ، تَنْضُو الرَّواسِمَ، شَحْشَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ والشجاع أَيضاً.
وفلاةٌ شَحْشَحٌ: واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها؛ قال مُلَيْح الهُذَليُّ: تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها من السُّرَى، وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً: القويُّ.
وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وقيل: هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غَدْوةً، حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى، وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادي.
وفي حديث عليّ: أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ، فقال: هذا الخطيب الشَّحْشَحُ، هو الماهر بالخطبة الماضي فيها.
ورجل شَحْشَحٌ: سَيِّءُ الخُلُق؛ وقال نُصَيْبٌ: نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه، أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ، وهو مُشِيحُ (* قوله «وقال نصيب نسية إلخ» الذي تقدم في مادة أنح، وقال أبو حية النميري: ونسوة إلخ.
وقوله أخي حذر: الذي تقدم على حذر.) وحمار شَحْشَحٌ: خفيف، ومنه من يقول سَحْسَح؛ قال حُميد: تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ لماءٍ قَعِيرٍ، يُريدُ القِرَى جائز: يجوز إِلى الماء.
وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر: لم يُخَلِّصْه؛ وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي.
وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قال مليح الهذلي: مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ، صادقةٌ وَقْعَ الهَجِيرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ وغراب شَحْشَحٌ: كثير الصوت.
وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات.
والشَّحْشحة: الطيرانُ السريع؛ يقال: قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة.

قلص (لسان العرب) [0]


قَلَصَ الشيءُ يَقْلِص قُلوصاً: تَدانى وانضمّ، وفي الصحاح: ارتفع.
وقَلَصَ الظلُّ يَقْلِصُ عني قُلوصاً: انقبض وانضمّ وانْزَوَى.
وقَلَص وقلَّصَ وتقلَّص كله بمعنى انضمّ وانزَوَى؛ قال ابن بري: وقلَص قلوصاً ذهب؛ قال الأَعشى: وأَجْمَعْتُ منها لِحَجّ قلوصا وقال رؤبة: قَلَّصْنَ تَقْليص النَّعَامِ الوَخَّادْ ويقال: قَلَصَتْ شفته أَي انْزَوَتْ.
وقَلَص ثوبُهُ يَقْلِص، وقَلَص ثوبُهُ بعد الغَسْل، وشفة قالِصَة وظلٌّ قالص إِذا نَقَص؛ وقوله أَنشده ثعلب:وعَصَب عن نَسَويْه قالِص قال: يريد أَنه سمين فقد بان موضعُ النسا وهو عرق يكون في الفخذ.
وقَلَصَ الماءُ يقلِصُ قُلوصاً، فهو قالِص وقَلِيص وقَلاَّص: ارتفع في البئر؛ قال امرؤ القيس: فأَوْرَدَها من آخرِ الليل مَشْرَباً، بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِيص . . . أكمل المادة وقال الراجز: يا رِيَّهَا من بارِدٍ قَلاَّصِ، قد جَمَّ حتى هَمَّ بانْقِياصِ وأَنشد ابن بري لشاعر: يَشْربْن ماءً طَيّباً قَلِيصُهُ، كالحبَشِيِّ فوقَه قَمِيصُه وقَلَصَةُ الماء وقَلْصَتُه: جَمّته.
وبئر قَلوصٌ: لها قَلَصَة، والجمع قَلائص، وهو قَلَصَة البئر، وجمعها قَلَصَات، وهو الماء الذي يَجِمُّ فيها ويرْتَفع. قال ابن بري: وحكى ابن الأَجدابي عن أَهل اللغة قَلْصَة، بالإِسكان، وجمعها قَلَص مثل حَلْقة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك.
والقَلْص: كثرة الماء وقلته، وهو من الأَضداد.
وقال أَعرابي: أَبَنْت بَيْنُونة فما وجدت فيها إِلاَّ قَلْصَةً من الماء أَي قليلاً.
وقَلَصَت البئرُ إِذا ارتفعت إِلى أَعلاها، وقَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ. شمر: القالِص من الثياب المُشَمَّرُ القصير.
وفي حديث عائشة، رضوان اللّه عليها: فقَلَصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً أَي ارتفع وذهب. يقال: قَلَصَ الدمعُ مخففاً، وإِذا شدد فللمبالغة.
وكل شيء ارتفع فذهب، فقد قَلَّص تقليصاً؛ وقال: يوماً تَرَى حِرْباءَه مُخَاوِصَا، يَطْلُبُ في الجَنْدَل ظِلاًّ قالِصا وفي حديث ابن مسعود: أَنه قال للضَّرع اقْلِصْ فقَلَص أَي اجتمع؛ وقول عبد مناف بن ربع: فقَلْصِي ونَزْلِي قد وجَدْتُمْ حَفِيلَهُ، وشَرّي لكم، ما عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ قَلْصي: انقباضي.
ونَزْلي: استرسالي. يقال للناقة إِذا غارت وارتفع لبنها: قد أَقْلَصَت، وإِذا نزل لبنُها: قد أَنْزَلَتْ.
وحَفِيلُه: كثرة لبنه.
وقَلَص القومُ قُلُوصاً إِذا اجتمعوا فساروا؛ قال امرؤ القيس: وقد حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَقُلُوص وقَلَصَت الشفة تَقْلِص: شَمَّرَتْ ونَقَصَت.
وشفة قالِصة وقميص مُقَلَّص، وقَلَّصْتُ قميصي: شَمَّرتُه ورفَعْتُه؛ قال: سراج الدُّجى حَلّتْ بسَهْلٍ، وأُعْطِيَتْ نَعِيماً وتَقْليصاً بدِرْعِ المَناطِقِ وتَقَلَّص هو: تَشَمَّر.
وفي حديث عائشة: أَنها رأَت على سعد درعاً مُقَلِّصة أَي مجتمعة منضمة. يقال: قَلَّصَت الدرعُ وتَقَلَّصَت، وأَكثر ما يقال فيما يكون إِلى فوق.
وفرس مُقَلِّص، بكسْر اللام: طويل القوائم منضم البطن، وقيل: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قال بشر: يُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد أَقَبُّ مُقَلِّصٌ، فيه اقْوِرارُ وقَلَّصَت الإِبلُ في سيرها: شَمَّرَتْ.
وقلَّصَت الإِبلُ تَقْليصاً إِذا استمرت في مضيها؛ وقال أَعرابي: قَلِّصْنَ والْحَقْنَ بدِبْثا والأَشَلّْ يخاطب إِبلاً يَحدُوها.
وقَلَّصَت الناقةُ وأَقْلَصَت وهي مِقْلاص: سَمِنت في سَنَامها، وكذلك الجمل؛ قال: إِذا رآه في السَّنام أَقْلَصها وقيل: هو إِذا سمنت في الصيف.
وناقة مِقْلاص إِذا كان ذلك السِّمَن إِنما يكون منها في الصيف، وقيل: أَقْلَص البعيرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شيئاً وارتفع؛ والقَلْص والقُلُوص: أَولُ سِمَنها. الكسائي: إِذا كانت الناقة تسمَن وتُهْزَلُ في الشتاء فهي مِقْلاص أَيضاً.
والقَلُوص: الفَتِيَّة من الإِبل بمنزلة الجارية الفَتَاة من النساء، وقيل: هي الثَّنِيَّة، وقيل: هي ابنة المخاض، وقيل: هي كل أُنثى من الإِبل حين تركب وإِن كانت بنت لبون أَو حقة إِلى أَن تصير بَكْرة أَو تَبْزُل، زاد التهذيب: سميت قَلُوصاً لطول قوائمها ولم تَجْسُم بَعْدُ، وقال العدوي: القَلُوص أَول ما يُرْكَب من إِناث الإِبل إِلى أَن تُثْني، فإِذا أَثنت فهي ناقة، والقَعُود أَول ما يركب من ذكور الإِبل إِلى أَن يُثْني، فإِذا أَثْنى فهو جمل، وربما سموا الناقة الطويلة القوائم قَلُوصاً، قال: وقد تسمى قَلُوصاً ساعَةَ توضَع، والجمع من كل ذلك قَلائِص وقِلاص وقُلُص، وقُلْصانٌ جمع الجمع، وحالبها القَلاَّص؛ قال الشاعر: على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائِطا، يَشْدَخْنَ بالليل الشجاعَ الخابِطا وفي الحديث: لتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعى عليها أَي لا يَخْرُج ساع إِلى زكاة لقلة حاجة الناس إِلى المال واستغنائهم عنه، وفي حديث ذي المِشْعار: أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ.
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: على قُلُص نَوَاجٍ؛ وأَما ما ورد في حديث مكحول: أَنه سئل عن القَلُوص أَيُتوضأُ منه؟ فقال: لم يتَغَير القَلوص نهر، قَذِرٌ إِلا أَنه جار.
وأَهل دمشق يسمون النهر الذي تنصبّ إِليه الأَقذار والأَوساخ: نهرَ قَلُوط، بالطاء.
والقَلُوص من النعام: الأُنثى الشابة من الرِّئَال مثل قَلُوص الإِبل. قال ابن بري: حكى ابن خالويه عن الأَزدي أَن القَلُوص ولد النعام حَفَّانُها ورِئَالُها؛ وأَنشد (* البيت لعنترة من معلقته.) : تَأْوي له قُلُصُ النَّعام، كما أَوَت حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ والقَلُوص: أُنثى الحُبارى، وقيل: هي الحُبارى الصغيرة، وقيل: القَلُوص أَيضاً فرخ الحُبارى؛ وأَنشد للشماخ: وقد أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلاً كَأنَّها قَلُوص حُبارَى، رِيشُها قد تَمَوَّرا والعرب تَكْني عن الفَتَيات بالقُلُص؛ وكتب رجل من المسلمين إِلى عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، من مَغْزىً له في شأْن رجل كان يخالف الغزاة إِلى المُغِيبَات بهذه الأَبيات: أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رسولاً فِدىً لك، من أَخي ثقةٍ، إِزارِي قَلائِصَنَا، هداك اللّه، إِنا شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ يُعَقِّلُهن جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ، وبئسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار (* ورد في رواية اللسان في مادة ازر: الخيار بدلاً من الظؤار.) أراد بالقلائص ههنا النساء ونصبها على المفعول بإِضمار فعل أَي تدارَكْ قلائصنا، وهي في الأَصل جمع قَلُوص، وهي الناقة الشابة، وقيل: لا تزال قلوصاً حتى تصير بازلاً؛ وقول الأَعشى: ولقد شَبَّت الحروبُ فما عَمْـ ـمَرْتَ فيها، إِذ قَلَّصَتْ عن حيالِ أَي لم تَدْعُ في الحروب عمراً إِذ قَلَّصَتْ أَي لَقِحَت بعد أَن كانت حائلاً تحمل وقد حالت؛ قال الحرث بن عباد: قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي، لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عن حِيَالِ وقَلَّصَتْ وشَالَت واحد أَي لقحت.
وقِلاص النجم: هي العشرون نجماً التي ساقها الدَبَران في خِطبة الثريا كما تزعم العرب؛ قال طفيل: أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فقد أَوفى بذمَّتِهِ، كما وَفى بقِلاصِ النجم حاديها وقال ذو الرمة: قِلاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعْمِّمٌ، هَجَائِنُ قد كادَتْ عليه تَفَرَّقُ وقَلَّص بين الرجلين: خلَّص بينهما في سِباب أَو قتال.
وقلَصَتْ نفسُه تقْلِص قَلْصاً وقَلِصَت: غَثَتْ.
وقَلَص الغديرُ: ذهب ماؤه؛ وقول لبيد: لوِرْد تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ، يَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ يعني تَخلَّف عنه؛ بذلك فسره ابن الأَعرابي.

كيد (لسان العرب) [0]


كاد يَفْعَل كذا كَيْداً: قارَب. قال ابن سيده: قال سيبويه: لم يستعملوا الاسم والمصدر اللذين في موضعهما يفعل في كاد وعَسَى، يعني أَنهم لا يقولون كادَ فاعِلاً أَو فعْلاً فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشيء عن الشيء، وربما خرج في كلامهم؛ قال تأَبَّط شرًّا. فأُبْتُ إِلى فَهْمٍ وما كِدْتُ آئباً، وكم مِثلِها فارَقْتُها، وهْيَ تَصْفرُ قال: هكذا صحة هذا البيت، وكذلك هو في شعره، فأَما رواية من لا يضبطه وما كنت آئباً ولم أَكُ آئباً فلبعده عن ضبطه؛ قال: قال ذلك ابن جني، قال: ويؤكد ما رويناه نحن مع وجوده في الديوان أَن المعنى عليه أَلا ترى أَن . . . أكمل المادة معناه فأُبْتُ وما كِدْتُ أَؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فلا وجه لها في هذا الموضع، ولا أَفعلُ ذلك ولا كيداً ولا هَمّاً. قال ابن سيده: وحكى سيبويه أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زَيدٌ يفعل كذا؛ وقال أَبو الخطاب: وما زِيل يفعل كذا؛ يريدون كادَ وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِلَ كما نقلوا في فعِلْت؛ وقد روي بيتُ أَبي خِراش: وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي، وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذلك يَيْتَم قال سيبويه: وقد قالوا كُدْتُ تَكادُ فاعتلت من فَعُلَ يفْعَل، كما اعتلت تموت عن فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم يجئ تموت على ما كَثُرَ في فَعِلَ. قال: وقوله عز وجل: أَكاد أَخفيها؛ قال الأَحفَش: معناه أُخفيها. الليث: الكَيْدُ من المَكِيدَة، وقد كاده مَكِيدةً.
والكَيْدُ: الخُبِثُ والمَكْرُ؛ كاده يَكمِيدَُهُ كَيْداً ومَكِيدَةً، وكذلك المكايَدةُ.
وكلُّ شيء تعالجُه، فأَنت تَكِيدُه.
وفي حديث عمرو بن العاص: ما قولك في عُقُولٍ كادها خالقها؟ وفي رواية: تلك عقولٌ كادها بارِئُها أَي أَرادها بسوء. يقال: كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه.
والكَيْدُ: الاحتيالُ والاجتهاد، وبه سميت الحرب كيداً.
وهو يَكِيدُ بنفسه كيداً: يجود بها ويسوق سِياقاً.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على سعد بن معاذ وهو يَكِيدُِ بنفسه فقال: حزاك الله من سيِّدِ قومٍ فقد صَدقْتَ اللهَ ما وعَدْتَه وهو صادقُك ما وعَدَك؛ يكيدُ بنفسه: يريد النَّزْعَ.
والكَيْدُ: السَّوْقُ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: تخرج المرأَة إِلى أَبيها يَكِيدُ بنفسه أَي عندَ نزع روحِه وموتِه. الفراء: العرب تقول: ما كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قد بلَغت؛ قال: وهذا هو وجه العربية؛ ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين وهو بمنزلة الظن أَصله الشك ثم يُجْعلُ يقيناً.
وقال الأَخفش في قوله تعالى: لم يكد يراها؛ حمل على المعنى وذلك أَنه لا يراها، وذلك أَنك إِذا قلت كادَ يفعل إِنما تعني قارَب الفعل، ولم يَفعل على صحة الكلام، وهكذا معنى هذه الآية إِلا أَنَّ اللغة قد أَجازت لم يَكَد يَفْعل وقد فعَل بعد شدّة، وليس هذا صحة الكلام لأَنه إِذا قال كادَ يفعل فإِنما يعني قارَبَ الفِعْل، وإِذا قال لم يكَدُ يَفْعَل يقول لم يقارِبِ الفعل إِلا أَن اللغة جاءَت على ما فُسِّرَ، قال: وليس هو على صحة الكلمة.
وقال الفراء: كلما أَخرج يده لم يكد يراها من شدّة الظلمة لأَنَّ أَقلَّ من هذه الظلمة لا تُرى اليد فيه، وأَما لم يكد يقوم فقد قام، هذا أَكثر اللغة. ابن الأَنباري: قال اللغويون كِدْتُ أَفْعَلُ معناه عند العرب قاربْتُ الفعل، ولم أَفعل وما كِدْتُ أَفعَلُ معناه فَعَلْتُ بعد إِبْطاء. قال: وشاهده قوله تعالى: فذبحوها وما كادوا يفعلون؛ معناه فعلوا بعد إِبطاء لتعذر وِجْدانِ البقرة عليهم.
وقد يكون: ما كِدْتُ أَفْعَلُ بمعنى ما فَعَلْتُ ولا قارَبْتُ إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ. قال أَبو بكر في قولهم: قد كاد فلان يَهْلِكُ؛ معناه قد قاربَ الهلاكَ ولم يَهْلِكْ، فإِذا قلت ما كاد فلانٌ يقوم، فمعناه قام بعد إِبطاء؛ وكذلك كاد يقوم معناه قارب القيامَ ولم يقم؛ قال: وهذا وجه الكلام، ثم قال: وتكون كاد صلة للكلام، أَجاز ذلك الأَخفش وقطرب وأَبو حاتم؛ واحتج قطرب بقول الشاعر: سَريعٌ إِلى الهَيْجاءِ شاكٍ سِلاحهُ، فما إِنْ يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ معناه ما يَتَنَفَّس قِرْنُه؛ وقال حسان: وتَكادُ تَكْسَلُ أَن تجيءَ فِراشَها معناه وتَكْسَل.
وقوله تعالى: لم يكد يراها؛ معناه لم يرها ولم يُقارِبْ ذلك؛ وقال بعضهم: رآها من بعد أَن لم يكد يراها من شدة الظلمة؛ وقول أَبي ضبة الهذلي: لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنانَ فَكَبَّه مِنَّي تَكايُدُ طَعْنَة وتَأَيُّدُ قال السكري: تَكايُدٌ تَشَدُّدٌ.
وكادت المرأَة: حاضت؛ ومنه حديث ابن عباس: أَنه نظر إِلى جَوارٍ قد كِدْنَ في الطريق فأَمر أَن يَتَنَحَّيْنَ؛ معناه حِضْنَ في الطريق. يقال: كادت تَكِيدُ كَيْداً إِذا حاضت.
وكادَ الرجلُ: قاءَ.
والكَيْدُ: القَيْءُ؛ ومنه حديث قتادة: إِذا بَلِغَ الصائمُ الكَيْدَ أَفطر؛ قال ابن سيده: حكاه الهروي في الغريبين. ابن الأَعرابي: الكَيْدُ صِياحُ الغُراب بجَهْد ويسمى إِجهادُ الغُرابِ في صياحه كيداً، وكذلك القيء.
والكَيْدُ: إِخراج الزَّنْد النارَ.
والكَيْدُ: التدبير بباطل أَو حَقّ.
والكَيْدُ: الحيض.
والكَيْدُ: الحرب.
ويقال: غزا فلان فلم يلق كَيْداً.
وفي حديث ابن عمر: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كَيْداً أَي حرباً.
وفي حديث صُلْح نَجْران: أَن عليهم عاريةَ السلاح إِن كان باليمن كَيْدٌ ذات غَدْرٍ أَي حرب ولذلك أَنَّثها. ابن بُزُرج: يقال مِن كادهما يَتَكايَدان وأَصحاب النحو يقولون يتكاودان وهو خطأٌ لأَنهم يقولون إِذا حُمِلَ أَحدهم على ما يَكْره: لا والله ولا كَيْداً ولا هَمًّا؛ يريد لا أُكادُ ولا أُهَمُّ.
وحكى ابن مجاهد عن أَهل اللغة: كاد يكاد كان في الأَصل كَيِدَ يَكْيَدُ.
وقوله عز وجل: إِنهم يَكِيدُون كَيْداً وأَكِيدُ كَيْداً؛ قال الزجاج: يعني به الكفار، إِنهم يُخاتلون النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُظْهِرون ما هم على خلافه؛ وأَكِيد كيداً؛ قال: كَيْد الله تعالى لهم استدراجهم من حيث لا يعلمون.
ويقال: فلان يكيد أَمراً ما أَدْرِي ما هو إِذا كان يُرِيغُه ويَحْتالُ له ويسعى له ويَخْتِلُه.
وقال: بَلَغُوا الأَمر الذي كادوا، يريد: طلبوا أَو أَرادوا؛ وأَنشد أَبو بكر في كاد بمعنى أَراد للأَفوه: فإِنْ تَجَمَّعَ أَوتادٌ وأَعْمِدَةٌ وساكِنٌ، بَلَغُوا الأَمرَ الذي كادوا أَراد الذي أَرادوا؛ وأَنشد: كادَتْ وكِدْتُ، وتلك خَيرُ إِرادةٍ، لو كانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابةِ ما مَضَى قال: معناه أَرادتْ وأَرَدْتُ. قال: ويحتمله قوله تعالى: لم يكَدْ يراها، لأَن الذي عايَنَ من الظلمات آيَسَه من التأَمل ليده والإِبصار إِليها. قال: ويراها بمعنى أَن يراها فلما أَسقط أَن رفع كقوله تعالى: تأْمرونِّي أَعبُدُ؛ معناه أَن أَعبد.

نحب (لسان العرب) [0]


النَّحْبُ والنَّحِـيبُ: رَفْعُ الصَّوتِ بالبكاءِ، وفي المحكم: أَشدُّ البكاءِ. نحَبَ يَنْحِبُ بالكسر (2) (2 قوله «نحب ينحب، بالكسر» أي من باب ضرب كما في المصباح والمختار والصحاح، وكذا ضبط في المحكم.
وقال في القاموس النحب أشد البكاء وقد نحب كمنع.) ، نحِـيباً، والانْتِحابُ مثله، وانتَحَبَ انتِحاباً.
وفي حديث ابن عمر لما نُعِـيَ إِليه حُجْرٌ: غَلَب عليه النَّحِـيبُ؛ النَّحِـيبُ: البكاءُ بصَوْتٍ طَويلٍ ومَدٍّ.
وفي حديث الأَسْوَدِ بن الـمُطَّلِبِ: هل أُحِلَّ النَّحْبُ؟ أَي أُحِلَّ البُكاءُ.
وفي حديث مجاهدٍ: فنَحَبَ نَحْبَةً هاجَ ما ثَمَّ من البَقْل.
وفي حديث عليٍّ: فهل دَفَعَتِ الأَقاربُ، ونَفَعَتِ النَّواحِبُ؟ أَي البواكي، جمع ناحِـبةٍ؛ وقال ابن مَحْكان: زَيَّافَةٌ لا تُضِـيعُ الـحَيَّ . . . أكمل المادة مَبْرَكَها، * إِذا نَعَوها لراعي أَهْلِها انْتَحَبا ويُرْوَى: لما نَعَوْها؛ ذكَر أَنه نَحَر ناقةً كريمةً عليه، قد عُرِفَ مَبرَكُها، كانت تُؤتى مراراً فتُحْلَبُ للضَّيْف والصَّبـيِّ.
والنَّحْبُ: النَّذْرُ، تقول منه: نَحَبْتُ أَنْحُبُ، بالضم؛ قال: فإِني، والـهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ، * كذاتِ النَّحْبِ تُوفي بالنُّذورِ وقد نَحَبَ يَنْحُبُ؛ قال: يا عَمْرُو يا ابنَ الأَكْرَمينَ نسْبا، * قد نَحَبَ الـمَجْدُ عليك نحْبا أَراد نَسَباً، فخَفَّفَ لمكان نَحْبٍ أَي لا يُزايِلُك، فهو لا يَقْضي ذلك النَّذْرَ أَبَداً.
والنَّحْبُ: الخطَرُ العظيم.
وناحَبَهُ على الأَمر: خاطَرَه؛ قال جرير: بِطَخْفَة جالَدْنا الـمُلوكَ، وخَيْلُنا، * عَشِـيَّةَ بَسْطامٍ، جَرَينَ على نَحْبِ أَي على خَطَر عظيم.
ويقال: على نَذْرٍ.
والنَّحْبُ: الـمُراهَنة والفعل كالفعل (1) (1 قوله «والفعل كالفعل» أي فعل النحب بمعنى المراهنة كفعل النحب بمعنى الخطر والنذر وفعلهما كنصر وقوله والنحب الهمة إلخ. هذه الأربعة من باب ضرب كما في القاموس.) .
والنَّحْبُ: الـهِمَّة.
والنَّحْبُ: البُرْهانُ.
والنَّحْبُ: الحاجة.
والنَّحْبُ: السعال. الأَزهري عن أَبي زيد: من أَمراض الإِبل النُّحابُ، والقُحابُ، والنُّحازُ، وكل هذا من السُّعال.
وقد نَحَبَ البعيرُ يَنحِبُ نُحاباً إِذا أَخَذه السُّعال. أَبو عمرو: النَّحْبُ النَّومُ؛ والنَّحْبُ: صَوْتُ البكاءِ؛ والنَّحْبُ: الطُّولُ؛ والنَّحْبُ: السِّمَنُ؛ والنَّحْبُ: الشِّدَّة؛ والنَّحْبُ: القِمارُ، كلها بتسكين الحاءِ.
وروي عن الرِّياشيِّ: يومٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ.
والنَّحْبُ: الموتُ.
وفي التنزيل العزيز: فمنهم مَن قَضَى نَحْبَه؛ وقيل معناه: قُتِلوا في سبيل اللّه، فأَدْرَكوا ما تَمَنَّوْا، فذلك قَضاءُ النَّحْب.
وقال الزجاج والفراء: فمنهم مَنْ قَضَى نَحْبَه أَي أَجَلَه.
والنَّحْبُ: المدَّةُ والوقت. يقال قَضى فلانٌ نَحْبَه إِذا مات.
وروى الأَزهري عن محمد بن إِسحق في قوله: فمنهم من قَضَى نَحْبَه، قال: فَرَغَ من عَمَلِه، ورجع إِلى ربه؛ هذا لِـمَنْ اسْتُشْهِدَ يومَ أُحُدٍ، ومنهم من يَنتَظِرُ ما وَعَدَه اللّه تعالى مِن نَصْرِه، أَو الشهادة، على ما مَضَى عليه أَصْحابُه؛ وقيل: فمنهم من قَضى نحْبه أَي قَضى نَذْره، كأَنه أَلْزَم نَفْسَه أَن يموتَ، فوَفَّى به.
ويقال: تَناحَبَ القومُ إِذا تواعدوا للقتال أَيَّ وقتٍ، وفي غير القتال أَيضاً.
وفي الحديث: طَلْحةُ ممن قَضى نَحْبَه؛ النَّحْبُ: النَّذْرُ، كأَنه أَلزم نفسه أَن يَصْدُقَ الأَعْداءَ في الحرْب، فوفَّى به ولم يَفْسَخْ؛ وقيل: هو من النَّحْبِ الموت، كأَنه يُلْزِمُ نفسه أَن يُقاتِلَ حتى يموتَ.
وقال الزجاج: النَّحْبُ النَّفْسُ، عن أَبي عبيدة.
والنَّحْبُ: السَّيرُ السريع، مثل النَّعْبِ.
وسَيرٌ مُنَحِّبٌ: سريع، وكذلك الرجل.
ونَحَّبَ القومُ تَنْحِـيباً: جَدُّوا في عَمَلهم؛ قال طُفَيْلٌ: يَزُرْنَ أَلالاً، ما يُنَجِّبْنَ غَيرَه، * بكُلِّ مُلَبٍّ أَشْعَثِ الرَّأْسِ مُحْرِمِ وسارَ فلانٌ على نَحْبٍ إِذا سار فأَجْهَدَ السَّيرَ، كَـأَنه خاطَرَ على شيء، فَجَدَّ؛ قال الشاعر: ورَدَ القَطا منها بخَمْسٍ نَحْبِ أَي دَأَبَتْ.
والتَّنْحِـيبُ: شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ؛ قال ذو الرمة: ورُبَّ مَفازةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ، * تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِـيالا والقَذَفُ: البرِّيَّةُ التي تَقاذَفُ بسالكها.
وتَغول: تُهْلِكُ.
وسِرْنا إِليها ثلاثَ ليالٍ مُنَحِّباتٍ أَي دائباتٍ.
ونحَّبْنا سَيْرَنا: دَأَبناهُ؛ ويقال: سارَ سَيراً مُنَحِّباً أَي قاصداً لا يُريد غيرَه، كأَنه جَعَلَ ذلك نَذراً على نفسه لا يريد غيره؛ قال الكُمَيْت: يَخِدْنَ بنا عَرْضَ الفَلاةِ وطولَها، * كما صارَ عن يُمْنى يَدَيه الـمُنَحِّبُ الـمُنَحِّبُ: الرجلُ؛ قال الأَزهري: يقول إِن لم أَبْلُغْ مَكانَ كذا وكذا، فلك يَمِـيني. قال ابن سيده في هذا البيت: أَنشده ثعلب وفسره، فقال: هذا رَجُلٌ حَلَف إِن لم أَغْلِبْ قَطَعْتُ يدي، كأَنه ذهَبَ به إِلى معنى النَّذْرِ؛ قال: وعندي أَنّ هذا الرَّجُلَ جَرَتْ له الطَّيرُ مَيامينَ، فأَخَذ ذات اليمينِ عِلْماً منه أَن الخَيرَ في تلك الناحية. قال: ويجوز أَن يريدَ كما صارَ بيُمْنى يَدَيه أَي يَضْرِبُ يُمْنى يَدَيْه بالسَّوْط للناقة؛ التهذيب، وقال لبيد: أَلا تَسْـأَلانِ الـمَرْءَ ماذا يحاوِلُ: * أَنَحْبٌ فيُقْضَى أَمْ ضلالٌ وباطِلُ يقول: عليه نَذْرٌ في طُول سَعْيه.
ونَحَبَه السَّيرُ: أَجْهَدَه.
وناحَبَ الرجلَ: حاكمَه وفاخَرَهُ.
وناحَبْتُ الرجلَ إِلى فلانٍ، مثلُ حاكمْتُه.
وفي حديث طلحة ابن عُبَيْدِاللّه أَنه قال لابن عباس: هل لكَ أَن أُناحِـبَكَ وتَرْفَعَ النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم؟ قال أَبو عبيد، قال الأَصمعي: ناحَبْتُ الرَّجلَ إِذا حاكمْتَه أَو قاضيتَه إِلى رجل. قال، وقال غيره: ناحَبْتُه، ونافَرْتُه مثلُه. قال أَبو منصور: أَراد طلحةُ هذا المعنى، كأَنه قال لابن عباس: أُنافِرك أَي أُفاخِرك وأُحاكمُكَ، فَتَعُدُّ فَضائِلَكَ وحَسَبَكَ، وأَعُدُّ فَضائلي؛ ولا تَذْكُرْ في فضائلك النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وقُرْبَ قرابتك منه، فإِن هذا الفضلَ مُسَلَّم لك، فارْفَعْه من الرأْس، وأُنافرُكَ بما سواه؛ يعني أَنه لا يَقْصُرُ عنه، فيما عدا ذلك من الـمَفاخر.
والنُّحْبَةُ: القُرْعة، وهو مِن ذلك لأَنها كالحاكمة في الاسْتِهامِ.
ومنه الحديث: لو عَلِمَ الناس ما في الصفِّ الأَوَّل، لاقْتَتَلوا عليه، وما تَقَدَّموا إِلاَّ بِنُحْبَةٍ أَي بقُرْعةٍ.
والـمُناحَبَةُ: الـمُخاطَرَة والمراهَنة.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه، في مُناحَبَةِ: أَلم غُلِـبَت الرُّومُ؛ أَي مُراهَنَتِه لقُرَيْشٍ، بين الروم والفُرْس.
ومنه حديث الأَذان (1) (1 قوله «ومنه حديث الأذان استهموا عليه إلخ» كذا بالأصل ولا شاهد فيه الا أن يكون سقط منه محل الشاهد فحرره ولم يذكر في النهاية ولا في التهذيب ولا في المحكم ولا في غيرها مما بأيدينا من كتب اللغة.): اسْتَهَموا عليه. قال: وأَصله من الـمُناحبَة، وهي الـمُحاكمة. قال: ويقال للقِمار: النَّحْب، لأَنه كالـمُساهَمَة.التهذيب، أَبو سعيد: التَّنْحِـيبُ الإِكْبابُ على الشيءِ لا يفارقه، ويقال: نَحَّبَ فُلان على أَمْره. قال: وقال أَعرابي أَصابته شَوكةٌ، فَنَحَّبَ عليها يَسْتَخْرِجُها أَي أَكَبَّ عليها؛ وكذلك هو في كل شيءٍ، وهو مُنَحِّبٌ في كذا، واللّه أَعلم.

وصل (لسان العرب) [0]


وَصَلْت الشيء وَصْلاً وَصِلةً، والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران. ابن سيده: الوَصْل خلاف الفَصْل.
وَصَل الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً وصُلَةً؛ الأَخيرة عن ابن جني، قال: لا أَدري أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير مطَّرد، قال: وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف إِنما هي الفاء التي هي الواو، وقال أَبو علي: الضمَّة في الصُّلَة ضمة الواو المحذوفة من الوُصْلة، والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو في يَجُدُ، ووَصَّلَهُ كلاهما: لأَمَهُ.
وفي التنزيل العزيز: ولقد وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ، أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من مَضَى بعضها ببعض، لعلهم يَعْتَبرون.
واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء: لم ينقطع؛ وقوله أَنشده ابن جني: قامَ بها يُنْشِدُ كلّ . . . أكمل المادة مُنْشِدِ، وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ إِنما أَراد اتَّصَلَتْ، فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: سُحَيْراً، وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ معناه: أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل، وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا يَجْري ولا يَتَّصِل، والثَّغَبُ: مَسِيلٌ دَقيقٌ، شَبَّه الإِبِل في مَدِّها أَعناقها إِذا جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في الوادي.
ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه: انتهى إِليه وبَلَغه؛ قال أَبو ذؤيب: تَوَصَلُ بالرُّكْبان حيناً، وتُؤْلِفُ الـ ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها ووَصَّله إِليه وأَوْصَله: أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه.
وفي حديث النعمان بن مُقَرِّن: أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضرَب في القوم أَي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من السُّرْعة.
وفي الحديث: رأَيت سَبَباً واصِلاً من السماء إِلى الأَرض أَي مَوْصولاً، فاعل بمعنى مفعول كماءٍ دافِقٍ؛ قال ابن الأَثير: كذا شرح، قال: ولو جعل على بابه لم يَبْعُد.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: صِلوا السيوفَ بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل؛ قال ابن الأَثير: أَي إِذا قَصُرت السيوف عن الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم بالنَّبْل؛ قال: ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير: يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا، حتى إِذا طَعَنُوا ضارَبَهُمْ، فإِذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقا وفي الحديث: كان اسمُ نَبْلِه، عليه السلام، المُوتَصِلة؛ سميت بها تفاؤلاً بوُصولها إِلى العدوِّ، والمُوتَصِلة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه الواو وأَشباهها في التاء، فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك، وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد.
وأَوْصَله غيرُه ووَصَلَ: بمعنى اتَّصَل أَي دَعا دعْوى الجاهلية، وهو أَن يقول: يالَ فلان وفي التنزيل العزيز: إِلاَّ الذين يَصِلون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاقٌ؛ أَي يَتَّصِلون؛ المعنى اقتُلوهم ولا تَتَّخِذوا منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق واعْتَزَوْا إِليهم.
واتَّصَلَ الرجلُ: انتسَب وهو من ذلك؛ قال الأَعشى: إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ، وبَكْرٌ سَبَتْها، والأُنُوفُ رَواغِمُ (* قوله «قالت لبكر» في المحكم والتهذيب: قالت أَبكر إلخ). أَي إِذا انتَسَبَتْ.
وقال ابن الأَعرابي في قوله: إِلا الذين يَصِلون إِلى قوم؛ أَي يَنتَسِبون. قال الأَزهري: والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ المنهيّ عنه إِذا قال يالَ بني فلان ابن السكيت: الاتِّصال أَن يقول يا لَفُلان، والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ فلان.
وقال أَبو عمرو: الاتصالُ دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً، والاعْتزاءُ عند شيء يعجبُه فيقول أَنا ابن فلان.
وفي الحديث: مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى الجاهلية، وهي قولهم يالَ فلان، فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك. يقال: وَصَل إِليه واتَّصَل إِذا انتَمى.
وفي حديث أُبَيٍّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَل.
والواصِلة من النساء: التي تَصِل شعَرَها بشعَر غيرها، والمُسْتَوْصِلة: الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لعَنَ الواصِلةَ والمُسْتَوْصِلة؛ قال أَبو عبيد: هذا في الشعَر وذلك أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً.
وروي في حديث آخر: أَيُّما امرأَةٍ وَصَلت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً، قال: وقد رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ شيء وُصِل به الشعر، وما لم يكن الوَصْل (* قوله «وما لم يكن الوصل» أي الموصول به شعراً إلخ) شعراً فلا بأْس به.
وروي عن عائشة أَنها قالت: ليست الواصِلةُ بالتي تَعْنون، ولا بأْسَ أَنْ تَعْرَى المرأَةُ عن الشعَر فتَصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد، وإِنما الواصِلة التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها، فإِذا أَسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيادة؛ قال ابن الأَثير: قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له: ما سمعت بأَعْجَب من ذلك.
ووَصَله وَصْلاً وصِلة وواصَلَهُ مُواصَلةً ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ ودَعارَتِه، وكذلك وَصَل حَبْله وَصْلاً وصِلةً؛ قال أَبو ذؤيب: فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها، وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل وواصَلَ حَبْله: كوَصَله.
والوُصْلة: الاتِّصال.
والوُصْلة: ما اتَّصل بالشيء. قال الليث: كلُّ شيء اتَّصَل بشيء فما بينهما وُصْلة، والجمع وُصَل.
ويقال: وَصَل فلان رَحِمَه يَصِلها صِلةً.
وبينهما وُصْلة أَي اتِّصال وذَرِيعة.
ووَصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِل وُصولاً، وهذا غير واقع.
ووَصَّله تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَصْل، وواصَله مُواصَلةً ووِصالاً، ومنه المُواصَلةُ بالصوم وغيره.
وواصَلْت الصِّيام وِصالاً إِذا لم تُفْطِر أَياماً تِباعاً؛ وقد نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الوِصال في الصوم وهو أَن لا يُفْطِر يومين أَو أَياماً، وفيه النهي عن المُواصَلة في الصَّلاة، وقال: إِنَّ امْرَأً واصَلَ في الصلاة خرج منها صِفْراً؛ قال عبد الله بن أَحمد بن حنبل: ما كُنَّا نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة حتى قَدِم علينا الشافعيُّ، فمضى إِليه أَبي فسأَله عن أَشياء وكان فيما سأَله عن المُواصَلة في الصلاة، فقال الشافعي: هي في مواضع: منها أَن يقول الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن يسكُت الإِمام، ومنها أَن يَصِل القراءة بالتكبير، ومنها السلامُ عليكم ورحمةُ الله فيَصِلها بالتسليمة الثانية، الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا يُجْمَع بينهما، ومنها إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو بواو.
وتَوَصَّلْت إِلى فلان بوُصْلة وسبب توَصُّلاً إِذا تسبَّبت إِليه بحُرْمة.
وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في الوُصول إِليه.
وفي حديث عُتْبة والمقدام: أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بالمشركين حتى خَرجا إِلى عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا إِلى المسلمين، وتوصَّلا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا.
والوَصْل: ضد الهجران.
والتَّواصُل: ضد التَّصارُم.
وفي الحديث: مَن أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه، تكرّر في الحديث ذكر صِلة الرَّحِم؛ قال ابن الأَثير: وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين من ذوي النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم، وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا، وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه. يقال: وَصَل رَحِمَه يَصِلُها وَصْلاً وصِلةً، والهاء فيها عِوَض من الواو المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِليهم قد وَصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة والصِّهْر.
وفي حديث جابرٍ: إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلاً من ذهَب أَي صِلةً وهِبةً، كأَنه ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في مَعاشه.
ووَصَله إِذا أَعطاه مالاً.
والصِّلة: الجائزة والعطيَّة.
والوَصْل: وَصْل الثوب والخُفّ.
ويقال: هذا وَصْل هذا أَي مثله.
والمَوْصِل: ما يُوصَل من الحبل. ابن سيده: والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل في الحَبْل.
ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما: فَعَل كذا ولا يُوصَل حَيٌّ بميت، وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه؛ قال الغَنَوِي: كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ، ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ ويروى: وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل وهو معنى قول المتنَخِّل الهذلي: ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ، وقد عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ دُعاء لرجل أَي لا وُصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا وُصِل بالميت، ثم قال: وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت ويَتَّصِل به، قال: هذا قول ابن السكيت، قال ابن سيده: والمعنى فيه عندي على غير الدُّعاء إِنما يُريد: ليس هو ما دام حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت لا محالة فيَتَّصِل به وإِن كان الآن حَيًّا، وقال الباهلي: يقول بان الميت فلا يُواصِله الحيُّ، وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَصِّله إِلى ما وَصَل إِليه الميت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ، ومَن يُلْفَ واصِلاً فهو مُودِي قال أَبو العباس: يعني لَوْح المَقابر يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع للميت (* قوله «موضع للميت» لعله موضع لاسم الميت) بَياضاً، فإِذا مات الإِنسانُ وُصِل ذلك الموضع باسمه.
والأَوْصال: المَفاصِل.
وفي صِفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان فَعْمَ الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء، الواحدُ وِصْل.
والمَوْصِل: المَفْصِل.
ومَوْصِل البعير: ما بين العَجُز والفَخِذ؛ قال أَبو النجم: ترى يَبِيسَ الماءِ دون المَوْصِلِ منه بِعجْزٍ، كصَفاةِ الجَيْحَلِ الجَيْحَل: الصُّلْب الضَّخْم.
والوِصْلانِ: العَجُز والفَخِذ، وقيل: طَبَق الظهر.
والوِصْل والوُصْل: كلُّ عظم على حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط بغيره ولا يُوصَل به غيره، وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ، بالدال، والجمع أَوْصال وجُدُول، وقيل: الأَوْصال مجتَمَع العظام، وكلّه من الوَصْل.
ويقال: هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله.
والوَصِيل: بُرود اليمن، الواحدة وَصِيلة.
وفي الحديث: أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً تُبَّعٌ، كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن.
وفي حديث عمرو: قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصائله؛ القتيبي: الوَصائل ثياب يمانية، وقيل: ثياب حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية، ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه، ويجوز أَن يكون أَراد بالوَصائل الصِّلاب، والوَذِيلة قطعة من الفضة، ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ والمَذِيَّةُ؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء، يقول: ما زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به عنها، أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل.
وقوله عز وجل: ما جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ؛ قال المفسرون: الوَصِيلةُ كانت في الشاء خاصة، كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ أُنثى فهي لهم، وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم، فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً وأُنثى قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم.
والوَصِيلة التي كانت في الجاهلية: الناقةُ التي وَصَلَتْ بين عشرة أَبْطُن وهي من الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَت في السابع عَناقاً قيل وَصَلتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ الرِّجال دون النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة.
وقال أَبو عرفة وغيره: الوَصِيلة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا، فإِن كان السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل منه الرجال والنساء، وإِن كانت أُنثى تُرِكتْ في الغنم، وإِن كانت أُنثى وذكَراً قالوا وَصَلتْ أَخاها فلم يُذْبَح وكان لَحْمُها (* قوله «وكان لحمها» في نسخة لبنها) حَراماً على النساء؛ وفي الصحاح: الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً قالوا وَصَلَتْ أَخاها، فلا يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها النساء وكان للرجال، وجرَتْ مَجْرَى السائبة.
وروي عن الشافعي قال: الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن، فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التي وَقَّتوا لها قيل وَصَلتْ أَخاها، وزاد بعضهم: تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال: هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذي بطن بأَخٍ له معه، وزاد بعضهم فقال: قد يَصِلونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلونها في خمسة وفي سبعة.
والوَصِيلةُ: الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُصِلَتْ بأُخْرى، ويقال: قطعنا وَصِيلة بعيدة.
وروي عن ابن مسعود أَنه قال: إِذا كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها، قال: لم يُرِد بالوَصِيلة ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ كَلأٍ؛ قال: وفي الأُولى يقول لبيد: ولقد قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً، يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ والوَصِيلة: العِمَارة والخِصْب، سمِّيت بذلك (* قوله «سميت بذلك إلخ» عبارة المحكم: سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها، والوصائل ثياب يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك، واحدتها وصيلة) واحدتها وَصِيلة.وحَرْفُ الوَصْل: هو الذي بعد الرَّوِيِّ، وهو على ضربين: أَحدهما ما كان بعده خروج كقوله: عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله: أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ، وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ قال الأَخفش: يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق، قال: ويكون الوَصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها، وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها، والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ، يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ، فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة الحروف؛ قال ابن جني: فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل، لا يريد به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل، أَلا ترى أَن قول العجاج: قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ لا وَصْل معه؛ وأَن قول الآخر: يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما، وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا إِنما فيه وَصْل لا غير، ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن يأْتي بعد الرَّوِيٍّ، فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ، فأَجْمَل القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله، وجمعه ابن جني على وُصُول، وقياسُه أَن لا يُجْمَع.
والصِّلةُ: كالوَصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به.
وليلة الوَصْل: آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ.
والمَوْصِل: أَرض بين العِراق والجزيرة؛ وفي التهذيب: ومَوْصِل كُورة معروفة؛ وقول الشاعر: وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا، والعِراقُ لنا، والمَوْصِلانِ، ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ يريد المَوْصِل والجزيرة.
والمَوْصولُ: دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع الناسَ.
والمَوْصول من الدوابّ: الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ، لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ ووَاصِل: اسم رجل، والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع الواوين.
ومَوْصول: اسم رجل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَغَرَّكَ، يا مَوْصولُ، منها ثُمالةٌ، وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ؟ أَراد تُؤام فأَبدل.
واليَأْصُول: الأَصْلُ؛ قال أَبو وجزة: يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ.

صرم (لسان العرب) [0]


الصَّرْمُ: القَطْعُ البائنُ، وعم بعضهم به القطع أيَّ نَوْعٍ كان، صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَم، وقد قالوا صَرَمَ الحبلُ نَفْسُه؛ قال كعب بن زهير: وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ قال سيبويه: وقالوا للصارِمِ صَرِيم كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضارب، وصَرَّمَه فَتَصَرَّم، وقيل: الصَّرم المصدر، والصُّرْمُ الاسم.
وصَرَمَه صَرْماً: قطع كلامه. التهذيب: الصَّرْمُ الهِجْرانُ في موضعه.
وفي الحديث: لا يَحِلُّ لمسلم أن يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ أي يَهْجُرَه ويقطع مُكالمتَه. الليث: الصَّرْمُ دخيل، والصَّرْمُ القَطْع البائن للحبل والعِذْقِ، ونحو ذلك الصِّرامُ، وقد صَرَمَ العِذْقَ عن النخلة.
والصُّرْمُ: اسم للقطيعة، وفِعْلُه الصَّرْمُ، والمُصارمةُ بين الاثنين. الجوهري: والانْصِرامُ الانقطاع، والتصارُمُ التقاطع، والتَّصَرُّم . . . أكمل المادة التَّقَطُّعُ.
وتَصََرَّمَ أي تَجَلّد.
وتَصْرِيمُ الحبال: تقطيعها شُدِّدَ للكثرة. الجوهري: صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً قطعته. يقال: صَرَمْتُ أُذُنَه وصَلَمْتُ بمعنىً.
وفي حديث الجُشَمِيِّ: فتَجْدَعُها وتقول هذه صُرُمٌ؛ هي جمع صَرِيمٍ، وهو الذي صُرِمَتْ أُذُنُه أي قُطِعَتْ؛ ومنه حديث عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إن الدنيا قد أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ (* قوله «وقد أدبرت بصرم» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: قد آذنت بصرم) أي بانقطاع وانقضاء.
وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّنُ الصَّرامَةِ والصُّرُومَةِ: قاطع لا ينثني.
والصارمُ: السيف القاطع.
وأَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابن الأعرابي: ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائغاً، عِنْدَ الصَّرِيمِ، كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً على المَثَل، ورجل صارِمٌ وصَرَّامٌ وصَرُومٌ؛ قال لبيد: فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه، ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها ويروى: ولَشَرٌّ؛ وأنشد ابن الأعرابي: صرمْتَ ولم تَصْرِمْ، وأنتَ صَرُومُ، وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟ يعني أنك صَرُومٌ ولم تَصْرِمْ إلا بعدما صُرِمْتَ؛ هذا قول ابن الأعرابي، وقال غيره: قوله ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ أي وأنت قَوِيٌّ على الصَّرْمِ.
والصَّرِيمَةُ: العزيمة على الشيء وقَطْعُ الأمر.
والصَّريمةُ: إحْكامُك أَمُْراً وعَزْمُكَ عليه.
وقوله عز وجل: إن كنتم صارِمِينَ؛ أي عازمين على صَرْم النخل.
ويقال: فلان ماضي الصَّريمة والعَزِيمة؛ قال أَبو الهيثم: الصَّرِيمَةُ والعزيمة واحد، وهي الحاجة التي عَزَمْتَ عليها؛ وأَنشد: وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ حَذَّاءَ، واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا وقَضاءُ الشيء: إحكامه والفَراغُ منه.
وقَضَيْتُ الصلاة إذا فَرَغْتَ منها.
ويقال: طَوى فلانٌ فُؤَاده على عَزيمةٍ، وطَوى كَشْحَه على عَداوة أي لم يظهرها.
ورجل صارِمٌ أي ماضٍ في كل أمر. المحكم وغيره: رجل صارِمٌ جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، وقد صَرُمَ بالضم، صَرامَةً.
والصَّرامَةُ: المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عن المُشاورة.
وصَرامِ: من أسماء الحرب (* قوله «وصرام من اسماء الحرب» قال في القاموس: وكغراب الحرب كصرام كقطام اهـ.
ولذلك تركنا صراح في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأصل) ؛ قال الكميت: جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْـ ـرِ، على حِينِ دَرَّةٍ من صَرامِ وقال الجَعْدِيُّ واسمه قيس بن عبد الله وكنيته أبو ليلى: ألا أَبْلِغْ بني شَيْبانَ عَنِّي: فقد حَلَبَتْ صُرامُ لكم صَراها وفي الألفاظ لابن السكيت: صُرامُ داهيةٌ، وأنشد بيت الكميت: على حين دَرَّةٍ من صُرامِ والصَّيْرَمُ: الرأْي المحكمُ.
والصَّرامُ والصِّرامُ: جَدادُ النخل.
وصَرَمَ النخلَ والشجرَ والزرع يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمه: جَزَّه.
واصْطِرامُ النخل: اجْتِرامُه؛ قال طَرَفَةُ: أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به، فإذا ما جَزَّ نَصْطَرِمُهْ والصَّريمُ: الكُدْسُ المَصْروُم من الزَّرْع.
ونَخْلٌ صَريمٌ: مَصْروُمٌ.
وصِرامُ النخل وصَرامُه: أوانُ إدراكه.
وأَصْرَمَ النخلُ: حان وقتُ صِرامِه.
والصُّرامَةُ: ما صُرِمَ من النخل؛ عن اللحياني.
وفي حديث ابن عباس: لما كان حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبدَ الله بن رَواحة إلى خَيْبَر؛ قال ابن الأثير: المشهور في الرواية فتح الراء أي حِينُ يُقْطَعُ ثمر النخل ويُجَذُّ.
والصِّرامُ: قَطْعُ الثمرة واجتناؤها من النخلة؛ يقال: هذا وقتُ الصِّرامِ والجَذاذِ، قال: ويروى حينُ يُصْرِمُ النخلُ، بكسر الراء، وهو من قولك أَصْرَمَ النخلُ إذا جاء وقتُ صِرامه. قال: وقد يطلق الصِّرامُ على النخل نفسه لأَنه يُصْرَمُ.
ومنه الحديث: لنا من دِفْئِهم وصِرامِهم أي نخلهم.
والصَّريمُ والصَّريمةُ: القِطعة المنقطعة من معظم الرمل، يقال: أَفْعى صَريمةٍ.
وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ أي جماعةٌ منه. قال ابن بري: ويقال في المثل: بالصَّرائِمِ اعْفُرْ، يضرب مثلاً عند ذكر رجل بَلَغَكَ أنه وقع في شَرٍّ لا أَخْطَأَه. المحكم: وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أي قطعةٌ وجماعة منه، وصِرْمَةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كان في وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وفي يدي صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها سُنَّةُ ثَمْغَ؛ قال ابن عيينة: الصِّرْمةُ هي قطعة من النخل خفيفة، ويقال للقطعة من الإبل صِرْمةٌ إذا كانت خفيفة، وصاحبها مُصْرِمٌ، وثَمْغٌ: مالٌ لعمر، رضي الله عنه، وقفه، أَي سبيلُها سبيلُ تلك.
والصَّريمَةُ: الأَرضُ المحصودُ زرعُها.
والصَّريمُ: الصبحُ لانقطاعه عن الليل.
والصَّريم: الليلُ لانقطاعه عن النهار، والقطعة منه صَريمٌ وصَريمةٌ؛ الأُولى عن ثعلب. قال تعالى: فأَصْبَحَتْ كالصَّريمِ؛ أي احترقت فصارتْ سوداءَ مثلَ الليل؛ وقال الفراء: يريد كالليل المُسْوَدِّ، ويقال فأصبحت كالصريم أي كالشيء المصروم الذي ذهب ما فيه، وقال قتادة: فأَصْبَحَتْ كالصَّريم، قال: كأَنها صُرِمَتْ، وقيل: الصريم أرضٌ سوداء لا تنبت شيئاً. الجوهري: الصَّرِيمُ المَجْذُوذُ المقطوع، وأصبحت كالصَّريمِ أي احْتَرقت واسْوادَّتْ، وقيل: الصَّريمُ هنا الشيء المَصْرومُ الذي لا شيء فيه، وقيل: الأرضُ المحصودة، ويقال لليل والنهار الأَصْرَمانِ لأن كل واحد منهما يَنْصَرِمُ عن صاحبه.
والصَّريم: الليل.
والصَّرِيمُ: النهارُ يَنْصَرِمُ الليل من النهار والنهارُ من الليل. الجوهري: الصَّريمُ الليل المظلم؛ قال النابغة: أو تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لا كِفاءَ له، كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ قوله تزجروا فعل منصوب معطوف على ما قبله؛ وهو: إني لأَخْشى عليكم أن يكون لَكُمْ، من أجْلِ بَغْضائكم، يومٌ كأَيَّامِ والمُكْفَهِرّ: الجيش العظيم، لا كِفاء له أي لا نظير له، وقيل في قوله يخلط أصراماً بأَصرام أي يخلط كل حَيٍّ بقبيلته خوفاً من الإغارة عليه، فيخلط، على هذا، من صفة الجيش دون الليل؛ قال ابن بري: وقول زهير: غَدَوْتُ عليه، غَدْوَة، فتركتُه قُعُوداً، لديه بالصَّريم، عَواذِلُهْ (* رواية ديوان زهير: بَكَرتُ عليه، غُدوةً، فرأَيتُه). قال ابن السكيت: أراد بالصَّريم الليل.
والصريم: الصبح وهو من الأضداد.
والأَصْرَمانِ: الليلُ والنهار لأن كل واحد منهما انْصَرَمَ عن صاحبه؛ وقال بِشْرُ بن أبي خازم في الصريم بمعنى الصبح يصف ثوراً: فبات يقولُ: أَصْبِحْ، ليلُ، حَتَّى تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ قال الأصمعي وأبو عمرو وابن الأَعرابي: تَكَشَّفَ عن صريمته أي عن رملته التي هو فيها يعني الثور؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو: تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ، فما يَنْجابُ، عن ليلٍ، صَريمُ ويروى بيت بشر: تَكَشَّفَ عن صَريمَيْهِ قال: وصَريماه أَوَّلُه وآخره.
وقال الأصمعي: الصَّريمةُ من الرمل قطعة ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عن سائر الرمال، وتُجْمَعُ الصَّرائمَ.
ويقال: جاء فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إذا جاء يائساً خائباً؛ وقال الشاعر: أَيَدْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ طَليفاً؟ إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ أيََذْهَبُ ما جمعتُ وأنا يائس منه. الجوهري: الصُّرامُ، بالضم، آخر اللبن بعد التَّغْزير إذا احتاج إليه الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ وقال بشر: ألاَ أَبْلِغْ بني سَعْدٍ، رَسُولاً، ومَوْلاهُمْ، فقد حُلِبَتْ صُرامُ يقول: بلَغ العُذْرُ آخرَه، وهو مثل؛ قال الجوهري: هذا قول أبي عبيدة، قال: وقال الأصمعي الصُّرامُ اسم من أسماء الحرب والداهية؛ وأنشد اللحياني للكميت: مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ، حُسافَةٌ إذا الحرب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ وقال ابن بري في قول بشر: فقد حُلِبَتْ صُرامُ يريد الناقة الصَّرِمَةَ التي لا لبن لها، قال: وهذا مثل ضربه وجعَل الاسمَ معرفة يريد الداهية؛ قال: ويقوّي قولَ الأَصمعي قولُ الكميت: إذا الحرب سمَّاها صرامَ الملقب وتفسير بيت الكميت قال: يقول هم مآشير ما كانوا في رخاء وخِصْبٍ، وهم حُسافةٌ ما كانوا في حرب، والحسافة ما تنائر من التمر الفاسد.
والصَّريمةُ: القِطْعة من النخل ومن الإبل أيضاً.
والصِّرْمَةُ: القِطْعة من السحاب.
والصِّرْمَة: القطعة من الإبل، قيل: هي ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل: ما بين الثلاثين إلى الخمسين والأربعين، فإذا بلغت الستين فهي الصِّدْعَة، وقيل: ما بين العشرة إلى الأَربعين، وقيل: ما بين عشرة إلى بِضْع عَشْرةَ.
وفي كتابه لعمرو بن مُرَّةَ: في التَّبِعَةِ والصُّرَيْمةِ شاتان ان اجتمعتا، وإن تَفرّقتا فشاةٌ شاةٌ؛ الصُّرَيْمة تصغير الصِّرْمَةِ وهي القطيع من الإبل والغنم، قيل: هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها فيَقْطَعُها صاحبُها عن مُعظَمِ إبله وغنمه، والمراد بها في الحديث من مائة وإحدى وعشرين شاةً إلى المائتين إذا اجتمعت ففيها شاتان، فإن كانت لرجلين وفُرِّق بينهما فعلى كل واحد منهما شاةٌ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: قال لمولاه أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ والغُنَيْمة، يعني في الحِمى والمَرْعى، يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة.
والصِّرْمَةُ: القطعة من السحاب، والجمع صِرَمٌ؛ قال النابغة: وهَبَّتِ الريحُ، من تلْقاءِ ذي أُرْكٍ، تُزْجي مع الليلِ، من صُرَّادِها، صِرَما (* في ديوان النابغة: ذي أُرُل بدل ذي أُرُك).
والصُّرَّادُ: غيم رقيق لا ماء فيه، جمع صارِدٍ.
وأَصْرَمَ الرجلُ: افتقر.
ورجل مُصْرِمٌ: قليل المال من ذلك.
والأَصْرَمُ: كالمُصْرِم؛ قال:ولقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ من مالِ أصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ يعني بالقطيع هنا السَّوْطَ؛ ألا تراه يقول بعد هذا: من بَعْدِ ما اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي، فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِي يقول: أزحت علتها بضربي لها.
ويقال: أصرم الرجلُ إصْراماً فهو مصْرِمٌ إذا ساءت حاله وفيه تَماسُك، والأصل فيه: أنه بقيت له صِرْمة من المال أي قطعة؛ وقول أبي سَهْمٍ الهُذَلي: أَبوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غيرِه، وأنتَ به من سائرِ الناس مُصْرِمُ مُصْرِمٌ، يقول: ليس لك أب غيره ولم يَدْعُ هو غيركَ؛ يمدحه ويُذَكِّره بالبِرِّ.
ويقال: كَلأٌ تَيْجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ أي أنه كثير فإذا رآه القليلُ المال تأَسف أن لا تكون له إبل كثيرة يُرْعِيها فيه.
والمِصْرَمُ، بالكسر: مِنْجَلُ المَغازِليّ.
والصِّرْمُ، بالكسر: الأبياتُ المُجْتَمِعةُ المنقطعة من الناس، والصِّرْم أَيضاً: الجماعة من ذلك.
والصِّرْمُ: الفِرْقة من الناس ليسوا بالكثير، والجمع أَصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْمانٌ؛ الأخيرة عن سيبويه؛ قال الطرماح:يا دارُ أقْوَتْ بعد أَصرامِها عاماً، وما يُبْكِيكَ من عامِها وذكر الجوهري في جمعه أصارِمَ؛ قال ابن بري: صوابه أصاريم؛ ومنه قول ذي الرمة: وانْعَدَلَتْ عنه الأَصاريمُ وفي حديث أبي ذر: وكان يُغِيرُ على الصِّرمِ في عَماية الصبح؛ الصِّرْمُ: الجماعةُ ينزلون بإبلهم ناحيةً على ماء.
وفي حديث المرأَة صاحبةِ الماء: أنهم كانوا يُغِيرُونَ على مَنْ حَوْلَهم ولا يُغِيرُون على الصِّرْمِ الذي هي فيه.
وناقة مُصَرَّمةٌ: مقطوعة الطُّبْيَيْنِ، وصَرْماءُ: قليلة اللبن لأن غُزْرَها انقطع. التهذيب: وناقة مُصَرَّمةٌ وذلك أن يُصَرَّمَ طُبْيُها فيُقْرَحَ عَمْداً حتى يَفْسُدَ الإحْليلُ فلا يخرج اللبن فَيَيْبَس وذلك أقوى لها، وقيل: ناقة مُصَرَّمةٌ وهي التي صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها، وربما صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى؛ قال الأزهري: ومنه قول عنترة:لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ (* صدر البيت: هَلْ تُبلِغَنِِّي دارَها شدنيَّةٌ). قال الجوهري: وكان أَبو عمرو يقول وقد تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ من انقطاع اللبن، وذلك أن يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بالنار فلا يخرج منه لبن أبداً؛ ومنه حديث ابن عباس: لا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء؛ يعني المقطوعة الضُّروع.
والصَّرْماءُ: الفلاة من الأرض. الجوهري: والصَّرْماء المفازة التي لا ماء فيها.
وفَلاة صرماء: لا ماء بها، قال: وهو من ذلك (* قوله «قال وهو من ذلك» ليس من قول الجوهري كما يتوهم، بل هو من كلام ابن سيده في المحكم، وأول عبارته: وفلاة صرماء إلخ).
والأصْرمانِ: الذئب والغُرابُ لانْصِرامِهِما وانقطاعهما عن الناس؛ قال المَرَّارُ: على صَرْماءَ فيها أصْرَماها، وحِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ أي هو مَليل، قال: كأَنه على مَلَّةٍ من القَلَق، قال ابن بري: مَلِيلٌ مَلَّتْه الشمس أي أَحرقته؛ ومنه خُبْزةٌ مَلِيلٌ.
وتركته بوَحْشِ الأَصْرَمَيْنِ؛ حكاه اللحياني ولم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أنه يعني الفلاة.والصِّرْمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ.
والصَّريمُ: العُودُ يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْي أو الفَصِيل ثم يُشَدُّ إلى رأْسه لئلا يَرْضَعَ.
والصَّيْرَمُ: الوَجْبَةُ.
وأكلَ الصَّيْرَمَ أي الوَجْبَةَ، وهي الأَكْلَةُ الواحِدةُ في اليوم؛ يقال: فلان يأْكل الصَّيْرَمَ إذا كان يأْكل الوَجْبة في اليوم والليلة، وقال يعقوب: هي أَكْلَة عند الضحى إلى مثلها من الغَدِ، وقال أبو عبيدة: هي الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ (* قوله «وهي الحرزم» كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما بأيدينا من الكتب) ؛ وأنشد: وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ، لَيْلاً إلى لَيْلٍ، فعَيشُ ناعِمِ وفي الحديث: في هذه الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أربع وبقيت واحدةٌ وهي الصَّيْرَمُ؛ وكأَنها بمنزلة الصَّيْلَم، وهي الداهية التي تستأْصل كل شيء كأَنها فتنة قَطَّاعة، وهي من الصَّرْمِ القَطْعِ، والياء زائدة.
والصَّرُومُ: الناقةُ التي لا تَرِدُّ النَّضِيحَ حتى يَخْلُوَ لها، تَنْصَرِمُ عن الإبل، ويقال لها القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ والآزِيَةُ، بالزاي. المُفَضَّلُ عن أبيه: وصَرَمَ شَهْراً بمعنى مكث.
والصَّرْمُ: الجِلْدُ، فارسي معرّب.
وبنو صُرَيْمٍ: حَيٌّ.
وصِرْمَةُ وصُرَيْم وأَصْرَمُ: أسماء.
وفي الحديث: أنه غَيَّر اسم أصْرَمَ فجعله زُرْعةَ، كَرِهَهُ لما فيه من معنى القطع، وسماه زُرْعةَ لأنه من الزَّرْع النباتِ.

عذب (لسان العرب) [0]


العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ.
والعَذْبُ: الماءُ الطَّيِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِـيَّة عَذْبَةٌ.
وفي القرآن: هذا عَذْبٌ فُراتٌ.
والجمع: عِذَابٌ وعُذُوبٌ؛ قال أَبو حَيَّةَ النُّميري: فَبَيَّتْنَ ماءً صافِـياً ذا شَريعةٍ، * له غَلَلٌ، بَيْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، ولذلك جَمَع الصِّفَةَ.
والعَذْبُ: الماء الطَّيِّبُ.
وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ.
وأَعْذَبَه اللّه: جَعَلَه عَذْباً؛ عن كُراع.
وأَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم.
واستَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا ماءً عَذْباً.
واستعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له ماءً عَذْباً.
واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً.
واستَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً.
ويُستَعْذَبُ لفلان من بئر كذا أَي يُسْتَقى له.
وفي الحديث: أَنه كان يُسْتَعْذَبُ له الماءُ من بيوتِ السُّقْيا أَي يُحْضَرُ له منها الماءُ العَذْبُ، وهو الطَّيِّبُ الذي لا . . . أكمل المادة مُلوحة فيه.
وفي حديث أَبي التَّيّهان: أَنه خرج يَسْتَعذبُ الماءَ أَي يَطْلُبُ الماءَ العَذْبَ.
وفي كلام عليّ يَذُمُّ الدنيا: اعْذَوْذَبَ جانبٌ منها واحْلَوْلَى؛ هما افْعَوعَلَ من العُذُوبة والـحَلاوة، هو من أَبنية المبالغة.
وفي حديث الحجاج: ماءٌ عِذَابٌ. يقال: ماءة عَذْبَةٌ، وماء عِذَابٌ، على الجمع، لأَن الماء جنس للماءة.
وامرأَةٌ مِعْذابُ الرِّيقِ: سائغَتُه، حُلْوَتُه؛ قال أَبو زُبَيْدٍ: إِذا تَطَنَّيْتَ، بَعْدَ النَّوْمِ، عَلَّتَها، * نَبَّهْتَ طَيِّبةَ العَلاَّتِ مِعْذابا والأَعْذَبان: الطعامُ والنكاح، وقيل: الخمر والريقُ؛ وذلك لعُذوبَتهما. وإِنه لَعَذْبُ اللسان؛ عن اللحياني، قال: شُبِّهَ بالعَذْبِ من الماءِ.
والعَذِبَةُ، بالكسر، (1) (1 قوله «بالكسر» أي بكسر الذال كما صرح به المجد.) عن اللحياني: أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطعام، فيُرْمَى به.
والعَذِبَة والعَذْبَةُ: القَذاةُ، وقيل: هي القَذاةُ تَعْلُو الماءَ.
وقال ابن الأَعرابي: العَذَبَةُ، بالفتح: الكُدْرةُ من الطُّحْلُب والعَرْمَضِ ونحوهما؛ وقيل: العَذَبة، والعَذِبة، والعَذْبةُ: الطُّحْلُب نفسُه، والدِّمْنُ يَعْلُو الماءَ.
وماءٌ عَذِبٌ وذو عَذَبٍ: كثير القَذى والطُّحْلُب؛ قال ابن سيده: أَراه على النسب، لأَني لم أَجد له فعلاً.
وأَعْذَبَ الـحَوْضَ: نَزَع ما فيه من القَذَى والطُّحْلُبِ، وكَشَفَه عنه؛ والأَمرُ منه: أَعْذِبْ حوضَك.
ويقال: اضْرِبْ عَذَبَة الـحَوْضِ حتى يَظْهَر الماء أَي اضْرِبْ عَرْمَضَه.
وماء لا عَذِبَةَ فيه أَي لا رِعْيَ فيه ولا كَلأَ.
وكل غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ.
والعَذِبُ: ما أَحاطَ بالدَّبْرةِ.
والعاذِبُ والعَذُوبُ: الذي ليس بينه وبين السماءِ سِتْر؛ قال الجَعْدِيُّ يصف ثوراً وَحْشِـيّاً بات فَرْداً لا يذُوقُ شيئاً: فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ، كأَنـَّه * سُهَيْلٌ، إِذا ما أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ وعَذَبَ الرجلُ والـحِمارُ والفرسُ يَعْذِبُ عَذْباً وعُذُوباً، فهو عاذِبٌ والجمعُ عُذُوبٌ، وعَذُوبٌ والجمعُ عُذُبٌ: لم يأْكل من شِدَّةِ العطَشِ.
ويَعْذِبُ الرجلُ عن الأَكل، فهو عاذِب: لا صائم ولا مُفْطِرٌ.
ويقال للفرس وغيره: باتَ عَذُوباً إِذا لم يأْكل شيئاً ولم يشرب. قال الأَزهري: القول في العَذُوب والعاذِب انه الذي لا يأْكل ولا يشرب، أَصْوَبُ من القول في العَذُوب انه الذي يمتنع عن الأَكل لعَطَشِه.
وأَعْذَبَ عن الشيء: امتنع.
وأَعْذَبَ غيرَه: منعه؛ فيكون لازماً وواقعاً، مثل أَمْلَقَ إِذا افتقر، وأَمْلَقَ غيرَه.
وأَما قول أَبي عبيد: وجمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ، فخطأٌ، لأَنَّ فَعولاً لا يُكَسَّر على فُعولٍ.
والعاذِبُ من جميع الحيوان: الذي لا يَطْعَمُ شيئاً، وقد غَلَبَ على الخيل والإِبل، والجمع عُذُوبٌ، كساجدٍ وسُجُود.
وقال ثعلب: العَذُوب من الدوابِّ وغيرها: القائم الذي يرفع رأْسه، فلا يأْكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ، والجمع عُذُب.
والعاذِبُ: الذي يبيت ليله لا يَطْعَم شيئاً.
وما ذاقَ عَذُوباً: كَعَذُوفٍ.
وعَذَبَه عنه عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذاباً، وعَذَّبَه تَعْذيباً: مَنَعه وفَطَمه عن الأَمر.
وكل من منعته شيئاً، فقد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته.وأَعْذَبه عن الطعام: منعه وكَفَّه.
واسْتَعْذَبَ عن الشيء: انتهى.
وعَذَب عن الشيء وأَعْذَب واسْتَعْذَبَ: كُلُّه كَفَّ وأَضْرَب.
وأَعْذَبَه عنه: منعه.
ويقال: أَعْذِبْ نَفْسَك عن كذا أَي اظْلِفْها عنه.
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، أَنه شَيَّعَ سَرِيَّـةً فقال: أَعْذِبُوا، عن ذِكْرِ النساء، أَنْفُسَكم، فإِن ذلك يَكْسِرُكم عن الغَزْو؛ أَي امْنَعوها عن ذكر النساءِ وشَغْل القُلوب بهنَّ.
وكلُّ من مَنَعْتَه شيئاً فقد أَعْذَبْتَه.
وأَعْذَبَ: لازم ومُتَعَدٍّ.
والعَذَبُ: ماءٌ يَخْرُجُ على أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحِم.
وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال: العَذَابَةُ الرَّحِمُ؛ وأَنشد: وكُنْتُ كذاتِ الـحَيْضِ لم تُبْقِ ماءَها، * ولا هِـيَ، من ماءِ العَذَابةِ، طاهِرُ قال: والعَذَابةُ رَحِمُ المرأَة.
وعَذَبُ النَّوائح: هي الـمَـآلي، وهي الـمَعاذِبُ أَيضاً، واحدتها: مَعْذَبةٌ.
ويقال لخرقة النائحة: عَذَبَةٌ ومِعْوَزٌ، وجمعُ العَذَبةِ مَعاذِبُ، على غير قياس.
والعَذَابُ: النَّكَالُ والعُقُوبة. يقال: عَذَّبْتُه تَعْذِيباً وعَذَاباً، وكَسَّرَه الزَّجَّاجُ على أَعْذِبَةٍ، فقال في قوله تعالى: يُضَاعَفْ لها العَذَابُ ضِعْفَيْن؛ قال أَبو عبيدة: تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ؛ قال ابن سيده: فلا أَدري، أَهذا نَصُّ قولِ أَبي عبيدة، أَم الزجاجُ استعمله.
وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً، ولم يُسْتَعمل غيرَ مزيد.
وقوله تعالى ولقد أَخَذْناهُم بالعَذاب؛ قال الزجاج: الذي أُخذُوا به الجُوعُ.
واسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِيبَ فيما لا حِسَّ له؛ فقال: لَيْسَتْ بِسَوْداءَ من مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ، * ولم تُعَذَّبْ بـإِدْناءٍ من النارِ ابن بُزُرْجَ: عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِـينَ، وأَصابه مني عَذَابُ عِذَبِـينَ، وأَصابه مني العِذَبونَ أَي لا يُرْفَعُ عنه العَذابُ.
وفي الحديث: أَنَّ الميت يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله عليه؛ قال ابن الأَثير: يُشْبِهُ أَن يكون هذا من حيث أَن العرب كانوا يُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ والنَّوح عليهم، وإِشاعةِ النَّعْيِ في الأَحياءِ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم، فالميت تلزمه العقوبةُ في ذلك بما تَقَدَّم من أَمره به.
وعَذَبةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق.
وعَذَبَةُ السَّوْطِ: طَرَفُه، والجمع عَذَبٌ.
والعَذَبةُ: أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْط.
وأَطْرافُ السُّيوفِ: عَذَبُها وعَذَباتُها.
وعَذَّبْتُ السَّوْطَ، فهو مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ له عِلاقَـةً؛ قال: وعَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه؛ وقول ذي الرمة: غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِيَةٌ، * مِثْلُ السَّراحِـينِ، في أَعْنَاقِها العَذَبُ يعني أَطرافَ السُّيُور.
وعَذَبةُ الشَّجَرِ: غُصْنُه.
وعَذَبَةُ قَضِـيبِ الجَمَل: أَسَلَتُه، الـمُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمِه، والجمع العَذَبُ.
وقال ابن سيده: عَذَبةُ البعير طَرَفُ قَضِـيبِه.
وقيل: عَذَبةُ كل شيء طرفُه.
وعَذَبَةُ شِرَاكِ النعل: الـمُرْسَلةُ من الشِّرَاك.
والعَذَبَةُ: الجِلْدَةُ الـمُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاه.
وعَذَبَةُ الرُّمْح: خِرقة تُشَدُّ على رأْسه.
والعَذَبة: الغُصْنُ، وجمعه عَذَبٌ.
والعَذَبة: الخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِـيزانُ، والجمعُ من كل ذلك عَذَبٌ.
وعَذَباتُ الناقة: قوائمها.
وعاذِبٌ: اسم مَوْضِع؛ قال النابغة الجَعْدِي: تَـأَبـَّدَ، من لَيْلى، رُماحٌ فعاذِبُ، * فأَقْفَر مِـمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ والعُذَيْبُ: ماء لبَنِـي تميم؛ قال كثير: لَعَمْرِي لئِنْ أُمُّ الحَكِـيمِ تَرَحَّلَتْ، * وأَخْلَتْ لِخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها قال ابن جني: أَراد العُذَيْبةَ، فحذف الهاء كما قال: أَبْلِـغ النُّعْمانَ عَنّي مَـأْلُكاً قال الأَزهري: العُذَيْبُ ماء معروف بين القادِسيَّةِ ومُغِـيثَةَ.
وفي الحديث: ذِكْرُ العُذَيْبِ، وهو ماء لبني تميم على مَرْحلة من الكوفة، مُسَمّى بتصغير العَذْبِ؛ وقيل: سمي به لأَنه طَرَفُ أَرض العرب من العَذَبة، وهي طَرَفُ الشيء.
وعاذِبٌ: مكانٌ.
وفي الصحاح: العُذَبِـيُّ الكَرِيمُ الأَخْلاق، بالذال معجمة؛ وأَنشد لكثيرٍ: سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيْلِها، ثم أَعْرَضَتْ * إِلى عُذَبِـيٍّ، ذِي غَناءٍ وذي فَضْلِ قال ابن بري: ليس هذا كُثَيِّر عَزَّة، إِنما هو كُثَيِّرُ بن جابر الـمُحارِبيُّ، وهذا الحرف في التهذيب في ترجمة عدب، بالدال المهملة، وقال: هو العُدَبِـيُّ، وضبطه كذلك.

عظم (لسان العرب) [0]


مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ، ويُسبِّح العبدُ رَبَّه فيقول: سبحان رَبِّي العظيم؛ العَظِيمُ: الذي جاوَزَ قدْرُهُ وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ.
والعِظَمُ في صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق، والله تعالى جلَّ عن ذلك. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: أمَّا الرُّكوعُ فعظِّمُوا فيه الربَّ أي اجْعلُوه في أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ، وعَظمةُ اللهِ سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجبُ على العبادِ أن يَعْلَمُوا أنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا تَحْديدٍ. قال الليث: العَظمةُ التَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ؛ قال الأزهري: ولا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصَفَها به . . . أكمل المادة الليثُ، وإذا وُصِفَ العبدُ بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأن العظمة في الحقيقة لله عز وجل، وأما عَظَمَةُ العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره.
وفي الحديث: مَنْ تَعَظَّمَ في نفسه لَقِيَ الله، تَبارَك وتعالى، غَضْبانَ؛ التَّعَطُّمُ في النفس: هو الكبرُ والزَّهْوُ والنّخْوةُ.
والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ: الكبرُ.
وعَظَمَةُ اللسان: ما عَظُمَ منه وغَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ، وعَكَدَتُه أصْلُه.
والعِظَمُ: خلافُ الصِّغَر. عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً وعَظامةً: كَبُرَ، وهو عظيمٌ وعُظامٌ.
وعَظَّمَ الأمرَ: كَبَّره.
وأَعْظَمَه واسْتَعْظَمَه: رآه عَظيماً.
وتَعاظَمَه: عَظُمَ عليه.
وأَمرٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ: لا يَعْظُم بالإضافة إليه، وسَيْلٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ كذلك.
وأَصابنا مطرٌ لا يَتعاظَمُه شيءٌ أي لا يَعْظُمُ عِنده شيء.
وفي الحديث: قال الله تعالى: لا يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ؛ أي لا يَعْظُمُ عليَّ وعِندِي.
وأَعْظَمَني ما قُلْتَ لي أي هالَني وعَظُمَ عليَّ.
ويقال: ما يُعْظِمُني أن أفْعلَ ذلك أي ما يَهُولُني.
وأَعْظَمَ الأمرُ فهو مُعْظِمٌ: صارَ عَظِيماً.
ورَماه بمُعْظَمٍ أي بعظيم.
واسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إذا أَنْكرتْه.
ويقال: لا يتَعاظَمُني ما أتيتُ إليك من عَظِيم النَّيْل والعَطِيَّةِ، وسمعتُ خبراً فأَعْظَمْتُه.
وَوَصَفَ الله عذابَ النَّارِ فقال: عَذاب عَظِيم؛ وكذلك العَذاب في الدُّنْيا.
ووَصَف كَيْدَ النِّساء فقال: إنَّ كيدَكُنَّ عَظيمٌ.
ورجلٌ عَظِيمٌ في المَجْدِ والرَّأْي على المَثلِ، وقد تَعظَّمَ واسْتَعظَمَ.
ولِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أي حُرْمةٌ يُعظَّمُ لهَا، وله مَعاظِمُ مِثْلُه؛ وقال مُرقِّش: والخالُ له مَعاظِمٌ وحُرَمْ (* تمام البيت كما في التكملة: فنحن أخوالك عمرك ولنــــــخال له معاظم وحرم).
وإنَّه لَعَظِيمُ المَعاظِم أي عظيمُ الحُرْمة.
ويقال: تَعاظَمَني الأَمرُ وتَعاظَمْتُه إذا اسْتَعْظَمْتَه، وهذا كما يقال: تَهَيَّبَني الشيءُ وتهَيَّبْتُه.
واسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ وتكبَّرَ، والاسم العُظْمُ.
وعُظْمُ الشيء: وَسَطُه.
وقال اللحياني: عُظْمُ الأمرِ وعَظْمُه مُعْظَمُه.
وجاء في عُظْمِ النَّاسِ وعَظْمِهم أي في مُعْظَمِهم.
وفي حديث ابن سيرين: جَلَسْتُ إلى مَجْلِسٍ فيه عُظْمٌ من الأنْصارِ أي جماعةٌ كبيرةٌ منهم.
واسْتَعظَم الشيءَ: أخذ مُعظَمَه.
وعَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُها.
وقال اللحياني: العظَمةُ من الساعد ما يَلي المِرْفقَ الذي فيه العَضَلةُ، قال: والساعد نِصفْان: فنِصْفٌ عَظَمةٌ، ونِصفٌ أَسَلةٌ، فالعَظَمةُ ما يَلي المِرْفقَ من مُسْتَغْلَظ الذِّراعِ وفيه العَضَلةُ، والأَسَلةُ ما يَلي الكفَّ.
والعُظمةُ والعِظامةُ والعُظَّامةُ، بالتشديد، والإعْظامةُ والعظيمةُ: ثَوْبٌ تُعظِّمُ به المرأَةُ عجيزتَها؛ وقال الفراء: العُظْمةُ شيءٌ تُعَظِّمُ بعه المرأة رِدْفَها من مِرْفَقةٍ وغيرِها، وهذا في كلامِ بني أَسَدٍ، وغيرُهم يقول: العِظامَةُ، بكسر العين؛ وقوله: وإنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذي عَظِيمةٍ، وإلاَّ فإنِّي لا إخالُكَ ناجِيا أَراد من أَمرٍ ذي داهيةٍ عَظِيمةٍ.
والعَظْمُ: الذي عليه اللحمُ من قَصَبِ الحيوانِ، والجمع أَعْظُمٌ وعِظامٌ وعِظامةٌ، الهاء لتأْنيث الجمع كالفِحالةِ؛ قال: وَيْلٌ لِبُعْرانِ أبي نَعامهْ منْكَ، ومنْ شَفْرَتِك الهُدامهْ إذا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ، ثم نَثرْتَ الفَرْثَ والعِظامهْ وقيل: العِظامةُ واحدةُ العِظام، ومنه الفِحالةُ والذِّكارةُ والحِجارةُ، والنِّقادةُ جمعُ النَّقَد، والجِمالةُ جمعُ الجمل؛ قال الله عز وجل: جِمالاتٌ صُفْرٌ؛ هي جمعُ جِمالةٍ وجِمالٍ.
وعَظَّمَ الشاةَ: قَطَّعها عَظْماً عَظْماً.
وعَظَمَه عظْماً: ضَرَبَ عِظامَه.
وعَظمَ الكلْبَ عَظْماً وأَعْظَمه إيَّاه: أطْعمَه.
وفي التنزيل: فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَونا العِظامَ لحماً؛ ويُقرَأُ: فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً؛ قال الأزهري: التوحيد والجمعُ هنا جائزانِ لأنه يُعْلَم أن الإنسانَ ذو عِظامٍ، فإذا وُحِّدَ فلأنه يَدُلُّ على الجمع ولأن معه اللحمَ، ولَفظُه لَفظُ الواحد، وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليلٌ على الجمع ما هو أَشدُّ من هذا؛ قال الراجز: في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجينا يريد في حُلوقكم عِظامٌ.
وقال عز وجل: قال مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي رَمِيمٌ؛ قال العِظام وهي جمعٌ ثم قال رميمٌ فَوحَّدَ، وفيه قولان: أَحدُهما أن العِظامَ وإن كانت جمعاً فبناؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدارٍ وكِتاب وجِراب وما أشبهها فوَحَّدَ النَّعْت للفظ؛ قال الشاعر: يا عَمْروُ جِيرانُكمُ باكِرُ، فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ والجِيرانُ جمعٌ والباكِرُ نعتٌ للواحد، وجاز ذلك لأَن الجيرانَ لم يُبْنَ بناءَ الجمع وهو على بناءِ عِرْفانٍ وسِرْحانٍ وما أَشْبهه، والقول الثاني أن الرَّمِيمَ فعيلٌ بمعنى مَرْمومٍ، وذلك أن الإبلَ تَرُمُّ العِظامَ أي تَقْضَمُها وتأْكُلها، فهي رَمَّةٌ ومَرْمومةٌ ورَمِيمٌ، ويجوز أن يكون رَمِيمٌ من رَمَّ العَظْمُ إذا بَلِيَ يَرِمُّ. فهو رَامٌّ ورَمِيمٌ أي بالٍ.
وعَظْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبةٌ لهم يَطْرَحُون بالليل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن أصابَه فقد غلبَ أصحابَه فيقولون: عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ، لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ وفي حديث: بَيْنا هو يَلْعَبُ مع الصِّبْيانِ وهو صَغيرٌ بِعَظْمِ وَضَّاحٍ مَرَّ عليه يَهُودِيٌّ فقال له لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هذه القَرْيةِ؛ هي اللُّعْبةُ المذكورةُ وكانوا إذا أَصابَه واحدٌ منهم غلَبَ أَصْحابَه، وكانوا إذا غَلَبَ واحدٌ من الفَرِيقين ركِبَ أصْحابُه الفريقَ الآخَرَ من المَوْضِعِ الذي يَجِدُونه فيه إلى المَوْضِعِ الذي رَمَوْا به منه.وعَظْمُ الفَدّانِ: لَوْحُه العَريضُ الذي في رأْسِه الحديدةُ التي تُشَقُّ بها الأرضُ، والضاد لغة.
والعَظْم: خَشَبُ الرَّحْلِ بلا أَنْساعٍ ولا أَداةٍ، وهو عَظْمُ الرَّحْلِ.
وقولهم في التعجب: عَظُمَ البَطْنُ بَطْنُك وعَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك، بتخفيف الظاء، وعُظْمَ البطنُ بطنُك، بسكون الظاء ويَنْقُلون ضَمَّتها إلى العَيْن، بمعنى عَظُمَ، وإنما يكون النَّقْلُ فيما يكون مَدْحاً أو ذَمّاً، وكلُّ ما حَسُنَ أن يكون على مذهب نِعْمَ وبِئْسَ صحَّ تخفيفُه ونَقْلُ حركة وَسَطِه إلى أوّله، وما لم يَحْسُنْ لم يُنْقَل وإن جاز تخفيفه، تقول حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك وحَسْنَ الوَجْهُ وَجْهُك وحُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ، ولا يجوز أن تقول قد حُسْنَ وجْهُك لأنه لا يصلح فيه نِعْمَ، ويجوز أن تُخَفِّفَه فتقولَ قد حَسْنَ وَجْهُك، فقِس عليه.
وأَعْظَمَ الأمْرَ وعَظَّمَه: فَخَّمه.
والتَّعْظيمُ: التَّبْجيلُ.
والعَظيمةُ والمُعْظَمةُ: النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إذا أَعْضَلَتْ.
والعَظَمَةُ: الكِبْرياءُ.
وذو عُظْمٍ: عُرْضٌ من أَعْراضِ خَيْبَر فيه عيونٌ جارية ونخيلٌ عامرة.
وعَظَماتُ القَوْمِ: سادتُهم وذو شَرَفِهم.
وعُظْمُ الشيء ومُعْظَمُه: جُلُّه وأكْثَرهُ.
وعُظْمُ الشيء: أكْبَرُه.
وفي الحديث: أنه كان يُحَدِّثُ لَيْلةً عن بَني إسرائيلَ لا يَقُومُ فيها إلا إلى عُظْمِ صلاةٍ؛ كأَنه أراد لا يقومُ إلا إلى الفَريضةِ؛ ومنه الحديث: فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذلك إلى ابنِ الدُّخْشُمِ أي مُعْظَمَه.
وفي حديث رُقَيْقَةَ: انْظُرُوا رَجُلاً طُوالاً عُظاماً أي عَظِيماً بالغاً، والفُعالُ من أَبنية المبالغة، وأَبلغ منه فُعَّال بالتشديد.

نصح (لسان العرب) [0]


نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ.
والناصحُ: الخالص من العسل وغيره.
وكل شيءٍ خَلَصَ، فقد نَصَحَ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه: فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ، من ماءِ أَلْهابٍ، بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو: الناصح الناصع في بيت ساعدة، قال: وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء.
والنُّصْح: نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً، وهو باللام أَفصح؛ قال الله تعالى: وأَنْصَحُ لكم.ويقال: نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ، والاسم النصيحة.
والنصيحُ: الناصح، وقوم نُصَحاء؛ وقال النابغة الذبياني: نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي، . . . أكمل المادة ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي ويقال: انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه؛ ومنه قوله: أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ، ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه: تَعْتَدُّه غاشّاً لك.
وتَنْتَصِحُه: تَعْتَدُّه ناصحاً لك. قال الجوهري: وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة. يقال: انْتَصِحْني إِنني لك ناصح؛ وأَنشده ابن بري: تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ، وما أَنا، إِن خَبَّرْتُها، بأَمِينِ قال ابن بري: هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح، كما تقول رددته فارْتَدَّ، وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ، ومَدَدْتُه فامْتَدَّ، فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً، فهو متعدّ إِلى مفعول، فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح، يعني اتخذني ناصحاً لك؛ ومنه قولهم: لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أَن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً، فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح.
والنُّصْحُ: مصدر نَصَحْتُه.
والانتصاحُ: مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً، ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة، فقد صار للانتصاح معنيان.
وفي الحديث: إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم؛ قال ابن الأَثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها.
وأَصل النُّصْحِ: الخلوص.
ومعنى النصيحة لله: صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته.
والنصيحة لكتاب الله: هو التصديق به والعمل بما فيه.
ونصيحة رسوله: التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه.
ونصيحة الأَئمة: أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا.
ونصيحة عامّة المسلمين: إِرشادهم إِلى المصالح؛ وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا، فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق.
وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء.
واسْتَنْصَحه: عَدَّه نصيحاً.
ورجل ناصحُ الجَيْب: نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه، كقولهم طاهر الثوب، وكله على المثل؛ قال النابغة: أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ، بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ.
والتَّنَصُّح: كثرة النُّصْحِ؛ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ: إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة.والتوبة النَّصُوح: الخالصة، وقيل: هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه؛ قال الله عز وجل: توبةً نَصُوحاً؛ قال الفراء: قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً، بفتح النون، وذكر عن عاصم نُصُوحاً، بضم النون؛ وقال الفراء: كأَنّ الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود، والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة؛ والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً، وفي حديث أُبيّ: سأَلت النبي، صلى الله عليه وسلم، عن التوبة النصوح فقال: هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ؛ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى، فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها، وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة.
وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال: لا أَعرفه؛ قال الفراء وقال المفضَّل: بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً؛ وقال أَبو إِسحق: توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح، ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً.
وقال أَبو زيد: نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه؛ ومنه التوبة النصوح، وهي الصادقة.
والنِّصاحُ: السِّلكُ يُخاط به.
وقال الليث: النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها، وتصغيرها نُصَيِّحة.
وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط.
ويقال للإِبرة: المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ، فهي الشعيرة.
والنُّصْحُ: مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه. قال الجوهري: ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله، صلى الله عليه وسلم: من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ.
ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه: خاطه.
ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ: خائط.
والنِّصاحُ: الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً، والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ، الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد، والأَلف فيه غير الأَلف، والهاء لتأْنيث الجمع.
والمِنْصَحة: المِخْيَطة.
والمِنْصَحُ: المِخْيَطُ.
وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة، كما يقال: إِن فيه مُتَرَقَّعاً؛ قال ابن مقبل: ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه، غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو: المُتَنَصَّحُ المَخيطُ، وأَنشد بيت ابن مقبل.
وأَرض مَنْصوحة: متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ، حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض، كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض. قال النضر: نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ؛ وقال غيره: نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد؛ وقال أَبو زيد: الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً.
ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى؛ وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً: صَدَقَتْه.
وأَنْصَحْتُها أَنا: أَرويتها؛ قال: هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ويروى: حتى تَنْضَحِي، بالضاد المعجمة، وليس بالعالي. البَلاطُ: القاعُ.
وأَنْصَح الإِبلَ: أَرْواها.
والنِّصاحاتُ: الجلودُ؛ قبال الأَعشى يصف شَرْباً: فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهري: أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم؛ وقال ابن سيده: الرُّبَحُ من أَولاد الغنم، وقيل: هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ؛ وقال المُؤَرِّج: النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها: يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها، والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل، ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه، ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال؛ قال وهو قول الأَعشى: مثلما مدّت نصاحات الربح قال: والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح.
وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ: رجل من القرّاء.
والنَّصْحاء ومَنْصَح: موضعان؛ قال ساعدة بن جؤية (* قوله «قال ساعدة بن جؤية لهن إلخ» قبله: ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي، بالصاد المهملة والغين المعجمة: موضع، كما أنشده ياقوت في مادته.): لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ، كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ

شبه (لسان العرب) [0]


الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ.
وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: ماثله.
وفي المثل: مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم.
وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه: وذلك إذا عجز وضَعُفَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ، من عِظَمِ الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ، فشدد للضرورة، وهي لغة في الخُرْطُوم، وبينهما شَبَه بالتحريك، والجمع مَشَابِهُ على غير قياس، كما قالوا مَحاسِن ومَذاكير.
وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها: أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه.
وفي التنزيل: مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه.
وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله.
والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور: المُشْكِلاتُ.
والمُتَشابِهاتُ: المُتَماثِلاتُ.
وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا.
والتَّشْبِيهُ: التمثيل.
وفي حديث حذيفة: وذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً؛ قال شمر: معناه أَن الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ . . . أكمل المادة على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل، فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها، فعَلِمَ مَنْ دخل فيهاأَنه كان على الخطأ.
والشُّبْهةُ: الالتباسُ.
وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ (* قوله ومشبهة» كذا ضبط في الأصل والمحكم، وقال المجد: مشبهة كمعظمة): مُشْكِلَة يُشْبِهُ بعضُها بعضاً؛ قال: واعْلَمْ بأَنَّك في زَما نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها.
وشَبَّهَ عليه: خَلَّطَ عليه الأَمْرَ حتى اشْتَبه بغيره.
وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ، ولم يقولوا في واحدته مَشْبَهةٌ، وقد كان قياسه ذلك، لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح ومَذاكير؛ ومنه قولهم: لم يَسْرِ رجلٌ قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي وجهه مَشابِهُ من أُمِّه.
وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ.
وفي الحديث الدِّياتِ: دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ؛ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن يَقْتُل مِثْلُه، وليس من غَرَضِكَ قتله، فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ في مَقْتَلٍ فيَقْتُل، فيجب فيه الديةُ دون القصاص.
ويقال: شَبَّهْتُ هذا بهذا، وأَشْبَه فلانٌ فلاناً.
وفي التنزيل العزيز: منه آياتٌمُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ؛ قيل: معناه يُشْبِهُ بعضُها بعضاً. قال أَبو منصور: وقد اختلف المفسرون في تفسير قوله وأُخر متشابهات، فروي عن ابن عباس أَنه قال: المتشابهات الم الر، وما اشْتَبه على اليهود من هذه ونحوها. قال أَبو منصور: وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان مُسَلَّماً له، ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه، وكان الفراء يذهب إلى ما روي عن ابن عباس، وروي عن الضحاك أَنه قال: المحكمات ما لم يُنْسَخْ، والمُتَشابِهات ما قد نسخ.
وقال غيره: المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ التي نزلت في ذكر القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه: وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكُمْ على رجل يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ، وضَرْبَ قولِه: وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو آباؤُنا الأَوَّلونَ؛ فهذا الذي تشابه عليهم، فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ عليهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال: وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل خَلْقٍ عليم الذي جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون، أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم؛ أَي إذا كنتم أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور، وهذا قول كثير من أَهل العلم وهو بَيِّنٌ واضح، ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل: فيَتَّبِعُونَ ما تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله؛ أَي أَنهم طلبوا تأويل بعثهم وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل، والدليل على ذلك قوله: هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه يومَ يأْتي تأْويلُه؛ يريد قيام الساعة وما وُعِدُوا من البعث والنشور، والله أَعلم.
وأَما قوله: وأُتُوا به مُتَشابهاً، فإن أَهل اللغة قالوا معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن، وقال المفسرون: متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم، ودليل المفسرين قوله تعالى: هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ؛ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُْولى، ولكنَّ اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق، لو رأَيت تفاحاً فيه طعم كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ.
وفي الحديث في صفة القرآن: آمنوا بمُتَشابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه؛ المُتَشابه: ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه، وهو على ضربين: أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه، والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته، فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه إليه.
وتقول: في فلان شَبَهٌ من فلان، وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه؛ قال العجاج يصف الرمل: وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ، وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ الأُمْطِيُّ: شجر له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب.
وقوله: وشَبَهٌ، هو اسم آخر اسمه شَبَهٌ، أَمْيَلُ: قد مال، مَيْلانيُّ: من المَيل.
ويروى: وسَبَطٌ أَمْيَلُ، وهو شجر معروف أَيضاً. حَيْثُ انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ حيث انحنى: يعني هذا الشَّبَه. ذو اللِّمَّةِ: حيث نَمَّ العُشْبُ؛ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس، وهي الجُمَّة. في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ بَيْضُ وَدْعانَ: موضعٌ. أَبو العباس عن ابن الأَعرابي: وشَبَّه الشيءُ إذا أَشْكَلَ، وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء، قال: وسأَلته عن قوله تعالى: وأُتُوا به مُتَشابهاً، فقال: ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى الاستواء.
وقال الليث: المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ.
وتقول: شَبَّهْتَ عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك.
واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ، واشْتَبه عليَّ الشيءُ.
وتقول: أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ.
وتقول: إني لفي شُبْهةٍ منه، وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ، وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها: كعُقْرِ الهاجِريِّ، إذا ابْتَناهُ، بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ قال: شَبَّه قوائم ناقته بالأَساطين. قال أَبومنصور: وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بعضاً، وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر، وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ، وهو اسم من الاشْتِباهِ. روي عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال: اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه (* قوله «اللين يشبه عليه» ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى، وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول).
ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها، ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء.
وفي الحديث عن زيادٍ السَّهْمِيّ قال: نهى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه.
وفي الحديث: فإن اللبن يَتَشَبَّهُ.والشِّبْهُ والشَّبَهُ: النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ.
وفي التهذيب: ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ فيَصْفَرُّ. قال ابن سيده: سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه، والجمع أَشْباهٌ، يقال: كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً؛ قال المَرَّارُ: تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ، من الشِّبْهِ، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو حنيفة: الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها.
والمُشَبَّهُ: المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ.
والشَّباهُ: حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء.
والشَّبَهانُ: نبت يُشْبِهُ الثُّمام، ويقال له الشَّهَبانُ. قال ابن سيده: والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه، وقيل: هو الثُّمامُ، يَمانية؛ حكاها ابن دريد؛ قال رجل من عبد القيس: بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ، وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ قال ابن بري: قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري، واسمه يَعْلى، قال: وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ؛ على أَن تكون الباء زائدة، وإِن شئت قَدَّرْتَه: ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ، فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً.
وفي الصحاح: وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين. قال ابن بري: والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ.

جهد (لسان العرب) [0]


الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقة، تقول: اجْهَد جَهْدَك؛ وقيل: الجَهْد المشقة والجُهْد الطاقة. الليث: الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو أَمر شاق، فهو مجهود؛ قال: والجُهْد لغة بهذا المعنى.
وفي حديث أُمِّ معبد: شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم؛ قال ابن الأَثير: قد تكرر لفظ الجَهْد والجُهْد في الحديث، وهو بالفتح، المشقة، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة، فأَما في المشقة والغاية فالفتح لا غير؛ ويريد به في حديث أُم معبد في الشاة الهُزال؛ ومن المضموم حديث الصدقة أَيُّ الصدقة أَفضل، قال: جُهْدُ المُقِلِّ أَيْ قدر ما يحتمله حال القليل المال.
وجُهِدَ الرجل إِذا هُزِلَ؛ قال سيبويه: وقالوا طلبتَه جُهْدَك، أَضافوا المصدر . . . أكمل المادة وإِن كان في موضع الحال، كما أَدخلوا فيه الأَلف واللام حين قالوا: أَرسَلَها العِراكَ؛ قال: وليس كل مصدر مضافاً كما أَنه ليس كل مصدر تدخله الأَلف واللام.وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد، كلاهما: جدَّ.
وجَهَدَ دابته جَهْداً وأَجْهَدَها: بلغ جَهْدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها. الجوهري: جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنى؛ قال الأَعشى: فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ، جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها وجَهْدٌ جاهد: يريدون المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل؛ قال سيبويه: وتقول جَهْدواي أَنك ذاهب؛ تجعل جَهْد (* قوله «تجعل جهد إلخ» كذا بالأصل ولم يتكلم على بقية الكلمة.) ظرفاً وترفع أَن به على ما ذهبوا إِليه في قولهم حقاً أَنك ذاهب.
وجُهِد الرجل: بلغ جُهْده، وقيل: غُمَّ.
وفي خبر قيس بن ذريح: أَنه لما طلق لُبْنَى اشتدّ عليه وجُهِدَ وضَمِنَ.
وجَهَد بالرجل: امتحنه عن الخير وغيره. الأَزهري: الجَهْد بلوغك غاية الأَمر الذي لا تأْلو على الجهد فيه؛ تقول: جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْبي ونفسي حتى بلغت مَجهودي. قال: وجهدت فلاناً إِذا بلغت مشقته وأَجهدته على أَن يفعل كذا وكذا. ابن الكسيت: الجَهْد الغاية. قال الفراء: بلغت به الجَهْد أَي الغاية.
وجَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه وبالغ.
وفي حديث الغسل: إِذا جلس بين شعبها الأَربع ثم جَهَدَها أَي دفعها وحفزها؛ وقيل: الجَهْد من أَسماء النكاح.
وجَهَده المرض والتعب والحب يَجْهَدُه جَهْداً: هزله.
وأَجْهَدَ الشيبُ: كثر وأَسرع؛ قال عدي بن زيد: لا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجـ ـهَدَ في العارِضَيْن منك القَتِيرُ وأَجْهَدَ فيه الشيب إِجْهاداً إِذا بدا فيه وكثر.
والجُهْدُ: الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش.
وفي التنزيل العزيز: والذين لا يجدون إِلاَّ جُهْدَهم؛ على هذا المعنى.
وقال الفراء: الجُهْدُ في هذه الآية الطاقة؛ تقول: هذا جهدي أَي طاقتي؛ وقرئ: والذين لا يجدون إِلا جُهدهم وجَهدَهم، بالضم والفتح؛ الجُهْد، بالضم: الطاقة، والجَهْد، بالفتح: من قولك اجْهَد جَهْدك في هذا الأَمر أَي ابلغ غايتك، ولا يقال اجْهَد جُهْدك.
والجَهاد: الأَرض المستوية، وقيل: الغليظة وتوصف به فيقال أَرض جَهاد. ابن شميل: الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها استواء، نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُتْ، ليس قربه جبل ولا أَكمة.
والصحراء جَهاد؛ وأَنشد: يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ، ويَنْبُتُ الـ ـجَهادُ بها، والعُودُ رَيَّانُ أَخضر أَبو عمرو: الجَماد والجَهاد الأَرض الجدبة التي لا شيء فيها، والجماعة جُهُد وجُمُد؛ قال الكميت: أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القط ـرُ، فأَمْسى جَهادُها ممطورا قال الفراء: أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بمعنى واحد.
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، نزل بأَرضٍ جَهادٍ؛ الجَهاد، بالفتح، الأَرض الصلبة، وقيل: هي التي لا نبات بها؛ وقول الطرمَّاح: ذاك أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة، غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام جعل الجهاد صفة للأَتان في اللفظ وإِنما هي في الحقيقة للأَرض، أَلا ترى أَنه لو قال غربة العين جهاد لم يجز، لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة ولا أَرضاً غليظة؟ وأَجْهَدَتْ لك الأَرض: برزت.
وفلان مُجهِد لك: محتاط.
وقد أَجْهَد إِذا احتاط؛ قال: نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها قِيلِي: ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ؟ ويقال: أَجْهَدَ لك الطريقُ وأَجهَدَ لك الحق أَي برز وظهر ووضح.
وقال أَبو عمرو بن العلاء: حلف بالله فَأَجْهد وسار فَأَجْهَد، ولا يكون فَجَهَد.
وقال أَبو سعيد: أَجْهَدَ لك الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لك. أَبو عمرو: أَجْهَدَ القوم لي أَي أَشرفوا؛ قال الشاعر: لما رأَيتُ القومَ قد أَجهَدوا، ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ الأَزهري عن الشعبي قال: الجُهْدُ في الغُنْيَة والجَهْدُ في العمل. ابن عرفة: الجُهد، بضم الجيم، الوُسع والطاقة، والجَهْدُ المبالغة والغاية؛ ومنه قوله عزّ وجل: جَهْد أَيمانهم؛ أَي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها.
وفي الحديث: أَعوذ بالله من جَهْد البلاء؛ قيل: إِنها الحالة الشاقة التي تأْتي على الرجل يختار عليها الموت.
ويقال: جَهْد البلاء كثرة العيال وقلة الشيء.
وفي حديث عثمان: والناس في جيش العسرة مُجْهِدون أَي معسرون. يقال: جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة، وجُهِدَ الناس فهم مَجُهودون إِذا أَجدبوا؛ فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ، بالكسر، فمعناه ذو جَهْد ومشقة، أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل عليها في السير فوق طاقتها.
ورجل مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب، فاستعاره للحال في قلة المال.
وأُجْهِد فهو مُجْهَد، بالفتح، أَي أَنه أُوقع في الجهد المشقة.
وفي حديث الأَقرع والأَبرص: فوالله لا أُجْهَدُ اليومَ بشيء أَخذته لله، لا أَشُقُّ عليك وأَرُدُّك في شيء تأْخذه من مالي لله عز وجل.
والمجهود: المشتهَى من الطعام واللبن؛ قال الشماخ يصف إِبلاً بالغزارة: تَضْحَى، وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً من ناصِعِ اللون، حُلْوِ الطَّعْمِ، مَجْهودِ فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود: المشتهى الذي يلح عليه في شربه لطيبه وحلاوته، ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه: أَنها غزار لا يجهدها الحلب فينهك لبنها؛ وفي المحكم: معناه غير قليل يجهد حلبه أَو تجهد الناقة عند حلبه؛ وقال الأَصمعي في قوله غير مجهود: أَي أَنه لا يمذق لأَنه كثير. قال الأَصمعي: كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود.
وجَهَدت اللبن فهو مجهود أَي أَخرجت زبده كله.
وجَهدْتُ الطعامَ: اشتهيته.
والجاهد: الشهوان.
وجُهِدَ الطعام وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ.
وجَهَدْتُ الطعامَ: أَكثرت من أَكله.
ومرعى جَهِيد: جَهَدَه المال.
وجُهِدَ الرجل فهو مجهود من المشقة. يقال: أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شديداً.
وجَهِدَ عيشهم، بالكسر، أَي نكد واشتد.
والاجتهاد والتجاهد: بذل الوسع والمجهود.
وفي حديث معاذ: اجْتَهَدَ رَأْيَ الاجْتِهادِ؛ بذل الوسع في طلب الأَمر، وهو افتعال من الجهد الطاقة، والمراد به رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إِلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأْي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أَو سنة.أَبو عمرو: هذه بقلة لا يَجْهَدُها المال أَي لا يكثر منها، وهذا كَلأٌ يَجْهَدُه المال إِذا كان يلح على رعيته.
وأَجْهَدوا علينا العداوة: جدُّوا.
وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً: قاتله وجاهَد في سبيل الله.
وفي الحديث: لا هِجرة بعد الفتح ولكن جِهاد ونِيَّةٌ؛ الجهاد محاربة الأَعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل، والمراد بالنية إِخلاص العمل لله أَي أَنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار إِسلام، وإِنما هو الإِخلاص في الجهاد وقتال الكفار.
والجهاد: المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء.
وفي حديث الحسن: لا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم يقعد يسأَل الناس؛ قال النضر: قوله لا يجهد ماله أَي يعطيه ويفرقه جميعه ههنا وههنا؛ قال الحسن ذلك في قوله عز وجل: يسأَلونك ماذا ينفقون قل العفو. ابن الأَعرابي: الجَهاض والجَهاد ثمر الأَراك.
وبنو جُهادة: حيّ، والله أَعلم.

كرم (لسان العرب) [0]


الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق.
والكَريم: الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل.
والكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم. ابن سيده: الكَرَم نقيض اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.
وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة (* قوله «ومكرم ومكرمة» ضبط في الأصل والمحكم بفتح . . . أكمل المادة أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم).
وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ، وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام، وجمع الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو والنون؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.
وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن سيده وغيره: ورجل كَرَمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول: امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح (* قوله «مسحوح» كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات) الشيباني: كذا ذكره السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى، وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي خالد القَناني: أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ، وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى، وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟ فكتب إليه أَبو خالد: لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي، وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي، فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري، وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا، وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ؟ قال أَبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِيم وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال كَرَم أي ذوو كَرَم، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم، كما يقال رجل عَدْل وقوم عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ.
وقال أَبو عبيد: رجل كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في الوصف وأكثر من كريم، وكُرّام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَام، ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف، والجمع الكُرَّامون.
وقال الجوهري: الكُرام، بالضم، مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو المُثَلم:ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم (* هذا الشطر لزهير من معلقته). ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَكرمك الله وأَدام لك كَرَماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك أَكْرِمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجي، وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم.
ويقال للرجل يا مَكرمان، بفتح الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه، وهي مُفاعَلة من الكَرَم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين: يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ، إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ، أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير وَسِيلة.
وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمه، بالضم، إذا غلبته فيه.
والكَريم: الصَّفُوح.
وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه: كنت أَكْرَمَ منه.
وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه: أَعْظَمه ونزَّهه.
ورجل مِكْرام: مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَكْرَمْتُ الرجل أُكْرِمُه، وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما قال:فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما فأَخرجه على الأصل.
ويقال في التعجب: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذ لا يطرد في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل.
وله عليَّ كَرامةٌ أَي عَزازة.
واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك.
ولا أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا تُظهر له فعلاً.
وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك وكُرْمةً لك وكُرْماً لك، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ (* قوله «ونعامى عين» زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم، وبعدها: نعام عين أي بالفتح).
ويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً؛ قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْمة.
وحكي عن زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْمة.
وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، والكَرامةُ: اسم يوضع للإكرام (* قوله «يوضع للإكرام» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع الإكرام)، كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.
والمُكَرَّمُ: الرجل الكَرِيم على كل أَحد.
ويقال: كَرُم الشيءُ الكَريمُ كَرَماً، وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً.
والتَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ وقال المتلمس: تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني: مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي، ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ ويروي: نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي وقال جميل: بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه، على كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.
والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ.
والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.
وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام.
واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً كريماً.
وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان، يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه.
وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.
والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد: وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه، وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ (* قوله «منقع الاجواد» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش). أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك.
وأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طَرَفاه وهو مؤْمن.
والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه.
ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه.
وفي حديث آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم، والهاء للمبالغة؛ قال صخر: أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي، وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو.
وأَرض مَكْرَمةٌ (* قوله «وأرض مكرمة» ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه: هي بالضم والفتح) وكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة، وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم.
والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات. قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون.
وقال الفراء: هو جمع مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام، ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.
وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.
وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال: ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة.
وقال: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم والحِكمة.
وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً.
وقوله تعالى: وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً.
وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة.
وقوله: أَهذا الذي كَرَّمْت عليّ؛ أي فضَّلْت.
وقوله: رَبُّ العرشِ الكريم؛ أَي العظيم.
وقوله: إنَّ ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل.
والكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة؛ قال: إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها وقيل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، وجمعها كُروُم.
ويقال: هذه البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة.
وتقول العرب: هي أَكثر الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَت.
وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير هذا، والله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، وهم يريدون كَرَمَ شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال: الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: يسمى الكَرْمُ كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه، فكره النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد: والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛ وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَكْرَمَكم عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كَرْماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم.
وفي الحديث: إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع أربعة في النبوة.
ويقال للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.
وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في حقّها، وواحدتها كَرِيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي العزيزة على صاحبها.
والكَرْمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الكَرْم نوع من الصِّياغة التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال: تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛ قال الشاعر: ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا وأَنشد ابن بري لجرير: لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى، عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث: إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب.
وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد غيره تقوية لهذا: فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ وقال آخر: تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ، مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛ أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.
وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من الكرامة.
والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس: أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً: وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه. الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.
والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر.
ويقال: حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف.
وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي خِراش:وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ، وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام، ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال أَبو ذؤيب (* قوله «أبو ذؤيب إلخ» انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب، إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش) في الكُرْم: وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية، وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق.
والكُرْمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.

قرف (لسان العرب) [0]


القِرْف: لِحاء الشجر، واحدته قِرْفةٌ، وجمع القِرْف قُروفٌ.
والقُرافة: كالقِرْف.
والقِرْف: القِشْر.
والقِرْفة: القِشرة.
والقِرفة: الطائفة من القِرْف، وكل قشر قِرف، بالكسر، ومنه قِرْف الرُّمَّانة وقِرف الخُبْز الذي يُقْشَر ويبقى في التَّنُّور.
وقولهم: تَرَكْتُه على مِثل مَقرِف الصَّمْغة وهو موضع القِرْف أَي مَقْشِر الصمغة، وهو شبيه بقولهم تَرَكْتُه على مِثل ليلة الصَّدَر.
ويقال: صَبَغ ثوبه بقِرْفِ السِّدْر أَي بقِشره؛ وقِرفُ كل شجرة: قِشرها.
والقِرْفة: دواء معروف. ابن سيده: والقِرْف قِشْر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام، غَلَبَتْ هذه الصفة عليها غَلَبة الأَسماء لشرفها.
والقِرْف من الخُبْز: ما يُقْشر منه.
وقَرَفَ الشجرة يقرِفُها قَرْفاً: نَحَتَ قِرْفَها، وكذلك قَرَف القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَي قَشَرَها، وذلك إذا يبِسَتْ؛ قال عنترة: . . . أكمل المادة عُلالَتُنا في كل يومِ كريهةٍ بأَسْيافِنا، والقَرْحُ لم يَتَقَرَّفِ أَي لم يعله ذلك؛ وأَنشد الجوهري عجز هذا البيت: والجُرْحُ لم يَتَقَرَّف والصحيح ما أَوردناه.
وفي حديث الخوارج: إذا رأَيتموهم فاقْرِفوهم واقتلوهم؛ هو من قَرَفْتُ الشجرة إذا قَشَرْتَ لحاءها.
وقَرَفتُ جلد الرجل إذا اقْتَلَعْته، أَراد استأْصلوهم.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: قال له رجل من البادية: متى تَحِلُّ لنا المَيْتة؟ قال: إذا وجَدْتَ قِرْف الأَرض فلا تَقْرَبْها؛ أَراد ما تَقْتَرِف من بَقْل الأَرض وعُروقه أَي تَقْتَلِع، وأَصلها أَخذ القشر منه.
وفي حديث ابن الزبير: ما على أَحدكم إذا أَتى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفَةَ أَنفه أَي قِشْرَته، يريد المُخاط اليابس الذي لَزِق به أَي يُنَقّي أَنفه منه.
وتقرفت القَرْحة أَي تقشَّرَت. ابن السكيت: القَرْف مصدر قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إذا نَكَأْتَها.
ويقال للجُرح إذا تَقَشَّر: قد تَقَرَّف، واسم الجِلْدة القِرْفة.
والقَرْف: الأَديم الأَحمر كأنه قُرِفَ أَي قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه، والعرب تقول: أَحمر كالقَرْف؛ قال: أَحْمر كالقَرْف وأَحْوى أَدْعَج وأَحمر قَرِفٌ: شديد الحمرة.
وفي حديث عبد الملك: أَراك أَحمَرَ قَرِفاً؛ القَرِف، بكسر الراء: الشديد الحمرة كأَنه قُرِف أَي قُشِر.
وقَرَف السِّدْرَ: قَشَرَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ يعني بالقِمَع قِمَع الوَطْب الذي يُصَب فيه اللبن، وقِرْفُه ما يَلْزَق به من وسَخ اللبن، فأَراد أَنّ هؤلاء المخاطبين أَوساخ ونصبه على النداء أَي يا قِرْفَ القِمَع.
وقَرف الذَّنْبَ وغيره يَقْرِفُه قَرْفاً واقْتَرَفَه: اكتَسبه.
والاقتراف: الاكتساب. اقترف أَي اكتَسب، واقْتَرَفَ ذنباً أَي أَتاه وفَعَلَه.
وفي الحديث: رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً أَي كَسَبَها.
ويقال: قَرَفَ الذنبَ واقْتَرَفه إذا عمله.
وقارَفَ الذنبَ وغيرَه: داناهُ ولاصَقَهُ.
وقَرفَه بكذا أَي أَضافه إليه واتَّهَمه به.
وفي التنزيل العزيز: وَليَقْتَرِفُوا ما هُم مُقْتَرِفون.
واقْتَرَفَ المالَ: اقْتَناه.
والقِرْفة: الكَسْب.
وفلان يَقْرِف لعياله أَي يَكْسِب.
وبَعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشْتُرِيَ حَديثاً.
وإبل مُقتَرَفَة ومُقْرَفةٌ: مُسْتَجَدَّة.
وقَرَفْتُ الرجل أَي عِبْتُه.
ويقال: هو يُقْرَفُ بكذا أَي يُرْمى به ويُتَّهم، فهو مَقْروفٌ.
وقَرَفَ الرجلَ بسوء: رماه، وقَرَفْته بالشيء فاقْتَرَفَ به. ابن السكيت: قَرْفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً إذا رَمَيْتَه. الأَصمعي: قَرَف عليه فهو يَقْرِف قَرْفاً إذا بَغى عليه.
وقَرَفَ فلانٌ فلاناً إذا وَقَع فيه، وأَصل القَرْف القَشْر.
وقَرَف عليه قَرْفاً: كَذَبَ.
وقَرَفَه بالشيء: اتّهمه.
والقِرْفة: التُّهَمَة.
وفلان قِرْفتي أَي تُهَمَتي، أَو هو الذي أَتَّهِمُه.
وبنو فلان قِرْفَتي أَي الذين عندهم أَظُنّ طَلِبَتي.
ويقال: سَلْ بَني فلان عن ناقتك فإنهم قِرْفةٌ أَي تَجِدُ خَبَرَها عندهم.
ويقال أَيضاً: هو قَرَفٌ من ثَوْبي للذي تَتَّهِمُه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان لا يأْخذ بالقَرَف أَي التهمة، والجمع القِراف.
وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها بي عن قِرافي أَي عن تُهَمَتي بالمشاركة في دم عثمان، رضي اللّه عنه، وهو قَرَفٌ أَن يَفْعل وقَرِفٌ أَي خَلِيق، ولا يقال: ما أَقْرَفَه ولا أَقْرِفْ به، وأَجازهما ابن الأعرابي على مثل هذا .
ورجل قَرَفٌ من كذا وقَرَفٌ بكذا أَي قَمِن؛ قال: والمرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه، قَرَفٌ من الحِدْثانِ والأَلَمِ والتثنية والجمع كالواحد. قال أَبو الحسن: ولا يقال قَرِفٌ ولا قَريفٌ.
وقَرَفَ الشيءَ: خَلَطَهُ.
والمُقارَفةُ والقِرافُ: المخالَطة، والاسم القَرَف.
وقارفَ فلانٌ الخطيئة أَي خالطها.
وقارف الشيءَ: دَاناه؛ ولا تكون المقارفة إلا في الأَشياء الدنيّة؛ قال طرفة: وقِرافُ من لا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً يُعْدي، كما يُعْدي الصحيحَ الأَجْرَبُ وقال النابغة: وقارَفَتْ، وهْيَ لم تَجْرَبْ، وباعَ لها من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ أَي قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب.
وفي حديث الإفك: إنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذنباً فتوبي إلى اللّه، وهذا راجع إلى المُقاربة والمُداناة.
وقارَفَ الجَرَبُ البعيرَ قِرافاً: داناه شيء منه.
والقَرَفُ: العَدْوى.
وأَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ: أَعْداها.
والقَرَف: مُقارَفَة الوَباء. أَبو عمرو: القَرَف الوَباء، يقال: احذَر القَرَفَ في غنمك.
وقد اقْتَرَفَ فلان من مرض آل فلان، وقد أَقْرَفُوه إقْرافاً: وهو أَن يأْتيهم وهم مَرْضَى فيُصيبَه ذلك.
وقارف فلان الغنم: رعى بالأَرض الوبيئة.
والقَرَف، بالتحريك: مداناة المرض. يقال: أَخْشى عليك القَرَف من ذلك، وقد قرِف، بالكسر.
وفي الحديث: أَن قوماً شكَوْا إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وَباء أَرضهم، فقال، صلى اللّه عليه وسلم: تَحوَّلوا فإن من القَرَف التَّلَفَ. قال ابن الأَثير: القَرَف ملابسة الداء ومداناة المرض، والتَّلَف الهلاك؛ قال: وليس هذا من باب العَدْوى وإنما هو من باب الطِّبِّ، فإن استصلاح الهواء من أَعون الأَشياء على صحة الأَبدان، وفساد الهواء من أَسرع الأَشْياء إلى الأَسقام.
والقِرْفة: الهُجْنة.
والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنة من الفرس وغيره الذي أُمه عربية وأَبوه ليس كذلك لأَن الإقْراف إنما هو من قِبَل الفَحْل، والهُجْنَة من قِبَل الأُم.
وفي الحديث: أَنه رَكِبَ فرساً لأَبي طلحة مُقْرِفاً؛ المُقْرِفُ من الخيل الهَجين وهو الذي أُمه بِرْذَوْنةٌ وأَبوه عَربي، وقيل بالعكْس، وقيل: هو الذي دانى الهجنة من قِبَل أَبيه، وقيل: هو الذي دانى الهجنة وقارَبَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: كتَبَ إلى أَبي موسى في البَراذين: ما قارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً واحداً، أَي قارَبَها وداناها.
وأَقْرَفَ الرجلُ وغيره: دَنا من الهُجْنَة.
والمُقْرِف أَيضاً: النَّذْل؛ وعليه وُجّه قوله: فإن يَكُ إقْرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ وقالوا: ما أَبْصَرَتْ عَيْني ولا أَقْرَفَتْ يدي أَي ما دنَتْ منه، ولا أَقْرَفْتُ لذلك أَي ما دانيتُه ولا خالطت أَهله.
وأَقْرَفَ له أَي داناه؛ قال ابن بري: شاهده قول ذي الرمة: نَتوج، ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى له، إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها لم تُقْرِفْ: لم تُدانِ ماله مُنْية.
والمُنْية: انتِظار لَقْح الناقة من سبعة أَيام إلى خمْسة عَشَر يوماً.
ويقال: ما أَقْرَفَتْ يدي شيئاً مما تَكرَه أَي ما دانَت وما قارَفَتْ.
ووَجْه مُقْرِفٌ: غيرُ حَسَن؛ قال ذو الرمة: تُريكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ، مَلْساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ والمُقارفة والقِراف: الجماع.
وقارَف امرأَته: جامعها.
ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها: إنْ كان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لَيُصْبِح جُنُباً من قِرافٍ غير احتلام ثم يصومُ، أَي من جماع.
وفي الحديث في دَفْن أُم كُلثوم: من كان منكم لم يُقارِف أَهله الليلة فليَدْخُل قبرَها.
وفي حديث عبد اللّه بن حُذافة: قالت له أُمه: أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قارَفَتْ بعض ما يقارِف أَهلُ الجاهلية، أَرادت الزنا.
وفي حديث عائشة: جاء رجل إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إني رجل مِقْرافٌ للذنوب أَي كثير المباشرة لها، ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة.
والقَرْف: وِعاء من أَدَمٍ، وقيل: يُدبَغُ بالقِرفة أَي بقُشور الرمان ويُتَّخذ فيه الخَلْع.
وهو لحم يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فيه، وجمعه قُرُوف؛ قال مُعقِّر بن حِمار البارِقيّ: وذُبْيانيَّة وصَّت بنيها: بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ أَي عليكم بالقَراطِف والقُروف فاغْنموها.
وفي التهذيب: القَرْف شيء من جُلود يُعمل فيه الخَلْع، والخَلع: أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ بشحمه ثم تُجعل فيه توابلُ ثم تُفْرغ في هذا الجلد.
وقال أَبو سعيد في قوله كذَب القراطف والقروف قال: القَرْف الأَديم، وجمعه قُروفٌ. أَبو عمرو: القُروف الأَدَم الحُمر، الواحد قَرْف. قال: والقُروف والظُّروف بمعنًى واحد.
وفي الحديث: لكل عَشْر من السرايا ما يَحْمِل القِرافُ من التَّمْر؛ القِراف: جمع قَرْف، بفتح القاف، وهو وِعاء من جلد يُدْبَغ بالقِرْفة، وهي قشور الرُّمان.
وقِرْفةُ: اسم رجل؛ قال: أَلا أَبْلِغْ لديك بني سُوَيدٍ، وقِرْفةً، حين مالَ به الولاءُ وقولهم في المثل: أَمْنَعُ من أُم قِرْفة؛ هي اسم امرأَة. التهذيب: وفي الحديث أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تقارَفَتْ به الأَنصارُ يوم بُعاثٍ؛ هكذا رُوي في بعض طرقه.

أزر (لسان العرب) [0]


أَزَرَ به الشيءُ: أَحاطَ؛ عن ابن الأَعرابي.
والإِزارُ: معروف.
والإِزار: المِلْحَفَة، يذكر ويؤنث؛ عن اللحياني؛ قال أَبو ذؤيب: تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه، وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها يقول: تَبَرَّأُ من دم القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ القتيل في ثوبها.
وكانوا إِذا قتل رجل رجلاً قيل: دم فلان في ثوب فلان أَي هو قتله، والجمع آزِرَةٌ مثل حِمار وأَحْمِرة، وأُزُر مثل حمار وحُمُر، حجازية؛ وأُزْر: تميمية على ما يُقارب الاطِّراد في هذا النحو.
والإِزارَةُ: الإِزار، كما قالوا للوِساد وسادَة؛ قال الأَعشى: كَتَمايُلِ، النَّشْوانِ يَرْ فُلُ في البَقيرَة والإِزارَه قال ابن سيده: وقول أَبي ذؤيب: وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها يجوز أَن يكون على لغة . . . أكمل المادة من أَنَّث الإِزار، ويجوز أَن يكون أَراد إِزارَتَها فحذف الهاء كما قالوا ليت شِعْري، أَرادوا ليت شِعْرتي، وهو أَبو عُذْرِها وإنما المقول ذهب بعُذْرتها.
والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ: الإِزارُ؛ الأَخيرة عن اللحياني.
وفي حديث الاعتكاف: كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ المئْزَرَ؛ المئزَرُ: الإِزار، وكنى بشدّة عن اعتزال النساء، وقيل: أَراد تشميره للعبادة. يقال: شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري أَي تشمرت له؛ وقد ائْتَزَرَ به وتأَزَّرَ.
وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً وتأَزَّرَ: لبس المئزر، وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ، ويجوز أَن تقول: اتَّزَرَ بالمئزر أَيضاً فيمن يدغم الهمزة في التاء، كما تقول: اتَّمَنْتُهُ، والأَصل ائْتَمَنْتُهُ.
ويقال: أَزَّرْتهُ تأْزيراً فَتَأَزَّرَ.
وفي حديث المْبعثَ: قال له ورقة إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بالغاً شديداً يقال: أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده، من الأَزْر: القُوَّةِ والشِّدّة؛ ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ: لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ. الفرّاء: أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّيته، وآزَرْتُه عاونته، والعامة تقول: وازَرْتُه.
وقرأَ ابن عامر: فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ، على فَعَلَهُ، وقرأَ سائر القرّاء: فَآزَرَهُ.
وقال الزجاج: آزَرْتُ الرجلَ على فلان إِذا أَعنته عليه وقوّيته. قال: وقوله فآزره فاستغلظ؛ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حتى استوى بعضه مع بعض.
وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ: من الإِزارِ؛ قال ابن مقبل: مثلَ السِّنان نَكيراً عند خِلَّتِهِ لكل إِزْرَةِ هذا الدهره ذَا إِزَرِ.
وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ.
وأَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً.
وفي الحديث: قال الله تعالى: العَظَمَة إِزاري والكِبْرياء ردائي؛ ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أَي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما، وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان، وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ، فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ.
ومنه الحديث الآخر: تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ وتَردّى بالكبرياء وتسربل بالعز؛ وفيه: ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار أَي ما دونه من قدَم صاحبه في النار عقوبةً له، أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار؛ ومنه الحديث: إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين؛ الإِزرة، بالكسر: الحالة وهيئة الائتزار؛ ومنه حديث عثمان: قال له أَبانُ بنُ سعيد: ما لي أَراك مُتَحَشِّفاً؟ أَسْبِلْ، فقال: هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا.
وفي الحديث: كان يباشر بعض نسائه وهي مُؤُتَزِرَةٌ في حالة الحيض؛ أَي مشدودة الإِزار. قال ابن الأَثير: وقد جاء في بعض الروايات وهي مُتَّزِرَةٌ، قال: وهو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم في التاء.
والأُزْرُ: مَعْقِدُ الإِزارِ، وقيل: الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك؛ عن ثعلب.
وحكي عن ابن الأَعرابي: رأَيت السَّرَوِيَّ (* قوله «السروي» هكذا بضبط الأصل.) يمشي في داره عُرْياناً، فقلت له: عرياناً؟ فقال: داري إِزاري.
والإِزارُ: العَفافُ، على المثل؛ قال عديّ بن زيد: أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عبيد: فلان عفيف المِئْزَر وعفيف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء، ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة؛ ومنه قول نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ، وكنيته أَبو المِنْهالِ، وكان كتب إِلى عمربن الخطاب أَبياتاً من الشعر يشير فيها إلى رجل، كان والياً على مدينتهم، يخرج الجواريَ إِلى سَلْعٍ عند خروج أَزَواجهن إِلى الغزو، فيَعْقِلُهُن ويقول لا يمشي في العِقال إِلا الحِصَان، فربما وقعت فتكشفت، وكان اسم هذا الرجل جعدة بن عبدالله السلمي؛ فقال: أَلا أَبلِغْ، أَبا حَفْصٍ، رسولاً فِدىً لك، من أَخي ثِقَةٍ، إِزاري قَلائِصَنَا، هداك الله، إِنا شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، قَفَا سَلْعٍ، بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ من بني كعب بن عمرو، وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيمٍ، غَوِيِّ يَبْتَغِي سَقَطَ العْذَارِي يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ، وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ وكنى بالقلائص عن النساء ونصبها على الإِغراء، فلما وقف عمر، رضي الله عنه، على الأَبيات عزله وسأَله عن ذلك الأَمر فاعترف، فجلده مائةً مَعْقُولاً وأَطْرَدَهُ إلى الشام، ثم سئل فيه فأَخرجه من الشام ولم يأْذن له في دخول المدينة، ثم سئل فيه أَن يدخل لِيُجَمِّعَ، فكان إِذا رآه عمر توعده؛ فقال: أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ، أَبا حَفْصٍ، لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ؟ فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ، ولا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ وقول جعدة قوله (* «وقول جعدة إلخ» هكذا في الأصل المعتمد عليه، ولعل الأولى أن يقول وقول نفيلة الأكبر الأشجعي إلخ لأنه هو الذي يقتضيه سياق الحكاية). بن عبدالله السلمي: فِدىً لك، من أَخي ثقة، إِزاري. أَي أَهلي ونفسي؛ وقال أَبو عمرو الجَرْمي: يريد بالإِزار ههنا المرأَة.
وفي حديث بيعة العقبة: لَنَمْنَعَنَّك مما نمنع منه أُزُرَنا أَي نساءنا وأَهلنا، كنى عنهن بالأُزر، وقيل: أَراد أَنفسنا. ابن سيده: والإِزارُ المرأَة، على التشبيه؛ أَنشد، الفارسي: كَانَ منها بحيث تُعَْكَى الإِزارُ وفرسٌ آزَرُ: أَبيض العَجُز، وهو موضع الإِزوار من الإِنسان. أَبو عبيدة: فرس آزَرُ، وهو الأَبيض الفخذَين ولونُ مقاديمه أَسودُ أَو أَيُّ لون كان.
والأَزْرُ: الظهر والقوّة؛ وقال البعيث: شَدْدَتُ له أَزْري بِمِرَّةِ حازمٍ على مَوْقِعٍ من أَمره ما يُعاجِلُهْ ابن الأَعرابي في قوله تعالى: اشدد به أَزري؛ قال الأَزر القوّة، والأَزْرُ الظَّهْرُ، والأَزر الضعف.
والإِزْرُ، بكسر الهمزة: الأَصل. قال: فمن جعل الأَزْرَ القوّة قال في قوله اشدد به أَزري أَي اشدد به قوّتي، ومن جعله الظهر قال شدّ به ظهري، ومن جعله الضَّعْف قال شدّ به ضعفي وقوِّ به ضعفي؛ الجوهري: اشدد به أَزري أَي ظهري وموضعَ الإِزار من الحَقْوَيْن.
وآزَرَهُ ووازَرَهُ: أَعانه على الأَمر؛ الأَخيرة على البدل، وهو شاذ، والأَوّل أَفصح.
وأَزَرَ الزَّرْعُ وتَأَزَّرَ: قَوَّى بعضه بعضاً فَالْتَفَّ وتلاحق واشتد؛ قال الشاعر: تَأَزَّرَ فيه النبتُ حتى تَخايَلَتْ رُباه، وحتى ما تُرى الشَّاءُ نُوَّما وآزَر الشيءُ: ساواه وحاذاه؛ قال امرؤ القيس: بِمَحْنِيَّةٍ قد آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمين، وخُيَّبِ (* قوله «مضمّ» في نسخة مجر كذا بهامش الأَصل). أَي ساوى نبتُها الضال، وهو السِّدْر البريّ، أَراد: فآزره الله تعالى فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها.
وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ: غطاها؛ قال الأَعشى: يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ، مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ: اسم أَعجمي، وهو اسم أَبي إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ وأَما قوله عز وجل: وإِذ قال إِبراهيم لأَبيه آزر؛ قال أَبو إِسحق: يقرأُ بالنصب آزرَ، فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه، ومن قرأَ آزرُ، بالضم، فهو على النداء؛ قال: وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر، وقيل: آزر عندهم ذمُّ في لغتهم كأَنه قال وإِذ قال: وإذ قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ، وروي عن مجاهد في قوله: آزر أَتتخذ أَصناماً، قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم صنم، وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر إِلهاً، أَتتخذ أَصناماً آلهة؟.

نكب (لسان العرب) [0]


نَكَبَ عن الشيءِ وعن الطريق يَنْكُب نَكْباً ونُكُوباً، ونَكِبَ نَكَباً، ونَكَّبَ، وتَنَكَّبَ: عَدَلَ؛ قال: إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى، * فَنَكِّبْ كلَّ مُحْتِرةٍ صَناعِ وقال رجل من الأَعراب، وقد كَبِرَ، وكان في داخل بيته، ومَرَّتْ سَحابةٌ: كيفَ تَراها يا بُنَيَّ؟ قال: أَراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ؛ وأَنشد الفارسي: هما إِبلانِ، فيهما ما عَلِمْتُمُ، * فَعَنْ أَيِّها، ما شِئْتُمُ، فتَنَكَّبُوا عدَّاه بعن، لأَن فيه معنى اعْدلوا وتباعَدُوا، وما زائدة. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول نَكَبَ فلانٌ عن الصواب يَنْكُبُ نُكُوباً إِذا عَدَل عنه.
ونَكَّبَ عن الصواب تنكيباً، ونَكَّبَ غيرَه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال . . . أكمل المادة لِـهُنَيّ مولاه: نَكِّبْ عنا ابن أُمّ عَبدٍ أَي نَحِّه عنا.
وتَنَكَّبَ فلانٌ عنا تَنَكُّباً أَي مال عنا. الجوهري: نَكَّبه تَنْكيباً أَي عَدَل عنه واعتزله.
وتَنَكَّبَه أَي تَجَنَّبَه.
ونَكَّبَه الطريقَ، ونَكَّبَ به: عَدَلَ.
وطريقٌ يَنْكُوبٌ: على غير قَصْدٍ.
والنَّكَبُ، بالتحريك: الـمَيَلُ في الشيءِ.
وفي التهذيب: شِـبْهُ مَيَل في الـمَشْي؛ وأَنشد: عن الـحَقِّ أَنْكَبُ أَي مائلٌ عنه؛ وإِنه لَـمِنْكابٌ عن الـحَقِّ.
وقامةٌ نَكْبَاءُ: مائلة، وقِـيَمٌ نُكْبٌ.
والقامةُ: البَكْرَةُ.
وفي حديث حَجَّة الوداع: فقال بأُصْبُعه السَّبَّابة يَرْفَعُها إِلى السماءِ، ويَنْكُبُها إِلى الناس أَي يُميلُها إِليهم؛ يريد بذلك أَن يُشْهِدَ اللّهَ عليهم. يقال: نَكَبْتُ الإِناءَ نَكْباً ونَكَّبْتُه تَنْكيباً إِذا أَماله وكَبَّه.
وفي حديث الزكاة: نَكِّبُوا عن الطَّعام؛ يُريد الأَكُولةَ وذواتِ اللبن ونحوَهما أَي أَعْرِضُوا عنها، ولا تأْخذوها في الزكاة، ودَعُوها لأَهلها، فيقال فيه: نَكَبَ ونَكَّبَ.
وفي حديث آخر: نَكِّبْ عن ذات الدَّرِّ.
وفي الحديث الآخر، قال لوَحْشِـيٍّ: تَنَكَّبْ عن وَجْهي أَي تَنَحَّ، وأَعْرِضْ عني.
والنَّكْبَاءُ: كلُّ ريحٍ؛ وقيل كلُّ ريح من الرياح الأَربع انْحَرَفَتْ ووقَعَتْ بين ريحين، وهي تُهلِكُ المالَ، وتحْبِسُ القَطْرَ؛ وقد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً، وقال أَبو زيد: النَّكْبَاءُ التي لا يُخْتَلَفُ فيها، هي التي تَهُبُّ بين الصَّبَا والشَّمَال.
والجِرْبِـيَاءُ: التي بينَ الجَنُوب والصَّبَا؛ وحكى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابي: أَنَّ النُّكْبَ من الرياح أَربعٌ: فنَكْبَاءُ الصَّبا والجَنُوبِ مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِـيباسٌ للبَقْلِ، وهي التي تجيءُ بين الريحين، قال الجوهري: تسمى الأَزْيَبَ؛ ونَكْبَاءُ الصَّبا والشَّمَال مِعْجَاجٌ مِصْرَاد، لا مَطَر فيها ولا خَيْرَ عندها، وتسمى الصَّابِـيةَ، وتسمى أَيضاً النُّكَيْبَاءَ، وإِنما صَغَّروها، وهم يريدون تكبيرها، لأَنهم يَسْتَبْرِدُونها جِدّاً؛ ونَكْبَاءُ الشَّمَال والدَّبُور قَرَّةٌ، وربما كان فيها مطر قليل، وتسمى الجِرْبِـياءَ، وهي نَيِّحَةُ الأَزْيَبِ؛ ونَكْبَاءُ الجَنُوبِ والدَّبُور حارَّة مِهْيافٌ، وتسمى الـهَيْفَ، وهي نَيِّحَةُ النُّكَيْبَاءِ، لأَن العرب تُناوِحُ بين هذه النُّكْبِ، كما ناوحُوا بين القُوم من الرياحِ؛ وقد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً.
ودَبور نَكْبٌ: نَكْباءُ. الجوهري: والنَّكْباءُ الريح الناكبة، التي تَنْكُبُ عن مَهَابِّ الرياحِ القُومِ، والدَّبُور ريح من رياح القَيْظِ، لا تكون إِلا فيه، وهي مِهْيَافٌ؛ والجَنوبُ تَهُبُّ كلَّ وقت.
وقال ابنُ كِناسَةَ: تَخرج النَّكْباءُ ما بين مَطْلَعِ الذِّراع إِلى القُطْب، وهو مَطْلَع الكَواكب الشامية، وجعَلَ ما بين القُطْبِ إِلى مَسْقَطِ الذراع، مَخْرَجَ الشَّمال، وهو مَسْقَطُ كل نجم طَلَعَ من مَخْرج النَّكْباءِ، من اليمانية، واليمانية لا ينزل فيها شمس ولا قمر، إِنما يُهْتَدَى بها في البر والبحر، فهي شامية. قال شمر: لكل ريح من الرياح الأَربع نَكْباءُ تُنْسَبُ إِليها، فالنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الصَّبا هي التي بينها وبين الشمال، وهي تشبهها في اللِّينِ، ولها أَحياناً عُرامٌ، وهو قليل، إِنما يكون في الدهر مرة؛ والنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الشَّمال، وهي التي بينها وبين الدَّبُور، وهي تُشْبِـهها في البَرْد، ويقال لهذه الشَّمال: الشامِـيَّةُ، كلُّ واحدة منها عند العرب شامية؛ والنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الدَّبُور، هي التي بينها وبين الجَنُوب، تجيءُ من مغيب سُهَيْل، وهي تُشْبِه الدَّبور في شِدَّتها وعَجاجِها؛ والنَّكْباءُ التي تنسب إِلى الجَنوب، هي التي بينها وبين الصَّبا، وهي أَشْبَهُ الرِّياح بها، في رقتها وفي لينها في الشتاءِ.
وبعير أَنْكَبُ: يَمْشي مُتَنَكِّباً.
والأَنْكَبُ من الإِبل: كأَنما يَمشي في شِقٍّ؛ وأَنشد: أَنْكَبُ زَيَّافٌ، وما فيه نَكَبْ ومَنْكِـبا كلِّ شيءٍ: مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ والكتِفِ، وحَبْلُ العاتِق من الإِنسانِ والطائرِ وكلِّ شيءٍ. ابن سيده: الـمَنْكِبُ من الإِنسان وغيره: مُجْتَمَعُ رأْسِ الكَتِفِ والعَضُدِ، مذكر لا غير، حكى ذلك اللحياني. قال سيبويه: هو اسم للعُضْو، ليس على المصدر ولا المكان، لأَن فِعْلَه نَكَبَ يَنكُبُ، يعني أَنه لو كان عليه، لقال: مَنْكَبٌ؛ قال: ولا يُحْمَل على باب مَطْلِـع، لأَنه نادر، أَعني بابَ مَطْلِـع.
ورجل شديدُ الـمَناكِبِ، قال اللحياني: هو من الواحد الذي يُفَرَّقُ فيجعل جميعاً؛ قال: والعرب تفعل هذا كثيراً، وقياسُ قول سيبويه، أَن يكونوا ذهبوا في ذلك إِلى تعظيم العضو، كأَنهم جعلوا كل طائفة منه مَنْكِـباً.
ونَكِبَ فلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً إِذا اشْتَكى مَنْكِـبَهُ.
وفي حديث ابن عمر: خِـيارُكم أَلْيَنُكُمْ مَناكِبَ في الصلاة؛ أَراد لزُومَ السكينة في الصلاة؛ وقيل أَراد أَن لا يَمْتَنِـعَ على من يجيءُ ليدخل في الصف، لضيق المكان، بل يُمَكِّنُه من ذلك.
وانْتَكَبَ الرجلُ كِنانَتَهُ وقَوْسَه، وتَنَكَّبها: أَلْقاها على مَنْكِـبِه.
وفي الحديث: كان إِذا خَطَبَ بالـمُصَلَّى، تَنَكَّبَ على قَوْسٍ أَو عَصاً أَي اتَّكأَ عليها؛ وأَصله مِن تَنَكَّبَ القوسَ، وانْتَكَبها إِذا عَلَّقها في مَنْكبه.
والنَّكَبُ، بفتح النون والكاف: داءٌ يأْخذ الإِبلَ في مَناكبها، فَتَظْلَعُ منه، وتمشي مُنْحَرِفةً. ابن سيده: والنَّكَبُ ظَلَعٌ يأْخذ البعيرَ من وَجَع في مَنْكِـبه؛ نَكِبَ البعيرُ، بالكسر، يَنْكَبُ نَكَباً، وهو أَنْكَبُ؛ قال: يَبْغِـي فيُرْدِي وخَدانَ الأَنْكَبِ الجوهري: قال العَدَبَّسُ: لا يكون النَّكَبُ إِلا في الكَتِفِ؛ وقال رجلٌ من فَقْعَسٍ: فهَلاَّ أَعَدُّوني لـمِثْلي تَفاقَدُوا، * إِذا الخَصْمُ، أَبْزى، مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ قال: وهو من صِفَةِ الـمُتَطاوِل الجائرِ.
ومَناكِب الأَرضِ: جبالُها؛ وقيل: طُرُقها؛ وقيل: جَوانِـبُها؛ وفي التنزيل العزيز: فامْشُوا في مَناكِـبها؛ قال الفراء: يريد في جوانبها؛ وقال الزجاج: معناه في جبالها؛ وقيل: في طُرُقها. قال الأَزهري: وأَشبَهُ التفسير، واللّه أَعلم، تفسير من قال: في جبالها، لأَن قوله: هو الذي جَعَل لكم الأَرضَ ذَلُولاً، معناه سَهَّلَ لَكم السُّلوكَ فيها، فأَمكنكم السلوك في جبالها، فهو أَبلغ في التذليل.
والـمَنْكِبُ من الأَرض: الموضعُ المرتفع.
وفي جَناح الطائرِ عِشْرُونَ ريشةً: أَوَّلُها القَوادِمُ، ثم الـمَناكِبُ، ثم الخَوافي، ثم الأَباهِرُ، ثم الكُلى؛ قال ابن سيده: ولا أَعْرِفُ للـمَناكب من الريش واحداً، غير أَن قياسه أَن يكون مَنْكِـباً. غيره: والـمَناكِبُ في جَناحِ الطائر أَربعٌ، بعد القَوادِم؛ ونَكَبَ على قومه يَنْكُبُ نِكابَةً ونُكوباً، الأَخيرة عن اللحياني، إِذا كان مَنْكِـباً لهم، يعتمدون عليه.
وفي المحكم عَرَفَ عليهم؛ قال: والـمَنْكِبُ العَرِيفُ، وقيل: عَوْنُ العَريفِ.
وقال الليث: مَنْكِبُ القوم رأْسُ العُرَفاءِ، على كذا وكذا عريفاً مَنْكِبٌ، ويقال له: النِّكابةُ في قومه.
وفي حديث النَّخَعِـيِّ: كان يَتَوَسَّطُ العُرَفاءَ والـمَناكِب؛ قال ابن الأَثير: الـمَناكِبُ قومٌ دون العُرَفاءِ، واحدُهم مَنْكِبٌ؛ وقيل: الـمَنْكِبُ رأْسُ العُرفاءِ.
والنِّكابةُ: كالعِرافَةِ والنِّقابة.
ونَكَبَ الإِناءَ يَنْكُبُه نَكْباً: هَراقَ ما فيه، ولا يكون إِلاَّ من شيءٍ غير سَيّالٍ، كالتراب ونحوه.
ونَكَبَ كِنانَتَه يَنْكُبُها نَكْباً: نَثَرَ ما فيها، وقيل إِذا كَبَّها ليُخْرِجَ ما فيها من السِّهام.
وفي حديث سَعْدٍ، قال يوم الشُّورَى: إِني نَكَبْتُ قرَني (1) (1 قوله «اني نكبت قرني» القرن بالتحريك جعبة صغيرة تقرن الى الكبيرة والفالج السهم الفائز في النضال.
والمعنى اني نظرت في الآراء وقلبتها فاخترت الرأي الصائب منها وهو الرضى بحكم عبدالرحمن.) ، فأَخَذْتُ سَهْمِي الفالِـجَ أَي كَبَبْتُ كِنانَتي.
وفي حديث الحجاج: أَن أَمير المؤْمنين نَكَبَ كنانَتَه، فَعَجَم عِـيدانَها.
والنَّكْبَةُ: الـمُصيبةُ من مَصائب الدهر، وإِحْدى نَكَباتِه، نعوذ باللّه منها.
والنَّكْبُ: كالنَّكْبَة؛ قال قَيْسُ بن ذُرَيْح: تَشَمَّمْنَه، لو يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَه، * إِذا سُفْنَهُ، يَزْدَدْنَ نَكْباً على نَكْبِ وجمعه: نُكُوبٌ.
ونَكَبه الدهرُ يَنْكُبه نَكْباً ونَكَباً: بلغ منه وأَصابه بنَكْبةٍ؛ ويقال: نَكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْر، وأَصابَتْه نَكْبَةٌ، ونَكَباتٌ، ونُكُوبٌ كثيرة، ونُكِبَ فلانٌ، فهو مَنْكُوبٌ.
ونَكَبَتْه الحجارةُ نَكْباً أَي لَثَمَتْه.
والنَّكْبُ: أَن يَنْكُبَ الحجرُ ظُفْراً، أَو حافراً، أَو مَنْسِماً؛ يقال: مَنْسِمٌ مَنْكوبٌ، ونَكِـيبٌ؛ قال لبيد: وتَصُكُّ الـمَرْوَ، لـمَّا هَجَّرَتْ، * بِنَكِـيبٍ مَعِرٍ، دامي الأَظَلّ الجوهري: النَّكِـيبُ دائرةُ الحافِر، والخُفِّ؛ وأَنشد بيت لبيد.
ونَكَبَ الـحَجرُ رِجْلَهُ وظُفْره، فهو مَنْكُوبٌ ونَكِـيبٌ: أَصابه.
ويقال: ليس دونَ هذا الأَمر نَكْبة، ولا ذُياحٌ؛ قال ابن سيده: حكاه ابن الأَعرابي، ثم فسره فقال: النَّكْبةُ أَن يَنْكُبه الـحَجَرُ؛ والذُّياحُ: شَقٌّ في باطن القَدَم.
وفي حديث قُدوم الـمُسْتَضْعَفين بمكة: فجاؤُوا يَسُوقُ بهم الوليدُ بن الوليد، وسار ثلاثاً على قَدَمَيْه، وقد نَكَبَتْه الـحَرَّةُ أَي نالته حجارتُها وأَصابته؛ ومنه النَّكْبةُ، وهو ما يُصيبُ الإِنسان من الـحَوادث.
وفي الحديث: أَنه نُكِـبَتْ إِصبَعُه أَي نالتها الحجارة.
ورجلٌ أَنْكَبُ: لا قَوْسَ معه.
ويَنْكُوبٌ: ماءٌ معروفٌ؛ عن كراع.

رغم (لسان العرب) [0]


الرَّغْم والرِّغْم والرُّغْمُ: الكَرْهُ، والمَرْغَمَةُ مثله. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ مَرْغَمَةً؛ المَرْغَمَة: الرُّغْمُ أي بُعِثْتُ هواناً وذُلاًّ للمشركين، وقد رَغِمَهُ ورَغَمَهُ يَرْغَمُ، ورَغِمَتِ السائمة المَرْعَى تَرْغَمُه وأنِفَتْه تأنَفُهُ: كرهَته؛ قال أبو ذؤيب: وكُنَّ بالرَّوْضِ لا يَرْغَمْنَ واحدةً من عَيْشهنّ، ولا يَدْرِين كيف غدُ ويقال: ما أَرْغَمُ من ذلك شيئاً أي ما أَنْقِمُه وما أَكرهه.
والرُّغْمُ: الذِّلَّة. ابن الأعرابي: الرَّغْم التراب، والرَّغْم الذلّ، والرَّغم القَسر (* قوله «والرغم القسر» كذا هو بالسين المهملة في الأصل، والذي في التهذيب والتكملة: القشر بالشين المعجمة). قال: وفي الحديث وإن رَغَمَ أنفُه أي ذلّ؛ رواه بفتح الغين؛ وقال ابن شميل: على . . . أكمل المادة رَغْمِ مَن رَغَمَ، بالفتح أيضاً.
وفي حديث مَعْقِل بن يَسارٍ: رَغِم أنفي لأمر الله أي ذَلّ وانقاد.
ورَغِمَ أنفي لله رَغْماً ورَغَمَ يَرْغَمُ ويَرْغُمُ ورَغُمَ؛ الأخيرة عن الهجري، كله: ذلَّ عن كُرْهٍ، وأرغَمَه الذُّلُّ.
وفي الحديث: إذا صلى أحدكم فليُلْزِمْ جبهته وأَنفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغْمُ؛ معناه حتى يخضع ويَذِلَّ ويخرج منه كِبْرُ الشيطان، وتقول: فعلت ذلك على الرَّغم من أنفه.
ورَغَمَ فلان، بالفتح، إذا لم يقدر على الانتصاف، وهو يَرْغَمُ رَغْماً، وبهذا المعنى رَغِمَ أنفُه.
والمَرْغَمُ والمَرْغِمُ: الأنف، وهو المَرْسِنُ والمَخْطِمُ والمَعْطِسُ؛ قال الفرزدق يهجو جريراً: تَبْكِي المَراغَةُ بالرَّغامِ على ابنها، والناهِقات يَهِجْنَ بالإعْوالِ وفي الحديث: أنه، عليه السلام، قال: رَغِمَ أَنفُه ثلاثاً، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: من أَدرك أَبويه أَو أَحدهما حيّاً ولم يدخل الجنة. يقال: أَرْغَم الله أَنْفَه أي أَلزقه بالرَّغام، وهو التراب؛ هذا هو الأصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كُرْهٍ.
وفي الحديث: وإن رَغِمَ أنف أبي الدَّرْداء أي وإن ذَلَّ، وقيل: وإن كَره.
وفي حديث سجدتي السهو: كانتا تَرْغيماً للشيطان.
وفي حديث أسماء: إن أُمِّي قدِمتْ عليَّ راغِمَةً مشركة أفَأَصِلُها؟ قال: نعم؛ لما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب، قالوا: تَرَغَّمَ إذا غضب، وراغِمةً أي غاضبة، تريد أنها قدِمَتْ عليَّ غَضْبَى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري أو كارهة مجيئها إليَّ لولا مَسِيسُ الحاجة، وقيل: هاربة من قومها من قوله تعالى: يَجِدْ في الأرض مُراغَماً كثيراً؛ أي مَهْرباً ومُتَّسَعاً؛ ومنه الحديث: إن السِّقْطَ ليُراغِمُ ربه إن أَدخل أَبويه النار أي يغاضبه.
وفي حديث الشاة السمومة: فلما أَرْغَمَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَرْغَمَ بِشْرُ بن البَراءِ ما في فيه أي ألقى اللقمة من فيه في التراب.
ورَغَّمَ فلان أنفه: خضع.
وأرْغَمَهُ: حمله على ما لا يقدر أن يمتنع منه.
ورَغَّمَهُ: قال له رَغْماً ودَغْماً، وهو راغِمٌ داغِمٌ، ولأَفعلنَّ ذلك رَغْمًا وهواناً، نصبه على إضمار الفعل المتروك إظهاره.
ورجل راغِمٌ داغِمٌ: إتباع، وقد أرْغَمَهُ الله وأَدْغَمَه، وقيل: أَرْغَمَهُ أَسخطه، وأَدْغَمَهُ، بالدال: سَوَّده.
وشاة رَغْماء: على طرف أنفها بياض أو لون يخالف سائر بدنها.
وامرأة مِرْغامة: مغضِبة لبَعْلِها؛ وفي الخبر: قال بَيْنا عمر بن الخطاب، رحمه الله، يطوف بالبيت إذ رأى رجلاً يطوف وعلى عنقه مثل المَهاةِ وهو يقول: عُدْتُ لهذي جَمَلاً ذَلولا، مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهولا، أَعْدِلُها بالكَفِّ أن تَمِيلا، أَحذَر أَن تسقط أَو تزولا، أَرْجو بذاك نائلاً جَزِيلا فقال له عمر: يا عبد الله من هذه التي وهبت لها حجك؟ قال: امرأتي، يا أمير المؤمنين إنها حمقاء مِرْغامة، أَكول قامة، ما تَبْقى لها خامة قال: ما لك لا تطلّقها؟ قال: يا أمير المؤمنين، هي حسناء فلا تُفْرَك، وأُم صبيان فلا تُتْرك قال: فشأَنك بها إذاً.
والرَّغامُ: الثَّرَى.
والرَّغام، بالفتح: التراب، وقيل: التراب اللين وليس بالدقيق؛ وقال: ولم آتِ البُيوتَ، مُطَنَّباتٍ، بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَّغامِ أي انفردن، وقيل: الرَّغامُ رمل مختلط بتراب. الأصمعي: الرَّغامُ من الرمل ليس بالذي يسيل من اليد. أبو عمرو: الرَّغامُ دُقاق التراب، ومنه يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَهَنْتُهُ وأَلزقته بالتراب.
وحكى ابن بري قال: قال أبو عمرو الرَّغام رمل يَغْشى البصر، وهي الرِّغْمان؛ وأنشد لنُصَيْب: فلا شكّ أنّ الحيّ أَدْنَى مَقِيلِهِمْ كُناثِرُ، أَو رِغْمانُ بِيضِ الدَّوائر والدوائر: ما استدار من الرمل.
وأرْغَمَ الله أنفه ورَغَّمه: أَلزقه بالرَّغام.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أنها سئلت عن المرأة توضأَتْ وعليها الخِضابُ فقالت: اسْلِتِيهِ وأَرغِمِيه؛ معناه أَهِينِيه وارمي به عنك في التراب.
ورَغَّمَ الأنفُ نفسُه: لزق بالرَّغام.
ويقال: رَغَمَ أنفُه إذا خاس في التراب.
ويقال: رَغمَ فلان أنفه (* قوله «ويقال رغم فلان أنفه» عبارة التهذيب: ويقال رغم فلان أنفه وأرغمه إذا حمله على ما لا امتناع له منه). الليث: الرُّغامُ ما يسيل من الأنف من داء أو غيره؛ قال الأزهري: هذا تصحيف، وصوابه الرُّعام، بالعين.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صَحَّفَ، وكان أبو إسحق الزجاج أَخذ هذا الحرف من كتاب الليث فوضعه في كتابه وتوهم أنه صحيح، قال: وأَراه عَرَضَ الكتاب على المبرد والقول ما قاله ثعلب (* قوله «والقول ما قاله ثعلب» يعني أنه بالعين المهملة كما يستفاد من التكملة). قال ابن سيده: والرَّغامُ والرُّغامُ (* قوله «والرغام والرغام إلخ» هما بفتح الراء في الأول وضمها في الثاني، هكذا بضبط الأصل والمحكم). ما يسيل من الأنف، وهو المخاط، والجمع أَرْغِمَةٌ، وخص اللحياني به الغَنم والظِّباء.
وأَرْغَمَتْ: سال رُغامُها، وقد تقدم في العين المهملة أَيضاً.
والمُراغَمَةُ: الهِجْرانُ والتباعد.
والمُراغَمةُ: المغاضبة.
وأَرْغَمَ أَهله وراغَمَهُمْ: هجرهم.
وراغَم قومه: نَبَذهُم وخرج عنهم وعاداهم.
ولم أُبالِ رَغْم أنفِه (* قوله «ولم أبال رغم أنفه هو بهذا الضبط في التهذيب). أي وإن لَصِقَ أََنفُه بالتراب.
والتَّرَغُّمُ: التغضُّب، وربما جاء بالزاي؛ قال ابن بري: ومنه قوله الحُطَيئَةِ: تَرى بين لَحْيَيها، إذا ما تَرَغَّمَتْ، لُغاماً كبيت العَنْكَبُوتِ المُمَدَّدِ والمُراغَمُ: السَّعَةُ والمضطَرَبُ، وقيل: المَذْهب والمَهْرب في الأرض، وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يَجدْ في الأرض مُراغَماً؛ معنى مُراغَماً مُهاجَراً، المعنى يَجِدْ في الأرض مُهاجَراً لأن المُهاجِرَ لقومه والمُراغِمَ بمنزلة واحدة وإن اختلف اللفظان؛ وأنشد: إلى بَلَدٍ غيرِ داني المَحَل، بعيدِ المُراغَمِ والمُضْطَرَبْ قال: وهو مأْخوذ من الرَّغام وهو التراب، وقيل: مُراغَماً مُضْطَرَباً.
وعبد مُراغِمٌ (* قوله «وعبد مراغم» مضبوط في نسخة من التهذيب بكسر الغين وقال شارح القاموس بفتح الغين). أي مضطربٌ على مَواليه.
والمُراغَمُ: الحصن كالعَصَرِ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد للجَعْدِيّ: كَطَوْدٍ يُلاذُ بأََرْكانِهِ، عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ وأنشد ابن بري لسالم بن دارة: أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قد حَفَرْت له بئراً تُراغَمُ بين الحَمْضِ والشَّجَرِ وما لي عن ذلك مَرْغَمٌ أي منع ولا دفع.
والرُّغامى: زيادة الكبد مثل الرُّعامى، بالغين والعين المهملة، وقيل: هي قصبة الرِّئة؛ قال أبو وَجْزَةَ السَّعْديّ: شاكَتْ رُغامى قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ هَوْلَ الجَنان، وما هَمَّتْ بإدْلاجِ وقال الشَّمَّاخُ يصف الحُمُرَ: يُحَشرِجُها طَوْراً وطَوْراً، كأنَّما لها بالرُّغامى والخَياشِم جارِزُ قال ابن بري: قال ابن دريد الرُّغامى قصب الرئَةِ؛ وأنشد: يَبُلُّ من ماء الرُّغامى لِيتَهُ، كما يَرُبُّ سالئٌ حَمِيتَهُ والرُّغامى من الأَنف؛ وقال ابن القُوطِيَّة: الرُّغامى الأَنف وما حوله.
والرُّغامى: نبت، لغة في الرُّخامى.
والتَّرَغُّمُ: الغضب بكلام وغيره والتَّزَغُّم بكلام؛ وقد روي بيت لبيد: على خير ما يُلْقى به مَن تَرَغَّما ومن تَزَعَّما.
وقال المفضل في قوله فعلته على رَغْمِه: أَي على غضبه ومساءته. يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَغضبته؛ قال مُرَقِّشِ: ما دِيننا في أَنْ غَزا مَلِكٌ، من آل جَفْنَةَ، حازِمٌ مُرْغَمْ معناه مُغْضَب.
وفي حديث أبي هريرة: صَلِّ في مُراح الغنم وامسح الرُّغامَ عنها؛ قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم، بالغين المعجمة، قال: ويجوز أَن يكون أَراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحاً لشأْنها.
ورُغَيْم: اسم.

الرَّبْعُ (القاموس المحيط) [0]


الرَّبْعُ: الدارُ بعَيْنِها حيثُ كانت،
ج: رِباعٌ ورُبوعٌ وأربُعٌ وأرباعٌ، والمَحَلَّةُ، والمَنْزِلُ، والنَّعْشُ، وجماعَةُ الناسِ، والموضِعُ يَرْتَبعونَ فيه في الرَّبيعِ،
كالمَرْبَعِ، كمَقْعدٍ، والرجلُ بينَ الطُّولِ والقِصَرِ،
كالمَرْبوعِ، والرَّبْعَةِ، ويُحَرَّكُ،
والمِرْباعِ والمُرْتَبعِ، مَبْنِيّاً للفاعِلِ وللمَفْعولِ، وهي رَبْعَةٌ أيضاً، جَمْعُهما: رَبْعاتٌ، ومحركةً، شاذٌّ، لأنَّ فَعْلَةً، صِفَةً، لا تُحَرَّكُ عَيْنُها في الجَمعِ، وإنما تُحَرَّكُ إذا كانت اسْماً ولم تكنِ العَيْنُ واواً أو ياءً.
وَرَبَعَ، كمَنع: وَقَفَ وانْتَظَرَ، وَتَحَبَّسَ، ومنه قولُهم: ارْبَعْ عَلَيْكَ، أو على نفسِكَ، أو على ظَلْعِكَ،
و~: رَفَعَ الحَجَرَ باليَد امْتِحَاناً للقُوَّةِ،
و~ الحَبْلَ: فَتَلَهُ من أرْبَعِ طاقاتٍ،
و~ الإِبِلُ: وَرَدَتِ . . . أكمل المادة الرِّبْعَ، بأن حُبِسَتْ عن الماءِ ثلاثَةَ أيامٍ، أو أربعةً أو ثلاثَ ليالٍ، وَوَرَدَتْ في الرابعِ،
وهي إبِلٌ رَوابعُ،
و~ فلانٌ: أَخْصَبَ،
و~ عليه الحمَّى: جاءَتْه رِبْعاً، بالكسر،
وقد رُبعَ، كَعُنِي،
وأُرْبعَ، بالضم، فهو مَرْبُوعٌ ومُرْبَعٌ: وهي أن تأخُذَ يوماً، وَتَدَعَ يومَيْنِ، ثم تَجِيءَ في اليومِ الرابعِ،
و~ الحِمْلَ: أدْخَلَ المِرْبَعَةَ تَحْتَه، وأخَذَ بطَرَفِها وآخَرُ بِطَرَفِها الآخَرِ، ثم رَفَعاهُ على الدَّابَّةِ، فإن لم تكن مِرْبَعَةٌ، أَخَذَ أحدهُما بِيَدِ صاحِبِهِ، وهي: المُرابَعَةُ،
و~ القومَ: أخَذَ رُبُعَ أموالِهِم،
و~ الثلاثةَ: جَعَلَهم بنفسِه أربعةً، يَرْبُعُ ويَرْبعُ ويَرْبَعُ فيهما،
و~ الجَيْشَ: أخَذَ منهم رُبُعَ الغَنيمةِ، كان يُفْعَلُ ذلك في الجاهِلِيَّةِ فَرَدَّهُ الإِسلامُ خُمُساً،
و~ عليه: عَطَفَ،
و~ عنه: كَفَّ وأقْصَرَ،
و~ الإِبِلُ: سَرَحَتْ في المَرْعَى، وأكَلَتْ كيفَ شاءَتْ وشَرِبَتْ، وكذلك الرجلُ بالمَكان،
و~ في الماءِ: تَحَكَّمَ كيفَ شاءَ،
و~ القومَ: تَمَّمَهُم بنفسِه أرْبَعينَ أو أرْبَعَةً وأربَعينَ،
و~ بالمَكانِ: اطْمَأنَّ وأقامَ.
ورُبِعوا، بالضم: مُطروا بالرَّبيع.
والمِرْبَعُ والمِرْبَعَةُ، بكسرهما: العَصا التي يأخُذُ رَجُلانِ بِطَرَفَيها لِيَحْمِلاَ الحِمْلَ على الدابَّةِ.
وكمقعدٍ: ع.
وكمِنْبَرٍ: والِدُ عبدِ اللهِ، وعبدِ الرحمنِ، وزَيدٍ، ومُرارَةَ الصَّحابيينَ، وكان أعْمَى مُنافقاً، وَعْوَعَةَ بنِ سعيدٍ راوِيَةِ جَريرٍ.
وأرضٌ مَرْبَعَةٌ، كمَجْمَعَةٍ: ذاتُ يَرابيعَ.
وذو المَرْبَعِيِّ: من الأقْيالِ.
والمِرْباعُ، بالكسر: المَكانُ يَنْبُتُ نَبْتُه في أوَّلِ الرَّبيعِ.
ورُبُعُ الغَنيمَةِ: الذي كان يأخُذُه الرَّئيسُ في الجاهِلِيَّةِ، والناقةُ المُعْتادَةُ بأَن تُنْتَجَ في الربيعِ، أو التي تَلِدُ في أوَّلِ النِّتاجِ.
والأربعةُ: في عَدَدِ المُذَكَّرِ،
والأَرْبعُ: في المُؤَنَّثِ،
والأربعونَ: بعدَ الثلاثينَ.
والأرْبِعاءُ: من الأيامِ، مُثَلَّثَةَ الباءِ مَمْدودةً، وهما أرْبِعاآنِ،
ج: أرْبعاآتٌ.
وقَعَدَ الأرْبُعاءَ والأرْبُعاوَى، بضم الهمزةِ والباءِ منهما، أي: مُتَرَبِّعاً.
والأُرْبُعاءُ أيضاً: عَمودٌ من عُمُدِ البِناءِ.
وبيتٌ أُرْبُعاواءُ، بالضم والمَدِّ: على عَمودَينِ وثَلاثةٍ وأربعةٍ وواحدَةٍ.
والربيعُ: رَبيعانِ، رَبيعُ الشُّهورِ، ورَبيعُ الأزْمِنَةِ، فَرَبيعُ الشُّهورِ: شَهْرانِ بعدَ صَفَرَ، ولا يقالُ إلاَّ: شَهْرُ رَبيعٍ الأَوَّلُ وشهرُ رَبيعٍ الآخِرُ،
وأما رَبيعُ الأزْمِنَةِ، فَرَبيعانِ: الربيعُ الأوَّلُ الذي يأتي فيه النَّوْرُ والكَمْأَةُ، والربيعُ الثاني الذي تُدْرِكُ فيه الثِّمارُ، أو هو الربيعُ الأوَّلُ، أو السنةُ سِتَّةُ أزْمِنَةٍ: شَهْرانِ منها الربيعُ الأولُ، وشَهْرانِ صَيْفٌ، وشَهْرانِ قَيْظٌ، وشَهْرانِ الربيعُ الثاني، وشهرانِ خَريفٌ، وشهرانِ شِتاءٌ.
ورَبيعٌ رابعٌ: مُخْصِبٌ، والنِّسْبَةُ: رِبْعِيٌّ، بالكسر، ورِبْعِيٌّ (ابنُ أبي رِبْعِيٍّ، وابنُ رافِعٍ، وابنُ عَمْرٍو، ورِبْعِيٌّ الزُّرَقِيُّ: صحابيُّونَ)، وابنُ حِراشٍ: تابعيٌّ.
ورِبْعِيَّةُ القومِ: مِيرَتُهُم أولَ الشِّتاءِ.
وجَمْعُ الربيعِ: أرْبعاءُ وأرْبِعَةٌ ورِباعٌ، أو جَمْعُ رَبيع الكَلأِ: أرْبِعَةٌ، ورَبيعِ الجَداوِلِ: أرْبِعاءُ.
ويومُ الربيعِ: من أيامِ الأَوسِ والخَزْرَجِ.
وأبو الربيعِ: الهُدْهُدُ.
والربيعُ، كأَميرٍ: سَبْعَةٌ صحابيُّونَ، وجماعةٌ محدِّثونَ، وابنُ سُليمانَ المُرادِيُّ، وابنُ سُليمانَ الجِيزِيُّ صاحِبا الشافِعِيِّ.
والربيعُ: عَلَمٌ، والمَطَرُ في الربيعِ، والحَظُّ من الماءِ للأرضِ، يقالُ: لِفلانٍ من هذا الماءِ رَبيعٌ، والنَّهْرُ الصغيرُ، وبهاءٍ: حَجَرٌ تُمْتَحَنُ بإِشالَتِهِ القُوَى، وبَيْضَةُ الحديدِ، والرَّوْضَةُ، والمَزادَةُ، والعَتيدَةُ،
وة بالصَّعيد لبني رَبيعةَ.
ورَبيعةُ الفَرَسِ: هو ابنُ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ، أبو قبيلةٍ،
وذُكِرَ في: ح م ر، والنسبةُ رَبَعِيٌّ، محركةً.
وفي عُقَيْلٍ رَبيعتانِ: رَبيعةُ بنُ عُقَيْلٍ أبو الخُلَعاءِ، ورَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ عُقَيْلٍ أبو الأبْرَصِ، وقُحافةَ، وعَرْعَرَةَ، وقُرَّةَ.
وفي تَميمٍ رَبيعتانِ: الكُبْرَى، وهي رَبيعةُ بنُ مالِكٍ، وتُدْعَى: رَبيعةَ الجُوعِ، والصُّغْرَى، وهي رَبيعةُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ.
ورَبيعةُ: أبو حَيٍّ من هَوازِنَ، وهو رَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وهم بنُو مَجْدَ، ومَجْدُ أُمُّهم، (وثلاثونَ صحابيّاً).
والرَّبايعُ: أعْلامٌ مُتَقاوِدةٌ قربَ سَميراءَ.
والرُّبْعُ، بالضم وبضمتين، وكأَميرٍ: جُزْءٌ من أربعةٍ.
وجَمْعُ الربيعِ: رُبُعٌ، بضمتين.
وكصُرَدٍ: الفَصيلُ يُنْتَجُ في الربيعِ وهو أوَّلُ النِّتاجِ،
ج: رِباعٌ وأرْباعٌ، وهي: بهاءٍ،
ج: رُبَعاتٌ ورِباعٌ، فإِذا نُتِجَ في آخِر النِّتاجِ، فَهُبَعٌ، وهي هُبَعَةٌ.
ورِبْعٌ، بالكسر: رجلٌ من هُذَيْلٍ.
والرَّباعةُ، وتكسر: شَأنُكَ، وحالُكَ التي أنتَ مُقيمٌ عليها، ولا تكونُ في غيرِ حُسْنِ الحالِ، أو طَريقَتُكَ، أو اسْتِقامَتُكَ، أو قَبيلَتُكَ، أو فَخِذُكَ،
أو يقالُ: هُمْ على رَباعَتِهِم، ويكسرُ، ورَباعِهِم ورَبَعاتِهِم، محركةً، ورَبِعاتِهِم، ككتِفٍ، ورِبَعَتِهِم، كعِنَبَةٍ، أي: حالَةٍ حَسَنَةٍ، أو أمرُهُم الذي كانوا عليه.
ورَبَعاتُهُم، محركةً وتكسرُ الباءُ: مَنازِلُهم.
والرِّباعَةُ، بالكسر: نحوٌ من الحِمالَةِ.
والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى، وحَيٌّ من الأسْدِ، منهم: أوْسُ بنُ عبدِ اللهِ الرَّبْعِيُّ التابِعِيُّ، وبالتحريك: أشَدُّ الجَرْيِ، أو أشَدُّ عَدْوِ الإِبِلِ، أو ضَرْبٌ من عَدْوِهِ وليسَ بالشديد، وحَيٌّ من الأزْدِ، والمَسافةُ بينَ أثَافي القِدْرِ التي يَجْتَمِعُ فيها الجَمْرُ.
والرَّوْبَعُ، كجوهرٍ: الضعيفُ الدَّنيءُ، وبهاءٍ: القصيرُ، وَتَصَحَّفَ على الجوهريِّ فَجَعَلَها بالزاي، وسيأتي إن شاءَ الله تعالى،
و~ : قِصَرُ العُرْقوبِ، أو داءٌ يأخُذُ الفِصالَ.
واليَرْبوعُ: دابَّةٌ م، ولَحْمَةُ المَتْنِ، أو هي بالضم، أو يَرَابيعُ المَتْنِ: لَحماتهُ، لا واحِدَ لها.
ويَرْبوعُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ: أبو حيٍّ من تَميمٍ، منهم: مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ الصحابِيُّ، وابنُ غَيْظٍ: أبو بَطْنٍ من مُرَّةَ، منهم: الحارثُ بنُ ظالِمٍ المُرِّيُّ.
وكشدَّادٍ: الكثيرُ شِراءِ الرِّباعِ والمَنازِلِ، وسَمَّوا رُبَيْعاً، كزبيرٍ وسَحْبانَ.
وكتصْغيرِ رَبيعٍ: الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوِّذٍ، وبنتُ حارِثَةَ، وبنتُ الطُّفَيْلِ، وبنتُ النَّضْرِ عَمَّةُ أنَسٍ، وأمُّ الرُّبَيِّعِ التي قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أمَّ الرُّبَيِّعِ كتابُ اللهِ القِصاصُ": صَحابِيَّاتٌ، وعبدُ العزيزِ بنُ رُبَيِّعٍ أبو العَوَّامِ الباهِلِيُّ، وابْنُه رُبَيِّعٌ: محدّثانِ، وبهاءٍ: رُبَيِّعَةُ بنُ حِصنٍ، وابنُ عبدٍ: شاعِرانِ، وعبدُ اللهِ بنُ رُبَيِّعَةَ: مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه.
وكزبيرٍ: ابنُ قُزَيْعٍ الغَطَفَانِيُّ، وابنُ الحارثِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ، وابنُ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ، والشَّيْخُ القائلُ:
ألاَ أبْلِغْ بَنِيَّ بَنِي رُبَيْعٍ **** فأشْرارُ البَنينَ لكم فِداءُ
الأبياتَ الخمسةَ المشهورةَ.
ورُباعُ، بالضم: مَعْدولٌ من أربعةٍ أربعةٍ.
و{مَثْنَى وثُلاثِ ورُباعَ}، أي: أربعاً أربعاً، فَعَدَلَه، فلذلك تُرِكَ صَرْفُه، وقَرَأ الأَعْمَشُ
{ورُبَعَ}، كزُفَرَ، على إرادَةِ: رُباعَ.
والرَّباعِيَةُ، كثَمانِيَةٍ: السِّنُّ التي بينَ الثَّنِيَّةِ والنابِ،
ج: رَباعِياتُ،
ويقالُ للذي يُلْقيها: رَباعٍ، كثَمانٍ، فإِذا نَصَبْتَ أتْمَمْتَ، وقلتَ: رَكِبْتُ بِرْذَوْناً رَباعِياً، وجَمَلٌ وفرسٌ رَباعٌ ورَباعٍ، ولا نَظير لَها سِوَى ثَمانٌٍ ويَمانٌٍ وشَناحٌٍ وجَوَارٌٍ،
ج: رُبْعٌ، بالضم وبضمتين، ورِباعٌ ورِبْعانٌ، بكسرهما، ورُبَعٌ، كصردٍ، وأرباعٌ ورَباعِياتٌ، والأنْثَى رَباعِيَةٌ.
وتقولُ للغنمِ في السنةِ الرابعةِ، وللبَقَرِ وذاتِ الحافِر في الخامسةِ،
ولِذاتِ الخُفِّ في السابِعَةِ: أرْبَعَتْ.
وأرْبَعَ القومُ: صاروا في الرَّبيعِ، أو أربعةً، أو أقامُوا في المَرْبَعِ عن الارْتِيادِ والنُّجْعَةِ.
والمُرْبِعُ، كمُحْسِنٍ: الناقةُ تُنْتَجُ في الربيعِ، أو التي ولَدُها مَعَها، وشِراعُ السفينةِ المَلأْى.
والمَرابيعُ: الأمْطارُ أولَ الربيعِ.
وأرْبَعَتِ الناقةُ: اسْتَغْلَقَتْ رَحِمُها فلم تَقْبَلِ الماءَ،
و~ ماءُ الرَّكِيَّةِ: كَثُرَ،
و~ الوِرْدُ: أسْرَعَ الكَرَّ،
و~ الإِبِلَ: تَرَكَها تَرِدُ الماءَ مَتَى شاءَتْ،
و~ فلانٌ: أكثَرَ من النِّكاحِ،
و~ السائلُ: سأل ثم ذَهَبَ ثم عادَ،
و~ المريضَ: تَرَكَ عِيادَتَهُ يَوْمَينِ وأتاهُ في اليومِ الثالثِ.
والتَّرْبيعُ: جَعْلُ الشيءِ مُرَبَّعاً.
ومُرَبَّعٌ، كمعظمٍ: لَقَبُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأنْماطِيِّ حافِظِ بَغْدَادَ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَتَّابٍ المحدِّثُ يُعْرَفُ بابنِ مُرَبَّعٍ أيضاً.
واسْتَأجَرَهُ أو عامَلَهُ مُرَابَعَةً ورِباعاً: من الربيعِ، كمُشاهَرَة من الشهرِ.
وارْتَبَعَ بمكانِ كذا: أقامَ به في الربيع،
و~ البعيرُ: أكَلَ الربيعَ،
كَتَرَبَّعَ، وسَمِنَ.
وتَرَبَّعَ في جُلوسِه: خِلافُ جَثا وأقْعَى،
و~ الناقةُ سَناماً طويلاً: حَمَلَتْهُ.
والمُرْتَبَعُ، بالفتح: المَنْزِلُ يُنْزَلُ فيه أيامَ الربيعِ.
واسْتَرْبَعَ الرملُ: تَراكَمَ،
و~ الغُبارُ: ارْتَفَعَ،
و~ البعيرُ للسَّيرِ: قَوِيَ عليه.
ورجلٌ مُسْتَرْبِعٌ بعَمَلِهِ: مُسْتَقِلٌّ به، قَوِيٌّ عليه، صَبورٌ.

سمع (لسان العرب) [0]


السَّمْعُ: حِسُّ الأُذن.
وفي التنزيل: أَو أَلقى السمْع وهو شهيد؛ وقال ثعلب: معناه خَلا له فلم يشتغل بغيره؛ وقد سَمِعَه سَمْعاً وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً. قال اللحياني: وقال بعضهم السَّمْعُ المصدر، والسِّمع: الاسم.
والسَّمْعُ أَيضاً: الأُذن، والجمع أَسْماعٌ. ابن السكيت: السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وغيره، يكون واحداً وجمعاً؛ وأَما قول الهذلي: فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه، وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ فإِنه عنى بالسامِع الأُذن وذكّر لمكان العُضْو، وسَمَّعه الخبر وأَسْمعه إِيّاه.
وقوله تعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَع؛ فسره ثعلب فقال: اسْمَعْ لا سَمِعْتَ.
وقوله تعالى: إِنْ تُسْمِعُ إِلا من يؤْمِنُ بآياتنا؛ أَي ما تُسمع إِلا من يؤمن بها، وأَراد بالإِسماعِ ههنا القبول والعمل بما يسمع، . . . أكمل المادة لأِنه إِذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع.
وسَمَّعَه الصوت وأَسمَعه: اسْتَمَعَ له.
وتسَمَّع إِليه: أَصْغى، فإِذا أَدْغَمْت قلت اسَّمَّعَ إِليه، وقرئ: لا يَسَّمَّعون إِلى الملإِ الأَعلى. يقال تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ له، كله بمعنى لأَنه تعالى قال: لا تَسْمَعوا لهذا القرآن، وقرئ: لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى، مخففاً.
والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ؛ الأَخيرة عن ابن جبلة: الأُذن، وقيل: المَسْمَعُ خَرْقُها الذي يُسْمَعُ به ومَدْخَلُ الكلام فيها. يقال: فلان عظيم المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ.
والسامِعتانِ: الأُذنان من كل شيء ذي سَمْعٍ.
والسامِعةُ: الأُذن؛ قال طرفة يصف أُذن ناقته: مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما، كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ ويروى: وسامِعتانِ.
وفي الحديث: ملأَ الله مَسامِعَه؛ هي جمع مِسْمع وهو آلةُ السَّمع أَو جمع سمع على غير قياس كمَشابِهَ ومَلامِحَ؛ ومنه حديث أَبي جهل: إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عليكم نَفَيْتُموه نَفْي القُراد عن المَسامِع، يعني عن الآذان، أَي أَخرجتموه من مكة إِخراج استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه باكللية، والأُذن أَخَفُّ الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر عليه (* أعاد الضمير في عليه الى العضو، واحد الأعضاء، لا الى الأذن، فلذلك ذكّره.)، فيكون النزع منها أَبلغ. هو مني مَرأًى ومَسْمَعٌ، يرفع وينصب، وهو مِني بمَرأًى ومَسْمَعٍ.
وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي إِسْماعَها؛ قال: سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي أَعْوذُ بخَيْرِ خالِك، يا ابنَ عَمْرِو أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال: وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا أَي إِعطائِك. قال سيبويه: وإِن شئت قلت سَمْعاً، قال ذلك إِذا لم تَخْتَصِصْ نفْسَك.
وقال اللحياني: سَمْعُ أُذني فلاناً يقول ذلك، وسِمْعُ أُذني وسَمْعةُ أُذني فرفع في كل ذلك. قال سيبويه: وقالوا أَخذت ذلك عنه سَماعاً وسَمْعاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعله، وهذا عنده غير مطرد، وتَسامَعَ به الناس.
وقولهم: سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني، وكذلك قولهم: سَماعِ أَي اسْمَعْ مثل دَراكِ ومَناعِ بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ قال: وقد تأْتي سَمِعْتُ بمعنى أَجَبْتُ؛ ومنه قولهم: سَمِعَ الله لمن حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وتقبّله. يقال: اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن غرض السائل الإِجابةُ والقَبُولُ؛ وعليه ما أَنشده أَبو زيد: دَعَوْتُ اللهَ، حتى خِفْتُ أَن لا يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقولُ وقوله: أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على التعجب؛ ومنه الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من دُعاء لا يُسْمعُ أَي لا يُستجاب ولا يُعْتَدُّ به فكأَنه غير مَسْموع؛ ومنه الحديث: سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ الله وحُسْنِ بلائه علينا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ حَمْدَنا اللهَ تعالى على ما أَحسَن إِلينا وأَوْلانا من نعمه، وحُسْنُ البلاء النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بالخير ليتبين الشكر، وبالشرّ ليظهر الصبر.
وفي حديث عمرو بن عَبْسة قال له: أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ؟ قال: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فيه وأَوْلى بالاستجابة وهو من باب نهارُه صائم وليله قائم.
ومنه حديث الضحّاك: لما عرض عليه الإِسلام قال: فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولاً أَسْمَعَ منه؛ يريد أَبْلَغَ وأَنْجَعَ في القلب.
وقالوا: سَمْعاً وطاعة، فنصبوه على إِضْمار الفعل غير المستعمل إِظهاره، ومنهم من يرفعه أَي أَمري ذلك والذي يُرْفَعُ عليه غير مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذي ينصب عليه كذلك.
ورجل سَمِيعٌ: سامِعٌ، وعَدَّوْه فقالوا: هو سميع قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك.
والسميع: من صفاته عز وجل، وأَسمائه لا يَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع، وإِن خفي، فهو يسمع بغير جارحة.
وفَعِيلٌ: من أَبْنِيةِ المُبالغة.
وفي التنزيل: وكان الله سميعاً بصيراً، وهو الذي وَسِعَ سَمْعُه كل شيء كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، وقال في موضع آخر: أَم يحسبون أَنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى؛ قال الأَزهري: والعجب من قوم فسَّروا السميعَ بمعنى المُسْمِع فِراراً من وصف الله بأَن له سَمْعاً، وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سَمِيعٌ ذو سَمْعٍ بلا تَكيِيفٍ ولا تشبيه بالسمع من خلقه ولا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه، ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف، قال: ولست أُنكر في كلام العرب أَن يكون السميع سامِعاً ويكون مُسْمِعاً؛ وقد قال عمرو بن معديكرب: أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ يُؤَرِّقُني، وأَصحابي هُجُوعُ؟ فهو في هذا البيت بمعنى المُسْمِعِ وهو شاذّ، والظاهر الأَكثر من كلام العرب أَن يكون السميعُ بمعنى السامِعِ مثل علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ.
ومُنادٍ سَمِيعٌ: مُسْمِعٌ كخبير ومُخْبر؛ وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ.
والسَّمِيع: المَسْمُوعُ أَيضاً.
والسَّمْعُ: ما وَقَر في الأُذن من شيء تسمعه.
ويقال: ساءَ سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لم يَسْمَعْ حسَناً.
ورجل سَمّاعٌ إِذا كان كثير الاستماع لما يُقال ويُنْطَقُ به. قال الله عز وجل: سَمّاعون للكذب، فُسّر قوله سماعون للكذب على وجهين: أَحدهما أَنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما سمعوا، ويجوز أَن يكون معناه أَنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس، والله أَعلم بما أَراد.
وقوله عز وجل: ختمَ الله على قلوبِهم وعلى سَمْعِهم وعلى أَبصارهم غشاوة، فمعنى خَتَمَ طَبَع على قلوبهم بكفرهم وهم كانوا يسمعون ويبصرون ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالاً يُجْدِي عليهم فصاروا كمن لم يسمع ولم يُبْصِرْ ولم يَعْقِلْ كما قالوا: أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع وقوله على سَمْعِهم فالمراد منه على أَسماعهم، وفيه ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن السمع بمعنى المصدر يوحّد ويراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع، والثاني أَن يكون المعنى على مواضع سمعهم فحذفت المواضع كما تقول هم عَدْل أَي ذوو عدل، والثالث أَن تكون إِضافته السمع إِليهم دالاًّ على أَسماعِهم كما قال: في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شَجِينا معناه في حُلوقكم، ومثله كثير في كلام العرب، وجمع الأَسْماعِ أَسامِيعُ.
وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: ويقال لجميع خروق الإِنسان عينيه ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لا يُفْرَدُ واحدها. قال الليث: يقال سَمِعَتْ أُذُني زيداً يفعل كذا وكذا أَي أَبْصَرْتُه بعيني يفعل ذلك؛ قال الأَزهري: لا أَدري من أَين جاء الليث بهذا الحرف وليس من مذاهب العرب أَن يقول الرجل سَمِعَتْ أُذُني بمعنى أَبْصَرَتْ عيني، قال: وهو عندي كلام فاسد ولا آمَنُ أَن يكون ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء.
والسِّمْعُ والسَّمْعُ؛ الأَخيرة عن اللحياني، والسِّماعُ، كله: الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن الجميلُ؛ قال: أَلا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِي * على شيءٍ رَفَعْتُ به سَماعي ويقال: ذهب سمْعُه في الناس وصِيتُه أَي ذكره.
وقال اللحياني: هذا أَمر ذو سِمْع وذو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ.
ويقال: سَمَّعَ به إِذا رَفَعَه من الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه.
والسَّماعُ: ما سَمَّعْتَ به فشاع وتُكُلِّمَ به.
وكلُّ ما التذته الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع.
والسَّماعُ: الغِناءُ.
والمُسْمِعةُ: المُغَنِّيةُ.
ومن أَسماء القيدِ المُسْمِعُ؛ وقوله أَنشده ثعلب: ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ، وظِلٌّ مَدِيدٌ، وحِصْنٌ أَنِيق فسره فقال: المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه، وأَنث لأَنّ أَكثر ذلك للمرأَة.
والزَّمّارةُ: السّاجُور.
وكتب الحجاج إِلى عامل له أَن ابعث إِليّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً، وكل ذلك على التشبيه.
وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لك أَي لِتَسْمَعَه؛ وما فعَلْت ذلك رِياءً ولا سَمْعةً ولا سُمْعةً.
وسَمَّعَ به: أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه.
وتَسامَعَ به الناسُ وأَسمَعَه الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه.
وسَمَّعَ بالرجل: أَذاعَ عنه عَيْباً ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه، وأَسمَعَ الناسَ إِياه. قال الأَزهري: ومن التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله، صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به. أَبو زيد: شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً، ونَدَّدْتُ به، وسَمَّعْتُ به، وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ وشَتَمْتَه.
وفي الحديث: من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه، وروي: أَسامِعَ خَلْقِه، فَسامِعُ خَلْقه بدل من الله تعالى، ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ؛ وقال الأَزهري: من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع، أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به أَي فضَحَه، ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه، بالنصب، كَسَّرَ سَمْعاً على أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ، وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه، يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا الرجل يوم القيامة، وقيل: أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه، وقيل: من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه، وقيل: من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه وأَن عمله لم يكن خالصاً، وقيل: يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه؛ ومنه الحديث: إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه؛ ومنه الحديث: قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان؟ قال: أَتُرَوْنَني أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون.
وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به، ومن يُرائي يُرائي اللهُ به.
وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره؛ هذه عن اللحياني.
وسَمَّعَ بفلان بالناس: نَوَّه بذكره.
والسُّمْعةُ: ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ ويُرى، وتقول: فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به.
والتسْمِيعُ: التشْنِيعُ.
وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ، بالتخفيف؛ الأَخيرة عن يعقوب، أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ؛ قال: إِنَّ لكم لَكَنّهْ مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ ويروى: كالذئب وسْطَ العُنّهْ والمِعَنّةُ: المعترضةُ.
والمِفَنَّةُ: التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب، ويروى: سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً، بالضم، وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ، وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما، وقال اللحياني: سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر.
وقوله: أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ، أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب.
ورجل سِمْعٌ يُسْمَعُ.
وفي الدعاء: اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً، وسَمْعاً لا بَلْغاً، وسِمْعٌ لا بِلْغٌ، وسَمْعٌ لا بَلْغ، معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ، وقيل: معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ، وقيل: يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ. الكسائي: إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: سِمْعٌ ولا بِلْغ، وسَمْع لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني. الأَرضِ وبَصَرُها: طُولُها وعَرْضها؛ قال أَبو عبيد: ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء.
وحكى ابن الأَعرابي: أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو.
وفي حديث قَيْلة: أَن أُختها قالت: الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها، وفي النهاية: لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض وبصرها. يقال: خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه لأَنه لا يقع على الطريق، وقيل: أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحذفت الأَهل كقوله تعالى: واسأَل القريةَ، أَي أَهلها.
ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو: أَلقى نفسه بين سمع الأَرض وبصرها.
وقال أَبو عبيد: معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها، أَن الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ القَفْرُ، ليس أَن الأَرض لها سَمْع، ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها بالرجل الذي صَحِبها؛ وقال الزمخشري: هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها، والبكْريّ الذي تَصْحَبُه. قال ابن السكيت: يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد.
وسَمِعَ له: أَطاعه.
وفي الخبر: أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال: ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب، وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم له.
والمِسمَع: موضع العُروة من المَزادة، وقيل: هو ما جاوز خَرْتَ العُروة، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ، يجعل فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو؛ قال عبد الله بن أَوفى: نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إِنْ رامَنا، كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ وأَسمَعَ الدلوَ: جعل لها عروة في أَسفلها من باطن ثم شدّ حبلاً إِلى العَرْقُوةِ لتخف على حاملها، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى، فإِذا استثقل الشيخ أَو الصبي أَن يستقي بها جمعوا بين العروتين وشدوهما لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها للماء، يقال منه: أَسْمَعْتُ الدلو؛ قال الراجز: أَحْمَر غَضْب لا يبالي ما اسْتَقَى، لا يُسْمِعُ الدَّلْو، إِذا الوِرْدُ التَقَى وقال: سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا، والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا يقول: سأَله بكراً من الإِبل فلم يعطه فسأَله خُفًّا أَي جَمَلاً مُسِنًّا.
والمِسْمَعانِ: جانبا الغَرْب.
والمِسمَعانِ: الخَشَبتانِ اللتان تُدْخَلانِ في عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر، وقد أَسْمَعَ الزَّبِيلَ. قال الأَزهريّ: وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين ينزعان المِشْآة من البئر يترابها عند احتفارها: أَسْمِعا المِشآة أَي أَبيناها عن جُول الركية وفمها. قال الليث: السَّمِيعانِ من أَدَواتِ الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقْرَنُ به الثور أَي لحراثة الأَرض.
والمِسْمَعانِ: جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب الظباء في الظهيرة.
والسِّمْعُ: سَبُع مُرَكَّبٌ، وهو ولَد الذِّئب من الضَّبُع.
وفي المثل: أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ، وربما قالوا: أَسمَعُ من سِمْع؛ قال الشاعر: تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً، أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ، أَسْمَعَ من سِمْعِ والسَّمَعْمَعُ: الصغير الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ؛ قال ابن بري شاهده قول الشاعر: كأَنَّ فيه وَرَلاً سَمَعْمَعا وقيل: هو الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ، طال أَو قَصُر، وقيل: هو المُنْكَمِشُ الماضي، وهو فَعَلْعَلٌ.
وغُول سَمَعْمَعٌ وشيطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه؛ قال: ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي، إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي، كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ لم يقنع بقوله سمعمع حتى قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ وأَخبث من سمعمع الإِنس؛ قال ابن جني: لا يكون رويُّه إِلا النون، أَلا ترى أَن فيه من جِنّ والنون في الجن لا تكون إِلا رويّاً لأَن الياء بعدها للإِطلاق لا محالة؟ وفي حديث علي: سَمَعْمَعٌ كأَنَّني من جِنِّ أَي سريع خفيف، وهو في وصف الذئب أَشهر.
وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُولٌ أَو ذئبة؛ حدّث عوانة أَن المغيرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء فقال: النساء أَرْبَع: فَرَبِيعٌ مَرْبَع، وجَمِيعٌ تَجْمَع، وشيطانٌ سَمَعْمَع، ويروى: سُمَّع، وغُلٌّ لا يُخْلَع، فقال: فَسِّرْ، قال: الرَّبِيعُ المَرْبَع الشابّةُ الجميلة التي إِذا نظرت إِليها سَرَّتْك وإِذا أَقسَمْتَ عليها أَبَرَّتْك، وأَما الجميع التي تجمع فالمرأَة تتزوجها ولك نَشَب ولها نشَب فتجمع ذلك، وأَما الشيطان السَّمَعْمَعُ فهي الكالحة في وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ في إِثْرك إِذا خرجت.
وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُول.
والشيطانُ الخَبِيث يقال له السَّمَعْمَعُ، قال: وأَما الغُلُّ الذي لا يُخْلَعُ فبنت عمك القصيرة الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السوداء التي نثرت لك ذا بطنها، فإِن طلقتها ضاع ولدك، وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها على مِثْلِ جَدْعِ أَنفك.
والرأْس السَّمَعْمَعُ: الصغير الخفيف.
وقال بعضهم: غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس؛ وأَنشد شمر: فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه، ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ وفي حديث سفيان بن نُبَيح الهذلي: ورأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ أَي لطيف الرأْس.
والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ من الرجال: الطويل الدقيقُ، وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ.
ومِسْمَعٌ: أَبو قبيلة يقال لهم المَسامِعةُ، دخلت فيه الهاء للنسب.
وقال اللحياني: المَسامِعةُ من تَيْمِ اللاَّتِ.
وسُمَيْعٌ وسَماعةُ وسِمْعانُ: أَسماء.
وسِمْعانُ: اسم الرجل المؤمن من آل فرعون، وهو الذي كان يَكْتُمُ إِيمانَه، وقيل: كان اسمه حبيباً.
والمِسْمَعانِ: عامر وعبد الملك ابنا مالك بن مِسْمَعٍ؛ هذا قول الأَصمعي؛ وأَنشد: ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ: بُوآ بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ وقال أَبو عبيدة: هما مالك وعبد الملك ابْنا مِسْمَع ابن سفيان بن شهاب الحجازي، وقال غيرهما: هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع ابن سِنان بن شهاب.
ودَيْرُ سَمْعانَ: موضع.

طهر (لسان العرب) [0]


الطُّهْرُ: نقيض الحَيْض.
والطُّهْر: نقيض النجاسة، والجمع أَطْهار.
وقد طَهَر يَطْهُر وطَهُرَ طُهْراً وطَهارةً؛ المصدرانِ عن سيبويه، وفي الصحاح: طَهَر وطَهُر، بالضم، طَهارةً فيهما، وطَهَّرْته أَنا تطهيراً وتطَهَّرْت بالماء، ورجل طاهِر وطَهِرٌ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد: أَضَعْتُ المالَ للأَحْساب، حتى خَرجْت مُبَرّأً طَهِر الثِّيَابِ قال ابن جني: جاء طاهِرٌ على طَهُر كما جاء شاعرٌ على شَعُر، ثم استغنَوْا بفاعل عن فَعِيل، وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصورهم، يَدُلُّك على ذلك تسكيرُهم شاعراً على شُعَراء، لَمّا كان فاعلٌ هنا واقعاً موقع فَعِيل كُسِّر تكسِيرَه ليكون ذلك أَمارةً ودليلاً على إِرادته وأَنه مُغْنٍ عنه وبَدَلٌ منه؛ قال ابن سيده: قال أَبو . . . أكمل المادة الحسن: ليس كما ذكر لأَن طَهِيراً قد جاء في شعر أَبي ذؤيب؛ قال: فإِن بني، لِحْيان إِمَّا ذكرتهم، نَثاهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، طَهِيرُ قال: كذا رواه الأَصمعي بالطاء ويروى ظهير بالظاء المعجمة، وسيُذكر في موضعه، وجمع الطاهرِ أَطْهار وطَهَارَى؛ الأَخيرة نادرة، وثيابٌ طَهارَى على غير قياس، كأَنهم جمعوا طَهْرانَ؛ قال امرؤ القيس: ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيَّةٌ، وأَوْجهُهم، عند المَشَاهِد، غُرّانُ وجمع الطَّهِر طهِرُونَ ولا يُكسّر.
والطُّهْر: نقيض الحيض، والمرأَة طاهِرٌ من الحيض وطاهِرةٌ من النجاسة ومن العُيوبِ، ورجلٌ طاهِرٌ ورجال طاهِرُون ونساءٌ طاهِراتٌ. ابن سيده: طَهَرت المرأَة وطهُرت وطَهِرت اغتسلت من الحيض وغيرِه، والفتح أَكثر عند ثعلب، واسمُ أَيام طُهْرها (* هنا بياض في الأصل وبإزائه بالهامش لعله الأَطهار) . . .
وطَهُرت المرأَة، وهي طاهرٌ: انقطع عنها الدمُ ورأَت الطُّهْر، فإِذا اغتسلت قيل: تَطَهَّرَت واطَّهَّرت؛ قال الله عز وجل: وإِن كنتم جُنُباً فاطَّهَّروا.
وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قوله عز وجل: ولا تَقْرَبُوهنّ حتى يَطْهُرن فإِذا تَطَهَّرْن فأْتُوهنّ من حيث أَمَرَكم الله؛ وقرئ: حتى يَطَّهَّرْن؛ قال أَبو العباس: والقراءة يطَّهَّرن لأَن من قرأَ يَطْهُرن أَراد انقطاع الدم، فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلن، فصَيَّر معناهما مختلفاً، والوجه أَن تكون الكلمتان بمعنى واحد، يُريد بهما جميعاً الغسل ولا يَحِلُّ المَسِيسُ إِلا بالاغتسال، ويُصَدِّق ذلك قراءةُ ابن مسعود: حتى يَتَطَهَّرْن؛ وقال ابن الأَعرابي: طَهَرت المرأَةُ، هو الكلام، قال: ويجوز طَهُرت، فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلْنَ، وقد تَطَهَّرت المرأَةُ واطّهّرت، فإِذا انقطع عنها الدم قيل: طَهُرت تَطْهُر، فهي طاهرٌ، بلا هاء، وذلك إِذا طَهُرَت من المَحِيض.
وأَما قوله تعالى: فيه رجال يُحِبُّون أَن يَتَطَهَّرُوا؛ فإِن معناه الاستنجاء بالماء، نزلت في الأَنصار وكانوا إِذا أَحْدَثوا أَتْبَعُوا الحجارة بالماء فأَثْنَى الله تعالى عليهم بذلك، وقوله عز وجل: هُنَّ أَطْهَرُ لكم؛ أَي أَحَلُّ لكم.
وقوله تعالى: ولهم فيها أَزواجٌ مُطَهَّرَة؛ يعني من الحيض والبول والغائط؛ قال أَبو إِسحق: معناه أَنهنّ لا يَحْتَجْنَ إِلى ما يَحْتاجُ إِليه نِساءُ أَهل الدنيا بعد الأَكل والشرب، ولا يَحِضْن ولا يَحْتَجْنَ إِلى ما يُتَطَهَّرُ به، وهُنَّ مع ذلك طاهراتٌ طَهارَةَ الأَخْلاقِ والعِفَّة، فمُطَهَّرة تَجْمع الطهارةَ كلها لأَن مُطَهَّرة أَبلغ في الكلام من طاهرة.
وقوله عز وجل: أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ للطَّائِفينَ والعاكِفِين؛ قال أَبو إِسحق: معناه طَهِّراهُ من تعليق الأَصْنام عليه؛ الأَزهري في قوله تعالى: أَن طَهِّرَا بيتي، يعني من المعاصي والأَفعال المُحَرَّمة.
وقوله تعالى: يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرة؛ من الأَدْناس والباطل.
واستعمل اللحياني الطُّهْرَ في الشاة فقال: إِن الشاة تَقْذَى عَشْراً ثم تَطْهُر؛ قال ابن سيده: وهذا طَريفٌ جِدّاً، لا أَدْرِي عن العرب حكاه أَمْ هو أَقْدَمَ عليه.
وتَطَهَّرت المرأَة: اغتسلت.
وطَهَّره بالماء: غَسَلَه، واسمُ الماء الطَّهُور.
وكلُّ ماء نظيف: طَهُورٌ، وماء طَهُور أَي يُتَطَهَّرُ به، وكلُّ طَهورٍ طاهرٌ، وليس كلُّ طاهرٍ طَهوراً. قال الأَزهري: وكل ما قيل في قوله عز وجل: وأَنْزَلْنا من السماء ماءً طهوراً؛ فإِن الطَّهُورَ في اللغة هو الطاهرُ المُطَهِّرُ، لأَنه لا يكون طَهوراً إِلا وهو يُتَطهّر به، كالوَضُوء هو الماء الذي يُتَوضَّأُ به، والنَّشُوق ما يُسْتَنْشق به، والفَطُور ما يُفْطَر عليه منْ شراب أَو طعام.
وسُئِل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن ماء البحر فقال: هو الطَّهُور ماؤه الحِلُّ مَيْتَتُه؛ أَي المُطَهِّر، أَراد أَنه طاهر يُطَهِّر.
وقال الشافعي، رضي الله عنه: كلُّ ماء خَلَقَه الله نازلاً من السماء أو نابعاً من عين في الأَرض أَو بحْرٍ لا صَنْعة فيه لآدَميٍّ غير الاسْتِقاء، ولم يُغَيِّر لَوْنَه شيءٌ يخالِطُه ولم يتغيّر طعمُه منه، فهو طَهُور، كما قال الله عز وجل وما عدا ذلك من ماء وَرْدٍ أَو وَرَقٍ شجرٍ أَو ماءٍ يَسيل من كَرْم فإِنه، وإِن كان طاهراً، فليس بطَهُور.
وفي الحديث: لا يَقْبَلُ اللهُ صلاةً بغير طُهُورٍ، قال ابن الأَثير: الطُّهور، بالضم، التطهُّرُ، وبالفتح: الماءُ الذي يُتَطَهَّرُ به كالوَضُوء.
والوُضوء والسَّحُور والسُّحُور؛ وقال سيبويه: الطَّهور، بالفتح، يقع على الماء والمَصْدر معاً، قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون الحديث بفتح الطاء وضمها، والمراد بهما التطهر.
والماء الطَّهُور، بالفتح: هو الذي يَرْفَعُ الحدَث ويُزِيل النَجَسَ لأَن فَعُولاً من أَبنية المُبالَغة فكأَنه تَنَاهى في الطهارة.
والماءُ الطاهر غير الطَّهُور، وهو الذي لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس كالمُسْتَعْمَل في الوُضوء والغُسْل.
والمِطْهَرةُ: الإِناءُ الذي يُتَوَضَّأُ به ويُتَطَهَّر به.
والمِطْهَرةُ: الإِداوةُ، على التشبيه بذلك، والجمع المَطَاهِرُ؛ قال الكميت يصف القطا: يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ جِي في أَساقٍ كالمَطاهِرْ وكلُّ إِناء يُتَطَهَّر منه مثل سَطْل أَو رَكْوة، فهو مِطْهَرةٌ. الجوهري: والمَطْهَرَةُ والمِطْهَرة الإِداوةُ، والفتح أَعلى.
والمِطْهَرَةُ: البيت الذي يُتَطَهّر فيه.
والطَّهارةُ، اسمٌ يقوم مقام التطهّر بالماء: الاستنجاءُ والوُضوءُ.
والطُّهارةُ: فَضْلُ ما تَطَهَّرت به.
والتَّطَهُّرُ: التنزُّه والكَفُّ عن الإِثم وما لا يَجْمُل.
ورجل طاهرُ الثياب أَي مُنَزَّه؛ ومنه قول الله عز وجل في ذكر قوم لوط وقَوْلِهم في مُؤمِني قومِ لُوطٍ: إِنَّهم أُناسٌ يَتَطَهَّرُون؛ أَي يتنزَّهُون عن إِتْيان الذكور، وقيل: يتنزّهون عن أَدْبار الرجال والنساء؛ قالهُ قوم لوط تهكُّماً.
والتطَهُّر: التنزُّه عما لا يَحِلُّ؛ وهم قوم يَتَطَهَّرون أَي يتنزَّهُون من الأَدناسِ.
وفي الحديث: السِّواكُ مَطْهرةٌ للفم.
ورجل طَهِرُ الخُلُقِ وطاهرُه، والأُنثى طاهرة، وإِنه لَطاهرُ الثيابِ أَي ليس بذي دَنَسٍ في الأَخْلاق.
ويقال: فلان طاهر الثِّياب إِذا لم يكن دَنِسَ الأَخْلاق؛ قال امرؤ القيس: ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّةٌ وقوله تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ؛ معناه وقَلْبَك فَطهِّر؛ وعليه قول عنترة: فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه، ليس الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ أَي قَلْبَه، وقيل: معنى وثيابك فطهر، أَي نَفْسَك؛ وقيل: معناه لا تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثيابَك فإِن الغادر دَنِسُ الثِّياب. قال ابن سيده: ويقال للغادر دَنِسُ الثياب، وقيل: معناه وثيابك فقَصِّر فإِن تقصير الثياب طُهْرٌ لأَن الثوب إِذا انْجرَّ على الأَرض لم يُؤْمَنْ أَن تصيبَه نجاسةٌ، وقِصَرُه يُبْعِدُه من النجاسة؛ والتَّوْبةُ التي تكون بإِقامة الحدّ كالرَّجْمِ وغيره: طَهُورٌ للمُذْنِب؛ وقيل معنى قوله: وثيابك فطهِّرْ، يقول: عَملَك فأَصْلِح؛ وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: وثيابك فطهّر، يقول: لا تَلْبَسْ ثِيابَك على معصية ولا على فجُورٍ وكُفْرٍ؛ وأَنشد قول غيلان: إِني بِحَمْد الله، لا ثوبَ غادِرٍ لَبِستُ، ولا مِنْ خِزْيةٍ أَتَقَنَّع الليث: والتوبةُ التي تكون بإِقامة الحُدُود نحو الرَّجْم وغيره طَهُورٌ للمُذنب تُطَهِّرُه تَطْهيراً، وقد طَهّرَه الحدُّ وقوله تعالى: لا يَمسُّه إِلا المطَهَّرون؛ يعني به الكِتَابَ لا يمسّه إِلا المطهرون عنى به الملائكة، وكلُّه على المَثَل، وقيل: لا يمسُّه في اللوح المحفوظ إِلا الملائكة.
وقوله عز وجل: أُولئك الذين لم يُرِد اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلوبَهم؛ أَي أَن يَهدِيَهم.
وأَما قوله: طَهَرَه إِذا أَبْعَدَه، فالهاء فيه بدل من الحاء في طَحَره؛ كما قالوا مدَهَه في معنى مَدَحَه.
وطهَّر فلانٌ ولَدَه إِذا أَقام سُنَّةَ خِتانه، وإِنما سمّاه المسلمون تطهيراً لأَن النصارى لما تركوا سُنَّةَ الخِتانِ غَمَسُوا أَوْلادَهم في ماء صُبِغَ بِصُفْرةٍ يُصَفّرُ لونَ المولود وقالوا: هذه طُهْرَةُ أَوْلادِنا التي أُمِرْنا بها، فأَنْزل الله تعالى: صِبْغةَ الله ومَنْ أَحْسَنُ مِن اللهِ صِبْغةً؛ أَي اتَّبِعُوا دِينَ اللهِ وفِطْرَتَه وأَمْرَه لا صِبْغَةَ النصارى، فالخِتانُ هو التطهِيرُ لا ما أَحْدَثَه النصارى من صِبْغَةِ الأَوْلادِ.
وفي حديث أُم سلمة: إِني أُطِيلُ ذَيْلي وأَمْشِي في المكان القَذِر، فقال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يُطَهِّرُه ما بعده؛ قال ابن الأَثير: هو خاص فيما كان يابساً لا يَعْلَقُ بالثوب منه شيء، فأَما إِذا كان رَطْباً فلا يَطْهُر إِلا بالغَسْل؛ وقال مالك: هو أَن يَطَأَ الأَرضَ القَذِرَة ثم يَطأَ الأَرضَ اليابسةَ النَّظِيفةَ فإِنَّ بعضها يُطَهِّرُ بَعْضاً، فأَما النجاسةُ مثل البول ونحوه تُصِيب الثوب أَو بعضَ الجسد، فإِن ذلك لا يُطَهَّرُه إِلا الماءُ إِجماعاً؛ قال ابن الأَثير: وفي إِسناد هذا الحديث مَقالٌ.

قمر (لسان العرب) [0]


القُمْرَة: لون إِلى الخُضْرة، وقيل: بياض فيه كُدْرَة؛ حِمارٌ أَقْمَرُ.
والعرب تقول في السماء إِذا رأَتها: كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فهي أَمْطَرُ ما يكون.
وسَنَمَةٌ قَمْراءُ: بيضاء؛ قال ابن سيده: أَعني بالسَّنَمَة أَطرفَ الصِّلِّيان التي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها.
وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، ذكر الدجال فقال: هِجانٌ أَقْمَرُ. قال ابن قتيبة: الأَقمر الأَبيض الشديد البياض، والأُنثى قَمْراء.
ويقال للسحاب الذي يشتدّ ضوءُه لكثرة مائه: سحاب أَقمر.
وأَتان قمراء أَي بيضاء.
وفي حديث حليمة: ومَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ، وقد تكرر ذكر القُمْرة في الحديث.
ويقال: إِذا رأَيت السحابة كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فذلك الجَوْدُ.
وليلة قَمْراء أَي مضيئة.
وأَقْمَرَتْ ليلتنا: أَضاءت.
وأَقْمَرْنا أَي طلع علينا القَمَرُ.
والقَمَرُ: الذي في . . . أكمل المادة السماء. قال ابن سيده: والقَمَر يكون في الليلة الثالثة من الشهر، وهو مشتق من القُمْرة، والجمع أَقْمار.
وأَقْمَرَ: صار قَمَراً، وربما قالوا: أَقْمَر الليلُ ولا يكون إِلا في الثالثة؛ أَنشد الفارسي: يا حَبَّذا العَرَصاتُ ليَـ ـلاً في لَيالٍ مُقْمِرات أَبو الهثيم: يسمى القمر لليلتين من أَول الشهر هلالاً، ولليلتين من آخره، ليلة ست وعشرين وليلة سبع وعشرين، هلالاً، ويسمى ما بين ذلك قَمَراً. الجوهري: القَمَرُ بعد ثلاث إِلى آخر الشهر يسمى قمراً لبياضه، وفي كلام بعضهم قُمَيْرٌ، وهو تصغيره.
والقَمَرانِ: الشمس والقمر.
والقَمْراءُ: ضوء القَمَرِ، وليلة مُقْمِرَة وليلة قمراء مُقْمِرَة؛ قال: يا حبذا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ، وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ قَمْراءُ، قال ابن سيده: وهو غريب، قال: وعندي أَنه عنى بالليل الليلة أَو أَنثه على تأْنيث الجمع. قال: ونظيره ما حكاه من قولهم ليل ظَلْماءُ، قال: إِلا أَن ظلماء أَسهل من قمراء، قال: ولا أَدري لأَيِّ شيء استسهل ظلماء إِلا أَن يكون سمع العرب تقوله أَكثر.
وليلة قَمِرَةٌ: قَمْراءُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقيل لرجل: أَيّ النساء أَحَبُّ إِليك؟ قال: بَيْضاء بَهْتَرة، حاليةٌ عَطِرَة، حَيِيَّةٌ خَفِرَة، كأَنها ليلة قَمِرَة؛ قال ابن سيده: وقَمِرَه عندي على النَّسَب.
ووجهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّه بالقَمر.
وأَقْمَر الرجلُ: ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر؛ قال ابن أَحمر: لا تُقْمِرَنَّ على قَمْرٍ ولَيْلَتِه، لا عَنْ رِضاكَ، ولا بالكُرْه مُغْتَصبا ابن الأَعرابي: يقال للذي قَلَصَتْ قُلْفَته حتى بدا رأْس ذكره عَضَّه القَمَرُ؛ وأَنشد: فِداكَ نِكْسٌ لا يَبِضُّ حَجَرُهْ، مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِيدٌ مِمْطَرُه في ليلِ كانونٍ شديدٍ خَصَرُهْ، عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يقول: هو أَقلف ليس بمختون إِلا ما نَقَصَ منه القَمَرُ، وشبه قلفته بالزُّبانى، وقيل: معناه أَنه وُلد والقمر في العقرب فهو مشؤوم.
والعرب تقول: اسْتَرْعَيْتُ مالي القَمَرَ إِذا تركته هَمَلاً ليلاً بلا راع يحفظه، واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نهاراً؛ قال طَرَفَةُ: وكانَ لها جارانِ قابُوسُ منهما وبِشْرٌ، ولم أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر أَي لم أُهْمِلْها؛ قال وأَراد البَعِيثُ هذا المعنى بقوله: بحَبْلِ أَميرِ المؤمنين سَرَحْتُها، وما غَرَّني منها الكواكبُ والقَمَرْ وتَقَمَّرْته: أَتيته في القَمْراء.
وتَقَمَّر الأَسدُ: خرج يطلب الصيدَ في القَمْراء؛ ومنه قول عبد الله بن عَثْمةَ الضَّبِّيِّ: أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ راعي إِبْلِهِ سَقَطَ العَشاءُ به على سِرْحانِ سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ، حامي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ قال ابن بري: هذا مثل لمن طلب خيراً فوقع في شر، قال: وأَصله أَن يكون الرجل في مَفازةٍ فيعوي لتجيبه الكلابُ بنُباحِها فيعلم إِذا نَبَحَتْه الكلابُ أَنه موضع الحَيِّ فيستضيفهم، فيسمع الأَسدُ أَو الذئب عُواءَه فيقصد إِليه فيأْكله؛ قال: وقد قيل إِن سرحان ههنا اسم رجل كان مُغِيراً فخرج بعضُ العرب بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عليه سِرْحانُ فاستاقها؛ قال: فيجب على هذا أَن لا ينصرف سرحان للتعريف وزيادة الأَلف والنون،قال: والمشهور هو القول الأَوّل.
وقَمَروا الطيرَ: عَشَّوْها في الليل بالنار ليَصِيدُوها، وهو منه؛ وقول الأَعشى: تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ قُضاعِيَّةً، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا يقول: صادَها في القَمْراء، وقيل: معناه بَصُرَ بها في القَمْراء، وقيل: اخْتَدَعها كما يُخْتَدَعُ الطير، وقيل: ابْتَنى عليها في ضوء القمر، وقال أَبو عمرو: تَقَمَّرها أَتاها في القَمْراء، وقال الأَصمعي: تَقَمَّرها طلب غِرَّتَها وخَدَعها، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ والطَّيْرَ بالليل إِذا صادها في ضوء القمر فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ وقال أَبو زُبَيْدٍ يصف الأَسد: وراحَ على آثارهم يَتَقَمَّرُ أَي يتعاهد غِرَّتَهم، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ من الخِدَاع؛ يقال: قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ.قال ابن الأَعرابي في بيت الأَعشى: تَقَمَّرها تزوّجها وذهب بها وكان قَلْبُها مع الأَعشى فأَصبحت وهي قضاعية، وقال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن معنى قوله تَقَمَّرها فقال: وقع عليها وهو ساكت فظنته شيطاناً.
وسحاب أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قال: سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ، يَسُحُّ فَضِيضَ الماء مِن قَلَعٍ قُمْرِ وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دخل الماء بين الأَدَمَةِ والبَشَرة فأَصابها فضاء وفساد؛ وقال ابن سيده: وهو شيء يصيب القربة من القَمَرِ كالاحتراق.
وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بانت أَدَمَتُه من بَشَرَتِه.
وقَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ في القَمَر فلم ينم.
وقَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر عَشاؤها أَو طال في القَمَر، والقَمَرُ: تَحَيُّرُ البصر من الثلج.
وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً: حار بصره في الثلج فلم يبصر.
وقَمِرَتِ الإِبلُ أَيضاً: رَوِيتْ من الماء.
وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وغيره: كثر.
وماء قَمِرٌ: كثير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: في رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ، كنَطَفانِ الشَّنِّ في الماءِ القَمِرْ وأَقْمَرَتِ الإِبلُ: وقعت في كَلإٍ كثير.
وأَقْمَر الثمرُ إِذا تأَخر إِيناعه ولم يَنْضَجْ حتى يُدْرِكَه البَرْدُ فتذهب حلاوته وطعمه.
وقامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً وقِماراً: راهنه، وهو التقامرُ.
والقِمارُ: المُقامَرَةُ.
وتَقَامَرُوا: لعبوا القِمارَ.
وقَمِيرُك: الذي يُقامِرُك؛ عن ابن جني، وجمعه أَقْمارٌ؛ عنه أَيضاً، وهو شاذ كنصير وأَنصارٍ، وقد قَمَره يَقْمِرُه قَمْراً.
وفي حديث أَبي هريرة: من قال تَعالَ أُقامِرْكَ فلْيَتَصَدَّق بقَدْرِ ما أَراد أَن يجعله خَطَراً في القِمار. الجوهري: قَمَرْتُ الرجل أَقْمِرُه، بالكسر، قَمْراً إِذا لاعبته فيه فغلبته، وقامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه، بالضم، قَمْراً إِذا فاخرته فيه فغلبته.
وتَقَمَّر الرجلُ: غلب من يُقامِرُه. أَبو زيد: يقال في مَثَلٍ: وضَعْتُ يدي بين إِحدى مَقْمُورَتَينِ أَي بين إِحدى شَرَّتَيْنِ.
والقَمْراء: طائر صغير من الدَّخاخِيلِ. التهذيب: القَمْراء دُخَّلَةٌ من الدُّخَّلِ، والقُمْرِيُّ: طائر يُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البيضَ. ابن سيده: القُمْرِيَّة ضرب من الحمام. الجوهري: القُمْرِيُّ منسوب إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِما أَن يكون جمع أَقْمَرَ مثل أَحْمَرَ وحُمْرٍ، وإِما أَن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل رُومِيٍّ ورُومٍ وزِنْجِيٍّ وزِنْجٍ؛ قال أَبو عامر جَدُّ العباس بن مِرْداس: لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً، إِتَّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ لا صُلْحَ بيني فاعْلَمُوه، ولا بينكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتقي سَيْفي، وما كنا بنَجْدٍ، وما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهقِ قال ابن بري: سبب هذا الشعر أَن النعمان بن المنذر بعث جيشاً إِلى بني سُليم لشيء كان وَجَدَ عليهم من أَجله، وكان مُقَدَّمَ الجيش عمرو بنُ فَرْتَنا، فمرّ الجيش على غَطَفَانَ فاستجاشوهم على بني سُليم، فهزمت بنو سُلَيم جيشَ النعمان وأَسَرُوا عمرو بن فَرْتَنا، فأَرسلت غَطَفان إِلى بني سُلَيم وقالوا: ننشدكم بالرَّحِم التي بيننا إِلاَّ ما أَطلقتم عمرو بن فرتنا، فقال أَبو عامر هذه الأَبيات أَي لا نسب بيننا وبينكم ولا خُلَّة أَي ولا صداقة بعدما أَعنتم جيش النعمان ولم تُراعُوا حرمة النسب بيننا وبينكم، وقد تَفاقَم الأَمرُ بيننا فلا يُرْجى صلاحُه فهو كالفَتْقِ الواسع في الثوب يُتْعِبُ من يَرُومُ رَتْقَه، وقطع همزة اتسع ضرورة وحَسَّنَ له ذلك كونه في أَول النصف الثاني لأَنه بمنزلة ما يبتدأُ به، ويروى البيت الأَول: اتسع الحزف على الراقع؛ قل: فمن رواه على هذا فهو لأَنَسِ بن العباس وليس لأَبي عامر جد العباس. قال: والأُنثى من القَمارِيِّ قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ، والجمع قَمارِي، غير مصروف، وقُمْرٌ.وأَقْمَرَ البُسْرُ: لم يَنْضَجْ حتى أَدركه البرد فلم يكن له حلاوة.
وأَقْمَر التمر: ضربه البَرْدُ فذهبت حلاوته قبل أَن يَنْضَجَ.
ونخلة مِقْمارٌ: بيضاء البُسْر.
وبنو قَمَرٍ: بطنٌ من مَهْرَةَ بن حَيْدانَ.
وبنو قُمَيْرٍ: بطنٌ منهم.
وقَمارِ: موضع، إِليه ينسب العُود القَمارِيّ.
وعُود قَمارِيٌّ: منسوب إِلى موضع ببلاد الهند.
وقَمْرة عنز: موضع؛ قال الطرماح: ونحن حَصَدْنا صَرْخَدٍ * بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّما حَصْدِ (* كذا بياض بأصله.)

جوف (لسان العرب) [0]


الجَوْفُ: المطمئن من الأَرض.
وجَوْفُ الإنسان: بطنه، معروف. ابن سيده: الجَوْفُ باطِنُ البَطْنِ، والجَوْفُ ما انْطَبَقَتْ عليه الكَتِفان والعَضُدان والأَضْلاعُ والصُّقْلانِ، وجمعها أَجوافٌ.
وجافَه جَوْفاً: أَصابَ جَوْفَه.
وجافَ الصَّيْدَ: أَدخل السهم في جَوْفِه ولم يظهر من الجانب الآخر.
والجائفةُ: الطعْنةُ التي تبلغ الجوف.
وطعْنَةٌ جائفة: تُخالِط الجوْف، وقيل: هي التي تَنْفُذُه.
وجافَه بها وأَجافَه بها: أَصابَ جوفه. الجوهري: أَجَفْتُه الطعْنةَ وجُفْتُه بها؛ حكاه عن الكسائي في باب أَفْعَلْتُ الشيء وفَعَلْتُ به.
ويقال: طَعَنْتُه فجُفْتُه وجافَه الدَّواءُ، فهو مَجُوفُ إذا دخل جَوْفَه.
ووِعاء مُسْتَجافٌ: واسِعٌ.
واسْتَجافَ الشيءُ واسْتَجْوَفَ: اتَّسَعَ؛ قال أَبو دواد: فَهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ واسْتَجَفْتُ المكانَ: وجدته أَجْوَفَ.
والجَوَفُ، بالتحريك: مصدر قولك . . . أكمل المادة شيء أَجْوَفُ.
وفي حديث خلق آدم، عليه السلام: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلْقٌ لا يَتَمالَكُ؛ الأَجْوَفُ: الذي له جَوْفٌ، ولا يتمالَك أَي لا يَتَماسَكُ.
وفي حديث عِمْران: كان عمر أَجْوَفَ جليداً أَي كبير الجوْفِ عظيمه.
وفي حديث خُبَيْب: فَجافَتْني؛ هو من الأَوّل أَي وصلت إلى جَوْفي.
وفي حديث مسروق في البعير الـمُتَرَدِّي في البئر: جُوفُوه أَي اطْعَنُوه في جوفه.
وفي الحديث: في الجائفة ثُلُثُ الدِّيةِ؛ هي الطعنة التي تَنْفُذُ إلى الجوف. يقال: جُفْتُه إذا أَصَبْتَ جَوْفَه، وأَجَفْتُه الطَّعْنَة وجُفْتُهُ بها. قال ابن الأَثير: والمراد بالجوف ههنا كلُّ ما له قوة مُحِيلةٌ كالبَطْن والدِّماغ.
وفي حديث حُذيْفَة: ما مِنَّا أَحَدٌ لو فُتِّشَ إلا فُتِّش عن جائفةٍ أَو مُنَقِّلةٍ؛ الـمُنَقِّلَةُ من الجراح: ما ينقل العظم عن موضعه، أَراد ليس أَحدٌ إلا وفيه عَيْب عظيم فاستعار الجائفةَ والمنقِّلةَ لذلك.
والأَجْوَفانِ: البَطْنُ والفَرْجُ لاتِّساعِ أَجْوافِهما. أَبو عبيد في قوله في الحديث: لا تَنْسَوُا الجوْفَ وما وَعَى أَي ما يدخل فيه من الطعام والشراب، وقيل فيه قولان: قيل أَراد بالجوف البطن والفرج معاً كما قال إن أَخْوَفَ ما أَخافُ عليكم الأَجْوفان، وقيل: أَراد بالجوْفِ القلب وما وَعى وحَفِظَ من مَعْرِفةِ اللّه تعالى.
وفرس أَجْوَفُ ومَجُوف ومُجَوَّفٌ: أَبيضُ الجوْفِ إلى منتهى الجنبين وسائرُ لونِه ما كان.
ورجل أَجْوَفُ: واسع الجوْفِ؛ قال: حارِ بْنَ كَعْبٍ، أَلا الأَحْلامُ تَزْجُرُكم عَنّا، وأَنـْتُمْ من الجُوفِ الجَماخِيرِ؟ (* قوله «ألا الاحلام» في الاساس: ألا أحلام.) وقول صخر الغَيّ: أَسالَ منَ الليلِ أَشْجانَه، كأَنَّ ظَواهِرَه كُنَّ جُوفا يعني أَن الماء صادَفَ أَرضاً خَوَّارةً فاسْتَوْعَبَتْه فكأَنها جوفاء غير مُصْمَتةٍ.
ورجل مَجوفٌ ومُجَوَّف: جَبانٌ لا قَلْبَ له كأَنه خالي الجوْفِ من الفُؤَادِ؛ ومنه قول حَسّان: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي: فأَنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواء أَي خالي الجوف من القلب. قال أَبو عبيدة: الـمَجُوف الرَّجُل الضخم (* قوله «الرجل الضخم» كذا في الأصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح، وفي بعض آخر: الرحل، بالحاء، وعليه يجيء الشاهد.) الجوف؛ قال الأَعشى يصف ناقته: هِيَ الصَّاحِبُ الأَدْنى وبَيْني وبَيْنَها مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ يعني هي الصاحِب الذي يَصْحَبُني.
وأَجَفْتُ البابَ: رددْتُه؛ وأَنشد ابن بري: فَجِئنا من البابِ الـمُجافِ تَواتُراً، وإنْ تَقعُدا بالخَلْفِ، فالخَلْفُ واسِعُ وفي حديث الحج: أَنه دخل البيت وأَجافَ البابَ أَي ردّه عليه.
وفي الحديث: أَجِيفُوا أَبوابَكم أَي رُدُّوها.
وجَوْفُ كل شيء: داخِلُه. قال سيبويه: الجَوفُ من الأَلفاظ التي لا تستعمل ظرفاً إلا بالحروف لأَنه صار مختصاً كاليد والرجل.
والجَوْفُ من الأَرض: ما اتَّسع واطْمَأَنَّ فصار كالجوف؛ وقال ذو الرمة: مُوَلَّعةً خَنْساء ليسَتْ بنَعْجةٍ، يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها وقول الشاعر: يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً بِعُجُوبِ أَنـْقاءٍ، يَمِيلُ هَيامُها من رواه يجتاف، بالفاء، فمعناه يدخل، يصف مطراً.
والقالص: الـمُرْتفع.
والـمُتَنَبِّذ: الـمُتَنَحّي ناحيةً.
والجوف من الأَرض أَوسع من الشِّعْب تَسِيلُ فيه التِّلاعُ والأَودية وله جِرَفةُ، وربما كان أَوْسَعَ من الوادي وأَقْعَر، وربما كان سهلاً يُمْسك الماء، وربما كان قاعاً مستديراً فأَمسك الماء. ابن الأَعرابي: الجَوْف الوادي. يقال: جوْفٌ لاخٌ إذا كان عَميقاً، وجوف جِلواح: واسِعٌ، وجَوْفٌ زَقَبٌ: ضَيِّقٌ. أَبو عمرو: إذا ارتفع بَلَقُ الفرس إلى جنبيه فهو مُجَوَّفٌ بَلَقاً؛ وأَنشد: ومُجَوَّف بَلَقاً مَلَكْتُ عِنانَه، يَعْدُو على خَمْسٍ، قَوائِمُه زَكا أَراد أَنه يعدو على خمس من الوحْش فيصيدها، وقوائمه زكا أَي ليست خَساً ولكنها أَزواج، ملكْتُ عِنانَه أَي اشترؤيته ولم أَسْتَعِرْه. أَبو عبيدة: أَجْوَفُ أَبْيَضُ البطنِ إلى منتهى الجَنْبَيْنِ ولون سائره ما كان، وهو الـمُجَوَّفُ بالبلَق ومُجَوَّفٌ بلَقاً. الجوهري: المجوّف من الدوابّ الذي يَصْعَدُ البلق حتى يَبْلُغَ البطنَ؛ عن الأَصمعي؛ وأَنشد لطفيل:شَميط الذنابى جُوِّفَتْ، وهي جَوْنةٌ بِنُقْبة دِيباجٍ، ورَيْطٍ مُقَطَّعِ واجتافَه وتَجَوَّفَه بمعنى أَي دخل في جوْفِه.
وشيء جُوفيٌّ أَي واسِعُ الجَوْفِ.
ودِلاءٌ جُوفٌ أَي واسِعة.
وشجرة جَوْفاء أَي ذات جَوْفٍ.
وشيء مُجَوَّفٌ أَي أَجْوَفُ وفيه تَجْوِيفٌ.
وتَلْعة جائفةٌ: قَعِيرةٌ.
وتِلاعٌ جَوائِفُ، وجَوائِفُ النَّفْسِ: ما تَقَعَّرَ من الجوْفِ ومَقارّ الرُّوحِ؛ قال الفرزدق: أَلم يَكْفِني مَرْوانُ، لَـمّا أَتَيْتُهُ زِياداً، وردَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوائِفِ؟ وتَجَوَّفَتِ الخُوصةُ العَرْفَجَ: وذلك قبل أَن تخرج وهي في جَوْفِه.
والجَوَفُ: خَلاء الجوْفٍ كالقَصبةِ الجَوْفاء.
والجُوفانُ: جمع الأَجْوَفِ.
واجتافَ الثَّوْرُ الكِناسَ وتَجَوَّفَه، كلاهما: دخل في جوْفه؛ قال العجاج يصف الثورَ والكِناسَ: فهْو، إذا ما اجْتافَه جُوفيُّ، كالخُصِّ إذْ جَلَّلَه الباريُّ وقال ذو الرمة: تَجَوَّفَ كلِّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا والجَوْفُ: موضع باليمن، والجَوْفُ: اليمامة، وباليمن وادٍ يقال له الجوف؛ ومنه قوله: الجَوْفُ خَيْرٌ لَكَ من أَغْواطِ، ومِنْ أَلاءَاتٍ ومِنْ أُراطِ (* قوله «أراط» في معجم ياقوت: أراط، بالضم، من مياه بني نمير، ثم قال: وأراط باليمامة.
وفي اللسان في مادة أرط: فأما قوله الجوف إلخ فقد يجوز أن يكون أراط جمع أرطاة وهو الوجه وقد يكون جمع أرطى ا هـ.
وفيه أيضاً ان الغوط والغائط المتسع من الأرض مع طمأنينة وجمعه اغواط ا هـ.
وألاءات بوزن علامات وفعالات كما في المعجم وغيره موضع.) وجَوْفُ حِمارٍ وجوْفُ الحِمار: وادٍ منسوب إلى حِمارِ بن مُوَيْلِعٍ رجل من بقايا عاد، فأَشرك باللّه فأَرسل اللّه عليه صاعقةً أَحْرَقَتْه والجَوْفَ، فصار مَلْعباً للجن لا يُتَجَرَّأُ على سلوكه؛ وبه فسر بعضهم قوله: وخَرْقٍ كَجَوْف العَيْرِ قَفْرٍ مَضَلّة أَراد كجوف الحِمار فلم يستقم له الوزن فوضع العيرَ موضعه لأَنه في معناه؛ وفي التهذيب: قال امروء القيس: ووادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه قال: أَراد بجوف العير وادياً بعينه أُضيف إلى العير وعرف بذلك. الجوهري: وقولهم أَخلى من جوف حمار هو اسم وادٍ في أَرض عادٍ فيه ماء وشجر، حماها رجل يقال له حِمار وكان له بنون فأَصابتهم صاعقة فماتوا، فكفر كفراً عظيماً، وقتل كل من مرَّ به من الناس، فأَقبلت نار من أَسفل الجوف فأَحرقته ومن فيه، وغاضَ ماؤه فضربت العرب به المثل فقالوا: أَكْفَرُ من حِمار، ووادٍ كجوف الحمار، وكجوف العَير، وأَخْرَبُ من جوف حمار.
وفي الحديث: فَتَوقَّلَتْ بنا القِلاصُ من أَعالي الجَوْف؛ الجَوْفُ أَرْض لمُرادٍ، وقيل: هو بطن الوادِي.
وقوله في الحديث قيل له: أَيُّ الليلِ أَسمَعُ؟ قال: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي ثلثه الآخِرُ، وهو الجزء الخامس من أَسْداس الليل، وأَهل اليمن والغَوْر يسمون فَساطِيطَ العُمّال الأَجْوافَ.
والجُوفانُ: ذكر الرجل؛ قال: لأَحْناء العِضاه أَقَلُّ عاراً من الجُوفانِ، يَلْفَحُه السَّعِيرُ وقال المؤرجُ: أَيْرُ الحِمار يقال له الجُوفان، وكانت بنو فزارةَ تُعَيَّرُ بأَكل الجُوفانِ فقال سالم بن دارةَ يهجو بني فَزارةَ: لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به على قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بأَسْيَارِ لا تأْمَنَنْه ولا تأْمَنْ بَوائقَه، بَعْدَ الذي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ في النارِ منها: أَطْعَمْتُمُ الضَّيْفَ جُوفاناً مُخاتَلةً، فلا سَقاكم إلهِي الخالِقُ البارِي والجائفُ: عِرْق يجري على العَضُد إلى نُغْض الكتف وهو الفلِيقُ.
والجُوفيُّ والجُوافُ، بالضم: ضرب من السمك، واحدته جُوافَةٌ؛ وأَنشد أَبو الغَوْث: إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخلاًّ، وكَنْعَداً وجُوفِياً قد صلاَّ، باتُوا يَسُلُّونَ الفُساء سَلاَّ، سَلَّ النَّبِيطِ القَصَبَ الـمُبْتَلاَّ قال الجوهري: خففه للضرورة.
وفي حديث مالك ابن دينار: أَكلتُ رغيفاً ورأْسَ جُوافةٍ فعلى الدنيا العَفاء؛ الجُوافةُ، بالضم والتخفيف: ضرب من السمك وليس من جَيِّدِه.
والجَوفاء: موضع أَو ماء؛ قال جرير: وقد كان في بَقْعاء رِيٌّ لشائكُم، وتَلْعَةَ والجَوفاء يَجْري غَدِيرُها (* قوله «لشائكم» في معجم ياقوت في عدة مواضع: لشأنكم.) وقوله في صفة نهر الجنة: حافتاه الياقوتُ الـمُجَيَّب؛ قال ابن الأَثير: الذي جاء في كتاب البخاري اللُّؤلؤ الـمُجَوَّفُ، قال: وهو معروف، قال: والذي جاء في سنن أَبي داودَ المجيَّب أَو المجوف بالشك، قال: والذي جاء في مَعالِمِ السُّنن المجيَّب أَو المجوَّب، بالباء فيهما، على الشك، قال: ومعناه الأَجوف.

حسر (لسان العرب) [0]


الحَسْرُ: كَشْطُكََ الشيء عن الشيء. حَسَرَ الشيءَ عن الشيء يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُسُوراً فانْحَسَرَ: كَشَطَهُ، وقد يجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر على المضارعة.
والحاسِرُ: خلاف الدَّارِع.
والحاسِرُ: الذي لا بيضة على رأْسه؛ قال الأَعشى: في فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ، تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ ويروى: تَعْصِفُ؛ والجمع حُسَّرٌ، وجمع بعض الشعراء حُسَّراً على حُسَّرِينَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: بِشَهْباءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّها إِذا ما بَدَتْ، قَرْنٌ من الشمسِ طالِعُ ويقال للرَّجَّالَةِ في الحرب: الحُسَّرُ، وذلك أَنهم يَحْسُِرُون عن أَيديهم وأَرجلهم، وقيل: سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لا دُرُوعَ عليهم ولا بَيْضَ.
وفي حديث فتح مكة: أَن أَبا عبيدة كان يوم الفتح على الحُسَّرِ؛ هم الرَّجَّالَةُ، . . . أكمل المادة وقيلب هم الذين لا دروع لهم.
ورجل حاسِرٌ: لا عمامة على رأْسه.
وامرأَة حاسِرٌ، بغير هاء، إِذا حَسَرَتْ عنها ثيابها.
ورجل حاسر: لا درع عليه ولا بيضة على رأْسه.
وفي الحديث: فَحَسَر عن ذراعيه أَي أَخرجهما من كُمَّيْهِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وسئلتْ عن امرأَة طلقها زوجها وتزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بين يديه أَي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه. ابن سيده: امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها.
وكلُّ مكشوفة الرأْس والذراعين: حاسِرٌ، والجمع حُسَّرٌ وحَواسِر؛ قال أَبو ذؤيب: وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً، فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ ويقال: حَسَرَ عن ذراعيه، وحَسَرَ البَيْضَةَ عن رأْسه، وحَسَرَتِ الريحُ السحابَ حَسْراً. الجوهري: الانحسار الانكشاف. حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أَحْسِرُه حَسْراً: كشفت.
والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسُورُ: الإِعْياءُ والتَّعَبُ. حَسَرَتِ الدابةُ والناقة حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ: أَعْيَثْ وكَلَّتْ، يتعدّى ولا يتعدى؛ وحَسَرَها السير يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً وحُسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها؛ قال: إِلاَّ كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ، عَمْداً يُسَيِّبُنِي على الظُّلْمِ أَراد إِلاَّ مُعرضاً فزاد الكاف؛ ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ، الذكر والأُنثى سواء، والجمع حَسْرَى مثل قتيل وقَتْلَى.
وأَحْسَرَ القومُ: نزل بهم الحَسَرُ. أَبو الهيثم: حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتى تُنْقَى، واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ. قال الله تعالى: ولا يَسْتَحْسِروُن .
وفي الحديث: ادْعُوا الله عز وجل ولا تَسْتَخْسِرُوا؛ أَي لا تملوا؛ قال: وهو استفعال من حَسَرَ إِذا أَعيا وتعب.
وفي حديث جرير: ولا يَحْسَِرُ صائحها أَي لا يتعب سائقها.
وفي الحديث: الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ؛ أَي لا يجوز للغازي إِذا حَسَِرَتْ دابته وأَعيت أَن يَعْقِرَها، مخافة أَن يأْخذها العدوّ ولكن يسيبها، قال: ويكون لازماً ومتعدياً.
وفي الحديث: حَسَرَ أَخي فرساً له؛ يعني النَّمِرَ وهو مع خالد بن الوليد.
ويقال فيه: أَحْسَرَ أَيضاً.
وحَسِرَتِ العين: كَلَّتْ.
وحَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها: أَكَلَّها؛ قال رؤبة: يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُسُوراً أَي كَلَّ وانقطع نظره من طول مَدًى وما أَشبه ذلك، فهو حَسِير ومَحْسُورٌ؛ قال قيس بن خويلد الهذلي يصف ناقة:إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها، فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْسُورُ العسير: الناقة التي لم تُرَضْ، ونصب شطرها على الظرف أَي نَحْوَها.
وبَصَرٌ حَسير: كليل.
وفي التنزيل: ينقلب إِليك البصر خاسئاً وهو حَسِيرٌ؛ قال الفراء: يريد ينقلب صاغراً وهو حسير أَي كليل كما تَحْسِرُ الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلالٍ؛ وكذلك قوله عز وجل: ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً؛ قال: نهاه أَن يعطي كل ما عنده حتى يبقى محسوراً لا شيء عنده؛ قال: والعرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا سَيَّرتها حتى ينقطع سَيْرُها؛ وأَما البصر فإِنه يَحْسَِرُ عند أَقصى بلوغ النظر؛ وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً، فهو حَسِيرٌ وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته؛ وقال المرّار: ما أَنا اليومَ على شيء خَلا، يا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ.
وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل: يا حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول؛ قال: هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟ قال: والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه، إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام، وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَلا ترى أَنك إِذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغير نداء؛ وكذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة، والمعنى يا عجبا أَقبل فإِنه من أَوقاتك، وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب.
والحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا منفعة فيه.
وقال عز وجل: فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ؛ أَي حسرة وتحسراً.
وحَسَرَ البحرُ عن العِراقِ والساحلِ يَحْسُِرُ: نَضَبَ عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأَرض. قال الأَزهري: ولا يقال انْحَسَرَ البحرُ.
وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب؛ أَي يكشف. يقال: حَسَرْتُ العمامة عن رأْسي والثوب عن بدني أَي كشفتهما؛ وأَنشد: حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ وقال ابن السكيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنى واحد؛ وأَنشد أَبو عبيد في الحُسُورِ بمعنى الانكشاف: إِذا ما القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ، فَفِيهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ قال الأَزهري: وقول العجاج: كَجَمَلِ البحر، إِذا خاضَ جَسَرْ غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ، حتى يقالَ: حاسِرٌ وما حَسَرْ (* قوله: «كجمل البحر إلخ» الجمل؛ بالتحريك: سمكة طولها ثلاثون ذراعاً). يعني اليم. يقال: حاسِرٌ إِذا جَزَرَ، وقوله إِذا خاض جسر، بالجيم، أَي اجترأَ وخاض معظم البحر ولم تَهُلْهُ اللُّجَجُ.
وفي حديث يحيى بن عَبَّادٍ: ما من ليلة إِلاَّ مَلَكٌ يَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي يكشف، ويروى: يَحُسُّ، وسيأْتي ذكره.
وفي حديث علي، رضوان الله عليه: ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سيما المسلمين؛ أَي مكشوفة الجُدُرِ لا شُرَفَ لها؛ ومثله حديث أَنس. رضي الله عنه: ابنوا المساجد جُمّاً.
وفي حديث جابر: فأَخذتُ حَجَراً فكسرته وحَسَرْتُه؛ يريد غصناً من أَغصان الشجرة أَي قشرته بالحجر.
وقال الأَزهري في ترجمة عرا، عند قوله جارية حَسَنَةُ المُعَرَّى والجمع المَعارِي، قال: والمَحاسِرُ من المرأَة مثل المَعارِي. قال: وفلاة عارية المحاسر إِذا لم يكن فيها كِنٌَّ من شجر، ومَحاسِرُها: مُتُونُها التي تَنْحَسِرُ عن النبات.
وانْحَسَرتِ الطير: خرجت من الريش العتيق إِلى الحديث.
وحَسَّرَها إِبَّانُ ذلك: ثَقَّلَها، لأَنه فُعِلَ في مُهْلَةٍ. قال الأَزهري: والبازي يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ، وكذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ.
وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار إِذا سقط؛ ومنه قوله: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها، واجْتابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَما ابْتَقَلا وتَحَسَّرَتِ الناقة والجارية إِذا صار لحمها في مواضعه؛ قال لبيد: فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ، وتَقَطَّعَتْ، بعد الكَلالِ، خِدامُها قال الأَزهري: وتَحَسُّرُ لحمِ البعير أَن يكون للبعير سِمْنَةٌ حتى كثر شحمه وتَمَكَ سَنامُه، فإِذا رُكب أَياماً فذهب رَهَلُ لحمه واشتدّ بعدما تَزَيَّمَ منه في مواضعه، فقد تَحَسَّرَ.
ورجل مُحَسَّر: مُؤْذًى محتقر.
وفي الحديث: يخرج في آخر الزمان رجلٌ يسمى أَمِيرَ العُصَبِ، وقال بعضهم: يسمى أَمير الغَضَبِ. أَصحابه مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك، يأْتونه من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخريف يُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض ومغاربَها؛ محسرون محقرون أَي مؤْذون محمولون على الحسرة أَو مطرودون متعبون من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها. أَبو زيد: فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل عنها وتركها؛ قال أَبو منصور: روي هذا الحرف فحل جاسر، بالجيم، أَي فادر، قال: وأَظنه الصواب.
والمِحْسَرَة: المِكْنَسَةُ.
وحْسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلوه فأَعطاهم حتى لم يبق عنده شيء.
والحَسارُ: نبات ينبت في القيعان والجَلَد وله سُنْبُل وهو من دِقّ المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خير من رَطْبِه، وهو يستقل عن الأَرض شيئاً قليلاً يشبه الزُّبَّادَ إِلاَّ أَنه أَضخم منه ورقاً؛ وقال أَبو حنيفة: الحَسارُ عشبة خضراء تسطح على الأَرض وتأْكلها الماشية أَكلاً شديداً؛ قال الشاعر يصف حماراً وأُتنه: يأْكلنَ من بُهْمَى ومن حَسارِ، ونَفَلاً ليس بذي آثارِ يقول: هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي. قال: وأَخبرني بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبيه بالحُرْفِ في نباته وطعمه ينبت حبالاً على الأَرض؛ قال: وزعم بعض الرواة أَنه شبيه بنبات الجَزَرِ. الليث: الحَسار ضرب من النبات يُسْلِحُ الإِبلَ. الأَزهري: الحَسَارُ من العشب ينبت في الرياض، الواحدة حَسَارَةٌ. قال: ورجْلُ الغراب نبت آخر، والتَّأْوِيلُ عشب آخر.
وفلان كريم المَحْسَرِ أَي كريم المَخْبَرِ.
وبطن مُحَسِّر، بكسر السين: موضع بمنى وقد تكرر في الحديث ذكره، وهو بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين، وقيل: هو واد بين عرفات ومنى.

قصر (لسان العرب) [0]


القَصْرُ والقِصَرُ في كل شيء: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَصْرِ قال: معناه إِلى قِصَر، وهما لغتان.
وقَصُرَ الشيءُ، بالضم، يَقْصُرُ قِصَراً: خلاف طال؛ وقَصَرْتُ من الصلاة أَقْصُر قَصْراً.
والقَصِيرُ: خلاف الطويل.
وفي حديث سُبَيْعَةَ: نزلت سورة النساء القُصْرَى بعد الطُّولى؛ القُصْرَى تأْنيث الأَقْصَر، يريد سورة الطلاق، والطُّولى سورة البقرة لأَن عِدَّة الوفاة في البقرة أَربعة أَشهر وعشر، وفي سورة الطلاق وَضْعُ الحمل، وهو قوله عز وجل: وأُولاتِ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهِنّ.
وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً جاءه فقال: عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنّة، فقال: لئن كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لقد أَعْرَضْتَ المسأَلةَ؛ أَي جئت بالخِطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة عريضة يعني قَلَّلْتَ . . . أكمل المادة الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة.
وفي حديث عَلْقَمة: كان إِذا خَطَبَ في نكاح قَصَّرَ دون أَهله أَي خَطَبَ إِلى من هو دونه وأَمسك عمن هو فوقه، وقد قَصُرَ قِصَراً وقَصارَة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو قَصِير، والجمع قُصَراء وقِصارٌ، والأُنثى قصِيرة، والجمع قِصارٌ.
وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً إِذا صَيَّرْته قَصِيراً.
وقالوا: لا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون النَّفَسَ لقِصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله عز وجل.
والأَقاصِرُ: جمع أَقْصَر مثل أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش: إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ الـ ـرِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ يقول لها: لا تعيبيني بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم أَقاصِرُهم، وإِنما قال أَقاصره على حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتيان وأَجْمَله، يريد: وأَجملهم، وكذا قوله فإِن الأَقصرين أَمازره يريد أَمازِرُهم، وواحدُ أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ وأَقْصَر في البيت المتقدم، والأَمْزَرُ هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِيرٌ، وهو أَمْزَرُ منه، وهو الصُّلْبُ الشديد والشَّرْمَحُ الطويل.
وأَما قولهم في المثل: لا يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فهو قَصِيرُ بن سَعْد اللَّخْمِيّ صاحب جَذِيمَة الأَبْرَشِ.
وفرس قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، وقال ابن بري: هو لزُغْبَةَ الباهليّ وكنيته أَبو شقيق، يصف فرسه وأَنها تُصانُ لكرامتها وتُبْذَلُ إِذا نزلت شِدَّةٌ:وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ، كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ، كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ تَراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً، ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ البَؤُوقُ: الداهيةُ.
وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم.
وقوله: وذاتُ مَناسب يريد فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب والأُم.
وسَراتُها: أَعلاها.والكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل.
والمَشِيقُ: المُداوَلُ.
وتُنِيفُ: تُشْرِفُ.
والصَّلْهَبُ: العُنُق الطويل.
والسَّحُوقُ من النخل: ما طال.
ويقال للمَحْبُوسة من الخيل: قَصِير؛ وقوله: لو كنتُ حَبْلاً لَسَقَيْتُها بِيَهْ، أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ قال ابن سيده: أُراه على النَّسَب لا على الفعل، وجاء قوله ها بيه وهو منفصل مع قوله ثوبيه لأَن أَلفها حينئذ غير تأْسيس، وإِن كان الروي حرفاً مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالياء قوي فأَمكن فصله.
وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ.
وقَصَّرَ الشيءَ: جعله قَصِيراً.
والقَصِيرُ من الشَّعَر: خلافُ الطويل.
وقَصَرَ الشعرَ: كف منه وغَضَّ حتى قَصُرَ.
وفي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِين رُؤُوسَكم ومُقَصِّرينَ؛ والاسم منه القِصارُ؛ عن ثعلب.
وقَصَّرَ من شعره تَقْصِيراً إِذا حذف منه شيئاً ولم يستأْصله.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مر برجل قد قَصَّر الشَّعَر في السوق فعاقَبه؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عاقبه لأَن الريح تحمله فتلقيه في الأَطعمة.وقال الفراء: قلت لأَعرابي بمنى: آلْقِصارُ أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُف يريد: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حلق الرأْس.
وإِنه لقَصِير العِلْم على المَثَل.
والقَصْرُ: خلاف المَدِّ، والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر.
والمَقْصُور: من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلات فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله: لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه، كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ وقوله في الرمل: أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً: انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل: نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً.
والقَصْرُ: الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد: عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ، لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه، زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي تليها أَي غايته. يقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك، وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم: بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف.
وفي حديث معاذ: فإِنَّ له ما قَصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه.
وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِذا هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليلُ أَي حبسهم.
وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح أَكثر من أَربع. ابن سيده: يقال قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَصَرْتَ عليه؛ قال الشاعر: لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ وقال الشاعر: إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ، والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ.
والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع.
ويقال: قَصَرْتُ نفسي عن هذا أَقْصُرها قَصْراً. ابن السكيت: أَقْصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو يَقْدِر عليه، وقَصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد: فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْصِرَ بي بمُقْصِرٍ عما أُريد؛ وقال امرؤ القيس: فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ ويقال: قَصَرْتُ بمعنى قَصَّرْت؛ قال حُمَيْد: فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً، ولئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ وأَقْصَر فلان عن الشيء يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.
والإِقْصار: الكف عن الشيء.
وأَقْصَرْتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف.
وقَصَرْتُ عن الشيء قصوراً: عجزت عنه ولم أَبْلُغْهُ. ابن سيده: قَصَرَ عن الأَمر يَقْصُر قُصُوراً وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كله: انتهى؛ قال: إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه، تَقاصَرَ منها للصَّرِيحَ فأَقْنَعا وقيل: التَّقاصُر هنا من القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عنها؛ وقيل: قَصَرَ عنه تركه وهو لا يقدر عليه، وأَقْصَرَ تركه وكف عنه وهو يقدر عليه.
والتَّقْصِيرُ في الأَمر: التواني فيه.
والاقْتصارُ على الشيء: الاكتفاء به.
واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وكذلك إِذا عَدَّه قَصِيراً.
وقَصَّرَ فلانٌ في حاجتي إِذا وَنى فيها؛ وقوله أَنشده ثعلب: يقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها: أَتَفْعَلُ هذا يا حُيَيُّ على عَمْدِف فقلتُ له: قد كنتَ فيها مُقَصِّراً، وقد ذهبتْ في غير أَجْرٍ ولا حَمْدِ قال: هذا لِصٌّ؛ يقول صاحب الإِبل لهذا اللِّص: تأْخذ إِبلي وقد عرفتها، وقوله: فقلت له قد كنت فيها مقصِّراً، يقول كنت لا تَهَبُ ولا تَسْقي منها قال اللحياني: ويقال للرجل إِذا أَرسلته في حاجة فَقَصَر دون الذي أَمرته به إِما لحَرّ وإِما لغيره: ما منعك أَن تدخل المكان الذي أَمرتك به إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ.
وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تضاءلت.
وتَقَاصَر الظلُّ: دنا وقَلَصَ.
وقَصْرُ الظلام: اختلاطُه، وكذلك المَقْصَر، والجمع المَقاصر؛ عن أَبي عبيد؛ وأَنشد لابن مقبل يصف ناقته: فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعدما كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ قال خالد بن جَنْيَة: المقاصِرُ أُصولُ الشجر، الواحد مَقْصُور، وهذا البيت ذكره الأَزهري في ترجمة وقص شاهداً على وَقَصْتُ الشيء إِذا كَسَرْتَه، تَقِصُ المقاصر أَي تَدُقُّ وتكسر.
ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بكس الصاد مما كان يُحاوِلُ أي بدونِ ما كان يَطْلُب.
ورضيت من فلان بمَقْصِرٍ ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ.
وقَصَرَ سهمُه عن الهَدَف قُصُوراً: خَبا فلم ينته إِليه.
وقَصَرَ عني الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سكن، وقَصَرْتُ أَنا عنه، وقَصَرْتُ له من قيده أَقْصُر قَصْراً: قاربت.
وقَصَرْتُ الشيء على كذا إِذا لن تجاوز به غيره. يقال: قَصَرْتُ اللِّقْحة على فرسي إِذا جعلت دَرَّها له.
وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لا تَمُدُّه إِلى غير بعلها.
وقال أَبو زيد: قَصَرَ فلانٌ على فرسه ثلاثاً أَو أَربعاً من حلائبه يَسْقِيه أَلبانها.
وناقة مَقْصورة على العِيال: يشربون لبنها؛ قال أَبو ذؤيب: قَصَر الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها بالتيِّ، فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ قَصَره على الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه.
وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته.
وفي حديث إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه، يعني حَبساً عليه وإِجباراً. يقال: قَصَرْتُ نفسي على الشيء إِذا حبستها عليه وأَلزمتها إِياه، وقيل: أَراد قهراً وغلبةً، من القسْر، فأَبدل السين صاداً، وهما يتبادلان في كثير من الكلام، ومن الأَول الحديث: ولتَقْصُرَنَّه على الحق قَصْراً.
وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حبسه؛ ومنه مَقْصُورة الجامع؛ قال أَبو دُواد يصف فرساً: فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عليه، * وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلبانها في شدة الشتاء. قال ابن جني: هذا جواب كم، كأَنه قال كم قُصِرْن عليه، وكم ظرف ومنصوبه الموضع، فكان قياسه أَن يقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا كافية من معرفته، أَلا ترى أَن قولك عشرون والعشرون وعشرون؟؟ فائدته في العدد واحدةً لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة، ونكرة أُخرى، فاستعمل الشتاء وهو معرفة في جواب كم، وهذا تطوّع بما لا يلزم وليس عيباً بل هو زائد على المراد، وإِنما العيب أَن يُقَصِّرَ في الجواب عن مقتضى السؤَال، فأَما إِذا زاد عليه فالفضل له، وجاز أَن يكون الشتاء جوباً لكم من حيث كان عدداً في المعنى، أَلا تراه ستة أَشهر؟ قال: ووافقنا أَبو علي، رحمه الله تعالى، ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب فقال: إِلا في هذا البلد فإِنه ثمانية أَشهر؛ ومعنى قوله: وهو للذود أَن يقسَّمن جار أَي أَنه يُجيرها من أَن يُغار عليها فَتُقْسَمَ، وموضع أَن نصبٌ كأَنه قال: لئلا يُقَسَّمْنَ ومن أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل.
وامرأَة قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛ قال كُثَيِّر: وأَنتِ التي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ إِليَّ، وما تدري بذاك القَصائِرُ عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، ولم أُرِدْ قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساء البَحاتِرُ وفي التهذيب: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، ويقال للجارية المَصونة التي لا بُروزَ لها: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الفراء: وأَنتِ التي حببتِ كلَّ قَصُورة وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التهذيب: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالى: حُورٌ مقصورات في الخيام، أَي محبوسات في خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات على أَزواجهن في الجنات؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة.
وقال الفرّاء في تفسير مَقْصورات، قال: قُصِرْنَ على أَزواجهن أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ غيرهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى من سواهم. قال: والعرب تسمي الحَجَلَةَ المقصورةَ والقَصُورَةَ، وتسمي المقصورة من النساء القَصُورة، والجمع القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ قِصاراً.
وأَما قوله تعالى: وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ أَترابٌ؛ قال الفراء:قاصراتُ الطَّرْف حُورٌ قد قَصَرْنَ أَنفسهنَّ على أَزواجهن فلا يَطْمَحْنَ إِلى غيرهم؛ ومنه قول امرئ القيس: من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا وقال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقيَّد الذي قَصَرَ القيدُ خَطوَه، ويقال لها: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد: قَصِيرُ الخطى ما تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى، ولا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما التهذيب: وقد تُجْمَعُ القَصِيرةُ من النساء قِصارَةً؛ ومنه قول الأَعشى:لا ناقِصِي حَسَبٍ ولا أَيْدٍ،إِذا مدَّتْ قِصارَه قال الفراء: والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعالٍ، يقولون: الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابن سيده: وأَما قول الشاعر: وأَهْوى من النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ، لها نَسَبٌ، في الصالحين، قَصِيرُ فمعناه أَنه يَهْوى من النساء كل مقصورة يُغْنى بنسبها إِلى أَبيها عن نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زيد: يقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بني فلان قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دون الناس، وقد سميت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها قُصِرَت على الإِمام دون الناس.
وفلان قَصِيرُ النسب إِذا كان أَبوه معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفايةٌ عن الانتماء إِلى الجد الأَبعد؛ قال رؤبة:قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني ودخل رُؤْبةُ على النَّسَّابة البَكْريّ فقال: من أَنتف قال: رؤبة بن العجاج. قال: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ.
وسَيْلٌ قَصِير: لا يُسِيل وادِياً مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ الأَرضِ.
والقَصْرُ من البناء: معروف، وقال اللحياني: هو المنزل، وقيل: كل بيت من حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سمي بذلك لأَنه تُقصَرُ فيه الحُرَمُ أَي تُحْبس، وجمعه قُصُور.
وفي التنزيل العزيز: ويجْعَل لك قُصُوراً.
والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة،وقيل: هي أَصغر من الدار، وهو من ذلك أَيضاً.
والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحياني. الليث: المَقْصُورَة مقام الإِمام، وقال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحيطان فكل ناحية منها على حِيالِها مَقْصُورة، وجمعها مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛ وأَنشد:ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ المُصْمَتُ: المُحْكَمُ.
وقُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار. قال أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِيرَة قد علم صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نبتاً قدر خمسين ذراعاً أَو أَكثر، وقُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار، قال: وكان أَبي وعمي على الحِمى فَقَصَرَا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما.
واقْتَصَرَ على الأَمر: لم يُجاوزه.
وماء قاصِرٌ أَي بارد.
وماء قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لا يجاوزه، وقيل: هو البعيد عن الكلإِ. ابن السكيت: ماء قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كان مَرْعاه قريباً؛ وأَنشد: كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا، ولم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا والنُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، وهي البئر التي يُنْزَعُ منها باليدين نَزْعاً، وبئر جَرُورٌ: يستقى منها على بعير؛ وقوله أَنشده ثعلب في صفة نخل:فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ قال: عَنى أَنها تشرب بعروقها.
وقال ابن الأَعرابي: الماء البعيد من الكلإِ قاصِرٌ باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ.
وكَلأ قاصِرٌ: بينه وبين الماء نَبْحَةُ كلب أَو نَظَرُك باسِطاً.
وكَلأ باسِطٌ: قريب؛ وقوله أَنشده ثعلب: إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الر جالِ، وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ لم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى حَبائسَ قَصائِرَ.
والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والِقُصْرى والقَصَرُ؛ الأَخيرة عن اللحياني: ما يَبْقى في المُنْخُلِ بعد الانتخال، وقيل: هو ما يَخْرُجُ من القَثِّ وما يبقى في السُّنْبُل من الحب بعد الدَّوْسَةِ الأُولي، وقيل: القِشْرتان اللتان على الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما القَصَرة. الليث: والقَصَرُ كَعابِرُ الزرع الذي يَخْلُص من البُرِّ وفيه بقية من الحب، يقال له القِصْرَى، على فِعْلى. الأَزهري: وروى أَبو عبيد حديثاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في المُزارَعة أَن أَحدهم كان يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بالضم: ما سَقى الربيعُ، فنه النبي،صلى الله عليه وسلم، عن ذلك. قال أَبو عبيد: والقُصارة ما بقي في السنبل من الحب مما لا يتخلص بعدما يداس، قال: وأَهل الشام يسمونه القِصْرِيَّ بوزن القِبْطِيِّ، قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه ابن هاجَك عن ابن جَبَلة عن أَبي عبيد، بكسر القاف وسكون الصاد وكسر الراء وتشديد الياء، قال: وقال عثمان ابن سعيد: سمعت أَحمد بن صالح يقول هي القُصَرَّى إِذا دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فالسنابل الغليظة هي القُصَرَّى، على فُعَلَّى.
وقال اللحياني: نُقِّيَتْ من قَصَره وقَصَلِه أَي من قُماشِه.
وقال أَبو عمرو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التبن.
وقال ابن الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر الحبة إِذا كانت في السنبلة، وهي القُصارَةُ.
وذكر النضر عن أَبي الخطاب أَنه قال: الحبة عليها قشرتان: فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ، والتي فوق الحَشَرة القَصَرَةُ.
والقَصَرُ: قِشْر الحنطة إِذا يبست.
والقُصَيْراة: ما يبقى في السنبل بعدما يداس.
والقَصَرَة، بالتحريك: أَصل العنق. قال اللحياني: إِنما يقال لأَصل العنق قَصَرَة إِذا غَلُظَت، والجمع قَصَرٌ؛ وبه فسر ابن عباس قوله عز وجل: إِنها تَرْمي بشَرَرٍ كالقَصَر، بالتحريك؛ وفسره قَصَرَ النخلِ يعني الأَعْناقَ.
وفي حديث ابن عباس في وقوله تعالى: إِنها ترمي بشرر كالقصر؛ هو بالتحريك، قال: كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث أَذرع أَو أَقل ونسميه القَصَر، ونريد قَصَر النخل وهو ما غَلُظَ من أَسفلها أَو أَعناق الإِبل، واحدتها قَصَرة؛ وقيل في قوله بشرر كالقَصَر، قيل: أَقصارٌ جمعُ الجمع.
وقال كراع: القَصَرة أَصل العنق، والجمع أَقصار، قال: وهذا نادر إِلا أَن يكون على حذف الزائد.
وفي حديث سلْمانَ: قال لأَبي سفيان وقد مر به: لقد كان في قَصَرة هذا موضع لسيوف المسلمين، وذلك قبل أَن يسلم، فإِنهم كانوا حِراصاً على قتله، وقيل: كان بعد إِسلامه.
وفي حديث أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ في بعض ما أُنْزِلَ من الكتب الأَقْبَلُ القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يلعنه أَهلُ السماء وأَهل الأَرض، وَيْلٌ له ثم ويل له وقيل: القَصَر أَعناق الرجال والإِبل؛ قال: لا تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حذْوَ مَنْكِبِه، في حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ وقال الفراء في قوله تعالى: إِنها ترمي بشَرَرٍ كالقَصْر، قال: يريد القَصْر من قُصُورِ مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان. قال: ومثله: سَيُهْزَمُ الجمع ويُولُّون الدُّبُرَ، معناه الأَدبار، قال: ومن قرأَ كالقَصَر، فهو أَصل النخل، وقال الضحاك: القَصَرُ هي أُصول الشجر العظام.
وفي الحديث: من كان له بالمدينة أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك به، ومن لم يكن فليجعل له بها أَصلاً ولو قَصَرةً؛ القَصَرةُ، بالفتح والتحريك: أَصل الشجرة، وجمعها قَصَر؛ أَراد فليتخذ له بها ولو أَصل نخلة واحدة.
والقَصَرة أَيضاً: العُنُق وأَصل الرقبة. قال: وقرأَ الحسن كالقَصْر، مخففاً، وفسره الجِذْل من الخشب، الواحدة قَصْرة مثل تمر وتمرة؛ وقال قتادة: كالقَصَرِ يعني أُصول النخل والشجر. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ به قَصَرةُ العُنق. يقال: قَصَرْتُ الجمل قَصْراً، فهو مَقْصورٌ. قال: ولا يقال إِبل مُقَصَّرة. ابن سيده: القِصارُ سِمَة على القَصَر وقد قَصَّرها.
والقَصَرُ: أُصول النخل والشجر وسائر الخشب، وقيل: هي بقايا الشجر، وقيل: إِنها ترمي بشرر كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النخل والشجر، والقَصْر من البناء، وقيل: القَصْر هنا الحطب الجَزْلُ؛ حكاه اللحياني عن الحسن.
والقَصْرُ: المِجْدَلُ وهو الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: داء يأْخذ في القَصَرة.
وقال أَبو معاذ النحوي: واحد قَصَر النخل قَصَرة، وذلك أَن النخلة تُقْطَعُ قَدْرَ ذراع يَسْتَوْقِدُون بها في الشتاء، وهو من قولك للرجل: إِنه لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كان ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ في العنق؛ قَصِرَ، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً، فهو قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى قَصْراء؛ قال ابن السكيت: هو داء يأْخذ البعير في عنقه فيلتوي فَيُكْتَوَى في مفاصل عنقه فربما بَرَأَ. أَبو زيد: يقال قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً إِذا أَخذه وجع في عنقه، يقال: به قَصَرٌ. الجوهري: قَصِرَ الرجلُ إِذا اشتكى ذلك. يقال: قَصِرَ البعير، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً.
والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بكسر التاء: القِلادة للزومها قَصَرَةَ العُنق، وفي الصحاح: قلادة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع التَّقاصِيرُ؛ قال عَدِيُّ بن زيد العِبَادي: ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها، عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارا وقال أَبو وَجْزة السَّعْدِي: وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها قالوا: قِصارُها أَطواقها. قال الأَزهري: كأَنه شبه بقِصارِ المِيْسَمِ، وهو العِلاطُ.
وقال نُصَير: القَصَرَةُ أَصل العنق في مُرَكَّبِهِ في الكاهل وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قال: ويقال لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ.
والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عن قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زيد: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضم شيئاً إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ قَيْدَ بعيره قَصْراً إِذا ضيقه، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً في السفر. قال الله تعالى: ليس عليكم جُناحٌ أَن تَقْصُروا من الصلاة، وهو أَن تصلي الأُولى والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين، فأَما العشاءُ الأُولى وصلاة الصبح فلا قَصْرَ فيهما، وفيها لغات: يقال قَصَرَ الصلاةَ وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كل ذلك جائز، والتقصير من الصلاة ومن الشَّعَرِ مثلُ القَصْرِ.
وقال ابن سيده: وقَصَرَ الصلاةَ، ومنها يَقْصُر قَصْراً وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ.
وأَقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قَصَرْتُ.
وفي حديث السهو: أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت؛ يروى على ما لم يسم فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص.
وفي الحديث: قلت لعمر إِقْصارَ الصلاةِ اليومَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية من أَقْصَرَ الصلاةَ، لغة شاذة في قَصَر.
وأَقْصَرَتِ المرأَة: ولدت أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا ولدت أَولاداً طِوالاً.
وفي الحديث: إِن الطويلة قد تُقْصِرُ وإِن القَصيرة قد تُطِيل؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فهي مُقْصِرٌ، إِذا أَسَنَّتا حتى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حكاها يعقوب.
والقَصْرُ والمَقْصَرُ والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قال سيبويه: ولا يُحَقَّرُ القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عن تَحْقيره بتحقير المَساء.
والمَقاصِر والمَقاصِير: العشايا؛ الأَخيرة نادرة، قال ابن مقبل: فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعدما كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دخلنا في قَصْرِ العَشِيِّ، كما تقول: أَمْسَيْنا من المَساء.
وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا أَمْسَيْتَ؛ قال العَجَّاجُ: حتى إِذا ما قَصَرَ العَشِيُّ ويقال: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وقال كثير عزة: كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه، قَرابِينُ أَرْدافاً لها وشِمالَها الأَردافُ: الملوك في الجاهلية، والاسم منه الرِّدافة، وكانت الرِّدافَةُ في الجاهلية لبني يَرْبوعٍ.
والرِّدافَةُ: أَن يجلس الرِّدْف عن يمين الملك، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بعده قبل الناس، وإِذا غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مكانه فكان خليفة على الناس حتى يعود المَلِكُ، وله من الغنيمة المِرْباعُ.
وقَرابينُ الملك: جُلَساؤه وخاصَّتُه، واحدهم قُرْبانٌ.
وقوله: هم أَهل أَلواح السرير أَي يجلسون مع الملك على سريره لنفاستهم وجلالتهم.
وجاء فلان مُقْصِراً حين قَصْرِ العِشاء أَي كاد يَدْنُو من الليل؛ وقال ابن حِلِّزَة: آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القـ ـناصُ قَصْراً، وقَدْ دنا الإِمْساءُ ومَقاصِيرُ الطريق: نواحيها،واحدَتُها مَقْصَرة، على غير قياس.
والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وقيل: هما اللتان تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ.
والقُصَيرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وقيل هي الضِّلَعُ التي تلي الشاكلَةَ، وهي الواهِنةُ، وقيل: هي آخر ضِلَعٍ في الجنب. التهذيب: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن؛ وأَنشد: نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه وقال أَبو دُواد: وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْسا ءِ نَبَّاحٍ من الشَّعْب أَبو الهيثم: القُصَرَى أَسفل الأَضلاع،والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛ وقال أَوس: مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه من اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ قال: وقُصْرَى ههنا اسم، ولو كانت نعتاً لكانت بالأَلف واللام. قال: وفي كتاب أَبي عبيد: القُصَيْرَى هي التي تلي الشاكلة، وهي ضِلَعُ الخَلْفِ؛ فأَما قوله أَنشده اللحياني: لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ، كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ قال ابن سيده: عندي أَن القُصَيْرَى أَحد هذه الأَشياء التي ذكرنا في القُصَيْرَى؛ قال: وأَما اللحياني فحكى أَن القُصَيْرَى هنا أَصلُ العُنُق، قال: وهذا غير معروف في اللغة إِلا أَن يريد القُصَيْرَة، وهو تصغير القَصَرة من العُنق، فأَبدل الهاء لاشتراكهما في أَنهما علما تأْنيث.
والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قال الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رواية عن ابن الأَعرابي: وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ، كأَنَّ في مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ، أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ في آثارِ ذَرّ ويروى: كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ ابن الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ.
وقال أَعرابي: أَردت أَن آتيك فمنعني القَصارُ، قل: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كله أُخْرَى الأُمور.
وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وقال عَمْرُو ابن كُلْثُوم: أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دينا ويقال: ما رضيت من فلان بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر من دون أَي بأَمر يسير، ومن زائدة.
ويقال: فلان جاري مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بحذاء قَصْرِي؛ وأَنشد: لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ، فما بي إِليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ يقول: لا حاجة لي في جوارهم.
وجَسْرٌ: من محارب.
والقُصَيْرَى والقُصْرَى: ضرب من الأَفاعي، يقال: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ.
والقَصَرَةُ: القطعة من الخشب.
وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عن سيبويه، وقَصَّرَه، كلاهما: حَوَّرَه ودَقَّهُ؛ ومنه سُمِّي القَصَّارُ.
وقَصَّرْتُ الثوب تَقْصِيرا مثله.
والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ للثياب لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ التي هي القِطْعَة من الخشب، وحرفته القِصارَةُ.
والمِقْصَرَة: خشبة القَصَّار. التهذيب: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً.
والمُقَصِّرُ: الذي يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله.
والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العطية.
وهو ابن عمي قُصْرَةً، بالضم، ومَقْصُورةً ابن عمي دِنْيا ودُنْيا أَي داني النسب وكان ابنَ عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: رَهْطُ الثِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورةً قال: مقصورةً، أَي خَلَصُوا فلم يخالطهم غيرهم من قومهم؛ وقال اللحياني: تقال هذه الأَحرف في ابن العمة وابن الخالة وابن الخال.
وتَقَوْصَرَ الرجلُ: دخل بعضه في بعض.
والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مخفف ومثقل: وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البَوارِي؛ قال: وينسب إِلى عليّ، كرم الله وجهه: أَفْلَحَ من كانتْ له قَوْصَرَّه، يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. ابن الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عن المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قال ابن بري: وهذا الرجز ينسب إِلى علي؛ عليه السلام، وقالوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النكاح. قال ابن بري: وذكر الجوهري أَن القَوْصرَّة قد تخفف راؤها ولم يذكر عليه شاهداً. قال: وذكر بعضهم أَن شاهده قول أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي: وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ: مَتَى رَأَى بي عن العُلى قَصْرا؟ قال: وقالوا ابن قَوْصَرة هنا المَنْبُوذ. قال: وقال ابن حمزة: أَهل البصرة يسمون المنبوذ ابن قَوْصَرة، وجد في قَوصَرة أَو في غيرها، قال: وهذا البيت شاهد عليه.
وقَيْصَرُ: اسم ملك يَلي الرُّومَ، وقيل: قَيْصَرُ ملك الروم.
والأُقَيْصِرُ: صنم كان يعبد في الجاهلية؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حين أَضْحَتْ تَسِيلُ، على مَناكِبِها، الدِّماءُ وابن أُقَيْصِر: رجل بصير بالخيل.
وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: موضع، وفي النصب والخفض قاصِرِينَ.

خلل (لسان العرب) [0]


الخَلُّ: معروف؛ قال ابن سيده: الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح.
وفي الحديث: نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ، واحدته خَلَّة، يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه؛ قال اللحياني: قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم، قال: فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من الخَلِّ أَم هي لغة فيه كخَمْر وخَمْرة، ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قال: رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه، فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال والخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، وقيل: الخَلُّ الخمرة الحامضة، وهو القياس؛ قال أَبو ذؤيب: عُقارٌ كماء النِّيءِ ليست بِخَمْطَة، ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها ويروى: فجاء بها صفراء ليست؛ يقول: هي في لون ماء اللحم . . . أكمل المادة النِّيءِ، وليست كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك بعد، ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر حتى كادت تصير خَلاًّ. اللحياني: يقال إِن الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا خَلَّة أَي ليست بحامضة، والخَمْطَة: التي قد أَخَذَت شيئاً من ريح كريح النَّبِقِ والتُّفَّاح، وجاءنا بلبن خامطٍ منه، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة، وجمعها خَلٌّ؛ قال المتنخل الهذلي: مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست، إِذا دِيفَتْ، من الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة: فَسَدت وحَمُضَت.
وخَلَّلَ الخمرَ: جعلها خَلاًّ.
وخَلَّل البُسْرَ: جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ ثم جعله في جَرَّة.
والخَلُّ: الذي يؤتدم به؛ سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ الحَلاوة.
والتَّخْليل: اتخاذ الخَلِّ. أَبو عبيد: والخَلُّ والخَمْر الخير والشر.
وفي المثل: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده؛ قال النمر بن تولب يخاطب زوجته: هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه، والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع ويروى: التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت؛ وبعد هذا البيت بأَبيات: لا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه، وإِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذلك فاجزَعي وسئل الأَصمعي عن الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال: الخَمْرُ الخير والخَلُّ الشر.
وقال أَبو عبيدة وغيره: الخَلُّ الخير والخمر الشر.
وحكى ثعلب: ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا شر.
والاختلال: اتخاذ الخَلِّ. الليث: الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب والتمر؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صار خَلاًّ، وكلامهم الجيِّد: خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار خَلاًّ. اللحياني: يقال شَرابُ فلان قد خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً، قال: وكذلك كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل.
والخَلاَّل: بائع الخَلِّ وصانِعُه.
وحكى ابن الأَعرابي: الخَلَّة الخُمْرة الحامضة، يعني بالخُمْرة الخمير، فرُدَّ ذلك عليه، وقيل: إِنما هي الخَمْرة، بفتح الخاء، يعني بذلك الخَمْر بعينها.
والخَلُّ أَيضاً: الحَمْض؛ عن كراع؛ وأَنشد: ليست من الخَلِّ ولا الخِمَاط والخُلَّة: كل نَبْت حُلْو؛ قال ابن سيده: الخُلَّة من النبات ما كانت فيه حلاوة من المَرْعى، وقيل: المرعى كله حَمْض وخُلَّة، فالحَمْض ما كانت فيه ملوحة، والخُلَّة ما سوى ذلك؛ قال أَبو عبيد: ليس شيء من الشجر العظام بحَمْض ولا خُلَّة، وقال اللحياني: الخُلَّة تكون من الشجر وغيره، وقال ابن الأَعرابي: هو من الشجر خاصة؛ قال أَبو حنيفة: والعرب تسمي الأَرض إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها من النبات شيء يقولون: عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً؛ وقال ابن شميل: الخُلَّة إِنما هي الأَرض. يقال: أَرْضٌ خُلَّة.
وخُلَلُ الأَرضِ: التي لا حَمْض بها، قال: ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر؛ وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها، وربما كان بها عِضاهٌ، وربما لم يكن، ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر وهي جُرُز من الأَرض قلت: إِنها لَخُلَّة؛ وقال أَبو عمرو: الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة، والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة؛ وقال الكميت: صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه، لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، من حَمْضه، الخُلَل والعرب تقول: الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِيصها، وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة.
وقوم مُخِلُّون: إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة.
وبَعيرٌ خُلِّيٌّ، وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة: تَرْعى الخُلَّة.
وفي المثل: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى حال. قال ابن دريد: هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ وقال أَبو عمرو في قول الطرماح: لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلْـ ـلَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يقول: إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، ويقول: من جاء مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض، والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة، وتضرب الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب.
وقال اللحياني: جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ.
وأَرض مُخِلَّة: كثيرة الخُلَّة ليس بها حَمْض.
وأَخَلَّ القومُ: رعت إِبلُهم الخُلَّة.
وقالت بعض نساء الأَعراب وهي تتمنى بَعْلاً: إِن ضَمَّ قَضْقَض، وإِن دَسَر أَغْمَض، وإِن أَخَلَّ أَحْمَض؛ قالت لها أُمها: لقد فَرَرْتِ لي شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تقول: إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر؛ وقول العجاج: جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا، ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم؛ وقال ابن سيده: معناه أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه؛ يُضْرب ذلك للرجل يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فيلقى من هو أَشد منه.
ويقال: إبل حامضة وقد حَمَضَتْ هي وأَحْمَضتها أَنا، ولا يقال إِبل خالَّة.
وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها خَلاًّ وأَخَلَّها: حَوَّلها إِلى الخُلَّة، وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في الخُلَّة.
واخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ في الخُلَّة؛ قال أَبو منصور: من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان، ولا تكون الحُلَّة إِلا من العُرْوة، وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً للنَّعْم إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب.
والعَرْفَج والحِلَّة: من الخُلَّة أَيضاً. ابن سيده: الخُلَّة شجرة شاكة، وهي الخُلة التي ذكرتها إِحدى المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت: مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة، فقالت لها ابنة الخُسِّ: سريعة الدِّرَّة والجِرَّة.
وخُلَّة العَرْفَج: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه.
والخَلَل: مُنْفَرَج ما بين كل شيئين.
وخَلَّل بينهما: فَرَّج، والجمع الخِلال مثل جَبَل وجبال، وقرئ بهما قوله عز وجل: فترى الوَدْق يخرج من خِلاله، وخَلَله.
وخَلَلُ السحاب وخِلالُه: مخارج الماء منه، وفي التهذيب: ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر. قال ابن سيده في قوله: فترى الودق يخرج من خِلاله، قال: قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع عليه، قال: وقد روي عن الضحاك أَنه قرأَ: فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه، وهي فُرَجٌ في السحاب يخرج منها. التهذيب: الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع، وهي الفُرْجة في الخُصِّ.
وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة.
والخَلَل: الفُرْجة بين الشيئين.
والخَلَّة: الثُّقْبة الصغيرة، وقيل: هي الثُّقْبة ما كانت؛ وقوله يصف فرساً: أَحال عليه بالقَناةِ غُلامُنا، فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس يعدو وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه، وقيل: يعدو وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما بنفسه.
وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم.
وخِلالُ الدار: ما حوالَيْ جُدُرها وما بين بيوتها.
وتَخَلَّلْتُ ديارهم: مَشَيت خِلالها.
وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فيه.
وفي التنزيل العزيز: فجاسُوا خِلالَ الدِّيار.
وقال اللحياني: جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين البيوت ووسط الدور، قال: وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم.
وفي التنزيل العزيز: ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ؛ قال الزجاج: أَوْضَعْت في السير إِذا أَسرعت فيه؛ المعنى: ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم، وقال أَبو الهيثم: أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة، وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم.
وقال ابن الأَعرابي: ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار.
وتَخَلَّل القومَ: دخل بين خَلَلهم وخِلالهم؛ ومنه تَخَلُّل الأَسنان.
وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء الصِّرام، واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة؛ وقال أَبو حنيفة: هي ما يبقى في أُصول السَّعَف من التمر الذي ينتثر، وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء، فإِذا فعل ذلك قال: تَخَلَّلت.
وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء: أَسال الماء بينها في الوضوء، وكذلك خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه.
وفي الحديث: خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها، وفي رواية: خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار.
وفي الحديث: رَحِم الله المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام؛ التخليل: تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين والرجلين في الوضوء، وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء، وهو وسَطُه.
وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ، فهو مَخْلول وخَلِيل، وتَخَلَّله: ثَقَبه ونَفَذَه، والخِلال: ما خَلَّه به، والجمع أَخِلَّة.
والخِلال: العود الذي يُتَخَلَّل به، وما خُلَّ به الثوب أَيضاً، والجمع الأَخِلَّة.
وفي الحديث: إِذا الخِلال نُبَايِع.
والأَخِلَّة أَيضاً: الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت.
والخِلال: عود يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ؛ قال امرؤ القيس: فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه، كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ، وقيل: خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود.
وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه، وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه.
ويقال: خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ، فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال.
وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ وقوله يصف بقراً: سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً، ما يُخَلُّ لهنَّ عُود (* قوله «سمعن بموته إلخ» أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر). إنما أَراد: لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً؛ وقبل هذا البيت: أَلا هلك امرؤ قامت عليه، بجنب عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد: ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود، قال: وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد، ومنه: خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به.
والخَلُّ: خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال؛ وقال: سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ، وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلاًّ قال ابن بري: قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل، وخَلاًّ، الأَخير: الذي يُصْطَبَع به، يريد: سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك في هذا الموضع من الرمل. الجوهري: الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث، يقال حَيَّةُ خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة. ابن سيده: الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال المتراكمة؛ قال: أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً، إِنِّي لأُزْرِي عليها، وهي تَنْطَلِقُ قال: سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ.
وتَخَلَّل الشيءُ أَي نَفَذ، وقيل: الخَلُّ الطريق بين الرملتين، وقيل: هو طريق في الرمل أَيّاً كان؛ قال: من خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال.
والخَلَّة: الرملة اليتيمة المنفردة من الرمل.
وفي الحديث: يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل وطريق بينهما، قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي أَخَذَ مخيط ما بينهما، خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة، ورواه بعضهم بالحاء المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته.
واخْتَلَّه بسهم: انْتَظَمه.
واخْتَلَّه بالرمح: نَفَذه، يقال: طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته؛ قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ، لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ وتَخَلَّله به: طعنه طعنة إِثر أُخرى.
وفي حديث بدر: وقتِل أُمَيَّة بن خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا أَن يضربوه بها ضرباً.
وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل: غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ.
والخَلَل: الفساد والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا أُحْكِم.
وفي رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق.
وفي حديث المقدام: ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بي أَي أَوهنتموني ولم تعينوني.
والخَلَل في الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن والفساد.
وأَمر مُخْتَلٌّ: واهن.
وأَخَلَّ بالشيء: أَجْحَف.
وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره: غاب عنه وتركه.
وأَخَلَّ الوالي بالثغور: قَلَّل الجُنْدَ بها.
وأَخَلَّ به: لم يَفِ له.
والخَلَل: الرِّقَّة في الناس.
والخَلَّة: الحاجة والفقر، وقال اللحياني: به خَلَّة شديدة أَي خَصَاصة.
وحكي عن العرب: اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه.
ويقال في الدعاء للميت: اللهم اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك، وأَصله من التخلل بين الشيئين؛ قال ابن بري: ومنه قول سلمى بنت ربيعة: زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ، يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي: يقال للرجل إِذا مات له ميت: اللهم اخْلُفْ على أَهله بخير واسْدُدْ خَلَّته؛ يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي أَبقاه في أُموره؛ وقال أَوس: لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي الـ فُقُودُ، ولا خَلَّةُ الذاهب أَراد الثُّلْمة التي ترك، يقول: كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ خَلَّته.
وفي حديث عامر بن ربيعة: فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احتجنا إِليها (* قوله «أَي احتجنا إِليها» أَي فاصل الكلام اختللنا إِليها فحذف الجار وأوصل الفعل كما في النهاية) وطلبناها.
وفي المثل: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السرقة.
وخَلَّ الرجلُ: افتقر وذهب مالُه، وكذلك أُخِلَّ به.
وخَلَّ الرجلُ إِذا احتاج.
ويقال: اقْسِمْ هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر.
ويقال: فلان ذو خَلَّة أَي محتاج.
وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور؛ قاله ابن الأَعرابي.
وفي الحديث: اللهم سادّ الخَلَّة؛ الخَلَّة، بالفتح: الحاجة والفقر، أَي جابرها.
ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ: مُعْدِم فقير محتاج؛ قال زهير: وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ، يقول: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ قال: يعني بالخَلِيل المحتاج الفقير المُخْتَلَّ الحال، والحَرِم الممنوع، ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل كَبِد وكِبْد؛ ومثله قول أُمية:ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم، ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم قال ابن دريد: وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج.
وحكى اللحياني: ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه، وقال: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر.
واخْتَلَّ إِلى كذا: احتاج إِليه.
وفي حديث ابن مسعود: تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج الناس إِلى ما عنده؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وما ضَمَّ زيدٌ، من مُقيم بأَرضه، أَخَلَّ إِليه من أَبيه، وأَفقرا أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى كذا احتاج، لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه.
والخَلَّة: كالخَصْلة، وقال كراع: الخَلَّة الخصلة تكون في الرجل.
وقال ابن دريد: الخَلَّة الخصلة. يقال: في فلان خَلَّة حسنة، فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة، وقد يجوز أَن يكون مَثَّل بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة.
وفي التهذيب: يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة سيئة، والجمعِ خلال.
ويقال: فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال، وهي الخِصال.
وخَلَّ في دعائه وخَلَّل، كلاهما: خَصَّص؛ قال: قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ، وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاًّ وقال: كأَنَّك لم تَسمع، ولم تكُ شاهداً، غداةَ دعا الداعي فعمَّ وخَلَّلا وقال أُفْنون التَّغْلَبي: أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ في سَراتهم: أَنَّ الفؤاد انطوى منهم على دَخَن قال ابن بري: والذي في شعره: أَبلغ حبيباً؛ وقال لَقِيط بن يَعْمَر الإِيادي: أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتم: أَني أَرى الرأْيَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا وقال أَوس: فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَيَّرتهم فيما أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك، أَعُمُّ بخير صالحٍ وأُخَلِّل قال ابن بري: صواب إِنشاده: بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك، بالفاء ونصب الدال.
وخلَّل، بالتشديد، أَي خَصَّص؛ وأَنشد: عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع، فَأَصبحوا أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً.
والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته، وجمعها خِلال، وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛ وقال النابغة الجعدي: أَدُوم على العهد ما دام لي، إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء، عند البَلا ءِ والرُّزْء، أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته كأَبي مَرْحَب؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب.وأَبو مَرْحَب: كنية الظِّل، ويقال: هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب.
والخِلال والمُخالَّة: المُصادَقة؛ وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً؛ قال امرؤ القيس: صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى، ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل: لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة، قال الزجاج: يعني يوم القيامة.
والخُلَّة الصَّداقة، يقال: خالَلْت الرجلَ خِلالاً.
وقوله تعالى: مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا بَيْع فيه ولا خِلال؛ قيل: هو مصدر خالَلْت، وقيل: هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال.
والخِلُّ: الوُدُّ والصَّدِيق.
وقال اللحياني: إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة، كلاهما بالكسر، أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ؛ وأَما قول الهذلي: إنَّ سَلْمى هي المُنى، لو تَراني، حَبَّذا هي من خُلَّة، لو تُخالي إِنما أَراد: لو تُخالِل فلم يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء.
وفي الحديث: إِني أَبرأُ إِلى كل ذي خُلَّة من خُلَّته؛ الخُلَّة، بالضم: الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَي في باطنه.
والخَلِيل: الصَّدِيق، فَعِيل بمعنى مُفَاعِل، وقد يكون بمعنى مفعول، قال: وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى، فليس فيها لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة، وهذه حال شريفة لا ينالها أَحد بكسب ولا اجتهاد، فإِن الطباع غالبة، وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين؛ ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من الخَلَّة، وهي الحاجة والفقر، أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد غير الله عز وجل، وفي رواية: أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته، بفتح الخاء (* قوله «بفتح الخاء إلخ» هكذا في الأصل والنهاية، وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء: يعني من خلته) وكسرها، وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل؛ ومنه الحديث: لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً، والحديث الآخر: المرء بخَلِيله، أَو قال: على دين خَليله، فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل؛ ومنه قول كعب بن زهير: يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ موعودَها، أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة: الصديق، الذكر والأُنثى والواحد والجمع في ذلك سواء، لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة؛ وقال أَوْفى بن مَطَر المازني: أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً: بأَنَّ خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه، وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال ومثله: أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما، إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن العهد: فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها؛ وفي الحديث الآخر: فيُفَرِّقها في خلائلها، جمع خَليلة، وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس: لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً؛ قال: ويجوز أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة، ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم، وقد ثَنَّى بعضهم الخُلَّة.
والخُلَّة: الزوجة، قال جِران العَوْد: خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ، فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن التزوج خُلَّة أَيضاً. التهذيب: فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر والمؤنث.
والخِلُّ: الودّ والصديق. ابن سيده: الخِلُّ الصَّديق المختص، والجمع أَخلال؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي، وأَخْدانُك اللائي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى: يُزَيَّنَّ.
ويقال: كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا وخُلاًّ؛ قال اللحياني: كسر الخاء أَكثر، والأُنثى خِلٌّ أَيضاً؛ وروى بعضهم هذا البيت هكذا: تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ، كأَنه قال: تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك؛ ومن رواه بمكان حِلٍّ، فحِلّ ههنا من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال.
والخَلِيل: كالخِلِّ.
وقولهم في إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: خَلِيل الله؛ قال ابن دريد: الذي سمعت فيه أَن معنى الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها، قال: ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في القرآن، يعني قوله: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛ والجمع أَخِلاّء وخُلاّن، والأُنثى خَلِيلة والجمع خَلِيلات. الزجاج: الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل.
وقوله عز وجل: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛ أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها؛ قال: وجائز أَن يكون معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه، قال: وقيل للصداقة خُلَّة لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه. الجوهري: الخَلِيل الصديق، والأُنثى خَلِيلة؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: بأَصدَقَ بأْساً من خَلِيل ثَمِينةٍ، وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جعله خَلِيلها لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر: لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني هَمِّي، وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرجل: قلبُه، عن أَبي العَمَيْثَل، وأَنشد: ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله، من بين قائم سيفه والمِعْصَم قال الأَزهري في خطبة كتابه: أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي الفقيه أَنه قال: كان الليث بن المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم يَفْرُغ من كتابه، فأَحب الليث أَن يُنَفِّق الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى لسانه الخليل، قال: فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت الخليل بن أَحمد وأَخبرني الخليل بن أَحمد، فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه، وإِذا قال: قال الخليل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه، قال: وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من قِبَل خَلِيل الليث. ابن الأَعرابي: الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل الناصح والخَلِيل الرفيق، والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل الرُّمْح والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم، وهو المخلول والخَلُّ أَيضاً؛ قال لبيد: لما رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله، من بين قائم سيفه والمِحْمَل صُبْح: كان من ملوك الحبشة، وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نفسه ظَهِر؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي: إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له، أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال: الخَلِيل هنا الأَنف. التهذيب: الخَلُّ الرجل القليل اللحم، وفي المحكم: الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل.
وقال ابن دريد: الخَلُّ الخفيف الجسم؛ وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى الشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبَّطَ شَرًّا: فاسْقِنيها، يا سَواد بنَ عمرو، إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ الصحاح: بعد خالي لَخَلُّ، والأُنثى خَلَّة. خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلُولاً واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف، وذلك في الهُزال خاصة.
وفلان مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف الجسم.
والخَلُّ: الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم.
واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل، وأَما ما جاء في الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول، فقيل هو الهزيل الذي قد خَلَّ جسمُه، ويقال: أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا يرتضع فيُهْزَل لذلك؛ وفي التهذيب: وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع أُمه فتُهْزَل، قال: وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمين ضدّ المهزول.
والمهزول: هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ، والأَصح في الحديث أَنه المشقوق اللسان لئلا يرضع، ذكره ابن سيده.
ويقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقيق الجسم. ابن الأَعرابي: الخَلَّة ابنة مَخاض، وقيل: الخَلَّة ابن المخاض، الذكر والأُنثى خَلَّة (قوله «وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة» هكذا في النسخ، وفي القاموس: والخل، ابن المخاض، كالخلة، وهي بهاء أَيضاً).
ويقال: أَتى بقُرْصة كأَنه فِرْسِن خَلَّة، يعني السمينة.
وقال ابن الأَعرابي: اللحم المخلول هو المهزول.
والخَلِيل والمُخْتَل: كالخَلِّ؛ كلاهما عن اللحياني.
والخَلُّ: الثوب البالي إِذا رأَيت فيه طُرُقاً.
وثوب خَلٌّ: بالٍ فيه طرائق.
ويقال: ثوب خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه رِقَّة. ابن سيده: الخَلُّ ابن المخاض، والأُنثى خَلَّة.
وقال اللحياني: الخَلَّة الأُنثى من الإِبل.
والخَلُّ. عِرْق في العنق متصل بالرأْس؛ أَنشد ابن دريد: ثمَّ إِلى هادٍ شديد الخَلِّ، وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ والخِلَل: بقية الطعام بين الأَسنان، واحدته خِلَّة، وقيل: خِلَلة؛ الأَخيرة عن كراع، ويقال له أَيضاً الخِلال والخُلالة، وقد تَخَلَّله.
ويقال: فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل، وهو مثل.
ويقال: وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت.
وقال ابن بزرج: الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام، والخِلال ما أَخرجته به؛ وأَنشد: شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل، على ثَناياه من اللحم خِلَل والخُلالة، بالضم: ما يقع من التخلل، وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل.
وفي الحديث: التَّخَلُّل من السُّنَّة، هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام.
والمُخْتَلُّ: الشديد العطش.
والخَلال، بالفتح: البَلَح، واحدته خَلالة، بالفتح؛ قال شمر: وهي بِلُغة أَهل البصرة.
واخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل؛ حكاه أَبو عبيد؛ قال الجوهري: وأَنا أَظنه من الخَلال كما يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب.
وفي حديث سنان بن سلمة: إِنا نلتقط الخَلال، يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه.
والخِلَّة: جفن السيف المُغَشَّى بالأَدَم؛ قال ابن دريد: الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف تنقش بالذهب وغيره، والجمع خِلَل وخِلال؛ قال ذو الرمة: كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب وقال آخر: لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل، يلوحُ كأَنه خِلَل وقال عَبِيد بن الأَبرص الأَزدي: دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الدهـ ر، فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التهذيب: والخِلَل جفون السيوف، واحدتها خِلَّة.
وقال النضر: الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن تُرى من خارج، واحدتها خِلَّة، وهي نقش وزينة، والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف خَلاَّلاً.
وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه، فروى عن ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف من ذلك؛ وأَما قوله: إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة، بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه قال ابن سيده: زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن السيف، قال: ولا أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة، لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر على أَفْعِلة، هذا خطأٌ، قال: فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على خِلال كطِبَّة وطِباب، وهي الطريقة من الرمل والسحاب، ثم تُكَسَّر خِلال على أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع؛ قال: وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة السيف فيكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف وقياسها المعروف، إِلا أَني لا أَعرف الخِلال لغة في الخِلَّة، وكل جلدة منقوشة خِلَّة؛ ويقال: هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي القوس. ابن سيده: الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس.
وقوله في الحديث: إِن الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل الباقرةُ الكلأَ بلسانها؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا.
والخَلْخَل والخُلْخُل من الحُلِيِّ: معروف؛ قال الشاعر: بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل وقال: ملأى البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ للضرورة.
والخَلْخالُ: كالخَلْخَل.
والخَلْخَل: لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه، واحد خَلاخِيل النساء، والمُخَلْخَل: موضع الخَلْخال من الساق.
والخَلْخال: الذي تلبسه المرأَة.
وتَخَلْخَلَت المرأَةُ: لبست الخَلْخال.
ورمل خَلْخال: فيه خشونة.
والخَلْخال: الرمْل الجَرِيش؛ قال: من سالكات دُقَق الخَلْخال (* قوله «من سالكات إلخ» سبق في ترجمة دقق وسهك: بساهكات دقق وجلجال) وخَلْخَل العظمَ: أَخذ ما عليه من اللحم.
وخَلِيلانُ: اسمٌ رواه أَبو الحسن؛ قال أَبو العباس: هو اسم مُغَنٍّ.

حمد (لسان العرب) [0]


الحمد: نقيض الذم؛ ويقال: حَمدْتُه على فعله، ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة.
وفي التنزيل العزيز: الحمد لله رب العالمين.
وأَما قول العرب: بدأْت بالحمدُ لله، فإِنما هو على الحكاية أَي بدأْت بقول: الحمدُ لله رب العالمين؛ وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر، والحمدِ لله على الإِتباع، والحمدُ لله على الإِتباع؛ قال الفراء: اجتمع القراء على رفع الحمدُ لله، فأَما أَهل البدو فمنهم من يقول الحمدَ لله، بنصب الدال، ومنهم من يقول الحمدِ لله، بخفض الدال، ومنهم من يقول الحمدُ لُلَّه، فيرفع الدال واللام؛ وروي عن ابن العباس أَنه قال: الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور، وهو الاختيار في العربية؛ وقال النحويون: من . . . أكمل المادة نصب من الأَعراب الحمد لله فعلى المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله، وأَما من قرأَ الحمدِ لله فإِن الفراء قال: هذه كلمة كثرت على الأَلسن حتى صارت كالاسم الواحد، فثقل عليهم ضمة بعدها كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة؛ قال وقال الزجاج: لا يلتفت إِلى هذه اللغة ولا يعبأُ بها، وكذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه في غير القرآن، فهي لغة رديئة؛ قال ثعلب: الحمد يكون عن يد وعن غير يد، والشكر لا يكون إِلا عن يد وسيأْتي ذكره؛ وقال اللحياني: الحمد الشكر فلم يفرق بينهما. الأَخفش: الحمد لله الشكر لله، قال: والحمد لله الثناء. قال الأَزهري: الشكر لا يكون إِلا ثناء ليد أَوليتها، والحمد قد يكون شكراً للصنيعة ويكون ابتداء للثناء على الرجل، فحمدُ الله الثناءُ عليه ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكل، والحمد أَعم من الشكر.
وقد حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً، نادرٌ، فهو محمود وحميد والأُنثى حميدة، أَدخلوا فيها الهاء وإِن كان في المعنى مفعولاً تشبيهاً لها برشيدة، شبهوا ما هو في معنى مفعول بما هو بمعنى فاعل لتقارب المعنيين.
والحميد: من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال، وهو من الأَسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود؛ قال محمد بن المكرم: هذه اللفظة في الأُصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإِيمان، فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود، وإِن كان المعنى واحداً، لكن التفاصح في التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل؛ والحمد والشكر متقاربان والحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته؛ ومنه الحديث: الحمد رأْس الشكر؛ ما شكر الله عبد لا يحمده، كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِيمان، وإِنما كان رأْس الشكر لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة بها، ولأَنه أَعم منه، فهو شكر وزيادة.
وفي حديث الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أَي وبحمدك أَبتدئ، وقيل: وبحمدك سبحت، وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَي التسبيح مسبب بالحمد أَو ملابس له.
ورجل حُمَدَةٌ كثير الحمد، ورجل حَمَّادٌ مثله.
ويقال: فلان يتحمد الناس بجوده أَي يريهم أَنه محمود.
ومن أَمثالهم: من أَنفق ماله على نفسه فلا يَتَحَمَّد به إِلى الناس؛ المعنى أَنه لا يُحْمَدُ على إِحسانه إِلى نفسه، إِنما يحمد على إِحسانه إِلى الناس؛ وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده: وجده محموداً؛ يقال: أَتينا فلاناً فأَحمدناه وأَذممناه أَي وجدناه محموداً أَو مذموماً.
ويقال: أَتيت موضع كذا فأَحمدته أَي صادفته محموداً موافقاً، وذلك إِذا رضيت سكناه أَو مرعاه.
وأَحْمَدَ الأَرضَ: صادفها حميدة، فهذه اللغة الفصيحة، وقد يقال حمدها.
وقال بعضهم: أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره. سيبويه: حَمِدَه جزاه وقضى حقه، وأَحْمَدَه استبان أَنه مستحق للحمد. ابن الأَعرابي: رجل حَمْد وامرأَة حَمْدْ وحَمْدة محمودان ومنزل حَمْد؛ وأَنشد: وكانت من الزوجات يُؤْمَنُ غَيْبُها، وتَرْتادُ فيها العين مُنْتَجَعاً حَمْدا ومنزلة حَمْد؛ عن اللحياني.
وأَحْمَد الرجلُ: صار أَمره إِلى الحمد.
وأَحمدته: وجدته محموداً؛ قال الأَعشى: وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمس صِرْمَة، لها غُدَاداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق وأَحْمَد أَمرَه: صار عنده محموداً.
وطعام لَيْسَت مَحْمِدة (* قوله «وطعام ليست محمدة إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله، وهو بكسر الميم الثانية). أَي لا يحمد.
والتحميد: حمدك الله عز وجل، مرة بعد مرة. الأَزهري: التحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة، والتحميد أَبلغ من الحمد.
وإِنه لَحَمَّاد لله، ومحمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة بعد أُخرى.
وأَحْمَد إِليك الله: أَشكره عندك؛ وقوله: طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه أَي حُمد بعضهم عند بعض. الأَزهري: وقول العرب أَحْمَد إِليك اللَّهَ أَي أَحمد معك اللَّهَ؛ وقال غيره: أَشكر إِليك أَياديَه ونعمه؛ وقال بعضهم: أَشكر إِليك نعمه وأُحدثك بها. هل تَحْمد لهذا الأَمر أَي ترضاه؟ قال الخليل: معنى قولهم في الكتب احمد إِليك الله أَي احمد معك الله؛ كقول الشاعر: ولَوْحَيْ ذراعين في بِرْكَة، إِلى جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب يريد مع بركة إِلى جؤجؤ أَي مع جؤجؤ.
وفي كتابه، عليه السلام: أَما بعد فإِني أَحمد إِليك الله أَي أَحمده معك فأَقام إِلى مُقام مع؛ وقيل: معناه أَحمد إِليك نعمة الله عز وجل، بتحديثك إِياها.
وفي الحديث: لواء الحمد بيدي يوم القيامة؛ يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس الخلق، والعرب تضع اللواء في موضع الشهرة؛ ومنه الحديث: وابعثه المقام المحمود: الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإِراحة من طول الوقوف؛ وقيل: هو الشفاعة.
وفلان يَتَحَمَّد عليّ أَي يمتن، ورجل حُمَدة مثل هُمَزة: يكثر حمد الأَشياء ويقول فيها أَكثر مما فيها. ابن شميل في حديث ابن عباس: أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لكم وأتقدم فيه إِليكم، أَقام إِلى مقام اللام الزائدة كقوله تعالى: بأَن ربك أَوحى لها؛ أَي إِليها.
وفي النوادر: حَمِدت على فلان حَمْداً وضَمِدت له ضَمَداً إِذا غضبت؛ وكذلك أَرِمْت أَرَماً.
وقول المصلي: سبحانك اللهم وبحمدك؛ المعنى وبحمدك أَبتدئ، وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء كأَنك قلت: بدأْت بسم الله، ولم تحتج إِلى ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك مبتدئ.وقولهم: حَمادِ لفلان أَي حمداً له وشكراً وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر.
وحُماداك أَن تفعل كذا وكذا أَي غايتك وقصاراك؛ وقال اللحياني: حُماداكَ أَن تفعل ذلك وحَمْدُك أَي مبلغ جهدك؛ وقيل: معناه قُصاراك وحُماداك أَن تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وغايتك.
وحُمادي أَن أَفعل ذاك أَي غايتي وقُصارايَ؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: حنانك أَن تفعل ذلك، ومثله حُماداك.
وقالت أُم سلمة: حُمادَياتُ النساء غَضُّ الطرف وقَصْر الوهادة؛ معناه غاية ما يحمد منهن هذا؛ وقيل: غُناماك بمعنى حُماداك، وعُناناك مثله.
ومحمد وأَحمد: من أَسماء سيدنا المصطفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وقد سمت محمداً وأَحمد وحامداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً.
والمحمَّد: الذي كثرت خصاله المحمودة؛ قال الأَعشى: إِليك، أَبَيتَ اللعنَ، كان كَلالُها، إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد قال ابن بري: ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة: الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع بن حابس وبنو عقال، والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني، والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى، والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر؛ لقب بذلك لقول امرئ القيس فيه وقد كان طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال: بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني، عَمْدَ عَيْن، بَكَّيْتُهنّ حَريما وحريم هذا: اسم رجل؛ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس: أَتتني أُمور فكذبْتها، وقد نُمِيَتْ ليَ عاماً فعاما بأَنّ امرأَ القيسِ أَمسى كئيبا على أَلَهٍ، ما يذوقُ الطَّعاما لعمرُ أَبيكَ الذي لا يُهانُ، لقد كان عِرْضُك مني حراما وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُه، وهِلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مراما؟ وليس هذا هو الشويعر الحنفي وأَما الشويعر الحنفي فاسمه هانئ بن توبة الشيباني وسمي الشويعر لقوله هذا البيت: وإِنّ الذي يُمْسِي، ودنياهُ هَمُّه، لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور وأَنشد له أَبو العباس ثعلب: يُحيّي الناسُ كلَّ غنيّ قوم، ويُبْخَلُ بالسلام على الفقير ويوسَع للغنّي إِذا رأَوه، ويُحْبَى بالتحية كالأَمير والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة، والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة، والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري.
وقولهم في المثل: العَود أَحمد أَي أَكثر حمداً؛ قال الشاعر: فلم تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً، ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمد وحَمَدَة النار، بالتحريك: صوت التهابها كَحَدمتها؛ الفراء: للنار حَمَدة.
ويوم مُحْتَمِد ومُحْتَدِم: شديد الحرّ.
واحْتَمَد الحرُّ: قَلْب احتَدَم.
ومحمود: اسم الفيل المذكور في القرآن.
ويَحْمَد: أَبو بطن من الأَزد.
واليَحامِدُ جَمْعٌ: قبيلة يقال لها يَحْمد، وقبيلة يقال لها اليُحْمِد؛ هذه عبارة عن السيرافي؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَن اليحامد في معنى اليَحْمَديين واليُحْمِديين، فكان يجب أَن تلحقه الهاء عوضاً من ياءَي النسب كالمهالبة، ولكنه شذ أَو جعل كل واحد منهم يَحمد أَو يُحمد، وركبوا هذا الاسم فقالوا حَمْدَوَيْه، وتعليل ذلك مذكور في عمرويه.

حلف (لسان العرب) [0]


الحِلْفُ والحَلِفُ: القَسَمُ لغتان، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مَفْعُولٍ مثل الـمَجْلُودِ والـمَعْقُولِ والـمَعْسُور والـمَيْسُورِ، والواحدة حَلْفةٌ؛ قال امْرؤُ القيس: حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ: لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي ويقولون: مَحْلُوفةً باللّه ما قال ذلك، ينصبون على إضمار يَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً، والمحلوفةُ هو القَسَمُ. الأَزهري عن الأَحمر: حَلَفْتُ محلوفاً مصدر. ابن بُزُرج: لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ، يريد ومَحْلُوفِه فمَدَّها.
وحَلَفَ أُحْلُوفة؛ هذه عن اللحياني.
ورجل حالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ: كثير الحَلِفِ.
وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلفته بمعنًى واحد، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وقد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه . . . أكمل المادة وأَحْلَفَه؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ: قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ وفي الحديث: مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها؛ الحَلِفُ: اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته.
وفي حديث حذيفة قال له جُنْدَبٌ: تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد سَمِعْته من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فلا تَنهاني؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين.
والحِلْفُ، بالكسر، العَهْد يكون بين القوم.
وقد حالَفَه أَي عاهَدَه، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا.
وفي حديث أَنس: حالَفَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا مرَّتين أَي آخَى بينهم، وفي رواية: حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام.
وفي حديث آخر: لا حِلْف في الإسلام. قال ابن الأَثير: أَصل الحِلْف الـمُعاقدةُ والـمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا حِلْف في الإسلام، وما كان منه في الجاهلية على نَصْرِ الـمَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ الـمُطَيِّبِينَ وما جَرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وأَيُّمَا حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً، يريد من الـمُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحِلْفُ الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والـمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام، وقيل: الـمُحالفة كانت قبل الفتح، وقوله لا حِلْفَ في الإسلام قاله زمن الفتح؛ فكان ناسخاً وكان، عليه السلام، وأَبو بكر من الـمُطَيَّبينَ وكان عمر من الأَحْلافِ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ.
والحَلِيفُ: الـمُحالِفُ. الليث: يقال حالَف فلان فلاناً، فهو حَليفه، وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء، فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال: فلان حَلِيفُ الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ؛ وأَنشد قول الأَعشى:وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما لِ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه. ابن الأَعرابي: الأَحْلافُ في قريش خمس قبائل: عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب، سُمُّوا بذلك لـمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ، وأَبَتْ بَنُو عبد الدار، عَقَدَ كلّ قوم على أَمـْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا، فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مـملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد عند الكعبة، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين، وتَعاقَدت بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ؛ وقال الكميت يذكرهم: نَسَباً في الـمُطَيَّبينَ وفي الأَحْـ ـلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا قال: وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ قال: كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال: نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم قال: الذي كان قبلها خير منها، كان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأَحْلافِ، يعني إمارة عمر.
وسمع ابن عباس نادِبة عمر، رضي اللّه عنه، وهي تقول: يا سيِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس: نعم والـمُحْتَلَفِ عليهم، يعني الـمُطيبين. قال الأَزهري: وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن القُتَيْبي ذكر الـمُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة على وجهها، قال: وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً.
وفي حديث ابن عباس: وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية الأَحْلافيِّ، يريد أَبا بكر وعمر، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأَحْلاف؛ قال ابن الأَثير: وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن الأَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج، والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم: أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على التَّناصُرِ؛ قال ابن بري: والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْلُ قال: وفي قوله أَيضاً: أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً وذِبْيان: هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ؟ قال ابن سيده: والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم. ابن سيده: الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ.
والجمع أَحلاف.
وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً، وهو حِلْفُه وحَليفه؛ وقول أَبي ذؤيب: فَسَوْفَ تَقُولُ، إنْ هِيَ لم تَجِدْني: أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الحَلِيفُ؟ الحَلِيف: الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ، والجمع أَحْلافٌ وحُلَفاء، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء. الجوهري: والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك والأَحْلافُ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان، ويقال أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة. ابن سيده: كل شيء مُخْتَلَف فيه، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ، ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وذلك أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل، فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به.
وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف. الأَزهري: ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا؛ قال الكميت: أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُو مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان: أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ليس بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر، وهو الفاجر.
ويقال: كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته، وكُمَيْتٌ غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ.
وفي الصحاح: كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ، وهو الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى، ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ؛ قال ابن كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه: تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ: أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ؟ كَمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك، والصِّرْفُ: شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ.
وقال ابن الأَعرابي: معنى مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً، والصحيح هو الأَول.
والـمُحْلِفُ من الغِلمان: المشكوك في احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلى الحلف. الليث: أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم، قال: وقال بعضهم قد أَحْلَفَ. قال أَبو منصور: أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنى خطأ، إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إليه، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك، وقائل يقول غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله.
وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على أَمر صحيح، فهو مُحْلِفٌ.
والعرب تقول للشيء الـمُخْتَلَفِ فيه: مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ.
والحَلِيفُ: الحَديدُ من كل شيء، وفيه حَلافةٌ، وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ.
وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد. قال الأَزهري: أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء.
وفي حديث الحجاج أَنه قال ليزيد بن الـمُهَلَّب: ما أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض.
والحَلَفُ والحَلْفاء: من نَباتِ الأَغْلاثِ، واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة؛ قال سيبويه: حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد، أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك، ولم يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر.، وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ: كثيرة الحَلْفاء.
وقال أَبو حنيفة: أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء. الليث: الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ. قال الأَزهري: الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل والخوص، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ، الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ.
وقال سيبويه: الحلفاء واحد وجمع، وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع. ابن الأَعرابي: الحَلْفاء الأَمـَةُ الصَّخَّابة. الجوهري: الحَلْفاء نبت في الماء، وقال الأَصمعي: حَلِفة، بكسر اللام.
وفي حديث بدر: أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فقال: مَن أَنت؟ قال: أَنا الذي في الحَلْفاء؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء، وهو نبت معروف، وقيل: هو قصب لم يُدْرِكْ.
والحلفاء: واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء، وقيل: واحدته حَلْفاةٌ.
وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ: اسْمان.
وذو الحُلَيْفةِ: موضعٌ؛ وقال ابن هَرْمةَ: لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ مِنْ ذي الحُلَيْفِ، فصَبَّحُوا الـمَسْلُوقا يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ، ويجوز أَن يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في قوله وهو كثير عَزَّةَ: لَعَمْري، لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَحَّلَتْ وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ، واللّه أَعلم.

عرش (لسان العرب) [0]


العَرْش: سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ، سمَّاه اللَّه عز وجل عَرْشاً فقال عز من قائل: إِني وجدتُ امرأَة تملكهم وأُوتيتْ من كل شيءٍ، ولها عرش عظيمٌ؛ وقد يُستعار لغيره، وعرض الباري سبحانه ولا يُحدُّ، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ.
وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ: فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْش في الهواء، وفي رواية: بين السماء والأَرض، يعني جبريلَ على سرير.
والعَرْش: البيتُ، وجمعه عُروشٌ.
وعَرْش البيت: سقفُه، والجمع كالجمع.
وفي الحديث: كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، وأَنا على عَرْشِي، وقيل: على عَرِيشٍ لي؛ العَرِيشُ والعَرْشُ: السقفُ، وفي الحديث: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعَْرش، يعني بالسقف.
وفي التنزيل: . . . أكمل المادة الرحمن على العَرْش استوى، وفيه؛ ويحمل عَرْشَ ربِّك فوقهم يومئذ ثمانيةٌ؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القدَمين والعَرْش لا يُقدَر قدرُه، وروي عنه أَنه قال: العَرْش مجلِس الرحمن، وأَما ما ورد في الحديث: اهتزَّ العرشُ لموت سعد، فإِن العَرْش ههنا الجِنَازة، وهو سرير الميت، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى مَدْفنِه، وقيل: هو عَرْش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء في رواية أُخرى: اهتزَّ عرشُ الرحمن لموْت سعد، وهو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به لكرامته على ربه، وقيل: هو على حذف مضافٍ تقديره: اهتزَّ أَهل العرش لقدومه على اللَّه لما رأَوْا من منزلته وكرامته عند.
وقوله عز وجل: وكأَيِّنْ من قرية أَهلكناها وهي ظالمة فهي خاويةٌ على عُروشِها؛ قال الزجاج: المعنى أَنها خَلَتْ وخرّت على أَركانها، وقيل: صارت على سقُوفها، كما قال عز من قائل: فجعلنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حيطانها قائمة وقد تهدَمت سُقوفُها فصارت في قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، ومعنى الخاوِية والمنقعِرة واحد يدلُّك على ذلك قول اللَّه عز وجل في قصَّة قوم معاد: كأَنهم أَعجازٌ نَخلٍ خاوِيةٍ؛ وقال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً: كأَنهم أَعجازُ نخلٍ مُنْقَعرٍ، فمعنى الخاوية والمنقعر في الآيتين واحد، وهي المُنقلِعة من أُصولها حتى خَوى مَنْبتُها.
ويقال: انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، وانقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، وهذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما يوصف.
وقد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه وهو قوله: فأَتى اللَّه بُنيانَهم من القواعد فخرَّ عليهم السقفُ من فوقهم؛ أَي قلع أَبنيتَهم من أِساسها وهي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، وعليها القواعد، وحيطانُها وهم فيها، وإِنما قيل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وقال بعضهم في قوله تعالى: وهي خاوِية على عروشها؛ أَي خاوية عن عروشها لتهدُّمِها، جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز وجل: الذين إِذا اكتالُوا على الناس يَسْتَوْفُون؛ أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم، وعُروشُها: سُقوفها، يعني قد سقَط بعضُه على بعض، وأَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان عليها. خَوَتْ: صارت خاوِيةً من الأَساس.
والعَرْش أَيضاً: الخشَبة، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ.
وعرَش العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشاً: عَمِلَه.
وعَرْشُ الرجل: قِوام أَمره، منه.
والعَرْش: المُلْك.
وثُلَّ عَرْشُه: هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره، وقيل: وَهَى أَمريه وذهَب عِزُّه؛ قال زهير:تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْشُها، وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ (* في الديوان: بأَقدامها بدلاً من بأَحلامها.) والعَرْش: البيت والمنزل، والجمع عُرُش؛ عن كراع.
والعَرْش كواكِبُ قُدَّام السَّماك الأَعْزَلِ. قال الجوهري: والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار أَسفل من العَوَّاء، يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر: باتت عليه ليلةٌ عَرْشيَّةٌ شَرِبَتْ، وبات على نَقاً مُتهدِّمِ وفي التهذيب: وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها.
والعَرْشُ والعَرِيش: ما يُستَظلُّ به.
وقيل لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، يوم بدر: أَلا نَبْني لك عَرِيشاً تتظلَّل به؟ وقالت الخنساء: كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَى، ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ أَي كان يظلُّنا، وجمعه عُروش وعُرُش. قال ابن سيده: وعندي أَن عُروشاً جمع عَرْش، وعُرُشاً جمعُ عَرِيش وليس جمعَ عَرْشٍ، لأَن باب فَعْل وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لا يتَّسع.
وفي الحديث: فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ؛ التَّعْرِيش: أَن ترتفع وتظلَّل بجناحيها على من تحتها.
والعَرْش: الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِيشُ.
وعَرْشُ البئر: طَيُّها بالخشب.
وعرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشاً: طَويْتُها من أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب، فهي مَعْرُوشةٌ، وذلك الخشب هو العَرْش، فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة، وإِذا كانت كلها بالحجارة، فهي مطويَّة وليست بمعروشة، والعَرْشُ: ما عَرَشْتها به من الخشب، والجمع عُروشٌ.
والعَرْشُ: البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه الساقي، والجمع كالجمع؛ قال الشاعر: أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي وقال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ: وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ، على قومِه، إِلا انتهى وهو نادمُ أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ، وتَبْقَى من الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟ يريد أَبياتَ الهِجاء.
والصوارِمُ: القواطِع.
والمثابةُ: أَعلى البئر حيث يقوم المستقي. قال ابن بري: والعَرْش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالاً، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ، ضَرَبَهُ مثلاً.
وعَرْشُ الكَرْمِ: ما يُدْعَمُ به من الخشب، والجمع كالجمع.
وعَرَشَ الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشاً وعُرُوشاً وعَرَّشَه: عَمِل له عَرْشاً، وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم، والواحد عَرْش والجمع عُروش، ويقال: عَرِيش وجمعه عُرُشٌ.
ويقال: اعْتَرَشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على العِراش.
وقوله تعالى: جَنَّاتٍ مَعْرُوشات؛ المعروشاتُ: الكُرُوم.
والعَرِيشُ ما عَرَّشْتَه به، والجمع عُرُشٌ.
والعَرِيشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على بَعِيرٍ وليس به؛ قال رؤبة: إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا وبئرٌ مَعْروشةُ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ.
وعرَشَ يعْرِشُ ويعرُش عَرْشاً أَي بَنى بِناءً من خشبٍ.
والعَرِيشُ: خَيْمةٌ من خشب وثُمام.
والعُروش والعُرُش: بيوت مكة، واحدها عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وهو منه لأَنها كانت تكون عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عليها؛ عن أَبي عبيد: وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة؛ يعني بيوتَ أَهل الحاجة منهم، وقال ابن الأَثير: بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب ويُظَلَّل عليها.
وفي حديث سعد قيل له: إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال: تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ومعاويةُ كافر بالعُرُشِ؛ أَراد بيوت مكة، يعني وهو مقيم بعُرُش مكة أَي بيوتها في حال كُفْرِه قبل إِسلامِه، وقيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء والتغطّي؛ يعني أَنه كان مُخْتفياً في بيوت مكة، فمن قال عُرُش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عريشٌ مثل قَليبِ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عَرش مثل فَلْس وفُلوس.
والعَريش والعَرْشُ: مكةُ نفسُها كذلك؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتُ العربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل ويُطْرح فوقها التُّمام عُرُشاً، والواحد منها عَريش: ثم يُجْمع عُرْشاً، ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ.
وفي حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة: إِني وجدت ستين عَرِيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا وكذا؛ أَراد بالعَرِيش أَهل البيت لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ.
ويقال للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد: عَريشٌ.
والإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وقد أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن ترتع؛ وأَنشد: يُمْحى به المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم ويقال: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته (* قوله «واعنوشته» هو في الأصل بهذا الضبط .) وتَعَرْوَشْته إِذا ركبته.
وناقة عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبيب: عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ، من خَصْبة، بقِيَتْ منها شَمالِيلُ وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِيتْ.
وعَرْشُ القَدَمِ وعُرْشُها: ما بين عَيرِها وأَصابعها من ظاهرٍ، وقيل: هو ما نَتأَ في ظهرها وفيه الأَصابعُ، والجمع أَعْراشٌ وعِرَشة.
وقال ابن الأَعرابي: ظهرُ القدم العَرْش وباطنُه الأَخْمَص.
والعُرْشانِ من الفرس: آخرُ شَعرِ العُرْف.
وعُرْشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما الفَقارُ، وقيل: هما موضعا المِحْجَمَتين؛ قال العجاج: يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ ويروى: وامتدَّ عُرْشا.
وللعنُقِ عُرْشان بينهما القفا، وفيهما الأَخْدَعانِ، وهما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة: وعبدُ يَغُوث يَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله، قد احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ، وإِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ وواحدهما عُرْش، يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي، وكان رئيسَ مَذْحِج يومَ الكُلاب ولم يُقْتل ذلك اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بعد ذلك؛ وروي: قد اهْتَذّ عُرْشَيه أَي قَطَع، قال ابن بري: في هذا البيت شاهِدانِ: أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل، والثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من عُمرٍو، وليس في عَمْرٍو ذُلٌّ؛ على حد قول حسان: فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود: سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْشِي؛ قال: العُرْشُ عِرْقٌ في أَصل العُنُق.
وعُرْشا الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَيْنِ.
وعَرْشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً: حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة: كأَنّ حيث عَرَّشَ القَبائلا من الصَّبِيّيْنِ وحِنُوًا ناصِلا والأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين. أَراد فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْشَيهِ، وإِذا سارَّه في أُذُنيه فقد دَنا من عُرْشَيْهِ.
وعَرَشَ بالمكان يَعْرِش عُرُوشاً وتَعرَّش: ثبَتَ.
وعَرِشَ بغَرِيمه عرَشاً: لزِمَه.
والمُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلّ بالشجرة.
وعَرَّشَ عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قال الشماخ.
ولما رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ، تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ وصعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِيّة.
ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ للصيد: عَرِشَ وعَرِسَ.
وعُرْشانٌ: اسمٌ.
والعُرَيْشانُ: اسم؛ قال القتَّال الكِلابي: عفا النَّجْبُ بعدي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ

نهي (لسان العرب) [0]


النَّهْيُ: خلاف الأَمر. نَهاه يَنْهاه نَهْياً فانْتَهى وتناهى: كَفَّ؛ أَنشد سيبويه لزياد بن زيد العذري: إذا ما انْتَهى عِلْمي تناهَيْتُ عندَه، أَطالَ فأَمْلى، أَو تَناهى فأَقْصَرا وقال في المعتل بالأَلف: نَهَوْته عن الأَمر بمعنى نَهيْته.
ونَفْسٌ نَهاةٌ: منتهية عن الشيء.
وتَناهَوْا عن الأَمر وعن المنكر: نَهى بعضهم بعضاً.
وفي التنزيل العزيز: كانوا لا يَتَناهَوْنَ عن مَنْكَرٍ فعلوه؛ وقد يجوز أَن يكون معناه يَنْتَهُونَ. ،ونَهَيْته عن كذا فانْتَهى عنه؛ وقول الفرزدق: فَنَهَّاكَ عنها مَنْكَرٌ ونَكِيرُ إنما شدَّده للمبالغة.
وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبةٌ إلى الله ومَنْهاةٌ عن الآثام أَي حالة من شأْنها أَن تَنْهى عن الإِثم ، أَو هي مكان مختص بذلك، . . . أكمل المادة وهي مَفْعَلة من النَّهْيِ، والميم زائدة؛ وقوله: سَمَيَّةَ وَدِّعْ، إنْ تجَهزْتَ غادِيا، كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْءِ ناهِيا فالقول أَن يكون ناهياً اسمَ الفاعل من نَهَيْتُ كساعٍ من سَعَيْتُ وشارٍ من شَرَيْت، وقد يجوز مع هذا أَن يكون ناهياً مصدراً هنا كالفالجِ ونحوه مما جاء فيه المصدر على فاعِل حتى كأَنه قال: كفى الشيب والإسلام للمرء نَهْياً ورَدْعاً أَي ذا نَهْيٍ، فحذف المضاف وعُلِّقت اللام بما يدل عليه الكلام، ولا تكون على هذا مَعَلَّقة بنفس الناهي لأَن المصدر لا يتقدم شيء من صلته عليه، والاسم النُّهْيَةُ.
وفلان نَهيُّ فلان أَي يَنْهاه.
ويقال: إنه لأَمُورٌ بالمعروف ونَهُوٌّ عن المنكر، على فعول. قال ابن بري: كان قياسه أَن يقال نَهيٌّ لأَن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الأَوّل بالسكون قلبت الواو ياء ، قال: ومثل هذا في الشذوذ قولهم في جمع فَتًى فُتُوٌّ.
وفلان ما له ناهِيةٌ أَي نَهْيٌ. ابن شميل: استَنْهَيْتُ فلاناً عن نفسه فأَبى أَن يَنْتَهِيَ عن مَساءَتي.
واستَنْهَيْتُ فلاناً من فلان إذا قلتَ له انْهَهْ عنِّي.
ويقال: ما يَنْهاه عَنَّا ناهِيةٌ أَي ما يَكُفُّه عنا كافَّةٌ. الكلابي: يقول الرجل للرجل إذا وَلِيتَ وِلاية فانْهِ أَي كُفَّ عن القَبيحِ، قال: وانه بمعنى انْتَهِ، قاله بكسر الهاء، وإذا وقف قال فانْهِهْ أَي كُفَّ. قال أَبو بكر: مَرَرْت برجل (*قوله«أبو بكر مررت برجل إلخ» كذا في الأصل ولا مناسبة له هنا.) كَفاكَ به، ومررت برجلين كفاك بهما، ومررت برجال كفاك بهم، ومررت بامرأَة كفاك بها، وبامرأَتين كفاك بهما، وبنسوة كفاك بهنَّ، ولا تُثَنِّ كفاك ولا تجمعه ولا تؤنثه لأَنه فعل للباء.
وفلان يَرْكَبُ المَناهِيَ أَي يأْتي ما نُهِيَ عنه.والنُّهْيَةُ والنِّهاية: غاية كل شيء وآخره، وذلك لأَن آخره يَنْهاه عن التمادي فيرتدع؛ قال أَبو ذؤيب: رَمَيْناهُمُ، حتى إذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ، وعادَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للحَمائِل يقول: انْهَزَموا حتى انقلبت سيوفُهن فعاد الرَّصِيعُ على حيث كانت الحمائل، والرصيعُ: جمع رصيعة، وهي سَيْرٌ مضفور، ويروى الرُّصُوع، وهذا مَثَلٌ عند الهزيمة.
والنُّهْيَةُ: حيث انتهت إليه الرُّصُوع، وهي سيور تُضْفَرُ بين حِمالة السيف وجَفْنِه.
والنِّهايةُ: كالغاية حيث يَنْتَهِي إليه الشيء ، وهو النِّهاء، ممدود. يقال: بلَغَ نِهايَتَه.
وانْتَهَى الشيءُ وتَناهَى ونَهَّى: بلغ نِهايَتَه؛ وقول أَبي ذؤيب: ثم انْتَهَى بَصَري عنهم ، وقد بلغوا، بَطْنَ المَخِيمِ، فقالوا الجَوّ أَوْ راحوا أَراد انقطع عنهم، ولذلك عدَّاه بعن.
وحكى اللحياني عن الكسائي: إِليك نَهَّى المَثَلُ وأَنْهَى وانْتَهَى ونُهِّي وأُنْهِي ونَهَى، خفيفة، قال: ونَهَى خفيفة قليلة، قال: وقال أَبو جعفر لم أَسمع أَحداً يقول بالتخفيف.
وقوله في الحديث: قلت يا رسول الله هل من ساعةٍ أَقْرَب إِلى الله؟ قال: نَعَمْ جوفُ الليل الآخِرُ فَصَلِّ حتى تُصبِح ثم أَنْهِهْ حتى تطلع الشمس؛ قال ابن الأَثير: قوله أَنْهِهْ بمعنى انْتَه.
وقد أَنْهَى الرجلُ إِذا انْتَهَى، فإِذا أَمرت قلت أَنْهِهْ، فتزيد الهاء للسكت كقوله تعالى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه؛ فأَجرى الوصل مُجرَى الوقف.
وفي الحديث ذكر سِدْرة المُنْتَهى أَي يُنْتَهى ويُبْلَغ بالوصول إِليها ولا تُتجاوز، وهو مُفْتَعَلٌ من النِّهاية الغاية.
والنهاية: طَرَفُ العِران الذي في أَنف البعير وذلك لانتهائه. أَبو سعيد: النِّهاية الخشبة التي تُحْمل عليها الأَحمال، قال: وسأَلت الأَعراب عن الخشبة التي تدعى بالفارسية باهوا، فقالوا: النِّهايتَانِ والعاضِدَتانِ والحامِلَتان.
والنَّهْي والنِّهْي: الموضع الذي له حاجز يَنْهَى الماء أَن يَفِيض منه، وقيل: هو الغديِر في لغة أَهل نجد؛ قال: ظَلَّتْ بِنِهْي البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، تَشْرَبُ منه نَهِلاتٍ وتَعِلُّ وأَنشد ابن بري لمَعْن بن أَوس: تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ، كأَنَّ لها بَوًّا بِنَهْيٍ تُغاوِلُهْ والجمع أَنْهٍ وأَنْهاءٌ ونُهِيٌّ ونِهاء؛ قال عديّ بن الرِّقاع: ويَأْكُلْنَ ما أَغْنَى الوَليُّ فَلْم يُلِتْ، كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا وفي الحديث: أَنه أَتَى على نِهْيٍ من ماء؛ النِّهْيُ، بالكسر والفتح: الغدير وكل موضع يجتمع فيه الماء.
ومنه حديث ابن مسعود: لو مَرَرْتُ على نِهْيٍ نصفُه ماءٌ ونصفُه دَمٌ لشربتُ منه وتوضأْت.
وتناهَى الماءُ إِذا وقف في الغدير وسكن؛ قال العجاج: حتى تناهَى في صَهارِيج الصَّفا، خالَطَ من سَلْمَى خَياشِمَ وَفا الأَزهري: النِّهيُ الغدير حيث يَتَحيَّر السيلُ في الغدير فيُوسِعُ، والجمع النِّهاء، وبعض العرب يقول نِهْيٌ، وبعضٌ يقول تَنْهِيَةٌ.
والنِّهاء أَيضاً: أَصغر مَحابِس المطر وأَصله من ذلك.
والتَّنْهاةُ والتَّنْهِيَةُ: حيث يَنْتَهِي الماءُ من الوادي، وهي أَحد الأَسماء التي جاءت على تَفْعِلة، وإِنما باب التَّفْعِلة أَن يكون مصدراً، والجمع التَّناهِي.
وتَنْهِيةُ الوادي: حيث يَنْتَهِي إِليه الماءُ من حروفه.
والإِنهاء: الإِبلاغ.
وأَنْهَيْتُ إِليه الخَبَر فانْتَهى وتَناهَى أَي بلَغ. أَنْهَيْتُ إِليه السهم أَي أَوصلته إِليه.
وأَنْهَيْتُ إِليه الكتابَ والرِّسالة. اللحياني: بَلَغْتُ مَنْهَى فلان ومَنْهاتَه ومُنْهاه ومُنْهاتَه.
وأَنْهَى الشيءَ: أَبلغه. نَهِيَّةٌ: بلغت غاية السِّمَن، هذا هو الأَصل ثم يستعمل لكل سمين من الذكور والإِناث، إِلا أَن ذلك إِنما هو في الأَنْعام؛ أَنشد ابن الأَعرابي: سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ مِن الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّ وحكي عن أَعرابي أَنه قال: والله لَلْخُبْزُ أَحبُّ إِليَّ من جَزُورٍ نَهِيَّة في غداة عَرِيَّة.
ونُهْيَةُ الوَتِد: الفُرْضَةُ التي في رأْسه تَنْهَى الحبلَ أَن يَنْسلخ.
ونُهْية كل شيء: غايَته.
والنُّهَى: العَقْل، يكون واحداً وجمعاً.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّ في ذلك لآياتٍ لأُولي النُّهَى.
والنُّهْيَةُ: العقل، بالضم، سميت بذلك لأَنها تَنْهَى عن القبيح؛ وأَنشد ابن بري للخَنساء: فَتًى كان ذا حِلْمٍ أَصِيلٍ ونُهْيَةٍ، إِذا ما الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْل حُلَّتِ ومن هنا اختار بعضهم أَن يكون النُّهَى جمع نُهْيةٍ، وقد صرح اللحياني بأَن النُّهَى جمع نُهْيَة فأَغْنَى عن التأْويل.
وفي الحديث: لِيَلِيَنِّي منك أُولو الأَحلام والنُّهَى؛ هي العقول والأَلباب.
وفي حديث أَبي وائل: قد عَلِمْتُ أَن التَّقِيَّ ذو نُهْيَةٍ أَي ذو عقل.
والنِّهاية والمَنْهاة: العقل كالنُّهْية.
ورجل مَنْهاةٌ: عاقلٌ حَسَنُ الرأْي؛ عن أَبي العميثل.
وقد نَهُو ما شاء فهو نَهِيٌّ، من قوم أَنْهِياء: كل ذلك من العقل.
وفلان ذو نُهْيةٍ أَي ذو عقل يَنْتَهِي به عن القبائح ويدخل في المحاسن.
وقال بعض أَهل اللغة: ذو النّهُيةِ الذي يُنْتَهَى إِلى رأْيه وعقله. ابن سيده: هو نَهِيٌّ من قوم أَنْهِياء، ونَهٍ من قوم نَهِينَ، ونِهٍ على الإِتباع، كل ذلك مُتَناهي العقل؛ قال ابن جني: هو قياس النحويين في حروف الحلق، كقولك فِخِذ في فَخِذ وصِعِق في صَعِق، قال: وسمي العقل نُهْيةً لأَنه يُنْتَهى إِلى ما أَمَر به ولا يُعْدى أَمْرُه.
وفي قولهم: ناهِيكَ بفلان معناه كافِيكَ به، من قولهم قد نَهيَ الرجلُ من اللحم وأَنْهَى إِذا اكْتَفى منه وشَبِع؛ قال: يَمْشُونَ دُسْماً حَوْلَ قُبَّتِهِ، يَنْهَوْنَ عن أَكْلٍ وعَنْ شُرْب فمعنى يَنْهَوْن يشبعون ويكتفون؛ وقال آخر: لَوْ كانَ ما واحِداً هَواكِ لقدْ أَنْهَى، ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ ورجل نَهْيُكَ مِن رجل، وناهِيك من رجل، ونَهاكَ من رجلٍ أَي كافيك من رجل، كلُّه بمعنى: حَسْب، وتأْويله أَنه بجِدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عن تَطَلُّب غيره؛ وقال: هو الشَّيخُ الذي حُدِّثْتَ عنهُ، نَهاكَ الشَّيْخُ مَكْرُمةً وفَخْرا وهذه امرأَةٌ ناهِيَتُك من امرأَة، تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لأَنه اسم فاعل، وإِذا قلت نَهْيُك من رجل كما تقول حَسْبُك من رجل لم تثن ولم تجمع لأَنه مصدر.وتقول في المعرفة: هذا عبدُ الله ناهِيَك من رجل فتنصبه على الحال.
وجَزُورٌ نَهِيَّةٌ، على فَعِيلة، أَي ضخمة سمينة.
ونِهاءُ النها: ارتفاعُه قرابَ نصف النهار.
وهم نُهاءُ مائة ونِهاء مائة أَي قدر مائة كقولك زُهاء مائة.
والنُّهاء: القوارير (* قوله« والنهاء القوارير وقوله والنهاء حجر إلخ» هكذا ضبطا في الأصل ونسخة من المحكم، وفي القاموس: انهما ككساء.) ، قيل: لا واحد لها من لفظها، وقيل: واحدته نَهاءَةٌ؛ عن كراع، وقيل: هو الزُّجاج عامة؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرُضُّ الحَصى أَخْفافُهُنَّ كأَنما يُكَسَّرُ قَيْضٌ، بَيْنها، ونُهاءُ قال: ولم يسمع إِلا في هذا البيت.
وقال بعضهم: النُّها الزجاج، يمدّ ويقصر، وهذا البيت أَنشده الجوهري: تَرُدُّ الحصى أَخفافُهن؛ قال ابن بري: والذي رواه ابن الأَعرابي تَرُضُّ الحصى، ورواه النِّهاء، بكسر النون، قال: ولم أَسمع النِّهاء مكسور الأَول إِلا في هذا البيت؛ قال ابن بري: وروايته نِهاء، بكسر النون، جمع نَهاة الوَدْعة، قال: ويروى بفتح النون أَيضاً جمع نَهاة، جمع الجنس، ومدّه لضرورة الشعر. قال: وقال القالي النُّهاء، بضم أَوله، الزجاج، وأَنشد البيت المتقدّم، قال: وهو لعُتَيّ بن ملك؛ وقبله: ذَرَعْنَ بنا عُرْضَ الفَلاةِ، وما لَنا عَلَيْهِنَّ إِلاَّ وَخْدَهُن سِقاء والنُّهاء: حجر أَبيض أَرخى من الرُّخام يكون بالبادية ويُجاء به من البحر، واحدته نُهاءةٌ.
والنُّهاء: دواء (* قوله« والنهاء دواء» كذا ضبط في الأصل والمحكم، وصرح الصاغاني فيه بالضم وانفرد القاموس بضبطه بالكسر.) يكون بالبادية يتعالجون به ويشربونه.
والنَّهى: ضرب من الخَرَز، واحدته نَهاةٌ.
والنَّهاة أَيضاً: الودْعَة، وجمعها نَهًى، قال: وبعضهم يقول النِّهاء ممدود.
ونُهاء الماء، بالضم: ارتفاعه.
ونَهاةُ: فرس لاحق بن جرير.وطلب حاجةً حتى أَنْهى عنها ونَهِيَ عنها، بالكسر، أَي تركها ظَفِرَ بها أَو لم يَظْفَر.
وحَوْلَه من الأَصوات نُهْيَةٌ أَي شُغْلٌ.
وذهبَتْ تميم فما تُسْهى ولا تُنْهى أَي لا تُذكر. قال ابن سيده: ونِهْيا اسم ماء؛ عن ابن جني، قال: وقال لي أَبو الوفاء الأَعرابي نَهَيا، وإِنما حرَّكها لمكان حرف الحلق قال لأَنه أَنشدني بيتاً من الطويل لا يَتَّزِنُ إِلاّ بنَهْيا ساكنة الهاء، أَذكر منه: إِلى أَهْلِ نَهْيا، والله أَعلم.

رحم (لسان العرب) [0]


الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مثله، وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه.
وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً.
والرَّحْمَةُ: المغفرة؛ وقوله تعالى في وصف القرآن: هُدىً ورَحْمةً لقوم يؤمنون؛ أَي فَصَّلْناه هادياً وذا رَحْمَةٍ؛ وقوله تعالى: ورَحْمةٌ للذين آمنوا منكم؛ أَي هو رَحْمةٌ لأَنه كان سبب إِيمانهم، رَحِمَهُ رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً؛ حكى الأَخيرة سيبويه، ومَرحَمَةً.
وقال الله عز وجل: وتَواصَوْا بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ؛ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه.
وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه.
وقوله تعالى: إِن رَحْمَتَ الله قريب من المحسنين؛ فإِنما ذَكَّرَ على النَّسَبِ وكأَنه اكتفى بذكر الرَّحْمَةِ عن الهاء، وقيل: إِنما ذلك لأَنه تأْنيث غير حقيقي، والاسم الرُّحْمى؛ قال . . . أكمل المادة الأَزهري: التاء في قوله إِن رَحْمَتَ أَصلها هاء وإِن كُتِبَتْ تاء. الأَزهري: قال عكرمة في قوله ابْتِغاء رَحْمةٍ من ربك تَرْجُوها: أَي رِزْقٍ، ولئِنْ أَذَقْناه رَحْمَةً ثم نزعناها منه: أَي رِزقاً، وما أَرسلناك إِلا رَحْمةً: أَي عَطْفاً وصُنعاً، وإِذا أَذَقْنا الناسَ رَحْمةً من بعد ضَرَّاءَ: أَي حَياً وخِصْباً بعد مَجاعَةٍ، وأَراد بالناس الكافرين.
والرَّحَمُوتُ: من الرحمة.
وفي المثل: رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ أَي لأَنْ تُرْهَبَ خير من أَن تُرْحَمَ، لم يستعمل على هذه الصيغة إِلا مُزَوَّجاً.
وتَرَحَّم عليه: دعا له بالرَّحْمَةِ.
واسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، ورجل مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ شدّد للمبالغة.
وقوله تعالى: وأَدْخلناه في رَحْمتنا؛ قال ابن جني: هذا مجاز وفيه من الأَوصاف ثلاثة: السَّعَةُ والتشبيه والتوكيد، أَما السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد في أَسماء الجهات والمحالّ اسم هو الرَّحْمةُ، وأَما التشبيه فلأنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لم يصح الدخول فيها بما يجوز الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه، وأَما التوكيد فلأَنه أَخبر عن العَرَضِ بما يخبر به عن الجَوْهر، وهذا تَغالٍ بالعَرَضِ وتفخيم منه إِذا صُيِّرَ إِلى حَيّز ما يشاهَدُ ويُلْمَسُ ويعاين، أَلا ترى إِلى قول بعضهم في الترغيب في الجميل: ولو رأَيتم المعروف رجلاً لرأَيتموه حسناً جميلاً؟ كقول الشاعر: ولم أَرَ كالمَعْرُوفِ، أَمّا مَذاقُهُ فحُلْوٌ، وأَما وَجْهه فجميل فجعل له مذاقاً وجَوْهَراً، وهذا إِنما يكون في الجواهر، وإِنما يُرَغِّبُ فيه وينبه عليه ويُعَظِّمُ من قدره بأَن يُصَوِّرَهُ في النفس على أَشرف أَحواله وأَنْوَه صفاته، وذلك بأَن يتخير شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً متوهَّماً.
وقوله تعالى: والله يَخْتَصُّ برَحْمته من يشاء؛ معناه يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممن أَخْبَرَ عز وجل أَنه مُصْطفىً مختارٌ.والله الرَّحْمَنُ الرحيم: بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن معناه الكثرة، وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين، فأَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل،.
والرحيم قد يكون لغيره؛ قال الفارسي: إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى: وكان بالمؤمنين رَحِيماً، كما قال: اقْرَأْ باسم ربك الذي خَلَقَ، ثم قال: خَلَقَ الإِنسان من عَلَقٍ؛ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه الحكمةِ، ونحوُه كثير؛ قال الزجاج: الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأُوَل، ولم يكونوا يعرفونه من أَسماء الله؛ قال أَبو الحسن: أَراه يعني أَصحاب الكتب الأُوَلِ، ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ التي لا غاية بعدها في الرَّحْمةِ، لأَن فَعْلان بناء من أَبنية المبالغة، ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر، وكذلك رجل رَحُومٌ وامرأَة رَحُومٌ؛ قال الأَزهري ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل، وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَعُ في وصفه، فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء، فلا يجوز أَن يقال رَحْمن لغير الله؛ وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله الرَّحْمن الرَّحيم: جمع بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ؛ وأَنشد لجرير: لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ، ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟ وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر، فالرَّحْمن الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق؛ وقال الحسن؛ الرّحْمن اسم ممتنع لا يُسَمّى غيرُ الله به، وقد يقال رجل رَحيم. الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحْمة، ونظيرهما في اللة نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى، ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ، إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره ولا يوصف، أَلا ترى أَنه قال: قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ؟ فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة، ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ، والرَّحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ، ولا يقال رَحْمن.
وكان مُسَيْلِمَةُ الكذاب يقال له رَحْمان اليَمامة، والرَّحيمُ قد يكون بمعنى المَرْحوم؛ قال عَمَلَّسُ بن عقيلٍ: فأَما إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضَّةً، فإِنك معطوف عليك رَحِيم والرَّحْمَةُ في بني آدم عند العرب: رِقَّةُ القلب وعطفه.
ورَحْمَةُ الله: عَطْفُه وإِحسانه ورزقه.
والرُّحْمُ، بالضم: الرحمة.
وما أَقرب رُحْم فلان إِذا كان ذا مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي ما أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ.
وفي التنزيل: وأَقَربَ رُحْماً، وقرئت: رُحُماً؛ الأَزهري: يقول أَبرَّ بالوالدين من القتيل الذي قتله الخَضِرُ، وكان الأَبوان مسلمين والابن كافراً فولو لهما بعدُ بنت فولدت نبيّاً؛ وأَنشد الليث: أَحْنَى وأَرْحَمُ من أُمٍّ بواحِدِها رُحْماً، وأَشْجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضارِي وقال أَبو إِسحق في قوله: وأَقربَ رُحْماً؛ أَي أَقرب عطفاً وأَمَسَّ بالقرابة.
والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة: العطف والرَّحْمةُ؛ وأَنشد: فَلا، ومُنَزِّلِ الفُرْقا ن، مالَكَ عِندَها ظُلْمُ وكيف بظُلْمِ جارِيةٍ، ومنها اللينُ والرُّحْمُ؟ وقال العجاج: ولم تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا وقال رؤبة: يا مُنْزِلَ الرُّحْمِ على إِدْرِيس وقرأَ أَبو عمرو بن العلاء: وأَقْرَبَ رُحُماً، وبالتثقيل، واحتج بقول زهير يمدح هَرِمَ بن سِنانٍ: ومن ضَرِيبتِه التَّقْوى ويَعْصِمُهُ، من سَيِّء العَثَراتِ، اللهُ والرُّحُمُ (* في ديوان زهير: الرِّحِم أي صلة القرابة بدل الرحُم).
وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ.
وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ: مكة.
وفي حديث مكة: هي أُمُّ رُحْمٍ أَي أَصل الرَّحْمَةِ.
والمَرْحُومةُ: من أَسماء مدينة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يذهبون بذلك إِلى مؤمني أَهلها.
وسَمَّى الله الغَيْث رَحْمةً لأَنه برحمته ينزل من السماء.
وقوله تعالى حكاية عن ذي القَرْنَيْنِ: هذا رَحْمَةٌ من ربي؛ أَراد هذا التمكين الذي قال ما مَكَّنِّي فيه ربي خير، أَراد وهذا التمكين الذي آتاني الله حتى أَحكمْتُ السَّدَّ رَحْمَة من ربي.
والرَّحِمُ: رَحِيمُ الأُنثى، وهي مؤنثة؛ قال ابن بري: شاهد تأْنيث الرَّحِم قولهم رَحِمٌ مَعْقومَةٌ، وقولُ ابن الرِّقاع: حَرْف تَشَذَّرَ عن رَيَّانَ مُنْغَمِسٍ، مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها الجَمَلا ابن سيده: الرَّحِمُ والرِّحْمُ بيت مَنْبِتِ الولد ووعاؤه في البطن؛ قال عَبيد: أَعاقِرٌ كذات رِحْمٍ، أَم غانِمٌ كمَنْ يخيب؟ قال: كان ينبغي أَن يُعادِلَ بقوله ذات رِحْمٍ نقيضتها فيقول أَغَيْرُ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، قال: وهكذا أَراد لا مَحالة ولكنه جاء بالبيت على المسأَلة، وذلك أَنها لما لم تكن العاقر وَلُوداً صارت، وإن كانت ذاتِ رِحْمٍ، كأَنها لا رِحْم لها فكأَنه قال: أَغيرُِ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، والجمع أَرْحامٌ، لا يكسّر على غير ذلك.
وامرأَة رَحُومٌ إِذا اشتكت بعد الولادة رَحِمَها، ولم يقيده في المحكم بالولادة. ابن الأَعرابي: الرَّحَمُ خروج الرَّحِمِ من علة؛ والجمع رُحُمٌ (* قوله «والجمع رحم» أي جمع الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره)، وقد رَحِمَتْ رَحَماً ورُحِمتْ رَحْماً، وكذلك العَنْزُ، وكل ذات رَحِمٍ تُرْحَمُ، وناقة رَحُومٌ كذلك؛ وقال اللحياني: هي التي تشتكي رَحِمَها بعد الولادة فتموت، وقد رَحُمَتْ رَحامةٌ ورَحِمَتْ رَحَماً، وهي رَحِمَةٌ، وقيل: هو داء يأْخذها في رَحِمِها فلا تقبل اللِّقاح؛ وقال اللحياني: الرُّحامُ أَن تلد الشاة ثم لا يسقط سَلاها.
وشاة راحِمٌ: وارمةُ الرَّحِمِ، وعنز راحِمٌ.
ويقال: أَعْيَا من يدٍ في رَحِمٍ، يعني الصبيَّ؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ثعلب.
والرَّحِمُ: أَسبابُ القرابة، وأَصلُها الرَّحِمُ التي هي مَنْبِتُ الولد، وهي الرِّحْمُ. الجوهري: الرَّحِمُ القرابة، والرِّحْمُ، بالكسر، مثلُه؛ قال الأَعشى: إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة يَمَّمْتَها، ووِصالَ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها قال ابن بري: ومثله لقَيْل بن عمرو بن الهُجَيْم: وذي نَسَب ناءٍ بعيد وَصَلتُه، وذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلاها قال: وبهذا البيت سمي بُلَيْلاً؛ وأَنشد ابن سيده: خُذُوا حِذرَكُم، يا آلَ عِكرِمَ، واذكروا أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغَيْب تُذكَرُ وذهب سيبويه إِلى أَن هذا مطرد في كلِّ ما كان ثانِيه من حروف الحَلْقِ، بَكْرِيَّةٌ، والجمع منهما أَرْحامٌ.
وفي الحديث: من مَلَكَ ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهو حُرٌّ؛ قال ابن الأَثير: ذَوو الرَّحِمِ هم الأَقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسَب، ويطلق في الفرائض على الأَقارب من جهة النساء، يقال: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم ، وهو مَن لا يَحِلّ نكاحه كالأُم والبنت والأُخت والعمة والخالة، والذي ذهب إِليه أَكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأَبو خنيفة وأَصحابُه وأَحمدُ أَن مَنْ مَلك ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عليه، ذكراً كان أَو أُنثى، قال: وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الأَولادُ والآباءُ والأُمهاتُ ولا يَعْتِقُ عليه غيرُهم من ذوي قرابته، وذهب مالك إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الولد والوالدان والإِخْوة ولا يَعْتِقُ غيرُهم.
وفي الحديث: ثلاث يَنْقُصُ بهنّ العبدُ في الدنيا ويُدْرِكُ بهنّ في الآخرة ما هو أَعظم من ذلك: الرُّحْمُ والحَياءُ وعِيُّ اللسان؛ الرُّحْمُ، بالضم: الرَّحْمَةُ، يقال: رَحِمَ رُحْماً، ويريد بالنقصان ما يَنال المرءُ بقسوة القلب ووَقاحَة الوَجْه وبَسْطة اللسان التي هي أَضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا.
وقالوا: جزاك اللهُ خيراً والرَّحِمُ والرَّحِمَ، بالرفع والنصب، وجزاك الله شرّاً والقطيعَة، بالنصب لا غير.
وفي الحديث: إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بالعرش تقول: اللهم صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ من قَطَعني. الأَزهري: الرَّحِمُ القَرابة تَجمَع بَني أَب.
وبينهما رَحِمٌ أَي قرابة قريبة.
وقوله عز وجل: واتقوا الله الذي تَساءَلون به والأَرْحام؛ من نَصب أَراد واتقوا الأَرحامَ أَن تقطعوها، ومَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون به وبالأَرْحام، وهو قولك: نَشَدْتُكَ بالله وبالرَّحِمِ.
ورَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً، فهو رَحِمٌ: ضَيَّعه أهلُه بعد عينَتِهِ فلم يَدْهُنُوه حتى فسد فلم يَلزم الماء.والرَّحُوم: الناقةُ التي تشتكي رَحِمَها بعد النِّتاج، وقد رَحُمَتْ، بالضم، رَحامَةً ورَحِمَتْ، بالكسر، رَحَماً.
ومَرْحُوم ورُحَيْم: اسمان.