المصادر:  


حمم (لسان العرب) [218]


قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ.
وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم.
وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت: وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً، نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ . . . أكمل المادة في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد: وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.
وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.
وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل: فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.
وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ: وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ، وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ: أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.
والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.
وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى: تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ، هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.
ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه.
وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
وحامَّهُ: قارَبه.
وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة.
وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد: حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد: لِتَذودَهُنَّ.
وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ، أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا.
والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال: لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث: تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه.
واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت.
وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي.
والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال: كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه.
وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.
والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره.
وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع: لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء: معظمه.
وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها.
وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير: وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.
وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير: ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد.
والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ.
وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً.
والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء.
ويقال: اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ.
والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.
وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم.
والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ إذا سُخِّنَ.
وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم.
وكل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف.
وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ. الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا: نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله: فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر: وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان جمراً تتبخر به.
والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى.
وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون.
وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام.
واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار.
والاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان.
وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.
وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.
وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.
والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال الهُذَليُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.
والحَمِيمُ: القَيْظ.
والحميم: العَرَقُ.
واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه. الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة. الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء، صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب.
وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها.
وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله.
ويقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.
والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء، والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى: فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ وقال النابغة: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء.
وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال أبو كبير الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم (* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).
وقال حسان بن ثابت: وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له، من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ، في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.
والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري: الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشديدُ السوادِ.
وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد.
والحُمَمُ: الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ.
والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل حُمَمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً.
ويقال أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً.
وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.
وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.
وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه.
وجارية حُمَمَةٌ: سوداء. من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سيبويه: وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال: مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ.
وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ، عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار، قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد: والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ، والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.
والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ.
ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.
وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد.
وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً.
وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.
وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً، وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.
وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.
وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول العَجَّاج: ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت، وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
وروى الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير.
والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي، حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة: واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ (* وفي رواية أخرى: سِراعٍ) هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها: لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي، وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.
وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً.
والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها: يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ، من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ.
وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ والحَمامة: خِيار المال.
والحَمامة: سَعْدانة البعير.
والحَمامة: ساحة القصر النَّقِيَّةُ.
والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو.
والحَمامة: المرأَة الجميلة.
والحمامة: حَلْقة الباب.
والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.
والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها.
وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً.
وحَمَّةُ وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة، والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال، وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير.
وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ.
والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء.
وحِمَّانُ: حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل (* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء).
وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد، وليس بشيء.
وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.
والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير (* قوله «عند الشعير» أي عند طلبه، أفاده شارح القاموس).
وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه.
وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ.
والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ.
والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ.
وقال مرة: الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم.
وقال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.
والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: حَمْحامِ. موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ، ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية.
واليَحاميمُ: الجبال السود.

حم (مقاييس اللغة) [53]



الحاء والميم فيه تفاوتٌ؛ لأنّه متشعب الأبواب جداً. فأحد أصوله اسوداد، والآخَر الحرارة، والثالث الدنوّ والحُضور، والرابع جنسٌ من الصوت، والخامس القَصْد.فأمّا السواد الفحُمَمُ الفحم. قال طرفة:
أشَجَاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُهْ      أمْ رمادٌ دارسٌ حُمَمُهْ

ومنه اليَحْموم، وهو الدُّخان.
والحِمْحِمُ: نبتٌ أسود، وكلُّ أسوَدَ حِمْحِم.ويقال حَمَّمْته إذا سَخَّمت وجهه بالسُّخام، وهو الفَحْم.ومن هذا الباب: حَمَّمَ الفرْخُ، إذا طلع رِيشُه. قال:وأمّا الحرارة فالحَميم الماء الحارّ.
والاستحمام: الاغتسال به.
ومنه الحَمّ، وهي الأَلية تُذاب، فالذي يبقى منها بعد الذَّوْب حَمٌّ، واحدته حَمَّةٌ.
ومنه الحَميم، وهو العَرَق. قال أبو ذؤيب:
فَأَبَى بدِرَّتِها إذا ما استُغْضِبَتْ      إلاَّ الحميمَ فإِنّه يَتَبَضَّعُ

ومنه الحُمَام، وهو حُمَّى الإبل.
ويقال أحمَّت الأرض . . . أكمل المادة [إذا صارت] ذات حُمَّى.
وأنشد الخليل في الحَمِّ:
ضُمَّا عليها جانِبَيْها ضَمَّا      ضَمَّ عَجوزٍ في إناء حُمَّا

وأمّا الدنُوّ والحضور فيقولون: أَحَمَّتِ الحاجةُ: حَضَرت، وأحَمَّ الأمرُ: دنا.
وأنشد:
حَيِّيا ذلك الغَزَال الأَجَمَّا      إن يكنْ ذلك الفراقُ أَحَمَّا

وأما الصوت فالحَمْحَمة حَمحمَةُ الفَرَس عند العَلْف.وأمّا القَصْد فقولهم حَمَمْتُ حَمَّهُ، أي قَصَدْت قَصْدَه. قال طرفة:
جَعَلتْهُ حَمَّ كَلْكَلِها      بالعَشِيِّ دِيمَةٌ تَثِمُهْ

ومما شذَّ عن هذه الأبواب قولهم: طلَّق الرّجُل امرأتَه وحَمَّمَها، إذا متَّعها بثَوْبٍ أو نحوه. قال:
أنتَ الذي وَهبتَ زيداً بعدما      همَمْتُ بالعَجُوز* أنْ تُحَمَّما

وأمّا قولهم احتَمَّ الرّجلُ، فالحاء مبدلةٌ من هاء، وإنّما هو من اهتَمَّ.

حُمَّ (القاموس المحيط) [53]


حُمَّ الأمْرُ، بالضم،
حَمّاً: قُضِيَ،
و~ له ذلك: قُدِّرَ.
وحَمَّ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَهُ،
و~ التَّنُّورَ: سَجَرَهُ،
و~ الشَّحْمَةَ: أذابها،
و~ الماءَ: سَخَّنَه،
كأَحَمَّه وحَمَّمَه،
و~ ارْتِحالَ البَعِيرِ: عَجَّلَهُ،
و~ اللّهُ له كذا: قَضاهُ له،
كأَحَمَّه.
وككِتابٍ: قَضاءُ المَوْتِ وقَدَرُه.
وكغُرابٍ: حُمَّى جَميعِ الدَّوابِّ، والسَّيِّدُ الشَّريفُ، ورجلٌ.
وذو الحُمَامِ بنُ مالِكٍ: حِميْرَيٌّ.
وكسَحابٍ: طائرٌ بَرّيٌّ لا يألَفُ البُيوتَ م، أو كُلُّ ذي طَوْقٍ، وتَقَعُ واحِدَتُه على الذَّكَرِ والأنْثَى،
كالحَيَّةِ
ج: حمَائِم، ولا تَقُلْ للذَّكَرِ حَمامٌ. مُجاوَرَتُها أمانٌ من الخَدَرِ، والفالِجِ، والسَّكْتَةِ، والجُمودِ، والسُّباتِ.
ولَحْمُه باهِيٌّ، يَزيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ ووَضْعُها مَشْقوقَةً، وهي حَيَّةٌ، على نَهْشَةِ العَقْربِ مُجَرَّبٌ للبُرْءِ، ودَمُها يَقْطَعُ الرُّعافَ، ومحمدُ بنُ . . . أكمل المادة يَزِيدَ الحَمَامِيُّ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ فَوارِسَ، وأبو سَعيدٍ الطُّيورِيُّ، وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، وداودُ بنُ علِيِّ بنِ رَئيسِ الرُّؤَساءِ الحَمامِيُّونَ: محدِّثونَ، وحَمامُ بنُ الجَموحِ، وآخَرُ غيْرُ مَنْسوبٍ: صَحابيانِ.
وحُمَّةُ الفِراقِ بالضم: ما قُدِّرَ وقُضِيَ
ج: كصُرَدٍ وجبالٍ.
وحامَّهُ: قارَبَهُ.
وأحَمَّ: دَنا، وحَضَرَ،
و~ الأمْرُ فلاناً: أهَمَّهُ،
كحَمَّهُ،
و~ نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البارِدِ،
و~ الأرضُ: صارَتْ ذاتَ حُمَّى.
والحَمِيمُ، كأَميرٍ: القَرِيبُ،
كالمُحِمِّ، كالمُهمِّ
ج: أحِمَّاءُ، وقد يكونُ الحَمِيمُ للجَمْعِ والمُؤَنَّثِ، والماءُ الحارُّ،
كالحَمِيمَةِ
ج: حَمائمُ،
واسْتَحَمَّ: اغْتَسَلَ به، والماءُ البارِدُ، ضِدٌّ، والقَيْظُ، والمَطَرُ يأتي بعدَ اشْتِدادِ الحَرِّ والعَرَقُ، وبهاءٍ: اللَّبَنُ المُسَخَّنُ، والكَريمَةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
واحْتَمَّ: اهْتَمَّ باللَّيْلِ، أو لم يَنَمْ من الهَمِّ،
و~ العَيْنُ: أرِقَتْ من غيرِ وَجَعٍ.
ومالَهُ حَمٌّ ولا سَمٌّ، ويُضَمَّانِ: هَمٌّ، أو لا قَليلٌ ولا كثيرٌ،
وماله عنه : بُدٌّ
والحامَّةُ: العامَّةُ، وخاصَّةُ الرجُلِ من أهْلِهِ ووَلَدِهِ، وخِيارُ الإِبِلِ.
وحَمُّ الشيء: مُعْظَمُهُ،
و~ من الظَّهيرةِ: شدَّةُ حَرِّها، والكَريمةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
والحَمَّامُ، كشَدَّادٍ: الدِيماسُ، مُذَكَّرٌ
ج: حَمَّاماتٌ،
ولا يقالُ: طابَ حَمَّامُكَ، وإنما يقالُ:
طابَتْ حِمَّتُكَ، بالكسر،
أي: حَمِيمُكَ، أي: طابَ عَرَقُكَ.
وأبو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ: مُقْرِئُ العِراقِ.
وذاتُ الحَمَّامِ: ة بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإفْرِيقِيَّةَ.
والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْنٍ فيها ماءٌ حارٌّ يَنْبَعُ، يَسْتَشْفِي بها الأعِلاَّءُ،
وواحِدَةُ الحَمِّ، لِما أذَبْتَ إِهالَتَهُ من الأُلْيَةِ والشَّحْمِ، أو ما يَبْقَى من الشَّحْمِ المُذابِ، ووادٍ باليَمامَةِ.
وحَمَّتا الثُّوَيْرِ: جَبَلانِ، وبالكسر: المَنِيَّةُ، وبالضم: لَوْنٌ بينَ الدُّهْمةِ والكُمْتَةِ ودُونَ الحُوَّةِ،
ود،
ولُغَةٌ في الحُمَةِ المُخَفَّفَةِ،
وع،
والحُمَّى،
وحُمَّ، بالضم: أصابَتْه.
وأحَمَّهُ الله تعالى، فهو مَحْمُومٌ، ط أو ط يقالُ:
حُمِمْتُ حُمَّى، والاسْمُ:
الحُمَّى، بالضم،
وأرضٌ مَحَمَّةٌ، محرَّكةً،
وبضم الميمِ وكسر الحاء: ذاتُ حُمَّى، أو كثيرَتُها،
وكُلُّ ما حُمَّ عليه فَمَحَمَّةٌ.
ومَحَمَّةُ أيضاً: ة بالصَّعيدِ، وكورَةٌ بالشَّرْقِيَّةِ،
وة بضَواحِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
والأَحَمُّ: القِدْحُ، والأَسْوَدُ من كُلِّ شيء،
كاليَحْمومِ والحِمْحِمِ، كسِمْسِمٍ وهُداهِدٍ، والأَبْيَضُ، ضِدٌّ.
وقد حَمِمْتُ، كفَرِحْتُ،
حَمَمَاً واحْمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ،
والاسْمُ: الحُمَّةُ، بالضم.
وأحَمَّهُ اللُّه تعالى.
والحَمَّاء: الاسْتُ
ج: حُمٌّ، بالضم.
واليَحْمومُ: الدُّخانُ، وطائرٌ، والجبَلُ الأَسْود، وفَرَسُ الحُسَيْنِ بنِ علِيٍّ، وفَرَسُ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ من نَسْلِ الحَرونِ، وفَرَسُ حَسَّانَ الطائِيِّ، وفَرَسُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، وجَبَلٌ بِمصْرَ، وماءٌ غَرْبِيَّ المُغِيثَةِ، وجَبَلٌ بِدِيارِ الضبابِ.
والحُمَمُ، كصُرَدٍ: الفَحْمُ، واحِدَتُهُ بهاء.
وحَمَّمَ: سَخَّمَ الوَجْهَ به،
و~ الغُلامُ: بَدَتْ لِحْيَتُهُ،
و~ الرَّأسُ: نَبَتَ شعَرُهُ بعدَما حُلِقَ،
و~ المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاقِ،
و~ الأرضُ: بدا نَباتُها أخْضَرَ إلى السَّوادِ،
و~ الفَرْخُ: نَبَتَ ريشُه.
والحَمَامَة، كَسَحابةٍ: وسَطُ الصَّدْرِ، والمرأةُ، أو الجميلةُ، وماءةٌ، وخيارُ المالِ، وسَعْدَانَةُ البَعيرِ، وساحَةُ القَصْرِ النَّقِيَّةُ، وبَكَرَةُ الدَّلْوِ، وحَلْقَةُ البابِ،
و~ من الفَرَسِ: القَصُّ، وفَرَسُ إياسِ بنِ قَبيصَةَ، وفَرَسُ قُرادِ بنِ يَزيدَ.
وحَمامَةُ الأَسْلَمِيُّ، وحبيبُ بنُ حَمَامَةَ: ذُكِرا في الصَّحابَةِ.
وحِمَّانُ، بالكسرِ: حَيٌّ من تَميمٍ.
وحَمُومَةُ: مَلِكٌ يَمَنِيٌّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عَرَفَةَ بنِ حَمَّةَ،
وأحمدُ بنُ العبَّاسِ بن حَمَّةَ: مُحَدِّثانِ.
والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْنِ عندَ الشَّعيرِ، وعَرُّ الفَرَسِ حينَ يُقَصِّرُ في الصَّهيلِ ويَسْتَعِينُ بنَفْسِهِ،
كالتَّحَمْحُمِ، ونَبيبُ الثَّوْرِ للسِّفَادِ، وبالكسرِ ويُضَمُّ: نباتٌ، أو لِسانُ الثّوْرِ
ج: حِمْحِمٌ.
والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُسْتَانِيُّ العريضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبَطِيَّ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، جَيِّدٌ للزُكامِ، مُفَتَحٌ لسُدَدِ الدِماغِ، مُقَوٍّ للقَلْبِ، وشُرْبُ مَقْلُوِّهِ يَشْفِي من الإِسْهالِ المُزْمِنِ بِدُهْنِ وَرْدٍ وماءٍ بارِدٍ.
والحُمْحُمُ، كهُدْهُدٍ وسِمْسِمٍ: طائِرٌ.
وآلُ حامِيمَ،
وذَواتُ حاميمَ: السُّوَرُ المُفَتْتَحَةُ بها، ولا تَقُلْ: حَوامِيمُ، وقد جاء في شِعْرٍ، وهو اسْمُ الله الأَعْظَمُ، أو قَسَمٌ، أو حُروفُ الرحمنِ مُقَطَّعَةً وتَمامُهُ الرون.
وحَمَّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ، بالفتحِ: صارَتْ حُمَمَةً،
و~ الماءُ: سَخُنَ.
وحامَمْتُهُ مُحامَّةً: طَالَبْتُهُ.
وأنا مُحامٌّ على هذا: ثابِتٌ.
وحَمْحَامِ، مَبْنِياً على الكسرِ، أي: لم يَبْقَ شيء.
ومحمد بنُ عبدِ اللهِ أبو المُغيثِ الحَماحِمِيُّ: مُحدِّثٌ.
وحُمَيْمَةُ، كجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقَاء.
وحِمٌّ، بالكسر: وادٍ بِديار طَيِّئٍ، وبالضمِ: جُبَيْلاَتٌ سودٌ بِديارِ بَنِي كِلابٍ.
والحمائِمُ: باليَمامَةِ.
وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَمُّويَةَ، كشَبَّويَةَ، السَّرْخَسِيُّ: راوي الصَّحيح.
وبَنو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيِّ: مَشْيَخَةٌ،
وسَمَّوا: حَمَّاً وبالضمِّ وكعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعامَةٍ وهُمَزَةٍ وكغُرابٍ وكِرْكِرَةٍ
وحُمَّى مُمالَةً مَضْمومَةً
وحُمامَى، بالضمِّ.
والحُمَيْمَاتُ: الجَمْرَة.
وأحَمَّ نَفْسَهُ: غَسلَهَا بالماء البارِدِ،
وثيابُ التَّحِمّةِ: ما يُلْبِسُ المُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ إذا مَتَّعها.
واسْتَحَمَّ: عَرِقَ.

حمم (الصّحّاح في اللغة) [52]


الحَمُّ: ما يبقى من الأَلْية بعد الذَوب، الواحدة حَمَّةٌ.
والحَمُّ: ما أذيب منها. قال الراجز:
      يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ

وحَمَمْتُ الألْية، أي أذبتها.
والحَمَّةُ: العين الحارّة يَستشفِي بها الأعلاّء والمرضى.
وفي الحديث: "العالِمُ كالحَمَّة".
وحَمَمْتُ حَمَّكَ، أي قصدتُ قصدَك. قال الشاعر يصف بعيره:
تَلَمَّكَ لو يُجدي عَليه التَلَمُّكُ      فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ

وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحالَهُ. قال: يقال: حَمَمْتُ ارْتحالَ البعير، أي عَجَّلْتُهُ.
وحَمَمْتُ الماء، أي سخّنته أَحُمُّ، بالضم في جميع ذلك.
وحُمَّ أيضاً بمعنى قُدِّرَ.
وحُمَّ الشيء وأحِمَّ، أي قُدِّرَ، فهو محمومٌ.
وحَمِّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ بالفتح، إذا صارت حُمَمَةً.
ويقال أيضاً: حَمَّ الماءُ، أي صار حارّاً.
وأَحَمَّهُ أمرٌ، أي أغمّه.
وأَحَمَّ خروجُنا أي دنا.
وأنشد ابن . . . أكمل المادة السكِّيت للَبيدٍ:
أَنْ قد أَحَمَّ من الحُتوفِ حِمامُها      لِتَذودَهُنَّ وأيقنـتْ إن لـم تَـذُدْ

 وحُمَّ الرجلُ من الحُمَّى.
وأَحَمَّهُ الله عز وجلّ فهو مَحمومٌ، وهو من الشواذّ.
وأَحَمَّتْ الأرضُ: صارت ذاتَ حُمَّى.
والحَميمُ: الماء الحارّ.
والحَميمَةُ مثله.
وقد اسْتَحْمَمْتُ، إذا اغتسلتَ به. هذا هو الأصلُ ثمَّ صار كلُّ اغتسالٍ استحماماً بأي ماء كان.
وأَحْمَمْتُ فلاناً، إذا غسلته بالحَميمِ.
ويقال: أَحِمُّوا لنا من الماء، أي أَسْخِنوا.
والحَميمُ: المطر الذي يأتي في شدَّة الحرّ.
والحميمُ: العَرَقُ.
وقد اسْتَحَمَّ، أي عَرِقَ.
وحَميمُكَ: قريبُك الذي تهتمُّ لأمره.
والحَميمُ: القيظُ.
والمِحَمُّ بالكسر: القُمْقمُ الصغير يُسَخَّنُ فيه الماء وحَمَّمَ امرأتَه، أي متَّعها بشيء بعدَ الطلاق.
وحَمَّمَ الفرخُ، أي طلع ريشُه.
وحَمَّمَ رأسُه، إذا اسودَّ الحَلْق.
وحَمَمْتُ الرجل: سَخَّمْتُ وجهَه بالفحم.
والأَحَمُّ: الأسود. تقول: رجل أَحَمُّ بيّن الحَمم.
وأَحَمَّهُ الله سبحانه: جعلَه أَحَمُّ.
وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُحَّةِ. قال الأصمعي: وفي الكُمْتَةِ لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مُدَمَّى، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ.
وأشدُّ الخيل جلوداً وحوافِرَ الكُمَتُ الحُحُّ.
والحَمَمُ: الرماد والفحمُ وكلُّ ما احترق من النار، الواحدة حُمَمَةٌ. الدخان.
والحَمَّاءُ، على فعلاء: سافلة الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحَميمَةُ: واحدة الحمائِمِ، وهي كرائم المال. يقال: أخذ المُصَدِّقُ حَمائمَ الإبل، أي كرائمها.
ويقال ماله سَمٌّ ولا حَمٌّ غيرك، أي ما له هَمٌّ غيرك.
وقد يَضَمَّان أيضاً.
ومالي منه حَمٌّ وحُمٌّ، أي بُدٌّ.
واحْتَمَمْتُ، مثل اهْتَمَمْتُ. الأموي: حامَمْتُهُ، أي طالبته.
والحِمامُ بالكسر: قَدَر الموت.
والحُمَّةُ بالضم: السواد.
وحُمَّةُ الحَرِّ أيضاً: مُعظَمه.
وحُمَّةُ الفِراقِ أيضاً: ما قُدِّرَ وقُضي. الأصمعيّ: يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراقِ، أي قَدَرُ الفراق.
وأما حُمَةُ العقرب سَمُّهَا فهي مخفّفة الميم، والهاء عوض، وقد ذكرناه في المعتلّ.
والحمامُ عند العرب: ذوات الأطواق، من نحو الفَواخِتِ، والقَمارِيّ، وساقِ حُرٍّ، والقَطا، والوارشين وأشباه ذلك، يقع على الذكر والأنثى. الواحدة حَمامَةٌ. قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي:
دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وتَرَنُّما      وما هاج هذا الشوقَ إلاّ حَمامَةٌ

والحَمامَةُ ها هنا قُمْريَّةٌ.
وقال الأصمعيّ في قول النابغة:
إلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الـثَـمـدِ      واحْكُمْ كحكْمِ فتاةِ الحيِّ إذا نَظرتْ

هذه زرقاء اليمامة، نظرتْ إلى قطاً، ألا ترى إلى قولها:
تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ      ونِصْفَهُ قَـدِيَهْ


وقال الأمويّ: الدواجن: التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت حَمامٌ أيضاً.
وجمعُ الحَمامَةِ حَمَامٌ، وحَمَاماتٌ وحمائِمٌ، وربَّما قالوا حَمامٌ للواحد: قال الشاعر:
      حماما قَفْرَةِ وَقَعا فَطارَا

وقال جِران العَود:
حَمامَةُ أَيْكَةٍ تدعو حَماما      وذَكَّرَني الصِبا بَعْدَ التَنائي

والحَمَّامُ مشدَّداً: واحد الحَمَّاماتِ المبنيَّة.
والحُمامُ بالضم: حُمَّى الإبل.
وأرضٌ مَحَمَّةٌ: ذات حُمَّى.
والحَامَّةُ: الخاصَّة. يقال: كيف الحامَّةُ والعامّة.
وهؤلاء حامَّةُ الرجل، أي أقرباؤه.
وإبلٌ حَامَّةٌ، إذا كانت خياراً.
وآل حم: سُورَةٌ في القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه: آل حم ديباجُ القرآن. قال الفراد: إنّما هو كقولك: آلُ فلانٍ، كأنّه نَسَبَ السُوَرَ كلّها إلى حم. قال الكميت:
تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ      وجَدْنا لكم في آل حم آيةً

وقال أبو عبيدة: الحَوَاميمُ: سُوَرٌ في القرآن، على غير القياس.
وأنشد:
      وبالحَوَاميمِ التي قد سُبِّعِتْ

قال: والأَوْلى أن تُجْمَعَ بذواتِ حَم.

اليحموم (المعجم الوسيط) [13]


 الشَّديد الْحَرَارَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وظل من يحموم لَا بَارِد وَلَا كريم} وَالْأسود من كل شَيْء وَالدُّخَان الْأسود الْحَار وَضرب من الْحمام يشبه الدبسي إِلَّا أَنه أَصْغَر مِنْهُ أسود الْبَطن والعنق وَالرَّأْس والصدر أصفر المنقار وَالرّجلَيْنِ (ج) يحاميم وَنبت يحموم رَيَّان أَخْضَر إِلَى سَواد 

ذ - ر - ن (جمهرة اللغة) [5]


نَذَرَ ينذُر وينذِر نَذْراً فهو ناذر، وأنذرَ إنذاراً من الإبلاغ والإعذار. وقد سمّت العرب مُنْذِراً ونَذيراً ومُناذِراً ونُذَيْراً ومُنَيْذِراً. فأما قول لبيد: والمُنْذِران كلاهما ومحرِّقٌ ... والتُّبَّعانِ وفارسُ اليَحْمومِ فالمنذران: المنذر الأصغر أبو النعمان بن المنذر والمنذر الأكبر جد النعمان، ومحرِّق الأكبر الذي حرق اليمامة، فأما محرِّق الأصغر فعمرو بن هند مضرِّط الحجارة، سُمّي محرِّقاً لتحريقه بني تميم يوم أُوارة.

سنق (لسان العرب) [3]


السَّنَقُ: البَشَمُ. أَبو عبيد: السَّنِقُ الشَّبْعان كالمُتَّخِم. سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً، فهو سَنِقٌ وسَنق: بَشِم، وكذلك الدابة؛ يقال: شرب الفصيل حتى سَنِقَ، بالكسر، وهو كالتُّخَمَة. الليث: سَنِقَ الحمارُ وكل دابة سَنَقاً إذا أكل من الرُّطْب حتى أَصابه كالبَشَم، وهو الأَحمّ بعينه غير أن الأحمّ يستعمل في الناس، والفصيلُ إذا أكثر من اللبن يكاد يمرض؛ قال الأَعشى: ويأمُرُ لليَحْموم، كلَّ عَشِيّة، بِقَتٍّ وتَعْلِيقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وأَسْنَقَ فلاناً النعيمُ إذا قَرَّفَه، وقد سَنِقَ سَنَقاً؛ وقال لبيد يصف فرساً: فهو سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ إذا يَعْدُو زَمَلْ والسُّنَّيْقُ: البيت المُجَصَّص.
والسُّنَّيْقُ: البقرة؛ ولم يفسر أَبو عمروقول امرئ القيس: وسِنّ كسُنَّيْقٍ . . . أكمل المادة سَناءً وسُنَّماً، دَغَرْتُ بمِزْلاج الهجير نَهوضِ ويروى سَناماً وسُنَّماً، وفسره غيره فقال: هو جبل. التهذيب: وسُنَّيْق اسم أكمة معروفة؛ وأَورد بيت امرئ القيس. شمر: سُنَّيْقٌ جُمِعَ سُنَّيْقاتٍ وسَنانِيقَ وهي الآكام.
وقال ابن الأعرابي: لا أدري ما سُنَّيْق. الأَزهري: جعل شمر سُنَّيقاً اسماً لكل أكمة وجعله نكرة مصروفة، قال: وإذا كان سُنَّيْق اسم أكمة بعينها فهي عندي غيرمجراة لأنها معرفة، وقد أجراها امرؤُ القيس وجعلها كالنكرة، وفي نسخة كالبقرة، على أن أن الشاعر إذا اضطر أجرى المعرفة التي لا تنصرف.

سردق (لسان العرب) [3]


السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه: جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر.
وفي التنزيل: أحاطَ بهم سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار عليهم سُرادِقٌ من العذاب.
والسُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو الحائط المشتمل على الشيء. ابن الأثير: وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء.
وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل النار.
وبيت مُسَرْدَق: وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل . . . أكمل المادة يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان: هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ الجوهري: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار.
وكل بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة: يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ، أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ، سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ وقيل: الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه: يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل.
والسُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبيد يصف حُمُراً: رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ، يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً، وأنشد البيت.

ح - ش - ك (جمهرة اللغة) [3]


الحَشْك من قولهم: حَشَكَتِ الحِّرَّة تحشِك حَشْكاً، إذا امتلأت. فأما قول زهير: كما استغاث بِسَيْىءِ فَزُّ غَيْطَلَةٍ ... خاف العيونَ فلم يُنظر به الحَشَكُ فإنما حرَّك اضطراراً. وحَشَكَتِ السحابة تحشِك حَشْكاً، إذا كثر ماؤها. ونخلة حاشك: كثيرة الحَمْل. والحَشّاك: نهر أو وادٍ. قال الشاعر: أَمْسَت إلى الحَشّاك جيفتُه ... ورأسُه دونه اليَحْمومُ والصُّوَرُ وقالوا: هو نهر بالجزيرة، واشتقاق اسمه من حَشْكِ الدِّرَّة. والحِشاك: الخشبة التي تُشَدّ على فم الجدي لئلاّ يرضع، ويقال لها الشِّبام. والحَكْش: مثل الحَكْر رجل حَكِش مثل حَكِر، وبه سُمِّي الرجل حَوْكَشاً، الواو زائدة، إذا كان يحتكر، لغة يمانية. وحَوْكَش: اسم رجل من مَهْرَة تُنسب إليه الإبل الحَوْكَشيّة. والكَشْح: الخَصْر. والكَشَح: داء . . . أكمل المادة يصيب الإنسان في كَشْحه فيُكوى كُشِحَ الرجل فهو مكشوح، إِذا كوي من ذلك الداء. وبه سُمِّي المكشوح هُبيرة المراديّ أبو قيس بن مكشوح. قال الشاعر: ولقد أمنحُ مَن عاديتُه ... كلّما يُحْمَشُ من داء الكَشَحْ والكاشِح: الذي يطوي على العداوة كَشْحَه. وطويت كشحي على الأمر، إذا أضمرته في قلبك وسترته. قال الشاعر: أخٌ قد طَوَى كَشْحاً وأبَّ لِيذهبا أبَّ، أي تهيّأ لذلك. وقال قوم: بل الكاشح الذي يتباعد عنك، من قولهم: كَشَحَ القومُ عن الشيء، إِذا تباعدوا وتفرّقوا عنه. قال الراجز: شِلْوُ حمارٍ كَشَحَتْ عنه الحُمُرْ أي تفرَّقت عنه.

سدف (لسان العرب) [1]


السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد الأَرْقط: وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه وقيل: هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال: ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً، وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبير: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج: أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا، وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا أَبو زيد: السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة. قال: والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء.
وحكى الجوهري عن الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد؛ وقال في قوله: وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا أَي أَظلَم، أَي أَقطع . . . أكمل المادة الليل بالسير فيه؛ قال ابن بري: ومثله للخَطَفى جَدّ جرير: يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ: طائفة من الليل.
والسَّدْفةُ: الضوء، وقيل: اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإسْفار.
وقال عمارة: السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره، ما بين الظلمة إلى الشَّفَق، وما بين الفجر إلى الصلاة. قال الأَزهري: والصحيح ما قال عمارة. اللحياني: أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو السَّدَفُ.
وقال أَبو عبيدة: أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى سُتُورَه وأَظلم، قال: والإسْدافُ من الأَضْداد، يقال: أَسْدِفْ لنا أَي أَضِئْ لنا.
وقال أَبو عمرو: إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له: أَسْدِفْ أَي تَنَحَّ عن الباب حتى يُضيءَ البيتُ. الجوهري: أَسْدَفَ الصبحُ أَي أَضاء. يقال: أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حتى يُضيء البيتُ، وفي لغة هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا من السِّراج. الفراء: السَّدَفُ والشَّدَفُ الظلمة، والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح وإقْبالُه؛ وأَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قال المفَضّل: وسعدٌ القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ وكان النعمان يضحك منه، فدعا النُّعْمان بفرسه اليَحْمُوم وقال لسعدٍ القرقرَة: ارْكبه واطْلُب عليه الوحش، فقال سعد: إذاً واللّه أُصْرَعُ، فأَبى النعمانُ إلا أَنْ يركبه، فلما ركبه سعد نظر إلى بعض ولده قال: وابِأَبي وُجُوهُ اليتامى ثم قال: نحنُ، بَغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعلَمُنا مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ في السَّدَفِ والوَدِيُّ: صِغار النخل، وقوله أَعلمُنا منا جَمعَ بين إضافةِ أَفْعَلَ وبين مِن، وهما لا يجتمعان كما لا تجتمع الأَلف واللام ومن في قولك زيدٌ الأَفضلُ من عمرو، وإنما يجيء هذا في الشعر على أَن تُجعل من بمعنى في كقول الأعشى: ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى أَي ولست بالأَكثر فيهم، وكذا أَعلمنا مِنّا أَي فينا؛ وفي حديث وفد تميم: ونُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ من السَّديفِ، إذا لم يُؤنَسِ القَزَعُ السَّدِيفُ: لَحم السَّنامِ، والقَزَعُ: السحابُ، أَي نطعم الشحْم في المَحْل؛ وأَنشد الفراء أَيضاً: بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم يَكْحَلُها، في المَلاحِمِ، السَّدَفُ يقول: سوادُ أَعينهم في المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ أَعينهم من الفَزَع فيغيب سوادها.
وأَسْدَفَ القومُ: دخلوا في السُّدفة.
وليل أَسْدَفُ: مظلم؛ أَنشد يعقوب: فلما عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً، أَنِسْنا به، والدُّجَى أَسْدَفُ وشرح هذا البيت مذكور في موضعه.
والسَّدَفُ: الليلُ؛ قال الشاعر: نَزُورُ العَدوَّ، على نَأْيه، بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ وأَنشد ابن بري للهذلي: وماءٍ وَرَدْتُ على خِيفَةٍ، وقد جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ وقول مُلَيْحٍ: وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ من البَرْقِ، فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هنا: يكون المُضيء والمظلم، وهو من الأَضداد.
وفي حديث علقمةَ الثَّقفي: كان بلال يأَتينا بالسَّحور ونحن مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا؛ السُّدْفةُ تَقَعُ على الضِّياء والظلمة، والمراد به في هذا الحديث الإضاءةُ، فمعنى مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ، ويُسْدِفُ لنا أَي يضيء، والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور.
وفي حديث أَبي هريرة: فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار.
وفي حديث عليّ: وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها.
وأَسْدَفُوا: أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ.
والسُّدفةُ: البابُ؛ قالت امرأَة من قَيْسٍ تهجو زوجها: لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ، ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته.
ويقال: أَسْدِفِ السِّتْرَ أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت.
وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إلى البصرة: تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، ووجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر وتَوْجِيهُها كَشفُها. يقال: سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدوف؛ قال الأَعشى: بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ قالت لها: بِعَيْنِ اللّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها، ويجوز أَنها أَرادت بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجعلتِها أَمامك.
والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ: الشُّخوص تراها من بُعْد. أَبو عمرو: أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام.
ويقال: وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج منها، وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه.
والسَّدِيف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، وقيل شَحْمُه؛ ومنه قول طرفة: ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ وفي الصحاح: السَّديفُ السَّنامُ؛ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي (* قوله «قول المخبل إلخ» تقدم في مادة خصف وقال ناشرة بن مالك يرد على المخبل: إذا ما الخصيف العوبثانيّ ساءنا) : إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا، تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً؛ قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ: قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيـ ـلِ، حتى أُحاوِلَ منها السديفا قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه.
وسدَّفه: قَطَّعَه؛ قال الفرزدق: وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا، ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ: اسمانِ.

أفف (لسان العرب) [1]


الأُفُّ: الوَسَخُ الذي حَوْلَ الظُّفُرِ، والتُّفُّ الذي فيه، وقيل: الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار. يقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشيء ثم استعمل ذلك عند كل شيء يُضْجَرُ منه ويُتَأَذَّى به.
والأَفَفُ: الضَّجَرُ، وقيل: الأُفُّ والأَفَف القِلة، والتُّفُّ منسوق على أُفّ، ومعناه كمعناه، وسنذكره في فصل التاء.
وأُفّ: كلمة تَضَجُّرٍ وفيها عشرة أَوجه: أُفَّ له وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ، وفي التنزيل العزيز: ولا تَقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما، وأُفِّي مُـمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خفيفةً من أُفّ المشددة، وقد جَمَعَ جمالُ الدِّين بن مالك هذه العشر لغات في بيت واحد، وهو قوله:فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ، إن أَرَدْتَ، وقُل: أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً . . . أكمل المادة تُصِبِ ابن جني: أَما أُفّ ونحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ في الجَرّ فَمَحْمُولٌ على أَفعال الأَمر، وكان الموضع في ذلك إنما هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد ونحو ذلك، ثم حمل عليه باب أُف ونحوها من حيث كان اسماً سمي به الفعل، وكان كل واحد من لفظ الأَمر والخبر قد يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه، فكأَنْ لا خِلافَ هنالك في لفظ ولا معنًى.
وأَفَّفَه وأَفَّفَ به: قال له أُف.
وتأَفَّفَ الرجلُ: قال أُفَّةً وليس بفعل موضوع على أَفَّ عند سيبويه، ولكنه من باب سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا قال سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه (* هنا بياض بالأصل.) . . . إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لم يُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما يفعل ذلك بسَقْياً ورَعْياً ونحوهما، ولكنه مثَّله بقوله (* هنا بياض بالأصل.) . إذ لم نجد له فعلاً من لفظه. الجوهري: يقال أُفّاً له وأُفَّةً له أَي قَذَراً له، والتنوين للتنكير، وأُفَّةً وتُفَّةً، وقد أَفَّفَ تأْفِيفاً إذا قال أُف.
ويقال: أُفّاً وتُفّاً وهو إتباعٌ له.
وحكى ابن بري عن ابن القطاعِ زيادةً على ذلك: أَفَّةً وإفَّةً. التهذيب: قال الفراء ولا تقل في أُفَّة إلا الرفع والنصب، وقال في قوله ولا تقل لهما أُفّ: قرئ أُفِّ، بالكسر بغير تنوين وأُفٍّ بالتنوين، فمن خفض ونوَّن ذهب إلى أَنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كما قالت العرب سمعت طاقٍ طاقِ لصوت الضرب، ويقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك، والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا قالوا أُفِّ على ثلاثة أَحرف، وأَكثر الأَصوات على حرفين مثل صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فذلك الذي يخفض وينون لأَنه متحرك الأَوّل، قال: ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأَدوات وأَشباهها فخفض بالنون، وشبهت أُف بقولهم مُدّ ورُدّ إذا كانت على ثلاثة أَحرف، قال: والعرب تقول جعل فلان يَتَأَفَّفُ من ريح وجدها، معناه يقول أُف أُف.
وحكي عن العرب: لا تقولَنَّ له أُفًّا ولا تُفًّا.
وقال ابن الأَنباري: من قال أُفّاً لك نصبه على مذهب الدعاء كما يقال وَيْلاً للكافرين، ومن قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما يقال وَيْلٌ للكافرين، ومن قال أُفٍّ لك خفضه على التشبيه بالأَصوات كما يقال صَهٍ ومَهٍ، ومن قال أُفِّي لك أَضافه إلى نفسه، ومن قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وبل وهل.
وقال أَبو طالب: أُيفٌّ لك وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ، وقيل أُفٌّ معناه قلة، وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل.
وقال القتيبي في قوله عز وجل: ولا تقل لهما أُفّ أَي لا تَسْتَثْقِلْ شيئاً من أَمرهما وتَضِقْ صدراً به ولا تُغْلِظْ لهما، قال: والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون أُف له، وأَصل هذا نَفْخُكَ للشيء يسقط عليكَ من تُراب أَو رَماد وللمكان تريد إماطةَ أَذًى عنه، فقِيلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ.
وقال الزجاج: معنى أُف النَّتْنُ، ومعنى الآية لا تقل لهما ما فيه أَدنى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا، بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما.
وفي الحديث: فأَلقى طرَفَ ثَوْبه على أَنْفِه وقال أُف أُف؛ قال ابن الأَثير: معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ، وقيسل: معناه الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ، وهو صوتٌ إذا صوّتَ به الإنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه، وقيل: أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن والإصْبع إذا فُتِلَ.
وأَفَّفْتُ بفلان تَأْفِيفاً إِذا قلت له أُفّ لك، وتأَفَّفَ به كأَفَّفَه.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبي بكر، رضي اللّه عنهم، أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم وبنته من مصر، فلما جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلاَّ ثم دعت عبد الرحمن فقالت: يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك، فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم، فخذهم إليك وكن لهم كما قال حُجَيَّةُ بن الـمُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ؛ وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها: لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ورجل أَفَّافٌ: كثير التَّأَفُّفِ، وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً. قال ابن دُريد: هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر.
ويقال: كان فلان أُفُوفةً، وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك، فذلك الأُفُوفةُ.
وقولهم: كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه، بكسرهما، أَي حِينه وأَوانه.
وجاء على تَئِفَّةِ ذلك، مثل تَعِفَّةِ ذلك، وهو تَفْعِلَةٌ.
وحكى ابن بري قال: في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ، قال: والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه، قال أَبو علي: الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء؛ قال أَبو عليّ: والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي قال: يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك، وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أي على إبَّانِه ووَقْته، يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً، والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم.
وفي حديث أَبي الدرداء: نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ؛ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ. قال ابن الأَثير: قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأقَف وهو الضَّجَرُ، قال: وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ الـمُقِلُّ من الأَفَفِ، وهو الشيء القليل.
واليأْفُوفُ: الخفِيفُ السريع؛ وقال: هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ: الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي.
واليأْفُوفُ: الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم: جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه.
واليأْفُوفُ: الخفيف السَّرِيعُ، وقيل: الضَّعِيفُ الأَحمقُ.
واليأْفُوفَةُ: الفراشةُ، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه قال في بعض كلامه: فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ، قال: اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ؛ وقال الشاعر: أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ، وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ: الفَرُوقةُ.
واليأْفُوفُ: العَييُّ الخَوَّار؛ قال الرَّاعي: مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ، شَمائِلُه تأْبَى الـمَوَدَّةَ، لا يُعْطِي ولا يَسَلُ قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلاً، أُخِذَ من الغَمَر، وقيل: هو الـمُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش.

ضرع (لسان العرب) [1]


ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً: خضع وذلَّ، فهو ضارِعٌ، من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ.
وتضرَّع: تذلَّل وتخشَّع.
وقوله عز وجل: فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا، فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا.
ويقال: ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه؛ قال الأعشى: سائِلْ تَميماً به، أَيّامَ صَفْقَتِهمْ، لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع.
ويقال: ضرَع له واستَضْرَعَ.
والضارِعُ: المتذلِّلُ للغَنِيّ.
وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ. قال الفواء: جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره.
وفي المثل: الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ.
وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ: مُتَخَشِّعٌ على المثل.
والتضرُّعُ: التَّلَوِّي والاستغاثةُ.
وأَضرَعْتُ له . . . أكمل المادة مالي أَي بَذَلْتُه له؛ قال الأَسود: وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ، فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ.
والضَّرَعُ، بالتحريك، والضارِعُ: الصغير من كل شيء، وقيل: الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ.
وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي نحيف ضعيف.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال: ما لي أَراهُما ضارِعَيْن؟ فقالوا: إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما: الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ، بالتحريك.
ومنه حديث قيس بن عاصم: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما للرّكوب، يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها؛ ومنه حديث المِقْداد: وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ، وحديث عمرو بن العاصِ: لَسْتُ بالضَّرَعِ، ويقال: هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال؛ وقال الشاعر: أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً، فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ ويقال: جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ؛ وأَنشد: مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ ويقال: قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ؛ وأَنشد: وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ وقد ضَرُعَ ضَراعةً، وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره؛ قال صخر: ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى، بَيْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِي ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ: ناحِل ضعيفٌ.
والضَّرَعُ: الجمل الضَّعِيفُ.
والضَّرَعُ: الجَبانُ.
والضَّرَعُ: المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنى؛ وقول أَبي زبيد: مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ، والضَّارِعُ مثله.
وقوله عزَّ وجل: تدعونه تضرُّعاً وخفية؛ المعنى تدعونه مظهرين الضراعة وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل، وانتصابهما على الحال، وإِن كانا مصدرين.
وفي حديث الاستسقاء: خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً؛ التضَرُّعُ الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، بالكسر والفتح، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ.
وفي حديث عمر: فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصغير؛ ومنه حديث علي: أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها.
ويقال: لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه، وقد ورد في حديث سلمان: قد ضَرِع به.
وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ: غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ، وتَضْريعُها: دُنُوُّها للمغيب.
وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً: حان أَنْ تُدْرِكَ.
والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ: مَدَرُّ لبنها، والجمع ضُرُوعٌ.
وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ: نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم.
والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً: العظيمة الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل.
وشاة ضَرِيعٌ: حَسَنة الضَّرْعِ.
وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ.
وأَضْرَعَتِ الناقةُ، وهي مُضْرِعٌ: نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج، وقيل: هو إِذا قرب نتاجها.
وما له زرع ولا ضَرْعٌ: يعني بالضرع الشاة والناقة؛ وقول لبيد: وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن، ورواه أَبو عبيد: وصُرُوع، بالصاد المهملة، وهي الضُّروبُ من الشيء، يغني ذي أَفانِينَ. قال أَبو زيد: الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ، وهي الأَخْلافُ، واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ، وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن.
والضُّروعُ: عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد.
والمُصارِعُ: المُشْبِهُ.
والمُضارَعةُ: المشابهة.
والمُضارعة للشيء: أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه.
وفي حديث عدِيّ، رضي الله عنه: قال له لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية؛ المُضارَعةُ: المُشابَهةُ والمُقارَبةُ، وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو مكروه، وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ، ثم قال يعني أَنه نظيف، قال ابن الأَثير: وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير؛ ومنه حديث معمر بن عبد الله: إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء.
وفي حديث معاوية: لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ، أَي لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي.
ويقال: هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه، بالضاد والصاد، أَي مِثْله. قال الأَزهري: والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب.
والمُضارِعُ من الأَفعال: ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر؛ والمُضارِعُ في العَرُوضِ: مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله: دَعاني إِلى سُعاد دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ.
والضُّروعُ والصُّروعُ: قُوَى الحبْل، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ.
والضَّرِيعُ: نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ، وقيل: هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وقيل: ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ، وهو مَرْعَى سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً، وإِن لم تفارقه إِلى غيره ساءَت حالها.
وفي التنزيل: ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوع؛ قال الفراء: الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ، وأَهل الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس، وقال ابن الأَعرابي: الضريع العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ، وجاءَ في التفسير: أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا، فقال الله عز وجل: لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع.
وجاء في حديث أَهل النار: فيُغاثون بطعام من ضريع؛ قال ابن الأَثير: هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له الشبرق؛ وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها: وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ: ما تَكَسَّر منه، والحَرُودُ: التي لا تكاد تَدِرُّ؛ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وقيل: الضرِيعُ طعام أَهل النار، وهذا لا يعرفه العرب.
والضَّرِيعُ: القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم، وقيل: هو جلد على الضِّلَعِ.
وتَضْرُوعُ: بلدة؛ قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه: ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ قال ابن برِّي: أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه، ويَمْرِي بيديه: يحرّكهما كالعابث، ويَعْسِف: ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ، وهذا المكان وهذا البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو؛ قال ابن بري: ورواه ابن دريد بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب.
وتُضارُعٌ، بضم التاء والراء: موضع أَو جبل بنجد، وفي التهذيب: بالعَقِيق.
وفي الحديث: إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ، وفيه: إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد؛ قال أَبو ذؤيب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ قال ابن بري: صوابه تُضارِع، بكسر الراء، قال: وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب، فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا فُعالُلٌ، قال ابن جني: ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ، ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل، وأَضرُعٌ: موضع؛ وأَما قول الراعي:فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم، بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار؛ قال خالد ابن جبلة: هي أُكَيْمات صغار، ولم يذكر لها واحداً.

جون (لسان العرب) [1]


الجَوْنُ: الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ، والأُنثى جَوْنة. ابن سيده: الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، وقيل: هو النباتُ الذي يَضْرِب إلى السواد من شدّة خُضْرتِه؛ قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ: فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِيجُه، والثامِرُ المُتناوِحُ. القَسْوَرُ: نبتٌ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من السِّمَن.
والجونُ أَيضاً: الأَحمَرُ الخالصُ.
والجَوْنُ: الأَبيض، والجمع من كل ذلك جُون، بالضم، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ.
ويقال: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ من بعيدٍ، وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ يُخالِط حمرة كلون القطا؛ قال الفرزدق: وجَوْن عليه الجِصُّ فيه مَريضةٌ، تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه. يعني الأَبيضَ ههنا، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض؛ قال ابن بري: قوله فيه مريضة يعني . . . أكمل المادة امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها، وقوله: تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ، والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن؛ قال: وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن الأَبيض قولَ لبيد: جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده، وخَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم. قال: الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش، وهو يوصَفُ بالبياض؛ قال: وأَنشد أَبو علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الشاعر: فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ، ونُبْدِئ حتى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا قال: وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر: تقولُ خَليلَتي، لمَّا رأَتني شَرِيحاً، بين مُبْيَضٍّ، وجَوْنِ.
وقال لبيد: جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً، وأَنشد: في جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ. ابن سيده: والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت، قال: وقد يكون لبَياضِها وصَفائِها، وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما.
وعُرِضَت على الحجَّاج دِرْعٌ، وكانت صافيةً، فجعل لا يَرى صَفاءها، فقال له أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ، وكان فَصِيحاً: إن الشمسَ لَجَوْنةٌ، يعني أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع؛ وأَنشد الأَصمعي: غيَّرَ، يا بِنْتَ الحُلَيْسِ، لَوْني طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ، وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ يريد النهار؛ وقال آخر: يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا.
وهو من الأَضدادِ.
والجُونةُ في الخَيْل: مثل الغُبْسة والوُرْدة، وربما هُمز.
والجَوْنةُ: عين الشمس، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها تَسْوَدُّ حين تغيب؛ قال الشاعر: يُبادر الجونة أَن تغيبا. قال ابن بري: الشعر للخَطيم الضَّبابيّ (* قوله «للخطيم الضبابي» في الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي).
وصواب إنشاده بكماله كما قال: لا تَسْقِه حَزْراً ولا حَليباً، إن لم تَجِدْه سابحاً يَعْبوبا، ذا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا، يترك صَوَّان الصُّوَى رَكوبا (* قوله «الصوى» رواية التكملة: الحصى) بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا، يَتْرك في آثارِهِ لهُوبا يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا، وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا، كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قريبا (* قوله «كالذئب إلخ» بعده كما في التكملة: على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا.) يَصِفُ فرساً يقول: لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه الخصالَ، والحَزْرُ: الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة، والسابحُ: الشديدُ العَدْوِ، واليَعْبوبُ: الكثيرُ الجَرْي، والمَيْعةُ: النَّشاطُ والحدَّة، ويَلْتَهم: يَبْتلع، والجَبوبُ: وجهُ الأَرض، ويقال ظاهرُ الأَرض، والصَّوَّانُ: الصُّمُّ من الحجارة، الواحدة صَوَّانة، والصُّوَى: الأََعْلامُ، والرَّكوبُ: المذلَّلُ، وعنى بالزالِقات حَوافِرَه، واللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ وقوله: يبادر الأثْآرَ أن تؤوبا. الأَوْبُ: الرجوع، يقول: يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل أَن يرجعوا إلى قومِهم، ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس، وشبَّه الفرسَ في عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه، ويقال للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ.
وفي حديث أَنس: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة؛ منسوبة إلى الجَوْن، وهو من الأَلوان، ويقع على الأَسْود والأَبيض، وقيل: الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر أَحْمَرِيٌّ، وقيل: هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ، قبيلة من الأَزْد.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود؛ قال الخطابي: الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود الذي أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا جُونِيّ، بالضم، كما قالوا في الدَّهْري دُهْرِيّ، قال ابن الأَثير: وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ كذلك.
والجُونِيّ: ضربٌ من القَطا، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ، قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وفي الصحاح: سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ.
والجُونِيَّة: غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها. قال أَبو حاتم: ووجدت بخط الأَصمعي عن العرب: قَطاً جُؤنيٌّ، مهموز؛ قال ابن سيده: وهو عندي على توهم حركة الجيم مُلْقاة على الواو، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة، وإذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية، وقد قرأَ أَبو عمرو: عاداً لُّولَى، وقرأَ ابن كثير: فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه، وهذا النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع، وهو نادِرٌ، وإذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ، وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر.
والجُونةُ: جُونةُ العطَّارِ، وربما هُمِزَ، والجمع جُوَنٌ، بفتح الواو؛ وقال ابن بري: الهمز في جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من خفَّفها، قال: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام؛ قال القُلاخ: على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ. قال: والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن. يقال: ناقة مِصْمادٌ ومِقْحادٌ.
والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارين، والجمع جُوَن، وهي مذكورة في الهمزة، وكان الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين للرجال حالِياتٍ: إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ، وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ. ما قاله إلاّ بطالع سعد، قال: ولذلك ذكرته هنا.
وفي حديثه، صلى الله عليه وسلم: فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ؛ الجُونة، بالضم: التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز. ابن الأَعرابي: الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غيره: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار: قال الأَعشى: فقُمْنا، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا، إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها.
ويقال: لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار؛ هذا إذا أَردت سوادَه، وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية، ويقال للخابية جَوْنة، وللدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ قال لماتِحٍ في البئر: إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها، إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها، أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها فأَجابه: وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها. قال: معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها (* قوله «فأَضمر الصفة وأعلمها» هكذا في الأصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف).
وقوله: أَهي جوين، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً، وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن. سلمة عن الفراء: الجَوْنان طرَفا القَوْس.
والجَوْنُ: اسمُ فرس في شعر لبيد: تَكاثَرَ قُرْزُلٌ، والجَوْنُ فيها، وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ.
وأَبو الجَوْن: كُنْية النَّمِرِ؛ قال القَتَّال الكلابيّ: ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً، أَبو الجَوْن، إلا أَنه لا يُعَلَّل.
وابنة الجَوْن: نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية؛ قال المُثَقَّب العَبْدي: نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ، تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ. قال ابن بري: وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر المُوسَوِيّ فقال: من شاعر للبَيْن قال قصيدةً، يَرْثي الشَّرِيفَ على رَوِيّ القافِ. جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دائباً، ويَميسُ في بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عادياً، أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ بُنِيَت على الإيطاءِ، سالمةً من الـ إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ.
والجَوْنانِ: مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان؛ وإيَّاهما عنى جريرٌ بقوله: أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى، وشَدَّاتِ قَيْسٍ، يومَ دَيْر الجَماجِم؟ ابن الأَعرابي: التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس.
والتَّجوُّنُ: تَسْويدُ باب الميت.
والأَجْؤُن: أَرض معروفة؛ قال رؤبة: بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ (* قوله «بين إلخ» صدره كما في التكملة: دار كرقم الكاتب المرقن.
وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأن الضمة عليها تستثقل).