المصادر:  


رفف (لسان العرب) [228]


رَفَّ لونُه يَرِفُّ، بالكسر، رَفّاً ورَفيفاً: بَرَقَ وتَلأْلأَ، وكذلك رَفَّتْ أَسنانه.
وفي الحديث: أَن النابغة الجَعْديَّ لما أَنشد سيدنا رسولَ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إذا لم تكن له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرا ولا خَيْرَ في جَهْلٍ، إذا لم يكن له حَلِيمٌ، إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا فقال له رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: لا يَفْضُضِ اللّه فاك قال: فبَقِيَتْ أَسْنانُه ترِفُّ حتى مات، وفي النهاية: وكأَنَّ فاه البَرَدُ، تَرِفُّ أَسنانُه أَي تَبْرُق أَسنانُه، من رَفَّ البرقُ يَرِفُّ إذا تلأْلأَ.
والرَّفَّةُ: البَرْقةُ.
ومنه الحديث الآخر: تَرفُّ غُروبُه، هي الأَسنان. يَرِفُّ: بَرِحَ وتَخَيَّلَ؛ قال: . . . أكمل المادة وأُمُّ عَمّارٍ على القِرْد تَرِفْ ورَفَّ النباتُ يَرِفُّ رَفيفاً إذا اهتز وتَنَعَّمَ؛ قال أَبو حنيفة: هو أَن يَتَلأْلأَ ويُشْرِقَ ماؤه.
وثوب رَفِيفٌ وشجر رَفيفٌ إذا تَنَدَّى.
والرَّفَّةُ: الاخْتِلاجةُ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: لم تَرَ عَيْني مِثلَه قَطُّ يَرِفُّ رَفِيفاً يَقْطُرُ نداه. يقال للشيء إذا كثر ماؤه من النَّعْمةِ والغَضاضةِ حتى يكاد يَهْتَزُّ: رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً.
وفي حديث معاوية، رضي اللّه عنه، قالت له امرأَة: أُعِيذُك باللّه أَن تنزل وادياً فَتَدَعَ أَوَّلَه يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ. عينُه تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً: اخْتَلَجَتْ، وكذلك سائر الأَعْضاء؛ قال أَنشد أَبو العلاء:لم أَدْرِ إلا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ، أَبِكِ أَم بالغَيْبِ رَفُّ حاجِبي وكذلك البَرْقُ إذا لَمَعَ. البَرْقِ: ومِيضُه. عليه النِّعْمة: ضَفَتْ. الشيءَ يَرُفُّه رَفّاً ورَفِيفاً: مَصَّه، وقيل أَكلَه.
والرَّفَّةُ: المَصّةُ.
والرَّفُّ: المَّصُّ والتَّرَشُّفُ، وقد رَفَفْتُ أَرُفُّ، بالضم؛ وأَنشد ابن بري: واللّهِ لولا رَهْبَتي أَباكِ، إذاً لَزَفَّتْ شَفَتايَ فاكِ، رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأَراكِ ومنه حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، وقد سُئِلَ عن القُبْلةِ للصائم فقال: إني لأَرُفُّ شَفَتَيْها وأَنا صائم؛ قال أَبو عبيد: وهو من شُرْب الرِّيق وتَرَشُّفه، وقيل: هو الرَّفُّ نَفْسُه (* قوله «هو الرف نفسه» كذا بالأصل.)، وقوله أَرُفُّ شَفَتَيْها أَي أَمَصُّ وأَتَرَشَّفُ.
وفي حديث عَبيدة السَّلْماني: قال له ابن سِيرينَ: ما يُوجِبُ الجَنابةَ؟ قال: الرَّفُ والاسْتِمْلاقُ يعني المَصَّ والجِماعَ لأَنه من مقدماته.
وقال أَبو عبيدة في قوله أَرُفُّ: الرَّفُّ هو مثل المَصِّ والرَّشْفِ ونحوه، يقال منه: رَفَفْتُ أَرُفُّ رَفّاً، وأَما رَفَّ يَرِفُّ، بالكسر، فهو من غير هذا، رَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ لونُه وتلأْلأَ؛ قال الأَعشى يذكر ثَغْرَ امْرأَةٍ: ومَهاً تَرِفُّ غُرُوبُه، تَسْقي المُتَيَّمَ ذا الحراره قال ابن بري: ومثله لبِشرٍ: يَرِفُّ كأَنه وهْناً مُدامُ والرَّفَّةُ: الأَكْلَةُ المُحْكَمةُ. قال أَبو حنيفة: رَفَّتِ الإبِلُ تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً أَكلَتْ، ورَفَّ المرأَةَ يَرُفُّها قَبَّلَها بأَطراف شَفَتَيْه.
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: زَوْجي إنْ أَكلَ رَفَّ؛ ابن الأَثير: وهو الإكْثارُ من الأَكل.
والرَّفْرَفةُ: تحريكُ الطائر جَناحَيهِ وهو في الهواء فلا يَبْرحُ مكانه. ابن سيده: رَفَّ الطائر ورَفْرَف حَرَّك جناحَيْه في الهواء.
والرَّفْرافُ: الظَّلِيمُ يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يَعْدو.
والرَّفْرافُ: الجناح منه ومن الطائر. الطائر إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أَن يقع عليه.
والرَّفرافُ: طائر وهو خاطِفُ ظِلِّه؛ عن أَبي سلمة، قال: وربما سموا الظَّليمَ بذلك لأَنه يُرفْرِفُ بِجناحَيْه ثم يَعْدُو.
وفي الحديث: رَفْرَفَتِ الرحمةُ فوق رأْسه. يقال: رَفْرَفَ الطائر بجناحيه إذا بسطهما عند السقوط على شيء يحوم عليه ليقع عليه.
وفي حديث أُمّ السائب: أَنه مرَّ بها وهي تُرَفرِف من الحُمّى، قال: ما لَكِ تُرفرِفِين؟ أَي تَرْتَعِدُ، ويروى بالزاي، وسنذكره.
والرَّفْرَفُ: كِسْرُ الخِباء ونحوه وجوانبُ الدِّرْعِ وما تَدَلَّى منها، الواحدة رَفْرَفَة، وهو أَيضاً خِرْقَةٌ تُخاط في أَسْفل السُّرادِق والفُسْطاط ونحوه، وكذلك الرَّفُّ رَفُّ البيت، وجمعه رُفُوفٌ. البيتَ: عَمِلَ له رَفّاً.
وفي الحديث: أَن امرأَة قالت لزوجها أَحِجَّني، قال: ما عندي شيء، قالت: بِعْ تَمر رَفِّكَ؛ الرَّفُّ، بالفتح خشب يرفع عن الأَرض إلى جَنْب الجِدارِ يُوقَى به ما يُوضَع عليه، وجمعه رُفُوفٌ ورِفافٌ. حديث كعب بن الأَشرف: إنَّ رِفافي تَقَصَّفُ تمراً من عجوة يغيب فيها الضِّرسُ.
والرَّفُّ: شبه الطاقِ، والجمع رُفُوفٌ. قال ابن بري: قال ابن حمزةَ الرَّفُّ له عشرة معانٍ ذكر منها رَفَّ يَرُفُّ، بالضم، إذا مَصَّ، وكذلك البعير يَرُفُّ البقلَ إذا أَكله ولم يملأْ به فاه، وكذلك هو يَرُفُّ له أَي يَكْسِب. يَرِفُّ، بالكسر، إذا بَرَقَ لونه. ابن سيده: ورَفِيفُ الفُسْطاط سَقْفُه.
وفي الحديث: قال أَتيت عثمان وهو نازل بالأَبطح فإذا فُسْطاطٌ مضروب وإذا سيفٌ مُعَلَّقٌ على رَفِيف (* قوله «على رفيف» في النهاية: في رفيف.) الفسطاط؛ الفسطاط الخَيْمة؛ قال شمر: ورَفِيفُه سَقْفُه، وقيل: هو ما تدَلَّى منه.
وفي حديث وفاة سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يرويه أَنس قال: فَرَفَعَ الرَّفرَفَ فرأَينا وجْهَه كأَنه ورقة تَخَشْخِشُ؛ قال ابن الأَعرابي: الرَّفْرَفُ ههنا طَرَفُ الفُسْطاط، قال: والرَّفْرَفُ في حديث المِعراج البِساطُ. ابن الأَثير: الرَّفْرَفُ البِساطُ أَو السِّتر، وقوله: فَرَفَعَ الرَّفْرَفَ أَراد شيئاً كان يَحْجُبُ بينهم وبينه.
وكلُّ ما فَضَلَ من شيء وثُنِيَ وعُطِفَ، فهو رَفْرَفٌ. قال: والرَّفْرَفُ في غير هذا الرَّفُّ يُجْعَل عليه طَرائفُ البيت.
وذكر ابن الأَثير عن ابن مسعود في قوله تعالى: لقد رأَى من آيات ربه الكبرى، قال: رأَى رَفْرَفاً أَخضر سَدَّ الأُفق أَي بِساطاً، وقيل فِراشاً، قال: ومنهم من يجعل الرَّفْرَف جمعاً، واحده رَفْرَفَةٌ، وجمع الرفْرفِ رَفارِفُ، وقيل: الرفرف في الأَصل ما كان من الديباج وغيره رَقيقاً حَسَن الصنْعة، ثم اتُّسِع به.
والرَّفْرَفُ: الرَّوْشَنُ.
والرَّفِيفُ: الروشن. الدِّرْعِ: زَرَدٌ يشد بالبيضة يطرحه الرجل عى ظهره. غيره: ورَفْرَفُ الدِّرْعِ ما فضلَ من ذَيْلِها، ورَفْرَفُ الأَيكةِ ما تَهَدَّلَ من غُصونها؛ وقال المُعَطَّلُ الهُذَليُّ يصف الأَسد: له أَيْكَةٌ لا يَأْمَنُ الناسُ غَيْبَها، حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا قال الأَصمعي: حمى رَفْرَفاً، قال: الرَّفْرَفُ شجر مُسْترْسِلٌ ينبت باليمن. الثوبُ رَفَفاً: رَقَّ، وليس بثبت. ابن بري: رَفَّ الثوبُ رَفَفاً، فهو رَفِيفٌ، وأَصله فَعِلَ، والرَّفرَفُ: الرَّقِيقُ من الدِّيباج، والرَّفرَفُ: ثياب خُضْرٌ يُتَّخذ منها للمجالس، وفي المحكم: تُبْسَطُ، واحدته رَفْرَفَةٌ.
وفي التنزيل العزيز: متكئين على رَفرَفٍ خُضْر، وقرئ: على رَفارِفَ.
وقال الفراء في قوله متكئين على رفرف خضر قال: ذكروا أَنها رِياضُ الجنة، وقال بعضهم الفُرُشُ والبُسُطُ، وجمعه رفارِفُ، وقد قرئ بهما: متكئين على رَفارِف خُضْرٍ.
والرَّفرَفُ: الشجر الناعم المسترسل؛ وأَنشد بيت الهذلي يصف الأَسد: حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا والرَّفيفُ والوَرِيفُ لغتان، يقال للنبات الذي يهْتزُّ خُضْرَةً وتَلأْلُؤاً: قد رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً؛ وقول الأَعْشى: بالشام ذات الرَّفِيف؛ قال: أَراد البساتين التي تَرِفُّ من نَضارتها واهتزازها، وقيل: ذاتُ الرَّفِيف سُفُنٌ كان يُعْبَر عليها، وهو أَن تُشَدَّ سَفِينتانِ أَو ثلاث للملِك، قال: وكلُّ مُستَرِقٍّ من الرمل رَفٌّ.
والرَّفْرَفُ: ضَرْب من سَمَكِ البحر.
والرَّفرفُ: البَظْرُ؛ عن اللحياني. على القوم: تَحَدَّب.
والرُّفَةُ: التِّبْنُ وحُطامُه. عَلَفَه رُفَّة.
والرُّفافُ: ما انْتُحِتَ من التبن ويَبِيس السَّمر؛ عن ابن الأَعرابي. الرجلَ يَرُفُّه رَفّاً: أَحْسَنَ إليه وأَسْدَى إليه يداً.
وفي المثل: من حَفَّنا أَو رَفّنا فَلْيَتَّرِكْ، وفي الصحاح: فَليَقْتصد، أَراد المدْح والإطْراء. يقال: فلان يَرُفُّنا أَي يَحُوطُنا ويَعْطِفُ علينا، وما له حافٌّ ولا رافٌّ.
وفلان يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَميرُنا، وفي التهذيب: أَي يُؤوِينا ويُطْعِمُنا، وأَما أَبو عبيد فجعله إتباعاً، والأَوّل أَعْرَف. الأَصمعي: هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي هو يقوم له ويَقْعُد ويَنْصَح ويُشْفِقُ؛ أَراد بيَحِفُّ تسمع له حفيفاً.
ورجل يَرِفُّ إذا كان (* كذا بياض بالأصل.) . . . . . . كالاهْتِزاز من النَّضارةِ؛ قال ثعلب: يقال رَفَّ يَرُفُّ إذا أَكل، ورَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ، ووَرَفَ يَرِفُ إذا اتَّسَعَ.
وقال الفراء: هذا رفٌّ من الناس.
والرَّفُّ: المِيرةُ.
والرَّفُّ: القطعة العظيمة من الإبل، وعمَّ اللحياني به الغنم فقال: الرَّفُّ القطِيعُ من الغنم لم يخص معَزاً من ضأْن ولا ضأْناً من مَعَز.
والرَّفُّ: الجماعة من الضأْن؛ يقال: هذا رَفّ من الضأْن أَي جماعة منها.
والرفُّ: حَظِيرةُ الشاء.
وفي الحديث: بعد الرِّفِّ والوَقِيرِ؛ الرَّفُّ، بالكسر: الإبل العظيمة، والوَقِيرُ: الغنمُ الكثيرةُ، أَي بعدَ الغِنى واليَسار.
ودارةُ رَفْرَفٍ: موضع.

ورف (لسان العرب) [220]


ورَفَ النبتُ والشجر يَرِفُ وَرْفاً ووَرَفاً ووَريفاً ووُروفاً: تنعَّم واهتزَّ.
ورأَيت لخُضرته بَهْجة من ريِّه ونَعْمته، وهو وارِفٌ أَي ناضر رَفّاف شديد الخضرة؛ قال أَبو منصور: وهما لغتان رَفَّ يَرِفُّ ووَرَفَ يَرِفُ، وهو الرَّفِيف والوَريف. الظلُّ: اتَّسع. ابن الأَعرابي: أَوْرَف الظلُّ ووَرَفَ وورَّف إذا طال وامتدَّ، والظلُّ وارِفٌ أَي واسع ممتد؛ قال الشاعر يصف زمام الناقة: وأَحْوى كأَيمِ الضالِ أَطْرَقَ بعدَما حَبا تحتَ فَيْنانٍ، من الظِّلِّ، وارِف وارف: نعت لفَينان، والفَينانُ: الطويل؛ وأَنشد ابن بري لمُعَقِّر بن حمار البارقي: من اللاَّئي سَنابِكُهُنَّ شُمٌّ، أَخَفَّ مُشاشَها لَيْنٌ ورِيفُ وقد ورَف الظلُّ . . . أكمل المادة يَرِفُ وَرْفاً ووريفاً أَي اتَّسع.

ورف (العباب الزاخر) [219]


الفَرّاء: ظِلٌّ وارِف: أي واسع، وقد ورَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً ووُرُوْفاً: أي اتَّسع، وأنشد ابن الأعرابي:
وأحْوى كأيْمِ الضّالِ أطْرَقَ بَعْدَما      حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ

وورَفَ النَّبْت: إذا اهتَزّ، فهو وارِف: أي ناَضِر رَفّاف شديد الخُضْرة. وقال ابن فارس: يُقال لما رقَّ من نواحي الكبد: الوَرْف. ويقال إنّ الرُّفة التِّبن مُخففة، والنّاِص واو من أوّلها.
وفي المثل: هو أغنى من التُّفَةِ عن الرُّفة. في إحدى الروايات. وقال ابن عبّاد: الرِّفَة بوزْن العِدة- النّاضر من النَّبت، يقال: رِفَة تَرِف. وقال ابن الأعرابي: أوْرَفَ الظِّلّ ووَرَّف تَوْرِيْفاً: إذا طال وامتد؛ مثل وَرَفَ وَرْفاً. وقال غيره: وَرَّفْتُ الشيء: . . . أكمل المادة مَصِصْتُه، والأرض: قسمْتها؛ مثل أرَّفْتُها. والتركيب يدل على رِقَّة ونَضْرَة.

رفف (العباب الزاخر) [219]


أبن دريد: رف الرجل المرأة يرفها رفاً: إذا قبلها بأطراف شفتيه، وانشد:
إذَنْ لَرَفَّتْ شَفَتَـايَ فـاكِ      رَفَّ الظِّباءِ ثَمَرَ الأراكِ


وسئل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن القبلة للصائم فقال: غني لرف شفتيها وأنا صائم، أي أمص وأرتشف.
ومنه حديث عبيدة السلماني: وقال له محمد بن سيرين: ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفُّ والاستملاق. أراد بالاستملاق المجامعة. والرف أيضاً-: الإكثار من الأكل، والمرف: المأكل، والرف: المأكل.
وروى بعضهم في حديث أم زرع: زوجي عن أكل رف -مكان لف-، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب غ ث ث. والرف: مصدر رففت الرجل أرفه رفاً: إذا أحسنت إليه أو أسديت إليه يداً.
وفي المثل: من حفنا أو . . . أكمل المادة رفنا فليترك، وفي مثل آخر: فليقتصد. وقال أبن دريد: الرف المستعمل في البيوت عربي معروف، وهو مأخوذ من رف الطائر، غير أن رف الطائر فعل ممات ألحق بالرباعي فقيل: رفرف إذا بسط جناحيه.
والجمع: رفوف ورفاف. حديث عائشة -رضي الله عنها-: لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما في رفي إلا شطر شعير.
وقال أبن عباس -رضي الله عنهما-: أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحج، فقالت امرأة لزوجها: أحجني، قال: ما عندي، قالت: بع تمر رفك.
وقال كعب بن الأشرف: إن رفافي تقصف تمراً من عجوة يغيب فيها الضرس. ورف من ضأن: أي جماعة.
والرف: الإبل العظيمة، ومنه الحديث: بعد الرف والوقير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج و ح. ورف لونه يرف -بالكسر- رفيفاً ورفاً: أي برق وتلألأ، وأنشد أبن دريد:
في ظِلِّ أحوى الظِّلِّ رَفّافِ الوَرَقْ     

وفي حديث عبد الله بن زِمْل الجُهَنِّي -رضي الله عنه-: على مرجٍ لم تَرَ عيني مثله يرف رفيفاً، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ك ب ب. وما أحسن رفَّتَه: أي بَريقه. وقال اللحيانيُّ: يُقال للقطيع من البقر: الرَّفُّ. وحُكِيَ عن الكِسَائي: الرَّفَّةُ: الاختلاجةُ وأنْشَدَ:
لم أدرِ ألاّ الظَّنَّ ظَنَّ الغائبِ      أبِكِ أمْ بالغَيْثِ رَفَّ حاجبي

والرَّفَّةُ: الأكلة المُحْكَمَةُ. ويقال لكل مشرفٍ: رَفٌّ وقال أبن عَبّاد: الرَّفُّ أن تأتي المرأة بيتها إذا كان مُشَمَّراً فتزيد في أسفله خِرقَةً من بيوت الشَّعَرِ والوبر، وجمعه: رُفُوْفٌ. قال: والرَّفِيْفُ: الخِصْبُ، والسُّوْسَنُ. والرَّفِيْفُ: الرَّوْشَنُ. وقال شَمر في حديث عقبة بن صوحان: رأيت عثمان -رضي الله عنه- نازلاً بالأبطحِ وإذا فسطاطٌ مضروبٌ وسيفٌ معلق في رفيف الفسطاط وليس عنده سَيَّافٌ ولا جِلْوَاز. رَفِيْفُه: سقفه. وقال في قول الأعشى:
وصَحِبْنا من آل جَفْنَةَ أمْـلا      كاً كِراماً بالشَّأْمِ ذاةِ الرَّفِيْفِ

أراد: البساتين التي تَرِفُّ بنضارتها واهتزازها، وقيل: ذاةُ الرَّفِيْفِ سفنٌ كان يُعْبِرُ عليها؛ وهي أنْ تُشَدَّ سفينتان أو ثلاث للمَلِكِ. وثوبٌ رَفيْفٌ: نَدٍ.
وشجرة رَفِيْفَةٌ: إذا تندت، قال الأعشى يصف ثغر امرأةٍ:
ومَهَاً تَـرِفُّ غُـرُوْبُـهُ      يشفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَهْ

وقال أبو عمرو: الرِّفافَةُ التي تُجْعَلُ في أسفل البيضة. وقال ابن دريد : الرُّفَّةُ -بالضم-: حُطامُ التبن أو التبن بعينه.
ومن أمثالهم: استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَةِ، وقالوا: التُّفَةُ عن الرُّفَةِ. والرَّفَفُ -بالتحريك-: الرِّقَّةُ، يقال: ثوب رَفِيْفٌ بَيِّنُ الرَّفَفِ. وقال غيره: الرَّفُّ: حظيرة الشاء. ورَفَّ قلبي إلى كذا: أي ارتاح. ورَفَّ فلانٌ بفلانِ: أي أكرمه. ورَفَّتِ الحُوار أُمه: أي رَضِعها. ورَفَّ له: سعى بما عز وهان من خدمةٍ؛ يَرُفُّ ويَرِفُّ، رُفُوْفاً، ورَفِيْفاً عن أبن عباد. ورَفَّ له: أي هشَّ له في تَخَلُّبٍ وخضوع. ورَفُّوا به: أي أحدقوا. والرُّفارِفُ: السريع. والرَّفْرَفُ: ثياب خضر تتخذ منها المحابس، الواحدة: رَفْرَفَةٌ، وبعضهم يجعله واحدا، قال الله تعالى: (مُتَّكِئْين على رَفْرَفٍ خُضْرٍ)، وقيل: الرَّفْرَفُ فضول المحابس، وقال أبو عبيدة: الرَّفْرَفُ: الفًرًشُ، وقيل: الرَّفْرَفُ كل ما فضل فثُنِي.
وفي حديث أبن مسعود -رضي الله عنه-أنه قال في قوله تعالى: (لَقَدْ رأى من آيات رَبِّه الكُبْرى): رأى رَفْرَفاً أخضر سد الأفق؛ أي بساطاً. والرَّفْرَفُ -أيضا-: كِسْرُ الخِبَاء. ورَفْرَفُ الدرع: ما فضل من ذيلها وتدلى من جوانبها، قال العجّاج:
واجتاب بيضاء دِلاصاً زَغَفا      وبيضة مَسْرُوْدَةً ورَفْرَفا

وأنشد أبو عمرو:
وإنا لنَزّالُون تغشـى نِـعَـالَـنـا      سوابغُ من أصناف ريطٍ ورَفْرَفِ

ورَفْرَفُ
الأيكة: ما تهدل من أغصانها. ودارَةُ رَفْرَفٍ -قال ثعلبٌ: هذا القول غير أبن الأعرابي، قال: وقال أبن الأعرابي: دارَةُ رُفْرُفٍ بالضم-: في ديار بني نُمَيْرٍ، قال الراعي:
رأى ما أرَتْهُ يوم دَارَةِ رَفْرَفٍ      لتصرعه يوماً هُنَيْدَةُ مصرعا

وذَاةُ رَفْرَفٍ: وادٍ لبني سُليمٍ. وقال اللَّيْث: الرَّفْرًفُ: ضرب من السمك. وقال الأصمعي في قول مَعْقِلٍ الهُذلي يصف أسداً ويرثي بالقِطْعَةِ التي منها هذا البيت أخاه عمراً؛ وتُروى القِطْعَةُ للمُعِطَّل الهُذَلي أيضا:
له أيكةٌ لا يأمن الناسُ غـيبـهـا      حَمى رَفْرَفاً منها سِبَاطاً وخروعا

إن الرَّفْرَفَ شجر مسترسل ينبت باليمن. والرَّفْرَفُ -أيضاً-: الرَّفُّ تُجْعَلُ عليه طرائف البيت. والرَّفْرَاف: طائر؛ وهو خاطف ظله عن أبن سلمة، وربما سموا الظليم بذلك لأنه يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يعدو.  وأرَفت الدجاجة على بيضها: بسطت عليه جناحيها. وقال أبن عباد: الرَّفْرَفَةُ: الصوت. ورَفْرَفَ الظَّلِيمُ: إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه. وقال أبن عباد: أرْتَفَّ: أي برق. والتركيب يدل على المَصِّ وما أشبهه؛ وعلى الحركة والبريق، وقد شذ عنه الرَّفُّ للقطيع من الإبل والشاء والبقر.

وَرَفَ (القاموس المحيط) [216]


وَرَفَ الظِّلُّ يَرِفُ وَرْفاً ووَريفاً ووُرُوفاً: اتَّسَعَ وطالَ وامتَدَّ،
كأَوْرَفَ ووَرَّفَ. والوَرْفُ: مارَقَّ من نَواحِي الكَبِدِ.
والرُّفَةُ، كثُبَةٍ: التِّبْنُ.
وكَعِدَةٍ: الناضِرُ من النَّبْتِ.
ووَرَّفْتُه تَوْريفاً: مَصَصْتُهُ،
و~ الأرضَ: قَسَمْتُها.

ورف (الصّحّاح في اللغة) [213]


ظلٌّ وارِفٌ، أي واسعٌ.
وقد وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَريفاً، أي اتَّسع. النبتُ، أي اهتزَّ فهو وارِفٌ، أي ناضرٌ رَفَّافٌ شديد الخضرة.

رفف (الصّحّاح في اللغة) [208]


الرَفُّ: شبهُ الطاقِ، والجمع رُفوفٌ. من ضأنٍ، أي جماعة.
والرَفُّ: المصُّ والتَرَشُّفُ.
وقد رَفَفْتُ أَرُفُّ بالضم.
وفلانٌ يَرُفُّنا، أي يَحوطُنا.
وفي المثل: مَنْ حَفَّنا أو رَفَّنا فليَقْتَصِدْ.
وما له حافّ ولا رافّ. لونه يَرِف بالكسر رَفّاً ورَفيفاً، أي برقَ وتلألأ.
وثوبٌ رَفيفٌ وشجرٌ رفيفٌ، إذا تَنَدَّتْ. قال الأعشى يذكر ثَغْر امرأة:
تَشْفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَة      ومَهاً تَرِفُّ غُـروبُـهُ

رف (المعجم الوسيط) [206]


 رفا ورفيفا ورفة رَفْرَف يُقَال رف الطَّائِر ورفت الْعين أَو الْحَاجِب اضْطَرَبَتْ وتحركت بِخَير أَو شَرّ قَالَ أَبُو الْعَلَاء (لم أدر إِلَّا الظَّن ظن الْغَائِب ... أبك أم بالغيث رف حاجبي) ورف النَّبَات وَنَحْوه اهتز من الرّيّ والنضارة والبرق وَغَيره تلألأ وَفُلَان رفا أكل كثيرا وَله وَإِلَيْهِ هش واهتز وارتاح يُقَال رف فُؤَادِي لحديثه وَالْقَوْم بِهِ أَحدقُوا وَأَحَاطُوا وَعَلِيهِ النِّعْمَة أَو السَّعَادَة ضفت وَله كسب وَله سعى بِمَا عز وَهَان من خدمَة وَفُلَانًا رفا أعطَاهُ وماره وأطعمه وَأحسن إِلَيْهِ وأكرمه يُقَال ذهب من كَانَ يحفه ويرفه يحوطه وَيُحِبهُ ويشفق عَلَيْهِ شَفَقَة من يرف وَلَده أَو حَبِيبه وَمَا لَهُ حاف . . . أكمل المادة وَلَا راف أَي من يحوطه ويعطف عَلَيْهِ وَالطَّعَام أكله أكلا كثيرا والبقل وَنَحْوه أكله وَلم يمْلَأ بِهِ فَاه وَالأُم رضعها وَاللَّبن شربه كل يَوْم وَالشَّيْء مصه وترشفه يُقَال رف الْمَرْأَة أَو شفتيها قبلهَا بأطراف شَفَتَيْه وَالدَّابَّة عَلفهَا رفة وَالْبَيْت وَغَيره عمل لَهُ رفا وَالثَّوْب وَغَيره رفأه بآخر ليتسع من أَسْفَله رف:  الثَّوْب وَنَحْوه رففا رق فَهُوَ رفيف 

ورف (مقاييس اللغة) [62]



الواو والراء والفاء: أصلٌ يدلُّ على رقَّة ونَضرة.
ونَباتٌ وارِفٌ. وَرِيفاً، إذا رأيتَ لـه من رِيِّه بَهجةً.
وظلٌّ وارف: ممدود.
وما رقَّ من نَواحِي الكبد: الوَرْف. إن الرُّفَة: التِّبْن.
وأظنُّ أنَّ الناقص من أوّلها واو.

ورف (المعجم الوسيط) [61]


 الظل ورف وَالشَّيْء مصه وَالْأَرْض قسمهَا 

ورف (المعجم الوسيط) [55]


 النبت وَالشَّجر (يرف) ورفا ووريفا تنعم واهتز وَرَأَيْت لخضرته بهجة من ريه وَنعمته وَالشَّيْء برق والظل اتَّسع وَطَالَ وامتد فَهُوَ وارف 

أورف (المعجم الوسيط) [7]


 الظل ورف 

وهف (الصّحّاح في اللغة) [7]


وَهَفَ النباتُ يَهِفُ وَهْفاً ووَهيفاً، أي أورق واهتزَّ، مثل وَرَفَ وَرْفاً ووَريفاً.
وقولهم: ما يوهَفُ له شيءٌ إلاَّ أخذه، أي ما يرتفع.

رفه (المعجم الوسيط) [8]


 رفها ورفوها أَصَابَهُ نعْمَة وسعة من الرزق فَهُوَ رافه وَهِي رافهة وَيُقَال رفه عيشه اتَّسع ولان وَفُلَانًا وَبِه رَحمَه ورأف بِهِ رفه:  رفاهة ورفاهية رفه فَهُوَ رفيه ورافه 

وهف (لسان العرب) [6]


الوَهْفُ مثل الوَرْفِ: وهو اهتزاز النبت وشدّة خُضرته.
وهَف النبتُ يَهِف وَهْفاً ووَهِيفاً: اخضرّ وأَورق واهتز مثل ورَف ورْفاً. يقال: يَهِفُ ويَرِفُ وَهِيفاً ووَرِيفاً.
وأَوْهف لك الشيء: أَشرفَ وسُنَّته الوِهَافة (* قوله «وسنته الوهافة» كذا بالأصل، ولعل هذه الجملة مقدمة من تأخير وحق التركيب: الواهف، في الأصل، قيم البيعة وسنته الوهافة أي طريقته خدمة البيعة والقيام بأمرها.).
وفي الحديث: فلا يُزالَنّ واهِفٌ عن وِهافَتِه.
وفي كتاب أَهل نَجْرانَ: لا يُمْنع واهف عن وَهْفِيَّتِه، ويروى وَهافته ووِهافته. قال: الواهِفُ في الأَصل قيِّم البِيعةِ، ويروى وافِهٌ عن وَفْهِيَّته، وهو مذكور في موضعه.
ويقال: ما يُوهِفُ له شيء إلاَّ أَخذه أَي ما يرتفع . . . أكمل المادة له شيء إلا أَخذه.
وكذلك ما يُيطِفُّ له شيء وما يُشْرِف إيهافاً وإشرافاً.
وروي عن قتادة أَنه قال في كلام: كلما وهَف لهم شيء من الدنيا أَخذوه؛ معناه كلما بدا لهم وعرَض.
وقال الأَزهري في هذا المكان: يقال وهَف الشيء يَهِفُ وهْفاً إذا طارَ؛ قال الراجز: سائلة الأَصْداغ يَهْفو طاقُها أَي يطير كساؤها، ومنه قيل للزَّلة هَفْوة، وأَورد ابن بري هذا البيت في ترجمة هفا. المفضَّل: الواهف قيِّم البِيعة، ومنه قول عائشة في صفة أَبيها، رضي اللّه عنهما: قلَّده رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وَهْف الأَمانةِ، وفي رواية: وَهْف الدِّين، أَي قلَّده القِيامَ بشرَف الدِّين بعده، كأَنما عنَتْ أَمرَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، إيّاه أَن يصليَ بالناس في مرَضه، وقيل: وَهْفُ الأَمانة ثِقَلُها.
ووَهْفٌ وهَفْو: وهو المَيْل من حقّ إلى ضعْف، قال: وكلا الأَمرين مدح لأَبي بكر: أَحدهما القيام بالأَمر، والآخر رَدُّ الضعف إلى قوّة الحق.

لطف (المعجم الوسيط) [4]


 بِهِ وَله لطفا ولطفا رفق بِهِ ورأف فَهُوَ لطيف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {الله لطيف بعباده} وَهُوَ لطيف بِهَذَا الْأَمر رَفِيق بمداراته لطف:  الشَّيْء لطفا ولطافة رق (ضد كثف) يُقَال الْهَوَاء جسم لطيف ورق (ذد خشن) يُقَال فتاة ذَات خلق لطيف ورق وَصغر يُقَال عود لطيف وَيُقَال لطف عَنهُ صغر عَنهُ فَهُوَ لطيف (ج) لطاف ولطفاء وَهِي لَطِيفَة (ج) لطاف ولطائف 

وهف (العباب الزاخر) [3]


وَهَفَ النَّبَات يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيْفاً: أي أورق واهتزَّ؛ مثل وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً. والواهِفُ والوافِهُ: سادن الكنسية وقيِّمُها التي فيه صليبهم، وعمله الوِهَافَة والوُهْفِيَّة والوِفَاهَةُ والوُفْهِيَّة.
ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: لا يُغَيَّر واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه ولا قِسِّيْس عن قِسِّيْسيَّتِه.
ويروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه. وفي حديث عائشة وذكرت أباها -رضي الله عنهما-: قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راضٍ قد طوَّقه وَهْفَ الأمانة -ويروى: الإمامة-. أي القيام بها، من واهِفِ النَّصارى.
وأصله من وَهَفَ يَهِفُ: إذا دَنَا، ووَهَفَ ووَحَفَ: أخوان، يقال: خُذ ما وَهَفَ لك ووَحَفَ لك: أي دنا وأمْكَنَ، وذلك أنّ القيِّمَ بالشيء دانٍ منه أبداً لازِم . . . أكمل المادة له لا يُرَخِّص لنَفْه في التَّجَافي عنه.
ويَجوز أن يكون من وَهفَ النَّبْتُ إذا أوْرَق واهتزَّ لأنه حينئذ يظهر صلاحه؛ فشُبِّه به ما يَظْهَرُ من صَلاح الشيء بقَيِّمِه والمُعتنى بشأنه.
وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب م ي ح.
وقال الأزهري: معناه: قلَّدَه القيام بشرف الدين بعده، كأنها عَنَتْ أمْره إياه بأن يُصلِّي بالناس في مرضه، ويقال: وَهْفٌ وهَفْوٌ؛ وهما الميل من حقٍّ إلى باطل وضَعْفٍ، قال: وكِلا القولين مَدح لأبي بكر -رضي الله عنه-: أحدهما القيام بالأمر؛ والآخر رَدُّ الضَّعْفِ إلى قُوَّة الحقّ. وقال قتادة في قوله تعالى: (يَأْخُذُوْنَ عَرَضَ هذا الأدْنى ويقولُونَ سيُغْفَرُ لنا) نَبَذوا الإسلام وراء ظهورهم وتمنوا على الله الأماني كلّما وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أكلوه ولا يُبالون حلالاً كان أو حَراماً: أي بدا لهم وعَرَض، يقال وَهَف لي كذا وَهْفاً: أي طَفَّ لي.
ومنه حديثه أيضاً: كانوا إذا وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أخذوه؛ وإلاّ لم يتقطّعوا عليها حسرةً.
وكذلك أوْهَفَ، يقال: ما يُوْهِفُ له شيء إلاّ أخَذَه: أي ما يرتفع.

بجد (لسان العرب) [2]


بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً؛ الأَخيرة عن كراع: كلاهما أَقام به؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت: لزمت المرتع.
وعنده بَجْدَة ذلك، بالفتح، أَي علمه؛ ومنه يقال: هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له، وكذلك يقال للدليل الهادي؛ وقيل: هو الذي لا يبرح، من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام.
وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك، بضم الباء والجيم، أَي بدخيلته وبطانته.
وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ.
وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة، وجمعه بُجُودٌ؛ قال كعب بن مالك: تلوذ البُجودُ بأَدرائنا، من الضُّرّ، في أَزَمات السّنينا ويقال للرجل المقيم بالموضع: إِنه لَباجِدٌ؛ وأَنشد: فكيف ولم تَنْفِطْ . . . أكمل المادة عَناقٌ، ولم يُرَعْ سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِدُ والبَجْدُ من الخيل: مائة فأَكثر؛ عن الهجري.
والبِجاد: كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب، وقيل: إِذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصِّيصَة، فهو بِجاد، والجمع بُجُدٌ؛ ويقال للشُّقَّة من البُجُد: قَليحٌ، وجمعه قُلُح، قال: ورَفُّ البيت: أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض، وجمعه رُفوف. أَبو مالك: رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض، ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو عنبسة بن نهم (* قوله «وهو عنبسة بن نهم إلخ» عبارة القاموس وشرحه: ومنه عبدالله بن عبد نهم بن عفيف إلخ). المزني. قال ابن سيده: أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقيل: سماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين، فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى.
وفي حديث جبير بن مطعم: نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ؛ البجاد: الكساءُ، أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم.
وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود.
وفي حديث معاوية: أَنه مازح الأَحنف بن قيس فقال له: ما الشيءُ الملفف في البِجاد؟ قال: هو السخينة يا أَمير المؤمنين؛ الملفف في البِجاد: وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك، وكانت تميم تعير بها، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله.
وبِجاد: اسم رجل، وهو بِجاد بن رَيْسان. التهذيب: بُجُودات في ديار سعد مواضع معروفة وربما قالوا بُجُودة؛ وقد ذكرها العجاج في شعره فقال: «بَجَّدْن للنوح» أَي أَقمن بذلك المكان.

ريش (لسان العرب) [1]


الرِّيشُ: كِسْوةُ الطائر، والجمع أَرياش ورِياشٌ؛ قال أَبو كبير الهذلي: فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها، خَشْفَ الجَنُوب بيابِسٍ من إِسْحِلِ وقرئ: ورِياشاً ولِباسُ التَّقْوى؛ وسمى أَبو ذؤيب كسوةَ النحل ريشاً فقال: تظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها واحدته رِيشة.
وطائرٌ راشٌ: نَبَتَ رِيشُه.
وراشَ السهمَ رَيْشاً وارْتاشَه: ركّب عليه الرِّيشَ؛ قال لبيد يصف السهم: ولئن كَبِرْتُ لقد عَمَرْتُ كأَنني غُصْنٌ، تُقَيِّئه الرِّياحُ، رَطِيبُ وكذاك حقًّا، مَن يُعَمِّرْ يُبْلِه كَرُّ الزمانِ عليه، والتقْلِيبُ حتى يَعُودَ من البلاء كأَنه، في الكفّ، أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ، لا الريشُ يَنْفعه، ولا التعْقِيبُ وقال ابن بري: البيت لنافع . . . أكمل المادة بن لقيط الأَسدي يصف الهَرَمَ والشَّيْبَ، قال: ويقال سَهم مُرُطٌ إِذا لم يكن عليه قُذَذٌ، والقِذاذ: ريشُ السهم، الواحدة قُذّة، والتعقيبُ: أَن يُشدَّ عليه العَقَبُ وهي الأَوتار، والأَفْوَقُ: السهم المكسور الفوقِ، والفيوق: موضع الوَتَرِ من السهم، والناصلُ: الذي لا نَصْل فيه، والمعصوب: الذي عُصِب بِعصابة بعد انكساره؛ وأَنشد سيبويه لابن ميَّادة: وارْتَشْنَ، حين أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا، نَبْلاً بلا رِيشٍ ولا بِقِداح وفي حديث عمر قال لجرير بن عبد اللَّه وقد جاء من الكوفة: أَخْبِرني عن الناس، فقال: هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ أَي ذو الريش إِشارة إِلى كماله واستقامته.
وفي حديث أَبي جُحَيفة: أَبْرِي النَّبْلَ وأَرِيشُها أَي أَعْمَلُ لها رِيشاً، يقال منه: رِشْتُ السهم أَرِيشُه.
وفلان لا يَرِيشُ ولا يَبْرِي أَي لا يضر ولا ينفع. أَبو زيد: يقال لا تَرِشْ عليّ يا فلانُ أَي لا تَعْترض لي في كلامي فتَقْطَعه عليّ.
والرَّيْشُ، بالفتح: مصدرُ راش سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عليه الرِّيشَ.
ورِشْتُ السهمَ: أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ؛ ومنه قولهم: ما لَه أَقذُّ ولا مَرِيشٌّ أَي ليس له شيء.
والرائِشُ: الذي يُسْدِي بين الراشي والمُرْتَشي.
والراشي: الذي يتردّد بينهما في المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي من مال الراشي.
وفي الحديث: لَعَنَ اللَّه الراشِيَ والمُرْتَشِيَ والرائش؛ والرائشُ: الذي يسعى بين الراشي والمُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما.
وبُرْدٌ مُرَيّشٌ؛ عن اللحيَاني: خطوطُ وشْيِهِ على أَشكال الرِّيش. نصيرٌ: الرِّيَشُ الزبَب، وناقة رَياشٌ، والزبَب: كثرةُ الشعر في الأُذنين ويَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ؛ وأَنشد: أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَياشِ، أَخْطَأَها في الرَّعْلةِ الغَواشِ، ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ والريشُ: شعرُ الأُذن خاصّة.
ورجل أَرْيَشُ وراشٌ: كثير شعر الأُذُن.
وراشَه اللَّهُ يَرِيشُه رَيْشاً: نَعشَه.
وتَرَيَّش الرجلُ وارْتاشَ: أَصابَ خيراً فرُئيَ عليه أَثَرُ ذلك.
وارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه.
ورِشْتُ فلاناً إِذا قوَّيْته وأَعَنْته على معاشه وأَصْلَحْت حالَه؛ قال الشاعر عمير (* قوله «قال الشاعر عمير إلخ» هكذا في الأَصل، وعبارة شارح القاموس: قال سويد الأَنصاري.) بن حبَّاب: فرِشْني بخيرٍ، طالَما قد بَرَيْتَني، وخَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ ولا يَبْري والرِّيشُ والرِّياشُ: الخِصْبُ والمعاشُ والمالُ والأَثاثُ واللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ.
وفي التنزيل العزيز: ورِيشاً ولِباسُ التَّقْوى، وقد قرئ: رِياشاً، على أَن ابن جني قال: رِياشٌ قد يكون جمعَ ريش كلِهْبٍ ولِهابٍ؛ وقال محمد بن سَلامٍ: سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ يقول: الرِّيشُ الزِّينةُ والرِّياشُ كلُّ اللباس، قال: فسأَلت يونسَ فقال: لم يقل شيئاً، هما سواءٌ، وسأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال؛ قال أَبو الفضل: أَراه يعني كما قال أَبو المنذر قال: وقال الحَرَّاني سمعت ابن السكيت قال: الريشُ جمعُ ريشة.
وفي حديث عليّ: أَنه اشترى قَميصاً بثلاثة دَراهم وقال: الحمدُ للِّه الذي هذا من رِياشه؛ الرِّيشُ والرِّياشُ: ما ظهَر من اللباس.
وفي حديثه الآخَر: أَنه كان يُفْضِلُ على امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ من رِياشِه أَي مما يستفيده، وهذا من الرِّياشِ الخِصْبِ والمعاشِ والمال المستفاد.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما: يَفُكّ عانِيَها ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يَكْسُوه ويُعِينُه، وأَصله من الرِّيشِ كأَنّ الفقِيرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ به كالمَقْصوصِ من الجَناحِ. يقال: راشَه يَرِيشُه إِذا أَحْسَنَ إِليه.
وكلُّ من أَوْلَيْتَه خيراً، فقد رِشْتَه؛ ومنه الحديث: أَن رجلاً راشَه اللَّه مالاً أَي أَعطاه؛ ومنه حديث أَبي بكر والنسّابة: الرائشون، وليس يُعرف رائِشٌ، والقائلون: هلُمَّ للأَضيافِ ورجل أَرْيشُ وراشٌ: ذو مال وكسوة.
والرِّياشُ: القِشْرُ وكلُّ ذلك من الرِّيشِ. ابن الأَعرابي: راشَ صدِيقَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا أَطعَمه وسقاه وكساه.
وراشَ يَرِيشُ رَيشاً إِذا جَمَع الرِّيشَ وهو المال والأَثاث. القتيبي: الرِّيشُ والرِّياشُ واحدٌ، وهما ما ظهر من اللباس.
ورِيشُ الطائرِ: ما سَتَرَه اللَّه به.
وقال ابن السكيت: قالت بنو كلاب الرِّياشُ هو الأَثاث من المتاع ما كان من لِباسٍ أَو حشْوٍ من فراش أَو دِثارٍ، والرِّيشُ المتاعُ والأَموالُ.
وقد يكون في النبات دون المال.
وإِنه لحسَنُ الرِّيش أَي الثيابِ.
ويقال: فلان رَيِّشٌ ورَيْشٌ وله رِيشٌ وذلك إِذا كَبُر ورَفَّ، وكذلك راشَ الطائرُ إِذا كان عليه زَغَبة من زِفٍّ، وتلك الزَّغَبة يقال لها النُّسال. الفراء: شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه، وراشَ إِذا استَغْنى.
ورُمْحٌ راشٌ ورائِشٌ: خَوّارٌ ضعيفٌ. بالرِّيشِ لخفّته.
وجَمَل راشُ الظَّهر ضعيفٌ.وناقةٌ رائِشةٌ: ضعيفةٌ.
ورجل راشٌ: ضعيف، وأَعطاه مائة بريشها؛ وقيل: كانت الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جعليوا في أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِيشاً، وقيل: رِيشَ النعامةِ لِيُعلم أَنها من حِبَاء المَلِك، وقيل: معناه برِحالِها وكسوتها وذلك لأَن الرحال لها كالرِّيشِ؛ وقول ذي الرمة: أَلا تَرى أَظْعانَ ميَّ كأَنها ذُرى أَثْأَبٍ، راشَ الغُصونَ شَكِيرُها؟ قيل في تفسيرها: راشَ كَسَا، وقيل: طالَ؛ الأَخيرة عن أَبي عمرو، والأَوّل أَعْرَفُ.
وذاتُ الرِّيش: ضرْبٌ من الحَمْضِ يُشْبِه القَيْصومَ وورقُها وورْدُها يَنْبُتان خِيطاناً من أَصلٍ واحد، وهي كثيرةُ الماءِ جدًّا تَسِيل من أَفواه الإِبِل سيْلاَ، والناسُ يأْكلونها؛ حكاها أَبو حنيفة.
والرائِشُ الحِمْيَريُّ: ملِكٌ كان غزا قوماً فغنِم غنائم كثيرةً وراشَ أَهلَ بيتِه. الجوهري: والحرث الرائِشُ من ملوك اليمن.